Professional Documents
Culture Documents
يمذيت
[أسببة انتشبيه]
[انكالو في انرؤيت]
[شُبه انًشبهت ،وانجىاة عهيه]
[انعذل]
[يعبَي انهذي وانضالل]
[انًعبصي وانطبعبث يٍ فعم انعبذ]
[شبه انمذريت]
[انًرجئت]
[فرائض هللا تعبنً وَىاهيه]
[شُبه انًرجئت]
[يىاالة أونيبء هللا تعبنً]
[يعبداة انكبفريٍ]
[يعبداة انفبسميٍ]
[تعريف انفبسك]
[انتىبت]
[كيفيت انتىبت يٍ حمىق هللا تعبنً]
[كيفيت انتىبت يٍ حمىق انًخهىليٍ]
[انتىبت يٍ انمتم وانجراحبث]
[األَيًبٌ وانتىبت يُهب وانكفبرة]
[كيفيت انتىبت نًٍ ضيع انصالة أو انصيبو أو انزكبة أو انحج]
[كيفيت لضبء انصالة]
[كيفيت لضبء انصىو]
[كيفيت لضبء انزكبة]
[كيفيت لضبء انحج]
[أسباب التشبيو]
ول قد ضل قوـ شلن ينتحل اإلسالـ من ادلشبهة ادللحدين الذين شبهوا اهلل عز ذكره خبلقو،
ٍ
بآيات من وشبح مشهود ،واعتلُّوا زلدود جسم وزعموا أنَّو على صورة اإلنساف ،وأنو
ٌ ٌ ٌ
حرؼ َمن كاف قبلهم ِمن حرفوىا بالتأويل ،ونقضوا هبا التنػزيل كما َّ ٍ
متشاهبات َّ الكتاب
الضالَّؿ من بغاة اإلسالـ، وبأحاديث افتعلها ُ
َ كالـ اهلل عن مواضعو،
اليهود والنصارى َ
فحملها عنهم اجلهاؿ فيها اإلحلاد والكفر باهلل ،وأحاديث ََ يعرفوا ُح ْس َن تأَويلِ َها ،وََ
يػَ ْعنُوا بتصحيحها ،فضلوا وأضلوا كثَتاً وضلوا عن سو ِاء السبيل.
[الكالـ في الرؤية]
اضرةٌ ( )22إِلَى ربّْػها نَ ِ ٍِ ِ
اظ َرةٌ)) ََ فكاف شلا تأولوا قوؿ اهلل عزوجلُ (( :و ُجوهٌ يَػ ْوَمئذ نَّ َ
إف اهلل عز وجل يُرى باألبصار يف اآلخرة ،ويػُْنظَُر إليو جهرًة خالفاً لقوؿ اهلل جل فقالواَّ :
ْخبِ ُير)) ،جهالً دبعاين ص َار َو ُى َو اللَّ ِط ُ
يف ال َ ار َو ُى َو يُ ْد ِر ُؾ اْلَبْ َ
صُ ثناؤهَّ(( :لَّ تُ ْد ِرُكوُ اْلَبْ َ
فأما أىل العلم واإلدياف ففسروىا على غَت ما قاؿ أىل التشبيو ادلنافقوف،اآلية وتأويلهاَّ ،
اضرةٌ)) ،يقوؿ :مشرقة حسنة ((إِلَى ربّْػها نَ ٍِِ ِ
اظ َرةٌ))، ََ فقالواُ (( :و ُجوهٌ يَػ ْوَمئذ نَّ َ
يقوؿ :منتظرة ثوابو وكرامتو ورمحتو وما يأتيهم من خَته وفوائده ،وىكذا ذلك يف لغات
العرب ،وبلغاهتا ولساهنا نزؿ القرآف ،يقولوف إذا جاء اخلصب بعد اجلدب :قد نظر اهلل
جل ثناؤه إىل خلقو ،ونظر لعباده ،يريدوف أنو أتاىم بالفرج والرخاء ،ليس يعنوف أنَّو كاف ال
ك َّلَ َخالَ َؽ لَ ُه ْم يراىم ُُّّثَّ صار يراىم ،وقاؿ اهلل جل ذكره وىو يذكر أىل النار(( :أ ُْولَػئِ َ
ة))،تأويل ذلكَّ :أهنم ال يرجوف فِي ِ
اْلخ َرةِ َوَّلَ يُ َكلّْ ُم ُه ُم اللّوُ َوَّلَ يَنظُُر إِلَْي ِه ْم يَػ ْوَـ ال ِْقيَ َام ِ
أىل اجلنة ينظر اهلل إليهم ،وينظروف إىل اهلل ػ من اهلل ػ جل ثناؤه ػ ثواباً ،وال يفعل ذلم خَتاً ،و ُ
جل ثناؤه ػ ،ومعنى ذلكَّ :أهنم يرجوف من اهلل خَتاً ،ويأتيهم منو خَتٌ ،ويفعلُوُ هبم ،وليس
عز ذواجلالؿ واإلكراـ ػ ،وكيف يرونو معٌت ذلك أهنم ينظروف إليو جهرة باألبصار ػ َّ
ار))، صُزلدود وال ذو أقطار؟! ،كذلك ىو ػ جل ثناؤه ػ ((َّل تُ ْد ِرُكوُ اْلَبْ َ باألَبصار وىو ال ٌ
األقطار كاف زلتاجاً إىل
ُ َقطار ،ومن أحاطت بو
األبصار فقد أحاطت بو األ ُ ُ ومن أدركتو
اط بو ،وأقهر باإلحاطة ،فكل من ط أكرب من الْمح ِ
َُ األماكن وكانت زليطةً بو ،واحملي ُ ُ
قاؿ :إنو ينظر إليو ػ جل ثناؤه ػ على غَت ما وصفنا من انتظار ثوابو وكرامتو ،فقد زعم أنو
ٍ اخلالق ،وزلاؿ أف يُ ْد ِرَؾ
اخلالق ػ جل ثناؤه ػ بشيء من احلواس؛ ألنَّو خار ٌ
ج ادلخلوؽ َ
ُ يُ ْد ِرُؾ َ
درؾ األبصا ِر،
وحاس ،فكذلك نفى ادلوحدوف عن اهلل ػ جل ثناؤه ػ َ ٍّ ِمن معٌت كل زلسوس
وحجب األستا ِر ،ػ فتعاىل اهلل عن صفة ادلخلوقُت علواًكبَتاً ال إلو إالّ ىو
َ وإحاطةَ األقطا ِر،
رب العادلُت ػ.
