You are on page 1of 450

‫يل السادس‬

‫مؤمتر اللُّغة العرب َّية الدو ّ‬


‫بعنوان‪:‬‬
‫تعليم اللغة العربية وتعلمها‪ ،‬تطلع نحو املستقبل‪:‬‬
‫ف َرص‪ ،‬والتح ِّديات»‬
‫«املتطلَّبات‪ ،‬وال ُ‬
‫تحت شعار‬
‫«بالعربية‪ ...‬نُبدع»‬

‫‪5‬‬

‫فرباير ‪2023 -‬م‬

‫© كافـــة الحقـــوق العلميـــة واألدبية محفوظـــة للمركز الرتبـــوي للغـــة العربية لـــدول الخليج‬
‫ّ‬
‫الدولي السادس بعنوان‪ :‬تعليم اللغة العربية وتعلمها‪ ،‬تطلع نحو‬ ‫اسم الكتاب‪ :‬مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫المستقبل‪« :‬المتطلَّبات‪ ،‬والفُرَ ص‪ ،‬والتح ِّديات»‪.‬‬

‫الرقم الدولي‪ISBN 978 - 9948 - 802 - 15 - 0 :‬‬


‫الطبعة األولى‪1444 :‬هـ ‪ 2023 -‬م‬
‫نشر في دولة اإلمارات العربية المتحدة‬

‫وينَع استخدام أي من املواد التي يتضمنها‬


‫جميع الحقوق محفوظة للمركز الرتبوي للغة العربية لدول الخليج‪ُ ،‬‬
‫الكتاب أو استنساخها أو نقلها كليًّا أو جزئيًّا يف أي شكل وبأية وسيلة‪ ،‬سواء بطريقة إلكرتونية أو آلية مبا يف ذلك االستنساخ‬
‫الفوتوغرايف أو التسجيل أو أي نظام من نظم تخزين املعلومات أو اسرتجاعها إال بإذن خطـي من النارش‪.‬‬

‫الناشر‬

‫المركز التربوي للغة العربية لدول الخليج‬


‫الهاتف‪00971 6 519 4000 :‬‬
‫الهاتف المتحرك‪00971 5 444 98042 :‬‬
‫ص‪.‬ب‪ - )66656( :‬الشارقة ‪ -‬اإلمارات العربية المتحدة‬
‫البريد اإللكتروني‪gecal@abegs.org :‬‬
‫الموقع اإللكتروني‪www.alecgs.ae :‬‬
‫[سورة يوسف‪ :‬اآلية رقم ‪]2 -‬‬
‫‬ ‫المحتويات‬

‫فهرس محتوي إصدارات مؤتمر اللغة العربية الدولي السادس فبراير ‪2023‬م‬

‫رقم الصفحات‬ ‫املحتوى‬ ‫رقم الجزء‬ ‫م‬

‫‪216 - 1‬‬ ‫املحو ُر األولُ ‪ :‬تطوير مناهج اللُّغة العربيَّة‬ ‫الجزء األول‬ ‫‪1‬‬

‫‪366 - 217‬‬ ‫املحو ُر الثَّاين‪ :‬إعداد معلم اللُّغة العربيَّة يف القرن الحادي والعرشين‬
‫الجزء الثاين‬ ‫‪2‬‬
‫‪448 - 367‬‬ ‫الثالث‪ :‬اتجاهات حديثة يف تقويم تعليم اللُّغة العربيَّة‬
‫املحو ُر ُ‬
‫‪728 - 449‬‬ ‫املحو ُر الراب ُع‪ :‬إسرتاتيجيَّات تدريس اللُّغة العربيَّة‬ ‫الجزء الثالث‬ ‫‪3‬‬

‫‪932 - 729‬‬ ‫الخامس‪ :‬توظيف التقنيات الحديثة يف تعليم اللُّغة العربيَّ ِة وتعلُّمها‬
‫ُ‬ ‫املحو ُر‬
‫الجزء الرابع‬ ‫‪4‬‬
‫‪1026 - 933‬‬ ‫السادس‪ :‬تعليم وتعلُّم اللُّغة العربيَّة عن بُ ْع ٍد‬
‫ُ‬ ‫املحو ُر‬
‫‪1456 - 1027‬‬ ‫ني بغريها‬ ‫العربية ِ‬
‫للناط ِق َ‬ ‫املحو ُر الساب ُع‪ :‬برامج تعليم اللُّغة َّ‬
‫الجزء الخامس‬ ‫‪5‬‬
‫‪1473 - 1457‬‬ ‫أفضل املامرسات والتجارب‬

‫المحتويات‬
‫رقم‬ ‫البحث‬
‫الصفحة‬
‫املحور السابع‪ :‬برامج تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها‬

‫‪1035‬‬ ‫ني بغريها‬


‫العربية للناطق َ‬
‫َّ‬ ‫ُّغوي يف تعليم‬
‫إسرتاتيجيات التعلُّم املعريفِّ والتواصل الل ِّ‬
‫َّ‬ ‫توظيف‬

‫‪1049‬‬
‫يب‪ :‬رؤية لسانية لتعليم مهارات التفكري النحوي التداويل للناطقني‬‫لية يف النحو العر ِّ‬ ‫ال َّتدا ُو َّ‬
‫بالعربية وبغريها‬
‫َّ‬
‫‪1065‬‬ ‫ني بغريها من وجهة نظر القامئني عليها‬‫للناط ِق َ‬
‫ِ‬ ‫العربية‬
‫َّ‬ ‫تقييم تعليم اللُّغة‬
‫‪1075‬‬ ‫العربية وتعليمها للناطقني بغريها ومقرتَحات للموا َجهة الف َّعالة‬
‫َّ‬ ‫مشكالت تعلُّم اللُّغة‬
‫‪1085‬‬ ‫العربية‬
‫َّ‬ ‫للناط ِق َ‬
‫ني بغري‬ ‫ِ‬ ‫إسرتاتيجية ‪ SQ3R‬وأخواتها يف تدريس مهارة القراءة‬
‫َّ‬
‫‪1107‬‬ ‫اجتامعية‬
‫َّ‬ ‫لسانية‬
‫َّ‬ ‫للناط ِق َ‬
‫ني بغريها من زاوية‬ ‫ِ‬ ‫آفاق تدريس اللُّغة‬
‫‪1119‬‬ ‫العربية يف إندونيسيا (األسباب والعالج ووسائله)‬
‫َّ‬ ‫تعليم اللُّغة‬
‫َ‬ ‫التحديَات التي تُ ِ‬
‫واجه‬ ‫ِّ‬
‫‪1129‬‬ ‫ٍ‬
‫بلغات أخرى‬ ‫ني‬ ‫العربية ال َّن ِ‬
‫اطق َ‬ ‫َّ‬ ‫يب ملتعلِّ ِمي اللُّغة‬
‫القياسية للخط العر ّ‬
‫َّ‬ ‫دليل مقرتَح لتوحيد ضوابط املعايري‬
‫‪1147‬‬ ‫العربية للناطقني بغريها‬
‫َّ‬ ‫يب يف مناهج تعليم اللُّغة‬
‫ُص َور ُمقرتَحة لتقديم الخط العر ِّ‬
‫‪1161‬‬ ‫للناط ِق َ‬
‫ني بغريها‬ ‫ِ‬ ‫العربية‬
‫َّ‬ ‫االصطناعي يف تعليم اللُّغة‬
‫ّ‬ ‫أهمية استخدام الذكاء‬
‫َّ‬
‫‪1171‬‬ ‫العربية للناطقني بغريها‬
‫َّ‬ ‫استخدام األناشيد واألحاديث النبويَّة كمدخل يف تعليم اللُّغة‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1030‬‬
‫رقم‬ ‫البحث‬
‫الصفحة‬
‫‪1183‬‬ ‫وتحديات‬
‫ّ‬ ‫الدينية بكرياال الهندية‪ :‬تجارب‬
‫َّ‬ ‫العربية يف املدارس‬
‫َّ‬ ‫تعليم اللُّغة‬
‫‪1195‬‬ ‫ني بغريها لتقوية مهاراتهم اللُّغو َّية‬ ‫العربية من ال َّن ِ‬
‫اطق َ‬ ‫َّ‬ ‫التدريبية مل ُ َتعلمي اللُّغة‬
‫َّ‬ ‫االحتياجات‬

‫‪1211‬‬
‫العربية (املشكالت والحلول)(التعبري يف كتاب‬ ‫َّ‬ ‫ني بغري‬‫للناط ِق َ‬
‫ِ‬ ‫ُّغوي‬
‫تعليم التعبري الل ّ‬
‫ُ‬
‫يدك أمنوذ ًجا)‬ ‫العربية بني َ‬
‫َّ‬ ‫املستوى‪ ‬الثالث‪ ‬يف سلسلة‬
‫‪1225‬‬
‫العربية لغة ثانية للمستوى املتف ّوق لدى‬
‫َّ‬ ‫التواصل الشفوي لدى متعلِّامت اللُّغة‬ ‫ُ‬ ‫تنمية مهارات‬
‫العربية للناطقات بغريها‪ /‬جامعة األمرية نورة بنت عبد الرحمن‬ ‫َّ‬ ‫ُّغة‬ ‫ل‬ ‫معهد تعليم ال‬
‫‪1241‬‬ ‫ُغات أخرى يف ضوء متطلَّبات التعلُّم املاتع‬ ‫العربية للناطقني بل ٍ‬‫َّ‬ ‫تطوير تعليم اللُّغة‬
‫‪1255‬‬ ‫الهنديةتحديات وفُرص‬
‫ِّ‬ ‫تعليم اللُّغة العربية يف الجامعات‬
‫‪1269‬‬ ‫األمازيغية يف الجزائر‪ ،‬مشكالت وحلول‬
‫ّ‬ ‫ني باللُّغة‬ ‫يب عند ال َّن ِ‬
‫اطق َ‬ ‫ُّغوي العر ّ‬
‫بناء املعجم الل ّ‬
‫‪1281‬‬ ‫الدبلوماسية (أُمنوذ ًجا)‬
‫َّ‬ ‫خاص ٍة األغراض‬ ‫ٍ‬
‫ألغراض َّ‬ ‫العربية‬
‫َّ‬ ‫مقرتح يف تعليم اللُّغة‬
‫َ‬ ‫برنامج‬
‫‪1295‬‬ ‫العربية لغري الناطقني بها مع ِّوقات وحلول‬
‫َّ‬ ‫تعلُّم اللُّغة‬
‫‪1309‬‬ ‫العربية للناطقني بغريها‬
‫َّ‬ ‫دور التفكري الناقد ومهاراته يف تعليم اللُّغة‬
‫‪1321‬‬ ‫إعادة النظر يف املهارة اللُّغو َّية دراسة إبستمولوجية من التجربة اإلندونيسية‬
‫‪1331‬‬ ‫العربيةرؤية لسانية تجديدية‬
‫َّ‬ ‫للناط ِق َ‬
‫ني بغري‬ ‫ِ‬ ‫إسرتاتيجيات تدريس العنارص اللُّغو َّية‬
‫َّ‬
‫‪1345‬‬ ‫العربية لغ ًة ثاني ًة‬
‫َّ‬ ‫إسرتاتيجيات تعلُّم النطق لدى متعلِّامت اللُّغة‬
‫َّ‬
‫‪1355‬‬ ‫العربية كلغة ثانية‬
‫َّ‬ ‫االصطناعي يف تعلُّم اللُّغة‬
‫ّ‬ ‫استثامر الذكاء‬
‫‪1385‬‬ ‫املعرفية ‪-‬‬
‫َّ‬ ‫اللسانيات‬
‫َّ‬ ‫العربية ‪ -‬مقاربة‬
‫َّ‬ ‫مهارت القراءة والكتابة للناطقني بغري‬
‫َِ‬ ‫تدريس‬

‫‪1399‬‬
‫العربية للناطقني بغريها ‪-‬الفيلم‬
‫َّ‬ ‫السمعية البرص َّية يف تعليم اللُّغة‬
‫َّ‬ ‫جاملية وفعالية املواد‬
‫السيناميئ أمنوذ ًجا‪-‬‬
‫‪1407‬‬ ‫العربية ‪-‬بحث يف املبادئ واإلسرتاتيجيات‪-‬‬
‫َّ‬ ‫للناط ِق َ‬
‫ني بغري‬ ‫ِ‬ ‫يب‬ ‫تدريس قواعد النحو العر ّ‬

‫‪1415‬‬
‫الوظيفية لدى ُم َت َعلِّمي اللُّغة‬
‫َّ‬ ‫إسرتاتيجية الفصل املقلوب يف تنمية مهارات الكتابة‬
‫َّ‬ ‫فاعلية‬
‫ني بغريها يف املستوى املتوسط‬ ‫اطق َ‬‫العربية ال َّن ِ‬
‫َّ‬
‫‪1429‬‬
‫وتعليم‪ -‬يف أرايض حكومة شعب‬ ‫ً‬ ‫العربية يف جنوب الفلبني تعل ًُّم‬
‫َّ‬ ‫الحقيقية لواقع اللُّغة‬
‫َّ‬ ‫الصورة‬
‫الذاتية منوذ ًجا‬
‫َّ‬ ‫مورو املسلمة‬
‫‪1445‬‬ ‫تدريس اللغة العربية للناطقني بغريها‪ :‬املشكالت والحلول‬
‫أفضل املامرسات والتجارب‬

‫‪1457‬‬ ‫أفضل املامرسات والتجارب‬

‫‪1031‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫الدولي السادس‬
‫ّ‬ ‫مؤتمر ال ُّلغة العرب َّية‬
‫فبراير ‪2023‬م‬
‫المحــــــور السابع‬

‫فبراير ‪2023‬م‬
‫الدولي السادس‬
‫ّ‬
‫برامج تعليم اللغة العربية‬

‫مؤتمر ال ُّلغة العرب َّية‬


‫للناطقني بغريها‬
‫الدولي السادس‬
‫ّ‬ ‫مؤتمر ال ُّلغة العرب َّية‬
‫فبراير ‪2023‬م‬
‫غوي في‬
‫ِّ‬ ‫المعرفي والتواصل ُّ‬
‫الل‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬
‫التعلم‬ ‫َّ‬
‫إستراتيجيات‬ ‫توظيف‬
‫َ‬
‫للناطقين بغيرها‬ ‫َّ‬
‫العربية‬ ‫تعليم‬

‫األستاذ الدكتور‪ /‬محمد بن عبد العزيز العمرييني‬


‫مدير برامج العربيَّة يف جامعة هونج كونج واألستاذ الزائر فيها سابقًا‬
‫أستاذ العربيَّة والدراسات العليا يف جامعة محمد بن زايد للعلوم اإلنسانيَّة حاليًّا‬

‫‪mohammed.alomarini@mbzuh.ac.ae‬‬

‫بسم هللا الرحمن الرحيم‬


‫ـامي ًة عريق ـةً‪ ،‬وهــي لغــة حيــة معــارصة‪ ،‬تشــمل رشيح ـ ًة واســعة مــن‬ ‫عربي ـ ًة وإسـ َّ‬ ‫العربيــة ثقاف ـ ًة وحضــار ًة َّ‬ ‫َّ‬ ‫متثِّــل اللُّغــة‬
‫جغرافيــة حيويــة‪ ،‬ت ُ َع ـ ُّد مح ـ َّط أنظــار العــامل‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫منطق‬ ‫إىل‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫تنتم‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ة‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫املجتمعــات‬
‫ـرا لإلقبــال املتزايــد عــى تعلُّــم اللُّغــة العربيَّــة مــن قبَــل الناطقــن بغريهــا لدواف ـ َع متنوعــة؛ سياســيَّة‪ ،‬ودبلوماســية‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ونظـ ً‬
‫ـج نوعيَّ ـ ٍة تُعنــى‬ ‫وتواصليــة‪ ،‬وغريهــا‪ ،‬وافتقــار املكتبــة العربيَّــة إىل برامـ َ‬ ‫ُ‬ ‫واقتصاديَّــة‪ ،‬ودينيــة‪ ،‬وثقافيَّــة‪ ،‬وتعليميَّــة‪ ،‬وســياحية‪،‬‬
‫توســعية لخلــقِ برامــج متنوعــة لتعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بغريهــا؛ لتحقيــق أهداف‬ ‫بتعليــم العربيَّــة‪ ،‬وانطالقًــا مــن رؤيـ ٍة ُّ‬
‫ِ‬
‫ـث عــى هــذه الدراســة التــي تل ـ ِّوح بأهمي ـة هــذا املوضــوع عــى‬ ‫ـر ‪ -‬كان الباعـ ُ‬ ‫امل ُســتفيدين بأســلوب علمــي وتطبيقــي ميـ َّ‬
‫التواصــل‬ ‫ُ‬ ‫ـريف‪ ،‬وطرائــق‬ ‫أصعدتِــه املختلفــة‪ ،‬والتــي تســعى إىل الوقــوف عــى عــدد مــن اإلســراتيجيات الحديثــة للتعلُّــم املعـ ِّ‬
‫ـات‬‫ن ذلــك وقَفـ ٍ‬ ‫ـاليب تعليــم العربيَّــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬مــع تضمـ ِ‬ ‫ـوي؛ و ِمــن ث َـ َّم توظيفهــا توظي ًفــا عمليًّــا يف مناهـ ِج وأسـ ِ‬ ‫اللُّغـ ِّ‬
‫تطبيقيَّــة ومعرفيَّــة مــن خــال تجربتــي يف تعليــم العربيَّــة للناطقــن بغريهــا يف هونــج كونــج‪ ،‬والصــن‪ ،‬واليابــان‪.‬‬
‫الثقافية‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـدويل بتجلياتــه كافَّـةً؛‬ ‫ـت واملتميــز عىل املشــهد الـ ِّ‬ ‫اللفـ ِ‬ ‫ذات الحضــور َّ‬ ‫ميــة َ‬ ‫العربيــة إحــدى اللغــات العالَ َّ‬ ‫َّ‬ ‫وت ُ َعـ ُّد اللُّغــة‬
‫عامليــا عا ًما‬ ‫ًّ‬ ‫مها‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫اإلقب‬ ‫ـع‬‫ـ‬‫وتوس‬
‫ُّ‬ ‫ـارها‬ ‫ـ‬ ‫وانتش‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫حض‬ ‫ـزداد‬ ‫ـ‬ ‫وي‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫والتواصلي‬
‫َّ‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫والسياس‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫واالقتصاد‬ ‫والفكريَّــة‪،‬‬
‫يت باملوضوعــي؛ فم ـ َن العوامـ ِـل‬ ‫ُّ‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ويتداخ‬ ‫ـك‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫إىل‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫تدع‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫دة‬ ‫د‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫املتع‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫العوام‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ٍ‬
‫ة‬ ‫ـ‬ ‫جمل‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫نتيج‬ ‫بعــد آخــر‬
‫ـريف‪ ،‬واالطــاع‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫واملع‬ ‫ـي‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫العلم‬ ‫ـباع‬ ‫ـ‬ ‫لإلش‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫يف‬ ‫ـرب‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫واملثقف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬
‫ِّ‬ ‫املهت‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫كث‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫برغب‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫َّ‬ ‫ت‬ ‫ي‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫الذاتيــة م‬
‫َّ‬
‫الثقافيــة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العومل‬ ‫يف‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫واضح‬ ‫ـدو‬ ‫ـ‬ ‫فتب‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫املوضوعي‬
‫َّ‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫العوام‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫أم‬ ‫ـدد‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫واملتع‬ ‫ـوع‬ ‫ـ‬ ‫املتن‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫وتراثه‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫وفكره‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الثقاف‬ ‫عــى‬
‫الســات الرئيسـ ِة لجيــل اليــوم‪ ،‬وأحــد الــروط املهمــة‬ ‫ِّ‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫إح‬ ‫ـات‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫أصب‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫والت‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫واللغو‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫والفكر‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫والسياس‬
‫ـعيا لفهــمٍ أفضـ َـل لعالَــمِ اليوم‬ ‫للعيــش املشــرك‪ ،‬وبنــاء ِص َيــغ متعــددة للتفا ُهــم والحــوار بــن مختلِــف الشــعوب والحضــارات؛ سـ ً‬
‫والثقافيــة؛ باعتبــار اللُّغــة الوســيل َة األرقــى لالتصــال والحــوار‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫املوســوم بصفــة التنــوع‪ ،‬والتقــارب‪ ،‬والتعدديــة الفكريَّــة‬
‫وعط ًفــا عــى مــا يش ـ َه ُده مجــال تعلُّــم وتعليــم اللغــات مــن تط ـ ُّور هائــل عــى مســتوى الشــكل واملضمــون‪ ،‬واملتمثِّــل يف‬
‫ـط مبت ِكر وجديــد يف التعلُّــم والتعليم؛‬ ‫ـا مــع الرؤيــة الحديثــة يف تقديم منَـ ٍ‬ ‫توظيــف التطـ ُّورات التقنيَّــة يف هــذا املجــال‪ ،‬وتنا ُغـ ً‬
‫ماسـ ًة لتطويــر تعلُّــم وتعليــم العربيَّــة لغــر الناطقــن بهــا‪ ،‬يف ضــوء رؤيــة عرصية متطــورة‪َ ،‬وف ًقــا ألحدث‬ ‫فــإن الحاجـ َة تبــدو َّ‬
‫ـرة عامليًّــا‪ ،‬وتِ َقنيًّــا‪ ،‬ولســانيًّا‪ ،‬وثقافيًّــا؛ ســواء يف أســاليب التقديــم ويف إســراتيجيَّات التعلُّــم والتعليــم والتقويــم‪،‬‬ ‫املعايــر املعتـ َ‬
‫ـي‪ ،‬ومنافسـتَه‪ ،‬وانتظا َمــه‪ ،‬وفَعالِيَتَــه‪ ،‬وســهول َة الوصــول ألكــر عــدد ممكــن من املتعلِّمــن َ‬
‫حول‬ ‫مبــا يح ِّقــق جــود َة املنتَــج التعليمـ ِّ‬
‫أي لغــة لناطــقٍ بغريهــا ُيثِّــل ‪-‬ال ريــب‪ -‬إشــكالي ًة تســتدعي العنايـ َة والتفكـ َ‬
‫ـر‬ ‫ـث إن تعليـ َم ِّ‬ ‫العالَــم‪ ،‬أو مــا يُعــرف بالتعميــم‪ ،‬وحيـ ُ‬
‫والبحــث وراء حلِّهــا؛ فــإن هــذه الدراســة تحــاول أن تضـ َع ي َدهــا عــى أســباب تلــك املشــكلة‪ ،‬واتجاهاتهــا‪ ،‬ثــم تلتمــس الحلــول‬
‫النافعــة لها‪.‬‬
‫ـايف والجغــرايف؛ فإنَّــه حينئذ‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الثق‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫املحي‬ ‫يف‬ ‫ة‬‫ً‬ ‫ـ‬ ‫مختلف‬ ‫ٍ‬
‫ودالالت‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ً‬ ‫عم‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫تح‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـم‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املفاهي‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫تل‬ ‫ِ‬
‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـدث‬ ‫ـ‬ ‫نتح‬ ‫وحــن‬
‫املجتمعيــة‬
‫َّ‬ ‫ة‬ ‫ـلوكي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـاط‬ ‫ـ‬ ‫األمن‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ه‬‫ِ‬
‫ر‬ ‫ـدو‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـر‬‫ـ‬‫ِّ‬ ‫ث‬ ‫يؤ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫بالثقاف‬ ‫ـت‪-‬‬ ‫ـ‬ ‫كان‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬‫ًّ‬ ‫ي‬ ‫–أ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـاط‬ ‫ـ‬ ‫ارتب‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـس‬‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الرئي‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫املحص‬
‫َّ‬ ‫يبــدو‬
‫ـر بهــا‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫يع‬ ‫ـوات‬‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫أص‬ ‫ـاء‪-‬‬ ‫ـ‬ ‫القدم‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫رؤي‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫‪-‬ع‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ألن‬ ‫‪،‬‬‫ـاين‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫بالخط‬ ‫دة‬ ‫د‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫املتع‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫وال‬ ‫ـاءات‬ ‫ـ‬ ‫اإليح‬ ‫ذات‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫املختلف‬
‫ـا يســتو ِجب تفاعـ ًـا لُغويًّــا مشــركًا بــن أطــراف متعــددة‪.‬‬ ‫ذات مدلــوالت واضحــة؛ مـ َّ‬ ‫عــن املــراد‪ ،‬يف ظـ ِّـل طرائـ َـق وقواعـ َد ِ‬
‫مــن هنــا؛ فــإن واقـ َع تعليــم العربيَّــة للناطقــن بغريهــا يف مختلــف أنحــاء العالَــم‪ ،‬ويف ظــل الرغبــة واإلقبــال املتزايــد لتعلُّم‬ ‫ِ‬
‫ـث يف سياســات‪ ،‬وإســراتيجيَّات‪ ،‬وطرائـ َـق بديلـ ٍة تُسـ ِهم أو تُقــا ِرب إىل‬ ‫العربيَّــة مــن ِقبَــل غــر الناطقــن بهــا؛ يســتوجب البحـ َ‬

‫‪1035‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ـياقات املناســب َة واملمنهجـ َة الكتســاب تلــك اللُّغــة ِ‬


‫ذات ال َعالقــة‬ ‫حـ ٍّد مــا يف تعزيــز املهــارة الثقافيَّــة لــدى املتعلِّمــن‪ ،‬وتوفِّــر السـ ِ‬
‫ـايف والحضاري‪.‬‬ ‫املتأصلــة باملكـ ِّون الثقـ ِّ‬
‫ِّ‬
‫ـريف‪ ،‬ووســائل توظيفهــا‬‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫واملع‬ ‫ـاين‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫س‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫التواص‬
‫ُ‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫املهم‬ ‫ـراتيجيات‬ ‫ـ‬ ‫واإلس‬ ‫ـس‬‫ـ‬ ‫س‬‫ُ‬ ‫أل‬
‫َ َ ُ‬‫ا‬ ‫ـض‬‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ع‬ ‫ـ‬ ‫تض‬ ‫أن‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـذه‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـاول‬
‫ـ‬ ‫وتح‬
‫العربيــة‪ ،‬وامل ُتعلِّمــن مــن الفئــات الناطقــة بغريهــا‪.‬‬
‫َّ‬ ‫لخدمــة‬

‫التمهيد‪:‬‬
‫ـبب كــرة‬‫اختلــف العلــاء يف تعريــف اللُّغــة ومفهومهــا‪ ،‬وليــس هنــاك اتفــاق شــامل عــى مفهــومٍ محـ َّدد لهــا‪ ،‬ويَر ِجــع سـ ُ‬
‫ـف لهــا ليــس بالعمليَّة اليســرة‪ ،‬مــن هــذه التعريفات‪:‬‬ ‫التعريفــات وتع ُّد ِدهــا إىل ارتبــاط اللُّغــة بكثـرٍ مــن العلــوم؛ فانتقــاء تعريـ ٍ‬
‫يعب بها ُّكل قوم عن أغراضهم» ‪.‬‬ ‫عرفها ابن ِج ِّني بقوله‪« :‬أما ح ُّدها‪ :‬فإنَّها أصوات ِّ‬ ‫ ‪َّ 1.‬‬
‫(((‬

‫وعرفهــا غــره بأنَّهــا‪ :‬نظــا ٌم مــن الرمــوز الصوتيَّــة االعتباطيــة يُتَعــا َرف بواســطتها بــن أفــراد املجتمــع‪ ،‬تخضــع هــذه األصــوات‬ ‫ ‪َّ 2.‬‬
‫ـركات التــي يقــوم بهــا َجهــاز النطــق‪ ،‬ومــن حيــث الصفــات والظواهــر الصوتيَّــة املصاحبــة‬ ‫ـارج أو الحـ ُ‬ ‫للوصــف مــن حيــث املخـ((( ُ‬
‫لهــذه الظواهر النطقيــة ‪.‬‬
‫لفظيا‬
‫ًّ‬ ‫أكان‬ ‫ـواء‬‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـب‬
‫ـ‬‫ُ‬ ‫ط‬‫التخا‬ ‫ـور‬
‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـورة‬‫ـ‬ ‫وص‬ ‫‪،‬‬‫(((‬
‫ـاس‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫التفاه‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫لتحقي‬ ‫ـتعمل‬‫ـ‬ ‫س‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫اجتامعي‬
‫َّ‬ ‫ ‪3.‬وقيــل بــأن اللُّغــة‪ :‬ظاهــرة‬
‫الصوتيــة (((‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـوز‬
‫ـ‬ ‫الرم‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫نظ‬ ‫أو‬ ‫ـوت‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫يف‬ ‫ـوع‬
‫ـ‬ ‫موض‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫معن‬ ‫أو‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫املنطوق‬ ‫ـوات‬ ‫ـ‬ ‫األص‬ ‫ـام‬‫ـ‬ ‫نظ‬ ‫ـر لفظـ ٍّـي‪ ،‬وهــي‬‫أم غـ َ‬
‫ٍ‬
‫وعرفَهــا (أوتــو يسربســن) بأنَّهــا‪ :‬نشــاط إنســاين يتمثَّــل مــن جانــب يف مجهــود عضــي يقــوم بــه فــر ٌد مــن األفــراد‪ ،‬ومــن‬ ‫ ‪َّ 4.‬‬
‫ـب آ َخــر عمليَّــة إدراكيــة ينفعــل بهــا فــر ٌد أو أفــراد آخــرون‪ ،‬وقــال (إدوارد ســابيري)‪ :‬اللُّغــة وســيلة إنســانيَّة خالصــة وغــر‬ ‫جانـ ٍ‬
‫غريزيــة إطالقًــا‪ ،‬لتوصيــل األفــكار واألفعــال والرغبــات عــن طريــق نظــامٍ مــن الرمــوز التــي تصــدر بطريقــة إراديَّــة(((‪.‬‬
‫العربية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫املشكالت العا َّمة لتعليم‬
‫ـانيات‬
‫نفســها‪ ،‬فاملشــتغلون باللسـ َّ‬ ‫العربية ِ‬ ‫َّ‬ ‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ :‬ما يعــود إىل اللُّغة‬ ‫َّ‬ ‫التعليميــة للُّغــة‬
‫َّ‬ ‫مليـ َة‬
‫أول مــا يعــوق ال َع َّ‬
‫وصفوهــا بال ُكــؤود؛ فمنــذ قــرون طويلــة‬ ‫َ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫عوب‬ ‫الص‬
‫ُّ‬ ‫ـن‬‫ـ‬‫م‬‫ِ‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫عدي‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬‫ً‬ ‫ب‬ ‫أبوا‬ ‫ـوا‬ ‫ـ‬ ‫طرق‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫طبيقي‬
‫َّ َّ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫خاصــة اللغويَّ‬
‫العربيــة َّ‬
‫َّ‬
‫ـهيل‪ ،‬منــذ محــاوالت ابــنِ َم َضــا ٍء القرطبــي(((‪ ،‬مــرو ًرا باجتهــادات الدكتــور نهــاد املــوىس‪ ،‬إىل‬ ‫ـر والتَّسـ َ‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫التيس‬ ‫ـون‬ ‫وهــم يحاولـ‬
‫عمليــة تعليــم‬ ‫العربيــة بــأن َّ‬ ‫َّ‬ ‫العربيــة يف شـتَّى البــاد‬ ‫َّ‬ ‫ـانيات‬‫محــاوالت الدكتــور شــوقي ضيــف‪ ،‬وغريهــم‪ ،‬ويعــرف علــاء اللسـ َّ‬
‫العربيــة‪ ،‬فإذا‬
‫َّ‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫عملي‬
‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫تيس‬ ‫ِ‬
‫ـاوالت‬ ‫ـ‬ ‫مح‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫عاكف‬ ‫ـات ج َّمـةً؛ لذلــك نجدهــم‬ ‫ـكالت كثــر ًة وصعوبـ ٍ‬ ‫العربيــة تواجــه مشـ ٍ‬ ‫َّ‬
‫العربيــة مــن‬
‫َّ‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫متع‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫عن‬ ‫ا‬‫د‬‫ً‬ ‫ـ‬ ‫تعقي‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫أو‬ ‫ـر‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫ٍ‬
‫ـكالت‬ ‫ـ‬ ‫مش‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫نواج‬ ‫أن‬ ‫ـي‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الطبع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫فم‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـاء‬
‫ـ‬ ‫أبن‬ ‫كا َن هــذا حالَهــم مــع‬
‫وإن اختلفــت يف طبيعتهــا ودرجــة صعوبتهــا‪.‬‬ ‫الناطقــن بغريهــا‪ِ ،‬‬
‫ِ‬
‫إن اللُّغــة العربيَّــة ت ُ َعـ ُّد مــن أغــز ِر اللغــات مــاد ًة‪ ،‬وأطوعهــا يف تأليــف ال ُج َمـ ِـل وصياغــة العبــارات؛ فهــي لغــة مليئــة باأللفاظ‬
‫ـدارك ِبنائهــا‪ ،‬وتتفــرع يف املرحلــة األساســيَّة إىل أمنــاط لُغويَّة‪.‬‬ ‫والكلــات التــي تناســب مـ َ‬
‫ـي؛ أصبــح لِزا ًمــا عــى ُر َّوادهــا العمـ ُـل‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫والعلم‬ ‫ـري‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫والفك‬ ‫ـي‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الدين‬ ‫ـاق‬ ‫ـ‬ ‫النط‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫البالغ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫األهمي‬ ‫وملــا كان لهــذه اللُّغــة تلــك‬
‫ر ُجـ ُد ِر الصعوبــة التــي مت َّخضــت يف نفــوس الناشــئة‪ ،‬وهــي يف حقيقتهــا ليســت صعبـ ًة كــا يعتقده‬ ‫عــى تيســر تعلُّمهــا‪ ،‬وكـ ِ‬
‫البعــض‪ ،‬لكـ َّن صعوبتهــا ت َ ْك ُمــن يف الطرائــق واألســاليب املتَّ َبعــة يف تدريســها(((‪.‬‬
‫ـض الجوانــب التــي لَ َمســها املعنيُّــون والقامئــون عــى تذليــل صعوباتهــا‪ ،‬ووض ـعِ التدابــر‬ ‫ـوء عــى بعـ ِ‬ ‫وهنــا نُل ِقــي الضـ َ‬
‫املالمئــة لحلِّهــا‪ ،‬والتــي تلمــس اللُّغــة العربيَّــة ذاتَهــا‪ ،‬ومــن ذلــك‪:‬‬

‫الخصائص‪ ،‬ابن جني‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عيل النجار‪ ،‬طبع الهيئة املرصية العامة للكتاب‪1986( ،‬م)‪.1/33 ،‬‬ ‫(( (‬
‫ينظر‪ :‬يف التحليل اللغوي‪ ،‬د‪ .‬خليل أحمد عاميرة‪ ،‬مكتبة املنار‪ ،‬ط‪1، (1987‬م)‪ ،‬ص‪.22‬‬ ‫(( (‬
‫ينظر‪ :‬سيكولوجية اللغة واملرض العقيل‪ ،‬د‪ .‬جمعة سيد يوسف‪ ،‬طبع سلسلة عامل املعرفة‪1990( ،‬م)‪ ،‬ص‪.51‬‬ ‫(( (‬
‫ينظر‪ :‬السابق ص‪.56‬‬ ‫(( (‬
‫ينظر‪ :‬االرتقاء بالعربية يف وسائل اإلعالم‪ ،‬سلسلة كتاب (األمة)‪ ،‬العام الرابع‪1422( ،‬هـ)‪ ،‬ص‪.47‬‬ ‫(( (‬
‫يُــراد منهــا‪ :‬تجديــد املناهــج النحويــة يف كتابــه (الــرد عــى النحــاة)؛ حيــث يهاجــم نظريـ َة العامــل‪ ،‬ومــا تصـ َّوره النحــاة لعواملهــم‪ ،‬ومــا تــؤدي‬ ‫(( (‬
‫ـائل معقــد ٍة ال تُجــدي يف تقويــم اللســان‪ .‬يُنظــر‪ :‬فكــرة تجديــد النحو عند شــوقي‬ ‫إليــه مــن تقديــرات وعلــل وأقيســة مــأت صفحـ ِ‬
‫ـات النحــو مبسـ َ‬
‫ضيــف بــن النظريــة والتجديــد‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬مشكلة تعليم اللغة العربية لغري العرب‪ ،‬عيل الحديدي‪ ،‬طبع دار الكتاب العريب للطباعة والنرش‪ ،‬القاهرة (‪1967‬م)‪ ،‬ص‪.135‬‬ ‫(( (‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1036‬‬
‫الصوتية‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ -1‬املشكالت‬
‫العربية عنــد تعلُّ ِمــه للعربية‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫بغ‬ ‫الناطق‬
‫َ‬ ‫ـدارس‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫تواج‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الصوتي‬
‫َّ‬ ‫ـكالت‬ ‫ـ‬ ‫املش‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ـر‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫التع‬ ‫إىل‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الجان‬ ‫يهــدف هــذا‬
‫ـرف عــى التح ِّديَــات التــي تواجــه املعلـ َم القائـ َم بتدريــس هــذه اللُّغــة لهــذا الصنــف مــن الطــاب‪ ،‬وقــد أدرك الباحثــون‬ ‫والتعـ ُّ‬
‫العربيــة مــن غــر أبنائهــا‪ ،‬واســتعامل املنهــج‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ملتعلم‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫واقعي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫عي‬
‫ِّ‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫تحلي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫القامئ‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ـ‬ ‫التطبيقي‬
‫َّ‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ـاته‬ ‫ـ‬ ‫دراس‬ ‫ـال‬ ‫خـ َ‬
‫العربيــة للناطقــن‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫يف‬ ‫ـكالت‬ ‫ـ‬ ‫املش‬ ‫ـر‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫وأك‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫أعم‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫يت‬
‫ِّ‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫الص‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫بالنظ‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ِ‬
‫ـكالت‬ ‫ـ‬ ‫املش‬ ‫أن‬ ‫(((‬
‫ـي‬‫املسـ ِّ ِّ ِّ‬
‫ـ‬‫م‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫ال‬ ‫ـحي‬
‫العربيــة مــن غــر أبنائها؛‬ ‫َّ‬ ‫داريس‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫)‬ ‫يت‬
‫ِّ‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫الص‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫(املس‬ ‫ـوي‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫تحلي‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الحاج‬ ‫ِ‬
‫ـرت‬ ‫ـ‬ ‫ظه‬ ‫بغريهــا؛ وعليــه‬
‫املناســبة لهــا‪.‬‬ ‫يت‪ ،‬ث ُـ َّم اقــراح بعــض الحلــول واآلليــات ِ‬ ‫ّ‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫الص‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫النظ‬ ‫ـكالت‬ ‫ـ‬ ‫مش‬ ‫م‬‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫أه‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫ـوف‬ ‫ـ‬ ‫مــن أجــل الوق‬
‫ـره بلغتــه األُ ِّم‪« ،‬ونقـ ُـل بعــض الجوانــب اللُّغويَّــة إىل اللُّغــة‬ ‫إن مــن أهــم مشــكالت تعلُّــم اللُّغــة العربيَّــة لغــر الناطــق بهــا‪ :‬تأثُّـ ُ‬ ‫ِ‬
‫ـكالت يف‬ ‫ـادات النطــق مــن لغتــه األُ ِّم إىل اللُّغــة العربيَّــة؛ فنشــأ عــى أثَــره مشـ ٌ‬ ‫العربيَّــة فنجــده ‪-‬مثـ ًـا‪ -‬يحــاول أن ين ُقـ َـل عـ ِ‬
‫النظــام الصــويتِّ التــي قــد تعــوق مســر َة التعلُّــم الصحيــح لديــه» ‪.‬‬
‫(((‬

