Professional Documents
Culture Documents
أوغاريت
اوگاريت Ugaritهي مدينة-مملكة قديمة تقع أطاللها في موقع رأس شمرا تتبع محافظة الالذقية في سوريا على
مسافة 12كم إلى الشمال من مدينة الالذقية على ساحل البحر المتوسط .
Ugarit
خطأ لوا في وحدة Location_map:على السطر .No value was provided for longitude :422
مستوطنة النوع
التاريخ
الكنعانيون الثقافات
ruins الحالة
Public الملكية
اوغاريت والتاريخ
مدخل من السور لحماية القصر في مدينة أوغاريت األثرية
اوغاريت مدينة اثرية قديمة وقد بينت الحفريات واألسبار األثرية أن موقع رأس شمرا يشمل على حوالي 20سوية
أثرية (استيطان) تعود حتى العام 7500ق.م .إال أنه مع حلول األلف الثاني قبل الميالد تضخم اإلستيطان في الموقع
لتتشكل ما عرف باسم أوغاريت هذا األسم الذي كان معروفًا قبل اكتشافها -صدفة في العام 1928م -من خالل ذكرها
في نصوص مملكة ماري ،حيث تذكر النصوص زيارة الملك زميري ليم في العام 1765ق.م ألوغاريت ،ومن رقيم آخر
عثر عليه أيضًا في وثائق ماري ،وهو عبارة عن رسالة من ملك أوغاريت إلى ملك يمحاض بعاصمتها حلب ،يرجوه فيها أن
يطلب من ملك ماري (مملكة ماري على نهر الفرات في سوريا أن يسمح له بزيارة قصر ماري الذي كان ذائع الصيت في
ذلك الوقت ،وإن دل هذا على حرص أغاريت على أقامة عالقات طيبة مع ملك ماري فإنه يدل في نفس الوقت بأنه
يحرص أن تكون هذه العالقة عن طريق وبمعرفة ملك يمحاض القوي .وكذلك ورد ذكر أوغاريت في النصوص الحثية
المكتشفة في األناضول و سورية و رسائل تل العمارنة المكتشفة في مصر .وتبين من الحفريات أن أوغاريت كانت
عاصمة لمملكة بلغت مساحتها 5425كم مربع تقريبًا في القرنين الخامس عشر والثاني عشر قبل الميالد وهي فترة
إزدهار المملكة.
يُـقّد ر عدد سكان مدينة أوغاريت في القرن الثالث عشر قبل الميالد بـ 6000 -8000نسمة وذلك اعتمادًا على بقاية
البيوت العشرة آالف المكتشفة فيها ،أما سكان باقي المملكة فيقدرون بـ 50000إلى 35000نسمة ،موزعين على -150
200قرية ومزرعة تابعة للعاصمة .وتبين النصوص وجود سكان حوريين وحيثيين وقبارصة في العاصمة أوغاريت،
كذلك بعض الجبيليين و أرواديين والصوريين والمصريين.
كما يشير علم المصريات النمساوي مانفرد بيتاك إلى أن الهكسوس في حوالي 1600ق.م كانوا على عالقة وثيقة مع
األوغاريتين وذلك من خالل ما بينته الحفريات في اواريس عاصمة الهكسوس ،وقد اشارت العديد من المصادر القديمة
إلى اوغاريت وحضارتها ومدى تقدم سكانها وازدهار الصناعة والتجارة مع حضارات البحر المتوسط وكانت ل أوغاريت
اهمية تجارية كبير.
ملوك اوغاريت
معاهدة مع مورسيلي الثاني من الحثيين ،ابن نيقمادو الثاني. ح 1260–1313 .ق.م. Niqmepa
عاصر Chancellor Bayمن مصر ،اوگاريت ُد مِّـرت ح 1200 .ق.م. عموراپي
تاريخ أوغاريت
األبجدية األوغاريتية
عود أقدم مرحلة سكن في رأس شمرة إلى العصر النيوليتي أي العصر الحجري الحديث ،وهي تنقسم إلى حقبتين تعرف
األولى باسم «النيوليتي ماقبل الفخار» امتدت من سنة 6500حتى سنة 6000ق.م ،وتعرف الحقبة الثانية باسم
«النيوليتي الفخاري» إذ إنها عرفت الفخار واستعماله ،وقد دامت هذه الحقبة من سنة 6000حتى سنة 5250ق.م .وكان
السكان يقطنون منازل صغيرة موزعة على سطح قاعدة صخرية قليلة االرتفاع كانت تحتل كل مساحة التل الحالي،
وكانوا يستعملون في احتياجاتهم المختلفة األدوات الصوانية ،ويمارسون الصيد البحري وصيد الخنزير البري .أما
حيواناتهم الداجنة فكانت البقر والضأن والمعز .وكانوا يزرعون الحنطة والشعير والعدس والكّت ان ،ويجمعون ثمار بعض
األشجار البرية كالزيتون واللوز والفستق والتين ،وفي العصر الكالكوليتي أي العصر الحجري النحاسي ،الذي امتد من سنة
5250حتى سنة 3500ق.م ،.انحصر السكن في القسم الشرقي من المساحة المأهولة في المرحلة السابقة ،كما حدث
تطور ملموس في فن العمارة .ويبدو أن المكان هجر وتعطلت فيه الحياة البشرية قرونًا عدة.
