You are on page 1of 169

‫الوجيز في القانون اإلداري‬

‫الدكتور مازن ليلو راضي‬


‫أستاذ القانون العام المشارك‬

‫(ربنا آتنا من لدنك رحمةً وهيىء لنا من أمرنا رشـداً))‪ ‬‬


‫اآلية (‪ )10‬سورة الكهف‬
‫ً‬
‫إلى والدي ووالدتي ‪ ...‬آية للوفـاء وعرفانا بالجميل ‪...‬‬
‫إلى رفاق دربي ‪ ...‬زوجتي وأوالدي ‪...‬‬

‫مقدمة عامة‬

‫تنقسم القواعد القانونية التي تنظم كل مجتمع إنس اني إلى قواعد قانونية تنظم العالق ات ال تي تنشأ بين‬
‫األفراد ‪ ،‬وقد أصطلح على تسميتها بالقانون الخ اص ومن فروعه الق انون الم دني والق انون التج اري‬
‫وق انون المرافع ات ‪ .‬أما الن وع األخر من القواعد فينظم العالق ات ال تي تنشأ بين ال دول أو بين الدولة‬
‫وهيأتها العامة من ناحية واألفراد من ناحية أخرى عندما تظهر الدولة بمظهر السلطة العامة ‪.‬‬

‫وقد أصطلح على هذا الن وع من القواعد القانونية بالق انون الع ام ‪ ،‬ومن فروعه الق انون ال دولي الع ام‬
‫والقانون الدستوري والقانون اإلداري والقانون المالي ‪.‬‬

‫ومن المعروف أن القانون اإلداري فرع من فروع القانون العام الداخلي – تمييزاً له عن الق انون الع ام‬
‫الخ ارجي ال ذي ينظم العالق ات بين ال دول – وال ذي يهتم بس لطات اإلدارة العامة من ناحية تكوينها‬
‫ونشاطها وضمان تحقيقها للمصلحة العامة من خالل اإلمتيازات االستثنائية التي تقررها قواعد القانون‬
‫اإلداري ‪.‬‬

‫وعلى ذلك فإن القانون اإلداري يختلف اختالفا جوهريا عن القانون الخاص الختالف العالقات القانونية‬
‫ال تي يحكمها ‪ ،‬واختالف الوس ائل ال تي تس تخدمها الس لطات اإلدارية في أدائها لوظيفتها من الوس ائل‬
‫قانونية ومادية وبشرية ‪.‬‬

‫وقد س اهم التط ور الكب ير في الظ روف االجتماعية واالقتص ادية والسياس ية ‪ ،‬وازدي اد نش اط الدولة‬
‫وتدخلها في هذه المجاالت وعدم كفاءتها بدورها الس ابق في الحف اظ على األمن ال داخلي والخ ارجي ‪،‬‬
‫في تض اعف دور الق انون اإلداري ومس اهمة في وضع الوس ائل المناس بة إلدارة دفة نش اط الس لطة‬
‫العامة ‪.‬‬

‫وفي ه ذه الدراسة نتش رف بتق ديم المب ادئ العامة ال تي يق وم عليها الق انون اإلداري ‪ ،‬وال ذي يمثل‬
‫المنهج الدراسي للمرحلة الثانية في كليات القانون‪.‬‬

‫وقد اتبعنا في هذه الدراسة خطة البحث التالية‪-:‬‬

‫الباب التمهيدي ‪:‬طبيعة القانون اإلداري ‪.‬‬

‫الباب األول ‪ :‬التنظيم اإلداري ‪.‬‬

‫الباب الثاني ‪ :‬نشاط اإلدارة العامة ‪.‬‬


‫الباب الثالث‪ :‬الوظيفة العامة ‪.‬‬

‫الباب الرابع‪ :‬القرارات اإلدارية ‪.‬‬

‫الباب الخامس‪:‬العقود اإلدارية ‪.‬‬

‫الباب التمهيدي‬

‫طبيعة القانون اإلداري‬

‫البد قبل البحث في موض وع الق انون اإلداري أن نت بين بعض المس ائل ال تي تلقي الض وء على ه ذا‬
‫الق انون من حيث طبيعته ‪ ,‬فن بين التعريف بالق انون اإلداري ونش أته في دولته األم فرنسا ثم في مصر‬
‫ال تي ك ان لها دور الري ادة في الع الم الع ربي وبعد ذلك في الع راق ‪ ,‬ثم ن ذكر خص ائص ومص ادر ه ذا‬
‫القانون‪.‬‬

‫ولعل من أهم ما س نبحثه في ه ذا الب اب أس اس الق انون اإلداري ونط اق تطبيقه ومعي ار اختص اص‬
‫القضاء اإلداري ‪ ,‬ومن خالل هذا الموضوع نبين المعي ار ال ذي نس تطيع أن نق رر فيه أن نش اط اإلدارة‬
‫يدخل ضمن نطاق هذا القانون ويختص به القضاء اإلداري أم ال ‪.‬‬

‫وعلى ذلك سنقسم هذا الباب إلى فصول خمس ‪:‬‬


‫الفصل األول ‪ :‬التعريف بالقانون اإلداري ‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬نشأة القانون اإلداري ‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪ :‬خصائص ومصادر القانون اإلداري ‪.‬‬

‫الفصل الرابع ‪ :‬أساس القانون اإلداري ‪.‬‬

‫الفصل األول‬

‫التعريف بالقانون اإلداري‬

‫درج أغلب الفقهاء على تعريف القانون اإلداري بأنه ذلك الفرع من فروع القانون الع ام ال داخلي ال ذي‬
‫يتضمن القواعد القانونية التي تحكم الس لطات اإلدارية في الدولة من حيث تكوينها ونش اطها بوص فها‬
‫سلطات عامة تملك حقوقا ً وامتيازات استثنائية في عالقاتها باألفراد‪.‬‬

‫بينما عرفه آخ رون بأنه ف رع من ف روع الق انون الع ام ال ذي يحكم اإلدارة ‪ ,‬أو ق انون اإلدارة العامة‬
‫‪ Administration Publique‬أو قانون السلطة اإلدارية ‪. Pouvoir Administratif‬‬

‫في حين عرفه البعض بأنه الق انون ال ذي يتض من القواعد ال تي تحكم إدارة الدولة من حيث تكوينها‬
‫ونشاطها باعتبارها سلطة عامة ‪.‬‬

‫ونجد هنا أنه من المناسب أن نبين أن القانون يقسم إلى قسمين رئيسيين ‪ ,‬قانون عام وقانون خ اص ‪,‬‬
‫القانون الع ام هو الق انون ال ذي ينظم نش اط الدولة وس لطاتها العامة ‪ ,‬ويحكم العالق ات القانونية ال تي‬
‫تك ون الدولة أو إح دى هيئاتها العامة طرف ا ً فيها ‪ ,‬وتظهر فيها الدولة بوص فها س لطة عامة تتمتع‬
‫بحقوق وامتيازات استثنائية ال مقابل لها في عالقات األفراد ‪.‬‬

‫أما القانون الخاص فينظم نش اط األف راد ويحكم العالق ات بينهم أو بينهم وبين الدولة أو إح دى هيئاتها‬
‫عندما تظهر بمظهر األفراد العاديين أي ليس بوصفها سلطة عامة تتمتع بحقوق وامتيازات استثنائية ‪.‬‬

‫ويشتمل كل قسم من هذين القسمين على عدة فروع فيشتمل القانون العام على القانون الع ام الخ ارجي‬
‫ويتضمن القانون الدولي العام ‪ ,‬والقانون العام الداخلي ويتضمن القانون الدس توري والق انون اإلداري‬
‫والقانون المالي ‪.‬‬
‫في حين ينقسم الق انون الخ اص إلى الق انون الم دني والق انون التج اري وق انون المرافع ات المدينة‬
‫وغيرها من القوانين األخرى ‪.‬‬

‫وكما بينا فأن القانون اإلداري هو فرع من فروع القانون العام ال داخلي يحكم نش اط اإلدارة العامة وهو‬
‫موجود في كل دولة أيا ً كان مستواها وتطورها الحضاري ‪.‬‬

‫وفي هذا المجال يسود مفهومان لإلدارة العامة المفهوم العضوي أو الشكلي‪ ,‬والمفهوم الموض وعي أو‬
‫الوظيفي ‪.‬‬

‫المفهوم العضوي ‪ :‬يهتم بالتكوين الداخلي لإلدارة العامة ‪ ,‬فيعرف اإلدارة العامة بأنها الس لطة اإلدارية‬
‫سواء المركزية منها أو الالمركزية ‪ ,‬وجميع الهيئات التابعة لها ‪.‬‬

‫بينما يهتم المفهوم الموضوعي بالجانب الوظيفي ‪ ,‬فيعرف اإلدارة العامة بأنها النشاط أو الوظيفة ال تي‬
‫تتوالها األجهزة اإلدارية إلشباع الحاجات العامة‪.‬‬

‫وتبعا ً لذلك فإن القانون اإلداري بمعن اه العض وي هو الق انون ال ذي يحكم الس لطة اإلدارية أو األجه زة‬
‫اإلدارية في الدولة ‪ ,‬بينما يمكننا أن نعرف القانون اإلداري بمعناه الموضوعي بأنه القانون ال ذي يحكم‬
‫النشاط أو الوظيفة التي تتوالها األجهزة اإلدارية لتحقيق المصلحة العامة ‪.‬‬

‫وقد اختلف الفقه في ت رجيح أحد المفه ومين إال أن االتج اه الح ديث يق وم على الجمع بينهما ويع رف‬
‫القانون اإلداري بأنه ‪ " :‬القانون الذي ينظم األجه زة والهيئ ات اإلدارية في الدولة ‪ ,‬ويحكم النش اط أو‬
‫الوظيفة التي تتوالها األجهزة اإلدارية لتحقيق المصلحة العامة " ‪.‬‬

‫عالقة القانون اإلداري بفروع القانون األخرى ‪:‬‬

‫من المهم أن ن بين اس تقالل الق انون اإلداري عن ف روع الق انون األخ رى من خالل بي ان عالقته به ذه‬
‫القوانين وتحديد أوجه االتفاق واالختالف بينها ثم بيان عالقته بعلم اإلدارة العامة‪.‬‬

‫العالقة بين القانون اإلداري والقانون الدستوري‬ ‫‪.1‬‬

‫أوض حنا أن الق انون اإلداري هو الق انون ال ذي ينظم األجه زة والهيئ ات اإلدارية في الدولة ‪ ,‬ويحكم‬
‫النشاط أو الوظيفة التي تتوالها األجهزة اإلدارية لتحقيق المصلحة العامة ‪.‬‬

‫أما القانون الدستوري ‪ :‬فهو القانون األعلى واألساس في الدولة ‪ ,‬وال ذي ينظم القواعد القانونية ال تي‬
‫تتعلق بنظ ام الحكم في الدولة والس لطات العامة فيها والعالقة بينهما وحق وق وحري ات األف راد ‪,‬‬
‫والضمانات التي تكفلها ‪.‬‬

‫وعلى ه ذا ف إن الق انون اإلداري وثيق الص لة بالق انون الدس توري ‪ ,‬ف إذا ك ان الق انون اإلداري يحكم‬
‫السلطة اإلدارية المركزية وغير المركزية ‪ ,‬فإن القانون الدستوري هو القانون األساسي وال ذي يس مو‬
‫على كافة القوانين األخرى التي يجب أن تتقيد به وتحترم نصوصه ‪.‬‬

‫وبمعنى آخر يضع الق انون الدس توري األحك ام الكلية أو العامة للس لطة التنفيذية ‪ ,‬بينما يضع الق انون‬
‫اإلداري القواعد التفص يلية ال تي تكفل تش غيل األجه زة اإلدارية وأدائها لوظيفتها ‪ ,‬فالق انون اإلداري‬
‫يكون بذلك امتداداً للقانون الدستوري‪.‬‬
‫وهو ما أبرزه الفقيه (بارتلمي) في معرض تمييزه بين القانون اإلداري والق انون الدس توري فق ال ‪" :‬‬
‫أن القانون الدستوري يبين لنا كيف شيدت اآللة الحكومية ‪ ,‬أما القانون اإلداري فيبين كيف تس ير ه ذه‬
‫اآللة وكيف تقوم كل قطعة منها بوظيفتها " ‪.‬‬

‫وبسبب تداخل كل من القانونين لتعلقهما بالش ؤون الداخلية للمجتمع كونهما يمثالن ف رعين من ف روع‬
‫الق انون الع ام ال داخلي ‪ ,‬نجد أن الفقه اإلنجل يزي ال يف رق بين الق انون الدس توري والق انون اإلداري‬
‫اً ‪.‬‬ ‫انونين مع‬ ‫وعات الق‬ ‫درس موض‬ ‫وي‬
‫ومع أن الفقه الفرنسي في معضمه يميز بينهما ‪ ,‬فإن جانبا ً في الفقه ذهب إلى انتقاد مح اوالت التمي يز‬
‫بين القانون اإلداري والق انون اإلداري ‪ ,‬ودعى إلى دراس تهما مع ا ً ‪ ,‬وت زعم ه ذا االتج اه الفقيه دوجي‬
‫‪ Dugui‬وجيز‪ , Jeze‬وبوتار‪. Bonnaed‬‬

‫ويمكن إجمال أوجه التمييز بين القانونين باآلتي ‪-:‬‬

‫أ ‪ -‬من حيث الموض وع ‪ -:‬يبحث الق انون الدس توري في التنظيم السياسي للدولة من حيث تك وين‬
‫س لطات الدولة الثالث والعالقة بينهما ‪ ,‬في حين يبحث الق انون اإلداري في أعم ال الس لطة التنفيذية‬
‫اإلدارية منها دون الحكومية ‪.‬‬

‫ب‪ -‬من حيث ت درج الق وانين ‪ -:‬يحتل الق انون الدس توري قمة اله رم الق انوني في الدولة ألنه يق رر‬
‫المبادئ األساسية التي ال يمكن أن تتعداها القوانين األخرى بما فيها الق انون اإلداري ال ذي يحكم بعض‬
‫المسائل المتفرعة في المبادئ التي أقرها الدستور ‪.‬‬

‫‪ -2‬عالقة القانون اإلداري بالقانون المالي‬

‫الق انون الم الي هو مجموعة القواعد القانونية الخاصة ب إدارة األم وال العامة في الدول ة‪ ,‬وهو مكمل‬
‫للقانون اإلداري ال ذي يتعلق بتنظيم األجه زة والهيئ ات اإلدارية ‪ ,‬ويوضح النظ ام الق انوني ال ذي يحكم‬
‫األموال العامة والحماية القانونية المقررة له ذه األم وال ‪ ,‬وكيفية االنتف اع بها ‪ ,‬ومن موض وعات ه ذا‬
‫الق انون كل ما ي دخل ض من إع داد الميزانية العامة في الدولة وسياسة وأن واع الض رائب المفروضة‬
‫واألشراف والرقابة عليها ‪.‬‬

‫‪ -3‬عالقة القانون اإلداري بعلم اإلدارة العامة‬

‫يتميز القانون اإلداري عن علم اإلدارة العامة من حيث زاوية اهتم ام كل منهما فالق انون اإلداري يبحث‬
‫في التنظيم الق انوني للجه از اإلداري ووظيفة كل عنصر في عناص ره وعالقته ب األفراد ‪ ,‬بينما تبحث‬
‫اإلدارة العامة في النواحي الفنية والتنظيمية للجه از اإلداري ويمكن تعريفها بأنها ذلك العلم ال ذي يهتم‬
‫بدراسة تنظيم وتوجيه وتنسيق نشاط المنظمة اإلدارية لتحقيق أهدافها العامة على أكمل وجه ‪.‬‬

‫وكما بينا تشتمل اإلدارة العامة على مفهومين ‪ ,‬مفهوم عضوي ‪ ,‬يهتم بدراسة هيكل المنظمات اإلدارية‬
‫وفروعها ‪ ,‬دون البحث في طبيعة النش اط الص ادر منها ‪ ,‬ومفه وم موض وعي يهتم بدراسة النش اط‬
‫اإلداري لهذه المنظمات بصرف النظر عن شكل المنظمة التي صدر النشاط عنها ‪.‬‬

‫ويظهر االختالف بين اإلدارة العامة والق انون اإلداري من خالل طريقة دراسة الموض وع اإلداري محل‬
‫البحث ‪ ,‬فالقانون اإلداري عندما يبحث في تعريف الق رار اإلداري فإنه يركز عليه كعمل ق انوني ص ادر‬
‫باإلرادة المنف ردة للس لطة اإلدارية ويتض من أث راً قانوني ا ً ‪ ,‬ك ذلك يبحث في مش روعية الق رار اإلداري‬
‫وشروط صحته ونفاذه ‪ ,‬وكيفية الطعن باإللغاء والتعويض ضد القرارات غير المشروعة ‪.‬‬

‫في حين يع رف علم اإلدارة العامة الق رار اإلداري في خالل البحث في الكيفية العلمية والواقعية ال تي‬
‫ص در على أساس ها الق رار وعملية ص نعه والمراحل المختلفة ال تي م رت بها تلك العملية واكتش اف‬
‫العيوب والمشاكل التي قد تعيق هذه العملية واقتراح سبل إصالحها ‪.‬‬

‫وفي مج ال الوظيفة العامة يبحث الق انون اإلداري في المركز الق انوني للموظف الع ام وطبيعة عالقته‬
‫بالدولة وش روط تعيينه وحقوقه وواجباته والعقوب ات التأديبية ال تي يمكن إيقاعها عليه وض ماناته‬
‫تجاهها ‪ ,‬ويبحث في طرق انتهاء عالقته الوظيفية ‪ ,‬وما إلى ذلك من أمور تنظمها في الغ الب نص وص‬
‫قانونية ‪.‬‬

‫أما اإلدارة العامة فتبحث الوظيفة العامة من ن احيتين ‪ ,‬الناحية التنظيمية في درس علم اإلدارة العامة‬
‫طبيعة الوظيفة العامة وأسس ترتيب الوظائف العامة ‪ ,‬وتحديد اختصاص ومواصفات كل وظيفة ‪.‬‬

‫والناحية البش رية حيث تبحث اإلدارة العامة عن أفضل نظ ام إداري لتطبيقه على الع املين في المنظمة‬
‫اإلدارية ‪ ,‬وتعرض لطرق اختيارهم ‪,‬ووسائل رفع كفاءتهم وتدريبهم ‪ ,‬واالرتف اع بمس توى أدائهم ‪ ,‬كما‬
‫تهتم اإلدارة العامة بالحوافز المادية والمعنوية لموظفي الدولة ودراسة مش اكلهم الوظيفية والنفس ية ‪,‬‬
‫والبحث في سبل إصالحها ‪.‬‬

‫ومن الج دير بال ذكر أن اإلدارة العامة تخضع من حيث األصل إلى قواعد متم يزة عن قواعد الق انون‬
‫الخ اص ‪ ,‬إال أنها قد ت نزل في أحي ان أخ رى عن اس تخدام ه ذه القواعد فت نزل منزلة األف راد ‪ ,‬وتطبق‬
‫قواعد لق انون الخ اص ‪ ,‬والق انون اإلداري بمعن اه الواسع يع ني "ق انون اإلدارة" أي ا ً ك انت القواعد‬
‫القانونية التي تحكمها قواعد القانون الخاص أم قواعد قانونية متم يزة عنها "قواعد الق انون الع ام" ‪,‬‬
‫والقانون اإلداري بهذا المعنى موجود في كل مجتمع سواء اخذ بمبدأ االزدواج القانون أم لم يأخذ ‪.‬‬

‫أما الق انون اإلداري بمعن اه الف ني أو الض يق فينحصر دوره بما يطبق على اإلدارة من قواعد قانونية‬
‫متميزة ومغايرة لقواعد القانون الخ اص وال يوجد به ذا المع نى إال في ال دول إلى تأخذ بنظ ام االزدواج‬
‫القانوني ‪.‬‬

‫ومع أوجه االختالف بين الق انون اإلداري واإلدارة العامة ف إن بينهما الكث ير من أوجه التق ارب ‪ ,‬من‬
‫حيث أنها يتعلق ان ب البحث في موض وع واحد هو الجه از اإلداري في الدولة وأن انحص رت دراسة كل‬
‫منها بج انب من جوانبه ‪ ,‬ح تى أننا نجد أنه في ال دول ال تي ال تأخذ ب االزدواج الق انوني "النظم‬
‫االنجلوسكسونية " تش تمل دراسة اإلدارة العامة على الن واحي القانونية ال تي يحكمها من حيث األصل‬
‫القانون اإلداري باإلضافة إلى دراسة الناحية الفنية والتنظيمية ‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫نشأة القانون اإلداري وتطوره‬

‫تعد فرنسا مهد القانون اإلداري ومنها انتشر إلى الدول األخرى ‪ ,‬ويرجع الفضل في ظهور هذا الق انون‬
‫إلى عوامل تاريخية ت أتي في مق دمتها األفك ار ال تي ج اءت بها الث ورة الفرنس ية ع ام ‪ 1789‬م ‪ ,‬ال تي‬
‫قامت على أساس الفصل بين السلطات‪ ،‬ومن مقتض ياته منع المح اكم القض ائية القائمة في ذلك ال وقت‬
‫من الفصل في المنازعات اإلدارية للحفاظ على استقالل اإلدارة تجاه السلطة القضائية ‪.‬‬

‫وأدى هذا االتجاه إلى وجود نظام القض اء الم زدوج ال ذي ك ان مه داً لنشؤ االزدواج الق انوني وظه ور‬
‫انون اإلداري ‪.‬‬ ‫الق‬

‫المبحث األول‬

‫نشؤ القانون اإلداري في فرنسا‬

‫كانت سلطات الحكم قبل الثورة الفرنسية مركزة في يد الملك حيث ساد نظ ام الملكية المطلقة ‪ ,‬ولم تكن‬
‫الدولة تخضع للمساءلة أو الرقابة أمام القضاء بواسطة دع اوى األف راد ‪ ,‬وهي إن تع املت مع األف راد‬
‫خضعت معامالتها للقانون المدني ‪.‬‬

‫وفي هذه الفترة كانت توجد محاكم قضائية تدعى البرلمانات ‪ Parlements‬أنشئت لتكون ممثلة للملك‬
‫في وظائفه القض ائية ‪ ,‬وك انت ال دعاوى تس تأنف أمامها ما لم س ند الملك ذلك االختص اص إلى جهة‬
‫أخرى ‪ ,‬كما وجدت محاكم مختصة ببعض المنازعات اإلدارية ‪.‬‬

‫وقد ك انت البرلمان ات تم ارس س يطرة رجعية على اإلدارة وتت دخل في ش ؤونها وتع ارض وتعرقل كل‬
‫حركة إصالحية ( ) مما حدى برجال الثورة الفرنسية إلى منع المحاكم القضائية القائمة في ذلك ال وقت‬
‫من الفصل في المنازع ات اإلدارية للحف اظ على اس تقالل اإلدارة تج اه الس لطة القض ائية ‪ ,‬من خالل‬
‫تبنيهم لمبدأ الفصل بين السلطات ‪.‬‬

‫‪ .1‬مرحلة اإلدارة القاضية ‪Administration Juge :‬‬

‫تأكيداً التجاه الثورة الفرنس ية في الفصل بين الس لطات ص در ق انون ‪ 24-16‬أغس طس ‪ , 1790‬ال ذي‬
‫نص على إلغاء المحاكم القضائية ( البرلمانات ) وإنشاء ما يسمى باإلدارة القاض ية أو ال وزير القاضي‬
‫كمرحلة أولى قبل إنشاء مجلس الدولة الفرنسي ‪ ,‬ومنع القضاء الع ادي من النظر في المنازع ات ال تي‬
‫تكون اإلدارة طرفا ً فيها و أصبحت الهيئات اإلدارية هي صاحبة االختصاص في الفصل بهذه المنازعات‬
‫‪.‬‬

‫وفي مرحلة اإلدارة القاضية كان على األفراد اللجوء إلى اإلدارة نفس ها للتظلم إليها وتق ديم الش كوى ‪,‬‬
‫فك انت اإلدارة هي الخصم والحكم في ال وقت ذاته وك ان ه ذا األمر مقب والً إلى حد ما في ذلك ال وقت‬
‫بسبب السمعة السيئة لقضاء البرلمانات التعسفية ‪.‬‬

‫‪ .2‬إنشاء مجلس الدولة الفرنسي ‪:‬‬

‫بنشوء مجلس الدولة في ‪ 12‬ديس مبر ‪ 1797‬في عهد ن ابليون بون ابرت وض عت اللبنة األولى للقض اء‬
‫اإلداري الفرنسي مع أن اختصاص المجلس كان أو األمر استشاريا ً يتطلب تصديق القنصل ‪.‬‬

‫وفي الوقت ذاته تم إنشاء محاكم أو مجالس األقاليم ‪ Les Conseils de Préfecture‬التي ك انت‬
‫تص در أحكام ا ً ال تحت اج إلى تص ديق س لطة إدارية عليا ‪ ،‬إال أن أحكامها تس تأنف أم ام مجلس الدولة‬
‫ل‪.‬‬ ‫رض على القنص‬ ‫انت أحكامه تع‬ ‫ذي ك‬ ‫ال‬
‫فقد ك ان عمل المجلس يقتصر على فحص المنازع ات اإلدارية وإع داد مش روعات األحك ام ‪ ,‬فلم يكن‬
‫يملك س لطة القض اء وإص دار األحك ام ‪ ,‬ول ذا س مى قض اؤه في ه ذه المرحلة " القض اء المقي د" أو‬
‫المحجوز ‪ Justice Retenue‬وقد استمرت هذه المرحلة إلى عام ‪ 1872‬حيث أصبح قضاؤه مفوض ا ً‬
‫‪.‬‬

‫‪ .3‬مرحلة القضاء المفوض ‪Justice délégúee‬‬

‫في ‪ 24‬م ايو ‪ 1872‬ص در ق انون منح مجلس الدولة الفرنسي اختص اص البت نهائي ا ً في المنازع ات‬
‫اإلدارية دون تعقب جهة أخرى ‪.‬‬

‫ومع أن ه ذا الق انون خ ول المجلس س لطة البت النه ائي في المنازع ات اإلدارية فإنه أبقي على‬
‫اختصاص اإلدارة القاضية فال يملك األفراد اللج وء إلى مجلس الدولة إال في األح وال ال تي ينص عليها‬
‫القانون ‪ ,‬وفيما عدا ذلك تختص به اإلدارة القاضية ‪ ,‬مما أوجد ازدواجا ً قض ائيا ً ‪ ,‬واس تمر ه ذا الوضع‬
‫ح تى ت اريخ ‪13‬ديس مبر ‪ 1889‬عن دما قبل مجلس الدولة دع وى ق دمها أحد األف راد مباش رة من دون‬
‫الم رور على اإلدارة في قض ية ‪ Cadot‬وت رتب على حكمه فيها أن أص بح مجلس الدولة ص احب‬
‫االختصاص العام في المنازعات اإلدارية ‪.‬‬

‫وبسبب تراكم العديد من القضايا أمام مجلس الدولة حدد المش رع اختص اص مجلس الدولة على س بيل‬
‫الحصر بموجب المرسوم الصادر في ‪ 30‬سبتمبر ‪ , 1953‬وأصبحت المحاكم اإلدارية التي كانت تس مى‬
‫مجالس األقاليم صاحبة االختصاص العام في المنازعات اإلدارية ‪.‬‬

‫ثم أعقب ذلك بعض المراسيم التي تض منت اإلص الحات منها المراس يم األربعة الص ادرة في ‪ 30‬يوليو‬
‫‪ 1963‬المتعلقة بتحديد النظام األساسي للعاملين في المجلس وتنظيمه الداخلي ونش اطه ال داخلي ‪ ,‬وتم‬
‫تعديل هذا التنظيم بثالثة مراسيم أخ رى في ‪ 26‬أغس طس ‪ 1975‬م ‪ ,‬وبمرس وم في ‪ 15‬ين اير ‪, 1980‬‬
‫وآخر في ‪ 16‬ديسمبر ‪ 1987‬إلصالح القضاء اإلداري أنشأ بموجبه المحاكم اإلدارية االستئنافية ووسع‬
‫نطاق الطعن بالنقض أمام مجلس الدولة ‪.‬‬

‫وقد أص بح مجلس الدولة خالل تاريخه الطويل قاضي المنازع ات اإلدارية دون من ازع‪ ,‬وس اهم في‬
‫إرساء مبادئ القانون اإلداري وقواعده المتميزة عن قواعد القانون الخ اص وابت دع الحل ول المناس بة‬
‫لمقتضيات حسن سير اإلدارة العامة‪ ,‬وأكد على وجود واستقالل القانون اإلداري ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫نشوء القانون اإلداري في مصر‬

‫قبل نش وء مجلس الدولة في مصر ع ام ‪ 1946‬لم تع رف مصر القض اء اإلداري ‪ ,‬وقد ك انت المح اكم‬
‫المختلطة واألهلية الس ائدة قبل ه ذا الت اريخ في النظ ام القض ائي المص ري تطبق بعض الق وانين على‬
‫المنازعات بين األفراد أو بينهم وبين اإلدارة ‪ ,‬ولم يكن من بينها القانون اإلداري ‪.‬‬

‫وقد ذهب جانب من الفقه اإلداري المصري إلى أن أس اس الق انون اإلداري ومبادئه قد ب دأت تظهر من‬
‫خالل أحك ام المح اكم المختلطة والمح اكم األهلية ‪ ,‬بينما خ الف ج انب آخر منهم‪ ,‬وذهب إلى أن مب ادئ‬
‫القانون اإلداري لم تنشأ حقيقة إال من خالل أحكام مجلس الدولة بعد أن إنشاؤه عام ‪. 1946‬‬

‫وكان مجلس الدولة وقت إنشاؤه يتمتع بصالحيات محددة وبمحكمة قضاء إداري واحدة ‪ ,‬ثم ما لبث أن‬
‫توسعت اختصاصاته إذ صدر الق انون رقم ‪ 9‬لس نة ‪ 1949‬ال ذي وسع اختصاص اته ثم أنش أت المح اكم‬
‫اإلدارية بالق انون رقم ‪ 147‬لس نة ‪ , 1954‬وبعد ذلك في ع ام ‪ 1955‬تم إنش اء المحكمة اإلدارية العليا‬
‫لتكون في قمة القسم القضائي بمجلس الدولة ‪.‬‬

‫ثم صدر القانون رقم ‪ 55‬لسنة ‪ 1959‬بشأن تنظيم مجلس الدولة ‪ ,‬وقد مر مجلس الدولة بتطورات عدة‬
‫حتى صدر القانون الحالي رقم ‪ 47‬لسنة ‪ 1972‬وتعديالته ‪.‬‬

‫ووفقا ً لهذا القانون يعد مجلس الدولة هيئة قضائية ملحقة بوزير العدل ‪ ,‬ويتكون من رئيس وعدد من‬
‫نواب الرئيس والمستشارين المساعدين والنواب والمندوبين ومن مندوبين مساعدين ‪.‬‬

‫هذا ولم تؤثر تبعية المجلس لوزير العدل في استقالله في ممارسة وظيفته إذ ال تتعدى هذه التبعية منح‬
‫الوزير األشراف اإلداري وضمان حسن سير العمل ال وظيفي ‪ ,‬وهو ما أكدته الم ادة األولى من الق انون‬
‫رقم ‪ 47‬لسنة ‪ " 1972‬مجلس الدولة هيئة قضائية مستقلة " ‪.‬‬

‫ولم يولد المجلس قويا ً منذ نش أته فقد ك ان القض اء اإلداري ص احب الوالية العامة في نظر المنازع ات‬
‫اإلدارية وكانت اختصاصات مجلس الدولة محددة على سبيل الحصر في الق وانين ال تي س بقت الق انون‬
‫الحالي ‪.‬‬

‫ففي ظل الق انون رقم ‪ 112‬لس نة ‪ 1946‬والمع دل بالق انون رقم ‪ 9‬لس نة ‪ 1949‬ك ان القض اء الع ادي‬
‫ينف رد بنظر دع اوى مس ؤولية اإلدارة عن أعمالها المادية ويختص باالش تراك مع المجلس في نظر‬
‫طلبات التعويض عن القرارات اإلدارية ‪ ،‬ويترتب على رفع دعوى التعويض أم ام المح اكم العادية وإذا‬
‫ما رفعت دعوى اإللغاء أو التعويض إلى مجلس الدولة عدم جواز رفع دع وى التع ويض أم ام المح اكم‬
‫العادية فإنه يمتنع رفعها أمام مجلس الدولة ‪.‬‬

‫كما كانت المحاكم العادية تنفرد بنظر المنازعات الخاصة ب العقود اإلدارية ح تى ص دور الق انون رقم ‪9‬‬
‫لس نة ‪ 1949‬ال ذي منح المجلس النظر في منازع ات عق ود االل تزام واألش غال العامة وعق ود التوريد‬
‫اكم العادية ‪.‬‬ ‫تراك مع المح‬ ‫باالش‬
‫وفي ظل الق انونين ‪ 165‬لس نة ‪ 1955‬و ‪ 55‬لس نة ‪ 1959‬اس تمرت المح اكم العادية تنف رد ب النظر في‬
‫دعوى مسؤولية اإلدارة عن أعمالها المادية في الوقت ال ذي اس تقل به مجلس الدولة بنظر المنازع ات‬
‫المتعلقة بالتعويض عن القرارات اإلدارية والعقود اإلدارية ‪.‬‬

‫وبصدور الق انون ‪ 47‬لس نة ‪ 1972‬أص بح مجلس الدولة ص احب الوالية العامة ب النظر في المنازع ات‬
‫اإلدارية ما لم ينص الق انون على خالف ذلك ‪ ،‬فقد ورد في الم ادة ‪ 172‬من الق انون رقم ‪ 47‬لس نة‬
‫‪ " 1972‬مجلس الدولة هيئة قض ائية مس تقلة ‪ ،‬ويختص بالفصل في المنازع ات اإلدارية ‪ ،‬وفي‬
‫الدعاوى لتأديبية ويحدد اختصاصاته األخرى " ‪.‬‬

‫وب ذلك أص بح مجلس الدولة قاضي الق انون الع ام المختص بالفصل في المنازع ات اإلدارية والتأديبية‬
‫وس اهم بإرس اء مب ادئ الق انون اإلداري ‪ ,‬وك ان له دور رائد في حماية حق وق األف راد وحري اتهم من‬
‫عسف اإلدارة وإلغاء قراراتها المعيبة والتعويض عنها ‪.‬‬

‫الفصل الثالث‬

‫خصائص ومصادر القانون اإلداري‬


‫نبين في هذا الجزء من الدراسة الخصائص التي يتميز بها القانون اإلداري والمصادر التي يستمد منها‬
‫أحكامه وذلك في مبحثين ‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫خصائص القانون اإلداري‬

‫يتميز القانون اإلداري ببعض الخصائص منها أنه قانون سريع التطور ‪ ،‬وق انون غ ير مقنن ‪ ,‬وأنه من‬
‫صنع القضاء ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬قانون سريع التطور ‪.‬‬

‫يستم القانون اإلداري بأنه قانون يتط ور بس رعة تف وق التط ور االعتي ادي في الق وانين األخ رى ولعل‬
‫ذلك يرجع إلى طبيعة المواضيع التي يعالجها ‪ ،‬فقواعد القانون الخاص تتميز بالثبات واالستقرار ‪ ،‬وقد‬
‫ثمر ف ترة طويلة قبل أن ينالها التع ديل أو التغي ير ‪ ،‬ويع ود ذلك إلى أن العالق ات ال تي ينظمها الق انون‬
‫الخ اص بفروعه المختلفة " ق انون م دني ‪ ،‬ق انون تج اري ‪ ،‬ق انون مرافع ات " تتعلق بقواعد عامة‬
‫تتطلب قدراً من االستقرار مع ترك الحرية لألف راد من تس يير األم ور األخ رى ذات الط ابع المتغ ير في‬
‫ح دود القواعد العامة المنص وص عليها على عكس الق انون اإلداري ال ذي يع الج مواض يع ذات طبيعة‬
‫خاصة لتعلقها بالمصلحة العامة وحسن تسيير وإدارة المرافق العامة وجانب من أحكامه غ ير مس تمدة‬
‫من نصوص تشريعية وإنما من أحكام القضاء وخاصة القض اء اإلداري ال ذي يتم يز بأنه قض اء يبت دع‬
‫الحلول للمنازعات اإلدارية وال يتقيد بأحكام الق انون الخ اص إنما يس عى إلى خلق ما يتالئم مع ظ روف‬
‫كل منازعة على حده تماشيا ً مع سرعة تطور العمل اإلداري ومقتضيات سير المرافق العامة ‪.‬‬

‫ولعل من أسباب سرعة تطور القانون اإلداري أنه يت أثر بالعوامل االقتص ادية واالجتماعية والسياس ية‬
‫في الدولة وهي عوامل متغيرة باستمرار وغير مستقرة نسبيا ً ‪ ،‬فاتساع نشاط الدولة ونزعتها التدخلية‬
‫وانتشار الحروب واالزم ات االقتص ادية وظه ور المرافق العامة االقتص ادية ‪ ,‬وما إلى ذلك من ظ واهر‬
‫اقتص ادية وسياس ية وإدارية ‪ ،‬وض رورة اس تيعاب الق انون اإلداري له ذه المتغ يرات ومواجهتها أدى‬
‫بالضرورة إلى التطور المستمر في أحكامه ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬قانون من صنع القضاء ‪.‬‬

‫يتميز القانون اإلداري أيضا ً بأنه ق انون قض ائي نشأ عن طريق المب ادئ والقواعد اإلدارية ال تي خلقها‬
‫القض اء ‪ ،‬وقد س اعد على ذلك ع دم تق نين أغلب قواعد الق انون اإلداري فك ان البد للقض اء أن ينهض‬
‫بهذه المهمة من خالل وضع أسسه ونظرياته ‪.‬‬

‫وإذا ك ان التش ريع ينهض في الحقيقة ببعض مواض يع الق انون اإلداري خاصة ما يتعلق ببعض‬
‫النصوص الدس تورية والتش ريعية والالئحية ال تي تحكم ج وانب مهمة من عالق ات اإلدارية العامة مثل‬
‫قانون الخدمة المدنية والئحة العقود اإلدارية ‪ ،‬فأن التشريع ال زال قاصراً عن مجاالت أخرى كثيرة من‬
‫قبل قواعد الق رار اإلداري وقواعد المس ؤولية اإلدارية وش روط الطعن باإللغ اء ‪ ,‬وما إلى ذلك من‬
‫مجاالت الزال القضاء يمثل المصدر الرسمي الرئيس ألحكامه ‪.‬‬
‫وقد كشف مجلس الدولة الفرنسي عن النظريات والمبادئ األساسية ال تي يق وم عليها الق انون اإلداري‬
‫وأس تلم عنه القض اء اإلداري في مصر العديد من أحكامه ‪ ،‬ح تى أص بح دور المش رع في كث ير من‬
‫األحيان مقتصراً على تسجيل ما توصل إليه القضاء اإلداري من أحكام ‪.‬‬

‫ودور القض اء اإلداري في ه ذا المج ال ك ان متم يزاً عن دور القض اء الع ادي ‪ ،‬ال ذي ينحصر بتط بيق‬
‫القانون على المنازعة دون أن يتع داه لخلق الحل ول المناس بة ال تي تتفق مع طبيعة منازع ات الق انون‬
‫اإلداري ‪ ،‬األمر ال ذي أض فى على قواعد الق انون اإلداري الط ابع العملي ال ذي يتماشى مع ظ روف‬
‫تمر ‪.‬‬ ‫يرها الحسن وتطورها المس‬ ‫يات س‬ ‫ات المرافق العامة ومقتض‬ ‫واحتياج‬
‫ومع ذلك يتقيد القض اء في أداء مهامه وابتداعه لمب ادئ وقواعد الق انون اإلداري يع دم مخالفة‬
‫النص وص التش ريعية القائمة على أس اس أن القض اء أنما يع بر عن إرادة مفترضة للمش رع ‪ ,‬أما إذا‬
‫أفصح عن إرادته تلك بنصوص تشريعية فأنه يلتزم بتطبيق تلك النصوص في أحكامه ‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬قانون غير مقنن ‪.‬‬

‫يقصد بالتقنين أن يصدر المشرع مجموعة تشريعية تضم المبادئ والقواعد العامة والتفصيلية المتعلقة‬
‫بفرع من فروع القانون كما هو الحال في مدونة القانون المدني أو مدونة قانون العقوبات ‪.‬‬

‫وال يخفى ما لتدوين القواعد العامة والتفصيلة لقانون ما من أهمية من حيث إضفائه الثبات واالستقرار‬
‫على نصوص التشريع وسهولة الرجوع إلى أحكامه ‪.‬‬

‫وقد نشأ القانون اإلداري في فتره انتشرت فيها حركة التق نين في أعق اب الث ورة الفرنس ية وتم ت دوين‬
‫قواعد القانون المدني في مدونة نابليون ‪.‬‬

‫إال أن القانون اإلداري لم تشمله ه ذه الحركة رغم رس وخ مبادئه واكتم ال نظرياته ويرجع ع دم تقنينه‬
‫إلى سرعة تطوره وتفرع وسعة مجاالته مما يجعل من الص عوبة جمع أحكامه في مدونه واح دة خاصة‬
‫وان أحكامه في الغ الب ذات طبيعة قض ائية ‪ ،‬وال يخفى ما في أحك ام القض اء اإلداري من مرونة تت أثر‬
‫بالواقع االقتصادي واالجتماعي والسياسي السائد في المجتمع ‪.‬‬

‫وإذا كان عدم التقنين يعني عدم جمع إحكام الق انون اإلداري في مجموعة أو مدونة واح دة ف إن ذلك ال‬
‫ينفي وج ود تقنين ات جزئية لبعض موض وعات الق انون اإلداري ‪ ،‬من ذلك وج ود تش ريعات خاصة‬
‫بالموظفين وتشريعات خاصة بنزع الملكية للمنفعة العامة وقوانين خاصة ب التنظيم اإلداري أو القض اء‬
‫امل ‪.‬‬ ‫نين ش‬ ‫ذر جمعها في تق‬ ‫يع يتع‬ ‫ير ذلك من مواض‬ ‫اإلداري إلى غ‬

‫المبحث الثاني‬

‫مصادر القانون اإلداري‬

‫تش تمل مص ادر الق انون اإلداري على مص ادر الق انون بص ورة عامة ‪ ،‬وهي ع ادة أربعة مص ادر "‬
‫التشريع – العرف – القضاء – الفقه " ‪.‬‬

‫وإذا كان التشريع والعرف يعدان المصدران الرس ميان للق وانين األخ رى ‪ ،‬بينما يمثل القض اء والفقه‬
‫المصدران التفسيريان للقواعد القانونية ‪ ،‬فإن القانون اإلداري يمنح القض اء دوراً هام ا ً ‪ ,‬بل يع ده أهم‬
‫مصادر القانون اإلداري على اإلطالق ‪ ،‬ويكون مع التشريع والعرف مص دراً رس ميا ً للق انون اإلداري ‪,‬‬
‫بينما يبقى الفقه مصدراً تفسيراً له ‪.‬‬

‫وفيما يلي نعرض لهذه المصادر وبشيء من التفصيل ‪.‬‬


‫أوالً ‪ :‬التشريع ‪.‬‬

‫يقصد بالتش ريع كمص در للق انون اإلداري مجموعة القواعد القانونية المكتوبة الص ادرة من الس لطة‬
‫المختصة في الدولة ‪ ،‬وقد تكون ه ذه الس لطة س لطة تأسيسة فيك ون التش ريع دس تورياً‪ ،‬أما إذا ك انت‬
‫السلطة تشريعية فيكون التشريع عاديا ً ويطلق عليه اصطالح القانون ‪ ،‬وأخ يراً إذا ك انت ه ذه الس لطة‬
‫تنفيذية فإننا نكون أمام ما يمكن تسميته بالتشريعات الفرعية أو اللوائح ‪ ،‬ويتميز التشريع عن غير من‬
‫المصادر األخرى بوضوحه وتحديده وسهولة تعديله ‪.‬‬

‫‪ .1‬التشريع الدستوري ‪-:‬‬

‫تعد التشريعات الدستورية المصدر األساسي والرسمي للق انون اإلداري ‪ ،‬وتقع التش ريعات الدس تورية‬
‫الدستورية في قمة الهرم القانوني ‪ ،‬وتس مو على القواعد القانوينة األخ رى جميع ا ً ‪ ،‬فهي تح دد ش كل‬
‫الدولة ونظام الحكم فيها وعالقتها ب المواطنين ‪ ،‬وتتض من التش ريعات الدس تورية بعض الموض وعات‬
‫المتعلقة بالقانون اإلداري ‪ ،‬كتنظيم الجهاز اإلداري في الدولة ونشاطه وحقوق األفراد وحرياتهم ‪.‬‬

‫ويتوجب على اإلدارة بوصفها جه از الس لطة التنفيذية أن تل تزم بالمب ادئ ال تي ج اء بها الدس تور وال‬
‫يحق لها مخالفتها وإال ع دت أعمالها مخالفة لمب دأ المش روعية مما يعرض ها لإللغ اء والتع ويض عما‬
‫تسببه من أضرار ‪.‬‬

‫والقواعد الدس تورية يقصد بها مجموعة القواعد المكتوبة في وثيقة أو ع دة وث ائق دس تورية فحسب‬
‫فمن الممكن أن تكون تلك القواعد غير مكتوبة في ظل دستور ع رفي يتمتع بس مو القواعد الدس تورية‬
‫المكتوبة ذاتها ‪.‬‬

‫كذلك تتمتع إعالنات الحق وق ما تض منته ه ذه اإلعالن ات في حق وق وحري ات األف راد بق وة النص وص‬
‫الدستورية فال يجوز مخالفتها ‪.‬‬

‫‪ .2‬التشريع العادي ‪.‬‬

‫يأتي التشريع الع ادي أو الق انون بالمرتبة الثانية بعد الدس تور ‪ ،‬من حيث الت درج التش ريعي باعتب اره‬
‫صادراً من الهيئة التشريعية المعبرة عن اإلرادة العامة وهي صاحبة االختصاص في ذلك ‪.‬‬

‫واإلدارة بوصفها السلطة التنفيذية تخضع ألحكام القوانين فإذا خالفت حكم القانون أو صدر عمل إداري‬
‫استناداً إلى قانون غير دستوري وجب إلغاء ذلك العمل ‪.‬‬

‫‪ .3‬التشريع الفرعي أو اللوائح ‪.‬‬

‫يطلق على القواعد القانوينة ال تي تص درها الس لطة التنفيذية التش ريع الف رعي ‪ ،‬وتس مى في مصر‬
‫اللوائح اإلدارية ‪ ،‬وهي قواعد عامة مج ردة واجبة االح ترام تلي التش ريع الع ادي في مرتبتها في س لم‬
‫التدرج القانوني ‪ ,‬وتخضع لرقابة القضاء اإلداري على أعمال اإلدارة باعتبارها قرارات إدارية يجب أن‬
‫تكون متفقة مع القانون ‪.‬‬

‫أ ‪ /‬اللوائح التنفيذية ‪:‬‬

‫تصدر الوزارات بص فتها الهيئة لتنفيذية في الدوله الل وائح التنفيذية المتعلقة بتنفيذ الق وانين الص ادرة‬
‫عن السلطه التشريعيه لتوضيح ما يكتنفها من غموض وتسهيل تطبيقها ‪.‬‬

‫ب‪ /‬اللوائح التنظيمية ‪.‬‬


‫تمارس االداره أيضا ً اختصاص إص دار الل وائح التنظيمية ال تي تتع دى تنفيذ الق وانين إلى تنظيم بعض‬
‫األم ور ال تي يتط رق إليها الق انون فتق ترب وظيفتها من التش ريع ‪ ,‬ومن ذلك قيامها بما يتعلق بتنظيم‬
‫الجهات اإلدارية ونظام العمل بها وش ؤونها اإلدارية والمالية ‪ ,‬وهو من ص ميم عمال ال وزاره بص فتها‬
‫المختصة بتنظيم الجهاز اإلداري في الدولة ‪.‬‬

‫ج‪ /‬اللوائح الضبطية أو البوليسية ‪.‬‬

‫تختص الهيئة التنفيذية بإص دار ل وائح الض بط اإلداري المتعلقة بالمحافظة على األمن الع ام والص حة‬
‫العامة والسكنية العامة من ذلك اللوائح الخاصة بمكافحة الضوض اء أو غلق المح ال المض رة بالص حة‬
‫العامة ‪.‬‬

‫د‪ /‬اللوائح التفويضية ‪.‬‬

‫تصدر الهيئة التنفيذية هذا النوع من الل وائح بتف ويض من الهيئة التش ريعية ال تي يمثلها البرلم ان في‬
‫العراق في موضوعات تدخل أص الً ض من اختصاصه ‪ ،‬ومن ذلك اختصاص ها بإص دار الل وائح الخاصة‬
‫بإنشاء وتنظيم المؤسسات والهيئات والمصالح والش ركات العامة لممارسة االختصاص ات ذات الطبيعة‬
‫االستراتيجية وتحديد أهدافها واختصاصاتها ‪.‬‬

‫ﻫ‪ /‬لوائح الضرورة ‪.‬‬

‫تصادف الهيئة التنفيذية في بعض األوقات ظروفا ً اس تثنائية تجبرها على إص دار ل وائح إدارية تض من‬
‫حماية النظ ام الع ام وحسن س ير المرافق العامة لتع ذر ص دروها من الهيئة التش ريعية المختصة فعالً‬
‫بإص دارها ‪ ،‬لغيبتها أو لحص ولها في غ ير ف ترة انعقادها على أن تع رض على الهيئة التش ريعية خالل‬
‫مدة معينة لكي تقرها ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬العرف ‪-:‬‬

‫العرف اإلداري هو مجموعة القواعد التي درجت اإلدارة على إتباعها في أداء وظيفتها في مج ال معين‬
‫من نش اطها وتس تمر فتص بح ملزمة لها ‪ ،‬وتعد مخالفتها مخالفة للمش روعية وت ؤدي إلى أبط ال‬
‫تصرفاتها بالطرق المقررة قانونا ً ‪.‬‬

‫ويأتي العرف اإلداري في مرتبة أدني من مرتبة القواعد القانونية المكتوبة مما يستلزم إال يخالف نص ا ً‬
‫من نصوص القانون فهو مصدر تكميلي للقانون يفسر ويكمل ما نقص منه ولكي يص بح س لوك اإلدارة‬
‫عرفا ً إداريا ً و مص دراً من مص ادر الق انون اإلداري ‪ ،‬يجب أن يت وافر فيه ركن ان ‪ :‬ركن م ادي و ركن‬
‫معنوي ‪.‬‬

‫‪ .1‬الركن المادي ‪:‬‬

‫ويتمثل ال ركن الم ادي باعتي اد جهة اإلدارة على إتب اع س لوك معين في نش اط معين وقد يك ون ه ذا‬
‫االعتياد ايجابيا ً يظهر في صورة القيام بعمل ‪ ،‬كما يمكن أن يكون سلبيا ً في صورة االمتن اع عن القي ام‬
‫بعمل ما ‪،‬على أن يكون هذا العمل أو االمتناع بشكل ثابت ومستقر ويتك رر في الح االت المماثلة بش رط‬
‫أن يمضى الزمن الكافي الستقراره ‪ ،‬وتقدير ما إذا كانت هذه الم دة كافيه لوج ود الع رف من عدمه أمر‬
‫مرجعه إلى القضاء ‪.‬‬

‫‪ .2‬الركن المعنوي ‪:‬‬


‫أما ال ركن المعن وي فهو اعتق اد اإلدارة واألف راد بإلزامية القاع دة المتبعة وض رورة احترامها وع دم‬
‫مخالفتها واعتب ار ذلك مخالفة قانونية تتطلب الج زاء ‪ ،‬وبه ذا المع نى تك ون الق رارات اإلدارية ال تي‬
‫تصدر مخالفة للعرف اإلداري غير مشروعة وعرضه لإللغاء إذا طعن في مشروعيتها أمام القضاء ‪.‬‬

‫إلى جانب ذلك يجب أن يكون العرف اإلداري عاما ً تطبقه اإلدارة بش كل منتظم ومس تمر بال انقط اع في‬
‫جميع الحاالت المماثلة وان يكون مشروعا ً وغير مخالف لنص قانوني أو الئحي ‪.‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أن التزام اإلدارة باحترام العرف ال يحرمها من أمك ان تعديله أو تغي يره نهائي ا ً إذا‬
‫اقتضت ذلك المصلحة العامة فاإلدارة تملك تنظيم القاعدة التي يحكمها العرف بيد أن قيام العرف الجديد‬
‫يتطلب توفر الركنين السابقين فال يتكون بمجرد مخالفة اإلدارة للعرف المطبق ‪.‬‬

‫أما إذا خالفت اإلدارة العرف في حالة فردية خاصة دون أن تستهدف تعديله أو تغييره ب دافع المص لحة‬
‫العامة فإن قرارها أو إجراءها المخالف للعرف يكون باطالً لمخالفته مبدأ المشروعية ‪.‬‬

‫ومع ذلك ف أن دور الع رف كمص در رس مي للق انون اإلداري أقل أهمية من المص ادر الرس مية أخ رى‬
‫لص عوبة االس تدالل على القاع دة العرفية من جهة ‪ ,‬وألن اإلدارة في الغ الب تلجأ إلى الل وائح كوس يلة‬
‫لتنظيم نشاطها اإلداري من جهة أخرى ‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬القضاء ‪.‬‬

‫األصل في وظيفة القاضي تطبيق القوانين والفصل في المنازعات المعروضة أمامه ‪ ،‬وهو ملزم قانونا ً‬
‫بالفصل في المنازعة الداخلة في اختصاصه وإال اعت بر منك راً للعدالة ‪ ،‬ل ذلك رسم المش رع للقاضي‬
‫األسلوب الذي يسلكه لفض المنازعة إذا لم يجد في القواعد القانونية حالً للمنازعة ‪.‬‬

‫وعلى ذلك ال يعد القضاء مصدراً رسميا ً للقانون لدوره المتعلق بتطبيق النصوص التشريعية وتفسيرها‬
‫وإزالة غموض ها وإزالة التع ارض المحتمل بينها ‪ ،‬وال يتع دى القاضي ه ذا األمر ليصل إلى حد خلق‬
‫قواعد قانونية خارج نصوص التشريع ‪.‬‬

‫إال أن الطبيعة الخاصة لقواعد الق انون اإلداري من حيث ع دم تقنينه وظ روف نش أته وتع دد مج االت‬
‫نشاطه ‪ ،‬أدى إلى أن يتجاوز القضاء اإلداري دور القضاء العادي ليتماشى مع متطلبات الحي اة اإلدارية‬
‫فيعمد إلى خلق مبادئ وأحكام القانون اإلداري ‪ ،‬فيصبح القضاء مصدر رس مي للق انون اإلداري بل من‬
‫أهم مصادرها الرسمية ‪ ،‬ويتعدى دوره التشريع في كثير من األحيان ‪.‬‬

‫وتتميز أحكام القضاء اإلداري بعدم خضوعها للقانون المدني ‪ ،‬فالقاضي اإلداري إذا لم يجد في المبادئ‬
‫القانونية القائمة نص ا ً ينطبق على ال نزاع المع روض عليه يت ولى بنفسه إنش اء القواعد الالزمة ل ذلك‬
‫دون أن يكون مقيداً بقواعد القانون المدني ‪.‬‬

‫ومن ج انب آخر أن أحك ام القض اء الع ادي ذات حجية نس بية تقتصر على أط راف ال نزاع وموض وعه‬
‫ولهذا تحدد قيمتها بوصفها مصدراً تفسيراً على النقيض من أحكام القضاء اإلداري ال تي تتم يز بكونها‬
‫حجة على الكافة ‪.‬‬

‫وفي ذلك يتبين أن للقض اء دوراً إنش ائيا ً كب يراً في مج ال الق انون اإلداري ومن ثم فهو يش كل مص دراً‬
‫رئيسيا ً من مصادر المشروعية ‪.‬‬

‫رابعا ً ‪ :‬المبادئ العامة للقانون ‪.‬‬


‫تعد المبادئ العامة للقانون مصدراً مهما ً من مصادر الق انون اإلداري ويقصد بالمب ادئ العامة للق انون‬
‫تلك المبادئ التي ال تستند إلى نص مكت وب ‪ ،‬وإنما يك ون مص درها القض اء وهي تختلف عن المب ادئ‬
‫ريع ‪.‬‬ ‫درها التش‬ ‫ون مص‬ ‫تي يك‬ ‫القانونية ال‬
‫وقد لجأ القض اء اإلداري إلى المب ادئ العامة للق انون للفصل في العديد من المنازع ات اإلدارية لع دم‬
‫تقنين قواعد القانون اإلداري‪.‬‬

‫وتستمد أغلب هذه المب ادئ من الطبيعة المتم يزة للحي اة اإلدارية ‪ ,‬كمب دأ دوام اس تمرار س ير المرافق‬
‫العامة بانتظ ام واط راد ‪ ،‬والمس اواة بين المنتفعين بخ دمات المرافق العامة ‪ ،‬ونظرية الظ روف‬
‫االستثنائية ‪ ,‬أو تستمد في فكرة الع دل والمنطق وال تي بمقتض اها م ارس القض اء اإلداري رقابته على‬
‫الوجود الم ادي للوق ائع وص حة التك ييف الق انوني لها وض رورة التناسب بين جس امة ال ذنب اإلداري‬
‫والعقوبة المقررة لها ‪.‬‬

‫والقضاء اإلداري بهذا المعنى ال يخلق المبادئ العامة للق انون إنما يقتصر دوره على كش فها والتحقيق‬
‫من وجودها في الض مير الق انوني لألمة ‪ ،‬ول ذلك فمن ال واجب على اإلدارة والقض اء احترامها والتقيد‬
‫بها باعتبارها قواعد ملزمة شأنها في ذلك شأن القواعد المكتوبة ‪.‬‬

‫الفصل الرابع‬

‫أساس القانون اإلداري‬

‫س عى الفقه والقض اء نحو إيج اد أس اس أو فك رة عامة تص لح أن تك ون دعامة تق وم عليها مب ادئ‬


‫ونظريات القانون اإلداري وتحديد المعيار المميز لموضوعاته عن موضوعات القوانين األخرى ‪.‬‬
‫وإذا كان القانون اإلداري في معناه التقلي دي قد نشأ في ظل النظ ام القض ائي الم زدوج ف إن البحث عن‬
‫أساس الق انون اإلداري يس اهم باإلض افة إلى بي ان األس اس النظ ري والف ني ألحك ام ومب ادئ الق انون‬
‫اإلداري ‪ ,‬إلى وضع األسس الكفيلة بتع يين االختص اص بين القض اء اإلداري والقض اء الم دني خاصة‬
‫وقد فشل المش رع في تحديد مع اني أو موض وع المنازعة اإلدارية وإع داد قائمة باختص اص القض اء‬
‫اإلداري ‪ ,‬لع دم تمكنه من التنبؤ مس بقا ً بمختلف المنازع ات ذات الطبيعة اإلدارية ‪ ،‬كما أن القض اء‬
‫اإلداري لم يعد جهة قضاء استثنائي كما نشاء ابت دا ًء إنما أص بح نظ ام قض ائي م وزاي لنظ ام القض اء‬
‫المدني وله أهميته وأصالته‪.‬‬

‫وعلى ذلك ك ان البد من وضع معي ار ث ابت ومس تقر لتحديد أس اس الق انون اإلداري ‪ ،‬وظهر في ه ذا‬
‫المج ال ع دة نظري ات أو مع ايير رغم تع ددها لم تعش ط ويالً إنما راح بعض ها يغلب على بعض تباع ا ً‬
‫واندماج بعضها بالبعض اآلخر لسد ما انكشف فيها من نقص أو قصور ‪.‬‬

‫وسنعرض فيما يلي ألهم هذه المعايير …‬

‫المبحث األول‬

‫معيار أعمال السلطة وأعمال اإلدارة‬

‫يقوم هذا المعيار على أساس تقسيم أعمال اإلدارة إلى صنفين أعمال سلطة ‪ Acte d’autorite‬وهي‬
‫األعم ال ال تي تظهر فيها اإلدارة بمظهر الس لطة العامة وتتمتع بحق األمر والنهي وه ذا الن وع من‬
‫األعمال تحكمه قواعد القانون اإلداري ويخضع الختصاص القضاء اإلداري ‪.‬‬

‫وأعمال اإلدارة العادية ‪ Actte de gestion‬وهي األعمال التي تباشرها اإلدارة بذات األس اليب ال تي‬
‫يلجأ إليها األف راد وفي نفس ظ روفهم ‪ ,‬وتحكمها قواعد الق انون الخ اص ويختص بها القض اء الع ادي‬
‫ألنها ال تتصف بطابع السلطة ‪.‬‬

‫وقد سادت هذه النظرية حتى نهاية القرن التاسع عشر وكان من أنصارها الفقيه الفيرير ‪Laferrlere‬‬
‫وبارتلمي ‪ ، ) ( Berthelemy‬واعتمد القضاء الفرنسي عليها فترة من الزمن أساسا ً وحيداً للقانون‬
‫اإلداري ‪.‬‬

‫إال أن القضاء اإلداري لم يلبث أن هجر هذا المعيار بفعل االنتق ادات الموجه إليه ‪ ،‬وك ان النقد األساسي‬
‫يتمثل في أنه ضيق إلى حد كبير من نطاق القانون اإلداري ومن اختصاص ات القض اء اإلداري ‪ ،‬فطبق ا ً‬
‫له ذه النظرية تقتصر أعم ال الس لطة على الق رارات اإلدارية واألوامر ال تي تص درها س لطات الض بط‬
‫اإلداري لحفظ النظام العام ‪ ،‬وتستبعد من نطاق تطبيقها جميع األعمال األخرى من قبيل العق ود اإلدارية‬
‫وأعمال اإلدارة المادية ‪.‬‬

‫كما أن هذا المعيار وبالرغم من بساطته ووضوحه صعب التطبيق في الواقع أو ليس من السهل التمييز‬
‫بين أعمال السلطة وتصرفات اإلدارة العادية نظراً لطبيعته وتداخل النشاط اإلداري ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫معيار المرفق العام‬


‫ظهر هذا المعيار وتبل ور ابت دا ًء من الربع األخ ير من الق رن التاسع عشر ‪ ،‬وأص بح الفك رة األساس ية‬
‫التي اعتم دت عليها أحك ام مجلس الدولة الفرنسي ومحكمة التن ازع كأس اس للق انون اإلداري ومعي ار‬
‫الختص اص القض اء اإلداري ‪ ،‬وك ان حكم روتش ليد ‪ Rotchild‬الص ادر ع ام ‪ 1855‬وديكس تر‬
‫‪ Dekester‬الصادر عام ‪ 1861‬من األحكام األولى في تقرير هذه الفكرة‪.‬‬

‫إال أن حكم بالنكو ‪ Blanco‬الص ادر ع ام ‪ 1873‬يمثل في نظر الفقه والقض اء حجر الزاوية في نظرية‬
‫المرفق الع ام ‪ Theorie de Service Public‬وتتخلص وق ائع ه ذا الحكم في انه ص دمت عربة‬
‫صغيرة تتبع مصنع تبغ بوردو طفلة فأوقعتها وجرحتها ‪ ,‬فرفع والد الطفلة ال نزاع إلى القض اء الع ادي‬
‫طالبا ً التعويض من الدولة باعتبارها مسؤولة مدنيا ً عن الخطاء الذي ارتكبه عمال المصنع الت ابع لها ‪,‬‬
‫إال أن محكمة التنازع قررت أن الجهة المختصة بالنظر في ال نزاع هي القض اء اإلداري وليس القض اء‬
‫الع ادي ‪ ,‬وقضى بأنه " ال تختص المح اكم العادية أطالق ا ً بنظر ال دعاوى المقامة ضد اإلدارة بس بب‬
‫المرافق العامة أيا ً كان موضوعها ‪ ,‬حتى لو ك انت تس تهدف قي ام القض اء الع ادي بمج رد الحكم عليها‬
‫بمبالغ مالية تعويضا ً عن األضرار الناشئة عن عملياتها دون إلغاء أو تع ديل أو تفس ير ق رارات اإلدارة‬
‫"‪.‬‬

‫ومن جانب آخر قرر هذا الحكم قواعد جديدة تحكم المسؤولية عن األضرار التي تسببها المرافق العامة‬
‫ف ورد " ومن حيث أن مس ؤولية الدولة عن األض رار ال تي تس ببها لألف راد بفعل األش خاص ال ذين‬
‫تس تخدمهم في المرفق الع ام ال يمكن أن تحكمها المب ادئ ال تي يقررها التق نين الم دني لتنظيم الروابط‬
‫بين الفراد بعضهم وبعض ‪ ،‬وأن هذه المسؤولية ليست عامة وال مطلقة ‪ ،‬بل لها قواعدها الخاصة التي‬
‫تتغير تبعا ً لحاجات المرفق ‪ ,‬ولضرورة التوفيق بين حقوق الدولة والحقوق الخاصة " ‪.‬‬

‫وتطبيقا ً لهذه النظرية فإن أساس القانون اإلداري واختص اص القض اء اإلداري ‪ ،‬إنما يتعلق بكل نش اط‬
‫تديره الدولة أو تهيمن على إدارته ويستهدف تحقيق المصلحة العامة ‪.‬‬

‫والمرفق العام بهذا المعنى هو النشاط الذي تتواله الدولة أو األشخاص العامة األخرى مباش رة أو تعهد‬
‫به إلى جهة أخ رى تحت إش رافها ومراقبتها وتوجيهها وذلك إلش باع حاج ات ذات نفع ع ام تحقيق ا ً‬
‫للصالح العام ‪.‬‬

‫وقد ع زز ه ذا االتج اه أن وضع العميد (ديجي) ‪ Duguit‬ألسس نظريته عن المرافق العامة ال تي ك ان‬
‫لها شأن كبير بين نظريات القانون اإلداري حتى باتت تقوم على اعتبار المرفق العام ومقتضيات س يره‬
‫المبرر الوحيد لوجود نظام قانوني خارج عن المألوف في قواعد القانون الخاص ‪.‬‬

‫وقد تجاوزت ه ذه النظرية االنتق ادات ال تي وجهت لمعي ار التفرقة بين أعم ال الس لطة وأعم ال اإلدارة‬
‫العادية ‪ ،‬فشملت جميع نشاطات اإلدارة المتصلة مباشرة بالمرافق العامة التي يحكمها الق انون اإلداري‬
‫‪.‬‬

‫ويختص القضاء اإلداري في نظر المنازعات الناشئة عنها من قبيل القارات والعقود اإلدارية واألعم ال‬
‫المادية سواء أصدرت عن الدولة أو األشخاص العامة األخرى التابعة لها ‪ ,‬ما دامت تس تهدف من ه ذه‬
‫األعمال إشباع حاجات ذات نفع عام تحقيقا ً للصالح العام ‪.‬‬

‫مع ضرورة اإلشارة إلى استثنائين مح دودين في ه ذا المج ال يتعلق األول ب إدارة الدولة أو األش خاص‬
‫التابعة لها ألموالها الخاصة فال تك ون في نك ون في ه ذه الحالة أم ام مرفق ع ام ‪ ,‬أما االس تثناء األخر‬
‫فيتعلق بعدول اإلدارة عن استعمال وسائل الق انون الع ام واس تعمالها قواعد الق انون الخ اص في إدارة‬
‫نشاط من نشاطاتها وفي هاتين الحالتين تطبق قواعد الق انون الخ اص‪ ,‬ويختص القض اء الع ادي بنظر‬
‫المنازعات الناشئة عنها ‪.‬‬
‫وقد أيد جانب كبير من فقهاء القانون اإلداري هذه النظرية كأساس للقانون اإلداري الذي أصبح يس مى‬
‫" قانون المرافق العامة " وأطلق على أنصارها " مدرسة المرافق العامة " ‪.‬‬

‫ومن أب رز فقه اء ه ذه المدرسة تيس يه ‪ , Teissier‬ديجي ‪ , Duguit‬وبون ار ‪ Bonnard‬وج يز‬


‫‪. Jeze‬‬

‫أزمة نظرية المرفق العام‬

‫رغم النجاح الكبير الذي حققته هذه النظرية كأساس للقانون اإلداري ومبادئه وأحكامه ومعي اراً لتحديد‬
‫اختصاصات القضاء اإلداري ‪ ,‬واحتاللها مركز الص دارة بين النظري ات األخ رى خالل الربع األخ ير من‬
‫القرن التاسع عشر وب دايات العش رين ‪ ,‬لم تلبث أن ت راجعت بفعل تط ور الحي اة اإلدارية ‪ ,‬والتغي يرات‬
‫ال تي ط رأت في القواعد ال تي ق امت عليها فك رة المرافق العامة ‪ ,‬بت أثير من سياسة االقتص اد الموجه‬
‫والمبادئ االشتراكية وزيادة تدخل الدولة في النشاط االقتصادي واالجتم اعي وما رافق ذلك من ظه ور‬
‫المرافق االقتصادية واالجتماعية والصناعية والمرافق المهنية المختلفة ‪.‬‬

‫ومن األسباب األخرى لتراجع نظرية المرفق العام كما اص طلح على تس ميتها ظه ور مرافق عامة ذات‬
‫نفع عام يديرها األفراد أو األشخاص المعنوية الخاصة ‪.‬‬

‫وأدت هذه التطورات مجتمعة إلى صعوبة تحديد مض مون المرفق الع ام ‪ ,‬مما دعى الفقه والقض اء إلى‬
‫البحث عن معي ار آخر للق انون اإلداري ‪ ,‬إال أنه مع ما أص اب ه ذه النظرية من نقد بقيت أحك ام مجلس‬
‫الدولة الفرنسي تؤكد دور المرفق العام كأساس للقانون اإلداري إال أن هذا ال دور لم يعد كافي ا ً أو حجر‬
‫زاوية كما كان في تحديد نطاق تطبيق القانون اإلداري واختصاص القضاء اإلداري ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫معيار السلطة العامة وأمتياراتها‬

‫إزاء االنتقادات الموجة إلى معيار المرفق العام ‪ ,‬طرح جانب من الفقه معياراً آخر ب ديل عنه هو معي ار‬
‫السلطة العامة ‪ ,‬ومقتضاه أن فكرة السلطة ‪ ,‬هي األقدر في تحديد نطاق تطبيق القانون اإلداري ونط اق‬
‫اختص اص القض اء اإلداري ‪ ،‬ذلك أن العنصر المهم في نظ ام الق انون اإلداري المم يز له عن الق انون‬
‫الخ اص ال يتعلق باأله داف أو الغاي ات ال تي تس عى اإلدارة إلى تحقيقها المتمثلة بالمنفعة العامة كما‬
‫ذهبت نظرية أو معيار المرفق العام‪ ،‬وإنما يقوم على أساس الوس ائل ال تي تس تعملها اإلدارة في س بيل‬
‫تحقيق تلك األه داف‪ ،‬ف إذا ك انت ه ذه الوس ائل تتم يز بس لطات وامتي ازات اس تثنائية ال نظ ير لها في‬
‫عالق ات األف راد‪ ،‬كنا أم ام نش اط يحكمه الق انون اإلداري ويختص بالمنازع ات الناش ئة عنه القض اء‬
‫اإلداري ‪.‬‬

‫وقد أسس ه ذا المعي ار العميد م وريس هوريو ‪ Hauriou‬ال ذي أنش اء مدرسة مناهضة لمدرسة‬
‫المرفق الع ام أطلق عليها " مدرسة الس لطة العامة " ‪ ،‬ومب ادئ ه ذه النظرية متم يزة عن نظرية‬
‫السلطة العامة التقليدية والتي تفرق بين أعمال السلطة وأعمال اإلدارة العادية ‪.‬‬

‫فنظرية السلطة العامة كما ذهب هوريو ال تتعلق باألوامر والنواهي إنما تشمل كل نشاط إداري تمارسه‬
‫اإلدارة مع استعمالها لوسائل القانون العام غير المألوفة في القانون الخاص ‪.‬‬
‫ومن الج دير بال ذكر أن " هوريو " لم ينكر فك رة المرفق الع ام ‪ ،‬إنما جعلها ثانوية بالمقارنة مع دور‬
‫السلطة العامة كأساس للق انون اإلداري ومعي ار لتحديد اختص اص القض اء اإلداري ‪ ,‬فهو غلب عنصر‬
‫الوسائل التي تستخدمها اإلدارة على عنصر الغاية أو الهدف‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬

‫معيار المنفعة العامة‬

‫نادى بهذه الفكرة األستاذ مارسيل فالين ‪ Waline‬الذي كان من أشد المدافعين عن معيار المرفق العام‬
‫ثم تخلى عنه تحت تأثير األزمة التي مر بها هذا المعيار ‪ ،‬واقترح محله فكرة المنفعة العامة ‪.‬‬

‫وتقوم هذه الفكرة على أن أس اس الق انون اإلداري ومعي ار اختص اص القض اء اإلداري إنما يق وم على‬
‫تحقيق المنفعة العامة والمصلحة العامة ‪ ،‬فالنشاط اإلداري يس تهدف تحقيق النفع الع ام وهو ما يم يزه‬
‫عن النشاط الخاص ‪.‬‬

‫وقد اعتمد فالين في تأسيس نظريته على حكم مجلس الدولة في قضية بلدية مونسيجور ‪Commune‬‬
‫‪ de Monsegur‬الصادر في ‪ 10/6/1921‬وتتلخص وقائع القض ية أنه وقع ح ادث لص غير ح رج في‬
‫كنيسة مونسيجور بسقوط حوض " ماء مقدس " تسبب فيه بتعلقه واثنين من زمالئه به ‪ ،‬مما أص ابه‬
‫بعاهة مس تديمة تمثلت بقطع س اقه ‪ ،‬وقد حصل والد الطفل على حكم من مجلس اإلقليم ب إلزام البلدية‬
‫المسئولة عن صيانة الكنيسة بالتعويض ‪ ،‬وقد استئنفت البلدية هذا الحكم من ناحية أنه منذ عام ‪1905‬‬
‫لم تعد البلدية مسؤولة عن دور العبادة النفصال الدين عن الدولة بق انون ‪ 9/9/1905‬ولم تعد الكن ائس‬
‫منذ هذا الت اريخ مرافق عامة ‪ ،‬وبالت الي ال ت دخل دع وى التع ويض في اختص اص القض اء اإلداري ‪.‬‬
‫غير أن مجلس الدولة لم يأخذ بهذا الدفع وأسس قضائه على أنه وأن لم تعد مرافق العبادة مرفقا ً عام ا ً‬
‫منذ انفص ال ال دين عن الدولة ‪ ،‬ف إن ت رك الكن ائس تحت تص رف المؤم نين والمكلفين بإقامة ش عائر‬
‫العبادة لممارسة ديانتهم إنما يكون تنفيذاً لغرض ذي نفع عام ‪.‬‬

‫وفكرة المنفعة العامة هذه أكثر اتساعا ً من فكرة المرفق العام إال أنها لم تسلم من النقد الشديد من حيث‬
‫أن جل عمل الدولة إنما يتعلق بتحقيق المنفعة العامة أو المصلحة العامة ‪.‬‬

‫كما أن تحقيق النفع الع ام ليس حك راً على الدولة وأجهزتها اإلدارية ‪ ،‬وإنما قد يس اهم األف راد في‬
‫تحقيقها وذلك من خالل المؤسسات والمشروعات الخاصة ذات النفع العام وهي مشاريع تخضع ألحكام‬
‫القانون الخاص ويختص القضاء العادي بالمنازعات الناشئة عنها ‪.‬‬

‫لذلك لم تعش هذه الفكرة طويالً ولم تصلح أساسا ً للق انون اإلداري ومعي اراً لتحديد اختص اص القض اء‬
‫اإلداري لسعتها وعدم تحديدها وسرعان ما تخلى عنها فالين نفسه واتجه نحو معيار آخر ‪.‬‬

‫المبحث الخامس‬

‫معيار السلطة العامة الحديث‬


‫ح اول ج انب من الفقه إحي اء فك رة الس لطة العامة وتجدي دها لتص لح أساس ا ً وحي داً للق انون اإلداري‬
‫ومعياراً لتحديد اختصاص القضاء اإلداري ‪ ،‬ومن هؤالء األستاذ جورج فيدل ‪ George Vedel‬ال ذي‬
‫ذهب إلى أن فك رة الس لطة العامة ال تع ني فقط اس تخدام اإلدارة المتي ازات وس لطات الق انون الع ام‬
‫باعتبارها سلطة آمره ‪ ،‬وإنما تشمل أيض ا ً القي ود ال تي تحد من حرية اإلدارة وتف رض عليها التزام ات‬
‫أشد من االلتزامات المفروضة على األفراد في ظل القانون الخاص ‪.‬‬

‫ومن هذه القيود ع دم أمك ان تعاقد اإلدارة إال بإتب اع إج راءات وش روط معينة ال نظ ير لها في الق انون‬
‫الخاص ‪ ،‬كأتباعها أسلوب المناقصات أو المزايدات عند اختيار المتعاقد معها ‪.‬‬

‫ومن ثم ال يكفي اتصال نشاط اإلدارة بمرفق عام حتى تكون بصدد تطبيق الق انون اإلداري إنما يجب أن‬
‫تكون إلدارة قد استخدمت في نشاطها امتيازات وسلطات اس تثنائية ال مثيل لها في الق انون الخ اص أو‬
‫التزمت بقيود وحدود غير مألوفة في هذا القانون ‪ ،‬وفي الحالتين يختص القض اء اإلداري بالمنازع ات‬
‫الناشئة عن مباشرة هذا النشاط ‪ .‬وعلى عكس ذلك يختص القضاء العادي ويطبق القانون الخاص على‬
‫كل نشاط تؤديه اإلدارة مستخدمة أساليب مشابهة لتلك التي يستخدمها األف راد أو ال تتض من امتي ازات‬
‫أو شروط استثنائية ‪ .‬وقد صادف هذا المعي ار نجاح ا ً وقب والً في الفقه والقض اء اإلداريين وانح از إليه‬
‫فالين بعد أن تخلى عن معيار المرفق العام وبعده معيار النفع العام ‪.‬‬

‫المبحث السادس‬

‫معيار الجمع بين المرفق العام والسلطة العامة‬

‫إزاء االنتقادات الموجهة لكل معيار من المعايير الس ابقة وعجزها في أن تك ون أساس ا ً وحي داً للق انون‬
‫اإلداري ومعي اراً لتحديد اختص اص القض اء اإلداري ‪ ،‬لم يعد الفقه والقض اء يتمس كان بفك ره واح دة ‪,‬‬
‫واتجها نحو الجمع بين فكرتي السلطة العامة والمرفق العام ‪.‬‬

‫وفي هذا المجال حاول األس تاذ ‪ De Laubadere‬تجديد معي ار المرفق الع ام بعد ما أص ابه من تفكك‬
‫نتيجة األزمات التي تعرض لها وذلك عن طريق الجمع بين فكرتي المرفق العام والس لطة العامة ‪ ،‬لكنه‬
‫جعل األولوية للمرفق العام ‪ ،‬ثم يأتي استخدام أساليب الق انون الع ام في المرتبة الثانية لسد الف راغ في‬
‫المجاالت التي عجز معيار المرفق العام عن القيام بدوره فيها ‪.‬‬

‫بينما ذهب األستاذ ش ابي ‪ Chapus‬إلى تغليب فك رة الس لطة العامة على فك رة المرفق الع ام فق ال أنه‬
‫يجب أن ال نعتقد أن معي ار الش روط المخالفة " الس لطة العامة " دائم ا ً معي اراً مس اعداً ‪ ،‬فالمعي ار‬
‫الم أخوذ من الموض وع هو دائم ا ً معي ار مب دأ ‪ ،‬ففي كث ير من األحي ان يفضل القاضي اس تخدام معي ار‬
‫الشرط غير المألوف وهذا يكون أسهل أو مناسبا ً أكثر ‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس فإن المرفق العام وأن كان عنصراً مهما ً في تحديد أساس الق انون اإلداري إال أنه ال‬
‫يكفي ألداء هذا الدور بعد أن أتضح سعة مفهومة وع دم اقتص اره على المرافق اإلدارية فظه رت فك رة‬
‫المعيار المزدوج التي أيدها جانب كبير من الفقه وأخذ بها القض اء اإلداري في فرنسا في أغلب أحكامه‬
‫‪.‬‬

‫وعلى ذلك فإن أساس القانون اإلداري ال يرجع لمعيار واحد من المعايير السابقة ‪ ,‬إنما يجب الجمع بين‬
‫المعي اريين المهمين المرفق الع ام والس لطة العامة ‪ ،‬ومن ثم ليك ون العمل إداري ا ً وخاض عا ً للق انون‬
‫اإلداري واختصاص القضاء اإلداري ‪ ،‬يجب أوالً أن يكون عمالً إداريا ً أو نش اطا ً متعلق ا ً بمرفق ع ام "‬
‫نظرية المرفق العام " ‪.‬‬
‫وثانيا ً ‪ :‬أن تكون اإلدارة في هذا النش اط قد اس تخدمت امتي ازات أو وس ائل وس لطات اس تثنائية وغ ير‬
‫مألوفة في القانون الخاص " نظرية السلطة العامة " ـ مع ض رورة التنبيه أن الس لطة العامة ال ت برز‬
‫من خالل االمتيازات الممنوحة لإلدارة حسب وإنما تشمل القيود االستثنائية المفروضة عليها في أحيان‬
‫أخرى ‪.‬‬

‫الباب األول‬

‫التنظيم اإلداري‬

‫نبحث في ه ذا المج ال من الدراسة موض وع التنظيم اإلداري ال ذي ن بين فيه الوس ائل ال تي ت ؤدي من‬
‫خاللها اإلدارة وظيفتها التنفيذية وتس تدعي الدراسة البحث في األش خاص المعنوية العامة باعتبارها‬
‫األداة التي تجمع السلطات اإلدارية في إطارها ‪ ،‬ومن ثم البحث في األس اليب الرئيس ية المتبعة في ه ذا‬
‫التنظيم وفقا ً لما يسمى بأسلوب المركزية اإلدارية وأسلوب الالمركزية اإلدارية ‪.‬‬

‫الفصل األول‬

‫األشخاص المعنوية العامة‬

‫يتمتع اإلنس ان منذ والدته بالشخص ية القانونية ال تي تمكنه من اكتس اب الحق وق وتحمله بااللتزام ات‬
‫ألداء دوره في المجتمع وأداء رسالته ‪ ،‬واألصل أن الشخصية القانونية نسبت لإلنسان فقط إال أن عجز‬
‫اإلنس ان عن النه وض بكافة متطلب ات المجتمع النته اء شخص يته بالوف اة وحاجة المجتمع إلى دوام‬
‫اس تمرار مرافقه ‪ ،‬ك ان البد من منح األهلية القانونية ألش خاص أخ رى ‪ ،‬فظه رت نظرية الشخص ية‬
‫المعنوية ومقتضاها منح القانون الشخصية القانونية إلى جانب اإلنسان الذي بات يطلق عليه الش خص‬
‫الطبيعي إلى نوعين من التجمعات ‪ :‬مجموعة من األفراد أو مجموعة من األموال ته دف لتحقيق ه دف‬
‫معين ويكون كيان ذاتي مستقل عن األفراد المكونين لها يسمح بتحقيق هدفها ‪ ،‬وأطلق عليها اص طالح‬
‫الشخصية المعنوية االعتبارية ‪.‬‬

‫وعلى ذلك يمكن تعريف الش خص المعن وي بأنه مجموعة من األم وال أو األش خاص تس تهدف تحقيق‬
‫هدف معين اعترف لها القانون بالشخصية القانونية ‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫أنواع األشخاص المعنوية‬

‫يوجود نوعين رئيسيين من األشخاص المعنوية هي ‪ :‬األشخاص المعنية العامة ‪ ،‬واألشخاص المعنوية‬
‫الخاصة ‪ ،‬مع ما تتمتع به األش خاص المعنوية الخاصة من أهمية في نط اق الق انون الخ اص فتظهر‬
‫بشكل الشركات والمؤسسات والجمعيات التي تنشأ بمبادرات األفراد لتحقيق الربح أحيانا ً وتحقيق النفع‬
‫رى‪.‬‬ ‫ان أخ‬ ‫لحة العامة في أحي‬ ‫ام أو المص‬ ‫الع‬
‫و الشخصية المعنوية العامة تحتل أهمية أكبر بكثير في نط اق الق انون الع ام ال ذي ال يع رف غ ير ه ذا‬
‫النوع من األشخاص المعنوية رغم أن نظرية الشخصية المعنوية نشأت في ظل الق انون الخ اص ‪ .‬وقد‬
‫درج الفقه والقضاء على تقسيم األشخاص المعنوية العامة إلى ثالث أنواع ‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬األشخاص المعنوية اإلقليمية‬

‫وهي األش خاص المعنوية أو االعتبارية ال تي يتعلق اختصاص ها في نط اق جغ رافي منعين من الدولة‬
‫وهي تشمل الدولة والوحدات المحلية األخرى‪.‬‬

‫‪ -1‬الدولة‬

‫وهي أهم األش خاص المعنوية على اإلطالق وله ذا فقد ورد النص عليها في الق انون الم دني على أن‬
‫الدولة هي أول األشخاص االعتبارية ‪ .‬والدولة هي الشخص المعنوي العام الذي تتفرع عنه األشخاص‬
‫المعنوية األخ رى وهي ال تي تمنح الشخص ية المعنوية الخاصة لألف راد والهيئ ات الخاصة وتم ارس‬
‫الرقابة عليها ‪.‬‬

‫والدولة باعتبارها ش خص معن وي ع ام تش مل س لطات الدولة الثالث ‪ :‬الس لطة التش ريعية والتنفيذية‬
‫والقض ائية ‪ ،‬باعتبارها ش خص معن وي واحد ‪ .‬إال أن ه ذه الوح دة في شخص ية الدولة لم تكن أم راً‬
‫مسلما ً به فقد اختلف الفقه في شأنها ‪.‬‬

‫فقد ذهب بعض الفقه اء إلى أن االع تراف بالشخص ية المعنوية العامة للدولة يقتصر على مج ال معين‬
‫من نش اط الدولة وهو الحق وق المادية والتص رفات ال تي تن درج في الق انون الخ اص ‪ ،‬أما بالنس بة‬
‫لتصرفات الدولة التي تحمل طابع الس لطة وامتيازاتها فما هي إال اختصاص ات يمارس ها ممثل وا الدولة‬
‫في الحدود التي رسمها القانون تحقيقا ً للمصلحة العامة‪.‬‬
‫ولعل ال دافع وراء تب ني ه ذا ال رأي الخش ية من تعسف الدولة وجورها على الحري ات العامة إذا ما‬
‫اعت برت تص رفات الدولة حق ا ً من حقوقها ‪ ,‬بينما ذهب رأي آخر إلى ثنائية شخص ية الدولة ‪ ،‬فتك ون‬
‫شخصا ً معنويا ً خاصا ً إذا ما تصرفت في مجال الحقوق المالية أو الحقوق الخاصة المش ابهة لتص رفات‬
‫األفراد وينطبق عليها القانون الخاص وتعتبر شخصا ً معنويا ً عاما ً إذا قامت بعمل بدخل في ضمن نطاق‬
‫السلطة العامة وهنا تخضع تصرفاتها ألحكام القانون العام ‪.‬‬

‫إال أن هذه اآلراء لم تلبث أن انتهت ‪ ،‬وأصبح الرأي الس ائد فقه ا ً وقض ا ًء أن شخص ية الدولة وح دة ال‬
‫تتجزأ وهي تشمل جميع تصرفات الدولة وأعمال الخاصة منها والتي تتسم بطابع السلطة العامة ‪ .‬وهو‬
‫رأي يتماشى مع المنطق القانوني السليم‪.‬‬

‫‪ -2‬الوحدات المحلية المحافظات ‪.‬‬

‫وترتبط فكرة األشخاص المعنوية العامة المحلية بالديمقراطية التي تسمح لكل إقليم من أقاليم الدولة أن‬
‫يدير شؤونه المحلية من خالل ممثليه من سكان اإلقليم في المحافظات‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬األشخاص االعتبارية العامة المرفقية‬

‫ويطلق عليها أيضا ً أال مركزية المصلحة أو المرفقية ‪ ،‬وتنشأ لتحقيق مصالح عامة لألف راد تحت رقابة‬
‫الدولة أو أحد األشخاص المعنوية التابعة لها ‪ .‬وتسمى هذه األش خاص بالهيئ ات العامة أو المؤسس ات‬
‫أو الشركات العامة ‪.‬‬

‫وقد لجأ المشرع إلى إنشاء هذه األشخاص لتباشر أدارة المرافق العامة التي تتطلب نوعا ً من االستقالل‬
‫الف ني عن الحكومة المركزية ض مان فاعلية وكف اءة اإلدارة ‪ .‬وتختلف ه ذه األش خاص عن األش خاص‬
‫االعتبارية اإلقليمية في أنها مقيدة بالهدف الذي أنشأت من أجله‪ ،‬في حين تكون األخيرة مقيدة بالحدود‬
‫الجغرافية لإلقليم الذي تمثله ‪.‬‬

‫وحيث أن األش خاص االعتبارية المرفقية ته دف إلى تحقيق أغ راض متنوعة منها ما هو إداري أو‬
‫اجتم اعي أو اقتص ادي ‪ ،‬ف إن ه ذا االختالف يق ود إلى اختالف أنظمتها القانونية حسب النش اط ال ذي‬
‫تتواله ‪ ،‬أما األشخاص اإلقليمية فالقاعدة العامة أنها تتمتع بذات التنظيم القانوني ‪.‬‬

‫ك ذلك تف ترق األش خاص االعتبارية المرفقية عن األش خاص االعتبارية اإلقليمية في أن األخ يرة تق وم‬
‫على فكرة الديمقراطية التي تؤكد حق سكان الوحدات المحلية بإدارة ش ؤونهم المحلية بأنفس هم ‪ ،‬بينما‬
‫تقوم فكرة الشخص ية االعتبارية المرفقية على ض رورة ض مان الكف اءة اإلدارية وحسن إدارة المرافق‬
‫العامة ذات الط ابع الف ني وال عالقة للديمقراطية في ذلك ‪ .‬كما هو الح ال في الجامع ات والهيئة العامة‬
‫للمياه والهيئة العامة لإلذاعة ‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬األشخاص المعنوية المهنية‬

‫بسبب التطور المستمر في مناحي الحياة االجتماعية واالقتصادية في مختلف الدول وتأثير ه ذا التط ور‬
‫على الق انون اإلداري وأحكامه ظه رت فك رة جدي دة ألش خاص معنوية أخ رى تتمثل في المنظم ات‬
‫واالتح ادات ذات الط ابع المه ني ‪ ،‬تت ولى إدارة مرافق عامة ينش أها المش رع لتحقيق مص الح عامة ‪،‬‬
‫ومن ذلك االتحاد العام لطلبة الجماهيرية واتحاد األدب اء والكت اب والم ؤتمر المه ني للمعلمين ‪ .‬وتتمتع‬
‫هذه األشخاص باالستقالل ولها إصدار اللوائح الخاصة بتأديب أعضائها وممارسة المهنة ال تي تش رف‬
‫عليها ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬

‫النتائج المترتبة على منح الشخصية المعنوية‬

‫اذا اعترف بالشخص االعتباري يتمتع بجميع الحقوق إال ما كان منها مالزما ً لصفة اإلنسان الط بيعي ‪،‬‬
‫وذلك في الحدود التي قررها القانون ‪.‬‬

‫فيكون لها ‪:‬‬

‫‪ -1‬الذمة المالية المستقلة ‪:‬‬

‫يتمتع الش خص المعن وي الع ام ‪ ،‬بذمة مالية مس تقلة عن ميزانية الدولة ولها الحق في االحتف اظ‬
‫بالفائض من إيراداتها ‪ ،‬كما أنها تتحمل نفقاتها ‪ ،‬والذمة المالية للش خص المعن وي مس تقلة عن الذمة‬
‫المالية لألشخاص المكونين له ‪.‬‬

‫‪ -2‬األهلية القانونية ‪:‬‬

‫يتمتع الش خص المعن وي الع ام بأهلية قانونية في الح دود ال تي رس مها الق انون تمكنه من اكتس اب‬
‫الحقوق وتحمل االلتزامات ‪ ،‬غير أن هذه األهلية أضيق نطاق ا ً من أهلية الش خص الط بيعي فهي مقي دة‬
‫بممارسة التصرفات القانونية التي ت دخل في مي دان نش اطه وتخصصه ‪ ،‬ومفي دة ك ذلك بح دود اله دف‬
‫ال ذي يس عى الش خص االعتب اري الع ام لتحقيقه ‪ .‬وه ذه الشخص ية القانونية مس تقلة عن شخص ية‬
‫األعضاء المكونين بالشخص االعتباري العام ويباشرها عنه من يمثلونه من أشخاص طبيعيتين‪.‬‬

‫‪ -3‬حق التقاضي ‪:‬‬

‫للشخص المعنوي العام أهلية التقاضي ‪ ،‬فله مقاضاة الغير ‪ ،‬كما يكون من حق الغ ير أن يقاض يه ‪ ،‬كما‬
‫يجوز أن تقاضي األشخاص المعنوية بعض ها ببعض ‪ ،‬ويباشر ه ذا الحق عن الش خص المعن وي الع ام‬
‫أشخاص طبيعيتين يمثلونه أو ينوبون عنه ويعبرون عن إرادته في التقاضي‬

‫‪ -4‬موطن مستقل ‪:‬‬

‫للشخص االعتباري موطن خاص به يختلف عن م وطن األش خاص المك ونين له ‪ ،‬وهو ع ادة المقر أو‬
‫المك ان ال ذي يوجد فيه مركز إدارته ‪ ،‬فقد بينت الم ادة ‪ 53/2‬من الق انون الم دني أن " يعت بر موطنه‬
‫المكان الذي يوجد فيه مركز إدارته ‪. " ..‬‬

‫وللموطن أهمية خاصة بالنسبة للشخص االعتباري فيجب إعالن األوراق الرسمية والقض ائية إليه فيه‬
‫و يتم تحديد المحكمة المختصة بالنظر بالدعاوي التي ترفع ضده‪.‬‬

‫‪ -5‬تم ارس األش خاص المعنوية العامة جانب ا ً من س لطة الدولة باعتبارها من أش خاص الق انون الع ام‬
‫فتتمتع بامتيازات السلطة التي يقررها القانون للجهات اإلدارية فتعتبر قراراتها إدارية ‪ ،‬ويجوز تنفيذها‬
‫جبراً دون االلتجاء إلى القضاء ‪ ،‬ك ذلك تملك حق ن زع الملكية للمنفعة العامة أو االس تيالء المباشر كما‬
‫يجوز لها إبرام العقود اإلدارية ‪ ،‬وحيث توجد هذه السلطة توجد مسؤولية الشخص المعنوي عن أفعاله‬
‫الضارة التي قد يتسبب بها موظفيه ‪.‬‬

‫‪ -6‬الم ال ال ذي تملكه األش خاص المعنوية العامة يعت بر م االً عام ا ً إذا ك ان مخصص ا ً للمنفعة العامة ‪،‬‬
‫وب ذلك فهو يحظى بالحماية المق ررة للم ال الع ام ‪ ،‬ومع ذلك يمكن أن تملك األش خاص المعنوية العامة‬
‫أم واالً أخ رى خاصة تعد ج زءاً من ال دومين الخ اص وال تعت بر أم واالً عامة وتخضع ألحك ام الق انون‬
‫الخاص ‪.‬‬

‫‪ -7‬موظفو األشخاص المعنوية العامة يعدون موظفين ع امين ويرتبط ون بعالقة تنظيمية مع الش خص‬
‫المعن وي إال إذا نص الق انون على خالف ذل ك‪ ،‬وال يمنع ذلك من أن يك ون لبعض األش خاص المعنوية‬
‫نظام خاص لموظفيها ولوائح خاصة بتأديبهم‪.‬‬

‫‪ -8‬ال يترتب على منح الشخصية المعنوية العامة االس تقالل الت ام عن الدولة إذ تخضع ه ذه األش خاص‬
‫لنظام "الوصاية اإلدارية" التي تمارسها الس لطة المركزية في الدولة لض مان اح ترام ه ذه األش خاص‬
‫للقانون والسياسة العامة للدولة وعدم تجاوز الغرض الذي من أجله أ نشأت هذه المرافق ‪.‬‬

‫‪ -9‬نتيجة لتمتع الشخص المعنوي العام بامتيازات السلطة العامة وبالتالي اعتباره شخصا ً من أشخاص‬
‫القانون العام ‪ ،‬فإن القضاء اإلداري يكون هو المختص في نظر المنازعات الناشئة عن ممارسة نشاطه‬
‫‪ ،‬ويخضع كذلك للقيود التي يفرضها القانون اإلدراي من ضرورة إتب اع إج راءات خاصة في التعاقد أو‬
‫الطعون في القرارات الصادرة منه وغير ذلك من أمور تفرضها الطبيعة الخاصة بنظام القانون العام ‪.‬‬

‫نهاية الشخص المعنوي العام‬

‫الدولة باعتبارها أهم األشخاص المعنوية العامة تنقضي شخصيتها بزوال أو فقد ركن من أركانها ال تي‬
‫تق وم عليها كما لو تفتت إلى ع دة دول أو ان دمجت بدولة أخ رى أو فق دانها إلقليمها أو انع دام الس لطة‬
‫السياسية بسبب الفوضى ‪.‬‬

‫أما األشخاص المعنوية اإلقليمية فتنتهي بذات األداة ال تي نش أت بها ‪ ،‬كما لو ص در ق انون يعيد تقس يم‬
‫الوحدات المحلية فيلغي بعض األشخاص المعنوية اإلقليمية ويستحدث غيرها أو يدمجها في بعضها ‪.‬‬

‫أما إذا صدر قانون بحل مجلس إدارة الشخص المعنوي فيظل الشخص المعنوي قائم ا ً ح تى يتم اختي ار‬
‫خص الجديد ‪.‬‬ ‫الش‬
‫وتنقضي الشخص ية المعنوية المرفقية والمهنية بإلغائها أو حلها ب ذات طريقة إنش ائها أو بان دماجها‬
‫بشخص معنوي مرفقي آخر ‪.‬‬

‫وعند نهاية الشخص المعنوي الع ام أيا ك انت ص ورته تنتقل أمواله إلى الجهة ال تي ح ددها الق انون أو‬
‫القرار الصادر بإلغائه أو حله ‪ ،‬وإال فإن هذه األموال تنتقل إلى الجهة التي يتبعها هذا الشخص ‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫أساليب التنظيم اإلداري‬

‫تنتهج ال دول المختلفة أس لوبين في تنظيمها اإلداري هما ‪ :‬المركزية اإلدارية والالمركزية اإلدارية ‪.‬‬
‫يتجه األسلوب األول واألقدم في الظهور نحو حصر الوظيفة اإلدارية في أيدي السلطة التنفيذية وح دها‬
‫في العاصمة دون وج ود س لطات إدارية أخ رى مس تقلة عنها ‪ .‬بينما يتجه أس لوب الالمركزية اإلدارية‬
‫نحو توزيع الوظيفة اإلدارية ومشاركة هيئات وسلطات المركزية ‪.‬‬

‫وفيما يلي سنتناول بالدراسة المركزية اإلدارية ثم الالمركزية اإلدارية وذلك في مبحثين ‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫المركزية اإلدارية‬

‫المركزية اإلدارية هي أول النظم ال تي اتبعتها ال دول في الحكم واإلدارة ‪ ،‬وتق وم المركزية على أس اس‬
‫التوحيد وعدم التجزئة ‪ ،‬وفي المجال اإلداري يقصد بها توحيد النشاط اإلداري وتجميعه في يد الس لطة‬
‫التنفيذية في العاصمة‪.‬‬

‫وتق وم الس لطة التنفيذية في ه ذا النظ ام بالس يطرة على جميع الوظ ائف اإلدارية من توجيه وتخطيط‬
‫ورقابة وتنسيق ‪ ،‬وفي النظام المركزي تلتزم الس لطة ال دنيا ب القرارات ال تي تص در عن الس لطة العليا‬
‫ويساعد على هذه الخاصة الترتيب الذي يسود السلطة التنفيذية وتقسيم الموظفين رؤساء ومرؤوس ين‬
‫إلى درجات يعلو بعضها بعض ا ً في س لم إداري منتظم ‪ ،‬يخضع كل م رؤوس فيه لرئيسه خض وعا ً تام ا ً‬
‫وينفذ أوامره ويعمل تحت إشرافه وتوجيهاته ‪.‬‬

‫وال تعني المركزية أن تقوم السلطة التنفيذية في العاصمة بجميع األعمال في أنحاء الدولة ‪ ،‬بل تقتضي‬
‫وجود فروع لهذه السلطة غ ير أن ه ذه الف روع ال تتمتع ب أي ق در من االس تقالل في مباش رة وظيفتها‬
‫وتكون تابعة للسلطة المركزية في العاصمة ومرتبطة بها ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪:‬أركان المركزية اإلدارية‬

‫تق وم المركزية اإلدارية على ثالثة عناصر هي ‪ :‬ترك يز الوظيفة اإلدارية في يد الحكومة والت درج‬
‫الهرمي والسلطة الرئاسية‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬تركيز الوظيفة اإلدارية في يد الحكومة المركزية‬

‫تتركز في هذا النظام س لطة مباش رة الوظيفة اإلدارية في يد الس لطة التنفيذية بالعاص مة‪ ،‬وتعاونها في‬
‫ذلك الهيئات التابعة لها في األقاليم األخ رى تحت إش راف ورقابة الس لطة المركزي ة‪ ،‬وال توجد في ه ذا‬
‫النظام أشخاص معنوية عامة محلية أو مرفقية مستقلة عن السلطة المركزية ‪.‬‬

‫ومن ثم ال توجد مجالس محلية منتخبة أو هيئ ات عامة يمكن أن ت دير المرافق العامة ‪ ،‬وت تركز س لطة‬
‫اتخ اذ الق رارات وأداء المرافق العامة في يد ال وزراء وممثليهم الت ابعين لهم والمعن يين منهم تحت‬
‫رقابتهم وإشرافهم ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬التدرج الهرمي‬

‫يق وم النظ ام المرك زي على أس اس الت درج اله رمي في الجه از اإلداري ومقتض اه أن يخضع م وظفي‬
‫الحكومة المركزية بشكل متدرج ومتصاعد ‪ ،‬تكون الدرجات ال دنيا تابعة لألعلى منها تحت قمة الجه از‬
‫اإلداري وهو الوزير ‪.‬‬
‫وللسلطات العليا حق إص دار األوامر والتعليم ات للجه ات ال دنيا ويخضع كل م رؤوس خض وعا ً تام ا ً ‪،‬‬
‫ويتجه مجال الطاعة في داخل النظ ام المرك زي إلى درجة كب يرة ف الرئيس يباشر رقابة س ابقة والحقة‬
‫على أعمال المرؤوس كما أن للرئيس صالحية تعديل القرارات الصادرة من مرؤوسيه وإلغائها بالشكل‬
‫الذي يراه مناسبا ً ‪.‬‬

‫وه ذه ال درجات تك ون ما يس مى بنظ ام التسلسل اإلداري ال ذي ي بين التم ايز بين طبق تي الرؤس اء‬
‫والمرؤوسين ويبرز عالقة التبعية والسلطة الرئاسية ‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬السلطة الرئاسية‬

‫الس لطة الرئيس ية ‪ le pouvior herachique‬ض مانه مع ترف بها للرؤس اء اإلداريين ينض مها‬
‫القانون فيوفر وحدة العمل وفعاليته واس تمراريته‪ ) ( .‬وتعت بر الس لطة الرئاس ية الوجه المقابل للتبعية‬
‫اإلدارية وهي تتقرر بدون نص وبش كل ط بيعي غ ير أنها من ج انب آخر ت رتب مس ؤولية ال رئيس عن‬
‫أعماله مرؤوسية وبالتالي عدم إمكانية تهربه من هذه المسؤولية ‪.‬‬

‫والس لطة الرئاس ية من أهم رك ائز النظ ام المرك زي ‪ ،‬إال أنها س لطة ليست مطلقة وليست على درجة‬
‫واحدة من القوة فهي تتأثر بصاحب السلطة ومركزه في السلم اإلداري وبنوع الوظيفة التي يمارسها ‪.‬‬

‫والس لطة الرئاس ية تتحلل إلى مجموعة من االختصاص ات بعض ها يتعلق بش خص الم رؤوس واآلخر‬
‫‪:‬‬ ‫بأعماله‬ ‫يتعلق‬ ‫منها‬
‫أ‪ -‬سلطة الرئيس على شخص مرؤوسيه‬

‫تتض من س لطة ال رئيس على أش خاص مرؤوسه الكث ير من االختصاص ات منها ما يتعلق ب الحق في‬
‫التع يين واالختي ار ‪ ،‬وحق ال رئيس في تخص يص مرؤوس يه ألعم ال معينة ‪ .‬كما تتض من س لطة نقل‬
‫الموظف وترقيته وإيق اع العقوب ات التأديبية عليه وال تي قد تصل إلى حد عزله أو حرمانه من حقوقه‬
‫الوظيفية ‪ ،‬في حدود ما يسمح به القانون ‪.‬‬

