You are on page 1of 29

‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................

‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬


‫تاريخ قبوله للنشر‪2005 /8/ 11 :‬‬ ‫تاريخ تسلم البحث‪2005 / 5/ 10 :‬‬

‫محمد وليد العبادي*‬

‫ملخص‬
‫إن المنازعات والدعاوي القضائية اإلدارية تنجم عن عالقات قانونية خاصة تتطلب‬
‫توافر أنماط فكرية خاصة لدى القاضي اإلداري‪ ،‬كما أن الخصوم في الدعوى اإلدارية ليسوا‬
‫متساوين‪ ،‬فهناك الفرد العادي المتضرر من عمل اإلدارة‪ ،‬العتدائها على حقوقه في سبيل‬
‫تحقيقها للمصلحة العامة‪ ،‬على حساب مصلحته الشخصية‪.‬‬
‫ومن ناحية أخرى ال بد من وجود سلطة رقابة قوية لقاضي اإللغاء على الشروط الواجب‬
‫توافرها في الدعوى‪ ،‬حتى يستطيع الفصل فيها ليحقق العدالة ويحمي الحقوق الخاصة‬
‫للموظفين اإلداريين من اعتداء اإلدارة عليها‪ ،‬وهو في هذا يحقق نقطة التوازن في الحفاظ‬
‫على المصالح العامة وحماية المصالح الخاصة‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪The disputes and the legal administrative lawsuits come from the special‬‬
‫‪legal relations which need special intellectual forms by the administrative‬‬
‫‪judge. The opponents in the administrative lawsuit are not equal, since the‬‬
‫‪normal individual may be hared by the administrative action for keeping the‬‬
‫‪public interests.‬‬
‫‪It is very important to establish strong control authority for the judge to‬‬
‫‪manage creating justice among the people and to help him establish balance‬‬
‫‪between the public and private interests.‬‬

‫المقدمة‪:‬‬
‫سلطة القاضي اإلداري في دعوى اإللغاء تقتصر على إلغاء القرار الطعين كلياً أو‬
‫جزئياً إذا تبين انه غير مشروع‪ ،‬وذلك على عكس سلطته في دعوى التعويض التي تكون‬
‫واسعة وشاملة من خالل امتالكه الحق في تعديل القرار المطعون والحكم بتعويض‬
‫أستاذ مشارك‪ ،‬قسم القانون‪ ،‬كلية الدراسات الفقهية والقانونية‪ ،‬جامعة آل البيت‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫*‬

‫‪67‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫األضرار الناجمة عنه‪ ،‬وله الحق بإصدار قرار جديد بدالً من القرار السابق المطعون به‪.‬‬
‫كما يستطيع أن يحكم بجبر األضرار التي لحقت بالمدعي من خالل تعويضه عنها مالياً‬
‫بشكل عادل‪.‬‬

‫باإلضافة إلى ذلك يجب أن يتمتع القاضي بصفات معينة تجعله أهالً للحكم في دعوى‬
‫اإللغاء‪ ،‬كما أن سلطة القاضي تمتد لتشمل الرقابة على الشروط الواجب توافرها حتى‬
‫يستطيع النظر في دعوى اإللغاء المرفوعة أمامه من خالل تحققه من توافر شروط تحريك‬
‫الدعوى أو تلك الالزمة للنظر في موضوع دعوى اإللغاء‪.‬‬

‫وسلطة قاضي اإللغاء تمتد للرقابة على أسباب الطعن باإللغاء سواء ما تعلق منها‬
‫بعيب عدم االختصاص أو عيب الشكل واإلجراءات أو عيب مخالفة القانون أو عيب السبب‬
‫وأخيراً عيب االنحراف في استعمال السلطة اإلدارية‪.‬‬

‫وفي النهاية فإن سلطة قاضي اإللغاء تتحقق بشكل أساسي من خالل إصداره الحكم في‬
‫الدعوى سواء أكان الحكم برد الدعوى أو الحكم الصادر باإللغاء جزئياً أم كلياً‪.‬‬

‫وعليه سوف نقوم ببحث سلطة قاضي اإللغاء في األردن وذلك على الشكل التالي‪:‬‬
‫المبحث‪ $‬األول ‪ :‬الشروط والصفات الواجب توافرها في قاضي اإللغاء‪$.‬‬
‫المبحث‪ $‬الثاني ‪ :‬سلطة قاضي اإللغاء في الرقابة على الشروط الواجب توافرها للنظر في‬
‫الدعوى‪.‬‬
‫المبحث‪ $‬الثالث‪ : $‬سلطة قاضي اإللغاء في الرقابة‪ $‬على أسباب‪ $‬الطعن باإللغاء‪.‬‬
‫المبحث‪ $‬الرابع‪ : $‬سلطة قاضي اإللغاء في إصدار الحكم بدعوى اإللغاء‪$.‬‬

‫المبحث األول‬
‫الشروط والصفات الواجب توافرها في قاضي اإللغاء‬
‫هناك شروط وصفات يجب أن تتوافر في قاضي اإللغاء لكي يستطيع أن يصدر حكمه‬
‫فيما يعرض عليه من منازعات إدارية‪ ،‬وغالباً ما تكون هذه الصفات ذاتية خاصة بالقاضي‬
‫وحده والتي منها أن يكون مدركاً لجميع المشكالت التي تعترض عمل اإلدارة العامة من‬

‫‪68‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫خالل معرفته بماهية عمل اإلدارة باعتبارها علماً قائماً بحد ذاته‪ ،‬ولذلك يجب أن يتمتع‬
‫القاضي بتكوين ذهني يمكنه من معرفة األسس التنظيمية التي تحكم عمل اإلدارة وإ جراءات‬
‫سير عملها والقدرة على حل جميع الصعوبات التي قد تعترض طريق اإلدارة العامة أثناء‬
‫قيامها بعملها‪ ،‬فإذا ما توافرت مثل تلك الصفات بالقاضي اإلداري فتعتبر مؤشراً على نجاح‬
‫الدولة في إقامة نظام لقضاء اإلدارة يبرر بقاءه وعموميته(‪.)1‬‬

‫باإلضافة إلى أن المنازعات والدعاوى القضائية اإلدارية ناجمة عن عالقات قانونية‬


‫خاصة تتطلب توافر أنماط فكرية خاصة لدى القاضي اإلداري‪ ،‬فكما نعلم أن الخصوم في‬
‫الدعوى اإلدارية ليسوا متساوين‪ ،‬فمن جهة يوجد الفرد العادي المتضرر من عمل اإلدارة‬
‫من خالل اعتدائها على حقوقه ابتغاء تحقيق المنفعة العامة‪ .‬حيث إن واجب القضاء يكمن‬
‫في حمايتها وصونها وعدم االعتداء عليها من قبل جهة اإلدارة‪ ،‬إلا في الحاالت الضرورية‬
‫االستثنائية الالزمة لذلك مع ضمان حقه في تعويض عادل عنها‪ ،‬ومن جهة أخرى توجد‬
‫اإلدارة العامة باعتبارها الطرف القوي في تلك المنازعات من خالل عملها على تحقيق‬
‫المنفعة العامة والتي تستمدها من مجال العالقات في القانون العام‪ ،‬فيجب على القاضي‬
‫اإلداري في هذه الحالة أخذ هذا االختالف على محمل الجد وان يمارس نوعاً من السياسة‬
‫القضائية المرنة تماماً كما هو الحال أثناء تطبيقه نظرية أعمال السيادة‪ .‬وان يكون قادراً‬
‫على ابتكار الحلول القضائية لها‪ ،‬وهذه الصفة في الحقيقة تعود إلى عدم وجود قواعد‬
‫قانونية مكتوبة تشمل كافة المنازعات اإلدارية‪.‬‬

‫نحدد الشروط والصفات الذاتية التي يتعين توافرها في‬


‫وانطالقاً مما سبق سوف ّ‬
‫القاضي اإلداري والتي تجعله متحرراً من قواعد القانون الخاص وقادراً على فهم مشكالت‬
‫اإلدارة العامة واستيعابها‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬اإللمام باإلدارة العامة ومشكالتها‬

‫انظر علي خطار الشطناوي‪ ،‬موسوعة القضاء اإلداري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬ ‫(?)‬ ‫‪1‬‬

‫مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2004 ،‬ص‪.162‬‬

‫‪69‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫ال يمكن للقضاء اإلداري الفصل في منازعات اإلدارة إال إذا كان ملماً بمشكالتها‬
‫اليومية‪ ،‬وعلى درجة عالية من المعرفة واالطالع باإلدارة نفسها‪ ،‬فتلك مهمة جسيمة وشاقة‬
‫بالنظر لكون اإلدارة عالماً قائماً بذاته ينطوي على درجة عالية من التعقيد يقتضي اإللمام‬
‫بها تكوين علمي خاص‪ ،‬يم ّكن قاضيها من فهم واستيعاب هيكلها التنظيمي وقواعد سير‬
‫عملها وآلية القيام بأعمالها‪ ،‬والمشكالت والصعوبات التي تحيط بنشاطها اإلداري‪ ،‬وال شك‬
‫أن اكتساب هذا التكوين القانوني واإلداري أمر ضروري والزم لقيام القاضي اإلداري‬
‫بدوره اإلبداعي في ابتداع القواعد القانونية اإلدارية‪ ،‬وقد ابتدع القضاء اإلداري العديد من‬
‫الحلول القضائية التي انطلقت من واقع اإلدارة‪ ،‬ومن أمثلة ذلك نظرية الموظف الفعلي‪،‬‬
‫وتعدد أسباب القرار‪ ،‬واإلقرار بصالحية القاضي بإحالل السند القانوني الصحيح بدالً من‬
‫الباطل‪ ،‬والنقل التأديبي المقنع وغيرها‪.‬‬

‫ثانياً ‪ :‬التحرر من عقلية القضاء النظامي وتفكيره‬

‫ال شك في أن قيام القضاء اإلداري بدوره اإلبداعي في خلق القواعد القانونية اإلدارية‬
‫يقتضي التحرر من عقلية القضاء النظامي‪ ،‬فيجب أن تكون عقلية القضاة اإلداريين متحررة‬
‫من التفكير المدني والجزائي خصوصاً القاعدة القائلة‪ :‬ال اجتهاد مع مورد النص؛ فالوضع‬
‫الغالب في القانون اإلداري هو غياب النصوص المكتوبة أو عدم كفايتها‪ ،‬وبذا لن يستطيع‬
‫القاضي اإلداري أداء دوره اإلبداعي إذا بقي أسيراً لتلك القاعدة السائدة في القانونين المدني‬
‫(‪)2‬‬
‫والجزائي ‪ .‬فلقد لعب القضاء اإلداري‪ ،‬وتحديداً مجلس الدولة الفرنسي دوراً أساسياً‬
‫أصلها وحدد معالمها وحدودها وبين‬
‫وجوهرياً في ابتداع العديد من النظريات اإلدارية التي ّ‬
‫مضمونها وماهيتها تدريجياً بحيث أصبحت نظريات قانونية متكاملة وموازية للنظريات‬
‫المدنية‪ ،‬وخير مثال على ذلك نظرية العقود اإلدارية‪ ،‬ونظرية المسؤولية اإلدارية‪ ،‬وال شك‬
‫في أن قيام مجلس الدولة الفرنسي بتلك المهمة اإلنشائية الكبيرة جاء بفضل تكوينه الخاص‬
‫والمتخصص‪.‬‬