بدأ عصر البرونز القديم في رأس شمرة نحو سنة 2900ق.م ،.واستمر حتى نهاية سنة 2000ق.م ،.وقد عثر في موقع
التل على آثار مدينة اقتصر السكن فيها على القسم الشرقي من التل وكان الكنعانيون يؤلفون معظم سكانها .وباالستناد
إلى رقيم مكتوب ظهر في موقع تل أبو صالبيخ في العراق وأكده رقيم اكتشف في إبالُ ،ع رف أن هذه المدينة كانت نحو
سنة 2500ق.م .تحمل اسم ُأ غاريت ،وهو مشتق من كلمة «ُأ غارو» التي معناها «الحقل» باللغة األكدية.
وفي عصر البرونز الوسيط ،الذي امتد من سنة 2000حتى سنة 1600ق.م ،.اتسعت مدينة أغاريت حتى شملت كل
مساحة التل .وتحول القسم الشرقي ،الذي كان مأهوًال من دون سواه في المرحلتين السابقتين ،إلى مرتفع بسبب تراكم
األنقاض فيه ،فأصبح «أكروبول» المدينة .وفي هذه المرحلة األخيرة من ذلك العصر أخذ الحوريون يفدون إلى أغاريت
وصارت لهم في المدينة جالية كبيرة اختلطت باألكثرية الكنعانية .وكان ألغاريت اتصاالت جيدة مع مصر وجزيرة كريت
ومملكة ماري ،وأشهر من حكم المدينة في هذه الحقبة الملك يقار بن نقمد ،مؤسس أسرة أغاريت الملكية ،كما تذكر بعض
الوثائق التي تعود إلى مرحلة الحقة .أما عصر البرونز الحديث فبدأ سنة 1600ق.م ،.وفي الحقبتين األوليين منه ،أي من
سنة 1600ق.م .حتى سنة 1270ق.م ،.أقامت أغاريت عالقات ودية مع مصر .وكان لها في القرن الخامس عشر ق.م.
ملك اسمه أبيران .وفي مطلع القرن الرابع عشر كان ملكها يدعى عّم يستمر.
امتدت الحقبة الثالثة من عصر البرونز الحديث من نحو سنة 1370حتى سنة 1182ق.م .وتتوافر عن هذه الحقبة
معلومات غنية جدًا ،ألن كل الُّر قم المكتوبة ،ومعظم المباني والقطع األثرية التي كشف عنها ،تعود إليها .وتتيح هذه الُّر قم
تتبع عهود ملوك أغاريت واحدًا واحدًا ،فقد دام عهد الملك نقمد الثاني من سنة 1370إلى سنة 1335ق.م .وكانت
أغاريت قد غدت مملكة تمتد من الجبل األقرع شماًال حتى نهر السن (شمال مدينة بانياس الساحل اليوم) جنوبًا .وفي
عهد هذا الملك دخلت المملكة في منطقة نفوذ االمبراطورية الحثية .وخلف نقمد ابنه أرخلب ،وكان عهده قصيرًا جدًا ،لم
يدم سوى بضع سنوات ( 1332 -1335ق.م) ،وخلفه شقيقه نقميفع الذي حكم أغاريت من سنة 1332حتى سنة 1260
ق.م ،وتعاون مع الدولة الحثية تعاونًا كبيرًا ،وفي عهده (نحو سنة )1286اشتركت وحدة عسكرية أغاريتية إلى جانب
الحثيين في حرب المصريين في معركة قادش الشهيرة ،وخلفه ابنه عميستمر الثاني (حكم مابين 1230-1260ق.م)
ويبدو أنه اعتلى العرش صغير السن إذ تولت والدته الوصاية عليه في بداية عهده .وفي أيامه أنشأت األسرة المالكة مقرًا
لها في رأس ابن هاني ،على بعد نحو خمسة كيلو مترات من رأس شمرة ،وقد كشفت الحفريات التي تجري في هذا
الموقع منذ سنة 1975عن قصرين .وبعد عميستمر ،اعتلى العرش على التوالي كل من ابنه أبيران الثاني (1210 -1230
ق.م ).وحفيده نقمد الثالث ( 1200-1210ق.م .).أما آخر ملوك أغاريت فكان عمورافي ،الذي خربت المدينة في عهده
عندما غزتها «شعوب البحر» نحو سنة 1182ق.م .وقضت على مدن الساحل السوري.