ّ
[ ُشبو المشبهة ،والجواب عليها]
ض َج ِم ًيعا ي)) وقولوَ (( :و ْاْل َْر ُ ت بِيَ َد َّ
قوؿ اهلل تبارؾ وتعاىلَ (( :خلَ ْق ُ وتأولت أيضاً الْ ُم َّشبِ َهةُ َ
ص ِّفا
ك َ ك َوال َْملَ ُ ات بِيَ ِمينِ ِو)) وقولوَ (( :و َجاء َربُّ َات َمطْ ِويَّ ٌ
ماو ُ
الس َ ضتُوُ يَػ ْوَـ ال ِْقيَ َام ِة َو َّ
قَػ ْب َ
ص ٌير)) وقولوَ (( :ويُ َح ّْذ ُرُك ُم ص ِّفا)) وقولو(( :وَكلَّم اللّوُ موسى تَ ْكلِيما)) وقولو(( :س ِميع ب ِ
َ ٌَ ً ُ َ َ َ َ
ك إََِّّل َو ْج َهوُ)) ففسروا ذلك على ما تومهوا من سوُ)) وقولوُ (( :ك ُّل َش ْي ٍء َىالِ ٌ اللّوُ نَػ ْف َ
أنفسهم ،وبأنو عز وجل عندىم يف ذلك كلو على معٌت ادلخلوقُت وصفاهتم يف ىيئاهتم
وأفعاذلم ،فكفروا باهلل العظيم وعبدوا غَت اهلل الكرًن ،وتأويل ذلك كلو عند أىل اإلدياف
والتوحيد أف اهلل عز وجل ليس كمثلو شيء.
ي)) يعٍت بقدريت وعلمي ،يريد أين على ذلك قادر ت بِيَ َد َّ فأما قولو تبارؾ وتعاىلَ (( :خلَ ْق ُ َّ
وبو عاَ توليت ذلك بنفسي ال شريك يل يف تدبَتي وصنعي ،ال أف قدريت وعلمي ونفسي
غَتي ،بل أنا الواحد الذي ال شيء مثلي ،وقد بُت معٌت ىذه اآلية يف آية أخرى فقاؿ:
آد َـ َخلَ َقوُ ِمن تُػر ٍ
اب ثِ َّم قَ َ يسى عن َد اللّ ِو َك َمثَ ِل َ
ِ ِ ِ
اؿ لَوُ ُكن فَػيَ ُكو ُف)) وقاؿ َ ((إ َّف َمثَ َل ع َ
كونا شيئاً إذا يد ر ي ))، ف
ُ و ك
ُ َي ػ
َف ن ك
ُ و
ُ ل
َ وؿ
َ ق
ُ َّ
ػن َف أ اه
ُ َن د
ْ َر
َ أ ا ذ
َ شي ٍء إِ َ جل ذكره(( :إِنَّما قَػولُنَا لِ
َ ْ
ّ ْ
ت أَيْ ِدينَا أَنْػ َع ًاما فَػ ُه ْم لَ َهاكاف ،وقاؿ تبارؾ وتعاىل(( :أ ََولَ ْم يَػ َرْوا أَنَّا َخلَ ْقنَا لَ ُه ْم ِم َّما َع ِملَ ْ
اف يُ ِنف ُقمالِ ُكو َف)) يقوؿ :شلا عملت أنا بنفسي ،وقاؿ جل ثناؤه(( :بل ي َداهُ مبْسوطَتَ ِ
َْ َ َ ُ َ
شاء)) ،وتأويل ذلك عند أىل العلم بل نعمتاه مبسوطتاف على خلقو نعمة الدنيا ف يَ َ
َك ْي َ
ونعمة اآلخرة ،وقيل يف تأويلو بل رزقاه مبسوطاف على خلقو رزؽ موسع ورزؽ مضيق ينفق
كيف يشاء ،أي يفعل من ذلك ما ىو أصلح لعباده ،كذلك قاؿ جل ثناؤه(( :بِي ِدهِ
َ
ْك )) يعٍت لو ادللك ،وكذلك تقوؿ العرب ادللك بيد فالف وقد قبض فالف ادللك
ال ُْمل ُ
واألرض وذلك يف قبضتو وبيمينو يعنوف يف قدرتو وملكو ،كذلك السماوات واألرض وما
بينهما وما فيهما يف قبضة اهلل وديينو يعٍت يف قدرتو وملكوتو وسلطانو اليوـ ويوـ القيامة ويف
كل وقت كما قاؿ جل ثناؤهَ (( :و ْاْل َْم ُر يَػ ْوَمئِ ٍذ لِلَّ ِو)) فاألمر([ )]2يومئذ واليوـ بيده ،وقاؿ
ت أَيْ ِدي ُك ْم)) ودبا كسبت تبارؾ وتعاىل دلن عصاه وىو يساؽ إىل النارَ (( :ذلِ َ
ك بِ َما قَ َّد َم ْ
يداؾ ،يريد دبا كسبت أنت بقولك وفعلك ليس يعٍت يده دوف بدنو وجوارحو ،وقاؿ جل
ت أَيْ َمانُ ُك ْم)) يعٍت ما ملكتم أنتم، ثناؤه لنبيئو صلوات اهلل عليو وعلى آلو(( :إَِّلَّ َما َملَ َك ْ
وتقوؿ العرب أسلم فالف على يدي فالف ،يريدوف بقولو وأمره ويقولوف.
شعر:
بِيَ ِد اهلل أمرنا وال َفنَاء
يريدوف باهلل عمرنا والفناء ،ويقولوف نواصينا بيد اهلل ،وضلن يف قبضة اهلل ،يريدوف يف ىذا
كلو أنا يف قدرتو وملكو ،ليس يذىبوف إىل يد كيد اإلنساف أو غَته من اخللق.
ص ِّفا)) يقولوف جاء اهلل جل ثناؤه بآياتو العظاـ ص ِّفا َك َ ك َوال َْملَ ُ
ومعٌت قولوَ (( :و َجاء َربُّ َ
يف مشاىد القيامة ،وجاء بتلك الزالزؿ واألىواؿ وجاء بادلالئكة الكراـ ،فتجلت الظلم،
وأنكشفت عن ادلرتابُت البُهم ،وبدا ذلم من اهلل ما َ يكونوا حيتسبوف ،وليس قولوَ (( :و َجاء
مكاف إىل مكاف ،أو جاء من ك)) أنو جاء من مكاف ،وال أنو زائل وحائل أو منتقل من ٍ َربُّ َ
مكاف إىل مكاف ػ تبارؾ اهلل وتعاىل عن ذلك ػ بل ىو شاىد كل مكاف وال حيويو مكاف، ٍ
وىو عاَ كل صلوى وحاضر كل مأل.
كذلك قولوَ (( :ى ْل يَنظُُرو َف إَِّلَّ أَف يَأْتِيَػ ُه ُم اللّوُ فِي ظُلَ ٍل ّْم َن الْغَ َم ِاـ)) كما قاؿ جل
ص ُمو َف)) وكذلك قاؿ جل ثناؤه: ْخ ُذ ُى ْم َو ُى ْم يَ ِخ ّْ ثناؤه(( :ما ينظُرو َف إََِّّل صيحةً و ِ
اح َد ًة تَأ ُ َْ َ َ َ َ ُ
اى ُم اللَّوُ ِم ْن َح ْي ُ
ث لَ ْم يَ ْحتَ ِسبُوا)) يعٍت ِِ
((فَأَتَى اللّوُ بُػ ْنػيَانَػ ُهم ّْم َن الْ َق َواعد))وقاؿ(( :فَأَتَ ُ
بذلك كلو أنو أتاىم بعذابو وأمره ليس أنو أتاىم بنفسو زائالً ،وكاف يف مكاف فكاف عنو
منتقالً ،وكذلك يقوؿ القائل للرجل إذا جاء بأمر عجيب :لقد أتى فالف أمراً عجيباً،
يريدوف أنو فعل شيئاً أعجبو ،فذلك تأويل اجمليء من اهلل جل ثناؤه ال ىو باإلنتقاؿ وال
بالزواؿ؛ ألف الزائل مدبر زلتاج لوال حاجتو إىل الزواؿ ََ يػَُزْؿ فلذلك نفى ادلوحدوف عن اهلل
جل ثناؤه الزواؿ واإلنتقاؿ.
