You are on page 1of 69

‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫جامعة محمد الخامس‬


‫كلية العلوم القانونية و االقتصادية‬
‫واالجتماعية السويسي – الرباط‬

‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط اإلداري‬

‫القرار اإلداري‬
‫العقد اإلداري‬

‫د‪.‬عبد الحافظ ادمينو‬


‫أستاذ القانون االداري‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪0202-0220‬‬

‫‪1‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫تقديم‬

‫تمتلك اإلدارة عدة وسائل تمكنها من القيام بنشاطها ‪،‬وهي في ذلك تباشر أعماال مختلفة‬
‫ومتنوعة تختلف في طبيعتها و آثارها ‪ .‬وتتمظهر هذه األعمال في أعمال مادية والتي ال تتجه‬
‫إرادة اإلدارة فيها الى إحداث أثر قانوني معين ‪ ،‬الن هذه اآلثار هي وليدة لإلرادة المباشرة‬
‫للمشرع ‪ ،‬وليس ت نابعة من اإلرادة الذاتية لإلدارة ‪ ،‬وأعمال أخرى قانونية ‪ ،‬و التي تتجه فيها‬
‫إرادة اإلدارة إلى إحداث أثر قانوني معين مرتبط بمركز قانوني يحميه القانون سواء من خالل‬
‫إحداثه أو تعديله أو إلغائه ‪.‬‬

‫وعند لجوءها ألساليب القانون العام ‪ ،‬تتجه اإلدارة إلى االستفادة من امتيازات القانون‬
‫العام و السلطة العامة‪.‬حيث أنها تلجا إلى طرق غير مألوفة في القانون الخاص ‪ .‬ولها في ذلك‬
‫أن تسلك مسلكين ؛األول يتمثل في التصرفات القانونية التي تصدر عنها بإرادتها المنفردة‬
‫ودون أن ترتبط بقبول المعنيين بها وهي التي تتجسد في القرارات اإلدارية ‪ ،‬و الثانية هي التي‬
‫تتوافق فيها إدارة اإلدارة مع أشخاص ذاتيين أو معنويين غير أنها تخضع لشروط غير مألوفة‬
‫في المعامالت الخاصة و هي التي تتمثل في العقود اإلدارية ‪.‬‬

‫عليه‪ ،‬سنتناول في هذا المؤلف القرارات اإلدارية في الفصل األول مستعرضين مفهومها‬
‫وشروط مشروعيته ا وكذا آثارها وتنفيذها لنختم ذلك بانتهائها ‪.‬فيما سنخصص الفصل الثاني‬
‫للعقود اإلدارية وسنركز على تعريفها و أنواعها وآثارها مع بسط التشريع المغربي المنظم‬
‫لعقود الصفقات العمومية ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬القرار اإلداري‬

‫المبحث األول ‪ :‬تعريف القرار اإلداري‪:‬‬

‫لم ي ضع المشرع تعريفا محددا للقرار اإلداري‪ ،‬وهو ما انبرى إليه الفقه و االجتهاد‬
‫القضائي اإلداريين‪ .‬إذا اتجه الفقهاء و القضاة إلى اشتراط مجموعة من العناصر حتى تتوفر‬
‫في التصرف القانوني شروط القرار اإلداري ‪.‬‬
‫وهكذا اتجه القضاء اإلداري سواء في فرنسا آو المغرب إلى استلزام العناصر التالية‪:1‬‬
‫‪ -‬اإلفصاح أو التعبير ‪:‬إذ البد لإلدارة من اإلفصاح عن ما تريد القيام به ‪،‬وان يكون ذلك‬
‫بإرادتها المنفردة و الملزمة على أساس أن يشمل ذلك اإلرادة الصريحة و الضمنية ‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون القرار اإلداري صادرا عن سلطة إدارية ‪ :‬ويستوي في ذلك ان يكون القرار‬
‫صادرا عن سلطة مركزية سواء مع التركيز آو عدم التركيز من خالل المصالح الخارجية‬
‫لإلدارات العمومية أو اإلدارة الالمركزية سواء الترابية في شخص الجماعات الترابية آو‬
‫المرفقية من خالل المؤسسات العمومية ‪.‬‬
‫‪ -‬اإلرادة المنفردة ‪:‬ال يكفي لقيام القرار اإلداري أن يكون هناك إفصاح من جهة إدارية ‪،‬‬
‫وإنما البد أن يكون هذا اإلفصاح صادرا عن اإلرادة المنفردة لإلدارة ‪ ،‬أي عدم اشتراكها مع‬
‫أي جهة أخرى في ذلك ‪.2‬‬
‫‪ -‬إحداث وترتيب أثر قانوني ‪:‬البد لإلدارة من خالل القرار اإلداري ان تنصرف نيتها‬
‫على إحداث أثر قانوني ‪،‬وذلك بالتأثير في المراكز القانونية لألشخاص المخاطبين به ‪.‬غير ان‬
‫األثر القانوني قد ال يكتشف من واقعة اإلفصاح وإنما من أعمال مادية و إجراءات تنفيذية قامت‬

‫‪ 1‬انظر رافت خودة‪ :‬عناصر وجود القرار االداري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪ ،1999 ،‬ص ‪.26‬‬
‫‪ -‬حمدي ياسين عكاشة‪ :‬موسوعة القرار االداري في قضاء مجلس الدولة‪ ،‬الجزء االول‪ ،‬دار ابو مجد‪ ،‬القاهرة‪ ،2001 ،‬ص ‪12‬‬
‫‪ -‬محمد مرغيني‪ :‬المبادئ العامة للقانون االداري المغربي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬الرباط‪ ،1983 ،‬ص ‪.286‬‬
‫‪2‬‬
‫‪EL Yaagoubi Mohamed : « la décision administrative au Maroc entre le droit et la réalité », in droit et‬‬
‫‪pratique au Maroc, université sidi Mohamed ben Abdallah, Fès, 1994, p 111.‬‬

‫‪3‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫بها اإلدارة ‪ .‬وهنا ال تعد األعمال التحضيرية للقرار اإلداري بمثابة قرار إداري ألنها تفتقد إلى‬
‫الصبغة التنفيذية و النهائية ‪.‬‬
‫وإذا كان تعريف القرار اإلداري يعد عمال من أعمال الفقه ‪ ،‬فإن الفقه اختلف في تحديده‬
‫لمفهوم القرار اإلداري سواء في فرنسا آو في المغرب ‪.‬‬
‫وهكذا عرف بعض الفقه الفرنسي كالفقيه ‪ waline‬القرار اإلداري بأنه " التصرف‬
‫القانوني الذي يصدر عن اإلدارة المختصة بصفتها سلطة عامة ‪ ،‬وحيد الطرف وعلى ان يحدث‬
‫بحد ذاته آثارا قانونية "‪ ، 3‬في حين عرفه ‪ ، J .Rivero‬بأنه العمل الذي بموجبه تظهر‬
‫اإلدارة سلطتها بالتعديل المنفرد للمراكز القانونية "‪.‬‬
‫أما بعض الفقه المصري ‪ ،‬فقد عرفه محمود عاطف البنا بأنه " هو تعبير اإلدارة عن‬
‫إرادتها المنفردة و الملزمة بقصد إحداث أثر قانوني "‪.4‬‬

‫وعرفه بعض الفقه المغربي كاألستاذ عبد القادر باينة بأنه "الوسيلة القانونية التي تفصح‬
‫فيها اإلدارة عن إرادتها المنفردة والملزمة طبقا للقانون من أجل إحداث مراكز قانونية في‬
‫نطاق تحقيق المصلحة العامة"‪.5‬‬

‫إال أن هذا التعريف لقي انتقادات من بعض الفقه ‪2‬على أساس أنه لم يقتصر على تحديد‬
‫المقصود بالقرار اإلداري وذلك ببيان أركانه فحسب ‪ ،‬وإنما تعدى ذلك إلى بيان شروط صحته‬
‫و مشروعيته ‪ .‬وتكمن الفائدة العلمية من جراء التمييز بين أركان القرار اإلداري و شروط‬
‫صحته ‪ ،‬في تحديد القرار اإلدا ري المنعدم وتمييزه عن القرار اإلداري الباطل أو القابل‬
‫لإللغاء‪.‬إذ أن انعدام القرار اإلداري يتحقق نتيجة تخلف احد أركان القراراإلداري أما بطالنه‬
‫يترتب نتيجة مخافة القرار ألحد شروط مشروعيته ‪.‬‬

‫وهو ماجعل بعض الفقه يؤكد على عنصر اإلرادة ‪،‬أي أن يكون هناك تعبيرا أو إفصاحا‬
‫عن إرادة منفردة لإلدارة‪ .‬وهذا التعبير قد يكون إيجابيا كما قد يكون سلبيا‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪jean RIVERO-jean WALLINE :droit administrative, 18 édition, DALLOZ, 2000.‬‬
‫محمود عاطف البنا‪ :‬الوسيط في القضاء االداري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مطابع الطوبجي التجارية‪ 1991 ،‬ص ‪.257‬‬ ‫‪4‬‬

‫عبد القادر باينة‪ :‬الوسائل القانونية للنشاط االداري‪ ،‬منشورات زاوية‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬مطبعة العارف الجديدة‪ ،2006 ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪4‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫و إذا كانت عناصر القرار اإلداري تشكل شروطا الزمة لتحقق كيان القرار اإلداري‬
‫وطبيعته بحيث يؤدي انعدامها إلى انعدامه ‪ ،‬فإن أركان القرار اإلداري ترتبط بمشروعيته أو‬
‫عدم مشروعيته ‪ .‬ولكي يكون القرار اإلداري شرعيا يجب أن يتوفر على خمسة أركان‪ ،‬وغياب‬
‫أي ركن يؤدي إلى إلغاء القرار اإلداري باعتباره مخالفا لمبدأ الشرعية ويكون قابال لإللغاء‬
‫من قبل القضاء عن طريق دعوى اإللغاء ‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬تمييز القرار ات اإلدارية عن غيرها‬

‫يعتمد الفقه اإلداري عدة معايير للتمييز بين القرارات اإلدارية و غيرها ‪ ،‬ويمكن اإلشارة‬
‫في هذا الصدد إلى معيارين ‪:‬‬
‫‪ ‬المعيار الشكلي أو العضوي ؛‬
‫‪ ‬المعيار الموضوعي‪.‬‬
‫الفرع االول‪ :‬المعيار الشكلي في تمييز القرارات اإلدارية ‪:‬‬
‫يركز هذا المعيار على الجهة التي أصدرت القرار اإلداري ‪ ،‬فإذا تعلق األمر ب‪:‬‬
‫‪ -‬البرلمان فإننا نكون أمام قانون ؛‬
‫‪ -‬سلطة قضائية نكون أمام حكم قضائي ؛‬
‫‪ -‬سلطة إدارية نكون أمام قرار إداري ‪.‬‬
‫ويستحضر هذا التمييز الحالة التي نكون فيها أمام األعمال الصادرة عن السلطة التنفيذية‬
‫‪ .‬إذ نكون أمام القرارات اإلدارية عندما يتعلق األمر بممارسة السلطة التنظيمية المستقلة عن‬
‫السلطة التشريعية ‪ .‬بينما عندما تقوم السلطة التنفيذية بإصدار قرارات عالقة بسلطة دستورية‬
‫أخرى كالبرلمان‪ ،‬فإننا ال نكون أمام قرارات إدارية ‪.‬‬
‫إال أن هذا التمييز يصطدم بصعوبات عندما يتعلق بالقرارات التي يصدرها الملك في‬
‫المجال اإلداري ‪ .‬حيث استقر القضاء اإلداري المغربي قبل إحداث المحاكم اإلدارية وبعد‬
‫إنشاءها على تحصينها من الطعن القضائي على اعتبار أن الملك ال يعتبر سلطة إدارية‬
‫والقرارات الصادرة عنه في شكل ظهائر ال تعتبر قرارا إدارية ‪.6‬‬

‫‪ 6‬عبد الحافظ ادمينو – الششريف الغيوبي‪ :‬التنظيم االداري المركزي بالمغرب ‪ ،‬الطبعة األولى ‪6102 ،‬‬

‫‪5‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المعيار الموضوعي في تمييز القرارات اإلدارية عن غيرها‬

‫إذا كان المعيار الشكلي يركز على الجهة المصدرة للقرار ‪ ،‬حيث كلما كانت الجهة سلطة‬
‫إدارية إال واعتبرت قراراتها إدارية ‪ .‬فإن المعيار العضوي ينظر على مضمون القرار‬
‫وموضوعه‪.‬‬

‫وعليه فمثال نكون أمام قانون كل ما كان المضمون عاما وجردا و ملزما وال يعني‬
‫شخصا معينا بذاته ‪.‬ويمكن تطبيقه كلما توفرت شروط تطبيقه‪ .‬وتبعا لذلك نكون أمام عدم‬
‫التمييز بين القوانين الصادرة عن البرلمان و المراسيم التنظيمية التي تصدر عن السلطة‬
‫التنظيمية انطالقا من خاصيتي العمومية و التجريد ‪.‬‬

‫أما القرار فيتعلق بحاالت أو أشخاص معينة سواء في شكل قرارات فردية و التي ينتهي‬
‫أثرها بمجرد تنفيذها أو قرارات تنظيمية والتي تطبق كلما توفرت شروط تطبيقها ‪.‬‬

‫ولتجاوز هذا التداخل فعادة ما يتم االستناد من قبل القضاء للمعيارين معا حتى يتم تحديد‬
‫الطبيعة القانونية لهذه العمال و التصرفات القانونية‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬أركان القرار اإلداري‬

‫من خالل التعريف الذي تم تقديمه سلفا يمكن تحديد أركان القرار اإلداري في خمسة‬
‫أركان أساسية‪:‬‬

‫ركن االختصاص ‪ :‬والذي يتمثل في الصالحية القانونية الممنوحة لسلطة إدارية من اجل‬
‫اتخاذ قرار إداري بناء على النصوص القانونية سواء كانت دستورا أو تشريعا أو نصوصا‬
‫تنظيمية ؛‬
‫ركن الشكل ‪:‬والذي يحدد عادة في اإلجراءات و المساطر التي يجب أن يصدر القرار‬
‫اإلداري وفقها ‪ ،‬أي الشكل الذي يتطلبه القانون ؛‬

‫‪6‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫ركن السبب‪ :‬وتجسد في المبرر الدافع إلصدار القرار اإلداري ووجوده ‪ ،‬حيث اليعقل‬
‫أن يصدر قرار إداري بال سبب يدفع إليه ؛‬
‫ركن المحل ‪:‬وهو مضمون القرار و موضوعه ‪ ،‬ومضمون القرار اإلداري هو األثر‬
‫القانوني متى كان ممكنا وجائزا قانونا ؛‬
‫ركن الغاية ‪ :‬وهو الذي يتمثل في مبتغى و منتهى القرار اإلداري و الذي يجب أن يكون‬
‫دائما هو تحقيق المصلحة العامة ‪ ،‬أي أن الغاية من كل قرار إداري هي تحقيق المصلحة العامة‬
‫‪.‬‬
‫وقد حددت المادة ‪ 22‬من قانون القانون رقم ‪ 709.12‬المحدث بموجبه محاكم إدارية هذه‬
‫األركان عندما حددت سلطات القاضي اإلداري أثناء البت في طلبات اإللغاء بسبب تجاوز‬
‫السلطة المرفوعة إلى المحاكم اإلدارية في كل قرار إداري صدر من جهة غير مختصة أو‬
‫لعيب في شكله أو النحراف في السلطة أو النعدام التعليل أو لمخالفة القانون‪ ،‬يشكل تجاوزا في‬
‫استعمال السلطة‪ ،‬يحق للمتضرر الطعن فيه أمام الجهة القضائية اإلدارية المختصة‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ركن االختصاص في القرار اإلداري‬

‫ال يكفي أن تبين اإلدارة عن أسباب قراراتها وان تتخذها وفق المسطرة التي يحددها‬
‫القانون‪ ،‬بل يجب أن تكون مختصة التخاذ هذه القرارات‪.‬‬

‫يقتضي ركن االختصاص أن تعبير اإلدارة عن إرادتها المنفردة يجب ان يكون من الجهة‬
‫اإلدارية المخول لها ذلك ‪ .‬فبسبب تضخم األجهزة اإلدارية و تنوعها و اتساع أوجه نشاطها و‬
‫اختصاصاتها ‪ ،‬فإن المشرع يتدخل من أجل توزيع صالحية التعبير عن إرادة اإلدارة بين‬
‫مختلف األجهزة اإلدارية ‪.‬‬

‫‪ 7‬ظهير شريف رقم ‪ 1.191.225‬صادر في ‪ 22‬من ربيع االول ‪ 10( 1414‬شتنبر ‪ )1993‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 41.90‬المحديث بموجبه المحاكم‬
‫االدارية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 4227‬بتاريخ‪ 3‬نونبر ‪ ،1993‬ص ‪.2168‬‬

‫‪7‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫واالختصاص عموما هو القدرة القانونية على القيام بتصرف معين‪ ،‬فبالنسبة للقرارات‬
‫اإلدارية يعني قدرة الموظف قانونا على اتخاذ القرارات التي تدخل في نطاق صالحياته‪.‬‬

‫ويختلف عيب االختصاص عن اغتصاب السلطة‪ ،‬حيث أن هذا األخير هو في حقيقته‬


‫يشوب ركن اإلرادة في القرار اإلداري وذلك عندما يغتصب الفرد العادي ليس بينه وبين‬
‫اإلدارة أي عالقة وظيفية‪ ،‬اختصاص إداري ويصدر بشأنه قرار دون سند أو صفة‪ ،‬أو عندما‬
‫تقو م سلطة عامة خالف السلطة اإلدارية ‪ ،‬مثل السلطة التشريعية أو إحدى الهيئات الخاصة‬
‫سلطة اإلدارة و اختصاصاتها اإلدارية ‪.‬‬

‫بينما االختصاص يتصل بعنصر اإلرادة‪ ،‬أي انه يفترض أن ما صدر عن الجهة اإلدارية‬
‫أو الموظف من قرارات إدارية يشوبها عدم المشروعية كونها ليست من اختصاص هذا‬
‫الموظف أو تلك الجهة اإلدارية‪ ،‬وإنما تدخل ضمن اختصاصات موظف آخر أو جهة إدارية‬
‫أخرى‪ .‬وعليه فاالختصاص هو الصالحية القانونية لموظف معين أو جهة إدارية محددة في‬
‫اتخاذ قرار إداري ما تعبيرا عن إرادة اإلدارة‪.‬‬

‫ويعتبر االختصاص من النظام العام ويترتب عن ذلك انه ال يمكن ألية سلطة أن تتنازل‬
‫عن اختصاصاتها ‪،‬إال إذا كانت النصوص التشريعية أو التنظيمية تسمح بذلك‪ ,‬وحتى إذا تنازلت‬
‫عن البعض منها عن طريق التفويض فال يمكن أن تتنازل عن كل اختصاصاتها وخاصة في‬
‫المجال التنظيمي المكلفة به‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مبادئ االختصاص‪:‬‬

‫يرتبط االختصاص بثالث مبادئ تحدد مجال االختصاص وامتداداته الموضوعية‬


‫والمكانية والزمانية وتظهر هذه المبادئ في ثالثة أنواع‪:‬‬

‫االختصاص الموضوعي‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫االختصاص المكاني‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االختصاص الزماني‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪8‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫‪ ‬االختصاص الموضوعي (أو المادي)‪:‬‬

‫يعني أن تلتزم كل سلطة بموضوع ومضمون االختصاصات المنوطة بها وفق مختلف‬
‫النصوص الدستورية والتشريعية والتنظيمية‪ ،‬وعاد ة ما يحدد الدستور اإلطار العام عند‬
‫االختصاص الموضوعي إذ يحدد اختصاص رئيس الدولة وأعضاء الحكومة وكذلك اختصاص‬
‫السلطات األخرى التشريعية والقضائية‪ ،‬وداخل هذه السلطات يحدد الميادين التي تختص بها‬
‫كل سلطة‪ .‬وهكذا مثال في التنظيم اإلداري‪ ،‬نجد أن الحكومة والوزراء داخل الحكومة مختصين‬
‫باختصاصات معينة محددة في الظهير المؤسس والمكون للحكومة‪ .‬إذ تبين ميادين‬
‫االختصاصات الوزارية ثم المراسيم التنظيمية الخاصة بتنظيم تلك الوزارات وهيكلتها وتحديدا‬
‫اختصاصات مختلف السلطات اإلدارية داخل تلك الوزارات‪ .‬إذ تحدد النصوص اختصاصات‬
‫الرؤساء حسب المناصب التي يحتلونها وفي نفس الوقت تحدد اختصاصات المرؤوسين‪.‬‬
‫وكذلك في ميدان االختصاص يتم تحديده بين الوحدات اإلدارية والمركزية والوحدات غير‬
‫الممركزة وفي اختصاصات سلطات المراقبة عالقة بالسلطات اإلدارية الالمركزية ‪.‬‬

‫وهكذا يحدد الدستور المغربي لسنة ‪2299‬في بابه الخامس اختصاصات الحكومة وكذا‬
‫رئيسها سواء االختصاصات ذات الطبيعة التنفيذية من خالل الفصل ‪ 12‬منه أو التنظيمية طبقا‬
‫للفصل ‪ . 12‬كما يمنح الفصل ‪ 19‬لرئيس الحكومة سلطة التعيين في الوظائف المدنية في‬
‫اإلدارات العمومية ز في الوظائف السامية في المؤسسات و المقاوالت العمومية ‪ ،‬دون إخالل‬
‫بأحكام الفصل ‪01‬منه ‪ .‬كما منح اإلمكانية لرئيس الحكومة في تفويض هذه السلطة ‪.‬‬

‫فيما نص الفصل ‪19‬من الدستور على ان الوزراء مسؤولون عن تنفيذ السياسة الحكومية‬
‫كل في القطاع المكلف به ‪،‬كما يقومون بأداء المهام المسندة السهم من قبل رئيس الحكومة و‬
‫المحددة في المراسيم الخاصة بتحديد تنظيم واختصاصات الوزارات ‪ ,‬وعليهم اطالع مجلس‬
‫الحكومة على ذلك ‪ .‬ويمكن للوزراء تفويض جزءا من اختصاصاتهم ‪.‬‬

‫و في الباب التاسع حدد الدستور اهم اختصاصات الجماعات الترابية و رؤسائها ‪ ،‬ونص‬
‫الفصل ‪ 991‬منه على انه يقوم رؤساء مجالس الجهات و و رؤساء الجماعات الترابية األخرى‬

