You are on page 1of 46

‫ماهية علم الحرف وأنه عل ٌم قائم بذاته‬

‫أن علم الحرف من علوم‬ ‫ى ال ُمسلم َّ‬


‫إعلم أخ ّ‬
‫السادة الصوفيه وتكون لهم وهبا ً وتعلما ً وهى‬
‫قسم من أقسام العلوم اإلسالميه المتداوله منذ‬
‫ى خليفه فى كتابه‬ ‫الزمان الفاضل وقد أور َّد حاج ّ‬
‫كشف الظنون والمختص بسرد ما أُلف الساده‬
‫علماء اإلسالم كما خصهم فى ُمقدمته من كتب‬ ‫ُ‬
‫فى كل موضوع أو قسم من أقسام التأليف ‪،‬‬
‫أورد فى باب علم الحروف واألسماء فقال فى‬
‫المقدمه ‪ :‬قال الشيخ داود األنطاكي وهو علّم‬
‫باحث عن خواص الحروف افرادا وتركيبا‬
‫وموضوعه الحروف الهجائية ومادته األوفاق‬
‫والتراكيب وصورته تقسيمها كما ً وكيفا ً وتأليف‬
‫األقسام والعزائم وما ينتج منها وفاعله‬
‫التصرف على وجه يحصل‬ ‫ّ‬ ‫المتصرف وغايتهُ‬
‫ّ‬
‫به المطلوب ايقاعا ً وانتزاعا ً ومرتبته بعد‬
‫الروحانيات والفلك والنجامة ‪ .‬انتهى ‪.........‬‬
‫(((قلت ‪ :‬وبقول الشيخ داوود العلم الباحث‬
‫(ومرتبته بعد الروحانيات والفلك والنجامة )‬
‫أن علم الحروف واألسماء علم خاص ليس‬ ‫تعلم َّ‬
‫من علم الروحانيات أو الفلك أو التنجيم بل هو‬
‫عل ٌم خاص قائم بذاته فأفهم تغنم ‪ ...... ))) .‬ثم‬
‫ى خليفه بعد نقله لكالم إلبن خلدون‬ ‫نقل حاج ّ‬
‫يمزج فيه علم الحروف واألسماء بالطلسمات‬
‫‪ ......‬قال ‪ :‬قال البوني ((( وهو أحد الذين ألفوا‬
‫أكثر من كتاب فى علم الحرف واالسماء )))‬
‫وال تظنّن أن ِس ّر الحروف مما يتوصل إليه‬
‫بالقياس العقلي وانما هو بطريق المشاهدة‬
‫والتوفيق اإللهي واما التصرف في عالم الطبيعة‬
‫بهذه الحروف واألسماء وتأثر االكوان عن ذلك‬
‫فأمر ال ينكر لثبوته عن كثير منهم تواتر وقد‬
‫يظن ان تصرف هؤالء وتصرف أصحاب‬
‫الطلسمات واحد وليس كذلك ثم ذكر الفرق‬
‫بينهما وأطال ‪.‬إنتهى‬
‫ى السادة الصوفيه‬
‫طرف من علم الحرف لد ّ‬
‫ٌ‬

‫وأعلم أخى المسلم ّ‬


‫أن السادة الصوفيه أخذوا‬
‫علومهم عن مشائخهم الثقات فكان ممن أورد‬
‫فى كتبه شئ من علوم األرقام والحروف اإلمام‬
‫حجة اإلسالم أبوحامد الغزالى وهو من هو فى‬
‫علمه وفضله كما جاء ذلك فى أواخر كتابه‬
‫المنقذ من الضالل حيث أورد‪:‬‬
‫‪492‬‬
‫‪357‬‬
‫‪816‬‬

‫بطد‬
‫ز هـ ج‬
‫واح‬
‫وذكر أنه لهذه األشكال خواص ُمجربه فى‬
‫ِعالج ال ُمتعسره والدتها ‪.‬‬
‫ومن أراد أن يتعلم هذه العلوم فليأتى ألهلها‬
‫المستوفين للشروط المذكوره فيهم آنفا ً ‪ ،‬وإياك‬
‫أخى وأدعياء التصوف الذين يخلطونها بأشياء‬
‫شيطانيه فأحترس وتحرى ممن تأخذ وإليك أخى‬
‫طرفا ً من علم الحرف عند الساد ِة الصوفيه ‪:‬‬
‫وترتيب األحرف عندهم ‪ :‬أبجد ‪ ،‬هوز ‪ ،‬حطي‬
‫‪ ،‬كلمن ‪ ،‬سعفص ‪ ،‬قرشت‬
‫ــ وهذه األسماء هى كما جاء فى كتاب إختصار‬
‫نكت الماوردى للعز بن عبد السالم ‪ :‬قال ‪ :‬أول‬
‫من وضع الكتاب العربي ستة أنفس ‪ :‬أبجد ‪،‬‬
‫هوز ‪ ،‬حطي ‪ ،‬كلمن ‪ ،‬سعفص ‪ ،‬قرشت ‪،‬‬
‫فوضعوا الكتاب على أسمائهم ‪ ،‬وبقي ستة‬
‫أحرف لم تدخل في أسمائهم ‪ ،‬وهي ‪ :‬الظاء ‪،‬‬
‫والذال ‪ ،‬والشين ‪ ،‬والغين ‪ ،‬والثاء ‪ ،‬والخاء ‪،‬‬
‫وهي الروادف التي تحسب بعد حساب الجمل ‪،‬‬
‫قاله عروة بن الزبير ‪ ،‬ابن عباس ‪ ' :‬أبجد ' أبى‬
‫آدم الطاعة ‪ ،‬وجد في أكل الشجرة ‪ ' ،‬هوز '‬
‫فزل آدم فهوى من السماء إلى األرض ‪ ' ،‬حطي‬
‫' ‪ ،‬فحطت عنه خطيئته ‪ ' ،‬كلمن ' فأكل من‬
‫الشجرة ‪ ،‬ومن عليه بالتوبة ' سعفص ' فعصى‬
‫آدم فأخرج من النعيم إلى النكد ' قرشت ' فأقر‬
‫بالذنب ‪ ،‬وسلم من العقوبة ‪.‬‬
‫وفى علم الحرف لكل حرف رقم مثال ‪:‬‬
‫أ ‪ ، 1 /‬ب ‪ ، 2 /‬ج ‪ ، 3 /‬د ‪ ، 4 /‬هـ ‪/‬‬
‫‪ ، 5‬و‪ ، 6/‬ز‪ ، 7/‬ح‪، 8/‬ط‪9/‬‬

‫ى ‪ ، 10 /‬ك ‪ ، 20 /‬ل ‪ ، 30 /‬م ‪40 /‬‬


‫‪ ،‬ن ‪ ، 50 /‬س ‪ ، 60 /‬ع ‪ ، 70 /‬ف ‪/‬‬
‫‪ ، 80‬ص‪90 /‬‬

‫ق ‪ ، 100 /‬ر ‪ ، 200 /‬ش ‪ ، 300 /‬ت‬


‫‪............. 400 /‬‬
‫فإذا أرادو أن يكتبو إسم الجالله هللا كتبو ‪66‬‬
‫وهى ناتج مجموع أرقام حروف هللا إذ أن‬
‫‪1‬‬ ‫أ ‪ ، 1 :‬ل ‪ ، 30 :‬ل ‪ ، 30 :‬هـ ‪5 :‬‬
‫‪66 = 5 + 30 + 30 +‬‬
‫وعلى هذا أرقامهم تكون تاره مجموع أرقام‬
‫حروف آيه أو سوره أو إسم من أسماء هللا تعالى‬
‫صهم به هللاُ َّ‬
‫عز وج َّل من أسرار‬ ‫ونحوه مما َخ ّ‬
‫علماء فى هذا العلم‬
‫ومعارف وعلوم ‪ ،‬وقد كتب ُ‬
‫منهم اإلمام ُحجة اإلسالم أبو حامد الغزالى كما‬
‫ى خليفه فى كتابه كشف الظنون‬ ‫أورد ذلك حاج ّ‬
‫‪ /‬باب االلف ‪ :‬فذكر كتب األسرار ‪ :‬أسرار‬
‫الحروف والكلمات لشهاب الدين أحمد بن أحمد‬
‫بن علي المعروف بابن المأمون المتوفى سنة‬
‫ست وثمانين وخمسمائة ولإلمام أبي حامد محمد‬
‫بن محمد الغزالي المتوفى سنة ‪ 505‬وللشيخ‬
‫تقي الدين أحمد بن علي البوني القرشي المتوفى‬
‫سنة ‪ 622‬أوله الحمد هلل الذي ادار بيد االسرار‬
‫لطائف افالك الملكوتيات ‪ ....‬الخ‪.‬‬