ِ
يما)) فذىبت ادلشبهة إىل أف اهلل تعاىل َّ
عما قالوا علواً كبَتاً وقولوَ (( :وَكلَّ َم اللّوُ ُم َ
وسى تَ ْكل ً
تكلم بلساف وشفتُت وخرج الكالـ منو كما خرج الكالـ من ادلخلوقُت فكفروا باهلل العظيم
حُت ذىبوا إىل ىذه الصفة ،ومعٌت كالمو جل ثناؤه دلوسى صلوات اهلل عليو عند أىل
اإلدياف والعلم أنو أنشأ كالماً خلقو كما شاء فسمعو موسى صلى اهلل عليو وفهمو ،وكل
مسموع من اهلل جل ثناؤه فهو سللوؽ ألنو غَت اخلالق لو ،وإمنا ناداه اهلل جل ثناؤه فقاؿ:
ين )) والنداء غَت ادلنادي ،وادلنادي بذلك ىو اهلل جل ثناؤه، ِ ((إِنّْي أَنَا اللَّوُ َر ُّ
ب ال َْعالَم َ
والندى غَت اهلل وما كاف غَت اهلل شلا يعجز عنو اخلالئق فمخلوؽ ألنو َ يكن ُّث كاف باهلل
وحده ال شريك لو ،وكذلك عيسى صلوات اهلل عليو كلمة اهلل وروحو وىو سللوؽ كما قاؿ
اؿ لَوُ ُكن اب ثِ َّم قَ َ آد َـ َخلَ َقوُ ِمن تُػر ٍ ِ
يسى عن َد اللّ ِو َك َمثَ ِل َ عاهلل يف قولو(( :إِ َّف مثَل ِ
َ َ َ َ
فَػيَ ُكوف)) ،وكذلك قرآف اهلل ،وكتب اهلل كلها قاؿ اهلل جل ثناؤه(( :إِنَّا َج َعلْنَاهُ قُػ ْرآنًا
اح َدةٍ َو َخلَ َق ِم ْنػ َها َزْو َج َها)) يقوؿ: سوِ
َع َربِيِّا)) يريد خلقناه كما قاؿَ (( :خلَ َق ُكم ّْمن نَّػ ْف ٍ َ
خلق منها زوجها.
ٍ ِ
استَ َم ُعوهُ)) وقاؿ تبارؾ وقاؿ جل ثناؤهَ (( :ما يَأْتِي ِهم ّْمن ذ ْك ٍر َّمن َّربّْ ِهم ُّم ْح َدث إََِّّل ْ
ث لَ ُه ْم ِذ ْك ًرا))، يث)) وقاؿ سبحانو(( :أ َْو يُ ْح ِد ُ وتعاىل(( :فَ َذرنِي ومن ي َك ّْذب بِ َه َذا الْح ِد ِ
َ ْ ََ ُ ُ
فكل زلدث من اهلل جل ثناؤه فمخلوؽ ألنو َ يكن فكاف باهلل وحده ال شريك لو ،فاهلل
أوؿ َ يزؿ وال يزوؿ.
ص ٌير )) فمعٌت ذلك أنو ال زبفى عليو األصوات وال اللهوات وال غَتىا و َّأما قولو(( :س ِميع ب ِ
َ ٌَ
من األعياف أين ما ك انت وحيث كانت يف ظلمات األرض والرب والبحر ،ليس يعٍت أنو
مسيع بصَت جبوارح أو بشيء سواه فيكوف زلدوداً أو يكوف معو غَته موجوداً ػ تعاىل اهلل عن
ذلك ػ.
و َّأما قولوُ (( :ك ُّل َش ْي ٍء َىالِ ٌ
ك إََِّّل َو ْج َهوُ)) وقولوَ (( :ويَػ ْبػ َقى َو ْجوُ َربّْ َ
ك)) فإمنا يعٍت إياه ال
ك)) ،ليس يعٍت بذلك وجهاً غَته ،يقوؿ :كل شيء ىالك إالّ ىو ،وقولو(( :يَػ ْبػ َقى َو ْجوُ َربّْ َ
يف جسد وال جسداً ذا وجو ،تعاىل اهلل عن ىذه الصفات اليت ىي يف ادلخلوقُت
َموجودات.
سوُ)) يريد حيذركم اهلل إياه ال غَته ،وقولو تعاىلْ ((َ :تعلَ ُم َما و َّأما قولوَ (( :ويُ َح ّْذ ُرُك ُم اللّوُ نَػ ْف َ
ك)) يريد تعلم أنت ما أعلم وال أعلم أنا ما تعلم إالّ ما فِي نَػ ْف ِسي َوَّلَ أَ ْعلَ ُم َما فِي نػَ ْف ِس َ
علمتٍت ،ليس يعٍت أف لو نفساً غَته هبا يقوـ ،تعاىل عن ذلك ،وقد يقوؿ القائل :ىذا نفس
احلق ،ونفس الطريق ،وكذلك ىذا وجو الكالـ ووجو احلق يريدوف بذلك كلو ىو احلق،
وىذا ىو الكالـ ،وىذا ىو الطريق ليس يذىبوف إىل شيء غَت ذلك فتعاىل اهلل عن صفات
يع ادلخلوقُت علواً كبَتاً ،ىو الذي ال كفؤ لو وال نظَت لو(( ،لَْيس َك ِمثْلِ ِو َشيء و ُىو َّ ِ
السم ُ ٌْ َ َ َ
ص ُير)) ،فكل من وصف اهلل جل ثناؤه هبيئات خلقو أو شبهو بشيء من صنعو أو تومهو الب ِ
َ
صورًة أو جسماً أو شبحاً ،أو أنو يف مكاف دوف مكاف أو أف األقطار ربويو ،أو أف
احلجب تسًته ،أو أف األبصار تدركو أو أنو َ خيلق كالمو وكتبو والقرآف وغَته من كالمو
وأحكامو ،أو أنو كشيء شلا خلق أو أف شيئاً من خلقو يدركو شلا كاف ،أو يكوف جبارحة أو
حاسة فقد نفاه وكفر بو وأشرؾ بو ،فافهموا ذلك وفقنا اهلل وإياكم إلصابة احلق وبلوغ
الصدؽ.
