Professional Documents
Culture Documents
مطبوعة بيداغوجية مقدمة لطلبة السنة الثانية علوم اقتصادية وعلوم التسيير والعلوم المالية والمحاسبية.
مقياس:
اقتصاد المؤسسة
مقدمة عامة
يعتبر مقياس اقتصاد المؤسسة دو أهمية كبيرة نظ ار الرتباطه ببقية المقاييس األخرى ،إذ أنه يدرس لكل
طلبة السنة الثانية ،بحيث يندرج ضمن الوحدة األساسية لطلبة العلوم المالية والمحاسبية ولطلبة علوم
التسيير ،وضمن الوحدة المنهجية لطلبة العلوم االقتصادية ،ونظ ار الرتباطه بدراسة المؤسسة التي تعتبر
المحرك األساسي للنشاط االقتصادي والتنمية االقتصادية.
جمعت هذه المطبوعة كل المواضيع المرتبطة بالمؤسسة االقتصادية بحيث صيغت وفق أسس التأصيل
النظري ،مع احترام األصول العلمية والمنهجية ،لتسهل على الطالب تصفحها واالستفادة منها ،آملين أن
ترقى إلى مستوى تطلعات الطلبة وتكون دعما لهم في بحوثهم ودراساتهم ،ولتكون إضافة علمية للمكتبة
المركزية بالمركز الجامعي.
ضمت هذه المطبوعة مجموع من المحاضرات التي تم اختيارها بالرجوع إلى المقرر الوزاري ،لتتالءم مع
طبيعة تكوين طلبة السنة الثانية علوم اقتصادية ومالية وعلوم التسيير ،وجاء ترتيبها كما يلي:
2
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
مقدمة
نهدف من خالل هذه المحاضرة االفتتاحية إلى تقريب الطالب من المفاهيم األساسية المرتبطة بالمؤسسة،
لدى سنتطرق إلى تعريفها ونقدم أهم التسميات المرتبطة بمفهومها ،وكما سنحدد أهم خصائصها .ونختم
هذه المحاضرة باألهداف الرئيسية لنشاط المؤسسة والمتعلقة بالجوانب المختلفة التي تسعى إلى تحقيقها
والمتمثلة في األهداف االقتصادية واالجتماعية والثقافية والتكنولوجية والبيئية.
أوال-تعريف المؤسسة:
من الصعوبة الوصول إلى تعريف موحد للمؤسسة ،نظ ار الرتباطه بمجاالت مختلفة اقتصادية واجتماعية
وسياسية..إلخ ،وكذا التطورات التي شهدتها المؤسسة في شتى جوانبها القانونية والتنظيمية.
يمكن تعريف المؤسسة على أنها:كل وحدة قانونية سواء كانت شخص طبيعي أو معنوي ،تتمتع باستقالل
مالي وحرية في صنع القرار وتنتج سلع أو خدمات.1
يعرف ناصر دادي عدون المؤسسة بأنها كل تنظيم اقتصادي مستقل ماليا في إطار قانوني واجتماعي
معين ،هدفه دمج عوامل اإلنتاج من أجل إنتاج وتبادل سلع وخدمات مع أعوان اقتصاديين آخرين،
بغرض تحقيق نتيجة مالئمة ،وهذا ضمن شروط اقتصادية تختلف باختالف الحيز المكاني والزماني الذي
يوجد فيه ،وتبعا لحجم ونوع نشاطه.2
من خالل التعريفين السابقين نتوصل إلى أن المؤسسة هي وحدة قانونية اقتصادية ،لها استقاللية مالية،
تهدف إلى إنتاج وتبادل السلع والخدمات من أجل تحقيق األهداف المحددة وضمان االستم اررية.
صولح سماح ،محاضرات في اقتصاد المؤسسة ،كلية العلوم االقتصادية ،جامعة محمد خيضر بسكرة،2015-2014 ، 1
ص .3
ناصر دادي عدون ،اقتصاد المؤسسة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الطبعة الثالثة ،بن عكنون ،الجزائر،2003 ، 2
ص.25
3
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
يختلط مصطلح المؤسسة مع مصطلحات أخرى ،نحددها في النقاط التالية مع إظهار الفوارق الموجودة
بينها:
أ-الشركة :تظهر في القانون الجزائري على أنها:عقد بمقتضاه يلتزم شخصان طبيعيان أو اعتباريان أو
أكثر على المساهمة في نشاط مشترك ،بتقديم حصة من عمل أو مال أو نقد ،بهدف اقتسام الربح الذي
قد ينتج أو تحقيق اقتصاد أو بلوغ هدف اقتصادي ذي منفعة مشتركة ،كما يتحملون الخسائر التي تنجر
عن ذلك.3
ب-المنشأة :يعرف M.L. Baudinالمنشأة على أنها:مجموعة من األشخاص الدائمين العاملين والتابعين
لنفس المنظم ،بحيث يمكن أن تتكون المؤسسة من منشأة أو عدة منشآت ،وهذه األخيرة ليس لها شخصية
قانونية إال في حالة شهرة المحل ،بينما نجد المؤسسة تتمتع بشخصية قانونية متميزة ،واستقاللية المنشأة
تكون نسبية ولو في حالة إدارة خاصة بها ،نظ ار ألنها تبقى خاضعة لمراقبة رب العمل ،تبقى محاسبتها
مرتبطة بالمؤسسة األم ،ومن خالل حسابات خاصة.4
ج-المشروع :عرفت منظمة المواصفات الدولية ISOالمشروع على أنه :العملية الفردية التي تحتوي على
مجموعة من الفعاليات المتناسقة والمسيطر عليها ،والتي لها تاريخ بداية ونهاية والموجهة نحو تحقيق
هدف محدد وفقا للمتطلبات المحددة.5
د-المنظمة :حسب P de Bruynيمكن اعتبار المؤسسة االقتصادية منظمة ،ألنها تجمع العناصر
المكونة لهذه األخيرة ،بحيث تتكون المنظمة من لحظة قبول األفراد فيها ،أو عندما يريدون المساهمة فيها،
مساهمة فعالة ،من أجل الوصول إلى تحقيق أهدافها ،وبهذا المعنى يكون المساهمون مشاركون في وجود
6
واستمرار المؤسسة أو المنظمة من مساهمين ،مالكين ،إدارة ،عاملين... ،إلخ.
عبد الستار محمد العلي ،إدارة المشروعات العامة ،دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،الطبعة الثانية ،عمان ،األردن، 5
،2011ص.24
ناصر دادي عدون ،اقتصاد المؤسسة ،مرجع سابق ،ص.13 6
4
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
تقوم المؤسسة من خالل أدائها ألنشطتها المختلفة باتخاذ ق اررات مختلفة وفي مستويات متباينة ومتنوعة
حسب أهميتها .فمهما كانت أنواع الق اررات أو مراحل اتخاذ القرار ،إال أن أهميتها تعود إلى كون العملية
من ضمن األعمال أو المهام اإلدارية ،والتي يترتب عليها مسؤوليات من عدة جوانب وأطراف ،فاستقاللية
المؤسسة تعني استقاللية القرار والمسؤولية عليه ،إال أن هذه االستقاللية تعتبر نسبية مقارنة إلى ما
يفرضه المحيط عليها ،وكذا لما يجب عليها أن تحترم من التزامات تجاه هذا المحيط ،سواء في مجال
تقاليد وثقافة المجتمع ،أو النظام الذي يسود فيه ،والى التنظيمات المختلفة للمجتمع.7
أ-للمؤسسة شخصية قانونية مستقلة من حيث امتالكها لحقوق وصالحيات أو من حيث واجباتها
ومسؤولياتها؛
ج-أن تكون قادرة على االستمرار من خالل توفير التمويل الكافي والظروف المواتية ،والقدرة على التكيف
مع المتغيرات البيئية؛
د-التحديد الواضح لألهداف والسياسة والبرامج وأساليب العمل ،فكل مؤسسة تضع أهدافا معينة ،تسعى
إلى تحقيقها؛
ه-ضمان الموارد المالية لكي تستمر عملياتها ،ويكون ذلك إما عن طريق االعتمادات ،وإما عن طريق
اإليرادات الكلية ،أو عن طريق القروض ،أو الجمع بين هذه العناصر كلها أو بعضها حسب الظروف؛
و-المؤسسة وحدة اقتصادية أساسية في المجتمع االقتصادي ،فباإلضافة إلى مساهمتها في اإلنتاج ونمو
الدخل الوطني ،فهي مصدر رزق الكثير من األفراد.
عمر صخري ،اقتصاد المؤسسة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الطبعة الثالثة ،بن عكنون ،الجزائر ،2003 ،ص.25 8
5
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
أ-األهداف االقتصادية :تسعى المؤسسة إلى تحقيق جملة من أهداف االقتصادية لعل من أهمها:
-إقامة أنماط استهالكية معينة(فالمؤسسات تؤثر في العادات االستهالكية لمختلف طبقات المجتمع)؛
-تدريب العمال؛
د-األهداف التكنولوجية :مع تطور المؤسسات عملت العديد منها على توفير إدارة خاصة بالبحث
والتطوير من أجل تطوير الوسائل والطرق اإلنتاجية والتكنولوجيا..إلخ.
صولح سماح ،محاضرات في اقتصاد المؤسسة ،كلية العلوم االقتصادية ،جامعة محمد خيضر ببسكرة،2015-2014 ، 9
ص .3
6
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
ه-أهداف المسؤولية االجتماعية للمؤسسة :في إطار نشاطها يجب أن تسعى إلى تحمل المسؤولية
االجتماعية ،والتي تتضمن العديد من الجزئيات المهمة من بينها :ضمان حد أعلى من األرباح
للمساهمين ،الحفاظ على العاملين ،وتطويرهم ،الحفاظ على البيئة من خالل توجيه جزء من أرباحها إلى
معالجة النفايات وتمويل مؤسسات حماية البيئة.
خاتمة
المؤسسة وحدة قانونية اقتصادية ،تهدف من خالل نشاطها إلى تحقيق أكبر ربح ممكن وضمان
االستم اررية ،وهذا يمثل األهداف االقتصادية التقليدية المعروفة ،ولكن البيئة والمجتمع يفرضان عليها
االلتزام بواجبها اتجاههما ،من خالل سعيها نحو تحقيق جملة من األهداف االجتماعية والثقافية والتزامها
بمسؤوليتها االجتماعية اتجاه األطراف المختلفة ،وبتحقيقها لكل هذه الجوانب تكون أن تبنت مفاهيم التنمية
المستدامة.
7
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
مقدمة
دراسة المؤسسة تحتاج إلى تصنيفها وترتيبها وفقا للمعايير المعمول بها ،والتي تختلف في أهميتها النسبية،
وعملية التصنيف تأخذ أشكاال وأسسا متعددة ،لذا سنحاول في هذه المحاضرة ،تحديد أشكال وأصناف
المؤسسات وفقا لثالث معايير أساسية هي المعيار القانوني والمعيار االقتصادي ومعيار الحجم.
للمؤسسة االقتصادية من الناحية القانونية صفة اعتبارية مستقلة وتحمل اسما ولها ميزانية ونظام داخلي
خاص بها ،ولها حسابها المصرفي ،كما أن لها خطتها الخاصة في إطار الخطة العامة للدولة.10
وفقا لهذا المعيار يتم تصنيف المؤسسات إلى المؤسسات الخاصة والتي تنقسم بدورها إلى مؤسسات فردية
وشركات وإلى مؤسسات مختلطة ومؤسسات عمومية.
-1المؤسسات الفردية :وهي المؤسسات التي يمتلكها شخص واحد أو عائلة واحدة ،بحيث تتداخل
شخصية المؤسسة مع مالكها ،وتتمثل في صغار التجار والمهن الحرة..إلخ.11
-1-2شركات األشخاص :يعتبر الشريك في هذا النوع مسؤوال مسؤولية مطلقة عن ديون الشركة ،حيث
تمتد المسؤولية إلى أمواله الخاصة ويكتسب صفة التاجر ،أي أن االعتبار الشخصي للشريك يشكل
األساس في هذا النوع من الشركات .وهي تنقسم إلى األصناف التالية:12
عميش سميرة ،اقتصاد المؤسسة ،مطبوعة بيداغوجية لطلبة السنة الثانية علوم اقتصادية ،جامعة المسيلة-2015 ، 10
،2016ص.5
أمينة مخفي ،محاضرات في اقتصاد وتسيير المؤسسة،موجهة لطلبة السنة الثانية علوم اقتصادية ،جامعة ورقلة ،ص.7 11
أمينة مخفي ،محاضرات في اقتصاد وتسيير المؤسسة ،مرجع سابق ،ص.8 12
8
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
أ-شركات التضامن :يكون فيها الشركاء مسؤولين مسؤولية تضامنية (في حالة إعسار أحدهم) غير
محدودة تمتد لألموال الخاصة ،كما يمكن أن يكون المدير من خارج الشركاء يختارونه لإلدارة نيابة عنهم.
ج-شركة المحاصة :هي شركة مستترة ليس لها وجود قانوني إزاء الغير ،يتعامل فيها الشركاء مع الغير
بصفتهم الشخصية ولكن لحساب الشركة ،ويقتسمون األرباح والخسائر حسب االتفاق.
-2-2شركات األموال :يقسم رأس مالها على أسهم متساوية وقابلة للتداول ،وتتحدد مسؤولية المساهم بقدر
مساهمته في أسهم الشركة ،مع عدم وجود اعتبار شخصي للشريك في هذا النوع من الشركات ،وهي على
أنواع:
أ-شركات المساهمة :يقسم رأسمالها إلى أسهم متساوية القيمة ،تمثل ضمان لدائني الشركة ،والمسؤولية
فيها محدودة بقدر المساهمة في رأسمالها ويدير هذا النوع من المؤسسات الجمعية العامة ومجلس اإلدارة
الذي يمثل السلطة التنفيذية.
ج-الشركات ذات المسؤولية المحدودة :وهي الشركات التي ال يزيد عدد الشركاء فيها عن عدد معين
ينص عليه القانون ،ويكون الشخص فيها مسؤوال بقدر حصته في رأس المال ،بحيث يقسم رأسمالها إلى
حصص يتم تداولها بين الشركاء وال تنتقل إلى الغير إال بشروط خاصة.13
أمينة مخفي ،محاضرات في اقتصاد وتسيير المؤسسة ،مرجع سابق ،ص.9 13
9
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-1القطاع األول :يشمل تلك المؤسسات المتخصصة في الزراعة أو الفالحة بشتى أنواعها ومنتوجاتها،
وتربية المواشي باإلضافة إلى أنشطة الصيد البحري.
-2القطاع الثانوي :يشمل المؤسسات الصناعية التي تعمل على تحويل المواد الطبيعية إلى منتوجات
وسيطية أو نهائية.
-3القطاع الثالث :ويتمثل في المؤسسات الخدماتية ،أي تلك المقدمة للخدمات المختلفة كالنقل والسياحة
والتعليم ،والبنوك ..إلخ.
يتم تصنيف المؤسسات وفق القانون 02-17المتضمن القانون التوجيهي لتطوير المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة:15
-1المؤسسة المتوسطة (المادة رقم 8من القانون :)02-17تعرف المؤسسة المتوسطة بأنها مؤسسة
تشغل ما بين خمسين ( )50إلى مائتين وخمسين( )250شخصا ،ورقم أعمالها السنوي ما بين أربعمائة
مليون دينار جزائري ،أو مجموع حصيلتها السنوية ما بين مائتي 200مليون دينار جزائري ومليار دينار
جزائري.
-2المؤسسات الصغيرة (المادة 9من نفس القانون) :تعرف المؤسسة الصغيرة بأنها مؤسسة تشغل ما بين
عشرة إلى تسعة وأربعون 49شخصا ،ورقم أعمالها السنوي ال يتجاوز أربعمائة 400مليون دينار
جزائري ،أو مجموع حصيلتها السنوية ال يتجاوز مائتي 200مليون دينار جزائري.
رفيقة حروش ،اقتصاد وتسيير المؤسسة ،شركة دار األمة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائر ،2013 ،ص.36 14
القانون رقم -02-17المؤرخ في 11ربيع الثاني عام 1438الموافق لـ 10يناير ،2017الجريدة الرسمية للجمهورية 15
-3المؤسسات الصغيرة جدا(المادة 10من نفس القانون) :تعرف المؤسسة الصغيرة جدا بأنها مؤسسة
تشغل من شخص واحد إلى تسعة أشخاص ،ورقم أعمالها السنوي أقل من أربعين 40مليون دينار
الجزائري ،أو مجموع حصيلتها السنوية ال يتجاوز عشرين 20مليون دينار جزائري.
وتأتي المادة 11من نفس القانون لتنص على أنه إذا صنفت مؤسسة في فئة معينة وفق عدد عمالها،
وفي فئة أخرى طبقا لرقم أعمالها أو حصيلتها ،تعطى األولوية لمعيار رقم األعمال أو مجموع الحصيلة
لتصنيفها.
خاتمة
هدفنا من خالل هذه المحاضرة إلى تقديم أصناف المؤسسات االقتصادية وفق المعايير المعمول بها ،وكذا
وفق القانون الجزائري والسيما القانون رقم 02-17المتضمن القانون التوجيهي لتطوير المؤسسات
الصغيرة والمتوسطة ،الذي صنف المؤسسات حسب معيار الحجم وفقا لمحددات معينة.
11
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
مقدمة
تتمثل دورة حياة المؤسسة في الم ارحل المتتالية التي تعيشها من مرحلة ظهورها كفكرة مرو ار بمرحلة النمو
والنضج وصوال إلى مرحلة التراجع والزوال ،وهي بذلك تشبه الكائن الحي في مراحل حياته .ظهرت عدة
نظريات مفسرة لدورة حياة المؤسسة ،سنتطرق بقدر من التفصيل ألهمها ونحدد أنواع النمو وكذا أهم نماذج
دورة حياة المؤسسة.
تقوم هذه النظرية على تشبيه المؤسسة بالكائن الحي ،وعلى أنها نظام مفتوح في عالقة تبادلية دائمة مع
المحيط .تهتم نظرية دورة حياة المؤسسة بشرح نموها ،بحيث تستند في تحليل النمو على فكرة تماثل
السلوك التنظيمي للمؤسسات مع سلوك الكائنات الحية ،وهي فكرة ) (MARSHALL 1920حيث شبه
المؤسسة بالكائن الحي(الشجرة) الذي ينمو حتى يصل إلى حجمه الطبيعي تحت تأثير الظروف الطبيعية،
تم يتالشى نتيجة ظروف طبيعية تقع عليه أيضا.16
ويرجع الفضل إلى ) (BOULDING 1950إلرساء قواعد وأساسيات نظرية دورة حياة المؤسسة عن
طريق تطبيق نظرية األنظمة لـ) (VON BERTALANFFY 1973على المؤسسات وطبيعتها التطورية،
وأكد ) (BOULDINGبأن استمرار المؤسسة في نشاطها هو أهم من البحث عن الربح ،وأن المحيط هو
الذي يحدد المؤسسات التي تدر أرباحا تمكنها من االستجابة لشروط البقاء تم النمو.17
قام PENROSEبإعداد نظرية عامة لنمو المؤسسة ترتكز على السيرورة الداخلية لتطور المؤسسة ،وهي
تقوم كذلك على فكرة أساسية مفادها أن موارد المؤسسة هي وحدها القادرة على إتاحة فرص النمو لها،
وبها تتحدد درجة هذا النمو الذي تحققه المؤسسة خالل فترة زمنية معينة ،وحسب هذه النظرية فإن
سمية دربال ،سلوك المؤسسات االقتصادية في تمويل نموها الداخلي ،مذكرة ماجستير ،جامعة ورقلة،2012-2011 ، 16
ص.37
سمية دربال ،سلوك المؤسسات االقتصادية في تمويل نموها الداخلي ،مرجع سابق.38 ، 17
12
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
المؤسسة تستطيع تحقيق نمور مستمر من خالل التوسع في تعداد أنشطتها وتنوعها ،ويتحقق هذا النمو
المستمر نتيجة التجديد في الموارد.18
-1النمو الداخلي :إن النمو الداخلي يحدث داخل المؤسسة وينتج من خالل مواردها الخاصة ،وتختلف
تعاريف النمو الداخلي باختالف الباحثين ،فهناك من ربطه بطريقة تمويله ،وآخرون ربطوه بأسلوب حيازة
القدرات اإلنتاجية ،حيث عرفه : )1975( A.Jacqueminعبارة عن استخدام المؤسسة لمواردها الخاصة
من أجل تنفيذ سياستها االستثمارية ،والتي تمول باألرباح غير الموزعة أو األموال التي يتم تحصيلها من
الوسطاء الماليين .وكما عرفه :)1969(STOLERUتلك االستثمارات التي تقوم بها المؤسسة من أجل
تنمية أسواقها وتحسين قدرتها اإلنتاجية.19
-2النمو الخارجي :يرتكز النمو الخارجي على تغيير األصول المادية للمؤسسة ،حيث يعرف بأنه شراء
األصول الصناعية ،وكذا التجارية والتي تسمح للمؤسسة بالتوسع في أنشطتها وأعمالها.
كما يضاف إلى هذا التعريف أن النمو الخارجي هو القرار الهادف إلى شراء أصول مادية أو تأجيرها أو
المساهمة الجزئية أو الكلية في مؤسسات أخرى.20
-3النمو التعاقدي للمؤسسة :هو عقد يبرم بين مؤسستين أو أكثر يهدف لدمج الموارد من أجل ممارسة
أنشطة إنتاجية مختلفة بطبيعتها ،والذي يمكن أن يأخذ أحد الشكلين:21
-إبرام المؤسسة لعقد شراكة أو تعاون مع مؤسسة أخرى أو عدة مؤسسات يتضمن إنشاء فرع مشترك
بينهما النجاز مشروع ،يعتبر نموا داخليا ،ألن عملية اإلنشاء هذه تمت باستخدام وسائل منفصلة ارتبطت
فيها بينهما بفعل العقد المبرم بين المؤسستين.
سمية دربال ،سلوك المؤسسات االقتصادية في تمويل نموها الداخلي ،مرجع سابق.39 ، 18
كربوش محمد ،إستراتيجية نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،أطروحة دكتوراه منشورة ،جامعة تلمسان-2013 ، 19
،2014ص.45
كربوش محمد ،إستراتيجية نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،مرجع سابق ،ص.45 20
بن ساسي إلياس ،محاولة ضبط مفهومي النمو الداخلي والنمو الخارجي للمؤسسات كمنطلق للمفاضلة بينهما ،مجلة 21
-اشتراك المؤسسة مع مؤسسة أخرى أو عدة مؤسسات في حيازة مؤسسة مستقلة أو السيطرة المشتركة
عليها بامتالك حصص من رأسمالها ،يعتبر نموا خارجيا ألن عملية الحيازة شملت موارد مرتبطة فيما
بينهما.
-1تقسيم :MILLER et KIMBERLY 1980قسم الباحثان المراحل التي تمر بها حياة المؤسسة إلى
ثالث مراحل هي:22
-1-1مرحلة النشأة :تعتبر أولى المراحل التي تمر بها المؤسسة ،وتتزامن مع وضع الهيكل التنظيمي
واختيار التخصص في النشاط االقتصادي.