‫علم الحرف معلوم منذ عهد الصحابه ومن فعل‬


‫التابعين وأقوال المفسرين‬

‫أنكر بعض من ال إطالع له كتابة الساده‬


‫الصوفيه على خواتيمهم لحروف أو أرقام‬
‫يُشيرون بها إلى معانى ‪ ،‬ورموهم بالدجل‬
‫سنوا الظن‬ ‫والشعوذه وكان يَحسن بهم أن يُح ّ‬
‫ويبحثوا ‪ ،‬ولكن ليست هذه شيمتهم إنما البحث‬
‫لمن يُريّد الحق مع تحسينه الظن بعلماء ومشائخ‬
‫ى نفسهُ ويرى أنه‬ ‫المسلمين وليس الذى يُزك ّ‬
‫الفرقه الناجيه وغيره فى النار ‪ ،‬فنعوذ باهلل من‬
‫األحوال اإلبليسيه فهو الذى ز ّكى نفسه وعالّها‬
‫عن سيدنا آدم عليه السالم كما جاء فى سورة‬
‫األعراف اآليه ‪{ : 12‬قَا َل أَنَا ْ َخي ٌْر ِ ّم ْنهُ َخلَ ْقتَنِي‬
‫أن هذا ال ِعلم‬ ‫ار َو َخلَ ْقتَهُ ِمن ِط ٍ‬
‫ين } ‪ ،‬وأعلم َّ‬ ‫ِمن نَّ ٍ‬
‫وهذه الكيفيه فى اإلستخدام ليست من ِب ّدع الساده‬
‫أن التعامل‬ ‫الصوفيه بل هم له ناقلين وارثين إذ َّ‬
‫بهذا العلم من فِعل األسالف الصالحين وإليك‬
‫البعض ‪:‬‬

‫ى عبد هللا بن مسعود ‪:‬‬


‫‪ /1‬الصحاب ّ‬
‫نقل القرطبى فى كتابه التذكره ‪ /‬باب منه في‬
‫المهدي ومن أين يخرج و في عالمة خروجه و‬
‫أنه يبايع مرتين و يقاتل السفياني و يقتله ‪ :‬فإنه‬
‫روي من حديث ابن مسعود و غيره من‬
‫الصحابة أنه يخرج في آخر الزمان من المغرب‬
‫األقصى يمشي النصر بين يديه أربعين ميالً‬
‫راياته بيض و صفر فيها رقوم فيها اسم هللا‬
‫األعظم مكتوب ‪ :‬فال تُهزم له راية ‪ .‬إنتهى ‪،‬‬
‫فقول سيدنا إبن مسعود فى وصف رايات‬
‫المهدى ‪ ( :‬فيها رقوم فيها إسم هللا األعظم‬
‫مكتوب ) فيه معرفة الصحابه َّ‬
‫بأن ُهنالك ِعلم‬
‫أرقام وأنهُ علم مذكور منذ زمان الصحابه ‪،‬‬
‫وفيه جواز كتابة أسماء هللا ّ‬
‫عز وج ّل باألرقام‬
‫كما يفعله الصوفيه فى خواتيمهم فأفهم تغنم ‪.‬‬

‫ي‬
‫ياح ّ‬ ‫‪ /2‬أبى العاليه ُرفَي ُع بن ِمهران ِ ّ‬
‫الر ِ‬
‫ي المتوفى ‪ 90‬أو ‪ 93‬هـ ‪:‬‬ ‫البصر ّ‬
‫قال عنه الذهبى عندما ترجم له فى سيره ‪:‬‬
‫سر أبو العالية‬
‫اإلمام المقرئ الحافظ المف ّ‬
‫الرياحي البصري أحد األعالم أدرك زمان‬
‫النبي ‪ e‬وهو شاب وأسلم في خالفة أبي بكر‬
‫الصديق ودخل عليه وسمع من عمر وعلي‬
‫وأبي وأبي ذر وابن مسعود وعائشة وأبي‬
‫موسى وأبي أيوب وإبن عباس وزيد بن ثابت‬
‫و َحفـّظ القـُرآن وقرأه على أبي بن كعب وتصدر‬
‫إلفادة العلم و َبعُ َّد صيته ‪..‬إنتهى‬
‫جاء فى تفسير إبن كثير فى تفسير (الم) أول‬
‫الربيع بن‬
‫الرازي ‪ ،‬عن ّ‬‫البقره ‪ :‬وقال أبو جعفر ّ‬
‫أنس ‪ ،‬عن أبي العالية في قوله تعالى ‪ { :‬الم }‬
‫قال ‪ :‬هذه األحرف الثالثة من التسعة والعشرين‬
‫حرفًا دارت فيها األلسن كلها ‪ ،‬ليس منها حرف‬
‫إال وهو مفتاح اسم من أسمائه ‪ ،‬وليس منها‬
‫عجب ‪ ،‬فقال ‪ :‬وأ ْع َجب‬ ‫حرف إال وهو سالم ‪ ،‬و َ‬
‫أنهم ينطقون بأسمائه ويعيشون في رزقه ‪،‬‬
‫فكيف يكفرون به ؛ فاأللف مفتاح اسم هللا ‪،‬‬
‫والالم مفتاح اسمه لطيف ‪ ،‬والميم مفتاح اسمه‬
‫مجيد ‪ ،‬فاأللف آالء هللا ‪ ،‬والالم لطف هللا ‪،‬‬
‫والميم مجد هللا ‪ ،‬واأللف سنة ‪ ،‬والالم ثالثون‬
‫سنة ‪ ،‬والميم أربعون سنة ‪ ،‬هذا لفظ ابن أبي‬
‫حاتم‪ .‬ونحوه رواه ابن جرير ‪ (((.‬قلت يعنى‬
‫الطبرى فى تفسيره )))‪.‬‬

‫ى محمد بن سيرين المتوفى ‪110‬هـ ‪:‬‬


‫‪ /3‬التابع َّ‬
‫جاء فى كتاب تفسير األحالم إلبن سيرين ‪/‬‬
‫الطبعه ال ُمنقحه ‪ /‬تقديم رئيس جمعية أهل القرآن‬
‫والسنه على أحمد عبد العال الطهطاوى ‪ /‬آخر‬
‫أن إمرأه‬ ‫الباب ‪ 34‬فى الوحش والسباع ‪ :‬حكى َّ‬
‫أتت إبن سيرين فقالت ‪ :‬رأيت سنورا ً (( قط ))‬
‫أدخل رأسه فى بطن زوجى ‪ ،‬فأخرج منه شيئا ً‬
‫فأكله ‪ ،‬فقال لها ‪ :‬لئن صدقت رؤياك ليد ُخلـّن‬
‫َّ‬
‫وليسرقن منه‬ ‫ى‪،‬‬‫ص ُزنج ّ‬
‫الليله حانوت زوجك ِل ٌ‬
‫‪ 316‬درهما ً ‪ ،‬فكان األمر على ما قال سواء ‘‬
‫وكان فى جوارهم حمامى زنجى فأخذوه‬
‫فطالبوه بالسرقه فأسترجعوها منه ‪ ،‬فقيل إلبن‬
‫سيرين ‪ :‬كيف عرفت ذلك ؟ ومن أين إستنبطه‬
‫الخزانه ‪ ،‬وذلك (‬ ‫؟ قال‪:‬السنور لص ‪ ،‬والبطن ِ‬
‫أى المبلغ المسروق) السين ستون ‪ ،‬والنون‬
‫خمسون ‪ ،‬والواو سته ‪ ،‬والراْء مئتين ‪ ،‬فهذه‬
‫مجموع السنور‪ .‬إنتهى‬
‫فراجع المجموع مع ماذكرناه لك من ترقيم‬
‫طرف من علم الحرف تجده‬ ‫ٌ‬ ‫الحروف فى فصل‬
‫مطابقا ً وتيقن أن هذه الكيفيه من اإلستخدام‬
‫الصوفى لألرقام موروثه عن التابعين الذين البد‬
‫ورثوها عن الصحابه فأفهم تغنم ‪.‬‬
‫اإلمام المفسر الطبرى يقول بأن من معانى‬
‫الحروف المقطعه فى القران حساب الجمل قلت‬
‫وهو علم الحرف ‪ :‬قال الطبرى فى تفسير أول‬
‫والصواب في تأويل ذلك عندي‬
‫ُ‬ ‫البقره (الم) ‪:‬‬
‫((( أى معنى الحروف المقطعه أول السور )))‬
‫أن ك ّل حرف منه يحوي ما قاله الربيع (((‬ ‫‪ّ :‬‬
‫وهو المذكور آنفا ً عن أبى العاليه فى تفسير‬
‫معنى أول البقره (ألم)‪ ،‬والذى فيه َّ‬
‫أن ‪ :‬األلف‬
‫سنةٌ ‪ ،‬والالم ثالثون سنة ‪ ،‬والميم أربعون سنة‬
‫غيره فيه ‪ -‬سوى‬‫))) ‪ ،‬وما قاله سائر المفسرين ُ‬
‫ع َّمن ذكرت عنه من أهل‬ ‫ذكرت من القول َ‬ ‫ُ‬ ‫ما‬
‫العربية ‪ :‬أنهّ كان يو ِ ّجه تأوي َل ذلك إلى أنّه‬
‫حروف هجاء ‪ ،‬استُغني ‪ .‬إنتهى ماأردنا نقله من‬
‫الطبرى ‪.‬‬
‫سر‬ ‫وبهذا تعلم أخى ال ُمسلم َّ‬
‫أن اإل‘مام ال ُمف ّ‬
‫بصحة التعامل بعلم‬ ‫الطبرى ممن يقولون ِ‬
‫الحرف وحساب ال ُجمل وأنه من علوم القرآن‬
‫ومشائخنا السادة الصوفيه على ما ذهب إليه‬
‫فأفهم تغنم وإياك والمتنطعين ‪.‬‬

