You are on page 1of 9

‫األستاذ‪ :‬بكراوي عبد هللا‬

‫أستاذ مشارك بجامعة أدرار‬


‫الهاتف‪0660417241:‬‬
‫البريد اإللكتروني‪bekraoui2008@yahoo.fr ":‬‬

‫عنوان البحث‪ :‬االزدواجية القضائية" في الجزائر(مفهومها ونشأتها)‬

‫ملخص البحث‬
‫يقصد باالزدواجية القضائية تخصيص قضاء إداري مستقل عن القضاء العادي مهمته الفصل في‬
‫المنازعات اإلدارية؛ أي المنازعات التي تكون اإلدارة طرفا ً فيها‪،‬وتعود جذوره التاريخية إلى النظام‬
‫القضائي الفرنسي‪،‬هذا وتبنت الجزائر نظام االزدواجية بموجب دستور ‪ ،1996‬الذي أعقبته مجموعة من‬
‫القوانين نذكر من بينها‪:‬‬

‫القانون العضوي رقم‪ 98/01 :‬المتعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله؛‬ ‫‪-‬‬
‫القانون رقم‪ 98/02 :‬المتعلق بالمحاكم اإلدارية؛‬ ‫‪-‬‬
‫القانون العضوي رقم‪ 98/03 :‬المتعلق باختصاصات محكمة التنازع وتنظيمها وعملها؛‬ ‫‪-‬‬
‫الق‪DD‬انون رقم‪ 08/09:‬الم‪DD‬ؤرخ في ‪ 18‬ص‪DD‬فر ع‪DD‬ام ‪1429‬هـ الموافق ل ‪ 25‬ف‪DD‬براير س‪DD‬نة ‪2008‬‬ ‫‪-‬‬
‫المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المطلـب األول‪ :‬مفهـوم االزدواجية القضائية"‬
‫الفرع األول‪ :‬تعريف القضاء اإلداري‬
‫يعرف القضاء اإلداري على أنه هيئة"‪ D...‬تختص بالفصل في المنازعات اإلدارية ال‪DD‬تي تك‪DD‬ون اإلدارة‬
‫طرفا ً فيها بصفتها سلطة عامة؛ بمعنى أن يخصص للمنازعة اإلدارية قضاء متخصصاً‪ ،‬ويتم الفصل فيها‬
‫طبقا ً لقواعد القانون العام"‪.1‬‬

‫و يعرف القضاء اإلداري بأنه‪ D... " :‬ليس مجرد قضاء تط‪DD‬بيقي كالقض‪DD‬اء الم‪DD‬دني‪ ،‬بل هو في األغلب‬
‫قضاء إنشائي يبتدع الحل‪DD‬ول المناس‪DD‬بة للروابط القانونية ال‪DD‬تي تنشأ بين اإلدارة في تس‪DD‬ييرها للمرافق العامة‬
‫وبين األفراد‪ ،‬وهي روابط تختلف في طبيعتها عن روابط القانون الخاص"‪.2‬‬
‫مما سبق يتضح أن القضاء اإلداري يقوم على دعامتين وهم‪DD‬ا‪ :‬اس‪DD‬تقالل هيئ‪DD‬ات القض‪DD‬اء اإلداري عن‬
‫هيئات القضاء العادي‪ ،3‬وتطبيق قواعد خاصة ومتميزة على المنازعات اإلدارية‪.4‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تمييز القضاء اإلداري عن نظام القضاء العادي‬
‫يختلف القضاء اإلداري عن القضاء العادي من عدة زوايا‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أوالً‪ :‬من حيث الشكل‬
‫يوجد في القضاء اإلداري على مستوى القاعدة المحاكم اإلداري‪DD‬ة‪ ،‬وهي بمثابة أول درجة للتقاض‪DD‬ي‪،‬‬
‫يعلوها مجلس الدولة‪ ،‬الذي يعتبر الهيئة القض‪D‬ائية ال‪D‬تي تنقض أمامها أحك‪D‬ام وق‪D‬رارات المح‪D‬اكم اإلداري‪D‬ة‪.‬‬
‫وتج‪DDDD‬در اإلش‪DDDD‬ارة إلى أنه يمكن أن يعهد ببعض االختصاص‪DDDD‬ات لمجلس الدولة للنظر فيها كمحكمة أول‬
‫درج‪DDD‬ة‪ ،‬كما هو معم‪DDD‬ول به في نظ‪DDD‬ام القض‪DDD‬اء اإلداري الجزائ‪DDD‬ري‪ ،‬حيث نصت الم‪DDD‬ادة ‪ 9‬من الق‪DDD‬انون‬
‫العضوي‪ 5‬رقم‪ 98/01 :‬على ما يلي‪ " :‬يفصـل مجلـس الدولة ابتدائيا ً ونهائيا ً في‪:‬‬
‫‪ -1‬الطع‪DD‬ون باإللغ‪DD‬اء المرفوعة ضد الق‪DD‬رارات التنظيمية أو الفردية الص‪DD‬ادرة عن الس‪DD‬لطات اإلدارية‬
‫المركزية والهيئات العمومية الوطنية والمنظمات المهنية الوطنية‪.‬‬
‫‪ -2‬الطع‪DD‬ون الخاصة بالتفس‪DD‬ير وم‪DD‬دى ش‪DD‬رعية الق‪DD‬رارات ال‪DD‬تي تك‪DD‬ون نزاعاتها من اختص‪DD‬اص مجلس‬
‫الدولة‪" .‬‬
‫هذا وتتعدد المحاكم اإلدارية في فرنسا‪ ،‬وهي متنوعة حسب ما يقتضيه التخصص الف‪DD‬ني‪ ،‬وي‪DD‬أتي على‬
‫رأسها مجلس الدولة إما مستأنفاً‪ ،‬أو ناقضا ً ألحكامها‪ ،‬وتتمثل المحاكم اإلدارية التي ُتس‪DD‬تأنف أحكامها أم‪DD‬ام‬
‫مجلس الدولة الفرنسي في‪ :‬المحاكم اإلدارية اإلقليمية‪ ،‬المحاكم اإلدارية لألقاليم البعيدة عن فرنسا ( أق‪DD‬اليم‬
‫ما وراء البحار ) ‪ ،‬مجلس الغنائم البحرية‪ ،‬والتهيئة المختصة بالعقود ذات الصلة بالمجهود الح‪DD‬ربي‪ ،‬وأما‬
‫المح‪DDDD‬اكم ال‪DDD‬تي يعت‪DDD‬بر مجلس الدولة الفرنسي كجهة نقض لألحك‪DDDD‬ام ال‪DDD‬تي تص‪DDD‬در عنها فهي‪ :‬محكمة‬

