You are on page 1of 67

‫جامعة جياللي بونعامة خميس مليانة‬

‫كلية‬
‫قسم‬

‫مذكرة مقدمة الستكمال متطلبات نيل شهادة املاسترفي‬

‫التخصص‪:‬‬

‫إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطالبة‪:‬‬

‫لجنة املناقشة‬
‫رئيسا‬
‫مشرفا ومقررا‬
‫ممتحنا‬

‫السنة الجامعية‪2022/2021:‬‬
‫شكر وعرف ان‬
‫الحمد هلل الذي بنعمته تتم الصالحات والصالة والسالم على أشرف األنبياء واملرسلين نبينا‬
‫محمد بن عبد هللا وعلى أله وصحبه أجمعين القائل‪:‬‬

‫"ومن ال يشكر الناس ال يشكر هللا"‬

‫تأبى علينا أخالقنا ونحن ننهي عملنا هذا اال أن نتقدم بالشكر الجزيل الى أستاذنا الفاضل‬
‫الدكتور "سالي مراد" الذي كان رفيق مشوارنا العلمي ومما وفره لنا من نصائح سديدة التي‬
‫أسداها لنا وحق االنتقادات الرشيدة التي لم يبخل بها علينا واالستعداد الستقبالنا‪ ،‬وتشجيه‬
‫الكريم لنا في املواصلة والتقدم‪.‬‬

‫كما نتقدم بالشكر الجزيل للجنة املوقرة ملناقشة عملنا‪ ،‬ونشكر كل من نصحنا من‬
‫أساتذة ودكاترة درسنا معهم في مشوارنا الدراس ي في جامعة الجياللي بونعامة بخميس مليانة‪.‬‬
‫اإلهداء‬
‫إلى من ال يمكن للكلمات أن توفي حقهما‪.‬‬
‫إلى من ال يمكن األرقام أن تحص ي فضائلهما‪.‬‬
‫إلى والديا العزيزين أطال هللا في عمرهما‬
‫"جوانيا عائشة بلوطي عبد القادر"‬
‫إلى إخوتي جميعا‪.‬‬
‫إلى صديقتي التي رافقتني في املذكرة‪.‬‬
‫إلى أستاذي املحترم سالي مراد الذي رافقني طوال هذه السنة‪.‬‬
‫إلى كل من ساندني ودعمني بالقول أو الفعل أو الدعاء‪.‬‬

‫سليمة‬
‫اإلهداء‬
‫الحمد هلل الذي وفقنا لهذا ولم نكن لنصل اليه لوال فضل هللا علينا أما بعد‪:‬‬
‫الى والديا أهدي هذا العمل "محمد وعائشة" رحمهم هللا وأسكنهم فسيح جنانه‪.‬‬
‫الى جدتي الغالية رحمها هللا وأسكنها فسيح جناته التي كانت سببا في دراستي ولطاملا حثتني على‬
‫طلب العلم والدراسة‪.‬‬
‫الى اخوتي الذين دعموني وساندوني في كل مشوار حياتي "ربيعة‪ ،‬أحمد‪ ،‬سارة وسيد علي"‬
‫وشكر خاص ألختي العزيزة "فريال" التي لطاملا تفهمتني وساعدتني في الدراسة وأعطتني جرعة‬
‫من األمل رغم كل الصعاب‪.‬‬
‫الى كل كتاكيت العائلة "حنان ومحمد ونصرو‪ ،‬رهف ورحاب وعبد الحي‪ ،‬رتاج وعائشة‪ ،‬اسراء‬
‫وأريج‪.‬‬
‫الى كل أقربائي الذين تمنو لي النجاح والتفوق‪.‬‬
‫الى كل صديقاتي وزمالئي في الدراسة‪.‬‬
‫الى كل أساتذتي املحترمين في مجال تخصص ي بنصائحهم ومساعدتهم‪.‬‬
‫الى أستاذي املحترم "سالي مراد" الذي ساعدنا طوال السنة والى كل من يتمنى لنا الخير‬
‫والنجاح‪.‬‬
‫وفي األخير أهدي هذا البحث سائلين املولى عز وجل أال يحرمنا أجره ويجعله لنا فاتحة خير‬
‫"آمين"‪.‬‬
‫تمار مباركة‬
‫فهرس املحتويات‬

‫الصفحة‬ ‫العنوان‬
‫شكر وعرفان‬
‫إهداء‬

‫فهرس المحتويات‬
‫ب‬ ‫ملخص الدراسة‬
‫ج‬ ‫المقدمة‬
‫الفصل األول‪ :‬البناء المنهجي للدراسة‬
‫المبحث األول‪ :‬منهجية البحث‬
‫المطلب األول‪ :‬أسباب اختيار موضوع الدراسة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اإلشكالية‬
‫المطلب الثالث‪ :‬الفرضيات‬
‫المطلب الرابع‪ :‬أهداف البحث‬
‫المطلب الخامس‪ :‬أهمية البحث‬
‫المطلب السادس‪ :‬تحديد المفاهيم‬
‫المبحث الثاني‪ :‬المقاربة المنهجية والدراسات السابقة‬
‫المطلب األول‪ :‬المقارنة النظرية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬صعوبات الدراسة‬
‫الفصل الثاني‪ :‬العنف الممارس ضد األطباء والممرضين وأنواعه‬
‫المبحث األول‪ :‬تعريف العنف والعقوبات الخاصة به‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف العنف‬
‫المطلب الثاني‪ :‬العقوبات الخاصة بالعنف في المؤسسات االستشفائية الخاصة‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع العنف الممارس على األطباء والممرضين في القطاع الخاص وأسبابه‬
‫المطلب األول‪ :‬أنواع العنف‬
‫المطلب الثاني‪ :‬أسباب العنف‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الجهود المبذولة للحد من العنف ومكافحته في المؤسسات االستشفائية الخاصة‬
‫فهرس املحتويات‬

‫المبحث األول‪ :‬مجهودات مبذولة للحد من العنف‬


‫المطلب األول‪ :‬جهود مجتمعية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬جهود شخصية للفرد تفادي لممارسة العنف‬
‫المبحث الثاني‪ :‬دور األمن والقطاع الخاص في مكافحة العنف‬
‫المطلب األول‪ :‬دور األمن في الحد من العنف‬
‫المطلب الثاني‪ :‬دور القطاع الخاص في مكافحة ظاهرة العنف ضد األطباء والممرضين‬
‫الفصل الرابع‪ :‬عرض وتحليل البيانات الميدانية‬
‫تمهيد‬
‫المبحث األول‪ :‬مجاالت الدراسة والمنهج المتبع‬
‫المطلب األول‪ :‬مجاالت الدراسة‬
‫المطلب الثاني‪ :‬المنهج المتبع‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تقنية البحث المستعملة‬
‫المطلب الرابع‪ :‬تحديد حاالت الدراسة وكيفية اختيارها‬
‫المبحث الثاني‪ :‬عرض المقابالت ومناقشاتها‬
‫المطلب األول‪ :‬عرض المقابالت‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تحليل ومناقشة المقاالت حسب الفرضية األولى‬
‫المطلب الثالث‪ :‬تحليل ومناقشة المقابالت حسب الفرضية الثانية‬
‫المطلب الرابع‪ :‬االستنتاج العام‬

‫خاتمة‬
‫قائمة المصادر والمراجع‬
‫المالحق‬
‫ملخص الدراسة‬
‫ملخص الدراسة‬

‫الملخص‪:‬‬

‫لقد تناولنا في دراستنا موضوع العنف الممارس على أطباء وممرضي القطاع الخاص وعالقته بالوضعية‬
‫االجتماعية للمريض‪ ،‬بحيث يعتبر مشكلة من المشكالت االجتماعية المسكوت عنها في المجتمع الجزائري‪،‬‬
‫والمنتشرة بصورة كبيرة خصوصا في جائحة كورونا‪ ،‬وهذا ما دفعنا إلى التساؤل عن األسباب التي تدفع‬
‫المريض إلى ممارسة العنف‪ ،‬وتناولت الدراسة مجموعة من األطباء والممرضين في القطاع الخاص مختلفي‬
‫التخصص الذين تعرضوا للعنف في والية عين الدفلى بخميس مليانة‪.‬‬

‫واعتمدت هذه الدراسة على المنهج الوصفي التحليلي ومنهج دراسة الحالة‪ ،‬أما األدوات المعتمدة فهي‪:‬‬
‫المالحظة والمقابلة‪.‬‬

‫ومن النتائج المتوصل إليها‪:‬‬

‫‪ -‬أن للوضعية االجتماعية للمريض دور في ممارسة العنف ضد الطبيب والممرض‪.‬‬

‫‪ -‬للضغوط النفسية أثر بالغ في سلوك المريض عندما يتصرف بمختلف أساليب العنف‪.‬‬

‫وتوجد عدة أسباب أخرى كطول اإلنتظار وغالء تكاليف العالج وبعد المسافة بين السكن ومقر الطبيب‬
‫الخاص‪.‬‬

‫ب‬
‫ملخص الدراسة‬

Sommaire:

Dans notre étude, nous avons traité la question de la violence contre les médecins et
infirmières du secteur privé et son rapport avec la situation sociale du patient, de sorte qu'elle
est considérée comme l'un des problèmes sociaux qui sont silencieux dans la société algérienne,
et qui sont largement répandus, en particulier dans la pandémie de Corona, et c'est ce qui nous
a amenés à nous interroger sur les raisons qui poussent le patient à pratiquer la violence. L’étude
a porté sur un groupe de médecins et d'infirmières du secteur privé de diverses spécialisations
qui ont été victimes de violence dans l'État d'Ain Defla à Khemis Miliana.

Cette étude s'est appuyée sur la méthode d'analyse descriptive et la méthode d'étude de cas
Les outils retenus sont : l'observation et l'entretien.

Parmi les résultats obtenus:

- Le statut social du patient a un rôle dans la pratique de la violence contre le médecin et


l'infirmière.
- Le stress psychologique a un effet profond sur le comportement du patient lorsqu'il agit
selon diverses méthodes violentes.

Il existe plusieurs autres raisons, telles que la longue attente, le coût élevé des traitements
et la distance entre le logement et le cabinet du médecin privé.

‫ت‬
‫املقدمة‬
‫املقدمة‬

‫المقدمة‬

‫تعد ظاهرة العنف بأشكالها المختلفة متأصلة ومتجذرة في معظم المجتمعات اإلنسانية دون استثناء‪ ،‬مع‬
‫وجود تفاوت واختالف في طبيعة وأشكال وأنماط هذه السلوكيات المرتبطة بهذه الظاهرة‪ ،‬وذلك تبعا لالختالف‬
‫في طبيعة البناءات االجتماعية والنظم الثقافية واالنساق القيمية المرتبطة بتلك المجتمعات‪.‬‬

‫ويعد العنف سلوكا انحرافيا مكتسبا‪ ،‬وظاهرة اجتماعية مثيرة للقلق‪ ،‬تزداد يوما تلو اآلخر‪ ،‬وتتعدد مظاهرها‬
‫وأشكالها‪ ،‬والعوامل الكامنة وراء ظهورها واستفحالها‪ ،‬واآلثار المترتبة عليها‪ ،‬خاصة إذا تمت ممارسة العنف‬
‫ضد الكوادر الطبية في المستشفيات‪ ،‬بإهانتهم جسدية أو اإلساءة إليهم اللفظية‪.‬‬

‫وقد جاء االهتمام بظاهرة العنف نتيجة تطور الوعي العام باالهتمام بالطفولة مطلع القرن العشرين‪،‬‬
‫خاصة بعدما تطورت نظريات علم النفس التي أصبحت تفسر سلوكيات اإلنسان في ضوء مرحلة الطفولة‬
‫المبكرة‪ ،‬كما يرافق هذا االهتمام نشوء كثير من المؤسسات والحركات التي تدافع عن حقوق اإلنسان‪.‬‬

‫إن المتأمل في المشكالت التي تواجهها المؤسسات الصحية سواء كانت مستشفيات أم مراكز صحية أو‬
‫غيرها‪ ،‬يجد أنها تعاني من ظاهرة العنف على كوادرها الطبية وأن مجرد وجودها بصرف النظر عن انتشارها‬
‫يستوجب دراستها إليجاد العالج الالزم لها ألن العنف يتنافى مع ما تهدف إليه المؤسسات الصحية‪.‬‬

‫ج‬
‫الفصل األول‪ :‬البناء املنهجي‬
‫للدراسة‬
‫البناء املنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬منهجية البحث‬

‫المطلب األول‪ :‬أسباب اختيار موضوع الدراسة‬

‫‪ -1‬أسباب ذاتية‪:‬‬

‫‪ -‬الرغبة في القيام ودراسة هذا الموضوع والعمل جاهدا للتطرق ألهم األسباب والعوامل المؤدية إلى ممارسة‬
‫العنف ضد األطباء والممرضين من طرف المرضى‪.‬‬

‫‪ -‬إحساسنا بظاهرة العنف بكل أنواعه ومحاولة الكشف عن مدى تأثيره على سلوك ومعاملة األطباء‬
‫والممرضين مع المرضى‪.‬‬

‫‪ -‬اإلهتمام بهذه المواضيع المسكوت عنها في المجتمع الجزائري نموذجا‪.‬‬

‫‪ -‬اضافه الى سبب آخر وهو االنتشار الواسع والفظيع لظاهرة العنف اللفظي والجسدي ضد األطباء‬
‫والممرضين من طرف المريض خاصة في جائحة كورونا‪.‬‬

‫‪ -‬كون في يوم من االيام عاشت إحدى قريباتنا وهي ممرضة في القطاع الخاص حالة من العنف من طرف‬
‫المرضى خاصة في جائحة كورونا‪.‬‬

‫‪ -2‬أسباب موضوعية‪:‬‬

‫‪ -‬رغبة الكاتب في إثراء المكتبة ولو بمرجع بسيط‪.‬‬

‫‪ -‬الشكاوى المتكررة لألطباء للعنف عليهم‪.‬‬

‫‪ -‬التقدم الذي يشهده العالم في المجال الصحي على العكس في الجزائر‪.‬‬

‫‪ -‬جائحة كورونا وتأثيرها على القطاع الصحي في الجزائر‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلشكالية‬

‫يعد العنف سلوكا مؤذيا لآلخرين سواء كان جسديا‪ ،‬ام نفسيا ام لفظيا‪ ،‬ويستخدم العنف في جميع انحاء‬
‫العالم كأداة للتأثير على اآلخرين‪ ،‬ويعتبر العنف من أهم القضايا التي تواجه المجتمع باعتباره آفة سلبية‬
‫تؤدي الى نتائج وخيمة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫البناء املنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫ويعتبر العنف سلوكا إنحرافيا مكتسبا‪ ،‬وظاهرة اجتماعية مثيرة للقلق تتزايد يوما تلو اآلخر‪.‬‬

‫ال تخلو بعض المستشفيات من وقائع العنف في احداثها اليومية اتجاه العاملين بها‪ ،‬هم ضحايا من‬
‫طرف المرضى والمرافقين فهي بحاجة الى المعالجة بعد أن انتشرت في اآلونة األخيرة في عدد من المنشآت‬
‫الصحية‪ ،‬وال تنفرد بها أقسام الطوارئ ووحدات العناية المركزة‪ ،‬إنما تطول العيادات والمراكز الصحية‪ ،‬وكل‬
‫منشأة طبية تقدم خدماتها للمرضى بشكل مباشر‪ ،‬وشهدت بعض المنشآت الصحية في أوقات سابقة حالة‬
‫تعرض اطباء وفنيون لمحاوالت االعتداء من قبل بعض المرضى ومرافقيهم لذلك تعتبر المنشآت الصحية‬
‫بيئة مناسبة لخلق التوتر وال يعد ذلك مبر ار لإلقدام على أي عنف لفظي او جسدي وبالرغم من ذلك يبدي‬
‫الكادر الطبي والتمريضي تفهما للحالة النفسية والجسدية التي يمر بها المريض او مرافقوه‪.‬‬

‫وطالب االطباء بحفظ حقوقهم في حاالت االعتداء عليهم من قبل المرضى والمراجعين وزيادة رفع الوعي‬
‫لدى أفراد المجتمع‪.1‬‬

‫والعمل على تعريف كل فرد بواجباته وحقوقه للتصدي لمثل هذه الحاالت التي ترهق كل من الطرفين‪،‬‬
‫ويقول الدكتور سالم عوض استشاري أمراض الجهاز الهضمي والكبد عن هذه القضية ان احداث العنف‬
‫الصادرة من بعض المرضى او مرافقيهم‪ ،‬قد تقع بين الفترة واألخرى ويمكن وصفها بالظاهرة كونها تتكرر‬
‫يوميا بشكل أو بآخر‪ ،‬حيث نصادف بشكل مستمر طالبي األدوية المراقبة و المسكنة لآلالم وهنا تكون أكثر‬
‫حاالت العنف حيث يدفعه اإلدمان على العقاقير إلى االعتداء الجسدي كالضرب وتحطيم المعدات المتوفرة‬
‫في العيادة وفي هذه الحالة يتم استدعاء رجال شركة األمن و من ثم يتم اإلتصال بالشرطة و تنتهي هذه‬
‫المواقف بالتنازل عن الشكوى تفهما لوضع المدمن‪ ،‬و في حاالت أخرى ال يأتي المريض بنفسه نظ ار لإلعياء‬
‫الشديد‪ ،‬ويرسل أحد أفراد أسرته لصرف الدواء وهنا يقع العنف اللفظي عندما نرفض صرف الدواء‪ ،‬إال بعد‬
‫إبراز إثبات التحقق من الشخصية كما أن طلب اإلجازة المرضية وتمديدها ورفض إعطائها بدون وجه حق‬
‫يعد من أحد عوامل عنف المرضى أو مرافقيهم‪ ،‬فضال عن رفض تصديق التشخيص و أكثر من يقوم بهذا‬
‫السلوك مرافقو المريض من أسرته‪.‬‬

‫رانيا الغزاوي‪ ،‬العنف في المنشآت الصحية مشكلة تبحث عن عالج‪ ،‬مجلة الخليج‪ 2 ،‬يناير ‪ 10 ،2018‬مارس ‪.2022‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪3‬‬
‫البناء املنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫وفي الجزائر حسب اإلحصائيات والدراسات العلمية تأتي االستعجاالت الطبية والوالدة في مقدمة المصالح‬
‫االستشفائية األكثر عرضة إلى مختلف أشكال االعتداءات الجسدية كانت أو معنوية والتي يتسبب فيها‬
‫بنسبة ‪ % 90‬المرافقون للمريض وهذا حسب ما أدلى به مختلف الفاعلين في القطاع‪.2‬‬

‫وإذا كان البعض يرجع هذه االعتداءات إلى الضغط التي تعاني منه هذه المصالح وعدم استجابتها إلى‬
‫الطلب المتزايد نتيجة التحوالت االجتماعية والثقافية واالقتصادية للمجتمع فإن البعض اآلخر يفسرها بقلة‬
‫الوسائل وسوء التنظيم لبعض المؤسسات االستشفائية باإلضافة إلى ظهور بعض السلوكيات الغربية لدى‬
‫المتمردين على هذه المصالح‪.‬‬

‫وصرح المكلف باإلعالم بمديرية القطاع لوالية وهران الدكتور يوسف بوخاري بأنه يتعين على مهيئي‬
‫قطاع الصحة أن يعرفوا أسباب هذا العنف وأن يقوموا بالتصحيحات في طرح انشغاالتهم والتي يعبرون‬
‫عنها أحيانا عبر العنف‪.‬‬

‫وأكد ذات المسؤول أن العنف ال يمكن تبريره أبدا ولكن المواطن الذي عانى من سلسلة من الحوادث في‬
‫المؤسسات الصحية يشعر أنه مظلوم ويعبر بطريقته الخاصة وأحيانا بطريقة يمكن إدانتها‪.‬‬

‫وأشار أيضا أن المستخدمين وبالنظر إلى حجم العمل والعدد المتزايد للمرضى ونقص الوسائل يمكنهم‬
‫فقط تقديم ما لديهم‪ ،‬هذا ال يكفي للمرضى وأقاربهم في بعض األحيان ويسبب مشاكل تؤدي إلى العنف‬
‫اللفظي والجسدية‪.‬‬