‫قلت وقال الماوردى فى كتابه النكت َّ‬


‫أن من‬
‫معانى الحروف ال ُمقطعه أول السور أنها‬
‫حروف من حساب الجمل ثم أورد حديث أبو‬
‫ياسر بن أخطب السا ِلف ‪ ،‬وأور َّد ذلك اإلمام‬
‫العز بن عبد السالم فى إختصار النكت ولم‬
‫يعترض عليه فيكون ذلك إقرارا ً منه بجواز‬
‫كون حساب ال ُجمل من أحد التفاسير للحروف‬
‫ال ُمقطعه فأفهم تغنم ‪.‬‬

‫حديث حساب ال ُجمل ‪:‬‬

‫أورد الطبرى فى تفسير أول البقره (الم) ‪:‬‬


‫وأحتجوا لقولهم ذلك أيضا بما ‪ :‬حدثنا به محمد‬
‫سلَمة بن الفضل‬
‫بن ُحميد الرازي ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا َ‬
‫‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني محمد بن إسحاق ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثني‬
‫الكلبي ‪ ،‬عن أبي صالح ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ ،‬عن‬
‫مر أبو ياسر‬ ‫جابر بن عبد هللا بن رئاب ‪ ،‬قال ‪َّ :‬‬
‫أخطب برسول هللا صلى هللا عليه و سلم‬ ‫بن ْ‬
‫اب‬ ‫وهو يتلو فاتحة سورة البقرة ‪ ( :‬ألم َذ ِل َك ْال ِكت َ ُ‬
‫ي بن أخطب من‬ ‫ْب ِفي ِه ) ‪ ،‬فأتى أخاه ُحي ّ‬ ‫ال َري َ‬
‫سمعت محمدًا‬ ‫ُ‬ ‫يهود فقال ‪ :‬تعلمون وهللا ‪ ،‬لقد‬
‫يتلو فيما أنزل هللا عز وجل عليه ( الم َذ ِل َك‬
‫اب ) فقالوا ‪ :‬أنت سمعته ؟ قال ‪ :‬نعم! قال ‪:‬‬ ‫ْال ِكت َ ُ‬
‫ي بن أخطب في أولئك النَّفر من يهو َد‬ ‫فمشى ُحيَ ُّ‬
‫إلى رسول هللا صلى هللا عليه و سلم ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬يا‬
‫محمد ‪ ،‬ألم يذكر لنا أنك تتلو فيما أنزل عليك "‬
‫ألم ذلك الكتاب " ؟ فقال رسول هللا صلى هللا‬
‫عليه و سلم ‪ :‬بلى ‪ ،‬فقالوا ‪ :‬أجاءك بهذا جبري ُل‬
‫من عند هللا ؟ قال ‪ :‬نعم ! قالوا ‪ :‬لقد بعث هللا‬
‫ي منهم ‪،‬‬ ‫جل ثناؤه قبلك أنبياء ‪ ،‬ما نعلمه بيَّن لنب ّ‬
‫ي‬ ‫غيرك ! فقال ‪ُ :‬حي ّ‬ ‫ما م َّدة ملكه وما أكل أ َّمته َ‬
‫بن أخطب ‪ ،‬وأقب َل على من كان معه فقال لهم ‪:‬‬
‫األلف واحدة ‪ ،‬والالم ثالثون ‪ ،‬والميم أربعون ‪،‬‬
‫فهذه إح َدى وسبعون سنة ‪ ،‬أفتدخلون في دين‬
‫ي إنما م ّدة ُملكه وأكل أ ّمته إحدى وسبعون‬ ‫نَب ّ‬
‫سنة ؟ قال ‪ :‬ثم أقب َل على رسول هللا ‪ ، e‬فقال ‪:‬‬
‫غيره ؟ قال ‪ :‬نعم ! قال ‪:‬‬ ‫يا محمد ‪ ،‬هل مع هذا ُ‬
‫ماذا ؟ قال ‪( :‬ألمص)‪ .‬قال ‪ :‬هذه أثق ُل وأطو ُل ‪،‬‬
‫األلف واحدة ‪ ،‬والالم ثالثون ‪ ،‬والميم أربعون ‪،‬‬
‫والصاد تسعون ‪ ،‬فهذه مائة وإحدى وستون‬
‫سنة‪ .‬هل َمع هذا يا مح َّمد غيره ؟ قال ‪ :‬نعم !‬
‫قال ‪ :‬ماذا ؟ قال ‪( :‬ألر) ‪ ،‬قال ‪ :‬هذه وهللا أثقل‬
‫وأطول ‪ ،‬األلف واحدة ‪ ،‬والالم ثالثون ‪ ،‬والراء‬
‫مائتان ‪ ،‬فهذه إحدى وثالثون ومائتا سنة ‪ ،‬فقال‬
‫غيره يا محمد ؟ قال ‪ :‬نعم ‪،‬‬ ‫‪ :‬هل مع هذا ُ‬
‫(ألمر) ‪ ،‬قال ‪ :‬فهذه وهللا أثقل وأطو ُل ‪ ،‬األلف‬
‫واحدة ‪ ،‬والالم ثالثون ‪ ،‬والميم أربعون ‪،‬‬
‫والراء مائتان ‪ ،‬فهذه إحدى وسبعون ومائتا‬
‫سنة‪ .‬ثم قال ‪ :‬لقد ل ِبّس علينا أمرك يا مح َّمد ‪،‬‬
‫كثيرا ؟ ثم قاموا‬‫ً‬ ‫أعطيت أم‬
‫َ‬ ‫حتى ما ندري أقليال‬
‫عنه‪ .‬فقال أبو ياسر ألخيه ُحيي بن أخطب ‪،‬‬
‫ولمن معه من األحبار ‪ :‬ما يُ ْدريكم لعلَّه قد ُجمع‬
‫هذا كله لمحمد ‪ ،‬إحدى وسبعون ‪ ،‬وإحدى‬
‫وستون ومائة ‪ ،‬ومائتان وإحدى وثالثون ‪،‬‬
‫ومائتان وإحدى وسبعون ‪ ،‬فذلك سبعمائة سنة‬
‫وأربع وثالثون ! فقالوا ‪ :‬لقد تشابه علينا أمره‬
‫أن هؤالء اآليات نزلت فيهم ‪ُ ( :‬ه َو‬ ‫ويزعمون ّ‬
‫ات ُه َّن‬ ‫علَي َْك ْال ِكت َ َ‬
‫اب ِم ْنهُ آيَ ٌ‬
‫ات ُم ْح َك َم ٌ‬ ‫الَّ ِذي أ َ ْنزَ َل َ‬
‫ات) ‪ .‬إنتهى‬ ‫ب َوأُخ َُر ُمتَشَا ِب َه ٌ‬‫أ ُ ُّم ْال ِكتَا ِ‬