‫‪2‬‬
‫المحاس‪DDD‬بات‪ ،‬المحكمة الخاصة باإلش‪DDD‬راف على كيفية تنفيذ الميزاني‪DDD‬ة‪ ،‬والمج‪DDD‬الس الخاصة ب‪DDD‬النظر في‬
‫‪6‬‬
‫المنازعات المتعلقة بالتجنيد‪ ،‬أو بالتعليم‪ ،‬أو بالمساعدات االجتماعية‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬من حيث المنظومة" القانونية‪:‬‬
‫يعتمد القاضي اإلداري على قواعد القانون اإلداري‪ ،‬وأهم ما يميز هذا الق‪DD‬انون كونه ح‪DD‬ديث النش‪DD‬أة‪،‬‬
‫وغير مقنن‪ ،‬وفي تطور دائم؛ حيث أن القاضي اإلداري يجتهد من أجل خلق القواعد القانونية التي تساعده‬
‫في فض المنازع‪DD‬ات ال‪DD‬تي تح‪DD‬دث بين اإلدارة واألف‪DD‬راد‪ ،‬في حين نجد أن قاضي المنازع‪DD‬ات العادية يعتمد‬
‫على قواعد القانون السارية المفعول‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬نشأة وتطور القضاء اإلداري‪.‬‬


‫يع‪DD‬ود مص‪DD‬در القض‪DD‬اء اإلداري إلى النظ‪DD‬ام القض‪DD‬ائي الفرنس‪DD‬ي‪ ،‬ال‪DD‬ذي يق‪DD‬وم على أس‪DD‬اس االزدواجية‬
‫القضائية‪ ،‬حيث يتم تخصيص مح‪DD‬اكم عادية تت‪DD‬ولى النظر في المنازع‪DD‬ات العادي‪DD‬ة‪ ،‬ويتم اس‪DD‬تئناف أحكامها‬
‫أمام المجالس القضائية التي تمثل الدرجة الثانية من درجات التقاضي‪ ،‬ويكون على رأسها جميعا ً المحكمة‬
‫العليا كجهة ُم َقوِّ َم‪ٍ D‬ة لألحك‪DD‬ام والق‪DD‬رارات الص‪DD‬ادرة عنه‪DD‬ا‪ .‬كما تخصص مح‪DD‬اكم إدارية تت‪DD‬ولى الفصل في‬
‫المنازعات اإلدارية‪ ،‬يأتي على رأسها مجلس الدولة كهيئة مقومة ألعمالها‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬نشأة وتطور القضاء اإلداري في فرنسا‬


‫سبق قيام الثورة الفرنسية وجود محاكم قضائية تسمى البرلمان‪DD‬ات؛ حيث ك‪DD‬انت تمثل الملك في وظائفه‬
‫القضائية‪ ،‬وكانت الدعاوى تستأنف أمامها‪ ،‬ما لم يس‪DD‬ند الملك ه‪D‬ذا االختص‪DD‬اص إلى جهة قض‪DD‬ائية أخ‪D‬رى ‪.‬‬
‫كما وجدت محاكم تختص بنظر بعض المنازعات اإلداري‪DD‬ة‪ ،‬وه‪DD‬ذا األمر أدى بالبرلمان‪DD‬ات إلى الت‪DD‬دخل في‬
‫عمل اإلدارة‪ ،‬مما كرس نظرة س‪DD‬لبية عن ه‪DD‬ذه البرلمان‪DD‬ات؛ له‪DD‬ذا ق‪DD‬ام رج‪DD‬ال الث‪DD‬ورة الفرنس‪DD‬ية بإلغ‪DD‬اء ه‪DD‬ذه‬
‫البرلمانات‪ ،‬األمر الذي نتج عنه فصل الهيئات القضائية عن الهيئات اإلدارية‪.7‬‬

