Professional Documents
Culture Documents
الفصل الخامس العولمة الاقتصادية
الفصل الخامس العولمة الاقتصادية
ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
اﻟﻌﻮﻟﻤﺔ اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ
اﻷھداف اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ:
-دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻟظﺎھرة اﻟﻌوﻟﻣﺔ :اﻷﺳﺑﺎب واﻟﻌواﻣل.
-أﺷﻛﺎل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
ﺗﻣﮭﯾد :ﯾﺗزاﯾد اﻻھﺗﻣﺎم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى أھل اﻟﻔﻛر واﻟﻣﮭﻧﯾﯾن ﺑﺷؤون اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻻﻗﺗﺻﺎد واﻻﺟﺗﻣﺎع واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ،
ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ﺑﻣوﺿوع اﻟﻌوﻟﻣﺔ أو "اﻟﻛوﻛﺑﺔ".وﻗد ﺑدأ اﻻھﺗﻣﺎم ﺑدراﺳﺔ ھذه اﻟظﺎھرة ﺑﻌد اﻧﮭﯾﺎر اﻻﺗﺣﺎد
اﻟﺳوﻓﯾﺎﺗﻲ ،وﻓﺷل اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ،ﯾرى اﻟﺑﻌض أن ھذا اﻹﺧﻔﺎق ھو اﻧﺗﺻﺎر ﺣﺎﺳم ﻟﻠرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ "ﻓوﻛوﯾﺎ"
ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺗﺎرﯾﺦ.وأن ﻣرﺣﻠﺔ اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق "اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة"ﺗﺗواﻟد اﻟﯾوم ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺟدﯾدة
ﻟﺗوﺣﯾد اﻟﻌﺎﻟم أو "ﻋوﻟﻣﺗﮫ" ،ﻣﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ ﺗواﻟد ﻣﻔﺎھﯾم وﻣﺿﺎﻣﯾن وﻣﺻطﻠﺣﺎت ﺟدﯾدة ﺗﺗﺧذ ﺻورا وأﺷﻛﺎﻻ
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻛوﻧﮭﺎ ﺳﺗﻌﺑر ﻋن واﻗﻊ ﺳﯾﺎﺳﻲ ،ﺛﻘﺎﻓﻲ ،إﯾدﯾوﻟوﺟﻲ ﻣﺧﺗﻠف.
ھذا اﻟواﻗﻊ اﻟذي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﻋﺎﻟم ذي ﻗطب واﺣد ،ﯾﺗم اﻟﺗﺳﻠﯾم ﺑﮫ وﺑﺄن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺳﯾدة
اﻟﻌﺎﻟم .ﻓﺎﻹﻟﻣﺎم ﺑﻣﻔﮭوم اﻟﻌوﻟﻣﺔ وإﻋطﺎءه اﻟﻘدر اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻣن اﻟﺗﺣﻠﯾل ،ﯾﺗﻌﯾن اﻟﺗﺳﻠﺳل ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺣو اﻟﺗﺎﻟﻲ:
- 1ﻣن ﯾﻘود اﻟﻌوﻟﻣﺔ
اﻟﻌوﻟﻣﺔ ھذه اﻟﺣرﻛﺔ اﻟﮭﺎﺋﻠﺔ ﻟﺗﻌﻣﯾم اﻷﻓﻛﺎر واﻟﻧظم واﻷﺷ ﯾﺎء ،وھ ذه اﻟﺣرﻛ ﺔ ﺑﺗﺟﻧ ﯾس أذواق اﻷﻣ م وﺗوﺣﯾ د
أﻧﻣﺎط ﺣﯾﺎﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎج واﻻﺳﺗﮭﻼك ...وﻏﯾرھﺎ .ھل ﯾﻌﻘل ذﻟك ﻛﻠﮫ ﯾﺟري ﻋﻠﻰ ﻧﺣ و ﻋﻔ وي ،وﺑ داﻓﻊ ﻣ ن
اﻟﺣرص ﻋﻠﻰ ﺟﻧﻰ اﻟﻣﻛﺎﺳ ب وﺗوﺳ ﯾﻊ اﻟﻌﻣ ل اﻟﺗﺟ ﺎري أم أﻧﮭ ﺎ ﻣ ؤاﻣرة ﻛﺑ رى ﺗ دﯾرھﺎ اﻟ دول اﻟﻐﻧﯾ ﺔ ،وﻻ
ﺳﯾﻣﺎ أﻣرﯾﻛﺎ ﺿد اﻟدول اﻟﻔﻘﯾرة واﻟﺷﻌوب اﻟﻣﺳﺗﺿﻌﻔﺔ.
إن ﺗﯾﺎر اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟذي ﻋم ﻛل ﺷﺑر ﻓﻲ اﻷرض ﻋﻠﻰ درﺟﺎت ﻣﺗﻔﺎوﺗﺔ ،وھو ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ ﻧﮭر ﻋظ ﯾم رواﻓ ده ﻣ ن
أﻧﺣﺎء ﻋدﯾدة ﻣن اﻟﻛرة اﻷرﺿﯾﺔ ،وﻣن ﻏﯾر اﻟﻣﻣﻛن ﻷي دوﻟﺔ ﻣﮭﻣﺎ ﻓﻌﻠت أن ﺗﺷ د ھ ذه اﻟرواﻓ د.ﻷن ﺗﻐﯾ ر
ﻣﺟرى ذﻟك اﻟﻧﮭر .ھذا اﻟﺗﯾﺎر ﯾوﺻﻠﻧﺎ إﻟﻰ ﺑﯾﺎن ﻣن ﯾﻘود ھذه اﻟﻌوﻟﻣﺔ؟
-1ﻗﯾﺎدة اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺗﺗم ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﺟوھري ﻣن ﻗﺑل اﻟﻐرب :أول ﻣن ﺗﺣرك ﻓﻲ ﻓﻠﻛﮫ ﻣﺛل اﻟﯾﺎﺑﺎن،
ودول ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ :ﯾﺗﺟﺳد ھذا اﻟﻣﻔﮭوم ﻓﻲ اﻟﺗﻘدم اﻟﻌﻠﻣ ﻲ واﻟﺗﻘﻧ ﻲ واﻟﺗﻧظﯾﻣ ﻲ اﻟ ذي أﺣرزﺗ ﮫ ﻋﻠ ﻰ
ﻧﺣو ﺟوھري اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﺗﻌﺑﯾرات ﻋن اﻟﻘوة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﻠﻛﮭﺎ ﺑﻌض
اﻟدول ،واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن ھذا ﻓﺈن ﻣ ن اﻟواﺿ ﺢ ﺟ دا أن ﺑراﻋ ﺎت اﻻﺧﺗ راع واﻟﺗﺟدﯾ دات ا اﻟﺗﻘﻧﯾ ﺔ ،إﺿ ﺎﻓﺔ إﻟ ﻰ
اﻟﺛروات اﻟﮭﺎﺋﻠﺔ ورؤوس اﻷﻣوال اﻟﺿﺧﻣﺔ ﻟﯾﺳ ت ﻣﺗوطﻧ ﺔ ﻓ ﻲ اﻟﻌ ﺎﻟم اﻟﻧ ﺎﻣﻲ أو اﻟﻌ ﺎﻟم اﻹﺳ ﻼﻣﻲ ،ﺑ ل ﻓ ﻲ
أورﺑﺎ وأﻣرﯾﻛﺎ واﻟﯾﺎﺑﺎن ،ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛ ﺎل 40أﻟ ف ﺷ رﻛﺔ ﻣﺗﻌ ددة اﻟﺟﻧﺳ ﯾﺎت ،وأن أﻛﺛ ر ﻣ ن %90ﻣﻧﮭ ﺎ
1
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
ﯾﺗﻣرﻛز ﻓﻲ اﻟدول اﻵﻧﻔﺔ اﻟذﻛر ،وھذه اﻟﺷرﻛﺎت ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺧطط ﻟﻠﻌوﻟﻣﺔ ،وﺗﻧﻔذ ﻣﺎ ﺗﺧطط ﻟﮫ) ﺳﻧﻌود إﻟ ﻰ
ھذا اﻟﻣﻔﮭوم ﻻﺣﻘﺎ(.
إذن ﻣن اﻟﻧﺎﺣﯾﺔ اﻟﻧظرﯾﺔ ﺳﯾﻛون ﻓﻲ إﻣﻛﺎن ﻛل اﻟﺷﻌوب أن ﺗﺳﮭم ﻓﻲ ﺣرﻛﺔ اﻟﻌوﻟﻣﺔ واﻟﺗﺄﺛﯾر ﻓﻲ ﻣﺳﺎرھﺎ،
أﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﻣﻠﻲ ﻓﺎﻟذﯾن ﯾﻘودون اﻟﻌوﻟﻣﺔ ھم اﻟذﯾن ﯾﻌرﻓون وﯾﺻﻧﻌون وﯾﻣﻠﻛون.
-2إن أﻣرﯾﻛﺎ ھﻲ أﻛﺑر دوﻟﺔ ﻏرﺑﯾﺔ ﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻲ ﺣرﻛﺔ اﻟﻌوﻟﻣﺔ :إن ﻛﺛﯾرا ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﯾرون أن
ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻲ "اﻟﻌوﻟﻣﺔ" ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﯾﺳﻣﻲ "أﻣرﻛﺔ" ،ﺣﯾث إن اﻟذﯾن ﯾﺳﯾطرون ﻋﻠﻰ ﻗرارات اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ
واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ھﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﺻوﺗﮭﺎ ھو اﻷﻋﻠﻰ ،وﻣﺎ ﺗﻣﻠﯾﮫ ﯾﻧﻔذ.ﻛﻣﺎ أن
اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ھﻲ اﻷﻗوى واﻷﺳرع اﻧﺗﺷﺎرا ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم.
ﻛﻣﺎ أن اﻟﻣرﻛز اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻌوﻟﻣﺔ ھو اﻻﻗﺗﺻﺎد ،وأن ﻟﻠوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺷرﻛﺎء أﻗوﯾﺎء ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،ﻓﺎﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ ﻷورﺑﺎ اﻟﻐرﺑﯾﺔ أﻛﺑر ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أن
اﻟﯾﺎﺑﺎن ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣرﻛز اﻗﺗﺻﺎدي ﻣﺗﻘدم ﺟدا ،واﻗﺗﺻﺎدھﺎ ﻣﻊ اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت دول ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ أﺿﺧم ﻣن
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﻣرﯾﻛﻲ.وھﻧﺎك ﻋﺟز ﻓﻲ اﻟﻣﯾزان اﻟﺗﺟﺎري ﺑﯾن أﻣرﯾﻛﺎ واﻟﯾﺎﺑﺎن ﻟﺻﺎﻟﺢ اﻷﺧﯾرة ،وﺗﻘﺗرض ﻣن
اﻟﺑﻧوك اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾﺔ ﻟﺗﻣوﯾل اﻟﻌﺟز.واﻟﺻﯾن "اﻟﻌﻣﻼق اﻟﻘﺎدم" ﺗﺣﻘق ﻧﻣو اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ ﻋﺎﻟﯾﺎ .ﻓﺎﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ أﻋطﯾت
أﻣرﯾﻛﺎ ﺗﻠك اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ ﻓﻲ ﻗﯾﺎدة اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻛﺛﯾرة وﻣﺗﻧوﻋﺔ وھﻲ :
-Aاﻟﻣﺟﺎل اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﻌﺳﻛري :اﻋﺗﻣدت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺗﺣﺎﻟﻔﺎت ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﻣﻊ ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ،أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ،اﻟﯾﺎﺑﺎن ،واﻟﮭدف ﻣن ھذه اﻟﺗﺣﺎﻟﻔﺎت ھو :
-ﻣﻧﻊ ﻗﯾﺎم ﻗوة ﺗﮭدد ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ.
-اﻟﺑﺣث ﻋن ﺧﺻوم اﻟﻘوة اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﻗﻊ ﻣﻧﮭﺎ ﺗﮭدﯾدا ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل وﺗدﻋﯾﻣﮭم ﻛﻣﺎ ﻓﻌﻠت إﺑﺎن اﻟﺣرب اﻟﺑﺎردة
ﻋﻧدﻣﺎ دﻋﻣت ﺣﻠف ﺷﻣﺎل اﻷطﻠﺳﻲ ﺿد اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺗﻲ ،زرﻋت اﻟﯾﮭود ﻓﻲ ﻓﻠﺳطﯾن ﻟﯾﻛوﻧوا ﻓﻲ
ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﻌرب.
-اﺳﺗﺧدام ﻣوارد ﺿﺧﻣﺔ ﻹﯾﺟﺎد ﺣﻠﻔﺎء ﺟدد ﻟﮭﺎ.
-اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﺿﺧﻣﺔ ﻓﻲ ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ ،واﻟﻣﺳﺎﻋدات اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﺻدﯾﻘﺔ ﻧﻣﺎذج ﻋﻠﻰ ذﻟك
"ﻣﺻر ،اﻷردن ،إﺳراﺋﯾل".
ﻣﺎ ﻛﺎن ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ أن ﺗﻛون ﺑﮭذه اﻟﻘوة واﻟﮭﯾﻣﻧﺔ ﻟوﻻ ﻗﯾﺎدﺗﮭﺎ اﻟﻌﺳﻛرﯾﺔ اﻟﮭﺎﺋﻠﺔ واﻟﺿﺎرﺑﺔ.ﺣﯾث ﯾﻘدر
ﺗﻌداد ﺟﯾﺷﮭﺎ ﺑﺣواﻟﻲ 1.5ﻣﻠﯾون ،وﯾﺑﻠﻎ ﺣﺟم اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺳﻧوي ﻋﻠﻰ اﻟﺟﯾش ﻗراﺑﺔ 270ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر،
إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣوﻗﻊ اﺳﺗراﺗﯾﺟﻲ ھﺎم ﯾطل ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﻣﺣﯾطﺎت ،وأﻧﻔﻘت أﻣواﻻ ﺿﺧﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﺣث واﻟﺗطوﯾر
اﻟﻌﺳﻛري ،ﻗد أظﮭرت ﺑﻌض اﻟﺣروب اﻟﺗﻲ ﺧﺎﺿﺗﮭﺎ أﻣرﯾﻛﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻷﺧﯾر ﻣدى اﻟﻔﺎرق ﺑﯾن ﺗﻘﻧﯾﺗﮭﺎ
وﺗﻘﻧﯾﺎت ﺧﺻوﻣﮭﺎ ،وﻣﺎ ﺧﯾر دﻟﯾل ﻋﻣﻠﯾﺔ ﻏزو اﻟﻌراق ﻓﻲ ﻣﺎرس ،2003ﻓﮭﻲ ﺗﻘﺎﺗل ﺑﺎﻟﻛﻣﺑﯾوﺗر واﻟﻔﯾدﯾو،
واﻟﻘﻧﺎﺑل اﻟذﻛﯾﺔ وأﺷﻌﺔ اﻟﻠﯾزر .
2
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
-ﯾﻣﻛن اﻟﻘول أن أﻣرﯾﻛﺎ ﺗﻧﻔرد ﺑﺎﻟﻣﺷﮭد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ واﻟﻌﺳﻛري اﻟﯾوم ﻣﻊ اﻟﺗﻔﻛﯾر ﺑﺄﺧطﺎر ﺗﮭدد ﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ
وأﻣﻧﮭﺎ وﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد أﺣداث ،2001/09/11إذ اﻧﺗﮭﺟت ﺳﯾﺎﺳﺔ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻹرھﺎب وﻗﺎﻣت ﺑﻐزو أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن
واﻟﻌراق وﻓرﺿت أﻧظﻣﺔ ﺣﻛم ﻣواﻟﯾﺔ ﻟﮭﺎ.
-Bاﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي :ﺧﻼل اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﺗﻘﮭﻘرت اﻟﺷﯾوﻋﯾﺔ ،وﺗﺑﺎطﺄ اﻟﻧﻣو
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ دول ﺣﻠف وارﺳو ،وﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟدول اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗدور ﻓﻲ ﻓﻠﻛﮭﺎ .ﻓﻣﻊ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﻣن
اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ﺳﯾطرت اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟم ﺑدون ﻣﻧﺎزع ،وﻛﺎن ﻧظرا ﺧﺎﺻﺎ ﻷﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺗﻲ ﺑذﻟت ﺟﮭودا
ﻛﺑﯾرة ﻓﻲ دﻋم اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ دﻋﺎ واﺣدا ﻣﺛل "ﻓراﻧﺳﯾس ﻓوﻛوﯾﺎم" إﻟﻰ اﻟﻘول ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ )ﻧﮭﺎﯾﺔ
اﻟﺗﺎرﯾﺦ(.إﻧﮫ ﺑﻌد ﻗرﻧﯾن ﻣن اﻟﺧﻼف واﻟﺗﻧﺎﺣر ﺑﯾن اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ واﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ ﺑدت اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﺎﺋزة ﺑﺎﻟﺻراع
ﺣﺎﺳﻣﺔ ﺑذﻟك اﻟﺟدل اﻟﺗﺎرﯾﺧﻲ ﺣول اﻟﻧظﺎم اﻷﻧﺳب ﻟﻠﺑﺷرﯾﺔ ،ﺣﺳب زﻋﻣﮫ .إن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﺳﺗطﺎﻋت
اﻟﻣﺳﺎھﻣﺔ ﺑﺷﻛل ﻛﺑﯾر ﻓﻲ إﻗﺎﻣﺔ ﻣؤﺳﺳﺎت اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ رأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق واﺳﻊ ﻟﺧدﻣﺔ ﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ ﻣﺛل)
،(OMC ،BIRD ،FMIﻟﺗوﺿﯾﺢ أﻛﺛر اﻟدور اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻷﻣرﯾﻛﺎ ھو ﺿﺧﺎﻣﺔ ﻧﺎﺗﺟﮭﺎ اﻟوطﻧﻲ ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل
اﻟﻣﺛﺎل ﻋﺎم 1997ﺑﻠﻎ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ اﻷﻣرﯾﻛﻲ 7100ﻣﻠﯾﺎر ،$ﻓﻲ ﺣﯾن اﻟﯾﺎﺑﺎن 4964
ﻣﻠﯾﺎر.$ﻓرﻧﺳﺎ 1451ﻣﻠﯾﺎر ، $ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻣﺻر 46ﻣﻠﯾﺎر ،$إن أﻣرﯾﻛﺎ ﺑﻠد اﻟﺧﯾرات واﻟﺛروات ،ﻓﺳﻛﺎﻧﮭﺎ اﻟذﯾن
ﯾﻧﺎھزون 280ﻣﻠﯾون ﻧﺳﻣﺔ ،ﯾﺄﻛﻠون وراء ﺟﮭد %3ﻓﻘط ﯾﺷﺗﻐﻠون ﻓﻲ ﻗطﺎع اﻟزراﻋﺔ ،وﻟدﯾﮭﺎ ﺷرﻛﺎت
ﻋﻣﻼﻗﺔ ﯾزﯾد ﺣﺟم ﻣﺑﯾﻌﺎت ﺑﻌﺿﮭﺎ ﺳﻧوﯾﺎ ﻋن 130ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ ،وﻟﯾس ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﯾوم أي ﻋﻣﻠﺔ
أﻛﺳﺑت اﻟﺻﻔﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﻛﻣﺎ ﻓﻌل اﻟدوﻻر رﻏم اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺷدﯾدة ﻓﻲ اﻟﺳﻧوات اﻷﺧﯾرة ﻣن ﻗﺑل
اﻷورو.
ﻓرﻏم ﻣﻌﺎﻧﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻣن أﺛﻘﺎل اﻟﻌﺟز ﻓﻲ اﻟﻣﯾزان اﻟﺗﺟﺎري ،واﻟدﯾون اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،وﺷﯾﺧوﺧﺔ
اﻟﺑﻧﻰ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ ،وﺿﻌف ﻧﺳﺑﺔ اﻻدﺧﺎر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر .ﻓﺈن اﻟﺧﺑراء ﯾﻘرون أن ﯾظل ﻟﺣﻘﺑﺔ ﻏﯾر ﻗﺻﯾرة ﻣؤﺛرا
ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،ذا ﻣﻛﺎﻧﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻓﻲ ﻗﯾﺎدة اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
-Cاﻟﻣﺟﺎل اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ :إن اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ھﻲ أوﺿﺢ ﻣﺎ ﯾﻠﻣﺳﮫ اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻌﺎدي ،ورﺑﻣﺎ ﻛﺎن أوﺿﺢ ﻣﺎ
ﯾﻠﻣﺳﮫ ﻣﺎ ﯾﻠﻣس اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﻧﻣط اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ اﻟﻠﺑﺎس واﻷطﻌﻣﺔ اﻟﺳرﯾﻌﺔ
" "humbergerواﻟﻐﻧﺎء واﻟطرب واﻟرﻏﯾف ،واﻻﺳﺗﮭﻼك واﻟﺗﺳوق...اﻧﺗﺷر ﻋﻠﻰ ﻧﺣو واﺳﻊ ﺟدا ﻓﻲ
أﻧﺣﺎء اﻟﻣﻌﻣورة ،وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺷﺑﺎب ،إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ھذا أن اﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ﻗﺎرﺑت أن ﺗﺻﺑﺢ ﻟﻐﺔ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ،
"إذ ﺗﺣﺗل اﻟﻣرﺗﺑﺔ اﻷوﻟﻰ ﻋﺎﻟﻣﯾﺎ" .إن ھذا اﻻﻧﺗﺷﺎر ﯾﻌود إﻟﻰ ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻷﺳﺑﺎب :
- 1إن اﻟﺳوق اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ واﺳﻌﺔ ﺟدا ،وأﻣرﯾﻛﺎ ﺻﺎدراﺗﮭﺎ ﻛﺛﯾرة وﻣﺗﻧوﻋﺔ .ﻛﻣﺎ أن ﺷرﻛﺎت اﻟدﻋﺎﯾﺔ
واﻹﻋﻼن اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺗﺳﯾطر ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺳوﯾق ﻛﺑﯾرة وﻣﺗﻧوﻋﺔ ،ﺗﺧﻠق اﻷذواق وﺗﻧوع اﻟﺣﺎﺟﯾﺎت ،وﺗﻘوﻟب
اﻟﺛﻘﺎﻓﺎت ﺑﻣﺎ ﯾﺗﻼءم ﻣﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎت وأﻧﻣﺎط اﻟﻌﯾش اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ.
3
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
-2اﻟﺗﻔوق اﻟواﺿﺢ ﻟﻠوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎﻓﺳﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺷﻌﺑﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد ﻓﻲ
ﻣﺟﺎل اﻷﻓﻼم واﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ ،ﻓﺣﺳب ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة اﻹﻧﻣﺎﺋﻲ ،أن أﻣرﯾﻛﺎ ﺗﺻدر إﻟﻰ أوروﺑﺎ ﺳﻧوﯾﺎ
ﻣﻠﯾوﻧﺎن وﻣﺎﺋﺗﻲ أﻟف ﺳﺎﻋﺔ ﻣن اﻟﺑراﻣﺞ اﻟﺗﻠﻔزﯾوﻧﯾﺔ ،ﻛﺎﻓﯾﺔ ﻟﺗﺷﻐﯾل أﻛﺛر ﻣن 3200ﻣﺣطﺔ ﺗﻠﻔﺎزﯾﮫ ﻋﻠﻰ
ﻣدار اﻟﺳﺎﻋﺔ.وﻓﻲ دراﺳﺔ ﻟﻠﯾوﻧﺳﻛو ﺗﺑﯾن أن ﺑث اﻹﻧﺗﺎج اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ ﺗﻠﻔﺎزات اﻟﻌﺎﻟم ﯾﺗﺟﺎوز ،%75ﺑﯾﻧﻣﺎ
ﺗﺗوزع اﻟﻧﺳﺑﺔ اﻟﺑﺎﻗﯾﺔ ﻋﻠﻰ ھﯾﺋﺎت اﻹﻧﺗﺎج اﻷوروﺑﻲ وﻏﯾره ،وﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟﺳﯾﻧﻣﺎﺋﻲ اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻓﮭو ﯾﻣﺛل
%85ﻣن اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ .وﻓﻲ ﺗﻘرﯾر ﻷﺣد اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن أن %88ﻣن اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺑث ﻋن طرﯾق
اﻻﻧﺗرﻧﯾت ﺗﺑث ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻹﻧﺟﻠﯾزﯾﺔ ﻣﻘﺎﺑل %9ﺑﺎﻷﻟﻣﺎﻧﯾﺔ %2 ،ﺑﺎﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ %1 ،ﯾﺗوزع ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻗﻲ اﻟﻠﻐﺎت،
وﯾﺻﻧﻊ اﻷﻣرﯾﻛﯾون %60ﻣن ﻣﺟﻣوع أدوات اﻹﻋﻼم اﻵﻟﻲ وﺑراﻣﺟﮫ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .وﻗد أدرك اﻷﻣرﯾﻛﯾون
ﻓﻲ وﻗت ﻣﺑﻛر أن اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟراﻗﯾﺔ ﻣﺣدودة اﻷﺳواق ،و ﻟذا ﻓﺈن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻻ ﺗﻌﻛس إﻻ
اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﺳوﻗﯾﺔ اﻟﻣﺑﺗذﻟﺔ ،وﻗد ﺗرﻛت ﺣﻛوﻣﺎت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣﯾرﯾﻛﯾﺔ ﻟــ ) ھوﻟﯾود( وإﻟﻰ وﻛﺎﻻت
اﻹﻋﻼن ﻓﻲ ﻧﯾوﯾورك ﺗﻘرﯾرا :ﻣﺎ ھﻲ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ اﻷﻛﺛر ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ ﻟﻠﺗﺳوق ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم ،وﺑﻌد دراﺳﺔ
ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ وإﺣﺻﺎﺋﯾﺔ وﺟدوا أن اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗوﺟﮫ إﻟﻰ اﻟﻣراھﻘﯾن واﻟﺷﺑﺎب ھﻲ اﻟﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗزوﯾﺞ واﻻﻧﺗﺷﺎر
وﻣن ﺛﻣﺔ ﻓﺈﻧﮭﺎ ارﺗﻛزت ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻛﺑﯾر.
إن اﻧﺗﺷﺎر اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﯾس ﻣﻌزوﻻ ﻋن ﺗدﺧﻼت أﻣرﯾﻛﺎ ﻓﻲ ﺳﯾﺎﺳﺎت أﻣم اﻷرض ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﻟﯾس
ﻣﻌزوﻻ ﻋن ﻗوﺗﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ وﻋن ﻧﺟﺎﺣﮭﺎ ﻓﻲ ﺟﻌل ﻧﻔﺳﮭﺎ ﺑوﺗﻘﺔ ﺗﺻﮭر اﻟواﻓدﯾن إﻟﯾﮭﺎ ﻣن ﻛل ﺑﻘﺎع
اﻟﻌﺎﻟم ،وذﻟك ﻧﺟﺎح ﺷدﯾد اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎس وﯾﺿﻔﻲ ﻋﻠﻰ أي ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺗﺣﻘق ﻧﺟﺎﺣﺎ ﻛﺑﯾرا ﻓﯾﮫ ﺟﺎذﺑﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ
-3اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ اﻟﻣﺎدﯾﺔ اﻟﻌﻠﻣﺎﻧﯾﺔ :إن اﻟﻌﻘﯾدة اﻟﻔﻛرﯾﺔ واﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ واﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻟﻠدول واﻟﺷﻌوب.اﻟﺗﻲ ﺗﻘود
اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺧﻠﻔﯾﺔ ﻣﺎدﯾﺔ دﻧﯾوﯾﺔ ﻋﻠﻣﺎﻧﯾﺔ.ﻓﻣﮭﻣﺎ اﺧﺗﻠف اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾون ﻣﻊ اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن أو اﻟﻛﻧدﯾﯾن أو اﻷورﺑﯾﯾن ،ﻓﺈن
اﻟذي ﯾﺟﻣﻊ ھؤﻻء ﺟﻣﯾﻌﺎ ھو أﻧﮭم ﯾﺗﺣرﻛون ﺑوﺣﻲ ﻣن ﻋﻘﺎﺋد وأﺧﻼق وﺿﻌﯾﺔ ﻣﺎدﯾﺔ ﻻ ﺗﻌطﻰ اﻟدار
اﻵﺧرة أھﻣﯾﺔ ﺗذﻛر.واﻹﯾﻣﺎن اﻟذي ﯾﺷﯾد ﺑﮫ ﺑﻌﺿﮭم ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺎت ﻻ ﯾﻌدو أن ﯾﻛون ﻧوع ﻣن ﺗرطﯾب
اﻟﻣﺷﺎﻋر.