‫وحديث أخطب رواه الطبرى باإلسناد المذكور‬


‫وعلته الكلبى حيث قال إبن كثير فى تفسيره‬
‫اليُقبل ما تفرد به ‪ ،‬ورواه البخارى فى تاريخه ‪/‬‬
‫باب الجيم بعدها العين‪ /‬ترجمة جابر بن عبد هللا‬
‫بن رئاب بثالثه أسانيد األول ‪ :‬حدثني عمرو بن‬
‫زرارة قال ثنا زياد قال بن إسحاق حدثني مولى‬
‫لزيد بن ثابت عن سعيد بن جبير وعكرمة عن‬
‫عبد هللا بن عباس وجابر بن عبد هللا أن أبا ياسر‬
‫مر النبي صلى هللا عليه وسلم وهو‬‫بن أخطب َّ‬
‫يتلو ( ألم ذلك الكتاب ) ‪....‬‬
‫وزياد فى هذه الروايه هو البكائى ( قاله أحمد‬
‫شاكر فى تعليقه على تفسير الطبرى ) ‪ ،‬وذكر‬
‫أن هذه اإلسناد صحيح إلى إبن إسحاق ولكن في‬ ‫َّ‬
‫السند الضعف بجهالة أحد رواته وهو " مولى‬
‫لزيد بن ثابت" ‪ ،‬قلت وهذه الجهاله أزالها إبن‬
‫إسحق فى الروايه الثانيه التى أور َّد إسنادها‬
‫البخارى بعد هذه الروايه مباشره فقال ‪ :‬قال‬
‫سلمة حدثني بن إسحاق قال حدثني محمد بن‬
‫أبي محمد عن عكرمة أو سعيد عن بن عباس (‬
‫ألم ذلك الكتاب ) بطوله‬
‫و محمد بن أبي محمد هذا هو مولى زيد إبن‬
‫ثابت قال إبن حبان فى كتابه الثقات ‪ /‬باب الميم‬
‫‪ /‬أتباع التابعين الذين رووا عن التابعين ممن‬
‫ابتدأ إسمه على الميم ‪ / :‬فذكر فيهم مولى زيد‬
‫بن ثابت ‪ /‬فقال ‪ :‬محمد بن أبى محمد مولى زيد‬
‫بن ثابت األنصاري يروى عن سعيد بن جبير‬
‫وعكرمة روى عنه بن إسحاق ‪.‬إنتهى ‪ ،‬قلت‬
‫وذكره البخارى فى تاريخه الكبير ‪ /‬باب الميم ‪:‬‬
‫بإسناد عن عكرمه وسعيد بن جبير ولم يذكر فيه‬
‫جرحاً‪.‬‬
‫وسلمه الذى روى عن إبن إسحق عن محمد بن‬
‫أبي محمد (مولى زيد بن ثابت) هو ‪ :‬سلمة بن‬
‫ي‬
‫الفضل األبرش األنصاري موالهم قاضي الر ّ‬
‫ختلف فيه فممن وثقه وقبل حديثه ‪:‬‬
‫ٌ‬ ‫وهو ُم‬
‫‪ /1‬إبن معين ‪ :‬ثقة كتبنا عنه كتب مغازيه أتم ‪،‬‬
‫ليس في الكتب أتم من كتابه ‪ ،‬وقال الدوري عن‬
‫بن معين كتبنا عنه وليس به بأس وكان يتشيع ‪.‬‬
‫‪ /2‬قال علي الهسنجاني عن بن معين سمعت‬
‫جريرا ً يقول ليس من لدن بغداد إلى أن يبلغ‬
‫خراسان أثبت في بن إسحاق من سلمة ‪.‬‬
‫‪ /3‬قال بن سعد كان ثقة صدوقا ً وهو صاحب‬
‫مغازي بن إسحاق روى عنه المبتدأ والمغازي‬
‫وكان يقال أنه من أخشع الناس في صالته ‪.‬‬
‫‪ /4‬وذكره إبن حبان في الثقات وقال يخطىء‬
‫ويخالف ‪.‬‬
‫‪ /5‬قال اآلجري عن أبي داود ثقة ‪.‬‬
‫‪ /6‬روى له الترمذى فى سننه حديث وضؤ‬
‫النبى صلى هللا عليه وسلم لكل صاله بإسناد ‪:‬‬
‫حدثنا محمد بن حميد الرازي حدثنا سلمة بن‬
‫الفضل عن محمد بن إسحاق عن حميد عن أنس‬
‫عن النبي صلى هللا عليه و سلم وقال ‪ :‬حسن‬
‫غريب ‪ ،‬مما يفيد توثيق الترمذى له ‪.‬‬
‫‪ /7‬ذكر بن خلفون أن أحمد سئل عنه فقال ال‬
‫أعلم إال خيرا ً ‪.‬‬
‫‪ /8‬قال بن عدي عنده غرائب وأفراد ولم أجد‬
‫في حديثه حديثا ً قد جاوز الحد في اإلنكار‬
‫وأحاديثه متقاربة محتملة ‪.‬‬
‫‪ /9‬وقال الحافظ إبن حجر فى تقريب التهذيب ‪/‬‬
‫ترجمة األبرش ‪ :‬صدوق كثير الخطأ ‪.‬‬
‫‪ /10‬قال أحمد محمد شاكر فى تعليقه على‬
‫الحديث فى تفسير الطبرى شرح (ألم) ‪ :‬وأنا‬
‫أذهب إلى توثيق سلمة بن الفضل ‪ ،‬فقد وثقه ابن‬
‫معين ‪ ،‬فيما رواه ابن أبي حاتم في كتابه ‪ ،‬وله‬
‫عنده ترجمة جيدة وافية ‪. 169 - 168/1/2‬‬
‫ضا عن جرير ‪ ،‬قال ‪ " :‬ليس من لدن‬ ‫وروى أي ً‬
‫بغداد إلى أن تبلغ خراسان أثبت في ابن إسحاق‬
‫‪ -‬من سلمة بن الفضل " ‪ .‬وقد رجحت توثيقه‬
‫ضا في شرح المسند ‪.886 :‬‬ ‫أي ً‬
‫وضعفه وأتهمه ‪:‬‬
‫‪ /1‬قال البخارى عنده مناكير ‪ /2‬وقال‬
‫على المدائنى ما خرجنا من الري حتى رمينا‬
‫بحديثه ‪.‬‬
‫‪ /3‬قال أبو زرعة سمعت غير مرة إبراهيم بن‬
‫موسى أشار أبو زرعة إلى لسانه يري الكذب ‪.‬‬
‫‪ /4‬قال بن عدي عن البخاري ضعفه إسحاق‬
‫‪ /5‬قال بن عدي قال أبو أحمد الحاكم ليس‬
‫بالقوي عندهم ‪.‬إنتهى ‪ ،‬وكل االقوال المذكوره‬
‫عن األبرش تجدها فى تهذيب التهذيب إلبن‬
‫حجر العسقالنى عند ترجمته له ‪.‬‬

‫قلت وقد صنف ابن حجر االبرش بصدوق كثير‬


‫الخطأ وقد روى الخبر عن ابن اسحق زياد‬
‫البكائى كما أورد البخارى فى تاريخه فيؤخذ من‬
‫ذلك صحة رواية سلمه لموافقة زياد له وأسانيد‬
‫الحديث الثالثه يشد بعضها بعض ويجبر بعضها‬
‫بعضا ً ‪.‬‬

‫وبهذا تعلم جواز القول بصحة إسناد الروايه‬


‫ويتضح لك ما عليه السادة الصوفيه من اإلتباع‬
‫وأن من شانهم بإستخدام علم الحرف ما كان‬
‫ذلك منه إال ِلقلت إطالعه أو تحامله أو تعصبه‬
‫لهواه فأفهم تغنم‬
‫الحروف المقطعه وجواز كتابتها َّ‬
‫وأن ذلك قول‬
‫الصحابه وفعل العرب من قديم‬

‫مثال لذلك ‪:‬‬


‫بطد‬
‫ز هـ ج‬
‫واح‬

‫وأن ّكر البعض وشدد فى إنكار ما يكتبه السادة‬


‫الصوفيه على خواتمهم من حروف ُمقطعه‬
‫كالمذكور فى الجدول السابق ‪ ،‬فأعلم أخى أنهُ قد‬
‫يُ ّراد بذلك ‪:‬‬
‫‪ /1‬قد يُراد بكل حرف إسم من أسماء هللا مثال ‪:‬‬
‫( ب ويراد بها بر ‪ ،‬ط ‪ ،‬ويراد بها طاهر ‪....‬‬
‫ونحو ذلك ) وذلك مما ال تمنعه الشريعه وليست‬
‫السادة الصفيه مبتدعين لهذه الطريقه بل هم‬
‫أيضا ً متبعين وارثين ناقلين عن السلف‬
‫الصالحين ‪:‬‬

