Professional Documents
Culture Documents
ƒÚÝñ Õ ƒÚþƒÙÝÙ Ƒúƒºƒ®
ƒÚÝñ Õ ƒÚþƒÙÝÙ Ƒúƒºƒ®
مقدمة عامة
تنقسم القواعد القانونية التي تنظم كل مجتمع إنس اني إلى قواعد قانونية تنظم العالق ات ال تي تنشأ بين
األفراد ،وقد أصطلح على تسميتها بالقانون الخ اص ومن فروعه الق انون الم دني والق انون التج اري
وق انون المرافع ات .أما الن وع األخر من القواعد فينظم العالق ات ال تي تنشأ بين ال دول أو بين الدولة
وهيأتها العامة من ناحية واألفراد من ناحية أخرى عندما تظهر الدولة بمظهر السلطة العامة .
وقد أصطلح على هذا الن وع من القواعد القانونية بالق انون الع ام ،ومن فروعه الق انون ال دولي الع ام
والقانون الدستوري والقانون اإلداري والقانون المالي .
ومن المعروف أن القانون اإلداري فرع من فروع القانون العام الداخلي – تمييزاً له عن الق انون الع ام
الخ ارجي ال ذي ينظم العالق ات بين ال دول – وال ذي يهتم بس لطات اإلدارة العامة من ناحية تكوينها
ونشاطها وضمان تحقيقها للمصلحة العامة من خالل اإلمتيازات االستثنائية التي تقررها قواعد القانون
اإلداري .
وعلى ذلك فإن القانون اإلداري يختلف اختالفا جوهريا عن القانون الخاص الختالف العالقات القانونية
ال تي يحكمها ،واختالف الوس ائل ال تي تس تخدمها الس لطات اإلدارية في أدائها لوظيفتها من الوس ائل
قانونية ومادية وبشرية .
وقد س اهم التط ور الكب ير في الظ روف االجتماعية واالقتص ادية والسياس ية ،وازدي اد نش اط الدولة
وتدخلها في هذه المجاالت وعدم كفاءتها بدورها الس ابق في الحف اظ على األمن ال داخلي والخ ارجي ،
في تض اعف دور الق انون اإلداري ومس اهمة في وضع الوس ائل المناس بة إلدارة دفة نش اط الس لطة
العامة .
وفي ه ذه الدراسة نتش رف بتق ديم المب ادئ العامة ال تي يق وم عليها الق انون اإلداري ،وال ذي يمثل
المنهج الدراسي للمرحلة الثانية في كليات القانون.
الباب التمهيدي
البد قبل البحث في موض وع الق انون اإلداري أن نت بين بعض المس ائل ال تي تلقي الض وء على ه ذا
الق انون من حيث طبيعته ,فن بين التعريف بالق انون اإلداري ونش أته في دولته األم فرنسا ثم في مصر
ال تي ك ان لها دور الري ادة في الع الم الع ربي وبعد ذلك في الع راق ,ثم ن ذكر خص ائص ومص ادر ه ذا
القانون.
ولعل من أهم ما س نبحثه في ه ذا الب اب أس اس الق انون اإلداري ونط اق تطبيقه ومعي ار اختص اص
القضاء اإلداري ,ومن خالل هذا الموضوع نبين المعي ار ال ذي نس تطيع أن نق رر فيه أن نش اط اإلدارة
يدخل ضمن نطاق هذا القانون ويختص به القضاء اإلداري أم ال .
الفصل األول
درج أغلب الفقهاء على تعريف القانون اإلداري بأنه ذلك الفرع من فروع القانون الع ام ال داخلي ال ذي
يتضمن القواعد القانونية التي تحكم الس لطات اإلدارية في الدولة من حيث تكوينها ونش اطها بوص فها
سلطات عامة تملك حقوقا ً وامتيازات استثنائية في عالقاتها باألفراد.
بينما عرفه آخ رون بأنه ف رع من ف روع الق انون الع ام ال ذي يحكم اإلدارة ,أو ق انون اإلدارة العامة
Administration Publiqueأو قانون السلطة اإلدارية . Pouvoir Administratif
في حين عرفه البعض بأنه الق انون ال ذي يتض من القواعد ال تي تحكم إدارة الدولة من حيث تكوينها
ونشاطها باعتبارها سلطة عامة .
ونجد هنا أنه من المناسب أن نبين أن القانون يقسم إلى قسمين رئيسيين ,قانون عام وقانون خ اص ,
القانون الع ام هو الق انون ال ذي ينظم نش اط الدولة وس لطاتها العامة ,ويحكم العالق ات القانونية ال تي
تك ون الدولة أو إح دى هيئاتها العامة طرف ا ً فيها ,وتظهر فيها الدولة بوص فها س لطة عامة تتمتع
بحقوق وامتيازات استثنائية ال مقابل لها في عالقات األفراد .
أما القانون الخاص فينظم نش اط األف راد ويحكم العالق ات بينهم أو بينهم وبين الدولة أو إح دى هيئاتها
عندما تظهر بمظهر األفراد العاديين أي ليس بوصفها سلطة عامة تتمتع بحقوق وامتيازات استثنائية .
ويشتمل كل قسم من هذين القسمين على عدة فروع فيشتمل القانون العام على القانون الع ام الخ ارجي
ويتضمن القانون الدولي العام ,والقانون العام الداخلي ويتضمن القانون الدس توري والق انون اإلداري
والقانون المالي .
في حين ينقسم الق انون الخ اص إلى الق انون الم دني والق انون التج اري وق انون المرافع ات المدينة
وغيرها من القوانين األخرى .
وكما بينا فأن القانون اإلداري هو فرع من فروع القانون العام ال داخلي يحكم نش اط اإلدارة العامة وهو
موجود في كل دولة أيا ً كان مستواها وتطورها الحضاري .
وفي هذا المجال يسود مفهومان لإلدارة العامة المفهوم العضوي أو الشكلي ,والمفهوم الموض وعي أو
الوظيفي .
المفهوم العضوي :يهتم بالتكوين الداخلي لإلدارة العامة ,فيعرف اإلدارة العامة بأنها الس لطة اإلدارية
سواء المركزية منها أو الالمركزية ,وجميع الهيئات التابعة لها .
بينما يهتم المفهوم الموضوعي بالجانب الوظيفي ,فيعرف اإلدارة العامة بأنها النشاط أو الوظيفة ال تي
تتوالها األجهزة اإلدارية إلشباع الحاجات العامة.
وتبعا ً لذلك فإن القانون اإلداري بمعن اه العض وي هو الق انون ال ذي يحكم الس لطة اإلدارية أو األجه زة
اإلدارية في الدولة ,بينما يمكننا أن نعرف القانون اإلداري بمعناه الموضوعي بأنه القانون ال ذي يحكم
النشاط أو الوظيفة التي تتوالها األجهزة اإلدارية لتحقيق المصلحة العامة .
وقد اختلف الفقه في ت رجيح أحد المفه ومين إال أن االتج اه الح ديث يق وم على الجمع بينهما ويع رف
القانون اإلداري بأنه " :القانون الذي ينظم األجه زة والهيئ ات اإلدارية في الدولة ,ويحكم النش اط أو
الوظيفة التي تتوالها األجهزة اإلدارية لتحقيق المصلحة العامة " .
من المهم أن ن بين اس تقالل الق انون اإلداري عن ف روع الق انون األخ رى من خالل بي ان عالقته به ذه
القوانين وتحديد أوجه االتفاق واالختالف بينها ثم بيان عالقته بعلم اإلدارة العامة.
أوض حنا أن الق انون اإلداري هو الق انون ال ذي ينظم األجه زة والهيئ ات اإلدارية في الدولة ,ويحكم
النشاط أو الوظيفة التي تتوالها األجهزة اإلدارية لتحقيق المصلحة العامة .
أما القانون الدستوري :فهو القانون األعلى واألساس في الدولة ,وال ذي ينظم القواعد القانونية ال تي
تتعلق بنظ ام الحكم في الدولة والس لطات العامة فيها والعالقة بينهما وحق وق وحري ات األف راد ,
والضمانات التي تكفلها .
وعلى ه ذا ف إن الق انون اإلداري وثيق الص لة بالق انون الدس توري ,ف إذا ك ان الق انون اإلداري يحكم
السلطة اإلدارية المركزية وغير المركزية ,فإن القانون الدستوري هو القانون األساسي وال ذي يس مو
على كافة القوانين األخرى التي يجب أن تتقيد به وتحترم نصوصه .
وبمعنى آخر يضع الق انون الدس توري األحك ام الكلية أو العامة للس لطة التنفيذية ,بينما يضع الق انون
اإلداري القواعد التفص يلية ال تي تكفل تش غيل األجه زة اإلدارية وأدائها لوظيفتها ,فالق انون اإلداري
يكون بذلك امتداداً للقانون الدستوري.
وهو ما أبرزه الفقيه (بارتلمي) في معرض تمييزه بين القانون اإلداري والق انون الدس توري فق ال " :
أن القانون الدستوري يبين لنا كيف شيدت اآللة الحكومية ,أما القانون اإلداري فيبين كيف تس ير ه ذه
اآللة وكيف تقوم كل قطعة منها بوظيفتها " .
وبسبب تداخل كل من القانونين لتعلقهما بالش ؤون الداخلية للمجتمع كونهما يمثالن ف رعين من ف روع
الق انون الع ام ال داخلي ,نجد أن الفقه اإلنجل يزي ال يف رق بين الق انون الدس توري والق انون اإلداري
اً . انونين مع وعات الق درس موض وي
ومع أن الفقه الفرنسي في معضمه يميز بينهما ,فإن جانبا ً في الفقه ذهب إلى انتقاد مح اوالت التمي يز
بين القانون اإلداري والق انون اإلداري ,ودعى إلى دراس تهما مع ا ً ,وت زعم ه ذا االتج اه الفقيه دوجي
Duguiوجيز , Jezeوبوتار. Bonnaed
أ -من حيث الموض وع -:يبحث الق انون الدس توري في التنظيم السياسي للدولة من حيث تك وين
س لطات الدولة الثالث والعالقة بينهما ,في حين يبحث الق انون اإلداري في أعم ال الس لطة التنفيذية
اإلدارية منها دون الحكومية .
ب -من حيث ت درج الق وانين -:يحتل الق انون الدس توري قمة اله رم الق انوني في الدولة ألنه يق رر
المبادئ األساسية التي ال يمكن أن تتعداها القوانين األخرى بما فيها الق انون اإلداري ال ذي يحكم بعض
المسائل المتفرعة في المبادئ التي أقرها الدستور .
الق انون الم الي هو مجموعة القواعد القانونية الخاصة ب إدارة األم وال العامة في الدول ة ,وهو مكمل
للقانون اإلداري ال ذي يتعلق بتنظيم األجه زة والهيئ ات اإلدارية ,ويوضح النظ ام الق انوني ال ذي يحكم
األموال العامة والحماية القانونية المقررة له ذه األم وال ,وكيفية االنتف اع بها ,ومن موض وعات ه ذا
الق انون كل ما ي دخل ض من إع داد الميزانية العامة في الدولة وسياسة وأن واع الض رائب المفروضة
واألشراف والرقابة عليها .
يتميز القانون اإلداري عن علم اإلدارة العامة من حيث زاوية اهتم ام كل منهما فالق انون اإلداري يبحث
في التنظيم الق انوني للجه از اإلداري ووظيفة كل عنصر في عناص ره وعالقته ب األفراد ,بينما تبحث
اإلدارة العامة في النواحي الفنية والتنظيمية للجه از اإلداري ويمكن تعريفها بأنها ذلك العلم ال ذي يهتم
بدراسة تنظيم وتوجيه وتنسيق نشاط المنظمة اإلدارية لتحقيق أهدافها العامة على أكمل وجه .
وكما بينا تشتمل اإلدارة العامة على مفهومين ,مفهوم عضوي ,يهتم بدراسة هيكل المنظمات اإلدارية
وفروعها ,دون البحث في طبيعة النش اط الص ادر منها ,ومفه وم موض وعي يهتم بدراسة النش اط
اإلداري لهذه المنظمات بصرف النظر عن شكل المنظمة التي صدر النشاط عنها .
ويظهر االختالف بين اإلدارة العامة والق انون اإلداري من خالل طريقة دراسة الموض وع اإلداري محل
البحث ,فالقانون اإلداري عندما يبحث في تعريف الق رار اإلداري فإنه يركز عليه كعمل ق انوني ص ادر
باإلرادة المنف ردة للس لطة اإلدارية ويتض من أث راً قانوني ا ً ,ك ذلك يبحث في مش روعية الق رار اإلداري
وشروط صحته ونفاذه ,وكيفية الطعن باإللغاء والتعويض ضد القرارات غير المشروعة .
في حين يع رف علم اإلدارة العامة الق رار اإلداري في خالل البحث في الكيفية العلمية والواقعية ال تي
ص در على أساس ها الق رار وعملية ص نعه والمراحل المختلفة ال تي م رت بها تلك العملية واكتش اف
العيوب والمشاكل التي قد تعيق هذه العملية واقتراح سبل إصالحها .
وفي مج ال الوظيفة العامة يبحث الق انون اإلداري في المركز الق انوني للموظف الع ام وطبيعة عالقته
بالدولة وش روط تعيينه وحقوقه وواجباته والعقوب ات التأديبية ال تي يمكن إيقاعها عليه وض ماناته
تجاهها ,ويبحث في طرق انتهاء عالقته الوظيفية ,وما إلى ذلك من أمور تنظمها في الغ الب نص وص
قانونية .
أما اإلدارة العامة فتبحث الوظيفة العامة من ن احيتين ,الناحية التنظيمية في درس علم اإلدارة العامة
طبيعة الوظيفة العامة وأسس ترتيب الوظائف العامة ,وتحديد اختصاص ومواصفات كل وظيفة .
والناحية البش رية حيث تبحث اإلدارة العامة عن أفضل نظ ام إداري لتطبيقه على الع املين في المنظمة
اإلدارية ,وتعرض لطرق اختيارهم ,ووسائل رفع كفاءتهم وتدريبهم ,واالرتف اع بمس توى أدائهم ,كما
تهتم اإلدارة العامة بالحوافز المادية والمعنوية لموظفي الدولة ودراسة مش اكلهم الوظيفية والنفس ية ,
والبحث في سبل إصالحها .
ومن الج دير بال ذكر أن اإلدارة العامة تخضع من حيث األصل إلى قواعد متم يزة عن قواعد الق انون
الخ اص ,إال أنها قد ت نزل في أحي ان أخ رى عن اس تخدام ه ذه القواعد فت نزل منزلة األف راد ,وتطبق
قواعد لق انون الخ اص ,والق انون اإلداري بمعن اه الواسع يع ني "ق انون اإلدارة" أي ا ً ك انت القواعد
القانونية التي تحكمها قواعد القانون الخاص أم قواعد قانونية متم يزة عنها "قواعد الق انون الع ام" ,
والقانون اإلداري بهذا المعنى موجود في كل مجتمع سواء اخذ بمبدأ االزدواج القانون أم لم يأخذ .
أما الق انون اإلداري بمعن اه الف ني أو الض يق فينحصر دوره بما يطبق على اإلدارة من قواعد قانونية
متميزة ومغايرة لقواعد القانون الخ اص وال يوجد به ذا المع نى إال في ال دول إلى تأخذ بنظ ام االزدواج
القانوني .
ومع أوجه االختالف بين الق انون اإلداري واإلدارة العامة ف إن بينهما الكث ير من أوجه التق ارب ,من
حيث أنها يتعلق ان ب البحث في موض وع واحد هو الجه از اإلداري في الدولة وأن انحص رت دراسة كل
منها بج انب من جوانبه ,ح تى أننا نجد أنه في ال دول ال تي ال تأخذ ب االزدواج الق انوني "النظم
االنجلوسكسونية " تش تمل دراسة اإلدارة العامة على الن واحي القانونية ال تي يحكمها من حيث األصل
القانون اإلداري باإلضافة إلى دراسة الناحية الفنية والتنظيمية .
الفصل الثاني
تعد فرنسا مهد القانون اإلداري ومنها انتشر إلى الدول األخرى ,ويرجع الفضل في ظهور هذا الق انون
إلى عوامل تاريخية ت أتي في مق دمتها األفك ار ال تي ج اءت بها الث ورة الفرنس ية ع ام 1789م ,ال تي
قامت على أساس الفصل بين السلطات ،ومن مقتض ياته منع المح اكم القض ائية القائمة في ذلك ال وقت
من الفصل في المنازعات اإلدارية للحفاظ على استقالل اإلدارة تجاه السلطة القضائية .
وأدى هذا االتجاه إلى وجود نظام القض اء الم زدوج ال ذي ك ان مه داً لنشؤ االزدواج الق انوني وظه ور
انون اإلداري . الق
المبحث األول
كانت سلطات الحكم قبل الثورة الفرنسية مركزة في يد الملك حيث ساد نظ ام الملكية المطلقة ,ولم تكن
الدولة تخضع للمساءلة أو الرقابة أمام القضاء بواسطة دع اوى األف راد ,وهي إن تع املت مع األف راد
خضعت معامالتها للقانون المدني .
وفي هذه الفترة كانت توجد محاكم قضائية تدعى البرلمانات Parlementsأنشئت لتكون ممثلة للملك
في وظائفه القض ائية ,وك انت ال دعاوى تس تأنف أمامها ما لم س ند الملك ذلك االختص اص إلى جهة
أخرى ,كما وجدت محاكم مختصة ببعض المنازعات اإلدارية .
وقد ك انت البرلمان ات تم ارس س يطرة رجعية على اإلدارة وتت دخل في ش ؤونها وتع ارض وتعرقل كل
حركة إصالحية ( ) مما حدى برجال الثورة الفرنسية إلى منع المحاكم القضائية القائمة في ذلك ال وقت
من الفصل في المنازع ات اإلدارية للحف اظ على اس تقالل اإلدارة تج اه الس لطة القض ائية ,من خالل
تبنيهم لمبدأ الفصل بين السلطات .
تأكيداً التجاه الثورة الفرنس ية في الفصل بين الس لطات ص در ق انون 24-16أغس طس , 1790ال ذي
نص على إلغاء المحاكم القضائية ( البرلمانات ) وإنشاء ما يسمى باإلدارة القاض ية أو ال وزير القاضي
كمرحلة أولى قبل إنشاء مجلس الدولة الفرنسي ,ومنع القضاء الع ادي من النظر في المنازع ات ال تي
تكون اإلدارة طرفا ً فيها و أصبحت الهيئات اإلدارية هي صاحبة االختصاص في الفصل بهذه المنازعات
.
وفي مرحلة اإلدارة القاضية كان على األفراد اللجوء إلى اإلدارة نفس ها للتظلم إليها وتق ديم الش كوى ,
فك انت اإلدارة هي الخصم والحكم في ال وقت ذاته وك ان ه ذا األمر مقب والً إلى حد ما في ذلك ال وقت
بسبب السمعة السيئة لقضاء البرلمانات التعسفية .
بنشوء مجلس الدولة في 12ديس مبر 1797في عهد ن ابليون بون ابرت وض عت اللبنة األولى للقض اء
اإلداري الفرنسي مع أن اختصاص المجلس كان أو األمر استشاريا ً يتطلب تصديق القنصل .
وفي الوقت ذاته تم إنشاء محاكم أو مجالس األقاليم Les Conseils de Préfectureالتي ك انت
تص در أحكام ا ً ال تحت اج إلى تص ديق س لطة إدارية عليا ،إال أن أحكامها تس تأنف أم ام مجلس الدولة
ل. رض على القنص انت أحكامه تع ذي ك ال
فقد ك ان عمل المجلس يقتصر على فحص المنازع ات اإلدارية وإع داد مش روعات األحك ام ,فلم يكن
يملك س لطة القض اء وإص دار األحك ام ,ول ذا س مى قض اؤه في ه ذه المرحلة " القض اء المقي د" أو
المحجوز Justice Retenueوقد استمرت هذه المرحلة إلى عام 1872حيث أصبح قضاؤه مفوض ا ً
.
في 24م ايو 1872ص در ق انون منح مجلس الدولة الفرنسي اختص اص البت نهائي ا ً في المنازع ات
اإلدارية دون تعقب جهة أخرى .
ومع أن ه ذا الق انون خ ول المجلس س لطة البت النه ائي في المنازع ات اإلدارية فإنه أبقي على
اختصاص اإلدارة القاضية فال يملك األفراد اللج وء إلى مجلس الدولة إال في األح وال ال تي ينص عليها
القانون ,وفيما عدا ذلك تختص به اإلدارة القاضية ,مما أوجد ازدواجا ً قض ائيا ً ,واس تمر ه ذا الوضع
ح تى ت اريخ 13ديس مبر 1889عن دما قبل مجلس الدولة دع وى ق دمها أحد األف راد مباش رة من دون
الم رور على اإلدارة في قض ية Cadotوت رتب على حكمه فيها أن أص بح مجلس الدولة ص احب
االختصاص العام في المنازعات اإلدارية .
وبسبب تراكم العديد من القضايا أمام مجلس الدولة حدد المش رع اختص اص مجلس الدولة على س بيل
الحصر بموجب المرسوم الصادر في 30سبتمبر , 1953وأصبحت المحاكم اإلدارية التي كانت تس مى
مجالس األقاليم صاحبة االختصاص العام في المنازعات اإلدارية .
ثم أعقب ذلك بعض المراسيم التي تض منت اإلص الحات منها المراس يم األربعة الص ادرة في 30يوليو
1963المتعلقة بتحديد النظام األساسي للعاملين في المجلس وتنظيمه الداخلي ونش اطه ال داخلي ,وتم
تعديل هذا التنظيم بثالثة مراسيم أخ رى في 26أغس طس 1975م ,وبمرس وم في 15ين اير , 1980
وآخر في 16ديسمبر 1987إلصالح القضاء اإلداري أنشأ بموجبه المحاكم اإلدارية االستئنافية ووسع
نطاق الطعن بالنقض أمام مجلس الدولة .
وقد أص بح مجلس الدولة خالل تاريخه الطويل قاضي المنازع ات اإلدارية دون من ازع ,وس اهم في
إرساء مبادئ القانون اإلداري وقواعده المتميزة عن قواعد القانون الخ اص وابت دع الحل ول المناس بة
لمقتضيات حسن سير اإلدارة العامة ,وأكد على وجود واستقالل القانون اإلداري .
المبحث الثاني
قبل نش وء مجلس الدولة في مصر ع ام 1946لم تع رف مصر القض اء اإلداري ,وقد ك انت المح اكم
المختلطة واألهلية الس ائدة قبل ه ذا الت اريخ في النظ ام القض ائي المص ري تطبق بعض الق وانين على
المنازعات بين األفراد أو بينهم وبين اإلدارة ,ولم يكن من بينها القانون اإلداري .
وقد ذهب جانب من الفقه اإلداري المصري إلى أن أس اس الق انون اإلداري ومبادئه قد ب دأت تظهر من
خالل أحك ام المح اكم المختلطة والمح اكم األهلية ,بينما خ الف ج انب آخر منهم ,وذهب إلى أن مب ادئ
القانون اإلداري لم تنشأ حقيقة إال من خالل أحكام مجلس الدولة بعد أن إنشاؤه عام . 1946
وكان مجلس الدولة وقت إنشاؤه يتمتع بصالحيات محددة وبمحكمة قضاء إداري واحدة ,ثم ما لبث أن
توسعت اختصاصاته إذ صدر الق انون رقم 9لس نة 1949ال ذي وسع اختصاص اته ثم أنش أت المح اكم
اإلدارية بالق انون رقم 147لس نة , 1954وبعد ذلك في ع ام 1955تم إنش اء المحكمة اإلدارية العليا
لتكون في قمة القسم القضائي بمجلس الدولة .
ثم صدر القانون رقم 55لسنة 1959بشأن تنظيم مجلس الدولة ,وقد مر مجلس الدولة بتطورات عدة
حتى صدر القانون الحالي رقم 47لسنة 1972وتعديالته .
ووفقا ً لهذا القانون يعد مجلس الدولة هيئة قضائية ملحقة بوزير العدل ,ويتكون من رئيس وعدد من
نواب الرئيس والمستشارين المساعدين والنواب والمندوبين ومن مندوبين مساعدين .
هذا ولم تؤثر تبعية المجلس لوزير العدل في استقالله في ممارسة وظيفته إذ ال تتعدى هذه التبعية منح
الوزير األشراف اإلداري وضمان حسن سير العمل ال وظيفي ,وهو ما أكدته الم ادة األولى من الق انون
رقم 47لسنة " 1972مجلس الدولة هيئة قضائية مستقلة " .
ولم يولد المجلس قويا ً منذ نش أته فقد ك ان القض اء اإلداري ص احب الوالية العامة في نظر المنازع ات
اإلدارية وكانت اختصاصات مجلس الدولة محددة على سبيل الحصر في الق وانين ال تي س بقت الق انون
الحالي .
ففي ظل الق انون رقم 112لس نة 1946والمع دل بالق انون رقم 9لس نة 1949ك ان القض اء الع ادي
ينف رد بنظر دع اوى مس ؤولية اإلدارة عن أعمالها المادية ويختص باالش تراك مع المجلس في نظر
طلبات التعويض عن القرارات اإلدارية ،ويترتب على رفع دعوى التعويض أم ام المح اكم العادية وإذا
ما رفعت دعوى اإللغاء أو التعويض إلى مجلس الدولة عدم جواز رفع دع وى التع ويض أم ام المح اكم
العادية فإنه يمتنع رفعها أمام مجلس الدولة .
كما كانت المحاكم العادية تنفرد بنظر المنازعات الخاصة ب العقود اإلدارية ح تى ص دور الق انون رقم 9
لس نة 1949ال ذي منح المجلس النظر في منازع ات عق ود االل تزام واألش غال العامة وعق ود التوريد
اكم العادية . تراك مع المح باالش
وفي ظل الق انونين 165لس نة 1955و 55لس نة 1959اس تمرت المح اكم العادية تنف رد ب النظر في
دعوى مسؤولية اإلدارة عن أعمالها المادية في الوقت ال ذي اس تقل به مجلس الدولة بنظر المنازع ات
المتعلقة بالتعويض عن القرارات اإلدارية والعقود اإلدارية .
وبصدور الق انون 47لس نة 1972أص بح مجلس الدولة ص احب الوالية العامة ب النظر في المنازع ات
اإلدارية ما لم ينص الق انون على خالف ذلك ،فقد ورد في الم ادة 172من الق انون رقم 47لس نة
" 1972مجلس الدولة هيئة قض ائية مس تقلة ،ويختص بالفصل في المنازع ات اإلدارية ،وفي
الدعاوى لتأديبية ويحدد اختصاصاته األخرى " .
وب ذلك أص بح مجلس الدولة قاضي الق انون الع ام المختص بالفصل في المنازع ات اإلدارية والتأديبية
وس اهم بإرس اء مب ادئ الق انون اإلداري ,وك ان له دور رائد في حماية حق وق األف راد وحري اتهم من
عسف اإلدارة وإلغاء قراراتها المعيبة والتعويض عنها .
الفصل الثالث
المبحث األول
يتميز القانون اإلداري ببعض الخصائص منها أنه قانون سريع التطور ،وق انون غ ير مقنن ,وأنه من
صنع القضاء .
يستم القانون اإلداري بأنه قانون يتط ور بس رعة تف وق التط ور االعتي ادي في الق وانين األخ رى ولعل
ذلك يرجع إلى طبيعة المواضيع التي يعالجها ،فقواعد القانون الخاص تتميز بالثبات واالستقرار ،وقد
ثمر ف ترة طويلة قبل أن ينالها التع ديل أو التغي ير ،ويع ود ذلك إلى أن العالق ات ال تي ينظمها الق انون
الخ اص بفروعه المختلفة " ق انون م دني ،ق انون تج اري ،ق انون مرافع ات " تتعلق بقواعد عامة
تتطلب قدراً من االستقرار مع ترك الحرية لألف راد من تس يير األم ور األخ رى ذات الط ابع المتغ ير في
ح دود القواعد العامة المنص وص عليها على عكس الق انون اإلداري ال ذي يع الج مواض يع ذات طبيعة
خاصة لتعلقها بالمصلحة العامة وحسن تسيير وإدارة المرافق العامة وجانب من أحكامه غ ير مس تمدة
من نصوص تشريعية وإنما من أحكام القضاء وخاصة القض اء اإلداري ال ذي يتم يز بأنه قض اء يبت دع
الحلول للمنازعات اإلدارية وال يتقيد بأحكام الق انون الخ اص إنما يس عى إلى خلق ما يتالئم مع ظ روف
كل منازعة على حده تماشيا ً مع سرعة تطور العمل اإلداري ومقتضيات سير المرافق العامة .
ولعل من أسباب سرعة تطور القانون اإلداري أنه يت أثر بالعوامل االقتص ادية واالجتماعية والسياس ية
في الدولة وهي عوامل متغيرة باستمرار وغير مستقرة نسبيا ً ،فاتساع نشاط الدولة ونزعتها التدخلية
وانتشار الحروب واالزم ات االقتص ادية وظه ور المرافق العامة االقتص ادية ,وما إلى ذلك من ظ واهر
اقتص ادية وسياس ية وإدارية ،وض رورة اس تيعاب الق انون اإلداري له ذه المتغ يرات ومواجهتها أدى
بالضرورة إلى التطور المستمر في أحكامه .
يتميز القانون اإلداري أيضا ً بأنه ق انون قض ائي نشأ عن طريق المب ادئ والقواعد اإلدارية ال تي خلقها
القض اء ،وقد س اعد على ذلك ع دم تق نين أغلب قواعد الق انون اإلداري فك ان البد للقض اء أن ينهض
بهذه المهمة من خالل وضع أسسه ونظرياته .
وإذا ك ان التش ريع ينهض في الحقيقة ببعض مواض يع الق انون اإلداري خاصة ما يتعلق ببعض
النصوص الدس تورية والتش ريعية والالئحية ال تي تحكم ج وانب مهمة من عالق ات اإلدارية العامة مثل
قانون الخدمة المدنية والئحة العقود اإلدارية ،فأن التشريع ال زال قاصراً عن مجاالت أخرى كثيرة من
قبل قواعد الق رار اإلداري وقواعد المس ؤولية اإلدارية وش روط الطعن باإللغ اء ,وما إلى ذلك من
مجاالت الزال القضاء يمثل المصدر الرسمي الرئيس ألحكامه .
وقد كشف مجلس الدولة الفرنسي عن النظريات والمبادئ األساسية ال تي يق وم عليها الق انون اإلداري
وأس تلم عنه القض اء اإلداري في مصر العديد من أحكامه ،ح تى أص بح دور المش رع في كث ير من
األحيان مقتصراً على تسجيل ما توصل إليه القضاء اإلداري من أحكام .
ودور القض اء اإلداري في ه ذا المج ال ك ان متم يزاً عن دور القض اء الع ادي ،ال ذي ينحصر بتط بيق
القانون على المنازعة دون أن يتع داه لخلق الحل ول المناس بة ال تي تتفق مع طبيعة منازع ات الق انون
اإلداري ،األمر ال ذي أض فى على قواعد الق انون اإلداري الط ابع العملي ال ذي يتماشى مع ظ روف
تمر . يرها الحسن وتطورها المس يات س ات المرافق العامة ومقتض واحتياج
ومع ذلك يتقيد القض اء في أداء مهامه وابتداعه لمب ادئ وقواعد الق انون اإلداري يع دم مخالفة
النص وص التش ريعية القائمة على أس اس أن القض اء أنما يع بر عن إرادة مفترضة للمش رع ,أما إذا
أفصح عن إرادته تلك بنصوص تشريعية فأنه يلتزم بتطبيق تلك النصوص في أحكامه .
يقصد بالتقنين أن يصدر المشرع مجموعة تشريعية تضم المبادئ والقواعد العامة والتفصيلية المتعلقة
بفرع من فروع القانون كما هو الحال في مدونة القانون المدني أو مدونة قانون العقوبات .
وال يخفى ما لتدوين القواعد العامة والتفصيلة لقانون ما من أهمية من حيث إضفائه الثبات واالستقرار
على نصوص التشريع وسهولة الرجوع إلى أحكامه .
وقد نشأ القانون اإلداري في فتره انتشرت فيها حركة التق نين في أعق اب الث ورة الفرنس ية وتم ت دوين
قواعد القانون المدني في مدونة نابليون .
إال أن القانون اإلداري لم تشمله ه ذه الحركة رغم رس وخ مبادئه واكتم ال نظرياته ويرجع ع دم تقنينه
إلى سرعة تطوره وتفرع وسعة مجاالته مما يجعل من الص عوبة جمع أحكامه في مدونه واح دة خاصة
وان أحكامه في الغ الب ذات طبيعة قض ائية ،وال يخفى ما في أحك ام القض اء اإلداري من مرونة تت أثر
بالواقع االقتصادي واالجتماعي والسياسي السائد في المجتمع .
وإذا كان عدم التقنين يعني عدم جمع إحكام الق انون اإلداري في مجموعة أو مدونة واح دة ف إن ذلك ال
ينفي وج ود تقنين ات جزئية لبعض موض وعات الق انون اإلداري ،من ذلك وج ود تش ريعات خاصة
بالموظفين وتشريعات خاصة بنزع الملكية للمنفعة العامة وقوانين خاصة ب التنظيم اإلداري أو القض اء
امل . نين ش ذر جمعها في تق يع يتع ير ذلك من مواض اإلداري إلى غ
المبحث الثاني
تش تمل مص ادر الق انون اإلداري على مص ادر الق انون بص ورة عامة ،وهي ع ادة أربعة مص ادر "
التشريع – العرف – القضاء – الفقه " .
وإذا كان التشريع والعرف يعدان المصدران الرس ميان للق وانين األخ رى ،بينما يمثل القض اء والفقه
المصدران التفسيريان للقواعد القانونية ،فإن القانون اإلداري يمنح القض اء دوراً هام ا ً ,بل يع ده أهم
مصادر القانون اإلداري على اإلطالق ،ويكون مع التشريع والعرف مص دراً رس ميا ً للق انون اإلداري ,
بينما يبقى الفقه مصدراً تفسيراً له .
يقصد بالتش ريع كمص در للق انون اإلداري مجموعة القواعد القانونية المكتوبة الص ادرة من الس لطة
المختصة في الدولة ،وقد تكون ه ذه الس لطة س لطة تأسيسة فيك ون التش ريع دس تورياً ،أما إذا ك انت
السلطة تشريعية فيكون التشريع عاديا ً ويطلق عليه اصطالح القانون ،وأخ يراً إذا ك انت ه ذه الس لطة
تنفيذية فإننا نكون أمام ما يمكن تسميته بالتشريعات الفرعية أو اللوائح ،ويتميز التشريع عن غير من
المصادر األخرى بوضوحه وتحديده وسهولة تعديله .
تعد التشريعات الدستورية المصدر األساسي والرسمي للق انون اإلداري ،وتقع التش ريعات الدس تورية
الدستورية في قمة الهرم القانوني ،وتس مو على القواعد القانوينة األخ رى جميع ا ً ،فهي تح دد ش كل
الدولة ونظام الحكم فيها وعالقتها ب المواطنين ،وتتض من التش ريعات الدس تورية بعض الموض وعات
المتعلقة بالقانون اإلداري ،كتنظيم الجهاز اإلداري في الدولة ونشاطه وحقوق األفراد وحرياتهم .
ويتوجب على اإلدارة بوصفها جه از الس لطة التنفيذية أن تل تزم بالمب ادئ ال تي ج اء بها الدس تور وال
يحق لها مخالفتها وإال ع دت أعمالها مخالفة لمب دأ المش روعية مما يعرض ها لإللغ اء والتع ويض عما
تسببه من أضرار .
والقواعد الدس تورية يقصد بها مجموعة القواعد المكتوبة في وثيقة أو ع دة وث ائق دس تورية فحسب
فمن الممكن أن تكون تلك القواعد غير مكتوبة في ظل دستور ع رفي يتمتع بس مو القواعد الدس تورية
المكتوبة ذاتها .
كذلك تتمتع إعالنات الحق وق ما تض منته ه ذه اإلعالن ات في حق وق وحري ات األف راد بق وة النص وص
الدستورية فال يجوز مخالفتها .
يأتي التشريع الع ادي أو الق انون بالمرتبة الثانية بعد الدس تور ،من حيث الت درج التش ريعي باعتب اره
صادراً من الهيئة التشريعية المعبرة عن اإلرادة العامة وهي صاحبة االختصاص في ذلك .
واإلدارة بوصفها السلطة التنفيذية تخضع ألحكام القوانين فإذا خالفت حكم القانون أو صدر عمل إداري
استناداً إلى قانون غير دستوري وجب إلغاء ذلك العمل .
يطلق على القواعد القانوينة ال تي تص درها الس لطة التنفيذية التش ريع الف رعي ،وتس مى في مصر
اللوائح اإلدارية ،وهي قواعد عامة مج ردة واجبة االح ترام تلي التش ريع الع ادي في مرتبتها في س لم
التدرج القانوني ,وتخضع لرقابة القضاء اإلداري على أعمال اإلدارة باعتبارها قرارات إدارية يجب أن
تكون متفقة مع القانون .
تصدر الوزارات بص فتها الهيئة لتنفيذية في الدوله الل وائح التنفيذية المتعلقة بتنفيذ الق وانين الص ادرة
عن السلطه التشريعيه لتوضيح ما يكتنفها من غموض وتسهيل تطبيقها .
تختص الهيئة التنفيذية بإص دار ل وائح الض بط اإلداري المتعلقة بالمحافظة على األمن الع ام والص حة
العامة والسكنية العامة من ذلك اللوائح الخاصة بمكافحة الضوض اء أو غلق المح ال المض رة بالص حة
العامة .
تصدر الهيئة التنفيذية هذا النوع من الل وائح بتف ويض من الهيئة التش ريعية ال تي يمثلها البرلم ان في
العراق في موضوعات تدخل أص الً ض من اختصاصه ،ومن ذلك اختصاص ها بإص دار الل وائح الخاصة
بإنشاء وتنظيم المؤسسات والهيئات والمصالح والش ركات العامة لممارسة االختصاص ات ذات الطبيعة
االستراتيجية وتحديد أهدافها واختصاصاتها .
تصادف الهيئة التنفيذية في بعض األوقات ظروفا ً اس تثنائية تجبرها على إص دار ل وائح إدارية تض من
حماية النظ ام الع ام وحسن س ير المرافق العامة لتع ذر ص دروها من الهيئة التش ريعية المختصة فعالً
بإص دارها ،لغيبتها أو لحص ولها في غ ير ف ترة انعقادها على أن تع رض على الهيئة التش ريعية خالل
مدة معينة لكي تقرها .
العرف اإلداري هو مجموعة القواعد التي درجت اإلدارة على إتباعها في أداء وظيفتها في مج ال معين
من نش اطها وتس تمر فتص بح ملزمة لها ،وتعد مخالفتها مخالفة للمش روعية وت ؤدي إلى أبط ال
تصرفاتها بالطرق المقررة قانونا ً .
ويأتي العرف اإلداري في مرتبة أدني من مرتبة القواعد القانونية المكتوبة مما يستلزم إال يخالف نص ا ً
من نصوص القانون فهو مصدر تكميلي للقانون يفسر ويكمل ما نقص منه ولكي يص بح س لوك اإلدارة
عرفا ً إداريا ً و مص دراً من مص ادر الق انون اإلداري ،يجب أن يت وافر فيه ركن ان :ركن م ادي و ركن
معنوي .
ويتمثل ال ركن الم ادي باعتي اد جهة اإلدارة على إتب اع س لوك معين في نش اط معين وقد يك ون ه ذا
االعتياد ايجابيا ً يظهر في صورة القيام بعمل ،كما يمكن أن يكون سلبيا ً في صورة االمتن اع عن القي ام
بعمل ما ،على أن يكون هذا العمل أو االمتناع بشكل ثابت ومستقر ويتك رر في الح االت المماثلة بش رط
أن يمضى الزمن الكافي الستقراره ،وتقدير ما إذا كانت هذه الم دة كافيه لوج ود الع رف من عدمه أمر
مرجعه إلى القضاء .
إلى جانب ذلك يجب أن يكون العرف اإلداري عاما ً تطبقه اإلدارة بش كل منتظم ومس تمر بال انقط اع في
جميع الحاالت المماثلة وان يكون مشروعا ً وغير مخالف لنص قانوني أو الئحي .
ومن الجدير بالذكر أن التزام اإلدارة باحترام العرف ال يحرمها من أمك ان تعديله أو تغي يره نهائي ا ً إذا
اقتضت ذلك المصلحة العامة فاإلدارة تملك تنظيم القاعدة التي يحكمها العرف بيد أن قيام العرف الجديد
يتطلب توفر الركنين السابقين فال يتكون بمجرد مخالفة اإلدارة للعرف المطبق .
أما إذا خالفت اإلدارة العرف في حالة فردية خاصة دون أن تستهدف تعديله أو تغييره ب دافع المص لحة
العامة فإن قرارها أو إجراءها المخالف للعرف يكون باطالً لمخالفته مبدأ المشروعية .
ومع ذلك ف أن دور الع رف كمص در رس مي للق انون اإلداري أقل أهمية من المص ادر الرس مية أخ رى
لص عوبة االس تدالل على القاع دة العرفية من جهة ,وألن اإلدارة في الغ الب تلجأ إلى الل وائح كوس يلة
لتنظيم نشاطها اإلداري من جهة أخرى .
األصل في وظيفة القاضي تطبيق القوانين والفصل في المنازعات المعروضة أمامه ،وهو ملزم قانونا ً
بالفصل في المنازعة الداخلة في اختصاصه وإال اعت بر منك راً للعدالة ،ل ذلك رسم المش رع للقاضي
األسلوب الذي يسلكه لفض المنازعة إذا لم يجد في القواعد القانونية حالً للمنازعة .
وعلى ذلك ال يعد القضاء مصدراً رسميا ً للقانون لدوره المتعلق بتطبيق النصوص التشريعية وتفسيرها
وإزالة غموض ها وإزالة التع ارض المحتمل بينها ،وال يتع دى القاضي ه ذا األمر ليصل إلى حد خلق
قواعد قانونية خارج نصوص التشريع .
إال أن الطبيعة الخاصة لقواعد الق انون اإلداري من حيث ع دم تقنينه وظ روف نش أته وتع دد مج االت
نشاطه ،أدى إلى أن يتجاوز القضاء اإلداري دور القضاء العادي ليتماشى مع متطلبات الحي اة اإلدارية
فيعمد إلى خلق مبادئ وأحكام القانون اإلداري ،فيصبح القضاء مصدر رس مي للق انون اإلداري بل من
أهم مصادرها الرسمية ،ويتعدى دوره التشريع في كثير من األحيان .
وتتميز أحكام القضاء اإلداري بعدم خضوعها للقانون المدني ،فالقاضي اإلداري إذا لم يجد في المبادئ
القانونية القائمة نص ا ً ينطبق على ال نزاع المع روض عليه يت ولى بنفسه إنش اء القواعد الالزمة ل ذلك
دون أن يكون مقيداً بقواعد القانون المدني .
ومن ج انب آخر أن أحك ام القض اء الع ادي ذات حجية نس بية تقتصر على أط راف ال نزاع وموض وعه
ولهذا تحدد قيمتها بوصفها مصدراً تفسيراً على النقيض من أحكام القضاء اإلداري ال تي تتم يز بكونها
حجة على الكافة .
وفي ذلك يتبين أن للقض اء دوراً إنش ائيا ً كب يراً في مج ال الق انون اإلداري ومن ثم فهو يش كل مص دراً
رئيسيا ً من مصادر المشروعية .
وتستمد أغلب هذه المب ادئ من الطبيعة المتم يزة للحي اة اإلدارية ,كمب دأ دوام اس تمرار س ير المرافق
العامة بانتظ ام واط راد ،والمس اواة بين المنتفعين بخ دمات المرافق العامة ،ونظرية الظ روف
االستثنائية ,أو تستمد في فكرة الع دل والمنطق وال تي بمقتض اها م ارس القض اء اإلداري رقابته على
الوجود الم ادي للوق ائع وص حة التك ييف الق انوني لها وض رورة التناسب بين جس امة ال ذنب اإلداري
والعقوبة المقررة لها .
والقضاء اإلداري بهذا المعنى ال يخلق المبادئ العامة للق انون إنما يقتصر دوره على كش فها والتحقيق
من وجودها في الض مير الق انوني لألمة ،ول ذلك فمن ال واجب على اإلدارة والقض اء احترامها والتقيد
بها باعتبارها قواعد ملزمة شأنها في ذلك شأن القواعد المكتوبة .
الفصل الرابع
وعلى ذلك ك ان البد من وضع معي ار ث ابت ومس تقر لتحديد أس اس الق انون اإلداري ،وظهر في ه ذا
المج ال ع دة نظري ات أو مع ايير رغم تع ددها لم تعش ط ويالً إنما راح بعض ها يغلب على بعض تباع ا ً
واندماج بعضها بالبعض اآلخر لسد ما انكشف فيها من نقص أو قصور .
المبحث األول
يقوم هذا المعيار على أساس تقسيم أعمال اإلدارة إلى صنفين أعمال سلطة Acte d’autoriteوهي
األعم ال ال تي تظهر فيها اإلدارة بمظهر الس لطة العامة وتتمتع بحق األمر والنهي وه ذا الن وع من
األعمال تحكمه قواعد القانون اإلداري ويخضع الختصاص القضاء اإلداري .
وأعمال اإلدارة العادية Actte de gestionوهي األعمال التي تباشرها اإلدارة بذات األس اليب ال تي
يلجأ إليها األف راد وفي نفس ظ روفهم ,وتحكمها قواعد الق انون الخ اص ويختص بها القض اء الع ادي
ألنها ال تتصف بطابع السلطة .
وقد سادت هذه النظرية حتى نهاية القرن التاسع عشر وكان من أنصارها الفقيه الفيرير Laferrlere
وبارتلمي ، ) ( Berthelemyواعتمد القضاء الفرنسي عليها فترة من الزمن أساسا ً وحيداً للقانون
اإلداري .
إال أن القضاء اإلداري لم يلبث أن هجر هذا المعيار بفعل االنتق ادات الموجه إليه ،وك ان النقد األساسي
يتمثل في أنه ضيق إلى حد كبير من نطاق القانون اإلداري ومن اختصاص ات القض اء اإلداري ،فطبق ا ً
له ذه النظرية تقتصر أعم ال الس لطة على الق رارات اإلدارية واألوامر ال تي تص درها س لطات الض بط
اإلداري لحفظ النظام العام ،وتستبعد من نطاق تطبيقها جميع األعمال األخرى من قبيل العق ود اإلدارية
وأعمال اإلدارة المادية .
كما أن هذا المعيار وبالرغم من بساطته ووضوحه صعب التطبيق في الواقع أو ليس من السهل التمييز
بين أعمال السلطة وتصرفات اإلدارة العادية نظراً لطبيعته وتداخل النشاط اإلداري .
المبحث الثاني
إال أن حكم بالنكو Blancoالص ادر ع ام 1873يمثل في نظر الفقه والقض اء حجر الزاوية في نظرية
المرفق الع ام Theorie de Service Publicوتتخلص وق ائع ه ذا الحكم في انه ص دمت عربة
صغيرة تتبع مصنع تبغ بوردو طفلة فأوقعتها وجرحتها ,فرفع والد الطفلة ال نزاع إلى القض اء الع ادي
طالبا ً التعويض من الدولة باعتبارها مسؤولة مدنيا ً عن الخطاء الذي ارتكبه عمال المصنع الت ابع لها ,
إال أن محكمة التنازع قررت أن الجهة المختصة بالنظر في ال نزاع هي القض اء اإلداري وليس القض اء
الع ادي ,وقضى بأنه " ال تختص المح اكم العادية أطالق ا ً بنظر ال دعاوى المقامة ضد اإلدارة بس بب
المرافق العامة أيا ً كان موضوعها ,حتى لو ك انت تس تهدف قي ام القض اء الع ادي بمج رد الحكم عليها
بمبالغ مالية تعويضا ً عن األضرار الناشئة عن عملياتها دون إلغاء أو تع ديل أو تفس ير ق رارات اإلدارة
".
ومن جانب آخر قرر هذا الحكم قواعد جديدة تحكم المسؤولية عن األضرار التي تسببها المرافق العامة
ف ورد " ومن حيث أن مس ؤولية الدولة عن األض رار ال تي تس ببها لألف راد بفعل األش خاص ال ذين
تس تخدمهم في المرفق الع ام ال يمكن أن تحكمها المب ادئ ال تي يقررها التق نين الم دني لتنظيم الروابط
بين الفراد بعضهم وبعض ،وأن هذه المسؤولية ليست عامة وال مطلقة ،بل لها قواعدها الخاصة التي
تتغير تبعا ً لحاجات المرفق ,ولضرورة التوفيق بين حقوق الدولة والحقوق الخاصة " .
وتطبيقا ً لهذه النظرية فإن أساس القانون اإلداري واختص اص القض اء اإلداري ،إنما يتعلق بكل نش اط
تديره الدولة أو تهيمن على إدارته ويستهدف تحقيق المصلحة العامة .
والمرفق العام بهذا المعنى هو النشاط الذي تتواله الدولة أو األشخاص العامة األخرى مباش رة أو تعهد
به إلى جهة أخ رى تحت إش رافها ومراقبتها وتوجيهها وذلك إلش باع حاج ات ذات نفع ع ام تحقيق ا ً
للصالح العام .
وقد ع زز ه ذا االتج اه أن وضع العميد (ديجي) Duguitألسس نظريته عن المرافق العامة ال تي ك ان
لها شأن كبير بين نظريات القانون اإلداري حتى باتت تقوم على اعتبار المرفق العام ومقتضيات س يره
المبرر الوحيد لوجود نظام قانوني خارج عن المألوف في قواعد القانون الخاص .
وقد تجاوزت ه ذه النظرية االنتق ادات ال تي وجهت لمعي ار التفرقة بين أعم ال الس لطة وأعم ال اإلدارة
العادية ،فشملت جميع نشاطات اإلدارة المتصلة مباشرة بالمرافق العامة التي يحكمها الق انون اإلداري
.
ويختص القضاء اإلداري في نظر المنازعات الناشئة عنها من قبيل القارات والعقود اإلدارية واألعم ال
المادية سواء أصدرت عن الدولة أو األشخاص العامة األخرى التابعة لها ,ما دامت تس تهدف من ه ذه
األعمال إشباع حاجات ذات نفع عام تحقيقا ً للصالح العام .
مع ضرورة اإلشارة إلى استثنائين مح دودين في ه ذا المج ال يتعلق األول ب إدارة الدولة أو األش خاص
التابعة لها ألموالها الخاصة فال تك ون في نك ون في ه ذه الحالة أم ام مرفق ع ام ,أما االس تثناء األخر
فيتعلق بعدول اإلدارة عن استعمال وسائل الق انون الع ام واس تعمالها قواعد الق انون الخ اص في إدارة
نشاط من نشاطاتها وفي هاتين الحالتين تطبق قواعد الق انون الخ اص ,ويختص القض اء الع ادي بنظر
المنازعات الناشئة عنها .
وقد أيد جانب كبير من فقهاء القانون اإلداري هذه النظرية كأساس للقانون اإلداري الذي أصبح يس مى
" قانون المرافق العامة " وأطلق على أنصارها " مدرسة المرافق العامة " .
رغم النجاح الكبير الذي حققته هذه النظرية كأساس للقانون اإلداري ومبادئه وأحكامه ومعي اراً لتحديد
اختصاصات القضاء اإلداري ,واحتاللها مركز الص دارة بين النظري ات األخ رى خالل الربع األخ ير من
القرن التاسع عشر وب دايات العش رين ,لم تلبث أن ت راجعت بفعل تط ور الحي اة اإلدارية ,والتغي يرات
ال تي ط رأت في القواعد ال تي ق امت عليها فك رة المرافق العامة ,بت أثير من سياسة االقتص اد الموجه
والمبادئ االشتراكية وزيادة تدخل الدولة في النشاط االقتصادي واالجتم اعي وما رافق ذلك من ظه ور
المرافق االقتصادية واالجتماعية والصناعية والمرافق المهنية المختلفة .
ومن األسباب األخرى لتراجع نظرية المرفق العام كما اص طلح على تس ميتها ظه ور مرافق عامة ذات
نفع عام يديرها األفراد أو األشخاص المعنوية الخاصة .
وأدت هذه التطورات مجتمعة إلى صعوبة تحديد مض مون المرفق الع ام ,مما دعى الفقه والقض اء إلى
البحث عن معي ار آخر للق انون اإلداري ,إال أنه مع ما أص اب ه ذه النظرية من نقد بقيت أحك ام مجلس
الدولة الفرنسي تؤكد دور المرفق العام كأساس للقانون اإلداري إال أن هذا ال دور لم يعد كافي ا ً أو حجر
زاوية كما كان في تحديد نطاق تطبيق القانون اإلداري واختصاص القضاء اإلداري .
المبحث الثالث
إزاء االنتقادات الموجة إلى معيار المرفق العام ,طرح جانب من الفقه معياراً آخر ب ديل عنه هو معي ار
السلطة العامة ,ومقتضاه أن فكرة السلطة ,هي األقدر في تحديد نطاق تطبيق القانون اإلداري ونط اق
اختص اص القض اء اإلداري ،ذلك أن العنصر المهم في نظ ام الق انون اإلداري المم يز له عن الق انون
الخ اص ال يتعلق باأله داف أو الغاي ات ال تي تس عى اإلدارة إلى تحقيقها المتمثلة بالمنفعة العامة كما
ذهبت نظرية أو معيار المرفق العام ،وإنما يقوم على أساس الوس ائل ال تي تس تعملها اإلدارة في س بيل
تحقيق تلك األه داف ،ف إذا ك انت ه ذه الوس ائل تتم يز بس لطات وامتي ازات اس تثنائية ال نظ ير لها في
عالق ات األف راد ،كنا أم ام نش اط يحكمه الق انون اإلداري ويختص بالمنازع ات الناش ئة عنه القض اء
اإلداري .
وقد أسس ه ذا المعي ار العميد م وريس هوريو Hauriouال ذي أنش اء مدرسة مناهضة لمدرسة
المرفق الع ام أطلق عليها " مدرسة الس لطة العامة " ،ومب ادئ ه ذه النظرية متم يزة عن نظرية
السلطة العامة التقليدية والتي تفرق بين أعمال السلطة وأعمال اإلدارة العادية .
فنظرية السلطة العامة كما ذهب هوريو ال تتعلق باألوامر والنواهي إنما تشمل كل نشاط إداري تمارسه
اإلدارة مع استعمالها لوسائل القانون العام غير المألوفة في القانون الخاص .
ومن الج دير بال ذكر أن " هوريو " لم ينكر فك رة المرفق الع ام ،إنما جعلها ثانوية بالمقارنة مع دور
السلطة العامة كأساس للق انون اإلداري ومعي ار لتحديد اختص اص القض اء اإلداري ,فهو غلب عنصر
الوسائل التي تستخدمها اإلدارة على عنصر الغاية أو الهدف.
المبحث الرابع
نادى بهذه الفكرة األستاذ مارسيل فالين Walineالذي كان من أشد المدافعين عن معيار المرفق العام
ثم تخلى عنه تحت تأثير األزمة التي مر بها هذا المعيار ،واقترح محله فكرة المنفعة العامة .
وتقوم هذه الفكرة على أن أس اس الق انون اإلداري ومعي ار اختص اص القض اء اإلداري إنما يق وم على
تحقيق المنفعة العامة والمصلحة العامة ،فالنشاط اإلداري يس تهدف تحقيق النفع الع ام وهو ما يم يزه
عن النشاط الخاص .
وقد اعتمد فالين في تأسيس نظريته على حكم مجلس الدولة في قضية بلدية مونسيجور Commune
de Monsegurالصادر في 10/6/1921وتتلخص وقائع القض ية أنه وقع ح ادث لص غير ح رج في
كنيسة مونسيجور بسقوط حوض " ماء مقدس " تسبب فيه بتعلقه واثنين من زمالئه به ،مما أص ابه
بعاهة مس تديمة تمثلت بقطع س اقه ،وقد حصل والد الطفل على حكم من مجلس اإلقليم ب إلزام البلدية
المسئولة عن صيانة الكنيسة بالتعويض ،وقد استئنفت البلدية هذا الحكم من ناحية أنه منذ عام 1905
لم تعد البلدية مسؤولة عن دور العبادة النفصال الدين عن الدولة بق انون 9/9/1905ولم تعد الكن ائس
منذ هذا الت اريخ مرافق عامة ،وبالت الي ال ت دخل دع وى التع ويض في اختص اص القض اء اإلداري .
غير أن مجلس الدولة لم يأخذ بهذا الدفع وأسس قضائه على أنه وأن لم تعد مرافق العبادة مرفقا ً عام ا ً
منذ انفص ال ال دين عن الدولة ،ف إن ت رك الكن ائس تحت تص رف المؤم نين والمكلفين بإقامة ش عائر
العبادة لممارسة ديانتهم إنما يكون تنفيذاً لغرض ذي نفع عام .
وفكرة المنفعة العامة هذه أكثر اتساعا ً من فكرة المرفق العام إال أنها لم تسلم من النقد الشديد من حيث
أن جل عمل الدولة إنما يتعلق بتحقيق المنفعة العامة أو المصلحة العامة .
كما أن تحقيق النفع الع ام ليس حك راً على الدولة وأجهزتها اإلدارية ،وإنما قد يس اهم األف راد في
تحقيقها وذلك من خالل المؤسسات والمشروعات الخاصة ذات النفع العام وهي مشاريع تخضع ألحكام
القانون الخاص ويختص القضاء العادي بالمنازعات الناشئة عنها .