‫محمد فؤاد مهنا‪ ،‬مبادئ وأحكام القانون اإلداري في جمهورية مصر العربية‪،‬‬ ‫(?)‬ ‫‪2‬‬

‫اإلسكندرية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪1973 F،‬م‪ ،‬ص‪.51‬‬

‫‪70‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫ثالثاً‪ :‬القدرة على ابتداع سياسيات قضائية حكيمة‬

‫تنطوي مهمة القضاء اإلداري على صعوبات جمة‪ ،‬فالخصم المستدعي ضده في‬
‫الدعوى اإلدارية هو اإلدارة‪ ،‬وهي إدارة قوية في دول العالم الثالث‪ ،‬وتتفوق على غيرها‬
‫ويمحص في مدى‬
‫من السلطات‪ ،‬فال تقبل بسهولة أن يراقب القضاء أعمالها ويدقق ّ‬
‫مشروعيتها‪ ،‬بل ترفض أحياناً تنفيذ األحكام القضائية الصادرة بإلغاء قراراتها‪ .‬وعليه ابتدع‬
‫القضاء اإلداري العديد من الحلول القضائية إلجبار اإلدارة على تنفيذ أحكامه كاعتبار‬
‫امتناع الموظف عن تنفيذ الحكم القضائي خطأ شخصياً يتحمل عبئه المالي من ماله‬
‫الخاص(‪.)3‬‬

‫ولكن مواجهة اإلدارة قد تكون خاسرة في بعض األحيان‪ ،‬لهذا يتعين أن يكون القضاء‬
‫اإلداري مؤهالً لممارسة نوع من السياسة‪ ،‬لكنها سياسة قضائية حكيمة في كثير من‬
‫األحيان فنظرية أعمال السيادة في فرنسا خير شاهد على ذلك(‪ .)4‬وكذلك نظرية التحصين‬
‫التشريعي في مصر واألردن‪ ،‬فقد أقرت محكمة العدل العليا في األردن بدستورية‬
‫التشريعات التي تحصن قرارات إدارية ضد رقابة القضاء إال أنها قصرت التحصين على‬
‫(‪)5‬‬
‫القرارات المشروعة فقط ‪ ،‬وهكذا فضل القضاء اإلداري مجاملة اإلدارة ومحاباتها مؤقتاً‬
‫بدالً من الدخول معها في مواجهة خاسرة انتظاراً لتغير الظروف‪ ،‬فقد ضيق القضاء بفضل‬
‫نظرية اإلجراءات القابلة لالنفصال عن أعمال السيادة من مدى هذه النظرية ونطاقها(‪.)6‬‬
‫وحد بإجازة التعويض عن بعض أعمال السيادة من خطورة آثارها‪ ،‬وتدخل المشرع في‬
‫ّ‬
‫(‪)8‬‬
‫للقضاء على التحصين التشريعي‪.‬‬ ‫مصر(‪ )7‬واألردن‬

‫رابعاً‪ :‬تحديد خصوصية المنازعات اإلدارية‬

‫إن اضطالع القضاء اإلداري بدوره اإلبداعي يقتضي أن يتوافر لدى قضاة اإلدارة‬
‫نمط خاص من التفكير القضائي‪ ،‬فيفصل القضاء اإلداري في منازعات ناشئة عن عالقات‬
‫قانونية ناشئة بين أطراف ليسوا على قدم المساواة‪ ،‬فاإلدارة هي الطرف القوي في العالقة‪،‬‬
‫والشخص العادي هو الطرف الضعيف‪ .‬فلقد منح المشرع اإلدارة العديد من االمتيازات‬
‫التي نطلق عليها امتيازات القانون العام الستخدامها لتذليل الصعوبات والعقبات التي‬

‫‪71‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫تعترض طريقها في سبيل تحقيق الصالح العام‪ ،‬ولكن تحقيق الصالح العام ال يعني مطلقاً‬
‫التضحية بمصالح األشخاص المشروعة؛ فللشخص العادي مصالح مشروعة يتوجب‬
‫حمايتها ورعايتها وصونها من االعتداء عليها‪ ،‬فال يجوز التضحية بمصالح األشخاص‬
‫المشروعة في سبيل المصلحة العامة إال إذا كان ذلك ضرورياً‪ ،‬وبالقدر الالزم لذلك‪ ،‬لهذا‬
‫يتوجب على القضاء اإلداري البحث عن نقطة التوازن الدقيق بين المصلحتين العامة‬
‫والخاصة‪ ،‬والعمل على هديها‪ ،‬وخير شاهد على ذلك نظرية التوازن المالي للعقد اإلداري‪،‬‬
‫فقد قرر القضاء اإلداري للمتعاقدين مع اإلدارة حقاً في توازن عقدهم مالياً لقاء ما قرره‬
‫لإلدارة من صالحيات استثنائية تمارسها بإرادتها المنفردة‪ .‬كما تجلى ذلك في نظرية‬
‫الظروف االستثنائية فتقول محكمة العدل العليا في أحد أحكامها‪" :‬وحيث أن الحكم القضائي‬

‫لمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع أنظر رمزي الشاعر‪ ،،‬مسؤولية الدولة عن‬ ‫(?)‬ ‫‪3‬‬

‫أعمالها غير التعاقدية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مطبعة جامعة‪ F‬عين شمس‪ ،‬ص‪ .1980 ،236‬أنور احمد رسالن‪،‬‬
‫مسؤولية الدولة عن أعمالها غير التعاقدية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ص‪1980 ،219‬م‪ .‬مجدي‬
‫مدحت النهري‪ ،‬مسؤولية الدولة عن أعمالها غير التعاقدية‪ ،‬قضاء التعويض‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة‬
‫العربية‪ ،1997 ،‬ص‪ 249‬وما بعدها‪.‬‬
‫لمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع انظر‪ :‬محسن خليل‪ ،‬القضاء اإلداري اللبناني‪،‬‬ ‫(?)‬ ‫‪4‬‬

‫بيروت‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1986 ،1982 ،‬ص‪ ،380‬محمد عبد السالم‪ ،‬أعمال السيادة في‬
‫التشريع المصري‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،1950 ،‬ص‪.9‬‬
‫لمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع انظر‪ :‬علي خطار شطناوي‪ ،‬تحصين‬ ‫(?)‬ ‫‪5‬‬

‫القرارات اإلدارية ضد الرقابة القضائية في األردن‪ ،‬مجلة جامعة‪ F‬الملك سعود‪ ،‬المجلد السابع‪ ،‬العلوم‬
‫اإلدارية‪ ،1995 ،‬ص‪.3‬‬
‫لمزيد حول هذا الموضوع انظر‪ :‬علي خطار شطناوي‪ ،‬اإلجراءات القابلة لالنفصال عن‬ ‫(?)‬ ‫‪6‬‬

‫أعمال السيادة‪ ،‬مجلة دراسات‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬المجلد ‪ ،27‬علوم الشريعة والقانون‪ ،‬العدد (‪،2000 ،)1‬‬
‫ص‪.1‬‬
‫تنص الفقرة (ب) من المادة ‪ ،68‬من الدستور المصري لعام ‪ ،1971‬على أنه‪:‬‬ ‫(?)‬ ‫‪7‬‬

‫"ويحظر النص في القوانين على تحصين أي عمل أو قرار إداري من رقابة القضاء"‪.‬‬
‫تنص المادة (‪ )9‬من قانون محكمة‪ F‬العدل العليا رقم (‪ )12‬لسنة ‪ 1992‬على "الطعن‬ ‫(?)‬ ‫‪8‬‬

‫في أي قرار إداري نهائي حتى لو كان محصناً بالقانون الصادر بمقتضاه"‪.‬‬

‫‪72‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫المبرم يكتسب قوة تنفيذية يصبح واجب التنفيذ جبراً‪ ،‬وحيث أن دولة رئيس الوزراء قد أمر‬
‫بتنفيذه عمالً بالمادة (‪ )11‬من قانون دعاوي الحكومة فإن اإلدارة ملزمة بتنفيذه بناء على‬
‫طلب ذي المصلحة وال تملك االمتناع عن تنفيذه وأن هي امتنعت كان تصرفها غير‬
‫مشروع‪ ،‬أما ما أثاره مساعد رئيس النيابة العامة من حيث توافر أركان الضرورة فيما‬
‫قرره وزير التربية والتعليم فإننا نجد أنه يشترط لالحتجاج بأحكام الضرورة ما يلي‪:‬‬
‫(‪ )1‬وجود خطر جسيم يهدد النظام العام‪.‬‬
‫(‪ )2‬أن يتعذر دفع هذا الخطر بالطرق القانونية العادية‪.‬‬
‫(‪ )3‬أن يكون رائد اإلدارة في تدخلها تحقيق المصلحة العامة وحدها‪.‬‬
‫(‪ )4‬يجب أن ال تضحى مصلحة األفراد في سبيل المصلحة العامة إال بمقدار ما تقتضي‬
‫الضرورة أي أن ال تتعسف اإلدارة بإجراءاتها(‪.)9‬‬

‫ويتعين على القضاء اإلداري أيضاً مراعاة اختالف موازين القوى بين أطراف‬
‫المنازعة اإلدارية في مجال إثبات عدم مشروعية القرارات المطعون بها‪ .‬فاإلدارة‬
‫باعتبارها الطرف القوي في المنازعة تحوز في الغالب األعم جميع األوراق والمستندات‬
‫التي يمكن للشخص استخدامها إلقامة الدليل على صحة ادعاءاته‪ ،‬وبذا يتعين على القضاء‬
‫أن يمد له يد العون والمساعدة(‪.)10‬‬

‫خامساً‪ :‬تحديد طبيعة دعوى اإللغاء وغايتها‬

‫تعد دعوى اإللغاء دعوى القانون العام التي يطلب المستدعي بمقتضاها من القضاء‬
‫(‪)11‬‬
‫كما‬ ‫مراقبة مشروعية قرار إداري والحكم بإلغائه كلياً أو جزئياً إذا تبين أنه غير مشروع‬
‫أنهذه الدعوىتستهدف في المقام األولحماية مبدأ المشروعية أو كما تصفها محكمة العدل‬
‫اإلداري‪ .)12‬لهذا يتعين أن تنطلق الحلول القضائية من‬
‫(‬
‫العليا بأنها دعامة مندعائم القانون‬
‫تلك الثوابت والحقائق‪ ،‬فيجب أن تكون فلسفة االجتهاد القضائي قائمة على تسهيل تقديم‬
‫دعاوى اإللغاء وعدم التشدد غير المبرر في الشروط الشكلية لقبولها‪.‬‬