‫وهذا ما يدفعنا الى طرح التساؤل التالي‪:‬‬

‫‪ -‬ما مدى تأثير الوضعية االجتماعية للمريض على ممارسة العنف ضد أطباء وممرضي القطاع الخاص؟‬

‫والذي يتفرع بدوره الى التساؤالت الفرعية التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ما عالقة العنف الممارس على أطباء وممرضي القطاع الخاص والوضعية االجتماعية للمريض؟‬

‫‪ -‬هل الضغوطات النفسية للمريض سببا في ممارسة العنف ضد أطباء وممرضي القطاع الخاص؟‬

‫عاصمي نبيلة‪ ،‬العنف في المؤسسات االستشفائية ظاهرة في تفاقم خطير‪ ،‬مجلة مجتمع ترقية عمل‪ 27 ،‬أكتوبر ‪،2019‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪ 10‬مارس ‪.2022‬‬
‫‪4‬‬
‫البناء املنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الفرضيات‬

‫السؤال ‪:1‬‬

‫ما عالقة العنف الممارس على أطباء وممرضي القطاع الخاص والوضعية االجتماعية للمريض؟‬

‫الفرضية ‪:1‬‬

‫إن الوضعية االجتماعية للمريض قد تكون سببا رئيسيا في ممارسة العنف ضد أطباء وممرضي القطاع‬
‫الخاص‪.‬‬

‫السؤال ‪:2‬‬

‫هل الضغوطات النفسية للمريض سبب في ممارسة العنف ضد أطباء وممرضي القطاع الخاص؟‬

‫الفرضية ‪:2‬‬

‫للضغوطات النفسية للمريض أثر مباشر في ممارسة العنف ضد أطباء وممرضي القطاع الخاص‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬أهداف البحث‬

‫فيما يتعلق بأهداف الدراسة فإن لكل بحث علمي أهداف محددة يسعى إلى تحقيقها من خالل شقي‬
‫الدراسة (النظري والميداني) من خالل األهداف التالية‪:‬‬

‫‪ -‬التعرف الوقوف على حقيقة الظاهرة والنتائج المترتبة عنها‪.‬‬

‫‪ -‬التعرف على طبيعة (نوع) العنف الذي يتعرض له األطباء والطاقم المرافق لهم‪.‬‬

‫‪ -‬التعرف على من هم الذين يقومون باالعتداءات داخل المستشفى‪.‬‬

‫‪ -‬التعرف على األسباب الحقيقية للعنف على األطباء والممرضين في المستشفيات في الجزائر‪.‬‬

‫‪ -‬التعرف على أشكال االعتداء على الكوادر الطبية في المستشفيات في الجزائر‪.‬‬

‫‪ -‬التعرف على الجهات المعنية بمحاربة هذه الظاهرة والحد منها‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫البناء املنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الخامس‪ :‬أهمية البحث‬

‫إن تزايد العنف في المؤسسات االستشفائية " صار ملحوظا " في العديد من المجتمعات ومنها المجتمع‬
‫الجزائري‪ ،‬مما استدعى االهتمام بها ويتجسد ذلك في تنظيم العديد من األعمال والملتقيات للوقاية والعالج‬
‫من هذه السلوكيات وآثارها‪.‬‬

‫وانطالقا من هذا تتجلى أهمية هذه الدراسة في‪:‬‬

‫‪ -‬إلقاء الضوء على مشكلة مهمة وهي (العنف في المستشفيات ضد األطباء والممرضين)‬

‫‪ -‬اإلسهام في دارسة ظاهرة العنف في المستشفيات ضد األطباء والممرضين‪.‬‬

‫‪ -‬إيجاد التدابير الوقائية والعالجية للعنف في المستشفيات ضد األطباء والممرضين‪ ،‬ومحاولة تقديم رؤية‬
‫جديدة للحد من الظاهرة وبث المزيد من الوعي بين الزوار والمرضى بأسس التعامل مع الممرضين واألطباء‪،‬‬
‫للحد من العنف والعدوانية ضدهم‪.‬‬

‫وعموما تكمن أهمية هذه الدراسة في طبيعة المشكلة التي تتناولها وتكتسب أهمية خاصة في معرفة‬
‫مظاهر العنف المستشفيات ضد األطباء والممرضين المنتشرة بشكل واسع ومتخذة مظاهر عديدة غير التي‬
‫كانت سائدة من قبل ذلك‪.‬‬

‫المطلب السادس‪ :‬تحديد المفاهيم‬

‫‪ -1‬العنف‪:‬‬

‫إذا حاولنا أن نتعرف على كلمة "عنف" في اللغة العربية نجد أنها من الجذر (ع‪ -‬ن‪-‬ف) وهو الخرق‬
‫باألمر‪ ،‬وقلة الرفق به‪ ،‬وإذا لم يكن رقيقا في أمره‪ ،‬وعنف به‪ ،‬وعليه عنفا وعنافه‪ :‬أخذه بشدة وقسوة والمه‬
‫‪3‬‬
‫وغيره‪ ،‬وهي بهذا تشير إلى كل سلوك يتضمن معا الشدة والقسوة والتوبيخ واللوم‪.‬‬

‫محمد منير حجاب‪ ،‬الموسوعة اإلعالمية‪ ،‬المجلد ‪ ،5‬دار الفجر للنشر والتوزيع‪ ،2003 ،‬ص ‪.167‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪6‬‬
‫البناء املنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫ويعرف العنف على أنه مجموعة من السلوكيات تهدف إلى إلحاق األذى بالنفس أو باآلخر ويأتي‬
‫بشكلين إما بدني مثل‪ :‬الضرب‪ ،‬التشاجر‪ ،‬أو التدمير أو إتالف األشياء والعنف اللفظي مثل التهديد‪ ،‬الفتنة‪،‬‬
‫الغمز‪ ،‬النكتة الالذعة وهو في األخير يؤدي مباشرة إلى إلحاق األذى‪.4‬‬

‫التعريف االجتماعي‪ :‬هو االستخدام الفعلي للقوة أو التهديد باستخدامها وقد يعبر عن مجموعة من التناقضات‬
‫واالختالالت الكامنة في البقاء االجتماعي‪.5‬‬

‫التعريف القانوني‪ :‬هو القوة المادية واإلرغام البدني‪ ،‬أو اإلكراه البدني واستعمال القوة بغير حق ويشير اللفظ‬
‫إلى كل ما هو شديد وغير عادل وبالغ الغلظة‪.6‬‬

‫وحسب أجورج جبر " يعتبر العنف على أنه التعبير الصريح عن القوة البدنية ضد الذات أو اآلخرين‪،‬‬
‫أو إجبار الفعل ضد رغبة شخص على أساس إيذائه بالضرر أو قتل النفس وإيالمها وجرحها‪ .‬أما العالم‬
‫رأموث فيعتبره كل مبادرة أو فعل يتدخل بصورة غير مشروعة | وخطرة في حرية اآلخر‪ ،‬في التفكير والرأي‬
‫والتقرير‪.7‬‬

‫ويرى حجازي (‪ )1976‬العنف بأنه "لغة التخاطب األخيرة الممكنة مع الواقع ومع اآلخرين حين يشعر‬
‫المرء بالعجز عن إيصال صوته بوسائل الحوار العادي وحين تترسخ القناعة لديه بالفشل في إقناعهم‬
‫باالعتراف بكيانه وقيمته‪.8‬‬

‫‪ -2‬المستشفيات‪:‬‬

‫يقصد في اللغة العربية بكلمة مستشفى المكان الذي يطلب فيه الشفاء من المرض‪ .‬أما في اللغة‬
‫الالتينية‪ ،‬فتعني إكرام الضيف‪ .‬ولقد أخذت المستشفيات عبر الزمن مسميات مختلفة‪ ،‬نجد في الحضارة‬
‫اإلغريقية (‪ )1200‬قبل الميالد حيث اتخذت شكل معابد‪ ،‬معابد آلهة الطب حيث تعمل بالتوازي بين العمل‬

‫عصام عبد اللطيف‪ ،‬سيكولوجية العدوانية وترويضها‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬دار غريب‪ ،‬القاهرة‪ ،2001 ،‬ص ‪.97‬‬ ‫‪4‬‬

‫محمد منير حجاب‪ ،‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.167‬‬ ‫‪5‬‬

‫عبد الرحمان عيسوي‪ ،‬المجرم الشاذ‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2005 ،‬ص ‪.187‬‬ ‫‪6‬‬

‫علي بوعناقة‪" ،‬العنف االجتماعي المظاهر والتواتر" في العنف والمجتمع‪ :‬مداخل معرفية متعددة‪ ،‬أعمال الملتقى الدولي‬ ‫‪7‬‬

‫األول‪ ،2004 ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬عين مليلة‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص ‪.86‬‬
‫زكريا بن يحي‪ ،‬العنف في عالم متغير‪( ،‬ط‪ ،)1.‬الرياض‪( ،‬د‪.‬ن)‪ .2007 ،‬ص ‪.11‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪7‬‬
‫البناء املنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫الديني ورعاية المرضى‪ ،‬وفي الحضارة المصرية أطلق عليها معابد الشفاء‪ ،‬وهي نفس التسمية التي نجدها‬
‫في الحضارة الهندية‪ .‬أما عند العرب فقد أطلق على المستشفيات لفظ "البيمارستانات أي دور المرضى‬
‫وكلمة "بيمارستان" لفظ فارسي يتكون من كلمتين "بيمار" أي المريض و "ستان" بمعنى الدار‪ .‬وقد اهتم‬
‫العرب في العصور اإلسالمية بالمجال الطبي‪ ،‬حيث وضعوا مجموعة من القواعد ومنها‪:‬‬

‫‪ -‬عدم السماح للمرضى المصابين بأمراض معدية بمخالطة المرضى اآلخرين‪.‬‬

‫‪ -‬اختيار موقع بيئي مناسب إلقامة المستشفى‪.‬‬

‫‪ -‬االهتمام بنظافة البيئة الداخلية للمستشفيات‪.‬‬

‫‪ -‬التركيز على جودة الرعاية الطبية المقدمة للمريض‪.‬‬

‫‪ -‬إجازة مزاولة مهنة الطب والصيدلة بواسطة االمتحان‪.9‬‬

‫وعرفت الهيئة األمريكية للمستشفيات المستشفى بأنه مؤسسة تحتوي على جهاز طبي‪ ،‬يتمتع بتسهيالت‬
‫طبية دائمة‪ ،‬تشمل أسرة للنوم وخدمات طبية‪ ،‬تتضمن خدمات األطباء‪ ،‬وخدمات التمريض المستمرة لتقديم‬
‫التشخيص والعالج الالزمين للمريض‪.‬‬

‫أما "منظمة الصحة العالمية " فقد عرفت المستشفى من منظور وظيفي على أنها جزء أساسي من تنظيم‬
‫اجتماعي وطبي‪ ،‬وتتلخص وظيفته في تقديم رعاية صحية كاملة للسكان‪ ،‬عالجية كانت أم وقائية وتمتد‬
‫خدماته الخارجية إلى األسرة في بيئتها المنزلية‪ ،‬كما أنها أيضا مركز لتدريب العاملين الصحيين والقيام‬
‫ببحوث اجتماعية حيوية‪.10‬‬

‫وبهذا فإن مفهوم المستشفيات يعني المؤسسة التي تعني بتقديم الرعاية الصحية الضرورية لإلنسان‪ ،‬من‬
‫توفير كل مستلزمات الطبية النفسية واالجتماعية‪ .‬ويسهر على تنفيذها طاقم طبي مؤهل‪ ،‬علميا وأخالقيا‪.‬‬
‫بمعنى القيام بعمليات التشخيص والعالج وتعليم وتدريب العاملين الصحيين وإجراء البحوث العلمية وفق‬
‫شروط وضوابط مهنية وأخالقية‪.‬‬

‫حدادة نجاة‪ ،‬تحديات اإلمداد في المؤسسة الصحية‪ ،‬منكرة ماجستير‪ ،‬قسم علوم التسيير‪ ،‬جامعة تلمسان‪ ،2012 ،‬ص‬ ‫‪9‬‬

‫‪.49‬‬
‫منظمة الصحة العالمية‪ ،‬إدارة المستشفيات سلسلة التقارير الفنية رقم ‪ ،395‬سويسرا‪ ،1980 ،‬ص ‪.6‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪8‬‬
‫البناء املنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -3‬الطبيب‪:‬‬

‫الطبيب هو الوظيفة المرتبطة بتقديم العالج الطبي للمرضى الذين يعانون من اإلصابات باألمراض‪،‬‬
‫ويشمل وصف العالجات التقليدية مثل العقاقير‪ ،‬وتوفير الرعاية الصحية األولية أو التخصص في أمراض‬
‫معينة مثل أمراض األطفال أو األعصاب أو الطب النفسي وأمراض العيون والتخدير وغيرها‪.‬‬

‫تعتمد مهنة الطبيب على تشخيص الظروف الصحية للمريض‪ ،‬وذلك من خالل استخدام مجموعة من‬
‫االختبارات والحصول على نتائجها لوصف العالجات المناسبة للمريض‪ ،‬ما يساهم في التقليل من تأثير‬
‫اإلصابات أو معاناة المريض‪ ،‬ويجب أن يمتلك الطبيب معرفة واسعة في مجال الطب‪.‬‬

‫‪ -4‬الممرض‪:‬‬

‫اء كان مريضاً أو سليماً على االرتقاء‬


‫عرفت منظمة الصحة العالمية التمريض على ّأنه مساعدة الفرد سو ً‬
‫ّ‬
‫بصحته‪ ،‬أو استعادة صحته في حالة المرض‪ ،‬أو مغادرة الحياة بسالم‪ ،‬انطالقاً من مفهوم الرعاية التلطيفية‬
‫اض خطيرٍة‪ ،‬ويمرون بالمراحل األخيرة من حياتهم‪،‬‬
‫خاص ًة المصابين بأمر ٍ‬
‫التي يقدمها الممرض للمرضى ّ‬
‫عرف مهنة التمريض أيضاً على ّأنها وظيفةٌ في الحقل الطبي تتطلب تلقي العلم‪ ،‬وممارسته؛ للحصول‬ ‫وتُ ّ‬
‫ّ‬
‫خاص ٌة بها‪ ،‬وهي المهنة التي تتضمن مجموعة األساليب الطبية‪ ،‬والنفسية‬
‫أصول ّ‬
‫اعد و ٌ‬
‫على الخبرة‪ ،‬ولها قو ٌ‬
‫المعنوية للتعامل مع المريض‪ ،‬ومساعدته على الشفاء والتعافي‪ ،‬ويحتاج الدارس لمهنة التمريض ترخيصاً‬
‫من و ازرة الصحة والجهات المعنية؛ للتمكن من مزاولة هذه المهنة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬المقاربة المنهجية والدراسات السابقة‬

‫المطلب األول‪ :‬الدراسات السابقة‬

‫‪ -1‬دراسة (‪: ) Pinar et al., 2010‬‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى تحديد تصور العنف اللفظي والجسدي والعوامل ذات الصلة التي تعاني منها‬
‫الممرضات في الحاالت االستعجالية‪ ،‬والتعرف إلى العنف الذي تتعرض لها الممرضات التركيات العامالت‬
‫في أقسام االستعجاالت‪ .‬وقد استخدم في هذه الدراسة المنهج الوصفي المسحي‪ ،‬وتكونت عينة الدراسة من‬
‫(‪ )255‬ممرضة‪ ،‬ولتحقيق أهداف الدراسة استخدم االستبيان كأداة لجمع البيانات وتم تفريغها وتحليلها‬
‫باستخدام برنامج الحزمة اإلحصائية للعلوم االجتماعية (‪ .)spss‬وقد توصلت الدراسة إلى النتائج اآلتية‪:‬‬

‫‪9‬‬
‫البناء املنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫أن العنف اللفظي في تزايد ضد الممرضات حيث بلغت نسبته (‪ ،)%91,4‬كما تعرضت (‪ )% 74,9‬من‬
‫الممرضات للعنف الجسدي خالل ال (‪ )12‬شه ار السابقة‪ .‬وقد كان أقارب المرضى الجناة الرئيسيون‪ ،‬يليها‬
‫المرضي‪ ،‬ومعظمهم من الذكور‪ .‬أما بخصوص تأثير هذا السلوك على أفراد العينة فقد أشارت معظم‬
‫الممرضات إلى الشعور بالخوف وعدم األمان في بيئة العمل‪ ،‬في حين لجأت (‪ )%3‬من الممرضات إلى‬
‫أخذ إجازة مرضية‪ ،‬في حين أن (‪ ،)%80‬لم تبلغ عن حوادث العنف التي وقعت ضدهن‪ .‬وقد أظهرت‬
‫الممرضات اللواتي تعرضن للعنف أنه تم االستعانة بزمالء العمل كجماعة مرجعية للدعم المعنوي والنفسي‬
‫وليس باإلدارة‪.‬‬

‫كما بينت أكثر من نصف الممرضات (‪ )%65‬وجود عدم الشعور باألمان في أقسام الطوارئ‪ ،‬كما أن‬
‫(‪ )% 89.8‬من أفراد العينة ترى أن هناك احتمالية عالية لحصول العنف تجاه الموظفين في أقسام الطوارئ‬
‫لكونها أول المستقبلين للحاالت الحساسة والتي قد تحتاج إلى عناية سريعة ونوعية‪ ،‬في حين وجد أن (‪73,7‬‬
‫‪ )%‬اعتقدوا أن نمط التوظيف والبيئة المادية لالستعجاالت كانت جهات غير كافية لمنع العنف‪ .‬وذكر‬
‫معظم الممرضات (‪ )% 83,5‬ضرورة التعرف على إدارة العنف والتعامل معه وذلك من اجل التعامل مع‬
‫حاالت العنف بشكل أفضل‪ ،‬في حين أوضحت (‪ )% 82,7‬منهن عدم تلقي أي تدريب من هذا القبيل‪ ،‬كما‬
‫بينت هذه النتائج التأثير السلبي لهذه الممارسات على الصحة والسالمة والشعور باألمن خالل العمل‪.11‬‬

‫‪ -2‬دراسة (‪:)Sabine et al 2010‬‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى استكشاف خبرات الممرضات ضد عنف المرضى والزوار‪ ،‬ومن ثم التعرف على‬
‫األخطار المهنية المعقدة بين مين الرعاية الصحية‪ ،‬مع مهنة التمريض بشكل عام‪ ،‬وقد استخدم المنهج‬
‫الوصفي المسحي لمالئمته لموضوع الدراسة‪ ،‬وتكونت عينة الدراسة من مجموعة من الممرضات (‪)291‬‬
‫من العامالت في أقسام سريريه مختلفة في المستشفيات العامة في سويسرا‪ ،‬وقد تم اختيار العينة بالطريقة‬
‫المسحية مستعرضة بأثر رجعي في عام (‪ .)2007‬ولتحقيق أهداف الدراسة استخدم االستبيان كأداة لجمع‬
‫البيانات وتم تفريغها وتحليلها باستخدام برنامج الحزمة االحصائية للعلوم االجتماعية (‪ .)spss‬وقد توصلت‬
‫الدراسة إلى أن (‪ )%72‬من الممرضات تعرضن للعنف اللفظي من المريض والزائر و (‪ )%42‬منهن‬

‫‪11‬‬
‫‪Pinar, Rukiye and Ucmak, Firdevs. (2010). Verbal and physical violence in emergency‬‬
‫‪departments: a nurse in Istanbul. Turkey. 2010 Blackwell Publishing Ltd, Journal of Clinical‬‬
‫‪Nursing, 20: 510-517.‬‬
‫‪10‬‬
‫البناء املنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫تعرضن للعنف الجسدي من الزوار والمرضى خالل األشهر ال (‪ )12‬الماضية‪ .‬كما أظهرت نتائج الدراسة‬
‫أن (‪ )%23‬من أفراد العينة تعرضوا للعنف الجسدي والذي ترتب عليه ضرورة الحصول على إجازة مرضية‬
‫لمدة يوم أو أكثر‪ .‬ولوحظ وجود خطر أعلى لعنف المريض والزائر مع الممرضات اللواتي يعملن مع الحاالت‬
‫المرضية في مجال المرض النفسي واالختالل العقلي‪.12‬‬

