Professional Documents
Culture Documents
Úßí Þƒó ƒÚØÚõƒÿ Õ ƒÚÜ®ºÙ
Úßí Þƒó ƒÚØÚõƒÿ Õ ƒÚÜ®ºÙ
ملخص
إن المنازعات والدعاوي القضائية اإلدارية تنجم عن عالقات قانونية خاصة تتطلب
توافر أنماط فكرية خاصة لدى القاضي اإلداري ،كما أن الخصوم في الدعوى اإلدارية ليسوا
متساوين ،فهناك الفرد العادي المتضرر من عمل اإلدارة ،العتدائها على حقوقه في سبيل
تحقيقها للمصلحة العامة ،على حساب مصلحته الشخصية.
ومن ناحية أخرى ال بد من وجود سلطة رقابة قوية لقاضي اإللغاء على الشروط الواجب
توافرها في الدعوى ،حتى يستطيع الفصل فيها ليحقق العدالة ويحمي الحقوق الخاصة
للموظفين اإلداريين من اعتداء اإلدارة عليها ،وهو في هذا يحقق نقطة التوازن في الحفاظ
على المصالح العامة وحماية المصالح الخاصة.
Abstract
The disputes and the legal administrative lawsuits come from the special
legal relations which need special intellectual forms by the administrative
judge. The opponents in the administrative lawsuit are not equal, since the
normal individual may be hared by the administrative action for keeping the
public interests.
It is very important to establish strong control authority for the judge to
manage creating justice among the people and to help him establish balance
between the public and private interests.
المقدمة:
سلطة القاضي اإلداري في دعوى اإللغاء تقتصر على إلغاء القرار الطعين كلياً أو
جزئياً إذا تبين انه غير مشروع ،وذلك على عكس سلطته في دعوى التعويض التي تكون
واسعة وشاملة من خالل امتالكه الحق في تعديل القرار المطعون والحكم بتعويض
أستاذ مشارك ،قسم القانون ،كلية الدراسات الفقهية والقانونية ،جامعة آل البيت ،األردن. *
األضرار الناجمة عنه ،وله الحق بإصدار قرار جديد بدالً من القرار السابق المطعون به.
كما يستطيع أن يحكم بجبر األضرار التي لحقت بالمدعي من خالل تعويضه عنها مالياً
بشكل عادل.
باإلضافة إلى ذلك يجب أن يتمتع القاضي بصفات معينة تجعله أهالً للحكم في دعوى
اإللغاء ،كما أن سلطة القاضي تمتد لتشمل الرقابة على الشروط الواجب توافرها حتى
يستطيع النظر في دعوى اإللغاء المرفوعة أمامه من خالل تحققه من توافر شروط تحريك
الدعوى أو تلك الالزمة للنظر في موضوع دعوى اإللغاء.
وسلطة قاضي اإللغاء تمتد للرقابة على أسباب الطعن باإللغاء سواء ما تعلق منها
بعيب عدم االختصاص أو عيب الشكل واإلجراءات أو عيب مخالفة القانون أو عيب السبب
وأخيراً عيب االنحراف في استعمال السلطة اإلدارية.
وفي النهاية فإن سلطة قاضي اإللغاء تتحقق بشكل أساسي من خالل إصداره الحكم في
الدعوى سواء أكان الحكم برد الدعوى أو الحكم الصادر باإللغاء جزئياً أم كلياً.
وعليه سوف نقوم ببحث سلطة قاضي اإللغاء في األردن وذلك على الشكل التالي:
المبحث $األول :الشروط والصفات الواجب توافرها في قاضي اإللغاء$.
المبحث $الثاني :سلطة قاضي اإللغاء في الرقابة على الشروط الواجب توافرها للنظر في
الدعوى.
المبحث $الثالث : $سلطة قاضي اإللغاء في الرقابة $على أسباب $الطعن باإللغاء.
المبحث $الرابع : $سلطة قاضي اإللغاء في إصدار الحكم بدعوى اإللغاء$.
المبحث األول
الشروط والصفات الواجب توافرها في قاضي اإللغاء
هناك شروط وصفات يجب أن تتوافر في قاضي اإللغاء لكي يستطيع أن يصدر حكمه
فيما يعرض عليه من منازعات إدارية ،وغالباً ما تكون هذه الصفات ذاتية خاصة بالقاضي
وحده والتي منها أن يكون مدركاً لجميع المشكالت التي تعترض عمل اإلدارة العامة من
خالل معرفته بماهية عمل اإلدارة باعتبارها علماً قائماً بحد ذاته ،ولذلك يجب أن يتمتع
القاضي بتكوين ذهني يمكنه من معرفة األسس التنظيمية التي تحكم عمل اإلدارة وإ جراءات
سير عملها والقدرة على حل جميع الصعوبات التي قد تعترض طريق اإلدارة العامة أثناء
قيامها بعملها ،فإذا ما توافرت مثل تلك الصفات بالقاضي اإلداري فتعتبر مؤشراً على نجاح
الدولة في إقامة نظام لقضاء اإلدارة يبرر بقاءه وعموميته(.)1
انظر علي خطار الشطناوي ،موسوعة القضاء اإلداري ،الجزء األول ،الطبعة األولى، (?) 1
ال يمكن للقضاء اإلداري الفصل في منازعات اإلدارة إال إذا كان ملماً بمشكالتها
اليومية ،وعلى درجة عالية من المعرفة واالطالع باإلدارة نفسها ،فتلك مهمة جسيمة وشاقة
بالنظر لكون اإلدارة عالماً قائماً بذاته ينطوي على درجة عالية من التعقيد يقتضي اإللمام
بها تكوين علمي خاص ،يم ّكن قاضيها من فهم واستيعاب هيكلها التنظيمي وقواعد سير
عملها وآلية القيام بأعمالها ،والمشكالت والصعوبات التي تحيط بنشاطها اإلداري ،وال شك
أن اكتساب هذا التكوين القانوني واإلداري أمر ضروري والزم لقيام القاضي اإلداري
بدوره اإلبداعي في ابتداع القواعد القانونية اإلدارية ،وقد ابتدع القضاء اإلداري العديد من
الحلول القضائية التي انطلقت من واقع اإلدارة ،ومن أمثلة ذلك نظرية الموظف الفعلي،
وتعدد أسباب القرار ،واإلقرار بصالحية القاضي بإحالل السند القانوني الصحيح بدالً من
الباطل ،والنقل التأديبي المقنع وغيرها.
ال شك في أن قيام القضاء اإلداري بدوره اإلبداعي في خلق القواعد القانونية اإلدارية
يقتضي التحرر من عقلية القضاء النظامي ،فيجب أن تكون عقلية القضاة اإلداريين متحررة
من التفكير المدني والجزائي خصوصاً القاعدة القائلة :ال اجتهاد مع مورد النص؛ فالوضع
الغالب في القانون اإلداري هو غياب النصوص المكتوبة أو عدم كفايتها ،وبذا لن يستطيع
القاضي اإلداري أداء دوره اإلبداعي إذا بقي أسيراً لتلك القاعدة السائدة في القانونين المدني
()2
والجزائي .فلقد لعب القضاء اإلداري ،وتحديداً مجلس الدولة الفرنسي دوراً أساسياً
أصلها وحدد معالمها وحدودها وبين
وجوهرياً في ابتداع العديد من النظريات اإلدارية التي ّ
مضمونها وماهيتها تدريجياً بحيث أصبحت نظريات قانونية متكاملة وموازية للنظريات
المدنية ،وخير مثال على ذلك نظرية العقود اإلدارية ،ونظرية المسؤولية اإلدارية ،وال شك
في أن قيام مجلس الدولة الفرنسي بتلك المهمة اإلنشائية الكبيرة جاء بفضل تكوينه الخاص
والمتخصص.