‫المبحث الثاني‬

‫‪73‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫سلطة قاضي اإللغاء في الرقابة على الشروط‬


‫الواجب توافرها للنظر في دعوى اإللغاء‬
‫إن أول شيء يتصدى له قاضي اإللغاء ويتأكد منه هو مدى توافر الشروط الالزمة‬
‫لقبول دعوى اإللغاء قبل الخوض في موضوع الدعوى المقامة أمامه‪ ،‬وذلك ألن الدعوى‬
‫اإلدارية ال تختلف عن أية دعوى أخرى سواء أكانت مدنية أم جنائية‪ ،‬وبما أن الدعوى هي‬
‫تصرف قانوني فإنه يلزم لصحتها عدة شروط يجب توافرها منها ما هو خاص بشخص‬
‫المدعي من خالل البحث في مدى أحقيته في مخاصمة اإلدارة وتحريك دعوى ضدها والتأكد‬
‫من ان طبيعة العمل اإلداري يقبل المخاصمة القضائية‪ ،‬وأيضاً أن تتوافر لدى المدعي‬
‫مصلحة حقيقية في مخاصمة اإلدارة والتأكد من مشروعية هذه المصلحة(‪.)13‬‬

‫باإلضافة إلى تلك الشروط يجب أن تتوافر في دعوى اإللغاء الشروط الخاصة بالشكل‬
‫وإ جراءات انعقاد الخصومة ومدى االلتزام بمواعيد إقامة الدعوى أمام القضاء‪ ،‬فإذا ما‬
‫توافرت جميع هذه الشروط فإن على القاضي اإلداري قبول الدعوى المقامة من أحد طرفي‬
‫النزاع والسير بإجراءاتها على الوجه المحدد في القانون‪ ،‬أما إذا تخلف أحد هذه الشروط فال‬
‫يملك القاضي في هذه الحالة أن يبحث في موضوع الدعوى ويجب عليه الحكم برد الدعوى‬
‫شكالً(‪.)14‬‬

‫وعليه يمكن أجمال الشروط التي تؤثر في سلطة القاضي اإلداري بنظر دعوى اإللغاء‬
‫بشرطين‪:‬‬

‫أوالّ‪ :‬الشروط الالزمة لصحة تحريك دعوى اإللغاء‬

‫وتتضمن التأكد من القيام ببعض اإلجراءات السابقة على إقامة دعوى اإللغاء‪ ،‬من‬
‫خالل لجوء المدعي إلى طرق التظلم اإلداري قبل أن يباشر بإقامة دعوته أمام القضاء‬
‫اإلداري‪ ،‬فإذا استنفذ تلك الطرق ولم يتحصل منها على حقه الذي اعتدت عليه اإلدارة‪ ،‬جاز‬
‫له في هذه الحالة إقامة دعوى اإللغاء(‪.)15‬‬

‫‪74‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫كما يجب توافر الشروط الالزمة من الناحية الشكلية لقبول دعوى اإللغاء‪ ،‬كما هي‬
‫الحالة بالنسبة لمسألة االختصاص‪ ،‬فإذا كان المشرع قد جعل بعض األعمال تخرج عن‬
‫اختصاص القضاء اإلداري ألي سبب كان‪ ،‬فيجب على القاضي االلتزام بإرادة المشرع هذه‬
‫وأن ال ينظر في الدعوى المقامة أمامه لعدم االختصاص كما هو الحال بالنسبة ألعمال‬
‫السيادة وأعمال السلطة التشريعية وأيضاً أعمال القضاء فإنها جميعاً تخرج من دائرة‬
‫اختصاص القاضي اإلداري(‪.)16‬‬

‫وأخيراً يجب على المدعي االلتزام بالمواعيد القضائية لرفع الدعوى أمام القضاء‬
‫اإلداري والمحددة في القانون‪ ،‬فإذا ما رفعت الدعوى بعد انقضاء الميعاد يستطيع القاضي‬
‫الحكم برد الدعوى‪ .‬حيث اعتبر مجلس الدولة الفرنسي أن ميعاد الطعن من النظام العام‪،‬‬
‫بحيث يمكن إثارته في أية حالة تكون عليها الدعوى ويملك القاضي اإلداري أن يثير هذا‬
‫العيب من تلقاء نفسه(‪ .)17‬وهو ما استقر عليه مجلس الدولة المصري والسوري والمغربي‬
‫ومحكمة العدل العليا األردنية(‪.)18‬‬

‫ثانيا‪ ً:‬الشروط الالزمة لنظر دعوى اإللغاء‬

‫يجب أن يكون القرار اإلداري محل الطعن ذا طبيعة خاصة‪ ،‬بحيث يكون من‬
‫القرارات اإلدارية النهائية الجائز الطعن بها باإللغاء‪ ،‬وبالتالي يستبعد من مجال الطعن‬
‫باإللغاء أعمال السلطة التشريعية كالقوانين واألعمال البرلمانية أو أعمال السلطة القضائية‬
‫المتمثلة باألحكام القضائية‪ ،‬فهذه األعمال ال تصلح بطبيعتها ألن تكون موضوعاً لدعوى‬
‫الإلغاء أمام القضاء اإلداري ‪ ،‬باإلضافة إلى القرارات اإلداريـة التي ال‬

‫تتوافر عناصرها فإنها تخرج من دائرة اختصاص القضاء اإلداري(‪.)19‬‬

‫ويجب أن تتوافر للمدعي مصلحة جدية وشخصية ومباشرة للطعن بإلغاء القرار‬
‫اإلداري الذي ألحق إضراراً به أو اعتدى على مصلحته الشخصية المشروعة بحيث ت ّكفل‬

‫(?) انظر سليمان الطماوي‪ ،‬قضاء اإللغاء‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.336‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪75‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫القانون بحمايتها‪ .‬وعليه يستطيع القاضي اإلداري عدم قبول دعوى اإللغاء إلقامتها من‬
‫شخص غير ذي مصلحة أو صفة متعلقة بالدعوى(‪.)20‬‬

‫وأخيراً يجب أن يكون الطعن باإللغاء هو الوسيلة الوحيدة التي يمتلكها المتضرر لدفع‬
‫الضرر الذي أصابه‪ ،‬وبمعنى آخر أن ال يكون هناك طريق آخر للطعن المقابل‪ ،‬فإذا كان‬
‫إلغاء القرار اإلداري من اختصاص جهة قضائية أخرى‪ ،‬فال يستطيع القاضي التعرض له‬
‫ويقتصر دوره على الحكم بعدم االختصاص ويحق له في هذه الحالة أن يحيل الدعوى إلى‬
‫الجهة القضائية المختصة(‪ ،)21‬ونستشهد هنا بقرار المحكمة اإلدارية العليا المصرية الذي‬
‫جاء فيه‪" :‬أن اإلحالة لوحدة الموضوع أو لالرتباط بين دعوتين طبقاً لألصول العامة ال‬
‫تجوز إالّ بين محكمتين من درجة واحدة تابعتين لجهة قضائية واحدة ما لم يقرر المشرع‬
‫غير ذلك صراحة وأعماالً لهذا المبدأ تقرر المحكمة أن اإلحالة من المحكمة اإلدارية العليا‬
‫غير جائزة وللمدعي إن شاء مع مراعاة المواعيد أن يرفع طعناً جديداً أمام هذه المحكمة‬
‫مباشرة وفقاً لإلجراءات المقررة أمامها(‪.)22‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫سلطة قاضي اإللغاء في الرقابة على أسباب الطعن باإللغاء‪.‬‬
‫تقوم سلطة قاضي اإللغاء أساساً على التأكد من سالمة القرار اإلداري المطعون فيه‬
‫وفحص مدى مشروعيته‪ ،‬فإذا ما كان القرار اإلداري بأنواعه المختلفة سواء أكان فردياً أو‬
‫الئحياً مشوباً بعيب من العيوب التي تجعل منه قراراً غير مشروع وغير سليم لمخالفته‬
‫للقانون‪ .‬وتتحدد هذه العيوب بما يلي‪:‬‬

‫أوالً‪ :‬عيب عدم االختصاص‬


‫المقصود باالختصاص هو مجموعة التصرفات واألعمال التي يكون لموظف عام أو‬

‫لسلطة عامة أن تمارسها قانوناً وعلى وجهة يعتد بها شرعاً‪.‬‬

‫ويعد عيب عدم االختصاص العيب الوحيد المتصل اتصاال مباشراً بالنظام العام‬
‫ويترتب على ذلك جواز الدفع بعدم االختصاص في أية مرحلة من مراحل دعوى اإللغاء‪،‬‬

‫‪76‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫ويمكن للنائب العام اإلداري أن يثير الدفع بعدم االختصاص حتى ولو لم يثار من أحد‬
‫(‪.)23‬‬
‫الخصوم‬

‫وتكمن سلطة قاضي اإللغاء في التصدي لعيب عدم االختصاص وأن يحكم به من تلقاء‬
‫نفسه إذا ما تبين له صدور القرار اإلداري من غير صاحب االختصاص حتى ولو لم يثره‬
‫رافع الدعوى كسبب لإللغاء‪ ،‬وإذا طلب المدعي إلغاء القرار ألسباب أخرى ال تتضمن‬
‫عيب عدم االختصاص‪ ،‬فإن القاضي يملك في هذه الحالة أن يتصدى له بعد أن يتأكد من‬
‫وجوده(‪.)24‬‬

‫أما بالنسبة لموقف محكمة العدل العليا األردنية من جواز تصحيح القرارات المشوبة‬
‫بعيب عدم االختصاص‪ ،‬فقد تبنت الموقف الذي قالت به المحكمة اإلدارية العليا المصرية‬
‫عندما أجازت تصحيح القرارات اإلدارية المشوبة بعيب عدم االختصاص بإجراءات‬
‫الحقة‪ ،‬حيث جاء في قرار لها في القضية رقم (‪" )8/36‬أما كون القرار الصادر من قسم‬
‫المناهج بإقرار تلك الكتب قد صدر بعد إقامة الدعوى فال يفيد من الوضع شيئاً إذ إن المبادئ‬
‫المقررة في الفقه اإلداري تجيز تصحيح القرار الباطل بإجراء الحق يزيل ما كان ينطوي‬
‫عليه القرار من عيب‪ ،‬وعندئذ تصبح الدعوى بطلب إلغائه غير ذات موضوع" (‪.)25‬‬