‫‪ -3‬دراسة (‪:)N. Samir et al 2010‬‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على أشكال العنف الواقع في مكان العمل تجاه ممرضات الالتي يعملن‬
‫في أقسام الوالدة وطب النساء‪ ،‬وتقييم تفاعلهن ومواقفهن من ذلك‪ .‬وقد أجرى الباحثون عام ‪ 2009‬دراسة‬
‫وصفية شملت (‪ )416‬ممرضة تم اختيارهن ممن يعملن في أقسام الوالدة وطب النساء في ثمانية مستشفيات‬
‫في القاهرة بمصر‪ ،‬وجمع الباحثون المعطيات باستخدام استبيان يم ذاتيا‪ ،‬وفق سلم ليكرت‪ ،‬لوضع اإلحراز‬
‫وتسجيل الصفات االجتماعية والديمغرافية‪ .‬ومدى التعرض للعنف في مكان العمل ونمط العنف وردود أفعال‬
‫الممرضات ومواقفهن منه‪ .‬وقد اتضح أن معظم الممرضات (‪ )86,1%‬منهن قد تعرضن للعنف في مكان‬
‫العمل‪ .‬ومثل أقارب المريضات المصدر األكبر للعنف (‪ ،)%38،5‬كما كان العنف النفسي أكثر أشكال‬
‫العنف شيوعا (‪ ،)% 78,1‬وذلك بدعوى اإلهمال (‪ ،)% 40,5‬وسوء ممارسة الممرضات (‪ .)%35,8‬وقد‬
‫استخدم ما ال يزيد على (‪ )%50‬من الممرضات النظام الرسمي لإلبالغ عن التعنيف‪ .‬واعتبرت غالبية‬
‫الممرضات (‪ )% 87.2‬أن العنف في مكان العمل تأثي ار سلبيا عليهن‪ .‬وتمس الحاجة إلى إعداد دالئل‬
‫إرشادية لحماية من يعمل في مجال التمريض‪.13‬‬

‫‪ -4‬دراسة (‪:)Kitaneh and Hamdan 2012‬‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى قياس أثر العنف وتقييم حجم وعوامل الخطر ضد الممرضين واألطباء العاملين‬
‫في خمسة مستشفيات عمومية في المنطقة الغربية | بفلسطين‪ .‬واستخدم الباحثان الدراسة العرضية المناسبة‪،‬‬

‫‪12‬‬
‫‪Sabine, H. Muller. M, Needham. I, Dassen, T. Kok, G. and Halfens, GJ. (2010). Factors‬‬
‫‪associated with patient and visitor violence experienced by nurses in general hospitals in‬‬
‫‪Switzerland: a cross-sectional survey. Blackwell Publishing Ltd, Journal of Clinical Nursing,‬‬
‫‪19, 3535-3546.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪Samir, N. Mohamed, R., E. Moustafa 1 and Abou Saif, H. (2013). Nurses' attitudes and‬‬
‫‪reactions to workplace violence in obstetrics and gynecology departments in Cairo hospitals.‬‬
‫‪Eastern Mediterranean Health Journal La Revue de Santé de la Mediterranean Orientale EMHJ,‬‬
‫‪18 (3).‬‬
‫‪11‬‬
‫البناء املنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫وتم توزيع أداة االستبيان في الفترة الممتدة من جوان إلى جويلية سنة ‪ ،2001‬على عينة عشوائية طبقية‬
‫متكافئة شملت (‪ )271‬طبيبا وممرضا‪ ،‬في حين تم استرجاع (‪ )240‬بنسبة مشاركة تقدر ب (‪.)% 88,6‬‬
‫ولتحليل البيانات تم استخدام كاف مربع االختبار الفروق في التعرض للعنف البدني وغير البدني وفقا‬
‫الخصائص المستجيبين‪ .‬وأظهرت نتائج الدراسة أن أغلبية المستجيبين (‪ )80,4%‬تعرضوا للعنف في االثني‬
‫عشرة شه ار األخيرة‪ ،‬ونسبة (‪ )20,8%‬عنف بدني‪ ،‬و (‪ )%59,6‬غير بدني‪ ،‬وعليه ال توجد فروق في‬
‫التعرض للعنف بين األطباء والممرضين‪ .‬كما بينت الدراسة أن الذكور هم األكثر عرضة للعنف البدني‬
‫مقارنة باإلناث‪ ،‬وان ذوي الخبرة اقل ومستوى تعليمي منخفض هم األكثر احتماال ليصبحوا ضحايا العنف‬
‫في العمل مقارنة باآلخرين‪.‬‬

‫كما بينت الدراسة أن اغلب مرتكبي العنف هم في الغالب أقارب المرضى أو القادمين لزيارتهم‪ ،‬يليهم‬
‫المرضى أنفسهم‪ ،‬ثم الزمالء فالمسؤولين‪ .‬وتلقى نصف الضحايا فقط نوعا من العالج‪ .‬فعدم اإلبالغ عن‬
‫العنف والتصريح به مشكلة عويصة تعود أساسا إلى نقص في إجراءات اإلبالغ عن الحوادث وعدم تلقي‬
‫المساندة والدعم اإلداري‪ .‬كما أن الخبرة السابقة للضحايا يرون أنه ال جدوى من اإلبالغ عن العنف طالما‬
‫السلطات لم تحرك ساكنا‪ ،‬أضف إلى ذلك الخوف من اإلجراءات المتخذة والعواقب‪ .‬وخلصت الدراسة أن‬
‫عمال الرعاية الصحية معرضون بشكل كبير لخطر حوادث العنف في المستشفيات العمومية الفلسطينية‪.‬‬
‫وعلى صانعي القرار أن يكونوا على دراية باألسباب المؤدية للعنف ونتائجه‪ .‬وان هناك حاجة ماسة للتدخل‬
‫من اجل حماية العاملين في مجال الصحة وتوفير بيئة عمل أمنة وصحية‪.14‬‬

‫‪ -5‬دراسة سليم القيسي (‪:)2016‬‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى التعرف على أسباب العنف و أشكال االعتداء على الكوادر الطبية في‬
‫المستشفيات الحكومية والخاصة في األردن‪ ،‬وقد تم استخدام منهج المسح االجتماعي حيث تم تصميم‬
‫استبانة لجمع البيانات األولية المتعلقة الموضوع الدراسة‪ ،‬تم توزيعها على عينة الدراسة التي بلغت (‪)300‬‬
‫موظف وموظفة من مختلف الكوادر الطبية و اإلدارية في المستشفيات الحكومية والخاصة في جميع‬
‫المستويات الوظيفية‪ ،‬وبعد تفريغ البيانات وتحليلها باستخدام برنامج الحزمة االحصائية للعلوم االجتماعية‬
‫(‪ ،)spss‬أظهرت الدراسة النتائج اآلنية‪ :‬وجود درجة مرتفعة ألسباب العنف في المستشفيات الحكومية‬

‫‪14‬‬
‫‪Kitaneh, M and Hamdan, M. (2012) Workplace violence against physicians and nurses in‬‬
‫‪Palestinian public hospitals. A crosssectional study, BMC Health Services Research, 12(469).‬‬
‫‪12‬‬
‫البناء املنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫والخاصة في األردن ومن أبرزها‪( :‬التسرع وغياب لغة الحوار‪ ،‬التعصب للرأي و عدم قبول رأي اآلخر‪،‬‬
‫والعصبية القبلية‪ ،‬وسيطرة الثقافة العشائرية) ووجود درجة مرتفعة ألشكال االعتداء على الكوادر الطبية في‬
‫المستشفيات الحكومية والخاصة في األردن ومن أبرزها‪ :‬االعتداء على ممتلكات الكوادر الطبية العامة داخل‬
‫المستشفى (كواجهات الزجاج‪ ،‬واألجهزة الطبية‪ ،‬واألثاث)‪ ،‬تهديد األطباء بالسجن برفع قضايا عليهم بسبب‬
‫األخطاء الطبية ورفع الصوت والصراخ وجها لوجه‪ .‬وأظهرت النتائج وجود فروق ذات داللة إحصائية عند‬
‫مستوى الداللة (‪ )0.05‬في أسباب العنف في المستشفيات الحكومية الخاصة في األردن تبعا لمتغير طبيعة‬
‫المهنة ولصالح مهنة طبيب‪ ،‬وعدم وجود فروق ذات داللة إحصائية عند مستوى الداللة (‪ )0,05‬في أسباب‬
‫العنف تبعا لمتغير الجنس‪ ،‬وعدم وجود فروق في أشكال االعتداء على الكوادر الطبية في المستشفيات‬
‫الحكومية والخاصة في األردن تبعا لمتغيري الجنس وطبيعة المهنة‪ .‬بناء على نتائج الدراسة أوصى الباحث‬
‫بضرورة قيام المسؤولين في المستشفيات الحكومية والخاصة باتخاذ اإلجراءات الكفيلة التي تحد من العوامل‬
‫المساهمة في العنف ضد الكوادر الطبية‪ ،‬وذلك من خالل تفعيل القوانين التأديبية بحق القائمين على العنف‪،‬‬
‫ووضع قوانين أشد صرامة للمخالفات المحتملة‪ ،‬ومحاربة المستشفيات الحكومية والخاصة للوساطة‬
‫والمحسوبية على كافة المستويات اإلدارية واألكاديمية على حد سواء‪.15‬‬

‫‪ -6‬دراسة ايديري وخلفان (‪:)2016‬‬

‫هدفت هذه الدراسة إلى معرفة مدى تعرض األطباء والممرضين العاملين بالمستشفى الجامعي ندير‬
‫محمد بتيزي وزو للضغط المهني من جهة والعنف النقدي في العمل من جهة أخرى كون أن هذين المتغيرين‬
‫من أهم األخطار النفسية االجتماعية في العمل‪ .‬وقد طبقت الدراسة على عينة عملية ال احتمالية مكونة من‬
‫(‪ )124‬فردا بمصلحتي الطب الباطني االستعجاالت الطبية والجراحية من مجتمع أصلي قدره (‪)1399‬‬
‫فردا‪ .‬واعتمد الباحثان على المنهج الوصفي المالئم الطبيعة الموضوع‪ ،‬بتطبيق استبيانين يتمثاالن في‬
‫استبيان (‪ )karasek‬للضغط المهني‪ ،‬و استبيان (‪ )leynatun‬للعنف التقادي في العمل‪ .‬وبعد تفريغ‬
‫البيانات وتحليلها باستخدام الحزمة اإلحصائية للعلوم االجتماعية (‪ )spss‬أظهرت نتائج الدراسة أن أفراد‬
‫العينة يتعرضون لمطلب نقدي مرتقع في عملهم وأن (‪ )37,9%‬من األطباء والممرضين يتعرضون للتوتر‬

‫القيسي‪ ،‬أسباب العنف وأشكال االعتداء على الكوادر الطبية في المستشفيات الحكومية والخاصة في األردن‪ ،‬األردن‪،‬‬ ‫‪15‬‬

‫المجلة األردنية للعلوم االجتماعية‪ ،‬المجلد ‪ ،9‬العدد ‪.2016 ،1‬‬


‫‪13‬‬
‫البناء املنهجي للدراسة‬ ‫الفصل األول‬

‫في عملهم حسب تعريف (‪ ،)karasek‬أي يعانون من حرية اتخاذ قرار ضعيفة مقترنة بمطلب تفادي‬
‫مرتفع‪ ،‬و(‪ )%31.45‬يعانون من التوتر المضاعف أي التوتر المقترن بالدعم االجتماعي الضعيف‪ .‬كما‬
‫تبين أن (‪ )%45.16‬من أفراد العينة يعانون من العنف النفسي في العمل حسب تعريف (‪ )leymann‬أي‬
‫من سلوكيات عدائية مستمرة ومتكررة على األقل مرة واحدة في األسبوع لمدة زمنية طويلة تتعدى الستة‬
‫أشهر‪ ،‬وخلصت الدراسة إلى تقديم جملة من اقتراحات تمثلت في الوقاية من األخطار النقدية االجتماعية‬
‫باالعتماد على مبادئ تدخل واضحة وصريحة مثل بماج الصحة في العمل‪ ،‬ترسيخ وتوضيح اإلطار‬
‫القانوني للصحة في العمل‪ ،‬تحسين عملية الكشف والتكفل بالضحايا وذلك بضرورة االعتراف باألمراض‬
‫النفسية ذات المصدر المهني وإدماجها في جدول األمراض المهنية في قانون الضمان االجتماعي‪.16‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صعوبات الدراسة‬

‫صعوبات الدراسة‪ :‬لقد واجهتنا عدة صعوبات في دراستنا هذه سواء في الجانب النظري أو الميداني‪ ،‬وبالرغم‬
‫من هذه الصعوبات واصلنا البحث والتحليل في دراستنا من خالل اإلحاطة بما تحصلنا عليه من معلومات‬
‫ومعطيات ومن بين الصعوبات نذكر‪:‬‬

‫‪.1‬نقص المراجع التي تساعدنا في بناء موضوعنا‪.‬‬

‫‪.2‬ذيق الوقت المخصص لتربصنا الميداني‪.‬‬

‫‪.3‬عدم العثور على دراسات سابقة‪.‬‬

‫‪.4‬قلة اإلحصائيات الحقيقية حول حجم الظاهرة ألنها حدثت في القطاع الخاص وليس العام‪.‬‬

‫‪.5‬صعوبة استقبال من طرف األطباء والممرضين بسبب كثافة العمل لديهم من طرف المرضى‪.‬‬

‫ابديري‪ ،‬األخطار النفسية االجتماعية في المؤسسة االستشفائية الجزائرية‪ ،‬دراسة ميدانية على أطباء وممرضي بعض‬ ‫‪16‬‬

‫مصالح المستشفى ندير محمد بتيزي وزو‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في علم النفس عمل وتنظيم‪ ،‬جامعة تيزي‬
‫وزو‪ ،‬الجزائر‪.2016 ،‬‬
‫‪14‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬العنف املمارس‬
‫ضد األطباء واملمرضين وأنواعه‬
‫العنف املمارس ضد األطباء واملمرضين وأنواعه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬تعريف العنف والعقوبات الخاصة به‬

‫المطلب األول‪ :‬تعريف العنف‬

‫‪ -1‬تعريف العنف لغة‪:‬‬

‫جاء في المعجم " لسان العرب" على أن العنف هو الفرق باألمر وقلة الرفق به وعليه‪ ،‬يعنف عنفا‬
‫وعنافة وأعنفه وعنفه تعنيفا‪ ،‬وهو عنيف إذا لم يكن رفيقا فيما ال يعطي على العنف‪ ،‬أما األعنف‪ :‬كالعنيف‪:‬‬
‫الذي ال يحسن الركوب ليس له رفق بركوب الخيل وأعنف الشيء‪ :‬أخذه بشدة‪ ،‬وأعتنف الشيء‪ :‬كرهه‪،‬‬
‫والتعنيف‪ :‬التوبيخ والتقريح واللوم‪ ،‬وعنف‪ :‬العين والنون والفاء أصل صحيح يدل على خالف الرفق‪ ،‬قال‬
‫الخليل‪ :‬العنف ضد الرفق‪ ،‬تقول عنف‪ ،‬يعنف‪ ،‬عنفا‪ ،‬فهو عنيف إذا لم يرفق في أمره‪.‬‬

‫يتبين من هذا المعنى‪ :‬أن كلمة عنف تشير إلى عبارات عدة كالخرق باألمر وقلة الرفق والشدة وهي‬
‫عبارات تحمل العديد من اإلشارات التي نجدها في تعريفات أخرى للعنف‪.‬‬

‫أما في اللغة الفرنسية فكلمة عنف «‪ »violence‬تعود أتيمولوجيا إلى الكلمة الالتينية «‪»violentia‬‬
‫والتي تشير إلى طابع غضوب شرس‪ ،‬جموح وصعب الترويض‪.‬‬

‫وكلمة «‪ »violentia‬من الناحية االشتقاقية (األصل) او ايتومولوجيا تنبعث منها عدة كلمات أو مقاطع‪،‬‬
‫وتأخذ كلها معاني القوة أو الشراسة بحيث تحتوي على الفعل «‪ »violare‬والذي يعني التعامل بالعنف‪ ،‬أي‬
‫بالخرق والتدنيس‪.‬‬

‫وفي اللغة االنجليزية فقد حدده قاموس ‪ Oxford‬بأنه‪ " :‬فعل إرادي متعمد يقصد الحاق الضرر أو التلف‬
‫أو تخريب أشياء‪ ،‬أو ممتلكات أو منشآت خاصة عن طريق استخدام القوة‪.17‬‬

‫وبناء على ما سبق‪ ،‬يمكن القول إن الداللة اللغوية لكلمة العنف في اللغة العربية أوسع من داللتها في‬
‫الفرنسية واالنجليزية‪ ،‬ففي األول‪ ،‬يشمل العنف إلى جانب استخدام القوة المادية‪ ،‬أمور أخرى ال تتضمن‬

‫اإلمام العالمة أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور اإلفريقي المصري‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬المجلد ا‬
‫الربع‪ ،‬دار‬ ‫‪17‬‬

‫صادر‪ ،‬بيروت‪ ،1997 ،‬ص ‪.444‬‬


‫‪16‬‬
‫العنف املمارس ضد األطباء واملمرضين وأنواعه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫استخداما فعليا للقوة ‪ -‬أما في الثانية‪ ،‬فالعنف يقتصر على االستخدام الفعلي للقوة المادية‪ .‬ويعرف ر‪ .‬موث‬
‫العنف بأنه‪ " :‬كل تدخل بصورة خطرة في حرية اآلخر وتحاول أن تحرمه حرية التفكير والرأي والتقرير"‪.18‬‬

‫وذكرت " الموسوعة الفلسفية العربية " أن العنف هو‪ " :‬أي فعل يعمد فاعله إلى اغتصاب شخصية‬
‫اآلخرين‪ ،‬وذلك بإقحامها إلى عمق كيانها الوجودي ويرغمها على أفعالها وفي مصيرها‪ ،‬منتزعا حقوقها أو‬
‫ممتلكاتها أو اإلثنين معا‪.‬‬

‫أما قاموس الخدمة االجتماعية يعرف العنف بأنه‪ " :‬القسوة والممارسة المكثفة للقهر والقوة وعادة ما ينتج‬
‫عنها إصابة أو تدمير‪"....‬‬

‫ويعرف الالند في موسوعته الفلسفية مفهوم العنف بأنه‪ ":‬سمة ظاهرة أو عمل عنيف بالمعاني‪ ،‬وهو‬
‫االستخدام غير المشروع أو على األقل غير القانوني‪ :‬ويربط أيضا (ال الند) بين العنف وبين االنتقام (الثأر)‬
‫والذي يعني بهما‪ -‬اشتقاقا ‪ -‬عقابا أو ثأ ار ‪ -‬لكن بنحو أخص هو رد فعل عفوية من الضمير األخالقي‬
‫المهان‪ ،‬الذي يطالب بمعاقبة جريمة‪.‬‬

‫اما القاموس الفرنسي المعاصر ‪ Le Robert‬يشير إلى أن العنف هو‪" :‬التأثير على الفرد وإرغامه دون‬
‫إرادته وذلك باستعمال القوة واللجوء إلى التهديد "‪'.‬‬

‫وهكذا يتبين من هذه التعريفات اللغوية المختصرة بأن في صلب كلمة العنف توجد فكرة القوة‪ ،‬وأن‬
‫ممارستها ضد شيء ما أو شخص ما هو الذي يعطيها طابع العنف‪.‬‬

‫إن مفهوم العنف تشكل تدريجيا في المعاجم اللغوية‪ ،‬أيضا في الدراسات واالختصاصات الفكرية‬
‫والميدانية التي تناولته‪ ،‬حيث انفصل في الفكر المعاصر عن مجال الطبيعة واآللهة‪.‬‬

‫وأصبح يعرف باعتباره ظاهرة خاصة باإلنسان ككائن اجتماعي‪ ،‬يتفاعل مع غيره ضمن نزاعات اجتماعية‬
‫واقتصادية وسياسية‪ ،‬ويؤكد الباحثون الذين تناولوا موضوع العنف أن اللبس الذي أحاط بمحاوالت التعريف‪،‬‬