[العدؿ]
وحد اهلل جل ثناؤه وعرؼ أنو ليس كمثلو شيء أف يتقيو يف سره وعالنيتو وعلى العبد إذا ّ
ويرجوه وخيافو ويعلم أنو عدؿ كرًن رحيم حكيم ال يكلف عباده إالّ ما يطيقوف ،وال
يسأذلم إالّ ما جيدوف ،وال جيازيهم إالّ دبا يكسبوف ويعلموف ،وىكذا جل ثناؤه قاؿ ،يدؿ
فبذلك على رمحتو لناَّ(( :لَ يُ َكلّْ ُ
اىا)) ،وقاؿ جل ثناؤه(( :فَاتَّػ ُقوا اللَّوَ َما ْ
استَطَ ْعتُ ْم)) سا إَِّلَّ ُو ْس َع َها)) ،و((إََِّّل َما آتَ َ
اللّوُ نَػ ْف ً
اع إِلَْي ِو َسبِيالً)) فلم يكلف َّاس ِح ُّج الْبػ ْي ِ
ت َم ِن ْ
استَطَ َ وقاؿ تبارؾ وتعاىلَ (( :ولِلّ ِو َعلَى الن ِ
َ
الرحيم الكرًن أحداً من عباده ما ال يستطيع بل كلفهم دوف ما يطيقوف ،وَ يكلفهم كل
ما يطيقوف وعذرىم عند ما فعل هبم من اآلفات اليت أصاهبم هبا ووضع عنهم الفرض فيها،
ج َوََّل َعلَى ال َْم ِر ِ
يض ج َوََّل َعلَى ْاْلَ ْع َر ِج َح َر ٌ
س َعلَى ْاْلَ ْع َمى َح َر ٌ
فقاؿ ال شريك لو(( :لَْي َ
يؤدوا ما فرض اهلل عليهم وَ يقل جل ثناؤه ليس على الكافر ج)) ألهنم ال يقدروف أف ّ
َح َر ٌ
حرج وال على الزاين حرج والعلى السارؽ حرج ،وذلك أنو َ يفعل ذلك هبم وَ يدخلهم
فيو وَ يقض ذلك وَ يقدره؛ ألنو جور وباطل واهلل جل ثناؤه ال يقضي جوراً وال باطالً وال
فجوراً ألف ادلعاصي كلها باطل وفجور واهلل يتعاىل أف يكوف ذلا قاضياً ومقدراً ،بل ىو كما
ْح َّق َو ُى َو َخ ْيػ ُر ص ال َ ْح ْك ُم إَِّلَّ لِلّ ِو يَػ ُق ُّ ِ
وصف نفسو جل ثناؤه إذ يقوؿ(( :إِف ال ُ
ين)) بل قضاؤه فيها كلها النهي عنها واحلكم على أىلها بالعقوبة والنكاؿ يف الدنيا ِِ
الْ َفاصل َ
واآلخرة إالّ أف يتوبوا فإنو يقبل التوبة ويعفو عن السيئات ،أليس قاؿ جل ثناؤه يف الصياـ:
يضا أ َْو َعلَى َس َف ٍر فَعِ َّدةٌ ّْم ْن أَيَّ ٍاـ أ َ
ُخ َر يُ ِري ُد اللّوُ بِ ُك ُم الْيُ ْس َر َوَّلَ يُ ِري ُد بِ ُك ُم (( َوَمن َكا َف َم ِر ً
الْعُ ْس َر)) فوضع عن ادلرضى الصياـ ألهنم ال يقدروف عليو ووضعو عن ادلسافر وإف كاف
يقدر عليو ،خيربىم أنو إمنا يفعل ذلك ألنو يريد هبم اليسر وال يريد هبم العسر ،ووضع عنو
الصالة قائماً إذا َ يقدر على القياـ وأباح لو أف يصلي جالساً وإف َ يقدر على الصالة
جالساً صلى مضطجعاً أو مستلقياً ،فإف َ يقدر على شيء من ذلك بشيء من جوارحو
فال شيء عليو ،فعل ذلك رمحةً ونعمةً ونظراً لعبادة ،ومن َ يكن لو ماؿ فال زكاة عليو،
وإف كاف ذا ماؿ وحاؿ عليو احلوؿ وىو مائتا درىم فعليو مخسة دراىم فإف نقص من مائيت
درىم شيئاً قل أو كثر فال شيء عليو فيها وكل أمر ال يستطيقو العبد فهو عنو موضوع
وكلف شلا يستطيع اليسَت يريد اهلل جل ثناؤه بذلك التخفيف من عباده تصديقاً لقولو:
((يُ ِري ُد اللّوُ أَف يُ َخ ّْف َ
ف
ض ِعي ًفا)) وقاؿ جل ثناؤهَ (( :وَما َج َع َل َعلَ ْي ُك ْم فِي الدّْي ِن ِم ْن ِ
َعن ُك ْم َو ُخل َق ا ِإل َ
نسا ُف َ
س إَِّلَّ َعلَْيػ َها)) فلم
ب ُك ُّل نَػ ْف ٍ ِ
َح َر ٍج)) ،يقوؿ :من ضيق ،وقاؿ تبارؾ وتعاىلَ (( :وَّلَ تَ ْكس ُ
يؤت أح ٌد من قبل اهلل تبارؾ وتعاىل يف دينو ،وإمنا يؤتى العبد من نفسو بسوء نظره وإيثاره
َ
ىواه وشهوتو ،ومن قبل الشيطاف عدوه يوسوس يف صدره ،ويزين لو سوء عملو ،ويتبعو
فيضلو ويرديو ويهديو إىل عذاب السعَت ،وقاؿ اهلل جل ثناؤه حيذر عباده الشيطاف(( :يَا
ْجن َِّة)) وقاؿ تبارؾ وتعاىل: ج أَبَػ َويْ ُكم ّْم َن ال َ
الش ْيطَا ُف َك َما أَ ْخ َر َ آد َـ َّلَ يَػ ْفتِنَػنَّ ُك ُم َّ بَنِي َ
شاء)) وقاؿ سبحانو(( :إِ َّف َّ
الش ْيطَا َف لَ ُك ْم َع ُد ّّو الش ْيطَا ُف يَ ِع ُد ُك ُم الْ َف ْق َر َويَأ ُْم ُرُكم بِالْ َف ْح َ
(( َّ
السعِي ِر)) أعاذنا اهلل وإياكم من ِ ِ ِ ِ
اب َّ َص َح ِفَاتَّخ ُذوهُ َع ُد ِّوا إِنَّ َما يَ ْد ُعو ح ْزبَوُ ليَ ُكونُوا م ْن أ ْ
ذلك.
وعلى العبد أف يعلم أنو ال حوؿ وال قوة إالّ باهلل العلي العظيم الكرًن احلليم ،وأف اهلل جل
ثناؤه عاَ ما العباد عاملوف وإىل ما ىم صائروف ،وأنو أحاط بكل شيء علماً وأحصى كل
أحد وبُت الطاعة ،فالعباد شيء عدداً ،وأنو َ جيرب أحداً على معصية ،وَ حيل بُت ٍ
العاملوف واهلل جل ثناؤه العاَ بأعماذلم واحلافظ ألفعاذلم واحملصي ألسرارىم وآثارىم وىو
دبا يعملوف خبَت.