‫ه‪DD‬ذا ويرتكز القض‪DD‬اء اإلداري في فرنسا على االزدواجية القض‪DD‬ائية‪ ،‬ال‪DD‬ذي يع‪DD‬ود أصل نش‪DD‬أتها إلى‬
‫التفسير الخاطئ الذي تبناه رج‪D‬ال الث‪D‬ورة الفرنس‪D‬ية لمب‪D‬دأ الفصل بين الس‪D‬لطات‪ 8‬ال‪D‬ذي ت‪D‬رتب عنه ص‪D‬دور‬
‫قانون‪ 24 – 16 :‬أغسطس سنة ‪ 1790‬الذي يحرم على الس‪DD‬لطات القض‪DD‬ائية التع‪DD‬رض لمراقبة أعم‪DD‬ال‬
‫‪9‬‬
‫اإلدارة‪.‬‬
‫ولقد عهد رج‪DD‬ال الث‪DD‬ورة إلى اإلدارة أمر الفصل في المنازع‪DD‬ات اإلداري‪DD‬ة‪ ،‬واس‪DD‬تبعدوا حينها المح‪DD‬اكم‬
‫القض‪DD‬ائية‪ ،‬وه‪DD‬ذا ما يع‪DD‬رف بنظ‪DD‬ام اإلدارة القاض‪DD‬ية‪ ،‬ال‪DD‬ذي يقضي بإس‪DD‬ناد مهمة الفصل إلى رج‪DD‬ال اإلدارة‬
‫أنفسهم في ما يخص المنازعات التي تكون اإلدارة طرفا ً فيها‪ ،‬وهذا التص‪DD‬رف ال‪DD‬ذي ق‪DD‬ام به رج‪D‬ال الث‪DD‬ورة‬
‫مرده إلى منع المحاكم العادية من النظر في هذه المنازعات من ناحية‪ ،‬ولع‪DD‬دم إنش‪DD‬اء مح‪DD‬اكم إدارية تت‪DD‬ولى‬
‫‪10‬‬
‫الفصل في هذه المنازعات من ناحية أخرى‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫ولقي هذا النظام قبوالً في أوساط المجتمع الفرنسي بسبب التسليم لفكرة اس‪DD‬تقاللية اإلدارة‪ ،‬األمر ال‪DD‬ذي‬
‫‪11‬‬
‫يجعلها بمثابة الخصم والحكم في آن واحد‪،‬وفي نفس الوقت في منأى عن رقابة القضاء‪.‬‬
‫وأعقبت ه‪DD‬ذه النظ‪DD‬رة خط‪DD‬وة مهم‪DD‬ة‪ ،‬تمثلت في إنش‪DD‬اء هيئ‪DD‬ات استش‪DD‬ارية‪ ( ،‬مجلس الدول‪DD‬ة‪ ،‬وهيئ‪DD‬ات‬
‫األقاليم)‪ ،‬وذلك بنص دستور السنة الثامنة في عهد نابليون بونابرت‪ ،‬وقد تم تخويل هذه الهيئ‪DD‬ات النظر في‬
‫المنازعات اإلدارية؛ بحيث تقوم باقتراح حل لها‪ ،‬ثم تقدمه للرئيس اإلداري‪ ،‬الذي يقوم باعتماده‪ ،‬وس‪DD‬ميت‬
‫هذه المرحلة بفترة القضاء المحجوز‪.12‬‬
‫وفي ‪ 24‬مايو س‪DD‬نة ‪ 1872‬ص‪DD‬در الق‪DD‬انون ال‪DD‬ذي يخ‪DD‬ول لمجلس الدولة ص‪DD‬الحية إص‪DD‬دار األحك‪DD‬ام في‬
‫المنازعات اإلدارية‪ ،‬وأصبحت بموجبها أحكام مجلس الدولة قابلة للتنفيذ دون اشتراط التصديق من طرف‬
‫الهيئات اإلداري‪D‬ة‪ ،‬ففي ‪ 13‬ديس‪DD‬مبر ‪ 1889‬قضى مجلس الدولة في قض‪DD‬ية ‪ - - cadot‬ب‪D‬أن يلج‪DD‬ؤا إليه‬
‫مباش‪DDDDD‬رة دون الم‪DDDDD‬رور أوالً على الهيئ‪DDDDD‬ات اإلدارية‪ ،13‬وأطلق على ه‪DDDDD‬ذه المرحلة مرحلة القض‪DDDDD‬اء‬
‫المف‪DD‬وض‪.14‬وعلى ال‪DD‬رغم من أن مجلس الدولة أص‪DD‬بح يقضي في المنازع‪DD‬ات اإلداري‪DD‬ة‪ ،‬إال أنه ظل مقي‪DD‬داً‪،‬‬
‫وهذا بسبب نظرية الوزير القاضي‪ ،‬التي تقضي بأن إنشاء مجلس الدولة وهيئات األقاليم لم يكن من ورائه‬