‫‪9‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫بتنفيذ مداوالت هذه المجالس و مقرراتها ‪.‬كما نص الفصل ‪902‬على ان الجهات و الجماعات‬
‫الترابية األخرى تتوفر على سلطة تنظيمية لممارسة صالحيتها ‪.‬‬

‫وعالقة بتح ديد اختصاصات والة الجهات و عمال األقاليم و العماالت ‪ ،‬نص الفصل‬
‫‪ 901‬على أن الوالة و العمال يقومون ب‪:‬‬

‫تمثيل السلطة المركزية في الجماعات الترابية ؛‬

‫العمل ‪،‬باسم الحكومة ‪ ،‬على تامين تطبيق القانون وتنفيذ النصوص التنظيمية للحكومة‬
‫ومقرراتها؛‬

‫ممارسة الرقابة اإلدارية ؛‬

‫مساعدة رؤساء الجماعات الترابية على تنفيذ المخططات و البرامج التنموية ؛‬

‫تنسق أنشطة المصالح الالممركزة لإلدارة المركزية والسهر على حسن سيرها تحت‬
‫سلطة الوزراء المعنيين ‪.‬‬

‫االختصاص المكاني‪:‬‬

‫يرتبط هذا االختصاص بالمجال الترابي‪ ،‬وترتبط بالتالي بمختلف الوحدات والتقسيمات‬
‫الترابية الموجودة بكل دولة‪ ،‬وهكذا في نطاق التراب الوطني نجد السلطات المركزية‪ ،‬الملك‪،‬‬
‫الحكومة‪ ،‬المؤسسات العمومية الوطنية‪ ،‬وفي نطاق عدم التركيز نجد الوحدات اإلدارية غير‬
‫الممركزة‪ .‬وكذالك األمر بالنسبة للوحدات الالمركزية في عالقتها بسلطة المراقبة ‪ .‬إذ يجب‬
‫أن تلتزم كل سلطة في ممارسة اختصاصاتها في الحدود المكانية المحددة لها وال يمكن لها أن‬
‫تخرج عنها وتتعدى الحدود الترابية المحددة لها‪ ،‬إال وتعرضت قراراتها لإللغاء لوجود عيب‬
‫في أحد أركانها وهو عيب عدم االختصاص المكاني والذي يتحقق عندما يصدر أحد موظفي‬
‫السلطة اإلدارية قرارا يتجاوز به الدائرة والنطاق اإلقليمي الذي له أن يمارس فيه اختصاصاته‪.‬‬
‫وهو مانص عليه مثال ‪ ،‬الفصل ‪902‬من الدستور عندما أكد على أن الجهات و الجماعات‬

‫‪10‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫الترابية األخرى في مجاالت اختصاصها ‪،‬وداخل دائرتها الترابية تتوفرعلى سلطة تنظيمية‬
‫لممارسة صالحيتها ‪.‬‬

‫‪ ‬االختصاص الزماني‪:‬‬

‫يرتبط االختصاص هنا بالزمن‪ ،‬وبالتالي ال يمكن لسلطات معينة أن تمارس اختصاصاتها‬
‫إال داخل فترات زمنية معينة فأعضاء الحكومة يمارسون اختصاصاتهم الوزارية ابتداء من‬
‫تعيينهم من قبل جاللة الملك إلى حين إعفائهم من هذه المهام‪ ،‬ويرتبط االختصاص الزماني‬
‫كذلك بالمراحل التي يجب أن تمارس فيها السلطات اإلدارية مهامها‪ ،‬فمثال بالنسبة لموظف‬
‫أحيل على التقاعد أو في عطلة رسمية أو توقف عن العمل ال يمكن أن يمارس اختصاصاته‬
‫اإلدارية ‪.‬وهو ما ينطبق أيضا بالنسبة للمجالس المنتخبة التي يتحدد اختصاصها الترابي انطالقا‬
‫من واليتها االنتدابية و المحددة في ست سنوات اللهم إذا لم تستطع هذه الهيئات االستمرار‬
‫لألسباب المحددة في القانون‪.‬‬

‫إذا كان االختصاص يستند إلى نص أو قاعدة قانونية لتمكين الجهاز اإلداري من تحقيق‬
‫أهدافه المبتغاة من خالل مباشرة االختصاص بنفسه ‪،‬فإنه قد تقتضي ظروف متغيرة أن يتولى‬
‫االختصاص أو جزء منه آخرين لتحقيق أهداف اإلدارة بصورة أوفى أو لضمان حسن سير‬
‫العمل االداري بصورة منتظمة ومض طردة ‪،‬وذلك من خالل أنظمة قانونية محددة من شانها‬
‫تعديل االختصاصات أو إعادة توزيعها بصورة مؤقتة وأهم هذه األنظمة هي التفويض والحلول‬
‫واإلنابة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬حاالت عدم تأثر ركن االختصاص‬

‫‪-9‬التفويض‪:‬‬

‫يرتبط التفويض أساسا بوجود أعباء إدارية رائدة مما يتطلب البحث عن طرق تخفيفها‬
‫بهدف تيسير العمل اإلداري وضمان استمرارية خدمات المرفق العمومي بانتظام واطراد وذلك‬
‫عبر تفويض بعض االختصاصات إلى موظفين آخرين أو سلطات إدارية أخرى ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫ويقصد بالتفويض أن تقوم سلطة إدارية مختصة باختصاصات معينة بنقل بعض هذه‬
‫االختصاصات إلى سلطة إدارية أخرى‪ ،‬وعلى خالف النظام االنجلوساكسوني الذي يعتبر‬
‫التفويض نظاما عاديا‪ ،‬فان النظام الالتيني يعتبره استثنائيا ويجب أن يمارس وفق قواعد معينة‬
‫لكي اليتم المساس بركن االختصاص في القرار اإلداري وتكون القرارات المتخذة من قبل‬
‫المفوض إليه و كأنها صادرة عن صاحب االختصاص األصلي ‪.‬ويحدد الفقه شروط أساسية‬
‫لممارسة التفويض‪:‬‬

‫‪ ‬ال يجوز ألية جهة إدارية أن تفوض لغيرها مباشرة اختصاصات لها دون‬
‫االسترشاد بنص تشريعي يسمح بذلك‪ ،‬أي أن التفويض ال يكون إال بنص في‬
‫مستوى النص الذي أجاز التفويض‪.‬‬
‫‪ ‬التفويض ال يكون كليا أو شامال لكافة اختصاصات او يعد ذلك تنازال باطال عن السلطة‬
‫وليس تفويضا لها‪ .‬مما يتنافى مع الحكمة من التفويض ويشل الجهة اإلدارية صاحبة‬
‫االختصاص ومصادرة وظيفتها‪.‬‬
‫‪ ‬ال تفويض في السلطات المفوضة إال إذا سمح بذلك صريح‪ ،‬إذ ال يجوز للمفوض إليه أن‬
‫يقوم بتفويض غيره في االختصاصات التي آلت إليه بطريق التفويض ما لم يسمح بذلك‬
‫نص‪ .‬إذ التفويض يكون في االختصاصات األصيلة للموظف وليس في االختصاصات‬
‫المفوض فيها‪ ،‬ومن ثم على المفوض إليه أن يزاول االختصاص المفوض اليه بنفسه‪.‬‬
‫‪ ‬ضرورة نشر قرار التفويض‪.‬‬

‫ويقسم الفقهاء التفويض إلى نوعين‪:‬‬

‫‪ -‬تفويض السلطة أو االختصاص‪.‬‬


‫‪ -‬تفويض التوقيع‪.‬‬
‫‪ 2-2‬تفويض السلطة أو االختصاص‪:‬‬

‫ضا" إلى مسؤول إداري‬


‫مفو ً‬
‫يقضي تفويض االختصاص بان يفوض مسؤول إداري " ِّ‬
‫مفوض إليه" لبعض اختصاصاته‪ ،‬ويتميز هذا النوع بالخصائص التالية‪:‬‬
‫آخر " َّ‬

‫‪12‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫يجب أن يتم بنص في إطار االختصاصات المخولة للمفوض‪ ،‬وقد يكون هذا‬ ‫‪‬‬
‫النص في صلب الدستور كما هو األمر بالنسبة للفصل ‪ 12‬من دستو ‪ 2299‬الذي ينص على‬
‫"يمارس رئيس الحكومة السلطة التنظيمية ‪ ،‬ويمكن أن يفوض بعض سلطه إلى الوزراء ‪".‬‬

‫أو كما ينص على ذلك الفصل ‪ 19‬الذي يمنح سلطة التعيين في الوظائف المدنية في‬
‫اإلدارات العمومية ‪ ،‬وفي الوظائف السامية في المؤسسات و المقاوالت العمومية ‪ ،‬دون إخالل‬
‫بأحكام الفصل ‪01‬من الدستور و الذي يمكنه تفويضها ؛‬

‫لم يبق للمفوض ا لذي فوض سلطة بعض اختصاصاته الحق في التدخل في‬ ‫‪‬‬
‫اإلختصاص الذي فوضه على عكس تفويض سلطة التوقيع؛‬
‫تبعا لذلك يبقى المفوض إليه هو المسؤول؛‬ ‫‪‬‬
‫يبقى دور المفوض على المفوض إليه محدودا في إطار الدور الذي يمارسه‬ ‫‪‬‬
‫الرئيس على مرؤوسه؛‬
‫يرتبط تفويض سلطة االختصاص بالوظيفة وليس بالشخص إذ يستمر تفويض‬ ‫‪‬‬
‫سلطة االختصاص ولو بانتفاء وجود احد الطرفين‪ :‬المفوض أو المفوض إليه‪ ،‬في حين أن‬
‫تفويض التوقيع هو مرتبط باألشخاص وينتهي بإنهاء احد الطرفين لممارسة المهام التي خولت‬
‫إليه‪.‬‬
‫‪ 0-2‬تفويض التوقيع‪:‬‬

‫إن المفوض ال يفوض االختصاص بل يفوض فقط التوقيع وتبقى سلطة االختصاص من‬
‫حق المفوض وبالتالي يوقع المفوض إليه عادة نيابة أو باسم أو بأمر من المفوض‪ ،‬ولكن من‬
‫حيث القوة القانونية تكون القرارات الصادرة عن المفوض إليه مرتبة القرارات الصادرة عن‬
‫المفوض ‪ ،‬وعلى عكس تفويض سلطة االختصاص يبقى للمفوض للتوقيع أن يتدخل في كل‬
‫وقت وحين بالتوقيع‪ .‬تبعا لذلك يبقى المفوض هو المسؤول‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫‪ :0‬الحلول‬

‫الحلول هو أن تحل السلطة إدارية محل سلطة إدارية أخرى إذا توفرت شروط معينة‬
‫ينص عليها القانون صراحة‪ ،‬يعني ال يكون الحلول إال بنص ويكون لشخص أو أشخاص يعينهم‬
‫القانون‪ .‬وسلطة الحلول تختلف عن سلطة التفويض‪ ،‬الن الحلول يواجه فقط حالة وجود ما‬
‫يحول بين المفوض وبين مباشرة اختصاصاته‪ ،‬مما يهدد االختصاصات المنظمة للجهاز‬
‫االداري إزاء غياب صاحب االختصاص وعدم مباشرة هذه االختصاصات‪ .‬والحلول مثله مثل‬
‫التفويض يفترض ان يكون هناك فرق نوعي يحدد حاالت الحلول ويحدد أسبابها‪ ،‬إذ تنص‬
‫القوانين التنظيمية للجماعات الترابية على حاالت حلول سلطة المراقبة محل المجالس المنتخبة‬
‫أو المنتخبين ‪.‬‬

‫وهكذا تحدد المادة‪ 77‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 999.90‬المتعلق بالجهات الحاالت‬
‫التي يتحقق فيها الحلول في ‪:8‬‬

‫‪ -‬توقيف أوحل مجلس الجهة ؛‬


‫‪ -‬استقالة نصف أعضاء المجلس المزاولين لمهامهم على األقل ؛‬
‫‪ -‬تعذر انتخاب أعضاء المجلس ألي سبب من األسباب ‪.‬‬
‫وعليه ‪ ،‬يجب على سلطة المراقبة ‪،‬أي السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية ‪ ،‬داخل أجل‬
‫‪ 91‬يوما الموالية لتحقق إحدى الحاالت المشار إليها سالفا‪ ،‬أن تعين لجنة خاصة يحدد عدد‬
‫أعضائها في خمسة أعضاء يكون من بينهم ‪ ،‬بحكم القانون‪ ،‬المدير العام للمصالح‪ .‬ويترأس‬
‫هذه اللجنة الخاصة والي الجهة ‪ ،‬ويمارس بهذه الصفة الصالحيات المخولة لرئيس المجلس‬
‫الجهوي بمقتضى هذا القانون التنظيمي ‪ .‬وتنحصر صالحيات هذه الجنة الخاصة في تصريف‬
‫األمور الجارية وال يمكن أن تلزم أموال الجهة فيما يتجاوز الموارد المالية المتوفرة في السنة‬
‫المالية الجارية ‪ .‬وتنتهي مهام الجنة الخاصة بعد انصرام مدة توقيف المجلس أو إعادة انتخابه‪.‬‬

‫‪ 8‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.83‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7( 1436‬يوليوز ‪ )2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 23 ،6380‬يوليوز ‪ ،2015‬ص ‪.6585‬‬

‫‪14‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫كما نجد إمكانية حلول مسؤول إداري محل مسؤول إداري آخر مختص في ظروف‬
‫استثنائية ومحددة قانونا ‪ ،‬كما هو الوضع بالنسبة لما نصت عليه المادة ‪ 71‬من القانون‬
‫التنظيمي المتعلق بالجهات‪90-999‬التي أجازت لوالي الجهة الحلول محل الرئيس الذي امتنع‬
‫عن القيام بالمهام المسندة إليه‪ ،‬وذلك بعد إقرار القضاء اإلداري بحالة االمتناع هاته‪.‬‬

‫"أوجه الخالف بين التفويض والحلول"‬

‫يفترض الحلول غياب الموظف األعلى نتيجة وجود مانع يحول بينه وبين‬ ‫‪‬‬
‫ممارسة اختصاصاته‪ ،‬أما التفويض فانه يقوم في وجود المفوض واستمراره في مباشرة عمله‪.‬‬
‫إذا تحقق غياب صاحب االختصاص األصلي حل محله فورا الحال ‪،‬وذلك دون‬ ‫‪‬‬
‫حاجة إلى وجود قرار بذلك ال من صاحب االختصاص وال من غيره‪ ،‬فالحلول يتم بقوة القانون‬
‫بصورة آلية بمجرد تحقيق سببه‪ .‬أما في التفويض فالبد من صدور قرار التفويض من صاحب‬
‫االختصاص األصلي‪.‬‬
‫الحلول يكون شامال وال يكون جزئيا على خالف التفويض‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ :3‬اإلنابة ‪:l’intérim‬‬

‫تفترض اإلنابة مثلها في ذلك مثل الحلول وجود مانع مؤقت يمنع صاحب االختصاص‬
‫األصلي ويحول بينه وبين ممارسة اختصاصاته ‪ ،‬فتتصدى سلطة أخرى غير صاحب‬
‫االختصاص األصلي‪ .‬وهي غالبا السلطة األعلى منه مرتبة وتعين من ينوب عنه ‪.‬‬

‫ويتولى مباشرة اختصاصاته إلى أن يزول المانع وذلك ضمانا لسير المرفق العام بانتظام‬
‫واضطراد‪.‬‬

‫لكن اإلنابة تختلف عن الحلول في أنها ال تتحقق بقوة القانون وبصورة آلية وإنما تحتاج‬
‫إلى قرار يصدر بتعيين النائب وذلك من الجهة التي يحددها النص القانوني الذي يجيز اإلنابة‪،‬‬
‫ال من الجهة التي تقع في قمة الجهاز االداري‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫ويقوم النائب بكافة اختصاصات األصيل أثناء غيابه سواء كانت اختصاصات أصلية أو‬
‫مفوضة إليه باإلضافة إلى اختصاصات النائب نفسه‪ ،‬وتعتبر أعمال النائب المتصلة‬
‫باختصاصات جهة االختصاص من حيث قوتها اإللزامية لو كانت صادرة من المختص‬
‫األصلي نفسه ويسال عنها النائب مدنيا تجاه اإلدارة وتجاه الغير كما يسال عنها تأديبيا‪.‬‬

‫وتنتهي اإلنابة بقوة القانون بانتهاء مدتها إذ حددها قرار تعيين النائب أو بزوال الظرف‬
‫الذي أدى إليها وعودة صاحب االختصاص الغائب أو بصدور قرار آخر ينهي اإلنابة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬ركن الشكل أوركن التعبير عن اإلرادة وفق الشكل الذي يفرضه القانون‬

‫إن القرار االداري ككل عمل قانوني‪ ،‬هو تعبير وإفصاح عن إرادة اإلدارة بقصد إحداث‬
‫أثر قانوني‪ ،‬ومع ذلك يجب أن يتخذ هذا اإلفصاح شكال خارجيا حتى يترتب عليه أثر قانوني‬
‫وطالما انه لم تراع فيه هذه الشكلية فال اثر له‪.‬‬

‫ويقصد بالشكل القواعد اإلجرائية الشكلية التي أوجب القانون على رجل اإلدارة مراعاتها‬
‫قبل صدور القرار اإلداري‪ .‬وإذا كانت معظم القرارات اإلدارية هي قرارات مكتوبة وفق شكل‬
‫ومسطرة معينة ومضبوطة فيمكن للقرار اإلداري أن يتخذ شكال شفويا‪ .‬وهكذا يمكن أن يكون‬
‫شفويا أو كتابيا‪ ،‬ويمكن أن يكون ضمنيا مفترضا تمضي مدة زمنية معينة على تقديم الطلب أو‬
‫التظلم دون أن ترد اإلدارة على صاحب الشأن‪.‬‬

‫ويمكن أن يكون القرار اإلداري باإلشارة‪ ،‬كما هو الشأن مثال في إشارات شرطي‬
‫المرور الذي يتخذ قرارات توجيه السائقين والراجلين‪.‬‬

‫وعليه ‪ ،‬فاألصل أن تكون القرارات اإلدارية الصادرة عن اإلدارة مكتوبة لكي يتحقق‬
‫الطعن فيها أمام اإلدارات التي أصدرتها أو أمام المحكمة اإلدارية المختصة‪.‬‬

‫ويمكن تحديد اإلجراءات الخاصة بالتعبير عن إرادة اإلدارة في نطاق القرارات اإلدارية‬
‫تبعا للمراحل التي تمر منها ‪ .‬والتي يمكن تحديدها في مرحلتين أساسيتين ‪:‬‬

‫مرحلة تحضير القرار اإلداري؛‬ ‫‪‬‬

‫‪16‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫مرحلة اإلعالن عن القرار اإلداري‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تحضير القرار اإلداري‪:‬‬

‫قد يفرض القانون على اإلدارة إتباع مسطرة معينة في تحضير القرار مثل عرض‬
‫مشروع القرار على هيئة تداولية ‪ ،‬كما هو الشأن لما ينص عليه الدستور المغربي في الفصل‬
‫‪ 12‬عندما أكد على ضرورة عرض مشاريع المراسيم التنظيمية على المجلس الحكومي ‪،‬‬
‫وكذلك تعيين الكتاب العامين ومديري اإلدارات المركزية باالدارات العمومية ‪ ،‬ورؤساء‬
‫الجامعات والعمداء ‪ ،‬وباقي المسؤولين الواردين في الئحة الوظائف التي يعين فيها بمرسوم‬
‫في المجلس الحكومي طبقا للقانون التنظيمي ‪29.92‬المعدل والمتمم للقانون التنظيمي رقم‬
‫‪22.92‬المتعلق بالتعيين في المناصب العليا ‪.9‬‬

‫أو كما تنص عليه القوانين التنظيمية للجماعات الترابية ‪ ،‬كما هو األمر مثال بالنسبة‬
‫للجماعات ‪،‬حيث تحدد المادة ‪ 12‬من القانون التنظيمي ‪ 10999.90‬المجاالت التي يجب على‬
‫مجلس الجماعة التداول فيها ‪ ،‬وكل تعرض من قبل سلطة المراقبة ‪،‬على القضايا التي تمت‬
‫خارج اختصاص هذه المجالس أو فيها خرق ألحكام القانون التنظيمي والنصوص القانونية‬
‫األخرى ‪ ،‬يجب أن يبلغ إلى رئيس المجلس داخل أجل ال يتعدى الثالثة أيام من تاريخ التوصل‬
‫بالمقرر‪ ،‬والذي يجب أن يكون معلال ‪ .‬وعند عدم التعرض عليها في هذه اآلجال تكون هذه‬
‫المقررات قابلة للتنفيذ ‪.‬‬

‫كما قد يفرض القانون أيضا شروطا لكي تكتسب القرارات اإلدارية الطابع التنفيذي كما‬
‫هو وارد مثال في المادة ‪991‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات والتي تنص على أن‬
‫مقررات المجلس المتعلقة ب‪:‬‬

‫‪ -‬برنامج عمل الجماعة ؛‬

‫‪ 9‬ظهير شريف رقم ‪ 1.12.20‬صادر في ‪ 27‬من شعبان ‪ 17( 1433‬يوليوز ‪ )2012‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 02.12‬المتعلق بالتعيين في‬
‫المناصب العليا تطبيقا الحكام الفصلين ‪ 49‬و‪ 52‬من الدستور‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 19 ،6066‬يوليوز ‪ ،2012‬ص ‪ ،4235‬والمعدل بمقتضى‬
‫القوانين ‪ ،12.14‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 11 ،6368‬يوليوز ‪ ،2015‬والقانون رقم ‪ 23.16‬اجريدة الرسمية عدد ‪ 11( 6490‬غشت ‪)2016‬‬
‫والقانون رقم ‪ 21.17‬ج‪.‬ر عدد ‪ 26 ،6659‬مارس ‪.2018‬‬
‫‪ 10‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.85‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7( 1436‬يوليوز ‪ )2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجهات‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 23 ،6830‬يوليوز ‪ ،2015‬ص ‪6660‬‬

‫‪17‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫‪ -‬المقرر المتعلق بالميزانية؛‬