‫العربيــة ولغاته ُم‬‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫بني‬ ‫)‪(interference‬‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫التداخ‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـر َر أن أهــم مــا يشـ ِّكل الصعوبــات اللُّغويَّــة‬ ‫مــن هنــا ميكــن أن نقـ ِّ‬
‫والكتابية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والداللي‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫ح‬
‫َّ ْ َّ‬ ‫ن‬ ‫وال‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الصوتي‬
‫َّ‬ ‫األصليــة يف الجوانــب‬ ‫َّ‬
‫ِ‬
‫كــا تر ِجــع صعوبـ ُة نطــق األصــوات العربيَّــة إىل أنَّهــا ال توجــد يف كثـرٍ مــن لغــات العالَــم؛ لذلــك يواجــه معظــم متعلِّمــي‬
‫ـات التــي متثِّــل عوائـ َـق لُغويَّ ـ ًة أمــام متعلميهــا قــد‬ ‫اللُّغــة العربيَّــة صعوب ـ ًة يف نطــق أصواتهــا‪ ،‬واملال َحــظ أن هــذه الصعوبـ ِ‬
‫ـاء عــى العوامــل اللُّغويَّــة‪ ،‬والشــخصيَّة‪ ،‬والتعليميَّــة‪ ،‬ويرى علــاء اللُّغــة التطبيقيني‬ ‫تتفــاوت درجتُهــا مــن شــخص إىل آخــر؛ ِبنـ ً‬
‫(((‬

‫ـي بهــذه األخطــاء يعــود إىل أربعـ ِة أســباب‪:‬‬ ‫أن وقــو َع املتعلِّــم األجنبـ ِّ‬
‫ ‪-‬اختالف اللغتني يف مخارج األصوات‪.‬‬
‫ ‪-‬اختالف اللغتني يف التج ُّمعات الصوتيَّة‪.‬‬
‫ ‪-‬اختالف اللغتني يف مواضع ال َّن ْب والتنغيم واإليقاع‪.‬‬
‫ ‪-‬اختالف اللغتني يف العادات النطقية‪.‬‬
‫ـر؛ تب ًعــا لطبيعــة اللُّغــة األُ ّم التــي يتحــدث بهــا املتعلِّــم‪ ،‬ولــن يواجـ َه املتعلِّــم‬ ‫َ َ‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫آل‬ ‫ـخص‬‫ٍ‬ ‫وهــذه الصعوبــات قــد تختلــف مــن شـ‬
‫ـرف مشــا ِبهة ألحــرف اللُّغــة األُ ِّم؛ فمثـ ًـا‪ :‬ال تــرى صعوبـ ًة يف نطــق املتحـ ِّدث باللغــة اإلنجليزيَّة‬ ‫أيـ َة صعوبــة يف تعلُّــم ونطــق أحـ ٍ‬
‫ـرف‪( :‬البــاء‪ -‬التــاء‪ -‬الثــاء‪ -‬الجيــم‪ -‬الــدال‪ -‬الــذال‪ -‬الــراء‪ -‬الســن الشــن‪ -‬الــزاي‪ -‬الــكاف‪ -‬امليــم‪ -‬النــون‪ -‬الــام)‪ ،‬لكــن‬ ‫أحـ َ‬
‫ـر موجــودة يف‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـوات‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫األص‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ألن‬ ‫ـاء)؛‬ ‫ـ‬ ‫الظ‬ ‫ـاء‪-‬‬ ‫ـ‬ ‫الط‬ ‫ـاد‪-‬‬ ‫ـ‬ ‫الض‬ ‫ـاد‪-‬‬ ‫ـ‬ ‫(الص‬ ‫ـل‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـة؛‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ُطب‬
‫َ‬ ‫مل‬‫ا‬ ‫ـوات‬ ‫ـ‬ ‫األص‬ ‫ـض‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الصع‬ ‫مــن‬
‫لغتــه األُ ِّم(((‪.‬‬
‫ـر أخواتِهـــا احتفاظـًــا باألصـــوات الساميـــة؛ فلقــ ِـد‬ ‫إن اللُّغــة العربيَّــة متميِّــزة مـــن الناحيـــة الصوتيَّــة؛ حيث إن العربيَّ َة أكثــ ُ‬
‫ٍ‬
‫بأصوات‬ ‫والفاء)‪ ،‬بـــل وزادت عليهـــا‬ ‫َ‬ ‫اشــتملت عىل جميــعِ األصـــوات التـــي اشتملـــت عليهـــا أخواتُها الســامية‪( ،‬ما عدا َ‬
‫الباء‬
‫كثيـــرة ال ُوجــو َد لهـــا فـــي واحد ٍة منهـــا‪ ،‬مثـــل‪( :‬الثاء‪ ،‬والــذال‪ ،‬والغني‪ ،‬والضــاد)‪ ،‬كام أن للحــروف العربيَّة مخار َجهــا الدقيقةَ‪،‬‬
‫ـات‬ ‫‪-‬أيضــا‪ -‬يف ثبـ ِ‬ ‫التــي قــد يقـــع الخلـ ُط يف نُط ِقهــا نتيجـ ًة لتقــا ُرب املخــارج‪ ،‬كــا أن متيُّ َزهــا مــن الناحيـ ِة الصوتيَّــة يتمثَّــل ً‬
‫ـر الــذي جعــل طريقـ َة نطــقِ األصــوات ثابتـ ًة عــر العصــور واألزمــان ‪.‬‬ ‫أصــوات الحــروف فيهــا؛ لدقـ ِة مخارجهــا‪ ،‬األمـ ُ‬
‫(((‬

‫الص َغــر‪ ،‬وكانــت‬ ‫ـروف لغـ ٍة مــا إذا كان تعلُّ ُمــه لهــا يف وقــت ِّ‬ ‫لك َّنــه ينبغــي التنبيـ ُه إىل أن املتعلِّـ َم ال يجــد صعوبـ ًة يف نطــق حـ ِ‬
‫تواصليــا؛‬
‫ًّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫مل‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ن‬‫أل‬ ‫ـن؛‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫كب‬ ‫ـمِ‬ ‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـس‬ ‫التواصــل املبــارش مــع املجتمــع‪ ،‬عــى عكـ‬ ‫ُ‬ ‫مامرسـتُه لهــا مــن خــال‬
‫ـا هــو عليــه‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ف‬
‫ً‬ ‫مختل‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ق‬
‫ً‬ ‫نط‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬‫َ‬ ‫ط‬ ‫ن‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫لكنه‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫ـودة‬ ‫ـ‬ ‫موج‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫تك‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫وق‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬
‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫أل‬ ‫ا‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫لغت‬ ‫يف‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫توج‬ ‫مل‬ ‫ٍ‬
‫ـروف‬ ‫ـب عليــه نطـ ُـق حـ‬ ‫فصعـ ٌ‬ ‫َ‬
‫يف اللُّغــة الثانيــة(((‪.‬‬
‫ينظــر‪ :‬املشــكالت الصوتيــة يف تعلــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬جامعــة املدينــة العامليــة أمنوذ ًجــا‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬دكــوري ماســري (عضــو هيئــة‬ ‫(( (‬
‫التدريــس يف كليــة اللغــات ‪ -‬ماليزيــا)‪ ،‬مقدمــة الدراســة‪.‬‬
‫مشكالت اللغة العربية املعارصة‪ ،‬مجد محمد الباكري‪ ،‬طبع مكتبة الرسالة الحديثة عامن ‪ -‬األردن (‪1989‬م)‪ ،‬ص‪.11‬‬ ‫(( (‬
‫ينظر‪ :‬النحو العريب والدرس الحديث‪ ،‬د‪ .‬عبده الراجحي‪ ،‬طبع دار النهضة العربية‪ ،‬بريوت ‪ -‬لبنان‪ ،‬ط‪1406( ،6‬هـ‪1986/‬م)‪ ،‬ص‪.116‬‬ ‫(( (‬
‫ينظر‪ :‬املشكالت الصوتية يف تعلم اللغة العربية للناطقني بغريها ‪ -‬جامعة املدينة العاملية أمنوذ ًجا‪ ،‬ص‪.24‬‬ ‫(( (‬
‫ينظر‪ :‬املرشد يف تدريس اللغة العربية‪ ،‬د‪ .‬محمد شحادة زقوت‪ ،‬طبع مكتبة األمل للطباعة والنرش‪ ،‬غزة‪ ،‬ط‪1999( ،2‬م)‪ ،‬ص‪.90‬‬ ‫(( (‬
‫ينظــر‪ :‬النظريــة اللســانية عنــد ابــن حــزم األندلــي قــراءة نقديــة يف مرجعيــات اللســان الخطايب وأبعــاده املعرفيــة‪ ،‬د‪ .‬نعــان بوقرة‪ ،‬منشــورات‬ ‫(( (‬
‫اتحــاد الكتــاب العــريب‪ ،‬دمشــق‪2004( ،‬م)‪.1/48 ،‬‬

‫‪1037‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫إن معالجــة مشــكلة األصــوات ليســت مــن الســهولة مبــكان للناطقــن بغــر العربيَّــة يف مرحلــة متأخــرة مــن العمــر؛ ألن‬
‫الجهــاز الصــويتّ قــد تشــكل وأخــذ قالبًــا مناســبًا ألصــوات اللُّغــة األُ ّم وأصــوات الطفولــة املكتســبة مثــل اللهجــات أو اللُّغــة‬
‫الثانيــة الشــبيهة باللُّغــة األُ ّم (((‪.‬‬
‫جوانب لُغو َّية أخرى‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫ـص‬ ‫ٍ‬
‫ـرد بــه اللُّغــة العربيَّــة مــن ســات وخصائـ َ‬ ‫ٍ‬
‫بجانــب تلــك املشــكلة الصوتيَّــة؛ فــإن مثـ َة مشــكالت أخــرى تعــود إىل مــا تتفـ َّ‬
‫ال تــكاد توجــد يف غريهــا مــن اللُّغــات؛ فيجــد املتعلِّــم صعوبـ ًة يف تف ُّهمهــا وإدراكِهــا؛ مثــل إشــكالية اإلعــراب‪ ،‬وتف ُّهــم ال َّداللــة‬
‫ـاص‪ ،‬وازدواجيــة اللُّغــة يف البــاد العربيَّــة‬ ‫واملعنــى عــن طريقــه‪ ،‬وافتقــاد قيم ِتــه يف تنســيق ال ُج َمــل وترتيبهـــا َوفـــق نظـــام خـ ٍّ‬
‫ـي لــدى الدارســن؛ حيــث تتمتــع‬ ‫ـدارس‪ ،‬وكــرة املرتادفــات يف العربيَّــة التــي تــؤ ِّدي إىل االضطــراب التعليمـ ِّ‬ ‫التــي يواجههــا الـ ُ‬
‫ـره يف معظــم لغــات العالَــم‪ ،‬وظاهــرة الــرادف ومــا نتــج عنها مـــن ثـــرا ٍء فـــي مفــردات اللُّغة والقـــدرة علـــى‬ ‫بــرا ٍء عـ َّز نظـ ُ‬
‫ـاق‪ ،‬ومـــع وجــود هــذه الظاهرة فـــي بعض اللُّغــات األخــرى َّإل أنَّها يف العربيَّة أوســع وأغنـــى ‪،‬‬
‫(((‬ ‫التوليـــد؛ إذ هـــي لغــ ُة اشتقــ ٍ‬
‫وأدق يف قواعــد النحــو والــرف مــن أخواتهـــا الـــسامية (((‪،‬‬ ‫ومرونتهــا وطواعيـ ُة ألفاظهــا للداللــة عــى املعــاين‪ ،‬وهــي أوســع ُّ‬
‫ـاء وداللــ ٌة ومعنـــى‪ ،‬وظــ ٌّـل وإشـــعاع‪ ،‬وصــدى وإيقــاع‪ ،‬ال أنَّه‬ ‫ـوت يف العربيَّــة صفـ ٌة ومخــرج‪ ،‬وإيحـ ٌ‬ ‫إضافـ ًة إىل ذلــك؛ فلــكل صـ ٍ‬
‫صــوت فقــط؛ فلقــد أثبــت علامؤنــا القدامــى القيمـ َة التعبرييَّــة للصــوت البســيط‪ ،‬وصعوبـ َة فهــم القضايــا البالغيَّــة والتشــابه‬
‫بعضهــا مــع بعضهــا ومــع الظواهــر اللُّغويَّــة األخــرى؛ مثــل ظاهــرة (املث َّنيَــات التـــي ال تُفـــرد) مثــل الثقــان (الجــن واإلنــس)‪،‬‬
‫والجديــدان (الليــل والنهــار)‪ ،‬األبـــوان‪ ،‬القمــران‪ ،‬العمــران‪ ،‬املَرشِقــان‪ ،(((...‬وكذلــك ظاهــرة ثالثيَّــة األلفــاظ اللُّغويَّــة‪ ،‬فقــد أقام‬
‫ـروف ثالثــة ِ‬
‫لخ َّف ِتهــا‪ ،‬وإيجازهــا‪ ،‬وســهول ِة النطــق بها‪.‬‬ ‫العــرب معظــ َم ألفـــاظهم عــى حـ ٍ‬
‫َعنيــن بتعليمهــا‬ ‫ـب إدراكهــا‪ ،‬واإلحاطــة بســاتها وخصائصهــا؛ ولــذا وجــب عــى امل ِّ‬ ‫كل ذلــك يضــع املتعلِّـ َم أمــام لغــة يص ُعـ ُ‬
‫للناطقــن بغريهــا تذليلَهــا؛ وذلــك عــن طريــق اختيــار املناهــج ِ‬
‫املناســبة لدراســتها‪ ،‬وكذلــك املــواد املدروســة‪ ،‬والوســائل امل ُ ِعينــة‬
‫عــى ذلــك كلــه‪.‬‬
‫منهجية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫مشكالت‬
‫‪ -1‬مشكالت طُ ُرق التدريس‪:‬‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـرق التعليــم الوســيط بــن املعلــم والطالــب داخـ َـل الصــف‪ ،‬ين ُقــل مــن خاللهــا املعلـ ُم املعلومــات للطالــب بغــرض فهمهــا‪،‬‬ ‫طُـ ُ‬
‫ويُقصــد بطرائــق تدريــس اللغــات مبــا فيهــا اللُّغــة العربيَّــة‪ :‬تدريــس املهــارات‪ ،‬والتــي غالبًــا مــا تص َّنــف يف أربــع مهــارات‪:‬‬
‫االســتامع‪ ،‬والحديــث‪ ،‬والقــراءة‪ ،‬والكتابــة؛ ألن التم ُّك ـ َن مــن هــذه املهــارات يــؤ ِّدي إىل تح ُّقــق الكفايــة اللُّغويَّــة التــي هــي‬
‫بعضهــا عــن‬
‫ـررات املنهــج منفصـ ًـا ُ‬ ‫ـس مقـ َّ‬ ‫ـاليب تدريـ‬
‫ـس مــن تعلُّــم اللُّغــة‪ ،‬وليــس املقصــود بطرائــق التدريــس أسـ َ‬ ‫الهــدف الرئيـ ُ‬
‫ـررات إن ُو ِجـ َدت يف املنهــج‬ ‫بعــض‪ ،‬كطريقــة تدريــس القواعــد‪ ،‬أو اإلمــاء‪ ،‬أو الخــط‪ ،‬أو التاريــخ‪ ،‬أو غــر ذلــك ؛ فهــذه املقـ َّ‬
‫(((‬

‫ـات تخـ ُدم مهــار َة اللُّغــة‪ ،‬وتقــود إىل تحقيــق الهــدف الرئيــس‪.‬‬ ‫ـررات؛ فإمنــا تقـ َّدم لل ُمتعلِّمــن بوص ِفهــا محتويـ ٍ‬ ‫يف هيئــة مقـ َّ‬
‫ـص أبــر ِز األســباب يف تلــك املشــكلة مــن واقــع الدراســات العديــدة التــي قامــت عــى ِ‬
‫عرضهــا‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫تلخي‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫األم‬ ‫َ‬ ‫ئ‬‫ـاد‬ ‫وميكننــا بـ‬
‫ومحاولــة إيجــاد طـ ِ‬
‫ـرق حلِّهــا فيــا يــأيت‪:‬‬
‫ ‪-‬االعتامد عىل طريقة الرتجمة‪.‬‬
‫ ‪-‬االعتامد عىل التلقني وذاكرة الطالب‪.‬‬
‫ ‪-‬االعتامد عىل دور املعلم‪ ،‬وتجاهل املشا َركة الف َّعالة‪.‬‬
‫ ‪-‬عدم مراعاة ال ُف ُروق الفرديَّة بني الطالب‪.‬‬

‫ينظــر‪ :‬تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن بهــا‪ ،‬النظريــة والتطبيــق‪ ،‬د‪ .‬عــي مدكــور‪ ،‬طبــع دار الفكــر العــريب‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪1،‬‬ ‫(( (‬
‫‪(1427‬هـــ‪2006/‬م)‪ ،‬ص‪.7‬‬
‫ينظر‪ :‬املرشد يف تدريس اللغة العربية‪ ،‬د‪ .‬محمد شحادة زقوت‪ ،‬ص ‪.81-84‬‬ ‫(( (‬
‫ينظــر‪ :‬ملــف إنجــاز متدربــة اللغــة العربيــة‪ -‬مدرســة املأمونيــة اإلعداديــة للبنــات‪ ،‬إعــداد‪ :‬نــور املدهــون‪( ،‬امللــف اإللكــروين)‪ ،‬كليــة الرتبيــة‬ ‫(( (‬
‫بالجامعــة اإلســامية‪ ،‬بغــ ّزة‪2015( ،‬م)‪.‬‬
‫ينظر‪ :‬أساسيات تعليم اللغة العربية للناطقني بلغات أخرى‪ ،‬د‪ .‬عبد العزيز العصييل‪ ،‬جامعة أم القرى‪ ،‬مكة املكرمة (‪1422‬هـ)‪ ،‬ص‪.54‬‬ ‫(( (‬
‫ينظر‪ :‬أساسيات تعليم اللغة العربية للناطقني بلغات أخرى‪ ،‬ص ‪.55‬‬ ‫(( (‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1038‬‬
‫ ‪-‬ال ُح ِّريَّــة امل ُطلَقــة لــدى املعلــم يف االعتــاد عــى نفســه‪ ،‬واختيــار مــا يشــاء مــن املــوا ِّد والطرائــق لتأديــة عملــه‪ ،‬وهــذا‬
‫رمبــا يعنــي ِقلَّـ َة الوعــي مبــا ينطــوي عليــه تعليـ ُم اللُّغــة مــن تعقيـ ٍـد‪ ،‬وأنَّــه ســيجد طري َقــه يف متاهــة مــن النظريــات‪،‬‬
‫والتطبيقــات‪ ،‬واألفــكار املتعلِّقــة باملوضــوع‪.‬‬
‫املتتبـ َع َلســر َح َركــة تطـ ُّور طرائــقِ تدريــس اللغــات األجنبيــة‪ ،‬يل َحــظ هيمنـ َة طريقــة القواعــد والرتجمــة‪ ،‬فيــا ميكــن أن‬ ‫إن ِّ‬
‫ـض امل ُشــتغلني يعتقــدون بصعوبـ ِة‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫جعل‬ ‫ة‬‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫لدرج‬ ‫ـن؛‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ز‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫طويل‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫د‬
‫ُ ًَ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـيكية‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الكالس‬ ‫أو‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫التقليدي‬ ‫ـرق‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫ينــد ِر َج تح‬
‫االنعتــاق منهــا‪ ،‬تِلــك الطَّ ِريقــة التــي تقــوم عــى تَرجمــة ال ُّنصــوص ودراســتها لغايــات حفــظ الكلــات‪ ،‬والقوالــب اللُّغويَّــة‬
‫ط نشــأتها بدراســة‬ ‫خاصــة إذا َعلمنــا ارتبــا َ‬ ‫ـول‪ :‬إ َّن ظهو َرهــا يف ذلــك الوقــت كان لــه مسـ ِّوغاته‪َّ ،‬‬ ‫ـف القـ ُ‬ ‫ُنصـ ِ‬ ‫والنحويــة‪ ،‬ومــن امل ِ‬
‫التواصل بهــا‪ ،‬ولك َّن‬‫ُ‬ ‫يف‬ ‫ة‬‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫امليت‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ورموزه‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫وحضارته‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫بثقافته‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الحي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫تل‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫به‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫املوضوع‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫ـم‬ ‫اللُّغــة الالتينيــة‪ ،‬وفهـ‬
‫ـكالت جمـ ًة صعبـ ًة عىل‬ ‫العربيــة للناطقــن بغريهــا يواجــه مشـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫يف‬ ‫ا‬ ‫ع‬ ‫ً‬ ‫ـائ‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫زال‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫يق‬ ‫ـتعامل تلــك الطَّ ِر‬ ‫اسـ َ‬
‫الحــر؛ فمــن املفيــد معرفـ ُة نتائــج هــذه الطَّ ِريقــة؛ وذلــك باالســتامع لــرأي أحـ ِـد ال َّدارســن َوفقهــا ‪-‬وهــو املســترشق صمويــل‬
‫العربيــة لألجانــب قــارص ٌة عــى تربيــة ال َّذاكــرة يف حفــظ كلــات و ُجمـ ٍـل وصيـغٍ وأمناط‬ ‫َّ‬ ‫زوميــر‪-‬؛ إذ يقــول‪« :‬إ َّن طريقــة تعليــم‬
‫ترتكهــا يف خمولهــا التَّــا ِّم‪ ،‬وال‬ ‫ُ‬ ‫ـل‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫العق‬ ‫ـوى‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬ ‫ق‬ ‫ـل‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ـم‪...‬‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـرض‬ ‫ـ‬ ‫الغ‬ ‫يف‬ ‫ـتعاملها‬ ‫ـات إىل درجــة اسـ‬ ‫لُغويَّــة‪ ،‬دون االلتفـ ِ‬
‫َّالب من‬‫ـاين‪ ،‬التــي تخت ِزنُهــا ذاكــر ُة الط ِ‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫املع‬ ‫ـتغل‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫تس‬ ‫وال‬ ‫ـم‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ب‬
‫ُ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ويتط‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫الحي‬ ‫ـس‬‫ُّ‬ ‫ـ‬‫َ‬ ‫مت‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـاين‬ ‫ـ‬ ‫املع‬ ‫ـمِ‬ ‫ـ‬ ‫لفه‬ ‫ـال‬
‫يجــد العقــل مجـ ً‬
‫ـر أنَّهــا ال تصلُــح إال للعــرض يف وا ِجهـ ِة‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫قي‬
‫ِّ‬ ‫ٍ‬
‫ة‬ ‫ـرو‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـرج‬ ‫ـ‬ ‫ويخ‬ ‫ـنون‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الس‬‫ِّ‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫تضي‬ ‫ـا‪...‬‬ ‫ـ‬ ‫مقابله‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬‫َ‬ ‫ط‬ ‫ع‬ ‫في‬
‫ثقافتــه ولغتــه؛ ُ‬
‫بائعــي ال َجواهر الكالســيكيني»(((‪.‬‬
‫ـهل‪ ،‬وبنظــر ٍة إىل الطُّــرق املُتَّبَعــة يف التدريــس نجدهــا تقليديَّــة‬ ‫ـرا سـ ً‬ ‫ويف الحقيقــة أن إيجــاد الطريقــة املناســبة ليــس أمـ ً‬
‫تدريســها يف البــاد األجنبيَّــة عــى الرتجمــة؛ فينــال هــذا الجانــب االهتــا َم أكــر مــن‬ ‫ُ‬ ‫تعتمــد عــى التلقــن‪ ،‬كــا يعتمــد‬
‫ـر طريقــة لتعليــم اللُّغــة العربيَّــة لألجانــب؛ حيــث إن‬ ‫ُ‬ ‫التطبيــق لفهــم اللُّغــة واســتعاملها»؛ فاالبتعــاد عــن الرتجمــة هــو خـ‬
‫ـر َف عىل ألفاظهــا وأصواتهــا»(((‪.‬‬ ‫ـب عــى اســتعاملها‪ ،‬ويعـ ِّو ُد حسـ َن اســتعاملها والتعـ ُّ‬ ‫ـر الطالـ َ‬ ‫االقتصــا َر عــى اللُّغــة العربيَّــة يُجـ ِ ُ‬
‫ـات الــدرس إليــه‪ ،‬وبالرغــم‬ ‫ومــن املعلِّمــن كذلــك مــن يعتمــد عــى التلقــن ‪-‬املعتَ ِمــد عــى ذاكــرة الطالــب‪ -‬لتوصيــل معلومـ ِ‬
‫التعليميــة إال أن هــذا النف ـ َع يتَّ ِســم باآلنيــة‪ ،‬أمــا عــى املــدى الطويــل فــا يبقــى مــن تلــك‬ ‫َّ‬ ‫مــن نف ـعِ التلقــن يف ال َع َّ‬
‫مليــة‬
‫الحياتيــة التــي تُخـ َّزن يف ذاكــرة الطالــب؛ فتُض ِعـ ُـف‬ ‫َّ‬ ‫ـاالت‬ ‫ـ‬ ‫االتص‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫لتحقي‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫غن‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫وال‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫رمب‬ ‫املعلومــات إال القليــل الــذي‬
‫نفســها عليهــا‪ ،‬وعــى هــذا األســاس فــإن اعتامد‬ ‫َ‬ ‫ض‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫تف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫وحياتي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫يومي‬ ‫ٍ‬
‫ر‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫بأم‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫الذاك‬ ‫ـغال‬ ‫ـ‬ ‫النش‬ ‫ـف؛‬ ‫تل ِّقيــه للعلــوم داخـ َـل الصـ‬
‫مبنيــا عــى قــوة ذاكرتِــه دون مهارتِــه يف‬ ‫ًّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫املدروس‬ ‫د‬
‫ِّ‬ ‫ـوا‬ ‫ـ‬ ‫للم‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الطال‬ ‫ِ‬
‫ـتيعاب‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـاس‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫قي‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫تجع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫التلق‬ ‫التعليميــة عــى‬ ‫َّ‬ ‫مليــة‬
‫ال َع َّ‬
‫مام َرســة اللُّغــة‪.‬‬
‫وتســتتبع طريق ـ ُة التلقــن قيــا َم ال َعمليَّــة التعليميَّــة داخـ َـل الصــف عــى املعلــم؛ مــا يســتدعي انعــدا َم مشــاركة الطــاب‬
‫ـاء أذهانهــم مــع املعلــم‬ ‫ـاب بامللــل‪ ،‬وال يضمــن بقـ َ‬ ‫للمعلِّــم بالصــورة املطلوبــة يف الصـ ِّـف‪ ،‬وهــذا عــى أقــل تقديـ ٍر يُصيــب الطـ َ‬
‫ـول م ـ َّد ِة تل ِّقــي الــدرس مــن ناحيــة‪ ،‬ومــن أخــرى فــإن فرص ـ َة التطبيــق ومام َرســة مــا د َرســه الطــاب م ـ َن القواعــد قــد‬ ‫طُـ َ‬
‫ـات الكافيـ َة‬ ‫ـال الطالــب كحــا ِل َمــن يقــرأ عــن كيفيــة قيــادة الســيارة فيجمــع املعلومـ ِ‬ ‫انعدمــت متا ًمــا داخـ َـل الصــف؛ فيكــون حـ ُ‬
‫ـتمر ِت املعلومــات النظريَّــة ملــد ٍة طويلــة يف ذهنــه دون التطبيــق مبامرســة القيــادة‬ ‫دون أن يتــد َّر َب عــى القيــادة‪ ،‬وإذا اسـ َّ‬
‫فســوف تتــاىش تلــك املعلومــات شــيئًا فشــيئًا مــن ذهنــه‪.‬‬
‫األجنبيــة وغاياتهــا مــع بدايــات القــرن املــايض‪ ،‬اســتتبع ذلــك ميــا َد طرائـ َـق لُغويَّــة‬ ‫ّ‬ ‫ـداف تعلــم اللغــات‬ ‫وملــا اختلفــت أهـ ُ‬
‫ـاني َة الحديثـةَ‪ ،‬ولعـ َّـل أهـ َّم ُمسـ ِّوغات هــذا التطـ ُّور مــا َشـ ِهده العالَ ُم ِمــن تقـ ُّدمٍ تِ َقنــي وعلمي؛ إذ‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫تلبــي الحاجـ ِ‬
‫ـات‬ ‫جديــدة ِّ‬
‫ـرف النظــر عــن اختــاف العلــاء يف منطلَقاتهـ ُم الفكريَّـ ِة وتوجهاتهـ ُم املختلفـ ِة‬ ‫شــملت أرجــاؤه شـتَّى مناحــي الحيــاة(((‪ ،‬وبـ ِ‬
‫بعضهــم عنهــا؛ فإنهــم يجتمعــون عــى وجــو ِد فــروق فرديَّــة بــن النــاس مــن حيــث قدراتُهــم‪،‬‬ ‫واتباعهــم طرقًــا ال يَحيــد ُ‬
‫وطبائ ُعهــم‪ ،‬ودواف ُعهــم‪ ،‬وأمزجتُهــم‪ ،‬واســتعداداتُهم‪ ،‬وانفعاالتُهــم(((‪.‬‬

‫مشكلة تعليم اللغة العربية لغري العرب‪ ،‬عيل الحديدي‪ ،‬دار الكتاب العريب‪ ،‬القاهرة (‪1966‬م)‪ ،‬ص‪.47‬‬ ‫(( (‬
‫اللغــة العربيــة وتدريســها لغــر الناطقــن بهــا‪ ،‬نحــو منهــج إلعــداد مــدرس اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن بهــا‪ ،‬محمــد ممــدوح بــدران‪ ،‬مــن‬ ‫(( (‬
‫منشــورات املنظمــة العربيــة للرتبيــة والثقافــة والعلــوم‪ ،‬تونــس (‪1992‬م)‪ ،‬ص‪.42‬‬
‫ينظر‪ :‬اللسانيات التطبيقية وتعليم اللغة العربية لغري الناطقني بها‪ ،‬تأليف‪ :‬وليد العنايت‪ ،‬طبع دار الجوهرة‪ ،‬عامن (‪2003‬م)‪ ،‬ص‪.76‬‬ ‫(( (‬
‫ينظر‪ :‬علم النفس يف القرن العرشين‪ ،‬د‪ .‬بدر الدين عامود‪ ،‬من منشورات اتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪2001( ،‬م)‪ ،‬ص ‪.432‬‬ ‫(( (‬

‫‪1039‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ـرة؛ ملا‬ ‫ـول بلــزوم تعـ ُّدد املناهــج والطــرق الدراســيَّة؛ ملواءمــة العقــول املختلفــة‪ ،‬ومواكبــة الظــروف املتغـ ِّ‬ ‫مــن هنــا؛ ميكــن القـ ُ‬
‫ـرق تعليــم اللغــات الحيَّــة‪ ،‬التــي قــام‬ ‫لذلــك مــن دو ٍر فاعــل يف عمليَّــة تعلُّــم العربيَّــة‪ ،‬وتعليمهــا‪ ،‬وتحقي ًقــا للفائــدة نعـ ِرض طـ َ‬
‫ـس عــرة طريقــة؛ هــي‪ :‬الطريقــة املبارشة‪،‬‬ ‫عــى حرصهــا (مــكاي)‪ ،‬يف كتابــه (تحليــل تعليــم اللُّغــة) ؛ حيــث حرصهــا يف خمـ َ‬
‫(((‬

‫والطريقــة الطبيعيــة‪ ،‬والطريقــة الســيكولوجية‪ ،‬والطريقــة الصوتيَّــة‪ ،‬وطريقــة القــراءة‪ ،‬وطريقــة القواعــد‪ ،‬وطريقــة الرتجمــة‪،‬‬
‫وطريقــة القواعــد والرتجمــة‪ ،‬والطريقــة التوليفيــة‪ ،‬وطريقــة ال َوحــدة‪ ،‬وطريقــة ضبــط اللُّغــة‪ ،‬وطريقــة التقليــد والحفــظ‪،‬‬
‫وطريقــة املِــران‪ ،‬وطريقــة املفــردات املتشــابهة‪ ،‬وطريقــة اللُّغــة املزدوجــة‪.‬‬
‫ـالك محــدد ٍة ال يَحيــدون عنهــا يف تعليــم شـتَّى املهــارات‪ ،‬يُ َعـ ُّد مـ َن‬ ‫ـرق ومسـ َ‬ ‫ولــذا؛ فــإن اقتصــا َر بعــض املد ِّرســن عــى طـ ٍ‬
‫بعضهــا‬ ‫ـض الطُّــرق أفضـ ُـل مــن ِ‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫أن‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫أثب‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫الح‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ع‬‫اإلشــكاليات التــي ينبغــي إيجــا ُد بديــل عنهــا؛ إذ إن َ‬
‫ـ‬ ‫واق‬
‫ـوي؛ لذلــك أضحــى التو ُّجـ ُه إىل رؤيــة املهــارة اللُّغويَّــة أو العنــر لــي تتحـ َّد َد أفضـ ُـل‬ ‫اآلخــر يف تعليــم مهــار ٍة أو عنــر لُغـ ٍّ‬
‫وتواصليــة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ـمعي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫وس‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ترجم‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫غو‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـق‬
‫ـ‬ ‫الطرائ‬ ‫ى‬ ‫َّ‬ ‫ت‬‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـادة‬ ‫ـ‬ ‫اإلف‬ ‫ن‬‫َّ َ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫أي‪:‬‬ ‫وســيلة أو طريقــه لتقدميــه للدارســن‪،‬‬
‫خاصـ ًة تلــك الجوانــب التــي أثبتــت جدواهــا‪ ،‬فضـ ًـا عــن مراعــاة مبــادئ علــم النفــس مــن تعلُّــم واكتســاب‪ ،‬عــدا‬ ‫وكالميــة‪َّ ،‬‬
‫ـب‬‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫التغل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ميك‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫بذل‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫للناطق‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫عملي‬
‫((( َّ‬ ‫يف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫األع‬ ‫ـب‬
‫ُ َ‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫تك‬ ‫أن‬ ‫د‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الثقافي‬
‫ّ‬ ‫الجوانــب‬
‫وصوتيــة ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫وداللي‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫تركيبي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـكالت‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املش‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫عــى كثـ‬
‫التعليمية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫‪ -2‬مشكالت املناهج‬
‫ـي‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫املنهج‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫ـر‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫كب‬ ‫ا‬‫د‬‫ً‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫اعت‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫تعتم‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫َّ‬ ‫ن‬‫فإ‬ ‫ـا؛‬
‫ـ‬ ‫ومحتواه‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫د‬
‫َّ‬ ‫ما‬ ‫أو‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ُه‬ ‫ط‬ ‫من‬ ‫أو‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫نو‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫كا‬ ‫ـا‬‫ـ‬‫عمليـ َة التدريــس أ ًّ‬
‫ي‬ ‫إ َّن َّ‬
‫نوعيــة‬ ‫َ ُّ َّ‬ ‫د‬ ‫ـ‬ ‫ع‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ولذل‬ ‫ـا؛‬‫ـ‬ ‫ركائزه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـز‬ ‫ـ‬ ‫وركي‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫عنارصه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ا‬‫ـر‬‫ً‬ ‫ـ‬ ‫وعن‬ ‫ـم‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫عملي‬
‫َّ‬ ‫أركان‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ن‬ ‫رك‬
‫ُ َ ُّ ً‬ ‫د‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫املفه‬ ‫ـذا‬‫وهــو بهـ‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا(((‪ ،‬ولعــل الحاجـ َة ِملثـ ِـل هــذا‬ ‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ِ‬
‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫بحق‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫املهتم‬ ‫ـال‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫تش‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫األم‬ ‫ـرز‬ ‫ـ‬ ‫أب‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫وجودت‬ ‫الكتــاب‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا بعــدم توفُّر املــد ِّرس الكفء‬ ‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫بتعلي‬ ‫لة‬ ‫غ‬‫ِ‬ ‫ـت‬
‫ـ‬ ‫املش‬ ‫ـز‬ ‫ـ‬ ‫املراك‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫معظ‬ ‫ـرار‬ ‫ـ‬ ‫إق‬ ‫ـل‬‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫ظ‬ ‫يف‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫رضور‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫املمنه‬ ‫الكتــاب‬
‫العربية‬
‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫كت‬ ‫يف‬ ‫ج‬
‫ُّ‬ ‫ِ‬
‫ع‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـص‬ ‫ـ‬ ‫النق‬ ‫ـب‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫جوان‬ ‫ه‬‫د‬‫ُ‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫وج‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫يغط‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫للناطق‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫ـص‬ ‫ـ‬ ‫املتخص‬
‫للناطقــن بغريها‪.‬‬
‫وعىل هذا األساس ينبغي مراعاة األُ ُسس اآلتية يف منهجيَّة الكتاب املطروح للعمليَّة التعليميَّة‪:‬‬
‫ ‪-‬طبيعة املادة املق َّدمة‪ ،‬وطرائق إخراجها‪.‬‬
‫ ‪-‬اختيار املفردات والرتاكيب اللُّغويَّة‪ ،‬وأساليب معالجتها‪.‬‬
‫والدينية‪.‬‬
‫ّ‬ ‫والثقافية‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬محتويات الكتب اللُّغويَّة‬
‫ ‪-‬الوسائل التعليميَّة املرا ِفقة للكتاب‪.‬‬
‫مناسبة التدريبات لتحقيقها‪.‬‬ ‫ ‪-‬األهداف املر ُج َّوة من الكتاب‪ ،‬ومدى َ‬
‫ ‪-‬مالءمة الكتاب ملستويات الطلبة‪.‬‬
‫تعليميــة مح َكمــة‪ ،‬تحـ ِّدد أهدافهــا‪ ،‬ويُربَــط محتواهــا بتلك األهــداف‪ ،‬وال‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ط‬ ‫خ‬
‫ُ‬ ‫ـوء‬ ‫ـ‬ ‫ض‬ ‫يف‬ ‫ـاب‬ ‫لــذا؛ ال بـ َّد أن يؤلَّـ َـف هــذا الكتـ‬
‫أي عمــل جــا ٍّد يبــدأ بتحديــد األهــداف‬ ‫َّ‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫أ‬ ‫يف‬ ‫ـك‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫وال‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫تحقيقه‬ ‫إىل‬ ‫ا‬‫ـاعي‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫وس‬ ‫ـداف‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫األه‬ ‫ـذه‬ ‫ـرا لهـ‬ ‫بـ َّد أن يكــو َن الكتــاب ُمظ ِهـ ً‬
‫بوضــوح تــا ٍّم‪ ،‬ث ُـ َّم اختيــار الوســائل التــي تحقــق هــذه األهــداف(((‪.‬‬