محمد فؤاد مهنا ،مبادئ وأحكام القانون اإلداري في جمهورية مصر العربية، (?) 2
تنطوي مهمة القضاء اإلداري على صعوبات جمة ،فالخصم المستدعي ضده في
الدعوى اإلدارية هو اإلدارة ،وهي إدارة قوية في دول العالم الثالث ،وتتفوق على غيرها
ويمحص في مدى
من السلطات ،فال تقبل بسهولة أن يراقب القضاء أعمالها ويدقق ّ
مشروعيتها ،بل ترفض أحياناً تنفيذ األحكام القضائية الصادرة بإلغاء قراراتها .وعليه ابتدع
القضاء اإلداري العديد من الحلول القضائية إلجبار اإلدارة على تنفيذ أحكامه كاعتبار
امتناع الموظف عن تنفيذ الحكم القضائي خطأ شخصياً يتحمل عبئه المالي من ماله
الخاص(.)3
ولكن مواجهة اإلدارة قد تكون خاسرة في بعض األحيان ،لهذا يتعين أن يكون القضاء
اإلداري مؤهالً لممارسة نوع من السياسة ،لكنها سياسة قضائية حكيمة في كثير من
األحيان فنظرية أعمال السيادة في فرنسا خير شاهد على ذلك( .)4وكذلك نظرية التحصين
التشريعي في مصر واألردن ،فقد أقرت محكمة العدل العليا في األردن بدستورية
التشريعات التي تحصن قرارات إدارية ضد رقابة القضاء إال أنها قصرت التحصين على
()5
القرارات المشروعة فقط ،وهكذا فضل القضاء اإلداري مجاملة اإلدارة ومحاباتها مؤقتاً
بدالً من الدخول معها في مواجهة خاسرة انتظاراً لتغير الظروف ،فقد ضيق القضاء بفضل
نظرية اإلجراءات القابلة لالنفصال عن أعمال السيادة من مدى هذه النظرية ونطاقها(.)6
وحد بإجازة التعويض عن بعض أعمال السيادة من خطورة آثارها ،وتدخل المشرع في
ّ
()8
للقضاء على التحصين التشريعي. مصر( )7واألردن
إن اضطالع القضاء اإلداري بدوره اإلبداعي يقتضي أن يتوافر لدى قضاة اإلدارة
نمط خاص من التفكير القضائي ،فيفصل القضاء اإلداري في منازعات ناشئة عن عالقات
قانونية ناشئة بين أطراف ليسوا على قدم المساواة ،فاإلدارة هي الطرف القوي في العالقة،
والشخص العادي هو الطرف الضعيف .فلقد منح المشرع اإلدارة العديد من االمتيازات
التي نطلق عليها امتيازات القانون العام الستخدامها لتذليل الصعوبات والعقبات التي
تعترض طريقها في سبيل تحقيق الصالح العام ،ولكن تحقيق الصالح العام ال يعني مطلقاً
التضحية بمصالح األشخاص المشروعة؛ فللشخص العادي مصالح مشروعة يتوجب
حمايتها ورعايتها وصونها من االعتداء عليها ،فال يجوز التضحية بمصالح األشخاص
المشروعة في سبيل المصلحة العامة إال إذا كان ذلك ضرورياً ،وبالقدر الالزم لذلك ،لهذا
يتوجب على القضاء اإلداري البحث عن نقطة التوازن الدقيق بين المصلحتين العامة
والخاصة ،والعمل على هديها ،وخير شاهد على ذلك نظرية التوازن المالي للعقد اإلداري،
فقد قرر القضاء اإلداري للمتعاقدين مع اإلدارة حقاً في توازن عقدهم مالياً لقاء ما قرره
لإلدارة من صالحيات استثنائية تمارسها بإرادتها المنفردة .كما تجلى ذلك في نظرية
الظروف االستثنائية فتقول محكمة العدل العليا في أحد أحكامها" :وحيث أن الحكم القضائي
لمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع أنظر رمزي الشاعر ،،مسؤولية الدولة عن (?) 3
أعمالها غير التعاقدية ،القاهرة ،مطبعة جامعة Fعين شمس ،ص .1980 ،236أنور احمد رسالن،
مسؤولية الدولة عن أعمالها غير التعاقدية ،القاهرة ،دار النهضة العربية ،ص1980 ،219م .مجدي
مدحت النهري ،مسؤولية الدولة عن أعمالها غير التعاقدية ،قضاء التعويض ،القاهرة ،دار النهضة
العربية ،1997 ،ص 249وما بعدها.
لمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع انظر :محسن خليل ،القضاء اإلداري اللبناني، (?) 4
بيروت ،دار النهضة العربية ،1986 ،1982 ،ص ،380محمد عبد السالم ،أعمال السيادة في
التشريع المصري ،مجلة مجلس الدولة ،1950 ،ص.9
لمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع انظر :علي خطار شطناوي ،تحصين (?) 5
القرارات اإلدارية ضد الرقابة القضائية في األردن ،مجلة جامعة Fالملك سعود ،المجلد السابع ،العلوم
اإلدارية ،1995 ،ص.3
لمزيد حول هذا الموضوع انظر :علي خطار شطناوي ،اإلجراءات القابلة لالنفصال عن (?) 6
أعمال السيادة ،مجلة دراسات ،الجامعة األردنية ،المجلد ،27علوم الشريعة والقانون ،العدد (،2000 ،)1
ص.1
تنص الفقرة (ب) من المادة ،68من الدستور المصري لعام ،1971على أنه: (?) 7
"ويحظر النص في القوانين على تحصين أي عمل أو قرار إداري من رقابة القضاء".
تنص المادة ( )9من قانون محكمة Fالعدل العليا رقم ( )12لسنة 1992على "الطعن (?) 8
في أي قرار إداري نهائي حتى لو كان محصناً بالقانون الصادر بمقتضاه".
المبرم يكتسب قوة تنفيذية يصبح واجب التنفيذ جبراً ،وحيث أن دولة رئيس الوزراء قد أمر
بتنفيذه عمالً بالمادة ( )11من قانون دعاوي الحكومة فإن اإلدارة ملزمة بتنفيذه بناء على
طلب ذي المصلحة وال تملك االمتناع عن تنفيذه وأن هي امتنعت كان تصرفها غير
مشروع ،أما ما أثاره مساعد رئيس النيابة العامة من حيث توافر أركان الضرورة فيما
قرره وزير التربية والتعليم فإننا نجد أنه يشترط لالحتجاج بأحكام الضرورة ما يلي:
( )1وجود خطر جسيم يهدد النظام العام.
( )2أن يتعذر دفع هذا الخطر بالطرق القانونية العادية.
( )3أن يكون رائد اإلدارة في تدخلها تحقيق المصلحة العامة وحدها.
( )4يجب أن ال تضحى مصلحة األفراد في سبيل المصلحة العامة إال بمقدار ما تقتضي
الضرورة أي أن ال تتعسف اإلدارة بإجراءاتها(.)9
ويتعين على القضاء اإلداري أيضاً مراعاة اختالف موازين القوى بين أطراف
المنازعة اإلدارية في مجال إثبات عدم مشروعية القرارات المطعون بها .فاإلدارة
باعتبارها الطرف القوي في المنازعة تحوز في الغالب األعم جميع األوراق والمستندات
التي يمكن للشخص استخدامها إلقامة الدليل على صحة ادعاءاته ،وبذا يتعين على القضاء
أن يمد له يد العون والمساعدة(.)10
تعد دعوى اإللغاء دعوى القانون العام التي يطلب المستدعي بمقتضاها من القضاء
()11
كما مراقبة مشروعية قرار إداري والحكم بإلغائه كلياً أو جزئياً إذا تبين أنه غير مشروع
أنهذه الدعوىتستهدف في المقام األولحماية مبدأ المشروعية أو كما تصفها محكمة العدل
اإلداري .)12لهذا يتعين أن تنطلق الحلول القضائية من
(
العليا بأنها دعامة مندعائم القانون
تلك الثوابت والحقائق ،فيجب أن تكون فلسفة االجتهاد القضائي قائمة على تسهيل تقديم
دعاوى اإللغاء وعدم التشدد غير المبرر في الشروط الشكلية لقبولها.