ﻣﻣﺎ ﻻ ﺷك ﻓﯾﮫ أن اﻟﻣؤﺛرﯾن اﻷﺳﺎﺳﯾﯾن ﻓﻲ ﻋوﻟﻣﺔ اﻟﻛوﻛب ھم اﻷﻣرﯾﻛﯾون واﻷورﺑﯾون ،وﻟﮭؤﻻء ﺧﻠﻔﯾﺔ
ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ واﺣدة ،وھﻲ ﺳﯾﺋﺔ ﺟدا.وﻣن اﻟﻣﻌروف أن اﻟﺧﻠﻔﯾﺎت ﺗﺻﺑﺢ ذات أھﻣﯾﺔ اﺳﺗﺛﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ
ﺿﻌف اﻟداﻓﻊ اﻟﺷﺧﺻﻲ"ﺣﺎﻟﺔ اﻟﺷداﺋد" وإﻏراءات اﻟﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﻛﺑرى.
ﯾﺟﻣﻊ ﻋﻠﻣﺎء اﻟﺗﺎرﯾﺦ أن ﻟﻸﻣرﯾﻛﯾﯾن واﻷورﺑﯾﯾن اﻟﻣﻌﺎﺻرﯾن أﺟداد ﻣن اﻟﯾوﻧﺎﻧﯾﯾن ﯾﻠﻘﺑون "اﻟﺳوﻓﺳطﺎﺋﯾﯾن"
ﻛﺎﻧوا ﯾؤﻣﻧون ﺑﻌﯾن ﻣﺎ ﯾراه اﻟﻔﻼﺳﻔﺔ اﻟﻐرﺑﯾون اﻟﯾوم ﻣن ﻣﺑﺎدئ اﻟﻣﻧﻔﻌﺔ واﻟﻘوة .وﺗﻠك اﻟﺧﻠﻔﯾﺔ اﻟﻣوﺿوﻋﯾﺔ
اﻟﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ ﻟﻠﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ظﻠت ﻋﻠﻰ اﻟدوام ﺗﻔﻌل ﻓﻌﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﺗوﺟﯾﮫ اﻷﻧﺷطﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻐرب ،وھﻲ
اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ رأس ﺣرﺑﺗﮫ اﻟﯾوم ،ﻓﻘد اﻧﻐﻣس اﻷﻣرﯾﻛﯾون ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت إﺑﺎدة
ﻣﻧﮭﺟﯾﺔ ﻟم ﯾﻌرﻓﮭﺎ ﺗﺎرﯾﺦ اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻣن ﻗﺑل ،ﻛﻣﺎ ﻓﻌﻠوا ﻓﻲ إﺑﺎدة ﺳﻛﺎن اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن وﯾﻔﻌﻠون اﻟﯾوم ﻓﻲ ﻋدة
4
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
أﻣﺎﻛن ﻣن اﻟﻌﺎﻟم "ﻓﻠﺳطﯾن ،اﻟﻌراق ،وﻏﯾرھﺎ".وﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺎت ﻧﻘل اﻟﺳود ﻣن أﻓرﯾﻘﯾﺎ إﻟﻰ ﺑﻼدھم ،وﻧﻘل
اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣرﻏوب ﻓﯾﮭﺎ ،ﻣﺛل اﻟﻣﺟرﻣﯾن واﻟﯾﮭود واﻟﺛورﯾﯾن واﻟﻔﺎﺳدﯾن اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺎ ،إﻟﻰ ﺟﯾوب
اﺳﺗﯾطﺎﻧﯾﺔ ،وﻣن أﺟل ﺗﺣﻘﯾق ﻣﻛﺎﺳب اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺿﺧﻣﺔ ،ﺧﺎض اﻟﻐرب ﺿد اﻟﺻﯾن ﺣرب اﻷﻓﯾون اﻷوﻟﻰ
واﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ،وﻗﺎﻣوا ﺑﻧﮭب ﺛروات اﻟﺷﻌوب ﺑﺷﻛل ﻣﻧظم ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻟم ﯾﻌرف ﻟﮫ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ﻣﺛﯾﻼ.
إذ أن اﻟﻣﺛﻘف اﻟﯾﮭودي "ﻧﻌوم ﺗﺷوﻣﺳﻛﻲ" ﻓﻲ ﻛﺗﺎﺑﮫ "ﻣﺎذا ﯾرﯾد اﻟﻌﺎم ﺳﺎم" ذﻛر أن اﻟﺟراﺋم اﻟﺗﻲ ارﺗﻛﺑﺗﮭﺎ
أﻣرﯾﻛﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم واﻟﻣؤاﻣرات اﻟﺗﻲ ﺣﺎﻛﺗﮭﺎ واﻟﻣﻣﺎرﺳﺎت اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﺳﺗﻧد إﻟﻰ أي ﺧﻠق أو ﻗﺎﻧون.
ﻓﻣن ﺟﻣﻠﺔ ﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ "اﻋﺗﻘد ﻣن وﺟﮭﺔ اﻟﻧظر اﻟﻘﺎﻧوﻧﯾﺔ أن ھﻧﺎك ﻣﺎ ﯾﻛﻔﻲ ﻣن اﻷدﻟﺔ ﻻﺗﮭﺎم ﻛل اﻟرؤﺳﺎء
اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻣﻧذ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ﺑﺄﻧﮭم ﻣﺟرﻣو ﺣرب ،أو ﻋﻠﻰ اﻷﻗل ﻣﺗورطون ﺑدرﺟﺔ ﺧطﯾرة
ﻓﻲ ﺟراﺋم ﺣرب" ،وآﺧرھﺎ أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن واﻟﻌراق ،وﻧﻌﺗﻘد أﻧﻧﺎ ﻻ ﻧﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺑراھﯾن ﻋﻠﻰ ھﻣﺟﯾﺔ
اﻟﻐرب،وﻣﺎزال اﻟﯾﮭود ﯾﻌدون أﻧﻔﺳﮭم ﺷﻌﺑﺎ ﻣن ﻏﯾر أرض ،وﻓﻠﺳطﯾن أرﺿﺎ ﻣن ﻏﯾر ﺷﻌب ،وھﺎھم
ﺑﻣﺳﺎﻋدة اﻟﻐرب وﻧﻔﺎﻗﮫ ﯾطردون أﺻﺣﺎب اﻟدﯾﺎر ﻟﯾﺳﻛﻧوا ﻓﯾﮭﺎ ،وﻛل ذﻟك ﯾﺗم وﻓق اﻟﻧظﺎم اﻟدوﻟﻲ اﻟﺟدﯾد
اﻟذي ﻻ ﯾﻌدو أن ﯾﻛون إﺧراﺟﺎ ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ ﻻﺑﺗزاز اﻷﻗوﯾﺎء ﻟﻠﺿﻌﻔﺎء.
-2ﺗﻌﺎرﯾف اﻟﻌوﻟﻣﺔ.
ﺳﻧﻘف ﻋﻠﻰ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺗﻌﺎرﯾف ﻟﻠﻌوﻟﻣﺔ ،وﻣن ﺛم ﻧﺧرج ﺑﺗﻌرﯾف ﺷﺎﻣل:
-1ﺗﻌرﯾف د.ﺳﻣﯾر أﻣﯾن " :إن اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻟﯾﺳت ظﺎھرة ﺟدﯾدة ﻓﻲ اﻟﺗﺎرﯾﺦ ،ﺑل ھﻧﺎك ﻋوﻟﻣﺎت ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ
ﻣﺳﯾﺣﯾﺔ وإﺳﻼﻣﯾﺔ وأﺧرى ﻛﺎﻟﺛورة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻗد اﻧﺗﮭﺟت اﺧﺗراﻗﺎت ﺗﻘدﻣﯾﺔ ﺑﻣﺿﺎﻣﯾن اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
وآﻓﺎق إﻧﺳﺎﻧﯾﺔ.وإﻧﻣﺎ اﺧﺗراﻗﺎت ﺗﻔﺗﺢ ﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻣﺎ زال ﺑﻌﯾدا ،وﻻ ﯾﻣﻛن ﻣن دون اﻟﺛورة اﻟﻔرﻧﺳﯾﺔ ﺗﺻور
اﻻﺷﺗراﻛﯾﺔ اﻟطوﺑﺎوﯾﺔ وﻻ ﺣﺗﻰ ﻣﺎرﻛس" .وﯾؤﻛد ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ أﺑﻌد ﻣﺎ أن ﺗﻌﺑر ﻋن ﻣﺻﻠﺣﺔ رأس اﻟﻣﺎل
وﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺗراﻛم واﻟﺗوﺳﻊ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ،وﯾﺳﺗطرد ﻗﺎﺋﻼ "إن اﻟﺛورات اﻟﻘدﯾﻣﺔ اﻟﻣﺳﯾﺣﯾﺔ واﻹﺳﻼم ،اﻧدﻓﻌت
ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺗﻌدى اﻟﺗﻛﯾف اﻟﺑﺳﯾط ﻣﻊ ﻣﻘﺗﺿﯾﺎت اﻟﺗﺣول اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ".
-2ﺗﻌرﯾف ھﺎﻧس ﺑﯾﺗر ﻣﺎرﺗﯾن ،و ھﺎرﻟد ﺷوﻣﺎن :اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ "ﺗﺣول اﻟﻌﺎﻟم ﺑﻔﺿل اﻟﺛورة
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ واﻟﻣﻌﻠوﻣﺎﺗﯾﺔ واﻧﺧﻔﺎض ﺗﻛﺎﻟﯾف اﻟﻧﻘل وﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ إﻟﻰ ﺳوق واﺣد ﺗﺳﺗﻧد ﻓﯾﮭﺎ وطﺄة
اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ وﯾﺗﺳﻊ ﻧطﺎﻗﮭﺎ ،ﺑﺣﯾث ﺗﻣﺗد ﻣن ﺳوق اﻟﺳﻠﻊ إﻟﻰ ﺳوق اﻟﻌﻣل ورأس اﻟﻣﺎل".
-3ﺗﻌرﯾف د.ﺻﺎدق ﺟﻼل اﻟﻌظم:ﻟﺑﯾﺎن اﻟﻣﻔﮭوم اﻟواﺿﺢ ﻟﻣﺻطﻠﺢ اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﯾﺟب اﻟرﺟوع إﻟﻰ اﻟﺗﻘﺳﯾم
اﻟﻛﻼﺳﯾﻛﻲ ﻟﻌﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ ،وﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳﯾﺎﺳﻲ اﻟﻣﺎرﻛﺳﻲ ﺑﺻورة ﺧﺎﺻﺔ ،ﯾﻣﯾز ھذا اﻟﺗﻘﺳﯾم
داﺧل اﻹﻧﺗﺎج اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﺑﯾن داﺋرة اﻹﻧﺗﺎج اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ،وداﺋرة اﻟﺗﺑﺎدل ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى.ﺗﺿم داﺋرة
اﻟﺗﺑﺎدل ﻋﻣﻠﯾﺎت ﺗوزﯾﻊ اﻟﺛروة اﻟﺗﻲ ﺗم إﻧﺗﺎﺟﮭﺎ وآﻟﯾﺎت ﺗداوﻟﮭﺎ وﺗﺑﺎدﻟﮭﺎ ،اﺳﺗﮭﻼﻛﮭﺎ واﻟﺗﺻرف ﻓﯾﮭﺎ ،وھﻲ
ﺗﺷﻛل ﺑذﻟك ﻧﻣط اﻹﻧﺗﺎج اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ وﻣظﮭره ،أي اﻗﺗﺻﺎد ﺳوق اﻟﻣﺎل ورأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺗﻐﯾر"اﻟﻣﺗﺣول"،
وﺗﺑﺎدل اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺟﺎرة وﻣﺎ ﺗﻌﻧﯾﮫ ﻣن اﻟﺑﯾﻊ واﻟﺷراء...اﻟﺦ.
5
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
أﻣﺎ داﺋرة اﻹﻧﺗﺎج ﺗﺷﻛل ﻋﻣق ﻧﻣط اﻹﻧﺗﺎج ،وﻓﻲ ﻋﻼﻗﺎت اﻹﻧﺗﺎج ﺗﺗم ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎج وإﻋﺎدة
اﻹﻧﺗﺎج وﻓﻘﺎ ﻟﺷروطﮭﺎ .ﻣن ھﻧﺎ ﯾﻣﻛن اﻟﻘول ﻋﻠﻰ أن اﻟﻌوﻟﻣﺔ ھﻲ" :وﺻول ﻧﻣط اﻹﻧﺗﺎج اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ ﻋﻧد
ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻣن ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ داﺋرة اﻟﺗﺑﺎدل واﻟﺗوزﯾﻊ واﻟﺳوق واﻟﺗداول إﻟﻰ ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ داﺋرة
اﻹﻧﺗﺎج وإﻋﺎدة اﻹﻧﺗﺎج ذاﺗﮭﺎ.أي أن اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﺷﮭدھﺎ ھﻲ ﺑداﯾﺔ ﻋوﻟﻣﺔ اﻹﻧﺗﺎج واﻟرأﺳﻣﺎل اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ
وﻗوى اﻹﻧﺗﺎج اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﻋﻼﻗﺎت اﻹﻧﺗﺎج اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ أﯾﺿﺎ ،وﻧﺷرھﺎ ﻓﻲ ﻛل ﻣﻛﺎن ﻣﻧﺎﺳب وﻣﻼﺋم
ﺧﺎرج ﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣرﻛز" "métropoleاﻷﺻﻠﻲ .ﻓﺎﻟﻌوﻟﻣﺔ ھﻲ رﺳﻣﻠﺔ اﻟﻌﺎﻟم ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻌﻣق ﺑﻌد أن
ﻛﺎﻧت رﺳﻣﻠﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى ﺳطﺢ ﻓﻘطﺎ".
ﺑﻌﺑﺎرة أﺧرى ،إن ظﺎھرة اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﻌﯾﺷﮭﺎ اﻵن ھﻲ طﻠﯾﻌﺔ ﻧﻘل داﺋرة اﻹﻧﺗﺎج اﻟرأﺳﻣﺎﻟﻲ إﻟﻰ
ھذا اﻟﺣد ،وذﻟك ﺑﻌد ﺣﺻرھﺎ طوال ھذه اﻟﻣدة ﻛﻠﯾﺎ ﻓﻲ ﻣﺟﺗﻣﻌﺎت اﻟﻣرﻛز ودوﻟﮫ.
-ﻣﮭﻣﺎ اﺧﺗﻠﻔت ﺗﻌﺎر ﯾف اﻟﻌوﻟﻣﺔ ،ﻓﺈن اﻟﺷﺎﺋﻊ ﻟدى اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﺑﺄن اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺗﻘﺳم إﻟﻰ أرﺑﻌﺔ أﻗﺳﺎم:
-1اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﺎرﯾﺧﯾﺔ :ﯾﻌﺗﺑرھﺎ اﻟﺑﻌض ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻣرﺣﻠﺔ ﻣﺣددة ﻣن اﻟﺗﺎرﯾﺦ أﻛﺛر ﻣﻧﮭﺎ ظﺎھرة
اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ أو إطﺎر ﻧظرﯾﺎ ،وھﻲ ﺗﺑدأ ﻓﻲ ﻧظرھم ﺑﺷﻛل ﻋﺎم ﻣﻧذ ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟوﻓﺎق اﻟﺗﻲ ﺳﺎدت ﻓﻲ اﻟﺳﺗﯾﻧﺎت ﻣن
اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﺑﯾن اﻟﻘطﺑﯾن اﻟﻣﺗﺿﺎرﺑﯾن ﻓﻲ اﻟﻧظﺎم اﻟدوﻟﻲ آﻧذاك.
-2اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺗﺟﻠﯾﺎت ﻟظواھر اﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ :ﯾﺗرﻛز ﻋﻠﻰ وظﺎﺋف اﻟدوﻟﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣﺗراﺑطﺔ
ﻣن اﻟظواھر اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ،وﺗﺗﺟﻠﻰ ھذه اﻟظواھر ﻓﻲ اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﺧوﺻﺻﺔ ،ﻧﺷر
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ...اﻟﺦ.
-3اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ اﻧﺗﺻﺎر ﻟﻠﻘﯾم اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ،أﺣﺳن ﺗﻌﺑﯾر ﻋن ھذا اﻟﺗﻌرﯾف ھو ﻓوﻛوﯾﺎﻣﺎ ،اﻟذي اﻋﺗﺑر
ﻓﯾﮫ ﺳﻘوط اﻻﺗﺣﺎد اﻟﺳوﻓﯾﺎﺗﻲ اﻧﺗﺻﺎرا ﺣﺎﺳﻣﺎ ﻟﻠرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ.
-4اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرھﺎ ﺛورة اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ :ﺣﯾث ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺷﻛﻼ ﺟدﯾدا ﻣن أﺷﻛﺎل اﻟﻧﺷﺎط ،ﺗم
ﻓﯾﮫ اﻻﻧﺗﻘﺎل ﺑﺷﻛل ﺣﺎﺳم ﻣن اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﻔﮭوم ﻣﺎ ﺑﻌد اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻟﻠﻌﻼﻗﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ,
*وﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ﯾﻣﻛن اﻻﺳﺗﻘرار ﻋﻧد ﺗﻌرﯾف دوﻟﻔوس وﺑرأﯾﻧﺎ ﺷﺎﻣل" :اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺗﺑﺎدل ﺷﺎﻣل إﺟﻣﺎﻟﻲ ﺑﯾن
ﻣﺧﺗﻠف أطراف اﻟﻛون ﺗﺣول اﻟﻌﺎﻟم ﻋﻠﻰ أﺳﺎﺳﮫ إﻟﻰ ﻣﺣطﺔ ﺗﻔﺎﻋﻠﯾﺔ ﻟﻺﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ﺑﺄﻛﻣﻠﮭﺎ ،وھﻲ ﻧﻣوذج ﻟﻠﻘرﯾﺔ
اﻟﺻﻐﯾرة اﻟﻛوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط ﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﻧﺎس واﻷﻣﺎﻛن ،ﻣﻠﻐﯾﺔ اﻟﻣﺳﺎﻓﺎت وﻣﻘدﻣﺔ اﻟﻣﻌﺎرف دون ﻗﯾد ،وھﻲ
ﻟﯾﺳت وﻟﯾدة اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ أو اﻟﺳوق".إﻧﮭﺎ ﺗﻘﻧﯾﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﺳﯾﺎﺳﺔ واﻻﺟﺗﻣﺎع واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ وﺗﺗﺟﺎوز اﻟﻧظم
واﻹﯾدﯾوﻟوﺟﯾﺎت وﺗﻌد ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ ﻣﺗﻧوﻋﺔ ﻣن اﻷﻧظﻣﺔ واﻟﺑﻧﻲ ﺗﺣدد ﻣﻣﺛﻠﯾﮭﺎ اﻟدول اﻟﻛﺑرى ،واﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة
اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت واﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،وھﻲ ﻟﯾﺳت أﻛﺛر ﻣن ﺣرﻛﺔ ﺟﮭﻧﻣﯾﺔ ﺗﻧطﻠق ﺑﺳرﻋﺔ وﺗﺧطف ﻓﻲ طرﯾﻘﮭﺎ
اﻵﻣﺎل واﻷﺣﻼم.
إن اﻟﻘواﺳم اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ وﺣدة اﻷﺻل اﻟﺑﺷري ووﺣدة اﻟﻣﺻﯾر ﻓﻲ اﻷﻣور واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن
أن ﯾﺗﻧﺎوﻟﮭﺎ اﻟﻧﺎس ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭم ،إن ﻛل ذﻟك ﯾﺟﻌل اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺗﺗﯾﺢ ﺑﻌض اﻟﻔرص اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺳﺗﻔﯾد ﻣﻧﮭﺎ
اﻟﺑﺷرﯾﺔ ،وإﻟﯾك ﺑﻌﺿﺎ ﻣن ﺗﻠك اﻟﻔرص ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-1ﻛﺛﯾرا ﻣﺎ ﯾﺗﺳﺎءل اﻟﻣرء ﻋن اﻟﻣﺣك أو اﻟﻣرﺟﻊ اﻟذي ﻧﺳﺗطﯾﻊ ﻣن ﺧﻼﻟﮫ ﺗﻘوﯾم أوﺿﺎﻋﻧﺎ وأداﺋﻧﺎ
وﻣﺷﻛﻼﺗﻧﺎ.وﻣﻊ أن اﻟﺗﺣﺎﻛم ﻟﻠﻣﻧﮭﺞ اﻟرﺑﺎﻧﻲ ﯾوﻓر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺟﮭد ،وﯾﻣﻧﺣﻧﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺳس واﻷدوات،
إﻻ أن ﻧوﻋﯾﺔ اﻟﻔﺎﻋﻠﯾﺔ ،وﻧوﻋﯾﺔ ﻣﺎ ﺗﺗطﻠﺑﮫ اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻣن اﺳﺗﻧﺗﺎﺟﺎت ﻻ ﯾﺗم اﻟوﻗوف ﻋﻠﯾﮫ ،إﻻ ﻣن
ﺧﻼل ﻓﺎﻋﻠﯾﺔ اﻵﺧر اﻟﻣﻧﺎوئ واﻟﻣﻧﺎﻓس واﻟﻣﺷﺎرك.وأن اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺗوﻓر ذﻟك ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺛﺎﻟﻲ.إﻧﻧﺎ ﻧﺧﻔق ﻓﻲ
ﺗﺣﺻﯾل اﻟﻔﮭم اﻟﻛﻠﻲ ﻟذواﺗﻧﺎ وأوﺿﺎﻋﻧﺎ ﻣن ﻏﯾر اﻵﺧر"وﻟذا ﻓﺈن اﺳﺗﺣﺿﺎره ﯾظل ﺿرورﯾﺎ ﺑﺳﺑب ﺗدﻓق
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت واﻧﻔﺗﺎح اﻟﻌﺎﻟم ﺑﻌﺿﮫ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ،ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻋدﯾدة وﺻﺎر ﺑﺎﻹﻣﻛﺎن أن ﻧﻘف ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎھﺞ
اﻷﻣم ﻓﻲ اﺳﺗﺛﻣﺎرھﺎ ﻹﻣﻛﺎﻧﺎﺗﮭﺎ وﻋﻼﺟﮭﺎ ﻟﻣﺷﻛﻼﺗﮭﺎ ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ أﺗﯾﺢ ﻟﻧﺎ أن ﻧﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣﺧﺗﻠف اﻟﻣﺷﺎﻛل
اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻔرزھﺎ ﺳﻠوﻛﺎت ﺗﻠك اﻟدول .إذ أن ﻗﺿﺎﯾﺎ ﺗﻠوث اﻟﺑﯾﺋﺔ واﻷﺳﻠﺣﺔ اﻟﻧووﯾﺔ ووﺳﺎﺋل اﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻘﻧﻲ
ﻛﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﻣﺎھﯾﺎت اﻟﺗﯾﺎرات اﻟﻔﻛرﯾﺔ اﻟﺳﺎﺋدة ھﻧﺎك وﻣﺳﺎﺋل أﺧرى.واﻟﻌوﻟﻣﺔ وﻓرت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷطر
واﻵﻟﯾﺎت ﻟﺑﺣث ذﻟك واﻟﺗﻌﺎﻣل ﻣﻌﮫ.
-2إن اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺗﺳﺎﻋدﻧﺎ ﻋﻠﻰ أن ﻧﻔﻛر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،إذ أن ﻣن طﺑﯾﻌﺔ اﻟﺗﻘدم اﻟﺣﺿﺎري أﻧﮫ ﯾزﯾد
)ﻟﻣن ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﻣوﻗﻊ اﻟﺻﺣﯾﺢ( ﻣن إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻧﺎس وﺗﺣﺳﯾن ﻣن ﻣﮭﺎراﺗﮭم ،وھذا ﯾﺟﻌل اﻟﻣﺟﺎل اﻟﺣﯾوي
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻻﺗﺳﺎع اﻟداﺋم.وھذا ﯾﺗطﻠب أھﻠﯾﺔ ﻓﻛرﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﺟدﯾدة ﻣن أﺟل ﻧﻣو آﻟﯾﺔ ذﻟك اﻻﺗﺳﺎع
واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻓﯾﮫ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻓﻌﺎل.
إن اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻻ ﺗﻌﻣم ﻣﻧﺗﺟﺎت وأﻓﻛﺎر اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻐرﺑﻲ ﻓﺣﺳب ،وإﻧﻣﺎ ﺗﺗﯾﺢ ھواﻣش )ﻗد ﺗﺿﯾق أو ﺗﺗﺳﻊ( ﻟﺗﺣرك
ﻋﺎﻟﻣﻲ ﻟﻛل أوﻟﺋك اﻟﻘﺎدرﯾن ﻋﻠﻰ اﻟﺣرﻛﺔ ،وﻟﻛل أوﻟﺋك اﻟذﯾن ﯾﻣﻠﻛون ﺷﯾﺋﺎ ﯾﻘدﻣوﻧﮫ ﻟﻶﺧرﯾن.وﻗد ﺗﺣﺳن
ﻣﺳﺗوى اﻷداء وﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻔﻛﯾر وﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻓﻲ ﺑﻼد ﻋدﯾدة ﻧﺗﯾﺟﺔ اﻻطﻼع ﻋﻠﻰ اﻹﻧﺟﺎزات اﻟﺗﻲ ﺗﻣت
ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ وﻧﺗﯾﺟﺔ اﻟﺗواﺻل ﻣﻊ ﺟﺎﻣﻌﺎﺗﮭﺎ وأﺳواﻗﮭﺎ.
-3اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺗﺳﺎﻋد اﻟﻧﺎس ﻋﻠﻰ أن ﯾﻛﺗﺷﻔوا اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺟزاء اﻟﺗﺎﻟﻔﺔ ﻓﻲ ﺛﻘﺎﻓﺎﺗﮭم ،وأن ﯾﺳﺗﻔﯾدوا ﻣن
اﻟﺧﺑرات اﻟﻣﺗوﻓرة ﻟدى اﻵﺧرﯾن ﻓﻲ ﻣﻌﺎﻟﺟﺗﮭﺎ أو اﻟﺗﺧﻠص ﻣﻧﮭﺎ.وھل ﻧﻧﻛر ﻣﺎ اﺳﺗﻔدﻧﺎه ﻧﺣن ﻣن اﻵﺧرﯾن
ﻓﻲ ﻋﺻرﻧﺎ ﻣن طرق ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻧظﯾم واﻟﺟودة واﺳﺗﺧراج ﺧﯾرات اﻷرض،وﻣﻌﺎﻟﺟﺔ ﻣﺷﻛﻼت اﻟﻣرﺿﻰ
واﻟﻔﻘر واﻟﺗﻠوث وﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻟﻣﺷﺎﻛل.
-4إن اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺗﺳﺎﻋدﻧﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﻘﯾﯾم رﺳﺎﻟﺗﻧﺎ اﻟﺣﺿﺎرﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻟم ﯾﺳﺑق ﻣﺛﯾﻠﮫ ﺳواء اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎ أو دﯾﻧﯾﺎ ،ﻓﻘد
ﻛﺎن اﻟﻌﺎﻟم ﻗدﯾﻣﺎ ﻣوﺿﻊ ﻏﺑطﺔ إذا اﺟﺗﻣﻊ ﻓﻲ ﺣﻠﻘﺗﮫ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﺑﺷر ﺻﻐﯾرة ،أﻣﺎ اﻟﯾوم ﻓﻘد ﺻﺎر ﻣن اﻟﻣﻣﻛن
أن ﯾﺳﺗﻣﻊ ﻟﻠﻣﺗﺣدث اﻟواﺣد ﻋﺑر اﻟﻔﺿﺎﺋﯾﺎت ﻣﻼﯾﯾراﻟﺑﺷر ﻓﻲ وﻗت واﺣد ،وﺷﺑﻛﺔ اﻻﻧﺗرﻧﯾت ﺳﮭﻠت إﯾﺻﺎل
اﻟﻣﻌﻠوﻣﺎت إﻟﻰ ﻛل ﻣﻛﺎن ﻓﻲ اﻷرض ،وﻟن ﯾﺳﺗطﯾﻊ أﺣد أن ﯾﺣﺟب ﻧور اﻹﺳﻼم ﺑﻌد اﻟﯾوم ﻋن اﻟﻣﺗﻌطﺷﯾن
7
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
إﻟﯾﮫ ﻣن أرﻛﺎن اﻟﻣﻌﻣورة "ﺣﺳب اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت ﻓﺈن ﻋدد اﻟﻣﺷﺎھدﯾن ﻋﻠﻰ اﻟداﻋﯾﺔ ﻋﻣرو ﺧﺎﻟد ﺣواﻟﻲ 800
ﻣﻠﯾون ﻧﺳﻣﺔ ﻓﻲ آن واﺣد".
وﺧﻼﺻﺔ ﻟﻣﺎ ﺳﺑق ذﻛره ﻓﺈن ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻷﻣم اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ أن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗﻔﺎدﺗﮭﺎ ﻣن اﻟﻔرص اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻣﺣدودة،
وﻟﻛن ھذا ﻟﯾس ﻣن ذﻧوب اﻟﻌوﻟﻣﺔ ،وإﻧﻣﺎ ذﻟك ﻣن ﺟﻣﻠﺔ اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﺎت اﻟﺗﺧﻠف وأﺧطﺎء اﻟﻘﯾﺎدة واﻟﺣﻛﺎم.وﻣﮭﻣﺎ
ﻛﺎن اﻟوﺿﻊ ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻣطﺎﻟﺑون ﺑﺄن ﻧﺗﻠﻣس ﻣﺎ أﺷرﻧﺎ إﻟﯾﮫ ﻣن اﻟﻔرص واﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﯾﺣﮭﺎ اﻟﻌوﻟﻣﺔ،
وﻧﺣﺎول اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﮭﺎ.
-4ﺗﺣدﯾﺎت اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي
ﻻ ﺧﻼف ﻓﻲ أن ﻣﺣور ﻋﺻرﻧﺎ ھو اﻟﻣﺎل؛ ﻓﻣن ﺧﻼل ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻹﺣﻼﻻت واﻟﺗرﺗﯾﺑﺎت واﻻرﺗﺑﺎطﺎت
ﺻﺎرت ﻛل وﺟوه اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ وأﺷﻛﺎﻟﮭﺎ ﻣﺣﺗﺎﺟﺔ إﻟﻰ اﻟﻣﺎل ،ﻓﻼ ﺗﻌﻠﯾم وﻻ ﺗرﺑﯾﺔ وﻻ أﻣن وﻻ ﺳﯾﺎﺳﺔ ،ﻣن ﻏﯾر
ﺗوﻓﯾر ﻗدر ﻣن اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت واﻷدوات واﻟظروف اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﺗﻧﻣﯾﺔ ھذه اﻟﺟواﻧب ﻣن ﺣﯾﺎﺗﻧﺎ ﻣﻣﻛﻧﺔ ،وﻟﯾﺳت
ھذه اﻟوﺿﻌﯾﺔ طﺑﯾﻌﯾﺔ ،وإﻧﻣﺎ ھﻲ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﺣﺗﻣﯾﺔ ﻻﻧﺗﺷﺎر اﻹﻟﺣﺎد واﻻﻋﺗﻘﺎد أن اﻟﺣﯾﺎة اﻟدﻧﯾﺎ ﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻟطﻣوﺣﺎت واﻗﺗﻧﺎص اﻟﻣﻠذات ،وﻧﺗﯾﺟﺔ ﻟﺟﻔﺎف ﻣﻧﺎﺑﻊ اﻟروح وﻛﺑت اﻟﻧﺷﺎط اﻷدﺑﻲ واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ وإﻋطﺎء
اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻣﺎدﯾﺔ أوﻟوﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ.اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﯾوم ھو ﻣﺎ ﺗﺑﻘﻰ ﻣن اﻟﺳﯾﺎﺳﺔ ،ﺣﯾث ﺣﺻل اﻧﺣدار دوﻟﻲ رھﯾب
ﺣﯾن ﺗﺣوﻟت أرﺿﯾﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن أرﺿﯾﺔ ﻗﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوازن واﻟﺗﻔﺎوض ورﻋﺎﯾﺔ اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ
اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ إﻟﻰ أرﺿﯾﺔ ﺗﺟﺎرﯾﺔ ،ﻗﺎﻋدة اﻟﺣرﻛﺔ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ ھﻲ اﻟﺗﻧﺎﻓس واﻟﮭﯾﻣﻧﺔ واﻻﺳﺗﺣواذ واﻟﺗﻔوق
ﺑﺄي ﺛﻣن ،واﻟطرﯾق إﻟﻰ ذﻟك ھو ﺣرﯾﺔ اﻟﺳوق وﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة واﻟﺧوﺻﺻﺔ وﺣرﯾﺔ ﻧﻘل اﻷﻣوال وﺗﺷﺟﯾﻊ
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ.
أﻣﺎ اﻵن ﻓﻘد أدرك أرﺑﺎب اﻟﻣﺎل واﻷﻋﻣﺎل اﻟﻌﻣﻼﻗﺔ أن ﻓﺗﺢ أﺳواق ﺟدﯾدة ﻟﻣﻧﺗﺟﺎﺗﮭم ،وﺗﺄﺳﯾس أﻧﺷطﺔ ﻓروع
ﻋﺎﻟﻣﯾﺔ ﻟﺷرﻛﺎﺗﮭم ﺑﺎت ﻣﺣﺗﺎﺟﺎ إﻟﻰ ﺗﻐﯾرات ﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ وﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟم؛ وﻟﮭذا ﻓﺈن
أﺻﺣﺎب اﻟﻣﺻﻠﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﯾﺿﻐطون ﻣن أﺟل اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ واﻟﺗﻌددﯾﺔ اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ واﺣﺗرام ﺣﻘوق
اﻹﻧﺳﺎن ،واﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻔردﯾﺔ ،واﻟﺗﺳﺎﻣﺢ ﺑﺷﺄن اﻟﻣﺣرﻣﺎت اﻟﺛﻘﺎﻓﯾﺔ ﺣﺳب اﻟﻣﻔﺎھﯾم اﻟﻐرﺑﯾﺔ ،وﺑﺎﻟﻘدر اﻟذي
ﯾﺧدم ﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ،ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻟدﯾﻣﻘراطﯾﺔ -ﻣﺛﻼ-ﻓﻲ ھﯾﺋﺔ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻻ ﺗﺧدم
ﻣﺻﺎﻟﺣﮭﺎ ،ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺣﺎرب ﺑﻛل اﻟوﺳﺎﺋل .وﻟﻌﻠﻧﺎ ﻧرﺻد ھﻧﺎ أھم اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﺑﮭﺎ اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻓﻲ اﻟﻣﻔردات اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
أ-اﻗﺗﺻﺎدﯾﺎت ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎرف اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ :واﺟﮫ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻧﺎﻣﻲ -وﻧﺣن ﻣﻧﮫ-ﻣﻧذ أﻣد ﺑﻌﯾد ﻣﺷﻛﻠﺔ
ﻋوﯾﺻﺔ ،ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ طرأت ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﺗﻠك اﻟﺗﻐﯾرات ﺗﺣدﺛﮭﺎ اﻟدول
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺑرى؛ وﺑﻌد اﺷﺗداد ﺣرﻛﺔ اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺗﻔﺎﻗﻣت ،وﺻﺎرت آﺛﺎرھﺎ أﻛﺛر إزﻋﺎﺟﺎ وإﺿرارا
ﺑﺎﻷوﺿﺎع اﻟﺳﺎﺋدة ﻟدى اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.وﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻓﻘد ﻛﺎﻧت اﻟﺛروات اﻟطﺑﯾﻌﯾﺔ واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ
ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺄھﻣﯾﺔ ﺷﺑﮫ ﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﺗﻌظﯾم اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ ،وذﻟك ﻧظرا ﻷن ﺑﺳﺎطﺔ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎج ،ﻟم ﺗﻛن ﺗﻌﺗﻣد
8
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
ﻋﻠﻰ اﻟﻣﮭﺎرات اﻟﺑﺷرﯾﺔ اﻟراﻗﯾﺔ إﻻ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﺣدود ﺟدا ،وﻻ ﻋﻠﻰ اﻵﻻت اﻟﻣﻌﻘدة.وﻣﻊ اﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻘﻧﻲ
اﺧﺗﻠف ﻛل ﺷﻲء؛ ﻓﻘد ﺻﺎرت اﻟﻌﻠوم واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ اﻟﻣﺣرك اﻟرﺋﯾس ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ اﻟطﺎﻣﺢ إﻟﻰ اﻟﻣزﯾد ﻣن
اﻟﺗﺣرر ﻣن اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم.وﻣن اﻟﺻﻌب اﻟﯾوم اﻟﺑدء ﻓﻲ ﻓﮭم اﻟﻘواﻋد اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ واﻟﺗﺻﻧﯾﻊ واﻟﻌوﻟﻣﺔ
دون اﻻﻋﺗراف أوﻻ ﺑﺎﻟﻌﻠوم واﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ﺑوﺻﻔﮭﺎ اﻟﻣﻧﺑت ﻟﻛل ھذه اﻟﻧﺷﺎطﺎت.وﻗد أدرك اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﺷﮭﯾر
)آدم ﺳﻣﯾث( ﻣﻧذ وﻗت ﻣﺑﻛر أن اﻟﺛورة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺳﺗؤدي إﻟﻰ ﻓك اﻻرﺗﺑﺎط ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ﺑﯾن اﻻﻗﺗﺻﺎد واﻟﻣﺎدة؛
وﻗد أﺷﺎر إﻟﻰ أن اﻹﺑداع واﻟﻣﮭﺎرات اﻟﺑﺷرﯾﺔ ﻛﺎﻧت ﻋﺎم 1800أﻛﺛر ﻣن اﻟﻣواد اﻟﺧﺎم ،وأن ھذه اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
وﺣدھﺎ ﺳﺗﻧﺧﻔض ﺗدرﯾﺟﯾﺎ أھﻣﯾﺔ اﻟﻘوة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺎھرة ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد.وﺗﻛﺎد ﻋﻣﻠﯾﺎت ﻓك اﻻرﺗﺑﺎط ھذه
ﺗﻛون ﻗد اﺳﺗﻛﻣﻠت اﻟﯾوم.وﻣن اﻟﻣﻌروف أن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻌﺎم ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﺔ ﻣرﺗﻛز ﻋﻠﻰ
اﻟﻌﻠم؛ واﻟﻣواد اﻟﺧﺎم ﻻ ﺗﺷﻛل ﻣن 5إﻟﻰ %10ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻹﻧﺗﺎج اﻟوطﻧﻲ ،ﻓﺎﻟذﯾن ﯾﻌﻣﻠون ﻓﻲ اﻟزراﻋﺔ-
ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل -ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻻ ﯾﺻﻠون ﻓﻲ ﺣﺎل ﻣن اﻷﺣوال %10ﻣن اﻟﺳﻛﺎن ،ﺑل إﻧﮭم ﻗد ﻻ
ﯾﺗﺟﺎوزون ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن .%3أﻣﺎ اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻓﺈن ﻣﻌظم دوﻟﮫ ﺳﺗدﺧل اﻟﻘرن اﻟﺟدﯾد ﺑﺗوزﯾﻊ
ﺗوظﯾف ﻓﻲ اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻗرﯾب ﻣﻣﺎ ﻛﺎن ﻋﻠﯾﮫ اﻟوﺿﻊ ﻗﺑل ﻗرن ﻣن اﻟزﻣﺎن.وﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻓﺈن
ﺣﺻﺔ اﻟزراﻋﺔ ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﺻر ھﻲ ،%39.9وﻓﻲ اﻟﻣﻐرب ،%43.4وﻓﻲ ﻋﻣﺎن ،%44.5
وﻓﻲ اﻟﯾﻣن .%70.2إن اﻟزراﻋﺔ –ﻛﻣﺎ ﻗﺎل اﺑن ﺧﻠدون-ھﻲ ﻣﮭﻧﺔ اﻟﻣﺳﺗﺿﻌﻔﯾن؛ وذﻟك ﻟﻘﻠﺔ ﻣﺎ ﺗﺣﺗﺎﺟﮫ ﻣن
اﻟﺗدرﯾب واﻟﺗطوﯾر واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر؛ وﻟذا ﻓﺈن اﻟﻌﻣل ﻓﯾﮫ ﯾﺷﻛل ﺣﺎﻓزا ﻣﺑﺎﺷرا وﻗوﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻘﻧﻲ.
ﺳﺑب ھذه اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ أﻧﻧﺎ ﻟم ﻧﻔطن ﺑﻌد إﻟﻰ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﺣﯾوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ اﻟﺑﺣث واﻟﺗطوﯾر واﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
واﻟﻛﻔﺎءة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.واﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ ذﻟك اﻧﮫ ﻟﯾس ھﻧﺎك ﺑﻠد إﺳﻼﻣﻲ واﺣد ﯾﻣﻛن أن ﯾﺻﻧف ﺑﺄﻧﮫ ﺑﻠد ﺻﻧﺎﻋﻲ؛ إذ إن
اﻟدوﻟﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻟﯾﺳت ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻠك اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ أو ﺗﺳﺗوردھﺎ ،وإﻧﻣﺎ اﻟدوﻟﺔ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ھﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﺻ ّﻧﻊ اﻟﻣﺻﺎﻧﻊ.
وﻻ رﯾب أن أﺳﺑﺎب اﻟﺗﺧﻠف اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﻋدﯾدة ،ﻟﻛن ﯾﻘف ﻋﻠﻰ رأﺳﮭﺎ ﻗﻠﺔ اﻷﻣوال واﻟﻣوارد اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺻص ﻟﻠﺑﺣث
اﻟﻌﻠﻣﻲ اﻷﺳﺎﺳﻲ ﻣﻧﮫ واﻟﺗطﺑﯾﻘﻲ) ﻛﻣﺎ ﺑﯾﻧﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﺳم اﻷول(.وﻣن ﺧﻼل ﻧظرة ﻓﻲ ﻧﺳﺑﺔ اﻟﻣﻧﺷورات ﻓﻲ ﺑﻌض اﻟدول
إﻟﻰ ﻋدد اﻟﺳﻛﺎن ﻧﺟد أﻧﻧﺎ ﻓﻲ ﻣﻘﺎم ﻣﺗﺧﻠف؛ ﺣﯾث ﺗﺷﯾر ﺑﻌض اﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت إﻟﻰ أن ﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﻧﺷورات ﻟﻛل ﻣﻠﯾون
ﺷﺧص ﻓﻲ ﻋﺎم 1995ﻓﻲ اﻟوطن اﻟﻌرﺑﻲ 62؛ ﻋﻠﻰ ﺣﯾن ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺑرازﯾل 42ﻓﻲ اﻟﺻﯾن ،11وﻓﻲ اﻟﮭﻧد ،19
وﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ ،740وﻓﻲ ﺳوﯾﺳرا ، 1877وزادت ﻛورﯾﺎ ﻧﺎﺗﺟﮭﺎ اﻟﺑﺣﺛﻲ ﻣن 15ﻟﻛل ﻣﻠﯾون ﻧﺳﻣﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم 1985
إﻟﻰ 144ﻓﻲ ﻋﺎم ،1990وﻛﺎن ﻧﺎﺗﺞ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻌرﺑﻲ ﻓﻲ ﻋﺎم 1985ﻣﺳﺎوﯾﺎ ﻟﻧﺎﺗﺞ ﻛورﯾﺎ اﻟﺟﻧوﺑﯾﺔ.
وﻗد ﺧﺻﺻت اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻧﺣوا ﻣن 750ﻣﻠﯾون دوﻻر أﻣرﯾﻛﻲ ،أو ﺣواﻟﻲ اﺛﻧﯾن ﻓﻲ اﻷﻟف ﻣن ﻧﺎﺗﺟﮭﺎ
اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺑﺣث واﻟﺗطوﯾر.أﻣﺎ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ اﻟﺟدﯾدة ﻓﻲ ﺟﻧوب ﺷرق آﺳﯾﺎ ،ﻓﮭﻲ ﺗﺧﺻص ﻣن 1إﻟﻰ
%3ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ إﻧﺗﺎﺟﮭﺎ اﻟوطﻧﻲ ﻟﻠﺑﺣث واﻟﺗطوﯾر.وﻗد ﻛﺎن ﻣﺟﻣوع اﻟﻣﺧﺻﺻﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺑﺣث واﻟﺗطوﯾر
ﻓﻲ ﻋﺎم 1995ﻧﺣوا ﻣن ﺧﻣﺳﻣﺎﺋﺔ ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ،ﺟﺎء ﻣﻌظﻣﮭﺎ ﻣن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺑرى.وﻗد اﻧﻌﻛس
9
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ﻣن أﻣوال ﻋﻠﻰ ﺑراءات اﻻﺧﺗراع اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺟﻠﮭﺎ اﻟدول ،ﻓﻔﻲ ﻋﻘد اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن
اﻟﻌﺷرﯾن ﺳﺟل اﻟﻌﺎﻟم ﻧﺣوا 3.5ﻣﻠﯾون ﺑراءة اﺧﺗراع.وﻣﻊ أن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺗﺷﻛل ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب %80ﻣﻧﮭﺎ
ﻣن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت.
إن اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗطور اﻟﺗﻘﻧﻲ ﻗد أدﺧﻼ ﺑﻠداﻧﺎ ﺟدﯾدة إﻟﻰ اﻷﺳواق ،ﻋﻠﻰ ﺣﯾن ﺑﻌض اﻟﺑﻠدان اﻟﻌرﯾﻘﺔ ﻓﻲ
ﺑﻌض اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ﻓﻲ وﺿﻊ ﻻ ﺗﺣﺳد ﻋﻠﯾﮫ؛ وﻗد ذﻛر )ﺳﻧﺟﺎﯾﺎﻻل( أن ﻣﺻر أﺧﻔﻘت ﻓﻲ ﺗﺳﺟﯾل أداء ﺟﯾد
ﻓﻲ اﻟﺗﻧﺎﻓس ﻣﻊ ﺑﻠدان أﺧرى ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث ،ﺣﯾث إن ﺑﻠداﻧﺎ ﺣدﯾﺛﺔ اﻟدﺧول ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﻧﺳﯾﺞ واﻟﻣﻼﺑس
ﻣﺛل ﻛورﯾﺎ ،وﺗﺎﯾوان ،ﺗﺻدر ﻣﺎ ﻗﯾﻣﺗﮫ 15.2ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﻋﻠﻰ اﻟﺗواﻟﻲ ﻣن ھذه اﻟﻣواد؛ ﻋﻠﻰ ﺣﯾن أن
ﻣﺻر ﺗﺻدر ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ﻗﯾﻣﺗﮫ 575ﻣﻠﯾون دوﻻر ﻓﻘط!
وﯾذﻛر ﺑﻌض اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن أن اﻟﯾﺎﺑﺎن ﺗﺷﺗري اﻟطن اﻟواﺣد ﻣن اﻷﻟﻣﻧﯾوم اﻟﺧﺎم ﻣن دوﻟﺔ اﻟﺑﺣرﯾن ﺑﻣﺎ ﯾﻘﺎرب
ﺛﻣﺎﻧﻣﺎﺋﺔ دوﻻر أﻣرﯾﻛﻲ ،وﺑﻌد ﺗﺻﻧﯾﻌﮫ ﺗﺑﯾﻌﮫ ﺑﻣﺎ ﯾﻘﺎرب اﻟﻣﺎﺋﺔ أﻟف دوﻻر!
إن اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ أن إﺣﻼل اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت ذات اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣﺣل اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺗﻐﯾرات ﺛﻘﺎﻓﯾﺔ
واﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وإﻟﻰ اﺳﺗﺛﻣﺎر أﻣوال طﺎﺋﻠﺔ ،وﻗد ﺗﻛون ﻣﺗوﻓرة ﻟدى ﻣﻌظم اﻟدول اﻟﻔﻘﯾرة ،وﻟﻛن اﻟﺑداﺋل
واﻟﺧﯾﺎرات اﻷﺧرى ﺷﺑﮫ ﻣﻌدوﻣﺔ أﻣﺎم ﻛل ﻣن ﯾزﯾد ﻛﺳر ھﯾﻣﻧﺔ اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ واﺳﺗﻐﻼﻟﮭﺎ.
ب-ﺗﺂﻛل اﻟطﺑﻘﺔ اﻟوﺳطﻰ :ﯾﺣﺗرم اﻹﺳﻼم اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ اﺣﺗراﻣﺎ ﺷدﯾدا ،وﻟدﯾﮫ ﻣن اﻟﺗﻌﻠﯾﻣﺎت
واﻟﺗﺷرﯾﻌﺎت ﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻛل ﺷﺧص ﯾﺣﺻل ﻋﻠﻰ ﺛﻣﺎر ﻣواھﺑﮫ وﻣﮭﺎراﺗﮫ وﺟﮭوده ﻛﺎﻣﻠﺔ ﻏﯾر ﻣﻧﻘوﺻﺔ ،ﻣﮭﻣﺎ
ﺑﻠﻐت وﺗﻌﺎظﻣت؛ إذ ﻻ ﺳﻘف ﻟﻣﺎ ﯾﻣﻠﻛﮫ اﻹﻧﺳﺎن اﻟﻣﺳﻠم ﻓﻲ اﻟﻧظرة اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.وﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ ھﻧﺎك إدراك
ﻗوي ﻷھﻣﯾﺔ ﺗوﻓﯾر اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺟﻌل ﻣن اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟﻣﺳﻠم ﻛﯾﺎﻧﺎ ﻣﺗﻣﺎﺳﻛﺎ ﻣﺗﺂزرا ،وﺗوﻓﯾر ﻛل ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﮫ
أن ﯾﺟﻌل ﻓﯾﮫ طﯾﺑﺔ آﻣﻧﺔ ﻣﻧﺗﺟﺔ؛ وﻟذا ﻓﺈن اﻹﺳﻼم أﻧﺎط ﺑﺎﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺳﻠﻣﺔ ﻣﺳﺎﺋل اﻟﻣﺣﺎﻓظﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺗوازن
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣن ﺧﻼل ﻓرﯾﺿﺔ اﻟزﻛﺎة ،وﻣن ﺧﻼل ﺗﺻﻣﯾم ھﯾﺎﻛل اﻷﺟور ،ودﻋم اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﺗﺎﺟﮭﺎ
اﻟﻔﺋﺎت اﻷﺷد ﻋوزا ،وﻣن ﺧﻼل اﻟﺿراﺋب اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷرة وﻛﻠﻣﺎ اﺳﺗطﺎﻋت اﻟدوﻟﺔ ﺗﺿﯾﯾق
اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺣﺗﻠﮭﺎ اﻟﻔﻘراء ﺟدا واﻷﻏﻧﯾﺎء ﺟدا ،ﻛﺎن ذﻟك دﻟﯾﻼ ﻋﻠﻰ ﻧﺟﺎﺣﮭﺎ ﻓﻲ ﺗﺷﻛﯾل ﻣﺗن ﺻﻠب ﻟﻠﺣﯾﺎة
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،وﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﺷرﯾﺣﺔ وﺳطﻰ ،وﻻ ﯾطﻐﯾﮭﺎ اﻟﻣﺎل اﻟذي ﯾﺄﺗﻲ ﻣن ﻏﯾر ﺟﮭد ،أو ﻣن وراء أﻋﻣﺎل
ﻏﯾر ﻣﺷروﻋﺔ ،وﻻ ﯾﻘﻌدھﺎ اﻟﻔﻘر اﻟﻣدﻗﻊ ﻋن اﻟﻧﮭوض واﻟﺗﻘدم.وھﻧﺎك ﻣن ﯾرى أن ﻣن اﻷﺳﺑﺎب اﻟﺟوھرﯾﺔ
ﻟﻧﺟﺎح اﻟﺗﺟرﺑﺔ اﻟﯾﺎﺑﺎﻧﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻋدم وﺟود ﻓﺎرق ﺑﯾن اﻟﻣوظﻔﯾن ﻓﻲ اﻟدﺧل واﻟﺻﻼﺣﯾﺎت
1 1
ﻣن دﺧل اﻟرﺋﯾس اﻟﺗﻧﻔﯾذي؛ ﻋﻠﻰ واﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺎت ،ﻓدﺧل اﻟﻣدﯾر اﻟﻣﺗدرب ﺑﻌد ﺧﺻم اﻟﺿرﯾﺑﺔ ﯾﺑﻠﻎ أو
6 5
1 1
وﯾﻘل اﻟﻔﺎرق ﻋن ذﻟك ﻓﻲ أورﺑﺎ ،ﻟﻛﻧﮫ ﯾظل أﻋﻠﻰ ﻣن ﺣﯾن ﯾﺑﻠﻎ ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة وأﺣﯾﺎﻧﺎ
20 15
اﻟﯾﺎﺑﺎن.