لم تقم ألغاريت قائمة بعد هذه الكارثة .وبعد قرون عدة ،صار البحارة اليونان يرتادون الخليج المجاور لرأس ابن هاني
واتخذوه مرفًأ لهم .وقد عثر فعًال بالقرب من هذا المرفأ على منشآت تعود إلى القرنين السادس والخامس قبل الميالد.
كذلك شيد بعض البحارة اليونان عددًا من المنازل في القسم الشرقي في رأس شمرة ،حيث عثر على أبنية يراوح تاريخها
بين القرن الخامس والقرن الثالث قبل الميالد ،وظهرت في الموقع آثار من العصر الروماني ،مع العلم أن من سكن تلك
المنطقة من أهل البالد واإلغريق والرومان كانوا يجهلون أن أغاريت الكنعانية بقصورها ومعابدها وكنوزها ترقد تحت
بيوتهم.
من المسلم به في األوساط العلمية أن أغاريت ،في الحقبة الثالثة من عصر البرونز الحديث كانت مركزًا حضاريًا مزدهرًا ،
وأنها وصلت إلى مستوى ثقافي رفيع .ويتجلى هذا واضحًا في الوثائق المكتوبة التي أسفرت عنها أعمال التنقيب.
فقد عثر في رأس شمرة مابين عامي 1929و 1988على 3557رقيم فخاري تحمل كتابات ،كما ظهر أيضًا عدد من
النصوص المنقوشة على مواد أخرى كاألنصاب الحجرية واألسلحة المشغولة واألوعية وغيرها .وهذه الوثائق المكتوبة
هي التي أعطت أغاريت شهرتها العالمية وهي كتابات بلغات مختلفة ،تفسر عالقات أغاريت السياسية واالقتصادية مع
دول أخرى ،كما تفسر سبب وجود الغرباء فيها أو مرورهم بمرفئها .ومن هذه اللغات اللغة التي كان يتكلمها سكان أغاريت
الكنعانيون ،وتعرف اليوم باللغة األغاريتية ،وهي تكتب كتابة مسمارية بالطريقة األبجدية .وكان الشرق القديم ،قبل
استعمال هذا النمط ،يعرف طريقتين في الكتابة ،األولى هي الطريقة الهيروغليفية أي الصورية ،وكل إشارة فيها ترمز إلى
كلمة بكاملها أو إلى مقطع صوتي ،واستعملت في مصر خاصة .أما الطريقة الثانية فهي الطريقة المسمارية المقطعية وكل
إشارة فيها ترمز إلى مقطع صوتي ،وقد راجت أوًال في بالد الرافدين ثم انتشرت في بقاع أخرى .وكانت كل واحدة من
هاتين الطريقتين تتطلب عددًا كبيرًا من اإلشارات ،األمر الذي يجعل استعمالهما صعبًا .ولكن الكتابة األغاريتية التي تتألف
من ثالثين إشارة مسمارية ،وكل إشارة منها ترمز إلى حرف ساكن مستقل عن الصوت كما هي الحال في األبجديات
الحديثة تعد أقدم كتابة أبجدية ظهرت في العالم إلى اليوم ما لم يقم دليل على خالف ذلك ،إذ إنها تعود إلى القرن الرابع
عشر ق.م .ولقد أظهرت الحفريات اثني عشر رقيمًا من رقم «األبجدية» ،وهي رقم تحمل أحرف أبجدية أغاريت الثالثين
بالترتيب الشائع في ذلك العصر ،وهو الترتيب نفسه في األلفباء اليونانية وحروف الهجاء العربية .وتبين أن اللغة
األغاريتية قريبة كل القرب من اللغة العربية من حيث التراكيب وقواعد النحو الصرف ،ومن حيث المفردات خاصة ،ففيها
نحو ألف كلمة هي نفسها في اللغة العربية ،كما تبين أن بعض الكلمات األغاريتية ليست في اللغة العربية الفصحى بل هي
اللهجة العامية الدارجة في الساحل السوري عامة وفي مدينة الالذقية خاصة.
وهناك عدد من النصوص المكتوبة باللغة الحورية .وقد أشير سابقًا إلى أن أغاريت كانت تضم ،عالوة على األغلبية
الكنعانية ،عددًا غير قليل من الحوريين .وقد كتبت الوثائق المكتشفة بهذه اللغة بالطريقة المسمارية المقطعية .وكانت
الكتابة األكدية منتشرة في بالد الشرق األوسط قاطبة ،ومعتمدة في المراسالت السياسية والتجارية بين مختلف الممالك،
كما أنها كانت في الوقت نفسه اللغة األدبية الفصحى .والجدير بالذكر أن النصوص األغاريتية والنصوص األكدية تؤلف
أغلبية الرقم المكتشفة في رأس شمرة.