‫)‪.(Macky W. F. Language Teaching Analysis. London: Long man Group 6th Edition 1976‬‬ ‫(( (‬
‫ينظــر بحــث‪ :‬تعليــم العربيّــة للناطقــن بغريهــا‪ُ :‬مشــكالت وحلــول‪ ،‬الجامعــة األردنيــة منوذجـاً‪ ،‬د‪.‬خالــد أبــو عمشــة‪ ،‬ود‪ .‬عــوين الفاعوري‪ ،‬منشــور‬ ‫(( (‬
‫يف مجلــة دراســات الجامعــة األردنيــة‪ ،‬العلــوم اإلنســانية واالجتامعيــة‪ ،‬املجلــد(‪ ،)32‬العــدد(‪ ،)3‬ســنة (‪2005‬م)‪ ،‬ص ‪.487-497‬‬
‫ينظــر‪ :‬خطــة مقرتحــة لتأليــف كتــاب أســايس لتعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وقائــع نــدوات تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬محمــود كامل‬ ‫(( (‬
‫الناقــة‪ ،‬مكتــب الرتبيــة العــريب لــدول الخليــج‪.2/239 ،‬‬
‫ينظر‪ :‬أسس إعداد الكتب التعليمية لغري الناطقني بالعربيّة‪ ،‬د‪ .‬نارص عبد الله الغايل‪ ،‬طبع دار الغايل‪ ،‬الرياض‪1991( ،‬م)‪ ،‬ص‪.56‬‬ ‫(( (‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1040‬‬
‫‪ -3‬مشكالت أفراد‪:‬‬
‫أول‪ :‬ما يرجع إىل املعلم‪:‬‬ ‫ ¨ ً‬
‫ـبء األكــر يف تحقيــق أهدافهــا عنــد تعليــم العربيَّــة‬ ‫ِ‬
‫إن املعلِّـ َم هــو حجــر الزاويـة يف ال َعمليَّــة التعليميَّــة؛ لــذا يقــع عليــه العـ ُ‬
‫ـث عــن طــرق تحقيقهــا‪ ،‬والهــدف األســمى لذلــك هــو‬ ‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وعــى املعلــم ‪-‬بدايـةً‪ -‬فهـ ُم تلــك األهــداف‪ ،‬والبحـ ُ‬
‫ـر‪ ،‬وغريهــا‪.‬‬ ‫فهـ ُم الطــاب لغــة القـرآن الكريــم‪ ،‬وفهـ ُم كتــب الــراث مــن تفســر‪ ،‬وفقــه‪ ،‬وسـ َ‬
‫ِ‬
‫األدوات التــي‬ ‫وألهميــة دو ِر املعلــم يف تحقيــق تلــك األهــداف يتو َّجــب عليــه أن يتس ـلَّ َح بــأدوات تفــوق يف فا ِعلِ َّيتهــا تلــك‬
‫«يتميـ َز تكوي ُن أســتاذ‬ ‫ـص تقــو ُده إىل تحقيــق ذلــك؛ ولــذا يلــزم أن َّ‬ ‫يتميــز بخصائـ َ‬ ‫العربيــة للناطقــن بهــا‪ ،‬وأن َّ‬ ‫َّ‬ ‫يتسـلَّح بهــا معلــم‬
‫ـص تُضــاف إىل التكويــن العــا ِّم ألســتاذ اللُّغــة األُ ِّم‪ ،‬وذلــك بالرتكيـ ِز عــى كســب معرفـ ٍة لُغويَّة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫بخصائ‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫ثاني‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫العربيــة لغ‬
‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫عمليــة‪ ،‬وقــدرات تِ َق َّنيــة معينــة»(((‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـارات‬ ‫ومهـ‬
‫وتتمثل طرق تحقيق تلك األهداف فيام يخص املعلم يف‪:‬‬
‫بالعربية‪ ،‬وقيمة تعليمها وتعلُّمها‪ ،‬وأثرها عىل األصعدة املختلفة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬إدراك الدور امل َنوط به من توسيع رقع ِة الناطقني‬
‫ ‪-‬اإلجادة التا َّمة للعربية‪ ،‬وقواعدها‪ ،‬وأساليبها التي متيِّ ُزها عن غريها من اللغات‪.‬‬
‫العربيــة لتعليــم‬‫َّ‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫م‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ع‬‫م‬‫ُ‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫بتأهي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الخاص‬
‫َّ‬ ‫ـدورات‬ ‫ ‪-‬العمــل عــى ترقِّــي مســتواه‪ ،‬وزيــادة التثقيــف والتأهيــل؛ بالخضــوع للـ‬
‫الخاصــة بذلــك‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫غــر الناطقــن بهــا‪ ،‬ومطالعــة مــا يَســت ِج ُّد ويُص َّنــف مــن الكتــب‬
‫ملموســا يف تعليــم العربيَّــة لغــر الناطقــن بهــا‪ ،‬وذلــك عــن‬ ‫ً‬ ‫ـرات التــي ح َّققــت تق ُّد ًمــا‬ ‫ ‪-‬محاولــة االســتفادة م ـ َن ِ‬
‫الخـ ْ‬
‫طريــقِ عقــد املؤمتــرات والنــدوات والــدورات التدريبيَّــة أو املقابَــات الفرديَّــة إن أمكــن‪ ،‬وإذا تح َّقــق للمعلِّــم ذلك فســوف‬
‫ـدالالت الرصفيَّــة‪ ،‬وال َّن ْحويَّــة‪ ،‬واملجازيَّــة‪ ،‬والرتكيبيــة‪ ،‬والســياقيَّة للطالــب دون الحاجة‬ ‫تكــون لديــه القــدر ُة عــى توصيــل الـ ِ‬
‫إىل اللُّغــة الوســيطة‪.‬‬
‫ـرق التدريــس التــي تعتمــد عــى الطالــب‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬ ‫ط‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـا‪،‬‬
‫ـ‬ ‫م‬
‫ً‬ ‫عمو‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الحديث‬ ‫ـس‬‫ـ‬ ‫التدري‬ ‫ق‬ ‫ـر‬
‫ُ‬ ‫ـ‬‫ُ‬ ‫ط‬ ‫و‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫الرتبو‬ ‫ات‬ ‫ـر‬ ‫ ‪-‬االســتفادة مــن ِ‬
‫الخـ ْ‬
‫وق الفرديَّــة بــن الطــاب(((‪.‬‬ ‫ـر َ‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫وتلــك التــي تراعـ‬
‫ـي‪ ،‬وتطبيقاتهــا يف تعليم‬ ‫ـي‪ ،‬وعلم اللُّغــة التطبيقـ ِّ‬ ‫ـي‪ ،‬وعلــم اللُّغــة االجتامعـ ِّ‬ ‫ ‪-‬اإلملــا ُم ِبعلــوم اللُّغــة الحديثــة‪ :‬كعلــم اللُّغــة النفـ ِّ‬
‫ـن األســتاذ محمــد صالــح بــن عمــر أهميَّـ َة‬ ‫العربيَّــة للناطقــن بغريهــا يُ َعـ ُّد مــن أبجديَّــات تعليــم اللغــات الحيَّــة‪ ،‬وقــد بـ َّ َ‬
‫ـوي أبعـ ُد‬
‫ذلــك يف كتابــه‪( :‬كيــف نعلِّــم العربيَّــة لغــة حيَّـةً) بقولــه‪« :‬إ َّن إملــا َم مــد ِّرس اللُّغــة الحيــة بأســس علــم النفــس اللُّغـ ِّ‬
‫إنــا هــو رضورة ُملِ َّحــة؛ اعتبــا ًرا لِــا يق ِّدمــه مــن حلــول عمليَّــة للكثــر مــن‬ ‫مــا يكــون عــنِ الــرف‪ ،‬أو الثقافــة التكميليَّــة؛ َّ‬
‫املشــكالت التــي يواجهها املعلــم»(((‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬ما يرجع إىل املتعلِّم‪:‬‬ ‫ ¨ ً‬
‫ـب هــو أســاس ال َعمليَّــة التعليميَّــة‪ ،‬وهــو املســته َدف الــذي ُوضعــت مــن أجلــه ُّكل اإلمكانــات املتاحــة ليفهـ َم اللُّغــة‬ ‫إن الطالـ َ‬
‫وسـ َّنة رســوله الكريــم؛ لين ُقلَهــا إىل طال ِبــه يف املســتقبل‬ ‫ـر بــه الطريـ َـق إىل فهــم كتــاب اللــه ُ‬ ‫العربيَّــة؛ باعتبارهــا األدا َة التــي تعـ ُ‬
‫ـا‪ ،‬أو إىل عا َّمــة املســلمني إذا أصبــح إما ًمــا أو مفتيًــا‪ ،‬وهــذا جــزء مــن الرســالة التــي يح ِملهــا عــى عاتقــه‬ ‫إذا أصبــح معلـ ً‬
‫ـض املشــكالت التــي تتعلَّــق‬ ‫لنــر ديــن اللــه تعــاىل يف أرضــه‪ ،‬وتصحيــح املفاهيــم الخاطئــة‪ ،‬وقــد رصــد بعــض الدارســن((( بعـ َ‬
‫الخاصــة‪ ،‬وتتلخــص فيــا يــأيت‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ذات األبعــاد‬ ‫بالطالــب؛ باعتبــاره هدفًــا لهــذه ال َعمليَّــة التعليميَّــة ِ‬
‫يب مــن حيــث اللُّغــة‪ ،‬ومــن حيــث العــادات والتقاليــد؛ فــا بــد لــه أن يتعلَّ ـ َم اللُّغــة‬ ‫ ‪-‬صعوبــة التأقلــم مــع املجتمــع العــر ِّ‬
‫ـج مــع املجتمــع ويتعايــش معهــم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫يندم‬ ‫أن‬ ‫ع‬ ‫ـكل ســليمٍ ؛ حتــى يســتطي َ‬ ‫العربيــة بشـ ٍ‬ ‫َّ‬
‫ ‪-‬مشــكلة الدمــج مــع أبنــاء اللُّغــة الثانيــة‪ ،‬وخوفهــم مــن ِر َّدة الفعــل؛ فعندمــا يخطــئ املتعلِّــم يف لفظــة معينــة فإنَّــه قــد‬
‫ـا يــؤ ِّدي بالــرورة إىل إرباكــه‪.‬‬ ‫ـرض للســخرية؛ مـ َّ‬ ‫يتعـ َّ‬

‫أسس إعداد الكتب التعليمية لغري الناطقني بالعربيّة‪ ،‬ص‪.76‬‬ ‫(( (‬


‫ينظر‪ :‬مشكالت تعليم اللغة العربية لغري الناطقني بها وطرق حلها كريم فاروق الخويل‪ ،‬ص‪.189‬‬ ‫(( (‬
‫كيف نعلم العربية لغة حيَّة‪ ،‬محمد صالح بن عمر‪ ،‬سلسلة لسانيات عربية‪ ،‬معهد بورقيبة للغات الحية‪ ،‬تونس‪ ،‬ص‪.44‬‬ ‫(( (‬
‫بعــض هــذه املشــكالت مســتقاة مــن بحــث‪ :‬مشــكالت تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن بهــا وطــرق حلهــا‪ ،‬كريــم فــاروق الخــويل‪ ،‬ص‪،187‬‬ ‫(( (‬
‫وبعضهــا مــن وحــي الدراســة‪ ،‬ومــن النظــر يف واقــع املشــكلة‪.‬‬

‫‪1041‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫وتعليم‪.‬‬
‫ً‬ ‫ ‪-‬محدودية إدراكه للُّغة؛ عم ًقا‪ ،‬وداللةً‪ ،‬ووظيفةً‪ ،‬وأهدافًا‪،‬‬
‫العربية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬عدم توافُ ِر الدوافع املختلفة لتعلُّم اللُّغة‬
‫ـات الدراســة‪ ،‬والتقيــد باملناهــج املطروحــة‪ ،‬وعــدم االنطــاق إىل أبعــاد ر ْحبــة يف ســاحات‬ ‫ ‪-‬اكتفــاؤه مبــا يتعلَّمــه يف قاعـ ِ‬
‫اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬ويف مياديــن غاياتهــا املختلفــة‪.‬‬
‫ ‪-‬عدم اجتهاده يف فَ ْهمِ القواعد‪ ،‬وتحصيلها؛ و ِمن ث َ َّم تطبيقها‪.‬‬
‫ ‪-‬استعامل بعض العبارات واملصطلحات يف غري سيا ِقها؛ لذلك عليه أن يتعلَّ َم املواقف الفعليَّة لتلك التعابري‪.‬‬
‫التعليمية بشتى جوانبها؛ يجب عىل الطالب أن يتبع اآليت‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ملية‬
‫وعمل عىل االستفادة من ال َع َّ‬ ‫وتفاديًا لذلك‪ً ،‬‬
‫ ‪-‬تحديــد أهدافــه وإدراك أهميَّــة دراســة العربيَّــة؛ مــن واقــع الغايــات املختلفــة التــي تتصــل بأمنــاط حياتــه املختلفــة‪،‬‬
‫ِ‬
‫ويــدرك أنَّهــا لغـ ُة الديــن‪ ،‬ولســان الدراســة يف األقاليــم العربيَّــة‪ ،‬ولغــة التجــارة عــى مختلِــف أص ِعدتِهــا‪ ،‬ووســيلة التالقي‬
‫ـتغل‬
‫األول لشــتى مســارات الحيــاة‪ ،‬وعــى املعلــم أن يسـ َّ‬ ‫ـر َك َ‬ ‫الدبلومــايس‪ ،‬وغــر ذلــك مــا متثِّــل اللُّغــة العربيَّــة فيــه املحـ ّ‬
‫يف الطالــب رؤيتَــه‪ ،‬وتطلُّ َعــه‪ ،‬وارتباطَــه بالعربيَّــة يف خلــقِ دواف ِعــه‪ ،‬واالجتهــاد يف إتقــان ذلــك؛ فمــن امل ُس ـلَّم بــه عنــد‬
‫ـكل أحسـ َن إذا كان الدافـ َع أقــوى»(((‪.‬‬ ‫علــاء الرتبيــة أنَّنــا «نتعلــم بشـ ٍ‬
‫العربيــة يف مختلِــف املجــاالت‪ ،‬وال يحــدد دائــر َة معارفــه‪ ،‬أو‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫بال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ن‬‫و‬‫َّ‬ ‫املد‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫واملؤلف‬ ‫ ‪-‬املداومــة والتعلُّــق بالكتــب الحــرة‪،‬‬
‫يقتــر عــى مــا يتعلَّ ُمــه يف قاعــات الدراســة‪.‬‬
‫ذات املوضوعــات البســيطة‪ ،‬ثــم مــا سـ ُهل عليــه‪ ،‬ثم‬ ‫ ‪-‬العمــل عــى التــد ُّرج يف مســتويات القــراءة؛ وذلــك بــأن يبــدأَ بالكتــب ِ‬
‫ـي يف مــدارج اللُّغــة؛ فــا يصطــدم مبع ِّوقــات القواعــد والرتاكيــب والـ َّدالالت‪،‬‬ ‫ـتوعب عقليَّتُــه الرتقـ َ‬ ‫مــا ص ُعــب؛ حتــى تسـ َ‬
‫ـدرس املنظَّـ َم‪.‬‬
‫كــا أن عليــه أن يتخـ َذ مــن كتــب املعاجــم رفي ًقــا يف هــذا املنحــى؛ مــا ييــر لــه العمـ َـل والـ َ‬
‫الفعليــة‪ ،‬والجملــة االســمية‪ ،‬وقوالب الــرط‪ ،‬والوصف‪،‬‬ ‫العربيــة مثــل‪ :‬الجملــة َّ‬ ‫َّ‬ ‫الرتكيبيــة‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬معرفــة الــدالالت َّ‬
‫الكليــة للقوالــب‬
‫واإلضافــة‪ ،‬والحــال‪ ،‬وغريهــا‪ ،...‬ثــم اســتعامل تلــك القوالــب يف التحـ ُّدث بالرجــوع إىل املعلــم ليد ِّربَــه عىل اســتعامل تلك‬
‫القوالــب؛ و ِمــن ث َـ َّم اســتعاملها يف التحـ ُّدث مــع معلِّ ِمــه وزمالئــه يف الصــف‪ ،‬أو غريهــم إن أمكــن‪.‬‬
‫ـارج قاعــات الدراســة؛ وتطبيــق القواعــد‬ ‫املام َرســة ال َعمليَّــة أو املِ ْهنيَّــة للُّغــة‪ ،‬ومحاولــة املداومــة عــى التحـ ُّدث بهــا داخـ َـل وخـ َ‬
‫توسـ ًعا‪ ،‬وثــرو ًة للرتاكيــب‬ ‫يرسـ ُخ ف ْهـ َم الطالــب لهــا؛ فــا يكــون يف حاجـ ٍة إىل مراجع ِتهــا باســتمرار‪ ،‬كــا يُكســبُه ُّ‬
‫ِ‬ ‫التــي تعلَّ َمهــا ِّ‬
‫ـض القواعــد التــي مل يَ ِعهــا يف دراســته النظريَّــة‪ ،‬كام‬ ‫ـال تعلُّ ِمــه‪ ،‬وكذلــك فهـ ُم بعـ ِ‬ ‫والكلــات الجديــدة التــي مل يقـ ْـف عليهــا خـ َ‬
‫ـي تِجــا َه تعلُّمهــا‪ ،‬ويتهيَّــأ لفهــمِ املزيــد‪ ،‬والتحصيــل‪،‬‬ ‫ـب الطالــب مــن العربيَّــة‪ ،‬والحاجـ َز النفـ َّ‬ ‫ـر تهيُّـ َ‬‫أن املام َرسـ َة ال َعمليَّــة تكـ ِ‬
‫هي ُم ِهـ ٌّم للغايــة‪ ،‬ولــن يحصـ َـل التعلُّــم بدونــه‪ ،‬والتشــجيع عليــه واجــب‪ ،‬والصــر‬ ‫الشـ َف َّ‬ ‫ـث َّ‬ ‫واالطــاع‪ ،‬يُضــاف إىل ذلــك أن الحديـ َ‬
‫ـروف الطبيعيَّة‬‫ـت الظـ َ‬ ‫ـروف تعلُّــم العربيَّــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬ويــدرك أنَّهــا ليسـ ِ‬ ‫إزاءه أشـ ُّد وجوبًــا؛ إذ عــى املــد ِّرس أن يقـ ِّد َر ظـ َ‬
‫ـفهي‪ ،‬وعليــه‬
‫ـاب(((يف الحديــث الشـ ِّ‬ ‫املتَّ ِســع َة امل َيْــدان التــي تل َّقــى فيهــا اللُّغـ َة األُ َّم‪ ،‬كــا ال يجــوز للمــد ِّرس أن يطــار َد أخطــاء الطـ ِ‬
‫ـش منهــا‪ ،‬الــذي قــد يــيء عــن غـرِ قصـ ٍـد‪ ،‬أو يقلــب املعنــى ‪.‬‬ ‫ـي بتصحيــح الفاحـ ِ‬ ‫‪-‬هنــا‪ -‬أن يكتفـ َ‬
‫بيئية‪:‬‬
‫‪ -4‬مشكالت َّ‬
‫ـي الزمــان واملــكان يف غايــة األهميــة يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬أمــا عامــل املــكان؛ فالغالــب‬ ‫إن عامـ َ ِ‬
‫الخاصــة‬
‫َّ‬ ‫أن الراغبــن يف تعلُّــم اللُّغــة العربيَّــة مــن الناطقــن بغريهــا يتو َّجهــون لدراســتها يف إحــدى املراكــز الحكوميَّــة أو‬
‫ـدارس تتوفــر لــه البيئــة العربيَّــة يف الجامعــات واألســواق وغريهــا؛‬ ‫يف إحــدى الــدول الناطقــة بالعربيَّــة؛ وعــى هــذا فــإن الـ َ‬
‫ـان اللُّغــة حتــى دون دراسـ ِتها يف‬ ‫ملامرســة اللُّغــة التــي يــد ُر ُس قواع َدهــا مــع الناطقــن بهــا‪ ،‬وتلــك املام َرســة مت ِّك ُنــه مــن إتقـ ِ‬
‫بعــض األحيــان(((‪.‬‬
‫وضـ ُع البدائـ ِـل التــي‬ ‫التعليميــة؛ فإنَّــه يلــزم ْ‬
‫َّ‬ ‫للعمليــة‬
‫مكانيــة متكاملــة َّ‬ ‫وإذا مل يتمكــنِ القامئــون عــى األمــر مــن توفـرِ بيئــة َّ‬
‫تُتيــح نجا َحها‪.‬‬
‫ِ‬
‫أمــا الزمــان املح ـ َّدد لتعليــم العربيَّــة للناطقــن بغريهــا يف املراكــز امل ُضطَلعــة بذلــك يف الــدول الناطقــة بالعربيَّــة؛ فــا‬
‫مخصصــة للمحا َدثــة‪ ،‬كــا ال يقــل عــن أربعامئــة ســاعة؛ باعتبــار تلــك املــدة‬ ‫يقــل عــن عرشيــن ســاع ًة أســبوعيًّا‪ ،‬أكرثهــا َّ‬
‫(( ( كيف نعلم العربية لغة حيّة‪ ،‬ص‪.67‬‬
‫(( ( ينظر‪ :‬مشكالت تعليم اللغة العربية لغري الناطقني بها وطرق حلها‪ ،‬ص‪.190‬‬
‫(( ( ينظر‪ :‬مشكالت تعليم اللغة العربية لغري الناطقني بها وطرق حلها‪ ،‬ص‪.197‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1042‬‬
‫ـنوات قادمــة‪ ،‬تح ـ َّدد بــن ســنتني وثــاث ســنوات‪ ،‬والفــارق أن‬ ‫مرحلــة متهيديَّــة متصلــة يف طريــق إتقــان العربيَّــة يف سـ ٍ‬
‫ـدروس باللُّغــة العربيَّــة فقــط‪ ،‬ويركَّــز فيهــا عــى‬ ‫وإنــا تُل َقــى الـ ُ‬ ‫املخصصـ َة للــدرس يف تلــك املراكــز ال تتض َّمــن الرتجمـةَ‪َّ ،‬‬ ‫املــد َة َّ‬
‫املحادثــة‪ ،‬وتوظيــف القواعــد؛ وعــى هــذا فيمكــن وضـ ُع البدائــل قـ ْد َر اإلمــكان؛ كإدخــال منهــج للقــراءة‪ ،‬واملحادثــة‪ ،‬والقواعــد‬
‫ـرجِ‪ ،‬وإقامــة األنشــطة ودورات تعليــم العربيَّــة يف العطَــات القصــرة والطويلــة؛ حتــى‬ ‫العربيَّــة لجميــع الصفــوف حتــى التخـ ُّ‬
‫ـر منقطعــة‪ ،‬وال يضطــر املعلِّمــون إىل مراجعـ ِة الــدروس للطــاب بعــد ِّكل عطلــة‪ ،‬والح ُّد‬ ‫تكــو َن مــدة دراســة العربيَّــة متصلـ ًة غـ َ‬
‫حث الطــاب عــى التحـ ُّدث بالعربيَّة‬ ‫ـاعات التل ِّقــي بالعربيَّــة‪ ،‬كــا أنَّــه مـ َن امل ُ ِهـ ِّم ُّ‬ ‫مــن الرتجمــة قـ ْد َر اإلمــكان؛ حتــى تزيـ َد سـ ُ‬
‫داخـ َـل الصـ ِّـف مــع املعلِّمــن والزمــاء قــدر اإلمــكان‪.‬‬
‫ـرق املفيــدة يف هــذا املجــال‪،‬‬ ‫ـراتيجية‪ ،‬ومحاولــة تجربــة الطـ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ولحـ ِّـل أبــرز تلــك املشــكالت ميكــن الرتكيـ ُز عــى ال ُخطــط اإلسـ‬
‫وأبرزها‪:‬‬
‫أول‪ :‬طريقة القواعد والرتجمة‪:‬‬ ‫ ¨ ً‬
‫َعنيــن بـ(الطريقــة التقليديَّــة) أو(الطريقــة القدميــة)‪ ،‬وتُ َعـ ُّد مــن أقــدمِ طرائــق تعليــم اللغات‬ ‫ِّ‬ ‫مل‬‫ا‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الطريق‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫ـر‬
‫تُعـ َ‬
‫حفظهــا واســتظها ِرها‪ ،‬وتعتمــد‬ ‫ـب إىل ِ‬ ‫العربيــة ودفْـ َع الطالـ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫قواع‬ ‫ـس‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫ـر‪:‬‬
‫ـ‬ ‫باألم‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫املهتم‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫تعن‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫الثانيـ‬
‫ـارت القــراءة والكتابــة‬ ‫واألجنبيــة‪ ،‬وتهت ـ ُّم هــذه الطريقــة بتنميــة مهـ َ ِ‬ ‫َّ‬ ‫األم‬ ‫ـن‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫اللغت‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ـ‬ ‫الرتجم‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـة‬‫عمليـ‬
‫َّ‬
‫ـب مــن‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫الطال‬ ‫م‬‫ِ‬
‫ر‬ ‫ـ‬ ‫يح‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫القواع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫بدراس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العناي‬ ‫يف‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫املبالغ‬ ‫أن‬ ‫إىل‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫باإلضاف‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫بالكلي‬ ‫ـكالم‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ـار‬
‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ت‬‫و‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫األجنبي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫باللغـ‬
‫ـدارس متم ِّك ًنــا مــن عنــارص اللُّغــة بصــورة كافيــة؛ ألن‬ ‫نفســها؛ فالتحليــل النحــوي لل ُج َمــل والنصــوص ال يجعــل الـ َ‬ ‫تل ِّقــي اللُّغـ ِة ِ‬
‫ـوي‪ ،‬ومــن أهــم مالمحهــا مــا يــأيت‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـح‬‫ـ‬ ‫والتصحي‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫للضب‬ ‫ـيلة‬‫ـ‬ ‫كوس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫م‬‫َّ‬ ‫العا‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫ح‬
‫َّ ْ َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ـكام‬ ‫ـ‬ ‫األح‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـب‬
‫اهتام َمــه منصـ ٌّ‬
‫ ‪-‬تهتــم مبهــارات القــراءة والكتابــة والرتجمــة‪ ،‬وال تعطــي االهتــا َم الــازم ملهــارة الــكالم‪ ،‬كــا أنَّهــا ال تعطــي النطـ َـق إال‬
‫اهتام ًمــا ضئيـ ًـا‪.‬‬
‫ ‪-‬تُستعمل اللغ َة األ َّم للمتعلِّم كوسيلة أوىل لتعليم اللُّغة املنشودة‪.‬‬
‫ ‪-‬عنايتها باألحكام ال َّن ْحويَّة‪ ،‬كوسيل ٍة لتعليم اللُّغة الثانية‪ ،‬وضبط صحتها‪.‬‬
‫انتقادات عدة‪ ،‬من بي ِنها ما يأيت‪:‬‬ ‫ٍ‬ ‫وعىل النقيض من ذلك فإنَّها تواجه‬
‫ِ‬
‫ ‪-‬إهاملهــا مهــارة الــكالم التــي هــي مهــار ٌة رئيســة ينبغــي العنايــة بهــا‪ ،‬واعتامدهــا عــى الرتجمــة بوصفهــا بديـ ًـا للوســائل‬
‫التعليميَّة‪.‬‬
‫ ‪-‬إكثارهــا مــن اســتعامل اللُّغــة األُ ِّم إكثــا ًرا يجعــل اللُّغـ َة املنشــودة قليلـ َة االســتعامل يف دروس اللُّغــة؛ فــا تتــاح لل ُمتعلِّمــن‬
‫فرصــة كافيــة لتمــرس اللُّغــة املنشــودة‪.‬‬
‫ ‪-‬اهتاممهــا بالتعليــم عــى اللُّغــة املنشــودة أكـرَ مــنِ اهتاممهــا بتعليــم اللُّغــة ذاتهــا؛ فالتحليــل النحــوي واألحــكام ال َّن ْحويَّــة‬
‫ـي للُّغــة‪ ،‬وليــس ِضمـ َن إتقــان اللُّغــة كمهــارة‪.‬‬ ‫تدخــل ِضمـ َن التحليــل العلمـ ِّ‬
‫ثانيا‪ :‬الطريقة املبارشة‪:‬‬ ‫ ¨ ً‬
‫جــاءت هــذه الطريقــة مثــر ٌة لحركــة الرفــض الواســعة لطريقــة النحــو والرتجمــة التــي ظهــر إخفاقُهــا يف االســتجابة‬ ‫ِ‬
‫ـرب‬ ‫ـر بهــا إىل املـ ِّ‬ ‫ـود الفضـ ُـل يف تأســيس هــذه الطريقــة والتبشـ ُ‬ ‫لألهــداف التــي اس ـتُ ِج َّدت يف حقـ ِـل تعليــم اللُّغــات‪ ،‬ويعـ‬
‫ـر(((‪.‬‬
‫الفرنــي يعقــوب جــوان يف نهايــة القــرن التاس ـ َع عـ َ‬
‫وسـ ِّميت كذلــك؛ ألنَّهــا تســتعمل االقــرا َن املبــارش بــن الجملــة واملوقــف الــذي تقــال فيــه‪ ،‬والطريقــة التــي يُتعلَّــم بهــا اللُّغة‬ ‫ُ‬
‫الثانيــة «تتامثــل مــع الطريقــة التــي تعلَّــم الفــرد بهــا لغتــه األوىل‪ ،‬كــا تفتقــر وتســتند إىل نتائـ ِج دراســات علــاء النفــس»(((‪،‬‬
‫ـوء إىل طريقــة‬ ‫ـرا مــن عنايتهــا إىل مهــارة الــكالم‪ ،‬ويــكاد ميتنــع معهــا اللجـ ُ‬ ‫ـول قــد ًرا كبـ ً‬ ‫ومتتــاز هــذه الطريقــة بأنَّهــا تُـ ِ‬
‫الرتجمــة‪ ،‬كــا أنَّهــا تخالــف الطريقـ َة الســابقة يف االحتفــاء بتدريــس قواعــد اللُّغــة كغايـ ٍة عليــا‪ ،‬وتُعنــى بالتدريــب عــى ِ‬
‫قوالب‬
‫ـوي بــن‬ ‫حرصــا شــدي ًدا عــى اســتعام ِل أســلوب املحــاكاة‪ ،‬وإنشــاء ارتبــاط قـ ٍّ‬ ‫اللُّغــة وتراكيبهــا؛ لخدمــة مهــارة التحـ ُّدث‪ ،‬وتُبــدي ً‬
‫ـر مبــارشة‪.‬‬ ‫تدريســها بطريقــة غـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫األلفــاظ ودالالتهــا(((‪ ،‬ثــم إنَّهــا تهتـ ُّم بثقافــة اللُّغــة الهــدف‪ ،‬وتعمــل عــى‬
‫وميكن إيجا ُز ما متتاز به هذه الطريقة فيام يأيت‪:‬‬
‫(( ( ينظر‪ :‬تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها (الطرق‪ -‬األساليب‪ -‬الوسائل)‪ ،‬ص‪.36‬‬
‫(( ( دراسة يف طرائق تعليم اللغات األجنبية‪.2/140-141 ،‬‬
‫(( ( تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها (الطرق‪ -‬األساليب‪ -‬الوسائل)‪ ،‬ص‪.37‬‬