-2-1مرحلة التحول :تتميز هذه المرحلة بسعي المؤسسة نحو تحسين أدائها من خالل البحث عن الموارد
الالزمة لتمويل أنشطتها االستثمارية.
-3-1مرحلة التدهور:تعتبر هذه المرحلة عن الركود والفشل الذي قد يصيب المؤسسة ،ويمكن القول أن
نهاية وتصفية المؤسسة ليس بالضرورة نتيجة فشلها ،بل ربما بسبب تحقيقها لألهداف التي أنشأت من
أجلها.
-1-2مرحلة النشأة واالنطالق :هي مرحلة دخول السوق في السنوات األولى لتأسيس المؤسسة ،بحيث
تتميز بما يلي:
14
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-2-2مرحلة النمو والتوسع :تعبر هذه المرحلة عن مدى االنتعاش والتوسع الذي حققته المؤسسة ،وأهم
مميزات هذه المرحلة ما يلي:
-4-2مرحلة التدهور والتراجع :مرحلة حرجة تمر بها المؤسسة تعكس مالمح الفشل التالية:
-3تقسيم :FULD et HOUSE 1995قسم الباحثان مراحل حياة المؤسسة إلى خمسة مراحل هي:24
15
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-1-3مرحلة النشأة :هي مرحلة بداية حياة المؤسسة التي تتسطر فيها إستراتيجيتها واتخاذ الق اررات
المرتبطة بطبيعة النشاط.
-2-3مرحلة الشباب :تعكس بداية تطبيق المفاهيم والق اررات المرتبطة بالتخصص ووضع السياسات
الموجهة للعمل ولنشاط المؤسسة.
-3-3مرحلة منتصف العمر :تعكس درجة التوسع الذي وصلت إليه المؤسسة.
-4-3مرحلة النضج :يتم العمل في هذه المرحلة على تحقيق األهداف المسطرة.
-5-3مرحلة الفناء والتدهور :تعبر عن الوضع الحرج الذي وصلت إليه المؤسسة من عدم القدرة على
التوسع والنمو أو تحقيق االستقرار.
خاتمة
اختلفت النظريات المفسرة لدورة حياة المؤسسة في تحديد المراحل والمحطات التي تعيشها ،إال أنها توافقت
في أن لكل مؤسسة بداية تمثل انطالقتها ومرحلة ازدهار وفي أخير مرحلة التدهور والفناء ،وهذه المراحل
تختلف من مؤسسة إلى أخرى حسب طيعة كل منها وكذا أهميتها االقتصادية ،كما أن البعد الزمني لكل
مرحلة يتفاوت من مؤسسة ألخرى حسب الظروف والمتغيرات التي تعيشها ،والتي يمكن أن تضع حدا
للمؤسسة وهي في بدايتها.
16
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
مقدمة
تعمل وظيفة التنظيم على تجسيد مخرجات وظيفة التخطيط من خالل تحديد المسؤوليات وقنوات االتصال
بين المستويات اإلدارية المختلفة ،لتحقيق أداء جيد للمؤسسة ووصولها ألهدافها المسطرة .ويعتبر الهيكل
التنظيمي إطار يحدد اإلدارات واألقسام الداخلية المختلفة للمؤسسة ،وخطوط السلطة وكيفية انسيابها بين
مختلف الوظائف ،علما أنه توجد عدة عوامل تمثل األساس لتشكيل الهيكل التنظيمي للمؤسسة.
-1مفهوم:
يعرف التنظيم على أنه :توزيع للمسؤوليات والتنسيق بين كافة العاملين بشكل يضمن تحقيق أقصى درجة
ممكنة من الكفاية في تحقيق األهداف المحددة.25
وكما يعرف كذلك على أنه تجميع وتقسيم أوجه النشاط في وحدات معينة ترتبط فيما بينها بعالقات
وتداخالت محققة كمجموعة واحدة معتمدة على بعضها البعض ،هادفة لتحقيق أهداف معينة بأقل تكلفة
وجهد ممكنين.26
يعتبر التنظيم من أهم الوظائف اإلدارية بحيث يقوم بتجسيد مخرجات وظيفة التخطيط من خالل وضع
هيكل للمؤسسة وتوضيح المسؤوليات وعالقات العمل من أجل تحقيق أهداف المؤسسة.
-2أنواع التنظيم:
محمد قاسم القريوتي ،مبادئ اإلدارة :النظريات والعمليات والوظائف ،دار وائل للنشر ،عمان ،األردن،2009 ، 25
ص.200
ضرار العتيبي وآخرون ،العملية اإلدارية :مبادئ وأصول وعلم وفن ،دار اليازوري ،عمان ،األردن ،2007 ،ص.114 26
غول فرحات ،مدخل إلى التسيير ،دار الخلدونية للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2012 ،ص.88 27
17
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
أ-التنظيم الرسمي :هو التنظيم الذي يجمع األف ارد في نطاق المستويات اإلدارية ،والتي تمثل مصالح
واهتمامات المؤسسة ،وهو التنظيم الذي يتواجد في المؤسسة نتيجة لق ارراتها وتعليماتها ووظائفها.
كما أن التنظيم يهتم بالهيكل التنظيمي وتحديد العالقات والمستويات اإلدارية وتقسيم األعمال وتوزيعها،
ويعمل على تحقيق المبادئ األساسية للمؤسسة وتحقيق أهدافها.
ب-التنظيم غير الرسمي :هو تنظيم يجمع األفراد في نطاق الروابط المهنية أو االجتماعية أو الثقافية
والتي تمثل مصالح واهتمامات متبادلة للمجموعة ،حيث ينشأ بطريقة عفوية غير مقصودة نتيجة للتفاعل
الطبيعي بين األفراد العاملين في المؤسسة وتلعب فيه العالقات الشخصية دو ار كبيرا.
-3أهداف التنظيم :يسعى التنظيم إلى تحقيق جملة من األهداف نحددها في النقاط التالية:28
-إسقاط أو ترجمة خطط المؤسسة إلى واقع عملي قابل للتجسيد في ضوء إمكانيات المؤسسة؛
-تقسيم وتجزئة األهداف التي تضعها المؤسسة إلى أهداف جزئية وتحديد كيفية تنفيذها من طرف
الوحدات التنظيمية المتخصصة في المؤسسة بشكل ال يخالف الخطة المحددة سلفا؛
-ضمان سياق متكامل للتنسيق والتعاون بين مختلف األنشطة التي تقوم بها الوحدات التنظيمية المختلفة
لتأمين حسن سيرها وبلوغ أهدافها في أحسن الظروف؛
-تقديم المساعدة لوظيفة الرقابة من خالل تزويدها بالتنظيم الخاص بخطط العمل وأهدافها لتسهيل عملها؛
-اإلشراف على دقة وعدالة وفعالية توزيع إمكانات العمل الواردة في الخطة على الوحدات التنظيمية في
المؤسسة واطالع اإلدارة العليا على ذلك.
صبحي جبر العتيبي ،تطور الفكر واألساليب في اإلدارة ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،2005 ، 28
ص.155
18
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-1مفهوم:
يعتبر الهيكل التنظيمي إطار يحدد اإلدارات واألقسام الداخلية المختلفة للمؤسسة ،وخطوط السلطة وكيفية
انسيابها بين مختلف الوظائف ،وكما يبين الهيكل التنظيمي الوحدات اإلدارية المختلفة التي تعمل معا
على تحقيق أهداف المؤسسة ،ويحدد كذلك مواقع اتخاذ القرار من حيث المركزية والالمركزية.29
يعتمد تحديد الهيكل التنظيمي على مجموعة من العوامل نحددها كما يلي:30
-درجة تقسيم العمل والتخصص لهما تأثير على تحديد عدد اإلدارات ،فكلما كان تقسيم عمل كبيرا ،كلما
زاد عدد اإلدارات؛
-حجم المؤسسة ،حيث يختلف شكل الهيكل التنظيمي بين المؤسسة الكبيرة والمؤسسة الصغيرة؛
-استقرار البيئة يدفع المؤسسة إلى اعتماد هيكل تنظيمي بسيط غير معقد؛
تحديد شكل الهيكل التنظيمي يتوقف على العوامل السالفة الذكر ،بحيث تظهر عدة أشكال ،نحددها
أهمها في هذا العنصر:
محمود سلمان العميان ،السلوك التنظيمي في منظمات األعمال ،دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،2004 ، 29
ص.205
غول فرحات ،الوجيز في اقتصاد المؤسسة ،دار الخلدونية ،الجزائر ،2008 ،ص.66 30
19
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-1-3الهيكل التنظيمي الوظيفي :يعتمد هذا النوع من هياكل التنظيم على تقسيم األنشطة وتجميعها على
أساس الوظائف الرئيسية بالمؤسسة والمتمثلة غالبا في وظيفة اإلنتاج ،اإلدارة المالية ،وإدارة الموارد
البشرية ووظيفة التسويق ،...وكما يتم تخصيص مدير لكل وظيفة مسؤول عن تسيير أمر إدارته ،مع
تحديد ال وحدات التنظيمية التابعة لكل إدارة ،فمثال إدارة اإلنتاج تنقسم إلى الوحدات التنظيمية التالية:
التخطيط ،الصيانة ،العمليات ،مراقبة الجودة والشراء والتخزين.31
المدير العام
مدير إدارة التسويق مدير الموارد البشرية مدير اإلدارة المالية مدير اإلنتاج
وظائف إدارة التسويق وظائف إدارة الموارد وظائف اإلدارة المالية وظائف إدارة اإلنتاج
البشرية
-2-3الهيكل التنظيمي حسب المنتجات :في هذا النوع من الهياكل يتم ضم جميع الوظائف واألعمال
كاإلنتاج والتمويل ..إلخ ،ومجموع المنتجات في وحدة تنظيمية مستقلة وقائمة بذاتها ،بحيث يتم تجميع كل
الوظائف المرتبطة بأحد المنتجات تحت إشراف مدير يختص بهذا المنتج ،ويكون تحت سلطته مدير
الوظائف المختلفة .الشكل التالي يقدم توضيحا لهذا النوع من الهياكل التنظيمية.
20
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
المدير العام
المصدر :محمد فريد الصحن وآخرون ،مبادئ اإلدارة ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر،1999 ،
ص. 279
-3-3الهيكل التنظيمي على أساس األسواق :يرتبط هذا الهيكل بتنوع األسواق أو المناطق الجغرافية التي
تنشط فيها المؤسسة وتسوق فيها منتجاتها ،فالمؤسسة في هذه الحالة تخصص إدارة لكل منطقة يرأسها
مدير ،والنشاطات يتم تجميعها على أساس المناطق الجغرافية أو األسواق ،ليكون تحت وصاية مديري
الوظائف المختلفة في المؤسسة.32
المدير العام
21
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
المصدر :محمد فريد الصحن وآخرون ،مبادئ اإلدارة ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر،1999 ،
ص. 281
-4-3الهيكل التنظيمي المصفوفي :يتميز هذا النوع من الهياكل التنظيمية بعدم االكتفاء بالتنظيم على
أساس واحد ،بل يعتمد على أساسين هما األسواق والوظائف أو المنتجات والوظائف ،وهذا يعكس
ازدواجية في السلطة ووجود مصدرين للمكافأة والعقاب ،وقنوات التقارير المزدوجة.
المدير العام
مدير المنتج أ
إدارة
مدير المنتج ج
مدير المنتج د
22
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
خاتمة
حاولنا في هذه المحاضرة تقديم نظرة شاملة حول المفاهيم المرتبطة بالتنظيم حيت تطرقنا إلى مفهوم
التنظيم وأنواع التنظيم التي تتشكل في المؤسسة ،باإلضافة إلى أهميته ،وكما تطرقنا إلى مفهوم الهيكل
التنظيمي وأهم العوامل المؤثرة على تحديد الهيكل التنظيمي ،وفي األخير حددنا أهم الهياكل التنظيمية
للمؤسسات.
23
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
مقدمة
تختلف وظائف المؤسسة االقتصادية باختالف طبيعة نشاط المؤسسة وحجمها ،وعموما هناك وظائف
أساسية في كل المؤسسات تمثل القاعدة األساسية لنشاط المنظمة والتي نوضحها في الشكل التالي:
توسع مفهوم الوظيفية المالية نتيجة تأثره باألحداث االقتصادية منها األزمة المالية العلمية (-1929
،)1933والتي كان لها األثر الكبير في تطوير وظيفة اإلدارة المالية ،التي كانت مقتصرة على كيفية
الحصول على األموال ،بحيث امتدت لتشمل كل الق اررات المتعلقة بطيعة هذه األموال ومصادرها.
كما تطورت هذه الوظيفة لتصل مهامها إلى االستثمارات المستقبلية ،والق اررات المتعلقة باألموال المستثمرة،
وبهذا تغير مفهوم اإلدارة المالية من وظيفة تهتم بتوفير األموال الالزمة للمؤسسة إلى وظيفة تشمل اتخاذ
الق اررات المتعلقة باالستثمار والتمويل ،وكذا التخطيط المالي والرقابة المالية.33
منير إبراهيم ،اإلدارة المالية:مدخل تحليلي معاصر ،المكتب العربي الحديث ،الطبعة الرابعة ،اإلسكندرية ،مصر، 33
،1999ص.8
24
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
كما يمكن تعريف اإلدارة المالية بأنها اإلدارة التي تكلف بالقيام بنشاطات مالية مختلفة ،والتي تتمثل في
مهام متخصصة كالتحليل المالي وإعداد القوائم والتقارير المالية والموازنات التقديرية ،واالندماج وإعادة
التنظيم والتوجيه والرقابة ،وهذا بكفاءة وفاعلية تسمحان بتحقيق األهداف المحددة.34
تعمل اإلدارة المالية على حسن تسيير الموارد المالية للمؤسسة من خالل الموائمة بين المحافظة على
مواردها وتحقيق أكبر قدر من العائد .ويمكن تحديد أهداف اإلدارة المالية فيما يلي:35
أ-العمل على تعظيم القيمة الحالية للمؤسسة :يعني تعظيم القيمة السوقية لألسهم العادية أو تعظيم ثروة
المالك بدال من هدف تعظيم األرباح أو تعظيم ربحية السهم الواحد.
ب-السيولة :سيولة المؤسسة هي وجود لدى المؤسسة أموال سائلة كافية على شكل نقد أو شبه نقد وفي
الوقت المناسب لإليفاء بالتزاماتها وتمويل أنشطتها وكذا مواجهة الحاالت الطارئة.
ج-الربحية :تحقيق الربح هو من األمور األساسية التي يتطلع إليها المستثمرون وأداة هامة لقياس كفاءة
اإلدارة في استعمالها للموارد المالية وهو مؤشر هام للمؤسسة اتجاه الدائنين.
أ-التخطيط المالي :من خالل تقدير االحتياجات المالية المطلوبة لضمان قيام المؤسسة بأنشطتها
مستقبال.
ب-توفير احتياجات المؤسسة من األموال :كيفية الحصول على األموال من أجل تغطية االحتياجات
المالية ،من خالل تحديد المصادر التي يمكن االعتماد عليها في توفير الموارد المالية ،والتي يمكن أن
تكون داخلية (تمويل ذاتي) أو خارجية (تمويل طويل المدى أو تمويل قصير المدى).
كامل المغربي وأخرون ،أساسيات في اإلدارة ،دار الفكر ،عمان ،األردن ،1995 ،ص.317 34
صالح حميمدات ،محاضرات في اقتصاد المؤسسة ،مطبوعة بيداغوجية موجهة لطلبة السنة الثانية علوم اقتصادية، 35
ج-الرقابة المالية :تعمل اإلدارة المالية على تحقيق االستخدام السليم للموارد المالية ،باإلضافة إلى التحقق
من سالمة األداء في الوظيفتين السابقتين حتى تضمن المؤسسة تنفيذ ما كان مخطط له مسبقا وتصويب
أي انحرافات محتملة الحدوث.
-1مفهوم :لقد تطور مفهوم إدارة الموارد البشرية ،حيث انتقل من اإلطار التقليدي القائم على إدارة األفراد
إلى المفهوم الواسع الذي ربط هذه الوظيفة بوظائف فرعية متناسقة ومتكاملة.
إدارة الموارد البشرية هي الوظيفة التي تشمل مجموعة من العمليات المتنوعة ،التي ترتبط ارتباطا تسلسليا،
بدأ من التخطيط للموارد البشرية ،وتحليل ووصف الوظائف وإعداد نظم التعيين واالختيار وتقييم األداء
والحوافز ،تم تحديد نظام إجراءات التأديب والسالمة المهنية ،بما يتفق مع األهداف المرسومة للمؤسسة.36
تكتسب إدارة الموارد البشرية أهميتها من طبيعة الوظائف التي تقوم بها ،والتي تمثل األساس لبناء كفاءات
االستمررية وضمان تحقيق االستقرار في ظل الظروف المتغيرة .تتمثل أهمية إدارة
ا قادرة على تحقيق
الموارد البشرية فيما يلي:37
-يعتبر المورد البشري السالح االستراتيجي للمؤسسة لضمان الوصول بها إلى األهداف المرسوم ،لدى
يتعين على إدارة المورد البشري العمل على تنمية وتطوير أداء العنصر البشري بما يعود بالنفع؛
-كبر حجم المؤسسات والتطور التكنولوجي المتسارع ،يحتم على المؤسسة إيجاد وحدة إدارية
متخصصة(إدارة الموارد البشرية) ،تعنى بمواجهة هذا االتساع واالستعانة به في ظل المنافسة التي يعرفها
سوق العمل ،من أجل الحصول على أفضل الموارد البشرية؛
-إدارة الموارد البشرية معنية باستيعاب التطور الثقافي والعلمي لألفراد العاملين ،من خالل إيجاد بيئة
مناسبة لتحقيق الطموحات وتحفيز العنصر البشري على اإلبداع واالبتكار واألداء المتميز؛
عماد صفوك جلود الرويلي ،دور نظم معلومات الموارد البشرية في زيادة فاعلية أداء الموارد البشرية :دراسة ميدانية في 36
و ازرة الداخلية بمملكة البحرين ،مذكرة ماجستير منشورة ،كلية العلوم اإلدارية ،مملكة البحرين ،2014 ،ص.60
عماد صفوك جلود الرويلي ،دور نظم معلومات الموارد البشرية في زيادة فاعلية أداء الموارد البشرية :دراسة ميدانية في 37
-ظهور النقابات العمالية المطالبة بحقوق العاملين ،يزيد من أهمية إدارة الموارد البشرية وضرورة التنسيق
من أجل إيجاد جو مناسب للعمل في إطار الود والتعاون المتبادل لتحقيق االنسجام.
أهم المهام التي تؤديها إدارة الموارد البشرية ،ما نحدده في النقاط التالية:38
-حسن اختيار مصادر االستخدام للقوى العاملة بما يتوافق مع احتياجات المؤسسة؛
-اختيار األفراد للعمل في المؤسسة وتوزيعهم على األعمال وفق معايير محددة؛
-االعتماد على نظام معلومات من أجل إدارة المعلومات المتعلقة بالمورد البشري من خالل مسك
السجالت والملفات؛
-تخطيط المسار الوظيفي من خالل التخطيط للتحركات المختلفة للعاملين بالمؤسسة وخاصة ما تعلق
بالترقية والتدريب و النقل؛
-1مفهوم :عرف التموين على أنه المسؤول على تلبية احتياجات اإلنتاج وفي بعض المؤسسات يغطي
نشاط الشراء وتسيير المخزونات للمواد األولية والبضائع ،من خالل دمجهما في مصلحة مشتركة ،مع
التحديد الدقيق لمسؤوليات كل واحدة وتحديد التناسق الالزم بينهما .وكما عرفه ناصر دادي عدون بأنه
38صولح سماح ،محاضرات في اقتصاد المؤسسة ،كلية العلوم االقتصادية ،جامعة محمد خيضر بسكرة،2015-2014 ،
ص.41
27
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
مجموعة مهام وعمليات تعنى بالعمل على توفير مختلف عناصر المخزون المحصل عليها من خارج
المؤسسة بكميات وتكاليف ونوعيات مناسبة طبقا لبرامج وخطط المؤسسة.39
أ-وظيفة الشراء :تعتبر وظيفة الشراء وظيفة فرعية لوظيفة التموين وتعرف على أنها :الوظيفة المسؤولة
عن الحصول على كل الموارد والمستلزمات الضرورية لنشاط المؤسسة مع التقيد بالجودة والكمية
المطلوبتين في اآلجال المرغوبة وبأفضل شروط الخدمة مع ضمان التموين.40
ب-وظيفة التخزين :مجموعة من المهام التي تهدف إلى االحتفاظ بالموجودات لفترة من الزمن والمحافظة
عليها دون إدخال تغيرات أو بإدخالها مع استخدامها بأقل تكلفة ممكنة.41
تعمل وظيفة التموين على تحقيق مجموعة من األهداف ،نوجزها فيما يلي:42
-العمل على ضمان إمداد المؤسسة بكل ما تحتاج إليه من مختلف التموينات المطلوبة وفق الكمية
والجودة والسعر المناسبين ،ومن المصادر المالئمة مع تحقيق مبدأ التكلفة األقل؛
-البحث عن األنواع والبدائل الجديدة من الموارد وغيرها من األساليب الفنية التي يمكن أن تستخدمها
المؤسسة؛
-العمل على تخفيض رأس المال المستثمر في المخزون وبأسلوب ال يتعارض مع هامش األمان
واالعتبارات االقتصادية األخرى.
مهني بوريش ،مساهمة في تخفيض تكاليف المؤسسة من خالل التحكم في وظيفة التموين :مؤسسة تصنيع وتوزيع 39
مهني بوريش ،مساهمة في تخفيض تكاليف المؤسسة من خالل التحكم في وظيفة التموين :مؤسسة تصنيع وتوزيع 42
كما تعمل هذه الوظيفة على اإلدارة الجيدة لعمليات الشراء والتي تنعس إيجابيا على كفاءة النشاط
واإلنتاج.
-1مفهوم :عبارة عن مزج عوامل اإلنتاج المختلفة من أجل تحقيق ثروة المجتمع بواسطة المنتوجات
المادية ومختلف الخدمات .وهي في حالة المنشآت الصناعية عبارة عن عملية تحويل الموارد الطبيعية
باالعتماد على العنصر البشري من أجل تحقيق متطلبات المجتمع ،وهذا بمساهمة مختلف القطاعات
الصناعية والتجارية والخدمية.43
-العمل على تطوير المنتجات من خالل نظام معلومات تسييري قائم على جمع المعلومات من
السوق(المستهلك والسوق) من أجل االستجابة للتغيرات في األذواق والمواصفات؛
-تعمد هذه الوظيفة على تطوير وتحسين طرق اإلنتاج من خالل مسايرة التطورات التكنولوجية وإدخال
تحسينات على الجهاز اإلنتاجي؛
-العمل على الرفع من كمية المنتجات من خالل إستراتيجية قائمة على المنافسة والهادفة إلى الحصول
على حصص إضافية في السوق؛
-تحسين أداء العمال من خالل نظام الحوافز واالتصال والتدريب وتحسين ظروف العمل ،خاصة
االجتماعية منها.
