Professional Documents
Culture Documents
واجب اسس
واجب اسس
مقدمة البحث:
لقد أصبح من الضروري تثمين الحصيلة الرياضية الجزائرية منذ اإلستقالل ( ، )1962و التي تشكلت على
مراحل متعاقبة بعد التطور الذي شهدته الرياضة في بالدنا ....و كان البد علينا بمناسبة اإلحتفال بخمسينية
إسترجاع السيادة الوطنية أن نستعرض هذه المسيرة التي كانت حافلة بإنجازات كبيرة بلغت القمم في المحافل
الدولية بفضل أسماء رفعوا الراية الوطنية عاليا في مختلف التخصصات الرياضية ،وهذا بفضل موهبتهم
الكبيرة والتكوين والمتابعة التي سمحت في صنع أمجاد الجزائر في عدة مناسبات .
كما ساهمت الرياضة منذ سنوات في بناء الجزائر ،ال سيما وأن فريق جبهة التحرير الوطني كان له دور بارز
في إسماع صوت الثورة الجزائرية عبر العالم من خالل المقابالت التي أجراها في العديد من الدول ،حيث كان
يضم خيرة الالعبين على غرار رشيد مخلوفي و مصطفى زيتوني و عبد الرحمان بوبكر و كروم و براهيمي و
بوشاش و كرمالي و سوكان و عريبي و ستاتي و رواي و دفنون ،الذين ساهموا في تحرير الجزائر من
اإلستعمار الفرنسي منذ مغادرتهم ألنديتهم والضجة اإلعالمية الكبيرة التي أحدثوها آنذاك ...و غداة اإلستقالل
ساهم هؤالء الالعبين في تطوير كرة القدم الجزائرية ،حيث أصبحوا مؤطرين من درجة خمس نجوم .
التطورات: -
وفضال عن كرة القدم ،سعت الجزائر إلى ترسيم حضورها على المستوى العالمي في جل التخصصات
الرياضية كدولة فتية مستقلة خاصة وأن إسترجاع السيادة الوطنية تزامن مع إقتراب تنظيم بطوالت و
دورات عالمية وقارية منها األلعاب اإلفريقية األولى سنة 1963و بطولة العالم للدراجات في نفس السنة
بسويسرا وكأس العالم للكرة الحديدية بسويسرا أيضا .
ولتحقيق هذا الغرض تم إنشاء أندية وطنية في مختلف الرياضات التي كانت تضمها إتحاديات ...هذه
األخيرة التي علمت على توسيع الممارسة و إنتقاء المواهب أقيم عمل جبار على جميع المستويات
لتشكيل النخبة الوطنية التي ستشارك فيما بعد في المنافسات الدولية ،والتي تعد المقياس الحقيقي لمدى
تطور الرياضة في بالدنا .
وكانت المفاجأة أن الجزائر برزت وتألقت في أول ظهور رسمي لها ،حيث جاء التتويج القاري األول من
نيروبي على يد الدراج الجزائري أحمد جليل الذي أهدى الجزائر أول ميدالية ذهبية في عهدها المستقل،
وتلته المفاجأة الكبيرة التي صنعها منتخب الكرة الحديدية سنة ،1964حيث نال لقب كأس العالم
إختصاص اللعب القصير بفضل مهارة الثالثي سيد أحمد سينيا و بوعالم غوراب وأحمد فراح .
كما كانت الجزائر في نفس السنة على موعد مع الدخول في الفضاء األولمبي حيث شاركت في األلعاب
األولمبية لطوكيو ومثلها آنذاك السيد محمد لزهاري في إختصاص الجمباز ،و إحتل فيها المرتبة ال، 49
و كانت تجربة رمزية للرياضة الجزائرية في هذا الموعد العالمي الكبير ،الذي كان الهدف األساسي منها
رفع العلم الوطني إلى جانب أعالم باقي دول العالم .
و تمثلت حصيلة الجزائر في المنافسة المتوسطية بعشرين ميدالية منها 4ذهبيات و 7فضيات و 9
برونزيات ،وذلك تقريبا في كل الرياضات ال 18المبرمجة خصوصا في ألعاب القوى التي تألق فيها
العداء بوعالم رحوي في سباق 3000م موانع ،حيث تمكن من اإلقتراب إلى الرقم العالمي كما أجرى
السباق النهائي بسهولة كبيرة مؤكدا بذلك مهاراته الكبيرة ،باإلضافة إلى المالكمة و سباق الدراجات و
السباحة و الجيدو.
و لعل أبرز حدث دون بأحرف بارزة في المنافسة ذاتها هو قهر المنتخب الوطني لكرة القدم منتخب
"الديكة" حيث تمكن بكل من خطف المعدن النفيس بكل جدارة و إستحقاق في لقاء أقل ما يقال عنه
مثير .و بقيت نشوة الجزائريين متواصلة في الكرة المستديرة دائما ،و كانت هذه المرة مع "العميد"
عندما خاض أول تجربة قارية عام ،1976حيث كانت مشاركته موفقة بشكل كبير مبرهنة بذلك نجاعة
التكوين القاعدي على مستوى األندية الوطنية ،حيث حقق رفقاء عزوز فوزاً ثمينا ً مازال راسخا ً في ذاكرة
الجمهور الجزائري ...فرغم خسارتهم في مباراة الذهاب بواقع ( )0 -3إستطاعوا قلب الموازين لصالحهم
بنفس النتيجة في مرحلة اإلياب .