المبحث الثاني
باإلضافة إلى تلك الشروط يجب أن تتوافر في دعوى اإللغاء الشروط الخاصة بالشكل
وإ جراءات انعقاد الخصومة ومدى االلتزام بمواعيد إقامة الدعوى أمام القضاء ،فإذا ما
توافرت جميع هذه الشروط فإن على القاضي اإلداري قبول الدعوى المقامة من أحد طرفي
النزاع والسير بإجراءاتها على الوجه المحدد في القانون ،أما إذا تخلف أحد هذه الشروط فال
يملك القاضي في هذه الحالة أن يبحث في موضوع الدعوى ويجب عليه الحكم برد الدعوى
شكالً(.)14
وعليه يمكن أجمال الشروط التي تؤثر في سلطة القاضي اإلداري بنظر دعوى اإللغاء
بشرطين:
وتتضمن التأكد من القيام ببعض اإلجراءات السابقة على إقامة دعوى اإللغاء ،من
خالل لجوء المدعي إلى طرق التظلم اإلداري قبل أن يباشر بإقامة دعوته أمام القضاء
اإلداري ،فإذا استنفذ تلك الطرق ولم يتحصل منها على حقه الذي اعتدت عليه اإلدارة ،جاز
له في هذه الحالة إقامة دعوى اإللغاء(.)15
كما يجب توافر الشروط الالزمة من الناحية الشكلية لقبول دعوى اإللغاء ،كما هي
الحالة بالنسبة لمسألة االختصاص ،فإذا كان المشرع قد جعل بعض األعمال تخرج عن
اختصاص القضاء اإلداري ألي سبب كان ،فيجب على القاضي االلتزام بإرادة المشرع هذه
وأن ال ينظر في الدعوى المقامة أمامه لعدم االختصاص كما هو الحال بالنسبة ألعمال
السيادة وأعمال السلطة التشريعية وأيضاً أعمال القضاء فإنها جميعاً تخرج من دائرة
اختصاص القاضي اإلداري(.)16
وأخيراً يجب على المدعي االلتزام بالمواعيد القضائية لرفع الدعوى أمام القضاء
اإلداري والمحددة في القانون ،فإذا ما رفعت الدعوى بعد انقضاء الميعاد يستطيع القاضي
الحكم برد الدعوى .حيث اعتبر مجلس الدولة الفرنسي أن ميعاد الطعن من النظام العام،
بحيث يمكن إثارته في أية حالة تكون عليها الدعوى ويملك القاضي اإلداري أن يثير هذا
العيب من تلقاء نفسه( .)17وهو ما استقر عليه مجلس الدولة المصري والسوري والمغربي
ومحكمة العدل العليا األردنية(.)18
يجب أن يكون القرار اإلداري محل الطعن ذا طبيعة خاصة ،بحيث يكون من
القرارات اإلدارية النهائية الجائز الطعن بها باإللغاء ،وبالتالي يستبعد من مجال الطعن
باإللغاء أعمال السلطة التشريعية كالقوانين واألعمال البرلمانية أو أعمال السلطة القضائية
المتمثلة باألحكام القضائية ،فهذه األعمال ال تصلح بطبيعتها ألن تكون موضوعاً لدعوى
الإلغاء أمام القضاء اإلداري ،باإلضافة إلى القرارات اإلداريـة التي ال
ويجب أن تتوافر للمدعي مصلحة جدية وشخصية ومباشرة للطعن بإلغاء القرار
اإلداري الذي ألحق إضراراً به أو اعتدى على مصلحته الشخصية المشروعة بحيث ت ّكفل
(?) انظر سليمان الطماوي ،قضاء اإللغاء ،مرجع سبق ذكره ،ص.336 19
القانون بحمايتها .وعليه يستطيع القاضي اإلداري عدم قبول دعوى اإللغاء إلقامتها من
شخص غير ذي مصلحة أو صفة متعلقة بالدعوى(.)20
وأخيراً يجب أن يكون الطعن باإللغاء هو الوسيلة الوحيدة التي يمتلكها المتضرر لدفع
الضرر الذي أصابه ،وبمعنى آخر أن ال يكون هناك طريق آخر للطعن المقابل ،فإذا كان
إلغاء القرار اإلداري من اختصاص جهة قضائية أخرى ،فال يستطيع القاضي التعرض له
ويقتصر دوره على الحكم بعدم االختصاص ويحق له في هذه الحالة أن يحيل الدعوى إلى
الجهة القضائية المختصة( ،)21ونستشهد هنا بقرار المحكمة اإلدارية العليا المصرية الذي
جاء فيه" :أن اإلحالة لوحدة الموضوع أو لالرتباط بين دعوتين طبقاً لألصول العامة ال
تجوز إالّ بين محكمتين من درجة واحدة تابعتين لجهة قضائية واحدة ما لم يقرر المشرع
غير ذلك صراحة وأعماالً لهذا المبدأ تقرر المحكمة أن اإلحالة من المحكمة اإلدارية العليا
غير جائزة وللمدعي إن شاء مع مراعاة المواعيد أن يرفع طعناً جديداً أمام هذه المحكمة
مباشرة وفقاً لإلجراءات المقررة أمامها(.)22
المبحث الثالث
سلطة قاضي اإللغاء في الرقابة على أسباب الطعن باإللغاء.
تقوم سلطة قاضي اإللغاء أساساً على التأكد من سالمة القرار اإلداري المطعون فيه
وفحص مدى مشروعيته ،فإذا ما كان القرار اإلداري بأنواعه المختلفة سواء أكان فردياً أو
الئحياً مشوباً بعيب من العيوب التي تجعل منه قراراً غير مشروع وغير سليم لمخالفته
للقانون .وتتحدد هذه العيوب بما يلي:
ويعد عيب عدم االختصاص العيب الوحيد المتصل اتصاال مباشراً بالنظام العام
ويترتب على ذلك جواز الدفع بعدم االختصاص في أية مرحلة من مراحل دعوى اإللغاء،
ويمكن للنائب العام اإلداري أن يثير الدفع بعدم االختصاص حتى ولو لم يثار من أحد
(.)23
الخصوم
وتكمن سلطة قاضي اإللغاء في التصدي لعيب عدم االختصاص وأن يحكم به من تلقاء
نفسه إذا ما تبين له صدور القرار اإلداري من غير صاحب االختصاص حتى ولو لم يثره
رافع الدعوى كسبب لإللغاء ،وإذا طلب المدعي إلغاء القرار ألسباب أخرى ال تتضمن
عيب عدم االختصاص ،فإن القاضي يملك في هذه الحالة أن يتصدى له بعد أن يتأكد من
وجوده(.)24
أما بالنسبة لموقف محكمة العدل العليا األردنية من جواز تصحيح القرارات المشوبة
بعيب عدم االختصاص ،فقد تبنت الموقف الذي قالت به المحكمة اإلدارية العليا المصرية
عندما أجازت تصحيح القرارات اإلدارية المشوبة بعيب عدم االختصاص بإجراءات
الحقة ،حيث جاء في قرار لها في القضية رقم (" )8/36أما كون القرار الصادر من قسم
المناهج بإقرار تلك الكتب قد صدر بعد إقامة الدعوى فال يفيد من الوضع شيئاً إذ إن المبادئ
المقررة في الفقه اإلداري تجيز تصحيح القرار الباطل بإجراء الحق يزيل ما كان ينطوي
عليه القرار من عيب ،وعندئذ تصبح الدعوى بطلب إلغائه غير ذات موضوع" (.)25
كما أن القول بأن القرارات اإلدارية المعيبة بعدم االختصاص الجسيم تفقد صفتها
اإلدارية من خالل اعتبارها من قبيل األعمال المادية وبالتالي خروجها عن اختصاص
القضاء اإلداري غير سليم ألن ذلك القول يقودنا إلى نتيجة غريبة تكمن في إخضاع القرار
اإلداري المعيب بعدم االختصاص البسيط لرقابة القضاء ،بينما يكون القرار اإلداري
المعيب بعدم االختصاص الجسيم بمنأى عن رقابته وهذا واضح في قرار لمحكمة العدل
العليا في القضية رقم ( ،)21/51والذي أكدت فيه بأنه" :ال يجوز لمحكمة العدل العليا أن
تبحث في كون القرار اإلداري منعدماً أو غير منعدم ما لم تكن في األصل مختصة للنظر
في الطعن المتعلق به.)26(F"...
ال يكفي أن يلزم رجل اإلدارة اختصاصه كي يصبح القرار اإلداري سليماً ،بل يجب
أن يصدر هذا القرار طبقا لإلجراءات التي حددها المشرع وفقاً للشكل المرسوم له.
وقواعد الشكل واإلجراءات في إصدار القرارات اإلدارية على جانب كبير من
األهمية ،حيث تقوم كحاجز وميزان لسلطات اإلدارة الخطيرة في مجال القرارات اإلدارية،
ألنها تحقق المصلحة العامة والخاصة.