خامسا-وظيفة التسويق:
-1مفهوم :عبارة عن مجموعة العمليات التي تنجزها المؤسسة قصد التعرف على متطلبات
السوق(مواصفات المنتج) حتى تستجيب لها وهذا من جهة ،ومن جهة أخرى هو كل المجهودات المبذولة
بن الموفق سهيلة ،أثر تقلبات معدل الفائدة على أداء المؤسسة ،مذكرة ماجستير ،جامعة منتوري قسنطينة-2005 ، 43
،2006ص.20
29
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
من أجل الترويج وتوفير المنتج للمستهلك في الوقت المناسب وبالطريقة المالئمة .كما أن التسويق ال يهتم
بالطلب الحالي للسلع والخدمات ومختلف المنتجات ،بل أيضا التنبؤ بالطلب المستقبلي.44
-2أهداف وظيفة التسويق :تسعى وظيفة التسويق إلى تحقيق األهداف التالية:
-إيجاد المنفعة الشكلية للسلعة المنتجة من خالل اطالع إدارة اإلنتاج بمختلف رغبات وأراء المستهلكين
سواء ما يخص شكل المنتج أو الجودة أو أساليب وطرق التغليف؛
-إيجاد العديد من فرص التوظيف :يتطلب النشاط التسويقي في المؤسسة تعيين عمال في مجاالت
مختلفة من بينها إدارات التصميم واإلنتاج.
-1مفهوم وظيفة البحث والتطوير :هي وظيفة أساسية في المؤسسة ال تقل أهمية عن الوظائف األخرى،
بحيث تعتبر قلب العملية االبتكارية والمحرك األساسي لنشاطها في السوق ،حيث أن بقاء المؤسسة في
المدة البعيد ،يتطلب تطوير المنتجات من السلع والخدمات وفق البحوث والتجارب العلمية.
-2أهمية وظيفة البحث والتطوير :تتجلى أهمية هذه الوظيفة فيما يلي:46
-تحقيق التفاعل بين المؤسسة ومحيطها بما يضمن لها استمرار نشاطها على المدى البعيد(في ظل
المنافسة المحلية والدولية)؛
-تعتبر هذه الوظيفة مصدر اإلبداع التكنولوجي وتنمية القدرة التنافسية للمؤسسة؛
عبد السالم أبو قحف ،التسويق :مدخل تطبيقي ،دار المحمدية الجديدة ،اإلسكندرية ،مصر ،2002 ،ص.22 45
30
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-تساهم في تحسين اإلنتاجية للعمال من خالل تحسين وسائل وطرق اإلنتاج ونوعية المنتجات وكذا
التحسينات التي تط أر على العنصر البشري...إلخ.
خاتمة
المؤسسة عون اقتصادي له نشاط اقتصادي أساسي يتمثل في اإلنتاج ،والذي يتحقق من خالل مزاولته
لمجموعة من الوظائف األساسية التي تختلف من مؤسسة إلى أخرى ،وذلك حسب طبيعة النشاط
وحجمها .تطرقنا في هذه المحاضرة ألهم الوظائف التي توجد في أغلب المؤسسة وتعرضنا في األخير إلى
وظيفة البحث والتطوير التي أصبحت لها أهمية كبيرة في الوقت الحالي نظ ار للتطورات االقتصادية
والتكنولوجية ،التي فرضت على المؤسسة ضرورة مسايرتها من خالل األبحاث والدراسة التي تشرف عليها
هذه الوظيفة.
31
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
مقدمة
تطرقنا فيما سبق إلى الوظيفة المالية للمؤسسة والتي تعتبر الوظيفة الحساسة والحيوية ،بحكم أنها تسير
عصب المعامالت والتبادالت التجارية ،والتي تعدى دورها األسس التقليدية وتطورت وظائفها وأهدافها.
خصصت هذه المحاضرة للتركيز على طرق التمويل التي تعتمدها المؤسسة من خالل التطرق إلى أهم
أصناف مصادر التمويل ،وكذا أهم العوامل التي تعتمد للمفاضلة بين المصادر المختلفة.
-1مفهوم التمويل :يعتمد نشاط المؤسسة على توفير تمويل مناسب تضمن من خالله االستم اررية ويحقق
لها التوسع ،وهذا التمويل يمثل مجموعة الوسائل واألساليب التي تستخدمها إدارة المؤسسة للحصول على
األموال الالزمة لتغطية نشاطاتها ،وعلى هذا األساس فإن مصادر التمويل تعتمد على ما هو متاح في
األسواق والبيئة المالية التي تتواجد فيها المؤسسة.47
-2أهمية التمويل :تحتاج المؤسسة إلى التمويل لتلبية احتياجاتها الطويلة األجل (االستثمار) أو احتياجاتها
القصيرة األجل(االستغالل).
-1-2أهمية التمويل قصير األجل :تعتمد المؤسسة على هذا النوع من التمويل لتلبية احتياجاتها المتعلقة
بنمو نشاطها واإليفاء بالتزاماتها ،ويعتبر كل من االئتمان التجاري واالئتمان المصرفي من أهم مصادر
هذا النوع من التمويل الذي تتمثل أهميته في:48
دريد كمال آل شبيب ،مبادئ اإلدارة المالية ،دار المناهج للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2004 ،ص.98 47
زواوي فضيلة ،تمويل المؤسسة االقتصادية وفق الميكانيزمات الجديدة في الجزائر :دراسة حالة مؤسسة سونلغاز ،مذكرة 48
-ضعف نسبة المخاطرة :ألهميته النسبية للدائنين ،أي أن قصر فترة تسديد الدين تجعل المستثمرين
يفضلون استثمار أموالهم لضعف المخاطرة وإلمكانية التنبؤ بما يمكن أن يحدث فيما يتعلق بوضع
المؤسسة ،وبالتالي احتمالية حصولهم على أموالهم وفق ما حدد مسبقا تكون عالية؛
-قد يكون الحصول على تمويل قصير األجل أقل تكلفة من الحصول على التمويل متوسط أو طويل
األجل ،لقصر فترة السداد ولضعف نسبة المخاطرة؛
-الحاجة لألموال في بعض المؤسسات الموسمية :إذ تلجأ هذه المؤسسات إلى البحث عن مصادر تمويل
قصيرة األجل لسد النقص اآلتي في السيولة وتمويل احتياجاتها الموسمية.
-2-2أهمية التمويل طويل األجل :تعتمد المؤسسة على هذا الصنف من التمويل لتلبية متطلباتها
االستثمارية التي تقوم بها ،وتتمثل أهمية هذا التمويل فيما يلي:49
-تمويل الجزء الدائم من رأس المال العامل ،على أن يتم تمويل الجزء اآلخر بخليط من السحب على
المكشوف والتمويل قصير األجل؛
تختلف مصادر التمويل باختالف مصدرها ومدتها وكذا أهميتها ،ولدى تسعى المؤسسة إلى المفاضلة بين
البدائل المتوفرة لها وفق معايير معينة نحددها في ما يلي:50
زواوي فضيلة ،تمويل المؤسسة االقتصادية وفق الميكانيزمات الجديدة في الجزائر :دراسة حالة مؤسسة سونلغاز ،مرجع 49
سابق ،ص.32
زواوي فضيلة ،تمويل المؤسسة االقتصادية وفق الميكانيزمات الجديدة في الجزائر :دراسة حالة مؤسسة سونلغاز ،مرجع 50
سابق ،ص.34
33
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-معيار المالئمة :يقصد بذلك ضرورة تحقيق المواءمة بين األموال التي تمول بها المؤسسة االقتصادية
مع طبيعة األصول وأن تراعي ترتيب درجة السيولة لألصول مع درجة االستحقاق لهذه الموارد ،حيث
تسعى اإلدارة المالية إلى الحصول على األموال المناسبة ألنواع األصول المستخدمة.
-معيار تكلفة مصادر التمويل وسهولة الحصول عليها :تعتبر تكلفة مصدر التمويل من المؤشرات
المناسبة الختيار البديل التمويلي المناسب ،ذلك أنه كلما كانت الفوائد على القروض أقل شجع ذلك
المؤسسة على االقتراض ،كما أنه كلما كانت الوضعية المالية السائدة مضطربة أو هناك صعوبة نسبية
في الحصول على هذه األموال ،زادت صعوبة االعتماد على القروض طويلة األجل سواء من البنوك أو
المؤسسات المالية األخرى.
-معيار المخاطرة :هو المقياس النسبي لمدى حدوث نتائج عكسية خالل نشاط المؤسسة ،وبذلك يتعين
على المؤسسة قياس وتحليل هذه المخاطر عن طريق وضع تقنيات للتنبؤ والتي يتم من خاللها تحديد
المخاطر المتوقعة وتحديد سبل تفاديها .وبذلك تعتبر المخاطرة معيار مهم الختيار مصادر التمويل ،فمن
الرشد االعتماد على المصدر الذي تكون درجة المخاطرة فيه أقل.
-معيار المرونة :تبحث اإلدارة المالية عن مصدر تمويل قصير األجل والذي يوفر لها إمكانية زيادة
مقدار التمويل عند الحاجة أو الحرية في تسديد جزء أكبر من المبلغ في حالة توفر السيولة لديها.
-معيار التدفقات النقدية (الدخل) :يعتبر تحقيق أكبر قدر من الدخل واحد من األهداف الرئيسية للتخطيط
المالي واختيار نوع األموال التي تستخدم في الهيكل المالي.
-معيار التوقيت :يعني حصول المؤسسة على التمويل الالزم لها في التوقيت المناسب من حيث التكلفة
وشروط االقتراض ،ويعني ذلك ضرورة الحصول على األموال الالزمة في أوقات انخفاض سعر الفائدة في
السوق وتوفير نوعيات األموال المطلوبة في األسواق المالية والنقدية.
يصنف التمويل حسب مصدره إلى نوعين ،تمويل داخلي ذاتي وتمويل خارجي ،علما أن هناك تصنيف
أخر يعتمد على المدى الزمني.
34
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-1التمويل الداخلي(الذاتي):
-1-1مفهوم التمويل الذاتي :يمثل التمويل الذاتي مجموع األموال المتولدة من العمليات الجارية للمؤسسة
دون اللجوء إلى مصادر خارجية ،وهذا التمويل ال يتوقف فقط على الربح المحتجز ،وإنما أيضا على
األموال المحتجزة ألسباب أخرى قبل الوصول إلى الربح القابل للتوزيع ،والتي تشكل في مجموعها الفائض
النقدي المحتجز إلعادة االستثمار.51
أ-األرباح المحتجزة :تحقيق الربح هو أحد األهداف األساسية والضرورية لكل المؤسسات وهذا الربح تقوم
المؤسسة بتجزئته إلى عدة أقسام ،فمنه ما يوجه إلى المساهمين ليوزع عليهم ومنه ما تحتفظ به ويسمى
هذا األخير باألرباح المحتجزة أو المحجوزة.52
ب-االحتياطات :هي جزء من النتيجة الموزعة والموجهة إلى حساب االحتياطات(الحساب 106في
المخطط المحاسبي المالي) الذي تستعين به المؤسسة للتوسيع من أنشطتها ومواجهة المخاطر المستقبلية،
وكما نشير إلى أنها تستعملها لتمويل أصول المؤسسة وتصبح جزء من حقوق الملكية.
ج-االهتالكات :يعرف االهتالك على أنه التسجيل المحاسبي للخسارة التي تتعرض لها االستثمارات التي
تنقص قيمتها مع الزمن بهدف إظهارها في الميزانية بالقيمة الصافية .53فاالهتالكات تمثل عنصر أساسي
في التمويل الذاتي ،فهي تمثل تعويض نقصان القيمة السوقية للتثبيتات في المؤسسة والتي تعوض
مستقبال.
د-المؤونات :هي اقتطاعات تقوم بها المؤسسة لمواجهة الخسائر أو األخطار المحتملة الوقوع مستقبال،
والمتعلقة بمخاطر تدهور قيم المخزون وقيم مشكوك تحصيلها من الحقوق ،وكذا األعباء والخسائر.
عبد الغفار حنفي ،اإلدارة المالية المعاصرة ،المكتب العربي الحديث ،اإلسكندرية ،مصر ،1993 ،ص.406 51
عبد القادر بوعزة ،التأثير الجبائي على اختيار مصادر التمويل في المؤسسة ،مذكرة ماجستير ،جامعة الجزائر، 52
،2004-2003ص.43
53عبد الغفار حنفي ،اإلدارة المالية :مدخل اتخاذ الق اررات ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية ،مصر ،2007 ،ص.451
35
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-1-2االئتمان التجاري :هو ائتمان قصير األجل يمنحه المورد للمؤسسة عندما تقوم هذه األخيرة بشراء
البضائع من أجل إعادة بيعها ،فهو بذلك يمكن المؤسسة من شراء وتسيير احتياجاتها من الموارد
والمستلزمات من طرف آخر على أن يتم السداد في فترة الحقة.54
-2-2االئتمان المصرفي :يتمثل في القروض المختلفة التي يقدمها البنك لزبائنه من المؤسسات
االقتصادية ،بحيث تتحصل هذه األخيرة على ما تحتاج إليه من األموال لتمويل أنشطتها االقتصادية
والتجارية.55
-3-2األوراق التجارية :يمكن للمؤسسة أن تتعامل باألوراق التجارية في تبادالتها ،بحيث يمكن أن تشتري
البضائع واحتياجاتها مقابل أوراق تجارية يتم خصمها وتحصيلها عند حلول ميعاد االستحقاق.
-4-2القروض المصرفية :قد تلجأ المؤسسة إلى تمويل أنشطتها أو استثماراتها عن طريق القروض
المصرفية التي تختلف من حيث مدتها وأشكالها والتي يكمن أن تكون على النحو التالي:
-تسهيالت الصندوق؛
فيصل جميل السعايدة ،نضال عبد هللا فريد ،الملخص الوجيز في اإلدارة والتحليل المالي ،مكتبة المجتمع العربي للنشر 54
36
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-5-2األسهم والسندات :كما تلجأ المؤسسة إلى تمويل أنشطتها واستثماراتها عن طريق األوراق المالية
من أسهم وسندات وهي تنقسم إلى:
-األسهم العادية؛
-األسهم الممتازة؛
-السندات.
-6-2التمويل باالستئجار :يمكن للمؤسسة أن تحصل على احتياجاتها من األصول عن طريق االستئجار
والذي يأخذ األشكال التالية:56
-البيع تم االستئجار :تقوم المؤسسة ببيع األصل إلى طرف آخر مع بقائه في حوزتها ،أي تستأجره من
هذا الطرف مقابل تسديد األجر؛
-االستئجار التشغيلي :هو تمويل للمستأجر يحصل بموجبه على األصل المطلوب دون الحاجة إلى
شرائه؛
-االستئجار التمويلي :ينتهي هذا النوع من االستئجار بتملك األصل المؤجر ،وبذلك فإن أقساط اإليجار
تكفي لتغطية األصل المؤجر.
خاتمة
يتوقف نشاط المؤسسة على توفر مصادر التمويل التي تختلف باختالف مصدرها ومدتها ،وكذا أهميتها،
ولدى تسعى المؤسسة إلى المفاضلة بين البدائل المتوفرة لها وفق معايير معينة ،وكذا وفق خصوصيات
نشاطها واحتياجاتها من األموال .تعتمد المؤسسة على شكلين من التمويل ،تمويل ذاتي مشكل من مجموع
األموال المتولدة من العمليات الجارية للمؤسسة ،وتمويل خارجي يحدد حسب احتياجاتها والذي يمكن أن
تكون له تكلفة على المؤسسة.
أمينة مخفي ،محاضرات في اقتصاد وتسيير المؤسسة ،مرجع سابق ،ص.28 56
37
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
مقدمة
دراسة محيط المؤسسة يستوجب التطرق إلى المفاهيم األساسية المرتبطة به ،وخاصة نظرية األنظمة التي
تناولت المؤسسة على أنها نظام متكون من مجموعة من العناصر المتفاعلة فيما بينها.
وتناول المؤسسة كنظام يعني أنها جزء من نظام أشمل وتعمل ضمن محيط يوفر لها المدخالت ،ويسمح
لها بطرح مخرجاتها ،وهذا يؤسس لعالقة تفاعلية بينها وبين بيئتها .سنتطرق في هذه المحاضرة إلى
المفاهيم المرتبطة بالنظام وكذا تلك المرتبطة بمحيط المؤسسة االقتصادية ،والعالقة التي تربط المؤسسة
بمحيطها.
-1تعريف النظام:
«النظام هو مجموعة من العناصر المترابطة والمتكاملة والمتفاعلة مع بعضها البعض بسلسلة من
العالقات من أجل أداء وظيفة محددة أو تحقيق هدف معين».57
األهداف
عليوات سامية ،شلوش فاطمة ،نظام المعلومات ودوره في اتخاذ الق اررات بالمؤسسة :دراسة حالة المؤسسة الوطنية 57
للمنظفات ومواد الصيانة-وحدة األخضرية ،مذكرة ماستر ،جامعة البويرة ،2015-2014 ،ص.13
38
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
اعتبر التعريف الثاني النظام كمجموعة من العناصر المتفاعلة ديناميكيا ،وهذا يعكس حقيقة العالقة التي
تربط المؤسسة بمحيطها ،فهي تتفاعل مع بيئتها في إطار عالقات تأثير متبادل.
-2مكونات النظام:
أ-المدخالت :تمثل المدخالت الموارد الالزمة لتميكن النظام من القيام باألنشطة الهادفة إلى تحقيق
األهداف المرجوة .تعتبر المدخالت مخرجات لنظم أخرى سواء تلك النظم الموجودة في بيئة النظام أو نظم
فرعية داخل النظام ذاته.
د-المعلومة المرتدة :تعتبر المعلومة المرتدة األداة التصحيحية للمخرجات ،أي أداة لتحقيق الرقابة على
أداء النظام.
هـ-العالقات :تمثل الوسيلة التي من خاللها يتم ربط النظم الفرعية ببعضها البعض ،وربط النظام ببيئته.
و -بيئة النظام :النظام يتواجد في بيئة معينة تسمح له باستقطاب مدخالته منها وإلقاء مخرجاته إليها،
وبالتالي عدم وجود تفاعل بين النظام وبيئته يؤدي إلى فشل النظام وفنائه.
عبد الرزاق بن حبيب ،اقتصاد وتسيير المؤسسة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الطبعة الثالثة ،الجزائر ،2006 ،ص.7 58
عناصر وخصائص ووظائف نظم المعلومات ،تاريخ االقتباس ،2016-01-05 :الموقع اإللكتروني: 59
www.m5zn.com/newuploads/.../ac9b2d94bce0088.do
39
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
قدمت نظرية األنظمة تحليال يتنافى مع التحليل الكالسيكي القائم على أن محيط المؤسسة ثابت أو بطئ
التغير ،واعتبرته كعنصر سريع التفاعل والتغير ،وعلى المؤسسة مسايرة كل ما يحدث في محيطها .وأشار
VON BERTALANFFYإلى أن المؤسسة مكونة من أقسام مستقلة مجمعة حسب هيكل خاص بها،
وكما أنها تملك حدودا تفصلها عن المحيط الخارجي ،وهي بذلك نظام مفتوح يتكيف بوعي مع تغيرات
المحيط من خالل الق اررات المتخذة من طرف مسيريها.60
يتكون محيط المؤسسة من كل المتغيرات التي تقع خارج حدودها والتي لها عالقة تأثير متبادل معها،
بحيث يمكن أن تكون فرصا أو تهديدات للمؤسسة .ال يمكن الوصول إلى تحديد واحد لمفهوم محيط
المؤسسة نظ ار الختالف أراء الباحثين ،وهذا ما دفعنا للتطرق إلى بعض التعاريف على سبيل المثال ال
الحصر.
يعرف ) (EMERY et TRISTالبيئة بأنها :مجموعة من القيود التي تحدد سلوك المؤسسة ،كما أنها تحدد
نماذج وطرق التصرف الالزمة لنجاح وبقاء المؤسسة أو تحديد أهدافها.61
وفي تعريف آخر يعتبر المحيط كل ما هو غير المؤسسة .وهذا التعريف ينطبق إلى حد ما مع ما ذكرناه
سابقا.
كما يعرفه ) (VOICH et WERNبأنه :تلك األحداث والمنظمات والقوى األخرى ذات الطبيعة االجتماعية
واالقتصادية والتكنولوجية والسياسية الواقعة خارج نطاق السيطرة المباشرة لإلدارة.62
بوقرة رابح ،واضح الهاشمي ،محاولة تشخيص محيط المؤسسة االقتصادية الجزائرية ،مجلة الدراسات االقتصادية 61
-التعقيد :تنبثق هذه الخاصية من التعدد في مكونات بيئة المؤسسة المتداخلة والمركبة بالشكل الذي
يصعب الفصل بين أجزائها.
-المرونة :تبرر هذه الخاصية من خالل التباين بين المؤسسات ،إذ ال يمكن تقديم تصنيف موحد يشكل
نموذجا نظريا لكل مكونات المحيط ،كما ترتبط مرونة المحيط بمجال نشاط المؤسسة ،وكذا البعد الزمني.
-العداء :يعتبر خاصية إستراتيجية بالنسبة لمحيط المؤسسة ،فانطالقا من التأثير المضاد ألهدافها تعمل
المؤسسة على تبني الحيطة والحذر في بناء أهدافها وخططها اإلستراتيجية.
-الديناميكية :يتميز محيط المؤسسة بالديناميكية بحكم وجود قوى تأثر وتتأثر في بعضها البعض ،وتفسر
هذه الخاصية اتجاه اإلدارة اإلستراتيجية الحديثة إلى تطوير تصوراتها لكيفية إدارة المؤسسات في ظل
فقدان لسلطتها التي كانت مطلقة فيما مضى .تأخذ ديناميكية المحيط أشكاال عديدة مثل الطلب المرتفع
في السوق ،التشريع ،ووفرة أو ندرة المواد األولية..إلخ.
-3مكونات المحيط:
ينقسم محيط المؤسسة إلى جزئين متكاملين هما المحيط الداخلي والمحيط الخارجي والذي ينقسم بدوره إلى
عام وخاص.
أمينة مخفي ،محاضرات في اقتصاد وتسيير المؤسسة ،مرجع سابق ،ص.17 62
هميسي نور الدين ،المؤسسة والمحيط ،مطبوعة بيداغوجية موجهة لطلبة السنة الثانية ماستر تخصص اتصال وتسويق، 63
-1-3المحيط الداخلي :يمثل المحيط الداخلي مجموعة المتغيرات التي يمكن أن تتحكم فيها المؤسسة
بحكم وجودها في إطارها الداخلي ،والتي يمكن أن تكون عناصر قوة بالنسبة لها أو نقاط ضعف تؤثر
على أدائها .يتكون المحيط الداخلي من المحاور الثالث التالية:
أ-الهيكل التنظيمي :يعتبر البناء التنظيمي للمؤسسة مصدر قوة إذا كان قائم على أسس مرنة تساعد على
مسايرة كل التطورات المتسارعة التي تشهدها المؤسسة.