‫ب‪ -‬سلطة الرئيس على أعمال مرؤوسيه‬

‫تشمل هذه السلطة في حق الرئيس في توجيه مرؤوس يه عن طريق أص دار األوامر والتوجيه ات إليهم‬
‫قبل ممارسة أعمالهم وسلطة مراقبة تنفيذهم لهذه األعمال والتعقيب عليها وتشمل هذه السلطات ‪.‬‬

‫‪ -1‬سلطة األمر ‪:‬‬

‫يملك الرئيس إصدار األوامر والتعليمات ‪ ،‬ويعتبر اختصاصه ه ذا من أهم مم يزات الس لطة الرئاس ية ‪،‬‬
‫ذلك أن إصدار األوامر عمل قيادي له أهمية كبرى في س ير األعم ال اإلدارية ‪ ،‬وعلى وجه العم وم نجد‬
‫أن السلطة الرئاسية تتصف أساسا ً بأنها سلطة آمره لكونها تقوم على إصدار أوامر ملزمة للمرؤوسين‬
‫‪.‬‬

‫‪ -2‬سلطة الرقابة والتعقيب‬

‫سلطة الرئيس في الرقابة على أعمال مرؤوسية تتمثل بحقه في إجازة أعمالهم أو تعديلهم ق راراتهم أو‬
‫إلغائها وسحبها كما يملك أيضا ً الحلول محلهم إذا اقتضى العمل ذلك ‪ .‬وتمتدد رقابة الرئيس على أعمال‬
‫مرؤوسية لتشمل مالئمة هذا العمل أو التصرف ومقتضيات حين سير المرفق العام ‪.‬‬
‫ووس يلة الرئيسي في رقابته على مرؤوس يه تتمثل بالتق ارير ال تي يق دمها الم وظفين عن أعم الهم‬
‫بص ورة دورية أو بوس اطة التق ارير ال تي يض عها المفتش ون ويطلع ون الس لطة الرئاس ية عليها ‪ ،‬قد‬
‫يمارسها الرئيس عن طريق الشكاوي التي يقدمها إليه األف راد ال ذين أص ابهم الض رر نتيجة تص رفات‬
‫مرؤوسيه ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صور المركزية اإلدارية‬

‫تتخذ المركزية اإلدارية صورتان ‪ :‬التركيز اإلداري وعدم التركيز اإلداري‬

‫أوالً ‪ :‬التركيز اإلداري ‪la concentration‬‬

‫وهي الصورة البدائية للمركزية اإلدارية ‪ ،‬ويطلق عليها أيضا ً المركزية المتطرفة أو الوزاري ة‪ ،‬إلب راز‬
‫دور الوزارة في هذا النظام ‪.‬‬

‫ومع نى الترك يز اإلداري أن ت تركز س لطة اتخ اذ الق رارات في كل الش ؤون اإلدارية بيد ال وزراء في‬
‫العاصمة ‪ ،‬بحيث ال يكون ألية سلطة أخرى تقرير أي أمر من األم ور ‪ ،‬إنما يتعين على كافة الم وظفين‬
‫في األقاليم الرجوع إلى الوزير المختص إلصدار القرار ‪.‬‬

‫وينحصر دور الم وظفين في الجه از اإلداري في تق ديم المقترح ات واآلراء في المس اءل المطروحة‬
‫عليهم وانتظار ما يقرره الوزير المختص بشأنها ‪ ،‬وتنفيذ هذه القرارات ‪.‬‬

‫وال شك أن ه ذه الص ورة من الترك يز الش ديد تضر بمص الح األف راد وتعرقل عمل اإلدارة فمن غ ير‬
‫المتصور أن تتخذ جهة إدارية واحدة كافة القرارات في كل أنحاء الدولة وتك ون ه ذه الق رارات مالئمة‬
‫ومناسبة لظروف العمل اإلداري وتوفر حالً لمشاكل األفراد ‪.‬‬

‫ل ذلك هج رت أغلب ال دول ه ذه الص ورةمن المركزية اإلدارية إلى الص ور المعتدلة للمركزية اإلدارية‬
‫وهي عدم التركيز اإلداري‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬عدم التركيز اإلداري ‪la deconcentration‬‬

‫يطلق على هذه الصورة من المركزية اإلدارية أال وزارية أو المركزية المعتدل ة‪ ) ( .‬ومقتض اها تخفيف‬
‫العبء عن الحكومة المركزية بتخويل بعض الم وظفين في األق اليم المختلفة س لطة البت في بعض‬
‫األمور ذات الطابع المحلي دون الحاجة للرجوع للوزير المختص في العاصمة ‪.‬‬

‫إال أن هذه الصورة من المركزية ال تعني استقالل هؤالء الم وظفين عن ال وزير ‪ ،‬فهم يبق ون خاض عين‬
‫لسلطته الرئاسية وله أن يص در إليهم الق رارات الملزمة وله أن يع دل ق راراتهم أو يلغيها ‪ ،‬وكل ما في‬
‫األمر أن ع دم الترك يز اإلداري يخفف من العبء على ال وزارات واإلدارات المركزية وأن بعض‬
‫القرارات اإلدارية أصبحت تتخذ من ممثلي الوزراء في األقاليم بدال من أن تتخذ من الوزراء أنفسهم ‪.‬‬

‫ومن ثم يختلف عدم التركيز اإلداري عن الالمركزية اإلدارية إذ تتعدد الس لطات اإلدارية في الالمركزية‬
‫اإلدارية نظراً لتعدد األش خاص المعنوية ‪ ،‬وتختص كل س لطة بج انب من الوظيفة اِإل دارية في الدولة ‪،‬‬
‫حيث يتم توزيع االختصاصات على هذا األساس‪.‬‬

‫وعلى أي ح ال ف إن ه ذه الص ورة من المركزية أفضل من الترك يز اإلداري وهي مرحلة انتق ال ص وب‬
‫نظام الالمركزية اإلدارية ‪ ،‬وهي الصورة الباقية في إطار نظام المركزية اإلدارية ‪.‬‬
‫ولعل من أبرز وسائل تحقيق عدم التركيز اإلداري نظام تفويض االختص اص ‪ ،‬ال ذي س نتناوله في ه ذا‬
‫الجزء من الدراسة ‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تفويض االختصاص‬

‫تس تلزم ض رورات العمل اإلداري وحسن س ير المرافق العامة أن يف وض بعض الم وظفين المختص ين‬
‫بعض أعمالهم إلى م وظفين آخ رين غالب ا ً ما يكون ون مرؤوس ين بالنس بة لهم ‪ .‬ويقصد ب التفويض أن‬
‫يعهد صاحب االختصاص بممارسة جزء من اختصاصاته إلى أحد مرؤوسيه ‪ .‬بشرط أن يسمح الق انون‬
‫بإجراء ه ذا التف ويض وأن تك ون ممارسة االختص اص المف وض تحت رقابة ال رئيس اإلداري ص احب‬
‫االختصاص األصيل ‪.‬‬

‫وللتفويض مزايا عدة فهو من جانب يخفف العبء عن الرئيس صاحب االختصاص األصيل ‪ ،‬فهو يقوم‬
‫بنقل جزء من اختصاصه في مسألة معينة إلى أحد مرؤوسيه أو جهة أو هيئة ما ‪.‬‬

‫وي ؤدي من ج انب آخر إلى تحقيق الس رعة والمرونة في أداء األعم ال مما يس هل على األف راد قض اء‬
‫مصالحهم ويدرب المرؤوسين على القيام بأعمال الرؤساء‪ ،‬فينمي فيهم الثقة والقدرة على القيادة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬شروط التفويض‬

‫للتفويض شروط عامة استقر على إبرادها الفقه وأحكام القضاء‪ ،‬يجب مراعاتها ح تى يك ون التف ويض‬
‫صحيحا ً هي ‪:‬‬

‫التفويض ال يكون إال بنص ‪ :‬يلزم حتى يكون التفويض صحيحا ً أن يسمح القانون بالتفويض ‪،‬‬ ‫‪-1‬‬
‫ف إذا منح الق انون االختص اص إلى جهة معينة ليس له ذه الجهة التن ازل عن ه ذا االختص اص أو‬
‫تفويضه إلى س لطة أخ رى إال إذا أج از الق انون ذلك ومن الض روري أن يص در ق رار ص ريح من‬
‫الجهة صاحبة االختصاص األصيل عن رغبتها في استخدام التفويض الذي منحه لها القانون ‪.‬‬

‫‪ -2‬التفويض يجب أن يكون جزئيا ً ‪ :‬فال يجوز أن يف وض ال رئيس اإلداري جميع اختصاص اته ألن‬
‫هذا يعد تنازالً من الرئيس عن مزاولة جميع أعماله التي أسندها إليه القانون ‪.‬‬

‫‪ -3‬يبقى الرئيس المفوض مسؤوالً عن األعمال التي فوضها باإلضافة إلى مسؤولية المف وض إليه‬
‫‪ ،‬تطبيقا ً لمبدأ أن التفويض في السلطة وال تفويض في المسؤولية ‪.‬‬

‫والم رؤوس المف وض إليه ال يس أل عن تص رفاته بش أن الس لطات المفوضة إليه إال أم ام رئيسه‬
‫المباشر ال ذي ق ام ب التفويض وال تنص رف المس ؤولية إلى أعلى منه وفق ا ً لمب دأ وح دة الرئاسة‬
‫واألمر ‪.‬‬

‫‪ -4‬ال يج وز للمف وض إليه أن يف وض غ يره ‪ ،‬ف التفويص ال يتم إال لم رة واح دة‪ ،‬ومخالفة ه ذه‬
‫القاعدة تجعل القرار اإلداري الصادر من المفوض إليه الثاني معيبا ً بعدم االختصاص ‪.‬‬

‫‪ -5‬التفويض مؤقت وقابل للرجوع فيه من جانب الرئيس ألن األصل هو عدم التفويض واالس تثناء‬
‫هو التفويض الذي ال يستطيع الرئيس دائما ً إلغاءه بقرار ويسترد اختصاصه‪.‬‬
‫وتثار بشأن التفويض مش كلة س لطة الجهة المفوضة " بكس رلواو " على اختصاص ات المف وض‬
‫إليه " المرؤوس " فهل للسلطة صاحبة االختص اص األص لي أن تلغي ق رارات الس لطة المف وض‬
‫إليها ‪.‬‬

‫ذهب ج انب من الفقه اء إلى ع دم الس ماح بتوجيه تعليم ات إلى المرؤوس ين تتعلق باالختص اص‬
‫المف وض إليهم على أس اس أن الموظف ال ذي ق ام ب التفويض ال يعت بر رئيس يا ً إداري ا ً بالنس بة‬
‫للقرارات الصادرة طبقا ً للتفويض على أساس أن المرؤوس يعتبر كأنه ال رئيس نفسه وعندئذ ف إن‬
‫قراراته واجبة االحترام‪.‬‬

‫بينما ذهب جانب آخر من الفقهاء إلى أن األصيل يبقى له الحق في التعقيب على القرارات الصادرة‬
‫عن المفوض إليه إذا كان األخير مرؤوسا ً له ‪ ،‬ألن التفويض ال يقطع العالقة الرئاسية بين الرئيس‬
‫والم رؤوس وال يح ول دون ممارسة ال رئيس الختصاصه في التوجيه والرقابة الس ابقة والالحقة‬
‫على أعمال مرؤؤس‪.‬‬

‫وقد يحصل بعض الخلط بين التف ويض والحل ول ألن االث نين يس اهمان في تس هيل س ير العمل‬
‫اإلداري وض مان س ير المرافق العامة بانتظ ام واط راد كما أن كل منهما يع ني ممارسة أحد‬
‫الموظفين الختصاصات موظف آخر ‪.‬‬

‫إال أن هن اك الكث ير من أوجه االختالف بين الحل ول والتف ويض ف الحلول يك ون في حالة غي اب‬
‫صاحب االختصاص األصيل أيا ً كان سبب الغياب اختياري ا ً كما في حالة اإلج ازة أو إجباري ا ً كما في‬
‫حال المرض فيحل محل الموظف في ممارسة ه ذه االختصاص ات من ح دده المش رع‪ .‬أما في حالة‬
‫التفويض فإن الرئيس المفوض يكون حاظراً وليس غائبا ً ‪.‬‬

‫كما أن التفويض يتحقق بقرار يصدر من الرئيس المفوض إلى المف وض إليه في حين البد للحل ول‬
‫أن يقترن بنص وأن تكون أسبابه صحيحة ويصبح الحلول مستحيالً إذا لم ينظمه المشرع ‪.‬‬

‫وفي تف ويض االختص اص يأخذ الق رار الص ادر درجة المف وض إليه ‪ ،‬أما في الحل ول فتك ون‬
‫القرارات الصادرة في مرتبة قرارات األصيل الغائب ‪.‬‬

‫وفي التفويض يكون ال رئيس المف وض مس ؤوالً عن أخط اء المف وض إليه ألن ال رئيس يم ارس‬
‫الرقابة الرئاسية على المفوض إليه بينما ال يكون األصيل الغائب مسؤوالً عن أخطاء من حل محله‬
‫ألنه ال يملك أي سلطة رئاسية بالنسبة لتصرفات األخير وألن مصدر سلطته القانون وليس األصيل‬
‫وحيث توجد السلطة توجد المسؤولية ‪.‬‬

‫ومن المالحظ أن تفويض االختصاص ال يعدو أن يكون تخفيفا ً عن كاهل الرؤس اء ومس اعدتهم في‬
‫تس يير أعم الهم وه ذا الغ رض ال يجعل الم رؤوس ممارس ا ً الختص اص م انع للتعقيب والرقابة ‪،‬‬
‫ون رى أنه ال م انع من قي ام ال رئيس المف وض بمراجعة ق رارات مرؤوس يه وت وجيههم من خالل‬
‫إصدار األوامر والتعليمات التي تتعلق باالختصاص المفوض ليطمئن إلى س المة العمل من الناحية‬
‫القانونية ‪ ،‬خاصة وإن مسؤولية الرئيس المف وض تبقى قائمة عما ق ام بتفويضه من اختص اص ‪،‬‬
‫ألن ال تفويض في المسؤولية كما بينا سابقا ً ‪.‬‬

‫ثانياً‪:‬أنواع التفويض‬

‫التفويض على نوعين " تفويض اختصاص و تفويض توقيع "‬


‫‪ -1‬تفويض االختصاص ‪ :‬هذا النوع من التفويض ينقل السلطة بأكملها إلى المف وض إليه ‪ ،‬وه ذا‬
‫يمنع األصيل المفوض من ممارسة االختصاص الذي تم تفويضه أثناء سريان التفويض ‪.‬‬

‫وفي ه ذه الص ورة من التف ويض تك ون ق رارات المف وض إليه في نط اق التف ويض منس وبه إلى‬
‫المف وض إليه وتأخذ مرتبة درجته الوظيفية ‪ ،‬ويوجه تف ويض االختص اص إلى المف وض إليه‬
‫بصفتة ال بشخصية فال ينتهي التفويض بشغل موظف آخر لوظيفة المفوض إليه‬

‫‪-2‬تف ويض التوقيع ‪ :‬وهو تف ويض شخصي يأخذ بعين االعتب ار شخص ية المف وض إليه ‪ ،‬فهو‬
‫ينط وي على ثقة ال رئيس به ومن ثم فهو ينتهي بتغ ير المف وض أو المف وض إليه ‪ ،‬كما أن ه ذا‬
‫التفويض يسمح للمفوض إليه بممارسة االختصاصات المفوضة باسم السلطة " بكس رالولو " وال‬
‫يمنع ذلك من ممارسة الرئيس المفوض ذات االختصاص رغم التفويض كما أن القرارات الص ادرة‬
‫في نطاق التفويض تأخذ مرتبة قرارات السلطة المفوضة ‪.‬‬

‫التفويض والحلول ‪:‬‬

‫يقتصر ب الحلول أن يص بح ص احب االختص اص األص يل ع اجزاً لس بب من األس باب عن ممارسة‬


‫اختصاصه كأن يص اب بعجز دائم أو بم رض أو غ يره ‪ ،‬فيحل محله في مباش رة كافة اختصاص اته‬
‫موظف آخر حدده الق انون س لفا ً ‪ .‬وقد يحصل الحل ول ب ان تحل إح دى الجه ات اإلدارية محل جهة‬
‫إدارية أخرى‬

‫المطلب الرابع‪ :‬تقييم المركزية اإلدارية‬

‫درج بعض الفقه اء على إب راز مزايا النظ ام المرك زي بينما ذهب البعض نحو إب راز عيوبه ‪،‬‬
‫ونعرض فيما يلي أهم تلك المزايا والعيوب ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬مزايا المركزية اإلدارية ‪-:‬‬

‫النظام المركزي يقوي س لطة الدولة ويس اعدها في تث بيت نفوذها في كافة أنح اء الدولة ‪ ،‬وال‬ ‫‪-1‬‬
‫شك أن هذا النظام له ما يبرره في الدول الناشئة حديثا ً ‪ ،‬والتي تحتاج لتقوية وتدعيم وحدتها‪.‬‬

‫‪ -2‬المركزية أسلوب ضروري إلدارة المرافق العامة القومية ال تي ال يتعلق نش اطها بفئة معينة أو‬
‫إقليم معين كمرفق األمن أو الدفاع أو المواصالت ‪.‬‬

‫‪ -3‬المركزية ت ؤدي إلى توحيد النظم واإلج راءات المتبعة في كافة أنح اء الدولة كونها تت أتى من‬
‫مص در واحد ‪ ،‬مما يمكن الم وظفين من اإللم ام بكافة األوامر والتعليم ات الالزمة لتنفيذ الوظيفة‬
‫اإلدارية ‪.‬‬

‫‪ -4‬ي ؤدي ه ذا األس لوب إلى التقليل من النفق ات والحد في اإلس راف لع دم الحاجة إلى المج الس‬
‫والهيئات الالمركزية وخبرة موظفي السلطة المركزية وقلة عددهم ‪.‬‬

‫‪ -5‬تحقيق العدل والمساواة في المجتمع إلش راف الحكومة المركزية على المرافق العامة ونظرتها‬
‫الشمولية البعيدة عن المصالح المحلية ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬عيوب المركزية اإلدارية ‪-:‬‬


‫‪ -1‬يؤدي ه ذا النظ ام إلى إش غال اإلدارة المركزية أو ال وزراء بمس ائل قليلة األهمية على حس اب‬
‫المهام األكثر أهمية في رسم السياسة العامة لوزاراتهم ‪.‬‬
‫‪ -2‬المركزية اإلدارية ال تتماشى مع المب ادئ الديمقراطية القائلة بض رورة أن ت دار الوح دات‬
‫المحلية من خالل سكان هذه الوحدات عن طريق مجالس منتخبة من بينهم ‪.‬‬

‫‪ -3‬المركزية اإلدارية وبس بب تركز الس لطة بيد ال وزراء وفئة قليلة من الرؤس اء واإلداريين في‬
‫العاصمة ت ؤدي إلى قتل روح المث ابرة واإلب داع ل دى الم وظفين اآلخ رين ألن دورهم ينحصر‬
‫بتنفيذ األوامر والتعليمات الصادرة من السلطة المركزية ‪ ،‬وعدم مشاركتهم فيها ‪.‬‬

‫‪ -4‬المركزية تؤدي إلى زيادة ال روتين والبطء في اتخ اذ الق رارات اإلدارية المناس بة وفي ال وقت‬
‫المناسب ‪ ،‬الس تئثار الس لطة المركزية بس لطة اتخ اذ كافة الق رارات في الدولة وبعد مص در‬
‫القرار في أكثر األوقات عن األماكن المراد تطبيق القرار فيها ‪ ،‬وغالبا ً ما ت أتي ه ذه الق رارات‬
‫غير متالئمة مع طبيعة المشكالت المراد حلها ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫الالمركزية اإلدارية‬

‫يق وم ه ذا النظ ام على أس اس توزيع الوظيفة اإلدارية بين الحكومية المركزية في العاص مة وبين‬
‫أشخاص اإلدارة المحلية في األقاليم ‪ ،‬وتتمتع هذه األش خاص بالشخص ية المعنوية المس تقلة ‪ ،‬مع‬
‫وعها لرقابة الحكومة المركزية ‪.‬‬ ‫خض‬
‫ففي هذا النظام تتمتع السلطة المحلية بقدر من االستقالل في ممارسة اختصاصاتها فتحتفظ اإلدارة‬
‫المركزية ب إدارة بعض المرافق العامة القومية وتمنح األش خاص المعنوية المحلية س لطة إنش اء‬
‫وإدارة بعض المرافق العامة ذات الطابع المحلي ‪.‬‬

‫وعلى ذلك تظهر في ه ذا النظ ام إلى ج انب الدولة أو اإلدارة المركزية أش خاص معنوية محلية أو‬
‫مرفقية يطلق عليها باإلدارة الالمركزية أو السلطات اإلدارية الالمركزية‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬صور الالمركزية اإلدارية‬

‫هن اك ص ورتان أساس يتان لالمركزية اإلدارية " الالمركزية المحلية أو اإلقليمية ‪ ،‬والالمركزية‬
‫المصلحية أو المرفقية "‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬الالمركزية اإلقليمية أو المحلية‪:‬‬

‫ومعناها أن تمنح الس لطات المركزية إلى ج زء من إقليم الدولة ج انب من اختصاص اتها في إدارة‬
‫المرافق والمصالح المحلية مع تمتعها بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي واإلداري ‪.‬‬

‫وتستند هذه الصورة إلى فكرة الديمقراطية التي تقتضي إعط اء س كان الوح دات المحلية الحق في‬
‫مباشرة شؤونهم ومرافقهم بأنفسهم عن طريق مجالس منتخبة منهم ‪.‬‬

‫وتقوم الالمركزية اإلقليمية أو المحلية على ثالث عناصر ‪:‬‬


‫‪ -1‬مصالح محلية أو إقليمية متميزة ‪:‬‬

‫يتم منح الشخص ية المعنوية للوح دات المحلية العتب ارات إقليمية أو محلية ‪ ،‬يجد المش رع أن من‬
‫األفضل أن تباشرها هيئات محلية معينة وإسناد إدارتها إلى سكان ه ذه الوح دات أنفس هم ‪ .‬والشك‬
‫أن سكان هذه الوحدات أدرى من غيرهم بواجباتهم وأقدر على إدارة ه ذه المرافق وحل مش كالتها‬
‫‪ ،‬كما أن ه ذا األس لوب يمنح اإلدارة المركزية فرصة التف رغ إلدارة المرافق القومية ‪ .‬ويتم تحديد‬
‫اختصاصات الهيئ ات المحلية بق انون وال يتم االنتق اص منها إال بق انون آخر ‪ ،‬وهي تش مل مرافق‬
‫متنوعة وتتض من كافة الخ دمات ال تي تق دم لمك ان الوح دات المحلية كمرفق الص حة والتعليم‬
‫والكهرباء والماء وغيرها ‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يتولى سكان الوحدات المحلية إدارة هذه المرافق ‪:‬‬

‫يجب أن يتولى سكان الوحدات المحلية إدارة هذا النوع من المرافق بأنفس هم وان يتم ذلك باختي ار‬
‫الس لطات المحلية من ه ؤالء الس كان وليس عن طريق الحكومة أو اإلدارة المركزية ‪ ...‬وي ذهب‬
‫أغلب الفقهاء إلى ض رورة أن يتم اختي ار أعض اء المج الس المحلية عن طريق االنتخاب ات تأكي داً‬
‫لمبدأ لديمقراطية وإن كان هذا هو األصل فإنه ليس هناك مانع من مشاركة أعض اء معي نين ض من‬
‫هذه المجالس لتوفير عناصر ذات خ برة وكف اءة ش رط أن تبقى األغلبية للعناصر المنتخبة ‪،‬خاصة‬
‫وإن االنتخاب يتطلب قدر كبير من الوعي والثقافة مما ال يتوفر غالبا ً في سكان الوحدات المحلية ‪.‬‬

‫‪ -3‬استقالل الوحدات المحلية ‪:‬‬

‫إذا كان من الضروري في هذه األيام أن يكون اختيار أعضاء المجال المحلية عن طريق سكان هذه‬
‫الوحدات فإن األكثر أهمية أن تستقل الهيئات الالمركزية في مباش رة عملها عن الس لطة المركزية‬
‫‪ ،‬فالمرافق الالمركزية ال تخضع لس لطة رئاسة أعلى ‪.‬إال أن ذلك ال يع ني االس تقالل الت ام للهيئ ات‬
‫المحلية عن الس لطات المركزية ‪ ،‬ف األمر ال يع دو أن يك ون االختالف ح ول م دى الرقابة ال تي‬
‫تمارس ها الس لطات المركزية على الهيئ ات المحلية في النظم الالمركزية إذ البد من تمتع ه ذه‬
‫كاف في أدائها لنشاطها ‪.‬‬
‫الهيئات باستقالل ٍ‬

‫وقد أطلق الفقهاء على الرقابة التي تمارسها الس لطة المركزية على الهيئ ات الالمركزية الوص اية‬
‫اإلدارية ‪. la tutelle administrative‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬الالمركزية المرفقية‪:‬‬

‫يجد المش رع في أحي ان كث يرة أنه من الض روري أن يمنح بعض المش اريع والمرافق والمص الح‬
‫العامة الشخص ية المعنوية وق در من االس تقالل عن اإلدارية المركزية مع خض وعها إلش رافها ‪،‬‬
‫كمرفق البريد والتلفون والكهرباء واإلذاعة والجماعات ‪ ،‬لتسهيل ممارس تها لنش اطاتها بعي داً عن‬
‫التعقيدات اإلدارية ‪.‬‬

‫وتم ارس الالمركزية المرفقية نش اطا ً واح داً أو أنش طة متجانسة كما هو الح ال في الهيئ ات‬
‫والمؤسسات العامة على عكس الالمركزية المحلية التي ت دير العديد من المرافق أو األنش طة غ ير‬
‫المتجانسة‪.‬‬

‫وال يس تند ه ذا األس لوب على فك رة الديمقراطية إنما هي فك رة فنية تتصل بكف اءة إدارة المرفق‬
‫وعلى ذلك ليس من حاجة لألخذ بأسلوب االنتخاب ات في اختي ار رؤس اء أو أعض اء مج الس إدارة‬
‫هذه الهيئات العامة ‪.‬‬
‫ه ذا ويح رص المش روع دائم ا ً تك ون ممارسة ه ذه المؤسس ات لنش اطها ض من الح دود‬
‫واالختصاصات التي أجازها وال يمكن مباشرة نشاط آخر أو التوسيع من اختصاصاتها ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬التمييز بين الوصاية اإلدارية والسلطة الرئاسية‬

‫أطلق ج انب من الفقه على الرقابة ال تي تمارس ها الس لطات المركزية على الهيئ ات الالمركزية‬
‫مص طلح الوص ايا اإلدارية ( ) إال إن ه ذا المص طلح منتقد عند ج انب آخر من الفقه اء وي رون أن‬
‫يس تبدل بمص طلح الرقابة اإلدارية ‪ le control administrative‬وذلك لوج ود اختالف بين‬
‫المراد بالوصاية في الق انون الخ اص ‪ ،‬وبين الوص اية اإلدارية في الق انون الع ام ‪ ،‬ف األولى تتعلق‬
‫بحماية األفراد ناقصي األهلية أما الوصايا اإلدارية فت ترتب على الهيئ ات المحلي ة‪ ،‬وه ذه الهيئ ات‬
‫تتمتع بأهلية كاملة بصفتها شخصية معنوية معتبرة ‪.‬‬

‫ون رى إزاء ه ذا االختالف ال بين أن مص طلح الرقابة اإلدارية هو األج در على وصف العالقة بين‬
‫السلطة المركزية والهيئات المحلية ‪.‬‬

‫والرقابة اإلدارية في النظ ام الالمرك زي تختلف عن الس لطة الرئاس ية ال تي تعت بر أحد عناصر‬
‫المركزية اإلدارية ‪ ,‬فالس لطة الرئاس ية كما س بقت اإلش ارة عالقة التبعية والت درج الرئاسي بين‬
‫الموظف ورئيسه ‪ .‬أما في النظام الالمركزي فإن الموظفين في الدوائر والهيئات المحلية ال يدينون‬
‫بالطاعة ألوامر السلطة المركزية على خالف األمر في السلطة الرئاسية ‪ ،‬ألن ه ذه الهيئ ات تتمتع‬
‫بشخصية معنوية تجعلها بمنأى عن الخضوع التام لتوجيه ات الس لطة المركزية ‪ ،‬ولكنها ال تتخلى‬
‫عن الرقابة الالحقة التي تمارسها على أعمال الهيئات المحلية ‪.‬‬

‫وال يمكن اعتب ار ه ذا االس تقالل منحه من الهيئ ات المركزية بل هو اس تقالل مص دره الق انون أو‬
‫الدستور ( ) ويقود هذا االستقالل إلى أعضاء الرئيس الذي يملك الوص ايا من المس ؤولية المترتبة‬
‫من ج راء تنفيذ الم رؤوس لتوجيهاته إال الم رؤوس لتوجيهاته غال في األح وال ال تي يح ددها‬
‫القانون‪.‬‬

‫كما تختلف ( الوص اية اإلدارية ) عن الس لطة الرئاس ية في أنه ال يج وز للس لطة المركزية تع ديل‬
‫القرارات التي تصدرها الهيئات المحلية وكل ما تملكه توافق عليها بحالتها أو ترفضها‪.‬‬

‫فإن حاولت السلطة المركزية فرض رئاستها على المرافق الالمركزية بالتعرض لقراراتها بالتعديل‬
‫أو إلغائها في غير الحدود القانونية كان لهذه األخيرة االعتراض على ذلك ‪.‬‬

‫وفي ذلك ورد في حكم لمحكمة القض اء اإلداري المص ري " إن من المس لم به فقه ا ً وقض اء إن‬
‫عالقة الحكومة المركزية بالمج الس البلدية والقروية إن هي إال وص اية إدارية وليست س لطة‬
‫رئاسية ‪ ،‬وبناء على ذلك فإن األصل إن وزير الش ؤون البلدية والقروية ال يملك بالنس بة لق رارات‬
‫هذا المجلس سوى التص ديق عليها كما هي ‪ ،‬أو ع دم التص ديق عليها كما هي ‪ ،‬دون أن يك ون له‬
‫حق تعديل هذه القرارات"‪.‬‬

‫وأخيراً فإن سلطة الوصايا تملك الحل ول محل الوح دات المحلية عن دما تهمل األخ يرة في ممارسة‬
‫اختصاص اتها أو تخل بالتزاماتها ف ترفض اتخ اذ إج راء معين ك ان ال واجب عليها طبق ا ً للق وانين‬
‫واللوائح ‪ ،‬حتى ال يتعطل سير المرافق العمامة تحرير السلطة المركزية محل الوح دات الالمركزية‬
‫لتتخذ اإلجراء المطلوب وذلك باسم الوحدات الالمركزية ولحسابها ‪.‬‬

‫ولخطورة هذه السلطة وحتى ال تتعسف السلطة المركزية في ممارسة حق الحلول ‪ ،‬درج القضاء‬
‫على القول بضرورة وجود نص قانوني صريح يل زم الوح دة الالمركزية بالقي ام بالعمل أو ب إجراء‬
‫التصرف وامتناعها عن ذلك ‪ ،‬وقيام السلطة الوصايا بتوجيه إنذار مكت وب إلى الوح دة الالمركزية‬
‫الممتنعة تدعوها إلى وجوب القيام بالعمل أو اإلجراء الذي يفرضه القانون‬

‫المطلب الرابع‪:‬تقييم الالمركزية اإلدارية‬

‫نظام الالمركزية اإلدارية له الكثير من المزايا إال أن من الفقهاء من أبرز له بعض العي وب وهو ما‬
‫نبينه في هذه الدراسة ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مزايا الالمركزية اإلدارية ‪:‬‬

‫‪ -1‬يؤكد المب ادئ الديمقراطية في اإلدارة ‪ :‬ألنه يه دف إلى اش تراك الش عب في اتخ اذ الق رارات‬
‫وإدارة المرافق العامة المحلية ‪.‬‬
‫‪ -2‬يخفف العبء عن اإلدارة المركزية ‪ .‬إذ أن توزيع الوظيفة اإلدارية بين اإلدارة المركزية‬
‫والهيئ ات المحلية أو المرفقية ي تيح لإلدارة المركزية التف رغ ألداء المه ام األك ثر أهمية في‬
‫رسم السياسة العامة وإدارة المرافق القومية ‪.‬‬

‫‪ -3‬النظام الالمركزي أقدر على مواجهة األزمات والخروج منها ‪ .‬سيما وأن الموظفين في األقاليم‬
‫أكثر خبرة من غيرهم في مواجهة الظ روف واألزم ات المحلية ك الثورات واختالل األمن ‪ ،‬لما‬
‫تعودوا عليه وتدربوا على مواجهته وعدم انتظارهم تعليمات الس لطة المركزية ال تي غالب ا ً ما‬
‫تأتي متأخرة ‪.‬‬

‫‪ -4‬تحقيق العدالة في توزيع حص يلة الض رائب وتوف ير الخ دمات في كافة أرج اء الدولة ‪ ،‬على‬
‫عكس المركزية اإلدارية حيث تحظى العاصمة والمدن الكبرى بعناية أك بر على حس اب الم دن‬
‫واألقاليم األخرى ‪.‬‬

‫‪ -5‬تقدم الالمركزية اإلدارية حالً لكثير من المش اكل اإلدارية والبطء وال روتين والت أخر في اتخ اذ‬
‫القرارات اإلدارية وتوفر أيسر السبل في تفهم احتياجات المصالح المحلية وأقدر على رعايتها‬
‫‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬عيوب الالمركزية اإلدارية ‪-:‬‬

‫‪ -1‬يؤدي ه ذا النظ ام إلى المس اس بوح دة الدولة من خالل توزيع الوظيفة اإلدارية بين ال وزارات‬
‫والهيئات المحلية ‪.‬‬

‫‪ -2‬قد ينشأ صراع بين الهيئ ات الالمركزية والس لطة المركزية لتمتع االث نين بالشخص ية المعنوية‬
‫وألن الهيئات المحلية غالبا ً ما تقدم المصالح المحلية على المصلحة العامة ‪.‬‬

‫‪ -3‬غالب ا ً ما تك ون الهيئ ات الالمركزية أقل خ برة ودراية من الس لطة المركزية ومن ثم فهي أك ثر‬
‫إسرافا ً في اإلنفاق بالمقارنة مع اإلدارة المركزية ‪.‬‬

‫وال شك أن ه ذه االنتق ادات مب الغ فيها إلى حد كب ير ويمكن عالجها عن طريق الرقابة أو الوص ايا‬
‫اإلدارية ال تي تمارس ها الس لطة المركزية على الهيئ ات الالمركزية وال تي تض من وح دة الدولة‬
‫وترسم الحدود التي ال تتجاوزها تلك الهيئات ‪.‬‬
‫وفي ج انب آخر يمكن سد النقص في خ برة الهيئ ات الالمركزية من خالل الت دريب ومعاونة‬
‫الحكومة المركزية مما يقلل من فرص اإلسراف في النفقات واألضرار بخزينة الدولة‪.‬‬

‫ويؤكد ذلك أن اغلب ال دول تتجه الي وم نحو األخذ بأس لوب الالمركزية اإلدارية على اعتب ار أنه‬
‫األسلوب األمثل للتنظيم اإلداري ‪.‬‬

‫الباب الثاني‬

‫نشاط اإلدارة العامة‬

‫حضيت مش كلة تحديد نش اط اإلدارة العامة ونش اط األف راد باالهتم ام رج ال الدولة والمفك رين منذ‬
‫نش أت الدولة وح تى ال وقت الحاضر ‪ ،‬وقد اختلفت غلبة أحد النش اطين على األخر تبعا لألفك ار‬
‫ع‪.‬‬ ‫ائدة في المجتم‬ ‫ية الس‬ ‫السياس‬
‫ولعل التطور االقتصادي واالجتماعي والسياسي وازدي اد ت دخل الدولة في ه ذه المج االت المختلفة‬
‫قاد بالضرورة إلى وضع الوسائل المناسبة إلدارة الدولة في هذه المجاالت المختلفة قاد بالض رورة‬
‫إلى وضع الوس ائل المناس بة إلدارة الدولة ونش اطها ‪ ،‬وفق ا ً للفلس فة السياس ية ال تي ت ؤمن بها‬
‫األنظمة السياسية ‪.‬‬

‫وقد ب رز دور الدولة من خالل وظيف تين أساس يتين تق وم بهما اإلدارة األولى منها س لبية تتمثل‬
‫بالض بط اإلداري وال ذي يق وم على مراقبة وتنظيم نش اط األف راد حفاظ ا ً على النظ ام الع ام ‪ .‬أما‬
‫الوظيفة الثانية فهي وظيفة إيجابية تتمثل بإدارة المرافق العامة والوفاء بحاج ات األف راد وإش باع‬
‫رغباتهم‪.‬‬

‫وسنبين في هذا الباب هاتين الوظيفتين في فصلين متتاليين‪.‬‬

‫الفصل األول‪ :‬الضبط اإلداري ‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ :‬المرفق العام ‪.‬‬


‫الفصل األول‬

‫الضبط اإلداري‬

‫نتناول في هذا القسم في الدراسة الج وانب المختلفة للض بط اإلداري ‪ ،‬فنع رض لماهيته وأغراضه‬
‫ووسائل وحدود سلطات الضبط اإلداري ‪ ) (،‬وذلك في ثالثة مباحث كما يلي ‪-:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهيته الضبط اإلداري‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أغراض ووسائل الضبط اإلداري‬

‫المبحث الثالث‪ :‬حدود سلطات الضبط اإلداري‬

‫المبحث األول‬

‫ماهية الضبط اإلداري‬

‫لبيان ماهية الضبط اإلداري نعرض أوال لتعريفه وتمييزه عما يشتبه به وأخيراً نبين أنواعه‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التعريف بالضبط اإلداري ‪.‬‬

‫يقصد بالضبط اإلداري بمعناه العام مجموعة اإلجراءات واألوامر والقرارات ال تي تتخ ذها الس لطة‬
‫المختصة للمحافظة على النظام العام بمدلوالته الثالثة " األمن – الصحة – السكينة " ‪.‬‬

‫ويالحظ أن المش رع س واء في فرنسا أو مصر أو في الع راق ‪ ،‬لم يضع تعريف ا ً مح دداً للض بط‬
‫اإلداري ‪ ،‬وإنما اكتفى بتحديد أغراضه ‪ ،‬وترك تعريفه للفقه والقضاء‪.‬‬

‫وفى هذا المجال يعرف ‪ De laubadere‬الضبط اإلداري بأنه ‪ " :‬مظهر من مظ اهر عمل اإلدارة‬
‫يتمثل في تنظيم حريات األفراد حماية للنظام العام ‪)1( .‬‬
‫بينما يتجه الفقهاء العرب ومنهم الدكتور طعيمة الجرف إلى تعريفه بأنه " وظيفة من أهم وظ ائف‬
‫اإلدارة تتمثل أصال في المحافظة على النظ ام الع ام بعناص ره الثالثة األمن الع ام والص حة العامة‬
‫والسكنية العامة عن طريق إصدار القرارات الالئحية والفردية واستخدام الق وة المادية مع ما يتبع‬
‫ذلك من فرض قيود على الحريات الفردية تستلزمها الحي اة االجتماعية " ( ) بينما يعرفه ال دكتور‬
‫صبيح بشير مسكوني بأنه " مظهر من مظاهر نشاط اإلدارة العامة يراد به ممارسة هيئ ات إدارية‬
‫معينة اختصاص ات ف رض قي ود على حري ات األف راد وحماية للنظ ام الع ام "‪) (.‬‬
‫وأيا كان األمر فان الض بط اإلداري نظ ام وق ائي تت ولى فيه اإلدارة حماية المجتمع من كل ما يمكن‬
‫أن يخل بأمنه وسالمته وص حة أف راده وس كينتهم ‪ ،‬ويتعلق بتقييد حري ات وحق وق األف راد به دف‬
‫حماية النظام العام في الدولة ‪.‬‬

‫وبهذا المعنى يتميز الضبط اإلداري عن الضبط التشريعي والضبط القضائي‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬الضبط اإلداري والضبط التشريعي‬

‫يلجأ المشرع في كثير من األحيان إلى إصدار القوانين ال تي تقيد حري ات األف راد وحق وقهم حفاظ ا ً‬
‫على النظام العام ‪ ،‬وفى ممارسته له ذا االختص اص إنما يس تند الختصاصه التش ريعي ‪ ،‬ال ذي يجد‬
‫مص دره في الدس تور والمب ادئ العامة للق انون‪ ،‬وتس مى التش ريعات الص ادرة في ه ذا الش أن "‬
‫بالضبط التشريعي" تميزاً له عن الضبط اإلداري ال ذي يص در من ج انب اإلدارة في ش كل ق رارات‬
‫تنظيميه أو فردية يترتب عليها تقييد حريات األفراد‪.‬‬

‫مع ضرورة اإليضاح بان سلطة الضبط اإلداري يجب أن تتم في إطار القوانين والتشريعات وتنفيذاً‬
‫لها ‪ ،‬غ ير أن ذلك ال يمنعها من اتخ اذ إج راءات مس تقلة تتض من قي وداً على الحري ات الفردية‬
‫بواسطة ما تصدره من لوائح الضبط‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الضبط اإلداري والضبط القضائي‪.‬‬

‫يقصد بالض بط القض ائي ‪ ،‬اإلج راءات ال تي تتخ ذها الس لطة القض ائية للتح ري عن الج رائم بعد‬
‫وقوعها ‪ ،‬والبحث عن مرتكبها تمهيداً للقبض علي ه‪ ،‬وجمع األدلة الالزمة للتحقيق معه ومحاكمته‬
‫وانزال العقوبة به‪.‬‬

‫ومن ثم فان الض بط القض ائي يتفق مع الض بط اإلداري في انهما يس تهدفان المحافظة على النظ ام‬
‫العام ‪ ،‬إال انهما يختلفان من حيث السلطة المختصة بإجرائه والغرض منه وطبيعته‪.‬‬

‫فمن جهة تتولى الس لطة التنفيذية وظيفة الض بط اإلداري ‪ .‬بينما تت ولى الس لطة القض ائية ممثلة‬
‫بالقضاة أو أعضاء النيابة العامة وممثليها وظيفة الضبط القضائي‪.‬‬

‫ومن حيث الغ رض ف ان مهمة الض بط اإلداري وقائية تس بق اإلخالل بالنظ ام الع ام وتمنع وق وع‬
‫االض طراب في ه‪ ،‬في حين مهمة الض بط القض ائي عالجية والحقة لوق وع اإلخالل بالنظ ام الع ام‬
‫وتهدف إلى ضبط الجرائم بعد وقوعها والبحث عن مرتكبيها وجمع األدلة الالزمة إلج راء التحقيق‬
‫والمحاكمة وإنزال العقوبة‪.‬‬

‫وأخيرا يتميز الضبط اإلداري في طبيعة إجراءاته ال تي تص در في ش كل ق رارات تنظيميه أو فردية‬


‫تخضع لرقابة القضاء اإلداري إلغاء وتعويضا ً ‪ ،‬أما الضبط القضائي فانه يص در في ش كل ق رارات‬
‫قضائية ال تخضع لرقابة القضاء اإلداري ‪ ,‬وخضوعها لسلطات القضاء العادي محل نظر ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أنواع الضبط اإلداري‪.‬‬

‫يطلق مصطلح الضبط اإلداري ويقصد به معنيان ‪ :‬الضبط اإلداري العام‪ -‬والضبط اإلداري الخاص‪.‬‬

‫يقصد بالضبط اإلداري العام المحافظة على النظام العام بعناص ره الثالثة األمن والص حة والس كنية‬
‫العامة ‪ .‬وحماية جميع األفراد في المجتمع من خطر انتهاكاته واإلخالل به‪.‬‬

‫أما الض بط اإلداري الخ اص فيقصد به حماية النظ ام الع ام من زاوية أو ناحية معينة من نش اط‬
‫األفراد من ذلك القرارات الص ادرة بتنظيم نش اط ص يد بعض الحيوان ات الن ادرة ‪ ،‬وتنظيم عمل في‬
‫بعض المحالت العامة المض رة بالص حة أو المقلقة للراح ة‪ .‬أو في مك ان أو أم اكن مح ددة‪ ،‬حيث‬
‫يعهد بتولي سلطة الضبط في ه ذه األم اكن إلى س لطة إدارية معينة ‪ ،‬ك ان يعهد إلى ش رطة اآلث ار‬
‫بمهمة المحافظة على النظام العام في األماكن األثرية ‪.‬‬

‫ويالحظ أن الضبط اإلداري الخاص قد يس تهدف أغراضا أخ رى بخالف أغ راض الض بط اإلداري‬
‫الع ام التقليدية ‪ ،‬إذ يملك أن يف رض القي ود ال تي يراها لتحقيق أه داف أو أغ راض أخ رى خالف‬
‫النظام العام كالقيود التي تفرض على األفراد لحماية اآلثار أو تنظيم السياحة وتجميل المدن‪.‬‬

‫ومن ثم فان الضبط اإلداري الخاص أضيق حدوداً من نطاق الضبط اإلداري العام لتقيده بمك ان أو‬
‫نش اط أو أغ راض معين ه‪ .‬إال أن ذلك ال يع نى محدودية ت أثيره في المج االت ال تي يتوالها ‪ ،‬بل أن‬
‫االتج اه التش ريعي في بعض الدولة ينحو إلى اس تبعاد نظ ام الض بط اإلداري الع ام وانف راد هيئ ات‬
‫الض بط اإلداري الخ اص في تنظيم نش اطات معينة ‪ .‬مثلما هو الح ال في الض بط الخ اص بش ؤون‬
‫السكك الحديدية والمنشات الخطيرة والمقلقة للراحة والصحة في فرنسا‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫أغراض ووسائل الضبط اإلداري‬

‫نتناول فيما يلي أغراض الض بط اإلداري ثم ن بين الوس ائل أو األس اليب ال تي يس تعين بها لتحقيق‬
‫راض‪.‬‬ ‫ذه األغ‬ ‫ه‬

‫المطلب األول‪ :‬أغراض الضبط اإلداري‬

‫بينا أن اله دف من الض بط اإلداري هو حماية النظ ام الع ام ومنع انتهاكه واإلخالل به ‪ .‬وتم ارس‬
‫اإلدارة س لطة الض بط اإلداري م تى وج دت ذلك ض روريا ً ولو لم ينص الق انون على إج راء معين‬
‫لمواجهه هذا االنتهاك أو اإلخالل ‪.‬‬

‫والنظام العام فكرة مرنة تختلف باختالف الزمان والمكان فيما يعتبر مخالفا ً للنظ ام الع ام في زم ان‬
‫أو مكان معينين قد ال يعد كذلك في زمان أو مكان آخرين ‪ :‬كما يختلف باختالف الفلس فة السياس ية‬
‫واالقتص ادية واالجتماعية الس ائدة في الدولة ‪ .‬ل ذلك يجمع الفقه على ض رورة ربط فك رة النظ ام‬
‫العام بالمصلحة العامة العليا المجتمع في كل دولة على حده‪.‬‬
‫غير أن معظم الفقهاء يتفقون على أن النظام العام يهدف إلى تحقيق ثالثة أغ راض رئيس ية هي‪:‬‬
‫األمن العام والصحة العامة والسكنية العامة ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬األمن العام‬

‫يقصد باألمن العام تحقيق كل ما من شأنه اطمئنان اإلنس ان على نفسه وماله من خطر االعت داءات‬
‫واالنتهاكات واتخاذ اإلج راءات الالزمة لمنع وق وع الك وارث الطبيعية ك الكوارث واألخط ار العامة‬
‫كالحرائق والفيضانات والسيول ‪ ،‬واالنتهاكات ال تي قد تس بب بها اإلنس ان كج رائم القتل والس رقة‬
‫والمظاهرات وأحداث الشغب وحوادث المرور‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬الصحة العامة‪.‬‬

‫ويقصد بها حماية ص حة األف راد من كل ما من ش انه أن يضر بها من أم راض أو أوبئة إذ تعمد‬
‫اإلدارة إلى تطعيم األفراد من األمراض المعدية وتتخذ اإلجراءات التي تمنع انتشارها‪.‬‬

‫كما تشرف على توفير المياه الصالحة للشرب وتراقب صالحية األغذية لالستهالك البشرى ومدى‬
‫تقيد المحال العامة بالشروط الصحية‪.‬‬

‫والشك أن وظيفة الدولة في مج ال الص حة العامة قد توس عت إلى حد كب ير بفعل انتش ار التل وث‬
‫وكثرة االعتماد على المواد الكيماوية في الصناعة وتأثير ذلك على صحة األفراد ‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬السكنية العامة‪.‬‬

‫ويقصد بها توفير الهدوء في الطرق واألم اكن العامة ومنع كل ما من ش أنه أن يقلق راحة األف راد‬
‫أو ي زعجهم كاألص وات والضوض اء المنبعثة من مك برات الص وت والباعة المتج ولين ومحالت‬
‫التسجيل ومنبهات المركب ات‪ .‬ومن الج دير بال ذكر أن مفه وم النظ ام الع ام قد اتسع ليش مل النظ ام‬
‫العام األدبي واألخالق العامة ‪ .‬وأمكن بالتالي استعمال سلطة الضبط اإلداري للمحافظة على اآلداب‬
‫واألخالق العامة‪ ،‬فتجاوز بذلك العناصر الثالثة السابقة ‪ .‬وفى هذه االتجاه تملك اإلدارة منع عرض‬
‫المطبوع ات المخلة ب اآلداب العامة ‪ .‬وك ذلك حماية المظهر الع ام للم دن وحماية الفن والثقاف ة‪.‬‬
‫وفى ذلك ال يجوز تقديم العروض المس رحية أو التمثيلية أو الموس يقية أو الراقصة أو الغنائية في‬
‫المالهي أو المح ال العامة إال بعد ال ترخيص بها من الجهة المختصة ب وزارة الداخلية والحكم‬
‫المحلى وال يجوز ال ترخيص ب العروض الخليعة أو الفاض حة أو المخلة بالحي اء أو ال تي يقصد بها‬
‫اإلثارة الجنسية أو التي تنطوي على ذلك‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬وسائل الضبط اإلداري‪.‬‬

‫في س بيل تحقيق أه داف الض بط اإلداري البد لإلدارة أن تس تخدم وس ائل أو أس اليب معينة وهى‬
‫لوائح الضبط وأوامر الضبط الفرية وأخيرا التنفيذ الجبري‪.‬‬

‫أوال‪ :‬لوائح الضبط اإلداري‪.‬‬

‫تتضمن لوائح الضبط اإلداري قواعد عامة مجردة تهدف إلى المحافظة على النظام الع ام بعناص ره‬
‫الثالثة ‪ ،‬وتتض من تقييد حري ات األف راد ‪ ،‬ل ذلك نشأ خالف ش ديد ح ول م دى مش روعيتها ‪ ،‬على‬
‫اعتبار أن تقييد الحريات ال يجوز إال بقانون ووظيفة اإلدارة تنحصر بوضع هذه القوانين موض وع‬
‫التنفيذ‪.‬‬
‫غ ير أن االتج اه الس ليم في القض اء و الفقه يع ترف لإلدارة بتنفيذ ه ذه الق وانين وتحميله ا‪ ،‬وقد‬
‫تقضى هذه التكملة كما يذهب ال دكتور " س امي جم ال ال دين " إلى تقييد بعض الحري ات ‪ ،‬كما قد‬
‫تقتصر مهمة هذا الضبط اإلداري على تطبيق النظم العامة الضبطية التي نصت عليها القوانين‪.‬‬

‫ومن ثم تعد لوائح الضبط أهم أساليب الضبط اإلداري وأقدرها في حماية النظام العام‪ ،‬ومنها لوائح‬
‫تنظيم المرور وتنظيم العمل في المحال العامة ‪ ،‬وتتخذ عدة مظاهر في تقييدها النشاط األف راد منها‬
‫الحظر ‪ ،‬واآلذن المسبق واألخطار والتنظيم‪.‬‬

‫‪ -1‬الحظر ‪.‬‬

‫يقصد ب الحظر أن تتض من ل وائح الض بط منع مزاولة نش اط معين منع ا ً ك امالً أو جزئي اً‪.‬‬
‫واألصل أن ال يتم الحظر المطلق لنشاط ما الن ذلك يعنى انته اك للحرية ومص ادرة للنش اط ‪ .‬ولكن‬
‫أجاز القضاء استثنا ًء الحظر الكامل للنشاط عندما يش كل إخالال بالنظ ام الع ام كمنع إنش اء مس اكن‬
‫للبغاء أو للعب الميسر‪.‬‬

‫‪ -2‬اإلذن المسبق ‪.‬‬

‫قد تظهر لوائح الضبط في ضرورة الحصول على إذن مسبق من جهة اإلدارة قبل مزاولة النش اط‬
‫‪ ،‬ومن الض روري أن يش ترط الق انون المنظم للحرية الحص ول على ه ذا اإلذن ‪ ،‬إذا أن الق انون‬
‫وحدة الذي يملك تقييد النشاط الفردي بإذن سابق وعكس هذا يسمح بالتمييز بين األفراد‪.‬‬

‫‪-3‬األخطار عن النشاط ‪.‬‬

‫ويحصل بان تشترط الالئحة ضرورة أخطار السلطة المختصة بمزاولة نشاط معين ح تى تتمكن من‬
‫اتخاذ ما يلزم من إجراءات تكفل حماية النظام الع ام ‪ .‬مث ال ذلك األخط ار عن تنظيم اجتم اع ع ام ‪.‬‬
‫ففي هذه الحالة ال يكون االجتماع محظوراً وليس من الضروري الحصول على إذن مسبق‪.‬‬

‫‪ -4‬تنظيم النشاط ‪.‬‬

‫قد ال تتضمن لوائح الضبط على حظر نشاط معين أو اشتراط الحصول على أذن مسبق أو األخط ار‬
‫عنه ‪ .‬وإنما قد تكتفي بتنظيم النشاط الفردي وكيفية ممارس ته ‪ ،‬كما لو تم تحديد س رعة المركب ات‬
‫ا‪.‬‬ ‫اكن وقوفه‬ ‫رق العامة أو تحديد أم‬ ‫في الط‬
‫ثانياً‪ :‬أوامر الضبط اإلداري الفردية‪.‬‬

‫قد تلجأ سلطات الضبط إلى إصدار قرارات إدارية أو أوامر فردية لتطبق على فرد أو أف راد معي نين‬
‫بذواتهم ‪ .‬وقد تتضمن هذه الق رارات أوامر بالقي ام بأعم ال معينه أو ن واهي باالمتن اع عن أعم ال‬
‫أخرى ‪ .‬مثال ذلك األوامر الصادرة بمنع عقد اجتماع عام أو األمر الصادر بهدم م نزل آيل للس قوط‬
‫ة‪.‬‬ ‫حيفة معين‬ ‫اب أو ص‬ ‫ادرة كت‬ ‫ادر بمص‬ ‫رار الص‬ ‫أو الق‬
‫واألصل انه يجب أن تستند هذه القرارات إلى القوانين واللوائح فتكون تنفي ذاً له ا‪ .‬إال انه اس تثناء‬
‫من ذلك قد تص در الق رارات اإلدارية دون أن تك ون مس تندة إلى ق انون أو الئحة تنظيميه عامة ‪.‬‬
‫فالالئحة أو التش ريع ال يمكن أن ينصا على جميع التوقع ات أو التنب ؤات ال تي قد تحث ‪ .‬كما أن‬
‫مفهوم النظام العام متغ ير ‪ ،‬ف إذا ظهر تهدي داً أو إخالل لم يكن التش ريع أو الالئحة قد توقع اه ف ان‬
‫طلب أن يك ون الق رار الف ردي مس تنداً إلى قاع دة تنظيميه ي ؤدى إلى تجريد س لطة الض بط من‬
‫فاعليتها ‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬التنفيذ الجبري‪.‬‬

‫قد تستخدم اإلدارة الق وة المادية إلجب ار األف راد على تنفيذ الق وانين والل وائح والق رارات اإلدارية‬
‫لمنع اإلخالل بالنظام العام ‪ .‬وتعد هذه الوسيلة اكثر وسائل الض بط ش دة وعنف ا ً باعتبارها تس تخدم‬
‫القوة الجبرية وال يخفى ما لذلك من خطورة على حقوق األفراد وحرياتهم‪.‬‬

‫ويعد التنفيذ الج بري لق رارات الض بط اإلداري أحد تطبيق ات نظرية التنفيذ المباشر للق رارات‬
‫اإلدارية ‪ ،‬واس تناداً ل ذلك ال يتم الحص ول على أذن س ابق من الس لطات القض ائية لتنفي ذه ‪ .‬إال انه‬
‫ر‪.‬‬ ‫روط التنفيذ المباش‬ ‫وافر فيه ذات ش‬ ‫يجب أن تت‬
‫ومن الحاالت التي يمكن فيها اللجوء إلى التنفيذ الجبري أن يبيح القانون أو الل وائح اس تعمال ه ذا‬
‫الحق ‪ ،‬أو يرفض األفراد تنفيذ القوانين واللوائح وال يوجد أس لوب أخر لحمل األف راد على اح ترام‬
‫القوانين واللوائح غير التنفيذ الجبري ‪ ،‬كما يتم اللجؤ إلى هذا األسلوب في حالة الضرورة ‪.‬‬

‫ويشترط في جميع الحاالت أن يك ون اس تخدام الق وة المادية متناس با ً مع جس امة الخطر ال ذي من‬
‫الممكن أن يتعرض له النظام العام ‪.‬‬

‫ويجب التنويه أخ يرا ب ان اس تخدام الق وة المادية ال يع نى حتم ا ً مج ازاة األف راد عن أفع ال جرمية‬
‫ارتكبوها ‪ .‬وإنما يقصد ب القوة المادية تلك الق وة المس تخدمة لمنع وق وع أي إخالل بالنظ ام الع ام‬
‫بعناصره الثالثة‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬

‫حدود سلطات الضبط اإلداري‪.‬‬

‫من الضروري وضع حدود الختصاصات اإلدارة في ممارس تها لس لطات الض بط اإلداري يتم من خاللها‬
‫الموازنة بين تحقيق متطلبات النظام العام وضمان حقوق وحري ات األف راد‪ ،‬وقد درجت أحك ام القض اء‬
‫اإلداري على منح اإلدارة حرية واس عة في ممارسة س لطات الض بط اإلداري ‪ ،‬غ ير أنها أخض عتها في‬
‫دة ‪.‬‬ ‫واح ع‬ ‫اء اإلداري من ن‬ ‫ذلك لرقابة القض‬
‫وفى هذا المجال نبين حدود سلطات الضبط اإلداري في األوقات العادية ثم نع رض لح دود ه ذه الس لطة‬
‫في الظروف االستثنائية‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬حدود سلطات الضبط اإلداري في الظروف العادية‪.‬‬

‫تخضع سلطة الض بط اإلداري في الظ روف العادية لمب دأ المش روعية ال ذي يس تدعى أن تك ون اإلدارة‬
‫خاضعة في جميع تصرفاتها للقانون ‪ ،‬وإال كانت تصرفاتها وما تتخذه من قرارات باطالً وغير مشروعا ً‬
‫‪ .‬وتتمثل رقابة القضاء على سلطات اإلدارة في هذه الظروف فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬أهداف الضبط اإلداري‪.‬‬

‫يجب أن تتقيد اإلدارة بالهدف ال ذي من اجله ق رر المش رع منح هيئ ات الض بط ه ذه الس لطات ‪ ،‬فليس‬
‫لإلدارة تخطى هذا الهدف سواء كان عاما ً أم خاصا ً ‪ ،‬فإذا استخدمت سلطتها في تحقيق أغ راض بعي دة‬
‫عن حماية النظ ام الع ام ‪ .‬أوس عت إلى تحقيق مص لح عامة لكي ال ت دخل ض من أغ راض الض بط ال تي‬
‫قصدها المشرع فان ذلك يعد انحرافا ً بالسلطة ويخضع قرار اإلدارة لرقابة القضاء المختص‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬أسباب الضبط اإلداري‪.‬‬

‫يقصد بسب الضبط اإلداري الظروف الخارجية التي دفعت اإلدارة إلى التدخل وإصدار قرارها‪ ،‬وال يعد‬
‫تدخل اإلدارة مشروعا ً إال إذا ك ان مبني ا ً على أس باب ص حيحة وجدية من ش أنها أن تخل بالنظ ام الع ام‬
‫بعناصره الثالثة األمن العام والصحة العامة والسكنية العامة‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬وسائل الضبط اإلداري‪.‬‬

‫يجب أن تكون الوسائل التي استخدمتها سلطات وهيئات الض بط اإلداري مش روعة ‪ ،‬وفى القي ود ال تي‬
‫استقر القضاء على ضرورة اتباعها واستخدام اإلدارة لوسائل الضبط اإلداري ال يج وز أن ي ترتب على‬
‫استعمال هذه الوسائل تعطيل التحريات العامة بشكل مطلق الن ذلك يعد إلغاء لهذه الحري ات ‪ ،‬والحف اظ‬
‫على النظام العام ال يلتزم غالبا ً هذا اإللغاء وإنما يكتف بتقيدها ‪ .‬ومن ثم يجب أن يك ون الحظر نس بيا ً ‪،‬‬
‫نين‪.‬‬ ‫ان معي‬ ‫ان أو مك‬ ‫راً على زم‬ ‫ون قاص‬ ‫إي إن يك‬
‫وعلى ذلك تكون القرارات اإلدارية التي تصدرها سلطة الض بط اإلداري بمنع ممارسة نش اط ع ام منع ا ً‬
‫عاما ً ومطلقا ً غير مشروعة ‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬مالئمة قرارات الضبط اإلداري‪.‬‬


‫ال يكفى أن يكون قرار الضبط اإلداري جائزا قانونا ً أو انه قد ص در بن ا ًء على أس باب جدية ‪ ،‬إنما تتسع‬
‫رقابة القض اء لبحث م دى اختي ار اإلدارة الوس يلة المالئمة للت دخل ‪ ،‬فيجب أن ال تلجأ إلى اس تخدام‬
‫وسائل قاسية أو ال تتالئم مع خطورة الظروف التي صدر فيها‪.‬‬
‫ومن الضروري أن ن بين أن س لطة القض اء في الرقابة على المالئمة هي اس تثناء على القاع دة العامة‬
‫في الرقابة على أعم ال اإلدارة فاألصل هو اس تقالل اإلدارة في تق دير مالئمة قراراتها ‪ ،‬لكن ب النظر‬
‫لخطورة قرارات الضبط على الحقوق والحريات فان القضاء يبسط رقابته على المالئمة ‪.‬‬
‫وفى هذا المجال ال يجوز مثالً لرجال األمن أن يستخدموا إطالق الن ار لتفريق تظ اهره في ال وقت ال ذي‬
‫كان استخدام الغاز المسيل للدموع أو خراطيم المياه كافيا ً لتحقيق هذا الغرض‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬حدود سلطات الضبط اإلداري في الظروف االستثنائية‪.‬‬


‫قد تطرأ ظ روف اس تثنائية ته دد س المة الدولة ك الحروب والك وارث الطبيعية ‪ ،‬وتجعلها ع اجزة عن‬
‫توفير وحماية النظام العام باستخدام القواعد واإلجراءات السابق بيانها ‪ .‬وفى هذه الحالة البد أن تتسع‬
‫سلطات هيئ ات الض بط لمواجهة ه ذه الظ روف من خالل تمكينها من اتخ اذ إج راءات س ريعة وحازمة‬
‫لمواجهة الظرف االستثنائي‪.‬‬
‫على أن الظ رف االس تثنائي أيا ك انت ص ورته حرب ا ً أو ك وارث طبيعية ال يجعل اإلدارة في من أى من‬
‫رقابة القض اء بش كل مطلق ‪ ،‬فال يع دو أن يك ون األمر توس عا ً لقواعد المش روعية ‪ ،‬ف اإلدارة تبقى‬
‫مس ؤولة في ظل الظ روف االس تثنائية على أس اس الخطأ ال ذي وقع منه ا‪ ،‬غ ير أن الخطأ في حالة‬
‫الظروف االستثنائية يقاس يميزان آخر غير أن ذلك الذي يقاس به الخطأ في الظروف العادية‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬التنظيم القانوني لسلطة الضبط في الظروف االستثنائية‪.‬‬


‫وحيث أن نظام الظروف االستثنائية من ش أنه المس اس المباشر بحق وق وحري ات األف راد ال تي يكفلها‬
‫الدستور ‪ ،‬فالبد أن يتدخل المشرع لتحديد ما إذا كان الظرف اس تثنائيا ً أو ال‪ ,‬ويتم ذلك باتب اع أس لوبين‬
‫‪ :‬األول أن تص در ق وانين تنظيم س لطات اإلدارة في الظ روف االس تثنائية بعد وقوعها ‪ ،‬ويتسم ه ذا‬
‫األسلوب بحماية حقوق األفراد وحرياتهم ألنه يحرم السلطة التنفيذية من اللجوء إلى س لطات الظ روف‬
‫االستثنائية إال بعد موافقة السلطة التشريعية ‪ ،‬ويعيبه أن هن اك من الظ روف االس تثنائية ما يقع بش كل‬
‫مفاجئ ال يحتمل استصدار تلك التش ريعات ب اإلجراءات الطويلة المعت ادة ( ) ‪ ,‬بينما يتمخض األس لوب‬
‫الث اني عن وج ود ق وانين منظمة س لفا ً لمعالجة الظ روف االس تثنائية قبل قيامها وي رخص الدس تور‬
‫للسلطة التنفيذية بإعالن حالة الظروف االستثنائية والعمل بمقتضى هذه القوانين ‪.‬‬
‫وال يخضى ما له ذا األس لوب من عي وب تتمثل في احتم ال إس اءة اإلدارة س لطتها في إعالن حالة‬
‫الظروف االستثنائية في غير أوقاتها لالستفادة مما يمنحه لها المشرع من ص الحيات في تقييد حري ات‬
‫وقهم‪.‬‬ ‫راد وحق‬ ‫األف‬
‫وقد اخذ المشرع الفرنسي باألس لوب األخ ير إذا منحت الم ادة السادسة عش رة من دس تور الجمهورية‬
‫الخامسة الص ادر ع ام ‪ 1958‬رئيس الجمهورية الفرنس ية س لطات واس عة من اجل مواجهه الظ روف‬
‫االستثنائية‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫المرفق العام‬

‫يعد المرفق الع ام المظهر اإليج ابي لنش اط اإلدارة وتت واله اإلدارة بنفس ها أو باالش تراك مع األف راد ‪,‬‬
‫وتسعى من خالله إلى إشباع الحاجات العامة ‪ .‬وتعد فك رة المرافق العامة من أهم موض وعات الق انون‬
‫اإلداري وترد إليها معظم النظريات والمبادئ التي ابت دعها القض اء اإلداري ك العقود اإلدارية واألم وال‬
‫العامة والوظيفة العامة‪.‬‬
‫ون بين في ه ذا الج زء من الدراسة مفه وم المرفق الع ام والمب ادئ ال تي تحكم المرافق العامة وأخ يراً‬
‫طرق إدارة المرافق العامة وذلك في ثالثة مباحث على النحو التالي ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬مـاهيــة المــرفــق العام ‪.‬‬


‫المبحث الثاني ‪ :‬المبادئ التي تحكم المرافق العامة ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬طـرق إدارة المـرافـق العامة ‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫ماهية المرفق العام‬

‫البحث في ماهية المرفق العام يس تدعي منا أن ن بين تعريفه وعناص ره ‪ ،‬ثم نس تعرض أن واع المرافق‬
‫العامة ونوضح أخيراً إنشاء وإلغاء هذه المرافق‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعريف وعناصر المرفق العام‬
‫ليس من الس هل تعريف المرفق الع ام‪ ،‬ولعل ص عوبة تعريفه تع ود إلى أن عب ارة المرفق الع ام مبهمة‬
‫ولها معنى عضوي و أخر موضوعي ‪.‬‬
‫المعنى العض وي ويفيد المنظمة ال تي تعمل على أداء الخ دمات وإش باع الحاج ات العام ة‪ ،‬ويتعلق ه ذا‬
‫التعريف باإلدارة أو الجهاز اإلداري‪ .‬أما المعنى الموضوعي فيتعلق بالنشاط الصادر عن اإلدارة به دف‬
‫إشباع حاجات عامة والذي يخضع لتنظيم وإشراف ورقابة الدولة‪.‬‬
‫وعلى ذلك يمكن القول بأن المرفق العام هو في حالة السكون المنظمة التي تقوم بنش اط معين ‪ ،‬أما في‬
‫حالة الحركة فهو النشاط الذي يهدف إلى إشباع حاجات عامة بغض النظر عن الجهة التي تؤديه‪.‬‬
‫وقد ت راوح التعريف بين ه ذين المعن يين فقد أكد بعض الفقه اء على العنصر العض وي للمرفق الع ام‪،‬‬
‫بينما تناوله البعض األخر من الناحية الوظيفية أو الموض وعية ‪ ,‬وبعد أن ك ان القض اء اإلداري في‬
‫فرنسا ومصر يتب نى المع نى العض وي‪ ،‬تط ورت أحكامه للجميع بين المعن يين‪ ،‬ثم اس تقر فيما بعد على‬
‫المعنى الموضوعي فعرف المرفق العام بأنه النشاط ال ذي تت واله الدولة أو األش خاص العامة األخ رى‪،‬‬
‫مباش رة أو تعهد به ألخ رين ك األفراد أو األش خاص المعنوية الخاص ة‪ ،‬ولكن تحت إش رافها ومراقبتها‬
‫وتوجيهها وذلك إلشباع حاجات ذات نفع عام تحقيقا ً للصالح العام ‪.‬‬
‫وفي ذلك يعرف األستاذ "رفيرو" المرفق العام بمعناه الوظيفي بأنه نشاط يه دف إلى تحقيق الص الح‬
‫العام ‪.‬‬
‫ويعرفه الدكتور طعيمة الجرف بأنه " نشاط تتواله اإلدارة بنفسها أو يت واله ف رد ع ادي تحت توجيهها‬
‫ورقابتها وإشرافها بقصد إشباع حاجة عامة للجمهور" ‪.‬‬
‫وفي الحقيقة يمكن الجمع بين المع نى العض وي وال وظيفي للوص ول إلى تعريف س ليم للمرفق الع ام‬
‫لوجود التقاء بين المعنيين ‪ ،‬عندما تس عى الهيئ ات العامة التابعة لش خص من أش خاص الق انون الع ام‬
‫إلى تحقيق النفع العام وإشباع حاجات األفراد‪ ،‬وهذا يحصل دائما ً في المرافق العامة اإلدارية‪.‬‬
‫غ ير أن تط ور الحي اة اإلداري ة‪ ،‬والتغ يرات الكب يرة ال تي ط رأت في القواعد ال تي تق وم عليها فك رة‬
‫المرافق العامة أدى إلى ظه ور المرافق العامة االقتص ادية أو التجارية ال تي يمكن أن ت دار بواس طة‬
‫األفراد أو المشروعات الخاصة مما قاد إلى انفصال العنصر العضوي عن الموضوعي وأص بح من حق‬
‫اإلدارة أن تنظم نش اط معين في ص ورة مرفق ع ام وتعهد به إلى األف راد فيت وافر فيه العنصر‬
‫الموضوعي دون العضوي‪.‬‬
‫وقد اعترف مجلس الدولة في فرنسا للمرافق االقتصادية والتجارية بصفة المرفق الع ام‪ ،‬بل أطلق ه ذه‬
‫الص فة على بعض المش روعات الخاصة ذات النفع الع ام ال تي تخضع ل ترخيص أداري مقيد ببعض‬
‫الشروط‪ ،‬وفق ما يعرف بفكرة المرافق العامة الفعلية ‪.‬‬
‫وفي االتج اه ذاته اع ترف القض اء اإلداري في مصر للمرافق االقتص ادية بص فة المرافق العامة‬
‫وأخضعها لنظام القانون العام ‪.‬‬

‫عناصر المرفق العام‬

‫من التعريف السابق يتضح أن هن اك ثالثة عناصر يجب توافرها ح تى يكتسب المش روع ص فة المرفق‬
‫العام ويعود العنصر األول إلى الهدف الموكل إلى المرفق الذي يقوم بالنشاط والثاني ارتب اط المش روع‬
‫باإلدارة ورقابتها لسير العمل فيه وأخيراً استخدام امتيازات السلطة العامة ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬عنصر الهدف ‪.‬‬


‫البد أن يكون الغ رض من المرفق الع ام تحقيق المنفعة العامة وإش باع حاج ات األف راد أو تق ديم خدمة‬
‫عام ة‪ ،‬وه ذه الحاج ات أو الخ دمات قد تك ون مادية كمد األف راد بالمي اه والكهرب اء أو معنوية كتوف ير‬
‫نين‪.‬‬ ‫دل للمواط‬ ‫األمن والع‬
‫وعلى ذلك يعد تحقيق النفع العام من أهم العناصر المميزة للمرفق العام عن غيره في المشروعات التي‬
‫تستهدف تحقيق النفع الخاص أو تجمع بين هذا الهدف وهدف إشباع حاجة عامة أو نفع عام‪.‬‬
‫ومع ذلك فإن تحقيق بعض المرافق العامة لل ربح ال يع ني حتم ا ً فق دها ص فة المرفق الع ام‪ ،‬طالما أن‬
‫هدفها الرئيس ليس تحقيق الربح‪ ،‬وإنما تحقيق النفع الع ام كما أن تحص يل بعض المرافق لعوائد مالية‬
‫لقاء تقديمها الخدمات إلى المواطنين كما هو الحال بالنسبة لمرفق الكهرب اء والقض اء ال يس عى لكسب‬
‫عوائد مالية بقدر ما بعد وسيلة لتوزيع األعباء العامة على كل المواطنين ‪.‬‬
‫ً‬
‫ومع ذلك فان هدف المنفعة العامة الذي اعترف القضاء اإلداري به عنصرا من عناصر المرفق الع ام ال‬
‫يمكن تحديده بدقة ‪ ،‬فهو الهدف قابل للتطور ويتوقف على تقدير القاضي إلى حد كبير ‪.‬‬
‫وفي هذا السبيل ذهب جانب من الفقه إلى أن الذي يم يز المرفق الع ام‪ ،‬أن المش روعات ال تي تنش ئوها‬
‫الدولة تعت بر مرافق عامة ألنها تس تهدف تحقيق وجه ا ً من وج وه النفع الع ام ال ذي عجز األف راد‬
‫وأشخاص النشاط الخاص عن القيام بها‪ ،‬أوال يستطيعون القيام بها على أكمل وجه ‪.‬‬

‫إال أن المتتبع ألحكام القض اء اإلداري الفرنسي يجد أنه اعت بر الكث ير من النش اطات ته دف إلى تحقيق‬
‫المنفعة العامة‪ ،‬رغم إن نشاطها من السهل أن يتواله األفراد‪ ،‬ومن ذلك حكم ‪ Terrier 1903‬المتعلق‬
‫بقتل الثعابين ‪ ،‬وحكم ‪ Therond 1910‬الخاص برفع جثث الحيوانات ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬عنصر اإلدارة‬


‫تق وم الدولة بإنش اء المرافق العامة ويجب أن يك ون نش اط المرفق الع ام منظم ا ً من ج انب اإلدارة‬
‫وموض وعا ً تحت إش رافها ورقابته ا‪ ،‬وخاض عا ً لتوجيهها لض مان ع دم انحرافه عن المص لحة العامة‬
‫لحساب المصالح الخاصة‪.‬‬
‫وإذا عه دت اإلدارة إلى أحد األش خاص المعنوية العامة ب إدارة المرافق ف إن ه ذا ال يع ني تخليها عن‬
‫ممارسة رقابتها وإش رافها عليه من حيث تحقيقه للمص لحة العامة وإش باع الحاج ات العامة لألف راد‪،‬‬
‫ونفس األمر إذا أص بحت اإلدارة بيد هيئة خاصة بمقتض يات المص لحة العامة تقتضي النص على‬
‫ام‪.‬‬ ‫ام مرفق ع‬ ‫ون أم‬ ‫ذه الهيئة الخاصة كاملة فال نك‬ ‫اع ه‬ ‫إخض‬
‫مع إن هن اك ج انب من الفقه تؤي ده بعض أحك ام مجلس الدولة الفرنسي ي ذهب إلى أن هن اك ما يمكن‬
‫تس ميته ب المرافق العامة الفعلية ‪ ,‬وتخضع لبعض أحك ام المرافق العام ة‪ ،‬ألن ه ذا االتج اه يتع ارض‬
‫والمستقر في مب ادئ وأحك ام الق انون اإلداري ال تي تقضي بض رورة وج ود نص يخ ول اإلدارة إنش اء‬
‫المرافق العامة‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬وجود امتيازات السلطة العامة ‪-:‬‬


‫يل زم لقي ام المرافق العامة أن تتمتع الجهة المكلفة ب إدارة المرفق الع ام بامتي ازات غ ير مألوفة في‬
‫القانون الخاص تالئم الطبيعة الخاصة للنظام القانوني الذي يحكم المرافق العامة‪.‬‬
‫غ ير أن ه ذا الش رط مختلف فيه بين الفقه اء على اعتب ار أن التط ورات االقتص ادية وتش عب أنش طة‬
‫اإلدارة أف رزت إلى ج انب المرافق العامة اإلدارية مرافق عامة ص ناعية وتجارية تخضع في الج انب‬
‫األكبر من نش اطها إلى أحك ام الق انون الخ اص كما أن خض وع المرفق للق انون الع ام هو مج رد نتيجة‬
‫لثبوت الصفة العامة للمرفق ‪ ،‬ومن غير المنطقي أن تعرف الفكرة بنتائجها ‪.‬‬
‫غ ير أننا ال نتفق مع ه ذا ال رأي من حيث أن المرافق العامة الص ناعية والتجارية وأن كنت تخضع في‬
‫بعض جوانبها ألحكام القانون الخ اص فأنها ال ت دار بنفس الكيفية ال تي ت دار بها المش روعات الخاصة‬
‫كما أن إرادة المشرع في إنشائها تضعها في إطار نظام ق انوني غ ير م ألوف وأن لم تتض من امتي ازات‬
‫غير مألوفة في القانون الخاص‪.‬‬
‫ومن هنا نرى ضرورة خضوع المرافق العامة لنظام ق انوني متم يز عن نظ ام الق انون الخ اص بس بب‬
‫طبيعتها المتم يزة واس تهدافها المص لحة العامة ومن قبيل ذلك حقها في التنفيذ المباشر وحقها في‬
‫استيفاء الرسوم‪ ،‬وهذا ما استقر عليه قضاء مجلس الدولة الفرنسي ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬أ نـواع المرافق العامة‬

‫ال تأخذ المرافق العامة صورة واحدة بل تتعدد أنواعها تباع ا ً للزاوية ال تي ينظر منها إليها ‪ ،‬فمن حيث‬
‫طبيعة النش اط ال ذي تمارسه تنقسم إلى مرافق إدارية ومرافق اقتص ادية‪ ،‬ومرافق مهني ة‪ ،‬ومن حيث‬
‫استقاللها تنقسم إلى مرافق ذات شخصية معنوية مستقلة ومرافق ال تتمتع بالشخص ية المعنوي ة‪ ،‬ومن‬
‫حيث نطاق نشاطها إلى مرافق قومية وأخرى محلية ‪.‬‬
‫ومن حيث مدى االلتزام بإنشائها إلى مرافق اختيارية ومرافق إجبارية‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬المرافق العامة من حيث طبيعة نشاطها ‪.‬‬


‫تنقسم المرافق العامة من حيث موضوع نشاطها أو طبيعة هذا النشاط ‘لى ثالثة أنـواع ‪:‬‬

‫‪ .1‬المرافق العامة اإلدارية ‪-:‬‬

‫يقصد ب المرافق العامة اإلدارية تلك المرافق ال تي تتن اول نش اطا ً ال يزاوله األف راد ع ادة أما بس بب‬
‫عجزهم عن ذلك أو لقلة أو انعدام مصلحتهم فيه‪ ،‬ومثالها مرافق الدفاع واألمن والقضاء ‪.‬‬
‫وتخضع المرافق اإلدارية من حيث األصل ألحك ام الق انون اإلداري‪ ،‬فعمالها يعت برون م وظفين‬
‫عموم يين وأموالها أم واالً عام ة‪ ،‬وتص رفاتها أعم االً إداري ة‪ ،‬وقراراتها تعد ق رارات إدارية وعقودها‬
‫عقوداً إداري ة‪ ،‬وبمع نى أخر تتمتع المرافق العامة اإلدارية باس تخدام امتي ازات الس لطة العامة لتحقيق‬
‫أه دافها ‪ .‬إال أنها قد تخضع في بعض األحي ان اس تثناء ألحك ام الق انون الخ اص‪ ،‬وذلك عن دما يجد‬
‫القائمون على إدارتها أن هذا األسلوب يكفي لتحقيق أهداف المرفق وتحقيق المصلحة العامة ‪.‬‬

‫‪ .2‬المرافق االقتصادية ‪-:‬‬

‫بفعل األزمات االقتصادية وتطور وظيفة الدولة ظهر نوع أخر من المرافق العامة يزاول نش اطا ً تجاري ا ً‬
‫أو صناعيا ً مماثالً لنشاط األفراد و تعمل في ظروف مماثلة لظروف عمل المشروعات الخاصة‪ ،‬وبسبب‬
‫طبيعة النش اط ال ذي تؤديه ه ذه المرافق دعا الفقه والقض اء إلى ض رورة تحرير ه ذه المرافق من‬
‫الخضوع لقواعد القانون العام‪.‬‬
‫واألمثلة على هذه المرافق كثيرة ومنها مرفق النقل والمواصالت ومرفق توليد المي اه والغ از ومرفق‬
‫البريد‪.‬‬

‫وقد اختلف الفقه حول معيار تمييز المرافق العامة االقتصادية عن المرافق العامة اإلدارية وعلى النحو‬
‫التالي‪-:‬‬

‫أ‪ -‬المعيار الشكلي‬


‫يعتمد ه ذا المعي ار على أس اس ش كل المش روع أو مظه ره الخ ارجي ف إذا اتخذ المش روع ش كل‬
‫المش روعات الخاصة كما لو تمت إدارته بواس طة ش ركة فأنه مرفق اقتص ادي ‪ ,‬وبعكس ذلك لو تمت‬
‫إدارته بواس طة اإلدارة أو تحت رقابتها وإش رافها وباس تخدام أس اليب الس لطة العامة فهو مرفق ع ام‬
‫إداري‪.‬‬

‫ب‪ -‬معيار الهدف ‪.‬‬


‫اتجه ه ذا المعي ار إلى التمي يز بين المرافق اإلدارية والمرافق االقتص ادية على أس اس الغ رض ال ذي‬
‫يستهدفه المرفق‪ ،‬فالمرافق االقتصادية تقوم بنشاط ص ناعي أو تج اري يه دف إلى تحقيق ال ربح مثلما‬
‫ة‪.‬‬ ‫روعات الخاص‬ ‫ال في المش‬ ‫هو الح‬
‫في حين ال تسعى المرافق اإلدارية إلى تحقيق الربح بل تحقيق المنفعة العامة وإشباع حاجات األفراد ‪.‬‬
‫غير أن هذا المعيار يتسم بالقص ور من حيث أن ال ربح ال ذي تحققه المرافق االقتص ادية ليس الغ رض‬
‫األساسي من إنشائها بل هو أثر من آث ار الطبيعة الص ناعية أو التجارية ال تي تمارس ها فهي تس تهدف‬
‫أساسا ً تحقيق المنفعة العامة ‪.‬‬
‫ً‬
‫كما أن المرافق اإلدارية يمكن أن تحقق ربحا من جراء ما تتقاضاه من رس وم تق وم بتحص يلها مقابل‬
‫الخدمات التي تقدمها‪.‬‬

‫ج‪ -‬معيار القانون المطبق‬


‫ذهب جانب من الفقه إلى التمييز بين المرافق العامة االقتص ادية والمرافق العامة اإلدارية على أس اس‬
‫النظام القانوني الذي يخضع له المرفق ‪.‬‬
‫فإذا كان يخضع ألحكام القانون الخ اص اعت بر المرفق اقتص اديا ً وعلى العكس من ذلك إذا ك ان يخضع‬
‫ألحكام القانون العام فهو مرفق عام إداري ‪.‬‬
‫غير أن ه ذا المعي ار غ ير س ليم وال يتفق مع المنطق ألن المطل وب هو تحديد ن وع المرفق الع ام قبل‬
‫إخضاعه لنظام قانوني معين‪ ،‬وليس العكس أي أن خضوع المرفق االقتصادي لقواعد القانون الخ اص‬
‫ق‪.‬‬ ‫ادية للمرف‬ ‫فة االقتص‬ ‫وت الص‬ ‫هو نتيجة لثب‬
‫كما أن خضوع المرفق العام للقانون الخاص مجرد قرينة على أن هذا المرفق ذو صفة اقتص ادية ولكن‬
‫ال يمكن االعتماد عليها بثبوت هذه الصفة قطعا ً ‪.‬‬

‫د – معيار طبيعة النشاط ‪-:‬‬


‫ذهب رأي أخر من الفقه وهو الرأي الراجح إلى أن المرفق يكون اقتصاديا ً إذا ك ان النش اط ال ذي يق وم‬
‫به يعد نشاطا ً تجاريا ً بطبيعته طبقا ً لموضوعات القانون التجاري‪ ،‬ويعتبر المرفق مرفقا ً عاما ً إداريا ً إذا‬
‫كان النشاط الذي يمارسه نشاطا ً إداريا ً ومما يدخل في نطاق القانون اإلداري‪.‬‬

‫وقد أخذ بهذا الرأي جانب كبير من الفقهاء‪ ،‬ومع أن القضاء اإلداري في فرنسا لم يعتمد معي اراً واح داً‬
‫منها وإنما أخذ بمعيار يقوم على فكرتين أو عنصرين ‪-:‬‬

‫العنصر األول ‪ :‬ويعتمد على موضوع وطبيعة النشاط الذي يمارسه المرفق االقتصادي ال ذي يتماثل مع‬
‫اص‪.‬‬ ‫اط الخ‬ ‫النش‬
‫العنصر الث اني ‪ :‬يتعلق باألس اليب وط رق تنظيم وتس يير المرفق في ظل ظ روف مماثلة لظ روف عمل‬
‫ناعية ‪) (.‬‬ ‫روعات الص‬ ‫المش‬
‫أما بخصوص القانون ال ذي تخضع له المرافق االقتص ادية فقد اس تقر القض اء اإلداري على أن تخضع‬
‫لقواعد القانون الخاص في نشاطها ووسائل إدارتها‪ ،‬مع خضوعها لبعض قواعد القانون العام من قبيل‬
‫انتظ ام س ير المرافق العامة والمس اواة بين المنتفعين بخ دماتها وقابليتها للتغي ير بما يتالئم مع‬
‫المس تجدات وتمتعها ببعض امتي ازات الس لطة العامة الالزمة لحسن أدائها لنش اطها مثل ن زع الملكية‬
‫للمنفعة العامة‪ ،‬واالستيالء المؤقت‪ ،‬وينعقد االختصاص في هذا الجانب من نشاطها الختصاص القضاء‬
‫اإلداري ‪.‬‬

‫وبهذا المعنى فهي تخضع لنظام قانوني مختلط يجمع بين أحكام القانون الخاص والقانون العام معاً‪ ،‬إال‬
‫أن العمل قد ج رى في القض اء اللي بي على اس تثناء المرافق العامة االقتص ادية ال تي ت دار من قبل‬
‫الشركات والمنشآت العامة من تطبيق أحكام الق انون اإلداري فلم يعت بر الع املين فيها م وظفين ع امين‬
‫كما أن األعم ال الص ادرة منها ال ت رقى إلى مرتبة الق رارات اإلدارية ويخضع نظامها الم الي لحك ام‬
‫القانون الخاصة‪ ،‬وتعتبر العقود التي تبرمها عقوداً خاصة ‪.‬‬

‫‪ -3‬المرافق المهنية ‪-:‬‬

‫وهي المرافق ال تي تنشأ بقصد توجيه النش اط المه ني ورعاية المص الح الخاصة بمهنة معين ة‪ ،‬وتتم‬
‫إدارة ه ذه المرافق بواس طة هيئ ات أعض ائها ممن يمارس ون ه ذه المهنة ويخ ولهم الق انون بعض‬
‫امتي ازات الس لطة العامة ‪.‬مثل نقاب ات المهندس ين والمح امين واألطب اء وغيرها من النقاب ات المهنية‬
‫األخرى‪.‬‬
‫وقد ظهر هذا النوع من المرافق عقب الحرب العالمية الثانية لمواجهة المشاكل ال تي ك ان يتع رض لها‬
‫أصحاب هذه المهن والدفاع عنهم وحماية مصالحهم‪ ،‬ال سيما في فرنسا ال تي ظه رت فيها لج ان تنظيم‬
‫اإلنتاج الصناعي عام‪. 1940‬‬
‫وتخضع هذه المرافق لنظام قانوني مختلط فهي تخضع لنظام القانون العام واختصاص القضاء اإلداري‬
‫في بعض المنازع ات المتعلقة بنش اطها غ ير أن الج انب ال رئيس من نش اطها يخضع ألحك ام الق انون‬
‫اص‪.‬‬ ‫الخ‬
‫فالمنازع ات المتعلقة بنظامها ال داخلي وعالقة أعض ائها بعض هم ببعض وش ؤونها المالية تخضع‬
‫للقانون الخاص والختصاص المح اكم العادي ة‪ ،‬أما المنازع ات المتص لة بمظ اهر نش اطها كمرفق ع ام‬
‫وممارستها المتيازات السلطة العامة فتخضع ألحكام القانون العام واختصاص القضاء اإلداري ‪.‬‬
‫ومن ثم ف إن المرافق المهنية تتفق مع المرافق العامة االقتص ادية من حيث خض وعها لنظ ام ق انوني‬
‫مختل ط‪ ،‬غ ير أن نظ ام الق انون الع ام يطبق بش كل أوسع في نط اق المرافق المهنية ويظهر ذلك في‬
‫امتي ازات الق انون الع ام ال تي يمارس ها المرف ق‪ ،‬في حين ينحصر تطبيقه في مج ال تنظيم المرفق في‬
‫المرافق االقتصادية ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬المرافق من حيث استقاللها‬


‫تنقسم المرافق العامة من حيث استقاللها إلى مرافق تتمتع بالشخص ية المعنوية أو االعتبارية ومرافق‬
‫ة‪.‬‬ ‫ية المعنوي‬ ‫ال تتمتع بالشخص‬
‫‪ -1‬المرافق العامة ال تي تتمتع بالشخص ية المعنوية ‪ :‬وهي المرافق ال تي يع ترف لها ق رار إنش ائها‬
‫بالشخصية المعنوية ويكون لها كيان مستقل كمؤسسة عامة مع خضوعها لقدر من الرقابة أو الوصاية‬
‫اإلدارية‪.‬‬
‫المرافق العامة ال تي ال تتمتع بالشخص ية المعنوية ‪ :‬وهي المرافق ال تي ال يع ترف لها ق رار‬ ‫‪-2‬‬
‫إنشائها بالشخصية المعنوية ويتم إلحاقها بأحد أشخاص الق انون الع ام وتك ون تابعة له ا‪ ،‬كالدولة‬
‫أو الوزارات أو المحافظات‪ ،‬وهي الغالبية العظمى من المرافق العامة ‪.‬‬

‫وتبدو أهمية هذا التقسيم في مجال االستقالل المالي واإلداري وفي مجال المسؤولية ‪ ،‬إذ تملك المرافق‬
‫العامة المتمتعة بالشخص ية المعنوية ق دراً كب يراً من االس تقالل اإلداري والم الي والف ني في عالقتها‬
‫بالسلطة المركزية مع وجود ق در من الرقابة كما أوض حنا ‪ ،‬غ ير أن ه ذه الرقابة ال يمكن مقارنتها بما‬
‫تخضع له المرافق غ ير المتمتعة بالشخص ية المعنوية من توجيه وإش راف مباش رين من الس لطات‬
‫المركزية ‪،‬أما من حيث المسؤولية فيكون المرفق المتمتع بالشخص ية المعنوية مس تقالً ومس ؤوالً عن‬
‫األخطاء التي يتسبب في إحداثها للغير في حين تقع هذه المس ؤولية على الش خص اإلداري ال ذي يتبعه‬
‫المرفق العام في حالة عدم تمتعه بالشخصية المعنوية‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬المرافق العامة من حيث نطاق نشاطها‬


‫تنقسم المرافق العامة من حيث نطاق أو مجال عملها إلى مرافق قومية ومرافق محلية‪.‬‬

‫‪ -1‬المرافق القومية‬
‫يقصد بالمرافق القومية تلك المرافق التي يتسع نشاطها ليشمل كل أقليم الدولة‪ .‬كمرفق الدفاع ومرفق‬
‫القضاء ومرفق الصحة‪ ،‬ونظراً لعمومية وأهمية النشاط الذي تقدمه هذه المرافق فأنها تخضع إلشراف‬
‫اإلدارة المركزية في الدولة من خالل ال وزارات أو ممثليها أو فروعها في الم دن‪ ،‬ض مانا ً لحسن أداء‬
‫دماتها‪.‬‬ ‫اواة في توزيع خ‬ ‫ا ً للمس‬ ‫اطها وتحقيق‬ ‫ذه المرافق لنش‬ ‫ه‬
‫وتتحمل الدولة المس ؤولية الناتجة عن األض رار ال تي تتس بب فيها المرافق القومية بحكم إدارتها لها‬
‫واإلشراف على شؤونها‪.‬‬

‫‪ -2‬المرافق المحلية ‪-:‬‬


‫ويقصد بها المرافق التي يتعلق نش اطها بتق ديم خ دمات لمنطقة مح ددة أو إقليم معين من أق اليم الدولة‬
‫‪،‬ويعهد بإدارتها إلى الوح دات المحلي ة‪ ،‬كمرفق النق ل‪،‬أو مرفق توزيع المي اه أو الكهرب اء وغيرها من‬
‫ة‪.‬‬ ‫ات محلي‬ ‫بع حاج‬ ‫تي تش‬ ‫المرافق ال‬
‫وتتميز المرافق المحلية باالختالف والتنوع في أساليب إدارتها بحكم اختالف وتن وع حاج ات كل وح دة‬
‫محلية أو إقليم تم ارس نش اطها فيه كما أن المس ؤولية الناتجة عن األض رار ال تي تتس بب بإح داثها‬
‫المرافق المحلية أو موظفيها ويتحملها الشخص المعنوي المحلي أو اإلقليمي ‪.‬‬

‫رابعا ً ‪ :‬المرافق العامة من حيث مدى االلتزام بإنشائها‬


‫تنقسم المرافق العامة من حيث حرية اإلدارة في إنشائها إلى مرافق اختيارية وأخرى إجبارية ‪-:‬‬

‫‪ -1‬المرافق االختيارية ‪.‬‬


‫األصل في المرافق العامة أن يتم إنش ائها بش كل اختي اري من ج انب الدولة ‪ .‬وتملك اإلدارة س لطة‬
‫تقديرية واسعة في اختيار وقت ومك ان إنش اء المرفق ون وع الخدمة أو النش اط ال ذي يمارسه وطريقة‬
‫إدارته‪.‬‬
‫ومن ثم ال يملك األفراد إجبار اإلدارة على إنشاء مرفق عام معين وال يملكون الوس ائل القانونية ال تي‬
‫يمكنهم حملها على إنشاء هذا المرفق أو مقاضاتها لعدم إنش ائها ل ه‪ .‬ويطلق الفقه على المرافق العامة‬
‫التي تنشئها اإلدارة بسلطتها التقديرية اسم المرافق العامة الختيارية‪.‬‬

‫‪ -2‬المرافق العامة اإلجبارية ‪:‬‬


‫إذا كان األصل أن يتم إنشاء المرافق العامة اختياريا ً ف أن اإلدارة اس تثناء تك ون ملزمة بإنش اء بعض‬
‫المرافق العامة عن دما يلزمها الق انون أو جهة إدارية أعلى بإنش ائها ومث ال ذلك إنش اء اإلدارة لمرفق‬
‫األمن والص حة فهي مرافق إجبارية بطبيعتها وته دف لحماية األمن والص حة العامة وغالب ا ً ما تص در‬
‫القوانين بإنشائها‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬إنشاء وإلغاء المرافق العامة‬

‫نعرض في هذا المطلب المبادئ المتعلقة بإنشاء وإلغاء المرافق العامة ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬إنشاء المرافق العامة ‪:‬‬

‫عندما تجد السلطة المختصة أن حاجة الجمهور تقتضي إنشاء مرفقا ً عاما ً إلشباعها ويعجز األفراد عن‬
‫ذلك‪ ،‬فإنها تتدخل مستخدمة وسائل السلطة العامة وتنشئ المرفق العام‪.‬‬
‫وحيث إن إنشاء المرافق العامة يتض من غالب ا ً المس اس بحق وق األف راد وحري اتهم العتمادها أحيان ا ً‬
‫على نظام االحتكار الذي يمنع األفراد من مزاولة النشاط الذي يؤديه المرفق وفي أحيان أخ رى يقي دهم‬
‫بممارسة نش اطات معينة بحكم تمتع المرافق العامة بوس ائل الس لطة العامة وامتيازاتها ال تي تجعل‬
‫األف راد في وضع ال يس مح لهم بمنافسة نش اطات ه ذه المرافق وألن إنش اء المرافق العامة يتطلب‬
‫اعتم ادات مالية كب يرة في الميزانية لمواجهة نفق ات إنش اء ه ذه المرافق وإدارته ا‪.‬‬
‫فقد درج الفقه والقضاء على ضرورة أن يكون إنشاء المرافق العامة بقانون أو بناء على قانون ص ادر‬
‫من السلطة التشريعية أي أن تت دخل الس لطة التش ريعية مباش رة فتص در قانون ا ً بإنش اء المرفق أو أن‬
‫ة‪.‬‬ ‫لطة أو هيئة تنفيذي‬ ‫اء المرفق إلى س‬ ‫لطة إنش‬ ‫تعهد بس‬
‫ً‬
‫وكان هذا األسلوب سائدا في فرنسا حتى عام ‪ 1958‬عن دما ص در الدس تور الفرنسي دون أن ي ذكر أن‬
‫إنش اء المرافق العامة ض من الموض وعات المحج وزة للق انون‪ ،‬وأص بح إنش اء ه ذه المرافق في‬
‫اختص اص الس لطة التنفيذية دون ت دخل من ج انب البرلم ان إال في ح دود الموافقة على االعتم ادات‬
‫المالية الالزمة إلنشاء المرفق‪.‬‬
‫مع ضرورة التنبيه إلى أن إنشاء المرافق العامة يتم بأسلوبين ‪:‬‬

‫األول ‪ :‬أن تقوم السلطة المختصة بإنشاء المرفق ابتدا ًء ‪.‬‬


‫والث اني ‪ :‬أن تعمد الس لطة إلى نقل ملكية بعض المش روعات الخاصة إلى الملكية العام ة‪ ،‬كتأميمها‬
‫العتبارات المصلحة العامة مقابل تعويض عادل ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬إلغاء المرافق العامة‬


‫بينا أن األف راد ال يملك ون إجب ار اإلدارة على إنش اء المرافق العامة وال يس تطيعون إجبارها على‬
‫االستمرار في تأدية خدماتها إذا ما قدرت السلطة العامة إن إشباع الحاجات ال تي يق دمها المرفق يمكن‬
‫أن يتم بغير وسيلة المرفق العام أو العتبارات أخرى تقدرها هي وفقا ً لمتطلبات المصلحة العامة‪.‬‬
‫والقاعدة أن يتم اإللغاء بنفس األداة ال تي تق رر بها اإلنش اء ‪ ،‬ف المرفق ال ذي تم إنش اؤه بق انون ال يتم‬
‫إلغاؤه إال بنفس الطريقة وإذا كان إنشاء المرفق بق رار من الس لطة التنفيذية فيج وز أن يلغى بق رار إال‬
‫ك‪.‬‬ ‫انون على خالف ذل‬ ‫إذا نص الق‬
‫وعندما يتم إلغاء المرفق العام فإن أمواله تضاف إلى الجهة التي نص عليها الق انون الص ادر بإلغائ ه‪،‬‬
‫فإن لم ينص على ذلك ‪ ,‬ف إن أم وال المرفق تض اف إلى أم وال الش خص اإلداري ال ذي ك ان يتبعه ه ذا‬
‫المرفق ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمرافق العامة التي يديرها أشخاص معنوية عامة مستقلة فإن مصير أموالها يتم تحدي ده‬
‫من خالل معرفة مصدر هذه األموال كأن تكون الدولة أو أحد أش خاص الق انون الع ام اإلقليمية األخ رى‬
‫فيتم منحها لها‪.‬‬
‫أما إذا كان مصدرها تبرعات األفراد والهيئات الخاصة فإن هذه األم وال ت أول إلى أحد المرافق العامة‬
‫التي تستهدف نفس غرض المرفق الذي تم إلغاؤه أو غرضا ً مقاربا ً له‪ ،‬احتراما ً إلرادة المتبرعين ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫المبادئ التي تحكم المرافق العامة‬

‫تخضع المرافق العامة لمجموعة من المب ادئ العامة ال تي اس تقر عليها القض اء والفقه وال تي تض من‬
‫اس تمرار عمل ه ذه المرافق وأدائها لوظيفتها في إش باع حاج ات األف راد ‪ ،‬وأهم ه ذه المب ادئ مب دأ‬
‫استمرار سير المرفق العام ومبدأ قابلية المرفق للتغيير ومبدأ المساواة بين المنتفعين‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬مبدأ استمرار سير المرفق العام‬

‫تتولى المرافق العامة تقديم الخدمات لألفراد وإشباع حاجات عامة وجوهرية في حي اتهم وي ترتب على‬
‫انقطاع هذه الخدمات حصول خلل واضطراب في حياتهم اليومية‪.‬‬
‫ل ذلك ك ان من الض روري أن ال تكتفي الدولة بإنش اء المرافق العامة بل تس عى إلى ض مان اس تمرارها‬
‫وتقديمها للخدمات‪ ،‬لذلك ح رص القض اء على تأكيد ه ذا المب دأ واعتب اره من المب ادئ األساس ية ال تي‬
‫يقوم عليها القانون اإلداري ومع أن المشرع يتدخل في كثير من األحيان إلرس اء ه ذا المب دأ في العديد‬
‫من مج االت النش اط اإلداري‪ ،‬ف إن تقري ره ال يتطلب نص تش ريعي ألن طبيعة نش اط المرافق العامة‬
‫تستدعي االستمرار واالنتظام‪.‬‬
‫وي ترتب على تط بيق ه ذا المب دأ ع دة نت ائج منه ا‪ :‬تح ريم اإلض راب‪ ،‬وتنظيم اس تقالة الم وظفين‬
‫العموميين ونظرية الموظف الفعلي ونظرية الظروف الطارئة ‪ ,‬وعدم جواز الحجز على أموال المرفق ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬تحريم اإلضراب‬


‫يقصد باإلض راب توقف بعض أو كل الم وظفين في مرفق معين عن أداء أعم الهم لم دة معينة كوس يلة‬
‫لحمل اإلدارة على تلبية طلباتهم دون أن تنصرف نيتهم إلى ترك العمل نهائيا ً ‪.‬‬
‫ولإلضراب نت ائج بالغة الخط ورة على س ير العمل في المرفق وقد تتع دى نتائجه إلى األض رار بالحي اة‬
‫االقتص ادية واألمن في الدولة وليس هن اك موقف موحد بش أن اإلض راب‪ ،‬وم دى تحريمه فهن اك من‬
‫الدول التي تسمح به في نطاق ضيق‪.‬‬
‫غير أن أغلب الدول تحرمه وتعاقب عليه ضمانا ً لدوام استمرار المرافق العامة‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬تنظيم االستقالة‬


‫في تطبيقات هذا المبدأ تنظيم استقالة الموظفين بعدم جواز إنهائهم خ دمتهم ب إرادتهم عن طريق تق ديم‬
‫طلب يتضمن ذلك قبل قبوله لما يؤدي إليه هذا التصرف من تعطيل العمل في المرفق‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬الموظف الفعلي‬