[ ُشبو القدرية]
ض ُّل َمن فإف اعتلت القدرية السفهاء ببعض اآليات ادلتشاهبات ضلو قولو ػ جل ثنآؤه ػ(( :ي ِ
ُ
هم)) ((بَ ْل طَبَ َع اللّوُ َعلَْيػ َها شاء َويَػ ْه ِدي َمن يَ َ
شاء)) وقولوَ (( :ختَ َم اللّوُ َعلَى قُػلُوبِ ْ يَ َ
فإف َك ْسَر مقالتهم بِ ُك ْف ِرِى ْم)) وضلو ذلك من متشابو اآليات وتأولوىا على غَت تأويلهاَّ ،
أف الشيطاف وجنوده من اجلن يسَتٌ ،واحلجة عليهم بينة ،وذلك أف اهلل عز وجل أخرب َّ
واإلنس يضلوف ،فإمنا إضالذلم للعبد إمنا ىو من طريق الصد عن الطاعة بالغرور والكذب
واخلداع والتزيُت للقبيح الذي قبحو اهلل ،والتقبيح لِ َما َزيَّ َن اهلل وحسنو فذلك معٌت إضالؿ
الشيطاف وأول يائو ،فاهلل جل ثنآؤه يضل ال من طريق أولئك؛ ألنو تعاىل عن الكذب
والصد ،وإمنا معٌت إضاللو جل ثنآؤه للعباد الذين يضلوف عن سبيلو عند كث ٍَت من أىل
العلم :التسمية ذلم بالضاللة والشهادة عليهم هبا كما يقاؿ :فال ٌف َك َّفَر فالنػاً ،وفالف
َّؿ فالنػاً ،وفال ٌف َج َّوَر فالنػاً ،يريدوف أنو مساه بذلك لػما ىو عليو من ذلك فكذلك
َعد َ
يقاؿ أضل اهلل الفاسقُت ،وطبع على قلوب الكافرين ،معٌت ذلك عند كثَت من أىل العلم
أنو شهد عليهم بسوء أعماذلم ونسبهم إىل أفعاذلم مسمياً ذلم بذلك وحاكماً عليهم بو
كذلك دلا كاف منهم فذلك تأويل اآليات ادلتشاهبات يف ىذا ادلعٌت عند من وصفنا من
أىل العلم.
فػعػلػى الػعبػد أف يتقى اهلل وينظر لنفسو وأف ال يقبل ما تأولتو القدرية اجملربة شلا ال جيوز على
اهلل جل ثنآؤه يف الثنآء وأدىن ما عليو أف حيسن الظن بربو ويأمنو على نفسو ودمو ،ويعلم
أنو أنظر لو من مجيع خلقو ولَتجع إىل احملكمات من اآليات اليت وصف اهلل جل ثنآؤه
فيها نفسو جل وجهو بالعدؿ واإلحساف والرمحة خبلقو والغنا عنهم واألمر بالطاعة والنهي
عن ادلعصية فيعمل بتلك اآليات ،ويكوف عليها ،ويؤمن بادلتشاهبات وال يظن َّأهنا وإف
جهل تأويلها وحرفت عن تفسَتىا َّأهنا تنقض احملكمات فإف كتاب اهلل ال ينقض بعضو
بعضاً وال خيالف بعضو بعضاً وقد قاؿ اهلل عز وجل(( :ولَو َكا َف ِمن ِع ِ
ند غَْي ِر اللّ ِو لََو َج ُدواْ ْ َْ
فِ ِيو ا ْختِالَفًا َكثِيراً)) فنفى أف يكوف يف كتابو اختالؼ ،فليتق اهلل عب ٌد ولينظر لنفسو،
كفار باهلل ال كفر أعظم من كفرىم لػما وليحذر ىذه الطائفة من القدرية واجملربة فإهنم ٌ
وصفنا من فريتهم على اهلل جل ثنآؤه يف كتابنا ىذا ألهنم شهدوا جلميع الكفار أف اهلل
أدخلهم يف الكفر شآءوا أو أبوا ،فشهدوا للفساؽ ومجيع العصاة أهنم إمنا أُتُوا يف ذلك كلو
من رهبم ،ولذلك ىم رلوس ىذه األمة.
[المرجئة]
فإف قوذلم من شر قوؿ وأخبثو ،وقد روي عن وليحذر العبد أيضا ىذه الطائفة من ادلرجئةَّ ،
رسوؿ صلى اهلل عليو وآلو وسلم( :صنفاف من أمىت لعنوا على لساف سبعُت نبياً ،القدرية
وادلرجية ،قيل :من القدرية وادلرجئة يا رسوؿ اهلل؟ ،فقاؿ :أما القدرية فالذين يعلموف
َّرىا علينا ،وأما ادلرجئة فهم الذين
بادلعاصي ،ويقولوف ىي من عند اهلل ،وىو قَد َ
يقولوف :اإلدياف قوؿ بال عمل) ،فهذاف قوالف فيهما ذىاب اإلسالـ كلو ووقوع كل
معصية.
وذلك أف القدرية زعمت أف اهلل جل ثنآؤه أدخل العباد يف ادلعاصي ومحلهم عليها وقدرىا
عليهم وخلقها فيهم فهم ال ديتنعوف منها وال يستطيعوف تركها.
وأما ادلرجئة فرخصوا يف ادلعاصي وأطمعوا أىلها يف اجلنة بال رجوع وال توبة وشككوا اخللق
مؤمن كامل اإلدياف عند
أف كل من ركب كبَتًة من معاصي اهلل فهو ٌ يف وعيد اهلل ،وزعموا َّ
اهلل بعد أف يكوف مقراً بالتوحيد ،وأف مجيع أعماؿ ادلؤمنُت من الصلوة والزكوة والصياـ
واحلج وغَت ذلك ليس من اإلدياف وال من دين اهلل مع أشياء كثَتة تقبح من قوذلم ،وكاف
قوذلم انتهاؾ حرمات اهلل سبحانو ،وتعدي حدوده ،وقتل أوليائو ،وخفر ذمتو ،واستخفاؼ
حبقو ،والفساد يف أرضو ،والعمل بالظلم يف عباده وبالده ،فهذاف قوالف شلا أىلك العباد
هبما ،فنعوذ باهلل منهما ونربأ إىل اهلل من أىلهما ونسألو فرجاً عاجالً إنو قريب رليب.
[ ُشبو المرجئة]
ك فإف اعتل معتل بقوؿ اهلل عز وجل(( :إِ َّف اللّوَ َّلَ يَػغْ ِف ُر أَف يُ ْش َر َؾ بِ ِو َويَػغْ ِف ُر َما ُدو َف ذَلِ َ
شاء)) ،فأطمع من فعل فعاالً دوف الشرؾ من الكبائر يف ادلغفرة هبذه اآلية. لِ َمن يَ َ
قيل لو :إف اهلل عز وجل قد قاؿ يف موضع آخر من كتابو لنبيو صلوات اهلل عليو وآلو:
َس َرفُوا َعلَى أَن ُف ِس ِه ْم ََّل تَػ ْقنَطُوا ِمن َّر ْح َم ِة اللَّ ِو إِ َّف اللَّوَ يَػغْ ِف ُر
ين أ ْ ي ا لذ َ
ِ ِ
اد َّ ِ
((قُ ْل يَا عبَ َ
الذنُوب ج ِميعا إِنَّو ىو الْغَ ُفور َّ ِ
يم)) ،ففي ىذه اآلية إطماع جلميع ادلؤمنُت وادلشركُت الرح ُ ُ ُّ َ َ ً ُ ُ َ
وغَتىم ،وليست تلك اآلية بأوضح يف الغفراف من ىذه اآلية ،فيطمع للمشركُت فيها.