ب-الموارد :يشمل كل الموارد المتوفرة من إمكانيات بشرية ومادية ومالية وتكنولوجية ،تساهم في تحقيق
األداء المتميز للمؤسسة وصوال إلى تحقيق أهدافها.
ج-الثقافة التنظيمية :تعتبر المنظومة القيمية التي تؤطر توجهات أفراد المؤسسة وتساهم في الوصول إلى
أهداف المؤسسة من خالل تضافر الجهود وتمييز المؤسسة عن غيرها من المؤسسات األخرى.
-2-3المحيط الخارجي العام :يقصد به كل العوامل التي تؤثر على كل المؤسسات باختالف أشكالها،
وتشمل كافة المتغيرات السياسية والقانونية ،واالقتصادية واالجتماعية والثقافية والقانونية والتكنولوجية
وااليكولوجية .وفيما يلي شكل توضيحي لمكونات المحيط الخارجي العام.
42
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
43
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-3-3المحيط الخارجي الخاص :الذي يمثل مجموعة العوامل التي تقع في حدود المؤسسة ،والتي تخصها
وتختلف عن بقية المؤسسات األخرى ،بحيث يمكن للمؤسسة التأثير فيها نسبيا ،وهي بالتالي متغيرات
تؤثر على مؤسسات معينة نظ ار الرتباطها بهم.64
ترتبط المؤسسة بعالقة تأثير متبادل مع محيطها ،بحيث يمكن أن يكون تأثير المحيط عليها ايجابيا أو
سلبيا ،كأن يمثل لها فرصا أو تهديدا ،وكما يمكن أن تؤثر هي كذلك ايجابيا أو سلبيا على المحيط.
-1-4تأثير المحيط في المؤسسة :يمكن أن يؤثر المحيط على المؤسسة بأسلوبين هما:65
-األسلوب األول :أن هذه العوامل تفرض حدودا معينة لنشاط المؤسسة ،وبذلك تأتي أهمية امتالك اإلدارة
لمقاييس معينة تهدف من خاللها إلى السيطرة على البيئات االقتصادية واالجتماعية والفنية ،ولتحقيق ذلك
ال بد من استخدام المهارات اإلدارية في مجاالت اتخاذ الق اررات والتخطيط والتنبؤ والعمل باستمرار على
دوام االبتكارات واإلبداعات ذات العالقة بتطوير أنشطة المؤسسة ووضعها في موقف أحسن.
-األسلوب الثاني :يقدم المحيط فرصا للمؤسسة ،فهو قد يحدد سلوكياتها ،ولهذا يجب على المؤسسة أن
تتحلى بالمرونة والتكيف وغير ذلك من المتطلبات التي تضمن لها البقاء في بيئة معينة.
-2-4تأثير المؤسسة في المحيط :يتوقف تأثير المؤسسة على المحيط على حجمها وأهميتها االقتصادية،
وبشكل عام يكون تأثر المؤسسة على المحيط من خالل:
-التأثير على مستوى التشغيل والبطالة عن طرق توفير مناصب شغل جديدة من خالل توسع المؤسسة
في نشاطها ،ويكمن أن يكون التأثير سلبيا إذا اضطرت المؤسسة إلى تسريح العمل ألسباب معينة؛
بوقرة رابح ،واضح الهاشمي ،محاولة تشخيص محيط المؤسسة االقتصادية الجزائرية ،مرجع سابق ،ص.40 64
سلمان محمود العميان ،السلوك التنظيمي في منظمات األعمال ،دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،2004 ، 65
ص.337
44
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-تعمل المؤسسة على ضمان األجر القاعدي الذي يكفله القانون ،وكما يمكن لها الرفع من األجور
لتحسين المستوى المعيشي للعمال؛
-التأثير اإليجابي على الطبيعة من خالل االستغالل العقالني لموارد الطبيعة أو العكس؛
-مسايرة التطورات التكنولوجية أو العمل على تمويل البحث العلمي من أجل اكتساب تكنولوجيا جديدة
يكون لها األثر االيجابي على المؤسسة وبيئتها.
خاتمة
تعتبر المؤسسة نظام مفتوح على المحيط الذي تتعامل معه في إطار عالقات تفاعلية يكون لها تأثير
متبادل ،يعكس مدى دور أحد الجانبين على الجانب األخر ،ويوجه المؤسسة في نشاطها ويكمن أن يضع
لها حدا إذا كان أداؤها ال يتوافق مع التطورات والتغيرات التي تعيش فيها.
تطرقنا في هذه المحاضرة إلى المفاهيم المرتبطة بالنظام وعمدنا إلى تحديد المقاربات النظرية المتعلقة
بمحيط المؤسسة ومكوناته وكذا العالقة التي تربطه بالمؤسسة.
45
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
مقدمة
تعمل المؤسسة في بيئة غير مستقرة تتميز بتطورات اقتصادية وتكنولوجية ،تفرض عليها ضرورة تبني
أسس اإلدارة اإلستراتيجية من خالل اتخاذ ق اررات إستراتيجية تمكنها من بناء عالقة تأثير متبادل مع البيئة
الخارجية ،وذلك على المدى البعيد تفاديا لمجرد االستجابة لما سيحدث في هذه البيئة .سنتطرق في هذه
المحاضرة إلى أهمية تبني البعد اإلستراتيجي في المؤسسة ونشير إلى المفاهيم المرتبطة بطرق تحليل
البيئة الداخلة والبيئة الخارجية ،ونختم المحاضرة بتحديد أهم البدائل على المستوى الكلي للمؤسسة.
أوال-مفهوم اإلستراتيجية:
بدأ انتقال مفهوم اإلستراتيجية من العلوم العسكرية إلى مجاالت إدارة األعمال بعد الحرب العالمية الثانية
وبالتحديد سنة 1947ومن أولى المحاوالت هي تلك التي بدأها الباحثان
) )Von Neumann et Morgensternولقد جاء ذلك في مؤلفهما عن نظرية المباريات والسلوك
االقتصادي ،وفيه حدد الباحثان العالقة بين تحركات المنظمة والموقف الذي تواجهه ويستدعي تحركها،
فإن اتخذت مجموعة من هذه التحركات وجهة معينة فهي إستراتيجية ،وتعد إسهامات الباحثان ريادية وما
يؤخذ على هذه المحاولة هو عدم تحديد نوعية الموقف الذي تتجه المنظمة لمواجهته بوضعها
لإلستراتيجية من حيث المدى الزمني والتأثير أو مدى الخطورة واألهمية.
وفي حقل علم اإلدارة لم يتفق الكثير من الباحثين على تعريف شامل ومحدد لإلستراتيجية ،فالبعض يعني
بها الغايات ذات الطبيعة األساسية والبعض يطلقها على األهداف المحددة ووضع البدائل المختلفة ،ثم
اختيار البديل المناسب وتحديد المدة الزمنية القابلة للتنفيذ ،لذلك تعددت التعريفات التي تبين معنى
اإلستراتيجية .
عرف ) )Chandlerاإلستراتيجية بأنها تحديد المنظمة ألهدافها وغاياتها على المدى البعيد وتخصيص
الموارد لتحقيق هذه األهداف والغايات وعملية تخصيص الموارد هي من مسؤولية اإلدارة العليا.
46
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
وأشار ) )Thomasإليها على أنها" تلك الفعاليات والخطط التي تضعها المنظمة على المدى البعيد ،بما
يكفل تحقيق التالؤم بين المنظمة ورسالتها وبين الرسالة والبيئة المحيطة بها بطريقة فاعلة وكفاءة ".66
من خالل كل ما سبق يمكن أن نصل إلى التعريف التالي لإلستراتيجية " إطار للتفكير والتصرف تتخذه
اإلدارة اإلستراتيجية للمنظمة ،ليصبح بعد تبنيه أداة لتحقيق أهدافها من خالل الق اررات اإلستراتيجية التي
تتخذها اإلدارة العليا والتي تتماشى مع مواردها وتحقق التكيف مع بيئتها بما يجسد رسالة المنظمة".67
ثانيا-أهمية تبني البعد اإلستراتيجي في المؤسسة:
تبني المؤسسة للبعد اإلستراتيجي في أداء وظائفها يحقق لها مجموعة من المزايا ،نحددها في العناصر
التالية:68
-التفاعل مع البيئة :يمكن للمؤسسة من خالل تبنيها ألسس اإلدارة اإلستراتيجية أن تتخذ ق اررات
إستراتيجية تمكنها من بناء عالقة تأثير متبادل مع البيئة الخارجية ،وذلك على المدى البعيد تفاديا لمجرد
االستجابة لما سيحدث في هذه البيئة(ضرورة استغالل الفرص وتفادي التهديدات المحتملة).
-تدعيم المركز التنافسي :إن اإلدارة اإلستراتيجية تقوي المركز التنافسي للمؤسسة في أي ظروف وتدعم
مركز الصناعات التي تواجه التغيرات التكنولوجية المتالحقة ،وتساعد المؤسسات على االستفادة من
مواردها وثرواتها الفنية والمادية والبشرية نظ ار التساع سيطرتها الفكرية على أمور السوق.
-وضوح الرؤية المستقبلية :تبني البعد اإلستراتيجي يساعد المؤسسة في صياغة استراتيجيها وفقا للتنبؤات
المستقبلية المستلهمة من الواقع الذي تعيشه ،والتي تنعكس على نجاحها واستمرارها وكذا تحقيق نتائج
مالية واقتصادية مرضية مع إمكانية إحداث تغيير في المستقبل.
المعهد التخصصي للدراسات ،مركز الدراسات اإلستراتيجية :المفاهيم األساسية لإلدارة اإلستراتيجية ،الموقع اإللكتروني: 66
www.alsader-sis.net
كوديد سفيان ،قيم المدير اإلستراتيجي ودورها في تحديد الخيار اإلستراتيجي:دراسة في المؤسسات الوطنية ،مذكرة 67
يعتمد هذا التحليل على التمييز بين البيئة الخارجية العامة والبيئة الخارجية الخاصة ،ذلك أن الصنف
األول يؤثر على كل المؤسسات ،وأما الصنف اآلخر فيخص مؤسسات معينة دون سواها.
بالنسبة للبيئة الخارجية العامة ،فهي تشمل كل المتغيرات التي يكون لها أثر على جميع المؤسسات،
وتتمثل هذه المتغيرات فيما يلي:
أ-البعد االقتصادي:يتمثل هذا البعد في النظام االقتصادي والمتغيرات االقتصادية المحيطة بالمؤسسة،
والتي لها تأثير على المؤسسة االقتصادية.
ب-البعد القانوني والسياسي:يمثل البيئة القانونية والسياسية المؤثرة على المؤسسة ،فاالستقرار السياسي
والتشريعات والقوانين لهم األثر الكبير على المعامالت االقتصادية المختلفة داخل البلد وخارجه ،ويكون
بيئة أعمال جاذبة لالستثمار ومؤثرة ايجابيا على التنمية.
ج-البعد التكنولوجي :يعكس مدى التقدم التكنولوجي والبيئي الذي وصلت إليه المؤسسة مقارنة مع
التطورات التي تشهدها بيئة المؤسسة ،ومقدرتها على مسايرة ذلك واالستفادة من التكنولوجيا المتوفرة
والمهارات البشرية الالزمة لذلك.
د-البعد االجتماعي والثقافي:تشمل الخصائص االجتماعية والثقافية والقيم والمعتقدات السائدة في المجتمع
المحيط بالمؤسسة ،منها طبيعة العالقات االجتماعية ومستوى األمية ،النمو السكاني وتوزيع الهيكل
العمراني للسكان ونماذج السلوك ودوافع االنجاز لدى أفراد المجتمع ،نظام التعليم بمختلف مراحله والثقافة
العامة وأجهزة اإلعالم.69
هـ-البعد الدولي:يخص هذا البعد المؤسسات التي يمتد نشاطها إلى خارج حدود الدولة من خالل
تعامالت اقتصادية مع دول أخرى ،تتغير فيها الظروف والمتغيرات االقتصادية.
كما يندرج ضمن البيئة الخارجية العامة ،البعد اإليكولوجي البيئي ،بحكم أن المؤسسة يجب أن تراعي
البعد البيئي في تبنيها لمفاهيم التنمية المستدامة ،وذلك من خالل مسؤوليتها االجتماعية اتجاه البيئة
والطبيعة التي تعمل فيها.
48
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
تتمثل البيئة الداخلية في مجموعة العوامل والمتغيرات التي يمكن للمؤسسة التحكم فيها والسيطرة عليها،
والمتعلقة بالهيكل التنظيمي وموارد المؤسسة المادية والمالية والبشرية ،والتي يمكن أن تكون نقاط قوة لها
أو نقاط ضعف.
إذن تتمثل أهمية هذا التحليل في تحديد نقاط القوة ونقاط الضعف لدى المؤسسة ،والعمل على استغالل
نقاط القوة وتحسين أو التخفيف من أثر نقاط الضعف على أداء المؤسسة.
خامسا-أنواع االستراتيجيات:
البدائل اإلستراتيجية تأخذ عدة أنواع وتصنيفات ،بحيث صنفت إلى بدائل على المستوى الكلي للمؤسسة
وبدائل إستراتيجية على مستوى وحدات األعمال وبدائل إستراتيجية على المستوى الوظيفي ،وفي هذه
المحاضرة سنحدد أهم البدائل على المستوى الكلي للمؤسسة ،علما أن منظري اإلدارة اإلستراتيجية صنفوا
البدائل على مستوى المؤسسة إلى تصنيفات متعددة إال أنهم يلتقون في أربع إستراتيجيات ضمن هذا
المستوى.
49
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-1إستراتيجيات االستقرار:
تستخدمها المؤسسات التي تعتقد بأن أدائها في السوق مرضي ،وتنافس بالدرجة الكافية ،فرجال اإلدارة
العليا يعيشون في طمأنينة ألوضاع البيئة.
أ -إستراتيجية عدم التغيير :وفق هذه اإلستراتيجية فإن المؤسسة تستمر بنفس أسلوبها المعتمد سابقا ،وإن
ما يدفع اإلدارة إلى اعتماد هذه اإلستراتيجية هو عدم الرغبة في إجراء عملية التحليل اإلستراتيجي
وخصوصا عند شعور اإلدارة بأن األمور في المنظمة تسير على ما يرام.
ب -إستراتيجية الربح في األجل القصير :ترتكز هذه اإلستراتيجيات على التضحية بالنمو في األجل
الطويل في سبيل زيادة األرباح الحالية ،وتؤدي هذه اإلستراتيجيات في الغالب إلى نجاح في األجل
القصير مصحوب بركود في األجل الطويل ،حيث تؤدي إلى تخفيض مصروفات البحوث والصيانة
واإلعالن عن زيادة األرباح في األجل القصير ،وينعكس ذلك على األرباح الموزعة على حملة األسهم،
وهذه اإلستراتيجية لها جاذبية خاصة بسبب األرباح التي تتحقق في األجل القصير وإذا استمرت لفترة
فإنها قد تؤدي إلى اإلفالس ،ويمكن إرجاع أسباب تبني هذه اإلستراتيجية من طرف اإلدارة العليا إلى القيم
التالية للمدير اإلستراتيجي صانع اإلستراتيجية:
-انعدام الطموح؛
50
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
ج -إستراتيجية التريث :هي اإلستراتيجية التي تعتمدها المؤسسة عندما تسعى إلى خفض مستوى أهدافها
من مستوى النمو السريع إلى مستوى النمو الثابت أو المستقر ،من أجل تركيز االهتمام على تحسين
الكفاءة اإلنتاجية ،ويتم اعتماد هذه اإلستراتيجية عندما تخيب توقعات وتنبؤات اإلدارة حول ما تم التوقع
والتنبؤ به ولذلك تحتاج المؤسسة إلى التريث قبل اعتماد إستراتيجيات نمو معينة.70
د -إستراتيجية الحركة الواعية :تتميز هذه اإلستراتيجية بالحركة البطيئة الواعية بسبب ظهور عوامل مؤثرة
في البيئة الخارجية للمؤسسة ،قد تشعرها بأنه ال يمكن االستمرار في إستراتيجية النمو بسبب تغيرات
مفاجئة في البيئة المحيطة مثل نقص مفاجئ في الموارد األولية أو ق اررات حكومية جديدة أو تدهور
األحوال االقتصادية.71
-2إستراتيجيات النمو:
إن إستراتيجيات النمو التوسعية تعني وجود زيادة ملحوظة في بعض أهداف األداء التي تضعها المؤسسة
والتي عادة ما يكون معدل نمو المبيعات أو حصة المؤسسة في السوق ،وذلك بمعدل أعلى من الزيادة
العادية التي كانت تحدث في الماضي.
إن إحدى األسباب التي تدعو لألخذ بهذه اإلستراتيجيات هو االعتقاد أن زيادة المبيعات البد أن يؤدي إلى
زيادة األرباح حسب اعتقاد المؤسسة.
فالح حسن عداي الحسيني ،اإلدارة اإلستراتيجية :مفاهيمها-مداخلها -عملياتها المعاصرة ،دار وائل للنشر والتوزيع، 70
منهج تطبيقي ،الدار الجامعية ،الطبعة ،2007اإلسكندرية ،مصر ،2007 ،ص .300
51
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
تمثل إحدى اإلستراتيجيات التي تمكن المؤسسة من النمو ،ففي ظل هذه اإلستراتيجية تكون المؤسسة
مركزة تركي از كامال على مزيج واحد من التكنولوجيا -المستهلك -المنتج ،وتعد شركة Xeroxوجمعية
الصليب األحمر وسلسلة الوجبات السريعة ماكدونالد من المؤسسات التي تستخدم هذه اإلستراتيجية ،وهذه
اإلستراتيجيات تسمح للمؤسسة بأن تصبح ذات خبرة عالية في مجال عملها والذي يضفي عليها سمعة
جيدة في األسواق وتميزها بقدرتها العالية على المنافسة.72
ب -إستراتيجية التنويع :على عكس إستراتيجية التركيز فإن هذا النوع من اإلستراتيجيات يعتمد على تقديم
تشكيلة من المنتجات ،ويمكن أن تعتمد كإستراتيجية نمو أو إستراتيجية استقرار ،ويمكن إرجاع أسباب
اعتماد هذه اإلستراتيجية إلى ما يلي:
-تنوع المخاطر؛
-تحقيق توافق بين المنتجات الحالية والجديدة بما يعود بالمنفعة على المؤسسة؛
72إسماعيل محمد السيد ،اإلدارة اإلستراتيجية :مفاهيم وحاالت تطبيقية ،المكتب العربي الحديث ،اإلسكندرية ،مصر،
،1990ص.217
52
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
ج -إستراتيجية التكامل الرأسي :وفقا لهذه اإلستراتيجية فإن المؤسسة تدخل في مجال أو مجاالت أعمال
ضرورية لتصنيع أو توزيع منتجاتها ،بدال من قيامها بشراء هذه المتطلبات أو الخدمات من شركات أخرى
مستقلة ،يتراوح هذا النشاط بين السيطرة على الموارد األولية وتسويق المنتجات التامة الصنع.
-1التكامل الرأسي الخلفي :الذي يتحقق عند رغبة المؤسسة في السيطرة على التسهيالت اإلنتاجية،
خاصة ما يتعلق بالموارد الخام المستخدمة في العمليات الحالية ،أو عند رغبتها في تنمية القدرة
على إنتاج مواد خام جديدة.
-2التكامل الرأسي األمامي :ويهدف التكامل الرأسي إلى األمام إلى الدخول في مجال توزيع منتجات
المنشأة عن طريق السيطرة على منافذ التوزيع الموصلة إلى المستهلك النهائي أو فتح منافذ ال
تتعامل مع خط المنتجات الحالي.
د -إستراتيجية التكامل األفقي :قد يتم التكامل عند دخول المؤسسة لميادين عمل جديدة ،فيأخذ شكل طرح
منتجات جديدة لألسواق نفسها أو بيع المنتج نفسه إلى أسواق جديدة ،كما قد يكون عن طريق شراء
المؤسسة لمؤسسة أخرى تقوم بإنتاج المنتج نفسه وبالعملية اإلنتاجية نفسها ،أو تقوم بشراء مؤسسة أخرى
تمتلك بعض منافذ التوزيع في أسواق جديدة لنفس المنتج الذي تقوم المؤسسة بإنتاجه لتدعيم موقفها،
وتساعدها على الدخول إلى قسم جديد من أقسام السوق أو توسيع فعالياتها إلى مواقع جغرافية أخرى
بزيادة المنتجات والخدمات المقدمة لألسواق.74
جمال الدين محمد المرسي ومصطفى محمود أبو بكر وطارق رشدي جبة ،التفكير اإلستراتيجي واإلدارة اإلستراتيجية: 73
53
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-3إستراتيجيات االنكماش:
تعد إستراتيجية االنكماش غير شائعة ألنها تقترن بالفشل ومع ذلك فهي بديل من البدائل اإلستراتيجية
المتاحة ،فالمؤسسات التي تتبع هذه اإلستراتيجيات تقلل من حجم تعاملها وأعمالها بطريقة معينة ،ومن أهم
األسباب التي تقود إلى اعتماد إستراتيجية االنكماش (التراجع) ما يلي:75
-الضغوط التنافسية؛
-الظروف االقتصادية؛
أ -إستراتيجية تخفيض حجم المبيعات :تعمل المؤسسة التي تتبع اإلستراتيجية إلى إلغاء بعض الوحدات
اإلنتاجية أو حذف بعض خطوط المنتجات بحيث تعمل بمعدالت أقل ،ومن أهم العوامل التي تدفع
المنظمة إلتباع هذه اإلستراتيجية:
ب -إستراتيجية االستسالم :يمكن تحديد هذه اإلستراتيجية من خالل النقاط التالية:
فالح حسن عداي الحسيني ،اإلدارة اإلستراتيجية :مفاهيمها -مداخلها-عملياتها المعاصرة ،مرجع سبق ذكره ،ص .180 75
54
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
ج -إستراتيجية التحول لنشاط آخر :تقوم هذه اإلستراتيجية من إست ارتيجيات االنكماش على تحول
المؤسسة من مجال معين من مجاالت األعمال إلى مجال أخر ،يختلف عما كانت تقوم به سابقا.
د -إستراتيجية التصفية وبيع األصول :تمثل هذه اإلستراتيجية البديل أمام المؤسسة عندما تفشل باقي
إستراتيجيات االنكماش ،وقد تكون التصفية المبكرة أفضل من اإلفالس في النهاية ،وإعالن قرار التصفية
اعتراف بالفشل من قبل اإلدارة العليا للمؤسسة.