‫يقصد بالموظف الفعلي ذلك الشخص الذي تدخل خالفا ً للق انون في ممارسة اختصاص ات وظيفية عامة‬
‫متخذاً مظهر الموظف القانوني المختص ‪.‬‬
‫وال شك أنه ال يج وز لألف راد الع اديين أن يتول ون وظيفة عامة بص ورة غ ير قانونية ألنهم يكون ون‬
‫مغتصبين لها وجميع تصرفاتهم تعتبر باطلة ‪.‬‬
‫غير أنه استثناء على هذه القاعدة وحرصا ً على دوام استمرار سير المرافق العامة في ظروف الحروب‬
‫والثورات عندما يضطر األف راد إلى إدارة المرفق دون أذن من الس لطة اع ترف القض اء والفقه ببعض‬
‫اآلث ار القانونية لألعم ال الص ادرة منهم كم وظفين فعل يين‪ ،‬فتعت بر األعم ال الص ادرة عنهم س ليمة‬
‫ويمنحون مرتبا ً لقاء أدائهم لعملهم إذا كانوا حسنى النية ‪.‬‬

‫رابعا ً ‪ :‬نظرية الظروف الطارئة‬


‫تف ترض نظرية الظ روف الطارئة أنه إذا وقعت ح وادث اس تثنائية عامة غ ير متوقعة بعد إب رام العقد‬
‫وأثن اء تنفي ذه وخارجه عن إرادة المتعاقد وك ان من ش أنها أن ت ؤدي إلى إلح اق خس ائر غ ير مألوفة‬
‫وإره اق للمتعاقد مع اإلدارة ف ان لإلدارة أن تتفق مع المتعاقد على تع ديل العقد وتنفي ذه بطريقة تخفف‬
‫من إرهاق المتعاقد وتتحمل بعض ع بئ ه ذا اإلره اق بالق در ال ذي يمكن المتعاقد من االس تمرار بتنفيذ‬
‫العقد ف إن لم يحصل ه ذا االتف اق ف إن للقض اء أن يحكم بتع ويض المتعاقد تعويض ا ً مناس با ً ‪.‬‬
‫وه ذه النظرية من خلق مجلس الدولة الفرنسي ‪،‬أقرها خروج ا ً على األصل في عق ود الق انون الخ اص‬
‫التي تقوم على قاع دة " العقد ش ريعة المتعاق دين " ض مانا ً الس تمرار س ير المرافق العامة وللحيلولة‬
‫دون توقف المتعاقد مع اإلدارة عن تنفيذ التزاماته وتعطيل المرافق العامة ‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬عدم جواز الحجز على أموال المرفق العام ‪.‬‬


‫خالفا ً للقاعدة العامة التي تج يز الحجز على أم وال الم دين ال ذي يمتنع عن الوف اء بديون ه‪ ،‬ال يج وز‬
‫الحجز على أموال المرافق العامة وفا ًء لما يتقرر للغير من ديون في مواجهتها لما يترتب على ذلك من‬
‫ا‪.‬‬ ‫تي تؤديه‬ ‫دمات ال‬ ‫تعطيل للخ‬
‫ويستوي في ذلك أن تتم إدارة المرافق العامة بالطريق المباشر أو أن تتم إدارتها بطريق االلتزام مع أن‬
‫أموال المرفق في الحالة األخيرة تكون مملوكة للمل تزم‪ ،‬فقد اس تقرت أحك ام القض اء على أنه ال يج وز‬
‫الحجز على هذه األموال تأسيسا ً على مبدأ دوام اس تمرار المرافق العامة وألن المرافق العامة أي ا ً ك ان‬
‫أسلوب أو طريقة إدارتها تخضع للقواعد الضابطة لسير المرافق العامة ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬مبدأ قابلية المرفق للتغيير‬

‫إذا ك انت المرافق العامة ته دف إلى إش باع الحاج ات العامة لألف راد وك انت ه ذه الحاج ات متط ورة‬
‫ومتغ يرة باس تمرار ف إن اإلدارة المن وط بها إدارة وتنظيم المرافق العامة تملك دائم ا ً تط وير وتغي ير‬
‫المرفق من حيث أس لوب إدارته وتنظيمه وطبيعة النش اط ال ذي يؤديه بما يتالءم مع الظ روف‬
‫والمتغيرات التي تطرأ على المجتمع ومسايرة لحاج ات األف راد المتغ يرة باس تمرار ومن تطبيق ات ه ذا‬
‫المب دأ أن من حق الجه ات اإلدارية القائمة على إدارة المرفق كلما دعت الحاجة أن تت دخل لتع ديل‬
‫بإدارتها المنفردة لتعديل النظم والل وائح الخاصة ب المرفق أو تغييرها بما يتالءم والمس تجدات دون أن‬
‫يكون ألحد المنتفعين الحق في االعتراض على ذلك والمطالبة باستمرار عمل المرافق بأسلوب وطريقة‬
‫معينة ولو أثر التغيير في مركزهم الشخصي ‪.‬‬
‫وقد اس تقر القض اء والفقه على أن ه ذا المب دأ يس ري بالنس بة لكافة المرافق العامة أي ا ً ك ان أس لوب‬
‫إدارتها بطريق اإلدارة المباشرة أم بطريق االلتزام ‪.‬‬
‫كما أن عالقة اإلدارة ب الموظفين الت ابعين لها في المرافق عالقة ذات طبيعة الئحي ة‪ .‬فلها دون الحاجة‬
‫إلى موافقتهم نقلهم من وظيفة إلى أخرى أو من مكان إلى أخر تحقيقا ً لمقتضيات المصلحة العامة‪.‬‬
‫ومن تطبيقات هذا المبدأ أيضا ً حق اإلدارة في تعديل عقودها اإلدارية بإرادتها المنف ردة دون أن يحتج‬
‫المتعاقد " بقاع دة العقد ش ريعة المتعاق دين " إذ أن الطبيعة الخاصة للعق ود اإلدارية وتعلقها بتحقيق‬
‫المص لحة العام ة‪ ،‬تقتضي ت رجيح كفة اإلدارة في مواجهة المتعاقد معه ا‪ ،‬ومن مس تلزمات ذلك أن ال‬
‫تتقيد اإلدارة بقاع دة العقد ش ريعة المتعاق دين وأن تتمكن من تع ديل عقودها لتتمكن من تلبية التغ ير‬
‫المستمر في المرافق التي تديرها ‪.‬‬
‫وسلطة اإلدارة في تعديل عقودها اإلدارية أثناء تنفيذها تشمل العقود اإلدارية جميعها دونما حاجة إلى‬
‫نص في القانون أو شرط في العقد وقد اعترف القضاء والفقه بهذه الفكرة والقت القب ول تأسيس ا ً على‬
‫أن طبيعة احتياجات المرافق العامة المتغيرة باس تمرار هي ال تي تقضي بتع ديل بعض نص وص العق د‪،‬‬
‫ازات المالية ‪.‬‬ ‫وص المتعلقة باالمتي‬ ‫ديل النص‬ ‫ذا التع‬ ‫على أن ال يمس ه‬
‫وفي هذا االتجاه يذكر الدكتور"سليمان الطماوي" إن األساس الذي تق وم عليه س لطة التع ديل مرتبطة‬
‫بالقواعد الض ابطة لس ير المرافق العامة ومن أولها قاع دة قابلية المرفق الع ام للتغي ير والمرفق الع ام‬
‫يقبل التغ ير في كل وقت م تى ثبت أن التغ ير من ش أنه أن ي ؤدي إلى تحس ين الخدمة ال تي يق دمها إلى‬
‫المنتفعين وفكرة التعديل هي فكرة مالزمة للقاعدة السابقة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬مبدأ المساواة بين المنتفعين‬

‫يق وم ه ذا المب دأ على أس اس ال تزام الجه ات القائمة على إدارة المرافق ب أن ت ؤدي خ دماتها لكل من‬
‫يطلبها من الجمهور ممن تتوافر فيهم شروط االستفادة منها دون تمي يز بينهم بس بب الجنس أو الل ون‬
‫أو اللغة أو الدين أو المركز االجتماعي أو االقتصادي ‪.‬‬
‫ويستمد هذا المبدأ أساسه من الدساتير والمواثيق وإعالنات الحقوق التي تقتضي بمساواة الجميع أمام‬
‫القانون وال تمييز بين أحد منهم‪.‬‬
‫غير أن المساواة أمام المرافق العامة مساواة نسبية وليست مطلقة‪ ،‬ومن مقتضياتها أن تتوافر شروط‬
‫االنتفاع بخ دمات المرفق فيمن يطلبه ا‪ ،‬وأن يتواجد األف راد في المركز ال ذي يتطلبه الق انون والقواعد‬
‫الخاصة يتنظيم االنتف اع بخ دمات المرفق ثم يك ون لهم الحق بالمعاملة المتس اوية س واء في االنتف اع‬
‫بالخدمات أو في تحمل أعباء هذا االنتفاع‪.‬‬
‫وبمعنى أخر على اإلدارة أن تحترم مبدأ المس اواة بين المنتفعين م تى تم اثلت ظ روفهم وت وافرت فيهم‬
‫شروط االنتفاع التي حددها القانون ‪ ,‬أما إذا توافرت شروط االنتفاع في طائفة من األف راد دون غ يرهم‬
‫فإن للمرفق أن يقدم الخدمات للطائفة األولى دون األخ رى أو أن يم يز في المعاملة بالنس بة للط ائفتين‬
‫تبعا ً الختالف ظروفهم كاختالف رسوم مرفق الكهرباء والمياه بالنسبة لسكان المدينة وسكان القرى ‪.‬‬
‫ومع ذلك فإن هذا المبدأ ال يتعارض مع منح اإلدارة بعض المزايا لطوائف معينة من األف راد العتب ارات‬
‫خاصة كالسماح للعجزة أو المعاقين باالنتفاع من خدمات مرفق النقل مجانا ً أو ب دفع رس وم مخفضة أو‬
‫إعفاء أبناء الشهداء من بعض شروط االلتحاق بالجامعات ‪.‬‬
‫أما إذا أخلت الجهة القائمة على إدارة المرفق بهذا المبدأ وميزت بين المنتفعين بخدماته ف إن للمنتفعين‬
‫أن يطلبوا من اإلدارة التدخل إلجبار الجهة المش رفة على إدارة المرفق على اح ترام الق انون ‪ ،‬إذا ك ان‬
‫المرفق يدار بواسطة ملتزم ‪،‬فإن امتنعت اإلدارة عن ذلك أو كان المرفق ي دار بطريقة مباش رة ف إن من‬
‫حق األف راد اللج وء إلى القض اء ط البين إلغ اء الق رار ال ذي أخل بمب دأ المس اواة بين المنتفعين وإذا‬
‫أصابهم ضرر من هذا القرار فإن لهم الحق في طلب التعويض المناسب‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫طرق إدارة المرافق العامة‬
‫تختلف طرق إدارة المرافق العامة تبعا ً الختالف وتنوع المرافق وطبيعة النشاط الذي تؤديه‪ ،‬وأهم ه ذه‬
‫الطرق هي االستغالل المباشر أو اإلدارة المباشرة وأسلوب المؤسسة أو الهيئة العامة وأسلوب االلتزام‬
‫وأخيراً اإلدارة أو االستغالل المختلط ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬اإلدارة المباشرة‬

‫يقصد به ذا األس لوب أن تق وم اإلدارة مباش رة ب إدارة المرفق بنفس ها س واء أك انت س لطة مركزية أم‬
‫محلية مستخدمة في ذلك أموالها وموظفيها ووسائل الق انون الع ام وال يتمتع المرفق ال ذي ي دار به ذه‬
‫تقلة ‪.‬‬ ‫ية معنوية مس‬ ‫الطريقة بشخص‬
‫ويترتب على ذلك أن يعتبر موظفي المرافق ال تي ت دار به ذا األس لوب م وظفين عموم يين وتعد أم وال‬
‫المرفق أمواالً عامة تتمتع بالحماية القانونية المقررة للمال العام ‪.‬‬

‫وتتبع هذه الطريقة في إدارة المرافق العامة اإلدارية القومية بصفة أساسية ويرجع ذلك إلى أهمية هذه‬
‫المرافق واتصالها بسيادة الدولة كمرفق األمن والدفاع والقضاء ‪ ,‬وفي الوقت الحاضر أص بحت الكث ير‬
‫من المرافق اإلدارية تدار بهذه الطريقة وكذلك بعض المرافق الصناعية والتجارية م تى وج دت اإلدارة‬
‫اص‪.‬‬ ‫انون الخ‬ ‫خاص الق‬ ‫رك إدارتها ألش‬ ‫دم ت‬ ‫أن من المناسب ع‬
‫وال شك أن هذا األسلوب يسمح لإلدارة باإلدارة المباشرة لنشاط المرفق ويوفر المق درة المالية والفنية‬
‫والحماية القانونية واستخدام أس اليب الس لطة العامة مما ال يت وفر ل دى األف راد‪ .‬لكن اإلدارة المباش رة‬
‫منتقدة من حيث أن اإلدارة عندما تق وم ب اإلدارة المباش رة للمرفق تتقيد ب النظم والل وائح واإلج راءات‬
‫الحكومية التي تعيق هذه المرافق عن تحقيق أهدافها في أداء الخدمات وإشباع الحاجات العامة‪.‬‬

‫غ ير أننا ن رى أن ه ذا األس لوب ال يفيد أهمية بالنس بة للمرافق اإلدارية القومية ب النظر لخطورتها‬
‫وتعلقها بسيادة وأمن الدولة والتي ال يمكن أن ت دار بأس لوب أخ ر‪ ،‬والمرافق اإلدارية ال تي يع رف عن‬
‫إدارتها األفراد النعدام أو قلة أرباحها ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أسلوب المؤسسة أو الهيئة العامة‬

‫قد يلجأ المش رع إلى أس لوب أخر إلدارة المرافق العامة ‪ ،‬فيمنح إدارتها إلى أش خاص عامة تتمتع‬
‫بالشخصية المعنوية المستقلة ويس مح لها باس تخدام وس ائل الق انون الع ام ويك ون موظفيها م وظفين‬
‫االً إدارية ‪.‬‬ ‫واالً عامة وأعمالها أعم‬ ‫يين وأموالها أم‬ ‫عموم‬
‫ويطلق على هذه األش خاص اإلدارية الهيئ ات العامة إذا ك ان نش اط المرفق ال ذي ت ديره تق ديم خ دمات‬
‫عامة و يطلق عليها المؤسسات العامة إذا كان الموضوع نشاط المرفق تجاري ا ً أو ص ناعيا ً أو زراعي ا ً‬
‫أو مالياً‪.‬‬

‫كما تتميز الهيئات العامة عن المؤسسات العامة من حيث أن المؤسس ات العامة لها ميزانية مس تقلة ال‬
‫تلحق في الغ الب بالميزانية العامة للدولة وتوضع ميزانيتها على نمط المش اريع االقتص ادية والتجارية‬
‫وتك ون أموالها مملوكة للدولة ملكية خاصة ‪ ،‬في حين تعد أم وال الهيئ ات العامة أم واالً عامة وتلحق‬
‫ميزانيتها بميزانية الدولة ‪.‬‬

‫كذلك تتم يز رقابة الدولة على الهيئ ات العامة بأنها أك ثر اتس اعا ً من رقابتها على المؤسس ات العامة‬
‫نظراً لطبيعة نشاط الهيئات العامة وتعلقه بتقديم الخدمات العامة ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬التزام أو امتيازات المرافق العامة‬


‫بمقتضى ه ذه الطريقة تتعاقد اإلدارة مع ف رد أو ش ركة إلدارة واس تغالل مرفق من المرافق العامة‬
‫االقتص ادية لم دة مح ددة بأمواله وعمالة وأدواته وعلى مس ئوليته مقابل التص ريح له بالحص ول على‬
‫الرسوم من المنتفعين بخدمات المرفق وفق ما يسمى بعقد التزام المرافق العامة أو عقد االمتياز‪.‬‬

‫وقد اس تقر القض اء والفقه على اعتب ار عقد االل تزام عمالً قانوني ا ً مركب ا ً يش مل على ن وعين من‬
‫النصوص ( ) ‪ ،‬األول منه يتعلق بتنظيم المرفق العام وبسيره وتملك اإلدارة تعديل هذه النصوص وفق ا ً‬
‫لحاجة المرفق أما الن وع الث اني من النص وص فيس مى بالنص وص أو الش روط التعاقدية ال تي تحكمها‬
‫قاع دة " العقد ش ريعة المتعاق دين" ‪ ,‬ومنها ما يتعلق بتحديد م دة االل تزام و االلتزام ات المالية بين‬
‫المتعاقدين وال تتعدى ذلك لتشمل أسلوب تقديم الخدمات للمنتفعين ‪.‬‬

‫وعلى أي حال فإن المرفق العام الذي يدار بهذا األسلوب يتمتع بذات امتيازات المرافق العامة األخرى‬
‫كونه يه دف إلى تحقيق النفع الع ام ‪ ,‬فهو يخضع لنفس المب ادئ األساس ية الض ابطة لس ير المرافق‬
‫العامة وهي مبدأ إقرار سير المرافق بانتظام واط راد ومب دأ قابلية المرفق للتع ديل ومب دأ المس اواة في‬
‫االنتف اع بخ دمات المرف ق‪ ،‬كما يتمتع المل تزم بحق ش غل ال دومين الع ام أو طلب ن زع الملكية للمنفعة‬
‫العامة‪.‬‬

‫غير أن من يعمل في المرفق الذي يدار بهذا األسلوب ال يعد موظفا ً عاما ً بل يخضع في عالقته بالملتزم‬
‫ألحكام القانون الخاص‪ ،‬وتم ارس اإلدارة في مواجهة المل تزم س لطة الرقابة واإلش راف على ممارسة‬
‫عمله وفقا ً لشروط العقد والقواعد األساس ية لس ير المرافق العام ة‪ ،‬على أن ال تصل س لطة اإلدارة في‬
‫الرقابة ح داً يغ ير من طبيعة االل تزام ‪ ,‬وتع ديل ج وهرة أو أن تحل محل المل تزم في إدارة المرفق وإال‬
‫خرج عقد االلتزام عن مضمونه وتغير استغالل المرفق إلى اإلدارة المباشرة ‪.‬‬

‫غير أن اإلدارة تملك إنهاء عقد االلتزام قبل مدته بق رار إداري ولو لم يص در أي خطأ من المل تزم كما‬
‫قد يص در االس ترداد بم وجب ق انون حيث تلجأ اإلدارة إلى المش رع إلص دار ق انون باس ترداد المرفق‬
‫وإنهاء االلتزام وهو ما يحصل غالبا ً عند التأميم ‪ .‬وفي الحالتين للملتزم الحق في المطالبة بالتعويض ‪.‬‬

‫وفي مقابل إدارة الملتزم للمرفق العام وتسييره يكون له الحق بالحص ول على المقابل الم الي المتمثل‬
‫بالرسوم التي يتقاضاها نظير الخدمات التي يق دمها للمنتفعين كما يك ون له الحق في طلب اإلعف اء من‬
‫الرسوم الجمركية ومنع األفراد من مزاولة النشاط الذي يؤديه المرفق‪.‬‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬االستغالل المختلط‬

‫يقوم هذا األسلوب على أساس اشتراك الدولة أو أحد األشخاص العامة مع األف راد في إدارة مرفق ع ام‬
‫‪.‬‬
‫ويتخذ هذا االشتراك صورة شركة مساهمة تكتتب الدولة في جانب من أسهمها على أن يس اهم األف راد‬
‫ر‪.‬‬ ‫الجزء األخ‬ ‫اب ب‬ ‫في االكتت‬
‫وتخضع هذه الشركة إلى أحكام القانون التج اري مع احتف اظ الس لطة العامة بوص فها ممثلة للمص لحة‬
‫العامة ب الحق في تع يين بعض أعض اء مجلس اإلدارة وأن يك ون ال رأي األعلى لها في ه ذا المجلس‬
‫ويأتي هذا من خالل الرقابة الفعالة التي تمارس ها الدولة أو الش خص الع ام المش ارك في ه ذه الش ركة‬
‫على أعمالها وحساباتها‪.‬‬

‫وتتم إدارة المرفق إدارة مختلطة من ممثلي اإلدارة و توفر ه ذه الطريقة ن وع من التع اون بين األف راد‬
‫والسلطة العامة في سبيل الوصول إلى إدارة ناضجة وربح معقول ‪.‬‬

‫وقد انتشرت شركات االقتصاد المختلط في كثير من ال دول األوربية كوس يلة إلدارة المرافق العامة ذات‬
‫الطابع االقتصادي ال سيما فرنسا في إدارة مرافق النقل والطاقة لما يحققه هذا األسلوب في فائدة تتمثل‬
‫في تخليص المرافق العامة من التعقيدات واإلجراءات اإلدارية التي تظهر في أسلوب اإلدارة المباشرة‪،‬‬
‫كما أنه يخفف العبء عن السلطة العامة ويتيح لها التفرغ إلدارة المرافق العامة القومي ة‪ ،‬ويس اهم في‬
‫توظيف رأس المال الخاص لما يخدم التنمية االقتصادية ‪.‬‬

‫الباب الثالث‬

‫الوظيفــة العامة‬

‫تمارس الدولة نشاطها الم رفقي من خالل موظفيها فهم أداة الدولة لتحقيق أه دافها ‪ ,‬وتحضى الوظيفة‬
‫العامة بعناية المشرع والفقهاء في مختلف ال دول ‪ ,‬ويتح دد دور الموظف الع ام ض يقا ً واتس اعا ً حسب‬
‫الفلسفة االقتصادية واالجتماعية لكل دولة فاتساع نشاط الدولة وعدم اقتص ار دورها على حماية األمن‬
‫ال داخلي والخ ارجي وحل المنازع ات بين األف راد ‪ ,‬وقيامها ببعض األش غال العامة وازدي اد ت دخلها في‬
‫مجاالت اقتصادية واجتماعية شتى ‪ ،‬قاد بالض رورة إلى ازدي اد ع دد الم وظفين واهتم ام الدولة بتنظيم‬
‫الجهاز اإلداري ‪.‬‬

‫ومن ثم فقد أصبح للوظيفة العامة نظاما ً خاصا ً بها يحدد حقوق وواجبات الموظفين الع امين وش روط‬
‫التحاقهم بالوظيفة وأيضا ً مسائلتهم تأديبيا ً ‪.‬‬

‫وال لقاء الضوء على نظرية الموظف العام نقسم هذا الباب إلى خمسة فصول على النحو التالي ‪-:‬‬

‫الفصل األول ‪ -:‬ماهية الموظف العام ‪.‬‬

‫الفصل الثاني ‪ -:‬التعيين في الوظيفة العامة ‪.‬‬

‫الفصل الثالث ‪ -:‬حقوق وواجبات الموظف العام ‪.‬‬

‫الفصل الرابع ‪ -:‬تأديب الموظف العام ‪.‬‬

‫الفصل الخامس ‪ -:‬انتهاء خدمة الموظف العام ‪.‬‬


‫الفصل األول‬

‫ماهية الموظف العام‬

‫للوق وف على ماهية الموظف الع ام البد من تعريف وتحديد المقص ود ب الموظف الع ام وبي ان طبيعة‬
‫العالقة التي تربطه باإلدارة‪.‬‬

‫المبحث األول‬

‫تعريف الموظف العام ‪.‬‬

‫لم يرد في معظم التشريعات تعريف منظم يح دد المقص ود ب الموظف الع ام ‪ ) (.‬ويرجع ذلك إلى اختالف‬
‫الوضع الق انوني للموظف الع ام بين دولة وأخ رى وإلى ص فة التج دد المض طرد للق انون اإلداري ‪.‬‬
‫واكتفت أغلب التش ريعات الص ادرة في مي دان الوظيفة العامة بتحديد مع ني الموظف الع ام في مج ال‬
‫تطبيقها ‪.‬‬

‫فقد نصت المادة األولى من نظام الموظفين الفرنسي على أن " هذا النظام يطبق على الم وظفين ال ذين‬
‫يعينون في اإلدارات المركزية للدولة والمص الح التبعة لها والمؤسس ات العامة للدولة ‪ ،‬وال يطبق على‬
‫القض اة والعس كريين والع املين في اإلدارات والمص الح والمؤسس ات العامة ذات الط ابع الص ناعي‬
‫والتجاري " ‪.‬‬

‫ويبدو أن المشرع قد ترك أمر تعريف الموظف الع ام للفقه والقض اء ‪ ,‬ويختلف ه ذا التعريف في مج ال‬
‫القانون اإلداري عنه في المجاالت األخرى كالقانون المدني والقانون الجنائي واالقتص اد السياسي ف إن‬
‫معناه في هذه المجاالت قد يكون أوسع أو أضيق من معناه في القانون اإلداري ‪.‬‬

‫ونبين فيما يلي مفهوم الموظف العام في التشريعات والفقه المقارن ‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬في فرنسـا ‪.‬‬

‫لم تعط التشريعات الفرنسية تعريفا محددا للموظف الع ام ‪ ،‬إنما اكتفت بتحديد األش خاص ال ذين تس رى‬
‫عليهم أحك ام تلك التش ريعات ‪ ،‬فقد نصت الفق رة األولى من ق انون التوظيف الفرنسي رقم‬
‫‪2294‬الصادرفى ‪ 19‬اكتوبر‪ " 1946‬يسرى على األشخاص ال ذين يعين ون في وظيفة دائمة ويش غلون‬
‫درجة من دراجات الكادر في إحدى اإلدارات المركزية للدولة أوفي إحدى اإلدارات الخارجية التابعة لها‬
‫أوفي المؤسسات القومية " ‪.‬‬

‫وقد نص نظام الموظفين الصادر باالمر‪244/95‬فى ‪ 1959 -2-4‬الذي حل محل قانون ‪19‬اكتوبر‪1946‬‬
‫والق انون الخ اص بحق وق والتزام ات الم وظفين رقم ‪ 634‬الص ادر في ‪ 13‬يوليو ‪ 1983‬على نفس‬
‫المفهوم ‪.‬‬

‫ويتبين من ذلك أن المشرع الفرنسي يطبق أحكامه على من تتوافر فيهم الشروط اآلتية ‪-:‬‬
‫‪ .1‬الوظيفة الدائمة ‪.‬‬

‫‪ .2‬الخدمة في مرفق إداري عام ‪.‬‬

‫وبذلك فهو يخرج عن نطاق الخضوع ألحكام الوظيفة العامة موظفوا البرلمان ورج ال القض اء ورج ال‬
‫الجيش والعاملون في مرافق ومنشآت عامة ذات طابع صناعي أو تجاري ‪.‬‬

‫أما على صعيد الفقه والقضاء فقد عرف األستاذ " هوريو" ‪ Hauriou‬الموظفين العامين بأنهم " كل‬
‫الذين يعينون من قبل السلطة العامة تحت اسم موظفين أو مستخدمين أو عاملين أو مس اعدي ع املين‬
‫يشغلون وظيفة في الكوادر الدائمة لمرفق عام تديره الدولة أو اإلدارات العامة األخرى " ‪.‬‬

‫وعرفه دويز ‪, Duez‬وديبير‪ Debeyre‬بأنه " كل شخص يساهم في إدارة مرفق عام يدار باالس تغالل‬
‫المباشر من قبل الدولة ويوضع بصورة دائمة في وظيفة داخله في نطاق كادر إداري منظم " ‪.‬‬

‫وقضى مجلس الدولة الفرنسي ب أن الموظف هو " كل ش خص يعهد إليه بوظيفة دائمة في المالك‬
‫وتكون في خدمة مرفق عام " ‪ ,‬واشترط المجلس أن يكون المرفق العام إداريا ً ‪.‬‬

‫أما المرافق الص ناعية والتجارية فقد ف رق فيها بين ش اغلي الوظ ائف اإلدارية والوظ ائف األقل أهمية‬
‫‪ Subalterne‬واعتبر الع املين في الن وع األول من الوظ ائف م وظفين ع امين أما الوظ ائف األخ رى‬
‫فأخضعها للقانون الخاص وعزى المجلس هذه التفرقة إلى أن شاغلي وظائف المحاس بة واإلدارة أك ثر‬
‫ارتباطا ً بالمرفق العام ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬في مصر‬

‫اكتفى المشرع المص ري ش أنه ش أن الفرنسي بتحديد الم وظفين ال ذين يخض عون لألحك ام ال واردة في‬
‫القوانين واللوائح الصادرة في شأن الموظفين العموميين ‪.‬‬

‫فقد نصت المادة األولى من القانون رقم ‪ 210‬لسنة ‪ 1951‬بش أن نظ ام م وظفي الدولة بأنه " تس ري‬
‫أحكام هذا الباب على الموظفين الداخلين في الهيئة سواء كانون مثبتين أم غير مثنتين " ‪.‬‬

‫ويعتبر موظفا ً في تطبيق أحكام هذا القانون كل من يعين في إحدى الوظائف الداخلة في الهيئة بمقتضى‬
‫مرسوم أو أمر جمهوري أو قرار من مجلس الوزراء أو من أية هيئة أخرى تملك سلطة التعيين قانون ا ً‬
‫‪.‬‬

‫أما في ظل القانون رقم ‪ 46‬لسنة ‪ 1964‬فقد ورد في المادة الثانية منه " يعتبر عامالً في تطبيق أحك ام‬
‫هذا القانون كل من يعين في إحدى الوظائف الدائمة أو المؤقتة بقرار من السلطة المختصة " ‪.‬‬

‫وفي ه ذا الق انون أزال المش رع التفرقة بين الوظ ائف الدائمة والمؤقتة ‪ ,‬بينما ورد في نظ ام الع املين‬
‫المدنيين بالدول الصادر بالقانون رقم ‪ 58‬لسنة ‪ " 1971‬يعتبر عامالً في تطبيق أحكام ه ذا الق انون كل‬
‫من يعين في إحدى الوظائف المبينة بموازنة كل وحده ويكون التع يين في الوظ ائف المؤقتة للمتمتعين‬
‫بالجنس ية المص رية أو األج انب وفق ا ً للقواعد ال تي تتض منها الالئحة التنفيذية مع مراع اة األحك ام‬
‫الخاصة بتوظيف األجانب " ‪.‬‬

‫أما القانون الحالي رقم ‪ 47‬لسنة ‪ 1978‬فقد جاء أكثر إيجازاً ولم يتطرق للوظائف الدائمة والمؤقتة وال‬
‫إلى تعيين األجانب ‪ ,‬إذا نصت الفقرة األخيرة من المادة األولى منه على أنه " يعت بر ع امالً في تط بيق‬
‫أحكام هذا القانون ‪ ,‬كل من يعين في إحدى الوظ ائف المبينة بموازنة كل وح دة " ‪ .‬وفي مك ان آخر في‬
‫المادة نفسها نص على سريان هذا القانون على العاملين بوازرات الحكومة ومصالحها واألجهزة ال تي‬
‫لها موازنة خاصة بها‪ ,‬ووحدات الحكم المحلي ‪ ,‬والع املين بالهيئ ات العامة فيما لم تنص عليه الل وائح‬
‫الخاصة بها ‪.‬‬

‫بينما ذهب غالبية الفقهاء المصريين إلى تعريف الموظف الع ام بأنه " كل ش خص يعهد إليه بعمل دائم‬
‫في خدمة أحد المرافق العامة يت ولي إدارتها ‪ ،‬الدولة أو أحد أش خاص الق انون الع ام اإلقليمية أو‬
‫المرفقية ‪ ،‬وذلك بتولي منصبا ً دائما ً يدخل في نطاق التنظيم اإلداري للمرفق " ‪.‬‬

‫وقد عرفت المحكمة اإلدارية العليا الموظف العام بقولها " الموظف العام هو ال ذي يعهد إليه بعمل دائم‬
‫في خدمة مرفق عام تديره الدولة أو أحد أشخاص القانون العام األخرى عن طريق شغله منص با ً ي دخل‬
‫في التنظيم اإلداري لذلك المرفق " ‪.‬‬

‫ويبدو من ذلك أن الفقه والقضاء المصري يشترط توافر عنصرين في المرفق العام هما ‪-:‬‬

‫‪ .1‬العمل في خدمة مرفق عام أو أحد أشخاص القانون العام ‪.‬‬

‫‪ .2‬أن يقوم بعمل منتظم غير عارض ‪.‬‬

‫أما في العراق فقد استقر القضاء والفقه على انه يشترط في الموظف العام ما يلي‪:‬‬

‫‪ .1‬أن يعهد إليه بعمل دائم ‪:‬‬

‫يشترط إلضفاء صفة الموظف العام أن يشغل العامل وظيفة دائمة داخلة في نظام المرفق العام ‪ ,‬وب ذلك‬
‫ال يعد العاملون بصورة مؤقتة أو موسمية كالخبراء والمشاورين القانونيون موظفين ‪.‬‬

‫ومن متممات العمل الدائم أن تكون الوظيفة داخله ضمن المالك الدائم في الوحدة اإلدارية ‪.‬‬

‫ومن ال واجب ع دم الخلط بين الموظف ال ذي يعمل بعقد م ؤقت في وظيفة دائمة والوظيفة المؤقتة أو‬
‫الموسمية ألن شاغل الوظيفة األولى يعد موظفا ً عاما ً ولو أمكن فصله بانتهاء مدة العقد ‪.‬‬

‫أما الثانية فال يعد شاغلها موظف ا ً عام ا ً تغليب ا ً للطبيعة الالئحية لعالقة ش اغل الوظيفة الدائمة ب اإلدارة‬
‫على العالقة التعاقدية ‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يعمل الموظف في خدمة مرفق عام تديره الدولة أو أحد أشخاص القانون العام ‪:‬‬

‫ال يكفى العتبار الشخص موظفا ً عاما ً أن يعمل في وظيفة دائمة إنما يلزم أن يكون عمله ه ذا في خدمة‬
‫مرفق عام ‪ Le Service Public‬وللمرفق العام معنيان ‪ :‬المعنى العضوي ويفيد المنظمة التي تعمل‬
‫على أداء الخدمات وإشباع الحاجات العامة ‪ ،‬ويتعلق هذا التعريف باإلدارة أو الجهاز اإلداري ‪.‬‬

‫أما المعنى اآلخر فهو المع نى الموض وعي ويتمثل بالنش اط الص ادر عن اإلدارة به دف إش باع حاج ات‬
‫عامة والذي يخضع لتنظيم وإشراف ورقابة الدولة ‪.‬‬

‫وقد كان المعنى العضوي المعنى الشائع في القضائين الفرنسي والمصري ثم جمعا بين المعنيين بتطور‬
‫أحكامهما ومن ثم استقرا على المعنى الموضوعي ‪.‬‬

‫ويشترط الكتساب صفة الموظف العام أن تدير الدولة أو أحد أشخاص الق انون الع ام ه ذا المرفق إدارة‬
‫مباشرة ‪ .‬وبذلك ال يعد الموظفون في المرافق ال تي ت دار بطريقة االل تزام م وظفين عموم يين ‪ .‬وك ذلك‬
‫الع املون في الش ركات والمنش آت ال تي ال تتمتع بالشخص ية االعتبارية العامة ولو تم إنش ائها بقصد‬
‫إشباع حاجات عامة ‪.‬‬

‫‪ -3‬أن تكون تولية الوظيفة العامة بواسطة السلطة المختصة ‪:‬‬

‫الش رط األخ ير الالزم الكتس اب ص فة الموظف الع ام هو أن يتم تعيينه بق رار من الس لطة ص احبة‬
‫التعيين ‪.‬‬ ‫اص ب‬ ‫االختص‬
‫فال يعد موظفا ً عاما ً من يستولي على الوظيفة دون قرار بالتعيين كالموظف الفعلي ‪.‬‬

‫كما أن مجرد تسليم العمل أو تقاضي الم رتب ال يكفي العتب ار المرشح معين ا ً في الوظيفة إذا لم يص در‬
‫قرار التعيين بإدارة القانونية ممن يملك التعيين ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫طبيعة العالقة التي تربط الموظف باإلدارة‬

‫ث ار الخالف فى الفقة والقض اء فى فرنسا ح ول طبيعة العالقة ال تى تربط الموظف بالدولة ‪ ،‬هل هى‬
‫عالقة تعاقدية ينظمها العقد ام هى عالقة قانونية تنظيمية تحكمها القوانين واللوائح ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تكييف عالقة الموظف باإلدارة على أنها عالقة تعاقدية‬

‫ك ان ال رأي الس ائد في الفقه والقض اء أن الموظف في عالقته بالدولة في مركز تعاق دي وعلى ه ذا‬
‫األساس ظه رت العديد في النظري ات التعاقدية ال تي تتفق على أن العقد هو أس اس ه ذه العالقة إال أنها‬
‫تختلف في طبيعة هذا العقد ‪ ,‬فالبعض اعتبره من عقود القانون الخاص ‪ ،‬بينما كيفه البعض اآلخر على‬
‫انه من عقود القانون العام ‪.‬‬

‫‪.1‬نظرية العقد المدني ‪:‬‬

‫مفاد هذه النظرية وجود عقد مدني بين الموظف والدولة يلتزم الموظف بموجبه بتقديم خدمه لقاء قي ام‬
‫الدولة بتنفيذ اإلعباء المناطه بها من تقديم األجر الالزم تحقيقا ً للمصلحة العامة ‪.‬‬

‫وتك ييف العالقة بين الموظف والدولة بأنها عالقة خاصة يحكمها الق انون الخ اص إنما يق وم على‬
‫اف تراض أن إب رام العقد إنما يتم بمفاوض ات بين الموظف والدولة ‪ ،‬وأن ه ذه المفاوض ات ته دف إلى‬
‫تحديد مضمون العقد من حيث موضوعه وشروطه وآثاره‪.‬‬

‫ويبدو أن هذه النظرية م ازالت تجد نوع ا ً من ال رواج في البالد أال نجلوسكس ونية ك إنجلترا والوالي ات‬
‫دة األمريكية ‪.‬‬ ‫المتح‬
‫‪ .2‬نظرية عقد القانون العام ‪:‬‬

‫بعد أن ظهر عجز نظرية العقد الم دني عن ت برير العالقة بين الموظف والدولة ظه رت من ج انب‬
‫أصحاب النظريات التعاقدية ترجع العالقة إلى عقد من عقود القانون الع ام على اعتب ار أن ه ذه العق ود‬
‫تخول اإلدارة س لطات واس عة في مواجهة المتعاقد معها لتحقيق المص لحة العامة ‪،‬وحيث أن ه ذا العقد‬
‫يه دف إلى حسن س ير المرافق الع ام فأنه يك ون ق ابالً للتع ديل من قبل الدولة ‪ ،‬وب ذلك ال تتقيد اإلدارة‬
‫بقاعدة العقد شريعة المتعاقدين‪.‬‬

‫كما تملك اإلدارة الحق بمس ائلة الموظف إذا أخل بالتزاماته الوظيفية الناش ئة عن العقد تأديبي ا ً دون‬
‫بقة من الموظف ‪.‬‬ ‫موافقة مس‬
‫ومن أنصار هذه النظرية في مصر الدكتور عبد الحميد حشيش الذي يرى أن نظرية عقد الق انون الع ام‬
‫قد أكس بت الفك رة العقدية األص لية مرونة ‪ ،‬إذا أص بح في مكنه اإلدارة تع ديل النص وص التعاقدية‬
‫بإرادتها المنفردة ‪ ،‬ووفقا ً لمشيئتها أعماالً لمبدأ قابلية قواعد المرفق للتعديل والتغيير لمطابقة حاج ات‬
‫الناس المتغيرة ‪.‬‬

‫وقد اعتنق مجلس الدولة الفرنسي ه ذه النظرية ح تى وقت ق ريب ليح رم الم وظفين المض ربين من‬
‫أديب ‪.‬‬ ‫مانات الت‬ ‫ض‬
‫بينما اتجه بعض أنصار هذه النظرية إلى القول بأن عقد المرفق الع ام هو أس اس الرابطة التعاقدية بين‬
‫الموظف والدولة ومن أنصار هذا االتجاه الفقيه "جيلينك " الذي ذهب إلى أن الموظف وفقا ً له ذا العقد‬
‫يخضع لس لطة المرفق ك أي س لطة مح ددة تل تزم بقواعد الق انون ‪ ،‬غ ير أن األوامر ال تنفذ مباش رة‬
‫بم وجب ق انون موض وعي وإنما وفق ا ً لحق شخصي ‪ ،‬مكتسب بم وجب ه ذا العقد وهو ال يتف رع عن‬
‫رئيس المرفق ‪.‬‬ ‫لطات الخاصة ل‬ ‫ية عليا ‪ ،‬وإنما تنبثق منه الس‬ ‫لطة رئاس‬ ‫س‬
‫وقد تعرض تكيف العالقة بين الموظف والدولة على هذا األساس للنقد أيضا ً ش أن النقد الموجه لنظرية‬
‫العقد المدني ألنه وأن أخرج عالقة الموظف من نطاق تطبيق أحك ام الق انون الخ اص إال أنه لم يتح رر‬
‫نهائيا ً من األساس التعاقدي لهذه العالقة ‪.‬‬

‫وبالنظر إلى كثرة عيوب النظري ات التعاقدية فقد هجرها القض اء والفقه والتش ريعات المختلفة ‪ ،‬وك ان‬
‫من أبرز الرافضين للنظري ات التعاقدية الفقيه ان‪ , Duguit , Hauriou‬وقد اس تند " هوريو " في‬
‫رفضه ه ذا على تحليله لعملية تع يين الموظف ‪ ،‬مبين ا ً أنها ال تتض من مقوم ات التعاقد ال من حيث‬
‫عناصره الشكلية وال من حيث الموضوع‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬النظرات التنظيمية ‪-:‬‬

‫بدأ الفقه الفرنسي منذ أواخر القرن التاسع عشر في االتج اه نحو تك ييف العالقة بين الموظف واإلدارة‬
‫بأنها عالقة تنظيمية تحكمها القوانين واللوائح ‪.‬‬

‫ومضمون هذه النظريات أن القوانين واللوائح هي ال تي تح دد ش روط وأحك ام الوظيفة العامة وحق وق‬
‫‪.‬‬ ‫وواجباته‬ ‫الموظف‬
‫وي ترتب على ه ذه النظرية أن اإلدارة ح رة في تع ديل أحك ام الوظيفة بإرادتها المنف ردة دون حاجة‬
‫الستشارة الموظف ‪ ,‬ولو ك ان في ه ذا التع ديل إنق اص في االمتي ازات المادية واألدبية مما يتع ذر معه‬
‫إسباغ الصفة التعاقدية على عالقة الموظف بالدولة في هذه الحالة ‪.‬‬

‫على ان يك ون ه ذا التع ديل ب إجراء ع ام بن ا ًء على تع ديل في ق وانين التوظيف أما التع ديل في المزايا‬
‫المادية واألدبية بقرار فردي فال يكون إال بإجراء تأديبي ‪.‬‬

‫ومن النتائج التي تترتب على ه ذا المركز الالئحي ‪ ،‬أن ق رار تع يين ونقل الموظف وترقيته وعزله هي‬
‫قرارات إدارية تصدر من اإلدارة وحدها ‪ ،‬بإرادتها المنفردة دون مشاركة من الموظف ‪.‬‬

‫كما النقطع صلة الموظف بالوظيفة بمج رد تق ديم اس تقالته من العمل وإنما تظل ه ذه الص لة قائمة إلى‬
‫يتم قبول استقالته من السلطة المختصة ‪.‬‬
‫وقد أخذ المش رع الفرنسي ب المركز التنظيمي للموظف الع ام منذ ص دور ق انون التوظيف رقم ‪2294‬‬
‫الص ادر في ‪ 19‬أكت وبر ‪ 1964‬إذ نصت الم ادة الخامسة منه على أن " عالقة الموظف بجهة العمل‬
‫عالقة تنظيمية والئحية " ‪.‬‬

‫وكذلك نصت المادة الخامسة من النظام العام للم وظفين الص ادر ب األمر رقم ‪ 244‬في ‪ 4‬ف براير ‪1959‬‬
‫على أن " يكون الموظف اتجاه اإلدارة في مركز تنظيمي والئحي " ‪.‬‬

‫وأخيراً جاء في القانون رقم ‪ 634‬في ‪ 13‬يوليو ‪ 1983‬المتعلق بحقوق والتزامات الموظفين في الم ادة‬
‫الرابعة منه أن " الموظف اتجاه اإلدارة في مركز الئحي وتنظيمي" ‪.‬‬

‫ولم يحدد المشرع المص ري في الق انون رقم ‪ 210‬لس نة ‪ 1951‬الخ اص بنظ ام م وظفي الدولة وال في‬
‫القانون رقم ‪ 46‬لسنة ‪ 1264‬الخاص بنظام الع املين الم دنيين بالدولة المركز الق انوني للموظف الع ام‬
‫غير أن القانون رقم ‪ 58‬لسنة ‪ 1971‬الخاص بنظ ام الع املين الم دنيين بالدولة جعل الموظف في مركز‬
‫نظ امي إذ نصت الم ادة ‪52‬منه على " الوظ ائف العامة تكليف للق ائمين بها ‪ ،‬ه دفها خدمة المواط نين‬
‫ول بها " ‪.‬‬ ‫وائح والنظم المعم‬ ‫وانين والل‬ ‫ا ً للق‬ ‫لحة العامة طبق‬ ‫ا ً للمص‬ ‫تحقيق‬
‫وقد ردد المش رع نفس النص في الم ادة ‪ 76‬من الق انون الح الي رقم ‪ 47‬لس نة ‪ 1978‬الخ اص بنظ ام‬
‫دنيين بالدولة ‪.‬‬ ‫املين الم‬ ‫الع‬

‫الفصل الثاني‬

‫التعيين في الوظيفة العامة‬

‫لكي يلتحق الش خص بالوظيفة العامة يجب ت وافر بعض الش روط العامة ليتس نى بعد ذلك اختب اره‬
‫رار بتعيينه ‪.‬‬ ‫دار ق‬ ‫واص‬
‫ونقسم هذا الفصل إلى ثالث مباحث نتناول في أولهما الشروط العامة في التع يين ‪ ,‬ونوضح في ثانيهما‬
‫الطرق المختلفة المتبعة في تعيين الموظفين العموميين ‪ ,‬أما المبحث الثالث فنخصصه للبحث في حركة‬
‫اء الخدمة ‪.‬‬ ‫الموظف أثن‬

‫المبحث األول‬

‫الشروط المتبعة في التعيين ‪:‬‬

‫أن الح رص على االرتق اء بالوظيفة العامة يجعل من الض روري العناية باختب ار الم وظفين واش تراط‬
‫توفر قدرة وكفاية فيمن يعين في الوظائف العامة تحقيقا ً للصالح العام ‪.‬‬

‫وفي العراق مثال يتطلب المشرع في تولي الوظائف العامه مايلي‪:‬‬

‫‪ .1‬أن يكون متمتعا ً بالجنسية العراقيه ومتمتعا ً بحقوقه المدنية ‪:‬‬

‫تطبيقا ً لمب دأ الس يادة الوطنية ورغبة الدولة في حماية أمنها وض مانا ً لل والء لها ‪ ،‬ف إن ال دول تش ترط‬
‫فيمن يتولى الوظائف العامة أن يكون ممن يحملون جنسيتها ‪.‬‬

‫إال أن هذا المبدأ ال يجري على إطالقه إذ غالبا ً ما تستعين الدولة ببعض األج انب في حالة الض رورة أو‬
‫عدم االكتف اء بالعناصر الوطنية المت وفرة ل ديها ‪ .‬وغالب ا ً ما يتم ذلك لف ترة مؤقتة وبعق ود خاصة ‪ .‬وال‬
‫يكفى لتقلد الوظيفة العامة أن يك ون المرشح مواطناًعراقيا ‪ ،‬إنما يجب أن يك ون متمتع ا ً ب الحقوق‬
‫المدنية ‪.‬‬

‫ويفقد الش خص تمتعه ب الحقوق المدنية كعقوبة تبعية ت ترتب على األحك ام ال تي يتم إيقاعها عليه في‬
‫بعض الجرائم ‪.‬‬

‫‪ .2‬حسن السيـرة والسلوك ‪:‬‬

‫الس يرة والس لوك الحسن هي مجموعة الص فات الحمي دة ال تي يتمتع فيها الف رد وتش يع عنه فيك ون‬
‫رين ‪.‬‬ ‫موضع ثقة عند اآلخ‬
‫ومقتضى هذا الشرط أن يكون المرشح لتولي الوظيفة العامة بعيداً عن الش بهات ال تي تث ير الشك ل دى‬
‫اآلخرين وتؤدي إلى اإلخالل بنزاهة الوظيفة العامة ‪.‬‬

‫واألصل أن كل ش خص حسن الس يرة والس لوك إال إذا ثبت العكس ويقع عبء اإلثب ات على اإلدارة‬
‫العامة التي يجب عليها أن تسبب قرارها ‪ ،‬عندما تستبعد المرشح للوظيفة ويك ون قرارها ه ذا خاض عا ً‬
‫اء ‪.‬‬ ‫لرقابة القض‬
‫ومن الج دير بال ذكر أن تق دير حسن الس يرة والس لوك أمر نس بي يختلف من مجتمع إلى آخر فش رب‬
‫الخمر ولعب القمار ال يعد سوء السيرة في المجتمعات األوربية بينما هو كذلك في المجتمع ات الش رقية‬
‫‪.‬‬

‫‪ .3‬أن ال يكون قد حكم عليه بعقوبة جنائية أو في جناية أو جنحة مخله بالشرف ‪:‬‬

‫يتفرع هذا الشرط إلى شقين ‪ ،‬األول ‪ :‬أن ال يك ون قد س بق وأن حكم على الموظف بعقوبة عن جناية ‪,‬‬
‫والثاني ‪ :‬يتعلق بعدم الحكم عليه بجناية أو جنحة مخلة بالشرف ‪.‬‬
‫بالنس بة إلى الشق األول اعت بر المش رع أن الحكم على الش خص بعقوبة الجناية " الس جن المؤبد أو‬
‫الم ؤقت أو الس جن " مانع ا ً من التع يين في أحد الوظ ائف العامة ‪ ،‬على اعتب ار أن الحكم على ه ذا‬
‫الشخص بمثل هذه العقوبة الجسيمة قرينة قاطعة على عدم صالحيته لتولى الوظ ائف العامة وخطورته‬
‫على المجتمع ‪ ،‬ويبدو أن المش رع قد نظر إلى ن وع العقوبة فس حب النص على المع اقب بجناية س وا ًء‬
‫في قانون العقوبات الليبي أو القوانين األخرى ‪.‬‬

‫أما الشق الث اني من ه ذا الش رط فيتعلق ب الحكم على الش خص بعقوبة الجناية أو الجنحة المخلة‬
‫بالشرف وهنا ينظر المشرع إلى طبيعة هذه الجريمة سواء كان الحكم على الش خص بعقوبة الجناية أو‬
‫الجنحة مادامت الجريمة تتعلق باإلخالل بالشرف ‪.‬‬

‫وفي جميع األح وال يش ترط في الحكم أن يك ون نهائي ا ً الس تبعاد المرشح من ش غل الوظيفة العامة ‪،‬‬
‫وتتحقق اإلدارة في ت وافر ه ذا الش رط من خالل طلبها من المرشح تق ديم ش هادة الحالة الجنائية من‬
‫الجهات المختصة ‪.‬‬

‫‪ .4‬إال يكون قد فصل من الخدمة بقرار تأديبي نهائي ‪:‬‬

‫ويع ود ه ذا الش رط لك ون أن ق رار الفصل يؤكد ع دم ص الحية الموظف لت ولي الوظيفة ألخالله إخالالً‬
‫جس يما ً بأحكامها مما أدى إلى ص دور ق رار ت أديبي نه ائي بفص له واس تبعاده عن الوظيفة ‪ .‬ويجب أن‬
‫يكون قرار الفصل نهائيا أي ال يتطلب نفاذه إجراءات أخرى من اعتماد أو تصديق من جهة إدارية عليا‬
‫‪.‬‬

‫‪ .5‬إال يقل سن المرشح عن ثماني عشر سنة ‪:‬‬

‫من الض روري للقي ام بأعب اء الوظيفة العامة أن يك ون المرشح قد بلغ س نا ً من النضج تؤهله لتحمل‬
‫تبعات منص به ‪.‬ويتم إثب ات سن المرشح بش هادة ميالد مس تخرجة من س جالت األح وال المدنية أما إذا‬
‫تعذر تقديمها جاز استثناء تقدير السن بإحالة المرشح على لجنة طبية ويك ون قرارها غ ير قابل للطعن‬
‫فيه بأي طريق من طرق الطعن ولو قدمت شهادة ميالد غير ذلك ‪.‬‬

‫‪ .6‬أن يكون المرشح الئقا ً صحيا ً ‪:‬‬

‫يجب أن يتوافر لدي المرشح للوظيفة العامة اللياقة الص حية ال تي تؤهله القي ام بأعب اء وظيفته ‪ ،‬ويتم‬
‫التأكد من ذلك بشهادة تثبت خلوه من األمراض ولياقته الص حية أو تتم إحالته إلى لجنة طبية مختصة ‪.‬‬

‫واللياقة الصحية تختلف من وظيفة إلى أخرى فمن ال يكون الئقا ً ص حيا ً لوظيفة قد يك ون الئق ا ً ألخ رى‬
‫حسب طبيعة الوظيفة وظروفها ‪.‬‬

‫‪ .7‬أن يكون مستوفيا ً للشروط الالزم توافرها فيمن يشغل الوظيفة ‪:‬‬

‫يجب أن تتوافر في المرشح للوظيفة العامة المؤهالت العلمية التي تحفظ كفاءة معينة للقيام بالوظيفة ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫طرق اختيار الموظفين العموميين‬

‫تسعى اإلدارة إلى اختيار افضل العناصر لش غل الوظ ائف العامة ‪.‬وأس اليب اإلدارة في اختي ار موظفيها‬
‫تختلف من مجتمع إلى أخر حسب الظروف االقتصادية واالجتماعية والسياسية التي يعيش ها ‪.‬ولعل أهم‬
‫األساليب أو الط رق ال تي تتبعها اإلدارة في اختي ار موظفيها إنما تتم بأربعة أس اليب ‪ :‬االختي ار الحر ‪،‬‬
‫األعداد والتأهيل ‪ ،‬االختيار الديمقراطي‪ .‬وأسلوب المسابقة واالمتحان ‪.‬‬

‫أوالً‪:‬أسلوب االختيار الحر‬

‫تتمتع اإلدارة في هذا األسلوب بحرية اختي ار الم وظفين ‪ ،‬دون قي ود أو ض وابط ‪ .‬ف اإلدارة وح دها من‬
‫يملك تحديد المع ايير والمقوم ات ال تي يس تند عليها االختي ار دون أن تك ون ملزمة ب اإلعالن عن ه ذه‬
‫المعايير أو تبرير اختيارها لفئة دون أخرى من المرشحين‪.‬‬

‫وقد سادت هذه الطريقه قديما ً فقد كان يتمتع الحاكم بسلطه مطلقه فىاختيار الع املين ‪ ،‬اذ يتم اختي ارهم‬
‫على اساس الثقه الشخص يه دون تطلب اى ش روط موض وعيه اخ رى‪ .‬وتتبع ه ذه الطريقة في اختي ار‬
‫كب ار الم وظفين نظ راً ألهمية ه ذه الوظ ائف ال تي تتطلب فيمن يش غلها الثقة والمق درة الفنية والكفائه‬
‫السياسية ‪.‬‬

‫وقد كان التعيين بهذه الطريقة منتشراً في الواليات المتحدة األمريكية حتى عام‪ ,1883‬ويعرف باسم "‬
‫نظام االسالب و الغنائم " والتي كان مؤداها أن الح زب المنتصر في االنتخاب ات الرآس يه يك ون له حق‬
‫ش غل الوظ ائف المهمة في اإلدارات االتحادية بعد ط رد أنص ار الح زب المن افس ‪ .‬ومع ذلك ف أن ه ذا‬
‫األسلوب ال يعنى أن اإلدارة تملك السلطة المطلقة في االختي ار‪،‬إذ يجب أن ت راعى اعتب ارات الم ؤهالت‬
‫ام ‪.‬‬ ‫الح الع‬ ‫ا ً للص‬ ‫ائف تحقيق‬ ‫ذه الوظ‬ ‫غل ه‬ ‫آت العلمية األزمة لش‬ ‫والكف‬

‫ثانيا ً ‪ :‬أسلوب األعداد والتأهيل ‪:‬‬

‫في هذه الطريقة تقوم الدولة بإنشاء الكليات والمعاهد المتخصصة ومراكز التعليم المهني و األكاديمي ‪.‬‬
‫ألعداد األشخاص الراغبين في تولى الوظائف العامة ‪ .‬وعلى الرغم من أهمية هذا األسلوب في األعداد‬
‫للوظائف العامة فأنه يتطلب الكثير من النفقات والجهود من الدولة ‪.‬‬

‫وه ذه الطريقة ش ائعة في تأهيل الك وادر الفنية واإلدارية في الجماهيرية ‪ ،‬ومن أمثلتها مراكز إع داد‬
‫المدربين ومعاهد المهن الشاملة و معاهد التمريض و البريد ‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬أسلوب االختيار الديمقراطي ‪:‬‬

‫ويقصد بهذا األسلوب أن يتم اختيار الموظفين عن طريق األفراد في الوحدات اإلدارية ال تي ي راد ش غل‬
‫‪.‬‬ ‫فيها‬ ‫العامة‬ ‫الوظيفة‬
‫ويؤدى اتباع هذا األسلوب إلى شعور األفراد بأهميتهم لمشاركتهم في اختيار الموظفين ‪،‬كما أنها تشعر‬
‫الموظف بأن األفراد قد وضعوا ثقتهم فيه مما يتوجب عليه احترامهم وتأدية رغباتهم ‪.‬‬

‫رابعا ً ‪:‬أسلوب المسابقة واالمتحان‪:‬‬


‫يعد ه ذا األس لوب أفضل الط رق لش غل الوظيفة العامة فهو يحقق مب دأ تك افؤ الف رص والمس اواة بين‬
‫األفراد ‪ ،‬كما يؤدى إلى وصول من هم أهل لتولى المسؤولية في المناصب اإلدارية ‪.‬‬

‫ويعتبر اختيار الموظفين بهذا األسلوب األكثر انتش اراً بين ال دول في ال وقت الحاضر فهو ينط وي على‬
‫الموض وعية في االختي ار بعي داً عن األه واء السياس ية والمحس وبية واالعتب ارات الشخص ية ‪ .‬إال أن‬
‫الدول تتفاوت في مدى تطبيقية فبعض الدول تستخدم نظام االمتحان والمسابقة في شغل الوظائف الدنيا‬
‫في السلم اإلداري ‪ ،‬بينما تستخدمه دول أخرى كقاعدة عامه في االختيار في الوظائف الدنيا والوظ ائف‬
‫العليا على حد سواء ‪.‬‬

‫ولكي يج رى االمتح ان أو المس ابقة في ظ روف تمكن من اختي ار افضل المرش حين البد من أحاطته‬
‫بضمانات وضوابط تكفل العدالة و الموضوعية في االختيار ‪ .‬وال تجرى االمتحان ات أو المس ابقات على‬
‫نمط واحد في كل الدول وإنما تتخذ صور متعددة فأما أن يكون االمتحان شفويا ً أو تحريريا ً أو بمقابالت‬
‫شخصية ويمكن الجمع بين هذه الصور‪.‬‬

‫السلطة المختصة بالتعيين ‪:‬‬

‫بعد انتهاء إجراءات الترشيح والتأكد من توافر شروط شغل الوظيفة العامة ‪ ،‬يجب ان يص در ق رار من‬
‫السلطة المختصة بتعيين الشخص في الوظيفة المرشح لها وفقا ً لألوضاع المقررة قانونا ً ‪.‬‬

‫وعلى ذلك فال يعتبر موظفا ً عاما ً الشخص ال ذي يت ولى واجب ات وظيفية قبل ص دور ق رار تعيينه ولو‬
‫تقاضي مرتبا ً لق اء عمله ه ذا ‪ ,‬وال يعد موظف ا ً من يغتصب الوظيفة ويقحم نفسه عليها دون أن يص در‬
‫لطة المختصة ‪.‬‬ ‫التعيين في الس‬ ‫رار ب‬ ‫له ق‬
‫إال أنه استثناء استقر القضاء والفقه على إضفاء صفة المشروعية على األعمال ال تي يجريها الموظف‬
‫الفعلي وهو ش خص يباشر مه ام الوظيفة العامة بق رار تع يين معيب أو لم يص در ق رار بتعيينه أص الً ‪,‬‬
‫ويتم ذلك في حالتين األولى األحوال العادية عندما يصدر ق رار بتع يين ش خص في الوظيفة العامة دون‬
‫اتباع الشروط واإلجراءات التي يتطلبها القانون ‪ ،‬فيكون قرار التعيين باطالً في هذه الجهة وتبع ا ً ل ذلك‬
‫اً ‪.‬‬ ‫خص باطلة حتم‬ ‫ذا الش‬ ‫رفات ه‬ ‫ون كافة تص‬ ‫تك‬
‫إال أن القضاء والفقه درج على االع تراف بش رعية ه ذه التص رفات حماية للجمه ور حسن النية ال ذي‬
‫يعتمد على المظاهر الخارجية ‪ ,‬فمن غير المتصور أن يطلب الجمهور من الموظف إثب ات ص حة ش غله‬
‫‪.‬‬ ‫العامة‬ ‫للوظيفة‬
‫و الثانية األحوال االستثنائية فقد يتولى بعض األشخاص ممارسة بعض الوظائف مؤقتا ً نتيجة لحص ول‬
‫ثورة أو ح رب أو حالة ط وارئ لض مان س ير المرافق العامة بانتظ ام واط راد ‪ ,‬مما يقتضي االع تراف‬
‫بش رعية األعم ال ال تي يجرونها ويحق للموظف الفعلي في ه ذه الحالة أن يط الب اإلدارة بمقابل قيامه‬
‫بالعمل ‪ .‬أما في غير الحالتين الس ابقتين ف إن كل ممارسة للوظيفة العامة دون حق مش روع تعد بمثابة‬
‫اغتصاب للوظيفة العامة وانتحال صفة يعاقب عليه القانون وتكون تصرفات من يباش ره منعدمة وليس‬
‫لمن يمارسها الحق في تقاضي أي مقابل ‪.‬‬

‫اآلثار المترتبة على صدور قرار التعيين ‪:‬‬

‫يترتب على صدور قرار التعيين تولي مهام وظيفته المعين بها وما يستتبع ذلك من حقوق والتزام ات ‪،‬‬
‫إذ أن العالقة الوظيفية تب دأ من ت اريخ ص دور ق رار التع يين ‪ ،‬ويخضع الموظف للق وانين والل وائح‬
‫الخاصة بالوظيفة العامة ‪ ،‬ويبدأ في هذا التاريخ حق الموظف بالترقية واألقدمية ‪ .‬ويترتب على ص دور‬
‫قرار التعيين جواز الطعن باإللغاء ممن له مص لحة في ذلك ويعتقد أن ق رار التع يين غ ير مش روع وأن‬
‫شروط التعيين غير متوافرة أو أنه حق ب التعيين في الوظيفة ال تي تم ش غلها و إذا ص در ق رار التع يين‬
‫باطالً الحتوائه على عيب من عيوب المشروعية ‪ ,‬ف إن الس لطة المختصة ب التعيين تملك س لطة س حب‬
‫قرارها الباطل ‪ ،‬أما األعم ال ال تي ص درت عن الموظف ال ذي تم تعيينه فإنها تعد مش روعة تطبيق ا ً‬
‫لنظرية الموظف الفعلي ‪.‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫حركة الموظف أثناء الخدمة‬

‫قد تطرأ على الحياة الوظيفية للموظف تغييرات معينة طبقا ً لمتطلبات العمل الوظيفي والمص لحة العامة‬
‫‪ ,‬فقد ينقل الموظف نقالً نوعي ا ً أو مكاني ا ً أو ينت دب إلى وظيفة أخ رى لم دة معينة أو تتم إعادته إليها ‪,‬‬
‫وسوف نبين هذه المواضيع تباعا ً ‪- :‬‬

‫أوالً ‪ :‬النقــل ‪.‬‬


‫األصل أن اإلدارة تملك س لطة تقديرية واس عة في نقل موظفيها من وظيفة إلى أخ رى بحكم خض وعهم‬
‫إلى مركز ق انوني ع ام يج وز تغي يره في أي وقت ولها حرية تق دير ظ روف العمل ومقتض ياته وليس‬
‫للموظف الحق في الطعن بق رار النقل قض ائيا ً اللهم إال بطريق التظلم أو خالل خمسة عشر يوم ا ً من‬
‫تاريخ إبالغه أمام الجهة التي أصدرت القرار أو لجنة التظلمات المختصة ‪.‬‬

‫ٍ والنقل نوعان ‪ ،‬فهناك النقل المكاني والنقل النوعي ‪:‬‬

‫‪ .1‬النقل المكاني ‪:‬‬


‫يقصد بالنقل المكاني أن يتم تغي ير مك ان عمل الموظف من مك ان إلى آخر مع ممارس ته ل ذات الوظيفة‬
‫التي كان يمارسها سواء أكان النقل داخل الدائرة التي يعمل فيها الموظف أم خارجها ‪.‬‬

‫‪ .2‬النقل النوعي ‪:‬‬


‫ويقصد به أن يس ند إلى الموظف وظيفة أخ رى غ ير وظيفته األص لية ال تي تم تعيينه فيها من حيث‬
‫الدرجة أو األقدمية أو المرتب ‪ ,‬سواء أكان النقل في داخل الوح دة اإلدارية ال تي ك ان يعمل فيها أو إلى‬
‫إدارة أخرى ‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة تختص دوائر القضاء اإلداري بالرقابة على قرار اإلدارة بنقل موظفيها النطواء الق رار‬
‫على آث ار س لبية تلحق الموظف ‪ ,‬والحتم ال أن تس عي اإلدارة من وراء قرارها بالنقل إلى معاقبة‬
‫الموظف كوسيلة مقنعة لتأديبه ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬الندب ‪.‬‬


‫ً‬
‫يقصد بالن دب أن يس ند إلى الموظف مؤقت ا وظيفة أخ رى خ ارج الجهة ال تي يعمل فيها مع احتفاظه‬
‫‪.‬‬ ‫الوظيفية‬ ‫بدرجته‬
‫وتتمتع اإلدارة بس لطة تقديرية بش أن انت داب موظفيها دون معقب من القض اء اإلداري بش رط ع دم‬
‫إساءة استعمال هذه السلطة ‪ ,‬فإذا انحرفت اإلدارة في استعمال سلطتها وسعت من وراء قرارها بالندب‬
‫إلى معاقبة الموظف بغ ير الطريق الت أديبي ف إن قرارها يعد بمثابة الق رار الت أديبي ويختص القض اء‬
‫اإلداري بنظر الطعن فيه ‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬اإلعارة ‪.‬‬

‫اإلع ارة هي توقف الموظف مؤقت ا ً عن أداء وظيفته والتحاقه بعمل آخر ل دى إدارة أخ رى يخضع‬
‫لش روطها ويتقاضى مرتبها أو مرتبه الكامل مض افا ً إليه نس بة مئوية معينة مع بق اء عالقة الموظف‬
‫بجهة عمله األصلية من حيث العالقات واألقدمية والترقيات ‪.‬‬

‫ويترتب على انتهاء اإلعارة قبل مدتها بقرار من الجهة المعيرة أو بناء على طلب الجهة المس تعيرة أو‬
‫طلب الموظف نفسه ‪ ,‬ع ودة الموظف المع ار ليش غل وظيفته األص لية إذا ك انت ش اغرة أو أي وظيفة‬
‫أخرى من ذات درجته ‪.‬‬
‫الفصل الثالث‬
‫حقوق وواجبات الموظف العام ‪.‬‬

‫كفل المش رع للموظف الع ام جملة من الحق وق ح ددها في الق وانين والل وائح وفي مقابل ذلك ألزمه‬
‫بواجبات محددة ال يج وز مخالفتها أو االتف اق على ما يخالفها باعتبارها من النظ ام الع ام ‪ ,‬وس نتطرق‬
‫في هذا الفصل إلى الحقوق والواجبات التي يلتزم بها الموظف العام وفي مبحثين ‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬حقوق الموظف العام ‪.‬‬


‫تأمين ا ً لفاعلية الوظيفة العامة ولتوف ير االطمئن ان للموظف الع ام فقد ح دد المش رع جملة من الحق وق‬
‫ال تي يجب أن يتمتع بها الموظف منها ما هو ذي طبيعة مالية ومنها ما هو ذي طبيعة أدبية ‪ ,‬نتناولها‬
‫تباعا ً ‪:‬‬

‫‪ -‬المرتب وملحقاته ‪.‬‬


‫‪ -‬الترقية‬
‫‪ -‬اإلجازات ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬المرتب وملحقاته ‪.‬‬


‫ً‬
‫يقصد بالمرتب المبلغ المالي الذي يتقاضاه الموظف شهريا نظير القيام بمهام وظيفته ‪ ،‬ويحض ويدخل‬
‫ضمن مع نى الم رتب كافة المزايا المالية األخ رى الملحقة به ك المرتب اإلض افي وب دل الس فر واإلقامة‬
‫رى ‪.‬‬ ‫كن والعالوات األخ‬ ‫وعالوة الس‬
‫ويعد حق الموظف في تقاضي الم رتب أهم حق وق الموظف ألنه الس بب ال رئيس في التحاقه بالوظيفة‬
‫غالبا ً ‪ ،‬وألهميته تلك فقد أضفى عليه المشرع حماية خاصة ‪ ,‬فمن جهة تختص دوائر القض اء اإلداري‬
‫دون غيرها في نظر المنازعات المتعلقة بالمرتبات التي يتقاضاه الموظفون ‪.‬‬

‫وتقسم العالوات إلى نوعين ‪-:‬‬

‫‪ .1‬العالوات الدورية ‪ -:‬وتمنح للموظف سنويا ً اعتباراً من أول الشهر التالي النقض اء س نة من ت اريخ‬
‫التعيين أو منح العالوة السنوية السابقة ‪.‬‬
‫ويس تحق الموظف العالوة الس نوية بص فة اعتيادية ولو تمت ترقية الموظف إلى درجة أخ رى ’ إال أن‬
‫المشرع اشترط أن يؤدي الموظف خدمته بصورة مرضية ‪.‬‬
‫‪ .2‬العالوة التش جيعية ‪ :‬أج از المش رع منح الموظف مكاف أة تش جيعا ً على ب ذل أقصى ق در ممكن من‬
‫الجهد في العمل تعادل العالوة الدورية المقررة له و ال يؤثر منح هذه العالوة على منح العالوة الدورية‬
‫في موعدها السنوي ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬الترقية ‪.‬‬


‫يقصد بالترقية كل ما يطرأ على الموظف من تغيير في مركزه القانوني يك ون من ش أنه تقديمه وتم يزه‬
‫‪.‬‬ ‫أقرانه‬ ‫عن‬
‫والترقية تحقق للموظف مزايا مادية ومعنوية فهي تفسح المج ال للموظف في الوص ول إلى المناصب‬
‫العليا فيحقق بذلك طموحه في الحصول على درجة مالية أكبر واختصاصات أكثر أهمية ‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬اإلجـازات ‪.‬‬


‫كل موظف البد له من الراحة من عن اء العمل لتجديد نش اطه ‪ ،‬كما أن ظروفه الص حية واالجتماعية قد‬
‫تضطره لطلب اإلجازة ‪.‬‬
‫كما أن المصلحة العامة تقتضي في كثير من األحيان منح الموظف فترة من الراحة ليعود بعدها نش يطا ً‬
‫وكفو ًء لممارسة عمله ‪.‬‬

‫‪ .1‬اإلجازة السنوية ‪.‬‬


‫وهي اإلج ازة ال تي تتق رر س نويا ً من أجل الراحة من عن اء العمل ولتجديد نش اط الموظف مما ينعكس‬
‫على كفاءته في تأدية وظيفته ‪.‬‬

‫‪ .2‬اإلجازات الطارئة ‪.‬‬


‫ً‬
‫اإلج ازات الطارئة أو العارضة كما تس مى أحيان ا هي تلك ال تي ينقطع فيها الموظف عن عمله ألس باب‬
‫تمليها عليه الضرورات ‪ ,‬ويجب أن يستأذن الموظف رؤسائه للترخيص له بالغياب ‪.‬‬

‫‪ .3‬اإلجازة المرضية ‪.‬‬


‫من المهم الحفاظ على صحة الموظف العام ليتمكن من القي ام بمهامه الوظيفية على أكمل وجه ‪ ،‬وعلى‬
‫ذلك كان من ال واجب على المش رع أن ي وفر العناية األزمة للموظف من خالل منحه إج ازة إذا لحق به‬
‫مرض يحول دون قيامه بعمله على الوجه المطلوب ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫واجبات الموظف العام‬

‫في مقابل الحقوق التي يتمتع بها الموظف العام يجب أن يؤدي مهام معينة ضمانا ً لحسن س ير الوظيفة‬
‫العامة ‪ ,‬وقد تعرض المشرع لواجبات الموظفين‪ .‬والبد من اإلشارة إلى أن هذه الواجبات ليست مح ددة‬
‫على سبيل الحصر ‪ ,‬وإنما هي واجبات عامة ناتجة عن طبيعة الوظيفة العامة ‪ ,‬وقد نص المش رع على‬
‫األساسية منها والتي سنبينها تباعا ً ‪:‬‬

‫‪ -‬أداء العمل ‪.‬‬


‫‪ -‬طاعة الرؤساء ‪.‬‬
‫‪ -‬احترام القوانين واللوائح ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إفشاء أسرار الوظيفية ‪.‬‬
‫‪ -‬المحافظة على شرف وكرامة الوظيفة ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم جواز الجمع بين الوظيفة وأي عمل آخر ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم ممارسة األعمال السياسية والمناهضة للدولة ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬أداء العمل ‪.‬‬


‫ال واجب األول والج وهري ال ذي يل تزم به الموظف هو أن ي ؤدي العمل بنفسه وفي ال وقت والمك ان‬
‫المخصصين لذلك ‪ ،‬وهذا الواجب من النظام العام ال يج وز للموظف أن يتن ازل عنه أو ي نيب غ يره فيه‬
‫اً ‪.‬‬ ‫ددة قانون‬ ‫اص المح‬ ‫لتعلقه بقواعد االختص‬
‫ويتف رع من ه ذا ال واجب أن يق وم الموظف بالعمل بدقة وأمانة ‪،‬وأن يب ذل غاية جه ده فيه تحقيق ا ً‬
‫لحة العامة ‪.‬‬ ‫للمص‬
‫ويلزم أن يكون عمل الموظف خالل ساعات العمل منتجا ً فال يعنى هذا الواجب أن يتواجد الموظف بمقر‬
‫وظيفته دون أن ي ؤدي عمالً ‪ ،‬كما يج وز أن يكلف الموظف بعمل في غ ير األوق ات الرس مية المح ددة‬
‫سلفا ً إذا اقتضت المصلحة العامة ذلك وله أن يحصل على أجر إضافي مقابل ذلك ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬طاعة الرؤساء ‪.‬‬

‫ويمثل واجب إطاعة الم رؤوس لرؤس ائه أحد الواجب ات الهامة ال تي تقع على ع اتق الموظف الع ام‬
‫ويتوقف نجاح التنظيم اإلداري على كيفية تلقي األوامر وكيفية تنفيذها ‪.‬‬

‫والطاعة الرآسية مناطها السلم اإلداري أو التدرج الرآسي الذي يقوم على أساس خض وع كل طبقة من‬
‫الموظفين لما يعلوها من طبقات ‪.‬‬
‫وتتضمن سلطة الرئيس على مرؤوسيه مجموعة من االختصاصات بعض ها يتعلق بش خص الم رؤوس‬
‫‪.‬‬ ‫بأعماله‬ ‫يتعلق‬ ‫واألخر‬
‫تتض من س لطة ال رئيس على أش خاص مرؤوس يه الكث ير من االختصاص ات منها ما يتعلق ب الحق في‬
‫التع يين واالختي ار وحق ال رئيس في تخص يص مرؤوس يه ألعم ال معينه أو نقلهم وت رقيتهم وإيق اع‬
‫ات التأديبية عليهم ‪.‬‬ ‫العقوب‬
‫أما س لطة على أعم ال مرؤوس يه فتتض من حقه في توجيه مرؤوس يه عن طريق إص دار األوامر‬
‫والتوجيهات إليهم قبل ممارسة أعمالهم وسلطة مراقبة تنفيذهم له ذه األعم ال والتعقيب عليها ‪ ،‬فيملك‬
‫الرئيس سلطة إصدار األوامر والتعليمات الملزمة للمرؤوسين ‪.‬‬
‫وطاعة الموظف أمر مف روض تمليه طبيعة الوظيفة العامة وض رورة اس تمرارها إال أن ه ذه الطاعة‬
‫يجب أن تكون مقص ورة على ما يتعلق بالعمل وح ده وال تمتد إلى خارجه كالحي اة الخاصة للموظف إال‬
‫إذا كانت الحياة الخاصة تؤثر على أداء الموظف لعمله ‪.‬‬
‫ويجب أن يك ون األمر ص ادراً للموظف عن رؤس ائه المباش رين في نفس ال وزارة أو المص لحة أو‬
‫اإلدارة( ) ‪ .‬وللموظف أن يتجاهل األمر الص ادر إليه من موظف آخر أعلى منه درجه لكن ال تربطه به‬
‫رة ‪.‬‬ ‫ير مباش‬ ‫رة أو غ‬ ‫ية مباش‬ ‫له رئاس‬ ‫أي ص‬
‫ً‬
‫إال أن هذه األوامر يجب أن تكون مشروعه حتى تكون محال للطاعة ف إذا ك انت غ ير مش روعه فاألصل‬
‫أن الموظف غ ير مل زم بتنفي ذها إال إذا نبه رئيسه كتابه إلى أن ما أص دره إليه من أوامر تتع ارض مع‬
‫مب دأ المش روعية ‪ ،‬ف إذا أصر ال رئيس على موقفه كتابة وطلب تنفيذ أوام ره ‪ ،‬ففي ه ذه الحالة يك ون‬
‫واجبا ً على الموظف التقيد بهذه التعليمات ويتحمل الرئيس المسؤولية الناتجة عن تنفيذ هذه األوامر ‪.‬‬
‫بينما نجد أن المشرع الفرنسي في قانون التوظيف الفرنسي رقم ‪ 634‬الصادر في ‪ 13‬يوليو ‪ 1983‬أكد‬
‫ض رورة االمتث ال لجميع التعليم ات الص ادرة من ال رئيس اإلداري إلى موظفيه ‪ ،‬ح تى لو ك انت ه ذه‬
‫األوامر غير مشروعه إال إذا كان من شأنها أن تهدد المصلحة العامة تهديداً جسيما ً ‪ ) ( .‬وهذا ما أك ده‬
‫‪.‬‬ ‫أحكامه‬ ‫من‬ ‫العديد‬ ‫في‬ ‫الفرنسي‬ ‫الدولة‬ ‫مجلس‬
‫وفى جميع األح وال ليس لل رئيس أن يكلف أحد مرؤوس يه بارتك اب جريمة وليس للم رؤوس أن يطيع‬
‫األمر الموجه إليه إذا كان يعلم انه ينطوي على ارتك اب جريمة وليس له أن ي دفع بجهله للق انون به ذا‬
‫الش أن ‪ ،‬فمن حق ال رئيس بل من واجبه االمتن اع عن تنفيذ األوامر ال تي تش كل جريمة يع اقب عليها‬
‫القانون ‪ ،‬وإال تعرض للمسؤولية الجنائية فضالً عن مسئوليته التأديبية ‪.‬‬
‫ويتفرع من واجب الطاعة التزام آخر هو احترام الموظف رؤسائه وتمسكه بآداب اللياقة في مخ اطبتهم‬
‫‪ ،‬وهذا االلتزام يحد من حرية تعبير المرؤوس عن مشاعره وأفكاره‪.‬‬
‫ف الموظف يجب أن يتقيد بالح دود الالزمة للمحافظة على كرامة رؤس ائه وحرمة الوظيفة عن دما يجد‬
‫نفسه مجبراً على ابدأ آرائه ومقترحاته بشأن مسألة معينه ‪ .‬تق ول األس تاذة (ك اترين)‪ catherine‬في‬
‫هذا الشأن " أن الطاعة فض يلة أخالقية ‪ ،‬عن دما يتعلق األمر بطلب تض حيات شخص يه ‪ ،‬فيجب أحيان ا ً‬
‫التنازل عن آراء وقيم متمسك بها والتدريب على السيطرة على اإلرادة وهذا يتم أحيانا ً بالقسوة " ‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬احترام القوانين واللوائح ‪:‬‬

‫يلتزم الموظف بواجب احترام القانون بمعناه الواسع فيشمل ذلك احترام الدستور والل وائح والتعليم ات‬
‫ية ‪.‬‬ ‫واألوامر الرآس‬
‫أما فيما يتعلق بالمحظورات على الموظف العام فانه يحظر على الموظف بالذات أو بالواس طة أن يق وم‬
‫بأي عمل من األعمال المحظورة أو المحرمة بمقتضى القوانين أو اللوائح أو األنظمة المعمول بها ‪.‬‬
‫وفى حالة مخالفة الموظف هذا الواجب فانه يعرض نفسه للمسئولية التأديبية والجنائية إذا ما توافرت‬
‫شروطها‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬عدم إفشاء أسرار الوظيفة‪.‬‬

‫يطلع الموظف بحكم وظيفته على أم ور وأس رار يتعلق بعض ها بمس ائل تمس المص لحة العامة للدولة‬
‫كاألسرار العسكرية واالقتصادية والسياسية وبعضها يتعلق بمصلحة األفراد وحياتهم الخاصة‪.‬‬

‫وفى الحالتين يلتزم الموظف بعدم إفشاء هذه األسرار ويبقى هذا االلتزام س اريا ً ح تى بعد انته اء خدمة‬
‫ام‪.‬‬ ‫الموظف الع‬
‫ويزول هذا الواجب إذا فقد الموضوع سريته أو صار معروفا ً بطبيعته ‪ ،‬أو إللغاء األمر الذي فرض هذه‬
‫السرية ‪ .‬أو سمحت السلطات المختصة بإفشاء السر أو أذن صاحب السر بإفشائه أو إذا كان من ش أن‬
‫إذاعة السر منع ارتكاب جريمة ‪.‬‬
‫وي ترتب على مخالفه الموظف له ذا ال واجب تعرضه للمس ؤولية التأديبية والمس ؤولية الجنائية إذا‬
‫يشكل إفشاء أسرار‬
‫الوظيفة جريمة بنص قانون العقوبات العراقي‪.‬‬

‫خامساً‪ :‬المحافظة على شرف وكرامة الوظيفة‪.‬‬


‫حرصت التشريعات على عدم قصر مسؤولية الموظف على االخالل بواجباته فى داخل نطاق الوظيفة ‪،‬‬
‫انما اخ ذت تت دخل فى س لوكه وتص رفاته فى الحي اة الخاصة والعامة لتمنع كل مايخل بش رف وكرامة‬
‫‪.‬‬ ‫العامة‬ ‫الوظيفة‬
‫وغاية المشرع من ه ذه المحظ ورات أن يبعد الموظف عن م واطن الش بهات والريبة وهى محظ ورات‬
‫وردت على سبيل المثال ال الحصر ‪.‬‬

‫سادساً‪ :‬عدم جواز الجمع بين الوظيفة وأي عمل آخر‪.‬‬


‫حفاظا ً على نشاط الموظف وأداء عمله بدقه وكفائه حظر المشرع في قانون الخدمة المدنية الجمع بين‬
‫الوظيفة وأي عمل اال في األحوال التي يجوز فيها لذوى المؤهالت المهنية والعلمية مزاولة هذه المهن‬
‫مي‪.‬‬ ‫ات العمل الرس‬ ‫ير أوق‬ ‫في غ‬

‫الفصل الرابع‬
‫تأديب الموظف العام‬

‫إذا اخل الموظف العام بواجب من واجبات الوظيفة ‪ ،‬البد أن يعاقب أو يجازى تأديبيا ً ‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫مفهوم الجريمة التأديبية‬

‫في الع ادة ال يضع المش رع تعرف ا ً مح دداً للجريمة التأديبية ( ) كما هو الش ان في الجريمة الجنائية‬
‫ويكتفي غالبا ً بإيراد الوجب ات والمحظ ورات وينص على أن كل موظف يجب أن يل تزم به ذه الواجب ات‬
‫‪.‬‬ ‫بها‬ ‫يخل‬ ‫ما‬ ‫كل‬ ‫عن‬ ‫ويمتنع‬
‫ولعل خش ية المش رع في إض فاء وصف الجريمة على المخالف ات التأديبية يع ود إلى التش ابه ال ذي قد‬
‫يحصل بينها وبين الجريمة في المجال الجنائي ‪:‬‬
‫لكن الفقه من جانبه قد سد النقص في هذا المج ال فقد ع رف ال دكتور مغ اورى محمد ش اهين الجريمة‬
‫التأديبية بأنها إخالل بواجب وظيفي أو الخروج على مقتضاها بما ينعكس عليها ‪.‬‬
‫وعرفها االستاذ الطماوى تعريفا ً مقاربا ً فقال ‪ " :‬انها كل فعل أو امتناع يرتكبه العامل ويجافى واجب ات‬
‫منص به "‪ ,‬كما عرفها االس تاذ محمد مخت ار محمد عثم ان بانها كل فعل أو امتن اع عن فعل مخ الف‬
‫لقاعدة قانونية أو لمقتضى الواجب يص در من العامل اثن اء اداء الوظيفة أو خارجها مما ينعكس عليها‬
‫بغير عذر مقبول ‪.‬‬
‫ومن المالحظ ان هذه التعاريف قد جاءت خالية من االش ارة الى دور االرادة بوص فها ركن من ارك ان‬
‫الجريمة التأديبية اليمكن ان تقوم الجريمة بدونه وان هذا االتجاه لو اص بح اتجاه ا ً عام ا ً فانه س يؤدى‬
‫الى مساواه حسن النية من الموظفين بسيئ النيه والشك ان ذلك يقود الى التطبيق العشوائى للمس اءلة‬
‫لبيا ً على العمل فى المرفق ‪.‬‬ ‫راً س‬ ‫ترك اث‬ ‫التأديبية مما ي‬
‫ويمكننا تعريف الجريمة التأديبية بأنها كل فعل أو امتن اع إرادي يص در عن الموظف من ش انة اإلخالل‬
‫بواجب من واجبات الوظيفة ال تي ينص عليها الق انون فه ذا التعريف يجمع بين جنباته أرك ان الجريمة‬
‫التأديبية كافة من ركن مادي ومعنوي وشرعي وركن الصفة ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الخطأ أو اآلثم التأديبي ‪:‬‬


‫الخطأ الت أديبي ال يخضع لقاع دة ال جريمة وال عقوبة إال بنص كما هو الش ان في الجريمة الجنائية‬
‫فالموظف عليه أن يتجنب الواقع في كل ما يعت بر أخالالً منه ب واجب من الواجب ات الوظيفية س وا ك ان‬
‫هذا اإلخالل بفعل ايجابي أو كان بفعل سلبي ويكون هذا الخطأ مستوجبا ً لقيام المسوؤلية اإلدارية سواء‬
‫نتج عنه ضرر أم ال ‪.‬‬

‫فالض رر يك ون مفترض ا ً لكونه اثر لإلخالل بواجب ات الوظيفة باعتب اره إخالالً بالص الح الع ام ‪.‬‬
‫أما تقدير ما إذا ك ان فعل الموظف يش كل خطأ تأديبي ا ً أم ال ف األمر ال يخ رج عن معي ارين اس تند إليهما‬
‫الفقه في قياس سلوك الموظف المنحرف ‪.‬‬
‫فالخطأ قد يقاس بمعي ار شخصي ومض مونة أن ينظر إلى س لوك الموظف المخطئ وي وزن في ظ روف‬
‫معينة فيعتبر مخطئا إذا ك ان س لوكه دون المعت اد منه في مثل تلك الظ روف( ) والشك أن ه ذا المعي ار‬
‫منتقد فهو يجعل الموظف النش يط ال دائب في العمل يؤاخذ على اهمالة اليس ير غ ير المعت اد منه أما‬
‫الموظف المهمل فال يس ال عن إخالله بواجبه ما دام إهماله معت اد وه ذه نتيجة غريبة ال يمكن معها‬
‫االعتماد على هذا المعيار في قياس الموظف أما المعيار األخر وهو المعيار الموض وعي فينظر فيه إلى‬
‫الفعل ال ذي ارتكبه الموظف ويق اس وفق الم ألوف من س لوك الموظف المعت اد ‪ ,‬في ذات فئة الموظف‬
‫الذي يراد قياس سلوكه فيعتبر الموظف مخطأ إذا خرج عن هذا المألوف وهذا المعيار هو السائد العمل‬
‫فيه فقها ً وقض اء ‪ ,‬فالمعي ار الموض وعي معي ار واقعي ي راعى في التط بيق الظ روف ال تي ص در فيها‬
‫التص رف من ناحية الموظف ال ذي ق ام بالفعل من حيث سن الموظف وحالته الص حية وجنسه ومن‬
‫ناحية الزمان والمك ان والبيئة واف تراض أن الموظف المعت اد أح اطت به نفس الظ روف ال تي أح اطت‬
‫الموظف الذي ينسب الخطأ إليه ويوزن التص رف في ه ذا األس اس ف إذا ك ان تص رف الموظف المعت اد‬
‫مشابها لتص رف الموظف المخطئ فال مس ؤولية على األخ ير أما لو حصل العكس ف ان الموظف يعت بر‬
‫مرتكبا ً لخطأ يس توجب المس ألة التأديبية ‪ ,‬فالمعي ار الموض وعي لم يعد معي ار موض وعيا ً خالص ا ً فهو‬
‫موض وعي في األس اس إال انه شخصي عن دما يقيس ظ روف الموظف المخطئ ال ذي يتعين االعتم اد‬
‫عليه وه ذا المعي ار هو األق در على تقرير م تى يعت بر الموظف مخالفا لواجباته الوظيفية وم تى يمكن‬
‫مساءلته تأديبيا ً ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬التمييز بين الجريمة التأديبية والجريمة الجنائية ‪:‬‬


‫تختلف الجريمة التأديبية عن الجريمة في المجال الجنائي من حيث الطبيعة واألركان ‪.‬‬
‫ويمكن أن نوجز ما تتميز به الجريمة التأديبية عن الجريمة في النظام الجنائي بما يلي ‪:‬‬
‫‪ .1‬من حيث األشخاص ‪:‬‬
‫يشترط لوقوع الجريمة التأديبية أن يكون الفعل المعاقب عليه قد ارتكبه موظف مرتبط باإلدارة برابطه‬
‫وظيفية ‪.‬‬
‫وهذا مادعى الفقه إلى القول بان نظام التأديب نظام " ط ائفي " اى انه يتعلق بطائفة في المجتمع على‬
‫عكس النظام العقابي الذي يتصف بالعموميه و الشمول ‪.‬‬

‫‪ .2‬من حيث األفعال المكونة للجريمة ‪:‬‬


‫أن الجرائم التأديبية ليست محدده على س بيل الحصر ل ذلك فهي ال تخضع لمب دأ " ال جريمة و عقوبة‬
‫إال بنص " و إنما م ددها اإلخالل بكرامة الوظيفة و الخ روج على مقتض يات ال واجب وتقرير قي ام‬
‫الجريمة من عدمه خاضع لتقرير اإلدارة ‪.‬‬
‫أما الجريمة فى المجال الجنائى فحدده على سبيل الحصر ‪.‬‬

‫‪ .3‬من حيث الهدف ‪:‬‬


‫يهدف النظام التاديبى الى حسن اداء الموظفين العمالهم وضمان سير المرافق العامه بانتظام واطراد‬
‫‪ .‬اما فى النظام الجنائى فاالمر يتعلق بحماية المجتمع كله وضمان استقراره وامنه ‪.‬‬

‫‪.4‬من حيث المسؤوليه ‪:‬‬


‫تس تقل الجريمة التأديبية عن الجريمة الجنائية من حيث المس ؤولية ‪ ،‬ف ان إعف اء الموظف من‬
‫المسؤولية الجنائية وإلغاء التهمه الجنائية المنس وبة إليه ال يمنع من مس اءلته تأديبي ا ً ( ) ‪ ،‬فالمخالفة‬
‫التأديبية أساسا ً قائمة على ذاتها مس تقلة عن التهمة الجنائية ‪ ,‬قوامها مخالفة الموظف الع ام لواجب ات‬
‫وظيفته ومقتضياتها ‪ ,‬وهذا االستقالل قائم ح تى ولو ك ان هن اك ارتب اط بين الجريم تين ‪ ،‬ف الموظف قد‬
‫يسأل تأديبيا ً لمخالفته النصوص التشريعية أو العرف اإلداري ومقتض يات الوظيفة العامة ‪ ،‬في حين أن‬
‫الجريمة الجنائية ال تتقوم إال إذ خالف الفاعل نصا ً تشريعيا ً ‪.‬‬

‫‪ .5‬من حيث نوع العقاب المفروض ‪-:‬‬


‫أن العقاب التأديبي بتعلق بالمساس بمركز الموظف ومتعلقاته ‪ ،‬ويكون بإيق اع مجموعة من الج زاءات‬
‫محددة على سبيل الحصر ‪ ،‬وأثارها مح ددة س لفا ً أما في النظ ام الجن ائي ف إن العق اب يتعلق بالمس اس‬
‫بحرية الش خص أو حياته أو ماله ‪ ،‬وللقاضي الحرية في تق دير العقوبة وفق الواقعة المنظ ورة في‬
‫الحدود المسموح بها قانونا ً ‪.‬‬

‫‪ .6‬من حيث اإلجراءات ‪:‬‬


‫تتم يز الجريمة التأديبية في الجريمة في المج ال الجن ائي ‪ ،‬من حيث اإلج راءات ال واجب اتباعها منذ‬
‫ارتكاب الموظف للجريمة ومساءلته عنها وحتى إيقاع الجزاء عليه ‪ ،‬وهذه اإلج راءات تنظمها ق وانين‬
‫وظفين ‪.‬‬ ‫خاصة بالوظيفة العامة والم‬
‫أما الجريمة في المجال الجدنائي فلها أصولها الخاصة التي تنظمها القوانين العامة كق انون اإلج راءات‬
‫الجنائية وقانون المرافعات المدنية ‪.‬‬
‫غال أن االختالف ات الس ابقة ال تنفي وج ود ن وع الترابط والص لة بين الجريم تين التأديبية والجنائية ‪،‬‬
‫فالجريمتان عب ارة عن س لوك ش اذ يع اقب عليه الق انون ويجب تجنبه تحقيق ا ً للمص لحة العامة ‪ ،‬ومن‬
‫يرتكبه بعرض نفسه للمساءلة والعقاب المناسب ‪.‬‬
‫كما أن ه ذا الس لوك المنس وب إلى الموظف قد يش كل جريم تين جريمة تأديبية وأخ رى جنائية ‪ ،‬ولكن‬
‫المس اءلة التأديبية ال تتقيد بالمحاكمة الجنائية إال فيما يتعلق بوق وع الفعل المك ون للجريمة من‬
‫الموظف أو عدم وقوعه ‪ ,‬وفض الً عن ذلك قد تعت بر بعض الع عقوب ات التأديبية بمثابة عقوبة تكميلية‬
‫للعقوبات في المجال الجنائي ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫أركان الجريمة التأديبية‬

‫اختلف الفقهاء في تحديد أركان الجريمة التأديبية بص ورة عامة ولهم في ذلك م ذاهب كث يرة فك ان لكل‬
‫اص ‪.‬‬ ‫فقيه رأيه الخ‬
‫فذهب األس تاذ الطم اوي إلى أن الجريمة التأديبية تق وم على عنص رين هما الموظف والخطأ أو ال ذنب‬
‫اإلداري ‪.‬‬
‫وذهب األستاذ ماجد راغب الحلو إلى أن الجريمة التأديبية تقوم على ركنين هما الركن الم ادي وال ركن‬
‫وي ‪.‬‬ ‫المعن‬
‫بينما ذهب األستاذ عبد الفتاح حسن إلى أن الجريمة التأديبية تقوم على ثالثة أركان أو عناصر العنصر‬
‫المادي والعنصر المعنوي ونصر الصفة ‪.‬‬
‫وال راجح أن أرك ان الجريمة التأديبية هي نفس األرك ان في أي جريمة أخ رى هي ال ركن الش رعي‬
‫والركن المادي والركن المعنوي وللطبيعة الخاصة التي تتميز بها الجريمة التأديبية يكون الركن الرابع‬
‫فيها ركن الصفة ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الركن المادي ‪:‬‬


‫يتعلق ه ذا ال ركن بمادي ات الجريمة ومظهرها الخ ارجي ةال خالف في ع دم قي ام أي جريمة أو تأديبية‬
‫دون توافر هذا الركن‪.‬‬
‫سواء كان تمثل بمسلك إيجابي ‪ ،‬كما لو كان بش كل ارت داء على رئيس في العمل ظن أو بمس لك س لبي‬
‫كاالمتناع عن تنفيذ أمر رئاسي واجب الطاعة ‪.‬‬

‫ولكي يكون فعل الموظف مسوغا ً للمساءلة التأديبية يجب أن يكون محدداً وثابتا ً فال قيام للركن الم ادي‬
‫استناداً للظن أو الش ائعات ‪ ،‬ل ذلك ف إن تهام ات العامة أو النع وت المرس لة ال يمكن تعت بر مكونة له ذا‬
‫ركن ‪.‬‬ ‫ال‬
‫كما أن مج رد التفك ير دون ان يتخ ذها ه ذا التفك ير مظه راً خارجي ا ً ملموس ا ً ال يش كل مخالفة تنج يز‬
‫المساءلة التأديبية ‪.‬‬
‫كما أن األعم ال التحض يرية ال تي تتمثل في إع داد وس ائل تنفيذ الجريمة ‪ ،‬وال يع اقب عليها إال إنها قد‬
‫تعتبر في حد ذاته جريمة تأديبية مستقلة ‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الركن المعنوي ‪:‬‬


‫ال ركن المعن وي هو اإلرادة اآلثمة للموظف ال ذي ي رتكب الفعل أو ال ترك ال ذي يش كل إخالالً بواجب ات‬
‫الوظيفة ومقتض ياتها ‪ ,‬وال يكفي للمس اءلة التأديبية أن ي رتكب الموظف ما يعت بر منه مخالفة ل واجب‬
‫وظيفي ‪ ،‬وإنما يجب أن يتوافر عنصر نفسي واع يتجه إلى ارتكاب الفعل أو االمتن اع وه ذا العنصر هو‬
‫وي ‪.‬‬ ‫ركن المعن‬ ‫اإلرادة اآلثمة أو ال‬
‫والركن المعن وي في الجريمة التأديبية يختلف في الجريمة العمدية عنه في جريمة الخطأ ففي الجريمة‬
‫العمدية ال يكفى أن يحيط الموظف علم ا ً بالفعل ال ذي يرتكبه وإنما يجب أن يقصر تحقيق النتيجة‬
‫رفه ‪.‬‬ ‫المترتبة على تص‬
‫أما في الجريمة غير العمدية أو جريمة الخطأ فيتمثل الركن المعنوي في تقصير الموظف وع دم اتخ اذه‬
‫الحيطة والحذر الالزمين ل داء واجباته الوظيفية ‪ ،‬ويك ون بانص راف إرادة الموظف إلى ارتك اب العمل‬
‫‪.‬‬ ‫عليه‬ ‫المترتبة‬ ‫النتيجة‬ ‫في‬ ‫الرغبة‬ ‫دون‬
‫والبد الرتكاب الجريمة سواء كانت جنائية أو تأديبية من توافر الركن المعنوي فإذا تخلفت بأن انع دمت‬
‫إرادة الموظف لقوة قاهرة أو مرض أو إكراه أو أمر رئاسي مكتوب فال قيام للجريمة ‪.‬‬
‫غير أن البعض ذهب إلى ضرورة توافر الركن المعنوي في المجال التأديبي في بعض الج رائم التأديبية‬
‫المقننة ‪ ،‬وفي مجال األخطاء التي حددها المشرع وجرمها بنصوص خاصة ‪.‬‬
‫إال انه في جرائم أخرى لم يص نعها المش رع على س بيل الحصر ‪ ،‬ف اإلرادة اآلثمة ال تع نى أك ثر من أن‬
‫الموظف قد ارتكب الفعل أو االمتناع دون عذر شرعي ‪.‬‬
‫إال أن الرأي الصائب هو ان المساءلة التاديبية تتطلب فين يحاسب غدراكا ً ووعيا ً لما يقترفه لذلك قيل‬
‫بأن يلزم لقيام الجريمة التأديبية أن يكون الفعل راجعا ً إلى إرادة العامل إيجابا ً أو سلبا ً ‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الركن الشرعي ‪:‬‬


‫يتعلق الركن الشرعي بخضوع الفعل للجرائم وتعلق ص فة ع دم المش روعية به ‪ ،‬والبد من الق ول ب أن‬
‫األفع ال المكونة لل ذنب الت أديبي ليست مح ددة على س بيل الحصر ‪ ،‬وإنما مردها اإلخالل بواجب ات‬
‫الوظيفة ومقتض ايتها ال غ ير ‪ ،‬وه ذا ما دعا البعض إلى الق ول بأنىالجريمة التأديبية ال تخضع لمب دأ‬
‫رعي‪.‬‬ ‫ركن الش‬ ‫وافر فيها ال‬ ‫رائم وال يت‬ ‫رعية الج‬ ‫ش‬
‫إال أن المالحظ أن شرعية الج رائم التأديبية هي غيرها بالقي اس لش رعية الج رائم في المج ال الجن ائي‬
‫حيث الخضوع لمبدأ " جريمة وال عقوبة إال بنص " ‪.‬‬
‫فالمبدأ في الجرائم التأديبية أن الموظف يع اقب إذا ما خ الف القواعد والواجب ات الوظيفية المنص وص‬
‫عليها في القوانين واألنظمة والتعليمات ‪.‬‬
‫وال يع ني ذلك ع دم خض وعها لمب دأ المش روعية ‪ ،‬فالمش روعية في مج ال الج رائم التأديبية ال تقتصر‬
‫على النص وص االقنونية وإنما تلعب فيها أحك ام القض اء اإلداري دوراً كب يراً يف وق دور النص وص‬
‫القانونية ‪.‬‬
‫فالنص وص القانونية ال تي تح دد الواجب ات الوظيفية وتع اقب عند اإلخالل بها وأحك ام القض اء ال تي‬
‫تمارس رقابتها على تطبيق هذه النصو صكفيلة لتقرير مبدأ شرعية الجرائم التأديبية ‪.‬‬
‫وفي ذلك نقول محكمة القضاء اإلداري المصرية ‪ " :‬أن الجزاء التأديبي – كأي قرار إداري‪ -‬يجب أن‬
‫يقوم على سبب يبرره ن والسبب في الجزاء التأديبي هو الجريمة التاديبية التي ت دفع ال رئيس اإلداري‬
‫إلى التدخل بسلطته العامة ليحدث في حقالموظف مرك زاً قانوني ا ً معين ا ً هو العقوبة ال تي يقوقعها عليه‬
‫ابتغاء مصلحة عامة هي حسن سير العمل‪ ،‬وقد يك ون مش ار ال نزاع من ه ذه الناحية – ناحية الس بب‪-‬‬
‫هو التحقق من ص حة قي ام األفع ال المنس وبة إلى الموظف ‪ ،‬أو التك ييف الق انوني له ذه األفع ال على‬
‫فرض حصولها ‪ ،‬وهل تكون الجريمة التأديبية طبقا ً للق انون ‪ ،‬وليس من شك في أن س لطة اإلدارة في‬
‫هذه الناحية أو تلك ليست سلطة تقديرية ‪ ،‬بل هي سلطة محددة بحدود القانون مقيدة بقيوده"‪.‬‬
‫وفي ذات االتجاه قضت المحكمة العليا الليبية بقولها ‪ " :‬أن المشرع لم يعدد الجرائم التأديبية علىسبيل‬
‫الحصر كما فعل في الج رائم الجنائية حيث تخضع األخ يرة لمب دأ ال جريمة وال عقوبة إال بنض ‪ ،‬وإنما‬
‫ت رك لس لطة الت أديب حرية واس عة في تق ديرها وه ذه الحرية يجب أن يقابلها رقابة قض ائية فعالة‬
‫وواسعة ضمانا ً لجدية ركن السبب في القرار اإلداري " ‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬ركن الصفة ‪:‬‬