فالمصلحة العامة ،تجنب اإلدارة إصدار القرارات المتسرعة وتعطيها مهلة للتروي
والتدبير ،أما المصلحة الخاصة لألفراد فإنها تتمثل في أن هذه الشكليات التي يفرضها
القانون تهدف بدرجة كبيرة إلى تحقيق ضمانات لألفراد.
وكل مخالفة لهذه الشكليات واإلجراءات تعتبر سبباً إللغاء القرار اإلداري وهذا ما
أكدته محكمة العدل العليا بأن عيب الشكل هو من أسباب إلغاء القرار اإلداري ،فقد أشارت
في أحكامها المتعاقبة على ضرورة اقتران القرار اإلداري بالتنسيب عندما يكون ملزماً
وحددت عناصره المتمثلة بتحديد الوقائع الموجبة للجزاء التأديبي وكذلك بيان األساس
القانوني الذي يستند إليه القرار التأديبي وتضمين التنسيب الرد على ما يدفع به الموظف
العام للتهم الموجهة إليه(.)28
كما أكدت محكمة العدل العليا على وجوب التزام سلطات التأديب بإجراء التحقيق قبل
إصدار القرارات التأديبية باإلضافة إلى وجوب تطبيق قاعدة كتابة التحقيق باعتبارها من
القواعد األساسية المتعلقة بالنظام العام وبالتالي ال يجوز االعتماد على تحقيق شفوي ،وهذا
واضح في قرار محكمة العدل العليا في القضية رقم ( )198/97والذي جاء فيه ":أن
التحقيق يجب أن يكون كتابة وال يصح االعتماد على تحقيق شفوي.)29("...
كما أن القاضي اإلداري يملك صالحية اعتماد معيار التمييز بين اإلجراءات الشكلية
الجوهرية وغير الجوهرية من خالل التحقق من مدى ارتباطها بمصالح األفراد ومصالح
اإلدارة ،وهذا ما أكدته محكمة العدل العليا في القضية رقم ( ،)42/70وذلك بالقول" :انعدام
توقيع الخبير الذي استرشدت اللجنة برأيه على محضر الجلسة ال يبطل قرار إحالة العطاء
ألن توقيعه ليس من اإلجراءات الجوهرية التي يترتب على إهمالها البطالن ما دام من
الثابت أنه حضر الجلسة"(.)30
وقد حذت محكمة العدل العليا األردنية حذو محكمة القضاء الإداري المصرية من
خالل إجازة الشكل بإجراء الحق ،ومن ذلك حكمها الصادر في القضية رقم ()180/96
أن االلتباس في اسم المستدعية هو مجرد خطأ مادي وال يرقى إلى مستوى
والذي جاء فيهّ :
العيب في الشكل الذي يعيب القرار اإلداري المطعون فيه"(.)31
وأخيراً نقول بأن القاضي اإلداري يستطيع إجازة تغطية عيب الشكل واإلجراءات
بقبول أو تنازل المدعي صاحب المصلحة.
يقصد بعيب مخالفة القانون أن يكون القرار اإلداري معيباً في فحواه وموضوعه،
وبمعنى آخر أن يكون األثر القانوني الناجم عن القرار اإلداري غير جائز لمخالفته القانون،
ويتمثل هذا العيب بمخالفة القوانين أو اللوائح والخطأ في تأويلها وتطبيقها وبالتالي فإن هذا
العيب يشمل المعنى الواسع الصطالح القانون بحيث يمتد لكل قاعدة قانونية عليا بالنسبة
للقرار اإلداري أو التصرف موضوع المنازعة القضائية(.)32
وتتمثل سلطة القاضي اإلداري في الرقابة على الصور المختلفة لعيب مخالفة القواعد
القانونية وخاصة ما تعلق منها بمخالفة نصوص القوانين واألنظمة ،وهذا ما أكدته محكمة
العدل العليا في القضية رقم ( )109/83بأن" :القرار المطعون فيه والقاضي بتعيين
المستدعي ضده عضواً في مجلس القرية مع عدم توافر شرط اإلقامة يكون مخالفاً للمادة
الخامسة من قانون إدارة القرى لسنة 1954ويتعين إلغائه"(.)33
وباإلضافة إلى رقابة القاضي على عيب الخطأ في تفسير القوانين واألنظمة ،فعلى
اإلدارة االلتزام التام بالتفسير الذي يقول به القاضي اإلداري حتى لو كان ال ينسجم بشكل
كامل مع حرفية النص(.)34
وأخيراً فإن سلطة القاضي اإلداري تمتد للرقابة على الخطأ في تطبيق القاعدة القانونية
من خالل التحقق من حدوث الوقائع التي استندت إليها اإلدارة في إصدار قرارها ،باإلضافة
إلى التحقق من مدى توافر الشروط القانونية للوقائع حتى يبرر إصداره للقرار اإلداري،
وهذا واضح في حكم لمحكمة العدل العليا في القضية رقم ( )58/53بقولها ":يشترط لصحة
القرار اإلداري أن يكون مؤسساً على وقائع صحيحة ال على مجرد الشكوك والشائعات،
وأن يكون تقرير هذه الوقائع مبنياً على أساس سليم"(.)35
يجب أن يستند كل قرار إداري إلى سبب صحيح ،وقد تقوم اإلدارة من تلقاء نفسها
باإلفصاح عن السبب أو عندما يلزمها القانون القيام بذلك ،وعدا تلك الحاالت ال يمكن إلزام
اإلدارة باإلفصاح عن سبب قرارها.
والحقيقة أن سلطة القاضي اإلداري في الرقابة على عيب السبب تختلف باختالف
وجود التصريح عن السبب من عدمه ،ومن هنا نميز بين حالتين لمعرفة مدى الصالحيات
التي يمتلكها القاضي اإلداري في الرقابة على عيب السبب(.)36
* حالة إفصاح اإلدارة عن السبب الذي دعاها إلى إصدار قرارها ،فالقاضي اإلداري
يفرض رقابته عليه باعتباره السبب الصحيح للقرار اإلداري بحيث يحق له البحث والتأكد
من هذه األسباب من خالل مدى مطابقتها للواقع والقانون أم ال ،إذ يستطيع هنا أن يلغي
القرار اإلداري لعيب السبب.
أما إذا استندت اإلدارة في قرارها على عدة أسباب ،فإن القاضي اإلداري ال يستطيع
إن يلغي القرار بناء على تخلف أحدها ،فإذا وجد أن بعضها صحيح وبعضها اآلخر غير
صحيح ،فيجب عليه في هذه الحالة إجراء موازنة بينهما وترجيح أحدها على األخرى .فإذا
ما وجد األسباب الصحيحة هي الراجحة في إصدار القرار اإلداري فإنه يستبعد الحكم
باإللغاء بحيث يعتبر أن اإلدارة لو تحققت من وجود أسباب غير صحيحة ما كانت لتقدم
على إصدار القرار اإلداري .أما إذا تبين للقاضي اإلداري رجحان األسباب غير الصحيحة
إلصدار القرار اإلداري ،فيجب عليه في هذه الحالة إلغاؤه ،بحيث إن القاضي يتقصى
األفكار واألحاسيس التي دفعت اإلدارة إلى إصدار قرارها وذلك للكشف عن نيتها فيما إذا
عدل عليا ،18/1/1983 :مجلة نقابة المحامين ،1983 ،ص.186 (?) 9
(?) حول هذا الدور انظر :علي خطار شطناوي ،دور القضاء اإلداري في تحديد أسباب القرار 10
المطعون فيه ،مجلة الشريعة والقانون ،جامعة اإلمارات العربية المتحدة ،2000 ،،ص 134وما
بعدها.
(?) في تعريف دعوى اإللغاء انظر: 11
A. de Lau badere: Traite du Droit Administrative, Paris, L. G. D. J., 1984, Tome, 2,
No 1119. J. Auby et R. Drago: Traite du contentieux administrative, Paris, L. G. J.,
1986, Tome, 2, No 1079, B. Lasserre les recourse, in repertoire du contentiux
administrative F., Benoit droit Administrative François, Paris, D., 1968, No. 1003.