فإف قاؿ قائل :ال أطمع للمشركُت إلمجاع ادلسلمُت بطل االعتالؿ باآلية ،وقيل لوَّ :
إف
األمة ََ ذبمع إال من قبل خرب اهلل ،وكذلك أثبتنا ضلن وعيد اهلل على الفاسقُت من قبل
ِ ِ
ودهُ يُ ْدخلْوُ نَ ًارا َخال ًدا فِ َيها َولَوُ ص اللّوَ َوَر ُسولَوُ َويَػتَػ َع َّد ُح ُد َ خرب اهلل بقولوَ (( :وَمن يَػ ْع ِ
ين)) ،وضلو ذلك من اآليات فكل من مات على معاصي اهلل مصراً غَت تائب اب ُّم ِه ٌ
َع َذ ٌ
إىل اهلل فهو من أىل وعيد اهلل وعقابو ومعٌت قولو(( :إِ َّف اللّوَ َّلَ يَػغْ ِف ُر أَف يُ ْش َر َؾ بِ ِو َويَػغْ ِف ُر
شاء )) ،أنو يغفر للمجتنبُت الكبائر وىو أيضا دوف الشرؾ وإف كاف ك لِ َمن يَ ََما ُدو َف َذلِ َ
صغَتاً ،فوقع االستثناء على ذلك الصغَت إذ أَخرج الكبَت من أف يكوف مغفوراً يف قولو:
اع)) ،وبغَت ذلك من الوعيد ،وبُت أنو يعد بادلغفرة يم َوََّل َش ِفي ٍع يُطَ ُ ين ِم ْن َح ِم ٍ ِ ِِ
(( َما للظَّالم َ
الصغَت قولو(( :إِف تَ ْجتَنِبُواْ َكبَآئَِر َما تُػ ْنػ َه ْو َف َع ْنوُ نُ َك ّْف ْر َعن ُك ْم َسيّْئَاتِ ُك ْم َونُ ْد ِخلْ ُكم ُّم ْد َخالً
شاء)) أي دلن تاب من يما)) ،وقد يغفر الكبَت دلن تاب منو ،فيكوف قولو ((لِ َمن يَ َ َك ِر ً
الكبائر.
[معاداة الكافرين]
وعلى الع بد أف يعادي أعداء اهلل الكافرين أين كانوا وحيث كانوا ،أحياءىم وأمواهتم
ُت أَحكامهم كلهم أىل الكتابُت واجملوس وذكورىم وإناثهم ،وقد وصفهم اهلل جل ثناؤه ،وبػَ َّ َ
والصابئُت وغَتىم من ادلشركُت وادللحدين وادلصرين وادلرتدين وادلنافقُت ،فأمر بقتل بعضهم،
وترؾ قتل بعضهم ،وأخذ اجلزية ،وترؾ نكاح نسائهم ،وترؾ أكل ذبائحهم ،و َّأما غَتىم من
أىل األدياف من العرب والعجم وادلرتدين عن اإلسالـ إىل ىذه األدياف ادلنصوصات من
الكفر أو إىل اإلحلاد أو إىل صفو اهلل بالتشبيو لو خبلقو ،واالفًتاء عليو بالتَّظليم لو يف عباده،
وعذب أطفاذلم دبا ال يكسبوف ،إذ خرجوا شلا عليو األمة بأف َكلَّ َفهم ما ال يطيقوفَّ ،
رلمعوف من سنة نبيهم صلوات اهلل عليو وعلى آلو إذ أمجعوا أف اخلارج منها كافر فهؤآلء
كلهم يستتابوف من كفرىم فإف تابوا وإالَّ قتلوا ،ال يقبل منهم غَت ذلك ،وال تؤكل
ذبائحهم ،وال تنكح نساؤىم إف كن كفاراً ،ويفرؽ بينهم وبُت نسائهم إذا أسلمن من
حرائرئهن وإمائهن ،وال يرثوف ويرث ادلؤمنوف أمواذلم ،ىذا حكم ادلرتدين منهم ،وهبذا حكم
اهلل جل ثناؤه يف مجيع الكافرين ماخال من كاف منهم لو عهد من رسلهم ودخل بأماف إىل
ادلسلمُت يف دارىم ،أو كاف بينو وبينهم صلح وعقد فهؤآلء يوىف ذلم بعهدىم ،وال ينقض
شي من عهدىم.
[معاداة الفاسقين]
وعلى العبد أف يعادي أعداء اهلل الفاسقُت الذين أقروا ثػم فسقوا َمن كانوا وحيث كانوا،
أحياءىم وأمواهتم وذكورىم وإناثهم ،الذين يسعوف يف األرض فساداً ويقطعوف ما أمر اهلل
بو أف يوصل ويركبوف كبائر اإلُّث والفواحش ،أولئك ذلم اللعنة وذلم سوء الدار ،ونلعنهم
وحيث كانوا من قريب وبعيد ،وىكذا قاؿ تبارؾ ُ كما لعنهم اهلل نتربأ منهم َم ْن كانوا
وتعاىلََّ (( :ل تَ ِج ُد قَػ ْوًما يُػ ْؤِمنُو َف بِاللَّ ِو َوالْيَػ ْوِـ ْاْل ِخ ِر يُػ َوادُّو َف َم ْن َح َّ
اد اللَّوَ َوَر ُسولَوُ َولَ ْو
يما َف ب فِي قُػلُوبِ ِه ُم ِْ
اإل َ ك َكتَ َ اءى ْم أ َْو إِ ْخ َوانَػ ُه ْم أ َْو َع ِش َيرتَػ ُه ْم أ ُْولَئِ َ
اءى ْم أ َْو أَبْػنَ ُ
َكانُوا آبَ ُ
ض َي اللَّوُ َّات تَ ْج ِري ِمن تَ ْحتِ َها ْاْلَنْػ َهار َخالِ ِدين فِ َيها ر ِ وح ّْم ْنوُ وي ْد ِخلُ ُهم جن ٍ َوأَيَّ َد ُىم بُِر ٍ
َ َ ُ ْ َ َُ
ب اللَّ ِو ُى ُم ال ُْم ْفلِ ُحو َف)) فكل من أتى ِ ِ ضوا عنْو أُولَئِ َ ِ
ب اللَّو أ َََّل إِ َّف ح ْز َ ك ح ْز ُ َع ْنػ ُه ْم َوَر ُ َ ُ ْ
كبَتة من الكبائر ،أوترؾ شيئاً من الفرائض ادلنصوصة على االستحالؿ لذلك فهو كافر
مرتد حكمو حكم ادلرتدين ،ومن فعل شيئاً من ذلك اتباعاً ذلواه ،وإيثاراً لشهواتو كاف
فاسقاً فاجراً ما قاـ على خطيئتو ،فإف مات عليها غَت تائب منها كاف من أىل النار خالداً
يم (َ )13وإِ َّف فيها وبئس ادلصَت ،يبُت ذلك قوؿ اهلل تبارؾ وتعاىل(( :إِ َّف ْاْلَبْػ َر َار لَِفي نَعِ ٍ
ين)) ،ومن لػم ِ ِِ
صلَ ْونَػ َها يَػ ْوَـ الدّْي ِن (َ )15وَما ُى ْم َع ْنػ َها بغَائب َ الْ ُف َّج َار لَ ِفي َج ِح ٍ
يم ( )14يَ ْ
يغب من النار فليس منها خبارج ،ومن لزمو الفسق والفجور من كاف فهو من أىل النار إالَّ
ين)) ،وقولوَ (( :وإِ َّف الْ ُف َّج َار لَ ِفي ِِ
أف يتوب لقوؿ اهلل جل ثناؤهَ (( :سأُ ِري ُك ْم َد َار الْ َفاسق َ
يم)). َج ِح ٍ
[تعريف الفاسق]
ين يَػ ْرُمو َف َّ ِ
ومن أتى كبَتة فهو فاجر فاسق يبُت ذلك قوؿ اهلل جل ثناؤهَ (( :والذ َ
اد ًة ِ ات ثُ َّم لَم يأْتُوا بِأَربػع ِة ُشه َداء فَ ِ
الْم ْحصنَ ِ
ين َجلْ َد ًة َوََّل تَػ ْقبَػلُوا لَ ُه ْم َش َه َ
وى ْم ثَ َمان َاجل ُد ُ
ْ َْ َ َ َْ ُ َ
اتاس ُقو َف)) ،وقاؿ تبارؾ وتعاىل(( :إِ َّف الَّ ِذين يػرمو َف الْم ْحصنَ ِ ك ىم الْ َف ِ ِ
ُ َ َ َُْ أَبَ ًدا َوأ ُْولَئ َ ُ ُ
يم)) فإذا كاف قاذؼ ِ ِ ِ ت الْم ْؤِمنَ ِ
ات لُ ِعنُوا فِي ُّ الْغَافِ َال ِ
اب َعظ ٌ الدنْػيَا َو ْاْلخ َرة َولَ ُه ْم َع َذ ٌ ُ
احملصنة فاسقاً ملعوناً فالزاين باحملصنة أعظم جرماً والسارؽ ،وقاتل النفس بغَت احلق ،وآكل
أمواؿ اليتامى ظلماً ،وغَت ذلك من كبائر الذنوب ،وكذلك من فعل ذنباً من الكبائر فهو
فاسق يف إمجاع األُمة.