‫الدرسات للوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪ ،1992 ،‬ص‬


‫حسين توفيق إبراهيم‪ ،‬ظاهرة العنف السياسي في النظم العربية‪ ،‬مركز ا‬ ‫‪18‬‬

‫‪.43‬‬
‫‪17‬‬
‫العنف املمارس ضد األطباء واملمرضين وأنواعه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يعود من جهة إلى تعدد دالالت المفهوم وتنوع المضامين التي تشير إليها‪ ،‬ومن جهة أخرى إلى اختالف‬
‫المنطلقات والتخصصات المعرفية التي تناولته‪ ،‬حيث يمكن أن ينظر إليه من زوايا أو نواحي مختلفة‪.19‬‬

‫‪ -2‬تعريف العنف اصطالحاً‬

‫ُيشير مفهوم العنف حسب معجم مصطلحات العلوم االجتماعية إلى تلك الظاهرة المتمثلة باالستخدام‬
‫المفرط للقوة بصورة غير مباحة شرعاً أو قانوناً‪ ،‬من قبل فرد أو مجموعة من األفراد بقصد إجبار اآلخرين‬
‫على االنصياع لرغباتهم أو تبني أفكارهم ورؤيتهم الخاصة لألمور الحياتية المختلفة‪ ،‬األمر الذي ينتج عنه‬
‫تبعات اجتماعية خطيرة‪ ،‬فتعم الفوضى في المجتمع‪ ،‬وتنتشر مشاعر البغض والعدائية بين أف ارده‪.‬‬

‫فلسفيا‬
‫ً‬ ‫‪ -3‬تعريف العنف‬

‫ُيعرف العنف في الفلسفة وفق عدة نظريات ومن أهمها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -1-3‬نظريات التفسير الوراثي‪:‬‬

‫ُيعرف العنف بالوراثة على َّأنه وراثة عامل أو عدة عوامل تجعل الفرد أكثر قابلية و‬
‫استعدادا للعنف‪،‬‬
‫ً‬
‫وتشير نظرية فرويد إلى َّ‬
‫أن العنف غريزة يولد الفرد وهي متواجدة معه‪ ،‬وتنقسم الغرائز إلى نوعين األول‬
‫غرائز الحب‪ ،‬وتتضمن الغرائز الجنسية‪ ،‬وأطلق عليها العالم فرويد اسم (آيروس ‪ ،)Eros‬والثانية غرائز‬
‫التدمير والتي تسعى إلى إنهاء الحياة وهدمها وأطلق عليها اسم (ثانتوس ‪ ،)Thantos‬وتفترض نظرية كونراد‬
‫أن العنف غريزة ودافع فطري موروث‪ ،‬ويجب أن يمتلك الفرد هذه الغريزة للدفاع عن ِ‬
‫نفسه ضد اآلخرين‪،‬‬ ‫َّ‬
‫أو للبدء بصيد الحيوانات للحصول على الغذاء‪.20‬‬

‫‪ -2-3‬نظريات التفسير البيئي‪:‬‬

‫تمنح نظرية التفسير البيئي أهم العوامل البيئية التي ساهمت بظهور العنف ومن هذه النظريات‪:‬‬

‫أميمة منير جادو‪ ،‬العنف المدرسي (بين األسرة والمدرسة واإلعالم)‪ ،‬دار السحاب‪ ،‬القاهرة‪ ،2005 ،‬ص ‪.4‬‬ ‫‪19‬‬

‫التصورت االجتماعية للعنف الرمزي من خالل الكتابات الجدارية‪ ،‬مذكرة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة‬
‫ا‬ ‫عامر نورة‪،‬‬ ‫‪20‬‬

‫منتوري‪ ،‬قسنطينة‪ ،2005 ،‬ص ‪.67‬‬


‫‪18‬‬
‫العنف املمارس ضد األطباء واملمرضين وأنواعه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫نظرية اإلحباط‪ :‬ومن أشهر علمائها العالم نيل ميلر‪ ،‬والعالم روبرت سيزر‪ ،‬وقد ركزوا باهتمامهم على‬
‫كمثير للعدوان‪ ،‬ويشار إلى َّ‬
‫أن اإلحباطات‬ ‫الجوانب االجتماعية للسلوك‪ ،‬إذ يرتبط اإلحباط بالعنف بشكل كبير ُ‬
‫يسبقه إحباط‪.‬‬
‫ُ‬ ‫تزيد من حدة العنف لدى األشخاص‪ ،‬وال يوجد عنف ال‬

‫النظرية السلوكية‪ :‬وتشير هذه النظرية إلى َّ‬


‫أن العنف سلوك مكتسب يمكن تعديله من خالل استخدام عدة‬
‫طرق‪ ،‬وهي إعادة التعليم و ُّ‬
‫التعلم‪.‬‬

‫أن‬
‫النظرية الفسيولوجية‪ :‬وترتكز النظرية على األمزجة األربعة وهي المائي‪ ،‬والهوائي‪ ،‬والترابي‪ ،‬والناري‪ ،‬و ّ‬
‫الهرمونات في الجسم لها تأثير واضح في مزاج اإلنسان‪.‬‬

‫النظرية االجتماعية‪ :‬وتشير نظرية ألفريدوا باندو ار إلى َّ‬


‫أن العنف سلوك يتم تعلمه بالخبرة المباشرة‪ ،‬والتي‬
‫في أغلب األوقات تكون مؤلمة وضارة وتسعى لتوليد العدوان والدفاعية‪.‬‬

‫أن هناك أشخاص يرون األفراد على َّأنهم دمى أو آالت أو‬ ‫نظرية استهداف العنف‪ :‬وترى هذه النظرية َّ‬
‫ً‬
‫أن غالبية هؤالء األشخاص يكونون‬ ‫حتى أدوات‪ ،‬أو َّأنهم أشخاص ال يستحقون الحياة‪ ،‬وتجدر اإلشارة إلى َّ‬
‫شديدي التحسس والنقد المتسرع‪.21‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬العقوبات الخاصة بالعنف في المؤسسات االستشفائية الخاصة‬

‫دفعت االعتداءات اللفظية والجسدية التي يتعرض لها موظفو الصحة‪ ،‬من أطباء وممرضين ومختلف‬
‫األعوان‪ ،‬بشكل مستمر‪ ،‬وازدياد حدتها مؤخ ار مع تبعات تفشي فيروس “كورونا” المستجد‪ ،‬النقابات المهنية‬
‫إلى التنديد بهذه السلوكيات‪ ،‬وطالبت بضرورة توفير حماية أوسع داخل المستشفيات والمراكز الصحية‪ ،‬كما‬
‫دعت المواطنين الى التحلي بالحكمة والصبر في مواجهة أزمة كورونا‪ ،‬في حين اعتبر قانونيين أن مثل‬
‫تلك السلوكيات من االعتداء على األطقم الطبية أو تصوير فيديوهات مسيئة للمستشفيات وللمهنيين‪ ،‬هي‬
‫مساس بحرمة المؤسسات والموظفين‪ ،‬تدخل تحت طائلة الجنح التي يعاقب عليها القانون وقد تصل عقوبتها‬
‫إلى السجن بثالث سنوات‪.‬‬

‫‪ 21‬محمد جواد رضا‪ ،‬ظاهرة العنف في المجتمعات المعاصرة‪( ،‬تفسير سوسيو سيكولوجي في علم الفكر)‪ ،‬مجلة دورية تصدرها‬
‫وزرة اإلعالم الكويتي‪ ،‬المجلد ‪ ،5‬العدد‪ ،1974 ،03 :‬ص ‪.147‬‬
‫ا‬
‫‪19‬‬
‫العنف املمارس ضد األطباء واملمرضين وأنواعه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫تفاقمت ظاهرة االعتداءات اللفظية والجسدية على األطقم الطبية وشبه الطبية واإلداريين وحتى المواطنين‬
‫داخل المستشفيات مؤخ ار بشكل كبير‪ ،‬ورغم أن هذه السلوكيات ليست بالجديدة‪ ،‬إال أن حدتها زادت مع‬
‫تفشي فيروس كورونا المستجد‪ ،‬من قبل عائالت بعض المرضى أو ضحايا الوباء‪ ،‬ممن ال يطيقون صب ار‬
‫انتظار إتمام االجراءات الخاصة بتسليم جثث الضحايا وفق التدابير الوقائية المعمول بها‪ ،‬أو ممن يعترضون‬
‫على أسلوب العناية الصحية التي يتالقاها أهلهم من مرضى هذا الفيروس داخل المستشفيات والمصحات‪،‬‬
‫وهي السلوكيات التي تبقى ال مبرر لها مهما كانت الحجج ومهما كانت النقائص التي قد تسجل داخل هذه‬
‫المستشفيات‪ ،‬خصوصا في ظل الوضعية الصحية التي عاشتها البالد في جائحة كورونا‪ ،‬والتي استنزفت‬
‫خاللها األطقم الطبية كامل قواها في محاربة هذا الوباء‪ ،‬مع تزايد حاالت اإلصابات يوميا وما يرافقها من‬
‫تزايد الضغط النفسي والجسدي على هذه الفئة‪.‬‬

‫ولم تقتصر حاالت االعتداء على األطباء والممرضين وعمال الصحة‪ ،‬في والية أو جهة معينة فقط من‬
‫الوطن‪ ،‬بل امتدت لتشمل العديد من المصحات والمستشفيات‪ ،‬كما لم تقتصر االعتداءات على اإلساءة‬
‫الشفوية والشتم وتصوير فيديوهات مسيئة للمستشفيات وعمالها‪ ،‬بل تعدتها إلى االعتداءات الجسدية‪ ،‬ما‬
‫يجعل حياة هؤالء مهددة‪ ،‬ففي مثل حاالت االعتداءات اللفظية وتصوير فيديوهات‪ ،‬قد سجل مثال عن ذلك‬
‫في كل من مستشفى المدية‪ ،‬المسيلة‪ ،‬وهران وغيرهم‪ ،‬أما حاالت االعتداءات الجسدية‪ ،‬فقد سجلت حاالت‬
‫مثل تلك التي حدثت في مستشفى البويرة‪ ،‬حيث قام مدير مستشفى نفسه من الطابق األول بعد تهجم أهالي‬
‫أحد ضحايا كوفيد‪ 19-‬على مكتبه وطالبوه بتسليم الجثة قبل إتمام إجراءات التسريح‪ ،‬إضافة الى تعرض‬
‫طبيب بمستشفى عنابة العتداء جسدي من قبل بعض المواطنين إضافة إلى اعتداءات في عدة مراكز‬
‫صحية‪.22‬‬

‫وقد اعتمدت الجزائر عقوبات جنائية تصل إلى الحبس إلى ‪ 10‬سنوات على مرتكبي االعتداء اللفظي‬
‫ضد العاملين في قطاع الصحة‪ ،‬وسط تزايدها تزامناً مع تدفق المرضى منذ ظهور وباء كوفيد‪-‬‬
‫أو الجسدي ّ‬
‫‪.19‬‬

‫رزيقة‪ .‬خ‪ ،‬بعد جملة من االعتداءات الجسدية واللفظية ضد األطقم الطبية‪ :‬الدولة تتد ّخل لحماية مستخدمي الصحة‪،‬‬ ‫‪22‬‬

‫جريدة الجزائر‪ 15 ،‬يوليو ‪.2020‬‬


‫‪20‬‬
‫العنف املمارس ضد األطباء واملمرضين وأنواعه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫وبحسب بيان نشر على وكالة األنباء الجزائرية‪ ،‬اعتمد مجلس الوزراء الجزائري "مشروع األمر المعدل‬
‫والمتمم لقانون العقوبات‪ ،‬الرامي إلى ضمان أحسن حماية لمستخدمي الصحة"‪.‬‬

‫وبموجب البند القانوني الجديد‪ ،‬يعاقب في حالة االعتداء اللفظي ضد عاملين في قطاع الصحة بالحبس‬
‫من سنة واحدة إلى ثالث سنوات‪ ،‬وعلى االعتداء الجسدي بالحبس من ‪ 3‬إلى ‪ 10‬سنوات‪ .‬وفي حال وفاة‬
‫المعتدى عليه‪ ،‬يواجه المعتدي عقوبة بالحبس المؤبد‪.‬‬

‫ويعاقب القرار أيضاً على "تخريب األمالك والتجهيزات الطبية" بالحبس من عامين إلى ‪ 10‬أعوام وغرامة‬
‫مالية كبيرة‪.23‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أنواع العنف الممارس على األطباء والممرضين في القطاع الخاص وأسبابه‬

‫المطلب األول‪ :‬أنواع العنف‬

‫‪ -1‬العنف المعنوي (اللفظي والنفسي)‪:‬‬

‫العنف المعنوي هو كل فعل مؤذ نفسية‪ ،‬ويتخذ عدة صور وهي كاآلتي‪:‬‬

‫‪ -1-1‬العنف اللفظي‪ :‬يعد العنف اللفظي أكثر أشكال العنف شيوعا في المجتمع‪ ،‬ولم يعاقب القانون عليه‪،‬‬
‫لصعوبة قياسه وضبطه ‪24‬وهو الذي يقف عند حدود الكالم دون مشاركة الجسد‪ ،‬ويتمثل في‪ :‬شتم األخرين‪،‬‬
‫أو وصفهم بصفات سيئة‪ ،‬أو مناداتهم بما يكرهون‪ ،‬أو قذفهم بالسوء‪ ،‬أو مخاطبتهم بصوت صارخ‪ ،‬ومؤذ‬
‫‪25‬‬
‫أو إحراجهم مع ما يرافق ذلك من مظاهر الغضب والوعيد‪.‬‬

‫دحماني لخضر‪ ،‬تفعيل تشديد العقوبات في حق المعتدين على مهنيي الصحة‪ ،‬مقال إلكتروني‪ ،‬الشروق أونالين‪07 ،‬‬ ‫‪23‬‬

‫يوليو ‪.2020‬‬

‫قضاة محمد وسلوم صفية‪ ،‬العنف األسري وأثره على صحة األسرة‪ ،‬الكويت‪ ،‬مجلة علوم الشريعة والقانون‪ ،‬مجلد (‪،)33‬‬ ‫‪24‬‬

‫عدد ‪ ،2016 ،1‬ص ‪.15‬‬


‫النمر اسعد‪ ،‬في سيكولوجية العدوان‪ ،‬دارسة نظرية‪ ،‬بيروت‪ ،‬المؤسسة الجامعية للدراسات‪.1995 ،‬‬ ‫‪25‬‬

‫‪21‬‬
‫العنف املمارس ضد األطباء واملمرضين وأنواعه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪26‬‬
‫‪ -2-1‬العنف التنفسي‪ :‬يقصد بالعنف النفسي ممارسة سلوك إيذائي يرمز إلى احتقار األخرين وأهانتهم‬
‫ويمكن أن يأخذ العنف النفسي أنماط متعددة مثل‪: 27‬‬

‫‪ -‬إيذاء المشاعر واهمالها‪ ،‬وعدم االهتمام‪ ،‬وإهمال التواصل‪.‬‬

‫‪ -‬اإلذالل (الحط من القدر)‪ ،‬مثل إذالل الكوادر الطبية بحضور اآلخرين‪.‬‬

‫‪ -‬االستغالل‪.‬‬

‫‪ -2‬العنف الجسدي (المادي)‪:‬‬

‫يعرف العنف الجسدي بأنه العدوان الذي يشترك فيه اإلنسان جسديا على األخر ومن أمثلته‪ :‬الضرب‪،‬‬
‫والرفس‪ ،‬والدفع‪ ،‬والقتل بالسالح‪.28‬‬

‫ويعد العنف الجسدي من أكثر أشكال العنف وضوحا‪ ،‬وذلك ألنه يتم باستخدام أعضاء الجسد الظاهرة‬
‫مثل األيدي‪ ،‬واألرجل‪ ،‬وأدوات يمكنها ترك آثار واضحة على جسد المعتدي عليه‪ ،‬ويعاقب القانون على‬
‫العنف الجسدي ومن أشكاله الصفع والدفع‪ ،‬والركل بالرجل‪ ،‬واللكم باليد‪ ،‬وشد الشعر‪ ،‬والرمي أرضا‪ ،‬والعض‪،‬‬
‫والخنق‪ ،‬واستخدام اآلالت الحادة‪ ،‬والقتل‪ ،‬واالعتداء‪ ،‬أو التحرش الجنسي‪.29‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أسباب العنف‬

‫إن ما نرى ونشاهده من مظاهر للعنف يدعو الجميع منا للبحث عن ماهية هذا العنف وأسبابه فهل هو‬
‫وليد اللحظة أم أنه فطري وغريزي في طبيعة الكائن البشري وسلوكه؟ أم يتولد وينفجر لحظة ما ألسباب‬
‫ضاغطة ودافعة لدى الفرد وهل هذا العنف البد منه لتلبية رغبة كامنة في نفسية من يمارسه والذي قد يكون‬
‫شخصا عاديا متوازنا في شخصيته وقد يكون مجرما غير سوي يعاني من اضطرابات نفسية؟ فما يهم أكثر‬
‫هو نوع العنف الممارس في المستشفيات ولماذا ازدادت هذه الظاهرة في اآلونة األخيرة وهل من دوافع‬

‫بدر جميل سليم‪ ،‬أشكال العدوان الصفي في المرحلة االبتدائية‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة اليرموك‪،1989 ،‬‬ ‫‪26‬‬

‫ص ‪.5‬‬
‫‪ 27‬أبو عليا محمد مصطفى‪ ،‬أثر العنف الطبي في درجة شعور المرضى بالقلق وتكيفهم‪ ،‬عمان‪ ،‬مجلة العلوم التربوية‪ ،‬مجلد‬
‫(‪ ،)28‬عدد ‪ ،2001 ،1‬ص ‪.22‬‬
‫بدر جميل سليم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.6‬‬ ‫‪28‬‬

‫قضاة محمد وسلوم صفية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.16‬‬ ‫‪29‬‬

‫‪22‬‬
‫العنف املمارس ضد األطباء واملمرضين وأنواعه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫جعلت من الظاهرة شيئا البد منه للحصول على حق في العالج أو انتقاما من الطبيب أو الممرض أو‬
‫القابلة عند رفض أحدهم تقديم العالج أو تأخيره أو التسبب في موت المريض؟ ويكون العنف بالضرب أو‬
‫الشتم وهو األداة اآلنية والمتوفرة في الحال لتلبية الرفض الكامن في نفسية الجاني أو األشخاص األسوياء‬
‫لفقدهم لعزيز عليهم مثال‪.‬‬

‫هذا وقد كشف تقرير عن رابطة حقوق اإلنسان مؤخ ار ّ‬


‫أن الوضع الذي تمر به المستشفيات بالجزائر‬
‫أصبح كارثيا في السنوات األخيرة مقارنة بالسبعينات فبعد مرور عدة سنوات من هذا االصالح الوهمي‬
‫للمستشفيات لم يسجل أي تحسن ملحوظ من حيث التسيير والتنظيم‪.‬‬

‫حيث تم صرف أكثر من ‪ 70‬مليار دوالر خالل ‪ 11‬سنة الماضية على قطاع الصحة في الجزائر ما‬
‫يعادل ميزانية التسيير لعدة بلدان إفريقية مجتمعة لكن تبقى المردودية والنوعية مغيبة وضعيفة من عدة‬
‫نواحي تتصدرها سوء ظروف االستقبال ثم قلة العناية الصحية والتكفل الحقيقي بالمرضى والمصابين وكذلك‬
‫أي‬
‫أن قاصدي المؤسسات الصحية لم يلمسوا ّ‬
‫نقص األدوية وطول الطوابير أمام تجهيزات التشخيص حيث ّ‬
‫أثر يرفع من مستوى التكفل الصحي‪.30‬‬