‫أ‪ /‬الصحابى عبد هللا بن عباس وجماعه من‬


‫بأن الحرف‬ ‫ى هللا عنهما يقولون َّ‬ ‫الصحابه رض َّ‬
‫يُرمز به إلسم من أسماء هللا تعالى ‪ :‬جاء فى‬
‫تفسيره القرطبى الجامع ألحكام القـُرآن عند‬
‫تفسيره لسورة البقره اآليه األولى ( الم ) فقال‬
‫فى معنى ( الم ) ‪ :‬وقال جماعة ‪ :‬هي حروف‬
‫دالة على أسماء أخذت منها و ُحذفت بقيتها ‪،‬‬
‫كقول ابن عباس وغيره ‪ :‬األلف من هللا ‪ ،‬والالم‬
‫من جبريل ‪ ،‬والميم من محمد صلى هللا عليه‬
‫وسلم‪ .‬وقيل ‪ :‬األلف مفتاح اسمه هللا ‪ ،‬والالم‬
‫مفتاح اسمه لطيف ‪ ،‬والميم مفتاح اسمه مجيد‪.‬‬
‫وروى أبو الضحى عن ابن عباس في قوله ‪:‬‬
‫{الم} قال ‪ :‬أنا هللا أعلم ‪{ ،‬الر} أنا هللا أرى ‪،‬‬
‫{المص} أنا هللا أفصل‪ .‬فاأللف تؤدي عن معنى‬
‫أنا ‪ ،‬والالم تؤدي عن اسم هللا ‪ ،‬والميم تؤدي‬
‫عن معنى أعلم‪ .‬واختار هذا القول الزجاج وقال‬
‫‪ :‬اذهب إلى أن كل حرف منها يؤدي عن معنى‬
‫‪.‬‬

‫ب‪ /‬الصحابى عبد هللا بن مسعود ‪ ،‬وجم ٌع من‬


‫أصحاب النبى صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬والتابعى‬
‫سعيد بن جبير يقولون بأنَّه قد يُكتب الحرف‬
‫ويُراد به إسم هللا ‪ :‬وقال الطبرى فى تفسيره عند‬
‫شرح ( ألم ) ‪ :‬وقال بعضهم ‪ :‬هو ُح ُروف‬
‫َّ‬
‫مقطعةٌ من أسماء وأفعا ٍل ‪ ،‬ك ُّل حرف من ذلك‬
‫لمعنى غير معنى الحرف اآلخر ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫* ذكر من قال ذلك ‪ :‬حدثنا أبو كريب قال‬
‫حدثنا وكيع ‪ -‬وحدثنا سفيان بن وكيع قال ‪:‬‬
‫حدثنا أبي عن شريك ‪ ،‬عن عطاء بن السائب ‪،‬‬
‫ض َحى ‪ ،‬عن ابن عباس ‪ " :‬ألم " قال‬
‫عن أبي ال ُّ‬
‫‪ :‬أنا هللا أعلم ‪.‬‬
‫عبيد ‪ ،‬قال ‪ :‬حدثنا أبو‬ ‫ثت عن أبي ُ‬ ‫وقال ‪ُ :‬ح ِ ّد ُ‬
‫اليقظان ‪ ،‬عن عطاء بن السائب ‪ ،‬عن سعيد بن‬
‫جبير ‪ ،‬قال ‪ :‬قوله ‪ " :‬ألم " ‪ ،‬قال ‪ :‬أنا هللا أعلم‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫ــ وذكر الطبرى بإسناده ‪ :‬عن ابن عباس ‪-‬‬
‫وعن ُم َّرة الهمداني ‪ ،‬عن ابن مسعود ‪ -‬وعن‬
‫ناس من أصحاب النبي صلى هللا عليه و سلم ‪:‬‬
‫" ألم " قال ‪ :‬أما " ألم " فهو َحرف اشت ُ َّق من‬
‫حروف هجاء أسماء هللا جل ثناؤه ‪ .‬إنتهى‬
‫‪ /2‬قد يُراد بالحروف ال ُمقطعه إسم هللا األعظم‬
‫وتكون كتابته بهذه الكيفيه ال ُمبهمه لحفظه عن‬
‫السفهاء فهو مما الينبغى تعليمه لغير أهله ‪،‬‬
‫وللسادةِ الصوفيه فى ذلك مستند ِمن أقوال‬
‫السلف الصالحين أمثال‪:‬‬
‫ى هللا عنهما ‪،‬‬
‫الصحابى عبد هللا بن عباس رض َّ‬
‫وسالم بن عبدهللا ‪ ،‬وإسماعيل بن عبد الرحمن‬
‫السدى ‪ ،‬والشعبى يقولون َّ‬
‫أن الحروف ال ُمقطعه‬
‫قد يُر ّمز بها إلى إسم هللا األعظم ‪ :‬جاء فى‬
‫تفسير إبن كثير ‪ :‬وقيل ( أى الحروف التى فى‬
‫أول السور) ‪ :‬هي اسم من أسماء هللا تعالى‪.‬‬
‫فقال الشعبي ‪ :‬فواتح السور من أسماء هللا تعالى‬
‫‪ ،‬وكذلك قال سالم بن عبد هللا ‪ ،‬وإسماعيل بن‬
‫عبد الرحمن السدي الكبير ‪ ،‬وقال شعبة عن‬
‫السدي ‪ :‬بلغني أن ابن عباس قال ‪( :‬الم) اسم‬
‫من أسماء هللا األعظم‪ .‬هكذا رواه ابن أبي حاتم‬
‫من حديث شعبة ‪ ،‬ورواه ابن جرير عن بُ ْن َدار ‪،‬‬
‫عن ابن َم ْه ِدي ‪ ،‬عن شعبة ‪ ،‬قال ‪ :‬سألت السدي‬
‫عن حم وطس والم ‪ ،‬فقال ‪ :‬قال ابن عباس ‪:‬‬
‫هي اسم هللا األعظم ‪.‬‬

‫ج‪ /‬العرب يستخدمون الحروف المقطعه نظما ً ‪:‬‬


‫قال القرطبى فى تفسيره عند تفسير أول البقره‬
‫(الم) ‪ :‬وقد تكلمت العرب بالحروف المقطعة‬
‫نظما ً لها ووضعا ً بدل الكلمات التي الحروف‬
‫منها ‪ ،‬كقوله ‪:‬‬
‫‪.‬‬
‫فقلت لها قفي فقالت قاف‬

‫أراد ‪ :‬قالت وقفت‪.‬‬


‫وقال زهير ‪:‬‬
‫بالخير خيرات وإن شرا ً فا ‪ ...‬وال أريد الشر‬
‫إال أن تا‬
‫أراد ‪ :‬وإن شرا ً فشر‪ .‬وأراد ‪ :‬إال أن تشاء‪.‬‬

‫وقال آخر ‪:‬‬


‫نادوهم أال الجموا أال تا ‪ ...‬قالوا جميعا كلهم أال‬
‫‪.‬‬ ‫فا‬
‫أراد ‪ :‬أال تركبون ‪ ،‬قالوا ‪ :‬أال فاركبوا‪.‬‬

‫وفي الحديث ‪" :‬من أعان على قتل مسلم بشطر‬


‫كلمة" قال شقيق ‪ :‬هو أن يقول في أقتل ‪ْ :‬‬
‫أق ‪،‬‬
‫كما قال عليه السالم "كفى بالسيف شا" معناه ‪:‬‬
‫شافيا‪ .‬إنتهى‬

‫‪.‬‬
‫وبهذا تعلم أخى المسلم وتتيقن بأن السادة‬
‫الصوفيه عندما يكتبون حرف (أ) ويريدون به‬
‫هللا ‪ ،‬أو (ف) ويريدون به الفرد ونحو ذلك ‪ ،‬أو‬
‫بحرف أو رمز ‪ ،‬أو‬
‫ٍ‬ ‫يرمزون إلسم هللا األعظم‬
‫يكتبون ‪ 66‬ويُريدون بها هللا ‪ ،‬إلى غير ذلك‬
‫اليُن ّكر عليهم فإنهم فى ذلك ُمقتدين بالصحابه‬
‫كسيدنا إبن عباس ‪ ،‬وإبن مسعود والجمع من‬
‫صحابة رسول هللا صلى هللا عليه وسلم رضى‬
‫هللا عنهم أجمعين ‪ ،‬وبالعُلماء كسعيد بن جبير ‪،‬‬
‫س ِ ّدي ‪ ،‬والشعبى ‪ ،‬وإسماعيل بن عبد‬
‫و ال ُّ‬
‫الرحمن ‪ ،‬والز ّجاج عليهم الرحمه وغيرهم فهم‬
‫فى فعلهم سلفيين فأفهم تغنم ودعك من أدعياء‬
‫السلفيه ‪.‬‬
‫علماء ألفوا فى ِعلم الحرف‬
‫ُ‬