‫‪ -‬المقرر القاضي تنظيم إدارة الجماعة و تحديد اختصاصاتها ؛‬
‫‪ -‬المقررات ذات الوقع المالي على النفقات أو المداخيل ؛‬
‫‪ -‬المقرر المتعلق بتسمية الساحات و الطرق العمومية عندما تكون هذه التسمية تشريفا‬
‫عموميا أو تذكيرا بحدث تاريخي ‪.........‬‬
‫إذ أن هذه المقررات ال تكون قابلة للتنفيذ إال بعد التأشير عليها من قبل عامل العمالة أو‬
‫اإلقليم أو من ينوب عنه‪ ،‬داخل أجل عشرون يوما من تاريخ التوصل بها من رئيس المجلس‬
‫الجماعي‪.‬‬
‫وقد يفرض القانون أحيانا ضرورة عرض مشروع القرار على هيئة استشارية قبل‬
‫إصداره كما هو الشأن بالنسبة لما ينص عليه الفصل ‪ 22‬من النظام األساسي العام للوظيفة‬
‫العمومية‪ ، 11‬حيث ينص على انه وباستثناء عقوبتي اإلنذار و التوبيخ التي يمكن إنزالهما‬
‫بقرار معلل تصدره السلطة التي لها حق التأديب من غير استشارة المجلس التأديبي ولكن بعد‬
‫اإلدالء ببيانات المعني باألمر ‪ ،‬فإن العقوبات األخرى ال تتخذ إال بعد استشارة المجلس التأديبي‬
‫التي تحال عليه القضية من طرف السلطة التي لها حق التأديب ‪...‬‬
‫كما قد يفرض القانون قبل إصدار القرار اإلداري إتاحة الفرصة لمن يتخذ‬
‫القرار ضده لممارسة حق الدفاع‪( .‬كما هو الشأن بالنسبة للمجالس التأديبية بالوظيفة العمومية‬
‫أو مجالس الكليات‪. ) ...‬وتعتبر االستشارة عمال تحضيريا‪ ،‬لهذا فالرأي االستشاري الصادر‬
‫عن هذه الهيئات ال يعتبر قرارا إداريا قابال للتنفيذ‪.‬‬

‫كذلك فان الهيئات اإلدارية المقررة مطالبة باتخاذ قراراتها باحترام الشروط القانونية‬
‫الخاصة بذلك‪ ،‬سواء من حيث التركيبة أ والنصاب القانوني وطرق المداولة والتصويت كما‬
‫هو األمر بالنسبة لمجالس الجماعات الترابية ‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 02‬من القانون التنظيمي‬
‫المتعلق بالجماعات على مداوالت المجلس ال تكون صحيحة إال بحضور أكثر من نصف‬
‫أعضائه المزاولين مهامهم عند افتتاح الدورة‪ ،‬وإذا لم يكتمل النصاب القانوني للمجلس بعد‬

‫‪ 11‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.008‬صادر في ‪ 4‬من شعبان ‪ 24( 1377‬فبراير ‪ )1958‬بشان النظام االساسي العام للوظيفة العمومية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 23 ،6830‬يوليوز ‪ ،2015‬ص ‪6660‬‬

‫‪18‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫استدعاء أول‪ ،‬يوجه استدعاء ثان في ظرف ثالثة أيام على األقل وخمسة أيام على األكثر بعد‬
‫اليوم المحدد لالجتماع األول‪ ،‬ويعد التداول صحيحا بحضور أكثر من نصف عدد األعضاء‬
‫المزاو لين مهامهم عند افتتاح الدورة‪ .‬وإذا لم يكتمل النصاب القانوني المشار إليه أعاله في‬
‫االجتماع الثاني‪ ،‬يجتمع المجلس بالمكان نفسه وفي الساعة نفسها بعد اليوم الثالث الموالي من‬
‫أيام العمل ‪ ،‬وتكون مداوالته صحيحة كيف ما كان عدد األعضاء الحاضرين ‪ .‬وكل تخلف‬
‫ألعضاء المجلس عن حضور جلسات الدورة أو االنسحاب منها اليؤثر على مشروعية النصاب‬
‫وذلك إلى حين انتهائها‪.‬‬

‫وهكذا يحدد القانون التنظيمي للجماعات النصاب المطلوب لصحة المداوالت و النصاب‬
‫المحتسب في عملية التصويت ‪.‬‬

‫‪ -‬نصاب صحة المداوالت(م ‪)02‬‬


‫يحتسب النصاب القانوني عند افتتاح الدورة‪ ،‬وكل تغير يحصل فيه خالل انعقادها ال يؤثر‬
‫على مشروعية النصاب إلى حين انتهاء الدورة‪.‬‬
‫ال تصح مداوالت المجلس إال بحضور أكثر من نصف عدد أعضائه المزاولين مهامهم عند‬
‫افتتاح الدورة‪ ،‬وفي حالة تخلف هذا الشرط يوجه استدعاء ثاني في ظرف ثالثة (‪ )9‬أيام على‬
‫األقل وخمسة (‪ )1‬على األكثر بعد اليوم المحدد لالجتماع األول‪ .‬ويعد التداول صحيحا بحضور‬
‫أكثر من نصف عدد أعضائه المزاولين مهامهم عند افتتاح الدورة وإذا تخلف هذا الشرط للمرة‬
‫الثانية يجتمع المجلس في المكان نفسه والساعة نفسها بعد اليوم الثالث الموالي من أيام العمل‬
‫وفي هذه الحالة تكون مداوالت المجلس صحيحة بغض النظر عن عدد األعضاء الحاضرين‬
‫‪-‬عملية التصويت داخل المجلس (م ‪)09‬‬
‫تتخذ مقررات المجلس باألغلبية المطلقة لألصوات المعبر عنها ‪.‬‬
‫تستثنى من القاعدة أعاله بعض القضايا التي يشترط العتمادها األغلبية المطلقة لألعضاء‬
‫المزا ولين مهامهم وفي حالة تعذر هذا الشرط تعقد جلسة ثانية يشترط فيها الحصول على‬
‫األغلبية المطلقة لألصوات المعبر عنها فقط وفي حالة التعادل يرجح الجانب الذي يكون فيه‬
‫الرئيس ويدرج في المحضر بيان التصويت الخاص بكل مصوت وفيما يلي القضايا المحددة‬
‫على سبيل الحصر (م‪:)09‬‬
‫‪ -‬برنامج عمل الجماعة؛‬

‫‪19‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫إحداث شركات التنمية المحلية أو تغيير غرضها أو المساهمة في رأسمالها أو الزيادة‬ ‫‪-‬‬
‫فيه أو خفضه أو تفويته؛‬
‫طرق تدبير المرافق العمومية التابعة للجماعة؛‬ ‫‪-‬‬
‫الشراكة مع القطاع الخاص؛‬ ‫‪-‬‬
‫العقود المتعلقة بممارسة االختصاصات المشتركة مع الدولة والمنقولة من هذه األخيرة‬ ‫‪-‬‬
‫إلى الجماعة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اإلعالن عن القرار اإلداري‬

‫تبعا للقاعدة المعروفة ال يعذر أحد بجهله للقانون‪ ،‬لكن البد من أن يتم اإلعالن عن هذا‬
‫القانون‪ .‬وتطبق هذه القاعدة على القرارات اإلدارية‪ ،‬إذ ال يمكن تطبيقها إال بعد اإلعالن عنها‬
‫وعادة ما تتبع طريقتين أو هما معا‪ :‬النشر والتبليغ‪ .‬وفي بعض الحاالت قد يُعتد بالعلم اليقيني‬
‫فقط دون النشر والتبليغ‪.‬‬

‫النشر ‪ :‬هو الوسيلة التي من خاللها يبلغ إلى علم العموم‪ ،‬وبالتالي ال يمكن أن‬ ‫أ)‬
‫يحتج به ضد الغير أن لم ينشر‪ ،‬ويتم هذا النشر عادة بالنسبة للقوانين التنظيمية في الجريدة‬
‫الرسمية‪ .‬وهناك نصوص تفرض إلزامية هذا النشر كما أن النشر قد يتم في بعض الصحف أو‬
‫بالتعليق كما هو األمر بالنسبة لمقرارات و قرارات المجالس الجماعية‪.‬‬
‫التبليغ ‪ :‬ال يمكن تطبيق قرار إداري معين في حق شخص معين إال بعد تبليغه‬ ‫ب)‬
‫هذا القرار وإذا كانت القرارات اإلدارية تعني مجموعة من األشخاص المحددين فيمكن لإلدارة‬
‫أن تكتفي بنشرها وتبقى شرعية‪ ،‬لكن ال يعتد بها تجاه المعنيين باألمر وال يمكن تطبيقها عليهم‪.‬‬
‫وقد أكد المجلس األعلى في ‪ 27‬يوليوز ‪ 197912‬على انه تكون العبرة بتاريخ النشر بالنسبة‬
‫للمقررات التنظيمية المتعلقة بطائفة من الناس مجهولي الهوية وغير محددة أعدادهم‪ .‬أما‬
‫القرارات الفردية والقرارات الجماعية المتعلقة بعدد محدد من األشخاص معروفة أسماؤهم‬
‫وعناوينهم أو يمكن التعرف عليها‪ ،‬فان اجل الطعن فيها ال يبتدئ إال من يوم التبليغ القرار لمن‬
‫بهمه تبليغا قانونيا‪.‬‬

‫‪ 12‬قرار رقم ‪ 257‬في الملف االداري بتاريخ ‪ 27‬يوليوز ‪ 1979‬في الملف االداري رقم ‪71.900‬‬

‫‪20‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫ولهذا نالحظ أ ن القضاء يتشدد في حالة التبليغ التي تؤدي لمن يعنيه القرار لهذا مثال ال‬
‫يمكن إرسال القرار بالبريد المضمون ليعتبر انه تم تبليغه‪ ،‬بل يجب أن يتم التأكيد من توصل‬
‫المعني باألمر بالقرار‪.‬‬

‫وبالنسبة للتبليغ عن طريق البريد المضمون‪ ،‬نشير أن هذا النوع من التبليغ ال يعتبر‬
‫صحيحا إال إذا كان مرفقا بشهادة "اإلشعار بالتوصل" موقعا عليه من لدن المرسل إليه وإال‬
‫اعتبر التبليغ الغيا‪.13‬‬

‫العلم اليقيني‪ :‬يعتبر العلم اليقيني وسيلة من والوسائل التي يتم التأكد من اإلعالن‬ ‫ت)‬
‫عن القرار اإلداري ‪ ،‬إذ متى قام الدليل القاطع على على علم المعني بالقرار بأية وسيلة من‬
‫وسائل اإلخبار بما يحقق الغاية من اإلعالن ولو لم يقع هذا اإلعالن بالفعل ‪ ،‬فإن العلم يقوم‬
‫مقام اإلعالن أو النشر ويترتب عليه أثره من حيث سريان أجل الطعن ‪ .‬وحدد االجتهاد القضائي‬
‫ركائز العلم اليقيني في ركيزتين ‪:‬‬
‫‪-‬أن يكون يقينيا ال ظنيا وثابتا ال افتراضيا ؛‬
‫‪ -‬أن يكون شامال لجميع عناصر القرار بما يمكن المعني به من تحديد مركزه القانوني‬
‫بالنسبة لهذا القرار ‪.‬‬

‫وأكد المجلس األعلى بتاريخ ‪ 24‬نونبر ‪ 1978‬في قضية السالوي ضد وزير السكنى‬
‫والتعمير " أن اإلدارة لم تدل بما يفيد تبليغ المعني باألمر بالمقرر المطعون فيه‪ ،‬او بما يفيد‬
‫علمه به علما يقينا وسائر عناصره فان تاريخ تحرير رسالة التظلم هو تاريخ بدء علمه بالمقرر‬
‫المطعون فيه‪.14‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬ركن السبب‬

‫‪ 13‬حكم عدد ‪ 135‬بتاريخ ‪ 5‬يوليوز ‪ 1975‬في قضية محمد المطيلي ضد وزير التعليم العالي والثانوي والتقني‪ ،‬منشور في مجموعة قرارات‬
‫المجلس األعلى بالغرفة اإلدارية ‪ 1972-1971‬ص ‪.275-273‬‬
‫‪ 14‬حكم الغرفة االدارية عدد ‪ 469‬بتاريخ ‪ 24‬نونبر ‪1978‬‬

‫‪21‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫يتمثل ركن السبب في القرار اإلداري في مجموعة الوقائع التي تسبق القرار وتدفع إلى‬
‫إصداره‪ .‬وعليه يكون السبب هو وجود واقعة ال عالقة لإلدارة بها تفرض اتخاذ القرار‪ ،‬وفي‬
‫جميع الحاالت ال يمكن لإلدارة أن تتخذ أي قرار بدون وجود سبب له‪.‬‬

‫والسبب إما يؤدي إلى القيام بعمل كاتخاذ القرار بتوقيف أو ترقية موظف ما‪ ،‬أو منح‬
‫رخصة إذا توفرت الشروط الضرورية لذلك‪.‬‬

‫ومن أمثلة الحالة الواقعية‪ ،‬حدوث اضطرابات أو مظاهرات تدفع اإلدارة إلى قرار إداري‬
‫بقمعها بالقوة‪ .‬ومن أمثلة الحالة القانونية‪ ،‬حدوث شغور في منصب وظيفي معين تدفع اإلدارة‬
‫إلى إصدار قرارا إداري بتعيين الشخص المستوفي لشروط الوظيفة العمومية‪.‬‬

‫وغالبا ما يتجه المشرع إلى منح اإلدارة قدرا مهما من السلطة التقديرية في ممارسة‬
‫اختصاصاتها ‪ ،‬إال أنه يخضع سلطتها هاته لرقابة القاضي اإلداري‪.‬فما دام القرار اإلداري‬
‫تصرفا قانونيا ‪ ،‬فإن أي تصرف قانوني ال يقوم إال بسببه ‪ .‬فعلى الرغم من أن قرارات اإلدارة‬
‫تتصف بقرينة السالمة ‪ ،‬فان السبب يظل ركنا أساسيا من أركان القرار اإلداري وتخلفه يؤدي‬
‫إلى بطالن القرار اإلداري ‪.‬‬

‫إال أنه ال يجب الخلط بين التعليل والسبب في القرار اإلداري‪ ،‬الن لكل منهما إطاره‬
‫الخاص‪ .‬فالمقصود بالتعليل حسب المادة األولى من القانون رقم ‪ 01.03‬المتعلق بإلزام‬
‫اإلدارات العمومية والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية بتعليل قراراتها "‪:15‬هو اإلفصاح‬
‫كتابة في صلب القرار اإلداري عن األسباب القانونية والواقعية التي كانت وراء اتخاذه"‪.‬‬
‫وبالتالي فالتعليل إجراء شكلي يندرج ضمن شروط المشروعية الخارجية التي ترتبط بالمظهر‬
‫الخارجي للقرار اإلداري‪ ،‬وهو إجراء ال يكون الزما إال إذا نص عليه القانون صراحة‪ .‬أما‬
‫بخصوص السبب فهو من العناصر أو األركان الموضوعية التي تندرج في إطار شروط‬
‫المشروعية الداخلية للقرار اإلداري والتي ترتبط بالمحتوى الداخلي للقرار‪ .‬ويترتب عن غياب‬
‫ركن السبب بطالن القرار اإلداري‪ ،‬في حين أن افتقاد القرار اإلداري لشكلية التعليل ال يترتب‬

‫‪ 15‬ظهير شريف رقم ‪ 10.02.202‬صادر في ‪ 12‬جمادى األولى ‪ 23( 1423‬يوليو ‪ )2004‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 01.03‬بشان إلزام اإلدارات‬
‫العمومية والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية بتعليل قراراتها اإلدارية‪ ،‬جريدة رسمية عدد ‪ 12 ،5029‬غشت ‪ ،2002‬ص ‪.2282‬‬

‫‪22‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫عليه إال إذا نص القانون على ذلك صراحة‪ .‬وال تكون اإلدارة من حيث المبدأ ملزمة شكال‬
‫بإظهار األسباب المؤدية إلى اتخاذ قراراتها‪ ،‬وذلك الن هذه األخيرة موصوفة بقرينة السالمة‬
‫ما دام لم يثبت العكس‪.‬‬

‫وقد يفرض المشرع في بعض الحاالت بصفة صريحة على اإلدارة ضرورة تسبيب قراراتها‬
‫ونذكر منها مثال معظم القرارات الصادرة عن سلطات المراقبة عبر عالقتها مع مجالس‬
‫الجماعات الترابية كما هو الشأن لما تقرره المادة ‪ 997‬بخصوص النظام الداخلي للمجلس‪.‬‬
‫إذ على عامل العمالة او اإلقليم مقرر مداولة المجلس القاضي بالموافقة على النظام‬
‫الداخلي مع إرفاق نسخة من هذا النظام الداخلي‪ ،‬وبعد ثمانية (‪ )1‬أيام من تاريخ توصل العامل‬
‫بالمقرر يدخل النظام الداخلي حيز التنفيذ إذا لم يتعرض عليه عامل العمالة أو اإلقليم (م ‪)92‬‬
‫الذي بمقتضى المادة ‪ 997‬يحق له تقديم تعرضه مع التعليل إلى مجلس الجماعة داخل اجل ال‬
‫يتعدى ثالثة (‪ )9‬أيام من أيام العمل ابتداء من تاريخ التوصل بالمقرر‪ .‬ويترتب عن هذا التعرض‬
‫إجراء المجلس لمداولة جديد فيما يخص التصويت على مشروع النظام الداخلي وفي حالة عدم‬
‫االستجابة لطلب التعرض يمكن لعامل العمالة أو اإلقليم اللجوء إلى القضاء اإلستعجالي لدى‬
‫المحكمة اإلدارية لوقف تنفيذ النظام الداخلي إلى حين بث المحكمة في األمر‪.‬‬

‫وتحدد المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 01.03‬الصادر في ‪ 23‬يوليوز ‪ 2002‬القرارات التي يجب‬
‫تعليلها مع اإلشارة إلى بعض االستثناءات الواردة في أحكام المادتين ‪ 3‬و‪.4‬‬
‫‪ -‬القرارات المرتبطة بممارسة الحريات العامة أو التي تكتسي طابع إجرائي‬
‫ضبطي؛‬
‫‪ -‬القرارات اإلدارية القاضية بإنزال عقوبة إدارية أو تأديبية؛‬
‫‪ -‬القرارات اإلدارية التي تقيد تسليم رخصة أو شهادة أو وثيقة إدارية أخرى بشروط‬
‫أو تفرض أعباء غير منصوص عليها في القوانين واألنظمة الجاري بها العمل؛‬
‫‪ -‬القرارات اإلدارية القاضية بسحب أو إلغاء قرار منشئ لحقوق؛‬
‫‪ -‬القرارات اإلدارية التي تستند على تقادم أو فوات اجل أو سقوط حق؛‬
‫‪ -‬القرارات اإلدارية التي ترفض منح امتياز يعتبر الحقا لألشخاص الذين تتوافر‬
‫فيهم الشروط القانونية‪.‬‬

‫واستثنت المادة الثالثة من هذا القانون من إلزامية تعليل القرارات اإلدارية التي يقتضي‬
‫األمن الداخلي والخارجي عدم تعليلها‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫كما استثنت المادة الرابعة القرارات اإلدارية الفردية التي تتخذها اإلدارة في حالة‬
‫الضرورة أو الظروف االستثنائية التي يتعذر تعليلها ال تكون مشوبة بعدم الشرعية بسبب عدم‬
‫تعليله ا وقت اتخاذه‪ ،‬غير انه يحق للمعني باألمر تقديم الطلب إلى الجهة مصدر القرار داخل‬
‫اجل ‪ 30‬يوما من تاريخ التبليغ الطالعه على األسباب الداعية إلى اتخاذ القرار السلبي الصادر‬
‫لغير فائدته‪ .‬وعلى اإلدارة أن تجيب عن طلب المعني داخل اجل ‪ 15‬يوما من تاريخ توصلها‬
‫بالطلب‪.‬‬
‫وعليه ‪ ،‬فإن التعليل يرتبط بالشكليات الجوهرية عندما ينص القانون صراحة على‬
‫ضرورة تعليل القرارات اإلدارية ‪.‬و ال يرتبط بركن السبب الذي يكشف عن األسباب و الوقائع‬
‫القانونية و المادية التي كانت وراء إصدار القرار اإلداري أصال ‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬ركن المحل‬

‫يتمثل محل القرار االداري أو موضوعه في األثر القانوني المترتب عن القرار حاال‬
‫ومباشرة ‪ ،‬سواء كان ذلك بإنشاء مركز قانوني معين أو بتعديل أو بإنهاء مركز قانوني قائم‪.‬‬

‫وهو الذي قد يقضي مثال بتعيين موظف في وظيفة معينة‪ ،‬أو بالتعديل كصدور قرار‬
‫إداري يقضي بترقية موظف في وظيفة معينة ‪،‬أو باإللغاء كصدور قرار إداري يقضي بإغالق‬
‫أحد المحالت المقلقة للراحة العامة‪.‬‬

‫وحيث أن محل القرار آو موضوعه يجب أن يكون مشروعا ‪ ،‬فال يمكن لإلدارة أن تتخذ‬
‫قرارا مخالفا للقانون سواء للدستور أو للتشريع آو للقرارات التنظيمية أو للمبادئ العامة للقانون‬
‫وأحيانا للعرف واالجتهاد القضائي‪.‬‬

‫ويشترط في محل القرار اإلداري تحت طائلة البطالن لمخالفة القانون أن يكون‪:‬‬

‫‪ -‬أن يكون إحداثه وتحقيقه‪ ،‬أما إذا كان من المستحيل ترتيب األثر القانوني للقرار‬
‫اإلداري فانه بالتالي يصبح منعدما وال وجود له من الناحية القانونية‪.‬‬
‫‪ -‬أن يكون مشروعا بمعنى أن يكون من الجائز تحقيقه بما ال يتعارض وأحكام القانون‬
‫‪.‬‬
‫وتتجلى صور مخالفة القانون في ما يلي‪:‬‬