‫كما أن القول بأن القرارات اإلدارية المعيبة بعدم االختصاص الجسيم تفقد صفتها‬
‫اإلدارية من خالل اعتبارها من قبيل األعمال المادية وبالتالي خروجها عن اختصاص‬
‫القضاء اإلداري غير سليم ألن ذلك القول يقودنا إلى نتيجة غريبة تكمن في إخضاع القرار‬
‫اإلداري المعيب بعدم االختصاص البسيط لرقابة القضاء‪ ،‬بينما يكون القرار اإلداري‬
‫المعيب بعدم االختصاص الجسيم بمنأى عن رقابته وهذا واضح في قرار لمحكمة العدل‬
‫العليا في القضية رقم (‪ ،)21/51‬والذي أكدت فيه بأنه‪" :‬ال يجوز لمحكمة العدل العليا أن‬
‫تبحث في كون القرار اإلداري منعدماً أو غير منعدم ما لم تكن في األصل مختصة للنظر‬
‫في الطعن المتعلق به‪.)26(F"...‬‬

‫‪77‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫ثانياً‪ :‬عيب الشكل واإلجراءات‬

‫ال يكفي أن يلزم رجل اإلدارة اختصاصه كي يصبح القرار اإلداري سليماً‪ ،‬بل يجب‬
‫أن يصدر هذا القرار طبقا لإلجراءات التي حددها المشرع وفقاً للشكل المرسوم له‪.‬‬

‫ويعرف الفقيه دوالبادير ‪ Dulaubadere‬عيب الشكل واإلجراءات بأنه "إهمال أو‬


‫(‪)27‬‬
‫عدم صحة اإلجراءات الشكلية الواجب اتباعها في العمل اإلداري ‪ .‬بمعنى أن هناك عيباً‬
‫أو إهماالً يصيب شكل القرار أو اإلجراءات التي تتبع في إصداره‪.‬‬

‫وقواعد الشكل واإلجراءات في إصدار القرارات اإلدارية على جانب كبير من‬
‫األهمية‪ ،‬حيث تقوم كحاجز وميزان لسلطات اإلدارة الخطيرة في مجال القرارات اإلدارية‪،‬‬
‫ألنها تحقق المصلحة العامة والخاصة‪.‬‬

‫فالمصلحة العامة‪ ،‬تجنب اإلدارة إصدار القرارات المتسرعة وتعطيها مهلة للتروي‬
‫والتدبير‪ ،‬أما المصلحة الخاصة لألفراد فإنها تتمثل في أن هذه الشكليات التي يفرضها‬
‫القانون تهدف بدرجة كبيرة إلى تحقيق ضمانات لألفراد‪.‬‬

‫وكل مخالفة لهذه الشكليات واإلجراءات تعتبر سبباً إللغاء القرار اإلداري وهذا ما‬
‫أكدته محكمة العدل العليا بأن عيب الشكل هو من أسباب إلغاء القرار اإلداري‪ ،‬فقد أشارت‬
‫في أحكامها المتعاقبة على ضرورة اقتران القرار اإلداري بالتنسيب عندما يكون ملزماً‬
‫وحددت عناصره المتمثلة بتحديد الوقائع الموجبة للجزاء التأديبي وكذلك بيان األساس‬
‫القانوني الذي يستند إليه القرار التأديبي وتضمين التنسيب الرد على ما يدفع به الموظف‬
‫العام للتهم الموجهة إليه(‪.)28‬‬

‫كما أكدت محكمة العدل العليا على وجوب التزام سلطات التأديب بإجراء التحقيق قبل‬
‫إصدار القرارات التأديبية باإلضافة إلى وجوب تطبيق قاعدة كتابة التحقيق باعتبارها من‬
‫القواعد األساسية المتعلقة بالنظام العام وبالتالي ال يجوز االعتماد على تحقيق شفوي‪ ،‬وهذا‬
‫واضح في قرار محكمة العدل العليا في القضية رقم (‪ )198/97‬والذي جاء فيه‪ ":‬أن‬
‫التحقيق يجب أن يكون كتابة وال يصح االعتماد على تحقيق شفوي‪.)29("...‬‬

‫‪78‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫كما أن القاضي اإلداري يملك صالحية اعتماد معيار التمييز بين اإلجراءات الشكلية‬
‫الجوهرية وغير الجوهرية من خالل التحقق من مدى ارتباطها بمصالح األفراد ومصالح‬
‫اإلدارة‪ ،‬وهذا ما أكدته محكمة العدل العليا في القضية رقم (‪ ،)42/70‬وذلك بالقول‪" :‬انعدام‬
‫توقيع الخبير الذي استرشدت اللجنة برأيه على محضر الجلسة ال يبطل قرار إحالة العطاء‬
‫ألن توقيعه ليس من اإلجراءات الجوهرية التي يترتب على إهمالها البطالن ما دام من‬
‫الثابت أنه حضر الجلسة"(‪.)30‬‬

‫وقد حذت محكمة العدل العليا األردنية حذو محكمة القضاء الإداري المصرية من‬
‫خالل إجازة الشكل بإجراء الحق‪ ،‬ومن ذلك حكمها الصادر في القضية رقم (‪)180/96‬‬
‫أن االلتباس في اسم المستدعية هو مجرد خطأ مادي وال يرقى إلى مستوى‬
‫والذي جاء فيه‪ّ :‬‬
‫العيب في الشكل الذي يعيب القرار اإلداري المطعون فيه"(‪.)31‬‬

‫وأخيراً نقول بأن القاضي اإلداري يستطيع إجازة تغطية عيب الشكل واإلجراءات‬
‫بقبول أو تنازل المدعي صاحب المصلحة‪.‬‬

‫ثالثاً‪ :‬عيب مخالفة القانون‬

‫يقصد بعيب مخالفة القانون أن يكون القرار اإلداري معيباً في فحواه وموضوعه‪،‬‬
‫وبمعنى آخر أن يكون األثر القانوني الناجم عن القرار اإلداري غير جائز لمخالفته القانون‪،‬‬
‫ويتمثل هذا العيب بمخالفة القوانين أو اللوائح والخطأ في تأويلها وتطبيقها وبالتالي فإن هذا‬
‫العيب يشمل المعنى الواسع الصطالح القانون بحيث يمتد لكل قاعدة قانونية عليا بالنسبة‬
‫للقرار اإلداري أو التصرف موضوع المنازعة القضائية(‪.)32‬‬

‫وتتمثل سلطة القاضي اإلداري في الرقابة على الصور المختلفة لعيب مخالفة القواعد‬
‫القانونية وخاصة ما تعلق منها بمخالفة نصوص القوانين واألنظمة‪ ،‬وهذا ما أكدته محكمة‬
‫العدل العليا في القضية رقم (‪ )109/83‬بأن‪" :‬القرار المطعون فيه والقاضي بتعيين‬
‫المستدعي ضده عضواً في مجلس القرية مع عدم توافر شرط اإلقامة يكون مخالفاً للمادة‬
‫الخامسة من قانون إدارة القرى لسنة ‪ 1954‬ويتعين إلغائه"(‪.)33‬‬

‫‪79‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫وباإلضافة إلى رقابة القاضي على عيب الخطأ في تفسير القوانين واألنظمة‪ ،‬فعلى‬
‫اإلدارة االلتزام التام بالتفسير الذي يقول به القاضي اإلداري حتى لو كان ال ينسجم بشكل‬
‫كامل مع حرفية النص(‪.)34‬‬

‫وأخيراً فإن سلطة القاضي اإلداري تمتد للرقابة على الخطأ في تطبيق القاعدة القانونية‬
‫من خالل التحقق من حدوث الوقائع التي استندت إليها اإلدارة في إصدار قرارها‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى التحقق من مدى توافر الشروط القانونية للوقائع حتى يبرر إصداره للقرار اإلداري‪،‬‬
‫وهذا واضح في حكم لمحكمة العدل العليا في القضية رقم (‪ )58/53‬بقولها ‪":‬يشترط لصحة‬
‫القرار اإلداري أن يكون مؤسساً على وقائع صحيحة ال على مجرد الشكوك والشائعات‪،‬‬
‫وأن يكون تقرير هذه الوقائع مبنياً على أساس سليم"(‪.)35‬‬

‫رابعاً‪ :‬عيب السبب‪.‬‬

‫يجب أن يستند كل قرار إداري إلى سبب صحيح‪ ،‬وقد تقوم اإلدارة من تلقاء نفسها‬
‫باإلفصاح عن السبب أو عندما يلزمها القانون القيام بذلك‪ ،‬وعدا تلك الحاالت ال يمكن إلزام‬
‫اإلدارة باإلفصاح عن سبب قرارها‪.‬‬

‫والحقيقة أن سلطة القاضي اإلداري في الرقابة على عيب السبب تختلف باختالف‬
‫وجود التصريح عن السبب من عدمه‪ ،‬ومن هنا نميز بين حالتين لمعرفة مدى الصالحيات‬
‫التي يمتلكها القاضي اإلداري في الرقابة على عيب السبب(‪.)36‬‬

‫* حالة إفصاح اإلدارة عن السبب الذي دعاها إلى إصدار قرارها‪ ،‬فالقاضي اإلداري‬
‫يفرض رقابته عليه باعتباره السبب الصحيح للقرار اإلداري بحيث يحق له البحث والتأكد‬
‫من هذه األسباب من خالل مدى مطابقتها للواقع والقانون أم ال‪ ،‬إذ يستطيع هنا أن يلغي‬
‫القرار اإلداري لعيب السبب‪.‬‬

‫أما إذا استندت اإلدارة في قرارها على عدة أسباب‪ ،‬فإن القاضي اإلداري ال يستطيع‬
‫إن يلغي القرار بناء على تخلف أحدها‪ ،‬فإذا وجد أن بعضها صحيح وبعضها اآلخر غير‬
‫صحيح‪ ،‬فيجب عليه في هذه الحالة إجراء موازنة بينهما وترجيح أحدها على األخرى‪ .‬فإذا‬

‫‪80‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫ما وجد األسباب الصحيحة هي الراجحة في إصدار القرار اإلداري فإنه يستبعد الحكم‬
‫باإللغاء بحيث يعتبر أن اإلدارة لو تحققت من وجود أسباب غير صحيحة ما كانت لتقدم‬
‫على إصدار القرار اإلداري‪ .‬أما إذا تبين للقاضي اإلداري رجحان األسباب غير الصحيحة‬
‫إلصدار القرار اإلداري‪ ،‬فيجب عليه في هذه الحالة إلغاؤه‪ ،‬بحيث إن القاضي يتقصى‬
‫األفكار واألحاسيس التي دفعت اإلدارة إلى إصدار قرارها وذلك للكشف عن نيتها فيما إذا‬

‫عدل عليا ‪ ،18/1/1983 :‬مجلة نقابة المحامين‪ ،1983 ،‬ص‪.186‬‬ ‫(?)‬ ‫‪9‬‬

‫(?) حول هذا الدور انظر‪ :‬علي خطار شطناوي‪ ،‬دور القضاء اإلداري في تحديد أسباب القرار‬ ‫‪10‬‬