‫أن علم الحروف من علوم األمه‬ ‫ولتعلم َّ‬


‫علماء األمه إليك ما‬
‫اإلسالميه التى ألف فيها ُ‬
‫ى خليفه فى كتابه كشف الظنون‬ ‫أور َّد جاج ّ‬
‫المختص بسرد ما أُلف الساده ُ‬
‫علماء اإلسالم‬
‫كما خصهم فى ُمقدمته من كتب فى كل‬
‫موضوع أو قسم من أقسام التأليف ‪ ،‬أورد فى‬
‫باب علم الحروف واألسماء ماألفه العلماء فى‬
‫علم الحرف فسر َّد تتابعا ً بعد أن قال ‪ :‬والكتب‬
‫المصنفة في هذا العلم كثيرة جدا ‪:‬‬
‫‪ /1‬أزهار اآلفاق ‪ /2‬اسا العلوم والمعاني‬
‫‪/3‬أسرار الحروف ‪ /4‬االسرار الشافية‬
‫الروحانية ‪ /5‬اإلشارة المعنوية ‪ /6‬إظهار‬
‫الرموز ‪ /7‬إكسير األسماء ‪ /8‬ألواح الذهب ‪/9‬‬
‫اإليماء إلى علم األسماء ‪ /10‬الباقيات‬
‫الصالحات ‪ /11‬بحر الفوائد الحرفية ‪ /12‬بحر‬
‫الوقوف ‪ /13‬بدر رياض المعارف ‪ /14‬برقية‬
‫األنوار ‪ /15‬البرقية الربانية ‪ /16‬البرقية‬
‫النورانية ‪ /17‬بروق األنوار ‪ /18‬بغية الطالب‬
‫‪ /19‬البهاء االمجد ‪ /20‬بهجة السرار ‪/21‬‬
‫بهجة اآلفاق ‪ /22‬بيان المغنم ‪ /23‬التعليقة‬
‫الكبرى ‪ /24‬تمييز الصرف ‪ /25‬تنزيل‬
‫األرواح ‪ /26‬التوسالت الكتابية ‪ /27‬تيسير‬
‫العرف ‪ /28‬تيسير المطالب ‪ /29‬جامع‬
‫اللطائف ‪ /30‬جنة األسماء ‪ /31‬الجواهر‬
‫الخمس ‪ /32‬الحائز للعون الناجز ‪ /33‬حدائق‬
‫األسماء ‪ /34‬حديقة االحداق ‪ /35‬الحديقة‬
‫السندسية ‪ /36‬الحرز االسني ‪ /37‬حرز‬
‫األقسام ‪ /38‬حرز األمان ‪ /39‬الحروف‬
‫الوضعية ‪ /40‬حقائق الحروف ‪ /41‬الحقائق‬
‫السبوحية ‪ /42‬حل رموز األسماء ‪ /43‬حل‬
‫الرموز ‪ /44‬حلة الكمال ‪ /45‬خافية افالطون‬
‫وجعفر الصادق وهرمس ‪ /46‬خواص االسرار‬
‫‪ /47‬خواص األسماء ‪ /48‬خواص القرآن ‪/49‬‬
‫الخواطر السوانح ‪ /50‬الدر المنظم ‪ /51‬الدر‬
‫المنظوم ‪ /52‬درة االسرار ‪ /53‬درة اآلفاق‬
‫‪ /54‬درة تاج السعادة ‪ /55‬درة فنون الكتاب‬
‫‪ /56‬درة المعارف ‪ /57‬الدرة الناصعة ‪/58‬‬
‫الرسالة الالهوتية ‪ /59‬رسالة الخفاء ‪/60‬‬
‫الرمز األعظم ‪ /61‬رمز الحقائق ‪ /62‬رموز‬
‫دلكشا ‪ /63‬روض االسرار ‪ /64‬روض‬
‫المعارف ‪ /65‬روضة االسرار ‪ /66‬روضة‬
‫األنوار ‪ /67‬زبدة المصنفات ‪ /68‬سر‬
‫الصرف ‪ /69‬سجل األرواح ‪ /70‬سجنجل‬
‫األرواح ‪ /71‬سجنجل الجمال ‪ /72‬السر‬
‫االبجدي ‪ /73‬سر االسرار ‪ /74‬السر االسني‬
‫‪ /75‬السر االفخر ‪ /76‬سر االنس ‪ /77‬السر‬
‫الجامع ‪ /78‬سر الجمال ‪ /79‬السر الخفي ‪/80‬‬
‫السر الرباني ‪ /81‬سر السعادة ‪ /82‬سر‬
‫الصون ‪ /83‬السر الغامض ‪ /84‬السر الفاخر‬
‫‪ /86‬السر المصون ‪ /86‬السر المكتوم ‪/87‬‬
‫السعد األكبر ‪ /88‬سفر إبراهيم عليه السالم‬
‫‪ /89‬سفر إدريس عليه السالم ‪ /90‬سفر آدم‬
‫عليه السالم ‪ /91‬سفر ارميا ‪ /92‬سفر الخفايا‬
‫‪ /93‬سفر ذي القرنين ‪ /94‬سفر شيث ‪/95‬‬
‫السفر المستقيم ‪ /96‬سفر نوح عليه السالم‬
‫‪ /97‬سواطع األنوار ‪ /98‬سن االسرار ‪/99‬‬
‫شرف التشكيالت ‪ /100‬شفاء الصدور ‪/101‬‬
‫شمس األرواح ‪ /102‬شمس االسرار ‪/103‬‬
‫شمس اآلفاق ‪ /104‬شمس الجمال ‪/105‬‬
‫شمس الرقوم ‪ /106‬شمس لطائف األسماء‬
‫‪ /107‬شمس مطالع القلوب ‪ /108‬شمس‬
‫المعارف ‪ /109‬الشمس المنيرة ‪ /100‬شمس‬
‫الواصلين ‪ /111‬شمس الوصال ‪/112‬‬
‫الصراط المستقيم ‪ /113‬طلسم األرواح ‪/114‬‬
‫طبيعت نامه ‪ /115‬طلسم االسرار ‪/116‬‬
‫طلسم االشباح ‪ /117‬الطلسم المصون ‪/118‬‬
‫عجائب االتفاق ‪ /119‬عجائب األسماء ‪/120‬‬
‫العقد المنظوم ‪ /121‬العلم األكبر ‪ /122‬علم‬
‫الهدى ‪ /123‬العلم االسني ‪ /124‬عيون‬
‫الحقائق ‪ /125‬غاية اآلمال ‪ /126‬غايةالحكيم‬
‫الغاية القصوى ‪ /127‬غاية المنغم ‪ /128‬فتح‬
‫الكنوز الحرفية ‪ /129‬فخر السماء ‪ /130‬فرح‬
‫نامه ‪ /131‬فصول سبعة ‪ /132‬فصول عشرة‬
‫‪ /133‬فك الرموز ‪ /134‬فلك السعادة ‪/135‬‬
‫فواتح االسرار ‪ /136‬فواتح الجمال ‪ /137‬فهم‬
‫سلوك المعنى ‪ /138‬قاف األنوار ‪ /139‬قبس‬
‫االقتداء ‪ /140‬قبس األنوار ‪ /141‬قلم السرار‬
‫‪ /142‬كتاب اسراسم ‪ /143‬كتاب السفوطاس‬
‫‪ /145‬كتاب التصريف ‪ /146‬كتاب تنكلوشا‬
‫‪/147‬كتاب ثابت ‪ /148‬كتاب بليناس ‪/149‬‬
‫كتاب طمطم ‪ /150‬كتب الغين ‪ /151‬كتاب فاه‬
‫باللسان ‪ /152‬كتاب كنكه ‪ /153‬كتاب كيباس‬
‫‪ /154‬كتاب اللوح ‪ /155‬كتاب المالطيس‬
‫‪ /156‬كتاب الملكوت ‪ /157‬كتبا الهاريطوس‬
‫‪ /158‬كشف أسرار الحروف ‪ /159‬كشف‬
‫أسرار المعاني ‪ /160‬كشف االسرار ‪/161‬‬
‫كشف اإلشارات ‪ /162‬كشف السر المصون‬
‫‪ /163‬كشف السر المكنون ‪ /164‬كشف‬
‫الغطاء ‪ /165‬كشف المعاد ‪ /166‬الكشف‬
‫الكلي ‪ /167‬كعبة االسرار ‪ /168‬كعبة الجمال‬
‫‪ /169‬كنز االسار ‪ /170‬كنز االلواح ‪/171‬‬
‫كنز األنوار ‪ /172‬الكنز الباهر ‪ /173‬كنز‬
‫الدرر ‪ /174‬كنز السعادة ‪ /175‬كنز‬
‫القاصدين ‪ /176‬كنز المطالب ‪ /177‬الكنز‬
‫المطلسم ‪ /178‬كنز كيفية االسرار ‪/179‬‬
‫كيمياء السعادة ‪ /180‬لطائف األسماء ‪/181‬‬
‫لطائف اإلشارات ‪ /182‬لطائف اآليات ‪/183‬‬
‫اللطائف الخفية ‪ /184‬اللطائف العلوية ‪/185‬‬
‫اللطائف الفريدة ‪ /186‬لمعة األنوار ‪/187‬‬
‫لوامع األنوار ‪ /188‬لوامع البروق ‪/189‬‬
‫لوامع التعريف ‪ /190‬لوايح األنوار ‪/191‬‬
‫المبادي والغايا ‪ /192‬المدخل إلى علم‬
‫الحروف ‪ /193‬مشرق األنوار ‪/194‬‬
‫المصابيح في الحروف ‪ /195‬المطلب االسني‬
‫‪ /196‬مفتاح أبواب السعادة ‪ /197‬مفتاح الرق‬
‫المنشور ‪ /198‬مفتاح الكنوز ‪ /199‬المقام‬
‫االسني ‪ /200‬منبع األسماء ‪ /201‬مناهج‬
‫االعالم ‪ /202‬منبع األصول ‪ /203‬منبع‬
‫العلوم الربانية ‪ /204‬منهج الوهبية ‪ /205‬منية‬
‫الطالب ‪ /206‬مواقف الغايات ‪ /207‬مواقيت‬
‫البصائر ‪ /208‬المواهب الربانية ‪ /209‬نرجس‬
‫األسماء ‪ /210‬نزهة النفوس ‪ /211‬النسيمات‬
‫القايحة ‪ /212‬النفحة القدسية ‪ /213‬نور أنوار‬
‫المعارف ‪ /214‬النور الالمع ‪ /215‬وشي‬
‫األسماء ‪ /216‬الوشي المصون ‪ /217‬هداية‬
‫القاصدين ‪ /218‬ياء التصريف ‪.‬‬
‫وجاء أيضا ً فى كتاب كشف الظنون ‪:‬‬
‫ـ باب علم األلغاز ‪ /‬اإللماع بطرف من االنتفاع‬
‫للشيخ أبي الحسن علي بن أحمد الحرالي‬
‫التجيبي المتوفى ‪ 637‬وهو مختصر في علم‬
‫الحرف ‪.‬‬
‫ـ وفى باب الدال المهملة ‪ /‬درة اآلفاق في علم‬
‫الحروف واالوفاق للشيخ عبد الرحمن‬
‫البسطامي‬
‫ـ وفى باب شامل التفاسير‪ /‬رسالة الشهود في‬
‫الحقائق على طريقة علم الحروف للشيخ أحمد‬
‫البوني أولها الحمد هلل منور القلوب الخ‬
‫ـ وفى باب شامل التفاسير ‪/‬الشامل في علم‬
‫الحرف للسكاكى‬
‫ـ وفى باب علم الشروط والسجالت ‪ /‬شمس‬
‫اآلفاق في علم الحروف واالوفاق للشيخ عبد‬
‫الرحمن بن محمد البسطامي المتوفى سنة ‪858‬‬
‫مجلد ضخم على ترتيب الحروف أوله الحمد هلل‬
‫الذي اطلع شمس الحروف واالوفاق الخ‬
‫ـ وفى باب عقد التفسير ‪ /‬العقد المنظوم والدر‬
‫المكتوم والنقد المختوم في علم الحرف للشيخ‬
‫عبد الرحمن بن محمد البسطامي الحنفي‬
‫المتوفى سنة ‪858‬‬
‫ـ وفى باب علم اللغز ‪ /‬اللمحة في علم الحروف‬
‫لتقى الدين عبد هللا بن على بن الحسن ذكره‬
‫الكاشفى‬
‫ـ وفى باب الخاء المعجمة ‪ :‬خاتم الشيخ االمام‬
‫أبي حامد محمد بن محمد الغزالي المتوفى سنة‬
‫‪ 505‬خمس وخمسمائة وهو المشهور بوفق‬
‫زحل من علم الحرف وله شروح منها شرح‬
‫شرف الدين أبي عبد هللا بن فخر الدين عثمان‬
‫بن علي المعروف بابن بنت أبي سعد أملى في‬
‫مجلسين أحدهما في ثامن محرم سنة ‪ 894‬أربع‬
‫وتسعين وثمانمائة وسماه مستوجبة المحامد في‬
‫شرح خاتم أبي حامد‬
‫أن علم الحرف من العلوم‬ ‫وبما ذكرت لك تعلم َّ‬
‫علماء أمة‬
‫المتعارف عليها المعمول بها عند ُ‬
‫النبى صلى هللا عليه وسلم ‪ ،‬ومع ذلك ال يُأخذ‬
‫هذا العلم من الكتب بل من المشائخ المتبعين‬
‫الدين الثقات الراسخين المشهود لهم بالمعرفه‬
‫وكمال الدين وإياك وأدعياء التصوف والدجالين‬
‫فإن العلم دين فلينظر أحدكم ع ّمن يأخذ دينه ‪.‬‬