‫‪24‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫تجاهل القاعدة القانونية صراحة‪ :‬إذ تتجاهل اإلدارة القانون التي يوجهها في اتخاذ‬
‫قرارها كان تحرم مواطنا من حق حقوقه يمنحه له القانون‪ ،‬أو ما يعرف بالمخالفة االيجابية‬
‫لنصوص القانون‪ ،‬حيث تكون هناك قواعد قانونية معينة تمنع اإلدارة من القيام بعمل معين إال‬
‫وفق قيود معينة‪ ،‬ثم تقدم اإلدارة بإصدار قرارات إدارية مخالفة أو متجاهلة لهذه القواعد أو‬
‫القيود‪ .‬أما المخالفة السلبية للقانون فتتجلى في الحالة التي تمتنع فيها اإلدارة عن اتخاذ قرار‬
‫كان من الواجب عليها اتخاذه وفقا لما ينص عليه القانون‪.‬‬
‫الخطأ في تفسير القاعدة القانونية‪ :‬أي تفسير النص القانوني تفسيرا يخالف العقد الذي‬
‫أراده المشرع ‪.‬وهذا التفسير الخاطئ قد يد يرجع إلى غموض أو لبس أو عدم وضوح النص‬
‫القانوني‪ ،‬وفي هذه الحالة يكون تفسير اإلدارة الخاطئ غير مقصود‪ ،‬إذا ما كان متعمدا بان‬
‫قامت من اجل التحايل على القانون بتفسير النص تفسيرا خاطئا أبعده عن المعنى الذي قصده‬
‫المشرع‪ .‬فان العيب الذي يلحق القرار اإلداري في هذه الحالة يتصل بعيب إساءة استعمال‬
‫السلطة‪.‬‬
‫الخطأ في تطبيق القانون‪ :‬يقصد بهذه الحالة أن تقوم اإلدارة بممارسة السلطة‬ ‫‪‬‬
‫التي منحها القانون بالنسبة لغير الحاالت التي نص عليها القانون أو دون الشروط التي تطلبها‪.‬‬
‫وإذا كان األصل ان تقف رقابة القاضي اإلداري على قرارات السلطات اإلدارية عند‬
‫التحقق من الوجود المادي للوقائع التي اعتمدتها أساسا لقرارها وصحة التكييف القانوني لهذه‬
‫الوقائع‪ ،‬فإنه في بعض القضايا وخاصة تلك المرتبطة بالعقوبات التأديبة ‪،‬حيث أنه بسط رقابته‬
‫على سلطة اإلدارة في تقدير بعض العقوبات ودرجة جسامة أو خطورة األخطاء التي يرتكبها‬
‫الموظف ‪.‬فالتجأ إلى فكرة " الخط أ الظاهر " إللغاء العقوبة التي تم إنزالها بالموظف إذا ما‬
‫اقترنت بخطأ ظاهر في تقدير األفعال المنسوبة إليه والتي تشكل خطأ تأديبيا‬

‫المطلب الخامس‪ :‬ركن الغاية‬

‫يقصد بالغاية الهدف النهائي الذي يستهدف مصدر القرار تحقيقه من إصدار القرار‬
‫ويختلف ركن الغاية عن ركن السبب بان السبب هو وجود واقعة ال عالقة لإلدارة بها‪ .‬يكن بعد‬
‫وقوعها تكون اإلدارة ملزمة باتخاذ قرارها لكن الغاية هو هدف تسعى اإلدارة لتحقيقه‪.‬‬
‫ويستهدف هذا الهدف تحقيق المصلحة العامة ‪ .‬ويمكن تحديد الغاية من القرار اإلداري وفقا‬
‫لقاعدتين‪:‬‬

‫‪25‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫قاعدة تخصيص األهداف‪ :‬بمعنى انه في بعض األحيان يحدد المشرع األهداف‬ ‫‪‬‬
‫المتوخاة من القرارات اإلدارية‪ ،‬بحيث ال يجوز لمصدر القرار أن يسعى إلى تحقيق أهداف‬
‫أخرى غير األهداف المخصصة حتى ولو تذرع رجل اإلدارة بأنه يهدف تحقيق المصلحة‬
‫العامة‪ .‬وهكذا مثال فإن القرارات اإلدارية الصادرة عالقة بالشرطة اإلدارية يجب أن تهدف‬
‫إلى حماية و المحافظة على النظام العام بعناصره المقررة قانونا وهي األمن العام والصحة‬
‫العامة و السكينة العامة فضال عن حماية البيئة‪ .‬وإذا أصدرت السلطة اإلدارية المختصة‬
‫بالشرطة اإلدارية بغير حماية هذه العناصر يكون القرار معيبا‪.‬‬
‫قاعدة استهداف المصلحة العامة‪ :‬وهي تعتبر قاعدة سلوك عامة يجب على‬ ‫‪‬‬
‫رجل اإلدارة االلتزام بها دون نص وهي تعتبر أساس القانون القرار اإلداري والغاية األساسية‬
‫من نشاط السلطة اإلدارية‪ .‬ويمكن تحديد صور عيب الغاية عندما تتم مجانبة المصلحة العامة‬
‫إذ تقوم اإلدارة بتحقيق هدف ال يمت لتلك المصلحة بصلة كاستعمال السلطة لتحقيق منفعة‬
‫شخصية أو استخدام السلطة بقصد اإلضرار بالغير وغيرها ‪.‬وفي حالة مخالفة اإلدارة إلحدى‬
‫هاتين القاعدتين عند إصدارها للقرارات اإلدارية فان قراراتها تكون مشوبة بعيب إساءة‬
‫استعمال السلطة‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫المبحث الرابع ‪ :‬أنواع القرارات اإلدارية‬

‫نجد أنواعا متعددة للقرارات اإلدارية وداخلها نجد التقسيمات التالية‪:‬‬

‫‪ ‬القسم األول‪ :‬يميز بين القرارات المكتوبة والقرارات الشفوية‪ ،‬وان كانت القرارات‬
‫اإلدارية اغلبها كتابية‪.‬‬
‫‪ ‬القسم الثاني‪ :‬يميز بين القرارات القابلة للطعن القضائي والقرارات الغير قابلة للطعن‬
‫القضائي‪ ،‬فبالنسبة للنوع األول غالبا ما يتم تحديدها في القرارات المرتبطة بمبدأ‬
‫الشرعية أي القرارات التي تتخذها اإلدارة في نطاق سلطتها التقديرية‪ .‬والثانية تتمثل‬

‫‪16‬عبد القادر باينة‪ :‬الوسائل القانونية للنشاط اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.70‬‬
‫مصطفى قلوش ‪:‬اإلطار القانوني والفقهي للقوانين التنظيمية‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتننمية عدد ‪.6106، 65-62‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪26‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫في القرارات المعروفة بأعمال السيادة للحكومة ونضيف إليها في المغرب القرارات‬
‫الملكية ك الصادرة في المجال اإلداري‪.‬‬
‫‪ ‬القسم الثالث‪ :‬وهو الذي يميز بين القرارات الفردية والقرارات التنظيمية‪.‬‬
‫ونظرا ألهمية التقسيم األخير سنعتمده لتقديم أنواع القرارات اإلدارية بالمغرب‬

‫المطلب االول‪ :‬القرارات اإلدارية الفردية‪:‬‬

‫يمكن تعريف القرارات اإلدارية الفردية بأنها القرارات التي تخص شخصا واحدا معينا‬
‫بعينه أو مجموعة من األشخاص معينة وهو الذي يستهلك مرة واحدة بمجرد صدوره‪ .‬وتمثل‬
‫هذه القرارات مختلف الوزارات التي تتخذها اإلدارة لصالح أو ضد مختلف األشخاص‬
‫المتعاملين معها في مختلف أشكال النشاط االداري التي تقوم بها في مجال تسيير المرافق‬
‫العامة‪ ،‬وفي مجال الشرطة اإلدارية وكذلك في مجال التوجيه‪ ،‬ونجد البعض منها أيضا في‬
‫مجال العقود اإلدارية‪.‬‬

‫والقرار اإلداري الفردي ال يعني فقط القرار الذي يطبق على فرد معين بذاته ‪،‬إذ يمكن‬
‫أن يوجه ويطبق على شخص معنوي‪ ،‬كالقرار الذي يقضي بحل جمعية أو يشمل مجموعة من‬
‫األشخاص‪ ،‬ولكن تكون هذه المجموعة محددة وينفذ عليها القرار مرة واحدة كما القرار القاضي‬
‫باجتياز الدورة االستدراكية لالمتحان بالنسبة للطلبة الذين لم يحصلوا على المعدل الكافي في‬
‫الدورة األولى‪.‬‬

‫وعليه ‪ ،‬فإن القرارات الفردية عادة ما تستهلك بمجرد تنفيذها ‪ ،‬وتكون اإلدارة مطالبة‬
‫باتخاذ قرار جديد يهم شخصا آخر ‪.‬وهذه القرارات اإلدارية الفردية قد تكون صريحة أو ضمنية‬
‫كما هو الشأن بالنسبة لحالة سكوت اإلدارة وصمتها وعدم جوابها خالل مدة زمنية معينة‬
‫وبالتالي فهو قرار بالرفض أحيانا وقد يجعل القانون صمتها بعد فوات األجل بمثابة موافقة ‪.‬‬

‫كما أن القرارات الفردية قد تكون إيجابية كإقرار امتياز ‪ ،‬وقد تكون سلبية كإقرار عقوبة‬
‫أو فرض التزام ‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫ومن حيث تراتبيتها في الهرم القانوني تأتي القرارات الفردية في مرتبة أدنى من‬
‫القرارات التنظيمية‪ ،‬إذ ال يمكن لقرار إداري فردي أن يخالف قرارا تنظيميا‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬القرارات اإلدارية التنظيمية‪:‬‬

‫يُعرف هذا النوع من القرارات بكونها مجموعة القرارات العامة والمجردة والملزمة‬
‫الصادرة عن السلطة اإلدارية المختصة باتخاذ قرارات تنظيمية ‪.‬فهي من حيث المضمون‬
‫تقترب من القانون من حيث العمومية و التجريد ‪،‬إال أنهما يختلفان من حيث المصدر ‪ ،‬فالقانون‬
‫يصدر عن السلطة التشريعية في حين أن القرارات اإلدارية التنظيمية تصدر عن السلطة‬
‫التنظيمية ‪.‬‬

‫وعند دراسة التنظيم اإلداري في السداسي الثاني ‪ ،‬تم عرض مختلف مكونات التنظيم‬
‫اإلداري سواء على المستوى المركزي في شكله المتمركز و الالمتمركز‪ ،‬وكذا التنظيم الترابي‬
‫الالمركزي من خالل الجماعات الترابية ‪.‬والحظنا كيف أن هذه المكونات هي التي تجسد‬
‫السلطات اإلدارية وقراراتها تعتبر قرارات إدارية ‪ ،‬باستثناء القرارات الصادرة عن الملك و‬
‫التي لم يكيفها القضاء اإلداري المغربي على أنها قرارات إدارية سواء قبل إحداث المحاكم‬
‫اإلدارية او بعد إحداثها ‪.‬‬

‫وتندرج القرارات اإلدارية التنظيمية في المجال التنظيمي الذي يتم تحديد مجاله انطالقا‬
‫من الوثيقة الدستورية‪ .‬لقد حدد الفصل ‪ 79‬المجاالت المسندة إلى مجال القانون ‪ ،‬فضال عن‬
‫مجاالت أخرى أسندها بمقتضى فصول أخرى من الدستور‪ .‬في حين ينص الفصل ‪ 72‬على ما‬
‫يلي ‪":‬يختص المجال التنظيمي بالمواد التي ال يشملها اختصاص القانون "‬

‫ومن حيث التدرج الهرمي تأتي القرارات التنظيمية في درجة أدنى من القانون ولكنها‬
‫أعلى مرتبة من القرارات اإلدارية الفردية‪.‬‬

‫والقرارات اإلدارية التنظيمية في متعددة تختلف تبعا للمجال التي تصدر فيه و تبعا‬
‫للسلطات التي تعنيها هذه القرارات‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫ويمارس رئيس الحكمة اختصاصه عن طريق المراسيم ‪ ،‬فمنها ما يتخذ طبيعة إدارية ‪،‬‬
‫وخاصة تلك التي يتخذها في المجال التنظيمي و فق ما هو محدد في الفصل ‪ 72‬من الدستور‬
‫و الذي ين ص على " يختص المجال التنظيمي بالمواد التي ال يشملها اختصاص القانون‪،‬‬
‫وأخرى ال تتخذ طبيعة تنظيمية و هي التي تتخذ في عالقة مع السلطة التشريعية ‪",‬ودرج الفقه‬
‫الدستوري و اإلداري في المغرب إلى تحديد أنواعها في أربعة أنواع‪:‬‬

‫‪ 2‬المراسيم التشريعية (مراسم‪ -‬قوانين)‪:‬‬

‫ويطلق على هذا النوع بالمراسيم التشريعية وذلك لكونها مزيج من المراسيم والتشريع‬
‫من حيث المضمون ومن حيث المسطرة المتبعة في إعدادها ‪.‬وبالتالي ال يمكن للمراسيم‬
‫التنظيمية العادية مخالفتها‪.‬‬

‫وتنقسم مراسيم القوانين إلى نوعين‪:‬‬

‫مراسيم الضرورة؛‬ ‫‪‬‬


‫مراسيم التفويض؛‬ ‫‪‬‬
‫أ) بالنسبة لمراسيم الضرورة أو لوائح الضرورة‪ :‬نجدها واضحة من نص الفصل‬
‫‪ 81‬من الدستور‪ .‬إذ ينص في فقرته األولى "يمكن للحكومة أن تصدر خالل الفترة‬
‫الفاصلة بين الدورات ‪ ،‬وباتفاق مع اللجان التي يعنيها األمر في كال المجلسين ‪،‬‬
‫مراسيم قوانين ‪ ،‬يجب عرضها بقصد المصادقة عليها من طرف البرلمان ‪،‬‬
‫خالل دورته العادية الموالية ‪".‬‬
‫مراسيم التفويض‪:‬‬ ‫ب)‬

‫تسمى بالمراسيم التشريعية التفويضية ألن البرلمان المختص بممارسة السلطة التشريعية‬
‫يفوض هذا االختصاص في بعض الحاالت وبشروط وبآجال معينة‪ ،‬ويحدد الفصل ‪ 70‬من‬
‫الدستور طبيعتها والشروط التي يجب أن تتم فيها والشروط التي يجب أن يتم اعتمادها ‪،‬لتتحول‬
‫طبيعتها من مراسيم قوانين لتصبح قوانين عادية ‪ ":‬للقانون أن يأذن للحكومة أن تتخذ في‬
‫ظرف من الزمن محدود ‪ ،‬ولغاية معينة ‪ ،‬بمقتضى مراسيم تدابير يختص القانون عادة باتخاذها‬

‫‪29‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫‪ ،‬ويجري العمل بهذه المراسيم بمجرد نشرها ‪.‬غير أنه يجب عرضها على البرلمان بقصد‬
‫المصادقة ‪ ،‬عند انتهاء األجل الذي حدده قانون اإلذن بإصدارها ‪ .‬ويبطل قانون اإلذن إذا ما‬
‫وقع حل مجلسي البرلمان أو أحدهما ‪.‬‬

‫فهذا النوع من المراسيم‪ ،‬يمكن أن يصدر خالل دورات البرلمان إذ يكتفي هذا األخير‬
‫بتحديد التوجيهات العامة‪ ،‬ويترك للسلطة التنفيذية اتخاذ التدابير الكفيلة بذلك‪ ،‬ليست فقط ذات‬
‫الطابع التنظيمي لكن أيضا ذات الطابع التشريعي‪ .‬فمراسيم القوانين‪ ،‬وان كانت تحتل من حيث‬
‫المضمون مرتبة القانون فهي تمثل نوعا من المراسيم التنظيمية الصادرة في ظروف غير‬
‫عادية أو إستعجالية أو لموضوع ولزمن معين‪ .‬باإلضافة إلى ذلك فالبد أن تكون السلطة‬
‫التشريعية وراء وجودها بصفة بعدية عن طريق المصادقة عليها بعد صدورها‪ ،‬والمصادقة‬
‫البرلمانية هي التي تخرجها من فئة القرارات التنظيمية لتدخل في المجال التشريعي وتصبح‬
‫بذلك في مرتبة القانون‪.‬‬

‫ونتفق مع أستاذنا عبد القادر باينة حول التكييف القانوني لهذه المراسيم قبل عرضها على‬
‫البرلمان من أجل المصادقة عليها ولكي تتخذ صفة القانون ‪ ،17‬فقبل المصادقة عليها من قبل‬
‫البرلمان تخضع للنظام القانوني الذي تخضع له القرارات اإلدارية من حيث التدرج و من حيث‬
‫قابليتها لإللغاء عن طرق دعوى اإللغاء بسبب التجاوز في استعمال السلطة ‪ ،‬وإحالتها على‬
‫البرلمان أجل المصادقة هي التي تخرجها من فئة القرارا ت التنظيمية لتدخل المجال التشريعي‪.‬‬

‫ج ‪ -‬مراسيم فتح االعتمادات ‪:‬‬

‫وهي المراسيم التي تتخذ من قبل رئيس الحكومة عند عدم التصويت على قانون المالية‬
‫في نهاية السنة المالية ‪ ،‬طبقا للفصل ‪71‬من الدستور أو لم يصدر األمر بتنفيذه ‪ ،‬بسبب إحالته‬
‫إلى المحكمة الدستورية تطبيقا للفصل ‪992‬من الدستور‪ ،‬فإن الحكومة تفتح بمرسوم‬
‫االعتمادات الالزمة لسير المرافق العمومية ‪ ،‬والقيام بالمهام المنوطة بها ‪ ،‬على أساس ما‬
‫هو مقترح في الميزانية المعروضة للموافقة ‪ .‬وال تتخذ هذه المراسيم الطابع اإلداري ‪.‬‬

‫‪ 17‬عبد القادر باينة ‪ :‬الوسائل القانونية للنشاط اإلداري ‪ ،‬منشورات زظاوية‪،2222 ،‬ص‪77‬‬

‫‪30‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫د‪ -‬مراسيم اختتام الدورات العادية و اإلعالن عن الدورات االستثنائية طبقا للفصلين‬
‫‪56‬و‪ 55‬من الدستور‪.‬‬

‫المراسيم المشار إليها في الفصل ‪ 65‬من الدستور والمتعلقة بختم الدورات‬ ‫‪‬‬
‫العادية بمرسوم إذا استمرت جلسات البرلمان أربعة أشهر على األقل؛‬
‫المراسيم الخاصة بدعوة البرلمان لالنعقاد في دورة استثنائية وختم هذه الدورة‬ ‫‪‬‬
‫(الفصل ‪ )66‬من الدستور؛‬
‫فهذه المراسيم تدخل في إطار أعمال السيادة أو الحكومة ‪ ،‬ألنها تدخل ضمن القرارات‬
‫التي تتخذها السلطة التنفيذية في عال قتها مع البرلمان ‪ .‬وتخرج بذلك عن القرارات اإلدارية‬
‫التي يمكن الطعن فيها باإللغاء أمام القضاء اإلداري‪.‬‬

‫‪ -0‬المراسيم التنظيمية‪:‬‬

‫هي نوع من أنواع القرارات اإلدارية الصادرة عن رئيس الحكومة وتخضع لمسطرة‬
‫معينة محددة في الدستور وتعتبر من اختصاص رئيس الحكومة‪.‬‬

‫لقد أوكل الفصل ‪ 12‬من الدستور ممارسة السلطة التنظيمية لرئيس الحكومة والتي يمكنه‬
‫تفويض بعض سلطه المرتبطة بها إلى الوزراء ‪ ،.‬وبما أن كثيرا من المراسيم تنفذ من قبل‬
‫الوزراء حسب المهام المسندة إليها فإنها توقع بالعطف من قبل الوزراء المكلفين بتنفيذها‪.‬‬

‫وباإلضافة إلى توقيع الوزراء عليها بالعطف فالبد أن تحال على المجلس الحكومي وقبل‬
‫تنفيذها طبقا للفصل ‪ 92‬من الدستور‪.‬‬

‫وتشمل المراسيم الصادرة عن رئيس الحكومة ‪،‬إذا ما استثنينا األنواع األخرى والتي‬
‫ترتبط أساسا بالعالقة مع البرلمان ‪ ،‬نوعين من المراسيم ‪:‬‬

‫‪ ‬المراسيم التنظيمية المستقلة‪ :‬وهي التي تصدر عن رئيس الحكومة دون أن تكون‬
‫مستندة على تشريع سابق ينص عليها‪ ،‬وهي تكون لها نفس خصائص القانون إال أنها‬

‫‪31‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫تكون صادرة عن السلطة التنفيذية وهي التي تم التنصيص عليها في الفصل ‪ 72‬من‬
‫الدستور‪.‬وتعتبر قرارات إدارية يمكن الطعن فيها أمام القضاء اإلداري ألنها صادرة‬
‫عن رئيس الحكومة باعتباره سلطة تنظيمية مختصة بإصدار نصوص قانونية و اتخاذ‬
‫تدابير عامة و مجردة تتوخى الحفاظ على النظام العام ‪.‬‬
‫‪ ‬المراسيم التنظيمية التطبيقية أو التنفيذية‪ :‬وهي التي تدخل في االختصاص التي‬
‫تمارسه الحكومة والمتعلق بتنفيذ القانون ‪،‬وترمي إلى تبيان الجزئيات والتفصيالت‬
‫الالزمة ألحكامه لتفصل ماجاء عاما في النص وتوضح ورد فيه غامضا أو يحتاج‬
‫إلى تدابير تقنية يعود فيها االختصاص للحكومة‪ .‬وهي المنصوص عليها في الفصل‬
‫‪ 89‬من الدستور الذي يؤكد على التالي‪ ... ":‬تعمل الحكومة تحت سلطة رئيسها على‬
‫تنفيذ البرنامج الحكومي وعلى تنفيذ القوانين‪."....‬‬

‫وكمثال على هذه المراسيم التطبيقية ما نصت عليه القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة إلى القانون التنظيمي للجهة الذي نص على مجموعة من‬
‫المراسيم التطبيقية كما هو األمر بالنسبة لما يلي ‪. :‬‬

‫‪ -‬المرسوم المتعلق بتنفيذ إجراءات تسليم السلط بين الرئيس المنتهية مدة انتدابه أو نائبه‬
‫حسب الترتيب عند وفاة الرئيس (المادة ‪)01‬؛‬
‫‪ -‬المرسوم المتعلق بتحديد شروط منح التعويضات ومقاديرها (المادة ‪)12‬؛‬
‫‪ -‬مرسوم كيفيات تنظيم دورات التكوين المستمر ومدتها وشروط االستفادة منها و مساهمة‬
‫الجماعة في تغطية مصاريفها ‪( ،‬المادة ‪)19‬؛‬
‫‪ -‬المرسوم المتعلق بكيفيات تطبيق األحكام المتعلقة بالوضع رهن اإلشارة ‪( ،‬المادة ‪.)17‬‬