و بفضل هذه األرمادة من الالعبين تمكن الفريق الوطني من المشاركة في موندياله الثاني على التوالي
بمكسيكو عام ،1986أين لم تكن النتائج مثل المشاركة األولى ،لكن الشعب الجزائري يحتفظ بصورة
مباراتنا أمام البرازيل ،أين لقن بلومي و عصاد و ماجر درسا لزمالء كاريكا.
من جانبها ،تحصي التشكيلة الجزائرية لكرة القدم بفضل جيل ذهبي يتشكل من رابح ماجر و لخضر
بلومي و جمال مناد و صالح عصاد و غيرهم في رصيدها كأسا إفريقية لألمم تحصلت عليها سنة
1990بالجزائر بعد التغلب في النهائي على نيجيريا بنتيجة (.)1-0
كما فازت بالكأس األفروآسيوية على حساب إيران سنة 1991بنتيجة ( )1- 2بطهران بالنسبة للمحليين
و ( )0-1بالجزائر " للخضر" ،و تأهلت إلى كأس العالم في ثالث مناسبات سنة 1982و الفوز
التاريخي على ألمانيا )1-2( و في سنة 1986بالمكسيك و 2010في جنوب إفريقيا.
و يزخر مشوار الرياضية سليمة سواكري بعشر بطوالت إفريقية و صاحبة ميدالية برونزية في بطولة
العالم لألواسط و الخامسة في األلعاب األولمبية لسنة 2004في فئة أقل من 52كلغ.
و في الكاراتي كوشيكي توجت الجزائرية المية الوالي (كاتا) بالميدالية الذهبية سنة 2004بهالكيديكي
في ضاحية العاصمة اليونانية أثينا لحساب البطولة العالمية التي عرفت مشاركة 60بلداً .وفي رياضات
أخرى ،ألقاب عديدة على مستوى األندية في كرة اليد والحصيلة بالجملة لمولودية الجزائر على الصعيد
القاري و مولودية وهران سابقا في البطوالت العربية ،إلى جانب رياضة الكرة الطائرة التي تبقى في تألق
مستمر دون أن ننسى تحقيق التأهل الثاني على التوالي للمنتخب الوطني لكرة الطائرة إناث لأللعاب
األولمبية بلندن ،وكذا ألقابه القارية.
ملخص حل المشاكل:
وبالتالي ،فإن الرياضة الجزائرية تزخر بمواهب عديدة ،تتألق بإستمرار حين تجد المتابعة المستمرة
والعلمية ،أين عشنا لحظات تاريخية في رياضات مختلفة مثل التنس وتنس الطاولة و التايكواندو و
الكاراتي والجمباز والكرة الحديدية ،كرة السلة والمصارعة.
المنتخب العسكري ...المفاجأة السارة
و تمكنت الرياضة العسكرية من إحداث اإلستثناء الكروي الوحيد في ، 2011عندما توج المنتخب الوطني
بكأس العالم العسكرية التي جرت بالبرازيل شهر جويلية ،بعد تغلبه على المنتخب المصري بهدف نظيف
حمل توقيع مهاجم مولودية وهران سيد أحمد عواج ،وقدم أشبال المدرب عبد الرحمن مهداوي دورة في
المستوى بعد أن تصدروا مجموعتهم التي ضمت منتخبات البرازيل ،األوروغواي و السورينام ،قبل أن
يفوزوا على البرازيل البلد المضيف في المباراة نصف النهائية.
فالمجهود الكبير الذي يقام على مستوى الرياضة الجزائرية كفيل بأن يقدم لنا ألقابا أخرى ،خاصة وأن
األندية تساهم في إرساء قاعدة صلبة للرياضة ،وفي هذا المقام علينا ذكر إنجازات أنديتنا في كرة القدم
بألقاب قارية لمولودية الجزائر )1976( بكأس إفريقيا البطلة وشبيبة القبائل( )1981نفس اللقب و
1995كأس إفريقيا لألندية الحائزة على الكأس وبداية القرن الحالي 3كؤوس للكاف و
وفاق سطيف كأس إفريقيا البطلة سنة 1988وكأس العرب مرتين ،إضافة إلى مولودية وهران التي
تألقت بلقب عربي.
و بالرغم من كل ما حققته الرياضة في 50سنة مضت إال أن تحديات تفرض نفسها في السباق اإلقليمي
و العالمي هي ضرورة دعم اإلتحادات الوطنية و إستكمال المنشآت التي تعد من األولويات و كذا اإلهتمام
بالتكوين القاعدي حتى تضمن الرياضة الجزائريةخلف مثمر كجيل المنتخب الوطني . 1982