You are on page 1of 2

‫‪http://magllah.jeeran.com/archive/2007/7/267473.

html‬‬

‫غرض اإلتجار كسبب لخضوع‬


‫السلع والخدمات المستوردة‬
‫للضريبة العامة على المبيعات‬
‫‪ ‬‬
‫في جلستها المنعقدة بتاريخ الثالث عشر من مايو من عام ‪ 2005‬أصدرت المحكمة الدستورية‬
‫العليا حكمها في القضية رقم ‪ 3‬لسنة ‪  23‬ق ‪" ‬دستورية" ‪ ،‬و هو الحكم الذي تعرض لنص من‬
‫نصوص قانون الضريبة العامة على المبيعات التي تعلقت بإخضاع السلع و الخدمات المستوردة‬
‫لضريبة المبيعات ‪ .‬حيث كانت الشركة المدعية في الدعوى الدستورية تهدف بدعواها الموضوعية إلى إعفاءها من‬
‫الخضوع‪ R‬للضريبة العامة على المبيعات على قطع الغيار المستوردة الستخدامها‪ R‬فى الصيانة واإلحالل لمصانعها‪ ،‬و على‬
‫الرغم من أن هذا الحكم قد قضى في منطوقه بعدم قبول الدعوى الدستورية ‪ ،‬إال أن حيثياته قد‬
‫حوت مبادئا ً قانونية مهمة للغاية ‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫أوال ً ‪ :‬في سبب عدم قبول الدعوى ‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫في بيانه ألسباب عدم قبول الدعوى قضت المحكمة الدستورية العليا في الحكم المشار إليه بأنه من المقرر فى قضائها‪ R‬أن‬
‫المصلحة الشخصية المباشرة وهى شرط لقبول الدعوى الدستورية‪ ،‬مناطها أن يكون ثمة ارتباط بينها وبين المصلحة القائمة‬
‫فى الدعوى الموضوعية‪،‬‬
‫‪ ‬‬
‫و إعمال هذا الشرط – شرط المصلحة الشخصية المباشرة – يؤدي إلى ما يلي ‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -1‬أن تفصل المحكمة الدستورية العليا فى الخصومة من جوانبها‪ R‬العملية وليس من معطياتها‪ R‬النظرية أو تصوراتها‪ R‬المجردة‪،‬‬
‫وهو ما يقيد تدخلها فى تلك الخصومة القضائية ويرسم‪ R‬تخوم واليتها فال تمتد لغير المطاعن التى يؤثر الحكم بصحتها أو‬
‫بطالنها على النزاع الموضوعى‪ ،‬وبالقدر‪ R‬الالزم للفصل فيها‪،‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ -2‬أال تقبل الخصومة الدستورية من غير األشخاص الذين يمسهم الضرر من جراء سريان النص المطعون فيه عليهم سواء‬
‫أكان هذا الضرر‪ R‬وشيكا ً يتهددهم‪ ،‬أم كان قد وقع فعالً‪ ،‬ويتعين دوما أن يكون الضرر‪ R‬منفصالً عن مجرد مخالفة النص‬
‫المطعون فيه للدستور‪ R،‬مستقال بالعناصر‪ R‬التى يقوم عليها‪ ،‬ممكنا ً تحديده وتسويته بالترضية القضائية‪ ،‬عائداً فى مصدره إلى‬
‫النص المطعون فيه‪،‬‬
‫‪ ‬‬
‫و بناء على ذلك ‪ ،‬فإنه إذا لم يكن النص قد طبق على من ادعى مخالفته للدستور‪ R،‬أو كان من غير المخاطبين بأحكامه‪ ،‬أو‬
‫كان قد أفاد من مزاياه‪ ،‬أو كان اإلخالل بالحقوق‪ R‬التى يدعيها ال يعود إليه‪ ،‬دل ذلك على انتفاء المصلحة الشخصية المباشرة‪،‬‬
‫ذلك أن إبطال النص التشريعى فى هذه الصور جميعاً‪ ،‬لن يحقق للمدعى أية فائدة عملية يمكن أن يتغير بها مركزه القانونى‬
‫بعد الفصل فى الدعوى الدستورية‪ ،‬عما كان عليه قبلها‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫ثانيا ً ‪ :‬في بيان الحكم لمناط خضوع السلع و الخدمات المستوردة لضريبة المبيعات ‪:‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪  ‬و باإلضافة إلى ما سبق ‪ ،‬و ألن قضاء المحكمة الدستورية مستقر على أن الخطأ فى تأويل أو تطبيق‪ R‬النصوص القانونية ال‬
‫يوقعها‪ R‬فى حمأه المخالفة الدستورية إذا كانت صحيحة فى ذاتها‪ ،‬وأن الفصل فى دستورية النصوص القانونية المدعى مخالفتها‬