‫‪ :3‬القرارات اإلدارية التنظيمية‪:‬‬

‫‪ 9-9‬القرارات اإلدارية الصادرة عن الوزراء‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫إذا كانت المراسيم التنظيمية المستقلة ال يمكن أن تصدر إال عن رئيس الحكومة فالقرارات‬
‫التنظيمية التنفيذية يمكن أن تتخذ في شكل قرارات تنظيمية ويمكن أن تصدر عن رئيس‬
‫الحكومة نفسه أو عن الوزراء وأحيانا عن السلطات المحلية (المصالح الخارجية للوزارات‬
‫وخاصة ممثلي وزارة الداخلية )‪،‬والسلطات المحلية المنتخبة( رؤساء الجماعات الترابية‬
‫الثالث) بعد أن خولهم الفصل ‪ 902‬من الدستور ‪،‬حيث نص على " ‪ ...‬تتوفر الجهات و‬
‫الجماعات الترابية األخرى ‪ ،‬في مجاالت اختصاصاتها ‪ ،‬وداخل دائرتها الترابية ‪ ،‬على سلطة‬
‫تنظيمية لممارسة صالحياتها "‪.‬‬

‫وال يمكن للوزير أن يتخذ قرارات تنظيمية إال إذا كان هناك نص صريح يخول له ذلك‬
‫من القانون أو المرسوم التنظيمي‪.‬‬

‫وإذا كان الوزراء إضافة إلى اختصاصهم في إصدار بعض القرارات اإلدارية التنظيمية‬
‫في نطاق وزاراتهم‪ ،‬فهم مختصون أيضا بالتوقيع بالعطف على المقررات الصادرة عن رئيس‬
‫الحكومة ألنهم مكلفون بتنفيذها‪ .‬والتوقيع بالعطف يؤكد أن المعني على علم بمضمون المرسوم‬
‫التنظيمي وانه ضمنيا موافق عليه ويتحمل المسؤولية فيما قد يترتب عنه في إطار التضامن‬
‫الحكومي ‪ .‬وتنص المادة ‪ 1‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 1821.99‬المتعلق بتنظيم وتسيير أشغال‬
‫الحكومة و الوضع القانوني ألعضائها على ان أعضاء الحكومة "‪ ...‬مسؤولون طبقا ألحكام‬
‫الفصل ‪ 19‬من الدستور عن تنفيذ السياسة الحكومية في القطاعات المكلفين بها في إطار‬
‫التضامن الحكومي ‪ ،‬ويقومون باطالع مجلس الحكومة على أداء المهام المسندة إليهم من قبل‬
‫رئيس الحكومة ‪".‬‬

‫وتحدد المادة ‪ 92‬من نفس القانون التنظيمي" تلقي الوزراء المنتدبون لدى رئيس الحكومة‬
‫أو الوزراء‪،‬حسب الحالة ‪ ،‬تفويضا في االختصاص أو اإلمضاء ‪ .‬و يمتد التفويض في‬
‫االختصاص المنصوص عليه أعاله‪ ،‬على التوقيع بالعطف على المقررات التنظيمية الصادرة‬

‫‪ 18‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.33‬صادر في ‪ 28‬من جمادى االولى ‪ 19( 1436‬مارس ‪ )2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 065.13‬المتعلق‬
‫بتنظيم سير أشغال الحكومة والوضع القانوني ألعضائها ‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 6348‬بتاريخ ‪ 12‬ابريل ‪ ،2015‬ص ‪.3515‬‬

‫‪33‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫عن رئيس الحكومة ‪.‬غير أنه يجب أن تحال قرارا التفويض الصادرة عن الوزراء على رئيس‬
‫الحكومة قصد التأشير عليها قبل دخولها حيز التنفيذ‪.‬‬

‫وكذلك األمر بالنسبة لكتاب الدولة حيث يمكنهم تلقي التفويض إما من رئيس الحكومة أو‬
‫من قبل الوزراء التابعين لهم ‪.‬وهذا التفويض قد يكون عاما و مستمرا لإلمضاء أو التأشير على‬
‫جميع المقررات المتعلقة بالمصالح الموضوعة تحت سلطتهم ‪ ،‬وإما تفويضا في االختصاص‬
‫بالنسبة لبعض المصالح الخاضعة لسلطتهم ‪.‬‬

‫غير أن هذا التفويض في االختصاص أو اإلمضاء ال يمكن أن يمتد إلى التوقيع بالعطف‬
‫على المقررات ت التنظيمية الصادرة عن رئيس الحكومة (المادة ‪.)99‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن القرارات اإلدارية الصادرة عن الوزراء يمكن ان تكون تنظيمية‬
‫تتعلق بتدبير مصالح الوزارة ‪ ،‬وقد تكون ذات طبيعة فردية كالقرارات المتعلقة بالموظفين‬
‫العموميين‪.‬‬

‫‪ 0-3‬القرارات اإلدارية التنظيمية الصادرة عن السلطات المحلية‪ :‬ويقصد بها مختلف‬


‫القرارات الصادرة عن السلطات المحلية‪ ،‬سواء تلك التي تمثل السلطات المركزية أو ما يعرف‬
‫برجال السلطة المحلية‪ ،‬أو تلك التي تمثل الهيئات المحلية المنتخبة على مستوى مجالس‬
‫الجماعات الترابية ورؤسائها‪.‬‬

‫وحدد القانون التنظيمي للجماعات رقم ‪ 999.99‬توزيع االختصاص في مجال الشرطة‬


‫اإلدارية بين رئيس المجلس الجماعي وبين عامل العمالة أو اإلقليم أو من ينوب عنه‪.‬إذ حدد‬
‫الباب الثالث من القسم الثاني من هذا القانون اختصاصات رئيس المجلس الجماعي ( من المواد‬
‫‪ 10‬إلى ‪ ، )921‬في حين حددت المادة ‪ 992‬منه اختصاصات العامل أو من ينوب عنه في‬
‫مجاالت من قبيل ‪:‬‬

‫‪ -‬المحافظة على النظام واألمن العمومي بتراب الجماعة؛‬


‫‪ -‬تأسيس الجمعيات و التجمعات العمومية و الصحافة؛‬
‫‪ -‬االنتخابات و االستفتاءات ؛‬

‫‪34‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫‪ -‬مراقبة احتالل الملك العمومي الجماعي ؛‬


‫‪ -‬المهن الحرة ورخص الثقة لسائقي سيارات األجرة ؛‬
‫‪ -‬شرطة الصيد البري ؛‬
‫‪ -‬جوازات السفر ؛‬
‫‪ -‬مراقبة األثمان؛‬
‫‪ -‬تنظيم االتجار في المشروبات الكحولية او الممزوجة بالكحول ‪....‬‬
‫ويتضح من خالل هذا التوزيع أن الصالحيات المرتبطة بالنظام العام والمن العمومي‬
‫تضطلع بها السلطات المحلية المعينة ‪ ،‬في حين أن االختصاصات ذات الصلة بالصحة العامة‬
‫و السكينة العامة و المحافظة على البيئة و الرونق العام من اختصاص الهيئات المنتخبة ‪.‬‬

‫المبحث الخامس ‪ :‬تنفيذ القرارات اإلدارية‪:‬‬

‫إن الغاية من وجود القرارات اإلدارية هي أن تنتج آثارها‪ ،‬وال يتحقق ذلك إال من خالل‬
‫تنفيذها ويمكن مالحظة ذلك من خالل اتصاف القرارات اإلدارية بقرينة السالمة‪ ،‬خاصة وان‬
‫اإلدارة مدعوة دائما وباستمرار بالعمل على تحقيق الصالح العام‪.‬‬

‫وانسجاما مع مبدأ قرينة السالمة تحاط القرارات اإلدارية بمبدأ الشرعية الذي يفرض‬
‫على اإلدارة أن تحترم جميع مصادر الشرعية في اتخاذ قراراتها وتنفيذها كذلك‪ ،‬ويبقى تنفيذ‬
‫القرارات اإلدارية أيضا امتيازا من امتيازات اإلدارة‪.‬‬

‫وانطالقا من ذلك‪ ،‬فعادة ما يفرض القانون عقوبات على من يخالف القرارات الصادرة‬
‫عن اإلدارة وال يمكن أيضا إيقاف هذا التنفيذ بمجرد إقامة دعوى اإللغاء‪ ،‬إذ أن إقامة هذه‬
‫الدعوى ال تعتبر موقفة لتنفيذ القرار اإلداري إال بصفة استثنائية‪ ،‬وعادة هناك ثالثة شروط‬
‫حتى يمكن قبول توقيف تنفيذ القرارات اإلدارية وهي‪:‬‬

‫يجب أن يتقدم به رافع الدعوى بصفة صريحة في نفس الوقت الذي يقدم فيه‬ ‫‪‬‬
‫الطعن من اج‪0‬ل إلغاء القرار اإلداري موضوع إيقاف التنفيذ‪ ،‬وعليه فإن طلب إيقاف التنفيذ‬
‫يخ ضع لنفس شروط رفع دعوى اإللغاء من حيث شروط التقاضي والمنصوص عليها في‬

‫‪35‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫قانون المسطرة المدنية والمتمثلة في األهلية و الصفة و المصلحة ‪ .‬وتجد ر اإلشارة إلى انه ال‬
‫يجوز للمحكمة أن تحكم بإيقاف التنفيذ من تلقاء نفسها من غير أن يطلب منها ذلك صراحة‪.‬‬
‫فضال عن إلزامية تقديم الطلب بواسطة محامي ؛‬
‫يجب أن يبين رافع الدعوى من خالل الطعن أن هناك أسبابا حقيقية تستوجب‬ ‫‪‬‬
‫إيقاف التنفيذ‪،‬؛‬
‫يجب أن يكون القرار المتوقع صدوره بتنفيذ القرار اإلداري خطير وفي نفس‬ ‫‪‬‬
‫الوقت يصعب إصالحه‪ ،‬إذ ينصرف النظر إلى تقدير نتائج القرار اإلداري على مستوى الواقع‬
‫من قبيل تعذر تدارك النتائج السلبية المترتبة عن التنفيذ‪ ،‬وال يمكن إرجاع الحالة بسهولة إلى‬
‫ما كانت عليه ‪ ،‬أو يتعذر إصالحها بالتعويض المادي ‪..‬‬
‫وإذا ما صدر حكم بإيقاف التنفيذ القرار اإلداري المطعون فيه ‪،‬فإنه يحوز قوة الشيئ‬
‫المقضي به ويجوز الطعن فيه أمام المحكمة األعلى درجة ‪ .‬وتلتزم اإلدارة بأن تكف عن تنفيذ‬
‫القرار اإلداري فورا ‪ .‬وإذا ما استمرت في تنفيذه بالرغم من صدور الحكم كان ذلك غصبا و‬
‫امتناعا عن تنفيذ حكم قضائي ‪.‬‬

‫ويحتاج تنفيذ القرار اإلداري إلى اتخاذ إجراءات معينة‪ ،‬وعادة ما تكون هذه اإلجراءات‬
‫ذات طبيعة قانونية كما هو األمر عندما يتم إصدار قرارات تفرض اتخاذ إجراءات يلزم‬
‫المواطنون بها‪ .‬ويمكن أن يؤدي عدم التزامهم باألوامر الصادرة من خاللها إلى إصدار‬
‫عقوبات ضدهم‪ ،‬وقد تكون هذه اإلجراءات تتعلق بالمنع أو الترخيص‪.‬‬

‫إضافة إلى اإلجراءات القانونية‪ ،‬هناك أيضا اإلجراءات المادية وهنا تحتاج اإلدارة إلى‬
‫استعمال إجراءات مادية وأحيانا استعمال القوة لتنفيذ قراراتها والمتمثلة في استعمال القوة أو‬
‫التنفيذ الجبري للقرار اإلداري والذي يجب أن تكون مبنية على أسس قانونية وإال ستكون غير‬
‫شرعية تسأل عنها اإلدارة وعن األضرار المترتبة عنها‪ .‬وهذا األمر أي اتخاذ اإلجراءات‬
‫المادية في تنفيذ القرارات اإلدارية ال تتم إال بتوفير بعض الشروط وفي بعض الحاالت المحددة‬
‫(كما هو األمر بالنسبة لقانون التعمير و قانون التجمعات العمومية)‪.‬‬

‫‪36‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫وامتياز اإلدارة في اتخاذ قراراتها ليس امتيازا مطلقا بل يعرض بعض الحدود التي يجب‬
‫مراعاتها‪ ،‬كاحترام بعض المبادئ العامة للقانون في التنفيذ‪ ،‬منها ضرورة احترام الحقوق‬
‫المكتسبة وعدم رجعية القرارات اإلدارية‪.‬‬

‫وفي تنفيذ قراراتها تخضع اإلدارة لمجموعة من أشكال الرقابة‪ ،‬منها الرقابة اإلدارية‬
‫والرقابة القضائية‪.‬‬

‫المبحث السادس ‪ :‬نهاية القرارات االدارية‬

‫بعد استنفذ الشروط والمساطر المحددة في أركان القرار اإلداري و‪ ،‬وبعد اكتسابه القوة‬
‫التنفيذية ينتهي القرار اإلداري ‪ .‬وتنتهي القرارات اإلدارية عبر الوسائل التالية‪:‬‬

‫الطرق العادية‪ :‬وهي عندما يتم تنفيذها بصفة عادية وتحقق األهداف المتوخاة‬ ‫‪)9‬‬
‫منها؛‬
‫أن يتم إلغاؤها عن طريق اإلدارة نفسها المصدرة للقرار اإلداري ‪،‬من خالل‬ ‫‪)2‬‬
‫التظلم اإلداري ‪،‬أو عبر التظلم القضائي وذلك لعدم شرعيتها عن طريق دعوى اإللغاء ؛‬
‫سحب القرار اإلداري بمبادرة من اإلدارة‪.‬‬ ‫‪)9‬‬

‫ويقصد بسلطة سحب القرارات اإلدارية هي أن يجعل حد من قبل اإلدارة لهذا القرار‬
‫اإلداري‪ .‬ويؤدي السحب إلى إعدام القرار اإلداري سواء بالنسبة للمستقبل أو بالنسبة للماضي‬
‫على أساس الحفاظ على الحقوق المكتسبة بالنسبة للماضي‪.‬‬

‫فالقرار المسحوب يلغي الوجود المادي و القانوني للقرار المسحوب ‪ ،‬أي إنهاء كل آثاره‬
‫سواء بالنسبة للماضي أو المستقبل ومن ثم يعيد األوضاع إلى ما كانت عليه قبل صدور القرار‬
‫اإلداري‪.‬‬

‫يتضح من خالل ما سبق أنه أن السحب يؤدي ‪:‬‬

‫‪ -‬إلى محو القرار اإلداري من قبل اإلدارة سواء كانت السلطة اإلدارية المصدرة للقرار‬
‫أو السلطة اإلدارية الرئاسية األعلى ؛‬

‫‪37‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫‪-‬إلغاء اآلثار المترتبة على القرار فيما يتعلق بالماضي ‪ ،‬وكذلك التي يمكن أن تترتب في‬
‫المستقبل ؛‬

‫‪ -‬إعادة األوضاع إلى ما كانت عليه قبل صدور قرار المسحوب ‪.‬‬

‫وعادة ما يميز الفقه و القضاء اإلداريين في سحب القرار اإلداري بين القرارات اإلدارية‬
‫الشرعية والقرارات اإلدارية غير الشرعية من حيث توقيت السحب‪ .‬فسحب القرار اإلداري‬
‫غير الشرعي جائز دائما الن سحبه يؤدي إلى الحفاظ على الشرعية وال يمكن إثارة مبدأ الحقوق‬
‫المكتسبة ولكن مع ذلك يجب احترام المدة التي يجب أن يتم فيها السحب وقد حدد القضاء‬
‫اإلداري هذه القواعد في‪:‬‬

‫أن يكون القرار اإلداري الذي تولدت عنه حقوق موضوع السحب غير شرعي أي ان‬
‫يكون محل القرار اإلداري غير مشروع ؛‬

‫أن يتم السحب في المدة المحددة ‪ ،‬أي أن يتم هذا السحب خالل ستة أشهر كحد أقصى‬
‫من تاريخ نشر القرار أو تبليغه إلى المعني باألمر‪.‬‬

‫وهذه المدة أي ‪ 180‬يوما فاصلة بين النشر والتبليغ وبين آخر أجل لتقديم الطعن القضائي‬

‫‪ 60‬يوما للطعن اإلداري المحتمل ‪ 60 +‬يوما لجواب اإلدارة ‪ 60 +‬يوما للطعن‬


‫القضائي‪.‬‬

‫وربط هذه المدة المتعلقة بسريان ميعاد السحب ببدء سريان مدة الطعن أمام القضاء يهدف‬
‫منها الحفظ على استقرار المعامالت ‪،‬ومراعاة المعادلة بين مركز اإلدارة و مركز األفراد إزاء‬
‫القرار اإلداري ‪.‬‬

‫غير انه ال ترد قيود على سلطة اإلدارة في سحب القرارات اإلدارية غير الشرعية في‬
‫حالة ‪:‬‬

‫القرار المعدوم ؛‬

‫‪38‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫حالة صدور القرار بناء على غش أو تدليس‪.‬‬

‫أما القرارات اإلدارية الفردية التي لم تترتب عنها أية حقوق كالقرارات التأديبية‪ .‬فيرى‬
‫أغلبية الفقه إمكانية سحبها في أي وقت دون اعتبار لشرعيتها أو عدم شرعيتها‪ ،‬اللهم إذا سبق‬
‫ونتج عن القرار موضوع السحب حق للغير‪ ،‬فال يمكن سحبه إال خالل المدة المذكورة‪.‬‬

‫أما القرارات اإلدارية الشرعية ال يمكن سحبها تأسيسا على مبدأ عدم رجعية القرارات‬
‫اإلدارية (مع استثناءات تهم القرارات التأديبية)‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫الفصل الثاني ‪:‬العقود اإلدارية‬

‫المبحث األول ‪ :‬تعريف العقد اإلداري‬

‫حظيت مسألة تحديد نشاط اإلدارة العامة باهتمام كبير من قبل رجال الدولة والمفكرين‬
‫منذ نشأة الدولة وحتى وقتنا الحاضر‪ ،‬بل ازداد اهتمام الفقه بتحديد النشاط اإلداري مع التطور‬
‫االقتصادي واالجتماعي والسياسي وازدياد تدخل الدولة في مختلف هذه المجاالت‪ ،‬وهو ما‬
‫استوجب بالضرورة وضع الوسائل المناسبة لحسن إدارة الدولة في هذه المجاالت المتصاعدة‬
‫والمتشعبة؛ يتعلق األمر هنا عالوة على الوسائل المادية والبشرية بالوسائل القانونية‪.‬‬

‫ولكي تقوم اإلدارة بمزاولة نشاطها المتعلق باألعمال القانونية والذي تباشره باعتبارها‬
‫سلطة عامة‪ ،‬فإنها تستخدم أحد أسلوبين‪:‬‬

‫األول‪ :‬يصدر من جانب واحد وهو جانب اإلدارة ويسمى القرار اإلداري‪.‬‬

‫الثاني‪ :‬يتم بموافقة اإلدارة وطرف آخر ويسمى العقد اإلداري‪.‬‬

‫هكذا تنقسم هذه األعمال القانونية إلى نوعين‪ :‬األعمال القانونية التي تقوم بها اإلدارة من‬
‫جانب واحد وبإرادتها المنفردة‪ ،‬وتشمل القرارات اإلدارية ثم األعمال القانونية الصادرة من‬
‫جانبين‪ ،‬وتتم بناء على اتفاق بين اإلدارة وغيرها من الهيئات أو األفراد‪ ،‬نكون بصدد عقود‬
‫اإلدارة‪.‬‬

‫هذه األخيرة ال تخضع لنظام قانوني واحد‪ ،‬فقد تكون عقودا مدنية أو عقودا إدارية؛ في‬
‫النوع األول تخضع عقود اإلدارة للقانون الخاص وتماثل العقود التي يبرمها األفراد في نطاق‬
‫القانون الخاص‪ ،‬حيث تبرم اإلدارة مع األفراد عقودا ً تخضع ألحكام القانون الخاص وتكون‬
‫فيه طرفا ً عاديا ً ال يتمتع بسلطة أو امتياز‪ .‬وفي النوع الثاني تخضع العقود اإلدارية للقانون‬
‫العام وتبرمها اإلدارة باعتبارها سلطة عامة تستهدف تنظيم مرفق عام أو تشغيله‪ ،‬وتحاط‬
‫بمجموعة من القواعد المنظمة لتكـوينها وإبرامها وتنفيذ أحكامها‪ ،‬واآلثار المترتبة عليها‪..‬‬

‫‪40‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫صحيح أن العقد اإلداري ناتج عن توافق إرادتين على إنشاء االلتزام‪ ،‬شأنه في ذلك شأن‬
‫العقد المدني‪ ،‬وبذلك فأركان العقد اإلداري هي تقريبا نفس أركان العقد المدني‪ ،‬تقوم على‬
‫التراضـي بين الطرفين وعلى توافر السبب والمحل‪ ،‬إال أن العقد اإلداري يختلف اختالفا ً‬
‫جوهريا ً وخاصة فيما يتعلق بالمبادئ العامة والقواعد التي تحكم كال من العقدين‪ .‬فإذا كان يجب‬
‫أن يتوافر السبب في العقود اإلدارية مثلما هو الحال بالنسبة لعقود القانون الخاص إال أن الباعث‬
‫في العقود اإلدارية هو تحقيق المصلحة العامة‪ .‬كما أن محل العقد اإلداري‪ ،‬الذي يتمثل في‬
‫الحقوق وااللتزامات التي ينشئها العقد على طرفيه كما هو الحال في عقود القانون الخاص‪،‬‬
‫يتميز بمرونة خاصة توفرها االمتيازات الممنوحة لجهة اإلدارة والتي تخولها تعديل التزامات‬
‫المتعاقدين في بعض األحيان تحقيقا ً للمصلحة العامة‪ .‬ناهيك أن العقود اإلدارية تتميز بكون‬
‫اإلدارة العامة تكون دائمأ ً طرفا ً في كل عقد إداري‪ ،‬وهي في إبرامها للعقد اإلداري تعمل‬
‫بوصفها سلطة عامة تتمتع بحقوق وامتيازات ال يتمتع األفراد بمثلها‪...‬‬

‫وألن موضوع العقد اإلداري والغرض منه هو تحقيق النفع العام على عكس التعاقد في‬
‫ظل القانون المدني‪ ،‬فإن القانون اإلداري ال يساوي بين السلطة اإلدارية والمتعاقد معها في‬
‫الحقوق والواجبات‪ ،‬وإنما يمنح السلطة اإلدارية حقوقا ً وامتيازات ال يتمتع بها المتعاقد معها‬
‫على أساس أنها في تعاقدها مع األفراد إنما تعمل للنفع العام‪ ،‬وأن المصلحة العامة مفضلة على‬
‫المصالح الخاصة‪ .‬وفي المقابل‪ ،‬فإن المتعاقد في العقود اإلدارية يُمنح حقوقا ً ال مقابل لها في‬
‫القانون المدني‪ ،‬ألنه يعاون اإلدارة في تنفيذ المرفق العام أو المشروع العام‪.‬‬