لذلك لم تعش هذه الفكرة طويالً ولم تصلح أساسا ً للق انون اإلداري ومعي اراً لتحديد اختص اص القض اء
اإلداري لسعتها وعدم تحديدها وسرعان ما تخلى عنها فالين نفسه واتجه نحو معيار آخر .
المبحث الخامس
ومن هذه القيود ع دم أمك ان تعاقد اإلدارة إال بإتب اع إج راءات وش روط معينة ال نظ ير لها في الق انون
الخاص ،كأتباعها أسلوب المناقصات أو المزايدات عند اختيار المتعاقد معها .
ومن ثم ال يكفي اتصال نشاط اإلدارة بمرفق عام حتى تكون بصدد تطبيق الق انون اإلداري إنما يجب أن
تكون إلدارة قد استخدمت في نشاطها امتيازات وسلطات اس تثنائية ال مثيل لها في الق انون الخ اص أو
التزمت بقيود وحدود غير مألوفة في هذا القانون ،وفي الحالتين يختص القض اء اإلداري بالمنازع ات
الناشئة عن مباشرة هذا النشاط .وعلى عكس ذلك يختص القضاء العادي ويطبق القانون الخاص على
كل نشاط تؤديه اإلدارة مستخدمة أساليب مشابهة لتلك التي يستخدمها األف راد أو ال تتض من امتي ازات
أو شروط استثنائية .وقد صادف هذا المعي ار نجاح ا ً وقب والً في الفقه والقض اء اإلداريين وانح از إليه
فالين بعد أن تخلى عن معيار المرفق العام وبعده معيار النفع العام .
المبحث السادس
إزاء االنتقادات الموجهة لكل معيار من المعايير الس ابقة وعجزها في أن تك ون أساس ا ً وحي داً للق انون
اإلداري ومعي اراً لتحديد اختص اص القض اء اإلداري ،لم يعد الفقه والقض اء يتمس كان بفك ره واح دة ,
واتجها نحو الجمع بين فكرتي السلطة العامة والمرفق العام .
وفي هذا المجال حاول األس تاذ De Laubadereتجديد معي ار المرفق الع ام بعد ما أص ابه من تفكك
نتيجة األزمات التي تعرض لها وذلك عن طريق الجمع بين فكرتي المرفق العام والس لطة العامة ،لكنه
جعل األولوية للمرفق العام ،ثم يأتي استخدام أساليب الق انون الع ام في المرتبة الثانية لسد الف راغ في
المجاالت التي عجز معيار المرفق العام عن القيام بدوره فيها .
بينما ذهب األستاذ ش ابي Chapusإلى تغليب فك رة الس لطة العامة على فك رة المرفق الع ام فق ال أنه
يجب أن ال نعتقد أن معي ار الش روط المخالفة " الس لطة العامة " دائم ا ً معي اراً مس اعداً ،فالمعي ار
الم أخوذ من الموض وع هو دائم ا ً معي ار مب دأ ،ففي كث ير من األحي ان يفضل القاضي اس تخدام معي ار
الشرط غير المألوف وهذا يكون أسهل أو مناسبا ً أكثر .
وعلى هذا األساس فإن المرفق العام وأن كان عنصراً مهما ً في تحديد أساس الق انون اإلداري إال أنه ال
يكفي ألداء هذا الدور بعد أن أتضح سعة مفهومة وع دم اقتص اره على المرافق اإلدارية فظه رت فك رة
المعيار المزدوج التي أيدها جانب كبير من الفقه وأخذ بها القض اء اإلداري في فرنسا في أغلب أحكامه
.
وعلى ذلك فإن أساس القانون اإلداري ال يرجع لمعيار واحد من المعايير السابقة ,إنما يجب الجمع بين
المعي اريين المهمين المرفق الع ام والس لطة العامة ،ومن ثم ليك ون العمل إداري ا ً وخاض عا ً للق انون
اإلداري واختصاص القضاء اإلداري ،يجب أوالً أن يكون عمالً إداريا ً أو نش اطا ً متعلق ا ً بمرفق ع ام "
نظرية المرفق العام " .
وثانيا ً :أن تكون اإلدارة في هذا النش اط قد اس تخدمت امتي ازات أو وس ائل وس لطات اس تثنائية وغ ير
مألوفة في القانون الخاص " نظرية السلطة العامة " ـ مع ض رورة التنبيه أن الس لطة العامة ال ت برز
من خالل االمتيازات الممنوحة لإلدارة حسب وإنما تشمل القيود االستثنائية المفروضة عليها في أحيان
أخرى .
الباب األول
التنظيم اإلداري
نبحث في ه ذا المج ال من الدراسة موض وع التنظيم اإلداري ال ذي ن بين فيه الوس ائل ال تي ت ؤدي من
خاللها اإلدارة وظيفتها التنفيذية وتس تدعي الدراسة البحث في األش خاص المعنوية العامة باعتبارها
األداة التي تجمع السلطات اإلدارية في إطارها ،ومن ثم البحث في األس اليب الرئيس ية المتبعة في ه ذا
التنظيم وفقا ً لما يسمى بأسلوب المركزية اإلدارية وأسلوب الالمركزية اإلدارية .
الفصل األول
يتمتع اإلنس ان منذ والدته بالشخص ية القانونية ال تي تمكنه من اكتس اب الحق وق وتحمله بااللتزام ات
ألداء دوره في المجتمع وأداء رسالته ،واألصل أن الشخصية القانونية نسبت لإلنسان فقط إال أن عجز
اإلنس ان عن النه وض بكافة متطلب ات المجتمع النته اء شخص يته بالوف اة وحاجة المجتمع إلى دوام
اس تمرار مرافقه ،ك ان البد من منح األهلية القانونية ألش خاص أخ رى ،فظه رت نظرية الشخص ية
المعنوية ومقتضاها منح القانون الشخصية القانونية إلى جانب اإلنسان الذي بات يطلق عليه الش خص
الطبيعي إلى نوعين من التجمعات :مجموعة من األفراد أو مجموعة من األموال ته دف لتحقيق ه دف
معين ويكون كيان ذاتي مستقل عن األفراد المكونين لها يسمح بتحقيق هدفها ،وأطلق عليها اص طالح
الشخصية المعنوية االعتبارية .
وعلى ذلك يمكن تعريف الش خص المعن وي بأنه مجموعة من األم وال أو األش خاص تس تهدف تحقيق
هدف معين اعترف لها القانون بالشخصية القانونية .
المبحث األول
يوجود نوعين رئيسيين من األشخاص المعنوية هي :األشخاص المعنية العامة ،واألشخاص المعنوية
الخاصة ،مع ما تتمتع به األش خاص المعنوية الخاصة من أهمية في نط اق الق انون الخ اص فتظهر
بشكل الشركات والمؤسسات والجمعيات التي تنشأ بمبادرات األفراد لتحقيق الربح أحيانا ً وتحقيق النفع
رى. ان أخ لحة العامة في أحي ام أو المص الع
و الشخصية المعنوية العامة تحتل أهمية أكبر بكثير في نط اق الق انون الع ام ال ذي ال يع رف غ ير ه ذا
النوع من األشخاص المعنوية رغم أن نظرية الشخصية المعنوية نشأت في ظل الق انون الخ اص .وقد
درج الفقه والقضاء على تقسيم األشخاص المعنوية العامة إلى ثالث أنواع :
وهي األش خاص المعنوية أو االعتبارية ال تي يتعلق اختصاص ها في نط اق جغ رافي منعين من الدولة
وهي تشمل الدولة والوحدات المحلية األخرى.
-1الدولة
وهي أهم األش خاص المعنوية على اإلطالق وله ذا فقد ورد النص عليها في الق انون الم دني على أن
الدولة هي أول األشخاص االعتبارية .والدولة هي الشخص المعنوي العام الذي تتفرع عنه األشخاص
المعنوية األخ رى وهي ال تي تمنح الشخص ية المعنوية الخاصة لألف راد والهيئ ات الخاصة وتم ارس
الرقابة عليها .
والدولة باعتبارها ش خص معن وي ع ام تش مل س لطات الدولة الثالث :الس لطة التش ريعية والتنفيذية
والقض ائية ،باعتبارها ش خص معن وي واحد .إال أن ه ذه الوح دة في شخص ية الدولة لم تكن أم راً
مسلما ً به فقد اختلف الفقه في شأنها .
فقد ذهب بعض الفقه اء إلى أن االع تراف بالشخص ية المعنوية العامة للدولة يقتصر على مج ال معين
من نش اط الدولة وهو الحق وق المادية والتص رفات ال تي تن درج في الق انون الخ اص ،أما بالنس بة
لتصرفات الدولة التي تحمل طابع الس لطة وامتيازاتها فما هي إال اختصاص ات يمارس ها ممثل وا الدولة
في الحدود التي رسمها القانون تحقيقا ً للمصلحة العامة.
ولعل ال دافع وراء تب ني ه ذا ال رأي الخش ية من تعسف الدولة وجورها على الحري ات العامة إذا ما
اعت برت تص رفات الدولة حق ا ً من حقوقها ,بينما ذهب رأي آخر إلى ثنائية شخص ية الدولة ،فتك ون
شخصا ً معنويا ً خاصا ً إذا ما تصرفت في مجال الحقوق المالية أو الحقوق الخاصة المش ابهة لتص رفات
األفراد وينطبق عليها القانون الخاص وتعتبر شخصا ً معنويا ً عاما ً إذا قامت بعمل بدخل في ضمن نطاق
السلطة العامة وهنا تخضع تصرفاتها ألحكام القانون العام .
إال أن هذه اآلراء لم تلبث أن انتهت ،وأصبح الرأي الس ائد فقه ا ً وقض ا ًء أن شخص ية الدولة وح دة ال
تتجزأ وهي تشمل جميع تصرفات الدولة وأعمال الخاصة منها والتي تتسم بطابع السلطة العامة .وهو
رأي يتماشى مع المنطق القانوني السليم.
وترتبط فكرة األشخاص المعنوية العامة المحلية بالديمقراطية التي تسمح لكل إقليم من أقاليم الدولة أن
يدير شؤونه المحلية من خالل ممثليه من سكان اإلقليم في المحافظات.
ويطلق عليها أيضا ً أال مركزية المصلحة أو المرفقية ،وتنشأ لتحقيق مصالح عامة لألف راد تحت رقابة
الدولة أو أحد األشخاص المعنوية التابعة لها .وتسمى هذه األش خاص بالهيئ ات العامة أو المؤسس ات
أو الشركات العامة .
وقد لجأ المشرع إلى إنشاء هذه األشخاص لتباشر أدارة المرافق العامة التي تتطلب نوعا ً من االستقالل
الف ني عن الحكومة المركزية ض مان فاعلية وكف اءة اإلدارة .وتختلف ه ذه األش خاص عن األش خاص
االعتبارية اإلقليمية في أنها مقيدة بالهدف الذي أنشأت من أجله ،في حين تكون األخيرة مقيدة بالحدود
الجغرافية لإلقليم الذي تمثله .
وحيث أن األش خاص االعتبارية المرفقية ته دف إلى تحقيق أغ راض متنوعة منها ما هو إداري أو
اجتم اعي أو اقتص ادي ،ف إن ه ذا االختالف يق ود إلى اختالف أنظمتها القانونية حسب النش اط ال ذي
تتواله ،أما األشخاص اإلقليمية فالقاعدة العامة أنها تتمتع بذات التنظيم القانوني .
ك ذلك تف ترق األش خاص االعتبارية المرفقية عن األش خاص االعتبارية اإلقليمية في أن األخ يرة تق وم
على فكرة الديمقراطية التي تؤكد حق سكان الوحدات المحلية بإدارة ش ؤونهم المحلية بأنفس هم ،بينما
تقوم فكرة الشخص ية االعتبارية المرفقية على ض رورة ض مان الكف اءة اإلدارية وحسن إدارة المرافق
العامة ذات الط ابع الف ني وال عالقة للديمقراطية في ذلك .كما هو الح ال في الجامع ات والهيئة العامة
للمياه والهيئة العامة لإلذاعة .
بسبب التطور المستمر في مناحي الحياة االجتماعية واالقتصادية في مختلف الدول وتأثير ه ذا التط ور
على الق انون اإلداري وأحكامه ظه رت فك رة جدي دة ألش خاص معنوية أخ رى تتمثل في المنظم ات
واالتح ادات ذات الط ابع المه ني ،تت ولى إدارة مرافق عامة ينش أها المش رع لتحقيق مص الح عامة ،
ومن ذلك االتحاد العام لطلبة الجماهيرية واتحاد األدب اء والكت اب والم ؤتمر المه ني للمعلمين .وتتمتع
هذه األشخاص باالستقالل ولها إصدار اللوائح الخاصة بتأديب أعضائها وممارسة المهنة ال تي تش رف
عليها .
المبحث الثاني
اذا اعترف بالشخص االعتباري يتمتع بجميع الحقوق إال ما كان منها مالزما ً لصفة اإلنسان الط بيعي ،
وذلك في الحدود التي قررها القانون .
يتمتع الش خص المعن وي الع ام ،بذمة مالية مس تقلة عن ميزانية الدولة ولها الحق في االحتف اظ
بالفائض من إيراداتها ،كما أنها تتحمل نفقاتها ،والذمة المالية للش خص المعن وي مس تقلة عن الذمة
المالية لألشخاص المكونين له .
يتمتع الش خص المعن وي الع ام بأهلية قانونية في الح دود ال تي رس مها الق انون تمكنه من اكتس اب
الحقوق وتحمل االلتزامات ،غير أن هذه األهلية أضيق نطاق ا ً من أهلية الش خص الط بيعي فهي مقي دة
بممارسة التصرفات القانونية التي ت دخل في مي دان نش اطه وتخصصه ،ومفي دة ك ذلك بح دود اله دف
ال ذي يس عى الش خص االعتب اري الع ام لتحقيقه .وه ذه الشخص ية القانونية مس تقلة عن شخص ية
األعضاء المكونين بالشخص االعتباري العام ويباشرها عنه من يمثلونه من أشخاص طبيعيتين.
للشخص المعنوي العام أهلية التقاضي ،فله مقاضاة الغير ،كما يكون من حق الغ ير أن يقاض يه ،كما
يجوز أن تقاضي األشخاص المعنوية بعض ها ببعض ،ويباشر ه ذا الحق عن الش خص المعن وي الع ام
أشخاص طبيعيتين يمثلونه أو ينوبون عنه ويعبرون عن إرادته في التقاضي
للشخص االعتباري موطن خاص به يختلف عن م وطن األش خاص المك ونين له ،وهو ع ادة المقر أو
المك ان ال ذي يوجد فيه مركز إدارته ،فقد بينت الم ادة 53/2من الق انون الم دني أن " يعت بر موطنه
المكان الذي يوجد فيه مركز إدارته . " ..
وللموطن أهمية خاصة بالنسبة للشخص االعتباري فيجب إعالن األوراق الرسمية والقض ائية إليه فيه
و يتم تحديد المحكمة المختصة بالنظر بالدعاوي التي ترفع ضده.
-5تم ارس األش خاص المعنوية العامة جانب ا ً من س لطة الدولة باعتبارها من أش خاص الق انون الع ام
فتتمتع بامتيازات السلطة التي يقررها القانون للجهات اإلدارية فتعتبر قراراتها إدارية ،ويجوز تنفيذها
جبراً دون االلتجاء إلى القضاء ،ك ذلك تملك حق ن زع الملكية للمنفعة العامة أو االس تيالء المباشر كما
يجوز لها إبرام العقود اإلدارية ،وحيث توجد هذه السلطة توجد مسؤولية الشخص المعنوي عن أفعاله
الضارة التي قد يتسبب بها موظفيه .
-6الم ال ال ذي تملكه األش خاص المعنوية العامة يعت بر م االً عام ا ً إذا ك ان مخصص ا ً للمنفعة العامة ،
وب ذلك فهو يحظى بالحماية المق ررة للم ال الع ام ،ومع ذلك يمكن أن تملك األش خاص المعنوية العامة
أم واالً أخ رى خاصة تعد ج زءاً من ال دومين الخ اص وال تعت بر أم واالً عامة وتخضع ألحك ام الق انون
الخاص .
-7موظفو األشخاص المعنوية العامة يعدون موظفين ع امين ويرتبط ون بعالقة تنظيمية مع الش خص
المعن وي إال إذا نص الق انون على خالف ذل ك ،وال يمنع ذلك من أن يك ون لبعض األش خاص المعنوية
نظام خاص لموظفيها ولوائح خاصة بتأديبهم.
-8ال يترتب على منح الشخصية المعنوية العامة االس تقالل الت ام عن الدولة إذ تخضع ه ذه األش خاص
لنظام "الوصاية اإلدارية" التي تمارسها الس لطة المركزية في الدولة لض مان اح ترام ه ذه األش خاص
للقانون والسياسة العامة للدولة وعدم تجاوز الغرض الذي من أجله أ نشأت هذه المرافق .
-9نتيجة لتمتع الشخص المعنوي العام بامتيازات السلطة العامة وبالتالي اعتباره شخصا ً من أشخاص
القانون العام ،فإن القضاء اإلداري يكون هو المختص في نظر المنازعات الناشئة عن ممارسة نشاطه
،ويخضع كذلك للقيود التي يفرضها القانون اإلدراي من ضرورة إتب اع إج راءات خاصة في التعاقد أو
الطعون في القرارات الصادرة منه وغير ذلك من أمور تفرضها الطبيعة الخاصة بنظام القانون العام .
الدولة باعتبارها أهم األشخاص المعنوية العامة تنقضي شخصيتها بزوال أو فقد ركن من أركانها ال تي
تق وم عليها كما لو تفتت إلى ع دة دول أو ان دمجت بدولة أخ رى أو فق دانها إلقليمها أو انع دام الس لطة
السياسية بسبب الفوضى .
أما األشخاص المعنوية اإلقليمية فتنتهي بذات األداة ال تي نش أت بها ،كما لو ص در ق انون يعيد تقس يم
الوحدات المحلية فيلغي بعض األشخاص المعنوية اإلقليمية ويستحدث غيرها أو يدمجها في بعضها .
أما إذا صدر قانون بحل مجلس إدارة الشخص المعنوي فيظل الشخص المعنوي قائم ا ً ح تى يتم اختي ار
خص الجديد . الش
وتنقضي الشخص ية المعنوية المرفقية والمهنية بإلغائها أو حلها ب ذات طريقة إنش ائها أو بان دماجها
بشخص معنوي مرفقي آخر .
وعند نهاية الشخص المعنوي الع ام أيا ك انت ص ورته تنتقل أمواله إلى الجهة ال تي ح ددها الق انون أو
القرار الصادر بإلغائه أو حله ،وإال فإن هذه األموال تنتقل إلى الجهة التي يتبعها هذا الشخص .
الفصل الثاني
تنتهج ال دول المختلفة أس لوبين في تنظيمها اإلداري هما :المركزية اإلدارية والالمركزية اإلدارية .
يتجه األسلوب األول واألقدم في الظهور نحو حصر الوظيفة اإلدارية في أيدي السلطة التنفيذية وح دها
في العاصمة دون وج ود س لطات إدارية أخ رى مس تقلة عنها .بينما يتجه أس لوب الالمركزية اإلدارية
نحو توزيع الوظيفة اإلدارية ومشاركة هيئات وسلطات المركزية .
وفيما يلي سنتناول بالدراسة المركزية اإلدارية ثم الالمركزية اإلدارية وذلك في مبحثين .
المبحث األول
المركزية اإلدارية
المركزية اإلدارية هي أول النظم ال تي اتبعتها ال دول في الحكم واإلدارة ،وتق وم المركزية على أس اس
التوحيد وعدم التجزئة ،وفي المجال اإلداري يقصد بها توحيد النشاط اإلداري وتجميعه في يد الس لطة
التنفيذية في العاصمة.
وتق وم الس لطة التنفيذية في ه ذا النظ ام بالس يطرة على جميع الوظ ائف اإلدارية من توجيه وتخطيط
ورقابة وتنسيق ،وفي النظام المركزي تلتزم الس لطة ال دنيا ب القرارات ال تي تص در عن الس لطة العليا
ويساعد على هذه الخاصة الترتيب الذي يسود السلطة التنفيذية وتقسيم الموظفين رؤساء ومرؤوس ين
إلى درجات يعلو بعضها بعض ا ً في س لم إداري منتظم ،يخضع كل م رؤوس فيه لرئيسه خض وعا ً تام ا ً
وينفذ أوامره ويعمل تحت إشرافه وتوجيهاته .
وال تعني المركزية أن تقوم السلطة التنفيذية في العاصمة بجميع األعمال في أنحاء الدولة ،بل تقتضي
وجود فروع لهذه السلطة غ ير أن ه ذه الف روع ال تتمتع ب أي ق در من االس تقالل في مباش رة وظيفتها
وتكون تابعة للسلطة المركزية في العاصمة ومرتبطة بها .
تق وم المركزية اإلدارية على ثالثة عناصر هي :ترك يز الوظيفة اإلدارية في يد الحكومة والت درج
الهرمي والسلطة الرئاسية.
تتركز في هذا النظام س لطة مباش رة الوظيفة اإلدارية في يد الس لطة التنفيذية بالعاص مة ،وتعاونها في
ذلك الهيئات التابعة لها في األقاليم األخ رى تحت إش راف ورقابة الس لطة المركزي ة ،وال توجد في ه ذا
النظام أشخاص معنوية عامة محلية أو مرفقية مستقلة عن السلطة المركزية .
ومن ثم ال توجد مجالس محلية منتخبة أو هيئ ات عامة يمكن أن ت دير المرافق العامة ،وت تركز س لطة
اتخ اذ الق رارات وأداء المرافق العامة في يد ال وزراء وممثليهم الت ابعين لهم والمعن يين منهم تحت
رقابتهم وإشرافهم .
يق وم النظ ام المرك زي على أس اس الت درج اله رمي في الجه از اإلداري ومقتض اه أن يخضع م وظفي
الحكومة المركزية بشكل متدرج ومتصاعد ،تكون الدرجات ال دنيا تابعة لألعلى منها تحت قمة الجه از
اإلداري وهو الوزير .
وللسلطات العليا حق إص دار األوامر والتعليم ات للجه ات ال دنيا ويخضع كل م رؤوس خض وعا ً تام ا ً ،
ويتجه مجال الطاعة في داخل النظ ام المرك زي إلى درجة كب يرة ف الرئيس يباشر رقابة س ابقة والحقة
على أعمال المرؤوس كما أن للرئيس صالحية تعديل القرارات الصادرة من مرؤوسيه وإلغائها بالشكل
الذي يراه مناسبا ً .
وه ذه ال درجات تك ون ما يس مى بنظ ام التسلسل اإلداري ال ذي ي بين التم ايز بين طبق تي الرؤس اء
والمرؤوسين ويبرز عالقة التبعية والسلطة الرئاسية .
الس لطة الرئيس ية le pouvior herachiqueض مانه مع ترف بها للرؤس اء اإلداريين ينض مها
القانون فيوفر وحدة العمل وفعاليته واس تمراريته ) ( .وتعت بر الس لطة الرئاس ية الوجه المقابل للتبعية
اإلدارية وهي تتقرر بدون نص وبش كل ط بيعي غ ير أنها من ج انب آخر ت رتب مس ؤولية ال رئيس عن
أعماله مرؤوسية وبالتالي عدم إمكانية تهربه من هذه المسؤولية .
والس لطة الرئاس ية من أهم رك ائز النظ ام المرك زي ،إال أنها س لطة ليست مطلقة وليست على درجة
واحدة من القوة فهي تتأثر بصاحب السلطة ومركزه في السلم اإلداري وبنوع الوظيفة التي يمارسها .
والس لطة الرئاس ية تتحلل إلى مجموعة من االختصاص ات بعض ها يتعلق بش خص الم رؤوس واآلخر
: بأعماله يتعلق منها
أ -سلطة الرئيس على شخص مرؤوسيه
تتض من س لطة ال رئيس على أش خاص مرؤوسه الكث ير من االختصاص ات منها ما يتعلق ب الحق في
التع يين واالختي ار ،وحق ال رئيس في تخص يص مرؤوس يه ألعم ال معينة .كما تتض من س لطة نقل
الموظف وترقيته وإيق اع العقوب ات التأديبية عليه وال تي قد تصل إلى حد عزله أو حرمانه من حقوقه
الوظيفية ،في حدود ما يسمح به القانون .
تشمل هذه السلطة في حق الرئيس في توجيه مرؤوس يه عن طريق أص دار األوامر والتوجيه ات إليهم
قبل ممارسة أعمالهم وسلطة مراقبة تنفيذهم لهذه األعمال والتعقيب عليها وتشمل هذه السلطات .
يملك الرئيس إصدار األوامر والتعليمات ،ويعتبر اختصاصه ه ذا من أهم مم يزات الس لطة الرئاس ية ،
ذلك أن إصدار األوامر عمل قيادي له أهمية كبرى في س ير األعم ال اإلدارية ،وعلى وجه العم وم نجد
أن السلطة الرئاسية تتصف أساسا ً بأنها سلطة آمره لكونها تقوم على إصدار أوامر ملزمة للمرؤوسين
.
سلطة الرئيس في الرقابة على أعمال مرؤوسية تتمثل بحقه في إجازة أعمالهم أو تعديلهم ق راراتهم أو
إلغائها وسحبها كما يملك أيضا ً الحلول محلهم إذا اقتضى العمل ذلك .وتمتدد رقابة الرئيس على أعمال
مرؤوسية لتشمل مالئمة هذا العمل أو التصرف ومقتضيات حين سير المرفق العام .
ووس يلة الرئيسي في رقابته على مرؤوس يه تتمثل بالتق ارير ال تي يق دمها الم وظفين عن أعم الهم
بص ورة دورية أو بوس اطة التق ارير ال تي يض عها المفتش ون ويطلع ون الس لطة الرئاس ية عليها ،قد
يمارسها الرئيس عن طريق الشكاوي التي يقدمها إليه األف راد ال ذين أص ابهم الض رر نتيجة تص رفات
مرؤوسيه .
وهي الصورة البدائية للمركزية اإلدارية ،ويطلق عليها أيضا ً المركزية المتطرفة أو الوزاري ة ،إلب راز
دور الوزارة في هذا النظام .
ومع نى الترك يز اإلداري أن ت تركز س لطة اتخ اذ الق رارات في كل الش ؤون اإلدارية بيد ال وزراء في
العاصمة ،بحيث ال يكون ألية سلطة أخرى تقرير أي أمر من األم ور ،إنما يتعين على كافة الم وظفين
في األقاليم الرجوع إلى الوزير المختص إلصدار القرار .
وينحصر دور الم وظفين في الجه از اإلداري في تق ديم المقترح ات واآلراء في المس اءل المطروحة
عليهم وانتظار ما يقرره الوزير المختص بشأنها ،وتنفيذ هذه القرارات .
وال شك أن ه ذه الص ورة من الترك يز الش ديد تضر بمص الح األف راد وتعرقل عمل اإلدارة فمن غ ير
المتصور أن تتخذ جهة إدارية واحدة كافة القرارات في كل أنحاء الدولة وتك ون ه ذه الق رارات مالئمة
ومناسبة لظروف العمل اإلداري وتوفر حالً لمشاكل األفراد .
ل ذلك هج رت أغلب ال دول ه ذه الص ورةمن المركزية اإلدارية إلى الص ور المعتدلة للمركزية اإلدارية
وهي عدم التركيز اإلداري.
يطلق على هذه الصورة من المركزية اإلدارية أال وزارية أو المركزية المعتدل ة ) ( .ومقتض اها تخفيف
العبء عن الحكومة المركزية بتخويل بعض الم وظفين في األق اليم المختلفة س لطة البت في بعض
األمور ذات الطابع المحلي دون الحاجة للرجوع للوزير المختص في العاصمة .
إال أن هذه الصورة من المركزية ال تعني استقالل هؤالء الم وظفين عن ال وزير ،فهم يبق ون خاض عين
لسلطته الرئاسية وله أن يص در إليهم الق رارات الملزمة وله أن يع دل ق راراتهم أو يلغيها ،وكل ما في
األمر أن ع دم الترك يز اإلداري يخفف من العبء على ال وزارات واإلدارات المركزية وأن بعض
القرارات اإلدارية أصبحت تتخذ من ممثلي الوزراء في األقاليم بدال من أن تتخذ من الوزراء أنفسهم .
ومن ثم يختلف عدم التركيز اإلداري عن الالمركزية اإلدارية إذ تتعدد الس لطات اإلدارية في الالمركزية
اإلدارية نظراً لتعدد األش خاص المعنوية ،وتختص كل س لطة بج انب من الوظيفة اِإل دارية في الدولة ،
حيث يتم توزيع االختصاصات على هذا األساس.
وعلى أي ح ال ف إن ه ذه الص ورة من المركزية أفضل من الترك يز اإلداري وهي مرحلة انتق ال ص وب
نظام الالمركزية اإلدارية ،وهي الصورة الباقية في إطار نظام المركزية اإلدارية .
ولعل من أبرز وسائل تحقيق عدم التركيز اإلداري نظام تفويض االختص اص ،ال ذي س نتناوله في ه ذا
الجزء من الدراسة .
تس تلزم ض رورات العمل اإلداري وحسن س ير المرافق العامة أن يف وض بعض الم وظفين المختص ين
بعض أعمالهم إلى م وظفين آخ رين غالب ا ً ما يكون ون مرؤوس ين بالنس بة لهم .ويقصد ب التفويض أن
يعهد صاحب االختصاص بممارسة جزء من اختصاصاته إلى أحد مرؤوسيه .بشرط أن يسمح الق انون
بإجراء ه ذا التف ويض وأن تك ون ممارسة االختص اص المف وض تحت رقابة ال رئيس اإلداري ص احب
االختصاص األصيل .
وللتفويض مزايا عدة فهو من جانب يخفف العبء عن الرئيس صاحب االختصاص األصيل ،فهو يقوم
بنقل جزء من اختصاصه في مسألة معينة إلى أحد مرؤوسيه أو جهة أو هيئة ما .
وي ؤدي من ج انب آخر إلى تحقيق الس رعة والمرونة في أداء األعم ال مما يس هل على األف راد قض اء
مصالحهم ويدرب المرؤوسين على القيام بأعمال الرؤساء ،فينمي فيهم الثقة والقدرة على القيادة.
للتفويض شروط عامة استقر على إبرادها الفقه وأحكام القضاء ،يجب مراعاتها ح تى يك ون التف ويض
صحيحا ً هي :
التفويض ال يكون إال بنص :يلزم حتى يكون التفويض صحيحا ً أن يسمح القانون بالتفويض ، -1
ف إذا منح الق انون االختص اص إلى جهة معينة ليس له ذه الجهة التن ازل عن ه ذا االختص اص أو
تفويضه إلى س لطة أخ رى إال إذا أج از الق انون ذلك ومن الض روري أن يص در ق رار ص ريح من
الجهة صاحبة االختصاص األصيل عن رغبتها في استخدام التفويض الذي منحه لها القانون .
-2التفويض يجب أن يكون جزئيا ً :فال يجوز أن يف وض ال رئيس اإلداري جميع اختصاص اته ألن
هذا يعد تنازالً من الرئيس عن مزاولة جميع أعماله التي أسندها إليه القانون .
-3يبقى الرئيس المفوض مسؤوالً عن األعمال التي فوضها باإلضافة إلى مسؤولية المف وض إليه
،تطبيقا ً لمبدأ أن التفويض في السلطة وال تفويض في المسؤولية .
والم رؤوس المف وض إليه ال يس أل عن تص رفاته بش أن الس لطات المفوضة إليه إال أم ام رئيسه
المباشر ال ذي ق ام ب التفويض وال تنص رف المس ؤولية إلى أعلى منه وفق ا ً لمب دأ وح دة الرئاسة
واألمر .
-4ال يج وز للمف وض إليه أن يف وض غ يره ،ف التفويص ال يتم إال لم رة واح دة ،ومخالفة ه ذه
القاعدة تجعل القرار اإلداري الصادر من المفوض إليه الثاني معيبا ً بعدم االختصاص .
-5التفويض مؤقت وقابل للرجوع فيه من جانب الرئيس ألن األصل هو عدم التفويض واالس تثناء
هو التفويض الذي ال يستطيع الرئيس دائما ً إلغاءه بقرار ويسترد اختصاصه.
وتثار بشأن التفويض مش كلة س لطة الجهة المفوضة " بكس رلواو " على اختصاص ات المف وض
إليه " المرؤوس " فهل للسلطة صاحبة االختص اص األص لي أن تلغي ق رارات الس لطة المف وض
إليها .
ذهب ج انب من الفقه اء إلى ع دم الس ماح بتوجيه تعليم ات إلى المرؤوس ين تتعلق باالختص اص
المف وض إليهم على أس اس أن الموظف ال ذي ق ام ب التفويض ال يعت بر رئيس يا ً إداري ا ً بالنس بة
للقرارات الصادرة طبقا ً للتفويض على أساس أن المرؤوس يعتبر كأنه ال رئيس نفسه وعندئذ ف إن
قراراته واجبة االحترام.
بينما ذهب جانب آخر من الفقهاء إلى أن األصيل يبقى له الحق في التعقيب على القرارات الصادرة
عن المفوض إليه إذا كان األخير مرؤوسا ً له ،ألن التفويض ال يقطع العالقة الرئاسية بين الرئيس
والم رؤوس وال يح ول دون ممارسة ال رئيس الختصاصه في التوجيه والرقابة الس ابقة والالحقة
على أعمال مرؤؤس.
وقد يحصل بعض الخلط بين التف ويض والحل ول ألن االث نين يس اهمان في تس هيل س ير العمل
اإلداري وض مان س ير المرافق العامة بانتظ ام واط راد كما أن كل منهما يع ني ممارسة أحد
الموظفين الختصاصات موظف آخر .
إال أن هن اك الكث ير من أوجه االختالف بين الحل ول والتف ويض ف الحلول يك ون في حالة غي اب
صاحب االختصاص األصيل أيا ً كان سبب الغياب اختياري ا ً كما في حالة اإلج ازة أو إجباري ا ً كما في
حال المرض فيحل محل الموظف في ممارسة ه ذه االختصاص ات من ح دده المش رع .أما في حالة
التفويض فإن الرئيس المفوض يكون حاظراً وليس غائبا ً .
كما أن التفويض يتحقق بقرار يصدر من الرئيس المفوض إلى المف وض إليه في حين البد للحل ول
أن يقترن بنص وأن تكون أسبابه صحيحة ويصبح الحلول مستحيالً إذا لم ينظمه المشرع .
وفي تف ويض االختص اص يأخذ الق رار الص ادر درجة المف وض إليه ،أما في الحل ول فتك ون
القرارات الصادرة في مرتبة قرارات األصيل الغائب .
وفي التفويض يكون ال رئيس المف وض مس ؤوالً عن أخط اء المف وض إليه ألن ال رئيس يم ارس
الرقابة الرئاسية على المفوض إليه بينما ال يكون األصيل الغائب مسؤوالً عن أخطاء من حل محله
ألنه ال يملك أي سلطة رئاسية بالنسبة لتصرفات األخير وألن مصدر سلطته القانون وليس األصيل
وحيث توجد السلطة توجد المسؤولية .
ومن المالحظ أن تفويض االختصاص ال يعدو أن يكون تخفيفا ً عن كاهل الرؤس اء ومس اعدتهم في
تس يير أعم الهم وه ذا الغ رض ال يجعل الم رؤوس ممارس ا ً الختص اص م انع للتعقيب والرقابة ،
ون رى أنه ال م انع من قي ام ال رئيس المف وض بمراجعة ق رارات مرؤوس يه وت وجيههم من خالل
إصدار األوامر والتعليمات التي تتعلق باالختصاص المفوض ليطمئن إلى س المة العمل من الناحية
القانونية ،خاصة وإن مسؤولية الرئيس المف وض تبقى قائمة عما ق ام بتفويضه من اختص اص ،
ألن ال تفويض في المسؤولية كما بينا سابقا ً .
ثانياً:أنواع التفويض
وفي ه ذه الص ورة من التف ويض تك ون ق رارات المف وض إليه في نط اق التف ويض منس وبه إلى
المف وض إليه وتأخذ مرتبة درجته الوظيفية ،ويوجه تف ويض االختص اص إلى المف وض إليه
بصفتة ال بشخصية فال ينتهي التفويض بشغل موظف آخر لوظيفة المفوض إليه
-2تف ويض التوقيع :وهو تف ويض شخصي يأخذ بعين االعتب ار شخص ية المف وض إليه ،فهو
ينط وي على ثقة ال رئيس به ومن ثم فهو ينتهي بتغ ير المف وض أو المف وض إليه ،كما أن ه ذا
التفويض يسمح للمفوض إليه بممارسة االختصاصات المفوضة باسم السلطة " بكس رالولو " وال
يمنع ذلك من ممارسة الرئيس المفوض ذات االختصاص رغم التفويض كما أن القرارات الص ادرة
في نطاق التفويض تأخذ مرتبة قرارات السلطة المفوضة .
درج بعض الفقه اء على إب راز مزايا النظ ام المرك زي بينما ذهب البعض نحو إب راز عيوبه ،
ونعرض فيما يلي أهم تلك المزايا والعيوب .
النظام المركزي يقوي س لطة الدولة ويس اعدها في تث بيت نفوذها في كافة أنح اء الدولة ،وال -1
شك أن هذا النظام له ما يبرره في الدول الناشئة حديثا ً ،والتي تحتاج لتقوية وتدعيم وحدتها.
-2المركزية أسلوب ضروري إلدارة المرافق العامة القومية ال تي ال يتعلق نش اطها بفئة معينة أو
إقليم معين كمرفق األمن أو الدفاع أو المواصالت .
-3المركزية ت ؤدي إلى توحيد النظم واإلج راءات المتبعة في كافة أنح اء الدولة كونها تت أتى من
مص در واحد ،مما يمكن الم وظفين من اإللم ام بكافة األوامر والتعليم ات الالزمة لتنفيذ الوظيفة
اإلدارية .
-4ي ؤدي ه ذا األس لوب إلى التقليل من النفق ات والحد في اإلس راف لع دم الحاجة إلى المج الس
والهيئات الالمركزية وخبرة موظفي السلطة المركزية وقلة عددهم .
-5تحقيق العدل والمساواة في المجتمع إلش راف الحكومة المركزية على المرافق العامة ونظرتها
الشمولية البعيدة عن المصالح المحلية .
-3المركزية اإلدارية وبس بب تركز الس لطة بيد ال وزراء وفئة قليلة من الرؤس اء واإلداريين في
العاصمة ت ؤدي إلى قتل روح المث ابرة واإلب داع ل دى الم وظفين اآلخ رين ألن دورهم ينحصر
بتنفيذ األوامر والتعليمات الصادرة من السلطة المركزية ،وعدم مشاركتهم فيها .
-4المركزية تؤدي إلى زيادة ال روتين والبطء في اتخ اذ الق رارات اإلدارية المناس بة وفي ال وقت
المناسب ،الس تئثار الس لطة المركزية بس لطة اتخ اذ كافة الق رارات في الدولة وبعد مص در
القرار في أكثر األوقات عن األماكن المراد تطبيق القرار فيها ،وغالبا ً ما ت أتي ه ذه الق رارات
غير متالئمة مع طبيعة المشكالت المراد حلها .
المبحث الثاني
الالمركزية اإلدارية
يق وم ه ذا النظ ام على أس اس توزيع الوظيفة اإلدارية بين الحكومية المركزية في العاص مة وبين
أشخاص اإلدارة المحلية في األقاليم ،وتتمتع هذه األش خاص بالشخص ية المعنوية المس تقلة ،مع
وعها لرقابة الحكومة المركزية . خض
ففي هذا النظام تتمتع السلطة المحلية بقدر من االستقالل في ممارسة اختصاصاتها فتحتفظ اإلدارة
المركزية ب إدارة بعض المرافق العامة القومية وتمنح األش خاص المعنوية المحلية س لطة إنش اء
وإدارة بعض المرافق العامة ذات الطابع المحلي .
وعلى ذلك تظهر في ه ذا النظ ام إلى ج انب الدولة أو اإلدارة المركزية أش خاص معنوية محلية أو
مرفقية يطلق عليها باإلدارة الالمركزية أو السلطات اإلدارية الالمركزية.
هن اك ص ورتان أساس يتان لالمركزية اإلدارية " الالمركزية المحلية أو اإلقليمية ،والالمركزية
المصلحية أو المرفقية ".
ومعناها أن تمنح الس لطات المركزية إلى ج زء من إقليم الدولة ج انب من اختصاص اتها في إدارة
المرافق والمصالح المحلية مع تمتعها بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي واإلداري .
وتستند هذه الصورة إلى فكرة الديمقراطية التي تقتضي إعط اء س كان الوح دات المحلية الحق في
مباشرة شؤونهم ومرافقهم بأنفسهم عن طريق مجالس منتخبة منهم .
يتم منح الشخص ية المعنوية للوح دات المحلية العتب ارات إقليمية أو محلية ،يجد المش رع أن من
األفضل أن تباشرها هيئات محلية معينة وإسناد إدارتها إلى سكان ه ذه الوح دات أنفس هم .والشك
أن سكان هذه الوحدات أدرى من غيرهم بواجباتهم وأقدر على إدارة ه ذه المرافق وحل مش كالتها
،كما أن ه ذا األس لوب يمنح اإلدارة المركزية فرصة التف رغ إلدارة المرافق القومية .ويتم تحديد
اختصاصات الهيئ ات المحلية بق انون وال يتم االنتق اص منها إال بق انون آخر ،وهي تش مل مرافق
متنوعة وتتض من كافة الخ دمات ال تي تق دم لمك ان الوح دات المحلية كمرفق الص حة والتعليم
والكهرباء والماء وغيرها .
يجب أن يتولى سكان الوحدات المحلية إدارة هذا النوع من المرافق بأنفس هم وان يتم ذلك باختي ار
الس لطات المحلية من ه ؤالء الس كان وليس عن طريق الحكومة أو اإلدارة المركزية ...وي ذهب
أغلب الفقهاء إلى ض رورة أن يتم اختي ار أعض اء المج الس المحلية عن طريق االنتخاب ات تأكي داً
لمبدأ لديمقراطية وإن كان هذا هو األصل فإنه ليس هناك مانع من مشاركة أعض اء معي نين ض من
هذه المجالس لتوفير عناصر ذات خ برة وكف اءة ش رط أن تبقى األغلبية للعناصر المنتخبة ،خاصة
وإن االنتخاب يتطلب قدر كبير من الوعي والثقافة مما ال يتوفر غالبا ً في سكان الوحدات المحلية .
إذا كان من الضروري في هذه األيام أن يكون اختيار أعضاء المجال المحلية عن طريق سكان هذه
الوحدات فإن األكثر أهمية أن تستقل الهيئات الالمركزية في مباش رة عملها عن الس لطة المركزية
،فالمرافق الالمركزية ال تخضع لس لطة رئاسة أعلى .إال أن ذلك ال يع ني االس تقالل الت ام للهيئ ات
المحلية عن الس لطات المركزية ،ف األمر ال يع دو أن يك ون االختالف ح ول م دى الرقابة ال تي
تمارس ها الس لطات المركزية على الهيئ ات المحلية في النظم الالمركزية إذ البد من تمتع ه ذه
كاف في أدائها لنشاطها .
الهيئات باستقالل ٍ
وقد أطلق الفقهاء على الرقابة التي تمارسها الس لطة المركزية على الهيئ ات الالمركزية الوص اية
اإلدارية . la tutelle administrative
يجد المش رع في أحي ان كث يرة أنه من الض روري أن يمنح بعض المش اريع والمرافق والمص الح
العامة الشخص ية المعنوية وق در من االس تقالل عن اإلدارية المركزية مع خض وعها إلش رافها ،
كمرفق البريد والتلفون والكهرباء واإلذاعة والجماعات ،لتسهيل ممارس تها لنش اطاتها بعي داً عن
التعقيدات اإلدارية .
وتم ارس الالمركزية المرفقية نش اطا ً واح داً أو أنش طة متجانسة كما هو الح ال في الهيئ ات
والمؤسسات العامة على عكس الالمركزية المحلية التي ت دير العديد من المرافق أو األنش طة غ ير
المتجانسة.
وال يس تند ه ذا األس لوب على فك رة الديمقراطية إنما هي فك رة فنية تتصل بكف اءة إدارة المرفق
وعلى ذلك ليس من حاجة لألخذ بأسلوب االنتخاب ات في اختي ار رؤس اء أو أعض اء مج الس إدارة
هذه الهيئات العامة .
ه ذا ويح رص المش روع دائم ا ً تك ون ممارسة ه ذه المؤسس ات لنش اطها ض من الح دود
واالختصاصات التي أجازها وال يمكن مباشرة نشاط آخر أو التوسيع من اختصاصاتها .
أطلق ج انب من الفقه على الرقابة ال تي تمارس ها الس لطات المركزية على الهيئ ات الالمركزية
مص طلح الوص ايا اإلدارية ( ) إال إن ه ذا المص طلح منتقد عند ج انب آخر من الفقه اء وي رون أن
يس تبدل بمص طلح الرقابة اإلدارية le control administrativeوذلك لوج ود اختالف بين
المراد بالوصاية في الق انون الخ اص ،وبين الوص اية اإلدارية في الق انون الع ام ،ف األولى تتعلق
بحماية األفراد ناقصي األهلية أما الوصايا اإلدارية فت ترتب على الهيئ ات المحلي ة ،وه ذه الهيئ ات
تتمتع بأهلية كاملة بصفتها شخصية معنوية معتبرة .
ون رى إزاء ه ذا االختالف ال بين أن مص طلح الرقابة اإلدارية هو األج در على وصف العالقة بين
السلطة المركزية والهيئات المحلية .
والرقابة اإلدارية في النظ ام الالمرك زي تختلف عن الس لطة الرئاس ية ال تي تعت بر أحد عناصر
المركزية اإلدارية ,فالس لطة الرئاس ية كما س بقت اإلش ارة عالقة التبعية والت درج الرئاسي بين
الموظف ورئيسه .أما في النظام الالمركزي فإن الموظفين في الدوائر والهيئات المحلية ال يدينون
بالطاعة ألوامر السلطة المركزية على خالف األمر في السلطة الرئاسية ،ألن ه ذه الهيئ ات تتمتع
بشخصية معنوية تجعلها بمنأى عن الخضوع التام لتوجيه ات الس لطة المركزية ،ولكنها ال تتخلى
عن الرقابة الالحقة التي تمارسها على أعمال الهيئات المحلية .
وال يمكن اعتب ار ه ذا االس تقالل منحه من الهيئ ات المركزية بل هو اس تقالل مص دره الق انون أو
الدستور ( ) ويقود هذا االستقالل إلى أعضاء الرئيس الذي يملك الوص ايا من المس ؤولية المترتبة
من ج راء تنفيذ الم رؤوس لتوجيهاته إال الم رؤوس لتوجيهاته غال في األح وال ال تي يح ددها
القانون.
كما تختلف ( الوص اية اإلدارية ) عن الس لطة الرئاس ية في أنه ال يج وز للس لطة المركزية تع ديل
القرارات التي تصدرها الهيئات المحلية وكل ما تملكه توافق عليها بحالتها أو ترفضها.
فإن حاولت السلطة المركزية فرض رئاستها على المرافق الالمركزية بالتعرض لقراراتها بالتعديل
أو إلغائها في غير الحدود القانونية كان لهذه األخيرة االعتراض على ذلك .
وفي ذلك ورد في حكم لمحكمة القض اء اإلداري المص ري " إن من المس لم به فقه ا ً وقض اء إن
عالقة الحكومة المركزية بالمج الس البلدية والقروية إن هي إال وص اية إدارية وليست س لطة
رئاسية ،وبناء على ذلك فإن األصل إن وزير الش ؤون البلدية والقروية ال يملك بالنس بة لق رارات
هذا المجلس سوى التص ديق عليها كما هي ،أو ع دم التص ديق عليها كما هي ،دون أن يك ون له
حق تعديل هذه القرارات".
وأخيراً فإن سلطة الوصايا تملك الحل ول محل الوح دات المحلية عن دما تهمل األخ يرة في ممارسة
اختصاص اتها أو تخل بالتزاماتها ف ترفض اتخ اذ إج راء معين ك ان ال واجب عليها طبق ا ً للق وانين
واللوائح ،حتى ال يتعطل سير المرافق العمامة تحرير السلطة المركزية محل الوح دات الالمركزية
لتتخذ اإلجراء المطلوب وذلك باسم الوحدات الالمركزية ولحسابها .
ولخطورة هذه السلطة وحتى ال تتعسف السلطة المركزية في ممارسة حق الحلول ،درج القضاء
على القول بضرورة وجود نص قانوني صريح يل زم الوح دة الالمركزية بالقي ام بالعمل أو ب إجراء
التصرف وامتناعها عن ذلك ،وقيام السلطة الوصايا بتوجيه إنذار مكت وب إلى الوح دة الالمركزية
الممتنعة تدعوها إلى وجوب القيام بالعمل أو اإلجراء الذي يفرضه القانون
نظام الالمركزية اإلدارية له الكثير من المزايا إال أن من الفقهاء من أبرز له بعض العي وب وهو ما
نبينه في هذه الدراسة :
-1يؤكد المب ادئ الديمقراطية في اإلدارة :ألنه يه دف إلى اش تراك الش عب في اتخ اذ الق رارات
وإدارة المرافق العامة المحلية .
-2يخفف العبء عن اإلدارة المركزية .إذ أن توزيع الوظيفة اإلدارية بين اإلدارة المركزية
والهيئ ات المحلية أو المرفقية ي تيح لإلدارة المركزية التف رغ ألداء المه ام األك ثر أهمية في
رسم السياسة العامة وإدارة المرافق القومية .
-3النظام الالمركزي أقدر على مواجهة األزمات والخروج منها .سيما وأن الموظفين في األقاليم
أكثر خبرة من غيرهم في مواجهة الظ روف واألزم ات المحلية ك الثورات واختالل األمن ،لما
تعودوا عليه وتدربوا على مواجهته وعدم انتظارهم تعليمات الس لطة المركزية ال تي غالب ا ً ما
تأتي متأخرة .
-4تحقيق العدالة في توزيع حص يلة الض رائب وتوف ير الخ دمات في كافة أرج اء الدولة ،على
عكس المركزية اإلدارية حيث تحظى العاصمة والمدن الكبرى بعناية أك بر على حس اب الم دن
واألقاليم األخرى .
-5تقدم الالمركزية اإلدارية حالً لكثير من المش اكل اإلدارية والبطء وال روتين والت أخر في اتخ اذ
القرارات اإلدارية وتوفر أيسر السبل في تفهم احتياجات المصالح المحلية وأقدر على رعايتها
.
-1يؤدي ه ذا النظ ام إلى المس اس بوح دة الدولة من خالل توزيع الوظيفة اإلدارية بين ال وزارات
والهيئات المحلية .
-2قد ينشأ صراع بين الهيئ ات الالمركزية والس لطة المركزية لتمتع االث نين بالشخص ية المعنوية
وألن الهيئات المحلية غالبا ً ما تقدم المصالح المحلية على المصلحة العامة .
-3غالب ا ً ما تك ون الهيئ ات الالمركزية أقل خ برة ودراية من الس لطة المركزية ومن ثم فهي أك ثر
إسرافا ً في اإلنفاق بالمقارنة مع اإلدارة المركزية .
وال شك أن ه ذه االنتق ادات مب الغ فيها إلى حد كب ير ويمكن عالجها عن طريق الرقابة أو الوص ايا
اإلدارية ال تي تمارس ها الس لطة المركزية على الهيئ ات الالمركزية وال تي تض من وح دة الدولة
وترسم الحدود التي ال تتجاوزها تلك الهيئات .
وفي ج انب آخر يمكن سد النقص في خ برة الهيئ ات الالمركزية من خالل الت دريب ومعاونة
الحكومة المركزية مما يقلل من فرص اإلسراف في النفقات واألضرار بخزينة الدولة.
ويؤكد ذلك أن اغلب ال دول تتجه الي وم نحو األخذ بأس لوب الالمركزية اإلدارية على اعتب ار أنه
األسلوب األمثل للتنظيم اإلداري .
الباب الثاني
حضيت مش كلة تحديد نش اط اإلدارة العامة ونش اط األف راد باالهتم ام رج ال الدولة والمفك رين منذ
نش أت الدولة وح تى ال وقت الحاضر ،وقد اختلفت غلبة أحد النش اطين على األخر تبعا لألفك ار
ع. ائدة في المجتم ية الس السياس
ولعل التطور االقتصادي واالجتماعي والسياسي وازدي اد ت دخل الدولة في ه ذه المج االت المختلفة
قاد بالضرورة إلى وضع الوسائل المناسبة إلدارة الدولة في هذه المجاالت المختلفة قاد بالض رورة
إلى وضع الوس ائل المناس بة إلدارة الدولة ونش اطها ،وفق ا ً للفلس فة السياس ية ال تي ت ؤمن بها
األنظمة السياسية .
وقد ب رز دور الدولة من خالل وظيف تين أساس يتين تق وم بهما اإلدارة األولى منها س لبية تتمثل
بالض بط اإلداري وال ذي يق وم على مراقبة وتنظيم نش اط األف راد حفاظ ا ً على النظ ام الع ام .أما
الوظيفة الثانية فهي وظيفة إيجابية تتمثل بإدارة المرافق العامة والوفاء بحاج ات األف راد وإش باع
رغباتهم.
الضبط اإلداري
نتناول في هذا القسم في الدراسة الج وانب المختلفة للض بط اإلداري ،فنع رض لماهيته وأغراضه
ووسائل وحدود سلطات الضبط اإلداري ) (،وذلك في ثالثة مباحث كما يلي -:
المبحث األول
لبيان ماهية الضبط اإلداري نعرض أوال لتعريفه وتمييزه عما يشتبه به وأخيراً نبين أنواعه.
يقصد بالضبط اإلداري بمعناه العام مجموعة اإلجراءات واألوامر والقرارات ال تي تتخ ذها الس لطة
المختصة للمحافظة على النظام العام بمدلوالته الثالثة " األمن – الصحة – السكينة " .
ويالحظ أن المش رع س واء في فرنسا أو مصر أو في الع راق ،لم يضع تعريف ا ً مح دداً للض بط
اإلداري ،وإنما اكتفى بتحديد أغراضه ،وترك تعريفه للفقه والقضاء.
وفى هذا المجال يعرف De laubadereالضبط اإلداري بأنه " :مظهر من مظ اهر عمل اإلدارة
يتمثل في تنظيم حريات األفراد حماية للنظام العام )1( .
بينما يتجه الفقهاء العرب ومنهم الدكتور طعيمة الجرف إلى تعريفه بأنه " وظيفة من أهم وظ ائف
اإلدارة تتمثل أصال في المحافظة على النظ ام الع ام بعناص ره الثالثة األمن الع ام والص حة العامة
والسكنية العامة عن طريق إصدار القرارات الالئحية والفردية واستخدام الق وة المادية مع ما يتبع
ذلك من فرض قيود على الحريات الفردية تستلزمها الحي اة االجتماعية " ( ) بينما يعرفه ال دكتور
صبيح بشير مسكوني بأنه " مظهر من مظاهر نشاط اإلدارة العامة يراد به ممارسة هيئ ات إدارية
معينة اختصاص ات ف رض قي ود على حري ات األف راد وحماية للنظ ام الع ام ") (.
وأيا كان األمر فان الض بط اإلداري نظ ام وق ائي تت ولى فيه اإلدارة حماية المجتمع من كل ما يمكن
أن يخل بأمنه وسالمته وص حة أف راده وس كينتهم ،ويتعلق بتقييد حري ات وحق وق األف راد به دف
حماية النظام العام في الدولة .
يلجأ المشرع في كثير من األحيان إلى إصدار القوانين ال تي تقيد حري ات األف راد وحق وقهم حفاظ ا ً
على النظام العام ،وفى ممارسته له ذا االختص اص إنما يس تند الختصاصه التش ريعي ،ال ذي يجد
مص دره في الدس تور والمب ادئ العامة للق انون ،وتس مى التش ريعات الص ادرة في ه ذا الش أن "
بالضبط التشريعي" تميزاً له عن الضبط اإلداري ال ذي يص در من ج انب اإلدارة في ش كل ق رارات
تنظيميه أو فردية يترتب عليها تقييد حريات األفراد.
مع ضرورة اإليضاح بان سلطة الضبط اإلداري يجب أن تتم في إطار القوانين والتشريعات وتنفيذاً
لها ،غ ير أن ذلك ال يمنعها من اتخ اذ إج راءات مس تقلة تتض من قي وداً على الحري ات الفردية
بواسطة ما تصدره من لوائح الضبط.
يقصد بالض بط القض ائي ،اإلج راءات ال تي تتخ ذها الس لطة القض ائية للتح ري عن الج رائم بعد
وقوعها ،والبحث عن مرتكبها تمهيداً للقبض علي ه ،وجمع األدلة الالزمة للتحقيق معه ومحاكمته
وانزال العقوبة به.
ومن ثم فان الض بط القض ائي يتفق مع الض بط اإلداري في انهما يس تهدفان المحافظة على النظ ام
العام ،إال انهما يختلفان من حيث السلطة المختصة بإجرائه والغرض منه وطبيعته.