‫‪1043‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ـدل مــن مهــارات القــراءة‪ ،‬والكتابــة‪ ،‬والرتجمــة عــى أســاس أن اللُّغــة هــي الكالم بشـ ٍ‬
‫ـكل‬ ‫ ‪-‬تعطــي األولويَّــة ملهــارة الــكالم‪ ،‬بـ ً‬
‫أسايس ‪.‬‬
‫ٍّ‬
‫ ‪-‬تتج َّنــب اســتعامل الرتجمــة يف تعليــم اللُّغــة الثانيــة‪ ،‬وتعتربهــا عدميـ َة الجــدوى‪ ،‬بــل شــديدة الــرر عــى تعليــم اللُّغــة‬
‫املنشــودة وقل ِمهــا‪.‬‬
‫ ‪-‬باستعامل هذه الطريقة يف التعليم فإن اللُّغة األُ َّم ال مكا َن لها يف تعليم اللُّغة األجنبيَّة‪.‬‬
‫ ‪-‬تعتمــد هــذه الطريقــة عــى االقــران املبــارش بــن الكلمــة‪ ،‬ومــا تــدل عليــه‪ ،‬وتقــوم عــى االقــران املبــارش بــن الجملــة‬
‫واملوقــف الــذي تُســتعمل فيــه؛ ولهــذا ُسـ ِّميت بالطريقــة املبــارشة(((‪.‬‬
‫ر وقــت إىل التفكــر باللُّغــة الثانيــة دون حاج ـ ٍة إىل الرتجمــة‪،‬‬ ‫وقــد اســتهدفت هــذه الطريق ـ ُة أن يصــل املتعلِّـ ُم يف أق ـ ِ‬
‫ـوي‪ ،‬ومحتــواه مبــارش ًة دون‬ ‫وذلــك عــن طريــقِ تعليــم اللُّغــة يف مواقـ َـف محسوســة لهــا مع ًنــى‪ ،‬وبحيــث يربــط بــن الرمــز اللُّغـ ِّ‬
‫َوســاطة مــن لغــة أخــرى‪ ،‬وقــد أكَّــد دعــا ُة هــذه الطريقــة عــى رضور ِة تح ـ ُّدث املــد ِّرس بهــا منــذ أو ِل لحظــة يف الــدرس‪،‬‬
‫والرتكيــز عــى تدريــب املتعلِّمــن عــى نُط ِقهــا واســتعاملِها(((‪.‬‬
‫ـلبيات؛ منهــا‪ :‬مســاوا ُة النظــرة بــن خطـأِ َمــن يتعلَّــم لغـ ًة ثانيــة وبني َمــن يتعلــم لغتَــه األُ َّم‪ ،‬ومن‬ ‫ـض السـ َّ‬ ‫ولهــذه الطريقــة بعـ ُ‬
‫املال َحــظ يف هــذه الطريقــة أنَّــه ال مجــال هنــاك لــر ِح القواعــد املدروســة‪ ،‬ولو بأســلوب مو َجـ ٍز(((‪.‬‬
‫ ¨ثالثًا‪ :‬الطريقة السمعيَّة الشفويَّة‪:‬‬
‫الشـ َفويَّة) و(الطريقة‬ ‫جــاءت هــذه الطريقــة ر َّد فعـ ٍـل للطريقــة التقليديَّــة وللطريقــة املبــارشة م ًعــا‪ ،‬كــا تســمى بــ(الطريقــة َّ‬
‫ـفهية) إىل نلســون بروكــس ســنة (‪1964‬م)‪ ،‬الــذي يُ َع ـ ُّد أح ـ َد‬ ‫ـمعية الشـ َّ‬ ‫اللُّغويَّــة)‪ ،‬ويعــود الفضـ ُـل يف ابتــكار مصطلــح (السـ َّ‬
‫عمليــة التعليــم مــن فـ ٍّن إىل علــمٍ مي ِّكــن‬ ‫َّ‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫ل‬‫و‬‫َّ‬ ‫ح‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ه‬‫َّ‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫يعتق‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫جعل‬ ‫ا‬ ‫املنظِّريــن لهــذه الطريقــة؛ حيــث بلــغ بــه الحــاس حـ ًّد‬
‫ـاب مــن إتقــان اللُّغــة املتعلَّمــة بكفايـ ٍة واقتــدا ٍر(((‪.‬‬ ‫الطـ َ‬
‫أول‪ ،‬ثــم إعطــاء الــر ِّد الشــفوي بعــد ذلــك مــع‬ ‫وقــد ُسـ ِّميت الطريقــة بذلــك االســم؛ ألنَّهــا تجمــع بــن االســتامع إىل اللُّغــة ً‬
‫ر مــريئ أو بدونــه‪ ،‬وتعتمــد هــذه الطريقـ ُة يف نظرتهــا إىل طبيعــة اللُّغــة عــى النظريَّــة ال ِب ْنيوية يف اللغويــات التي‬ ‫وجــود عنـ ٍ‬
‫ـوب‪،‬‬ ‫ـوق وليــس املكتـ َ‬ ‫ي (وليــام ملتــون) صياغـ َة شــعاراتها اللُّغويَّــة‪ ،‬عــى أن اللُّغــة هــي الــكالم املنطـ ُ‬ ‫ـوي األمريـ ُّ‬ ‫اســتطاع اللُّغـ ُّ‬
‫ـات عــن اللُّغــة‪ ،‬ومــا ذاك إال‬ ‫وأنهــا مجموعــة عــادات؛ ولــذا فإنَّــه ينبغــي عــى املعلِّــم أن يعلِّـ َم اللُّغـ َة ذاتَهــا ال أن يقـ ِّد َم معلومـ ٍ‬
‫ألن اللُّغـ َة هــي تلــك التــي يســتعملها أصحابُهــا ال األمنــاط اللُّغويَّــة املعياريَّــة التــي يف ِر ُضهــا عليهــم آخــرون‪ ،‬اللغــات تختلــف‬
‫فيــا بينهــا(((‪.‬‬
‫التواص َّلية‪:‬‬
‫ُ‬ ‫ ¨راب ًعا‪ :‬الطريقة‬
‫ـي‪ ،‬وقــد ظهــر هــذا‬ ‫مــن األســاليب التعليميَّــة الحديثــة املتَّبَعــة يف تطويــر املهــارات اللُّغويَّــة للطــاب‪ :‬األســلوب التواصـ ُّ‬
‫إزاء الطرائــق األخــرى التــي ظهــرت قبلــه؛ حيــث أثبتــت هــذه الطريقـ ُة ِقلَّـ َة‬ ‫ـلوب يف ســبعينات القــرن((( املــايض كــر ِّد فعـ ٍـل َ‬ ‫األسـ ُ‬
‫املاســة لتطبيق منهــج جديد‪،‬‬ ‫ـاء اللُّغــة التطبيقيَّــة الحاجـ َة َّ‬ ‫علمي‪ -‬أكــد علـ ُ‬ ‫ٍّ‬ ‫ـقٍ‬
‫ـ‬ ‫منطل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫‪-‬وم‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫لذل‬ ‫؛‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫يف‬ ‫الكفــاءة‬
‫التواصليَّــة‪ ،‬باإلضافــة إىل‪ ‬الكفــاءة الوظيفيَّــة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يكــون قامئًــا عــى نهـ ِج تعليــم اللُّغــة عــن طريــقِ التفاعــل‪ ،‬وتطويــر املهــارات‪،‬‬
‫األجنبيــة وســيل َة اتصــا ٍل لتحقيــقِ‬ ‫َّ‬ ‫ـاب الــدارس القــدر َة عــى اســتعامل اللُّغــة‬ ‫ـايئ إكسـ َ‬
‫تجعــل هــذه الطريق ـ ُة هدفَهــا النهـ َّ‬
‫وإنــا‬ ‫أغراضــه املختلفــة‪ ،‬وال تنظــر هــذه الطريقـ ُة إىل اللُّغــة بوص ِفهــا مجموعـ ًة مــن الرتاكيــب والقوالــب املقصــودة لذاتهــا‪َّ ،‬‬
‫بوص ِفهــا وســيل ًة للتعبــر عــنِ الوظائــف اللُّغويَّــة املختلفــة (كالطلــب‪ ،‬والرتجــي‪ ،‬واألمــر‪ ،‬والنهــي‪ ،‬والوصــف‪ ،‬وغريهــا)‪ ،‬وتُعــرض‬
‫ـي‬ ‫ـوي‪ ،‬بــل عــى أســاس التــدرج الوظيفـ ِّ‬ ‫اللُّغــة عــى الطالــب طب ًقــا لذلــك التصـ ُّور الــذي ال يقــوم عــى أســاس التــدرج اللُّغـ ِّ‬
‫واقعيــة‬‫َّ‬ ‫ـف‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫مواق‬ ‫ـقِ‬‫ـ‬ ‫خل‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا‪-‬‬
‫ـ‬ ‫‪-‬هن‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫التعليميــة‪ ،‬وتعتمــد طريقـ ُة التدري‬ ‫َّ‬ ‫ـي؛ مــن خــال أنشــط ٍة متعــددة داخـ َـل الوحــدة‬ ‫التواصـ ِّ‬
‫حقيقيــة الســتعامل اللُّغــة مثــل‪ :‬توجيــه األســئلة‪ ،‬وتبــادل املعلومــات واألفــكار‪ ،‬وتســجيل املعلومــات‪ ،‬واســتعادتها‪ ،‬وتعتمــد عــى‬ ‫َّ‬
‫ينظر‪ :‬تعليم اللغة الحية وتعليمها بني النظرية والتطبيق‪ ،‬صالح الدين عبد املجيد العرب‪ ،‬مكتبة لبنان‪ ،‬القاهرة‪1981( ،‬م)‪ ،‬ص‪.41‬‬ ‫(( (‬
‫ينظر‪ :‬الحياة مع لغتني‪ ،‬الثنائية اللغوية‪ ،‬محمد عيل الخويل‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض‪1994( ،‬م)‪ ،‬ص‪.6‬‬ ‫(( (‬
‫ينظر‪ :‬املناهج وتعليم اللغة العربية‪ ،‬ص‪.6‬‬ ‫(( (‬
‫ينظر‪ :‬تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها (الطرق‪ -‬األساليب‪ -‬الوسائل)‪ ،‬ص‪.39‬‬ ‫(( (‬
‫ينظر‪ :‬الحياة مع لغتني‪ ،‬الثنائية اللغوية‪ ،‬ص‪.36‬‬ ‫(( (‬
‫ينظــر‪ :‬مقــال (األســلوب التواصــي يف تدريــس اللغــات)‪ ،‬د‪ .‬محمــود عطيــة فرحــان‪ ،‬أســتاذ اللغــة والرتجمــة‪ ،‬جامعــة بغــداد‪ ،‬كليــة الرتبيــة ابــن‬ ‫(( (‬
‫رشــد للعلــوم اإلنســانية‪ ،‬قســم اللغــة اإلنجليزيــة‪ ،‬منشــور عــى املوقــع اإللكــروين (دنيــا الوطــن)‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1044‬‬
‫ـب فرصـ ًة كبــرة‬ ‫ـول بــأن هــذه الطريقـ َة تُتيــح للطالـ ِ‬ ‫ـارات لحـ ِّـل املشــكالت عــن طريــق املناقشــة واملشــا َركة‪ ،‬وميكــن القـ ُ‬ ‫املهـ ِ‬
‫ـر يُ َع ـ ُّد م ـ َن املزايــا التــي رمبــا ال تتوفَّــر بهــذه الصــورة يف الطرائــق‬ ‫للقيــام بـ(((ـدور ُم ِه ـ ٍّم يف َســر الــدرس‪ ،‬ولعــل هــذا األمـ َ‬
‫األخــرى ‪.‬‬
‫بخ ْبات‬ ‫ـط مواق ِفهــا ِ‬ ‫ـكل حــوارات قصــرة عن طريــقِ ربـ ِ‬ ‫وتعتمــد هــذه الطريقــة عــى تقديــمِ املــادة اللُّغويَّــة الجديــدة يف شـ ِ‬
‫ـي‪ ،‬والتكــرار الفئــوي‪،‬‬ ‫طريــق التكــرار الجامعـ ِّ‬ ‫الش ـ َفوي عــى أجــزا ِء الحــوار عــن‬ ‫االتصاليــة‪ ،‬والقيــام بالتدريــب َّ‬ ‫َّ‬ ‫الطــاب‬
‫ـردي‪ ،‬واإلكثــار مــنِ اســتعامل متريــن األســئلة واألجوبــة ونحوهــا(((‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الف‬ ‫ـرار‬‫والتكـ‬
‫خامسا‪ :‬الطريقة االنتقائيَّة‪:‬‬ ‫ ¨ ً‬
‫نفســها كذلك مبدرســة معينــة يف مجــال التعلُّم؛‬ ‫خاصــة يف مجــال اللُّغــة‪ ،‬وال تر ِبــط ِ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫لنظري‬ ‫ب‬ ‫ز‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫تتح‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الطريق‬ ‫هــي‬
‫نفســها مبســاوئها‪.‬‬ ‫ِّ َ‬ ‫د‬ ‫تقي‬ ‫وال‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫أحس‬ ‫النظريات‬ ‫ـذه‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫تنتق‬ ‫ألنَّهــا‬
‫ويُطلــق عليهــا كذلــك‪« :‬الطريقــة التوليفيــة‪ ،‬أو الطريقــة املختــارة‪ ،‬أو طريقــة املعلــم» ‪ ،‬ورغــم تع ـ ُّدد املصطلحــات التــي‬
‫(((‬

‫تُطلــق عــى هــذه الطريقــة؛ فإنَّهــا تعنــي شــيئًا واحـ ًدا‪ :‬هــو تحــرر املعلِّـ ُم مــن قبضــة االنتــاء الضيِّــقِ لطريقــة تدريــس معينة‪،‬‬
‫ـي يف‬ ‫ـب معطيــات املوقــف التعليمـ ِّ‬ ‫حسـ َ‬‫وأخـ ِـذه باألســاليب اإليجابيَّــة يف الطُّــرق املختلفــة مــن أجـ ِـل توظيفهــا يف التدريــس َ‬
‫نفســه يف تج ُّنــب ســلبيَّات تلــك الطُّــرق؛ حتــى ال تعوقَــه عــن أداء واجبــه عــى‬ ‫ـت ِ‬ ‫صفــوف اللُّغــة‪ ،‬كــا يجتهــد املعلـ ُم يف الوقـ ِ‬
‫ِ‬
‫ـاب هــذه الطريقــة أن للمعلِّــم حريـ ًة مطلقـ ًة يف ابتــكار األســلوب الــذي يرغــب يف اتباعــه وهــو‬ ‫الوجــه املطلــوب‪ ،‬ويــرى أصحـ ُ‬
‫ـر مــن الطُّــرق مــا يظ ُّنــه مالمئًــا‬ ‫ـات املر ُجـ َّو َة؛ فللمعلــم أن يتخـ َّ َ‬ ‫بصــدد تعليــم اللُّغــة املنشــودة‪ ،‬مــا دام يح ِّقــق عــن طريقــه الغايـ ِ‬
‫ـس إحــدى املهــارات اللُّغويَّــة‪ ،‬وقــد يَد ُمجــه‬ ‫ـرا مــن طريقـ ٍة مــا ليســتفي َد بــه يف تدريـ ِ‬ ‫ـي؛ فهــو قــد يختــار عنـ ً‬ ‫للموقــف التعليمـ ِّ‬
‫رشحــه وتوصيلِــه اللُّغــة للطــاب‪« ،‬ولعـ َّـل مــن عوامــل تب ِّنــي الطريق ـةِ‬ ‫ر مــن طريق ـ ٍة أخــرى ليزي ـ َد مــن جــود ِة ِ‬ ‫مــع عن ـ ٍ‬
‫ـب قصــو ٍر‪ ،‬واملعلِّــم يحـ ِرص عــى إيجــا ِد مــا ميكــن تســميتُه بالطريقة‬ ‫ـب متيُّـ ٍز وجوانـ َ‬ ‫االنتقائيـ ِة أنَّنــا وجدنــا لــكل طريقـ ٍة جوانـ َ‬
‫ـداف التي يســعى إليهــا‪ ،‬وتراعي‬ ‫التكا ُمليَّــة؛ فيع ِمــد إىل انتقــاء محاســنِ كل طريقــة‪ ،‬وتجمي ِعهــا يف طريقـ ٍة واحــدة تناســب األهـ َ‬
‫ـاب أخــرى‪ ،‬وتــرى يف األمـ ِر متَّ َسـ ًعا‪ ،‬وال‬ ‫التعصــب لطريقــة عــى حسـ ِ‬ ‫ـاص فكــر َة ُّ‬ ‫ـات املتعلِّــم وظروفَــه‪ ،‬كــا أنَّهــا ال تنـ ِ ُ‬ ‫حاجـ ِ‬
‫ِ‬
‫ينبغــي أن ننظــر إىل طرائــقِ التعليــم عــى أنَّهــا متعارضــة؛ ف َمقصــد ِّكل طريقــة يف نهايــة املطــاف هــو تقديـ ُم اللُّغــة األجنبيَّــة‬
‫عــى الوجــه الالئــق»(((‪.‬‬
‫ـكل طريقــة محاسـ َنها وأو ُجـ َه إفــاد ٍة تعــو ُد عــى تدريــس اللُّغــة املنشــودة‪ ،‬انطالقًا مــنِ انعدام‬ ‫وهــي تنطلــق مــن مفهــوم أن لـ ِّ‬
‫ـكل طريقـ ٍة مزايــا‬ ‫ـا‪ ،‬فلـ ِّ‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ومتع‬ ‫ـا‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫معل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫ن‬‫ِ‬ ‫َع‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ـراف‬ ‫ـ‬ ‫األط‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫وجمي‬ ‫ـداف‬ ‫ـ‬ ‫األه‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫جمي‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫تناس‬ ‫ـي‬ ‫املثاليــة املطلقــة لطريقـ ٍة مــا‪ ،‬والتـ‬ ‫َّ‬
‫ـض‪،‬‬ ‫ومآخـ َذ؛ و ِمــن ث َـ ّم تكــون النظــر ُة إىل الطُّــرق الســالفة ال ِّذكْـ ِر نظــر ًة تكا ُم َّليـ ًة تعتمــد إىل التن ُّقــل بينهــا دو َن تعــا ُر ٍض أو تناقُـ ٍ‬
‫والعقليـةَ‪ ،‬والنفسـ َّـي َة املتفاوتــة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫البيئيـةَ‪،‬‬
‫ـات َّ‬ ‫وتلبــي الحاجـ ِ‬ ‫ـت‪ِّ ،‬‬ ‫ـب الوقـ َ‬ ‫تناسـ ُ‬‫وامل ُ ِهـ ُّم يف نهايــة األمـ ِر هــو اختيــا ُر الطريقــة التــي ِ‬
‫ـات التــي تســتند إليهــا تلــك الطريقــة «فــإن أنصا َرهــا يط َمحــون إىل الوصــول إىل طريقـةٍ‬ ‫وانطالقًــا مــن هــذه االفرتاضـ ِ‬
‫ِ‬
‫ومحصن ـ ًة يف الوقــت ذاتــه باإليجابيــات التــي‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ـرأ ًة مــن نواقــص الطرائــق املختلفــة‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ـس اللُّغــات‪ ،‬تكــون مـ َّ‬ ‫ُمثْـ َـى يف تدريـ ِ‬
‫ـتعري‬
‫ُعرفــت عنهــا‪ ،‬والطريقـ ُة املثــى يف نظــر (هكــر همــريل) تلــك الطريقـ ُة التــي تأخــذ جميـ َع الحقائــق يف ال ُحســبان‪ ،‬وتسـ ُ‬
‫ـكارات‪ ،‬وتَد ُمــج َّكل ذلــك يف ِّكل جديـ ٍـد‬ ‫ـرق الســابقة أن تق ِّد َمــه‪ ،‬وتصنيــف مــا تحتا ُجــه مــنِ ابتـ ٍ‬ ‫أفضـ َـل املوجــود‪ ،‬ومــا ميكــن للطـ ِ‬
‫ـب لخصائــص املتعلِّمــن‪ ،‬وألهــداف الربنامــج‪ ،‬ولــروط التعلُّــم»(((‪.‬‬ ‫متجانــس منسـ ِجمٍ ملـ ٍّ‬
‫ومــن الواضــح أن محاولـ َة املــزج بــن النافـعِ واملفيــد مــن كل طريقــة هــو املســا ُر األمثــل؛ حيــث يتحــرك املعلــم مبرونـ ٍة‬
‫ـاب؛ فــإذا كان املعلّم‪-‬مثـ ًـا‪ -‬يتبــع الطريقـ َة املبــارشة‬ ‫ـتخالص منهـ ٍج متكا ِمـ ٍـل يُفيــد منــه الطـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫بــن تلــك الطُّــرق؛ هادفًــا إىل اسـ‬
‫ـص عــى عــدم اســتعام ِل اللُّغــة األُ ِّم عــى اإلطــاق‪ ،‬ثــم واجــه مســأل ًة‬ ‫ُ ُّ‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ت‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫الطريق‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫أن‬ ‫يف تعليــم الطــاب‪ ،‬وهــو يــدرك‬
‫ن‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫للمع‬ ‫ح‬‫م‬ ‫ـ‬ ‫س‬
‫َّ ُ َ‬ ‫ي‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ة؛‬ ‫ـفهي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ة‬ ‫ـمعي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الطريق‬ ‫ـه‬‫ـ‬‫ُ‬ ‫ل‬‫تقو‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫االعت‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ميكن‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫تحتــاج إىل اســتعام ِل اللُّغــة األُ ِّم؛ َّ‬
‫ن‬‫فإ‬
‫ـمعية‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫الطريق‬ ‫عىل‬ ‫ا‬ ‫د‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫معت‬ ‫كان‬ ‫وإذا‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫د‬
‫ٍّ‬ ‫ح‬ ‫إىل‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الرتاكي‬ ‫أو‬ ‫ـغ‬‫ـ‬ ‫والصي‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫القواع‬ ‫ـض‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫باســتعامل لغـ ِة الطــاب األ ِّم لــرح‬
‫عن املوقع الرسمي لشبكة األلوكة ‪./http://www.alukah.net/literature_language‬‬ ‫(( (‬
‫ينظر‪ :‬أضواء عىل الدراسات اللغوية املعارصة‪ ،‬نايف خرما‪ ،‬الكويت (‪1978‬م)‪ ،‬ص‪.49‬‬ ‫(( (‬
‫تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها (الطرق‪ -‬األساليب‪ -‬الوسائل)‪ ،‬ص‪.47‬‬ ‫(( (‬
‫عن املوقع الرسمي لشبكة األلوكة ‪./http://www.alukah.net/literature_language‬‬ ‫(( (‬
‫مقدمــة يف علــم اللغــة التطبيقــي‪ ،‬أنــور نقشــبندي‪ ،‬ومحمــد خــر عريــف‪ ،‬طبــع دار خــر للطباعــة والنــر والتوزيــع‪ ،‬جــدة ط‪1992( ،1‬م)‪،‬‬ ‫(( (‬
‫ص ‪.68‬‬

‫‪1045‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ـس بحاجـ ِة الطــاب لبعــض قوائــمِ املفــردات؛ فإنَّــه ميكنــه حينهــا أن يز ِّو َدهــم بهــا؛ حتى لــو تعــارض ذلك مع‬
‫الشــفهيَّة‪ ،‬ثــم أحـ َّ‬
‫ـص عليــه الطريقـةُ‪ ،‬واتفــق مــع طريقــة الرتجمــة(((‪.‬‬‫مــا ت ُنـ ُّ‬

‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫العربية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫املراجع‬
‫بالعربية يف وسائل اإلعالم‪ ،‬سلسلة كتاب (األمة)‪ ،‬العام الرابع‪1422( ،‬هـ)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫االرتقاء‬ ‫ ‪-‬‬
‫ ‪-‬أساســيات تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن ِبلُغــات أخــرى‪ ،‬د‪ .‬عبــد العزيــز العصيــي‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬مكــة َّ‬
‫املكرمــة‬ ‫ٍ‬
‫( ‪1422‬هـ)‪.‬‬
‫بالعربيــة‪ ،‬د‪ .‬نــارص عبــد اللــه الغــايل‪ ،‬طبــع دار الغــايل‪ ،‬الريــاض‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الناطق‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫ـداد‬ ‫ ‪-‬أســس إعـ‬
‫( ‪1991‬م)‪.‬‬
‫ ‪-‬أضواء عىل الدراسات اللُّغويَّة املعارصة‪ ،‬نايف خرما‪ ،‬الكويت (‪1978‬م)‪.‬‬
‫ ‪-‬البيان والتبيني‪ ،‬للجاحظ‪ ،‬تحقيق‪ :‬عبد السالم هارون‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مكتبة الخانجي‪1985( ،‬م)‪.‬‬
‫ ‪-‬تأويل مشكل القرآن‪ ،‬البن قتيبة‪ ،‬تحقيق‪ :‬السيد أحمد صقر‪ ،‬طبع دار الرتاث‪ ،‬القاهرة ط ‪1973( ،2‬م)‪.‬‬
‫العامليــة‬
‫َّ‬ ‫ـدار‬
‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ط‪/‬‬ ‫ـه‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا (الطُّــرق‪ -‬األســاليب‪ -‬الوســائل) د‪ /‬عمــر الصديــق عبــد اللـ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬تعليــم اللُّغــة‬
‫للنــر والتوزيــع الجيــزة (‪2008‬م)‪.‬‬
‫ ‪-‬تعليــم اللُّغــة الحيــة وتعليمهــا بــن النظريَّــة والتطبيــق‪ ،‬صــاح الديــن عبــد املجيــد العــرب‪ ،‬مكتبــة لبنــان‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬
‫( ‪1981‬م)‪.‬‬
‫العربيــة لغــر الناطقــن بهــا‪ ،‬النظريَّــة والتطبيــق‪ ،‬د‪ .‬عــي مدكــور‪ ،‬طبــع دار الفكــر العــريب‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬ط‪،1‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬تعليــم اللُّغـ‬
‫ـة‬
‫(‪1427‬هـ‪2006/‬م)‪.‬‬
‫ ‪-‬الحياة مع لغتني‪ ،‬الثُّنائيَّة اللُّغويَّة‪ ،‬محمد عيل الخويل‪ ،‬جامعة امللك سعود‪ ،‬الرياض‪1994( ،‬م)‪.‬‬
‫ ‪-‬الخصائص‪ ،‬ابن ِج ِّني‪ ،‬عالَم الكتب‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد عيل النجار‪ ،‬طبع الهيئة املرصية العا َّمة للكتاب‪1986( ،‬م)‪.‬‬
‫ ‪-‬خطــة ُمقرتَحــة لتأليــف كتــاب أســايس لتعليــم العربيَّــة للناطقــن بغريها‪ ،‬وقائــع نــدوات تعليــم العربيَّة للناطقــن بغريها‪،‬‬
‫محمــود كامــل الناقــة‪ ،‬مكتــب الرتبيــة العــريب لــدول الخليج‪.‬‬
‫العربيــة لغــر الناطقــن‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـدوة‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫وقائ‬ ‫ـي‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫صين‬ ‫ـاعيل‬ ‫األجنبيــة محمــود إسـ‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬دراســة يف طرائــق تعليــم اللغــات‬
‫بهــا مكتــب الرتبيــة لــدول الخليــج ‪ -‬الريــاض (‪1985‬م)‪.‬‬
‫العقيل‪ ،‬د‪ .‬جمعة سيد يوسف‪ ،‬طبع سلسلة عامل املعرفة‪1990( ،‬م)‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ ‪-‬سيكولوجيَّة اللُّغة واملرض‬
‫ ‪-‬علم النفس يف القرن العرشين‪ ،‬د‪ .‬بدر الدين عامود‪ ،‬من منشورات اتحاد الكتاب العرب‪ ،‬دمشق‪2001( ،‬م)‪.‬‬
‫غوي‪ ،‬د‪ .‬خليل أحمد عاميرة‪ ،‬مكتبة املنار‪ ،‬ط‪1987( ،1‬م)‪.‬‬ ‫ ‪-‬يف التحليل اللُّ ِّ‬
‫عربية‪ ،‬معهد بورقيبة للغات الحية‪ ،‬تونس‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫لسانيات‬ ‫سلسلة‬ ‫عمر‪،‬‬ ‫بن‬ ‫صالح‬ ‫محمد‬ ‫حية‪،‬‬ ‫لغة‬ ‫العربية‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬كيف نعلم‬
‫ ‪-‬اللســانيَّات التطبيقيَّــة وتعليــم اللُّغــة العربيَّــة لغــر الناطقــن بهــا‪ ،‬تأليــف‪ :‬وليــد العنــايت‪ ،‬طبــع دار الجوهــرة‪ ،‬عــان‬
‫( ‪2003‬م)‪.‬‬
‫العربيــة لغــر الناطقــن بهــا‪ ،‬محمــد‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـدرس‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـداد‬ ‫ـ‬ ‫إلع‬ ‫ـج‬
‫ـ‬ ‫منه‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫نح‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫به‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الناطق‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ـها‬
‫ـ‬ ‫وتدريس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬اللُّغــة‬
‫العربيــة للرتبيــة والثقافــة والعلــوم‪ ،‬تونــس (‪1992‬م)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫َّم‬ ‫ظ‬ ‫املن‬ ‫ـورات‬ ‫ـ‬ ‫منش‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـدران‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـدوح‬ ‫ممـ‬
‫يب لــدول‬‫ ‪-‬مبــادئ تعلُّــم وتعليــم اللُّغــة‪ ،‬دوجــاس بــراون‪ ،‬ترجمــة‪ :‬إبراهيــم بــن حمــد القعيــد‪ ،‬طبــع مكتــب الرتبيــة العــر ّ‬
‫الخليــج‪ ،‬الريــاض‪ ،‬ط ‪1994( ،1‬م)‪.‬‬
‫العربية‪ ،‬د‪ .‬محمد شحادة زقوت‪ ،‬طبع مكتبة األمل للطباعة والنرش‪ ،‬غزة‪ ،‬ط ‪1999( ،2‬م)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬املرشد يف تدريس اللُّغة‬
‫ ‪-‬املشكالت الصوتيَّة يف تعلُّم اللُّغة العربيَّة للناطقني بغريها‪ ،‬جامعة املدينة العامليَّة أُمنوذ ًجا‪ ،‬أ‪.‬د‪ .‬دكوري ماسريي‪.‬‬

‫(( ( ينظر‪ :‬تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها (الطرق‪ -‬األساليب‪ -‬الوسائل)‪ ،‬ص‪.49‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1046‬‬
‫ ‪-‬مشكالت اللُّغة العربيَّة املعارصة‪ ،‬مجد محمد الباكري‪ ،‬طبع مكتبة الرسالة الحديثة‪ ،‬عامن ‪ -‬األردن (‪1989‬م)‪.‬‬
‫العربية لغري الناطقني بها وطرق حلها‪ ،‬كريم فاروق الخويل‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬مشكالت تعليم اللُّغة‬
‫ ‪-‬مشكلة تعليم اللُّغة العربيَّة لغري العرب‪ ،‬عيل الحديدي‪ ،‬طبع دار الكتاب العريب للطباعة والنرش‪ ،‬القاهرة (‪1967‬م)‪.‬‬
‫ ‪-‬مقــال (األســلوب التواصــي يف تدريــس اللغــات)‪ ،‬د‪ .‬محمــود عطيــة فرحــان‪ ،‬أســتاذ اللُّغــة والرتجمــة‪ ،‬جامعــة بغــداد‪ ،‬كلية‬
‫ـانية‪ ،‬قســم اللُّغــة اإلنجليزيَّــة‪ ،‬منشــور عــى املوقــع اإللكــروين ( ُدنيــا الوطن)‪.‬‬ ‫الرتبيــة ابــن رشــد للعلــوم اإلنسـ َّ‬
‫ ‪-‬مقتضيــات الكفــاءة يف تعليــم العربيَّــة كلغــة إضافيَّــة‪ ،‬د‪ .‬الســعيد محمــد بــدوي‪ ،‬منشــورات املنظَّمــة العربيَّــة للرتبيــة‬
‫والثقافــة والعلــوم‪ ،‬تونــس‪1992( ،‬م)‪.‬‬
‫ ‪-‬مقدمــة يف علــم اللُّغــة التطبيقــي‪ ،‬أنــور نقشــبندي‪ ،‬ومحمــد خــر عريــف‪ ،‬طبــع دار خــر للطباعــة والنــر والتوزيــع‪،‬‬
‫جــدة ط ‪1992(، 1‬م)‪.‬‬
‫ ‪-‬ملــف إنجــاز متدربــة اللُّغــة العربيَّــة‪ -‬مدرســة املأمونيــة اإلعداديــة للبنــات‪ ،‬إعــداد نــور املدهــون‪( ،‬امللــف اإللكــروين)‪،‬‬
‫كليــة الرتبيــة بالجامعــة اإلســاميَّة‪ ،‬بغ ـ ّزة‪2015( ،‬م)‪.‬‬
‫العربية‪ ،‬بريوت ‪ -‬لبنــان‪ ،‬ط ‪1406) ،6‬هـ‪1986/‬م)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫النهضة‬ ‫دار‬ ‫طبع‬ ‫ ‪-‬النحــو العــريب والــدرس الحديث‪ ،‬د‪ .‬عبــده الراجحي‪،‬‬
‫ ‪-‬النظريَّــة اللســانيَّة عنــد ابــن حــزم األندلــي قــراءة نقديَّــة يف مرجعيــات اللســان الخطــايب وأبعــاده املعرفيَّــة‪ ،‬د‪ .‬نعــان‬
‫بوقــرة‪ ،‬منشــورات اتحــاد الكتــاب العــريب‪ ،‬دمشــق‪2004( ،‬م)‪.‬‬
‫األردنيــة منوذ ًجــا‪ ،‬د‪ .‬خالــد أبــو عمشــة‪ ،‬ود‪ .‬عــوين‬ ‫َّ‬ ‫الجامعــة‬ ‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ُ :‬مشــكالت وحلــول‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬تعليــم‬
‫واالجتامعيــة‪ ،‬املجلــد(‪ ،)32‬العــدد(‪ ،)3‬ســنة‬
‫َّ‬ ‫ة‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫ـوم‬‫ـ‬ ‫العل‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫األردني‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الجامع‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫دراس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫مجل‬ ‫يف‬ ‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫منش‬ ‫ـوري‪،‬‬
‫الفاعـ‬
‫( ‪2005‬م)‪.‬‬
‫األجنبية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫املراجع‬
‫ ‪Macky W. F. Language Teaching Analysis. London: Long man Group 6th Edition 1976.-‬‬
‫اإللكرتونية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫املواقع‬
‫الرسمي لشبكة األلوكة‪.http://www.alukah.net/literature_language/ :‬‬ ‫ّ‬ ‫املوقع‬ ‫ ‪-‬عن‬

‫‪1047‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫الدولي السادس‬
‫ّ‬ ‫مؤتمر ال ُّلغة العرب َّية‬
‫فبراير ‪2023‬م‬
‫العربي‪ :‬رؤية لسانية لتعليم مهارات التفكير‬ ‫داو َّ‬
‫لية في النحو‬ ‫َّ‬
‫الت ُ‬
‫ِّ‬
‫َّ‬
‫بالعربية وبغيرها‬ ‫النحوي التداولي للناطقين‬

‫األستاذ الدكتور‪ /‬ماهر شعبان عبد الباري‬


‫أستاذ املناهج وطرائق تدريس اللُّغة العربيَّة‬
‫كلية الرتبية – جامعة بنها‬

‫‪mahershaban@yahoo.com‬‬

‫املستخلَص‪:‬‬
‫ـب‪ ،‬وال هــو معرفـ َة املرفــوع‪ ،‬واملنصــوب‪ ،‬واملجــرور‪ ،‬واملجــزوم‪ ،‬أو املبنيــات‬ ‫يب هــو علـ َم اإلعــراب فحسـ ُ‬ ‫ليــس النحــو العــر ُّ‬
‫ِ‬
‫األدوات‪،‬‬ ‫تأليف الــكالم بعامـ ٍة؛ فيتنــاول‬ ‫ـاف داللــة امل ُشــت َّقات؛ ألنَّــه العلــم الــذي يهتـ ُّم ويحـ ِرص عىل صحــة ِ‬ ‫واملتحــركات‪ ،‬واختـ ِ‬
‫ووضـ َع كل كلمــة يف مكانهــا الصحيــح‪ ،‬وقــد يكــون مــن موضوعــات النحــو‬ ‫ـب ال ُجملــة‪ْ ،‬‬ ‫ـروف‪ ،‬والوظائـ َـف املناســبة‪ ،‬وتركيـ َ‬ ‫والحـ َ‬
‫يب هــو‬ ‫ـي؛ فالنحــو العــر ُّ‬ ‫يب تقدي ـ ُم كلمــة عــى أخــرى‪ ،‬أو وض ـ ُع أداة مــكا َن غريهــا‪ ،‬أ ِو الفصـ ُـل بــن املتالزمــن بأجنبـ ٍّ‬ ‫العــر ِّ‬
‫ـركات والعالمــات اإلعرابيــة‪ ،‬والعنايــة‬ ‫هندس ـ ٌة لُغويَّــة مح َكمــة البنــاء مــن جميــع جوان ِبهــا ونواحيهــا‪ ،‬إضافــة إىل تِ َقنيَّــة الحـ ِ‬
‫بالنطــق والداللــة‪.‬‬
‫وبحثيــا يرتبــط بالكثــر مــن العلــوم‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫علمي‬
‫ًّ‬ ‫ـال‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫مج‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫باعتباره‬ ‫ـة؛‬‫ـ‬ ‫لي‬ ‫و‬ ‫دا‬
‫َّ ُ َّ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫بي‬‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الحالي‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الورق‬ ‫وتســتهدف‬
‫يب‪ ،‬وعالقتهــا بالتفكــر النحــوي التــدا ُويل‪ ،‬وأبــرز املهارات‬ ‫ِّ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫النح‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫لي‬ ‫و‬
‫َّ ُ َّ‬‫دا‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫جوان‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫وتحدي‬ ‫ات‪،‬‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫ومنهــا علــم‬
‫ال َّن ْحويَّــة وعالقتهــا بالتداوليــة مثــل‪ :‬مهــارات االســتقراء النحــوي‪ ،‬والقيــاس النحــوي‪ ،‬واإلعــراب‪ ،‬والتعليــل‪ ،‬وعالقــة التَّدا ُو َّليــة‬
‫بأبــرز األبــواب ال َّن ْحويَّــة‪ ،‬كالحــذف‪ ،‬والتقديــم‪ ،‬والتأخــر‪ ،‬والخــر‪ ،‬واإلنشــاء‪ ،‬والنــداء‪ ،‬وال ُّندبــة‪ ،‬واالختصــاص‪ ،‬والتعجــب‪،‬‬
‫يب يف ضــوء الــدرس التــدا ُويل مل يُه ِمــل املخاطَبــن وال أقدا َرهم؛‬ ‫توضــح أن النحــو العــر َّ‬ ‫ـث ِّ‬ ‫وأســلوب املــدح والــذم‪ ،‬وهــي مباحـ ُ‬
‫البحثيــة التــي ميكــن إجراؤهــا يف َم ْيــدان‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫املرشوع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫العدي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫البحثي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الورق‬ ‫ض‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫باعتبــاره أدا ًة لل َف ْهــم واإلفهــام‪ ،‬وتَعـ‬
‫عقلية‬
‫َّ‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫عملي‬
‫َّ‬ ‫ـه‬
‫ـ‬‫ِ‬ ‫ن‬‫كو‬ ‫إىل‬ ‫ـظ‬ ‫ـ‬ ‫حف‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫قواع‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫كون‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫العل‬ ‫ـذا‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـاء‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫بن‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫عي‬‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـث‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫حدي‬ ‫ـاين‬ ‫ـ‬ ‫لس‬ ‫ٍ‬
‫ه‬ ‫ـ‬ ‫يب يف ضــو ِء تو ُّج‬ ‫تعليــم النحــو العــر ِّ‬
‫املرســل إىل مع ًنــى يلت ِقطُــه املخاطَــب؛ عــاو ًة عــى كونِــه مهــار ًة ُتــا َرس‪.‬‬ ‫قصــد محـ َّدد مــن ِق َبــل ِ‬ ‫تســعى إىل تحقيــق َم ِ‬
‫يب‪ ،‬مهارات التفكري النحوي التدا ُويل‪ ،‬الناطقون بالعربيَّة وبغريها‪.‬‬ ‫املفتاحية‪ :‬التَّدا ُوليَّة يف النحو العر ِّ‬ ‫َّ‬ ‫الكلامت‬
‫ً‬
‫أول‪ :‬مدخل استهاللي‪:‬‬
‫البحثية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪1 .‬أهداف الورقة‬
‫يب؛ باعتبــاره‬
‫ـانيات التَّدا ُو َّليــة؛ لتعليــم النحــو العــر ِّ‬ ‫البحثيــة اســتثام َر التط ـ ُّور الحــادث يف علــم اللسـ َّ‬ ‫َّ‬ ‫تســتهدف الورق ـ ُة‬
‫النوعية‬
‫َّ‬ ‫ـداف‬ ‫ـ‬ ‫األه‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫وم‬ ‫غة‪،‬‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ي‬‫م‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـتخد‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫ع‬
‫َّ‬ ‫ف‬ ‫ٍ‬
‫ـل‬‫ـ‬ ‫تواص‬
‫ُ‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫لتحقي‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ظ‬‫تو‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫واألدائي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العقلي‬
‫َّ‬ ‫ـارات‬ ‫مجموعـ ًة مــن املهـ‬
‫لهــذه الورقــة مــا يــأيت‪:‬‬
‫ ‪-‬تحديد طبيعة التَّدا ُوليَّة وتحرير طبيعة هذا املصطلح‪.‬‬
‫يب‪ ،‬وببعض مباحثه‪.‬‬ ‫ ‪-‬تِبيان َعالقة النظريَّة التَّدا ُو َّلية بالنحو العر ِّ‬
‫ ‪-‬الوقوف عىل مصطلح مهارات التفكري النحوي التدا ُويل‪.‬‬
‫عقلي ًة ُتا َرس‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫عمليات‬ ‫كونه‬ ‫إىل‬ ‫حفظ‬ ‫يب من كونه قواع َد ت ُ‬ ‫ ‪-‬االنتقال من تدريس النحو العر ِّ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫الرئيس لعلم النحو‪ ،‬وهو مام َرسة اللُّغة بطالقة وبدقة؛ مع صيانة اليد واللسان من ال َّزلل‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ ‪-‬إبراز الهدف‬
‫النوعية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ومؤرشاتها‬ ‫يل‬ ‫و‬‫ُ‬ ‫التدا‬ ‫النحوي‬ ‫التفكري‬ ‫ملهارات‬ ‫ة‬ ‫إجرائي‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬تقديم رؤية‬
‫ ‪-‬اإلسهام يف تطوير املواد التعليميَّة ال َّن ْحويَّة التي ينبغي تقدميُها لداريس العربيَّة من أبنائها‪ ،‬ومن غري أبنائها‪.‬‬
‫يب والنظرية التَّدا ُو َّلية‪.‬‬ ‫اإلجرائية لل َعالقة الكائنة بني النحو العر ِّ‬ ‫َّ‬ ‫بعض النامذج‬ ‫ ‪-‬تقديم ِ‬