‫ركن الص فة أو ال ركن الشخصي هو ال ركن الرابع ال ذي ال يمكن قي ام الجريمة التأديبية بدون ه‪ ،‬وهو‬
‫ش رط الزم في الج رائم التأديبية دون س واها في الج رائم جنائية ك انت أم مدني ة‪،‬فال بد أن يقع الفعل‬
‫المكون للجريمة من أحد العاملين المرتبطين بجهة اإلدارة برابطة وظيفية‪.‬‬
‫ويثار في ه ذا المج ال س ؤال ح ول األفع ال ال تي تص در من الموظف الفعلي أو الظ اهر ‪ ،‬وهو ش خص‬
‫تدخل خالفا ً للق انون في ممارسة اختصاص ات وظيفة عامة متخ ذاً مظهر الموظف الق انوني النختص ‪،‬‬
‫ة؟‬ ‫ذه الحال‬ ‫ا ً في مثل ه‬ ‫اءلته تأديبي‬ ‫وز مس‬ ‫فهل يج‬
‫قبل اإلجابة على هذا السؤال البد من القول أن القاعدة كما بينا س ابقا ً أنه ال يج وز لألف راد الع اديين أن‬
‫يتول وا وظيفة علمة بص ورة غ ير قانونية ‪ ،‬ألنهم ب ذلك يكون ون مغتص بين لها وجميع تص رفاتهم تعد‬
‫باطلة ‪ ،‬إال في حالة الموظف الفعلي استثنا ًء حفاظا ً على دوام سير المرافق العامة في ظروف الح روب‬
‫واتلث ورات عن دما يض طر األف راد إلى إدارة المرفق ب دون أذن من الس لطة ‪ ،‬أو حفاظ ا ً على الوضع‬
‫الظ اهر أم ام الجمه ور عن دما يش غل الش خص وظيفة معينة بن ا ًء على أمر ب التعيين لم يتخذ الش كل‬
‫القانوني المطلوب لصدوره أو استمراره يشغل الوظيفة رغم انته اء ص فته كموظف ع ام ‪ ،‬أو في حالة‬
‫سكوت اإلدراة عن تجاوز الموظف اختصاصاته واستقرار العمل على ذلك ‪.‬‬
‫ففي هذه الحاالت اعترف القضاء والفقه ببعض اآلثار القانونية للوظيفة الفعلية كمنح الموظف الفعلي‬
‫راتبا ً مقابل إدائه لعمله إذا كان حسن النية ‪.‬‬
‫أما حول إمكانية مساءلة الموظف الفعلي تأديبيا ً ‪ ،‬فقد ث ار خالف فقهي به ذا الش أن‪ ،‬ف ذهب ج انب من‬
‫الفقه إلى أن التزام ات الموظف الفعلي أقل من التزام ات الموظف الرس مي ‪ ،‬وأنه ال يخضع للج زاءات‬
‫التأديبية ألن مس ؤوليته عادية ال مس لكة ‪ ،‬ف إذا ص در خطأ شخصي أو زاول العمل ب القوة والعنف‬
‫والتهديد ‪ ،‬فإن المراجعة بشأن تصرفاته هي من اختصاص المحاكم العادية جنائي أو مدنية ‪.‬‬
‫ل ذلك ال يمكن حسب ه ذا ال رأي تص ور مس اءلة الموظف الفعلي تأديبي ا ً ‪ ،‬أما الج انب األخر من الفقه‬
‫ف ذهب إلى أن نظرية الموظف الفعلي تضم قط اعين القط اع األول هم الم وظفين الفعلي ون فى االوق ات‬
‫االستثنائيه ‪ ،‬اى أوق ات الح رب واالزم ات والت ورات ‪ .‬وفى ه ذه الحاله يك ون من ت ولى الوظيفه ف رداً‬
‫غله للوظيفه ‪.‬‬ ‫اء ش‬ ‫اًعن اعماله اثن‬ ‫اءلته تأديبي‬ ‫وز مس‬ ‫ا ً ال تج‬ ‫عادي‬
‫اما القط اع الث انى فهم الموظف ون الفعلي ون ال ذين يمارس ون اختصاص ا ً معين ا ً فى الظ روف العاديه ‪،‬‬
‫بسبب بطالن التعيين أو انقطاع الصلة بالوظيفه أو حالة االستمرار غير المش روع فى العمل أو س كون‬
‫االدارة عن اختصاص الموظف الظاهر‪ .‬فهؤالء يخضعون الحكام الت أديب وما يقع منهم من اخط اء فى‬
‫كل جريمه تأديبيه ‪.‬‬ ‫ممارسة الوظيفه بش‬
‫ونرى ان هذا الراى هو االصوب ذلك ان نظام الت اديب ال يس ري اال على االف راد الم رتبطين مع االداره‬
‫برابطه وظيفيه والموظف الفعلى ال يكون مرتبطا ً بهذه العالقه فى ظل الظروف االستثنائيه ‪.‬‬
‫قد أيد القضاء اإلداري هذا الرأي فق الت المحكمة اإلدارية العليا " أن من اط مس ؤولية الموظف اإلخالل‬
‫بالواجبات العامة ‪ ،‬وتتحقق هذه المخالفة وال اثر لكون الموظف الذي وقع منه اإلخالل مستوفيا ً شروط‬
‫الوظيفة أم ال ‪ ،‬مادام قائما ً بعمله فعالً كأصيل أو منتدب ‪.‬إذ أن األمانة مطلوبة منه في عمل يؤديه يقطع‬
‫النظر عن ظروف إسناد العمل إليه ‪ ،‬وال يبيح اإلخالل بهذا ‪ ،‬أو يمحو عن اإلخالل بالمس ئولية المترتبة‬
‫عليه‪ ،‬عدم إحالته في العمل ال ذي أنيطت به اختصاص اته ‪ ،‬كما أن تط وع الموظف للقي ام بعمل موظف‬
‫أخر ال يعفيه من المسؤولية عن أخطائه " ‪.‬‬

‫الباب الخامس‬
‫القرار اإلداري‬

‫موضوع القرار اإلداري من أكثر المواض يع أهمية وحيوية في الق انون اإلداري ‪ ,‬فهو األس لوب األك ثر‬
‫شيوعا ً في أعمال اإلدارة ‪ ,‬وال نظير له في مجال القانون الخاص ‪ ,‬فمن شأنه أح داث آث ار قانونية على‬
‫عاتق المخاطبين به دون أن يتوقف ذلك على قبولهم ‪.‬‬
‫وفي هذا الجزء من الدراسة نجد أنه من المناسب تمييز بين القرار اإلداري وأعم ال الدولة األخ رى ‪,‬‬
‫ونبين أركانه أو عناصره وأنواعه والشروط الالزم توافرها في القرار اإلداري ليكون ص حيحا ً وس ليما ً‬
‫من الناحية القانونية وأخيراً نبحث في نهاية القرارات اإلدارية‪.‬‬

‫وفي هذا السبيل سنقسم هذا الباب إلى ‪:‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬تمييز القرار اإلداري عن أعمال الدولة األخرى ‪.‬‬


‫الفصل الثاني ‪ :‬مفهوم وعناصر القرار اإلداري ‪.‬‬
‫الفصل الثالث ‪ :‬تصنيف القرارات اإلدارية ‪.‬‬
‫الفصل الرابع ‪ :‬النظام القانوني للقرارات اإلدارية ‪.‬‬
‫الفصل الخامس ‪ :‬نهاية القرارات اإلدارية ‪.‬‬
‫الفصل األول‬
‫تمييز القرار اإلداري عن أعمال الدولة األخرى‬

‫تمارس الدولة وفقا ً لمبدأ الفصل بين السلطات ثالث مهام أو وظ ائف هي الوظيفة التش ريعية والوظيفة‬
‫القض ائية والوظيفة التنفيذية ‪ ,‬فالوظيفة التش ريعية تتض من مهمة وضع القواعد الس لوكية العامة‬
‫والمج ردة وتختص بممارس تها الس لطة التش ريعية ‪ ,‬أما الوظيفة القض ائية فتتض من الفصل في‬
‫المنازعات وتختص بها السلطة القضائية ‪.‬‬
‫أما الوظيفة لتنفيذية فتختص بها الس لطة التنفيذية ال تي تم ارس أعم ال مختلفة منها األعم ال المادية‬
‫كبناء المنشآت العامة وتعبيد الطرق أو بناء الجسور ‪ ,‬كما تصدر أعماالً قانونية وهذه األخ يرة منها ما‬
‫يص در بإرادتها المنف ردة دون مش اركة األف راد وه ذه الق رارات اإلدارية ‪ ,‬ومنها األعم ال القانونية‬
‫التعاقدية التي تصدر باتفاق أرادتين ‪.‬‬
‫ومن ثم فإن تمييز الق رار اإلداري ليس ب األمر الس هل ‪ ,‬فالفصل بين الس لطات ال يع ني الفصل الت ام إذ‬
‫تقتصر كل هيئة على ممارسة وظيفة خاصة ‪ ,‬إنما تم ارس بعض األعم ال الداخلة أصال في نش اط‬
‫الهيئات األخرى ‪.‬‬
‫فالس لطة التش ريعية تم ارس عمالً إداري ا ً عن دما تص در الميزانية والس لطة التنفيذية قد تفصل في‬
‫خص ومة عن طريق المج الس اإلدارية ذات االختص اص القض ائي ‪ ,‬بينما يم ارس القض اء بعض‬
‫االختصاص ات اإلدارية المتعلقة بم وظفي الهيئ ات القض ائية فض الً عن وظيفته األص لية في الفصل في‬
‫المنازعات ‪.‬‬
‫لذلك كان من الواجب تمييز القرار اإلداري عن أعمال السلطة التشريعية والسلطة القض ائية ‪ ,‬ثم نبحث‬
‫في تمييز القرار اإلداري عن العمل المادي ‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫القرارات اإلدارية واألعمال التشريعية‬

‫القرارات اإلدارية تقبل الطعن باإللغاء أمام القضاء اإلداري وعلى العكس من ذلك فإن القوانين ال يمكن‬
‫الطعن فيها إال بالطريق الدستوري المقرر ‪.‬‬
‫ويتردد الفقه الحديث بين معيارين لتحديد صفة العمل تشريعية أم إدارية ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬المعيـار الشكلي ‪:‬‬


‫وفقا ً للمعيار الشكلي أو العضوي يتم الرجوع إلى الهيئة التي أصدرت العمل أو اإلجراءات التي اتبعت‬
‫في إصداره دون النظر إلى موضوعه فإذا كان العمل صادراً من السلطة التشريعية فهو عمل تشريعي ‪,‬‬
‫أما إذا ك ان ص ادراً من أح دى الهيئ ات اإلدارية بوص فها فرع ا ً من ف روع الس لطة التنفيذية فهو عمل‬
‫إداري ‪.‬‬

‫ومن ثم يمكن تعريف العمل اإلداري وفق هذا المعيار بأنه كل عمل صادر من فرد أو هيئة تابعة لإلدارة‬
‫ا‪.‬‬ ‫اء أداء وظيفته‬ ‫أثن‬
‫فهذا المعيار يقف عند صفة القائم بالعمل دون أن يتع دى ذلك إلى طبيعة العمل ذاته ‪ ,‬وهو معي ار س هل‬
‫التطبيق لو التزمت كل سلطة بممارسة نشاطها وأخذت بمبدأ الفصل الت ام بين الس لطات ‪ ,‬إال أن طبيعة‬
‫العمل تقتضي في أحيان كثيرة وجد نوع من التداخل والتعاون بين السلطات مما دعى بالفقه إلى البحث‬
‫عن معيار آخر للتمييز بين القرارات اإلدارية واألعمال التشريعية ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬المعيـار الموضوعي ‪:‬‬


‫يعتمد المعي ار الموض وعي على طبيعة العمل وموض وعه بص رف النظر عن الجهة ال تي أص درته أو‬
‫اإلجراءات التي اتبعت في إصداره ف إذا تمثل العمل في قاع دة عامة مج ردة فأنشأ مرك زاً قانوني ا ً عام ا ً‬
‫اعتبر عمالً تشريعيا ً أما إذا تجسد في قرار ف ردي يخص ف رداً أو أف راداً معي نين ب ذواتهم فأنشأ مرك زاً‬
‫قانونيا ً خاصا ً اعتبر عمالً إداريا ً ‪.‬‬
‫وينقد أنصار هذا االتجاه المعيار الشكلي ألنه يقف عند الشكليات وعدم االهتمام بطبيعة العمل وج وهره‬
‫‪ ,‬ويأتي في مقدمة أنصار االتجاه الموضوعي الفقيه دوجي وبونار وجيز ‪.‬‬
‫ويؤمن هؤالء الفقهاء بأن القانون يقوم على فك رتين أساس يتين هما فكرتا المراكز القانونية واألعم ال‬
‫القانونية ‪:‬‬

‫‪ .1‬المراكز القانونية ‪ :‬وهي الحالة التي يوجد فيها الفرد أزاء القانون وتقسم إلى قسمين ‪:‬‬

‫أ‪ -‬المراكز القانونية العامة أو الموضوعية ‪ :‬وهو كل مركز يكون محتواه واحد بالنس بة لطائفة معينة‬
‫من األفراد ‪ ,‬فترسم حدوده ومعالمه قواعد مجردة متماثلة لجميع من يش غلون ه ذا المركز ومثله مركز‬
‫الموظف العام في القانون العام والرجل المتزوج في القانون الخاص ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المراكز القانونية الشخص ية أو الفردية ‪ :‬وهي المراكز ال تي يح دد محتواها بالنس بة لكل ف رد على‬
‫حده ‪ ,‬وهي بهذا تختلف من شخص إلى آخر وال يمكن أن يحدد القانون مقدما ً ه ذه المراكز ألنها تتم يز‬
‫بـأنها خاصة وذاتية ومثله مركز ال دائن أو الم دين في الق انون الخ اص ومركز المتعاقد مع اإلدارة في‬
‫القانون العام ‪.‬‬

‫‪ .2‬األعم ال القانونية ‪ :‬وتمت از بأنها متغ يرة ومتط ورة بحسب الحاجة ويتم ه ذا التغي ير أما ب إرادة‬
‫المشرع أو بإرادة شاغلها ويقسم " دوجي " هذه األعمال إلى ثالثة أقسام ‪:‬‬

‫أ‪ -‬أعمال مشرعة ‪ :‬وهي كل عمل قانوني ينشئ أو يعدل أو يلغى مركزاً قانونيا ً عاما ً أو موض وعيا ً من‬
‫ه ذه األعم ال الق وانين المش رعة والل وائح واألنظمة ‪ ,‬وال تي تتض من قواعد تنظيمية عامة وغ ير‬
‫شخصية ‪.‬‬
‫ب‪ -‬أعم ال شخص ية أو ذاتية ‪ :‬وهي األعم ال القانونية ال تي تنشئ أو تتعلق بمراكز شخص ية ال يمكن‬
‫تعديلها إال بإرادة أطرافه وأوضح مثال على هذه األعمال العقود ‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ج‪ -‬أعمال شرطية ‪ :‬وهي األعمال الصادرة بص دد ف رد معين وتس ند إليه مرك زا عام ا ‪ ,‬فهي تجس يد‬
‫لقاعدة عامة على حالة أو واقعة فردية ‪ ,‬ومثاله في القانون العام قرار التع يين في وظيفة عامة ‪ ,‬فه ذا‬
‫القرار يعد عمالً شرطيا ً ألنه ال ينشئ للموظف مركزاً شخصيا ً ‪ ,‬ألن هذا المركز كان قائم ا ً وس ابقا ً على‬
‫قرارا التعيين ‪.‬‬
‫وبهذا المعنى فإن العمل التشريعي عند " دوجي " هو الذي يتضمن قاعدة عامة موضوعية " ق وانين‬
‫أو الل وائح " بغض النظر عن الهيئة أو اإلج راءات المتبعة إلص داره ‪ ,‬في حين يعد إداري ا ً إذا اتسم‬
‫بطابع الفردية وهذا يصدق على القرارات واألعمال الفردية واألعمال الشرطية ‪.‬‬
‫ويبدو أن المشرع والقضاء الفرنسيان يأخذان بالمعي ار الش كلي فاألصل أن ال يقبل الطعن باإللغ اء ضد‬
‫أعمال السلطة التشريعية سواء في القوانين أو القرارات الصادرة من البرلمان ‪ ,‬واعتمد المش رع على‬
‫ذلك في األمر الص ادر في ‪ 31/7/1945‬المنظم لمجلس الدول ة‪ ,‬إذ نص على أن محل الطعن بس بب‬
‫لطات اإلدارية المختلفة ‪.‬‬ ‫ادرة من الس‬ ‫ال الص‬ ‫لطة هو األعم‬ ‫اوز الس‬ ‫تج‬
‫إال أن القض اء الفرنسي لجأ في بعض الح االت إلى األخذ بالمعي ار الموض وعي للتمي يز بين األعم ال‬
‫اإلدارية واألعمال التشريعية قابالً الطعن باإللغاء في أعمال البرلمان المتعلقة بتسيير الهيئة التش ريعية‬
‫كاللوائح الداخلية للبرلمان والقرارات الصادرة بتعيين موظفيه ‪ ,‬ال سيما بعد ص دور األمر النظ امي في‬
‫‪ 17/11/1958‬الذي سمح لموظفي المجالس برفع المنازعات ذات الطابع الف ردي إلى القض اء اإلداري‬
‫‪.‬‬
‫وهو االتجاه الذي اعتم ده القض اء اإلداري المص ري فهو وأن اعتمد المعي ار الش كلي قاع دة عامة في‬
‫الكثير من أحكامه إال انه اعتبر في أحكام أخرى القرارات الصادرة من مجلس الشعب بإس قاط عض وية‬
‫أحد أعضاءه عمالً إداريا ً يقبل الطعن فيه باإللغاء‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫القرارات اإلدارية واألعمال القضائية‬

‫يشترك القضاء مع اإلدارة في سعيهما الحثيث نحو تطبيق القانون وتنفيذه على الح االت الفردية ‪ ,‬فهما‬
‫ينقالن حكم الق انون من العمومية والتجريد إلى الخصوص ية والواقعية وذلك بتطبيقه على الح االت‬
‫الفردية ‪.‬‬
‫ويظهر التشابه بينهما أيضا في أن اإلدارة شأنها شأن القضاء تس هم في معظم األحي ان بوظيفة الفصل‬
‫في المنازع ات من خالل نظرها في تظلم ات األف راد وفي الح التين يك ون الق رار اإلداري الص ادر من‬
‫اإلدارة والحكم القضائي الصادر من السلطة القضائية أداة لتنفيذ القانون ‪.‬‬
‫ومع ه ذا التق ارب س عى الفقه والقض اء إلى إيج اد معي ار للتمي يز بين العمل القض ائي والعمل اإلداري‬
‫لخطورة النتائج المترتبة على الخلط بينهما ‪ ,‬فالقرارات اإلدارية يجوز بص ورة عامة إلغاؤها وتع ديلها‬
‫وسحبها ‪ ,‬أما األحكام القضائية فطرق الطعن فيها محددة تشريعيا ً على سبيل الحصر ‪.‬‬
‫وبرزت في مج ال التمي يز بين الق رارات اإلدارية واألعم ال القض ائية نظري ات ع دة يمكن حص رها في‬
‫ضمن معيارين ‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬المعيــار الشكلي ‪.‬‬

‫يقوم هذا المعيار على أس اس أن العمل اإلداري هو ذلك العمل أو الق رار ال ذي يص در عن ف رد أو هيئة‬
‫تابعة لجهة اإلدارة بصرف النظر عن مضمون وطبيعة العمل أو القرار ذاته‪ ,‬بينما يعد العمل قضائيا ً إذا‬
‫ص در عن جهة منحها الق انون والية القض اء وفق ا ً إلج راءات معينة ‪ ,‬بص رف النظر عن مض مون‬
‫وطبيعة العمل ‪.‬‬
‫وهذا المعيار منتقد من حيث أنه ليس جل األعمال القضائية أحكام ا ً ‪ ,‬بل أن منها ما يعد أعم االً إدارية‬
‫بطبيعتها ‪ ,‬ومن ج انب آخر نجد أن المش رع كث يراً ما يخ ول الجه ات اإلدارية س لطة الفصل في بعض‬
‫المنازعات فيكون لهذه الجهات اختصاص قضائي ‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس فإن المعيار الشكلي ال يكفي لتمييز األعمال اإلدارية عن األحكام القضائية ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬المعيار الموضوعي ‪:‬‬

‫المعيار الموضوعي أو الم ادي يق وم على أس اس النظر في موض وع وطبيعة العمل نفسه دون اعتب ار‬
‫بالسلطة التي أصدرته ‪ ,‬واعتمد هذا المعي ار عناصر ع دة يتم من خاللها التوصل إلى طبيعة ومض مون‬
‫العمل ‪ ,‬فيك ون العمل قض ائيا ً ‪ ,‬إذ تض من على " أدع اء بمخالفة الق انون ‪ ,‬وحل ق انوني للمس ألة‬
‫المطروحة يصاغ في تقرير ‪ ,‬وقرار هو النتيجة الحتمية للتقرير الذي انتهي إليه القاضي " ‪.‬‬
‫في حين يك ون العمل إداري ا ً إذا ص در من س لطة تتمتع باختص اص تق ديري وليس من س لطة تتمتع‬
‫باختصاص مقيد كما في أحكام القضاء ‪ ,‬وأن يصدر بشكل تلقائي وليس بنا ًء على طلب من األف راد وأن‬
‫ات عامة ‪.‬‬ ‫باع حاج‬ ‫رض من العمل إش‬ ‫ون الغ‬ ‫يك‬
‫وال شك أن هذه العناصر ال تكفي لتمييز األعم ال اإلدارية عن أعم ال القض اء ‪ ,‬ألن الكث ير من ق رارات‬
‫اإلدارة إنما يصدر عن اختصاص مقيد ‪ ,‬وكثيراً منها ال يصدر إال بطلب من األفراد ‪.‬‬
‫واإلدارة عن دما تفصل في المنازع ات باعتبارها جهة ذات اختص اص قض ائي إنما يق ترب نش اطها من‬
‫نشاط القضاء ويهدف إلى حماية النظام القانوني للدولة ‪.‬‬
‫إزاء ذلك نشأ معيار مختلط يقوم على أساس الم زج بين المعي ارين الش كلي والموض وعي إذ ينظر إلى‬
‫طبيعة العمل من ناحية ‪ ,‬والشكل الذي يظهر فيه العمل واإلجراءات المتبعة لصدوره من ناحية أخرى ‪.‬‬

‫والمتتبع ألحك ام مجلس الدولة في فرنسا يجد أنه يأخذ في الغ الب بالمعي ار الش كلي لتمي يز العمل‬
‫القض ائي عن الق رار اإلداري إال أنه يتجه في بعض األحي ان إلى المعي ار الموض وعي فهو يم زج بين‬
‫المعيارين الش كلي والموض وعي ألن العمل القض ائي ال ذي ال يعد ق راراً إداري ا ً وال يخضع للطعن أم ام‬
‫ائية ‪.‬‬ ‫در عن الجهة القض‬ ‫ا ً كل ما يص‬ ‫مل حتم‬ ‫اء اإلداري ال يش‬ ‫القض‬
‫‪,‬يب دو أن القض اء اإلداري المص ري قد واكب ه ذا االتج اه فقد قضت محكمة القض اء اإلداري ‪ " :‬أن‬
‫شراح القانون العام قد اختلفوا في وضع معايير التفرقة بين القرار اإلداري والقرار القضائي فمنهم من‬
‫أخذ بالمعي ار الش كلي ‪ ,‬ويتض من أن الق رار القض ائي هو ال ذي يص در من جهة منحها الق انون والية‬
‫القضاء ‪ ,‬ومنهم من أخذ بالمعيار الموضوعي وهو ينتهي إلى أن الق رار القض ائي هو ال ذي يص در في‬
‫خصومة لبيان حكم القانون فيها و بينما رأى آخرون أن يؤخذ بالمعيارين معا ً – الش كلي والموض وعي‬
‫– وقد اتجه القضاء في فرنسا ثم في مصر إلى هذا الرأي األخير وعلى أن الراجح هو األخذ بالمعيارين‬
‫معا ً مع بعض الضوابط ‪ ,‬وبيان ذلك أن القرار القضائي يف ترق عن الق رار اإلداري في أن األول يص در‬
‫من هيئة قد اس تمدت والية القض اء من ق انون مح دد الختصاص ها م بين إلجراءاتها وما إذا ك ان ما‬
‫تصدره من أحكام نهائيا ً أو ق ابالً للطعن مع بي ان الهيئ ات ال تي تفصل في الطعن في الحالة الثانية وأن‬
‫يكون هذا القرار حاسما ً في خصومة ‪ ,‬أي في نزاع بين طرفين مع بيان القواعد التي تطبق عليه ووجه‬
‫الفصل فيه"‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫القرارات اإلدارية واألعمال المادية‬

‫العمل المادي مجرد واقعة مادية غير مؤثرة في المراكز القانونية التي تتصل بها‪ ,‬فإذا كان وج ود األثر‬
‫القانوني هو معيار القرارات اإلدارية ‪ ,‬فإن غيبة هذا األثر تصبح هي معيار األعمال المادية ‪.‬‬
‫واألعمال المادية أما أن تكون أفعاالً إرادية أرادتها اإلدارة وتدخلت لتحقيقها ‪ ,‬مثل اإلج راءات التنفيذية‬
‫التي ال تسمو لمرتبة القرار اإلداري كهدم المنازل اآليلة للسقوط تنفيذاً لقرار اإلدارة بالهدم ‪.‬‬
‫وقد تكون أفعاالً غير إرادية تقع بطريق الخطأ واإلهمال مثل حوادث السير ال تي يس ببها أحد م وظفي‬
‫اإلدارة ‪.‬‬
‫ً‬
‫واألعم ال المادية ال تعت بر من قبيل األعم ال القانونية اإلدارية ألنها ال ت رتب آث ارا قانونية مباش رة‬
‫وتخرج هذه األعمال عن نطاق الطعن باإللغاء أمام القضاء اإلداري ‪.‬‬
‫وقد قضت المحكمة اإلدارية العليا في مصر ب أن ‪ " :‬محل العمل الم ادي ال ذي ال يختص به القض اء‬
‫اإلداري يك ون دائم ا ً واقعة مادية أو أج راء مثبت ا ً لها دون أن يقصد به تحقيق آث ار قانونية إال ما ك ان‬
‫منها وليد إرادة المشرع مباشرة ال أرادة جهة اإلدارة " ‪.‬‬
‫وبه ذا يتم يز محل العمل الق انوني عن العمل الم ادي ال ذي يك ون دائم ا ً نتيجة مادية واقعية " ‪.‬‬
‫وعلى الرغم من ذلك فإن ع دم اعتب ار العمل الم ادي ق راراً إداري ا ً وأن ك ان يمنع الطعن فيه باإللغ اء ‪,‬‬
‫فأنه يصح أن يكون محالً لمنازعة إدارية تمس مصالح األفراد فيكون محالً لطلب التعويض على أساس‬
‫اء الكامل ‪.‬‬ ‫وى القض‬ ‫دع‬
‫ومن المستقر في القضاء اإلداري أن كل قرار لم يصدر عن أرادة اإلدارة في أح داث أثر ق انوني س لبيا ً‬
‫كان أن إيجابيا ً ال يعد قراراً أداريا ً صالحا ً للطعن فيه باإللغاء وال يعدو أن يك ون أج را ًء تنفي ذيا ً أو عمالً‬
‫ماديا ً ‪.‬‬
‫الفصل الثاني‬

‫مفهوم القرار اإلداري وعناصره‬

‫في هذا الجزء من الدراسة نبحث في تعريف القرار اإلداري والعناصر األزمة لوجوده ص حيحا ً وس ليما ً‬
‫من الناحية القانونية‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫تعريف القرار اإلداري‬

‫نال موضوع القرار اإلداري عناية الكثير من الفقهاء ‪ ,‬كما أسهم القضاء اإلداري في الكشف عن الكثير‬
‫من مالمحه ‪ ,‬ومع اختالف تعريف ات الفقه والقض اء للق رار اإلداري من حيث األلف اظ فأنه ينم عن‬
‫مضمون واحد ‪.‬‬

‫فقد عرفه العميد " دوجي " بأنه كل عمل إداري يص در بقصد تع ديل األوض اع القانونية كما هي قائمة‬
‫وقت صدوره أو كما تكون في لحظة مستقبلة معينة ‪.‬‬
‫وعرفه " بونار " بأنه كل عمل إداري يحدث تغييراً في األوضاع القانونية القائمة‪.‬‬
‫وعرفه " رف يرو " بأنه العمل ال ذي بواس طته تق وم اإلدارة باس تعمال س لطتها في تع ديل المراكز‬
‫القانونية بإرادتها المنفردة ‪.‬‬
‫أما في الفقه العربي ‪ ,‬فقد عرفه الدكتور " سامي جمال الدين " بأنه تعبير عن اإلرادة المنفردة لسلطة‬
‫إدارية بقصد أحداث أثر قانوني معين ‪.‬‬
‫وج اء في تعريف ال دكتور " ماجد راغب الحلو " ب أن الق رار اإلداري هو إفص اح عن إرادة منف ردة‬
‫يصدر عن سلطة إدارية ويرتب آثاراً قانونية ‪.‬‬
‫أما القض اء اإلداري المص ري فقد اس تقر على تعريفه أنه أفص اح اإلدارة عن إرادتها الملزمة بما لها‬
‫من سلطة بمقتضي القوانين واللوائح بقصد أحداث أثر قانوني معين ابتغاء مصلحة عامة ‪.‬‬
‫ويتضح من هذا التعريف أن هناك عدة شروط يجب توافرها لنكون أمام قرار إداري وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬أن يصدر القرار من سلطة إدارية وطنية ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يصدر باإلرادة المنفردة لإلدارة ‪.‬‬
‫‪ -‬ترتيب القرار ألثار قانونية ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬أن يصدر القرار من سلطة إدارية وطنية ‪:‬‬

‫يش ترط في الق رار اإلداري أن يص در من س لطة إدارية وطنية س واء أك انت داخل ح دود الدولة أو‬
‫خارجها من دون النظر إلى مركزية الس لطة أو ع دم مركزيتها ‪ ,‬والع برة في تحديد ما إذا ك انت الجهة‬
‫التي أصدرت القرار وطنية أم ال ليس بجنسية أعضائها ‪ ,‬وإنما بمصدر السلطة التي تس تمد منها والية‬
‫إصدار القرار ‪.‬‬
‫ولنكون أمام قرار إداري ينبغي أن يصدر هذا القرار من ش خص ع ام له الص فة اإلدارية وقت إص داره‬
‫وال عبرة بتغير صفته بعد ذلك ‪ ,‬وهو ما يميز الق رار اإلداري عن األعم ال التش ريعية والقض ائية ال تي‬
‫بيناها وفقا ً للمعيار الش كلي ‪ ,‬إذ يتم النظر إلى ص فة الجهة ال تي ق امت بالعمل واإلج راءات المتبعة في‬
‫إصداره ‪.‬‬
‫ووفقا ً لهذا الشرط ال يمكن اعتبار القرارات الصادرة عن أش خاص الق انون الخ اص ق رارات إدارية إال‬
‫في ح التين اع ترف فيهما القض اء اإلداري بالص فة اإلدارية للق رارات الص ادرة من أش خاص الق انون‬
‫الخاص ‪ ,‬تتعلق الحالة األولى بالقرارات الصادرة عن الموظف الفعلي أو الظ اهر ‪ ,‬وهو ش خص ت دخل‬
‫خالفا ً للق انون في ممارسة اختصاص ات وظيفة عامة ‪ ,‬متخ ذاً مظهر الموظف الق انوني المختص ‪) ( .‬‬
‫أما في الحالة الثانية فتتعلق بالقرارات الصادرة من ملتزم المرافق العامة ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬صدور القرار باإلدارة المنفردة لإلدارة ‪.‬‬

‫يجب أن يصدر القرار من جانب اإلدارة وح دها ‪ ,‬وهو ما يم يز الق رار اإلداري عن العقد اإلداري ال ذي‬
‫يصدر باتفاق أرادتين سواء أكانت هاتين اإلرادتين لشخصين من أشخاص القانون العام أو ك ان أح دها‬
‫اص ‪.‬‬ ‫انون الخ‬ ‫خاص الق‬ ‫خص من أش‬ ‫لش‬
‫والقول بضرورة أن يكون العمل اإلداري صادراً من جانب اإلدارة وحدها ليكتسب ص فة الق رار اإلداري‬
‫ال يع ني أنه يجب أن يص در من ف رد واحد ‪ ,‬فقد يش ترك في تكوينه أك ثر من ف رد كل منهم يعمل في‬
‫مرحلة من مراحل تكوينه ألن الجميع يعملون لحساب جهة إدارية واحدة ‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬ترتيب القرار آلثار قانونية ‪.‬‬

‫لكي يكون القرار إداريا ً يجب أن يرتب آثاراً قانونية وذلك بإنشاء أو تعديل أو إلغاء مركز ق انوني معين‬
‫‪ ,‬فإذا لم يترتب على العمل اإلداري ذلك فإنه ال يعد قراراً إداريا ً ‪.‬‬
‫له ذا نجد القض اء اإلداري الفرنسي يش ترط في الق رار المطع ون فيه باإللغ اء أن ينتج ض رراً برافع‬
‫الدعوى ‪ .‬ومن ثم تكون له مصلحة في إلغاء هذا القرار ويتطلب توفر عنصرين أساسين للقول بوجود‬
‫مصلحة للطاعن هما ‪:‬‬

‫‪ .1‬وجوب تولد آثار قانونية عن الق رار المطع ون فيه ‪ ,‬ومن ثم يجب اس تبعاد الق رارات ال تي ال يح دث‬
‫آثاراً قانونية من نطاق دعوى اإللغاء ‪.‬‬

‫‪ .2‬أن يحمل القرار قابلية أحداث آثار قانونية بنفسه ‪.‬‬

‫وبنا ًء على ذلك فإن األعمال التمهيدية والتقارير والمذكرات التحضرية التي تس بق اتخ اذ الق رار ال تعد‬
‫ق رارات إدارية لع دم تحقق ه ذين العنص رين ‪ ,‬ونجد أنه من المناسب أن ن بين مض مون بعض ه ذه‬
‫األعمال ‪:‬‬

‫أ‪ -‬األعمال التمهيدية والتحضرية ‪ :‬وهي مجموعة من القرارات التي تتخ ذها اإلدارة وتتض من رغب ات‬
‫واستشارات وتحقيقات تمهيدا إلصدار قرار إداري وهذه األعمال ال تولد آثاراً قانونية وال يج وز الطعن‬
‫فيها باإللغاء ‪.‬‬
‫ب‪ -‬المنشورات واألوامر المصلحية ‪ :‬وهي األعمال التي تتضمن تعليمات وتوجيهات صادرة من رئيس‬
‫الدائرة إلى مرؤوسيه لتفسير القوانين أو اللوائح وكيفية تطبيقها وتنفيذها ‪ ,‬ما دامت ه ذه المنش ورات‬
‫لم تتعد هذا المضمون أما إذا تض منت أح داث آث ار في مراكز األف راد فأنها تص بح ق رارات إدارية يقبل‬
‫الطعن فيها باإللغاء ‪.‬‬
‫ج‪ -‬األعمال الالحقة لصدور الق رار ‪ :‬األصل أن ه ذه األعم ال ال ت رتب آث راً قانوني ا ً ألنها أما أن تك ون‬
‫بمثابة إج راءات تنفيذية لق رارات س ابقة فال يقبل الطعن فيها باإللغ اء ألنها تنصب على تس هيل تنفيذ‬
‫القرار اإلداري السابق ‪ ,‬وال تشير إلى قرارات مستقبلة فال يكون األثر المترتب عليها حاالً ‪.‬‬
‫د‪ -‬اإلجراءات الداخلية ‪ :‬وتشمل إج راءات التنظيم للمرافق العامة ال تي تض من حسن س يرها بانتظ ام‬
‫واطراد ‪ ,‬واإلجراءات التي يتخذها الرؤساء اإلداريون في مواجهة موظفيهم المتعلقة بتقس يم العمل في‬
‫المرفق وتبصير الموظفين بالطريق األمثل لممارسة وظائفهم ‪.‬‬
‫وه ذا الن وع من اإلج راءات ال ي دخل من ض من الق رارات اإلدارية ال تي يج وز الطعن بها أم ام دوائر‬
‫القضاء اإلداري ألنها ال تؤثر في المراكز القانونية لألفراد ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫عناصر القرار اإلداري‬
‫ً‬
‫يقوم القرار اإلداري على عناصر أساسية إذا لم يستوفها يكون معيبا أو غ ير مش روع ‪ ,‬وقد درج الفقه‬
‫والقض اء على أنه يل زم أن يت وافر للق رار اإلداري باعتب اره عمالً قانوني ا ً خمس عناصر لينتج آث اره‬
‫ويكون صحيحا ً هي ‪ :‬االختصاص ‪ ,‬الشكل ‪ ,‬السبب ‪ ,‬المحل ‪ ,‬الغاية ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬االختصـاص ‪.‬‬


‫أن توزيع االختصاصات بين الجهات اإلدارية من األفكار األساسية التي يقوم عليها نظام الق انون الع ام‬
‫ويراعى فيها مص لحة اإلدارة ال تي تس تدعي أن يتم تقس يم العمل ح تى يتف رغ كل موظف ألداء المه ام‬
‫المناطة به على أفضل وجه ‪ ,‬كما أن قواعد االختص اص تحقق مص لحة األف راد من حيث أنه يس هل‬
‫توجه األف راد إلى أقس ام اإلدارة المختلفة ويس اهم في تحديد المس ؤولية الناتجة عن ممارسة اإلدارة‬
‫لوظيفتها ‪.‬‬
‫ويقصد باالختص اص الق درة على مباش رة عمل إداري معين أو تحديد مجموعة األعم ال والتص رفات‬
‫التي يكون لإلدارة أن تمارسها قانونا ً وعلى وجه يعتد به ‪.‬‬
‫والقاعدة أن يتم تحديد اختصاصات كل عضو إداري بموجب الق وانين واألنظمة وال يج وز تج اوز ه ذه‬
‫االختصاصات و إال اعتبر القرار الصادر من هذا العضو باطالً ‪.‬‬
‫وقواعد االختصاص تتعلق بالنظام العام ‪ ,‬لذلك ال يجوز لصاحب االختصاص أن يتفق مع األف راد على‬
‫تعديل تلك القواعد ‪ ,‬و إال فإن القرار الصادر مخالفا ً لهذه القواعد يكون معيبا ً بعيب ع دم االختص اص ‪,‬‬
‫ويكون لصاحب الشأن أن يطعن بهذا العيب أمام القضاء اإلداري بدعوى اإللغ اء وال يس قط ال دفع به ذا‬
‫العيب بال دخول في موض وع ال دعوى‪ ,‬ويج وز إب داؤه في أي مرحلة من مراحلها ‪ ,‬وعلى القاضي أن‬
‫يحكم بعدم االختصاص تلقائيا ً لو لم يثيره طالب اإللغاء ‪.‬‬
‫وقد شبه بعض الفقهاء قواعد االختص اص في الق انون الع ام بقواعد األهلية في الق انون الخ اص ألن‬
‫كالهما يقوم في األساس على القدرة على مباشرة التصرف القانوني ‪.‬‬
‫ويتضح االختالف من حيث المقص ود في كل منها ‪ ,‬فاله دف من قواعد االختص اص حماية المص لحة‬
‫العامة أما قواعد األهلية فاله دف منها هو حماية الش خص ذاته ‪ ,‬وأن األهلية في الق انون الخ اص هي‬
‫القاعدة ‪ ,‬أما عدم األهلية فاستثناء على هذه القاعدة ‪ ,‬ويختلف االختصاص عن ذلك في أنه يستند دائما ً‬
‫إلى القانون الذي يبين ح دود أمك ان مباش رة العمل الق انوني ‪ ,‬وأن س بب ع دم األهلية ي تركز في ع دم‬
‫كفاية النض وج العقلي للش خص بينما يك ون ال دافع في تحديد االختص اص هو العمل على التخص يص‬
‫وتقسم العمل بين أعضاء السلطة اإلدارية ‪.‬‬

‫والقواعد القانونية المتعلقة باالختصاص يمكن حصرها بالعناصر اآلتية ‪:‬‬


‫‪ .1‬قواعد االختصاص من حيث األشخاص ‪ :‬يشترط لصحة القرار اإلداري أن يصدر من الشخص أو‬
‫الهيئة المن وط بها إص داره ‪ ,‬فال يملك ه ذا الش خص أو تلك الجهة نقل اختصاص ها للغ ير إال في‬
‫األحوال التي يجيزها القانون بنا ًء على تفويض أو حل قانوني ص حيح و إال ك ان الق رار الص ادر‬
‫مشوبا ً بعيب عدم االختصاص ‪.‬‬
‫‪ .2‬قواعد االختص اص من حيث الموض وع ‪ :‬يح دد الق انون اختصاص ات كل موظف أو جهة إدارية‬
‫بموضوعات معينة فإذا تجاوز هذا الموظف أو اإلدارة اختصاصاته تلك فتع دى على اختصاص ات‬
‫جهة أخ رى ‪ ,‬تحقق عيب ع دم االختص اص ‪ ,‬ويك ون ه ذا االعت داء أما من جهة إدارية على‬
‫اختصاص ات جهة إدارية أخ رى موازية أو مس اوية لها ‪ ,‬أو من جهة إدارية دني ا ً على‬
‫اختصاص ات جهة إدارية عليا أو من جهة أخ رى إدارية عليا على اختصاص ات جهة أدنى منه ا‪,‬‬
‫أو اعتداء السلطة المركزية على اختصاصات الهيئات الالمركزية ‪.‬‬
‫‪ .3‬قواعد االختصاص حيث المكان ‪ :‬يتم من خاللها تحديد النطاق المكاني ال ذي يج وز لرجل اإلدارة‬
‫أن يباشر اختصاصه فيه ‪ ,‬ف إذا تج اوز ه ذا النط اق ‪ ,‬ف إن قراراته ك ون مش وبة بعيب ع دم‬
‫االختص اص ‪ ,‬وه ذا العيب قليل الح دوث في العمل ألن المش رع كث يراً ما يح دد وبدقة النط اق‬
‫المكاني الذي يجوز لرجل اإلدارة أن يم ارس اختصاصه فيه وغالب ا ً ما يتقيد األخ ير بح دود ه ذا‬
‫االختصاص وال يتعداه ‪.‬‬
‫‪ .4‬قواعد االختصاص من حيث الزمان ‪ :‬وذلك بأن يتم تحديد ف ترة زمنية معينة يك ون لرجل اإلدارة‬
‫أن يباشر اختصاصه فيها ‪ ,‬ف إذا أص در ق رار خ ارج النط اق الزم ني المق رر لممارس ته ‪ ,‬كما لو‬
‫أص در رجل اإلدارة ق راراً إداري ا ً قبل ص دور ق رار تعيينه أو بعد قب ول اس تقالته أو فص له من‬
‫الوظيفة أو إحالته على التقاعد ‪.‬‬

‫ك ذلك إذا ح دد المش رع م دة معينة لممارس ته اختص اص معين أو إلص دار ق رار مح دد ف إن الق رار‬
‫اإلداري الص ادر بعد انته اء الم دة الزمنية المعينة إلص داره يعد ب اطالً ومعيب ا ً بع دم االختص اص إذا‬
‫اش ترط المش رع ذلك ‪ ,‬ف إن لم يفعل فقد درج القض اء اإلداري في فرنسا ومصر على ع دم ت رتيب‬
‫البطالن ‪.‬‬
‫ومخالفة قواعد االختصاص أما أن تك ون في ص ورة إيجابية أو في ص ورة س لبية ‪ ,‬فتك ون المخالفة‬
‫إيجابية عن دما يص در الموظف أو الجهة اإلدارية ق راراً من اختص اص موظف آخر أو جهة إدارية‬
‫أخرى ‪.‬‬
‫وتكون المخالفة سلبية عن دما ي رفض الموظف أو اإلدارة إص دار ق رار معين ظن ا ً منهما ب أن الق رار‬
‫غير داخل في ضمن اختصاصاتهما ‪.‬‬

‫ثانيـا ً ‪ :‬الشكــل ‪.‬‬

‫الشكل هو المظهر الخارجي أو اإلجراءات التي تعبر بها اإلدارة عن إرادتها الملزمة لألفراد ‪.‬‬
‫واألصل أن اإلدارة غير ملزمة بأن تعبر عن إرادتها بشكل معين إال إذا نص القانون على خالف ذلك‬
‫‪ ,‬وفي هذه الحالة يجب أن يتخذ القرار الشكلية المق ررة لص دوره‪ ,‬ك أن يش ترط الق انون ض رورة أن‬
‫يكون القرار مكتوب ا ً ‪ ,‬أو استش ارة جهة متخصصة قبل إص داره أو تس بيبه إلى غ ير ذلك من أش كال‬
‫أخرى ‪.‬‬
‫ويحدد القانون بمعناه العام قواعد الشكل واإلجراءات بما ينص عليه الدستور أو التش ريع الع ادي أو‬
‫األنظمة و كذلك تؤدي المب ادئ القانونية العامة دوراً مهم ا ً في ابت داع قواعد ش كلية غ ير منص وص‬
‫عليها في القانون واألنظمة باالستناد إلى روح التشريع وما يمليه العقل وحسن تقدير األمور ‪.‬‬
‫وعندما يشترط القانون إتباع شكل أو إج راء معين إنما يس عى من جهة إلى تحقيق مص لحة األف راد‬
‫وعدم فسح المجال لإلدارة إلص دارها ق رارات مجحفة بحق وقهم بص ورة ارتجالي ة‪ ,‬ومن جهة أخ رى‬
‫يعمل على تحقيق المصلحة العامة في ألزام اإلدارة بإتباع األصول والتروي وع دم التس رع في اتخ اذ‬
‫قرارات خاطئة ‪.‬‬
‫وقد درج القض اء اإلداري على التمي يز بين ما إذا ك انت المخالفة في الش كل واإلج راءات قد تعلقت‬
‫بالش روط الجوهرية ال تي تمس مص الح األف راد وبين ما إذا ك انت المخالفة متعلقة بش روط غ ير‬
‫جوهرية ال يترتب على إهدارها مساس بمصالحهم ويترتب البطالن بالنس بة للن وع األول دون الن وع‬
‫الثاني ‪.‬‬

‫‪ .1‬األشكال التي تؤثر في مشروعية القرار اإلداري ‪:‬‬


‫ال يمكن أن نحصر األشكال واإلجراءات التي يترتب على مخالفتها بطالن القرار اإلداري إال أن المستقر‬
‫في الفقه والقض اء اإلداري أن أهم ه ذه الش كليات تتعلق بش كل الق رار ذاته ‪ ,‬وتس بيبه واإلج راءات‬
‫التمهيدية السابقة على إصداره ‪ ,‬واألشكال المقررة لحماية مصالح المخاطبين بالقرار أو التي تؤثر في‬
‫الضمانات المقرر لألفراد في مواجهة اإلدارة ‪.‬‬

‫‪ .2‬األشكال التي ال تؤثر في مشروعية القرار اإلداري ‪:‬‬


‫في المستقر في القضاء اإلداري أنه ال ي ترتب البطالن على كل مخالفة للش كليات دون النظر إلى طبيعة‬
‫ه ذه المخالفة فقد أط رد القض اء على التمي يز بين األش كال الجوهرية واألش كال الثانوية أو غ ير‬
‫‪.‬‬ ‫الثانية‬ ‫دون‬ ‫األولى‬ ‫على‬ ‫البطالن‬ ‫ورتب‬ ‫الجوهرية‬
‫والتمي يز بين أش كال الجوهرية واألش كال غ ير الجوهرية مس ألة تقديرية تتق رر في ض وء النص وص‬
‫القانونية ورأي المحكمة ‪ ,‬وبصورة عامة يكون اإلجراء جوهريا ً إذا وصفه القانون ص راحة ب ذلك ‪ ,‬أو‬
‫إذا رتب البطالن كجزاء على مخالفته ‪ ,‬أما إذا صمت القانون ف إن اإلج راء يعد جوهري ا ً إذا ك ان له أثر‬
‫حاسم ‪ ,‬وبعكس ذلك فإنه يعد أج راء ثانوي ا ُ ومن ثم ف إن تجاهله ال يعد عيب ا ً ي ؤثر في مش روعية ذلك‬
‫القرار ‪.‬‬
‫وقد اس تقر القض اء اإلداري على أن اإلج راءات الثانوية وال تي ال ي ترتب على مخالفتها بطالن الق رار‬
‫اإلداري على نوعين ‪ :‬النوع األول يتمثل في األشكال واإلجراءات المقررة لمصلحة اإلدارة ‪ ,‬أما الن وع‬
‫الث اني فيتعلق باألش كال واإلج راءات الثانوية ال تي ال ت ؤثر في مض مون الق رار كإغف ال اإلدارة ذكر‬
‫النصوص القانونية التي كانت األساس في إصداره ‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬السبــب ‪.‬‬


‫س بب الق رار اإلداري هو الحالة الواقعية أو القانونية ال تي تس بق الق رار وت دفع اإلدارة إلص داره ‪,‬‬
‫فالسبب عنصر خارجي موضوعي يبرر لإلدارة التدخل بإصدار القرار وليس عنصراً نفسيا ً داخليا ً ل دى‬
‫رار ‪.‬‬ ‫دار الق‬ ‫من إص‬
‫فاألصل أن اإلدارة غير ملزمة بتسبيب قراراتها استناداً إلى قرينة المشروعية التي تفترض أن ق رارات‬
‫اإلدارة تصدر بنا ًء على سبب مشروع وعلى ص احب الش أن إثب ات العكس‪ ,‬أما إذا أفص حت اإلدارة عن‬
‫هذا السبب من تلقاء ذاتها فإنه يجب أن يكون صحيحا ً وحقيقياً‪ ) (.‬ما لم تكن اإلدارة ملزمة ب ذكر س بب‬
‫القرار قانونا ً ‪.‬‬

‫وقد استقر القضاء على ضرورة توفر شرطين في سبب القرار اإلداري ‪:‬‬

‫‪ .1‬أن يكون سبب القرار قائما ً وموجوداً حتى تاريخ اتخاذ القرار ‪ ,‬ويتف رع من ه ذا الش رط ض رورتان‬
‫األولى أن تك ون الحالة الواقعية أو القانونية موج ودة فعالً وإال ك ان الق رار اإلداري معيب ا ً في س ببه ‪,‬‬
‫والثاني يجب أن يستمر وجودها حتى صدور القرار فإذا وجدت الظروف الموضوعية إلصدار القرار إال‬
‫أنها زالت قبل إصداره فإن القرار يكون معيب ا ً في س ببه وص در في ه ذه الحالة ‪ ,‬ك ذلك ال يعتد بالس بب‬
‫الذي لم يكن موجوداً قبل إصدار القرار إال أنه تحقق بعد ذلك ‪ ,‬وأن جاز يكون مبرراً لصدور قرار جديد‬
‫‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكون السبب مشروعا ً ‪ ,‬وتظهر أهمية هذا الشرط في حالة السلطة المقيدة لإلدارة ‪ ,‬عندما يح دد‬
‫المشرع أسبابا ً معينة يجب أن تستند إليها اإلدارة في إلصدار بعض قراراتها ‪ ,‬ف إذا اس تندت اإلدارة في‬
‫إص دار قرارها إلى أس باب غ ير تلك ال تي ح ددها المش رع ف إن قراراها يك ون مس تحقا ً لإللغ اء لع دم‬
‫مشروعية سببه‪ ) (.‬بل أن القض اء اإلداري درج على أنه ح تى في مج ال الس لطة التقديرية ال يكفي أن‬
‫يكون السبب موجوداً بل يجب أن يكون صحيحا ً ومبرراً إلصدار القرار اإلداري ‪.‬‬
‫وقد تطورت رقابة القضاء على ركن السبب في القرار اإلداري من الرقابة على الوجود المادي للوق ائع‬
‫إلى رقابة الوصف القانوني لها إلى أن وصلت إلى مجال المالئمة أو التناسب ‪:‬‬

‫‪ .1‬الرقابة على وجود الوقائع ‪ :‬وهي أول درجات الرقابة القضائية على ركن السبب في القرار اإلداري‬
‫‪ ,‬فإذا تبين أن القرار المطعون فيه ال يقوم على سبب يبرره فأنه يك ون ج ديراً باإللغ اء النتف اء الواقعة‬
‫التي استند عليها ‪ ,‬أما إذا صدر القرار باالس تناد إلى س بب ت بين أنه غ ير ص حيح أو وهمي وظهر من‬
‫أوراق الدعوى أن هناك أسباب أخرى صحيحة فأنه يمكن حمل القرار على تلك األسباب ‪.‬‬

‫‪ .2‬الرقابة على تكييف الوقائع ‪ :‬وهنا تمتد الرقابة لتشمل الوصف القانوني للوقائع ال تي اس تندت إليها‬
‫اإلدارة في إص دار قرارها ف إذا ت بين أن اإلدارة أخط أت في تكييفها الق انوني له ذه الوق ائع فأنه يحكم‬
‫بإلغاء القرار اإلداري لوج ود عيب في س ببه ‪ ,‬بمع نى أنه إذا تحقق القاضي من وج ود الوق ائع المادية‬
‫التي استندت إليها اإلدارة في إصدار قرارها يتنقل للبحث فيما إذا ك انت تلك الوق ائع ت ؤدي منطقي ا ً إلى‬
‫القرار المتخذ ‪.‬‬

‫‪ .3‬الرقابة على مالئمة القرار للوقائع ‪ :‬األصل أن ال تمتد رقابة القضاء اإلداري لتشمل البحث في مدى‬
‫تناسب الوقائع مع القرار الصادر بنا ًء عليها ‪ ,‬ألن تقدير أهمية الوقائع وخطورتها مسألة ت دخل ض من‬
‫لطة التقديرية لإلدارة ‪.‬‬ ‫اق الس‬ ‫نط‬
‫إال أن القضاء اإلداري في فرنسا ومصر أخذ يراقب المالئمة بين الس بب والق رار المب ني عليه ال س يما‬
‫إذا ك انت المالئمة ش رطا ً من ش روط المش روعية وخاصة فيما يتعلق ب القرارات المتعلقة بالحري ات‬
‫العامة ‪ .‬ثم امتدت الرقابة على المالئمة لتشمل ميدان القرارات التأديبية ‪.‬‬

‫رابعا ً ‪ :‬المحـل ‪.‬‬

‫يقصد بمحل الق رار اإلداري األثر الح ال والمباشر ال ذي يحدثه الق رار مباش رة س واء بإنش اء مركز‬
‫قانوني أو تعديله أو إنهائه‪.‬‬
‫ويجب أن يكون محل القرار ممكنا ً وج ائزاً من الناحية القانونية ‪ ,‬ف إذا ك ان الق رار معيب ا ً في فح واه أو‬
‫مضمونه بأن كان األثر القانوني المترتب على الق رار غ ير ج ائز أو مخ الف للق انون أي ا ً ك ان مص دره‬
‫دستوريا ً أو تشريعيا ً أو الئحيا ً أو عرفا ً أو مبادئ عامة للقانون ‪ ,‬ففي هذه الحاالت يكون غ ير مش روع‬
‫ويكون القرار بالتالي باطالً ‪.‬‬

‫ومخالفة القرار للقواعد القانونية تتخذ صوراً متعددة وهي ‪:‬‬

‫‪ .1‬المخالفة المباش رة للقاع دة القانوينة ‪ :‬وتتحقق ه ذه عن دما تتجاهل اإلدارة القاع دة القانونية‬
‫وتتصرف كأنها غير موجودة ‪ ,‬وقد تكون ه ذه المخالفة عمدية ‪ ,‬كما قد تك ون غ ير عمدية نتيجة ع دم‬
‫علم اإلدارة بوجود القاعد القانونية بسبب تعاقب التشريعات وعدم مواكبة اإلدارة للنافذ منها ‪.‬‬

‫‪ .2‬الخطأ في تفس ير القاع دة القانونية ‪ :‬وتتحقق ه ذه الحالة عن دما تخطأ اإلدارة في تفس ير القاع دة‬
‫القانونية فتعطي معنى غير المعنى الذي قصده المشرع ‪.‬‬
‫والخطأ في تفس ير القاع دة القانونية أما أن يك ون غ ير متعمد من ج انب اإلدارة فيقع بس بب غم وض‬
‫القاع دة القانونية وع دم وض وحها ‪ ,‬واحتم ال تأويلها إلى مع ان ع دة‪ ,‬وقد يك ون متعم داً حين تك ون‬
‫القاع دة القانونية الم دعى بمخالفتها من الوض وح بحيث ال تحتمل الخطأ في التفس ير ‪ ,‬ولكن اإلدارة‬
‫ة‪.‬‬ ‫ذه الحالة بعيب الغاي‬ ‫اطيء فيختلط عيب المحل في ه‬ ‫ير الخ‬ ‫تتعمد التفس‬
‫‪ .3‬الخطأ في تطبيق القاعدة القانونية ‪ :‬ويحصل هذا الخطأ في حالة مباشرة اإلدارة للسلطة التي منحها‬
‫القانون إياها ‪ ,‬بالنسبة لغير الحاالت ال تي نص عليها الق انون أو دون أن تت وفر الش روط ال تي ح ددها‬
‫القانون لمباشرتها ‪.‬‬
‫ويتخذ الخطأ في تطبيق القانون صورتين األولى تتمثل في حالة صدور القرار دون االس تناد إلى وق ائع‬
‫مادية تؤي ده ‪ ,‬ومث ال ذلك أن يص در ال رئيس اإلداري ج زاءاً تأديبي ا ً بمعاقبة أحد الم وظفين دون أن‬
‫زاء ‪.‬‬ ‫ذا الج‬ ‫يز ه‬ ‫رتكب خطأ يج‬ ‫ي‬
‫أما الثانية فتتمثل في حالة عدم تبرير الوقائع للق رار اإلداري ‪ ,‬وهنا توجد وق ائع معينة إال أنها ال تكفي‬
‫أو لم تس توف الش روط القانونية الالزمة التخ اذ ه ذا الق رار ‪ ,‬ك أن تكيف اإلدارة جريمة معينة بأنها‬
‫مرتكبة ضد اإلدارة العامة فتصدر قراراً بإنهاء خدمات الموظف ثم يتبين عدم صحة هذا التكييف ‪.‬‬

‫خامسـا ً ‪ :‬الغاية ‪.‬‬

‫يقصد بالغاية من الق رار اإلداري اله دف ال ذي يس عى ه ذا الق رار إلى تحقيقه ‪ ,‬والغاية عنصر نفسي‬
‫داخلي لدى مصدر القرار ‪ ,‬فالهدف من إصدار قرار بتعيين موظف هو لتحقيق استمرار س ير العمل في‬
‫المرفق ال ذي تم تعيينه فيه ‪ ,‬واله دف من إلص دار ق رارات الض بط اإلداري هو حماية النظ ام الع ام‬
‫بعناصره الثالث السكينة العامة ‪ ,‬والصحة العامة ‪ ,‬و األمن العام ‪.‬‬
‫وغاية الق رارات اإلدارية كافة تتمثل في تحقيق المص لحة العامة للمجتمع ‪ ,‬ف إذا انح رفت اإلدارة في‬
‫استعمال سلطتها ه ذه بإص دار ق رار لتحقيق أه داف تتع ارض مع المص لحة العامة ف إن قراراها يك ون‬
‫مشوبا ً بعيب إساءة استعمال السلطة أو االنحراف بها ‪ ,‬ويعد هذا العيب من أسباب الطعن باإللغاء ال تي‬
‫رار اإلداري ‪.‬‬ ‫رد على الق‬ ‫ت‬
‫واألصل أن كل ق رار إداري يس تهدف تحقيق المص لحة العامة ‪ ,‬ويف ترض فيه ذل ك‪ ,‬وعلى من ي دعي‬
‫خالف ذلك اإلثبات وعيب االنحراف بالسلطة أو الغاية عيب قصدي أو عمدي يتعلق بنية مص در الق رار‬
‫الذي يجب أن يكون سيء النية يعلم أنه يس عى إلى غاية بعي دة عن المص لحة العامة أو غ ير تلك ال تي‬
‫حددها القانون ‪.‬‬

‫وألن ه ذا العيب يتصل ب البواعث النفس ية الخفية لجهة اإلدارة ‪ ,‬وإثباته يتطلب أن يبحث القض اء في‬
‫وجود ه ذه الب واعث وهو أمر بعيد المن ال ‪ ,‬فقد أض فى القض اء على ه ذا العيب الص فة االحتياطية فال‬
‫يبحث في وجوده طالما أن هناك عيب آخر شاب الق رار اإلداري‪ ,‬مثل ع دم االختص اص أو عيب الش كل‬
‫أو مخالفة القانون ‪.‬‬

‫ويمكن تحديد الغاية من القرار اإلداري وفقا ً لثالثة اعتبارات ‪:‬‬

‫‪ .1‬اس تهداف المص لحة العامة ‪ :‬الس لطة ال تي تتمتع بها اإلدارة ليست غاية في ذاتها إنما هي وس يلة‬
‫لتحقيق الغاية المتمثلة بالمصلحة العامة ‪ ,‬فإذا حادت اإلدارة عن هذا اله دف لتحقيق مص الح شخص ية‬
‫ال تمت للمص لحة العامة بص لة كمحاب اة الغ ير أو تحقيق غ رض سياسي أو اس تخدام الس لطة بقصد‬
‫االنتقام فإن قراراتها تكون معيبة وقابلة لإللغاء ‪.‬‬

‫‪ .2‬احترم قاعدة تخصيص األهداف ‪ :‬على الرغم من أن اإلدارة تستهدف تحقيق المصلحة العامة دائم ا ً‬
‫فقد يحدد المشرع لإلدارة هدفا ً خاصا ً يجب أن تس عى قراراها لتحقيقه وإذا ما خ الفت ه ذا اله دف ف إن‬
‫قراراتها يك ون معيب ا ً بإس اءة اس تعمال الس لطة ولو ت ذرعت اإلدارة بأنها قد قص دت تحقيق المص لحة‬
‫العامة ‪ ,‬وه ذا ما يع رف بمب دأ تخص يص األه داف ومث ال ذلك ق رارات الض بط اإلداري ال تي ح دد لها‬
‫الق انون أه دافا ً ثالثة ال يج وز لإلدارة مخالفتها وهي المحافظة على األمن الع ام و الس كينة العامة‬
‫والصحة العامة ‪ ,‬فإذا خالفت اإلدارة ه ذه األه داف في ق رارات الض بط اإلداري ف إن قرارها ه ذا يك ون‬
‫معيبا ً وجديراً باإللغاء ‪.‬‬

‫‪ .3‬احترام اإلجراءات المقررة ‪ :‬يتعين على اإلدارة احترام اإلجراءات التي بينها القانون لتحقيق الهدف‬
‫الذي تسعى إليه ‪ ,‬ف إذا انح رفت اإلدارة في اإلج راءات اإلدارية الالزمة إلص دار ق رار معين ب إجراءات‬
‫أخرى لتحقيق الهدف الذي تسعي إليه فإن تصرفها هذا يكون مشوبا ً بعيب إساءة اس تعمال الس لطة في‬
‫صورة االنحراف باإلجراءات ‪.‬‬

‫وتلجأ اإلدارة إلى هذا األسلوب أما ألنها تعتقد أن اإلجراء الذي اتبعته ال ي ؤدي لتحقيق أه دافها أو أنها‬
‫س عت إلى الته رب من اإلج راءات المطولة أو الش كليات المعق دة ‪ ,‬ومث ال ذلك أن تلجأ اإلدارة إلى‬
‫االستيالء المؤقت على العقارات بدالً من سيرها في طريق إجراءات ن زع الملكية للمنفعة العامة تفادي ا ً‬
‫لطول إجراءات نزع الملكية ‪ ,‬أو أن تقرر اإلدارة ندب موظف وهي تس تهدف في الحقيقة معاقبته فتلجأ‬
‫إلى قرار الندب لتجريده من ضمانات التأديب‬

‫الفصل الثالث‬
‫تصنيف القرارات اإلدارية‬

‫تنقسم القرارات اإلدارية إلى أنواع متعددة حسب الزاوية التي ينظر منها إلى الق رار أو حسب األس اس‬
‫الذي يقوم عليه التقسيم ‪.‬‬

‫فمن حيث التك وين توجد ق رارات بس يطة وأخ رى مركبة ومن حيث أثرها تقسم إلى ق رارات منش ئة‬
‫وق رارات كاش فة ومن زاوية رقابة القض اء توجد ق رارات خاض عة لرقابة القض اء وق رارات ال تخضع‬
‫لرقابة القض اء وفي حيث نفاذها في مواجهة األف راد تقسم إلى ق رارات ناف ذة في حق األف راد وأخ رى‬
‫غير نافذة في حقهم وأخيراً من حيث مدى القرارات وعموميتها توجد قرارات فردية وأخرى تنظيمية‬

‫المبحث األول‬
‫القرارات اإلدارية من حيث التكوين‬

‫(قرارات بسيطة وقرارات مركبة )‬

‫تنقسم الق رارات اإلدارية من ه ذه الجهة إلى قس مين األول الق رارات البس يطة أو المس تقلة وهي تلك‬
‫القرارات التي تتم يز بكي ان مس تقل وتس تند إلي عملية قانونية واح ده غ ير مرتبطة بعمل ق انوني أخر‬
‫كالقرار الصادر بتعين موظف أو ترقيته أو نقلة وهي الصورة األكثر شيوعا ً في القرارات اإلداري ‪.‬‬
‫أما النوع أو القسم الثاني فيسمى بالقرارات المركبة وهي تلك الق رارات ال تي ت دخل في عملية قانونية‬
‫مركبة تتم من عدة مراحل ومن هذه القرارات قرار نزع الملكية للمنفعة العامة وقرار إرس اء الم زاد أو‬
‫ود اإلدارية ‪.‬‬ ‫راء المناقصة في العق‬ ‫أج‬
‫فالقرار اإلداري الصادر بنزع الملكية للمنفعة العامة تص احبه أعم ال إدارية أخ رى قد تك ون س ابقة أو‬
‫معاصرة أو الحقه له وتتم على مراحل متعددة تبدأ بتقرير المنفعة العامة للعق ار موض وع ن زع الملكية‬
‫ثم أعداد كشوف الحصر لها وأخيراً صدور قرار نقل الملكية أو تقرير المنفعة العامة ‪.‬‬
‫ولهذا التقسيم أهمية تاريخية في فرنسا إذ أن القرارات التي تدخل في تك وين عمل إداري م ركب ك انت‬
‫ال تقبل الطعن فيها بدعوى اإللغاء إم ام مجلس الدولة تطبيقا لنظرية ال دعوى الموازية على أس اس أن‬
‫القانون قد نظم لصاحب الشأن طريقا قضائيا أخر يستطيع به تحقيق ما توفره دع وى اإللغ اء من مزايا‬
‫وقد تخلى مجلس الدولة عن هذه النظرية بص ورة تدريجية عن دما س مح ب الطعن باإللغ اء اس تقالال في‬
‫األعم ال القابلة لالنفص ال عن العملية المركبة ولو انه م ازال يأخذ بها في دائ رة ض يقة ‪.‬‬
‫ومن جانب أخر تظهر أهمية هذا التقسيم في أن القرارات البسيطة يمكن الطعن فيها باإللغ اء باعتبارها‬
‫ق رارات إدارية نهائيه أما في حالة الق رارات المركبة فال يج وز الطعن ب القرارات التمهيدية أو‬
‫التحض يرية ال تي تتطلب تص ديق جه ات إدارية أخ رى وال يمكن الطعن باإللغ اء إال ب القرار اإلداري‬
‫النهائي نتاج العملية المركبة ‪.‬‬
‫ومع ذلك فقد سمح القضاء اإلداري كما بينا بفصل القرار اإلداري ال ذي يس اهم في عملية مركبة وفق‬
‫ما يسمي باألعمال القابلة لالنفصال وقبل الطعن فيها بصفة مستقلة وبشروط معينة ‪.‬‬
‫فقد اس تقر القض اء اإلداري في فرنسا ومصر على أن الق رارات اإلدارية الس ابقة على أب رام العقد أو‬
‫الممه دة النعق اده مثل ق رارات لج ان فحص العط اءات ولج ان البث في العط اءات وق رار اس تبعاد احد‬
‫المتق دمين وق رار إرس اء المزاي دة أو إلغائها هي ق رارات إدارية مس تقلة عن العقد يج وز الطعن بها‬
‫بدعوى اإللغاء وسمحت نظرية األعمال اإلدارية المنفصلة لمن له مص لحة من الغ ير أن يطعن باإللغ اء‬
‫في ه ذه الق رارات أما المتعاق دون فليس لهم أن يطعن وا في ه ذه الق رارات إال أم ام قاضي العقد وعلى‬
‫أساس دعوى القضاء الكامل ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫القرارات اإلدارية من حيث آثارها‬
‫(قرارات منشئة وقرارات كاشفة )‬

‫يمكن تقسيم الق رار اإلدارية من حيث طبيعة آثارها إلى قس مين ‪ :‬ق رارات منش ئة وهي الق رارات ال تي‬
‫يترتب عليها أنشاء مراكز قانونية جديدة أو أحداث تغيير في المراكز القانونية القائمة تعديالً أو إلغاء ‪,‬‬
‫كالقرار الصادر بتعيين موظف عام أو فصله أو معاقبته‪.‬‬
‫أما القسم الثاني من القرارات فيس مى ب القرارات الكاش فة ويقصد بها الق رارات ال تي ال تح دث مرك زاً‬
‫قانونيا ً جديداً وإنما تقرر حالة موجودة أو تكشف عن مركز ق انوني ق ائم مس بقا ً ‪ ,‬مثل الق رار الص ادر‬
‫بفصل موظف لص دور حكم ض ده بعقوبة جنائية أو بعقوبة مقي دة للحرية في جريمة مخلة بالش رف أو‬
‫القرار الذي يتضمن تأكيد أو تفسير قرار سابق دون أن يضيف إليه ‪.‬‬
‫ويتبين من ذلك أن أثر القرارات الكش افة ينحصر في إثب ات وتقرير حالة موج ودة من قبل وال يتع دى‬
‫ذلك إلى أنشاء مراكز قانونية جديدة ‪.‬‬
‫وتبدو أهمية التفرقة بين القرارات اإلدارية الكشافة والقرارات اإلدارية المنشئة في أمرين ‪:‬‬

‫‪ .1‬أن القرارات المنش ئة ت رتب آثارها منذ ص دورها أما الق رارات الكاش فة ف ترجع آثارها إلى الت اريخ‬
‫الذي ولدت فيه اآلثار القانونية ال تي كشف عنها الق رار ‪ ,‬إال أن ذلك ال يعت بر إخالالً بمب دأ ع دم رجعية‬
‫الق رارات اإلدارية ‪ ,‬ألن أثر الق رارات الكاش فة ف وري إذ تكشف عن العمل الق انوني المنشئ للمركز‬
‫القانوني محل القرار الكاشف ‪.‬‬
‫القرارات الكاشفة يجوز لإلدارة سحبها دون التقيد بميعاد محدد مطلق ا ً ‪ ,‬أما الق رارات اإلدارية‬ ‫‪.2‬‬
‫المنشئة فإن سحبها يكون مقيد بميعاد الطعن باإللغاء ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫القرارات اإلدارية من حيث رقابة القضاء‬
‫(قرارات تخضع للرقابة وقرارات ال تخضع للرقابة )‬

‫تنقسم القرارات اإلدارية من زاوية خضوعها لرقابة القضاء ‪ ,‬إلى قرارات تخضع لرقابة القض اء وه ذا‬
‫هو األصل ‪ ,‬وق رارات ال تخضع لرقابة القض اء وهي الق رارات المتعلقة بأعم ال الس يادة أو تلك ال تي‬
‫منعت التشريعات الطعن فيها أمام القضاء ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬القرارات الخاضعة لرقابة القضاء ‪.‬‬


‫تعد رقابة القضاء على أعمال اإلدارة أهم وأجدى صور الرقابة واألكثر ضمانا ً لحقوق األفراد وحرياتهم‬
‫لما تتم يز به الرقابة القض ائية من اس تقالل وما تتمتع به أحك ام القض اء من ق وة وحجية تل زم الجميع‬
‫ذها و احترامها ‪.‬‬ ‫بتنفي‬
‫واألصل أن تخضع جميع الق رارات اإلدارية النهائية لرقابة القض اء أعم االً لمب دأ المش روعية ‪ ,‬ومن‬
‫المستقر وجود نوعين من نظم الرقابة القضائية على أعم ال اإلدارة األول يس مى القض اء الموحد ‪ ,‬أما‬
‫زدوج ‪.‬‬ ‫اء الم‬ ‫ام القض‬ ‫مى نظ‬ ‫اني فيس‬ ‫الث‬
‫‪ .1‬نظ ام القض اء الموحد ‪ :‬في ه ذا النظ ام من القض اء تنحصر الرقابة القض ائية في نط اق ض يق من‬
‫جانب القضاء ‪ ,‬يتمثل في التعويض عن األضرار التي قد تنتج من جراء تطبيق القرارات اإلدارية ‪.‬‬
‫ويسود هذا النظام في إنكلترا والواليات المتحدة األمريكية وبعض الدول األخرى ‪ ,‬ومقتض اه أن تختص‬
‫جهة قضائية واحدة بالنظر في جميع المنازعات التي تنشأ بين األفراد أنفسهم أو بينهم وبين اإلدارة أو‬
‫ها‪.‬‬ ‫ات اإلدارية نفس‬ ‫بين الهيئ‬
‫ً‬
‫وه ذا النظ ام يتم يز بأنه أك ثر اتفاق ا مع مب دأ المش روعة إذ يخضع األف راد واإلدارة إلى قض اء واحد‬
‫وقانون واحد مما ال يسمح بمنح اإلدارة أي امتيازات في مواجهة األفراد ‪.‬‬
‫باإلضافة إلى اليسر في إج راءات التقاضي إذا ما ق ورنت بأس لوب توزيع االختصاص ات القض ائية بين‬
‫القضاء العادي واإلداري في نظام القضاء المزدوج ‪.‬‬
‫ومع ذلك فقد وجه النقد إلى ه ذا النظ ام من حيث أنه يقضي على االس تقالل ال واجب لإلدارة بتوجيهه‬
‫األوامر إليها بما يعيق أدائها ألعمالها ‪ ,‬مما يدفع اإلدارة إلى استصدار التشريعات التي تمنع الطعن في‬
‫قراراتها ‪ ,‬وال يخفي ما لهذا من أضرار بحقوق األفراد وحرياتهم ‪.‬‬
‫ومن ج انب آخر ي ؤدي ه ذا النظ ام إلى تقرير مب دأ المس ؤولية الشخص ية للم وظفين مما ي دفعهم إلى‬
‫الخشية من أداء عملهم بالوجه المطلوب خوفا ً من المساءلة ‪.‬‬

‫‪ .2‬نظ ام القض اء الم زدوج ‪ :‬يق وم ه ذا النظ ام على أس اس وج ود جه تين قض ائيتين مس تقلتين‪ ,‬جهة‬
‫القض اء الع ادي وتختص بالفصل في المنازع ات ال تي تنشأ بين األف راد أو بينهم وبين اإلدارة عن دما‬
‫تتصرف كشخص من أشخاص القانون الخاص ‪ ,‬ويطبق القضاء على هذا النزاع أحكام القانون الخاص‬
‫‪.‬‬
‫وجهة القض اء اإلداري تختص بالفصل في المنازع ات ال تي تنشأ بين األف راد واإلدارة عن دما تظهر‬
‫األخيرة بص فتها ص احبة الس لطة وتتمتع بامتي ازات ال يتمتع بها األف راد ويطبق القض اء اإلداري على‬
‫ام ‪.‬‬ ‫انون الع‬ ‫المنازعة قواعد الق‬
‫ووفق ا ً له ذا النظ ام تخضع جميع الق رارات اإلدارية لرقابة القض اء اإلداري إلغ ا ًء وتعويض ا ً ‪ ,‬إال في‬
‫استثناءات معينة تتعلق بأعمال السيادة والقرارات التي حصنها المشرع من رقابة القضاء ‪.‬‬

‫ومن الدول التي أخذت بهذا األسلوب فرنسا التي تعد مهد القض اء اإلداري ومنها انتشر ه ذا النظ ام في‬
‫كثير الدول كبلجيكا واليونان ومصر والعراق ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬القرارات غير خاضعة لرقابة القضاء ‪.‬‬

‫الق رارات اإلدارية ال تي ال تخضع لرقابة القض اء تتمثل في ص نفين األول يتعلق بأعم ال الس يادة أو‬
‫األعم ال الحكومية ‪ ,‬أما الث اني فيش مل الق رارات اإلدارية ال تي يحص نها المش رع من رقابة القض اء‬
‫ارات خاصة ‪.‬‬ ‫العتب‬
‫‪ .1‬أعمــال السيـــادة ‪ :‬اختلف الفقه والقض اء في تعريف أعم ال الس يادة ‪ ,‬وهي في حقيقتها ق رارات‬
‫إدارية تص در عن الس لطة التنفيذية ‪ ,‬وتتم يز بعد خض وعها لرقابة القض اء س واء أك ان باإللغ اء أو‬
‫التعويض ‪.‬‬

‫وقد نشأت نظرية أعمال السيادة في فرنسا عندما ح اول مجلس الدولة الفرنسي أن يحتفظ بوج وده في‬
‫حقبة إعادة الملكية إلى فرنسا عندما تخلى عن الرقابة على بعض أعمال السلطة التنفيذية ‪.‬‬
‫غ ير أن االنتق ادات الموجهة له ذا المعي ار دفعت مجلس الدولة إلى التخلي عنه واألخذ بمعي ار طبيعة‬
‫العمل ال ذي يق وم على أس اس البحث في موض وع العمل اإلداري ف إذا تعلق بتحقيق مص لحة الجماعة‬
‫السياسية والسهر على احترام الدستور وسير الهيئ ات العامة وعالق ات الدولة مع ال دول األجنبية ف إن‬
‫العمل يك ون من األعم ال الحكومية أو أعم ال الس يادة ‪ ,‬أما إذا ك انت األعم ال اإلدارية ال تي تتعلق‬
‫بالتطبيق اليومي للق وانين واإلش راف على عالق ات األف راد بالهيئ ات اإلدارية مركزية أو غ ير مركزية‬
‫فإن العمل يكون إداريا ً ويخضع لرقابة القضاء إلغا ًء وتعويضا ً ‪.‬‬
‫في حين اتجه ج انب من الفقه إلى األخذ بمعي ار آخر يس مى القائمة القض ائية ‪ ,‬يق وم على أن تحديد‬
‫أعمال السيادة يعتمد على ما يقرره القضاء فهو ي بين ه ذه األعم ال ويح دد نطاقها ‪ ,‬وقد أس هم مجلس‬
‫الدولة الفرنسي ومحكمة التنازع في وضع قائمة ألعمال السيادة أهمها ‪:‬‬

‫‪ -‬اإلعمال المتعلقة بعالقة المحكومة بالبرلمان ‪.‬‬


‫‪ -‬القرارات الخاصة بانتخاب المجالس النيابية والمنازعات الناشئة عنها ‪.‬‬
‫‪ -‬قرارات رئيس الجمهورية المتعلقة بالعالقة بين الس لطات الدس تورية ‪،‬وممارسة الوظيفة التش ريعية‬
‫مثل قرار اللجوء إلى السلطات االستثنائية المنصوص عليها المادة ‪ 16‬من الدستور ‪ 1958‬الفرنسي ‪.‬‬
‫‪ -‬األعمال المتصلة بالعالقات الدولية والدبلوماسية ‪.‬‬
‫‪ -‬األعمال المتعلقة بالحرب‬

‫‪ -2‬الق رارات المحص نة في الرقابة القض اء ‪ -:‬من مظ اهر س يادة الق انون أن تخضع ق رارات اإلدارية‬
‫جميعا لرقابة القضاء ‪ ،‬فهو الوس يلة الوحي دة للحف اظ على حق وق األف راد في مواجهة الدولة بهيئاتها‬
‫ريعية والتنفيذية ‪.‬‬ ‫المختلفة التش‬
‫فالقض اء يملك تق ويم اإلداري وإجبارها على اح ترام المش روعة إذا ما ح ادث عنها والشك أن في ذلك‬
‫ض مان مهمة لحماية حق وق األف راد وحرياتها ‪،‬وتتم من خالل الس ماح لألف راد ب الطعن في ق رارات‬
‫اإلدارية إذا مست مصالحهم طالبين إلغائها أو التعويض عنها ‪.‬‬
‫وإذا كان األصل خضوع اإلدارة لرقابة القضاء فان مستلزمات المص لحة العامة قد تقتضي التخفيف من‬
‫ص رامة ه ذا المب دأ فتس مح بموازنة مب دأ المش روعية من خالل نظرية الس لطة التقديرية والظ روف‬
‫تثنائية ‪.‬‬ ‫االس‬
‫إال أن ال دول تب الغ أحيانا في اس تعاد الكث ير من الق رارات اإلدارية من الخض وع للطعن أم ام القض اء‬
‫ار مختلفة ‪.‬‬ ‫لالعتب‬
‫والشك ان هذا االتجاه خطير من المشرع ألن تحصينة للق رارات االدارية من الطعن ‪،‬يج رد االف راد من‬
‫ضمانه مهمه في مواجهة عسف االدارة وذلك ‪.‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫القرارات اإلدارية من حيث نفاذها في مواجهة األفراد‬
‫(قرارات نافذة وقرارات غير نافذة )‬

‫تنقسم الق رارات اإلدارية من حيث أثرها بالنس بة لألف راد إلى ق رارات ملزمة لألف راد وناف ذة بحقهم‬
‫‪،‬وعليهم احترامها وإذا قصروا في ذلك اجبروا على التنفيذ ‪ ،‬وهذا األصل في القرارات اإلدارية ‪.‬‬
‫وقرارات إدارية ويقتصر أثرها على اإلدارة تس مي اإلج راءات الداخلية ومنها المنش ورات والتعليم ات‬
‫على اختالف أنواعها وتعليم ات ش ارحة ‪،‬أو آم ره أو ناص حه أو مق رره ومؤك ده ( ) وه ذا الن وع من‬
‫القرارات غير نافذ في حق األفراد وغير ملزم له ‪،‬وال يحتج بها عليهم ‪.‬‬
‫بل ان من القضاء من أنكر على التعليمات صفتها القانونية وأعتبرها من قبيل االعمال المادية محللين‬
‫ذلك بانها موجهة من الرؤساء االداريين الى موظفين وليس من الواجب على ه ؤالء اطاعتها واليمكن‬
‫الزامهم بها اال بطريق غير مباشر عن طريق العقوبات التأديبية ‪.‬‬
‫بيد ان هذا القول اليمكن االعتداد به الن مخالفة التعليمات بنتج عنها بطبيعة الح ال التهديد بالمس اس‬
‫بالمركز الشخص للموظف ونعتقد ان هذا كاف الضفاء طابع العمل القانوني على التعليمات ‪.‬‬
‫اال ان م ايميز ه ذا الن وع من الق رارات هو انها غ ير موجهه لالف راد وال ت رتب أث ار ق انوني في‬
‫مواجهتهم النها تخاطب الموظفين فقط ‪.‬‬
‫ويترتب على هذا التقييم ان االجراءات الداخلية أو التعليمات اليمكن ان تكون موضوعا لدعوى اإللغاء‬
‫‪،‬فال يقبل من االفراد الطعن باإللغاء ضدها النها غ ير ناف ذة في م واجهتهم ‪،‬كما انه اليقبل من الموظف‬
‫ال ذي تخاطبه ه ذه الق رارات الطعن فيها باإللغ اء النه يقع على عاتقه أطاعتها والعمل بها واالتع رض‬
‫للعقوبات التأديبية ‪.‬‬

‫المبحث الخامس‬

‫القرارات اإلدارية من حيث مداها أو عموميتها‬

‫(القرارات تنظمية ‪،‬قرارات فردية)‬

‫تنقسم الق رارات االدارية من حيث م داها الى ق رارات تنظيمية أو ل وائح ‪،‬وق رارات فردية ‪،‬ويعد ه ذا‬
‫التقس يم من أهم تقس يمات الق رارات االدارية لما ي ترتب عليه من نت ائج تتعلق بالنظ ام الق انوني ال ذي‬
‫يخضع له كل من القرارات التنظيمية والقرارات الفردية ‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬القرارات التنظيمية ‪:‬‬

‫القرارات التنظيمية هي تلك القرارات ال تي تحت وي على قواعد عامة مج رد تس ري على جميع االف راد‬
‫الذين تنطبق عليهم الشروط التي وردت في القاعدة ‪.‬‬
‫وعمومية المراكز القانونية التي يتضمنها القرار التنظيمي التعني انها تنطبق على كافة االش خاص في‬
‫المجتمع ‪،‬فهي تخاطب فرد أو فئة معينة في المجتمع معيينين بصفاتهم البذواتهم ‪.‬‬
‫والقرارات التنظيمية هي في حقيقتها تشريع ثانوي يقوم الى جانب التشريع العادي‪ ،‬اال أنه يصدر عن‬
‫االدارة ‪،‬وعلى ذلك فهو تشريع ثانوي يطبق على كل من يستوفي شروطا معينة تضعها القاعدة مس بقا‬
‫وال تسنفذ الالئحة موضوعها بتطبيقها ‪،‬بل تظل قائمة لتطبق مستقبال‪ ،‬مع انها اقل ثباتا من القانون‪.‬‬
‫وعلى ال رغم من اش تراك الالئحة مع الق انون من حيث انهما يتض منان قواعد عامة مج رده ‪،‬فانهما‬
‫يختلفان في مضمون كل منهما فالقانون يضع او يقرر مبادئ عامة اساس ية ‪،‬بينما يقتصر دور الالئحة‬
‫على ايراد االحكام التفصيلية التي يتعرض اليها القانون كما ان الق انون يص در بعد إق راره من الس لطة‬
‫التشريعية ‪،‬اما القرارات التنظيمية أو اللوائح فتصدر عن السلطة التنفيذية ‪.‬‬

‫وتتنوع اللوائح الى عدة انواع أهما‪-:‬‬

‫‪ -1‬اللوائح التنفيذية ‪ -:‬وهي التي تصدرها االدارة بغ رض وضع الق انون موضع التنفيذ ‪ ،‬وهي تخضع‬
‫تماما ً للقانون وتقيد به وتتبعه ‪ ،‬فال تملك ان تعدل فيه او تضف اليه او تعطل تنفيذه‪.‬‬
‫‪ -2‬لوائح الضبط ‪ -:‬وهي تلك اللوائح التي تصدرها االدارة بقصد المحافظة على النظام الع ام بعناص ره‬
‫المختلف ة‪ ،‬األمن الع ام ‪،‬والص حة العامة والس كنية العامة ‪،‬وهي مهمه بالغة االهمية لتعلقها مباش رة‬
‫بحياة االفراد وتقيد حرياتهم النها تتض من اوامر ون واهي و توقع العقوب ات على مخالفيها ‪،‬مثل ل وائح‬
‫المرور وحماية االغذية والمشروبات والمحال العامة ‪.‬‬
‫‪ -3‬اللوائح التنظيمية ‪ -:‬وتسمى ايضا اللوائح المستقلة وهي الل وائح ال تي تتع دى تنفيذ الق وانين الى‬
‫تنظيم بعض االمور التي لم يتطرق اليها القانون فتقترب وظيفتها من التشريع ‪.‬‬
‫‪ -4‬ل وائح الض رورة ‪ -:‬وهي الل وائح ال تي تص درها الس لطة التنفيذية في غيبة البرلم ان أو الس لطة‬
‫التشريعية لمواجهة ظروف استثنائية عاجلة تهدد أمن الدولة وسالمتها ‪ ،‬فتمتلك الس لطة التنفيذية من‬
‫خاللها ان تنظم امور ينظمها القانون اصال ويجب ان تعرض هذه القرارات على السلطة التش ريعية في‬
‫اقرب فرصة القرارها ‪.‬‬
‫‪ -5‬الل وائح التفويض ية ‪ -:‬وهي الق رارات ال تي تص درها الس لطة التنفيذية بتف ويض من الس لطة‬
‫التشريعية لتنظيم بعض المسائل الداخلة اصال في نطاق التش ريع ويك ون له ذه الق رارات ق وة الق انون‬
‫سواء اصدرت في غيبة السلطة التشريعية أو في حالة انعقادها‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬القرارات الفردية ‪.‬‬

‫وهي القرارات التي تنشئ مراكز قانونية خاصة بحاالت فردية تتصل بفرد معين بالذات أو أفراداً معيين‬
‫بذواتهم و وتستنفذ موضوعها بمجرد تطبيقها مرة واحدة ‪ ) ( .‬مثل القرار الصادر بتع يين موظف ع ام‬
‫أو ترقية عدد من الموظفين ‪.‬‬

‫ويظهر االختالف بين القرارات التنظيمية أو اللوائح والقرارات الفردية فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ .1‬تس ري الق رارات الفردية على ف رد معين بال ذات أو أف راد أو ح االت معينة بال ذات ‪ ,‬بينما تتض من‬
‫القرارات التنظيمية قواعد عامة مجردة تطبق على كل من تتوافر فيهم ش روط معينة دون أن يتم تحديد‬
‫هؤالء األشخاص مقدما ً بذواتهم أو أسمائهم ‪.‬‬
‫‪ .2‬يس ري الق رار الف ردي من ت اريخ إعالن ص احب الش أن به كقاع دة عامة ‪ ,‬في حين يب دأ س ريان‬
‫القرارات اإلدارية التنظيمية من تاريخ نشرها في الجريدة الرسمية ‪.‬‬
‫‪ .3‬تملك اإلدارة الحق في تع ديل الق رارات التنظيمية أو إلغائها أو س حبها دون أن يك ون ألحد الحق‬
‫بالتمسك بحق وق مكتس بة ‪ ,‬على اعتب ار أنها تنظم قواعد عامة ‪ ,‬في حين تخضع اإلدارة في س حبها‬
‫وإلغائها أو تعديلها للقرارات اإلدارية الفردية لشروط معينة حددها القانون ‪.‬‬
‫‪ .4‬تختص المحاكم العادية في تفسير القرارات التنظيمية ‪ ,‬كما هو الحال في تفسير الق وانين ‪ ,‬في حين‬
‫يختص القضاء اإلداري بتفسير القرارات اإلدارية الفردية ‪.‬‬

‫الفصل الرابع‬
‫النظام القانوني للقرارات اإلدارية‬

‫‪Le Regim des decision administratives‬‬

‫يتضمن النظام القانوني للقرارات اإلدارية على امتيازات مهمة مقررة للسلطة ‪ ,‬مثلما يحتوى على قيود‬
‫ترد على حرية اإلدارة ‪ ,‬وفي هذا الجانب من الدراسة نتناول هذه االمتيازات والقيود في ثالثة مباحث ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬سلطة اإلدارة في إصدار القرارات اإلدارية ‪.‬‬


‫المبحث الثاني ‪ :‬نفاذ القرارات اإلدارية ‪.‬‬
‫المبحث الثالث ‪ :‬تنفيذ القرارات اإلدارية‬

‫المبحث األول‬
‫سلطة اإلدارة في إصدار القرارات اإلدارية‬
‫تمارس اإلدارة سلطتها في إصدار القرار بإتب اع أس لوبين ‪ :‬األول أن تم ارس اختصاص ا ً مقي داً عن دما‬
‫يلزمها المش رع بوج وب التص رف على النحو معين ‪ ,‬واألس لوب الث اني يتمثل بممارسة اإلدارة‬
‫اختصاصا ً تقديريا ً ‪ ,‬عندما يترك لها المشرع قدراً من حرية التصرف ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬االختصاص المقيد ‪.‬‬


‫يقصد باالختصاص المقيد أن ال تكون اإلدارة حرة في اتخ اذ الق رار أو االمتن اع عن اتخ اذه ‪ ,‬فالق انون‬
‫يفرض عليها عند ت وفر ش روط معينة أو قي ام عناصر واقعية مح ددة ‪ ,‬إص دار ق رار معين ‪ ,‬وقد يح دد‬
‫الهدف الذي يتعين على اإلدارة أن تعمل على تحقيقه أو الوقت المناسب إلصداره ‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة تكون مهمة اإلدارة مقصورة على تطبيق القانون على الحاالت ال تي تص ادفها عن دما‬
‫تتحقق أسبابها ‪ ,‬فال يترك لها أية حرية في التقدير ‪.‬‬

‫ومثال االختصاص المقيد حالة ترقية الموظف باألقدمية ف إذا ت وفرت ه ذه األقدمية ف إن اإلدارة مج برة‬
‫على التدخل وإصدار قراراتها بالترقية ‪.‬‬
‫ومع ذلك ف إن المش رع قد ال يكبل اإلدارة بجميع ه ذه القي ود فمن المس تحيل أن تك ون جميع عناصر‬
‫القرار اإلداري مقيدة ‪ ,‬ألن المهم أن يسير القرار اإلداري الصادر ض من االختص اص المقيد لإلدارة في‬
‫مجال النطاق القانوني الذي رسمه المشرع حتى ال يكون مشوبا ً بعدم مشروعيته ‪.‬‬
‫ويتمثل االختصاص المقيد في بعض عناصر القرار اإلداري أكثر من األخ رى ‪ ,‬فال تتمتع اإلدارة بحرية‬
‫في مجال عنصر االختصاص ‪ ,‬حيث يكون قراراها ب اطالً أو مع دوما ً إذا لم تح ترم قواعد االختص اص ‪,‬‬
‫وكذلك في عنصر الشكل عندما يرسم المشرع القواعد واإلجراءات الواجب إتباعها عند إصدار القرار ‪,‬‬
‫كما يرد االختصاص المقيد أحيانا ً في العناصر الموض وعية من الق رار اإلداري فيجب أن يك ون للق رار‬
‫اإلداري سبب ومحل مشروعان ‪ ,‬وأن تهدف اإلدارة من إصداره إلى تحقيق المصلحة العامة ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬السلطة التقديرية‬


‫يقصد بالسلطة التقديرية أن تكون اإلدارة ح رة في اتخ اذ الق رار أو االمتن اع عن اتخ اذه أو في اختي ار‬
‫القرار الذي تراه ‪ ,‬أي أن المشرع يترك لإلدارة حرية اختي ار وقت وأس لوب الت دخل في إص دار قرارها‬
‫تبعا ً للظروف ‪.‬‬
‫فالمش رع يكتفي بوضع القاع دة العامة ال تي تتصف بالمرونة تارك ا ً لإلدارة تق دير مالئمة التص رف ‪,‬‬
‫شريطة أن تتوخى الصالح العام في أي ق رار تتخ ذه وأن ال تنح رف عن ه ذه الغاية ‪ ,‬و إال ك ان قرارها‬
‫مشوبا ً بعيب إساءة استعمال السلطة ‪ .‬مثال ذلك سلطة اإلدارة في إص دار ق رار الترقية باالختي ار على‬
‫أساس الكفاءة ‪.‬‬
‫وتتجلى س لطة اإلدارة التقديرية في عنصر الس بب وهو الحالة الواقعية والقانونية ال تي ت برر اتخ اذ‬
‫الق رار ‪ ,‬والمحل وهو األثر الق انوني الم ترتب عنه ح االً ومباش رة ‪ ,‬أما ب اقي عناصر الق رار اإلداري‬
‫وهي االختصاص والشكل والغاية فإنها تصدر بنا ًء على اختصاص مقيد ‪.‬‬

‫مدى رقابة القضاء على السلطة التقديرية ‪.‬‬

‫ترتبط السلطة التقديرية بفكرة مالئمة القرار اإلداري ‪ ,‬إذ أن المشرع منح اإلدارة ه ذه الس لطة ش عوراً‬
‫منه بأنها أق در على اختي ار الوس ائل المناس بة للت دخل واتخ اذ الق رار المالئم في ظ روف معينة ‪ ,‬وأنه‬
‫مهما ح اول ال يس تطيع أن يتص ور جميع الح االت ال تي قد تط رأ في العمل اإلداري ويضع الحل ول‬
‫المناسبة لها ‪.‬‬
‫في حين يق وم االختص اص المقيد على فك رة مش روعية الق رار اإلداري ‪ ,‬ألن اإلدارة مقي دة دائم ا ً بما‬
‫يفرضه القانون ‪ ,‬ويترتب على ذلك أن القض اء يملك بسط رقابته على مش روعية الق رار الص ادر بن ا ًء‬
‫على اختصاص اإلدارة المقيد ‪ ,‬ويملك إلغاؤه إذا ما تبين أنه مخالف للقانون ‪.‬‬
‫ويتضح مجال الرقابة على عنصر السبب في أن اإلدارة تملك تقدير أهمية وخطورة الوق ائع وال تخضع‬
‫في ذلك لرقابة القضاء ‪ ,‬في حين يمارس القضاء رقابته على صحة قيام الوقائع المادية التي ق ام عليها‬
‫القرار‪ ,‬وكذلك فيما يتعلق بالتكييف القانوني لهذه الوقائع ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لعنصر المحل فمن الممكن القول بأن معظم االختصاص فيه هو اختصاص تقديري فبعد أن‬
‫تتحقق اإلدارة من قي ام الوق ائع المادية ‪ ,‬وبعد أن تكيفها التك ييف الق انوني الص حيح ‪ ,‬وتق در م دى‬
‫خطورة هذه الوقائع ‪ ,‬تنتقل إلى عنصر المحل متمتعة بسلطة تقديرية واسعة في أن تت دخل أو ال ت دخل‬
‫واختيار وقت هذا التدخل كما تتمتع اإلدارة بسلطة تحديد األثر الق انوني ال ذي تريد ترتيبه ‪ ,‬ما لم ينص‬
‫ترتب عليه ‪.‬‬ ‫دخلها ووقته واألثر الم‬ ‫رورة ت‬ ‫رع على ض‬ ‫المش‬
‫وقد ب رز في مج ال رقابة القض اء على الس لطة التقديرية اتجاه ان فقد ذهب ج انب من الفقه إلى أن‬
‫القض اء يمتنع عن بسط رقابته على أعم ال اإلدارة المس تندة إلى س لطتها التقديرية ‪ ,‬فالقاضي بحسب‬
‫رأيهم يم ارس المش روعية وليس رقابة المالئمة وال يج وز له أن يم ارس س طوته على اإلدارة فيجعل‬
‫من نفسه رئيسا ً لها ‪.‬‬
‫في حين يذهب الجانب اآلخر إلى جواز تدخل القاضي لمراقبته السلطة التقديرية على أساس ما يتمتع‬
‫به القاضي اإلداري من دور في الكشف عن قواعد الق انون اإلداري فيمكن له أن يح ول بعض القض ايا‬
‫المدرجة في الس لطة التقديرية والمرتبطة بالمالئمة إلى قض ايا تن درج تحت مب دأ المش روعية تل تزم‬
‫للبطالن‪.‬‬ ‫أعمالها‬ ‫تعرضت‬ ‫إال‬ ‫و‬ ‫بأتباعها‬ ‫اإلدارة‬
‫ً‬
‫والرأي األكثر قب وال في ه ذا المج ال ي ذهب على أن س لطة اإلدارة التقديرية ال تمنع من رقابة القض اء‬
‫وإنما هي التي تمنح اإلدارة مجاالً واسعا ً لتقدير الظروف المالئمة التخاذ قراراتها وه ذه الحرية مقي دة‬
‫ب أن ال تتض من ه ذه الق رارات غلط ا ً بين ا ً أو انحراف ا ً بالس لطة ‪ ,‬وهي ب ذلك ال تتع ارض مع مب دأ‬
‫المشروعية بقدر ما تخفف من اختصاصات اإلدارة المقيدة ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫نفاذ القرارات اإلدارية‬

‫األصل أن يكون القرار اإلداري نافذاً من تاريخ صدروه من السلطة المختصة قانونا ً بإصداره ‪ ,‬ولكنه ال‬
‫يسري في حق األفراد المخاطبين به إال إذا علموا به عن طريق أح دى الوس ائل المق ررة قانون ا ً ‪ .‬ومن‬
‫ثم فهن اك تاريخ ان رئيس يان لنف اذ الق رارات اإلدارية هما ت اريخ ص دور الق رار ‪ ,‬وت اريخ العلم به أو‬
‫سريانه في مواجهة األفراد ‪ ,‬وسنبحث هذين التاريخان ثم نبحث في مبدأ عدم رجعية القرارات اإلدارية‬
‫و أمكان أرجاء آثاره إلى المستقبل ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬تاريخ صدور القرار اإلداري ذاتـه ‪.‬‬


‫األصل أن القرار اإلداري يعد ص حيحا ً وناف ذاً من ت اريخ ص دوره ‪ ,‬ومن ثم فإنه يس رى في حق اإلدارة‬
‫من هذا التاريخ ويستطيع كل ذي مص لحة أن يحتج به ذا الت اريخ في مواجهتها غ ير أن ه ذا الق رار ال‬
‫يكون نافذاً بحق األفراد إال من تاريخ علمهم به ‪.‬‬

‫إال أن ه ذه القاع دة ت رد عليها بعض االس تثناءات ‪ ,‬من ذلك أن هن اك من الق رارات ما يل زم لنفاذها‬
‫إجراءات أخرى من قبيل التصديق أو وجود اعتماد م الي ‪ ,‬فال ينفذ الق رار إال من ت اريخ اس تيفاء ه ذه‬
‫اإلجراءات ‪ ,‬كما قد تعمد اإلدارة إلى أرجاء أثار القرار إلى تاريخ الحق لت اريخ ص دوره وهو ما يع رف‬
‫بإرجاء أثار القرار اإلداري ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬سريان القرار اإلداري في مواجهة األفراد ‪.‬‬


‫إذا كان الق رار اإلداري ينفذ في حق اإلدارة بص دوره ‪ ,‬فإنه ال يك ون ك ذلك في مواجهة األف راد ‪ ,‬فيل زم‬
‫لذلك علمهم به بأحدى وسائل اإلعالم المقررة قانونا ً ‪ ,‬وهي ‪ :‬اإلعالن ‪ ,‬النش ر‪ ,‬أو بعلم ص احب الش أن‬
‫علما ً يقينيا ً ‪.‬‬

‫‪ .1‬اإلعالن ‪:‬‬
‫يقصد باإلعالن تبليغ القرار اإلداري إلى المخ اطب به بال ذات ‪ ,‬واألصل أن اإلعالن يتم بكافة الوس ائل‬
‫المعروفة وال تي من خاللها يمكن أن يتحقق علم ص احب الش أن ب القرار ‪ ,‬كتس ليمه الق رار مباش رة أو‬
‫بالبريد أو عن طريق محضر ‪ ,‬أو لصقه في المكان المخصص لإلعالن ‪.‬‬
‫واإلعالن هو الوس يلة الواجبة لتبليغ الق رارات الفردية الص ادرة بص دد ف رد معين بال ذات أو أف راداً‬
‫معينين بذواتهم أو بخصوص حالة أو حاالت معينة ‪ ,‬كما هو الحال بالنسبة لقرار تعيين موظف أو منح‬
‫رخصة مزاولة مهنة معينة ‪ ,‬وعلى ذلك ال يكفي نشر القرار الفتراض العلم به ‪.‬‬
‫وهذا اإلعالن قد يكون تحريريا ً كما يصح شفهيا ً و فاإلدارة غ ير ملزمة بإتب اع وس يلة معينة لإلعالن‬
‫إال أن الص عوبة تكمن في إثب ات التبليغ الش فهي ل ذلك نجد اإلدارة تس عى دائم ا ً إلى أن يك ون إعالنها‬
‫كتابة حتى تتجنب مخاطر التبليغ ألن من السهل عليها إثبات التبليغ الكتابي ‪.‬‬
‫إال أن عدم تطلب شكلية معينة في اإلعالن ال ينفي ضرورة احتواء اإلعالن على مقومات تتمثل في ذكر‬
‫مضمون القرار والجهة الصادر منها وأن يوجهه إلى ذوي المصلحة شخصيا ً أو من ينوب عنهم ‪.‬‬

‫‪ .2‬النشر ‪:‬‬
‫النشر هو الطريقة ال تي يتم من خاللها علم أص حاب الش أن بالنس بة للق رارات اإلدارية التنظيمية أو‬
‫‪.‬‬ ‫الالئحية‬
‫وعادة ما تتضمن القرارات التنظيمية قواعد عامة مجردة تنطبق على ع دد غ ير مح دد من الح االت أو‬
‫األفراد ‪ ,‬مما يتطلب علم الكافة به من خالل نشره ‪.‬‬
‫ويتم النشر عادة في الجريدة الرسمية إال إذا نص القانون على وس يلة أخ رى للنشر فيجب على اإلدارة‬
‫أتباع تلك الوسيلة كأن يتم في الصحف اليومية أو عن طريق لصق القرار في أماكن عامة في المدينة ‪.‬‬
‫وح تى ي ؤدي النشر مهمته يجب أن يكشف عن مض مون الق رار بحيث يعلمه األف راد علم ا ً تام ا ً وإذا‬
‫كانت اإلدارة قد نشرت ملخص القرار فيجب أن يك ون ه ذا الملخص يغ ني عن نش ره كله فيح وي على‬
‫عناصر القرار اإلداري كافة ‪ ,‬حتى يتسنى ألصحاب الشأن تحديد موقفهم من القرار ‪.‬‬