كذلك أسفر التنقيب عن بعض النصوص المكتوبة باللغة السومرية التي كانت في عهد أغاريت «لغة ميتة» .وأغلبها في
لوائح المفردات وبعض النصوص السحرية واألدبية .كما عثر على بعض الرقم المكتوبة باللغة القبرصية .أما الكتابة
الهيروغليفية المصرية فتشاهد في نصوص منقوشة على بعض الهدايا أو التقدمات المرسلة من بالط الفراعنة إلى ملوك
أغاريت أو إلى معابدها ،وأما اللغة الحثية فمكتوبة بالنمط المسماري في بعض الرقم وبالطريقة الهيروغليفية في األختام
التي مهرت بها الوثائق الرسمية الصادرة عن بالد الحثيين.
وقد عثر على معظم الرقم في مجموعات ،إال بعض الرقم المنفردة التي عثر عليها في مواقع مختلفة من المدينة ،وُت كِّو ن
كل مجموعة ديوان وثائق (محفوظات) ،أو مكتبة .وعثر على دواوين الوثائق في القصر الملكي ،وفي القصر الجنوبي،
وكذلك في الحي السكني الواقع شرق القصر الملكي .كذلك عثر في هذا الحي على مكتبة خاصة ،كما عثر في الحي
الجنوبي على مكتبة خاصة ذات طابع أدبي ومكتبة أخرى ذات طابع ديني .وعثر في األكروبول ،بين المعبدين ،في منزل
الكاهن األكبر على مكتبة تشتمل على مالحم وأساطير.
وتنفرد الوثائق المكتوبة المكتشفة في رأس شمرة بتنوعها ،وهي تتناول ميادين مختلفة وفرت للباحثين معلومات كثيرة
في مجاالت شتى ،فهناك الوثائق ذات الطابع الديني ،ومنها أربع مالحم هي :ملحمة بعل وتتألف من بضعة فصول وملحمة
مولد اآللهة ،وملحمة عرس القمر وملحمة الرفائيم ،ومنها أسطورتان هما أسطورة دانيال وأقهات ،وأسطورة كرت ،ومنها
كذلك النصوص الكهنوتية الشعائرية والنصوص السحرية وقوائم بأسماء اآللهة.
وهناك أيضًا نصوص أدبية تشتمل على قصائد ومجموعات حكم ونصائح .أما النصوص المدرسية فمنها تمارين لتعليم
الكتابة ومعجمات تسرد مفردات أغاريتية وما يقابلها من اللغات السومرية واألكدية والحورية ،وتبين هذه الوثائق اهتمام
الكتبة بتعليم طالبهم أصول الكتابة واللغات األجنبية ،وهناك نصوص ذات طابع علمي أو موسوعي من بينها رقيم كبير
فيه أسماء األسماك والطيور المعروفة آنذاك ،واألقمشة المستعملة ،وأسماء أشهر السنة .وثمة قوائم تشتمل على األوزان
والمساحات واألحجام ،وهناك أيضًا نص بيطري يتعلق بمعالجة الخيول المريضة.
ومن الوثائق القانونية عقود بيع وشراء وقسمة ووصايا وغيرها أبرمت بين أفراد عاديين ،ونصوص رسمية صادرة عن
ملوك أغاريت من هبات وقرارات وأحكام مختلفة .وثمة وثائق قانونية ذات طابع دولي من معاهدات واتفاقات سياسية
أو تجارية وقرارات وأحكام صادرة عن بالد الحثيين .وقد عثر على رسائل متبادلة بين أغاريتيين في الداخل ورسائل
دولية متبادلة بين أغاريت وممالك أخرى.
أما النصوص اإلدارية فتشتمل على قوائم بأسماء الموظفين والتجار والحرفيين ،وقوائم بأسماء المدن والقرى والمزارع
التابعة لمملكة أغاريت .وهناك نصوص اقتصادية تتناول التبادل التجاري بين األغاريتيين أنفسهم أو التبادل التجاري بين
أغاريت وبالد أخرى ،ونصوص أخرى تتحدث عن المنتجات الزراعية وقوائم السلع واألدوات المختلفة ،ووثائق تتعلق
بالمالحة والنقل البحري والبري ،وأخرى عقارية تتعلق ببيع األمالك وتحديد مساحاتها.