-4اإلستراتيجية المركبة:
تعمل المؤسسات على تكوين خليط من اإلستراتيجيات التي تتناسب مع الغرض الرئيسي لها أو مع
رسالتها ،وقد تستخدم المؤسسة أكثر من إستراتيجية واحدة في نفس الوقت .يحدث هذا عادة في
المؤسسات ذات الحجم الكبير التي تتعدد أغراضها ،أو قد تعني استخدام المؤسسة ألكثر من إستراتيجية
في صورة متتابعة ،فمثال قد تستخدم إستراتيجية التجريد في بعض وحدات األعمال التابعة لها ،لتحسين
فعالية األداء فيها ولتحقق وحدات أخرى أعلى قدر من الربحية وتبني خيارات التوسع لهذه الوحدات.76
-5إستراتيجيات الريادة:
إن إستراتيجيات الريادة تعد من أهم اإلستراتيجيات التي تدفع المؤسسات نحو التوجه لتحقيق رغبات
وحاجات الزبائن ،وكذلك الوصول بها إلى التميز.
إستراتيجيات الريادة هي تلك اإلستراتيجيات التي تشجع المؤسسة على اإلبداع واالبتكار والتفرد وأخذ
المخاطرة والمبادأة و تشجع اإلدارة على اتخاذ الق اررات وأخذ المسؤولية عن هذه الق اررات.
وقد أوضح ) (Hitt and othersبأنه ال يمكن تحديد معنى واحد إلستراتيجية الريادة ،لكنها ترتبط
بمكونات متعددة حيث أن على المديرين ابتكار شيء جديد .إن إستراتيجية الريادة تساعد في تحقيق
خالد محمد بني حمدان ووائل محمد إدريس ،اإلستراتيجية والتخطيط اإلستراتيجي :منهج معاصر ،دار اليازوري العلمية 76
للنشر والتوزيع ،الطبعة العربية ،2009 ،عمان ،األردن ،2009 ،ص .231
55
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
الرؤية المستقبلية للمؤسسات وهي مفتاح لتحقيق قيمة وربحية عالية مطلوبة على المدى الطويل لألعمال،
وأن النجاح في تحقيق إستراتيجيات الريادة من األفكار المهمة في الوصول إلى الرؤيا بالنسبة للمؤسسات،
والقدرة على القبول بالمخاطرة والتوجه نحو التغيير المطلوب والوصول بالمؤسسة لتحقيق الرؤية
المطلوبة.77
خاتمة
ترتبط المؤسسة بعالقة تأثير متبادل مع البيئة المحيطة ما يفرض عليها ضرورة تحليل وتشخيص بيئتها
الداخلية قصد تحديد أهم نقاط القوة والعمل على استثمارها ونقاط الضعف والسعي نحو تحسينها ،وكذا
تحليل البيئة الخارجية من أجل تحيد أهم الفرص المتاحة والتهديدات الممكنة ،وعلى ضوء تحليل البيئتين
يمكن للمؤسسة تبني البعد اإلستراتيجي الذي يساعدها في صياغة استراتيجيها وفقا للتنبؤات المستقبلية
المستلهمة من الواقع الذي تعيشه ،والتي تنعكس على نجاحها واستمرارها.
77بالل خلف السكارنة ،الريادة وإدارة منظمات األعمال ،دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،الطبعة األولى ،عمان،
األردن ،2008 ،ص.44
56
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
مقدمة
يعتبر السوق مصدر المدخالت من المواد األولية والمصادر المالية ومستلزمات نشاط المؤسسة بشكل
عام ،وكذا يوفر لها البيئة التي تلقي فيها مخرجاتها من السلع والخدمات ،ولكن هذه العالقة تتأثر
بالظروف العامة للسوق وخاصة المنافسة التي تحول بين المؤسسة وإمكانية تسويق مخرجاته .والتسويق
نشاط يهدف إلى تحقيق التقارب بين منتجات المؤسسة ورغبات المستهلك ،وتحقيق الحاجات المتنامية
للمتعاملين مع العمل على تحقيق أكبر حصة سوقية وتعظيم رقم أعمال المؤسسة.
أوال-مفهوم السوق:
أعتبر السوق مكان التقاء رغبة البائع مع رغبة المشتري بخصوص تبادل السلع ،ولكن بعد التطور
التكنولوجي عموما وتطور وسائل االتصال خصوصا ،أصبح التعامل بين الباعة والمشترين يتم دون االلتقاء
في مكان معين.
يعتبر االقتصاديون أن السوق تكون قائمة ،إذا كان هناك وسيلة لالتصال بين مجموعة من البائعين
والمشترين لتبادل سلعة معينة ،بسعر معين ،وفي ظل ظروف معينة ،ومن هذا التعريف يمكننا أن نحدد
عناصر قيام السوق فيما يلي:78
-عدد البائعين والمشترين؛
-طبيعة السلعة؛
-وسيلة االتصال؛
-السعر؛
-الظروف التي يتم في ظلها عملية التبادل.
ثانيا-وظائف السوق:
تتمثل وظائف السوق فيما يلي:79
عبد الغفور إبراهيم أحمد ،مبادئ االقتصاد والمالية العامة ،دار زهران للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى ،عمان، 78
األردن ، 2012،ص.149
57
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-1مفهوم الطلب:
يعرف الطلب بأنه مجموعة الكميات المختلفة من السلعة التي يرغب ويستطيع المستهلك شراءها لقاء
أسعار محددة وخالل فترة معينة من الزمن ،وكلما كان السعر أكثر كلما كانت الكمية المطلوبة أقل ،أي
أن العالقة بين سعر السلعة والكمية التي يطلبها المستهلك من هذه السلعة هي عالقة عكسية ،يطلق
عليها اسم(قانون الطلب).80
-2مفهوم العرض.
يعرف العرض بأنه مجموعة من الكميات المختلفة من سلعة ما التي يرغب ويقدر المنتج على عرضها
للبيع بسعر محدد وفي فترة زمنية معينة .بشكل عام يتوقع أنه كلما ارتفع سعر السلعة كلما ازدادت الكمية
المعروضة منها في السوق والعكس صحيح ،ويطلق على هذا اسم (قانون العرض).81
محمد طاقة وآخرون ،أساسيات علم االقتصاد الجزئي والكلي ،إثراء للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى ،عمان ،األردن، 79
،2008ص.192
اسماعيل عرباجي ،اقتصاد وتسيير المؤسسة ،موفم للنشر ،الجزائر ،2013 ،ص.69 80
58
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
المعيار األول -الموقع الجغرافي :تصنف األسواق وفق هذا المعيار إلى:
-سوق محلي؛
-سوق وطني؛
-سوق إقليمي؛
-سوق دولي.
-1سوق المنافسة التامة :تتميز المنافسة التامة بوجود عدد كبير من المنتجين ،كل منهم ينتج جزءا من
حجم اإلنتاج الكلي المعروض في السوق ،وهذا يعني أن خروج أو دخول المنتج إلى السوق لن يؤثر على
العرض الكلي ،كما تتميز المنافسة التامة بتجانس السلع واإلعالن ،وبما أن السلع المنتجة متجانسة ،فإن
ذلك يعني وجود سعر واحد في السوق.
-2المنافسة االحتكارية :تتميز بوجود عدد كبير من المنتجين كل منهم ينتج جزءا من مجموع اإلنتاج
والسلع المنتجة هي سلع متشابهة ولكنها ليست متجانسة ،أي أن السلع التي يتعامل بها المنافسون
االحتكاريون هي سلع بعضها بديل لآلخر ،ولكنها بديل غير تام.
-3احتكار القلة:ينطبق احتكار القلة بقلة عدد المنتجين ،أي أن السوق يسيطر عليه عدد قليل من
المنتجين ،كل منهم يستطيع التأثير على السوق ويؤدي وجود عدد قليل من المنتجين إلى إظهار ما يسمى
بالتبعية المتبادلة.
-4االحتكار التام :يتميز بوجود منتج واحد فقط وتتميز السلعة التي ينتجها المنتج المحتكر بعدم وجود
بدائل قريبة لها ،وهذا يعني أن هذا المنتج يمثل السوق كله ،ألنه يسيطر على مجموع اإلنتاج ومن خالله
يمكنه التحكم في األسعار.
59
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
خامسا-التسويق:
-1مفهوم التسويق:
عرفته الجمعية األمريكية للتسويق سنة 1960على أنه نشاط األعمال الذي يوجه انسياب السلع
والخدمات من المنتج إلى المستهلك أو المستعمل.82
وكما يعرفه المعهد البريطاني لإلدارة على أنه شكل من أشكال النشاط اإلداري المبدع الذي يساعد على
توسيع اإلنتاج والتجارة وزيادة العمالة عن طريق اكتشاف طلبات المستهلكين ،وتنظيم الدراسات والبحوث
الهادفة إلشباع تلك الطلبات .فالتسويق بهذا المفهوم يعمل على ربط إمكانيات اإلنتاج مع إمكانيات توزيع
السلع والخدمات ،وكما يحدد طبيعة وتوجه حجم العمليات الضرورية للحصول على الربح نتيجة لبيع أكبر
ما يمكن من المنتجات.83
وبشكل عام يعتبر التسويق نشاط يهدف إلى تحقيق التقارب بين منتجات المؤسسة ورغبات المستهلك،
وتحقيق الحاجات المتنامية للمتعاملين مع العمل على تحقيق أكبر حصة سوقية وتعظيم رقم أعمال
المؤسسة.
-2أهداف التسويق:
يعمل نشاط التسويق على تحقيق جملة من األهداف نحددها في النقاط التالية:
-العمل على تحقيق أكبر قدر من الربح من خالل تعظيم رقم األعمال؛
-يهدف التسويق من خالل األبحاث التي يقوم بها إلى التنبؤ بحاجات المستهلك ورغباته ،والعمل على
إشباعها وفق متطلبات التسويق؛
قحطان العبدلي ،بشير العالق ،التسويق :أساسيات ومبادئ ،دار زهران للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،1999 ، 82
ص.25
منديل عبد الجبار ،أسس التسويق الحديث ،الدار العلمية الدولية للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن ،2002 ،ص.23 83
60
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
تعمل بحوث التسويق على جمع وتسجيل المعلومات والبيانات والحقائق عن مشاكل تسويق السلع
والخدمات من المنتج إلى المستهلك .تهدف هذه العملية إلى تحقيق مجموعة من األهداف هي:84
-تحديد السوق المتوقعة لسلعة معينة مع تجميع المعلومات حول البيع والشراء وسلوك المستهلك؛
خاتمة
يعمل التسويق على العمل على تنمية الحصة السوقية للمؤسسة وتحقيق أكبر قدر من الربح من خالل
تعظيم رقم األعمال ،وكما يهدف التسويق من خالل األبحاث التي يقوم بها إلى التنبؤ بحاجات المستهلك
ورغباته ،والعمل على إشباعها وفق متطلبات التسويق ،وتحديد الفرص التسويقية التي يوفرها السوق وكذا
أهم المشاكل والتحديات التي تواجه المؤسسة.
سناء قعقاع ،اإلبداع التسويقي في المؤسسة االقتصادية :دراسة حالة مؤسسة موبيليس أم البواقي ،مذكرة ماستر ،جامعة 84
مقدمة
يعتبر األداء مقياسا للحكم على مقدرة المؤسسة على البقاء واالستم اررية في ظل الظروف المحيطة بها،
وتحقيقها لألهداف المرغوبة يكون من خالل توفر الكفاءة والفعالية في أداء الوظائف المختلفة ،ألن أدائها
ليس مرتبط بالجانب اإلنتاجي فقط ،بل يشمل كل الجوانب ،المالية والبشرية والتسويقية وغيرها .سنتطرق
في هذه المحاضرة إلى أهم المفاهيم المرتبطة بأداء المؤسسة االقتصادية ،وتحديد أهم طرق تقييم األداء،
بما فيما بطاقة األداء المتوازن.
-1تعريف األداء :حسب : P.Drukerاألداء هو قدرة المؤسسة على االستم اررية والبقاء محققة التوازن
بين رضا المساهمين والعمال .فاألداء مقياس للحكم على مدى تحقق المؤسسة لهدفها الرئيسي ،وهو البقاء
في السوق واستم اررية النشاط في ظل التنافس والمحافظة على التوازن في مكافأة كل من المساهمين
والعمال.85
كما يستعمل مصطلح األداء للداللة على مفاهيم كثيرة متقاربة أحيانا ومختلفة في أحيان أخرى ،فاألداء قد
تستعمله للتعبير عن مدى بلوغ األهداف أو عن مدى االقتصاد في استخدام الموارد ،وبالتالي مفهومه
مرتبط بالفعالية والكفاءة.86
ركز دروكر في تعريفه لألداء على تحقيق االستم اررية والبقاء ورضا كل من المساهمين والعمال ،أما
التعريف الثاني فاقتصر على ربط األداء بمدى تحقيق المؤسسة ألهدافها المحددة وكذا الرشد في استخدام
الموارد ،وهو مفهوم ربط األداء بمكونين أساسيين هما الكفاءة والفعالية واللذان سنتطرق لهما بقدر من
التفصيل في العنصر الالحق.
رجم خالد ،أثر نظام معلومات الموارد البشرية على أداء العاملين :دراسة حالة مؤسسة شيعلي سطيف ،مذكرة ماجستير، 85
62
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
إذن أداء المؤسسة هو وصولها إلى تحقيق أهدافها االقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية بكفاءة
وفعالية ،وهذا يمثل المدخل الحديث لدراسة وقياس األداء.
-الكفاءة ) :(efficacitéهي القيام بالعمل المطلوب بقليل من اإلمكانيات ،أي أن يكون نشاطها بأقل
تكلفة ممكنة ،وكما تعرف الكفاءة على أنها االستخدام األمثل لموارد المؤسسة بأقل تكلفة ممكنة.
-الفعالية( :)efficienceالفعالية ترتبط باألهداف اإلستراتيجية للمؤسسة ومن تم فهي تتجسد في قدرة
المؤسسة على تحقيق أهدافها اإلستراتيجية من نمو المبيعات وتعظيم حصتها السوقية مقارنة بالمنافسة.
-البعد التنظيمي :يقصد به الطرق واألساليب التي تعتمدها المؤسسة في المجال التنظيمي من أجل تحقيق
أهدافها ،والتي تمثل للمسير معايير يتم على أساسها قياس فعالية اإلجراءات التنظيمية ،وأثرها على
األداء .إذن تعتبر المعايير المعتمدة في قياس الفعالية التنظيمية أساس إلدراك الصعوبات التنظيمية في
الوقت المالئم قبل أن يكون لها تأثير اقتصادي.
-البعد االجتماعي :يشير هذا البعد إلى مدى تحقيق الرضا عند أفراد المؤسسة على اختالف مستوياتهم،
ألن مستوى رضا العاملين يعتبر مؤش ار على وفاء األفراد لمؤسستهم .وتتجلى أهمية هذا الجانب في كون
األداء الكلي للمؤسسة قد يتأثر سلبا على المدى البعيد إذا اقتصرت المؤسسة على تحقيق الجانب
االقتصادي ،وأهملت الجانب االجتماعي لمواردها البشرية ،فجودة التسيير تتطلب تالزم البعد االقتصادي
مع البعد االجتماعي.
الداوي الشيخ ،تحليل األسس النظرية لمفهوم األداء ،مجلة الباحث ،العدد ،7جامعة ورقلة ،2010 ،ص.217 87
رجم خالد ،أثر نظام معلومات الموارد البشرية على أداء العاملين :دراسة حالة مؤسسة شيعلي سطيف ،مرجع سابق، 88
ص .4
63
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-1-4معيار المصدر :حسب هذا المعيار ينقسم األداء إلى نوعين :
-أداء خارجي :يرتبط هذا النوع من األداء بالعوامل ذات العالقة التعاقدية مع المؤسسة.
-2-4معيار نشاط المؤسسة :حسب هذا المعيار يصنف األداء إلى أداء اقتصادي وأداء اجتماعي.
-3-4معيار الشمولية :حسب هذا المعيار يصنف األداء إلى نوعين هما:89
-األداء الكلي :هو األداء الذي ساهمت في تحقيقه جميع العناصر والوظائف أو األنظمة الفرعية
للمؤسسة مجتمعة.
-األداء الجزئي:األداء الذي يتحقق على مستوى األنظمة الفرعية للمؤسسة ،كأداء وظيفة المالية ،أداء
وظيفة الموارد البشرية ،وأداء وظيفة التموين....إلخ.
-4-4المعيار الوظيفي :يقسم أداء المؤسسة إلى أداء كل وظيفة من الوظائف اإلدارية بالمؤسسة.
-5مصادر األداء :يتحقق أداء المؤسسة من تفاعل الوظائف اإلدارية المشكلة للتنظيم بدرجات متفاوتة،
وكما أن للبيئة الخارجية تأثير إيجابي أو سلبي على أداء المؤسسة .ووفقا لهذا يمكن أن تنقسم مصادر
األداء إلى صنفين:90
-1-5األداء الظاهري :يتحقق األداء الظاهري نتيجة فرص وفرها المحيط الخارجي تم استغاللها من
طرف المؤسسة (فرص تسويقية ،براءات اختراع ،)...وهي فرص أتيحت للمؤسسة ،إال أنه يمكن أن تقترن
بأداء ذاتي إذا أرجعنا للمؤسسة الفضل في اكتشاف واستغالل هذه الفرص .أما ما يخص التهديدات
البيئية ،فتجنبها يعكس األداء الذاتي للمؤسسة.
محمد رزقون ،الحاج عرابة ،أثر إدارة المعرفة على األداء في المؤسسة االقتصادية ،المجلة الجزائرية للتنمية 89
ص .6
64
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-2-5األداء الذاتي :يمثل هذا األداء توليفة من األداء ،ناتجة عن جهود مبذولة من طرف اإلدارة تجسدت
في االستعمال األمثل للموارد المتاحة لديها ،وينقسم هذا األداء إلى ما يلي:
-األداء المالي :يظهر من خالل كفاءة الوظيفة المالية في المؤسسة من خالل توفير االحتياجات المالية
بالتكلفة والوقت المناسبين وتوظيفها في استثمارات تعود بعائد كبير للمؤسسة.
-األداء التجاري :يظهر من خالل كفاءة وفعالة الوظيفة التسويقية في تحقيق أعلى مبيعات وتحقيق رضا
الزبائن وكذا رقم األعمال والمردودية...،إلخ.
-األداء التقني :يتمثل في مقدرة المؤسسة على استخدام واستغالل تجهيزات اإلنتاج في العملية اإلنتاجية
وكذا صيانتها ،ويعتبر كل من كمية اإلنتاج ونسبة استخدام الطاقة من أهم مؤشرات األداء التقني في
المؤسسة.
-األداء التمويني :يظهر من خالل فعالية وكفاءة وظيفة التموين(الشراء والنقل والتخزين) لتلبية احتياجات
المؤسسة من المواد األولية والمعدات والتموينات المختلفة بالنوعية والجودة والكمية المناسبة ووفق اإلطار
الزمني المحدد.
-األداء البشري :يتمثل األداء البشري في أداء األفراد العاملين بالمؤسسة حيث أنه يعتبر العنصر
األساسي لتحريك أداء الوظائف األخرى.
-6العوامل المؤثرة على أداء المؤسسة:أهم العوامل المؤثرة بشكل مباشر أو غير مباشر على األداء
المؤسسي ما نحدده في النقاط التالية:91
عبد الوهاب سويسي ،الفعالية التنظيمية :تحديد المحتوى والقياس باستعمال أسلوب لوحة القيادة ،أطروحة دكتوراه، 91
-شبكات االتصال المتكاملة كممر لتدفق المعلومات الضرورية لمختلف الق اررات المتخذة؛
-فلسفة التعامل مع البيئة الخارجية وطبيعة نظام الضبط الذاتي للمؤسسة في معالجة أخطائها أثناء
التفاعل مع هذه البيئة؛
-القدرة على التكيف واالستجابة للتغيرات التي تحدث على مستوى البيئة؛
-القدرة على تعبئة الموارد ودرجة الحرفية التي تتميز بها المؤسسة.
-1مفهوم:
تعتمد عملية تقييم األداء على مقارنة النتائج المحققة مع المعايير أو المؤشرات المرجعية ،ومن تم تحديد
مستوى األداء المحقق ،والخروج بتوصيات تحدد األخطاء والمسببات إلى أوصلت المؤسسة للوضع القائم.
هناك من يرى أن تقييم األداء عبارة عن عملية قياس انجازات المؤسسة المحققة فعال باستخدام مؤشرات
أغلبها كمية ليصبح لدى المسيرين معلومات حقيقية تعبر عن النتائج الفعلية للمؤسسة أو إلحدى
وحداتها.92
تتعدد مؤشرات قياس األداء وتختلف أهميتها النسبية حسب األهداف التي تسعى لتحقيقها المؤسسة وكذا
حسب اختيار المؤسسة للمعايير المالئمة التي تتماشى مع طبيعة نشاطها .أهم هذه المعايير ما نحدده في
العناصر التالية:93
هواري سويسي ،تقييم المؤسسة ودوره في اتخاذ القرار في إطار التحوالت االقتصادية بالجزائر ،أطروحة دكتوراه ،جامعة 92
-معيار اإلنتاجية؛
باإلضافة إلى معير حديث لقياس األداء والمتمثل في بطاقة األداء المتوازن.
-1مفهوم:
يعود الفضل في تطوير هذا المبدأ لكل من روبرت كابالن وديفيد نورتن سنة ،1992بحيث قدم الباحثان
تعريف شامل لبطاقة األداء المتوازن مفاده :نظام متماسك يقدم مجموعة من األفكار والمبادئ وطريقة
سير شامل للمؤسسات ،تترجم فيها الرؤية اإلستراتيجية ضمن مجموعة مترابطة من مقاييس األداء ،تهدف
لتحقيق الترابط واالتصال بين اإلستراتيجية وأعمال المؤسسة ،والمساعدة في التنسيق بين النشاط الفردي
والتنظيمي داخل المؤسسة وصوال إلى تحقيق األهداف العامة.94
تعمل بطاقة األداء المتوازن على تحقيق التوازن بين جملة من التركيبات المشكلة للبطاقة ،وأهم هذه
التوازنات:95
-التوازن بين البيئة الخارجية المتعلقة بالزبائن والمساهمين والبيئة الداخلية الخاصة بالعمليات الداخلية
والنمو والتعلم؛
لطرش وليد ،دور بطاقة األداء المتوازن في قياس وتقييم األداء اإلستراتيجي:دراسة حالة قطاع خدمة الهاتف النقال في 94
-التوازن بين المقاييس المالية وغير المالية ،والتي تستخدم في قياس وتقييم أداء المؤسسات؛
-التوازن بين األهداف اإلدارية القصيرة والمتوسطة والطويلة األجل داخل مختلف مقاييس األداء؛
-التوازن بين مقاييس األداء المتقدمة المتمثلة في جملة المقاييس التي تحرك األداء والتي تساعد على
التنبؤ باألداء مستقبال ،ومقاييس األداء المتأخرة المتمثلة أساسا في جملة المقاييس المستهدفة والتي تبين
النتائج من الق اررات السابقة.
قام المفهوم الذي قدمه كل من KAPLANو NORTONعلى عدم اقتصار قياس األداء على المؤشر
المالي فقط ،بل بإدراج أبعاد أخرى تعكس رؤية المؤسسة وتترجم إستراتيجياتها .تتمثل هذه األبعاد فيما
يلي:96
-البعد المالي :يقوم هذا البعد على قياس اإلستراتيجية المطبقة من طرف المؤسسة ،والتي تساهم في
تحسين النتيجة المالية في نهاية السنة.