‫ويمكن سرد أسباب العنف في المستشفيات وهي‪:‬‬

‫أ‪ .‬نقص الممرضين أو األطباء على مستوى المصلحة االستشفائية أو المستشفى بصفة عامة وهذا‬
‫النقص من شأنه أن ينشأ عنه حالة ضغط على الممرضين واألطباء القالئل مما يتسبب لهم في‬
‫حالة توتر نفسي تؤدي بالتكرار إلى الفشل وبالتالي الهروب نحو االستقالة أو تغيير مكان العمل‬
‫الذي يتواجد به ضغط أكثر مثل مصالح االستعجاالت الى مصالح أخرى تقل فيها الضغوطات‬
‫وبالتالي ترك المنصب شاغرا‪.‬‬
‫ب‪ .‬نقص أو عطب في األجهزة الطبية المهمة أو نقص في مواد التحاليل الطبية ما يجعل المرضى‬
‫يتذمرون من هذا العجز ويتحول صبرهم إلى عنف في مساءلة منهم عن تخصيص ميزانيات كبيرة‬
‫للعالج ولكن المستشفى ال يحتوي على أقل اإلمكانيات الطبية وأبسطها‪.‬‬

‫‪ 70‬مليار دوالر تصرف على قطاع الصحة‪ :‬سوء االستقبال وطول الطوابير للتشخيص تثير غضب المريض‪ ،‬مقال‬ ‫‪30‬‬

‫منشور في جريدة الجنوب الجزائر عدد تشرين الثاني ‪.2015‬‬


‫‪23‬‬
‫العنف املمارس ضد األطباء واملمرضين وأنواعه‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ت‪ .‬بعض العنف يتسبب فيه أشخاص مرافقين للمريض ربما يعود العنف لتركيبة شخصيتهم العدوانية‬
‫أو أنهم يتعاطون مخدرات تؤثر على سلوكهم اآلني خاصة عند تواجدهم بالمستشفى والمالحظ أن‬
‫الظرف المشدد لمثل هذا العنف أنه غالبا ما يتزامن مع فترة الليل وهو ظرف مشدد للفعل اإلجرامي‬
‫حينما يتعرض طبيب أو قابلة للضرب وللشتم الغير مبررين فهو راجع لتأثير المهلوسات والخمور‪.‬‬
‫ث‪ .‬أحيانا يتأتى العنف بسبب سوء استقبال المريض ومرافقيه إذ يتذرع عون االستقبال بكثرة عدد‬
‫المرضى أين يتفاجأ المريض بإلغاء موعده مع الطبيب وهنا تثور ثائرة المريض أو مرافقيه خاصة‬
‫إن كان قدومه من منطقة بعيدة وقد قضى آالف الكيلومترات ليتفحصه الطبيب أو لتجري له عملية‬
‫جراحية ويتم التأجيل‪.31‬‬

‫سميرة بيطام‪ ،‬أسباب العنف في المستشفيات الجزائرية وآليات مكافحة الظاهرة‪ ،‬مقال في جريدة أخبار اليوم‪ 11 ،‬أوت‬ ‫‪31‬‬

‫‪.2017‬‬
‫‪24‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬الجهود املبذولة‬
‫للحد من العنف ومكافحته في‬
‫املؤسسات االستشفائية‬
‫الجهود املبذولة للحد من العنف ومكافحته في املؤسسات االستشفائية الخاصة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث األول‪ :‬مجهودات مبذولة للحد من العنف‬

‫المطلب األول‪ :‬جهود مجتمعية‬

‫إن التصدي لظاهرة العنف ال يقتصر على طرف دون اآلخر‪ ،‬وإنما يتطلب ضرورة تضافر جهود كل‬
‫الفاعلين في المجتمع من جمعيات وسلطات معنية ورجال إعالم واألئمة في عملية التحضير والتربية لخلق‬
‫مجتمع متوازن ال يسوده الفوضى والعنف ولتحقيق ذلك يجب‪:‬‬

‫‪ -‬ضرورة القيام بدراسات سوسيولوجية ونفسية وافية ومعمقة حول ظاهرة العلف حتى تعطينا فكرة عن‬
‫مواطن وقوع هذه الظاهرة سواء داخل المدن أو األرياف وكذا معرفة مختلف الفئات العمرية التي تمسها‬
‫بكثافة ظاهرة العنف من شباب‪ ،‬كهول وشيوخ‪ ،‬اآلن أن هذه المعطيات تساعد على وضع إستراتيجية للتحكم‬
‫في هذه الظاهرة‪.‬‬

‫‪ -‬الحل التربوي ونشر الثقافة الدينية عن طريق التنشئة االجتماعية السليمة ونشر ثقافة الحوار في الوسط‬
‫األسري واالجتماعي مع إدراك خطورة إغفال المناهج التربوية المفردات التربية المدنية والحضارية وإعادة‬
‫النظر في بعض األفكار والقراءات‪ ،‬التي أدى فهمها يوما ما إلى تبني أفكار وأحكام ال تنسجم وروح الدين‬
‫ومقاصده في التعامل مع اآلخر‪.‬‬

‫‪ -‬كما أنه البد أن تقوم الوسائل اإلعالمية بأدوارها التربوية بدال من االستمرار في مسلسل الهدم‪ ،‬عبر ما‬
‫يبثه اإلعالم المرئي‪ ،‬خاصة من مسلسالت العنف‪.‬‬

‫‪ -‬مقاومة ظواهر التمييز االجتماعي والطبقي والعنصرية والتعصب بشتى صوره والكراهية‪ ،‬والثأر‪ ،‬بتعاون‬
‫الجهات ذات العالقة من تربية وأعالم وأمن وقضاء وأوقاف (مسجد)‪ ،‬كما إن سعي الوجهاء والمصلحين‬
‫إلى احتواء الخالفات العائلية واالجتماعية الخاصة من شأنه أن يقلل كذلك من فرص تقبل أفكار العنف‪،‬‬
‫التي ال تجد لها استجابة إال في األوضاع الشاذة وغير الطبيعية‪.‬‬

‫‪ -‬المشاركة السياسية ومبدأ التداول على السلطة وهذا يتطلب من السلطة السياسية إعادة النظر في سياستها‬
‫تجاه مسألة مشاركة غيرها معها‪ ،‬وذلك بتوفير النية السليمة‪ ،‬واالستعداد الصادق للقبول بالمبدأ وتحكيم‬
‫صندوق االقتراع بعيدا عن الممارسات التي يشكو منها الجميع‪ ،‬في محاولة الحصول على الغالبية بأي‬

‫‪26‬‬
‫الجهود املبذولة للحد من العنف ومكافحته في املؤسسات االستشفائية الخاصة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫ثمن‪ ،‬ثم تحكيم مبدأ التداول السلمي للسلطة وإفساح المجال أكثر للتعبير عن الرأي وفتح أبواب الحريات‬
‫العامة في ظل االتفاق على القواسم المشتركة والثوابت الدينية والوطن‪.32‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬جهود شخصية للفرد تفادي لممارسة العنف‬

‫‪ 32‬هيفاء أحمد محمد‪ ،‬ظاهرة العنف السياسي في الوطن العربي‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬كلية العلوم السياسية‪ ،‬جامعة‬
‫بغداد‪ ،1998 ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪27‬‬
‫الجهود املبذولة للحد من العنف ومكافحته في املؤسسات االستشفائية الخاصة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫المبحث الثاني‪ :‬دور األمن والقطاع الخاص في مكافحة العنف‬

‫المطلب األول‪ :‬دور األمن في الحد من العنف‬

‫وقع رئيس الجمهورية عبد المجيد تبون‪ ،‬في عام ‪ 2020‬األمر المعدل والمتمم لقانون العقوبات‪ ،‬الذي‬
‫صادق عليه مجلس الوزراء في اجتماعه األخير‪ ،‬حسب ما أفاد به بيان لرئاسة الجمهورية‪.‬‬

‫وتضمنت األحكام الجديدة حسب بيان الرئاسة‪ ”:‬توفير الحماية الجزائية لجميع المستخدمين بالمؤسسات‬
‫الصحية العامة والخاصة من االعتداءات اللفظية والجسدية‪ ،‬وكذلك معاقبة تخريب األمالك العقارية والمنقولة‬
‫لمؤسسات الصحة‪ ،‬واستغالل شبكات التواصل االجتماعي للمس بكرامة المريض واالحترام الواجب للموتى”‪.‬‬

‫وفي السياق ثمن األمين العام لنقابة الشبه طبي غاشي لوناس توقيع الرئيس لقانون حماية مستخدمي‬
‫الصحة‪ ،‬مؤكدا أن هذه الخطوة ستضع حدا لالعتداءات على هؤالء بنسبة كبيرة‪.‬‬

‫وأوضح لوناس في اتصال بيومية الحوار‪ ،‬أن‪ ”:‬الخطوة ايجابية‪ ،‬طالبنا بها منذ مدة وانتظرنا تجسيدها‬
‫لسنوات‪ ،‬من أجل أن يكون هناك قانون يحمي كافة مستخدمي الصحة بما فيهم الشبه طبيين وكل عمال‬
‫المؤسسات االستشفائية “‪.‬‬

‫وأضاف ذات المتحدث قائال‪ ”:‬البد من أن يكون هناك قانون يحمي الطبيب والممرض وكل عمال‬
‫المؤسسات االستشفائية ‪ ،‬بالنظر إلى االعتداءات المتكررة التي يتعرضون لها طيلة سنوات مضت‪ ،‬ومن‬
‫جانب آخر على عمال الصحة( ليس الكل ) تفهم المواطن والتعامل معه بالشكل المناسب‪ ،‬لتجنب تطور‬
‫األوضاع‪ ،‬والوصول إلى مرحلة االعتداءات الجسدية “‪.‬وعن مدى نجاعة هذا القانون وفعاليته في الحد‬
‫من ظواهر االعتداءات ‪ ،‬يؤكد األمين العام لنقابة شبه الطبيين أن ‪ ”:‬القانون سيضع حدا لالعتداءات على‬
‫عمال الصحة بنسبة ‪ 80‬بالمائة ‪ ،‬على أن يتم تطبيقه بشكل صارم وان تتكفل إدارة المستشفيات بكافة‬
‫الخطوات في هذه الحالة لحماية منتسبيها ‪ ،‬كل هذا باإلضافة إلى أن هذا القانون سيحمى المرضى أيضا”‪.‬‬

‫وبدوره أعرب رئيس الهيئة الوطنية لترقية الصحة وتطوير البحث مصطفى خياطي عن ارتياحه لدخول‬
‫قانون حماية عمال الصحة حيز التنفيذ‪ ،‬مؤكدا أنه كان المطلب األساسي لهم منذ سنوات‪.‬‬

‫ومن خالل تجسيد هذا القانون على أرض الميدان‪ ،‬ستعرف االعتداءات على األطباء تراجعا بالتأكيد‬
‫ولو على المدى البعيد‪ ،‬لكن ال يجب إلقاء اللوم على المواطن أو المريض وحده‪ ،‬ويتوجب تحسين تكوين‬

‫‪28‬‬
‫الجهود املبذولة للحد من العنف ومكافحته في املؤسسات االستشفائية الخاصة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫األطباء سيكولوجيا لتفهم وضعية المريض وألمه الذي يؤدي إلى النرفزة في كثير من األحيان‪ .‬وأكد رئيس‬
‫الهيئة أن‪ ”:‬قانون حماية عمال الصحة كان مطلبا منذ سنوات عديدة‪ ،‬فقد قمنا كأطباء بأول إضراب سنوات‬
‫السبعينيات إثر اعتداء أحد المواطنين على طبيبة وطالبنا بقانون يحمينا‪ ،‬ومنه نعتبر صدور هذا القانون‬
‫خطوة إلى األمام”‪.‬‬

‫وفي ذات السياق‪ ،‬يتضمن النص النهائي عقوبات صارمة ضد المعتدين “قد تصل إلى السجن المؤبد‬
‫في حالة وفاة الضحية‪ ،‬بينما تتراوح عقوبة الحبس من سنة واحدة إلى ثالث سنوات في حالة االعتداء‬
‫اللفظي‪ ،‬ومن ‪ 3‬إلى ‪ 10‬سنوات في حالة االعتداء الجسدي حسب خطورة الفعل”‪ .‬وفيما يتعلق بالخسائر‬
‫المادية‪ ،‬وعالوة على العقوبة بالحبس من عامين إلى عشرة أعوام تطبق غرامة مالية تقدر بـ ‪ 3‬ماليين دج‪،‬‬
‫ويضاف إليها طلب التعويض المقدم من طرف المنشأة الصحية المستهدفة‪ .‬وبالمناسبة‪ ،‬ألح رئيس الجمهورية‬
‫عبد المجيد تبون على “التعامل بصرامة مع األعمال اإلجرامية التي تستهدف مستخدمي قطاع الصحة”‪،‬‬
‫كما أمر بالقانون اآلتي‪ ”:‬إيالء عناية خاصة لطلبات التعويض في الحاالت المتعلقة باإلضرار بالممتلكات‬
‫العامة”‪ .‬وكلف الرئيس تبون وزير العدل بتضمين اإلطار القانوني المنتظر اعتماده “الحاالت الخاصة‬
‫باألعمال اإلجرامية التي يتم ارتكابها بتحريض من الغير”‪.33‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور القطاع الخاص في مكافحة ظاهرة العنف ضد األطباء والممرضين‬

‫استطاعت المؤسسة االستشفائية اإلخوة الشهداء مغالوي السبعة بميلة من تحسين نوعية الخدمات‬
‫الصحية الموجهة للمواطن من خالل فتح وحدات صحية وإدخال اختصاصات جديدة من أجل توفير الرعاية‬
‫الصحية األساسية حيث تشهد هذه المؤسسة تغيي ار إيجابيا ملحوظا يعكس الصورة التي كانت عليه في‬
‫السابق وهذا بفضل الجهود المبذولة من طرف الطاقم اإلداري والطبي حيث تمكن الفريق من رفع المستوى‬
‫الصحي العام للسكان‪.‬‬

‫وحرصت إدارة المستشفى على فتح وحدات جديدة وإدخال تخصصات إضافية تدعم التخصصات القائمة‬
‫ومزودة بأحدث تكنولوجيا الرعاية الطبية لتلبية احتياجات المرضى وبخاصة مرضى السرطان فقد كان هؤالء‬
‫يحولون عادة إلى مستشفيات قسنطينة باتنة وورقلة وكانت تواجههم عراقيل كثيرة حيث بات من الضروري‬

‫‪ 33‬أيوب حيرش‪ ،‬االعتداءات على األطباء ستتراجع بعد التوقيع على قانون حماية األطباء‪ ،‬مقال في جريدة الحوار الجزائرية‪،‬‬
‫‪ 02‬أوت ‪.2020‬‬
‫‪29‬‬
‫الجهود املبذولة للحد من العنف ومكافحته في املؤسسات االستشفائية الخاصة‬ ‫الفصل الثالث‬

‫فت ح وحدة صحية لعالج السرطان وتكوين خاص لألطباء المختصين لمدة شهرين في إطار اتفاقية عمل‬
‫بين المؤسسة والمركز االستشفائي الجامعي قسنطينة يشرف على تكوينهم البروفيسور فياللي من مستشفى‬
‫قسنطينة الوحدة حاليا تضم ‪ 16‬سري ار ما بين نساء ورجال يؤطرها طبيبة مختصة طبيبة عامة و‪ 3‬ممرضات‬
‫الوحدة حسب مدير المؤسسة هي قابلة للتوسيع وسيتم قريبا تحويلها إلى مصلحة استشفائية حيث يعمل‬
‫إطاراتها حاليا على احصاء عدد المرضى المصابين بداء السرطان بالوالية وبخاصة سرطان الدم الذي‬
‫يعرف انتشا ار واسعا خاصة لدى األطفال والتقرب منهم في إطار حمالت تحسيسية بالتعاون مع الجمعيات‬
‫المختصة‪.‬‬

‫ولتقريب األم من طفلها عملت المؤسسة على تحويل مصلحة الوالدة إلى مصلحة طب األطفال وجاء‬
‫هذا القرار لغياب إمكانيات التطبيب بمصلحة الوالدة وغياب األخصائيين بالنسبة لحديثي الوالدة وتم عرض‬
‫الفكرة على المجلس الطبي الذي أيدها وبفضل هذا القرار بدأت نسبة الوفيات تنخفض شيئا فشيئا وهذا‬
‫بفضل ضمان التغطية الصحية من حيث التلقيح وتقديم العالج الكامل لألطفال والنساء الحوامل وكذا‬
‫الفحص ما قبل وبعد الوالدة وتطوير النشاطات الوقائية ومتابعة البرامج الوطنية لصحة األم والطفل تبقى‬
‫العمليات الجراحية الخاصة باألطفال تتم باالتفاق مع جراحين خواص كون المستشفى يفتقر إلى جراح أطفال‬
‫ومختص في الوالدة‪.34‬‬

‫إنها إحدى اآلليات الناجحة كنموذج صحي في مجملها تهدف إلى تحسين مستوى تقديم الخدمات‬
‫العالجية للمريض وبالتالي التقليل من احتمالية ورود العنف ألن الهدف من هذه اآلليات على اختالفها هو‬
‫إرضاء المريض وعالجه بطريقة جيدة ويترتب عن هذا الحرص التقليل من األخطاء الطبية أيضا‪.‬‬

‫علجية عيش‪ ،‬المستشفى وكسب ثقة المريض‪ ،‬مقال صحفي‪ ،‬منشور في جريدة األحرار الجزائرية ليوم ‪.2015/10/12‬‬ ‫‪34‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل الرابع‪ :‬عرض وتحليل‬
‫البيانات امليدانية‬
‫عرض وتحليل البيانات امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫تمهيد‪:‬‬
‫يعتبر الجانب الميداني من أهم جوانب البحث السوسيولوجي وذلك من خالل عملية الربط بين ما‬
‫تم عرضه في الشق النظري والواقع الفعلي للدراسة‪ ،‬أين بينت مجاالت الدراسة المكاني والزماني والبشري‪،‬‬
‫ثم المنهج المتبع من خالل هذه الدراسة‪ ،‬ناهيك التقنية المستخدمة‪ ،‬كما بينا طريقة اختيار الحاالت‪ ،‬ثم قمنا‬
‫بعرض المقابالت‪ ،‬ثم تطرقنا إلى التحليل السوسيولوجي لهذه المقابالت على حسب الفرضيات‪ ،‬ثم قمنا‬
‫بحوصلة هذا التحليل في االستنتاج العام‪ ،‬ثم خاتمة البحث‪.‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مجاالت الدراسة والمنهج المتبع‬

‫المطلب األول‪ :‬مجاالت الدراسة‬

‫ليكون مجال الدراسة واضحا في ذهن الباحث عليه ومنذ البداية أن يرتبط بمجال بحث معين وهذا متفق‬
‫عليه من طرف الكثيرين من الباحثين ومستعملي مناهج البحث العلمي‪ ،‬ولكل بحث مجاالت بحث رئيسية‪.35‬‬

‫‪ .1‬المجال الجغرافي‪ :‬قمنا بإجراء الدراسة الميدانية في إقليم والية عين دفلى بالضبط في بلدية خميس مليانة‬
‫وقد تم اختيار هذه المنطقة لعدة اعتبارات نذكر منها‪:‬‬
‫‪ -‬توفر على العينة المناسبة لموضوع الدراسة‪.‬‬
‫قربها من منطقة السكن والدراسة وذلك لتسهيل العمل الميداني‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ .2‬المجال الزماني‪ :‬هذه المدة التي استغرقها البحث انطالقا من الدراسة النظرية والتي دامت حوالي أربع‬
‫أشهر حيث وجدنا صعوبة في الحصول على مراجع خاصة بالموضوع باعتبار أن العنف ضد القطاع‬
‫الخاص ال توجد عليه دراسات كثيرة‪.‬‬
‫‪ .3‬المجال البشري‪ :‬هو الوحدة اإلحصائية للدراسة‪ ،‬وقد كان مجال البشري الخاص بهذه الدراسة هو‬
‫مجموعة من األطباء في القطاع الخاص وبعض المرضى والممرضين‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫‪ -‬شفيق محمد‪ ،‬البحث العلمي الخطوط المنهجية إلعداد البحوث االجتماعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مكتب الجامعي الحديث‪،‬‬
‫‪ ،1998‬ص ‪.9‬‬
‫‪32‬‬
‫عرض وتحليل البيانات امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المنهج المتبع‬


