Professional Documents
Culture Documents
حقيقة الزهد ومراتبه
حقيقة الزهد ومراتبه
()https://www.balagh.com
الرئيسية ( /
)https://www.balagh.comالدين والحياة (/https://www.balagh.com/article/categoryالدين-والحياة)
)https://www.balagh.com/article/pdf/619(
)https://www.balagh.com/619(
◄قال تعالىَ( :و َم ْن َكاَن ُيِريُد َحْر َث الُّد ْن َي ا ُنْؤ ِتِه ِم ْن َه ا َو َم ا َل ُه ِف ي اآلِخ َر ِة ِم ْن َن ِص يٍب ) (الشورى ،)20 /وقال تعالى:
(َو ال َت ُم َّد َّن َع ْي َن ْيَك ِإَل ى َم ا َم َّت ْع َن ا ِبِه َأْز َو اًج ا ِم ْن ُه ْم َز ْه َر َة اْل َحَي اِة الُّد ْن َي ا ِلَنْف ِت َن ُه ْم ِف يِه َو ِرْزُق َرِّبَك َخ ْيٌر َو َأْب َق ى) (طه.)131 /
وفي الحديث :أوحى الله إلى الدنيا أن اخدمي َم ن خدمني ،ونغصي وكدري عيش َم ن خدمك.
وقال النبّي (ص)َ" :م ن أصبح وهمه الدنيا شتت الله عليه أمره ،وفرق عليه ضيعته ،وجعل فقره بين عينيه ،ولم
يأته من الدنيا إاّل ما كتب له ،وَم ن أصبح وهمه اآلخرة جمع الله له همه ،وحفظ عليه ضيعته ،وجعل غناه في قلبه،
وأتته الدنيا وهي راغمة".
قال (ص)" :إذا رأيتم العبد قد أعطي صمتًا وزهدًا في الدنيا فاقربوا منه ،فإّنه يلقي الحكمة" ،وقد قال الله
تعالىَ( :و َم ْن ُيْؤ َت اْل ِح ْكَم َة َف َق ْد ُأوِتَي َخ ْيًر ا َكِث يًر ا) (البقرة.")269 /
وعنه (ص)" :إزهد في الدنيا يحبك الله ،وإزهد في ما أيدي الناس يحبك الناس".
وعنه (ص)َ" :م ن أراد أن يؤتيه الله علمًا بغير تعلم وهدى بغير هداية فليزهد في الدنيا".
حقيقة-الزهد-ومراتبهhttps://www.balagh.com/article/ 1/7
12/22/22, 10:28 PM ي حقيقة الزهد ومراتبه
وقال (ص)َ" :م ن زهد في الدنيا أحل الله الحكمة في قلبه فأنطق بها لسانه وعرفه داء الدنيا ودواءها وأخرجه
منها سالمًا إلى دار السالم".
وقال (ص)َ" :م ن آثر على اآلخرة ابتاله الله بثالث :هٌّم ال يفارق قلبه أبدًا ،وفقر ال يستغني معه أبدًا ،وحرص ال
يشبع معه أبدًا".
وقال (ص)" :ال يستكمل العبد اإليمان حتى يكون أن ال يعرف أحب إليه من أن يعرف ،وحتى يكون قلة الشيء
أحب إليه من كثرته".
في حقيقته:
الزهد هو صرف الرغبة عن الدنيا وعدم إرادتها بقلبه إاّل بقدر ضرورة بدنه ،وقد تقدم تحقيق معنى الدنيا ،ومنه
يعلم أّن الزهد في الدنيا ال ينافي كثرة المال والخدم ونحوهما إاّل إذا كان محبًا لها بقلبه وراغبًا فيها وتشغله عن
ذكر الله.
وقال أمير المؤمنين (ع)" :الزهد كّله بين كلمتين من القرآن ،قال سبحانهِ( :لَكْي ال َت ْأَس ْو ا َع َل ى َم ا َف اَت ُكْم َو ال
َتْف َرُح وا ِبَم ا آَت اُكْم ) (الحديد .)23 /ومن لم يأَس على الماضي ولم يفرح باآلتي فقد أخذ الزهد بطرفيه".
وقال (ع)" :الزهد في الدنيا قصر األمل ،وشكر كّل نعمة ،والورع عن كّل ما حّرم الله عّز وجّل ".
وقال الصادق (ع)" :ليس الزهد في الدنيا بإضاعة المال وال تحريم الحالل ،بل الزهد في الدنيا أن ال تكون بما
في يدك أوثق منك بما عند الله".
نعم لما كان جمع المال ونحوه بالنسبة إلى حال أكثر الناس لضعف نفوسهم يحرك الرغبة في الدنيا فزهدهم
إنما يكون في تركه ،كما ورد في خبر آخر عن الصادق (ع) حيث ُس ئل عن الزهد فقال" :الذي يترك حاللها مخافة
حسابه ،ويترك حرامها مخافة عقابه".