10
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﺣر ،واﻋﺗﻣﺎد ﻗﺎﻧون اﻟﻌرض واﻟطﻠب ،ﻛﻣﺎ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ اﻟﺗﻧﺎﻓس اﻟﺷدﯾد؛
وﺣﯾن ﯾﺗم ﻛل ذﻟك ﻓﻲ ظل ﺗراﺟﻊ أﺧﻼﻗﻲ ﻋﺎم ،وﻓﻲ ظل ﺗراﺟﻊ اﻟدول ﻋﻠﻰ اﻟﺗدﺧل ﻓﻲ اﻟﺣﯾﺎة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ،
ﻓﺈن ھذا ﺳوف ﯾﻌﻧﻲ اﻧﻘﺳﺎم اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ إﻟﻰ ﻓﺋﺗﯾن ﻣﺗﻣﺎﯾزﺗﯾن :ﻓﺋﺔ اﻟﻣﺳﺣوﻗﯾن اﻟﻣﺳﺗﻐﻠﯾن اﻟذﯾن ﻻ ﯾﺟدون ﻣﺎ
ﯾﻘﺗﺎﺗون ،وﻓﺋﺔ اﻟﻣﺳﺗﻐﻠﯾن اﻟﻣﺳﺗﺑدﯾن اﻟذﯾن ﻻ ﯾدرون ﻣﺎذا ﯾﺻﻧﻌون ﺑﺎﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﺗدﻓﻘت ﻋﻠﯾﮭم ﻋﻠﻰ ﻧﺣو
ﯾﻔوق ﻛل ﺗﺻور.ﻟﮭذا ﻛﻠﮫ ﻓﺈن ﻣﻣﺎ ھو ﻣﺳﻠّم ﺑﮫ اﻟﯾوم ﻟدى اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن وﻋﻠﻣﺎء اﻻﻗﺗﺻﺎد أن ﻓﺋﺔ ﻣﺣدودة ﻓﻲ
ﻣﻌظم اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﺎت ﺗﻣﺗﻠك ﺣﯾزا ﺿﺧﻣﺎ ﻣن اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب أﻛﺛرﯾﺔ ﻣﺣروﻣﺔ؛ واﻟﮭوة ﺑﯾن
اﻟﻔرﯾﻘﯾن ﺗزداد اﺗﺳﺎﻋﺎ ﯾوﻣﺎ ﺑﻌد ﯾوم.إن اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﺗﺗزﻋم اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺎﻓﺎت اﻟﻔﺎﺻﻠﺔ ﺑﯾن اﻟﻘﻠﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﻣﻠك اﻟﻛﺛﯾر ،واﻟﻛﺛﯾر اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗﻣﻠك إﻻ اﻟﻘﻠﯾل؛ ﻓﺄﻏﻧﻰ %10ﻣن اﻟﺷﻌب اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﯾﻣﻠﻛون %68ﻣن
ﺛروات اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ،وأﻛﺛرﯾﺔ %90ﺗﻣﻠك .%32أورﺑﺎ ،وإن ﻛﺎﻧت ﺗﺣﻘق ﻧﻣوا أﻗل ﻣن أﻣرﯾﻛﺎ إﻻ أن
ﺗﻘﺎرب ﻧﺳب اﻟدﺧل ﻟدﯾﮭﺎ أﻓﺿل.وﺗﺷﯾر ﺑﯾﺎﻧﺎت ﺗﻘرﯾر )اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم(ﻟﻌﺎم -1997ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل-إﻟﻰ
أن ﻋﺷر اﻟﺳﻛﺎن اﻟﺳوﯾد ﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﻰ %20.8ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ.أﻣﺎ ﻓﻲ ﺳوﯾﺳرا ﻓﺈن ﻋﺷر اﻟﺳﻛﺎن
ﯾﺣﺻﻠون ﻋﻠﻰ ، %29.9ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن ﺑﻠدان اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻧﺎﻣﻲ اﺧﺗﻼﻻ ،ﻛﺛﯾر ﻣﺎ ﯾﻛون ﻛﺑﯾرا ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل
ﻧظرا ﻻﻧﺗﺷﺎر اﻟﻔﺳﺎد اﻹداري ،واﻧﻌدام اﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺑر ﺑﮭﺎ اﻟﻔﻘراء ﻋن ظﻼﻣﺎﺗﮭم ،وﯾواﺟﮫ ﻣﻌظم اﻟدول
اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣﺟﮭوﻟﺔ؛ ﻓﻼ ﺑﯾﺎن وﻻ إﺣﺻﺎءات ﻋن اﻟﺛراء واﻟﻔﻘر ،أو ﻋن ﺗوزﯾﻊ اﻟدﺧل اﻟوطﻧﻲ أو ﻋن اﻟﺑطﺎﻟﺔ،
واﻟﻣوﺟود ﻣﻧﮭﺎ ﻟﯾس ﻣﺣﺎﯾدا؛ وﻟذا ﻓﺈن اﻟﺛﻘﺔ ﺑﮫ ﻣﺣدودة.وﻣن اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت اﻟﻘﻠﯾﻠﺔ اﻟﻣﺗوﻓرة ﯾﺗﺑﯾن أن اﻻﺧﺗﻼل
اﻟﻣوﺟود ﻓﻲ ﺗوزﯾﻊ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﻻ ﯾﻘل ﻋن اﻻﺧﺗﻼل اﻟواﻗﻊ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻣﺗﻘدم ﺑل
ﯾزﯾد.ﻓﻲ اﻟﺷﯾﻠﻲ ﺑﻠﻎ ﻣﺗوﺳط دﺧل اﻟﻔرد 4160دوﻻر ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ؛ وﻗد اﺳﺗوﻟﻰ اﻟﻌﺷر اﻟذي ﻓﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ
%46.1ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣﺣﻠﻲ؛ وﻣﻊ ذﻟك ﻓﺈن اﻟﻠﯾﺑراﻟﯾﯾن ﯾذﻛروﻧﮭﺎ ﻧﻣوذﺟﺎ ﻟﻠﻧﺟﺎح اﻻﻗﺗﺻﺎدي.وﻓﻲ
اﻟﺑرازﯾل اﺳﺗوﻟﻰ اﻟﻌﺷر اﻟﻐﻧﻲ ﻋﻠﻰ %51.3وﻧﺟد أدﻧﻰ ﻧﺻﯾب ﻟﻠﺧﻣس اﻟﻔﻘﯾر %2.2ﻓﻲ ﻛل ﻣن
اﻟﺑرازﯾل وﻏﯾﻧﯾﺎ.أﻋﻠﻰ ﻧﺻﯾب ﻟﻠﺧﻣس اﻟﻔﻘﯾر ﻓﻲ رواﻧدا وﺑﻧﻐﻼدش وﻻوس ﺣﯾث ﺑﻠﻎ ﻧﺣوا ﻣن ،%10
وﺣﺻﺔ اﻟﺧﻣس اﻟﻔﻘﯾر ﻓﻲ ﻣورﯾﺗﺎﻧﯾﺎ %3.2وﻓﻲ ﻣﺻر ،%8.7وﺗﻧدرج دول أﺧرى ﻣﺛل اﻟﻣﻐرب
واﻟﺟزاﺋر وﺗوﻧس واﻷردن ﺑﯾن ھذﯾن اﻟﺣدﯾن.
وﻻ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﻧﻐﻔل ﺷﯾﺋﺎ آﺧر ﻣﮭﻣﺎ ،ھو أﻧﮫ ﻣﻊ اﺷﺗداد ﺣرﻛﺔ اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺗﻧﮭﺎر اﻟﺧدﻣﺎت اﻟرﺧﯾﺻﺔ اﻟﻣﻘدﻣﺔ
ﻟﻠﻔﻘراء؛ ﻓﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻧﻘدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﺗﺷﺗرط داﺋﻣﺎ ﻟﺗﻘدﯾم اﻟﻘروض واﻟﻣﺳﺎﻋدات ﺗﺧﻔﯾض اﻟدﻋم اﻟﻣﻣﻧوح
ﻟﻠﺳﻠﻊ وﺗﻘﻠﯾص اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺟﺎﻧﯾﺔ وﺷﺑﮫ اﻟﻣﺟﺎﻧﯾﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب ﺗﺣرﯾر اﻻﻗﺗﺻﺎد؛ ﺑﻣﺎ ﯾﺷﻛل ﺿﻐوطﺎ إﺿﺎﻓﯾﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﻔﺋﺎت اﻷﺷد ﻓﻘرا.إذ ﻛل اﻟدﻻﺋل ﺗﺷﯾر إﻟﻰ أن اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻟن ﺗﺳﺎﻋد ﻓﻲ ﻧﺷر اﻟﻌداﻟﺔ اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ،
واﻟﺗﺧﻔﯾف ﻣن ﺿراوة اﻷوﺿﺎع اﻟﺣﺎﺿرة ،ﺑل ﺳﯾزﯾد ﻣن ﺗﻛرﯾﺳﮭﺎ واﺳﺗﻔﺣﺎﻟﮭﺎ!
11
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
ج-ﻧﺷر ﺛﻘﺎﻓﺔ اﻻﺳﺗﮭﻼك اﻟﻌظﯾم :اﻟﺗﻘدم اﻟﻌﻠﻣﻲ واﻟﺗﻘﻧﻲ أﺗﺎح ﻟﻠﻧﺎس أن ﯾﺗﺣرﻛوا ﺑﺳﮭوﻟﺔ ،ﻛﻣﺎ أوﺟد
اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺗﻧوع ﻓﻲ ﻛل اﻟﺳﻠﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺳﺗﮭﻠﻛوﻧﮭﺎ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺧﯾﺎرات واﻟﺑداﺋل ﻓﻲ ﻛل أﺷﻛﺎل
اﻟﺧدﻣﺎت.وھذا ﻛﻠﮫ ﯾﺷﺟﻊ ﻋﻠﻰ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻻﺳﺗﮭﻼك ،ﻛﻣﺎ أن اﻟﻔﺳﺎد اﻹداري واﻟﻣﺎﻟﻲ ﯾﺟﻌل ﺷرﯾﺣﺔ ﻣن
اﻟﻧﺎس ﯾﻣﺗﻠﻛون ﺛروات ﻟم ﺗﺗﻌب ﻓﻲ ﺟﻧﯾﮭﺎ ،ﻣﻣﺎ ﯾدﻓﻌﮭﺎ إﻟﻰ اﻹﻧﻔﺎق اﻟﺗرﻓﻲ ،وﯾﺟﻌل ﻣﻧﮭﺎ ﻓﺋﺔ ﻣﺣرﺿﺔ ﻟﺑﺎﻗﻲ
اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ ﺳﻠوك اﻟﺳﺑﯾل ﻧﻔﺳﮫ.
وﺗﻐﯾر ﻋﻘﺎﺋد ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺷﻌوب ﻧﺣو اﻟﺣﯾﺎة واﻟﻣوت ،واﺣﺗﻔﺎﻟﮭﺎ ﺑﺎﻟﻣﺎدة ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟروح واﻟﻣﻌﻧﻰ ،وھو
اﻵﺧر ﯾﺟﻌل ﺳﺑل ﺗﺣﻘﯾق اﻟذات وإرواء اﻟطﻣوﺣﺎت ،ﺗﺗﺻل ﺑﺎﻻﺳﺗﮭﻼك ﺑوﺻﻔﮫ أداة ﻟذﻟك ،وﻣظﮭرا ﻣن
ﻣظﺎھر اﻻﻗﺗدار.
وأﺻﺣﺎب اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت اﻟذﯾن ﯾﻘدﻣون ﺣرﻛﺔ اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﯾﺳﮭﻣون ﻋﻠﻰ ﻧﺣو رﺋﯾس ﻓﻲ ﻓﺗﺢ
اﻟطرق أﻣﺎم ﻛل ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه واﻟﺣﻔز ﻋﻠﯾﮫ.واﻷﻣوال اﻟﺗﻲ ﯾﺗم إﻧﻔﺎﻗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟدﻋﺎﯾﺔ واﻹﻋﻼن أﻛﺛر ﻣن 330
ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺳﻧوﯾﺎ ﺗﺳﺗﮭدف ﻋﻠﻰ ﻧﺣو رﺋﯾس ﺣﻣل اﻟﻧﺎس ﻋﻠﻰ زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﮭﻼك.
اﻟﺗﺣدي اﻟذي ﯾﺗﻣﺛل ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﮭﻼك ذو وﺟوه ﻣﺗﻌددة ،ﻣﻧﮭﺎ اﺳﺗﻧﻔﺎذ اﻟﺛروات وﻣﺻﺎدر اﻟطﺎﻗﺔ ﻏﯾر
ﻣﺗﺟددة ،وﺗﻠوﯾث اﻟﺑﯾﺋﺔ ،اﻧﺗﺷﺎر اﻷوﺑﺋﺔ واﻷﻣراض اﻟﺧطﯾرة ،وﻓﺗﺢ أﺑواب ﺟدﯾدة ﻟﻠﺿﻐط ﻋﻠﻰ اﻟﻔﻘراء
واﻟﻣﺣروﻣﯾن؛ إذ ﺗطﺎﻟﺑﮭم أﺳرھم ﺑﺎﻟﻣزﯾد ﻣن اﻹﻧﻔﺎق ،واﻟذي ﯾﻘﺗﺿﻲ اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﻌﻣل اﻟذي ﻗد ﻻ ﯾﺟدون
ﻓرﺻﺎ ﻟﻠﻘﯾﺎم ﺑﮫ.
زﯾﺎدة اﻻﺳﺗﮭﻼك اﻟﺗرﻓﻲ ﻗﻠﺻت ﻣن ﺣﺟم ﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﺗوﻓﯾره ﻣن أﺟل إﻋﺎدة اﺳﺗﺛﻣﺎره ﻓﻲ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ؛ وﻧﺟد ﻓﻲ
ھذا اﻟﺻدد أن ﻣﻌظم اﻟﺑﻠدان اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑزﯾﺎدة ﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ،وھذا ﯾﺗطﻠب ﻣﻧﮭﺎ ﺣﺗﻰ ﺗﺣﺎﻓظ ﻋﻠﻰ
ﻣﺳﺗوى اﻟﺣﯾﺎة ﻟدى ﺷﻌوﺑﮭﺎ أن ﺗﺣﺎول ﺗوﻓﯾر ﻣﺎ ﻻ ﯾﻘل ﻋن % 25ﻣن دﺧﻠﮭﺎ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ؛ ﻟﻛﻧﮭﺎ ﻣﻊ
اﻷﺳف ﺗﺟد ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻏﺎرﻗﺔ ﻓﻲ إﻧﻔﺎق اﻷﻣوال ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻠﻲ واﻟزﯾﻧﺔ واﻷطﻌﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗؤﻛل واﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﺗﻲ ﻻ
ﯾﺳﻛن إﻻ ﺟزء ﻣﻧﮭﺎ ،وإﻧﻔﺎق اﻷﻣوال ﻋﻠﻰ اﻟﻣظﺎھر واﻟﺷﻛﻠﯾﺎت اﻟﻔﺎرﻏﺔ؛ ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌل ﻣﺳﺗوى اﻟﻌﯾش واﻟﺗﻌﻠﯾم
واﻟﺧدﻣﺎت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺗدﻧﻲ اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟدى ﻣﻌظم اﻟﺷﻌوب اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ واﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ.واﻷرﻗﺎم اﻟﺗﻲ ﺗﺷﯾر
إﻟﻰ ﻛل ذﻟك ﻻ ﺗوﻟد ﺷﯾﺋﺎ ﺳوى اﻟﯾﺄس واﻟﻘﻧوط ﻣن ﺻﻼح اﻷﺣوال.
وھﻛذا ﻣﻊ ﻣرور اﻟوﻗت ﺗرﺑﺢ اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻛل ﯾوم أرﺿﺎ ﺛﺎﺑﺗﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺗﺣوﯾل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﺷﯾﺎء اﻟﻛﻣﺎﻟﯾﺔ
إﻟﻰ أﺷﯾﺎء أﺳﺎﺳﯾﺔ وﺿرورﯾﺔ ،ﯾﺑذل ﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن اﻟدﯾن واﻟﻣروءة واﻟوﻗت
واﻟﺟﮭد.
د-ﻧﺷر اﻟﺑطﺎﻟﺔ :ﻗﺿﯾﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﺗﺿﺎؤل ﻓرص اﻟﻌﻣل ﻣن أﺧطر اﻟﻣﺷﻛﻼت اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮭﮭﺎ ﺷﻌوب
اﻟﻌﺎﻟم اﻟﯾوم ،وﻻ ﺳﯾﻣﺎ اﻟﺷﻌوب اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،وﻣﻧﮭﺎ اﻟدول اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ.اﻟﻌﺎطل ﻋن اﻟﻌﻣل-ﻛﻣﺎ ﻋرﻓﺗﮫ ﻣﻧظﻣﺔ
اﻟﻌﻣل اﻟدوﻟﯾﺔ-ھو "ﻛل ﻣن ھو ﻗﺎدر ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻣل وراﻏب ﻓﯾﮫ ،وﯾﺑﺣث ﻋﻧﮫ وﯾﻘﺑﻠﮫ ﻋﻧد ﻣﺳﺗوى اﻷﺟر
اﻟﺳﺎﺋد ،ﻟﻛن دون اﻟﺣﺻول ﻋﻠﯾﮫ".
12
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻟم ﺗﻌد اﻟﺗﺣدي اﻟذي ﯾواﺟﮫ اﻟدول اﻟﻔﻘﯾرة وﺣدھﺎ؛ ﻓﻠﻠدول اﻟﻐﻧﯾﺔ أﯾﺿﺎ ﺣظ ﻣﻧﮭﺎ ،ﻓﺑﺳﺑب اﻟﻌوﻟﻣﺔ
وﻋﺑر ﻧﺷﺎطﺎت اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ،ﻟﺟﺄ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺻﻧﺎﻋﺎت اﻟﺗﺣوﯾﻠﯾﺔ ﻓﻲ أورﺑﺎ وﻏﯾرھﺎ إﻟﻰ
اﻻﻧﺗﻘﺎل إﻟﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﻼﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻣزاﯾﺎ واﻻﻣﺗﯾﺎزات اﻟﺗﻲ وﻓرﺗﮭﺎ ﺗﻠك اﻟﺑﻼد ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ
اﻟﻣﺑﺎﺷرة ،ﻣن ﻧﺣو اﻹﻋﻔﺎءات اﻟﺿرﯾﺑﯾﺔ ورﺧص اﻟطﺎﻗﺔ واﻷرض واﻟﯾد اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ،وﻋدم ﺗﺣﻣل ﺗﻛﻠﻔﺔ اﻟﺗﻠوث
اﻟﺑﯾﺋﻲ.
إن اﻟﺗﻐﯾﯾرات اﻟﺗﻲ ﺷﮭدﺗﮭﺎ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟرﺑﻊ اﻷﺧﯾر ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﺟﻌﻠت ﻣن )اﻟﺑطﺎﻟﺔ( ﺳﻣﺔ
ھﯾﻛﻠﯾﺔ ﻣﺗﺟذرة ﻓﻲ ﺧﺻﺎﺋص اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي واﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻟﻠﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ؛ ﻓﻘد ارﺗﻔﻊ
ﻣﺗوﺳط اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﯾﮭﺎ ﻣن %6.9ﻓﻲ اﻟﻔﺗرة 1987-1978إﻟﻰ 8.6ﻓﻲ ﻋﺎم .1998وﻓﻲ أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ وﻓرﻧﺳﺎ
وإﯾطﺎﻟﯾﺎ وﺑﻠﺟﯾﻛﺎ واﯾرﻟﻧدا وﺻل ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ وﺻل إﻟﻰ 21.2ﻓﻲ إﺳﺑﺎﻧﯾﺎ ،وﻓﻲ ﻓﻧﻠﻧدا إﻟﻰ %15ﻋﺎم
1998؛ ﻟﻛن ﻻ ﺑد ﻣن اﻟﻘول إن اﻟﻌﺎطل ﻋن اﻟﻌﻣل ھﻧﺎك ﯾﻠﻘﻰ ﻣن اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻣن اﻟدوﻟﺔ ﺣﺗﻰ ﯾﻌﺛر ﻋﻠﻰ
ﻋﻣل ،وإن ﻛﺎن ھﻧﺎك اﺗﺟﺎه ﻋرﯾض وﻗوي ﻟﺗﺧﻔﯾض ﻣﺳﺎﻋدات اﻟﺿﻣﺎن اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻓﻲ ﺑﻠدان اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻛﺛﯾرة.
أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﻧﺎﻣﻲ ﻓﺈن أﺛر اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻓﻲ ﻧﺷر اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣن ذﻟك ﺑﻛﺛﯾر.وﯾﻣﻛن اﻟﻘول :إن ﺗﻧﺎﻣﻲ ظﺎھرة
اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟدول اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﯾﻌود إﻟﻰ ﺗﺷﺎﺑك ﻋواﻣل داﺧﻠﯾﺔ وﺧﺎرﺟﯾﺔ أھﻣﮭﺎ :
أ -ﻣن اﻟﻣﻼﺣظ أن ﻣﻌظم اﻟدول اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﻟم ﺗﺣﻘق ﻧﺟﺎﺣﺎت ﺗذﻛر ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺷﺎﻣﻠﺔ واﻟﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔ
ﻋﺑر اﻟﻌﻘود اﻷرﺑﻌﺔ اﻷﺧﯾرة؛ ﻓﺎﻟﮭﯾﺎﻛل اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻓﯾﮭﺎ ﻟم ﺗﺗﻐﯾر ،ﻓﻘد ظﻠت اﻟزراﻋﺔ واﻟﺻﻧﺎﻋﺎت
اﻻﺳﺗﺧراﺟﯾﺔ واﻟﺣرف اﻟﯾدوﯾﺔ ﺗﺳﮭم ﻓﻲ اﻟﻧﺻﯾب اﻷﻛﺑر ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟوطﻧﻲ.واﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﯾﮭﺎ ﻣﻊ
اﻣﺗﺻﺎﺻﮭﺎ ﻟﻣﻌظم اﻟﻣوارد اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ ﻟﻠﺗطوﯾر ﻟم ﺗﺳﺗوﻋب اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷﯾدي اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ،ﺑﺳﺑب اﻋﺗﻣﺎدھﺎ
ﻋﻠﻰ ﺗﻘﻧﯾﺎت ﻣﺗﻘدﻣﺔ ،ﺗﺳﺗﮭﻠك أﻣواﻻ ﻛﺛﯾﻔﺔ ،وﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑدرﺟﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣن )اﻷﺗﻣﺗﺔ(.
ب -ﺗﻔﺎﻗم أزﻣﺔ اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑدأت ﻓﻲ اﻟظﮭور ﻓﻲ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ،وﺗﻔﺎﻗﻣت ﻓﻲ
اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت.وﺑﻐض اﻟﻧظر ﻋن أﺳﺑﺎب ذﻟك ،ﻓﻘد ﻛﺎن ﻟﻠﻌوﻟﻣﺔ إﺳﮭﺎم ﻓﻲ ذﻟك؛ ﻓﺎﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ
ﻣﮭﺗﻣﺔ ﺑﺗوﻓﯾر ﻛل ﻣﺎ ﻣن ﺷﺄﻧﮫ اﻟﻣﺳﺎﻋدة ﻋﻠﻰ ﻋوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ وﻓق اﻟرؤﯾﺔ واﻟﻣﺻﺎﻟﺢ اﻟﻐرﺑﯾﺔ.وﻗد
ﻓرﺿت ﺗﻠك اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻋﻠﻰ اﻟدول اﻟﻣدﯾﻧﺔ أن ﺗﻘوم ﺑﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣن اﻹﺟراءات اﻻﻧﻛﻣﺎﺷﯾﺔ ،واﻟﺗﻲ ﻣن ﺟﻣﻠﮭﺎ
رﻓﻊ رﺳوم اﻟﺧدﻣﺎت وزﯾﺎدة اﻟﺿراﺋب ،وﺗﺟﻣﯾد اﻟﺗوظﯾف اﻟﺣﻛوﻣﻲ ،أو ﺗﻘﻠﯾﺻﮫ وﺧﻔض اﻷﺟور ،وﺑﯾﻊ
اﻟﻣﺷروﻋﺎت واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺣﻛوﻣﯾﺔ ﻋﺑر )اﻟﺧوﺻﺻﺔ( ﺣﯾث ﯾﺳرّ ح اﻟﻣﺎﻟﻛون اﻟﺟدد أﻋدادا ﻛﺑﯾرة ﻣن
اﻟﻌﻣﺎل.
ﺟـ-إن اﻟدول اﻟﻐرﺑﯾﺔ ﻗد ﺣﺎوﻟت ﺗﺳﮭﯾل ﺗدﻓق ﻛل ﻣﺎ ﻓﻲ ﺻﺎﻟﺣﮭﺎ ﺗدﻓق ﻣن ﻧﺣو اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ورؤوس
اﻷﻣوال ،أﻣﺎ اﻟﺣراك اﻟﺣر ﻟﻘوة اﻟﻌﻣل ،ﻓﻣﻣﻧوع؛ ﻓﺎﻟدول اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗﺎﻣت ﺑﻣﻛﺎﻓﺣﺔ أﺣوال اﻟﺑطﺎﻟﺔ واﻟرﻛود
اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻟدى ﺑﻠداﻧﮭﺎ ﻋن طرﯾق ﺗﻐﯾﯾر ﻗواﻧﯾن اﻟﮭﺟرة واﻹﻗﺎﻣﺔ ﻓﯾﮭﺎ ،وھﻛذا ﻓﺑﻌد أن ﻛﺎﻧت اﻟﮭﺟرة إﻟﻰ
13
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
ﺑﻼد اﻟﺷﻣﺎل ﺗﺷﻛل ﻣﻧﻔذا-وإن ﻛﺎن ﻣﺣدودا ﻟﻔﺎﺋض اﻟﻘوة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،وﻣﺻدرا ﻣﮭﻣﺎ ﻣن
ﻣﺻﺎدر اﻟﻧﻘد اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﻓﺈن ھذا اﻟﻣﻧﻔذ ﯾﻛﺎد ﯾﻛون اﻵن ﻣﻐﻠﻘﺎ.وﺗﺷﯾر ﺑﻌض
اﻟﺗﻘدﯾرات إﻟﻰ أﻧﮫ ﺗرﺗب ﻋﻠﻰ اﻟﻘﯾود اﻟﺗﻲ ﺗﻔرﺿﮭﺎ ﺑﻌض اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ھﺟرة ﻗوة اﻟﻌﻣل إﻟﯾﮭﺎ
ﺣرﻣﺎن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن دﺧل ﻻ ﯾﻘل ﻋن ﻣﺎﺋﺗﯾن وﺧﻣﺳﯾن ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ﺳﻧوﯾﺎ؛ وھو رﻗم ﻣذھل.
ھﻧﺎك أﻣر أﺧﯾر ﯾﺟب اﻹﺷﺎرة إﻟﯾﮫ ﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ،وھو أن اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺗﻣﻠك إﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ھﺎﺋﻠﺔ ﻟﻧﻘل اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻣن
ﻣﻛﺎن ﻵﺧر؛ ﻓﺈذا ﻛﺎﻧت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺗﺗدﻓق ﻋﻠﻰ ﺑﻠد ﺑﺳﺑب اﻧﺧﻔﺎض أﺟور اﻷﯾدي اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ-ﻣﺛﻼ-ﻓﺈن ﺗﻠك
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺗظل ﻋﻠﻰ أھﺑﺔ اﻻﺳﺗﻌداد ﻟﻠرﺣﯾل إﻟﻰ ﺑﻠد آﺧر ،ﺗﻛون اﻷﺟور ﻓﯾﮫ أرﺧص.وھذا ﻣﺎ ﻧﺷﺎھده
اﻟﯾوم ﻓﻲ ﺑﻠد ﻣﺛل )اﻟﮭﻧد( ﺣﯾث أﺧذت اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات ﺗﺗﺟﮫ ﻧﺣوه ﺑﺳﺑب ﻣﺎ ذﻛرﻧﺎه.
ھذه اﻟﻌواﻣل ﻣﺟﺗﻣﻌﺔ أدت إﻟﻰ ﺗﻔﺎﻗم ﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻛﺛﯾر ﻣن اﻟدول اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،وﻟﻛن اﻟﻣؤﺳف-داﺋﻣﺎ-ھو
ﻏﯾﺎب اﻷرﻗﺎم واﻹﺣﺻﺎﺋﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺻور ﺣﺟم ھذه اﻟﻣﺷﻛﻠﺔ اﻟﻣﺗﻔﺎﻗﻣﺔ.وﻗد ﺗﺑﯾن ﻣن ﺧﻼل اﻷرﻗﺎم اﻟﻘﻠﯾﻠﺔ
اﻟﻣﺗوﻓرة أن اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﻛﺎﻧت ﻓﻲ اﻟﺟزاﺋر ﻋﺎم 1985ﻓﻲ ﺣدود %9.8ﻣن ﻗوة اﻟﻌﻣل؛ أﻣﺎ ﻓﻲ ﻋﺎم 1993
ﻓﻘد ارﺗﻔﻌت إﻟﻰ %24.3ﻟﺗﺻل ﻣﻊ ﺑداﯾﺔ اﻟﻘرن اﻟواﺣد واﻟﻌﺷرﯾن إﻟﻰ ،%28وﻛﺎﻧت ﻓﻲ اﻷردن %2
وﺻﺎرت ﻓﻲ ﻋﺎم 1991ﻓﻲ ﺣدود %18.8أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺿﻔﺔ اﻟﻐرﺑﯾﺔ ،ﻓﺈن ﻣﻌدل اﻟﺑطﺎﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﻔﻠﺳطﯾﻧﯾﯾن
ﺑﻠﻎ ﻓﻲ ﻋﺎم 1992ﺣواﻟﻲ %48.9وﺑﻠﻎ ﻗطﺎع ﻏزة %55ﺑﺳﺑب ﺳﯾﺎﺳﺔ اﻟﺣﺻﺎر واﻟﺗﺟوﯾﻊ اﻟﺗﻲ
ﯾﻣﺎرﺳﮭﺎ اﻟﯾﮭود ﻓﻲ ﻓﻠﺳطﯾن اﻟﻣﻐﺗﺻﺑﺔ!.