‫إن اختيار الباحث للمنهج المتبع في بحثه ال يكون بالصدفة أو االختيار العشوائي حيث أن المناهج العلمية‬
‫تختلف باختالف طبيعة المواضيع المدروسة‪ ،‬ويعتمد الباحث عن المنهج من أجل جمع المعلومات ومعرفة‬
‫أسباب وعوامل الظاهرة االجتماعية واإلحاطة بكل تفاصيلها‪ ،‬وتختلف المناهج االجتماعية باختالف مواضيع‬
‫وتعتمد صحة‬ ‫‪36‬‬
‫الدراسة‪ ،‬ميول واتجاهات الباحث ولذلك باختالف المكان والزمان التي تجري فيه الدراسة‬
‫أي بحث علمي بدراسة كبيرة على المنهج المستعمل وكيفية التي استعمل بها‪ ،‬المنهج عبارة عن مجموعة‬
‫من اإلجراءات والمراحل المتتالية التي ينبغي إتباعها بطريقة منسقة من أجل الوصول إلى نتيجة دقيقة‪.37‬‬
‫وعليه في هذه الدراسة اعتمدنا على منهجين‪:‬‬
‫‪ .1‬المنهج الوصفي التحليلي‪ :‬يعد هذا المنهج من أهم المناهج وأغلبها استخداما في جميع البحوث حيث‬
‫يهدف إلى وصف الظاهرة وفحصها‪ ،‬فهو يعتمد على دراسة الواقع أو الظاهرة كما توجد في الواقع‪ ،‬يهتم‬
‫بوصفها‬
‫وصف دقيق ويعبر عنها كميا وكيفيا‪.38‬‬
‫وقد استخدمت في هذه الدراسة المنهج الوصفي التحليلي وذلك ليساعدني على تبيان األسباب المؤدية‬
‫للعنف ضد أطباء وممرضي القطاع الخاص‪ ،‬باإلضافة إلى ذلك يصف العالقة بين الوضعية االجتماعية‬
‫للمريض ودافع إقبالهم على هذا السلوك‪ ،‬كما أنه يساهم ويوصف ويحلل مختلف البيانات الخاصة بالموضوع‬
‫الدراسة سواء كان ذلك في شقة النظري أو الميداني وأيضا في تحليل المقابالت‪.‬‬

‫‪ .2‬منهج دراسة حالة‪ :‬هو المنهج الذي يتجه إلى جمع المعلومات المتعلقة بأي وحدة سواء كانت فردا‪،‬‬
‫مؤسسة أو نظاما اجتماعيا وهو يقوم على أساس التعمق في دراسة مرحلة معينة من تاريخ الوحدة أو دراسة‬

‫‪36‬‬
‫‪ -‬إحسان محمد الحسن‪ ،‬األسس العلمية لمناهج البحث االجتماعي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الطبعة‪ ،‬بيروت‪ ،1992 ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪37‬‬
‫‪ -‬موريس أنجرس‪ ،‬منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانية‪ ،‬تربوزيد صحراوي وآخرون‪ ،‬دار القصبة للنشر‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2006 ،‬ص ‪.99‬‬
‫‪38‬‬
‫‪ -‬عبد الغني عناد‪ ،‬منهجية البحث العلمي في علم االجتماع‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الطبعة للنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪ ،2007 ،‬ص‬
‫‪.72‬‬
‫‪33‬‬
‫عرض وتحليل البيانات امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫جميع المراحل التي مرت بها وذلك بقصد الوصول إلى تعميمات متعلقة بالوحدة المدروسة وبغيرها من‬
‫الوحدات المتشابهة‪.39‬‬
‫ويلجأ الباحثون في علم اإلجرام إلى استخدام أسلوب دراسة الحالة للتعرف على مختلف الظروف والعوامل‬
‫التي تحيط بالفرد الذي يرتكب السلوك اإلجرامي‪ ،‬وتعني دراسة حالة وصف العملية التي تؤدي إلى وقوع‬
‫السلوك اإلجرامي ودراسة المواقف التي يحدث فيها هذا السلوك‪.‬‬

‫وقد اعتمدنا على هذا المنهج كونه يساعد على التعمق في تاريخ كل حالة على حدي من أجل فهم‬
‫األسباب الحقيقية التي تدفع للعنف ضد أطباء وممرضي القطاع الخاص‪ ،‬فهذا المنهج يركز على كل جمع‬
‫البيانات الخاصة بالحالة موضوع الدراسة‪ ،‬الظروف التي تحيط بها مختلف المؤثرات وهذا من أجل الحصول‬
‫على البيانات الكافية التي تساعد من أجل الوصول إلى نتيجة واضحة ودقيقة‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تقنية البحث المستعملة‬

‫لدراسة أي موضوع والوصول إلى نتائجه البد من االعتماد على أدوات جمع المعلومات تختلف باختالف‬
‫المواضيع‪ ،‬واألدوات المستعملة في الدراسة هي تلك الوسائل أو التقنيات التي يستعين بها الباحث في‬
‫دراسته‪ ،‬يجمع من خاللها مختلف البيانات والمعلومات حول موضوعه‪ ،‬وأهم ما تم اعتماد عليه في هذه‬
‫الدراسة‪:‬‬

‫التقنية هي "الوسائل التي تمكن الباحث من الحصول على البيانات من مجتمع البحث وتصنيفها‪."40‬‬
‫وفي دراستنا هذه سنعتمد على األدوات التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬المالحظة‪ :‬أفادتنا مالحظتنا كثي ار من خالل معايشة الواقع وكشف مختلف الظواهر والسلوكيات التي‬
‫تبدو على األطباء والممرضين وحتى المرضى فمن خالل المالحظات تم الوقوف على بعض التصرفات‬
‫والكلمات لدى األطباء والممرضين التي بدت واضحة من خالل إجاباتهم على األسئلة‪ ،‬وبعد التحليل اكتشفنا‬
‫بأن السبب في ذلك له عالقة مباشرة بين الوضعية االجتماعية للمريض وحالة العنف التي بتصرفها مع‬
‫األطباء والتي ساهمت في التأثير على سالمك األطباء والممرضين‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫‪ -‬عمار بوخوش‪ ،‬محمد محمود الذنيبات‪ ،‬مناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحوث‪ ،‬ط‪ ،2‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،1995 ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪40‬‬
‫‪ -‬عمار بوخوش‪ ،‬محمد محمود الذنيبات‪ ،‬مناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحث‪ ،‬ط‪ ،2‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪ ،1995 ،‬ص ‪.131‬‬
‫‪34‬‬
‫عرض وتحليل البيانات امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫إذ يمكن القول أن المالحظة هي الفحص الدقيق للظواهر الميدانية عن طريق الحواس‪ ،‬تفيدنا في‬
‫الحصول على معلومات حول الموضوع المراد دراسته‪ ،‬وتمكننا من أخذ فكرة شاملة على كل ما يتعلق‬
‫بالظاهر من خالل مالحظاتنا المباشرة على األطباء والممرضين العاملين في القطاع الخاص‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى التعرف على كل األسباب والدوافع الحاصلة التي سببت العنف ضد الطبيب من طرف المريض من‬
‫خالل ما يشاهدونه يوميا ويسمعونه خالل تعاملهم واستقبالهم للمرضى كما تساعدنا مالحظتنا عند تحليل‬
‫الحاالت‪ ،‬بإضافة إلى أنها فضاء واسع تقدم لنا معلومات قد ال نتحصل عليها من خالل الوسائل األخرى‪.‬‬

‫وقد تم االعتماد في دراستنا على تقنية المقابلة وهي‪:‬‬


‫"عملية تقصي علمي تقوم على مسعى اتصال كالمي من أجل الحصول على بيانات لها عالقة بالبحث"‬
‫‪"41‬والمقابلة في الدراسة الميدانية تعتبر السبيل األساسي في الوصول إلى الحقائق التي يمكن للباحث من‬
‫معرفتها دون النزول إلى واقع المبحوث واإلطالع على ظروفه المختلفة والعوامل والقوى التي تؤثر‪ ،‬إضافة‬
‫إلى التعرف على طبيعة حياته النفسية‪.42‬‬

‫‪ .2‬المقابلة‪ :‬ونوع المقابلة التي تم االعتماد عليها المقابلة الحرة وهي تقنية تستعمل كثي ار لدراسة حياة‬
‫األفراد‪ ،‬وفيها يضع الباحث مخططا للقاء معمق ومفصل‪ ،‬حيث يترك لألفراد حرية الكالم لإلحاطة بكل‬
‫أوجه وجوانب البحث‪.43‬‬
‫وقد تم االعتماد على المقابلة الحرة بهدف الوصول إلى حقائق أعمق حول األسباب والحقائق الكامنة‬
‫حول العنف وممارسته على األطباء وممرضي القطاع الخاص‪ ،‬وترك المبحوثين يتحدثون عن كل التفاصيل‬
‫الخاصة عن ذلك‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪ :‬تحديد حاالت الدراسة وكيفية اختيارها‬

‫تطلب دراسة ظاهرة أو مشكل ما‪ ،‬توفركم من البيانات أو المعلومات الضرورية عنها لتساعد الباحث‬
‫في اتخاذ القرار أو حكم مباشر مناسب حيالها‪ ،‬كما تتطلب من الباحث وضع تعريف محدد وواضح لمجتمع‬
‫الدراسة‪ ،‬كون ذلك يساعد في تحديد األسلوب العلمي األمثل لدراسة هذا المجتمع‪ ،‬خاصة وأن بعض‬

‫‪ -‬سعيد سبعون‪ ،‬الدليل المنهجي في إعداد مذكرات ورسائل الجامعية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار القصبة للنشر‪ ،‬الجزائر‪ ،2012 ،‬ص‬ ‫‪41‬‬

‫‪.35‬‬
‫‪ -‬عبد الغني عماد‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬ ‫‪42‬‬

‫‪ -‬سعيد سبعون‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.‬‬ ‫‪43‬‬

‫‪35‬‬
‫عرض وتحليل البيانات امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫المشكالت المدروسة أحيانا تغطي مجتمعات كبيرة يصعب دراسة كل عنصر فيها‪ ،‬كما يترتب على هذه‬
‫الدراسة كل جزء أو حالة تكاليف باهظة يعتذر معها تنفيذ الدراسة وفي بعض األحيان يصعب الوصول إلى‬
‫كل عنصر من عناصر المجتمع‪ ،‬كما أن الحاجة إلى اتخاذ ق اررات سريعة بخصوص مشكلة أو ظاهرة ما‬
‫قد ال يساعد على دراسة جميع عناصر المجتمع‪ ،‬لذلك يلجأ الباحث في مثل هذه الحاالت إلى استخدام‬
‫أسلوب العينة بدال من أسلوب المسح الشامل‪.44‬‬
‫تعتبر العينة في البحث العلمي الجزء الذي يختاره الباحث وفق طرق محددة لتمثيل مجتمع البحث التمثيال‬
‫علميا صحيحا‪.45‬‬
‫لقد تم استخدام في هذا البحث العينة القصدية التي تحمل نفس خصائص مجتمع البحث حيث كنا على‬
‫علم بأن هؤالء األطباء تعرضوا لعنف ولو لفظي فقط‪ .‬فانحصرت دراستنا على عينة تتكون من ‪ 5‬حاالت‬
‫فيها أطباء وممرضين ورئيس مصلحة لألطباء ككل‪.‬‬
‫تعريف العينة القصدية‪:‬‬
‫هي من العينة االحتمالية والتي تقوم على اختيار كل وحدة معينة في المجتمع اإلحصائي بعد‬
‫اختيار وحدة لمعاينة األولى بشكل عشوائي من إجمالي وحدات المعاينة‪ ،‬تبدوا المعاينة المقصودة أكثر‬
‫مالئمة من المعاينة العشوائية البسيطة وخاصة إذا كان بعض الباحثين غير مدربين على استخدام أساليب‬
‫المعاينة ويحتاجون إلى تحديد عيناتهم ميدانيا‪ ،‬فإنه من أسهل عليهم اختيار كل فرد من القائمة أو عوض‬
‫عن استخدام جدول األرقام العشوائية‪ ،‬كما أن المعاينة المقصودة أكثر قابلية الستخدام في المجتمعات‬
‫اإلحصائية الكبيرة وعند اختيار عينات كبيرة‪.46‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ -‬ربحي مصطفى عليان‪ ،‬طرق جمع البيانات والمعلومات ألغراض البحث العلمي‪ ،‬دار صنعاء للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان‪ ،2009 ،‬ص ‪.227‬‬
‫‪45‬‬
‫‪ -‬عظام حسن أحمد الديلمي‪ ،‬سؤال وجواب في البحث العلمي‪ ،‬دار الرضوان للنشر والتوزيع‪ ،2014 ،‬ص ‪.89‬‬
‫‪46‬‬
‫‪ -‬شاقا فرانك فورت واآلخرين‪ ،‬طرائق البحث في العلوم االجتماعية بت ار للنشر والتوزيع دمشق‪ ،2004 ،‬ص ‪.194‬‬
‫‪36‬‬
‫عرض وتحليل البيانات امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫المبحث الثاني‪ :‬عرض المقابالت ومناقشاتها‬

‫المطلب األول‪ :‬عرض المقابالت‬

‫‪ -‬تقديم الحالة رقم ‪:01‬‬


‫‪ -‬المكان والمقابلة‪ :‬مصلحة الونشريس في مكتب رئيس المصلحة واألطباء‬
‫‪ -‬مدة المقابلة‪ :‬نصف ساعة ‪ 13:00‬إلى ‪13:30‬‬
‫‪ -‬تاريخ المقابلة‪.2022-05-26 :‬‬
‫‪ -1‬البيانات الشخصية‪:‬‬
‫‪ -‬المهنة‪ :‬رئيس مصلحة الونشريس (االختصاص)‬
‫‪ -2‬أسئلة متعلقة بالفرضية األولى‪:‬‬
‫س‪ :1‬ال لم أتعرض لعنف مباشر أبدا ومن قبل المريض‪.‬‬
‫س‪ :2‬كان نوع الممارس على كمسؤول وعلى كل األطباء عنفا لفظي فقط‪ ،‬وكانت ردة فعلي هادئة‬
‫وتعاملت مع المريض بكل أخالق واحترام‪.‬‬
‫س‪ :3‬ال أبدا فموظفي قطاع الخاص يعاملون المرضى معاملة حسنة وال يوجد تقصير من طرفهم‪.‬‬
‫س‪ :4‬في حاله وقوع عنف ال نتخذ إجراءات إدارية كبيرة بل نتعامل مع المريض بالحوار ونحل المسألة‬
‫العالقة لديه‪.‬‬
‫س‪ :5‬نعم تسببت حالة المادية للمريض حالة من الغضب تجعله يخلق المشاكل والنزاع ويكون عنفي‪.‬‬
‫س‪ :6‬ال أبدا لن نستغل القوانين المدرجة لحماية األطباء لكي نظلم المرضى أو نقصر في حقهم فمن‬
‫حقهم االستفسار وطلب العالج‪.‬‬
‫س‪ :7‬ليست للبيروقراطية دور في تمرد المريض فنحن نعامل كل المرضى على أنهم سواسية في المعاملة‬
‫ونقدم لهم األفضل‪.‬‬
‫س‪ :8‬ناد ار ما يكون في حاالت نادرة من بعض المدمنين لكنهم ال يتعاملون بعنف ضد األطباء‪.‬‬
‫‪ -‬أجوبة تخص الفرضية الثانية‪ :‬بأن الضغوطات النفسية للمريض لها أثر مباشر في ممارسة العنف‬
‫ضد األطباء في القطاع الخاص‪.‬‬
‫ج‪ :1‬نعم يؤثر العامل النفسي للمريض بشكل مباشر في تسببه في العنف حين تعامله مع أطباء‬
‫وممرضي القطاع الخاص‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫عرض وتحليل البيانات امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ج‪ :2‬المسبب الرئيسي في الضغط النفس لدى المريض في رأيي هو العامل المادي‪.‬‬
‫ج‪ :3‬نعم الغالء في التكاليف للعالج تسبب توتر وغضب المريض في حالة كان دخله ضعيف فيسبب له‬
‫ضغط نفسي يجعله يتصرف بعنف‪.‬‬
‫ج‪ :4‬ال يوجد معاملة سيئة من طرف موظفي االستقبال في قطاع الخاص‪.‬‬
‫ج‪ :5‬نعم قد تسبب فترة االنتظار لدى المريض توت ار وقلق كبي ار خصوصا لدى النساء المرضى أو‬
‫المقبلين على الوالدة لكننا ال نجعلهم ينتظرون طويال ونمررهم بسرعة‪.‬‬
‫ج‪ :6‬نعم بعض المرضى يكونون في حالة ضغط نفسي بسبب اآلالم التي يشكون منها لكننا نعاملهم‬
‫ونخفف من آالمهم‪.‬‬
‫ج‪ :7‬ال توجد نقص رعاية صحية في القطاع الخاص فنحن نعمل على تلبية كل حاجياتهم‪.‬‬
‫ج‪ :8‬نعم بعد المسافة وقلة المواصالت للمرضى تجعلهم يتصرفون بعنف وعدوانية لكننا نعالج الموقف‬
‫ونجعلهم يمرون بالدرجة األولى كي نتفاد معاملة العنف‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم الحالة رقم ‪:02‬‬
‫‪ -‬المكان والمقابلة‪ :‬حي المجاهد المرحوم زبوج محمد ببلدية خميس مليانة‬
‫‪ -‬مدة المقابلة‪ 40 :‬دقيقة من ‪ 11:00‬إلى ‪.11:40‬‬
‫‪ -‬تاريخ المقابلة‪ 30 :‬ماي ‪.2022‬‬
‫‪ -1‬البيانات الشخصية‪:‬‬
‫‪ -‬المهنة‪ :‬ممرضة لدى طبيب خاص بالجلد‬
‫‪ -‬االختصاص‪/ :‬‬
‫‪ -‬األصل الجغرافي‪ :‬مدينة‬
‫‪ -2‬أسئلة متعلقة بالفرضية األولى‪ :‬التي تقول إن الوضعية االجتماعية للمريض قد تكون سبب في‬
‫ممارسة العنف ضد األطباء وممرضي القطاع الخاص‪:‬‬
‫ج‪ :1‬نعم تعرضت للعنف من قبل العديد من المرضى وكان لفظيا ونفسيا في العديد من الحاالت وبصورة‬
‫متفاوتة‪.‬‬
‫ج‪ :2‬كان نوع العنف الممارس لفظيا ورمزيا من طرف المرضى ولم نجعله هو يصل للعنف الجسدي‬
‫كانت ردة فعلي خفيفة ولم أنفعل كثي ار كي أهدي من روع المرضى ونتجنب الشجار وتقديم الشكاوى‪ ،‬كنا‬
‫نتجاوز بكل األساليب الممكنة لحل المشكلة‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫عرض وتحليل البيانات امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ج‪ :3‬ال أبدا لم يكن العنف الممارس ناتج عن تقصيرنا مع المريض‪ ،‬فهو رد فعل يعبر عن حالته االجتماعية‬
‫خارجا وألسباب تخصه‪.‬‬
‫ج‪ :4‬اإلجراءات التي نقوم بها ضد العنف وأنواعه هي أن نتكلم معه بكل هدوء وحوار مناسب لحالته بجعله‬
‫يهدأ‪.‬‬
‫ج‪ :5‬نعم غالبا ما تسبب الحالة المادية للمريض قلقا تجعله يت يتلفظ ألفاظ سيئة ويتصرف باستعالء وتكبر‬
‫أو بتقليل شأن الطبيب وكل العمال‪.‬‬
‫ج‪ :6‬ال أبدا لم نستغل القوانين المدرجة لحماية األطباء كي نظلم بها مريض أو نقلل من شأنه‪.‬‬
‫ج‪ :7‬قد تكون البيروقراطية والوساطة سببا في تصرف المريض بكل هدوء واحترام ألنه يظن أنه موصى‬
‫عليه من طرف شخص موثوق وإطار‪.‬‬
‫ج‪ :8‬لم نعايش هكذا حاالت في عيادتنا لم يأتي مدمنين أبدا‪.‬‬
‫‪ -‬أجوبة تخص الفرضية الثانية‪ :‬بأن للضغوطات النفسية للمريض أثر مباشر في ممارسة العنف ضد‬
‫األطباء وممرضي القطاع الخاص‪.‬‬
‫ج‪ :1‬نعم يؤثر العامل النفسي كثي ار في المريض وهو سبب في التصرف بعنف بسبب حالته المرضية‪.‬‬
‫ج‪ :2‬المسبب الرئيسي في الضغط النفسي لدى المريض هو سبب مادي أوال وثانيا بسبب نقص التربية‬
‫األخالقية لشخصية المريض‪ ،‬فكل مريض يتصرف حسب شخصيته‪.‬‬
‫ج‪ :3‬نعم غالبا ما تكون تكاليف العالج سبب في ثوران وغضب المريض فيجدها سببا لتفريغ مكبوتاته‪.‬‬
‫ج‪ :4‬ال أعتقد أنها المعاملة من موظفي االستقبال ألننا نعاملهم بكل احترام وتفهم ونحاول توضيح اإلجراءات‬
‫لهم‪.‬‬
‫ج‪ :5‬نعم دائما ما تسبب فترة االنتظار الطويلة توت ار وقلقا لدى المريض فنجعله يتصرف بعنف واستهزاء‬
‫من كل الطاقم الطبي‪.‬‬
‫ج‪ :6‬نعم اآلالم التي يشكو منها المريض تجعله مضطرب نفسيا لكننا نتصرف معه بسرعة وندخله إلى‬
‫الطبيب وال نجعله ينتظر أبدا كي ال تحدث مشكلة‪.‬‬
‫ج‪ :7‬نحن لم نقصر في الرعاية الصحية لكن هذا يرجع إلى شخصية المريض وكل مريض كيف يتصرف‬
‫معنا حسب اعتقاده بأننا مقصرون في حقه فيتصرف بعنف ضدنا‪.‬‬
‫ج‪ :8‬نعم أغلبيتهم من يثيرون الجدل ويحاولون التصرف بعنف بسبب بعد المسافة لكننا بمجرد معرفة األمر‬
‫نتصرف معهم بسرعة ونجعل لهم األولوية في العالج‪.‬‬
‫‪39‬‬
‫عرض وتحليل البيانات امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫‪ -‬تقديم الحالة رقم ‪:03‬‬