الفن
يمكن أخد فكرة جيدة عن الفن األغاريتي بدراسة القطع األثرية الكثيرة التي عثر عليها في أماكن مختلفة من تل رأس
شمرة .وتشهد القطع الفنية المصنوعة في المدينة نفسها على ذوق الفنانين األغاريتيين ومهارتهم .ومن المؤكد أنهم تأثروا
بفنون شعوب أخرى مثل مصر وقبرص وموكيني (ميسينة) وهذا أمر طبيعي ومعروف في سائر الحضارات ،غير أن
األغاريتيين استطاعوا أن يطبعوا إنتاجهم بطابع محلي واضح .ومن القطع الفنية الكثيرة التي عثر عليها حتى اليوم ترقد
قطع رائعة من العاج المنحوت في القصر الملكي ،وأوان من الذهب تحمل رسومًا جميلة ومعبرة ،وأنصاب حجرية ذات
رسوم نافرة ،وأسلحة مشغولة ،وقطع زينة وتماثيل ومجوهرات .ولكن ما يثير االهتمام بوجه خاص األختام األسطوانية
التي تحمل رسومًا غاية في الدقة والروعة.
أحرف أوغاريتية
حروف األبجدية األغاريتية مع الحروف العربية والحروف الالتينية المطابقة
ابجدية أوغاريت هي اكمل االبجديات العالم القديم واغناها واكثرها شموال تحتوي على 30حرفا ،وبسبب التقدم
واالزدهار التي عاشته اوغاريت فكانت لغتهم من أهم اللغات وتعد اليو اكمل ،وبجانب لغتهم االساسية استخدم سكان
أوگاريت لغات عديدة ووضعوا لذلك قواميس متعددة اللغات ،ولكن اللغة الرئيسية التي اكتُـشفت في رسائلهم هي لغة
سامية خاصة بهم تسمى بـ"أوغاريتية" .وبجانب اللغة االوغاريتية كانت هناك في المملكة لغات اخرى مستخدمة مثل
اللغة األكادية التي استخدمها سكان المملكة في تعامالتهم مع بعض المناطق ،كما كانت العادة في جميع أنحاء الشرق
األوسط في ذلك الحين .أثار تحليل اللغة األوغاريتية الخالف بين اللغويين إذ ال تنتمي إلى أية مجموعة من مجموعات
اللغات السامية التي كانت معروفة قبل إكتشاف أوغاريت فقد كانت لغة وابجدية جديدة ،و تالئم في الكثير من مميزاتها
اللغات المصنفة ضمن الفرع الشمالي الغربي للغات السامية "لغات كنعانية" ولكن بعض مميزاتها تالئم فروع أخرى من
تصنيف هذه اللغات .وقد اكتشفت في أطالل أغاريت نصوص باللغات أخرى ،منها لغات غير سامية شاعت في المنطقة
مثل الحورية ،والحثية ،واللوفية ،والسومرية ،والمصرية والمينوية ،مكتوبة بخمسة أنواع من الخطوط :المسماري البابلي،
الهيروگليفي المصري ،الهيروگليفي اللوفي والنقوش المنيوية .أما اللغة أالوغاريتية نفسها فكانت تكتب بـ أبجدية خاص
بها فقد وجدت مكتبة القصر الملكي التي تحتوى على كم كبير من النصوص ب اللغة األوغاريتية .
تبنى أدباء وكتاب المدينة كيفية الكتابة المسمارية على ألواح الطين ومن المحتمل أنهم تبنوا كذلك فكرة األبجدية التي
كانت قد ظهرت في المناطق جنوب أوغاريت في داخل سوريا ،وهي األبجدية الكنعانية األولية (بروتو -كنعانية) .
فضمت األبجدية األوغاريتية على 30رمزا مسماريا ولكن كل رمز أشار إلى حرف ساكن واحد وليس إلى مقطع أو كلمة.
باختالف عن اللغات الكنعانية احتفظت األوغارتية على أكثر من الحروف السامية القديمة ولذلك كانت أبجديتها أغنى
بالرموز والدالالت .أما ترتيب الرموز فكان يشابه ترتيب الحروف في األبجدية البروتو-كنعانية .
في مكتبة القصر الملكي في أوگاريت وجدت لوحات ورقم فخارية مكتوبة باللغات :األكادية ،واألوگاريتية ،والحورية،
والحثية ،والقبرصية وغيرها من لغات سورية القديمة ،فيها معلومات مهمة عن التنظيم السياسي في المملكة وتشريعاتها
وأنظمتها ،وعالقاتها بجيرانها .كما وجدت في هذه اللوحات نصوص دينية وقانونية ووصايا ،وتحارير ،ومعاهدات،
وأبحاث طبية وبيطرية ،والعالقات التجارية وغير ذلك ،وكذلك نصوص سومرية وبابلية ،وهيروغليفية وحثية .وما يميز
حضارة أوغاريت ويدل على مدى التطور التي وصلت الية المعاجم اللغوية التي اكتشفت ومخطوطات التفاسير وغير
ذلك ،مما ألقى ضوءًا على العالقات واآلداب بين أوغاريت بين أداب الحضارات االخرى مثل األدب الكنعاني وما ورد من
نصوص التناخ بهذا الخصوص .