عدوُ ،ح ْك ُم اهلل [فيو] ما أنزؿ من حدوده من قتلو إذا قتل ظلماً ،أو والفاسق هلل جل ثناؤه ٌ
أفسد يف األرض بغياً ،وقطع يده إذا كاف سارقاً ،وجلده إذ زنا ،وإف زنا وىو زلصن قتل
باحلجارة رمجاً ،وإذا قذؼ ادلؤمنُت وادلؤمنات جلد احلد ،وغَت ذلك من النكاؿ دلا يكوف
يم)) ،مع ما ِ ِ ِ ِ ي فِي ُّ ِ منو من الفعاؿ (( َذلِ َ
اب َعظ ٌالدنْػيَا َولَ ُه ْم في اْلخ َرة َع َذ ٌ ك لَ ُه ْم خ ْز ٌ
هنى اهلل عز وجل عنو من واليتو وأمر بو من جرح عدالتو ،وإبطاؿ شهادتو ،وسوء الظن بو،
واحلجر عليو يف مالو إذا أنفقو يف معاصي ربو حىت يؤنس رشده ،وغَت ذلك من األحكاـ
عليو من سوء الثناء ،وإلزامو القبيحة من األمساء ،فليس ىو من ادلؤمنُت يف أمسائهم ،وال
رضي أفعاذلم ،جملانبة ادلؤمنُت يف أعماذلم وطيبهم .وال من الكافرين ،وال يسمى بأمسائهم
دلخالفتو الكافرين يف جحدىم وفريتهم على رهبم ،واستحالذلم لِ َما حرـ اهلل عليهم.
وال ىو من ادلنافقُت إلستسرار ادلنافقُت الكفر يف قلوهبم ،ولكنو فاسق ذلك امسو ،وعليو
حكمو ،وقد بػ َُّت اهلل جل ثناؤه أف الفاسق اسم من أمساء الذنوب لقولو(( :بِئْس ِ
اَّل ْس ُم َ ََ
ك ُى ُم الظَّالِ ُمو َف)) ،ومن َ يتب من فسقو ب فَأ ُْولَئِ َ اإل ِ
يماف َوَمن لَّ ْم يَػتُ ْ
سو ُؽ بَػ ْع َد ِْ َ
الْ ُف ُ
وظلمو فهو من أىل النار ليس خبارج منها ،ولكنو وإف كاف يف النار فليس عذابو كعذاب
الكافر ،بل الكافر أشد عذاباً ،فال يغًت مغًت ،وال يتكل متكل على قوؿ من يقوؿ من
الكاذبُت على اهلل وعلى رسولو صلوات اهلل عليو وعلى أىلو أف قوماً خيرجوف من النار بعد
ما يدخلوهنا ،يعذبوف بقدر ذنوهبم ،ىيهات أىب اهلل جل ثناؤه ذلك ،وذلك أف اآلخرة دار
جزاء ،والدنيا دار عمل وبلوى ،فمن خرج من دار البلوى إىل دار اجلزاء على طاعة أو
معصية فهو صائر إىل ما أعد اهلل لو خالداً فيها أبداً.
فاهلل اهلل يف أنفسكم بادروا وجدوا وتوبوا قبل أف ربجبوا عن التوبة ،ومع ذلك فإف األمة
رلمعة على أف أىل الوعيد من أىل النار.
فقاؿ بعض الناس :إمنا عٌت بالوعيد ادلستحلُت ،وتواعد بو ادلذنبُت ليزجرىم عن أعماؿ
الفاسقُت ،فقيل ذلم :أفيجوز على أحكم احلاكمُت أف يوعد بعقوبة الكافرين َمن ليس
منهم من ادلذنبُت وىو يعلم أنو ال يوقع هبم ذلك يوـ الدين؟! فهل يكوف من الكذب
واذلزؿ من القوؿ إالَّ ما وصفهم بو أرحم الرامحُت إذ كاف يوعد قوماً بعقوبة قوـ آخرين َ
يكونوا دلثل أعماذلم اليت أوجب اهلل ذلم العقوبة عليها عاملُت.
وقاؿ بعضهمَّ :
إف قوماً خيرجوف من النار بعد ما يدخلوهنا.
فقيل ذلم :إذا اجتمعتم أنتم وأىل احلق على الدخوؿ ثػم خالفتموىم يف اخلروج ،فاحلق ما
اجتمعتم عليو من الدخوؿ ،والباطل ما ادعيتموه بال إمجاع وال حجة من اخلروج.
واألمة رل معة على أف من أتى كبَتة ،أو ترؾ طاعة فريضة كالصالة والزكاة والصياـ من أىل
ادللة فهو فاسق ،فكلهم قد أقروا بأنو فاسق ،وىي سلتلفة يف غَت ذلك من أمسائو.
فقاؿ بعضهم :ىو مشرؾ فاسق منافق ،وقاؿ بعضهم :ىو فاسق كافر ،وقاؿ
فاحلق
بعضهم :فاسق منافق ،فكلهم قد أقر بأنو فاسق ،واختلفوا يف غَت ذلك من أمسائوُّ ،
ما أمجعوا عليو من تسميتهم إياه بالفسق ،والباطل ما اختلفوا فيو ،ففي إمجاعهم احلجة
والربىاف ،نسأؿ اهلل التسديد والتوفيق لِ َما حيب ويرضى.