‫‪ -‬المكان والمقابلة‪ :‬حي المجاهد المرحوم زبوج محمد ببلدية خميس مليانة‬
‫‪ -‬مدة المقابلة‪ :‬نص ساعة من ‪ 13:30‬إلى ‪14:00‬‬
‫‪ -‬تاريخ المقابلة‪ 30 :‬ماي ‪2022‬‬
‫‪ -1‬البيانات الشخصية‪:‬‬
‫‪ -‬الجنس‪/ :‬‬
‫‪ -‬المهنة‪ :‬طبيبة‬
‫‪ -‬االختصاص‪ :‬الصدر والحساسية والربو‬
‫‪ -1‬أجوبة متعلقة بالفرضية األولى‪:‬‬
‫ج‪ :1‬لم أتعرض للعنف من قبل المريض غالبا ما يحدث خارجا مع عامل اإلستقبال وهم من يحلون‬
‫الوضع قبل أن يدخل المريض عندي‪.‬‬
‫ج‪ :2‬غالبا ما يكون العنف الممارس على لفظي عندما ال يحدث الدواء نتيجة في اعتقاد المريض وتكون‬
‫ردة فعلي شفهية ومحاولة الشرح له على كل اإلجراءات المتخذة وتهدئته‪.‬‬
‫ج‪ :3‬أحيانا يعتقد المريض أن موظفي القطاع الخاص لدي مقصرون في عملهم وهذا يخص كيفية‬
‫التحدث معه أو جعله ينتظر‪.‬‬
‫ج‪ :4‬في حالة وقوع عنف جسدي تتخذ إجراءات قانونية بحق المريض لكن في حالة عنف لفظي نحاول‬
‫محاورة المريض والتكلم معه بكل رواية وحساسية ونهتم به كثي ار‪.‬‬
‫ج‪ :5‬أحيانا تكون الحالة المادية سببا لكن في غالب األمر فالمريض يعلم بسعر العالج منذ البداية ويعلم‬
‫بأن المصداقية موجودة‪.‬‬
‫ج‪ :6‬ال أبدا لم نستغل أي قانون لظلم المريض عكس ذلك نتفهم به ونسايره حسب كل الظروف‪.‬‬
‫ج‪ :7‬ناد ار ما تكون البيروقراطية دور في تمرد المريض‪.‬‬
‫ج‪ :8‬ناد ار ما يأتون مدمنين للعالج لكننا نعاملهم بكل حساسية ورقة ونفهم وضعهم‪.‬‬
‫‪ -‬أجوبة تخص الفرضية الثانية‪:‬‬
‫ج‪ :1‬نعم العامل النفسي يؤثر كثي ار في حالة تصرف المريض معنا بسبب األوضاع التي تحدث معه في‬
‫حياته يصبح قلق ومتوتر ويتكلم كالم غير الئق‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫عرض وتحليل البيانات امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ج‪ :2‬المسبب الرئيسي في الضغط النفسي لدى المريض هو نقص المال لديه أحيانا وضغط أسري وخوف‬
‫من المرض نفسه أو خوف من عدم نجاعة العالج‪.‬‬
‫ج‪ :3‬نعم تسبب تكاليف العالج توتر كبير لدى المريض لكن في حالة زيارته لطبيب آخر من قبل ولم‬
‫يتمكن من عالجه فيصبح قلقا ويتكلم بنبرة حادة‪.‬‬
‫ج‪ :4‬ناد ار ما تسبب المعاملة من طرف االستقبال غضبا لدى المريض ألن المريض هو من يغلق‬
‫األسباب إلثارة الفوضى والعنف‪.‬‬
‫ج‪ :5‬نعم غالبا ما تكون فترة االنتظار سبب في إثارة الفوضى لدى عمال االستقبال والضجيج مع ممارسة‬
‫عنف لفظي وتهديدات بأن يتم استقبالهم أوال أو يفعلون شيء سيء‪.‬‬
‫ج‪ :6‬نعم يتسبب المريض باآلالم التي يشكوا منها إلثارة المتاعب ممارس عنفا رمزيا وتهديد بمغادرة‬
‫القاعة والذهاب لطبيب آخر‪.‬‬
‫ج‪ :7‬ال نعاني من نقص الرعاية الصحية للمريض فنحن نحاول أن نوفر له كل وسائل الراحة فهناك عدة‬
‫أسباب أخرى تجعله قلقا‪.‬‬
‫ج‪ :8‬نعم بعد المسافة تسبب قلقا كبي ار لدى المرضى وتجعلهم يتناقشون نقاش حاد فيمن يجوز له أن‬
‫يكون من األوائل الذين سيمرون وهذه تسبب عنفا لفظيا بسب وشتم أحيانا حتى بين المرضى أنفسهم‬
‫الممرضة لدى االستقبال‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم الحالة رقم ‪:04‬‬
‫‪ -‬المكان والمقابلة‪ :‬حي السالم بخميس مليانة‬
‫‪ -‬مدة المقابلة‪ 25 :‬دقيقة من ‪ 14:30‬إلى ‪14:55‬‬
‫‪ -‬تاريخ المقابلة‪ 30 :‬ماي ‪2022‬‬
‫‪ -1‬البيانات الشخصية‪:‬‬
‫‪ -‬المهنة‪ :‬طبيبة‬
‫‪ -‬االختصاص‪ :‬عيادة وجراحة األسنان‬
‫‪ -1‬أجوبة متعلقة بالفرضية األولى‪:‬‬
‫ج‪ :1‬نعم لقد تعرضت للعنف في كثير من األحيان من طرف المرضى أنفسهم أو آباء بعض األطفال‪.‬‬
‫ج‪ :2‬كان نوع العنف الممارس على عنفا لفظيا وجسديا أحيانا قد يحاول المريض ضربي أو إمساك يدي‬
‫وإبعادها عندما يشعر بألم الضرس أو ألجل ولده ويستقوون عليا ألنني امرأة‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫عرض وتحليل البيانات امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ج‪ :3‬ال أعتقد أن سبب العنف تقصير مني أو من موظفي القطاع بل هذا في رأي المريض عندما ال‬
‫يصدق العالج أو الدواء الذي أعطيته له فيقول مثال أريد نزع ضرسي اآلن وال أريد دواء فقط‪.‬‬
‫ج‪ :4‬في حالة وقوع عنف جسدي نقوم باإلبالغ عنه فو ار وفي حالة وقوع عنف لفظي نحاول الحل‬
‫بالحوار والتفاهم وإيجاد طرق أكثر حكمة‪.‬‬
‫ج‪ :5‬نعم غالبا الحالة المادية تجعل المريض يمارس العنف علينا حتى الجسدي في حالة رؤيته ألسنانه‬
‫تنزف أو تورم في فكيه فيقول إنه دفع المال كي يعالج بسرعة ويعتبره تقصيرنا منا‪.‬‬
‫ج‪ :6‬ال لم تستغل القوانين المدرجة لحماية األطباء كي نظلم بها أي مريض ربما هو يعتقد ذلك لكننا في‬
‫حالة الضرورة القصوى تتخذ تدابير احت ارزية ضد العنف‪.‬‬
‫ج‪ :7‬ناد ار ما تكون البيروقراطية سببا في تمرد المريض‪.‬‬
‫ج‪ :8‬نعم أحيانا يأتي إلينا مدمنون ويكونون في حالة حرجة ونفسية مضطربة ويحاولون إثارة مشكلة ألتفه‬
‫سبب وعند غضبهم ما يكسرون أحد األدوات التي نستعملها للعالج‪.‬‬
‫أجوبة متعلقة بالفرضية الثانية‪:‬‬
‫ج‪ :1‬نعم يؤثر العامل النفسي لدى المريض وحالته في تصرفاته بعنف أو بقسوة مع الطبيب‪.‬‬
‫ج‪ :2‬المسبب الرئيسي في الضغط النفسي لدى المريض في رأيي هو شدة األلم الذي يتعرض له من‬
‫طرف أسنانه ووجع رأسه وقلة نومه مع إرهاقه وعدم توفر تكاليف العالج رغم أنه ضروري‪.‬‬
‫ج‪ :3‬نعم غالبا غالء تكاليف العالج تسبب للمريض قلقا وعصبية فيثير جدال كبي ار واستياء فيغير ق ارراته‬
‫ويضعني في موقف صعب في كيفية إرضاءه‪.‬‬
‫ج‪ :4‬ال أعتقد أن المعاملة من موظفة االستقبال تكون سببا رئيسيا في ممارسة العنف من طرف المريض‬
‫ربما هو يعتقد ذلك لعدة أسباب تخصه‪.‬‬
‫ج‪ :5‬نعم فترة االنتظار الطويلة عادة ما تثير جدل كبير لدى المرضى خصوصا عندما يكون ضغط في‬
‫العمل وأغلب حاالتهم مستعجلة فال ندرك التصرف ونساير الكل فيمارسون عنفا لفظيا ورمزيا وأحيانا‬
‫يتعدى للجسدي‪.‬‬
‫ج‪ :6‬غالبا يضطرب المريض ويمارس العنف بسبب اآلالم التي يشكو منها هو أو أحد أقربائه خصوصا‬
‫األطفال الصغار الذين يخافون األلم واإلبر فيعارضون العالج في وسطه فيثور أبائهم علينا‪.‬‬
‫ج‪ :7‬في نظر المريض نقص الرعاية الصحية تسبب له اضطراب وعصبية فيخلق مشاكل ولممارسة‬
‫العنف وإخراج غضبه‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫عرض وتحليل البيانات امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ج‪ :8‬غالبا ما تكون قلة المواصالت وبعد المسافة لبعض األشخاص مع شدة األلم تسبب لهم توت ار وانهيا ار‬
‫وإيجاد سبب وجيه لممارسة العنف والسب والشتم‪.‬‬
‫‪ -‬تقديم الحالة رقم ‪:05‬‬
‫‪ -‬المكان والمقابلة‪ :‬بلدية طارق ابن زياد حي تانوت‬
‫‪ -‬مدة المقابلة‪ :‬نصف ساعة من ‪ 30 :13‬إلى ‪00 :11‬‬
‫‪ -‬تاريخ المقابلة‪ 31 :‬ماي ‪2022‬‬
‫‪ -1‬البيانات الشخصية‪:‬‬
‫‪ -‬المهنة‪ :‬طبيبة عامة‬
‫‪ -1‬أجوبة متعلقة بالفرضية األولى‪:‬‬
‫ج‪ :1‬نعم تعرفت للعنف من قبل بعض المرضى وأغلبهم في جائحة كورونا بسبب عدم انضباطهم بالتعاليم‬
‫الوقائية خصوصا الكبار بالسن والذين لم يدرسوا ويسكنون في قرى نائية‪.‬‬
‫ج‪ :2‬كان نوع العنف الممارس عنف لفظي ورمزي وأحيانا يصل إلى الجسدي مع عمال االستقبال وليس‬
‫معي وأنا أخرج لتهدئة األوضاع وأتكلم مع المريض أو أهله بكل هدوء لكي يهدأ من روعه‪.‬‬
‫ج‪ :3‬ناد ار ما يكون ذلك ألننا نحرص على أن نوفر كل سبل الراحة للمريض من االستقبال إلى مكتبي‪.‬‬
‫ج‪ :4‬في حالة وقوع عنف نقوم بتهدئة األوضاع ومحاولة الحوار والتفاهم مع المريض أو أهله لتهدئته وإن‬
‫تنادى في غضبه نطرده خارجا حتى يهدأ ويعود للعالج‪.‬‬
‫ج‪ :5‬غالبا الحالة المادية للمريض تجعله يمارس العنف وهذا ما يخص فئات معينة من بعض كبار السن‬
‫الذين ال يفقهون في التعامل وكمية التكاليف لكل مرض‪.‬‬
‫ج‪ :6‬ال أبدا ال نستغل القوانين المدرجة لظلم أي مريض أو محاولة التقليل من شأنه فقط للضرورة‬
‫القصوى في حالة عنف جسدي نحمي أنفسنا بالتبليغ عنه فقط‪.‬‬
‫ناد ار ما يحدث ذلك بل يكون التمرد ألسباب شخصية تخص المريض‪.‬‬
‫ج‪ :8‬نعم أحيانا يأتي مدمنون ويطلبون أن نكتب لهم دواء خاص أو يطلبون شهادات طبية وعندما ال نريد‬
‫يثيرون فوضى وعنف كبير لفظي وتهديد بالعنف جسدي‪.‬‬
‫‪2/‬أجوبة تخص الفرضية الثانية ‪:‬‬
‫ج‪ :1‬نعم للعامل النفسي أثر كبير في التسبب بعنف من طرف المريض حتى النساء والمراهقين‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫عرض وتحليل البيانات امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫ج‪ /2‬قد تكون عده أسباب تسبب الضغط النفسي لدى المريض منها مشاكل أسرية ومشاكل مادية وبعض‬
‫الطريق أيضا‪.‬‬
‫ج‪ /3‬نعم تكاليف تسبب ضغط وقلق لدى المريض أو أهله من طرف الطبقات الفقيرة والمعوزة‪.‬‬
‫ج‪ /4‬ال أعتقد أن المعاملة من طرف االستقبال هي سبب رئيسي في إثارة العنف من طرف المرضى بل‬
‫يجدها أحيانا المريض أو أهله لخلق المشكالت من مناوشات كالمية حتى تتدخل وتهدأ الوضع‪.‬‬
‫ج‪ :5‬غالبا ما تسبب فترات االنتظار الطويل ضغط نفسي خصوصا أننا في منطقتنا ال يوجد أطباء‬
‫خاصين كثر ويوجد عدة مرضى ينتظرون فتحدث مناوشات لفظية ويتصرفون بعنف لفظي بسبب‬
‫االنتظار‪.‬‬
‫ج‪ :6‬نعم غالبا ما تكون الحالة المزاجية للمريض وحتى أهله بيئة بسبب اآلالم خصوصا عندما تكون‬
‫كسور وسقوط لدى البعض فيثيرون المتاعب‪.‬‬
‫ج‪ :7‬ال نجعل المرضى يعانون من نقص في الرعاية الصحية أبدا بل نحاول توفير كل احتياجاتهم‬
‫الممكنة‪ ،‬ربما المريض من يخلق هكذا سببا‪.‬‬
‫ج‪ :8‬نعم غالبا ما يثورون بعض المرضى أهاليهم مشكلة بحجة أنهم ليس لديهم وقت ويسكنون في مكان‬
‫بعيد وليس لديهم سيارة خاصة ويطالبون بأن تسارع في عالجهم هم أوال ويثيرون المتاعب مع موظفي‬
‫االستقبال ويتصرفون بعنف في حالة ما إذا قلنا لهم انتظروا دوركم‪.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬تحليل ومناقشة المقاالت حسب الفرضية األولى‬

‫من خالل مقابالتنا مع أطباء وممرضي القطاع الخاص في عملنا الميداني تبين لنا أن جل اإلجابات‬
‫كانت متقاربة مع بعضها البعض فيما يخص معايشة األطباء والممرضين حاالت مختلفة من العنف اللفظي‬
‫وحتى الجسدي في أحيان أخرى‪.‬‬
‫ومن النتائج المتوصل إليها أن تدهور الحالة االجتماعية للمريض تجعل منه مضطربا وعنفيا اتجاه‬
‫تصرفه مع الكل بداية من العامل في االستقبال والممرضة وصوال إلى الطبيب إن أمكنه ذلك‪.‬‬
‫كما وجدنا أن شخصية المريض الهادئة أو العصبية تؤثر كثي ار في تصرفاته مع الموجودين في العيادة‬
‫ومع المرضى حوله في قاعة االنتظار‪.‬‬
‫أما عن الحالة المادية للمريض وأهله المزرية في حالة فقر أو عوز نكون غالبا سببا وجيه في إثارته‬
‫للفوضى وتصرفه بعنف لفظي وقد يتطور إلى جسدي جاعال منها سبب وجيه لتصرفه‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫عرض وتحليل البيانات امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫كما توصلنا في هذه الدراسة إلى أسباب عديدة تجعل المريض قلقا وعدوانيا اتجاه كل من يتصرف معه‬
‫مثل بعض حاالت اإلدمان الذين يكونون مضطربين عقليا ويضغطون على الطبيب لتقديم وصفة خاصة‬
‫باإلجبار والتهديد بالعنف الجسدي وأيضا الحالة االجتماعية للمريض التي تخص المواصالت وعدم امتالكه‬
‫لسيارة خاصة مع بعد المسافة من منزله إلى الطبيب تجعله في حالة توتر كبير وقلق ما يجعله يتصرف‬
‫بعنف شديد مع المحيطين حوله خالقا بذلك مشكالت من ال شيء كي يفرض وجوده ومروره قبل المرضى‬
‫اآلخرين وفي حالة تالقيه للرفض من قبل الممرضين يثير جدال صاخبا‪...........‬بسوء محدثا جلبة كبيرة‬
‫قد تصل إلى طرده أو اإلبالغ عنه‪.‬‬
‫كما أن المريض قد يتمرد على القطاع الخاص بحجة أنه يدفع ويعالج بماله الخاص بحجة وال يريد أي‬
‫نقص في الرعاية من طرف العيادة أو يحدث مشكلة معهم‪.‬‬
‫والحظنا أن أغلب المبحوثين األطباء تعرضوا لعنف لفظي من قبل المرضى واضعين أسباب تافهة‬
‫كحجة لتصرفهم‪.‬‬
‫كما تم التأكد من طرف المبحوثين األطباء أنه ال يوجد تقصير من عندهم في خدمة المرضى بل هو‬
‫سبب يخلقه المريض أو أهله عندما ال يتعالج بسرعة أو ال يطبق تعاليم الطبيب فيثير جدال غير مبر ار بأن‬
‫التقصير من الطبيب أو عاملي االستقبال يتخذها كحجة للتصرف بعنف‪.‬‬
‫ومن خالل ما تم التصريح به من طرف المبحوثين األطباء والممرضين أنهم يتعاملون مع حاالت العنف‬
‫بكل أنواعه بأسلوب راقي ومهذب عن طريق محاورة المريض أو أهله وحل سوء الفهم الذي يدور برأسه‬
‫وتهيئته بدون اتخاذ إجراءات قانونية إال في حالة الضرورة القصوى‪.‬‬
‫كما استخلصنا أنه للحالة االجتماعية للمريض وتدهورها تؤثر كثي ار في تصرفات المريض كنقص العامل‬
‫المادي والكفاءة الذاتية للشخص وتنشئته األسرية وبعده عن الطبيب وسكنه في قرى نائية مع عدم امتالكه‬
‫سيارة خاصة فيرفض االنتظار عند الطبيب ويتعرض بعنف آلي واضعا عدة أسباب لذلك حتى حجة األلم‬
‫والخوف من عدم العالج فهذا ما صرحت به كل الحاالت المدروسة‪.‬‬
‫وهذه النتائج تؤكد صحية الفرضية األولى بأن الوضعية االجتماعية للمريض قد تكون سبب في ممارسة‬
‫العنف ضد أطباء وممرضي القطاع الخاص فمن خالل الفرضية استنتجنا أن العامل االجتماعي وتوفير‬
‫الحاجات األساسية للمريض من مال وتنقل واستقرار وضعه االجتماعي لكل يخفف من تصرفه بعنف اتجاه‬
‫األطباء والممرضين في القطاع الخاص ويكف عن جعلها سببا في ذلك‪.‬‬