ھـ-اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرة :اﻧﺗﺷﺎر اﻟﺗﺟﺎرة وﻛﺛﺎﻓﺔ اﻟﺗﺑﺎدل اﻟﺗﺟﺎري ،ﻟﯾس ﻣﻔرزا ﻣن ﻣﻔرزات اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻓﺣﺳب،
وإﻧﻣﺎ ھو ﺳﻣﺔ ﻣن أھم ﺳﻣﺎت اﻟﻌﺻر اﻟذي ﻧﻌﯾش ﻓﯾﮫ .ﻓﺎﻟﻧظﺎم اﻟﺗﺟﺎري ھو أﻗوى اﻟﻧظم ﻗﺎطﺑﺔ ،ﻓﺈذا ﻛﺎن
اﻟﻣرء طﺑﯾﺑﺎ وﺗﺎﺟرا وﻣدرﺳﺎ وﺗﺎﺟرا وﻣﮭﻧدﺳﺎ...ﻓﺈن اﻟﺻﻔﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻐﻠب ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ﻋﻠﯾﮫ ھﻲ ﺻﻔﺔ
اﻟﺗﺟﺎرة.ورﺑﻣﺎ ﻛﺎن ذﻟك ﺑﺳﺑب ﻣﺎ َﺗ ِﻌ ُد ﺑﮫ اﻟﺗﺟﺎرة ﻣن آﻓﺎق ﻏﯾر ﻣﺣددة ﻟﻠرﺑﺢ واﻟﻛﺳب واﻟﺛروة؛ وﻟذا ﻓﺈن
ﻣن اﻟطﺑﯾﻌﻲ أن ﺗﻛﺳب ھذه اﻟﺟﺎذﺑﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﻟدى ﻣﻌظم اﻟﻧﺎس .ﻗد ظﻠت اﻟﺗﺟﺎرة ﻋﻠﻰ ﻣدار اﻟﺗﺎرﯾﺦ
وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻧﺷر اﻷﻓﻛﺎر واﻟﻌﺎدات ،وﻻ أﺣد ﯾﻧﺳﻰ ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﮫ اﻟﺗﺟﺎر اﻟﻣﺳﻠﻣون ﻓﻲ أﻧﺣﺎء اﻟﻣﻌﻣورة ﻣن ﻧﺷر
ﻟﻺﺳﻼم ،وإﯾﺻﺎل ﻟﻣﺑﺎدﺋﮫ إﻟﻰ اﻟﺷﻌوب ﻟم ﯾﺻل إﻟﯾﮭﺎ أي ﺟﻧدي ﻣﺳﻠم.واﻟﯾوم ﺗﻌ ّد اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺟﺎل اﻷﻛﺛر
ﺧﺻوﺑﺔ ﻟﺗﻌﻛس ﻣﻧﺟزات اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،وﺗﻌرﯾف ﺷﻌوب اﻟﻌﺎﻟم ﺑﺎﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻘﻧﻲ واﻟﺗﻧظﯾﻣﻲ اﻟذي ﺗم
ﻟدﯾﮭﺎ.وإن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﺗﺳﺗﺣوذ ﻋﻠﻰ ﻗﺳط ﻛﺑﯾر ﻣن اﻷﻧﺷطﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻟﻠدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ
واﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.وﻟﻌﻠﻧﺎ ﻧﻠﻘﻲ اﻷﺿواء ﻋﻠﻰ أھم اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﺑﮭﺎ اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﺗﺟﺎرة ﻋﺑر ﻣﻧظﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة
اﻟدوﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺣروف اﻟﺻﻐﯾرة اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-Aﻗطﺎع اﻟﺧدﻣﺎت :ﻗطﺎع اﻟﺧدﻣﺎت ﻣن اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻟﺳرﯾﻌﺔ اﻟﻧﻣو واﻟﺑﺎﻟﻐﺔ اﻷھﻣﯾﺔ ،وﯾﻛﻔﻲ أن ﻧﻌﻠم أن ھذا
اﻟﻘطﺎع ﯾؤﻣن ﻓﻲ ﺑﻠد ﻣﺛل اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ %83ﻣن ﻓرص اﻟﻌﻣل ،ﻋﻠﻰ ﺣﯾن ﺗؤﻣن اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ
،%24واﻟزراﻋﺔ .%3وﻛﻠﻣﺎ ﺗﻘدﻣت اﻷﻣم ﻓﻲ ﻣﻌﺎرج اﻟﺗﻧظﯾم واﻟﺗﺻﻧﯾﻊ اﺗﺳﻊ ﻓﯾﮭﺎ ﻧطﺎق ھذا اﻟﻘطﺎع،
14
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
وزادت أھﻣﯾﺗﮫ .وﯾﻼﺣظ أن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺎت ﻛﺎن ﯾﺳﺗوﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣن %25ﻣن ﻣﺟﻣوع
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ﻋﺎم ،1980ﺛم ارﺗﻔﻊ إﻟﻰ %50ﻓﻲ ﺑداﯾﺔ اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ،واﻧﺻﺑت ﻣﻌظم ﺗﻠك اﻟزﯾﺎدة
ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.وﻗد ﻧﻣت ھذه اﻟﺗﺟﺎرة ﺑﻣﻌدل %13ﻋﺎم 1995ﻟﺗﺑﻠﻎ ﺣواﻟﻲ 1170ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر.
ﯾﺷﻣل ﻗطﺎع اﻟﺧدﻣﺎت أﻧﺷطﺔ ﻛﺛﯾرة ﻣﺗﻧوﻋﺔ ،ﺻﻧﻔﺗﮭﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺎت ﻓﻲ اﺛﻧﻲ
ﻋﺷر ﻗطﺎﻋﺎ رﺋﯾﺳﯾﺎ و 155ﻗطﺎﻋﺎ ﻓرﻋﯾﺎ ،ﻣﺛل اﻟﻌﻣل اﻟﻣﺻرﻓﻲ واﻟﺗﺄﻣﯾن واﻟﺗﺷﯾﯾد واﻟﻣﻘﺎوﻻت واﻟﺧدﻣﺎت
اﻻﺳﺗﺷﺎرﯾﺔ اﻟﻣﮭﻧﯾﺔ واﻟﺻﯾﺎﻧﺔ واﻻﺗﺻﺎﻻت واﻟﻧﻘل واﻟﺳﯾﺎﺣﺔ.
وﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ إزاﻟﺔ اﻟﺣواﺟز اﻟﺗﻧظﯾﻣﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ أﻣﺎم ﻣوردي اﻟﺧدﻣﺎت اﻷﺟﺎﻧب إﻟﻰ ﺳﯾطرة اﻟﻣؤﺳﺳﺎت
اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ذات اﻟﻛﻔﺎءة اﻟﻌﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ ﺗورﯾد اﻟﺧدﻣﺎت.ﺗﻠك اﻟﻛﻔﺎءة ﺗﻌﺗﻣد ﺿﻣن اﻋﺗﺑﺎرات أﺧرى ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
اﻟدﺧل ﻟﻠدوﻟﺔ اﻷم وﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟﻣﮭﺎرﯾﺔ واﻟﺗﻌﻠﯾﻣﯾﺔ ﻷﻓرادھﺎ ،وھﻲ ﺳﻣﺎت ﻣﺗوﻓرة ﻓﻲ اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﻧﺣو ﻣﻠﺣوظ ،ﻣﻣﺎ ﯾﺟﻌﻠﮭﺎ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻣﯾزات ﯾﺻﻌب ﻋﻠﻰ ﻣوردي اﻟﺧدﻣﺎت ﻓﻲ ﻋﺎﻟﻣﻧﺎ اﻹﺳﻼﻣﻲ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ
ﻓﯾﮭﺎ.ورﺑﻣﺎ ﻛﺎﻧت اﻟﻣﯾزة اﻟوﺣﯾدة ﻟدى ﺑﻌض اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﻛﺛﺎﻓﺔ ﺳﻛﺎﻧﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ ﺗوﻓر ﻛﻔﺎءات
ﻓﻧﯾﺔ رﺧﯾﺻﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎ.إن ﻣن اﻟواﺿﺢ أن ﻣﻌظم اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧدﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ ﺗﻌﻣل ﺿﻣن اﻟﻧطﺎق
اﻟﻣﺣﻠﻲ ،وھﻲ ﻻ ﺗﻣﻠك اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﻻ ﺗﻣﻠك اﻟﺧﺑرات اﻟﺗراﻛﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﻛﻧﮭﺎ
ﻣن ﺧوض ﻏﻣﺎر اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،وﻟذا ﻓﺈن ﻓﺗﺢ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺧدﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ أﻣﺎﻣﮭﺎ ﻟن ﯾﻔﯾدھﺎ ﻛﺛﯾرا.وﻻ
رﯾب أن اﻧﻔﺗﺎح اﻟدول اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻵن ﻋﻠﻰ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣﺗﻔﺎوت؛ وﻟذا ﻓﺈن اﻟدول اﻷﻛﺛر اﻧﻐﻼﻗﺎ اﻵن
ﺳﺗواﺟﮫ ﻣﺷﻛﻼت ﺟﻣﺔ ﻋﻧد اﻻﻧﻔﺗﺎح اﻟﺗﺎم ﻋﻠﻰ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ؛ ﺣﯾث إن اﻟﺑﻧﻰ واﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﺧدﻣﯾﺔ ﻓﯾﮭﺎ
ﻣﺗﺧﻠﻔﺔ ﺑﺳﺑب ﻋدم وﺟود أي ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺎﺿﻲ.ورﺑﻣﺎ ﺣدﺛت ﻣﻛﺎﺳب ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻣن وراء
ﺣرﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺧدﻣﺎت ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﺧﺑرات اﻟﺗﻲ ﺳﺗدﺧل إﻟﻰ اﻟﺳوق اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ،وﻣن ﺧﻼل
ﻓﺗﺢ اﻟﻣﺟﺎﻻت اﻟدوﻟﯾﺔ أﻣﺎم اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ اﻟﻘوﯾﺔ واﻟﻘﺎدرة ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ؛ ﻟﻛن ذﻟك ﺳوف ﯾﺗوﻗف ﻋﻠﻰ
درﺟﺔ وﻋﻲ اﻟﺣﻛوﻣﺎت ورﺟﺎل اﻷﻋﻣﺎل وﻋﻠﻰ اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﺳﺗﻧﻔﺗﺢ ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟم ،وﻣدى ﻗدرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ
اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣن اﻟﻔرص اﻟﺗﻲ ﯾﺗﯾﺣﮭﺎ ذﻟك.ورﺑﻣﺎ ﻛﺎن ﻗطﺎع اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ھو أﻛﺛر اﻟﻘطﺎﻋﺎت إﺣراﺟﺎ
ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ؛ ﻓﺎﻟﺑﻧوك اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ اﻟﻣﻠﺗزﻣﺔ ﺑﺎﻷﺣﻛﺎم اﻟﻔﻘﮭﯾﺔ ﻻ ﺗﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻛل اﻷﻋﻣﺎل
اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﮭﺎ اﻟﺑﻧوك اﻟرﺑوﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ھو ﻣﻌروف .أﻣﺎ اﻟﺑﻧوك اﻟرﺑوﯾﺔ اﻟﻣوﺟودة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم
اﻹﺳﻼﻣﻲ ،ﻓﮭﻲ ﺿﻌﯾﻔﺔ ﻣﺣدودة اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت ،إذا ﻣﺎ ﻗورﻧت ﺑﻧظﯾراﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،وﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل
اﻟﻣﺛﺎل ﻓﺈﻧﮫ ﻟﯾس ھﻧﺎك ﻣن اﻷﻟف ﻣﺻرف اﻟﻣﺻﻧﻔﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﻣﺔ اﻟﻣﺻﺎرف اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺳوى 41ﻣﺻرﻓﺎ ﻋرﺑﯾﺎ؛
ﻷن اﻟﻘدرات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺗوﻓرة ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﺣدودة إذا ﻣﺎ ﻗورﻧت ﺑﻣﺎ ھو ﻣوﺟود ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان
اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺑرى ،ﻛﻣﺎ أن ﻛﺛﯾرا ﻣن اﻟﻣﺎل اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻣﮭﺎﺟرا إﻟﻰ ﺗﻠك اﻟﺑﻠدان ،وﻣودع ﻓﻲ ﺧزاﺋن
ﻣﺻﺎرﻓﮭﺎ.وﻋﻠﻰ ﻛل ﺣﺎل ﻓﺈن ﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ أن ﯾﺣدث ارﺗﺑﺎك ﻛﺑﯾر ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ ،واﻧﺳﺣﺎب اﻟﺻﻐﺎر ﻣن
15
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
ﻣﻘدﻣﻲ اﻟﺧدﻣﺎت ﻣن اﻟﺳوق ﻟﯾﺗﻧﺎﻣﻲ ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺑﺎر أﻛﺛر ﻓﺄﻛﺛر ،وﯾﻧﺣﺳر اﻟﺻﻐﺎر إﻟﻰ أدﻧﻰ ﺣد وﻓق أﺑﺟدﯾﺎت
اﻟﻌوﻟﻣﺔ
-Bﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ :ﻻ ﻋﻼﻗﺔ ﻓﻲ اﻷﺻل ﻟﻣﺳﺄﻟﺔ ﺣﻘوق اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ وﺣﻣﺎﯾﺔ اﻷﻓﻛﺎر ﺑﺗﺣرﯾر
اﻟﺗﺟﺎرة ،وﻟﻛن ﺟرى اﻻھﺗﻣﺎم ﺑﮭﺎ ﺑﻌدﻣﺎ أﺿﺣت ﻗﯾﻣﺔ اﻟﺳﻠﻊ ﺗﻛﻣن ﺑﺷﻛل ﻣﺗزاﯾد ﻓﻲ ﻣﺣﺗواھﺎ اﻟﻔﻛري)أي
اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ واﻟﺗطوﯾر واﻹﺑداع اﻹﻧﺳﺎﻧﻲ( ﺣﯾث ﺗﺻﺎﺣب ذﻟك ﻣﻊ ﻧﻣو اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﺳﻠﻊ اﻟﻣزورة واﻟﻣﻘﻠدة؛ إذ
ﺻﺎرت ﺗﺷﻛل ﻣﺎ ﺑﯾن 3و %6ﻣن ﻣﺟﻣل اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ؛ ﻣﻣﺎ دﻋﺎ اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ إﻟﻰ اﻟوﻗوف
ﺑﺻراﻣﺔ ﻓﻲ وﺟﮫ اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺣﯾﺎل ھذه اﻟﻣﺳﺄﻟﺔ.
ﻗواﻧﯾن ﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔردﯾﺔ ﺗﺷﻣل ﺗﺷﻛﯾﻠﺔ واﺳﻌﺔ ﻣن اﻟﻣﻛﺗﺷﻔﺎت واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت واﻟﺳﻠﻊ ،ﻓﮭﻲ ﺗﻐطﻲ ﺑراءات
اﻻﺧﺗراع وﺣﻘوق اﻟﻣؤﻟف واﻟﻧﺎﺷر وﺣﻘوق اﻷﻋﻣﺎل اﻷدﺑﯾﺔ وأﻋﻣﺎل اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت؛ ﻛﻣﺎ ﺗﺷﻣل ﺑراءات
اﻻﺧﺗراع ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﻐذاﺋﯾﺔ واﻟﻛﯾﻣﺎﺋﯾﺔ واﻷدوﯾﺔ...وﻏﯾرھﺎ.
وﺗرى اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ أن اﻷﺳﻌﺎر اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻘﺎﺿﺎھﺎ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻋﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ درﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ،وﻻ ﺳﯾﻣﺎ
ﺑﻌض اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﺣﯾوﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ وﺣﺳﺎﺳﯾﺔ اﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟﻐﺔ ﻣﺛل اﻷدوﯾﺔ واﻷﻏذﯾﺔ.واﻟﻘواﻧﯾن
اﻟﺟدﯾدة ﺳﺗطﺑق ﺗدرﯾﺟﯾﺎ وﺳوف ﺗﺣرم ﻛﺛﯾرا ﻣن اﻟﻣواطﻧﯾن ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻔﻘﯾرة ﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺑﻌض
ﺣﺎﺟﺎﺗﮭم اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻣن اﻟﺳﻠﻊ واﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﺗﺷﻣﻠﮭﺎ.
وﺗرى اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻟﻛﺑرى أن )اﻟﻘرﺻﻧﺔ( اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌرض ﻟﮭﺎ اﻟﺷرﻛﺎت ،ﺗﻛﻠﻔﮭم ﻣﻠﯾﺎرات اﻟدوﻻرات،
وﺗﺣد ﻣن ﻗدراﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺗطوﯾر ﻣﻧﺗﺟﺎت ﺟدﯾدة؛ ﻓوﺟود ﻧظﺎم ﻓﻌﺎل ﻟﻣﻧﺢ ﺑراءات اﻻﺧﺗراع ﯾﺷﺟﻊ
اﻟﻣﺧﺗرﻋﯾن ﻋﻠﻰ ﻛﺷف اﺧﺗراﻋﺎت ،ﻛﺎن ﻣن اﻟﻣﻣﻛن ﻟوﻻ اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ أن ﺗﺑﻘﻰ أﺳرارا ﺗﺟﺎرﯾﺔ.وﻟﮭذا ﻓﺈﻧﮭﺎ رأت
ﺿرورة رﻓﻊ ﻣدة اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣﻠﻛﯾﺎت اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﻟﺗﺻل إﻟﻰ ﻋﺷرﯾن ﻋﺎﻣﺎ ﻟﺑراءات اﻻﺧﺗراع ،وﺧﻣﺳﯾن ﻋﺎﻣﺎ
ﻟﺣﻘوق اﻟطﺑﻊ ،وﻋﺷرة أﻋوام ﻟﺣﻘوق ﻧﻘل اﻟدواﺋر اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ ،وﺑراﻣﺞ اﻟﺣﺎﺳوب.
إن ﻗواﻧﯾن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ،ﺗﻣﺛل إﺿﺎﻓﺔ ﻟﺗﻌزﯾز ﻧﻔوذ اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺳﺎب اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ واﻟﻔﻘﯾرة؛
إذ إن ﺣﺻﺔ ھذه اﻷﺧﯾرة ﻣن ﺗﻠك اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت ﺿﺋﯾﻠﺔ ﺟدا؛ ﻓﺧﻼل اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ-ﻣﺛﻼ-ﻟم
ﺗﺗﻣﻛن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻣﺛل ﺛﻼﺛﺔ أرﺑﺎع ﺳﻛﺎن اﻷرض ﻣن اﻟﺣﺻول إﻻ ﻋﻠﻰ %6ﻣن 3.5ﻣﻠﯾون
ﺑراءة اﺧﺗراع.
اﻟﻣﻧطﻘﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻻ ﺗﻧﺗﺞ-ﻣﺛﻼ-ﻣن اﻷدوﯾﺔ إﻻ ﻧﺣوا ﻣن %42ﻣن ﺣﺟم اﺳﺗﮭﻼﻛﮭﺎ؛ وﻣﻌظم إﻧﺗﺎﺟﮭﺎ ﻟﯾس
ﻣﺧﺗرﻋﺎ وﻟم ﯾﻧﺷﺄ ﺑﺳﺑب اﻟﺑﺣث اﻟﻌﻠﻣﻲ ،وإﻧﻣﺎ ﺗﻧﺎل اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺻﻧﻊ رﺧﺻﺎ ﻹﻧﺗﺎج ﻣن ﻣﺧﺗرﻋﻲ اﻟدواء
اﻷﺳﺎﺳﯾﯾن.
إن اﺗﻔﺎﻗﯾﺎت اﻟﻣﻠﻛﯾﺔ اﻟﻔﻛرﯾﺔ ﺳوف ﺗﺣرم اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻋﺎﻣﺔ ﻣن ﺣﻘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ،
وﻣن إﺟراء اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﺣوث اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ واﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ ﺳﯾﺳﺎھم ﻓﻲ ﺗﻌﻣﯾق اﻟﻔﺟوة اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ،ﻧظرا ﻷﻧﮭﺎ ﻻ
16
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
ﺗﺳﺗطﯾﻊ دﻓﻊ ﺛﻣن اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ أﺳرار اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟﺗﻘﻧﯾﺔ ﻧﺗﯾﺟﺔ زﯾﺎدة أﺳﻌﺎرھﺎ ﺑﻌد إطﻼق ﯾد ﺻﺎﺣب
اﻟﺑراءة وإﻋطﺎﺋﮫ ﻗوة اﺣﺗﻛﺎرﯾﺔ ﻣطﻠﻘﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ واﻻﺳﺗﻐﻼل اﻟﺗﺟﺎري.
-Cاﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟزراﻋﯾﺔ :اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ ﺑطﺑﯾﻌﺗﮫ ﻗطﺎع ﺗﺎﺑﻊ ،ﻓﮭو ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻛل ﻣن اﻟﺻﻧﺎﻋﺔ و)اﻟﻣﻛﻧﻧﺔ(
أﺛﻧﺎء اﻹﻧﺗﺎج ،وﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ اﻟﺗﺟﺎرة وأوﺿﺎﻋﮭﺎ أﺛﻧﺎء اﻟﺗﺳوﯾق؛ وﻟﮭذا ﻓﺈن ﻣﻌظم اﻟدول ﺗﺣﺎول ﺗﻘدﯾم اﻟﻌون
ﻟﮭذا اﻟﻘطﺎع ،وﺗدل ﺑﻌض اﻟدراﺳﺎت أن ﺑﻌض اﻟدول اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ )ﻛﺑﻌض اﻟدول اﻟﺧﻠﯾﺟﯾﺔ( ﺗﻘدم ﻣﺳﺎﻋدات
ﻟﻠﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ ،ﺗﺳﺎوي ﻧﺣوا ﻣن %53ﻣن ﻣﺟﻣل ﻧﺎﺗﺟﮫ.وﻗد اﺳﺗﺣوذت )اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟزراﻋﯾﺔ( ﻋﻠﻰ
اﻟﺟﺎﻧب اﻷﻋظم ﻣن اﻻھﺗﻣﺎم أﺛﻧﺎء اﻟﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑدورة )اﻷرﺟواي( ﺣﯾث رأى اﻟﻘﺎﺋﻣون ﻋﻠﻰ
ﺷؤون )اﻟﺟﺎت( أن ھﻧﺎك اﻧﺗﺷﺎرا واﺳﻌﺎ ﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻌظم اﻟﺑﻠدان.وﻗد دارت اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺎت ﺣول
ﺛﻼﺛﺔ ﻣﺣﺎور رﺋﯾﺳﯾﺔ ھﻲ :اﻟدﻋم اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻠﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ ،واﻹﻋﺎﻧﺎت اﻟﻣﻘدﻣﺔ ﻟﺗﺻدﯾر اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت
اﻟزراﻋﯾﺔ ،وﻣﺳﺄﻟﺔ اﻟﺣرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﺻول إﻟﻰ اﻷﺳواق.وﻗد ﺗزﻋﻣت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ودول
أﺧرى ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﺗﺟﺎرة اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل-ﻛﺎﻟﺣﺑوب وﻣﺷﺗﻘﺎت اﻷﻟﺑﺎن واﻟﻠﺣوم-اﻟدﻋوة ﻟﺗﺧﻔﯾض ﻛل أﺷﻛﺎل اﻟدﻋم
اﻟﺗﻲ ﺗﻘدم ﻟﻠﻣزارﻋﯾن ،وﻻ ﺳﯾﻣﺎ ﺗﻠك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ اﻟﺗﺻدﯾرﯾﺔ ﺑﺣﺟﺔ أن اﻟوﺿﻊ اﻟﺣﺎﻟﻲ
ﯾﺗﻌﺎرض ﻣﻊ روح اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ )اﻟﺟﺎت( ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ أﻧﮫ ﯾﺿﻌف ﺣواﻓز اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻟﺗﺷﺟﯾﻊ اﺳﺗﺛﻣﺎراﺗﮭﺎ
ﻓﻲ اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ.وﻗد ﺗم وﺿﻊ ﻗواﻧﯾن ﻋدﯾدة ﻓﻲ ﺷﺄن اﻟﻧﻔﺎذ إﻟﻰ اﻷﺳواق وﺗﺧﻔﯾض اﻟدﻋم اﻟداﺧﻠﻲ
وﺧﻔض دﻋم اﻟﺗﺻدﯾر.
ﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ ﺑﯾن اﻟﻘطﺎﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﺷدﯾدة اﻟﺗﺑﺎﯾن ﺑﯾن دوﻟﺔ إﺳﻼﻣﯾﺔ وأﺧرى ،ﻓﻔﻲ ﺑﻠد ﻣﺛل
أﻓﻐﺎﻧﺳﺗﺎن واﻟﺻوﻣﺎل ﯾﻣﺛل اﻟﻘطﺎع اﻟزراﻋﻲ اﻟﻘطﺎع اﻷھم واﻷﻛﺛر ﺣﯾوﯾﺔ؛ ﻋﻠﻰ ﺣﯾن ﯾﺳﺎھم ﻓﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ
اﻟﺳوري ﺑﻧﺣو %31وﻓﻲ اﻟﺳودان %34وﻓﻲ اﻟﻌراق .%32أﻣﺎ ﻓﻲ اﻟﺑﺣرﯾن وﻗطر واﻟﻛوﯾت ،ﻓﮭو ﻻ
ﯾﺷﻛل أﻛﺛر ﻣن ، %1وﻋﻠﻰ ﻛل ﺣﺎل ﻓﺈن اﻟﻣﻠﺣوظ أن ﻋددا ﻛﺑﯾرا ﻣن اﻟدول اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﯾﺷﮭد ﺗﻧﺎﻣﯾﺎ ﻓﻲ
واردات اﻟﻐذاء ،واﻧﻛﻣﺎﺷﺎ ﻓﻲ ﺻﺎدراﺗﮫ اﻟزراﻋﯾﺔ؛ وﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل ﻓﺈن ﺣﺟم اﻟواردات اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣن
اﻷﻏذﯾﺔ ﺑﻠﻎ ﻋﺎم 1992ﻧﺣو ﻋﺷرﯾن ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر ،ﻋﻠﻰ ﺣﯾن ﺑﻠﻐت ﺣﺻﯾﻠﺔ اﻟﺻﺎدرات ﻧﺣو 4.6ﻣﻠﯾﺎر
دوﻻر ﻓﻲ اﻟﻌﺎم ﻧﻔﺳﮫ.
وﻣﺻﺎدر اﻟﺗﺣدي ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﻐذاء ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻹﺳﻼﻣﻲ ﻋدﯾدة ،ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎ ﯾﻌود إﻟﻰ اﻷوﺿﺎع اﻟداﺧﻠﯾﺔ؛ وﻣﻧﮭﺎ
ﻣﺎ ﯾﻌود إﻟﻰ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ﻓﻲ اﻟﻣﻧﺗﺟﺎت اﻟزراﻋﯾﺔ.وإذا ﺗﺄﻣﻠﻧﺎ ﻓﻲ اﻷوﺿﺎع اﻟداﺧﻠﯾﺔ ،وﺟدﻧﺎ أن اﻟطﻠب
اﻟداﺧﻠﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺗزاﯾد اﻟﻣﺳﺗﻣر ﺑﺳﺑب اﻟزﯾﺎدة اﻟﺳﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﻣطردة واﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺷﮭد
اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺻﻧﺎﻋﻲ ﺷﺑﯾﮭﺎ ﻟﮭﺎ ،ﻛﻣﺎ أن ﻋددا ﻣن اﻟدول اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ﯾﺷﮭد ﺗﻧﺎﻗﺻﺎ ﻓﻲ ﻛﻣﯾﺎت اﻟﻣﯾﺎه اﻟﻣطﻠوﺑﺔ
ﻟﺗوﺳﯾﻊ رﻗﻌﺔ اﻷراﺿﻲ اﻟﻣزروﻋﺔ.