-بعد الزبائن :يقوم على قياس رضا الزبائن على المنتجات والخدمات المقدمة من طرف المؤسسة،
وتحديد تفضيالتهم وسلوكياتهم مستقبال ،بهدف زيادة المبيعات وتعزيز المركز التنافسي والرقابة على
األسواق.
-بعد العمليات الداخلية :يعمل هذا البعد على قياس العمليات التي يكون لها انعكاس على رضا الزبائن
وتوفير المتطلبات لذلك.
-بعد التعلم والنمو :يرتكز هذا البعد على طريقة تدريب وتعليم المستخدمين داخل المؤسسة ،والعمل على
رفع مستوى إدراكهم لمتطلبات العمل وتحسينها مستقبال ،من أجل البقاء وتحسين المركز التنافسي
للمؤسسة ضمن السوق التي تشتغل فيه.
لطرش وليد ،دور بطاقة األداء المتوازن في قياس وتقييم األداء اإلستراتيجي:دراسة حالة قطاع خدمة الهاتف النقال في الجزائر ،مرجع سابق، 96
ص.24
68
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
عرفت بطاقة األداء المتوازن عدة تغيرات في مفاهيمها وخصائصها ،والتي هدفت إلى إيجاد تقييم دقيق
وشامل لكل هياكل المؤسسة ،بحيث أضاف كل جيل خصائص ومفاهيم جديدة على ما جاء به الجيل
الذي سبقه ،وفيما يلي شكل توضيحي لتطور بطاقة األداء المتوازن.
خاتمة
تعتمد عملية تقييم األداء على مقارنة النتائج المحققة مع المعايير أو المؤشرات المرجعية ،ومن تم تحديد
مستوى األداء المحقق ،والخروج بتوصيات تحدد األخطاء والمسببات إلى أوصلت المؤسسة للوضع القائم،
وكما تعتبر بطاقة األداء المتوازن أداة فعالة للتقييم الدقيق والشامل لكل هياكل المؤسسة ،وخاصة الجيل
الرابع الذي ربط األداء بالبعدين االجتماعي والبيئي ،وأصبحت تسمى بطاقة األداء المتوازن المستدامة.
69
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
مقدمة
يحظى موضوع ثقافة المؤسسة في الفترة األخيرة باهتمام كبير على اعتبار أن الثقافة التنظيمية من
المحددات الرئيسية لنجاح المؤسسات أو فشلها ،وعلى افتراض وجود عالقة بين نجاحها وتركيزها على
القيم والمفاهيم التي تدفع أعضائها إلى االلتزام والعمل الجاد واالبتكار والتحديث والمشاركة في اتخاذ
الق اررات ،والعمل للمحافظة على الجودة وتحسين الخدمة وتحقيق ميزة تنافسية واالستجابة المالئمة
الحتياجات العمالء واألطراف ذوي العالقة في بيئة عمل المؤسسات.
تتعدد مفاهيم الثقافة التنظيمية لتشكل منظومة القيم السياسية التي تتبناها المؤسسة ،والفلسفة التي تحكم
سياستها تجاه الموظفين والعمالء والطريقة التي يتم بها انجاز المهام واالفتراضات والمعتقدات التي
يتشارك في االلتفاف حولها أعضاء التنظيم.97
إن لكلمة ثقافة مفهوم واسع ومتشعب ،حيث نقول على اإلنسان أنه مثقف لما نقوم بناقشة معه في مواضيع عديدة فيدلي
بآرائه ،وبمعنى آخر فإن الثقافة هي قدرة األفراد على أخذ بكل طرف بقليل يعني عموميات من كل ميدان ،وهي تعني
العملية التي يتم فيها تكيف األفراد بالثقافات العالمية األخرى مع الحفاظ في الوقت نفسه على أصالته وثقافته األصلية،
والبعض من العلماء قالوا بأن الثقافة هي كل ما يفكر فيه اإلنسان ويتخيله ويعبر عنه ،وهذا المفهوم السهل والبسيط
والمختصر يعتبر صورة من صور المفهوم العالمي للثقافة .راجع :أحمد قوراية ،فن القيادة ،ديوان المطبوعات الجامعية،
بن عكنون الجزائر ،2007 ،ص.283
محمد قاسم القريوتي ،نظرية المنظمة والتنظيم ،الطبعة الثالثة ،2008دار وائل العلمية للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن، 97
،2008ص.373
جمال الدين محمد المرسي ومصطفى محمود أبو بكر وطارق رشدي جبة ،التفكير اإلستراتيجي واإلدارة اإلستراتيجية، 98
-1ثقافة المؤسسة :هي مجموعة من المعتقدات والمفاهيم وطرق التفكير المشتركة بين أفراد المؤسسة،
ويتم الشعور بها ويشارك كل فرد في تكوينها ويتم تعليمها لألفراد الجدد.
-2ثقافة المؤسسة :هي مجموعة القيم المشتركة التي تحكم تفاعالت أفراد المؤسسة فيما بينهم ومع
األطراف ذوي العالقة خارجها.
-3يمكن أن تكون ثقافة المؤسسة نقطة قوة (ميزة تنافسية) أو نقطة ضعف وفق تأثيرها على سلوك أفراد
المؤسسة.
-4ثقافة المؤسسة هي نتاج بين مجموعة من قيم المنفعة(أهداف -غايات) مثل تحقيق االستقرار والتميز
في األسواق والتجديد واالبتكار ،ومجموعة من قيم مساعدة متمثلة في سلوكيات مرغوبة لدى أفراد
المؤسسة ،مثل االستعداد للمخاطرة والعمل الجاد واحترام اآلخرين.
-5ثقافة المؤسسة هي انعكاس لثقافة أو بيئة المؤسسة وما تشتمل عليه من قيم اجتماعية سائدة في
بيئتها ،ومن ثم تتعدد ثقافات المؤسسات كبيرة الحجم أو المتعددة الجنسيات نتيجة تعدد ثقافات المجتمعات
التي تتعامل فيها.
-6ثقافة المؤسسة هي مجموعة القيم المشتركة لدى أفراد المؤسسة وتحكم سلوكهم وعالقاتهم وتفاعلهم مع
بعضهم البعض ومع العمالء والموردين وغيرهم من األطراف خارجها ،ومن خاللها يمكن أن تحقق الكفاءة
والفعالية التنظيمية ميزة تنافسية للمؤسسة.
-7ثقافة المؤسسة هي مجموعة القيم والمفاهيم األساسية التي يتم إيجادها وتنميتها داخل مجموعات
العمل في المؤسسة وتعليمها للعاملين الجدد ،لتحديد طريقة تفكيرهم وشعورهم تجاه عناصر بيئة العمل
الداخلية والخارجية ،وتحدد سلوكهم وتؤثر في أدائهم وإنتاجيتهم.ويتضح مما ذكر أعاله أن ثقافة المؤسسة
هي مجموعة من القيم والمعتقدات التي تشكل منهج تفكير وإدراك أفرادها والذي ينعكس على ممارسات
اإلدارة وأسلوبها في تحقيق أهداف المؤسسة وإستراتيجيتها.
71
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
تتصف ثقافة المؤسسة بمجموعة من الخصائص يجب أن تراعي عند إعداد الخطة اإلستراتيجية ،وتتمثل
أهم هذه الخصائص فيما يلي:99
-1ثقافة المؤسسة نظام مركب :تتكون ثقافة المؤسسة من عدد من المكونات الفرعية التي تتفاعل مع
بعضها البعض لتشكل ثقافة المؤسسة ،وتشمل الجانب المعنوي من القيم واألخالق والمعتقدات واألفكار
والجانب السلوكي من عادات وتقاليد وآداب وفنون وممارسات عملية ،والجانب المادي من أشياء ملموسة
كمباني واألدوات والمعدات واألطعمة وغيرها.
-2ثقافة المؤسسة نظام متصل مستمر متكامل :هي كيان مركب تتجه باستمرار إلى خلق االنسجام بين
عناصرها المختلفة ،أي تغير يط أر على أحد جوانبها ال يلبث أن ينعكس أثره على باقي مكوناتها ،ويتم
تسليمها أي الثقافة من جيل إلى آخر مع مراعاة أنها ال تنتقل من جيل إلى جيل الحق بطريقة فطرية أو
غريزية ،وإنما يتم تعليمها وتوريثها عبر األجيال في المؤسسة عن طريق التعلم والمحاكاة.
-3ثقافة المؤسسة نظام متغير متطور تراكمي :ال تعني استم اررية ثقافة المؤسسة وتناقلها عبر األجيال
كما هي ،بل إنها في تغير مستمر ،حيث يمكن أن يدخل عليها مالمح جديدة ويمكن أن تفقد مالمح
قديمة.
-4ثقافة المؤسسة لها خاصية التكيف :تغير الثقافة يعني مرونتها وقدرتها على التكيف ،حيث تتكيف
ثقافة المؤسسة استجابة لمطالب بيئتها وأهدافها واحتياجات أفرادها ،وهذا ما يبرر وجود مستويات متكاملة
-القيم :وهي كل القيم المعلنة من طرف المؤسسة مثل إرضاء الزبائن ،خدمة المجتمع...
-المعتقدات :كل المعتقدات التي تتبناها المؤسسة وتعبر بها عندما تواجه أي مشكلة.
-السلوكيات :وتظم األعمال اليومية التي تشعل المؤسسة كنظام الرقابة...
-االفتراضات أو التوجهات :وهي قلب ثقافة المؤسسة وتساعد على تشكيل استراتيجيتها.راجع المرجع األجنبي:
Gerry Gohnson, Kevan scholes, Richard Whittington et Frederic Frery, strategique, 8ed
édition, pearson education, Paris, France,2008,p230.
جمال الدين محمد المرسي ومصطفى محمود أبو بكر وطارق رشدي جبة ،التفكير اإلستراتيجي واإلدارة اإلستراتيجية، 99
لثقافة المؤسسة ،حيث يوجد عموميات ثقافية بين المؤسسات وهي المكونات الثقافية التي يشترك فيها أفراد
المؤسسات التي تعمل في مجال أو نشاط واحد ،والتي تميزهم عن ثقافة المؤسسات األخرى ،وهناك بدائل
الثقافة الخاصة وهي تلك السمات التي توجد لدى فئة مهنية قليلة نتيجة اتصالهم بثقافات ومجتمعات
متنوعة ويدخل في إطارها بديالت األفكار واآلراء لرجال اإلدارة واإلستراتيجيات وكلما كانت ثقافة المؤسسة
تتصف بالمرونة كلما زادت فيها البدائل لدى المديرين.
يمكن أن نجد مجموعة من الثقافات الفرعية داخل المؤسسة الواحدة وهي التي تميز القطاعات الرئيسية
فيها ،وهي جزء من ثقافتها الكلية ولكنها تختلف عنها في بعض الظواهر والمستويات وعلى هذا يمكن
تحديد ثقافات فرعية لكل مؤسسة وفقا لتصنيفات عديدة ،كالنوع أو العمر أو المستوى التعليمي أو المهنة
أو غيرها ،ويمكن تحديد عموميات وخصوصيات وبديالت ضمن كل ثقافة فرعية أيضا داخل المؤسسة.
أ -الصفات الشخصية ألعضاء المؤسسة وما لديهم من اهتمامات وقيم ودوافع واحتياجات وأهداف.
ب -الخصائص الوظيفية في المؤسسة ومدى مالئمتها وتوافقها مع الصفات الشخصية للعاملين فيها،
حيث يتجه الفرد إلى المؤسسة التي لديها وظائف وأنظمة تتفق مع اهتماماته وقيمه ودوافعه ،كما أن
المؤسسة تجذب إليها من يتفق معها في ثقافتها.
تتمثل الثقافات الفرعية بالقيم السائدة في األنظمة الفرعية المكونة للتنظيم والتي تتفاوت فيما بينها من ناحية ،وبينها وبين
الثقافة الرئيسية من ناحية أخرى ،وكلما تفاوتت الثقافات الفرعية وتعددت وكانت مختلفة عن الثقافة الرئيسية ،أثر ذلك سلبا
على فاعلية التنظيم لعدم نمطية السلوك وضياع الهوية العامة له.
كوديد سفيان ،قيم المدير اإلستراتيجي ودورها في تحديد الخيار اإلستراتيجي:دراسة في المؤسسات الوطنية ،مذكرة 100
ج -البناء التنظيمي للمؤسسة وما تشتمل عليه من خصائص التنظيم اإلداري من مستويات إدارية وخطط
السلطة ونوع ومستوى الصالحيات وأساليب االتصاالت ونمط اتخاذ الق اررات ونظام اللجان وإدارة
االجتماعات.
د -المنافع التي يحصل عليها عضو المؤسسة في صورة حقوق مالية ومادية تكون ذات داللة على
مكانته الوظيفية وتنعكس على سلوكياته وأدائه في المؤسسة.
هـ -المفاهيم والتصورات السائدة في المؤسسة ،وما تشتمل عليه من قيم وطرق تفكير وأساليب التعامل بين
أفرادها ومع الجهات أو األطراف الخارجية.
الشخصية
والتصورات المحصل التنظيمي الوظيفية
ألعضاء
السائدة في عليها للمؤسسة في
المؤسسة
المؤسسة المؤسسة
ثــــــقـــافــــة المــؤسسة
المصدر :من انجاز األستاذ.
74
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
تؤدي ثقافة المؤسسة مجموعة من األدوار أو األغراض التي تساهم في تفعيل اإلدارة منها ما يلي:101
-تحقيق التكامل الداخلي بين أفراد المؤسسة من خالل تعريفهم بكيفية االتصال فيما بينهم والعمل معا
بفعالية؛
-تحقيق التكيف بين أفراد المؤسسة والبيئة الخارجية من خالل تعريفهم بأسلوب وسرعة االستجابة
الحتياجات واتجاهات األطراف في البيئة الخارجية ذوي العالقة بالمؤسسة؛
-القيام بدور المرشد لألفراد واألنشطة في المؤسسة لتوجيه الفكر والجهود نحو تحقيق أهدافها ورسالتها؛
-تحديد أسلوب وسرعة استجابة أفراد المؤسسة لتحركات المنافسين واحتياجات العمالء بما يحقق تواجدها
ونموها.
خاتمة
الثقافة التنظيمية هي انعكاس للثقافة السائدة في بيئة المؤسسة وما تشتمل عليه من قيم اجتماعية وعادات
وتقاليد ،تحكم تصرفات العنصر البشري للمؤسسة من خالل التكامل الداخلي بين أفرادها وأساليب
االتصاالت ونمط اتخاذ الق اررات ،وتشكل إطا ار عاما يحكم تعامل المؤسسة مع األطراف المختلفة ،وكما
تساهم في تأطير الجهود نحو التكيف مع المتغيرات الداخلية والخارجية وتحقيق أهداف المؤسسة انطالقا
في رسالتها ورؤيتها اإلستراتيجية.
جمال الدين محمد المرسي ومصطفى محمود أبو بكر وطارق رشدي جبة ،التفكير اإلستراتيجي واإلدارة اإلستراتيجية ،مرجع سابق ،ص.348 101
75
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
مقدمة
لم يعد المجتمع ينظر إلى المؤسسة نظرة تقليدية ترتكز على النواحي االقتصادية فقط ،بل بدأت نظرة
المجتمع تأخذ بعدا جديدا أكثر تعقيدا بحكم أن المؤسسة جزء من المجتمع ،وعليها المساهمة في تنميته
وتحمل مسؤولياتها تجاهه ،وذلك بالمساهمة في إشباع حاجاته االقتصادية واالجتماعية وحماية بيئته.
تعتبر المسؤولية االجتماعية أهم األولويات التي يجب أن تحترمها المؤسسات ،وذلك في عالقتها باستغالل
الموارد الطبيعية وحماية البيئة ،فبقاء المؤسسة أو المشروع يقاس بمقدار ما يحققه للمجتمع من الجانب
االجتماعي والبيئي ،وليس من الجانب االقتصادي فقط.
أوال-الجذور التاريخية للمسؤولية االجتماعية:
مر تطور مفهوم المسؤولية المجتمعية بعدة مراحل ،يمكن تلخيصها فيما يلي:102
أ-الثورة الصناعية :تميزت هذه المرحلة باالستغالل غير العقالني لجهود العاملين واستنزاف الموارد
البشرية ،بحيث أن المالك هو المستفيد األول ،وال يوجد أدنى اهتمام بالعمال وبالمجتمع وبيئته .اتجه
البحث في هذه المرحلة في كيفية تحسين إنتاجية العمال ،وتجسد ذلك من خالل دراسة الوقت وطريقة
إنجاز العمل األفضل ،وبالتركيز على تحفيز العمال بالوسائل المادية ،عن طريق تحسين األجور
المدفوعة للعمال مقابل جهد كبير.
ب-مرحلة كبر حجم المؤسسات :تميزت هذه المرحلة بتخصص العامل في جزء من العمل ،دون الحاجة
إلى تدريب طويل لكي يتقنه ،كما تميزت باستنزاف الموارد الطبيعية ،نظ ار لتوسع حجم المؤسسات ،وهذا
األمر يعني عدم مراعاة المسؤولية االجتماعية.
ج -مرحلة تأثير أفكار االشتراكية :التطور المهم في هذه المرحلة تمثل في كون أفكار االشتراكية ،ما هي
إال تحدي للمؤسسات الخاصة ،حيث أصبح من الضروري تحمل المؤسسات لمسؤولياتها اتجاه أطراف
خبابه عبد هللا وخبابه صهيب ،المسؤولية المجتمعية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،مداخلة مقدمة للملتقى الدولي 102
الثالث حول :منظمات األعمال والمسؤولية االجتماعية يومي 14و 15فيفري ،2012جامعة بشار ،ص.3
76
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
أخرى ،باإلضافة إلى مسؤولياتها اتجاه المالكين .دفعت هذه األفكار المؤسسات في الغرب ،إلى تبني
الكثير من عناصر المسؤولية ،حيث كان من أبرز مطالب العاملين ،ما يتعلق بظروف العمل والتقاعد
والضمان االجتماعي واالستقرار الوظيفي.
د-مرحلة الكساد االقتصادي الكبير والنظرية الكينزية :حصول الكساد االقتصادي الكبير وانهيار
المؤسسات الصناعية ،وتسريح العمال أدى إلى اضطرابات كثيرة ،مما أدى إلى تدخل الدولة لحماية
مصالح العمال ،وإيجاد فرص عمل بديلة لهم ،حيث ظهرت نظرية كينز الشهيرة ،التي تدعو إلى تدخل
الدولة بحد معقول إلعادة التوازن االقتصادي.
كل ما سبق ذكره عالوة على تأثير أفكار االشتراكية التي بدأت تنتشر ،أدى إلى بناء أرضية للتوجهات
األولى لتأصيل أفكار وتحديد عناصر المسؤولية االجتماعية.
هـ-مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية والتوسع الصناعي :تعززت هذه المرحلة بظهور النقابات المطالبة
بتحسين ظروف العمل ،وبقوانين تحمي العمال وتعزز مشاركتهم في مجالس اإلدارة ،وانعكست هذه
التطورات بشكل كبير على المؤسسات ،حيث تم تحديد حد أدنى لألجور ،وإشراك العاملين باإلدارة ونظم
التأمين االجتماعي ،وظهور جمعيات حماية المستهلك خاصة في الدول الغربية ،هذا أدى إلى نقلة نوعية
في تبني المسؤولية االجتماعية من قبل المؤسسات ،وخروجها من حيزها النظري.
و-مرحلة جماعات الضغط :أصبحت جماعات الضغط قوة ال يستهان بها من حيث تأثيرها في ق اررات
المؤسسات ،فهي تمثل مصالح شريحة واسعة من المستفيدين ،كجمعيات حماية المستهلك وجمعيات
حماية البيئة .إن تأثير هذه الجماعات تمثل في فرض خيارات تأخذ بعين االعتبار من قبل المؤسسات
مباشرة أو من خالل الضغط على الحكومات ،والذي ينعكس بشكل غير مباشر على المؤسسات.
أصبحت المسؤولية االجتماعية أكثر تجسيدا في هذه المرحلة ،حيث تم تطوير معايير ومؤشرات تطلبها
الكثير من المنظمات الدولية ،خصوصا تلك المتعلقة بالتنمية المستدامة.
77
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
اتسمت هذه المرحلة بظهور العولمة ،واتساع نمو قطاع الخدمات وازدهار تكنولوجيا المعلومات وانتشار
شبكات المعلومات ،وما تولد عن هذه الظواهر من انتهاكات وتجاوزات ،وجرائم ترتبط بالطبيعة الرقمية
لالقتصاد الجديد.
كل هذا أدى بالمؤسسات االقتصادية باتجاه تطوير مبادراتها االجتماعية ،خصوصا وأن انهيار بعض
المؤسسات العمالقة ،يرجع إلى غياب تطبيق هذا المفهوم في أنشطتها.
يعتبر مفهوم المسؤولية االجتماعية ،مفهوم متغير ودائم التطور ومرتبط بالتنمية المستدامة ،حيث يجب
على المؤسسة بجانب بحثها عن الثروة والربح ،االهتمام بالبيئة والمشاركة في التنمية االقتصادية
واالجتماعية ،وكذا المساهمة في األعمال الخيرية لتشمل توفير آليات فاعلة للتصدي للتحديات
االجتماعية ،ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة والعمل على تمويل التنمية المستدامة.
المسؤولية االجتماعية للمؤسسات كمفهوم لها ثالثة أوجه ،يمكن تحديدها من خالل المفاهيم الثالثة
التالية:103
-1المفهوم الكالسيكي:
يستند المفهوم الكالسيكي للمسؤولية االجتماعية على أفكار االقتصادي آدم سميث ،والتي تبلورت حول
كافة المؤسسات التي تسعى لتقديم أفضل الخدمات للمجتمع ككل ،مع تحقيق أعلى مستوى ممكن من
األرباح بمراعاة األحكام القانونية والقواعد األخالقية السائدة ،وبهذا يعتبر الربح الهدف الوحيد للمؤسسة.
-2المفهوم اإلداري:
يشير العالم االقتصادي'':Paul Samuelsonأن منظمات األعمال الكبيرة هذه األيام ال تتعهد بتحقيق
مسؤوليتها االجتماعية فقط ،بل إنها يجب أن تحاول وبشكل تام عمل ما هو أفضل'' .فمع التطورات
103ضيافي نوال ،المسؤولية االجتماعية للمؤسسة والموارد البشرية ،مذكرة ماجستير غير منشورة ،جامعة أبو بكر بلقايد،
تلمسان ،2010-2009 ،ص.16
78
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
الحاصلة والطبيعة الجديدة للمؤسسات ،ظهرت فجوة كبيرة بين المفهوم الكالسيكي للمسؤولية االجتماعية
واألهداف التي تطمح المؤسسة الوصول إليها ،فتبلورت األفكار وظهر مفهوم جديد ،يقوم على فكرة أن
المؤسسة نظام مفتوح ،تحقق منفعتها الذاتية مع تحقيق منافع أخرى ،كإرضاء حاجات األفراد واالهتمام
بالعمال ،كتوفير األمن والسالمة والرعاية الصحية...إلخ.