(?) تقول محكمة العدل العليا "أن القاعدة هي أن دعاوي اإللغاء من دعامات Fالقانون اإلداري وضمان 12
فعال لحماية الموظفين واألفراد من تجاوز اإلدارة مبدأ المشروعية" .عدل عليا 2/9/1980م ،مجلة
نقابة المحامين ،1980 ،ص1330وعدلي عليا ،23/1/1987 :مجلة نقابة المحامين ،1988 ،،ص
66وعدل عليا ،3/6/1982 :مجلة نقابة المحامين ،1982 ،ص.1089
(?) سليمان الطماوي ،قضاء اإللغاء ،الطبعة السادسة F،دار الفكر العربي ،القاهرة ،1986 ،ص 13
.336
(?) انظر :أحمد عودة الغويري ،قضاء اإللغاء في األردن ،الطبعة األولى ،مطبعة الدستور التجارية، 14
عمان ،1989ص.215
(?) إلياس يوسف اليوسف ،سلطات قاضي اإللغاء في القانون السوري (دراسة مقارنة) ،رسالة 15
في الفقه الفرنسي . Paul Duexe : Les actes de government These, 1935, p35-50
في الفقه العربي:
الدكتور سليمان الطماوي :قضاء اإللغاء ،مرجع سابق ذكره ،ص.370 ،363 -
كانت ستصدره إذا ما تبين عدم صحة األسباب أم ال .أما في حالة عدم إفصاح اإلدارة عن
ذكر السبب الذي دعاها إلى إصدار قرارها ،فالقاعدة العامة ال تلزم اإلدارة بالكشف عن
األسباب التي دعتها إلصدار قرارها إالّ إذا ألزمها القانون بذلك ،واألصل صحة تلك
األسباب وعلى من يدعي عكس ذلك إثبات ادعائه أو إذا قام دليل كتابي واضح على عدم
صحتها(.)37
الدكتور محمود حافظ :القرار اإلداري ،مرجع سبق ذكره ،ص.134–124 -
الدكتور عبد الفتاح ساير داير :نظرية أعمال السيادة ،رسالة دكتوراه مقدمة إلى كلية الحقوق ،جامعةF -
القاهرة ،1955 ،غير منشورة ،ص.125 –121
(?) وهذا ما أكده مجلس الدولة الفرنسي في قضية ( )Bisiauxفي 24فبراير لسنة ،1932 17
المجموعة ،ص ،244بقوله "..أن المجلس البلدي ال يمكن أن يتفق مع موظفيه على جعل مدة الطعن
في قرارات فصلهم أمام مجلس الدولة ثالثة أشهر بدالً من شهرين".
(?) ولمزيد من التفاصيل :انظر :محمد وليد العبادي ،الوجيز في القضاء اإلداري دراسة قضائية 18
تحليلية مقارنة ،الطبعة األولى ،دار المسار للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2004 ،ص-233
.234
(?) أحمد عودة الغويري ،قضاء اإللغاء في األردن ،مرجع سبق ذكره ،ص.261 20
(?) سعاد الشرقاوي ،دعوى اإللغاء ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،1980 ،ص.59 21
(?) حكم المحكمة اإلدارية العليا المصرية رقم ،588المجموعة ،ص.192 22
(?) عدل عليا ( ،)8/36مجلة نقابة المحامين األردنيين ،1963 ،ص.275 25
(?) عدل عليا ( ،)21/59مجلة نقابة المحامين األردنيين ،1959 ،ص.39 26
(?) نواف كنعان ،القضاء اإلداري (قضاء اإللغاء) ،دار الثقافة للنشر والتوزيع ،2002،عمان ،ص 28
.273
(?) عدل عليا ( ،)198/97مجلة نقابة المحامين األردنيين ،1998 ،ص.811 29
ومن ثم فإن سلطة القاضي في الرقابة على عيب السبب في هذه الحالة تكون مقيدة،
ولكن ذلك ال يمنعه من الرقابة على مبدأ المشروعية والمتمثلة باحترام حقوق األفراد
وحرياتهم من تعسف اإلدارة ،وبالتالي يحق له الطلب من اإلدارة الكشف عن أسباب
قرارها ،فإذا ما امتنعت عن ذلك فال يتم التسليم بقرينة صحة القرار اإلداري المطعون فيه،
بحيث تنقلب القرينة إلى جانب المدعي باعتبار صحة ما يدعيه بعدم صحة األسباب التي
يقوم عليها القرار ،وبالتالي يستطيع القاضي أن يحكم بإلغائه ،وفي هذه الحالة ينقلب عبء
(.)38
اإلثبات على عاتق اإلدارة التي تمتلك الوثائق والمستندات الخاصة بالمنازعة القضائية
ولكن موقف محكمة العدل العليا لألسف لم يأخذ بهذا الحل الذي يكفل احترام حقوق
المدعي ويوفر لها الحماية ،حيث استقرت المحكمة في العديد من أحكامها على إبقاء عبء
إثبات صحة أسباب القرار اإلداري على عاتـق المدعي ،وفي حالة عجزه عن
أما عن مدى سلطة القاضي اإلداري في إحالل األسباب الواقعية ،فإن من حقه إحالل
األسباب الواقعية الصحيحة محل السبب الواقعي غير المشروع الذي أقامت اإلدارة قراراها
عليه ،ولكن ذلك يكون إذا ما توافرت شروط معينة منها أن تكون الوقائع الجديدة التي أحلها
القاضي اإلداري مكان الوقائع المعيبة قد وقعت قبل إصدار القرار اإلداري ،كما يجب أن
(?) عدل عليا ( )42/70مجلة نقابة المحامين األردنيين ،1970 ،ص.876 30
(?) عدل عليا ( ،)180/96مجلة نقابة المحاميين األردنيين ،1996 ،ص.471 31
(?) إلياس يوسف اليوسف ،سلطات قاضي اإللغاء في القانون السوري (دراسة مقارنة) ،مرجع سبق 32
ذكره ،ص.253
(?) عدل العليا ( ،)109/83مجلة نقابة المحامين األردنيين ،1983 ،ص.35 33
(?) محمد وليد العبادي ،الوجيز في القضاء اإلداري ،مرجع سبق ذكره ،ص328 34
(?) عدل العليا ( ،)58/53مجلة نقابة المحاميين األردنيين ،1953 ،ص.74 35
(?) إلياس يوسف اليوسف ،سلطات قاضي اإللغاء في القانون السوري ،مرجع سبق ذكره ،ص 36
،271-267وراجع احمد الغويري ،قضاء اإللغاء :مرجع سبق ذكره ،ص ،421-419وراجع
كذلك محمد وليد العبادي ،الوجيز في القضاء اإلداري ،مرجع سبق ذكره ،ص.356-355
تكون اإلدارة على علم مسبق بهذه الوقائع الجديدة وأن تأخذها بعين االعتبار .وإ الّ وجب
على القاضي اإلداري أن يرفض إحالل تلك الوقائع الجديدة محل األسباب الواقعية المعيبة
الواردة في قرارها.
كما يجب على القاضي اإلداري أن يقوم بإعادة تقدير الوقائع للوقوف على مدى
مشروعية الوقائع الجديدة وصالحيتها في بناء القرار اإلداري( .)40وهذا ما أكدته محكمة
العدل العليا بقولها بأن "األجل الذي حدد في عروض شركتي سليه ومت بال والسيد عوني
طوقان لالرتباط باألسعار ينقضي قبل أن يصل قرار لجنة العطاءات إلى مرحلته النهائية
وبذلك يكون استبعاد هذه العروض لهذا السبب متفقاً وأحكام القانون ،أما كون لجنة
العطاءات قد اعتمدت على سبب آخر الستبعاد العرضين المقدمين من الشركتين المشار
إليها وهو أنهما غير مسجلتين في المملكة وال يجوز التعامل معهما وكون هذه السبب غير
قانوني ألن عدم تسجيل الشركة في األردن ال يمنعها من االشتراك في المناقصات وإ نما هو
شرط لتعاطي األعمال في المملكة فقط فإن ذلك ال يؤثر في قرار استبعاد الشركتين ما دام
أن هناك سبباً آخر ويوجب استبعادهما(.)41
ويقصد به استعمال رجل اإلدارة سلطته التقديرية لتحقيق غرض غير معترف له به،
وذلك من خالل االنحراف لتحقيق مصلحة بعيده عن المصلحة العامة المتوخاة من كل قرار
إداري تصدره اإلدارة ،فإذا ما كان الهدف من عمل اإلدارة تحقيق مصلحة خاصة أو من
أجل االنتقام فإن ذلك يعتبر انحرافاً في استعمال السلطة اإلدارية(.)42
كما يشمل عيب االنحراف مخالفة قاعدة تخصيص األهداف متمثلة باالنحراف بسلطة
الضبط اإلداري وكذلك االنحراف في استعمال صالحيات نقل الموظفين وكذلك االنحراف
في استخدام اإلجراءات التي ال تتفق مع الهدف العام.