‫‪ .3‬العلم اليقيني‬
‫أضاف القضاء اإلداري إلى النشر واإلعالن العلم اليقيني بالقرار كسبب من أس باب علم ص احب الش أن‬
‫بالقرار اإلداري وسريان مدة الطعن باإللغاء من تاريخه ‪.‬‬
‫والعلم اليقيني يجب أن يكون متضمنا ً المضمون الكامل لعناصر الق رار اإلداري ومحتوياته فيق وم مق ام‬
‫النشر واإلعالن ‪ ,‬فيصبح ص احب الش أن في مواجهة الق رار في حالة تس مح له باإللم ام بكافة ما تجب‬
‫معرفته ‪ ,‬فيتبين مركزه القانوني من القرار وإدراك م واطن العيب فيه ‪ ,‬وما يمس مص لحته ‪ ,‬فال ع بره‬
‫اً ‪.‬‬ ‫ال العلم قوي‬ ‫ان احتم‬ ‫تراض مهما ك‬ ‫ني أو االف‬ ‫العلم الظ‬ ‫ب‬
‫ويمكن أن يس تمد ه ذا العلم من أية واقعة أو قرينه تفيد حص وله دون التقيد بوس يلة معينة لإلثب ات‬
‫وللقض اء اإلداري أن يتحقق من قي ام أو ع دم قي ام ه ذه القرينة وهل هي كافية للعلم أم ال ‪ ,‬وال يب دأ‬
‫سريان مدة الطعن إال من اليوم الذي يثبت فيه هذا العلم اليقيني ‪.‬‬
‫ويلزم أخيراً أمكان ثب وت العلم اليقي ني في ت اريخ معين ح تى يمكن حس اب ميع اد الطعن باإللغ اء من‬
‫تاريخه ‪ ,‬ومن ثم فال ع بره ب العلم اليقي ني ب القرار ح تى وأن ثبتت واقعة أو قرينة العلم به طالما أنها‬
‫‪.‬‬ ‫تاريخها‬ ‫يوضع‬ ‫أن‬ ‫دون‬ ‫تمت‬

‫ثالثا ً ‪ :‬مبدأ عدم رجعية القرارات اإلدارية ‪.‬‬

‫األصل أن تسرى آثار القرارات اإلدارية على المس تقبل ‪ ,‬وال تس ري ب أثر رجعي على الماضي احترام ا ً‬
‫للحق وق المكتس بة والمراكز القانونية ال تي تمت في ظل نظ ام ق انوني س ابق ‪ ,‬و احترام ا ً لقواعد‬
‫ان ‪.‬‬ ‫اص من حيث الزم‬ ‫االختص‬
‫والمس لم به في القض اء اإلداري أن قاع دة ع دم رجعية الق رارات اإلدارية هي قاع دة آم ره وج زاء‬
‫مخالفتها بطالن القرار اإلداري ذي األثر الرجعي ‪ ,‬ويقوم مبدأ عدم رجعية الق رارات اإلدارية على ع دة‬
‫اعتبارات تتمثل في ‪:‬‬
‫‪ .1‬اح ترام الحق وق المكتس بة ‪ :‬إذا اكتسب األف راد حق ا ً في ظل نظ ام ق انوني معين أو رتب لهم ق رار‬
‫إداري مركزاً قانونيا ً معينا ً ‪ ,‬فأنه ال يجوز المساس به ذا المركز إال بنص خ اص و ويس رى التغي ير أو‬
‫التعديل في هذا المركز بأثر حال ومباشر من تاريخ العمل به وليس بأثر رجعي ‪.‬‬
‫‪ .2‬استقرار المعامالت بين األفراد ‪ :‬المصلحة العامة تقتضي أن ال يفقد األف راد الثقة واالطمئن ان على‬
‫استقرار حقوقهم و مراكزهم الذاتية التي تمت نتيجة لتطبيق أوضاع القانوينة السابقة ‪.‬‬
‫‪ .3‬احترام قواعد االختصاص ‪ :‬تقوم قاعدة عدم رجعية القرارات إلدارية على ضرورة اعتداء مص در‬
‫القرار على اختصاص سلفه ‪.‬‬

‫ومن الجدير بالذكر أن بطالن القرار اإلداري الذي يصدر خالفا ً لقاعدة ع دم الرجعية على الماضي قد ال‬
‫يكون بطالنا ً كليا ً ‪ ,‬كما لو صدر ق رار بترقية موظف ع ام من ت اريخ ال يس تحق فيه الترقية ‪ ,‬ف إذا ك ان‬
‫القرار سليما ً فأنه يلغي جزئي ا ً فيما يتعلق بالت اريخ المح دد للترقية ‪ ,‬وتعت بر الترقية من الت اريخ ال ذي‬
‫استكمل فيه المدة القانونية ‪ ,‬أما إذا كان القرار غير قابل للتجزئة فأن البطالن يشمله كله ‪.‬‬

‫غ ير أن قاع دة ع دم رجعية الق رارات اإلدارية على الماضي ال تس ري على إطالقها فقد ب دأ القض اء‬
‫اإلداري يخفف من حدتها فظهرت بعض االستثناءات التي يمكن ردها إلى ما يلي ‪-:‬‬

‫‪ .1‬إباحة الرجعية بنص القانون ‪ :‬يجوز للمشرع أن يخول اإلدارة بنص صريح أن تصدر قرارات معينة‬
‫بأثر رجعي على اعتبار أن المشرع يمثل المصلحة العامة التي تسعى اإلدارة إلى تحقيقها ‪.‬‬
‫‪ .2‬إباحة الرجعية في تنفيذ األحكام ‪ :‬الحكم القضائي الص ادر بإلغ اء ق رار إداري ي ؤدي إلى إع دام ه ذا‬
‫القرار بالنسبة للمستقبل والماضي ‪ ,‬وحتى تنفذ اإلدارة حكم اإللغاء البد لها من إصدار قرارات متضمنة‬
‫بالض رورة آث اراً رجعية ‪ ,‬كما لو حكم القض اء بإلغ اء ق رار اإلدارة بفصل موظف ف إن اإلدارة تل تزم‬
‫بإعادته إلى وظيفته السابقة مع منحه االمتيازات والحق وق ال تي فاته التمتع بها في ف ترة انقطاعه عن‬
‫الوظيفية ‪.‬‬
‫‪ .3‬رجعية القرارات اإلدارية الساحبة ‪ :‬درج القضاء على أن قرار اإلدارة بسحب الق رارات اإلدارية يتم‬
‫ب أثر رجعي نظ راً إلعدامه الق رار المس حوب من ت اريخ ص دروه‪ ,‬ف اإلدارة تملك حق س حب قراراتها‬
‫التنظيمية في كل وقت س واء ك انت مش روعة أو غ ير مش روعة ‪ ,‬وك ذلك يج وز لها س حب قراراتها‬
‫اء‪.‬‬ ‫دة الطعن باإللغ‬ ‫وق ذاتية خالل م‬ ‫روعة والمرتبة لحق‬ ‫ير مش‬ ‫الفردية الغ‬
‫‪ .4‬رجعية القرارات المؤكدة والمفسرة ‪ :‬إذا صدر قرار بقصد تأكيد أو تفسير قرار سابق و ف إن الق رار‬
‫المؤكد أو المفسر يسرى حكمه من تاريخ تطبيق الق رار األول ألنه ال يض يف أث راً جدي داً له بل يقتصر‬
‫يره ‪.‬‬ ‫ده أو تفس‬ ‫على تأكي‬
‫‪ .5‬رجعية القرارات اإلدارية لمقتضيات المرافق العامة ‪ :‬استقر القض اء اإلداري في فرنسا ومصر على‬
‫عدم تطبيق قاعدة رجعية القرارات اإلدارية كلما تعارض تطبيقها مع مقتضيات سير المرافق العامة ‪.‬‬

‫رابعا ً ‪ :‬أرجاء آثار القرار اإلداري للمستقبل ‪.‬‬

‫في مقابل قاع دة ع دم الرجعية الق رارات اإلدارية على الماضي تملك اإلدارة في بعض األحي ان أرج اء‬
‫تنفيذ الق رار اإلداري إلى ت اريخ الحق ‪ ,‬ودرج القض اء اإلداري على التمي يز في ذلك بين الق رارات‬
‫اإلدارية التنظيمية أو اللوائح والقرارات اإلدارية الفردية ‪:‬‬

‫‪ .1‬الق رارات اإلدارية التنظيمية ‪ :‬تملك اإلدارة أرج اء آث ار الق رارات التنظيمية إلى ت اريخ الحق‬
‫لص دورها ‪ ,‬ألن ذلك ال يتض من اعت داء على س لطة الخلف ‪ ,‬ألن ه ذا الخلف يملك دائم ا ً حق س حب أو‬
‫إلغاء أو تعديل قراراته التنظيمية ألنها ال ترتب حقوقا ً مكتسبة بل تنشئ مراكز تنظيمية عامة ‪.‬‬
‫‪ .2‬الق رارات اإلدارية الفردية ‪ :‬األصل في الق رارات اإلدارية الفردية أن ال يج وز لإلدارة أن ت رجئ‬
‫آثارها للمستقبل ألن ذلك يمثل اعتداء على الس لطة القائمة في المس تقبل ألنه يولد عنها مراكز قانونية‬
‫خاصة ‪ ,‬يستطيع األفراد أن يحتجوا بها في مواجهة اإلدارة استناداً إلى فكرة الحقوق المكتسبة ‪.‬‬

‫كما لو أصدرت السلطة اإلدارية الحالية قراراً بتعيين موظف وأرجئت تنفيذ هذا القرار إلى فترة الحقة ‪,‬‬
‫فتكون قد قيدت السلطة اإلدارية في المستقبل بقرار التعيين خالفا ً لقواعد االختصاص ‪.‬‬

‫ومع ذلك يجوز أحيان ا ً ولض رورات س ير المرافق العامة تأجيل آث ار الق رار اإلداري إلى ت اريخ الحق ‪,‬‬
‫فيكون المرجع هنا هو الباعث وليس التأجيل ذاته ‪ ,‬ويكون الحكم على مشروعية ه ذا الق رار أن يك ون‬
‫محله قائما ً حتى اللحظة المحددة للتنفيذ ‪ ,‬فإن انعدم هذا الركن أصبح القرار منعدما ً النع دام ركن المحل‬
‫فال يرتب أثراً ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫تنفيذ القرارات اإلدارية‬

‫تتمتع اإلدارة بامتيازات وسلطات استثنائية في تنفيذ قراراتها ‪ ,‬منها قرينة المش روعية‪ ,‬ال تي تف ترض‬
‫سالمة قراراتها اإلدارية حتى يثبت العكس ‪ ,‬وتمتع قراراتها بقوة الشيء المقرر وقابليته للتنفيذ ‪ ,‬وهو‬
‫ما يجعل اإلدارة في مركز المدعى عليها باس تمرار ‪ ,‬ويف رض على األف راد اح ترام الق رارات الص ادرة‬
‫عنها ‪.‬‬

‫كما تتمتع اإلدارة في مجال تنفيذ قراراتها اإلدارية بامتياز التنفيذ المباشر الذي يتيح لها تنفيذ القرارات‬
‫اإلدارية التي تصدرها بنفسها ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬مفهوم التنفيذ المباشر‬


‫يقصد بالتنفيذ المباشر السلطة االستثنائية ال تي تملكها اإلدارة في تنفيذ قراراتها بنفس ها تنفي ذاً جبري ا ً‬
‫عند امتناع األف راد عن تنفي ذها اختياري ا ً دون اللج وء إلى القض اء ‪ ,‬وتق وم ه ذه الس لطة على أس اس‬
‫افتراض أن كل ما تصدره اإلدارة من قرارات يعد صحيحا ً ومطابقا ً للق انون إلى أن يثبت العكس لوج ود‬
‫قرينة المش روعية ال تي تعفى اإلدارة من إثب ات ص حة قراراتها ‪ ,‬ومن ثم ال يقبل من أحد االمتن اع عن‬
‫تنفيذها لمطابقتها للقانون ‪.‬‬
‫وهنا يجب التمييز بين نفاذ القرار اإلداري وتنفيذه فالنف اذ يتعلق باآلث ار القانونية للق رار اإلداري وهي‬
‫عنصر داخلي في الق رار اإلداري ‪ ,‬في حين يك ون تنفيذ الق رار بإظه ار آث اره في الواقع وإخراجه إلى‬
‫حيز العمل وتحويله إلى واقع مطبق يؤدي إلى تحقيق الهدف من اتخاذه‪.‬‬
‫ومن ثم فهناك من القرارات اإلدارية ما يكفي فيها القوة التنفيذية أو النف اذ وال تتطلب إج راءاً تنفي ذيا ً‬
‫خارجيا ً كقرار اإلدارة بتوقيع عقوبة اإلنذار على موظف عام ‪ ,‬أو قرارات اإلدارة ال تي تنفذ طوعية من‬
‫اطبين بها ‪.‬‬ ‫راد المخ‬ ‫األف‬
‫أما إذا تعنت األف راد في تنفيذ ق رارات اإلدارة ف إن األمر يس تدعي التنفيذ الم ادي للق رار ‪ ,‬وحيث أن‬
‫طريق التنفيذ المباشر هو طريق استثنائي فإنه يتم اللج وء إلى القض اء للحص ول على حكم بالتنفيذ إذا‬
‫لم يقبل األفراد بتنفيذ القرار اختياريا ً ويتم ذلك عن طريق استخدام الدعوى الجنائية أو الدعوى المدنية‬
‫‪.‬‬

‫غ ير أن اإلدارة باعتبارها س لطة عامة قائمة على حماية المص لحة العامة وتحقيق مص الح األف راد‬
‫وض مان س ير المرافق العامة بانتظ ام واط راد ‪ ,‬أت اح لها المش رع الحق في أن تنفيذ قراراتها ب القوة‬
‫الجبرية إذا رفض األفراد تنفيذها اختياراً دون حاجة إلى أذن من القضاء‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬حاالت التنفيذ المباشر ‪.‬‬

‫ألن التنفيذ المباشر يعد وسيلة استثنائية فإن اإلدارة ال تلجأ إلى استخدامه إال في حاالت معينة هي ‪:‬‬

‫‪ .1‬النص من جانب المشرع ‪ :‬قد يخول المشرع اإلدارة سلطة تنفيذ قراراتها تنفيذاً جبري ا ً دون الحاجة‬
‫إلى أذن س ابق من القض اء ‪ ,‬مث ال ذلك حجز اإلدارة على الم رتب والعالوات والمعاش ات والمكاف آت‬
‫وسائر المزايا المالية التي يستحقها الموظف في حدود معينه ‪.‬‬
‫‪ .2‬عدم وجود وسيلة قانونية أخرى لتنفيذ القرار اإلداري ‪ :‬إذا لم يكن لإلدارة وسيلة قانونية تلجأ إليها‬
‫لتنفيذ القرار اإلداري ‪ ,‬كان لها أن تنفذه جبريا ً لتكفل احترامه ولو لم ينص القانون على ذلك ‪.‬‬
‫فإذا نص المشرع على جزاءات جنائية تترتب على األفراد في حالة امتن اعهم عن تنفيذ الق رار اإلداري‬
‫‪ ,‬فإنه يمنع على اإلدارة استعمال سلطة التنفيذ المباشر ‪.‬‬
‫حالة الضرورة ‪ :‬يج وز لإلدارة أن تلجأ إلى التنفيذ المباشر في حالة وج ود خطر يه دد النظ ام‬ ‫‪.3‬‬
‫العام بعناصره الثالثة األمن العام و السكينة العامة و الص حة العامة ‪ ,‬بحيث يتع ذر عليها مواجهة‬
‫هذا الخطر باستخدام الط رق العادية ‪ ,‬ونظ راً لخط ورة اللج وء إلى التنفيذ المباشر في ه ذه الحالة‬
‫فقد جرى القضاء والفقه على أن حالة الضرورة ال تقوم إال بتوافر شروط معينة يمكن إجمالها بما‬
‫يلي ‪:‬‬

‫أ‪-‬وجود خطر جسيم يهدد النظام العام بعناصره الثالثة "األمن‪,‬الصحة ‪ ,‬السكينة"‪.‬‬
‫ب‪ -‬تعذر دفع هذا الخطر بالوسائل القانونية العادية ‪.‬‬
‫ج‪-‬أن يكون هدف اإلدارة من تصرفها تحقيق الصالح العام ‪.‬‬
‫د‪ -‬أن يكون تصرف اإلدارة في الحدود التي تقتضيها الضرورة ‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬شروط تطبيق التنفيذ المباشر ‪.‬‬


‫يشترط للجوء اإلدارة إلى التنفيذ الجبري في الحاالت السابقة توافر الشروط اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬أن يستند القرار المراد تنفيذه إلى نص تش ريعي إذ أن الفك رة األساس ية ال تي ت برر التنفيذ المباشر‬
‫هي وج وب تنفيذ الق انون ‪ ,‬ومن ثم ال يمكن اس تعمال ه ذا األج راء إال لتنفيذ نص تش ريعي أو ق رار‬
‫إداري صادر تنفيذاً للقانون ‪.‬‬
‫‪ .2‬اصطدم تنفيذ القانون أو القرار بامتناع من جانب األفراد ‪ ,‬ومن ثم على اإلدارة أن تنذرهم بوجوب‬
‫تنفيذ حكم القانون أو القرار طوعا ً ‪ ,‬فإذا رفضوا جاز لإلدارة استعمال طريق التنفيذ المباشر ‪.‬‬
‫‪ .3‬يجب أن يقتصر التنفيذ المباشر على اإلج راءات الض رورية لتنفيذ الق رار ‪ ,‬دون أن تنص رف‬
‫وتستعمل ما يتجاوز الضروري ‪.‬‬

‫فإذا خالفت اإلدارة هذه الشروط ‪ ,‬وت ذرعت بالتنفيذ المباشر ‪ ,‬فأنها تتحمل ما قد ينشأ عن تنفيذ الق رار‬
‫من أضرار تلحق ب األفراد ‪ ,‬ويعد إجراءاها اعت داء مادي ا ً مع ع دم المس اس ب القرار اإلداري ال ذي من‬
‫روعا ً في ذاته ‪.‬‬ ‫ون مش‬ ‫الممكن أن يك‬
‫الفصل الخامس‬
‫نهاية القرارات اإلدارية‬

‫بقصد بنهاية القرارات اإلدارية انته اء كل أثر ق انوني لها ‪ ,‬وقد تنتهي الق رارات اإلدارية نهاية طبيعية‬
‫عندما ينفذ مض مونها ‪ ,‬أو تنتهي الم دة المح ددة لس ريانها ‪ ,‬أو اس تنفاذ الغ رض ال ذي ص در ألجله أو‬
‫يس تحيل تنفي ذه النع دام محله أو وف اة المس تفيد منه ‪ ,‬إلى غ ير ذلك من أس باب ال دخل ألي س لطة في‬
‫تقريرها ‪.‬‬
‫وقد تكون نهاية القرارات اإلدارية نهاية غير طبيعية بأن تتدخل أح دى الس لطات الثالث إلنهائها ك أن‬
‫يتدخل المشرع أو القضاء إللغاء القرار ‪ ,‬كما قد يصدر قرار اإلنهاء من اإلدارة وذلك بسحب الق رار أو‬
‫إلغاؤه ‪.‬‬

‫وسنبحث فيما يلي الصور المختلفة لنهاية القرارات اإلدارية وذلك في مبحثين ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬نهاية القرارات اإلدارية بغير عمل اإلدارة ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬نهاية القرارات اإلدارية بعمل من جانب اإلدارة ‪.‬‬


‫المبحث األول‬
‫نهاية القرارات اإلدارية بغير عمل اإلدارة‬
‫ينتهي الق رار اإلداري نهاية ال دخل لإلدارة فيها أما بنهايتها الطبيعية ‪ ,‬أو عن طريق القض اء بحكم‬
‫قض ائي ‪ ,‬وألن الحالة األخ يرة ت دخل ض من موض وع رقابة القض اء على أعم ال اإلدارة فأننا سنقصر‬
‫البحث في هذا الجانب من الدراسة على النهاية الطبيعية للقرار اإلداري ‪.‬‬
‫وتنتهي القرارات اإلدارية نهاية طبيعية مهما طالت مدة سريانها في الحاالت التالية ‪:‬‬

‫أوالً ‪ :‬تنفيذ القرار اإلداري ‪.‬‬

‫ينتهي القرار اإلداري بمجرد تنفيذه أو استنفاذ الغرض منه ‪ ,‬كتنفيذ الق رار بإبع اد أجن بي ‪ ,‬ف إن الق رار‬
‫ينتهي بمغادرة ذلك األجنبي البالد ‪ ,‬والقرار الصادر بهدم منزل آيل للسقوط ينتهي بهدم ذلك البيت ‪.‬‬
‫وقد تستدعي طبيعة بعض القرارات استمرارها لمدة طويلة من الزمن ‪ ,‬كالقرار الصادر ب ترخيص محل‬
‫‪ ,‬فال ينتهي الق رار بإنش اء المحل ‪ ,‬بل يس تمر ما دام المس تفيد من ال ترخيص م زاوالً لنش اطه ‪ ,‬إال إذا‬
‫ت دخلت اإلدارة وق امت بس حب ال ترخيص لمقتض يات المص لحة العامة أو لمخالفة المس تفيد لش روط‬
‫االستفادة منه ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬انتهاء المدة المحددة لسريان القرار ‪:‬‬

‫قد يح دد المش رع م دة معينة لس ريان الق رار اإلداري يتوقف أث ره بانتهائها ‪ ,‬كما في حالة ال ترخيص‬
‫باإلقامة األجنبي لمدة معينة ‪ ,‬أو قرار منح جواز سفر ‪,‬ففي الحالتين ينتهي القرار بانتهاء المدة المحدد‬
‫فر ‪.‬‬ ‫واز الس‬ ‫ترخيص وج‬ ‫اذ ال‬ ‫لفا ً لنف‬ ‫س‬
‫ثالث ا ً ‪ :‬زوال الحالة الواقعية أو القانونية ال تي تعلق عليها اس تمرار نف اذ الق رار اإلداري‪:‬‬
‫كما لو منحت اإلدارة األجن بي ال ترخيص باإلقامة ألنه يعمل في جهة أو مص لحة حكومية ف إذا انتهت‬
‫خدمته في هذه الجهة انتهى معها الترخيص له باإلقامة ‪.‬‬

‫رابعا ً ‪ :‬استحالة تنفيذ القرار ‪:‬‬

‫ك القرار الص ادر ب ترخيص مزاولة مهنة معينة ‪ ,‬ثم يت وفى المس تفيد من الرخصة أو الق رار الص ادر‬
‫بتعيين موظف يتوفى قبل تنفيذه لقرار التعيين ‪.‬‬
‫فاألصل في ه ذه األح وال أن يرتبط مص ير الق رار بمص ير من ص در لص الحهم إال في بعض الح االت‬
‫االستثنائية التي تسمح بترتيب بعض آثار القرار على ورثة المستفيد ‪.‬‬

‫خامسا ً ‪ :‬تحقق الشرط الفاسخ الذي يعلق عليه القرار ‪:‬‬

‫قد يصدر القرار معلقا ً على ش رط فاسخ ‪ ,‬وهو ق رار كامل وتك ون آث اره ناف ذة ‪ ,‬غ ير أن تحقق الش رط‬
‫الفاسخ يؤدي إلى زوال القرار من تاريخ صدروه وليس من تاريخ تحقق الشرط ‪.‬‬
‫كما في قرار التعيين فهو قرار فردي مقترن بشرط فاسخ يتمثل في رفض صاحب الشأن فإذا لم يتحقق‬
‫الرفض استمر القرار صحيحا ً ومنتجا ً آلث اره ‪ ,‬أما إذا رفض التع يين زالت آث ار الق رار ب أثر رجعي من‬
‫تاريخ صدوره وليس من تاريخ تحقق الشرط ‪.‬‬

‫سادسا ً ‪ :‬اقتران القرار بأجل فاسخ ‪:‬‬


‫قد تق رن اإلدارة الق رار اإلداري بأجل فاسخ ‪ ,‬ف إذا حل ه ذا األجل زال الق رار اإلداري من ت اريخ حل ول‬
‫األجل على خالف القرار المعلق على شرط فاسخ الذي تزول آثاره بأثر رجعي في تاريخ صدروه ‪.‬‬
‫ف القرار في ه ذه الحالة يك ون ناف ذاً ومنتج ا ً آلث اره ح تى يتحقق األجل الفاسخ ‪ ,‬ومن ذلك الق رارات‬
‫اإلدارية التي تحدد عالقة الموظف بالدولة والتي تنتهي حكما ً ببلوغ الموظف سن التقاعد ‪.‬‬

‫سابعا ً ‪ :‬الهالك المادي للشيء الذي يقوم عليه القرار ‪:‬‬


‫كما لو صدر قرار بالترخيص ألحد األشخاص باستعمال جزء من المال العام ‪ ,‬فينتهي القرار بهالك ه ذا‬
‫الجزء من المال العام ‪ ,‬أو فقده لصفة العمومية ‪.‬‬

‫ثامنا ً ‪ :‬تغير الظروف التي دعت إلى إصدار القرار ‪:‬‬


‫القرار الصادر تنفيذاً لقانون معين من الطبيعي أن ينتهي بزوال أو إلغاء القانون ‪ ,‬إال إذا نص على غير‬
‫ذلك ‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫نهاية القرارات اإلدارية بعمل من جانب اإلدارة‬

‫قد ينتهي القرار اإلداري نتيجة لتصرف من جانب اإلدارة و يتم ذلك بوسيلتين ‪ :‬اإللغاء والسحب ‪.‬‬

‫أوالً ‪ :‬اإللغـاء‬
‫أن سرعة تط ور الحي اة اإلدارية وتغيرها ي ؤدي إلى ض رورة تط ور الق رارات اإلدارية وتغيرها في كل‬
‫وقت ‪ ,‬لتساير هذا التطور وتجاوب مع ألوضاع المتغيرة ‪.‬‬
‫لذلك تلجأ اإلدارة في كثير من األحيان إلى وضع حد لتط بيق قراراتها غ ير المناس بة ‪ ,‬وفق ما يس مى‬
‫اء ‪.‬‬ ‫اإللغ‬
‫واإللغ اء به ذا المع نى هو العمل الق انوني ال ذي يص در عن اإلدارة متض منا ً إنه اء أثر الق رار اإلداري‬
‫بالنسبة للمستقبل مع ترك آثاره التي رتبها منذ لحظة صدوره وحتى إلغاءه‪.‬‬
‫واألصل أن يتم اإللغاء بقرار صادر من السلطة التي أصدرت القرار أألص لي أو الس لطة الرئاس ية لها ‪,‬‬
‫ما لم ينص المش رع على منح س لطة أخ رى ه ذا الحق ‪ ,‬ومن الض روري أيض ا ً أن يتخذ ق رار اإللغ اء‬
‫نفس شكل وإجراءات صدور القرار األصلي ‪ ,‬فإذا كان األخير كتابيا ً يجب أن يكون ق رار اإللغ اء كتابي ا ً‬
‫أيضا ً ‪.‬‬

‫ويختلف حق اإلدارة في إلغاء قراراتها اإلدارية باختالف قراراتها تنظيمية أو فردية ‪.‬‬

‫‪ .1‬إلغاء القرارات اإلدارية التنظيمية ‪.‬‬


‫لما ك انت الق رارات التنظيمية تنشئ مراكز عامة ال ذاتية ‪ ,‬ف إن اإلدارة تملك في كل وقت أن تع دلها أو‬
‫تلغيها أو تستبدل بها غيرها وفقا ً لمقتضيات الصالح العام ‪ ,‬وليس ألحد أن يحتج بوجود حق مكتسب ‪.‬‬
‫وإذا كان إلغاء القرارات التنظيمية يتم بهذه المرونة ‪ ,‬فإن ذلك ال يعني عدم إلزامية القواعد التنظيمية ‪,‬‬
‫فهذه القواعد ملزمة لكل السلطات العامة في الدولة بما فيها السلطة التي أصدرتها ‪ ,‬وان الخ روج على‬
‫أحكامها في التطبيقات الفردية غير جائز إال إذا تقرر ذلك في القاعدة التنظيمية ذاتها ‪.‬‬
‫ومن ناحية أخ رى يجب أن يتم إلغ اء الق رار التنظيمي أو تعديله بق رار تنظيمي مماثل ‪ ,‬وأن تظل‬
‫القرارات الفردية التي اتخذت بالتطبيق للقرار الملغي نافذة ومنتجة آلثارها ‪.‬‬

‫‪ .2‬إلغاء القرارات اإلدارية الفردية ‪.‬‬


‫تلزم التفرقة في هذا المجال بين القرارات الفردية التي ترتب حقوقا ً لألفراد وتلك التي ال تولد حقوقا ً ‪.‬‬
‫أ‪ -‬القرارات التي ترتب حقوقا ً لألفراد ‪:‬‬
‫األصل أن الق رارات اإلدارية الفردية إذا ما ص درت س ليمة مس توفية للش روط ال تي يتطلبها الق انون‬
‫وت رتب عليها حق شخصي أو مركز خ اص ‪ ,‬ف إن اإلدارة ال تملك المس اس بها إال في الح االت ال تي‬
‫انون ‪.‬‬ ‫يجبرها الق‬
‫ويقرر القفه أن احترام المراكز الخاصة ال تي تنشأ عن الق رارات اإلدارية الفردية ‪ ,‬يعت بر مثله في ذلك‬
‫مثل مبدأ المشروعية من أسس الدولة القانونية ‪.‬‬
‫إال أن هذا ألصل ال يجري على إطالقه ‪ ,‬فاإلدارة تملك أحيانا ً أن تلغي قراراً ترتيب عليه حقوق مكتس بة‬
‫‪ ,‬ومن ذلك القرار الصادر بتعيين شخص في وظيفة عامة فهذا القرار ون أكسب هذا الش خص حق ا ً في‬
‫تقلده الوظيفة العامة ‪ ,‬فإن اإلدارة تستطيع فصل الموظف في حالة ارتكابه خطأ يبرر هذا الجزاء ‪.‬‬
‫هذا إذا كان القرار الفردي س ليما ً ‪ ,‬أما إذا الق رار الف ردي المنشئ لحق وق مكتس بة غ ير س ليم ‪ ,‬ف إن‬
‫اإلدارة تملك أن تلغيه أو تعدل فيه وإلغائها له يمثل جزاء لعدم مشروعيته‪ .‬إال أن اإلدارة ال تس تطيع أن‬
‫تجري ه ذا اإللغ اء أو التع ديل في أي وقت ‪ ,‬فقد اس تقرت أحك ام القض اء على أن الق رار اإلداري غ ير‬
‫المشروع يتحصن ضد رقابة اإللغاء القضائية بفوات مدة الطعن المحددة قانونا ً ‪ ,‬وليس من المقبول أن‬
‫يب اح لإلدارة ما ال يب اح للقض اء ‪ ,‬مما يتعين معه حرم ان اإلدارة من س لطة إلغائه بف وات م دة الطعن‬
‫اعتباراً من تاريخ صدوره ‪.‬‬

‫ب‪ -‬القرارات اإلدارية التي ال ترتب حقوقا ً لألفراد ‪.‬‬


‫القرارات اإلدارية التي ال ترتب حقوق ا ً لألف راد ‪ ,‬تس تطيع اإلدارة إلغائها أو تع ديلها‪ ,‬وقد اس تقر الفقه‬
‫على عدة أنواع منها ‪:‬‬

‫‪ -‬القرارات الوقتية ‪ :‬وهي القرارات التي ال تنشئ حقوقا ً بالمعنى الق انوني لتعلقها بأوض اع مؤقتة ولو‬
‫لم ينص على سريانها لمدة معينة ‪ ,‬ومن ذلك الق رارات الص ادرة بن دب موظف ع ام أو بمنح ت راخيص‬
‫مؤقتة ‪.‬‬
‫‪ -‬القرارات الوالئية ‪ :‬وهي القرارات التي تخول األف راد مج رد رخصة من اإلدارة ال ت ترتب عليها أي‬
‫أثار قانونية أخرى مثل منح أحد الموظفين أجازة مرضية في غير الحاالت التي يحتمها الق انون ‪ ,‬فه ذا‬
‫القرار ال يمكن اعتباره حقا ً مكتسبا ً وبالتالي تملك اإلدارة إلغاؤه في أي وقت ‪.‬‬
‫‪ -‬القرارات السلبية ‪ :‬القرار السلبي هو ذلك القرار الذي ال يصدر في شكل اإلفصاح الصريح عن إرادة‬
‫جهة اإلدارة بإنشاء المركز القانوني أو تعديله أو إنهائه ‪ ,‬بل تتخذ اإلدارة موقفا ً سلبيا ً من التصرف في‬
‫أمر كان الواجب على اإلدارة أن تتخذ أجرا ًء فيه طبقا ً للقانون واللوائح ‪ ,‬فس كوت اإلدارة عن اإلفص اح‬
‫عن أرادتها بشكل صريح يعد بمثابة قرار سلبي بالرفض ‪ ,‬وهذا القرار ال يرتب حقوقا ً أو مزايا لألف راد‬
‫ويجوز إلغاؤه في أي وقت ‪ ,‬مثل قرار اإلدارة برفض منح رخصة ألحد األفراد لمزاولة مهنة معينة ‪.‬‬
‫‪ -‬القرارات غير التنفيذية ‪ :‬وهي القرارات التمهيدية التي تص در بقصد اإلع داد إلص دار ق رار معين ‪,‬‬
‫مثل قرار اإلدارة بإيقاف موظف عن عمله بقصد أحالته إلى المحاكمة التأديبية ‪ ,‬والقرارات التي تحتاج‬
‫إلى تصديق من السلطة الرآسية‪.‬‬

‫فهذه القرارات جميع ا ً يمكن لإلدارة الع دول عنها وإلغاؤها بالنس بة للمس تقبل في أي وقت ودون التقيد‬
‫اد معين ‪.‬‬ ‫بميع‬

‫ثانيـا ً ‪ :‬السحــب ‪.‬‬

‫يقصد بسحب القرارات اإلدارية إعدامها بأثر رجعي من ت اريخ ص دورها ‪ ,‬وك أن الق رار لم يولد مطلق ا ً‬
‫ولم يرتب أية آثار قانونية ‪.‬‬
‫والسحب بهذا المعنى كاإللغ اء القض ائي من حيث أث ره ‪ ,‬إذ ي ترتب عليه إنه اء جميع اآلث ار القانونية‬
‫المترتبة على القرارات اإلدارية اعتباراً من تاريخ صدورها ‪ ,‬وإذا كان من حق القضاء إلغ اء الق رارات‬
‫اإلدارية المعيبة خالل م دة معينة هي م دة الطعن باإللغ اء ‪ ,‬ف إن المنطق يحتم أن تتمتع اإلدارة بحق‬
‫س حب قراراتها المعيبة خالل ه ذه الم دة‪ ,‬توقي ا ً إلج راءات التقاضي المطولة ‪ ,‬كما أن س حب اإلدارة‬
‫ائيا ً ‪.‬‬ ‫رم لها من إلغائه قض‬ ‫قرارها المعيب أك‬
‫وفي هذا المجال يجب التمييز بين سحب القرارات اإلدارية المش روعة وس حب الق رارات اإلدارية غ ير‬
‫المشروعة ‪.‬‬

‫‪ .1‬سحب القرارات المشروعية ‪.‬‬


‫القاعدة العامة المستقرة فقها ً وقضا ًء أنه ال يجوز س حب الق رارات اإلدارية المش روعة‪ ,‬حماية لمب دأ‬
‫المشروعية وضمان الحقوق المكتسبة لألفراد ‪ ,‬سواء أكانت ق رارات فردية أو تنظيمية مع أن األخ يرة‬
‫ال تنشئ مراكز شخصية بل مراكز عامة أعم االً لالس تقرار في األوض اع القانونية وتطبيق ا ً لمب دأ ع دم‬
‫الرجعية القرارات اإلدارية ‪.‬‬
‫غير أن القاعدة ال تجري على إطالقها ‪ ,‬فقد أجاز القضاء اإلداري سحب الق رارات اإلدارية المش روعة‬
‫في حاالت معينة من ذلك ‪:‬‬

‫أ‪ -‬القرارات اإلدارية الخاصة بفصل الم وظفين ‪ :‬أج از القض اء اإلداري في مصر و فرنسا والعتب ارات‬
‫تتعلق بالعدالة سحب قرار فصل الموظف ‪ ,‬بش رط إال ي ؤثر ق رارا الس حب على حق وق األف راد ال تي قد‬
‫اكتسبت ‪ ,‬كما لو تم تعيين موظف أخر لشغل الوظيفة التي كان يقوم بها الموظف المفصول ‪.‬‬
‫ب‪ -‬القرارات التي ال يتولد عنها حقوق لألفراد ‪ :‬إذا لم ي ترتب أي حق وق مكتس بة لألف راد عن الق رار‬
‫اإلداري ‪ ,‬فإن اإلدارة تملك أن تس حبه ‪ ,‬ومن ذلك قرارها بس حب قراراها بتوقيع الج زاء الت أديبي على‬
‫أحد موظفيها لعدم تعلق هذا القرار بحق مكتسب لشخص آخر ‪.‬‬

‫وهنا تظهر مسألة الق رارات اإلدارية التنظيمية فهي تنشئ مراكز قانونية عامة ‪ ,‬وبالت الي ال ت رتب أي‬
‫حقوق مكتسبة لألفراد وهذا يعنى أمكان سحب الق رارات التنظيمية في أي وقت ‪ ,‬إال أن ه ذا الحق مقيد‬
‫بأن ال يرتب هذا القرار حقوقا ً لألفراد ولو بطريق غير مباشر ‪.‬‬

‫‪ .2‬سحـب القرارات اإلدارية غير المشروعة ‪.‬‬


‫القاعدة المستقرة في القضاء اإلداري أنه يج وز لإلدارة أن تس حب قراراتها غ ير المش روعة ‪ ,‬كج زاء‬
‫لعدم مشروعيتها واحتراما ً للقانون ‪.‬‬
‫وأس اس ه ذه القاع دة هو أن الق رارات اإلدارية المخالفة لمب دأ المش روعية ال تنشأ حق وق مكتس بة‬
‫لألفراد ومن ثم يجوز إعدام آثارها بالنسبة للماضي والمستقبل ‪.‬‬
‫ً‬
‫وعلى ذلك يجب أن يكون القرار موضوع الس حب غ ير مش روع ب أن يك ون معيب ا بأحد عي وب الق رار‬
‫اإلداري ‪ ,‬الشكل واالختصاص ‪ ,‬ومخالفة القانون ‪ ,‬والسبب ‪ ,‬أو االنحراف بالسلطة ‪.‬‬
‫وقد يكون سحب القرار سحبا ً كليا ً أو جزئيا ً إذا تعلق العيب في جزء منه وك ان الق رار ق ابالً للتجزئة ‪.‬‬
‫والسلطة التي تملك سحب القرار هي السلطة التي أصدرته أو السلطة الرآسية لها ما لم يمنح المش رع‬
‫هذا الحق لسلطة أخرى‪.‬‬

‫المــدة المحددة للسحـب ‪.‬‬


‫يقضي مبدأ المشروعية احترام اإلدارة للق انون في جميع تص رفاتها ‪ ,‬في حين تتطلب المص لحة العامة‬
‫اس تقرار الحق وق والمراكز القانونية القائمة ‪ ,‬وال بد للتوفيق بين األم رين ن يتم س حب الق رارات‬
‫اإلدارية المعيبة خالل مدة معينة يتحصن بعدها القرار ‪.‬‬
‫لذلك فقد استقر القضاء على اش تراط أن يتم س حب الق رارات اإلدارية الفردية خالل الم دة ال تي يج وز‬
‫فيها الطعن باإللغ اء أم ام القض اء ‪ ,‬أي خالل س تين يوم ا ً من ت اريخ ص دورها بحيث إذا انقضى ه ذا‬
‫الميعاد اكتسب القرار حصانة تمنعه من أي إلغاء أو تعديل‪.‬‬
‫أما بالنسبة للقرارات اإلدارية غ ير المش روعة فيج وز س حبها في أي وقت حس بما تقتض يه المص لحة‬
‫‪.‬‬ ‫العامة‬
‫إال أن قاع دة التقيد بميع اد س حب الق رارات اإلدارية الفردية المعيبة ت رد عليها بعض االس تثناءات‬
‫تستطيع اإلدارة فيها أن تسحب قراراتها دون التقيد بمدة معينة تمثل فيما يلي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬القرار المنعدم ‪:‬‬


‫القرار اإلداري المنعدم هو القرار المشوب بعيب جسيم يجرده من ص فته اإلدارية ويجعله مج رد عمل‬
‫مادي ‪ ,‬ال تتمتع بما يتمتع به األعمال اإلدارية من حماية ‪ ,‬فال يتحصن بمضي المدة ‪ ,‬ويجوز سحبه في‬
‫أي وقت ‪ ,‬كما يجوز لصاحب الشأن أن يلجأ إلى القضاء طالبا ً إلغاء القرار المنع دم دون التقيد بمواعيد‬
‫اء ‪.‬‬ ‫وى اإللغ‬ ‫رفع دع‬
‫وقد ذهب بعض الفقهاء إلى القول بأن سحب ه ذه الق رارات ليس ض روريا ً ‪ ,‬ألن جهة اإلدارة يمكن أن‬
‫تكتفي بتجاهلها بدون الحاجة إلى إعالن ذلك صراحة ‪ ,‬إال أنها تق دم على ذلك رغبة منها في أن توضح‬
‫األمور لألفراد ‪ ,‬وعلى ذلك فال يجوز تقييدها في هذا المجال بميعاد معين لسحب قراراتها المعدومة ‪.‬‬
‫ومن قبيل هذه القرارات صدور الق رار من ف رد ع ادي ال يتمتع بص فة الموظف أو من هيئة خاصة ال‬
‫تمت بصلة لإلدارة صاحبة االختصاص ‪.‬‬
‫ب‪ -‬القرار اإلداري المبني على غش أو تدليس ‪:‬‬
‫إذا ص در الق رار اإلداري بن ا ًء على غش أوت دليس من المس تفيد من الق رار ‪ ,‬ف إن لإلدارة أن تس حب‬
‫القرار دون التقيد بمدة السحب ألنه ال يوجد و الحال هذه ما يبرر حماية المركز القانوني لهذا الش خص‬
‫الذي استعمل طرقا ً إحتيالية بنية تض ليل اإلدارة وحملها على إص دار الق رار اس تناداً إلى القاع دة ال تي‬
‫يء ‪.‬‬ ‫رر أن الغش يفسد كل ش‬ ‫تق‬
‫ولنك ون أم ام ه ذه الحالة البد من أن يس تعمل المس تفيد من الق رار ط رق احتيالية للت أثير على اإلدارة‬
‫‪,‬وأن تك ون ه ذه الط رق هي ال تي دفعت اإلدارة إلى إص دار الق رار مث ال ذلك ق رار تع يين موظف على‬
‫زورة ‪.‬‬ ‫برة م‬ ‫هادات خ‬ ‫ديم ش‬ ‫اس تق‬ ‫أس‬
‫ً‬
‫وقد تكون هذه الطرق االحتيالية التي استخدمها المستفيد طرقا مادية كافية للتض ليل وأخف اء الحقيقة ‪,‬‬
‫وقد يكون عمالً سلبيا ً محضا ً في صورة كتمان ص احب الش أن عم داً بعض المعلوم ات األساس ية ال تي‬
‫تجهلها جهة اإلدارة ‪ ,‬وال تستطيع معرفتها عن طريق آخر ويؤثر جهلها بها تأثيراً جوهري ا ً في إرادتها‬
‫مع علم صاحب الشأن بهذه المعلومات وبأهميتها وخطرها ‪.‬‬
‫ج‪ -‬القرارات اإلدارية المبينة على سلطة مقيدة ‪:‬‬
‫القرارات اإلدارية التي تصدر بنا ًء على سلطة مقيدة بحيث ال يترك المشرع لإلدارة حرية في التقدير ‪,‬‬
‫فإنه يكون لها أن ترجع في قراراتها كلما أخطأت في تطبيق القانون دون تقيد بمدة ‪.‬‬
‫ومثال القرارات التي تصدر بنا ًء على اختصاص مقيد قرار اإلدارة بترقية موظف على أساس األقدمية‬
‫‪ ,‬فإذا أخطأت اإلدارة في مراعاة هذا الشرط وأصدرت قرارها متخطية الموظف المس تحق إلى الموظف‬
‫أحدث ‪ ,‬جاز لها أن تسحب قرار الترقية دون التقيد بمدة معينة ‪.‬‬
‫وعلى العكس من ذلك إذا مارست اإلدارة اختصاص ا ً تق ديريا ً ‪ ,‬فإنه ال يج وز لها أن ترجع في قرارها‬
‫المعيب إال خالل المدة المحدد للطعن باإللغاء ‪.‬‬
‫د‪ -‬القرارات اإلدارية التي لم تنشر أو لم تعلن ‪:‬‬
‫من المستقر فقها ً وقضا ًء أن القرار اإلداري يكون نافذاً في مواجهة اإلدارة من تاريخ صدوره في حين‬
‫ال يسري في مواجهة األفراد إال بعلمهم به بالطرق المقررة قانوناً‪.‬‬
‫وبن ا ًء على ذلك ف إن لجهة اإلدارة أن تس حب قراراتها اإلدارية ال تي لم تنشر أو لم تعلن في أي وقت‬
‫ومن باب أولى أن يتم ذلك في شأن القرارات اإلدارية المعيبة التي لم تعلن أو تنشر‪.‬‬
‫الباب الخامس‬

‫العقود اإلدارية‬

‫التص رفات القانونية ال تي تجريها إلدارة وتقصد بها إلى أح داث اآلراء القانونية ‪ ,‬أما أن تتمثل‬
‫بالتص رفات ال تي تق وم بها اإلدارة من ج انب واحد وبإرادتها المنف ردة وتش مل الق رارات واألوامر‬
‫ابقا ً ‪.‬‬ ‫حناها س‬ ‫تي أوض‬ ‫اإلدارية ال‬
‫وأما أن تتمثل باألعم ال القانونية الص ادرة عن اإلدارة باالش تراك مع بعض األف راد بحيث تتوافق‬
‫اإلدارتان وتتجهان نحو أحداث أثر قانوني معين و لجأ اإلدارة إلى إتباع هذا األسلوب لتحقيق هدفها في‬
‫إشباع الحاجات العامة ‪ ,‬وفق ما يمكن تسميته بعقود اإلدارة ‪.‬‬
‫والعق ود ال تي تبرمها اإلدارة ال تخضع لنظ ام ق انوني واحد ‪ ,‬فهي على ن وعين ‪ :‬األول عق ود اإلدارة‬
‫التي تخضع للقانون الخاص والتي تماثل العقود التي يبرمها األفراد في نطاق القانون الخاص ‪ ,‬والنوع‬
‫الث اني هو العق ود اإلدارية ال تي تخضع لق انون الع ام وال تي تبرمها اإلدارة باعتبارها س لطة عامة‬
‫تستهدف تنظيم مرفق عام أو تشغيله ‪ ,‬وفي هذا الجزء من الدراسة ن بين موض وع العق ود اإلدارية في‬
‫خمسة فصول كما يلي ‪:‬‬
‫العقود التي تبرمها اإلدارة ال تخضع لنظام قانوني واحد ‪ ،‬فهي على نوعين‪ :‬األول عقود اإلدارة ال تي‬
‫تخضع للقانون الخاص وال تي تماثل العق ود ال تي يبرمها األف راد في نط اق الق انون الخ اص ‪ ،‬والن وع‬
‫الث اني هي العق ود اإلدارية ال تي تخضع للق انون الع ام وال تي تبرمها اإلدارة باعتبارها س لطة عامة‬
‫غيله ‪.‬‬ ‫ام أو تش‬ ‫تهدف تنظيم مرفق ع‬ ‫تس‬
‫تمت تقسيم هذا الباب إلى خمسة فصول كما يلي ‪-:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬ظهور فكرة العقود اإلدارية‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬معيار تمييز العقد اإلداري ‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪ :‬إبرام العقود اإلدارية ‪.‬‬

‫الفصل الرابع‪ :‬الحقوق وااللتزامات الناشئة عن العقد اإلداري ‪.‬‬

‫الفصل الخامس‪ :‬نهاية العقود اإلدارية ‪.‬‬


‫الفصل األول‬

‫ظهور فكرة العقود اإلدارية‬

‫لم تظهر فك رة العق ود اإلدارية أال في ت اريخ مت أخر ال يتج اوز مطلع الق رن العش رين ‪ ,‬وقد مر تحديد‬
‫مفهوم نظرية العقود اإلدارية وأسسها العامة بتطور استغرق حقبة طويلة من الزمن ‪.‬‬
‫وفي ه ذا الفصل نتن اول بالدراسة نش أة نظرية العق ود اإلدارية ‪ ,‬ثم نبحث في اس تقالل ه ذه النظرية‬
‫والتعريف بالعقد اإلداري ‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫نشأة العقود اإلدارية‬

‫حظيت مش كلة تحديد نش اط الس لطة العامة باهتم ام كب ير من رج ال الق انون واإلدارة‪ ،‬واختلف ه ذا‬
‫االهتمام تبعا ً لألفكار السياسية التي يؤمن بها كل منهم ‪.‬‬
‫ولعل أب رز م ذهبين ك ان لهما الت أثير في ه ذا المج ال هما الم ذهب الف ردي الحر والم ذهب الت دخلي‬
‫المعاصر ‪ ،‬حيث وضع كل منهما أس لوبا ً مح دداً ل دور الدولة ووظيفتها في مختلف المج االت وفق ا ً‬
‫ؤمن بها ‪.‬‬ ‫تي ي‬ ‫ية ال‬ ‫فة السياس‬ ‫للفلس‬
‫وكان النتصار مفهوم الدولة التدخلية وتوسيع مجال نشاط السلطة العامة في نهاية الق رن التاسع عشر‬
‫وبداية القرن العش رين ‪ ،‬وانتش ار المرافق العامة المهنية واالقتص ادية الفضل في خلق مب ادئ قانونية‬
‫جديدة هي مبادئ القانون اإلداري تتميز عن قواعد الق انون الخ اص وتتماشى مع طبيعة نش اط اإلدارة‬
‫وهدفها وال تغفل في الوقت نفسه حقوق األفراد وحرياتهم ‪ ،‬وس اهم في ذلك بش كل كب ير مجلس الدولة‬
‫الفرنسي ال ذي يع ود له الفضل في تأس يس العديد من نظري ات الق انون اإلداري ومنها نظرية العق ود‬
‫اإلدارية ‪.‬‬
‫وقد طبقت مصر أحك ام العق ود اإلدارية عقب إنش اء مجلس الدولة في ع ام ‪ 1964‬واختص مجلس‬
‫الدولة بنظر منازعات العقود اإلدارية بصدور القانون رقم ‪ 9‬لسنة ‪.1949‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫استقالل نظرية العقود اإلدارية‬

‫نشأ الكثير من الجدل حول الطبيعة القانونية للعقود التي تبرمها الدولة مع الغير ‪ ،‬وقد دار ه ذا النق اش‬
‫بين قدس ية االلتزام ات التعاقدية وبين امتي ازات الدولة التش ريعية واإلدارية ال تي تم ارس من خالل‬
‫لحة العامة ‪.‬‬ ‫أجهزتها لتحقيق المص‬
‫وال شك أن العقد اإلداري ناتج عن توافق ارادتين على إنشاء االلتزام شأنه شأن عقود القانون الخ اص‬
‫وفي هذا المعنى يتضح أن العناصر األساسية في كال العقدين واحدة‪ ،‬فيجب أن يت وافر الرضا ويجب أن‬
‫يكون صحيحا ً وصادراً من الجهة اإلدارية المختصة ‪ ،‬وسليما ً من العيوب‪.‬‬
‫دني الختالف‬ ‫أال فيما يتعلق باألهلية ‪ ،‬فأحكامها في العقد اإلداري ليست كما هي عليه في العقد الم‬
‫أهلية اإلدارة عن أهلية الشخص الطبيعي في الحكم ‪.‬‬
‫كما يتميز العقد اإلداري في أن اإلدارة تكون دائما ً طرفا ً فيه ‪ ،‬وأن تكوينه وأن ك ان يتم بتوافق إدراتين‬
‫ال يكون بمجرد إفصاح فرد معين من أعضاء السلطة اإلدارية عن أرادته و إنما يتكون من ع دة أعم ال‬
‫قانونية ‪ ،‬يشترك فيها أكثر من عضو من أعضاء السلطة اإلدارية ‪ ،‬ألن االختصاصات اإلدارية ال ترتكز‬
‫دة‪.‬‬ ‫في يد واح‬
‫ك ذلك يجب أن يت وافر الس بب في العق ود اإلدارية مثلما هو الح ال بالنس بة لعق ود الق انون الخ اص مع‬
‫ضرورة أن يكون الباعث الدافع في العقود اإلدارية هو تحقيق المصلحة العامة ‪.‬‬
‫وكما هو الشأن في عقود القانون الخاص يجب أن يكون السبب موجوداً ومشروعا ً وأال عد العقد باطالً‬
‫‪ .‬من جهة أخرى يشترط في محل العقد اإلداري أن يكون محدداً أو قابالً للتحديد ومشروعا ً ‪.‬‬
‫والمحل يتمثل في الحقوق وااللتزامات التي ينش ئها العقد على طرفيه كما هو الح ال في عق ود الق انون‬
‫الخاص مع ض رورة ال ذكر ب أن محل العقد اإلداري يتم يز بمرونة خاصة توفرها االمتي ازات الممنوحة‬
‫لجهة اإلدارة والتي تخولها تعديل التزامات المتعاقدين في بعض األحيان تحقيقا ً للمصلحة العامة ‪.‬‬
‫وبسبب التشابه الكبير بين األركان في هذين العقدين ‪ ،‬لم يتفق الشراح على موقف واحد إزاء استقالل‬
‫نظرية العقد اإلداري عن النظرية التقليدية لعقود القانون الخاص ‪ ،‬وقد برز اتجاهان ‪:‬‬

‫االتجاه األول ‪:‬‬


‫ذهب األستاذ ‪ Dugit‬إلى أنه ال يوجد فرق أساسي بين العقد المدني والعقد اإلداري ألنهما متفقان في‬
‫عناصرهما الجوهرية فالعقد اإلداري يتمتع دائما ً بالخصائص نفسها واآلثار عينها ‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس ال يوجد عقد إداري متميز عن العقود التي تبرم بين األفراد ولكن يوجد اختالف في‬
‫االختصاص القضائي فقط إذ يرفع النزاع أمام القضاء اإلداري ألن اإلدارة تبرز في العقد بصفتها سلطة‬
‫عامة وبقصد تسيير مرفق عام وإدارته ‪ .‬والفرق بين ه ذه العق ود والعق ود المدنية يش به تماما الف رق‬
‫بين العقد المدني والعقود التجارية التي تخضع للمحاكم التـجارية الستهدفها أغراضـا تجارية ‪.‬‬

‫االتجاه الثاني‪:‬‬
‫يمثل ه ذا االتج اه ال ذي يختلف عن الس ابق طائفـة من الفقـهاء منهم األس تاذ ‪ ) ( Jeze .‬و ‪de‬‬
‫‪. laubadere‬‬
‫اللذان ذهبا إلى أن النظام القضائي في القانون اإلداري نظام خ اص مس تقل عن نظ ام الق انون الخ اص‬
‫الختالف منابعهما ومصادرهما القانونية األساسية ‪ ،‬كما أن العقود اإلدارية تختلف هي أيضا ً عن عقود‬
‫الق انون الخ اص من حيث نظ ام منازعاتها والقواعد األساس ية ال تي تختلف بص ورة عامة عن قواعد‬
‫الق انون الم دني وتناقض ها أحيان ا ً ‪ ،‬وه ذه الخصوص ية تمليها متطلب ات المص لحة العامة ال تي ته دف‬
‫العقود اإلدارية إلى تحقيقها ‪.‬‬
‫والحق أنه ال يمكننا التسليم بما ذهب إليه االتجاه األول وأن كان ينطوي على حقيقة مفادها وجود نق اط‬
‫توافق كب يرة بين العق ود اإلدارية وعق ود الق انون الخ اص ‪ ،‬أال أن ه ذا التوافق ال ينفي وج ود نظ ام‬
‫قانوني متميز يخضع له العقد اإلداري ‪ ،‬ينبذ الفكرة القائلة بوحدة العقد سواء إبرام بين األفراد أم بينهم‬
‫ة‪.‬‬ ‫وبين الدول‬
‫ففي الوقت الذي تكون فيه المصالح متكافئة والمتعاقدان متساويين في عق ود الق انون الخ اص نجد أن‬
‫المص لحة العامة في ظل عق ود الق انون الع ام تتم يز باألولوية إذ تق دم المص لحة العامة لإلدارة على‬
‫راد ‪.‬‬ ‫لحة الخاصة لألف‬ ‫المص‬
‫واإلدارة بهذه الح ال وبوص فها قائمة على تحقيق المص لحة العامة تتمتع بحق وق و امتي ازات ال يتمتع‬
‫بها المتعاقد معها تخولها حق مراقبة تنفيذ العقد وتوجيه المتعاقد نحو األس لوب األص لح في التنفيذ ‪،‬‬
‫وحق تع ديل ش روط العقد بإرادتها المنف ردة ‪ ،‬دون أن يس تطيع المتعاقد أن يتمسك بقاع دة أن العقد‬
‫ش ريعة المتعاق دين يض اف إلى ذلك بعض الحق وق و االمتي ازات األخ رى ال تي ال مثيل لها في عق ود‬
‫القانون الخاص ‪ ،‬التي ال تهدر مصلحة المتعاقد وإنما تجعل مصلحته ثانوية بالنسبة للمصلحة العامة ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫التعريف بالعقد اإلداري‬

‫اختلف القضاء و الفقه في وضع تعريف محدد للعق ود اإلداري ة‪ ،‬وقد ح اول القض اء اإلداري في فرنسا‬
‫ومصر والعراق حسم هذا الخالف بتحديد المبادئ الرئيسية للعقود اإلدارية‪.‬‬
‫وفي ذلك ع رفت المحكمة اإلدارية العليا في مصر العقد اإلداري بأن ه" العقد ال ذي يبرمه ش خص‬
‫معنوي من أشخاص القانون العام بقصد إدارة مرفق عام أو بمناسبة تسييره‪ ،‬وأن تظهر نيته في األخذ‬
‫بأسلوب القانون العام‪ ،‬وذلك بتضمين العقد شرطا ً أو شروطا ً غير مألوفة في عقود القانون الخاص"‪.‬‬
‫وقد أيد جانب كبير من الفقهاء في مصر هذا االتجاه‪ ،‬منهم الدكتور سليمان محمد الطماوي‪ ،‬الذي ذهب‬
‫إلى أن العقد اإلداري" هو العقد الذي يبرمه شخص معن وي ع ام بقصد تس يير مرفق ع ام أو تنظيم ه‪،‬‬
‫وتظهر في نية اإلدارة في األخذ بأحك ام الق انون الع ام‪ ،‬وآية ذلك أن يتض من ش روطا ً اس تثنائية وغ ير‬
‫مألوفة في القانون الخاص أو يخول المتعاقد مع اإلدارة االشتراك مباشرة في تسيير المرفق العام" ‪.‬‬
‫ويبدو أن الرأي الغ الب س واء في مصر أم الع راق قد أس تقر على أن العقد يكتسب ص فته اإلدارية إذا‬
‫توافرت فيه ثالثة عناصر هي ‪:‬‬

‫‪ -1‬أن يكون أحد طرفي العقد شخصا ً معنوياً‪.‬‬


‫‪ -2‬أن يتصل هذا العقد بمرفق عام ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تختار اإلدارة وسائل القانون العام ‪.‬‬

‫الفصل الثاني‬

‫المعيار المميز للعقد اإلداري‬

‫مر تمييز العقد اإلداري عن عقود اإلدارة األخرى بمراحل زمنية متعاقبة بدأت بمحاولة المش رع تمي يز‬
‫عقود اإلدارة بإرادت ه‪ ،‬وفق ما يس مى في نظرية العقد اإلداري بمرحلة العق ود اإلدارية بتحديد الق انون‬
‫ثم أعقبت ذلك مرحلة أخ رى وضع فيها القض اء اإلداري ع دة مع ايير للتمي يز س ميت بمرحلة التمي يز‬
‫القضائي للعقود اإلدارية ‪.‬‬
‫وفي هذا الفصل نبحث هاتين المرحلتين من مراحل تمييز العقود اإلدارية ‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫العقود اإلدارية بتحديد القانون‬

‫‪Contrats‬‬ ‫‪Administratif‬‬ ‫‪par‬‬ ‫‪Determination‬‬ ‫‪delaloi‬‬


‫يلجأ المش رع في بعض األحي ان – وعن دما يجد أن تط بيق نظ ام الق انون الع ام أك ثر مالئمة لحل‬
‫المنازع ات المعروضة من الق انون الخ اص – إلى إض فاء الص فة اإلدارية على بعض العق ود ويق رر‬
‫اختصاص القاضي اإلداري ب النظر فيما تث يره من منازع ات ويطلق على ه ذه العق ود‪ ،‬العق ود اإلدارية‬
‫بتحديد القانون‪.‬‬
‫وقد ظهر هذا التحديد أول مرة في نص المشرع الفرنسي في بداية عهد الثورة الفرنسية عندما وصف‬
‫بعض العقود بأنها إدارية وخص مجلس الدولة فيما تثيره من منازعات سعيا ً منها لتطبيق مب دأ الفصل‬
‫بين السلطات بمنع القضاء العادي من التصدي ألعم ال اإلدارة‪ ،‬فجعل اختص اص النظر في المنازع ات‬
‫ود لمجلس الدولة ‪.‬‬ ‫أن بعض العق‬ ‫في ش‬
‫وقد تمثلت النصوص التي عقدت االختصاص فيما تثيره من منازعات لمجلس األقاليم بموجب ق انون (‬
‫‪ )28‬بلفوز " السنة الثامنة للثورة"‪.‬‬
‫وكذلك المرسوم الصادر في ‪ 1806-6-11‬المتعلق بعقود التوريد و القانون الص ادر في ‪1790-7-17‬‬
‫و ‪ 1793-9-26‬المتعلق بعقود القروض العامة وعقود بيع أمالك الدولة و المرسوم بقانون الصادر في‬
‫‪ 1930-6-17‬عد كل عقد يتضمن شغال لمال عام عقدا إداريا ً في كل الحاالت أيا ً ك ان ش كله أو تس ميته‬
‫وسواء أبرمته اإلدارة المركزية أم جهاز ال مركزي إقليمي أو مرفقي أو ملتزم لمرفق عام‪.‬‬
‫أما في مصر فقد حدد المشرع في المادة العاشرة من القانون (‪ )74‬لسنة ‪ 1972‬بشأن مجلس الدولة‪،‬‬
‫العق ود اإلدارية ال تي يختص مجلس الدولة بنظر المنازع ات الناش ئة عنها ب النص "تختص مح اكم‬
‫مجلس الدولة دون غيرها بالفصل في المسائل اآلتية ‪ :‬حادي عشر ‪ :‬المنازعات الخاصة بعقود االلتزام‬
‫ر‪".‬‬ ‫أي عقد أخ‬ ‫غال العامة أو التوريد أو ب‬ ‫أو األش‬

‫وقد تعرضت فك رة التحديد الق انوني للعق ود اإلدارية لكث ير من النقد ألس باب ترجع إلى طبيعة بعض‬
‫العقود التي قد ال تتالئم مع التكييف الذي يض فيه عليها المش رع‪ ،‬وفي الح االت ال تي ينس جم فيها ه ذا‬
‫التكييف مع طبيعة العقد ومضمونة فإن تحديد المشرع له يكون كاشفا ً فقط‪.‬‬
‫لذلك نعتقد أن ترك تحديد العقود اإلدارية للقضاء ال شك أقدر على كشف الطبيعة القانونية لها‪ ،‬خاصة‬
‫إذا كان هذا القضاء إداريا ً متخصصاً‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫التمييز القضائي للعقود اإلدارية‬

‫إزاء االنتقادات الموجهة لتحديد المشرع للعقود اإلدارية و سعي القضاء نحو توسيع اختصاصه ليشمل‬
‫عق وداً أخ رى لسد ما في التش ريع من نقص – تكفل القض اء ب البحث في الطبيعة القانونية للعقد وفق‬
‫معايير محددة من قب ل‪ ،‬وفي حالة توفرها يك ون العقد إداري ا ً ويعكسه يبقي العقد ض من دائ رة الق انون‬
‫الخاص‪.‬‬
‫وقد ظهرت ه ذه المع ايير نتيجة لتط ور قض ائي طويل انتقلت فيه غلبة كل معي ار على األخر تباع ا ً ‪.‬‬
‫وسنتكلم فيما يأتي عن المعايير التي اعتمدها القضاء و الفقه اإلداريان في تمييز العقود اإلدارية‪.‬‬

‫أوالً ‪ -:‬أن تكون اإلدارة طرف في العقد‬

‫من المس لم به أن العقد ال ذي ال تك ون اإلدارة طرف ا ً فيه ال يعد عق داً إداري اً‪ ،‬وه ذا الش رط تس تلزمه‬
‫المب ادئ العامة للق انون اإلداري ال ذي وجد ليحكم نش اط الس لطات اإلدارية أما العق ود ال تي ت برم بين‬
‫األفراد أو أشخاص القانون الخ اص األخ رى فأنها تعد من عق ود الق انون الخ اص ولو أب رمت لتحقيق‬
‫المصلحة العامة ‪.‬‬
‫وأش خاص الق انون الع ام تتمثل بالدولة و ال وزارات و المؤسس ات اإلدارية التابعة لها فض الً عن‬
‫األشخاص العامة المحلية من محافظات ومدن وأحياء يضفي القانون عليها الشخصية المعنوية ‪.‬‬
‫وفي هذا السبيل فقد استقر الرأي على استبعاد عقود القانون الخاص ولو حققت مصلحة عامة إال في‬
‫أح وال معينة بالقي اس إلى العق ود ال تي ت برم باسم اإلدارة ولحس ابها‪ ،‬وقد ذهب القض اء اإلداري في‬
‫فرنسا ومصر إلى أن العقود التي تبرمها اإلدارة مع أشخاص القانون الخاص تعد إدارية إذا ما ظهر أن‬
‫أحد المتعاقدين قد تعاقد باسم اإلدارة ولحسابها متى توفرت الشروط األخرى من اتص ال العقد ب المرفق‬
‫العام وتضمينه شروطا ً استثنائية ‪.‬‬

‫وقد طبقت محكمة التنازع هذا االتجاه في حكم له بشأن عقد أبرمته إحدى شركات االقتصاد المختلط مع‬
‫منشأة خاصة وتتلخص وقائع هذه القضية في أن شركة االقتص اد المختلط ال تي ك انت ملتزمة بتس وية‬
‫وتمهيد لقري تي " ماسي و انت وني " بالتعاقد مع منش أة خاصة لمعاونتها في القي ام به ذه األش غال‬
‫واعتبرت المحكمة في قرارها العقد إداريا ً على أساس أن شركة االقتص اد المختلط لم تتص رف إال باسم‬
‫قريتي " ماسي و انتوني " ولحسابها‪.‬‬

‫وقد س لكت محكمة القض اء اإلداري في مصر النهج نفسه في حكمها الص ادر في ‪ 1956-4-24‬ال ذي‬
‫جاء فيه" متى كان الثابت أن وزارة التموين بصفتها المش رفة على مرفق التم وين ب البالد ت دخلت في‬
‫أمر سلعة الشاي و اتخذت من اإلجراءات وأصدرت من التشريعات ما رأته كفيالً بتحقيق ما ته دف إليه‬
‫من توفير سلعة من السلع مع ضمان وصولها إلى المستهلكين بالسعر المحدد وقد اس تعملت في س بيل‬
‫ذلك س لطتها في االس تيالء على ه ذه الس لعة‪ ،‬ووض عت القواعد ال تي تحكم تنظيم ت داولها وتوزيعها‬
‫وعهدت بذلك " لجنة توزيع الشاي " ثم المعبئين الذين أصبحوا مسؤلين عن توصيل ه ذه الس لعة بعد‬
‫تعبئتها إلى التجار في مختلف أنحاء البالد‪ ،‬متى كان ث ابت مما تق دم ف إن ذلك في حقيقته يتض من أم راً‬
‫بتكليف ه ذه اللجنة بخدمة عامـة ومن ثم تك ون االتفقـات و العق ود ال تي تعقدهـا اللجنة هـي العق ود‬
‫إدارية"‪.‬‬
‫ً‬
‫وال يمكن اعتبار هذا القرار خروجا على شرط أن تكون اإلدارة أحد طرفي العقد‪ ،‬فإذا تعاقد ط رف من‬
‫العقد باسم اإلدارة ولحس ابها فإنه يعد نائب ا ً عن اإلدارة و تنص رف آث ار العقد إلى الجهة اإلداري ة‪ ،‬ولو‬
‫أن محكمة القضاء اإلداري لم تبين بصورة واضحة هذه الفكرة ‪.‬‬
‫ومن ثم فأن المعيار العضوي ال يكفي لوحده لتمييز العقد اإلداري ففي الكثير من األحي ان تك ون اإلدارة‬
‫ط رف في ه ذا العقد إال أنه يعد من عق ود الق انون الخ اص بيد أن ش رط وجودها طرف ا ً في العقد يبقى‬
‫شرطا ًأساسا ً إلضفاء الصفة اإلدارية عليه إذا ما عزز بالشروط األخرى التي يستلزمها القضاء كمعيار‬
‫لتمييز العقد اإلداري ‪.‬‬
‫ومع ذلك فقد استقر القضاء اإلداري الفرنسي على وصف العقود بين شخصين من أش خاص الق انون‬
‫العام عقودا إدارية ما لم يثبت العكس ‪.‬‬

‫ومن ذلك قرار محكمة التنازع ع ام ‪ 1938‬في حكم ‪ U.A.P‬وحكم مجلس الدولة في ‪ 1988-1-8‬ال ذي‬
‫اعتبر فيها االتفاقات بين حاكم أحد المقاطعات بشأن تحديد توزيع المرافق العامة بين الدول و المحليات‬
‫من قبيل العقود اإلدارية‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬اتصال العقد بنشاط مرفق عام ‪.‬‬


‫‪Le Rattachement Aune activite Deservice Public‬‬

‫ال يكفي العتبار العقد إداري ا ً أن تك ون اإلدارة أحد األط راف إنما يجب البحث فيما إذا ك ان العقد متعلق ا ً‬
‫بمرفق عام على وجه من الوجوه‪.‬‬
‫وبعد أن ك ان القض اء في فرنسا ومصر يتب نى المع نى العض وي للمرفق تط ورت أحكامه للجمع بين‬
‫المعنيين – ثم استقر فيما بعد على المعنى الموضوعي – فعرف المرفق العام بأنه النش اط ال ذي تت واله‬
‫الدولة أو األشخاص العامة األخرى‪ ،‬مباش رة أو التعهد به إلى آخ رين ك األفراد أو األش خاص المعنوية‬
‫الخاصة‪ ،‬ولكن تحت أشرافها ومراقبتها وتوجيهاتها وذلك إلشباع حاجات ذات نفع عام تحقيقا ً للص الح‬
‫العام ‪.‬‬

‫تطور فكرة المرفق العام ‪:‬‬


‫ظهرت فكرة المرفق العام وتبل ورت ابت دءاً من الربع األخ ير من الق رن التاسع عشر فأص بحت الفك رة‬
‫األساسية‪ ،‬التي اعتمدتها أحكام مجلس الدولة الفرنسية ومحكمة التن ازع في تقرير معي ار االختص اص‬
‫القض اء اإلداري ومن حكم ‪ Rotschild‬الص ادر في ‪ 1855-9-6‬و ‪ Dekeister‬ع ام ‪ 1861‬و‬
‫‪ Blanco‬بت اريخ ‪ .1873-2-8‬وع زز ه ذا االتج اه وضع العميد ‪ Duguit‬ألسس نظريته عن المرافق‬
‫العامة التي كان لها شأن كبير في نظريات القانون اإلداري التي باتت تقوم على اعتبار المرفق الع ام و‬
‫مقتضيات سيره‪ ،‬المبرر الوحيد لوجود نظام قانوني خارج عن المألوف في قواعد القانون الخاص‪.‬‬
‫و الدولة في هذا االتجاه تس عى نحو تحقيق ه دف معين هو حسن أداء المرافق العام ة‪ ،‬وتس تعمل في‬
‫ه ذا الس بيل وس ائل الق انون الع ام‪ ،‬ألن المرفق الع ام أص بح يمثل الفك رة األساس ية ال تي يق وم عليها‬
‫القانون اإلداري الذي أصبح يسمى " قانون المرافق العام" ويتحدد نطاق تطبيقه على أساسها‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس فأن العقود اإلدارية ال تكتسب صفتها هذه إال إذا اتصلت بنش اط مرفق من المرافق‬
‫العامة‪ ،‬فأصبحت هذه النظرية معياراً مميزاً للعقد اإلداري عن عقود القانون الخاص‪.‬‬
‫ونتيجة لتطور الحياة اإلدارية‪ ،‬و التغ يرات الكب يرة ال تي ط رأت في القواعد ال تي نهضت عليها فك رة‬
‫المرافق العام ة‪ ،‬بت أثير من سياسة االقتص اد الموجه و المب ادئ االش تراكية وزي ادة ت دخل الدولة في‬
‫النش اط االقتص ادي و االجتم اعي وما رافق ذلك من ظه ور المرافق االقتص ادية و االجتماعية و‬
‫الص ناعية و المرافق ا لمهنية المختلف ة‪ ،‬لم تعد نظرية المرافق العامة تحظى بأهميتها الس ابقة مما‬
‫عرضها للنقد الشديد‪.‬‬
‫حتى ذهب البعض إلى القول أن مفهوم المرفق وأهميته بالنسبة للق انون اإلداري قد أص بحت ثانوي ة‪،‬‬
‫في حين أعتبر آخرون ما حصل تطوراً في مفهوم المرفق العام‪.‬‬
‫ومع ما أص اب ه ذه النظرية من نقد بقيت أحك ام مجلس الدولة الفرنسي و المص ري تؤكد ض رورة‬
‫اتصال العقد بنشاط مرفق عام إلضفاء الصفة اإلدارية عليه‪.‬‬
‫غ ير أن من الفقه اء من ذهب إلى أن فك رة المرفق الع ام كمعي ار لتمي يز العقد اإلداري لم تعد كافية أو‬
‫بيق‪.‬‬ ‫الحة للتط‬ ‫ص‬
‫مما جعل من الض روري أن يح دد ه ذا المعي ار بإض افة عنصر جديد يتمثل باس تعمال أس اليب الق انون‬
‫الع ام‪ ،‬بعد أن ت بين ما في فك رة المرفق الع ام من س عة وع دم اقتص ار على المرافق اإلدارية وش موله‬
‫للمرافق االقتص ادية و التجارية وتجلى ذلك بظه ور المعي ار الم زدوج ال ذي يجمع بين فك رتي المرفق‬
‫العام واستخدم وسائل القانون العام‪.‬‬

‫ففي عام ‪ 1903‬أصدر مجلس الدولة الفرنسي حكمه في قضية "‪ " Terrir‬الذي كان يمثل مع تقريره‬
‫مفوض الدولة "‪ " Romieu‬نقطة تحول في قرارات مجلس الدولة ‪ ،‬فقد تعرض مفوض الدولة في‬
‫تقريره إلى النظرية اإلدارية الخاصة بوصفها معياراً لتوزيع االختصاص بين القضائين المدني و‬
‫اإلداري وورد في تقريره" وتتم هذه التفرقة بين ما اقترح تسميته باإلدارة العامة ‪ Gest - Publ‬و‬
‫اإلدارة الخاصة ‪ Gest -Privee‬أما على أساس طبيعة المرفق محل النظر وأما على أساس التصرف‬
‫الذي يتعين تقديره فقد يكون المرفق مع أهميته لشخص لعام ال يتعلق إال باإلدارة دومينه خاص‪ ،‬وفي‬
‫هذه الحالة يعتبر الشخص العام يتصرف كشخص خاص‪ ،‬كمالك في أوضاع القواعد العامة‪ .‬ومن جهة‬
‫أخرى قد يحدث أن اإلدارة وأن تصرفت ال كشخص خاص ولكن كشخص عام لمصلحة مرفق عام‬
‫بالمعنى الحقيقي ال تتمسك باإلفادة من مركزها كشخص عام وتضع نفسها باختيارها في نفس أوضاع‬
‫الفرد سواء بإبرام أحد عقود القواعد العامة ذي طابع حدده التقنيين المدني بوضوح " استئجار عقار‬
‫مثال لتقر فيه مكاتب إدارة ما" ال يفترض بذاته تطبيق أية قاعدة خاصة بتسيير المرافق العامة"‪.‬‬
‫ومن هذا التاريخ اتجهت آراء الفقه في األغلب إلى رأي مفاده أن اإلدارة إذا ما اتبعت أساليب القانون‬
‫العام فإن عقودها تنطبع بالطابع اإلداري أما إذا كانت أساليبها متشابهه ألساليب األفراد في القانون‬
‫الخاص فتكون عقودها مدنية أو تجارية‪.‬‬
‫وأخذت قرارات مجلس الدولة الفرنسية تتوالى مؤكدة االتجاه ذاته ومن ذلك حكم المجلس في ‪-7-31‬‬
‫‪ 1912‬في قضية شركة الجرانيت ورد" ومن حيث أن العقد المبرم بين المدينة و الشركة خال من أي‬
‫أشغال تنفذها الشركة وكان محله الوحيد التوريد عند التسليم حسب قواعد وشروط العقود المبرمة بين‬
‫األفراد‪ ،‬وإنه بهذا يثير الطلب منازعة ال يختص القضاء اإلداري بنظرها"‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس برزت فكرة العيار المزدوج في فرنسا التي تعد عقدا إداريا ً إذا كانت اإلدارة طرفا ً‬
‫فيه واتصل العقد بمرفق عام واتجهت نية اإلدارة إال األخذ بأسلوب القانون العام‪.‬‬
‫ومنذ ذلك الوقت برز مفهوم الشروط االستثنائية غير المألوفة التي تخرج عن المألوف في قواعد‬
‫القانون المدني معياراً رئيسيا ً ينهض إلى جانب معيار المرفق العام للتعبير عن نية اإلدارة في أتباع‬
‫أسلوب القانون العام‪.‬‬
‫فال يكفي وفق هذه النظرية اتصال العقد بمرفق عام إلضفاء الصفة اإلدارية على العقد مثلما ال يكفي‬
‫تضمن العقد لشروط استثنائية العتباره عقداً إدارياً‪.‬‬
‫وفي ذلك قضت المحكمة اإلدارية العليا في مصر أن عالقة العقد بالمرفق العام إذا كانت ضرورية لكي‬
‫يصبح العقد إداريا ً ليس كافية لمنحة تلك الصفة‪ ،‬اعتبار بأن قواعد القانون العام ليست عالقة حتمية‬
‫بالمرفق إذ أنه مع اتصال العقد بالمرفق العام فإن اإلدارة قد ال تلجأ في أبرامة إلى أسلوب القانون العام‬
‫لما تراه من مصلحتها في العدول عن ذلك إلى أسلوب القانون الخاص‪.‬‬
‫وبالرغم من التأييد الكبير الذي حظيت به فكرة المعيار المزدوج حاول أنصار نظرية المرفق العام‬
‫إحياء نظريتهم و االكتفاء بها معياراً وحيداً لتمييز العقد اإلداري واستبعاد وسائل القانون العام ممثلة‬
‫في الشروط االستثنائية عن طريق أساليب عدة لعل من أهمها نظرية اشتراك المتعاقد في تسيير‬
‫المرفق العام‪.‬‬

‫نظرية اشتراك المتعاقد في تسيير المرفق العام‪:‬‬


‫بتاريخ ‪ 1956-4-20‬إصدار مجلس الدولة الفرنسي قرار مهما عد إحياء لنظرية المرفق العام‪ ،‬ينحصر‬
‫مضمونة على أن العقد الذي يعهد إلى المتعاقد بتنفيذ المرفق العام ذاته يعد إداريا ً دون البحث في صفة‬
‫العقد اإلداري أو تضمينه شروطا ً غير مألوفة ‪.‬‬
‫وتتلخص وقائع هذا الحكم الذي سمي بحكم الزوجين بيرتان"‪ Epoux Bertin‬إنه عندما انتهت‬
‫الحرب العالمية الثانية وضع الرعاية الروس الموجودين في فرنسا في مراكز اإليواء تمهيداً إلى‬
‫ترحيلهم إلى بالدهم وفي تاريخ ‪ 1944-11-24‬أبرم عقد شفوي بين رئيس أحد هذه المراكز والزوجان‬
‫" بيرتان " يلتزم هذان الزوجان بمقتضاه بتغذية الالجئين مقابل مبلغ محدد من المال عن كل فرد في‬
‫اليوم ‪.‬‬
‫أدعى الزوجان عام ‪ 1945‬أن المقابل المستحق لها قد زاد مقداره نتيجة لزيادة كميات األغذية التي‬
‫قدمت لالجئين بأمر المركز وطلبا صرف المقابل لهذه الزيادة ‪ ،‬إال أن الوزارة المشرفة على‬
‫المعسكرات رفضت الدفع ‪ .‬فأقام الزوجان الدعوى أمام مجلس الدولة ‪.‬‬
‫دفعت الوزارة بعدم اختصاص مجلس الدولة بنظر النزاع مستنده أن العقد لم يتضمن شروطا ً استثنائية‬
‫ولذلك فهو ال يعد عقداً إداريا ً ‪.‬‬
‫إال أن مجلس الدولة رفض هذا الدفع وحكم " إن محل هذا العقد أن يعهد في هذا الصدد إلى أصحاب‬
‫الشأن بتنفيذ المرفق العام ذاته ‪ lexecution memme du service public‬المكلف آنذاك بكفالة‬
‫إعادة الالجئين من جنسيات أجنبية الموجودين في إقليم فرنسا إلى أوطانهم وإن هذا الظرف يكفي‬
‫بذاته في دمغ العقد محل البحث بصفة العقد اإلداري ؛ وأنه يترتب على ذلك دون حاجة لبحث ما إذا‬
‫كان العقد المذكور يتضمن شروطا ً غير مألوفة في القواعد العامة‪".‬‬
‫وبعد هذا الحكم بعشرين يوما ً أصدر مجلس الدولة قراراً آخر يؤكد هذا المبدأ في قضية‬
‫‪. Gondrand‬‬
‫ودرجت محكمة التنازع على ذلك ففي قضية ‪ Houend‬في ‪ 1978-6-12‬وفي قرارين اعتبرت‬
‫المحكمة عمل موظفه في مدرسة للفتيات تقوم بمراقبة نوم الفتيات " النهوض والنوم " اشتراكا ً‬
‫بصورة مباشرة في تنفيذ خدمة عامة تخص التعليم وكذلك اعتبرت عمل زوجها وهو عامل مكلف‬
‫بصيانة بعض األجهزة وتعليم الطالب استعمالها ‪.‬‬
‫وفي المجال نفسه اطردت أحكام القضاء اإلداري الفرنسي على اعتبار الفنانين الذين يعملون في‬
‫المسرح البلدي كالمغنيين أو الراقصات أو العازفين ‪ ،‬مشتركين في تنفيذ المرفق العام وهو ما قضت‬
‫به محكمة التنازع في ‪ 1979-1-17‬في قضية ‪. Dme le Cachey et autres :‬‬
‫وقد وجد هذا االتجاه تطبيقا له في قضاء ً محكمة القضاء اإلداري المصري فورد في قرار لها في ‪-27‬‬
‫‪ " 1963-1‬قاعدة ضرورة اطراد سير المرافق العامة تتطلب أن تطبق على األشخاص الذين يساهمون‬
‫في تسيير قواعد معينة ال يجب تعليق تطبيقها على وجود أو تخلف شروط غير مألوفة في العقد المبرم‬
‫بين الشخص المعنوي العام وبين األفراد المعاونين له ‪ ،‬خاصة إذا توافرت للمرفق أهمية خاصة أو‬
‫بلغت معاونة الفرد المتعاقد مع اإلدارة درجة كبيرة فإن معيار العقد اإلداري يكون حينئذ معياراً منفرداً‬
‫قائما بذاته ال ضرورة ً لبحث شروطه من ناحية ما إذا كانت تتضمن استثناءات غير مألوفة في القانون‬
‫الخاص " ‪.‬‬
‫وفي االتجاه نفسه تقريبا ً برزت أحكام تعد اشتراك المتعاقد في تيسير المرفق بصورة دائمة‬
‫‪ .particiption du Concontrant a lexecution du service public‬كافيا ً إلضفاء الصفة‬
‫اإلدارية على العقد دون الحاجة للبحث عما يحتويه من شروط استثنائية غير مألوفة ‪ .‬وقد أيد جانب‬
‫في الفقه هذا االتجاه فذهب ‪ pequignot‬إلى القول إن اشتراك المتعاقد في تسيير المرفق بصفة دائمة‬
‫يجعل العقد إداريا ً في جميع األحوال دون اللجوء إلى البحث فيما إذا كان العقد يحتوي على شروط غير‬
‫مألوفة أم ال ‪ ،‬وقد طبق "بكينو" هذه الفكرة في عقود إجارة األشخاص والخدمات وعقود االمتياز ‪.‬‬
‫وعلى هذا فأن العقد الذي يعهد إلى المتعاقد بصورة مباشرة بتنفيذ المرفق نفسه أو يتضمن اشتراك‬
‫المتعاقد في تسيير المرفق بصفة دائمة يعد إداريا ً دون الحاجة إلى أي شروط أخرى ‪.‬‬
‫وقد عد أنصار فكرة المرفق ذاته إن أحكام مجلس الدولة المؤيدة التجاههم قد أدت إلى استبعاد الرأي‬
‫القائل بصالحية الشروط غير المألوفة لتكون معياراً وحيداً لتمييز العقد اإلداري ‪ ،‬وإن هذه الفكرة‬
‫أعادت األهمية لنظرية المرفق العام ‪.‬‬
‫فذهب ‪ Lamarque‬إلى إن المعيار المأخوذ من موضوع العقد ـ ويقصد معيار تنفيذ المرفق ذاته ـ‬
‫يبدو أكثر إيجابية ‪ .‬وإن اعتبار العقد إداريا ً إذا احتوى على شروط غير مألوفة ال يضفي إلى العقد إال‬
‫عنصراً إضافيا ً "‪.‬‬
‫في حين ذهب ‪ prosper‬إلى القول أن معيار العقد اإلداري أصبح بصدور حكم "بيرتان" في أزمة‬
‫بددت االستقرار والـتوازن الذي استمر لفترة طويلة في ظل المعيار المزدوج‪.‬‬
‫كما أيد هذا القضاء جانب من الفقهاء في مصر ومنهم الدكتور عبد الفتاح حسن الذي قال ‪ " :‬لذلك ال‬
‫غرو أن يكون حكم مجلس الدولة الذي صدر في ‪ 1956-4-20‬م‪ -‬يقصد حكم بيرتان – من أحكام‬
‫المبادئ أعاد الحياة لقضاء قديم ‪ ،‬وإعادة شابا ً يعمل في مجاالت أكثر أتساعاً‪"..‬‬
‫إال أن ذلك ال يعني إجماع من القضاء والفقه حول اعتماد هذا المبدأ معياراً كافيا ً لتميز العقد اإلداري‬
‫فما زالت نظرية الشروط االستثنائية تتمتع بأهمية كبيرة في هذا المجال وتحظى بتأييد جانب كبير من‬
‫الفقهاء ‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬إتباع أسلوب القانون العام ‪:‬‬


‫‪Lemploi du procede de Droit public‬‬
‫بعد تراجع نظرية المرفق العام أساسا ً وحيداً للقانون اإلداري ومعياراً لتمييز العقد اإلداري دعا طائفة‬
‫من الفقهاء إلى ضرورة إبراز دور السلطة العامة في تمييز العقد اإلداري ‪ ،‬من خالل البحث فيما‬
‫يتضمنه العقد من شروط استثنائية خارجة عن القانون الخاص ‪ .‬تكشف عن نية المتعاقدين في إتباع‬
‫أسلوب القانون العام ‪ ،‬وإخضاع العقد لقواعده وأحكامه ‪.‬‬
‫وقد برز هذا االتجاه أوالً في حكم مجلس الدولة الفرنسي في قضية ‪ Terrier‬عام ‪ 1903‬ثم ما لبث أن‬
‫توالت أحكام مجلس الدولة في االتجاه نفسه فصدر في عام ‪ 1912‬م حكم المجلس في قضية " شركة‬
‫الجرانيت " إذ وضع مفوض الدولة ‪ Leon blum‬مبدأ عاما ً يتعلق بمعيار التمييز بين العقود اإلدارية‬
‫وعقود القانون الخاص ‪ ،‬فبين في تقريره ‪ " :‬إذا تعلق األمر بعقد يجب البحث ليس عن الغاية من‬
‫إبرامه ‪ ،‬ولكن ما هو العقد بذات طبيعته ‪ ،‬وال يكفي لكي يختص القاضي اإلداري وجوب استعمال‬
‫التوريد وهو محل العقد عقب تمامه لمرفق عام ؛ فيجب أن يكون هذا العقد بذاته وبطبيعته الخاصة أما‬
‫من العقود التي ال يستطيع أن يعقدها أال شخص عام أو أن يكون بشكله وتكوينه عقداً إداريا ً ‪ ..‬فما‬
‫يجب بحثه هو طبيعة العقد ذاته استقالال عن الشخص الذي عقده والغاية التي أبرم من أجلـها " ‪.‬‬
‫وعلى ذلك لم يعد اتصال العقد بالمرفق العام كافيا ً لكي يكتسب الصفة اإلدارية ‪ ،‬أنما يلزم أن تكشف‬
‫اإلدارة عن نيتها في اختيار أسلوب القانون العام ‪ ،‬والوسيلة في ذلك هي تضمن العقد شروطا ً‬
‫استثنائية غير مألوفة في القانون الخاص ‪.‬‬
‫وألهمية هذه الشروط ‪،‬أصبحت عالمة مميزة يمكن االسترشاد بها في تقرير الطبيعة اإلدارية للعقود‬
‫التي تبرمها اإلدارة بصفتها سلطة عامة تتمتع بامتيازات ال يتمتع بها الفرد العادي ‪ ،‬وتخضع العقد‬
‫لنظام قانوني هو نظام القانون العام ‪.‬‬
‫وال شك أن فكرة الشروط االستثنائية تتطلب الكثير من البحث لما ثار حولها من جدل في فقه القانون‬
‫اإلداري وأحكام القضاء التي لم توضح بصورة قاطعة مضمون هذه الشروط ‪.‬‬
‫يكتب األستاذ ‪ pequignot‬عن فكرة الشروط االستثنائية فيقول ‪ ":‬أنها تبدو صعبة التحديد في أحكام‬
‫القضاء اإلداري ‪ ..‬وأنه من الصعب أن نجد في أحكام القضاء اإلداري تحديداً للشروط التي يعدها هذا‬
‫القضاء غير عادية" ‪.‬‬
‫في حين عد ‪ Vedel‬معيار الشروط االستثنائية المعيار الحقيقي للعقد اإلداري وهو الوحيد الذي يكشف‬
‫عن إرادة المتعاقدين في إتباع أسلوب القانون العام ‪.‬‬
‫إذا كتب في هذا الصدد " الشرط االستثنائي هو المعيار الوحيد الكافي إلضفاء الصفة اإلدارية على‬
‫العقد فمضمون العقد هو الذي يبين الشروط الخارجة عن القانون الخاص ‪ ،‬ونية اإلدارة في تمسكها‬
‫بمباشرة حقوق السلطة العامة ‪ ،‬ومعرفة التصرف الذي تتخذه اإلدارة في ظل نظام السلطة العامة ال‬
‫يتحقق إال من طريق واحد هو االختيار الذي قررته اإلدارة بموافقة المتعاقد وذلك ما يكشف عن وجود‬
‫الشروط االستثنائية أو غيابها"‪.‬‬
‫تقدير نظرية الشروط االستثنائية ‪:‬‬
‫لم تسلم نظرية الشروط االستثنائية معياراً وحيداً للعقد اإلداري ‪ ،‬من النقد وفي هذا المجال ذهب بعض‬
‫الفقهاء إلى القول أن معيار الشرط غير المألوف أثار صعوبات كبيرة ساعد عليها القضاء اإلداري في‬
‫عجزه عن تعريف الشرط غير المألوف واتساع مفهومه ليشمل أنواع عديدة من الشروط من قبيل‬
‫الشروط المانحة لإلدارة امتيازات في مواجهة المتعاقد معها كحق اإلدارة بالرقابة والتوجيه ‪ ،‬فهي وان‬
‫كانت من الشروط الغير المألوفة فأنها ال تعد مجهولة في عقود األفراد العاديين وهي ليست حكراً على‬
‫عقود القانون العام ‪ .‬إذ من الممكن أن تتضمنها عقود اإلذعان والعقود المبرمة بين الشركات متفاوتة‬
‫القدرة واالتساع مما يتيح ألحد األطراف أن يملي شروط أحادية الجانب من حيث األسعار وظروف‬
‫الدفع ‪.‬‬
‫ومن هؤالء األساتذة ‪ Lamarque‬الذي يضيف بالقول " أن الدور الذي نسب إلى الشرط غير‬
‫المألوف دوراً مصطنعا ً مجرد من كل قيمة منطقية جوهرية ‪.‬‬
‫بيد أن هذه االنتقادات لم تقض نهائيا ً على معيار الشروط غير المألوفة أنما جعل لها دوراً ثانويا ً فهو‬
‫يتمتع بأهمية ‪ ،‬خاصة عندما ال يكون العقد إداريا ً في مضمونه باتصاله بالمرفق العام ‪ ،‬إذ يتم البحث‬
‫عن الشروط غير المألوفة في حالة عدم القدرة على حسم ما إذا كان العقد يتضمن مشاركة في تنفيذ‬
‫المرفق ذاته وهو ما عرف بالمعيار المتناوب ‪.‬‬
‫وباالتجاه نفسه يذهب ‪ Chapus‬إلى أنه يجب أن ال يعتقد إن معيار البند أو الشروط المخالفة دائما ً‬
‫معيار مساعد ‪ ،‬فالمعيار المأخوذ من الموضوع هو دائما معيا ًر مبدأ ‪ ،‬ففي كثير من الحاالت يفضل‬
‫القاضي استخدام معيار الشرط غير المألوف ‪ ،‬فهذا يمكن أن يكون أكثر تناسبا ً من غيره ويجب أن ال‬
‫ننسى أن معيار الشرط غير المألوف يستطيع هو بمفرده إعطاء صفة إدارية لكل عقد ‪.‬‬
‫إال أن المعيار المتناوب هو اآلخر لم يسلم من النقد إذا قاد تطبيقه في القضاء اإلداري الفرنسي إلى‬
‫نتائج غير مقبولة في بعض األحيان ‪ ،‬من ذلك قرار محكمة التنازع في ‪ 1963-11-25‬في قضية ‪Vve‬‬
‫‪" Mazerand‬مدام مازران" وهي مستخدمة في مدرسة عام ‪ 1942‬وحتى عام ‪ 1946‬من أجل‬
‫تنظيف األبنية ومسؤولة عن اإلنارة وصيانة آالت التدفئة ثم قامت بعد ذلك بتنظيم حضانة لألطفال في‬
‫المدرسة ومنذ عام ‪ 1946‬إلى ‪ 1952‬كان عليها أن تخدم في هذه الحضانة فحكمت محكمة التنازع أن‬
‫العقد الذي يربطها بالبلدة هو من اختصاص القانون الخاص بين ‪ 1942‬و ‪ 1946‬ولكنه إداري من‬
‫‪ 1946‬إلى ‪. 1952‬‬
‫مما توجب على السيدة "مازران" أن تقيم دعويين واحدة أمام المحاكم العادية واألخرى أمام القضاء‬
‫اإلداري ‪ .‬وهذا قضاء غريب تكرر في أحكام أخرى منها قرار محكمة التنازع في ‪ 1990-11-26‬في‬
‫قضية ‪ Mlle Salliege‬استخدمت فيها السيدة من قبل المستشفى ابتداء لمساعدة المرضـى أثناء‬
‫تنقلهـم ( مشاركة مباشرة في الخدمة الطبية ) وكذلك في أعمال غسل المالبس ( غياب المشاركة‬
‫المباشرة ) وقد تم تكليفها بهذه األعمال األخيرة بعد ذلك فأصبحت شخص من أشخاص القانون الخاص‬
‫‪ ،‬وبما أنه قد تم تسريحها من الخدمة وهي تملك الصفة األخيرة فإن النزاع يعد من اختصاص المحاكم‬
‫العادية ‪.‬‬
‫إزاء ذلك ال نعتقد بصالحية المعيار المتناوب ليكون معياراً كافيا ً لتمييز العقد اإلداري وال نرى مانعا ً‬
‫من أن يشتمل معيار التمييز المبادئ الثالثة التي توصل إليها القضاء اإلداري في سني تطوره التي‬
‫استغرقت عقوداً من الزمن ‪ ،‬وهذا المعيار التخييري يوكل به قاضي الموضوع إذ يتفحص العقد ويطبق‬
‫كل مبدأ من هذه المبادئ فإذا ما تحقق من توافر أحدها فيه كان العقد إداريا ً دون الحاجة للبحث في‬
‫توافرها معا ً ‪ ،‬وإن هذه المبادئ متساوية في أهميتها فليس هناك مبدأ رئيسي وآخر مساعد وهذه‬
‫المبادئ هي ‪:‬‬
‫المبدأ األول ‪ :‬االشتراك المباشر في تنفيذ المرفق العام ذاته‪ .‬ويقوم هذا المبدأ على أساس اعتبار العقد‬
‫الذي يتضمن تنفيذ المتعاقد للمرفق العام ذاته عقداً إداريا ً دون الحاجة لوجود الشروط غير المألوفة‪.‬‬
‫وقد ظهر هذا المعيار بحكم بيرتان ‪ 1956‬وحقق نجاحا ً كبيراً من خالل شموله أغلب الموظفين في‬
‫اإلدارات العامة واعتبار عقود توظيفهم إدارية ‪.‬‬
‫وفي هذا السبيل عد مجلس الدولة الفرنسي العديد من العقود إدارية ألن موضوعها هو تنفيذ مرفق‬
‫عام ففي قرار مجلس الدولة في قضية ‪ Soc-Codiam‬في ‪ 1994-6-8‬عد العقد إداريا ً عندما أبرمته‬
‫مستشفى مع شركة أجهزة التلفاز لتأجير أجهزة إلى المرضى‪ .‬باعتبار أن خدمة االستشفاء تعني‬
‫باإلضافة للعناية الطبية تحسين ظروف اإلقامة للمرضى كذلك عدت محكمة التنازع في قرار حديث لها‬
‫في ‪ 1995-1-16‬في قضية ‪ Cie nat,du Rhoc ,EDF‬العقد إداريا ً ألنه يسمح بأن تستخدم شركة‬
‫الكهرباء الفرنسية الطاقة المنتجة من الشركة الوطنية لمنطقة (الرون) باعتبار أن هذا العقد يتضمن‬
‫تنسيقا ً لوظائف الشركتين المتعلقة بالمرفق العام‪.‬‬
‫وهذا المبدأ في الحقيقة يتسم بسهولة التطبيق إذ تكفي اإلشارة إلى طبيعة المهمة التي كان يمارسها‬
‫المتعاقد مع اإلدارة لمعرفة العقد فيما إذا كان إداريا ً من عدمه‪ ،‬باإلضافة إلى أنه عد أغلب عقود‬
‫التوظيف في اإلدارات العامة عقوداً إدارية ومن ذلك عقود األطباء والمهندسين واألساتذة والعاملين‬
‫في المسارح العامة ‪.‬‬
‫غير أنه مع حسنة شموله جميع الموظفين بمظلة القانون العام فإن القول به سيؤدي في النهاية إلى‬
‫عدم الحاجة إلى البحث في مدى ارتباط مبدأ المشاركة في تنفيذ المرفق في العقد اإلداري ألن جل عقود‬
‫الوظيفة العامة ستعد إدارية من حيث الموضوع حتما ً ‪.‬‬
‫المبدأ الثاني ‪ :‬الشروط غير المألوفة ‪ -:‬إن عدم تنفيذ المتعاقد للمرفق ذاته ال يجعل من العقد من عقود‬
‫القانون الخاص حتما ً ‪ ،‬إذ يتوجب على القاضي أن يبحث فيما إذا كان العقد محتويا ً على شروط غير‬
‫مألوفة من عدمه ‪.‬‬
‫ففي هذه الحالة يستعيد مبدأ الشروط الغير مألوفة‪ ،‬أهميته يذهب األستاذ ‪ Chapus‬إلى القول أن كل‬
‫عقد يتم اإلفصاح عنه يعود للقانون الخاص وال يعترف به كعقد إال تبعا ً للتأكد بأنه ليس إداريا ً ال في‬
‫موضوعه وال من ناحية شروطه ‪.‬‬
‫ً‬
‫المبدأ الثالث ‪ :‬العقود اإلدارية تبعا ألنظمتها ‪ :‬منذ صدور حكم مجلس الدولة الفرنسي في قضية‬
‫‪ Riviere du Sant‬عام ‪ 1973‬برز االتجاه الذي يعد العقد إداريا ً ليس من خالل ما يحويه من شروط‬
‫غير مألوفة وال من خالل تنفيذ المتعاقد للمرفق العام ذاته وإنما لقيام العقد على نظام قانوني غير‬
‫مألوف‪ ،‬وقد أثار هذا المبدأ عند ظهوره بعض االرتباك بخروجه عن االستقرار النسبي في ظل المعيار‬
‫المتناوب ‪.‬‬
‫ونعتقد إن هذا المبدأ يمثل قاعدة ثالثة يمكن االعتماد عليها في وضع حل لمعضلة التمييز بين العقد‬
‫اإلداري وعقود القانون الخاص ويؤكد ذلك اعتماده من القضاء اإلداري الفرنسي في الكثير من األحكام‬
‫‪.‬‬
‫ومع ذلك وباستثناء بعض قرارات محكمة التنازع التي لم تعد العقود خاضعة لنظام قانوني استثنائي‬
‫مثال ذلك قرارها في ‪ 1993-10-11‬في قضية ‪Soc-Central siderurgiqe de richemont‬‬
‫فأنه ال يمكننا أن ننفي كون أن مبدأ النظام القانوني غير المألوف قد أصبح ركنا ً أو مبدأ مهما ً في تمييز‬
‫العقد اإلداري في الوقت الحاضر ‪.‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫التعريف بأهم أنواع العقود اإلدارية‬
‫تبرم اإلدارة أنواعا ً مختلفة من العقود اإلدارية‪ ،‬منها عقود نظمها المشرع بأحكام خاصة ونص عليها‬
‫في القانون المدني ومنها ما ورد عليه النص في الئحة العقود اإلدارية‪ ،‬ومنها ما ترك تحديده للقضاء‬
‫اإلداري ‪.‬‬
‫وفي هذا المبحث سنتناول أهم ثالثة عقود إدارية أشارت إليها اغلب التشريعات العربيه ‪,‬‬

‫‪ -1‬عقد االلتزام أو االمتياز ‪.‬‬


‫‪ -2‬عقد األشغال العامة ‪.‬‬
‫‪ -3‬عقد التوريد ‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬عقد االلتزام أو االمتياز ‪:‬‬
‫يعد عقد االلتزام من أهم العقود اإلدارية‪ ،‬ألنه يمنح فرد أو شركة الحق بإدارة واستغالل مرفق من‬
‫المرافق العامة ‪.‬‬
‫عرفته محكمة القضاء اإلداري المصرية بقولها "‪ ..‬إن التزام المرافق العامة ليس إال عقداً إداريا ً‬
‫يتعهد أحد األفراد أو الشركات بمقتضاه بالقيام على نفقته وتحت مسئوليته المالية بتكليف من الدولة‬
‫أو إحدى وحداتها اإلدارية‪ ،‬وطبقا ً للشروط التي توضع لها‪ ،‬بأداء خدمة عامة للجمهور‪ ،‬وذلك مقابل‬
‫التصريح له باستغالل المشروع لمدة محددة من الزمن واستيالئه على األرباح "‪.‬‬
‫وقد ثار بشأن طبيعة عقد االلتزام خالف فقهي كبير‪ ،‬إذ ذهب فريق من الفقهاء " األلمان" إلى القول‬
‫أنه عمل من جانب واحد هو اإلدارة‪ .‬وعلى ذلك فأن آثاره ال تنشأ عن عقد وإنما عن أمر انفرادي‬
‫تصدر السلطة بإرادتها المنفردة‪ ،‬وتملك تعديله أو إلغائه‪.‬‬
‫ولم يصادف هذا الرأي القبول ألنه ينفي دور الملتزم في تحديد شروط االلتزام ودور إرادته في إبرامه‬
‫‪.‬‬
‫وانقسم الفقه الفرنسي إلى اتجاهين ذهب األول نحو اعتبار عقد االلتزام من عقود القانون الخاص ‪،‬‬
‫متجاهالً خصائصه المميزة من حيث منحه الملتزم سلطات من طبيعة خاصة من قبيل سلطته في فرض‬
‫أعباء مالية على المنتفعين بالمرفق وسلطته في شغل الدومين العام وما إلى ذلك من امتيازات أخرى‬
‫ويوفرها له نظام القانون العام ‪.‬‬
‫أم االتجاه الثاني ويتزعمه الفقيه ‪ Duguit‬فيعتبر االلتزام عمالً قانوينا ً مركبا ً يشتمل على نوعين من‬
‫النصوص األول منها يتعلق بتنظيم المرفق العام وبسيره‪ ،‬وتملك اإلدارة تعديل هذه النصوص وفقا ً‬
‫لحاجة المرفق ‪ .‬أما النوع الثاني من النصوص فيسمى بالنصوص أو الشروط التعاقدية التي تحكمها‬
‫قاعدة " العقد شريعة المتعاقدين " ومنها ما يتعلق بتحديد مدة االلتزام وااللتزامات المالية بين‬
‫المتعاقدين وال تتعدى ذلك لتشمل أسلوب الخدمات للمنتفعين ‪.‬‬
‫وقد القى هذا الرأي ترحيبا ً في القضاء اإلداري في فرنسا ومصر اذ أن المسلم به فقها وقضاء إن‬
‫شروط عقد التزام المرفق العام تنقسم إلى نوعين ‪ :‬شروط الئحية وشروط تعاقدية ‪ .‬الشروط الالئحية‬
‫فقط هي التي يملك مانح االلتزام تعديلها بإرادته المنفردة في أي وقت وفقا ً لمقتضيات المصلحة‬
‫العامة‪ ،‬دون أن يتوقف ذلك على قبول الملتزم‪ .‬والمسلم به إن التعريفة أو خطوط السير وما يتعلق‬
‫بهما‪ ،‬من الشروط الالئحية القابلة للتعديل بإرادة مانح االلتزام المنفردة‪.‬‬