‫هل فى الدين معارف وأســرار‬

‫وقد يأتنا من يقول أنه اليوجد فى الدين أسرار‬


‫ومعارف وعلوم وأن من قال هذا يقال له أهى‬
‫من الدين فإن قال نعم قيل له أنك تدعى أن‬
‫رسالة النبى صلى هللا عليه وسلم لم تكتمل‬
‫أوكتم منها ‪.‬‬
‫ولمثل هذا القائل نقول ‪ :‬أعلم أن دين اإلسالم قد‬
‫بلغه رسول هللا وأتمه وتشهد له اآليه ( ْاليَ ْو َم‬
‫ض ُ‬
‫يت‬ ‫علَ ْي ُك ْم نِ ْع َمتِي َو َر ِ‬ ‫ت لَ ُك ْم ِدينَ ُك ْم َوأَتْ َم ْم ُ‬
‫ت َ‬ ‫أ َ ْك َم ْل ُ‬
‫المائدة‪3‬‬ ‫اإل ْسالَ َم ِدينا )‬ ‫لَ ُك ُم ِ‬
‫جاء فى تفسير اآليه فى الجاللين ‪( :‬اليوم أكملت‬
‫لكم دينكم) أحكامه وفرائضه فلم ينزل بعدها‬
‫حالل وال حرام (وأتممت عليكم نعمتي) بإكماله‬
‫وقيل بدخول مكة آمنين (ورضيت) أي اخترت‬
‫(لكم اإلسالم دينا ) ‪ .‬أهـ‬
‫إالّ أن هللا عز وجل إختص أقواما ً باسرار‬
‫ومعارف وعلوم وإليك اإلجابه ‪:‬‬
‫علوم يختـّص هللا تعالى بها بعض‬ ‫هل ُهناك ُ‬
‫العباد ويهبهم أياه من فيض فضله ؟ نـعـم‬
‫ّللاُ ِب ُك ِّل‬ ‫ّللا َويُعَ ِلّ ُم ُك ُم ّ‬
‫ّللاُ َو ّ‬ ‫قال تعالى ‪َ { :‬واتَّقُواْ ّ َ‬
‫ع ِلي ٌم } البقرة‪282‬‬
‫ش ْيءٍ َ‬
‫َ‬
‫عبْدا ً ِ ّم ْن ِعبَا ِدنَا آت َ ْينَاهُ‬
‫وقال تعالى ‪{ :‬فَ َو َج َدا َ‬
‫علَّ ْمنَاهُ ِمن لَّ ُدنَّا ِع ْلما ً } الكهف‬ ‫َر ْح َمةً ِم ْن ِعن ِدنَا َو َ‬
‫‪65‬‬
‫قال ابن القيم الجوزيه فى كتابه مدارج السالكين‬
‫وإياك نستعين ‪ /‬فصل العلم‬ ‫َ‬ ‫فى منازل إياك نعبد‬
‫اللدني ‪ /‬عند شرحه لعبارة الهروى‪ (( :‬العلم‬
‫اللدنى إسناده وجوده وإدراكه عيانه ونعته حكمه‬
‫ليس بينه وبين الغيب حجاب )) قال إبن القيم ‪:‬‬
‫( يشير القوم بالعلم اللدني إلى ما يحصل للعبد‬
‫من غير واسطة بل بإلهام من هللا وتعريف منه‬
‫لعبده كما حصل للخضر عليه السالم بغير‬
‫واسطة موسى قال هللا تعالى‪{ :‬آت َ ْينَاهُ َر ْح َمةً ِم ْن‬
‫علَّ ْمنَاهُ ِم ْن لَ ُدنَّا ِع ْلماً} [ الكهف‪] 65 :‬‬
‫ِع ْن ِدنَا َو َ‬
‫‪......‬ثم قال بعد كالم له ‪ ......‬العلم اللدني ثمرة‬
‫العبودية والمتابعة والصدق مع هللا واإلخالص‬
‫له وبذل الجهد في تلقي العلم من مشكاة رسوله‬
‫وكمال االنقياد له فيفتح له من فهم الكتاب‬
‫والسنة بأمر يخصه به كما قال علي بن أبي‬
‫طالب رضي هللا عنه وقد سئل‪ :‬هل خصكم‬
‫رسول هللا صلى هللا عليه وسلم بشيء دون‬
‫الناس فقال‪ :‬ال والذي فلق الحبة وبرأ النسمة إال‬
‫فهما ً يؤتيه هللا عبدا ً في كتابه ‪ .‬فهذا هو العلم‬
‫اللدني الحقيقي ‪...‬وقال أيضا ً بعد كالم ‪ ....‬قوله‪:‬‬
‫إسناده وجوده يعني‪ :‬أن طريق هذا العلم‪ :‬هو‬
‫وجدانه كما أن طريق غيره‪ :‬هو اإلسناد ‪،‬‬
‫وإدراكه عيانه أي إن هذا العلم ال يؤخذ بالفكر‬
‫واإلستنباط وإنما يؤخذ عيانا ً وشهودا ً ‪ .‬إنتهى‬
‫وأعلم أخى المسلم َّ‬
‫أن هذه العباره ُح ّرفت‬
‫ُ‬
‫وز ّحز ّحت عن مكانها فصل العلم اللدنى فى‬
‫طبعات الوهابيه الجديده التى يسموها ُمنقحه ‪،‬‬
‫أو التى تجد عليها تعليقاتهم ‪ ،‬فأحزر التزوير‬
‫وراجع الطبعات القديمه تجد ماذكرناه ‪.‬‬