فمن جهة تتولى الس لطة التنفيذية وظيفة الض بط اإلداري .بينما تت ولى الس لطة القض ائية ممثلة
بالقضاة أو أعضاء النيابة العامة وممثليها وظيفة الضبط القضائي.
ومن حيث الغ رض ف ان مهمة الض بط اإلداري وقائية تس بق اإلخالل بالنظ ام الع ام وتمنع وق وع
االض طراب في ه ،في حين مهمة الض بط القض ائي عالجية والحقة لوق وع اإلخالل بالنظ ام الع ام
وتهدف إلى ضبط الجرائم بعد وقوعها والبحث عن مرتكبيها وجمع األدلة الالزمة إلج راء التحقيق
والمحاكمة وإنزال العقوبة.
يطلق مصطلح الضبط اإلداري ويقصد به معنيان :الضبط اإلداري العام -والضبط اإلداري الخاص.
يقصد بالضبط اإلداري العام المحافظة على النظام العام بعناص ره الثالثة األمن والص حة والس كنية
العامة .وحماية جميع األفراد في المجتمع من خطر انتهاكاته واإلخالل به.
أما الض بط اإلداري الخ اص فيقصد به حماية النظ ام الع ام من زاوية أو ناحية معينة من نش اط
األفراد من ذلك القرارات الص ادرة بتنظيم نش اط ص يد بعض الحيوان ات الن ادرة ،وتنظيم عمل في
بعض المحالت العامة المض رة بالص حة أو المقلقة للراح ة .أو في مك ان أو أم اكن مح ددة ،حيث
يعهد بتولي سلطة الضبط في ه ذه األم اكن إلى س لطة إدارية معينة ،ك ان يعهد إلى ش رطة اآلث ار
بمهمة المحافظة على النظام العام في األماكن األثرية .
ويالحظ أن الضبط اإلداري الخاص قد يس تهدف أغراضا أخ رى بخالف أغ راض الض بط اإلداري
الع ام التقليدية ،إذ يملك أن يف رض القي ود ال تي يراها لتحقيق أه داف أو أغ راض أخ رى خالف
النظام العام كالقيود التي تفرض على األفراد لحماية اآلثار أو تنظيم السياحة وتجميل المدن.
ومن ثم فان الضبط اإلداري الخاص أضيق حدوداً من نطاق الضبط اإلداري العام لتقيده بمك ان أو
نش اط أو أغ راض معين ه .إال أن ذلك ال يع نى محدودية ت أثيره في المج االت ال تي يتوالها ،بل أن
االتج اه التش ريعي في بعض الدولة ينحو إلى اس تبعاد نظ ام الض بط اإلداري الع ام وانف راد هيئ ات
الض بط اإلداري الخ اص في تنظيم نش اطات معينة .مثلما هو الح ال في الض بط الخ اص بش ؤون
السكك الحديدية والمنشات الخطيرة والمقلقة للراحة والصحة في فرنسا.
المبحث الثاني
نتناول فيما يلي أغراض الض بط اإلداري ثم ن بين الوس ائل أو األس اليب ال تي يس تعين بها لتحقيق
راض. ذه األغ ه
بينا أن اله دف من الض بط اإلداري هو حماية النظ ام الع ام ومنع انتهاكه واإلخالل به .وتم ارس
اإلدارة س لطة الض بط اإلداري م تى وج دت ذلك ض روريا ً ولو لم ينص الق انون على إج راء معين
لمواجهه هذا االنتهاك أو اإلخالل .
والنظام العام فكرة مرنة تختلف باختالف الزمان والمكان فيما يعتبر مخالفا ً للنظ ام الع ام في زم ان
أو مكان معينين قد ال يعد كذلك في زمان أو مكان آخرين :كما يختلف باختالف الفلس فة السياس ية
واالقتص ادية واالجتماعية الس ائدة في الدولة .ل ذلك يجمع الفقه على ض رورة ربط فك رة النظ ام
العام بالمصلحة العامة العليا المجتمع في كل دولة على حده.
غير أن معظم الفقهاء يتفقون على أن النظام العام يهدف إلى تحقيق ثالثة أغ راض رئيس ية هي:
األمن العام والصحة العامة والسكنية العامة .
يقصد باألمن العام تحقيق كل ما من شأنه اطمئنان اإلنس ان على نفسه وماله من خطر االعت داءات
واالنتهاكات واتخاذ اإلج راءات الالزمة لمنع وق وع الك وارث الطبيعية ك الكوارث واألخط ار العامة
كالحرائق والفيضانات والسيول ،واالنتهاكات ال تي قد تس بب بها اإلنس ان كج رائم القتل والس رقة
والمظاهرات وأحداث الشغب وحوادث المرور.
ويقصد بها حماية ص حة األف راد من كل ما من ش انه أن يضر بها من أم راض أو أوبئة إذ تعمد
اإلدارة إلى تطعيم األفراد من األمراض المعدية وتتخذ اإلجراءات التي تمنع انتشارها.
كما تشرف على توفير المياه الصالحة للشرب وتراقب صالحية األغذية لالستهالك البشرى ومدى
تقيد المحال العامة بالشروط الصحية.
والشك أن وظيفة الدولة في مج ال الص حة العامة قد توس عت إلى حد كب ير بفعل انتش ار التل وث
وكثرة االعتماد على المواد الكيماوية في الصناعة وتأثير ذلك على صحة األفراد .
ويقصد بها توفير الهدوء في الطرق واألم اكن العامة ومنع كل ما من ش أنه أن يقلق راحة األف راد
أو ي زعجهم كاألص وات والضوض اء المنبعثة من مك برات الص وت والباعة المتج ولين ومحالت
التسجيل ومنبهات المركب ات .ومن الج دير بال ذكر أن مفه وم النظ ام الع ام قد اتسع ليش مل النظ ام
العام األدبي واألخالق العامة .وأمكن بالتالي استعمال سلطة الضبط اإلداري للمحافظة على اآلداب
واألخالق العامة ،فتجاوز بذلك العناصر الثالثة السابقة .وفى هذه االتجاه تملك اإلدارة منع عرض
المطبوع ات المخلة ب اآلداب العامة .وك ذلك حماية المظهر الع ام للم دن وحماية الفن والثقاف ة.
وفى ذلك ال يجوز تقديم العروض المس رحية أو التمثيلية أو الموس يقية أو الراقصة أو الغنائية في
المالهي أو المح ال العامة إال بعد ال ترخيص بها من الجهة المختصة ب وزارة الداخلية والحكم
المحلى وال يجوز ال ترخيص ب العروض الخليعة أو الفاض حة أو المخلة بالحي اء أو ال تي يقصد بها
اإلثارة الجنسية أو التي تنطوي على ذلك.
في س بيل تحقيق أه داف الض بط اإلداري البد لإلدارة أن تس تخدم وس ائل أو أس اليب معينة وهى
لوائح الضبط وأوامر الضبط الفرية وأخيرا التنفيذ الجبري.
تتضمن لوائح الضبط اإلداري قواعد عامة مجردة تهدف إلى المحافظة على النظام الع ام بعناص ره
الثالثة ،وتتض من تقييد حري ات األف راد ،ل ذلك نشأ خالف ش ديد ح ول م دى مش روعيتها ،على
اعتبار أن تقييد الحريات ال يجوز إال بقانون ووظيفة اإلدارة تنحصر بوضع هذه القوانين موض وع
التنفيذ.
غ ير أن االتج اه الس ليم في القض اء و الفقه يع ترف لإلدارة بتنفيذ ه ذه الق وانين وتحميله ا ،وقد
تقضى هذه التكملة كما يذهب ال دكتور " س امي جم ال ال دين " إلى تقييد بعض الحري ات ،كما قد
تقتصر مهمة هذا الضبط اإلداري على تطبيق النظم العامة الضبطية التي نصت عليها القوانين.
ومن ثم تعد لوائح الضبط أهم أساليب الضبط اإلداري وأقدرها في حماية النظام العام ،ومنها لوائح
تنظيم المرور وتنظيم العمل في المحال العامة ،وتتخذ عدة مظاهر في تقييدها النشاط األف راد منها
الحظر ،واآلذن المسبق واألخطار والتنظيم.
-1الحظر .
يقصد ب الحظر أن تتض من ل وائح الض بط منع مزاولة نش اط معين منع ا ً ك امالً أو جزئي اً.
واألصل أن ال يتم الحظر المطلق لنشاط ما الن ذلك يعنى انته اك للحرية ومص ادرة للنش اط .ولكن
أجاز القضاء استثنا ًء الحظر الكامل للنشاط عندما يش كل إخالال بالنظ ام الع ام كمنع إنش اء مس اكن
للبغاء أو للعب الميسر.
قد تظهر لوائح الضبط في ضرورة الحصول على إذن مسبق من جهة اإلدارة قبل مزاولة النش اط
،ومن الض روري أن يش ترط الق انون المنظم للحرية الحص ول على ه ذا اإلذن ،إذا أن الق انون
وحدة الذي يملك تقييد النشاط الفردي بإذن سابق وعكس هذا يسمح بالتمييز بين األفراد.
ويحصل بان تشترط الالئحة ضرورة أخطار السلطة المختصة بمزاولة نشاط معين ح تى تتمكن من
اتخاذ ما يلزم من إجراءات تكفل حماية النظام الع ام .مث ال ذلك األخط ار عن تنظيم اجتم اع ع ام .
ففي هذه الحالة ال يكون االجتماع محظوراً وليس من الضروري الحصول على إذن مسبق.
قد ال تتضمن لوائح الضبط على حظر نشاط معين أو اشتراط الحصول على أذن مسبق أو األخط ار
عنه .وإنما قد تكتفي بتنظيم النشاط الفردي وكيفية ممارس ته ،كما لو تم تحديد س رعة المركب ات
ا. اكن وقوفه رق العامة أو تحديد أم في الط
ثانياً :أوامر الضبط اإلداري الفردية.
قد تلجأ سلطات الضبط إلى إصدار قرارات إدارية أو أوامر فردية لتطبق على فرد أو أف راد معي نين
بذواتهم .وقد تتضمن هذه الق رارات أوامر بالقي ام بأعم ال معينه أو ن واهي باالمتن اع عن أعم ال
أخرى .مثال ذلك األوامر الصادرة بمنع عقد اجتماع عام أو األمر الصادر بهدم م نزل آيل للس قوط
ة. حيفة معين اب أو ص ادرة كت ادر بمص رار الص أو الق
واألصل انه يجب أن تستند هذه القرارات إلى القوانين واللوائح فتكون تنفي ذاً له ا .إال انه اس تثناء
من ذلك قد تص در الق رارات اإلدارية دون أن تك ون مس تندة إلى ق انون أو الئحة تنظيميه عامة .
فالالئحة أو التش ريع ال يمكن أن ينصا على جميع التوقع ات أو التنب ؤات ال تي قد تحث .كما أن
مفهوم النظام العام متغ ير ،ف إذا ظهر تهدي داً أو إخالل لم يكن التش ريع أو الالئحة قد توقع اه ف ان
طلب أن يك ون الق رار الف ردي مس تنداً إلى قاع دة تنظيميه ي ؤدى إلى تجريد س لطة الض بط من
فاعليتها .
ثالثاً :التنفيذ الجبري.
قد تستخدم اإلدارة الق وة المادية إلجب ار األف راد على تنفيذ الق وانين والل وائح والق رارات اإلدارية
لمنع اإلخالل بالنظام العام .وتعد هذه الوسيلة اكثر وسائل الض بط ش دة وعنف ا ً باعتبارها تس تخدم
القوة الجبرية وال يخفى ما لذلك من خطورة على حقوق األفراد وحرياتهم.
ويعد التنفيذ الج بري لق رارات الض بط اإلداري أحد تطبيق ات نظرية التنفيذ المباشر للق رارات
اإلدارية ،واس تناداً ل ذلك ال يتم الحص ول على أذن س ابق من الس لطات القض ائية لتنفي ذه .إال انه
ر. روط التنفيذ المباش وافر فيه ذات ش يجب أن تت
ومن الحاالت التي يمكن فيها اللجوء إلى التنفيذ الجبري أن يبيح القانون أو الل وائح اس تعمال ه ذا
الحق ،أو يرفض األفراد تنفيذ القوانين واللوائح وال يوجد أس لوب أخر لحمل األف راد على اح ترام
القوانين واللوائح غير التنفيذ الجبري ،كما يتم اللجؤ إلى هذا األسلوب في حالة الضرورة .
ويشترط في جميع الحاالت أن يك ون اس تخدام الق وة المادية متناس با ً مع جس امة الخطر ال ذي من
الممكن أن يتعرض له النظام العام .
ويجب التنويه أخ يرا ب ان اس تخدام الق وة المادية ال يع نى حتم ا ً مج ازاة األف راد عن أفع ال جرمية
ارتكبوها .وإنما يقصد ب القوة المادية تلك الق وة المس تخدمة لمنع وق وع أي إخالل بالنظ ام الع ام
بعناصره الثالثة.
المبحث الثالث
من الضروري وضع حدود الختصاصات اإلدارة في ممارس تها لس لطات الض بط اإلداري يتم من خاللها
الموازنة بين تحقيق متطلبات النظام العام وضمان حقوق وحري ات األف راد ،وقد درجت أحك ام القض اء
اإلداري على منح اإلدارة حرية واس عة في ممارسة س لطات الض بط اإلداري ،غ ير أنها أخض عتها في
دة . واح ع اء اإلداري من ن ذلك لرقابة القض
وفى هذا المجال نبين حدود سلطات الضبط اإلداري في األوقات العادية ثم نع رض لح دود ه ذه الس لطة
في الظروف االستثنائية.
تخضع سلطة الض بط اإلداري في الظ روف العادية لمب دأ المش روعية ال ذي يس تدعى أن تك ون اإلدارة
خاضعة في جميع تصرفاتها للقانون ،وإال كانت تصرفاتها وما تتخذه من قرارات باطالً وغير مشروعا ً
.وتتمثل رقابة القضاء على سلطات اإلدارة في هذه الظروف فيما يلي:
يجب أن تتقيد اإلدارة بالهدف ال ذي من اجله ق رر المش رع منح هيئ ات الض بط ه ذه الس لطات ،فليس
لإلدارة تخطى هذا الهدف سواء كان عاما ً أم خاصا ً ،فإذا استخدمت سلطتها في تحقيق أغ راض بعي دة
عن حماية النظ ام الع ام .أوس عت إلى تحقيق مص لح عامة لكي ال ت دخل ض من أغ راض الض بط ال تي
قصدها المشرع فان ذلك يعد انحرافا ً بالسلطة ويخضع قرار اإلدارة لرقابة القضاء المختص.
ثانيا ً :أسباب الضبط اإلداري.
يقصد بسب الضبط اإلداري الظروف الخارجية التي دفعت اإلدارة إلى التدخل وإصدار قرارها ،وال يعد
تدخل اإلدارة مشروعا ً إال إذا ك ان مبني ا ً على أس باب ص حيحة وجدية من ش أنها أن تخل بالنظ ام الع ام
بعناصره الثالثة األمن العام والصحة العامة والسكنية العامة.
يجب أن تكون الوسائل التي استخدمتها سلطات وهيئات الض بط اإلداري مش روعة ،وفى القي ود ال تي
استقر القضاء على ضرورة اتباعها واستخدام اإلدارة لوسائل الضبط اإلداري ال يج وز أن ي ترتب على
استعمال هذه الوسائل تعطيل التحريات العامة بشكل مطلق الن ذلك يعد إلغاء لهذه الحري ات ،والحف اظ
على النظام العام ال يلتزم غالبا ً هذا اإللغاء وإنما يكتف بتقيدها .ومن ثم يجب أن يك ون الحظر نس بيا ً ،
نين. ان معي ان أو مك راً على زم ون قاص إي إن يك
وعلى ذلك تكون القرارات اإلدارية التي تصدرها سلطة الض بط اإلداري بمنع ممارسة نش اط ع ام منع ا ً
عاما ً ومطلقا ً غير مشروعة .
الفصل الثاني
المرفق العام
يعد المرفق الع ام المظهر اإليج ابي لنش اط اإلدارة وتت واله اإلدارة بنفس ها أو باالش تراك مع األف راد ,
وتسعى من خالله إلى إشباع الحاجات العامة .وتعد فك رة المرافق العامة من أهم موض وعات الق انون
اإلداري وترد إليها معظم النظريات والمبادئ التي ابت دعها القض اء اإلداري ك العقود اإلدارية واألم وال
العامة والوظيفة العامة.
ون بين في ه ذا الج زء من الدراسة مفه وم المرفق الع ام والمب ادئ ال تي تحكم المرافق العامة وأخ يراً
طرق إدارة المرافق العامة وذلك في ثالثة مباحث على النحو التالي :
المبحث األول
ماهية المرفق العام
البحث في ماهية المرفق العام يس تدعي منا أن ن بين تعريفه وعناص ره ،ثم نس تعرض أن واع المرافق
العامة ونوضح أخيراً إنشاء وإلغاء هذه المرافق.
المطلب األول :تعريف وعناصر المرفق العام
ليس من الس هل تعريف المرفق الع ام ،ولعل ص عوبة تعريفه تع ود إلى أن عب ارة المرفق الع ام مبهمة
ولها معنى عضوي و أخر موضوعي .
المعنى العض وي ويفيد المنظمة ال تي تعمل على أداء الخ دمات وإش باع الحاج ات العام ة ،ويتعلق ه ذا
التعريف باإلدارة أو الجهاز اإلداري .أما المعنى الموضوعي فيتعلق بالنشاط الصادر عن اإلدارة به دف
إشباع حاجات عامة والذي يخضع لتنظيم وإشراف ورقابة الدولة.
وعلى ذلك يمكن القول بأن المرفق العام هو في حالة السكون المنظمة التي تقوم بنش اط معين ،أما في
حالة الحركة فهو النشاط الذي يهدف إلى إشباع حاجات عامة بغض النظر عن الجهة التي تؤديه.
وقد ت راوح التعريف بين ه ذين المعن يين فقد أكد بعض الفقه اء على العنصر العض وي للمرفق الع ام،
بينما تناوله البعض األخر من الناحية الوظيفية أو الموض وعية ,وبعد أن ك ان القض اء اإلداري في
فرنسا ومصر يتب نى المع نى العض وي ،تط ورت أحكامه للجميع بين المعن يين ،ثم اس تقر فيما بعد على
المعنى الموضوعي فعرف المرفق العام بأنه النشاط ال ذي تت واله الدولة أو األش خاص العامة األخ رى،
مباش رة أو تعهد به ألخ رين ك األفراد أو األش خاص المعنوية الخاص ة ،ولكن تحت إش رافها ومراقبتها
وتوجيهها وذلك إلشباع حاجات ذات نفع عام تحقيقا ً للصالح العام .
وفي ذلك يعرف األستاذ "رفيرو" المرفق العام بمعناه الوظيفي بأنه نشاط يه دف إلى تحقيق الص الح
العام .
ويعرفه الدكتور طعيمة الجرف بأنه " نشاط تتواله اإلدارة بنفسها أو يت واله ف رد ع ادي تحت توجيهها
ورقابتها وإشرافها بقصد إشباع حاجة عامة للجمهور" .
وفي الحقيقة يمكن الجمع بين المع نى العض وي وال وظيفي للوص ول إلى تعريف س ليم للمرفق الع ام
لوجود التقاء بين المعنيين ،عندما تس عى الهيئ ات العامة التابعة لش خص من أش خاص الق انون الع ام
إلى تحقيق النفع العام وإشباع حاجات األفراد ،وهذا يحصل دائما ً في المرافق العامة اإلدارية.
غ ير أن تط ور الحي اة اإلداري ة ،والتغ يرات الكب يرة ال تي ط رأت في القواعد ال تي تق وم عليها فك رة
المرافق العامة أدى إلى ظه ور المرافق العامة االقتص ادية أو التجارية ال تي يمكن أن ت دار بواس طة
األفراد أو المشروعات الخاصة مما قاد إلى انفصال العنصر العضوي عن الموضوعي وأص بح من حق
اإلدارة أن تنظم نش اط معين في ص ورة مرفق ع ام وتعهد به إلى األف راد فيت وافر فيه العنصر
الموضوعي دون العضوي.
وقد اعترف مجلس الدولة في فرنسا للمرافق االقتصادية والتجارية بصفة المرفق الع ام ،بل أطلق ه ذه
الص فة على بعض المش روعات الخاصة ذات النفع الع ام ال تي تخضع ل ترخيص أداري مقيد ببعض
الشروط ،وفق ما يعرف بفكرة المرافق العامة الفعلية .
وفي االتج اه ذاته اع ترف القض اء اإلداري في مصر للمرافق االقتص ادية بص فة المرافق العامة
وأخضعها لنظام القانون العام .
من التعريف السابق يتضح أن هن اك ثالثة عناصر يجب توافرها ح تى يكتسب المش روع ص فة المرفق
العام ويعود العنصر األول إلى الهدف الموكل إلى المرفق الذي يقوم بالنشاط والثاني ارتب اط المش روع
باإلدارة ورقابتها لسير العمل فيه وأخيراً استخدام امتيازات السلطة العامة .
إال أن المتتبع ألحكام القض اء اإلداري الفرنسي يجد أنه اعت بر الكث ير من النش اطات ته دف إلى تحقيق
المنفعة العامة ،رغم إن نشاطها من السهل أن يتواله األفراد ،ومن ذلك حكم Terrier 1903المتعلق
بقتل الثعابين ،وحكم Therond 1910الخاص برفع جثث الحيوانات .
ال تأخذ المرافق العامة صورة واحدة بل تتعدد أنواعها تباع ا ً للزاوية ال تي ينظر منها إليها ،فمن حيث
طبيعة النش اط ال ذي تمارسه تنقسم إلى مرافق إدارية ومرافق اقتص ادية ،ومرافق مهني ة ،ومن حيث
استقاللها تنقسم إلى مرافق ذات شخصية معنوية مستقلة ومرافق ال تتمتع بالشخص ية المعنوي ة ،ومن
حيث نطاق نشاطها إلى مرافق قومية وأخرى محلية .
ومن حيث مدى االلتزام بإنشائها إلى مرافق اختيارية ومرافق إجبارية.
يقصد ب المرافق العامة اإلدارية تلك المرافق ال تي تتن اول نش اطا ً ال يزاوله األف راد ع ادة أما بس بب
عجزهم عن ذلك أو لقلة أو انعدام مصلحتهم فيه ،ومثالها مرافق الدفاع واألمن والقضاء .
وتخضع المرافق اإلدارية من حيث األصل ألحك ام الق انون اإلداري ،فعمالها يعت برون م وظفين
عموم يين وأموالها أم واالً عام ة ،وتص رفاتها أعم االً إداري ة ،وقراراتها تعد ق رارات إدارية وعقودها
عقوداً إداري ة ،وبمع نى أخر تتمتع المرافق العامة اإلدارية باس تخدام امتي ازات الس لطة العامة لتحقيق
أه دافها .إال أنها قد تخضع في بعض األحي ان اس تثناء ألحك ام الق انون الخ اص ،وذلك عن دما يجد
القائمون على إدارتها أن هذا األسلوب يكفي لتحقيق أهداف المرفق وتحقيق المصلحة العامة .
بفعل األزمات االقتصادية وتطور وظيفة الدولة ظهر نوع أخر من المرافق العامة يزاول نش اطا ً تجاري ا ً
أو صناعيا ً مماثالً لنشاط األفراد و تعمل في ظروف مماثلة لظروف عمل المشروعات الخاصة ،وبسبب
طبيعة النش اط ال ذي تؤديه ه ذه المرافق دعا الفقه والقض اء إلى ض رورة تحرير ه ذه المرافق من
الخضوع لقواعد القانون العام.
واألمثلة على هذه المرافق كثيرة ومنها مرفق النقل والمواصالت ومرفق توليد المي اه والغ از ومرفق
البريد.
وقد اختلف الفقه حول معيار تمييز المرافق العامة االقتصادية عن المرافق العامة اإلدارية وعلى النحو
التالي-:
وقد أخذ بهذا الرأي جانب كبير من الفقهاء ،ومع أن القضاء اإلداري في فرنسا لم يعتمد معي اراً واح داً
منها وإنما أخذ بمعيار يقوم على فكرتين أو عنصرين -:
العنصر األول :ويعتمد على موضوع وطبيعة النشاط الذي يمارسه المرفق االقتصادي ال ذي يتماثل مع
اص. اط الخ النش
العنصر الث اني :يتعلق باألس اليب وط رق تنظيم وتس يير المرفق في ظل ظ روف مماثلة لظ روف عمل
ناعية ) (. روعات الص المش
أما بخصوص القانون ال ذي تخضع له المرافق االقتص ادية فقد اس تقر القض اء اإلداري على أن تخضع
لقواعد القانون الخاص في نشاطها ووسائل إدارتها ،مع خضوعها لبعض قواعد القانون العام من قبيل
انتظ ام س ير المرافق العامة والمس اواة بين المنتفعين بخ دماتها وقابليتها للتغي ير بما يتالئم مع
المس تجدات وتمتعها ببعض امتي ازات الس لطة العامة الالزمة لحسن أدائها لنش اطها مثل ن زع الملكية
للمنفعة العامة ،واالستيالء المؤقت ،وينعقد االختصاص في هذا الجانب من نشاطها الختصاص القضاء
اإلداري .
وبهذا المعنى فهي تخضع لنظام قانوني مختلط يجمع بين أحكام القانون الخاص والقانون العام معاً ،إال
أن العمل قد ج رى في القض اء اللي بي على اس تثناء المرافق العامة االقتص ادية ال تي ت دار من قبل
الشركات والمنشآت العامة من تطبيق أحكام الق انون اإلداري فلم يعت بر الع املين فيها م وظفين ع امين
كما أن األعم ال الص ادرة منها ال ت رقى إلى مرتبة الق رارات اإلدارية ويخضع نظامها الم الي لحك ام
القانون الخاصة ،وتعتبر العقود التي تبرمها عقوداً خاصة .
وهي المرافق ال تي تنشأ بقصد توجيه النش اط المه ني ورعاية المص الح الخاصة بمهنة معين ة ،وتتم
إدارة ه ذه المرافق بواس طة هيئ ات أعض ائها ممن يمارس ون ه ذه المهنة ويخ ولهم الق انون بعض
امتي ازات الس لطة العامة .مثل نقاب ات المهندس ين والمح امين واألطب اء وغيرها من النقاب ات المهنية
األخرى.
وقد ظهر هذا النوع من المرافق عقب الحرب العالمية الثانية لمواجهة المشاكل ال تي ك ان يتع رض لها
أصحاب هذه المهن والدفاع عنهم وحماية مصالحهم ،ال سيما في فرنسا ال تي ظه رت فيها لج ان تنظيم
اإلنتاج الصناعي عام. 1940
وتخضع هذه المرافق لنظام قانوني مختلط فهي تخضع لنظام القانون العام واختصاص القضاء اإلداري
في بعض المنازع ات المتعلقة بنش اطها غ ير أن الج انب ال رئيس من نش اطها يخضع ألحك ام الق انون
اص. الخ
فالمنازع ات المتعلقة بنظامها ال داخلي وعالقة أعض ائها بعض هم ببعض وش ؤونها المالية تخضع
للقانون الخاص والختصاص المح اكم العادي ة ،أما المنازع ات المتص لة بمظ اهر نش اطها كمرفق ع ام
وممارستها المتيازات السلطة العامة فتخضع ألحكام القانون العام واختصاص القضاء اإلداري .
ومن ثم ف إن المرافق المهنية تتفق مع المرافق العامة االقتص ادية من حيث خض وعها لنظ ام ق انوني
مختل ط ،غ ير أن نظ ام الق انون الع ام يطبق بش كل أوسع في نط اق المرافق المهنية ويظهر ذلك في
امتي ازات الق انون الع ام ال تي يمارس ها المرف ق ،في حين ينحصر تطبيقه في مج ال تنظيم المرفق في
المرافق االقتصادية .
وتبدو أهمية هذا التقسيم في مجال االستقالل المالي واإلداري وفي مجال المسؤولية ،إذ تملك المرافق
العامة المتمتعة بالشخص ية المعنوية ق دراً كب يراً من االس تقالل اإلداري والم الي والف ني في عالقتها
بالسلطة المركزية مع وجود ق در من الرقابة كما أوض حنا ،غ ير أن ه ذه الرقابة ال يمكن مقارنتها بما
تخضع له المرافق غ ير المتمتعة بالشخص ية المعنوية من توجيه وإش راف مباش رين من الس لطات
المركزية ،أما من حيث المسؤولية فيكون المرفق المتمتع بالشخص ية المعنوية مس تقالً ومس ؤوالً عن
األخطاء التي يتسبب في إحداثها للغير في حين تقع هذه المس ؤولية على الش خص اإلداري ال ذي يتبعه
المرفق العام في حالة عدم تمتعه بالشخصية المعنوية.
-1المرافق القومية
يقصد بالمرافق القومية تلك المرافق التي يتسع نشاطها ليشمل كل أقليم الدولة .كمرفق الدفاع ومرفق
القضاء ومرفق الصحة ،ونظراً لعمومية وأهمية النشاط الذي تقدمه هذه المرافق فأنها تخضع إلشراف
اإلدارة المركزية في الدولة من خالل ال وزارات أو ممثليها أو فروعها في الم دن ،ض مانا ً لحسن أداء
دماتها. اواة في توزيع خ ا ً للمس اطها وتحقيق ذه المرافق لنش ه
وتتحمل الدولة المس ؤولية الناتجة عن األض رار ال تي تتس بب فيها المرافق القومية بحكم إدارتها لها
واإلشراف على شؤونها.
نعرض في هذا المطلب المبادئ المتعلقة بإنشاء وإلغاء المرافق العامة .
عندما تجد السلطة المختصة أن حاجة الجمهور تقتضي إنشاء مرفقا ً عاما ً إلشباعها ويعجز األفراد عن
ذلك ،فإنها تتدخل مستخدمة وسائل السلطة العامة وتنشئ المرفق العام.
وحيث إن إنشاء المرافق العامة يتض من غالب ا ً المس اس بحق وق األف راد وحري اتهم العتمادها أحيان ا ً
على نظام االحتكار الذي يمنع األفراد من مزاولة النشاط الذي يؤديه المرفق وفي أحيان أخ رى يقي دهم
بممارسة نش اطات معينة بحكم تمتع المرافق العامة بوس ائل الس لطة العامة وامتيازاتها ال تي تجعل
األف راد في وضع ال يس مح لهم بمنافسة نش اطات ه ذه المرافق وألن إنش اء المرافق العامة يتطلب
اعتم ادات مالية كب يرة في الميزانية لمواجهة نفق ات إنش اء ه ذه المرافق وإدارته ا.
فقد درج الفقه والقضاء على ضرورة أن يكون إنشاء المرافق العامة بقانون أو بناء على قانون ص ادر
من السلطة التشريعية أي أن تت دخل الس لطة التش ريعية مباش رة فتص در قانون ا ً بإنش اء المرفق أو أن
ة. لطة أو هيئة تنفيذي اء المرفق إلى س لطة إنش تعهد بس
ً
وكان هذا األسلوب سائدا في فرنسا حتى عام 1958عن دما ص در الدس تور الفرنسي دون أن ي ذكر أن
إنش اء المرافق العامة ض من الموض وعات المحج وزة للق انون ،وأص بح إنش اء ه ذه المرافق في
اختص اص الس لطة التنفيذية دون ت دخل من ج انب البرلم ان إال في ح دود الموافقة على االعتم ادات
المالية الالزمة إلنشاء المرفق.
مع ضرورة التنبيه إلى أن إنشاء المرافق العامة يتم بأسلوبين :
المبحث الثاني
المبادئ التي تحكم المرافق العامة
تخضع المرافق العامة لمجموعة من المب ادئ العامة ال تي اس تقر عليها القض اء والفقه وال تي تض من
اس تمرار عمل ه ذه المرافق وأدائها لوظيفتها في إش باع حاج ات األف راد ،وأهم ه ذه المب ادئ مب دأ
استمرار سير المرفق العام ومبدأ قابلية المرفق للتغيير ومبدأ المساواة بين المنتفعين.
تتولى المرافق العامة تقديم الخدمات لألفراد وإشباع حاجات عامة وجوهرية في حي اتهم وي ترتب على
انقطاع هذه الخدمات حصول خلل واضطراب في حياتهم اليومية.
ل ذلك ك ان من الض روري أن ال تكتفي الدولة بإنش اء المرافق العامة بل تس عى إلى ض مان اس تمرارها
وتقديمها للخدمات ،لذلك ح رص القض اء على تأكيد ه ذا المب دأ واعتب اره من المب ادئ األساس ية ال تي
يقوم عليها القانون اإلداري ومع أن المشرع يتدخل في كثير من األحيان إلرس اء ه ذا المب دأ في العديد
من مج االت النش اط اإلداري ،ف إن تقري ره ال يتطلب نص تش ريعي ألن طبيعة نش اط المرافق العامة
تستدعي االستمرار واالنتظام.
وي ترتب على تط بيق ه ذا المب دأ ع دة نت ائج منه ا :تح ريم اإلض راب ،وتنظيم اس تقالة الم وظفين
العموميين ونظرية الموظف الفعلي ونظرية الظروف الطارئة ,وعدم جواز الحجز على أموال المرفق .
إذا ك انت المرافق العامة ته دف إلى إش باع الحاج ات العامة لألف راد وك انت ه ذه الحاج ات متط ورة
ومتغ يرة باس تمرار ف إن اإلدارة المن وط بها إدارة وتنظيم المرافق العامة تملك دائم ا ً تط وير وتغي ير
المرفق من حيث أس لوب إدارته وتنظيمه وطبيعة النش اط ال ذي يؤديه بما يتالءم مع الظ روف
والمتغيرات التي تطرأ على المجتمع ومسايرة لحاج ات األف راد المتغ يرة باس تمرار ومن تطبيق ات ه ذا
المب دأ أن من حق الجه ات اإلدارية القائمة على إدارة المرفق كلما دعت الحاجة أن تت دخل لتع ديل
بإدارتها المنفردة لتعديل النظم والل وائح الخاصة ب المرفق أو تغييرها بما يتالءم والمس تجدات دون أن
يكون ألحد المنتفعين الحق في االعتراض على ذلك والمطالبة باستمرار عمل المرافق بأسلوب وطريقة
معينة ولو أثر التغيير في مركزهم الشخصي .
وقد اس تقر القض اء والفقه على أن ه ذا المب دأ يس ري بالنس بة لكافة المرافق العامة أي ا ً ك ان أس لوب
إدارتها بطريق اإلدارة المباشرة أم بطريق االلتزام .
كما أن عالقة اإلدارة ب الموظفين الت ابعين لها في المرافق عالقة ذات طبيعة الئحي ة .فلها دون الحاجة
إلى موافقتهم نقلهم من وظيفة إلى أخرى أو من مكان إلى أخر تحقيقا ً لمقتضيات المصلحة العامة.
ومن تطبيقات هذا المبدأ أيضا ً حق اإلدارة في تعديل عقودها اإلدارية بإرادتها المنف ردة دون أن يحتج
المتعاقد " بقاع دة العقد ش ريعة المتعاق دين " إذ أن الطبيعة الخاصة للعق ود اإلدارية وتعلقها بتحقيق
المص لحة العام ة ،تقتضي ت رجيح كفة اإلدارة في مواجهة المتعاقد معه ا ،ومن مس تلزمات ذلك أن ال
تتقيد اإلدارة بقاع دة العقد ش ريعة المتعاق دين وأن تتمكن من تع ديل عقودها لتتمكن من تلبية التغ ير
المستمر في المرافق التي تديرها .
وسلطة اإلدارة في تعديل عقودها اإلدارية أثناء تنفيذها تشمل العقود اإلدارية جميعها دونما حاجة إلى
نص في القانون أو شرط في العقد وقد اعترف القضاء والفقه بهذه الفكرة والقت القب ول تأسيس ا ً على
أن طبيعة احتياجات المرافق العامة المتغيرة باس تمرار هي ال تي تقضي بتع ديل بعض نص وص العق د،
ازات المالية . وص المتعلقة باالمتي ديل النص ذا التع على أن ال يمس ه
وفي هذا االتجاه يذكر الدكتور"سليمان الطماوي" إن األساس الذي تق وم عليه س لطة التع ديل مرتبطة
بالقواعد الض ابطة لس ير المرافق العامة ومن أولها قاع دة قابلية المرفق الع ام للتغي ير والمرفق الع ام
يقبل التغ ير في كل وقت م تى ثبت أن التغ ير من ش أنه أن ي ؤدي إلى تحس ين الخدمة ال تي يق دمها إلى
المنتفعين وفكرة التعديل هي فكرة مالزمة للقاعدة السابقة.
يق وم ه ذا المب دأ على أس اس ال تزام الجه ات القائمة على إدارة المرافق ب أن ت ؤدي خ دماتها لكل من
يطلبها من الجمهور ممن تتوافر فيهم شروط االستفادة منها دون تمي يز بينهم بس بب الجنس أو الل ون
أو اللغة أو الدين أو المركز االجتماعي أو االقتصادي .
ويستمد هذا المبدأ أساسه من الدساتير والمواثيق وإعالنات الحقوق التي تقتضي بمساواة الجميع أمام
القانون وال تمييز بين أحد منهم.
غير أن المساواة أمام المرافق العامة مساواة نسبية وليست مطلقة ،ومن مقتضياتها أن تتوافر شروط
االنتفاع بخ دمات المرفق فيمن يطلبه ا ،وأن يتواجد األف راد في المركز ال ذي يتطلبه الق انون والقواعد
الخاصة يتنظيم االنتف اع بخ دمات المرفق ثم يك ون لهم الحق بالمعاملة المتس اوية س واء في االنتف اع
بالخدمات أو في تحمل أعباء هذا االنتفاع.
وبمعنى أخر على اإلدارة أن تحترم مبدأ المس اواة بين المنتفعين م تى تم اثلت ظ روفهم وت وافرت فيهم
شروط االنتفاع التي حددها القانون ,أما إذا توافرت شروط االنتفاع في طائفة من األف راد دون غ يرهم
فإن للمرفق أن يقدم الخدمات للطائفة األولى دون األخ رى أو أن يم يز في المعاملة بالنس بة للط ائفتين
تبعا ً الختالف ظروفهم كاختالف رسوم مرفق الكهرباء والمياه بالنسبة لسكان المدينة وسكان القرى .
ومع ذلك فإن هذا المبدأ ال يتعارض مع منح اإلدارة بعض المزايا لطوائف معينة من األف راد العتب ارات
خاصة كالسماح للعجزة أو المعاقين باالنتفاع من خدمات مرفق النقل مجانا ً أو ب دفع رس وم مخفضة أو
إعفاء أبناء الشهداء من بعض شروط االلتحاق بالجامعات .
أما إذا أخلت الجهة القائمة على إدارة المرفق بهذا المبدأ وميزت بين المنتفعين بخدماته ف إن للمنتفعين
أن يطلبوا من اإلدارة التدخل إلجبار الجهة المش رفة على إدارة المرفق على اح ترام الق انون ،إذا ك ان
المرفق يدار بواسطة ملتزم ،فإن امتنعت اإلدارة عن ذلك أو كان المرفق ي دار بطريقة مباش رة ف إن من
حق األف راد اللج وء إلى القض اء ط البين إلغ اء الق رار ال ذي أخل بمب دأ المس اواة بين المنتفعين وإذا
أصابهم ضرر من هذا القرار فإن لهم الحق في طلب التعويض المناسب.
المبحث الثالث
طرق إدارة المرافق العامة
تختلف طرق إدارة المرافق العامة تبعا ً الختالف وتنوع المرافق وطبيعة النشاط الذي تؤديه ،وأهم ه ذه
الطرق هي االستغالل المباشر أو اإلدارة المباشرة وأسلوب المؤسسة أو الهيئة العامة وأسلوب االلتزام
وأخيراً اإلدارة أو االستغالل المختلط .
يقصد به ذا األس لوب أن تق وم اإلدارة مباش رة ب إدارة المرفق بنفس ها س واء أك انت س لطة مركزية أم
محلية مستخدمة في ذلك أموالها وموظفيها ووسائل الق انون الع ام وال يتمتع المرفق ال ذي ي دار به ذه
تقلة . ية معنوية مس الطريقة بشخص
ويترتب على ذلك أن يعتبر موظفي المرافق ال تي ت دار به ذا األس لوب م وظفين عموم يين وتعد أم وال
المرفق أمواالً عامة تتمتع بالحماية القانونية المقررة للمال العام .
وتتبع هذه الطريقة في إدارة المرافق العامة اإلدارية القومية بصفة أساسية ويرجع ذلك إلى أهمية هذه
المرافق واتصالها بسيادة الدولة كمرفق األمن والدفاع والقضاء ,وفي الوقت الحاضر أص بحت الكث ير
من المرافق اإلدارية تدار بهذه الطريقة وكذلك بعض المرافق الصناعية والتجارية م تى وج دت اإلدارة
اص. انون الخ خاص الق رك إدارتها ألش دم ت أن من المناسب ع
وال شك أن هذا األسلوب يسمح لإلدارة باإلدارة المباشرة لنشاط المرفق ويوفر المق درة المالية والفنية
والحماية القانونية واستخدام أس اليب الس لطة العامة مما ال يت وفر ل دى األف راد .لكن اإلدارة المباش رة
منتقدة من حيث أن اإلدارة عندما تق وم ب اإلدارة المباش رة للمرفق تتقيد ب النظم والل وائح واإلج راءات
الحكومية التي تعيق هذه المرافق عن تحقيق أهدافها في أداء الخدمات وإشباع الحاجات العامة.
غ ير أننا ن رى أن ه ذا األس لوب ال يفيد أهمية بالنس بة للمرافق اإلدارية القومية ب النظر لخطورتها
وتعلقها بسيادة وأمن الدولة والتي ال يمكن أن ت دار بأس لوب أخ ر ،والمرافق اإلدارية ال تي يع رف عن
إدارتها األفراد النعدام أو قلة أرباحها .
قد يلجأ المش رع إلى أس لوب أخر إلدارة المرافق العامة ،فيمنح إدارتها إلى أش خاص عامة تتمتع
بالشخصية المعنوية المستقلة ويس مح لها باس تخدام وس ائل الق انون الع ام ويك ون موظفيها م وظفين
االً إدارية . واالً عامة وأعمالها أعم يين وأموالها أم عموم
ويطلق على هذه األش خاص اإلدارية الهيئ ات العامة إذا ك ان نش اط المرفق ال ذي ت ديره تق ديم خ دمات
عامة و يطلق عليها المؤسسات العامة إذا كان الموضوع نشاط المرفق تجاري ا ً أو ص ناعيا ً أو زراعي ا ً
أو مالياً.
كما تتميز الهيئات العامة عن المؤسسات العامة من حيث أن المؤسس ات العامة لها ميزانية مس تقلة ال
تلحق في الغ الب بالميزانية العامة للدولة وتوضع ميزانيتها على نمط المش اريع االقتص ادية والتجارية
وتك ون أموالها مملوكة للدولة ملكية خاصة ،في حين تعد أم وال الهيئ ات العامة أم واالً عامة وتلحق
ميزانيتها بميزانية الدولة .
كذلك تتم يز رقابة الدولة على الهيئ ات العامة بأنها أك ثر اتس اعا ً من رقابتها على المؤسس ات العامة
نظراً لطبيعة نشاط الهيئات العامة وتعلقه بتقديم الخدمات العامة .
وقد اس تقر القض اء والفقه على اعتب ار عقد االل تزام عمالً قانوني ا ً مركب ا ً يش مل على ن وعين من
النصوص ( ) ،األول منه يتعلق بتنظيم المرفق العام وبسيره وتملك اإلدارة تعديل هذه النصوص وفق ا ً
لحاجة المرفق أما الن وع الث اني من النص وص فيس مى بالنص وص أو الش روط التعاقدية ال تي تحكمها
قاع دة " العقد ش ريعة المتعاق دين" ,ومنها ما يتعلق بتحديد م دة االل تزام و االلتزام ات المالية بين
المتعاقدين وال تتعدى ذلك لتشمل أسلوب تقديم الخدمات للمنتفعين .
وعلى أي حال فإن المرفق العام الذي يدار بهذا األسلوب يتمتع بذات امتيازات المرافق العامة األخرى
كونه يه دف إلى تحقيق النفع الع ام ,فهو يخضع لنفس المب ادئ األساس ية الض ابطة لس ير المرافق
العامة وهي مبدأ إقرار سير المرافق بانتظام واط راد ومب دأ قابلية المرفق للتع ديل ومب دأ المس اواة في
االنتف اع بخ دمات المرف ق ،كما يتمتع المل تزم بحق ش غل ال دومين الع ام أو طلب ن زع الملكية للمنفعة
العامة.
غير أن من يعمل في المرفق الذي يدار بهذا األسلوب ال يعد موظفا ً عاما ً بل يخضع في عالقته بالملتزم
ألحكام القانون الخاص ،وتم ارس اإلدارة في مواجهة المل تزم س لطة الرقابة واإلش راف على ممارسة
عمله وفقا ً لشروط العقد والقواعد األساس ية لس ير المرافق العام ة ،على أن ال تصل س لطة اإلدارة في
الرقابة ح داً يغ ير من طبيعة االل تزام ,وتع ديل ج وهرة أو أن تحل محل المل تزم في إدارة المرفق وإال
خرج عقد االلتزام عن مضمونه وتغير استغالل المرفق إلى اإلدارة المباشرة .
غير أن اإلدارة تملك إنهاء عقد االلتزام قبل مدته بق رار إداري ولو لم يص در أي خطأ من المل تزم كما
قد يص در االس ترداد بم وجب ق انون حيث تلجأ اإلدارة إلى المش رع إلص دار ق انون باس ترداد المرفق
وإنهاء االلتزام وهو ما يحصل غالبا ً عند التأميم .وفي الحالتين للملتزم الحق في المطالبة بالتعويض .
وفي مقابل إدارة الملتزم للمرفق العام وتسييره يكون له الحق بالحص ول على المقابل الم الي المتمثل
بالرسوم التي يتقاضاها نظير الخدمات التي يق دمها للمنتفعين كما يك ون له الحق في طلب اإلعف اء من
الرسوم الجمركية ومنع األفراد من مزاولة النشاط الذي يؤديه المرفق.
يقوم هذا األسلوب على أساس اشتراك الدولة أو أحد األشخاص العامة مع األف راد في إدارة مرفق ع ام
.
ويتخذ هذا االشتراك صورة شركة مساهمة تكتتب الدولة في جانب من أسهمها على أن يس اهم األف راد
ر. الجزء األخ اب ب في االكتت
وتخضع هذه الشركة إلى أحكام القانون التج اري مع احتف اظ الس لطة العامة بوص فها ممثلة للمص لحة
العامة ب الحق في تع يين بعض أعض اء مجلس اإلدارة وأن يك ون ال رأي األعلى لها في ه ذا المجلس
ويأتي هذا من خالل الرقابة الفعالة التي تمارس ها الدولة أو الش خص الع ام المش ارك في ه ذه الش ركة
على أعمالها وحساباتها.
وتتم إدارة المرفق إدارة مختلطة من ممثلي اإلدارة و توفر ه ذه الطريقة ن وع من التع اون بين األف راد
والسلطة العامة في سبيل الوصول إلى إدارة ناضجة وربح معقول .
وقد انتشرت شركات االقتصاد المختلط في كثير من ال دول األوربية كوس يلة إلدارة المرافق العامة ذات
الطابع االقتصادي ال سيما فرنسا في إدارة مرافق النقل والطاقة لما يحققه هذا األسلوب في فائدة تتمثل
في تخليص المرافق العامة من التعقيدات واإلجراءات اإلدارية التي تظهر في أسلوب اإلدارة المباشرة،
كما أنه يخفف العبء عن السلطة العامة ويتيح لها التفرغ إلدارة المرافق العامة القومي ة ،ويس اهم في
توظيف رأس المال الخاص لما يخدم التنمية االقتصادية .
الباب الثالث
الوظيفــة العامة
تمارس الدولة نشاطها الم رفقي من خالل موظفيها فهم أداة الدولة لتحقيق أه دافها ,وتحضى الوظيفة
العامة بعناية المشرع والفقهاء في مختلف ال دول ,ويتح دد دور الموظف الع ام ض يقا ً واتس اعا ً حسب
الفلسفة االقتصادية واالجتماعية لكل دولة فاتساع نشاط الدولة وعدم اقتص ار دورها على حماية األمن
ال داخلي والخ ارجي وحل المنازع ات بين األف راد ,وقيامها ببعض األش غال العامة وازدي اد ت دخلها في
مجاالت اقتصادية واجتماعية شتى ،قاد بالض رورة إلى ازدي اد ع دد الم وظفين واهتم ام الدولة بتنظيم
الجهاز اإلداري .
ومن ثم فقد أصبح للوظيفة العامة نظاما ً خاصا ً بها يحدد حقوق وواجبات الموظفين الع امين وش روط
التحاقهم بالوظيفة وأيضا ً مسائلتهم تأديبيا ً .
وال لقاء الضوء على نظرية الموظف العام نقسم هذا الباب إلى خمسة فصول على النحو التالي -:
للوق وف على ماهية الموظف الع ام البد من تعريف وتحديد المقص ود ب الموظف الع ام وبي ان طبيعة
العالقة التي تربطه باإلدارة.
المبحث األول
لم يرد في معظم التشريعات تعريف منظم يح دد المقص ود ب الموظف الع ام ) (.ويرجع ذلك إلى اختالف
الوضع الق انوني للموظف الع ام بين دولة وأخ رى وإلى ص فة التج دد المض طرد للق انون اإلداري .
واكتفت أغلب التش ريعات الص ادرة في مي دان الوظيفة العامة بتحديد مع ني الموظف الع ام في مج ال
تطبيقها .
فقد نصت المادة األولى من نظام الموظفين الفرنسي على أن " هذا النظام يطبق على الم وظفين ال ذين
يعينون في اإلدارات المركزية للدولة والمص الح التبعة لها والمؤسس ات العامة للدولة ،وال يطبق على
القض اة والعس كريين والع املين في اإلدارات والمص الح والمؤسس ات العامة ذات الط ابع الص ناعي
والتجاري " .
ويبدو أن المشرع قد ترك أمر تعريف الموظف الع ام للفقه والقض اء ,ويختلف ه ذا التعريف في مج ال
القانون اإلداري عنه في المجاالت األخرى كالقانون المدني والقانون الجنائي واالقتص اد السياسي ف إن
معناه في هذه المجاالت قد يكون أوسع أو أضيق من معناه في القانون اإلداري .
ونبين فيما يلي مفهوم الموظف العام في التشريعات والفقه المقارن :
لم تعط التشريعات الفرنسية تعريفا محددا للموظف الع ام ،إنما اكتفت بتحديد األش خاص ال ذين تس رى
عليهم أحك ام تلك التش ريعات ،فقد نصت الفق رة األولى من ق انون التوظيف الفرنسي رقم
2294الصادرفى 19اكتوبر " 1946يسرى على األشخاص ال ذين يعين ون في وظيفة دائمة ويش غلون
درجة من دراجات الكادر في إحدى اإلدارات المركزية للدولة أوفي إحدى اإلدارات الخارجية التابعة لها
أوفي المؤسسات القومية " .
وقد نص نظام الموظفين الصادر باالمر244/95فى 1959 -2-4الذي حل محل قانون 19اكتوبر1946
والق انون الخ اص بحق وق والتزام ات الم وظفين رقم 634الص ادر في 13يوليو 1983على نفس
المفهوم .
ويتبين من ذلك أن المشرع الفرنسي يطبق أحكامه على من تتوافر فيهم الشروط اآلتية -:
.1الوظيفة الدائمة .
وبذلك فهو يخرج عن نطاق الخضوع ألحكام الوظيفة العامة موظفوا البرلمان ورج ال القض اء ورج ال
الجيش والعاملون في مرافق ومنشآت عامة ذات طابع صناعي أو تجاري .
أما على صعيد الفقه والقضاء فقد عرف األستاذ " هوريو" Hauriouالموظفين العامين بأنهم " كل
الذين يعينون من قبل السلطة العامة تحت اسم موظفين أو مستخدمين أو عاملين أو مس اعدي ع املين
يشغلون وظيفة في الكوادر الدائمة لمرفق عام تديره الدولة أو اإلدارات العامة األخرى " .
وعرفه دويز , Duezوديبير Debeyreبأنه " كل شخص يساهم في إدارة مرفق عام يدار باالس تغالل
المباشر من قبل الدولة ويوضع بصورة دائمة في وظيفة داخله في نطاق كادر إداري منظم " .
وقضى مجلس الدولة الفرنسي ب أن الموظف هو " كل ش خص يعهد إليه بوظيفة دائمة في المالك
وتكون في خدمة مرفق عام " ,واشترط المجلس أن يكون المرفق العام إداريا ً .
أما المرافق الص ناعية والتجارية فقد ف رق فيها بين ش اغلي الوظ ائف اإلدارية والوظ ائف األقل أهمية
Subalterneواعتبر الع املين في الن وع األول من الوظ ائف م وظفين ع امين أما الوظ ائف األخ رى
فأخضعها للقانون الخاص وعزى المجلس هذه التفرقة إلى أن شاغلي وظائف المحاس بة واإلدارة أك ثر
ارتباطا ً بالمرفق العام .
اكتفى المشرع المص ري ش أنه ش أن الفرنسي بتحديد الم وظفين ال ذين يخض عون لألحك ام ال واردة في
القوانين واللوائح الصادرة في شأن الموظفين العموميين .
فقد نصت المادة األولى من القانون رقم 210لسنة 1951بش أن نظ ام م وظفي الدولة بأنه " تس ري
أحكام هذا الباب على الموظفين الداخلين في الهيئة سواء كانون مثبتين أم غير مثنتين " .
ويعتبر موظفا ً في تطبيق أحكام هذا القانون كل من يعين في إحدى الوظائف الداخلة في الهيئة بمقتضى
مرسوم أو أمر جمهوري أو قرار من مجلس الوزراء أو من أية هيئة أخرى تملك سلطة التعيين قانون ا ً
.
أما في ظل القانون رقم 46لسنة 1964فقد ورد في المادة الثانية منه " يعتبر عامالً في تطبيق أحك ام
هذا القانون كل من يعين في إحدى الوظائف الدائمة أو المؤقتة بقرار من السلطة المختصة " .
وفي ه ذا الق انون أزال المش رع التفرقة بين الوظ ائف الدائمة والمؤقتة ,بينما ورد في نظ ام الع املين
المدنيين بالدول الصادر بالقانون رقم 58لسنة " 1971يعتبر عامالً في تطبيق أحكام ه ذا الق انون كل
من يعين في إحدى الوظائف المبينة بموازنة كل وحده ويكون التع يين في الوظ ائف المؤقتة للمتمتعين
بالجنس ية المص رية أو األج انب وفق ا ً للقواعد ال تي تتض منها الالئحة التنفيذية مع مراع اة األحك ام
الخاصة بتوظيف األجانب " .
أما القانون الحالي رقم 47لسنة 1978فقد جاء أكثر إيجازاً ولم يتطرق للوظائف الدائمة والمؤقتة وال
إلى تعيين األجانب ,إذا نصت الفقرة األخيرة من المادة األولى منه على أنه " يعت بر ع امالً في تط بيق
أحكام هذا القانون ,كل من يعين في إحدى الوظ ائف المبينة بموازنة كل وح دة " .وفي مك ان آخر في
المادة نفسها نص على سريان هذا القانون على العاملين بوازرات الحكومة ومصالحها واألجهزة ال تي
لها موازنة خاصة بها ,ووحدات الحكم المحلي ,والع املين بالهيئ ات العامة فيما لم تنص عليه الل وائح
الخاصة بها .
بينما ذهب غالبية الفقهاء المصريين إلى تعريف الموظف الع ام بأنه " كل ش خص يعهد إليه بعمل دائم
في خدمة أحد المرافق العامة يت ولي إدارتها ،الدولة أو أحد أش خاص الق انون الع ام اإلقليمية أو
المرفقية ،وذلك بتولي منصبا ً دائما ً يدخل في نطاق التنظيم اإلداري للمرفق " .
وقد عرفت المحكمة اإلدارية العليا الموظف العام بقولها " الموظف العام هو ال ذي يعهد إليه بعمل دائم
في خدمة مرفق عام تديره الدولة أو أحد أشخاص القانون العام األخرى عن طريق شغله منص با ً ي دخل
في التنظيم اإلداري لذلك المرفق " .
ويبدو من ذلك أن الفقه والقضاء المصري يشترط توافر عنصرين في المرفق العام هما -:
أما في العراق فقد استقر القضاء والفقه على انه يشترط في الموظف العام ما يلي:
يشترط إلضفاء صفة الموظف العام أن يشغل العامل وظيفة دائمة داخلة في نظام المرفق العام ,وب ذلك
ال يعد العاملون بصورة مؤقتة أو موسمية كالخبراء والمشاورين القانونيون موظفين .
ومن متممات العمل الدائم أن تكون الوظيفة داخله ضمن المالك الدائم في الوحدة اإلدارية .
ومن ال واجب ع دم الخلط بين الموظف ال ذي يعمل بعقد م ؤقت في وظيفة دائمة والوظيفة المؤقتة أو
الموسمية ألن شاغل الوظيفة األولى يعد موظفا ً عاما ً ولو أمكن فصله بانتهاء مدة العقد .
أما الثانية فال يعد شاغلها موظف ا ً عام ا ً تغليب ا ً للطبيعة الالئحية لعالقة ش اغل الوظيفة الدائمة ب اإلدارة
على العالقة التعاقدية .