‫‪ - 1‬ينظر‪ :‬حممد أنس قاسم جعفر‪ ،‬مقدمة يف دراسة القضاء اإلداري‪ ،‬مبدأ الشرعية‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪1998 ،‬م ‪ ،‬ص‬
‫‪.160‬‬
‫‪ - 2‬حسني مصطفى حسني‪ ،‬القضاء اإلداري‪(،‬د‪.‬ط)‪ ،‬اجلزائر‪ :‬د‪.‬م‪.‬ج‪ ،1999 ،‬ص ‪.4‬‬
‫‪ - 3‬ينظر‪ :‬حممد الصغري بعلي‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬جملس الدولة‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬عنابة‪ :‬دار العلوم‪ F‬للنشر‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪ - 4‬ينظر‪ :‬إدريس سدود‪ ،‬بعض املالحظات حول القانون اإلداري‪ ،‬جملس امليادين‪ ،‬جامعة حممد األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية بوجدة‪ ،‬العدد الثاين‪ ،‬السنة‪1405 :‬هـ ‪1987 -‬م ‪ ،‬ص ‪.93 -83‬‬
‫‪ - 5‬مؤرخ يف ‪ 30‬ماي ‪ 1998‬ج ‪ .‬ر رقم ‪ ،37‬لسنة ‪.1998‬‬
‫‪ - 6‬ينظر‪ :‬حسني مصطفى‪ F‬حسني‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪ - 7‬ينظر‪ :‬عبد الغين بسيوين‪ ،‬القانون اإلداري‪ ( ،‬د‪ .‬ط ) ‪ ،‬بريوت‪ :‬الدار اجلامعية للطباعة والنشر‪ ( ،‬د‪.‬ت) ‪ ،‬ص ‪.47 ،46‬‬
‫‪ - 8‬ينظر‪ :‬عدنان محودي اجلليل‪ ،‬مبدأ الفصل بني السلطات وحقيقة أفكار مونتسكيو‪ ،‬جملة احلقوق‪ ،‬السنة ‪ ،9‬عدد ‪ ، 4-1‬جامعة الكويت‪،‬‬
‫ص ‪ 109‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ - 9‬نصت املادة ‪ 13:‬من القانون الفرنسي‪ 24 – 16 :‬أغسطس سنة ‪ 1790‬على ما يلي‪:‬‬
‫" ‪Les fonctions judiciaires sont distincts et demeureront seaparee des fonctions‬‬
‫‪administratives. Les juges ne pourront, à peine de fofaiteure, troubler de quelque‬‬
‫‪manière que ce soit les opérations des corps administratifs ni citer devant les‬‬
‫‪" .administrateurs pour rasons de leurs fonctions‬‬
‫‪ -‬ينظر‪ :‬حممد سليمان الطماوي‪ ،‬القضاء اإلداري‪ ،‬قضاء اإللغاء‪ ،‬ط‪ ،7‬القاهرة‪ :‬دار الفكر العريب‪ ،1996 ،‬ص ‪. 34‬‬
‫‪ - 10‬ينظر‪ :‬عبد الغين بسيوين‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪48‬؛ عوابدي عمار‪ ،‬النظرية العامة للمنازعات اإلدارية يف النظام القضائي اجلزائري‪،‬ج‪،1‬‬
‫(د‪.‬ط)‪ ،‬اجلزائر‪ :‬د‪.‬م‪.‬ج‪( ،‬د‪.‬ت)‪ ،‬ص ‪.164 -161‬‬
‫‪ - 11‬ينظر‪ :‬طعيمة‪ F‬اجلرف‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬ط‪ ، 4‬القاهرة‪ :‬دار النهضة العربية‪ ،1978 ،‬ص ‪ 47‬؛ علي خطار‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.172‬‬
‫‪ - 12‬ينظر‪ :‬سليمان حممد الطماوي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪35‬؛ طعيمة اجلرف‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪48‬؛ علي خطار‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.173‬‬
‫‪4‬‬
‫إلغ‪DDD‬اء نظ‪DDD‬ام اإلدارة القاض‪DDD‬ية‪ ،‬وإنما ك‪DDD‬ان دعم اإلدارة القاض‪DDD‬ية؛ حيث أن اإلدارة هي الجهة ص‪DDD‬احبة‬
‫االختصاص العام الذي يخول لها النظر في المنازعات اإلدارية‪ ،‬بينما الهيئات األخرى المتمثلة في مجلس‬
‫الدولة ومجالس األقاليم ال تختص بالنظر في المنازعات اإلدارية‪ ،‬إال إذا نص القانون على ذلك‪.‬‬