‫‪1049‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫البحثية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪ُ 2 .‬منط َلقات الورقة‬
‫تنبع هذه الورقة من عدة ُمنطلَقات ‪:‬‬ ‫ُ‬
‫العربية التي وصلت إلينا مكتمل َة البناء‪ ،‬ومل يضار ْعه يف ذلك إال عل ُم الفقه‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫يب علم من علوم‬ ‫ ‪-‬النحو العر ُّ‬
‫ـدءا مــن املال َحظــة والتصنيــف واالســتقراء والقيــاس واإلعــراب‬ ‫ـارات عمليــات العلــم (بـ ً‬ ‫ ‪-‬علــم النحــو علــم تتوافــر فيــه مهـ ُ‬
‫والتحليــل) وغريهــا مــن املهــارات‪.‬‬
‫تواصـ ٍـل ف َّعــال بــن مســتعميل‬
‫ُ‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫تحقي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـث‬
‫ـ‬ ‫بحي‬ ‫ـام؛‬ ‫ـ‬ ‫واإلفه‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ه‬‫ُ َْ‬‫ف‬ ‫ال‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫تحقي‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ ‪-‬الغايــة الرئيســة مــن هــذا العلــم‬
‫ن بهــا‪.‬‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫وم‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ن به‬
‫اطقـ َ‬ ‫اللُّغــة مــن أبنائهــا ال َّن ِ‬
‫عمليـ َة إرســال (إنتــاج) اللُّغــة واســتقبالها بشـ ٍ‬
‫ـكل‬ ‫ـتعاميل؛ مبــا يح ِّقــق َّ‬
‫ِّ‬ ‫ ‪-‬التَّدا ُو َّليــة َم ْيــدان لســاين يهتـ ُّم باللغــة يف بُ ْعدهــا االسـ‬
‫ف َّعا ٍل ‪.‬‬
‫الب ْعد التدا ُويل بُع ٌد حارض وبقو ٍة يف كثري من املباحث ال َّن ْحويَّة‪.‬‬ ‫ ‪ُ -‬‬
‫خرجت القاعدة ال َّن ْحويَّة عن سياقتها املألوف ِة؛ فإنَّها تخرج لغرض بالغي؛ ملراعا ِة أقدا ِر الجمهور املخاطَب‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ ‪-‬إذا‬
‫ـاين بني‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫التواص‬
‫ُ‬ ‫ة‬ ‫ـ‬
‫َّ َ‬ ‫عملي‬ ‫م‬ ‫د‬‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫يخ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫مب‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ومباحث‬ ‫يب‬
‫ِّ‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫النح‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫لي‬ ‫و‬ ‫دا‬
‫َّ ُ َّ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫دات‬ ‫د‬‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫مح‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـتفادة‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ميك‬ ‫ ‪-‬‬
‫ن بغريها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫أو‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫به‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫يل‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ـتع‬ ‫ـ‬ ‫مس‬
‫البحثية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪3 .‬محتوى الورقة‬
‫تتض َّمــن الورقـ ُة عـ َّدة َمحــا ِور ‪ :‬مقدمــة عا َّمــة‪ ،‬وثالثــة َمحــا ِور‪ :‬أمــا عــن املحــور األول فيتنــاول التَّدا ُو َّليــة‪ :‬املفهــوم‪ -‬األهمية‪-‬‬
‫ـر النحــوي التــداويل‪ :‬مفهومــه‪ ،‬أهميتــه‪ ،‬مهاراتــه العا َّمــة‪ ،‬ومؤرشاتــه‬ ‫يب‪ ،‬وتنــاول املحــور الثــاين‪ :‬التفكـ َ‬ ‫عالقتهــا بالنحــو العــر ِّ‬
‫يب‪ :‬وضـ َّم‬
‫ِّ‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫النح‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫لي‬ ‫و‬‫دا‬ ‫ت‬
‫َ َّ ُ َّ‬‫ال‬ ‫ـاذج‬
‫ـ‬ ‫من‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫فتض‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫واألخ‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫الثال‬ ‫ـور‬‫ـ‬ ‫املح‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫أم‬ ‫ـا‪،‬‬
‫ـ‬ ‫وبغريه‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫بالعربي‬
‫َّ‬ ‫النوعيــة للناطقــن‬
‫َّ‬
‫هــذا املحــور أربع ـ َة عنــارص‪ :‬مهــارات اإلعــراب التــداويل‪ ،‬والحــذف‪ ،‬والتعريــف‪ ،‬والتنكــر‪ ،‬واختُتــم املحــو ُر مبجموعــة مــن‬
‫العربيــة للناطقــن بهــا أو للناطقــن بغريهــا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫البحثيــة التــي ميكــن إجراؤهــا يف َم ْيــدان تعليــم‬ ‫َّ‬ ‫املرشوعــات‬

‫املقدمة‪:‬‬
‫ـروف عنـ َد جميــع األمــم والشــعوب‪ ،‬ويهــدف هــذا العلــم إىل متكــن املتكلــم أو الكاتــب مــن‬ ‫النحـ ُو ‪-‬بصفـ ٍة عا َّمـ ٍة‪ -‬علـ ٌم معـ ٌ‬
‫ـرا ألن علـ َم النحــو تزامنــت‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫ونظ‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫ي‬ ‫غو‬
‫ُ ُّ َّ‬‫ل‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫ـ‬ ‫الجامع‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫علي‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫اصط‬ ‫أو‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫علي‬ ‫ـت‬‫ـ‬ ‫تواضع‬ ‫ـذي‬ ‫ـوي الجيــد الـ‬ ‫معايـرِ الصــواب اللُّغـ ّ‬
‫ـاء الخلفــاء واألمــراء قواعـ َد أو بروتـ ِ‬
‫ـوكالت اللَّباقــة اللُّغويَّــة ‪-‬إن‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫أبن‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫يع‬ ‫ـوا‬
‫ـ‬ ‫كان‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الذي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫د‬
‫ِّ‬ ‫املؤ‬ ‫ـة‬‫نشــأتُه مــع بــرو ِز طائفـ‬
‫صــح هــذا التعبــر‪-‬؛ فقــد التــزم املؤ ِّدبــون النحــا ُة بقواعـ ِـد املنطــق‪ ،‬ورســمِ الحــدود الدقيقــة بــن كل قاعــد ٍة وأخــرى حتــى‬
‫تثبت ‪.‬‬
‫َ‬
‫ـرا‪ ،‬عــاو ًة عــى اهتاممهــم بالقـرآن الكريــم؛‬ ‫يب لــدى العــرب‪ ،‬ومتثَّــل ذلــك يف أدبهــم ِشـ ْع ًرا َونَـ ْ ً‬ ‫االهتــام بالــراث الكتــا ِّ‬
‫الــذي يُ َعـ ُّد الـ ِّذروة العليــا املعلومـ َة يف أذهــان املتعلِّمــن‪.‬‬
‫ـر إال عل ـ ُم الفقــه؛ فقــد‬ ‫ـ‬
‫ٌ ُ‬‫آخ‬ ‫م‬ ‫ـ‬ ‫عل‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫يضار‬ ‫ومل‬ ‫ـاء‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫البن‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫مكتمل‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫إلين‬ ‫يب مــن العلــوم اللُّغويَّــة التــي وصلــت‬ ‫والنحــو العــر ُّ‬
‫ـي ظاهــرة اللحــنِ ‪ ،‬واألخطــاء التــي بــدأت‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫تف‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ة‬ ‫ـ‬ ‫ح‬
‫َّ ُ َّ‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫اجتامعي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫لحاج‬ ‫ه‬ ‫ـاء‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫بن‬ ‫أو‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫العل‬ ‫ـذا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ع‬
‫اســتطاع النحــاة ْ َ‬
‫ـ‬ ‫وض‬
‫ـرس والــروم‪ ،‬واألحبــاش‪ ،‬وأهــل اليونــان؛ ولــذا فقــد بَــدأ‬ ‫تســترشي بــن العــرب؛ نتيجـ ًة ملخالط ِتهــم لألمــم األخــرى مــن الفـ ِ‬
‫ـي الصحيــح؛ فبــدؤوا مبالحظ ـ ِة كالم العــرب‬ ‫ـارات التفكــر العلمـ ِّ‬ ‫علميــا يســتند إىل مهـ ِ‬ ‫النحــاة تأصيـ َـل هــذا العلــم تأصيـ ًـا ًّ‬
‫أمريــن ‪:‬‬ ‫مالحظ ـ ًة تقــوم عــى َ‬
‫ ‪-‬من أفواه العرب ال ُخلَّص الذين اعتقدوا أن لغتَهم ما زالت لغ ًة نقي ًة مل يخالِطْها اعوجاج أو انحراف أو لحن‪.‬‬
‫األدبيــة‪ ،‬وحصــل ذلــك مــن خــا ِل‬ ‫ـاس يف حياتهــم العا َّمــة‪ ،‬وأســواقهم َّ‬ ‫ـفهية‪ ،‬ومســامرات النـ ِ‬ ‫ ‪-‬االهتــام باألحاديــث الشـ َّ‬
‫ـاء اللُّغــة يرتحلــون إىل الباديــة لجم ِعهــا يف البالغــة‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫وعل‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫النح‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ألفين‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ول‬ ‫ـرب؛‬ ‫ـ‬ ‫للع‬ ‫األديب‬ ‫ـي أو‬ ‫تحليــل الخطــاب اليومـ ِّ‬
‫والفصاحــة‪ ،‬والــذي وضــع النحـ َو أصـ ًـا لحاميتــه مــن التحريــف والتصحيــف‪.‬‬
‫ـي‪ ،‬متثــل هــذا ال ُج ْهــد يف القيــام بالعديــد مــن عمليــات‬ ‫ـاوالت النحــاة وعلــاء اللُّغــة يف القيــام ب ُجهـ ٍـد عقـ ٍّ‬ ‫ثــم توالــت محـ ُ‬
‫التصنيــف والتبويــب للــادة ال َّن ْحويَّــة؛ حيــث بَــدأ النحــاة يف تحديـ ِـد املفاهيــم ال َّن ْحويَّــة املشــركة يف بــاب واحــد‪ ،‬مثــل االســم‪،‬‬
‫الســات تشــمل أمريــن‪:‬‬ ‫املميــزة لــكل مفهــوم‪ ،‬وهــذه ِّ‬ ‫الســات التأسيسـ َّـية ِّ‬ ‫أو الفعــل‪ ،‬أو الحــرف‪ ،‬وبــدؤوا يف تحديــد ِّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1050‬‬
‫ ‪-‬تحديد ال َعالقات الوفاقية (املتشابهة) بني كل مفهوم وآخر‪.‬‬
‫الخالفيــة بــن كل مفهــوم وآخــر‪ ،‬ومــن خــا ِل تحديـ ِـد التشــابُه واالختــاف اســتطاع النحــاة تحديـ َد‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬تحديــد ال َعالقــات‬
‫بدايــات البنــاء ألصــول التفكــر النحــوي‪.‬‬
‫ـاين يســعى إىل دراســة‬ ‫ـال جدي ـ ًدا يف الــدرس اللِّسـ ِّ‬ ‫ـر النحــوي ارتباطًــا وثي ًقــا بالتدا ُوليــة؛ باعتبارهــا مجـ ً‬ ‫ويرتبــط التفكـ ُ‬
‫التواصــل‬
‫ُ‬ ‫ـج مجموع ـ ًة مــن املشــاريع املعرفيَّــة املتع ـ ِّددة يف دراســة ظاهــرة‬ ‫الظواهــر اللُّغويَّــة يف مجــال االســتعامل‪ ،‬ويَد ُمـ ُ‬
‫ـث عــن التَّدا ُوليَّــة وشــبكتها املفاهيميَّــة يقتــي اإلشــار َة إىل ال َعالقــات القامئــة بينهــا‬ ‫ـوي وتفســره؛ وعليــه فــإن الحديـ َ‬ ‫اللُّغـ ّ‬
‫ـي بانتامئهــا إىل حقــول مفاهيمية تضـ ُّم مسـ ٍ‬
‫ـتويات متداخلـةً؛ كالبينيــة اللُّغويَّة‪،‬‬ ‫وبــن الحقــول املختلفــة املرتبطــة بهــا؛ ألنَّهــا تَـ ِ‬
‫وقواعــد التخاطُــب‪ ،‬واالســتدالالت التَّدا ُوليَّــة‪ ،‬والعمليــات ال ِّذهنيَّــة املتح ِّكمــة يف اإلنتــاج وال َف ْهــم اللغويَّــن‪ ،‬وعالقــة ال ِب ْنيَــة‬
‫ـري‬ ‫ـاش كُـ ْ‬ ‫ـرا بعلــم النحــو‪ ،‬وإىل هــذا املعنــى يُشــر (طَـ ْ‬ ‫اللُّغويَّــة بظــروف االســتعامل‪ ،‬وكل هــذه العنــارص ترتبــط ارتباطًــا كبـ ً‬
‫َزا َد ْه‪ )1985، 138 ،‬بأنَّــه علــم باحــث عــن أحــوا ِل املركَّبــات املوضوعــة وض ًعــا نوعيًّــا لنــو ٍع نــو ٍع مــن املعــاين الرتكيبيَّة النســبية‬
‫مــن حيــث داللتُهــا عليهــا‪ ،‬وغرضــه‪ :‬تحصيــل ملَكــة يُقت ـ َدر بهــا عــى إيــراد تركيــب ُو ِضــع وض ًعــا نوعيًّــا لِــا أراده املتكلــم‬
‫بحســب الوضــع املذكــور‪ ،‬وغايتــه‪ :‬االحــرا ُز عــن الخطــأ يف تطبيــق الرتاكيــب‬ ‫أي مركــب كان َ‬ ‫مــن املعنــى‪ ،‬وعــى فهــم مع َنــى ِّ‬
‫العربيَّــة عــى املعــاين الوضعيــة األصليَّــة‪ ،‬ومبادئــه‪ :‬املق ِّدمــات الحاصلــة مــن تتبُّــع األلفــاظ املركَّبــة يف مــوارد االســتعامالت‪،‬‬
‫وإنــا يُبحــث عنها يف‬ ‫وموضوعــه‪ :‬املركبــات واملفــردات مــن حيــث وقو ُعهــا يف الرتاكيــب واألدوات؛ لكونهــا روابـ َط الرتاكيــب‪َّ ،‬‬
‫النحــو عــى وجــه املبدئيَّــة؛ ألنَّهــا مــن مســائل اللُّغــة حقيقــة؛ وملزيـ ٍـد مــن التفصيــل ملصطلــح التفكــر النحــوي والتدا ُوليــة ومــا‬
‫يرتبــط بهــا مــن مهــارات يتنــاول الباحــث مــا يــأيت‪:‬‬
‫العربي‪:‬‬ ‫داوليَّ ة‪ :‬المفهوم‪ -‬األهمية‪ -‬عالقتها بالنحو‬ ‫المحور األول‪َّ :‬‬
‫الت ُ‬
‫ِّ‬
‫ويفسهــا ليقـ َـف عنــد حدودهــا وأشــكالها‬ ‫ـا يصــف ال ِب َنــى اللُّغويَّــة ِّ ُ‬ ‫محضــا‪ ،‬علـ ً‬‫ـا لُغويًّــا ً‬ ‫مل تكــن التَّدا ُوليَّــة منــذ بداياتهــا علـ ً‬
‫ـرف عــى القــدرات‬ ‫ـر اللُّغويَّــة يف مجــال االســتعامل‪ ،‬ويتعـ َّ‬ ‫ـاين‪ ،‬يــد ُرس الظواهـ َ‬ ‫للتواصــل اإلنسـ ِّ‬‫ُ‬ ‫الظاهــرة‪ ،‬بــل هــي علــم جديــد‬
‫ـوق لُغويَّــة لهــا دور كبــر يف‬ ‫ـات فـ َ‬ ‫ـوي مبالبسـ ٍ‬ ‫ـال اللُّغـ َّ‬ ‫ـوي يف مجــال ال َف ْهــم واإلفهــام؛ رابطًــا املقـ َ‬ ‫للتواصــل اللُّغـ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫اإلنســانيَّة‬
‫كاملرســل واملتل ِّقــي ومــا بينهــا مــن َعالقــة اجتامعيَّــة‪ ،‬ومــا ميلكانِــه مــن معلومــات مشــركة‪ ،‬وزمــان‬ ‫ِ‬ ‫تحديــد املعنــى املقامــي؛‬
‫املرسـ َـل يف إنشــاء هــذا الخطــاب مبــا يتوافــق‬ ‫التلفــظ‪ ،‬ومكانــه‪ ،‬والظــروف املصاحبــة للخطــاب‪ ،‬وغريهــا مــن أمــور تســاعد ِ‬
‫ـب أو املتل ِّقــي‪.‬‬ ‫مــع قــد ِر ومقــامِ املخاطَـ ِ‬
‫املفاهيميــة‪ ،‬وذلــك مــن خــال اإلشــارة‬
‫َّ‬ ‫ـبكتها‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـث‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫الحدي‬ ‫ـرورة‬ ‫ـ‬ ‫بال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫يقت‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫لي‬ ‫و‬ ‫دا‬
‫َّ ُ َّ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـث‬ ‫َ‬ ‫و ِمــن ث َـ َّم؛ فــإن الحديـ‬
‫معرفيــة تض ـ ُّم مسـ ٍ‬
‫ـتويات‬ ‫َّ‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫حق‬ ‫إىل‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫بانتامئه‬ ‫ـي‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ه‬‫َّ‬ ‫ن‬‫أل‬ ‫ـة؛‬‫ـ‬ ‫املختلف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫املعرفي‬
‫َّ‬ ‫ـول‬‫ـ‬ ‫الحق‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫وب‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫بينه‬ ‫إىل ال َعالقــات القامئــة‬
‫هنيــة املتح ِّكمــة يف اإلنتــاج‬
‫َّ‬ ‫ذ‬
‫ِّ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫والعملي‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫لي‬ ‫و‬‫دا‬
‫َّ ُ َّ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ـتدالالت‬ ‫ـ‬ ‫واالس‬ ‫ـب‪،‬‬ ‫ـ‬‫ُ‬ ‫ط‬ ‫التخا‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫وقواع‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫غو‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫متداخلـ ًة مــن قَ ِبيــل‪َ ْ :‬‬
‫ي‬ ‫ن‬‫ب‬‫ِ‬ ‫ال‬
‫وال َف ْهــم اللغويَّــن‪ ،‬وعالقــة ال ِب ْن َيــة اللُّغويَّــة بظــروف االســتعامل؛ و ِمــن ث َـ َّم فــإن التَّدا ُو َّليـ َة ت ُ َعـ ُّد َحلْقـ َة َو ْص ٍل مهمة بــن املجاالت‬
‫ـريف؛ ممثـ ًـا يف نظرية‬ ‫التحليليــة؛ ممثَّلـ ًة يف فلســفة اللُّغــة العاديَّــة‪ ،‬ومنهــا‪ :‬علــم النفــس املعـ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫املعرفيــة منهــا‪ :‬الفلســفة‬ ‫َّ‬ ‫واملياديــن‬
‫التواصــل واللســانيات بطبيعــة الحــال (صحــراوي‪.)2005، 16 ،‬‬ ‫ُ‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫عل‬ ‫ـا‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫ومنه‬ ‫املالءمــة‪،‬‬
‫ين‪:‬‬
‫لية يف الدرس اللِّسا ّ‬
‫ ‪1 .‬مفهوم النظريَّة ال َّتدا ُو َّ‬
‫ـاين الحديــث‬‫ـانيات التَّدا ُو َّليــة مــن أحــدث االتجاهــات اللُّغويَّــة التــي ظهــرت وازدهــرت عــى ســاحة الــدرس اللِّسـ ِّ‬ ‫ت ُ َعـ ُّد اللسـ َّ‬
‫الجانبــن ال ِب ْنيــوي والتوليــدي؛ فتهتـ ُّم بدراســة مسـ ِ‬
‫ـتويات اللُّغــة‬ ‫َ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫َه‬ ‫ث‬‫أبحا‬ ‫ـر‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫تق‬ ‫ات‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫ـت‬‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫كان‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫بعدم‬ ‫واملعــارص؛ إذ‬
‫ـانية املتح ِّكمــة يف (جانــب‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫امل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ودراس‬ ‫‪،‬‬‫ـوي‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـام‬
‫ـ‬ ‫النظ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫وتفس‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫وص‬ ‫ـذا‬‫ـ‬ ‫وك‬ ‫ـوي)‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫بني‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫(جان‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫الداخلي‬
‫َّ‬ ‫وإجراءاتهــا‬
‫ـج يف مقابـ ِـل ذلــك ما يُسـ َّمى‬ ‫ات التَّدا ُو َّليــة لتعال َِ‬
‫ـ‬ ‫ـاني ُ‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫ـاءت‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ـع»‪،‬‬
‫ـ‬ ‫الوض‬ ‫ـانيات‬ ‫ـ‬ ‫بـ»لس‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫علي‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫صطل‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫إط‬ ‫ويف‬ ‫توليــدي)‪،‬‬
‫ـاء اســتعاملها يف املقامــات املختلفة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫أثن‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـدرس‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ًا؛‬ ‫ط‬ ‫وضب‬ ‫ة‬‫ً‬ ‫ـ‬ ‫دق‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫جعله‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫ولع‬ ‫ـتعامل»‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـانيات‬ ‫بـ»لسـ‬
‫وبحســب أغــراض املتكلمــن وأحــوال املخاطبــن (لهوميــل‪.)2011، 155 ،‬‬ ‫َ‬
‫ويعــود الفضــل يف إدخــال مصطلــح التَّدا ُوليَّــة )‪ (Pragmatic‬يف معجــم اللســانيَّات الحديثــة إىل شــارل موريــس يف كتا ِبــه‬
‫«أســس نظريَّــة العالمــات»؛ إذ حــدد ماهيَّتَهــا كجــزء مــن الســيميائية‪ ،‬وأحـ ِـد مكوناتهــا‪ ،‬وميَّــز يف مقــا ٍل كتبــه يف موســوعة‬
‫علميَّــة بــن مختلِــف االختصاصــات التــي تعالــج اللُّغــة‪ ،‬وهــي‪ :‬علــم الرتاكيــب‪ ،‬وعلــم الداللــة‪ ،‬وأخـ ً‬
‫ـرا التَّدا ُوليَّــة التــي تُع َنــى‬
‫ـات بــن العالمــات ومســتعمليها (حــام‪.)2014، 92 ،‬‬ ‫‪-‬يف رأيــه‪ -‬بالعالقـ ِ‬

‫‪1051‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ـره املســتمع‬ ‫يوصلُــه املتكلــم أو الكاتــب‪ ،‬ويفـ ِّ‬ ‫ـرف (يــول‪ )2010، 19 ،‬التَّدا ُوليَّ ـ َة بأنَّهــا تختــص بدراســة املعنــى كــا ِّ‬ ‫ويُعـ ِّ‬
‫ـات أو‬ ‫أو القــارئ؛ لــذا فإنَّهــا مرتبطــة بتحليـ ِـل مــا يَعنيــه النــاس بألفاظهــم أك ـرَ مــنِ ارتباطهــا مبــا ميكــن أن تعنيــه كلـ ُ‬
‫يقصــده املتكلــم‪ ،‬ويتض َّمــن َميْــدا ُن الدراســة هــذا‬ ‫ـارات هــذه األلفــاظ منفصل ـةً؛ فالتداوليــة هــي دراســة املعنــى الــذي ِ‬ ‫عبـ ُ‬
‫أيضــا التم ُّعـ َن يف اآلليَّة‬ ‫ـن‪ ،‬وكيفيــة تأثــر الســياق فيــا يُقــال‪ ،‬كــا يتطلــب ً‬ ‫ـياق معـ َّ‬ ‫ـر مــا يَعنيــه النــاس يف سـ ٍ‬ ‫بالــرورة تفسـ َ‬
‫ينظــم مــن خاللهــا املتكلمــون مــا يريــدون قولَــه َوف ًقــا ل ُه ِويَّــة الــذي يتكلمــون إليــه‪ ،‬وأيــن ومتــى وتحــت أيــة ظــروف؟‬ ‫التــي ِ‬
‫فالتداوليــة هــي دراســة املعنــى الســياقي‪.‬‬
‫وص ِّنفــت هــذه‬ ‫ُ‬ ‫ـا‪،‬‬
‫ـ‬ ‫ومحدداته‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫لي‬ ‫و‬
‫َّ ُ َّ‬‫دا‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫لتعري‬ ‫ا‬‫د‬‫ًّ‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫وضع‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫الكث‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫املفاهي‬ ‫ولقــد بــدأ الباحثــون يف النظــر إىل‬
‫التاريخيــة‪ ،‬ومــا صاحبــه مــن تفكــر‬ ‫َّ‬ ‫ـأته‬ ‫ـ‬ ‫نش‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫معرفي‬
‫ًّ‬ ‫ـا‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫حق‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫باعتباره‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫إليه‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫نظ‬ ‫ـن‬‫بحثيــة‪ ،‬منهــا‪َ :‬مـ‬
‫ـات َّ‬ ‫التعريفــات يف فئـ ٍ‬
‫ـيميائية وأحـ َد مكوناتهــا‪ ،‬وتهتـ ُّم بدراســة ال َعالقــة بــن‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬
‫ِّ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ـزء‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫د‬
‫َّ‬ ‫ع‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـس؛‬ ‫ـ‬ ‫موري‬ ‫ـارلز‬‫ـ‬ ‫تش‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫تعري‬ ‫يل‪ ،‬ومنهــا‪:‬‬‫تــدا ُو ّ‬
‫العالمــات وبــن مســتعمليها أو مفرسيهــا (متكلــم‪ -‬ســامع قــارئ‪ -‬كاتــب)‪ ،‬وتحديــد مــا يرتتــب عــن هذه العالمــات‪ ،‬ومنهــا‪َ :‬من‬
‫التواصــل‬
‫ُ‬ ‫عرفهــا مــن منظــو ِر ارتبــاط التَّدا ُو َّليــة بحقـ ِـل‬ ‫نظــر إىل التَّدا ُو َّليــة مــن منظــو ِر موضوعهــا ووظيفتهــا‪ ،‬وفريــق ثالــث‪َّ :‬‬
‫واألداء؛ حيــث إن التَّدا ُو َّليــة تقــوم عــى دراسـ ِة اســتعامل اللُّغــة‪ ،‬ودراســة ال َعالقــة بــن املتكلــم والســامع بــكل مــا يعــري هــذه‬
‫ـات ورشوط مختلفــة؛ حيــث تــد ُرس َّكل ال َعالقــات بــن املنطوقــات اللُّغويَّــة وعمليــات االتصــال والتفاعــل‪،‬‬ ‫ال َعالقــة مــن مالبسـ ٍ‬
‫وفريــق رابــع‪ :‬نظــر إليهــا مــن منظــو ِر ارتباطهــا بغريهــا مــن العلــوم ومــا تشــمله مــنِ اتجاهــات (بوجــادي‪.)2009، 67 – 68 ،‬‬
‫ات تنقسم إىل ثالثة أقسام ‪:‬‬ ‫ويُشري (عبد الرحمن‪ )2000، 28 ،‬إىل أن اللسانيَّ ِ‬
‫ـدال الطبيعـ ِّـي يف نُط ِقــه وصــوره وعالقاتــه‪،-‬‬ ‫ـف ‪-‬وإن أمكــن بتفســر الـ ِّ‬ ‫ـص بوصـ ِ‬ ‫ونقصــد بهــا الدراســات التــي تختـ ُّ‬ ‫ ‪ .‬أالدالِّيــات‪ِ :‬‬
‫وبهــذا تكــون الدالِّيــات عندنــا شــامل ًة لألقســام املشــهورة‪ :‬الصوتيــات‪ ،‬والرصفيــات‪ ،‬والرتكيبيــات‪.‬‬
‫ـدوال الطبيعيَّــة‬
‫ـف وإن أمكــن بتفســر– ال َعالقــات التــي تجمــع بــن الـ ِّ‬ ‫ ‪.‬بالدالليــات‪ :‬وهــي الدراســات التــي تختــص بوصـ ِ‬
‫رات يف الذهــن أو أعيانًــا يف الخــارج‪.‬‬ ‫ـرت تص ـ ُّو ٍ‬ ‫ـواء اعتُـ ِ‬
‫ومدلوالتهــا‪ ،‬سـ ٌ‬
‫الطبيعيــة ومدلوالتهــا وبــن الدالِّــن بهــا‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـدوال‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫تجم‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫بالعالق‬ ‫ـص‬‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫تخت‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـي‬‫ ‪ .‬جالتدا ُوليــات‪ :‬وهـ‬
‫ر اســتفادتنا يف هــذا البحــث مــن قســم التدا ُوليــات يف أبوابــه الثالثــة‪ :‬بــاب أغــراض الــكالم‪ ,‬وبــاب مقاصــد‬ ‫وقــد كانــت أكـ ُ‬
‫املتكلمــن‪ ,‬وبــاب قواعــد التخاطُــب‪.‬‬
‫ويُج ِمل (نحلة‪ )2006، 9 – 10 ،‬ما طُرح حول النظريَّة التَّدا ُوليَّة فيام يأيت‪:‬‬
‫ـوي‪ ،‬وموضــوع البحــث فيهــا هــو توظيــف‬ ‫ـوي‪ ،‬أو هــي علــم االســتعامل اللُّغـ ِّ‬ ‫ ‪-‬تقــوم التَّدا ُو َّليــة عــى دراســة االســتعامل اللُّغـ ِّ‬
‫تركيبيــة مــن الســلوك الــذي يولِّــد املعنــى‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫صيغ‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـث‬ ‫ـي مــن حيـ‬ ‫ـوي يف االســتعامل الفعـ ِّ‬ ‫املعنــى اللُّغـ ِّ‬
‫ِ‬
‫ـات مرتابطــة‪ ،‬بــل تــد ُرس اللُّغ ـ َة مــن وجهــة وظيفيَّــة عا َّمــة‬ ‫خاصــة بهــا‪ ،‬وال موضوعـ ٌ‬ ‫ـدات تحليـ ٍـل َّ‬ ‫ ‪-‬ليــس للتداوليــة َو ْحـ ُ‬
‫(معرفيَّــة‪ ،‬واجتامعيَّــة‪ ،‬وثقافيَّــة)‪.‬‬
‫ ‪-‬ت ُ َع ُّد التَّدا ُو َّلية َحلْق َة الوصل بني العلومِ ذات الصلة؛ بوص ِفها الواسط َة بينها وبني لسانيات الرثوة اللُّغويَّة‪.‬‬
‫ـر ِق‬ ‫ِ‬
‫ـوي مبســتعمليه‪ ،‬وطـ ُ‬ ‫ـب لســاين يــد ُرس َعالق ـ َة النشــاط اللُّغـ ّ‬ ‫مــن خــال مــا ســبق ميكننــا القــول‪ :‬إن التَّدا ُوليَّــة مذهـ ٌ‬
‫ـاب‪ ،‬والبحث‬ ‫وكيفيــات اســتعامل العالمــات اللُّغويَّــة بنجــاحٍ‪ ،‬والســياقات والطبقــات املقاميــة املختلفــة التــي يُن َجز ِضم َنهــا الخطـ ُ‬
‫التواصــل‬
‫ُ‬ ‫ـباب اإلخفــاق يف‬ ‫تواصليَّــة واضحــة وناجحــة‪ ،‬والبحــث يف أسـ ِ‬ ‫عــن العوامــل التــي تجعــل مــن الخطــاب رســال ًة ُ‬
‫باللُّغــات الطبيعيَّــة؛ أي‪ :‬أن التَّدا ُوليَّــة تتجــاوز حــدو َد الوصــف والتفســر لل ِب ْنيــة اللُّغويَّــة ‪-‬أو مــا يُسـ َّمى باملســتوى الشــكيل أو‬
‫التواصليَّــة؛‬
‫ُ‬ ‫ـراء‪ ،‬وأكـرَ اســتيعابًا للظاهــرة اللُّغويَّــة بــكل أبعا ِدهــا‬ ‫ـر أكـرَ عم ًقــا وثـ ً‬ ‫الظاهــري للرســالة اللُّغويَّــة‪ -‬إىل مســت ًوى آخـ َ‬
‫رشوط نجــاح العالمــات اللُّغويَّــة يف ســياقاتها‬ ‫ِ‬ ‫ذلــك ألنَّهــا تــد ُرس اللُّغــة وعالقتَهــا مبســتع ِمليها‪ ،‬كــا تهت ـ ُّم بالبحــث عــن‬
‫املختلفــة؛ مــا يجعــل منهــا نظريَّـ ًة اســتعاملية‪.‬‬
‫بالعربية وبغريها‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ين للناطقني‬
‫لية يف الدرس اللِّسا ِّ‬
‫أهمية ال َّتدا ُو َّ‬
‫ ‪َّ 2 .‬‬
‫ـرز أهميـ ُة التَّدا ُوليَّــة للناطقــن بغــر العربيَّــة يف كونهــا تتو َّخــى ال َف ْهـ َم العميــق لبعــض الظواهــر ِ‬
‫الخطابيَّــة املتولِّــدة عــنِ‬ ‫تـ ُ‬
‫ـاء‬
‫نفســها عــى الســطح أثنـ َ‬ ‫ـر تَفـ ِرض َ‬
‫ـواري‪ ،‬واالقتضــاء‪ ،‬وهــي ظواهـ ُ‬ ‫الحـ ِّ‬ ‫الحجــاج‪ ،‬واالســتلزام ِ‬ ‫ـوي مــن قَ ِبيــل‪ِ :‬‬‫التواصــل اللُّغـ ِّ‬
‫ُ‬
‫النظر يف‬
‫َ‬ ‫ـياق إنتــاج الخطــاب؛ عىل اعتبــا ِر أن اسـ َ‬
‫ـتعامل ال َّن َســق يَفـ ِرض‬ ‫ـوي بالعربيَّــة؛ عــاو ًة عــى اهتاممهــا بسـ ِ‬ ‫التواصــل اللُّغـ ّ‬
‫ُ‬
‫ـدف‪ ،‬وأمناط‬ ‫مقاصد املخاطبــن وخصائصهــم‪ ،‬وخرباتهـ ُم الســابق ِة باللُّغة الهـ ِ‬ ‫ِ‬ ‫الظــروف املصاح ِبــة لــأداء الكالمــي‪ ،‬مــن قَ ِبيــل‬
‫ـوي‪.‬‬
‫التواصــل اللُّغـ ِّ‬
‫ُ‬ ‫ـرف عمليَّــة‬ ‫ـوي بــن لغت ِهـ ُم األ ِّم واللُّغـ ِة الهــدف‪ ،‬ومســاف ِة القــرب أو البُ ْعــد املـ ِّ‬
‫ـادي بــن طـ َ ْ‬ ‫التداخــل اللُّغـ ِّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1052‬‬
‫بتخصصــات لســانية وفلســفية وأنرثوبولوجيــة ونفسـ َّـية؛‬
‫ـات ُّ‬ ‫ويعظِّــم األهميــة الســابقة مــا َح ِظيــت بــه التَّدا ُوليَّــة مــن ارتباطـ ٍ‬
‫ـا يكتفــى بوصــف وتفسـرِ ال ِبنــى اللُّغويَّــة‪ ،‬ويتوقف عنــد حدودها‬ ‫ـدي‪ ،‬علـ ً‬
‫محضــا باملعنــى التقليـ ِّ‬ ‫ـا لُغويًّــا ً‬
‫ومــن ثَــم مل ت َ ُعـ ْد علـ ً‬
‫ـر اللُّغويَّــة يف مجــال االســتعامل‪ ،‬ويَد ُمــج مــن ثَــم علو ًمــا‬
‫للتواصــل يــد ُرس الظواهـ َ‬
‫ُ‬ ‫وأشــكالها الظاهــرة‪ ،‬ولك َّنهــا علــم جديــد‬
‫ـوي وتفســره (ختــام‪.)2016، 19 ،‬‬ ‫التواصــل اللُّغـ ِّ‬
‫ُ‬ ‫معرفيَّــة متعــدد ًة يف دراســة‬
‫لية بعلم النحو‪:‬‬
‫ ‪َ 3 .‬عالقة ال َّتدا ُو َّ‬
‫بعضهــا مــع‬‫يب هــو علــم الرتاكيــب اللُّغويَّــة‪ ،‬وهــو علــم يُع َنــى بدراســة ال َعالقــات الشــكليَّة بــن العالمــات ِ‬ ‫علــم النحــو العــر ِّ‬
‫بعضهــا مــع بعــض‪ ،‬والتــي‬ ‫ـاص عــى َعالقــة عنــارص الجملــة ِ‬ ‫ـكل خـ ٍّ‬ ‫ـي للجملــة‪ ،‬مركِّـ ًزا بشـ ٍ‬ ‫بعــض؛ أي‪ :‬يهتــم بالرتكيــب الداخـ ِّ‬
‫ـروج عنهــا‪ ،‬ومخالفــة تلــك القواعــد يــؤ ِّدي إىل إنتــا ِج داللــة غـرِ صحيحــة وال مقبولــة‪،‬‬ ‫تحكمهــا ضوابـ ُط وقواعـ ُد ال يجــوز الخـ ُ‬
‫يب واســتقامتُه وحركـ ُة العنــارص بــن التقديــم والتأخــر والحــذف والعالمــات اللُّغويَّــة املختــارة‪،‬‬ ‫رص الرتكيــب العــر ِّ‬ ‫فرتابُـ ُط أوا ِ‬
‫ـياق النحــوي‬ ‫ِ‬
‫يب‪ ،‬ومقاييســه املعياريَّــة‪ ،‬أيِ ‪ :‬الســياق النحــوي‪ ،‬والسـ ُ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وموافقتهــا للنيــة الدالليَّــة ‪ -‬تقــوم عــى قواعــد النحــو العــر ّ‬
‫ـاء ال َو ْحــدات داخـ َـل النــص‪ ،‬وفيهــا تقــوم ُّكل َعالقــة‬ ‫هــو شــبكة م ـ َن ال َعالقــات املرتبطــة بالقاعــدة ال َّن ْحويَّــة التــي تح ُكــم بنـ َ‬
‫مبهمــة وظيفيَّــة تســاعد عــى بيــان الداللــة مــن خــال القرائــن ال َّن ْحويَّــة بأنواعهــا املختلفــة اللفظيَّــة واملعنويَّــة والســياقيَّة؛‬
‫فمثـ ًـا قرينــة اإلعــراب هــي قرينــة لفظيَّــة تتعــاون مــع غريِهــا مــن القرائــن يف رســمِ شــبكة مــن البيانــات الدالليَّــة املرتبطــة‬
‫ـوي‪.‬‬
‫بالرتكيــب اللُّغـ ّ‬
‫ـت راســخ ٍة‬ ‫العربيــة وســام ِتها‪ ،‬الــذي نشــأ عــى ثوابـ َ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫تراكي‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫وظيف‬ ‫يب‬
‫ُّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫النح‬ ‫إىل‬ ‫د‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـاس‬ ‫ـ‬ ‫األس‬ ‫وعــى هــذا‬
‫ـارص مختلفــة؛ فمنهــا مــا هــو منقــول‪ ،‬وآخــر معقــول‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫عن‬ ‫إىل‬ ‫دة‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ـت‬‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬ ‫املعيار‬ ‫م‬ ‫ـ‬
‫َ ُ‬ ‫ه‬ ‫م‬ ‫أحكا‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫عليه‬ ‫أقــام النحــاة‬
‫يب يف جوهــره نح ـ ٌو تصنيفــي )‪ (Taxonomic‬بالدرجــة األوىل؛ فهــو‬ ‫ويُشــر (الواحــي‪ )2007، 240 ،‬إىل أن النحــو العــر َّ‬
‫ـب فئــات نَ ْحويَّــة تختلــف من قســمٍ‬ ‫حسـ َ‬ ‫أساســا عــى تصنيــف الكلــات إىل أقســامٍ ‪ ،‬وتصنيــف الكلــات داخـ َـل كل قســم َ‬ ‫يعتمــد ً‬
‫ـكل‪ ،‬ومــن حيــث عالقتُهــا ب ِبنيــة ال ُجملة؛ فاالســم مثـ ًـا فئــات نَ ْحويَّة‪،‬‬ ‫مفصــل للكلمــة مــن حيــث الشـ ُ‬ ‫ـف َّ‬ ‫آلخــر‪ ،‬وتهــدف إىل وصـ ٍ‬
‫وصــف بالنــوع (التعــدي)‪ ،‬والزمــن‪ ،‬والترصيــف‪ ،‬والبنــاء‬ ‫هــي‪ :‬النــوع‪ ،‬والجنــس‪ ،‬والعــدد‪ ،‬والحالــة اإلعرابيــة‪ ،‬أمــا الفعــل فيُ َ‬
‫وصــف ُّكل قســم مــن أقســام الــكالم طب ًقــا للفئــات‬ ‫ـيء نفســه عــى بقيــة أقســام الــكالم‪ ,‬ويُ َ‬ ‫للمعلــوم أو املجهــول‪ ،‬وينطبــق الـ ُ‬
‫الخاصــة بــه‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ال َّن ْحويَّــة‬
‫ـي إال أن دوره ال يُه َمــل يف مجــال التحليل التــدا ُويل؛‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الداخ‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الرتكي‬ ‫ـياق‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫بتنظي‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫النح‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫عل‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫اهت‬ ‫ـنِ‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫الرغ‬ ‫ـى‬ ‫وعـ‬
‫ـوي مــن خــال ترابُــط عنــارصه‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـاء‬
‫ـ‬ ‫البن‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫عملي‬
‫َّ‬ ‫يف‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ك‬
‫َّ‬ ‫تتح‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫والت‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـص‬‫ٍّ‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـيطر‬ ‫ـ‬ ‫تس‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫القواعدي‬ ‫ـات‬
‫ـ‬ ‫فالعالق‬
‫عمليــة التفســر وال َف ْهــم التــدا ُويل‪ ،‬املرت ِكــز باألســاس عــى مجموعـ ٍة مــن العنــارص التي‬ ‫الرتكيبيــة ‪ -‬ليســت إال خطــو ًة أوىل يف َّ‬ ‫َّ‬
‫خارجيــة‪ ،‬ومــن‬
‫َّ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫وقرائ‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫عا‬ ‫ٍ‬
‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫البس‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫به‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫غو‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـادة‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـدود‬ ‫ـوي أن يتجــاو َز حـ‬ ‫تقتــي باملحلــل اللُّغـ ِّ‬
‫ـرد الدخــول ملفهوم‬ ‫عمليــة التحليــل التــدا ُويل؛ فالبعــد التــدا ُويل حــارض مبجـ َّ‬ ‫أهميــة كبــرة يف َّ‬ ‫ـوي لــه َّ‬ ‫املعــروف أن املعنــى النحـ َّ‬
‫القاعــدة ال َّن ْحويَّــة (أرمنيكــو‪.)1986، 33 ،‬‬
‫العامة‪ ،‬ومؤشراته‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫التداولي‪ :‬مفهومه‪ ،‬أهميته‪ ،‬مهاراته‬ ‫المحور الثاني‪ :‬التفكير النحوي‬
‫النوعيَّ ة للناطقين بالعربيَّ ة وبغيرها‪:‬‬
‫بالعربية وبغريها‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪1 .‬مفهوم التفكري النحوي التدا ُويل للناطقني‬
‫ِ‬
‫ـتدالالت بال ُح َجــج والرباهــن ال َّن ْحويَّــة والقرائن‪،‬‬ ‫يب َعالقــة وثيقــة العــرى بالتفكــر؛ ألن النحــو يقــوم عــى االسـ‬ ‫للنحــو العــر ِّ‬
‫ِ‬
‫متداخــان لدرجــة يــكاد يكــو ُن مــن الصعوب ـة مبـ ٍ‬
‫ـكان الفصـ ُـل‬ ‫ِ‬ ‫وهــذه وظيفــة التفكــر؛ فالنحــو لــه َعالقــة بالتفكــر؛ فهــا‬
‫يب عــى مجموعــة من مهــارات التفكــر العليا؛ مــن التصنيــف‪ ،‬والتمييــز‪ ،‬واالســتقراء‪ ،‬والقياس‪،‬‬ ‫يؤســس النحــو العــر ُّ‬ ‫بينهــا؛ إذ َّ‬
‫والتعليــل‪ ،‬والتحليــل النحــوي‪ ،‬وإصــدار األحــكام ال َّن ْحويَّــة ومناقَشــتها‪ ،‬والتفســر النحــوي‪ ،‬وغريهــا مــن املهــارات‪.‬‬
‫العقليــة‪ ،‬والتــي تتمثَّــل يف‬
‫ـرف بأنَّــه‪ :‬مجموعــة مــن العمليــات َّ‬ ‫ـرف بدايـ َة التفكــر عا َّمــة؛ إذ يُعـ َّ‬ ‫ومــن األهميــة مبـ ٍ‬
‫ـكان أن نعـ َ‬
‫والتنبــؤ‪ ،‬والتصنيــف‪ ،‬وجمــع البيانــات وتســجيلها‪ ،‬عــاو ًة عــى تفســر هــذه البيانــات‬ ‫ُّ‬ ‫ـتنتاج‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫واالس‬ ‫ـاس‪،‬‬ ‫عمليــات املراقَبــة والقيـ‬
‫أو املعلومــات )‪.(Lewis, Arthur & Smith, David، 2001، 133‬‬
‫ويتفــق مــع التعريــف الســابق مــا طرحــه )‪ .(Mosely, David and Others، 2005، 16‬عــن التفكــر عا َّمــة بأنَّه‪ :‬مجموعة‬
‫ـي للتفكــر‬ ‫ـب اإلنتاجـ َّ‬
‫ـي‪ ،‬وتتضمــن الجانـ َ‬ ‫كل مــن مهــارات التفكــر الناقــد‪ ،‬والتفكــر اإلبداعـ ِّ‬ ‫مــن العمليــات العقليَّــة تتض َّمــن ًّ‬
‫والتوصـ َـل إىل املعــاين‪ ،‬أو هــو مجموعــة مــن العمليــات املعرفيَّــة‬
‫ُّ‬ ‫ـر‪ ،‬والحكـ َم الجيــد عــى األشــياء‪،‬‬ ‫الــذي يشــمل ال َف ْهـ َم‪ ،‬والتفسـ َ‬