‫للدستور‪ R،‬ال يتصل بكيفية تطبيقها عمالً‪ ،‬وال بالصورة التى فهمها‪ R‬القائمون على تنفيذها‪ ،‬وإنما مرد اتفاقها مع الدستور‪ R‬أو‬
‫خروجها‪ R‬عليه إلى الضوابط التى فرضها الدستور‪ R‬على األعمال التشريعية جميعاً‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫وحيث إن نصوص قانون الضريبة العامة على المبيعات تعتبر كالً واحداً‪ ،‬يكمل بعضها البعض ويتعين أن تفسر عباراته بما‬
‫يمنع أى تعارض بينها‪ ،‬إذ أن األصل فى النصوص القانونية التى تنتظمها‪ R‬وحدة الموضوع‪ ،‬هو إمتناع فصلها عن بعضها‪،‬‬
‫باعتبار أنها تكون فيما بينها وحدة عضوية تتكامل أجزاؤها‪ ،‬وتتضافر‪ R‬معانيها وتتحد توجهاتها‪ R‬ليكون نسيجا متألفاً‪،‬‬
‫‪ ‬‬
‫ولما كان نص الفقرة األولى من المادة الثانية من قانون الضريبة العامة على المبيعات الصادر‪ R‬بالقانون رقم ‪ 11‬لسنة ‪1999‬‬
‫سالف الذكر تنص على أن (تفرض الضريبة العامة على المبيعات على السلع المصنعة والمستوردة إال ما استثنى بنص‬
‫خاص‪ – ).....‬فإن تعيين هذا االلتزام الضريبى ال يستقيم منهجا إال بالكشف‪ R‬عن جملة دالالت ومفاهيم عناصر هذا االلتزام‪:‬‬
‫كماهية المكلف‪ ،‬وماهية المستورد‪ ،‬وهو ما ال يتأتى سوى‪ R‬بالتعرض وجوباً‪ R‬لدالالت األلفاظ التى حسبما أوردها‪ R‬المشرع‬
‫بالمادة األولى من ذات القانون‪،‬‬
‫‪ ‬‬
‫حيث عرفت المادة األولى المذكورة (المكلف) بأنه‪:‬‬
‫"الشخص الطبيعى أو المعنوى‪ R‬المكلف بتحصيل وتوريد‪ R‬الضريبة للمصلحة سواء كان منتجا صناعياً‪ ،‬أوتاجرا‪ R‬أو مؤديا‪R‬‬
‫لخدمة خاضعة للضريبة بلغت مبيعاته حد التسجيل المنصوص‪ R‬عليه فى هذا القانون‪ ،‬وكذلك كل مستورد‪ R‬لسلعة أو خدمة‬
‫خاضعة للضريبة بغرض االتجار مهما كان حجم معامالته"‪.‬‬
‫‪ ‬‬
‫كما عرفت "المستورد" بأنه‪:‬‬
‫"كل شخص طبيعى أو معنوى‪ R‬يقوم ياستيراد سلع صناعية أو خدمات من الخارج خاضعة للضريبة بغرض االتجار"‬
‫‪ ‬‬
‫و من ثم يتضح بجالء اتجاه إرادة المشرع إلى إخضاع السلع والخدمات التى يتم استيرادها بغرض االتجار‬
‫لضريبة‪ 9‬المبيعات المقررة وفقا ً لهذا القانون‪ ،‬وقد ربط دوما ً فى نطاق الخضوع لها بين االستيراد واالتجار‬
‫فيما يتم استيراده‪،‬‬
‫‪ ‬‬
‫و بعد ذلك ‪ ،‬أنزل الحكم تلك المبادئ و الحيثيات و أعمل هذا التفسير لقانون الضريبة العامة على المبيعات على واقعات‬
‫الدعوى التي صدر‪ R‬الحكم بصددها‪ . R‬حيث كانت الشركة المدعية تهدف بدعواها الموضوعية إلى إعفاءها من الخضوع‪R‬‬
‫للضريبة العامة على المبيعات على قطع الغيار المستوردة الستخدامها فى الصيانة واإلحالل لمصانعها‪R،‬‬
‫‪ ‬‬
‫و قرر الحكم و بوضوح‪ R‬أن التطبيق‪ R‬السليم لنصوص قانون الضريبة العامة على المبيعات الصادر القانون رقم ‪ 11‬لسنة‬
‫‪ 1991‬يكون محققا ً للشركة المدعية بغيتها من دعواها الموضوعية‪ ،‬أي أنه لم يلزمها بالضريبة على قطع الغيار التي‬
‫تستوردها بغرض استخدامها في صيانة و إصالح مصانعها‪R.‬‬
‫‪ ‬‬
‫و على الرغم من أن الحكم قد انتهى إلى انتفاء مصلحة تلك الشركة فى الطعن على النصوص الطعينة ‪ ،‬إال أن الحكم قد قرر‬
‫صراحة أن ذلك سببه يكمن في أن الضرر المدعى به ليس مرده إلى نصوص قانون المبيعات المطعون عليها ؛ وإنما مرده‬
‫إلى الفهم الخاطئ لها والتطبيق غير السليم ألحكامها‪ ،‬ومن ثم فإن الشركة المدعية يمكنها بلوغ طلباتها الموضوعية من خالل‬
‫نجاحها فى إثبات الغرض من استيراد المواد المجلوبة من الخارج ‪.‬‬
‫أضافها ‪ Mohamad Taqiadeen‬في أحكام المحكمة الدستورية‬

You might also like