الحضارة
تحتل اوغاريت موقعا متقدما على خارطة الحضارات القديمة لألهمية التي تتمتع بها وما قدمته من معطيات وما تم
الكشف عنه من اثار لمدينة جيدة التخطيط والمباني ومدى تقدم العلوم فيها ،وكشفت الحفريات في العاصمة أوغاريت
العديد من الطرقات المرصوفة ،والدور واالبنية الجميلة للسكن والمباني االدارية والحكومية ،ومكتبة فخمة في القصر
الملكي ،الذي يعتبر من أفخم القصور في الشرق القديم ،بمساحة قدرت بـ 10000متر مربع طليت بعض أجزاؤه بالفضة،
ويدافع عنه برج ضخم ذو جدران كثيفة ،كما كشفت أعمال التنقيب (للعام 1975م) في رأس ابن هاني ،على بعد خمسة
كيلومترات إلى الجنوب الغربي من مدينة أوغاريت تم الكشف عن قصرين ملكين ،في شمال و جنوب الموقع ،وكذلك
مجموعة من المدافن والقبور في الجهة الجنوبية،وعلى خلفية األرشيف الكتابي الكبير الذي وجد في القصر الشمالي
والذي يؤرخ في عهد الملك اميشتامارو الثاني ( 1235 -1260ق.م) يرجح كونه مقّر الحكم الملكي (البالطالملكي )
الثاني لملك أوغاريت .
التجارة والصناعة
كانت اوگاريت او اوغاريت مركز تجاري هام بين منطقة األناضول ومن خلفها مناطق اليونان في الشمال والغرب ووسط
أوروبا ،ومناطق سوريا الداخلية وشرق الهالل الخصيب في الشرق وكذلك مصر في الجنوب فكانت مدينة تجارية
بأمتياز ولها سمعتها وقوتها التجارية ،واشتهرت أوغاريت بالصناعة فكانت مركز انتاج وبيع األخشاب وصناعة المعادن
واالواني المشغولة بحرفية ودقة عالية والمنسوجات واألقمشة واألصبغة المستخلصة من صدف Hexaplex
( trunculusاألرجوان) ,وكذلك من الجانب الزراعي فقد عرفت عن مملكة أوغاريت غناها بالمنتجات الزراعية مثل -
الزيتون وصناعة وعصر كزيت الزيتون والقمح والشعير وبعض المنتجات الزراعية التي كانت تصدرها للمناطق المحيطة.
او عن طريق ميناء أوغاريت حيث كان مرفؤها -وهو منطقة المينا البيضا حاليًا في الالذقية -كان مركزًا مهمًا للتجارة
يعج بالسفن و بالبضائع من جميع األنواع .وقد امتدح الشاعر اليوناني هوميروس في إلياذته الصناعات واألواني التي
تصنع في أوغاريت ،فقال" :ال توجد آنية أخرى تنافسها في جمالها".
الديانة والمعتقدات
الديانة األوغاريتة هي انتداد لديانة كنعانية كما تبين األساطير الميثولوجية الواردة في النصوص الدينية والمالحم
ونصوص الشعائر والعبادات وكذلك من وجود عدة معابد أهمها معبدين على األكروبول (مرتفع المدينة) ،بينهما بيت
الكاهن األكبر ،معبد اإلله إل (ءل -ءيل -إيل)( ،بيت إيل) وربما اإلله دجن (داجان ،داجون) معه ،في الجهة الجنوبية
الشرقية والذي يرجح تاريخ بناؤه بـ 2000ق.م ،ومعبد اإلله بعل (بيت بعل) في الجهة الشمالية الغربية وهو أحدث في
حوالي 1400ق.م وكان للمعتقدات تقوسها وشعائرها .
أدت مجموعة عوامل على راسها مهاجمة "شعوب البحر" لمنطقة الساحل السوري الكنعاني إلى توقف الحياة في أوگاريت
في العام 1185قبل الميالد تقريبًا.
وقد قيل إن كلمة أوغاريت مشتقة من " أوغار" السورية ،وهي " أوكار" بالفارسية ،و"عقار" بالعربية ،وهي تعني " رقعة من
األرض أو الحقل".
الحياة االقتصادية
كانت األعمال الزراعية تشغل دورًا رئيسًا في حياة األغاريتيين ،ويدور كثير من مقاطع قصائدهم الدينية حول موضوع
المطر والجفاف والمواسم الزراعية .وكان هؤالء يزرعون الزيتون والكرمة والحبوب ،ويثبت ذلك ما عثر عليه من معاصر
للزيت في المدينة ،وهناك نصوص تبين أن محاصيل األرض كانت موضوع صفقات تجارية ،وقد عثر بين األطالل على
عدد كبير من الصنجات (واحدات الوزن) تشهد على التبادل التجاري المحلي .وهناك كثير من الوثائق المكتوبة ومن القطع
األثرية التي تشير إلى صناعة حرفية نشيطة .وعثر كذلك على نصوص تعدد الحرف والمهن التي كانت تمارس في
المدينة ،ونصوص تبين تنظيم الحرفيين والمزارعين في تعاونيات وشبه نقابات.