‫‪1053‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫واألداءات (املهــارات) املعرفيَّــة تتض َّمــن املشــاركة الجــا َّدة يف صناعــة القــرار‪ ،‬ســواء أكان هــذا يف ضــوء مــا تؤديــه أم مــا‬
‫ـايئ‪ ،‬وأنهــا يف‬ ‫ـي‪ ،‬والتفكــر ال ِبنـ ُّ‬ ‫ـاج لعــدة أمنــاط مــن أمنــاط التفكــر منهــا‪ :‬التفكــر الناقــد‪ ،‬واإلبداعـ ُّ‬ ‫تعتقــده‪ ،‬كــا أنَّهــا نِتـ ٌ‬
‫أصلهــا ترجــع إىل تصنيــف بلــوم للمســتويات املعرفيَّــة )‪.(Robertson، 2005، 16‬‬ ‫ِ‬
‫قصد به دراسـ ُة الخطــوط الرئيســة العا َّمة‬ ‫ـح ُ َ‬
‫ي‬ ‫أمــا عــن التفكــر النحــوي فــرى (أبــو املــكارم‪ )2006، 17 ،‬بــأن هــذا املصطلـ َ‬
‫ـث النحــوي‪ ،‬والتــي أثَّــرت يف إنتــاج النحــا ِة وفك ِرهــم عــى الســواء‪ ،‬وهــذه الخطــوط العا َّمــة قدميــة‬ ‫التــي ســار عليهــا البحـ ُ‬
‫يب؛ أي‪ :‬إىل‬ ‫ِّ‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫النح‬ ‫يف‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫البح‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫ـأ‬ ‫ـ‬ ‫لنش‬ ‫ـرة‬‫ـ‬ ‫الباك‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫البداي‬ ‫إىل‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ر‬
‫َ ُ َّ‬ ‫ن‬ ‫أن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫املمك‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ن‬‫إ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫حت‬ ‫ـوي؛‬ ‫ِجـ ًّدا يف البحــث النحـ‬
‫أواخــر القــرن األول‪ ،‬وأوائــل القــرن الثــاين‪.‬‬
‫ـول النحــاة العــرب مــن خــال التف ُّكــر يف اللُّغــة‬ ‫ويعرفــه (الخطيــب‪ )2006، 32 ،‬بأنَّــه‪ :‬ذلــك ال ِّنتــاج الــذي اســتخرجته عقـ ُ‬ ‫ِّ‬
‫ـات منهجيَّــة‬ ‫وتعمــق النظــر فيهــا‪ ،‬والوقــوف عــى طريقــة العــرب يف لســانها ومعهــو ِد خطابهــا َوفْـ َـق أُ ُســس ومبــادئَ ومنطلقـ ٍ‬
‫ـر‪.‬‬
‫ب َنــوا عليهــا ذلــك الفكـ َ‬
‫العقليــة املحــ َّددة‪ ،‬التــي يُوظِّ ُفهــا‬‫َّ‬ ‫األداءات‬ ‫مــن‬ ‫مجموعــة‬ ‫ــه‪:‬‬ ‫ن‬‫بأ‬
‫ًّ َّ‬ ‫ــا‬ ‫إجرائي‬ ‫التــداويل‬ ‫النحــوي‬ ‫التفكــر‬
‫َ‬ ‫الباحــث‬
‫ُ‬ ‫ويعــرف‬
‫ِّ‬
‫وظيفيــا يقــوم عــى‬ ‫ًّ‬ ‫ـتعامل‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـتعاملها‬ ‫ـ‬ ‫واس‬ ‫يب‬
‫ِّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫النح‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ملوضوع‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫مه‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫عن‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫به‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫وغ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫بالعربي‬
‫َّ‬ ‫الناطقــون‬
‫األداءات يف تصنيــف‬ ‫ُ‬ ‫ـوي)‪ ،‬وتتمثــل هــذه‬ ‫ُحســن إفهــام املتل ِّقــي للرســالة اللُّغويَّــة (املعــاين املختلفــة التــي يح ِملُهــا الرتكيــب اللُّغـ ُّ‬
‫وضــح جزئياتهــا‪ ،‬وتفسـرِهم لهــذا الرتكيــب اعتام ًدا‬ ‫الطــاب للقواســم املشــركة يف الرتكيــب النحــوي‪ ،‬وتحليلِهــم لهــا تحليـ ًـا يُ ِّ‬
‫إعرابيــا صحي ًحــا‪ ،‬مــع فه ِمهــم للقرائــن ال َّن ْحويَّــة املختلفــة ودالالتهــا‬ ‫ًّ‬ ‫وضبطهــم للرتاكيــب ال َّن ْحويَّــة ضبطًــا‬ ‫ِ‬ ‫عــى نتائــج التحليــل‪،‬‬
‫اللُّغويَّــة‪ ،‬وتُقــاس هــذه األداءات مــن خــال اختبــار مهــارات التفكــر النحــوي الــذي سـ ُـي َع ُّد لهــذا الغــرض‪.‬‬
‫بالعربية وبغريها‪:‬‬
‫َّ‬ ‫أهمية التفكري النحوي التداويل للناطقني‬
‫ ‪َّ 2 .‬‬
‫العقليــة (ال َّن ْحويَّة) التي ميارســها مســتعمل‬‫أهميــة النحــو ذاتِه‪ ،‬ومــن العمليــات َّ‬ ‫أهميــة التفكــر النحــوي التــدا ُويل مــن َّ‬ ‫تنبــع َّ‬ ‫ُ‬
‫ـكل ف َّعــا ٍل؛ وذلــك انطالقًــا مــن أن‬ ‫اللُّغــة إلبــاغ رســالته إىل املتل ِّقــي؛ بحيــث يُجيــد توصيـ َـل املعنــى املقصــود إىل املســتق ِبل بشـ ٍ‬
‫ـمل مختلِـ َـف القواعــد التــي تُنظِّــم ال َعالقـ َة بــن املك ِّونــات املختلفــة للُّغــة‪،‬‬ ‫لِلُّغــة نظا ًمــا تخضــع لــه‪ ،‬وهــذا النظــام يتســع ليشـ َ‬
‫وأي خلــل يف هــذا النظــام يــؤ ِّدي إىل ســوء فَ ْهــم اللُّغــة؛ فاللغــة ليســت‬ ‫ُّ‬ ‫ـل‪،‬‬ ‫كرتتيــب الحــروف‪ ،‬وتــوايل األصــوات‪ ،‬وتركيــب ال ُجمـ‬
‫ـواء أكان ذلــك عــى مســتوى األصــوات‬ ‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـام‬
‫ـ‬ ‫النظ‬ ‫ـذا‬‫ـ‬ ‫له‬ ‫ـط‬‫ـ‬ ‫والضاب‬ ‫ـا‪،‬‬
‫ـ‬ ‫نظامي‬
‫ًّ‬ ‫ترتيبــا‬
‫وإنــا هــي واقــع مرتَّــب ً‬ ‫ـوائية‪َّ ،‬‬
‫ظاهــر ًة عشـ َّ‬
‫أم عــى مســتوى الرتاكيــب هــو النحــو؛ فالنحــو الــذي يحكــم ال َعالقـ َة بــن الكلــات‪ ،‬وضبــط الرتاكيــب كلهــا‪ ،‬عــاو ًة عــى‬
‫تحديــده ملع َنــى الرتكيــب الــذي ُيثِّــل الغايـ َة منــه‪.‬‬
‫أيضــا مبعــاين الــكالم‪،‬‬ ‫ـب‪ ،‬بــل هـــو علــم يهتـ ُّم ً‬ ‫ـا يهتـ ُّم بتتبُّــع عالمــات اإلعــراب والبنــاء فحسـ ُ‬ ‫ومل يَ ُكــنِ النحــو العــر ُّ‬
‫يب علـ ً‬
‫ٍ‬
‫ـوي يصــل إلينــا مــن إشــارات تهتــم باملعنــى وتؤ ِّدي‬ ‫ومقاصــد املتكلمــن‪ ،‬ولعــل الدليـ َـل عــى ذلــك مــا نجــده يف أول كتـــاب نحـ ٍّ‬
‫إليــه؛ فالــكالم عنــد ســيبويه ينقســم مــن حيــث املعنــى عــى خمســة أقســام‪ :‬فمنــه مســتقيم حســن‪ ،‬و ُمحــال‪ ،‬ومســتقيم كـ ِـذب‪،‬‬
‫ـس وســآتيك غـ ًدا‪ ،‬وأ َّما املحــال‪ :‬فــأن تن ُقض‬ ‫ومســتقيم قبيــح‪ ،‬ومــا هــو ُمحــال كــذب؛ فأمــا املســتقيم الحســن فقولــك‪ :‬أتيتُــك أمـ ِ‬
‫ـاء البحــر‬ ‫ـت الجبـ َـل ورشبــت مـ َ‬ ‫ـس‪ ،‬وأ َّمــا املســتقيم الكــذب‪ :‬فقولــك‪ :‬حملـ ُ‬ ‫أول كالمــك بآخـ ِره؛ فتقــول‪ :‬أتيتــك غـ ًدا وســآتيك أمـ ِ‬
‫ِ‬
‫ونحــوه‪ ،‬وأ َّمــا املســتقيم القبيــح‪ :‬فــأن تضـ َع اللفـ َظ يف غــر موضعــه‪ ،‬نحــو قولــك‪ :‬قــد رأيــت زيـ ًدا ويك زيــد يأتيــك وأشــباه‬
‫ـس (ســيبويه‪.)1988، 25–26 ،‬‬ ‫ـول‪ :‬ســوف أرشب مــاء البحــر أمـ ِ‬ ‫هــذا‪ ،‬وأ َّمــا املحــال الكــذب‪ :‬فــأن تقـ َ‬
‫فالنحــو ليــس مجــر َد قاعــدة مفــردة‪ ،‬تتعامــل مــع الكلمــة املفــردة –وإن كان ذلــك صحي ًحــا‪-‬؛ فإنَّــه يتعامــل كذلك مــع الكلمة‬
‫مؤلَّف ـ ًة ومركب ـ ًة مــع غريهــا‪ ،‬وكــذا ال ُج َمــل والعبــارات يف ارتباطاتِهــا مــع الجمــل األخــرى‪ ،‬وهــو مــا يُطلَــق عليــه‪ :‬مســتوى‬
‫وجعل‬
‫ـض‪ُ ،‬‬ ‫الرتكيــب‪ ،‬أو مــا يُطلــق عليــه ‪-‬عنــد عبــد القاهــر الجرجــاين‪ -‬اسـ َم‪ :‬نظريَّــة ال َّنظْــم‪ ،‬أو هــي تعليـ ُـق ال َكلِــم ِ‬
‫بعضهــا ببعـ ٍ‬
‫العربيــة بعضهــا ببعــض‪.‬‬‫َّ‬ ‫ـض‪ ،‬أو أنَّهــا تو ِّخــي املعــاين ال َّن ْحويَّــة يف الــكالم‪ ،‬وربـ ُط‬ ‫بعضهــا بســبب بعـ ٍ‬‫ِ‬
‫ِ‬
‫ـاص عــى َعالقــة عنــارص الجملــة بعضهــا مــع بعــض‪ ،‬والتــي تح ُكمها‬ ‫ٍ‬
‫ـي للجملــة؛ مركِّـ ًزا بشــكل خـ ٍّ‬ ‫ِ‬
‫أي‪ :‬يهتــم بالرتكيــب الداخـ ِّ‬
‫ـروج عنهــا‪ ،‬ومخالفـ ُة تلــك القواعــد يــؤ ِّدي إىل إنتــاج داللـ ٍة غـرِ صحيحــة وال مقبولــة؛‬ ‫ضوابـ ُط وقواعـ ُد ُعرفيــة ال يجــوز الخـ ُ‬
‫يب‪ ،‬واســتقامتُه‪ ،‬وحركــ ُة العنــارص بــن التقديــم والتأخــر‪ ،‬والحــذف والعالمــات اللُّغويَّــة‬ ‫رص الرتكيــب العــر ِّ‬ ‫فرتابُــط أوا ِ‬
‫يب ومقاييســه املعياريَّــة‪ ،‬أيِ ‪ :‬الســياق النحــوي‪ ،‬وعــى هــذا‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املختــارة‪ ،‬وموافقتهــا للب ْنيــة الدالليَّــة تقــوم عــى قواعــد النحــو العــر ِّ‬
‫ـت راســخ ٍة‬ ‫ـب اللُّغــة العربيَّــة وســامتها‪ ،‬الــذي نشــأ عــى ثوابـ َ‬ ‫ـب اســتقامة تراكيـ ِ‬ ‫يب وظيفـ ُة تصويـ ِ‬ ‫األســاس يُسـ َند للنحــو العــر ّ‬
‫ـارص مختلفــة (شــاهني‪.)2015، 24 ،‬‬ ‫ِ‬
‫أقــام النحــا ُة عليهــا أحكا َمهـ ُم املعياريَّـ َة املســتند َة |إىل عنـ َ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1054‬‬
‫وقــد أكَّــد ذلــك (عبــد اللطيــف‪ )2000، 20 ،‬بقولــه‪« :‬إن النحــو يركِّــز عــى ال ُج َمــل‪ ،‬وداللــة املفــردة املعجميَّــة تتوقــف عــى‬
‫ـض علــاء اللُّغــة املح َدثــن يــرى أن معنــى كلمـ ٍة مــا ال‬‫اســتعاملِه يف تراكيــب مختلفــة؛ أي‪ :‬يف َعالقــات نَ ْحويَّــة؛ حتــى إن بعـ َ‬
‫ميكــن تحديـ ُده إال مبعرفــة معـ َّدل االســتعامالت اللُّغويَّــة‪ ،‬ومعـ َّدل اســتعامالت األفــراد والفئــات يف مجتمـعٍ واحــد مــن ناحيــة‬
‫ـر الرتاكيــب التــي تَـ ِر ُد فيهــا الكلمــة؛ أي‪ :‬أنَّــه يريــد أن يقــول‪ :‬إن الوصـ َ‬
‫ـول‬ ‫أخــرى‪ ،‬ومعـ َّدل االســتعامالت اللُّغويَّــة يعنــي‪ :‬حـ ْ َ‬
‫ـتحيل؛ ولذلــك تبقــى الحاجــة إىل البحــث يف الداللة الرتكيبيَّــة‪ ،‬أو املعنــى النحوي‬ ‫ـي للكلمــة يــكاد يكــون مسـ ً‬ ‫إىل املعنــى الحقيقـ ِّ‬
‫ـداليل مطلبًــا قامئًــا ومل ًّحــا»‪.‬‬
‫الـ ِّ‬
‫بالعربية وبغريها‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪3 .‬مهارات التفكري النحوي التداويل العا َّمة للناطقني‬
‫يُ َع ـ ُّد النحــو ِدعام ـ َة العلــوم العربيَّــة‪ ،‬وقانونَهــا األعــى؛ فمنــه يُســت َم ُّد العــو ُن‪ ،‬ويُســتل َهم القص ـ ُد‪ ،‬ويُر َجــع إليــه يف َجليــل‬
‫مســائلها‪ ،‬وفــروع ترشيعهــا‪ ،‬وال يوجــد علــم منهــا يســت ِق ُّل بنفســه عــن النحــو‪ ،‬أو يســتغني عــن معونتــه‪ ،‬وهــذه العلــوم النقليــة‬
‫وييِّــز علــم الرتكيــب ‪-‬أو‬ ‫ـبيل إىل اســتخالص حقائقهــا‪ ،‬والنفــاذ إىل أرسارهــا بغ ـرِ هــذا العلــم‪ُ ،‬‬ ‫‪-‬عــى عظيــمِ شــأنها‪ -‬ال سـ َ‬
‫النحــو‪ -‬بــن نو َعــن مــن ال َعالقــات‪ :‬إحداهــا‪ :‬تســمى بالعالقــات ال َجدوليَّــة أو الرأســية؛ التــي تص ِّنــف الصيـ َغ يف فصائـ َـل‬
‫نَ ْحويَّــة كالجنــس والعــدد والشــخص والزمــن‪ ،‬وثانيهــا‪َ :‬عالقــات ســياقيَّة أفقيــة مهمتها تنظيـ ُم وترتيــب ال َو ْحدات اللســانيَّة يف‬
‫خطيَّـ ٍة توليفيــة معينــة يرتضيهــا نظــا ُم اللُّغــة (بوقــرة‪.)2016، 155 ،‬‬
‫ـا– العديـ َد مــن مهــارات التفكــر النحــوي التــدا ُويل منهــا‪ :‬االســتقراء‪ ،‬والقيــاس‪،‬‬ ‫يب –بوصفــه علـ ً‬ ‫ويتض َّمــن النحــو العــر ُّ‬
‫والتعليــل؛ ولــذا فعنــد تقنــن قواعـ ِـد هــذا العلــم صــاغ النحــا ُة قواعـ َده صياغـ ًة دقيقة تقــوم عــى االســتقرا ِء الدقيــق‪ ،‬وأن يُك َفل‬
‫قياســا دقي ًقــا‪ ،‬أمــا عــنِ القيــاس والتعليــل؛ فقــد‬ ‫لهــا التعليـ ُـل‪ ،‬وأن تُص ِبــح ُّكل قاعــدة أصـ ًـا مضبوطًــا تُقــاس عليــه الجزئيــات ً‬
‫توســعوا فيهــا؛ إذ طلبــوا لــكل قاعــدة نَ ْحويَّــة علــة‪ ،‬ومل يكتفــوا بالعلــة التــي هــي مــدا ُر الحكــم فَ َقـ ِـد الْتمســوا ِعلـ ًـا وراءهــا‬ ‫َّ‬
‫(ضيــف‪.)1992، 18-19 ،‬‬
‫ـتقراء‪ ،‬إال أنَّهــا يف املام َرســة ال َعمليَّــة‬ ‫ومــن مهــارات التفكــر التــداويل يف النحــو‪ :‬مهــارة التحليــل‪ ،‬وهــي مهــارة تتلــو االسـ َ‬
‫ـي؛ ألن التحليـ َـل تنظيــم ريــايض مل ُعطَيــات‬ ‫ـج طبيعـ ٌّ‬ ‫يب ناتـ ٌ‬ ‫قــد تتداخــل مــع االســتقراء والتفســر‪ ،‬وهــذا التداخــل يف النحــو العــر ِّ‬
‫ـاص‪ ،‬ومــن البســيط إىل املركــب؛ بتحويــل امل ُعطَيــات مــن‬ ‫ـات فــر ًزا هرميًّــا مــن العــام إىل الخـ ِّ‬ ‫االســتقراء‪ ،‬يُفـ ِر ُز هــذه املعطيـ ِ‬
‫ـارص متباينـ ٍة يف مجموعــة كليــة إىل صفــات مشــركة يف مجموعــة جزئيــة (امللــخ‪.)2002، 107 ،‬‬ ‫عنـ َ‬
‫ـارات التفكــر التــداويل يف النحــو؛ وذلــك إذا نظرنــا إىل أن النحــو بعامــة ‪-‬والرتكيب‬ ‫ويُ َعـ ُّد ال َف ْهــم النحــوي العميــق مــن مهـ ِ‬
‫ـوي بــن ُمن ِتــج للُّغــة ومســتق ِبل لهــا؛ حيــث إن ال َف ْهـ َم العميــق يف النحــو العر ِّ‬
‫يب‬ ‫تواصــل لُغـ ٍّ‬
‫عمليــة ُ‬ ‫النحــوي بصفـ ٍة خاصـ ٍة‪ -‬هــو َّ‬
‫يُع َنــى بالصــورة التــي يبنيهــا ويشـ ِّكلها املتعلِّــم يف الذاكــرة حــول مفهــومٍ مــا‪ ،‬ويســتطيع مــن خاللهــا تطبيـ َـق هــذه الصــورة عىل‬
‫حياتي ـ ٍة مختلفــة بســهولة دون الكثــر مــن التفكــر الواعــي بهــا )‪ ،(Hart & Keller، 2003، 64‬وهــذا مــا يُس ـ َّمى‬ ‫مواقـ َـف َّ‬
‫اإلجرائيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫املعرف‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـرد‬ ‫ـ‬ ‫الف‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫إليه‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫يص‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫)‪(Automaticity‬‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫اآللي‬
‫باألتَتَــة أو َّ‬‫ْ‬
‫العميــق ‪(Conceptual‬‬ ‫ُ‬ ‫َــي ال َف ْهــم اآلتيَــن‪ :‬ال َف ْهــ ُم‬ ‫ويُشــر )‪ (Murphy et al.، 2005، 78‬إىل أنَّــه ينبغــي مراعــا ُة منط ِ‬
‫ط إىل املعرفــة التقريريَّــة؛ أي‪ :‬معرفــة الحقائــق واملفاهيــم‪ ،‬وال َف ْهــم اإلجــرايئ �‪(Pro‬‬ ‫))‪ ،Understanding‬ويُشــر هــذا النم ـ ُ‬
‫)‪ ،cedural Understanding‬وهــو ال َف ْهــم املرت ِبــط بكيفيــة الحصــول عــى املعرفــة وكيــف يطبقهــا؟ )‪ ،(Knowing How‬وهــو‬
‫ـر وراء العمــل أو‬ ‫أيضــا هــذا النمـ ُط مـ َن ال َف ْهــم التفكـ َ‬ ‫ـي يف مجــاالت التعلُّــم‪ ،‬كــا يتطلَّــب ً‬ ‫ـي أو التطبيقـ َّ‬ ‫ـب العمـ َّ‬ ‫ُيثِّــل الجانـ َ‬
‫األداء )‪.(Thinking Behind the Doing‬‬
‫وقــد أشــار (اللقــاين والجمــل‪ )2008، 218 ،‬إىل أن ال َف ْهــم العميـ َـق هــو أن يكــون الطالــب قــاد ًرا عــى إعطــاء مع ًنى للموقف‬
‫العقليــة التــي يُظ ِه ُرهــا الطالــب‪ ،‬وتفــوق مســتوى التذكُّـ ِر لديــه‪،‬‬ ‫ـلوكيات َّ‬ ‫الــذي يواجهــه‪ ،‬ويســتدل عليــه مــن مجموعـ ٍة مــن السـ َّ‬
‫ـر‬
‫ِّ َ‬ ‫ـ‬ ‫يع‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬‫ـتنتج‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬‫ـال‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـي‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫يعط‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬‫ح‬ ‫ـر‬
‫ََ‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ـتك‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫ـلوكيات؛ كأن يرت ِجـ َم‪ ،‬أو ِّ َ‬
‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫يف‬ ‫وتنــدرج تحتَهــا مجموعــة مــن السـ َّ‬
‫عــن يشء مــا‪.‬‬
‫بينــا يــرى مارزانــو وآخــران )‪ (Marzano, Pickering & Pollock، 2016، 53‬أن ال َف ْه ـ َم العميــق هــو عمليَّــة عقليَّــة‬
‫ـاث عمليــات فرعيَّــة ‪ :‬تشــكيل املفهــوم‪ ،‬وتشــكيل املبــدأ‪ ،‬وال َف ْهــم واالســتيعاب‪ .‬وهــذه العمليــات الثــاث ترتبــط‬ ‫تقــوم عــى ثـ ِ‬
‫ِ‬
‫ـريف‪ ،‬كــا ترتبــط بخصائــص الخــرة‬ ‫ـي املعـ ِّ‬ ‫ـر بهــا املتعلمــون َوفْــق من َحــى (بياجيــه) يف النمــو العقـ ِّ‬ ‫باملرحلــة ال َّنامئيَّــة التــي ميـ ُّ‬
‫وبالظــروف البيئيَّــة ومعطياتهــا بالنســبة لل ُمتعلِّمــن‪.‬‬
‫ـارات القرائــن ال َّن ْحويَّــة‪ ،‬والقرائــن هــي مجموعــة مــن العالمــات أ ِو العوامــل‬ ‫ومــن مهــارات التفكــر النحــوي التــداويل‪ :‬مهـ ُ‬
‫ن مصطلـ�ح �‪(Op‬‬ ‫املسـ�ا ِع َدة التـ�ي تعمـ�ل م ًعـ�ا‪ ،‬وت ُ ِعـين يف الوصـ�ول إىل املعنـ�ى‪ ،‬وهـ�و مفهـ�و ٌم َع َرفَـ�ه علـ�م اللُّغـ�ة الحديـ�ث ِضمـ� َ‬

‫‪1055‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫لبســا ُمف ِرطًــا‪-‬‬ ‫)‪ ،erator‬لك َّنــه تُر ِجــم بكلمــة العامــل؛ فهــو الــذي يُخـ ِرج الجملــة مــن كونِهــا ُمل ِبسـ ًة ‪-‬وقــد يكــون اللبــس فيهــا ً‬
‫ألي‪ ،‬كــا يعلِّمــه كيــف يكــون االرتبــاط‬ ‫أي األشــياء ينسـ ِجم مــع أيِّهــا‪َّ ،‬‬
‫وأي األشــياء تابــع ٍّ‬ ‫فيُح ِك ُمهــا؛ فهــذا العامــل يعلِّــم الســام َع َّ‬
‫ـا‪ ،‬ويتمثَّــل يف املورفميــات ال َّن ْحويَّــة (أي‪ :‬األلفــاظ الوظيفيَّــة والترصيفــات)؛ فضـ ًـا عــن وســائل أخــرى؛ كالتنغيــم‪،‬‬ ‫مح َكـ ً‬
‫ـت الجملــة أشـ َّد تعقيـ ًدا كان هــذا أدعــى إىل االتِّــكا ِل عــى العوامــل؛ مــن أجـ ِـل‬ ‫وال َّنــر‪ ،‬والوقــف‪ ،‬والرتبــة ال َّن ْحويَّــة؛ فكلــا كانـ ِ‬
‫الوصــول إىل املعنــى (حميــدة‪.)1997، 32- 33 ،‬‬
‫ـي‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الرتكيب‬ ‫ـوي‬ ‫ـ‬ ‫النح‬ ‫ـي‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الوظيف‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫املعن‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫لتحدي‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫إليه‬ ‫ـتند‬‫ـ‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـوز‬
‫ـ‬ ‫الرم‬ ‫أو‬ ‫ِ‬
‫ـات‬ ‫وتجمــع القرائــن ال َّن ْحويَّــة عــد ًدا مــن العالمـ‬
‫أمرهــا‬ ‫ُ‬ ‫ـب‬‫ـ‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫يص‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫لك‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ويف‬ ‫ـق‪،‬‬
‫ـ‬ ‫النط‬ ‫ويف‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الكل‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫أواخ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫للعي‬ ‫العلمــة إذا ظهــرت واضحـ ًة‬ ‫ـر َّ‬ ‫وقــد يهــون أمـ ُ‬
‫محليــة‪ ،‬أو محذوفــة‪ ،‬وهــذه كلهــا ‪-‬هــي وال ُجمــل التــي ال محــل لهــا مــن اإلعــراب‪ -‬تُ َع ـ ُّد مــن قَ ِبيــل‬ ‫َّ‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬‫ة‬‫ً‬ ‫ر‬ ‫إذا كانــت مق ـ َّد‬
‫ـرز قيمــة القرائــن ال َّن ْحويَّــة؛ لدو ِرهــا الكبــر يف اســتجال ِء‬ ‫َّ ُ‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫م‬ ‫ـ‬‫َ‬ ‫ث‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫و‬ ‫ـة؛‬
‫ـ‬ ‫الرتكيبي‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫التحليلي‬
‫َّ‬ ‫ة‬‫ـفي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الفلس‬ ‫ـاة»‬ ‫ـ‬ ‫النح‬ ‫«مظنونــات‬
‫ـوي؛ فالغايــة األساسـ َّـية للقرائــن ال َّن ْحويَّــة هــي تِبيــا ُن املعنى ودراسـتُه َوفــق ال َعالقات‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الرتكي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـراد‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫وتحدي‬ ‫املعنــى‪،‬‬
‫ـوي‪ ،‬أو االرتباطــات القامئــة بــن ال َكلِــم دراسـ ًة للرتاكيــب واإلســناد‪ ،‬وقبــل كل يشء َضـ ُّم‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـب‬‫ـ‬ ‫الرتكي‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫و‬ ‫ك‬
‫ُ ِّ‬ ‫م‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـة‬‫القامئـ‬
‫كلمــة إىل كلمــة أخــرى عــى وجـ ٍه يُفيــد الحكـ َم بإحداهــا عــى األخــرى (عزيــز‪.)2009، 30 ،‬‬