‫المعيار القضائي في تمييز العقود اإلدارية‬

‫تأسيسا ً على ما سبق‪ ،‬اتجه االجتهاد القضائي في غياب تعريف تشريع مانع للعقد اإلداري‬
‫إلى البحث عن تحديد معايير التمييز بين العقود اإلدارية و غير ها من العقود األخرى‪ .‬خاصة‬
‫وان اإلدارة أحيانا قد تقوم بإبرام عقودا غير أنها ال تخضعها للقانون العام وهذا تم تحديد‬
‫المعايير القضائية لتعريف العقد اإلداري في ثالثة عناصر أساسية ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫أن يكون أحد طرفيه شخصا ً من أشخاص القانون العام‪.‬‬

‫أن تأخذ اإلدارة فيه بأساليب القانون العام‪ ،‬ويتحقق ذلك باحتواء العقد على شروط‬
‫استثنائية غير مألوفة في معامالت األفراد مثل حق اإلدارة في الرقابة والتوجيه‪ ،‬حق توقيع‬
‫الجزاءات على المتعاقد‪ ،‬حق تعديل العقد بإرادتها المنفردة‪ ،‬وحق إنهاءه بغض النظر عن‬
‫موقف الطرف الثاني‪...‬الخ‪.‬غير انه يجب مراعاة التفويض في القيام بمهام المرفق العام المخول‬
‫من قبل بعض أشخاص القانون العام لبعض أشخاص القانون الخاص مما يضفي عليه على‬
‫العقد الطابع اإلداري على الرغم من أن القائم به هو من أشخاص القانون العام ‪ ,‬وهو ما قررته‬
‫الغرفة اإلدارية في قرارها رقم ‪029‬بتاريخ ‪ 9111/92/92‬في قضية الشركة الوطنية لتجهيز‬
‫خليج طنجة ضد شركة البناء و األشغال مديطرال حيث قضت ‪" :‬العقود التي تبرمها الشركات‬
‫المكلفة بتسيير المرفق العمومي و التي تتضمن شروطا و جزاءات غير مألوفة في عقود‬
‫القانون الخاص و التي تكشف عن عدم التكافؤ في االلتزامات تعتبر عقودا إدارية تختص‬
‫بالنظر فيها المحاكم اإلدارية "‪.19‬‬

‫أن يكون متصالً بتنظيم أو تسيير أو استغالل مرفق عام‪.‬‬

‫وبالتالي يمكن تعريف العقد اإلداري بأنه "عقد تبرمه اإلدارة مع طرف آخر مستخدمة‬
‫أساليب القانون العام بقصد تنظيم أو تسيير أو استغالل مرفق عام"‪.‬ان درجة اتصال العقد‬
‫االداري بنشاط المرفق العام ليست واحدة ‪ ،‬بل تتفاوت حسب العقد ‪.‬وحسب طبيعة النشاط‬
‫سواء كان هذا المرفق إداريا او اقتصاديا او اجتماعيا ‪ .‬وقضت المحكمة اإلدارية بالرباط في‬
‫حكمها رقم ‪9010‬بتاريخ ‪ 2229/92/99‬بين شركة مالبيها و الدولة المغربية ‪":‬حيث ينبغي‬
‫التسليم بداية بان العقد اإلداري هو ذلك العقد الذي يكون احد طرفيه على األقل ‪ ،‬شخصا معنويا‬
‫عاما ويكون الهدف منه ضمان تنفيذ مرفق عمومي او تسييره ‪ ،‬وانه من اجل تقرير الصبغة‬
‫اإلدارية للعقد المبرم من طرف شخص معنوي عام في غير حالة العقود اإلدارية غير المسماة‬
‫‪ ،‬فقد اجمع الفقه و القضاء على استعمال معيار المرفق العام في العقد المذكور ‪ ،‬وهو المعيار‬
‫الذي بيتم البحث عنه في مضمون محله والذي ينبغي ان يجسد تلك الحاجة العامة التي يكون‬

‫‪ 19‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية للتنمية عدد مزدوج ‪. 91-90‬‬

‫‪42‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫إشباعها داخال ضمن إحدى المهام المسندة للشخص المعنوي العام المتعاقد او تكون الزمة‬
‫ألداء المرفق لمهامه بصفة كاملة " ‪.‬‬

‫تضمن العقد شروطا استثنائية غير مألوفة في القانون الخاص‬

‫بعدما تبين ما في فكرة المرفق العام من سعة‪ ،‬وعدم اقتصاره على المرافق اإلدارية‬
‫وشموله للمرافق االقتصادية‪ ،‬ظهر معيار مزدوج يجمع بين فكرتي المرفق العام واستخدام‬
‫وسائل القانون العام‪ .‬فاإلدارة إذا ما اتبعت أساليب القانون العام‪ ،‬فإن عقودها تنطبع بالطابع‬
‫اإلداري‪ .‬أما إذا كانت أساليبها متشابهة مع أساليب األفراد في القانون الخاص‪ ،‬فتكون عقودها‬
‫مدنية أو تجارية‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس برزت فكرة المعيار المزدوج في فرنسا التي تعتبر العقد إداريا ً إذا‬
‫كانت اإلدارة طرفا ً فيه واتصل العقد بمرفق عام واتجهت نية اإلدارة إلى األخذ بأسلوب القانون‬
‫العام‪ ،‬ومن تم إبراز دور السلطة العامة في تمييز العقد اإلداري‪.‬‬

‫ومنذ ذلك الوقت برز مفهوم الشروط االستثنائية‪ ،‬غير المألوفة في قواعد القانون المدني‪،‬‬
‫معيارا ً رئيسيا ً ينهض إلى جانب معيار المرفق العام للتعبير عن نية اإلدارة في اتباع أسلوب‬
‫القانون العام‪ .‬فهذه الشروط تكشف عن نية المتعاقدين في اتباع أسلوب القانون العام‪ ،‬وإخضاع‬
‫العقد لقواعده وأحكامه‪ .‬وهذه الشروط يمكن االستدالل عليها بعدة قرائن كمنح امتيازات لإلدارة‬
‫ال يمكن أن يتمتع بها المتعاقد اآلخر‪ ،‬تخويل المتعاقد مع اإلدارة سلطات استثنائية في مواجهة‬
‫الغير‪..‬فإذا كانت العقود الخاصة تنطلق من المبدأ القانوني القاضي بان العقد شريعة المتعاقدين‬
‫‪،‬فان العقود اإلدارية نظرا الن إبرامها يستهدف تحقيق المنفعة العامة فان الشخص المعنوي‬
‫العام يستفيد من امتيازات القانون العام أو ما يعرف بامتيازات السلطة العامة ‪ .‬حيث يمكن‬
‫لإلدارة فرض شروط استثناية قد يقررها العقد او دفاتر الشروط و التحمالت الملحقة بالعقد أو‬
‫تقررها نصوص قانونية أخرى وهو ما سبق للغرفة اإلدارية أن أكدته في قرارها عدد‬
‫‪9021‬بتاريخ ‪" :9117/92/1‬وحيث إنه إذا كان شرط المؤسسة العمومية قائما بالنسبة‬
‫للطرفين وإدارة المرفق العام و توفر عناصر المنفعة العامة ماثلة ‪ ،‬فان اآلمر يتعلق على شرط‬

‫‪43‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫أساسي آخر ال يمكن إغفاله وهو ان تكون هناك شروط غير مألوفة تخول احد الطرفين اللجوء‬
‫إلى جزاء معين في حالة إخالل الطرف اآلخر بالتزاماته التعاقدية ‪ ".‬وهو ما تم تأكيده من‬
‫خالل حكم إدارية وجدة بتاريخ ‪ 2222/1/9‬في قضية عمر نيبو ضد جماعة أركمان حيث‬
‫أكدت ‪":‬إن العقد يعتبر إداريا إذا كان احد طرفيه شخصا معنويا عاما ومتصال بمرفق عام‬
‫ومتضمنا شروطا غير مألوفة في القانون الخاص ‪ ،‬فإذا تضمن عقد هذه الشروط الثالثة مجتمعة‬
‫كان عقدا إداريا يختص به القضاء اإلداري "‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع العقود اإلدارية‬

‫تبرم اإلدارة أنواعا ً مختلفة من العقود اإلدارية‪ ،‬منها عقود نظمها المشرع بأحكام خاصة‪،‬‬
‫ومنها ما ترك تحديده للقضاء اإلداري‪ .‬ومن بين أهم هذه العقود يمكن اإلشارة إلى عقد االلتزام‬
‫أو االمتياز‪ ،‬عقد األشغال العامة‪ ،‬عقد التوريد‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬عقد االلتزام أو االمتياز‬

‫عقد االلتزام أو االمتياز هو عقد إداري يتم بمقتضاه منح امتياز استغالل أحد المرافق‬
‫العامة االقتصادية الوطنية أو المحلية إلى شخص من أشخاص القانون الخاص سواء كان فردا ً‬
‫أو شركة لمدة زمنية محددة بغرض تحقيق األهداف التي أنشئ من أجلها المرفق العام وعلى‬
‫مسؤوليته بواسطة أمواله وعماله‪ ،‬مقابل تحصيل رسوم على المنتفعين بخدمات المرفق‬
‫‪.‬ويسمى هذا العقد عقد االلتزام أو عقد االمتياز ‪.‬‬

‫لكن أحيانا‪ ،‬يمكن أن يكون الملتزم مقاولة عمومية تنشئها الدولة وتساهم فيها وتمنحها‬
‫احتكارا وطنيا كمثل شركة طريق السيار المغرب‪ ،‬وأحيانا نجد مؤسسة عمومية صناعية‬
‫وتجارية تتمتع باحتكار وطني منحه إليها المشرع وتقوم بمنح امتيازات إلى مؤسسات عمومية‬
‫أو خاصة قصد تسيير المصالح التابعة لها كمثل الوكالة الوطنية للموانــــئ‪.‬‬

‫ومن المسلم به في الوقت الحاضر أن عقد امتياز المرافق العامة عقد إداري ذو طبيعة‬
‫خاصة‪ ،‬إذ أنه يتضمن نوعين من الشروط‪ ،‬شروط تنظيمية وشروط تعاقدية؛ النوع األول من‬
‫الشروط هو المتعلق بتنظيم المرفق وتشغيله كشروط استغالل المرفق‪ ،‬ورسوم االنتفاع‪،‬‬

‫‪44‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫واألحكام المتعلقة بالعاملين في المرافق‪ ،‬وتأمين سير المرفق باطراد وانتظام والمساواة بين‬
‫المنتفعين بخدمات المرفق ‪.‬أما النوع الثاني من الشروط وهي الشروط التعاقدية التي تخص‬
‫ف قط المتعاقدين وال تسري على المنتفعين‪ ،‬فتنصب بصفة أساسية على كل ما يتصل بمبدأ‬
‫التوازن المالي للعقد وتبرز في الشروط الخاصة بمدة االمتياز والمزايا المالية المنصوص‬
‫عليها لصالح الملتزم ‪.‬‬

‫مما سبق‪ ،‬يستخلص ما يلي ‪:‬‬

‫يتعلق موضوع العقد بإدارة مرفق عام اقتصادي ‪.‬‬

‫يقوم الملتزم بإدارة المرفق العام بهدف تحقيق المصلحة العامة والربح ‪.‬‬

‫يتكون عقد االمتياز من وثيقتين ‪ :‬عقد االمتياز ودفتر التحمالت ‪.‬‬

‫الملتزم يلتـزم بتسييـر المرفق العـام طبق شروط يحددها دفتر التحمالت وعقد االمتياز‪.‬‬

‫مدة االمتياز محدودة لكن قابلة للتجديد ‪.‬‬

‫يتحمل الملتزم نفقات المشروع ومخاطره ‪.‬‬

‫ال يجوز للملتزم منح حق االمتياز للغير دون ترخيص من السلطة المختصة ما لم يقع‬
‫النص على جواز ذلك في عقد االمتياز ‪.‬‬

‫عمال المرفق موضوع االمتياز يعتبرون أجراء يخضعون لقانون الشغل‪ ،‬يتبعون للملتزم‬
‫مباشرة وال يرتبطون بأي صلة قانونية مع اإلدارة مانحة االمتياز‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عقد التدبير المفوض‬

‫بدأ العمل بالتدبير المفوض في المغرب انطالقا من سنة ‪ 9117‬وخاصة مع المرافق‬


‫العمومية المحلية وبالتحديد مرافق النظافة والماء والكهرباء والتطهير‪ .‬وفي ‪ 90‬فبراير سنة‬

‫‪45‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫‪ 2222‬صدر قانون ‪ 2010.21‬وهو النص التشريعي المنظم لعملية التدبير المفوض‪ .‬ويطبق‬
‫هذا القانون على عقود التدبير المفوض للمرافق العامة والمنشات العمومية المبرمة من قبل‬
‫الجماعات الترابية أو هيآتها والمؤسسات العامة‪.‬‬

‫وبحسب المادة الثانية منه‪ ،‬يعتبر التدبير المفوض عقدا يفوض بموجبه شخص معنوي‬
‫خاضع للقانون العام يسمى "المفوض" لمدة محددة‪ ،‬تدبير مرفق عام يتولى مسؤوليته إلى‬
‫شخص معنوي خاضع للقانون العام أو الخاص يسمى "المفوض إليه"‪ ،‬يخول له حق تحصيل‬
‫أجرة من المرتفقين أو تحقيق أرباح من التدبير المذكور أو هما معا‪ .‬كما يمكن أن يتعلق التدبير‬
‫المفوض أيضا بإنجاز أو تدبير منشأة عمومية أو هما معا تساهم في مزاولة نشاط المرفق العام‬
‫المفوض‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن المفوض إليه يتولى مسؤولية المرفق العام مع التقيد بمبدأ المساواة‬
‫بين المرتفقين ومبدأ استمرارية المرفق ومبدأ مالءمته مع التطورات التكنولوجية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‪ .‬ويقدم المفوض إليه خدماته بأقل كلفة وفي أحسن شروط السالمة والجودة‬
‫والمحـافظة علي البيئة‪.‬‬

‫علما ً أن المفوض إليه يدبر المرفق المفوض على مسؤوليته ومخاطره ويشمله بالعناية‬
‫الالزمة‪ .‬ولهذا الغرض يجب على المفوض إليه‪ ،‬ابتداء من دخول عقد التدبير المفوض حيز‬
‫المطلب الثالث‪ :‬عقد األشغال العامة‬

‫التنفيذ‪ ،‬أن يغطي طيلة مدة العقد مسؤوليته المدنية والمخاطر التي قد تترتب على أنشطته‬
‫بواسطة عقود تأمين مكتتبة بصفة قانونية‪.‬‬

‫وأخيرا‪ ،‬يحتفظ المفوض إليه في تاريخ دخول عقد التدبير المفوض حيز التنفيذ‪ ،‬ما عدا‬
‫إذا تم التنصيص على مقتضيات مخالفة في العقد‪ ،‬بالمستخدمين التابعين للمرفق المفوض مع‬
‫اإلبقاء على حقوقهم المكتسبة‪ .‬وإذا اعتزم المفوض إليه إدخال تعديالت هامة في أعداد‬

‫‪ 20‬ظهير شريف رقم ‪ 1.06.15‬صادر في ‪ 15‬من محلرم ‪ 14( 1427‬فبراير ‪ )2006‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 54.05‬المتعلق بالتدبير المفوض‬
‫للمرافق العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 5404‬بتاريخ ‪ 16‬مارس ‪ ،2006‬ص ‪.744‬‬

‫‪46‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫المستخدمين المذكورين‪ ،‬يجب التنصيص في عقد التدبير المفوض على مستويات هذه‬
‫التعديالت وكيفيات إجرائها وذلك مع احترام التشريع الجاري به العمل‪ .‬علما أن أجراء الشركة‬
‫صاحبة التفويض يخضعون لقانون الشغل‬

‫يعرف عقد األشغال العامة بأنه عقد بين شخص من أشخاص القانون العام وفرد أو شركة‬
‫بمقتضاه يتعهد المقاول بعمل من أعمال البناء أو الترميم أو الصيانة مقابل ثمن يحدد في العقد‪.‬‬

‫ومن هذا التعريف يتبين أن عقد األشغال العامة يتميز بتوافر العناصر التالية‪:‬‬

‫أن يتعلق موضوع العقد بعقار؛‬

‫فعقد األشغال العامة هو كل عقد يهدف إلى تنفيذ أشغال مرتبطة بالبناء‪ ،‬أو إعادة البناء‪،‬‬
‫أو هدم أو ترميم أو تجديد بناية أو منشأة أو بنية مثل تحضير الورش‪ ،‬أو أشغال التتريب‪ ،‬أو‬
‫ال تشييد‪ ،‬أو البناء‪ ،‬أو وضع تجهيزات أو معدات‪ ،‬أو أشغال الزخرفة أو التشطيب وكذا الخدمات‬
‫الثانوية المرتبطة باألشغال مثل إنجاز األثقاب‪ ،‬أو وضع المعالم الطبوغرافية‪ ،‬أو أخذ الصور‬
‫واألفالم‪ ،‬أو الدراسات الزلزالية والخدمات المماثلة المقدمة في إطار الصفقة إذا كانت قيمة‬
‫هذه الخدمات ال تجاوز قيمة األشغال نفسها‪.‬‬

‫ويخرج من نطاق األشغال العامة العقود الواردة على منقول مهما كانت ضخامته‪ ،‬فلم‬
‫يعتبر القضاء اإلداري في فرنسا من عقود األشغال العامة االتفاقات التي يكون محلها إعداد أو‬
‫بناء أو ترميم سفينة أو حظيرة متحركة للطائرات‪ .‬وقد توسع مجلس الدولة الفرنسي في مفهوم‬
‫األشغال العامة وأدخل في اختصاصه كثيرا ً من العقود التي تتعلق بصيانة األموال العامة من‬
‫قبيل أعمال التنظيف والرش في الطرق العامة‪ ،‬وعقود توريد ونقل المواد الالزمة لألشغال‬
‫العامة‪ ،‬وكذلك عقود تقديم مساعدة مالية أو عينية لتنفيذ أشغال عامة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫أن يتم العمل لحساب شخص معنوي؛‬

‫سواء كان العقار محل األشغال مملوكا ً لشخص عام أم مملوكا ً لشخص من أشخاص‬
‫القانون الخاص لكن العمل قد تم لحساب شخص معنوي عام‪ .‬كذلك اعترف القضاء اإلداري‬
‫الفرنسي بصفة األشغال العامة ألشغال المرافق العامة الصناعية والتجارية التي تدار باإلشراف‬
‫مباشر من مؤسسات عامة‪ .‬أو األشغال التي تقوم بها الجماعة من تلقاء نفسها في عقار مهدد‬
‫بالسقوط لكفالة الطمأنينة العامة‪.‬‬

‫أن يكون القصد من األشغال تحقيق نفع عام؛‬

‫في البداية كان مفهوم األشغال العامة يقتصر على األشغال التي تتعلق بعقارات تدخل في‬
‫ضمن نطاق الدومين العام‪ ،‬أما األعمال التي تجري على عقارات تدخل في نطاق الدومين‬
‫الخاص فال تعد عقودا ً إدارية‪ .‬إال أن القضاء الفرنسي عمد إلى توسيع مفهوم األشغال العامة‬
‫ليشمل األعمال المتعلقة بعقارات مخصصة للنفع العام ولو كانت داخلة ضمن نطاق الدومين‬
‫الخاص‪.‬‬

‫ويتميز عقد األشغال العامة في أن اإلدارة تملك سلطة اإلشراف والتوجيه على تنفيذ العقد‬
‫في أوسع مدى لها‪ ،‬إذ تملك سلطة توجيه العمال واختيار طريقة التنفيذ‪ ،‬كما يجوز لإلدارة أن‬
‫تعدل الشروط األصلية للعقد بما يحقق المصلحة العامة‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬عقد التوريد‬

‫يعر ف عقد التوريد بأنه اتفاق بين شخص معنوي من أشخاص القانون العام من جهة‪،‬‬
‫وشخص طبيعي أو معنوي من جهة أخرى يدعى ال ُم َو ِّرد‪ ،‬ويهدف إلى تسليم توريدات؛ حيث‬
‫يتعهد بمقتضاه الفرد أو الشركة بتوريد منقوالت معينة سلع أو أجهزة للشخص المعنوي العـام‬
‫مقابل ثـمن معين‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫فهو ك ل عقد بعوض يرمي إلى اقتناء منتوجات أو معدات أو تملكها بقرض إيجاري أو‬
‫إيجارها بنية البيع مع وجود خيار الشراء أو بدونه‪ .‬ويمكن أن يتضمن تسليم المنتوجات ‪،‬‬
‫بصفة ثانوية أشغال وضع المنتوجات المذكورة وتركيبها والتي تعتبر ضرورية إلنجاز العمل‪.‬‬

‫ويشمل مفهوم عقد التوريدات ما يلي ‪:‬‬

‫صفقات التوريدات العادية‪ ،‬وهي صفقات توريدات ترمي إلى اقتناء منتوجات توجد في‬
‫السوق والتي ال يتم تصنيعها حسب مواصفات تقنية خاصة؛‬

‫صفقات التوريدات غير العادية‪ ،‬ويكون موضوعها الرئيسي اقتناء منتوجات ال توجد في‬
‫السوق والتي يتعين على صاحب الصفقة إنجازها بمواصفات تقنية خاصة؛‬

‫الصفقات بقرض إيجاري أو اإليجار أو اإليجار بنية البيع مع وجود خيار الشراء أو‬
‫بدونه‪.‬‬

‫غير أن مفهوم صفقات التوريدات ال يشمل بيوع العقارات أو إيجارها بنية البيع أو عقود‬
‫القرض اإليجاري المتعلقة بها‪.‬‬

‫ومن ذلك يتبين أنه يشترط في هذا العقد ما يلي‪:‬‬

‫موضوع عقد التوريد أشياء منقولة دائما‪ ،‬وهو ما يميزه عن عقد األشغال العامة الذي‬
‫يتعلق بالعقارات‪ ،‬ومن قبيل هذه المنقوالت توريد مالبس للجنود ومواد التموين واألجهزة‬
‫والبضائع المختلفة األخرى‪.‬‬