‫واس‪DD‬تمر الوضع على نفس الح‪DD‬ال إلى أن ألغي ه‪DD‬ذا االختص‪DD‬اص بم‪DD‬وجب مرس‪DD‬وم ‪ 30‬س‪DD‬بتمبر س‪DD‬نة‬
‫‪15‬‬
‫‪.1953‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬تطور القضاء اإلداري في الجزائر‬
‫أوالً‪ :‬النظام القضائي الجزائري قبل االحتالل الفرنسي‬
‫كانت الشريعة اإلسالمية هي التي تطبق في تسيير المرافق العامة للدولة‪ ،‬وكان النظام القضائي ي َُطب َُّق‬
‫في األغلب وفق‪DDD‬ا ً للم‪DDD‬ذهب الم‪DDD‬الكي‪ ،‬وقد ع‪DDD‬رفت الجزائر "‪...‬قض‪DDD‬اء المظ‪DDD‬الم ذي الطبيعة القض‪DDD‬ائية‬
‫المتخصصة والخاصة بعملية النظر والفصل في مظالم األف‪DD‬راد من اعت‪DD‬داءات وتعس‪DD‬فات الس‪DD‬لطات العامة‬
‫وتغولها على حقوق األفراد وحرياتهم "‪.16‬‬

‫ثانياً‪ :‬النظام القضائي في الجزائر خالل فترة االحتالل الفرنسي‬


‫ازدهر تطبيق قض‪DD‬اء المظ‪DD‬الم في عهد األم‪DD‬ير عبد الق‪DD‬ادر؛ حيث ك‪DD‬ان يجلس بنفسه للنظر فيه‪DD‬ا‪ ،‬وك‪DD‬ان‬
‫يرسل مُناديا ً ( َبرَّ احا ً ) ليقول في األسواق‪ " :‬أن من له شكوى على خليفة‪ ،‬أو قائد‪ ،‬أو شيخ‪ ،‬فليعرضه إلى‬
‫الديوان األم‪DD‬يري من غ‪DD‬ير واس‪DD‬طة‪ ،‬ف‪DD‬إن األم‪DD‬ير ينص‪DD‬فه من ظالم‪DD‬ه‪ ،‬وإن ظلم أح‪DD‬د‪ ،‬ولم يرفع ظالمته إلى‬
‫‪17‬‬
‫األمير‪ ،‬فال يلومنّ إال ّ نفسه‪" .‬‬

‫هذا وتتفق والية المظالم مع القضاء العادي في اعتبار كل منهما يهدف إلى إقامة العدل وإنصاف الحق‬
‫بجميع الطرق المشروعة‪ ،‬إال أنهما يتمايزان في عدة أوجه أهمها‪:‬‬
‫للناظر في المظالم قوة وهيبة ال توجد عند القاضي المخصص للنظر في القضايا العادية‪،‬ولهذا نجد في‬
‫بعض األحيان أن الخليفة يجلس بنفسه للنظر في قضايا المظالم‪.‬كما أنه يختار للجل‪D‬وس لها أش‪D‬هر القض‪D‬اة‪،‬‬
‫وأقواهم عزيمة في تحقيق العدل بحيث ال تلومه في الحق لومة الئم‪.‬‬

‫‪ - 13‬ينظر‪ :‬طعيمة‪ F‬اجلرف‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪.49‬‬