‫المطعون فيه‪ ،‬مجلة الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية المتحدة‪ ،2000 ،،‬ص‪ 134‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫(?) في تعريف دعوى اإللغاء انظر‪:‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪A. de Lau badere: Traite du Droit Administrative, Paris, L. G. D. J., 1984, Tome, 2,‬‬
‫‪No 1119. J. Auby et R. Drago: Traite du contentieux administrative, Paris, L. G. J.,‬‬
‫‪1986, Tome, 2, No 1079, B. Lasserre les recourse, in repertoire du contentiux‬‬
‫‪administrative F., Benoit droit Administrative François, Paris, D., 1968, No. 1003.‬‬
‫(?) تقول محكمة العدل العليا "أن القاعدة هي أن دعاوي اإللغاء من دعامات‪ F‬القانون اإلداري وضمان‬ ‫‪12‬‬

‫فعال لحماية الموظفين واألفراد من تجاوز اإلدارة مبدأ المشروعية"‪ .‬عدل عليا ‪2/9/1980‬م‪ ،‬مجلة‬
‫نقابة المحامين‪ ،1980 ،‬ص‪1330‬وعدلي عليا‪ ،23/1/1987 :‬مجلة نقابة المحامين‪ ،1988 ،،‬ص‬
‫‪66‬وعدل عليا‪ ،3/6/1982 :‬مجلة نقابة المحامين‪ ،1982 ،‬ص‪.1089‬‬
‫(?) سليمان الطماوي‪ ،‬قضاء اإللغاء‪ ،‬الطبعة السادسة‪ F،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،1986 ،‬ص‬ ‫‪13‬‬

‫‪.336‬‬
‫(?) انظر‪ :‬أحمد عودة الغويري‪ ،‬قضاء اإللغاء في األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة الدستور التجارية‪،‬‬ ‫‪14‬‬

‫عمان ‪ ،1989‬ص‪.215‬‬
‫(?) إلياس يوسف اليوسف‪ ،‬سلطات قاضي اإللغاء في القانون السوري (دراسة مقارنة)‪ ،‬رسالة‬ ‫‪15‬‬

‫دكتوراة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،1979 ،‬ص‪.138‬‬


‫(?) راجع في هذا تفصيالً‪:‬‬ ‫‪16‬‬

‫في الفقه الفرنسي ‪. Paul Duexe : Les actes de government These, 1935, p35-50‬‬ ‫‪‬‬
‫في الفقه العربي‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫الدكتور سليمان الطماوي‪ :‬قضاء اإللغاء‪ ،‬مرجع سابق ذكره‪ ،‬ص‪.370 ،363‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪81‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫كانت ستصدره إذا ما تبين عدم صحة األسباب أم ال‪ .‬أما في حالة عدم إفصاح اإلدارة عن‬
‫ذكر السبب الذي دعاها إلى إصدار قرارها‪ ،‬فالقاعدة العامة ال تلزم اإلدارة بالكشف عن‬
‫األسباب التي دعتها إلصدار قرارها إالّ إذا ألزمها القانون بذلك‪ ،‬واألصل صحة تلك‬
‫األسباب وعلى من يدعي عكس ذلك إثبات ادعائه أو إذا قام دليل كتابي واضح على عدم‬
‫صحتها(‪.)37‬‬

‫الدكتور محمود حافظ‪ :‬القرار اإلداري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.134–124‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدكتور عبد الفتاح ساير داير‪ :‬نظرية أعمال السيادة‪ ،‬رسالة دكتوراه مقدمة إلى كلية الحقوق‪ ،‬جامعة‪F‬‬ ‫‪-‬‬
‫القاهرة‪ ،1955 ،‬غير منشورة‪ ،‬ص‪.125 –121‬‬
‫(?) وهذا ما أكده مجلس الدولة الفرنسي في قضية (‪ )Bisiaux‬في ‪ 24‬فبراير لسنة ‪،1932‬‬ ‫‪17‬‬

‫المجموعة‪ ،‬ص ‪ ،244‬بقوله "‪..‬أن المجلس البلدي ال يمكن أن يتفق مع موظفيه على جعل مدة الطعن‬
‫في قرارات فصلهم أمام مجلس الدولة ثالثة أشهر بدالً من شهرين"‪.‬‬
‫(?) ولمزيد من التفاصيل‪ :‬انظر‪ :‬محمد وليد العبادي‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري دراسة قضائية‬ ‫‪18‬‬

‫تحليلية مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المسار للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،‬األردن‪ ،2004 ،‬ص‪-233‬‬
‫‪.234‬‬
‫(?) أحمد عودة الغويري‪ ،‬قضاء اإللغاء في األردن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.261‬‬ ‫‪20‬‬

‫(?) سعاد الشرقاوي‪ ،‬دعوى اإللغاء‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1980 ،‬ص‪.59‬‬ ‫‪21‬‬

‫(?) حكم المحكمة اإلدارية العليا المصرية رقم ‪ ،588‬المجموعة‪ ،‬ص‪.192‬‬ ‫‪22‬‬

‫(?) ولمزيد من التفاصيل انظر‪:‬‬ ‫‪23‬‬

‫‪Andre Delaubadere, op. cit., 1984, p. 595-599‬‬ ‫‪-‬‬


‫الدكتور سليمان الطماوي‪ :‬قضاء اإللغاء‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.685–680‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدكتور احمد الغويري‪ :‬قضاء اإللغاء في األردن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.325-324‬‬ ‫‪-‬‬
‫(?) محمد وليد العبادي‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.292‬‬ ‫‪24‬‬

‫(?) عدل عليا (‪ ،)8/36‬مجلة نقابة المحامين األردنيين‪ ،1963 ،‬ص‪.275‬‬ ‫‪25‬‬

‫(?) عدل عليا (‪ ،)21/59‬مجلة نقابة المحامين األردنيين‪ ،1959 ،‬ص‪.39‬‬ ‫‪26‬‬

‫(?) ‪.Andre Delaubadere, op. cit., 1984, p 596‬‬ ‫‪27‬‬

‫(?) نواف كنعان‪ ،‬القضاء اإلداري (قضاء اإللغاء)‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،2002،‬عمان‪ ،‬ص‬ ‫‪28‬‬

‫‪.273‬‬
‫(?) عدل عليا (‪ ،)198/97‬مجلة نقابة المحامين األردنيين‪ ،1998 ،‬ص‪.811‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪82‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫ومن ثم فإن سلطة القاضي في الرقابة على عيب السبب في هذه الحالة تكون مقيدة‪،‬‬
‫ولكن ذلك ال يمنعه من الرقابة على مبدأ المشروعية والمتمثلة باحترام حقوق األفراد‬
‫وحرياتهم من تعسف اإلدارة‪ ،‬وبالتالي يحق له الطلب من اإلدارة الكشف عن أسباب‬
‫قرارها‪ ،‬فإذا ما امتنعت عن ذلك فال يتم التسليم بقرينة صحة القرار اإلداري المطعون فيه‪،‬‬
‫بحيث تنقلب القرينة إلى جانب المدعي باعتبار صحة ما يدعيه بعدم صحة األسباب التي‬
‫يقوم عليها القرار‪ ،‬وبالتالي يستطيع القاضي أن يحكم بإلغائه‪ ،‬وفي هذه الحالة ينقلب عبء‬
‫(‪.)38‬‬
‫اإلثبات على عاتق اإلدارة التي تمتلك الوثائق والمستندات الخاصة بالمنازعة القضائية‬

‫ولكن موقف محكمة العدل العليا لألسف لم يأخذ بهذا الحل الذي يكفل احترام حقوق‬
‫المدعي ويوفر لها الحماية‪ ،‬حيث استقرت المحكمة في العديد من أحكامها على إبقاء عبء‬
‫إثبات صحة أسباب القرار اإلداري على عاتـق المدعي‪ ،‬وفي حالة عجزه عن‬

‫ذلك فال تملك إال الحكم برد الدعوى(‪.)39‬‬

‫أما عن مدى سلطة القاضي اإلداري في إحالل األسباب الواقعية‪ ،‬فإن من حقه إحالل‬
‫األسباب الواقعية الصحيحة محل السبب الواقعي غير المشروع الذي أقامت اإلدارة قراراها‬
‫عليه‪ ،‬ولكن ذلك يكون إذا ما توافرت شروط معينة منها أن تكون الوقائع الجديدة التي أحلها‬
‫القاضي اإلداري مكان الوقائع المعيبة قد وقعت قبل إصدار القرار اإلداري‪ ،‬كما يجب أن‬

‫(?) عدل عليا (‪ )42/70‬مجلة نقابة المحامين األردنيين‪ ،1970 ،‬ص‪.876‬‬ ‫‪30‬‬

‫(?) عدل عليا (‪ ،)180/96‬مجلة نقابة المحاميين األردنيين‪ ،1996 ،‬ص‪.471‬‬ ‫‪31‬‬

‫(?) إلياس يوسف اليوسف‪ ،‬سلطات قاضي اإللغاء في القانون السوري (دراسة مقارنة)‪ ،‬مرجع سبق‬ ‫‪32‬‬

‫ذكره‪ ،‬ص‪.253‬‬
‫(?) عدل العليا (‪ ،)109/83‬مجلة نقابة المحامين األردنيين‪ ،1983 ،‬ص‪.35‬‬ ‫‪33‬‬

‫(?) محمد وليد العبادي‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪328‬‬ ‫‪34‬‬

‫(?) عدل العليا (‪ ،)58/53‬مجلة نقابة المحاميين األردنيين‪ ،1953 ،‬ص‪.74‬‬ ‫‪35‬‬

‫(?) إلياس يوسف اليوسف‪ ،‬سلطات قاضي اإللغاء في القانون السوري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‬ ‫‪36‬‬

‫‪ ،271-267‬وراجع احمد الغويري‪ ،‬قضاء اإللغاء‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،421-419‬وراجع‬
‫كذلك محمد وليد العبادي‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.356-355‬‬

‫‪83‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫تكون اإلدارة على علم مسبق بهذه الوقائع الجديدة وأن تأخذها بعين االعتبار‪ .‬وإ الّ وجب‬
‫على القاضي اإلداري أن يرفض إحالل تلك الوقائع الجديدة محل األسباب الواقعية المعيبة‬
‫الواردة في قرارها‪.‬‬