وال شك في أن أغاريت كانت مركز نشاط تجاري بحري على نطاق واسع ،بسبب مرفئها ،والسيما أن الحي الذي عثر عليه
قريبًا من المرفأ يعود إلى هذه الحقبة .وهناك نصوص تتعلق بالمالحة األغاريتية ،وتبين أنه كان ألغاريت أسطول تجاري.
وكان التبادل التجاري يتم عن طريق البحر مع قبرص ومع القسم الجنوبي من الساحل (لبنان وفلسطين) .أما التبادل
البري عن طريق القوافل فقد كان يتم مع بالد الحثيين ومع مصر .وكانت أغاريت تصدر الزيت والخمر والحبوب والصوف
المصبوغ والخشب ،وتستورد بعض المواد االستهالكية األولية كالمعادن وبعض الكماليات من قطع فنية مصنوعة من
العاج والحلي وأوعية نفيسة.
لم تظهر الحفريات المنظمة التي تمت إلى اليوم سوى أقل من ثلث المدينة العائدة إلى الحقبة الثالثة من عصر البرونز
الحديث وما يزال أكثر من ثلثيها مدفونًا بانتظار الكشف عنه بالتنقيبات المقبلة ،غير أنه يمكن تكوين فكرة عن وضع
المدينة في تلك الحقبة وعن مبانيها العامة وتوزع بعض أحيائها.
وأول هذه األحياء حي القصور ،أي الحي الرسمي الذي يحتل القسم الشمالي الغربي من المدينة ،ويتقدمه غربًا بناء
محّص ن شّي د لحمايته يشاهد منه إلى اليوم البوابة المفتوحة في السور ،وبرج ضخم ،وبعض الغرف الخاصة بالحرس.
ويتصدر هذا الحي القصر الملكي الذي تبلغ مساحته ما يقارب الهكتار ،ويحتوي القصر على تسعين غرفة وخمس باحات
داخلية واثني عشر سلمًا تدل على وجود طابق علوي له .وإلى جنوب هذا القصر بناء كبير أطلق عليه اسم القصر
الجنوبي ،ويبدو أنه كان مركزًا لإلدارة المختصة بتجارة أغاريت مع الخارج .أما القصر الشمالي فلم يبق منه إال القليل،
وهو أقدم من القصر الملكي .وفي الحي نفسه بناء كبير يعتقد أنه كان مخصصًا لالحتفاالت الرسمية .وقد أظهر التنقيب
بعض أقسام المجرور العام الذي كان يمتد تحت هذا القسم من المدينة .وإلى الشرق من حي القصور حٌي سكني يمتاز
بمنازله الواسعة ،وتخترقه بعض الشوارع .وفي المنطقة الوسطى من التل ظهر قسم من حي فيه بعض المنازل ومعصرة
للزيت ومعبد صغير .وفي األكروبول ،أي القسم المرتفع في شرقي التل ،أنقاُض معبد اإلله بعل ومعبد اإلله دجن وعدد من
المساكن والشوارع واألزقة ،وثمة حي للسكن أيضًا في القسم الشمالي الشرقي من المدينة .أما القسم الشرقي الجنوبي
فقد كان يسكنه التجار والحرفيون كما يتبين من الحوانيت التي ظهرت فيه مع ماتحتوي عليه من أدوات مختلفة.
إن المباني التي أظهرها التنقيب في رأس شمرة تقدم فكرة جيدة عن فن العمارة في أغاريت ،إذ تتألف المنازل عادة من
طابق أرضي خاص بالخدمات المنزلية وحفظ المؤن ،وطابق علوي (غير موجود اليوم) كان معدًا لسكن رب البيت وأفراد
أسرته .وتتضمن المنازل ،وكذلك القصور ،مجارير لتصريف المياه وحمامات ومراحيض .أما المدافن فهي في أقبية البيوت
والقصور ،ينزل إليها بدرج يقود إلى قبر ذي عقد مبني من حجارة كبيرة الحجم.