-3المفهوم البيئي:
بعد أن أدرك المسيرون أن المسؤولية االجتماعية ال تنحصر فقط داخل المؤسسة ،وإنما تتعدى حدودها،
لتصل إلى أطراف وفئات خارجية عديدة ،ظهر مفهوم جديد يسمى بالمفهوم البيئي ،حيث اعتبر المفهوم
األكثر حداثة وارتباطا بالبيئة ،وما ميز ذلك مختلف األبحاث والدراسات التي أجراها العديد من الباحثين،
وكأفضل مثال دراسة كل منRalph Nader et John Galbraithعلى مجموعة من المؤسسات
الصناعية الكبيرة ،ومدى تأثيرها على المجتمع ،وفيها وصال إلى استنتاج مفاده'' عندما تكون المصلحة
االجتماعية العامة هي القضية ،فليس هناك أي حق طبيعي يعلو تلك المصلحة'' ،بمعنى أن المصلحة
العامة للمجتمع من أولويات المؤسسة ،وفوق أي اعتبار ذاتي.
إذن مفهوم المسؤولية االجتماعية يقوم على مدى تحقيق مصلحة المجتمع مع تحقيق األرباح على المدى
الطويل ،بمراعاة حاجات األفراد وتلبيتها ،والمحافظة على البيئة واعتبارها مسؤولية المجتمع.
عرف البنك الدولي المسؤولية االجتماعية بأنها التزام قطاع األعمال ،باإلسهام في التنمية االقتصادية
المستدامة ،وبالعمل مع الموظفين وأسرهم والمجتمع من أجل تحسين نوعية حياتهم ،بأساليب تنفيذ قطاع
األعمال والتنمية على حد سواء ،بينما يعرفها معهد األمم المتحدة لبحوث التنمية االجتماعية على أنها
السلوك األخالقي لشركة ما اتجاه المجتمع ،وتشمل سلوك اإلدارة المسؤولة في تعاملها مع األطراف
المعنية ،التي لها مصلحة شرعية في منظمة األعمال.104
ضيافي نوال ،المسؤولية االجتماعية للمؤسسة والموارد البشرية ،مرجع سابق ،ص.20 104
79
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
يعرف Carrollالمسؤولية االجتماعية بأنها التزام المؤسسة ،بأن تضع نصب عينيها خالل عملية صنع
الق اررات ،اآلثار والنتائج المترتبة عن هذه الق اررات على النظام االجتماعي الخارجي ،بطريقة تضمن إيجاد
توازن بين مختلف األرباح االقتصادية المطلوبة ،والفوائد االجتماعية المترتبة عن هذه الق اررات .105يعتبر
هذا المفهوم أكثر شموال ،وهو يمثل نقلة نوعية في توسيع مفهوم المسؤولية االجتماعية ،كما حدد Carroll
أبعاد المسؤولية االجتماعية ،من خالل الهرم الذي بين فيه هذه األبعاد.
المسؤولية الخيرية
المسؤولية القانونية
من خالل االمتثال للقوانين ،ألن القوانين هي مرآة تعكس ما هو صحيح أو خطأ
في المجتمع وتمثل قواعد العمل األساسية.
المسؤولية االقتصادية
كون المنظمة تحقق عائدا ،فإن هذا يمثل قاعدة أساسية للوفاء بالمتطلبات األخرى.
ضيافي نوال ،المسؤولية االجتماعية للمؤسسة والموارد البشرية ،مرجع سابق ،ص.21 105
بن مسعود نصر الدين ،كنوش محمد ،واقع أهمية وقيمة المسؤولية االجتماعية في المؤسسة االقتصادية مع دراسة 106
استطالعية على إحدى المؤسسات االقتصادية ،مداخلة مقدمة للملتقى الدولي الثالث حول :منظمات األعمال والمسؤولية
االجتماعية يومي 15- 14فيفري ،2012ص.5
80
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
الجانب األخالقي لألعمال ال يمثل صورة إليضاح ما هو صواب وما هو خطأ ،لكنه وسيلة لإلدارة
الرشيدة للمؤسسة ،ويتعدى ذلك لما هو أسمى .ومراعاة أخالقيات األعمال تنتج عنها عوائد ربحية
للمؤسسة بحكم توثيق الصلة بينها وبين زبائنها ومورديها ،ألنها قد أسست شرعية متينة لها.
للمسؤولية االجتماعية واألخالقية آثار إيجابية تعود بالنفع على المؤسسة ،يمكن تلخيصها من خالل النقاط
التالية:
إن احترام أخالقيات اإلدارة كالصدق واألمانة والعدل والوفاء والرحمة مع العاملين ،يؤدي إلى ثقة العاملين
في اإلدارة وهذه الثقة تحفزهم على العمل ،والتعامل األخالقي مع الموظفين يجتذب كفاءات سوق العمل
إلى المؤسسة.
االلتزام األخالقي واالجتماعي تجاه العمالء يعني تقديم منتوج أو خدمة بمواصفات عالية الجودة مع مراعاة
شروط السالمة والصحة ،وهذا يعود باإليجاب على المؤسسة ،ألن العمالء سيقومون بالدعاية المجانية لها
عندما يتحدثون مع نظرائهم عن المعاملة األخالقية التي تقدمها لهم هذه المؤسسة.107
عندما تتعامل المؤسسة مع مورديها بأسلوب أخالقي ،فإن الموردين سيفضلون استمرار عالقتهم مع هذه
المؤسسة ،وفي هذه الحالة تكون العالقة بين المؤسسة والموردين طويلة األجل أساسها الثقة واالحترام
والمصالح المشتركة .أما عندما تتعامل المؤسسة بأسلوب غير أخالقي مع الموردين ،كأن تتأخر في سداد
مستحقاتهم بغير حق أو تعطيهم وعود كاذبة ،فإن العالقة بين الطرفين تكون مبنية على المكسب السريع،
ويسود الشك والخوف بين الطرفين.
بابا عبد القادر ووهيبة مقدم ،المسؤولية االجتماعية ميزة إستراتيجية خالقة للقيمة ،ص ،13مقال مقتبس بتاريخ-30 : 107
-4دور المسؤولية االجتماعية في تمويل التنمية المستدامة :يتفق علماء البيئة ومعظم االقتصاديين بأن
المؤسسات عليها مسؤولية أخالقية تجاه البيئة ،تذهب إلى أبعد من مجرد احترام قوانين البيئة ،وأنها يجب
أن تشارك بحيوية وروح إبتكارية في حل مشاكل العالم البيئية.108
تعرف التنمية المستدامة بأنها ':التنمية التي تلبي احتياجات الحاضر دون اإلخالل بقدرة األجيال القادمة
على تلبية احتياجاتها'.109
تتطلب التنمية المستدامة تحسين ظروف المعيشة لجميع الناس دون زيادة استغالل الموارد الطبيعية إلى
ما يتجاوز قدرة األرض على التحمل ،فهي تهدف إلى تحقيق النمو االقتصادي واالجتماعي وحفظ الموارد
الطبيعية والبيئية.
المؤسسة عضو فاعل في المجتمع وهي ال تعمل في فراغ ،بل في بيئة توفر لها الموارد المادية والبشرية
والطبيعية ،ومراعاتها لمسؤوليتها االجتماعية تجاه المجتمع والبيئة ،يساهم في دفع عجلة التنمية ،ألنها
ستقدم منتج له دور في الجانب االقتصادي ،وتشغل عماال كانوا محسوبين على المجتمع من طبقة
البطالين ،وهذا من الجانب االجتماعي ،وتستغل الموارد الطبيعية بشكل عقالني حفاظا عليها ،وهذا من
الجانب البيئي ،وتحقيق هذه الثالثية يعني بأسمى العبارة المساهمة في تمويل التنمية المستدامة.
تعد المسؤولية األخالقية واالجتماعية من القضايا األساسية التي تليها أهمية العديد من
المؤسسات على اختالف طبيعة ملكيتها ،خاصة مؤسسات القطاع الخاص التي أصبح لها دور اجتماعي
وأخالقي في ظل تضاءل دور القطاع العام.
بن منصور عبد هللا ،الجوانب األخالقية في التنمية المستدامة ،ص ،15مقال مقتبس بتاريخ ،2012-08-21:الموقع 108
اإللكترونيfseg.univ.tlemcen.dz/images/stories/revue6/chap5/article52.pdf :
عماري عمار ،إشكالية التنمية المستدامة وأبعادها ،بحوث وأوراق عمل الملتقى الدولي خالل الفترة 07و 08أفريل 109
، 2008منشورات مخبر الشراكة واالستثمار في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،الجزء األول ،سطيف ،الجزائر،2008 ،
ص.39
82
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-تعتبر معايير االستثمار المجتمعي أخالقية بالدرجة األولى ،كما أنها تتصل باألداء بعيد المدى
للمؤسسات؛
-يعتبر االستثمار المسؤول أخالقيا جزءا مهما ومتناميا من المسؤولية االجتماعية للمؤسسات؛
-بات استيعاب ثقافة المؤسسة لمسألة الربط بين مسؤولية المؤسسات تجاه المجتمع واإلستراتيجيات
المؤسسية يشكل تحديا كبي ار.
-إن عملية نشر القيم اإلنسانية في األعمال تعمل على تهيئة مناخ العمل اإلبداعي الخصب للعاملين،
وتتيح لهم فرص االرتقاء الوظيفي ،مما يعني تطوير أداء المؤسسة إلى أعلى درجاته.
-الشركات مضطرة لبذل جهد أكبر لحماية سمعتها.
-تنامي دور مؤسسات المجتمع المدني ودورها في مراقبة الخروقات األخالقية للمؤسسات.
-التغير المناخي الذي أصبح من دوافع االلتزام األخالقي والبيئي للمؤسسات ،من خالل تحسين األداء
البيئي وتقليل انبعاث الغازات وتقليل استخدام المواد الكيمائية الزراعية.
خاتمة
شملت هذه المحاضرة الجذور التاريخية لمفهوم المسؤولية االجتماعية للمؤسسة وتطور هذا المفهوم مع
الوقت ،وكما تطرقنا إلى أهمية االلتزام بها والذي يرتبط بمدى ادارك المؤسسة لهذه األهمية .وتجدر
اإلشارة إلى أن مفهوم المسؤولية االجتماعية ،مفهوم متغير ودائم التطور ومرتبط بالتنمية المستدامة ،حيث
يتعين على المؤسسة ،االهتمام بالبيئة والمشاركة في التنمية االجتماعية ،وكذا المساهمة في األعمال
الخيرية لتشمل توفير آليات فاعلة للتصدي للتحديات االجتماعية ،ومحاولة إيجاد الحلول المناسبة،
بالتزامن مع سعيها لتحقيق األهداف االقتصادية.
عزاوي عمر وموالي لخضر عبد الرزاق وبوزيد سايح ،دوافع تبني منظمات األعمال أبعاد المسؤولية االجتماعية 110
واألخالقية كمعيار لقياس األداء االجتماعي ،مداخلة مقدمة للملتقى الدولي حول :منظمات األعمال والمسؤولية االجتماعية،
ص ،14تاريخ االقتباس ،2012-08-23 :الموقع اإللكترونيiefpedia.com/arab/ ?p=31822 :
83
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
مقدمة:
ظهر مفهوم الميزة التنافسية المطلقة على يد أب االقتصاد آدم سميث بحيث حصره في قدرة الدولة على
إنتاج السلع باستخدام أقل قدر من عناصر اإلنتاج التي يمكن استخدامها في أي مكان آخر ،إال أن هذا
الطرح قوبل بعدة انتقادات وطرح مفهوم الميزة النسبية) (DAVID Ricardoوالمتمثلة في قدرة الدولة على
إنتاج السلع بسعر نسبي منخفض عما يماثلها في الدول األخرى .لم يعمر المفهومين طويال إلى أن ظهر
مفهوم الميزة التنافسية الذي أعتبر األنسب واألكثر تالؤما مع الوقائع االقتصادية.
ال يمكن أن يخرج مفهوم الميزة التنافسية عن الفكرة القائلة :ما يميزنا عن باقي المنافسين الحاليين
والمحتملين في قطاع أعمال المؤسسة ،وفقا لهذا الطرح سنحاول في هذه المحاضرة تقريب الطالب من كل
المفاهيم المرتبطة بالميزة التنافسية للمؤسسة االقتصادية.
عرف ( )PORTERالميزة التنافسية على أنها العنصر الحرج الذي يقدم فرصة جوهرية لكي تحقق
المؤسسة ربحية دائمة مقارنة بمنافسيها .أما ( )KOTLERفعرفها على أنها تمثل قابلية المؤسسة على
األداء بأسلوب واحد أو عدة أساليب ليس بإمكان المنافسين إتباعها حاليا أو مستقبال.111
نصر الدين شريف ،عبد اللطيف أوالد حمودة ،فعالية التسويق في بناء الميزة التنافسية في سوق الهاتف النقال 111
عبيد هللا فطيمة ،معرفة أثر الميزة التنافسية على معايير اختيار المورد في إطار مشروع إخراج النشاطات :دراسة 112
تطبيقية لعينة من المؤسسات الجزائرية ،مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم التجارية ،جامعة المسيلة ،العدد،13
،2015ص.292
84
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
أ-التكلفة األقل :قدرة المؤسسة على تصميم وتصنيع وتسويق منتج بأقل تكلفة مقارنة مع المؤسسات
المنافسة ،وبما يؤدي في النهاية إلى تحقيق عوائد أكبر ،ولتحقيق الميزة فإنه ال بد من فهم األنشطة
الحرجة في سلسلة القيمة والتي تعد مصد ار هاما للميزة التنافسية.
ب-تمييز المنتج :قدرة المؤسسة على تقديم منتج متميز وفريد وله قيمة مرتفعة من وجهة نظر المستهلك
(جودة أعلى ،خصائص خاصة بالمنتج وخدمات ما بعد البيع) ،لذا يصبح من الضروري فهم المصادر
المحتملة لتمييز المنتج من خالل أنشطة حلقة القيمة وتوظيف قدرات وكفاءات المنشأة لتحقيق جوانب
التمييز.
نجد أن بعض الباحثين قد صنفوا أنواع الميزة التنافسية إلى نوعين ،النوع األول يمثل الميزة التنافسية
الداخلية والتي تتوافق مع التكلفة األقل ،والنوع الثاني سمي بالميزة التنافسية الخارجية وهو يمثل تمييز
المنتج.
للميزة التنافسية أهمية كبيرة تعود على المؤسسة والمجتمع بآثار إيجابية يمكن ذكر بعضها في النقاط
التالية:113
-استغالل الفرص االستثمارية المتاحة واستغالل الكفاءة البشرية والمادية في أعلى مستوى ممكن؛
-توفير منافذ توزيع جديدة تسمح للمؤسسة بإيصال منتجات إلى أكبر عدد ممكن من المستهلكين؛
تربش محمد ،قادري رياض ،الوصول إلى الميزة التنافسية باستخدام سلسلة القيمة لبورتر مع اإلشارة لشركة خزف تافنة 113
بمغنية ،مجلة الحكمة ،مؤسسة كنوز الحكمة للنشر والتوزيع ،العدد ،2016 ،7ص.14
85
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
تتسم الميزة التنافسية بقدر كبير من الخصائص ،سنحاول ذكر أهمها في النقاط التالية:114
-تتمز باالستم اررية واالستدامة وتمكن المؤسسة من البقاء على المدى البعيد؛
-صفة التجديد وفق مفرزات البيئة الخارجية من جهة ،ووفق قدرات وموارد المؤسسة الداخلية من جهة
أخرى؛
اقترح بورتر ثالثة مراحل لبناء الميزة التنافسية للمؤسسة ،فيما يلي شكل توضيحي لهذه المراحل:
تربش محمد ،قادري رياض ،الوصول إلى الميزة التنافسية باستخدام سلسلة القيمة لبورتر مع اإلشارة لشركة خزف تافنة 114
86
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
تتأثر الميزة التنافسية بعوامل متعددة تختلف في أهميتها ومقدار تأثيرها ،نحدد أهمها على الشكل التالي:
-1القدرات اإلبداعية :يأتي اإلبداع في مقدمة العوامل التي تحقق التميز والتجديد للمؤسسة ،فهذه األخيرة
ليس لها سقف محدد للتطلعات بل تبحث دائما على األحسن من خالل التجديد المستمر ومسايرة
التطورات التكنولوجية.
أ-الجودة :عرفتها الجمعية البريطانية للجودة بأنها مجمل مظاهر وخصائص السلعة أو الخدمة التي تؤثر
في قدراتها على إشباع رغبات محدودة أو مفترضة.
ب-اإلنتاجية :تعتبر مقياسا لكفاءة المؤسسة في استخدام مواردها وكذا لقياس كفاءتها مقارنة بالمؤسسة
المنافسة.
-3القدرات التسويقية :تعتبر وظيفة التسويق إحدى المرتكزات التنافسية المهمة في المؤسسة نظ ار للدور
الكبير الذي تمثله في عالقتها المباشرة مع العمالء ،من خالل تحليل سلوك المستهلكين والقيام بدراسة
السوق وإعداد بحوث التسويق.
-4اكتساب الميزة التنافسية يتطلب المحافظة عليها من خالل متابعة ومسايرة المغيرات التي يفرزها محيط
المؤسسة ،ويتحقق ذلك باالعتماد على أسلوب الرصد التنظيمي والرصد االستراتيجي كونهما يمثالن جهاز
إنذار مبكر يشعر المؤسسة بطبيعة التهديديات ومصادر الفرص ونقاط القوة والضعف.
هادي صالح عباس ،إدارة الجودة الشاملة :مدخل نحو أداء منظمي متميز ،مداخلة مقدمة للملتقى الدولي الثالث حول 115
األداء المتميز للمنظمات والحكومات يومي 8و 9مارس ،2005جامعة ورقلة ،ص.156
87
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
حدد نبيل مرسي خليل مجموعة من األسباب التي تدفع بالمؤسسة إلى تطوير ميزتها التنافسية ،من
بينها:116
خاتمة:
تعمل المؤسسة على تحقيق االستم اررية والنمو من خالل تبنيها الستراتيجية تنافسية تضمن لها حق
الحصول على حصة سوقية ،وتأهلها للبقاء فيه في ظل جو تنافسي ال يمكن التنبؤ بمخاطره ،ولذلك البد
عليها أن تقوم بتطوير ميزتها التنافسية من خالل مسايرة كل التطورات الحاصلة في بيئتها من تغيرات
تكنولوجية وأنماط استهالكية ،وذلك يتأتى باعتماد نظام رصد تنظيمي واستراتيجي يكون بمثابة جهاز
إنذار مبكر يشعر المؤسسة بمصادر التهديدات والفرص ونقاط القوة والضعف.
116نبيل مرسي خليل ،الميزة التنافسية في مجال األعمال ،مركز اإلسكندرية للكتاب ،اإلسكندرية ،مصر ،1998 ،ص.99
88
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
مقدمة:
يعتبر الفكر المقاوالتي مدخال لتطوير وإنشاء مؤسسات صغيرة ومتوسطة ،تكون دعامة لتنويع الدخل
الوطني واالرتقاء بالنشاط االقتصادي بشكل عام .نحاول في هذه المحاضرة تقريب طالب السنة الثانية من
المفاهيم العامة المرتبطة بالمقاوالتية ،وكذا األهمية االقتصادية واالجتماعية لها ،مع العمل على توضيح
أهم العوامل المؤثرة على هذا النشاط ،والسبل والعوامل الكفيلة بتنمية المشاريع في بيئة أعمال محاطة
بإطار تنظيمي مشجع لهذا المجال.
أوال-تعريف المقاوالتية:
-1تعريف:
تعرف المقاوالتية بأنها عملية االستحداث أو البدء في نشاط معين أو تحقيق السبق في قطاع معين من
طرف المقاول الذي يبتكر شيئا جديدا بشكل كلي وشمولي .ويقصد بها كذلك النشاط الذي ينصب على
إنشاء مشروع أعمال جديد وإدارة الموارد بكفاءة ،ويعكس كل ما هو جديد ومتميز.117
كما تعرف المقاوالتية على أنها حركية إنشاء واستغالل فرص أعمال من طرف فرد أو عدة أفراد وذلك عن
طريق إنشاء مؤسسات جديدة من أجل خلق القيمة.118
عرفها بيتر دراكر بأنها :فعل اإلبداع الذي يتضمن النظر للتغيير على أنه فرصة إلعطاء الموارد المتاحة
حاليا القدرة على خلق قيمة جديدة.119
سالمي عبد الجبار ،تحول االقتصاد الحديث نحو المنطق المقاوالتي :التنويع االقتصادي من خالل التوجه المقاوالتي 117
في الجزائر ،مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية ،مركز كنوز الحكمة ،الجزائر ،العدد الرابع والعشرون ،2015 ،ص.187
بن جمعة أمينة ،جرمان الربيعي ،دار المقاوالتية كآلية لتفعيل فكرة إنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة لدى طلبة 118
الجامعات ،مجلة ميالف للبحوث والدراسات ،المركز الجامعي ميلة ،العدد ،2017 ،5ص.273
89
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
ال يمكن حصر كل تعاريف مصطلح المقاوالتية ولكن باالعتماد على التعاريف السابقة يمكن تعريف
المقاوالتية بأنها نشاط يهدف إلى تجسيد أفكار جديدة يغلب عليها التميز والتفرد ،والهادف إلى خلق
مخرجات مبتكرة.
-2تعريف المقاول:
بما أننا قدمنا مفهوم مصطلح المقاوالتية ،فحري بنا أن نتطرق إلى مفهوم مصطلح المقاول.
يعود الفضل في إدخال مصطلح المقاول إلى النظرية االقتصادية إلى كل من CANTILLONسنة 1755
و J.B.Sayسنة ،1803اللذان يعتبران من االقتصاديين األوائل الذي قدموا تصو ار واضحا لوظيفة
المقاول ،مع اإلشارة إلى أن هناك من سبقهم في استعمال هذا المصطلح.120
يرى SCHUMPETERأن المقاول هو الشخص المبدع الذي يقوم بإيجاد توليفات جديدة لوسائل اإلنتاج
تأخذ أشكاال متعددة ،كإنتاج سلع أو خدمات جديدة ،إدخال طرق إنتاج جديدة ،فتح أسواق جديدة ومصادر
تموين بديلة وطرق تنظيمية جديدة.121
وفق ما سبق يمكن تعريف المقاول على أنه الشخص صاحب الفكرة الجديدة (أي شخص مبدع أو ريادي)
يحاول تجسيدها على أرض الواقع مع تقبل المخاطر الممكنة.