وفي مصباح الشريعة :قال الصادق (ع)" :الزهد مفتاح باب اآلخرة والبراءة من النار ،وهو تركك كّل شيء
يشغلك عن الله من غير تأسف على فوتها وال إعجاب في تركها وال انتظار فرج منها وطلب محمدة عليها وال
عوض لها ،بل ترى فوتها راحة وكونها آفة ،وتكون أبدًا هاربًا من اآلفة معتصمًا بالراحة .والزاهد الذي يختار اآلخرة
على الدنيا والذل على العز والجهد على الراحة والجوع على الشبع وعافية اآلجل على محبة العاجل والذكر على
الغفلة ،وتكون نفسه في الدنيا وقلبه في اآلخرة".
األولى :وهي السفلى أن يزهد في الدنيا وهو لها مشتٍه وقلبه إليها مائل ونفسه إليها ملتفتة ولكنه
يجاهدها ويكفها ،وهي الدرجة األولى من الزهد.
الثانية :أن يترك الدنيا طوعًا الستحقاره إياها باإلضافة إلى اآلخرة المرغوب فيها ،كالذي يترك درهمًا ألجل
درهمين ،فإّنه ال يشق عليه ذلك ،وهو يظن بنفسه أّنه يترك له قدر لما هو أعظم قدرًا منه.
الثالثة :وهي العليا أن يزهد طوعًا ويزهد في زهده فال يرى زهده ،إذ ال يرى أّنه ترك شيئًا ،حيث عرف أّن
الدنيا
ال شيء ،فيكون كمن ترك نواة وأخذ جوهرة ،فال يرى ذلك معاوضة ،وهذا كمال الزهد.
ومثله مثل َم ن منعه من باب الملك كلب على بابه ،فألقى إليه لقمة خبز فشغله بنفسه ودخل الباب ونال
القرب عند الملك حتى نّف ذ أمره في جميع مملكته ،أفترى أّنه يرى لنفسه يدًا عند الملك بلقمة خبز ألقاها إلى
الكلب في مقابلة ما ناله ،فالشيطان كلب على باب الله يمنع الناس من الدخول والدنيا كلقمة خبز يأكلها ،فلذتها
حال المضغ وتنقضي على القرب باالبتالع ،ثّم يبقى ثفله في المعدة ،ثم ينتهي إلى النتن والقذر ويحتاج إلى
إخراج الثفل ،فَم ن يتركها لينال قرب الملك كيف يلتفت إليها؟!.
وينقسم الزهد قسمة أخرى باإلضافة إلى المرغوب فيه إلى ثالث درجات:
أسفلها :أن يكون المرغوب فيه النجاة من النار وسائر اآلالم ،كعذاب القبر ومناقشة الحساب وخطر الصراط ،وهذا
زهد الخائفين.
وأوسطها :أن يزهد رغبة في ثواب الله ونعمته واللذات الموعودة في جنته ،وهذا زهد الراجين.
وأعالها :أن ال يكون له رغبة إاّل في الله ولقائه ،فال يلتفت قلبه إلى اآلالم ليقصد الخالص منها وال إلى اللذات
ليقصد نيلها والظفر بها بل هو مستغرق الهم بالله ،وهو الذي أصبح وهمه هم واحد ،فهو ال يطلب غير الله ألّن
َم ن طلب غير الله فقد عبده ،وكّل مطلوب معبود وكّل عبد باإلضافة إلى مطلوبه ،وهذا زهد المحبين والعارفين.
وينقسم أيضًا إلى فرض ونفل وسالمة :فالفرض هو الزهد في الحرام والنفل هو الزهد في الحالل والسالمة
حقيقة-الزهد-ومراتبهhttps://www.balagh.com/article/ 2/7
12/22/22, 10:28 PM حقيقة الزهد ومراتبه
وينقسم أيضًا إلى فرض ونفل وسالمة :فالفرض هو الزهد في الحرام ،والنفل هو الزهد في الحالل ،والسالمة
هو الزهد في الشبهات.
األولى :أن ال يفرح بموجود وال يحزن على مفقود ،كما أشار إليه أمير المؤمنين في االستنباط من قوله
تعالىِ( :لَكْي ال َت ْأَس ْو ا َع َل ى َم ا َف اَت ُكْم َو ال َتْف َرُح وا ِبَم ا آَت اُكْم ) (الحديد ،)23 /وهذا عالمة الزهد في المال.
والثانية :أن يستوي عنده مادحه وذامه ،وهو عالمة الزهد في الجاه.
والثالثة :أن يكون أنسه بالله تعالى والغالب على قلبه حالوة الطاعة.