‫نـعـــــــم‬ ‫س ‪ :‬هل فى الدين أسرار ؟‬


‫أور َّد القرطبى فى كتابه الجامع ألحكام القرآن‬
‫عند تفسير قوله تعالى ‪" :‬الم" إختلف أهل‬
‫التأويل في الحروف التي في أوائل السورة ‪،‬‬
‫فقال عامر الشعبي وسفيان الثوري وجماعة من‬
‫المحدثين ‪ :‬هي سر هللا في القرآن ‪ ،‬وهلل في كل‬
‫كتاب من كتبه سر‪ .‬فهي من المتشابه الذي انفرد‬
‫هللا تعالى بعلمه ‪ ،‬وال يجب أن يتكلم فيها ‪ ،‬ولكن‬
‫نؤمن بها ونقرأ كما جاءت‪ .‬وروي هذا القول‬
‫عن أبي بكر الصديق وعن علي بن أبي طالب‬
‫رضي هللا عنهما ‪.‬‬
‫ــ وقال ‪:‬‬ ‫‪.‬‬
‫وروي عن محمد بن علي الترمذي أنه قال ‪ :‬إن‬
‫هللا تعالى أودع جميع ما في تلك السورة من‬
‫األحكام والقصص في الحروف التي ذكرها في‬
‫أول السورة ‪ ،‬وال يعرف ذلك إال نبي أو ولي ‪،‬‬
‫ثم بيّن ذلك في جميع السورة ليفقّه الناس‪.‬‬
‫س ‪ :‬هل يوجد فى الدين معارف خاصه ببعض‬
‫المسلمين ؟ نـعـم‬
‫نقل القرطبى فى كتابه الجامع ألحكام القرآن ‪/‬‬
‫تفسير سورة الطالق ‪ :‬عن مجاهد ‪ ،‬عن ابن‬
‫عباس ‪،‬‬
‫س َم َاوا ٍ‬
‫ت َو ِم َن‬ ‫ّللاُ الَّ ِذي َخلَقَ َ‬
‫س ْب َع َ‬ ‫في قوله ‪َّ ( :‬‬
‫ض ِمثْلَ ُه َّن ) قال ‪ :‬لو حدثتكم بتفسيرها‬ ‫األر ِ‬
‫ْ‬
‫لكفرتم وكفركم تكذيبكم بها‪.‬‬
‫وعن سعيد بن جبَير ‪ ،‬قال ‪ :‬قال رجل البن‬
‫س َم َاوا ٍ‬
‫ت َو ِم َن‬ ‫ّللاُ الَّ ِذي َخلَقَ َ‬
‫س ْب َع َ‬ ‫عباس ( َّ‬
‫ض ِمثْلَ ُه َّن) ‪ ...‬اآلية ‪ ،‬فقال ابن عباس ‪ :‬ما‬ ‫األر ِ‬
‫ْ‬
‫يؤمنك أن أخبرك بها فتكفر‪.‬‬
‫فهاهو ابن عباس رضى هللا عنه يُنبأنا أنه يعلم‬
‫عن القرآن ما ال نعلم وأنه يكتم ذلك عنا خشية‬
‫أن‬
‫النستوعب مايقول فنكفر ‪ ،‬وفى مثل هذا جاء‬
‫فى البخارى عن اإلمام على رضى هللا عنه‪:‬‬
‫ّللاُ‬
‫ب َّ‬ ‫ُّون أَن يُكذَّ َ‬
‫تحب َ‬‫فون أ ِ‬
‫عر َ‬ ‫" َح ِ ّدثُوا النَّ َ‬
‫اس ب َما يَ ِ‬
‫سولُه ؟"‪.‬‬ ‫َو َر ُ‬
‫س ‪ :‬هل هناك من أهل العلم الثقات المعتبرين‬
‫من قال بإختصاص البعض من أمة النبى صلى‬
‫هللا عليه وسلم بعلوم ومعارف تخفى على غيره‬
‫؟ نـعـم‬

‫أورد إبن كثير فى تفسيره ‪ ،‬فى تفسير سورة‬


‫الكهف ‪( :‬وقوله ‪َ { :‬ما يَ ْعلَ ُم ُه ْم ِإال قَ ِلي ٌل } أي ‪:‬‬
‫من الناس‪ .‬قال قتادة ‪ :‬قال إبن عباس ‪ :‬أنا من‬
‫القليل الذي إستثنى هللا عز وجل ‪ ،‬كانوا سبعة )‬
‫أهـ وجاء مثله فى تفسير هذه اآليه فى إختصار‬
‫نكت الماوردى لإلمام العز بن عبد السالم ‪.‬‬
‫خص قليل بمعرفة عدد أهل‬‫َّ‬ ‫إذا ً فإن هللا قد‬
‫ى هللا عنهما‬
‫الكهف منهم سيدنا إبن عباس رض َّ‬
‫صرح وهى له خصوصيه إلطالعه على‬ ‫كما ّ‬
‫علوم مكتومه فأفهم تغنم ‪.‬‬
‫ــ قال اإلمام العز بن عبد السالم فى كتابه‬
‫قواعد األحكام ‪ /‬فصل في تفاوت األعمال مع‬
‫تساويها بإختالف األماكن واألزمان‪ .... ( :‬قال‬
‫بعد كالم ‪ ....‬وكذلك ما َم ّن به من المعارف‬
‫واألحوال وحسن األخالق‪ ،‬لم يكن ذلك إال‬
‫فضالً من فضله وجودا ً من جوده على من يشاء‬
‫من عباده ‪) .‬‬

‫ــ قال الحافظ بن حجر العسقالنى فى كتابه فتح‬


‫البارئ شرح البخارى ‪ /‬كتاب األيمان والنذور ‪/‬‬
‫ي صلّى هللا عليه وسلّم‬ ‫باب كيف كانت يمين النّب ّ‬
‫رضي هللا عن َها‬
‫َ‬ ‫فى شرح حديث ‪"( :‬عن عائِشة‬
‫سلّم أَنّه قَال "يا أ ّمة‬
‫ي ِ صلّى هللا عليه و َ‬ ‫عن الن ِب ّ‬
‫كثيرا‬
‫ً‬ ‫تعلمون ما أَعلَم لب َكيتم‬
‫َ‬ ‫مح ّمد و ِ‬
‫هللا لو‬
‫ولضحكتم قليلال" )‬‫ِ‬
‫وفي قوله صلى هللا عليه وسلم‪" :‬لو تعلمون ما‬
‫أعلم لضحكتم قليال ولبكيتم كثيرا" داللة على‬
‫إختصاصه بمعارف بصرية وقلبية‪ ،‬وقد يطلع‬
‫هللا عليها غيره من ال ُمخلَصين من أمته لكن‬

‫♕‬ ‫بطريق اإلجمال‪ ،‬وأما تفاصيلها فأختص‬

‫الشيخ ‪/‬‬ ‫النبي صلى هللا عليه وسلم‬

‫ابراهيم المصري♕ت‪/‬‬
‫‪+201100946312‬‬
‫كتبه ونثقة العبد الفقير الي‬
‫هللا ♕الصوفي♕‬

You might also like