واألمساء يف الدين واألحكاـ عند ذي اجلالؿ واإلكراـ ليس ألحد من ادلخلوقُت أف يضع
امساً وحكماً على أحد من العادلُت ،فيما ىم بو مأموروف ،وعنو منهيوف ،فمن استحل شيئاً
من ذلك برأيو عن غَت كتاب اهلل جل ثناؤه وسنة رسوؿ اهلل صلى اهلل عليو وآلو وسلم فهو
من الضالُت ،إذ كاف عند اهلل كبَتاً؛ ألف احلكم يف ذلك كلو لرب العادلُت لقولو جل ثناؤه:
ِِ ْح ْك ُم إَِّلَّ لِلّ ِو يَػ ُق ُّ ِ
ْح َّق َو ُى َو َخ ْيػ ُر الْ َفاصل َ
ين)). ص ال َ ((إِف ال ُ
وعلػى العبػد :أف يتقي الفاسقُت وادلعونة ذلم على فسقهم واجملالسة ذلم على ذلوىم
ومعاصيهم وعليو أف يأمر بادلعروؼ ،وينهى عن ادلنكر؛ ألف على كل مؤمن إذا رأى منكراً
شلا جيوز أف يغَته أف يغَته بكل ما يقدر عليو ،وحيل لو ،وإف كاف ال جيوز أف يغَته إالَّ
إلمجاع ادلؤمنُت بالتعاوف فعليهم وعليو أف يغَتوا بكل إمكاهنم بالسيف إف ََ جيز إالَّ
بالسيف ،ودبا دوف السيف إذا اكتفي بو ،وأدىن ذلك النهي باللساف ،فإف ََ ديكنو ذلك
لتعبو لتخوفو اذلالؾ أو تقي ة فإنكار ذلك بالقلب ،والعزـ على التغيَت إذا أمكن األمر ،وال
يًتؾ صاحب ادلنكر حىت يتوب منو ،أو يقاـ فيو حكم رب العادلُت ،ويدارى أىل ادلنكر
ويوعظوف بأرؽ الوجوه ،فإف أبوا إالَّ ادلقاـ على ادلنكر فإف قدر على إزالتهم عنو فال يؤخر
مجيلة ،وقطعت الوالية عنهم ،وال يدعى دبجانبة ٍ
ٍ ذلك ،وإف ََ يقدر على إزالتهم جونبوا
السيّْئَ ِ
ات َويَػ ْعلَ ُم َما ذلم خبَت حىت يتوبوا إىل رهبم ،إنو ((يػ ْقبل التػَّوبةَ َعن ِعب ِ
ادهِ َويَػ ْع ُفو َع ِن ََّ َ ُ َْ ْ َ
تَػ ْف َعلُو َف)).
[التوبة]
يتقي اهلل يف سر أمره وعالنيتو ويستغفر اهلل ويتوب إىل اهلل من ذنوبو فإنو وعلى العبد أف َ
آم َن اب َو َ ار لّْ َمن تَ َ يقبل التوبة عن عباده بذلك وصف نفسو جل ثناؤه فقاؿَ (( :وإِنّْي لَغََّف ٌ
صالِ ًحا ثُ َّم ْاىتَ َدى)) ثػم دعا عباده إىل التوبة ثػم أخربىم أنو يقبلها ،فقاؿ: ِ
َو َعم َل َ
يم َو ُدو ٌد)) ،وقاؿَ (( :وتُوبُوا إِلَى اللَّ ِو َج ِم ًيعا ِ ِ (( ِ
استَػغْف ُرواْ َربَّ ُك ْم ثُ َّم تُوبُواْ إِلَيْو إِ َّف َربّْي َرح ٌ
ْ
أَيُّػ َها ال ُْم ْؤِمنُو َف لَ َعلَّ ُك ْم تُػ ْفلِ ُحو َف )) فمن تاب إىل اهلل قبل توبتو وإف كانت ذنوبو عدد الرمل
وأكثر من ذلك؛ ألنو كرًن وىو بعباده رؤؼ رحيم ،يقبل التوبة ويقيل العثرة ويقبل ادلعذرة
ين َّل يَ ْد ُعو َف َم َع اللَّ ِو َّ ِ
ويغفر اخلطيئة إذا صحت من العبد التوبة ،وقاؿ جل ثناؤهَ (( :والذ َ
ْق
ك يَػل َ ْح ّْق َوَّل يَػ ْزنُو َف َوَمن يَػ ْف َع ْل ذَلِ َ آخر وَّل يػ ْقتُػلُو َف النَّػ ْف ِ
س الَّتي َح َّرَـ اللَّوُ إَِّلَّ بِال ََ إِلَ ًها َ َ َ َ
ِِ ِ ِ
آم َن اب َو َ اب يَػ ْوَـ الْقيَ َامة َويَ ْخلُ ْد فيو ُم َهانًا ( )69إَِّلَّ َمن تَ َ ف لَوُ الْ َع َذ ُ اع ْ
ضَ أَثَ ًاما ( )68يُ َ
ِ ّْؿ اللَّوُ سيّْئَاتِ ِهم ح ٍ صالِ ًحا فَأ ُْولَئِ َ ِ
يما)). سنَات َوَكا َف اللَّوُ غَ ُفوراً َّرح ً َ ْ ََ ك يُػبَد ُ َو َعم َل َع َمالً َ
ين ب التػ َّ ِ
َّواب َ ومن تاب من ذنبو قبل اهلل توبتو وأحبو كذلك قاؿ ػ جل ثناؤه ػ(( :إِ َّف اللّوَ يُ ِح ُّ
ين )) يعٍت ادلتطهرين من الذنوب فمن أحبو اهلل لػم يعذبو وكاف من أولياء َويُ ِح ُّ
ب ال ُْمتَطَ ّْه ِر َ
اهلل الذين ال خوؼ عليهم وال ىم حيزنوف وكاف من أىل اجلنة ال شك فيو وكذلك اخرب
سبّْ ُحو َف بِ َح ْم ِد َربّْ ِه ْم
َ ي
ُ و
ُ ل
َوْ ح
َ ن
ْ م
َ و
َ ش
َ ر
ْ ْع
َ ل ا ف
َ ول
ُ تبارؾ وتعاىل عن مالئكتو(( :الَّ ِذين ي ْح ِ
م َ َ
ت ُك َّل َش ْي ٍء َّر ْح َمةً َو ِعل ًْما فَاغْ ِف ْر لِلَّ ِذي َن
آمنُوا َربَّػنَا َو ِس ْع َ
ين َ
ِ ِِ ِ ِِ
َويُػ ْؤمنُو َف بو َويَ ْستَػغْف ُرو َف للَّذ َ
َّات َع ْد ٍف الَّتِي يم ( )7ربَّػنَا وأَ ْد ِخل ُْهم جن ِ ْج ِح ِ تَابوا واتَّػبػعوا سبِيلَ َ ِ
ْ َ َ َ اب ال َ ك َوق ِه ْم َع َذ َ ُ َ َُ َ
اج ِه ْم َوذُ ّْريَّاتِ ِه ْم)) ،واهلل ػ جل ثناؤه ػ ال ُخيلف ادليعاد. و َعدتَّػ ُهم ومن صلَح ِمن آبائِ ِهم وأَ ْزو ِ
ََ َ َ ْ َ ْ َ َ َ
([ )]1اخلالئق.