‫بالعربية‬
‫َّ‬ ‫النوعيــة ملهــارات التفكــر النحــوي التــدا ُويل للناطقــن‬
‫َّ‬ ‫ـؤشات‬
‫ ‪4 .‬املـ ِّ‬
‫وبغريها‪:‬‬
‫يب هــو يف حقيقتــه تنظيـ ٌم ريــايض مل ُعطَيــات االســتقراء‪ ،‬يُفـ ِرز هــذه امل ُعطَيــات فــر ًزا ً‬
‫هرميــا مــن العــا ِّم إىل‬ ‫النحــو العــر ُّ‬
‫ـات مشــركة يف‬ ‫ـارص متباِينــة يف مجموعــة كليــة إىل صفـ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫عن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫املعطي‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫بتحوي‬ ‫ـب؛‬ ‫ـ‬ ‫ك‬
‫َّ‬ ‫املر‬ ‫إىل‬ ‫ـيط‬‫ـ‬ ‫البس‬ ‫ـاص‪ ،‬ومــن‬ ‫الخـ ِّ‬
‫مجموعــات جزئيــة‪ ،‬تنحـ ُّـل صفـ ًة صفـةً؛ أي‪ :‬مجموعــة مجموعــة؛ لــي تتحـ َّول الصفــة إىل معيــا ٍر رمــزي مجــرد بســيط يـ ُّ‬
‫ـدل‬
‫ـوف غـرِ رمــزي هــو مــادة االســتقراء‪ ،‬وهــذه الداللــة االســتلزامية هــي القــوة التــي تجعــل املعيــا َر مولِّـ ًدا لنـ َ‬
‫ـاذج‬ ‫عــى موصـ ٍ‬
‫ـوف (امللــخ‪.)2015، 107 ،‬‬ ‫كثــرة تشــبه املوصـ َ‬
‫وهو يف جوهره يقوم عىل أمرين ‪:‬‬
‫ـارص مســتقلَّ ًة يف تكويــن‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫عن‬ ‫ـل‬‫ـ‬‫ِّ‬ ‫ث‬ ‫مت‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الخلفي‬
‫َّ‬ ‫أو‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫األمامي‬
‫َّ‬ ‫ـقِ‬ ‫ـ‬ ‫اللواص‬ ‫ـان‬
‫ـ‬ ‫ببي‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫وذل‬ ‫ـي؛‬ ‫ ‪-‬االتجــاه األول‪ :‬البيــا ُن التصنيفـ‬
‫ـات التثنيــة‪ ،‬والجمــع وعالمــات اإلعــراب‪ ...‬إلــخ‪،‬‬ ‫ال ُجملــة؛ كالضامئــر املتصلــة‪ ،‬ويــاء النســب‪ ،‬واللواصــق التــي متثــل عالمـ ِ‬
‫الرصفيــة؛ فيحــددون نــوع الفعــل ونــوع االســم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الص َيــغ‬
‫كــا يُع َنــى النحويــون عنــد اإلعــراب بتحديــد ِّ‬
‫ِ‬
‫ـي؛ وذلــك ببيــان الوظيفـة ال َّن ْحويَّــة للكلمة يف الرتكيــب؛ كالفاعليــة‪ ،‬واملفعوليــة‪ ،‬والحالية‪،‬‬ ‫ ‪-‬واالتجــاه الثــاين‪ :‬البيــان الوظيفـ ُّ‬
‫ـاف أو اســم إشــارة؛ ألن االقتصــا َر عــى ذلــك ال يُعلَــم إىل‬ ‫والنعتيــة‪ ،‬واإلضافــة‪ ،‬وال يصــح االكتفــاء بالقــول‪ :‬إن الكلمـ َة مضـ ٌ‬
‫ـر الكلمــة فيــا بع َدهــا؛‬ ‫ـي تأثـ ُ‬
‫أي بــاب مــن أبــواب النحــو تنتمــي الكلمــة‪ ،‬وتقــوم بوظيفــة‪ ،‬ويتصــل بهــذا البيــان الوظيفـ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫فيحــددون نــو َع العمــل‪ ،‬وعملَــه‪ ،‬ووظيفتــه يف الجملــة (عبــادة‪.)1988، 179-182 ،‬‬
‫يف ضــوء العــرض الســابق للمهــارات العا َّمــة للتفكــر النحــوي التــدا ُويل ميكــن تحليـ ُـل هــذه املهــارات إىل مجموعـ ٍة مــن‬
‫النوعيــة لهــذا النمــط مــن التفكــر‪ ،‬كــا يــأيت‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ـؤشات‬ ‫املـ ِّ‬
‫أول‪ :‬مهارات ال َف ْهم النحوي التداويل‪:‬‬ ‫ ¨ ً‬
‫العربية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الجملة‬ ‫ألركان‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫و‬
‫َّ ْ َّ‬‫ح‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫للوظيفة‬ ‫الطالب‬ ‫تحديد‬ ‫ •‬
‫ •تحديد رتبة الكلمة يف الجملة‪.‬‬
‫ •تحديد وظائف بعض األدوات ال َّن ْحويَّة‪ ،‬مثل‪ :‬أدوات الجزم‪ ،‬الرشط‪.‬‬
‫ •ضبط الكلامت ضبطًا صحي ًحا‪.‬‬
‫والتقدير‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫الظهو‬ ‫ •تحديد نوع اإلعراب من حيث‬
‫ •تحديد نوع الحركة اإلعرابية (أصلية أو فرعيَّة)‪.‬‬
‫ •تحديد نوع الجملة‪.‬‬
‫ •تحديد داللة بعض املصطلحات ال َّن ْحويَّة‪.‬‬
‫ •التمييز بني بعض املفاهيم ال َّن ْحويَّة‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1056‬‬
‫ •توضيح داللة الرتكيب النحوي‪.‬‬
‫غوي‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫للرتكيب‬ ‫ •استنتاج املعنى التدا ُويل‬
‫ثانيا‪ :‬مهارات التصنيف النحوي‪:‬‬ ‫ ¨ ً‬
‫ •تصنيف األساليب ال َّن ْحويَّة (املدح والذم‪ ،‬التعجب‪ ،‬االختصاص)‪.‬‬
‫التواصليَّة والخطابية للرتكيب النحوي‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ •استنتاج الداللة‬
‫داللية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫فروق‬ ‫من‬ ‫بينها‬ ‫وما‬ ‫ة‬ ‫ي‬
‫َّ ْ َّ‬ ‫و‬‫ح‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫الرتاكيب‬ ‫بني‬ ‫الشبه‬ ‫ •تحديد أو ُجه‬
‫والبناء‪.‬‬
‫ُ‬ ‫اإلعراب‬
‫ُ‬ ‫ •تصنيف الكلامت من حيث‬
‫ •تحديد أَ ْو ُجه االختالف بني الرتاكيب ال َّن ْحويَّة‪.‬‬
‫ •تصنيف ال ِب َنى الرصفيَّة للكلامت‪.‬‬
‫الداليل‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫املعنى‬ ‫عىل‬ ‫ة‬ ‫الرصفي‬
‫َّ‬ ‫ •استكشاف تأثري اختالف الصيغ‬
‫ •التمييز بني ال ِب َنى الرصفيَّة يف الرتكيب‪.‬‬
‫والفضالت واملك ِّمالت يف الرتكيب النحوي‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ •التمييز بني األركان‬
‫غوي‪.‬‬
‫ •تحديد املعاين الدالليَّة وال َّن ْحويَّة للرتكيب اللُّ ّ‬
‫فرعية‪.‬‬‫َّ‬ ‫بعالمات‬ ‫واملعرب‬ ‫املعرب بعالمات أصلية‪َ ،‬‬ ‫ •تصنيف َ‬
‫ ¨ثال ًثا‪ :‬مهارات االستنتاج النحوي‪:‬‬
‫َعنيني‪ :‬النحوي والداليل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫مل‬‫ا‬ ‫عىل‬ ‫وتأثريها‬ ‫النحوي‪،‬‬ ‫ •استنتاج نوع العالمة للحكم‬
‫لرتكيب ما‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫ •استنتاج املفهوم النحوي الضابط‬
‫ •استنتاج القاعدة ال َّن ْحويَّة الضابطة لركن الجملة‪.‬‬
‫ •استنتاج نوع القرينة ال َّن ْحويَّة (لفظيَّة‪ -‬معنويَّة‪ -‬سياقيَّة)‪.‬‬
‫ •استنتاج نوع امل ُشت َّقات يف الجملة‪ ،‬وما يحمله من ٍ‬
‫معان‪.‬‬
‫ •استنتاج نوع املك ِّمالت يف الجملة مثل املفاعيل‪.‬‬
‫ ¨راب ًعا‪ :‬مهارات التحليل النحوي التدا ُويل‪:‬‬
‫ •تحديد ال َعالقات القامئة بني أركان الجملة‪.‬‬
‫ •الربط بني الرتكيب الواحد وغريه من الرتاكيب السابقة عليه‪ ،‬والتالية له‪.‬‬
‫ •متييز أنواع العلل يف الجملة العربيَّة‪.‬‬
‫ •التفسري النحوي والداليل للعلة ال َّن ْحويَّة يف الرتكيب‪.‬‬
‫غوي‪.‬‬
‫داخل الرتكيب اللُّ ّ‬ ‫ •تحديد املعنى العا ِّم للمفردة َ‬
‫غوي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫الرتكيب‬ ‫يف‬ ‫األلفاظ‬ ‫لبعض‬ ‫التخي َّلية‬
‫ •استكشاف الوظيفة ُّ‬
‫ •تِبيان الوظيفة البالغيَّة لبعض األدوات ال َّن ْحويَّة‪.‬‬
‫غوي‪.‬‬‫ •تحليل ال َعالقات اإلسنادية يف البناء اللُّ ِّ‬
‫غوي‪.‬‬
‫ •تحديد القيمة البالغيَّة ملواضع التقديم والتأخري يف الرتكيب اللُّ ِّ‬
‫غوي‪.‬‬
‫ •تحديد مواضع الحذف يف الرتكيب اللُّ ِّ‬
‫ •التمييز بني ال ِب ْنيَة السطحيَّة والبنية العميقة للرتكيب اللُّ ِّ‬
‫غوي‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬مهارات التفسري النحوي‪:‬‬ ‫ ¨ ً‬
‫ •تفسري الحركات اإلعرابية لبعض الرتاكيب ال َّن ْحويَّة‪ ،‬وما تحمله من دالالت‪.‬‬
‫ •تفسري ُعدول بعض الرتاكيب ال َّن ْحويَّة عن أصولها‪.‬‬
‫ •تفسري عمل بعض األفعال‪ ،‬مثل‪ :‬ظن وأخواتها‪ ،‬أو أفعال الرجاء‪.‬‬

‫‪1057‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ •تفسري عمل بعض الحروف مثل‪ :‬ال النافية للجنس‪ ،‬أو حروف املعاين‪.‬‬
‫الرصفية عن وجهها‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ •تفسري ُعدول بعض ال ِب َنى‬
‫ •تعليل الطالب لبعض الرتاكيب ال َّن ْحويَّة‪.‬‬
‫قياسية‪ -‬جدلية)‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ة‪-‬‬ ‫تعليمي‬
‫َّ‬ ‫(علل‬ ‫الرتكيب‬ ‫ •تفسريه ألنواع العلل الواردة يف‬
‫لية‪:‬‬
‫سادسا‪ :‬مهارات القرائن ال َّن ْحويَّة ال َّتدا ُو َّ‬ ‫ ¨ ً‬
‫غوي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫الرتكيب‬ ‫أجزاء‬ ‫لبعض‬ ‫اإلعرابية‬ ‫العالمة‬ ‫متييز‬ ‫ •‬
‫ •تحديد ما تحمله العالمة اإلعرابية من ظالل لُغويَّة‪.‬‬
‫غوي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫الرتكيب‬ ‫داخل‬
‫ •تحديد نوع العامل املؤث ِّر يف كلمة ما َ‬
‫الرتْبة املحفوظة وغري املحفوظة‪.‬‬ ‫ •التمييز بني ُّ‬
‫الرصفية‪ ،‬مثل‪ :‬االسمية‪ ،‬والفعلية‪ ،‬والحرفية‪ ،‬والظرفية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الصيغ‬ ‫بعض‬ ‫ •التمييز بني‬
‫ •تحديد ال َعالقة ال َّن ْحويَّة السياقية بني أركان الجملة‪.‬‬
‫غوي‪.‬‬
‫ •متييز نوع األداة يف الرتكيب اللُّ ِّ‬
‫غوي (أسلوب التعجب‪ ،‬وأسلوب االستفهام منوذ ًجا)‪.‬‬ ‫ •استنتاج نوع التلوين الصويتِّ الذائع يف الرتكيب اللُّ ِّ‬
‫غوي‪.‬‬
‫ •تحديد نوع التعلق يف الرتكيب اللُّ ِّ‬
‫ •التمييــز بــن أنــواع قرائــن التخصيــص (التعديــة‪ -‬الغائيــة‪ -‬املعيــة‪ -‬الظرفيَّــة‪ -‬التحديــد والتوكيد‪ -‬املالبســة‪ -‬التفســر‪-‬‬
‫اإلخــراج‪ -‬املخالفة)‪.‬‬
‫ •تحديد نوع القرينة السياقية‪.‬‬
‫العربي‪:‬‬ ‫داوليَّ ة في النحو‬ ‫المحور الثالث‪ :‬نماذج َّ‬
‫الت ُ‬
‫ّ‬
‫وأهميتَهــا مــن الوظيفــة التــي تؤ ِّديهــا يف املجتمــع‪ ،‬ولقــد دأَب الباحثــون عــى رصـ ِـد هــذه الوظائــف‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫تكتســب اللُّغــة قيمتَهــا‬
‫ـاء عــى رصـ ِـد وظائــف‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫العل‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫أ‬‫د‬ ‫ـث‬‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ات؛‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫عل‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫التخص‬
‫ُّ‬ ‫ـذه‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫وم‬ ‫ـص‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫تخص‬
‫ُّ‬ ‫كل‬
‫ِّ‬ ‫ـة‬‫وذلــك مــن واق ـعِ طبيعـ‬
‫اللُّغــة يف املجتمــع‪ ،‬ولقــد ســاد يف هــذا املنحــى اتجاهــان‪ :‬أحدهــا‪ :‬االتجــاه الشــكيل الصــوري‪ ،‬والثــاين‪ :‬االتجــاه التــداويل‬
‫الداخليــة للُّغــة‪ ،‬وهــو االتجــاه الــذي‬ ‫َّ‬ ‫األول يركــز عــى ال ِب ْن َيــة‬ ‫االســتعاميل‪ ،‬وكالهــا يشــتغل عــى اللُّغــة ونظا ِمهــا‪ ،‬إال أن َ‬
‫ـوي الغــريب‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـدرس‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫ـل‬‫ـ‬‫َّ‬ ‫ث‬ ‫ومت‬ ‫ـرف‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫وال‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫النح‬ ‫ـا‪:‬‬
‫ـ‬ ‫ومنه‬ ‫ـرب تأصيـ َـل علومهــم اللُّغويَّــة‪،‬‬ ‫ـاء العـ ُ‬
‫اســتطاع مــن خاللــه العلـ ُ‬
‫ـانيات ال ِب ْنيويــة التــي تُع َنــى بدراســة نظــام اللُّغــة ُوقوفًــا عنــد مســتوياته املختلفــة‪ ،‬ويركــز االتجــاه التــدا ُويل عــى‬ ‫يف اللسـ َّ‬
‫ـر ِّد ِفعـ ٍـل لالتجــاه األول‪ ،‬وفيــا يــأيت أبــر ُز مظاهــر التَّدا ُو َّليــة يف النحــو‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـاء‬
‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫وال‬ ‫ـي‪،‬‬‫ـ‬ ‫الكالم‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫للفع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الخارجي‬
‫َّ‬ ‫امل ُالبَســات‬
‫يب‪:‬‬
‫العــر ّ‬
‫ ‪1 .‬مهارات اإلعراب التداويل‪:‬‬
‫دال عــى املعــاين‪،‬‬ ‫ـراب اعتمـ َدت عليــه كوســيل ٍة إلقامتهــا‪ ،‬وتحديــد مدلوالتهــا ومعانيهــا؛ فاإلعــراب ٌّ‬ ‫العربيــة لغـ ُة إعـ ٍ‬
‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫ـرف يف االســم املتم ِّكــن‪ ،‬والفعــل املضــارع‪،‬‬ ‫ـراب عــى آخـ ِر حـ ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫اإلع‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫ويدخ‬ ‫ـه‪،‬‬‫ـ‬ ‫بنائ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ـكالم‬‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫داخل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫حرك‬ ‫وإنَّــه‬
‫ـرا يف معرفــة‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫كب‬ ‫ا‬‫ـر‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫أث‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ِ‬
‫نفس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫للمعن‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫أ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـى‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املعن‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫توجي‬ ‫يف‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫كب‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫قيم‬ ‫ـراب‬ ‫ـ‬ ‫فلإلع‬ ‫ـراب؛‬ ‫ـ‬ ‫اإلع‬ ‫ـرف‬‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـرف‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الح‬ ‫ـك‬ ‫وذلـ‬
‫اإلعــراب‪.‬‬
‫ـرا يف معرفــة اإلعــراب؛ ولــذا فقــد أشــار إىل ذلــك‬ ‫ـر يف توجيــه املعنــى العــا ِّم‪ ،‬كــا أن للمعنــى العــا ِّم تأثـ ً‬ ‫ولإلعــراب تأثـ ٌ‬
‫(الســيوطي‪ )1998، 260 ،‬بقولــه‪« :‬أمــا اإلعــراب فَبــه ُتَيَّـ ُز املعــاين‪ ،‬ويُوقَــف عــى أغــراض املتكلمني؛ وذلــك أ َّن قائـ ًـا لو قال‪:‬‬
‫أحسـ َن زيـ ًدا! أو‪ :‬مــا أحسـ ُن زيـ ٍـد؟ أو مــا أ ْح َسـ َن َزيْـ ٌد؛‬ ‫ـر ُم ْعـ ِر ٍب مل يُوقَــف عــى مــراده؛ فــإذا قــال‪ :‬مــا َ‬ ‫مــا أَ ْح َسـ ْن زيـ ْد غـ َ‬
‫ِ‬
‫فرقــون بالحــركات وغريهــا بــن املعــاين؛‬ ‫أبــا َن باإلعــراب عــن املعنــى الــذي أرا َده‪ ،‬وللعــرب يف ذلــك مــا ليــس لغريهــم؛ فهــم يُ ِّ‬
‫للموضــع الــذي يكــون فيــه‬ ‫ِ‬ ‫ـص‪ ،‬و َم َق ًّصــا‬ ‫َوضــع الفتــح‪ ،‬و ِم َق ًّصــا آللــة القـ ِّ‬ ‫يقولــون‪ِ :‬م ْفتَ ًحــا لآللــة التــي يُ ْفتَــح بهــا‪ ،‬و َم ْفتَ ًحــا مل ِ‬
‫وات اللــن»‪.‬‬ ‫ـص‪ ،‬و ِم ْحلَبًــا للقـ َدح يُ ْحلَــب فيــه‪ ،‬و َم ْحلَبًــا للمــكان يُ ْحتَلَــب فيــه َذ ُ‬ ‫القـ ُّ‬
‫العربيـ َة هــي اللُّغــة التــي‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫وأن‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫أصيل‬ ‫ـرة‬‫ـ‬ ‫ظاه‬ ‫ـراب‬ ‫ـ‬ ‫اإلع‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫ظاه‬ ‫أن‬ ‫إىل‬ ‫)‬ ‫‪1980‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪15‬‬ ‫ـك‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫(ف‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ويش‬
‫ـرف اإلعــرايب‬ ‫العربيــة الفصحــى يف ظاهــرة التـ ُّ‬ ‫َّ‬ ‫املميــزة؛ إذ يقــول‪« :‬لقــد احتفظـ ِ‬
‫ـت‬ ‫السـ َمة َّ‬ ‫اســتطاعت املحافظـ َة عــى هــذه ِّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1058‬‬
‫الســات اللُّغويَّــة التــي فقدتْهــا جميـ ُع اللغــات الســاميَّة ‪-‬باســتثناء البابليــة القدميــة‪ -‬قبــل عصــور من ِّوهــا‬ ‫بســم ٍة مــن أقــدمِ ِّ‬ ‫ِ‬
‫ـرب‬‫ـي؛ فأشــعار عـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـرف اإلعــرايب يف لغـة التخاطُــب الحـ ِّ‬ ‫ِ‬
‫ـول غايـة بقــاء هــذا التـ ُّ‬ ‫ِ‬ ‫وازدهارهــا األديب‪ ،‬وقــد احتــدم النــزا ُع حـ َ‬‫ِ‬
‫ـات اإلعــراب مطــرد ًة كاملـ َة الســلطان‪ ،‬كــا أن الحقيقـ َة الثابتــة أن‬ ‫الباديــة ‪-‬قبــل اإلســام ويف عصــوره األوىل‪ -‬تُرينــا عالمـ ِ‬
‫ـرب الباديــة ليد ُرســوا‬ ‫ـرن الرابــع الهجــري والعــارش امليــادي عــى األقــل‪ -‬يختلفــون إىل عـ ِ‬ ‫ـرب كانــوا ‪-‬حتــى القـ ِ‬ ‫النحويــن العـ َ‬
‫ـض البقايــا‬ ‫ـر َف اإلعــرايب كان يف أو ِج ازدهــاره آنــذاك‪ ،‬بــل ال نــزال حتــى اليــومِ نجــد يف بعـ ِ‬ ‫ـدل عــى أن التـ ُّ‬ ‫لغتَهــم‪ ،‬تـ ُّ‬
‫يب ‪-‬وهــو القـرآن‪ -‬قــد حافــظ‬ ‫ـر اإلعــراب‪ ،‬أ َمــا أن أقــد َم أثـ ٍر مــن آثــار النـرِ العــر ِّ‬ ‫الجامــدة مــن ل َهجــات العــرب البُــدا ِة ظواهـ َ‬
‫أيضــا عــى غايــة التــرف اإلعــرايب‪.‬‬ ‫ً‬
‫العربية يل َحظ عد َة أمور‪ ،‬منها‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫اإلعراب‬ ‫طبيعة‬ ‫يف‬ ‫واملتأمل‬
‫ـح يتمثَّــل يف العالمــة اإلعرابيــة أو األمــارة الدالَّــة عــى‬ ‫ـر واضـ ٌ‬ ‫ـر ظاهـ ٌ‬ ‫ـراب لــه أثـ ٌ‬ ‫ ‪-‬تعا ُمـ ُـل النحــاة والدارســون عــى أن اإلعـ َ‬
‫ـاب العالمــة‬ ‫املعــاين املعيَّنــة؛ ألنَّــه لــوال وجــو ُد هــذه العالمــات لَــا اتَّضــح املعنــى؛ حيــث إن هــذا املعنــى ال يظهــر عنــد غيـ ِ‬
‫ـا ُء} [فاطــر‪]28 :‬؛ فإنَّــه‬ ‫ـى اللَّـ َه ِمـ ْن ِعبَــا ِد ِه ال ُعلَـ َ‬ ‫ـدال عليــه‪ ،‬ومــن ذلــك قــول اللــه تبــارك وتعــاىل‪{ :‬إِ َّنَــا يَ ْخـ َ‬ ‫أو األثـ ِر الـ ِّ‬
‫ـاء‪.‬‬ ‫ِ‬
‫خشــون اللـ َه حـ َّـق الخشــية وأعالهــم منزلـ ًة هــم العلـ ُ‬ ‫ـركات الفاعـ َـل مـ َن املفعــول؛ فيعلــم أ َّن الذيــن يَ َ‬ ‫ُييِّــز بالحـ ِ‬
‫ـدل عــى املعنــى النحــوي‪ :‬الضمــة‬ ‫ـوي؛ فالحركــة تـ ُّ‬ ‫ـرض معنـ ٌّ‬ ‫غرضــن أساسـ َّـيني ‪ :‬الغــرض األول‪ :‬غـ ٌ‬ ‫ ‪-‬أن للحركــة اإلعرابيــة َ‬
‫عــى الفاعليــة‪ ،‬والفتحــة عــى املفعوليــة‪ ،‬والكــرة تــدل عــى الجــر أو اإلضافــة‪ ،‬أمــا عــن الغــرض الثــاين‪ :‬فهــو الغــرض‬
‫ـهيل للتن ُّقــل مــن كلمــة إىل‬ ‫عرب ـةً‪ ،‬تسـ ً‬ ‫مبني ـ ًة أو ُم َ‬
‫ـكيل‪ :‬أي‪ :‬مراعــا ُة الحركــة الواجبــة عــى نهايــة األســاء واألفعــال َّ‬ ‫الشـ ُّ‬
‫أخــرى؛ إذ مــن الصعــب مواصلـ ُة الــكالم مــع تســكي ِنه؛ فالحــركات عــى هــذا لوصـ ِـل الــكالم‪.‬‬
‫وإنــا‬ ‫ـوي‪َّ ،‬‬ ‫ـؤدي للمعــاين ال َّن ْحويَّــة املتوافــرة بالرتكيــب اللُّغـ ّ‬ ‫ـراب ليــس وح ـ َده هــو املـ َ‬ ‫ ‪-‬الْتفــت النحــاة كذلــك إىل أن اإلعـ َ‬
‫ـا يف تحديـ ِـد هــذه املعــاين عندمــا يتع ـ َّذر ظهــو ُر الحركــة اإلعرابيــة‬ ‫الرتْب ـ ُة ‪-‬باعتبارهــا قرين ـ ًة لفظيَّــة‪ -‬دو ًرا مهـ ًّ‬ ‫تلعــب ُّ‬
‫عندمــا نقــول‪ :‬كافــأ مــوىس يحيــى‪ ،‬فعلمنــا مــن تقديــم مــوىس أنَّــه هــو املسـ َن ُد إليــه‪ ،‬وهــو َمــن قــام بالفعــل‪ ،‬وأن يحيــى‬
‫ني أواخر الكلــات كــا يف املثــال اآليت‪ :‬رضب‬ ‫هــو الــذي وقــع عليــه فعـ ُـل الفاعــل‪ ،‬أو هــو املفعــول بــه‪ ،‬أو لــو قمنــا بتســك ِ‬
‫يب الفصيــح أن يعــرف َمــن هــو الضــارب و َمــن هــو املــروب‪ ،‬وقرينــة‬ ‫ـراب فلــن يســتطي َع العــر ُّ‬ ‫زيـ ْد ســعي ْد بــدون إعـ ٍ‬
‫ـراب فــر ٌع املعنــى‪ ،‬ال تصــح إال يف حـ ِّـق‬ ‫الرتْبـ ِة ال تــدل يف هــذا املوضــع عــى املعنــى عنــد فُ َصحــاء العــرب؛ فمقولــة‪ :‬اإلعـ ُ‬ ‫ُّ‬
‫حســب املعنــى الــذي يريــده‪ ،‬أمــا عنــد املســتمع واملتل ِّقــي فاألمــر بخــاف ذلــك‪.‬‬ ‫ـراب عــى َ‬ ‫املتكلِّــم؛ فاملتكلِّــم يحـ ِّدد اإلعـ َ‬
‫تنبــه النحــاة كذلــك إىل اســتعام ِل مجموعـ ٍة مــن القرائــن املعنويَّــة الدالَّــة عــى املعنــى؛ فلــو قلنــا‪ :‬شــكر هــذه هــذا‪ ،‬علِمنا‬ ‫ ‪َّ -‬‬
‫ـرد مــن عالمــة التأنيــث‪ ،‬وهــذه قرينــة معنويَّــة‪ ،‬كــا‬ ‫ـ‬
‫ُ ِّ‬ ‫ج‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫الفع‬ ‫ألن‬ ‫ـه؛‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫املفع‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـذه)‬ ‫ـ‬ ‫(ه‬ ‫وأن‬ ‫ـل‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الفاع‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـذا)‬ ‫ـ‬ ‫(ه‬ ‫أن‬
‫ـي يُــد ِرك بالقرينــة املعنويَّــة َمـ ْن يَخــى‪ ،‬و َمـ ْن يُخــى‪ ،‬كــا يُــد ِرك ذلــك يف قولــه تعــاىل‪{ :‬وإِ ِذ ابْتَـ َـى‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫الواع‬ ‫ـي‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِّ‬ ‫املتل‬ ‫أن‬
‫ـا ٍت فَأَ َتَّ ُهـ َّن} [البقــرة‪.]124 :‬‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫إِبْ َ َ َ ُّ ُ َ‬
‫ل‬‫ك‬‫َ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ه‬ ‫ـ‬ ‫ب‬‫ر‬ ‫م‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ا‬‫ر‬
‫ِ‬
‫ـرا يف ظهــو ِر الحركــة اإلعرابيــة‪ ،‬وهــذا املؤثــر أُطلــق عليــه اســم العامــل‪ ،‬الــذي قــد يكــون لفظيًّــا‪ ،‬كــا يف‬ ‫ ‪-‬أن هنــاك مؤثـ ً‬
‫قولنــا‪ :‬أكل محمـ ٌد ال ُك َّمــرى؛ فالــذي َع ِمــل الرفــع يف محمــد هــو الفعــل (أكل)‪ ،‬وهــذا عامــل لفظــي‪ ،‬وقــد يكــون معنويًّــا‪،‬‬
‫ـوي‪.‬‬
‫ـداء عامـ ٌـل معنـ ٌّ‬ ‫كــا يف قولنــا‪ :‬الشــمس مرشقــة‪ ،‬فالــذي َع ِمــل الرفــع يف الشــمس هــو االبتــداء‪ ،‬وهــذا االبتـ ُ‬
‫وإنــا أشــاروا بهــذا‬ ‫وإنــا هــو املتكلــم الــذي أنتــج الجملـةَ‪َّ ،‬‬ ‫إدراك النحــا ِة أن العامـ َـل املؤثِّــر ليــس هــو العامـ َـل حقيقــة‪َّ ،‬‬ ‫ ‪ُ -‬‬
‫ر؛ فاملقصــود باملتكلِّــم هنــا أنَّــه ليــس هــو الــذي يحـ ِّدد العالمـ َة اإلعرابيــة‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫لي‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫والتعلي‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫التيس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ٍ‬
‫ع‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫كن‬ ‫ِ‬
‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫العام‬
‫ـرف‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـذا‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫إىل‬ ‫ـوده‬ ‫ـ‬ ‫تق‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫والت‬ ‫ـه‪،‬‬‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ن‬ ‫ه‬‫ذ‬‫ِ‬ ‫يف‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫معرفت‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـر‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫يع‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬‫ن‬ ‫لك‬
‫ِّ َّ‬ ‫؛‬ ‫ـخيص‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـواه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫ف‬‫و‬‫َ‬ ‫أو‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫نفس‬ ‫ِ‬
‫ء‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫تلق‬ ‫مــن‬
‫ـي للمتكلِّــم عندمــا أشــار إليــه‪.‬‬ ‫ـ‬
‫ِّ ٍّ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫ج‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫اب‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫فه‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـذا‬ ‫وهـ‬
‫ـري‪ ،‬أو التأويــي‪ ،‬أو عــى‬ ‫لقــد أفــاض النحــا ُة عــن أنــواع اإلعــراب ومهاراتــه؛ إشــار ًة منهــم إىل اإلعــراب الظاهــر‪ ،‬أو التقديـ ِّ‬
‫املحــل‪ ،‬أو اإلعــراب بالحــروف‪ ،‬أو الحــركات‪ ،‬أو اإلعــراب بالحــذف‪ ،‬أمــا عــن اإلعــراب التــدا ُويل فقــد أشــار (مقبــول‪2006، ،‬‬
‫قصــد باملعــاين التكميليَّــة‪ :‬مــا يكتنــف عمليَّـ َة‬ ‫‪ )279‬إىل أنــه مــا يــدل عــى املعــاين التكميليَّــة يف إعــراب الرتاكيــب اللُّغويَّــة‪ ،‬ويُ َ‬
‫ـياء أخــرى (أي‪ :‬عنــارص املوقــف‬ ‫اإلعــراب مــن عوامـ َـل‪ ،‬منهــا‪ :‬املوقــف الكالمــي بــكل مــا يحتويــه مــن متكلِّــم وســامعٍ وأشـ َ‬
‫امل ُ َح َّســة وأوضاعهــا) التــي هــي موضــو ُع الــكالم‪.‬‬
‫ـاشة بالداللــة فضـ ًـا عــن ِصل ِتــه بالتداوليــة؛ فقــد ذكــر شــارل موريــس هــذه ال َعالقــة‬ ‫وملَّــا كان اإلعــراب ذا صلــة وثيقــة مبـ ِ‬
‫ليــة)‪ ،‬والتــي ميكــن معالجـ ُة اللُّغــة مــن خاللهــا كــا يــأيت (زالل‪2008، ،‬‬ ‫و‬
‫َّ ُ َّ‬ ‫دا‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ـة‪-‬‬ ‫ـ‬ ‫بــن املســتويات الثالثــة (اإلعــراب‪ -‬الدالل‬
‫‪:)391‬‬

‫‪1059‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ •الرتكيب‪ :‬ويعني العالقات بني العالمات فيام بينها‪.‬‬


‫ •الداللــة‪ :‬وتهتــم بدراســة العالمــات يف عالقتهــا بالواقــع‪ ،‬أو دراســة َعالقــة العالمــات باألشــياء واملوجــودات التــي‬
‫تــدل عليهــا‪.‬‬
‫ِ‬
‫ •التَّدا ُوليَّة‪ :‬وهي تد ُرس العالمات مبستعمليها‪ ،‬بظروف استعاملها‪ ،‬وبآثار هذا االستعامل عىل ال ِب َنى اللُّغويَّة‪.‬‬ ‫ِ‬
‫وإنا ملناســب ٍة‬ ‫اعتباطيــا؛ َّ‬‫ًّ‬ ‫ومــن النــاذج الدالَّــة عــى ذلــك مــا يُسـ َّمى بالقطــع يف العالمــة اإلعرابيــة‪ ،‬وهــذا القطــع ال يكــون‬
‫بينــه وبــن إرادة املتكلــم؛ فقــد يكــون مــراده إثــار َة انتبــاه الســامع‪ ،‬ومنــه قولــه تعــاىل يف ســورة املســد‪َ { :‬وا ْم َرأَتُـ ُه َح َّملَ ـ َة‬
‫ـب} [املســد‪ [4 :‬ذكــر (ابــن مجاهــد‪ )1972، 700 ،‬فقــد قــرأ عاصــم (حاملــة) بالنصــب‪ ،‬أمــا الباقــون فقد قــرؤوا بالرفع؛‬ ‫الْ َحطَـ ِ‬
‫إذ تعــرب (حاملــة) صفـ ًة المــرأة لكــن –هنــا‪َ -‬عـ َدل يف العالمــة اإلعرابيــة للداللــة عــى الــذ ِّم واالحتقار لهــا؛ إذ ذكرها ســيبوي ِه‬
‫الشــتمِ َمجــرى التعظيــم ومــا أشــب َهه)؛ إذ قــال‪:‬‬ ‫نتصــب عــى املــدح والــذم‪ ،‬وتحديـ ًدا يف بــاب‪( :‬مــا يجــري مـ َن َّ‬ ‫يف بــاب مــا يَ ِ‬
‫عرفَــك شــيئًا تنكــره‪ ،‬ولكنــه شــتمه بذلــك‪ ،‬وبلغنــا أن بعضهــم قــرأ‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ي‬ ‫وال‬ ‫ه‬‫ر‬ ‫ـر‬
‫ِّ َ‬ ‫ـ‬ ‫يك‬ ‫أن‬ ‫د‬‫ر‬‫ِ‬
‫ُ ْ‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫مل‬ ‫‪،‬‬ ‫ـث‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫الخبي‬ ‫ـق‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫الفاس‬ ‫د‬
‫تقــول‪ :‬أتــاين زيـ ٌ‬
‫بعضهــم قــرأ هــذا‬ ‫َ‬ ‫أن‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫«وبلغن‬ ‫)‪:‬‬ ‫‪70‬‬ ‫ت‪،‬‬ ‫د‪.‬‬ ‫ـيبويه‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫(س‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫يق‬ ‫إذ‬ ‫ه؛‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫إظه‬ ‫ـتعمل‬ ‫ـ‬ ‫س‬‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ـا‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫فع‬ ‫كان‬ ‫وإن‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫له‬ ‫ـتم‬
‫لهــذا الحــرف شـ ً‬
‫ـتم‬‫ً‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـب؛‬ ‫ـ‬ ‫الحط‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫حامل‬ ‫ـر‬
‫ْ‬ ‫ـ‬‫ك‬
‫ُ‬ ‫اذ‬ ‫ـال‪:‬‬‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫كأن‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ولكن‬ ‫ـرأة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫للم‬ ‫ا‬‫ـر‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬‫الحم‬
‫َّ‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫يجع‬ ‫مل‬ ‫}‬‫ـب‬‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫َ‬ ‫ط‬‫ح‬‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬‫ا‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫م‬ ‫َ‬
‫نصبــا { َوا ْم َ ُ َ َّ‬
‫ح‬ ‫ه‬ ‫ـ‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫أ‬‫ر‬ ‫الحــرف ً‬
‫لهــا‪ ،‬وإن كان فعـ ًـا ال يُســتعمل إظهــا ُره‪ ،‬وقــال‪ :‬عــروة الصعاليــك العبــي‪:‬‬
‫ـــدا َة اللـــ ِه مـــن كَـــ ِذ ٍب و ُزو ِر‬
‫ُع َ‬ ‫َســـقَوين ال َخمـــ َر ثـــم تَكَ َّنفـــوين‬