‫اتصال العقد بمرفق عام وتضمنه شروطا ً استثنائية غير مألوفة‪ ،‬وإال فإن العقد يعد من‬
‫عقود القانون الخاص‪...‬‬

‫‪49‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫المطلب الخامس‪ :‬عقد الخدمات‬

‫يعرف عقد الخدمات بأنه كل عقد بعوض يبرم بين شخص معنوي عام‪ ،‬وشخص طبيعي‬
‫أو معنوي يدعى الخدماتي‪ ،‬ويهدف إلى القيام بخدمات‪ ،‬فهو كل عقد يكون موضوعه إنجاز‬
‫أعمال خداماتية التي ال يمكن وصفها بأشغال أو بتوريدات‪.‬‬

‫ويشمل هذا المفهوم على الخصوص ‪:‬‬

‫الصفقات المتعلقة بأعمال الدراسات واإلشراف على األشغال التي تتضمن عند االقتضاء‪،‬‬
‫التزامات خاصة مرتبطة بمفهوم الملكية الفكرية؛‬

‫صفقات الخدمات العادية والتي يكون موضوعها اقتناء خدمات يمكن تقديمها بدون‬
‫اشتراط مواصفات تقنية؛‬

‫الصفقات المتعلقة بالخصوص بأعمال صيانة التجهيزات واإلنشاءات والمعدات‬


‫وإصالحها‪ ،‬وأعمال التنظيف‪ ،‬وحراسة المحالت اإلدارية والبستنة‪.‬‬

‫المطلب السادس ‪ :‬عقد النقل‬

‫يتعلق هذا العقد بتعهد فرد او شركة بنقل أشياء منقولة لإلدارة او بوضع شاحنات تحت‬
‫تصرفها ‪ .‬وقد يكون هذا العقد محددة في فترة واحدة آو عدة مرات منتظمة ‪.‬ويخضع عقد النقل‬
‫لنفس أحكام عقد التوريد ‪ ،‬غير انه يختلف عنه من حيث موضوعه ‪.‬فإذا كان عقد التوريد‬
‫ينصب على توريد منقوالت فإن عقد موضوع عقد النقل يتعلق بنقل أشياء منقولة ‪.‬‬

‫غير انه يعتبر عقد النقل مدنيا إذا ما قام صاحب الشاحنة بوضع شاحنته تحت تصرف‬
‫اإلدارة بنفس الشروط المألوفة في العقود التجارية ‪ ،‬ودون يتضمن العقد شروطا استثنائية و‬
‫غير مألوفة إذ تصبح آنذاك طبيعته إدارية ‪.‬‬

‫‪50‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫المطلب السابع ‪ :‬عقد المعاونة‬

‫يتعلق هذا العقد بتعهد شخص من أشخاص القانون العام او الخاص باختياره وإرادته‬
‫الحرة بأن يشترك في نفقات مشروع من مشاريع المرافق العمومية ‪.‬حيث يلتزم بتقديم مساهمته‬
‫نقدا او عينا في نفقات مرفق عام او أشغال عامة ‪.‬وبما ان هذا النوع من العقود يقوم على‬
‫االختيار الحر من قبل الشخص المعنوي ‪،‬فان العقد المبرم مع اإلدارة ال يولد التزامات من‬
‫طرف هذه األخيرة ‪ ،‬سوى ان اقترنت المعاونة المقدمة بشروط من طرفها ‪ .‬ويظل عقد المعاونة‬
‫إداريا كلما اتصل بأشغال عامة ‪ .‬وإذا اتصل بتنظيم مرفق عمومي فهو يفقد طبيعته اإلدارية ‪.‬‬

‫المطلب الثامن ‪ :‬عقد القرض العام‬

‫يتعلق هذا العقد بتعهد أحد األفراد أو أشخاص القانون الخاص باختياره بإقراض مبلغ من‬
‫المال ألحد أشخاص القانون العام ‪،‬مقابل التزام هذا األخير بدفع فائدة سنوية محددة و برد‬
‫القرض في نهاية مدة القرض ووفق الشروط المحددة في العقد ‪.‬‬

‫وتعتبر هذه العقود ذات طبيعة إدارية ما لم تتضمن شروطا مألوفة في العقد الخاصة ‪.‬‬

‫المطلب التاسع ‪ :‬عقد الشراكة بين القطاع العام و القطاع الخاص‬

‫عرفت المادة األولى من القانون رقم ‪ 12,92‬الصادر في ‪20‬دجنبر ‪ 212290‬المتعلق‬


‫بعقد الشراكة بين القطاع العام والخاص بكونه " عقد محدد المدة ‪ ،‬يعهد بموجبه شخص عام‬
‫الى شريك خاص ‪ ،‬مسؤولية القيام بمهمة شاملة تتضمن التصميم و التمويل الكلي و الجزئي و‬
‫البناء أة إعادة التأهيل وصيانة و استغالل منشأة أو بنية تحتية ‪،‬أو تقديم خدمات ضرورية‬
‫لتوفير مرفق عمومي ‪".‬‬

‫ويحدد عقد الشراكة بين القطاعين العام و الخاص مدة سريانه ‪ ،‬والتي تتراوح بين خمس‬
‫سنوات و ثالثين سنة ويمكن تمديدها ‪،‬بصفة استثنائية ‪ ،‬إلى خمسين سنة ‪.‬‬

‫‪ 21‬ظهير شريف رقم ‪ 1.14.192‬صادر في ‪ 15‬من ربيع االول ‪ 24( 1436‬دجنبر ‪ )2014‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 86.12‬المتعلق بعقود الشراكة‬
‫قطاع عام قطاع خاص‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 6328‬بتاريخ ‪ 29‬يناير ‪ ،2015‬ص ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫المبحث الثالث ‪ :‬تنفيذ العقود اإلدارية‬

‫عندما تبرم السلطات اإلدارية الصفقات العمومية‪ ،‬فإن هذه األخيرة ال تدخل حيز التنفيذ‬
‫إال إذا تمت المصادقة عليها من طرف الجهات اإلدارية المختصة‪ ،‬وبهذا ال تعتبر صفقات‬
‫األشغال أو التوريدات أو الخدمات صحيحة ونهائية إال بعد المصادقة عليها من طرف السلطة‬
‫المختصة‪.‬‬

‫ويجب أن تتم المصادقة على الصفقات قبل أي شروع في تنفيذ األعمال موضوع هذه‬
‫الصفقات ما عدا ما استثناه المشرع‪.‬‬

‫وعند إبرام العقد اإلداري يترتب عليه جملة من اآلثار على المتعاقدين‪ ،‬تتمثل في الحقوق‬
‫وااللتزامات التي تتمتع بها اإلدارة من جهة نظرا لسعيها لتحقيق المنفعة العامة من وراء هذه‬
‫العقود وما يقابلها من حقوق والتزامات يتمتع بها المتعاقد من جهة أخرى ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬حقوق و واجبات اإلدارة في العقد اإلداري‬

‫نظرا للطبيعة الخاصة للعقود اإلدارية‪ ،‬فإن ما تملكه اإلدارة من امتيازات يفوق ما يتمتع‬
‫به المتعاقد اآلخر باعتبار أنها تسعى نحو تحقيق الصالح العام‪ .‬من قبيل هذه االمتيازات سلطتها‬
‫في رقابة تنفيذ العقد طبقا ً للشروط المتفق عليها‪ ،‬وإجبار الملتزم على تنفيذ هذه الشروط وتوقيع‬
‫الجزاءات عليه إذ ا اقتضى األمر‪ ،‬وسلطة تعديل شروط العقد بإرادتها المنفردة‪ ،‬وحق اإلدارة‬
‫في إنهاء العقد ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬سلطة االشراف والتوجيه‬

‫تتمتع اإلدارة بحق الرقابة واإلشراف على تنفيذ العقد‪ ،‬كما تملك سلطة توجيه المتعاقد‬
‫وإصدار األوامر والتعليمات الالزمة لهذا التنفيذ‪.‬‬

‫وغالبا ً ما تشترط اإلدارة ضمن نصوص عقودها اإلدارية أو في دفاتر الشروط العامة‬
‫والخاصة التي تحيل عليها‪ ،‬حقها في إصدار القرارات التنفيذية التي تخضع التنفيذ لتوجيهها‬

‫‪52‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫وتراقب المتعاقد في تنفيذ التزاماته‪،‬غير ان هذه السلطة تبقى قائمة لإلدارة حتى ولو لم يتم‬
‫التنصيص عليها في العقد ‪.‬‬

‫وحق اإلدارة في الرقابة والتوجيه يختلف في مداه من عقد إداري إلى آخر‪ ،‬فهي محدودة‬
‫في عقد التوريد وأكثر اتساعا ً في عقود األشغال العامة حيث تصل إلى درجة إرسال مهندسيها‬
‫لزيارة موقع العمل والتأكد من سير العمل وفقا ً للمدى الزمني المحدد ووفقا ً للمواصفات‬
‫المذكورة في العقد وإصدار األوامر المناسبة في هذا المجال‪ ،‬شريطة أن تكون هذه التعليمات‬
‫الزمة لتنفيذ العمل‪..‬‬

‫غير أن هذه السلطة ليست مطلقة إذ أن اإلدارة تلتزم بعدم التعسف باستخدامها لتحقيق‬
‫أغراض خاصة ال تتعلق بالمصلحة العامة‪ .‬ومن جانب أخر يجب أن ال تؤدي الرقابة والتوجيه‬
‫إلى حد تغيير طبيعة العقد‪..‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬سلطة توقيع الجزاءات على المتعاقد‬

‫تملك اإلدارة سلطة توقيع الجزاءات على المتعاقد معها إذا قصر في تنفيذ التزاماته سواء‬
‫امتنع عن التنفيذ أو تأخر فيه أو نفذ االلتزام على غير الوجه المطلوب أو أحل غيره محله في‬
‫التنفيذ دون موافقة اإلدارة‪ .‬وتعد سلطة فرض الجزاءات أخطر السلطات التي تتمتع بها اإلدارة‬
‫في مواجهة المتعاقد معها بقرار تصدره دون اللجوء إلى القضاء‪ ..‬وقد درجت اإلدارة على‬
‫النص في عقودها في الشروط العامة والخاصة الملحقة بها على سلطة اإلدارة بإيقاع‬
‫الجزاءات‪..‬‬

‫ويمكن تحديد هذه الجزاءات في نوعين تلك التي لها طابع مالي وأخرى غير مالية وان‬
‫كانت لها آثار مالية ‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪:‬الجزاءات المالية‬

‫أوال ‪:‬غرامات التأخير ‪ .‬وهي مبلغ من المال يحدد سلفا في العقد ‪ ،‬يفرض على المتعاقد‬
‫أداؤه إن لم يقم بتنفيذ التزاماته التعاقدية خالل المواعيد واآلجال الزمنية المتفق عليها في العقد‬

‫‪53‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫‪ .‬وتكون هذه الغرامات مستحقة لإلدارة بقرار يصدر عن اإلدارة المتعاقدة دون حاجة إلى‬
‫استصدار حكم قضائي بها ‪ .‬ودون أن يكون هناك ضرر قد يصيب المرفق العام نتيجة هذا‬
‫التأخير ‪ ،‬فالضرر ليس شرطا الستحقاقها ‪ .‬غير انه يمكن لإلدارة ان تعفي المتعاقد معها إذا‬
‫قدرت انه لم يلحق أي ضرر بالمصلحة العامة من جراء هذا التأخير ‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬مصادرة التامين ‪ .‬يحيل مرسوم الصفقات العمومية الصادر في‪ 22‬مارس ‪2299‬‬
‫في مادته الواحدة و العشرون إلى الضمان المؤقت ‪ ،‬حيث انه يحدد دفتر الشروط الخاصة‬
‫الضمانات المالية الواجب على كل متنافس تقديمها برسم الضمان المؤقت ‪.‬‬

‫وعليه يمكن لإلدارة أن توقع على المتعاقد معها جزاء مصادرة التامين الذي دفعه عند‬
‫التعاقد ‪ .‬ويمكن أن يكون قرار المصادرة مصحوبا بقرار فسخ العقد او بدونه ‪ .‬فإخالل المتعاقد‬
‫بالتزاماته التعاقدية يعد سببا كافيا لمصادرة التامين ويمكنها مطالبتها بتعويض إضافي إذا الحق‬
‫عدم التزامه ضررا بالمصلحة العامة ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪:‬الجزاءات غير المالية‬

‫أوال ‪:‬سلطة تعديل شروط العقد ‪ .‬من نتائج العقود اإلدارية أن ال تتقيد اإلدارة بقاعدة‬
‫العقد شريعة المتعاقدين‪ ،‬وأن تتمكن من تعديل عقودها لتتمكن من تلبية التغيير المستمر في‬
‫المرافق التي تديرها‪ ،‬حيث تملك اإلدارة أثناء تنفيذ العقد حق تغيير شروطه وتعديل مدى‬
‫التزامات المتعاقد بالزيادة أو بالنقصان‪ ،‬وتشمل هذه القاعدة العقود اإلدارية جمعيها دونما حاجة‬
‫إلى نص في القانون أو شرط في العقد‪.‬‬

‫غير انه ‪ ،‬وإذا كان لإلدارة سلطة استثنائية في تعديل العقد من اجل المصلحة العامة ‪،‬‬
‫فانه في المقابل هناك ضوابط تحد من سلطتها في التعديل لحماية المتعاقد اآلخر ‪.‬‬

‫فإذا كانت اإلدارة تمتلك حق التعديل فان ذلك ينحصر في شروط العقد التي تتعلق مباشرة‬
‫بسير المرفق العام وحاجاته وال يمكن أن تشمل الشروط المالية التي تتصل بالحقوق و المزايا‬
‫المالية للمتعاقد معها ‪.‬فإذا جاز لإلدارة تعديل التوريدات بالزيادة أو النقصان فال يجوز لإلدارة‬

‫‪54‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫خفض األسعار المتفق عليها في العقد ‪.‬إذ يمكن للمتعاقد المطالبة بالتعويض عن األعباء الجديدة‬
‫بسبب تعديل العقد‬

‫وعالقة بمبدأ الشرعية ال يمكن لإلدارة أن تقوم بتعديل شروط العقد المتصلة بالمرفق‬
‫بنسبة كبيرة عن القدر المسموح به أو تعديلها بما يلزم المتعاقد بأشياء تخرج عن موضوع العقد‬
‫‪ .‬ففي ها ته الحاالت يمكن للمتعاقد مع اإلدارة أن يطلب فسخ العقد وإسقاط االلتزام مع حقه في‬
‫مطالبة اإلدارة في التعويض ‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬فسخ العقد ‪ .‬يعد الفسخ من أقسى الجزاءات التي يمكن لإلدارة أن توقعها على‬
‫المتعاقد معها ‪ .‬ويرتبط قرار الفسخ بارتكاب المتعاقد خطأ جسيما أو تقصيرا خطيرا بالتزاماته‬
‫التعاقدية ‪ ،‬فتقوم اإلدارة بفسخ العقد كجزاء على هذا التصرف ‪ .‬وينتج عن الفسخ حرمان‬
‫المتعاقد من حقوقه المستمدة من العقد بما في ذلك مصادرة التامين ‪ .‬وقد يتجاوز ذلك أيضا إلى‬
‫مطالبة اإلدارة بالتعويض عن األضرار التي طالت المصلحة العامة‪ .‬ونظرا ألخطار قرار‬
‫الفسخ فان التوجه القضائي يربط بين السماح لإلدارة باتخاذ هذا القرار وشرط ارتكاب المتعاقد‬
‫لخطا على قدر من الجسامة و الخطورة ‪ .‬ومن أمثلة ذلك ‪،‬استعمال المتعاقد الغش في معامالته‬
‫مع اإلدارة أو إفالسه أو عسره ‪.‬‬

‫وإذا كانت هذه الجزاءات تقرر عالقة بالضرر الذي يمكن أن يلحق بالمرفق العام ‪ ،‬فإن‬
‫اإلدارة يمكنها أن تنزلها كلية ا وان تطبق احدها وذلك تبعا لجسامة الخطأ المرتكب من طرف‬
‫المتعاقد ودون أن تلجا إلى القضاء ‪.‬‬

‫ثالثا ‪:‬حق إلغاء العقد ‪.‬‬

‫تتمتع اإلدارة بامتياز مهم في عقودها اإلدارية هو قدرتها على إنهاء العقد اإلداري‬
‫بإرادتها المنفردة قبل إتمام هذا العقد نهائياً‪ ،‬ودون أن يصدر خطأ من جانب المتعاقد إذا اقتضت‬
‫المصلحة العامة ذلك‪ ،‬أي رأت اإلدارة أن قرار إنهاء العقد يقتضيه الصالح العام وليس للطرف‬
‫اآلخر إال الحق في التعويض وهذا على خالف األصل في العقود المدنية التي ال يجوز أن‬
‫يستقل أحد الطرفين بفسخها أو إنهائها دون إرادة الطرف األخر‪.‬‬

‫‪55‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫وتختلف هذه السلطة عن سلطة الفسخ من حيث أن الفسخ ال يتحقق إال بارتكاب المتعاقد‬
‫مع اإلدارة لخطا جسيم آو إخالل جسيم بالتزاماته التعاقدية ‪ ،‬في حين ان إنهاء العقد يعني حق‬
‫اإلدارة في أن تنهي أو تلغي العقد أثناء سريانه أو قبل انتهاء مدته برغم عدم ارتكاب المتعاقد‬
‫معها ألي خطا ‪ .‬غير أن سلطتها في تقدير ذلك تخضع لقيد عدم التجاوز في استعمال السلطة‬
‫‪ ،‬فإذا تم تأكيد عدم ارتباط سلطة إنهاء العقد بالمرفق العام و المصلحة العامة فان القاضي‬
‫يحكم بالتعويض الكامل للمتعاقد ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التزامات وحقوق المتعاقد مع اإلدارة‬

‫الفرع األول ‪:‬التزامات المتعاقد مع اإلدارة‬

‫يعد تنفيذ االلتزامات التعاقدية الوارد في العقد من بين أهم واجبات المتعاقد سواء تلك‬
‫المتضمن في العقد أو تلك التي توجد في دفاتر الشروط الملحقة بالعقد ‪.‬كما انه ملزم باحترام‬
‫سلطة التوجيه و اإلشر اف التي تتمتع بها اإلدارة كن اجل ضمان تنفيذ جيد لبنود العقد و في‬
‫اآلجال المحددة ‪ .‬كما أنه ملزم بتنفيذ هذه الشروط دون أن يتنازل عنها أو يحيلها إلى طرف‬
‫أخر إال بموافقة صريحة من اإلدارة كما هو األمر بالنسبة للتعاقد من الباطن ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬حقوق المتعاقد مع اإلدارة‬

‫إذا كان المتعاقد مع اإلدارة يسعى من تعاقده إلى تحقيق الكسب المالي ‪ ،‬فان ظهور ظرف‬
‫مستجدة تفرض مساعدته في تنفيذ التزاماته إذا ما حدثت صعوبات تجعل التنفيذ عسيرا أو شاقا‬
‫بالنسبة إليه ‪.‬ويمكن تحديد حقوق المتعاقد مع اإلدارة في ثالثة وتتمثل في ‪:‬‬

‫أوال ‪ :‬الحصول على الثمن أو المقابل المالي‬

‫يعد اقتضاء الثمن او المقابل المالي من بين أهم الحقوق المالية المقررة لفائدة المتعاقد مع‬
‫اإلدارة ‪ .‬وقد يكون ذلك بصور مختلفة ‪ .‬ففي بعض العقود كعقد االلتزام أو التدبير المفوض‬
‫يتمثل المقابل المالي في الرسوم التي يتقاضاها من المنتفعين أو المستفيدين من خدمات المرفق‬
‫العام ‪ ،‬وفي عقد األشغال العامة وعقد التوريد يمثل المقابل المالي في الثمن المتفق عليه في‬

‫‪56‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫العقد ‪.‬وقد يكون الثمن إجماليا أي بعد انتهاء العقد و تنفيذه أو على أ شطر ودفعات بكل مرحلة‬
‫من مراحل إنجاز العقد ترتبط‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬حق اقتضاء بعض التعويضات‬

‫يرتبط هذا الحق بالتوازن المالي للعقد ‪،‬حيث يجوز للمتعاقد أن يطلب بعض التعويضات‬
‫بسب أخطاء اإلدارة وعدم تنفيذها اللتزاماتها التعاقدية ‪.‬وتقرر مسؤوليتها عن أخطائها بكونها‬
‫مسؤولية عقدية ألنها تتعلق بالتزاماتها الناشئة عن العقد ‪.‬‬

‫وقد يطلب المتعاقد مع اإلدارة بالتعويض على أساس قاعدة اإلثراء بال سبب ‪ ،‬عندما يقوم‬
‫المتعاقد من تلقاء نفسه بأداء أعمال وخدمات إضافية غير منصوص عليها في العقد دون طلب‬
‫من اإلدارة ‪ ،‬وتكون هذه األعمال والخدمات اإلضافية ذات فائدة لإلدارة والزمة للمرفق العام‬
‫‪.‬‬

‫ويتحقق كذلك اقتضاء بعض التعويضات بما يعرف بالصعوبات المادية غير المتوقعة ‪،‬‬
‫والتي تطرأ أثناء تنفيذ العقد ويترتب عنها زيادة أعباء المتعاقد وتكاليفه ‪ .‬مع كون هذه الظروف‬
‫غير عادية و غير متوقعة آو لم يكن بالوسع توقعها أثناء إبرام العقد ‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬التوازن المالي للعقد‬

‫ومبدأ التوازن المالي للعقد هو المنصوص عليه داخل العقد‪ ،‬ومفاده أن االلتزامات تنفذ‬
‫وفق السعر المتفق عليه‪ .‬أي حقه في احترام حقوقه المالية بحيث تكون مستحقاته متوازنة مع‬
‫أعبائه ونفقاته ‪ .‬لكن أحيانا قد تخل بهذا التوازن أحداث غير متوقعة‪ ،‬وتجعل العقد مرهقا وباهظ‬
‫التكلفة يؤدي إلى خسارة أو شبه إفالس المتعاقد‪ ،‬مما يستلزم ضرورة إعادة االعتبار للتوازن‬
‫المالي للعقد‪ .‬من خالل تعويضه حتى يعود التوازن المالي للعقد من جديد ‪.‬‬

‫وفكرة التوازن المالي للعقد ال ترتبط بخطأ اإلدارة أو خطأ المتعاقد إنما ترتبط بضرورة‬
‫حماية المصلحة المالية للمتعاقد وكذا حماية المصلحة العامة و المرافق العامة ‪ .‬وتختلف‬