تعتبر المشاريع المقاوالتية ممول هام لالقتصاد ،وذلك راجع لعدة أسباب يمكن حصرها فيما يلي:122
لفقير جمزة ،روح المقاولة وإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر :دراسة حالة مقاولي والية برج بوعريريج، 119
الجودي محمد علي ،نحو تطوير المقاوالتية من خالل التعليم المقاوالتي :دراسة على عينة من طلبة جامعة الجلفة، 120
لفقير جمزة ،روح المقاولة وإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر :دراسة حالة مقاولي والية برج بوعريريج، 121
90
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-رفع الكفاءة اإلنتاجية وتعظيم الفائض االقتصادي :الكفاءة اإلنتاجية ال ترتبط بحجم المؤسسات ،بل
برأس المال المستثمر للعامل والفائض االقتصادي الذي يحققه ،فالمؤسسات الصغيرة والمتوسطة هي
األقدر على تعظيم الفائض االقتصادي؛
-تدعيم التنمية اإلقليمية :سهولة إقامة المقاولة تسمح بإنشائها وتحقيق تنمية إقليمية؛
-زيادة الناتج المحلي :فالمشاريع المقاوالتية رغم صغر حجمها ،إال أنه يمكن أن يكون لها دور في زيادة
الناتج المحلي؛
-جذب المدخرات :المشاريع الصغيرة تجذب المدخرات التي تنمو خارج النظام المصرفي.
باإلضافة للدور االقتصادي للنشاط المقاوالتي ،فإنه يساهم في المجال االجتماعي من خالل:123
-عدالة توزيع الدخول :سهولة إنشاء مشاريع مقاوالتية صغيرة يسمح باستقطاب طبقة واسعة من أفراد
المجتمع ،بما يساعد على توسيع الطبقة المتوسطة وتقليص حجم الطبقة الفقيرة؛
-مكافحة الفقر :ظهور المقاولة الصغيرة كان وسيلة لمكافحة الفقر وإدماج الفئات المقصاة اجتماعيا
واقتصاديا؛
الجودي محمد علي ،نحو تطوير المقاوالتية من خالل التعليم المقاوالتي :دراسة على عينة من طلبة جامعة الجلفة، 122
الجودي محمد علي ،نحو تطوير المقاوالتية من خالل التعليم المقاوالتي :دراسة على عينة من طلبة جامعة الجلفة، 123
91
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-ترقية روح المبادرة :المشاريع المقاوالتية قائمة على المبادرة الفردية ،والتي تكون أساس لتشجيع أفراد
المجتمع على إنشاء مشاريعهم الخاصة.
كما يعمل النشاط المقاوالتي على خلق مناخ اجتماعي واقتصادي يحد بقدر كبير من اآلفات االجتماعية
المنتشرة في المجتمعات التي تنتشر فيها الفوارق الطبقية والبطالة والمشاكل االجتماعية المختلفة.
تمثل الظروف البيئية المختلفة عوامل مؤثرة على تواجد الفرص ألصحاب المشاريع المقاوالتية ،يمكن
ذكرها على الشكل التالي:124
-الظروف السياسية :يمكن أن تكون التشريعات الحكومية أساسا لتشجيع النشاط المقاوالتي أو العكس؛
-الظروف الصناعية :يمكن أن تكون الظروف الصناعية مصدر تشجيع لخلق المشاريع المقاوالتية أو
العكس؛
-الظروف الديموغرافية والثقافية :الكثافة السكانية ،البنية التحتية التعليمية ،القبول االجتماعي.. ،إلخ.
أثبتت البحوث والدراسات المنجزة في هذا المجال أن هناك مجموعة من العوامل تعمل على تشجيع
النشاط المقاوالتي ،نذكر أهمها في النقاط التالية:
-العمل على خلق إطار تنظيمي يعمل على مرافقة المشاريع المقاوالتية من انطالقها إلى مختلف مراحل
النشاط؛
124عمارة شريف ،محاضرات في مقياس المقاوالتية ،مطبوعة بيداغوجية لطلبة السنة األولى ماستر إدارة الموارد البشرية ،جامعة جيجل-2017 ،
،2018ص.31
92
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-نشر التعليم المقاوالتي في الوسط الجامعي الذي يعتبر المكان المناسب لنشر ثقافة المقاوالتية؛
-الدعم المادي والمالي والمعنوي للنشاط المقاوالتي من خالل سياسة حكومية هادفة.
خاتمة:
يعتبر التعليم المقاوالتي أساسا لنشر هذه الثقافة خاصة في الوسط الجامعي لدى الطلبة المقبلين على
التخرج ليكون نافدة لخلق مشاريعهم الخاصة ولتحقيق أهداف اقتصادية وتنويع الدخل الوطني ،وهذا ما
جسدته الدولة من خالل إنشاء دار المقاوالتية في الجامعات الوطنية ،والتي يرجى منها تحقيق أهداف
اقتصادية واجتماعية.
93
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
خاتمة عامة
تنوعت المحاضرات التي شملتها هذه المطبوعة حيث خصصنا المحاضرات األولى للتطرق إلى أهم
المفاهيم المتعلقة بالمؤسسة االقتصادية ،وأهم المعايير المعتمدة لتصنيفها ،كما خصصنا محاضرة لدراسة
النظريات المفسرة لدورة حياة المؤسسة وأخرى للهياكل التنظيمية.
كما تطرقنا في المحاضرة الخامسة لألهم وظائف المؤسسة االقتصادية بما فيها وظيفة البحث والتطوير،
وأشرنا إلى أهميتها في تطوير المنتجات من السلع والخدمات وفق البحوث والتجارب العلمية .وكما تطرقنا
في المحاضرة التي تلتها لمصادر تمويل أنشطة المؤسسة.
ال يمكن دراسة المؤسسة بمعزل عن المحيط الذي تعمل فيه ،لدى تم التطرق إلى المفاهيم المرتبطة به
وبالتحليل الداخلي والخارجي ،وتعرضنا للبعد اإلستراتيجي وأهمية تبني أسسه بالنسبة للمؤسسة.
كما خصصنا محاضرة كاملة للمفاهيم الخاصة بالسوق والوظيفة التسويقية حيث أشرنا إلى أهمية هذه
األخيرة في تحسين المركز التنافسي للمؤسسة .وبخصوص األداء ،فقد تطرقنا ألهم المعايير المعتمدة
لقياسه بما فيها بطاقة األداء المتوازن وعرضنا محطات تطورها وصوال إلى تبنيها لمفهوم التنمية
المستدامة.
إيمانا منا بأهمية المدخل االجتماعي في دراسة المؤسسة ،خصصنا محاضرة لعرض أهم المفاهيم
المرتبطة بالثقافة التنظيمية ومحاضرة خاصة بالمسؤولية االجتماعية ،بحكم أهمية هذه األخيرة والتي
أصبحت من أهم األولويات التي يجب أن تحترمها المؤسسات في عالقتها مع البيئة والمجتمع.
94
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
قائمة المراجع:
الكتب:
-1أحمد قوراية ،فن القيادة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،بن عكنون الجزائر.2007 ،
-2اسماعيل عرباجي ،اقتصاد وتسيير المؤسسة ،موفم للنشر ،الجزائر. 2013 ،
-3إسماعيل محمد السيد ،اإلدارة اإلستراتيجية :مفاهيم وحاالت تطبيقية ،المكتب العربي الحديث،
اإلسكندرية ،مصر.1990 ،
-4بالل خلف السكارنة ،الريادة وإدارة منظمات األعمال ،دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،الطبعة
األولى ،عمان ،األردن.2008 ،
-5جمال الدين محمد المرسي ومصطفى محمود أبو بكر وطارق رشدي جبة ،التفكير اإلستراتيجي
واإلدارة اإلستراتيجية :منهج تطبيقي ،الدار الجامعية ،الطبعة ،2007اإلسكندرية ،مصر.2007 ،
-6خالد محمد بني حمدان ووائل محمد إدريس ،اإلستراتيجية والتخطيط اإلستراتيجي :منهج معاصر ،دار
اليازوري العلمية للنشر والتوزيع ،الطبعة العربية ،2009 ،عمان ،األردن. 2009 ،
-7دريد كمال آل شبيب ،مبادئ اإلدارة المالية ،دار المناهج للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن. 2004 ،
-8رفيقة حروش ،اقتصاد وتسيير المؤسسة ،شركة دار األمة للطباعة والنشر والتوزيع ،الجزائ. 2013 ،
-9سلمان محمود العميان ،السلوك التنظيمي في منظمات األعمال ،دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان،
األردن.2004 ،
-10صبحي جبر العتيبي ،تطور الفكر واألساليب في اإلدارة ،دار الحامد للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،
. 2005
-11ضرار العتيبي وآخرون ،العملية اإلدارية :مبادئ وأصول وعلم وفن ،دار اليازوري ،عمان ،األردن،
.2007
95
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-12طاهر محسن منصور الغالبي وصالح مهدي محسن العامري ،المسؤولية االجتماعية وأخالقيات
األعمال ،دار وائل للنشر ،الطبعة األولى ،عمان ،األردن. 2005 ،
-13عبد الرزاق بن حبيب ،اقتصاد وتسيير المؤسسة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الطبعة الثالثة،
الجزائر. 2006 ،
-14عبد الستار محمد العلي ،إدارة المشروعات العامة ،دار المسيرة للنشر والتوزيع والطباعة ،الطبعة
الثانية ،عمان ،األردن. 2011 ،
-15عبد السالم أبو قحف ،التسويق :مدخل تطبيقي ،دار المحمدية الجديدة ،اإلسكندرية ،مصر،
.2002
-16عبد الغفار حنفي ،اإلدارة المالية :مدخل اتخاذ الق اررات ،مؤسسة شباب الجامعة ،اإلسكندرية،
مصر.2007 ،
-17عبد الغفار حنفي ،اإلدارة المالية المعاصرة ،المكتب العربي الحديث ،اإلسكندرية ،مصر.1993 ،
-18عبد الغفور إبراهيم أحمد ،مبادئ االقتصاد والمالية العامة ،دار زهران للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى،
عمان ،األردن. 2012،
-19عمر صخري ،اقتصاد المؤسسة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الطبعة الثالثة ،بن عكنون ،الجزائر،
. 2003
-21غول فرحات ،مدخل إلى التسيير ،دار الخلدونية للنشر والتوزيع ،الجزائر.2012 ،
-22فالح حسن عداي الحسيني ،اإلدارة اإلستراتيجية :مفاهيمها-مداخلها -عملياتها المعاصرة ،دار وائل
للنشر والتوزيع ،الطبعة الثانية ،عمان ،األردن.2006 ،
-23فيصل جميل السعايدة ،نضال عبد هللا فريد ،الملخص الوجيز في اإلدارة والتحليل المالي ،مكتبة
المجتمع العربي للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن. 2004 ،
96
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-24قحطان العبدلي ،بشير العالق ،التسويق :أساسيات ومبادئ ،دار زهران للنشر والتوزيع ،عمان،
األردن.1999 ،
-25كامل المغربي وأخرون ،أساسيات في اإلدارة ،دار الفكر ،عمان ،األردن.1995 ،
-26محمد الصيرفي وبشير العالق ،التخزين السلعي ،دار المناهج للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،
.2002
-27محمد طاقة وآخرون ،أساسيات علم االقتصاد الجزئي والكلي ،إثراء للنشر والتوزيع ،الطبعة األولى،
عمان ،األردن.2008 ،
-28محمد قاسم القريوتي ،مبادئ اإلدارة :النظريات والعمليات والوظائف ،دار وائل للنشر ،عمان،
األردن.2009 ،
-29محمد قاسم القريوتي ،نظرية المنظمة والتنظيم ،الطبعة الثالثة ،2008دار وائل العلمية للنشر
والتوزيع ،عمان ،األردن.2008 ،
-30محمد فريد الصحن وآخرون ،مبادئ اإلدارة ،الدار الجامعية ،اإلسكندرية ،مصر.1999 ،
-31محمود سلمان العميان ،السلوك التنظيمي في منظمات األعمال ،دار وائل للنشر والتوزيع ،عمان،
األردن. 2004 ،
-32منديل عبد الجبار ،أسس التسويق الحديث ،الدار العلمية الدولية للنشر والتوزيع ،عمان ،األردن،
. 2002
-33منير ابراهيم ،اإلدارة المالية:مدخل تحليلي معاصر ،المكتب العربي الحديث ،الطبعة الرابعة،
اإلسكندرية ،مصر. 1999 ،
-34ناصر دادي عدون ،اقتصاد المؤسسة ،ديوان المطبوعات الجامعية ،الطبعة الثالثة ،بن عكنون،
الجزائر. 2003 ،
-35نبيل مرسي خليل ،الميزة التنافسية في مجال األعمال ،مركز اإلسكندرية للكتاب ،اإلسكندرية ،مصر،
.1998
97
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-38الجودي محمد علي ،نحو تطوير المقاوالتية من خالل التعليم المقاوالتي :دراسة على عينة من طلبة
جامعة الجلفة ،أطروحة دكتوراه ،جامعة بسكرة.2015-2014 ،
-39بن الموفق سهيلة ،أثر تقلبات معدل الفائدة على أداء المؤسسة ،مذكرة ماجستير ،جامعة منتوري
قسنطينة.2006-2005 ،
-40رجم خالد ،أثر نظام معلومات الموارد البشرية على أداء العاملين :دراسة حالة مؤسسة شيعلي
سطيف ،مذكرة ماجستير ،جامعة ورقلة.2012-2011 ،
-41زواوي فضيلة ،تمويل المؤسسة االقتصادية وفق الميكانيزمات الجديدة في الجزائر :دراسة حالة
مؤسسة سونلغاز ،مذكرة ماجستير ،جامعة بومرداس.2009-2008 ،
-42سمية دربال ،سلوك المؤسسات االقتصادية في تمويل نموها الداخلي ،مذكرة ماجستير ،جامعة
ورقلة. 2012-2011 ،
-43سناء قعقاع ،اإلبداع التسويقي في المؤسسة االقتصادية :دراسة حالة مؤسسة موبيليس أم البواقي،
مذكرة ماستر ،جامعة أم البواقي.2014-2013 ،
-44ضيافي نوال ،المسؤولية االجتماعية للمؤسسة والموارد البشرية ،مذكرة ماجستير غير منشورة ،جامعة
أبو بكر بلقايد ،تلمسان.2010-2009 ،
-45عبد القادر بوعزة ،التأثير الجبائي على اختيار مصادر التمويل في المؤسسة ،مذكرة ماجستير،
جامعة الجزائر.2004-2003 ،
98
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-46عبد الوهاب سويسي ،الفعالية التنظيمية :تحديد المحتوى والقياس باستعمال أسلوب لوحة القيادة،
أطروحة دكتوراه ،جامعة الجزائر.2004-2003 ،
-47عليوات سامية ،شلوش فاطمة ،نظام المعلومات ودوره في اتخاذ الق اررات بالمؤسسة :دراسة حالة
المؤسسة الوطنية للمنظفات ومواد الصيانة-وحدة األخضرية ،مذكرة ماستر ،جامعة البويرة-2014 ،
. 2015
-48عماد صفوك جلود الرويلي ،دور نظم معلومات الموارد البشرية في زيادة فاعلية أداء الموارد
البشرية :دراسة ميدانية في و ازرة الداخلية بمملكة البحرين ،مذكرة ماجستير منشورة ،كلية العلوم اإلدارية،
مملكة البحرين.2014 ،
-49كربوش محمد ،إستراتيجية نمو المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،أطروحة دكتوراه منشورة ،جامعة
تلمسان.2014-2013 ،
-50كوديد سفيان ،قيم المدير اإلستراتيجي ودورها في تحديد الخيار اإلستراتيجي:دراسة في المؤسسات
الوطنية ،مذكرة ماجستير ،جامعة وهران.2010-2009 ،
-51لطرش وليد ،دور بطاقة األداء المتوازن في قياس وتقييم األداء اإلستراتيجي:دراسة حالة قطاع خدمة
الهاتف النقال في الجزائر ،أطروحة دكتوراه ،جامعة المسيلة. 2018-2017 ،
-52لفقير حمزة ،روح المقاولة وإنشاء المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الجزائر :دراسة حالة مقاولي
والية برج بوعريريج ،أطروحة دكتوراه ،جامعة بومرداس.2017-2016 ،
-53مهني بوريش ،مساهمة في تخفيض تكاليف المؤسسة من خالل التحكم في وظيفة التموين :مؤسسة
تصنيع وتوزيع الحليب ببجاية ،مذكرة ماجستير ،جامعة بسكرة.2012-2011 ،
-54هواري سويسي ،تقييم المؤسسة ودوره في اتخاذ القرار في إطار التحوالت االقتصادية بالجزائر،
أطروحة دكتوراه ،جامعة الجزائر.2008-2007 ،
99
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-55الداوي الشيخ ،تحليل األسس النظرية لمفهوم األداء ،مجلة الباحث ،العدد ،7جامعة ورقلة. 2010 ،
-56المعهد التخصصي للدراسات ،مركز الدراسات اإلستراتيجية :المفاهيم األساسية لإلدارة اإلستراتيجية،
الموقع اإللكتروني:
www.alsader-sis.net
-57بابا عبد القادر ووهيبة مقدم ،المسؤولية االجتماعية ميزة إستراتيجية خالقة للقيمة ،مقال مقتبس
بتاريخ ،2012-06-30 :الموقع اإللكترونيIefpedia.com/arab/ ?p=19505 :
-58بن جمعة أمينة ،جرمان الربيعي ،دار المقاوالتية كآلية لتفعيل فكرة إنشاء المؤسسات الصغيرة
والمتوسطة لدى طلبة الجامعات ،مجلة ميالف للبحوث والدراسات ،المركز الجامعي ميلة ،العدد،5
.2017
-59بن ساسي إلياس ،محاولة ضبط مفهومي النمو الداخلي والنمو الخارجي للمؤسسات كمنطلق
للمفاضلة بينهما ،مجلة الباحث ،العدد ،6جامعة ورقلة. 2008 ،
-60بن مسعود نصر الدين ،كنوش محمد ،واقع أهمية وقيمة المسؤولية االجتماعية في المؤسسة
االقتصادية مع دراسة استطالعية على إحدى المؤسسات االقتصادية ،مداخلة مقدمة للملتقى الدولي
الثالث حول :منظمات األعمال والمسؤولية االجتماعية يومي 15- 14فيفري .2012
-61بن منصور عبد هللا ،الجوانب األخالقية في التنمية المستدامة ،مقال مقتبس بتاريخ-08-21:
،2012الموقع اإللكتروني:
fseg.univ.tlemcen.dz/images/stories/revue6/chap5/article52.pdf
100
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-62تربش محمد ،قادري رياض ،الوصول إلى الميزة التنافسية باستخدام سلسلة القيمة لبورتر مع اإلشارة
لشركة خزف تافنة بمغنية ،مجلة الحكمة ،مؤسسة كنوز الحكمة للنشر والتوزيع ،العدد. 2016 ،7
-63خبابه عبد هللا وخبابه صهيب ،المسؤولية المجتمعية للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،مداخلة مقدمة
للملتقى الدولي الثالث حول :منظمات األعمال والمسؤولية االجتماعية يومي 14و 15فيفري ،2012
جامعة بشار.
-64بوقرة رابح ،واضح الهاشمي ،محاولة تشخيص محيط المؤسسة االقتصادية الجزائرية ،مجلة
الدراسات االقتصادية والمالية ،العدد ،4جامعة الوادي. 2011 ،
-65سالمي عبد الجبار ،تحول االقتصاد الحديث نحو المنطق المقاوالتي :التنويع االقتصادي من خالل
التوجه المقاوالتي في الجزائر ،مجلة الحكمة للدراسات االقتصادية ،مركز كنوز الحكمة ،الجزائر ،العدد
. 2015 ،24
-66عبيد فطيمة ،معرفة أثر الميزة التنافسية على معايير اختيار المورد في اطار مشروع اخراج
النشاطات :دراسة تطبيقية لعينة من المؤسسات الجزائرية ،مجلة العلوم االقتصادية والتسيير والعلوم
التجارية ،جامعة المسيلة ،العدد.2015 ،13
-67عزاوي عمر وموالي لخضر عبد الرزاق وبوزيد سايح ،دوافع تبني منظمات األعمال أبعاد المسؤولية
االجتماعية واألخالقية كمعيار لقياس األداء االجتماعي ،مداخلة مقدمة للملتقى الدولي حول :منظمات
األعمال والمسؤولية االجتماعية ،ص ،14تاريخ االقتباس ،2012-08-23 :الموقع اإللكتروني:
iefpedia.com/arab/ ?p=31822
-68عماري عمار ،إشكالية التنمية المستدامة وأبعادها ،بحوث وأوراق عمل الملتقى الدولي خالل الفترة
07و 08أفريل ، 2008منشورات مخبر الشراكة واالستثمار في المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ،الجزء
األول ،سطيف ،الجزائر.2008 ،
101
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-70محمد رزقون ،الحاج عرابة ،أثر إدارة المعرفة على األداء في المؤسسة االقتصادية ،المجلة الجزائرية
للتنمية االقتصادية ،العدد ،1جامعة ورقلة ،الجزائر.2014 ،
-71زواوي فضيلة ،محاضرات في تسيير المؤسسات ،مطبوعة بيداغوجية مقدمة لطلبة السنة األولى
ماستر تخصص اإلدارة التسويقية ،جامعة بومرداس ،السنة الجامعية . 2018-2017
-72نصر الدين شريف ،عبد اللطيف أوالد حمودة ،فعالية التسويق في بناء الميزة التنافسية في سوق
الهاتف النقال بالجزائر ،مجلة دفاتر ميكاس ،جامعة تلمسان ،العدد.2011 ،7
-73هادي صالح عباس ،إدارة الجودة الشاملة :مدخل نحو أداء منظمي متميز ،مداخلة مقدمة للملتقى
الدولي الثالث حول األداء المتميز للمنظمات والحكومات يومي 8و 9مارس ،2005جامعة ورقلة،
.2005
المحاضرات:
-74أمينة مخفي ،محاضرات في اقتصاد وتسيير المؤسسة،موجهة لطلبة السنة الثانية علوم اقتصادية،
جامعة ورقلة.
-75صولح سماح ،محاضرات في اقتصاد المؤسسة ،كلية العلوم االقتصادية ،جامعة محمد خيضر
بسكرة.2015-2014 ،
-76عمارة شريف ،محاضرات في مقياس المقاوالتية ،مطبوعة بيداغوجية موجهة لطلبة السنة األولى
ماستر إدارة الموارد البشرية ،جامعة جيجل.2018-2017 ،
-77عميش سميرة ،اقتصاد المؤسسة ،مطبوعة بيداغوجية لطلبة السنة الثانية علوم اقتصادية ،جامعة
المسيلة.2016-2015 ،
102
د.كوديد سفيان محاضرات في اقتصاد المؤسسة
-78صالح حميمدات ،محاضرات في اقتصاد المؤسسة ،مطبوعة بيداغوجية موجهة لطلبة السنة الثانية
علوم اقتصادية ،جامعة جيجل.2018-2017 ،
-79هميسي نور الدين ،المؤسسة والمحيط ،مطبوعة بيداغوجية موجهة لطلبة السنة الثانية ماستر
تخصص اتصال وتسويق ،جامعة سطيف.2017-2016 ،
الجرائد الرسمية:
-80القانون رقم -02-17المؤرخ في 11ربيع الثاني عام 1438الموافق لـ 10يناير ،2017الجريدة
الرسمية للجمهورية الجزائرية ،العدد.2017-02
103