-2أن يعمل الموظف في خدمة مرفق عام تديره الدولة أو أحد أشخاص القانون العام :
ال يكفى العتبار الشخص موظفا ً عاما ً أن يعمل في وظيفة دائمة إنما يلزم أن يكون عمله ه ذا في خدمة
مرفق عام Le Service Publicوللمرفق العام معنيان :المعنى العضوي ويفيد المنظمة التي تعمل
على أداء الخدمات وإشباع الحاجات العامة ،ويتعلق هذا التعريف باإلدارة أو الجهاز اإلداري .
أما المعنى اآلخر فهو المع نى الموض وعي ويتمثل بالنش اط الص ادر عن اإلدارة به دف إش باع حاج ات
عامة والذي يخضع لتنظيم وإشراف ورقابة الدولة .
وقد كان المعنى العضوي المعنى الشائع في القضائين الفرنسي والمصري ثم جمعا بين المعنيين بتطور
أحكامهما ومن ثم استقرا على المعنى الموضوعي .
ويشترط الكتساب صفة الموظف العام أن تدير الدولة أو أحد أشخاص الق انون الع ام ه ذا المرفق إدارة
مباشرة .وبذلك ال يعد الموظفون في المرافق ال تي ت دار بطريقة االل تزام م وظفين عموم يين .وك ذلك
الع املون في الش ركات والمنش آت ال تي ال تتمتع بالشخص ية االعتبارية العامة ولو تم إنش ائها بقصد
إشباع حاجات عامة .
الش رط األخ ير الالزم الكتس اب ص فة الموظف الع ام هو أن يتم تعيينه بق رار من الس لطة ص احبة
التعيين . اص ب االختص
فال يعد موظفا ً عاما ً من يستولي على الوظيفة دون قرار بالتعيين كالموظف الفعلي .
كما أن مجرد تسليم العمل أو تقاضي الم رتب ال يكفي العتب ار المرشح معين ا ً في الوظيفة إذا لم يص در
قرار التعيين بإدارة القانونية ممن يملك التعيين .
المبحث الثاني
ث ار الخالف فى الفقة والقض اء فى فرنسا ح ول طبيعة العالقة ال تى تربط الموظف بالدولة ،هل هى
عالقة تعاقدية ينظمها العقد ام هى عالقة قانونية تنظيمية تحكمها القوانين واللوائح .
ك ان ال رأي الس ائد في الفقه والقض اء أن الموظف في عالقته بالدولة في مركز تعاق دي وعلى ه ذا
األساس ظه رت العديد في النظري ات التعاقدية ال تي تتفق على أن العقد هو أس اس ه ذه العالقة إال أنها
تختلف في طبيعة هذا العقد ,فالبعض اعتبره من عقود القانون الخاص ،بينما كيفه البعض اآلخر على
انه من عقود القانون العام .
مفاد هذه النظرية وجود عقد مدني بين الموظف والدولة يلتزم الموظف بموجبه بتقديم خدمه لقاء قي ام
الدولة بتنفيذ اإلعباء المناطه بها من تقديم األجر الالزم تحقيقا ً للمصلحة العامة .
وتك ييف العالقة بين الموظف والدولة بأنها عالقة خاصة يحكمها الق انون الخ اص إنما يق وم على
اف تراض أن إب رام العقد إنما يتم بمفاوض ات بين الموظف والدولة ،وأن ه ذه المفاوض ات ته دف إلى
تحديد مضمون العقد من حيث موضوعه وشروطه وآثاره.
ويبدو أن هذه النظرية م ازالت تجد نوع ا ً من ال رواج في البالد أال نجلوسكس ونية ك إنجلترا والوالي ات
دة األمريكية . المتح
.2نظرية عقد القانون العام :
بعد أن ظهر عجز نظرية العقد الم دني عن ت برير العالقة بين الموظف والدولة ظه رت من ج انب
أصحاب النظريات التعاقدية ترجع العالقة إلى عقد من عقود القانون الع ام على اعتب ار أن ه ذه العق ود
تخول اإلدارة س لطات واس عة في مواجهة المتعاقد معها لتحقيق المص لحة العامة ،وحيث أن ه ذا العقد
يه دف إلى حسن س ير المرافق الع ام فأنه يك ون ق ابالً للتع ديل من قبل الدولة ،وب ذلك ال تتقيد اإلدارة
بقاعدة العقد شريعة المتعاقدين.
كما تملك اإلدارة الحق بمس ائلة الموظف إذا أخل بالتزاماته الوظيفية الناش ئة عن العقد تأديبي ا ً دون
بقة من الموظف . موافقة مس
ومن أنصار هذه النظرية في مصر الدكتور عبد الحميد حشيش الذي يرى أن نظرية عقد الق انون الع ام
قد أكس بت الفك رة العقدية األص لية مرونة ،إذا أص بح في مكنه اإلدارة تع ديل النص وص التعاقدية
بإرادتها المنفردة ،ووفقا ً لمشيئتها أعماالً لمبدأ قابلية قواعد المرفق للتعديل والتغيير لمطابقة حاج ات
الناس المتغيرة .
وقد اعتنق مجلس الدولة الفرنسي ه ذه النظرية ح تى وقت ق ريب ليح رم الم وظفين المض ربين من
أديب . مانات الت ض
بينما اتجه بعض أنصار هذه النظرية إلى القول بأن عقد المرفق الع ام هو أس اس الرابطة التعاقدية بين
الموظف والدولة ومن أنصار هذا االتجاه الفقيه "جيلينك " الذي ذهب إلى أن الموظف وفقا ً له ذا العقد
يخضع لس لطة المرفق ك أي س لطة مح ددة تل تزم بقواعد الق انون ،غ ير أن األوامر ال تنفذ مباش رة
بم وجب ق انون موض وعي وإنما وفق ا ً لحق شخصي ،مكتسب بم وجب ه ذا العقد وهو ال يتف رع عن
رئيس المرفق . لطات الخاصة ل ية عليا ،وإنما تنبثق منه الس لطة رئاس س
وقد تعرض تكيف العالقة بين الموظف والدولة على هذا األساس للنقد أيضا ً ش أن النقد الموجه لنظرية
العقد المدني ألنه وأن أخرج عالقة الموظف من نطاق تطبيق أحك ام الق انون الخ اص إال أنه لم يتح رر
نهائيا ً من األساس التعاقدي لهذه العالقة .
وبالنظر إلى كثرة عيوب النظري ات التعاقدية فقد هجرها القض اء والفقه والتش ريعات المختلفة ،وك ان
من أبرز الرافضين للنظري ات التعاقدية الفقيه ان , Duguit , Hauriouوقد اس تند " هوريو " في
رفضه ه ذا على تحليله لعملية تع يين الموظف ،مبين ا ً أنها ال تتض من مقوم ات التعاقد ال من حيث
عناصره الشكلية وال من حيث الموضوع.
بدأ الفقه الفرنسي منذ أواخر القرن التاسع عشر في االتج اه نحو تك ييف العالقة بين الموظف واإلدارة
بأنها عالقة تنظيمية تحكمها القوانين واللوائح .
ومضمون هذه النظريات أن القوانين واللوائح هي ال تي تح دد ش روط وأحك ام الوظيفة العامة وحق وق
. وواجباته الموظف
وي ترتب على ه ذه النظرية أن اإلدارة ح رة في تع ديل أحك ام الوظيفة بإرادتها المنف ردة دون حاجة
الستشارة الموظف ,ولو ك ان في ه ذا التع ديل إنق اص في االمتي ازات المادية واألدبية مما يتع ذر معه
إسباغ الصفة التعاقدية على عالقة الموظف بالدولة في هذه الحالة .
على ان يك ون ه ذا التع ديل ب إجراء ع ام بن ا ًء على تع ديل في ق وانين التوظيف أما التع ديل في المزايا
المادية واألدبية بقرار فردي فال يكون إال بإجراء تأديبي .
ومن النتائج التي تترتب على ه ذا المركز الالئحي ،أن ق رار تع يين ونقل الموظف وترقيته وعزله هي
قرارات إدارية تصدر من اإلدارة وحدها ،بإرادتها المنفردة دون مشاركة من الموظف .
كما النقطع صلة الموظف بالوظيفة بمج رد تق ديم اس تقالته من العمل وإنما تظل ه ذه الص لة قائمة إلى
يتم قبول استقالته من السلطة المختصة .
وقد أخذ المش رع الفرنسي ب المركز التنظيمي للموظف الع ام منذ ص دور ق انون التوظيف رقم 2294
الص ادر في 19أكت وبر 1964إذ نصت الم ادة الخامسة منه على أن " عالقة الموظف بجهة العمل
عالقة تنظيمية والئحية " .
وكذلك نصت المادة الخامسة من النظام العام للم وظفين الص ادر ب األمر رقم 244في 4ف براير 1959
على أن " يكون الموظف اتجاه اإلدارة في مركز تنظيمي والئحي " .
وأخيراً جاء في القانون رقم 634في 13يوليو 1983المتعلق بحقوق والتزامات الموظفين في الم ادة
الرابعة منه أن " الموظف اتجاه اإلدارة في مركز الئحي وتنظيمي" .
ولم يحدد المشرع المص ري في الق انون رقم 210لس نة 1951الخ اص بنظ ام م وظفي الدولة وال في
القانون رقم 46لسنة 1264الخاص بنظام الع املين الم دنيين بالدولة المركز الق انوني للموظف الع ام
غير أن القانون رقم 58لسنة 1971الخاص بنظ ام الع املين الم دنيين بالدولة جعل الموظف في مركز
نظ امي إذ نصت الم ادة 52منه على " الوظ ائف العامة تكليف للق ائمين بها ،ه دفها خدمة المواط نين
ول بها " . وائح والنظم المعم وانين والل ا ً للق لحة العامة طبق ا ً للمص تحقيق
وقد ردد المش رع نفس النص في الم ادة 76من الق انون الح الي رقم 47لس نة 1978الخ اص بنظ ام
دنيين بالدولة . املين الم الع
الفصل الثاني
لكي يلتحق الش خص بالوظيفة العامة يجب ت وافر بعض الش روط العامة ليتس نى بعد ذلك اختب اره
رار بتعيينه . دار ق واص
ونقسم هذا الفصل إلى ثالث مباحث نتناول في أولهما الشروط العامة في التع يين ,ونوضح في ثانيهما
الطرق المختلفة المتبعة في تعيين الموظفين العموميين ,أما المبحث الثالث فنخصصه للبحث في حركة
اء الخدمة . الموظف أثن
المبحث األول
أن الح رص على االرتق اء بالوظيفة العامة يجعل من الض روري العناية باختب ار الم وظفين واش تراط
توفر قدرة وكفاية فيمن يعين في الوظائف العامة تحقيقا ً للصالح العام .
تطبيقا ً لمب دأ الس يادة الوطنية ورغبة الدولة في حماية أمنها وض مانا ً لل والء لها ،ف إن ال دول تش ترط
فيمن يتولى الوظائف العامة أن يكون ممن يحملون جنسيتها .
إال أن هذا المبدأ ال يجري على إطالقه إذ غالبا ً ما تستعين الدولة ببعض األج انب في حالة الض رورة أو
عدم االكتف اء بالعناصر الوطنية المت وفرة ل ديها .وغالب ا ً ما يتم ذلك لف ترة مؤقتة وبعق ود خاصة .وال
يكفى لتقلد الوظيفة العامة أن يك ون المرشح مواطناًعراقيا ،إنما يجب أن يك ون متمتع ا ً ب الحقوق
المدنية .
ويفقد الش خص تمتعه ب الحقوق المدنية كعقوبة تبعية ت ترتب على األحك ام ال تي يتم إيقاعها عليه في
بعض الجرائم .
الس يرة والس لوك الحسن هي مجموعة الص فات الحمي دة ال تي يتمتع فيها الف رد وتش يع عنه فيك ون
رين . موضع ثقة عند اآلخ
ومقتضى هذا الشرط أن يكون المرشح لتولي الوظيفة العامة بعيداً عن الش بهات ال تي تث ير الشك ل دى
اآلخرين وتؤدي إلى اإلخالل بنزاهة الوظيفة العامة .
واألصل أن كل ش خص حسن الس يرة والس لوك إال إذا ثبت العكس ويقع عبء اإلثب ات على اإلدارة
العامة التي يجب عليها أن تسبب قرارها ،عندما تستبعد المرشح للوظيفة ويك ون قرارها ه ذا خاض عا ً
اء . لرقابة القض
ومن الج دير بال ذكر أن تق دير حسن الس يرة والس لوك أمر نس بي يختلف من مجتمع إلى آخر فش رب
الخمر ولعب القمار ال يعد سوء السيرة في المجتمعات األوربية بينما هو كذلك في المجتمع ات الش رقية
.
.3أن ال يكون قد حكم عليه بعقوبة جنائية أو في جناية أو جنحة مخله بالشرف :
يتفرع هذا الشرط إلى شقين ،األول :أن ال يك ون قد س بق وأن حكم على الموظف بعقوبة عن جناية ,
والثاني :يتعلق بعدم الحكم عليه بجناية أو جنحة مخلة بالشرف .
بالنس بة إلى الشق األول اعت بر المش رع أن الحكم على الش خص بعقوبة الجناية " الس جن المؤبد أو
الم ؤقت أو الس جن " مانع ا ً من التع يين في أحد الوظ ائف العامة ،على اعتب ار أن الحكم على ه ذا
الشخص بمثل هذه العقوبة الجسيمة قرينة قاطعة على عدم صالحيته لتولى الوظ ائف العامة وخطورته
على المجتمع ،ويبدو أن المش رع قد نظر إلى ن وع العقوبة فس حب النص على المع اقب بجناية س وا ًء
في قانون العقوبات الليبي أو القوانين األخرى .
أما الشق الث اني من ه ذا الش رط فيتعلق ب الحكم على الش خص بعقوبة الجناية أو الجنحة المخلة
بالشرف وهنا ينظر المشرع إلى طبيعة هذه الجريمة سواء كان الحكم على الش خص بعقوبة الجناية أو
الجنحة مادامت الجريمة تتعلق باإلخالل بالشرف .
وفي جميع األح وال يش ترط في الحكم أن يك ون نهائي ا ً الس تبعاد المرشح من ش غل الوظيفة العامة ،
وتتحقق اإلدارة في ت وافر ه ذا الش رط من خالل طلبها من المرشح تق ديم ش هادة الحالة الجنائية من
الجهات المختصة .
ويع ود ه ذا الش رط لك ون أن ق رار الفصل يؤكد ع دم ص الحية الموظف لت ولي الوظيفة ألخالله إخالالً
جس يما ً بأحكامها مما أدى إلى ص دور ق رار ت أديبي نه ائي بفص له واس تبعاده عن الوظيفة .ويجب أن
يكون قرار الفصل نهائيا أي ال يتطلب نفاذه إجراءات أخرى من اعتماد أو تصديق من جهة إدارية عليا
.
من الض روري للقي ام بأعب اء الوظيفة العامة أن يك ون المرشح قد بلغ س نا ً من النضج تؤهله لتحمل
تبعات منص به .ويتم إثب ات سن المرشح بش هادة ميالد مس تخرجة من س جالت األح وال المدنية أما إذا
تعذر تقديمها جاز استثناء تقدير السن بإحالة المرشح على لجنة طبية ويك ون قرارها غ ير قابل للطعن
فيه بأي طريق من طرق الطعن ولو قدمت شهادة ميالد غير ذلك .
يجب أن يتوافر لدي المرشح للوظيفة العامة اللياقة الص حية ال تي تؤهله القي ام بأعب اء وظيفته ،ويتم
التأكد من ذلك بشهادة تثبت خلوه من األمراض ولياقته الص حية أو تتم إحالته إلى لجنة طبية مختصة .
واللياقة الصحية تختلف من وظيفة إلى أخرى فمن ال يكون الئقا ً ص حيا ً لوظيفة قد يك ون الئق ا ً ألخ رى
حسب طبيعة الوظيفة وظروفها .
.7أن يكون مستوفيا ً للشروط الالزم توافرها فيمن يشغل الوظيفة :
يجب أن تتوافر في المرشح للوظيفة العامة المؤهالت العلمية التي تحفظ كفاءة معينة للقيام بالوظيفة .
المبحث الثاني
طرق اختيار الموظفين العموميين
تسعى اإلدارة إلى اختيار افضل العناصر لش غل الوظ ائف العامة .وأس اليب اإلدارة في اختي ار موظفيها
تختلف من مجتمع إلى أخر حسب الظروف االقتصادية واالجتماعية والسياسية التي يعيش ها .ولعل أهم
األساليب أو الط رق ال تي تتبعها اإلدارة في اختي ار موظفيها إنما تتم بأربعة أس اليب :االختي ار الحر ،
األعداد والتأهيل ،االختيار الديمقراطي .وأسلوب المسابقة واالمتحان .
تتمتع اإلدارة في هذا األسلوب بحرية اختي ار الم وظفين ،دون قي ود أو ض وابط .ف اإلدارة وح دها من
يملك تحديد المع ايير والمقوم ات ال تي يس تند عليها االختي ار دون أن تك ون ملزمة ب اإلعالن عن ه ذه
المعايير أو تبرير اختيارها لفئة دون أخرى من المرشحين.
وقد سادت هذه الطريقه قديما ً فقد كان يتمتع الحاكم بسلطه مطلقه فىاختيار الع املين ،اذ يتم اختي ارهم
على اساس الثقه الشخص يه دون تطلب اى ش روط موض وعيه اخ رى .وتتبع ه ذه الطريقة في اختي ار
كب ار الم وظفين نظ راً ألهمية ه ذه الوظ ائف ال تي تتطلب فيمن يش غلها الثقة والمق درة الفنية والكفائه
السياسية .
وقد كان التعيين بهذه الطريقة منتشراً في الواليات المتحدة األمريكية حتى عام ,1883ويعرف باسم "
نظام االسالب و الغنائم " والتي كان مؤداها أن الح زب المنتصر في االنتخاب ات الرآس يه يك ون له حق
ش غل الوظ ائف المهمة في اإلدارات االتحادية بعد ط رد أنص ار الح زب المن افس .ومع ذلك ف أن ه ذا
األسلوب ال يعنى أن اإلدارة تملك السلطة المطلقة في االختي ار،إذ يجب أن ت راعى اعتب ارات الم ؤهالت
ام . الح الع ا ً للص ائف تحقيق ذه الوظ غل ه آت العلمية األزمة لش والكف
في هذه الطريقة تقوم الدولة بإنشاء الكليات والمعاهد المتخصصة ومراكز التعليم المهني و األكاديمي .
ألعداد األشخاص الراغبين في تولى الوظائف العامة .وعلى الرغم من أهمية هذا األسلوب في األعداد
للوظائف العامة فأنه يتطلب الكثير من النفقات والجهود من الدولة .
وه ذه الطريقة ش ائعة في تأهيل الك وادر الفنية واإلدارية في الجماهيرية ،ومن أمثلتها مراكز إع داد
المدربين ومعاهد المهن الشاملة و معاهد التمريض و البريد .
ويقصد بهذا األسلوب أن يتم اختيار الموظفين عن طريق األفراد في الوحدات اإلدارية ال تي ي راد ش غل
. فيها العامة الوظيفة
ويؤدى اتباع هذا األسلوب إلى شعور األفراد بأهميتهم لمشاركتهم في اختيار الموظفين ،كما أنها تشعر
الموظف بأن األفراد قد وضعوا ثقتهم فيه مما يتوجب عليه احترامهم وتأدية رغباتهم .
ويعتبر اختيار الموظفين بهذا األسلوب األكثر انتش اراً بين ال دول في ال وقت الحاضر فهو ينط وي على
الموض وعية في االختي ار بعي داً عن األه واء السياس ية والمحس وبية واالعتب ارات الشخص ية .إال أن
الدول تتفاوت في مدى تطبيقية فبعض الدول تستخدم نظام االمتحان والمسابقة في شغل الوظائف الدنيا
في السلم اإلداري ،بينما تستخدمه دول أخرى كقاعدة عامه في االختيار في الوظائف الدنيا والوظ ائف
العليا على حد سواء .
ولكي يج رى االمتح ان أو المس ابقة في ظ روف تمكن من اختي ار افضل المرش حين البد من أحاطته
بضمانات وضوابط تكفل العدالة و الموضوعية في االختيار .وال تجرى االمتحان ات أو المس ابقات على
نمط واحد في كل الدول وإنما تتخذ صور متعددة فأما أن يكون االمتحان شفويا ً أو تحريريا ً أو بمقابالت
شخصية ويمكن الجمع بين هذه الصور.
بعد انتهاء إجراءات الترشيح والتأكد من توافر شروط شغل الوظيفة العامة ،يجب ان يص در ق رار من
السلطة المختصة بتعيين الشخص في الوظيفة المرشح لها وفقا ً لألوضاع المقررة قانونا ً .
وعلى ذلك فال يعتبر موظفا ً عاما ً الشخص ال ذي يت ولى واجب ات وظيفية قبل ص دور ق رار تعيينه ولو
تقاضي مرتبا ً لق اء عمله ه ذا ,وال يعد موظف ا ً من يغتصب الوظيفة ويقحم نفسه عليها دون أن يص در
لطة المختصة . التعيين في الس رار ب له ق
إال أنه استثناء استقر القضاء والفقه على إضفاء صفة المشروعية على األعمال ال تي يجريها الموظف
الفعلي وهو ش خص يباشر مه ام الوظيفة العامة بق رار تع يين معيب أو لم يص در ق رار بتعيينه أص الً ,
ويتم ذلك في حالتين األولى األحوال العادية عندما يصدر ق رار بتع يين ش خص في الوظيفة العامة دون
اتباع الشروط واإلجراءات التي يتطلبها القانون ،فيكون قرار التعيين باطالً في هذه الجهة وتبع ا ً ل ذلك
اً . خص باطلة حتم ذا الش رفات ه ون كافة تص تك
إال أن القضاء والفقه درج على االع تراف بش رعية ه ذه التص رفات حماية للجمه ور حسن النية ال ذي
يعتمد على المظاهر الخارجية ,فمن غير المتصور أن يطلب الجمهور من الموظف إثب ات ص حة ش غله
. العامة للوظيفة
و الثانية األحوال االستثنائية فقد يتولى بعض األشخاص ممارسة بعض الوظائف مؤقتا ً نتيجة لحص ول
ثورة أو ح رب أو حالة ط وارئ لض مان س ير المرافق العامة بانتظ ام واط راد ,مما يقتضي االع تراف
بش رعية األعم ال ال تي يجرونها ويحق للموظف الفعلي في ه ذه الحالة أن يط الب اإلدارة بمقابل قيامه
بالعمل .أما في غير الحالتين الس ابقتين ف إن كل ممارسة للوظيفة العامة دون حق مش روع تعد بمثابة
اغتصاب للوظيفة العامة وانتحال صفة يعاقب عليه القانون وتكون تصرفات من يباش ره منعدمة وليس
لمن يمارسها الحق في تقاضي أي مقابل .
يترتب على صدور قرار التعيين تولي مهام وظيفته المعين بها وما يستتبع ذلك من حقوق والتزام ات ،
إذ أن العالقة الوظيفية تب دأ من ت اريخ ص دور ق رار التع يين ،ويخضع الموظف للق وانين والل وائح
الخاصة بالوظيفة العامة ،ويبدأ في هذا التاريخ حق الموظف بالترقية واألقدمية .ويترتب على ص دور
قرار التعيين جواز الطعن باإللغاء ممن له مص لحة في ذلك ويعتقد أن ق رار التع يين غ ير مش روع وأن
شروط التعيين غير متوافرة أو أنه حق ب التعيين في الوظيفة ال تي تم ش غلها و إذا ص در ق رار التع يين
باطالً الحتوائه على عيب من عيوب المشروعية ,ف إن الس لطة المختصة ب التعيين تملك س لطة س حب
قرارها الباطل ،أما األعم ال ال تي ص درت عن الموظف ال ذي تم تعيينه فإنها تعد مش روعة تطبيق ا ً
لنظرية الموظف الفعلي .
المبحث الثالث
حركة الموظف أثناء الخدمة
قد تطرأ على الحياة الوظيفية للموظف تغييرات معينة طبقا ً لمتطلبات العمل الوظيفي والمص لحة العامة
,فقد ينقل الموظف نقالً نوعي ا ً أو مكاني ا ً أو ينت دب إلى وظيفة أخ رى لم دة معينة أو تتم إعادته إليها ,
وسوف نبين هذه المواضيع تباعا ً - :
اإلع ارة هي توقف الموظف مؤقت ا ً عن أداء وظيفته والتحاقه بعمل آخر ل دى إدارة أخ رى يخضع
لش روطها ويتقاضى مرتبها أو مرتبه الكامل مض افا ً إليه نس بة مئوية معينة مع بق اء عالقة الموظف
بجهة عمله األصلية من حيث العالقات واألقدمية والترقيات .
ويترتب على انتهاء اإلعارة قبل مدتها بقرار من الجهة المعيرة أو بناء على طلب الجهة المس تعيرة أو
طلب الموظف نفسه ,ع ودة الموظف المع ار ليش غل وظيفته األص لية إذا ك انت ش اغرة أو أي وظيفة
أخرى من ذات درجته .
الفصل الثالث
حقوق وواجبات الموظف العام .
كفل المش رع للموظف الع ام جملة من الحق وق ح ددها في الق وانين والل وائح وفي مقابل ذلك ألزمه
بواجبات محددة ال يج وز مخالفتها أو االتف اق على ما يخالفها باعتبارها من النظ ام الع ام ,وس نتطرق
في هذا الفصل إلى الحقوق والواجبات التي يلتزم بها الموظف العام وفي مبحثين .
.1العالوات الدورية -:وتمنح للموظف سنويا ً اعتباراً من أول الشهر التالي النقض اء س نة من ت اريخ
التعيين أو منح العالوة السنوية السابقة .
ويس تحق الموظف العالوة الس نوية بص فة اعتيادية ولو تمت ترقية الموظف إلى درجة أخ رى ’ إال أن
المشرع اشترط أن يؤدي الموظف خدمته بصورة مرضية .
.2العالوة التش جيعية :أج از المش رع منح الموظف مكاف أة تش جيعا ً على ب ذل أقصى ق در ممكن من
الجهد في العمل تعادل العالوة الدورية المقررة له و ال يؤثر منح هذه العالوة على منح العالوة الدورية
في موعدها السنوي .
المبحث الثاني
واجبات الموظف العام
في مقابل الحقوق التي يتمتع بها الموظف العام يجب أن يؤدي مهام معينة ضمانا ً لحسن س ير الوظيفة
العامة ,وقد تعرض المشرع لواجبات الموظفين .والبد من اإلشارة إلى أن هذه الواجبات ليست مح ددة
على سبيل الحصر ,وإنما هي واجبات عامة ناتجة عن طبيعة الوظيفة العامة ,وقد نص المش رع على
األساسية منها والتي سنبينها تباعا ً :
ويمثل واجب إطاعة الم رؤوس لرؤس ائه أحد الواجب ات الهامة ال تي تقع على ع اتق الموظف الع ام
ويتوقف نجاح التنظيم اإلداري على كيفية تلقي األوامر وكيفية تنفيذها .
والطاعة الرآسية مناطها السلم اإلداري أو التدرج الرآسي الذي يقوم على أساس خض وع كل طبقة من
الموظفين لما يعلوها من طبقات .
وتتضمن سلطة الرئيس على مرؤوسيه مجموعة من االختصاصات بعض ها يتعلق بش خص الم رؤوس
. بأعماله يتعلق واألخر
تتض من س لطة ال رئيس على أش خاص مرؤوس يه الكث ير من االختصاص ات منها ما يتعلق ب الحق في
التع يين واالختي ار وحق ال رئيس في تخص يص مرؤوس يه ألعم ال معينه أو نقلهم وت رقيتهم وإيق اع
ات التأديبية عليهم . العقوب
أما س لطة على أعم ال مرؤوس يه فتتض من حقه في توجيه مرؤوس يه عن طريق إص دار األوامر
والتوجيهات إليهم قبل ممارسة أعمالهم وسلطة مراقبة تنفيذهم له ذه األعم ال والتعقيب عليها ،فيملك
الرئيس سلطة إصدار األوامر والتعليمات الملزمة للمرؤوسين .
وطاعة الموظف أمر مف روض تمليه طبيعة الوظيفة العامة وض رورة اس تمرارها إال أن ه ذه الطاعة
يجب أن تكون مقص ورة على ما يتعلق بالعمل وح ده وال تمتد إلى خارجه كالحي اة الخاصة للموظف إال
إذا كانت الحياة الخاصة تؤثر على أداء الموظف لعمله .
ويجب أن يك ون األمر ص ادراً للموظف عن رؤس ائه المباش رين في نفس ال وزارة أو المص لحة أو
اإلدارة( ) .وللموظف أن يتجاهل األمر الص ادر إليه من موظف آخر أعلى منه درجه لكن ال تربطه به
رة . ير مباش رة أو غ ية مباش له رئاس أي ص
ً
إال أن هذه األوامر يجب أن تكون مشروعه حتى تكون محال للطاعة ف إذا ك انت غ ير مش روعه فاألصل
أن الموظف غ ير مل زم بتنفي ذها إال إذا نبه رئيسه كتابه إلى أن ما أص دره إليه من أوامر تتع ارض مع
مب دأ المش روعية ،ف إذا أصر ال رئيس على موقفه كتابة وطلب تنفيذ أوام ره ،ففي ه ذه الحالة يك ون
واجبا ً على الموظف التقيد بهذه التعليمات ويتحمل الرئيس المسؤولية الناتجة عن تنفيذ هذه األوامر .
بينما نجد أن المشرع الفرنسي في قانون التوظيف الفرنسي رقم 634الصادر في 13يوليو 1983أكد
ض رورة االمتث ال لجميع التعليم ات الص ادرة من ال رئيس اإلداري إلى موظفيه ،ح تى لو ك انت ه ذه
األوامر غير مشروعه إال إذا كان من شأنها أن تهدد المصلحة العامة تهديداً جسيما ً ) ( .وهذا ما أك ده
. أحكامه من العديد في الفرنسي الدولة مجلس
وفى جميع األح وال ليس لل رئيس أن يكلف أحد مرؤوس يه بارتك اب جريمة وليس للم رؤوس أن يطيع
األمر الموجه إليه إذا كان يعلم انه ينطوي على ارتك اب جريمة وليس له أن ي دفع بجهله للق انون به ذا
الش أن ،فمن حق ال رئيس بل من واجبه االمتن اع عن تنفيذ األوامر ال تي تش كل جريمة يع اقب عليها
القانون ،وإال تعرض للمسؤولية الجنائية فضالً عن مسئوليته التأديبية .
ويتفرع من واجب الطاعة التزام آخر هو احترام الموظف رؤسائه وتمسكه بآداب اللياقة في مخ اطبتهم
،وهذا االلتزام يحد من حرية تعبير المرؤوس عن مشاعره وأفكاره.
ف الموظف يجب أن يتقيد بالح دود الالزمة للمحافظة على كرامة رؤس ائه وحرمة الوظيفة عن دما يجد
نفسه مجبراً على ابدأ آرائه ومقترحاته بشأن مسألة معينه .تق ول األس تاذة (ك اترين) catherineفي
هذا الشأن " أن الطاعة فض يلة أخالقية ،عن دما يتعلق األمر بطلب تض حيات شخص يه ،فيجب أحيان ا ً
التنازل عن آراء وقيم متمسك بها والتدريب على السيطرة على اإلرادة وهذا يتم أحيانا ً بالقسوة " .
يلتزم الموظف بواجب احترام القانون بمعناه الواسع فيشمل ذلك احترام الدستور والل وائح والتعليم ات
ية . واألوامر الرآس
أما فيما يتعلق بالمحظورات على الموظف العام فانه يحظر على الموظف بالذات أو بالواس طة أن يق وم
بأي عمل من األعمال المحظورة أو المحرمة بمقتضى القوانين أو اللوائح أو األنظمة المعمول بها .
وفى حالة مخالفة الموظف هذا الواجب فانه يعرض نفسه للمسئولية التأديبية والجنائية إذا ما توافرت
شروطها.
يطلع الموظف بحكم وظيفته على أم ور وأس رار يتعلق بعض ها بمس ائل تمس المص لحة العامة للدولة
كاألسرار العسكرية واالقتصادية والسياسية وبعضها يتعلق بمصلحة األفراد وحياتهم الخاصة.
وفى الحالتين يلتزم الموظف بعدم إفشاء هذه األسرار ويبقى هذا االلتزام س اريا ً ح تى بعد انته اء خدمة
ام. الموظف الع
ويزول هذا الواجب إذا فقد الموضوع سريته أو صار معروفا ً بطبيعته ،أو إللغاء األمر الذي فرض هذه
السرية .أو سمحت السلطات المختصة بإفشاء السر أو أذن صاحب السر بإفشائه أو إذا كان من ش أن
إذاعة السر منع ارتكاب جريمة .
وي ترتب على مخالفه الموظف له ذا ال واجب تعرضه للمس ؤولية التأديبية والمس ؤولية الجنائية إذا
يشكل إفشاء أسرار
الوظيفة جريمة بنص قانون العقوبات العراقي.
الفصل الرابع
تأديب الموظف العام
إذا اخل الموظف العام بواجب من واجبات الوظيفة ،البد أن يعاقب أو يجازى تأديبيا ً .
المبحث األول
مفهوم الجريمة التأديبية
في الع ادة ال يضع المش رع تعرف ا ً مح دداً للجريمة التأديبية ( ) كما هو الش ان في الجريمة الجنائية
ويكتفي غالبا ً بإيراد الوجب ات والمحظ ورات وينص على أن كل موظف يجب أن يل تزم به ذه الواجب ات
. بها يخل ما كل عن ويمتنع
ولعل خش ية المش رع في إض فاء وصف الجريمة على المخالف ات التأديبية يع ود إلى التش ابه ال ذي قد
يحصل بينها وبين الجريمة في المجال الجنائي :
لكن الفقه من جانبه قد سد النقص في هذا المج ال فقد ع رف ال دكتور مغ اورى محمد ش اهين الجريمة
التأديبية بأنها إخالل بواجب وظيفي أو الخروج على مقتضاها بما ينعكس عليها .
وعرفها االستاذ الطماوى تعريفا ً مقاربا ً فقال " :انها كل فعل أو امتناع يرتكبه العامل ويجافى واجب ات
منص به " ,كما عرفها االس تاذ محمد مخت ار محمد عثم ان بانها كل فعل أو امتن اع عن فعل مخ الف
لقاعدة قانونية أو لمقتضى الواجب يص در من العامل اثن اء اداء الوظيفة أو خارجها مما ينعكس عليها
بغير عذر مقبول .
ومن المالحظ ان هذه التعاريف قد جاءت خالية من االش ارة الى دور االرادة بوص فها ركن من ارك ان
الجريمة التأديبية اليمكن ان تقوم الجريمة بدونه وان هذا االتجاه لو اص بح اتجاه ا ً عام ا ً فانه س يؤدى
الى مساواه حسن النية من الموظفين بسيئ النيه والشك ان ذلك يقود الى التطبيق العشوائى للمس اءلة
لبيا ً على العمل فى المرفق . راً س ترك اث التأديبية مما ي
ويمكننا تعريف الجريمة التأديبية بأنها كل فعل أو امتن اع إرادي يص در عن الموظف من ش انة اإلخالل
بواجب من واجبات الوظيفة ال تي ينص عليها الق انون فه ذا التعريف يجمع بين جنباته أرك ان الجريمة
التأديبية كافة من ركن مادي ومعنوي وشرعي وركن الصفة .
فالض رر يك ون مفترض ا ً لكونه اثر لإلخالل بواجب ات الوظيفة باعتب اره إخالالً بالص الح الع ام .
أما تقدير ما إذا ك ان فعل الموظف يش كل خطأ تأديبي ا ً أم ال ف األمر ال يخ رج عن معي ارين اس تند إليهما
الفقه في قياس سلوك الموظف المنحرف .
فالخطأ قد يقاس بمعي ار شخصي ومض مونة أن ينظر إلى س لوك الموظف المخطئ وي وزن في ظ روف
معينة فيعتبر مخطئا إذا ك ان س لوكه دون المعت اد منه في مثل تلك الظ روف( ) والشك أن ه ذا المعي ار
منتقد فهو يجعل الموظف النش يط ال دائب في العمل يؤاخذ على اهمالة اليس ير غ ير المعت اد منه أما
الموظف المهمل فال يس ال عن إخالله بواجبه ما دام إهماله معت اد وه ذه نتيجة غريبة ال يمكن معها
االعتماد على هذا المعيار في قياس الموظف أما المعيار األخر وهو المعيار الموض وعي فينظر فيه إلى
الفعل ال ذي ارتكبه الموظف ويق اس وفق الم ألوف من س لوك الموظف المعت اد ,في ذات فئة الموظف
الذي يراد قياس سلوكه فيعتبر الموظف مخطأ إذا خرج عن هذا المألوف وهذا المعيار هو السائد العمل
فيه فقها ً وقض اء ,فالمعي ار الموض وعي معي ار واقعي ي راعى في التط بيق الظ روف ال تي ص در فيها
التص رف من ناحية الموظف ال ذي ق ام بالفعل من حيث سن الموظف وحالته الص حية وجنسه ومن
ناحية الزمان والمك ان والبيئة واف تراض أن الموظف المعت اد أح اطت به نفس الظ روف ال تي أح اطت
الموظف الذي ينسب الخطأ إليه ويوزن التص رف في ه ذا األس اس ف إذا ك ان تص رف الموظف المعت اد
مشابها لتص رف الموظف المخطئ فال مس ؤولية على األخ ير أما لو حصل العكس ف ان الموظف يعت بر
مرتكبا ً لخطأ يس توجب المس ألة التأديبية ,فالمعي ار الموض وعي لم يعد معي ار موض وعيا ً خالص ا ً فهو
موض وعي في األس اس إال انه شخصي عن دما يقيس ظ روف الموظف المخطئ ال ذي يتعين االعتم اد
عليه وه ذا المعي ار هو األق در على تقرير م تى يعت بر الموظف مخالفا لواجباته الوظيفية وم تى يمكن
مساءلته تأديبيا ً .
اختلف الفقهاء في تحديد أركان الجريمة التأديبية بص ورة عامة ولهم في ذلك م ذاهب كث يرة فك ان لكل
اص . فقيه رأيه الخ
فذهب األس تاذ الطم اوي إلى أن الجريمة التأديبية تق وم على عنص رين هما الموظف والخطأ أو ال ذنب
اإلداري .
وذهب األستاذ ماجد راغب الحلو إلى أن الجريمة التأديبية تقوم على ركنين هما الركن الم ادي وال ركن
وي . المعن
بينما ذهب األستاذ عبد الفتاح حسن إلى أن الجريمة التأديبية تقوم على ثالثة أركان أو عناصر العنصر
المادي والعنصر المعنوي ونصر الصفة .
وال راجح أن أرك ان الجريمة التأديبية هي نفس األرك ان في أي جريمة أخ رى هي ال ركن الش رعي
والركن المادي والركن المعنوي وللطبيعة الخاصة التي تتميز بها الجريمة التأديبية يكون الركن الرابع
فيها ركن الصفة .
ولكي يكون فعل الموظف مسوغا ً للمساءلة التأديبية يجب أن يكون محدداً وثابتا ً فال قيام للركن الم ادي
استناداً للظن أو الش ائعات ،ل ذلك ف إن تهام ات العامة أو النع وت المرس لة ال يمكن تعت بر مكونة له ذا
ركن . ال
كما أن مج رد التفك ير دون ان يتخ ذها ه ذا التفك ير مظه راً خارجي ا ً ملموس ا ً ال يش كل مخالفة تنج يز
المساءلة التأديبية .
كما أن األعم ال التحض يرية ال تي تتمثل في إع داد وس ائل تنفيذ الجريمة ،وال يع اقب عليها إال إنها قد
تعتبر في حد ذاته جريمة تأديبية مستقلة .
الباب الخامس
القرار اإلداري
موضوع القرار اإلداري من أكثر المواض يع أهمية وحيوية في الق انون اإلداري ,فهو األس لوب األك ثر
شيوعا ً في أعمال اإلدارة ,وال نظير له في مجال القانون الخاص ,فمن شأنه أح داث آث ار قانونية على
عاتق المخاطبين به دون أن يتوقف ذلك على قبولهم .
وفي هذا الجزء من الدراسة نجد أنه من المناسب تمييز بين القرار اإلداري وأعم ال الدولة األخ رى ,
ونبين أركانه أو عناصره وأنواعه والشروط الالزم توافرها في القرار اإلداري ليكون ص حيحا ً وس ليما ً
من الناحية القانونية وأخيراً نبحث في نهاية القرارات اإلدارية.
تمارس الدولة وفقا ً لمبدأ الفصل بين السلطات ثالث مهام أو وظ ائف هي الوظيفة التش ريعية والوظيفة
القض ائية والوظيفة التنفيذية ,فالوظيفة التش ريعية تتض من مهمة وضع القواعد الس لوكية العامة
والمج ردة وتختص بممارس تها الس لطة التش ريعية ,أما الوظيفة القض ائية فتتض من الفصل في
المنازعات وتختص بها السلطة القضائية .
أما الوظيفة لتنفيذية فتختص بها الس لطة التنفيذية ال تي تم ارس أعم ال مختلفة منها األعم ال المادية
كبناء المنشآت العامة وتعبيد الطرق أو بناء الجسور ,كما تصدر أعماالً قانونية وهذه األخ يرة منها ما
يص در بإرادتها المنف ردة دون مش اركة األف راد وه ذه الق رارات اإلدارية ,ومنها األعم ال القانونية
التعاقدية التي تصدر باتفاق أرادتين .
ومن ثم فإن تمييز الق رار اإلداري ليس ب األمر الس هل ,فالفصل بين الس لطات ال يع ني الفصل الت ام إذ
تقتصر كل هيئة على ممارسة وظيفة خاصة ,إنما تم ارس بعض األعم ال الداخلة أصال في نش اط
الهيئات األخرى .
فالس لطة التش ريعية تم ارس عمالً إداري ا ً عن دما تص در الميزانية والس لطة التنفيذية قد تفصل في
خص ومة عن طريق المج الس اإلدارية ذات االختص اص القض ائي ,بينما يم ارس القض اء بعض
االختصاص ات اإلدارية المتعلقة بم وظفي الهيئ ات القض ائية فض الً عن وظيفته األص لية في الفصل في
المنازعات .
لذلك كان من الواجب تمييز القرار اإلداري عن أعمال السلطة التشريعية والسلطة القض ائية ,ثم نبحث
في تمييز القرار اإلداري عن العمل المادي .
المبحث األول
القرارات اإلدارية واألعمال التشريعية
القرارات اإلدارية تقبل الطعن باإللغاء أمام القضاء اإلداري وعلى العكس من ذلك فإن القوانين ال يمكن
الطعن فيها إال بالطريق الدستوري المقرر .
ويتردد الفقه الحديث بين معيارين لتحديد صفة العمل تشريعية أم إدارية :
ومن ثم يمكن تعريف العمل اإلداري وفق هذا المعيار بأنه كل عمل صادر من فرد أو هيئة تابعة لإلدارة
ا. اء أداء وظيفته أثن
فهذا المعيار يقف عند صفة القائم بالعمل دون أن يتع دى ذلك إلى طبيعة العمل ذاته ,وهو معي ار س هل
التطبيق لو التزمت كل سلطة بممارسة نشاطها وأخذت بمبدأ الفصل الت ام بين الس لطات ,إال أن طبيعة
العمل تقتضي في أحيان كثيرة وجد نوع من التداخل والتعاون بين السلطات مما دعى بالفقه إلى البحث
عن معيار آخر للتمييز بين القرارات اإلدارية واألعمال التشريعية .
.1المراكز القانونية :وهي الحالة التي يوجد فيها الفرد أزاء القانون وتقسم إلى قسمين :
أ -المراكز القانونية العامة أو الموضوعية :وهو كل مركز يكون محتواه واحد بالنس بة لطائفة معينة
من األفراد ,فترسم حدوده ومعالمه قواعد مجردة متماثلة لجميع من يش غلون ه ذا المركز ومثله مركز
الموظف العام في القانون العام والرجل المتزوج في القانون الخاص .
ب -المراكز القانونية الشخص ية أو الفردية :وهي المراكز ال تي يح دد محتواها بالنس بة لكل ف رد على
حده ,وهي بهذا تختلف من شخص إلى آخر وال يمكن أن يحدد القانون مقدما ً ه ذه المراكز ألنها تتم يز
بـأنها خاصة وذاتية ومثله مركز ال دائن أو الم دين في الق انون الخ اص ومركز المتعاقد مع اإلدارة في
القانون العام .
.2األعم ال القانونية :وتمت از بأنها متغ يرة ومتط ورة بحسب الحاجة ويتم ه ذا التغي ير أما ب إرادة
المشرع أو بإرادة شاغلها ويقسم " دوجي " هذه األعمال إلى ثالثة أقسام :
أ -أعمال مشرعة :وهي كل عمل قانوني ينشئ أو يعدل أو يلغى مركزاً قانونيا ً عاما ً أو موض وعيا ً من
ه ذه األعم ال الق وانين المش رعة والل وائح واألنظمة ,وال تي تتض من قواعد تنظيمية عامة وغ ير
شخصية .
ب -أعم ال شخص ية أو ذاتية :وهي األعم ال القانونية ال تي تنشئ أو تتعلق بمراكز شخص ية ال يمكن
تعديلها إال بإرادة أطرافه وأوضح مثال على هذه األعمال العقود .
ً ً
ج -أعمال شرطية :وهي األعمال الصادرة بص دد ف رد معين وتس ند إليه مرك زا عام ا ,فهي تجس يد
لقاعدة عامة على حالة أو واقعة فردية ,ومثاله في القانون العام قرار التع يين في وظيفة عامة ,فه ذا
القرار يعد عمالً شرطيا ً ألنه ال ينشئ للموظف مركزاً شخصيا ً ,ألن هذا المركز كان قائم ا ً وس ابقا ً على
قرارا التعيين .
وبهذا المعنى فإن العمل التشريعي عند " دوجي " هو الذي يتضمن قاعدة عامة موضوعية " ق وانين
أو الل وائح " بغض النظر عن الهيئة أو اإلج راءات المتبعة إلص داره ,في حين يعد إداري ا ً إذا اتسم
بطابع الفردية وهذا يصدق على القرارات واألعمال الفردية واألعمال الشرطية .
ويبدو أن المشرع والقضاء الفرنسيان يأخذان بالمعي ار الش كلي فاألصل أن ال يقبل الطعن باإللغ اء ضد
أعمال السلطة التشريعية سواء في القوانين أو القرارات الصادرة من البرلمان ,واعتمد المش رع على
ذلك في األمر الص ادر في 31/7/1945المنظم لمجلس الدول ة ,إذ نص على أن محل الطعن بس بب
لطات اإلدارية المختلفة . ادرة من الس ال الص لطة هو األعم اوز الس تج
إال أن القض اء الفرنسي لجأ في بعض الح االت إلى األخذ بالمعي ار الموض وعي للتمي يز بين األعم ال
اإلدارية واألعمال التشريعية قابالً الطعن باإللغاء في أعمال البرلمان المتعلقة بتسيير الهيئة التش ريعية
كاللوائح الداخلية للبرلمان والقرارات الصادرة بتعيين موظفيه ,ال سيما بعد ص دور األمر النظ امي في
17/11/1958الذي سمح لموظفي المجالس برفع المنازعات ذات الطابع الف ردي إلى القض اء اإلداري
.
وهو االتجاه الذي اعتم ده القض اء اإلداري المص ري فهو وأن اعتمد المعي ار الش كلي قاع دة عامة في
الكثير من أحكامه إال انه اعتبر في أحكام أخرى القرارات الصادرة من مجلس الشعب بإس قاط عض وية
أحد أعضاءه عمالً إداريا ً يقبل الطعن فيه باإللغاء.
المبحث الثاني
القرارات اإلدارية واألعمال القضائية
يشترك القضاء مع اإلدارة في سعيهما الحثيث نحو تطبيق القانون وتنفيذه على الح االت الفردية ,فهما
ينقالن حكم الق انون من العمومية والتجريد إلى الخصوص ية والواقعية وذلك بتطبيقه على الح االت
الفردية .
ويظهر التشابه بينهما أيضا في أن اإلدارة شأنها شأن القضاء تس هم في معظم األحي ان بوظيفة الفصل
في المنازع ات من خالل نظرها في تظلم ات األف راد وفي الح التين يك ون الق رار اإلداري الص ادر من
اإلدارة والحكم القضائي الصادر من السلطة القضائية أداة لتنفيذ القانون .
ومع ه ذا التق ارب س عى الفقه والقض اء إلى إيج اد معي ار للتمي يز بين العمل القض ائي والعمل اإلداري
لخطورة النتائج المترتبة على الخلط بينهما ,فالقرارات اإلدارية يجوز بص ورة عامة إلغاؤها وتع ديلها
وسحبها ,أما األحكام القضائية فطرق الطعن فيها محددة تشريعيا ً على سبيل الحصر .
وبرزت في مج ال التمي يز بين الق رارات اإلدارية واألعم ال القض ائية نظري ات ع دة يمكن حص رها في
ضمن معيارين :
يقوم هذا المعيار على أس اس أن العمل اإلداري هو ذلك العمل أو الق رار ال ذي يص در عن ف رد أو هيئة
تابعة لجهة اإلدارة بصرف النظر عن مضمون وطبيعة العمل أو القرار ذاته ,بينما يعد العمل قضائيا ً إذا
ص در عن جهة منحها الق انون والية القض اء وفق ا ً إلج راءات معينة ,بص رف النظر عن مض مون
وطبيعة العمل .
وهذا المعيار منتقد من حيث أنه ليس جل األعمال القضائية أحكام ا ً ,بل أن منها ما يعد أعم االً إدارية
بطبيعتها ,ومن ج انب آخر نجد أن المش رع كث يراً ما يخ ول الجه ات اإلدارية س لطة الفصل في بعض
المنازعات فيكون لهذه الجهات اختصاص قضائي .
وعلى هذا األساس فإن المعيار الشكلي ال يكفي لتمييز األعمال اإلدارية عن األحكام القضائية .
المعيار الموضوعي أو الم ادي يق وم على أس اس النظر في موض وع وطبيعة العمل نفسه دون اعتب ار
بالسلطة التي أصدرته ,واعتمد هذا المعي ار عناصر ع دة يتم من خاللها التوصل إلى طبيعة ومض مون
العمل ,فيك ون العمل قض ائيا ً ,إذ تض من على " أدع اء بمخالفة الق انون ,وحل ق انوني للمس ألة
المطروحة يصاغ في تقرير ,وقرار هو النتيجة الحتمية للتقرير الذي انتهي إليه القاضي " .
في حين يك ون العمل إداري ا ً إذا ص در من س لطة تتمتع باختص اص تق ديري وليس من س لطة تتمتع
باختصاص مقيد كما في أحكام القضاء ,وأن يصدر بشكل تلقائي وليس بنا ًء على طلب من األف راد وأن
ات عامة . باع حاج رض من العمل إش ون الغ يك
وال شك أن هذه العناصر ال تكفي لتمييز األعم ال اإلدارية عن أعم ال القض اء ,ألن الكث ير من ق رارات
اإلدارة إنما يصدر عن اختصاص مقيد ,وكثيراً منها ال يصدر إال بطلب من األفراد .
واإلدارة عن دما تفصل في المنازع ات باعتبارها جهة ذات اختص اص قض ائي إنما يق ترب نش اطها من
نشاط القضاء ويهدف إلى حماية النظام القانوني للدولة .
إزاء ذلك نشأ معيار مختلط يقوم على أساس الم زج بين المعي ارين الش كلي والموض وعي إذ ينظر إلى
طبيعة العمل من ناحية ,والشكل الذي يظهر فيه العمل واإلجراءات المتبعة لصدوره من ناحية أخرى .
والمتتبع ألحك ام مجلس الدولة في فرنسا يجد أنه يأخذ في الغ الب بالمعي ار الش كلي لتمي يز العمل
القض ائي عن الق رار اإلداري إال أنه يتجه في بعض األحي ان إلى المعي ار الموض وعي فهو يم زج بين
المعيارين الش كلي والموض وعي ألن العمل القض ائي ال ذي ال يعد ق راراً إداري ا ً وال يخضع للطعن أم ام
ائية . در عن الجهة القض ا ً كل ما يص مل حتم اء اإلداري ال يش القض
,يب دو أن القض اء اإلداري المص ري قد واكب ه ذا االتج اه فقد قضت محكمة القض اء اإلداري " :أن
شراح القانون العام قد اختلفوا في وضع معايير التفرقة بين القرار اإلداري والقرار القضائي فمنهم من
أخذ بالمعي ار الش كلي ,ويتض من أن الق رار القض ائي هو ال ذي يص در من جهة منحها الق انون والية
القضاء ,ومنهم من أخذ بالمعيار الموضوعي وهو ينتهي إلى أن الق رار القض ائي هو ال ذي يص در في
خصومة لبيان حكم القانون فيها و بينما رأى آخرون أن يؤخذ بالمعيارين معا ً – الش كلي والموض وعي
– وقد اتجه القضاء في فرنسا ثم في مصر إلى هذا الرأي األخير وعلى أن الراجح هو األخذ بالمعيارين
معا ً مع بعض الضوابط ,وبيان ذلك أن القرار القضائي يف ترق عن الق رار اإلداري في أن األول يص در
من هيئة قد اس تمدت والية القض اء من ق انون مح دد الختصاص ها م بين إلجراءاتها وما إذا ك ان ما
تصدره من أحكام نهائيا ً أو ق ابالً للطعن مع بي ان الهيئ ات ال تي تفصل في الطعن في الحالة الثانية وأن
يكون هذا القرار حاسما ً في خصومة ,أي في نزاع بين طرفين مع بيان القواعد التي تطبق عليه ووجه
الفصل فيه".
المبحث الثالث
القرارات اإلدارية واألعمال المادية
العمل المادي مجرد واقعة مادية غير مؤثرة في المراكز القانونية التي تتصل بها ,فإذا كان وج ود األثر
القانوني هو معيار القرارات اإلدارية ,فإن غيبة هذا األثر تصبح هي معيار األعمال المادية .
واألعمال المادية أما أن تكون أفعاالً إرادية أرادتها اإلدارة وتدخلت لتحقيقها ,مثل اإلج راءات التنفيذية
التي ال تسمو لمرتبة القرار اإلداري كهدم المنازل اآليلة للسقوط تنفيذاً لقرار اإلدارة بالهدم .
وقد تكون أفعاالً غير إرادية تقع بطريق الخطأ واإلهمال مثل حوادث السير ال تي يس ببها أحد م وظفي
اإلدارة .
ً
واألعم ال المادية ال تعت بر من قبيل األعم ال القانونية اإلدارية ألنها ال ت رتب آث ارا قانونية مباش رة
وتخرج هذه األعمال عن نطاق الطعن باإللغاء أمام القضاء اإلداري .
وقد قضت المحكمة اإلدارية العليا في مصر ب أن " :محل العمل الم ادي ال ذي ال يختص به القض اء
اإلداري يك ون دائم ا ً واقعة مادية أو أج راء مثبت ا ً لها دون أن يقصد به تحقيق آث ار قانونية إال ما ك ان
منها وليد إرادة المشرع مباشرة ال أرادة جهة اإلدارة " .
وبه ذا يتم يز محل العمل الق انوني عن العمل الم ادي ال ذي يك ون دائم ا ً نتيجة مادية واقعية " .
وعلى الرغم من ذلك فإن ع دم اعتب ار العمل الم ادي ق راراً إداري ا ً وأن ك ان يمنع الطعن فيه باإللغ اء ,
فأنه يصح أن يكون محالً لمنازعة إدارية تمس مصالح األفراد فيكون محالً لطلب التعويض على أساس
اء الكامل . وى القض دع
ومن المستقر في القضاء اإلداري أن كل قرار لم يصدر عن أرادة اإلدارة في أح داث أثر ق انوني س لبيا ً
كان أن إيجابيا ً ال يعد قراراً أداريا ً صالحا ً للطعن فيه باإللغاء وال يعدو أن يك ون أج را ًء تنفي ذيا ً أو عمالً
ماديا ً .
الفصل الثاني
في هذا الجزء من الدراسة نبحث في تعريف القرار اإلداري والعناصر األزمة لوجوده ص حيحا ً وس ليما ً
من الناحية القانونية.
المبحث األول
تعريف القرار اإلداري
نال موضوع القرار اإلداري عناية الكثير من الفقهاء ,كما أسهم القضاء اإلداري في الكشف عن الكثير
من مالمحه ,ومع اختالف تعريف ات الفقه والقض اء للق رار اإلداري من حيث األلف اظ فأنه ينم عن
مضمون واحد .
فقد عرفه العميد " دوجي " بأنه كل عمل إداري يص در بقصد تع ديل األوض اع القانونية كما هي قائمة
وقت صدوره أو كما تكون في لحظة مستقبلة معينة .
وعرفه " بونار " بأنه كل عمل إداري يحدث تغييراً في األوضاع القانونية القائمة.
وعرفه " رف يرو " بأنه العمل ال ذي بواس طته تق وم اإلدارة باس تعمال س لطتها في تع ديل المراكز
القانونية بإرادتها المنفردة .
أما في الفقه العربي ,فقد عرفه الدكتور " سامي جمال الدين " بأنه تعبير عن اإلرادة المنفردة لسلطة
إدارية بقصد أحداث أثر قانوني معين .
وج اء في تعريف ال دكتور " ماجد راغب الحلو " ب أن الق رار اإلداري هو إفص اح عن إرادة منف ردة
يصدر عن سلطة إدارية ويرتب آثاراً قانونية .