‫كما يجب على القاضي اإلداري أن يقوم بإعادة تقدير الوقائع للوقوف على مدى‬
‫مشروعية الوقائع الجديدة وصالحيتها في بناء القرار اإلداري(‪ .)40‬وهذا ما أكدته محكمة‬
‫العدل العليا بقولها بأن "األجل الذي حدد في عروض شركتي سليه ومت بال والسيد عوني‬
‫طوقان لالرتباط باألسعار ينقضي قبل أن يصل قرار لجنة العطاءات إلى مرحلته النهائية‬
‫وبذلك يكون استبعاد هذه العروض لهذا السبب متفقاً وأحكام القانون‪ ،‬أما كون لجنة‬
‫العطاءات قد اعتمدت على سبب آخر الستبعاد العرضين المقدمين من الشركتين المشار‬
‫إليها وهو أنهما غير مسجلتين في المملكة وال يجوز التعامل معهما وكون هذه السبب غير‬
‫قانوني ألن عدم تسجيل الشركة في األردن ال يمنعها من االشتراك في المناقصات وإ نما هو‬
‫شرط لتعاطي األعمال في المملكة فقط فإن ذلك ال يؤثر في قرار استبعاد الشركتين ما دام‬
‫أن هناك سبباً آخر ويوجب استبعادهما(‪.)41‬‬

‫خامساً‪ :‬عيب االنحراف باستعمال السلطة‬

‫ويقصد به استعمال رجل اإلدارة سلطته التقديرية لتحقيق غرض غير معترف له به‪،‬‬
‫وذلك من خالل االنحراف لتحقيق مصلحة بعيده عن المصلحة العامة المتوخاة من كل قرار‬
‫إداري تصدره اإلدارة‪ ،‬فإذا ما كان الهدف من عمل اإلدارة تحقيق مصلحة خاصة أو من‬
‫أجل االنتقام فإن ذلك يعتبر انحرافاً في استعمال السلطة اإلدارية(‪.)42‬‬

‫كما يشمل عيب االنحراف مخالفة قاعدة تخصيص األهداف متمثلة باالنحراف بسلطة‬
‫الضبط اإلداري وكذلك االنحراف في استعمال صالحيات نقل الموظفين وكذلك االنحراف‬
‫في استخدام اإلجراءات التي ال تتفق مع الهدف العام‪.‬‬

‫أما عن سلطة القاضي اإلداري في إثبات عيب االنحراف في استعمال السلطة‬


‫اإلدارية‪ ،‬فإن قانون محكمة العدل العليا األردنية لم يرد فيه ما يستفاد منه أنها تستطيع‬

‫‪84‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫استدعاء رجال اإلدارة والتحقيق معهم من مدى توفر مقاصدهم الحقيقية وما يستهدفونه من‬
‫إصدار القرارات اإلدارية‪.‬‬

‫ولكن بالرجوع إلى بعض األحكام القضائية نجد أن المحكمة أعطت القاضي اإلداري‬
‫صالحية استدعاء رجال اإلدارة للتحقق من أهدافهم الحقيقية من وراء إصدار القرارات‬
‫اإلدارية(‪.)43‬‬

‫كما أن القاضي اإلداري يستطيع إثبات عبء االنحراف باالعتماد على القرائن‬
‫القضائية‪ ،‬حيث جاء في قرار لمحكمة العدل العليا في القضية رقم (‪ )83/64‬القول بأنه‪:‬‬
‫"استقر الفقه والقضاء على أنه يجوز إثبات عيب إساءة استعمال السلطة بكل طرق اإلثبات‬
‫أو باألدلة من مجرد قراءة القرار وأسبابه التي بني عليها ومن طريقة إصدار القرار وتنفيذه‬
‫والظروف التي أحاطت به(‪.)44‬‬

‫المبحث الرابع‬
‫(‪)45‬‬
‫سلطة قاضي اإللغاء في إصدار الحكم في دعوى اإللغاء‬
‫تهيأت في جلسة علنية لإصدار الحكم‪،‬‬
‫في المرحلة التي تكون فيها دعوى اإللغاء قد ّ‬
‫بعد قفل باب المرافعة في الدعوى ينطق القاضي بالحكم‪.‬‬

‫وهناك أثران هامان يترتبان على النطق بالحكم وهما خروج النزاع من والية المحكمة‬
‫التي أصدرته وحيازة الحكم لحجية الشيء المقضي به فيما فصل فيه من مسائل(‪.)46‬‬

‫وكما نعلم أن قضاء اإللغاء هو قضـاء مشروعيـة يدور البحث فيه حول مشروعية‬

‫القرار اإلداري وعليه فإن سلطة القاضي اإلداري تنحصر أثناء إصداره الحكم بالدعوى‬
‫بين أمرين اثنين حسب الظروف وهما‪:‬‬
‫‪ -‬الحكم برد الدعوى لعدم قبولها شكالً‪ ،‬أو ألن القرار مشروع ويتفق مع أحكام القانون‪.‬‬
‫لغاء كليا أو جزئياً‪ .‬إذا ما قبل نظر الدعوى وتبين له عدم‬
‫‪ -‬الحكم بإلغاء القرار اإلداري إ ً‬
‫مشروعية القرار كله أو جزء منه إذا كان قابالً للتجزئة‪.‬‬

‫‪85‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫أوالً‪ :‬الحكم برد دعوى اإللغاء‬

‫إن الحكم الصادر برد دعوى اإللغاء يكتسب حجية الشيء المقضي به فقط في نطاق‬
‫وحدة الخصوم والموضوع والسبب‪ ،‬بمعنى أن هذا الحكم يمتلك حجية نسبية‪ ،‬وبالتالي فإنه‬
‫يخضع للقاعدة العامة لحجية األحكام التي تستوجب توافر العناصر السابقة مجتمعة مع‬
‫بعضها بعضاً أال وهي وحدة الخصوم والموضوع والسبب‪ ،‬بحيث يملك القاضي اإلداري‬
‫في حالة عدم توافر أي شرط منها أن يصدر حكماً في دعوى سبق الفصل فيها(‪.)47‬‬

‫أما في حالة توافر هذه الشروط الثالثة‪ ،‬واختيار القاضي اإلداري هذا الحل‪ ،‬فإن دوره‬
‫يقف عند حد الحكم برد الدعوى‪.‬‬

‫وفي مصر قامت المحكمة اإلدارية العليا بتوضيح الحجية النسبية ألحكام رفض دعوى‬
‫اإللغاء‪ ،‬وشروط أعمالها في العديد من أحكامها‪ ،‬ومنها حكمها الصادر بتاريخ‪:‬‬
‫‪ ،1/5/1976‬حيث قضت بإلغاء حكم المحكمة التأديبية الذي قررت فيه عدم اختصاصها‬
‫من ذات الطاعن ضد نفس القرار‪ ،‬وذلك ألن الحكم الذي سبق وأن أصدرته في الدعوى‬
‫األولى لم توجد حجه تمنعها من نظر الدعوى الجديدة الختالف السبب في كل منها‪.‬‬

‫أما بالنسبة لموقف محكمة العدل العليا األردنية‪ ،‬فقد أدركت حقيقة الحجية النسبية لحكم‬
‫رد دعوى اإللغاء – بعد ما خالفت القاعدة العامة في العديد من أحكامها– حيث عادت‬
‫وأكدت في حكمها الصادر بتاريخ ‪ 15/6/1976‬على القاعدة األصلية ألحكام رد الدعوى ‪.‬‬
‫وقبلت دعوى جديدة للطعن على ذات القرار بعد أن ردت الدعوى األولى وذلك‬

‫الختالف الخصوم في كل من الدعوى السابقة والدعوى الحالية‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الحكم الصادر باإللغاء‪:‬‬

‫يختلف المدى الذي قد يطاله اإللغاء نظراً الختالف األحوال‪ ،‬فقد يمتد ليشمل كافة‬
‫أجزاء القرار اإلداري‪ ،‬وهذا ما يعرف باإللغاء الكامل‪ ،‬وقد يقتصر اإللغاء على جزء من‬
‫القرار فقط وهذا ما يعرف باإللغاء الجزئي‪ ،‬وذلك إذا كان عدم المشروعية يشوب هذا‬
‫الجزء فقط ولم يكن بين أجزائه ارتباط يمنع تجزئته‪ ،‬كما في حالة إلغاء فقرة في قرار عزل‬

‫‪86‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫موظف عام باعتبارها تنص على أن يكون العزل رجعياً‪ ،‬ومثل هذه الفقرة يمكن فصلها عن‬
‫القرار اإلداري دون أن يكون لها أي تأثير في أجزائه األخرى‪ ،‬وبخالف ذلك فإن القاضي‬
‫اإلداري ملزم بأن يرد طلب اإللغاء الجزئي بغض النظر عن أوجه الطعن التي يستند إليها‬
‫الطاعن(‪.)48‬‬

‫والقاعدة التي استقرت عليها أحكام القضاة مؤكدة إلجماع الفقه عليها هي أن األحكام‬
‫استثناء‬
‫ً‬ ‫الصادرة باإللغاء – جزئياً كان أم كلياً– تتمتع بحجية مطلقة تجاه الكافة‪ ،‬باعتبارها‬
‫على األصل وهو أن األحكام القضائية تكتسب حجية نسبية‪.‬‬

‫أما سلطة القاضي اإلداري إذا ما اختار هذا الحل‪ ،‬فإنها تقف عند حد إلغاء القرار‬
‫عد ذلك تدخالً سافراً منه في‬
‫اإلداري‪ ،‬بحيث ال يحق له الذهاب إلى أبعد من ذلك‪ ،‬وإ الّ ّ‬
‫أعمال السلطة اإلدارية وإ خالالً جسيماَ بمبدأ الفصل بين السلطات‪ ،‬إذ إن القاضي اإلداري‬
‫ال يستطيع إصدار أوامر لإلدارة يحثها على القيام بعمل معين وإ لزامها القيام به أو االمتناع‬
‫عنه‪ ،‬كما أنه ال يملك استخالص النتائج المترتبة على إصدار حكمه باإللغاء‪ ،‬أو أن يحل‬
‫مكان اإلدارة من خالل تضمين حكمه هذا قراراً إدارياً جديداً عوضاً عن القرار الذي قضى‬
‫بإلغائه فجميع ما سبق ذكره يعتبر من المبادئ العامة التي اتفق عليها الفقه والتي تحكم‬
‫سلطة القاضي عند إصداره الحكم باإللغاء‪.‬‬

‫‪87‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن تتمثل بشكل أساسي بمدى ما يتمتع به من مقومات‬
‫علمية وعملية تؤهله ألن يقضي في الدعوى المقامة أمامه بما يحقق العدالة ويحمي الحقوق‬
‫الخاصة بالموظفين اإلداريين أو األفراد أو الهيئات العامة (األشخاص المعنوية) من اعتداء‬
‫اإلدارة عليها‪ ،‬فمتى توافرت تلك الشروط فإن أول ما يتصدى له قاضي اإللغاء هو النظر‬
‫في مدى توافر شروط النظر في دعوى اإللغاء سواء أكانت من الناحية الشكلية الالزمة‬
‫لتحريك الدعوى أو من الناحية الموضوعية من خالل النظر في دعوى اإللغاء وإ صدار‬
‫حكم في الدعوى‪.‬‬