استدعاء رجال اإلدارة والتحقيق معهم من مدى توفر مقاصدهم الحقيقية وما يستهدفونه من
إصدار القرارات اإلدارية.
ولكن بالرجوع إلى بعض األحكام القضائية نجد أن المحكمة أعطت القاضي اإلداري
صالحية استدعاء رجال اإلدارة للتحقق من أهدافهم الحقيقية من وراء إصدار القرارات
اإلدارية(.)43
كما أن القاضي اإلداري يستطيع إثبات عبء االنحراف باالعتماد على القرائن
القضائية ،حيث جاء في قرار لمحكمة العدل العليا في القضية رقم ( )83/64القول بأنه:
"استقر الفقه والقضاء على أنه يجوز إثبات عيب إساءة استعمال السلطة بكل طرق اإلثبات
أو باألدلة من مجرد قراءة القرار وأسبابه التي بني عليها ومن طريقة إصدار القرار وتنفيذه
والظروف التي أحاطت به(.)44
المبحث الرابع
()45
سلطة قاضي اإللغاء في إصدار الحكم في دعوى اإللغاء
تهيأت في جلسة علنية لإصدار الحكم،
في المرحلة التي تكون فيها دعوى اإللغاء قد ّ
بعد قفل باب المرافعة في الدعوى ينطق القاضي بالحكم.
وهناك أثران هامان يترتبان على النطق بالحكم وهما خروج النزاع من والية المحكمة
التي أصدرته وحيازة الحكم لحجية الشيء المقضي به فيما فصل فيه من مسائل(.)46
وكما نعلم أن قضاء اإللغاء هو قضـاء مشروعيـة يدور البحث فيه حول مشروعية
القرار اإلداري وعليه فإن سلطة القاضي اإلداري تنحصر أثناء إصداره الحكم بالدعوى
بين أمرين اثنين حسب الظروف وهما:
-الحكم برد الدعوى لعدم قبولها شكالً ،أو ألن القرار مشروع ويتفق مع أحكام القانون.
لغاء كليا أو جزئياً .إذا ما قبل نظر الدعوى وتبين له عدم
-الحكم بإلغاء القرار اإلداري إ ً
مشروعية القرار كله أو جزء منه إذا كان قابالً للتجزئة.
إن الحكم الصادر برد دعوى اإللغاء يكتسب حجية الشيء المقضي به فقط في نطاق
وحدة الخصوم والموضوع والسبب ،بمعنى أن هذا الحكم يمتلك حجية نسبية ،وبالتالي فإنه
يخضع للقاعدة العامة لحجية األحكام التي تستوجب توافر العناصر السابقة مجتمعة مع
بعضها بعضاً أال وهي وحدة الخصوم والموضوع والسبب ،بحيث يملك القاضي اإلداري
في حالة عدم توافر أي شرط منها أن يصدر حكماً في دعوى سبق الفصل فيها(.)47
أما في حالة توافر هذه الشروط الثالثة ،واختيار القاضي اإلداري هذا الحل ،فإن دوره
يقف عند حد الحكم برد الدعوى.
وفي مصر قامت المحكمة اإلدارية العليا بتوضيح الحجية النسبية ألحكام رفض دعوى
اإللغاء ،وشروط أعمالها في العديد من أحكامها ،ومنها حكمها الصادر بتاريخ:
،1/5/1976حيث قضت بإلغاء حكم المحكمة التأديبية الذي قررت فيه عدم اختصاصها
من ذات الطاعن ضد نفس القرار ،وذلك ألن الحكم الذي سبق وأن أصدرته في الدعوى
األولى لم توجد حجه تمنعها من نظر الدعوى الجديدة الختالف السبب في كل منها.
أما بالنسبة لموقف محكمة العدل العليا األردنية ،فقد أدركت حقيقة الحجية النسبية لحكم
رد دعوى اإللغاء – بعد ما خالفت القاعدة العامة في العديد من أحكامها– حيث عادت
وأكدت في حكمها الصادر بتاريخ 15/6/1976على القاعدة األصلية ألحكام رد الدعوى .
وقبلت دعوى جديدة للطعن على ذات القرار بعد أن ردت الدعوى األولى وذلك
يختلف المدى الذي قد يطاله اإللغاء نظراً الختالف األحوال ،فقد يمتد ليشمل كافة
أجزاء القرار اإلداري ،وهذا ما يعرف باإللغاء الكامل ،وقد يقتصر اإللغاء على جزء من
القرار فقط وهذا ما يعرف باإللغاء الجزئي ،وذلك إذا كان عدم المشروعية يشوب هذا
الجزء فقط ولم يكن بين أجزائه ارتباط يمنع تجزئته ،كما في حالة إلغاء فقرة في قرار عزل
موظف عام باعتبارها تنص على أن يكون العزل رجعياً ،ومثل هذه الفقرة يمكن فصلها عن
القرار اإلداري دون أن يكون لها أي تأثير في أجزائه األخرى ،وبخالف ذلك فإن القاضي
اإلداري ملزم بأن يرد طلب اإللغاء الجزئي بغض النظر عن أوجه الطعن التي يستند إليها
الطاعن(.)48
والقاعدة التي استقرت عليها أحكام القضاة مؤكدة إلجماع الفقه عليها هي أن األحكام
استثناء
ً الصادرة باإللغاء – جزئياً كان أم كلياً– تتمتع بحجية مطلقة تجاه الكافة ،باعتبارها
على األصل وهو أن األحكام القضائية تكتسب حجية نسبية.
أما سلطة القاضي اإلداري إذا ما اختار هذا الحل ،فإنها تقف عند حد إلغاء القرار
عد ذلك تدخالً سافراً منه في
اإلداري ،بحيث ال يحق له الذهاب إلى أبعد من ذلك ،وإ الّ ّ
أعمال السلطة اإلدارية وإ خالالً جسيماَ بمبدأ الفصل بين السلطات ،إذ إن القاضي اإلداري
ال يستطيع إصدار أوامر لإلدارة يحثها على القيام بعمل معين وإ لزامها القيام به أو االمتناع
عنه ،كما أنه ال يملك استخالص النتائج المترتبة على إصدار حكمه باإللغاء ،أو أن يحل
مكان اإلدارة من خالل تضمين حكمه هذا قراراً إدارياً جديداً عوضاً عن القرار الذي قضى
بإلغائه فجميع ما سبق ذكره يعتبر من المبادئ العامة التي اتفق عليها الفقه والتي تحكم
سلطة القاضي عند إصداره الحكم باإللغاء.
الخاتمة:
سلطة قاضي اإللغاء في األردن تتمثل بشكل أساسي بمدى ما يتمتع به من مقومات
علمية وعملية تؤهله ألن يقضي في الدعوى المقامة أمامه بما يحقق العدالة ويحمي الحقوق
الخاصة بالموظفين اإلداريين أو األفراد أو الهيئات العامة (األشخاص المعنوية) من اعتداء
اإلدارة عليها ،فمتى توافرت تلك الشروط فإن أول ما يتصدى له قاضي اإللغاء هو النظر
في مدى توافر شروط النظر في دعوى اإللغاء سواء أكانت من الناحية الشكلية الالزمة
لتحريك الدعوى أو من الناحية الموضوعية من خالل النظر في دعوى اإللغاء وإ صدار
حكم في الدعوى.