‫وقد سعى المشرع العراقي نحو تنظيم أحكام عقد االلتزام ليكفل حسن سير المرفق محل االلتزام ومن‬
‫ذلك ما نص عليه ا القانون المدني العراقي بخصوص المساواة بين المنتفعين في المرفق ‪.‬‬
‫وتمارس اإلدارة في مواجهة الملتزم سلطة الرقابة واإلشراف على ممارسة عمله وفقا ً لشروط العقد‬
‫والقواعد األساسية لسير المرافق العامة ‪.‬‬
‫على أن ال تصل سلطة اإلدارة في إصدار قراراتها بمناسبة سلطة الرقابة حدا يغير من طبيعة االلتزام‬
‫وتعديل جوهره أو أن تحل محل الملتزم في إدارة المرفق وإال خرج عقد االلتزام عن مضمونه‪ ،‬وتغير‬
‫استغالل المرفق إلى اإلدارة المباشرة ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬عقد األشغال العامة ‪:‬‬
‫عرفت احكام القضاء االداري المختلفه عقد األشغال العامة بانه عقد مقاولة بين شخص من أشخاص‬
‫القانون العام وفرد أو شركة بمقتضاه يتعهد المقاول بعمل من أعمال البناء أو الترميم أو الصيانة‬
‫مقابل ثمن يحدد في العقد ‪.‬‬
‫ومن هذا التعريف يتبين أنه يتميز عقـد األشغال العامـة بتوافر العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -1‬أن يتعلق موضوع العقد بعقار ‪ .‬ويشمل ذلك أعمال البناء والترميم والصيانة الواردة على عقار ‪.‬‬
‫وكذلك بناء الجسور وتعبيد الطرق وما إلى ذلك ‪.‬‬
‫ويخرج من نطاق األشغال العامة العقود الواردة على منقول مهما كانت ضخامته ‪ ,‬فلم يعتبر القضاء‬
‫اإلداري في فرنسا من عقود األشغال العامة االتفاقات التي يكون محلها إعداد أو بناء أو ترميم سفينة‬
‫أو حظيرة متحركة للطائرات ‪.‬‬
‫وقد توسع مجلس الدولة الفرنسي في مفهوم األشغال العامة وأدخل في اختصاصه كثيراً من العقود‬
‫التي تتعلق بصيانة األموال العامة من قبيل أعمال التنظيف والرش في الطرق العامة‪ ،‬وعقود توريد‬
‫ونقل المواد الالزمة لألشغال العامة‪ ،‬وكذلك عقود تقديم مساعدة مالية أو عينية لتنفيذ أشغال عامة ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يتم العمل لحساب شخص معنوي ‪ .‬سواء كان العقار محل األشغال مملوكا ً لشخص عام أم‬
‫مملوكا ً لشخص من أشخاص القانون الخاص لكن العمل قد تم لحساب شخص معنوي عام ‪.‬‬
‫كذلك اعترف القضاء اإلداري الفرنسي بصفة األشغال العامة ألشغال المرافق العامة الصناعية‬
‫والتجارية التي تدار باإلشراف مباشر من مؤسسات عامة ‪.‬‬
‫أو األشغال التي تقوم بها البلدية من تلقاء نفسها في عقار مهدد بالسقوط لكفالة الطمأنينة العامة‪.‬‬

‫‪ -3‬أن يكون القصد من األشغال تحقيق نفع عام ‪.‬‬


‫في البداية كان مفهوم األشغال العامة يقتصر على األشغال التي تتعلق بعقارات تدخل في ضمن نطاق‬
‫الدومين العام أما األعمال التي تجري على عقارات تدخل في نطاق الدومين الخاص فال تعد عقوداً‬
‫إدارية ‪.‬‬
‫إال أن قضاء مجلس الدولة الفرنسي لم يستقر على هذا المبدأ فعمد إلى توسيع مفهوم األشغال العامة‬
‫ليشمل األعمال المتعلقة بعقارات مخصصة للنفع العام ولو كانت داخله ضمن نطاق الدومين الخاص ‪.‬‬
‫ومن ذلك في قضية ‪ Commune de Monsegur‬في ‪ 1921-6-10‬بخصوص تعويض قاصر عن‬
‫حادث أصيب به كنسية البلدية مدينة منسيجور إذ ورد " ‪ ..‬إذا كان مرفق العبادة لم يعد مرفقا ً منذ‬
‫قانون ‪ 9‬ديسمبر سنة ‪ 1905‬بفصل الكنائس عن الدولة فتنص المادة ‪ 5‬من قانون ‪ 2‬يناير سنة ‪1907‬‬
‫على أن تستمر المباني المخصصة لممارسة العبادة ـ في غير حاالت إزالة التخصيص المنصوص‬
‫عليها في قانون ‪ 9‬ديسمبر سنة ‪ 1905‬ـ متروكة تحت تصرف المؤمنين والمكلفين بإقامة شعائر‬
‫العبادة لممارسة ديانتهم ‪ ،‬وأنه يترتب على ذلك إن األشغال التي تنفذ في الكنيسة لحساب شخص عام‬
‫من أجل غرض ذي نفع عام تحتفظ بصفة األشغال العامة وتدخل الدعاوي الموجهة ضد البلديات بسبب‬
‫األضرار الناشئة عن عدم صيانة الكنائس في اختصاص مجلس األقاليم باعتبارها مرتبطة بتنفيذ أحد‬
‫األشغال العامة"‪.‬‬
‫ويتميز عقد األشغال العامة في أن اإلدارة تملك سلطة اإلشراف والتوجيه على تنفيذ العقد في أوسع‬
‫مدى لها‪ ،‬إذ تملك سلطة توجيه العمال واختيار طريقة التنفيذ‪ ،‬كما يجوز لإلدارة أن تعدل الشروط‬
‫األصلية للعقد بما يحقق المصلحة العامة ‪.‬‬

‫ثالثا ً ‪ :‬عقد التوريد ‪:‬‬


‫عرفت محكمة القضاء اإلداري المصرية عقد التوريد بأنه " إتفاق بين شخص معنوي من أشخاص‬
‫القانون العام وفرد أو شركة يتعهد بقتضاه الفرد أو الشركة بتوريد منقوالت معينة للشخص المعنوي‬
‫الزمة لمرفق عـام مقابل ثـمن معين ‪".‬‬
‫ومن ذالك يتبين انه يشترط في هذا العقد مايلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬موضوع عقد التوريد أشياء منقولة دائما‪ ،‬وهو ما يميزه عن عقد األشغال العامة الذي يتعلق‬
‫بالعقارات والعقارات بالتخصيص‪ ،‬ومن قبيل هذه المنقوالت توريد مواد التموين واألجهزة والبضائع‬
‫المختلفة األخرى ‪.‬‬
‫ً‬
‫‪ -2‬اتصال العقد بمرفق عام وتضمنه شروطا استثنائية غير مألوفة‪ ،‬وإال فأن العقد يعد من عقود‬
‫القانون الخاص‪ٍ.‬‬
‫ويستوي بالنسبة لعقد التوريد أن يتم دفعة واحدة أو علي دفعات متعددة ‪ ،‬وقد أفرز التطور الصناعي‬
‫ظهور عقود جديدة دخلت ضمن نطاق عقد التوريد‪ ،‬تتعلق بتسليم منقوالت بعد صناعتها وسميت هذه‬
‫العقود بعقود التوريد الصناعية ‪ Marches industriels‬والتي تقسم بدورها إلى نوعين من العقود‪:‬‬
‫عقود التصنيع ‪ arches de fabrication‬وعقود التعديل والتحويل ‪Marches de donversion‬‬
‫‪. et transfomration‬‬

‫الفصل الثالث‬
‫إبرام العقــود اإلداريـــة‬
‫ال تملك اإلدارة حرية واسعة عند التعاقد‪ ،‬مثلما هو الحال في إبرام األفراد عقودهم‪ .‬إذ فرض المشرع‬
‫جملة من القيود و اإلجراءات تلتزم اإلدارة بأتباعها حفاظا ً على المصلحة العامة و المال العام‪.‬‬
‫وقد أكدت محكمة القضاء اإلداري المصرية هذا االتجاه عندما قضت" من حيث أن األصل في كيفية‬
‫إبرام العقود اإلدارية و التي يشتد فيها القيد على حرية جهة اإلدارة عند تعاقدها يرجع إلى أن الشارع‬
‫هو الذي يستقل ببيان طريقة إبرام العقود العامة وهو في هذا السبيل يسعى إلى إدراك هدفين كبيرين‬
‫األول‪ :‬تحقيق أكبر وفر مالي للخزينة العامة ‪ ،‬وهذا يستلزم بداهة التزام جهة اإلدارة اختيار المتعاقد‬
‫الذي يقدم أفضل الشروط والضمانات المالية والثاني ‪ :‬مراعاة المصلحة اإلدارية ويتطلب تبعا ً لذلك‬
‫تمكين جهة اإلدارة من أن تختار أكفا ً المتقدمين ألداء الخدمة التي تحرص هي على تحقيقها "‪.‬‬
‫وسنتناول في هذا الفصل طرق وأساليب اختيار المتعاقد مع اإلدارة ثم نبحث في إجراءات التعاقد وفقا ً‬
‫لما ورد بهذه الالئحة وفي مبحثين‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫طرق إبرام العقود اإلدارية‬
‫تتبع إدارة أساليب عدة في إبرام عقودهما اإلدارة‪.‬وفي هذا المجال بينت الئحة العقود اإلدارية طرق‬
‫أساسية إلبرام العقود اإلدارية أوردتها المادة العاشرة من الالئحة هي‪:‬‬
‫‪ -1‬المناقصة ‪.‬‬
‫‪ -2‬الممارسة ‪.‬‬
‫‪ -3‬التكليف المباشرة‪.‬‬
‫‪ -4‬المزايدة العامة ‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬المناقصة ‪:‬‬
‫يقوم نظام المناقصة على أساس وجود عدد من الراغبين في التعاقد مع اإلدارة‪ ،‬يتنافسون فيما بينهم‬
‫لتقديم العطاءات تختـار اإلدارة أفضلها سعراً وشروطاً‪.‬‬
‫وتلجأ اإلدارة إلى هذا األسلوب عندما تريد الحصول على الخدمات و السلع مثلما وهو الحال في العقود‬
‫األشغال العامة و التوريد‪ ،‬وال يجوز العدول عن أسلوب المناقصة إال في حاالت خاصة‪.‬‬
‫إذ ورد في المادة الحادية عشر "تبرم عقود األشغال‪ ،‬وعقود التوريد وغيرها من التوريد وغيرها من‬
‫العقود اإلدارية – بصفة عامة – بطريقة المناقصة العامة وال يجوز العدول عن طريق المناقصة العامة‬
‫إلى طريق آخر من طرق التعاقد ‪ ..‬إال لمقتضى يستند إلى أحكام هذه الالئحة‪".‬‬
‫وتقوم المناقصة على ثالثة مبادئ رئيسية هي‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلعالن عن المناقصة ‪.‬‬
‫‪ -2‬حرية المنافسة‪.‬‬
‫‪ -3‬المساواة بين المتنافسين‪.‬‬
‫‪.1‬اإلعالن عن المناقصة ‪:‬‬
‫إعالن اإلدارة عن رغبتها بالتعاقد شرط ضروري لضمان فرص متساوية للراغبين بالتعاقد تتيح لهم‬
‫تقدير كلفة المشروع موضوع العقد ونوع الخدمات المراد تقديمها وشروطها‪.‬‬
‫إذا يتوجب على اإلدارة أن تضع مواصفات تفصيلية كاملة وجداول الكميات التي تبين لألفراد البنود و‬
‫اإلجراءات الواجب اتباعها في تنفيذ العقد و الجزاءات التي يمكن توقيعها على المتعاقد في حالة‬
‫اإلخالل بأحكامه أو التأخر في تنفيذه‪.‬إضافة إلى صفة المناقصة وشروط العقد العامة‪.‬‬
‫وتتولى لجنة العطاءات اإلعالن عن المناقصة بناء على قرار الجهة المختصة بعد التحقق من صدور‬
‫األذن من الجهة المختصة‪.‬‬
‫‪.2‬حرية المنافسة ‪:‬‬
‫من مقتضيات هذا المبدأ إعطاء الحق لكل المقاولين أو الموردين المنتمين للمهنة التي تختص بنوع‬
‫النشاط الذي تريد اإلدارة التعاقد عليه‪ ،‬أن يتقدموا بعطاءاتهم بقصد التعاقد مع أحدهم وفق الشروط‬
‫التي تضعها هي‪.‬‬
‫وال يجوز لإلدارة أن تبعد أيا ً من الراغبين في التعاقد و المنتمين إلى هذه المهنة من االشتراك في‬
‫المناقصة‪.‬‬
‫ويقوم أساس المنافسة الحرة في نظر األستاذ ‪ De Laubadere‬على فكرة الليبرالية االقتصادية‬
‫القائمة على حرية المنافسة‪ ،‬وفكرة المساواة بين األفراد في االنتفاع من خدمات المرافق العامة‪.‬‬
‫باإلضافة إلى أن هذا المبدأ يقوم على أساس وقوف اإلدارة موقفا ً حياديا ً إزاء المتنافسين‪ ،‬فهي ليست‬
‫حرة في استخدام سلطتها التقديرية بتقدير فئات المقاولين التي تدعوها وتلك التي تبعدها‪.‬‬
‫إال أن هذا المبدأ ال يسري بإطالقه‪،‬إذ ترد علية قيود تقتضيها المصلحة العامة‪،‬تسمح لإلدارة إبعاد‬
‫بعض الراغبين بالتعاقد مؤقتا أو نهائيا من التعاقد مع اإلدارة‪.‬‬

‫‪.3‬المساواة بين المتنافسين‪:‬‬


‫يقوم هذا المبدأ على أساس أن جميع المتقدمين بعطاءاتهم يكونوا على قدم المساواة مع بقية‬
‫المتنافسين‪ ،‬وليس لإلدارة أن تقيم أي تمييز غير مشروع بينهم فال تطلب من أحدهم ما ال تطلبه من‬
‫غيرهم‪.‬‬
‫إال أن هذا القيد ال ينبغي تعميمه‪ ،‬إذ أن اإلدارة تستطيع أن تفرض شروطا ً إضافية على المتقدمين إليها‬
‫تضمن توفر خبرات خاصة أو تطلب وثائق أو شهادات معينة ال تتوفر إال لفئة معينة من الراغبين في‬
‫التعاقد‪.‬‬
‫ناهيك عن أن اإلدارة تملك إعفاء بعض المتقدمين من بعض الشروط كإعفاء الشركات الوطنية من‬
‫التأمين االبتدائي الواجب تقديمه أو شرط توافـر القدرة المالية ‪.‬‬
‫و المناقصات تقسم على أنواع منها المناقصة العامة و المناقصة المحدودة ‪:‬‬
‫المناقصة العامة هي تلك التي يعلن عنها لجميع الراغبين في التعاقد مع اإلدارة دون تعيين‪ ،‬وهي‬
‫القاعدة العامة في المناقصات وتقوم على أساس المبادئ األساسية التي سبق ذكرها‪ .‬وعرفتها الئحة‬
‫العقود اإلدارية بأنها هي التي يعلن عنها لجميع أدوات التنفيذ بقصد الوصول إلى أصلح عرض ‪"..‬‬
‫و المناقصة العامة أما أن تكون مناقصة داخلية أو محلية وأما أن تكون مناقصة دولية وتتبع في‬
‫المناقصة المحلية إجراءات المناقصة العامة ذاتها من حيث وجوب المساواة بين المتقدمين وحرية‬
‫المنافسة فضالً عن اإلجراءات األخرى‪ ،‬لكن المناقصة تختلف في أن المشاركة فيها تقتصر على‬
‫الشركات المحلية و المقاولين المحليين الذين يختارون من بين المقيدة أسماؤهم في السجالت المعدة‬
‫لذلك وهي على ذلك يعلن عنها بالنشر في وسائل األعالم المحلية‪.‬‬
‫في حين يعلن عن المناقصة العامة أو الدولية عن طريق النشر في وسائل اإلعالم المحلية و العالمية‪،‬‬
‫ويتعلق هذا النوع من المناقصات ببعض العقود المهمة التي تتطلب قدراً عاليا ً من الخبرة‪ ،‬التي ال‬
‫تتوفر في الشركات المحلية‪ ،‬فيسمح باشتراك األفراد و الشركات األجنبية‪.‬‬
‫أما المناقصات المحدودة‪ ،‬فهي المناقصات التي يقتصر االشتراك فيها على جهات أو أشخاص يختارون‬
‫عن طريق قائمة تعدها اإلدارة بأسمائهم وال يحق لمن هم خارج هذه القائمة المشاركة إال في حاالت‬
‫استثنائية‪.‬‬
‫وهذه القائمة تعد بناء على توافر شروط معينة تقررها اإلدارة من حيث المقدرة المالية للشركات أو‬
‫خبرتها الفنية في األعمال المماثلة‪ ،‬وتلجأ اإلدارة إلى هذا األسلوب في حاالت الضرورة والعتبارات‬
‫تعود إلى طبيعة المشروعات التي ترغب اإلدارة بإنجازها‪ ،‬و التي تتطلب قدرة من الخبرة و الكفاية‪،‬‬
‫مثلما هو الحال في إنشاء الجسور و األنفاق و المصافي ‪ ...‬ألخ ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬الممارسة ‪:‬‬
‫يمكن لإلدارة أن تلجأ إلى طريق أخر في إبرام عقودها هو طريق الممارسة‪ ،‬ويتم بتقديم العروض أو‬
‫االتصال بجهات أو أشخاص متخصصين و التفاوض معهم للوصول إلى أفضل الشروط و األسعار‬
‫للتعاقد‪) (.‬‬
‫ويتميز هذا األسلوب باختصار اإلجراءات الطويلة التي يستغرقها غالبا ً طريق المناقصة‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫طابع العلنية من خالل معرفة جميع الراغبين بالتعاقد باألسعار التي يقدمها المنافسون‪ ،‬و التفاوض‬
‫العلني للوصل إلى االتفاق‪ ،‬مثلما هو الشأن بالنسبة لعقود القانون الخاص‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التكليف المباشر ‪:‬‬


‫تملك اإلدارة أيضا ً حرية التعاقد مع الجهات بصورة مباشرة دون اتباع إجراءات خاصة‪ ،‬بإصدار أمر‬
‫الشراء أو التكليف باألعمال مباشرة من المختص بتوقيع العقود في الوحدات اإلدارية‪ ،‬وفق ما يسمى‬
‫بطريقة التكليف المباشر‪ ،‬وتلجأ اإلدارة لهذا األسلوب في أحوال معينة استثناء‪.‬‬
‫رابعا ً المزايدات ‪:‬‬
‫تسلك اإلدارة طريق المزايدة في إبرام العقود اإلدارية المتعلقة ببيع األشياء التي تستغني عنها اإلدارة‬
‫أو التي يتقرر بيعها وفقا ً للقانون‪ ،‬وتتم عن طريق تقديم عطاءات أو عروض للشراء أو بطريق‬
‫المناداة للوصول إلى أعلى األسعار‪) (.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫إجراءات التعـــاقـــد‬
‫يمر التعاقد في العقود اإلدارية بأربع مراحل‪ ،‬حددها المشروع في الئحة العقود اإلدارية وأوجب‬
‫اتباعها وهي ‪:‬‬
‫المرحلة األولى ‪ :‬استيفاء اإلجراءات الشكلية السابقة على التعاقد‪.‬‬
‫المرحلة الثانية ‪ :‬تقديم العطاءات‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة ‪ :‬فظ المظاريف و البت فيها‪.‬‬
‫المرحلة الرابعة ‪ :‬إبرام العقد ‪.‬‬
‫المرحلة األولى ‪ :‬استيفاء اإلجراءات الشكلية السابقة على التعاقد‪.‬‬
‫يتطلب القانون أن تستكمل اإلدارة بعض اإلجراءات الشكلية قبل إبرام العقد وأهمها ‪:‬‬
‫‪ -1‬االعتماد المالي‪.‬‬
‫‪ -2‬دراسة الجدوى ‪.‬‬
‫‪ -3‬الحصول على تصريح بالتعاقد‪.‬‬
‫‪ )1‬االعتماد المالي ‪-:‬‬
‫اإلدارة ال تستطيع التعاقد أو إجراء أي تصرف يرتب عليها التزامات مالية‪ ،‬ما لم يتوفر لديها االعتماد‬
‫المالي الالزم‪ ،‬كذلك تلتزم اإلدارية أن بعدم تجاوز حدود هذا االعتماد المالي‪ .‬ويترتب على مخالفة‬
‫اإلدارة لهذا االلتزام مسئوليتها القانونية‪.‬‬
‫وقد أوجبت المادة الثامنة من الئحة العقود اإلدارة تراعي الجهات اإلدارية حدود االعتماد قبل إبرام أي‬
‫عقد من العقود اإلدارية باستثناء األعمال أو المشروعات التي تتم بالجهد الذاتي أو التطوعي أو العمل‬
‫الجماعي المنظم‪ ،‬وال يجوز التعاقد على أي عمل أو مشروع غير مدرج بالخطة أو الميزانية‪ .‬كما ال‬
‫يجوز التعاقد إال في حدود االعتمادات المدرج بالخطة و الميزانية للعمل موضوع العقد‪.‬‬
‫وهنا البد من التساؤل حول مآل العقد الذي يبرم مخالفا ً لشرط توافر االعتماد المالي أو متجاوزا‬
‫لحدوده ‪.‬‬
‫وفي هذا المجال نجد أن القضاء و الفقه اإلداريين قد أستقرا على اعتبار تصرف اإلدارة بإبرام عقودها‬
‫اإلدارية بهذه الظروف يكون صحيحا ً وملزما ً إلطرافه( ) مع ما يشكله من استحالة تنفيذ اإلدارة‬
‫اللتزاماتها المالية في مواجهة المتعاقد معها مما يرتب مسئوليتها القانونية‪.‬‬

‫وقد بررالقضاء االداري القضاء ذالك بضرورة حماية األفراد في تعاقدهم مع اإلدارة كون عالقتهم مع‬
‫اإلدارة فردية وليست تنظيمية مع وجوب عدم زعزعة الثقة اإلدارية‪.‬‬
‫ووفقا ً للقواعد العامة في التعاقد ال يمنع تعاقد اإلدارة في هذه الحالة‪ ،‬من مطالبة المتعاقد فسخ العقد‬
‫لعدم تنفيذ اإلدارة التزاماتها المالية المستحقة لصالحها مع التعويض إذا كان لها مقتضى ‪.‬‬
‫‪ )2‬دراسة الجدوى ‪:‬‬
‫يوجب المشرع قبل المباشرة بأي إجراء من اإلجراءات التعاقد دراسة موضوع العقد وإجراء‬
‫استشارات متعددة في سبيل إنجاز المشروعات وفقا ً للمواصفات المطلوبة في الخطة مع مراعاة حدود‬
‫االعتماد المالي المخصص‪.‬‬
‫ونعتقد أن هذه الضوابط ال تعدو أن تكون توجيهات لإلدارة تستنير بها قبل اإلقدام على التعاقد ومع‬
‫نص المشرع على وجوب اتباعها‪ ،‬ال يترتب على مخالفة ذلك اعتبار العقد باطالً‪.‬إذ أن دراسة الجدوى‬
‫من التعاقد في هذين النصين ال تبلغ حد االستشارة اإللزامية أو األذن بالتعاقد‪ .‬وال يترتب على مخالفة‬
‫اإلدارة لهذه الضوابط إال مسئوليتها أمام السلطة اإلدارية العليا‪.‬‬
‫‪)3‬التصريح بالتعاقد ‪:‬‬
‫يشترط قبل إبرام العقد اإلداري الحصول على أذن الجهة المختصة التي يحددها القانون‪ ،‬وبعكس ذلك‬
‫ال يجوز لإلدارة مباشرة أي إجراء من إجراءات التعاقد ‪.‬‬
‫ويترتب على ذلك أن العقد الذي تبرمه اإلدارة دون الحصول على األذن معدوما من الناحية القانونية‬
‫وال يجوز تصحيحه بصدور إذن الحق‪.‬‬
‫وعلى ذلك ال تتوافر الرابطة التعاقدية بين اإلدارة و الطرف األخر‪ ،‬ويملك هذا األخير المطالبة‬
‫بالتعويض الذي لحق به على أساس المسئولية التقصيرية إذا كان له مقتضى‪.‬‬
‫المرحلة الثانية ‪ :‬تقديم العطاءات ‪:‬‬
‫خالل المدة التي يحددها اإلعالن يتقدم الراغبون بالتعاقد بعطاءاتهم‪ ،‬وال يعتد بالعطاءات بعد هذه المدة‪.‬‬

‫إال إذا قررت لجنة العطاءات تمديد مدة قبول العطاءات ألسباب تتعلق بقلة عدد العطاءات المقدمة‬
‫بالنسبة ألهمية المشروع‪ ،‬أو عندما تطلب مد الميعاد أغلبية الشركات أو المنشآت التي دعيت‬
‫للمناقصة أو طلب ذلك عدد كبير من الشركات أو المنشآت الراغبة في التقدم للمناقصة‪.‬‬
‫محتويات العطاء‪:‬‬
‫وإذا تم تقديم العطاء فيجب توافر مجموعة من المعلومات و المواصفات التي يتعلق بعضها بالراغب‬
‫بالتعاقد بينما يتعلق القسم األخر بالمشروع موضوع المناقصة‪ .‬وهذه المعلومات ينبغي أن تكون‬
‫واضحة ودقيقة بشكل ال يسمح بوجود لبس أو تفسير خاطئ‪.‬‬
‫وقد استقر التعامل على وجوب احتواء العطاء على ما يأتي ‪ :‬أوالً ‪ :‬اسم ولقب وعنوان الراغب‬
‫بالتعاقد وتوقيعه شخصيا ً على العطاء‪ .‬وإذا كان مقدم العطاء شركة فيجب تقديم عقد تأسيس هذه‬
‫الشركة ونوعها ومقدار رأس مالها ‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬بيان طريقة وأسلوب إنجاز المشروع ونوع المكائن و اآلالت التي يعتزم الراغب بالتعاقد‬
‫استعمالها في التنفيذ‬
‫ثالثا ‪ :‬قائمة تتضمن األعمال المماثلة التي قام به مقدم العطاء‪.‬‬

‫رابعاً‪ :‬الوثائق التي تؤيد أن مقدم العطاء غير محروم من التعامل مع الجهات اإلدارية أو مستبعد من‬
‫التقدم للتعامل معها وأنه لم يسبق أن أدين بجناية أو جنحة مخلة بالشرف أو األمانة‬
‫خامساً‪ :‬قائمة باألسعار التي يقترح الراغب بالتعاقد‪ ،‬التعاقد بها‪.‬‬
‫سادساً‪ :‬أن يرفق مع العطاء التأمين االبتدائي أو المؤقت‪.‬‬
‫وال يلتفت إلى العطاءات غير مصحوبة بهذا التأمين في الكثير من التشريعات وبعضها يستعيظ عنه‬
‫بخطاب ضما وهذا الشرط يضمن جدية التقدم للمناقصة‪ ،‬وهو من الشروط األساسية للنظر في العطاء‪،‬‬
‫ومع ذلك يجوز لمقتضيات المصلحة العامة وبموافقة الجهة طالبة التعاقد النظر في العطاءات غير‬
‫مصحوبة بالتأمين ابتدائي‪ ،‬إذا ما قدم صاحب العطاء أشعار من المصرف بمباشرته إجراءات إصدار‬
‫التأمين‪.‬‬

‫التزام المتقدم بالعطاء بالبقاء على أيجابه ‪:‬‬


‫استقر القضاء و الفقه على أن إعالن اإلدارة عن المناقصة يعد دعوة اإلدارة‪.‬‬
‫وقد درجت دفاتر الشروط العامة التي تحيل إليها العقود اإلدارية وترفق في الغالب مع العطاءات‬
‫المقدمة من الراغب بالتعاقد‪ ،‬على النص على التزام مقدم العطاء بالبقاء على أيجابه حتى نهاية المدة‬
‫المحددة لسريان العطاءات‪.‬‬
‫وذهب مجلس الدولة الفرنسي في حكمه الصادر في ‪ 1919-7-9‬في قضية ‪ Crande‬إلى وجوب‬
‫التزام مقدم العطاء بعطائه وعدم سحبه حتى ولو لم يتضمن دفتر الشروط هذا المبدأ إذ ورد فيه" منذ‬
‫لحظة تقديم العطاء يلزم المتقدمون نهائيا ً تجاه البلدية‪ ،‬وبناء على ذلك فادعاء السيد ‪ Crande‬بأنه‬
‫أبدى رغبته بسحب عطائه أمر ال قيمة له"‪.‬‬
‫واتبعت محكمة القضاء اإلداري المصري االتجاه ذاته في حكمه الصادر في ‪ 1957-2-24‬عندما قررت‬
‫أن المدعي في وقائع هذه الدعوة قصد االرتباط بعطائه إلى الوقت الذي تفتح فيه المظاريف‪ ،‬ويخطر‬
‫صاحب العطاء بقبول عطائه من عدمه‪.‬‬
‫ويلتزم المتقدم بالبقاء على أيجابه حتى تعلن نتيجة المناقصة إذ يتحرر مقدموا العطاءات جميعا ً‬
‫باستثناء من ترسو عليه المناقصة الذي يظل ملتزما ً بعطائه إلى أن يتم اعتماد المناقصة‪.‬‬
‫وقد استقر الفقه و القضاء على أن التزام مقدم العطاء بالبقاء على أيجابه مصدره إرادته المنفردة‪.‬‬
‫ومن هؤالء الفقيه ‪ De laubadere‬الذي ذهب إلى أن االلتزام الناتج عن العطاء إنما هو في الحقيقة‪،‬‬
‫التزام انفرادي ويؤيد رأيه ذلك بقوله ‪ ":‬أن بعض فقهاء القانون الخاص يرون أن المتقدم بالعطاء في‬
‫القانون المدني يلتزم بالعطاء عندما يحدد مدة لذلك يلتزم خاللها‪ .‬فأن لم يحدد مدة جاز له سحب عطائه‬
‫متى شاء عكس ما يحصل في المناقصات العامة حيث ال يستطيع المتقدم للتعاقد مع اإلدارة سحب‬
‫عطائه "‪.‬‬
‫المرحلة الثالثة ‪ :‬فض المظاريف و البت فيها ‪:‬‬
‫وفي اليوم المحدد لفض المظاريف تقوم اللجنة المركزية للعطاءات أو اللجنة الفرعية لها بفتح‬
‫صندوق العطاءات في تمام الساعة الثانية عشر‪ ،‬لفحص كل عطاء على حدة بعد ترقيمه و التحقق من‬
‫سالمة األختام‪ ،‬ثم يقرأ اسم مقدم العطاء وقيمته اإلجمالية بحيث يسمعه الحاضرون من مقدمي‬
‫العطاءات ويدون ذلك بمحضر الجلسة ‪.‬‬
‫بعد ذلك يجري إرساء المناقصة على صاحب العطاء األفضل شروطا ً و األقل سعراً من بين العطاءات‬
‫األخرى‪ ،‬كقاعدة عامة‪ .‬ومع ذلك يجوز للجنة أن ترسي المناقصة على مقدم أنسب العروض ولو لم‬
‫يكن أقلها سعراً ألسباب تتعلق بالمصلحة العامة‪ ،‬مع ضرورة أن تتمثل هذه األسباب بعوامل جدية‬
‫تتعلق بطبيعة األعمال موضوع المناقصة وقيمتها ومواصفاتها‪ ،‬على أن ال يكون الفارق في األسعار‬
‫بين أنسب العروض المقدمة وأقلها سعراً كبيراً ويجب أن يكون قرار اللجنة باعتماد هذا العطاء مسبباً‪.‬‬
‫كذلك أذا كان العطاء األقل سعراً مصحوبا ً بتحفظات فيجوز للجنة أن تفاوض صاحب العطاء لينزل عن‬
‫تحفظاته كلها أو بعضها‪ ،‬فإذا رفض جاز التفاوض مع من يليه من مقدمي العطاء‪ .‬أما إذا تساوت‬
‫األسعار بين عطائين أو أكثر فأنه يجوز تجزئة المقادير أو األعمال موضوع المناقصة بين مقدميها إذا‬
‫كان ذلك في الصالح العام‪.‬‬
‫المرحلة الرابعة ‪:‬إبرام العقد‬

‫إرساء المناقصة ال يعني إلزام اإلدارة بإبرام العقد مع من رسى عليه العطاء فال يعد قرار اإلرساء آخر‬
‫إجراءات التعاقد وإنما هو إجراء تمهيدي ينتهي بصورة قرار باعتماد اإلرساء من الجهة المختصة‪.‬‬
‫ال نزاع في أن للجهات اإلدارية السلطة تقديرية في إبرام العقود بعد فحص العطاءات وإرسائها على‬
‫المتعهدين‪ ،‬ذلك أن تطرح المناقصة في السوق وتقديم العطاءات عنها وفحصها وإرسائها على صاحب‬
‫أفضل عطاء كل ذلك ما هو إال تمهيد للعقد الذي تبرمه الحكومة مع المتعهد ومن ثم فهي تملك كلما‬
‫رأت أن المصلحة العامة تقضي بذلك إلغاء المناقصة و العدول عنها دون أن يكون لصاحب العطاء أي‬
‫حق في إلزامها بإبرام العد أو المطالبة بأي تعويض عن عدم إبرامه‪.‬‬

‫الفصل الرابع‬
‫الحقوق وااللتزامات الناشئة عن العقد اإلداري‬
‫إذا أبرم العقد اإلداري فإنه يترتب عليه جملة من اآلثار على طرفيه المتعاقدين‪ ،‬تتمثل في الحقوق‬
‫وااللتزامات التي تتمتع بها اإلدارة من جهة وما يقابلها من حقوق والتزامات يتمتع بها المتعاقد من‬
‫جهة أخرى ‪.‬‬
‫وبسبب الطبيعة الخاصة للعقود اإلدارية فإن ما تملكه اإلدارة من امتيازات يفوق ما يتمتع به المتعاقد‬
‫اآلخر باعتبار أنها تسعى نحو تحقيق الصالح العام ‪ .‬ومن قبيل هذه االمتيازات سلطتها في الرقابة‬
‫والتوجيه وسلطتها في توقيع الجزاءات على المتعاقد وسلطة تعديل شروط العقد بإرادتها المنفردة ‪.‬‬
‫وعلى ذلك سنتناول حقوق والتزامات المتعاقدين في العقد اإلداري في مبحثين ‪:‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬سلطات اإلدارة في مواجهة المتعاقد معها ‪.‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬حقوق المتعاقد في مواجهة اإلدارة ‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫سلطات اإلدارة في مواجهة المتعاقد معها‬
‫مع أن العقود اإلدارية تتفق مع عقود القانون الخاص في أنها تنشئ بين األطراف حقوقا ً والتزامات‬
‫متبادلة‪ ،‬غير إنها تختلف من حيث عدم تسليمها بقاعدة المساواة بين المتعاقدين‪ ،‬فتتمتع اإلدارة‬
‫بحقوق وامتيازات ال يتمتع بمثلها المتعاقد ترجيحا ً للمصلحة العامة على المصلحة الخاصة للمتعاقد ‪.‬‬
‫وفي ذلك تنص المحكمة اإلدارية العليا في مصر في حكم لها‪ " :‬فبينما مصالح الطرفين في العقد‬
‫المدني متساوية ومتوازنة إذا بكفتي المتعاقدين غير متكافئة في العقد اإلداري تغليبا ً للمصلحة العامة‬
‫على المصلحة الفردية من ذلك سلطة اإلدارة في مراقبة تنفيذ شروط العقد وتوجيه أعمال التنفيذ‬
‫واختيار طريقته وحق تعديل شروطه المتعلقة بسير المرفق وتنظيمه والخدمة التي يؤديها وذلك‬
‫بإرادتها المنفردة حسبما تقتضيه المصلحة العامة دون أن يتحدى الطرف اآلخر بقاعدة العقد شريعة‬
‫المتعاقدين وكذا حق توقيع جزاءات على المتعاقد وحق فسخ العقد وإنهائه بإجراء إداري دون رضاء‬
‫هذا المتعاقد إنهاء مبتسراً دون تدخل القضاء"‪.‬‬
‫وعلى ذلك نبين فيما يأتي حقوق وسلطات اإلدارة في مواجهة المتعاقد معها في المجاالت اآلتية ‪:‬‬
‫أوالً ‪ :‬سلطة الرقابة والتوجيه ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬سلطة توقيع الجزاءات على المتعاقد ‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬سلطة تعديل شروط العقد ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬سلطة إنهاء العقد ‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬سلطة الرقابة والتوجيه ‪Le pouvoir de control et surveillance‬‬
‫تتمتع اإلدارة بحق الرقابة واإلشراف على تنفيذ العقد‪ ،‬كما تملك سلطة توجيه المتعاقد وإصدار األوامر‬
‫والتعليمات الالزمة لهذا التنفيذ ‪.‬‬
‫وغالبا ً ما تشترط اإلدارة ضمن نصوص عقودها اإلدارية أو في دفاتر الشروط العامة والخاصة التي‬
‫تحيل عليها‪ ،‬حقها في إصدار القرارات التنفيذية التي تخضع التنفيذ لتوجيهها وتراقب المتعاقد في‬
‫تنفيذ التزاماته ‪.‬‬
‫فاإلدارة عندما تتعاقد مع األشخاص ال تتخلى عن مسئوليتها للمتعاقد معها‪ ،‬إنما تعاون المتعاقد في‬
‫تسيير المرفق تحت إشرافها ورقابتها‪ ،‬ويكون لزاما ً عليها الرقابة والتوجيه أثناء عمل المتعاقد في‬
‫تنفيذ العقد ‪.‬‬
‫ولهذه السلطة نظيرها في عقود القانون الخاص أما في العقود اإلدارية فأن اإلدارة تملك سلطات أوسع‬
‫تتعدى الرقابة إلى توجيه المتعاقد إلى كيفية التنفيذ والتدخل باختيار الطريقة المناسبة للتنفيذ ‪.‬‬
‫وحق اإلدارة في الرقابة والتوجيه يختلف في مداه من عقد إداري إلى آخر‪ ،‬فهي محدودة في عقد‬
‫التوريد وأكثر اتساعا ً في عقود األشغال العامة إذ أن اإلدارة غالبا ً ما تمارس هذه السلطة عن طريق‬
‫إرسال مهندسيها لزيارة موقع العمل والتأكد من سير العمل وفقا ً للمدى الزمني المحدد ووفقا ً‬
‫للمواصفات المذكورة في العقد وإصدار األوامر المناسبة في هذا المجال ‪ .‬شريطة أن تكون هذه‬
‫التعليمات الزمة لتنفيذ العمل ‪.‬‬
‫ومن قبيل رقابة اإلدارة وأشرفها على تنفيذ عقودها حق اإلدارة في التدخل في عالقة المتعاقد‬
‫بمستخدميه وعماله‪ ،‬وتنظيم ساعات العمل وتحديد األجور الخاصة بهم ‪.‬‬
‫غير أن السلطة ليست مطلقة إذ أن اإلدارة تلتزم بعدم التعسف باستخدامها لتحقيق أغراض خاصة ال‬
‫تتعلق بالمصلحة العامة ‪ .‬ومن جانب أخر يجب أن ال تؤدي الرقابة والتوجيه إلى حد تغيير طبيعة العقد‬
‫‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬سلطة توقيع الجزاءات على المتعاقد‬


‫تملك اإلدارة سلطة توقيع الجزاءات على المتعاقد معها إذا قصر في تنفيذ التزاماته سواء امتنع عن‬
‫التنفيذ أو تأخر فيه أو نفذ االلتزام على غير الوجه المطلوب أو أحل غيره محله في التنفيذ دون موافقة‬
‫اإلدارة ‪.‬‬
‫وتعد سلطة فرض الجزاءات أخطر السلطات التي تتمتع بها اإلدارة في مواجهة المتعاقد معها بقرار‬
‫تصدره دون اللجوء إلى القضاء‪.‬‬
‫وتخضع سلطة اإلدارة في فرض الجزاءات على المتعاقد معها لنظام قانوني خاص هو نظام القانون‬
‫العام في العقود اإلدارية إذ أن ضرورة الحرص على سير المرافق العامة بانتظام وأطراد تستلزم‬
‫التشدد في التعامل مع المتعاقد إلجباره على تنفيذ العقد بدقة ‪ ،‬ولما كانت اإلجراءات المعروفة في‬
‫قواعد القانون الخاص كالفسخ والتنفيذ العيني مع التعويض ال تكفي للحيلولة دون إخالل المتعاقد‪،‬‬
‫استلزم أن تتمتع اإلدارة بهذا الحق تحقيقا ً للمصلحة العامة ‪.‬‬
‫وقد درجت اإلدارة على النص في عقودها في الشروط العامة والخاصة الملحقة بها على سلطة اإلدارة‬
‫بإيقاع الجزاءات ‪ ،‬وعد القضاء اإلداري في فرنسا ومصر في العديد من أحكامه الشروط التي تتضمن‬
‫هذا الحق شروطا ً استثنائية باعتبرها امتيازا من امتيازات السلطة العامة ً‪.‬‬
‫وفي ذلك قررت محكمة التنازع الفرنسية في حكمها بتاريخ ‪ 1960-11-14‬في قضية ‪Societe‬‬
‫‪ " Vandroy-Jaspar‬أن النص على الجزاءات في العقد يعد في حد ذاته شروطا ً استثنائية ‪) ) "..‬‬
‫كذلك فأن العديد من قرارت مجلس الدولة الفرنسي نصت على أن سلطة توقيع الجزاءات مستقلة عن‬
‫نصوص العقد وتوجد ولو لم ينص عليها فيه أما إذا نص العقد على بعضها فإن ذلك ال يعني تقييد‬
‫حرية اإلدارة فيما عدا ما نص عليه‪،‬بل تستطيع اإلدارة تحت رقابة القضاء أن توقع على المتعاقد‬
‫أنواع الجزاءات المقررة جميعها‪.‬‬
‫وقد أيد هذا االتجاه غالبية الفقهاء إال أن المحكمة اإلدارية العليا أكدت في قرارها في ‪ 1967-4-8‬أنه‬
‫إذا توقع المتعاقدان خطأ معينا ً وحدد له في العقد جزاء معينا ً فال يجوز لإلدارة أن تخالف ما نص عليه‬
‫العقد ‪ .‬إذ ورد في الحكم " إذا توقع المتعاقدان في العقد اإلداري خطأ معينا ً ووضع له جزاء بعينه‬
‫فيجب أن تتقيد جهة اإلدارة بما جاء في العقد ‪ ،‬وال يجوز لها كقاعدة عامة أن تخالفه أو تطبق في‬
‫شأنه نصوص الئحـة كانت ماثلة أمـامها عند إبرام العقد " ‪.‬‬
‫وال نعتقد صواب هذا االتجاه إذ غالبا ً ما تكون المخالفة من الجسامة بحيث لم تكن اإلدارة قد توقعت‬
‫حصولها عند إبرام العقد وأن الجزاء الذي نص عليه العقد ال يتناسب مع مقدار تلك المخالفة ‪.‬‬
‫هذا وتنبع فكرة الجزاءات اإلدارية من مفهوم السلطة العامة في العقود اإلدارية وما هي إال تطبيق‬
‫المتياز التنفيذ المباشر اإلرادة ملزمة باستخدام هذه السلطة حفاظا ً على حسن سير المرافق العامة‬
‫ومن غير الممكن أن تتنازل عن هذه السلطة ال جزئيا ً بتقييد حقها في اتباع أنواع معينة من صور‬
‫الجزاءات وال كليا ً وتتمتع بسلطة تقديرية في فرض هذه الجزاءات ال يقيدها في ذلك إال المصلحة‬
‫العامة ‪.‬‬
‫أنواع الجزاءات اإلدارية ‪:‬‬
‫استقر غالبية الفقهاء على تقسيم الجزاءات اإلدارية التي توقعها اإلدارة على المتعاقد معها‪ .‬إلى ثالثة‬
‫أقسام رئيسية وهي الجزاءات المالية والجزاءات غير المالية ( الضاغطة ) والجزاءات التي تسمح‬
‫بإنهاء العقد ‪.‬‬
‫‪ -1‬الجزاءات المالية ‪Les Sanctinos pecunaires‬‬
‫الجزاءات المالية هي عبارة عن مبالغ المال التي يحق لإلدارة أن تطالب بها المتعاقد إذا أخل بالتزاماته‬
‫التعاقدية سواء امتنع عن تنفيذ التزاماته بالكامل أو تأخر في تنفيذها أو نفذها على وجه غير مرض‬
‫بالكامل أو حل غيره محله دون موافقة اإلدارة ‪.‬‬
‫والجزاءات المالية نوعين فقد تكون مرتبطة بحصول ضرر لحق اإلدارة نتيجة لخطأ المتعاقد ‪ ،‬وقد‬
‫تكون نوعا ً من العقاب على المتعاقد بغض النظر عن صدور خطأ منه‪ ،‬فالجزاءات المالية في العقود‬
‫اإلدارية ال تقتصر على تعويض الضرر بل تشمل الغرامات التأخيرية التي تعد ضمانا ً إلنجاز المتعاقد‬
‫مع اإلدارة عمله على أتم وجه ويشكل إرغاما ً للمتعاقد على الوفاء بالتزاماته التعاقدية ‪.‬‬
‫ويمكننا اإلشارة إلى أهم أنواع هذه الجزاءات وكاألتي ‪:‬‬
‫أ‪-‬التعويضات ‪Les Dommages‬‬
‫ً‬
‫من المستقر فقها وقضاء أن كل إخالل بالتزام عقدي أو بالتزام يفرضه القانون ويسبب ضررا للغير‬
‫يلزم من ارتكبه بالتعويض ‪.‬‬
‫ويؤكد غالبية الفقهاء أن التعويض في العقود اإلدارية يقترب من فكرة التعويض في القانون الخاص‬
‫فيما يتعلق بكيفية تقديره وفي اشتراط ركن الضرر‪ ،‬ولكن النظامين يختلفان من حيث طريقة تحديده‬
‫وكيفية تحصيله ‪.‬‬
‫بل أن من الفقهاء من اليعد التعويض من الجزاءات اإلدارية ألنه تطبيق للقواعد العامة في القانون‬
‫الخاص كما يرونه ‪.‬‬
‫وال نرى صواب هذا االتجاه إذ أن التعويض في مجال العقود اإلدارية ‪ ،‬يتميز في أن اإلدارة تملك‬
‫فرضه بإرادتها المنفردة وهي التي تحدد مقداره وكيفية تحصيل قيمته وهذه االمتيازات تبرز الطبيعة‬
‫الخاصة لهذا الجزاء بصفته جزاءاً إداريا ً ‪ ،‬ويضاف إلى ذلك أن التعويض في العقود اإلدارية ال يعد‬
‫دائما ً تعويضا ً عن ضرر‪ ،‬إذ غالبا ً ما يمثل إجراءاً ضاغطا ً على المتعاقدين توخيا ً لتنفيذ التزاماتهم على‬
‫الوجه األكمل ‪.‬‬
‫ويسمح التشريع الفرنسي لإلدارة في كثير من الحاالت بأن تلجأ إلى تحصيل التعويضات بمقتضى‬
‫أوامر بالدفع تصدرها بإرادتها المنفردة ‪ .‬وللمتعاقد أن يطعن بالتعويض أمام القضاء ويجوز لقاضي‬
‫العقد أن يقرر إعفاءه منه متى تبين له صحة األساس الذي يبنى عليه كما يجوز له تخفيضه إذا كان‬
‫مبالغـا ً فيه ‪.‬‬
‫أما المحكمة اإلدارية العليا فإنها تسمح لإلدارة بحق تحصيل التعويض بشرط أن ينص في العقد على‬
‫ذلك‪ .‬بهذا الشأن تقول " ال وجه إللزام اإلدارة بأن تلجأ إلى القضاء لتحصيل منه على حكم بالتعويض‪،‬‬
‫ما دام أن العقد يخولها صراحة الحق في إجراء المقاصة من أية مبالغ تكون مستحقة أو تستحق‬
‫للمتعاقد معها مهما كان سبب االستحقاق لدى المصلحة نفسها أو أي مصلحة حكومية أخرى عن كل‬
‫خسارة تلحقها ‪ .‬فإذا كان العقد قد نص أيضا على أن يكون ذلك بدون اإلخالل بالمصلحة في المطالبة‬
‫قضائيا ً بالخسارة التي ال يتيسر لها استرداها فال يعني هذا بالضرورة إلزام المصلحة باالتجاه إلى‬
‫القضاء ما دام أن حوزتها القدر من المبالغ الكافية لجبر التعويض عن األضرار‪ ،‬بل النص يعني تحويل‬
‫اإلدارة حق االتجاه إلى القضاء إذ لم تكف المبالغ التي في حوزتها لجبر الضرر كامالً" ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الغرامات التأخيرية ‪Les pe nalites‬‬
‫الغرامات التأخيرية هي مبالغ إجمالية من المال تقدرها اإلدارة مقدما ً تتضمنها نصوص العقد بصفته‬
‫جزاءاً يفرض على الطرف اآلخر إذا تراخى أو تأخر في التنفيذ ‪.‬‬
‫والغرامة التأخيرية جزاء من الممكن أن تتضمنه شروط العقود اإلدارية كافة‪ ،‬وهو امتياز تتمتع به‬
‫اإلدارة ولو لم تتعرض لضرر ما من جراء تأخر المتعاقد ألن الضرر يكون مفترضا ً لتعلقه بتسيير‬
‫مرفق عام ‪.‬‬
‫وفي الغالب تنص العقود التي تبرمها اإلدارة على اشتراط الغرامة التأخيرية‪ ،‬وتملك اإلدارة توقيعها‬
‫دون الحاجة إلى إنذار أو اللجوء إلى القضاء الستصدار حكم بتطبيقها ‪.‬‬
‫ويلزم النص في العقد على الغرامة تقييد اإلدارة بمبلغها فال تستطيع المطالبة بتعديل المبلغ على أساس‬
‫أن الضرر يفوق على مبلغ الغرامة‪ ،‬كما أن المتعاقد ال يستطيع إثبات أن اإلدارة لم يصيبها ضرر من‬
‫جراء التأخير في التنفيذ ‪.‬‬
‫ً‬
‫أما إذا نص على مقدار من الغرامة وتضمنت الشروط العامة أو الخاصة مقدارا آخر فالعبرة بما ورد‬
‫في العقد ألن إرادة الطرفين قد اتفقت على اعتبار أحكامه أساسا ً اللتزاماتها‪ ،‬أما إذا اغفال النص على‬
‫الغرامات وتضمنتها الشروط فتعتمد الغرامات التأخيرية المنصوص عليها في الشروط لكونها جزءاً‬
‫مكمال للعقد ‪.‬‬
‫لكن السؤال المهم هو هل يمكن فرض الغرامات التاخيرية ولو لم ينص عليها ال في العقد وال في‬
‫الشروط الملحقة به ؟‪.‬‬
‫ذهب جانب من الفقه أن اإلدارة تملك الحق في فرض الغرامات التأخيرية ولو لم يرد عليها نص في‬
‫العقد ‪.‬‬
‫إال أن الراجح أنه البد من النص على الغرامات التأخيرية في العقد أو الشروط الملحقة به التي يحيل‬
‫العقد عليها‪ .‬وقد أوضح القسم االستشاري بمجلس الدولة المصري هذا األمر بقوله " أن هذه الالئحة‬
‫ال تعتبر مكملة للعقد‪ ،‬واليمكن تطبيق الجزاءات المبينة ما لم يتضمن العقد أحكامها أو اإلحالة عليها‬
‫باعتبارها جزء مكمالً له‪ ،‬وبذلك فإن اإلدارة ال يجوز لها توقيع غرامة لم ينص عليها العقد استناداً إلى‬
‫الالئحة المذكورة ‪"..‬‬
‫ومن المستقر عليه في الفقه والقضاء اإلداريين أن اإلدارة تتمتع بسلطات تقديرية واسعة في فرضها‬
‫للغرامات التأخيرية‪ ،‬ومع ذلك ال يجوز فرض الغرامة إذا كان التأخير لسبب عائد لإلدارة‪ ،‬أو بسبب قوة‬
‫قاهرة أو ظرف طارئ كذلك يعفى المتعاقد من الغرامة إذا ثبت إن التأخير قد حصل بفعل طلبه مهلة‬
‫للتنفيذ ووافقت اإلدارة على ذلك‪ ،‬أو أن التأخير حصل بفعل الغير ‪.‬‬
‫ج‪-‬مصادرة التأمينات ‪:‬‬
‫التأمينات هي مبالغ مالية تودع جهة اإلدارة تتوقى بها آثار األخطاء التي يرتكبها المتعاقد أثناء تنفيذ‬
‫العقد اإلداري ويضمن لها مالئته لمواجهة المسؤوليات الناتجة عن تقصيره ‪.‬‬
‫ومصادرة التأمينات عبارة عن شرط جزائي من شروط العقود اإلدارية يتم اإلتفاق عليه مع المتعاقد‬
‫جزاءا إلخالله بالتزاماته التعاقدية إال أنه يختلف عن الشرط الجزائي في عقود القانون الخاص ‪ ،‬في‬
‫أن اإلدارة تملك فرضه بإرادتها المنفردة دون الحاجة لصدور حكم من القضاء بذلك ودون أن تسلتزم‬
‫تحقق ضرر ما‪ ،‬وبهذا المعنى يكتسب هذا الشرط طبيعته اإلدارية ‪.‬‬
‫والتأمين على نوعين تأمين ابتدائي يدفع عند التقدم بالعطاء العقد لضمان جدية المتقدم بالعطاء‬
‫وتأمين نهائي يدفع بعد قبول العطاء لضمان قيام المتعاقد بتنفيذ التزاماته طبقا ً لشروط العقد ‪ .‬وليس‬
‫هناك ما يمنعه من الجمع بين جزاء مصادرة التأمينات واستحقاق التعويض بما ال يتجاوز التعويض‬
‫الكلي لجبر الضرر الذي أصاب اإلدارة ‪ ،‬على أساس أن التأمين النهائي‪ ،‬يمثل الحد األدنى للتعويض‬
‫الذي يحق لإلدارة اقتضاؤه لكنه ال يمثل الحد األقصى‪ ،‬شرط أن ال ينص العقد اإلداري ضمن شروطه‬
‫على منع ذلك وأن يجاوز الضرر الحاصل لإلدارة التأمين المودع لديها ‪.‬‬
‫‪ -2‬الجزاءات غير المالية أو الضاغطة ‪Les Sanctions Coerctives‬‬
‫هذا النوع من الجزاءات ال يهدف إلى تحميل المتعاقد أعباء مالية نتيجة إخالله بالتزاماته التعاقدية إنما‬
‫يهدف إلى الضغط عليه إلجباره على التنفيذ‪ .‬وتتخذ وسائل الضغط ثالث صور‪- :‬‬
‫أ‪-‬وضع المشروع تحت الحراسة في عقد االمتياز ‪ La mise Sous Sequestre‬يتعلق هذا اإلجراء‬
‫بعقد التزام المرافق العامة ‪،‬ويتم بأن تضع جهة اإلدارة المرفق موضوع العقد تحت الحراسة ‪ ،‬وذلك‬
‫في حالة التوقف الكلي أو الجزئي للمرفق‪ ،‬حتى ولو لم يكن هناك خطأ منسوبا ً إلى الملتزم ‪.‬‬
‫فقد تفرض اإلدارة هذا اإلجراء بسبب التوقف الكلي أو الجزئي للمرفق ألسباب ال دخل إلرادة الملتزم‬
‫بها لو كما كان التوقف راجعا ً لقوة قاهرة ضمانا ً الستمرار سير المرفق‪ ،‬وفي هذه الحالة ال يتحمل‬
‫الملتزم المخاطر المالية‪ ،‬التي تترتب على إدارة المرفق‪ ،‬أما في حالة فرض الحراسة جزاءاً لتقصير‬
‫الملتزم فإن المشروع يدار على حسابه وتحت مسؤوليته ‪.‬‬
‫ومن المعروف أن هذه السلطة تملكها اإلدارة دون الحاجة إلى اللجوء إلى القضاء بشرط أن تعذر‬
‫الملتزم‪ ،‬ولألخير الحق في الطعن بقرار اإلدارة ‪ ،‬طالبا ً للتحقق من أن الحراسة قد فرضت لدواعي‬
‫المصلحة العامة في استمرار عمل المرفق وليس لدواع أخرى ‪.‬‬
‫فاإلدارة معرضة إللغاء قرارها إذا كان مشوبا ً بعدم المشروعية أو لم يكن له ما يبرره من ناحية توافر‬
‫الخطأ مع التعويض إذا كان له مقتضى ‪.‬‬
‫ب‪ -‬سحب العمل من المقابل في عقد األشغال العامة‪La Mise en regie :‬‬
‫يقصد بهذا الجزاء أن تحل اإلدارة محل المقاول المقصر في تنفيذ أعماله وقيامها بتنفيذ العمل بنفسها‬
‫على حسابه أو تعهد إلى غيره بتنفيذ هذه األعمال على مسئولية المقاول وحسابه‪.‬‬
‫وغالبا ً ما يتطلب قيام اإلدارة بهذا اإلجراء وجود تقصير أو إخالل بالغ الجسامة من المتعاقد ‪ .‬وتنص‬
‫دفاتر الشروط العامة غالبا على الحاالت التي يجوز لإلدارة أن تستخدم هذا اإلجراء في حالة تحققها ‪.‬‬
‫ومن ايباب فرض هذا الجزاء على سبيل المثال‪:‬‬
‫‪ -1‬إذا تأخر في البدء في التنفيذ أو تباطأ فيه على نحو ترى معه الجهة المتعاقدة أنه لن يتمكن من‬
‫إتمامه في المدة المحددة بالعقد وذلك برغم تنبيهه كتابة ‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا أوقف العمل إيقافا ً تاما ً دون سبب معقول ‪.‬‬
‫‪ -3‬إذا تأخر في تنفيذ العقد في المواعيد المتفق عليها ولم تر الجهة المتعاقدة إعطاءه مهلة لذلك أو‬
‫عجز عن اإلنجاز في المهلة التي أعطيت له ‪.‬‬
‫‪ -4‬إذا قام بنفسه أو بواسطة غيره وبطريق مباشر أو غير مباشر باستعمال وسيلة من وسائل الغش‬
‫أو التدليس أو التالعب في تنفيذ العقد أو التعامل مع الجهة المتعاقدة أثناء ذلك التنفيذ ‪.‬‬
‫‪ -5‬إذا أعسر المتعاقد أو اشهر إفالسه أو دخل في صلح مع دائنيه ‪.‬‬
‫‪ -6‬إذا أهمل إهماالً جسميا ً في تنفيذ العقد أو أغفل القيام بأحدى التزاماته الجوهرية المقررة في العقد‬
‫ولم يباشر في إصالح آثار ذلك‪.‬‬
‫هذا وقد استقرت أحكام مجلس الدولة الفرنسي والمحكمة اإلدارية العليا في مصر ‪.‬على وجوب أعذار‬
‫المقاول المقصر في تنفيذ التزاماته ما لم يتضمن العقد نصا ً صريحا ً يعفي اإلدارة من هذا اإلجراء أو‬
‫في حالة االستعجال والضرورة‪.‬‬
‫إال أن رقابة القضاء على قرار سحب العمل من المقاول في عقد األشغال العامة ينصرف إلى مشروعية‬
‫هذا القرار ومدى مالءمته والتعويض عنه إذا كان له مقتضى ‪ ،‬لكنه ال يتعدى إلى إلغاء القرار ‪.‬‬
‫ويالحظ أن اإلدارة عندما تستخدم إجراء السحب فإنها تملك احتجاز ما يوجد بموقع العمل من منشآت‬
‫وقتية ومبان وآالت وأدوات ومواد وغير ذلك وأن تستعملها في إتمام العمل دون أن تكون مسئولة لدى‬
‫المقاول عما يصيبها من تلف أو نقص ألي سبب كان أو دفع أي أجر عنها ‪.‬‬
‫كما تملك حجز هذه األدوات بعد انتهاء العمل ضمانا ً لحقوقها قبل المقاول‪ ،‬ولها أن تبيعها الستيفاء‬
‫هذه الحقوق وما يكون قد ترتب لها من تعويضات عما لحقها من أضرار بسبب سحب العمل ‪.‬‬
‫هذا ومن المهم التفرقة بين سحب العمل من المقاول وبين قيام اإلدارة باالتفاق معه على أن تتجزأ‬
‫قسما ً من المقاولة بنفسها أو باالستعانة بمقاول آخر فالمقاول يتحمل النفقات اإلدارية في الحالة األولى‬
‫وال يتحملها في الحالة الثانية ‪.‬‬
‫ج – الشراء على حساب المتعاقد في عقد التوريد‪Le Marche pardefut :‬‬
‫يرتبط هذا الجزاء في الغالب بعقود التوريد فإذا تخلف المتعاقد عن تنفيذ التزامه بالتوريد‪ ،‬تقوم اإلدارة‬
‫بالتنفيذ على حسابه ومسئوليته ‪.‬‬
‫وقد جرى العمل على أن تمنح اإلدارة للمتعاقد مهلة أولية بإخطاره بوجوب تنفيذ التزاماته مع توقيع‬
‫غرامة إذا اقتضى األمر ذلك‪ ،‬إال إذا اشترط في العقد على إعفاء اإلدارة من توجيه اإلنذار ‪.‬‬
‫ومن المسلم به أنه يجب أن يكون إخالل المتعاقد من الجسامة بحيث يبرر لإلدارة استخدام هذا الجزاء‪،‬‬
‫ويتمتع القضاء بسلطة تقديرية واسعة بهذا الشأن عند الطعن في مشروعية قرار اإلدارة بفرضه ‪.‬‬
‫‪-3‬الجزاءات التي تسمح لإلدارة بإنهاء عقودها ‪:‬‬
‫لإلدارة سلطة إنهاء العالقة التعاقدية بينها وبين المتعاقد معها قبل األجل المحدد في عقد االمتياز‬
‫والقيام بالتنفيذ الكامل في عقود األشغال العامة وعقد التوريد‪ ،‬واصطلح على هذه السلطة بالفسخ‬
‫بالنسبة للعقود اإلدارية المختلفة "واإلسقاط" عندما يتعلق العقد بإنهاء عقد االلتزام ‪.‬‬
‫أ‪ -‬فسخ العقد ‪Resiliation ducontrat :‬‬
‫الفسخ جزاء يجوز اإلدارة توقيعه على المتعاقد يضع نهاية الرابطة التعاقدية بينهما‪ ،‬وفي الغالب‬
‫تستخدم اإلدارة هذا الجزاء في حالة ارتكاب المتعاقد خطا ً جسيما ً في تنفيذ التزاماته التعاقدية‪.‬‬
‫ومن المخالفات الجسيمة التي تبرر الفسخ حالة ثبوت إخالل المتعاقد بتعهد مراعاة أحكام قانون‬
‫مقاطعة العدو الصهيوني و القرارات الصادرة بمقتضاه‪.‬‬
‫وقد ذهب جانب من الفقه إلى أن الحق اإلداري بالفسخ لعدم التنفيذ هو تطبيق لما قررته المادة (‬
‫‪)1184‬من القانون المدني الفرنسي ومضمونه أنه في حالة العقود الملزمة للجانبين يكون لألفراد‬
‫الحق بفسخ العقد عندما ال ينفذ أحد المتعاقدين ما عليه من التزامات‪.‬‬
‫وال يمكن التسليم بهذا الرأي لمخالفته المستقر في أحكام القضاء اإلداري الذي يعد حق اإلدارة في‬
‫الفسخ قائما بذاته مستقال عن العقد و الشروط كما أن اإلدارة تستطيع ان تفرض هذا الجزاء دون ان‬
‫تلجأ إلى القضاء للحصول على حكم الفسخ اعتماداً على سلطتها في التنفيذ المباشر‪ ،‬على خالف‬
‫المستقر في القانون الخاص وما تقضي به المادة المذكورة‪.‬‬
‫ومن المبادئ العامة المستقرة قضاء أن يكون قرار الفسخ مسبوقا ً بأعذار المتعاقد‪ ،‬إال إذا اشترط في‬
‫العقد على إعفاء اإلدارة منه أو إذا ثبت من ظروف الحال أن األعذار ال فائدة منه‪.‬‬
‫وتملك اإلدارة فسخ العقد بإرادتها المنفردة حتى ولو لم ينص العقد على هذا الحق ودون الحاجة إلى‬
‫انتظار موافقة القضاء على إيقاعه ‪.‬‬
‫ورقابة القضاء على مشروعية قرار الفسخ ومالءمته لخطأ المتعاقد تنصرف إلى التعويض في حالة‬
‫مخالفة القرار للمشروعية دون التعدي إلى إلغاء القرار‪.‬‬
‫ب‪-‬اإلسقاط ‪Decheance :‬‬
‫اإلسقاط هو المصطلح الذي أطلقه مجلس الدولة الفرنسي على فسخ عقد االلتزام‪ ،‬واإلسقاط‪ ،‬طريقة‬
‫من طرق إنهاء العقد اإلداري قبل انقضاء مدة انتهائه الطبيعية‪ ،‬وما هو إال جزاء توقعه السلطة مانحة‬
‫االلتزام على الملتزم نتيجة إلخطاء جسيمة اقترفها في إدارته للمرفق‪ ،‬بحيث يصبح من المتعذر‬
‫االطمئنان إلى استمراره في إدارة المرفق وتسييره على نحو سليم‪ ،‬وال يستحق الملتزم أية تعويضات‬
‫نتيجة إلسقاط التزامه ‪.‬‬
‫وبهذا يختلف اإلسقاط عن االسترداد التي تقرره السلطة مانحة االلتزام في أي وقت تشاء قبل انتهاء‬
‫مدة االمتياز الممنوحة للملتزم حتى ولو لم يصدر أي خطأ من جانبه‪ ،‬مقابل تعويض يكون واجبا ً على‬
‫اإلدارة لقاء حرمـان الملتزم من إدارة المرفـق حتى نهـاية مدة االلتزم ‪.‬‬
‫وتملك اإلدارة هذا الحق ولو لم ينص في عقد االمتياز‪ ،‬لكن المعتاد أن عقود االمتياز تتضمن نصا ً‬
‫خاصا ً ينظم هذه الحالة ألهمية هذه العقود التي تتعلق بتسيير مرافق عامة‪.‬‬
‫ومن األخطاء الجسمية التي استقر مجلس الدولة الفرنسي على اعتبارها من األخطاء التي تبرر اتخاذ‬
‫قرار اإلسقاط‪ ،‬التنازل عن االلتزام دون موافقة اإلدارة‪ ،‬واإلخالل المستمر والمنتظم بالتزامات‬
‫التعاقدية‪ِ ،‬أو ترك المرفق دون استغالل‪ ،‬أو عدم أداء المستحقات الماليـة للجهة مانحة االلتزام أو‬
‫إخالله بالتزام جوهري في العقد ‪.‬‬
‫ويتوجب على اإلدارة عند إصدار قرار اإلسقاط أن تحذر الملتزم ولولم ينص العقد أو الشروط على ذلك‬
‫إال إذا نص العقد على إعفاء اإلدارة من هذا اإلجراء أو أعلن الملتزم صراحة أنه لم يعد يستطيع إدارة‬
‫المرفق‪ ،‬أو إذا كان اإلسقاط بسبب اإلفالس أو التصفية القضائية بالنسبة للملتزم ‪.‬‬
‫وينفرد عقد االمتياز في فرنسا بوجوب أن يكون قرار اإلسقاط صادراً عن قاضي العقد فاإلدارة ال‬
‫تستطيع ممارسة هذا الحق ابتداء ما لم ينص العقد على هذا الحق أو تتضمنه الشروط العامة أو‬
‫الخاصة الملحقة بالعقد ‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة يتمتع مجلس الدولة بسلطة واسعة في الرقابة على قرار اإلدارة باإلسقاط لتتجاوز‬
‫المشروعية والمالءمة إلى التعويض واإللغاء ‪.‬‬
‫وال يأخذ مجلس الدولة في مصر بهذا إذ تتمتع اإلدارة بسلطة إسقاط االلتزام دون الحاجة إلى نص في‬
‫العقد أو شرط في دفاتر الشروط‪ ،‬بناء على ما تملكه من سلطة التنفيذ المباشر‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬سلطة تعديل شروط العقد ‪:‬‬
‫من المبادئ الرئيسية التي تقوم عليها عقود القانون الخاص قاعدة العقد شريعة المتعاقدين ومضمونها‬
‫أن ال يجوز آلي من المتعاقدين التحلل من التزاماته بصورة منفردة وال يجوز ألي من المتعاقدين تعديل‬
‫العقد أو نقضه إال باالتفاق مع المتعاقد األخر ‪.‬‬
‫إال أن الطبيعة الخاصة للعقود اإلداري وعدم مساواة المتعاقدين لكون الفرد يسعى لتحقيق مصلحته‬
‫الخاصة بينما تسعى اإلدارة لتحقيق المصلحة العامة‪ .‬مما تقتضي ترجيح كفة اإلدارة في مواجهة‬
‫المتعاقد معها‪ ،‬ومن مستلزمات ذلك أن ال تتقيد اإلدارة بقاعدة العقد شريعة المتعاقدين‪ ،‬وأن تتمكن من‬
‫تعديل عقودها لتتمكن من تلبية التغيير المستمر في المرافق التي تديرها ‪.‬‬
‫وقد نشأ جدل فقهي كبير حول مسألة تمتع اإلدارة بهذه السلطة بين مؤيدين ومعارضين‪ .‬فقد ذهب‬
‫الفقيه لوليه ‪ L huillier‬إلى إنكار هذه السلطة والقول أن سلطة اإلدارة في تعديل اإلدارية‪ ،‬فكرة‬
‫ابتدعها الفقه ولم تؤيد بأحكام مجلس الدولة الفرنسي‪ ،‬وأضاف أن هذه الفكرة وجدت في قضاء مجلس‬
‫الدولة‪ ،‬إنما تجد أساسها في تفسير العقد وفقا ً لنية المتعاقدين التي تتضح في نـص صريح أو ضمني‬
‫مـن نصوص الـعقد ذاته أو الالئحة المرفقة به ‪.‬‬
‫بينما ذهب الرأي الراجح من الفقه الفرنسي إلى وجود سلطة تعديل اإلدارة لعقودها اإلدارية كقاعدة‬
‫عامة من مقتضاها إن اإلدارة تملك أثناء تنفيذها العقد سلطة تغيير شروطه وتعديل مدى التزامات‬
‫المتعاقد بالزيادة أو بالنقصان‪ ،‬وتشمل هذه القاعدة العقود اإلدارية جمعيها دونما حاجة إلى نص في‬
‫القانون أو شرط في العقد ‪.‬‬
‫وقد اعترف مجلس الدولة الفرنسي بفكرة تعديل العقود اإلدارية أول مرة في ‪ 1910-2-21‬في القضية‬
‫الخاصة بشركة (ترام مرسيليا) المتعلقة بعقد التزام مرفق عام‪ ،‬ثم امتدت هذه السلطة لتشمل العقود‬
‫اإلدارية كافة‪.‬‬
‫والقت هذه السلطة القبول لدى الفقه والقضاء اإلداريين وأصبحت اإلدارة تفرض بإرادتها المنفردة‬
‫على المتعاقد معها تغيير أحد شروط العقد كمدته أو أوضاع تنفيذه أو كمية األعمال المراد تنفيذها‪.‬‬
‫هذا ويجوز للمتعاقد أن يطلب من الجهة اإلدارية المتعاقدة تمديد مدة العقد إذا كانت هناك أسباب‬
‫جوهرية تبرر ذلك ‪.‬‬
‫ويقدم طلب التوريد من جانب المتعاقد إلى الجهة المتعاقدة مرفقا ً ببيان للمبررات واألسباب بوضوح‬
‫والمدة اإلضافية المطلوبة‪ ،‬وال يجوز في هذه الحالة للمتعاقد أن يطالب الجهة المتعاقدة بأية نتيجة لهذا‬
‫التمديد ‪.‬‬

‫شروط استعمال اإلدارة لسلطة التعديل ‪:‬‬


‫أن سلطة اإلدارة في تعديل العقد اإلداري ليست سلطة مطلقة دون قيود ولهذا فإن القانون اإلداري‬
‫وأحكام القضاء قد فرضت على اإلدارة قيوداً ال بد من مراعاتها عندما تنوي استخدام سلطة التعديل‬
‫وهذه المبادئ واألحكام يمكن إجمالها بما يلي ‪:‬‬
‫‪-1‬اقتصار تعديل العقود على نصوصه المتصلة بتسيير المرفق وحاجاته ‪:‬‬
‫أن طبيعة احتياجات المرفق المتغيرة باستمرار هي التي تقضي بتعديل بعض نصوص العقد‪ ،‬ويجب أن‬
‫ال يمس هذا التعديل النصوص المتعلقة االمتيازات المالية ألن هذا األمر سيؤدي حتما ً إلى عزوف‬
‫األفراد عن التعاقد مع اإلدارة ‪.‬‬
‫قضت محكمة القضاء اإلداري المصري" أن سلطة اإلدارة في التعديل ليست مطلقة‪ ،‬بل يرد عليها قيود‬
‫منها أنها تقتصر على نصوص العقد المتعلقة بتسيير المرفق وحاجاته ومقتضياته" ‪.‬‬
‫إال في أحوال معينة استثنتها الشروط العامة الملحقة بالعقود اإلدارية في بعض الدول وأجازت تعديل‬
‫أجور السلع وأسعارها في عقود التزام المرافق العامة مع األخذ بالحسبان التوازن المالي للعقد ‪.‬‬
‫كما يشترط أن تكون تلك التعديالت في حدود معقولة على أساس مداها بحيث ال تؤدي إلى فسخ العقد‬
‫األصلي أو تبدل موضوعه أو تضع العقبات في طريق تنفيذ العقد ‪.‬‬

‫‪-2‬وجود ظروف قد استجدت بعد إبرام العقد ‪:‬‬


‫اثر النقاش حول وجوب أن تكون قد استجدت ظروف بعد إبرام العقد تبرر إقدام اإلدارة على تعديل‬
‫عقودها لكي تستخدم سلطتها على هذا األساس ‪.‬‬
‫ذهب الدكتور ثروت بدوي إلى تأكيد أن سلطة اإلدارة في التعديل ال تقوم إال إذا استجدت بعد إبرام العقد‬
‫ظروف تبرر هذا التعديل‪ ،‬فإذا أخطأت اإلدارة في تقرير مقتضيات سير المرافق العامة‪ ،‬فهي ال تملك‬
‫بعد ذلك تعديل العقد بـما يتفق ومقتضيات سير الـمرافق العامة‪)2( .‬‬
‫ويرد الدكتور سليمان الطماوي على هذا الرأي بالقول"أن هذا الرأي يتجاهل األساس الذي تقوم عليه‬
‫سلطة التعديل فهي مرتبطة بالقواعد الضابطة لسير المرافق العامة ومن أولها قاعدة قابلية المرافق‬
‫العامة للتغيير‪،‬والمرفق العام يقبل التغيير في كل وقت متى ثبت أن التغيير من شأنه أن يؤدي إلى‬
‫تحسين الخدمة التي يقدمها إلى المنتفعين‪ ،‬وفكرة التعديل هي فكرة مالزمة للقاعدة السابقة‪،‬وسواء‬
‫أكانت اإلدارة مخطئة أو غير مخطئة في تقديراتها‪،‬فإنه يجب أن تمكنها من تنظيم المرافق بالطريقة‬
‫التي تحقق الصالح العام على أتم وجه ممكن‪،‬ألننا لسنا بصدد عقاب اإلدارة على خطئها ولكن بصدد‬
‫أعمال القواعد الضابطة لسير المرافق العامة‪)3( ".‬‬
‫ويبدو أن رأي الدكتور "سليمان الطماوي" أكثر صوابا ألن عدم قدرة اإلدارة على التوقـع أو توقعها‬
‫غير السليم ال يسلب حقها بضرورة مواجهة الظروف المستجدة التي قد يتعرض لها المرفق ‪.‬‬
‫أما إذا ثبت أن الظروف التي تدعي اإلدارة أنها قد استجدت كانت موجودة عند إبرام العقد أو أن اإلدارة‬
‫ال تستهدف من التغيير مقتضيات المصلحة العامة وضرورة تسيير المرافق العامة وإنما تسعى لتحقيق‬
‫مصالح خاصة‪ ،‬فإن للمتعاقد أن يلجأ إلى القضاء إلقتضاء التعويض المناسب ‪.‬‬
‫‪ -3‬االلتزام بموضوع العقد ‪:‬‬
‫ال يجوز أن يؤدي التعديل إلى تغيير طبيعة العقد‪ ،‬فال يجوز لإلدارة أن تجري من التعديالت ما يجعل‬
‫المتعاقد أمام عقد جديد ففي هذه الحالة يكون للمتعاقد أن يطلب فسخ العقد ويمتنع عن التنفيذ‪.‬‬
‫وقد جرى القضاء اإلداري في فرنسا على عدم جواز تعديل نصوص العقد األساسية على أساس أن‬
‫الشروط غير قابلة للتعديل‪ ،‬إذ أن ذلك يستلزم أخذ موافقة الطرف الثاني وإقالة العقد القديم وإنشاء‬
‫عقد جديد متى توافرت عناصره ‪.‬‬
‫‪ -4‬احترام قواعد المشروعية ‪:‬‬
‫يجب على اإلدارة في األحوال التي يجوز لها تعديل العقد أن تحترم مبدأ المشروعية ‪ ،‬إذ ال بد أن يصدر‬
‫قرار التعديل من سلطة مختصة به وفق الصيغة التي حددها القانون ‪ ،‬وينبغي أن يكون قراراها موافقا ً‬
‫لألنظمة النافذة ‪.‬‬
‫وقد استقرت أحكام القضاء اإلداري على أن اإلدارة ال يحق لها إجراء أي تعديل في شروط العقد إال إذا‬
‫اقتضت ذلك المصلحة العامة‪ ،‬فلإلدارة حق تعديل شروط العقد وإضافة شروط جديدة بما يتراءى لها‬
‫أكثر اتفاقا ً مع الصالح العام ‪ .‬أو كلما اقتضت المصلحة العامة ذلك ‪.‬‬
‫رابعا ً ‪ :‬سلطة إنهاء العقد ‪:‬‬
‫تتمتع اإلدارة بامتياز مهم في عقودها اإلدارية هو قدرتها على إنهاء العقد اإلداري بإرادتها المنفردة‬
‫قبل إتمام هذا العقد نهائياً‪ ،‬دون أن يصدر خطأ من جانب المتعاقد‪.‬‬
‫وقد ورد في حكم محكمة القضاء اإلداري المصري "أن العقود اإلدارية تتميز عن العقود المدنية بطابع‬
‫خاص مناطه احتياجات المرفق الذي يستهدف العقد تسييره وتغليب وجه المصلحة العامة على مصلحة‬
‫األفراد الخاصة ‪ ..‬ويترتب على ذلك أن لإلدارة دائما ً سلطة إنهاء العقد إذا قدرت أن هذا يقتضيه‬
‫الصالح العام وليس للطرف األخر إال الحق في التعويض إن كان له وجه وهذا على خالف األصل في‬
‫العقود المدنية التي ال يجوز أن يستقل أحد الطرفين بفسخها أو إنهائها دون إرادة الطرف األخر" ‪.‬‬
‫وغالبا ً ما تضمن اإلدارة عقودها شرط تمتعها بهذا االمتياز تجاه المتعاقد معها‪ ،‬وتضمنه في أحيان‬
‫أخرى في دفاتر الشروط العامة والخاصة‪ ،‬إال أن ذلك ال يعني أن اإلدارة ال تملك إنهاء عقودها إذا لم‬
‫يوجد مثل هذا الشرط‪ ،‬فمن المستقر فقها وقضاء أن هذه السلطة موجودة خارج شروط العقد‬
‫ونصوص القوانين واألنظمة ‪.‬‬
‫وقد اختلف الفقهاء في تحديد األساس القانوني لسلطة اإلدارة في إنهاء عقودها اإلدارية دون خطأ إال‬
‫أن أغلبهم ذهب إلى أن هذه السلطة ما هي أال صورة من صور التعديل االنفرادي‪ ،‬على أساس أن‬
‫اإلنهاء هو تعديل للشرط الخاص بالمدة‪.‬‬
‫وفي ذلك ذهب ‪ Rivero‬إلى أن حق الفسخ االنفرادي هو امتداد طبيعي لسلطة اإلدارة في التعديل‬
‫االنفرادي ‪.‬‬
‫بينما ذهب ‪ Benoit‬إلى أن حق اإلدارة في فسخ عقودها اإلدارية بإرادتها المنفردة هو مبدأ مقرر‬
‫بواسطة القضاء‪ ،‬إال أنه يضيف إلى ذلك أن هذه السلطة تختلف عن سلطة التعديل االنفرادي فلكل منها‬
‫نطاقها المستقل إذ أن التعديل معناه أن يفرض على المتعاقد تقديم أشياء أو أداء أعمال لم ينص عليها‬
‫في العقد في حين يشمل اإلنهاء كل حذف جزئي أو كلي اللتزامات المتعاقد دون أن يطلب منه تقديم‬
‫بديل عنها ‪.‬‬
‫وأوضح جانب أخر من الفقهاء أن سلطة اإلدارة في إنهاء العقد إنما تقوم على ضرورات المرافق‬
‫العامة التي تستلزم إنهاء العقود التي لم تعد نابعة أو متماشية مع المصلحة العامة‪ ،‬ومن أنصار هذا‬
‫الرأي الفقيه ‪ ،Pequignot‬الذي ذهب إلى أنه من غير المعقول أن يصبح العقد حائالً دون تحقيق‬
‫أهداف اإلدارة وتأمين المنفعة العامة ‪ .‬وقد أيد هذا االتجاه جمع كبير من الفقهاء العرب ‪.‬‬
‫ويمارس القضاء اإلداري رقابته على قرار اإلدارة بإنهاء العقد للمصلحة العامة من حيث مدى‬
‫مشروعيته وتأسيسه على مقتضيات المصلحة العامة ‪ ،‬فإذا تبين للقضاء أن قرار اإلنهاء لم يقم على‬
‫أسباب قرار اإلنهاء لم يقم على أسباب مشروعة حكم للمتعاقد بالتعويض المناسب‪ ،‬دون أن تمتد سلطة‬
‫المحكمة للبحث في مالئمة القرار وإلغائه ‪.‬على أن قضاء مجلس الدولة الفرنسي يملك إلغاء قرار‬
‫اإلنهاء إذا تبين أنه لم يؤسس على سبب مشروع باإلضافة إلى حق المتعاقد في الحصول على‬
‫التعويض المناسب لما لحقه من ضرر نتيجة إنهاء العقد قبل أوانه دون تقصير منه‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫حقوق المتعاقد في مواجهة اإلدارة‬
‫مثلما تملك اإلدارة حقوق في مواجهة المتعاقد معها‪ ،‬فإن األخير يتمتع بحقوق متماثله وتتمثل هذه‬
‫الحقوق في حقه في الحصول على المقابل النقدي وحقه في اقتضاء بعض التعويضات‪ ،‬وأخيراً حقه في‬
‫ضمان التوازن المالي للعقد‪.‬‬
‫أوالً ‪ :‬المقابل النقدي ‪-:‬‬
‫يسعى المتعاقد مع اإلدارة لتحقيق مصالح مادية من وراء تعاقده تتمثل بالمقابل النقدي للسلع أو‬
‫الخدمات التي قدمها لإلدارة وفقا ً اللتزاماته التعاقدية ‪.‬‬
‫وتختلف طبيعة هذا المقابل باختالف العقود اإلدارية‪ ،‬ففي عقد االمتياز يتمثل بما يحصل عليه المتعاقد‬
‫من رسوم تفرض على المنتفعين من خدمات المرفق ‪ ،‬أما في عقود التوريد واألشغال العامة‪ ،‬قد يكون‬
‫بشكل الثمن الذي تدفعه اإلدارة نظير السلع التي تم توريدها أو األشغال التي تم تنفيذها‪.‬‬
‫والقاعدة فيما يخص المقابل المادي تنص على أن ال يدفع إال بعد إنتهاء تنفيذ العقد‪ ،‬وتسوية الحساب‬
‫الختامي إال في بعض الحاالت التي تتعلق بطبيعة العقد الذي يتطلب تنفيذه مدة طويلة‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬حق اقتضاء التعويضات ‪-:‬‬


‫للمتعاقد وفقا ً للقواعد العامة أن يتقاضى بعض التعويضات في حالة تسبب اإلدارة بإحداث ضرر به‬
‫لعدم تنفيذها التزاماتها التعاقدية ‪.‬‬
‫كذلك يتقاضى المتعاقد التعويض عن األعمال اإلضافية التي ينجزها ولم تكن واردة بالعقد إذا كانت هذه‬
‫األعمال ضرورية لتنفيذ العقد وتكون مطالبته في هذه الحالة استناداً إلى قاعدة اإلثراء بال سبب ‪.‬‬
‫كما يستحق المتعاقد التعويض إذا واجه أثناء تنفيذ العقد صعوبات مادية استثنائية لم تدخل في حساب‬
‫طرفي العقد وتقديرهما عند التعاقد وتجعل التنفيذ أكثرمن الكلفة التي قدراها ‪.‬‬
‫وقد أفتت الجمعية العمومية لقسم الرأي في مصر بتاريخ ‪" 1964 /2 /4‬أن نظرية الصعوبات المادية‬
‫غير المتوقعة تجمل في أنه إذا ما صادف المتعاقد في تنفيذ التزاماته صعوبات مادية ذات طبيعة‬
‫استثنائية خالصة‪ ،‬وال يمكنها توقعها بحال من األحوال عند إبرام التعاقد وتؤدي إلى جعل تنفيذ العقد‬
‫مرهقا ً فإن من حقه أن يطالب بتعويض كامل عما تسببه هذه الصعوبات من أضرار" ( )‪.‬‬
‫ثالثا ً ‪ :‬ضمان التوازن المالي للعقد ‪-:‬‬
‫أن االعتراف لإلدارة بسلطة تعديل شروط العقد وزيادة أو إنقاص التزامات المتعاقد معها بإرادتها‬
‫المنفردة البد أن يقابلها من جانب أخر حق للمتعاقد يتمثل بمنحه من االمتيازات المالية ما يساوي‬
‫الزيادة في التزاماته‪ ،‬فالعدالة تقتضي أن يكون من طبيعة العقود اإلدارية أن تحقق بقدر اإلمكان توازنا ً‬
‫بين األعباء التي يتحملها المتعاقد مع اإلدارة وبين المزايا التي ينتفع بها ‪.‬‬
‫وأصطلح على هذه الفكرة بفكرة التوازن المالي للعقد‪ ،‬وقد أقر قضاء مجلس الدولة الفرنسي هذه‬
‫الفكرة في العديد من أحكامه وخاصة في مجال عقود االلتزام كما أشار إليها الكثير من مفوضي الدولة‪.‬‬
‫ففي تقرير مفوض الدولة ليون بلوم ‪ Leon blum‬في قضية (الشركة الفرنسية العامة للترام) بتاريخ‬
‫‪ 1910-3-21‬أوضح أنه "إذا انهار االقتصاد المالي للعقد‪ ،‬وإذا أدى استعمال السلطة مانحة االلتزام‬
‫حقها في التدخل إلى حدوث شيء من االختالف في هذا التوازن بين المزايا واألعباء‪ ،‬بين االلتزامات‬
‫والحقوق‪ ..‬فليس ما يمنع الملتزم من اللجوء إلى قاضي العقد فيثبت أن التدخل وإن كان مشروعا ً في‬
‫ذاته وإن كان ملزما ً له‪ ،‬سبب له ضرراً يتعين تعويضه عنه" ‪.‬‬
‫وقد انقسم الفقه في تحديد معنى التوازن المالي للعقد إلى جانبين ذهب الجانب األول منه ويتزعمهم‬
‫الفقيه ‪ Pequignot‬إلى القول أن التوازن المقصود هنا هو وضع نسبة حسابية دقيقة بين التزامات‬
‫المتعاقد وحقوقه ( ) ‪.‬‬
‫بينما ذهب الجانب األخر إلى أن التوازن المالي للعقد ال يعني الجمود الحسابي بين الحقوق‬
‫وااللتزامات‪ ،‬وإنما يقصد به مرونة التزامات المتعاقد مع اإلدارة تقضي مرونة حقوقه في مواجهة‬
‫اإلدارة‪ ،‬فيكون من الضروري أن تناسب حقوق المتعاقد معه التزاماته‪ ،‬زيادة أو نقصا ً على األقل إذا‬
‫كان حصول هذه الزيادة أو النقص بفعل اإلدارة ‪.‬‬
‫وهذا االتجاه هو الراجح فقها وقضاء‪ ،‬فقد قضت محكمة القضاء اإلداري المصري في ‪1957-6-30‬‬
‫"أن الفقه والقضاء اإلداري قد خلق نظرية الظروف الطارئة ونظرية التوازن المالي للعقد وغيرها من‬
‫النظريات والقواعد التي تحقق بقدر اإلمكان توازنا ً بين األعباء التي يتحملها المتعاقد مع اإلدارة وبين‬
‫المزايا التي ينتفع بها‪ ..‬أن من حق المتعاقد المضار من حالة الظروف الطارئة أن يطلب من الطرف‬
‫اآلخر مشاركته في هذه الخسائر التي تحملها فتعوضه عنها تعويضا ً جزئياً‪ "..‬ثم يستمر هذا الحكم‬
‫ليقرر مبدأ استقالل نظرية التوازن المالي للعقد عن النظريات األخرى فيقول ‪ ":‬ومن هذا تختلف هذه‬
‫النظرية " نظرية الظروف الطارئة" عن نظرية التوازن المالي للعقد من ناحية أن نظرية التوازن‬
‫المالي تقوم على مقابلة الحق المعترف به لجهة اإلدارة في تعديل العقد اإلداري للمصلحة العامة‬
‫بإصالح ما يحدث للعقد الذي هو طرف فيه‪ ،‬أما في نظرية الظروف الطارئة فإنه بالرغم من أن الضرر‬
‫الذي يقع يرجع إلى سبب غريب عن جهة اإلدارة فإن العقد يظل قائما ً وموجوداً كما هو‪ ،‬هذا من‬
‫ناحية‪ ،‬ومن ناحية أخرى فإن التعويض تأسيسا ً على نظرية التوازن المالي للعقد يكون تعويضا ً كامالً‬
‫عن جميع األضرار التي تصيب المتعاقد أما في حالة الظروف الطارئة فإنه يكون مقصوراً على معاونة‬
‫ومساهمة في مقدار الضرر‪"..‬‬
‫وعلى هذا فإن فكرة التوازن المالي تتعلق باالختالل المالي للعقود بفعل اإلدارة وهي فكرة مالزمة‬
‫للتعديل في العقود اإلدارية واليمكن االعتماد عليها أساسا ً فيما يتعلق بالنظريات األخرى التي تحدد‬
‫االلتزامات التعاقدية كنظرية عمل األمير ونظرية الظروف الطارئة ونظرية الصعوبات المادية غير‬
‫المتوقعة‪ ،‬ونجد أن من المناسب أن نتناولها تباعاً‪.‬‬
‫‪-1‬نظرية عمل األمير ‪Theorie du fait du prince‬‬
‫يراد بعمل األمير جميع األعمال اإلدارية المشروعة التي تصدر عن السلطة اإلدارية المتعاقدة‪ ،‬وتؤدي‬
‫إلى ضرر بالمركز المالي للمتعاقد معها ‪.‬‬
‫وهذه النظرية من خلق مجلس الدولة الفرنسي وقد كان يطبقها بالنسبة لجميع األعمال اإلدارية التي‬
‫تصدر من السلطات العامة في الدولة وينتج عنها إخالل بالتوازن المالي للعقد‪ ،‬إال أنه ضيق من نطاق‬
‫هذه األعمال وحصرها باألعمال الصادرة عن الجهة اإلدارية التي أبرمت العقد‪ ،‬وقد اتبع القضاء‬
‫اإلداري في مصر هذا االتجاه ‪.‬‬
‫فقد ورد في فتوى صادرة عن الجمعية العمومية لقسمي الفتوى والتشريع في مصر أن عمل األمير هو‬
‫" إجراء خاص أو عام يصدر عن جانب الجهة اإلدارية المتعاقدة لم يكن متوقعا ً وقت التعاقد‪ ،‬يترتب‬
‫عليه إلحاق ضرر خاص بالمتعاقد ال يشاركه فيـه سائر من يمسهم اإلجراء "‪.‬‬
‫شروط تطبيق النظرية ‪:‬‬
‫يشترط لتطبيق نظرية األمير توافر ما يأتي ‪-:‬‬
‫‪ -1‬أن يتعلق عمل األمير بعقد إداري ‪ :‬ال تقوم نظرية األمير إال بخصوص تنفيذ عقد إداري أيا ً كان‬
‫نوعه‪ ،‬وال مجال لتطبيق هذه النظرية على عقود القانون الخاص ‪.‬‬

‫‪ -2‬أن يكون الفعل الضار صادراً من جهة اإلدارة المتعاقدة ‪ :‬ومع ذلك فإذا صدر هذا الفعل من جهة‬
‫أخرى ال يمنع من تطبيق نظرية الظروف الطارئة إذا توافرت شروطها‪ ،‬ويستوي أن يكون هذا الفعل‬
‫قد صدر بشكل تشريع أو قرار إداري‪.‬‬
‫‪ -3‬أن ينتج عن هذا الفعل ضرر للمتعاقد ‪ :‬ويتمثل هذا الضرر في زيادة أعباء تنفيذ شروط التعاقد إلى‬
‫حد يخل بالتوازن المالي للعقد‪ ،‬وال يشترط في هذا الضرر درجة معينة من الجسامة‪ ،‬فقد يكون جسميا ً‬
‫أو يسيراً وبهذا تختلف نظرية فعل األمير عن نظرية الظروف الطارئة التي تتطلب إصابة المتعاقد‬
‫بضرر جسيم لتطبيقها ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن ال تكون اإلدارة المتعاقدة قد أخطأت بعملها الضار‪ :‬يشترط لتطبيق هذه النظرية أن تتصرف‬
‫اإلدارة في حدود سلطتها المعترف بها وأن ال تكون اإلدارة قد أخطأت باتخاذ هذا العمل ‪.‬‬
‫فاإلدارة تسأل في نطاق هذه النظرية بصرف النظر عن قيام خطأ في جانبها‪ ،‬ذلك أن المسئولية هنا‬
‫تكون مسئولية عقدية بال خطأ أما إذا انطوى تصرفها على خطأ‪ ،‬فإنها تسأل على أساس هذا الخطأ ‪.‬‬
‫‪ -5‬أن يكون اإلجراء الذي أصدرته اإلدارة غير متوقع ‪ :‬يشترط لتطبيق هذه النظرية أن يكون اإلجراء‬
‫أو التشريع الجديد غير متوقع الصدور وقت التعاقد‪ ،‬فإن المتعاقد مع اإلدارة يكون قد أبرم العقد وهو‬
‫مقدر لهذه الظروف األمر الذي يترتب عليه تعذر االستناد إليها‪.‬‬
‫ومن المستقر في هذا المجال أن شرط عدم التوقع ال ينصرف إلى أصل الحق في التعديل‪ ،‬فهذا التعديل‬
‫متوقع من اإلدارة دائماً‪ ،‬ولكن عدم التوقع هو في حدود هذا التعديل‬

‫اآلثار المترتبة على تطبيق نظرية عمل األمير ‪-:‬‬


‫يترتب على توافر شروط تطبيق نظرية عمل األمير إعادة التوازن المالي للعقد عن طريق تعويض‬
‫المتعاقد عن األضرار التي لحقت به نتيجة اإلجراء الذي أصدرته اإلدارة‪ ،‬تعويضا ً كامالً ‪.‬‬
‫وفي ذلك استقر القضاء اإلداري على أن يشمل التعويض ما لحق المتعاقد من خسارة بسبب عمل‬
‫األمير من قبيل ما تحمله من نفقات إضافية ورسوم جديدة ‪ ،‬وكذلك مافاته من كسب يتمثل بالمبالغ‬
‫التي كان سيحصل عليها لو لم يختل التوازن المالي للعقد ‪ .‬ويتم تقدير مبلغ التعويض باتفاق الطرفين‪،‬‬
‫فإذا لم يتم هذا االتفاق فإن القضاء يتولى هذا التقدير ‪.‬‬
‫وقد بينت محكمة القضاء اإلداري المصري األسس التي يتم من خاللها تحديد مقدار التعويض في‬
‫حكمها بتاريخ ‪ 1957-6-30‬الذي ورد فيه " أن القاعدة بالنسبة للتعويض على أساس التوازن المالي‬
‫للعقد ‪ ..‬أنه إذا لم يكن مقداره متفقا ً عليه في العقد‪ ،‬فإن جهة اإلدارة ال تملك أن تستقل بتقديره‪ ،‬بل‬
‫يقدره قاضي العقد اعتباراً بأنه ينشأ عن تكاليف غير متوقعة‪ ،‬وإن كل ما هو غير متوقع يعتبر خارجا ً‬
‫عن نطاق العقد ‪ ،‬فال تطبق عليه شروطه‪ ،‬ولتعبير "عدم التوقع" في هذه الخصوصية معنى خاص بها‬
‫هو أن التكاليف الزائدة التي تلقى على عاتق المتعاقد تعتبر غير متوقعة‪ ،‬ما دام إنها ليست جز ًء من‬
‫االتفاق‪ ،‬بمعنى أنه ال يقابلها في شروط العقد أي تقدير ‪ ،‬والمحكمة إنما تقدر هذا التعويض طبقا ً‬
‫للقواعد المقررة في القانون اإلداري في هذا الشأن وهو يشمل عنصرين‪ ،‬األول ما لحق المتعاقد من‬
‫خسارة ‪ ،‬ويتضمن هذا العنصر المصروفات الفعلية التي أنفقها المتعاقد‪ ،‬وهذه المصروفات تختلف‬
‫باختالف األحوال وطبيعة التعديل ونتائجه‪ ،‬ومثال ذلك ما إذا طلبت اإلدارة سرعة إنجاز األعمال‪ ،‬فإن‬
‫ذلك قد يؤدي إلى زيادة التكاليف على المتعاقد بدفع أثمان مرتفعة أو زيادة في أجور األيدي العاملة‪،‬‬
‫كما أنه من الجائز أن يترتب على تعديل العقد أثناء تنفيذه خسائر متنوعة‪ ،‬وفي هذه الحالة يجب تقدير‬
‫هذه الخسائر مادامت عالقة السببية قائمة بينها وبين اإلجراء الذي طلبت جهة اإلدارة من المتعاقد‬
‫معها اتخاذه‪ ،‬والثاني ما فات المتعاقد مع اإلدارة من كسب اعتباراً بأن من حقه أن يعوض عن ربحه‬
‫الحالل من عمله ورأس ماله ‪. ) ( " ..‬‬
‫‪ .2‬نظرية الظروف الطارئة ‪Theorie du L impr evision :‬‬
‫نظرية الظروف الطارئة من خلق مجلس الدولة الفرنسي‪ ،‬الذي أقرها في حكمه بتاريخ ‪1916-3-30‬‬
‫بشأن قضية إنارة مدينة "بوردو" وتتلخص وقائع القضية في أن الشركة الملتزمة بتوريد الغاز‬
‫لمدينة بوردو‪ ،‬أثناء تنفيذها للعقد‪ ،‬وجدت أن األسعار التي تتقاضاها أبعد كثيراً من أن تغطي النفقات‬
‫بعد االرتفاع في أسعار الفحم المستخرج منه الغاز ارتفاعا ً كبيراً عقب نشوب الحرب العالمية األولى‪،‬‬
‫بحيث ارتفع سعر الفحم إلى أكثر من ثالثة أمثاله‪ ،‬فقد كان ثمن طن الفحم عند إبرام العقد في عام‬
‫‪ 23" -1904‬فرنكا" ‪ ،‬وارتفع في عام ‪ 1916‬إلى أكثر من "‪ 73‬فرنكاً"‪ ،‬مما أصبح معه تنفيذ الشركة‬
‫اللتزاماتها مرهقا ً ‪.‬‬
‫وقد طلبت الشركة من بلدية المدينة المتعاقد معها رفع األسعار المفروضة على المنتفعين‪ ،‬فرفضت‬
‫البلدية ذلك‪ ،‬وتمسكت بشروط العقد استناداً إلى قاعدة "العقد شريعة المتعاقدين" المتبعة في عقود‬
‫القانون الخاص‪.‬‬
‫وقد عرض النزاع على مجلس الدولة الذي ٌأقر بدوره نظرية الظروف الطارئة كسبب إلعادة التوازن‬
‫المالي للعقد ‪ ،‬وفي ذلك ورد الحكم " ‪ ..‬من حيث أنه نتيجة الحتالل العدو الجزء الكبير من مناطق‬
‫إنتاج الفحم في أوربا القارة‪ ،‬ولصعوبات النقل بالبحر التي تتزايد خطورة أكثر فأكثر سواء بسبب‬
‫االستيالء على البواخر أو بسبب طبيعة أعمال الحرب البحرية ومدتها‪ ،‬فإن االرتفاع الطارئ خالل‬
‫الحرب العالمية الحالية في أسعار الفحم‪ ،‬وهو المادة األولية في صناعة الغاز بلغ نسبة ال توصف فقط‬
‫بأنها ذات طبيعة استثنائية بالمعنى المعتاد لهذا اللفظ ولكنه أدى كذلك إلى ارتفاع في تكلفة صناعة‬
‫الغاز لدرجة أخلت بكل الحسابات‪ ،‬وجاوز أقصى حدود الزيادات التي كان يمكن للطرفين توقعها عند‬
‫إبرام عقد االلتزام‪ ،‬وأنه نتيجة الجتماع كل الظروف السابق بيانها انقلب اقتصاد العقد بصورة مطلقة‪،‬‬
‫وأن الشركة إذن على حق في التمسك بأنها ال تستطيع كفالة تشغيل المرفق بذات الشروط المتفق‬
‫عليها أصالً طالما استمر الموقف غير العادي المذكور أعاله ‪ "..‬وخلص المجلس من ذلك إلى قوله‬
‫"بالتزام الشركة بضمان المرفق محل االلتزام‪ ،‬ومن ناحية أخرى بأن عليها أن تتحمل فقط خالل هذه‬
‫الفترة الوقتية جز ًء من النتائج المبهضة لموقف القوة القاهرة‪ ..‬الذي يسمح بالتفسير المتزن للعقد‬
‫بتركه على عاتقها‪...‬‬
‫ومن هذا يتضح أن نظرية الظروف الطارئة ال تجعل تنفيذ العقد مستحيالً مثلما هو الحال بالنسبة للقوة‬
‫القاهرة التي تعفي المتعاقد من التنفيذ‪ ،‬فالتنفيذ في نظرية الظروف الطارئة يبقى ممكنا ً ولكنه مرهق‪،‬‬
‫وعلى ذلك ال تعفى المتعاقد من تنفيذ العقد‪ ،‬إال أنها تمنح المتعاقد الحق في الطلب من اإلدارة أن تسهم‬
‫في تحمل بعض الخسائر التي تلحق به‪ ،‬ضمانا ً لحماية المرفق العام واستمراره في أداء خدماته دون‬
‫انقطاع ‪.‬‬