‫‪57‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫التعويضات التي يحصل عليها المتعاقد باختالف الصعوبات و المخاطر التي يتعرض لها ‪،‬‬
‫وهي نوعان التعويض الشامل و التعويض الجزئي ‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬حاالت التعويض الشامل‬

‫هناك حالتان يحصل فيهما المتعاقد مع اإلدارة على التعويض الشامل وهما الحالة التي‬
‫يتحقق فيها خطا اإلدارة و نظرية فعل األمير‪.‬‬

‫خطأ اإلدارة ‪ :‬يملك المتعاقد الحق في طلب التعويض في الحاالت التي تخل فيها‬ ‫أ‪-‬‬
‫اإلدارة بالتزاماتها دون سند شرعي ‪ ،‬ولذلك ينبغي ان يكون التعويض الذي يتلقاه المتعاقد‬
‫متناسبا مع الضرر الذي لحقه ويشمل الخسارة التي لمت به و الكسب الذي فاته ‪.‬‬
‫نظرية فعل األمير ‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫يراد بفعل أو عمل األمير كل إجراء تتخذه السلطة اإلدارية المتعاقدة ويرتب أعباء إضافية‬
‫على المتعاقد‪ ،‬وبالتالي يؤدي إلى اإلضرار بالمركز المالي للمتعاقد معها‪ .‬من أجل ذلك فإن‬
‫اإلدارة تكون ملزمة في هذه الحالة بتعويض المتعاقد عما لحقه من ضرر استنادا ً إلى فكرة‬
‫المسؤولية دون خطأ وفقا ً لنظرية عمل األمير بما يعيد التوازن المالي للعقد‪ .‬ومن قبيل ذلك ما‬
‫ذهبت إليه المحكمة اإلدارية بالدارالبيضاء عدد‪9011‬بتاريخ ‪ ،2292/1/22‬عبد المجيد‬
‫الفاطمي ضد الجماعة الحضرية بسوق السبت أوالد النمة ‪،‬حيث " إنه مما ال جدال فيه أن‬
‫التصرف الذي أقدم عليه المجلس البلدي المدعى عليه من تغيير بعض مرافق السوق األسبوعي‬
‫بعد إكرائه للمدعي سيما بخصوص المرفق المخصص لبيع األبقار و الغنم وما ترتب عن ذلك‬
‫من احتجاج التجار وهجرة البائعين إلى أسواق أخرى و الذي اثر سلبا على مردودية المدعي‬
‫‪ .‬وحيث إن هذا العمل يمكن تطبيقه في إطار عمل األمير و التي درج الفقه و القضاء اإلداريين‬
‫على تعريفه بأنه كل عمل يصدر من سلطة عامة دون خطا من جانبهم ينجم عنه سوء مركز‬

‫‪58‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫المتعاقد في عقد إداري و يؤدي إلى التزام جهة اإلدارة المتعاقدة بتعويض المتعاقد المضرور‬
‫عن كافة األضرار التي تلحقه من جراء ذلك بما يعيد التوازن المالي للعقد ‪.22‬‬

‫ولتطبيق نظرية فعل األمير يجب توفر مجموعة من الشروط من قبيل ‪:‬‬
‫أن يكون العمل صادرا عن السلطة اإلدارية المبرمة للعقد ؛‬
‫أن يكون الفعل غير متوقع أثناء إبرام العقد ؛‬
‫أن يؤدي إلى إلحاق ضرر بالمتعاقد ؛‬
‫أن يكون العمل في إطار مباشرة اإلدارة المتعاقدة الختصاصاتها كسلطة عامة تهدف إلى‬
‫تحقيق المصلحة العامة ‪.‬‬
‫وبتحقق هذه الشروط يستحق المتعاقد تعويضا شامال ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬حاالت التعويض الجزئي ‪.‬‬

‫يستحق المتعاقد مع اإلدارة تعويضا جزئيا بتحقق عدة حاالت وهي ‪:‬‬

‫أ‪-‬حالة القوة القاهرة ‪ :‬و تتحقق بوقوع حادث خارجي يستحيل دفعه ويؤدي إلى استحالة‬
‫تنفيذ العقد استحالة مطلقة ‪ .‬ويترتب عن توفر القوة القاهرة إعفاء المتعاقد من التنفيذ وال توقع‬
‫عليه أي جزاء ‪.‬وال يستحق أي تعويض كلي أو جزئي إال في أحوال ضيقة وبعد مصادقة‬
‫السلطة اإلدارية التي تعاقدت معه ‪.‬و يخوله ذلك المطالبة بفسخ العقد قضائيا وكل ماله من‬
‫حقوق ينحصر في المطالبة بالتعويض ً‪.‬‬

‫نظرية الظروف الطارئة‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫وهي نتيجة إجراءات خارجة عن السلطة المتعاقدة كارتفاع األسعار بفعل قرار إداري‬
‫‪.‬ويشترط أن يكون الحدث الذي أدى إلى الصعوبات غير متوقع وغير عادي مثل الحروب‬
‫واألزمات االقتصادية أو المالية الحادة‪ .‬ويشترط فيها ان يكون الظرف غير متوقع وان يؤدي‬
‫هذا الظرف إلى قلب اقتصاديات العقد مما يجعل تنفيذ العقد مرهقا بالنسبة للمتعاقد ‪ .‬وتلتزم‬

‫‪ 22‬محمد االعرج ‪:‬مسؤولية ال دولة و الجماعات الترابية في تطبيقات القضاء اإلداري المغربي ‪ ،‬م م إ م ت ‪،‬سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية‬
‫‪،‬عدد‪،11،2299‬ص‪.929‬‬

‫‪59‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫اإلدارة في هذه الحالة إما بتعويضه جزئيا وبصفة مؤقتة وإما بتعديل شروط العقد ‪.‬ويستمر‬
‫المتعاقد في تنفيذ التزاماته وله الحق في الحصول على مساعدة اإلدارة ‪.‬‬

‫واتجه االجتهاد القضائي اإلداري المغربي إلى التوسيع من نظرية فعل األمير على‬
‫حساب نظرية الظروف الطارئة ‪ ،‬عندما قرر انه إذا صدرت نصوص عامة او قوانين او لوائح‬
‫من شانها ان تزيد في أعباء المتعاقد زيادة بينة وكانت هذه النصوص العامة غير متوقعة و‬
‫صادرة عن سلطة أخرى غير السلطة المتعاقدة فان النظرية الواجبة التطبيق هي نظرية‬
‫الظروف الطارئة‪.23‬‬

‫حالة الصعوبات المادية غير المتوقعة‬ ‫ت‪-‬‬

‫قد تظهر بعض الصعوبات االستثنائية والتي لم تدخل في حساب طرفي العقد عند التعاقد‬
‫‪ ،‬فتجعل تنفيذ العقد أكثر كلفة على المتعاقد ‪.‬وتبعا لذا يجب تعويض المتعاقد تعويضا كامال عن‬
‫جميع األضرار التي لحقت به ‪ .‬وعليه لتحقق ذلك يجب أن ‪:‬‬

‫تكون هذه الصعوبات مادية و استثنائية ؛‬

‫أن تكون طارئة غير متوقعة ؛‬

‫أن يترتب على التنفيذ نفقات تتجاوز األسعار المتفق عليها في العقد مما يزيد في تكاليف‬
‫تنفيذ العقد ‪.‬‬

‫المبحث الرابع ‪ :‬نهاية العقد اإلداري‬

‫تنتهي العقود اإلدارية نهاية طبيعية بالتنفيذ أو بانقضاء المدة المحددة في العقد ‪ ،‬كما هو‬
‫األمر بالنسبة لعقد التدبير المفوض ‪.‬وقد تنتهي أيضا عن طريق اتفاق طرفي العقد على فسخ‬
‫العقد‪ .‬وقد يكون هذا االتفاق أيضا مقرونا بتعويض أو عدمه و ذلك بناء على اتفاق الطرفين ‪.‬‬

‫‪ 23‬حكم إدارية البيضاء عدد ‪022‬بتاريخ ‪ 21/20/2229‬الجياللي شكير ضد بلدية خريبكة منشور بالدليل العملي لالجتهاد القضائي ص‪090:‬‬

‫‪60‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫كما قد تنتهي العقود اإلدارية بقوة القانون بهالك محل العقد آو صدور نص تشريعي بقضي‬
‫بإنهاء بعض العقود ‪.‬‬

‫ويبقى إنهاء العقد من طرف القضاء سبيال آخر إلنهاء االلتزام بين الطرفين وذلك بناء‬
‫على طلب من احد األطراف‪ ،‬والذي قد يكون بسبب القوة القاهرة او عدم التزام احد الطرفين‬
‫بالتزاماته التعاقدية‬

‫‪61‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫الئحة المراجع المعتمدة ‪:‬‬

‫الكتب‪:‬‬
‫‪ -‬عبد الحافظ ادمينو‪ ،‬الشريف الغيوبي التنظيم اإلداري بالمغرب ‪،‬الطبعة األولى ‪2292‬‬
‫‪.‬‬
‫‪ -‬محمد عبد الكريم شريف‪ :‬القرار اإلداري المنعدم‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫االسكندرية ‪2014 ،‬‬
‫‪ -‬محمود سامي جمال الدين ‪:‬القضاء اإلداري‪ ،‬منشأة المعارف اإلسكندرية‪.2227 ،‬‬
‫‪ -‬عبد القادر باينة‪ :‬الوسائل القانونية للنشاط اإلداري‪ ،‬منشورات زاوية‪ ،‬الطبعة األولى‪،‬‬
‫مطبعة العارف الجديدة‪.2006 ،‬‬

‫‪ -‬محمد رفعت عبد الوهاب‪ :‬مبادئ وأحكام القانون االداري‪ ،‬منشورات الحلبي الحقوقية‪،‬‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ -‬محمد عبد الباسط‪ :‬القرار اإلداري‪ ،‬دار الجامعة الجديدة للنشر‪ ،‬االسكندرية‪.2005 ،‬‬
‫‪ -‬عبد العزيز منعم خليفة ‪:‬أوجه الطعن بإلغاء القرار اإلداري في الفقه وقضاء مجلس‬
‫الدولة ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الفكر الجامعي ‪ ،‬اإلسكندرية ‪..2222 ،‬‬

‫‪ -‬محمد محجوبي‪:‬الوجيز في القضاء اإلداري المغربي بعد إحداث المحاكم اإلدارية‪،‬‬


‫الطبعة األولى‪ ،‬دار القلم‪ ،‬دجنبر ‪.2002‬‬
‫‪ -‬حمدي ياسين عكاشة‪ :‬موسوعة القرار اإلداري في قضاء مجلس الدولة‪ ،‬الجزء‬
‫األول‪ ،‬دار ابو مجد‪ ،‬القاهرة‪2001 ،‬‬

‫‪ -‬رأفت فودة‪ :‬عناصر وجود القرار اإلداري‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬القاهرة‪1999 ،‬‬
‫‪ -‬محمود عاطف البنا‪ :‬الوسيط في القضاء اإلداري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬مطابع الطوبجي‬
‫التجارية‪1991 ،‬‬

‫‪ -‬سلمان محمد الطماوي ‪ :‬النظرية العامة للقرارات اإلدارية ‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،‬دار الفكر‬
‫العربي ‪ ،‬القاهرة ‪9110،‬‬
‫‪ -‬محمد مرغيني‪ :‬المبادئ العامة للقانون اإلداري المغربي‪ ،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫‪1983‬‬
‫‪ -‬محمد األعرج ‪:‬النشاط اإلداري ‪،‬سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية ‪،‬منشورات المجلة‬
‫المغربية لإلدارة المحلية و التنمية عدد ‪ ،920‬سنة ‪.2290‬‬

‫‪62‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫المقاالت ‪:‬‬
‫‪ -‬محمد األعرج ‪:‬المنازعات اإلدارية و الدستورية في تطبيقات المغربي‪ ،‬سلسلة‬
‫مواضيع الساعة العدد ‪ 19‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية ‪،‬‬
‫‪.2299‬‬
‫محمد االعرج ‪:‬مسؤولية الدولة و الجماعات الترابية في تطبيقات القضاء اإلداري‬ ‫‪-‬‬
‫المغربي ‪ ،‬م م إ م ت ‪،‬سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية ‪،‬عدد‪.2299،‬‬
‫‪ -‬محمد االعرج‪ :‬قانون المنازعات الجماعات المحلية‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة‪ ،‬المجلة‬
‫المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪.2008 ،58‬‬
‫‪ -‬محمد االعرج ‪ ،‬المنازعات اإلدارية في تطبيقات القضاء اإلداري المغربي‪ ،‬سلسلة‬
‫مواضيع الساعة العدد ‪ 57‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية و التنمية‪.2007 ،‬‬
‫‪ -‬محمد االعرج‪ :‬نظام العقود والصفقات المبرمة وفق قرارات وأحكام القضاء اإلداري‬
‫بالمغرب‪ ،‬سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪،‬‬
‫عدد ‪.2007 ،73‬‬
‫‪ -‬احمد بوعشيق‪ :‬الدليل العلمي لالجتهاد القضائي في المادة اإلدارية‪ ،‬المجلة المغربية‬
‫لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة دالئل التسيير‪ ،‬عدد ‪.2004 ،16‬‬
‫‪ -‬تطور القضاء اإلداري بالمغرب على ضوء إحداث محاكم استئناف اإلدارية‪ ،‬أعمال‬
‫اليوم الدراسي المنظم من طرف والمدرسة الوطنية لإلدارة بتعاون مع مؤسسة هانس‬
‫سايدل ‪,‬‬

‫النصوص القانونية‪:‬‬

‫القانون رقم ‪ 41.90‬المحدث بموجبه المحاكم االدارية‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير‬ ‫‪-‬‬
‫الشريف رقم ‪ 1.191.225‬صادر في ‪ 22‬من ربيع االول ‪ 10( 1414‬شتنبر‬
‫‪ ، )1993‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 4227‬بتاريخ‪ 3‬نونبر ‪.1993‬‬

‫القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف‬ ‫‪-‬‬
‫رقم ‪ 1.15.83‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7( 1436‬يوليوز ‪ ، )2015‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 23 ،6380‬يوليوز ‪.2015‬‬

‫‪63‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫القانون التنظيمي رقم ‪ 02.12‬المتعلق بالتعيين في المناصب العليا تطبيقا ألحكام‬ ‫‪-‬‬
‫الفصلين ‪ 49‬و‪ 52‬من الدستور‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪1.12.20‬‬
‫صادر في ‪ 27‬من شعبان ‪ 17( 1433‬يوليوز ‪ )2012‬بتنفيذ الجريدة الرسمية‪،‬‬
‫عدد ‪ 19 ،6066‬يوليوز ‪ ،2012‬ص ‪ ،4235‬والمعدل بمقتضى القوانين‬
‫‪ ،12.14‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 11 ،6368‬يوليوز ‪ ،2015‬والقانون رقم ‪23.16‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 11( 6490‬غشت ‪ )2016‬والقانون رقم ‪ 21.17‬ج‪.‬ر عدد‬
‫‪ 26 ،6659‬مارس ‪.2018‬‬
‫‪ -‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.008‬صادر في ‪ 4‬من شعبان ‪ 24( 1377‬فبراير‬
‫‪ )1958‬بشأن النظام األساسي العام للوظيفة العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 23 ،6830‬يوليوز ‪.2015‬‬
‫‪ -‬القانون رقم ‪ 01.03‬بشأن إلزام اإلدارات العمومية والجماعات المحلية‬
‫والمؤسسات العمومية بتعليل قراراتها اإلدارية‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف‬
‫رقم ‪ 10.02.202‬صادر في ‪ 12‬جمادى األولى ‪ 23( 1423‬يوليو ‪، )2004‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 12 ،5029‬غشت ‪.2002‬‬
‫القانون رقم ‪ 86.12‬المتعلق بعقود الشراكة قطاع عام قطاع خاص‪ ،‬الصادر‬ ‫‪-‬‬
‫بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.14.192‬صادر في ‪ 15‬من ربيع األول ‪1436‬‬
‫(‪ 24‬دجنبر ‪ ، )2014‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 6328‬بتاريخ ‪ 29‬يناير ‪.2015‬‬
‫‪ -‬القانون التنظيمي رقم ‪ 065.13‬المتعلق بتنظيم سير أشغال الحكومة والوضع‬
‫القانوني ألعضائها‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.15.33‬صادر في‬
‫‪ 28‬من جمادى األولى ‪ 19( 1436‬مارس ‪ ، )2015‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد‬
‫‪ 6348‬بتاريخ ‪ 12‬ابريل ‪..2015‬‬

‫القانون رقم ‪ 69.00‬المتعلق بالمراقبة المالية الدولة على المنشآت العامة وهيئات‬ ‫‪-‬‬
‫أخرى‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 103.195‬صادر في ‪ 16‬من‬
‫رمضان ‪ 11( 1424‬نونبر ‪ ، )2003‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 5170‬بتاريخ‬
‫‪18‬دجنبر ‪2003‬‬

‫‪64‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫القانون رقم ‪ 54.05‬المتعلق بالتدبير المفوض للمرافق العمومية‪ ،‬الصادر بتنفيذه‬ ‫‪-‬‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 1.06.15‬صادر في ‪ 15‬من محرم ‪ 14( 1427‬فبراير‬
‫‪ ، )2006‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 5404‬بتاريخ ‪ 16‬مارس ‪..2006‬‬
‫‪ ‬المراسيم‪:‬‬

‫‪ -‬المرسوم رقم ‪ 2.12.349‬الصادر في ‪ 8‬جمادى األولى ‪ 20( 1434‬مارس‬


‫‪ )2013‬المتعلق بالصفقات العمومية‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪23 ،6140‬‬
‫جمادى األولى ‪ 4( 1434‬ابريل ‪. )2014‬‬
‫أحكام وقرارات‪:‬‬

‫قرار رقم ‪ 257‬في الملف اإلداري بتاريخ ‪ 27‬يوليوز ‪ 1979‬في الملف اإلداري‬ ‫‪-‬‬
‫رقم ‪.71.900‬‬

‫حكم عدد ‪ 135‬بتاريخ ‪ 5‬يوليوز ‪ 1975‬في قضية محمد المطيلي ضد وزير‬ ‫‪-‬‬
‫التعلي م العالي والثانوي والتقني‪ ،‬منشور في مجموعة قرارات المجلس االعلى‬
‫بالغرفة االدارية ‪.1972-1971‬‬

‫‪ -‬حكم إدارية البيضاء عدد ‪ 022‬بتاريخ ‪ 21/20/2229‬الجياللي شكير ضد بلدية‬


‫خريبكة منشور بالدليل العملي لالجتهاد القضائي‬

‫حكم الغرفة االدارية عدد ‪ 469‬بتاريخ ‪ 24‬نونبر ‪.1978‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪ -‬قضاء مجلس الدولة‪ :‬الجزء األول‪ ،‬دار أبو امجد‪ ،‬القاهرة ‪.2001‬‬

‫‪65‬‬
-‫القرار االداري‬- ‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري‬

Bibliographie en français :

Ouvrages :

- Michel Rousset et Jean Garagnon : Droit administratif


Marocain, collection thèmes actuels, R.E .M.A.L.D .n° 99 .2017.
- Mohamed NABIH : droit des marches publiques, konrad
adenauer stiftung, 2014
- Laurent Richer : droit administratif, LGDJ , 5 édition, 2006
- Jean Rivero -Jean Walline :droit administratif, 18 édition,
DALLOZ, 2000.
- EL Yaagoubi Mohamed : « la décision administrative au Maroc
entre le droit et la réalité », in droit et pratique au Maroc,
université sidi Mohamed ben Abdallah, Fès, 1994.
-

66
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫الفهرس‬

‫تعريف القرار اإلداري‪2...............................................................‬‬

‫تمييز القرارات اإلدارية عن غيرها‪0..............................................‬‬

‫أركان القرار اإلداري‪2...............................................................‬‬

‫ركن االختصاص‪7....................................................................‬‬

‫ركن الشكل‪91..........................................................................‬‬

‫ركن السبب ‪97.............................................................................‬‬

‫ركن المحل ‪22............................................................................‬‬

‫ركن الغاية ‪29............................................................................‬‬

‫أنواع القرارات اإلدارية‪20...........................................................‬‬

‫القرارات اإلدارية الفردية‪21........................................................‬‬

‫القرارات اإلدارية التنظيمية ‪92....................................................‬‬

‫تنفيذ القرارات اإلدارية‪99..........................................................‬‬

‫نهاية القرارات اإلدارية ‪91.........................................................‬‬

‫العقود اإلدارية‪37....................................................................‬‬

‫تعريف العقد اإلداري‪37..........................................................‬‬

‫عقد االلتزام أو االمتياز‪41...................................................................‬‬

‫أنواع العقود اإلدارية ‪41....................................................................‬‬

‫‪67‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫عقد التدبير المفوض‪42....................................................................‬‬

‫عقد األشغال العامة‪43..................................................................‬‬

‫عقد التوريد‪45.............................................................................‬‬

‫عقد المعاونة‪46............................................................................‬‬

‫عقد النقل‪47...............................................................................‬‬

‫عقد الخدمات‪47......................................................................... ....‬‬

‫عقد القرض العام‪48......................................................................‬‬

‫عقد الشراكة بين القطاع العام و القطاع الخاص ‪48................................‬‬

‫تنفيذ العقود اإلدارية ‪48...............................................................‬‬

‫سلطة االشراف والتوجيه ‪49..........................................................‬‬

‫حقوق و واجبات اإلدارة في العقد اإلداري ‪49.......................................‬‬

‫سلطة توقيع الجزاءات على المتعاقد‪50..............................................‬‬

‫الجزاءات المالية‪50....................................................................‬‬

‫الجزاءات غير المالية‪51...............................................................‬‬

‫التزامات وحقوق المتعاقد مع اإلدارة‪53...............................................‬‬

‫التزامات المتعاقد مع اإلدارة‪53.........................................................‬‬

‫حقوق المتعاقد مع اإلدارة ‪53..........................................................‬‬

‫حاالت التعويض الشامل‪55..............................................................‬‬

‫‪68‬‬
‫المختصر في الوسائل القانونية للنشاط االداري ‪-‬القرار االداري‪-‬‬

‫نهاية العقد اإلداري‪57.....................................................................‬‬

‫الئحة المراجع‪29................................................................................‬‬

‫الفهرس‪22.......................................................................................‬‬

‫‪69‬‬

You might also like