أما القض اء اإلداري المص ري فقد اس تقر على تعريفه أنه أفص اح اإلدارة عن إرادتها الملزمة بما لها
من سلطة بمقتضي القوانين واللوائح بقصد أحداث أثر قانوني معين ابتغاء مصلحة عامة .
ويتضح من هذا التعريف أن هناك عدة شروط يجب توافرها لنكون أمام قرار إداري وهي :
-أن يصدر القرار من سلطة إدارية وطنية .
-أن يصدر باإلرادة المنفردة لإلدارة .
-ترتيب القرار ألثار قانونية .
يش ترط في الق رار اإلداري أن يص در من س لطة إدارية وطنية س واء أك انت داخل ح دود الدولة أو
خارجها من دون النظر إلى مركزية الس لطة أو ع دم مركزيتها ,والع برة في تحديد ما إذا ك انت الجهة
التي أصدرت القرار وطنية أم ال ليس بجنسية أعضائها ,وإنما بمصدر السلطة التي تس تمد منها والية
إصدار القرار .
ولنكون أمام قرار إداري ينبغي أن يصدر هذا القرار من ش خص ع ام له الص فة اإلدارية وقت إص داره
وال عبرة بتغير صفته بعد ذلك ,وهو ما يميز الق رار اإلداري عن األعم ال التش ريعية والقض ائية ال تي
بيناها وفقا ً للمعيار الش كلي ,إذ يتم النظر إلى ص فة الجهة ال تي ق امت بالعمل واإلج راءات المتبعة في
إصداره .
ووفقا ً لهذا الشرط ال يمكن اعتبار القرارات الصادرة عن أش خاص الق انون الخ اص ق رارات إدارية إال
في ح التين اع ترف فيهما القض اء اإلداري بالص فة اإلدارية للق رارات الص ادرة من أش خاص الق انون
الخاص ,تتعلق الحالة األولى بالقرارات الصادرة عن الموظف الفعلي أو الظ اهر ,وهو ش خص ت دخل
خالفا ً للق انون في ممارسة اختصاص ات وظيفة عامة ,متخ ذاً مظهر الموظف الق انوني المختص ) ( .
أما في الحالة الثانية فتتعلق بالقرارات الصادرة من ملتزم المرافق العامة .
يجب أن يصدر القرار من جانب اإلدارة وح دها ,وهو ما يم يز الق رار اإلداري عن العقد اإلداري ال ذي
يصدر باتفاق أرادتين سواء أكانت هاتين اإلرادتين لشخصين من أشخاص القانون العام أو ك ان أح دها
اص . انون الخ خاص الق خص من أش لش
والقول بضرورة أن يكون العمل اإلداري صادراً من جانب اإلدارة وحدها ليكتسب ص فة الق رار اإلداري
ال يع ني أنه يجب أن يص در من ف رد واحد ,فقد يش ترك في تكوينه أك ثر من ف رد كل منهم يعمل في
مرحلة من مراحل تكوينه ألن الجميع يعملون لحساب جهة إدارية واحدة .
لكي يكون القرار إداريا ً يجب أن يرتب آثاراً قانونية وذلك بإنشاء أو تعديل أو إلغاء مركز ق انوني معين
,فإذا لم يترتب على العمل اإلداري ذلك فإنه ال يعد قراراً إداريا ً .
له ذا نجد القض اء اإلداري الفرنسي يش ترط في الق رار المطع ون فيه باإللغ اء أن ينتج ض رراً برافع
الدعوى .ومن ثم تكون له مصلحة في إلغاء هذا القرار ويتطلب توفر عنصرين أساسين للقول بوجود
مصلحة للطاعن هما :
.1وجوب تولد آثار قانونية عن الق رار المطع ون فيه ,ومن ثم يجب اس تبعاد الق رارات ال تي ال يح دث
آثاراً قانونية من نطاق دعوى اإللغاء .
وبنا ًء على ذلك فإن األعمال التمهيدية والتقارير والمذكرات التحضرية التي تس بق اتخ اذ الق رار ال تعد
ق رارات إدارية لع دم تحقق ه ذين العنص رين ,ونجد أنه من المناسب أن ن بين مض مون بعض ه ذه
األعمال :
أ -األعمال التمهيدية والتحضرية :وهي مجموعة من القرارات التي تتخ ذها اإلدارة وتتض من رغب ات
واستشارات وتحقيقات تمهيدا إلصدار قرار إداري وهذه األعمال ال تولد آثاراً قانونية وال يج وز الطعن
فيها باإللغاء .
ب -المنشورات واألوامر المصلحية :وهي األعمال التي تتضمن تعليمات وتوجيهات صادرة من رئيس
الدائرة إلى مرؤوسيه لتفسير القوانين أو اللوائح وكيفية تطبيقها وتنفيذها ,ما دامت ه ذه المنش ورات
لم تتعد هذا المضمون أما إذا تض منت أح داث آث ار في مراكز األف راد فأنها تص بح ق رارات إدارية يقبل
الطعن فيها باإللغاء .
ج -األعمال الالحقة لصدور الق رار :األصل أن ه ذه األعم ال ال ت رتب آث راً قانوني ا ً ألنها أما أن تك ون
بمثابة إج راءات تنفيذية لق رارات س ابقة فال يقبل الطعن فيها باإللغ اء ألنها تنصب على تس هيل تنفيذ
القرار اإلداري السابق ,وال تشير إلى قرارات مستقبلة فال يكون األثر المترتب عليها حاالً .
د -اإلجراءات الداخلية :وتشمل إج راءات التنظيم للمرافق العامة ال تي تض من حسن س يرها بانتظ ام
واطراد ,واإلجراءات التي يتخذها الرؤساء اإلداريون في مواجهة موظفيهم المتعلقة بتقس يم العمل في
المرفق وتبصير الموظفين بالطريق األمثل لممارسة وظائفهم .
وه ذا الن وع من اإلج راءات ال ي دخل من ض من الق رارات اإلدارية ال تي يج وز الطعن بها أم ام دوائر
القضاء اإلداري ألنها ال تؤثر في المراكز القانونية لألفراد .
المبحث الثاني
عناصر القرار اإلداري
ً
يقوم القرار اإلداري على عناصر أساسية إذا لم يستوفها يكون معيبا أو غ ير مش روع ,وقد درج الفقه
والقض اء على أنه يل زم أن يت وافر للق رار اإلداري باعتب اره عمالً قانوني ا ً خمس عناصر لينتج آث اره
ويكون صحيحا ً هي :االختصاص ,الشكل ,السبب ,المحل ,الغاية .
ك ذلك إذا ح دد المش رع م دة معينة لممارس ته اختص اص معين أو إلص دار ق رار مح دد ف إن الق رار
اإلداري الص ادر بعد انته اء الم دة الزمنية المعينة إلص داره يعد ب اطالً ومعيب ا ً بع دم االختص اص إذا
اش ترط المش رع ذلك ,ف إن لم يفعل فقد درج القض اء اإلداري في فرنسا ومصر على ع دم ت رتيب
البطالن .
ومخالفة قواعد االختصاص أما أن تك ون في ص ورة إيجابية أو في ص ورة س لبية ,فتك ون المخالفة
إيجابية عن دما يص در الموظف أو الجهة اإلدارية ق راراً من اختص اص موظف آخر أو جهة إدارية
أخرى .
وتكون المخالفة سلبية عن دما ي رفض الموظف أو اإلدارة إص دار ق رار معين ظن ا ً منهما ب أن الق رار
غير داخل في ضمن اختصاصاتهما .
الشكل هو المظهر الخارجي أو اإلجراءات التي تعبر بها اإلدارة عن إرادتها الملزمة لألفراد .
واألصل أن اإلدارة غير ملزمة بأن تعبر عن إرادتها بشكل معين إال إذا نص القانون على خالف ذلك
,وفي هذه الحالة يجب أن يتخذ القرار الشكلية المق ررة لص دوره ,ك أن يش ترط الق انون ض رورة أن
يكون القرار مكتوب ا ً ,أو استش ارة جهة متخصصة قبل إص داره أو تس بيبه إلى غ ير ذلك من أش كال
أخرى .
ويحدد القانون بمعناه العام قواعد الشكل واإلجراءات بما ينص عليه الدستور أو التش ريع الع ادي أو
األنظمة و كذلك تؤدي المب ادئ القانونية العامة دوراً مهم ا ً في ابت داع قواعد ش كلية غ ير منص وص
عليها في القانون واألنظمة باالستناد إلى روح التشريع وما يمليه العقل وحسن تقدير األمور .
وعندما يشترط القانون إتباع شكل أو إج راء معين إنما يس عى من جهة إلى تحقيق مص لحة األف راد
وعدم فسح المجال لإلدارة إلص دارها ق رارات مجحفة بحق وقهم بص ورة ارتجالي ة ,ومن جهة أخ رى
يعمل على تحقيق المصلحة العامة في ألزام اإلدارة بإتباع األصول والتروي وع دم التس رع في اتخ اذ
قرارات خاطئة .
وقد درج القض اء اإلداري على التمي يز بين ما إذا ك انت المخالفة في الش كل واإلج راءات قد تعلقت
بالش روط الجوهرية ال تي تمس مص الح األف راد وبين ما إذا ك انت المخالفة متعلقة بش روط غ ير
جوهرية ال يترتب على إهدارها مساس بمصالحهم ويترتب البطالن بالنس بة للن وع األول دون الن وع
الثاني .
وقد استقر القضاء على ضرورة توفر شرطين في سبب القرار اإلداري :
.1أن يكون سبب القرار قائما ً وموجوداً حتى تاريخ اتخاذ القرار ,ويتف رع من ه ذا الش رط ض رورتان
األولى أن تك ون الحالة الواقعية أو القانونية موج ودة فعالً وإال ك ان الق رار اإلداري معيب ا ً في س ببه ,
والثاني يجب أن يستمر وجودها حتى صدور القرار فإذا وجدت الظروف الموضوعية إلصدار القرار إال
أنها زالت قبل إصداره فإن القرار يكون معيب ا ً في س ببه وص در في ه ذه الحالة ,ك ذلك ال يعتد بالس بب
الذي لم يكن موجوداً قبل إصدار القرار إال أنه تحقق بعد ذلك ,وأن جاز يكون مبرراً لصدور قرار جديد
.
.2أن يكون السبب مشروعا ً ,وتظهر أهمية هذا الشرط في حالة السلطة المقيدة لإلدارة ,عندما يح دد
المشرع أسبابا ً معينة يجب أن تستند إليها اإلدارة في إلصدار بعض قراراتها ,ف إذا اس تندت اإلدارة في
إص دار قرارها إلى أس باب غ ير تلك ال تي ح ددها المش رع ف إن قراراها يك ون مس تحقا ً لإللغ اء لع دم
مشروعية سببه ) (.بل أن القض اء اإلداري درج على أنه ح تى في مج ال الس لطة التقديرية ال يكفي أن
يكون السبب موجوداً بل يجب أن يكون صحيحا ً ومبرراً إلصدار القرار اإلداري .
وقد تطورت رقابة القضاء على ركن السبب في القرار اإلداري من الرقابة على الوجود المادي للوق ائع
إلى رقابة الوصف القانوني لها إلى أن وصلت إلى مجال المالئمة أو التناسب :
.1الرقابة على وجود الوقائع :وهي أول درجات الرقابة القضائية على ركن السبب في القرار اإلداري
,فإذا تبين أن القرار المطعون فيه ال يقوم على سبب يبرره فأنه يك ون ج ديراً باإللغ اء النتف اء الواقعة
التي استند عليها ,أما إذا صدر القرار باالس تناد إلى س بب ت بين أنه غ ير ص حيح أو وهمي وظهر من
أوراق الدعوى أن هناك أسباب أخرى صحيحة فأنه يمكن حمل القرار على تلك األسباب .
.2الرقابة على تكييف الوقائع :وهنا تمتد الرقابة لتشمل الوصف القانوني للوقائع ال تي اس تندت إليها
اإلدارة في إص دار قرارها ف إذا ت بين أن اإلدارة أخط أت في تكييفها الق انوني له ذه الوق ائع فأنه يحكم
بإلغاء القرار اإلداري لوج ود عيب في س ببه ,بمع نى أنه إذا تحقق القاضي من وج ود الوق ائع المادية
التي استندت إليها اإلدارة في إصدار قرارها يتنقل للبحث فيما إذا ك انت تلك الوق ائع ت ؤدي منطقي ا ً إلى
القرار المتخذ .
.3الرقابة على مالئمة القرار للوقائع :األصل أن ال تمتد رقابة القضاء اإلداري لتشمل البحث في مدى
تناسب الوقائع مع القرار الصادر بنا ًء عليها ,ألن تقدير أهمية الوقائع وخطورتها مسألة ت دخل ض من
لطة التقديرية لإلدارة . اق الس نط
إال أن القضاء اإلداري في فرنسا ومصر أخذ يراقب المالئمة بين الس بب والق رار المب ني عليه ال س يما
إذا ك انت المالئمة ش رطا ً من ش روط المش روعية وخاصة فيما يتعلق ب القرارات المتعلقة بالحري ات
العامة .ثم امتدت الرقابة على المالئمة لتشمل ميدان القرارات التأديبية .
يقصد بمحل الق رار اإلداري األثر الح ال والمباشر ال ذي يحدثه الق رار مباش رة س واء بإنش اء مركز
قانوني أو تعديله أو إنهائه.
ويجب أن يكون محل القرار ممكنا ً وج ائزاً من الناحية القانونية ,ف إذا ك ان الق رار معيب ا ً في فح واه أو
مضمونه بأن كان األثر القانوني المترتب على الق رار غ ير ج ائز أو مخ الف للق انون أي ا ً ك ان مص دره
دستوريا ً أو تشريعيا ً أو الئحيا ً أو عرفا ً أو مبادئ عامة للقانون ,ففي هذه الحاالت يكون غ ير مش روع
ويكون القرار بالتالي باطالً .
.1المخالفة المباش رة للقاع دة القانوينة :وتتحقق ه ذه عن دما تتجاهل اإلدارة القاع دة القانونية
وتتصرف كأنها غير موجودة ,وقد تكون ه ذه المخالفة عمدية ,كما قد تك ون غ ير عمدية نتيجة ع دم
علم اإلدارة بوجود القاعد القانونية بسبب تعاقب التشريعات وعدم مواكبة اإلدارة للنافذ منها .
.2الخطأ في تفس ير القاع دة القانونية :وتتحقق ه ذه الحالة عن دما تخطأ اإلدارة في تفس ير القاع دة
القانونية فتعطي معنى غير المعنى الذي قصده المشرع .
والخطأ في تفس ير القاع دة القانونية أما أن يك ون غ ير متعمد من ج انب اإلدارة فيقع بس بب غم وض
القاع دة القانونية وع دم وض وحها ,واحتم ال تأويلها إلى مع ان ع دة ,وقد يك ون متعم داً حين تك ون
القاع دة القانونية الم دعى بمخالفتها من الوض وح بحيث ال تحتمل الخطأ في التفس ير ,ولكن اإلدارة
ة. ذه الحالة بعيب الغاي اطيء فيختلط عيب المحل في ه ير الخ تتعمد التفس
.3الخطأ في تطبيق القاعدة القانونية :ويحصل هذا الخطأ في حالة مباشرة اإلدارة للسلطة التي منحها
القانون إياها ,بالنسبة لغير الحاالت ال تي نص عليها الق انون أو دون أن تت وفر الش روط ال تي ح ددها
القانون لمباشرتها .
ويتخذ الخطأ في تطبيق القانون صورتين األولى تتمثل في حالة صدور القرار دون االس تناد إلى وق ائع
مادية تؤي ده ,ومث ال ذلك أن يص در ال رئيس اإلداري ج زاءاً تأديبي ا ً بمعاقبة أحد الم وظفين دون أن
زاء . ذا الج يز ه رتكب خطأ يج ي
أما الثانية فتتمثل في حالة عدم تبرير الوقائع للق رار اإلداري ,وهنا توجد وق ائع معينة إال أنها ال تكفي
أو لم تس توف الش روط القانونية الالزمة التخ اذ ه ذا الق رار ,ك أن تكيف اإلدارة جريمة معينة بأنها
مرتكبة ضد اإلدارة العامة فتصدر قراراً بإنهاء خدمات الموظف ثم يتبين عدم صحة هذا التكييف .
يقصد بالغاية من الق رار اإلداري اله دف ال ذي يس عى ه ذا الق رار إلى تحقيقه ,والغاية عنصر نفسي
داخلي لدى مصدر القرار ,فالهدف من إصدار قرار بتعيين موظف هو لتحقيق استمرار س ير العمل في
المرفق ال ذي تم تعيينه فيه ,واله دف من إلص دار ق رارات الض بط اإلداري هو حماية النظ ام الع ام
بعناصره الثالث السكينة العامة ,والصحة العامة ,و األمن العام .
وغاية الق رارات اإلدارية كافة تتمثل في تحقيق المص لحة العامة للمجتمع ,ف إذا انح رفت اإلدارة في
استعمال سلطتها ه ذه بإص دار ق رار لتحقيق أه داف تتع ارض مع المص لحة العامة ف إن قراراها يك ون
مشوبا ً بعيب إساءة استعمال السلطة أو االنحراف بها ,ويعد هذا العيب من أسباب الطعن باإللغاء ال تي
رار اإلداري . رد على الق ت
واألصل أن كل ق رار إداري يس تهدف تحقيق المص لحة العامة ,ويف ترض فيه ذل ك ,وعلى من ي دعي
خالف ذلك اإلثبات وعيب االنحراف بالسلطة أو الغاية عيب قصدي أو عمدي يتعلق بنية مص در الق رار
الذي يجب أن يكون سيء النية يعلم أنه يس عى إلى غاية بعي دة عن المص لحة العامة أو غ ير تلك ال تي
حددها القانون .
وألن ه ذا العيب يتصل ب البواعث النفس ية الخفية لجهة اإلدارة ,وإثباته يتطلب أن يبحث القض اء في
وجود ه ذه الب واعث وهو أمر بعيد المن ال ,فقد أض فى القض اء على ه ذا العيب الص فة االحتياطية فال
يبحث في وجوده طالما أن هناك عيب آخر شاب الق رار اإلداري ,مثل ع دم االختص اص أو عيب الش كل
أو مخالفة القانون .
.1اس تهداف المص لحة العامة :الس لطة ال تي تتمتع بها اإلدارة ليست غاية في ذاتها إنما هي وس يلة
لتحقيق الغاية المتمثلة بالمصلحة العامة ,فإذا حادت اإلدارة عن هذا اله دف لتحقيق مص الح شخص ية
ال تمت للمص لحة العامة بص لة كمحاب اة الغ ير أو تحقيق غ رض سياسي أو اس تخدام الس لطة بقصد
االنتقام فإن قراراتها تكون معيبة وقابلة لإللغاء .
.2احترم قاعدة تخصيص األهداف :على الرغم من أن اإلدارة تستهدف تحقيق المصلحة العامة دائم ا ً
فقد يحدد المشرع لإلدارة هدفا ً خاصا ً يجب أن تس عى قراراها لتحقيقه وإذا ما خ الفت ه ذا اله دف ف إن
قراراتها يك ون معيب ا ً بإس اءة اس تعمال الس لطة ولو ت ذرعت اإلدارة بأنها قد قص دت تحقيق المص لحة
العامة ,وه ذا ما يع رف بمب دأ تخص يص األه داف ومث ال ذلك ق رارات الض بط اإلداري ال تي ح دد لها
الق انون أه دافا ً ثالثة ال يج وز لإلدارة مخالفتها وهي المحافظة على األمن الع ام و الس كينة العامة
والصحة العامة ,فإذا خالفت اإلدارة ه ذه األه داف في ق رارات الض بط اإلداري ف إن قرارها ه ذا يك ون
معيبا ً وجديراً باإللغاء .
.3احترام اإلجراءات المقررة :يتعين على اإلدارة احترام اإلجراءات التي بينها القانون لتحقيق الهدف
الذي تسعى إليه ,ف إذا انح رفت اإلدارة في اإلج راءات اإلدارية الالزمة إلص دار ق رار معين ب إجراءات
أخرى لتحقيق الهدف الذي تسعي إليه فإن تصرفها هذا يكون مشوبا ً بعيب إساءة اس تعمال الس لطة في
صورة االنحراف باإلجراءات .
وتلجأ اإلدارة إلى هذا األسلوب أما ألنها تعتقد أن اإلجراء الذي اتبعته ال ي ؤدي لتحقيق أه دافها أو أنها
س عت إلى الته رب من اإلج راءات المطولة أو الش كليات المعق دة ,ومث ال ذلك أن تلجأ اإلدارة إلى
االستيالء المؤقت على العقارات بدالً من سيرها في طريق إجراءات ن زع الملكية للمنفعة العامة تفادي ا ً
لطول إجراءات نزع الملكية ,أو أن تقرر اإلدارة ندب موظف وهي تس تهدف في الحقيقة معاقبته فتلجأ
إلى قرار الندب لتجريده من ضمانات التأديب
الفصل الثالث
تصنيف القرارات اإلدارية
تنقسم القرارات اإلدارية إلى أنواع متعددة حسب الزاوية التي ينظر منها إلى الق رار أو حسب األس اس
الذي يقوم عليه التقسيم .
فمن حيث التك وين توجد ق رارات بس يطة وأخ رى مركبة ومن حيث أثرها تقسم إلى ق رارات منش ئة
وق رارات كاش فة ومن زاوية رقابة القض اء توجد ق رارات خاض عة لرقابة القض اء وق رارات ال تخضع
لرقابة القض اء وفي حيث نفاذها في مواجهة األف راد تقسم إلى ق رارات ناف ذة في حق األف راد وأخ رى
غير نافذة في حقهم وأخيراً من حيث مدى القرارات وعموميتها توجد قرارات فردية وأخرى تنظيمية
المبحث األول
القرارات اإلدارية من حيث التكوين
تنقسم الق رارات اإلدارية من ه ذه الجهة إلى قس مين األول الق رارات البس يطة أو المس تقلة وهي تلك
القرارات التي تتم يز بكي ان مس تقل وتس تند إلي عملية قانونية واح ده غ ير مرتبطة بعمل ق انوني أخر
كالقرار الصادر بتعين موظف أو ترقيته أو نقلة وهي الصورة األكثر شيوعا ً في القرارات اإلداري .
أما النوع أو القسم الثاني فيسمى بالقرارات المركبة وهي تلك الق رارات ال تي ت دخل في عملية قانونية
مركبة تتم من عدة مراحل ومن هذه القرارات قرار نزع الملكية للمنفعة العامة وقرار إرس اء الم زاد أو
ود اإلدارية . راء المناقصة في العق أج
فالقرار اإلداري الصادر بنزع الملكية للمنفعة العامة تص احبه أعم ال إدارية أخ رى قد تك ون س ابقة أو
معاصرة أو الحقه له وتتم على مراحل متعددة تبدأ بتقرير المنفعة العامة للعق ار موض وع ن زع الملكية
ثم أعداد كشوف الحصر لها وأخيراً صدور قرار نقل الملكية أو تقرير المنفعة العامة .
ولهذا التقسيم أهمية تاريخية في فرنسا إذ أن القرارات التي تدخل في تك وين عمل إداري م ركب ك انت
ال تقبل الطعن فيها بدعوى اإللغاء إم ام مجلس الدولة تطبيقا لنظرية ال دعوى الموازية على أس اس أن
القانون قد نظم لصاحب الشأن طريقا قضائيا أخر يستطيع به تحقيق ما توفره دع وى اإللغ اء من مزايا
وقد تخلى مجلس الدولة عن هذه النظرية بص ورة تدريجية عن دما س مح ب الطعن باإللغ اء اس تقالال في
األعم ال القابلة لالنفص ال عن العملية المركبة ولو انه م ازال يأخذ بها في دائ رة ض يقة .
ومن جانب أخر تظهر أهمية هذا التقسيم في أن القرارات البسيطة يمكن الطعن فيها باإللغ اء باعتبارها
ق رارات إدارية نهائيه أما في حالة الق رارات المركبة فال يج وز الطعن ب القرارات التمهيدية أو
التحض يرية ال تي تتطلب تص ديق جه ات إدارية أخ رى وال يمكن الطعن باإللغ اء إال ب القرار اإلداري
النهائي نتاج العملية المركبة .
ومع ذلك فقد سمح القضاء اإلداري كما بينا بفصل القرار اإلداري ال ذي يس اهم في عملية مركبة وفق
ما يسمي باألعمال القابلة لالنفصال وقبل الطعن فيها بصفة مستقلة وبشروط معينة .
فقد اس تقر القض اء اإلداري في فرنسا ومصر على أن الق رارات اإلدارية الس ابقة على أب رام العقد أو
الممه دة النعق اده مثل ق رارات لج ان فحص العط اءات ولج ان البث في العط اءات وق رار اس تبعاد احد
المتق دمين وق رار إرس اء المزاي دة أو إلغائها هي ق رارات إدارية مس تقلة عن العقد يج وز الطعن بها
بدعوى اإللغاء وسمحت نظرية األعمال اإلدارية المنفصلة لمن له مص لحة من الغ ير أن يطعن باإللغ اء
في ه ذه الق رارات أما المتعاق دون فليس لهم أن يطعن وا في ه ذه الق رارات إال أم ام قاضي العقد وعلى
أساس دعوى القضاء الكامل .
المبحث الثاني
القرارات اإلدارية من حيث آثارها
(قرارات منشئة وقرارات كاشفة )
يمكن تقسيم الق رار اإلدارية من حيث طبيعة آثارها إلى قس مين :ق رارات منش ئة وهي الق رارات ال تي
يترتب عليها أنشاء مراكز قانونية جديدة أو أحداث تغيير في المراكز القانونية القائمة تعديالً أو إلغاء ,
كالقرار الصادر بتعيين موظف عام أو فصله أو معاقبته.
أما القسم الثاني من القرارات فيس مى ب القرارات الكاش فة ويقصد بها الق رارات ال تي ال تح دث مرك زاً
قانونيا ً جديداً وإنما تقرر حالة موجودة أو تكشف عن مركز ق انوني ق ائم مس بقا ً ,مثل الق رار الص ادر
بفصل موظف لص دور حكم ض ده بعقوبة جنائية أو بعقوبة مقي دة للحرية في جريمة مخلة بالش رف أو
القرار الذي يتضمن تأكيد أو تفسير قرار سابق دون أن يضيف إليه .
ويتبين من ذلك أن أثر القرارات الكش افة ينحصر في إثب ات وتقرير حالة موج ودة من قبل وال يتع دى
ذلك إلى أنشاء مراكز قانونية جديدة .
وتبدو أهمية التفرقة بين القرارات اإلدارية الكشافة والقرارات اإلدارية المنشئة في أمرين :
.1أن القرارات المنش ئة ت رتب آثارها منذ ص دورها أما الق رارات الكاش فة ف ترجع آثارها إلى الت اريخ
الذي ولدت فيه اآلثار القانونية ال تي كشف عنها الق رار ,إال أن ذلك ال يعت بر إخالالً بمب دأ ع دم رجعية
الق رارات اإلدارية ,ألن أثر الق رارات الكاش فة ف وري إذ تكشف عن العمل الق انوني المنشئ للمركز
القانوني محل القرار الكاشف .
القرارات الكاشفة يجوز لإلدارة سحبها دون التقيد بميعاد محدد مطلق ا ً ,أما الق رارات اإلدارية .2
المنشئة فإن سحبها يكون مقيد بميعاد الطعن باإللغاء .
المبحث الثالث
القرارات اإلدارية من حيث رقابة القضاء
(قرارات تخضع للرقابة وقرارات ال تخضع للرقابة )
تنقسم القرارات اإلدارية من زاوية خضوعها لرقابة القضاء ,إلى قرارات تخضع لرقابة القض اء وه ذا
هو األصل ,وق رارات ال تخضع لرقابة القض اء وهي الق رارات المتعلقة بأعم ال الس يادة أو تلك ال تي
منعت التشريعات الطعن فيها أمام القضاء .
.2نظ ام القض اء الم زدوج :يق وم ه ذا النظ ام على أس اس وج ود جه تين قض ائيتين مس تقلتين ,جهة
القض اء الع ادي وتختص بالفصل في المنازع ات ال تي تنشأ بين األف راد أو بينهم وبين اإلدارة عن دما
تتصرف كشخص من أشخاص القانون الخاص ,ويطبق القضاء على هذا النزاع أحكام القانون الخاص
.
وجهة القض اء اإلداري تختص بالفصل في المنازع ات ال تي تنشأ بين األف راد واإلدارة عن دما تظهر
األخيرة بص فتها ص احبة الس لطة وتتمتع بامتي ازات ال يتمتع بها األف راد ويطبق القض اء اإلداري على
ام . انون الع المنازعة قواعد الق
ووفق ا ً له ذا النظ ام تخضع جميع الق رارات اإلدارية لرقابة القض اء اإلداري إلغ ا ًء وتعويض ا ً ,إال في
استثناءات معينة تتعلق بأعمال السيادة والقرارات التي حصنها المشرع من رقابة القضاء .
ومن الدول التي أخذت بهذا األسلوب فرنسا التي تعد مهد القض اء اإلداري ومنها انتشر ه ذا النظ ام في
كثير الدول كبلجيكا واليونان ومصر والعراق .
الق رارات اإلدارية ال تي ال تخضع لرقابة القض اء تتمثل في ص نفين األول يتعلق بأعم ال الس يادة أو
األعم ال الحكومية ,أما الث اني فيش مل الق رارات اإلدارية ال تي يحص نها المش رع من رقابة القض اء
ارات خاصة . العتب
.1أعمــال السيـــادة :اختلف الفقه والقض اء في تعريف أعم ال الس يادة ,وهي في حقيقتها ق رارات
إدارية تص در عن الس لطة التنفيذية ,وتتم يز بعد خض وعها لرقابة القض اء س واء أك ان باإللغ اء أو
التعويض .
وقد نشأت نظرية أعمال السيادة في فرنسا عندما ح اول مجلس الدولة الفرنسي أن يحتفظ بوج وده في
حقبة إعادة الملكية إلى فرنسا عندما تخلى عن الرقابة على بعض أعمال السلطة التنفيذية .
غ ير أن االنتق ادات الموجهة له ذا المعي ار دفعت مجلس الدولة إلى التخلي عنه واألخذ بمعي ار طبيعة
العمل ال ذي يق وم على أس اس البحث في موض وع العمل اإلداري ف إذا تعلق بتحقيق مص لحة الجماعة
السياسية والسهر على احترام الدستور وسير الهيئ ات العامة وعالق ات الدولة مع ال دول األجنبية ف إن
العمل يك ون من األعم ال الحكومية أو أعم ال الس يادة ,أما إذا ك انت األعم ال اإلدارية ال تي تتعلق
بالتطبيق اليومي للق وانين واإلش راف على عالق ات األف راد بالهيئ ات اإلدارية مركزية أو غ ير مركزية
فإن العمل يكون إداريا ً ويخضع لرقابة القضاء إلغا ًء وتعويضا ً .
في حين اتجه ج انب من الفقه إلى األخذ بمعي ار آخر يس مى القائمة القض ائية ,يق وم على أن تحديد
أعمال السيادة يعتمد على ما يقرره القضاء فهو ي بين ه ذه األعم ال ويح دد نطاقها ,وقد أس هم مجلس
الدولة الفرنسي ومحكمة التنازع في وضع قائمة ألعمال السيادة أهمها :
-2الق رارات المحص نة في الرقابة القض اء -:من مظ اهر س يادة الق انون أن تخضع ق رارات اإلدارية
جميعا لرقابة القضاء ،فهو الوس يلة الوحي دة للحف اظ على حق وق األف راد في مواجهة الدولة بهيئاتها
ريعية والتنفيذية . المختلفة التش
فالقض اء يملك تق ويم اإلداري وإجبارها على اح ترام المش روعة إذا ما ح ادث عنها والشك أن في ذلك
ض مان مهمة لحماية حق وق األف راد وحرياتها ،وتتم من خالل الس ماح لألف راد ب الطعن في ق رارات
اإلدارية إذا مست مصالحهم طالبين إلغائها أو التعويض عنها .
وإذا كان األصل خضوع اإلدارة لرقابة القضاء فان مستلزمات المص لحة العامة قد تقتضي التخفيف من
ص رامة ه ذا المب دأ فتس مح بموازنة مب دأ المش روعية من خالل نظرية الس لطة التقديرية والظ روف
تثنائية . االس
إال أن ال دول تب الغ أحيانا في اس تعاد الكث ير من الق رارات اإلدارية من الخض وع للطعن أم ام القض اء
ار مختلفة . لالعتب
والشك ان هذا االتجاه خطير من المشرع ألن تحصينة للق رارات االدارية من الطعن ،يج رد االف راد من
ضمانه مهمه في مواجهة عسف االدارة وذلك .
المبحث الرابع
القرارات اإلدارية من حيث نفاذها في مواجهة األفراد
(قرارات نافذة وقرارات غير نافذة )
تنقسم الق رارات اإلدارية من حيث أثرها بالنس بة لألف راد إلى ق رارات ملزمة لألف راد وناف ذة بحقهم
،وعليهم احترامها وإذا قصروا في ذلك اجبروا على التنفيذ ،وهذا األصل في القرارات اإلدارية .
وقرارات إدارية ويقتصر أثرها على اإلدارة تس مي اإلج راءات الداخلية ومنها المنش ورات والتعليم ات
على اختالف أنواعها وتعليم ات ش ارحة ،أو آم ره أو ناص حه أو مق رره ومؤك ده ( ) وه ذا الن وع من
القرارات غير نافذ في حق األفراد وغير ملزم له ،وال يحتج بها عليهم .
بل ان من القضاء من أنكر على التعليمات صفتها القانونية وأعتبرها من قبيل االعمال المادية محللين
ذلك بانها موجهة من الرؤساء االداريين الى موظفين وليس من الواجب على ه ؤالء اطاعتها واليمكن
الزامهم بها اال بطريق غير مباشر عن طريق العقوبات التأديبية .
بيد ان هذا القول اليمكن االعتداد به الن مخالفة التعليمات بنتج عنها بطبيعة الح ال التهديد بالمس اس
بالمركز الشخص للموظف ونعتقد ان هذا كاف الضفاء طابع العمل القانوني على التعليمات .
اال ان م ايميز ه ذا الن وع من الق رارات هو انها غ ير موجهه لالف راد وال ت رتب أث ار ق انوني في
مواجهتهم النها تخاطب الموظفين فقط .
ويترتب على هذا التقييم ان االجراءات الداخلية أو التعليمات اليمكن ان تكون موضوعا لدعوى اإللغاء
،فال يقبل من االفراد الطعن باإللغاء ضدها النها غ ير ناف ذة في م واجهتهم ،كما انه اليقبل من الموظف
ال ذي تخاطبه ه ذه الق رارات الطعن فيها باإللغ اء النه يقع على عاتقه أطاعتها والعمل بها واالتع رض
للعقوبات التأديبية .
المبحث الخامس
تنقسم الق رارات االدارية من حيث م داها الى ق رارات تنظيمية أو ل وائح ،وق رارات فردية ،ويعد ه ذا
التقس يم من أهم تقس يمات الق رارات االدارية لما ي ترتب عليه من نت ائج تتعلق بالنظ ام الق انوني ال ذي
يخضع له كل من القرارات التنظيمية والقرارات الفردية .
القرارات التنظيمية هي تلك القرارات ال تي تحت وي على قواعد عامة مج رد تس ري على جميع االف راد
الذين تنطبق عليهم الشروط التي وردت في القاعدة .
وعمومية المراكز القانونية التي يتضمنها القرار التنظيمي التعني انها تنطبق على كافة االش خاص في
المجتمع ،فهي تخاطب فرد أو فئة معينة في المجتمع معيينين بصفاتهم البذواتهم .
والقرارات التنظيمية هي في حقيقتها تشريع ثانوي يقوم الى جانب التشريع العادي ،اال أنه يصدر عن
االدارة ،وعلى ذلك فهو تشريع ثانوي يطبق على كل من يستوفي شروطا معينة تضعها القاعدة مس بقا
وال تسنفذ الالئحة موضوعها بتطبيقها ،بل تظل قائمة لتطبق مستقبال ،مع انها اقل ثباتا من القانون.
وعلى ال رغم من اش تراك الالئحة مع الق انون من حيث انهما يتض منان قواعد عامة مج رده ،فانهما
يختلفان في مضمون كل منهما فالقانون يضع او يقرر مبادئ عامة اساس ية ،بينما يقتصر دور الالئحة
على ايراد االحكام التفصيلية التي يتعرض اليها القانون كما ان الق انون يص در بعد إق راره من الس لطة
التشريعية ،اما القرارات التنظيمية أو اللوائح فتصدر عن السلطة التنفيذية .
-1اللوائح التنفيذية -:وهي التي تصدرها االدارة بغ رض وضع الق انون موضع التنفيذ ،وهي تخضع
تماما ً للقانون وتقيد به وتتبعه ،فال تملك ان تعدل فيه او تضف اليه او تعطل تنفيذه.
-2لوائح الضبط -:وهي تلك اللوائح التي تصدرها االدارة بقصد المحافظة على النظام الع ام بعناص ره
المختلف ة ،األمن الع ام ،والص حة العامة والس كنية العامة ،وهي مهمه بالغة االهمية لتعلقها مباش رة
بحياة االفراد وتقيد حرياتهم النها تتض من اوامر ون واهي و توقع العقوب ات على مخالفيها ،مثل ل وائح
المرور وحماية االغذية والمشروبات والمحال العامة .
-3اللوائح التنظيمية -:وتسمى ايضا اللوائح المستقلة وهي الل وائح ال تي تتع دى تنفيذ الق وانين الى
تنظيم بعض االمور التي لم يتطرق اليها القانون فتقترب وظيفتها من التشريع .
-4ل وائح الض رورة -:وهي الل وائح ال تي تص درها الس لطة التنفيذية في غيبة البرلم ان أو الس لطة
التشريعية لمواجهة ظروف استثنائية عاجلة تهدد أمن الدولة وسالمتها ،فتمتلك الس لطة التنفيذية من
خاللها ان تنظم امور ينظمها القانون اصال ويجب ان تعرض هذه القرارات على السلطة التش ريعية في
اقرب فرصة القرارها .
-5الل وائح التفويض ية -:وهي الق رارات ال تي تص درها الس لطة التنفيذية بتف ويض من الس لطة
التشريعية لتنظيم بعض المسائل الداخلة اصال في نطاق التش ريع ويك ون له ذه الق رارات ق وة الق انون
سواء اصدرت في غيبة السلطة التشريعية أو في حالة انعقادها.
وهي القرارات التي تنشئ مراكز قانونية خاصة بحاالت فردية تتصل بفرد معين بالذات أو أفراداً معيين
بذواتهم و وتستنفذ موضوعها بمجرد تطبيقها مرة واحدة ) ( .مثل القرار الصادر بتع يين موظف ع ام
أو ترقية عدد من الموظفين .
ويظهر االختالف بين القرارات التنظيمية أو اللوائح والقرارات الفردية فيما يلي :
.1تس ري الق رارات الفردية على ف رد معين بال ذات أو أف راد أو ح االت معينة بال ذات ,بينما تتض من
القرارات التنظيمية قواعد عامة مجردة تطبق على كل من تتوافر فيهم ش روط معينة دون أن يتم تحديد
هؤالء األشخاص مقدما ً بذواتهم أو أسمائهم .
.2يس ري الق رار الف ردي من ت اريخ إعالن ص احب الش أن به كقاع دة عامة ,في حين يب دأ س ريان
القرارات اإلدارية التنظيمية من تاريخ نشرها في الجريدة الرسمية .
.3تملك اإلدارة الحق في تع ديل الق رارات التنظيمية أو إلغائها أو س حبها دون أن يك ون ألحد الحق
بالتمسك بحق وق مكتس بة ,على اعتب ار أنها تنظم قواعد عامة ,في حين تخضع اإلدارة في س حبها
وإلغائها أو تعديلها للقرارات اإلدارية الفردية لشروط معينة حددها القانون .
.4تختص المحاكم العادية في تفسير القرارات التنظيمية ,كما هو الحال في تفسير الق وانين ,في حين
يختص القضاء اإلداري بتفسير القرارات اإلدارية الفردية .
الفصل الرابع
النظام القانوني للقرارات اإلدارية
يتضمن النظام القانوني للقرارات اإلدارية على امتيازات مهمة مقررة للسلطة ,مثلما يحتوى على قيود
ترد على حرية اإلدارة ,وفي هذا الجانب من الدراسة نتناول هذه االمتيازات والقيود في ثالثة مباحث :
المبحث األول
سلطة اإلدارة في إصدار القرارات اإلدارية
تمارس اإلدارة سلطتها في إصدار القرار بإتب اع أس لوبين :األول أن تم ارس اختصاص ا ً مقي داً عن دما
يلزمها المش رع بوج وب التص رف على النحو معين ,واألس لوب الث اني يتمثل بممارسة اإلدارة
اختصاصا ً تقديريا ً ,عندما يترك لها المشرع قدراً من حرية التصرف .
ومثال االختصاص المقيد حالة ترقية الموظف باألقدمية ف إذا ت وفرت ه ذه األقدمية ف إن اإلدارة مج برة
على التدخل وإصدار قراراتها بالترقية .
ومع ذلك ف إن المش رع قد ال يكبل اإلدارة بجميع ه ذه القي ود فمن المس تحيل أن تك ون جميع عناصر
القرار اإلداري مقيدة ,ألن المهم أن يسير القرار اإلداري الصادر ض من االختص اص المقيد لإلدارة في
مجال النطاق القانوني الذي رسمه المشرع حتى ال يكون مشوبا ً بعدم مشروعيته .
ويتمثل االختصاص المقيد في بعض عناصر القرار اإلداري أكثر من األخ رى ,فال تتمتع اإلدارة بحرية
في مجال عنصر االختصاص ,حيث يكون قراراها ب اطالً أو مع دوما ً إذا لم تح ترم قواعد االختص اص ,
وكذلك في عنصر الشكل عندما يرسم المشرع القواعد واإلجراءات الواجب إتباعها عند إصدار القرار ,
كما يرد االختصاص المقيد أحيانا ً في العناصر الموض وعية من الق رار اإلداري فيجب أن يك ون للق رار
اإلداري سبب ومحل مشروعان ,وأن تهدف اإلدارة من إصداره إلى تحقيق المصلحة العامة .
ترتبط السلطة التقديرية بفكرة مالئمة القرار اإلداري ,إذ أن المشرع منح اإلدارة ه ذه الس لطة ش عوراً
منه بأنها أق در على اختي ار الوس ائل المناس بة للت دخل واتخ اذ الق رار المالئم في ظ روف معينة ,وأنه
مهما ح اول ال يس تطيع أن يتص ور جميع الح االت ال تي قد تط رأ في العمل اإلداري ويضع الحل ول
المناسبة لها .
في حين يق وم االختص اص المقيد على فك رة مش روعية الق رار اإلداري ,ألن اإلدارة مقي دة دائم ا ً بما
يفرضه القانون ,ويترتب على ذلك أن القض اء يملك بسط رقابته على مش روعية الق رار الص ادر بن ا ًء
على اختصاص اإلدارة المقيد ,ويملك إلغاؤه إذا ما تبين أنه مخالف للقانون .
ويتضح مجال الرقابة على عنصر السبب في أن اإلدارة تملك تقدير أهمية وخطورة الوق ائع وال تخضع
في ذلك لرقابة القضاء ,في حين يمارس القضاء رقابته على صحة قيام الوقائع المادية التي ق ام عليها
القرار ,وكذلك فيما يتعلق بالتكييف القانوني لهذه الوقائع .
أما بالنسبة لعنصر المحل فمن الممكن القول بأن معظم االختصاص فيه هو اختصاص تقديري فبعد أن
تتحقق اإلدارة من قي ام الوق ائع المادية ,وبعد أن تكيفها التك ييف الق انوني الص حيح ,وتق در م دى
خطورة هذه الوقائع ,تنتقل إلى عنصر المحل متمتعة بسلطة تقديرية واسعة في أن تت دخل أو ال ت دخل
واختيار وقت هذا التدخل كما تتمتع اإلدارة بسلطة تحديد األثر الق انوني ال ذي تريد ترتيبه ,ما لم ينص
ترتب عليه . دخلها ووقته واألثر الم رورة ت رع على ض المش
وقد ب رز في مج ال رقابة القض اء على الس لطة التقديرية اتجاه ان فقد ذهب ج انب من الفقه إلى أن
القض اء يمتنع عن بسط رقابته على أعم ال اإلدارة المس تندة إلى س لطتها التقديرية ,فالقاضي بحسب
رأيهم يم ارس المش روعية وليس رقابة المالئمة وال يج وز له أن يم ارس س طوته على اإلدارة فيجعل
من نفسه رئيسا ً لها .
في حين يذهب الجانب اآلخر إلى جواز تدخل القاضي لمراقبته السلطة التقديرية على أساس ما يتمتع
به القاضي اإلداري من دور في الكشف عن قواعد الق انون اإلداري فيمكن له أن يح ول بعض القض ايا
المدرجة في الس لطة التقديرية والمرتبطة بالمالئمة إلى قض ايا تن درج تحت مب دأ المش روعية تل تزم
للبطالن. أعمالها تعرضت إال و بأتباعها اإلدارة
ً
والرأي األكثر قب وال في ه ذا المج ال ي ذهب على أن س لطة اإلدارة التقديرية ال تمنع من رقابة القض اء
وإنما هي التي تمنح اإلدارة مجاالً واسعا ً لتقدير الظروف المالئمة التخاذ قراراتها وه ذه الحرية مقي دة
ب أن ال تتض من ه ذه الق رارات غلط ا ً بين ا ً أو انحراف ا ً بالس لطة ,وهي ب ذلك ال تتع ارض مع مب دأ
المشروعية بقدر ما تخفف من اختصاصات اإلدارة المقيدة .
المبحث الثاني
نفاذ القرارات اإلدارية
األصل أن يكون القرار اإلداري نافذاً من تاريخ صدروه من السلطة المختصة قانونا ً بإصداره ,ولكنه ال
يسري في حق األفراد المخاطبين به إال إذا علموا به عن طريق أح دى الوس ائل المق ررة قانون ا ً .ومن
ثم فهن اك تاريخ ان رئيس يان لنف اذ الق رارات اإلدارية هما ت اريخ ص دور الق رار ,وت اريخ العلم به أو
سريانه في مواجهة األفراد ,وسنبحث هذين التاريخان ثم نبحث في مبدأ عدم رجعية القرارات اإلدارية
و أمكان أرجاء آثاره إلى المستقبل .
إال أن ه ذه القاع دة ت رد عليها بعض االس تثناءات ,من ذلك أن هن اك من الق رارات ما يل زم لنفاذها
إجراءات أخرى من قبيل التصديق أو وجود اعتماد م الي ,فال ينفذ الق رار إال من ت اريخ اس تيفاء ه ذه
اإلجراءات ,كما قد تعمد اإلدارة إلى أرجاء أثار القرار إلى تاريخ الحق لت اريخ ص دوره وهو ما يع رف
بإرجاء أثار القرار اإلداري .
.1اإلعالن :
يقصد باإلعالن تبليغ القرار اإلداري إلى المخ اطب به بال ذات ,واألصل أن اإلعالن يتم بكافة الوس ائل
المعروفة وال تي من خاللها يمكن أن يتحقق علم ص احب الش أن ب القرار ,كتس ليمه الق رار مباش رة أو
بالبريد أو عن طريق محضر ,أو لصقه في المكان المخصص لإلعالن .
واإلعالن هو الوس يلة الواجبة لتبليغ الق رارات الفردية الص ادرة بص دد ف رد معين بال ذات أو أف راداً
معينين بذواتهم أو بخصوص حالة أو حاالت معينة ,كما هو الحال بالنسبة لقرار تعيين موظف أو منح
رخصة مزاولة مهنة معينة ,وعلى ذلك ال يكفي نشر القرار الفتراض العلم به .
وهذا اإلعالن قد يكون تحريريا ً كما يصح شفهيا ً و فاإلدارة غ ير ملزمة بإتب اع وس يلة معينة لإلعالن
إال أن الص عوبة تكمن في إثب ات التبليغ الش فهي ل ذلك نجد اإلدارة تس عى دائم ا ً إلى أن يك ون إعالنها
كتابة حتى تتجنب مخاطر التبليغ ألن من السهل عليها إثبات التبليغ الكتابي .
إال أن عدم تطلب شكلية معينة في اإلعالن ال ينفي ضرورة احتواء اإلعالن على مقومات تتمثل في ذكر
مضمون القرار والجهة الصادر منها وأن يوجهه إلى ذوي المصلحة شخصيا ً أو من ينوب عنهم .
.2النشر :
النشر هو الطريقة ال تي يتم من خاللها علم أص حاب الش أن بالنس بة للق رارات اإلدارية التنظيمية أو
. الالئحية
وعادة ما تتضمن القرارات التنظيمية قواعد عامة مجردة تنطبق على ع دد غ ير مح دد من الح االت أو
األفراد ,مما يتطلب علم الكافة به من خالل نشره .
ويتم النشر عادة في الجريدة الرسمية إال إذا نص القانون على وس يلة أخ رى للنشر فيجب على اإلدارة
أتباع تلك الوسيلة كأن يتم في الصحف اليومية أو عن طريق لصق القرار في أماكن عامة في المدينة .
وح تى ي ؤدي النشر مهمته يجب أن يكشف عن مض مون الق رار بحيث يعلمه األف راد علم ا ً تام ا ً وإذا
كانت اإلدارة قد نشرت ملخص القرار فيجب أن يك ون ه ذا الملخص يغ ني عن نش ره كله فيح وي على
عناصر القرار اإلداري كافة ,حتى يتسنى ألصحاب الشأن تحديد موقفهم من القرار .
.3العلم اليقيني
أضاف القضاء اإلداري إلى النشر واإلعالن العلم اليقيني بالقرار كسبب من أس باب علم ص احب الش أن
بالقرار اإلداري وسريان مدة الطعن باإللغاء من تاريخه .
والعلم اليقيني يجب أن يكون متضمنا ً المضمون الكامل لعناصر الق رار اإلداري ومحتوياته فيق وم مق ام
النشر واإلعالن ,فيصبح ص احب الش أن في مواجهة الق رار في حالة تس مح له باإللم ام بكافة ما تجب
معرفته ,فيتبين مركزه القانوني من القرار وإدراك م واطن العيب فيه ,وما يمس مص لحته ,فال ع بره
اً . ال العلم قوي ان احتم تراض مهما ك ني أو االف العلم الظ ب
ويمكن أن يس تمد ه ذا العلم من أية واقعة أو قرينه تفيد حص وله دون التقيد بوس يلة معينة لإلثب ات
وللقض اء اإلداري أن يتحقق من قي ام أو ع دم قي ام ه ذه القرينة وهل هي كافية للعلم أم ال ,وال يب دأ
سريان مدة الطعن إال من اليوم الذي يثبت فيه هذا العلم اليقيني .
ويلزم أخيراً أمكان ثب وت العلم اليقي ني في ت اريخ معين ح تى يمكن حس اب ميع اد الطعن باإللغ اء من
تاريخه ,ومن ثم فال ع بره ب العلم اليقي ني ب القرار ح تى وأن ثبتت واقعة أو قرينة العلم به طالما أنها
. تاريخها يوضع أن دون تمت
األصل أن تسرى آثار القرارات اإلدارية على المس تقبل ,وال تس ري ب أثر رجعي على الماضي احترام ا ً
للحق وق المكتس بة والمراكز القانونية ال تي تمت في ظل نظ ام ق انوني س ابق ,و احترام ا ً لقواعد
ان . اص من حيث الزم االختص
والمس لم به في القض اء اإلداري أن قاع دة ع دم رجعية الق رارات اإلدارية هي قاع دة آم ره وج زاء
مخالفتها بطالن القرار اإلداري ذي األثر الرجعي ,ويقوم مبدأ عدم رجعية الق رارات اإلدارية على ع دة
اعتبارات تتمثل في :
.1اح ترام الحق وق المكتس بة :إذا اكتسب األف راد حق ا ً في ظل نظ ام ق انوني معين أو رتب لهم ق رار
إداري مركزاً قانونيا ً معينا ً ,فأنه ال يجوز المساس به ذا المركز إال بنص خ اص و ويس رى التغي ير أو
التعديل في هذا المركز بأثر حال ومباشر من تاريخ العمل به وليس بأثر رجعي .
.2استقرار المعامالت بين األفراد :المصلحة العامة تقتضي أن ال يفقد األف راد الثقة واالطمئن ان على
استقرار حقوقهم و مراكزهم الذاتية التي تمت نتيجة لتطبيق أوضاع القانوينة السابقة .
.3احترام قواعد االختصاص :تقوم قاعدة عدم رجعية القرارات إلدارية على ضرورة اعتداء مص در
القرار على اختصاص سلفه .
ومن الجدير بالذكر أن بطالن القرار اإلداري الذي يصدر خالفا ً لقاعدة ع دم الرجعية على الماضي قد ال
يكون بطالنا ً كليا ً ,كما لو صدر ق رار بترقية موظف ع ام من ت اريخ ال يس تحق فيه الترقية ,ف إذا ك ان
القرار سليما ً فأنه يلغي جزئي ا ً فيما يتعلق بالت اريخ المح دد للترقية ,وتعت بر الترقية من الت اريخ ال ذي
استكمل فيه المدة القانونية ,أما إذا كان القرار غير قابل للتجزئة فأن البطالن يشمله كله .
غ ير أن قاع دة ع دم رجعية الق رارات اإلدارية على الماضي ال تس ري على إطالقها فقد ب دأ القض اء
اإلداري يخفف من حدتها فظهرت بعض االستثناءات التي يمكن ردها إلى ما يلي -:
.1إباحة الرجعية بنص القانون :يجوز للمشرع أن يخول اإلدارة بنص صريح أن تصدر قرارات معينة
بأثر رجعي على اعتبار أن المشرع يمثل المصلحة العامة التي تسعى اإلدارة إلى تحقيقها .
.2إباحة الرجعية في تنفيذ األحكام :الحكم القضائي الص ادر بإلغ اء ق رار إداري ي ؤدي إلى إع دام ه ذا
القرار بالنسبة للمستقبل والماضي ,وحتى تنفذ اإلدارة حكم اإللغاء البد لها من إصدار قرارات متضمنة
بالض رورة آث اراً رجعية ,كما لو حكم القض اء بإلغ اء ق رار اإلدارة بفصل موظف ف إن اإلدارة تل تزم
بإعادته إلى وظيفته السابقة مع منحه االمتيازات والحق وق ال تي فاته التمتع بها في ف ترة انقطاعه عن
الوظيفية .
.3رجعية القرارات اإلدارية الساحبة :درج القضاء على أن قرار اإلدارة بسحب الق رارات اإلدارية يتم
ب أثر رجعي نظ راً إلعدامه الق رار المس حوب من ت اريخ ص دروه ,ف اإلدارة تملك حق س حب قراراتها
التنظيمية في كل وقت س واء ك انت مش روعة أو غ ير مش روعة ,وك ذلك يج وز لها س حب قراراتها
اء. دة الطعن باإللغ وق ذاتية خالل م روعة والمرتبة لحق ير مش الفردية الغ
.4رجعية القرارات المؤكدة والمفسرة :إذا صدر قرار بقصد تأكيد أو تفسير قرار سابق و ف إن الق رار
المؤكد أو المفسر يسرى حكمه من تاريخ تطبيق الق رار األول ألنه ال يض يف أث راً جدي داً له بل يقتصر
يره . ده أو تفس على تأكي
.5رجعية القرارات اإلدارية لمقتضيات المرافق العامة :استقر القض اء اإلداري في فرنسا ومصر على
عدم تطبيق قاعدة رجعية القرارات اإلدارية كلما تعارض تطبيقها مع مقتضيات سير المرافق العامة .
في مقابل قاع دة ع دم الرجعية الق رارات اإلدارية على الماضي تملك اإلدارة في بعض األحي ان أرج اء
تنفيذ الق رار اإلداري إلى ت اريخ الحق ,ودرج القض اء اإلداري على التمي يز في ذلك بين الق رارات
اإلدارية التنظيمية أو اللوائح والقرارات اإلدارية الفردية :
.1الق رارات اإلدارية التنظيمية :تملك اإلدارة أرج اء آث ار الق رارات التنظيمية إلى ت اريخ الحق
لص دورها ,ألن ذلك ال يتض من اعت داء على س لطة الخلف ,ألن ه ذا الخلف يملك دائم ا ً حق س حب أو
إلغاء أو تعديل قراراته التنظيمية ألنها ال ترتب حقوقا ً مكتسبة بل تنشئ مراكز تنظيمية عامة .
.2الق رارات اإلدارية الفردية :األصل في الق رارات اإلدارية الفردية أن ال يج وز لإلدارة أن ت رجئ
آثارها للمستقبل ألن ذلك يمثل اعتداء على الس لطة القائمة في المس تقبل ألنه يولد عنها مراكز قانونية
خاصة ,يستطيع األفراد أن يحتجوا بها في مواجهة اإلدارة استناداً إلى فكرة الحقوق المكتسبة .
كما لو أصدرت السلطة اإلدارية الحالية قراراً بتعيين موظف وأرجئت تنفيذ هذا القرار إلى فترة الحقة ,
فتكون قد قيدت السلطة اإلدارية في المستقبل بقرار التعيين خالفا ً لقواعد االختصاص .