‫‪45‬‬
‫عرض وتحليل البيانات امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫المطلب الثالث‪ :‬تحليل ومناقشة المقابالت حسب الفرضية الثانية‬


‫ومن خالل مقابالتنا مع األطباء والممرضين الحظنا أن أغلب إجاباتهم كانت بأن للعامل النفسي أثر‬
‫كبير في التسبب بعنف اتجاههم من طرف المرضى بسبب معاناتهم من ضغط أسري أو مادي فيصبحون‬
‫متوترين جدا ويبالغون في اعتقاداتهم ويتخذون كل المواقف بحساسية بالغة فيثيرون المتاعب في العيادة‬
‫الخاصة‪.‬‬
‫كما وجدنا أن تكاليف العالج الباهظة أثر بالغا في تدهور نفسية المريض وأهله خصوصا لعائالت‬
‫الفقيرة والتي تملك دخال ضعيفا مع نقص المواصالت وبعض المسافة يجد المريض عدة أسباب لخلق عدة‬
‫مشكالت عند عاملي االستقبال فيكون عدوانيا وعصبيا ويتصرف بعنف لكل من يقول له كلمة ال أو انتظر‬
‫دورك أو لم تتعامل بهذا األسلوب السيئ وكل هذا يجعل المريض يتصرف بعنف كبير تحت حجة ال يوجد‬
‫رعاية صحية كافية أو موظفي االستقبال ال يعاملونه معاملة الئقة وحسنة فيجد أعذار تافهة إلثارة الفوضى‬
‫في العيادة أو مع الممرضة بأنه يعاني من آالم شديدة وال يريد الصبر واالنتظار أو أنه يسكن في مكان‬
‫بعيد وعليه أن يمر عليه للطبيب فو ار ويتكلم بصخب وشتم مع كل من يحاول تقرب منه أو مجادالته وحتى‬
‫من المرضى أنفسهم الذين ينتظرون معه فيحدث الكثير من الفوضى وأحيانا يصل إلى إلحاق الضرر وعنف‬
‫جسدي مع الممرضة وموظف االستقبال وحتى بعض المرضى الذين ينتظرون دورهم في قاعة االنتظار‬
‫عند الطبيب الخاص‪.‬‬
‫كما تم التأكد من أغلب تصريحات األطباء والممرضين في القطاع الخاص أنهم يحاولون توفير كل‬
‫احتياجات المريض من استقبال جيد ومعاملة جيدة ومجاوراته وتهدئته إن كان مستاء أو غير متفهم فالكل‬
‫يحاول كسر حالته المزاجية المتقلبة بحوار لطيف واستماع تام وإيجاد كل الحلول له لكي يرتاح نفسيا قبل‬
‫العالج وبعده‪.‬‬
‫كما استخلصنا أنه للحالة النفسية للمريض أثر بالغ في جل تصرفاته داخل العيادة الخاصة ككل‪ ،‬فسواء‬
‫كان مرتاحا نفسيا وال يعاني من ضغوطات داخلية أو خارجية تجعله يتصرف بنبل وحسن أخالق مع الكل‬
‫عكس ذلك طبعا الضغوطات النفسية بكل أسبابها لديه تجعله مضطرب بشكل ملحوظ وقلقا يثير الجدل‬
‫والصخب بمجرد التكلم معه وال يسيطر على نفسه بإحداثه عنفا واضحا بمختلف أشكاله‪.‬‬
‫ومن هنا استخلصنا تحقق الفرضية‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫عرض وتحليل البيانات امليدانية‬ ‫الفصل الرابع‬

‫المطلب الرابع‪ :‬االستنتاج العام‬

‫من خالل ما تم التطرق إليه في الحاالت التي تناولناها في موضوع العنف ضد أطباء وممرضي القطاع‬
‫الخاص وعالقته بالوضعية االجتماعية للمريض‪ ،‬وبعد التحليل لمجموعة من المقابالت تأكد ممارسات‬
‫العنف داخل العيادة الطبية من قبل المرضى وذلك يرجع لعدة أسباب تناولناها في د ارستنا الميدانية‪،‬‬
‫فالمريض عندما يعاني من عدة ضغوطات اجتماعية ونفسية ما تجعله عدوانيا ومتوت ار اتجاه كل ما يحيط‬
‫به مع حدة األلم الذي يشكو منه بسبب مرضه يجعل منه دافعا إلثارة العنف مع عمال القطاع الخاص‬
‫والطبيب‪ ،‬ومن جهة أخرى يجب أن نؤكد دور الطبيب والعمال والممرضين دورهم في تقديم يد العون ومسايرة‬
‫المرضى ومعاملتهم بكل احترام وحب وتفهم لحاالتهم االجتماعية وحتى النفسية يجعل من نفسية المريض‬
‫أكثر هدوءا ويتصرف بعقالنية مع الطبيب والممرض ويتخلى عن العنف بكل أساليبه‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫الخاتمة‬
‫الخاتمة‬

‫باللبتالت‬

‫‪49‬‬
‫قائمة املراجع‬
‫قائمة املراجع‬

‫أوال‪ :‬الم ارجع باللغة العربية‬


‫‪ 70 .1‬مليار دوالر تصرف على قطاع الصحة‪ :‬سوء االستقبال وطول الطوابير للتشخيص تثير غضب‬
‫المريض‪ ،‬مقال منشور في جريدة الجنوب الجزائر عدد تشرين الثاني ‪.2015‬‬
‫‪ .2‬ابديري‪ ،‬األخطار النفسية االجتماعية في المؤسسة االستشفائية الجزائرية‪ ،‬دراسة ميدانية على أطباء‬
‫وممرضي بعض مصالح المستشفى ندير محمد بتيزي وزو‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في علم‬
‫النفس عمل وتنظيم‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،‬الجزائر‪.2016 ،‬‬
‫‪ .3‬إحسان محمد الحسن‪ ،‬األسس العلمية لمناهج البحث االجتماعي‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الطبعة‪ ،‬بيروت‪.1992 ،‬‬
‫‪ .4‬اإلمام العالمة أبي الفضل جمال الدين محمد بن مكرم ابن منظور اإلفريقي المصري‪ ،‬لسان العرب‪،‬‬
‫الربع‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بيروت‪.1997 ،‬‬
‫المجلد ا‬
‫‪ .5‬أميمة منير جادو‪ ،‬العنف المدرسي (بين األسرة والمدرسة واإلعالم)‪ ،‬دار السحاب‪ ،‬القاهرة‪005 ،‬‬
‫‪ .6‬بدر جميل سليم‪ ،‬أشكال العدوان الصفي في المرحلة االبتدائية‪ ،‬رسالة ماجستير غير منشورة‪ ،‬جامعة‬
‫اليرموك‪1989 ،‬أبو عليا محمد مصطفى‪ ،‬أثر العنف الطبي في درجة شعور المرضى بالقلق وتكيفهم‪،‬‬
‫عمان‪ ،‬مجلة العلوم التربوية‪ ،‬مجلد (‪ ،)28‬عدد ‪2001 ،1‬‬
‫‪ .7‬حدادة نجاة‪ ،‬تحديات اإلمداد في المؤسسة الصحية‪ ،‬منكرة ماجستير‪ ،‬قسم علوم التسيير‪ ،‬جامعة‬
‫تلمسان‪2012 ،‬‬
‫الدرسات للوحدة العربية‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪ .8‬حسين توفيق إبراهيم‪ ،‬ظاهرة العنف السياسي في النظم العربية‪ ،‬مركز ا‬
‫‪1992‬‬
‫‪ .9‬حمد جواد رضا‪ ،‬ظاهرة العنف في المجتمعات المعاصرة‪( ،‬تفسير سوسيو سيكولوجي في علم الفكر)‪،‬‬
‫وزرة اإلعالم الكويتي‪ ،‬المجلد ‪ ،5‬العدد‪.1974 ،03 :‬‬
‫مجلة دورية تصدرها ا‬
‫‪ .10‬دحماني لخضر‪ ،‬تفعيل تشديد العقوبات في حق المعتدين على مهنيي الصحة‪ ،‬مقال إلكتروني‪ ،‬الشروق‬
‫أونالين‪ 07 ،‬يوليو ‪.2020‬‬

‫‪ .11‬رانيا الغزاوي‪ ،‬العنف في المنشآت الصحية مشكلة تبحث عن عالج‪ ،‬مجلة الخليج‪ 2 ،‬يناير ‪،2018‬‬
‫‪ 10‬مارس ‪.2022‬‬
‫‪ .12‬ربحي مصطفى عليان‪ ،‬طرق جمع البيانات والمعلومات ألغراض البحث العلمي‪ ،‬دار صنعاء للنشر‬
‫والتوزيع‪ ،‬عمان‪.2009 ،‬‬
‫تتدخل لحماية‬
‫‪ .13‬رزيقة‪ .‬خ‪ ،‬بعد جملة من االعتداءات الجسدية واللفظية ضد األطقم الطبية‪ :‬الدولة ّ‬
‫مستخدمي الصحة‪ ،‬جريدة الجزائر‪ 15 ،‬يوليو ‪.2020‬‬
‫‪ .14‬زكريا بن يحي‪ ،‬العنف في عالم متغير‪( ،‬ط‪ ،)1.‬الرياض‪( ،‬د‪.‬ن)‪2007 ،‬‬

‫‪51‬‬
‫قائمة املراجع‬

‫‪ .15‬سعيد سبعون‪ ،‬الدليل المنهجي في إعداد مذكرات ورسائل الجامعية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار القصبة للنشر‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2012‬‬
‫‪ .16‬سميرة بيطام‪ ،‬أسباب العنف في المستشفيات الجزائرية وآليات مكافحة الظاهرة‪ ،‬مقال في جريدة أخبار‬
‫اليوم‪ 11 ،‬أوت ‪.2017‬‬
‫‪ .17‬شاقا فرانك فورت واآلخرين‪ ،‬طرائق البحث في العلوم االجتماعية بت ار للنشر والتوزيع دمشق‪.2004 ،‬‬
‫‪ .18‬شفيق محمد‪ ،‬البحث العلمي الخطوط المنهجية إلعداد البحوث االجتماعية‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،‬مكتب الجامعي‬
‫الحديث‪.1998 ،‬‬
‫‪ .19‬عاصمي نبيلة‪ ،‬العنف في المؤسسات االستشفائية ظاهرة في تفاقم خطير‪ ،‬مجلة مجتمع ترقية عمل‪،‬‬
‫‪ 27‬أكتوبر ‪ 10 ،2019‬مارس ‪.2022‬‬
‫التصورت االجتماعية للعنف الرمزي من خالل الكتابات الجدارية‪ ،‬مذكرة ماجستير غير‬
‫ا‬ ‫‪ .20‬عامر نورة‪،‬‬
‫منشورة‪ ،‬جامعة منتوري‪ ،‬قسنطينة‪.2005 ،‬‬
‫‪ .21‬عبد الرحمان عيسوي‪ ،‬المجرم الشاذ‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪ ،2005 ،‬ص ‪.187‬‬
‫‪ .22‬عبد الغني عناد‪ ،‬منهجية البحث العلمي في علم االجتماع‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الطبعة للنشر والتوزيع‪ ،‬بيروت‪،‬‬
‫‪.2007‬‬
‫‪ .23‬عصام عبد اللطيف‪ ،‬سيكولوجية العدوانية وترويضها‪( ،‬د‪.‬ط)‪ ،‬دار غريب‪ ،‬القاهرة‪2001 ،‬‬
‫‪ .24‬عظام حسن أحمد الديلمي‪ ،‬سؤال وجواب في البحث العلمي‪ ،‬دار الرضوان للنشر والتوزيع‪.2014 ،‬‬
‫‪ .25‬علجية عيش‪ ،‬المستشفى وكسب ثقة المريض‪ ،‬مقال صحفي‪ ،‬منشور في جريدة األحرار الجزائرية ليوم‬
‫‪.2015/10/12‬‬
‫‪ .26‬علي بوعناقة‪" ،‬العنف االجتماعي المظاهر والتواتر" في العنف والمجتمع‪ :‬مداخل معرفية متعددة‪،‬‬
‫أعمال الملتقى الدولي األول‪ ،2004 ،‬جامعة محمد خيضر بسكرة‪ ،‬دار الهدى‪ ،‬عين مليلة‪ ،‬الجزائر‬
‫‪ .27‬عمار بوخوش‪ ،‬محمد محمود الذنيبات‪ ،‬مناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحوث‪ ،‬ط‪ ،2‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪.1995 ،‬‬
‫‪ .28‬عمار بوخوش‪ ،‬محمد محمود الذنيبات‪ ،‬مناهج البحث العلمي وطرق إعداد البحث‪ ،‬ط‪ ،2‬ديوان‬
‫المطبوعات الجامعية‪.1995 ،‬‬
‫‪ .29‬قضاة محمد وسلوم صفية‪ ،‬العنف األسري وأثره على صحة األسرة‪ ،‬الكويت‪ ،‬مجلة علوم الشريعة‬
‫والقانون‪ ،‬مجلد (‪ ،)33‬عدد ‪ ،2016 ،1‬ص ‪.15‬‬
‫‪ .30‬القيسي‪ ،‬أسباب العنف وأشكال االعتداء على الكوادر الطبية في المستشفيات الحكومية والخاصة في‬
‫األردن‪ ،‬األردن‪ ،‬المجلة األردنية للعلوم االجتماعية‪ ،‬المجلد ‪ ،9‬العدد ‪.2016 ،1‬‬

‫‪52‬‬
‫قائمة املراجع‬

2003 ،‫ دار الفجر للنشر والتوزيع‬،5 ‫ المجلد‬،‫ الموسوعة اإلعالمية‬،‫ محمد منير حجاب‬.31
1980 ،‫ سويسرا‬،395 ‫ إدارة المستشفيات سلسلة التقارير الفنية رقم‬،‫ منظمة الصحة العالمية‬.32
‫ دار القصبة‬،‫ تربوزيد صحراوي وآخرون‬،‫ منهجية البحث العلمي في العلوم اإلنسانية‬،‫ موريس أنجرس‬.33
.2006 ،‫ الجزائر‬،‫للنشر‬
.1995 ،‫ المؤسسة الجامعية للدراسات‬،‫ بيروت‬،‫ دارسة نظرية‬،‫ في سيكولوجية العدوان‬،‫ النمر اسعد‬.34
‫ كلية العلوم‬،‫ رسالة ماجستير غير منشورة‬،‫ ظاهرة العنف السياسي في الوطن العربي‬،‫ هيفاء أحمد محمد‬.35
‫ االعتداءات على األطباء ستتراجع بعد التوقيع على قانون‬،‫أيوب حيرش‬1998 ،‫ جامعة بغداد‬،‫السياسية‬
‫ذ‬.2020 ‫ أوت‬02 ،‫ مقال في جريدة الحوار الجزائرية‬،‫حماية األطباء‬

:‫ المراجع بالغة األجنبية‬:‫ثانيا‬

1. Pinar, Rukiye and Ucmak, Firdevs. (2010). Verbal and physical violence in
emergency departments: a nurse in Istanbul. Turkey. 2010 Blackwell Publishing
Ltd, Journal of Clinical Nursing, 20: 510-517.
2. Sabine, H. Muller. M, Needham. I, Dassen, T. Kok, G. and Halfens, GJ. (2010).
Factors associated with patient and visitor violence experienced by nurses in
general hospitals in Switzerland: a cross-sectional survey. Blackwell Publishing
Ltd, Journal of Clinical Nursing, 19, 3535-3546.
3. Samir, N. Mohamed, R., E. Moustafa 1 and Abou Saif, H. (2013). Nurses'
attitudes and reactions to workplace violence in obstetrics and gynecology
departments in Cairo hospitals. Eastern Mediterranean Health Journal La Revue
de Santé de la Mediterranean Orientale EMHJ, 18 (3).
4. Kitaneh, M and Hamdan, M. (2012) Workplace violence against physicians and
nurses in Palestinian public hospitals. A crosssectional study, BMC Health
Services Research, 12(469).

53
‫املالحق‬
‫املالحق‬

‫دليل المقابلة‪:‬‬
‫‪ -‬المكان والمقابلة‬
‫‪ -‬مدة المقابلة‬
‫‪ -‬تاريخ المقابلة‬
‫‪ -1‬البيانات الشخصية‪:‬‬
‫‪ .1‬المهنة‪.‬‬
‫‪ .2‬االختصاص‪.‬‬
‫‪ -2‬أسئلة متعلقة بالفرضية األولى‪ :‬التي تقول إن الوضعية االجتماعية للمريض قد تكون سبب في‬
‫ممارسة العنف ضد األطباء والممرضين في القطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ .1‬هل تعرضت للعنف من قبل المريض؟ في حالة اإلجابة بنعم حدثني عنها؟‬
‫‪ .2‬كيف كان نوع العنف الممارس عليك من طرف المريض؟ وكيف كانت ردة فعلك؟‬
‫‪ .3‬هل تعتقد في رأيك أن هذا العنف الممارس من طرف المريض ناتج عن تقصير من موظفي‬
‫القطاع؟‬
‫‪ .4‬في حالة وقوع عنف ما هي اإلجراءات التي تقومون بها؟‬
‫‪ .5‬هل الحالة المادية للمريض تجعله يمارس العنف ضد األطباء؟‬
‫‪ .6‬هل تستغل القوانين المدرجة لحماية األطباء لظلم المريض؟‬
‫‪ .7‬هل للبيروقراطية دور في تمرد المريض على األطباء؟‬
‫‪ .8‬هل اإلدمان لدى بعض المرضى سببا في تعاملهم بعنف ضد األطباء والممرضين؟‬
‫‪ -3‬أسئلة متعلقة بالفرضية الثانية‪ :‬التي تقول إن للضغوطات النفسية للمريض أثر مباشر في ممارسة‬
‫العنف ضد أطباء وممرضي القطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ .1‬هل للعامل النفسي لدى المريض أثر في ممارسة العنف ضد الطبيب؟‬
‫‪ .2‬في رأيك من المسبب الرئيسي في الضغط النفسي لدى المريض؟‬
‫‪ .3‬هل تعتقد أن غالء تكاليف العالج تسبب التوتر والغضب عند المريض فيؤدي به إلى ممارسة‬
‫العنف؟‬
‫‪ .4‬هل تعتقد أن المعاملة من طرف االستقبال أو بعض الممرضين تسبب ضغط نفسي للمريض مما‬
‫يؤدي به إلى ممارسة العنف ضد األطباء؟‬
‫‪55‬‬
‫املالحق‬

‫‪ .5‬هل فترة االنتظار الطويلة لدى المريض تسبب له ضغوطات نفسية فيتعامل بعنف مع أطباء‬
‫وممرضي القطاع الخاص؟‬
‫‪ .6‬هل اآلالم التي يشكوا منها المريض تجعله مضطرب نفسيا فيمارس العنف؟‬
‫‪ .7‬هل نفس الرعاية الصحية تسبب في تمرد المريض ضد الطبيب وكيف ذلك؟‬
‫‪ .8‬هل لبعد المسافة وقلة المواصالت لدى المريض تجعله في حالة ضغط كبير مما يؤدي به إلى‬
‫ممارسة العنف ضد األطباء؟‬

‫‪56‬‬

You might also like