أسماء بعض حكام أوغاريت في الفترة التي سبقت دمارها ،باألعوام التقريبية-:
أنظر أيضًا
اللغة االوغاريتية
الكتابة االوغاريتية
إبال
)إلوهيم (آلهة
النحو االوغاريتي
الديانة الكنعانية
مالحظات
المصادر
Bourdreuil, P. 1991. "Une bibliothèque au sud de la ville : Les textes de la 34e campagne
.(1973)". in Ras Shamra-Ougarit, 7 (Paris)
Drews, Robert. 1995. The End of the Bronze Age: Changes in Warfare and the Catastrophe
ca. 1200 BC (Princeton University Press). ISBN 0-691-02591-6
Smith, Mark S., 2001. Untold Stories ; The Bible and Ugaritic Studies in the Twentieth Century
ISBN 1-56563-575-2 Chapter 1: "Beginnings: 1928-1945" (http://www.hendrickson.com/pd
f/chapters/1565635752-ch01.pdf)
Ugarit Forschungen (Neukirchen-Vluyn). UF-11 (1979) honors Claude Schaeffer, with about
100 articles in 900 pages. pp 95, ff, "Comparative Graphemic Analysis of Old Babylonian
and Western Akkadian", ( i.e. Ugarit and Amarna (letters), three others, Mari, OB,Royal,
.OB,non-Royal letters). See above, in text
K. Lawson and K. L. Younger Jr, "Ugarit at Seventy-Five," Eisenbrauns, 2007, ISBN 1-57506-
143-0
Dennis Pardee, Ritual and Cult at Ugarit (Writings from the Ancient World), Society of
Biblical Literature, 2002, ISBN 1-58983-026-1
William M. Schniedewind, Joel H. Hunt, 2007. A primer on Ugaritic: language, culture, and
.literature ISBN 0-521-87933-7 p. 14
Caquot, André & Sznycer, Maurice. Ugaritic Religion. Iconography of Religions, Section XV:
Mesopotamia and the Near East; Fascicle 8; Institute of Religious Iconograpy, State
.University Groningen; Leiden: E.J. Brill, 1980
de Moor, Johannes C. The Seasonal Pattern in the Ugaritic Myth of Ba'lu, According to the
Version of Ilimilku. Alter Orient und Altes Testament, Band 16. Neukirchen - Vluyn: Verlag
Butzon & Berker Kevelaer, Neukirchener Verlag des Erziehungsvereins, 1971
Gibson, J.C.L., originally edited by G.R. Driver. Canaanite Myths and Legends. Edinburgh: T.
.and T. Clark, Ltd., 1956, 1977
L'Heureux, Conrad E. Rank Among the Canaanite Gods: El, Ba'al, and the Repha'im. Harvard
Semitic Museum, Harvard Semitic Monographs No. 21, Missoula MT: Scholars Press,
.1979
Mullen, E. Theodore, Jr. The Assembly of the Gods: The Divine Council in Canaanite and
Early Hebrew Literature. Harvard Semitic Museum, Harvard Semitic Monographs No. 24,
Cambridge, MA: Harvard Press, 1980/ Atlanta, GA: Scholars Press Reprint, 1986.
(comparison of Ugaritic and Old Testament literature)
Smith, Mark S. The Ugaritic Baal Cycle: Volume 1. Introduction with Text, Translation and
Commentary of KTU 1.1-1.2 (Vetus Testamentum Supplements series, volume 55; Leiden:
.Brill, 1994)
The Ugaritic Baal Cycle: Volume 2. Introduction with Text, Translation and ._____
Commentary of KTU 1.3-1.4 (Vetus Testament Supplement series, volume 114; Leiden:
.Brill, 2008). Co-authored with Wayne Pitard
Wyatt, Nicolas (1998): Religious texts from Ugarit: the worlds of Ilimilku and his colleagues,
Sheffield Academic Press, paperback, : إنگلترة,The Biblical Seminar, volume 53. Sheffield
.500 pages
http://www.arab-ency.com/index.php?module=pnEncyclopedia&func=displa( الموسوعة العربية
)y_term&id=1079&m=1
وصالت خارجية
Ugarit (Tell Shamra) 1999 application for UNESCO world heritage site (http://whc.unesco.o
rg/en/tentativelists/1292/)
The Edinburgh Ras Shamra project includes an introduction to the discovery of Ugarit. (htt
p://www2.div.ed.ac.uk/other/ugarit//home.htm)
Ugaritic Literature as an Aid to Understanding the Hebrew Bible (Old Testament) (http://ww
w.adath-shalom.ca/ugarit.htm)
Introduction to Ras Shamra (Ugarit), and a virtual museum of Ugaritic art. (http://www2.div.
ed.ac.uk/other/ugarit//rsintro/intro001.htm)
Ugarit and Biblical Heritage - Primary and minor gods and excerpts from the actual stories.
(http://www.biblicalheritage.org/Bible%20Studies/canaan-gods.htm)
رسائل تل العمارنة بالد الرافدين أوغاريت هوميروس العراق قبرص الكلمات الدالة :الشرق األوسط
شعوب البحر رأس ابن هاني معركة قادش نهر السن الهالل الخصيب