ثمرة الزهد:
ليعلم أّن َم ن ثمرة الزهد السخاء ومن ثمرة الرغبة في الدنيا البخل ،فالمال إن كان مفقودًا فاألليق بحال اإلنسان
القناعة ،وإن كان موجودًا فاألليق بحال صاحبه السخاء والبذل ألهله واصطناع المعروف.
وقال النبّي (ص)" :السخاء شجرة من شجر الجنة أغصانها متدلية على األرض ،فمن أخذ منها غصنًا قاده ذلك
الغصن إلى الجنة".
وقال النبّي (ص)" :قال جبرئيل :قال الله تعالى" :إّن هذا دين ارتضيته لنفسي ،ولن يصلحه إاّل السخاء وحسن
الخلق ،فأكرموه بهما ما استطعتم".
وقال (ص)" :إّن من موجبات المغفرة بذل الطعام وإفشاء السالم وحسن الكالم".
وقال (ص)" :تجافوا عن ذنب السخي ،فإّن الله أخذ بيده كّلما عثر أقاله".
وقال (ص)" :إّن السخي قريب من الله قريب من الناس قريب من الجّنة بعيد من النار ،وإّن البخيل بعيد من الله
بعيد من الناس بعيد من الجّنة قريب من النار ،وجاهل سخي أحب إلى الله من عابد بخيل ،وأدوى الداء البخل".
وإعلم أّن أرفع درجات السخاء اإليثار ،وهو أن يجود بالمال مع الحاجة إليه ،قال الله تعالى في معرض المدح:
(َو ُيْؤ ِثُروَن َع َل ى َأْنُف ِس ِه ْم َو َل ْو َكاَن ِبِه ْم َخ َص اَص ٌة ) (الحشر .)9 /وقال تعالىَ( :و ُيْط ِع ُم وَن الَّط َع اَم َع َل ى ُحِّب ِه ِم ْس ِكيًن ا
َو َي ِتيًم ا َو َأِس يًر ا) (اإلنسان.)8 /
وقال النبّي (ص)" :أيما امرئ اشتهى شهوة فرَّد شهوته وآثر على نفسه غفر له".
وينبغي للفقير أن ال يمنع بذل قليل ما يفضل عنه ،فإّن ذلك جهد المقل ،وفضله أكثر من أموال كثيرة تبذل
عن ظهر غني►.
حقيقة-الزهد-ومراتبهhttps://www.balagh.com/article/ 3/7
12/22/22, 10:28 PM حقيقة الزهد ومراتبه
430
2022-11-10
ارسال التعليق
االسم
البريد
التعليق
ارسال
مقاالت مميزة
حقيقة-الزهد-ومراتبهhttps://www.balagh.com/article/ 5/7
12/22/22, 10:28 PM حقيقة الزهد ومراتبه
من نحُن
(البالغ) موقع إلكتروني متمّي ز في عالم المواقع العربية يتكّو ن من عّد ة أبواب ،منها :الدين والحياة ،الشباب ،قضايا معاصرة ،تكنولوجيا النجاح،
إستشارات إجتماعية ،ملفات ساخنة ،بانوراما البالغ و ...استطاع في خالل فترة وجيزة وبإمكانيات متواضعة أن يكون واحدًا من أبرز المواقع
الجادة ،حيث يحظى بزيارة أكثر من نصف مليون متصفح شهريًا.
تواصل معنا:
()https://www.balagh.com/rss
()http://telegram.me/balagh
()http://instagram.com/balagh
()https://www.youtube.com/balagh
()00964770123121
(
)https://www.facebook.com/balagh
()https://twitter.com/balagh
مختارات
(/https://www.balagh.com/articleالشباب-
هم-الحاضر-والمستقبل)
(/https://www.balagh.com/articleالعالمة-
فضل-الله-نعى-المحسن-الكبير-الحاج-كاظم-
) ال
حقيقة-الزهد-ومراتبهhttps://www.balagh.com/article/ 6/7
12/22/22, 10:28 PM حقيقة الزهد ومراتبه
)عبدالحسين
-كلمات/https://www.balagh.com/article(
)ع-الحسين-شخص-في
البوم الصور
( ( ( (
_3757574854711181312_n.jpg other/Mount_Wangjing/767- 407685713309728768_o.jpg 043789914756874240_n.jpg
) ) 2.jpg ) )
( ( ( (
allery/islamic_art/S6900.jpg 900022604825362432_n.jpg 000721074928254130_o.jpg other/Mount_Wangjing/767-
) ) ) ) 1.jpg
flicker photo
( ( ( (
other/Mount_Wangjing/767- 618796302591066112_o.jpg other/Mount_Wangjing/767- 4721471567266054144_n.jpg
) 3.jpg ) ) 4.jpg )
https://www.balagh.com/article/ومراتبه-الزهد-حقيقة 7/7