‫‪ - 14‬ينظر‪ :‬سليمان حممد الطماوي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪35‬؛ طعيمة اجلرف‪ ،‬املرجع نفسه ‪ ،‬ص ‪36‬؛ عبد الغين بسيوين‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‬
‫‪.50‬‬
‫‪ - 15‬ينظر‪ :‬عمار عوابدي ‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.165‬‬
‫‪ - 16‬عوابدي عمار‪ ،‬املرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.188‬‬
‫‪ - 17‬أمحد مطاطة‪ ،‬نظام اإلدارة والقضاء يف عهد األمري عبد القادر‪ ،‬اجلزائر‪ :‬وزارة العدل‪ ،1971 ،‬ص ‪ ،20‬نقالً عن‪ :‬عمار عوابدي‪ ،‬املرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪.159‬‬
‫‪5‬‬
‫كما أن اختصاصات قاضي المظالم أوسع مجاالً من تلك التي يختص بها القاضي الع‪DD‬ادي‪ ،‬فلا يتوقف‬
‫نظر قاضي المظ‪DD‬الم على المظ‪DD‬الم ال‪DD‬تي يرتكبها موظفو الس‪DD‬لطة العامة بل يتع‪DD‬داها إلى النظر في القض‪DD‬ايا‬
‫العادية التي تحدث بين األفراد فيما بينهم‪ ،‬إضافة إلى اإلش‪DD‬راف على األوق‪DD‬اف العامة والخاص‪DD‬ة‪ ،‬وغيره‪D‬ا‬
‫من االختصاصات األخرى‪.‬‬
‫وتتشابه والية المظالم مع والية الحسبة في الفقه اإلسالمي في كون كل منهما يه‪DD‬دف إلى تحقيق األمن‬
‫والعدل عن طريق الحد من اإلجرام‪ ،‬وإرجاع الحقوق إلى أهلها‪ .‬كما يتفقان أيض ‪D‬ا ً في تلك االختصاص‪DD‬ات‬
‫التي يباش‪DD‬رها كل من قاضي المظ‪DD‬الم‪ ،‬والمحتسب من تلق‪DD‬اء نفس‪DD‬يهما دون أن يتوقف األمر على رفع تظلم‬
‫فيها‪.‬‬
‫نواح ‪:‬‬
‫ٍ‬ ‫وتختلف والية المظالم عن والية الحسبة من عدة‬
‫من أهم األسس التي يقوم عليها قضاء المظالم في التنظيم القض‪DD‬ائي اإلس‪DD‬المي هو النظر في ما عجز‬
‫عنه القض‪DD‬اة اآلخ‪DD‬رون‪ ،‬ولكن والية الحس‪DD‬بة موض‪DD‬وعة أص ‪D‬الً للنظر في القض‪DD‬ايا ال‪DD‬تي ال ت‪DD‬دعو الحاجة‬
‫لعرضها أمام القضاء‪ ،‬ولهذا يعتبر قضاء المظالم أعلى رتبة من والية الحسبة‪.‬‬
‫ولقد أمتد التنظيم القضائي الفرنسي إلى الجزائ‪DD‬ر‪ ،‬وتم تط‪DD‬بيق نظ‪DD‬ام االزدواجية القض‪DD‬ائية‪ ،‬حيث نص‬
‫المرسوم الصادر في ‪ 30‬س‪DD‬بتمبر ‪ 1953‬المتض‪DD‬من إع‪DD‬ادة تنظيم جهة القض‪DD‬اء اإلداري في فرنس‪DD‬ا‪ ،‬على‬
‫إنش‪DDD‬اء ثالث مح‪DDD‬اكم إدارية وهي‪ :‬المحكمة اإلدارية للجزائر العاص‪DDD‬مة‪ ،‬والمحكمة اإلدارية ب‪DDD‬وهران‪،‬‬
‫والمحكمة اإلدارية بقسنطينة‪.18‬‬
‫ثالثاً‪ :‬النظام القضائي في الجزائر بعد االستقالل‪.‬‬
‫بعد أن استعادت الجزائر سيادتها‪ ،‬استمر تطبيق نظام االزدواجية القضائية الموروث عن االحتالل‪ ،‬و‬
‫بقيت المحاكم اإلدارية تمارس عملها‪ ،‬إلى أن صدر المرسوم رقم‪ 63/261 :‬الصادر بت‪DD‬اريخ ‪ 22‬جويلية‬
‫‪ 1963‬المتض‪DD‬من إنش‪DD‬اء المحكمة العلي‪DD‬ا‪ ،‬وأص‪DD‬بحت ه‪DD‬ذه األخ‪DD‬يرة جهة نقض ألحك‪DD‬ام المح‪DD‬اكم اإلدارية‬
‫الثالث الس‪DD‬ابقة ال‪DD‬ذكر؛ عن طريق الغرفة اإلدارية الموج‪DD‬ودة داخل المحكمة العلي‪DD‬ا‪ ،‬ومن هنا ف‪DD‬إن القض‪DD‬اء‬
‫‪19‬‬
‫اإلداري لم يعد مستقالً عن القضاء العادي‪.‬‬
‫وفي سنة ‪ 1965‬أخذت الجزائر بنظام الوح‪D‬دة القض‪D‬ائية بم‪D‬وجب األمر ‪ 65/278‬الص‪D‬ادر بت‪D‬اريخ‬
‫‪ 16‬نوفم‪DD‬بر ‪ ،1965‬حيث اس‪DD‬تحدثت غ‪DD‬رف إدارية داخل المج‪DD‬الس القض‪DD‬ائية‪ ،‬وغ‪DD‬رف إدارية داخل‬
‫‪20‬‬
‫المجالس القضائية في قسنطينة‪ ،‬وهران‪ ،‬والجزائر العاصمة‪.‬‬

‫‪ - 18‬الغوثي بن ملحة‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬ج‪ ( ،1‬د‪ .‬ط ) ‪ ،‬اجلزائر‪ :‬د‪.‬م‪.‬ج ‪2002 ،‬م ‪ ،‬ص‪.31 -28‬‬
‫‪ -19‬ينظر‪ :‬عمار عوابدي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪168،167‬؛ حممد البجاوي‪ ،‬اإلصالح القضائي يف اجلزائر‪ ،‬جملة القبس‪ ،‬وزارة األوقاف‪ ،‬العدد‬
‫األول‪ ،‬السنة األوىل‪ ،‬ذو القعدة ‪1385‬هـ‪ -‬مارس ‪1966‬م‪ ،‬ص ‪.52‬‬
‫‪ - 20‬ينظر‪ :‬الغوثي بن ملحة‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.77،78‬‬
‫‪6‬‬
‫وفي سنة ‪ 1996‬أخذت الجزائر بنظ‪D‬ام االزدواجية القض‪D‬ائية من خالل دس‪D‬تور ‪ 28‬نوفم‪D‬بر ‪،211996‬‬
‫حيث نصت الفقرة الثانية من المادة ‪ 152‬على ما يلي‪ " :‬يؤسس مجلس دولة كهيئة مقومة ألعمال الجهات‬
‫القض‪DD‬ائية اإلدارية "‪.‬ومنذ ذلك الحين تت‪D‬الت الق‪D‬وانين المتعلقة بإرس‪D‬اء قواعد القض‪D‬اء اإلداري الجزائ‪DD‬ري‪،‬‬
‫فصدرت القوانين التالية‪:‬‬