17
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
أﺿف ﻋﻠﻰ ھذا أن ﺳوء أﺣوال اﻟرﯾف أﺣدﺛت ھﺟرة واﺳﻌﺔ اﻟﻧطﺎق ﺑﺎﺗﺟﺎه اﻟﻣدن ،واﻟﺗﻲ ﺗرﺗب ﻋﻠﯾﮭﺎ
ھﺟر اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻷراﺿﻲ اﻟﺻﺎﻟﺣﺔ ﻟﻠزراﻋﺔ.وﻣن اﻟﻣﺗوﻗﻊ ﻓﻲ ظل ﺗﻘﻠﯾص اﻟدﻋم اﻟزراﻋﻲ ﻟﻺﻧﺗﺎج
واﻟﺗﺻدﯾر أن ﯾزداد اﻟوﺿﻊ ﺳوء.
أﻣﺎ اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ﺧﻔض اﻟدﻋم ﻟﻺﻧﺗﺎج اﻟزراﻋﻲ وﺧﻔض ﻣﺳﺎﻋدات اﻟﺗﺻدﯾر ،ﺣﯾث
ﺳﯾؤدي ذﻟك إﻟﻰ ارﺗﻔﺎع أﺳﻌﺎر اﻟﻣﺣﺎﺻﯾل اﻟزراﻋﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠد اﻟﻣﻧﺷﺄ.وﯾﺗوﻗﻊ ﺑﻌﺿﮭم أن ﺗرﺗﻔﻊ أﺳﻌﺎر
اﻟﻣواد اﻟﻐذاﺋﯾﺔ ﺑﻧﺳﺑﺔ ﻻ ﺗﻘل ﻋن .%15ﻧﻌم إن ھذه اﻟوﺿﻌﯾﺔ ﻗد ﺗؤدي إﻟﻰ ﺗﻌدﯾل ﺳﯾﺎﺳﺎﺗﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
وإدﺧﺎل ﺗﻐﯾﯾرات ھﯾﻛﻠﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺑﻧﯾﺗﮭﺎ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ،ﻟﻛن ذﻟك إذا ﺣدث ﻓﺈﻧﮫ ﺳﯾﻛون ﻋﻠﻰ اﻟﻣدى اﻟﺑﻌﯾد ،أﻣﺎ ﻓﻲ
اﻟﻣدى اﻟﻘﺻﯾر واﻟﻣﺗوﺳط ﻓﺈن اﻷوﺿﺎع اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺗطﻠب اﻟﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺿﻣﺎن ﺗدﻓق اﻟﺳﻠﻊ اﻟزراﻋﯾﺔ ﺑﺄﺳﻌﺎر
رﺧﯾﺻﺔ ﻧﺳﺑﯾﺎ ﺣﺗﻰ ﻻ ﺗﺗدھور أﺣوال اﻟﻔﻘراء واﻟﻣﺣﺗﺎﺟﯾن أﻛﺛر ﻣﻣﺎ ﻋﻠﯾﮫ.
ﻛﺎن ﺑﺎﻹﻣﻛﺎن أن ﻧذﻛر اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗﺣدﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗوﻟدھﺎ ﺣرﻛﺔ اﻟﻌوﻟﻣﺔ إﻻ ان ﻣﺎ ﻗدﻣﻧﺎه ﻛﺎف ﻟﺑﯾﺎن
اﻟﺧطوط اﻟﻌرﯾﺿﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﺎﺗت واﺿﺣﺔ ،وﺑﺎت ﻋﻠﯾﻧﺎ أن ﻧﻔﻛر ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻣﻛن ﻋﻣﻠﮫ ﺣﯾﺎﻟﮭﺎ ﻓﻲ اﻷرض.ﻣﺷﻛﻠﺔ
اﻷﻣم اﻟﺿﻌﯾﻔﺔ أن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﺳﺗﻔﺎدﺗﮭﺎ ﻣن اﻟﻔرص اﻟﻣﺗﺎﺣﺔ ﻣﺣدودة ،وﻟﻛن ھذا ﻟﯾس ﻣن ذﻧوب اﻟﻌوﻟﻣﺔ ،وإﻧﻣﺎ
ذﻟك ﻣن ﺟﻣﻠﺔ اﺳﺗﺣﻘﺎﻗﺎت اﻟﺗﺧﻠف وأﺧطﺎء اﻟﻘرون وﺧطﺎﯾﺎھم.وﻣﮭﻣﺎ ﻛﺎن اﻟوﺿﻊ ﻓﺈﻧﻧﺎ ﻣطﺎﻟﺑون ﺑﺄن ﻧﻠﺗﻣس
ﻣﺎ أﺷرﻧﺎ إﻟﯾﮫ ﻣن اﻟﻔرص واﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﯾﺣﮭﺎ اﻟﻌوﻟﻣﺔ ،وﻧﺣﺎول اﻻﺳﺗﻔﺎدة ﻣﻧﮭﺎ؛ وﻻ ﯾﻛﻠف ﷲ ﻧﻔﺳﺎ إﻻ
وﺳﻌﮭﺎ.
اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
ﻛﻣﺎ ﺳﺑق وأن ﺑﯾﯾﻧﺎ أن ھﻧﺎك ﺗﻌﺎرﯾف ﻣﺗﻌددة وﻣﺗﺷﻌﺑﺔ ،ﻓﻛل ﺑﺎﺣث ﯾﻧظر إﻟﯾﮭﺎ ﻣن وﺟﮭﺔ ﻧظر ﻣﻌﯾﻧﺔ
،وﺣﺳب ﻣﺟﺎل دراﺳﺗﮫ واﺧﺗﺻﺎﺻﮫ وﺑﺗﺎﻟﻲ ﻟم ﯾﻛن ھﻧﺎك اﺗﻔﺎق ﺣول ﺗﻌرﯾف ﺟﺎﻣﻊ ﻟﮭﺎ ،ﻧظرا ﻟﺗﺷﻌب
ﻣﺟﺎﻻﺗﮭﺎ ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ ﺟﺎﻧﺑﮭﺎ اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟذي ﯾﺷﻣل اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻘطﺎﻋﺎت ﻣﻧﮭﺎ اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ ،و اﻟﺧدﻣﻲ و
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ،و اﻟﺗﺳوﯾﻘﻲ و اﻹداري ،واﻟﻣﺎﻟﻲ .وﻣن أھم اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ھﻲ:
اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗﻌﻣﯾق اﻻﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣﺗﺑﺎدل ﺑﯾن اﻟﻣؤﺛرﯾن ﻓﻲ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺎﻻت -
ﻣﺗﻌددة ﻣﻧﮭﺎ اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت و ﻋﻧﺎﺻر اﻹﻧﺗﺎج و ﺧﺎﺻﺔ رأس اﻟﻣﺎل .
اﻟﻌوﻟﻣﺔ ھﻲ ﺗﺣول اﻟﻌﺎﻟم إﻟﻰ ﺳوق واﺣدة ﺗزداد ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﺻﻌدة. -
اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺗﻌﻧﻲ ﻓﺗﺢ اﻟﺣدود أﻣﺎم ﺗدﻓق اﻟﺳﻠﻊ و اﻟﺧدﻣﺎت و اﻷﻓﻛﺎر و رؤوس اﻷﻣوال ،وﻋدم -
وﺿﻊ اﻟﻌراﻗﯾل و اﻟﺻﻌوﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻻﺳﺗﯾراد و اﻟﺗﺻدﯾر .
-2ﻋوﻟﻣﺔ اﻹﻧﺗﺎج
18
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
اﻟﻣﺗﺗﺑﻊ ﻟﻠﺗطورات اﻟﻣﺗﻼﺣﻘﺔ ﻟﻠﻌوﻟﻣﺔ ﻧﺟد أن ھﻧﺎك ﻣﺟﻣوﻋﺔ رﺋﯾﺳﯾﺔ ﻣن اﻟﻣﺗﻐﯾرات اﻟﺗﻲ ﺗﺣدث ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق
واﺳﻊ و اﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﻣو اﻟﺳرﯾﻊ ﻟﻠﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟدوﻟﯾﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ،وﺗﺻﺎﻋد اﻟﺛورة
اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ و ﺗﻛﺎﻣل اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺳﻠﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،وﻣﻧﮫ ﺗﺗﺣﻘق ﻋوﻟﻣﺔ اﻹﻧﺗﺎج ﺑدرﺟﺔ ﻛﺑﯾرة
ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت و ﺗﺗﺑﻠور ﻣن ﺧﻼل اﺗﺟﺎھﯾن:
-اﻻﺗﺟﺎه اﻷول :ﻋوﻟﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ :ﺣﯾث ﯾﻼﺣظ أن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟدوﻟﯾﺔ زادت ﺑدرﺟﺔ ﻛﺑﯾرة ﺧﻼل
ﻋﻘد اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﺣﯾث ﺑﻠﻎ ﻣﻌدل اﻟﻧﻣو ﻟﻠﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺿﻌﻔﻲ اﻟﻧﻣو ﻟﻠﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ
اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ .ﻓﻌﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻟﻣﺛﺎل زاد ﻣﻌدل ﻧﻣو اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﺣواﻟﻲ %9ﻋﺎم ، 1995ﺑﯾﻧﻣﺎ زاد
اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﺑﻧﺳﺑﺔ % 5ﻓﻘط ،و ﺑﺎﻟطﺑﻊ زاد ﻧﺻﯾب اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ﺗﻘف
وراء ﺗزاﯾد ﻣﻌدل ﻧﻣو اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﻘوة ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻣﺷﺎرﻛﺗﮭﺎ ﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،وﯾﺿﺎف إﻟﻰ
ذﻟك أن % 90ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ دﺧل ﻓﻲ ﻣﺟﺎل اﻟﺗﺣرﯾر.
-اﻻﺗﺟﺎه اﻟﺛﺎﻧﻲ:اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر :ﯾﻧطوي ﻋﻠﻰ ﺗﻣﻠك اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻟﺟزء ﻣن
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات أو ﻛﻠﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺷروع ﻣﻌﯾن ﻓﻲ دوﻟﺔ ﻏﯾر دوﻟﺗﮫ ،ﻓﺿﻼ ﻋن ﻗﯾﺎﻣﮫ ﺑﺎﻟﻣﺷﺎرﻛﺔ ﻓﻲ إدارة اﻟﻣﺷروع
ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺷﺗرك أو ﺳﯾطرﺗﮫ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻋﻠﻰ اﻹدارة و اﻟﺗﻧظﯾم ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﻠﻛﯾﺗﺔ اﻟﻣطﻠﻘﺔ ﻟﻣﺷروع
اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ ﻗﯾﺎﻣﮫ ﺑﺗﺣوﯾل ﻣوارد ﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﺗﻘدﯾم ﻣﺳﺗوﯾﺎت ﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻣن اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ و اﻟﺧﺑرة
اﻟﻔﻧﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎل ﻧﺷﺎطﮫ إﻟﻰ اﻟدوﻟﺔ اﻟﻣﺿﯾﻔﺔ.
-ﺧﺻﺎﺋص اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر :إﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺧﺻﺎﺋص اﻟﺗﻲ ﺗم اﻟﺗطرق إﻟﯾﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻟث
ﻣن اﻟﻘﺳم اﻷول ،ھﻧﺎك ﺟﺎﻧب آﺧر ﻣن اﻵراء و اﻟﻧظرﯾـﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﻧﺎوﻟت ﻣﺣددات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر
ﺑﺎﻟدراﺳﺔ و اﻟﺗﺣﺎﻟﯾل وﻣن ﺗﻠك اﻟﻧظرﯾﺎت :ﻧظرﯾﺔ ﻋدم ﻛﻣﺎل اﻟﺳوق ،ﻧظرﯾﺔ اﻟﻣﻧﺷﺄة اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ،ﻧظرﯾﺔ
اﻻﺳﺗﺧدام اﻟداﺧﻠﻲ ﻟﻠﻣزاﯾﺎ اﻻﺣﺗﻛﺎرﯾﺔ ،وﻧظرﯾﺔ اﻟﻣوﻗﻊ .وﻗد أوﺿﺣت ھذه اﻟﻧظرﯾﺎت أﻧﮫ ﯾﻠزم ﺗواﻓر ﺟﻣﻠﺔ
ﻣن اﻟﺧﺻﺎﺋص ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ وھﻲ:
-ﻏﯾﺎب اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻛﺎﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺿﯾﻔﺔ و اﻧﺧﻔﺎض اﻟﻣﻌروض ﻣـن اﻟﺳﻠـﻊ ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟدول ،ﻣﻊ ﻋدم
ﻗدرة ﺷرﻛﺎﺗﮭﺎ اﻟوطﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ .
-أھﻣﯾﺔ اﻟﺗﻔوق اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ ﻛﻣﺣدد ﻣن ﻣﺣددات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ،ﺑﺎﻹﺿﺎﻓﺔ إﻟﻰ اﻟﺗﺄﻛﯾد
ﻋﻠﻰ أھﻣﯾﺔ اﻟﻣزاﯾﺎ اﻟﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻣﺗﻊ ﺑﮭﺎ اﻟدول اﻟﻣﺿﯾﻔﺔ .
-اﺣﺗﻔﺎظ اﻟﺷرﻛﺎت ﺑﺎﻟﺧﺑرة اﻟﻔﻧﯾﺔ و اﻻﺧﺗراﻋﺎت و اﻻﺑﺗﻛﺎرات اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘق ﻟﮭﺎ اﻟﺗﻣﯾز اﻟﻣطﻠق ﺑدﻻ ﻣن
ﺗﺻدﯾره أو ﺑﯾﻌﮫ ﻟﻠﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺿﯾﻔﺔ.
19
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
-اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج،ﯾﺟب أن ﯾﺣﻘق أرﺑﺎﺣﺎ أﻛﺑر ﻣن ﺗﻠك اﻟﺗﻲ ﯾﺣﻘﻘﮭﺎ ﻓﻲ اﻟداﺧل
ﻣﻊ اﻣﺗﻼﻛﮫ ﻣزاﯾﺎ اﺣﺗﻛﺎرﯾﺔ أو ﺷﺑﮫ اﺣﺗﻛﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣواﺟﮭﺔ اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟدول اﻟﻣﺿﯾﻔﺔ.
وﻗد ﺗطور ﺗدﻓق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر إﻟﻰ دول ﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ ﺣﯾث ﯾﻌﺗﺑر ﺟذب اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻣن
اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ذات اﻷھﻣﯾﺔ اﻟﻛﺑرى وھذا ﻣﺎ ﯾوﺿﺣﮫ اﻟﻣﺛﺎل اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺟزاﺋر :ﺑﻠﻎ اﻟﺗدﻓق اﻟﺳﻧوي ﻟﻼﺳﺗﺛﻣﺎر
اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر إﻟﻰ اﻟﺟزاﺋر ﺣواﻟﻲ 97ﻣﻠـﯾون دوﻻر ﺧـﻼل اﻟﻔﺗرة ) (1985 –1980وﯾﻣﺛل ذﻟك
ﻧﺣو %7ﻣن اﻟﺗدﻓق ﻟدول ﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ ،وﺣواﻟﻲ % 0.9ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺗدﻓق ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺧﻼل ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة.
ﻓﻲ ﺣﯾن اﻧﺧﻔض اﻟﻣﺗوﺳط اﻟﺳﻧوي ﻟﺗدﻓق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر إﻟﻰ اﻟﺟزاﺋر ﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ) – 1986
( 1997إﻟﻰ ﻧﺣو 10ﻣﻠﯾون دوﻻر ،وﺗﻣﺛل ذﻟك ﺣواﻟﻲ % 0 , 6ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﺗدﻓق ﻟدول ﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ
وﺻﻔر %ﺗﻘرﯾﺑﺎ ﻣن اﻟدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،وﺑذﻟك ﺗدھور اﻟﺗدﻓق اﻟﻧﺳﺑﻲ ﻟﻠﺟزاﺋر ﺑﻧﺳﺑﺔ % 87ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ
دول ﺷﻣﺎل إﻓرﯾﻘﯾﺎ وﺑﻧﺣو %100ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠدول اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ.
-3اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
إذا ﻛﺎﻧت ﻟﻠﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﺟذور ﺗﻌود إﻟﻰ اﻟﻘرن اﻟﺧﺎﻣس ﻋﺷر ﺣﺳب اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟدراﺳﺎت أي ﻣﻊ
زﯾﺎدة ﺗﺑﺎدل اﻟﺳﻠﻊ ﺑﯾن اﻷﻣم آﻧذاك .ﻓﺈن اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺣدﯾﺛﺔ اﻟﻧﺷﺄة ﻧﺳﺑﯾﺎ ،ﻓﻌﻣرھﺎ ﻻ ﯾﺗﺟﺎوز أرﺑﻌﯾن ﺳﻧﺔ
ﻋﻠﻰ أﻛﺛر ﺗﻘدﯾر ،ﺣﯾث ﺗﺗﻣﺛل ﻓﻲ ذﻟك اﻟﺗﺷﺎﺑك و اﻟﺗراﺑط ﺷﺑﮫ اﻟﻛﺎﻣل ﻟﻸﻧظﻣﺔ اﻟﻧﻘدﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣﺧﺗﻠف اﻟدول
،و ﺑدأت ﺗﺗﺟﺳد أﻛﺛر ﻓﺄﻛﺛر ﻣﻊ ﺗطﺑﯾق إﺟراءات اﻟﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺎﻟﻲ ورﻓﻊ اﻟﺣواﺟز ﻓﻲ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة
وﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﻣﺎ ﺑﯾن)، (1982-1979ﻟﺗﺿم ﺑﺎﻗﻲ اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ اﻷﺧرى ،وﻣﮭﻣﺎ ﯾﻛن ﻓﻘد ﻣرت ﺑﺎﻟﻣراﺣل
اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
-1ﻣرﺣﻠﺔ ﺗدوﯾل اﻟﺗﻣوﯾل ﻏﯾر اﻟﻣﺑﺎﺷر :اﻣﺗدت ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣن ) (1979-1960وﺗﻣﯾزت ﺑﻣﺎﯾﻠﻲ:
20
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
-اﻧﮭﯾﺎر ﻧظﺎم ﺑرﯾﺗون وودز ﻓﻲ 15أوت ، 1971وإﻧﮭﺎء رﺑط اﻟدوﻻر و اﻟﻌﻣﻼت اﻷﺧرى ﺑﺎﻟذھب
وﺑذﻟك ظﮭرت أﺳواق اﻟﺻرف اﻟﻣﻌروﻓﺔ اﻟﯾوم.
-ظﮭور أﺳواق اﻷوراق اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﻣﺛل ﺳﻧدات اﻟﺧزﯾﻧﺔ.
-زﯾﺎدة اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻟدول اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺛﺎﻟث.
-إﻧﺷﺎء اﻟﺑﻧوك اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم ،و اﻟﺗﻲ ﻣﻧﺣت اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻘروض.
-2ﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺎﻟﻲ :اﻣﺗدت ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣن ) (1985-1980وﺗﻣﯾزت ﺑﻣﺎﯾﻠﻲ:
-اﻟﻣرور إﻟﻰ ﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﺳوق،أو اﻗﺗﺻﺎد اﻟﺳوق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وﺻﺎﺣب ذﻟك رﺑط اﻷﻧظﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﻧﻘدﯾﺔ
اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﻌﺿﮭﺎ ﺑﺑﻌض و ﺗﺣرﯾر اﻟﻘطﺎع اﻟﻣﺎﻟﻲ.
-اﻧﺗﺷﺎر واﺳﻊ ﻟﻠﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺎﻟﻲ و اﻟﻧﻘدي ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،وذﻟك ﺑﻌد رﻓﻊ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة
اﻷﻣﯾرﯾﻛﯾﺔ و اﻟﻣﻣﻠﻛﺔ اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺣرﻛﺔ رؤوس اﻷﻣوال.
-ﺗوﺳﯾﻊ وﺗﻌﻣﯾق اﻹﺑداﻋﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،و اﻟﺗﻲ ﺳﻣﺣت ﺑﺟﻣﻊ ﻛﻣﯾﺎت ﺿﺧﻣﺔ ﻣن اﻻدﺧﺎر
اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ و إﺟراء ﻋﻣﻠﯾﺎت اﻟﻣراﺟﻌﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ﻓﻲ أﺳواق اﻟﺳﻧدات .
-اﻟﺗوﺳﻊ اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ أﺳواق اﻟﺳﻧدات و ﺻﻧﺎدﯾق اﻟﻣﻌﺎﺷﺎت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﻊ اﻻدﺧﺎر ،وھﻲ ﺗﺗوﻓر
ﻋﻠﻰ أﻣوال ﺿﺧﻣﺔ وﻏﺎﯾﺗﮭﺎ ﺗﻌظﯾم إﯾراداﺗﮭﺎ ﻓﻲ اﻷﺳواق اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ.
-3ﻣرﺣﻠﺔ ﺗﻌﻣﯾم اﻟﻣراﺟﻌﺔ وﺿم اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ :اﻣﺗدت ھذه اﻟﻣرﺣﻠﺔ ﻣن 1986إﻟﻰ ﻏﺎﯾﺔ اﻵن
وﺗﻣﯾزت ﺑﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-ﺿم اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﺳواق اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻣن أواﺋل اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﯾﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن و رﺑطﮭﺎ ﺑﺎﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﻣﻣﺎ ﺷﻛل اﻟﺣدث اﻟﮭﺎم و اﻷﺧﯾر ﻓﻲ ﻣﺷوار اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ.
-زﯾﺎدة اﻻرﺗﺑﺎط ﺑﯾن اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف أﺟﻧﺣﺗﮭﺎ إﻟﻰ درﺟﺔ أﻧﮭﺎ أﺻﺑﺣت ﺗﺷﺑﮫ اﻟﺳوق
اﻟواﺣدة ،وذﻟك ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺻﺎل اﻟﺣدﯾﺛﺔ و رﺑطﮭﺎ ﺑﺷﺑﻛﺎت اﻟﺗﻌﺎﻣل اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ .
-ﺗﺣرﯾر أﺳواق اﻷﺳﮭم ﺣﯾث ﻛﺎﻧت اﻻﻧطﻼﻗﺔ ﻣن ﺑورﺻﺔ ﻟﻧدن 1986ﺑﻌد إﺟراء اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻟﺑرﯾطﺎﻧﯾﺔ
اﻟﻣﻌروﻓﺔ ) ،(Big-Bangوﺗﺑﻌﺗﮭﺎ ﺑﻘﯾﺔ اﻟﺑورﺻﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ﺑﻌد ذﻟك ﻣﻣﺎ ﺳﻣﺢ ﺑرﺑطﮭﺎ ﺑﺑﻌﺿﮭﺎ اﻟﺑﻌض
وﻋوﻟﻣﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻏرار أﺳواق اﻟﺳﻧدات .
-اﻻﻧﮭﯾﺎرات اﻟﺿﺧﻣﺔ اﻟﺗﻲ ﺷﮭدﺗﮭﺎ اﻟﺑورﺻﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،و اﻟﺗﻲ ﻛﻠﻔت اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ آﻻف اﻟﻣﻼﯾﯾر ﻣن
اﻟدوﻻرات و إﻓﻼس اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﻧوك و اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ .
21
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
وﻣﮭﻣﺎ ﺗﻛن ﻣراﺣل اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﺈن ھذه اﻟظﺎھرة ﻗد اﻧﺗﺷرت ﺑﺳرﻋﺔ ﻓﺎﺋﻘﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ أﻧﺣﺎء اﻟﻌﺎﻟم وﻣﺳت
ﻣﻌظم اﻟدول ﻟﺗﺳﯾطر اﻟداﺋرة اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻓﻲ وﻗت ﻗﺻﯾر ﻧﺳﺑﯾﺎ ،وﯾﻧﺗظر أن ﯾﺻﺑﺢ
اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣﻣوﻻ ﻓﻲ ﻗﺳط ﻣﻧﮫ ﺑواﺳطﺔ اﻷدوات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ .
ﺗظﺎﻓرت ﻋواﻣل ﻋدﯾدة ﻓﻲ ﺗوﻓﯾر اﻟﻣﻧﺎخ اﻟﻣﻼﺋم ﻟﺗﻐذﯾﺔ زﺧم اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑدأت ﻓﻲ اﻟﺗﺑﻠور
ﻣﻧذ ﻣﺎ ﯾرﺑو ﻋﻠﻰ رﺑﻊ ﻗرن ﻣن اﻟزﻣﺎن ،وﻛﺎن أھم اﻟﻌواﻣل اﻟﻣﻔﺳرة ﻟﮭﺎ :
-1ﺗﻧﺎﻣﻲ اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ :ﻟﻘد ﻛﺎن ﻟﻠﻧﻣو اﻟﻣطرد اﻟذي ﺣﻘﻘﮫ رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻓﻲ اﻷﺻول اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
دورا أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ إﻋطﺎء ﻗوة اﻟدﻓﻊ ﻟﻣﺳﯾرة اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،ﻓﺄﺻﺑﺣت ﻣﻌدﻻت اﻟرﺑﺢ اﻟﺗﻲ ﺣﻘﻘﮭﺎ رأس اﻟﻣﺎل
اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻓﻲ أﺻول ﻣﺎﻟﯾﺔ ﺗزﯾد ﺑﻌدة أﺿﻌﺎف ﻋن ﻣﻌدﻻت اﻟرﺑﺢ اﻟﺗﻲ ﺗﺣﻘﻘﮭﺎ ﻗطﺎﻋﺎت اﻹﻧﺗﺎج ،وﺻﺎرت
اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ذات طﺎﺑﻊ رﯾﻌﻲ .ﺗﻌﯾش ﻋﻠﻰ ﺗوظﯾف رأس اﻟﻣﺎل ﻻ ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺛﻣﺎره ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ .ﻟﻌب
رأس اﻟﻣﺎل اﻟﻣﺳﺗﺛﻣر ﻓﻲ اﻷﺻول اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ دورا ﻣؤﺛرا ﻟﻣﺎ ﯾﻘدﻣﮫ ﻣن ﻣوارد ﻣﺎﻟﯾﺔ )ﻗروض ،اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣﺎﻟﯾﺔ
( ﺑﺷروطﮫ اﻟﺧﺎﺻﺔ .وﻟﻘد ارﺗﺑط ھذا اﻟﻧﻣو اﻟﻣطرد ﻟﻠرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ أﯾﺿﺎ ﺑظﮭور )اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟرﻣزي (
وھو اﻗﺗﺻﺎد ﺗﺣرﻛﮫ رﻣوز و ﻣؤﺷرات اﻟﺛروة اﻟﻌﯾﻧﯾﺔ أي :اﻷﺳﮭم و اﻟﺳﻧدات و ﻏﯾرھﺎ ﻣن اﻷوراق
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ .
-2ﻋﺟز اﻷﺳواق اﻟوطﻧﯾﺔ ﻋن اﺳﺗﯾﻌﺎب اﻟﻔواﺋض اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ :ﺣدﺛت ﻣوﺟﺔ ﻋﺎرﻣﺔ ﻣن ﺗدﻓق رؤوس
اﻷﻣوال اﻟدوﻟﯾﺔ ﻧﺎﺗﺟﺔ ﻋن أﺣﺟﺎم ﺿﺧﻣﺔ ﻣن اﻟﻣدﺧرات واﻟﻔواﺋض اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺿﺎﻗت اﻷﺳواق اﻟوطﻧﯾﺔ ﻋن
اﺳﺗﯾﻌﺎﺑﮭﺎ ،ﻓﺎﺗﺟﮭت ﻧﺣو اﻟﺧﺎرج ﺑﺣﺛﺎ ﻋن ﻓرص اﺳﺗﺛﻣﺎر أﻓﺿل وﻣﻌدﻻت ﻋﺎﺋد أﻋﻠﻰ.
-3ظﮭور اﻻﺑﺗﻛﺎرات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ:ارﺗﺑطت اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑظﮭورﻛم ھﺎﺋل ﻣن اﻷدوات اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ
راﺣت ﺗﺳﺗﻘطب اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ،ﻓﺈﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻷدوات اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ اﻟﻣﺗداوﻟﺔ )اﻷﺳﮭم ،اﻟﺳﻧدات ( ،أﺻﺑﺢ
ھﻧﺎك اﻟﻌد ﯾد ﻣن اﻷدوات اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ ﻣﻧﮭﺎ اﻟﻣﺷﺗﻘﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺗﻌﺎﻣل ﻣﻊ اﻟﺗوﻗﻌﺎت اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺔ وﺗﺷﻣل:اﻟﻣﺑﺎدﻻت ،
اﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﯾﺎت ،اﻟﺳﻘف ،اﻟﺧﯾﺎرات ،وﻛل ھذه اﻷدوات ﺗﺗﯾﺢ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن ﻣﺳﺎﺣﺔ واﺳﻌﺔ ﻣن اﻻﺧﺗﯾﺎرات ﻋﻧد
اﺗﺧﺎذ ﻗراراﺗﮭم اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرﯾﺔ وﻗد ظﮭرت ھذه اﻷدوات اﻟﺟدﯾدة ﺗﺣت ﺗﺄﺛﯾر ﻋﺎﻣﻠﯾن وھﻣﺎ :
أ-اﻻﺿطراﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﺳﺎدت ﺳوق اﻟﺻرف اﻷﺟﻧﺑﻲ ﺑﻌد اﻻﺗﺟﺎه ﻧﺣو ﺗﻌوﯾم أﺳﻌﺎر ﺻرف اﻟﻌﻣﻼت و أﺳﻌﺎر
اﻟﻔﺎﺋدة ﺑﺣﯾث ﺑﺎﺗت اﻟﺿرورة ﻣﻠﺣﺔ إﻟﻰ ظﮭور ﺗﻠك اﻻﺑﺗﻛﺎرات ﻟﺗﺄﻣﯾن اﻟﺣﻣﺎﯾﺔ ﻟﻠﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن.
ب-اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺷدﯾدة ﺑﯾن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺗﻠك اﻟﺗﻲ دﺧﻠت ﺣدﯾﺛﺎ إﻟﻰ اﻟﺳوق ﻓﺎﺳﺗﺧدﻣت ھذه
اﻷدوات اﻟﺟدﯾدة ﻣن أﺟل ﺗﺟزﺋﺔ اﻟﻣﺧﺎطر وﺗﺣﺳﯾن اﻟﺳﯾوﻟﺔ .
22
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
-4اﻟﺗﻘدم اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﻲ :ﺳﺎھم ھذا اﻟﻌﻧﺻر ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت اﻻﺗﺻـﺎﻻت و اﻟﻣﻌﻠوﻣـﺎت ﻣﺳﺎھﻣﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ﻓﻲ دﻣﺞ
وﺗﻛﺎﻣل اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ،وھو اﻷﻣر اﻟذي ﻛﺎن ﻟﮫ أﺛر ﺑﺎﻟﻎ ﻓﻲ زﯾﺎدة ﺳرﻋﺔ ﺣرﻛﺔ رؤوس اﻷﻣوال
ﻣن ﺳوق ﻵﺧر وﻓﻲ زﯾﺎدة اﻟرواﺑط ﺑﺑن ﻣﺧﺗﻠف اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﺣد اﻟذي ﺟﻌل ﺑﻌض اﻟﻣﺣﻠﻠﯾن اﻟﻣﺎﻟﯾﯾن
ﯾﺻﻔوﻧﮭﺎ ﻛﻣﺎ ﻟو أﻧﮭﺎ ﺷﺑﻛﺔ ﻣﯾﺎه ﻓﻲ ﻣدﯾﻧﺔ واﺣدة.
-5اﻟﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻣﺣﻠﻲ و اﻟدوﻟﻲ :ﻟﻘد ارﺗﺑطت اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ ﻋﺑر اﻟﺣدود ارﺗﺑﺎطﺎ وﺛﯾﻘﺎ ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت
اﻟﺗﺣرﯾر اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟداﺧﻠﻲ و اﻟدوﻟﻲ ،وﻗد زادت ﻣﻌدﻻت اﻟﻧﻣو ﻟﻠﺗدﻓﻘﺎت وﺳرﻋﺗﮭﺎ ﺧﻼل اﻟﻌﻘدﯾن اﻷﺧﯾرﯾن ﻣن
اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻣﻊ اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻠﻣﻘﯾﻣﯾن وﻏﯾر اﻟﻣﻘﯾﻣﯾن ﺑﺣرﯾﺔ ﺗﺣوﯾل اﻟﻌﻣﻠﺔ ﺑﺄﺳﻌﺎر اﻟﺻرف اﻟﺳﺎﺋدة إﻟﻰ اﻟﻌﻣﻠﺔ
اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ واﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ﺑﺣرﯾﺔ ﻓﻲ إﺗﻣﺎم اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺟﺎرﯾﺔ و اﻟرأﺳﻣﺎﻟﯾﺔ.
-6إﻋﺎدة ھﯾﻛﻠﺔ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ :ﺣدﺛت ﺗﻐﯾرات ھﺎﺋﻠﺔ ﻓﻲ ﺻﻧﺎﻋﺔ اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ وإﻋﺎدة ھﯾﻛﻠﺗﮭﺎ
ﻋﻠﻰ ﻣدى اﻟﻌﻘدﯾن اﻟﻣﺎﺿﯾﯾن وﻋﻠﻰ وﺟﮫ اﻟﺧﺻوص اﻟﻌﻘد اﻟﺗﺎﺳﻊ ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ،ﺑﺣﯾث ﻋﻣﻠت ﻛﺣﺎﻓز
ﻟﻺﺳراع ﻣن وﺗﯾرة اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،وﻓﻲ ھذا اﻟﺻدد ﻧﺷﯾر إﻟﻰ ﻣﺎﯾﻠﻲ :
ب-دﺧول اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻛﻣﻧﺎﻓس ﻗوي ﻟﻠﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺧدﻣﺔ
اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ ﻓﺧﻼل اﻟﻔﺗرة ) (1995 -1980اﻧﺧﻔض ﻧﺻﯾب اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺻول اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ
اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ﻣن %50إﻟﻰ %18وﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل ذﻟك ارﺗﻔﻊ ﻧﺻﯾب اﻟﻣؤﺳﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ إﻟﻰ
ﻧﺣو .%42
ج-ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﻘوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺳﺗﺷﻌرھﺎ اﻟﺑﻧوك اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ ﻣن اﻟﻣؤﺳﺳﺎت ﻏﯾر اﻟﻣﺻرﻓﯾﺔ ﻓﻲ
ﻣﺟﺎﻻت اﻟﺧدﻣﺎت اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ ،ﻗﺎﻣت ﺑﻌﻣﻠﯾﺎت اﻻﻧدﻣﺎج ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﺎ ،وﺗوﺳﯾﻊ ﻣﺟﺎل ﻧﺷﺎطﮭﺎ.
- Cﻣؤﺷرات اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ :ﻓﻲ اﻟﻌﻘد اﻷﺧﯾر ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻣﻧﺻرم ،أﺻﺑﺣت أﺳواق رأس اﻟﻣﺎل أﻛﺛر
ارﺗﺑﺎطﺎ و ﺗﻛﺎﻣﻼ ﺣﯾث ﻗﻔزت اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﺑﯾن اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻗﻔزة ھﺎﺋﻠﺔ و ﯾﻛﻔﻲ ﻟﻠدﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ذﻟك أن
ﻧﺗﺑﻊ ﻣؤﺷرﯾن ھﻣﺎ :
-اﻟﻣؤﺷر اﻷول :اﻟﺧﺎص ﺑﺗطور ﺣﺟم اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﻋﺑر اﻟﺣدود ﻓﻲ اﻷﺳﮭم و اﻟﺳﻧدات ﻓﻲ اﻟدول اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ
اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ﺣﯾث ﺗﺷﯾر اﻟﺑﯾﺎﻧﺎت إﻟﻰ أن اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻓﻲ اﻷﺳﮭم و اﻟﺳﻧدات ﻛﺎﻧت ﺗﻣﺛل أﻗل ﻣن %10
ﻣن اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ اﻹﺟﻣﺎﻟﻲ ﻓﻲ ھذه اﻟدول ﻋﺎم ، 1980ﺑﯾﻧﻣﺎ وﺻﻠت إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋن %100ﻓﻲ ﻛل ﻣن
اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔو أﻟﻣﺎﻧﯾﺎ ﻋﺎم ، 1996و إﻟﻰ ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋن % 200ﻓﻲ ﻓرﻧﺳﺎ وإﯾطﺎﻟﯾﺎ وﻛﻧدا ﻓﻲ
ﻧﻔس اﻟﻌﺎم .
23
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
-اﻟﻣؤﺷر اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻟﺧﺎص ﺑﺗطور ﺗداول اﻟﻧﻘد اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌﯾد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،ﻓﺈن اﻹﺣﺻﺎءات ﺗﺷﯾر إﻟﻰ أن
ﻣﺗوﺳط ﺣﺟم اﻟﺗﻌﺎﻣل اﻟﯾوﻣﻲ ﻓﻲ أﺳواق اﻟﺻرف اﻷﺟﻧﺑﻲ ﻗد ارﺗﻔﻌت ﻣن 200ﻣﻠﯾﺎر دوﻻر أﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ
ﻣﻧﺗﺻف اﻟﺛﻣﺎﻧﯾﻧﺎت إﻟﻰ ﺣواﻟﻲ 1.2 .ﺗرﻟﯾون دوﻻر أﻣرﯾﻛﻲ ﻓﻲ ﻋﺎم ،1995وھو ﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋن %84ﻣن
اﻻﺣﺗﯾﺎطﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺟﻣﯾﻊ ﺑﻠدان اﻟﻌﺎﻟم ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻌﺎم .وﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ أﺧرى ﯾﻼﺣظ أن ﺟوھر ﻋوﻟﻣﺔ اﻷﺳواق
اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ھو ﺗﺣرﯾر ﺣﺳﺎب رأس اﻟﻣﺎل ،وﯾﻘﺻد ﺑذﻟك إﻟﻐﺎء اﻟﺣظر ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت ﻓﻲ ﺣﺳﺎب رأس اﻟﻣﺎل ،و
اﻟﺣﺳﺎﺑﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ﻟﻣﯾزان اﻟﻣدﻓوﻋﺎت واﻟﺗﻲ ﺗﺷﻣل اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻣﺗﻌﻠﻘﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف أﺷﻛﺎل رأس اﻟﻣﺎل ﻣﺛل اﻟدﯾون
و أﺳﮭم اﻟﻣﺣﺎﻓظ اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺑﺎﺷر و اﻟﻌﻘﺎري و اﻟﺛروات اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ ،وﺗﺣرﯾر ﺣﺳﺎب رأس اﻟﻣﺎل ،
وﻣن ﺛم ﻗﺎﺑﻠﯾﺔ ﺣﺳﺎب رأس اﻟﻣﺎل ﻟﻠﺗﺣوﯾل ﺗرﺗﺑط ﺑﺈﻟﻐﺎء اﻟﻘﯾود ﻋﻠﻰ ﻣﻌﺎﻣﻼت اﻟﻧﻘد اﻷﺟﻧﺑﻲ واﻟﺿواﺑط
اﻷﺧرى اﻟﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﮭذه اﻟﻣﻌﺎﻣﻼت .
و ) (Nationأﻣﺔ أو دوﻟﺔ ﻣﺿﺎﻓﺎ إﻟﯾﮭﺎ اﻟﻼﺣﻘﺔ و اﻟﺗﻲ ﺗﻔﯾد ﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣﺻدر ﻣن اﻟﻔﻌل اﻟﻣﺗﻌـدي و ﯾﻌﻧﻲ ﻓﻌل
اﻟﻘﯾﺎم ﺑﺎﻟﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟﻣﻌﻧﯾﺔ ،أي ﻧﻘـل ﻣﺳﺗوى اﻟﻧﺷﺎط ﻣن ﻣﺳﺗوى ﺟﻧﺳﯾﺔ واﺣدة إﻟﻰ ﺟﻧﺳﯾﺎت ﻣﺗﻌددة.
-2اﺻطﻼﺣﺎ :ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻻ ﯾوﺟد ﻓﻲ أدﺑﯾﺎت ﻋﻠم اﻻﻗﺗﺻﺎد ﻣﻔﮭوم ﻣوﺣد أو ﺗﻌرﯾف دﻗﯾق ﻟﻠﻣؤﺳﺳﺎت ﻣﺗﻌددة
اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت وﯾﻣﻛن إﺑراز أھم اﻟﺗﻌرﯾﻔﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﯾرى اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻛﻧدي ) ب -ﻣﺎﺗﯾوز( :أن اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت ھﻲ اﻟﺷرﻛﺎت ﺗﻘوم ﺑـ " :ﻋﻣﻠﯾﺎت
ﻛﺑﯾرة ﺟدا ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻷﺧرى و ﺗﻣﺗﻠك ھﻧﺎك طﺎﻗﺎت إﻧﺗﺎﺟﯾﺔ ﻛﺑﯾرة و ﺗﻣﺎرس ﻧﺷﺎطﮭﺎ ﻓﻲ ﺳﺗﺔ ﺑﻠدان ﻋﻠﻰ
اﻷﻗل" .
وﯾﻌرﻓﮭﺎ )ب -ﻓرون ( ﻋﻠﻰ أﻧﮭﺎ " :ﻋﺑﺎرة ﻋن اﺗﺣﺎد اﻟﻣﺻﺎﻟﺢ ﯾﺗﻌﺎون أﻋﺿﺎؤه ﻓﻲ ﺣﺎﻻت ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻟﺑﻠوغ أھداف
ﻣﺷﺗرﻛﺔ وﻓﻲ ﺣﺎﻻت أﺧرى ﯾﺗﻧﺎزﻋون ﺑﺻدد ﻣﺧﺗﻠف اﻷوﻟوﯾﺎت" .
ﻛﻣﺎ ﯾﻌﺗﺑرھﺎ اﻟﺑﻌض ) اﻟﺷرﻛﺎت ﻣﺗﻌددة اﻟﺟﻧﺳﯾﺎت( :ھﻲ إﺣدى اﻟﺳﻣﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻟﻠﻌوﻟﻣﺔ ﻓﮭﻲ ﺗؤﺛر ﺑﻘوة
ﻋﻠﻰ اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﯾﺻﺎﺣب ﻧﺷﺎطﮭﺎ ﻓﻲ ﺷﻛل اﺳﺗﺛﻣﺎرات ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن ﻧﻘل اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ،
واﻟﺧﺑرات اﻟﺗﺳوﯾﻘﯾﺔ و اﻹدارﯾﺔ ،وﺗﺄﻛﯾد ظﺎھرة اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻓﻲ ﻛﺎﻓﺔ اﻟﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ و اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ و اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ
24
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
واﻟﺗﺳوﯾﻘﯾﺔ واﻹدارﯾﺔ ،وﯾﺿﺎف إﻟﻰ ذﻟك أن ﺗﻠك اﻟﺷرﻛﺎت اﻟﻌﻣﻼﻗﺔ ذات اﻹﻣﻛﺎﻧﯾﺎت اﻟﺗﻣوﯾﻠﯾﺔ اﻟﮭﺎﺋﻠﺔ ﺗﻠﻌب
دور اﻟﻌﺎﺋد ﻓﻲ اﻟﺛورة اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻧﻘﻠت اﻟﻔن اﻹﻧﺗﺎﺟﻲ إﻟﻲ أن ﯾﺻﺑﺢ ﻓﻧﺎ إﻧﺗﺎﺟﯾﺎ ﻛﺛﯾف اﻟﻣﻌرﻓﺔ ،و ﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ
ﻓﮭﻲ ﻣن ھذا اﻟﻣﻧظور ﺗﻌﻣق اﻻﺗﺟﺎه ﻧﺣو اﻟﻌوﻟﻣﺔ وﺑﺎﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻌوﻟﻣﺔ اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ.
-2اﻟﻣﻧظﻣﺎت واﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺎت.
ﯾﺳﺗﻧد اﻟﻧظﺎم اﻻﻗﺗﺻﺎدي اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،اﻟذي أﻗﺎﻣﺗﮫ اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﺑﻌد اﻟﺣرب اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ)ﻛﻣﺎ ﺑﯾﻧﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ( ﻋﻠﻰ ﺛﻼث ﻣؤﺳﺳﺎت ﻛﺑرى دوﻟﯾﺔ ﺗﻘوم ﺑﺈرﺳﺎء ﻗواﻋد و ﺑﻧﯾﺎن ھﯾﻛل ﻟﻠﻌوﻟﻣﺔ ودﻋم
ﻣﺟﺎﻻﺗﮭﺎ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ اﻟﺛﻼث وھﻲ :ﻋوﻟﻣﺔ اﻟﺗﺟﺎرة ،ﻋوﻟﻣﺔ اﻟﺗﻣوﯾل ،ﻋوﻟﻣﺔ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،ﻟﯾﺻﺑﺢ ﻛل ﺷﻲء ﻣﻌوﻟم
،ﻣن أﺟل ﺑﻧﺎء ﻋوﻟﻣﺔ ﻓﻌﺎﻟﺔ ،وﻣﻧﮫ ﻓﺈن ھذه اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟﺛﻼﺛﺔ ﺗﺑﻧﻲ وﺗؤﺳس ﻟﻠﻌوﻟﻣﺔ و ﺗﺷرف ﻋﻠﻰ ﺗﻛوﯾن اﻟﺑﻧﯾﺔ
اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ ﻟﮭﺎ وھﻲ:
اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﺗﯾﺎر ﻓﻛري ﻻ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺳﮭﯾل ﺗدﻓق اﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻐرﺑﯾﺔ إﻟﻰ أرﺟﺎء اﻷرض ﻓﺣﺳب ،وﻟﻛن
ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻌﻣﯾم اﻟرؤى و اﻟﻣﻌﺎﯾﯾر اﻟﻐرﺑﯾﺔ ،وﻣن اﻟواﺿﺢ أن اﻟﻐرب و ﻻ ﺳﯾﻣﺎ أﻣرﯾﻛﺎ ﯾﻔﺿل اﺳﺗﺧدام
اﻟﻣﻧظﻣﺎت اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﺗﺣﻘﯾق رﻏﺑﺎﺗﮭﺎ و إﻻ ﻓﺈﻧﮭﺎ ﺗﺳن اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻣﻧﻔرد و ﺑﻣﺎ أﻧﮭﺎ اﻟﻣﺳﯾطر اﻟوﺣﯾد
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺎﻟم ﺣﺎﻟﯾﺎ ﻓﮭﻲ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑﻔرض اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﻔردﯾﺔ ) ﺛﻣﺔ ﻓﻛرة ﻣﻔﺎدھﺎ أﻧﮫ ﻋﻠﻰ اﻷﻣرﯾﻛﯾﯾن ﻓﻌل أي
ﺷﻲء وﻟو أﺿر ﺑﮭم ( ،وﻗد أﺻدرت ﻛذﻟك ھذه اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﺣﺗﻰ و ﻟو ﻛﺎﻧت ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﮭﺎ ،ﻛﻣﺎ أﺻدرت ﻣﻧظﻣﺔ
أﻣرﯾﻛﯾﺔ رﺋﯾﺳﯾﺔ ﺗﻘرﯾرا أدرﺟت ﻓﯾﮫ 21ﻗﺎﻧون وﻣرﺳوم ﻣﺗﻌﻠق ﺑﺎﻟﻌﻘوﺑﺎت ،و ﻟﻘد ﻣﺳت اﻟﻌدﯾد ﻣن دول اﻟﻌﺎﻟم
ﺳوءا ﻣﺎ ﻛﺎن ﻣﻧﮭﺎ ﻣﻔروﺿﺎ ﻣن ﻗﺑل ﻣﺛل ﻣﺎ ھو ﺣﺎل ﻛوﺑﺎ ،إﻟﻰ ﻣﺎ ھو ﺟدﯾد ﻣن ﻋﻘوﺑﺎت ﻣﺛل اﻟﻌراق و
ﺳورﯾﺎ ،و ھو ﻣﺎ ﯾوﺿﺢ ﺑﺎﻷﻣﺛﻠﺔ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ :
-1ﻗﺎﻧون ﻣﺣﺎﺳﺑﺔ ﺳورﯾﺎ :ﺗزاﯾد اﻟﺗﺄﯾﯾد ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب اﻷﻣرﯾﻛﻲ ﻟﻣﺷروع ﻗﺎﻧون ﯾﺳﺗﮭدف اﻟﻣزﯾد ﻣن
اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳورﯾﺎ .ﺣﯾث وﺻل ﻋدد اﻟﻣؤﯾدﯾن ﻟﻣﺷروع اﻟﻘﺎﻧون 293ﻧﺎﺋب ﻣن ﺑﯾن أﻋﺿﺎء
ﻣﺟﻠس اﻟﻧواب اﻟﺑﺎﻟﻎ ﻋددھم ، 435وھو ﻣﺎ ﯾﻌﻧﻲ ﺗوﻓرﻣﺎ ﯾزﯾد ﻋﻠﻰ اﻷﻏﻠﺑﯾﺔ اﻟﺿرورﯾﺔ ﻟﺗﻣرﯾر ﻣﺷروع
اﻟﻘﺎﻧون و اﻧﺗظﺎر ﺗﺣرك ﻣﻣﺎﺛل ﻓﻲ ﻣﺟﻠس اﻟﺷﯾوخ .وﺗﻧص ﻣﺳودﺗﮫ ﻋﻠﻰ ﻣطﺎﻟﺑﺔ ﺳورﯾﺎ ﺑوﻗف ﻣﺎ ﯾﺻﻔﮫ
ﺑﺎﻹرھﺎب ،ووﻗف ﺗطوﯾر أﺳﻠﺣﺔ اﻟدﻣﺎر اﻟﺷﺎﻣل ،ووﻗف اﻻﺳﺗﯾراد ﻏﯾر اﻟﻘﺎﻧوﻧﻲ ﻟﻠﻧﻔط اﻟﻌراﻗﻲ ،وﻗﺿﯾﺔ
اﻏﺗﯾﺎل رﺋﯾس اﻟوزراء اﻟﻠﺑﻧﺎﻧﻲ ﻓﯾﻔري ، 2005وﻣن ﺷﺄن ﻣﺷروع اﻟﻘﺎﻧون ﻓرض ﺣظر ﻋﻠﻰ ﺣﺻول ﺳورﯾﺎ
ﻋﻠﻰ اﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﺷرﻛﺎت اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ أو ﺣظر ﻛﺎﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺎدرات اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻟﺳورﯾﺎ ﺑﺎﺳﺗﺛﻧﺎء اﻷدوﯾﺔ و
25
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
اﻟﻐذاء .وأﺻﺑﺢ ﻣﺷروع اﻟﻘﺎﻧون ﺳﺎري اﻟﻣﻔﻌول ﺑﻌد أن وﻗﻌﮫ اﻟرﺋﯾس اﻷﻣرﯾﻛﻲ )ﺟورج ﺑوش( ﻓﻲ دﯾﺳﻣﺑر
2003وﯾﻧﺗظر ﺗطﺑﯾﻘﮫ ﻓﻲ وﻗت ﻟﯾس ﺑﺎﻟﺑﻌﯾد .
-2اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌراق :ﺑﻌد ﺣرب اﻟﺧﻠﯾﺞ اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ ، 1991أﺻﺑﺢ اﻟﻌراق ﻓﻲ ﻧظر اﻟوﻻﯾﺎت
اﻟﻣﺗﺣدة ﯾﻣﺛل ﺗﮭدﯾدا ﻟدول اﻟﻣﻧطﻘﺔ ،وﻋﻧﺻر ﻟﻌدم اﻻﺳﺗﻘرار وﻗﺎﻋدة ﻟﻺرھﺎب اﻟدوﻟﻲ ،وﻣن ھﻧﺎ ﺑدأت
أﻣرﯾﻛﺎ ﺗﻔﻛر ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ إﺿﻌﺎف اﻟﻌراق اﺑﺗداء ﻣن اﻟﻌﻘوﺑﺎت اﻟﺗﻲ ﻓرﺿت ﻋﻠﯾﮫ ،وﺻوﻻ إﻟﻰ ﺣرب اﻟﺧﻠﯾﺞ
و ﻣﺎ ﻧﺗﺞ ﻋﻧﮭﺎ ﻣن اﺣﺗﻼل ﻟﻠﻌراق و ﺳﻘوط اﻟﻧظﺎم اﻟﺣﺎﻛم و ﺳﻧذﻛر ﺑﻌض أھم اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ﻓﻲ 20ﻣﺎرس 2003
اﻟﻘرارات اﻟﻣﻔروﺿﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌراق :
أ -اﻟﻘرار 661اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ أوت 1990وﻛﺎن ھدﻓﮫ ﻓرض ﺣظر ﺷﺎﻣل ﻋﻠﻰ اﻟﻌراق ﻋﻘب اﺟﺗﯾﺎﺣﮫ
ﻟﻠﻛوﯾت.
ب-اﻟﻘرار 986اﻟﺻﺎدر ﻓﻲ أﻓرﯾل 1995وﻛﺎن ھدﻓﮫ اﻟﺳﻣﺎح ﻟﻠﻌراق ﺑﺑﯾﻊ ﻣﺎ ﯾﺻل ﻣﻘداره 2ﻣﻠﯾﺎر
دوﻻر ﻣن اﻟﻧﻔط اﻟﻌراﻗﻲ ﻛل 6أﺷﮭر.
ج-ﺑرﻧﺎﻣﺞ اﻟﻧﻔط ﻣﻘﺎﺑل اﻟﻐذاء :اﻟذي وﻗﻊ ﻋﻠﯾﮫ اﻟﻌراق ﻣﻊ اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻓﻲ 1996و اﻟذي ﯾﻌﺗﺑر اﻣﺗداد
ﻟﻠﻘرار ، 986وھو ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أن ﻛل ﻋﺎﺋدات اﻟﻧﻔط اﻟﻌراﻗﻲ ﯾﻣﻛن اﺳﺗﺧداﻣﮭﺎ ﻟﺷراء اﺣﺗﯾﺎﺟﺎﺗﮫ ﻣن اﻟﺧﺎرج
،ﺣﯾث وزﻋت ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ %13ﺗذھب ﻟﻣﺣﺎﻓظﺎت اﻟﺷﻣﺎل % 25،ﻟﻠﺟﻧﺔ اﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻓﻲ ﺟﻧﯾف،
%2,2ﻛﻣﺻﺎرﯾف إدارﯾﺔ ﻟﻸﻣم اﻟﻣﺗﺣدة %0.8 ،ﻟﺗﻐطﯾﺔ ﻣﺻﺎرﯾف ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣﻔﺗﺷﯾن ﻋن اﻷﺳﻠﺣﺔ .
ﺑﺎﺧﺗﺻﺎر ﻻ ﺗﺑﻘﻰ ﻟدى اﻟﻌراق ﺳوى %53ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ اﻟﺑرﻧﺎﻣﺞ.