كما أن سلطة قاضي اإللغاء في الدعوى اإلدارية تشمل النظر في كافة العيوب التي قد
تشوب القرار اإلداري سواء أكان عيب االختصاص أو عيب الشكل واإلجراءات وعيب
مخالفة القانون (المحل) وعيب السبب وعيب االنحراف في استعمال السلطة ،وفي الحقيقة
يوجد مأخذ على سلطة القاضي بتفعيل االجتهاد لديه فيما يتعلق بإحالل األسباب الواقعية
الصحيحة بدالً من تلك غير الحقيقية .نظراً لما يشكله من إخالل بمبدأ الفصل بين السلطات،
بحيث ال يحق للقاضي اإلداري أن ينصب نفسه مكان اإلدارة في مباشرة نشاطها نيابة عنها
أو أن يصحح قراراتها المعيبة .والقاضي ال يعتبر رئيساً إدارياً أعلى لها ،كما أنه ال يملك
سلطة رئاسية عليها .ألن ذلك يتعارض مع مهمة القاضي المتمثلة في الرقابة على
مشروعية القرارات اإلدارية من خالل إلغاء القرارات غير المشروعة وكذلك ذكر أسباب
عدم مشروعيتها تحقيقاً للعدالة ،فالقاضي يعتبر محايداً في الرقابة على المشروعية ويحب
أن يتصف بالجدية والنزاهة والموضوعية واالستقالل التام عن أطراف الدعوى.
وأخيراً فإن ذلك يتعارض مع مبدأ مسؤولية اإلدارة عن عدم مشروعية أسباب قراراتها
اإلدارية ،إذ إن اإلدارة تعتبر ملزمة بتحمل أعباء عدم مشروعية األسباب القانونية
والواقعية والتي بنت عليها قرارها اإلداري.
كما أن القاضي اإلداري يملك في نهاية النظر في الدعوى المقامة أمامه الحكم إما برد
الدعوى ألي سبب من األسباب أو أن يحكم باإللغاء سواء أكان جزئياً أو كلياً يشمل كافة
جوانب القرار اإلداري ،فهذه هي المبادئ العامة التي تحكم سلطة قاضي اإللغاء والتي اتفق
عليها الفقه واستقرت عليها أحكام القضاء اإلداري المقارن.
المصادر المراجع
-1انظر علي خطار الشطناوي ،موسوعة القضاء اإلداري ،الجزء األول ،الطبعة األولى،
مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع ،عمان ،2004 ،ص.162
-2محمد فؤاد مهنا ،،مبادئ وأحكام القانون اإلداري في جمهورية مصر العربية،
اإلسكندرية ،مؤسسة شباب الجامعة1973 ،م ،ص.51
-3لمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع انظر رمزي الشاعر ،،مسؤولية الدولة عن
أعمالها غير التعاقدية ،القاهرة ،مطبعة جامعة عين شمس ،ص ،1980 ،236أنور أحمد
رسالن ،مسؤولية الدولة عن أعمالها غير التعاقدية ،القاهرة ،دار النهضة العربية ،ص
1980 ،219م ،مجدي مدحت النهري ،مسؤولية الدولة عن أعمالها غير التعاقدية،
قضاء التعويض ،القاهرة ،دار النهضة العربية ،1997 ،ص 249وما بعدها.
-4لمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع انظر :محسن خليل ،القضاء اإلداري اللبناني،
بيروت ،دار النهضة العربية ،1986 ،1982 ،ص ،380محمد عبد السالم ،أعمال
السيادة في التشريع المصري ،مجلة مجلس الدولة ،1950 ،ص.9
-5لمزيد من التفاصيل حول هذا الموضوع انظر :علي خطار شطناوي ،تحصين
القرارات اإلدارية ضد الرقابة القضائية في األردن ،مجلة جامعة الملك سعود ،المجلد
السابع ،العلوم اإلدارية ،1995 ،ص.3
-6لمزيد حول هذا الموضوع انظر :علي خطار شطناوي ،اإلجراءات القابلة لالنفصال
عن أعمال السيادة ،مجلة دراسات ،الجامعة األردنية ،المجلد ،27علوم الشريعة
والقانون ،العدد ( ،2000 ،)1ص.1
-7تنص الفقرة (ب) من المادة ،68من الدستور المصري لعام ،1971على أنه" :ويحذر
النص في القوانين على تحصين أي عمل أو قرار إداري من رقابة القضاء".
-8تنص المادة ( )9من قانون محكمة العدل العليا رقم ( )12لسنة 1992على "الطعن
في أي قرار إداري نهائي حتى لو كان محصناً بالقانون الصادر بمقتضاه".
-9عدل عليا ،18/1/1983 :مجلة نقابة المحامين ،1983 ،ص.186
-10حول هذا الدور انظر :علي خطار شطناوي ،دور القضاء اإلداري في تحديد أسباب
القرار المطعون فيه ،مجلة الشريعة والقانون ،جامعة اإلمارات العربية المتحدة،
،2000ص 134وما بعدها.
-11في تعريف دعوى اإللغاء انظر:
A. de Lau badere: Traite du Droit Administrative, Paris, L. G. D. J.,
1984, Tome, 2, No 1119. J. Auby et R. Drago: Traite du contentieux
administrative, Paris, L. G. J., 1986, Tome, 2, No 1079, B. Lasserre les
recourse, in repertoire du contentiux administrative F., Benoit droit
Administrative François, Paris, D., 1968, No. 1003.
-12تقول محكمة العدل العليا "أن القاعدة هي أن دعاوى اإللغاء من دعامات القانون
اإلداري وضمان فعال لحماية الموظفين واألفراد من تجاوز اإلدارة مبدأ المشروعية".
عدل عليا 2/9/1980م ،مجلة نقابة المحامين ،1980 ،ص1330وعدل عليا:
،23/1/1987مجلة نقابة المحامين ،1988 ،،ص66وعدل عليا،3/6/1982 :
مجلة نقابة المحامين ،1982 ،ص.1089
-13سليمان الطماوي ،قضاء اإللغاء ،الطبعة السادسة ،دار الفكر العربي ،القاهرة،
،1986ص.336
-14انظر أحمد عودة الغويري ،قضاء اإللغاء في األردن ،الطبعة األولى ،مطبعة الدستور
التجارية.عمان ،1989ص.215
-15إلياس يوسف اليوسف ،سلطات قاضي اإللغاء في القانون السوري (دراسة مقارنة)،
رسالة دكتوراة ،كلية الحقوق ،جامعة دمشق ،1979 ،ص.138
-16راجع في هذا تفصيالً:
في الفقه الفرنسي Paul Duexe : Les actes de government These, 1935,
. p35-50
في الفقه العربي:
الدكتور سليمان الطماوي :قضاء اإللغاء ،مرجع سبق ذكره ،ص.370 ،363 -
الدكتور محمود حافظ :القرار اإلداري ،مرجع سبق ذكره ،ص.134–124 -
الدكتور عبد الفتاح ساير داير :نظرية أعمال السيادة ،رسالة دكتوراه مقدمة إلى كلية -
الحقوق ،جامعة القاهرة ،1955 ،غير منشورة ،ص.125–121
وهذا ما أكده مجلس الدولة الفرنسي في قضية ( )Bisiauxفي 24فبراير لسنة -24
،1932المجموعة ،ص ،244بقوله " F...أن المجلس البلدي ال يمكن أن يتفق مع
موظفيه على جعل مدة الطعن في قرارات فصلهم أمام مجلس الدولة ثالثة أشهر بدالً
من شهرين".