‫‪ -‬القانون العضوي رقم‪ 98/01 :‬المتعلق باختصاصات مجلس الدولة وتنظيمه وعمله‪.22‬‬
‫‪ -‬القانون العادي رقم‪ 98/02 :‬المتعلق بالمحاكم اإلدارية‪.23‬‬
‫‪ -‬القانون العضوي رقم‪ 98/03 :‬المتعلق باختصاصات محكمة التنازع وتنظيمها وعملها‪.24‬‬
‫كما أعقب صدور هذه القوانين‪ ،‬صدور عدة مراسيم تنفيذية من أهمها‪:‬‬

‫المرسوم التنفيذي رقم‪ 98/261 :‬الذي يحدد أشكال اإلج‪D‬راءات وكيفياتها في المج‪D‬ال االستش‪D‬اري‬ ‫‪-‬‬
‫أمام مجلس الدولة‪.25‬‬
‫المرس‪DD‬وم التنفي‪DD‬ذي رقم‪ 98/262 :‬ال‪DD‬ذي يح‪DD‬دد كيفي‪DD‬ات إحالة جميع القض‪DD‬ايا المس‪DD‬جّ لة و‪/‬أو على‬ ‫‪-‬‬
‫الغرفة اإلدارية للمحكمة العليا إلى مجلس الدولة‪.26‬‬
‫المرسوم التنفي‪D‬ذي رقم‪ 98/263 :‬ال‪D‬ذي يح‪D‬دد كيفي‪D‬ات تع‪D‬يين رؤس‪D‬اء المص‪D‬الح واألقس‪D‬ام لمجلس‬ ‫‪-‬‬
‫الدولة وتصنيفهم‪.27‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم‪ 98/356 :‬الذي يحدد كيفيات تطبيق أحك‪DD‬ام الق‪DD‬انون رقم‪ 98/02 :‬المتعلق‬ ‫‪-‬‬
‫بالمحاكم اإلدارية‪.28‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم‪ 01/413 :‬المتضمن إنشاء مجلّة مجلس الدولة وتنظيمها وسيرها‪.29‬‬ ‫‪-‬‬
‫المرسوم التنفيذي رقم‪ 03/165 :‬الذي يح‪DD‬دد ش‪DD‬روط وكيفي‪DD‬ات تع‪DD‬يين مستش‪DD‬اري الدولة في مهمة‬ ‫‪-‬‬
‫غير عادية لدى مجلس الدولة‪.30‬‬

‫‪ - 21‬ينظر‪ :‬زغداوي حممد‪ ،‬مالحظات حول النظام القضائي اإلداري " املستحدث" ‪ ،‬جملة العلوم اإلنسانية‪ ،‬منشورات جامعة منتوري‬
‫قسنطينة‪ ،‬العدد‪ ،10 :‬ديسمرب ‪ ،1998‬ص ‪.123 -113‬‬
‫‪ -22‬املؤرخ يف ‪ 30‬ماي ‪1998‬م‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬رقم ‪ 37‬لسنة ‪1998‬م‪.‬‬
‫‪ - 23‬املؤرخ يف ‪ 30‬ماي ‪1998‬م‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬رقم ‪ 37‬لسنة ‪1998‬م‪.‬‬
‫‪ - 24‬املؤرخ يف ‪ 30‬ماي ‪1998‬م‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬رقم ‪ 37‬لسنة ‪1998‬م‪.‬‬
‫‪ - 25‬املؤرخ يف ‪ 29‬أوت ‪1998‬م‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬رقم ‪ 64‬لسنة ‪1998‬م‪.‬‬
‫‪ - 26‬املؤرخ يف ‪ 29‬أوت ‪1998‬م‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬رقم ‪ 64‬لسنة ‪1998‬م‪.‬‬
‫‪ - 27‬املؤرخ يف ‪ 29‬أوت ‪1998‬م‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬رقم ‪ 64‬لسنة ‪1998‬م‪.‬‬
‫‪ - 28‬املؤرخ يف ‪ 14‬نوفمرب ‪1998‬م‪ ،‬ج‪.‬ر‪ ،‬رقم ‪ 85‬لسنة ‪1998‬م‪.‬‬
‫‪ -29‬املؤرخ يف ‪ 19‬ديسمرب ‪ ،2001‬ج‪.‬ر‪ ،‬رقم ‪ 78‬لسنة ‪2001‬م‪.‬‬
‫‪ -30‬املؤرخ يف ‪ 09‬أفريل ‪ ،2003‬ج‪.‬ر‪ ،‬رقم ‪ 26‬لسنة ‪2003‬م‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن المشرع كان يخضع المنازعات اإلدارية لنفس اإلجراءات المتعلقة بالمنازعات‬
‫العادية ‪ ،‬وكان يرى البعض محدودية هذا اإلص‪DD‬الح؛ ألن‪DD‬ه" ك‪DD‬رّ س نفس القواعد القانونية ال‪DD‬تي تحكم س‪DD‬ير‬
‫المنازعة اإلدارية بمقتضى أحك‪DD‬ام ق‪DD‬انون اإلج‪DD‬راءات المدنية س‪DD‬وا ًء في مج‪DD‬ال االختص‪DD‬اص أو في مج‪DD‬ال‬
‫اإلجراءات"‪.31‬إلى أن صدر الق‪DD‬انون رقم‪ 08/09:‬الم‪DD‬ؤرخ في ‪ 18‬ص‪DD‬فر ع‪DD‬ام ‪1429‬هـ الموافق ل ‪25‬‬
‫فبراير سنة ‪ 2008‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬

‫حيث خصص الكتاب الرابع منه لإلجراءات المتبعة أمام الجهات القضائية اإلدارية‪،‬وقد جاء في الباب‬
‫األول‪:‬اإلجراءات‪ D‬المتبعة أمام المح‪DD‬اكم اإلداري‪DD‬ة‪،‬وتن‪DD‬اول مختلف المس‪DD‬ائل المتعلقة باالختص‪DD‬اص الن‪DD‬وعي‬
‫واإلقليمي‪ ،‬وإجراءات رفع الدعوى وسيرها والفصل فيها‪.‬أما الباب الثاني فقد تض‪DD‬من اإلج‪DD‬راءات المتبعة‬
‫أمام مجلس الدولة من حيث االختصاص وكذا إجراءات رفع الدعوى وسيرها والفصل فيها‪.‬والباب الثالث‬
‫خصص للقضايا االستعجالية‪.‬والباب الرابع في طرق الطعن‪.‬والخامس‪ D‬في الصلح والتحكيم‪.‬وأخيراً الب‪DD‬اب‬
‫السادس في تنفيذ أحكام الجهات القضائية اإلدارية‪.‬‬

‫خاتمـة‬
‫نقول في ختام ه‪DD‬ذا البحث أن كالً من والية المظ‪D‬الم والقض‪D‬اء اإلداري عرفا تط‪DD‬وراً كب‪D‬يراً في مراحل‬
‫زمنية متعاقب‪DD‬ة‪ ،‬فنجد أن والية المظ‪DD‬الم قد أص‪DD‬بحت تتمتع بكي‪DD‬ان مس‪DD‬تقل عن القض‪DD‬اء الع‪DD‬ادي في العهد‬
‫قاض خاص مهمته الفصل في المظالم‪ ،‬كما شهدت هذه المرحلة ب‪DD‬روز حركة‬ ‫العباسي؛ حيث تم تخصيص ٍ‬
‫التنظير في مج‪DD‬ال قض‪DD‬اء المظ‪DD‬الم‪ ،‬ومنذ ذلك الحين أخ‪DD‬ذت في التط‪DD‬ور‪ ،‬إلى أن أص‪DD‬بحت قض‪DD‬ا ًء مس‪DD‬تقالً‪،‬‬
‫يتناوله الب‪DD‬احثون أثن‪DD‬اء دراس‪DD‬تهم لمبحث القض‪DD‬اء في الفقه اإلس‪DD‬المي‪ .‬وما قيل عن والية المظ‪DD‬الم يص‪DD‬دق‬
‫أيضا ً على القضاء اإلداري؛ حيث أنه يمكن الق‪DD‬ول أنه مر بنفس المراحل ك‪DD‬ذلك؛ حيث أنه ما ف‪DD‬تئ القض‪DD‬اة‬
‫اإلداريون يساهمون في خلق نظرياته وإرساء دعائمه‪ ،‬وقد شهد اليوم بروز فقهاء مختصين في شرحه‪.‬‬
‫ويمكن حصر نقطة االختالف بين والية المظ‪DD‬الم والقض‪DD‬اء اإلداري من حيث التط‪DD‬ور الت‪DD‬اريخي في‬
‫كون أن قاضي المظالم عهد إليه منذ الوهلة األولى بتولي النظر‪ ،‬بل تعدى األمر أك‪DD‬ثر من ه‪DD‬ذا‪ ،‬فنج‪DD‬ده أنه‬
‫كان صاحب الوالية العامة في القضاء‪ ،‬وال يمكن ألي جهة قضائية أن تحيل إليه قضية ما‪ ،‬أو تنازعه فيها‬
‫ب‪DD‬دعوى ع‪DD‬دم تخصصه في النظر فيه‪DD‬ا‪ .‬في حين نجد أن القاضي اإلداري لم يصل إلى مرحلة الفصل في‬
‫القضايا إلا في مرحلة متأخرة من نشأته؛ حيث كان يق‪D‬ترح حل‪D‬والً للقض‪DD‬ايا المعروضة‪ D‬أمام‪D‬ه‪ ،‬ليق‪DD‬دمها بعد‬
‫ذلك إلى رجال اإلدارة لكي يقوموا باعتمادها‪.‬‬

‫‪ - 31‬ينظر‪ :‬زغداوي حممد‪ ،‬املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.117‬‬


‫‪8‬‬
‫الهوامـش‬

‫‪9‬‬

You might also like