وﻛﺎﻧت ﻛل ھذه اﻟﻘرارات وﻏﯾرھﺎ ﺗﮭدف إﻟﻰ ﺗﻛرﯾس اﻟﮭﯾﻣﻧﺔ اﻷﻣرﯾﻛﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌراق ،ﻓﻲ ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﻹﺿﻌﺎﻓﮫ و
اﺳﺗﻧزاف ﺛرواﺗﮫ اﻟﻧﻔطﯾﺔ و اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ و اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ .
-3اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﻟﯾﺑﯾﺎ :ﻓرﺿت اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻋﻠﻰ ﻟﯾﺑﯾﺎ ﻣن طرف اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة و ﺑرﯾطﺎﻧﯾﺎ ﺑﻌد ﺣﺎدث
ﺳﻘوط اﻟطﺎﺋرة ﻓوق ﺑﻠدة ﻟوﻛﺎ رﺑﻲ ﻓﻲ اﺳﻛﺗﻠﻧدا ،وﻗد ﺳﺑﻘﮭﺎ ھﺟوم أﻣرﯾﻛﻲ ﻋﻠﻰ ﻟﯾﺑﯾﺎ ﺳﻧﺔ 1986وﻛﺎﻧت
اﻟﻌﻘوﺑﺎت ﻗد ﻓرﺿت ﺳﻧﺔ ،1988وﺷﻣﻠت ﻓرﺿﺎ ﻟﻠﺣﺻﺎر ﻋﻠﻰ اﻷﺟواء اﻟﻠﯾﺑﯾﺔ وﺑﻌد أن ﺳﻠﻣت ﻟﯾﺑﯾﺎ اﻟﻣﺗﮭﻣﯾن
ﻓﻲ ﻗﺿﯾﺔ إﺳﻘﺎط اﻟطﺎﺋرة ﻟﻠﻣﺣﻛﻣﺔ اﻻﺳﻛﺗﻠﻧدﯾﺔ ،وﺻدور اﻟﺣﻛم اﻟذي ﻧص ﻋﻠﻰ دﻓﻊ ﻟﯾﺑﯾﺎ ﻟﺗﻌوﯾﺿﺎت ﻣﺎﻟﯾﺔ
ﻟﻌﺎﺋﻼت اﻟﺿﺣﺎﯾﺎ و اﻻﻋﺗراف ﺑﻣﺳﺋوﻟﯾﺗﮭﺎ ﻋن اﻟﺣﺎدث .
وﻗد ﺣددت اﻟوﻻﯾﺎت اﻟﻣﺗﺣدة ﻋدة ﺧطوات ﯾﺗﻌﯾن ﻋﻠﻰ ﻟﯾﺑﯾﺎ ﺗﺣﻘﯾﻘﮭﺎ ﻟرﻓﻊ اﻟﺣﺻﺎر ﻋﻧﮭﺎ وھﻲ :
26
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
أﺧﻔﻘت اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻓﻲ اﻟوﻓﺎء ﺑﻣﺎ ﻗطﻌﺗﮫ ﻣن ﻋﮭود ﻓﻲ ﻣﺟﺎﻻت اﻟﻧﻣو ،وزﯾﺎدة ﻓرص اﻟﺗوظﯾف ،ورﻓﻊ اﻷﺟور ،
وﺗﺣﻘﯾق اﻟﻣزﯾد ﻣن اﻟرﺧﺎء ﻛﻣﺎ أﻋﻠﻧﮭﺎ ﻣﻧﺎﺻرو اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺣرة واﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ .ﻓﻔﻲ ﺑﯾﺋﺔ ﯾﺣﻔﮭﺎ اﻟﻧﻣو
اﻟﺑطﻲء واﻟﻣﺗﻘطﻊ ﻟﻼﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،ﺗوزﻋت ﻣﻧﺎﻓﻊ اﻟﻌوﻟﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﻏﯾر ﻣﺗﻛﺎﻓﺊ ﺑﯾن اﻟﺑﻠدان وﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى
اﻟﺑﻠد اﻟواﺣد ،واﺗﺳﻌت ھوة اﻟدﺧل ﺑﯾن اﻷﻏﻧﯾﺎء واﻟﻔﻘراء ،وازدادت ﺣدة اﻟﻔﻘر ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ .وﻗد
ﺑﻠﻎ ﻣﺗوﺳط ﻧﺻﯾب اﻟﻔرد ﻣن إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ 17ﺿﻌف ﻣﺛﯾﻠﮫ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ،
وذﻟك ﻓﻲ ﻣﺳﺗﮭل اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ،ﻛﻣﺎ ارﺗﻔﻌت ﺗﻠك اﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﺗﺻل إﻟﻰ 120ﻓﻲ ﻋﺎم .2000
وﻣن اﻟﻣﻛﺳﯾك ﯾﺄﺗﻲ أﺣد اﻷﻣﺛﻠﺔ اﻟﺻﺎرﺧﺔ ﻋﻠﻰ ﻛﯾﻔﯾﺔ ﻋدم ﺗﻣﺎﺷﻲ اﻟﻌﮭد اﻟذي ﻗطﻊ ﺑﺎﻟﺗﺣرﯾر ﻣﻊ اﻟواﻗﻊ اﻟﻔﻌﻠﻲ.
ﻓﻘد ﻗﺎﻣت اﻟﻣﻛﺳﯾك ﺑﺈﺻﻼح ﺑﻌﯾد اﻟﻣدى ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ اﻋﺗﺑﺎراً ﻣن ﻋﺎم .1994وﺧﻼل اﻟﺳﻧوات
اﻟﻌﺷر اﻷوﻟﻰ ﻣن دﺧول اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﺣرة ﻟدول أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﺷﻣﺎﻟﯾﺔ )ﻧﺎﻓﺗﺎ( ﺣﯾز اﻟﺗﻧﻔﯾذ ،ﻛﺎن ﺻﺎﻓﻲ ﻣﻛﺎﺳب
اﻟﻣﻛﺳﯾك ﻣن اﻟوظﺎﺋف ﻣﺣدوداً ،ﻛﻣﺎ ﺗم ﺧﺳﺎرة ﻣﺎ ﯾﻘرب ﻣن 30ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن اﻟوظﺎﺋف اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﻣﺻﺎﻧﻊ
اﻟﺗﺟﻣﯾﻊ ﺧﻼل اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن .وﺻﺎرت اﻟرواﺗب اﻟﺣﻘﯾﻘﯾﺔ ﻟﻣﻌظم اﻟﻌﺎﻣﻠﯾن أﻗل ﻋﻧﮭﺎ ﻗﺑل
اﻻﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ،وازدادت ﺣدة ﻋدم اﻟﻣﺳﺎواة ،وأﺿﺣت اﻟﺧﺳﺎﺋر ﻓﻲ اﻟزراﻋﺔ اﻟﻣﻛﺳﯾﻛﯾﺔ ﺗﻌﻧﻲ أن "ﻓﻘراء اﻟرﯾف ﻗد
دﻓﻌوا ﺛﻣن اﻟﺗﻌدﯾل اﻟذي أدﺧﻠﺗﮫ اﺗﻔﺎﻗﯾﺔ ﻧﺎﻓﺗﺎ" ،وذﻟك ﺣﺳب ﻣﺎ ﺻرح ﺑﮫ وﻗف ﻛﺎرﻧﯾﺟﻲ ﻟﻠﺳﻼم اﻟدوﻟﻲ.
وﯾﺿﯾف اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻣؤﺗﻣر اﻷﻣم اﻟﻣﺗﺣدة ﻟﻠﺗﺟﺎرة واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ )اﻷوﻧﻛﺗﺎد( ،اﻟﺳﯾد روﺑﻧز رﯾﻛوﺑﯾرو ،أن "اﻟﺗﺟﺎرة
وﺣدھﺎ ﻻ ﺗﻛﻔﻲ ﻟﺗﺄﻣﯾن اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ" .ﻓﮭﻧﺎك ﺣﺎﺟﺔ ﻟﻣراﺟﻌﺔ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوﯾﯾن اﻟدوﻟﻲ واﻟوطﻧﻲ.
ﻓﻌﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ ،ھﻧﺎك أدﻟﺔ داﻣﻐﺔ ﻋﻠﻰ أن اﻟﺻدﻣﺎت اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﻧﺎﺷﺋﺔ ﻋن اﻟﻧظم اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ واﻟﺗﺟﺎرﯾﺔ
اﻟدوﻟﯾﺔ ،ﻣﺛل ﻋدم اﺳﺗﻘرار ﺗدﻓﻘﺎت رأس اﻟﻣﺎل اﻟﺧﺎص وﺗذﺑذب أﺳﻌﺎر اﻟﺳﻠﻊ ،ﺗﻧذر ﺑﻘﯾﺎم أزﻣﺎت واﻧﺗﻛﺎﺳﺎت ﻓﻲ
اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ .وﺗﻐذي ﺗﻠك اﻟﻛوارث ﺑدورھﺎ ﺣﺎﻟﺔ ﻋدم اﻻﺳﺗﻘرار اﻻﻗﺗﺻﺎدي ،وﺗﺣول دون ﺗﺣﻘﯾق اﻟﻧﻣو،
وﺗزﯾد ﻣن ﺣدة اﻟﻔﻘر .وﺗﻔرض ﻣﺳﺗوﯾﺎت اﻟدﯾن ﺛﻘﯾﻠﺔ اﻟوطﺄة ،واﻟﺗﻲ ﺗﺗﺳم ﻓﻲ ﺑﻌض اﻷﺣﯾﺎن ﺑﻌدم اﻻﺳﺗداﻣﺔ،
ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﺧطراً ﻋﻠﻰ اﻟﻧظﺎم اﻟﻣﺎﻟﻲ اﻟدوﻟﻲ ﻻﺑد وأن ﯾﺗم اﻟﺗﺻدي ﻟﮫ .أﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟوطﻧﻲ،
27
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
ﻓﺟﺎءت ﻧﺗﺎﺋﺞ اﻹﺻﻼﺣﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟﺣرة اﻟﺗﻲ ﺟرت ﺧﻼل اﻟﺗﺳﻌﯾﻧﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻣﺎﺿﻲ ﻣﺧﺗﻠطﺔ :ﻓﺎﺗﺳم
اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺑﺻورة ﻋﺎﻣﺔ ﺑﺎﻟﺧﻣول ،ﻛﻣﺎ أدت اﻟﺧﺻﺧﺻﺔ ،وﺗﺣرﯾر اﻟﺗﺟﺎرة ،واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ
اﻟﻣﺑﺎﺷر إﻟﻰ ﻣزﯾد ﻣن اﻟﺗرﻛﯾز ﻟﻠﺻﻧﺎﻋﺔ .وﻗوﺑﻠت وﺻﻔﺔ اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ وﺿﻊ ﺳﯾﺎﺳﺎت ﯾﻔﺗرض وأن
ﺗﻼءم اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺑﺎﻟرﻓض ﻋﻠﻰ ﻧطﺎق واﺳﻊ ﻟﺻﺎﻟﺢ إدراك اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﺗﻧوع ﻓﻲ وﺿﻊ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت وطﻧﯾﺔ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ.
وﯾﻧم ھذا اﻷﻣر ﻋﻠﻰ أن ﺗﺿطﻠﻊ اﻟدوﻟﺔ ﺑدور ﻣﺣوري ﻓﻲ ﺧﻠق ﺑﯾﺋﺔ ﺑﮭﺎ ﺳﯾﺎﺳﺎت ﻣواﺗﯾﺔ ﻻﺳﺗﺛﻣﺎرات اﻟﻘطﺎع
اﻟﺧﺎص وﻟﻠﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي.
ارﺗﻔﻊ ﻧﺻﯾب اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ ،ﻣن ﺣواﻟﻲ 24ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﻓﻲ ﻋﺎم 1990إﻟﻰ 32ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ
ﻓﻲ ﻋﺎم .2000ﺑﯾد أن ھذا اﻟﻧﻣو ﻓﻲ ﺻﺎدرات اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﯾﺗرﻛز ﺑﺻورة ﻛﺑﯾرة :ﻓﺗﻧﺗﺞ ﺷرق آﺳﯾﺎ ﻣﺎ ﯾزﯾد
ﻋﻠﻰ 75ﺑﺎﻟﻣﺎﺋﺔ ﻣن اﻟﺻﺎدرات اﻟﻣﺻﻧﻌﺔ ﻟﻠﻌﺎﻟم اﻟﻧﺎﻣﻲ ،ﻓﺿﻼً ﻋن ﻧﺳﺑﺔ أﻋﻠﻰ ﻣن اﻟﻣواد ذات اﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ
اﻟﻣﺗﻘدﻣﺔ ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻟم ﺗﺷﮭد ﺟﻧوب آﺳﯾﺎ وﻣﻧطﻘﺔ ﺟﻧوب اﻟﺻﺣراء اﻹﻓرﯾﻘﯾﺔ ﺳوى زﯾﺎدة طﻔﯾﻔﺔ ﻻ ﺗﺗﺟﺎوز % 2
ﻓﻲ ﻧﺻﯾﺑﮭﺎ ﻣن اﻟﺗﺟﺎرة ،وذﻟك ﻋﻠﻰ ﺣﺳب ﻣﺎ أﻋﻠﻧﺗﮫ ھﯾﺋﺔ أوﻛﺳﻔﺎم .وﻓﻲ أﻏﻠب اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﻟم ﺗﺗم ﺗرﺟﻣﺔ
اﻟﺻﺎدرات اﻷﻋﻠﻰ إﻟﻰ ﻧﻣو أﺳرع ﻓﻲ إﺟﻣﺎﻟﻲ اﻟﻧﺎﺗﺞ اﻟﻣﺣﻠﻲ .ﻛﻣﺎ ﻧﺟد أﻧﮫ ﻻﺳﯾﻣﺎ ﻓﻲ أﻛﺛر اﻟﺑﻠدان ﻓﻘراً ،واﻟﺗﻲ
ﯾﻘﻊ أﻏﻠﺑﮭﺎ ﻓﻲ إﻓرﯾﻘﯾﺎ وﻻ ﺗزال ﺗﻌﺗﻣد ﺑﺻورة ﺿﺧﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺎدرات ﻣن اﻟﺳﻠﻊ اﻷوﻟﯾﺔ ﻏﯾر اﻟﻧﻔطﯾﺔ
واﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻹﻧﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ ،ﻟم ﯾﺗﺣﻘق ﻣن اﻟﻧﻣو اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﺳوى ﻗﻠﯾل .وﺗﺳﻧﻰ ﻟﺑﻠدان اﻟﺟﻧوب أن ﺗﺣرر
ﺗﺟﺎرﺗﮭﺎ ﺑﺻورة أﺳرع ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﺻﻧﺎﻋﯾﺔ ﺑﺎﻟﺷﻣﺎل ،ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ زﯾﺎدة اﻟواردات ﻓﻲ ﺣﯾن ﺗراﺟﻌت
اﻟﻣﺳﺎﻋدة اﻹﻧﻣﺎﺋﯾﺔ اﻟرﺳﻣﯾﺔ .ﯾزﯾد ھذا اﻟوﺿﻊ ﻣن ﺗﻔﺎﻗم اﻟﻣﺣﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺗواﺟﮭﮭﺎ اﻟﺑﻠدان اﻟﺗﻲ ﺗﺋن ﺑﺎﻟﻔﻌل ﻣن وطﺄة
اﻟدﯾن اﻟﺧﺎرﺟﻲ اﻟﺛﻘﯾل ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾﺣد ﺑﺷﻛل ﻣﺗزاﯾد ﻣن اﺳﺗداﻣﺗﮭﺎ .وﺗﺳﺗوﻋب اﻟﺗزاﻣﺎت اﻟدﯾن ﻓﻲ اﻟﻌدﯾد ﻣن
اﻟﺑﻠدان ﻧﺳﺑﺔ ﻛﺑﯾرة ﻣن اﻟدﺧل اﻟذي ﯾﺗﺣﻘق ﻣن اﻟﺻﺎدرات .وﺗﻌﺗﺑر ﻣﺑﺎدرة اﻟﺑﻠدان اﻟﻔﻘﯾرة ﺛﻘﯾﻠﺔ اﻟﻣدﯾوﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﺗﮭدف إﻟﻰ ﺗﻘﻠﯾل اﻟدﯾن ،واﻟﺗﻲ ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻹدارة اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ اﻟرﺷﯾدة ،ﺧطوة ھﺎﻣﺔ ،إﻻ أﻧﮭﺎ ﻟن ﺗﻛون ﻛﺎﻓﯾﺔ
ً
ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻠدان أﻣرﯾﻛﺎ اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ ،ﺣﺎﻟﯾﺎ ً ﻟﺿﻣﺎن اﺳﺗداﻣﺔ اﻟدﯾن ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل .وﺗﻌﺗﻣد اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ،
ﻋﻠﻰ اﻟﺗدﻓﻘﺎت اﻟداﺧﻠﺔ ﻟرأس اﻟﻣﺎل اﻟﺧﺎص ﻟﺗﻣوﯾل أوﺟﮫ اﻟﻌﺟز ﻓﻲ ﺣﺳﺎﺑﺎﺗﮭﺎ اﻟﺣﺎﻟﯾﺔ .ﻏﯾر أن اﻟﺗﻘﻠب ﻓﻲ
اﻷﺳواق اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ اﻟدوﻟﯾﺔ ،وﺗدﻓﻘﺎت رأس اﻟﻣﺎل ﻗﺻﯾرة اﻷﻣد إﻟﻰ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻛﺛﯾراً ﻣﺎ ﺧﻠﻘت ﺑﻌض اﻟﻣﺷﻛﻼت
ﻓﻲ إدارة أﺳﻌﺎر اﻟﻔﺎﺋدة وأﺳﻌﺎر اﻟﺻرف ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ اﻟﺣﻔﺎظ ﺑﺻورة ﻣﺳﺗداﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﻣو
اﻻﻗﺗﺻﺎدي .وﻓﻲ ﺳﺑﯾل اﻟﺣﯾﻠوﻟﺔ دون وﻗوع ﻛوارث ﻣﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،ﻻﺑد ﻟﻠﻣﺟﺗﻣﻊ اﻟدوﻟﻲ ﻣن اﻟﻧظر
ﻓﻲ ﻛﯾﻔﯾﺔ إﺿﻔﺎء ﻣزﯾداً ﻣن اﻻﺳﺗﻘرار واﻟﺗﺳﺎوي واﻻﺳﺗداﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﺗدﻓﻘﺎت رأس اﻟﻣﺎل اﻟﺧﺎص .وﯾﺣث اﻷوﻧﻛﺗﺎد
ﻋﻠﻰ إﻗﺎﻣﺔ ﻧظﺎم ﻋﺎﻟﻣﻲ ﺳﻠﯾم ﻟﻠرﻗﺎﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺗدﻓﻘﺎت رأس اﻟﻣﺎل ﻗﺻﯾرة اﻷﻣد وﺗﻠك اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺿﺎرﺑﺔ،
واﻟﺗﺣذﯾر ﻟدى اﺣﺗﻣﺎل ﺣدوث ﺗﻘﻠب ﻓﯾﮭﺎ.
28
ﻣﺬﻛﺮة ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺎت اﻻﻗﺘﺼﺎدﯾﺔ اﻟﺪوﻟﯿﺔ ﻣﻦ إﻋﺪاد ا .د .ﺧﺒﺎﺑﮫ ﻋﺒﺪﷲ
ھﻧﺎك اﻵن اﺗﻔﺎق واﺳﻊ ﺣول اﻟﺣﺎﺟﺔ ﻹﻋﺎدة اﻟﺗﻔﻛﯾر ﻓﻲ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،وذﻟك ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوﯾﯾن اﻟدوﻟﻲ
واﻟوطﻧﻲ .ﻓﯾﺗطﻠب اﻟﺗروﯾﺞ ﻟﻠﺗﻧﻣﯾﺔ ﺧﻠق ﻣﻧﺎخ ﻣواﺗﻲ ﻟﻸﻋﻣﺎل ،وإﺗﺎﺣﺔ اﻟﻣوارد ﻟﺗﻠﺑﯾﺔ اﻟﺣﺎﺟﺎت اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ
واﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ .ﯾﺳﺗدﻋﻲ اﻷﻣر ﻣزﯾداً ﻣن اﻟﺗﻣﺎﺳك ﺑﯾن اﻟرؤى اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﺗﺟﺎرة واﻟﺗﻧﻣﯾﺔ ،اﻷﻣر اﻟذي
ﯾﻌﻧﻲ أﻧﮫ ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻠﺗﻧﺳﯾق ﺑﯾن اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﻣﺎﻟﯾﺔ ،واﻟﻧﻘدﯾﺔ ،وﺗﻠك اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺳﺗوى اﻟدوﻟﻲ أن
ﯾﺧﻠق ﺑﯾﺋﺔ ﺗﺳﻣﺢ ﻻﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ﺑﺎﻟﻧﺟﺎح .وھذا ھو اﻟﺳﺑب وراء اﺧﺗﯾﺎر اﻟﺗﻣﺎﺳك ﻟﯾﻛون اﻟﻣﺣور
اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻟﻣؤﺗﻣر اﻷوﻧﻛﺗﺎد اﻟﺣﺎدي ﻋﺷر .ووﻓﻘﺎ ً ﻟﻣﺎ ﺟﺎء ﻋﻠﻰ ﻟﺳﺎن اﻷﻣﯾن اﻟﻌﺎم ﻟﻸوﻧﻛﺗﺎد ،روﺑﻧز رﯾﻛوﺑﯾرو،
ﻓﺈن اﻻﺟﺗﻣﺎع اﻟذي ﯾﺗﺧذ ﻣن ﺳﺎو ﺑﺎوﻟو ﻣﻘراً ﻟﮫ ﯾﮭدف إﻟﻰ "رﻋﺎﯾﺔ اﻟﺗﻣﺎﺳك ﺑﯾن اﻟﻌﻣﻠﯾﺎت اﻟﻌﺎﻟﻣﯾﺔ
واﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ ،ﻣﻊ اﻟﺗرﻛﯾز ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن ﻣﻔﺎوﺿﺎت اﻟﺗﺟﺎرة واﻟﻘطﺎع اﻟﻣﻧﺗﺞ" .ﺗﻘدم ﺗﺟرﺑﺔ
اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ اﻟﻧﺎﺟﺣﺔ دروﺳﺎ ً ﻓﻲ اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ اﻟوطﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﺗم اﻟﻌﻣل ﺑﮭﺎ ﺑﺎﻟﻔﻌل .وﻣن ﺑﯾن ﺗﻠك
اﻟدروس اﻟﮭﺎﻣﺔ أﻧﮫ ﻣن ﺷﺄن اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻟﻣﺳﺗدام واﻟذي ﯾﺗﺳﻊ ﻧطﺎﻗﮫ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﺳرﯾﻊ أن ﯾﺣﻔز اﻟﺗﺣول ﻓﻲ
اﻟﮭﯾﻛل اﻻﻗﺗﺻﺎدي ﻣن اﻟﻘطﺎع اﻷوﻟﻲ إﻟﻰ اﻟﺗﺻﻧﯾﻊ واﻟﺧدﻣﺎت ،واﻟﺗﻲ ﺗرﺗﺑط ﺑﻣﺎ ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﯾﮫ ھذا ﻻﺣﻘﺎ ً ﻣن
ارﺗﻔﺎع ﻓﻲ اﻹﻧﺗﺎﺟﯾﺔ .وﻣن ﺑﯾن اﻟدروس اﻷﺧرى أن اﻟزﯾﺎدة اﻟﻣطردة ﻓﻲ اﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ﻻ ﯾﻣﻛن أن ﺗﺗﺣﻘق ﻣن
ﺧﻼل اﻻﻛﺗﻔﺎء ﺑﺎﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ ﻗوى اﻟﺳوق واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر اﻷﺟﻧﺑﻲ اﻟﻣﺑﺎﺷر وﺣده؛ ﻓﻼﺑد ﻟﻠدوﻟﺔ أﯾﺿﺎ ً أن ﺗﻠﻌب
دوراً ﻧﺷطﺎ ً .ﻛذﻟك ﯾﻧﺑﻐﻲ ﻟﻠﺣﻛوﻣﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ ﺗﺷﺟﯾﻊ ﺗوﻓﯾر اﻹﻗراض ،وﺧﻠق إطﺎر ﻗﺎﻧوﻧﻲ ﺳﻠﯾم ﻟﻸﻋﻣﺎل،
وإرﺳﺎء اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ ،ورﻋﺎﯾﺔ اﻟﻘوة اﻟﻌﺎﻣﻠﺔ اﻟﻣﺳﺗﻧﯾرة .وﯾﻣﻛن ﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ ﻟﻠﺗرﺗﯾﺑﺎت اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة
واﻟﻣﺎل ،وأوﺟﮫ اﻟﺗﺣﺳن اﻟﺗﻲ ﺗطرأ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﺣﺗﯾﺔ اﻹﻗﻠﯾﻣﯾﺔ أن ﺗﺣﻔز اﻟﻧﻣو وأن ﺗﺧﻠق أﺳواﻗﺎ ً أرﺣب،
وﺑﺎﻟﺗﺎﻟﻲ ﺗﻘﻠل اﻻﻋﺗﻣﺎد ﻋﻠﻰ اﻷﺳواق اﻟﺗﻘﻠﯾدﯾﺔ.
ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠﻌوﻟﻣﺔ واﻟﺗﺣرﯾر أن ﯾﺣﻼ ﻣﺣل اﻟﻘوى اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻟﻠﻧﻣو .ﻓﻣن ﺷﺄن اﻟﺗﻛﺎﻣل اﻟﺣذر واﻟذي ﯾﺗم إدارﺗﮫ
ﺑﺻورة ﺣﺳﻧﺔ إﻟﻰ داﺧل اﻻﻗﺗﺻﺎد اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،واﻟذي ﯾﺗم ﺗرﺗﯾﺑﮫ وﺗﻛﯾﯾﻔﮫ ﻋﻠﻰ ﻧﺣو ﯾﺗﻼءم ﻣﻊ ﻣﺳﺗوى اﻟﺗﻧﻣﯾﺔ
اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ واﻟﻣؤﺳﺳﯾﺔ ﻟﻛل ﺑﻠد ،أن ﯾدﻋم اﻟﻣﺳﺗﺛﻣرﯾن واﻟﻣﻧﺗﺟﯾن اﻟﻣﺣﻠﯾﯾن .ﻓﺗﺗﻘﯾد اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت اﻻﻗﺗﺻﺎدﯾﺔ
اﻟﻣﺣﻠﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ﻻﺳﯾﻣﺎ ﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟﺗﺟﺎرة ،واﻻﺳﺗﺛﻣﺎر ،واﻟﺗﻛﻧوﻟوﺟﯾﺎ -ﻓﻲ اﻟوﻗت اﻟراھن ﺑﺎﻻﻟﺗزاﻣﺎت
اﻟدوﻟﯾﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﺗﺟﺎرة واﻻﻗﺗراض ،اﻷﻣر اﻟذي ﯾدﻋو إﻟﻰ إﻋﺎدة اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ذات اﻟﺻﻠﺔ ﺑﻣﻧﺢ
اﻟﻣﺳﺎﺣﺎت اﻟﻣﻼﺋﻣﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﺳﺎت اﻟوطﻧﯾﺔ واﻟﻣروﻧﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ﻓﻲ اﻟﺑﻠدان اﻟﻧﺎﻣﯾﺔ ،واﺳﺗﻛﺷﺎف اﻟﻛﯾﻔﯾﺔ اﻟﺗﻲ
ﯾﻣﻛن ﺑﮭﺎ اﺳﺗﻐﻼل ھذه اﻟﻣﺳﺎﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺳﯾﺎﺳﺎت ﻋﻠﻰ ﻧﺣو أﻛﺛر ﻛﻔﺎءة.
29