‫كما أن سلطة قاضي اإللغاء في الدعوى اإلدارية تشمل النظر في كافة العيوب التي قد‬
‫تشوب القرار اإلداري سواء أكان عيب االختصاص أو عيب الشكل واإلجراءات وعيب‬
‫مخالفة القانون (المحل) وعيب السبب وعيب االنحراف في استعمال السلطة‪ ،‬وفي الحقيقة‬
‫يوجد مأخذ على سلطة القاضي بتفعيل االجتهاد لديه فيما يتعلق بإحالل األسباب الواقعية‬
‫الصحيحة بدالً من تلك غير الحقيقية‪ .‬نظراً لما يشكله من إخالل بمبدأ الفصل بين السلطات‪،‬‬
‫بحيث ال يحق للقاضي اإلداري أن ينصب نفسه مكان اإلدارة في مباشرة نشاطها نيابة عنها‬
‫أو أن يصحح قراراتها المعيبة‪ .‬والقاضي ال يعتبر رئيساً إدارياً أعلى لها‪ ،‬كما أنه ال يملك‬
‫سلطة رئاسية عليها‪ .‬ألن ذلك يتعارض مع مهمة القاضي المتمثلة في الرقابة على‬
‫مشروعية القرارات اإلدارية من خالل إلغاء القرارات غير المشروعة وكذلك ذكر أسباب‬
‫عدم مشروعيتها تحقيقاً للعدالة‪ ،‬فالقاضي يعتبر محايداً في الرقابة على المشروعية ويحب‬
‫أن يتصف بالجدية والنزاهة والموضوعية واالستقالل التام عن أطراف الدعوى‪.‬‬

‫وأخيراً فإن ذلك يتعارض مع مبدأ مسؤولية اإلدارة عن عدم مشروعية أسباب قراراتها‬
‫اإلدارية‪ ،‬إذ إن اإلدارة تعتبر ملزمة بتحمل أعباء عدم مشروعية األسباب القانونية‬
‫والواقعية والتي بنت عليها قرارها اإلداري‪.‬‬

‫كما أن القاضي اإلداري يملك في نهاية النظر في الدعوى المقامة أمامه الحكم إما برد‬
‫الدعوى ألي سبب من األسباب أو أن يحكم باإللغاء سواء أكان جزئياً أو كلياً يشمل كافة‬

‫‪88‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫جوانب القرار اإلداري‪ ،‬فهذه هي المبادئ العامة التي تحكم سلطة قاضي اإللغاء والتي اتفق‬
‫عليها الفقه واستقرت عليها أحكام القضاء اإلداري المقارن‪.‬‬

‫المصادر المراجع‬
‫‪ -1‬انظر علي خطار الشطناوي‪ ،‬موسوعة القضاء اإلداري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪ ،‬عمان‪ ،2004 ،‬ص‪.162‬‬
‫‪ -2‬محمد فؤاد مهنا‪ ،،‬مبادئ وأحكام القانون اإلداري في جمهورية مصر العربية‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،‬مؤسسة شباب الجامعة‪1973 ،‬م‪ ،‬ص‪.51‬‬
‫‪ -3‬لمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع انظر رمزي الشاعر‪ ،،‬مسؤولية الدولة عن‬
‫أعمالها غير التعاقدية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مطبعة جامعة عين شمس‪ ،‬ص‪ ،1980 ،236‬أنور أحمد‬
‫رسالن‪ ،‬مسؤولية الدولة عن أعمالها غير التعاقدية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬ص‬
‫‪1980 ،219‬م‪ ،‬مجدي مدحت النهري‪ ،‬مسؤولية الدولة عن أعمالها غير التعاقدية‪،‬‬
‫قضاء التعويض‪ ،‬القاهرة‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1997 ،‬ص‪ 249‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -4‬لمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع انظر‪ :‬محسن خليل‪ ،‬القضاء اإلداري اللبناني‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،1986 ،1982 ،‬ص‪ ،380‬محمد عبد السالم‪ ،‬أعمال‬
‫السيادة في التشريع المصري‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،1950 ،‬ص‪.9‬‬
‫‪ -5‬لمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع انظر‪ :‬علي خطار شطناوي‪ ،‬تحصين‬
‫القرارات اإلدارية ضد الرقابة القضائية في األردن‪ ،‬مجلة جامعة الملك سعود‪ ،‬المجلد‬
‫السابع‪ ،‬العلوم اإلدارية‪ ،1995 ،‬ص‪.3‬‬
‫‪ -6‬لمزيد حول هذا الموضوع انظر‪ :‬علي خطار شطناوي‪ ،‬اإلجراءات القابلة لالنفصال‬
‫عن أعمال السيادة‪ ،‬مجلة دراسات‪ ،‬الجامعة األردنية‪ ،‬المجلد ‪ ،27‬علوم الشريعة‬
‫والقانون‪ ،‬العدد (‪ ،2000 ،)1‬ص‪.1‬‬
‫‪ -7‬تنص الفقرة (ب) من المادة ‪ ،68‬من الدستور المصري لعام ‪ ،1971‬على أنه‪" :‬ويحذر‬
‫النص في القوانين على تحصين أي عمل أو قرار إداري من رقابة القضاء"‪.‬‬

‫‪89‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫‪ -8‬تنص المادة (‪ )9‬من قانون محكمة العدل العليا رقم (‪ )12‬لسنة ‪ 1992‬على "الطعن‬
‫في أي قرار إداري نهائي حتى لو كان محصناً بالقانون الصادر بمقتضاه"‪.‬‬
‫‪ -9‬عدل عليا‪ ،18/1/1983 :‬مجلة نقابة المحامين‪ ،1983 ،‬ص‪.186‬‬
‫‪ -10‬حول هذا الدور انظر‪ :‬علي خطار شطناوي‪ ،‬دور القضاء اإلداري في تحديد أسباب‬
‫القرار المطعون فيه‪ ،‬مجلة الشريعة والقانون‪ ،‬جامعة اإلمارات العربية المتحدة‪،‬‬
‫‪ ،2000‬ص‪ 134‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ -11‬في تعريف دعوى اإللغاء انظر‪:‬‬
‫‪A. de Lau badere: Traite du Droit Administrative, Paris, L. G. D. J.,‬‬
‫‪1984, Tome, 2, No 1119. J. Auby et R. Drago: Traite du contentieux‬‬
‫‪administrative, Paris, L. G. J., 1986, Tome, 2, No 1079, B. Lasserre les‬‬
‫‪recourse, in repertoire du contentiux administrative F., Benoit droit‬‬
‫‪Administrative François, Paris, D., 1968, No. 1003.‬‬
‫‪ -12‬تقول محكمة العدل العليا "أن القاعدة هي أن دعاوى اإللغاء من دعامات القانون‬
‫اإلداري وضمان فعال لحماية الموظفين واألفراد من تجاوز اإلدارة مبدأ المشروعية"‪.‬‬
‫عدل عليا ‪2/9/1980‬م‪ ،‬مجلة نقابة المحامين‪ ،1980 ،‬ص‪1330‬وعدل عليا‪:‬‬
‫‪ ،23/1/1987‬مجلة نقابة المحامين‪ ،1988 ،،‬ص‪66‬وعدل عليا‪،3/6/1982 :‬‬
‫مجلة نقابة المحامين‪ ،1982 ،‬ص‪.1089‬‬
‫‪ -13‬سليمان الطماوي‪ ،‬قضاء اإللغاء‪ ،‬الطبعة السادسة‪ ،‬دار الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪،‬‬
‫‪ ،1986‬ص‪.336‬‬
‫‪ -14‬انظر أحمد عودة الغويري‪ ،‬قضاء اإللغاء في األردن‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة الدستور‬
‫التجارية‪.‬عمان ‪ ،1989‬ص‪.215‬‬
‫‪ -15‬إلياس يوسف اليوسف‪ ،‬سلطات قاضي اإللغاء في القانون السوري (دراسة مقارنة)‪،‬‬
‫رسالة دكتوراة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬جامعة دمشق‪ ،1979 ،‬ص‪.138‬‬
‫‪ -16‬راجع في هذا تفصيالً‪:‬‬
‫في الفقه الفرنسي ‪Paul Duexe : Les actes de government These, 1935,‬‬ ‫‪‬‬
‫‪. p35-50‬‬
‫في الفقه العربي‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪90‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫الدكتور سليمان الطماوي‪ :‬قضاء اإللغاء‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.370 ،363‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدكتور محمود حافظ ‪ :‬القرار اإلداري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.134–124‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدكتور عبد الفتاح ساير داير‪ :‬نظرية أعمال السيادة‪ ،‬رسالة دكتوراه مقدمة إلى كلية‬ ‫‪-‬‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة القاهرة‪ ،1955 ،‬غير منشورة‪ ،‬ص‪.125–121‬‬
‫وهذا ما أكده مجلس الدولة الفرنسي في قضية (‪ )Bisiaux‬في ‪ 24‬فبراير لسنة‬ ‫‪-24‬‬
‫‪ ،1932‬المجموعة‪ ،‬ص ‪ ،244‬بقوله "‪ F...‬أن المجلس البلدي ال يمكن أن يتفق مع‬
‫موظفيه على جعل مدة الطعن في قرارات فصلهم أمام مجلس الدولة ثالثة أشهر بدالً‬
‫من شهرين"‪.‬‬
‫ولمزيد من التفاصيل‪ :‬انظر‪ .‬محمد وليد العبادي‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري دراسة‬ ‫‪-25‬‬
‫قضائية تحليلية مقارنة‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬دار المسار للنشر والتوزيع قضائية‪ ،‬عمان‪،‬‬
‫األردن‪ ،‬ص‪.234-233‬‬
‫انظر سليمان الطماوي‪ ،‬قضاء اإللغاء‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.336‬‬ ‫‪-26‬‬
‫أحمد عودة الغويري‪ ،‬قضاء اإللغاء في األردن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.261‬‬ ‫‪-27‬‬
‫سعاد الشرقاوي‪ ،‬دعوى اإللغاء‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1980 ،‬ص‪.59‬‬ ‫‪-28‬‬
‫حكم المحكمة اإلدارية العليا المصرية رقم ‪ ،588‬المجموعة‪ ،‬ص‪.192‬‬ ‫‪-29‬‬
‫ولمزيد من التفاصيل انظر‪:‬‬ ‫‪-30‬‬
‫‪Andre Delaubadere, op. cit., 1984, p. 595-599‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدكتور سليمان الطماوي‪ :‬قضاء اإللغاء‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.685 –680‬‬ ‫‪-‬‬
‫الدكتور احمد الغويري‪ :‬قضاء اإللغاء في األردن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-324‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪.325‬‬
‫محمد وليد العبادي‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.292‬‬ ‫‪-24‬‬
‫قرار عدل عليا رقم (‪ ،)8/36‬مجلة نقابة المحامين األردنيين‪ ،1963 ،‬ص‪.275‬‬ ‫‪-25‬‬
‫قرار عدل عليا في القضية رقم (‪ ،)21/59‬مجلة نقابة المحامين األردنيين‪،1959 ،‬‬ ‫‪-26‬‬
‫ص‪.39‬‬
‫‪Andre Delaubadere, op. cit., 1984, p 596‬‬ ‫‪-27‬‬

‫‪91‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫نواف كنعان‪ ،‬القضاء اإلداري (قضاء اإللغاء)‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،2002،‬‬ ‫‪-28‬‬
‫عمان‪ ،‬ص‪.273‬‬
‫قرار عدل عليا رقم ( ‪ ،)198/97‬مجلة نقابة المحامين األردنيين‪ ،1998 ،‬ص‪.811‬‬ ‫‪-29‬‬
‫قرار عدل عليا رقم (‪ )42/70‬مجلة نقابة المحامين األردنيين‪ ،1970 ،‬ص‪.876‬‬ ‫‪-30‬‬
‫قرار عدل عليا رقم ( ‪ ،)180/96‬مجلة نقابة المحاميين األردنيين‪ ،1996 ،‬ص‪.471‬‬ ‫‪-31‬‬

‫(?) حكم المحكمة اإلدارية المصرية في الطعن رقم ‪ 625‬تاريخ ‪ /21/10/67‬العدد األول‪ ،‬ص‪6‬‬ ‫‪37‬‬

‫(?) انظر ‪ :‬حكم مجلس الدولة الفرنسي الصادر بتاريخ ‪ 8‬نوفمبر لسنة ‪ 1972‬المجموعة‪ ،‬ص‪.719‬‬ ‫‪38‬‬

‫(?) محمد وليد العبادي‪ .‬الوجيز في القضاء اإلداري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.356‬‬ ‫‪39‬‬

‫(?) علي خطار شطناوي‪ ،‬موسوعة القرار اإلداري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪-930‬‬ ‫‪40‬‬

‫‪.931‬‬
‫(?) عدل عليا (‪ ،)65/66‬مجلة نقابة المحامين األردنيين‪ ،1996 ،‬ص‪.304‬‬ ‫‪41‬‬

‫(?) محمد وليد العبادي‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪ ،335-334‬وراجع‬ ‫‪42‬‬

‫أيضا سليمان الطماوي‪ ،‬نظرية التعسف في استعمال السلطة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار الفكر العربي‪،‬‬
‫ً‬
‫القاهرة‪ ،1978 ،‬ص‪.68-66‬‬
‫(?) راجع في هذا‪:‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪ -‬حكم المحكمة‪ F‬اإلدارية العليا المصرية الصادر في ‪ 20‬مايو لسنة ‪ ،1961‬المجموعة‪ ،‬ص‪.1159‬‬
‫‪ -‬حكم مجلس الدولة الفرنسي الصادر بتاريخ ‪ 2‬ابريل لسنة ‪ ،1971‬المجموعة‪ ،‬ص‪.269‬‬
‫(?) عدل عليا (‪ ،)38/94‬مجلة نقابة المحامين األردنيين لسنة ‪ ،1994‬ص‪.21‬‬ ‫‪44‬‬

‫(?) انظر تفصيالً في هذا المجال‪:‬‬ ‫‪45‬‬

‫‪ ‬مصطفى كمال وصفي‪ ،‬أصول إجراءات القضاء اإلداري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الناشر‪ :‬القاهرة‪ ،1978 ،‬ص‬
‫‪.441‬‬
‫‪ ‬أحمد كمال الدين موسى‪ ،‬نظرية الإثبات في القانون اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35‬‬
‫‪ ‬انظر النصوص التالية من التشريعات المقارنة‪:‬‬
‫‪ -‬المادة (‪ )33‬من قانون مجلس الدولة المصري الحالي‪ ،‬رقم ‪ 112‬لسنة ‪.1946‬‬
‫‪ -‬المادة (‪ )31‬من قانون أصول المحاكمات الحقوقية األردني رقم ‪ 42‬لسنة ‪ ،1952‬وتعديالته‪.‬‬
‫‪ ‬وانظر كذلك‪ :‬صالح عبد الحميد السيد‪ ،‬الحكم اإلداري والحكم المدني‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬السنوات‬
‫من ‪ ،10 – 8‬ص‪.224‬‬
‫(?) انظر‪ :‬أحمد عوده الغويري‪ ،‬قضاء اإللغاء في األردن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.448‬‬ ‫‪46‬‬

‫‪92‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫إلياس يوسف اليوسف‪ ،‬سلطات قاضي اإللغاء في القانون السوري (دراسة مقارنة)‪،‬‬ ‫‪-32‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص‪.253‬‬
‫عدل العليا رقم (‪ ،)109/83‬مجلة نقابة المحامين األردنيين‪ ،1983 ،‬ص‪.35‬‬ ‫‪-33‬‬
‫محمد وليد العبادي‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪328‬‬ ‫‪-34‬‬
‫عدل العليا رقم (‪ ،)58/53‬مجلة نقابة المحاميين األردنيين‪ ،1953 :،‬ص‪.74‬‬ ‫‪-35‬‬
‫إلياس يوسف اليوسف‪ ،‬سلطات قاضي اإللغاء في القانون السوري‪ ،‬مرجع سبق‬ ‫‪-36‬‬
‫ذكره‪ ،‬ص‪ ،271-267‬وراجع احمد الغويري‪ ،‬قضاء اإللغاء‪ :‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‬
‫‪ ،421-419‬وراجع كذلك محمد وليد العبادي‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري‪ ،‬مرجع‬
‫سبق ذكره‪ ،‬ص‪.356-355‬‬
‫حكم المحكمة اإلدارية المصرية في الطعن رقم ‪ 625‬تاريخ‪ /21/10/67 :‬العدد‬ ‫‪-37‬‬
‫األول‪ ،‬ص‪.201‬‬
‫انظر‪ :‬حكم مجلس الدولة الفرنسي الصادر بتاريخ ‪ 8‬نوفمبر لسنة ‪ 1972‬المجموعة‪،‬‬ ‫‪-38‬‬
‫ص‪.719‬‬
‫محمد وليد العبادي‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.356‬‬ ‫‪-39‬‬
‫علي خطار الشطناوي‪ ،‬موسوعة القرار اإلداري‪ ،‬الجزء الثاني‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬‬ ‫‪-40‬‬
‫ص‪.931-930‬‬
‫عدل عليا رقم (‪ ،)65/66‬مجلة نقابة المحامين األردنيين‪ ،1996 ،‬ص‪.304‬‬ ‫‪-41‬‬

‫(?) انظر في هذا الموضوع‪:‬‬ ‫‪47‬‬

‫‪ ‬أحمد عودة الغويري‪ ،‬قضاء الإلغاء في األردن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.448‬‬
‫‪ ‬محمود حافظ‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان ‪ ،1982‬ص‪.681‬‬
‫‪ ‬سليمان الطماوي‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬قضاء اإللغاء‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.1010‬‬
‫(?) انظر تفصيالً‪:‬‬ ‫‪48‬‬

‫‪ ‬الياس يوسف اليوسف‪ ،‬سلطات قاضي اإللغاء في القانون السوري "دراسة مقارنة"‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪،‬‬
‫ص‪.29-291‬‬
‫‪ ‬محمد وليد العبادي‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.406-404‬‬
‫‪ ‬احمد عودة الغويري‪ ،‬قضاء اإللغاء في األردن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.455–450‬‬

‫‪93‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫محمد وليد العبادي‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪،335-334‬‬ ‫‪-42‬‬
‫وراجع سليمان الطماوي‪ ،‬نظري التعسف في استعمال السلطة‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬دار‬
‫الفكر العربي‪ ،‬القاهرة‪ ،1978 ،‬ص‪.68-66‬‬
‫راجع في هذا‪:‬‬ ‫‪-43‬‬
‫حكم المحكمة اإلدارية العليا المصرية الصادر في ‪ 20‬مايو لسنة ‪ ،1961‬المجموعة‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ص‪.1159‬‬
‫حكم مجلس الدولة الفرنسي الصادر بتاريخ ‪ 2‬ابريل لسنة ‪ ،1971‬المجموعة‪.269 ،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ - 44‬عدل عليا (‪ ،)38/94‬مجلة نقابة المحامين األردنيين لسنة ‪ ،1994‬ص‪.21‬‬
‫‪ - 45‬انظر تفصيالً في هذا المجال‪:‬‬
‫مصطفى كمال وصفي‪ :‬أصول إجراءات القضاء اإلداري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الناشر‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫القاهرة ‪ ،1978‬ص‪.441‬‬
‫أحمد كمال الدين موسى‪ :‬نظرية الإثبات في القانون اإلداري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‬ ‫‪‬‬
‫‪.35‬‬
‫انظر النصوص التالية من التشريعات المقارنة‪:‬‬ ‫‪‬‬
‫المادة (‪ )33‬من قانون مجلس الدولة المصري الحالي‪ ،‬رقم ‪ 112‬لسنة ‪.1946‬‬ ‫‪-‬‬
‫المادة (‪ )31‬من قانون أصول المحاكمات الحقوقية األردني رقم ‪ 42‬لسنة ‪،1952‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتعديالته‪.‬‬
‫وانظر كذلك‪ :‬صالح عبد الحميد السيد‪ :‬الحكم اإلداري والحكم المدني‪ ،‬مجلة الدولة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫السنوات من ‪ ،10–8‬ص‪.224‬‬
‫انظر‪ :‬أحمد عوده الغويري‪ ،‬قضاء اإللغاء في األردن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.448‬‬ ‫‪-46‬‬
‫انظر في هذا الموضوع‪:‬‬ ‫‪-47‬‬
‫احمد عودة الغويري‪ ،‬قضاء الإلغاء في األردن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.448‬‬ ‫‪‬‬
‫محمود حافظ‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬عمان ‪ 1982‬ص‪.681‬‬ ‫‪‬‬
‫سليمان الطماوي‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬قضاء اإللغاء‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.1010‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ -48‬انظر تفصيالً‪:‬‬

‫‪94‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬


‫محمد وليد العبادي‬ ‫‪...................................................................................................................................‬‬ ‫سلطة قاضي اإللغاء في األردن‬

‫إلياس يوسف اليوسف‪ ،‬سلطات قاضي اإللغاء في القانون السوري "دراسة مقارنة"‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪293-291‬‬
‫محمد وليد العبادي‪ ،‬الوجيز في القضاء اإلداري‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.406-404‬‬ ‫‪‬‬
‫أحمد عودة الغويري‪ ،‬قضاء اإللغاء في األردن‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪ ،‬ص‪.455–450‬‬ ‫‪‬‬

‫الهوامش‪:‬‬

‫‪95‬‬ ‫االمنارة‪ ،‬المجلد ‪ ،12‬العدد‪.2006 ،1 F‬‬

You might also like