ومع ذلك يجوز أحيان ا ً ولض رورات س ير المرافق العامة تأجيل آث ار الق رار اإلداري إلى ت اريخ الحق ,
فيكون المرجع هنا هو الباعث وليس التأجيل ذاته ,ويكون الحكم على مشروعية ه ذا الق رار أن يك ون
محله قائما ً حتى اللحظة المحددة للتنفيذ ,فإن انعدم هذا الركن أصبح القرار منعدما ً النع دام ركن المحل
فال يرتب أثراً .
المبحث الثالث
تنفيذ القرارات اإلدارية
تتمتع اإلدارة بامتيازات وسلطات استثنائية في تنفيذ قراراتها ,منها قرينة المش روعية ,ال تي تف ترض
سالمة قراراتها اإلدارية حتى يثبت العكس ,وتمتع قراراتها بقوة الشيء المقرر وقابليته للتنفيذ ,وهو
ما يجعل اإلدارة في مركز المدعى عليها باس تمرار ,ويف رض على األف راد اح ترام الق رارات الص ادرة
عنها .
كما تتمتع اإلدارة في مجال تنفيذ قراراتها اإلدارية بامتياز التنفيذ المباشر الذي يتيح لها تنفيذ القرارات
اإلدارية التي تصدرها بنفسها .
غ ير أن اإلدارة باعتبارها س لطة عامة قائمة على حماية المص لحة العامة وتحقيق مص الح األف راد
وض مان س ير المرافق العامة بانتظ ام واط راد ,أت اح لها المش رع الحق في أن تنفيذ قراراتها ب القوة
الجبرية إذا رفض األفراد تنفيذها اختياراً دون حاجة إلى أذن من القضاء.
ثانيا ً :حاالت التنفيذ المباشر .
ألن التنفيذ المباشر يعد وسيلة استثنائية فإن اإلدارة ال تلجأ إلى استخدامه إال في حاالت معينة هي :
.1النص من جانب المشرع :قد يخول المشرع اإلدارة سلطة تنفيذ قراراتها تنفيذاً جبري ا ً دون الحاجة
إلى أذن س ابق من القض اء ,مث ال ذلك حجز اإلدارة على الم رتب والعالوات والمعاش ات والمكاف آت
وسائر المزايا المالية التي يستحقها الموظف في حدود معينه .
.2عدم وجود وسيلة قانونية أخرى لتنفيذ القرار اإلداري :إذا لم يكن لإلدارة وسيلة قانونية تلجأ إليها
لتنفيذ القرار اإلداري ,كان لها أن تنفذه جبريا ً لتكفل احترامه ولو لم ينص القانون على ذلك .
فإذا نص المشرع على جزاءات جنائية تترتب على األفراد في حالة امتن اعهم عن تنفيذ الق رار اإلداري
,فإنه يمنع على اإلدارة استعمال سلطة التنفيذ المباشر .
حالة الضرورة :يج وز لإلدارة أن تلجأ إلى التنفيذ المباشر في حالة وج ود خطر يه دد النظ ام .3
العام بعناصره الثالثة األمن العام و السكينة العامة و الص حة العامة ,بحيث يتع ذر عليها مواجهة
هذا الخطر باستخدام الط رق العادية ,ونظ راً لخط ورة اللج وء إلى التنفيذ المباشر في ه ذه الحالة
فقد جرى القضاء والفقه على أن حالة الضرورة ال تقوم إال بتوافر شروط معينة يمكن إجمالها بما
يلي :
أ-وجود خطر جسيم يهدد النظام العام بعناصره الثالثة "األمن,الصحة ,السكينة".
ب -تعذر دفع هذا الخطر بالوسائل القانونية العادية .
ج-أن يكون هدف اإلدارة من تصرفها تحقيق الصالح العام .
د -أن يكون تصرف اإلدارة في الحدود التي تقتضيها الضرورة .
.1أن يستند القرار المراد تنفيذه إلى نص تش ريعي إذ أن الفك رة األساس ية ال تي ت برر التنفيذ المباشر
هي وج وب تنفيذ الق انون ,ومن ثم ال يمكن اس تعمال ه ذا األج راء إال لتنفيذ نص تش ريعي أو ق رار
إداري صادر تنفيذاً للقانون .
.2اصطدم تنفيذ القانون أو القرار بامتناع من جانب األفراد ,ومن ثم على اإلدارة أن تنذرهم بوجوب
تنفيذ حكم القانون أو القرار طوعا ً ,فإذا رفضوا جاز لإلدارة استعمال طريق التنفيذ المباشر .
.3يجب أن يقتصر التنفيذ المباشر على اإلج راءات الض رورية لتنفيذ الق رار ,دون أن تنص رف
وتستعمل ما يتجاوز الضروري .
فإذا خالفت اإلدارة هذه الشروط ,وت ذرعت بالتنفيذ المباشر ,فأنها تتحمل ما قد ينشأ عن تنفيذ الق رار
من أضرار تلحق ب األفراد ,ويعد إجراءاها اعت داء مادي ا ً مع ع دم المس اس ب القرار اإلداري ال ذي من
روعا ً في ذاته . ون مش الممكن أن يك
الفصل الخامس
نهاية القرارات اإلدارية
بقصد بنهاية القرارات اإلدارية انته اء كل أثر ق انوني لها ,وقد تنتهي الق رارات اإلدارية نهاية طبيعية
عندما ينفذ مض مونها ,أو تنتهي الم دة المح ددة لس ريانها ,أو اس تنفاذ الغ رض ال ذي ص در ألجله أو
يس تحيل تنفي ذه النع دام محله أو وف اة المس تفيد منه ,إلى غ ير ذلك من أس باب ال دخل ألي س لطة في
تقريرها .
وقد تكون نهاية القرارات اإلدارية نهاية غير طبيعية بأن تتدخل أح دى الس لطات الثالث إلنهائها ك أن
يتدخل المشرع أو القضاء إللغاء القرار ,كما قد يصدر قرار اإلنهاء من اإلدارة وذلك بسحب الق رار أو
إلغاؤه .
وسنبحث فيما يلي الصور المختلفة لنهاية القرارات اإلدارية وذلك في مبحثين :
ينتهي القرار اإلداري بمجرد تنفيذه أو استنفاذ الغرض منه ,كتنفيذ الق رار بإبع اد أجن بي ,ف إن الق رار
ينتهي بمغادرة ذلك األجنبي البالد ,والقرار الصادر بهدم منزل آيل للسقوط ينتهي بهدم ذلك البيت .
وقد تستدعي طبيعة بعض القرارات استمرارها لمدة طويلة من الزمن ,كالقرار الصادر ب ترخيص محل
,فال ينتهي الق رار بإنش اء المحل ,بل يس تمر ما دام المس تفيد من ال ترخيص م زاوالً لنش اطه ,إال إذا
ت دخلت اإلدارة وق امت بس حب ال ترخيص لمقتض يات المص لحة العامة أو لمخالفة المس تفيد لش روط
االستفادة منه .
قد يح دد المش رع م دة معينة لس ريان الق رار اإلداري يتوقف أث ره بانتهائها ,كما في حالة ال ترخيص
باإلقامة األجنبي لمدة معينة ,أو قرار منح جواز سفر ,ففي الحالتين ينتهي القرار بانتهاء المدة المحدد
فر . واز الس ترخيص وج اذ ال لفا ً لنف س
ثالث ا ً :زوال الحالة الواقعية أو القانونية ال تي تعلق عليها اس تمرار نف اذ الق رار اإلداري:
كما لو منحت اإلدارة األجن بي ال ترخيص باإلقامة ألنه يعمل في جهة أو مص لحة حكومية ف إذا انتهت
خدمته في هذه الجهة انتهى معها الترخيص له باإلقامة .
ك القرار الص ادر ب ترخيص مزاولة مهنة معينة ,ثم يت وفى المس تفيد من الرخصة أو الق رار الص ادر
بتعيين موظف يتوفى قبل تنفيذه لقرار التعيين .
فاألصل في ه ذه األح وال أن يرتبط مص ير الق رار بمص ير من ص در لص الحهم إال في بعض الح االت
االستثنائية التي تسمح بترتيب بعض آثار القرار على ورثة المستفيد .
قد يصدر القرار معلقا ً على ش رط فاسخ ,وهو ق رار كامل وتك ون آث اره ناف ذة ,غ ير أن تحقق الش رط
الفاسخ يؤدي إلى زوال القرار من تاريخ صدروه وليس من تاريخ تحقق الشرط .
كما في قرار التعيين فهو قرار فردي مقترن بشرط فاسخ يتمثل في رفض صاحب الشأن فإذا لم يتحقق
الرفض استمر القرار صحيحا ً ومنتجا ً آلث اره ,أما إذا رفض التع يين زالت آث ار الق رار ب أثر رجعي من
تاريخ صدوره وليس من تاريخ تحقق الشرط .
المبحث الثاني
نهاية القرارات اإلدارية بعمل من جانب اإلدارة
قد ينتهي القرار اإلداري نتيجة لتصرف من جانب اإلدارة و يتم ذلك بوسيلتين :اإللغاء والسحب .
أوالً :اإللغـاء
أن سرعة تط ور الحي اة اإلدارية وتغيرها ي ؤدي إلى ض رورة تط ور الق رارات اإلدارية وتغيرها في كل
وقت ,لتساير هذا التطور وتجاوب مع ألوضاع المتغيرة .
لذلك تلجأ اإلدارة في كثير من األحيان إلى وضع حد لتط بيق قراراتها غ ير المناس بة ,وفق ما يس مى
اء . اإللغ
واإللغ اء به ذا المع نى هو العمل الق انوني ال ذي يص در عن اإلدارة متض منا ً إنه اء أثر الق رار اإلداري
بالنسبة للمستقبل مع ترك آثاره التي رتبها منذ لحظة صدوره وحتى إلغاءه.
واألصل أن يتم اإللغاء بقرار صادر من السلطة التي أصدرت القرار أألص لي أو الس لطة الرئاس ية لها ,
ما لم ينص المش رع على منح س لطة أخ رى ه ذا الحق ,ومن الض روري أيض ا ً أن يتخذ ق رار اإللغ اء
نفس شكل وإجراءات صدور القرار األصلي ,فإذا كان األخير كتابيا ً يجب أن يكون ق رار اإللغ اء كتابي ا ً
أيضا ً .
ويختلف حق اإلدارة في إلغاء قراراتها اإلدارية باختالف قراراتها تنظيمية أو فردية .
-القرارات الوقتية :وهي القرارات التي ال تنشئ حقوقا ً بالمعنى الق انوني لتعلقها بأوض اع مؤقتة ولو
لم ينص على سريانها لمدة معينة ,ومن ذلك الق رارات الص ادرة بن دب موظف ع ام أو بمنح ت راخيص
مؤقتة .
-القرارات الوالئية :وهي القرارات التي تخول األف راد مج رد رخصة من اإلدارة ال ت ترتب عليها أي
أثار قانونية أخرى مثل منح أحد الموظفين أجازة مرضية في غير الحاالت التي يحتمها الق انون ,فه ذا
القرار ال يمكن اعتباره حقا ً مكتسبا ً وبالتالي تملك اإلدارة إلغاؤه في أي وقت .
-القرارات السلبية :القرار السلبي هو ذلك القرار الذي ال يصدر في شكل اإلفصاح الصريح عن إرادة
جهة اإلدارة بإنشاء المركز القانوني أو تعديله أو إنهائه ,بل تتخذ اإلدارة موقفا ً سلبيا ً من التصرف في
أمر كان الواجب على اإلدارة أن تتخذ أجرا ًء فيه طبقا ً للقانون واللوائح ,فس كوت اإلدارة عن اإلفص اح
عن أرادتها بشكل صريح يعد بمثابة قرار سلبي بالرفض ,وهذا القرار ال يرتب حقوقا ً أو مزايا لألف راد
ويجوز إلغاؤه في أي وقت ,مثل قرار اإلدارة برفض منح رخصة ألحد األفراد لمزاولة مهنة معينة .
-القرارات غير التنفيذية :وهي القرارات التمهيدية التي تص در بقصد اإلع داد إلص دار ق رار معين ,
مثل قرار اإلدارة بإيقاف موظف عن عمله بقصد أحالته إلى المحاكمة التأديبية ,والقرارات التي تحتاج
إلى تصديق من السلطة الرآسية.
فهذه القرارات جميع ا ً يمكن لإلدارة الع دول عنها وإلغاؤها بالنس بة للمس تقبل في أي وقت ودون التقيد
اد معين . بميع
يقصد بسحب القرارات اإلدارية إعدامها بأثر رجعي من ت اريخ ص دورها ,وك أن الق رار لم يولد مطلق ا ً
ولم يرتب أية آثار قانونية .
والسحب بهذا المعنى كاإللغ اء القض ائي من حيث أث ره ,إذ ي ترتب عليه إنه اء جميع اآلث ار القانونية
المترتبة على القرارات اإلدارية اعتباراً من تاريخ صدورها ,وإذا كان من حق القضاء إلغ اء الق رارات
اإلدارية المعيبة خالل م دة معينة هي م دة الطعن باإللغ اء ,ف إن المنطق يحتم أن تتمتع اإلدارة بحق
س حب قراراتها المعيبة خالل ه ذه الم دة ,توقي ا ً إلج راءات التقاضي المطولة ,كما أن س حب اإلدارة
ائيا ً . رم لها من إلغائه قض قرارها المعيب أك
وفي هذا المجال يجب التمييز بين سحب القرارات اإلدارية المش روعة وس حب الق رارات اإلدارية غ ير
المشروعة .
أ -القرارات اإلدارية الخاصة بفصل الم وظفين :أج از القض اء اإلداري في مصر و فرنسا والعتب ارات
تتعلق بالعدالة سحب قرار فصل الموظف ,بش رط إال ي ؤثر ق رارا الس حب على حق وق األف راد ال تي قد
اكتسبت ,كما لو تم تعيين موظف أخر لشغل الوظيفة التي كان يقوم بها الموظف المفصول .
ب -القرارات التي ال يتولد عنها حقوق لألفراد :إذا لم ي ترتب أي حق وق مكتس بة لألف راد عن الق رار
اإلداري ,فإن اإلدارة تملك أن تس حبه ,ومن ذلك قرارها بس حب قراراها بتوقيع الج زاء الت أديبي على
أحد موظفيها لعدم تعلق هذا القرار بحق مكتسب لشخص آخر .
وهنا تظهر مسألة الق رارات اإلدارية التنظيمية فهي تنشئ مراكز قانونية عامة ,وبالت الي ال ت رتب أي
حقوق مكتسبة لألفراد وهذا يعنى أمكان سحب الق رارات التنظيمية في أي وقت ,إال أن ه ذا الحق مقيد
بأن ال يرتب هذا القرار حقوقا ً لألفراد ولو بطريق غير مباشر .
العقود اإلدارية
التص رفات القانونية ال تي تجريها إلدارة وتقصد بها إلى أح داث اآلراء القانونية ,أما أن تتمثل
بالتص رفات ال تي تق وم بها اإلدارة من ج انب واحد وبإرادتها المنف ردة وتش مل الق رارات واألوامر
ابقا ً . حناها س تي أوض اإلدارية ال
وأما أن تتمثل باألعم ال القانونية الص ادرة عن اإلدارة باالش تراك مع بعض األف راد بحيث تتوافق
اإلدارتان وتتجهان نحو أحداث أثر قانوني معين و لجأ اإلدارة إلى إتباع هذا األسلوب لتحقيق هدفها في
إشباع الحاجات العامة ,وفق ما يمكن تسميته بعقود اإلدارة .
والعق ود ال تي تبرمها اإلدارة ال تخضع لنظ ام ق انوني واحد ,فهي على ن وعين :األول عق ود اإلدارة
التي تخضع للقانون الخاص والتي تماثل العقود التي يبرمها األفراد في نطاق القانون الخاص ,والنوع
الث اني هو العق ود اإلدارية ال تي تخضع لق انون الع ام وال تي تبرمها اإلدارة باعتبارها س لطة عامة
تستهدف تنظيم مرفق عام أو تشغيله ,وفي هذا الجزء من الدراسة ن بين موض وع العق ود اإلدارية في
خمسة فصول كما يلي :
العقود التي تبرمها اإلدارة ال تخضع لنظام قانوني واحد ،فهي على نوعين :األول عقود اإلدارة ال تي
تخضع للقانون الخاص وال تي تماثل العق ود ال تي يبرمها األف راد في نط اق الق انون الخ اص ،والن وع
الث اني هي العق ود اإلدارية ال تي تخضع للق انون الع ام وال تي تبرمها اإلدارة باعتبارها س لطة عامة
غيله . ام أو تش تهدف تنظيم مرفق ع تس
تمت تقسيم هذا الباب إلى خمسة فصول كما يلي -:
لم تظهر فك رة العق ود اإلدارية أال في ت اريخ مت أخر ال يتج اوز مطلع الق رن العش رين ,وقد مر تحديد
مفهوم نظرية العقود اإلدارية وأسسها العامة بتطور استغرق حقبة طويلة من الزمن .
وفي ه ذا الفصل نتن اول بالدراسة نش أة نظرية العق ود اإلدارية ,ثم نبحث في اس تقالل ه ذه النظرية
والتعريف بالعقد اإلداري .
المبحث األول
نشأة العقود اإلدارية
حظيت مش كلة تحديد نش اط الس لطة العامة باهتم ام كب ير من رج ال الق انون واإلدارة ،واختلف ه ذا
االهتمام تبعا ً لألفكار السياسية التي يؤمن بها كل منهم .
ولعل أب رز م ذهبين ك ان لهما الت أثير في ه ذا المج ال هما الم ذهب الف ردي الحر والم ذهب الت دخلي
المعاصر ،حيث وضع كل منهما أس لوبا ً مح دداً ل دور الدولة ووظيفتها في مختلف المج االت وفق ا ً
ؤمن بها . تي ي ية ال فة السياس للفلس
وكان النتصار مفهوم الدولة التدخلية وتوسيع مجال نشاط السلطة العامة في نهاية الق رن التاسع عشر
وبداية القرن العش رين ،وانتش ار المرافق العامة المهنية واالقتص ادية الفضل في خلق مب ادئ قانونية
جديدة هي مبادئ القانون اإلداري تتميز عن قواعد الق انون الخ اص وتتماشى مع طبيعة نش اط اإلدارة
وهدفها وال تغفل في الوقت نفسه حقوق األفراد وحرياتهم ،وس اهم في ذلك بش كل كب ير مجلس الدولة
الفرنسي ال ذي يع ود له الفضل في تأس يس العديد من نظري ات الق انون اإلداري ومنها نظرية العق ود
اإلدارية .
وقد طبقت مصر أحك ام العق ود اإلدارية عقب إنش اء مجلس الدولة في ع ام 1964واختص مجلس
الدولة بنظر منازعات العقود اإلدارية بصدور القانون رقم 9لسنة .1949
المبحث الثاني
استقالل نظرية العقود اإلدارية
نشأ الكثير من الجدل حول الطبيعة القانونية للعقود التي تبرمها الدولة مع الغير ،وقد دار ه ذا النق اش
بين قدس ية االلتزام ات التعاقدية وبين امتي ازات الدولة التش ريعية واإلدارية ال تي تم ارس من خالل
لحة العامة . أجهزتها لتحقيق المص
وال شك أن العقد اإلداري ناتج عن توافق ارادتين على إنشاء االلتزام شأنه شأن عقود القانون الخ اص
وفي هذا المعنى يتضح أن العناصر األساسية في كال العقدين واحدة ،فيجب أن يت وافر الرضا ويجب أن
يكون صحيحا ً وصادراً من الجهة اإلدارية المختصة ،وسليما ً من العيوب.
دني الختالف أال فيما يتعلق باألهلية ،فأحكامها في العقد اإلداري ليست كما هي عليه في العقد الم
أهلية اإلدارة عن أهلية الشخص الطبيعي في الحكم .
كما يتميز العقد اإلداري في أن اإلدارة تكون دائما ً طرفا ً فيه ،وأن تكوينه وأن ك ان يتم بتوافق إدراتين
ال يكون بمجرد إفصاح فرد معين من أعضاء السلطة اإلدارية عن أرادته و إنما يتكون من ع دة أعم ال
قانونية ،يشترك فيها أكثر من عضو من أعضاء السلطة اإلدارية ،ألن االختصاصات اإلدارية ال ترتكز
دة. في يد واح
ك ذلك يجب أن يت وافر الس بب في العق ود اإلدارية مثلما هو الح ال بالنس بة لعق ود الق انون الخ اص مع
ضرورة أن يكون الباعث الدافع في العقود اإلدارية هو تحقيق المصلحة العامة .
وكما هو الشأن في عقود القانون الخاص يجب أن يكون السبب موجوداً ومشروعا ً وأال عد العقد باطالً
.من جهة أخرى يشترط في محل العقد اإلداري أن يكون محدداً أو قابالً للتحديد ومشروعا ً .
والمحل يتمثل في الحقوق وااللتزامات التي ينش ئها العقد على طرفيه كما هو الح ال في عق ود الق انون
الخاص مع ض رورة ال ذكر ب أن محل العقد اإلداري يتم يز بمرونة خاصة توفرها االمتي ازات الممنوحة
لجهة اإلدارة والتي تخولها تعديل التزامات المتعاقدين في بعض األحيان تحقيقا ً للمصلحة العامة .
وبسبب التشابه الكبير بين األركان في هذين العقدين ،لم يتفق الشراح على موقف واحد إزاء استقالل
نظرية العقد اإلداري عن النظرية التقليدية لعقود القانون الخاص ،وقد برز اتجاهان :
االتجاه الثاني:
يمثل ه ذا االتج اه ال ذي يختلف عن الس ابق طائفـة من الفقـهاء منهم األس تاذ ) ( Jeze .و de
. laubadere
اللذان ذهبا إلى أن النظام القضائي في القانون اإلداري نظام خ اص مس تقل عن نظ ام الق انون الخ اص
الختالف منابعهما ومصادرهما القانونية األساسية ،كما أن العقود اإلدارية تختلف هي أيضا ً عن عقود
الق انون الخ اص من حيث نظ ام منازعاتها والقواعد األساس ية ال تي تختلف بص ورة عامة عن قواعد
الق انون الم دني وتناقض ها أحيان ا ً ،وه ذه الخصوص ية تمليها متطلب ات المص لحة العامة ال تي ته دف
العقود اإلدارية إلى تحقيقها .
والحق أنه ال يمكننا التسليم بما ذهب إليه االتجاه األول وأن كان ينطوي على حقيقة مفادها وجود نق اط
توافق كب يرة بين العق ود اإلدارية وعق ود الق انون الخ اص ،أال أن ه ذا التوافق ال ينفي وج ود نظ ام
قانوني متميز يخضع له العقد اإلداري ،ينبذ الفكرة القائلة بوحدة العقد سواء إبرام بين األفراد أم بينهم
ة. وبين الدول
ففي الوقت الذي تكون فيه المصالح متكافئة والمتعاقدان متساويين في عق ود الق انون الخ اص نجد أن
المص لحة العامة في ظل عق ود الق انون الع ام تتم يز باألولوية إذ تق دم المص لحة العامة لإلدارة على
راد . لحة الخاصة لألف المص
واإلدارة بهذه الح ال وبوص فها قائمة على تحقيق المص لحة العامة تتمتع بحق وق و امتي ازات ال يتمتع
بها المتعاقد معها تخولها حق مراقبة تنفيذ العقد وتوجيه المتعاقد نحو األس لوب األص لح في التنفيذ ،
وحق تع ديل ش روط العقد بإرادتها المنف ردة ،دون أن يس تطيع المتعاقد أن يتمسك بقاع دة أن العقد
ش ريعة المتعاق دين يض اف إلى ذلك بعض الحق وق و االمتي ازات األخ رى ال تي ال مثيل لها في عق ود
القانون الخاص ،التي ال تهدر مصلحة المتعاقد وإنما تجعل مصلحته ثانوية بالنسبة للمصلحة العامة .
المبحث الثالث
التعريف بالعقد اإلداري
اختلف القضاء و الفقه في وضع تعريف محدد للعق ود اإلداري ة ،وقد ح اول القض اء اإلداري في فرنسا
ومصر والعراق حسم هذا الخالف بتحديد المبادئ الرئيسية للعقود اإلدارية.
وفي ذلك ع رفت المحكمة اإلدارية العليا في مصر العقد اإلداري بأن ه" العقد ال ذي يبرمه ش خص
معنوي من أشخاص القانون العام بقصد إدارة مرفق عام أو بمناسبة تسييره ،وأن تظهر نيته في األخذ
بأسلوب القانون العام ،وذلك بتضمين العقد شرطا ً أو شروطا ً غير مألوفة في عقود القانون الخاص".
وقد أيد جانب كبير من الفقهاء في مصر هذا االتجاه ،منهم الدكتور سليمان محمد الطماوي ،الذي ذهب
إلى أن العقد اإلداري" هو العقد الذي يبرمه شخص معن وي ع ام بقصد تس يير مرفق ع ام أو تنظيم ه،
وتظهر في نية اإلدارة في األخذ بأحك ام الق انون الع ام ،وآية ذلك أن يتض من ش روطا ً اس تثنائية وغ ير
مألوفة في القانون الخاص أو يخول المتعاقد مع اإلدارة االشتراك مباشرة في تسيير المرفق العام" .
ويبدو أن الرأي الغ الب س واء في مصر أم الع راق قد أس تقر على أن العقد يكتسب ص فته اإلدارية إذا
توافرت فيه ثالثة عناصر هي :
الفصل الثاني
مر تمييز العقد اإلداري عن عقود اإلدارة األخرى بمراحل زمنية متعاقبة بدأت بمحاولة المش رع تمي يز
عقود اإلدارة بإرادت ه ،وفق ما يس مى في نظرية العقد اإلداري بمرحلة العق ود اإلدارية بتحديد الق انون
ثم أعقبت ذلك مرحلة أخ رى وضع فيها القض اء اإلداري ع دة مع ايير للتمي يز س ميت بمرحلة التمي يز
القضائي للعقود اإلدارية .
وفي هذا الفصل نبحث هاتين المرحلتين من مراحل تمييز العقود اإلدارية .
المبحث األول
العقود اإلدارية بتحديد القانون
وقد تعرضت فك رة التحديد الق انوني للعق ود اإلدارية لكث ير من النقد ألس باب ترجع إلى طبيعة بعض
العقود التي قد ال تتالئم مع التكييف الذي يض فيه عليها المش رع ،وفي الح االت ال تي ينس جم فيها ه ذا
التكييف مع طبيعة العقد ومضمونة فإن تحديد المشرع له يكون كاشفا ً فقط.
لذلك نعتقد أن ترك تحديد العقود اإلدارية للقضاء ال شك أقدر على كشف الطبيعة القانونية لها ،خاصة
إذا كان هذا القضاء إداريا ً متخصصاً.
المبحث الثاني
التمييز القضائي للعقود اإلدارية
إزاء االنتقادات الموجهة لتحديد المشرع للعقود اإلدارية و سعي القضاء نحو توسيع اختصاصه ليشمل
عق وداً أخ رى لسد ما في التش ريع من نقص – تكفل القض اء ب البحث في الطبيعة القانونية للعقد وفق
معايير محددة من قب ل ،وفي حالة توفرها يك ون العقد إداري ا ً ويعكسه يبقي العقد ض من دائ رة الق انون
الخاص.
وقد ظهرت ه ذه المع ايير نتيجة لتط ور قض ائي طويل انتقلت فيه غلبة كل معي ار على األخر تباع ا ً .
وسنتكلم فيما يأتي عن المعايير التي اعتمدها القضاء و الفقه اإلداريان في تمييز العقود اإلدارية.
من المس لم به أن العقد ال ذي ال تك ون اإلدارة طرف ا ً فيه ال يعد عق داً إداري اً ،وه ذا الش رط تس تلزمه
المب ادئ العامة للق انون اإلداري ال ذي وجد ليحكم نش اط الس لطات اإلدارية أما العق ود ال تي ت برم بين
األفراد أو أشخاص القانون الخ اص األخ رى فأنها تعد من عق ود الق انون الخ اص ولو أب رمت لتحقيق
المصلحة العامة .
وأش خاص الق انون الع ام تتمثل بالدولة و ال وزارات و المؤسس ات اإلدارية التابعة لها فض الً عن
األشخاص العامة المحلية من محافظات ومدن وأحياء يضفي القانون عليها الشخصية المعنوية .
وفي هذا السبيل فقد استقر الرأي على استبعاد عقود القانون الخاص ولو حققت مصلحة عامة إال في
أح وال معينة بالقي اس إلى العق ود ال تي ت برم باسم اإلدارة ولحس ابها ،وقد ذهب القض اء اإلداري في
فرنسا ومصر إلى أن العقود التي تبرمها اإلدارة مع أشخاص القانون الخاص تعد إدارية إذا ما ظهر أن
أحد المتعاقدين قد تعاقد باسم اإلدارة ولحسابها متى توفرت الشروط األخرى من اتص ال العقد ب المرفق
العام وتضمينه شروطا ً استثنائية .
وقد طبقت محكمة التنازع هذا االتجاه في حكم له بشأن عقد أبرمته إحدى شركات االقتصاد المختلط مع
منشأة خاصة وتتلخص وقائع هذه القضية في أن شركة االقتص اد المختلط ال تي ك انت ملتزمة بتس وية
وتمهيد لقري تي " ماسي و انت وني " بالتعاقد مع منش أة خاصة لمعاونتها في القي ام به ذه األش غال
واعتبرت المحكمة في قرارها العقد إداريا ً على أساس أن شركة االقتص اد المختلط لم تتص رف إال باسم
قريتي " ماسي و انتوني " ولحسابها.
وقد س لكت محكمة القض اء اإلداري في مصر النهج نفسه في حكمها الص ادر في 1956-4-24ال ذي
جاء فيه" متى كان الثابت أن وزارة التموين بصفتها المش رفة على مرفق التم وين ب البالد ت دخلت في
أمر سلعة الشاي و اتخذت من اإلجراءات وأصدرت من التشريعات ما رأته كفيالً بتحقيق ما ته دف إليه
من توفير سلعة من السلع مع ضمان وصولها إلى المستهلكين بالسعر المحدد وقد اس تعملت في س بيل
ذلك س لطتها في االس تيالء على ه ذه الس لعة ،ووض عت القواعد ال تي تحكم تنظيم ت داولها وتوزيعها
وعهدت بذلك " لجنة توزيع الشاي " ثم المعبئين الذين أصبحوا مسؤلين عن توصيل ه ذه الس لعة بعد
تعبئتها إلى التجار في مختلف أنحاء البالد ،متى كان ث ابت مما تق دم ف إن ذلك في حقيقته يتض من أم راً
بتكليف ه ذه اللجنة بخدمة عامـة ومن ثم تك ون االتفقـات و العق ود ال تي تعقدهـا اللجنة هـي العق ود
إدارية".
ً
وال يمكن اعتبار هذا القرار خروجا على شرط أن تكون اإلدارة أحد طرفي العقد ،فإذا تعاقد ط رف من
العقد باسم اإلدارة ولحس ابها فإنه يعد نائب ا ً عن اإلدارة و تنص رف آث ار العقد إلى الجهة اإلداري ة ،ولو
أن محكمة القضاء اإلداري لم تبين بصورة واضحة هذه الفكرة .
ومن ثم فأن المعيار العضوي ال يكفي لوحده لتمييز العقد اإلداري ففي الكثير من األحي ان تك ون اإلدارة
ط رف في ه ذا العقد إال أنه يعد من عق ود الق انون الخ اص بيد أن ش رط وجودها طرف ا ً في العقد يبقى
شرطا ًأساسا ً إلضفاء الصفة اإلدارية عليه إذا ما عزز بالشروط األخرى التي يستلزمها القضاء كمعيار
لتمييز العقد اإلداري .
ومع ذلك فقد استقر القضاء اإلداري الفرنسي على وصف العقود بين شخصين من أش خاص الق انون
العام عقودا إدارية ما لم يثبت العكس .
ومن ذلك قرار محكمة التنازع ع ام 1938في حكم U.A.Pوحكم مجلس الدولة في 1988-1-8ال ذي
اعتبر فيها االتفاقات بين حاكم أحد المقاطعات بشأن تحديد توزيع المرافق العامة بين الدول و المحليات
من قبيل العقود اإلدارية.
ال يكفي العتبار العقد إداري ا ً أن تك ون اإلدارة أحد األط راف إنما يجب البحث فيما إذا ك ان العقد متعلق ا ً
بمرفق عام على وجه من الوجوه.
وبعد أن ك ان القض اء في فرنسا ومصر يتب نى المع نى العض وي للمرفق تط ورت أحكامه للجمع بين
المعنيين – ثم استقر فيما بعد على المعنى الموضوعي – فعرف المرفق العام بأنه النش اط ال ذي تت واله
الدولة أو األشخاص العامة األخرى ،مباش رة أو التعهد به إلى آخ رين ك األفراد أو األش خاص المعنوية
الخاصة ،ولكن تحت أشرافها ومراقبتها وتوجيهاتها وذلك إلشباع حاجات ذات نفع عام تحقيقا ً للص الح
العام .
ففي عام 1903أصدر مجلس الدولة الفرنسي حكمه في قضية " " Terrirالذي كان يمثل مع تقريره
مفوض الدولة " " Romieuنقطة تحول في قرارات مجلس الدولة ،فقد تعرض مفوض الدولة في
تقريره إلى النظرية اإلدارية الخاصة بوصفها معياراً لتوزيع االختصاص بين القضائين المدني و
اإلداري وورد في تقريره" وتتم هذه التفرقة بين ما اقترح تسميته باإلدارة العامة Gest - Publو
اإلدارة الخاصة Gest -Priveeأما على أساس طبيعة المرفق محل النظر وأما على أساس التصرف
الذي يتعين تقديره فقد يكون المرفق مع أهميته لشخص لعام ال يتعلق إال باإلدارة دومينه خاص ،وفي
هذه الحالة يعتبر الشخص العام يتصرف كشخص خاص ،كمالك في أوضاع القواعد العامة .ومن جهة
أخرى قد يحدث أن اإلدارة وأن تصرفت ال كشخص خاص ولكن كشخص عام لمصلحة مرفق عام
بالمعنى الحقيقي ال تتمسك باإلفادة من مركزها كشخص عام وتضع نفسها باختيارها في نفس أوضاع
الفرد سواء بإبرام أحد عقود القواعد العامة ذي طابع حدده التقنيين المدني بوضوح " استئجار عقار
مثال لتقر فيه مكاتب إدارة ما" ال يفترض بذاته تطبيق أية قاعدة خاصة بتسيير المرافق العامة".
ومن هذا التاريخ اتجهت آراء الفقه في األغلب إلى رأي مفاده أن اإلدارة إذا ما اتبعت أساليب القانون
العام فإن عقودها تنطبع بالطابع اإلداري أما إذا كانت أساليبها متشابهه ألساليب األفراد في القانون
الخاص فتكون عقودها مدنية أو تجارية.
وأخذت قرارات مجلس الدولة الفرنسية تتوالى مؤكدة االتجاه ذاته ومن ذلك حكم المجلس في -7-31
1912في قضية شركة الجرانيت ورد" ومن حيث أن العقد المبرم بين المدينة و الشركة خال من أي
أشغال تنفذها الشركة وكان محله الوحيد التوريد عند التسليم حسب قواعد وشروط العقود المبرمة بين
األفراد ،وإنه بهذا يثير الطلب منازعة ال يختص القضاء اإلداري بنظرها".
وعلى هذا األساس برزت فكرة العيار المزدوج في فرنسا التي تعد عقدا إداريا ً إذا كانت اإلدارة طرفا ً
فيه واتصل العقد بمرفق عام واتجهت نية اإلدارة إال األخذ بأسلوب القانون العام.
ومنذ ذلك الوقت برز مفهوم الشروط االستثنائية غير المألوفة التي تخرج عن المألوف في قواعد
القانون المدني معياراً رئيسيا ً ينهض إلى جانب معيار المرفق العام للتعبير عن نية اإلدارة في أتباع
أسلوب القانون العام.
فال يكفي وفق هذه النظرية اتصال العقد بمرفق عام إلضفاء الصفة اإلدارية على العقد مثلما ال يكفي
تضمن العقد لشروط استثنائية العتباره عقداً إدارياً.
وفي ذلك قضت المحكمة اإلدارية العليا في مصر أن عالقة العقد بالمرفق العام إذا كانت ضرورية لكي
يصبح العقد إداريا ً ليس كافية لمنحة تلك الصفة ،اعتبار بأن قواعد القانون العام ليست عالقة حتمية
بالمرفق إذ أنه مع اتصال العقد بالمرفق العام فإن اإلدارة قد ال تلجأ في أبرامة إلى أسلوب القانون العام
لما تراه من مصلحتها في العدول عن ذلك إلى أسلوب القانون الخاص.
وبالرغم من التأييد الكبير الذي حظيت به فكرة المعيار المزدوج حاول أنصار نظرية المرفق العام
إحياء نظريتهم و االكتفاء بها معياراً وحيداً لتمييز العقد اإلداري واستبعاد وسائل القانون العام ممثلة
في الشروط االستثنائية عن طريق أساليب عدة لعل من أهمها نظرية اشتراك المتعاقد في تسيير
المرفق العام.
المبحث الثالث
التعريف بأهم أنواع العقود اإلدارية
تبرم اإلدارة أنواعا ً مختلفة من العقود اإلدارية ،منها عقود نظمها المشرع بأحكام خاصة ونص عليها
في القانون المدني ومنها ما ورد عليه النص في الئحة العقود اإلدارية ،ومنها ما ترك تحديده للقضاء
اإلداري .
وفي هذا المبحث سنتناول أهم ثالثة عقود إدارية أشارت إليها اغلب التشريعات العربيه ,
وقد سعى المشرع العراقي نحو تنظيم أحكام عقد االلتزام ليكفل حسن سير المرفق محل االلتزام ومن
ذلك ما نص عليه ا القانون المدني العراقي بخصوص المساواة بين المنتفعين في المرفق .
وتمارس اإلدارة في مواجهة الملتزم سلطة الرقابة واإلشراف على ممارسة عمله وفقا ً لشروط العقد
والقواعد األساسية لسير المرافق العامة .
على أن ال تصل سلطة اإلدارة في إصدار قراراتها بمناسبة سلطة الرقابة حدا يغير من طبيعة االلتزام
وتعديل جوهره أو أن تحل محل الملتزم في إدارة المرفق وإال خرج عقد االلتزام عن مضمونه ،وتغير
استغالل المرفق إلى اإلدارة المباشرة .
ثانيا ً :عقد األشغال العامة :
عرفت احكام القضاء االداري المختلفه عقد األشغال العامة بانه عقد مقاولة بين شخص من أشخاص
القانون العام وفرد أو شركة بمقتضاه يتعهد المقاول بعمل من أعمال البناء أو الترميم أو الصيانة
مقابل ثمن يحدد في العقد .
ومن هذا التعريف يتبين أنه يتميز عقـد األشغال العامـة بتوافر العناصر التالية:
-1أن يتعلق موضوع العقد بعقار .ويشمل ذلك أعمال البناء والترميم والصيانة الواردة على عقار .
وكذلك بناء الجسور وتعبيد الطرق وما إلى ذلك .
ويخرج من نطاق األشغال العامة العقود الواردة على منقول مهما كانت ضخامته ,فلم يعتبر القضاء
اإلداري في فرنسا من عقود األشغال العامة االتفاقات التي يكون محلها إعداد أو بناء أو ترميم سفينة
أو حظيرة متحركة للطائرات .
وقد توسع مجلس الدولة الفرنسي في مفهوم األشغال العامة وأدخل في اختصاصه كثيراً من العقود
التي تتعلق بصيانة األموال العامة من قبيل أعمال التنظيف والرش في الطرق العامة ،وعقود توريد
ونقل المواد الالزمة لألشغال العامة ،وكذلك عقود تقديم مساعدة مالية أو عينية لتنفيذ أشغال عامة .
-2أن يتم العمل لحساب شخص معنوي .سواء كان العقار محل األشغال مملوكا ً لشخص عام أم
مملوكا ً لشخص من أشخاص القانون الخاص لكن العمل قد تم لحساب شخص معنوي عام .
كذلك اعترف القضاء اإلداري الفرنسي بصفة األشغال العامة ألشغال المرافق العامة الصناعية
والتجارية التي تدار باإلشراف مباشر من مؤسسات عامة .
أو األشغال التي تقوم بها البلدية من تلقاء نفسها في عقار مهدد بالسقوط لكفالة الطمأنينة العامة.
الفصل الثالث
إبرام العقــود اإلداريـــة
ال تملك اإلدارة حرية واسعة عند التعاقد ،مثلما هو الحال في إبرام األفراد عقودهم .إذ فرض المشرع
جملة من القيود و اإلجراءات تلتزم اإلدارة بأتباعها حفاظا ً على المصلحة العامة و المال العام.
وقد أكدت محكمة القضاء اإلداري المصرية هذا االتجاه عندما قضت" من حيث أن األصل في كيفية
إبرام العقود اإلدارية و التي يشتد فيها القيد على حرية جهة اإلدارة عند تعاقدها يرجع إلى أن الشارع
هو الذي يستقل ببيان طريقة إبرام العقود العامة وهو في هذا السبيل يسعى إلى إدراك هدفين كبيرين
األول :تحقيق أكبر وفر مالي للخزينة العامة ،وهذا يستلزم بداهة التزام جهة اإلدارة اختيار المتعاقد
الذي يقدم أفضل الشروط والضمانات المالية والثاني :مراعاة المصلحة اإلدارية ويتطلب تبعا ً لذلك
تمكين جهة اإلدارة من أن تختار أكفا ً المتقدمين ألداء الخدمة التي تحرص هي على تحقيقها ".
وسنتناول في هذا الفصل طرق وأساليب اختيار المتعاقد مع اإلدارة ثم نبحث في إجراءات التعاقد وفقا ً
لما ورد بهذه الالئحة وفي مبحثين.
المبحث األول
طرق إبرام العقود اإلدارية
تتبع إدارة أساليب عدة في إبرام عقودهما اإلدارة.وفي هذا المجال بينت الئحة العقود اإلدارية طرق
أساسية إلبرام العقود اإلدارية أوردتها المادة العاشرة من الالئحة هي:
-1المناقصة .
-2الممارسة .
-3التكليف المباشرة.
-4المزايدة العامة .
أوالً :المناقصة :
يقوم نظام المناقصة على أساس وجود عدد من الراغبين في التعاقد مع اإلدارة ،يتنافسون فيما بينهم
لتقديم العطاءات تختـار اإلدارة أفضلها سعراً وشروطاً.
وتلجأ اإلدارة إلى هذا األسلوب عندما تريد الحصول على الخدمات و السلع مثلما وهو الحال في العقود
األشغال العامة و التوريد ،وال يجوز العدول عن أسلوب المناقصة إال في حاالت خاصة.
إذ ورد في المادة الحادية عشر "تبرم عقود األشغال ،وعقود التوريد وغيرها من التوريد وغيرها من
العقود اإلدارية – بصفة عامة – بطريقة المناقصة العامة وال يجوز العدول عن طريق المناقصة العامة
إلى طريق آخر من طرق التعاقد ..إال لمقتضى يستند إلى أحكام هذه الالئحة".
وتقوم المناقصة على ثالثة مبادئ رئيسية هي:
-1اإلعالن عن المناقصة .
-2حرية المنافسة.
-3المساواة بين المتنافسين.
.1اإلعالن عن المناقصة :
إعالن اإلدارة عن رغبتها بالتعاقد شرط ضروري لضمان فرص متساوية للراغبين بالتعاقد تتيح لهم
تقدير كلفة المشروع موضوع العقد ونوع الخدمات المراد تقديمها وشروطها.
إذا يتوجب على اإلدارة أن تضع مواصفات تفصيلية كاملة وجداول الكميات التي تبين لألفراد البنود و
اإلجراءات الواجب اتباعها في تنفيذ العقد و الجزاءات التي يمكن توقيعها على المتعاقد في حالة
اإلخالل بأحكامه أو التأخر في تنفيذه.إضافة إلى صفة المناقصة وشروط العقد العامة.
وتتولى لجنة العطاءات اإلعالن عن المناقصة بناء على قرار الجهة المختصة بعد التحقق من صدور
األذن من الجهة المختصة.
.2حرية المنافسة :
من مقتضيات هذا المبدأ إعطاء الحق لكل المقاولين أو الموردين المنتمين للمهنة التي تختص بنوع
النشاط الذي تريد اإلدارة التعاقد عليه ،أن يتقدموا بعطاءاتهم بقصد التعاقد مع أحدهم وفق الشروط
التي تضعها هي.
وال يجوز لإلدارة أن تبعد أيا ً من الراغبين في التعاقد و المنتمين إلى هذه المهنة من االشتراك في
المناقصة.
ويقوم أساس المنافسة الحرة في نظر األستاذ De Laubadereعلى فكرة الليبرالية االقتصادية
القائمة على حرية المنافسة ،وفكرة المساواة بين األفراد في االنتفاع من خدمات المرافق العامة.
باإلضافة إلى أن هذا المبدأ يقوم على أساس وقوف اإلدارة موقفا ً حياديا ً إزاء المتنافسين ،فهي ليست
حرة في استخدام سلطتها التقديرية بتقدير فئات المقاولين التي تدعوها وتلك التي تبعدها.
إال أن هذا المبدأ ال يسري بإطالقه،إذ ترد علية قيود تقتضيها المصلحة العامة،تسمح لإلدارة إبعاد
بعض الراغبين بالتعاقد مؤقتا أو نهائيا من التعاقد مع اإلدارة.
المبحث الثاني
إجراءات التعـــاقـــد
يمر التعاقد في العقود اإلدارية بأربع مراحل ،حددها المشروع في الئحة العقود اإلدارية وأوجب
اتباعها وهي :
المرحلة األولى :استيفاء اإلجراءات الشكلية السابقة على التعاقد.
المرحلة الثانية :تقديم العطاءات.
المرحلة الثالثة :فظ المظاريف و البت فيها.
المرحلة الرابعة :إبرام العقد .
المرحلة األولى :استيفاء اإلجراءات الشكلية السابقة على التعاقد.
يتطلب القانون أن تستكمل اإلدارة بعض اإلجراءات الشكلية قبل إبرام العقد وأهمها :
-1االعتماد المالي.
-2دراسة الجدوى .
-3الحصول على تصريح بالتعاقد.
)1االعتماد المالي -:
اإلدارة ال تستطيع التعاقد أو إجراء أي تصرف يرتب عليها التزامات مالية ،ما لم يتوفر لديها االعتماد
المالي الالزم ،كذلك تلتزم اإلدارية أن بعدم تجاوز حدود هذا االعتماد المالي .ويترتب على مخالفة
اإلدارة لهذا االلتزام مسئوليتها القانونية.
وقد أوجبت المادة الثامنة من الئحة العقود اإلدارة تراعي الجهات اإلدارية حدود االعتماد قبل إبرام أي
عقد من العقود اإلدارية باستثناء األعمال أو المشروعات التي تتم بالجهد الذاتي أو التطوعي أو العمل
الجماعي المنظم ،وال يجوز التعاقد على أي عمل أو مشروع غير مدرج بالخطة أو الميزانية .كما ال
يجوز التعاقد إال في حدود االعتمادات المدرج بالخطة و الميزانية للعمل موضوع العقد.
وهنا البد من التساؤل حول مآل العقد الذي يبرم مخالفا ً لشرط توافر االعتماد المالي أو متجاوزا
لحدوده .
وفي هذا المجال نجد أن القضاء و الفقه اإلداريين قد أستقرا على اعتبار تصرف اإلدارة بإبرام عقودها
اإلدارية بهذه الظروف يكون صحيحا ً وملزما ً إلطرافه( ) مع ما يشكله من استحالة تنفيذ اإلدارة
اللتزاماتها المالية في مواجهة المتعاقد معها مما يرتب مسئوليتها القانونية.
وقد بررالقضاء االداري القضاء ذالك بضرورة حماية األفراد في تعاقدهم مع اإلدارة كون عالقتهم مع
اإلدارة فردية وليست تنظيمية مع وجوب عدم زعزعة الثقة اإلدارية.
ووفقا ً للقواعد العامة في التعاقد ال يمنع تعاقد اإلدارة في هذه الحالة ،من مطالبة المتعاقد فسخ العقد
لعدم تنفيذ اإلدارة التزاماتها المالية المستحقة لصالحها مع التعويض إذا كان لها مقتضى .
)2دراسة الجدوى :
يوجب المشرع قبل المباشرة بأي إجراء من اإلجراءات التعاقد دراسة موضوع العقد وإجراء
استشارات متعددة في سبيل إنجاز المشروعات وفقا ً للمواصفات المطلوبة في الخطة مع مراعاة حدود
االعتماد المالي المخصص.
ونعتقد أن هذه الضوابط ال تعدو أن تكون توجيهات لإلدارة تستنير بها قبل اإلقدام على التعاقد ومع
نص المشرع على وجوب اتباعها ،ال يترتب على مخالفة ذلك اعتبار العقد باطالً.إذ أن دراسة الجدوى
من التعاقد في هذين النصين ال تبلغ حد االستشارة اإللزامية أو األذن بالتعاقد .وال يترتب على مخالفة
اإلدارة لهذه الضوابط إال مسئوليتها أمام السلطة اإلدارية العليا.
)3التصريح بالتعاقد :
يشترط قبل إبرام العقد اإلداري الحصول على أذن الجهة المختصة التي يحددها القانون ،وبعكس ذلك
ال يجوز لإلدارة مباشرة أي إجراء من إجراءات التعاقد .
ويترتب على ذلك أن العقد الذي تبرمه اإلدارة دون الحصول على األذن معدوما من الناحية القانونية
وال يجوز تصحيحه بصدور إذن الحق.
وعلى ذلك ال تتوافر الرابطة التعاقدية بين اإلدارة و الطرف األخر ،ويملك هذا األخير المطالبة
بالتعويض الذي لحق به على أساس المسئولية التقصيرية إذا كان له مقتضى.
المرحلة الثانية :تقديم العطاءات :
خالل المدة التي يحددها اإلعالن يتقدم الراغبون بالتعاقد بعطاءاتهم ،وال يعتد بالعطاءات بعد هذه المدة.
إال إذا قررت لجنة العطاءات تمديد مدة قبول العطاءات ألسباب تتعلق بقلة عدد العطاءات المقدمة
بالنسبة ألهمية المشروع ،أو عندما تطلب مد الميعاد أغلبية الشركات أو المنشآت التي دعيت
للمناقصة أو طلب ذلك عدد كبير من الشركات أو المنشآت الراغبة في التقدم للمناقصة.
محتويات العطاء:
وإذا تم تقديم العطاء فيجب توافر مجموعة من المعلومات و المواصفات التي يتعلق بعضها بالراغب
بالتعاقد بينما يتعلق القسم األخر بالمشروع موضوع المناقصة .وهذه المعلومات ينبغي أن تكون
واضحة ودقيقة بشكل ال يسمح بوجود لبس أو تفسير خاطئ.
وقد استقر التعامل على وجوب احتواء العطاء على ما يأتي :أوالً :اسم ولقب وعنوان الراغب
بالتعاقد وتوقيعه شخصيا ً على العطاء .وإذا كان مقدم العطاء شركة فيجب تقديم عقد تأسيس هذه
الشركة ونوعها ومقدار رأس مالها .
ثانيا ً :بيان طريقة وأسلوب إنجاز المشروع ونوع المكائن و اآلالت التي يعتزم الراغب بالتعاقد
استعمالها في التنفيذ
ثالثا :قائمة تتضمن األعمال المماثلة التي قام به مقدم العطاء.
رابعاً :الوثائق التي تؤيد أن مقدم العطاء غير محروم من التعامل مع الجهات اإلدارية أو مستبعد من
التقدم للتعامل معها وأنه لم يسبق أن أدين بجناية أو جنحة مخلة بالشرف أو األمانة
خامساً :قائمة باألسعار التي يقترح الراغب بالتعاقد ،التعاقد بها.
سادساً :أن يرفق مع العطاء التأمين االبتدائي أو المؤقت.
وال يلتفت إلى العطاءات غير مصحوبة بهذا التأمين في الكثير من التشريعات وبعضها يستعيظ عنه
بخطاب ضما وهذا الشرط يضمن جدية التقدم للمناقصة ،وهو من الشروط األساسية للنظر في العطاء،
ومع ذلك يجوز لمقتضيات المصلحة العامة وبموافقة الجهة طالبة التعاقد النظر في العطاءات غير
مصحوبة بالتأمين ابتدائي ،إذا ما قدم صاحب العطاء أشعار من المصرف بمباشرته إجراءات إصدار
التأمين.
إرساء المناقصة ال يعني إلزام اإلدارة بإبرام العقد مع من رسى عليه العطاء فال يعد قرار اإلرساء آخر
إجراءات التعاقد وإنما هو إجراء تمهيدي ينتهي بصورة قرار باعتماد اإلرساء من الجهة المختصة.
ال نزاع في أن للجهات اإلدارية السلطة تقديرية في إبرام العقود بعد فحص العطاءات وإرسائها على
المتعهدين ،ذلك أن تطرح المناقصة في السوق وتقديم العطاءات عنها وفحصها وإرسائها على صاحب
أفضل عطاء كل ذلك ما هو إال تمهيد للعقد الذي تبرمه الحكومة مع المتعهد ومن ثم فهي تملك كلما
رأت أن المصلحة العامة تقضي بذلك إلغاء المناقصة و العدول عنها دون أن يكون لصاحب العطاء أي
حق في إلزامها بإبرام العد أو المطالبة بأي تعويض عن عدم إبرامه.
الفصل الرابع
الحقوق وااللتزامات الناشئة عن العقد اإلداري
إذا أبرم العقد اإلداري فإنه يترتب عليه جملة من اآلثار على طرفيه المتعاقدين ،تتمثل في الحقوق
وااللتزامات التي تتمتع بها اإلدارة من جهة وما يقابلها من حقوق والتزامات يتمتع بها المتعاقد من
جهة أخرى .
وبسبب الطبيعة الخاصة للعقود اإلدارية فإن ما تملكه اإلدارة من امتيازات يفوق ما يتمتع به المتعاقد
اآلخر باعتبار أنها تسعى نحو تحقيق الصالح العام .ومن قبيل هذه االمتيازات سلطتها في الرقابة
والتوجيه وسلطتها في توقيع الجزاءات على المتعاقد وسلطة تعديل شروط العقد بإرادتها المنفردة .
وعلى ذلك سنتناول حقوق والتزامات المتعاقدين في العقد اإلداري في مبحثين :
المبحث األول :سلطات اإلدارة في مواجهة المتعاقد معها .
المبحث الثاني :حقوق المتعاقد في مواجهة اإلدارة .
المبحث األول
سلطات اإلدارة في مواجهة المتعاقد معها
مع أن العقود اإلدارية تتفق مع عقود القانون الخاص في أنها تنشئ بين األطراف حقوقا ً والتزامات
متبادلة ،غير إنها تختلف من حيث عدم تسليمها بقاعدة المساواة بين المتعاقدين ،فتتمتع اإلدارة
بحقوق وامتيازات ال يتمتع بمثلها المتعاقد ترجيحا ً للمصلحة العامة على المصلحة الخاصة للمتعاقد .
وفي ذلك تنص المحكمة اإلدارية العليا في مصر في حكم لها " :فبينما مصالح الطرفين في العقد
المدني متساوية ومتوازنة إذا بكفتي المتعاقدين غير متكافئة في العقد اإلداري تغليبا ً للمصلحة العامة
على المصلحة الفردية من ذلك سلطة اإلدارة في مراقبة تنفيذ شروط العقد وتوجيه أعمال التنفيذ
واختيار طريقته وحق تعديل شروطه المتعلقة بسير المرفق وتنظيمه والخدمة التي يؤديها وذلك
بإرادتها المنفردة حسبما تقتضيه المصلحة العامة دون أن يتحدى الطرف اآلخر بقاعدة العقد شريعة
المتعاقدين وكذا حق توقيع جزاءات على المتعاقد وحق فسخ العقد وإنهائه بإجراء إداري دون رضاء
هذا المتعاقد إنهاء مبتسراً دون تدخل القضاء".
وعلى ذلك نبين فيما يأتي حقوق وسلطات اإلدارة في مواجهة المتعاقد معها في المجاالت اآلتية :
أوالً :سلطة الرقابة والتوجيه .
ثانيا ً :سلطة توقيع الجزاءات على المتعاقد .
ثالثا ً :سلطة تعديل شروط العقد .
رابعا ً :سلطة إنهاء العقد .
أوالً :سلطة الرقابة والتوجيه Le pouvoir de control et surveillance
تتمتع اإلدارة بحق الرقابة واإلشراف على تنفيذ العقد ،كما تملك سلطة توجيه المتعاقد وإصدار األوامر
والتعليمات الالزمة لهذا التنفيذ .
وغالبا ً ما تشترط اإلدارة ضمن نصوص عقودها اإلدارية أو في دفاتر الشروط العامة والخاصة التي
تحيل عليها ،حقها في إصدار القرارات التنفيذية التي تخضع التنفيذ لتوجيهها وتراقب المتعاقد في
تنفيذ التزاماته .
فاإلدارة عندما تتعاقد مع األشخاص ال تتخلى عن مسئوليتها للمتعاقد معها ،إنما تعاون المتعاقد في
تسيير المرفق تحت إشرافها ورقابتها ،ويكون لزاما ً عليها الرقابة والتوجيه أثناء عمل المتعاقد في
تنفيذ العقد .