ولمزيد من التفاصيل :انظر .محمد وليد العبادي ،الوجيز في القضاء اإلداري دراسة -25
قضائية تحليلية مقارنة ،الطبعة األولى ،دار المسار للنشر والتوزيع قضائية ،عمان،
األردن ،ص.234-233
انظر سليمان الطماوي ،قضاء اإللغاء ،مرجع سبق ذكره ،ص.336 -26
أحمد عودة الغويري ،قضاء اإللغاء في األردن ،مرجع سبق ذكره ،ص.261 -27
سعاد الشرقاوي ،دعوى اإللغاء ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،1980 ،ص.59 -28
حكم المحكمة اإلدارية العليا المصرية رقم ،588المجموعة ،ص.192 -29
ولمزيد من التفاصيل انظر: -30
Andre Delaubadere, op. cit., 1984, p. 595-599 -
الدكتور سليمان الطماوي :قضاء اإللغاء ،مرجع سبق ذكره ،ص.685 –680 -
الدكتور احمد الغويري :قضاء اإللغاء في األردن ،مرجع سبق ذكره ،ص-324 -
.325
محمد وليد العبادي ،الوجيز في القضاء اإلداري ،مرجع سبق ذكره ،ص.292 -24
قرار عدل عليا رقم ( ،)8/36مجلة نقابة المحامين األردنيين ،1963 ،ص.275 -25
قرار عدل عليا في القضية رقم ( ،)21/59مجلة نقابة المحامين األردنيين،1959 ، -26
ص.39
Andre Delaubadere, op. cit., 1984, p 596 -27
نواف كنعان ،القضاء اإلداري (قضاء اإللغاء) ،دار الثقافة للنشر والتوزيع،2002، -28
عمان ،ص.273
قرار عدل عليا رقم ( ،)198/97مجلة نقابة المحامين األردنيين ،1998 ،ص.811 -29
قرار عدل عليا رقم ( )42/70مجلة نقابة المحامين األردنيين ،1970 ،ص.876 -30
قرار عدل عليا رقم ( ،)180/96مجلة نقابة المحاميين األردنيين ،1996 ،ص.471 -31
(?) حكم المحكمة اإلدارية المصرية في الطعن رقم 625تاريخ /21/10/67العدد األول ،ص6 37
(?) انظر :حكم مجلس الدولة الفرنسي الصادر بتاريخ 8نوفمبر لسنة 1972المجموعة ،ص.719 38
(?) محمد وليد العبادي .الوجيز في القضاء اإلداري ،مرجع سبق ذكره ،ص.356 39
(?) علي خطار شطناوي ،موسوعة القرار اإلداري ،الجزء الثاني ،مرجع سبق ذكره ،ص-930 40
.931
(?) عدل عليا ( ،)65/66مجلة نقابة المحامين األردنيين ،1996 ،ص.304 41
(?) محمد وليد العبادي ،الوجيز في القضاء اإلداري ،مرجع سبق ذكره ،ص ،335-334وراجع 42
أيضا سليمان الطماوي ،نظرية التعسف في استعمال السلطة ،الطبعة الثالثة ،دار الفكر العربي،
ً
القاهرة ،1978 ،ص.68-66
(?) راجع في هذا: 43
-حكم المحكمة Fاإلدارية العليا المصرية الصادر في 20مايو لسنة ،1961المجموعة ،ص.1159
-حكم مجلس الدولة الفرنسي الصادر بتاريخ 2ابريل لسنة ،1971المجموعة ،ص.269
(?) عدل عليا ( ،)38/94مجلة نقابة المحامين األردنيين لسنة ،1994ص.21 44
مصطفى كمال وصفي ،أصول إجراءات القضاء اإلداري ،الطبعة الثانية ،الناشر :القاهرة ،1978 ،ص
.441
أحمد كمال الدين موسى ،نظرية الإثبات في القانون اإلداري ،مرجع سابق ،ص.35
انظر النصوص التالية من التشريعات المقارنة:
-المادة ( )33من قانون مجلس الدولة المصري الحالي ،رقم 112لسنة .1946
-المادة ( )31من قانون أصول المحاكمات الحقوقية األردني رقم 42لسنة ،1952وتعديالته.
وانظر كذلك :صالح عبد الحميد السيد ،الحكم اإلداري والحكم المدني ،مجلة مجلس الدولة ،السنوات
من ،10 – 8ص.224
(?) انظر :أحمد عوده الغويري ،قضاء اإللغاء في األردن ،مرجع سبق ذكره ،ص.448 46
إلياس يوسف اليوسف ،سلطات قاضي اإللغاء في القانون السوري (دراسة مقارنة)، -32
المرجع السابق ،ص.253
عدل العليا رقم ( ،)109/83مجلة نقابة المحامين األردنيين ،1983 ،ص.35 -33
محمد وليد العبادي ،الوجيز في القضاء اإلداري ،مرجع سبق ذكره ،ص328 -34
عدل العليا رقم ( ،)58/53مجلة نقابة المحاميين األردنيين ،1953 :،ص.74 -35
إلياس يوسف اليوسف ،سلطات قاضي اإللغاء في القانون السوري ،مرجع سبق -36
ذكره ،ص ،271-267وراجع احمد الغويري ،قضاء اإللغاء :مرجع سبق ذكره ،ص
،421-419وراجع كذلك محمد وليد العبادي ،الوجيز في القضاء اإلداري ،مرجع
سبق ذكره ،ص.356-355
حكم المحكمة اإلدارية المصرية في الطعن رقم 625تاريخ /21/10/67 :العدد -37
األول ،ص.201
انظر :حكم مجلس الدولة الفرنسي الصادر بتاريخ 8نوفمبر لسنة 1972المجموعة، -38
ص.719
محمد وليد العبادي ،الوجيز في القضاء اإلداري ،مرجع سبق ذكره ،ص.356 -39
علي خطار الشطناوي ،موسوعة القرار اإلداري ،الجزء الثاني ،مرجع سبق ذكره، -40
ص.931-930
عدل عليا رقم ( ،)65/66مجلة نقابة المحامين األردنيين ،1996 ،ص.304 -41
أحمد عودة الغويري ،قضاء الإلغاء في األردن ،مرجع سبق ذكره ،ص.448
محمود حافظ ،القضاء اإلداري ،الطبعة األولى ،عمان ،1982ص.681
سليمان الطماوي ،القضاء اإلداري ،قضاء اإللغاء ،مرجع سبق ذكره ،ص.1010
(?) انظر تفصيالً: 48
الياس يوسف اليوسف ،سلطات قاضي اإللغاء في القانون السوري "دراسة مقارنة" ،مرجع سبق ذكره،
ص.29-291
محمد وليد العبادي ،الوجيز في القضاء اإلداري ،مرجع سبق ذكره ،ص.406-404
احمد عودة الغويري ،قضاء اإللغاء في األردن ،مرجع سبق ذكره ،ص.455–450
محمد وليد العبادي ،الوجيز في القضاء اإلداري ،مرجع سبق ذكره ،ص،335-334 -42
وراجع سليمان الطماوي ،نظري التعسف في استعمال السلطة ،الطبعة الثالثة ،دار
الفكر العربي ،القاهرة ،1978 ،ص.68-66
راجع في هذا: -43
حكم المحكمة اإلدارية العليا المصرية الصادر في 20مايو لسنة ،1961المجموعة، -
ص.1159
حكم مجلس الدولة الفرنسي الصادر بتاريخ 2ابريل لسنة ،1971المجموعة.269 ، -
- 44عدل عليا ( ،)38/94مجلة نقابة المحامين األردنيين لسنة ،1994ص.21
- 45انظر تفصيالً في هذا المجال:
مصطفى كمال وصفي :أصول إجراءات القضاء اإلداري ،الطبعة الثانية ،الناشر:
القاهرة ،1978ص.441
أحمد كمال الدين موسى :نظرية الإثبات في القانون اإلداري ،مرجع سبق ذكره ،ص
.35
انظر النصوص التالية من التشريعات المقارنة:
المادة ( )33من قانون مجلس الدولة المصري الحالي ،رقم 112لسنة .1946 -
المادة ( )31من قانون أصول المحاكمات الحقوقية األردني رقم 42لسنة ،1952 -
وتعديالته.
وانظر كذلك :صالح عبد الحميد السيد :الحكم اإلداري والحكم المدني ،مجلة الدولة،
السنوات من ،10–8ص.224
انظر :أحمد عوده الغويري ،قضاء اإللغاء في األردن ،مرجع سبق ذكره ،ص.448 -46
انظر في هذا الموضوع: -47
احمد عودة الغويري ،قضاء الإلغاء في األردن ،مرجع سبق ذكره ،ص.448
محمود حافظ ،القضاء اإلداري ،الطبعة األولى ،عمان 1982ص.681
سليمان الطماوي ،القضاء اإلداري ،قضاء اإللغاء ،مرجع سبق ذكره ،ص.1010
-48انظر تفصيالً:
إلياس يوسف اليوسف ،سلطات قاضي اإللغاء في القانون السوري "دراسة مقارنة"،
مرجع سبق ذكره ،ص293-291
محمد وليد العبادي ،الوجيز في القضاء اإلداري ،مرجع سبق ذكره ،ص.406-404
أحمد عودة الغويري ،قضاء اإللغاء في األردن ،مرجع سبق ذكره ،ص.455–450
الهوامش: