Professional Documents
Culture Documents
القرار اإلداري
العقد اإلداري
السنة الجامعية
0202-0220
1
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
تقديم
تمتلك اإلدارة عدة وسائل تمكنها من القيام بنشاطها ،وهي في ذلك تباشر أعماال مختلفة
ومتنوعة تختلف في طبيعتها و آثارها .وتتمظهر هذه األعمال في أعمال مادية والتي ال تتجه
إرادة اإلدارة فيها الى إحداث أثر قانوني معين ،الن هذه اآلثار هي وليدة لإلرادة المباشرة
للمشرع ،وليس ت نابعة من اإلرادة الذاتية لإلدارة ،وأعمال أخرى قانونية ،و التي تتجه فيها
إرادة اإلدارة إلى إحداث أثر قانوني معين مرتبط بمركز قانوني يحميه القانون سواء من خالل
إحداثه أو تعديله أو إلغائه .
وعند لجوءها ألساليب القانون العام ،تتجه اإلدارة إلى االستفادة من امتيازات القانون
العام و السلطة العامة.حيث أنها تلجا إلى طرق غير مألوفة في القانون الخاص .ولها في ذلك
أن تسلك مسلكين ؛األول يتمثل في التصرفات القانونية التي تصدر عنها بإرادتها المنفردة
ودون أن ترتبط بقبول المعنيين بها وهي التي تتجسد في القرارات اإلدارية ،و الثانية هي التي
تتوافق فيها إدارة اإلدارة مع أشخاص ذاتيين أو معنويين غير أنها تخضع لشروط غير مألوفة
في المعامالت الخاصة و هي التي تتمثل في العقود اإلدارية .
عليه ،سنتناول في هذا المؤلف القرارات اإلدارية في الفصل األول مستعرضين مفهومها
وشروط مشروعيته ا وكذا آثارها وتنفيذها لنختم ذلك بانتهائها .فيما سنخصص الفصل الثاني
للعقود اإلدارية وسنركز على تعريفها و أنواعها وآثارها مع بسط التشريع المغربي المنظم
لعقود الصفقات العمومية .
2
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
لم ي ضع المشرع تعريفا محددا للقرار اإلداري ،وهو ما انبرى إليه الفقه و االجتهاد
القضائي اإلداريين .إذا اتجه الفقهاء و القضاة إلى اشتراط مجموعة من العناصر حتى تتوفر
في التصرف القانوني شروط القرار اإلداري .
وهكذا اتجه القضاء اإلداري سواء في فرنسا آو المغرب إلى استلزام العناصر التالية:1
-اإلفصاح أو التعبير :إذ البد لإلدارة من اإلفصاح عن ما تريد القيام به ،وان يكون ذلك
بإرادتها المنفردة و الملزمة على أساس أن يشمل ذلك اإلرادة الصريحة و الضمنية .
-أن يكون القرار اإلداري صادرا عن سلطة إدارية :ويستوي في ذلك ان يكون القرار
صادرا عن سلطة مركزية سواء مع التركيز آو عدم التركيز من خالل المصالح الخارجية
لإلدارات العمومية أو اإلدارة الالمركزية سواء الترابية في شخص الجماعات الترابية آو
المرفقية من خالل المؤسسات العمومية .
-اإلرادة المنفردة :ال يكفي لقيام القرار اإلداري أن يكون هناك إفصاح من جهة إدارية ،
وإنما البد أن يكون هذا اإلفصاح صادرا عن اإلرادة المنفردة لإلدارة ،أي عدم اشتراكها مع
أي جهة أخرى في ذلك .2
-إحداث وترتيب أثر قانوني :البد لإلدارة من خالل القرار اإلداري ان تنصرف نيتها
على إحداث أثر قانوني ،وذلك بالتأثير في المراكز القانونية لألشخاص المخاطبين به .غير ان
األثر القانوني قد ال يكتشف من واقعة اإلفصاح وإنما من أعمال مادية و إجراءات تنفيذية قامت
1انظر رافت خودة :عناصر وجود القرار االداري ،دار النهضة العربية ،القاهرة ،1999 ،ص .26
-حمدي ياسين عكاشة :موسوعة القرار االداري في قضاء مجلس الدولة ،الجزء االول ،دار ابو مجد ،القاهرة ،2001 ،ص 12
-محمد مرغيني :المبادئ العامة للقانون االداري المغربي ،الطبعة الثالثة ،الرباط ،1983 ،ص .286
2
EL Yaagoubi Mohamed : « la décision administrative au Maroc entre le droit et la réalité », in droit et
pratique au Maroc, université sidi Mohamed ben Abdallah, Fès, 1994, p 111.
3
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
بها اإلدارة .وهنا ال تعد األعمال التحضيرية للقرار اإلداري بمثابة قرار إداري ألنها تفتقد إلى
الصبغة التنفيذية و النهائية .
وإذا كان تعريف القرار اإلداري يعد عمال من أعمال الفقه ،فإن الفقه اختلف في تحديده
لمفهوم القرار اإلداري سواء في فرنسا آو في المغرب .
وهكذا عرف بعض الفقه الفرنسي كالفقيه walineالقرار اإلداري بأنه " التصرف
القانوني الذي يصدر عن اإلدارة المختصة بصفتها سلطة عامة ،وحيد الطرف وعلى ان يحدث
بحد ذاته آثارا قانونية " ، 3في حين عرفه ، J .Riveroبأنه العمل الذي بموجبه تظهر
اإلدارة سلطتها بالتعديل المنفرد للمراكز القانونية ".
أما بعض الفقه المصري ،فقد عرفه محمود عاطف البنا بأنه " هو تعبير اإلدارة عن
إرادتها المنفردة و الملزمة بقصد إحداث أثر قانوني ".4
وعرفه بعض الفقه المغربي كاألستاذ عبد القادر باينة بأنه "الوسيلة القانونية التي تفصح
فيها اإلدارة عن إرادتها المنفردة والملزمة طبقا للقانون من أجل إحداث مراكز قانونية في
نطاق تحقيق المصلحة العامة".5
إال أن هذا التعريف لقي انتقادات من بعض الفقه 2على أساس أنه لم يقتصر على تحديد
المقصود بالقرار اإلداري وذلك ببيان أركانه فحسب ،وإنما تعدى ذلك إلى بيان شروط صحته
و مشروعيته .وتكمن الفائدة العلمية من جراء التمييز بين أركان القرار اإلداري و شروط
صحته ،في تحديد القرار اإلدا ري المنعدم وتمييزه عن القرار اإلداري الباطل أو القابل
لإللغاء.إذ أن انعدام القرار اإلداري يتحقق نتيجة تخلف احد أركان القراراإلداري أما بطالنه
يترتب نتيجة مخافة القرار ألحد شروط مشروعيته .
وهو ماجعل بعض الفقه يؤكد على عنصر اإلرادة ،أي أن يكون هناك تعبيرا أو إفصاحا
عن إرادة منفردة لإلدارة .وهذا التعبير قد يكون إيجابيا كما قد يكون سلبيا.
3
jean RIVERO-jean WALLINE :droit administrative, 18 édition, DALLOZ, 2000.
محمود عاطف البنا :الوسيط في القضاء االداري ،الطبعة الثانية ،مطابع الطوبجي التجارية 1991 ،ص .257 4
عبد القادر باينة :الوسائل القانونية للنشاط االداري ،منشورات زاوية ،الطبعة االولى ،مطبعة العارف الجديدة ،2006 ،ص .11 5
4
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
و إذا كانت عناصر القرار اإلداري تشكل شروطا الزمة لتحقق كيان القرار اإلداري
وطبيعته بحيث يؤدي انعدامها إلى انعدامه ،فإن أركان القرار اإلداري ترتبط بمشروعيته أو
عدم مشروعيته .ولكي يكون القرار اإلداري شرعيا يجب أن يتوفر على خمسة أركان ،وغياب
أي ركن يؤدي إلى إلغاء القرار اإلداري باعتباره مخالفا لمبدأ الشرعية ويكون قابال لإللغاء
من قبل القضاء عن طريق دعوى اإللغاء .
يعتمد الفقه اإلداري عدة معايير للتمييز بين القرارات اإلدارية و غيرها ،ويمكن اإلشارة
في هذا الصدد إلى معيارين :
المعيار الشكلي أو العضوي ؛
المعيار الموضوعي.
الفرع االول :المعيار الشكلي في تمييز القرارات اإلدارية :
يركز هذا المعيار على الجهة التي أصدرت القرار اإلداري ،فإذا تعلق األمر ب:
-البرلمان فإننا نكون أمام قانون ؛
-سلطة قضائية نكون أمام حكم قضائي ؛
-سلطة إدارية نكون أمام قرار إداري .
ويستحضر هذا التمييز الحالة التي نكون فيها أمام األعمال الصادرة عن السلطة التنفيذية
.إذ نكون أمام القرارات اإلدارية عندما يتعلق األمر بممارسة السلطة التنظيمية المستقلة عن
السلطة التشريعية .بينما عندما تقوم السلطة التنفيذية بإصدار قرارات عالقة بسلطة دستورية
أخرى كالبرلمان ،فإننا ال نكون أمام قرارات إدارية .
إال أن هذا التمييز يصطدم بصعوبات عندما يتعلق بالقرارات التي يصدرها الملك في
المجال اإلداري .حيث استقر القضاء اإلداري المغربي قبل إحداث المحاكم اإلدارية وبعد
إنشاءها على تحصينها من الطعن القضائي على اعتبار أن الملك ال يعتبر سلطة إدارية
والقرارات الصادرة عنه في شكل ظهائر ال تعتبر قرارا إدارية .6
6عبد الحافظ ادمينو – الششريف الغيوبي :التنظيم االداري المركزي بالمغرب ،الطبعة األولى 6102 ،
5
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
إذا كان المعيار الشكلي يركز على الجهة المصدرة للقرار ،حيث كلما كانت الجهة سلطة
إدارية إال واعتبرت قراراتها إدارية .فإن المعيار العضوي ينظر على مضمون القرار
وموضوعه.
وعليه فمثال نكون أمام قانون كل ما كان المضمون عاما وجردا و ملزما وال يعني
شخصا معينا بذاته .ويمكن تطبيقه كلما توفرت شروط تطبيقه .وتبعا لذلك نكون أمام عدم
التمييز بين القوانين الصادرة عن البرلمان و المراسيم التنظيمية التي تصدر عن السلطة
التنظيمية انطالقا من خاصيتي العمومية و التجريد .
أما القرار فيتعلق بحاالت أو أشخاص معينة سواء في شكل قرارات فردية و التي ينتهي
أثرها بمجرد تنفيذها أو قرارات تنظيمية والتي تطبق كلما توفرت شروط تطبيقها .
ولتجاوز هذا التداخل فعادة ما يتم االستناد من قبل القضاء للمعيارين معا حتى يتم تحديد
الطبيعة القانونية لهذه العمال و التصرفات القانونية
من خالل التعريف الذي تم تقديمه سلفا يمكن تحديد أركان القرار اإلداري في خمسة
أركان أساسية:
ركن االختصاص :والذي يتمثل في الصالحية القانونية الممنوحة لسلطة إدارية من اجل
اتخاذ قرار إداري بناء على النصوص القانونية سواء كانت دستورا أو تشريعا أو نصوصا
تنظيمية ؛
ركن الشكل :والذي يحدد عادة في اإلجراءات و المساطر التي يجب أن يصدر القرار
اإلداري وفقها ،أي الشكل الذي يتطلبه القانون ؛
6
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
ركن السبب :وتجسد في المبرر الدافع إلصدار القرار اإلداري ووجوده ،حيث اليعقل
أن يصدر قرار إداري بال سبب يدفع إليه ؛
ركن المحل :وهو مضمون القرار و موضوعه ،ومضمون القرار اإلداري هو األثر
القانوني متى كان ممكنا وجائزا قانونا ؛
ركن الغاية :وهو الذي يتمثل في مبتغى و منتهى القرار اإلداري و الذي يجب أن يكون
دائما هو تحقيق المصلحة العامة ،أي أن الغاية من كل قرار إداري هي تحقيق المصلحة العامة
.
وقد حددت المادة 22من قانون القانون رقم 709.12المحدث بموجبه محاكم إدارية هذه
األركان عندما حددت سلطات القاضي اإلداري أثناء البت في طلبات اإللغاء بسبب تجاوز
السلطة المرفوعة إلى المحاكم اإلدارية في كل قرار إداري صدر من جهة غير مختصة أو
لعيب في شكله أو النحراف في السلطة أو النعدام التعليل أو لمخالفة القانون ،يشكل تجاوزا في
استعمال السلطة ،يحق للمتضرر الطعن فيه أمام الجهة القضائية اإلدارية المختصة.
ال يكفي أن تبين اإلدارة عن أسباب قراراتها وان تتخذها وفق المسطرة التي يحددها
القانون ،بل يجب أن تكون مختصة التخاذ هذه القرارات.
يقتضي ركن االختصاص أن تعبير اإلدارة عن إرادتها المنفردة يجب ان يكون من الجهة
اإلدارية المخول لها ذلك .فبسبب تضخم األجهزة اإلدارية و تنوعها و اتساع أوجه نشاطها و
اختصاصاتها ،فإن المشرع يتدخل من أجل توزيع صالحية التعبير عن إرادة اإلدارة بين
مختلف األجهزة اإلدارية .
7ظهير شريف رقم 1.191.225صادر في 22من ربيع االول 10( 1414شتنبر )1993بتنفيذ القانون رقم 41.90المحديث بموجبه المحاكم
االدارية ،الجريدة الرسمية ،عدد 4227بتاريخ 3نونبر ،1993ص .2168
7
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
واالختصاص عموما هو القدرة القانونية على القيام بتصرف معين ،فبالنسبة للقرارات
اإلدارية يعني قدرة الموظف قانونا على اتخاذ القرارات التي تدخل في نطاق صالحياته.
بينما االختصاص يتصل بعنصر اإلرادة ،أي انه يفترض أن ما صدر عن الجهة اإلدارية
أو الموظف من قرارات إدارية يشوبها عدم المشروعية كونها ليست من اختصاص هذا
الموظف أو تلك الجهة اإلدارية ،وإنما تدخل ضمن اختصاصات موظف آخر أو جهة إدارية
أخرى .وعليه فاالختصاص هو الصالحية القانونية لموظف معين أو جهة إدارية محددة في
اتخاذ قرار إداري ما تعبيرا عن إرادة اإلدارة.
ويعتبر االختصاص من النظام العام ويترتب عن ذلك انه ال يمكن ألية سلطة أن تتنازل
عن اختصاصاتها ،إال إذا كانت النصوص التشريعية أو التنظيمية تسمح بذلك ,وحتى إذا تنازلت
عن البعض منها عن طريق التفويض فال يمكن أن تتنازل عن كل اختصاصاتها وخاصة في
المجال التنظيمي المكلفة به.
8
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
يعني أن تلتزم كل سلطة بموضوع ومضمون االختصاصات المنوطة بها وفق مختلف
النصوص الدستورية والتشريعية والتنظيمية ،وعاد ة ما يحدد الدستور اإلطار العام عند
االختصاص الموضوعي إذ يحدد اختصاص رئيس الدولة وأعضاء الحكومة وكذلك اختصاص
السلطات األخرى التشريعية والقضائية ،وداخل هذه السلطات يحدد الميادين التي تختص بها
كل سلطة .وهكذا مثال في التنظيم اإلداري ،نجد أن الحكومة والوزراء داخل الحكومة مختصين
باختصاصات معينة محددة في الظهير المؤسس والمكون للحكومة .إذ تبين ميادين
االختصاصات الوزارية ثم المراسيم التنظيمية الخاصة بتنظيم تلك الوزارات وهيكلتها وتحديدا
اختصاصات مختلف السلطات اإلدارية داخل تلك الوزارات .إذ تحدد النصوص اختصاصات
الرؤساء حسب المناصب التي يحتلونها وفي نفس الوقت تحدد اختصاصات المرؤوسين.
وكذلك في ميدان االختصاص يتم تحديده بين الوحدات اإلدارية والمركزية والوحدات غير
الممركزة وفي اختصاصات سلطات المراقبة عالقة بالسلطات اإلدارية الالمركزية .
وهكذا يحدد الدستور المغربي لسنة 2299في بابه الخامس اختصاصات الحكومة وكذا
رئيسها سواء االختصاصات ذات الطبيعة التنفيذية من خالل الفصل 12منه أو التنظيمية طبقا
للفصل . 12كما يمنح الفصل 19لرئيس الحكومة سلطة التعيين في الوظائف المدنية في
اإلدارات العمومية ز في الوظائف السامية في المؤسسات و المقاوالت العمومية ،دون إخالل
بأحكام الفصل 01منه .كما منح اإلمكانية لرئيس الحكومة في تفويض هذه السلطة .
فيما نص الفصل 19من الدستور على ان الوزراء مسؤولون عن تنفيذ السياسة الحكومية
كل في القطاع المكلف به ،كما يقومون بأداء المهام المسندة السهم من قبل رئيس الحكومة و
المحددة في المراسيم الخاصة بتحديد تنظيم واختصاصات الوزارات ,وعليهم اطالع مجلس
الحكومة على ذلك .ويمكن للوزراء تفويض جزءا من اختصاصاتهم .
و في الباب التاسع حدد الدستور اهم اختصاصات الجماعات الترابية و رؤسائها ،ونص
الفصل 991منه على انه يقوم رؤساء مجالس الجهات و و رؤساء الجماعات الترابية األخرى
9
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
بتنفيذ مداوالت هذه المجالس و مقرراتها .كما نص الفصل 902على ان الجهات و الجماعات
الترابية األخرى تتوفر على سلطة تنظيمية لممارسة صالحيتها .
وعالقة بتح ديد اختصاصات والة الجهات و عمال األقاليم و العماالت ،نص الفصل
901على أن الوالة و العمال يقومون ب:
العمل ،باسم الحكومة ،على تامين تطبيق القانون وتنفيذ النصوص التنظيمية للحكومة
ومقرراتها؛
تنسق أنشطة المصالح الالممركزة لإلدارة المركزية والسهر على حسن سيرها تحت
سلطة الوزراء المعنيين .
االختصاص المكاني:
يرتبط هذا االختصاص بالمجال الترابي ،وترتبط بالتالي بمختلف الوحدات والتقسيمات
الترابية الموجودة بكل دولة ،وهكذا في نطاق التراب الوطني نجد السلطات المركزية ،الملك،
الحكومة ،المؤسسات العمومية الوطنية ،وفي نطاق عدم التركيز نجد الوحدات اإلدارية غير
الممركزة .وكذالك األمر بالنسبة للوحدات الالمركزية في عالقتها بسلطة المراقبة .إذ يجب
أن تلتزم كل سلطة في ممارسة اختصاصاتها في الحدود المكانية المحددة لها وال يمكن لها أن
تخرج عنها وتتعدى الحدود الترابية المحددة لها ،إال وتعرضت قراراتها لإللغاء لوجود عيب
في أحد أركانها وهو عيب عدم االختصاص المكاني والذي يتحقق عندما يصدر أحد موظفي
السلطة اإلدارية قرارا يتجاوز به الدائرة والنطاق اإلقليمي الذي له أن يمارس فيه اختصاصاته.
وهو مانص عليه مثال ،الفصل 902من الدستور عندما أكد على أن الجهات و الجماعات
10
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
الترابية األخرى في مجاالت اختصاصها ،وداخل دائرتها الترابية تتوفرعلى سلطة تنظيمية
لممارسة صالحيتها .
االختصاص الزماني:
يرتبط االختصاص هنا بالزمن ،وبالتالي ال يمكن لسلطات معينة أن تمارس اختصاصاتها
إال داخل فترات زمنية معينة فأعضاء الحكومة يمارسون اختصاصاتهم الوزارية ابتداء من
تعيينهم من قبل جاللة الملك إلى حين إعفائهم من هذه المهام ،ويرتبط االختصاص الزماني
كذلك بالمراحل التي يجب أن تمارس فيها السلطات اإلدارية مهامها ،فمثال بالنسبة لموظف
أحيل على التقاعد أو في عطلة رسمية أو توقف عن العمل ال يمكن أن يمارس اختصاصاته
اإلدارية .وهو ما ينطبق أيضا بالنسبة للمجالس المنتخبة التي يتحدد اختصاصها الترابي انطالقا
من واليتها االنتدابية و المحددة في ست سنوات اللهم إذا لم تستطع هذه الهيئات االستمرار
لألسباب المحددة في القانون.
إذا كان االختصاص يستند إلى نص أو قاعدة قانونية لتمكين الجهاز اإلداري من تحقيق
أهدافه المبتغاة من خالل مباشرة االختصاص بنفسه ،فإنه قد تقتضي ظروف متغيرة أن يتولى
االختصاص أو جزء منه آخرين لتحقيق أهداف اإلدارة بصورة أوفى أو لضمان حسن سير
العمل االداري بصورة منتظمة ومض طردة ،وذلك من خالل أنظمة قانونية محددة من شانها
تعديل االختصاصات أو إعادة توزيعها بصورة مؤقتة وأهم هذه األنظمة هي التفويض والحلول
واإلنابة.
-9التفويض:
يرتبط التفويض أساسا بوجود أعباء إدارية رائدة مما يتطلب البحث عن طرق تخفيفها
بهدف تيسير العمل اإلداري وضمان استمرارية خدمات المرفق العمومي بانتظام واطراد وذلك
عبر تفويض بعض االختصاصات إلى موظفين آخرين أو سلطات إدارية أخرى .
11
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
ويقصد بالتفويض أن تقوم سلطة إدارية مختصة باختصاصات معينة بنقل بعض هذه
االختصاصات إلى سلطة إدارية أخرى ،وعلى خالف النظام االنجلوساكسوني الذي يعتبر
التفويض نظاما عاديا ،فان النظام الالتيني يعتبره استثنائيا ويجب أن يمارس وفق قواعد معينة
لكي اليتم المساس بركن االختصاص في القرار اإلداري وتكون القرارات المتخذة من قبل
المفوض إليه و كأنها صادرة عن صاحب االختصاص األصلي .ويحدد الفقه شروط أساسية
لممارسة التفويض:
ال يجوز ألية جهة إدارية أن تفوض لغيرها مباشرة اختصاصات لها دون
االسترشاد بنص تشريعي يسمح بذلك ،أي أن التفويض ال يكون إال بنص في
مستوى النص الذي أجاز التفويض.
التفويض ال يكون كليا أو شامال لكافة اختصاصات او يعد ذلك تنازال باطال عن السلطة
وليس تفويضا لها .مما يتنافى مع الحكمة من التفويض ويشل الجهة اإلدارية صاحبة
االختصاص ومصادرة وظيفتها.
ال تفويض في السلطات المفوضة إال إذا سمح بذلك صريح ،إذ ال يجوز للمفوض إليه أن
يقوم بتفويض غيره في االختصاصات التي آلت إليه بطريق التفويض ما لم يسمح بذلك
نص .إذ التفويض يكون في االختصاصات األصيلة للموظف وليس في االختصاصات
المفوض فيها ،ومن ثم على المفوض إليه أن يزاول االختصاص المفوض اليه بنفسه.
ضرورة نشر قرار التفويض.
12
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
يجب أن يتم بنص في إطار االختصاصات المخولة للمفوض ،وقد يكون هذا
النص في صلب الدستور كما هو األمر بالنسبة للفصل 12من دستو 2299الذي ينص على
"يمارس رئيس الحكومة السلطة التنظيمية ،ويمكن أن يفوض بعض سلطه إلى الوزراء ".
أو كما ينص على ذلك الفصل 19الذي يمنح سلطة التعيين في الوظائف المدنية في
اإلدارات العمومية ،وفي الوظائف السامية في المؤسسات و المقاوالت العمومية ،دون إخالل
بأحكام الفصل 01من الدستور و الذي يمكنه تفويضها ؛
لم يبق للمفوض ا لذي فوض سلطة بعض اختصاصاته الحق في التدخل في
اإلختصاص الذي فوضه على عكس تفويض سلطة التوقيع؛
تبعا لذلك يبقى المفوض إليه هو المسؤول؛
يبقى دور المفوض على المفوض إليه محدودا في إطار الدور الذي يمارسه
الرئيس على مرؤوسه؛
يرتبط تفويض سلطة االختصاص بالوظيفة وليس بالشخص إذ يستمر تفويض
سلطة االختصاص ولو بانتفاء وجود احد الطرفين :المفوض أو المفوض إليه ،في حين أن
تفويض التوقيع هو مرتبط باألشخاص وينتهي بإنهاء احد الطرفين لممارسة المهام التي خولت
إليه.
0-2تفويض التوقيع:
إن المفوض ال يفوض االختصاص بل يفوض فقط التوقيع وتبقى سلطة االختصاص من
حق المفوض وبالتالي يوقع المفوض إليه عادة نيابة أو باسم أو بأمر من المفوض ،ولكن من
حيث القوة القانونية تكون القرارات الصادرة عن المفوض إليه مرتبة القرارات الصادرة عن
المفوض ،وعلى عكس تفويض سلطة االختصاص يبقى للمفوض للتوقيع أن يتدخل في كل
وقت وحين بالتوقيع .تبعا لذلك يبقى المفوض هو المسؤول.
13
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
:0الحلول
الحلول هو أن تحل السلطة إدارية محل سلطة إدارية أخرى إذا توفرت شروط معينة
ينص عليها القانون صراحة ،يعني ال يكون الحلول إال بنص ويكون لشخص أو أشخاص يعينهم
القانون .وسلطة الحلول تختلف عن سلطة التفويض ،الن الحلول يواجه فقط حالة وجود ما
يحول بين المفوض وبين مباشرة اختصاصاته ،مما يهدد االختصاصات المنظمة للجهاز
االداري إزاء غياب صاحب االختصاص وعدم مباشرة هذه االختصاصات .والحلول مثله مثل
التفويض يفترض ان يكون هناك فرق نوعي يحدد حاالت الحلول ويحدد أسبابها ،إذ تنص
القوانين التنظيمية للجماعات الترابية على حاالت حلول سلطة المراقبة محل المجالس المنتخبة
أو المنتخبين .
وهكذا تحدد المادة 77من القانون التنظيمي رقم 999.90المتعلق بالجهات الحاالت
التي يتحقق فيها الحلول في :8
8ظهير شريف رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 7( 1436يوليوز )2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات،
الجريدة الرسمية ،عدد 23 ،6380يوليوز ،2015ص .6585
14
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
كما نجد إمكانية حلول مسؤول إداري محل مسؤول إداري آخر مختص في ظروف
استثنائية ومحددة قانونا ،كما هو الوضع بالنسبة لما نصت عليه المادة 71من القانون
التنظيمي المتعلق بالجهات90-999التي أجازت لوالي الجهة الحلول محل الرئيس الذي امتنع
عن القيام بالمهام المسندة إليه ،وذلك بعد إقرار القضاء اإلداري بحالة االمتناع هاته.
يفترض الحلول غياب الموظف األعلى نتيجة وجود مانع يحول بينه وبين
ممارسة اختصاصاته ،أما التفويض فانه يقوم في وجود المفوض واستمراره في مباشرة عمله.
إذا تحقق غياب صاحب االختصاص األصلي حل محله فورا الحال ،وذلك دون
حاجة إلى وجود قرار بذلك ال من صاحب االختصاص وال من غيره ،فالحلول يتم بقوة القانون
بصورة آلية بمجرد تحقيق سببه .أما في التفويض فالبد من صدور قرار التفويض من صاحب
االختصاص األصلي.
الحلول يكون شامال وال يكون جزئيا على خالف التفويض.
:3اإلنابة :l’intérim
تفترض اإلنابة مثلها في ذلك مثل الحلول وجود مانع مؤقت يمنع صاحب االختصاص
األصلي ويحول بينه وبين ممارسة اختصاصاته ،فتتصدى سلطة أخرى غير صاحب
االختصاص األصلي .وهي غالبا السلطة األعلى منه مرتبة وتعين من ينوب عنه .
ويتولى مباشرة اختصاصاته إلى أن يزول المانع وذلك ضمانا لسير المرفق العام بانتظام
واضطراد.
لكن اإلنابة تختلف عن الحلول في أنها ال تتحقق بقوة القانون وبصورة آلية وإنما تحتاج
إلى قرار يصدر بتعيين النائب وذلك من الجهة التي يحددها النص القانوني الذي يجيز اإلنابة،
ال من الجهة التي تقع في قمة الجهاز االداري.
15
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
ويقوم النائب بكافة اختصاصات األصيل أثناء غيابه سواء كانت اختصاصات أصلية أو
مفوضة إليه باإلضافة إلى اختصاصات النائب نفسه ،وتعتبر أعمال النائب المتصلة
باختصاصات جهة االختصاص من حيث قوتها اإللزامية لو كانت صادرة من المختص
األصلي نفسه ويسال عنها النائب مدنيا تجاه اإلدارة وتجاه الغير كما يسال عنها تأديبيا.
وتنتهي اإلنابة بقوة القانون بانتهاء مدتها إذ حددها قرار تعيين النائب أو بزوال الظرف
الذي أدى إليها وعودة صاحب االختصاص الغائب أو بصدور قرار آخر ينهي اإلنابة.
المطلب الثاني :ركن الشكل أوركن التعبير عن اإلرادة وفق الشكل الذي يفرضه القانون
إن القرار االداري ككل عمل قانوني ،هو تعبير وإفصاح عن إرادة اإلدارة بقصد إحداث
أثر قانوني ،ومع ذلك يجب أن يتخذ هذا اإلفصاح شكال خارجيا حتى يترتب عليه أثر قانوني
وطالما انه لم تراع فيه هذه الشكلية فال اثر له.
ويقصد بالشكل القواعد اإلجرائية الشكلية التي أوجب القانون على رجل اإلدارة مراعاتها
قبل صدور القرار اإلداري .وإذا كانت معظم القرارات اإلدارية هي قرارات مكتوبة وفق شكل
ومسطرة معينة ومضبوطة فيمكن للقرار اإلداري أن يتخذ شكال شفويا .وهكذا يمكن أن يكون
شفويا أو كتابيا ،ويمكن أن يكون ضمنيا مفترضا تمضي مدة زمنية معينة على تقديم الطلب أو
التظلم دون أن ترد اإلدارة على صاحب الشأن.
ويمكن أن يكون القرار اإلداري باإلشارة ،كما هو الشأن مثال في إشارات شرطي
المرور الذي يتخذ قرارات توجيه السائقين والراجلين.
وعليه ،فاألصل أن تكون القرارات اإلدارية الصادرة عن اإلدارة مكتوبة لكي يتحقق
الطعن فيها أمام اإلدارات التي أصدرتها أو أمام المحكمة اإلدارية المختصة.
ويمكن تحديد اإلجراءات الخاصة بالتعبير عن إرادة اإلدارة في نطاق القرارات اإلدارية
تبعا للمراحل التي تمر منها .والتي يمكن تحديدها في مرحلتين أساسيتين :
16
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
قد يفرض القانون على اإلدارة إتباع مسطرة معينة في تحضير القرار مثل عرض
مشروع القرار على هيئة تداولية ،كما هو الشأن لما ينص عليه الدستور المغربي في الفصل
12عندما أكد على ضرورة عرض مشاريع المراسيم التنظيمية على المجلس الحكومي ،
وكذلك تعيين الكتاب العامين ومديري اإلدارات المركزية باالدارات العمومية ،ورؤساء
الجامعات والعمداء ،وباقي المسؤولين الواردين في الئحة الوظائف التي يعين فيها بمرسوم
في المجلس الحكومي طبقا للقانون التنظيمي 29.92المعدل والمتمم للقانون التنظيمي رقم
22.92المتعلق بالتعيين في المناصب العليا .9
أو كما تنص عليه القوانين التنظيمية للجماعات الترابية ،كما هو األمر مثال بالنسبة
للجماعات ،حيث تحدد المادة 12من القانون التنظيمي 10999.90المجاالت التي يجب على
مجلس الجماعة التداول فيها ،وكل تعرض من قبل سلطة المراقبة ،على القضايا التي تمت
خارج اختصاص هذه المجالس أو فيها خرق ألحكام القانون التنظيمي والنصوص القانونية
األخرى ،يجب أن يبلغ إلى رئيس المجلس داخل أجل ال يتعدى الثالثة أيام من تاريخ التوصل
بالمقرر ،والذي يجب أن يكون معلال .وعند عدم التعرض عليها في هذه اآلجال تكون هذه
المقررات قابلة للتنفيذ .
كما قد يفرض القانون أيضا شروطا لكي تكتسب القرارات اإلدارية الطابع التنفيذي كما
هو وارد مثال في المادة 991من القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات والتي تنص على أن
مقررات المجلس المتعلقة ب:
9ظهير شريف رقم 1.12.20صادر في 27من شعبان 17( 1433يوليوز )2012بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 02.12المتعلق بالتعيين في
المناصب العليا تطبيقا الحكام الفصلين 49و 52من الدستور ،الجريدة الرسمية ،عدد 19 ،6066يوليوز ،2012ص ،4235والمعدل بمقتضى
القوانين ،12.14الجريدة الرسمية عدد 11 ،6368يوليوز ،2015والقانون رقم 23.16اجريدة الرسمية عدد 11( 6490غشت )2016
والقانون رقم 21.17ج.ر عدد 26 ،6659مارس .2018
10ظهير شريف رقم 1.15.85صادر في 20من رمضان 7( 1436يوليوز )2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 113.14المتعلق بالجهات
الجريدة الرسمية عدد 23 ،6830يوليوز ،2015ص 6660
17
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
كذلك فان الهيئات اإلدارية المقررة مطالبة باتخاذ قراراتها باحترام الشروط القانونية
الخاصة بذلك ،سواء من حيث التركيبة أ والنصاب القانوني وطرق المداولة والتصويت كما
هو األمر بالنسبة لمجالس الجماعات الترابية ،حيث نصت المادة 02من القانون التنظيمي
المتعلق بالجماعات على مداوالت المجلس ال تكون صحيحة إال بحضور أكثر من نصف
أعضائه المزاولين مهامهم عند افتتاح الدورة ،وإذا لم يكتمل النصاب القانوني للمجلس بعد
11ظهير شريف رقم 1.15.008صادر في 4من شعبان 24( 1377فبراير )1958بشان النظام االساسي العام للوظيفة العمومية ،الجريدة
الرسمية عدد 23 ،6830يوليوز ،2015ص 6660
18
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
استدعاء أول ،يوجه استدعاء ثان في ظرف ثالثة أيام على األقل وخمسة أيام على األكثر بعد
اليوم المحدد لالجتماع األول ،ويعد التداول صحيحا بحضور أكثر من نصف عدد األعضاء
المزاو لين مهامهم عند افتتاح الدورة .وإذا لم يكتمل النصاب القانوني المشار إليه أعاله في
االجتماع الثاني ،يجتمع المجلس بالمكان نفسه وفي الساعة نفسها بعد اليوم الثالث الموالي من
أيام العمل ،وتكون مداوالته صحيحة كيف ما كان عدد األعضاء الحاضرين .وكل تخلف
ألعضاء المجلس عن حضور جلسات الدورة أو االنسحاب منها اليؤثر على مشروعية النصاب
وذلك إلى حين انتهائها.
وهكذا يحدد القانون التنظيمي للجماعات النصاب المطلوب لصحة المداوالت و النصاب
المحتسب في عملية التصويت .
19
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
إحداث شركات التنمية المحلية أو تغيير غرضها أو المساهمة في رأسمالها أو الزيادة -
فيه أو خفضه أو تفويته؛
طرق تدبير المرافق العمومية التابعة للجماعة؛ -
الشراكة مع القطاع الخاص؛ -
العقود المتعلقة بممارسة االختصاصات المشتركة مع الدولة والمنقولة من هذه األخيرة -
إلى الجماعة .
تبعا للقاعدة المعروفة ال يعذر أحد بجهله للقانون ،لكن البد من أن يتم اإلعالن عن هذا
القانون .وتطبق هذه القاعدة على القرارات اإلدارية ،إذ ال يمكن تطبيقها إال بعد اإلعالن عنها
وعادة ما تتبع طريقتين أو هما معا :النشر والتبليغ .وفي بعض الحاالت قد يُعتد بالعلم اليقيني
فقط دون النشر والتبليغ.
النشر :هو الوسيلة التي من خاللها يبلغ إلى علم العموم ،وبالتالي ال يمكن أن أ)
يحتج به ضد الغير أن لم ينشر ،ويتم هذا النشر عادة بالنسبة للقوانين التنظيمية في الجريدة
الرسمية .وهناك نصوص تفرض إلزامية هذا النشر كما أن النشر قد يتم في بعض الصحف أو
بالتعليق كما هو األمر بالنسبة لمقرارات و قرارات المجالس الجماعية.
التبليغ :ال يمكن تطبيق قرار إداري معين في حق شخص معين إال بعد تبليغه ب)
هذا القرار وإذا كانت القرارات اإلدارية تعني مجموعة من األشخاص المحددين فيمكن لإلدارة
أن تكتفي بنشرها وتبقى شرعية ،لكن ال يعتد بها تجاه المعنيين باألمر وال يمكن تطبيقها عليهم.
وقد أكد المجلس األعلى في 27يوليوز 197912على انه تكون العبرة بتاريخ النشر بالنسبة
للمقررات التنظيمية المتعلقة بطائفة من الناس مجهولي الهوية وغير محددة أعدادهم .أما
القرارات الفردية والقرارات الجماعية المتعلقة بعدد محدد من األشخاص معروفة أسماؤهم
وعناوينهم أو يمكن التعرف عليها ،فان اجل الطعن فيها ال يبتدئ إال من يوم التبليغ القرار لمن
بهمه تبليغا قانونيا.
12قرار رقم 257في الملف االداري بتاريخ 27يوليوز 1979في الملف االداري رقم 71.900
20
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
ولهذا نالحظ أ ن القضاء يتشدد في حالة التبليغ التي تؤدي لمن يعنيه القرار لهذا مثال ال
يمكن إرسال القرار بالبريد المضمون ليعتبر انه تم تبليغه ،بل يجب أن يتم التأكيد من توصل
المعني باألمر بالقرار.
وبالنسبة للتبليغ عن طريق البريد المضمون ،نشير أن هذا النوع من التبليغ ال يعتبر
صحيحا إال إذا كان مرفقا بشهادة "اإلشعار بالتوصل" موقعا عليه من لدن المرسل إليه وإال
اعتبر التبليغ الغيا.13
العلم اليقيني :يعتبر العلم اليقيني وسيلة من والوسائل التي يتم التأكد من اإلعالن ت)
عن القرار اإلداري ،إذ متى قام الدليل القاطع على على علم المعني بالقرار بأية وسيلة من
وسائل اإلخبار بما يحقق الغاية من اإلعالن ولو لم يقع هذا اإلعالن بالفعل ،فإن العلم يقوم
مقام اإلعالن أو النشر ويترتب عليه أثره من حيث سريان أجل الطعن .وحدد االجتهاد القضائي
ركائز العلم اليقيني في ركيزتين :
-أن يكون يقينيا ال ظنيا وثابتا ال افتراضيا ؛
-أن يكون شامال لجميع عناصر القرار بما يمكن المعني به من تحديد مركزه القانوني
بالنسبة لهذا القرار .
وأكد المجلس األعلى بتاريخ 24نونبر 1978في قضية السالوي ضد وزير السكنى
والتعمير " أن اإلدارة لم تدل بما يفيد تبليغ المعني باألمر بالمقرر المطعون فيه ،او بما يفيد
علمه به علما يقينا وسائر عناصره فان تاريخ تحرير رسالة التظلم هو تاريخ بدء علمه بالمقرر
المطعون فيه.14
13حكم عدد 135بتاريخ 5يوليوز 1975في قضية محمد المطيلي ضد وزير التعليم العالي والثانوي والتقني ،منشور في مجموعة قرارات
المجلس األعلى بالغرفة اإلدارية 1972-1971ص .275-273
14حكم الغرفة االدارية عدد 469بتاريخ 24نونبر 1978
21
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
يتمثل ركن السبب في القرار اإلداري في مجموعة الوقائع التي تسبق القرار وتدفع إلى
إصداره .وعليه يكون السبب هو وجود واقعة ال عالقة لإلدارة بها تفرض اتخاذ القرار ،وفي
جميع الحاالت ال يمكن لإلدارة أن تتخذ أي قرار بدون وجود سبب له.
والسبب إما يؤدي إلى القيام بعمل كاتخاذ القرار بتوقيف أو ترقية موظف ما ،أو منح
رخصة إذا توفرت الشروط الضرورية لذلك.
ومن أمثلة الحالة الواقعية ،حدوث اضطرابات أو مظاهرات تدفع اإلدارة إلى قرار إداري
بقمعها بالقوة .ومن أمثلة الحالة القانونية ،حدوث شغور في منصب وظيفي معين تدفع اإلدارة
إلى إصدار قرارا إداري بتعيين الشخص المستوفي لشروط الوظيفة العمومية.
وغالبا ما يتجه المشرع إلى منح اإلدارة قدرا مهما من السلطة التقديرية في ممارسة
اختصاصاتها ،إال أنه يخضع سلطتها هاته لرقابة القاضي اإلداري.فما دام القرار اإلداري
تصرفا قانونيا ،فإن أي تصرف قانوني ال يقوم إال بسببه .فعلى الرغم من أن قرارات اإلدارة
تتصف بقرينة السالمة ،فان السبب يظل ركنا أساسيا من أركان القرار اإلداري وتخلفه يؤدي
إلى بطالن القرار اإلداري .
إال أنه ال يجب الخلط بين التعليل والسبب في القرار اإلداري ،الن لكل منهما إطاره
الخاص .فالمقصود بالتعليل حسب المادة األولى من القانون رقم 01.03المتعلق بإلزام
اإلدارات العمومية والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية بتعليل قراراتها ":15هو اإلفصاح
كتابة في صلب القرار اإلداري عن األسباب القانونية والواقعية التي كانت وراء اتخاذه".
وبالتالي فالتعليل إجراء شكلي يندرج ضمن شروط المشروعية الخارجية التي ترتبط بالمظهر
الخارجي للقرار اإلداري ،وهو إجراء ال يكون الزما إال إذا نص عليه القانون صراحة .أما
بخصوص السبب فهو من العناصر أو األركان الموضوعية التي تندرج في إطار شروط
المشروعية الداخلية للقرار اإلداري والتي ترتبط بالمحتوى الداخلي للقرار .ويترتب عن غياب
ركن السبب بطالن القرار اإلداري ،في حين أن افتقاد القرار اإلداري لشكلية التعليل ال يترتب
15ظهير شريف رقم 10.02.202صادر في 12جمادى األولى 23( 1423يوليو )2004بتنفيذ القانون رقم 01.03بشان إلزام اإلدارات
العمومية والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية بتعليل قراراتها اإلدارية ،جريدة رسمية عدد 12 ،5029غشت ،2002ص .2282
22
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
عليه إال إذا نص القانون على ذلك صراحة .وال تكون اإلدارة من حيث المبدأ ملزمة شكال
بإظهار األسباب المؤدية إلى اتخاذ قراراتها ،وذلك الن هذه األخيرة موصوفة بقرينة السالمة
ما دام لم يثبت العكس.
وقد يفرض المشرع في بعض الحاالت بصفة صريحة على اإلدارة ضرورة تسبيب قراراتها
ونذكر منها مثال معظم القرارات الصادرة عن سلطات المراقبة عبر عالقتها مع مجالس
الجماعات الترابية كما هو الشأن لما تقرره المادة 997بخصوص النظام الداخلي للمجلس.
إذ على عامل العمالة او اإلقليم مقرر مداولة المجلس القاضي بالموافقة على النظام
الداخلي مع إرفاق نسخة من هذا النظام الداخلي ،وبعد ثمانية ( )1أيام من تاريخ توصل العامل
بالمقرر يدخل النظام الداخلي حيز التنفيذ إذا لم يتعرض عليه عامل العمالة أو اإلقليم (م )92
الذي بمقتضى المادة 997يحق له تقديم تعرضه مع التعليل إلى مجلس الجماعة داخل اجل ال
يتعدى ثالثة ( )9أيام من أيام العمل ابتداء من تاريخ التوصل بالمقرر .ويترتب عن هذا التعرض
إجراء المجلس لمداولة جديد فيما يخص التصويت على مشروع النظام الداخلي وفي حالة عدم
االستجابة لطلب التعرض يمكن لعامل العمالة أو اإلقليم اللجوء إلى القضاء اإلستعجالي لدى
المحكمة اإلدارية لوقف تنفيذ النظام الداخلي إلى حين بث المحكمة في األمر.
وتحدد المادة 2من القانون رقم 01.03الصادر في 23يوليوز 2002القرارات التي يجب
تعليلها مع اإلشارة إلى بعض االستثناءات الواردة في أحكام المادتين 3و.4
-القرارات المرتبطة بممارسة الحريات العامة أو التي تكتسي طابع إجرائي
ضبطي؛
-القرارات اإلدارية القاضية بإنزال عقوبة إدارية أو تأديبية؛
-القرارات اإلدارية التي تقيد تسليم رخصة أو شهادة أو وثيقة إدارية أخرى بشروط
أو تفرض أعباء غير منصوص عليها في القوانين واألنظمة الجاري بها العمل؛
-القرارات اإلدارية القاضية بسحب أو إلغاء قرار منشئ لحقوق؛
-القرارات اإلدارية التي تستند على تقادم أو فوات اجل أو سقوط حق؛
-القرارات اإلدارية التي ترفض منح امتياز يعتبر الحقا لألشخاص الذين تتوافر
فيهم الشروط القانونية.
واستثنت المادة الثالثة من هذا القانون من إلزامية تعليل القرارات اإلدارية التي يقتضي
األمن الداخلي والخارجي عدم تعليلها.
23
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
كما استثنت المادة الرابعة القرارات اإلدارية الفردية التي تتخذها اإلدارة في حالة
الضرورة أو الظروف االستثنائية التي يتعذر تعليلها ال تكون مشوبة بعدم الشرعية بسبب عدم
تعليله ا وقت اتخاذه ،غير انه يحق للمعني باألمر تقديم الطلب إلى الجهة مصدر القرار داخل
اجل 30يوما من تاريخ التبليغ الطالعه على األسباب الداعية إلى اتخاذ القرار السلبي الصادر
لغير فائدته .وعلى اإلدارة أن تجيب عن طلب المعني داخل اجل 15يوما من تاريخ توصلها
بالطلب.
وعليه ،فإن التعليل يرتبط بالشكليات الجوهرية عندما ينص القانون صراحة على
ضرورة تعليل القرارات اإلدارية .و ال يرتبط بركن السبب الذي يكشف عن األسباب و الوقائع
القانونية و المادية التي كانت وراء إصدار القرار اإلداري أصال .
يتمثل محل القرار االداري أو موضوعه في األثر القانوني المترتب عن القرار حاال
ومباشرة ،سواء كان ذلك بإنشاء مركز قانوني معين أو بتعديل أو بإنهاء مركز قانوني قائم.
وهو الذي قد يقضي مثال بتعيين موظف في وظيفة معينة ،أو بالتعديل كصدور قرار
إداري يقضي بترقية موظف في وظيفة معينة ،أو باإللغاء كصدور قرار إداري يقضي بإغالق
أحد المحالت المقلقة للراحة العامة.
وحيث أن محل القرار آو موضوعه يجب أن يكون مشروعا ،فال يمكن لإلدارة أن تتخذ
قرارا مخالفا للقانون سواء للدستور أو للتشريع آو للقرارات التنظيمية أو للمبادئ العامة للقانون
وأحيانا للعرف واالجتهاد القضائي.
ويشترط في محل القرار اإلداري تحت طائلة البطالن لمخالفة القانون أن يكون:
-أن يكون إحداثه وتحقيقه ،أما إذا كان من المستحيل ترتيب األثر القانوني للقرار
اإلداري فانه بالتالي يصبح منعدما وال وجود له من الناحية القانونية.
-أن يكون مشروعا بمعنى أن يكون من الجائز تحقيقه بما ال يتعارض وأحكام القانون
.
وتتجلى صور مخالفة القانون في ما يلي:
24
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
تجاهل القاعدة القانونية صراحة :إذ تتجاهل اإلدارة القانون التي يوجهها في اتخاذ
قرارها كان تحرم مواطنا من حق حقوقه يمنحه له القانون ،أو ما يعرف بالمخالفة االيجابية
لنصوص القانون ،حيث تكون هناك قواعد قانونية معينة تمنع اإلدارة من القيام بعمل معين إال
وفق قيود معينة ،ثم تقدم اإلدارة بإصدار قرارات إدارية مخالفة أو متجاهلة لهذه القواعد أو
القيود .أما المخالفة السلبية للقانون فتتجلى في الحالة التي تمتنع فيها اإلدارة عن اتخاذ قرار
كان من الواجب عليها اتخاذه وفقا لما ينص عليه القانون.
الخطأ في تفسير القاعدة القانونية :أي تفسير النص القانوني تفسيرا يخالف العقد الذي
أراده المشرع .وهذا التفسير الخاطئ قد يد يرجع إلى غموض أو لبس أو عدم وضوح النص
القانوني ،وفي هذه الحالة يكون تفسير اإلدارة الخاطئ غير مقصود ،إذا ما كان متعمدا بان
قامت من اجل التحايل على القانون بتفسير النص تفسيرا خاطئا أبعده عن المعنى الذي قصده
المشرع .فان العيب الذي يلحق القرار اإلداري في هذه الحالة يتصل بعيب إساءة استعمال
السلطة.
الخطأ في تطبيق القانون :يقصد بهذه الحالة أن تقوم اإلدارة بممارسة السلطة
التي منحها القانون بالنسبة لغير الحاالت التي نص عليها القانون أو دون الشروط التي تطلبها.
وإذا كان األصل ان تقف رقابة القاضي اإلداري على قرارات السلطات اإلدارية عند
التحقق من الوجود المادي للوقائع التي اعتمدتها أساسا لقرارها وصحة التكييف القانوني لهذه
الوقائع ،فإنه في بعض القضايا وخاصة تلك المرتبطة بالعقوبات التأديبة ،حيث أنه بسط رقابته
على سلطة اإلدارة في تقدير بعض العقوبات ودرجة جسامة أو خطورة األخطاء التي يرتكبها
الموظف .فالتجأ إلى فكرة " الخط أ الظاهر " إللغاء العقوبة التي تم إنزالها بالموظف إذا ما
اقترنت بخطأ ظاهر في تقدير األفعال المنسوبة إليه والتي تشكل خطأ تأديبيا
يقصد بالغاية الهدف النهائي الذي يستهدف مصدر القرار تحقيقه من إصدار القرار
ويختلف ركن الغاية عن ركن السبب بان السبب هو وجود واقعة ال عالقة لإلدارة بها .يكن بعد
وقوعها تكون اإلدارة ملزمة باتخاذ قرارها لكن الغاية هو هدف تسعى اإلدارة لتحقيقه.
ويستهدف هذا الهدف تحقيق المصلحة العامة .ويمكن تحديد الغاية من القرار اإلداري وفقا
لقاعدتين:
25
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
قاعدة تخصيص األهداف :بمعنى انه في بعض األحيان يحدد المشرع األهداف
المتوخاة من القرارات اإلدارية ،بحيث ال يجوز لمصدر القرار أن يسعى إلى تحقيق أهداف
أخرى غير األهداف المخصصة حتى ولو تذرع رجل اإلدارة بأنه يهدف تحقيق المصلحة
العامة .وهكذا مثال فإن القرارات اإلدارية الصادرة عالقة بالشرطة اإلدارية يجب أن تهدف
إلى حماية و المحافظة على النظام العام بعناصره المقررة قانونا وهي األمن العام والصحة
العامة و السكينة العامة فضال عن حماية البيئة .وإذا أصدرت السلطة اإلدارية المختصة
بالشرطة اإلدارية بغير حماية هذه العناصر يكون القرار معيبا.
قاعدة استهداف المصلحة العامة :وهي تعتبر قاعدة سلوك عامة يجب على
رجل اإلدارة االلتزام بها دون نص وهي تعتبر أساس القانون القرار اإلداري والغاية األساسية
من نشاط السلطة اإلدارية .ويمكن تحديد صور عيب الغاية عندما تتم مجانبة المصلحة العامة
إذ تقوم اإلدارة بتحقيق هدف ال يمت لتلك المصلحة بصلة كاستعمال السلطة لتحقيق منفعة
شخصية أو استخدام السلطة بقصد اإلضرار بالغير وغيرها .وفي حالة مخالفة اإلدارة إلحدى
هاتين القاعدتين عند إصدارها للقرارات اإلدارية فان قراراتها تكون مشوبة بعيب إساءة
استعمال السلطة.
16
المبحث الرابع :أنواع القرارات اإلدارية
القسم األول :يميز بين القرارات المكتوبة والقرارات الشفوية ،وان كانت القرارات
اإلدارية اغلبها كتابية.
القسم الثاني :يميز بين القرارات القابلة للطعن القضائي والقرارات الغير قابلة للطعن
القضائي ،فبالنسبة للنوع األول غالبا ما يتم تحديدها في القرارات المرتبطة بمبدأ
الشرعية أي القرارات التي تتخذها اإلدارة في نطاق سلطتها التقديرية .والثانية تتمثل
16عبد القادر باينة :الوسائل القانونية للنشاط اإلداري ،مرجع سابق ،ص .70
مصطفى قلوش :اإلطار القانوني والفقهي للقوانين التنظيمية ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتننمية عدد .6106، 65-62 -
26
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
في القرارات المعروفة بأعمال السيادة للحكومة ونضيف إليها في المغرب القرارات
الملكية ك الصادرة في المجال اإلداري.
القسم الثالث :وهو الذي يميز بين القرارات الفردية والقرارات التنظيمية.
ونظرا ألهمية التقسيم األخير سنعتمده لتقديم أنواع القرارات اإلدارية بالمغرب
يمكن تعريف القرارات اإلدارية الفردية بأنها القرارات التي تخص شخصا واحدا معينا
بعينه أو مجموعة من األشخاص معينة وهو الذي يستهلك مرة واحدة بمجرد صدوره .وتمثل
هذه القرارات مختلف الوزارات التي تتخذها اإلدارة لصالح أو ضد مختلف األشخاص
المتعاملين معها في مختلف أشكال النشاط االداري التي تقوم بها في مجال تسيير المرافق
العامة ،وفي مجال الشرطة اإلدارية وكذلك في مجال التوجيه ،ونجد البعض منها أيضا في
مجال العقود اإلدارية.
والقرار اإلداري الفردي ال يعني فقط القرار الذي يطبق على فرد معين بذاته ،إذ يمكن
أن يوجه ويطبق على شخص معنوي ،كالقرار الذي يقضي بحل جمعية أو يشمل مجموعة من
األشخاص ،ولكن تكون هذه المجموعة محددة وينفذ عليها القرار مرة واحدة كما القرار القاضي
باجتياز الدورة االستدراكية لالمتحان بالنسبة للطلبة الذين لم يحصلوا على المعدل الكافي في
الدورة األولى.
وعليه ،فإن القرارات الفردية عادة ما تستهلك بمجرد تنفيذها ،وتكون اإلدارة مطالبة
باتخاذ قرار جديد يهم شخصا آخر .وهذه القرارات اإلدارية الفردية قد تكون صريحة أو ضمنية
كما هو الشأن بالنسبة لحالة سكوت اإلدارة وصمتها وعدم جوابها خالل مدة زمنية معينة
وبالتالي فهو قرار بالرفض أحيانا وقد يجعل القانون صمتها بعد فوات األجل بمثابة موافقة .
كما أن القرارات الفردية قد تكون إيجابية كإقرار امتياز ،وقد تكون سلبية كإقرار عقوبة
أو فرض التزام .
27
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
ومن حيث تراتبيتها في الهرم القانوني تأتي القرارات الفردية في مرتبة أدنى من
القرارات التنظيمية ،إذ ال يمكن لقرار إداري فردي أن يخالف قرارا تنظيميا.
يُعرف هذا النوع من القرارات بكونها مجموعة القرارات العامة والمجردة والملزمة
الصادرة عن السلطة اإلدارية المختصة باتخاذ قرارات تنظيمية .فهي من حيث المضمون
تقترب من القانون من حيث العمومية و التجريد ،إال أنهما يختلفان من حيث المصدر ،فالقانون
يصدر عن السلطة التشريعية في حين أن القرارات اإلدارية التنظيمية تصدر عن السلطة
التنظيمية .
وعند دراسة التنظيم اإلداري في السداسي الثاني ،تم عرض مختلف مكونات التنظيم
اإلداري سواء على المستوى المركزي في شكله المتمركز و الالمتمركز ،وكذا التنظيم الترابي
الالمركزي من خالل الجماعات الترابية .والحظنا كيف أن هذه المكونات هي التي تجسد
السلطات اإلدارية وقراراتها تعتبر قرارات إدارية ،باستثناء القرارات الصادرة عن الملك و
التي لم يكيفها القضاء اإلداري المغربي على أنها قرارات إدارية سواء قبل إحداث المحاكم
اإلدارية او بعد إحداثها .
وتندرج القرارات اإلدارية التنظيمية في المجال التنظيمي الذي يتم تحديد مجاله انطالقا
من الوثيقة الدستورية .لقد حدد الفصل 79المجاالت المسندة إلى مجال القانون ،فضال عن
مجاالت أخرى أسندها بمقتضى فصول أخرى من الدستور .في حين ينص الفصل 72على ما
يلي ":يختص المجال التنظيمي بالمواد التي ال يشملها اختصاص القانون "
ومن حيث التدرج الهرمي تأتي القرارات التنظيمية في درجة أدنى من القانون ولكنها
أعلى مرتبة من القرارات اإلدارية الفردية.
والقرارات اإلدارية التنظيمية في متعددة تختلف تبعا للمجال التي تصدر فيه و تبعا
للسلطات التي تعنيها هذه القرارات.
28
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
ويمارس رئيس الحكمة اختصاصه عن طريق المراسيم ،فمنها ما يتخذ طبيعة إدارية ،
وخاصة تلك التي يتخذها في المجال التنظيمي و فق ما هو محدد في الفصل 72من الدستور
و الذي ين ص على " يختص المجال التنظيمي بالمواد التي ال يشملها اختصاص القانون،
وأخرى ال تتخذ طبيعة تنظيمية و هي التي تتخذ في عالقة مع السلطة التشريعية ",ودرج الفقه
الدستوري و اإلداري في المغرب إلى تحديد أنواعها في أربعة أنواع:
ويطلق على هذا النوع بالمراسيم التشريعية وذلك لكونها مزيج من المراسيم والتشريع
من حيث المضمون ومن حيث المسطرة المتبعة في إعدادها .وبالتالي ال يمكن للمراسيم
التنظيمية العادية مخالفتها.
تسمى بالمراسيم التشريعية التفويضية ألن البرلمان المختص بممارسة السلطة التشريعية
يفوض هذا االختصاص في بعض الحاالت وبشروط وبآجال معينة ،ويحدد الفصل 70من
الدستور طبيعتها والشروط التي يجب أن تتم فيها والشروط التي يجب أن يتم اعتمادها ،لتتحول
طبيعتها من مراسيم قوانين لتصبح قوانين عادية ":للقانون أن يأذن للحكومة أن تتخذ في
ظرف من الزمن محدود ،ولغاية معينة ،بمقتضى مراسيم تدابير يختص القانون عادة باتخاذها
29
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
،ويجري العمل بهذه المراسيم بمجرد نشرها .غير أنه يجب عرضها على البرلمان بقصد
المصادقة ،عند انتهاء األجل الذي حدده قانون اإلذن بإصدارها .ويبطل قانون اإلذن إذا ما
وقع حل مجلسي البرلمان أو أحدهما .
فهذا النوع من المراسيم ،يمكن أن يصدر خالل دورات البرلمان إذ يكتفي هذا األخير
بتحديد التوجيهات العامة ،ويترك للسلطة التنفيذية اتخاذ التدابير الكفيلة بذلك ،ليست فقط ذات
الطابع التنظيمي لكن أيضا ذات الطابع التشريعي .فمراسيم القوانين ،وان كانت تحتل من حيث
المضمون مرتبة القانون فهي تمثل نوعا من المراسيم التنظيمية الصادرة في ظروف غير
عادية أو إستعجالية أو لموضوع ولزمن معين .باإلضافة إلى ذلك فالبد أن تكون السلطة
التشريعية وراء وجودها بصفة بعدية عن طريق المصادقة عليها بعد صدورها ،والمصادقة
البرلمانية هي التي تخرجها من فئة القرارات التنظيمية لتدخل في المجال التشريعي وتصبح
بذلك في مرتبة القانون.
ونتفق مع أستاذنا عبد القادر باينة حول التكييف القانوني لهذه المراسيم قبل عرضها على
البرلمان من أجل المصادقة عليها ولكي تتخذ صفة القانون ،17فقبل المصادقة عليها من قبل
البرلمان تخضع للنظام القانوني الذي تخضع له القرارات اإلدارية من حيث التدرج و من حيث
قابليتها لإللغاء عن طرق دعوى اإللغاء بسبب التجاوز في استعمال السلطة ،وإحالتها على
البرلمان أجل المصادقة هي التي تخرجها من فئة القرارا ت التنظيمية لتدخل المجال التشريعي.
وهي المراسيم التي تتخذ من قبل رئيس الحكومة عند عدم التصويت على قانون المالية
في نهاية السنة المالية ،طبقا للفصل 71من الدستور أو لم يصدر األمر بتنفيذه ،بسبب إحالته
إلى المحكمة الدستورية تطبيقا للفصل 992من الدستور ،فإن الحكومة تفتح بمرسوم
االعتمادات الالزمة لسير المرافق العمومية ،والقيام بالمهام المنوطة بها ،على أساس ما
هو مقترح في الميزانية المعروضة للموافقة .وال تتخذ هذه المراسيم الطابع اإلداري .
17عبد القادر باينة :الوسائل القانونية للنشاط اإلداري ،منشورات زظاوية،2222 ،ص77
30
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
د -مراسيم اختتام الدورات العادية و اإلعالن عن الدورات االستثنائية طبقا للفصلين
56و 55من الدستور.
المراسيم المشار إليها في الفصل 65من الدستور والمتعلقة بختم الدورات
العادية بمرسوم إذا استمرت جلسات البرلمان أربعة أشهر على األقل؛
المراسيم الخاصة بدعوة البرلمان لالنعقاد في دورة استثنائية وختم هذه الدورة
(الفصل )66من الدستور؛
فهذه المراسيم تدخل في إطار أعمال السيادة أو الحكومة ،ألنها تدخل ضمن القرارات
التي تتخذها السلطة التنفيذية في عال قتها مع البرلمان .وتخرج بذلك عن القرارات اإلدارية
التي يمكن الطعن فيها باإللغاء أمام القضاء اإلداري.
-0المراسيم التنظيمية:
هي نوع من أنواع القرارات اإلدارية الصادرة عن رئيس الحكومة وتخضع لمسطرة
معينة محددة في الدستور وتعتبر من اختصاص رئيس الحكومة.
لقد أوكل الفصل 12من الدستور ممارسة السلطة التنظيمية لرئيس الحكومة والتي يمكنه
تفويض بعض سلطه المرتبطة بها إلى الوزراء ،.وبما أن كثيرا من المراسيم تنفذ من قبل
الوزراء حسب المهام المسندة إليها فإنها توقع بالعطف من قبل الوزراء المكلفين بتنفيذها.
وباإلضافة إلى توقيع الوزراء عليها بالعطف فالبد أن تحال على المجلس الحكومي وقبل
تنفيذها طبقا للفصل 92من الدستور.
وتشمل المراسيم الصادرة عن رئيس الحكومة ،إذا ما استثنينا األنواع األخرى والتي
ترتبط أساسا بالعالقة مع البرلمان ،نوعين من المراسيم :
المراسيم التنظيمية المستقلة :وهي التي تصدر عن رئيس الحكومة دون أن تكون
مستندة على تشريع سابق ينص عليها ،وهي تكون لها نفس خصائص القانون إال أنها
31
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
تكون صادرة عن السلطة التنفيذية وهي التي تم التنصيص عليها في الفصل 72من
الدستور.وتعتبر قرارات إدارية يمكن الطعن فيها أمام القضاء اإلداري ألنها صادرة
عن رئيس الحكومة باعتباره سلطة تنظيمية مختصة بإصدار نصوص قانونية و اتخاذ
تدابير عامة و مجردة تتوخى الحفاظ على النظام العام .
المراسيم التنظيمية التطبيقية أو التنفيذية :وهي التي تدخل في االختصاص التي
تمارسه الحكومة والمتعلق بتنفيذ القانون ،وترمي إلى تبيان الجزئيات والتفصيالت
الالزمة ألحكامه لتفصل ماجاء عاما في النص وتوضح ورد فيه غامضا أو يحتاج
إلى تدابير تقنية يعود فيها االختصاص للحكومة .وهي المنصوص عليها في الفصل
89من الدستور الذي يؤكد على التالي ... ":تعمل الحكومة تحت سلطة رئيسها على
تنفيذ البرنامج الحكومي وعلى تنفيذ القوانين."....
وكمثال على هذه المراسيم التطبيقية ما نصت عليه القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات
الترابية ،كما هو الشأن بالنسبة إلى القانون التنظيمي للجهة الذي نص على مجموعة من
المراسيم التطبيقية كما هو األمر بالنسبة لما يلي . :
-المرسوم المتعلق بتنفيذ إجراءات تسليم السلط بين الرئيس المنتهية مدة انتدابه أو نائبه
حسب الترتيب عند وفاة الرئيس (المادة )01؛
-المرسوم المتعلق بتحديد شروط منح التعويضات ومقاديرها (المادة )12؛
-مرسوم كيفيات تنظيم دورات التكوين المستمر ومدتها وشروط االستفادة منها و مساهمة
الجماعة في تغطية مصاريفها ( ،المادة )19؛
-المرسوم المتعلق بكيفيات تطبيق األحكام المتعلقة بالوضع رهن اإلشارة ( ،المادة .)17
32
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
إذا كانت المراسيم التنظيمية المستقلة ال يمكن أن تصدر إال عن رئيس الحكومة فالقرارات
التنظيمية التنفيذية يمكن أن تتخذ في شكل قرارات تنظيمية ويمكن أن تصدر عن رئيس
الحكومة نفسه أو عن الوزراء وأحيانا عن السلطات المحلية (المصالح الخارجية للوزارات
وخاصة ممثلي وزارة الداخلية )،والسلطات المحلية المنتخبة( رؤساء الجماعات الترابية
الثالث) بعد أن خولهم الفصل 902من الدستور ،حيث نص على " ...تتوفر الجهات و
الجماعات الترابية األخرى ،في مجاالت اختصاصاتها ،وداخل دائرتها الترابية ،على سلطة
تنظيمية لممارسة صالحياتها ".
وال يمكن للوزير أن يتخذ قرارات تنظيمية إال إذا كان هناك نص صريح يخول له ذلك
من القانون أو المرسوم التنظيمي.
وإذا كان الوزراء إضافة إلى اختصاصهم في إصدار بعض القرارات اإلدارية التنظيمية
في نطاق وزاراتهم ،فهم مختصون أيضا بالتوقيع بالعطف على المقررات الصادرة عن رئيس
الحكومة ألنهم مكلفون بتنفيذها .والتوقيع بالعطف يؤكد أن المعني على علم بمضمون المرسوم
التنظيمي وانه ضمنيا موافق عليه ويتحمل المسؤولية فيما قد يترتب عنه في إطار التضامن
الحكومي .وتنص المادة 1من القانون التنظيمي رقم 1821.99المتعلق بتنظيم وتسيير أشغال
الحكومة و الوضع القانوني ألعضائها على ان أعضاء الحكومة " ...مسؤولون طبقا ألحكام
الفصل 19من الدستور عن تنفيذ السياسة الحكومية في القطاعات المكلفين بها في إطار
التضامن الحكومي ،ويقومون باطالع مجلس الحكومة على أداء المهام المسندة إليهم من قبل
رئيس الحكومة ".
وتحدد المادة 92من نفس القانون التنظيمي" تلقي الوزراء المنتدبون لدى رئيس الحكومة
أو الوزراء،حسب الحالة ،تفويضا في االختصاص أو اإلمضاء .و يمتد التفويض في
االختصاص المنصوص عليه أعاله ،على التوقيع بالعطف على المقررات التنظيمية الصادرة
18ظهير شريف رقم 1.15.33صادر في 28من جمادى االولى 19( 1436مارس )2015بتنفيذ القانون التنظيمي رقم 065.13المتعلق
بتنظيم سير أشغال الحكومة والوضع القانوني ألعضائها ،الجريدة الرسمية ،عدد 6348بتاريخ 12ابريل ،2015ص .3515
33
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
عن رئيس الحكومة .غير أنه يجب أن تحال قرارا التفويض الصادرة عن الوزراء على رئيس
الحكومة قصد التأشير عليها قبل دخولها حيز التنفيذ.
وكذلك األمر بالنسبة لكتاب الدولة حيث يمكنهم تلقي التفويض إما من رئيس الحكومة أو
من قبل الوزراء التابعين لهم .وهذا التفويض قد يكون عاما و مستمرا لإلمضاء أو التأشير على
جميع المقررات المتعلقة بالمصالح الموضوعة تحت سلطتهم ،وإما تفويضا في االختصاص
بالنسبة لبعض المصالح الخاضعة لسلطتهم .
غير أن هذا التفويض في االختصاص أو اإلمضاء ال يمكن أن يمتد إلى التوقيع بالعطف
على المقررات ت التنظيمية الصادرة عن رئيس الحكومة (المادة .)99
وتجدر اإلشارة إلى أن القرارات اإلدارية الصادرة عن الوزراء يمكن ان تكون تنظيمية
تتعلق بتدبير مصالح الوزارة ،وقد تكون ذات طبيعة فردية كالقرارات المتعلقة بالموظفين
العموميين.
34
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
إن الغاية من وجود القرارات اإلدارية هي أن تنتج آثارها ،وال يتحقق ذلك إال من خالل
تنفيذها ويمكن مالحظة ذلك من خالل اتصاف القرارات اإلدارية بقرينة السالمة ،خاصة وان
اإلدارة مدعوة دائما وباستمرار بالعمل على تحقيق الصالح العام.
وانسجاما مع مبدأ قرينة السالمة تحاط القرارات اإلدارية بمبدأ الشرعية الذي يفرض
على اإلدارة أن تحترم جميع مصادر الشرعية في اتخاذ قراراتها وتنفيذها كذلك ،ويبقى تنفيذ
القرارات اإلدارية أيضا امتيازا من امتيازات اإلدارة.
وانطالقا من ذلك ،فعادة ما يفرض القانون عقوبات على من يخالف القرارات الصادرة
عن اإلدارة وال يمكن أيضا إيقاف هذا التنفيذ بمجرد إقامة دعوى اإللغاء ،إذ أن إقامة هذه
الدعوى ال تعتبر موقفة لتنفيذ القرار اإلداري إال بصفة استثنائية ،وعادة هناك ثالثة شروط
حتى يمكن قبول توقيف تنفيذ القرارات اإلدارية وهي:
يجب أن يتقدم به رافع الدعوى بصفة صريحة في نفس الوقت الذي يقدم فيه
الطعن من اج0ل إلغاء القرار اإلداري موضوع إيقاف التنفيذ ،وعليه فإن طلب إيقاف التنفيذ
يخ ضع لنفس شروط رفع دعوى اإللغاء من حيث شروط التقاضي والمنصوص عليها في
35
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
قانون المسطرة المدنية والمتمثلة في األهلية و الصفة و المصلحة .وتجد ر اإلشارة إلى انه ال
يجوز للمحكمة أن تحكم بإيقاف التنفيذ من تلقاء نفسها من غير أن يطلب منها ذلك صراحة.
فضال عن إلزامية تقديم الطلب بواسطة محامي ؛
يجب أن يبين رافع الدعوى من خالل الطعن أن هناك أسبابا حقيقية تستوجب
إيقاف التنفيذ،؛
يجب أن يكون القرار المتوقع صدوره بتنفيذ القرار اإلداري خطير وفي نفس
الوقت يصعب إصالحه ،إذ ينصرف النظر إلى تقدير نتائج القرار اإلداري على مستوى الواقع
من قبيل تعذر تدارك النتائج السلبية المترتبة عن التنفيذ ،وال يمكن إرجاع الحالة بسهولة إلى
ما كانت عليه ،أو يتعذر إصالحها بالتعويض المادي ..
وإذا ما صدر حكم بإيقاف التنفيذ القرار اإلداري المطعون فيه ،فإنه يحوز قوة الشيئ
المقضي به ويجوز الطعن فيه أمام المحكمة األعلى درجة .وتلتزم اإلدارة بأن تكف عن تنفيذ
القرار اإلداري فورا .وإذا ما استمرت في تنفيذه بالرغم من صدور الحكم كان ذلك غصبا و
امتناعا عن تنفيذ حكم قضائي .
ويحتاج تنفيذ القرار اإلداري إلى اتخاذ إجراءات معينة ،وعادة ما تكون هذه اإلجراءات
ذات طبيعة قانونية كما هو األمر عندما يتم إصدار قرارات تفرض اتخاذ إجراءات يلزم
المواطنون بها .ويمكن أن يؤدي عدم التزامهم باألوامر الصادرة من خاللها إلى إصدار
عقوبات ضدهم ،وقد تكون هذه اإلجراءات تتعلق بالمنع أو الترخيص.
إضافة إلى اإلجراءات القانونية ،هناك أيضا اإلجراءات المادية وهنا تحتاج اإلدارة إلى
استعمال إجراءات مادية وأحيانا استعمال القوة لتنفيذ قراراتها والمتمثلة في استعمال القوة أو
التنفيذ الجبري للقرار اإلداري والذي يجب أن تكون مبنية على أسس قانونية وإال ستكون غير
شرعية تسأل عنها اإلدارة وعن األضرار المترتبة عنها .وهذا األمر أي اتخاذ اإلجراءات
المادية في تنفيذ القرارات اإلدارية ال تتم إال بتوفير بعض الشروط وفي بعض الحاالت المحددة
(كما هو األمر بالنسبة لقانون التعمير و قانون التجمعات العمومية).
36
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
وامتياز اإلدارة في اتخاذ قراراتها ليس امتيازا مطلقا بل يعرض بعض الحدود التي يجب
مراعاتها ،كاحترام بعض المبادئ العامة للقانون في التنفيذ ،منها ضرورة احترام الحقوق
المكتسبة وعدم رجعية القرارات اإلدارية.
وفي تنفيذ قراراتها تخضع اإلدارة لمجموعة من أشكال الرقابة ،منها الرقابة اإلدارية
والرقابة القضائية.
بعد استنفذ الشروط والمساطر المحددة في أركان القرار اإلداري و ،وبعد اكتسابه القوة
التنفيذية ينتهي القرار اإلداري .وتنتهي القرارات اإلدارية عبر الوسائل التالية:
الطرق العادية :وهي عندما يتم تنفيذها بصفة عادية وتحقق األهداف المتوخاة )9
منها؛
أن يتم إلغاؤها عن طريق اإلدارة نفسها المصدرة للقرار اإلداري ،من خالل )2
التظلم اإلداري ،أو عبر التظلم القضائي وذلك لعدم شرعيتها عن طريق دعوى اإللغاء ؛
سحب القرار اإلداري بمبادرة من اإلدارة. )9
ويقصد بسلطة سحب القرارات اإلدارية هي أن يجعل حد من قبل اإلدارة لهذا القرار
اإلداري .ويؤدي السحب إلى إعدام القرار اإلداري سواء بالنسبة للمستقبل أو بالنسبة للماضي
على أساس الحفاظ على الحقوق المكتسبة بالنسبة للماضي.
فالقرار المسحوب يلغي الوجود المادي و القانوني للقرار المسحوب ،أي إنهاء كل آثاره
سواء بالنسبة للماضي أو المستقبل ومن ثم يعيد األوضاع إلى ما كانت عليه قبل صدور القرار
اإلداري.
-إلى محو القرار اإلداري من قبل اإلدارة سواء كانت السلطة اإلدارية المصدرة للقرار
أو السلطة اإلدارية الرئاسية األعلى ؛
37
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
-إلغاء اآلثار المترتبة على القرار فيما يتعلق بالماضي ،وكذلك التي يمكن أن تترتب في
المستقبل ؛
-إعادة األوضاع إلى ما كانت عليه قبل صدور قرار المسحوب .
وعادة ما يميز الفقه و القضاء اإلداريين في سحب القرار اإلداري بين القرارات اإلدارية
الشرعية والقرارات اإلدارية غير الشرعية من حيث توقيت السحب .فسحب القرار اإلداري
غير الشرعي جائز دائما الن سحبه يؤدي إلى الحفاظ على الشرعية وال يمكن إثارة مبدأ الحقوق
المكتسبة ولكن مع ذلك يجب احترام المدة التي يجب أن يتم فيها السحب وقد حدد القضاء
اإلداري هذه القواعد في:
أن يكون القرار اإلداري الذي تولدت عنه حقوق موضوع السحب غير شرعي أي ان
يكون محل القرار اإلداري غير مشروع ؛
أن يتم السحب في المدة المحددة ،أي أن يتم هذا السحب خالل ستة أشهر كحد أقصى
من تاريخ نشر القرار أو تبليغه إلى المعني باألمر.
وهذه المدة أي 180يوما فاصلة بين النشر والتبليغ وبين آخر أجل لتقديم الطعن القضائي
وربط هذه المدة المتعلقة بسريان ميعاد السحب ببدء سريان مدة الطعن أمام القضاء يهدف
منها الحفظ على استقرار المعامالت ،ومراعاة المعادلة بين مركز اإلدارة و مركز األفراد إزاء
القرار اإلداري .
غير انه ال ترد قيود على سلطة اإلدارة في سحب القرارات اإلدارية غير الشرعية في
حالة :
القرار المعدوم ؛
38
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
أما القرارات اإلدارية الفردية التي لم تترتب عنها أية حقوق كالقرارات التأديبية .فيرى
أغلبية الفقه إمكانية سحبها في أي وقت دون اعتبار لشرعيتها أو عدم شرعيتها ،اللهم إذا سبق
ونتج عن القرار موضوع السحب حق للغير ،فال يمكن سحبه إال خالل المدة المذكورة.
أما القرارات اإلدارية الشرعية ال يمكن سحبها تأسيسا على مبدأ عدم رجعية القرارات
اإلدارية (مع استثناءات تهم القرارات التأديبية).
39
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
حظيت مسألة تحديد نشاط اإلدارة العامة باهتمام كبير من قبل رجال الدولة والمفكرين
منذ نشأة الدولة وحتى وقتنا الحاضر ،بل ازداد اهتمام الفقه بتحديد النشاط اإلداري مع التطور
االقتصادي واالجتماعي والسياسي وازدياد تدخل الدولة في مختلف هذه المجاالت ،وهو ما
استوجب بالضرورة وضع الوسائل المناسبة لحسن إدارة الدولة في هذه المجاالت المتصاعدة
والمتشعبة؛ يتعلق األمر هنا عالوة على الوسائل المادية والبشرية بالوسائل القانونية.
ولكي تقوم اإلدارة بمزاولة نشاطها المتعلق باألعمال القانونية والذي تباشره باعتبارها
سلطة عامة ،فإنها تستخدم أحد أسلوبين:
األول :يصدر من جانب واحد وهو جانب اإلدارة ويسمى القرار اإلداري.
هكذا تنقسم هذه األعمال القانونية إلى نوعين :األعمال القانونية التي تقوم بها اإلدارة من
جانب واحد وبإرادتها المنفردة ،وتشمل القرارات اإلدارية ثم األعمال القانونية الصادرة من
جانبين ،وتتم بناء على اتفاق بين اإلدارة وغيرها من الهيئات أو األفراد ،نكون بصدد عقود
اإلدارة.
هذه األخيرة ال تخضع لنظام قانوني واحد ،فقد تكون عقودا مدنية أو عقودا إدارية؛ في
النوع األول تخضع عقود اإلدارة للقانون الخاص وتماثل العقود التي يبرمها األفراد في نطاق
القانون الخاص ،حيث تبرم اإلدارة مع األفراد عقودا ً تخضع ألحكام القانون الخاص وتكون
فيه طرفا ً عاديا ً ال يتمتع بسلطة أو امتياز .وفي النوع الثاني تخضع العقود اإلدارية للقانون
العام وتبرمها اإلدارة باعتبارها سلطة عامة تستهدف تنظيم مرفق عام أو تشغيله ،وتحاط
بمجموعة من القواعد المنظمة لتكـوينها وإبرامها وتنفيذ أحكامها ،واآلثار المترتبة عليها..
40
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
صحيح أن العقد اإلداري ناتج عن توافق إرادتين على إنشاء االلتزام ،شأنه في ذلك شأن
العقد المدني ،وبذلك فأركان العقد اإلداري هي تقريبا نفس أركان العقد المدني ،تقوم على
التراضـي بين الطرفين وعلى توافر السبب والمحل ،إال أن العقد اإلداري يختلف اختالفا ً
جوهريا ً وخاصة فيما يتعلق بالمبادئ العامة والقواعد التي تحكم كال من العقدين .فإذا كان يجب
أن يتوافر السبب في العقود اإلدارية مثلما هو الحال بالنسبة لعقود القانون الخاص إال أن الباعث
في العقود اإلدارية هو تحقيق المصلحة العامة .كما أن محل العقد اإلداري ،الذي يتمثل في
الحقوق وااللتزامات التي ينشئها العقد على طرفيه كما هو الحال في عقود القانون الخاص،
يتميز بمرونة خاصة توفرها االمتيازات الممنوحة لجهة اإلدارة والتي تخولها تعديل التزامات
المتعاقدين في بعض األحيان تحقيقا ً للمصلحة العامة .ناهيك أن العقود اإلدارية تتميز بكون
اإلدارة العامة تكون دائمأ ً طرفا ً في كل عقد إداري ،وهي في إبرامها للعقد اإلداري تعمل
بوصفها سلطة عامة تتمتع بحقوق وامتيازات ال يتمتع األفراد بمثلها...
وألن موضوع العقد اإلداري والغرض منه هو تحقيق النفع العام على عكس التعاقد في
ظل القانون المدني ،فإن القانون اإلداري ال يساوي بين السلطة اإلدارية والمتعاقد معها في
الحقوق والواجبات ،وإنما يمنح السلطة اإلدارية حقوقا ً وامتيازات ال يتمتع بها المتعاقد معها
على أساس أنها في تعاقدها مع األفراد إنما تعمل للنفع العام ،وأن المصلحة العامة مفضلة على
المصالح الخاصة .وفي المقابل ،فإن المتعاقد في العقود اإلدارية يُمنح حقوقا ً ال مقابل لها في
القانون المدني ،ألنه يعاون اإلدارة في تنفيذ المرفق العام أو المشروع العام.
تأسيسا ً على ما سبق ،اتجه االجتهاد القضائي في غياب تعريف تشريع مانع للعقد اإلداري
إلى البحث عن تحديد معايير التمييز بين العقود اإلدارية و غير ها من العقود األخرى .خاصة
وان اإلدارة أحيانا قد تقوم بإبرام عقودا غير أنها ال تخضعها للقانون العام وهذا تم تحديد
المعايير القضائية لتعريف العقد اإلداري في ثالثة عناصر أساسية .
41
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
أن تأخذ اإلدارة فيه بأساليب القانون العام ،ويتحقق ذلك باحتواء العقد على شروط
استثنائية غير مألوفة في معامالت األفراد مثل حق اإلدارة في الرقابة والتوجيه ،حق توقيع
الجزاءات على المتعاقد ،حق تعديل العقد بإرادتها المنفردة ،وحق إنهاءه بغض النظر عن
موقف الطرف الثاني...الخ.غير انه يجب مراعاة التفويض في القيام بمهام المرفق العام المخول
من قبل بعض أشخاص القانون العام لبعض أشخاص القانون الخاص مما يضفي عليه على
العقد الطابع اإلداري على الرغم من أن القائم به هو من أشخاص القانون العام ,وهو ما قررته
الغرفة اإلدارية في قرارها رقم 029بتاريخ 9111/92/92في قضية الشركة الوطنية لتجهيز
خليج طنجة ضد شركة البناء و األشغال مديطرال حيث قضت " :العقود التي تبرمها الشركات
المكلفة بتسيير المرفق العمومي و التي تتضمن شروطا و جزاءات غير مألوفة في عقود
القانون الخاص و التي تكشف عن عدم التكافؤ في االلتزامات تعتبر عقودا إدارية تختص
بالنظر فيها المحاكم اإلدارية ".19
وبالتالي يمكن تعريف العقد اإلداري بأنه "عقد تبرمه اإلدارة مع طرف آخر مستخدمة
أساليب القانون العام بقصد تنظيم أو تسيير أو استغالل مرفق عام".ان درجة اتصال العقد
االداري بنشاط المرفق العام ليست واحدة ،بل تتفاوت حسب العقد .وحسب طبيعة النشاط
سواء كان هذا المرفق إداريا او اقتصاديا او اجتماعيا .وقضت المحكمة اإلدارية بالرباط في
حكمها رقم 9010بتاريخ 2229/92/99بين شركة مالبيها و الدولة المغربية ":حيث ينبغي
التسليم بداية بان العقد اإلداري هو ذلك العقد الذي يكون احد طرفيه على األقل ،شخصا معنويا
عاما ويكون الهدف منه ضمان تنفيذ مرفق عمومي او تسييره ،وانه من اجل تقرير الصبغة
اإلدارية للعقد المبرم من طرف شخص معنوي عام في غير حالة العقود اإلدارية غير المسماة
،فقد اجمع الفقه و القضاء على استعمال معيار المرفق العام في العقد المذكور ،وهو المعيار
الذي بيتم البحث عنه في مضمون محله والذي ينبغي ان يجسد تلك الحاجة العامة التي يكون
42
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
إشباعها داخال ضمن إحدى المهام المسندة للشخص المعنوي العام المتعاقد او تكون الزمة
ألداء المرفق لمهامه بصفة كاملة " .
بعدما تبين ما في فكرة المرفق العام من سعة ،وعدم اقتصاره على المرافق اإلدارية
وشموله للمرافق االقتصادية ،ظهر معيار مزدوج يجمع بين فكرتي المرفق العام واستخدام
وسائل القانون العام .فاإلدارة إذا ما اتبعت أساليب القانون العام ،فإن عقودها تنطبع بالطابع
اإلداري .أما إذا كانت أساليبها متشابهة مع أساليب األفراد في القانون الخاص ،فتكون عقودها
مدنية أو تجارية.
وعلى هذا األساس برزت فكرة المعيار المزدوج في فرنسا التي تعتبر العقد إداريا ً إذا
كانت اإلدارة طرفا ً فيه واتصل العقد بمرفق عام واتجهت نية اإلدارة إلى األخذ بأسلوب القانون
العام ،ومن تم إبراز دور السلطة العامة في تمييز العقد اإلداري.
ومنذ ذلك الوقت برز مفهوم الشروط االستثنائية ،غير المألوفة في قواعد القانون المدني،
معيارا ً رئيسيا ً ينهض إلى جانب معيار المرفق العام للتعبير عن نية اإلدارة في اتباع أسلوب
القانون العام .فهذه الشروط تكشف عن نية المتعاقدين في اتباع أسلوب القانون العام ،وإخضاع
العقد لقواعده وأحكامه .وهذه الشروط يمكن االستدالل عليها بعدة قرائن كمنح امتيازات لإلدارة
ال يمكن أن يتمتع بها المتعاقد اآلخر ،تخويل المتعاقد مع اإلدارة سلطات استثنائية في مواجهة
الغير..فإذا كانت العقود الخاصة تنطلق من المبدأ القانوني القاضي بان العقد شريعة المتعاقدين
،فان العقود اإلدارية نظرا الن إبرامها يستهدف تحقيق المنفعة العامة فان الشخص المعنوي
العام يستفيد من امتيازات القانون العام أو ما يعرف بامتيازات السلطة العامة .حيث يمكن
لإلدارة فرض شروط استثناية قد يقررها العقد او دفاتر الشروط و التحمالت الملحقة بالعقد أو
تقررها نصوص قانونية أخرى وهو ما سبق للغرفة اإلدارية أن أكدته في قرارها عدد
9021بتاريخ " :9117/92/1وحيث إنه إذا كان شرط المؤسسة العمومية قائما بالنسبة
للطرفين وإدارة المرفق العام و توفر عناصر المنفعة العامة ماثلة ،فان اآلمر يتعلق على شرط
43
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
أساسي آخر ال يمكن إغفاله وهو ان تكون هناك شروط غير مألوفة تخول احد الطرفين اللجوء
إلى جزاء معين في حالة إخالل الطرف اآلخر بالتزاماته التعاقدية ".وهو ما تم تأكيده من
خالل حكم إدارية وجدة بتاريخ 2222/1/9في قضية عمر نيبو ضد جماعة أركمان حيث
أكدت ":إن العقد يعتبر إداريا إذا كان احد طرفيه شخصا معنويا عاما ومتصال بمرفق عام
ومتضمنا شروطا غير مألوفة في القانون الخاص ،فإذا تضمن عقد هذه الشروط الثالثة مجتمعة
كان عقدا إداريا يختص به القضاء اإلداري ".
تبرم اإلدارة أنواعا ً مختلفة من العقود اإلدارية ،منها عقود نظمها المشرع بأحكام خاصة،
ومنها ما ترك تحديده للقضاء اإلداري .ومن بين أهم هذه العقود يمكن اإلشارة إلى عقد االلتزام
أو االمتياز ،عقد األشغال العامة ،عقد التوريد.
عقد االلتزام أو االمتياز هو عقد إداري يتم بمقتضاه منح امتياز استغالل أحد المرافق
العامة االقتصادية الوطنية أو المحلية إلى شخص من أشخاص القانون الخاص سواء كان فردا ً
أو شركة لمدة زمنية محددة بغرض تحقيق األهداف التي أنشئ من أجلها المرفق العام وعلى
مسؤوليته بواسطة أمواله وعماله ،مقابل تحصيل رسوم على المنتفعين بخدمات المرفق
.ويسمى هذا العقد عقد االلتزام أو عقد االمتياز .
لكن أحيانا ،يمكن أن يكون الملتزم مقاولة عمومية تنشئها الدولة وتساهم فيها وتمنحها
احتكارا وطنيا كمثل شركة طريق السيار المغرب ،وأحيانا نجد مؤسسة عمومية صناعية
وتجارية تتمتع باحتكار وطني منحه إليها المشرع وتقوم بمنح امتيازات إلى مؤسسات عمومية
أو خاصة قصد تسيير المصالح التابعة لها كمثل الوكالة الوطنية للموانــــئ.
ومن المسلم به في الوقت الحاضر أن عقد امتياز المرافق العامة عقد إداري ذو طبيعة
خاصة ،إذ أنه يتضمن نوعين من الشروط ،شروط تنظيمية وشروط تعاقدية؛ النوع األول من
الشروط هو المتعلق بتنظيم المرفق وتشغيله كشروط استغالل المرفق ،ورسوم االنتفاع،
44
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
واألحكام المتعلقة بالعاملين في المرافق ،وتأمين سير المرفق باطراد وانتظام والمساواة بين
المنتفعين بخدمات المرفق .أما النوع الثاني من الشروط وهي الشروط التعاقدية التي تخص
ف قط المتعاقدين وال تسري على المنتفعين ،فتنصب بصفة أساسية على كل ما يتصل بمبدأ
التوازن المالي للعقد وتبرز في الشروط الخاصة بمدة االمتياز والمزايا المالية المنصوص
عليها لصالح الملتزم .
يقوم الملتزم بإدارة المرفق العام بهدف تحقيق المصلحة العامة والربح .
الملتزم يلتـزم بتسييـر المرفق العـام طبق شروط يحددها دفتر التحمالت وعقد االمتياز.
ال يجوز للملتزم منح حق االمتياز للغير دون ترخيص من السلطة المختصة ما لم يقع
النص على جواز ذلك في عقد االمتياز .
عمال المرفق موضوع االمتياز يعتبرون أجراء يخضعون لقانون الشغل ،يتبعون للملتزم
مباشرة وال يرتبطون بأي صلة قانونية مع اإلدارة مانحة االمتياز.
45
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
2222صدر قانون 2010.21وهو النص التشريعي المنظم لعملية التدبير المفوض .ويطبق
هذا القانون على عقود التدبير المفوض للمرافق العامة والمنشات العمومية المبرمة من قبل
الجماعات الترابية أو هيآتها والمؤسسات العامة.
وبحسب المادة الثانية منه ،يعتبر التدبير المفوض عقدا يفوض بموجبه شخص معنوي
خاضع للقانون العام يسمى "المفوض" لمدة محددة ،تدبير مرفق عام يتولى مسؤوليته إلى
شخص معنوي خاضع للقانون العام أو الخاص يسمى "المفوض إليه" ،يخول له حق تحصيل
أجرة من المرتفقين أو تحقيق أرباح من التدبير المذكور أو هما معا .كما يمكن أن يتعلق التدبير
المفوض أيضا بإنجاز أو تدبير منشأة عمومية أو هما معا تساهم في مزاولة نشاط المرفق العام
المفوض.
وتجدر اإلشارة إلى أن المفوض إليه يتولى مسؤولية المرفق العام مع التقيد بمبدأ المساواة
بين المرتفقين ومبدأ استمرارية المرفق ومبدأ مالءمته مع التطورات التكنولوجية واالقتصادية
واالجتماعية .ويقدم المفوض إليه خدماته بأقل كلفة وفي أحسن شروط السالمة والجودة
والمحـافظة علي البيئة.
علما ً أن المفوض إليه يدبر المرفق المفوض على مسؤوليته ومخاطره ويشمله بالعناية
الالزمة .ولهذا الغرض يجب على المفوض إليه ،ابتداء من دخول عقد التدبير المفوض حيز
المطلب الثالث :عقد األشغال العامة
التنفيذ ،أن يغطي طيلة مدة العقد مسؤوليته المدنية والمخاطر التي قد تترتب على أنشطته
بواسطة عقود تأمين مكتتبة بصفة قانونية.
وأخيرا ،يحتفظ المفوض إليه في تاريخ دخول عقد التدبير المفوض حيز التنفيذ ،ما عدا
إذا تم التنصيص على مقتضيات مخالفة في العقد ،بالمستخدمين التابعين للمرفق المفوض مع
اإلبقاء على حقوقهم المكتسبة .وإذا اعتزم المفوض إليه إدخال تعديالت هامة في أعداد
20ظهير شريف رقم 1.06.15صادر في 15من محلرم 14( 1427فبراير )2006بتنفيذ القانون رقم 54.05المتعلق بالتدبير المفوض
للمرافق العمومية ،الجريدة الرسمية ،عدد 5404بتاريخ 16مارس ،2006ص .744
46
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
المستخدمين المذكورين ،يجب التنصيص في عقد التدبير المفوض على مستويات هذه
التعديالت وكيفيات إجرائها وذلك مع احترام التشريع الجاري به العمل .علما أن أجراء الشركة
صاحبة التفويض يخضعون لقانون الشغل
يعرف عقد األشغال العامة بأنه عقد بين شخص من أشخاص القانون العام وفرد أو شركة
بمقتضاه يتعهد المقاول بعمل من أعمال البناء أو الترميم أو الصيانة مقابل ثمن يحدد في العقد.
ومن هذا التعريف يتبين أن عقد األشغال العامة يتميز بتوافر العناصر التالية:
فعقد األشغال العامة هو كل عقد يهدف إلى تنفيذ أشغال مرتبطة بالبناء ،أو إعادة البناء،
أو هدم أو ترميم أو تجديد بناية أو منشأة أو بنية مثل تحضير الورش ،أو أشغال التتريب ،أو
ال تشييد ،أو البناء ،أو وضع تجهيزات أو معدات ،أو أشغال الزخرفة أو التشطيب وكذا الخدمات
الثانوية المرتبطة باألشغال مثل إنجاز األثقاب ،أو وضع المعالم الطبوغرافية ،أو أخذ الصور
واألفالم ،أو الدراسات الزلزالية والخدمات المماثلة المقدمة في إطار الصفقة إذا كانت قيمة
هذه الخدمات ال تجاوز قيمة األشغال نفسها.
ويخرج من نطاق األشغال العامة العقود الواردة على منقول مهما كانت ضخامته ،فلم
يعتبر القضاء اإلداري في فرنسا من عقود األشغال العامة االتفاقات التي يكون محلها إعداد أو
بناء أو ترميم سفينة أو حظيرة متحركة للطائرات .وقد توسع مجلس الدولة الفرنسي في مفهوم
األشغال العامة وأدخل في اختصاصه كثيرا ً من العقود التي تتعلق بصيانة األموال العامة من
قبيل أعمال التنظيف والرش في الطرق العامة ،وعقود توريد ونقل المواد الالزمة لألشغال
العامة ،وكذلك عقود تقديم مساعدة مالية أو عينية لتنفيذ أشغال عامة.
47
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
سواء كان العقار محل األشغال مملوكا ً لشخص عام أم مملوكا ً لشخص من أشخاص
القانون الخاص لكن العمل قد تم لحساب شخص معنوي عام .كذلك اعترف القضاء اإلداري
الفرنسي بصفة األشغال العامة ألشغال المرافق العامة الصناعية والتجارية التي تدار باإلشراف
مباشر من مؤسسات عامة .أو األشغال التي تقوم بها الجماعة من تلقاء نفسها في عقار مهدد
بالسقوط لكفالة الطمأنينة العامة.
في البداية كان مفهوم األشغال العامة يقتصر على األشغال التي تتعلق بعقارات تدخل في
ضمن نطاق الدومين العام ،أما األعمال التي تجري على عقارات تدخل في نطاق الدومين
الخاص فال تعد عقودا ً إدارية .إال أن القضاء الفرنسي عمد إلى توسيع مفهوم األشغال العامة
ليشمل األعمال المتعلقة بعقارات مخصصة للنفع العام ولو كانت داخلة ضمن نطاق الدومين
الخاص.
ويتميز عقد األشغال العامة في أن اإلدارة تملك سلطة اإلشراف والتوجيه على تنفيذ العقد
في أوسع مدى لها ،إذ تملك سلطة توجيه العمال واختيار طريقة التنفيذ ،كما يجوز لإلدارة أن
تعدل الشروط األصلية للعقد بما يحقق المصلحة العامة.
يعر ف عقد التوريد بأنه اتفاق بين شخص معنوي من أشخاص القانون العام من جهة،
وشخص طبيعي أو معنوي من جهة أخرى يدعى ال ُم َو ِّرد ،ويهدف إلى تسليم توريدات؛ حيث
يتعهد بمقتضاه الفرد أو الشركة بتوريد منقوالت معينة سلع أو أجهزة للشخص المعنوي العـام
مقابل ثـمن معين.
48
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
فهو ك ل عقد بعوض يرمي إلى اقتناء منتوجات أو معدات أو تملكها بقرض إيجاري أو
إيجارها بنية البيع مع وجود خيار الشراء أو بدونه .ويمكن أن يتضمن تسليم المنتوجات ،
بصفة ثانوية أشغال وضع المنتوجات المذكورة وتركيبها والتي تعتبر ضرورية إلنجاز العمل.
صفقات التوريدات العادية ،وهي صفقات توريدات ترمي إلى اقتناء منتوجات توجد في
السوق والتي ال يتم تصنيعها حسب مواصفات تقنية خاصة؛
صفقات التوريدات غير العادية ،ويكون موضوعها الرئيسي اقتناء منتوجات ال توجد في
السوق والتي يتعين على صاحب الصفقة إنجازها بمواصفات تقنية خاصة؛
الصفقات بقرض إيجاري أو اإليجار أو اإليجار بنية البيع مع وجود خيار الشراء أو
بدونه.
غير أن مفهوم صفقات التوريدات ال يشمل بيوع العقارات أو إيجارها بنية البيع أو عقود
القرض اإليجاري المتعلقة بها.
موضوع عقد التوريد أشياء منقولة دائما ،وهو ما يميزه عن عقد األشغال العامة الذي
يتعلق بالعقارات ،ومن قبيل هذه المنقوالت توريد مالبس للجنود ومواد التموين واألجهزة
والبضائع المختلفة األخرى.
اتصال العقد بمرفق عام وتضمنه شروطا ً استثنائية غير مألوفة ،وإال فإن العقد يعد من
عقود القانون الخاص...
49
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
يعرف عقد الخدمات بأنه كل عقد بعوض يبرم بين شخص معنوي عام ،وشخص طبيعي
أو معنوي يدعى الخدماتي ،ويهدف إلى القيام بخدمات ،فهو كل عقد يكون موضوعه إنجاز
أعمال خداماتية التي ال يمكن وصفها بأشغال أو بتوريدات.
الصفقات المتعلقة بأعمال الدراسات واإلشراف على األشغال التي تتضمن عند االقتضاء،
التزامات خاصة مرتبطة بمفهوم الملكية الفكرية؛
صفقات الخدمات العادية والتي يكون موضوعها اقتناء خدمات يمكن تقديمها بدون
اشتراط مواصفات تقنية؛
يتعلق هذا العقد بتعهد فرد او شركة بنقل أشياء منقولة لإلدارة او بوضع شاحنات تحت
تصرفها .وقد يكون هذا العقد محددة في فترة واحدة آو عدة مرات منتظمة .ويخضع عقد النقل
لنفس أحكام عقد التوريد ،غير انه يختلف عنه من حيث موضوعه .فإذا كان عقد التوريد
ينصب على توريد منقوالت فإن عقد موضوع عقد النقل يتعلق بنقل أشياء منقولة .
غير انه يعتبر عقد النقل مدنيا إذا ما قام صاحب الشاحنة بوضع شاحنته تحت تصرف
اإلدارة بنفس الشروط المألوفة في العقود التجارية ،ودون يتضمن العقد شروطا استثنائية و
غير مألوفة إذ تصبح آنذاك طبيعته إدارية .
50
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
يتعلق هذا العقد بتعهد شخص من أشخاص القانون العام او الخاص باختياره وإرادته
الحرة بأن يشترك في نفقات مشروع من مشاريع المرافق العمومية .حيث يلتزم بتقديم مساهمته
نقدا او عينا في نفقات مرفق عام او أشغال عامة .وبما ان هذا النوع من العقود يقوم على
االختيار الحر من قبل الشخص المعنوي ،فان العقد المبرم مع اإلدارة ال يولد التزامات من
طرف هذه األخيرة ،سوى ان اقترنت المعاونة المقدمة بشروط من طرفها .ويظل عقد المعاونة
إداريا كلما اتصل بأشغال عامة .وإذا اتصل بتنظيم مرفق عمومي فهو يفقد طبيعته اإلدارية .
يتعلق هذا العقد بتعهد أحد األفراد أو أشخاص القانون الخاص باختياره بإقراض مبلغ من
المال ألحد أشخاص القانون العام ،مقابل التزام هذا األخير بدفع فائدة سنوية محددة و برد
القرض في نهاية مدة القرض ووفق الشروط المحددة في العقد .
وتعتبر هذه العقود ذات طبيعة إدارية ما لم تتضمن شروطا مألوفة في العقد الخاصة .
ويحدد عقد الشراكة بين القطاعين العام و الخاص مدة سريانه ،والتي تتراوح بين خمس
سنوات و ثالثين سنة ويمكن تمديدها ،بصفة استثنائية ،إلى خمسين سنة .
21ظهير شريف رقم 1.14.192صادر في 15من ربيع االول 24( 1436دجنبر )2014بتنفيذ القانون رقم 86.12المتعلق بعقود الشراكة
قطاع عام قطاع خاص ،الجريدة الرسمية ،عدد 6328بتاريخ 29يناير ،2015ص .
51
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
عندما تبرم السلطات اإلدارية الصفقات العمومية ،فإن هذه األخيرة ال تدخل حيز التنفيذ
إال إذا تمت المصادقة عليها من طرف الجهات اإلدارية المختصة ،وبهذا ال تعتبر صفقات
األشغال أو التوريدات أو الخدمات صحيحة ونهائية إال بعد المصادقة عليها من طرف السلطة
المختصة.
ويجب أن تتم المصادقة على الصفقات قبل أي شروع في تنفيذ األعمال موضوع هذه
الصفقات ما عدا ما استثناه المشرع.
وعند إبرام العقد اإلداري يترتب عليه جملة من اآلثار على المتعاقدين ،تتمثل في الحقوق
وااللتزامات التي تتمتع بها اإلدارة من جهة نظرا لسعيها لتحقيق المنفعة العامة من وراء هذه
العقود وما يقابلها من حقوق والتزامات يتمتع بها المتعاقد من جهة أخرى .
نظرا للطبيعة الخاصة للعقود اإلدارية ،فإن ما تملكه اإلدارة من امتيازات يفوق ما يتمتع
به المتعاقد اآلخر باعتبار أنها تسعى نحو تحقيق الصالح العام .من قبيل هذه االمتيازات سلطتها
في رقابة تنفيذ العقد طبقا ً للشروط المتفق عليها ،وإجبار الملتزم على تنفيذ هذه الشروط وتوقيع
الجزاءات عليه إذ ا اقتضى األمر ،وسلطة تعديل شروط العقد بإرادتها المنفردة ،وحق اإلدارة
في إنهاء العقد .
تتمتع اإلدارة بحق الرقابة واإلشراف على تنفيذ العقد ،كما تملك سلطة توجيه المتعاقد
وإصدار األوامر والتعليمات الالزمة لهذا التنفيذ.
وغالبا ً ما تشترط اإلدارة ضمن نصوص عقودها اإلدارية أو في دفاتر الشروط العامة
والخاصة التي تحيل عليها ،حقها في إصدار القرارات التنفيذية التي تخضع التنفيذ لتوجيهها
52
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
وتراقب المتعاقد في تنفيذ التزاماته،غير ان هذه السلطة تبقى قائمة لإلدارة حتى ولو لم يتم
التنصيص عليها في العقد .
وحق اإلدارة في الرقابة والتوجيه يختلف في مداه من عقد إداري إلى آخر ،فهي محدودة
في عقد التوريد وأكثر اتساعا ً في عقود األشغال العامة حيث تصل إلى درجة إرسال مهندسيها
لزيارة موقع العمل والتأكد من سير العمل وفقا ً للمدى الزمني المحدد ووفقا ً للمواصفات
المذكورة في العقد وإصدار األوامر المناسبة في هذا المجال ،شريطة أن تكون هذه التعليمات
الزمة لتنفيذ العمل..
غير أن هذه السلطة ليست مطلقة إذ أن اإلدارة تلتزم بعدم التعسف باستخدامها لتحقيق
أغراض خاصة ال تتعلق بالمصلحة العامة .ومن جانب أخر يجب أن ال تؤدي الرقابة والتوجيه
إلى حد تغيير طبيعة العقد..
تملك اإلدارة سلطة توقيع الجزاءات على المتعاقد معها إذا قصر في تنفيذ التزاماته سواء
امتنع عن التنفيذ أو تأخر فيه أو نفذ االلتزام على غير الوجه المطلوب أو أحل غيره محله في
التنفيذ دون موافقة اإلدارة .وتعد سلطة فرض الجزاءات أخطر السلطات التي تتمتع بها اإلدارة
في مواجهة المتعاقد معها بقرار تصدره دون اللجوء إلى القضاء ..وقد درجت اإلدارة على
النص في عقودها في الشروط العامة والخاصة الملحقة بها على سلطة اإلدارة بإيقاع
الجزاءات..
ويمكن تحديد هذه الجزاءات في نوعين تلك التي لها طابع مالي وأخرى غير مالية وان
كانت لها آثار مالية .
أوال :غرامات التأخير .وهي مبلغ من المال يحدد سلفا في العقد ،يفرض على المتعاقد
أداؤه إن لم يقم بتنفيذ التزاماته التعاقدية خالل المواعيد واآلجال الزمنية المتفق عليها في العقد
53
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
.وتكون هذه الغرامات مستحقة لإلدارة بقرار يصدر عن اإلدارة المتعاقدة دون حاجة إلى
استصدار حكم قضائي بها .ودون أن يكون هناك ضرر قد يصيب المرفق العام نتيجة هذا
التأخير ،فالضرر ليس شرطا الستحقاقها .غير انه يمكن لإلدارة ان تعفي المتعاقد معها إذا
قدرت انه لم يلحق أي ضرر بالمصلحة العامة من جراء هذا التأخير .
ثانيا :مصادرة التامين .يحيل مرسوم الصفقات العمومية الصادر في 22مارس 2299
في مادته الواحدة و العشرون إلى الضمان المؤقت ،حيث انه يحدد دفتر الشروط الخاصة
الضمانات المالية الواجب على كل متنافس تقديمها برسم الضمان المؤقت .
وعليه يمكن لإلدارة أن توقع على المتعاقد معها جزاء مصادرة التامين الذي دفعه عند
التعاقد .ويمكن أن يكون قرار المصادرة مصحوبا بقرار فسخ العقد او بدونه .فإخالل المتعاقد
بالتزاماته التعاقدية يعد سببا كافيا لمصادرة التامين ويمكنها مطالبتها بتعويض إضافي إذا الحق
عدم التزامه ضررا بالمصلحة العامة .
أوال :سلطة تعديل شروط العقد .من نتائج العقود اإلدارية أن ال تتقيد اإلدارة بقاعدة
العقد شريعة المتعاقدين ،وأن تتمكن من تعديل عقودها لتتمكن من تلبية التغيير المستمر في
المرافق التي تديرها ،حيث تملك اإلدارة أثناء تنفيذ العقد حق تغيير شروطه وتعديل مدى
التزامات المتعاقد بالزيادة أو بالنقصان ،وتشمل هذه القاعدة العقود اإلدارية جمعيها دونما حاجة
إلى نص في القانون أو شرط في العقد.
غير انه ،وإذا كان لإلدارة سلطة استثنائية في تعديل العقد من اجل المصلحة العامة ،
فانه في المقابل هناك ضوابط تحد من سلطتها في التعديل لحماية المتعاقد اآلخر .
فإذا كانت اإلدارة تمتلك حق التعديل فان ذلك ينحصر في شروط العقد التي تتعلق مباشرة
بسير المرفق العام وحاجاته وال يمكن أن تشمل الشروط المالية التي تتصل بالحقوق و المزايا
المالية للمتعاقد معها .فإذا جاز لإلدارة تعديل التوريدات بالزيادة أو النقصان فال يجوز لإلدارة
54
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
خفض األسعار المتفق عليها في العقد .إذ يمكن للمتعاقد المطالبة بالتعويض عن األعباء الجديدة
بسبب تعديل العقد
وعالقة بمبدأ الشرعية ال يمكن لإلدارة أن تقوم بتعديل شروط العقد المتصلة بالمرفق
بنسبة كبيرة عن القدر المسموح به أو تعديلها بما يلزم المتعاقد بأشياء تخرج عن موضوع العقد
.ففي ها ته الحاالت يمكن للمتعاقد مع اإلدارة أن يطلب فسخ العقد وإسقاط االلتزام مع حقه في
مطالبة اإلدارة في التعويض .
ثانيا :فسخ العقد .يعد الفسخ من أقسى الجزاءات التي يمكن لإلدارة أن توقعها على
المتعاقد معها .ويرتبط قرار الفسخ بارتكاب المتعاقد خطأ جسيما أو تقصيرا خطيرا بالتزاماته
التعاقدية ،فتقوم اإلدارة بفسخ العقد كجزاء على هذا التصرف .وينتج عن الفسخ حرمان
المتعاقد من حقوقه المستمدة من العقد بما في ذلك مصادرة التامين .وقد يتجاوز ذلك أيضا إلى
مطالبة اإلدارة بالتعويض عن األضرار التي طالت المصلحة العامة .ونظرا ألخطار قرار
الفسخ فان التوجه القضائي يربط بين السماح لإلدارة باتخاذ هذا القرار وشرط ارتكاب المتعاقد
لخطا على قدر من الجسامة و الخطورة .ومن أمثلة ذلك ،استعمال المتعاقد الغش في معامالته
مع اإلدارة أو إفالسه أو عسره .
وإذا كانت هذه الجزاءات تقرر عالقة بالضرر الذي يمكن أن يلحق بالمرفق العام ،فإن
اإلدارة يمكنها أن تنزلها كلية ا وان تطبق احدها وذلك تبعا لجسامة الخطأ المرتكب من طرف
المتعاقد ودون أن تلجا إلى القضاء .
تتمتع اإلدارة بامتياز مهم في عقودها اإلدارية هو قدرتها على إنهاء العقد اإلداري
بإرادتها المنفردة قبل إتمام هذا العقد نهائياً ،ودون أن يصدر خطأ من جانب المتعاقد إذا اقتضت
المصلحة العامة ذلك ،أي رأت اإلدارة أن قرار إنهاء العقد يقتضيه الصالح العام وليس للطرف
اآلخر إال الحق في التعويض وهذا على خالف األصل في العقود المدنية التي ال يجوز أن
يستقل أحد الطرفين بفسخها أو إنهائها دون إرادة الطرف األخر.
55
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
وتختلف هذه السلطة عن سلطة الفسخ من حيث أن الفسخ ال يتحقق إال بارتكاب المتعاقد
مع اإلدارة لخطا جسيم آو إخالل جسيم بالتزاماته التعاقدية ،في حين ان إنهاء العقد يعني حق
اإلدارة في أن تنهي أو تلغي العقد أثناء سريانه أو قبل انتهاء مدته برغم عدم ارتكاب المتعاقد
معها ألي خطا .غير أن سلطتها في تقدير ذلك تخضع لقيد عدم التجاوز في استعمال السلطة
،فإذا تم تأكيد عدم ارتباط سلطة إنهاء العقد بالمرفق العام و المصلحة العامة فان القاضي
يحكم بالتعويض الكامل للمتعاقد .
يعد تنفيذ االلتزامات التعاقدية الوارد في العقد من بين أهم واجبات المتعاقد سواء تلك
المتضمن في العقد أو تلك التي توجد في دفاتر الشروط الملحقة بالعقد .كما انه ملزم باحترام
سلطة التوجيه و اإلشر اف التي تتمتع بها اإلدارة كن اجل ضمان تنفيذ جيد لبنود العقد و في
اآلجال المحددة .كما أنه ملزم بتنفيذ هذه الشروط دون أن يتنازل عنها أو يحيلها إلى طرف
أخر إال بموافقة صريحة من اإلدارة كما هو األمر بالنسبة للتعاقد من الباطن .
إذا كان المتعاقد مع اإلدارة يسعى من تعاقده إلى تحقيق الكسب المالي ،فان ظهور ظرف
مستجدة تفرض مساعدته في تنفيذ التزاماته إذا ما حدثت صعوبات تجعل التنفيذ عسيرا أو شاقا
بالنسبة إليه .ويمكن تحديد حقوق المتعاقد مع اإلدارة في ثالثة وتتمثل في :
يعد اقتضاء الثمن او المقابل المالي من بين أهم الحقوق المالية المقررة لفائدة المتعاقد مع
اإلدارة .وقد يكون ذلك بصور مختلفة .ففي بعض العقود كعقد االلتزام أو التدبير المفوض
يتمثل المقابل المالي في الرسوم التي يتقاضاها من المنتفعين أو المستفيدين من خدمات المرفق
العام ،وفي عقد األشغال العامة وعقد التوريد يمثل المقابل المالي في الثمن المتفق عليه في
56
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
العقد .وقد يكون الثمن إجماليا أي بعد انتهاء العقد و تنفيذه أو على أ شطر ودفعات بكل مرحلة
من مراحل إنجاز العقد ترتبط.
يرتبط هذا الحق بالتوازن المالي للعقد ،حيث يجوز للمتعاقد أن يطلب بعض التعويضات
بسب أخطاء اإلدارة وعدم تنفيذها اللتزاماتها التعاقدية .وتقرر مسؤوليتها عن أخطائها بكونها
مسؤولية عقدية ألنها تتعلق بالتزاماتها الناشئة عن العقد .
وقد يطلب المتعاقد مع اإلدارة بالتعويض على أساس قاعدة اإلثراء بال سبب ،عندما يقوم
المتعاقد من تلقاء نفسه بأداء أعمال وخدمات إضافية غير منصوص عليها في العقد دون طلب
من اإلدارة ،وتكون هذه األعمال والخدمات اإلضافية ذات فائدة لإلدارة والزمة للمرفق العام
.
ويتحقق كذلك اقتضاء بعض التعويضات بما يعرف بالصعوبات المادية غير المتوقعة ،
والتي تطرأ أثناء تنفيذ العقد ويترتب عنها زيادة أعباء المتعاقد وتكاليفه .مع كون هذه الظروف
غير عادية و غير متوقعة آو لم يكن بالوسع توقعها أثناء إبرام العقد .
ومبدأ التوازن المالي للعقد هو المنصوص عليه داخل العقد ،ومفاده أن االلتزامات تنفذ
وفق السعر المتفق عليه .أي حقه في احترام حقوقه المالية بحيث تكون مستحقاته متوازنة مع
أعبائه ونفقاته .لكن أحيانا قد تخل بهذا التوازن أحداث غير متوقعة ،وتجعل العقد مرهقا وباهظ
التكلفة يؤدي إلى خسارة أو شبه إفالس المتعاقد ،مما يستلزم ضرورة إعادة االعتبار للتوازن
المالي للعقد .من خالل تعويضه حتى يعود التوازن المالي للعقد من جديد .
وفكرة التوازن المالي للعقد ال ترتبط بخطأ اإلدارة أو خطأ المتعاقد إنما ترتبط بضرورة
حماية المصلحة المالية للمتعاقد وكذا حماية المصلحة العامة و المرافق العامة .وتختلف
57
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
التعويضات التي يحصل عليها المتعاقد باختالف الصعوبات و المخاطر التي يتعرض لها ،
وهي نوعان التعويض الشامل و التعويض الجزئي .
هناك حالتان يحصل فيهما المتعاقد مع اإلدارة على التعويض الشامل وهما الحالة التي
يتحقق فيها خطا اإلدارة و نظرية فعل األمير.
خطأ اإلدارة :يملك المتعاقد الحق في طلب التعويض في الحاالت التي تخل فيها أ-
اإلدارة بالتزاماتها دون سند شرعي ،ولذلك ينبغي ان يكون التعويض الذي يتلقاه المتعاقد
متناسبا مع الضرر الذي لحقه ويشمل الخسارة التي لمت به و الكسب الذي فاته .
نظرية فعل األمير : ب-
يراد بفعل أو عمل األمير كل إجراء تتخذه السلطة اإلدارية المتعاقدة ويرتب أعباء إضافية
على المتعاقد ،وبالتالي يؤدي إلى اإلضرار بالمركز المالي للمتعاقد معها .من أجل ذلك فإن
اإلدارة تكون ملزمة في هذه الحالة بتعويض المتعاقد عما لحقه من ضرر استنادا ً إلى فكرة
المسؤولية دون خطأ وفقا ً لنظرية عمل األمير بما يعيد التوازن المالي للعقد .ومن قبيل ذلك ما
ذهبت إليه المحكمة اإلدارية بالدارالبيضاء عدد9011بتاريخ ،2292/1/22عبد المجيد
الفاطمي ضد الجماعة الحضرية بسوق السبت أوالد النمة ،حيث " إنه مما ال جدال فيه أن
التصرف الذي أقدم عليه المجلس البلدي المدعى عليه من تغيير بعض مرافق السوق األسبوعي
بعد إكرائه للمدعي سيما بخصوص المرفق المخصص لبيع األبقار و الغنم وما ترتب عن ذلك
من احتجاج التجار وهجرة البائعين إلى أسواق أخرى و الذي اثر سلبا على مردودية المدعي
.وحيث إن هذا العمل يمكن تطبيقه في إطار عمل األمير و التي درج الفقه و القضاء اإلداريين
على تعريفه بأنه كل عمل يصدر من سلطة عامة دون خطا من جانبهم ينجم عنه سوء مركز
58
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
المتعاقد في عقد إداري و يؤدي إلى التزام جهة اإلدارة المتعاقدة بتعويض المتعاقد المضرور
عن كافة األضرار التي تلحقه من جراء ذلك بما يعيد التوازن المالي للعقد .22
ولتطبيق نظرية فعل األمير يجب توفر مجموعة من الشروط من قبيل :
أن يكون العمل صادرا عن السلطة اإلدارية المبرمة للعقد ؛
أن يكون الفعل غير متوقع أثناء إبرام العقد ؛
أن يؤدي إلى إلحاق ضرر بالمتعاقد ؛
أن يكون العمل في إطار مباشرة اإلدارة المتعاقدة الختصاصاتها كسلطة عامة تهدف إلى
تحقيق المصلحة العامة .
وبتحقق هذه الشروط يستحق المتعاقد تعويضا شامال .
الفقرة الثانية :حاالت التعويض الجزئي .
يستحق المتعاقد مع اإلدارة تعويضا جزئيا بتحقق عدة حاالت وهي :
أ-حالة القوة القاهرة :و تتحقق بوقوع حادث خارجي يستحيل دفعه ويؤدي إلى استحالة
تنفيذ العقد استحالة مطلقة .ويترتب عن توفر القوة القاهرة إعفاء المتعاقد من التنفيذ وال توقع
عليه أي جزاء .وال يستحق أي تعويض كلي أو جزئي إال في أحوال ضيقة وبعد مصادقة
السلطة اإلدارية التي تعاقدت معه .و يخوله ذلك المطالبة بفسخ العقد قضائيا وكل ماله من
حقوق ينحصر في المطالبة بالتعويض ً.
وهي نتيجة إجراءات خارجة عن السلطة المتعاقدة كارتفاع األسعار بفعل قرار إداري
.ويشترط أن يكون الحدث الذي أدى إلى الصعوبات غير متوقع وغير عادي مثل الحروب
واألزمات االقتصادية أو المالية الحادة .ويشترط فيها ان يكون الظرف غير متوقع وان يؤدي
هذا الظرف إلى قلب اقتصاديات العقد مما يجعل تنفيذ العقد مرهقا بالنسبة للمتعاقد .وتلتزم
22محمد االعرج :مسؤولية ال دولة و الجماعات الترابية في تطبيقات القضاء اإلداري المغربي ،م م إ م ت ،سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية
،عدد،11،2299ص.929
59
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
اإلدارة في هذه الحالة إما بتعويضه جزئيا وبصفة مؤقتة وإما بتعديل شروط العقد .ويستمر
المتعاقد في تنفيذ التزاماته وله الحق في الحصول على مساعدة اإلدارة .
واتجه االجتهاد القضائي اإلداري المغربي إلى التوسيع من نظرية فعل األمير على
حساب نظرية الظروف الطارئة ،عندما قرر انه إذا صدرت نصوص عامة او قوانين او لوائح
من شانها ان تزيد في أعباء المتعاقد زيادة بينة وكانت هذه النصوص العامة غير متوقعة و
صادرة عن سلطة أخرى غير السلطة المتعاقدة فان النظرية الواجبة التطبيق هي نظرية
الظروف الطارئة.23
قد تظهر بعض الصعوبات االستثنائية والتي لم تدخل في حساب طرفي العقد عند التعاقد
،فتجعل تنفيذ العقد أكثر كلفة على المتعاقد .وتبعا لذا يجب تعويض المتعاقد تعويضا كامال عن
جميع األضرار التي لحقت به .وعليه لتحقق ذلك يجب أن :
أن يترتب على التنفيذ نفقات تتجاوز األسعار المتفق عليها في العقد مما يزيد في تكاليف
تنفيذ العقد .
تنتهي العقود اإلدارية نهاية طبيعية بالتنفيذ أو بانقضاء المدة المحددة في العقد ،كما هو
األمر بالنسبة لعقد التدبير المفوض .وقد تنتهي أيضا عن طريق اتفاق طرفي العقد على فسخ
العقد .وقد يكون هذا االتفاق أيضا مقرونا بتعويض أو عدمه و ذلك بناء على اتفاق الطرفين .
23حكم إدارية البيضاء عدد 022بتاريخ 21/20/2229الجياللي شكير ضد بلدية خريبكة منشور بالدليل العملي لالجتهاد القضائي ص090:
60
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
كما قد تنتهي العقود اإلدارية بقوة القانون بهالك محل العقد آو صدور نص تشريعي بقضي
بإنهاء بعض العقود .
ويبقى إنهاء العقد من طرف القضاء سبيال آخر إلنهاء االلتزام بين الطرفين وذلك بناء
على طلب من احد األطراف ،والذي قد يكون بسبب القوة القاهرة او عدم التزام احد الطرفين
بالتزاماته التعاقدية
61
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
الكتب:
-عبد الحافظ ادمينو ،الشريف الغيوبي التنظيم اإلداري بالمغرب ،الطبعة األولى 2292
.
-محمد عبد الكريم شريف :القرار اإلداري المنعدم ،دراسة مقارنة ،دار الفكر الجامعي،
االسكندرية 2014 ،
-محمود سامي جمال الدين :القضاء اإلداري ،منشأة المعارف اإلسكندرية.2227 ،
-عبد القادر باينة :الوسائل القانونية للنشاط اإلداري ،منشورات زاوية ،الطبعة األولى،
مطبعة العارف الجديدة.2006 ،
-محمد رفعت عبد الوهاب :مبادئ وأحكام القانون االداري ،منشورات الحلبي الحقوقية،
.2005
-محمد عبد الباسط :القرار اإلداري ،دار الجامعة الجديدة للنشر ،االسكندرية.2005 ،
-عبد العزيز منعم خليفة :أوجه الطعن بإلغاء القرار اإلداري في الفقه وقضاء مجلس
الدولة ،الطبعة األولى ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية ..2222 ،
-رأفت فودة :عناصر وجود القرار اإلداري ،دار النهضة العربية ،القاهرة1999 ،
-محمود عاطف البنا :الوسيط في القضاء اإلداري ،الطبعة الثانية ،مطابع الطوبجي
التجارية1991 ،
-سلمان محمد الطماوي :النظرية العامة للقرارات اإلدارية ،الطبعة الخامسة ،دار الفكر
العربي ،القاهرة 9110،
-محمد مرغيني :المبادئ العامة للقانون اإلداري المغربي ،الطبعة الثالثة ،الرباط،
1983
-محمد األعرج :النشاط اإلداري ،سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية ،منشورات المجلة
المغربية لإلدارة المحلية و التنمية عدد ،920سنة .2290
62
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
المقاالت :
-محمد األعرج :المنازعات اإلدارية و الدستورية في تطبيقات المغربي ،سلسلة
مواضيع الساعة العدد 19منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ،
.2299
محمد االعرج :مسؤولية الدولة و الجماعات الترابية في تطبيقات القضاء اإلداري -
المغربي ،م م إ م ت ،سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية ،عدد.2299،
-محمد االعرج :قانون المنازعات الجماعات المحلية ،سلسلة مواضيع الساعة ،المجلة
المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،عدد .2008 ،58
-محمد االعرج ،المنازعات اإلدارية في تطبيقات القضاء اإلداري المغربي ،سلسلة
مواضيع الساعة العدد 57منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية.2007 ،
-محمد االعرج :نظام العقود والصفقات المبرمة وفق قرارات وأحكام القضاء اإلداري
بالمغرب ،سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية ،المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية،
عدد .2007 ،73
-احمد بوعشيق :الدليل العلمي لالجتهاد القضائي في المادة اإلدارية ،المجلة المغربية
لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة دالئل التسيير ،عدد .2004 ،16
-تطور القضاء اإلداري بالمغرب على ضوء إحداث محاكم استئناف اإلدارية ،أعمال
اليوم الدراسي المنظم من طرف والمدرسة الوطنية لإلدارة بتعاون مع مؤسسة هانس
سايدل ,
النصوص القانونية:
القانون رقم 41.90المحدث بموجبه المحاكم االدارية ،الصادر بتنفيذه الظهير -
الشريف رقم 1.191.225صادر في 22من ربيع االول 10( 1414شتنبر
، )1993الجريدة الرسمية ،عدد 4227بتاريخ 3نونبر .1993
القانون التنظيمي رقم 111.14المتعلق بالجهات ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف -
رقم 1.15.83صادر في 20من رمضان 7( 1436يوليوز ، )2015الجريدة
الرسمية ،عدد 23 ،6380يوليوز .2015
63
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
القانون التنظيمي رقم 02.12المتعلق بالتعيين في المناصب العليا تطبيقا ألحكام -
الفصلين 49و 52من الدستور ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.12.20
صادر في 27من شعبان 17( 1433يوليوز )2012بتنفيذ الجريدة الرسمية،
عدد 19 ،6066يوليوز ،2012ص ،4235والمعدل بمقتضى القوانين
،12.14الجريدة الرسمية عدد 11 ،6368يوليوز ،2015والقانون رقم 23.16
الجريدة الرسمية عدد 11( 6490غشت )2016والقانون رقم 21.17ج.ر عدد
26 ،6659مارس .2018
-ظهير شريف رقم 1.15.008صادر في 4من شعبان 24( 1377فبراير
)1958بشأن النظام األساسي العام للوظيفة العمومية ،الجريدة الرسمية عدد
23 ،6830يوليوز .2015
-القانون رقم 01.03بشأن إلزام اإلدارات العمومية والجماعات المحلية
والمؤسسات العمومية بتعليل قراراتها اإلدارية ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف
رقم 10.02.202صادر في 12جمادى األولى 23( 1423يوليو ، )2004
الجريدة الرسمية عدد 12 ،5029غشت .2002
القانون رقم 86.12المتعلق بعقود الشراكة قطاع عام قطاع خاص ،الصادر -
بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.14.192صادر في 15من ربيع األول 1436
( 24دجنبر ، )2014الجريدة الرسمية ،عدد 6328بتاريخ 29يناير .2015
-القانون التنظيمي رقم 065.13المتعلق بتنظيم سير أشغال الحكومة والوضع
القانوني ألعضائها ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.15.33صادر في
28من جمادى األولى 19( 1436مارس ، )2015الجريدة الرسمية ،عدد
6348بتاريخ 12ابريل ..2015
القانون رقم 69.00المتعلق بالمراقبة المالية الدولة على المنشآت العامة وهيئات -
أخرى ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 103.195صادر في 16من
رمضان 11( 1424نونبر ، )2003الجريدة الرسمية ،عدد 5170بتاريخ
18دجنبر 2003
64
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
القانون رقم 54.05المتعلق بالتدبير المفوض للمرافق العمومية ،الصادر بتنفيذه -
الظهير الشريف رقم 1.06.15صادر في 15من محرم 14( 1427فبراير
، )2006الجريدة الرسمية ،عدد 5404بتاريخ 16مارس ..2006
المراسيم:
قرار رقم 257في الملف اإلداري بتاريخ 27يوليوز 1979في الملف اإلداري -
رقم .71.900
حكم عدد 135بتاريخ 5يوليوز 1975في قضية محمد المطيلي ضد وزير -
التعلي م العالي والثانوي والتقني ،منشور في مجموعة قرارات المجلس االعلى
بالغرفة االدارية .1972-1971
-قضاء مجلس الدولة :الجزء األول ،دار أبو امجد ،القاهرة .2001
65
-القرار االداري- المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري
Bibliographie en français :
Ouvrages :
66
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
الفهرس
ركن االختصاص7....................................................................
ركن الشكل91..........................................................................
العقود اإلدارية37....................................................................
67
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
عقد التوريد45.............................................................................
عقد المعاونة46............................................................................
عقد النقل47...............................................................................
الجزاءات المالية50....................................................................
68
المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري -القرار االداري-
الئحة المراجع29................................................................................
الفهرس22.......................................................................................
69