ولهذه السلطة نظيرها في عقود القانون الخاص أما في العقود اإلدارية فأن اإلدارة تملك سلطات أوسع
تتعدى الرقابة إلى توجيه المتعاقد إلى كيفية التنفيذ والتدخل باختيار الطريقة المناسبة للتنفيذ .
وحق اإلدارة في الرقابة والتوجيه يختلف في مداه من عقد إداري إلى آخر ،فهي محدودة في عقد
التوريد وأكثر اتساعا ً في عقود األشغال العامة إذ أن اإلدارة غالبا ً ما تمارس هذه السلطة عن طريق
إرسال مهندسيها لزيارة موقع العمل والتأكد من سير العمل وفقا ً للمدى الزمني المحدد ووفقا ً
للمواصفات المذكورة في العقد وإصدار األوامر المناسبة في هذا المجال .شريطة أن تكون هذه
التعليمات الزمة لتنفيذ العمل .
ومن قبيل رقابة اإلدارة وأشرفها على تنفيذ عقودها حق اإلدارة في التدخل في عالقة المتعاقد
بمستخدميه وعماله ،وتنظيم ساعات العمل وتحديد األجور الخاصة بهم .
غير أن السلطة ليست مطلقة إذ أن اإلدارة تلتزم بعدم التعسف باستخدامها لتحقيق أغراض خاصة ال
تتعلق بالمصلحة العامة .ومن جانب أخر يجب أن ال تؤدي الرقابة والتوجيه إلى حد تغيير طبيعة العقد
.
المبحث الثاني
حقوق المتعاقد في مواجهة اإلدارة
مثلما تملك اإلدارة حقوق في مواجهة المتعاقد معها ،فإن األخير يتمتع بحقوق متماثله وتتمثل هذه
الحقوق في حقه في الحصول على المقابل النقدي وحقه في اقتضاء بعض التعويضات ،وأخيراً حقه في
ضمان التوازن المالي للعقد.
أوالً :المقابل النقدي -:
يسعى المتعاقد مع اإلدارة لتحقيق مصالح مادية من وراء تعاقده تتمثل بالمقابل النقدي للسلع أو
الخدمات التي قدمها لإلدارة وفقا ً اللتزاماته التعاقدية .
وتختلف طبيعة هذا المقابل باختالف العقود اإلدارية ،ففي عقد االمتياز يتمثل بما يحصل عليه المتعاقد
من رسوم تفرض على المنتفعين من خدمات المرفق ،أما في عقود التوريد واألشغال العامة ،قد يكون
بشكل الثمن الذي تدفعه اإلدارة نظير السلع التي تم توريدها أو األشغال التي تم تنفيذها.
والقاعدة فيما يخص المقابل المادي تنص على أن ال يدفع إال بعد إنتهاء تنفيذ العقد ،وتسوية الحساب
الختامي إال في بعض الحاالت التي تتعلق بطبيعة العقد الذي يتطلب تنفيذه مدة طويلة.
-2أن يكون الفعل الضار صادراً من جهة اإلدارة المتعاقدة :ومع ذلك فإذا صدر هذا الفعل من جهة
أخرى ال يمنع من تطبيق نظرية الظروف الطارئة إذا توافرت شروطها ،ويستوي أن يكون هذا الفعل
قد صدر بشكل تشريع أو قرار إداري.
-3أن ينتج عن هذا الفعل ضرر للمتعاقد :ويتمثل هذا الضرر في زيادة أعباء تنفيذ شروط التعاقد إلى
حد يخل بالتوازن المالي للعقد ،وال يشترط في هذا الضرر درجة معينة من الجسامة ،فقد يكون جسميا ً
أو يسيراً وبهذا تختلف نظرية فعل األمير عن نظرية الظروف الطارئة التي تتطلب إصابة المتعاقد
بضرر جسيم لتطبيقها .
-4أن ال تكون اإلدارة المتعاقدة قد أخطأت بعملها الضار :يشترط لتطبيق هذه النظرية أن تتصرف
اإلدارة في حدود سلطتها المعترف بها وأن ال تكون اإلدارة قد أخطأت باتخاذ هذا العمل .
فاإلدارة تسأل في نطاق هذه النظرية بصرف النظر عن قيام خطأ في جانبها ،ذلك أن المسئولية هنا
تكون مسئولية عقدية بال خطأ أما إذا انطوى تصرفها على خطأ ،فإنها تسأل على أساس هذا الخطأ .
-5أن يكون اإلجراء الذي أصدرته اإلدارة غير متوقع :يشترط لتطبيق هذه النظرية أن يكون اإلجراء
أو التشريع الجديد غير متوقع الصدور وقت التعاقد ،فإن المتعاقد مع اإلدارة يكون قد أبرم العقد وهو
مقدر لهذه الظروف األمر الذي يترتب عليه تعذر االستناد إليها.
ومن المستقر في هذا المجال أن شرط عدم التوقع ال ينصرف إلى أصل الحق في التعديل ،فهذا التعديل
متوقع من اإلدارة دائماً ،ولكن عدم التوقع هو في حدود هذا التعديل
-3أن يؤدي الظرف الطارئ إلى إلحاق خسائر غير مألوفة ومن شأن هذه الخسائر أن تؤدي إلى
اضطراب في التوازن المالي للعقد ،وإرهاق المتعاقد.
وعلى ذلك فإن حدوث خسائر بسيطة للمتعاقد ال تسمح باالستفادة من هذه النظرية التي تستلزم أن
تكون الخسارة الناشئة عن الظرف الطارئ تجاوز الخسارة العادية المألوفة .
هذا ومن الواجب أن ينظر إلى العقد بمجمله لتحديد مدى اإلرهاق الذي لحق بالمتعاقد فال ينظر إلى
جانب من جوانب العقد الذي من الممكن أن يكون مجزيا ً ومعوضا ً عن العناصر األخرى ،التي أدت إلى
الخسارة .
-4أن يستمر المتعاقد في تنفيذ العقد :
لكي يتمكن القاضي من رد االلتزام المرهق إلى الحد المعقول يجب أن يكون االلتزام قائما ً ولم يتم
تنفيذه ،وهذا الشرط يستلزم أن يكون العقد من شانه أن يمتد مدة من الزمن تسمح بتحقيق الظروف
الطارئة ،ويحصل ذلك في الغالب في عقود امتياز المرافق العامة وعقود التوريد واألشغال العامة .
اآلثار المترتبة على تطبيق نظرية الظروف الطارئة -:
أن تطبيق نظرية الظروف الطارئة متى توافرت شروطها ال تعفى المتعاقد من تنفيذ التزاماته فالمتعاقد
يبقى ملزما باالستمرار في تنفيذ العقد ،وهذا ما يميز نظرية الظروف الطارئة عن القوة القاهرة التي
تجعل تنفيذ االلتزام مستحيالً .
كما تختلف نظرية الظروف الطارئة عن نظرية عمل األمير في أنه يترتب على تحقق عمل األمير
تعويض المتعاقد تعويضا ً كامالً يشمل ما لحق المتعاقد من خسارة وما فاته من كسب أما في نظرية
الظروف الطارئة فإن التعويض ال يغطي إال الخسائر التي نجمت عن الظرف الطارئ والتي تجاوزت
الحدود المعقولة .
وقد بينت المحكمة اإلدارية العليا هذا المبدأ بقولها "أن التعويض الذي تلتزم به جهة اإلدارة ال
يستهدف تغطية الربح الضائع – أيا ً كان مقداره أو الخسارة العادية المألوفة في التعامل – وإنما
أساسه تحمل الجهة اإلدارية المتعاقدة لجزء من خسارة محققة وفادحة"( ).
واإلدارة في سبيل تعويض المتعاقد ،قد تتفق مع المتعاقد على تعديل العقد وتنفيذه بطريقة تخفف من
إرهاقه وتتحمل بعض عبء هذا اإلرهاق بالقدر الذي يمكن المتعاقد من االستمرار بتنفيذ العقد ،وإذا
لم يتم هذا االتفاق فإنه للقضاء أن يحكم بتعويض المتعاقد استناداً إلى التفسير المعقول للعقد ( ).
هذا ويتميز حق التعاقد في اقتضاء التعويض وفق نظرية الظروف الطارئة بأنه حق مؤقت ينقضي
بانقضاء الظرف الطارئ ،فال يتصور أن يستمر طويالً ،ويملك أي من المتعاقدين أن يفسخ العقد وذلك
باالستناد إلى نظرية القوة القاهرة التي تجعل تنفيذ االلتزام مستحيالً ويكون الفسخ أما بحكم قضائي أو
قرار إداري ومن الممكن أن يكون حكم المحكمة بالفسخ مصحوبا ً بالتعويض إذا كان له مقتضى .
ومن المالحظ هنا أنه ال يجوز االتفاق على إعفاء اإلدارة من التعويض استناداً إلى نظرية الظروف
الطارئة ويعد باطالً اشتراط اإلدارة ذلك لمخالفته للنظام العام .
-3نظرية الصعوبات المادية غير المتوقعة .Theorie des Suj etions imprevuse
يصادف المتعاقد مع اإلدارة في بعض األحيان وخاصة في عقود األشغال صعوبات مادية غير متوقعة
لم تدخل في حساب طرفي العقد عند التعاقد ،وتجعل تنفيذ االلتزام أشد وطأة على المتعاقد مع اإلدارة
وأكثر كلفة.
وفي هذه الحالة درج القضاء اإلداري في فرنسا على ضرورة تعويض المتعاقد إذا أدت الصعوبات التي
واجهته إلى قلب اقتصاديات العقد ،على أساس أن النية المشتركة ألطراف العقد اتجهت إلى أن األسعار
المتفق عليها في العقد أنما وضعت في ظل الظروف العادية وأن أي زيادة في األسعار بسبب
الصعوبات المادية غير المتوقعة تتطلب تقدير خاص يتناسب معها.
وغالبا ً ما تظهر هذه الصعوبات في صورة ظواهر طبيعية كما لو صادفت المتعاقد لحفر نفق كتل
صخرية بالغة الصالبة لم يكن في وسعة توقعها رغم ما اتخذه من حيطة ودراسات للمشروع قبل
التنفيذ .
وقد طبق القضاء اإلداري المصري هذه النظرية فقضت محكمة القضاء اإلداري بتاريخ 1957-1-20
" ومن حيث أن المدعى يؤسس طلب التعويض – في هذه الحالة -على النظرية المعروفة بنظرية
الصعوبات غير المتوقعة ،وهي من النظريات التي ابتكرها الفقه والقضاء اإلداري ،مقتضاها أنه عند
تنفيذ العقود اإلدارية وبخاصة عقود األشغال العامة قد تطرأ صعوبات مادية استثنائية لم تدخل في
حساب طرفي العقد وتقديرهما عند التعاقد ،وتجعل التنفيذ أشد وطأة على المتعاقد مع اإلدارة وأكثر
كلفة ،فيجب من باب العدالة تعويضه عن ذلك بزيارة األسعار المتفق عليها في العقد زيادة تغطي جميع
األعباء والتكاليف التي تحملها اعتباراً بأن األسعار المتفق عليها في العقد ال تسري أال على األعمال
العادية المتوقعة فقط ،وأن هذه هي نية الطرفين المشتركة ،والتعويض هنا ،ال يتمثل في معاونة مالية
جزئية تمنحها جهة اإلدارة للمتعاقد معها بل يكون تعويضا ً كامالً عن جميع األضرار التي يتحملها
المقاول ،وذلك بدفع مبلغ إضافي له على األسعار المتفق عليها"..
شروط تطبيق نظريه الصعوبات المادية
يشترط لتطبيق هذه النظرية توافر الشروط آالتية -:
-1أن تكون الصعوبات مادية :وترجع هذه الصعوبات في الغالب إلي ظواهر طبيعية ترجع إلى طبيعة
طبقات التربة محل العقد كأن يكتشف المتعاقد أن األرض المراد تنفيذ العقد فيها ذات طبيعة صخرية
مما يقتضي زيادة مرهقة في النفقات و التكاليف ،أو يفاجأ المتعاقد بوجود طبقات غزيرة من الـمياه
تحتاج إلى نفقات غير عـاديه في سحبها وتجفيفها ) ( .
كما قد ترجع الصعوبات إلى فعل الغير ،وليس إلى ظواهر طبيعية ،كوجود قناة مملوكة
لشخص ولم يشر إليها أو مواصفاته .
-2أن تكون الصعوبات المادية استثنائية وغير عاديه :اشترط القضاء لتطبيق هذه النظرية مثال إذا
كانت الطبقة الصلبه من التربة لمساحة محدودة وانما يجب أن تكون بامتداد غير عادى ولمساحة
واسعه أو بنسبة كبيره من مجموع المنطقة محل العقد .
ويترك للقاضي مسألة ما إذا كانت الصعوبات المادية ذات طابع استثنائي من عدمه ويختلف ذلك حسب
الحاالت المعروضة كل على حده .
-3أن تكون الصعوبات المادية طارئة أو غير متوقعه :يشترط لتطبيق هذه النظرية أن تكون
الصعوبات المادية طارئة وغير متوقعه وقت التعاقد كأن يفاجأ المتعاقد بحاله لم يكن قد توقعها البناء
على دفتر الشروط والفى دراساته االوليه المشروع أو على الرغم مما نبه إليه أوما اتخذه من حيطه ال
تفوت على الشخص البصير باألمور قبل اإلقدام على المساهمة في تسيير المرفق العام والتعاقد بشأنه
.
-4أن يكون من شأن هذه الصعوبات أن تلحق اضطراب في التوازن المالي للعقـد :
وعلى ذلك فإذا كان من شأن الصعوبات أن تلحق بالمتعاقد خسائر بسيطة فانه ال يسمح باالستفادة في
هذه النظرية فمن الواجب أن يصل الضرر حدا يتجاوز الخسارة المألوفة ليقلب اقتصاديات العقد ويتبين
،هذا من مقدار النفقات والتكاليف التي ينفقها المتعاقد زيادة على القيمة االجمالية للعقد.
-5أن تكون الصعوبات من غير عمل أحد طرفي العقد :يشترط لتطبيق هذه النظرية أن ال يكون
للمتعاقد دخل في أحداث الصعوبات أو زيادة آثارها خطورة وأن يثبت انه لم يكن في وسعه توقى
آثارها وانه لم يخرج على شروط العقد أثناء قيامه بتنفيذ التزاماته .
ويشترط من جانب آخر أن ال يكون لالداره دخل في وجود تلك الصعوبات وأن كان يمكن االستفادة من
نظريه عمل األمير في هذا المجال .
-6أن يستمر المتعاقد في تنفيذ العقد :لكي يستفيد المتعاقد من هذه النظرية يجب أن يستمر في تنفيذ
العقد رغم الصعوبات المادية التي يواجهها ،فإذا توقف فانه يتعرض للجزاءات المتر تبه على إخالله
بتنفيذ العقد ويفقده الحق في المطالبة بالتعويض استناداً إلى هذه النظرية .
وفى هذا تتفق نظريه الصعوبات الماد يه غير المتوقعة مع نظرتي الظروف الطارئة وعمل األمير التي
ال تؤدى إلى تحلل المتعاقد من التزاماته .
الفصل الخامس
نهاية العقود اإلدارية
تنتهي العقود اإلدارية بالطرق الطبيعية النتهاء العقود في ظل القانون الخاص ،أما بتنفيذ االلتزامات
الناشئة عنها ،أو بانقضاء مدتها وقد تنتهي العقود اإلدارية نهاية طبيعية أو مبتسرة قبل أجلها
الطبيعي.
وسنتناول في هذا الفصل هاتين الطريقتين النتهاء العقود اإلدارية في مبحثين ،نخصص األول للبحث
في انقضاء العقود اإلدارية بالطريق العادي ،ونبين في المبحث الثاني حاالت االنقضاء المبتسر .
المبحث األول
االنقضاء العادي للعقد اإلداري
ينقضي العقد اإلداري مثلما هو الحال في عقود القانون الخاص بتنفيذ موضوعه أو بانتهاء المدة
المحددة له:
أوالً – انقضاء العقد بتنفيذ االلتزامات المترتبة على طرفيه تنفيذاً كامالً :
يينقضي عقد األشغال العامة بتنفيذ تلك األشغال واستالم المتعاقد الثمن ،كذلك ينتهي عقد التوريد
بإتمام تسليم البضائع محل التوريد واستالم المتعاقد الثمن من اإلدارة .
ثانيا ً :انقضاء العقد اإلداري بانتهاء المدة المحددة له:
متى كان العقد محدد المدة فإن انتهاء هذه المدة يستتبع انتهاء العقد ،مثلما هو الحال في عقود
االلتزام .وهذه هي القاعدة بالنسبة للعقود فورية التنفيذ .
المبحث الثاني
االنقضاء المبتسر للعقد اإلداري
باإلضافة إلى االنقضاء العادي للعقد اإلداري ،من الجائز أن ينقضي العقد نهاية مبتسرة قبل أوانه في
حاالت معينة .
أوالً :الفسخ باتفاق الطرفين:
قد يتفق المتعاقد مع جهة اإلدارة على إنهاء العقد قبل مدته أو أتمام تنفيذه ،ويكون اإلنهاء في هذه
الحالة اتفاقنا يستند إلى رضا الطرفين وتطبق على الفسخ هذا أحكام اإلقالة في عقود القانون الخاص .
وقد يكون إنهاء العقد بهذه الطريقة مصحوبا بالتعويض عما فات المتعاقد من كسب نتيجة إلنهاء العقد
قبل أوانه،إذا ما اتفق المتعاقدان على ذلك.
النظام الداخلي
الفصل األول
أحكــام عامة
المادة ()1
مجلس النواب هو السلطة التشريعية والرقابية العليا ,ويمارس االختصاصات المنصوص عليها في المادة 61
.من الدستور ,والمواد األخرى ذات الصلة
المادة ()2
.يتألف مجلس النواب من 275عضواً ،تم انتخابهم بموجب قانون االنتخابات
المادة ()3
تكفل أحكام هذا النظام حرية التعبير عن الرأي والفكر لجميع أعضاء مجلس النواب أيا ً كانت اتجاهاتهم أو
انتماءاتهم السياسية أو الحزبية بما ال يتعارض واحكام الدستور ،وتضمن حرية المعارضة الموضوعية والنقد
.البناء ،وتحقيق التعاون بين مجلس النواب والمؤسسات الدستورية األخرى
المادة ()4
.يلتزم أعضاء مجلس النواب في مناقشاتهم وما يتخذونه من قرارات ،بأحكام الدستور وهذا النظام
الفصل الثاني
هيأة رئاسة مجلس النواب
المادة ()5
يرأس الجلسة األولى الجتماعات مجلس النواب أكبر اعضائه سنا ً من الحاضرين ,وتنحصر مهمته في إدارة
.الجلسة األولى وإجراء انتخابات رئيس المجلس ونائبيه
المادة ()6
:يؤدي عضو مجلس النواب في الجلسة األولى اليمين الدستورية بالصيغة اآلتية
بسم هللا الرحمن الرحيم
أقسم باهلل العلي العظيم أن أؤدي مهامي ومسؤولياتي القانونية بتفان وإخالص وان أحافظ على استقالل (
العراق وسيادته وأرعى مصالح شعبه وأسهر على سالمة أرضه وسمائه ومياهه وثرواته ونظامه الديمقراطي
االتحادي وان أعمل على صيانة الحريات العامة والخاصة واستقالل القضاء وألتزم بتطبيق التشريعات بأمانة
).وحياد ...وهللا على ما أقول شهيد
المادة ()7
.أوالً :يعلن الرئيس المؤقت فتح باب الترشيح لمناصب رئيس المجلس ونائبيه
ثانيا ً :بعد غلق باب الترشيح ينتخب مجلس النواب رئيسا ً له ثم نائبا ً اول ثم نائبا ً ثانيا ً باألغلبية المطلقة لعدد
.اعضاء المجلس باألنتخاب السري المباشر
المادة ()8
أوالً :يعلن الرئيس المؤقت نتيجة االقتراع ويدعو الرئيس الفائز ونائبيه إلى تبوؤ المكان المخصص لهيأة
.الرئاسة
.ثانياً :تتكون هيأة رئاسة المجلس من رئيس المجلس ونائبيه
المادة ()9
:-تمارس هيأة الرئاسة المهام االتية
أوالً -:تنظيم جدول األعمال بالتنسيق مع رئيس اللجنة المعنية او ممثليهم من اللجان لجلسات مجلس النواب
وتوزيعه على األعضاء وأعضاء مجلس الرئاسة وأعضاء مجلس الوزراء مرفقا ً به مشاريع ومقترحات
القوانين والتقارير الموضوعة للمناقشة مع مراعاة أولوية إدراج مشروعات القوانين المقدمة من الحكومة
التي أنهت اللجان المختصة دراستها ،وكذلك الموضوعات المهمة الجارية وذلك قبل يومين في األقل من عقد
.الجلسة ما لم ينص الدستور على ُمدَد اخر
.ثانياً -:تصديق محضر الجلسة السابقة لمجلس النواب
.ثالثاً -:وضع القواعد الخاصة بتنظيم المحاضر
.رابعا ً -:البت بتنازع االختصاصات بين اللجان فيما يتعلق بالقضايا المحالة إليها
.خامسا ً -:اعداد خطة عمل للمجلس والتشكيالت االدارية التابعة له ومتابعة تنفيذها بعد إقرارها
سادسا ً -:اقرار الهيكل التنظيمي لديوان المجلس وتعديله ورسم السياسة إالدارية والمالية له واطالع اعضاء
.المجلس على ذلك
سابعا ً -:تنظيم موازنة مجلس النواب السنوية وعرضها على المجلس القرارها واإلشراف على تنفيذها واجراء
.المناقلة بين ابوابها
.ثامناً -:تكليف إحدى اللجان بدراسة موضوع معين
.تاسعا ً -:تنظيم عالقات مجلس النواب مع مجلس الرئاسة ومجلس الوزراء والسلطة القضائية
.عاشراً -:تنظيم عالقة المجلس بالمجالس التشريعية في األقاليم ومجالس المحافظات غير المنتظمة في اقاليم
حادي عشر -:تنظيم عالقات المجلس بالمجالس والبرلمانات في الدول الشقيقة والصديقة واالتحادات البرلمانية
.التي ترتبط بها
:-ثاني عشر
أ .يتوافق الرئيس مع نائبيه في هيأة الرئاسة في األشراف والرقابة على جميع الموظفين والعاملين في ديوان
المجلس وفي اتخاذ القرارات المتعلقة بالتعيين واأليفاد الى الخارج بما يحقق مبدأ التوازن وتكافؤ الفرص
لجميع العراقيين في شغل وظائف الدولة ,وفي اتخاذ القرارات المتعلقة بالترفيع ونقل الخدمة والتقاعد
واألنضباط وفقا ً للقوانين النافذة في الدولة ,وتكون األوامر بتوقيع رئيس المجلس او من ينوب عنه في حالة
.غيابه
.ب .في حالة غياب احد اعضاء هيأة الرئاسة تصدر القرارات بأتفاق العضوين الحاضرين
.ثالث عشر -:تسمية مق ِر َرين من بين أعضاء المجلس
رابع عشر -:اتخاذ القرارات المتعلقة بايفاد اعضاء هيأة الرئاسة وأعضاء مجلس النواب داخل وخارج العراق
.بالتشاور مع رؤساء الكتل البرلمانية
.خامس عشر -:اشراف هيأة الرئاسة على دائرة البحوث وضمان حياديتها
المادة ()10
يدعو رئيس المجلس او النائبان مجتمعين هيأة الرئاسة إلى اجتماعات دورية ويجوز له او لهما مجت ِم َعين
.دعوة الهيأة إلى اجتماعات طارئة لها ,ويكون األجتماع صحيحا ً بحضور اغلبية الهيأة
المادة ()11
اوالً .في حالة تعذر قيام الرئيس أو نائبيه بمهامهم يتولى رئاسة المجلس من يتم انتخابه بشكل مؤقت بأغلبية
.الحاضرين للجلسة ذاتها
ثانيا ً .يدعو الرئيس او النائبان مجتمعين الى عقد الجلسات بموجب برنامج الجلسة المتوافق عليه في هيأة
.الرئاسة
.ثالثاً .ترفع الجلسات بالتوافق او بأتفاق الرئيس مع احد النائبين
المادة ()12
أوالً :عند تقديم أحد أعضاء هيأة الرئاسة االستقالة من منصبه تقبل بعد موافقة المجلس بأغلبية عدد أعضائه
.الحاضرين
.ثانياً :لمجلس النواب اقالة اي عضو من هيأة رئاسته وفق القانون
ثالثا ً :إذا خال منصب رئيس المجلس أو أي من نائبيه ألي سبب كان ينتخب المجلس باألغلبية المطلقة خلفا ً له
.في أول جلسة يعقدها لسد الشاغر وفقا ً لضوابط التوازنات السياسية بين الكتل
الفصل الثالث
العضوية في المجلس
المادة ()13
:-يجب أن تتوفر في عضو مجلس النواب الشروط اآلتية
.أوالً :أن يكون عراقيا كامل األهلية وفقا ً للمادة ( )49الفقرة ثانيا ً من الدستور
.ثانياً :أن ال يكون مشموالً بأحكام اجتثاث البعث وفقا ً للمادة ( )135الفقرة ثالثا ً من الدستور
.ثالثاً :ان تنطبق عليه الشروط األخرى المنصوص عليها في قانون األنتخابات
المادة ()14
يعد المرشح المنتخب عضواً في المجلس ويتمتع بجميع حقوق العضوية ابتدا ًء من تاريخ المصادقة على نتائج
.االنتخابات ويباشر مهامه بعد اداء اليمين الدستورية
المادة ()15
يُعد عضو المجلس الذي يصبح عضواً في مجلس الرئاسة أو في مجلس الوزراء مستقيالً من عضوية المجلس
.وال يتمتع بإمتيازات العضوية
المادة ()16
:-يلتزم عضو المجلس بما يأتي
أوالً :حضور اجتماعات المجلس ولجان ِه التي هو عضو فيها وال يجوز التغيب إال بعذر مشروع يقدره الرئيس
.أو رئيس اللجنة المختصة
.ثانياً :إحاطة هيأة الرئاسة علما ً بسفره خارج العراق
المادة ()17
أوالً :للرئيس منح العضو إجازة اعتيادية مدة ال تزيد على ( )15خمسة عشر يوما ً خالل كل دورة سنوية
.للمجلس
.ثانياً :للعضو التمتع باإلجازة المرضية الممنوحة له أصولياً ,وتقدر هيأة الرئاسة حاالت الوالدة
.ثالثاً :ال تعتبر فترة األيفاد من قبل مجلس النواب غيابا ً للعضو
المادة ()18
.أوالً :ينشر الحضور والغياب في نشرة المجلس االعتيادية واحدى الصحف
ثانيا ً :لهيأة الرئاسة في حالة تكرر الغياب من دون عذر مشروع خمس مرات متتالية او عشر مرات غير
متتالية خالل الدورة السنوية أن توجه تنبيها ً خطيا ً إلى العضو الغائب تدعوه إلى االلتزام بالحضور وفي حالة
.عدم امتثاله لهيأة الرئاسة يعرض الموضوع على المجلس بنا ًء على طلب الهيأة
. ثالثاً .تستقطع من مكافئة عضو مجلس النواب في حلة غيابه نسبة معينة يحددها المجلس
المادة ()19
اوالً :ال يجوز الجمع بين عضوية مجلس النواب ,وأي عمل ,او منصب رسمي اخر .ثانيا ً :ال يجوز الجمع بين
عضوية مجلس النواب وعضوية المجالس التشريعية في األقاليم ومجالس المحافظات وعلى العضو أن يختار
.العضوية في إحدى الجهتين وأن لم يختر يعد عضواً في مجلس النواب فقط
ثالثاً :ال يجوز للعضو أن يتعاقد مع دوائر الدولة بنفسه أو بوساطة غيره في أثناء مدة عضويته و ال يجوز
.استغالل عضويته لمصلحته الخاصة
المادة ()20
.اوالً :ال يسأل العضو عما يبديه من آراء أو مايورده من وقائع أثناء ممارسة عمله في المجلس
ثانيا ًًٍ :ال يجوز القاء القبض على العضو خالل مدة الفصل التشريعي اال اذا كان متهما ً بجناية ,وبموافقة
.األعضاء باألغلبية المطلقة على رفع الحصانة عنه ,او اذا ضبط متلبسا ً بالجرم المشهود في جناية
ثالثا ً :اليجوز القاء القبض على العضو خارج مدة الفصل التشريعي إال اذا كان متهما ً بجناية ،وبموافقة رئيس
.مجلس النواب على رفع الحصانة عنه ،او اذا ضبط متلبسا ً بالجرم المشهود في جناية
الفصل الرابع
انعقاد المجلس
المادة ()21
.تنعقد جلسات المجلس في بغداد ويمكن عقدها في أماكن أخرى عند االقتضاء
المادة ()22
اوالً :لمجلس النواب دورة انعقاد سنوية بفصلين تشريعيين امدهما ثمانية اشهر يبدأ اولهما في 1اذار وينتهي
.في 30حزيران من كل سنة ,ويبدأ ثانيهما في 1ايلول وينتهي في 31كانون األول
.ثانياً :ال ينتهي الفصل التشريعي الذي عرضت فيه الموازنة العامة للدولة اٍال بعد الموافقة عليها
ثالثا ً :تنعقد جلسات المجلس على األقل يومين في االسبوع ولهيأة الرئاسة تمديدها او تحديدها حسب
.الضرورة
المادة ()23
يتحقق نصاب انعقاد المجلس بحضور األغلبية المطلقة لعدد اعضائه وتتخذ قراراته باألغلبية البسيطة لعدد
األعضاء الحاضرين ,ما لم ينص الدستور على غير ذلك ,وعند تساوي األصوات يرجح الجانب الذي صوت معه
.الرئيس
المادة ()24
ال يجوز افتتاح الجلسة إال بحصول النصاب القانوني للحضور المنصوص عليه في المادة ( ) 23 من هذا
أجل الرئيس افتتاحها لمدة ال تقل عن نصف ساعة ،فإذا لم النظام ،وإذا تبين أن النصاب القانوني لم يكتمل ّ
.يكتمل أيضا ً يعلن الرئيس تأجيل الجلسة ويُعيَن موعد آخر النعقادها
المادة ()25
.يُ َعد وجود النصاب الزما ً عند التصويت وال يُشترط لِصحة استمرار االجتماع
المادة ()26
.يستمر المجلس في ممارسة أعماله مع مراعاة احكام المادة ( ) 56من الدستور
المادة ()27
يحق للعضو اثناء جلسات المجلس ان يعترض (نقطة نظام) على سير المناقشات اذا خالفت احدى مواد
.الدستور او النظام او تجاوزت جدول اعمال الجلسة وعليه بيان رقم المادة التي يحتج بها ونصها
المادة ()28
لمجلس الرئاسة أو لرئيس مجلس الوزراء او لرئيس مجلس النواب او لخمسين عضواً من أعضائه دعوته
.لالنعقاد في جلسة استثنائية على أن يقتصر االجتماع على النظر في الموضوعات المحددة في الدعوة
المادة ()29
اوالً :تكون جلسات المجلس علنية إال إذا تطلبت الضرورة غير ذلك بطلب من رئيس الجلسة أو باقتراح من
مجلس الرئاسة أو رئيس مجلس الوزراء أو بطلب من 35عضواً من اعضائه وبموافقة المجلس بأغلبية
الحاضرين .وفي هذه الحالة ال يحضر أحد الجلسة حتى من موظفي المجلس ويقوم النائبان ومن يُنَسب من قبل
.هيأة الرئاسة بتنظيم المحضر
.ثانياً :تنشر محاضر الجلسات بالوسائل التي تراها هيأة رئاسة المجلس مناسبة
الفصل الخامس
اختصاصات المجلس
المادة ()30
.يمارس المجلس اختصاصاته المنصوص عليها في المادة ( )61من الدستور
المادة ()31
:يمارس المجلس االختصاصات التشريعية األتية
.اوالً :اصدار النظام الداخلي الخاص به
ثانيا ً :تشريع القانون الذي يعالج استبدال اعضائه في حالة االستقالة أو األقالة او الوفاة او فقدان العضوية ألي
.سبب آخر
ثالثا ً :النظر في مشاريع القوانين المقترحة من مجلس الرئاسة او مجلس الوزراء بما في ذلك مشروعي
قانوني الموازنة العامة للدولة والموازنة التكميلية ,والمصادقة على الحساب الختامي ,ويختص ايضا َ بأجراء
المناقلة بين ابواب وفصول الموازنة العامة وتخفيض مجمل مبالغها ,وله ايضا ً عند الضرورة ان يقترح على
.مجلس الوزراء زيادة اجمالي مبالغ النفقات وذلك وفقا ً للمادة 62 /من الدستور
.رابعاً :المصادقة على موازنة مستقلة ووافية للقضاء
.خامساً :المصادقة على موازنة مجلس النواب ولجانه
.خامسا ً :النظر في مشروعات القوانين المقترحة من قبل اعضاء المجلس ولجانه
سادسا ً :في حالة عدم موافقة مجلس الرئاسة على القوانين تُعاد الى مجلس النواب ِالعادة النظر في النواحي
المعترض عليها ,والتصويت عليها باألغلبية ,وترسل ثانيةً الى مجلس الرئاسة للموافقة عليها ,وفي حالة عدم
موافقة هيأة الرئاسة على القوانين ثانيةً ,خالل عشرة أيام من تاريخ وصولها اليه ,تُعاد الى مجلس النواب,
.الذي له أن يقرها بأغلبية ثالثة اخماس عدد اعضائه ,غير قابلة لألعتراض ,ويعد مصادقا ً عليها
المادة ()32
:يتولى مجلس النواب اعمال الرقابة على السلطة التنفيذية ,وتتضمن الرقابة الصالحيات األتية
اوالً :مساءلة اعضاء مجلس الرئاسة ومسائلة واستجواب أعضاء مجلس الوزراء بمن فيهم رئيس الوزراء
.واي مسؤول آخر في السلطة التنفيذية
ثانيا ً :اجراء التحقيق مع اي من اي المسؤولين المشار اليهم في اعاله بشأن اي واقعة يرى المجلس ان لها
.عالقة بالمصلحة العامة او حقوق المواطنين
ثالثا ً :طلب المعلومات والوثائق من اية جهة رسمية ,بشأن اي موضوع يتعلق بالمصلحة العامة او حقوق
.المواطنين او تنفيذ القوانين او تطبيقها من قبل هيئات ومؤسسات السلطة التنفيذية
رابعاً :طلب حضور اي شخص امامه لألدالء بشهادة او توضيح موقف او بيان معلومات بشأن اي موضوع
.كان معروضا ً امام مجلس النواب ومدار بحث من قبله
خامسا ً :ألعضاء مجلس النواب القيام بزيارات تفقدية الى الوزارات ودوائر الدولة لإلطالع على حسن سير
.وتطبيق احكام القانون
الفصل السادس
مهام رئيس المجلس ونائبيه
المادة ()33
.رئيس المجلس هو الذي يمثله ويتحدث باسمه
المادة ()34
:يمارس الرئيس المهام اآلتية
.أوالً :العمل على تطبيق الدستور والقوانين والنظام الداخلي للمجلس
.ثانياً :افتتاح جلسات المجلس وترؤسها
.ثالثاً :دعوة مجلس النواب الى جلسة استثنائية
.رابعا ً :طلب تمديد الفصل التشريعي لدورة انعقاد مجلس النواب بما ال يزيد على ثالثين يوما ً
خامسا ً :إدارة المناقشات والمحافظة على انتظامها ،وتحديد موضوع البحث ،ويوجه نظر المتحدث إلى التزام
.حدود الموضوع والنظام وله أن يوضح أو يستوضح أية مسألة يراها غامضة
.سادساً :عرض األمور التي تتطلب إجراء التصويت عليها وإعالن نتائجها
سابعا ً :تمثيل المجلس في االحتفاالت الوطنية والمناسبات األخرى وله تخويل احد نائبيه او غيرهما من
.األعضاء
.ثامناً :اتخاذ التدابير الالزمة لحفظ األمن والنظام داخل المجلس
تاسعا ً :الرقابة واإلشراف على جميع الموظفين والعاملين في ديوان المجلس وممارسة كافة الصالحيات
.المقررة له في هذا الشأن بما ال يتعارض مع المادة ( )9من هذا النظام
المادة ()35
:-اوالً :يمارس النائب األول المهام األتية
.أ.القيام بمهام رئيس المجلس عند غيابه او تعذر قيامه بتلك المهام
.ب .متابعة اعمال اللجان الدائمة وتقديم التقارير بشأنها وفقا ً لما اتُفق عليه في هيأة الرئاسة
.ج .تولي رئاسة األجتماعات المشتركة للجان الدائمة في المجلس
:-ثانياً :يمارس النائب الثاني المهام األتية
.أ .القيام بأعمال رئيس المجلس عند غيابه وغياب النائب األول او عند تعذر قيامهما بتلك المهام
.ب .متابعة اعمال اللجان الدائمة وتقديم التقارير بشأنها وفقا ً لما اتُفق عليه في هيأة الرئاسة
ج .التثبت من حصول النصاب القانوني ألنعقاد المجلس واألشراف على عملية تسجيل غياب األعضاء بعذر او
.من دونه
.د .تنظيم جدول بطالبي الحديث من اعضاء المجلس
.ثالثا ً :يترأس عضو هيئة الرئاسة اجتماعات اللجان الدائمة عند حضوره لها وال يحق له التصويت
.رابعاً :لهيأة الرئاسة ان تسند مهام اضافية ألي من النائبين
المادة ()36
:يمارس المقرران المهام األتية
.اوالً .مراقبة عملية فرز األصوات بعد تصويت اعضاء المجلس
.ثانياً .تنظيم محاضر الجلسات وخالصتها وتوثيقها وتوزيعها على االعضاء
.ثالثاً .اي مهام اخرى تناط بهما من قبل هيأة الرئاسة
الفصل السابع
سير العمل في المجلس
المادة ()37
اوالً :تعد هيأة الرئاسة جدول اعمال مجلس النواب األسبوعي بالتنسيق مع رؤساء اللجان المختصة وتقوم
.بتوزيعه او تبليغه لألعضاء قبل انعقاد الجلسة األولى األسبوعية بيومين على األقل
.ثانيا ً :اليجوز عرض اي موضوع لم يدرج في جدول األعمال ومناقشته اال بموافقة اغلبية األعضاء الحاضرين
ثالثا ً :تناقش فقرات جدول األعمال بحسب تسلسلها الوارد في الجدول وال يصارالى مناقشة اي ِة فقرة جديدة اال
بعد األنتهاء كليا ً من مناقشة الفقرة السابقة ,واذا تعذر اتمام النقاش فلهيأة الرئاسة تأجيل النظر فيها الى جلسة
.ثانية
المادة ()38
اوالً :لهيأة الرئاسة وبعد التشاور مع رؤساء الكتل البرلمانية اصدار بيانات بأسم مجلس النواب حول القضايا
.الهامة والمستجدات التي ترى ضرورة اصدار بيان حولها
ثانياً :لعضو المجلس األدالء ببيان عن موضوع غير وارد في جدول األعمال اذا كان يتعلق ببعض األمور
.الخطيرة او ذات األهمية العاجلة بعد موافقة هيأة الرئاسة عليه وتقديرها له
المادة ()39
:اوالً :يفتتح الرئيس كل جلسة مع ذكر رقم الجلسة على الوجه االتي
)بسم هللا الرحمن الرحيم ...نيابةً عن الشعب نفتتح الجلسة (
.ثانياً :تالوة آيات من القرأن الكريم في بداية كل جلسة
المادة ()40
اوالً :لعضو مجلس الرئاسة ومجلس الوزراء حضور جلسات المجلس بنا ًء على طلبه ,وموافقة هيأة الرئاسة,
والمشاركة في النقاشات المتعلقة بشؤون وزارته او الشؤون المتعلقة بالحكومة وله استصحاب كبار موظفي
.الوزارة لألستعانة بهم بأذن من الرئيس
ثانيا ً :للمواطنين والعاملين في حقل األعالم حضور جلسات المجلس بأذن من هيأة الرئاسة ما لم تكن الجلسات
.سرية
المادة ()41
يتحدث العضو في الجلسة باذن من الرئيس ,وللرئيس تحديد مدة زمنية للحديث ,وال يجوز للعضو ان يتحدث
اكثر من الوقت المسموح به ,كما ال يجوز الحديث اكثر من مرتين في ذات الموضوع اال اذا اجاز رئيس الجلسة
.ذلك
المادة ()42
اوالً :يوجه العضو حديثه الى رئيس الجلسة على ان اليخرج عن الموضوع ويتحاشى التكرار .وعند األخالل
.بذلك للرئيس وحده ان يلفت نظره الى التزام احكام النظام الداخلي
.ثانياً :ال يسمح العودة الى الموضوعات التي تم حسمها
المادة ()43
للمتحدث التعبير عن رأيه ووجهة نظره مع وجوب المحافظة على احترام المؤسسات الدستورية للدولة
مخل بالنظام والوقار الواجب في الجلسة ِ .وهيبتها وأحترام مجلس النواب ورئاسته واعضائه ,وال يأتي بأم ٍر
المادة ()44
ال يسمح ألحد غير رئيس الجلسة مقاطعة المتحدث ,وال ابداء أية ملحوظة اليه ,وللرئيس وحدهُ الحق في ان
ينبه المتكلم في اية لحظة اثناء حديثة الى مخالفته ألحكام المادة السابقة ,او غيرها من احكام هذا النظام ,او
.الى ان رأيه قد وضح وضوحا ً كافيا ً وانهُ ال محل ألسترساله في الكالم
المادة ()45
لرئيس الجلسة ان يأمر بحذف اي حديث يصدر من احد األعضاء مخالفا ً للنظام من محضر الجلسة وعند
.األعتراض على ذلك يعرض األمر على المجلس ,الذي يصدر قراره في هذا الشأن من دون مناقشة
لمادة ()46
.اذا اختل النظام داخل المجلس ولم يتمكن الرئيس من اعادته ,يرفع الجلسة او يؤجلها
الفصل الثامن
األجراءات الخاصة بمجلس رئاسة الدولة
المادة ()47
يعقد مجلس النواب اجتماعا ً خاصا ً لمناقشة ترشيح وانتخاب رئيس الجمهورية ونائبيه طبقا ً للمادة ( )70من
.الدستور
المادة ()48
يؤدي رئيس الجمهورية ونائباه اليمين الدستورية أمام مجلس النواب بالصيغة المنصوص عليها في المادة (
)50.من الدستور
الفصل التاسع
اجرائات منح الثقة للوزارات ومتابعة برامج الوزارات
المادة()49
.اوالً :يعرض رئيس مجلس الوزراء المكلف اسماء اعضاء وزاراته والمنهاج الوزاري على مجلس النواب
ثانيا ً :يحال المنهاج الوزاري الى لجنة خاصة يرأسها احد نائبي رئيس المجلس ألعداد تقرير يقدم للمجلس قبل
.التصويت عليه
ثالثاً :تعد الوزارة حائزةً على ثقة المجلس عند الموافقة على الوزراء منفردين والمنهاج الوزاري باألغلبية
.المطلقة
الفصل العاشر
السؤال والمساءلة واألستجواب
المادة ()50
لكل عضو أن يوجه إلى أعضاء مجلس الرئاسة أو رئيس مجلس الوزراء أو نوابه أو الوزراء أو رؤساء
الهيئات المستقلة ورؤساء الدوائر غير المرتبطة بوزارة أو غيرهم من أعضاء الحكومة أسئلة خطية مع إعالم
هيأة الرئاسة في شأن من الشؤون التي تدخل في اختصاصهم ،وذلك لالستفهام عن أمر ال يعلمه العضو ،أو
.للتحقق من حصول واقعة وصل علمها إليه ،أو للوقوف على ما تعتزمه الحكومة في أمر من األمور
المادة ()51
تدرج هيأة الرئاسة السؤال الذي تكون اإلجابة عنه شفاها ً في جدول أعمال أقرب جلسة مناسبة وذلك بعد
أسبوع على األقل من تاريخ إبالغه إلى المسؤول المعني .وال يجوز أن يتأخر الرد على السؤال أكثر من
.أسبوعين
المادة ()52
ال يجوز أن تدرج بجدول األعمال األسئلة المرتبطة بموضوعات محالة إلى لجان المجلس ،قبل أن تقدم اللجنة
تقريرها إلى المجلس ,وال يجوز أن يدرج للعضو الواحد أكثر من سؤال في جلسة واحدة وتكون اإلجابة عن
.األسئلة بحسب ترتيب قيدها
المادة ()53
للعضو الذي وجه السؤال من دون غيره أن يستوضح المسؤول المعني ،وأن يُعقب على األجابة ,ومع ذلك
فلرئيس المجلس ،إذا كان السؤال متعلقا ً بموضوع له أهمية عامة أن يأذن ،بحسب تقديره ،لرئيس اللجنة
.المختصة بموضوع السؤال أو لعضو آخر بإبداء تعليق موجز أو مالحظات موجزة على اإلجابة
المادة ()54
.يجوز للعضو سحب سؤاله في أي وقت ،ويسقط السؤال بزوال صفة مقدمه ،أو من وجه إليه
المادة ()55
يجوز لخمسة وعشرين عضواً من اعضاء مجلس النواب طرح موضوع عام للمناقشة ألستيضاح سياسة وأداء
مجلس الوزراء او احدى الوزارات ويقدم الى رئيس مجلس النواب ويحدد رئيس مجلس الوزراء موعداً
.للحضور مع تحديد سقف زمني امام مجلس النواب لمناقشته
المادة ()56
لعضو مجلس النواب ,وبموافقة خمسة وعشرين عضواً توجيه استجواب الى رئيس مجلس الوزراء او احد
نوابه او الوزراء لتقييم أداِئهم في الشؤون التي تدخل في اختصاصهم ,وال تجري المناقشة في األستجواب اال
.بعد سبعة ايام في األقل من تقديمه
المادة ()57
.لمجلس النواب مساءلة اعضاء مجلس الرئاسة بنا ًء على طلب مسبب وباألغلبية المطلقة لعدد اعضائه
المادة ()58
يقدم طلب توجيه االستجواب كتابة إلى رئيس المجلس موقعا ً من طالب األستجواب وبموافقة خمسة وعشرين
عضواً على األقل مبينا ً فيه بصفة عامة موضوع االستجواب وبيانا ً باألمور المستجوب عنها ،والوقائع والنقاط
الرئيسة التي يتناولها االستجواب واألسباب التي يستند إليها مقدم االستجواب ،ووجه المخالفة الذي ينسبه إلى
من وجه إليه االستجواب ،وما لدى المستجوب من أسانيد تؤيد ما ذهب إليه.وال يجوز أن يتضمن االستجواب
أموراً مخالفة للدستور أو القانون أو عبارات غير الئقة ،أو أن يكون متعلقا ً بأمور ال تدخل في اختصاص
الحكومة أو أن تكون في تقديمه مصلحة خاصة أو شخصية للمستج ِوب .كما ال يجوز تقديم طلب استجواب في
.موضوع سبق للمجلس أن فصل فيه ما لم تطرأ وقائع جديدة تسوغ ذلك
المادة ()59
للمستج ِو ب الحق في سحب طلبه باألستجواب في اي وقت ويسقط اإلستجواب بزوال صفة من تقدم به او من
.وجه اليه
المادة ()60
اذا رغب احد اعضاء هيئة الرئاسة توجيه سؤال او ان يتقدم بطلب استجواب إلى أحد اعضاء مجلس الوزراء,
.عليه ان يترك منصة الرئاسة ويجلس في المكان المخصص له في قاعة اجتماع المجلس
المادة ()61
إذا انتهت المناقشة باقتناع المجلس بوجهة نظر المستج ِوب تعد المسألة منتهية .وبخالفه يجوز أن يؤدي
.االستجواب الى سحب الثقة بالمستج ِوب على المجلس وفقا ً لالجراءات الواردة في النظام الداخلي
الفصل الحادي عشر
األقالة وسحب الثقة
المادة ()62
يتم اعفاء احد اعضاء مجلس الرئاسة باألغلبية المطلقة لعدد اعضاء مجلس النواب ,بعد ادانة احدهم من
:المحكمة األتحادية العليا في احدى الحاالت األتية
.اوالً :الحنث في اليمين الدستورية
.ثانياً :انتهاك الدستور
.ثالثاً :الخيانة العظمى
المادة ()63
لمجلس النواب سحب الثقة من احد الوزراء ,باألغلبية المطلقة ,ويُعد مستقيالً من تاريخ قرار سحب الثقة وال
موقع من خمسين عضواً ,اثر مناقشة
ٍ ب
يجوز طرح موضوع سحب الثقة بالوزير اال بنا ًء على رغبته ,أو طل ٍ
ب موجه اليه ,وال يصدر المجلس قراره في الطلب اال بعد سبعة ايام في األقل من تاريخ تقديمه .استجوا ٍ
المادة ()64
.اوالً :لمجلس الرئاسة ,تقديم طلب الى مجلس النواب بسحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء
ثانيا ً :لمجلس النواب وبنا ًء على طلب ُخمس اعضائه طرح سحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء اثر
.استجواب موجه اليه ,وال يجوز ان يقدم هذا الطلب اال بعد سبعة أيام في األقل من تاريخ تقديم الطلب
.ثالثا ً :يقرر مجلس النواب سحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء ,باألغلبية المطلقة لعدد اعضائه
المادة ()65
.تُعد الوزارة مستقيلة في حالة سحب الثقة من رئيس مجلس الوزراء
المادة ()66
في حالة التصويت على سحب الثقة من مجلس الوزراء بأكمله ,يستمر رئيس مجلس الوزراء والوزراء في
مناصبهم لتصريف األمور اليومية ,لمدة ال تزيد على ثالثين يوماً ,الى حين تأليف مجلس الوزراء الجديد ,وفقا ً
.ألحكام المادة ( )73من الدستور
المادة ()67
لمجلس النواب ,حق استجواب مسؤولي الهيئات المستقلة وفقا ً لألجراءات المتعلقة بالوزراء ,وله اعفاؤهم
.باألغلبية المطلقة
الفصل الثاني عشر
لجان المجلس
المادة ()68
.تشكل لجنة مؤقتة لتعديل الدستور وتمارس المهام المنصوص عليها في المادة ( )142من الدستور
المادة ()69
تشكل اللجان الدائمة في أول جلسة يعقدها المجلس بعد اقرار النظام الداخلي ويراعى في تشكيلها رغبة العضو
.واختصاصه وخبرته
المادة ()70
:-أوالً -تشكل في المجلس اللجان الدائمة المحددة فيما يلي
لجنة العالقات الخارجية 1.
.لجنة األمن والدفاع 2.
.اللجنة القانونية 3.
.لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية 4.
.لجنة النزاهة 5.
.اللجنة المالية 6.
.اللجنة األقتصادية واألستثمار واألعمار 7.
.لجنة التربية والتعليم 8.
.لجنة الصحة والبيئة 9.
.لجنة العمل والخدمات 10.
.لجنة األقاليم والمحافظات ,غير المنتظمة في اقليم11.
.لجنة حقوق األنسان12.
.لجنة الثقافة واألعالم والسياحة واألثار 13.
.لجنة األوقاف والشؤون الدينية 14.
.لجنة المرحلين والمهجرين والمغتربين 15.
.لجنة الزراعة والمياه واالهوار 16.
.لجنة اجتثاث البعث 17.
.لجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسين 18.
.لجنة الشباب والرياضة 19.
.لجنة المرأة واألسرة والطفولة 20.
.لجنة مؤسسات المجتمع المدني 21.
.لجنة شؤون األعضاء والتطوير البرلماني 22.
.لجنة العشائر 23.
.لجنة الشكاوي 24.
المادة ()71
.تشكيل لجنة مؤقتة لمراقبة تنفيذ المادة ( )140من الدستور عند تطبيقها
المادة ()72
.اوالً :لكل عضو الحق بأن يرشح نفسه لعضوية احدى اللجان ورئاستها
ثانيا ً :تعرض هيأة الرئاسة اسماء المرشحين لكل لجنة من اللجان الدائمة على المجلس للتصويت عليها في
.قائمة واحدة يتم التوافق عليها من قبل الكتل البرلمانية
المادة ()73
تتكون كل لجنة من اللجان الدائمة من عدد من األعضاء ال يقل عددهم عن سبعة أعضاء وال يزيد على خمسة
.عشر عضواً
المادة ()74
تنتخب كل لجنة خالل ثالثة ايام تالية لبداية تشكيلها من بين أعضائها رئيسا ً ونائبا للرئيس ومقرراً ،وذلك
.باألغلبية لعدد أعضائها
المادة ()75
أوال :تعقد اللجان اجتماعات دورية يحددها رئيس اللجنة او نائبه عند غيابه وتتم دعوة األعضاء عن طريق
.المقرر
.ثانياً :يكتمل النصاب في اجتماعات اللجان بحضور أكثرية عدد أعضائها
ثالثا :تتخذ اللجان قراراتها باألغلبية المطلقة لعدد اعضائها وترفع قراراتها لهيأة الرئاسة بتوقيع رئيس اللجنة
.او نائبه او اعضاء اللجنة بغيابهم
.رابعا ً :للجان االستعانة بالخبراء عند الحاجة اليهم وتحدد اجورهم بعد األتفاق مع هيأة الرئاسة
المادة ()76
أوالً -للجنة دعوة أي عضو من أعضاء المجلس إلبداء الرأي في القضايا المعروضة عليها وال يحق له
التصويت ولها دعوة أي موظف حكومي بعلم مرجعه أو خبير أو مختص من غير أعضاء المجلس لالستئناس
.برأيهم
ثانيا -لكل عضو من أعضاء المجلس الحق في حضور اجتماعات أية لجنة ولهو ان بعد استئذان رئيس
.الجلسة ابداء رأيه دون االشتراك في التصويت
المادة ()77
أوال :للجن ِة وبموافقة اغلبية اعضائها دعوة اي وزير أو من هو بدرجته لألستيضاح مع اعالم رئيس مجلس
النواب ورئيس مجلس الوزراء وعلى المسؤول المدعو حضور اجتماع اللجنة خالل سبعة ايام من تاريخ
.تسلمه الدعوة
ثانيا ً :للجنة وبموافقة اغلبية اعضائها دعوة وكالء الوزراء وأصحاب الدرجات الخاصة وغيرهم من موظفي
الحكومة (مدنيين وعسكريين) مباشرةً لألستيضاح وطلب المعلومات مع اعالم رئيس مجلس النواب ورئيس
.مجلس الوزراء بذلك
ثالثاً :لوزير الدولة لشؤون مجلس النواب او من يمثله حضور اجتماعات اللجان
.بعد دعوتها للتنسيق والتعاون وتبادل المعلومات بين الحكومة والمجلس
.رابعاً :للجنة توثيق اي لقاء مع اي مسؤول يدخل ضمن صالحياتها صوتيا ً او صورةً وصوتا ًُ
المادة ()78
للجان الدائمة الطلب بعلم هيأة الرئاسة من دوائر الدولة ومنظمات المجتمع المدني تزويدها بالوثائق
.والمعلومات التي تحتاج إليها
المادة ()79
يعد حضور العضو اجتماعات اللجان بمنزلة حضور جلسات المجلس وتسري بحقه أحكام هذا النظام الداخلي
.عند تغيبه عن حضور اجتماعاتها
المادة ()80
.عند حصول نقص في عدد اعضاء احدى اللجان ينتخب المجلس عضواً جديداً بدالً عنه
المادة ()81
أوالً :على الرئاسة احالة الموضوعات بكامل وثائقها إلى اللجان لدراستها ومناقشتها واتخاذ التوصيات
.المناسبة في شأنها
ثانيا ُ :تنظم كل لجنة محاضر جلساتها وتُثبت أسماء الحاضرين والغائبين من األعضاء وتدون ما يدور فيها من
.نقاش وآراء وتتخذ قراراتها باألغلبية وعند تساوي األصوات يُرجح الجانب الذي صوت معه الرئيس
المادة ()82
للمجلس تشكيل لجان فرعية ولجان مؤقتة ولجان تحقيق بحسب مقتضيات العمل والموضوعات المعروضة
.عليه
المادة ()83
يتم تشكيل اللجان المؤقتة ولجان التحقيق بموافقة أغلبية عدد الحاضرين في المجلس بنا ًء على اقتراح من
.هيأة الرئاسة أو من خمسين عضواً من األعضاء
المادة ()84
تتمتع لجنة التحقيق بصالحية تقصي الحقائق فيما هو معروض عليها من قضايا ويحق للجنة دعوة أي شخص
لسماع أقواله على وفق الطرق األصولية ولها حق االطالع على كل ما له عالقة بالقضية المعروضة عليها من
دون المساس بالقضايا المعروضة على القضاء ولها األستعانة بالخبراء ويتم تحديد اجورهم باألتفاق مع هيأة
.الرئاسة
المادة ()85
ترفع اللجنة بعد إنهاء التحقيق تقريرها وتوصياتها إلى هيأة الرئاسة لعرضها على المجلس التخاذ ما يراه
.مناسبا ً
المادة ()86
.للجنة الحق في اقالة رئيس اللجنة او نائبه او المقرر عند ثبوت عدم كفائته او عجزه
الفصل الثالث عشر
اختصاص اللجان الدائمة
المادة ()87
.اوالً :لكل لجنة دائمة اقتراح القوانين ذات العالقة بأختصاصها وفقا ً للضوابط التي ينص عليها هذا النظام
ثانيا ً :تتولى كل لجنة من اللجان الدائمة دراسة مشروعات القوانين واقتراحات مشروعات القوانين ،المتعلقة
باختصاصها وإبداء الرأي فيها وغير ذلك من الموضوعات التي تحال إليها من هيأة الرئاسة و المتعلقة
.باالختصاصات المبينة في هذا النظام
.ثالثا ً :لكل لجنة متابعة ومراقبة حفظ التوازن في المؤسسات ذات العالقة بأختصاصها
المادة ()88
:لجنة العالقات الخارجية
:تختص هذه اللجنة بما يأتي
.أوالً :دراسة الموقف الدولي واألقليمي والتطورات السياسة الدولية
.ثانياً :متابعة السياسة الخارجية للدولة والتمثيل الدبلوماسي
.ثالثاً :متابعة المؤتمرات الدولية
.رابعا ً :دراسة اإلتفاقات والمعاهدات السياسية الدولية بالتعاون مع اللجنة القانونية
.خامساً :اقتراح التشريعات المنظمة للسلكين الدبلوماسي ولبقنصلي
.سادسا ً :متابعة الشؤون الخاصة بالمنظمة العالمية لألمم المتحدة والمنظمات الدولية واإلقليمية
المادة ()89
:لجنة األمن والدفاع
:تختص هذه اللجنة بما يأتي
.أوالً:متابعة شؤون أمن الدولة الخارجية
.ثانياً :متابعة شؤون األمن الداخلي ومكافحة اإلرهاب والجريمة
.ثالثاً :متابعة شؤون القوات المسلحة
.رابعاً :متابعة شؤون جهاز المخابرات
.خامسا ً :اقتراح التشريعات المتعلقة بضباط القوات المسلحة والشرطة وبأفرادها واجهزة االستخبارات العراقية
المادة()90
:اللجنة القانونية
:تختص هذه اللجنة بما يأتي
.أوال -مراجعة القوانين السابقة وكتييفها وفق الدستور
.ثانياً -دراسة التشريعات المتعلقة بالسلطة القضائية
.ثالثاً -معاونة المجلس ولجانه في صياغة النصوص التشريعية
.رابعاً -تحسين وتطوير النظم القانونية والقضائية
خامسا ً -دراسة مقترحات مشروعات القوانين المقدمة لها من قبل المجلس والحكومة وابداء الرأي في شأنها
.وإعداد نصوصها وصيلغتها ،بحسب ماتكلف به من قبل هيأة الرئاسة في المجلس
.سادساً -مراجعة قرارات مجلس قيادة الثورة المنحل
.سابعاً -متابعة المفوضية العليا لإلنتخابات
المادة()91
:لجنة النفط والغاز والثروات الطبيعية
:وتختص هذه اللجنة بما يأتي
.أوالً :الرقابة واإلشراف على السياسة النفطية والثروات الطبيعية
.ثانيا ً :رقابة الحسابات من واردات النفط والغاز وبقية الثروات الطبيعية
.ثالثاً :تقديم مشروعات القوانين للحد من هدر الثروة النفطية والطبيعية
.رابعا ً :متابعة تأهيل واستحداث المنشأت النفطية لتأمين انسيابية المنتجات النفطية للمواطنين
.خامسا ً :متابعة سياسة النفط مقابل الغذاء والدواء والحاجات األساسية وملف الفساد الذي ترتب عليها
.سادساً :متابعة تأهيل واستحداث المشاريع المتعلقة بالثروات الطبيعية
المادة ()92
:لجنة النزاهة
:تختص هذه اللجنة بما يأتي
.اوالً :متابعة قضايا الفساد اإلداري والمالي في مختلف أجهزة الدولة
ثانيا ً :متابعة ومراقبة عمل هيئات ومؤسسات النزاهة (هيأة النزاهة ،دائرة المفتش العام ،ديوان الرقابة المالية
.وغيرها من الهيئات المستقلة)
.ثالثاً :اقتراح مشروعات القوانين المتعلقة بالنزاهة
المادة ()93
:اللجنة المالية
:تختص هذه اللجنة بما يأتي
.أوالً :متابعة الموازنة العامة للدولة والمناقلة بين ابوابها
.ثانياً :اقتراح التشريعات المتعلقة بالكمارك والضرائب والرسوم
.ثالثاً :متابعة البنوك واإلتمان والقروض والتأمين
.رابعاً :اإلشراف على إعداد ميزانية مجلس النواب
.خامساً :متابعة إعفاء الديون والتعويضات التي فرضت على الشعب العراقي
.سادساً :متابعة السياسة المالية لمختلف وزارات ومؤسسات الدولة
المادة()94
:اللجنة اإلقتصادية واإلستثمار واإلعمار
:تختص هذه اللجنة بما يأتي
.أوالً :متابعة الخطط اإلقتصادية للدولة
.ثانياً :اإلهتمام بدور القطاع الخاص والخصخصة
.ثالثاً :متابعة شؤون التجارة الداخلية والخارجية واألجور واألسعار
.رابعا ً :مراقبة العقود المبرمة الستيراد مواد الحصة التموينية وضمان إنسيابية وسالمة عملية التوزيع
.خامساً :متابعة تطوير الصناعة المحلية
سادسا ً :متابعة شؤون اإلستثمار الوطني واألجنبي واقتراح القوانين والقرارات التي تشجع المشاريع
.اإلستثمارية بالعراق
.سابعاً :متابعة كافة أوجهمشارع االعمار السكنية والبنى التحتية وغيرها
المادة()95
:لجنة التربية والتعليم
:تختص هذه اللجنة على وفق مايأتي
.أوالً -متابعة شؤون التربية والتعليم لجميع مراحله ومناهجه
.ثانياً -متابعة وتطوير الجامعات ومراكز البحث العلمي
.ثالثا -متابعة تعميم ثقافة التسامح وحقوق اإلنسان
المادة()96
:لجنة الصحة والبيئة
:تختص هذه اللجنة بما يأتي
.أوالً -مراجعة السياسة الصحية للبالد وتطويرها بما يتناسب مع افضل الخدمات الحكومية
.ثانيا ً -االهتمام بالكادر الطبي والصحي ومنحه فرص االستقرار لمنع الهجرة كونها خسارة للطاقات
.ثالثاً -متابعة خطط توفير االدوية واالجهزة من المناشئ المعتمدة دوليا
.رابعا -متابعة تنفيذ القوانين واالجراءات الخاصة بحماية البيئة في كافة انحاء العراق
.خامسا -متابعة حماية وتطوير المناطق الخضراء في مدن وارياف العراق
.سادسا -متابعة حث الوزارات المعنية لمعالجة ظاهرة التصحر
سابعا -مراقبة عملية طمر النفايات الضارة واقتراح القوانين التي تمنع طمر النفايات النووية في مناطق
.العراق
المادة()97
:لجنة العمل والخدمات
:-تختص هذه اللجنة بما ياتي
.اوال -متابعة شؤون الخدمات البلدية ومياه الشرب والصرف الصحي
.ثانيا -متابعة شؤون الكهرباء
.ثالثا -متابعة شؤون االتصاالت
.رابعا -متابعة شؤون النقل
.خامسا -اقتراح القوانين المتعلقة بتنظيم العالقة بين الحكومة واصحاب العمل والعمال
.سادسا -مراقبة تطبيق قانون العمل
.سابعا -مراقبة ومتابعة تهيأت الععمالة الماهرة حسب متطلبات سوق العمل
المادة()98
:لجنة شؤون االقاليم والمحافظات غير المنتظمة في اقليم
:تختص هذه اللجنة بما ياتي
.اوال :االهتمام بشؤون االقاليم والمحافظات غير المنتظمة في اقليم وعالقتها بالحكومة االتحادية
.ثانيا :متابعة شؤون مجالس االقاليم والمحافظات والمجالس المحلية
ثالثا :متابعة التقيد بالمشاركة العادلة في ادارة مؤسسات الدولة االتحادية المختلفة والبعثات والزماالت
.الدراسية ،والمؤتمرات المحلية والدولية
.رابعا :متابعة التوزيع العادل للموارد والتخصيصات بين االقاليم والمحافظات
خامسا :اقتراح القوانين المنظمة للعالقات بين المجالس التشريعية في االقاليم والمحافظات مع الوزارات
.االتحادية
.سادسا :اقتراح القوانين لتنظيم عمل الهيئتين المنصوص عليهما في المادة 105و 106من الدستور
المادة()99
:لجنة حقوق االنسان
:تختص هذه اللجنة بما ياتي
اوال -متابعة حقوق االنسان العراقي على وفق المبادئ المقرة في الدستور ورصد المخالفات لها واقتراح
.المعالجات
.ثانيا -رصد مخالفات السلطات لحقوق االمسان
.ثالثا -متابعة شؤون السجناء والمعتقلين في السجون
المادة ()100
:لجنة الثقافة والفنون واالعالم والسياحة واالثار
:تختص هذه اللجنة بما ياتي
.اوال -االهتمام بالثقافة بجميع مجاالتها
.ثانيا -االهتمام بتطوير الفنون واالداب
.ثالثا -االهتمام بالسياحة وخاصة السياحة الدينية
.رابعا -متابعة شؤون االثار ودراسة متابعة اعادة االثار العراقية المسروقة والمفقودة والحفاظ عليها
.خامسا -متابعة وسائل االعالم ومراقبة ادائها
.سادسا -متابعة هيئة االعالم واالتصاالت
المادة ()101
:لجنة االوقاف والشؤون الدينية
:وتختص هذه اللجنة بما ياتي
.اوال -متابعة اعمال وقرارات دواوين االوقاف
.ثانيا -تقديم مشروعات القوانين لتفعيل وتنمية االوقاف
.ثالثا -متابعة الهياة العليا للحج والعمرة
المادة ()102
:لجنة المرحلين والمهجرين والمغتربين
:-تختص هذه اللجنة بمتابعة الشؤون االتية
اوال -متابعة اعادة المهجرين والمرحلين قسرا ،الى محال سكناهم قبل الترحيل واعادة اموالهم المنقولة وغير
.المنقولة
ثانيا -متابعة اعادة االموال المنقولة وغير تالمنقولة ،المصادرة في ظل النظام السابق ،بدون وجه حق من
.المرحلين والمهجرين
ثالثا -متابعة شؤون المواطنين الذين تم حجزهم ،في ظل النظام السابق ،نتيجة ترحيل عوائلهم الى خارج
.العراق
رابعا -دراسة مقترحات مشروعات القوانين المتعلقة بالجنسية على وفق ماهو منصوص عليه في المادة
.الحادية عشر من الدستور وبالتنسيق مع الللجنة القانونية
.خامسا – متابعة الهياة العليا لحل النزاعات الملكية العقارية
المادة ()103
:لجنة الزراعة والمياه واالهوار
:-تختص هذه اللجنة بالشؤون االتية
.اوال :متابعة الزراعة وتطويرها
.ثانيا :مراقبة تنفيذ سياسة الموارد المائية وتوزيعها في الداخل
.ثالثا :متابعة شؤون االرياف وتنميتها ورفع المستوى المعاشي للفالحين والمزارعين
.رابعا :متابعة شؤون الثروة الحيوانية وشؤون البيطرة
.خامسا :متابعة وتطوير شؤون البدو الرحل عن طريق توطينهم وتوفير البيئة المالئمة لهم
.سادسا :متابعة احياء االهوار
.سابعا :متابعة شؤون سكان االهوار وتطوير اوضاعهم
.ثامنا :تطوير االهوار كثروة وتراث انساني
المادة ()104
:لجنة اجتثاث البعث
:تختص هذه اللجنة بما ياتي
اوال :مراقبة ومراجعة االجراءات التي تتخذها الهياة العليا الجتثاث البعث لضمان العدل والموضوعية
.والشفافية ،والنظر في موافقتها للقوانين
ثانيا :اتخاذ توصيات في شان القرارات التي تصدرها هياة اجتثاث البعث ودوائرها في الوزارات والهيئات
.الحكومية وتعرض التوصيات على مجلس النواب
المادة ()105
:لجنة الشهداء والضحايا والسجناء السياسيين
:تختص هذه اللجنة بما ياتي
.اوال :متابعة عمل مؤسسة الشهيد
.ثانيا :متابعة عمل مؤسسة السجناء السياسيين
.ثالثا :متابعة شؤون الشهداء والمتضررين نتيجة العمليات العسكرية واالرهابية
.رابعا :متابعة شؤون ذوي االحتياجات الخاصة
.رابعا :متابعة شؤون المفصولين السياسيين
المادة ()106
:لجنة الشباب والرياضة
:تختص هذه اللجنة بما يلي
.اوال :متابعة شؤون الشباب ورفع مستوى كفاءاتهم وتطويرها في المجاالت المختلفة
.ثانيا :متابعة شؤون الرياضين والمؤسسات الرياضية وتطويرها
المادة ()107
:لجنة المراة والسرة والطفولة
:تختص هذه اللجنة بما ياتي
.اوال :تقديم مقترحات مشروعات القوانين التي تدعم دور المراة ومكانتها في المجتمع والمسيرة السياسية
ثانيا االهتمام بحقوق المراة والدفاع عنها على وفق لوائح حقوق االنسان مع االخذ بنظر االعتبار خصوصية
.المجتمع العراقي
ثانيا :االهتمام بحقوق المراة والدفاع عنها على وفق لوائح حقوق االنسان مع االخذ بنظر االعتبار خصوصية
.المجتمع العراقي
.ثالثا :رصد مخالفات مؤسسات السلطة التنفيذية لحقوق المراة الواردة في الدستور
.رابعا :متابعة تنفيذ القوانين واالجراءات التي تحمي االسرة في المجتمع العراقي
.خامسا :االهتمام بتطوير القوانين والمشاريع الخاصة برعاية االمومة والطفولة
.سادسا :االهتمام باالحداث ورعايتهم لمنعهم من االنحراف والتشرد
.سابعا :متابعة دوائر الرعاية االجتماعية بما يضمن حقوق ذوي االحتياجات الخاصة والعجزة والمسنين
المادة ()108
:لجنة مؤسسات المجتمع المدني
:تختص هذه اللجنة بما يأتي
اوال :اقتراح ودعم التشريعات واالجراءات الكفيلة بتطوير وتفعيل دور مؤسسات المجتمع المدني .ثانيا :
متابعة معاهد ومراكز الدراسات التي تهتم بتطوير افكار واليات مؤسسات المجتمع المدني بما ينسجم
.وخصوصية المجتمع العراقي
المادة ()109
:لجنة شؤون االعضاء والتطوير البرلماني
:تختص هذه اللجنة بما يأتي
.اوال :تختص هذه اللجنة بمتابعة ما يتعلق بشؤون اعضاء مجلس النواب
.ثانيا :التحقق في الشروط الواجب توفرها في عضو مجلس النواب
ثالثا :العمل على تطوير االعضاء البرلمانيين بما يتحقق عن طريق االتصال مع دول العالم من خالل
.االيفادات ...........الخ
المادة ()110
:لجنة العشائر
:وتختص هذه اللجنة بما يأتي
.اوال -متابعة شؤون العشائر وتفعيل دورها الوطني
.ثانيا -متابعة النهوض بالقبائل والعشائر العراقية وتهتم بما ينسجم مع الدين والقانون
.ثالثا -االشراف على تعزيز القيم االنسانية النبيلة بما يساهم في تطوير المجتمع
المادة)111(
:لجنة الشكاوي
:تختص هذه اللجنة بما يأتي
.استالم اراء ومقترحات وشكاوي المواطنين 1-
.النظر في هذه الشكاوي والمقترحات واالوراق وتحويلها الى اللجان المختصة 2-
.متابعة هذه المقترحات مع اللجان المختصة وابالغ المواطنين فيها 3-
المادة ()112
اوالً -لكل لجنة حق اقتراح القوانين ،وتقدم اللجنة االقتراح كتابة إلى رئيس المجلس ،الذي يحيله بدوره الى
.اللجنة المختصة
.ثانياً -تقوم اللجنة المختصة بدراسة القانون واعادته الى الرئيس
ثالثا ً -يحيل رئيس المجلس مشروع القانون الى اللجنة القانونية لمراجعة صياغته وتدقيقه وتطلب عرضه على
.مجلس النواب
المادة ()113
تتابع اللجان في حدود اختصاصها ما تتضمنه بيانات الوزراء في كافة المجاالت وتصدر التوصيات في شأنها
.ولهيأة الرئاسة عرض هذ ِه التوصيات على المجلس
المادة ()114
جلسات اللجان غير علنية ،وال يجوز حضورها إال العضائها وغيرهم من أعضاء المجلس والموظفين في
اللجنة ومن تستعين بهم اللجنة من المستشارين والخبراء واعضاء الحكومة واال يجوز أن يحضر ممثلو
.الصحافة وغيرها من وسائل اإلعالم اجتماعات اللجان إال بإذن من رئيسها
المادة ()115
على كل لجنة أن تقدم تقريراً إلى المجلس عن كل موضوع يحال إليها .ويجب أن يشتمل التقرير على
اإلجراءات التي قامت بها واألسباب التي استندت إليها في رأيها ،وترفق في تقريرها نصوص المشروعات أو
التشريعات محل التقرير ومذكراتها اإليضاحية .ويجب أن يتضمن التقرير ،اآلراء المخالفة التي قد تكون أبديت
.من أعضائها في الموضوع
المادة ()116
مع مراعاة ما ورد في شأنه نص خاص تقدم اللجنة تقريرها خالل فترة تتراوح ما بين أسبوعين الى أربعة
أسابيع على األكثر من تاريخ إحالة الموضوع إليها ،ما لم يحدد المجلس ميعاداً آخر ،فاذا انقضى الموعد ولم
يقدم التقرير فلرئيس المجلس أن يطلب من رئيس اللجنة بيان أسباب التأخير وتحديد المدة الالزمة إلتمام
.عملها ،وللرئيس أن يعرض األمر على المجلس ليقرر ما تراه
المادة ()117
تودع نسخ من القرارات الصادرة من جلس الرئاسة وقرارات مجلس الوزراء ،لدى مكتبة المجلس ،وتودع
.هذه النسخ تحت تصرف لجان المجلس المختلفة
المادة ()118
تُلزم الوزارات بإعالم اللجان المختصة عن القرارات األستراتيجية واألمور اإلدارية والتعليمات المهنية
الصادرة عنها وللجان ان تطلب من الوزراء نسخا ً من التقارير التي أعدوها في الزيارات الخارجية التي قاموا
بها .وفي المؤتمرات واالجتماعات الدولية التي اشتركوا فيها .وللجنة المختصة أن تستوضح الوزير المختص
.فيما تضمنته هذه التقارير أو أن تطلب حضور رؤساء هذه الوفود لمناقشتهم فيما جاء فيها
المادة ()119
لرئيس المجلس دعوة أية لجنة من لجان المجلس لبحث موضوع هام أو عاجل ،ويرأس رئيس المجلس
جلسات اللجان التي يحضرها .وتجري المخاطبات بين أية لجنة من لجان المجلس والسلطة التنفيذية أو غيرها
من الجهات في خارج المجلس عن طريق رئيس اللجنة طبقا ً للنظام الذي يضعه في هذا الشأن واخبار رئيس
.المجلس بنسخة من ذلك
الفصل الرابع عشر
اقتراحات األعضاء لمشروعات القوانيين
المادة ()120
يحق لعشرة من اعضاء المجلس اقتراح مشروعات القوانين الى رئيس مجلس النواب مصوغة في مواد
.تتضمن األسباب الموجبة للقانون
المادة ()121
لرئيس المجلس أن يبلغ الجهة مقدمة االقتراح كتابةً بمخالفته للمبادئ الدستورية أو القانونية ،بعد عرضه
على اللجان المختصة ،أو عدم استيفائه الشكل المطلوب ،أو وجود أالحكام التي تتضمنها مواده في القوانيين
النافذة وأن يطلب منه تصحيحه أو سحبه ،فإذا أصر العضو على رأيه وجب عليه تقديم مذكرة مكتوبة إلى
رئيس المجلس بوجهة نظره ،في ضوء ما تم خالل أسبوع من تبليغه ،ويعرض الرئيس األمر على هيأة
الرئاسة .ويبلغ الرئيس الجهة مقدمة األقتراح كتابة بما تقرره الهيأة في هذا الشأن فإذا أصرت الجهة المقدمة
لألقتراح ثانية على وجهة نظرها عرض الرئيس بعد اسبوع من تبليغه األمر على مجلس النواب ألتخاذ ما
.يراه
المادة ()122
يحيل رئيس مجلس النواب االقتراحات في مشروعات القوانين إلى اللجنة القانونية لدراستها وإعداد تقرير
عنها للمجلس يتضمن الرأي في جواز نظر االقتراح ،أو رفضه أو تأجيله .وللرئيس أن يقترح على المجلس
.رفض االقتراح ألسباب تتعلق بالموضوع بصفة عامة .فإذا وافق عليه المجلس احيل الى اللجنة المختصة
المادة ()123
إذا قدم مشروع قانون مرتبط بمشاريع قوانين آخرى محالة إلى إحدى اللجان ،أحاله رئيس المجلس إلى هذه
.اللجنة مباشرة ،وذلك ما لم تكن قد بدأت اللجنة في دراسة مواد المشروع أو االقتراح
المادة ()124
تسري في شأن االقتراحات المتعلقة بمشروعات القوانين اإلجراءات الخاصة بمناقشة مشروعات القوانين
.المنصوص عليها في هذا النظام مع مراعاة ما ورد في شأنه نص خاص
المادة ()125
لمقدمي مقترحات القوانين سحبها بطلب كتابي مقدم لرئيس المجلس في أي وقت قبل بدء المناقشة في المواد
بالمجلس ,ويترتب على سحب األقتراح اعتباره كأن لم يكن ،ما لم يطلب أحد األعضاء االستمرار في النظر في
.االقتراح بطلب كتابي يقدمه لرئيس المجلس
المادة ()126
مقترحات القوانين التي يرفضها المجلس او التي يسحبها مقدموها ال يجوز اعادة تقديمها في دور األنعقاد
ذاته ,ويعرض رئيس المجلس التوصية أعاله على المجلس مع البيانات الخاصة بها في أول جلسة ثم تحال إلى
.اللجنة المختصة .وللرئيس أن يحيلها إلى اللجان المختصة مباشرة مع إبالغ المجلس بذلك في أول جلسة تليها
الفصل الخامس عشر
المعاهدات واألتفاقيات الدولية
المادة ()127
.تنظم عملية المصادقة على المعاهدات واألتفاقيات الدولية .بقانون يسن بأغلبية ثلثي اعضاء مجلس النواب
الفصل السادس عشــــر
اإلجراءات التشريعية
المادة ()128
يحيل رئيس مجلس النواب مشروعات القوانين المقدمة من السلطة التنفيذية الى اللجان المختصة ،لدراستها
وأبداء الرأي فيها قبل عرضها على المجلس لمناقشتها على ان يجري ذلك بحضور ممثل عن اللجنة مقدمة
.المشروع
المادة ()129
لكل عضو عند النظر في مشروعات القوانين أن يقترح التعديل بالحذف أو اإلضافة أو التجزئة في المواد فيما
يعرض من تعديالت .ويجب أن يقدم التعديل مكتوبا ً لرئيس اللجنة قبل الجلسة التي ستنظر فيها المواد التي
.يشملها التعديل بأربع وعشرين ساعة على األقل
المادة ()130
يجب على اللجنة المالية أن تأخذ رأي مجلس الوزراء في كل اقتراح بتعديل تقترحه اللجنة في االعتمادات التي
تضمنها مشروع الموازنة ،ويجب أن تضمن اللجنة تقريرها رأي الحكومة في هذا الشأن ومبرراته ,ويسري
هذا الحكم على كل اقتراح بتعديل تتقدم به أية لجنة من لجان المجلس ،أو أحد األعضاء إذا كانت تترتب عليه
.أعباء مالية
المادة رقم ()131
يتلو رئيس الجلسة تقرير اللجنة المختصة وما قد يتضمنه من آراء مخالفة لرأي أغلبية اللجنة ،في الجلسة
.المخصصة للمناقشة .وفي جميع األحوال تجري المناقشة على أساس المشروع الذي تقدمت به اللجنة
المادة ()132
تبدأ المداولة بمناقشة المبادئ واألسس العامة للمشروع اجماالً ،فإذا لم يوافق المجلس على المشروع من
.حيث المبدأ ،بأغلبية عدد أعضائه ،عد ذلك رفضا ً للمشروع
المادة ()133
ينتقل المجلس بعد الموافقة على المشروع من حيث المبدأ إلى مناقشة مواده مادةً مادة بعد تالوة كل منها،
.ويؤخذ الرأي في كل مادة على حدة ،ثم يؤخذ الرأي على المشروع في مجموعه بعد اكتمال تالوة مواده كاملة
المادة ()134
بعد االنتهاء من مناقشة المادة واالقتراحات بالتعديالت المقدمة في شأنها ،يؤخذ الرأي على هذه االقتراحات
بالتعديالت أوالً ،ويبدأ بأوسعها مدى وأبعدها عن النص األصلي ،ثم يؤخذ الرأي بعد ذلك على المادة
.بمجموعها
المادة ()135
إذا قرر المجلس حكما ً في إحدى المواد من شأنه إجراء تعديل في مادة سبق أن وافقت عليها ،فللمجلس أن
يعود لمناقشة تلك المادة ،وكذلك يجوز للمجلس إعادة المناقشة في مادة سبق إقرارها إذا أبديت أسباب جديدة،
قبل انتهاء المداولة في المشروع وذلك بناء على طلب الحكومة ،أو رئيس اللجنة ،أو خمسين عضواً من
.أعضاء المجلس
المادة ()136
.ال يجوز التصويت على مشروع القانون قبل مضي أربعة أيام على األقل من انتهاء المداولة فيه وفقا ً لما يلي
.اوالً .يُقرأ مشروع القانون قراءة أولى
ثانيا ً .يقرأ مشروع القانون قراءة ثانية بعد يومين على األقل وبعد أستالم المقترحات التحريرية بتعديل ِه ثم
.اجراء المناقشة عليه
الفصل السابع عشر
األعتراض على مشروعات القوانين
المادة ()137
لمجلس الرئاسة الموافقة على القوانين التي يسنها مجلس النواب واصدارها بعد ارسالها اليه خالل عشرة ايام
من تاريخ وصولها ,بأستثناء ما ورد في المادتين ( )118و( )119من الدستور وفي حال عدم الموافقة تعاد
.القوانين الى مجلس النواب
المادة ()138
اوالً :يعقد مجلس النواب جلسة لهذا الغرض ،ويحيل المجلس قرار النقض والبيانات المتعلقة بها إلى لجنة
مختصة لدراسة المشروع محل األعتراض و األسباب التي استند عليها قرار عدم الموافقة ,ويعرض تقرير
اللجنة المختصة على المجلس للنظر فيه على وجه االستعجال فإذا أقر المجلس مشروع القانون محل النقض
.باألغلبية ترسل الى مجلس الرئاسة للوافقة عليها
ثانياً :في حالة عدم موافقته ثانيةً خالل عشرة ايام من تاريخ وصولها اليه فلمجلس النواب بعد اعادتها اليه ان
.يقر بأغلبية ثالثة اخماس عدد اعضائه غير قابلة لألعتراض وتعد مصادقا ً عليها
الفصل الثامن عشر
األجراءات االنضباطية
المادة ()139
:يتخذ رئيس الجلسة بحق العضو الذي أخل بالنظام ،احدى األجراءات األتية
.اوالً .تذكير العضو بنظام الجلسة
.ثانيا ً .إذا تمادى العضو فللرئيس تنبيهه ،ويترتب على هذا التنبيه شطب أقواله من المحضر
.ثالثاً .المنع من الكالم بقية الجلسة
المادة ()140
إذا لم يمتثل العضو لقرار رئيس الجلسة ،فلهو ان يتخذ الوسائل الكفيلة لتنفيذ هذا القرار بعد إنذار العضو ،
ولرئيس الجلسة أن يوقف الجلسة أو يرفعها ،وفي هذه الحالة يتم الحرمان إلى ضعف المدة التي يقررها
.المجلس
المادة ()141
للعضو الذي ُح ِرم من االشتراك في أعمال المجلس أن يطلب وقف أحكام هذا القرار بأن يقر كتابة لرئيس
المجلس أنه ( يأسف لعدم احترامه نظام المجلس) ويتلى ذلك في الجلسة ويصدر قرار المجلس في هذه الحالة
.دون مناقشة
الفصل التاسع عشر
موازنة المجلس
المادة ()142
.للمجلس موازنة خاصة تحدد بالتنسيق مع الجهات المالية المختصة وتدرج ضمن الموازنة العامة للدولة
المادة ()143
يقوم القسم المالي في المجلس بإعداد الحسابات الختامية للمجلس ،ويعرض على هيأة الرئاسة للموافقة عليه
.وإحالته إلى لجنة الشؤون المالية ،وترفع اللجنة تقريراً بذلك للمجلس للمصادقة عليه
المادة ( )144
.تخضع حسابات المجلس إلى رقابة وتدقيق ديوان الرقابة المالية
الفصل العشرون
أحكام ختامية
المادة ()145
أوالً -للمجلس إرسال وفود من بين أعضائ ِه إلى خارج العراق ألمور ذات عالقة بأعمالها ويرعا في ذلك
.اختصاصات اللجان
.ثانيا ً -للمجلس دعوة الوفود والشخصيات لعقد لقاءات معها لالطالع على األوضاع في العراق
المادة ()146
أوالً -ال يجوز ألي شخص مسلح أو قوة مسلحة الدخول إلى المجلس وال اإلقامة على مقربة من أبوابه إال
.بموافقة هيأة الرئاسة
.ثانيا ً -يمنع إدخال األسلحة النارية أو الجارحة إلى بناية المجلس التي تحددها هيأة الرئاسة
.ثالثاً -يمنع دخول اي شخص داخل المجلس اال بأذن مسبق من رئيس الجلسة
المادة ()147
.أوالً -تكون هيأة الرئاسة هي المسؤولة عن ديوان المجلس
ثانيا ً -يتولى إدارة ديوان المجلس رئيسا ً للديوان بدرجة خاصة ،ويمارس مهامه وفقا ً للقانون والصالحيات
.الممنوحة له من هيأة الرئاسة .ويكون مسؤوالً أمامها ويعاونه عدد من الموظفين وفقا ً الحتياجات المجلس
ثالثا ً -يرتبط المستشارون بهيأة الرئاسة مباشرة ،ويكونون مسؤولين أمامها عن تقديم االستشارة والخبرة
للمجلس ولجان ِه الدائمية وإعداد التقارير والدراسات والبحوث التي تتعلق بأعمال المجلس واختصاصاته وأية
.مهام أخرى تكلفهم بها هيأة الرئاسة
المادة ()148
يجوز إجراء تعديالت على هذا النظام بنا ًء على اقتراح من هيأة الرئاسة أو خمسين عضواً من أعضاء المجلس
.وبموافقة أغلبية عدد األعضاء
المادة ()149
.تدون قرارات المجلس وتنشر باللغتين العربية والكردية
المادة ()150
.يعاد النظر بهذا النظام وتُغير المواد التي تتعارض مع الدستور بعد اجراء التعديالت والمصادقة عليها
المادة ()151
.تُفتح مكاتب للمجلس في المحافظات لتأمين التواصل بين اعضاء مجلس النواب والجماهير
المادة ()152
.اوالً -يعمل بهذا النظام من تاريخ إقراره من قبل مجلس النواب
.ثانياً -ينشر هذا النظام في الجريدة الرسمية
أوضحنا الضوابط
بحث حول الوالية القانون االداري
مقـدمــة
تعتبر
الجماعات المحلية جزءا ال يتجزأ من الدولة ،أي أنها تابعة لها بالرغم من
وجود الالمركزية التي تعتبر أسلوبا من أساليب التنظيم اإلداري و التي تعني
توزيع الوظيفة اإلدارية بين السلطات المركزية في الدولة و الهيئات
اإلدارية المنتخبة التي تباشر مهامها تحت رقابة هذه السلطة .
فتنظيم
الدولة يستوجب تقسيمه إلى أقاليم ،والية ،وبلدية و بالرجوع إلى البلدية
التي تعد الخلية األساسية لالمركزية اإلقليمية فهي تلعب دورا هاما في
التكفل بحاجيات الموطنين.
إما بالنسبة للوالية التي تعد وحدة إدارية من
وحدات الدولة وفي نفس الوقت شخصا من أشخاص القانون تتمتع بالشخصية
المعنوية و الذمة المالية المستقلة Mو بالتالي كالهما يلعبان دورا رئيسيا
في مختلف الجوانب االقتصادية و اإلجتماعية .
وسنتناول في بحثنا وحدة
من الوحدات اإلدارية الالمركزية اإلقليمية أو الجغرافية أال وهي الوالية
ومنه كانت اإلشكالية كاآلتي كيف تكون الوالية وحدة من الوحدات الالمركزية
اإلقليمية ؟ و التي يندرج فيها العديد من التساؤالت وهي :ما تعريف
الوالية ؟ كيف تنشأ الوالية ؟ ما هي خصائص الوالية ؟كيف كانت الوالية خالل
االستعمار و بعد االستقالل؟ وما هي هيئات الوالية ؟ وكيف تكون الرقابة على
الوالية؟
وتبرز أهمية بحثنا في معرفة التنظيم اإلداري للوالية وذلك في ظل القانون رقم 09-90المؤرخ في 07أفريل 1990و المتضمن قانون الوالية .
ولقد إعتمدنا في دراستنا على العرض للمعلومات وفقا لماجاء في للخطة التالية:
( -)1عمار بوضياف ،الوجيز في القانون اإلداري ،دار الريحانة ،الجزائر ،بدون سنة ،ص.111
( -)2بوداود عبد اليمين ،محاصرات Mمقياس تسيير الجماعات المحلية ،قسم اإلدارة و التسيير الرياضي ،جامعة
المسيلة 2006-2005 ،
( -)3عمار عوابدي ،دروس في القانون اإلداري ،الطبعة الثالثة ،قالمة ،سنة ، 1990ص . 167-166
( -)1محمد الصغير بعلي ،قانون اإلدارة المحلية الجزائرية ،دار العلوم ,الجزائر ,سنة , 2004ص 111و مايليها .
( -)1محمد الصغير بعلي ،قانون اإلدارة المحلية الجزائرية ،دار العلوم ,الجزائر ,سنة , 2004ص 111و مايليها .
( -)1محمد الصغير بعلي ،القانون اإلداري ،دار العلوم للنشر و التوزيع ،عنابة ،الجزائر ،سنة ، 2004ص 181وما بعدها
وقد إهتم دستور 1976بهذه الوحدة اإلدارية حينما نص في المادة 36منه على إعتبار الوالية هيئة أو مجموعة إقليمية
بجانب البلدية .
إال
أن تغير المعطيات السياسية و اإلقتصادية خاصة بعد المؤتمر الرابع للحزب
أدى إلى تعديل أحكام القانون الوالئي من ناحيتين أساسيتين : عدد الرسائل1500 :
األولى :
توسيع صالحيات و إختصاصات المجلس الشعبي الوالئي في العديد من الميادين
حيث أصبح للمجلس وظيفة مراقبة على مستوى إقليم الوالية تجسيدا ألحكام العمر25 :
دستور 76التي تجعل منه وسيلة للرقابة الشعبية .
الثانية :تدعيم و تأكيد الطابع السياسي لهذه الهيئة سواء من حيث :
تشكليها الموقع:
:إذ أصبحت النصوص األساسية للحزب ( في ظل نظام األحادية السياسية ) تشترط
اإلنخراط في الحزب بالنسبة لكل مترشح لعضوية هذا المجلس . http://droit.alafdal.ne
تسييرها :و
ذلك من خالل تأسيس هيئة مشتركة بين الجهاز السياسي ( محافظة الحزب) و
t
الجهاز اإلداري على مستوى الوالية هو مجلس التنسيق الوالئي .
وبهدف
القيام بمهامه على أفضل وجه فرض المشرع بموجب المادة 32من قانون الوالية
أن يتفرغ رئيس المجلس وال يباشر أي مهمة أخرى ،وتمكنه بالمقابل من أن
يتلقى تعويضا عن ذلك وهذا ما نصت عليه المادة 33كما فرض القانون على
الوالي أن يضع تحت تصرف رئيس المجلس كل الوسائل المادية و الوثائق ألداء
مهامه .
ويجوز لرئيس المجلس قانونا أن يقدم استقالة و يفصح عن رغبته في
التخلي عن رئاسة المجلس وهذا أمام هيئة المدوالة ( المجلس الشعبي الوالئي
) وفي هذه الحالة يختار المجلس رئيسا جديد له حسب الطريقة المذكورة.
الوضعية
القانونية للمنتخب :طبقا للمادة 36من قانون الوالية فإن المهمة
االنتخابية داخل المجلس مجانية أي تتم دون مقابل ألنها من حيث األصل تدخل
ضمن النشاط السياسي للفرد ،وحتى يمكن المشرع أعضاء المجلس من الحضور
أعتبر استدعاء المجلس بمثابة مبرر للغياب وحظر على اإلدارة المستخدمة فسخ
عقد العمل بسبب غياب العضو المنتخب وحضور أشغال المجلس.
وفي حالة وفاة
العضو أو استقالته أو إقصاءه يستخلف بالمتر شح الوارد في نفس القائمة
مباشرة بعد بعد المنتخب األخير .ويثبت االستخالف بموجب مداولة من المجلس.
وحري
بنا اإلشارة أن هذه المادة ينبغي أن تكون محل تعديل لتضاف إليها حالة أخرى
هي اختيار عضو أو عضوين من أعضاء المجلس ضمن الفئة المنتخبة Mفي مجلس األمة
.
ويمكن للعضو داخل المجلس أن يقدم استقالته .وهنا فرض القانون طريقة
واحد لالستقالة تمثلت في تقديم رسالة مضمونة مع إشعار بالوصول توجه لرئيس
المجلس وتصبح نهائية ونافذة من تاريخ إستالمها ،وإال بعد شهر من تاريخ
اإلرسال.
-النظام اإلنتخابي (: )1
إن الحديث عن النظام االنتخابي يقتضي تسليط الصوء على ثالثة محاور هي:الناخب و المنتخب و العملية اإلنتخابية.
أ)-
الناخب :نصت المدة 50من الدستور على " أن كل مواطن تتوفر فيه الشروط
القانونية أن ينتخب أو أن ينتخب" ورجوعا لقانون اإلنتخابات نجده قد حدد في
نص مادته الخامسة شروط اإلنتخاب وهي :
-1الجنسية :يعد ناخب كل جزائري وجزائرية دون تفرق في الجنس.
-2 أوسمــة العضــو:
السن 18سنة يوم االقتراع وهي سن أقل من سن الرشدالمحدد في المادة 40من
القانون المدني ولعل الحكمة التي أراد المشرع تحقيقها من خالل هذا التخفيض
هو ضمن مشاركة أوسع لهيئة الناخبين .
-3التمتع بالحقوق المدنية و السياسية وهذا شرط بديهي.؟
-4عدم وجود الناخبين في حالة من حاالت التنافي.
-5التسجيل في القائمة اإلنتخابية.
ب)-
المنتخب :يجب من حيث األصل أن تتوفر في المرشح لعصوية المجلس الشعبي
الوالئي جميع الشروط الناخب أوال وتضاف إليها الشروط الخاصة بالعضوية وعلى
العموم فإن الترشح لنيل عضوية المجلس يمكن إجمالها في :
-1الجنسية وهي شرط عام ينطبق على الناخب و المنتخب.
-2التمتع بالحقوق المدنية و السياسية وهو شرط عام أيضا .
-3السن 25سنة وكانت في ضوء القانون القديم 23سنة
-4أن ال يكون المرشح في حالة من حاالت التنافي أي أن ال يكون منتميا إلحدى الطوائف المبعدة من حق الترشح.
ج)-
العملية Mاإلنتخابية :تتضمن العملية اإلنتخابية مجموع من اإلجراءات Mو
األعمال التي فرصها المشرع من خالل قانون اإلنتخابات بدءا بإعداد القوائم
اإلنتخابية ومراجعتها إلى غاية الفرز وإعالن النتائج وما تثيره هذه
العملية من منازعات.
القائمة اإلنتخابية :وتتم مراجعتها سنويا بصفة عدد الرسائل1500 :
منتظمة ودائمة خالل الثالثي األخير من كل سنة بأمر من رئيس المجلس الشعبي
البلدي وينشر إشعار بهذا الشأن ويشرف على المراجعة Mلجنة تتكون من :
-قاصي يعينه رئيس المجلس القضائي المختص رئيسا. العمر25 :
-رئيس رئيس المجلس الشعبي البلدي عضوا.
-ممثل عن الوالي .
*استدعاء الموقع:
هيئة الناخبين :طبقا للمادة 29من قانون االنتخابات تستدعي الهيئة
االنتخابية بمرسوم رئاسي في غضون األشهر الثالثة التي تسبق تاريخ إجراء http://droit.alafdal.ne
االنتخابات.
* مدة االقتراع :يدوم االقتراع يوما واحد يحدد بمرسوم
t
رئاسي غير أنه يمكن لوزير الداخلية بطلب من الوالة أن يرخص لهم بتقديم
افتتاح االقتراع بـ 72ساعة على األكثر في البلديات التي يتعذر فيه إجراء
االقتراع في يوم واحد.
البلد :الجزائر
*مميزات االقتراع :يتميز االقتراع بمجموعة مواصفات :
-العمومية :فهو عام ال يمس جنسا دون آخر أو فئة دون أخرى .
- تاريخ التسجيل:
السرية :ال يتم التعبير من قبل الناخب علنا بل بصفة سرية ولقد عمل 18/12/2008
القانون على تجسيد هذا المبدأ بتوفير وسائل السرية وهي :المظروف و المعزل
.
-الشخصية :إن التعبير عن اإلرادة في مجال االنتخابات يتم من حيث
االصل بصفة شخصية غير أن المشرع أجاز استعمال نظام الوكالة في مواصع معينة
نصت عليها المادة 62من قانون االنتخاب وهي:
-المرضى الموجودون في المستشفيات.
-العجزة وذوي العطب
-العمال الذين يعملون خارج واليتهم .
-الموجودون مؤقتا في الخارج
ومن
الطبيعي أن يكون الوكيل ناخبا وأن ال يكون حائزا ألكثر من وكالة هذا مع
مالحظة أنه وطبقا لقرار المجلس الدستور اليجوز ألحد الزوجين أم يوكل اآلخر
وتتم الوكالة بعقد أمام اللجنة اإلدارية المذكورة سابقا.
* الفــرز :
ويتمثل في عملية حساب األصوات وهي مرحلة في غاية من الخطورة لذا يجب ضبطها
بشكل دقيق لضمان نزاهة العملية اإلنتخابية فمن حيث الزمان يجب أن يتم
الفرز كما نصت المادة 53من قانون االنتخابات فورا أي فور نهاية اختتام
االقتراع وتتواصل Mدون انقطاع حتى نهاية الفرز ومن حيث المكان يتم الفرز في
مكاتب التصويت ومن حيث الشكل يتم علنا أي بحصور الناخبين ويتولى الفرز
الناخبون أنفسهم بعد اختيارهم من قبل أعصاء مكتب التصويت .
* إعالن
النتائـج :تشرف إعالن النتائج النهائية لجنة والئية تتكون من ثالثة قضاة
يعينهم وزير العدل وتجتمع بمقر مجلس القضاة أو المحكمة .
Sessionsثانيا :الدورات
يعقد المجلس الشعبي الوالئي (م.ش.و) دورات عادية ودورات إستثنائية
أ) -الدورات العادية :يعقد المجلس أربعة ( )04دورات عادية في السنة مدة الواحدة 15يوما ،يمكن تمديدها إلى 07أيام
أخرى .
وقد نص قانون الوالية على ضرورة إجرائها في تواريخ محددة ،وإال عدت باطلة ،وهي أشهر :مارس ،جوان ،سبتمبر ،
وديسمبر .
كما يشترط القانون أن يوجه الرئيس اإلستدعاءات إلعضاء المجلس قبل 10أيام من تاريخ إنعقاد الدورة مرفقة بجدول
األعمال .
ب)-
الدورات اإلستثنائية :يمكن للمجلس ،عندما تقتضي الحاجة إلى ذلك أن يعقد
دورات استثنائية ( غير عادية ) سواء بطلب من رئيس المجلس الشعبي الوالئي
أو ثلث ( )1/3أعضاء المجلس ،أو الوالي .
وإذا كان قانون الوالية قد نص
في المادة 14منه على أن يوجه الرئيس اإلستدعاءات لعقد الدورة اإلستثنائية
قبل 5أيام ،إال أنه لم يحدد مدتها .
( -)1ناصر لباد ،القانون اإلداري ( التنظيم اإلداري ) ،منشورات دحلب ،الجزائر ،سنة ،2001ص .118
يمكن أن ينتج عن مناقشته رفع الئحة إلى السلطة الوصية (الوزارة ) .
ج)-
تمثيل الوالية :خالفا للوضع في البلدية ،حيث يمثل رئيس المجلس البلدي
البلدية ،فإن مهمة تمثيل الوالية مسندة قانونا للوالي ،وليس إلى رئيس
المجلس الشعبي الوالئي .
-ومن ثم فإن الوالي يمثل الوالية في جميع
أعمال الحياة المدنية و اإلدارية طبقا للتشريع الساري المفعول ،كما يمثل
الوالي الوالية أمام القضاء سواء كان مداعيا أو مدعى عليه بإستثناء الحالة
الواردة بالمادة 54من قانون الوالية و التي مفادها أنه (( :يمكن رئيس
المجلس الشعبي الوالئي بإسم الوالية أن يطعن لدى الجهة القضائية المختصة
في كل قرار صادر من وزير الداخلية يثبت بطالن أي مداولة ،أو يعلن إلغاءها
أو يرفض المصادقة عليها)) وهو ماذهبت إليه ضمنا المادة 87من قانون
الوالية .
د) -ممارسة السلطة الرئاسية :على موظفي الوالية ،كما تشير المادة 106من قانون الوالية .
ثانيا :الوالي ممثل للدولة :
يجسد الوالي صورة حقيقية لعدم التركيز اإلداري ،نظرا للسلطات و الصالحيات المسندة إليه بإعتباره ممثال للدولة في
إقليم الوالية .
وتتمثل أهم االختصاصات الموكلة للوالي بهذه الصفة ،في :
أ-
الضبط ( الشرطة ) :كما هو الشأن بالنسبة لرئيس المجلس الشعبي البلدي ،
فإن الوالي يتمتع بالعديد من سلطات الضبط اإلداري ( الشرطة اإلداري ) كما
نص قانون اإلجراءات الجزائية أيضا على سلطات الوالة في مجال الضبط القضائي
.
-1الضبط اإلداري :حيث تنص المادة 96من قانون الوالية على أن (( :
الوالي مسؤول على المحافظة على النظام و األمن والسالمة و السكينة العام
)) ،حيث يزود بالوسائل البشرية و القانونية الالزمة (الحقا فقرة . )284
-2
الضبط القضائي :لقد خولت المادة 28من قانون اإلجراءات Mالجزائية سلطات
للوالة في مجال الضبط القضائي ،مع إحاطتها بجملة من القيود ،من أهمها :
-ممارسة الوالي لسلطة الضبط القضائي في حالة وقوع جناية أو جنحة ضد أمن الدولة .
-توافر حالة اإلستعجال .
-عدم علمه أن السلطة القضائية قد أخطرت بوقوع جريمة .
وحتى
في هذه الحالة ،فإن سلطة الوالي مقيدة من حيث الزمان ،ذلك أنه يجب على
الوالي أن يبلغ وكيل الجمهورية خالل مدة أقصاها 48ساعة متخليا بذلك عن
جميع اإلجراءات Mللسلطة القضائية المختصة.
هـ) – الهدف (الغاية ) :يسعى قرار التوقيف الى الحفاظ على نزاهة و مصداقية التمثيل الشعبي .
ثانيا :االقالة (االستقالة الحكمية ) : Démission d’office
-تنص المادة 40من قانون الوالية على مايلي :
"
يعد كل عضو في مجلس شعبي والئي يجد نفسه تحت طائلة عدم قابلية انتخاب أو
في حالة تناف ,منصوص عليها قانونيا ,مستقيال فورا بموجب مداولة من
المجلس الشعبي الوالئي .
عدد الرسائل1500 :
ويقوم رئيس المجلس الوالئي على الفور بإعالم الوالي بذلك .
و في حالة تقصيره ,و بعد اعذاره من الوالي ,يعلن وزير الداخلية بحكم القانون عن طريق االستقالة بقرار ".
كما تشير المادة 39منه الى االستقالة االدارية للعضو . العمر25 :
-وبناء عليه ,فإن قرار االقالة يجب أن يستند – لصحته – الى االركان التالية :
أ)-
من حيث السبب :يتمثل سبب االقالة أو االستقالة الحكمية للعضو في أن يصبح الموقع:
,بعد انتخابه ,في إحدى الحالتين القانونيتين المتمثلتين في :
-1حالة من حاالت عدم القابلية لالنتخاب ,الواردة في قانون االنتخابات كما رأينا ( سابقا فقرة . ) 47
http://droit.alafdal.ne
-2حالة من حاالت التنافي أو التعارض الواردة بالقانون االساسي الذي يخضع له المنتخب . t
ب) -من حيث اإلختصاص :يمكن ,في الواقع ,أن يتم التصريح باالستقالة الحكمية للعضو من طرف المجلس الشعبي
الوالئي .
و في حالة تقصيره ,يتم االعالن عن تلك االستقالة بقرار من وزير الداخلية. البلد :الجزائر
ج)-
من حيث المحل :خالفا للتوقيف ,يترتب على االستقالة الحكمية للمنتخب
الوالئي وضع حد نهائي للعضوية بالمجلس ,اي يتم إلغاء مركزه القانونـي
تاريخ التسجيل:
كعضو بالمجلس الشعبي الوالئي ,بما له من حقوق وما عليه من التزمات .
د) -الشكل و اإلجراءات :يشترط قانون الوالية إقالة العضو : 18/12/2008
-اجراء جوهريا هو :إعذار الوالي للعضو بتقديم االستقالة ,
-اجراء مداولة للمجلس الشعبي الوالئي ,
-وشكل جوهريا هو :القرار الوزاري المكتوب .
هـ) – الهدف :يرتبط الهدف – هنا-بأحد سببي القرار االقالة المشار اليهما سابقا .
( -)1محمد الصغير بعلي ،قانون اإلدارة المحلية الجزائرية ،ص 135و مايليها .
هـ) – من حيث الهدف :إن الغرض من وراء قرار اإلقصاء هو الحفاظ على سـمعة و نزاهة و مصداقية التمثيل
الشعبي .
-المطلب Mالثاني :الرقابة على األعمال
تمارس
على االعمال و تصرفات و مداوالت المجلس الشعبي الوالئي العديد من صور
الرقابة من قبل جهة الوصاية ،المتمثلة أساسا في وزارة الداخلية .
أما قرارات Mالوالي كممثل للدولة ،فإنها تخضع لمراقبة السلطة المركزية (الوزارة) ،باعتباره مرؤوسا ،بكل مايترتب عن
ذلك من نتائج .
-
وعلى كل ،فإن مظاهر وصور تلك الرقابة إنما يتمثل في إجراءات : Mالتصديق و
اإللغاء ،بكيفية تكاد تكون متماثلة مع هو سائد في التنظيم البلدي (سابقا
،فقرة 80ومابعدها)
أوال :التصديق :
أ -التصديق الضمني (: )1
تعتبر
مداوالت المجلس الشعبي الوالئي نافذة فور نشرها (إذا كانت عامة و تنظيمية
) أو تبليغها ( إذا كانت خاصة و فردية ) إلى المعنيين من طرف الوالي ،الذي
يجب عليه أن يقوم بذلك خالل أجل اليتعدى 15يوما ،كقاعدة عامة .
ب -التصديق الصريح (: )2
إذا أوسمــة العضــو:
كانت القاعدة بالنسبة لنفاذ مداوالت المجلس الشعبي الوالئي تتمثل في
المصادقة عليها ضمنيا ،فقد حدد قانون الوالية ،على غرار قانون البلدية ،
بعض المداوالت يشترط لنفاذها الموافقة و التصديق الصريح (كتابيا مثال) من
طرف السلطة المختصة وهي المداوالت التي تتعلق :
-بالميزانيات و الحسابات .
-أو بإنشاء و إحداث مصالح ومرافق عمومية والئية .
-أو بأي موضوع آخر تنص أحكام التشريع المعمول على ضرورة التصديق الصريح .
ثانيا :اإللغاء :
ينعقد اإلختصاص بإلغاء مداوالت المجلس الشعبي الوالئي إلى وزير الداخلية بموجب قرار مسبب إما لبطالنها بطالنا
مطلقا أو بطالنا نسبيا.
الخاتمــةM
تعتبر
الوالية وحدة من الوحدات الالمركزية اإلقليمية حيث تعرف أنها جماعة
إقليمية تتمتع بالشخصية المعنوية و االستقالل المالي ،حيث كانت في المرحلة
االستعمارية تخضع مناطق و أقاليم الجنوب إلى السلطة العسكرية ،بينما قسم
الشمال في البداية إلى ثالثة محافظات و مع نهاية فترة االستعمار كان
بالجزائر 15عمالة و 91دائرة حيث تخضع إدارتها وتسييرها إلى عامل العمالة
إلى جانب هيئتان أساسيتان هما مجلس العمالة و المجلس العام و مع دخول
مرحلة االستقالل صدور األمر 69/38المؤرخ في 23ماي 1969و المتضمن لقانون
الوالية و المصدر التاريخي للتنظيم الوالئي بالجزائر مع ظهور ثالث أجهزة
أساسية هي المجلس الشعبي الوالئي ،المجلس التنفيذي للوالية و الوالي ،و
قد اهتم دستور 1976بهذه الوحدة اإلدارية حيث نص في المادة 36منه على
اعتبار الوالية هيئة أو مجموعة إقليمية بجانب البلدية إال أن التغيير
للمعطيات السياسية و االقتصادية خاصة بعد المؤتمر الرابع للحزب أدى إلى
تعديل أحكام القانون الوالئي من ناحيتين أساسيتين ،األول توسيع صالحيات
المجلس الشعبي الوالئي في العديد من الميادين ،حيث أصبح للمجلس (وظيفة
المراقبة ) على مستوى إقليم الوالية تجسيدا ألحكام الدستور 1976التي تجعل
منه وسيلة للرقابة الشعبي .الثاني تدعيم وتأكيد الطابع السياسي لهذه
الهيئة سواء من حيث تشكيلها و تسييرها ومع ظهور قانون 90/09المؤرخ في 07
أفريل 1990المتعلق بالوالية حيث يتكون من جهاز مؤلف من المجلس الشعبي
الوالئي و الوالي حيث هذا األخير هو هيئة تنفيذية للمجلس ،يقوم بتنفيذ
مداوالت المجلس و اإلعالم و تمثيل الوالية و ثانيا تمثيل الدولة ،أما
الرقابة على الوالية فإنها توضع تحت اإلدارة السلمية للوالي و تكلف بتنفيذ
مداوالت المجلس الشعبي الوالئي و قرارات الحكومة و يتولى الوالي التنسيق
العام لإلدارة ،أما الرقابة على أعضاء المجلس فتتمثل في التوقيف أو
اإلقالة أو اإلقصاء ،أما الرقابة على أألعمال فهي التصديق و يكون إما
ضمنيا أو صريحا و هناك اإللغاء و يكون من اختصاص وزير الداخلية بموجب قرار
مسبب إما لبطالنه بطالنا مطلقا أو بطالنا نسبيا و أخيرا نجد الرقابة على
الهيئة حيث تم تحديد و حصر التي يحل بسببها المجلس ،كما تم تحديد اختصاص
الحل و تحديد تاريخ تجديده بمرسوم يصدر في مجلس الوزراء بناءا على تقرير
من وزير الداخلية كما يترتب على حل المجلس الشعبي الوالئي سحب صفة العضوية أوسمــة العضــو:
على جميع األشخاص و إلغاء مراكزهم القانونية دون المساس بوجود الشخصية
المعنوية للوالية و يحدد نفس المرسوم المتضمن لحل المجلس تاريخ تجديده عن
طريق إجراء انتخابات إلقامة مجلس شعبي والئي منتخب ،و في األخير يمكن أن
نترك لزمالئنا في البحث الموالي اإلجابة على التساؤل التالي كيف يمكن أن
تكون البلدية الجماعة اإلقليمية األساسية ؟
قائمة المراجع
المؤلفات
-01بعلي محمد الصغير :
-القانون اإلداري ،دار العلوم للنشر و التوزيع ،عنابة ،الجزائر ،سنة . 2004
-قانون اإلدارة المحلية الجزائرية ،دار العلوم ,الجزائر ,سنة 2004
-02بوضياف عمار ،الوجيز في القانون اإلداري ،دار الريحانة ،الجزائر ،بدون سنة .
-03لباد ناصر ،القانون اإلداري ( التنظيم اإلداري ) ،منشورات دحلب ،الجزائر ،سنة . 2001
-04عمار عوابدي ،دروس في القانون اإلداري ،ط ، 3ديوان المطبوعات الجامعية ،الجزائر ،سنة .1990
-05بوداود عبد اليمين ،محاصرات Mمقياس تسيير الجماعات المحلية ،قسم اإلدارة و التسيير الرياضي ،جامعة المسيلة
2006-2005 ،
النصوص التشريعية عدد الرسائل1500 :
العمر25 :
الموقع:
http://droit.alafdal.ne
t
البلد :الجزائر
تاريخ التسجيل:
18/12/2008