‫شروط تطبيق النظرية ‪:‬‬

‫يشترط لتحقيق هذه النظرية توافر الشروط اآلتية ‪-:‬‬


‫‪ -1‬وقو ع حوادث استثنائية عامة غير متوقعة بعد إبرام العقد وأثناء تنفيذهويشترط أال يمكن دفعها أو‬
‫تداركها من قبيل الظروف االقتصادية كارتفاع األسعار ارتفاعا ً فاحشاً‪ ،‬أو سياسيا ً مثل إعالن الحرب‪،‬‬
‫أو طبيعيا ً كحدوث زلزال أو فيضان ‪.‬‬
‫ويشترط في هذا الظرف أن ال يكون متوقعاً‪ ،‬وفي ذلك بينت محكمة القضاء اإلداري‪ ،‬أن هذا الشرط‬
‫ينطوي إلى حد كبير على معنى المفاجأة في صورة معينة‪ ،‬كأن يجد المتعاقد مع اإلدارة نفسه إزاء‬
‫حالة لم يكن يتوقع حدوثها‪ ،‬ال بناء على دفتر الشروط وال من دراسته األولية للمشروع أو على الرغم‬
‫من تنبيهه أو ما اتخذه من حيطة ال تفوت على الشخص البصير باألمور قبل اإلقدام على اإلسهام في‬
‫تسيير المرفق العام والتعاقد بشأنه ‪.‬‬
‫هذا ويعد الظرف الطارئ غير متوقع ولو كان ذلك يتعلق فقط بنطاق هذا الظرف الطارئ ال بأصله‪ ،‬فإذا‬
‫كان المتعاقد يتوقع ارتفاع األسعار ولكنه لم يكن يتوقع ارتفاعها إلى الحد الذي وصلت إليه فإن الشرط‬
‫يعد متوفراً وتطبق النظرية في هذه الحالة ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن يكون الحادث الطارئ خارجا ً عن إرادة المتعاقد ومستقالً عن إرادته‪ :‬فال يستطيع المتعاقد أن‬
‫يستفيد من هذه النظرية‪ ،‬إذا كان متسببا ً بإحداث الظرف الذي جعل تنفيذ التزامه مرهقا ً ‪.‬‬
‫كذلك يلزم أن ال تكون اإلدارة هي التي تسببت في إحداث هذا الظرف بخطئها أو بفعلها فتكون ملزمة‬
‫في هذه الحالة بتعويض المتعاقد عما لحقه من ضرر وفق قواعد المسئولية أما على أساس الخطأ أو‬
‫استناداً إلى فكرة المسؤولية دون خطأ وفقا ً لنظرية عمل األمير التي أوضحناها سابقا ً ‪.‬‬

‫‪ -3‬أن يؤدي الظرف الطارئ إلى إلحاق خسائر غير مألوفة ومن شأن هذه الخسائر أن تؤدي إلى‬
‫اضطراب في التوازن المالي للعقد‪ ،‬وإرهاق المتعاقد‪.‬‬
‫وعلى ذلك فإن حدوث خسائر بسيطة للمتعاقد ال تسمح باالستفادة من هذه النظرية التي تستلزم أن‬
‫تكون الخسارة الناشئة عن الظرف الطارئ تجاوز الخسارة العادية المألوفة ‪.‬‬

‫هذا ومن الواجب أن ينظر إلى العقد بمجمله لتحديد مدى اإلرهاق الذي لحق بالمتعاقد فال ينظر إلى‬
‫جانب من جوانب العقد الذي من الممكن أن يكون مجزيا ً ومعوضا ً عن العناصر األخرى‪ ،‬التي أدت إلى‬
‫الخسارة ‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يستمر المتعاقد في تنفيذ العقد ‪:‬‬
‫لكي يتمكن القاضي من رد االلتزام المرهق إلى الحد المعقول يجب أن يكون االلتزام قائما ً ولم يتم‬
‫تنفيذه‪ ،‬وهذا الشرط يستلزم أن يكون العقد من شانه أن يمتد مدة من الزمن تسمح بتحقيق الظروف‬
‫الطارئة‪ ،‬ويحصل ذلك في الغالب في عقود امتياز المرافق العامة وعقود التوريد واألشغال العامة ‪.‬‬
‫اآلثار المترتبة على تطبيق نظرية الظروف الطارئة ‪-:‬‬
‫أن تطبيق نظرية الظروف الطارئة متى توافرت شروطها ال تعفى المتعاقد من تنفيذ التزاماته فالمتعاقد‬
‫يبقى ملزما باالستمرار في تنفيذ العقد‪ ،‬وهذا ما يميز نظرية الظروف الطارئة عن القوة القاهرة التي‬
‫تجعل تنفيذ االلتزام مستحيالً ‪.‬‬
‫كما تختلف نظرية الظروف الطارئة عن نظرية عمل األمير في أنه يترتب على تحقق عمل األمير‬
‫تعويض المتعاقد تعويضا ً كامالً يشمل ما لحق المتعاقد من خسارة وما فاته من كسب أما في نظرية‬
‫الظروف الطارئة فإن التعويض ال يغطي إال الخسائر التي نجمت عن الظرف الطارئ والتي تجاوزت‬
‫الحدود المعقولة ‪.‬‬
‫وقد بينت المحكمة اإلدارية العليا هذا المبدأ بقولها "أن التعويض الذي تلتزم به جهة اإلدارة ال‬
‫يستهدف تغطية الربح الضائع – أيا ً كان مقداره أو الخسارة العادية المألوفة في التعامل – وإنما‬
‫أساسه تحمل الجهة اإلدارية المتعاقدة لجزء من خسارة محققة وفادحة"( )‪.‬‬
‫واإلدارة في سبيل تعويض المتعاقد‪ ،‬قد تتفق مع المتعاقد على تعديل العقد وتنفيذه بطريقة تخفف من‬
‫إرهاقه وتتحمل بعض عبء هذا اإلرهاق بالقدر الذي يمكن المتعاقد من االستمرار بتنفيذ العقد ‪ ،‬وإذا‬
‫لم يتم هذا االتفاق فإنه للقضاء أن يحكم بتعويض المتعاقد استناداً إلى التفسير المعقول للعقد ( )‪.‬‬
‫هذا ويتميز حق التعاقد في اقتضاء التعويض وفق نظرية الظروف الطارئة بأنه حق مؤقت ينقضي‬
‫بانقضاء الظرف الطارئ‪ ،‬فال يتصور أن يستمر طويالً ‪ ،‬ويملك أي من المتعاقدين أن يفسخ العقد وذلك‬
‫باالستناد إلى نظرية القوة القاهرة التي تجعل تنفيذ االلتزام مستحيالً ويكون الفسخ أما بحكم قضائي أو‬
‫قرار إداري ومن الممكن أن يكون حكم المحكمة بالفسخ مصحوبا ً بالتعويض إذا كان له مقتضى ‪.‬‬
‫ومن المالحظ هنا أنه ال يجوز االتفاق على إعفاء اإلدارة من التعويض استناداً إلى نظرية الظروف‬
‫الطارئة ويعد باطالً اشتراط اإلدارة ذلك لمخالفته للنظام العام ‪.‬‬
‫‪ -3‬نظرية الصعوبات المادية غير المتوقعة ‪.Theorie des Suj etions imprevuse‬‬
‫يصادف المتعاقد مع اإلدارة في بعض األحيان وخاصة في عقود األشغال صعوبات مادية غير متوقعة‬
‫لم تدخل في حساب طرفي العقد عند التعاقد‪ ،‬وتجعل تنفيذ االلتزام أشد وطأة على المتعاقد مع اإلدارة‬
‫وأكثر كلفة‪.‬‬
‫وفي هذه الحالة درج القضاء اإلداري في فرنسا على ضرورة تعويض المتعاقد إذا أدت الصعوبات التي‬
‫واجهته إلى قلب اقتصاديات العقد‪ ،‬على أساس أن النية المشتركة ألطراف العقد اتجهت إلى أن األسعار‬
‫المتفق عليها في العقد أنما وضعت في ظل الظروف العادية وأن أي زيادة في األسعار بسبب‬
‫الصعوبات المادية غير المتوقعة تتطلب تقدير خاص يتناسب معها‪.‬‬
‫وغالبا ً ما تظهر هذه الصعوبات في صورة ظواهر طبيعية كما لو صادفت المتعاقد لحفر نفق كتل‬
‫صخرية بالغة الصالبة لم يكن في وسعة توقعها رغم ما اتخذه من حيطة ودراسات للمشروع قبل‬
‫التنفيذ ‪.‬‬
‫وقد طبق القضاء اإلداري المصري هذه النظرية فقضت محكمة القضاء اإلداري بتاريخ ‪1957-1-20‬‬
‫" ومن حيث أن المدعى يؤسس طلب التعويض – في هذه الحالة‪ -‬على النظرية المعروفة بنظرية‬
‫الصعوبات غير المتوقعة‪ ،‬وهي من النظريات التي ابتكرها الفقه والقضاء اإلداري‪ ،‬مقتضاها أنه عند‬
‫تنفيذ العقود اإلدارية وبخاصة عقود األشغال العامة قد تطرأ صعوبات مادية استثنائية لم تدخل في‬
‫حساب طرفي العقد وتقديرهما عند التعاقد‪ ،‬وتجعل التنفيذ أشد وطأة على المتعاقد مع اإلدارة وأكثر‬
‫كلفة‪ ،‬فيجب من باب العدالة تعويضه عن ذلك بزيارة األسعار المتفق عليها في العقد زيادة تغطي جميع‬
‫األعباء والتكاليف التي تحملها اعتباراً بأن األسعار المتفق عليها في العقد ال تسري أال على األعمال‬
‫العادية المتوقعة فقط‪ ،‬وأن هذه هي نية الطرفين المشتركة‪ ،‬والتعويض هنا ‪ ،‬ال يتمثل في معاونة مالية‬
‫جزئية تمنحها جهة اإلدارة للمتعاقد معها بل يكون تعويضا ً كامالً عن جميع األضرار التي يتحملها‬
‫المقاول‪ ،‬وذلك بدفع مبلغ إضافي له على األسعار المتفق عليها‪"..‬‬
‫شروط تطبيق نظريه الصعوبات المادية‬
‫يشترط لتطبيق هذه النظرية توافر الشروط آالتية ‪-:‬‬
‫‪-1‬أن تكون الصعوبات مادية ‪ :‬وترجع هذه الصعوبات في الغالب إلي ظواهر طبيعية ترجع إلى طبيعة‬
‫طبقات التربة محل العقد كأن يكتشف المتعاقد أن األرض المراد تنفيذ العقد فيها ذات طبيعة صخرية‬
‫مما يقتضي زيادة مرهقة في النفقات و التكاليف ‪ ،‬أو يفاجأ المتعاقد بوجود طبقات غزيرة من الـمياه‬
‫تحتاج إلى نفقات غير عـاديه في سحبها وتجفيفها ‪) ( .‬‬
‫كما قد ترجع الصعوبات إلى فعل الغير ‪ ،‬وليس إلى ظواهر طبيعية ‪ ،‬كوجود قناة مملوكة‬
‫لشخص ولم يشر إليها أو مواصفاته ‪.‬‬
‫‪ -2‬أن تكون الصعوبات المادية استثنائية وغير عاديه ‪ :‬اشترط القضاء لتطبيق هذه النظرية مثال إذا‬
‫كانت الطبقة الصلبه من التربة لمساحة محدودة وانما يجب أن تكون بامتداد غير عادى ولمساحة‬
‫واسعه أو بنسبة كبيره من مجموع المنطقة محل العقد ‪.‬‬
‫ويترك للقاضي مسألة ما إذا كانت الصعوبات المادية ذات طابع استثنائي من عدمه ويختلف ذلك حسب‬
‫الحاالت المعروضة كل على حده ‪.‬‬
‫‪ -3‬أن تكون الصعوبات المادية طارئة أو غير متوقعه ‪ :‬يشترط لتطبيق هذه النظرية أن تكون‬
‫الصعوبات المادية طارئة وغير متوقعه وقت التعاقد كأن يفاجأ المتعاقد بحاله لم يكن قد توقعها البناء‬
‫على دفتر الشروط والفى دراساته االوليه المشروع أو على الرغم مما نبه إليه أوما اتخذه من حيطه ال‬
‫تفوت على الشخص البصير باألمور قبل اإلقدام على المساهمة في تسيير المرفق العام والتعاقد بشأنه‬
‫‪.‬‬
‫‪ -4‬أن يكون من شأن هذه الصعوبات أن تلحق اضطراب في التوازن المالي للعقـد ‪:‬‬
‫وعلى ذلك فإذا كان من شأن الصعوبات أن تلحق بالمتعاقد خسائر بسيطة فانه ال يسمح باالستفادة في‬
‫هذه النظرية فمن الواجب أن يصل الضرر حدا يتجاوز الخسارة المألوفة ليقلب اقتصاديات العقد ويتبين‬
‫‪ ،‬هذا من مقدار النفقات والتكاليف التي ينفقها المتعاقد زيادة على القيمة االجمالية للعقد‪.‬‬
‫‪ -5‬أن تكون الصعوبات من غير عمل أحد طرفي العقد ‪ :‬يشترط لتطبيق هذه النظرية أن ال يكون‬
‫للمتعاقد دخل في أحداث الصعوبات أو زيادة آثارها خطورة وأن يثبت انه لم يكن في وسعه توقى‬
‫آثارها وانه لم يخرج على شروط العقد أثناء قيامه بتنفيذ التزاماته ‪.‬‬
‫ويشترط من جانب آخر أن ال يكون لالداره دخل في وجود تلك الصعوبات وأن كان يمكن االستفادة من‬
‫نظريه عمل األمير في هذا المجال ‪.‬‬
‫‪ -6‬أن يستمر المتعاقد في تنفيذ العقد ‪ :‬لكي يستفيد المتعاقد من هذه النظرية يجب أن يستمر في تنفيذ‬
‫العقد رغم الصعوبات المادية التي يواجهها ‪ ،‬فإذا توقف فانه يتعرض للجزاءات المتر تبه على إخالله‬
‫بتنفيذ العقد ويفقده الحق في المطالبة بالتعويض استناداً إلى هذه النظرية ‪.‬‬
‫وفى هذا تتفق نظريه الصعوبات الماد يه غير المتوقعة مع نظرتي الظروف الطارئة وعمل األمير التي‬
‫ال تؤدى إلى تحلل المتعاقد من التزاماته ‪.‬‬

‫اآلثار المترتبه على تطبيق النظرية ‪:‬‬


‫يترتب على توافر شروط هذه النظرية حصول المتعاقد مع االداره على تعويض كامل عن جميع‬
‫األضرار التي يتحملها وذلك بدفع مبلغ معين إضافي له على األسعار المتفق عليها‪.‬‬
‫وبذلك تختلف هذه النظرية من حيث سببها والنتائج المتر تبه عليها عن نظريه الظروف الطارئة ‪،‬فهذه‬
‫االخيره تطبيق بسبب ظروف سياسية أو اقتصادية أو اجتماعيه ينتج عنها قلب اقتصاديات العقد أو‬
‫اختالل توازنه المالي ويقتصر التعويض فيها على قدر محدد تساهم فيه جهة االداره ‪.‬‬
‫كما أنها تختلف عن نظريه عمل االمير من حيث سببها ‪ ،‬فهذه االخيره تطبق بسبب اجراء عام أو‬
‫خاص صادر عن السلطة االداريه المتعاقده ‪ ،‬ولكنها تتفق معها في النتيجة ‪،‬ففي كال الحالتين التعويض‬
‫كامل وليس جزئي ‪ ،‬على أن تطبيق هذه النظريه ال يعفي بحال من األحوال من االستمرار في تنفيذ‬
‫التزاماته ‪ ،‬مالم يصبح هذا التنفيذ مستحيآل فنكون أمام حاله القوه القاهره ‪.‬‬
‫وقد أكدت المحكمه االداريه العليا في مصر هذا االتجاه في حكمها بتاريخ ‪ 1997-12-30‬بقولها‬
‫"‪..‬الثابت من األوراق أن هناك صعوبات ماديه لم تكن متوقعه لدى طرفي العقد قد صادفت تنفيذ‬
‫األعمال االضافيه التي قامت اإلدارة بإسنادها إلى المطعون ضده ‪،‬خارج نطاق العقد ‪ ،‬وان تلك‬
‫الصعوبات غير عاديه ‪ ،‬وترجع إلى طبيعة األرض واالتربه ‪ ،‬وانه ما كان بإمكان طرفي العقد توقعها ‪،‬‬
‫وهو ما يفيد توفر شروط انطباق نظريه الصعوبات الماد يه غير المتوقعة ‪ ،‬بما يتعين معه تعويض‬
‫المقاول بالتكاليف التي تحملها باعتبار أن األسعار المتفق عليها في العقد ال تسرى أال على األعمال‬
‫العادية المتوقعة ‪ .‬وإذا ذهب الحكم المطعون عليه هذا المذهب ‪ ،‬حيث قضى بإلزام اإلدارة بجميع‬
‫األعباء والتكاليف التي تحملها المطعون ضده عند تنفيذ األعمال اإلضافية ‪ ،‬بما يجاوز نسبه ‪%25‬‬
‫من األعمال األصلية ‪ ،‬فانه يكون قد صادف حكم القانون وجديرا بالتأييد‪. ".‬‬

‫الفصل الخامس‬
‫نهاية العقود اإلدارية‬
‫تنتهي العقود اإلدارية بالطرق الطبيعية النتهاء العقود في ظل القانون الخاص‪ ،‬أما بتنفيذ االلتزامات‬
‫الناشئة عنها‪ ،‬أو بانقضاء مدتها وقد تنتهي العقود اإلدارية نهاية طبيعية أو مبتسرة قبل أجلها‬
‫الطبيعي‪.‬‬
‫وسنتناول في هذا الفصل هاتين الطريقتين النتهاء العقود اإلدارية في مبحثين ‪ ،‬نخصص األول للبحث‬
‫في انقضاء العقود اإلدارية بالطريق العادي‪ ،‬ونبين في المبحث الثاني حاالت االنقضاء المبتسر ‪.‬‬

‫المبحث األول‬
‫االنقضاء العادي للعقد اإلداري‬
‫ينقضي العقد اإلداري مثلما هو الحال في عقود القانون الخاص بتنفيذ موضوعه أو بانتهاء المدة‬
‫المحددة له‪:‬‬
‫أوالً – انقضاء العقد بتنفيذ االلتزامات المترتبة على طرفيه تنفيذاً كامالً ‪:‬‬
‫يينقضي عقد األشغال العامة بتنفيذ تلك األشغال واستالم المتعاقد الثمن‪ ،‬كذلك ينتهي عقد التوريد‬
‫بإتمام تسليم البضائع محل التوريد واستالم المتعاقد الثمن من اإلدارة ‪.‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬انقضاء العقد اإلداري بانتهاء المدة المحددة له‪:‬‬
‫متى كان العقد محدد المدة فإن انتهاء هذه المدة يستتبع انتهاء العقد‪ ،‬مثلما هو الحال في عقود‬
‫االلتزام‪ .‬وهذه هي القاعدة بالنسبة للعقود فورية التنفيذ ‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫االنقضاء المبتسر للعقد اإلداري‬

‫باإلضافة إلى االنقضاء العادي للعقد اإلداري‪ ،‬من الجائز أن ينقضي العقد نهاية مبتسرة قبل أوانه في‬
‫حاالت معينة ‪.‬‬
‫أوالً‪ :‬الفسخ باتفاق الطرفين‪:‬‬
‫قد يتفق المتعاقد مع جهة اإلدارة على إنهاء العقد قبل مدته أو أتمام تنفيذه‪ ،‬ويكون اإلنهاء في هذه‬
‫الحالة اتفاقنا يستند إلى رضا الطرفين وتطبق على الفسخ هذا أحكام اإلقالة في عقود القانون الخاص ‪.‬‬

‫وقد يكون إنهاء العقد بهذه الطريقة مصحوبا بالتعويض عما فات المتعاقد من كسب نتيجة إلنهاء العقد‬
‫قبل أوانه‪،‬إذا ما اتفق المتعاقدان على ذلك‪.‬‬

‫ثانيا ً ‪ :‬الفسخ بقوة القانون‪:‬‬


‫ينقضي العقد بقوة القانون في حاالت معينة تطبيقا ً للقواعد العامة ومنها ‪:‬‬
‫‪ -1‬هالك محل العقد‪ :‬ينقضي العقد بقوة في حالة هالك محله‪ ،‬إال أنه يجب التمييز بين ما إذا كان‬
‫الهالك بسبب خارج عن إرادة الطرفين وبين ما إذا كان الهالك بسبب راجع لإلدارة ففي الحالة األولى‬
‫ينقضي العقد دون أن يتحمل أي من الطرفين تعويضا ً بسبب اإلنهاء ‪.‬‬
‫أما في حالة الثانية فإن اإلدارة تعوض المتعاقد عن هذا اإلنهاء المبتسر الذي تسببت فيه للعقد‪ ،‬إال إذا‬
‫كان هالك محل التعاقد تنفيذاً إلجراء عام كهدم دور آيلة للسقوط كان المتعاقد ملتزما ً بصيانتها‪ ،‬إذا‬
‫توافرت شروط نظرية عمل األمير‪.‬‬
‫‪ -2‬إذا تحققت شروط معينة منصوص عليها في العقد ويتم االتفاق على أن العقد يعد مفسوخا ً من تلقاء‬
‫نفسه في حالة تحققها فينقضي العقد اعتباراً من هذا التاريخ‪.‬‬
‫‪-3‬إذا تحققت أسباب معينة منصوص عليها في القوانيين واللوائح فعندئذ يتم أنفساخ العقد من تاريخ‬
‫تحققها ‪.‬‬
‫ثالثاً‪ :‬الفسخ القضائي ‪:‬‬
‫قد يتقرر فسخ العقد اإلداري بحكم قضائي بناء على طلب اإلدارة أو المتعاقد معها في حاالت معينة‪.‬‬
‫أ‪ -‬الفسخ القضائي بسبب القوة القاهرة‪:‬‬
‫تؤدي القوة القاهرة إلى إعفاء المتعاقد من تنفيذ التزاماته إذا ما ثبت أن تحققها بسبب أجنبي ال دخل‬
‫فيه ولم يكن في وسعه توقعه ‪.‬‬
‫ويتبين من نص هاتين المادتين أنه إذا ما تحققت القوة القاهرة فإن العقد يعد مفسوخا من تلقاء نفسه‬
‫وال تستطيع اإلدارة أن ترغم المتعاقد على التنفيذ‪،‬وإذا التجأ المتعاقد إلى القضاء للحصول على حكم‬
‫بأن استحالة التنفيذ ترجع إلى سبب أجنبي فأن الحكم في هذه الحالة يقرر الفسخ وال ينشئه‪.‬‬
‫ومع ذلك فقد ذهب جانب من الفقه الفرنسي معززاً رأيه ببعض أحكام مجلس الدولة إلى أنه يتعين على‬
‫المتعاقد أن يلجأ إلى القضاء للحصول على حكم بانفساخ العقد للقوة القاهرة في حين تستطيع اإلدارة‬
‫إنهاء العقد بقرار منها استناداً منها إلى القوة القاهرة ويكون الفسخ هنا فسخا ً إداريا ً ‪.‬‬

‫‪ -2‬الفسخ القضائي كجزاء لإلخالل بااللتزامات العقدية ‪:‬‬


‫أن حق الفسخ بحكم قضائي بناء على طلب اإلدارة أو المتعاقد‪ ،‬إلخالل الطرف اآلخر بتنفيذ التزاماته‬
‫مضمون للطرفين ما دامت اإلدارة تملك حق فسخ العقد بقرار إداري استناداً إلى خطأ المتعاقد في تنفيذ‬
‫التزاماته العقدية‪ ،‬فال تلجأ إلى القضاء لتقرير الفسخ إال لكي تضمن عدم رجوع المتعاقد عليها‬
‫بالتعويض إذا تبين أن قرارها بالفسخ مشوبا ً بالتعسف ‪.‬‬
‫باستثناء حالة طلب إسقاط االلتزام في فرنسا‪ ،‬إذ أن القضاء الفرنسي مستقر على أنه ال يجوز أن يتم‬
‫الفسخ إال بحكم قضائي‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمتعاقد فال بد له من اللجوء إلى القضاء للحصول على حكم بفسخ العقد إذا أخلت اإلدارة‬
‫بالتزاماتها إخالالً جسمياً‪ ،‬وإذا حكم القضاء بذلك فأن آثار الفسخ ترتد إلى يوم رفع الدعوى ‪.‬‬
‫‪ -3‬الفسخ في مقابل حق اإلدارة في تعديل العقد ‪:‬‬
‫تملك اإلدارة كما بينا ً سلطة تغيير شروط العقد وإضافة شروط جديدة بما يتراءى لها أنه أكثر اتفاقا ً مع‬
‫الصالح العام ‪ ،‬ويملك المتعاقد في مقابل هذا الحق المطالبة بالتعويض‪.‬‬
‫وإذا وجد المتعاقد أن التعويض غير كاف لمواجهة الظروف التي أوجدها التعديل‪ ،‬وأن التعديل تجاوز‬
‫إمكانياته المالية وقدراته الفنية وتسبب في قلب اقتصاديات العقد‪ .‬فإن للمتعاقد الحق في المطالبة‬
‫بفسخ العقد قضاء مع التعويض‪ ،‬إلن مرجع الفسخ في هذه الحالة هو تصـرف اإلدارة دائما ً ‪.‬‬

‫‪ :‬رابعا ً ‪ :‬الفسخ عن طريق اإلدارة‬


‫تملك اإلدارة في بعض الحاالت التي ينص عليها في العقد أو في دفاتر الشوط العامة أو الئحة العقود‬
‫‪.‬اإلدارية أن تفسخ عقودها اإلدارية‪ ،‬دون الحاجة إلى اللجوء إلى القضاء‬
‫كذلك إذا كان العقد مبرما ً مع أكثر من متعاقد وتوفي أحد هؤالء المتعاقدين فتملك اإلدارة الخيار بين‬
‫‪.‬إنهاء العقد مع رد التأمين وبين تكليف باقي المتعاقدين باالستمرار في تنفيذه‬
‫ويتم إنهاء العقد في هاتين الحالتين بخطاب مسجل دون الحاجة إلى االلتجاء إلى القضاء أو اتخاذ أي‬
‫‪ .‬إجراءات أخرى‬
‫ومن جانب أخر لإلدارة أن تنهي عقودها اإلدارية دون الحاجة لنص في قانون أو االئحة إذا اقتضت‬
‫‪.‬المصلحة العامة ذلك دون وقوع خطأ من جانب التعاقد‪ ،‬مع تعويضه عن ذلك عند االقتضاء‬
‫وسبق وأنالنظام الداخلي لمجلس النواب العراقي‬

‫النظام الداخلي‬

‫النظام الداخلي لمجلس النواب العراقي‬

‫النظام الداخلي‪                                            ‬نسخة اخيرة‪  ‬مصوت عليها ‪15/6/2006‬‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬

‫النظام الداخلي لمجلس النواب‬

‫الفصل األول‬
‫أحكــام عامة‬

‫المادة (‪)1‬‬
‫مجلس النواب هو السلطة التشريعية والرقابية العليا‪ ,‬ويمارس االختصاصات ‪ ‬المنصوص عليها في المادة ‪61‬‬
‫‪.‬من الدستور‪ ,‬والمواد األخرى ذات الصلة‬
‫المادة (‪)2‬‬
‫‪.‬يتألف مجلس النواب من ‪ 275‬عضواً‪ ،‬تم انتخابهم بموجب قانون االنتخابات‬
‫المادة (‪)3‬‬
‫تكفل أحكام هذا النظام حرية التعبير عن الرأي والفكر لجميع أعضاء مجلس النواب أيا ً كانت اتجاهاتهم أو‬
‫انتماءاتهم السياسية أو الحزبية بما ال يتعارض واحكام الدستور‪ ،‬وتضمن حرية المعارضة الموضوعية والنقد‬
‫‪.‬البناء‪ ،‬وتحقيق التعاون بين مجلس النواب والمؤسسات الدستورية األخرى‬
‫المادة (‪)4‬‬
‫‪.‬يلتزم أعضاء مجلس النواب في مناقشاتهم وما يتخذونه من قرارات‪ ،‬بأحكام الدستور وهذا النظام‬
‫الفصل الثاني‬
‫هيأة رئاسة مجلس النواب‬

‫المادة (‪)5‬‬
‫يرأس الجلسة األولى الجتماعات مجلس النواب أكبر اعضائه سنا ً من الحاضرين‪  ,‬وتنحصر مهمته في إدارة‬
‫‪.‬الجلسة األولى وإجراء انتخابات رئيس المجلس ونائبيه‬
‫المادة (‪)6‬‬
‫‪:‬يؤدي عضو مجلس النواب في الجلسة األولى اليمين الدستورية بالصيغة اآلتية‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬
‫أقسم باهلل العلي العظيم أن أؤدي مهامي ومسؤولياتي القانونية بتفان وإخالص وان أحافظ على استقالل (‬
‫العراق وسيادته وأرعى مصالح شعبه وأسهر على سالمة أرضه وسمائه ومياهه وثرواته ونظامه الديمقراطي‬
‫االتحادي وان أعمل على صيانة الحريات العامة والخاصة واستقالل القضاء وألتزم بتطبيق التشريعات بأمانة‬
‫‪).‬وحياد‪ ...‬وهللا على ما أقول شهيد‬
‫المادة (‪)7‬‬
‫‪.‬أوالً‪ :‬يعلن الرئيس المؤقت فتح باب الترشيح لمناصب رئيس المجلس ونائبيه‬
‫ثانيا ً‪ :‬بعد غلق باب الترشيح ينتخب مجلس النواب رئيسا ً له ثم نائبا ً اول ثم نائبا ً ثانيا ً باألغلبية المطلقة لعدد‬
‫‪.‬اعضاء المجلس باألنتخاب السري المباشر‬
‫المادة (‪)8‬‬
‫أوالً ‪ :‬يعلن الرئيس المؤقت نتيجة االقتراع ويدعو الرئيس الفائز ونائبيه إلى تبوؤ المكان المخصص لهيأة‬
‫‪.‬الرئاسة‬
‫‪.‬ثانياً‪ :‬تتكون هيأة رئاسة المجلس من رئيس المجلس ونائبيه‬
‫المادة (‪)9‬‬
‫‪:-‬تمارس هيأة الرئاسة المهام االتية‬
‫أوالً‪ -:‬تنظيم جدول األعمال بالتنسيق مع رئيس اللجنة المعنية او ممثليهم من اللجان لجلسات مجلس النواب‬
‫وتوزيعه على األعضاء وأعضاء مجلس الرئاسة وأعضاء مجلس الوزراء مرفقا ً به مشاريع ومقترحات‬
‫القوانين والتقارير الموضوعة للمناقشة مع مراعاة أولوية إدراج مشروعات القوانين المقدمة من الحكومة‬
‫التي أنهت اللجان المختصة دراستها‪ ،‬وكذلك الموضوعات المهمة الجارية وذلك قبل يومين في األقل من عقد‬
‫‪.‬الجلسة ما لم ينص الدستور على ُمدَد اخر‬
‫‪.‬ثانياً‪ -:‬تصديق محضر الجلسة السابقة لمجلس النواب‬
‫‪.‬ثالثاً‪ -:‬وضع القواعد الخاصة بتنظيم المحاضر‬
‫‪.‬رابعا ً‪ -:‬البت بتنازع االختصاصات بين اللجان فيما يتعلق بالقضايا المحالة إليها‬
‫‪.‬خامسا ً‪ -:‬اعداد خطة عمل للمجلس والتشكيالت االدارية التابعة له ومتابعة تنفيذها بعد إقرارها‬
‫سادسا ً‪ -:‬اقرار الهيكل التنظيمي لديوان المجلس وتعديله ورسم السياسة إالدارية والمالية له واطالع اعضاء‬
‫‪.‬المجلس على ذلك‬
‫سابعا ً‪ -:‬تنظيم موازنة مجلس النواب السنوية وعرضها على المجلس القرارها واإلشراف على تنفيذها واجراء‬
‫‪.‬المناقلة بين ابوابها‬
‫‪.‬ثامناً‪ -:‬تكليف إحدى اللجان بدراسة موضوع معين‬
‫‪.‬تاسعا ً‪ -:‬تنظيم عالقات مجلس النواب مع مجلس الرئاسة ومجلس الوزراء والسلطة القضائية‬
‫‪.‬عاشراً ‪ -:‬تنظيم عالقة المجلس بالمجالس التشريعية في األقاليم ومجالس المحافظات غير المنتظمة في اقاليم‬
‫حادي عشر‪ -:‬تنظيم عالقات المجلس بالمجالس والبرلمانات في الدول الشقيقة والصديقة واالتحادات البرلمانية‬
‫‪.‬التي ترتبط بها‬
‫‪:-‬ثاني عشر‬
‫أ‌‪  .‬يتوافق الرئيس مع نائبيه في هيأة الرئاسة في األشراف والرقابة على جميع الموظفين والعاملين في ديوان‬
‫المجلس وفي اتخاذ القرارات المتعلقة بالتعيين واأليفاد الى الخارج بما يحقق مبدأ التوازن وتكافؤ الفرص‬
‫لجميع العراقيين في شغل وظائف الدولة‪ ,‬وفي اتخاذ القرارات المتعلقة بالترفيع ونقل الخدمة والتقاعد‬
‫واألنضباط وفقا ً للقوانين النافذة في الدولة‪ ,‬وتكون األوامر بتوقيع رئيس المجلس او من ينوب عنه في حالة‬
‫‪.‬غيابه‬
‫‪.‬ب‌‪ .‬في حالة غياب احد اعضاء هيأة الرئاسة تصدر القرارات بأتفاق العضوين الحاضرين‬
‫‪.‬ثالث عشر‪ -:‬تسمية مق ِر َرين من بين أعضاء المجلس‬
‫رابع عشر‪ -:‬اتخاذ القرارات المتعلقة بايفاد اعضاء هيأة الرئاسة وأعضاء مجلس النواب داخل وخارج العراق‬
‫‪.‬بالتشاور مع رؤساء الكتل البرلمانية‬
‫‪.‬خامس عشر‪ -:‬اشراف هيأة الرئاسة على دائرة البحوث وضمان حياديتها‬
‫المادة (‪)10‬‬
‫يدعو رئيس المجلس او النائبان مجتمعين هيأة الرئاسة إلى اجتماعات دورية ويجوز له او لهما مجت ِم َعين ‪ ‬‬
‫‪.‬دعوة الهيأة إلى اجتماعات طارئة لها‪ ,‬ويكون األجتماع صحيحا ً بحضور اغلبية الهيأة‬
‫المادة (‪)11‬‬
‫اوالً ‪ .‬في حالة تعذر قيام الرئيس أو نائبيه بمهامهم يتولى رئاسة المجلس من يتم انتخابه بشكل مؤقت بأغلبية‬
‫‪.‬الحاضرين للجلسة ذاتها‬
‫ثانيا ً‪ .‬يدعو الرئيس او النائبان مجتمعين الى عقد الجلسات بموجب برنامج الجلسة المتوافق عليه في هيأة‬
‫‪.‬الرئاسة‬
‫‪.‬ثالثاً‪ .‬ترفع الجلسات بالتوافق او بأتفاق الرئيس مع احد النائبين‬
‫المادة (‪)12‬‬
‫أوالً ‪ :‬عند تقديم أحد أعضاء هيأة الرئاسة االستقالة من منصبه تقبل بعد موافقة المجلس بأغلبية عدد أعضائه‬
‫‪.‬الحاضرين‬
‫‪.‬ثانياً‪ :‬لمجلس النواب اقالة اي عضو من هيأة رئاسته وفق القانون‬
‫ثالثا ً‪ :‬إذا خال منصب رئيس المجلس أو أي من نائبيه ألي سبب كان ينتخب المجلس باألغلبية المطلقة خلفا ً له‬
‫‪.‬في أول جلسة يعقدها لسد الشاغر وفقا ً لضوابط التوازنات السياسية بين الكتل‬
‫الفصل الثالث‬
‫العضوية في المجلس‬
‫المادة (‪)13‬‬
‫‪:-‬يجب أن تتوفر في عضو مجلس النواب الشروط اآلتية‬
‫‪.‬أوالً‪ :‬أن يكون عراقيا كامل األهلية وفقا ً للمادة (‪ )49‬الفقرة ثانيا ً من الدستور‬
‫‪.‬ثانياً‪ :‬أن ال يكون مشموالً بأحكام اجتثاث البعث وفقا ً للمادة (‪ )135‬الفقرة ثالثا ً من الدستور‬
‫‪.‬ثالثاً‪ :‬ان تنطبق عليه الشروط األخرى المنصوص عليها في قانون األنتخابات‬
‫المادة (‪)14‬‬
‫يعد المرشح المنتخب عضواً في المجلس ويتمتع بجميع حقوق العضوية ابتدا ًء من تاريخ المصادقة على نتائج‬
‫‪.‬االنتخابات ويباشر مهامه‪  ‬بعد اداء اليمين الدستورية‬
‫المادة (‪)15‬‬
‫يُعد عضو المجلس الذي يصبح عضواً في مجلس الرئاسة أو في مجلس الوزراء مستقيالً من عضوية المجلس‬
‫‪.‬وال يتمتع بإمتيازات العضوية‬
‫المادة (‪)16‬‬
‫‪:-‬يلتزم عضو المجلس بما يأتي‬
‫أوالً‪ :‬حضور اجتماعات المجلس ولجان ِه التي هو عضو فيها وال يجوز التغيب إال بعذر مشروع يقدره الرئيس‬
‫‪.‬أو رئيس اللجنة المختصة‬
‫‪.‬ثانياً‪ :‬إحاطة هيأة الرئاسة علما ً بسفره خارج العراق‬
‫المادة (‪)17‬‬
‫أوالً‪ :‬للرئيس منح العضو إجازة اعتيادية مدة ال تزيد على (‪ )15‬خمسة عشر يوما ً‪  ‬خالل كل دورة سنوية‬
‫‪.‬للمجلس‬
‫‪.‬ثانياً‪ :‬للعضو التمتع باإلجازة المرضية الممنوحة له أصولياً‪ ,‬وتقدر هيأة الرئاسة حاالت الوالدة‬
‫‪.‬ثالثاً‪ :‬ال تعتبر فترة األيفاد من قبل مجلس النواب غيابا ً للعضو‬
‫المادة (‪)18‬‬
‫‪.‬أوالً‪ :‬ينشر الحضور والغياب في نشرة المجلس االعتيادية واحدى الصحف‬
‫ثانيا ً‪ :‬لهيأة الرئاسة في حالة تكرر الغياب من دون عذر مشروع خمس مرات متتالية او عشر مرات غير‬
‫متتالية خالل الدورة السنوية أن توجه تنبيها ً خطيا ً إلى العضو الغائب تدعوه إلى االلتزام بالحضور وفي حالة‬
‫‪.‬عدم امتثاله لهيأة الرئاسة يعرض الموضوع على المجلس بنا ًء على طلب الهيأة‬
‫‪. ‬ثالثاً‪ .‬تستقطع من مكافئة عضو مجلس النواب في حلة غيابه نسبة معينة يحددها المجلس‬
‫المادة (‪)19‬‬
‫اوالً‪ :‬ال يجوز الجمع بين عضوية مجلس النواب‪ ,‬وأي عمل‪ ,‬او منصب رسمي اخر‪ .‬ثانيا ً‪ :‬ال يجوز الجمع بين‬
‫عضوية مجلس النواب وعضوية المجالس التشريعية في األقاليم ومجالس المحافظات وعلى العضو أن يختار‬
‫‪.‬العضوية في إحدى الجهتين وأن لم يختر يعد عضواً في مجلس النواب فقط‬
‫ثالثاً‪ :‬ال يجوز للعضو أن يتعاقد مع دوائر الدولة بنفسه أو بوساطة غيره في أثناء مدة عضويته و ال يجوز‬
‫‪.‬استغالل عضويته لمصلحته الخاصة‬
‫المادة (‪)20‬‬
‫‪.‬اوالً‪ :‬ال يسأل العضو عما يبديه من آراء أو مايورده من وقائع أثناء ممارسة عمله في المجلس‬
‫ثانيا ًًٍ‪ :‬ال يجوز القاء القبض على العضو خالل مدة الفصل التشريعي اال اذا كان متهما ً بجناية‪ ,‬وبموافقة‬
‫‪.‬األعضاء باألغلبية المطلقة على رفع الحصانة عنه‪ ,‬او اذا ضبط متلبسا ً بالجرم المشهود في جناية‬
‫ثالثا ً‪ :‬اليجوز القاء القبض على العضو خارج مدة الفصل التشريعي إال اذا كان متهما ً بجناية‪ ،‬وبموافقة رئيس‬
‫‪.‬مجلس النواب على رفع الحصانة عنه‪ ،‬او اذا ضبط متلبسا ً بالجرم المشهود في جناية‬
‫الفصل الرابع‬
‫انعقاد المجلس‬

‫المادة (‪)21‬‬
‫‪.‬تنعقد جلسات المجلس في بغداد ويمكن عقدها في أماكن أخرى عند االقتضاء‬
‫المادة (‪)22‬‬
‫اوالً‪ :‬لمجلس النواب دورة انعقاد سنوية بفصلين تشريعيين امدهما ثمانية اشهر يبدأ اولهما في ‪ 1‬اذار وينتهي‬
‫‪.‬في ‪ 30‬حزيران من كل سنة‪ ,‬ويبدأ ثانيهما في ‪ 1‬ايلول وينتهي في ‪ 31‬كانون األول‬
‫‪.‬ثانياً‪ :‬ال ينتهي الفصل التشريعي الذي عرضت فيه الموازنة العامة للدولة اٍال بعد الموافقة عليها‬
‫ثالثا ً‪ :‬تنعقد جلسات المجلس على األقل يومين في االسبوع ولهيأة الرئاسة تمديدها او تحديدها حسب‬
‫‪.‬الضرورة‬
‫المادة (‪)23‬‬
‫يتحقق نصاب انعقاد المجلس بحضور األغلبية المطلقة لعدد اعضائه وتتخذ قراراته باألغلبية البسيطة لعدد‬
‫األعضاء الحاضرين‪ ,‬ما لم ينص الدستور على غير ذلك‪ ,‬وعند تساوي األصوات يرجح الجانب الذي صوت معه‬
‫‪.‬الرئيس‬
‫المادة (‪)24‬‬
‫ال يجوز افتتاح الجلسة‪  ‬إال بحصول النصاب القانوني للحضور المنصوص عليه في المادة (‪ ) 23  ‬من هذا‬
‫أجل الرئيس افتتاحها لمدة ال تقل عن نصف ساعة ‪ ،‬فإذا لم‬ ‫النظام‪ ،‬وإذا‪  ‬تبين أن النصاب القانوني لم يكتمل ّ‬
‫‪.‬يكتمل أيضا ً يعلن الرئيس تأجيل الجلسة ويُعيَن موعد آخر النعقادها‬
‫المادة (‪)25‬‬
‫‪.‬يُ َعد وجود النصاب الزما ً عند التصويت وال يُشترط لِصحة استمرار االجتماع‬
‫المادة (‪)26‬‬
‫‪.‬يستمر المجلس في ممارسة أعماله مع مراعاة احكام المادة ( ‪ ) 56‬من الدستور‬
‫المادة (‪)27‬‬
‫يحق للعضو اثناء جلسات المجلس ان يعترض (نقطة نظام) على سير المناقشات اذا خالفت احدى مواد‬
‫‪.‬الدستور او النظام او تجاوزت جدول اعمال الجلسة وعليه بيان رقم المادة التي يحتج بها ونصها‬
‫المادة (‪)28‬‬
‫لمجلس الرئاسة أو لرئيس مجلس الوزراء او لرئيس مجلس النواب او لخمسين عضواً‪  ‬من أعضائه دعوته‬
‫‪.‬لالنعقاد في جلسة استثنائية على أن يقتصر االجتماع على النظر في الموضوعات المحددة في الدعوة‬
‫المادة (‪)29‬‬
‫اوالً‪ :‬تكون جلسات المجلس علنية إال إذا تطلبت الضرورة غير ذلك بطلب من رئيس الجلسة أو باقتراح من‬
‫مجلس الرئاسة أو رئيس مجلس الوزراء أو بطلب من ‪ 35‬عضواً من اعضائه وبموافقة المجلس بأغلبية‬
‫الحاضرين‪ .‬وفي هذه الحالة ال يحضر أحد الجلسة حتى من موظفي المجلس ويقوم النائبان ومن يُنَسب من قبل‬
‫‪.‬هيأة الرئاسة بتنظيم المحضر‬
‫‪.‬ثانياً‪ :‬تنشر محاضر الجلسات بالوسائل التي تراها هيأة رئاسة المجلس مناسبة‬
‫الفصل الخامس‬
‫اختصاصات المجلس‬
‫المادة (‪)30‬‬
‫‪.‬يمارس المجلس اختصاصاته المنصوص عليها في المادة (‪ )61‬من الدستور‬
‫المادة (‪)31‬‬
‫‪:‬يمارس المجلس االختصاصات التشريعية األتية‬
‫‪.‬اوالً‪ :‬اصدار النظام الداخلي الخاص به‬
‫ثانيا ً‪ :‬تشريع القانون الذي يعالج استبدال اعضائه في حالة االستقالة أو األقالة او الوفاة او فقدان العضوية ألي‬
‫‪.‬سبب آخر‬
‫ثالثا ً‪ :‬النظر في مشاريع القوانين المقترحة من مجلس الرئاسة او مجلس الوزراء بما في ذلك مشروعي‬
‫قانوني الموازنة العامة للدولة والموازنة التكميلية‪ ,‬والمصادقة على الحساب الختامي‪ ,‬ويختص ايضا َ بأجراء‬
‫المناقلة بين ابواب وفصول الموازنة العامة وتخفيض مجمل مبالغها‪ ,‬وله ايضا ً عند الضرورة ان يقترح على‬
‫‪.‬مجلس الوزراء زيادة اجمالي مبالغ النفقات وذلك وفقا ً للمادة‪ 62 /‬من الدستور‬
‫‪.‬رابعاً‪ :‬المصادقة على موازنة مستقلة ووافية للقضاء‬
‫‪.‬خامساً‪ :‬المصادقة على موازنة مجلس النواب ولجانه‬
‫‪.‬خامسا ً‪ :‬النظر في مشروعات القوانين المقترحة من قبل اعضاء المجلس ولجانه‬
‫سادسا ً‪ :‬في حالة عدم موافقة مجلس الرئاسة على القوانين تُعاد الى مجلس النواب ِالعادة النظر في النواحي‬
‫المعترض عليها‪ ,‬والتصويت عليها باألغلبية‪ ,‬وترسل ثانيةً الى مجلس الرئاسة للموافقة عليها‪ ,‬وفي حالة عدم‬
‫موافقة هيأة الرئاسة على القوانين ثانيةً‪ ,‬خالل عشرة أيام من تاريخ وصولها اليه‪ ,‬تُعاد الى مجلس النواب‪,‬‬
‫‪.‬الذي له أن يقرها بأغلبية ثالثة اخماس عدد اعضائه‪ ,‬غير قابلة لألعتراض‪ ,‬ويعد مصادقا ً عليها‬
‫المادة (‪)32‬‬
‫‪:‬يتولى مجلس النواب اعمال الرقابة على السلطة التنفيذية‪ ,‬وتتضمن الرقابة الصالحيات األتية‬
‫اوالً ‪ :‬مساءلة اعضاء مجلس الرئاسة ومسائلة واستجواب أعضاء مجلس الوزراء بمن فيهم رئيس الوزراء‬
‫‪.‬واي مسؤول آخر في السلطة التنفيذية‬
‫ثانيا ً‪ :‬اجراء التحقيق مع اي من اي المسؤولين المشار اليهم في اعاله بشأن اي واقعة يرى المجلس ان لها‬
‫‪.‬عالقة بالمصلحة العامة او حقوق المواطنين‬
‫ثالثا ً‪ :‬طلب المعلومات والوثائق من اية جهة رسمية‪ ,‬بشأن اي موضوع يتعلق بالمصلحة العامة‪  ‬او حقوق‬
‫‪.‬المواطنين او تنفيذ القوانين او تطبيقها من قبل هيئات ومؤسسات السلطة التنفيذية‬
‫رابعاً‪ :‬طلب حضور اي شخص امامه لألدالء بشهادة او توضيح موقف او بيان معلومات بشأن اي موضوع‬
‫‪.‬كان معروضا ً امام مجلس النواب ومدار بحث من قبله‬
‫خامسا ً‪ :‬ألعضاء مجلس النواب القيام بزيارات تفقدية الى الوزارات ودوائر الدولة‪  ‬لإلطالع على حسن سير‬
‫‪.‬وتطبيق احكام القانون‬
‫الفصل السادس‬
‫مهام رئيس المجلس ونائبيه‬
‫المادة (‪)33‬‬
‫‪.‬رئيس المجلس هو الذي يمثله ويتحدث باسمه‬
‫المادة (‪)34‬‬
‫‪:‬يمارس الرئيس المهام اآلتية‬
‫‪.‬أوالً‪ :‬العمل على تطبيق الدستور والقوانين والنظام الداخلي للمجلس‬
‫‪.‬ثانياً‪ :‬افتتاح جلسات المجلس وترؤسها‬
‫‪.‬ثالثاً‪ :‬دعوة مجلس النواب الى جلسة استثنائية‬
‫‪.‬رابعا ً‪ :‬طلب تمديد الفصل التشريعي لدورة انعقاد مجلس النواب بما ال يزيد على ثالثين يوما ً‬
‫خامسا ً‪ :‬إدارة المناقشات والمحافظة على انتظامها‪ ،‬وتحديد موضوع البحث‪ ،‬ويوجه نظر المتحدث إلى التزام‬
‫‪.‬حدود الموضوع والنظام وله أن يوضح أو يستوضح أية‪  ‬مسألة يراها غامضة‬
‫‪.‬سادساً‪ :‬عرض األمور التي تتطلب إجراء التصويت عليها وإعالن نتائجها‬
‫سابعا ً‪ :‬تمثيل المجلس في االحتفاالت الوطنية والمناسبات األخرى وله تخويل احد نائبيه او غيرهما من‬
‫‪.‬األعضاء‬
‫‪.‬ثامناً‪ :‬اتخاذ التدابير الالزمة لحفظ األمن والنظام داخل المجلس‬
‫تاسعا ً‪ :‬الرقابة واإلشراف على جميع الموظفين والعاملين في ديوان المجلس وممارسة كافة الصالحيات‬
‫‪.‬المقررة له في هذا الشأن بما ال يتعارض مع المادة (‪ )9‬من هذا النظام‬
‫المادة (‪)35‬‬
‫‪:-‬اوالً‪ :‬يمارس النائب األول المهام األتية‬
‫‪.‬أ‪.‬القيام بمهام رئيس المجلس عند غيابه او تعذر قيامه بتلك المهام ‪  ‬‬
‫‪.‬ب‪ .‬متابعة اعمال اللجان الدائمة وتقديم التقارير بشأنها وفقا ً لما اتُفق عليه في هيأة الرئاسة ‪ ‬‬
‫‪.‬ج‪ .‬تولي رئاسة األجتماعات المشتركة للجان الدائمة في المجلس‬
‫‪:-‬ثانياً‪ :‬يمارس النائب الثاني المهام األتية‬
‫‪.‬أ‌‪   .‬القيام بأعمال رئيس المجلس عند غيابه وغياب النائب األول او عند تعذر قيامهما بتلك المهام‬
‫‪.‬ب‌‪  .‬متابعة اعمال اللجان الدائمة وتقديم التقارير بشأنها وفقا ً لما اتُفق عليه في هيأة الرئاسة‬
‫ج‪ .‬التثبت من حصول النصاب القانوني ألنعقاد المجلس واألشراف على عملية تسجيل غياب األعضاء بعذر او‬
‫‪.‬من دونه‬
‫‪.‬د‪ .‬تنظيم جدول بطالبي الحديث من اعضاء المجلس‬
‫‪.‬ثالثا ً‪ :‬يترأس عضو هيئة الرئاسة اجتماعات اللجان الدائمة عند حضوره لها وال يحق له التصويت‬
‫‪.‬رابعاً‪ :‬لهيأة الرئاسة ان تسند مهام اضافية ألي من النائبين‬
‫المادة (‪)36‬‬
‫‪:‬يمارس المقرران المهام األتية‬
‫‪.‬اوالً ‪ .‬مراقبة عملية فرز األصوات بعد تصويت اعضاء المجلس‬
‫‪.‬ثانياً‪ .‬تنظيم محاضر الجلسات وخالصتها وتوثيقها وتوزيعها على االعضاء‬
‫‪.‬ثالثاً‪ .‬اي مهام اخرى تناط بهما من قبل هيأة الرئاسة‬
‫الفصل السابع‬
‫سير العمل في المجلس‬
‫المادة (‪)37‬‬
‫اوالً‪ :‬تعد هيأة الرئاسة جدول اعمال مجلس النواب األسبوعي بالتنسيق مع رؤساء اللجان المختصة وتقوم‬
‫‪.‬بتوزيعه او تبليغه لألعضاء قبل انعقاد الجلسة األولى األسبوعية بيومين على األقل‬
‫‪.‬ثانيا ً‪ :‬اليجوز عرض اي موضوع لم يدرج في جدول األعمال ومناقشته اال بموافقة اغلبية األعضاء الحاضرين‬
‫ثالثا ً‪ :‬تناقش فقرات جدول األعمال بحسب تسلسلها الوارد في الجدول وال يصارالى مناقشة اي ِة فقرة جديدة اال‬
‫بعد األنتهاء كليا ً من مناقشة الفقرة السابقة‪ ,‬واذا تعذر اتمام النقاش فلهيأة الرئاسة تأجيل النظر فيها الى جلسة‬
‫‪.‬ثانية‬
‫المادة (‪)38‬‬
‫اوالً‪ :‬لهيأة الرئاسة وبعد التشاور مع رؤساء الكتل البرلمانية اصدار بيانات بأسم مجلس النواب حول القضايا‬
‫‪.‬الهامة والمستجدات التي ترى ضرورة اصدار بيان حولها‬
‫ثانياً‪ :‬لعضو المجلس األدالء ببيان عن موضوع غير وارد في جدول األعمال اذا كان يتعلق ببعض األمور‬
‫‪.‬الخطيرة او ذات األهمية العاجلة بعد موافقة هيأة الرئاسة عليه وتقديرها له‬
‫المادة (‪)39‬‬
‫‪:‬اوالً‪  :‬يفتتح الرئيس كل جلسة مع ذكر رقم الجلسة على الوجه االتي‬
‫)بسم هللا الرحمن الرحيم ‪ ...‬نيابةً عن الشعب نفتتح الجلسة (‬
‫‪.‬ثانياً‪ :‬تالوة آيات من القرأن الكريم في بداية كل جلسة‬
‫المادة (‪)40‬‬
‫اوالً‪ :‬لعضو مجلس الرئاسة ومجلس الوزراء حضور جلسات المجلس بنا ًء على طلبه‪ ,‬وموافقة هيأة الرئاسة‪,‬‬
‫والمشاركة في النقاشات المتعلقة بشؤون وزارته او الشؤون المتعلقة بالحكومة وله استصحاب كبار موظفي‬
‫‪.‬الوزارة لألستعانة بهم بأذن من الرئيس‬
‫ثانيا ً‪ :‬للمواطنين والعاملين في حقل األعالم حضور جلسات المجلس بأذن من هيأة الرئاسة ما لم تكن الجلسات‬
‫‪.‬سرية‬
‫المادة (‪)41‬‬
‫يتحدث العضو في الجلسة باذن من الرئيس‪ ,‬وللرئيس تحديد مدة زمنية للحديث‪ ,‬وال يجوز للعضو ان يتحدث‬
‫اكثر من الوقت المسموح به‪ ,‬كما ال يجوز الحديث اكثر من مرتين في ذات الموضوع اال اذا اجاز رئيس الجلسة‬
‫‪.‬ذلك‬
‫المادة (‪)42‬‬
‫اوالً‪ :‬يوجه العضو حديثه الى رئيس الجلسة على ان اليخرج عن الموضوع ويتحاشى التكرار‪ .‬وعند األخالل‬
‫‪.‬بذلك للرئيس وحده ان يلفت نظره الى التزام احكام النظام الداخلي‬
‫‪.‬ثانياً‪ :‬ال يسمح العودة الى الموضوعات التي تم حسمها‬
‫المادة (‪)43‬‬
‫للمتحدث التعبير عن رأيه ووجهة نظره مع وجوب المحافظة على احترام المؤسسات الدستورية للدولة‬
‫مخل بالنظام والوقار الواجب في الجلسة‬ ‫ِ‬ ‫‪.‬وهيبتها وأحترام مجلس النواب ورئاسته واعضائه‪ ,‬وال يأتي بأم ٍر‬
‫المادة (‪)44‬‬
‫ال يسمح ألحد غير رئيس الجلسة مقاطعة المتحدث‪ ,‬وال ابداء أية ملحوظة اليه‪ ,‬وللرئيس وحدهُ الحق في ان‬
‫ينبه المتكلم في اية لحظة اثناء حديثة الى مخالفته ألحكام المادة السابقة‪ ,‬او غيرها من احكام هذا النظام‪ ,‬او‬
‫‪.‬الى ان رأيه قد وضح وضوحا ً كافيا ً وانهُ ال محل ألسترساله في الكالم‬
‫المادة (‪)45‬‬
‫لرئيس الجلسة ان يأمر بحذف اي حديث يصدر من احد األعضاء مخالفا ً للنظام من محضر الجلسة وعند‬
‫‪.‬األعتراض على ذلك يعرض األمر على المجلس‪ ,‬الذي يصدر قراره في هذا الشأن من دون مناقشة‬
‫لمادة (‪)46‬‬
‫‪.‬اذا اختل النظام داخل المجلس ولم يتمكن الرئيس من اعادته‪ ,‬يرفع الجلسة او يؤجلها‬
‫الفصل الثامن‬
‫األجراءات الخاصة بمجلس رئاسة الدولة‬
‫المادة (‪)47‬‬
‫يعقد مجلس النواب اجتماعا ً خاصا ً لمناقشة ترشيح وانتخاب رئيس الجمهورية ونائبيه طبقا ً للمادة (‪ )70‬من‬
‫‪.‬الدستور‬
‫المادة (‪)48‬‬
‫يؤدي رئيس الجمهورية ونائباه اليمين الدستورية أمام مجلس النواب بالصيغة المنصوص عليها في المادة (‬
‫‪ )50.‬من الدستور‬
‫الفصل التاسع‬
‫اجرائات منح الثقة للوزارات ومتابعة برامج الوزارات‬
‫المادة(‪)49‬‬
‫‪.‬اوالً ‪ :‬يعرض رئيس مجلس الوزراء المكلف اسماء اعضاء وزاراته والمنهاج الوزاري على مجلس النواب‬
‫ثانيا ً‪ :‬يحال المنهاج الوزاري الى لجنة خاصة يرأسها احد نائبي رئيس المجلس ألعداد تقرير يقدم للمجلس قبل‬
‫‪.‬التصويت عليه‬
‫ثالثاً‪ :‬تعد الوزارة حائزةً على ثقة المجلس عند الموافقة على الوزراء منفردين والمنهاج الوزاري باألغلبية‬
‫‪.‬المطلقة‬
‫الفصل العاشر‬
‫السؤال والمساءلة واألستجواب‬
‫المادة (‪)50‬‬
‫لكل عضو أن يوجه إلى أعضاء مجلس الرئاسة أو رئيس مجلس الوزراء أو نوابه أو الوزراء أو رؤساء‬
‫الهيئات المستقلة ورؤساء الدوائر غير المرتبطة بوزارة‪  ‬أو غيرهم من أعضاء الحكومة أسئلة خطية مع إعالم‬
‫هيأة الرئاسة في شأن من الشؤون التي تدخل في اختصاصهم‪ ،‬وذلك لالستفهام عن أمر ال يعلمه العضو‪ ،‬أو‬
‫‪.‬للتحقق من حصول واقعة وصل علمها إليه‪ ،‬أو للوقوف على ما تعتزمه الحكومة في أمر من األمور‬
‫المادة (‪)51‬‬
‫تدرج هيأة الرئاسة السؤال الذي تكون اإلجابة عنه شفاها ً في جدول أعمال أقرب جلسة مناسبة وذلك بعد‬
‫أسبوع على األقل من تاريخ إبالغه إلى المسؤول المعني‪ .‬وال يجوز أن يتأخر الرد على السؤال أكثر من‬
‫‪.‬أسبوعين‬
‫المادة (‪)52‬‬
‫ال يجوز أن تدرج بجدول األعمال األسئلة المرتبطة بموضوعات محالة إلى لجان المجلس‪ ،‬قبل أن تقدم اللجنة‬
‫تقريرها إلى المجلس‪ ,‬وال يجوز أن يدرج للعضو الواحد أكثر من سؤال في جلسة واحدة وتكون اإلجابة عن‬
‫‪.‬األسئلة بحسب ترتيب قيدها‬
‫المادة (‪)53‬‬
‫للعضو الذي وجه السؤال من دون غيره أن يستوضح المسؤول المعني‪ ،‬وأن يُعقب على األجابة‪ ,‬ومع ذلك‬
‫فلرئيس المجلس‪ ،‬إذا كان السؤال متعلقا ً بموضوع له أهمية عامة أن يأذن‪ ،‬بحسب تقديره‪ ،‬لرئيس اللجنة‬
‫‪.‬المختصة بموضوع السؤال أو لعضو آخر بإبداء تعليق موجز أو مالحظات موجزة على اإلجابة‬
‫المادة (‪)54‬‬
‫‪.‬يجوز للعضو سحب سؤاله في أي وقت‪ ،‬ويسقط السؤال بزوال صفة مقدمه‪ ،‬أو من وجه إليه‬
‫المادة (‪)55‬‬
‫يجوز لخمسة وعشرين عضواً من اعضاء مجلس النواب طرح موضوع عام للمناقشة ألستيضاح سياسة وأداء‬
‫مجلس الوزراء او احدى الوزارات ويقدم الى رئيس مجلس النواب ويحدد رئيس مجلس الوزراء موعداً‬
‫‪.‬للحضور مع تحديد سقف زمني امام مجلس النواب لمناقشته‬
‫المادة (‪)56‬‬
‫لعضو مجلس النواب‪ ,‬وبموافقة خمسة وعشرين عضواً توجيه استجواب الى رئيس مجلس الوزراء او احد‬
‫نوابه او الوزراء لتقييم أداِئهم في الشؤون التي تدخل في اختصاصهم‪ ,‬وال تجري المناقشة في األستجواب اال‬
‫‪.‬بعد سبعة ايام في األقل من تقديمه‬
‫المادة (‪)57‬‬
‫‪.‬لمجلس النواب مساءلة اعضاء مجلس الرئاسة بنا ًء على طلب مسبب وباألغلبية المطلقة لعدد اعضائه‬
‫المادة (‪)58‬‬
‫يقدم طلب توجيه االستجواب كتابة إلى رئيس المجلس موقعا ً من طالب األستجواب وبموافقة خمسة وعشرين‬
‫عضواً على األقل مبينا ً فيه‪  ‬بصفة عامة موضوع االستجواب وبيانا ً باألمور المستجوب عنها‪ ،‬والوقائع والنقاط‬
‫الرئيسة التي يتناولها االستجواب واألسباب التي يستند إليها مقدم االستجواب‪ ،‬ووجه المخالفة الذي ينسبه إلى‬
‫من وجه إليه االستجواب‪ ،‬وما لدى المستجوب من أسانيد تؤيد ما ذهب إليه‪.‬وال يجوز أن يتضمن االستجواب‬
‫أموراً مخالفة للدستور أو القانون أو عبارات غير الئقة‪ ،‬أو أن يكون متعلقا ً بأمور ال تدخل في اختصاص‬
‫الحكومة أو أن تكون في تقديمه مصلحة خاصة أو شخصية للمستج ِوب‪ .‬كما ال يجوز تقديم طلب استجواب في‬
‫‪.‬موضوع سبق للمجلس أن فصل فيه ما لم تطرأ وقائع جديدة تسوغ ذلك‬
‫المادة (‪)59‬‬
‫للمستج ِو ب الحق في سحب طلبه باألستجواب في اي وقت ويسقط اإلستجواب بزوال صفة من تقدم به او من‬
‫‪.‬وجه اليه‬
‫المادة (‪)60‬‬
‫اذا رغب احد اعضاء هيئة الرئاسة توجيه سؤال او ان يتقدم بطلب استجواب إلى أحد اعضاء مجلس الوزراء‪,‬‬
‫‪.‬عليه ان يترك منصة الرئاسة ويجلس في المكان المخصص له في قاعة اجتماع المجلس‬
‫المادة (‪)61‬‬
‫إذا انتهت المناقشة باقتناع المجلس بوجهة نظر المستج ِوب تعد المسألة منتهية‪ .‬وبخالفه يجوز أن يؤدي‬
‫‪.‬االستجواب الى سحب الثقة بالمستج ِوب على المجلس وفقا ً لالجراءات الواردة في النظام الداخلي‬
‫الفصل الحادي عشر‬
‫األقالة وسحب الثقة‬
‫المادة (‪)62‬‬
‫يتم اعفاء احد اعضاء مجلس الرئاسة باألغلبية المطلقة لعدد اعضاء مجلس النواب‪ ,‬بعد ادانة احدهم من‬
‫‪:‬المحكمة األتحادية العليا في احدى الحاالت األتية‬
‫‪.‬اوالً‪ :‬الحنث في اليمين الدستورية‬
‫‪.‬ثانياً‪ :‬انتهاك الدستور‬
‫‪.‬ثالثاً‪ :‬الخيانة العظمى‬
‫المادة (‪)63‬‬
‫لمجلس النواب سحب الثقة من احد الوزراء‪ ,‬باألغلبية المطلقة‪ ,‬ويُعد مستقيالً من تاريخ قرار سحب الثقة‪  ‬وال‬
‫موقع من خمسين عضواً‪ ,‬اثر مناقشة‬
‫ٍ‬ ‫ب‬
‫يجوز طرح موضوع سحب الثقة بالوزير اال بنا ًء على رغبته‪ ,‬أو طل ٍ‬
‫ب موجه اليه‪ ,‬وال يصدر المجلس قراره في الطلب اال بعد سبعة ايام في األقل من تاريخ تقديمه‬ ‫‪.‬استجوا ٍ‬
‫المادة (‪)64‬‬
‫‪.‬اوالً ‪ :‬لمجلس الرئاسة ‪ ,‬تقديم طلب الى مجلس النواب بسحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء‬
‫ثانيا ً‪ :‬لمجلس النواب وبنا ًء على طلب ُخمس اعضائه طرح سحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء اثر‬
‫‪.‬استجواب موجه اليه‪ ,‬وال يجوز ان يقدم هذا الطلب اال بعد سبعة أيام في األقل من تاريخ تقديم الطلب‬
‫‪.‬ثالثا ً‪ :‬يقرر مجلس النواب سحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء‪ ,‬باألغلبية المطلقة لعدد اعضائه‬
‫المادة (‪)65‬‬
‫‪.‬تُعد الوزارة مستقيلة في حالة سحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء‬
‫المادة (‪)66‬‬
‫في حالة التصويت على سحب الثقة من مجلس الوزراء بأكمله‪ ,‬يستمر رئيس مجلس الوزراء والوزراء في‬
‫مناصبهم لتصريف األمور اليومية‪ ,‬لمدة ال تزيد على ثالثين يوماً‪ ,‬الى حين تأليف مجلس الوزراء الجديد‪ ,‬وفقا ً‬
‫‪.‬ألحكام المادة (‪ )73‬من الدستور‬
‫المادة (‪)67‬‬
‫لمجلس النواب‪ ,‬حق استجواب مسؤولي الهيئات المستقلة وفقا ً لألجراءات المتعلقة بالوزراء‪ ,‬وله اعفاؤهم‬
‫‪.‬باألغلبية المطلقة‬
‫الفصل الثاني عشر‬
‫لجان المجلس‬
‫المادة (‪)68‬‬
‫‪.‬تشكل لجنة مؤقتة لتعديل الدستور وتمارس المهام المنصوص عليها في المادة (‪ )142‬من الدستور‬
‫المادة (‪)69‬‬
‫تشكل اللجان الدائمة في أول جلسة يعقدها المجلس بعد اقرار النظام الداخلي ويراعى في تشكيلها رغبة العضو‬
‫‪.‬واختصاصه وخبرته‬
‫المادة (‪)70‬‬
‫‪:-‬أوالً‪ -‬تشكل في المجلس اللجان الدائمة المحددة فيما يلي‬
‫لجنة العالقات الخارجية ‪1.  ‬‬
‫‪.‬لجنة األمن والدفاع ‪2.  ‬‬
‫‪.‬اللجنة القانونية ‪3.  ‬‬
‫‪.‬لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية ‪4.  ‬‬
‫‪.‬لجنة النزاهة ‪5.  ‬‬
‫‪.‬اللجنة المالية ‪6.  ‬‬
‫‪.‬اللجنة األقتصادية واألستثمار واألعمار ‪7.  ‬‬
‫‪.‬لجنة التربية والتعليم ‪8.  ‬‬
‫‪.‬لجنة الصحة والبيئة ‪9.  ‬‬
‫‪.‬لجنة العمل والخدمات ‪10.‬‬
‫‪.‬لجنة األقاليم والمحافظات‪ ,‬غير المنتظمة في اقليم‪11.‬‬
‫‪.‬لجنة حقوق األنسان‪12.‬‬
‫‪.‬لجنة الثقافة واألعالم والسياحة واألثار ‪13.‬‬
‫‪.‬لجنة األوقاف والشؤون الدينية ‪14.‬‬
‫‪.‬لجنة المرحلين والمهجرين والمغتربين ‪15. ‬‬
‫‪.‬لجنة الزراعة والمياه واالهوار ‪16.‬‬
‫‪.‬لجنة اجتثاث البعث ‪17. ‬‬
‫‪.‬لجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسين ‪18. ‬‬
‫‪.‬لجنة الشباب والرياضة ‪19. ‬‬
‫‪.‬لجنة المرأة واألسرة والطفولة ‪20. ‬‬
‫‪.‬لجنة مؤسسات المجتمع المدني ‪21.‬‬
‫‪.‬لجنة شؤون األعضاء والتطوير البرلماني ‪22. ‬‬
‫‪.‬لجنة العشائر ‪23. ‬‬
‫‪.‬لجنة الشكاوي ‪24. ‬‬
‫المادة (‪)71‬‬
‫‪.‬تشكيل لجنة مؤقتة لمراقبة تنفيذ المادة (‪ )140‬من الدستور عند تطبيقها‬
‫المادة (‪)72‬‬
‫‪.‬اوالً‪ :‬لكل عضو الحق بأن يرشح نفسه لعضوية احدى اللجان ورئاستها‬
‫ثانيا ً‪ :‬تعرض هيأة الرئاسة اسماء المرشحين لكل لجنة من اللجان الدائمة على المجلس للتصويت عليها في‬
‫‪.‬قائمة واحدة يتم التوافق عليها من قبل الكتل البرلمانية‬
‫المادة (‪)73‬‬
‫تتكون كل لجنة من اللجان الدائمة من عدد من األعضاء ال يقل عددهم عن سبعة أعضاء وال يزيد على خمسة‬
‫‪.‬عشر عضواً‬
‫المادة (‪)74‬‬
‫تنتخب كل لجنة خالل ثالثة ايام تالية لبداية تشكيلها من بين أعضائها رئيسا ً ونائبا للرئيس ومقرراً‪ ،‬وذلك‬
‫‪.‬باألغلبية لعدد أعضائها‬
‫المادة (‪)75‬‬
‫أوال‪ :‬تعقد اللجان اجتماعات دورية يحددها رئيس اللجنة او نائبه عند غيابه وتتم دعوة األعضاء عن طريق‬
‫‪.‬المقرر‬
‫‪.‬ثانياً‪ :‬يكتمل النصاب في اجتماعات اللجان بحضور أكثرية عدد أعضائها‬
‫ثالثا‪ :‬تتخذ اللجان قراراتها باألغلبية المطلقة لعدد اعضائها وترفع قراراتها لهيأة الرئاسة بتوقيع رئيس اللجنة‬
‫‪.‬او نائبه او اعضاء اللجنة بغيابهم‬
‫‪.‬رابعا ً‪ :‬للجان االستعانة بالخبراء عند الحاجة اليهم وتحدد اجورهم بعد األتفاق مع هيأة الرئاسة‬
‫المادة (‪)76‬‬
‫أوالً‪ -‬للجنة دعوة أي عضو من أعضاء المجلس إلبداء الرأي في القضايا المعروضة عليها وال يحق له‬
‫التصويت ولها دعوة أي موظف حكومي بعلم مرجعه أو خبير أو مختص من غير أعضاء المجلس لالستئناس‬
‫‪.‬برأيهم‬
‫ثانيا‪ -‬لكل عضو من أعضاء المجلس الحق في حضور اجتماعات أية لجنة ولهو ان‪  ‬بعد استئذان رئيس‬
‫‪.‬الجلسة ابداء رأيه دون االشتراك في التصويت‬
‫المادة (‪)77‬‬
‫أوال‪ :‬للجن ِة وبموافقة اغلبية اعضائها دعوة اي وزير أو من هو بدرجته لألستيضاح مع اعالم رئيس مجلس‬
‫النواب ورئيس مجلس الوزراء وعلى المسؤول المدعو حضور اجتماع اللجنة خالل سبعة ايام من تاريخ‬
‫‪.‬تسلمه الدعوة‬
‫ثانيا ً‪ :‬للجنة وبموافقة اغلبية اعضائها دعوة وكالء الوزراء وأصحاب الدرجات الخاصة وغيرهم من موظفي‬
‫الحكومة (مدنيين وعسكريين) مباشرةً لألستيضاح وطلب المعلومات مع اعالم رئيس مجلس النواب ورئيس‬
‫‪.‬مجلس الوزراء بذلك‬
‫ثالثاً‪ :‬لوزير الدولة لشؤون مجلس النواب او من يمثله حضور اجتماعات اللجان‬
‫‪.‬بعد دعوتها للتنسيق والتعاون وتبادل المعلومات بين الحكومة والمجلس‬
‫‪.‬رابعاً‪ :‬للجنة توثيق اي لقاء مع اي مسؤول يدخل ضمن صالحياتها صوتيا ً او صورةً وصوتا ًُ‬
‫المادة (‪)78‬‬
‫للجان الدائمة الطلب بعلم هيأة الرئاسة من دوائر الدولة ومنظمات المجتمع المدني‪  ‬تزويدها بالوثائق‬
‫‪.‬والمعلومات التي تحتاج إليها‬
‫المادة (‪)79‬‬
‫يعد حضور العضو اجتماعات اللجان بمنزلة حضور جلسات المجلس وتسري بحقه أحكام هذا النظام الداخلي‬
‫‪.‬عند تغيبه عن حضور اجتماعاتها‬
‫‪                                                                         ‬‬

‫المادة (‪)80‬‬
‫‪.‬عند حصول نقص في عدد اعضاء احدى اللجان ينتخب المجلس عضواً جديداً بدالً عنه‬
‫المادة (‪)81‬‬
‫أوالً ‪ :‬على الرئاسة احالة الموضوعات بكامل وثائقها إلى اللجان لدراستها ومناقشتها واتخاذ التوصيات‬
‫‪.‬المناسبة في شأنها‬
‫ثانيا ُ‪ :‬تنظم كل لجنة محاضر جلساتها وتُثبت أسماء الحاضرين والغائبين من األعضاء وتدون ما يدور فيها من‬
‫‪.‬نقاش وآراء وتتخذ قراراتها باألغلبية وعند تساوي األصوات يُرجح الجانب الذي صوت معه الرئيس‬
‫المادة (‪)82‬‬
‫للمجلس تشكيل لجان فرعية ولجان مؤقتة ولجان تحقيق بحسب مقتضيات العمل والموضوعات المعروضة‬
‫‪.‬عليه‬
‫المادة (‪)83‬‬
‫يتم تشكيل اللجان المؤقتة ولجان التحقيق بموافقة أغلبية عدد الحاضرين في المجلس بنا ًء على اقتراح من‬
‫‪.‬هيأة الرئاسة أو من خمسين عضواً من األعضاء‬
‫المادة (‪)84‬‬
‫تتمتع لجنة التحقيق بصالحية تقصي الحقائق فيما هو معروض عليها من قضايا ويحق للجنة دعوة أي شخص‬
‫لسماع أقواله على وفق الطرق األصولية ولها حق االطالع على كل ما له عالقة بالقضية المعروضة عليها من‬
‫دون المساس بالقضايا المعروضة على القضاء ولها األستعانة بالخبراء ويتم تحديد اجورهم باألتفاق مع هيأة‬
‫‪.‬الرئاسة‬
‫المادة (‪)85‬‬
‫ترفع اللجنة بعد إنهاء التحقيق تقريرها وتوصياتها إلى هيأة الرئاسة لعرضها على المجلس التخاذ ما يراه‬
‫‪.‬مناسبا ً‬
‫المادة (‪)86‬‬
‫‪.‬للجنة الحق في اقالة رئيس اللجنة او نائبه او المقرر عند ثبوت عدم كفائته او عجزه‬
‫الفصل الثالث عشر‬
‫اختصاص اللجان الدائمة‬
‫المادة (‪)87‬‬
‫‪.‬اوالً‪ :‬لكل لجنة دائمة اقتراح القوانين ذات العالقة بأختصاصها وفقا ً للضوابط التي ينص عليها هذا النظام‬
‫ثانيا ً‪ :‬تتولى كل لجنة من اللجان الدائمة دراسة مشروعات القوانين واقتراحات مشروعات القوانين‪ ،‬المتعلقة‬
‫باختصاصها وإبداء الرأي فيها وغير ذلك من الموضوعات التي تحال إليها من هيأة الرئاسة و المتعلقة‬
‫‪.‬باالختصاصات المبينة في هذا النظام‬
‫‪.‬ثالثا ً‪ :‬لكل لجنة متابعة ومراقبة حفظ التوازن في المؤسسات ذات العالقة بأختصاصها‬
‫المادة (‪)88‬‬
‫‪:‬لجنة العالقات الخارجية‬
‫‪:‬تختص هذه اللجنة بما‪  ‬يأتي‬
‫‪.‬أوالً‪ :‬دراسة الموقف الدولي واألقليمي والتطورات السياسة الدولية‬
‫‪.‬ثانياً‪ :‬متابعة السياسة الخارجية للدولة والتمثيل الدبلوماسي‬
‫‪.‬ثالثاً‪ :‬متابعة المؤتمرات الدولية‬
‫‪.‬رابعا ً‪ :‬دراسة اإلتفاقات والمعاهدات السياسية الدولية بالتعاون مع اللجنة القانونية‬
‫‪.‬خامساً‪ :‬اقتراح التشريعات المنظمة للسلكين الدبلوماسي ولبقنصلي‬
‫‪.‬سادسا ً‪ :‬متابعة الشؤون الخاصة بالمنظمة العالمية لألمم المتحدة والمنظمات الدولية واإلقليمية‬
‫المادة (‪)89‬‬
‫‪:‬لجنة األمن والدفاع‬
‫‪:‬تختص هذه اللجنة بما يأتي‬
‫‪.‬أوالً‪:‬متابعة شؤون أمن الدولة الخارجية‬
‫‪.‬ثانياً‪ :‬متابعة شؤون األمن الداخلي ومكافحة اإلرهاب والجريمة‬
‫‪.‬ثالثاً‪ :‬متابعة شؤون القوات المسلحة‬
‫‪.‬رابعاً‪ :‬متابعة شؤون جهاز المخابرات‬
‫‪.‬خامسا ً‪ :‬اقتراح التشريعات المتعلقة بضباط القوات المسلحة والشرطة وبأفرادها واجهزة االستخبارات العراقية‬
‫المادة(‪)90‬‬
‫‪:‬اللجنة القانونية‬
‫‪:‬تختص هذه اللجنة بما يأتي‬
‫‪.‬أوال‪ -‬مراجعة القوانين السابقة وكتييفها وفق الدستور‬
‫‪.‬ثانياً‪ -‬دراسة التشريعات المتعلقة بالسلطة القضائية‬
‫‪.‬ثالثاً‪ -‬معاونة المجلس ولجانه في صياغة النصوص التشريعية‬
‫‪.‬رابعاً‪ -‬تحسين وتطوير النظم القانونية والقضائية‬
‫خامسا ً‪ -‬دراسة مقترحات مشروعات القوانين المقدمة لها من قبل المجلس والحكومة وابداء الرأي في شأنها‬
‫‪.‬وإعداد نصوصها وصيلغتها ‪ ،‬بحسب ماتكلف به من قبل هيأة الرئاسة في المجلس‬
‫‪.‬سادساً‪ -‬مراجعة قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل‬
‫‪.‬سابعاً‪ -‬متابعة المفوضية العليا لإلنتخابات‬
‫المادة(‪)91‬‬
‫‪ :‬لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية‬
‫‪ :‬وتختص هذه اللجنة بما يأتي‬
‫‪.‬أوالً‪ :‬الرقابة واإلشراف على السياسة النفطية والثروات الطبيعية‬
‫‪.‬ثانيا ً‪ :‬رقابة الحسابات من واردات النفط والغاز وبقية الثروات الطبيعية‬
‫‪.‬ثالثاً‪ :‬تقديم مشروعات القوانين للحد من هدر الثروة النفطية والطبيعية‬
‫‪.‬رابعا ً‪ :‬متابعة تأهيل واستحداث المنشأت النفطية لتأمين انسيابية المنتجات النفطية للمواطنين‬
‫‪.‬خامسا ً‪ :‬متابعة سياسة النفط مقابل الغذاء والدواء والحاجات األساسية وملف الفساد الذي ترتب عليها‬
‫‪.‬سادساً‪ :‬متابعة تأهيل واستحداث المشاريع المتعلقة بالثروات الطبيعية‬
‫المادة (‪)92‬‬
‫‪:‬لجنة النزاهة‬
‫‪:‬تختص هذه اللجنة بما يأتي‬
‫‪.‬اوالً‪ :‬متابعة قضايا الفساد اإلداري والمالي في مختلف أجهزة الدولة‬
‫ثانيا ً‪ :‬متابعة ومراقبة عمل هيئات ومؤسسات النزاهة (هيأة النزاهة‪ ،‬دائرة المفتش العام‪ ،‬ديوان الرقابة المالية‬
‫‪.‬وغيرها من الهيئات المستقلة)‬
‫‪.‬ثالثاً‪ :‬اقتراح مشروعات القوانين المتعلقة بالنزاهة‬
‫المادة (‪)93‬‬
‫‪:‬اللجنة المالية‬
‫‪:‬تختص هذه اللجنة بما يأتي‬
‫‪ .‬أوالً‪ :‬متابعة الموازنة العامة للدولة والمناقلة بين ابوابها‬
‫‪.‬ثانياً‪ :‬اقتراح التشريعات المتعلقة بالكمارك والضرائب والرسوم‬
‫‪.‬ثالثاً‪ :‬متابعة البنوك واإلتمان والقروض والتأمين‬
‫‪.‬رابعاً‪ :‬اإلشراف على إعداد ميزانية مجلس النواب‬
‫‪.‬خامساً‪ :‬متابعة إعفاء الديون والتعويضات التي فرضت على الشعب العراقي‪ ‬‬
‫‪.‬سادساً‪ :‬متابعة السياسة المالية لمختلف وزارات ومؤسسات الدولة‬
‫المادة(‪)94‬‬
‫‪:‬اللجنة اإلقتصادية واإلستثمار واإلعمار‬
‫‪:‬تختص هذه اللجنة بما يأتي‬
‫‪.‬أوالً‪ :‬متابعة الخطط اإلقتصادية للدولة‬
‫‪.‬ثانياً‪ :‬اإلهتمام بدور القطاع الخاص والخصخصة‬
‫‪.‬ثالثاً‪ :‬متابعة شؤون التجارة الداخلية‪  ‬والخارجية واألجور واألسعار‬
‫‪.‬رابعا ً‪ :‬مراقبة العقود المبرمة الستيراد مواد الحصة التموينية وضمان إنسيابية وسالمة عملية التوزيع‬
‫‪.‬خامساً‪ :‬متابعة تطوير الصناعة المحلية‬
‫سادسا ً‪ :‬متابعة شؤون اإلستثمار الوطني واألجنبي واقتراح القوانين والقرارات التي تشجع المشاريع‬
‫‪.‬اإلستثمارية بالعراق‬
‫‪ .‬سابعاً‪ :‬متابعة كافة أوجهمشارع االعمار السكنية والبنى التحتية وغيرها‬
‫المادة(‪)95‬‬
‫‪:‬لجنة التربية والتعليم‬
‫‪ :‬تختص هذه اللجنة على وفق مايأتي‬
‫‪.‬أوالً‪ -‬متابعة شؤون التربية والتعليم لجميع مراحله ومناهجه‬
‫‪.‬ثانياً‪ -‬متابعة وتطوير الجامعات ومراكز البحث العلمي‬
‫‪.‬ثالثا‪ -‬متابعة تعميم ثقافة التسامح وحقوق اإلنسان‬
‫المادة(‪)96‬‬
‫‪:‬لجنة الصحة والبيئة‬
‫‪ :‬تختص هذه اللجنة بما يأتي‬
‫‪ .‬أوالً‪ -‬مراجعة السياسة الصحية للبالد وتطويرها بما يتناسب مع افضل الخدمات الحكومية‬
‫‪.‬ثانيا ً‪ -‬االهتمام بالكادر الطبي والصحي ومنحه فرص االستقرار لمنع الهجرة كونها خسارة للطاقات‬
‫‪.‬ثالثاً‪ -‬متابعة خطط توفير االدوية واالجهزة من المناشئ المعتمدة دوليا‬
‫‪ .‬رابعا‪ -‬متابعة تنفيذ القوانين واالجراءات الخاصة بحماية البيئة في كافة انحاء العراق‬
‫‪.‬خامسا‪ -‬متابعة حماية وتطوير المناطق الخضراء في مدن وارياف العراق‬
‫‪.‬سادسا‪ -‬متابعة حث الوزارات المعنية لمعالجة ظاهرة التصحر‬
‫سابعا‪ -‬مراقبة عملية طمر النفايات الضارة واقتراح القوانين التي تمنع طمر النفايات النووية في مناطق‬
‫‪.‬العراق‬
‫المادة(‪)97‬‬
‫‪:‬لجنة العمل والخدمات‬
‫‪:-‬تختص هذه اللجنة بما ياتي‬
‫‪.‬اوال‪ -‬متابعة شؤون الخدمات البلدية ومياه الشرب والصرف الصحي‬
‫‪.‬ثانيا‪ -‬متابعة شؤون الكهرباء‬
‫‪.‬ثالثا‪ -‬متابعة شؤون االتصاالت‬
‫‪.‬رابعا‪ -‬متابعة شؤون النقل‬
‫‪.‬خامسا‪ -‬اقتراح القوانين المتعلقة بتنظيم العالقة بين الحكومة واصحاب العمل والعمال‬
‫‪.‬سادسا‪ -‬مراقبة تطبيق قانون العمل‬
‫‪.‬سابعا‪ -‬مراقبة ومتابعة تهيأت الععمالة الماهرة حسب متطلبات سوق العمل‬
‫المادة(‪)98‬‬
‫‪:‬لجنة شؤون االقاليم والمحافظات غير المنتظمة‪  ‬في اقليم‬
‫‪:‬تختص هذه اللجنة بما ياتي‬
‫‪.‬اوال‪ :‬االهتمام بشؤون االقاليم والمحافظات غير المنتظمة في اقليم وعالقتها بالحكومة االتحادية‬
‫‪.‬ثانيا‪ :‬متابعة شؤون مجالس االقاليم والمحافظات والمجالس المحلية‬
‫ثالثا‪ :‬متابعة التقيد بالمشاركة العادلة في ادارة مؤسسات الدولة االتحادية المختلفة والبعثات والزماالت‬
‫‪.‬الدراسية‪ ،‬والمؤتمرات المحلية والدولية‬
‫‪.‬رابعا‪ :‬متابعة التوزيع العادل للموارد والتخصيصات بين االقاليم والمحافظات‬
‫خامسا‪ :‬اقتراح القوانين المنظمة للعالقات بين المجالس التشريعية في االقاليم والمحافظات مع الوزارات‬
‫‪.‬االتحادية‬
‫‪ .‬سادسا‪ :‬اقتراح القوانين لتنظيم عمل الهيئتين المنصوص عليهما في المادة ‪ 105‬و ‪ 106‬من الدستور‬
‫المادة(‪)99‬‬
‫‪:‬لجنة حقوق االنسان‬
‫‪:‬تختص هذه اللجنة بما ياتي‬
‫اوال‪ -‬متابعة حقوق االنسان العراقي على وفق المبادئ المقرة في الدستور ورصد المخالفات لها واقتراح‬
‫‪.‬المعالجات‬
‫‪.‬ثانيا‪ -‬رصد مخالفات السلطات لحقوق االمسان‬
‫‪.‬ثالثا‪ -‬متابعة شؤون السجناء والمعتقلين في السجون‬
‫المادة (‪)100‬‬
‫‪:‬لجنة الثقافة والفنون واالعالم والسياحة واالثار‬
‫‪:‬تختص هذه اللجنة بما ياتي‬
‫‪.‬اوال‪ -‬االهتمام بالثقافة بجميع مجاالتها‬
‫‪.‬ثانيا‪ -‬االهتمام بتطوير الفنون واالداب‬
‫‪.‬ثالثا‪ -‬االهتمام بالسياحة وخاصة السياحة الدينية‬
‫‪.‬رابعا‪ -‬متابعة شؤون االثار ودراسة متابعة اعادة االثار العراقية المسروقة والمفقودة والحفاظ عليها‬
‫‪.‬خامسا‪ -‬متابعة وسائل االعالم ومراقبة ادائها‬
‫‪.‬سادسا‪ -‬متابعة هيئة االعالم واالتصاالت‬
‫المادة (‪)101‬‬
‫‪ :‬لجنة االوقاف والشؤون الدينية‬
‫‪:‬وتختص هذه اللجنة بما ياتي‬
‫‪.‬اوال‪ -‬متابعة اعمال وقرارات دواوين االوقاف‬
‫‪.‬ثانيا‪ -‬تقديم مشروعات القوانين لتفعيل وتنمية االوقاف‬
‫‪.‬ثالثا‪ -‬متابعة الهياة العليا للحج والعمرة‬
‫المادة (‪)102‬‬
‫‪ :‬لجنة المرحلين والمهجرين والمغتربين‬
‫‪:-‬تختص هذه اللجنة بمتابعة الشؤون االتية‬
‫اوال‪ -‬متابعة اعادة المهجرين والمرحلين قسرا ‪ ،‬الى محال سكناهم قبل الترحيل واعادة اموالهم المنقولة وغير‬
‫‪.‬المنقولة‬
‫ثانيا‪ -‬متابعة اعادة االموال المنقولة وغير تالمنقولة ‪ ،‬المصادرة في ظل النظام السابق‪ ،‬بدون وجه حق من‬
‫‪.‬المرحلين والمهجرين‬
‫ثالثا‪ -‬متابعة شؤون المواطنين الذين تم حجزهم ‪ ،‬في ظل النظام السابق ‪ ،‬نتيجة ترحيل عوائلهم الى خارج‬
‫‪.‬العراق‬
‫رابعا‪ -‬دراسة مقترحات مشروعات القوانين المتعلقة بالجنسية على وفق ماهو منصوص عليه في المادة‬
‫‪ .‬الحادية عشر من الدستور وبالتنسيق مع الللجنة القانونية‬
‫‪.‬خامسا – متابعة الهياة العليا لحل النزاعات الملكية العقارية‬
‫المادة (‪)103‬‬
‫‪ :‬لجنة الزراعة والمياه واالهوار‬
‫‪:-‬تختص هذه اللجنة بالشؤون االتية‬
‫‪ .‬اوال‪ :‬متابعة الزراعة وتطويرها‬
‫‪.‬ثانيا‪ :‬مراقبة تنفيذ سياسة الموارد المائية وتوزيعها في الداخل‬
‫‪ .‬ثالثا‪ :‬متابعة شؤون االرياف وتنميتها ورفع المستوى المعاشي للفالحين والمزارعين‬
‫‪ .‬رابعا‪ :‬متابعة شؤون الثروة الحيوانية وشؤون البيطرة‬
‫‪.‬خامسا‪ :‬متابعة وتطوير شؤون البدو الرحل عن طريق توطينهم وتوفير البيئة المالئمة لهم‬
‫‪.‬سادسا‪ :‬متابعة احياء االهوار‬
‫‪.‬سابعا‪ :‬متابعة شؤون سكان االهوار وتطوير اوضاعهم‬
‫‪.‬ثامنا‪ :‬تطوير االهوار كثروة وتراث انساني‬
‫المادة (‪)104‬‬
‫‪:‬لجنة اجتثاث البعث‬
‫‪:‬تختص هذه اللجنة بما ياتي‬
‫اوال ‪ :‬مراقبة ومراجعة االجراءات التي تتخذها الهياة العليا الجتثاث البعث لضمان العدل والموضوعية‬
‫‪.‬والشفافية ‪ ،‬والنظر في موافقتها للقوانين‬
‫ثانيا ‪ :‬اتخاذ توصيات في شان القرارات التي تصدرها هياة اجتثاث البعث ودوائرها في الوزارات والهيئات‬
‫‪.‬الحكومية وتعرض التوصيات على مجلس النواب‬
‫المادة (‪)105‬‬
‫‪:‬لجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين‬
‫‪:‬تختص هذه اللجنة بما ياتي‬
‫‪.‬اوال‪ :‬متابعة عمل مؤسسة الشهيد‬
‫‪.‬ثانيا‪ :‬متابعة عمل مؤسسة السجناء السياسيين‬
‫‪.‬ثالثا‪ :‬متابعة شؤون الشهداء والمتضررين نتيجة العمليات العسكرية واالرهابية‬
‫‪.‬رابعا‪ :‬متابعة شؤون ذوي االحتياجات الخاصة‬
‫‪.‬رابعا‪ :‬متابعة شؤون المفصولين السياسيين‬
‫المادة (‪)106‬‬
‫‪ :‬لجنة الشباب والرياضة‬
‫‪:‬تختص هذه اللجنة بما يلي‬
‫‪.‬اوال‪ :‬متابعة شؤون الشباب ورفع مستوى كفاءاتهم وتطويرها في المجاالت المختلفة‬
‫‪.‬ثانيا‪ :‬متابعة شؤون الرياضين والمؤسسات الرياضية وتطويرها‬
‫المادة (‪)107‬‬
‫‪ :‬لجنة المراة والسرة والطفولة‬
‫‪:‬تختص هذه اللجنة بما ياتي‬
‫‪ .‬اوال‪ :‬تقديم مقترحات مشروعات القوانين التي تدعم دور المراة ومكانتها في المجتمع والمسيرة السياسية‬
‫ثانيا االهتمام بحقوق المراة والدفاع عنها على وفق لوائح حقوق االنسان مع االخذ بنظر االعتبار خصوصية‬
‫‪.‬المجتمع العراقي‬
‫ثانيا‪ :‬االهتمام بحقوق المراة والدفاع عنها على وفق لوائح حقوق االنسان مع االخذ بنظر االعتبار خصوصية‬
‫‪.‬المجتمع العراقي‬
‫‪.‬ثالثا‪ :‬رصد مخالفات مؤسسات السلطة التنفيذية لحقوق المراة الواردة في الدستور‬
‫‪.‬رابعا‪ :‬متابعة تنفيذ القوانين واالجراءات التي تحمي االسرة في المجتمع العراقي‬
‫‪ .‬خامسا‪ :‬االهتمام بتطوير القوانين والمشاريع الخاصة برعاية االمومة والطفولة‬
‫‪.‬سادسا‪ :‬االهتمام باالحداث ورعايتهم لمنعهم من االنحراف والتشرد‬
‫‪ .‬سابعا ‪ :‬متابعة دوائر الرعاية االجتماعية بما يضمن حقوق ذوي االحتياجات الخاصة والعجزة والمسنين‬
‫المادة (‪)108‬‬
‫‪ :‬لجنة مؤسسات المجتمع المدني‬
‫‪ :‬تختص هذه اللجنة بما يأتي‬
‫اوال‪ :‬اقتراح ودعم التشريعات واالجراءات الكفيلة بتطوير وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني‪ .‬ثانيا ‪:‬‬
‫متابعة معاهد ومراكز الدراسات التي تهتم بتطوير افكار واليات مؤسسات المجتمع المدني بما ينسجم‬
‫‪ .‬وخصوصية المجتمع العراقي‬
‫المادة (‪)109‬‬
‫‪ :‬لجنة شؤون االعضاء والتطوير البرلماني‬
‫‪ :‬تختص هذه اللجنة بما يأتي‬
‫‪.‬اوال ‪ :‬تختص هذه اللجنة بمتابعة ما يتعلق بشؤون اعضاء مجلس النواب‬
‫‪ .‬ثانيا ‪ :‬التحقق في الشروط الواجب توفرها في عضو مجلس النواب‬
‫ثالثا ‪ :‬العمل على تطوير االعضاء البرلمانيين بما يتحقق عن طريق االتصال مع دول العالم من خالل‬
‫‪ .‬االيفادات ‪...........‬الخ‬
‫المادة (‪)110‬‬
‫‪:‬لجنة العشائر‬
‫‪ :‬وتختص هذه اللجنة بما يأتي‬
‫‪ .‬اوال ‪ -‬متابعة شؤون العشائر وتفعيل دورها الوطني‬
‫‪ .‬ثانيا ‪ -‬متابعة النهوض بالقبائل والعشائر العراقية وتهتم بما ينسجم مع الدين والقانون‬
‫‪.‬ثالثا ‪ -‬االشراف على تعزيز القيم االنسانية النبيلة بما يساهم في تطوير المجتمع‬
‫المادة‪)111(  ‬‬
‫‪ :‬لجنة الشكاوي‬
‫‪ :‬تختص هذه اللجنة بما يأتي‬
‫‪.‬استالم اراء ومقترحات وشكاوي المواطنين ‪1-‬‬
‫‪.‬النظر في هذه الشكاوي والمقترحات واالوراق وتحويلها الى اللجان المختصة ‪2-‬‬
‫‪ .‬متابعة هذه المقترحات مع اللجان المختصة وابالغ المواطنين فيها ‪3-‬‬
‫المادة (‪)112‬‬
‫اوالً ‪ -‬لكل لجنة حق اقتراح القوانين‪ ،‬وتقدم اللجنة االقتراح كتابة إلى رئيس المجلس‪ ،‬الذي يحيله بدوره الى‬
‫‪.‬اللجنة المختصة‬
‫‪.‬ثانياً‪ -‬تقوم اللجنة المختصة بدراسة القانون واعادته الى الرئيس‬
‫ثالثا ً‪ -‬يحيل رئيس المجلس مشروع القانون الى اللجنة القانونية لمراجعة صياغته وتدقيقه وتطلب عرضه على‬
‫‪.‬مجلس النواب‬
‫المادة (‪)113‬‬
‫تتابع اللجان في حدود اختصاصها ما تتضمنه بيانات الوزراء في كافة المجاالت وتصدر التوصيات في شأنها‬
‫‪.‬ولهيأة الرئاسة عرض هذ ِه التوصيات على المجلس‬
‫المادة (‪)114‬‬
‫جلسات اللجان غير علنية‪ ،‬وال يجوز حضورها إال العضائها وغيرهم من أعضاء المجلس والموظفين في‬
‫اللجنة ومن تستعين بهم اللجنة من المستشارين والخبراء واعضاء الحكومة واال يجوز أن يحضر ممثلو‬
‫‪.‬الصحافة وغيرها من وسائل اإلعالم اجتماعات اللجان إال بإذن من رئيسها‬
‫المادة (‪)115‬‬
‫على كل لجنة أن تقدم تقريراً إلى المجلس عن كل موضوع يحال إليها‪ .‬ويجب أن يشتمل التقرير على‬
‫اإلجراءات التي قامت بها واألسباب التي استندت إليها في رأيها‪ ،‬وترفق في تقريرها نصوص المشروعات أو‬
‫التشريعات محل التقرير ومذكراتها اإليضاحية‪ .‬ويجب أن يتضمن التقرير‪ ،‬اآلراء المخالفة التي قد تكون أبديت‬
‫‪.‬من أعضائها في الموضوع‬
‫المادة (‪)116‬‬
‫مع مراعاة ما ورد في شأنه نص خاص تقدم اللجنة تقريرها خالل فترة تتراوح ما بين أسبوعين الى أربعة‬
‫أسابيع على األكثر من تاريخ إحالة الموضوع إليها‪ ،‬ما لم يحدد المجلس ميعاداً آخر‪ ،‬فاذا انقضى الموعد ولم‬
‫يقدم التقرير فلرئيس المجلس أن يطلب من رئيس اللجنة بيان أسباب التأخير وتحديد المدة الالزمة إلتمام‬
‫‪.‬عملها‪ ،‬وللرئيس أن يعرض األمر على المجلس ليقرر ما تراه‬
‫المادة (‪)117‬‬
‫تودع نسخ من القرارات الصادرة من جلس الرئاسة وقرارات مجلس الوزراء‪ ،‬لدى مكتبة المجلس‪ ،‬وتودع‬
‫‪.‬هذه النسخ تحت تصرف لجان المجلس المختلفة‬
‫المادة (‪)118‬‬
‫تُلزم الوزارات بإعالم اللجان المختصة عن القرارات األستراتيجية واألمور اإلدارية والتعليمات المهنية‬
‫الصادرة عنها وللجان ان تطلب من الوزراء نسخا ً من التقارير التي أعدوها في الزيارات الخارجية التي قاموا‬
‫بها‪ .‬وفي المؤتمرات واالجتماعات الدولية التي اشتركوا فيها‪ .‬وللجنة المختصة أن تستوضح الوزير المختص‬
‫‪.‬فيما تضمنته هذه التقارير أو أن تطلب حضور رؤساء هذه الوفود لمناقشتهم فيما جاء فيها‬
‫المادة (‪)119‬‬
‫لرئيس المجلس دعوة أية لجنة من لجان المجلس لبحث موضوع هام أو عاجل‪ ،‬ويرأس رئيس المجلس‬
‫جلسات اللجان التي يحضرها‪ .‬وتجري المخاطبات بين أية لجنة من لجان المجلس والسلطة التنفيذية أو غيرها‬
‫من الجهات في خارج المجلس عن طريق رئيس اللجنة طبقا ً للنظام الذي يضعه في هذا الشأن واخبار رئيس‬
‫‪.‬المجلس بنسخة من ذلك‬
‫الفصل الرابع عشر‬
‫اقتراحات األعضاء لمشروعات القوانيين‬
‫المادة (‪)120‬‬
‫يحق لعشرة من اعضاء المجلس اقتراح مشروعات القوانين الى رئيس مجلس النواب مصوغة في مواد‬
‫‪.‬تتضمن األسباب الموجبة للقانون‬
‫المادة (‪)121‬‬
‫لرئيس المجلس أن يبلغ الجهة مقدمة االقتراح كتابةً بمخالفته للمبادئ الدستورية أو القانونية‪ ،‬بعد عرضه‬
‫على اللجان المختصة‪ ،‬أو عدم استيفائه الشكل المطلوب‪ ،‬أو وجود أالحكام التي تتضمنها مواده في القوانيين‬
‫النافذة وأن يطلب منه تصحيحه أو سحبه‪ ،‬فإذا أصر العضو على رأيه وجب عليه تقديم مذكرة مكتوبة إلى‬
‫رئيس المجلس بوجهة نظره‪ ،‬في ضوء ما تم خالل أسبوع من تبليغه‪ ،‬ويعرض الرئيس األمر على هيأة‬
‫الرئاسة‪ .‬ويبلغ الرئيس الجهة مقدمة األقتراح كتابة بما تقرره الهيأة في هذا الشأن فإذا أصرت الجهة المقدمة‬
‫لألقتراح ثانية على وجهة نظرها عرض الرئيس بعد اسبوع من تبليغه األمر على مجلس النواب ألتخاذ ما‬
‫‪.‬يراه‬
‫المادة (‪)122‬‬
‫يحيل رئيس مجلس النواب االقتراحات في مشروعات القوانين إلى‪  ‬اللجنة القانونية لدراستها وإعداد تقرير‬
‫عنها للمجلس يتضمن الرأي في جواز نظر االقتراح‪ ،‬أو رفضه أو تأجيله‪ .‬وللرئيس أن يقترح على المجلس‬
‫‪.‬رفض االقتراح ألسباب تتعلق بالموضوع بصفة عامة‪ .‬فإذا وافق عليه المجلس احيل الى اللجنة المختصة‬
‫المادة (‪)123‬‬
‫إذا قدم مشروع قانون مرتبط بمشاريع قوانين آخرى محالة إلى إحدى اللجان‪ ،‬أحاله رئيس المجلس إلى هذه‬
‫‪.‬اللجنة مباشرة‪ ،‬وذلك ما لم تكن قد بدأت اللجنة في دراسة مواد المشروع أو االقتراح‬
‫المادة (‪)124‬‬
‫تسري في شأن االقتراحات المتعلقة بمشروعات القوانين اإلجراءات الخاصة بمناقشة مشروعات القوانين‬
‫‪ .‬المنصوص عليها في هذا النظام مع مراعاة ما ورد في شأنه نص خاص‬
‫المادة (‪)125‬‬
‫لمقدمي مقترحات القوانين سحبها بطلب كتابي مقدم‪  ‬لرئيس المجلس في أي وقت قبل بدء المناقشة في المواد‬
‫بالمجلس‪ ,‬ويترتب على سحب األقتراح اعتباره كأن لم يكن‪ ،‬ما لم يطلب أحد األعضاء االستمرار في النظر في‬
‫‪.‬االقتراح بطلب كتابي يقدمه لرئيس المجلس‬
‫المادة (‪)126‬‬
‫مقترحات القوانين التي يرفضها المجلس او التي يسحبها مقدموها ال يجوز اعادة تقديمها في دور األنعقاد‬
‫ذاته‪ ,‬ويعرض رئيس المجلس التوصية أعاله على المجلس مع البيانات الخاصة بها في أول جلسة ثم تحال إلى‬
‫‪.‬اللجنة المختصة‪ .‬وللرئيس أن يحيلها إلى اللجان المختصة مباشرة مع إبالغ المجلس بذلك في أول جلسة تليها‬
‫الفصل الخامس عشر‬
‫المعاهدات واألتفاقيات الدولية‬
‫المادة (‪)127‬‬
‫‪.‬تنظم عملية المصادقة على المعاهدات واألتفاقيات الدولية‪ .‬بقانون يسن بأغلبية ثلثي اعضاء مجلس النواب‬
‫الفصل السادس عشــــر‬
‫اإلجراءات التشريعية‬
‫المادة (‪)128‬‬
‫يحيل رئيس مجلس النواب مشروعات القوانين المقدمة من السلطة التنفيذية الى اللجان المختصة‪ ،‬لدراستها‬
‫وأبداء الرأي فيها قبل عرضها على المجلس لمناقشتها على ان يجري ذلك بحضور ممثل عن اللجنة مقدمة‬
‫‪.‬المشروع‬
‫المادة (‪)129‬‬
‫لكل عضو عند النظر في مشروعات القوانين أن يقترح التعديل بالحذف أو اإلضافة أو التجزئة في المواد فيما‬
‫يعرض من تعديالت‪ .‬ويجب أن يقدم التعديل مكتوبا ً لرئيس اللجنة قبل الجلسة التي ستنظر فيها المواد التي‬
‫‪.‬يشملها التعديل بأربع وعشرين ساعة على األقل‬
‫المادة (‪)130‬‬
‫يجب على اللجنة المالية أن تأخذ رأي مجلس الوزراء في كل اقتراح بتعديل تقترحه اللجنة في االعتمادات التي‬
‫تضمنها مشروع الموازنة‪ ،‬ويجب أن تضمن اللجنة تقريرها رأي الحكومة في هذا الشأن ومبرراته‪ ,‬ويسري‬
‫هذا الحكم على كل اقتراح بتعديل تتقدم به أية لجنة من لجان المجلس‪ ،‬أو أحد األعضاء إذا كانت تترتب عليه‬
‫‪.‬أعباء مالية‬
‫المادة رقم (‪)131‬‬
‫يتلو رئيس الجلسة تقرير اللجنة المختصة وما قد يتضمنه من آراء مخالفة لرأي أغلبية اللجنة‪ ،‬في الجلسة‬
‫‪.‬المخصصة للمناقشة‪ .‬وفي جميع األحوال تجري المناقشة على أساس المشروع الذي تقدمت به اللجنة‬
‫المادة (‪)132‬‬
‫تبدأ المداولة بمناقشة المبادئ واألسس العامة للمشروع اجماالً‪ ،‬فإذا لم يوافق المجلس على المشروع من‬
‫‪.‬حيث المبدأ‪ ،‬بأغلبية عدد أعضائه‪ ،‬عد ذلك رفضا ً للمشروع‬
‫المادة (‪)133‬‬
‫ينتقل المجلس بعد الموافقة على المشروع من حيث المبدأ إلى مناقشة مواده مادةً مادة بعد تالوة كل منها‪،‬‬
‫‪.‬ويؤخذ الرأي في كل مادة على حدة‪ ،‬ثم يؤخذ الرأي على المشروع في مجموعه بعد اكتمال تالوة مواده كاملة‬
‫المادة (‪)134‬‬
‫بعد االنتهاء من مناقشة المادة واالقتراحات بالتعديالت المقدمة‪  ‬في شأنها‪ ،‬يؤخذ الرأي على هذه االقتراحات‬
‫بالتعديالت أوالً‪ ،‬ويبدأ بأوسعها مدى وأبعدها عن النص األصلي‪ ،‬ثم يؤخذ الرأي بعد ذلك على المادة‬
‫‪.‬بمجموعها‬
‫المادة (‪)135‬‬
‫إذا قرر المجلس حكما ً في إحدى المواد من شأنه إجراء تعديل في مادة سبق أن وافقت عليها‪ ،‬فللمجلس أن‬
‫يعود لمناقشة تلك المادة‪ ،‬وكذلك يجوز للمجلس إعادة المناقشة في مادة سبق إقرارها إذا أبديت أسباب جديدة‪،‬‬
‫قبل انتهاء المداولة في المشروع وذلك بناء على طلب الحكومة‪ ،‬أو رئيس اللجنة‪ ،‬أو خمسين عضواً من‬
‫‪.‬أعضاء المجلس‬
‫المادة (‪)136‬‬
‫‪.‬ال يجوز التصويت على مشروع القانون قبل مضي أربعة أيام على األقل من انتهاء المداولة فيه وفقا ً لما يلي‬
‫‪.‬اوالً‪ .‬يُقرأ مشروع القانون قراءة أولى‬
‫ثانيا ً‪ .‬يقرأ مشروع القانون قراءة ثانية بعد يومين على األقل وبعد أستالم المقترحات التحريرية بتعديل ِه ثم‬
‫‪.‬اجراء المناقشة عليه‬
‫الفصل السابع عشر‬
‫األعتراض على مشروعات القوانين‬
‫المادة (‪)137‬‬
‫لمجلس الرئاسة الموافقة على القوانين التي يسنها مجلس النواب واصدارها بعد ارسالها اليه خالل عشرة ايام‬
‫من تاريخ وصولها‪ ,‬بأستثناء ما ورد في المادتين (‪ )118‬و(‪ )119‬من الدستور وفي حال عدم الموافقة تعاد‬
‫‪.‬القوانين الى مجلس النواب‬
‫المادة (‪)138‬‬
‫اوالً‪ :‬يعقد مجلس النواب جلسة لهذا الغرض‪ ،‬ويحيل المجلس قرار النقض والبيانات المتعلقة بها إلى لجنة‬
‫مختصة لدراسة المشروع محل األعتراض و األسباب التي استند عليها قرار عدم الموافقة‪ ,‬ويعرض تقرير‬
‫اللجنة المختصة على المجلس للنظر فيه على وجه االستعجال فإذا أقر المجلس مشروع القانون محل النقض‬
‫‪.‬باألغلبية ترسل الى مجلس الرئاسة للوافقة عليها‬
‫ثانياً‪ :‬في حالة عدم موافقته ثانيةً خالل عشرة ايام من تاريخ وصولها اليه فلمجلس النواب بعد اعادتها اليه ان‬
‫‪.‬يقر بأغلبية ثالثة اخماس عدد اعضائه غير قابلة لألعتراض وتعد مصادقا ً عليها‬
‫الفصل الثامن عشر‬
‫األجراءات االنضباطية‬
‫المادة (‪)139‬‬
‫‪:‬يتخذ رئيس الجلسة بحق العضو الذي أخل بالنظام‪ ،‬احدى األجراءات األتية‬
‫‪.‬اوالً‪ .‬تذكير العضو بنظام الجلسة‬
‫‪.‬ثانيا ً‪ .‬إذا تمادى العضو فللرئيس تنبيهه‪ ،‬ويترتب على هذا التنبيه شطب أقواله من المحضر‬
‫‪.‬ثالثاً‪ .‬المنع من الكالم بقية الجلسة‬
‫المادة (‪)140‬‬
‫إذا لم يمتثل العضو لقرار رئيس الجلسة‪ ،‬فلهو ان يتخذ الوسائل الكفيلة لتنفيذ هذا القرار بعد إنذار العضو ‪،‬‬
‫ولرئيس الجلسة أن يوقف الجلسة أو يرفعها‪ ،‬وفي هذه الحالة يتم الحرمان إلى ضعف المدة التي يقررها‬
‫‪.‬المجلس‬
‫المادة (‪)141‬‬
‫للعضو الذي ُح ِرم من االشتراك في أعمال المجلس أن يطلب وقف أحكام هذا القرار بأن يقر كتابة لرئيس‬
‫المجلس أنه ( يأسف لعدم احترامه نظام المجلس) ويتلى ذلك في الجلسة ويصدر قرار المجلس في هذه الحالة‬
‫‪.‬دون مناقشة‬
‫الفصل التاسع عشر‬
‫موازنة المجلس‬
‫المادة (‪)142‬‬
‫‪.‬للمجلس موازنة خاصة تحدد بالتنسيق مع الجهات المالية المختصة وتدرج ضمن الموازنة العامة للدولة‬
‫المادة (‪)143‬‬
‫يقوم القسم المالي في المجلس بإعداد الحسابات الختامية للمجلس‪ ،‬ويعرض على هيأة الرئاسة للموافقة عليه‬
‫‪.‬وإحالته إلى لجنة الشؤون المالية‪ ،‬وترفع اللجنة تقريراً بذلك للمجلس للمصادقة عليه‬
‫المادة ( ‪)144‬‬
‫‪.‬تخضع حسابات المجلس إلى رقابة وتدقيق ديوان الرقابة المالية‬
‫الفصل العشرون‬
‫أحكام ختامية‬

‫المادة (‪)145‬‬
‫أوالً‪ -‬للمجلس إرسال وفود من بين أعضائ ِه إلى خارج العراق ألمور ذات عالقة بأعمالها ويرعا في ذلك‬
‫‪.‬اختصاصات اللجان‬
‫‪.‬ثانيا ً‪ -‬للمجلس دعوة الوفود والشخصيات لعقد لقاءات معها لالطالع على األوضاع في العراق‬
‫المادة (‪)146‬‬
‫أوالً‪ -‬ال يجوز ألي شخص مسلح أو قوة مسلحة الدخول إلى المجلس وال اإلقامة على مقربة من أبوابه إال‬
‫‪.‬بموافقة هيأة الرئاسة‬
‫‪.‬ثانيا ً‪ -‬يمنع إدخال األسلحة النارية أو الجارحة إلى بناية المجلس التي تحددها هيأة الرئاسة‬
‫‪.‬ثالثاً‪ -‬يمنع دخول اي شخص داخل المجلس اال بأذن مسبق من رئيس الجلسة‬
‫المادة (‪)147‬‬
‫‪.‬أوالً‪ -‬تكون هيأة الرئاسة هي المسؤولة عن ديوان المجلس‬
‫ثانيا ً‪ -‬يتولى إدارة ديوان المجلس رئيسا ً للديوان بدرجة خاصة‪ ،‬ويمارس مهامه وفقا ً للقانون والصالحيات‬
‫‪.‬الممنوحة له من هيأة الرئاسة‪ .‬ويكون مسؤوالً أمامها ويعاونه عدد من الموظفين وفقا ً الحتياجات المجلس‬
‫ثالثا ً ‪ -‬يرتبط المستشارون بهيأة الرئاسة مباشرة‪ ،‬ويكونون مسؤولين أمامها عن تقديم االستشارة والخبرة‬
‫للمجلس ولجان ِه الدائمية وإعداد التقارير والدراسات والبحوث التي تتعلق بأعمال المجلس واختصاصاته وأية‬
‫‪.‬مهام أخرى تكلفهم بها هيأة الرئاسة‬
‫المادة (‪)148‬‬
‫يجوز إجراء تعديالت على هذا النظام بنا ًء على اقتراح من هيأة الرئاسة أو خمسين عضواً من أعضاء المجلس‬
‫‪.‬وبموافقة أغلبية عدد األعضاء‬
‫المادة (‪)149‬‬
‫‪.‬تدون قرارات المجلس وتنشر باللغتين العربية والكردية‬
‫المادة (‪)150‬‬
‫‪.‬يعاد النظر بهذا النظام وتُغير المواد التي تتعارض مع الدستور بعد اجراء التعديالت والمصادقة عليها‬
‫المادة (‪)151‬‬
‫‪.‬تُفتح مكاتب للمجلس في المحافظات لتأمين التواصل بين اعضاء مجلس النواب والجماهير‬
‫المادة (‪)152‬‬
‫‪.‬اوالً‪  -‬يعمل بهذا النظام من تاريخ إقراره من قبل مجلس النواب‬
‫‪.‬ثانياً‪ -‬ينشر هذا النظام في الجريدة الرسمية‬
‫أوضحنا الضوابط‬
‫بحث حول الوالية القانون االداري‬
‫مقـدمــة‬
‫تعتبر‬
‫الجماعات المحلية جزءا ال يتجزأ من الدولة ‪ ،‬أي أنها تابعة لها بالرغم من‬
‫وجود الالمركزية التي تعتبر أسلوبا من أساليب التنظيم اإلداري و التي تعني‬
‫توزيع الوظيفة اإلدارية بين السلطات المركزية في الدولة و الهيئات‬
‫اإلدارية المنتخبة التي تباشر مهامها تحت رقابة هذه السلطة ‪.‬‬
‫فتنظيم‬
‫الدولة يستوجب تقسيمه إلى أقاليم‪ ،‬والية‪ ،‬وبلدية و بالرجوع إلى البلدية‬
‫التي تعد الخلية األساسية لالمركزية اإلقليمية فهي تلعب دورا هاما في‬
‫التكفل بحاجيات الموطنين‪.‬‬
‫إما بالنسبة للوالية التي تعد وحدة إدارية من‬
‫وحدات الدولة وفي نفس الوقت شخصا من أشخاص القانون تتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية و الذمة المالية المستقلة‪ M‬و بالتالي كالهما يلعبان دورا رئيسيا‬
‫في مختلف الجوانب االقتصادية و اإلجتماعية ‪.‬‬
‫وسنتناول في بحثنا وحدة‬
‫من الوحدات اإلدارية الالمركزية اإلقليمية أو الجغرافية أال وهي الوالية‬
‫ومنه كانت اإلشكالية كاآلتي كيف تكون الوالية وحدة من الوحدات الالمركزية‬
‫اإلقليمية ؟ و التي يندرج فيها العديد من التساؤالت وهي ‪ :‬ما تعريف‬
‫الوالية ؟ كيف تنشأ الوالية ؟ ما هي خصائص الوالية ؟كيف كانت الوالية خالل‬
‫االستعمار و بعد االستقالل؟ وما هي هيئات الوالية ؟ وكيف تكون الرقابة على‬
‫الوالية؟‬
‫وتبرز أهمية بحثنا في معرفة التنظيم اإلداري للوالية وذلك في ظل القانون رقم ‪ 09-90‬المؤرخ في ‪ 07‬أفريل ‪ 1990‬و المتضمن قانون الوالية ‪.‬‬
‫ولقد إعتمدنا في دراستنا على العرض للمعلومات وفقا لماجاء في للخطة التالية‪:‬‬

‫عنوان البحث ‪ :‬اإلدارة المحلية ( الــوالية )‬


‫الخطة‬
‫‪ -‬مقــــدمــــة‬
‫‪ -‬المبحث األول ‪ :‬التنظيم اإلداري للوالية‬
‫‪ -‬المطلب‪ M‬األول ‪ :‬تعريف الوالية‬
‫‪ -‬المطلب‪ M‬الثاني ‪ :‬مراحل إنشاء الوالية و خصائصها‬
‫‪ -‬الفرع األول ‪ :‬مراحل إنشاء الوالية‬
‫‪ -‬الفرع الثاني ‪ :‬خصائص الوالية‬
‫‪ -‬المطلب الثالث ‪ :‬التطور التاريخي للوالية‬
‫‪ -‬الفرع األول ‪ :‬مرحلة اإلستعمار‬
‫‪ -‬الفرع الثاني ‪ :‬مرحلة اإلستقالل‬
‫‪ -‬المبحث الثاني ‪ :‬هيئات الــوالية‬
‫‪ -‬المطلب‪ M‬األول ‪ :‬المجلس الشعبي الوالئي‬
‫‪ -‬الفرع األول ‪ :‬تشكيلة المجلس‬
‫‪ -‬الفرع الثاني ‪ :‬التسيير‬
‫‪ -‬الفرع الثالث ‪ :‬اإلختصاصات‬
‫‪ -‬المطلب الثاني ‪ :‬الـــوالي‬
‫‪ -‬الفرع األول ‪ :‬التعيين وإنتهاء المهام‬
‫‪ -‬الفرع الثاني ‪ :‬الصالحيات‬
‫‪ -‬المبحث الثالث ‪ :‬الرقابة على الــوالية‬
‫‪ -‬المطلب‪ M‬األول ‪ :‬الرقابة على أعضاء المجلس الشعبي الوالئي‬
‫‪ -‬المطلب‪ M‬الثاني ‪ :‬الرقابة على األعمال‬
‫‪ -‬المطلب الثالث ‪:‬الرقابة على الهيئة (المجلس الشعبي الوالئي)‬
‫‪ -‬الخاتمـــة‬

‫موضوع‪ :‬رد‪ :‬بحث الوالية فى القانون الجزائري *بحث كامل*‬ ‫القانوني‬


‫األربعاء أبريل ‪pm 12:11 2009 ,15‬‬ ‫المـديـر العـــام‬

‫المبحث األول ‪ :‬التنظيم اإلداري الوالية‬


‫سنتناول في هذا المبحث تعريف الوالية والتطور القانوني للوالية و ذلك من خالل مرحلتين وهما المرحلة اإلستعمارية و‬
‫مرحلة اإلستقالل ‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب األول ‪ :‬تعريف الوالية (‪)1‬‬
‫تعريف‬
‫الوالية ‪ :‬عرفت المادة األولى من القانون ‪ 09-90‬الوالية بأنها (( جماعة‬
‫إقليمية تتمتع بالشخصية المعنوية و اإلستقالل المالي)) و قد عرفتها المادة‬
‫األولى من قانون ‪ (( : 1969‬الوالية جماعة عمومية اقليمية ذات شخصية معنوية‬
‫وإستقالل مالي ‪ .‬ولها إختصاصات سياسية و إقتصادية و إجتماعية و ثقافية‬
‫‪ ))...‬وتحدث الوالية طبقا للقانون الحالي أو القديم بموجب قانون بالنظر‬
‫ألهميتها ‪.‬وهذا و يجدر التنبيه أن الوالية أساس دستوري فمختلف الوثائق‬
‫الدستورية ورد فيها ذكر للوالية بإعتبارها جماعة إقليمية تتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية ‪.‬‬
‫اإلطار اإلقليمي للجماعات المحلية ‪ :‬يستهدف هذا القانون‬
‫تحديد اإلطار اإلقليمي الجديد للواليات طبقا للمبادئ الالمركزية و يتكون‬
‫التنظيم اإلقليمي الجديد من ‪ 48‬والية و ‪1540‬بلدية " قانون ‪09/84‬المؤرخ في‬
‫‪ 04‬فيفري ‪)2 ( " 1984‬‬
‫‪ -‬المطلب الثاني ‪ :‬مراحل إنشاء الوالية و خصائصها (‪)3‬‬
‫‪ -‬الفرع األول ‪ :‬مراحل إنشاء الوالية‬
‫تمر عملية إنشاء الوالية بشكل جزئي أو إنشاء نظام الوالية ككل بثالثة مراحل أساسية هي ‪:‬‬ ‫أوسمــة العضــو‪:‬‬
‫أوال‪:‬‬
‫مرحلة التقرير ‪ :‬وهي مرحلة إنعقاد إدارة ونية السلطات العامة المختصة على‬
‫إحداث وإنشاء الوالية وذلك بعد إجراء الدراسات و المناقشات و المداوالت‬
‫الالزمة إلتخاذ قرار إنشاء الوالية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مرحلة التحضير‪ :‬وهي تنحصر‬
‫في إعداد الوسائل القانونية و الفنية و البشرية و المادية و اإلدارية‬
‫الالزمة و الضرورية لمرحلة تنفيذ قرار ( القانون ) إنشاء الوالية‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬‬
‫مرحلة التنفيذ ‪ :‬و المقصود بهذه المرحلة هو الدخول فعال في حيز التطبيق‬
‫وتحويل مرحلة التقرير إلى عمل وواقع مطبق ‪ ،‬ونظرا الن عملية التنفيذ تمتاز‬
‫بصفة اإلستمرارية فهي تحتاج إلى اإلهتمام بوسائل التنفيذ و بالرقابة و‬
‫المتابعة المستمرة حتى يتم تحقيق أهداف الوالية ‪.‬‬

‫(‪ -)1‬عمار بوضياف ‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري ‪ ،‬دار الريحانة ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬بدون سنة ‪ ،‬ص‪.111‬‬
‫(‪ -)2‬بوداود عبد اليمين ‪ ،‬محاصرات‪ M‬مقياس تسيير الجماعات المحلية ‪ ،‬قسم اإلدارة و التسيير الرياضي ‪ ،‬جامعة‬
‫المسيلة ‪2006-2005 ،‬‬
‫(‪ -)3‬عمار عوابدي ‪ ،‬دروس في القانون اإلداري ‪،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬قالمة ‪ ،‬سنة ‪ ، 1990‬ص ‪. 167-166‬‬

‫‪ -‬المطلب الثاني ‪ :‬خصائص الوالية‬


‫خصائص‬
‫نظام الوالية كمجموعة ووحدة إدارية المركزية في النظام اإلداري الجزائري‬
‫تمتاز الوالية كمجموعة إدارية المركزية إقليمية بمجموعة من الخصائص و‬
‫المميزات الذاتية منها ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أن الوالية هي وحدة أو مجموعة إدارية‬
‫المركزية إقليمية وجغرافية وليست مجموعة أو وحدة المركزية فنية أو مصلحية‬
‫أو مرفقية فقد وجدت و منحت االستقالل و الشخصية المعنوية ومنحت قسطا من‬
‫سلطة الدولة على أساس إقليمي جغرافي أساسا وليس على أساس فني أو موضوعي‪.‬‬
‫ثانيا‬
‫‪ :‬تعد الوالية كوحدة ومجموعة إدارية المركزية في النظام اإلداري الجزائري‬
‫حلقة وهمزة وصل بين الحاجيات و المصالح و المقتضيات المحلية المتميزة‪ M‬عن‬
‫مصالح الدولة ككل و بين مصالح و مقتضيات و احتياجات المصلحة العامة في‬
‫الدولة ‪.‬‬
‫و الوالية بجهازها اإلداري ونظامها القانوني واختصاصاتها‬
‫العامة تعد و تعتبر عامال فعاال وحيويا ووسيلة فنية منطقية ناجعة في إقامة‬
‫وتحقيق التنسيق و التعاون و التكامل بين وظائف واختصاصات المجموعات‬
‫الجهوية المحلية (البلديات ) وبين أعمال السلطات المركزية في الدولة‬
‫والوالية هي وسيلة وعامل االنسجام و التوفيق و التوازن بين المصلحة‬
‫عدد الرسائل‪1500 :‬‬
‫المحلية اإلقليمية الجهوية و المصلحة العامة في الدولة ولذلك كانت الوالية‬
‫صورة من صور نظام الالمركزية اإلدارية المطلقة مثل البلدية‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬‬ ‫العمر‪25 :‬‬
‫تمتاز الوالية باعتبارها مجموعة أو وحدة إدارية ال مركزية في النظام‬
‫اإلداري الجزائري بأنها أوضح صورة لنظام الالمركزية اإلدارية النسبية و‬
‫ليست وحدة أو مجموعة ال مركزية إدارية مطلقة و ذلك ألن أعضاء الهيئة و‬ ‫الموقع‪:‬‬
‫جهاز تسييرها و إدارتها لم يتم اختيارهم و انتقائهم كلهم باالنتخاب و إنما‬
‫يختار بعضهم باالنتخاب العام (االقتراع ) و هم أعضاء المجلس الشعبي‬
‫‪http://droit.alafdal.ne‬‬
‫للوالية بينما يعين باقي األعضاء و والي الوالية من قبل السلطات اإلدارية‬ ‫‪t‬‬
‫المركزية بمرسوم و هم أعضاء المجلس التنفيذي للوالية و الوالي ‪ " :‬يتولي‬
‫إدارة الوالية ‪ ,‬مجلس شعبي منتخب بطريقة االقتراع العام و هيئة تنفيذية‬
‫تعين من قبل الحكومة و يديرها والي ‪.‬‬ ‫البلد‪ :‬الجزائر‬
‫و يؤكد صفة و طبيعة الالمركزية‬
‫النسبية للوالية اشتراك الدولة باعتبارها وحدة إدارية مركزية في تحقيق و‬
‫انجاز المصالح المحلية للوالية و إشباع الحاجات المحلية لسكان الوالية و‬
‫تاريخ التسجيل‪:‬‬
‫تشارك بذلك الوالية في أداء الخدمات الالزمة للمصلحة الجهوية لسكان‬
‫الوالية (( ‪ ...‬و ليست الوالية مجرد جماعة المركزية تشكل أعمالها امتداد‬ ‫‪18/12/2008‬‬
‫ألعمال البلدية و أعمال الدولة فحسب ‪ ,‬بل هي أيضا دائرة إدارية تمكن‬
‫اإلدارات‪ M‬المركزية للدولة من تعكس عملها لخدمة المواطنين على الوجه األكمل‬
‫))‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬التطور التاريخي للوالية‬


‫الفرع االول ‪ :‬مرحــلة‪ M‬اإلستعمــار (‪)1‬‬
‫تثبت‬
‫الدراسات التاريخية إصرار سلطات اإلحتالل الفرنسي على هدم بنيات و مؤسسات‬
‫الدولة و المجتمع الجزائري ‪ ،‬إذ تم تقسيم البالد منذ عام ‪ 1845‬و بصفة‬
‫تعسفية إلى ثالثة أقاليم ‪ ،‬ثم أحدثت تقسيمات تعسفية أخرى في األقاليم‬
‫الثالثة إلخضاع السكان ألنظمة اإلدارة المدنية و العسكرية اإلستعمارية حسب‬
‫كثافة الجيش و المعمرين ‪.‬‬
‫و بغض النظر عن التعديالت و التغيرات التي‬
‫طرأت على التنظيم "العمالي " الوالئي تبعا ألهداف اإلستعمار و إستراتيجيته‬
‫بالجزائر ‪ ،‬فإنه يمكن تقديم المالحظات التالية ‪:‬‬
‫‪ -1‬لقد تم إخضاع مناطق‬
‫الجنوب إلى السلطة العسكرية ‪،‬بينما قسم الشمال في البداية إلى ثالثة‬
‫عماالت (واليات) هي‪ :‬الجزائر ‪ ،‬وهران ‪ ،‬قسنطينة مع إخضاعها ‪ -‬نسبيا‪ -‬إلى‬
‫القانون المتعلق‪ M‬بالمحافظات أو العماالت في فرنسا‪ ،‬و ذلك منذ التقسيم‬
‫الوارد باألمر الصادر في ‪ 15‬أفريل ‪ 1845‬و المتعلق‪ M‬باإلدارة " األقاليم‬
‫المدنية " إلى صدور المرسوم ‪ 601-56‬المؤرخ في ‪ 28‬جوان ‪ 1956‬المتضمن‬
‫اإلصالح اإلداري بالجزائر ‪.‬‬
‫مع نهاية فترة اإلستعمار كان بالجزائر ‪ 15‬عمالة و ‪ 91‬دائرة ‪.‬‬
‫‪-2‬‬
‫لقد شكل نظام العماالت في الجزائر خالل المرحلة اإلستعمارية مجرد صورة‬
‫لعدم التركيز اإلداري ‪،‬فهي لم تكن تعبر عن إهتمامات أو مصالح محلية ألنها‬
‫كانت مجرد إدارية للتمكين لإلستعمار وإطارا لتنفيذ سياساته وخططه الهدامة ‪.‬‬
‫‪-3‬‬

‫هيمن على إدارة و تسيير العمالة محافظ أو " عامل العمالة‬


‫" ( الوالي أو‬
‫المحافظ ) خاضع للسلطة الرئاسية للحاكم العام و قد كان يتمتع بصالحيات و‬
‫سلطات واسعة يمارسها بمساعدة نواب له في نطاق الدوائر كأجزاء إقليمية‬
‫إدارية للعمالة ‪.‬‬
‫‪ -4‬و إلى حانب عامل العمالة (الوالي أو المحافظ ) تم إحداث هيئتين أساسيتين هما ‪:‬‬
‫أ)‪-‬‬
‫مجلس العمالة ‪ : conseil du préfecture ،‬يمارس مهامه تحت رئاسة عامل‬
‫العمالة و عضوية عدد من الموظفين‪ M‬تعينهم السلطة المركزية ( الحاكم العام )‬
‫وله إختصاصات متعددة و متنوعة ‪ :‬إدارية و قضائية ‪.‬‬
‫ب)‪ -‬المجلس العام‬
‫(‪ : conseil général ، )1‬كان يتشكل في البداية عن طريق تعيين أعضائه من‬
‫أعيان البلد إلى حين إعتماد نظام االنتخاب سنة ‪ 1908‬الذي أنشأ هيئتين‬
‫إنتخابيتين (المعمرين و األهالي) لتحدد نسبة التمثيل لألهالي بـ ‪ 2/5‬من‬
‫مجموع مقاعد هذا المجلس سنة ‪ 1944‬بعد أن كانت ‪ 1/4‬سنة ‪. 1919‬‬

‫(‪ -)1‬محمد الصغير بعلي ‪ ،‬قانون اإلدارة المحلية الجزائرية ‪ ،‬دار العلوم ‪ ,‬الجزائر ‪ ,‬سنة ‪, 2004‬ص ‪111‬و مايليها ‪.‬‬

‫المطلب‪ M‬الثاني ‪ :‬مرحــلة اإلستقالل (‪)1‬‬


‫‪-‬‬
‫عمدت السلطات العامة بعد اإلستقالل إلى إتخاذ جملة من اإلجراءات‪ M‬على مستوى‬

‫التنظيم الوالئي (العماالت ) تمثلت في دعم مركز و سلطات‬


‫عامل العمالة‬
‫(الوالي ) من جهة و ضمان قدر معين من التمثيل الشعبي‪:‬‬
‫أ)‪ -‬ففي فترة أولى ‪ ،‬تم إحداث لجان عمالية (جهوية ) للتدخل اإلقتصادي و اإلجتماعي" ‪" C.D.I.E.S‬‬
‫تضم ممثلين عن المصالح اإلدارية و ممثلين عن السكان يعينهم عامل العمالة (الوالي) التي تؤول إليه رئاسة اللجنة‪.‬‬
‫و‬
‫الحقيقة إن تلك اللجان في حالة وجودها لم يكن لها سوى دور إستشاري‬
‫بالمصادقة على ما يقدم لها من مشاريع و قرارات من طرف عامل العمالة‬
‫(الوالي ) الذي كان يحوز –قانونا و فعال‪ -‬سلطات و إختصاصات واسعة لمواجهة‬
‫الوضعية العامة السائدة بالبالد آنذاك‪.‬‬
‫ب)‪ -‬و في فترة ثانية ‪ ،‬وبعد‬
‫اإلنتخابات البلدية لسنة ‪ 1967‬تم إستخالف اللجنة السابقة بمجلس جهوي (‬
‫عمالي أو والئي) إقتصادي و إجتماعي ‪ A.D.E.S‬و الذي كان يتشكل من جميع‬
‫رؤساء المجالس الشعبية البلدية بالعمالة مع إضافة ممثل عن كل من ‪ :‬الحزب ‪،‬‬
‫النقابة ‪ ،‬الجيش‬
‫وعلى الرغم من دور هذا المجلس في اإلقتراح و مناقشة المشاكل اإلقتصادية و اإلجتماعية بالعمالة فقد كان مجرد‬
‫هيئة استشارية ‪.‬‬
‫و‬
‫إذا كان عامل العمالة لم يعد يرأس هذه الهيئة الوالئية ( حيث ينتخب الرئيس‬
‫من بين رؤساء المجالس الشعبية البلدية ) فقد بقي حائزا ألوسع السلطات‬
‫بإعتباره ممثال للدولة و العمالة في مختلف المجاالت و الميادين ‪ :‬األمالك‬
‫الشاغرة ‪ ،‬إعداد و تنفيذ الميزانية‪ ، M‬الحفاظ على النظام العام‪....‬إلخ‪.M‬‬
‫وقد‬
‫ظل هذا الوضع قائما إلى حين صدور األمر ‪ 69/38‬المؤرخ في ‪ 23‬ماي ‪ 1969‬و‬
‫المتضمن‪ M‬لقانون الوالية ‪ ،‬و هو النص الذي يبقى مشكال للمصدر التاريخي‬
‫للتنظيم الوالئي بالجزائر ‪ ،‬على الرغم من تأثره بالنموذج الفرنسي في هذا‬
‫المجال ‪.‬‬
‫فطبقا لهذا األمر قام التنظيم الوالئي على ثالثة أجهزة أساسية هي (‪: )1‬‬
‫‪ -‬المجلس الشعبي الوالئي ‪ :‬وهو هيئة منتخبة على غرار المجلس البلدي ‪.‬‬
‫‪ -‬المجلس التنفيذي للوالية ‪ :‬و يتشكل تحت سلطة الوالي ‪ ،‬من مديري مصالح الدولة المكلفين بمختلف أقسام النشاط‬
‫في الوالية‪.‬‬
‫‪ -‬الوالي ‪ :‬وهو حائز سلطة الدولة في الوالية و مندوب الحكومة بها يعين من طرف رئيس الدولة‪.‬‬

‫(‪ -)1‬محمد الصغير بعلي ‪ ،‬قانون اإلدارة المحلية الجزائرية ‪ ،‬دار العلوم ‪ ,‬الجزائر ‪ ,‬سنة ‪, 2004‬ص ‪111‬و مايليها ‪.‬‬

‫عدل سابقا من قبل أســامــــة في األحد أبريل ‪2009 ,19‬‬


‫‪ pm 10:56‬عدل ‪ 1‬مرات‬

‫موضوع‪ :‬رد‪ :‬بحث الوالية فى القانون الجزائري *بحث كامل*‬ ‫القانوني‬


‫األحد أبريل ‪pm 10:54 2009 ,19‬‬ ‫المـديـر العـــام‬

‫المطلب‪ M‬الثاني ‪ :‬مرحــلة اإلستقالل (‪)1‬‬


‫‪-‬‬
‫عمدت السلطات العامة بعد اإلستقالل إلى إتخاذ جملة من اإلجراءات‪ M‬على مستوى‬
‫التنظيم الوالئي (العماالت ) تمثلت في دعم مركز و سلطات عامل العمالة‬
‫(الوالي ) من جهة و ضمان قدر معين من التمثيل الشعبي‪:‬‬
‫أ)‪ -‬ففي فترة أولى ‪ ،‬تم إحداث لجان عمالية (جهوية ) للتدخل اإلقتصادي و اإلجتماعي" ‪" C.D.I.E.S‬‬
‫تضم ممثلين عن المصالح اإلدارية و ممثلين عن السكان يعينهم عامل العمالة (الوالي) التي تؤول إليه رئاسة اللجنة‪.‬‬
‫و‬
‫الحقيقة إن تلك اللجان في حالة وجودها لم يكن لها سوى دور إستشاري‬
‫بالمصادقة على ما يقدم لها من مشاريع و قرارات من طرف عامل العمالة‬
‫(الوالي ) الذي كان يحوز –قانونا و فعال‪ -‬سلطات و إختصاصات واسعة لمواجهة‬
‫الوضعية العامة السائدة بالبالد آنذاك‪.‬‬
‫ب)‪ -‬و في فترة ثانية ‪ ،‬وبعد‬
‫اإلنتخابات البلدية لسنة ‪ 1967‬تم إستخالف اللجنة السابقة بمجلس جهوي (‬
‫عمالي أو والئي) إقتصادي و إجتماعي ‪ A.D.E.S‬و الذي كان يتشكل من جميع‬
‫رؤساء المجالس الشعبية البلدية بالعمالة مع إضافة ممثل عن كل من ‪ :‬الحزب ‪،‬‬
‫النقابة ‪ ،‬الجيش‬
‫وعلى الرغم من دور هذا المجلس في اإلقتراح و مناقشة المشاكل اإلقتصادية و اإلجتماعية بالعمالة فقد كان مجرد‬
‫هيئة استشارية ‪.‬‬
‫و‬
‫إذا كان عامل العمالة لم يعد يرأس هذه الهيئة الوالئية ( حيث ينتخب الرئيس‬
‫من بين رؤساء المجالس الشعبية البلدية ) فقد بقي حائزا ألوسع السلطات‬ ‫أوسمــة العضــو‪:‬‬
‫بإعتباره ممثال للدولة و العمالة في مختلف المجاالت و الميادين ‪ :‬األمالك‬
‫الشاغرة ‪ ،‬إعداد و تنفيذ الميزانية‪ ، M‬الحفاظ على النظام العام‪....‬إلخ‪.M‬‬
‫وقد‬
‫ظل هذا الوضع قائما إلى حين صدور األمر ‪ 69/38‬المؤرخ في ‪ 23‬ماي ‪ 1969‬و‬
‫المتضمن‪ M‬لقانون الوالية ‪ ،‬و هو النص الذي يبقى مشكال للمصدر التاريخي‬
‫للتنظيم الوالئي بالجزائر ‪ ،‬على الرغم من تأثره بالنموذج الفرنسي في هذا‬
‫المجال ‪.‬‬
‫فطبقا لهذا األمر قام التنظيم الوالئي على ثالثة أجهزة أساسية هي (‪: )1‬‬
‫‪ -‬المجلس الشعبي الوالئي ‪ :‬وهو هيئة منتخبة على غرار المجلس البلدي ‪.‬‬
‫‪ -‬المجلس التنفيذي للوالية ‪ :‬و يتشكل تحت سلطة الوالي ‪ ،‬من مديري مصالح الدولة المكلفين بمختلف أقسام النشاط‬
‫في الوالية‪.‬‬
‫‪ -‬الوالي ‪ :‬وهو حائز سلطة الدولة في الوالية و مندوب الحكومة بها يعين من طرف رئيس الدولة‪.‬‬

‫(‪ -)1‬محمد الصغير بعلي ‪ ،‬القانون اإلداري ‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع ‪،‬عنابة ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬سنة ‪، 2004‬ص ‪ 181‬وما بعدها‬

‫وقد إهتم دستور ‪ 1976‬بهذه الوحدة اإلدارية حينما نص في المادة ‪ 36‬منه على إعتبار الوالية هيئة أو مجموعة إقليمية‬
‫بجانب البلدية ‪.‬‬
‫إال‬
‫أن تغير المعطيات السياسية و اإلقتصادية خاصة بعد المؤتمر الرابع للحزب‬
‫أدى إلى تعديل أحكام القانون الوالئي من ناحيتين أساسيتين ‪:‬‬ ‫عدد الرسائل‪1500 :‬‬
‫األولى ‪:‬‬
‫توسيع صالحيات و إختصاصات المجلس الشعبي الوالئي في العديد من الميادين‬
‫حيث أصبح للمجلس وظيفة مراقبة على مستوى إقليم الوالية تجسيدا ألحكام‬ ‫العمر‪25 :‬‬
‫دستور ‪ 76‬التي تجعل منه وسيلة للرقابة الشعبية ‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬تدعيم و تأكيد الطابع السياسي لهذه الهيئة سواء من حيث ‪:‬‬
‫تشكليها‬ ‫الموقع‪:‬‬
‫‪ :‬إذ أصبحت النصوص األساسية للحزب ( في ظل نظام األحادية السياسية ) تشترط‬
‫اإلنخراط في الحزب بالنسبة لكل مترشح لعضوية هذا المجلس ‪.‬‬ ‫‪http://droit.alafdal.ne‬‬
‫تسييرها ‪ :‬و‬
‫ذلك من خالل تأسيس هيئة مشتركة بين الجهاز السياسي ( محافظة الحزب) و‬
‫‪t‬‬
‫الجهاز اإلداري على مستوى الوالية هو مجلس التنسيق الوالئي ‪.‬‬

‫‪ -‬المبحث الثاني ‪ :‬هيئات الــوالية‬


‫البلد‪ :‬الجزائر‬
‫للوالية هيئتان هما ‪ :‬المجلس الشعبي الوالئي و الوالي وهذا ما نصت عليه المادة الثامنة من قانون ‪1990‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬المجلس الشعبي الوالئي‬
‫إن‬ ‫تاريخ التسجيل‪:‬‬
‫المجلس الشعبي الوالئي هو جهاز مداولة على مستوى الوالية ويعتبر األسلوب‬ ‫‪18/12/2008‬‬
‫األمثل للقيادة الجماعية و الصورة الحقيقية التي بموجبها يمارس سكان‬
‫اإلقليم حقهم في تسييره و السهر على شؤونه ورعاية مصالحه ‪.‬‬
‫‪ -‬الفرع األول ‪ :‬تشكيلة المجلس (‪)1‬‬
‫يتشكل‬
‫المجلس من مجموعة المنتخبين تم إختيارهم و تزكيتهم من قبل سكان الوالية من‬
‫بين مجموعة من المترشحين المقترحين من قبل األحزاب أو المترشحين األحرار ‪،‬‬
‫وعليه فإن المجلس يتشكل فقط من فئة المنتخبين ‪.‬‬
‫عدد أعضاء المجلس ‪:‬‬
‫طبقا للمادة ‪ 99‬من األمر رقم ‪ 07-97‬المؤرخ في ‪ 06‬مارس المتضمن القانون‬
‫العضوي المتعلق باإلنتخابات فإن عدد مقاعد المجلس الشعبي الوالئي تكون‬
‫بالشكل التالي ‪:‬‬
‫‪ 35 -‬عضوا في الواليات التي يقل عدد سكانها عن ‪ 250000‬نسمة ‪.‬‬
‫‪ 39 -‬عضوا في الواليات التي يترواح عدد سكانها ‪ 250001‬و ‪ 650000‬نسمة‪.‬‬
‫‪ 43 -‬عضوا في الواليات التي يترواح عدد سكانها ‪ 650001‬و ‪ 950000‬نسمة‪.‬‬
‫‪ 47 -‬عضوا في الواليات التي يترواح عدد سكانها ‪ 950001‬و ‪ 1150000‬نسمة‪.‬‬
‫‪ 51 -‬عضوا في الواليات التي يترواح عدد سكانها ‪ 1150001‬و ‪ 1250000‬نسمة‪.‬‬
‫‪ 55 -‬عضوا في الواليات التي يفوق عدد سكانها ‪ 1250000‬نسمة‪.‬‬
‫• و طبقا للتعداد السكاني المعلن عنه رسميا (‪ )2‬فإن عدد المقاعد على المستوى الوطني موزعة كمايلي ‪:‬‬
‫‪ 12 -‬مجلسا والئيا يتكون من ‪ 35‬عضو‪.‬‬
‫‪ 26 -‬مجلسا والئيا يتكون ‪ 39‬عضو ‪.‬‬
‫‪ 8 -‬مجالس تتكون من ‪ 43‬عضو‪.‬‬
‫‪ -‬مجلس واحد يتكون من ‪ 47‬عضو‪.‬‬
‫‪ -‬مجلس واحد يتكون من ‪ 55‬عضو ‪.‬‬
‫وتبعا‬
‫لماقدم فإن أكثر من نصف عدد الواليات تتكون مجالسها من ‪ 39‬عضو (‪ 26‬والية)‬
‫‪.‬كما أن العدد المعتمد للمقاعد هو نفسه المعمول في قانون ‪. 1969‬‬

‫(‪ -)1‬عمار بوضياف ‪ ،‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪. 114-113‬‬


‫(‪ -)2‬أنظر الجريدة الرسمية رقم ‪ 49‬سنة ‪. 1997‬‬

‫ويضمن هذا العدد ‪:‬‬


‫‪ -1‬تمثيال أكثر و مشاركة أوسع للطبقة السياسية في تسيير شؤون اإلقليم خاصة بعد الدخول في نظام التعددية‬
‫الحزبية‪.‬‬
‫‪ -2‬يمكن هذا العدد المجلس من إنشاء لجانه‪.‬‬
‫بالنسبة‬
‫لمسألة تكوين المجلس الشعبي الوالئي يمكن اإلحالة على ما ورد –سابقا –‬
‫بشأن المجلس الشعبي البلدي سواء ما تعلق بموضوع الناخب أو المنتخب أو‬
‫العملية االنتخابية ‪ ،‬و ذلك باستناد و الرجوع إلى األحكام الوارد بقانون‬
‫االنتخابات و المشتركة بين جميع االستشارات االنتخابية أو تلك المتعلقة‬
‫بالمجالس االنتخابية (فقرة ‪ 156‬و مابعدها ) ‪.‬‬
‫مع ذلك يمكن اإلشارة –هنا‬
‫– إلى أن عدد أعضاء المجلس الشعبي الوالئي يتراوح بين ‪ 35‬و ‪ 55‬عضوا على أن‬
‫تكون كل دائرة انتخابية ممثلة بعضو على األقل‪.‬‬
‫‪ -‬الفرع الثاني ‪ :‬التسيير‬
‫أوال‪ :‬رئيس المجلس الشعبي الوالئي كيفية انتخابه و صالحياته ‪:‬‬
‫ينتخب‬
‫المجلس الشعبي الوالئي من بين أعضاءه رئيسا و ذلك بإعتماد أسلوب االقتراع‬
‫السري و باألغلبية المطلقة ‪ ،‬و إذا لم يحصل أي مترشح على األغلبية المطلقة‬
‫في الدور األول تجري انتخابات في دورة ثانية يكتفي فيها باإلغلبية النسبية‬
‫‪ ،‬و في حالة تساوي األصوات تسند رئاسة المجلس ألكبر المترشحين سنا و تكون‬
‫الرئاسة لكامل الفترة االنتخابية (‪ )1‬و بعد انتخابه يتولى رئيس المجلس‬
‫الشعبي الوالئي اختيار مساعدا له أو أكثر من بين المنتخبين و يقدمهم‬
‫للمجلس الشعبي للموافقة عليهم ‪ ،‬ويعين الرئيس في حالة تعدد النواب أحد‬
‫المساعدين إلنابته في حالة غيابه ‪ ،‬و في حالة حصول مانع للمساعد أو‬
‫للمساعدين يعين المجلس من بين أعضاءه من يتولى مهام الرئاسة (‪ )2‬أما عن‬
‫صالحيات رئيس المجلس الشعبي الوالئي فهي كثيرة نذكر منها ‪:‬‬
‫‪ -1‬يتولى رئيس المجلس إرسال اإلستدعاءات لألعضاء مرفقة بجدول األعمال وشعر الوالي بذلك‪.‬‬
‫‪ -2‬يتولى إدارة المناقشات ‪.‬‬
‫‪ -3‬يقترح مكتب المجلس و يقدمه للمجلس لإلنتخابه ‪.‬‬
‫‪ -4‬يطلع أعضاء المجلس بالوضعية المالية العامة للوالية‪.‬‬

‫(‪ -)1‬أنظر المادة ‪ 25‬من قانون الوالية لسنة ‪. 1990‬‬


‫(‪ -)2‬أنظر المادة ‪ 26‬و ‪ 27‬من قانون الوالية لسنة ‪. 1990‬‬

‫موضوع‪ :‬رد‪ :‬بحث الوالية فى القانون الجزائري *بحث كامل*‬ ‫القانوني‬


‫األحد أبريل ‪pm 10:56 2009 ,19‬‬ ‫المـديـر العـــام‬

‫وبهدف‬
‫القيام بمهامه على أفضل وجه فرض المشرع بموجب المادة ‪ 32‬من قانون الوالية‬
‫أن يتفرغ رئيس المجلس وال يباشر أي مهمة أخرى ‪ ،‬وتمكنه بالمقابل من أن‬
‫يتلقى تعويضا عن ذلك وهذا ما نصت عليه المادة ‪ 33‬كما فرض القانون على‬
‫الوالي أن يضع تحت تصرف رئيس المجلس كل الوسائل المادية و الوثائق ألداء‬
‫مهامه ‪.‬‬
‫ويجوز لرئيس المجلس قانونا أن يقدم استقالة و يفصح عن رغبته في‬
‫التخلي عن رئاسة المجلس وهذا أمام هيئة المدوالة ( المجلس الشعبي الوالئي‬
‫) وفي هذه الحالة يختار المجلس رئيسا جديد له حسب الطريقة المذكورة‪.‬‬
‫الوضعية‬
‫القانونية للمنتخب ‪ :‬طبقا للمادة ‪ 36‬من قانون الوالية فإن المهمة‬
‫االنتخابية داخل المجلس مجانية أي تتم دون مقابل ألنها من حيث األصل تدخل‬
‫ضمن النشاط السياسي للفرد ‪ ،‬وحتى يمكن المشرع أعضاء المجلس من الحضور‬
‫أعتبر استدعاء المجلس بمثابة مبرر للغياب وحظر على اإلدارة المستخدمة فسخ‬
‫عقد العمل بسبب غياب العضو المنتخب وحضور أشغال المجلس‪.‬‬
‫وفي حالة وفاة‬
‫العضو أو استقالته أو إقصاءه يستخلف بالمتر شح الوارد في نفس القائمة‬
‫مباشرة بعد بعد المنتخب األخير‪ .‬ويثبت االستخالف بموجب مداولة من المجلس‪.‬‬
‫وحري‬
‫بنا اإلشارة أن هذه المادة ينبغي أن تكون محل تعديل لتضاف إليها حالة أخرى‬
‫هي اختيار عضو أو عضوين من أعضاء المجلس ضمن الفئة المنتخبة‪ M‬في مجلس األمة‬
‫‪.‬‬
‫ويمكن للعضو داخل المجلس أن يقدم استقالته ‪ .‬وهنا فرض القانون طريقة‬
‫واحد لالستقالة تمثلت في تقديم رسالة مضمونة مع إشعار بالوصول توجه لرئيس‬
‫المجلس وتصبح نهائية ونافذة من تاريخ إستالمها ‪ ،‬وإال بعد شهر من تاريخ‬
‫اإلرسال‪.‬‬
‫‪ -‬النظام اإلنتخابي (‪: )1‬‬
‫إن الحديث عن النظام االنتخابي يقتضي تسليط الصوء على ثالثة محاور هي‪:‬الناخب و المنتخب و العملية اإلنتخابية‪.‬‬
‫أ)‪-‬‬
‫الناخب ‪ :‬نصت المدة ‪ 50‬من الدستور على " أن كل مواطن تتوفر فيه الشروط‬
‫القانونية أن ينتخب أو أن ينتخب" ورجوعا لقانون اإلنتخابات نجده قد حدد في‬
‫نص مادته الخامسة شروط اإلنتخاب وهي ‪:‬‬
‫‪ -1‬الجنسية ‪ :‬يعد ناخب كل جزائري وجزائرية دون تفرق في الجنس‪.‬‬
‫‪-2‬‬ ‫أوسمــة العضــو‪:‬‬
‫السن ‪ 18‬سنة يوم االقتراع وهي سن أقل من سن الرشدالمحدد في المادة ‪ 40‬من‬
‫القانون المدني ولعل الحكمة التي أراد المشرع تحقيقها من خالل هذا التخفيض‬
‫هو ضمن مشاركة أوسع لهيئة الناخبين ‪.‬‬
‫‪ -3‬التمتع بالحقوق المدنية و السياسية وهذا شرط بديهي‪.‬؟‬
‫‪ -4‬عدم وجود الناخبين في حالة من حاالت التنافي‪.‬‬
‫‪ -5‬التسجيل في القائمة اإلنتخابية‪.‬‬

‫(‪ -)1‬عمار بوضياف ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪ 116‬ومايليها ‪.‬‬

‫ب)‪-‬‬
‫المنتخب ‪ :‬يجب من حيث األصل أن تتوفر في المرشح لعصوية المجلس الشعبي‬
‫الوالئي جميع الشروط الناخب أوال وتضاف إليها الشروط الخاصة بالعضوية وعلى‬
‫العموم فإن الترشح لنيل عضوية المجلس يمكن إجمالها في ‪:‬‬
‫‪ -1‬الجنسية وهي شرط عام ينطبق على الناخب و المنتخب‪.‬‬
‫‪ -2‬التمتع بالحقوق المدنية و السياسية وهو شرط عام أيضا ‪.‬‬
‫‪ -3‬السن ‪ 25‬سنة وكانت في ضوء القانون القديم ‪ 23‬سنة‬
‫‪ -4‬أن ال يكون المرشح في حالة من حاالت التنافي أي أن ال يكون منتميا إلحدى الطوائف المبعدة من حق الترشح‪.‬‬
‫ج)‪-‬‬
‫العملية‪ M‬اإلنتخابية ‪ :‬تتضمن العملية اإلنتخابية مجموع من اإلجراءات‪ M‬و‬
‫األعمال التي فرصها المشرع من خالل قانون اإلنتخابات بدءا بإعداد القوائم‬
‫اإلنتخابية ومراجعتها إلى غاية الفرز وإعالن النتائج وما تثيره هذه‬
‫العملية من منازعات‪.‬‬
‫القائمة اإلنتخابية‪ :‬وتتم مراجعتها سنويا بصفة‬ ‫عدد الرسائل‪1500 :‬‬
‫منتظمة ودائمة خالل الثالثي األخير من كل سنة بأمر من رئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي وينشر إشعار بهذا الشأن ويشرف على المراجعة‪ M‬لجنة تتكون من ‪:‬‬
‫‪ -‬قاصي يعينه رئيس المجلس القضائي المختص رئيسا‪.‬‬ ‫العمر‪25 :‬‬
‫‪ -‬رئيس رئيس المجلس الشعبي البلدي عضوا‪.‬‬
‫‪ -‬ممثل عن الوالي ‪.‬‬
‫*استدعاء‬ ‫الموقع‪:‬‬
‫هيئة الناخبين ‪ :‬طبقا للمادة ‪ 29‬من قانون االنتخابات تستدعي الهيئة‬
‫االنتخابية بمرسوم رئاسي في غضون األشهر الثالثة التي تسبق تاريخ إجراء‬ ‫‪http://droit.alafdal.ne‬‬
‫االنتخابات‪.‬‬
‫* مدة االقتراع ‪ :‬يدوم االقتراع يوما واحد يحدد بمرسوم‬
‫‪t‬‬
‫رئاسي غير أنه يمكن لوزير الداخلية بطلب من الوالة أن يرخص لهم بتقديم‬
‫افتتاح االقتراع بـ‪ 72‬ساعة على األكثر في البلديات التي يتعذر فيه إجراء‬
‫االقتراع في يوم واحد‪.‬‬
‫البلد‪ :‬الجزائر‬
‫*مميزات االقتراع ‪ :‬يتميز االقتراع بمجموعة مواصفات ‪:‬‬
‫‪ -‬العمومية ‪ :‬فهو عام ال يمس جنسا دون آخر أو فئة دون أخرى ‪.‬‬
‫‪-‬‬ ‫تاريخ التسجيل‪:‬‬
‫السرية ‪ :‬ال يتم التعبير من قبل الناخب علنا بل بصفة سرية ولقد عمل‬ ‫‪18/12/2008‬‬
‫القانون على تجسيد هذا المبدأ بتوفير وسائل السرية وهي ‪ :‬المظروف و المعزل‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬الشخصية ‪ :‬إن التعبير عن اإلرادة في مجال االنتخابات يتم من حيث‬
‫االصل بصفة شخصية غير أن المشرع أجاز استعمال نظام الوكالة في مواصع معينة‬
‫نصت عليها المادة ‪ 62‬من قانون االنتخاب وهي‪:‬‬
‫‪ -‬المرضى الموجودون في المستشفيات‪.‬‬
‫‪-‬العجزة وذوي العطب‬
‫‪-‬العمال الذين يعملون خارج واليتهم ‪.‬‬
‫‪-‬الموجودون مؤقتا في الخارج‬

‫ومن‬
‫الطبيعي أن يكون الوكيل ناخبا وأن ال يكون حائزا ألكثر من وكالة هذا مع‬
‫مالحظة أنه وطبقا لقرار المجلس الدستور اليجوز ألحد الزوجين أم يوكل اآلخر‬
‫وتتم الوكالة بعقد أمام اللجنة اإلدارية المذكورة سابقا‪.‬‬
‫* الفــرز ‪:‬‬
‫ويتمثل في عملية حساب األصوات وهي مرحلة في غاية من الخطورة لذا يجب ضبطها‬
‫بشكل دقيق لضمان نزاهة العملية اإلنتخابية فمن حيث الزمان يجب أن يتم‬
‫الفرز كما نصت المادة ‪ 53‬من قانون االنتخابات فورا أي فور نهاية اختتام‬
‫االقتراع وتتواصل‪ M‬دون انقطاع حتى نهاية الفرز ومن حيث المكان يتم الفرز في‬
‫مكاتب التصويت ومن حيث الشكل يتم علنا أي بحصور الناخبين ويتولى الفرز‬
‫الناخبون أنفسهم بعد اختيارهم من قبل أعصاء مكتب التصويت ‪.‬‬
‫* إعالن‬
‫النتائـج ‪ :‬تشرف إعالن النتائج النهائية لجنة والئية تتكون من ثالثة قضاة‬
‫يعينهم وزير العدل وتجتمع بمقر مجلس القضاة أو المحكمة ‪.‬‬
‫‪ Sessions‬ثانيا‪ :‬الدورات‬
‫يعقد المجلس الشعبي الوالئي (م‪.‬ش‪.‬و) دورات عادية ودورات إستثنائية‬
‫أ)‪ -‬الدورات العادية ‪ :‬يعقد المجلس أربعة (‪ )04‬دورات عادية في السنة مدة الواحدة ‪ 15‬يوما ‪ ،‬يمكن تمديدها إلى ‪ 07‬أيام‬
‫أخرى ‪.‬‬
‫وقد نص قانون الوالية على ضرورة إجرائها في تواريخ محددة ‪ ،‬وإال عدت باطلة ‪ ،‬وهي أشهر ‪ :‬مارس ‪ ،‬جوان ‪ ،‬سبتمبر ‪،‬‬
‫وديسمبر ‪.‬‬
‫كما يشترط القانون أن يوجه الرئيس اإلستدعاءات إلعضاء المجلس قبل ‪ 10‬أيام من تاريخ إنعقاد الدورة مرفقة بجدول‬
‫األعمال ‪.‬‬
‫ب)‪-‬‬
‫الدورات اإلستثنائية ‪ :‬يمكن للمجلس ‪ ،‬عندما تقتضي الحاجة إلى ذلك أن يعقد‬
‫دورات استثنائية ( غير عادية ) سواء بطلب من رئيس المجلس الشعبي الوالئي‬
‫أو ثلث (‪ )1/3‬أعضاء المجلس ‪،‬أو الوالي ‪.‬‬
‫وإذا كان قانون الوالية قد نص‬
‫في المادة ‪ 14‬منه على أن يوجه الرئيس اإلستدعاءات لعقد الدورة اإلستثنائية‬
‫قبل ‪ 5‬أيام ‪ ،‬إال أنه لم يحدد مدتها ‪.‬‬

‫موضوع‪ :‬رد‪ :‬بحث الوالية فى القانون الجزائري *بحث كامل*‬ ‫القانوني‬


‫األحد أبريل ‪pm 10:59 2009 ,19‬‬ ‫المـديـر العـــام‬

‫‪ Délibérations )1( :‬ثالثا‪ :‬المداوالت‬


‫يجري‬
‫المجلس الشعبي الوالئي خالل دوراته ‪ ،‬مداوالت تنصب على إحدى صالحياته‬
‫وتخضع كماهو الشأن بالنسبة للبلدية ( سابقا‪ ،‬فقرة ‪ )183‬إلى القواعد‬
‫األساسية التالية ‪:‬‬
‫أ)‪ -‬العالنية ‪ :‬القاعدة العامة أن تكون مداوالت المجلس عالنية ضمانا للرقابة الشعبية ‪ ،‬إال في حالتين ‪:‬‬
‫‪ -‬فحص الحالة االنضباطية للمنتخبين الوالئيين‪،‬‬
‫‪ -‬فحص المسائل المرتبطة باألمن و النظام العام‬
‫ب)‪-‬التصويت‬
‫‪ :‬تتم المصادقة على المداوالت باألغلبية المطلقة لألعضاء الممارسين مع‬
‫ترجيح صوت الرئيس عند التساوي وفقا لماورد بالمادة ‪ 47‬من قانون الوالية‪.‬‬
‫‪ Commissions :‬رابعا ‪ :‬اللجان‬
‫على‬
‫غرار ماهو سائد في التنظيم البلدي (سابقا ‪ ،‬فقرة ‪ ) 169‬خول قانون الوالية‬
‫للمجلس الشعبي الوالئي تشكيل لجان متخصصة لدراسة المسائل التي تهم الوالية‬
‫سواء كانت مؤقتة أو دائمة ‪ ،‬خاصة في المجاالت ‪:‬‬
‫اإلقتصاد و المالية ‪ ،‬التهيئة العمرانية و التجهيز و الشؤون اإلجتماعية و الثقافية ‪.‬‬
‫ويجب أن تراعى في تشكيل اللجنة التناسب مع المكونات السياسية للمجلس كما يمكن للجنة أن تستعين بأي شخص‬ ‫أوسمــة العضــو‪:‬‬
‫من شأنه تقديم معلومات مفيدة‪.‬‬
‫‪ -‬الفرع الثالث ‪ :‬اإلختصاصات‬
‫لقد‬
‫تأثر قانون الوالية رقم ‪ 09-90‬باألسس و المبادئ الواردة في دستور ‪ 1989‬وهو‬
‫ما يتجلى من خالل تحديد صالحيات واختصاصات المجلس الشعبي الوالئي ‪ ،‬وذلك‬
‫بعد التخلي – مذهبيا – عن اإلختيار اإلشتراكي الذي كان يكرسه دستور ‪. 1976‬‬
‫وعلى‬
‫كل ‪ ،‬فإن اختصاصات المجلس الشعبي الوالئي تشمل جميع أعمال التنمية‪M‬‬
‫اإلقتصادية و اإلجتماعية و الثقافية وتهيئة إقليم الوالية وحماية البيئة ‪.‬‬
‫فللمجلس أن يتداول في المجاالت التالية ‪:‬‬
‫أ)‪ -‬الفالحة و الري ‪:‬‬
‫توسيع‬
‫و ترقية الفالحة ‪ ،‬الوقاية من اآلفات اإلجتماعية ‪ ،‬التشجير وحماية البيئة‬
‫و الغابات‪ ،‬الصحة الحيوانية ‪ ،‬المياه الصالحة للشرب وتطهير المياه ‪.‬‬
‫(‪ -)1‬محمد الصغير بعلي ‪ ،‬قانون اإلدارة المحلية الجزائرية ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 120‬‬

‫ب)‪ -‬الهياكل األساسية االقتصادية ‪:‬‬


‫وذلك‬
‫بالقيام باألعمال واألنشطة التالية ‪ :‬تهيئة طرق الوالية وصيانتها‬ ‫عدد الرسائل‪1500 :‬‬
‫وتصنيفها‪،‬ترقية هياكل االستقبال األنشطة ‪ ،‬اإلنارة الريفية وفك العزلة ‪.‬‬
‫ج)‪ -‬التجهيزات‪ M‬التربوية و التكوينية ‪:‬‬
‫حيث تتولى الوالية إنجاز وصيانة مؤسسات التعليم ‪ :‬الثانوي و التقني و التكوين المهني ‪.‬‬
‫د)‪ -‬النشاط االجتماعي و الثقافي ‪:‬‬
‫العمر‪25 :‬‬
‫حيث‬
‫يقوم المجلس بعدة أعمال في هذا المجال ‪ ،‬و المتمثلة‪ M‬أساسا فيمايلي ‪:‬‬
‫التشغيل (وخاصة بالنسبة للشباب) ‪ ،‬إنجاز هياكل الصحة العمومية ‪ ،‬القيام‬
‫الموقع‪:‬‬
‫بأعمال الوقاية الصحية ‪ ،‬مساعدة الفئات اإلجتماعية المحتاجة إلى رعاية (‬ ‫‪http://droit.alafdal.ne‬‬
‫المعوقين و المسنين ) ‪ ،‬إنشاء المؤسسات الثقافية والرياضية وبعث وتنمية‬
‫التراث الثقافي والسياحي بالوالية‪.‬‬ ‫‪t‬‬
‫هـ)‪ -‬السكن ‪ :‬إذ يساهم المجلس ويشجع إنشاء مؤسسات البناء و التعاونيات العقارية ‪.‬‬
‫إن نظرة فاحصة الختصاصات وصالحيات المجلس الشعبي الوالئي‪ ،‬تسمح بإبداء المالحظات األساسية التالية ‪:‬‬
‫‪-1‬‬ ‫البلد‪ :‬الجزائر‬
‫يمكن للمجلس أن يتداول في أية قضية تهم الوالية ‪ ،‬تتصل بإحدى المجاالت‬
‫السابقة ‪ ،‬باقتراح من ‪ :‬ثلث (‪ )1/3‬من أعضاء المجلس أو الرئيس أو الوالي ‪،‬‬
‫كما تشير المادة ‪ 55‬من قانون الوالية ‪.‬‬ ‫تاريخ التسجيل‪:‬‬
‫‪ -2‬يشكل المجلس الشعبي الوالئي‬
‫هيئة اتصال بين اإلدارة المركزية و اإلدارة المحلية ذلك أن المادة ‪ 56‬من‬
‫‪18/12/2008‬‬
‫قانون الوالية تنص على مايلي ‪ (( :‬يقدم المجلس الشعبي الوالئي اآلراء التي‬
‫تقتضيها القوانين و التنظيمات ‪ ،‬كما يمكنه زيادة على ذلك أن يقدم‬
‫االقتراحات أو المالحظات الخاصة بشؤون الوالية والتي يرسلها الوالي للوزير‬
‫المختص مرفقة برأيه في آجل أقصاه ‪ 30‬يوما )) ‪.‬‬
‫‪ -3‬يتميز تدخل الوالية‬
‫بالطابع المكمل‪ M‬لوظيفة البلدية ‪ ،‬ذلك أن العديد من أحكام قانون الوالية‬
‫المتعلقة‪ M‬باختصاصات المجلس الشعبي للوالية تنص عل أن تدخل المجلس الشعبي‬
‫الوالئي يكون في حالة تجاوز النشاط لإلطار اإلقليمي للبلديات أو لقدراتها‬
‫(‪ ، )1‬كما لها أن تتدخل تنسيقا وتشاورا مع البلديات أو دعما لها (‪)2‬‬

‫(‪-)1‬أنظر مثال المادة ‪ 69‬و‪ 76‬منه‪.‬‬


‫(‪ -)2‬أنظر مثال المواد ‪ 82،80،79،78،77،75،59‬منه ‪.‬‬

‫‪ -‬المطلب‪ M‬الثاني ‪ :‬الـــوالي‬


‫يعتبر‬
‫الوالي سلطة إدارية وسلطة سياسية في نفس الوقت ويستخلص من النصوص‬
‫القانونية بأنه يشكل السلطة األساسية في الوالية ‪ .‬وعلى هذا األساس ‪.‬يتمتع‬
‫بصالحيات هامة جدا تتمثل في كونه من جهة ممثل للدولة ومن جهة أخرى ممثل‬
‫للوالية‪)1(.‬‬
‫‪ -‬الفرع األول ‪ :‬التعيين وإنتهاء المهام‬
‫طبقا للمرسوم‬
‫الرئاسي رقم ‪ 44-89‬الصادر في ‪ 1989-04-10‬المشار إليه سالفا وغيرها من‬
‫النصوص وخاصة المرسوم التنفيذي رقم ‪ 25-90‬المؤرخ في ‪ 1990-07-25‬المتعلق‬
‫بالتعيين في الوظائف العليا في اإلدارة المحلية ‪ ،‬ينعقد اإلختصاص بتعيين‬
‫الوالي إلى رئيس الجمهورية بموجب مرسوم رئاسي يتخذ في مجلس الوزراء بناء‬
‫على إقتراح من وزير الداخلية ‪.‬‬
‫ونظرا ألهمية الدور المنوط بالوالي و‬
‫مركزه الحساس ‪ ،‬فقد تأكد اختصاص رئيس الجمهورية بتعيين الوالة بموجب النص‬
‫عليه صراحة في صلب الدستور المعدل سنة ‪ ، 1998‬طبقا للمادة ‪ 78‬منه ‪.‬‬
‫وال‬
‫يوجد ‪ -‬حاليا – نص قانوني يبين و يحدد الشروط الموضوعية و المعايير التي‬
‫يتم بموجبها تعيين الوالة ذلك أن الطبيعة المزدوجة لمهمة الوالي (إدارية و‬
‫سياسة) تجعل عملية وضع قانون أساسي له من األمور المعقدة ‪.‬‬
‫أما بالنسبة النتهاء مهامه فهي تتم طبقا لقاعدة توازي األشكال بموجب مرسوم رئاسي وباإلجراءات‪ M‬نفسها المتبعة‪ M‬لدى‬
‫تعينه ‪.‬‬
‫‪ -‬الفرع الثاني ‪ :‬الصالحيات‬
‫يتمتع‬
‫الوالي باالزدواجية في اإلختصاص ‪ ،‬حيث يحوز على سلطات بصفته هيئة تنفيذية‬
‫للمجلس الشعبي الوالئي ‪ ،‬كما يمارس سلطات أخرى بإعتباره ممثال للدولة ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الوالي هيئة تنفيذية للمجلس الشعبي الوالئي‪:‬‬
‫وبهذه الصفة يقوم الوالي بممارسة الصالحيات األساسية التالية ‪:‬‬
‫أ)‪-‬‬
‫تنفيذ مداوالت المجلس الشعبي الوالئي ‪ :‬وذلك بموجب إصدار قرارات‪ M‬والئية‬
‫بإعتباره جهاز تنفيذ لما يصادق عليه جهاز المداولة‪ ( M‬م ‪ .‬ش‪.‬و ) ‪.‬‬
‫ب)‪ -‬اإلعــالم ‪ :‬يلزم القانون الوالية الوالي بضرورة إطالع وإعالم المجلس الشعبي الوالئي بوضعية ونشاطات الوالية ‪،‬‬
‫وذلك عن طريق ‪:‬‬
‫‪ -‬إطالع رئيس المجلس ‪ ،‬بين الدورات ‪ ،‬بإنتظام عن مدى تنفيذ مداوالت المجلس‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم تقرير حول مدى تنفيذ المداوالت عن كل دورة عادية ‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم بيان سنوي للمجلس يتضمن نشاطات مصالح الدولة في الوالية من جهة و من جهة أخرى و الذي‬

‫(‪ -)1‬ناصر لباد ‪ ،‬القانون اإلداري ( التنظيم اإلداري ) ‪ ،‬منشورات دحلب ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬سنة ‪ ،2001‬ص ‪.118‬‬
‫يمكن أن ينتج عن مناقشته رفع الئحة إلى السلطة الوصية (الوزارة ) ‪.‬‬
‫ج)‪-‬‬
‫تمثيل الوالية ‪ :‬خالفا للوضع في البلدية ‪ ،‬حيث يمثل رئيس المجلس البلدي‬
‫البلدية ‪ ،‬فإن مهمة تمثيل الوالية مسندة قانونا للوالي ‪ ،‬وليس إلى رئيس‬
‫المجلس الشعبي الوالئي ‪.‬‬
‫‪ -‬ومن ثم فإن الوالي يمثل الوالية في جميع‬
‫أعمال الحياة المدنية و اإلدارية طبقا للتشريع الساري المفعول ‪ ،‬كما يمثل‬
‫الوالي الوالية أمام القضاء سواء كان مداعيا أو مدعى عليه بإستثناء الحالة‬
‫الواردة بالمادة ‪ 54‬من قانون الوالية و التي مفادها أنه ‪ (( :‬يمكن رئيس‬
‫المجلس الشعبي الوالئي بإسم الوالية أن يطعن لدى الجهة القضائية المختصة‬
‫في كل قرار صادر من وزير الداخلية يثبت بطالن أي مداولة ‪ ،‬أو يعلن إلغاءها‬
‫أو يرفض المصادقة عليها)) وهو ماذهبت إليه ضمنا المادة ‪ 87‬من قانون‬
‫الوالية ‪.‬‬
‫د)‪ -‬ممارسة السلطة الرئاسية ‪ :‬على موظفي الوالية ‪ ،‬كما تشير المادة ‪ 106‬من قانون الوالية ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬الوالي ممثل للدولة ‪:‬‬
‫يجسد الوالي صورة حقيقية لعدم التركيز اإلداري ‪ ،‬نظرا للسلطات و الصالحيات المسندة إليه بإعتباره ممثال للدولة في‬
‫إقليم الوالية ‪.‬‬
‫وتتمثل أهم االختصاصات الموكلة للوالي بهذه الصفة ‪ ،‬في ‪:‬‬
‫أ‪-‬‬
‫الضبط ( الشرطة ) ‪ :‬كما هو الشأن بالنسبة لرئيس المجلس الشعبي البلدي ‪،‬‬
‫فإن الوالي يتمتع بالعديد من سلطات الضبط اإلداري ( الشرطة اإلداري ) كما‬
‫نص قانون اإلجراءات الجزائية أيضا على سلطات الوالة في مجال الضبط القضائي‬
‫‪.‬‬
‫‪ -1‬الضبط اإلداري ‪ :‬حيث تنص المادة ‪ 96‬من قانون الوالية على أن ‪(( :‬‬
‫الوالي مسؤول على المحافظة على النظام و األمن والسالمة و السكينة العام‬
‫)) ‪ ،‬حيث يزود بالوسائل البشرية و القانونية الالزمة (الحقا فقرة ‪. )284‬‬
‫‪-2‬‬
‫الضبط القضائي ‪ :‬لقد خولت المادة ‪ 28‬من قانون اإلجراءات‪ M‬الجزائية سلطات‬
‫للوالة في مجال الضبط القضائي ‪ ،‬مع إحاطتها بجملة من القيود ‪ ،‬من أهمها ‪:‬‬
‫‪ -‬ممارسة الوالي لسلطة الضبط القضائي في حالة وقوع جناية أو جنحة ضد أمن الدولة ‪.‬‬
‫‪ -‬توافر حالة اإلستعجال ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم علمه أن السلطة القضائية قد أخطرت بوقوع جريمة ‪.‬‬
‫وحتى‬
‫في هذه الحالة ‪ ،‬فإن سلطة الوالي مقيدة من حيث الزمان ‪ ،‬ذلك أنه يجب على‬
‫الوالي أن يبلغ وكيل الجمهورية خالل مدة أقصاها ‪ 48‬ساعة متخليا بذلك عن‬
‫جميع اإلجراءات‪ M‬للسلطة القضائية المختصة‪.‬‬

‫موضوع‪ :‬رد‪ :‬بحث الوالية فى القانون الجزائري *بحث كامل*‬ ‫القانوني‬


‫األحد أبريل ‪pm 11:01 2009 ,19‬‬ ‫المـديـر العـــام‬

‫‪ -‬المبحث الثالث ‪ :‬الرقابة على الــوالية‬


‫تخضع‬
‫الوالية ‪ ،‬بإعتبارها هيئة إدارية ‪ ،‬إلى مختلف صور و أنواع الرقابة التي‬
‫عرضناها لدى معالجتنا للنظام الرقابي المبسوط على البلدية مع بعض األحكام‬
‫الخاصة التي تقتضيها وضعية الوالية بالنسبة للجهاز اإلداري بالدولة ‪.‬‬
‫وعليه‬
‫سنعمد –هنا – فقط إلى التطرق إلى الرقابة اإلدارية المبسوطة خاصة على‬
‫المجلس الشعبي الوالئي سواء بالنسبة ‪ :‬ألعضائه ‪ ،‬وأعماله و مداوالته ‪ ،‬أو‬
‫بإعتباره إحدى هيئات الوالية ‪.‬‬
‫أما إلدارة الوالية ‪ ،‬فهي تخضع لألحكام‬
‫العامة بهذا الصدد حيث تنص المادة ‪ 106‬من قانون الوالية على مايلي ‪(( :‬‬
‫للوالية إدارة توضع تحت اإلدارة السلمية للوالي وتكلف بتنفيذ مداوالت‬
‫المجلس الشعبي الوالئي وقرارات الحكومة بتولي الوالي التنسيق العام‬
‫لإلدارة ))‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب األول ‪ :‬الرقابة على أعضاء المجلس الشعبي الوالئي‬
‫تمارس‬ ‫أوسمــة العضــو‪:‬‬
‫جهة الوصاية ( اإلدارة المركزية ) رقابتها على أعضاء المجلس الشعبي‬
‫الوالئي ‪ ،‬من حيث إمكانية توقيفهم أو إقالتهم أو إقصائهم بموجب مداولة من‬
‫المجلس الشعبي الوالئي ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬التوقيف ‪: Suspension‬‬
‫تنص المادة ‪ 41‬من قانون الوالية على مايلي ‪:‬‬
‫" إذا تعرض عضو منتخب لمتبعة جزائية ال تسمح له بمتابعة ممارسة مهامه قانونا ‪ ،‬يمكن توقيفه ‪.‬‬
‫ويتم اإلعالن عن توقيف بقرار معلل صادر عن وزير الداخلية حتى صدور قرار الجهة القضائية المختصة "‬
‫وبناء عليه ‪ ،‬فإنه يشترط لصحة قرار التوقيف أن يقوم على األركان التالية ‪:‬‬
‫أ)‪-‬‬
‫من حيث السبب ‪ :‬يرجع سبب توقيف العضو المنتخب بالمجلس الشعبي الوالئي إلى‬
‫حالة قانونية وحيدة قد يوجد فيها ذلك العضو اال وهي المتابعة الجزائية‬
‫التي ال تسمح له بممارسة مهامه قانونيا ‪ ،‬ضمانا وحماية له كممثل لإلرادة‬
‫الشعبية ‪.‬‬
‫ب)‪ -‬من حيث اإلختصاص ‪ :‬يعود إعالن قرار توقيف العضو إلى وزير الداخلية ‪ ،‬كجهة وصاية ‪.‬‬
‫ج)‪-‬‬
‫من حيث المحل ‪ :‬يتمثل موضوع ومحل قرار التوقيف في تعطيل ممارسة العضو‬
‫المنتخب بالمجلس الشعبي الوالئي وتعليقها لفترة معينة ومحدودة ‪:‬‬
‫‪ -‬تبدأ من تاريخ صدور قرار التوقيف الصادر من وزير الداخلية ‪،‬‬
‫‪ -‬إلى تاريخ القرار النهائي من الجهة القضائية الجنائية المختصة ‪.‬‬
‫د)‪ -‬الشكل و اإلجراءات‪ : M‬لم تشر المادة السابقة صراحة إلى أشكال أو إجراءات معينة ‪،‬إال ان األمر يقتضي‬
‫– عمليا – اتباع إجراءات من طرف مصالح الوالية و الجهات القضائية ‪ ،‬كما أن قرار التوقيف يجب أن يفرغ في قرار وزاري‬
‫مكتوب ‪.‬‬

‫هـ) – الهدف (الغاية ) ‪ :‬يسعى قرار التوقيف الى الحفاظ على نزاهة و مصداقية التمثيل الشعبي ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬االقالة (االستقالة الحكمية ) ‪: Démission d’office‬‬
‫‪ -‬تنص المادة ‪ 40‬من قانون الوالية على مايلي ‪:‬‬
‫"‬
‫يعد كل عضو في مجلس شعبي والئي يجد نفسه تحت طائلة عدم قابلية انتخاب أو‬
‫في حالة تناف ‪ ,‬منصوص عليها قانونيا ‪ ,‬مستقيال فورا بموجب مداولة من‬
‫المجلس الشعبي الوالئي ‪.‬‬
‫عدد الرسائل‪1500 :‬‬
‫ويقوم رئيس المجلس الوالئي على الفور بإعالم الوالي بذلك ‪.‬‬
‫و في حالة تقصيره ‪ ,‬و بعد اعذاره من الوالي ‪ ,‬يعلن وزير الداخلية بحكم القانون عن طريق االستقالة بقرار "‪.‬‬
‫كما تشير المادة ‪ 39‬منه الى االستقالة االدارية للعضو ‪.‬‬ ‫العمر‪25 :‬‬
‫‪ -‬وبناء عليه ‪ ,‬فإن قرار االقالة يجب أن يستند – لصحته – الى االركان التالية ‪:‬‬
‫أ)‪-‬‬
‫من حيث السبب ‪ :‬يتمثل سبب االقالة أو االستقالة الحكمية للعضو في أن يصبح‬ ‫الموقع‪:‬‬
‫‪ ,‬بعد انتخابه ‪ ,‬في إحدى الحالتين القانونيتين المتمثلتين في ‪:‬‬
‫‪ -1‬حالة من حاالت عدم القابلية لالنتخاب ‪ ,‬الواردة في قانون االنتخابات كما رأينا ( سابقا فقرة ‪. ) 47‬‬
‫‪http://droit.alafdal.ne‬‬
‫‪ -2‬حالة من حاالت التنافي أو التعارض الواردة بالقانون االساسي الذي يخضع له المنتخب ‪.‬‬ ‫‪t‬‬
‫ب)‪ -‬من حيث اإلختصاص ‪ :‬يمكن ‪ ,‬في الواقع ‪ ,‬أن يتم التصريح باالستقالة الحكمية للعضو من طرف المجلس الشعبي‬
‫الوالئي ‪.‬‬
‫و في حالة تقصيره ‪ ,‬يتم االعالن عن تلك االستقالة بقرار من وزير الداخلية‪.‬‬ ‫البلد‪ :‬الجزائر‬
‫ج)‪-‬‬
‫من حيث المحل ‪ :‬خالفا للتوقيف ‪ ,‬يترتب على االستقالة الحكمية للمنتخب‬
‫الوالئي وضع حد نهائي للعضوية بالمجلس ‪ ,‬اي يتم إلغاء مركزه القانونـي‬
‫تاريخ التسجيل‪:‬‬
‫كعضو بالمجلس الشعبي الوالئي ‪ ,‬بما له من حقوق وما عليه من التزمات ‪.‬‬
‫د)‪ -‬الشكل و اإلجراءات ‪ :‬يشترط قانون الوالية إقالة العضو ‪:‬‬ ‫‪18/12/2008‬‬
‫‪ -‬اجراء جوهريا هو ‪ :‬إعذار الوالي للعضو بتقديم االستقالة ‪,‬‬
‫‪ -‬اجراء مداولة للمجلس الشعبي الوالئي ‪,‬‬
‫‪ -‬وشكل جوهريا هو ‪ :‬القرار الوزاري المكتوب ‪.‬‬
‫هـ) – الهدف ‪ :‬يرتبط الهدف – هنا‪-‬بأحد سببي القرار االقالة المشار اليهما سابقا ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬االقصاء ) ‪Exclusion : (1‬‬


‫تنص المادة ‪ 42‬من قانون الوالية على مايلي‪:‬‬
‫" تطبق أحكام المادة ‪ 38‬أعاله على كل منتخب تعرض إلدانة جزائية تسلبه أهلية االنتخاب ‪".‬‬
‫وبالرجوع‬
‫غلى المادة ‪ 38‬منه نجدها تنص على أنه ‪ " :‬في حالة وفاة عضو من أعضاء‬
‫المجلس الشعبي الوالئي أو استقالته أو إقصائه يستخلف بالمترشح الوارد في‬
‫نفس القائمة مباشرة بعد المنتخب األخير منها ‪.‬‬
‫يثبت المجلس الشعبي الوالئي هذا االستخالف بمداولة ‪ ،‬ويطلع الوالي على ذلك"‪.‬‬
‫‪ -‬ومن ثم ‪ ،‬فإن إقصاء العضو من المجلس الشعبي الوالئي يقتضي توافر االركان التالية ‪:‬‬
‫أ)‪ -‬من حيث السبب ‪ :‬يشترط لصحة إقصاء المنتخب الوالئي وجوده في حالة قانونية تتمثل في تعرضه ألدانة جزائية ‪.‬‬
‫وخالفا‬
‫للوضع في بالبلدية (سابقا‪ ،‬فقرة ‪ ، )79‬فإن المشرع قد عمد إلى تحديد وتقييد‬
‫سبب اإلقصاء حينما قصره فقط على اإلدانة الجزائية التي تنجم عنها فقدان‬
‫أهلية‪ M‬االنتخاب طبقا للمادة ‪ 5‬من االنتخابات ‪.‬‬
‫حيث يعتبر فاقدا ألهلية االنتخاب المحكوم عليه بسبب ‪:‬‬
‫‪ -‬جناية ‪ ،‬بصورة عامة ومطلقة ‪ ،‬أي مهما كانت العقوبة ‪.‬‬
‫‪ -‬جنحة يحكم فيها بالحرمان من ممارسة حق االنتخاب ‪،‬أو بعقوبة الحبس‪.‬‬
‫ومن ثم ‪ ،‬فإن اإلقصاء يختلف عن اإلقالة (االستقالة الحكمية) ألنه إجراء تاديبي عقابي مقترن بعقوبة جزائية ‪.‬‬
‫ب)‪-‬‬
‫من حيث اإلختصاص ‪ :‬لم يحدد قانون الوالية ‪ ،‬خالفا لقانون البلدي ‪ ،‬الجهة‬
‫التي تثبت إقصاء العضو ‪ ،‬ذلك أن المادة ‪ 38‬تعرضت فقط إلى االختصاص بإثبات‬
‫قرار االستخالف حينما اسندته للمجلس الشعبي الوالئي‪.‬‬
‫ج)‪ -‬من حيث المحل‬
‫‪ :‬ال يختلف محل االقصاء عن محل اإلستقالة الحكمية أو االقالة ‪ ،‬نظرا ألن‬
‫األثر القانوني المباشر و الحال المترتب عنهما متماثال وهو فقدان و زوال و‬
‫إلغاء المركز القانوني الناتج عن عضوية المجلس الشعبي الوالئي ‪.‬‬
‫كما يترتب عن اإلقصاء عن استخالف العضو المقصي بالمترشح الوارد في نفس القائمة مباشرة بعد المنتخب األخير منها‬
‫‪.‬‬
‫د)‪-‬‬
‫من حيث الشكل و اإلجراءات‪ : M‬لم تورد المادة السابقة أي جراء أو شكل إلقصاء‬
‫العضو بالمجلس الشعبي البلدي ‪ ،‬وهي ثغرة يجب سدها ‪ ،‬نظرا ألهمية ركن الشكل‬
‫و اإلجراءات في الحفاظ على حقوق أعضاء المجالس المنتخبة‪ M‬ودعم حمايتهم ‪.‬‬

‫(‪ -)1‬محمد الصغير بعلي ‪ ،‬قانون اإلدارة المحلية الجزائرية ‪ ،‬ص ‪ 135‬و مايليها ‪.‬‬

‫موضوع‪ :‬رد‪ :‬بحث الوالية فى القانون الجزائري *بحث كامل*‬ ‫القانوني‬


‫األحد أبريل ‪pm 11:03 2009 ,19‬‬ ‫المـديـر العـــام‬

‫هـ) – من حيث الهدف ‪ :‬إن الغرض من وراء قرار اإلقصاء هو الحفاظ على سـمعة و نزاهة و مصداقية التمثيل‬
‫الشعبي ‪.‬‬
‫‪ -‬المطلب‪ M‬الثاني ‪ :‬الرقابة على األعمال‬
‫تمارس‬
‫على االعمال و تصرفات و مداوالت المجلس الشعبي الوالئي العديد من صور‬
‫الرقابة من قبل جهة الوصاية ‪ ،‬المتمثلة أساسا في وزارة الداخلية ‪.‬‬
‫أما قرارات‪ M‬الوالي كممثل للدولة ‪ ،‬فإنها تخضع لمراقبة السلطة المركزية (الوزارة) ‪ ،‬باعتباره مرؤوسا ‪ ،‬بكل مايترتب عن‬
‫ذلك من نتائج ‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫وعلى كل ‪ ،‬فإن مظاهر وصور تلك الرقابة إنما يتمثل في إجراءات‪ : M‬التصديق و‬
‫اإللغاء ‪ ،‬بكيفية تكاد تكون متماثلة مع هو سائد في التنظيم البلدي (سابقا‬
‫‪،‬فقرة ‪ 80‬ومابعدها)‬
‫أوال‪ :‬التصديق ‪:‬‬
‫أ‪ -‬التصديق الضمني (‪: )1‬‬
‫تعتبر‬
‫مداوالت المجلس الشعبي الوالئي نافذة فور نشرها (إذا كانت عامة و تنظيمية‬
‫) أو تبليغها ( إذا كانت خاصة و فردية ) إلى المعنيين من طرف الوالي ‪،‬الذي‬
‫يجب عليه أن يقوم بذلك خالل أجل اليتعدى ‪ 15‬يوما ‪ ،‬كقاعدة عامة ‪.‬‬
‫ب‪ -‬التصديق الصريح (‪: )2‬‬
‫إذا‬ ‫أوسمــة العضــو‪:‬‬
‫كانت القاعدة بالنسبة لنفاذ مداوالت المجلس الشعبي الوالئي تتمثل في‬
‫المصادقة عليها ضمنيا ‪ ،‬فقد حدد قانون الوالية ‪ ،‬على غرار قانون البلدية ‪،‬‬
‫بعض المداوالت يشترط لنفاذها الموافقة و التصديق الصريح (كتابيا مثال) من‬
‫طرف السلطة المختصة وهي المداوالت التي تتعلق ‪:‬‬
‫‪ -‬بالميزانيات و الحسابات ‪.‬‬
‫‪ -‬أو بإنشاء و إحداث مصالح ومرافق عمومية والئية ‪.‬‬
‫‪ -‬أو بأي موضوع آخر تنص أحكام التشريع المعمول على ضرورة التصديق الصريح ‪.‬‬
‫ثانيا ‪:‬اإللغاء ‪:‬‬
‫ينعقد اإلختصاص بإلغاء مداوالت المجلس الشعبي الوالئي إلى وزير الداخلية بموجب قرار مسبب إما لبطالنها بطالنا‬
‫مطلقا أو بطالنا نسبيا‪.‬‬

‫(‪ -)1‬انظر المادة ‪ 49 :‬من قانون الوالية‬


‫(‪ -)2‬انظر المادة ‪ 50 :‬من قانون الوالية‬

‫أ)‪ -‬البطالن المطلق‪: M‬‬


‫تعتبر باطلة بطالنا مطلقا ‪ ،‬وبحكم القانون ‪ ،‬المداوالت التي أوردتها المادة ‪ 51‬من قانون الوالية ‪ ،‬وذلك إلحدى االسباب‬
‫التالية‪:‬‬
‫‪-1‬‬
‫عدم اإلختصاص ‪ :‬حيث تعتبر غير قانونية وباطلة جميع المداوالت التي يتخذها‬
‫المجلس الشعبي الوالئي إذا ما كانت متجاوزة وخارجة عن صالحياته واختصاصاته‬
‫من حيث نطاقها اإلقليمي او الموضوعي ‪ ،‬كأن يتداول المجلس في موضوع خارج عن‬
‫صالحياته ‪ ( :‬شأن وطني ‪ ،‬أو شأن بلدي)‪.‬‬ ‫عدد الرسائل‪1500 :‬‬
‫‪ -2‬مخالفة القانون ‪ :‬ضمانا‬
‫وسعيا لتجسيد مبدأ سيادة القانون ‪ ،‬تعتبر –أيضا‪ -‬مداوالت المجلس الشعبي‬
‫الوالئي باطلة بطالنا مطلقا إذا ما كانت مخالفة للتشريع ‪ :‬الدستور ‪،‬‬ ‫العمر‪25 :‬‬
‫القانون ‪،‬و التنظيم ‪.‬‬
‫‪ -3‬مخالفة الشكل و اإلجراءات‪ : M‬لقد حدد قانون‬
‫الوالية قواعد تسيير المجلس الشعبي الوالئي من حيث ‪ :‬دوراته و مداوالتها‬ ‫الموقع‪:‬‬
‫وغيرها من اإلجراءات و الكيفيات ‪ ،‬كمارأينا (سابقا ‪ ،‬فقرة ‪97‬ومابعدها)‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن المداوالت التي تتم مخالفة لتلك األشكال واإلجراءات‪ M‬تعتبر‬ ‫‪http://droit.alafdal.ne‬‬
‫باطلة بطالنا مطلقا واليترتب عنها أي أثر قانوني‪.‬‬
‫‪t‬‬
‫ب)‪ -‬البطالن النسبي ‪:‬‬
‫سعيا لشفافية ونزاهة العمل اإلداري ومصداقية التمثيل الشعبي ‪ ،‬نصت المادة ‪ 52‬من قانون الوالية على مايلي‪:‬‬
‫"‬
‫تكون قابلة لإللغاء المداوالت التي يشارك فيها أعضاء من المجلس الشعبي‬
‫البلد‪ :‬الجزائر‬
‫الوالئي المعنيون بقضية موضوع المدولة ‪ ،‬إما باسمهم الشخصي أو كوكالء "‪.‬‬
‫وإذاكان‬
‫االختصاص بإلغاء تلك المداوالت يعود أصال لوزير الداخلية بموجب إصدار قرار‬
‫مسبب ‪ ،‬فإن المادة ‪ 53‬من قانون الوالية ‪ ،‬وتوسيعا منها لعملية الرقابة ‪،‬‬ ‫تاريخ التسجيل‪:‬‬
‫تعطى حق المطالبة بإلغاء تلك المداوالت ‪ ،‬مع وقف التنفيذ ‪ ،‬لكل من ‪:‬‬
‫الوالي وأي ناخب أو دافع ضريبة الوالية‪.‬‬
‫‪18/12/2008‬‬
‫ويكون ذلك بموجب رسالة مسجلة إلى وزير الداخليةالذي يجب عليه الفصل في الطلب خالل شهر وإال إعتبرت المداولة‪M‬‬
‫نافذة ‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫ومهما كان سبب اإللغاء (البطالن المطلق أو البطالن النسبي ) ‪ ،‬و تدعيما‬
‫للرقابة القضائية على اعمال اإلدارة ‪ ،‬تخول المادة ‪ 54‬من قانون الوالية‬
‫لرئيس المجلس الشعبي الوالئي ‪ ،‬بالرغم من أنه ليس الممثل القانوني الوالية‬
‫‪ ،‬إمكانية اللجوء إلى الجهات القضائية المختصة (مجلس الدولة ) للطعن‬
‫باإللغاء في قرارات‪ M‬وزير الدخلية ‪،‬طبقا لقانون اإلجراءات‪ M‬المدنية‪.‬‬

‫‪ -‬المطلب‪ M‬الثالث ‪:‬الرقابة على الهيئة (المجلس الشعبي الوالئي) (‪)1‬‬


‫لقد كان قانون الوالية لسنة ‪ 1969‬في مادته ‪ 44‬يخول للسلطة المركزية حل المجلس أو توقيفه وتعطيله لمدة التتجاوز‬
‫شهرا‪.‬‬
‫بينما‬
‫اليخول قانون الوالية الحالي للسلطة المركزية توقيف ‪ suspension‬المجلس‬
‫الشعبي الوالئي ‪ ،‬حيث يسمح له –فقط‪ -‬بحله ‪،‬وهو ماال يختلف ‪ ،‬في جوهره ‪ ،‬عن‬
‫حل المجلس الشعبي البلدي (سابقا‪ ،‬فقرة ‪ 84‬ومابعدها) ‪،‬سواء من حيث ‪:‬أسبابه‬
‫(حاالته) ‪ ،‬أو الجهة المختصة به (األداة القانونية ) أو آثاره (نتائجه )‪.‬‬
‫أوال‪ :‬األسباب ( الحاالت ) ‪:‬‬
‫على‬
‫غرار الوضع بالبلدية ‪ ،‬عمد قانون الوالية إلى تحديد وحصر الحاالت التي يحل‬
‫بسببها المجلس والتي ترد وفقا للمادة ‪ 44‬منه إلى مايلي‪:‬‬
‫أ)‪ -‬إنخفاض عدد االعضاء ألقل من النصف ‪ ،‬حتى بعد القيام بعملية اإلستخالف‪،‬‬
‫ب)‪ -‬اإلستقالة الجماعية لجميع أعضاء المجلس الممارسين ‪،‬‬
‫ج)‪ -‬اإلختالف الخطير بين األعضاء الذي من شأنه عرقلة السير العادي للمجلس‪،‬‬
‫د)‪ -‬اإللغاء النهائي النتخاب جميع أعضاء المجلس ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬اإلختصاص ‪:‬‬
‫تنص‬
‫المادة ‪ 45‬من قانون الوالية على مايلي ‪ ":‬يتم اإلعالن عن حل المجلس الشعبي‬
‫الوالئي وتحديد تاريخ تجديده بمرسوم يصدر في مجلس الوزراء بناء على تقرير‬
‫من وزير الداخلية ‪".‬‬
‫ومن ثم ‪ ،‬فإن المالحظات و المسائل التي أوردناه‬
‫بشأن الجهة أو السلطة اإلدارية المختصة بحل المجلس الشعبي البلدي تبقى‬
‫قائمة بالنسبة لحل المجلس الشعبي الوالئي ( رئيس الجمهورية أم رئيس‬
‫الحكومة؟)(سابقا‪،‬فقرة ‪)86‬‬
‫ثالثا ‪ :‬اآلثار ( النتائج ) ‪ :‬يترتب على حل المجلس الشعبي الوالئي مايلي‪:‬‬
‫‪-1‬‬
‫تسحب صفة العضوية بالمجلس عن جميع االشخاص الذين كان يتشكل منهم ‪ ،‬أي أنه‬
‫يتم إلغاء مراكزهم القانونية كأعضاء ‪ ،‬وذلك دون المساس بوجود الشخصية‬
‫المعنوية للوالية‪.‬‬
‫‪ -2‬يحدد نفس المرسوم المتضمن لحل المجلس تاريخا لتجديد المجلس عن طريق إجراء إنتخابات إلقامة مجلس شعبي‬
‫والئي منتخب‪.‬‬
‫ولم‬
‫ينص قانون الوالية ‪ ،‬خالفا لقانون البلدية ‪ ،‬على إقامة أي مجلس مؤقت نظرا‬
‫لطبيعة الهيئات الموجودة على مستوى الوالية (الوالي ) التي يمكنها ‪،‬‬
‫الحفاظ على مبدأ إستمرارية المرفق العام ‪.‬‬

‫(‪ -)1‬محمد الصغير بعلي ‪ ،‬القانون اإلداري ‪ ،‬ص ‪. 202-201‬‬

‫موضوع‪ :‬رد‪ :‬بحث الوالية فى القانون الجزائري *بحث كامل*‬ ‫القانوني‬


‫األحد أبريل ‪pm 11:04 2009 ,19‬‬ ‫المـديـر العـــام‬

‫الخاتمــة‪M‬‬
‫تعتبر‬
‫الوالية وحدة من الوحدات الالمركزية اإلقليمية حيث تعرف أنها جماعة‬
‫إقليمية تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل المالي‪ ،‬حيث كانت في المرحلة‬
‫االستعمارية تخضع مناطق و أقاليم الجنوب إلى السلطة العسكرية ‪ ،‬بينما قسم‬
‫الشمال في البداية إلى ثالثة محافظات و مع نهاية فترة االستعمار كان‬
‫بالجزائر ‪ 15‬عمالة و ‪ 91‬دائرة حيث تخضع إدارتها وتسييرها إلى عامل العمالة‬
‫إلى جانب هيئتان أساسيتان هما مجلس العمالة و المجلس العام و مع دخول‬
‫مرحلة االستقالل صدور األمر ‪ 69/38‬المؤرخ في ‪23‬ماي ‪ 1969‬و المتضمن لقانون‬
‫الوالية و المصدر التاريخي للتنظيم الوالئي بالجزائر مع ظهور ثالث أجهزة‬
‫أساسية هي المجلس الشعبي الوالئي ‪،‬المجلس التنفيذي للوالية و الوالي ‪ ،‬و‬
‫قد اهتم دستور ‪ 1976‬بهذه الوحدة اإلدارية حيث نص في المادة ‪ 36‬منه على‬
‫اعتبار الوالية هيئة أو مجموعة إقليمية بجانب البلدية إال أن التغيير‬
‫للمعطيات السياسية و االقتصادية خاصة بعد المؤتمر الرابع للحزب أدى إلى‬
‫تعديل أحكام القانون الوالئي من ناحيتين أساسيتين ‪ ،‬األول توسيع صالحيات‬
‫المجلس الشعبي الوالئي في العديد من الميادين ‪،‬حيث أصبح للمجلس (وظيفة‬
‫المراقبة ) على مستوى إقليم الوالية تجسيدا ألحكام الدستور ‪ 1976‬التي تجعل‬
‫منه وسيلة للرقابة الشعبي‪ .‬الثاني تدعيم وتأكيد الطابع السياسي لهذه‬
‫الهيئة سواء من حيث تشكيلها و تسييرها ومع ظهور قانون ‪ 90/09‬المؤرخ في ‪07‬‬
‫أفريل ‪ 1990‬المتعلق بالوالية حيث يتكون من جهاز مؤلف من المجلس الشعبي‬
‫الوالئي و الوالي حيث هذا األخير هو هيئة تنفيذية للمجلس ‪ ،‬يقوم بتنفيذ‬
‫مداوالت المجلس و اإلعالم و تمثيل الوالية و ثانيا تمثيل الدولة ‪ ،‬أما‬
‫الرقابة على الوالية فإنها توضع تحت اإلدارة السلمية للوالي و تكلف بتنفيذ‬
‫مداوالت المجلس الشعبي الوالئي و قرارات الحكومة و يتولى الوالي التنسيق‬
‫العام لإلدارة ‪ ،‬أما الرقابة على أعضاء المجلس فتتمثل في التوقيف أو‬
‫اإلقالة أو اإلقصاء ‪ ،‬أما الرقابة على أألعمال فهي التصديق و يكون إما‬
‫ضمنيا أو صريحا و هناك اإللغاء و يكون من اختصاص وزير الداخلية بموجب قرار‬
‫مسبب إما لبطالنه بطالنا مطلقا أو بطالنا نسبيا و أخيرا نجد الرقابة على‬
‫الهيئة حيث تم تحديد و حصر التي يحل بسببها المجلس ‪ ،‬كما تم تحديد اختصاص‬
‫الحل و تحديد تاريخ تجديده بمرسوم يصدر في مجلس الوزراء بناءا على تقرير‬
‫من وزير الداخلية كما يترتب على حل المجلس الشعبي الوالئي سحب صفة العضوية‬ ‫أوسمــة العضــو‪:‬‬
‫على جميع األشخاص و إلغاء مراكزهم القانونية دون المساس بوجود الشخصية‬
‫المعنوية للوالية و يحدد نفس المرسوم المتضمن لحل المجلس تاريخ تجديده عن‬
‫طريق إجراء انتخابات إلقامة مجلس شعبي والئي منتخب ‪،‬و في األخير يمكن أن‬
‫نترك لزمالئنا في البحث الموالي اإلجابة على التساؤل التالي كيف يمكن أن‬
‫تكون البلدية الجماعة اإلقليمية األساسية ؟‬

‫قائمة المراجع‬

‫المؤلفات‬
‫‪ -01‬بعلي محمد الصغير ‪:‬‬
‫‪ -‬القانون اإلداري ‪ ،‬دار العلوم للنشر و التوزيع ‪،‬عنابة ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬سنة ‪. 2004‬‬
‫‪ -‬قانون اإلدارة المحلية الجزائرية ‪ ،‬دار العلوم ‪ ,‬الجزائر ‪ ,‬سنة ‪2004‬‬
‫‪ -02‬بوضياف عمار ‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري ‪ ،‬دار الريحانة ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬بدون سنة ‪.‬‬
‫‪ -03‬لباد ناصر ‪ ،‬القانون اإلداري ( التنظيم اإلداري ) ‪ ،‬منشورات دحلب ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬سنة ‪. 2001‬‬
‫‪ -04‬عمار عوابدي ‪ ،‬دروس في القانون اإلداري ‪ ،‬ط‪ ، 3‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬سنة ‪.1990‬‬
‫‪ -05‬بوداود عبد اليمين ‪ ،‬محاصرات‪ M‬مقياس تسيير الجماعات المحلية ‪ ،‬قسم اإلدارة و التسيير الرياضي ‪ ،‬جامعة المسيلة‬
‫‪2006-2005 ،‬‬
‫النصوص التشريعية‬ ‫عدد الرسائل‪1500 :‬‬

‫العمر‪25 :‬‬

‫الموقع‪:‬‬
‫‪http://droit.alafdal.ne‬‬
‫‪t‬‬

‫البلد‪ :‬الجزائر‬

‫تاريخ التسجيل‪:‬‬
‫‪18/12/2008‬‬

‫الواجب مراعاتها عند إنهاء اإلدارة لعقودها للمصلحة العامة ‪.‬‬

You might also like