‫إمنا شتمهم بيش ٍء قد استقر عند املخاطبني»‪.‬‬


‫ـا يُ ْ ِ‬
‫شكُــو َن} [املؤمنــون‪]92 :‬؛ إذ‬ ‫الشـ َها َد ِة فَتَ َعـ َ‬
‫ـال َعـ َّ‬ ‫ومــن ذلــك تدا ُوليــة مبــدأِ املناســبة يف قولــه تعــاىل‪َ { :‬عالِــمِ الْ َغ ْيـ ِ‬
‫ـب َو َّ‬
‫ـر عــى أنَّــه توصيـ ٌـف إىل لفــظ الجاللــة‪ ،‬وقــرئ بالرفــع (عــاملُ)‪،‬‬ ‫ـب} بالجـ ِّ‬ ‫ـراب { َعالِــمِ الْ َغ ْيـ ِ‬
‫ـض املفرسيــن والنحــاة إعـ َ‬ ‫يو ِّجــه بعـ ُ‬
‫ـر مبتــدأٍ محــذوف؛ أي‪ :‬هــو عــامل؛ فقــراءة الرفــع أبــر ُع‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫ـى‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـع‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫انقط‬ ‫ِ‬
‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ـكال‬
‫ـ‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫ـي‪:‬‬
‫ـ‬ ‫تعن‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫الرف‬ ‫وقــراءة‬
‫ـب (أبــو املعــايل‪.)2017، 42 ،‬‬ ‫وأنسـ ُ‬
‫َ‬
‫ ‪2 .‬الحذف‪:‬‬
‫ـف العبــارة؛ فهــو مظهــر مــن‬ ‫رضب مــن اإليجــاز وتكثيـ ِ‬ ‫ـلوب تعبــري لــه معانيــه ودالالتُــه‪ ،‬وهــو ٌ‬ ‫الحــذف يف لغــة العــرب أسـ ٌ‬
‫ـف مــن ثِ َقلــه؛ و ِمــن ث َـ َّم التخفيــف مــن عــب ِء الحديث‪ ،‬إذ يكــون الحــذف يف بعضِ‬ ‫يب‪ ،‬وإيجــا ِزه‪ ،‬والتخفيـ ِ‬ ‫مظاهــر الــكالم العــر ِّ‬
‫املرسـ َـل قــد يلجــأ إىل ظاهــرة الحــذف والذكــر؛ ألن املواقــف‬ ‫الكالميــة أبلـ َغ مــن ال ِّذكــر يف بلــوغ املــراد؛ ذلــك بــأن ِ‬ ‫َّ‬ ‫املواضــع‬
‫الرتكيبيــة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫والعالم‬ ‫ـياق‪،‬‬‫ـ‬ ‫بالس‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫يف‬ ‫ا‬‫ن‬‫ً‬ ‫ـتعي‬
‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـي؛‬‫ـ‬ ‫ق‬‫ِّ‬ ‫املتل‬ ‫إىل‬ ‫ـوح‬ ‫ـ‬ ‫بوض‬ ‫ـالة‬ ‫ـ‬ ‫الرس‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫تص‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫حت‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫ـدوث‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ل‬ ‫تتط‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫االتصالي‬
‫َّ‬
‫أهميــة يف إنتــاج الداللــة والتأثــر يف املتل ِّقــي‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫والذك‬ ‫ـذف‬ ‫ـ‬ ‫للح‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـرب‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـاة‬ ‫ـ‬ ‫النح‬ ‫أدرك‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫وق‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫له‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫املرس‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫تألي‬ ‫وطــرق‬
‫ـت رجـ ًـا قاصـ ًدا إىل‬ ‫مرحبــا وأهـ ًـا‪ ،‬بقولــه‪« :‬فــإن رأيـ َ‬ ‫ً‬ ‫ـرب‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫تفس‬ ‫يف‬ ‫)‬ ‫‪1988‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪295‬‬ ‫ـيبويه‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫(س‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫قال‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫ومــن‬
‫ـت؛ فحذفــوا الفعـ َـل؛ لكــر ِة اســتعاملهم إيَّــاه‪ ،‬وكأنــه صــار‬ ‫وأصبـ َ‬
‫ْ‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫ـت‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ك‬
‫ْ‬ ‫أدر‬ ‫أي‪:‬‬ ‫‪،‬‬‫ـا‬‫ً‬ ‫ـ‬ ‫وأه‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫مرحب‬
‫ً‬ ‫‪:‬‬ ‫ـت‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫فقل‬ ‫ا‬‫ـر‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫أم‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫طالب‬
‫ً‬ ‫أو‬ ‫ـكان‪،‬‬‫مـ‬
‫ـت»‪.‬‬
‫ـدل مــن َر ُح َبــت بــادك وأ ُهلْـ َ‬ ‫بـ ً‬
‫رجل‬‫كــا أن الحــذف يُغنينــا يف مواضـ َع كثــر ٍة عــن ِذكــر اللفــظ؛ بحيــث يــؤ ِّدي هــو الوظيفـةَ‪ ،‬ومــن ذلــك قولــك إذا رأيــت ً‬
‫ـول‪ :‬تريــد مكــة‪ ،‬ويجــوز أن‬ ‫ورب الكعبــة‪ ،‬وكأنــك تريــد أن تقـ َ‬ ‫متوج ًهــا ِوجهــة الحــاج قاصـ ًدا يف هيئــة الحــاج؛ فقلــت‪ :‬م َّكـ َة ِّ‬
‫تقــول‪ :‬مكـ َة واللـ ِه‪ ،‬ومنهــا قــول اللــه تعــاىل‪{ :‬قُـ ْـل بَـ ْـل ِملَّـ َة إِبْ َرا ِهيـ َم َح ِني ًفــا} [البقــرة‪ ،]135 :‬أي‪ :‬بـ ِـل اتَّ ِبـ ْع ملـ َة إبراهيــم حني ًفــا‪،‬‬
‫أ ِو‪ :‬ات َّ ِبعــوا ملـ َة إبراهيــم حني ًفــا‪.‬‬
‫العربيــة‪ ،‬منهــا‪ :‬كــرة االســتعامل‪ :‬هــذا التعليــل كثــر عنــد النحــاة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـروز ظاهــرة الحــذف يف‬ ‫وتوجــد العديــد مــن األســباب لـ ُ‬
‫ـرا مثــل‪ :‬ال إلـ َه إال‬ ‫ر ال النافيــة للجنــس كثـ ً‬ ‫ـذف خـ ِ‬ ‫ـرون بهــا الظاهــرة‪ ،‬ومــن أمثلــة ذلــك‪ :‬حـ ُ‬ ‫وهــو أكـرُ األســباب التــي يفـ ِّ‬
‫ـر الجــا َر‬ ‫ـر اســتعاملها؛ كقولنــا‪ :‬الجــا ُر قبــل الــدا ِر‪ ،‬أي‪ :‬تخـ َّ ِ‬ ‫ـر‪ ،‬ال سـ َّـيام‪ ،‬ومثــل األقــوال التــي كَـ ُ‬ ‫ـب‪ ،‬ال شـ َّـك‪ ،‬ال مفـ َّ‬ ‫اللــه‪ ،‬ال ريـ َ‬
‫ـذف‬ ‫ـب؛ فيقــع الحـ ُ‬ ‫قبــل الــدار‪ ،‬وقولنــا‪ :‬باســم اللــه‪ .‬أي‪ :‬بــدأت باســم اللــه‪ ،‬ومنهــا‪ :‬طــول الــكالم‪ :‬ذلــك عندمــا تطــول الرتاكيـ ُ‬
‫ـلوب ال َق َســم؛ ومــن ذلــك قولــه تعــاىل‪َ { :‬وإِ َذا ِقيـ َـل لَ ُهـ ُم‬ ‫ـلوب الــرط‪ ،‬وأسـ ِ‬ ‫تخفي ًفــا مــن الثِّ َقــل؛ ك ُجملــة الصلــة التــي طالــت‪ ،‬وأسـ ِ‬
‫ـن أَيْ ِدي ُكـ ْم َو َمــا َخلْ َف ُكـ ْم لَ َعلَّ ُكـ ْم تُ ْر َح ُمــو َن} [يــس‪]45 :‬؛ فالجــواب مل يُذكــر‪ ،‬وتقديــره‪« :‬أَ ْع َرضــوا»؛ بدليــل سـ ِ‬
‫ـياق‬ ‫اتَّ ُقــوا َمــا بَـ ْ َ‬
‫ـت ِبـ ِه ْالَ ْر ُض أَ ْو كُلِّـ َم ِبـ ِه الْ َمـ ْو َت} [الرعــد‪،]31 :‬‬ ‫ـال أَ ْو قُطِّ َعـ ْ‬ ‫ـر ْت ِبـ ِه الْ ِج َبـ ُ‬ ‫اآليــة التاليــة لهــا‪ ،‬وقولــه تعــاىل‪َ { :‬ولَـ ْو أَ َّن قُ ْر َآنًــا ُسـ ِّ َ‬
‫التقديــر‪ :‬لَــكان هــذا القـرآن‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1060‬‬
‫ ‪3 .‬التعريف والتنكري‪:‬‬
‫يُشــر (شــاهني‪ )2015، 77 ،‬إىل أن مث ـ َة َعالق ـ ًة بــن العالمــة اللُّغويَّــة والســياق الــذي تَـ ِر ُد فيــه؛ ألن معناهــا ال يتح ـ َّدد‬
‫ـي ال يتحـ َّدد إال مــن خــال اقرتانِــه‬ ‫ـداليل لســياق الرتكيــب الداخـ ِّ‬ ‫إال بتجاوزهــا مــع غريِهــا مــن املفــردات‪ ،‬كــا أن املعنــى الـ َّ‬
‫ـرج بالنــص عن مقتــى الظاهـ ِر‪ ،‬أو يلجأ إىل اســتعامل‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫يخ‬ ‫ـد‬ ‫ِ‬
‫فاملرســل قـ‬ ‫بنظـرِه الخارجــي لتحديـ ِـد الداللــة اللُّغويَّــة للرتكيــب؛‬
‫ـداليل يف املتل ِّقــي؛ فاملرســل قــد‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫األث‬ ‫ـاع‬‫ـ‬ ‫إليق‬ ‫ـاب؛‬ ‫ـ‬ ‫الخط‬ ‫ـياق‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫بذل‬ ‫ـا‬
‫مراعيـ‬
‫ً‬ ‫ـلوبية يف خطابــه؛‬‫إحــدى اإلســراتيجيات األُسـ َّ‬
‫ـف أو التنكــر مثـ ًـا؛ تب ًعــا لِــا يقتضيــه املوقــف الكالمــي‪ ،‬ومــا يُرافقــه مــن عوامـ َـل لُغويَّــة‪ ،‬وقــد أدرك النحــا ُة‬ ‫يلجــأ إىل التعريـ ِ‬
‫ـص وتشــكيله؛ لذلــك نجــد ســيبوي ِه يراعــي مــا لــدى املتل ِّقــي مــن‬ ‫أهميــة تلــك اإلســراتيجيات يف بنــاء النـ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ـدى‬ ‫والبالغيــون مـ‬
‫املرســل؛ فحــث هــذا األخــر عــى أن يبــدأَ كال َمــه مبــا هــو معلــوم لــدى املتل ِّقــي؛ فيبــدأ باملعرفــة دون‬ ‫معرفــة يشــارك فيهــا ِ‬
‫ـا أو رجـ ًـا؛ فقــد بــدأت بنكــر ٍة‪ ،‬وال يســتقيم أن‬ ‫ـت‪ :‬كان حليـ ً‬ ‫ـئ املتل ِّقــي لتل ِّقــي املعلومــة الجديــدة؛ فــإن قلـ َ‬ ‫ال َّن ِكــرة؛ حتــى ِّ‬
‫يهيـ َ‬
‫ـس؛‬ ‫ـاب اللبـ ِ‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـوا‬‫ـ‬ ‫ب‬‫قر‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫ـوا‬ ‫ـ‬ ‫فكره‬ ‫ـة؛‬ ‫ـ‬ ‫املعرف‬ ‫يف‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫منزلت‬ ‫ـب‬‫ـ‬ ‫املخاط‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ل‬ ‫ز‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫بال‬ ‫ـذا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـس‬‫ـ‬ ‫ولي‬ ‫ـور‪،‬‬‫ـ‬ ‫املنك‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـب‬ ‫تُخـ ِ َ‬
‫ـر املخاطَـ َ‬
‫املرســل واملتل ِّقــي مبوضــوع الخطــاب‪.‬‬ ‫فمفهــوم التعريــف والتنكــر يرتبــط ارتباطًــا وثي ًقــا مبــدى معرفــة ِ‬
‫ولــذا؛ فقــد قــال (الجرجــاين‪ ،‬د‪.‬ت‪« :)143 ،‬إن قلــت‪ :‬رجــل جــاءين‪ ،‬مل يصلــح حتــى تريـ َد أن تُ ْعلِ َمــه أن الــذي جــاءك رجـ ٌـل‬
‫ـب أن تقــول‪ :‬جــاءين رجـ ٌـل؛‬ ‫ـرف أ ْن قــد أتــاك ٍآت‪ ،‬فــإن مل تُـ ِر ْد ذلــك؛ كان الواجـ ُ‬ ‫ال امــرأ ٌة‪ ،‬ويكــون كالمــك مــع َمــن قــد عـ َ‬
‫ـر‪ ،‬أو‬ ‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫قص‬ ‫ـاك‬ ‫ـ‬ ‫أت‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ظ‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـامع‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫يك‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫حت‬ ‫ـتقم؛‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫مل‬ ‫ـاءين‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫فتُقـ ِّد ُم الفعـ َـل‪ ،‬وكذلــك إن قلــت‪ :‬رجـ ٌـل طوي‬
‫ن َّزلْتَــه منزلـ َة َمــن ظـ َّن ذلــك‪.‬‬
‫البحثية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪4 .‬املرشوعات‬
‫يف ضــو ِء العــرض الســابق للتدا ُوليــة وملهــارات التفكــر النحــوي التــدا ُويل‪ ،‬ولبعــض النــاذج التَّدا ُو َّليــة يف النحــو العــر ِّ‬
‫يب‬
‫البحثيــة املرتبطــة بهــذا املجــال‪ ،‬كــا يــأيت‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ـرح مجموعـ ٍة مــن املرشوعــات‬ ‫ميكــن طـ ُ‬
‫ ‪-‬دراسة تحليليَّة ملهارات التفكري النحوي التدا ُويل يف مناهج تعليم اللُّغة العربيَّة للناطقني بها والناطقني بغريها‪.‬‬
‫العربية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫النحوي لدى الناطقني بغري‬ ‫ِّ‬ ‫ ‪-‬فاعلية برنامج قائم عىل القرائن ال َّن ْحويَّة لتنمية مهارات أمنِ اللبس‬
‫ـوي لــدى الناطقــن بالعربيَّــة أو‬ ‫التواصــل اللُّغـ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ ‪-‬برنامــج قائــم عــى مهــارات التفكــر النحــوي التــدا ُويل لتنميــة مهــارات‬
‫الناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫العربية مبراحل التعليم العا ِّم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫مناهج‬ ‫يف‬ ‫ة‬ ‫ي‬ ‫و‬‫ح‬
‫َّ ْ َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫املعرفة‬ ‫عمق‬ ‫مهارات‬ ‫ ‪-‬برنامج لتنمية‬
‫غوي لدى الناطقني بغري العربيَّة‪.‬‬ ‫ ‪-‬برنامج قائم عىل املهارات ال َّن ْحويَّة البالغيَّة لتنمية مهارات االستقبال اللُّ ِّ‬
‫ـوي لــدى الطــاب‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـاج‬ ‫ـ‬ ‫اإلنت‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫تنمي‬ ‫ ‪-‬بنــاء منهــج نحــوي قائــم عــى مبــادئ النظريَّــة التَّدا ُو َّليــة وأثــره يف‬
‫مبراحــل التعليــم العــا ِّم‪.‬‬
‫ ‪-‬فاعلية إسرتاتيجيَّات تعلُّم اللُّغة لتنمية مهارات ال َف ْهم النحوي وإنتاج الداللة املوازية لطالب املرحلة الثانويَّة‪.‬‬
‫العربيــة الناطقــن‬ ‫َّ‬ ‫ـض القلــق لــدى داريس‬ ‫ـداليل لتنميــة مهــارات اإلعــراب التــداويل وخفـ ِ‬ ‫ ‪-‬برنامــج قائــم عــى امل َدخــل الـ ِّ‬
‫بغريها‪.‬‬
‫ ‪-‬تقويم األُطُر املعياريَّة لتعليم اللغات األجنبيَّة يف ضوء مبادئ نظريَّة اللسانيَّات التَّدا ُوليَّة‪.‬‬
‫العربية الناطقني بغريها يف ضوء ُمك ِّونات النظريَّة التَّدا ُو َّلية ومحدداتها‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬تقويم الكفاءة ال َّن ْحويَّة لدى داريس‬
‫ ‪-‬توزيع املفاهيم ال َّن ْحويَّة مبراحل التعليم العا ِّم يف ضوء ُمنطلَقات النظريَّة التَّدا ُوليَّة‪.‬‬
‫ ‪-‬برنامــج قائــم عــى نظريَّــة تضافُــر القرائــن ال َّن ْحويَّــة لتنميــة مهــارات االســتدالل النحــوي وكفــاءة الــذات ال َّن ْحويَّــة لــدى‬
‫العربيــة الناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫َّ‬ ‫داريس‬
‫هي لــدى طــاب املرحلة‬ ‫ ‪-‬منهــج قائــم عــى القرائــن ال َّن ْحويَّــة لتنميــة مهــارات التفكــر النحــوي التــداويل والتواصــل َّ‬
‫الشـ َف ِّ‬
‫الثانويَّة‪.‬‬
‫الداليل لتنمية مهارات اإلعراب التدا ُويل وفهمِ املعنى لدى طالب املرحلة الثانويَّة‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫َدخل‬ ‫مل‬‫ا‬ ‫عىل‬ ‫قائم‬ ‫ ‪-‬برنامج‬

‫‪1061‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫قامئة املراجع‪:‬‬
‫ ‪-‬ابــن مجاهــد‪ ،‬أحمــد بــن مــوىس بــن العبــاس (‪ .)1972‬الســبعة يف القــراءات‪ .‬تحقيــق شــوقي ضيــف‪ ،‬القاهــرة‪ :‬دار‬
‫املعــارف‪.‬‬
‫ ‪-‬أبــو املعــايل‪ ،‬معــايل هاشــم محمــد (‪ .)2017‬اإلعــراب التــداويل يف النحــو العــريب‪ :‬رؤيــة لســانية يف ضــوء الخطــاب‬
‫الق ـرآين‪ .‬مجلــة كليــة اآلداب‪ ،‬جامعــة بغــداد‪ ،‬مل َحــق العــدد (‪ ،)122‬ص ص ‪.33-56‬‬
‫ ‪-‬أبو املكارم‪ ،‬عيل (‪ .)2006‬أصول التفكري النحوي‪ .‬القاهرة‪ :‬دار غريب للطباعة والنرش والتوزيع‪.‬‬
‫القومي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬أرمينكو‪ ،‬فرانسواز (‪ .)1986‬املقاربة التَّدا ُو َّلية‪ .‬ترجمة سعيد علوش‪ ،‬الرباط‪ :‬مركز اإلمناء‬
‫تأصيليــة يف الــدرس العــريب القديــم‪ .‬الجزائــر‪ :‬بيــت‬ ‫َّ‬ ‫ـانيات التَّدا ُو َّليــة‪ :‬مــع محاولــة‬ ‫ ‪-‬بوجــادي‪ ،‬خليفــة (‪ .)2009‬يف اللسـ َّ‬
‫الحكمــة للنــر والتوزيــع‪.‬‬
‫العربيــة‪ .‬الد َّمــام ‪ -‬اململكــة‬
‫َّ‬ ‫يف‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫وتطبيق‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫نظري‬ ‫ـرة‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫املي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫العا‬ ‫ات‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫)‪.‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫(‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫الحمي‬ ‫ ‪-‬بوقــرة‪ ،‬نعــان عبــد‬
‫العربيــة الســعوديَّة‪ ،‬مكتبــة املتنبــي‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ ‪-‬الجرجــاين‪ ،‬عبــد القاهــر بــن عبــد الرحمــن بــن محمــد (د‪.‬ت)‪ .‬دالئــل اإلعجــاز‪ .‬تحقيــق محمــود محمــد شــاكر‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬
‫مكتبــة الخانجي‪.‬‬
‫يب‪ .‬مجلــة كليــة اآلداب‪ ،‬جامعــة امللــك ســعود‪ ،‬املجلــد‬ ‫ّ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫النح‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫لي‬ ‫و‬
‫َّ ُ َّ‬ ‫دا‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ـح‬‫ـ‬ ‫املالم‬ ‫)‪.‬‬‫‪2014‬‬ ‫(‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫محم‬ ‫ ‪-‬حــام‪ ،‬بلقاســم‬
‫(‪ ،)29‬العــدد الثــاين‪ ،‬ص ص ‪.91-118‬‬
‫العامليــة‬
‫َّ‬ ‫العربيــة‪ .‬القاهــرة‪ :‬الرشكــة املرصيــة‬‫َّ‬ ‫ ‪-‬حميــدة‪ ،‬مصطفــى (‪ .)1997‬نظــام االرتبــاط والربــط يف تركيــب ال ُجملــة‬
‫للنــر لونجــان‪.‬‬
‫ ‪-‬ختام‪ ،‬جواد (‪ .)2016‬التَّدا ُو َّلية‪ :‬أصولها واتجاهاتها‪ .‬عامن – األردن‪ :‬دار كنوز املعرفة‪.‬‬
‫ ‪-‬الخطيب‪ ،‬محمد عبد الفتاح (‪ .)2006‬ضوابط الفكر النحوي‪ .‬الجزء األول‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار البصائر‪.‬‬
‫العربيــة القدامــى حتــى نهايــة القــرن الرابــع الهجــري‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الدالليــة عنــد علــاء‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬زالل‪ ،‬صــاح الديــن (‪ .)2008‬الظاهــرة‬
‫بــروت‪ :‬منشــورات االختــاف‪.‬‬
‫ ‪-‬ســيبويه‪ ،‬أبــو بــر عمــرو بــن عثــان بــن قنــر (‪ .)1988‬الكتــاب‪ .‬الجــزء األول‪ ،‬الطبعــة الثالثــة‪ ،‬تحقيــق ورشح عبــد‬
‫الســام محمــد هــارون‪ ،‬القاهــرة‪ :‬مكتبــة الخانجــي‪.‬‬
‫ ‪-‬ســيبويه‪ ،‬أبــو بــر عمــرو بــن عثــان بــن قنــر (د‪.‬ت)‪ .‬الكتــاب‪ .‬الجــزء الثــاين‪ ،‬تحقيــق ورشح عبــد الســام محمــد‬
‫هــارون‪ ،‬بــروت‪ :‬دار الجيــل‪.‬‬
‫ ‪-‬الســيوطي‪ ،‬جــال الديــن عبــد الرحمــن بــن أيب بكــر (‪ .)1998‬املزهــر يف علــوم اللُّغــة وأنواعهــا‪ .‬الجــزء األول‪ ،‬تحقيــق‬
‫فــؤاد عــي منصــور‪ ،‬بــروت‪ :‬دار الكتــب‪.‬‬
‫ ‪-‬شــاهني‪ ،‬أحمــد فهــد صالــح (‪ .)2015‬النظريَّــة التَّدا ُو َّليــة وأثرهــا يف الدراســات ال َّن ْحويَّــة املعــارصة‪ .‬إربــد – األردن‪ :‬عالَم‬
‫الكتــب الحديث‪.‬‬
‫الكالميــة يف الــراث‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬صحــراوي‪ ،‬مســعود (‪ .)2005‬التَّدا ُو َّليــة عنــد العلــاء العــرب‪ :‬دراســة تداوليــة لظاهــرة األفعــال‬
‫يب‪ .‬بــروت‪ :‬دار الطليعــة للطباعــة والنــر‪.‬‬ ‫ـاين العــر ّ‬
‫اللِّسـ ّ‬
‫ ‪-‬ضيف‪ ،‬شوقي (‪ .)1992‬املدارس ال َّن ْحويَّة‪ .‬الطبعة السابعة‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار املعارف‪.‬‬
‫ـري َزا َد ْه‪ ،‬أحمــد بــن مصطفــى (‪ .)1985‬مفتــاح الســعادة ومصبــاح الســيادة يف موضوعــات العلــوم‪ .‬املجلــد‬ ‫ـاش كُـ ْ ِ‬ ‫ ‪-‬طَـ ْ‬
‫لميــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫دار‬ ‫ـروت‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫األول‪،‬‬
‫العربية‪ :‬دراسة لُغويَّة نَ ْحويَّة‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬منشأة املعارف‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬عبادة‪ ،‬محمد إبراهيم (‪ .)1988‬الجملة‬
‫ ‪-‬عبــد الرحمــن‪ ،‬طــه (‪ .)2000‬يف أصــول الحــوار وتجديــد علــم الــكالم‪ .‬الطبعــة الثانيــة‪ ،‬الــدار البيضــاء‪ :‬املركــز الثقــايف‬
‫العريب‪.‬‬
‫ ‪-‬عبــد اللطيــف‪ ،‬محمــد حامســة (‪ .)2000‬النحــو والداللــة‪ :‬مدخــل لدراســة املعنــى النحــوي الــداليل‪ .‬القاهــرة‪ :‬دار الرشوق‬
‫للطباعــة والنــر والتوزيع‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1062‬‬
‫ ‪-‬عزيز‪ ،‬كاكل كوليزار (‪ .)2009‬القرينة يف اللُّغة العربيَّة‪ .‬عامن – األردن‪ :‬دار دجلة للطباعة والنرش والتوزيع‪.‬‬
‫العربيــة دراســات يف اللُّغــة واللهجــات واألســاليب‪ .‬ترجمــة رمضــان عبــد التــواب‪ ،‬القاهــرة‪ :‬مكتبــة‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬فــك‪ ،‬يوهــان (‪.)1980‬‬
‫الخانجي‪.‬‬
‫ـرق التدريــس‪ .‬الطبعــة‬ ‫ ‪-‬اللقــاين‪ ،‬أحمــد‪ ،‬والجمــل‪ ،‬عــي‪ .)2008( .‬معجــم املصطلحــات الرتبويَّــة َّ‬
‫املعرفــة يف املناهــج طُـ ُ‬
‫الثانيــة‪ ،‬القاهــرة‪ :‬عالَــم الكتــب‪.‬‬
‫العربيــة‪ .‬مجلــة املختــر‪ ،‬العــدد الســابع‪ ،‬جامعــة محمــد خضــر بســكرة‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫والبالغ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ ‪-‬لهوميــل‪ ،‬باديــس (‪ .)2011‬التَّدا ُ َّ‬
‫لي‬ ‫و‬
‫الجزائــر‪ ،‬ص ص ‪.155–177‬‬
‫ ‪-‬مقبــول‪ ،‬إدريــس (‪ .)2006‬األُ ُســس اإلبســتمولوجية والتداوليــة للنظــر النحــوي عنــد ســيبويه‪ .‬إربــد – األردن‪ :‬عالَــم الكتــب‬
‫الحديث‪.‬‬
‫يب‪ :‬االســتقراء والتحليــل والتفســر‪ .‬عــان – األردن‪ :‬دار‬ ‫ّ‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫النح‬ ‫يف‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫العلم‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫التفك‬ ‫)‪.‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫(‬ ‫ـس‬‫ـ‬ ‫خمي‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫حس‬ ‫ ‪-‬امللــخ‪،‬‬
‫الــروق للطباعــة والنــر والتوزيــع‪.‬‬
‫غوي املعارص‪ .‬اإلسكندرية‪ :‬دار املعرفة الجامعيَّة‪.‬‬ ‫ ‪-‬نحلة‪ ،‬محمود (‪ .)2006‬آفاق جديدة يف البحث اللُّ ّ‬
‫ ‪-‬الواحــي‪ ،‬أحمــد صديــق (‪ .)2007‬نقــد النظريــات اللُّغويَّــة املعــارصة‪ .‬مجلــة فصــول‪ ،‬العــدد (‪ ،)70‬الهيئــة املرصيــة العا َّمــة‬
‫للكتــاب‪ ،‬ص ص ‪.237-256‬‬
‫ ‪-‬يول‪ ،‬جورج (‪ .)2010‬التَّدا ُوليَّة‪ .‬ترجمة قيص العتايب‪ ،‬بريوت‪ :‬دار العربيَّة للعلوم نارشون‪.‬‬
‫‪- Hart, H.& Keller, R. (2003). Practical Strategies for the Teaching of Thinking. Boston: Allyn and‬‬
‫‪Bacon.‬‬
‫‪- Lewis, Arthur & Smith, David (2001). Defining higher order thinking. Theory into Practice Jour-‬‬
‫‪nal,Vol.32, No. 3 p. 133, pp. 131 – 137.‬‬
‫‪- Marzano, R., Pickering, D. & Pollock J. (2016). Classroom instruction that’s works: Research‬‬
‫‪based strategies for increasing student achievement. 2nd Editions, Alexandria, Virginia: Associ-‬‬
‫‪ation for Supervision and Curriculum Development (ASCD).‬‬
‫‪- Mosely, David and Others (2005). Frameworks for thinking: A Handbook for teaching and learn-‬‬
‫‪ing. New York: Cambridge University Press.‬‬
‫‪- Murphy, P., Sellinger, M., Bourne, J., and Briggs, M. (2005). Subject learning in the primary cur-‬‬
‫‪riculum: Issues in English, Science and Mathematics. London: Open university press.‬‬
‫‪- Robertson, Charles L.(2005): Development and transfer of higher order thinking skills in pilots.‬‬
‫‪Unpublished Dissertation, Capella University.‬‬

‫‪1063‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫الدولي السادس‬
‫ّ‬ ‫مؤتمر ال ُّلغة العرب َّية‬
‫فبراير ‪2023‬م‬
‫للناط ِق َ‬
‫ين بغيرها من وجهة نظر‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫العربية‬ ‫تقييم تعليم ُّ‬
‫اللغة‬
‫القائمين عليها‬

‫األستاذة الدكتورة‪ /‬هدى صالح رشيد‬


‫أستاذة النظريات اللسانية الحديثة ‪ -‬جامعة تكريت‬

‫‪Huda-rashed@tu.edu.iq‬‬

‫امل ُل َّخص‬
‫ن بغــر اللغــة العربيَّــة عنــد تعلُّمهــا‪ .‬وعــى الرغــم مــن أ َّن أغلــب‬ ‫اطق ـ َ‬‫هنــاك الكثــر مــن الصعوبــات التــي تواجــه ال َّن ِ‬
‫األشــخاص الذيــن يحاولــون تعلّــم لغــة جديــدة يجــدون أنَّهــا صعبــة ِجـ ًّدا‪ ،‬فــإن الصعوبــات يف تعلُّــم اللُّغــة العربيَّة‪ ‬كبــرة‪ ،‬وقد‬
‫حــاول القامئــون عــى العمليّــة التعليميَّــة اإلحاطــة بتلــك الصعوبــات ورســم منهجيَّــة جديــدة ملواجهتهــا‪.‬‬
‫ومــن أجــل ذلــك نهــض بحثنــا هــذا مس ـلِّطًا الضــوء عــى تلــك الصعوبــات مــن خــال محاولــة تشــخيصها؛ و ِمــن ث َ ـ َّم‬
‫والعلميــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫املهنيــة‬
‫متحريًــا َّ‬
‫ـي والجانــب التنظــري ّ‬ ‫معالجتهــا بأســلوب يجمــع بــن الجانــب العمـ ّ‬
‫ني‪ ،‬كام سيتضح يف ثنايا البحث‪.‬‬ ‫قسمنا البحث عىل فقرات وف ًقا ملجموعة من األسئلة تَ َّم طر ُحها عىل املعلِّم َ‬ ‫وقد َّ‬
‫ني بغريها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ة‪،‬‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫تعليم‬ ‫تقييم‪،‬‬ ‫ة‪:‬‬ ‫املفتاحي‬
‫َّ‬ ‫الكلامت‬
‫‪Summary‬‬
‫‪There are a lot of difficulties that non-Arabic speakers face when learning it, and although most‬‬
‫‪people who try to learn a new language find it very difficult, the difficulties in learning Arabic are great‬‬
‫‪and those in charge of educational science have tried to take note of those difficulties and draw a‬‬
‫‪new methodology to face them.‬‬
‫‪For this reason, our research has risen to shed light on these difficulties by trying to diagnose them‬‬
‫‪and then address them in a way that combines the practical side with the theoretical side and inves-‬‬
‫‪tigates professionalism and science.‬‬
‫‪We divided the research into paragraphs according to a set of questions that were asked to teach-‬‬
‫‪ers as will be seen in the folds of the research.‬‬
‫‪Keywords: Assessment of teaching, Arabic, non-native speakers‬‬

‫املقدمة‬
‫ـدف ارتبــط بنشــوء املجتمعــات البرشيَّــة‪ ،‬فمنــذ ذلــك الحــن واإلقبــال عــى تعلُّــم اللغــات‬ ‫إ َّن الحاجــة إىل تعلُّــم اللغــات هـ ٌ‬
‫الحيــة يــزداد؛ الرتبــاط تلــك اللغــات بحاجــات فرديَّــة وجامعيَّــة يف الوقــت ذاتــه‪ ،‬ســواء كانــت تلــك الحاجــات آنيــة أو‬
‫مســتقبليَّة‪.‬‬
‫دينيــة ودنيويــة‪ ،‬وال‪ ‬سـ ّـيام أ َّن‬‫َّ‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫ملصال‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫تلبي‬ ‫ـدف‬ ‫ـ‬ ‫اله‬ ‫ـذا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـاء‬
‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـا‪،‬‬
‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـص‬ ‫وفيــا ُ ّ‬
‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ي‬
‫ن بهــا‪ ،‬ومــن أجــل ذلــك ولزيــادة اإلقبــال‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـدد‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـث‬‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫الجزري‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫أه‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫واح‬ ‫د‬
‫العربيــة َ ُّ‬
‫ـ‬ ‫ع‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫عليهــا‪ ،‬فال‪ ‬ب ـ َّد مــن إعــادة النظــر يف وســائل تعليمهــا ونقلهــا مــن أجــل تذليــل الصعوبــات التــي ت َ ُحــول دو َن إيصالهــا إىل‬
‫املتعلِّــم‪ ،‬أو تُعيــق تق ُّدمــه فيهــا‪.‬‬
‫ن بغريها مــن خالل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وقــد عقدنــا العــزم يف هــذه الورقــة البحثيَّــة عــى تنــا ُول موضــوع تقييــم تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقـ َ‬
‫املتخصصــن يف‬ ‫ّ‬ ‫ن بغريهــا‪ ،‬فضـ ًـا عــن األفــراد‬ ‫عمــل اســتبيان وتوزيعــه عــى املراكــز واملعاهــد التــي تــدرس العربيَّــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬مــن ذوي الخــرة العاملــن يف هــذا املجــال املهـ ّم‪.‬‬ ‫اطقـ َ‬ ‫هــذا املجــال ممــن يرشفــون عــى تعليــم العربيَّــة لل َّن ِ‬

‫‪1065‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ـوايئ القصــدي‪ ،‬واعتمدنــا يف تحليــل النتائــج عــى املنهــج‬ ‫واعتمدنــا يف اختيــار عيِّنــات البحــث عــى أســلوب االختيــار العشـ ّ‬
‫ـايئ‪ ،‬كــا قمنــا بالتحليــل الشــامل الــذي يتنــاول أقطــاب العمليَّــة التعليميَّــة الثالثــة (املعلِّــم‪ ،‬واملتعلِّــم‪ ،‬واملنهــاج)‪ ،‬مــن‬ ‫اإلحصـ ّ‬
‫أجــل تشــخيص أهـ ّم املع ِّوقــات التــي ت َ ُحــول دو َن الوصــول إىل تحقيــق أعــى جــودة للتعلُّــم‪.‬‬
‫وفق امل َحا ِور اآلتية‪:‬‬
‫ومن أجل ذلك قُ ِّسم البحث َ‬
‫ ‪-‬مفهوم التقويم‬
‫ني بغريها‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫مها‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫وأهداف‬ ‫ة‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ ‪َّ -‬‬
‫أهمية تعلُّم اللُّ‬
‫ ‪-‬إجراءات البحث‬
‫ ‪-‬املناقَشة وتحليل نتائج االستبيان‬
‫ ‪-‬النتائج والتوصيات‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬مــع اقــراح معايــر وأســس تُسـ ِهم يف‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬‫اط‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫لل‬
‫َّ َّ‬‫ـة‬‫ـ‬‫العربي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫لتقوي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫محاول‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫عملن‬ ‫ونأمــل أن يكــون‬
‫ســبيل إنجــاح هــذا النــوع مــن التعليــم‪ ،‬ودفــع عجلتــه إىل اإلمــام‪.‬‬
‫مفهوم التقويم‪:‬‬
‫العمليــة‬
‫َّ‬ ‫والض ْعــف يف مختلــف جوانــب‬ ‫التعليميــة‪ ،‬فهــو الــذي يحـ ِّدد نقــاط القــوة َّ‬ ‫َّ‬ ‫العمليــة‬
‫َّ‬ ‫التقويــم هــو الركــن األســاس يف‬
‫ـدل عــى التعديــل واالســتقامة(((‪.‬‬ ‫ـوي يـ ّ‬ ‫التعليميــة‪ ،‬والتقويــم يف معنــاه اللُّغـ ّ‬ ‫َّ‬
‫أمــا املفهــوم االصطالحــي للتقويــم فهــو عبــارة عــن «عمليَّــة جمــع البيانــات وتحليلهــا بطريقــة منظَّمــة لــي نتخــذ قــرارات‬
‫أيضــا «عمليَّــة جمــع وتصنيــف وتحليــل وتفســر بيانــات أو معلومــات عــن ظاهــرة أو ســلوك‬ ‫يف ضــوء هــذا التحليــل»(((‪ ،‬وهــو ً‬
‫بقصــد اســتخدامها يف إصــدار الحكــم أو القــرار» ‪.‬‬
‫(((‬

‫«عمليــة جمــع بيانــات أو معلومــات عــن بعــض جوانــب املنهــج‪ ،‬أو‬ ‫َّ‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ن‬‫بأ‬ ‫يوســع يف مفهــوم التقويــم‪ ،‬فيعرفــه‬ ‫وهنــاك مــن ِّ‬
‫وصفيــة‪ ،‬التخــاذ قــرار بشــأن املنهــج‬
‫َّ‬ ‫أو‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫إحصائي‬
‫َّ‬ ‫ـاليب‬ ‫ـ‬ ‫بأس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ومعالجته‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫البيان‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫تبوي‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫ث‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫بعــض نتائجــه‬
‫التعليميــة‪ ،‬من حيث مســتوى‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫املؤس‬
‫(((َّ‬ ‫يف‬ ‫ـراد‬ ‫ـ‬ ‫األف‬ ‫أداء‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫لتقوي‬ ‫ـرف‬ ‫ـ‬ ‫مح‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫يق‬ ‫ـاط‬ ‫ـ‬ ‫«نش‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ن‬‫بأ‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫توبن‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ويعرف‬ ‫‪،‬‬‫(((‬
‫ومحصلتــه»‬
‫األداء‪ ،‬وقيمتــه وجودتــه‪ ،‬ويتــم االتفــاق عــى مــا ســيتم تقوميــه‪ ،‬وكذلــك معايــر التقويــم» ‪ ،‬ويــرى ديــاب أ َّن التقويــم عبــارة‬
‫عمليــة إصــدار حكــم عــى قيمــة األشــياء أو املوضوعــات‪ ،‬أو األشــخاص أو املــوا ّد‪ ،‬اعتــا ًدا عــى معايــر»(((‪ ،‬فهــو بذلــك‬ ‫عــن َّ‬
‫وعالجيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫وقائي‬
‫َّ‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ـخيصي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫تش‬ ‫عمليــة‬
‫َّ‬
‫ِ‬
‫ـص جمــع البيانــات مــن القامئــن عــى الربنامــج التعليم ّي‪ ،‬مــن أجل‬ ‫ـن لنــا أ َّن عمليَّــة التقييــم تخـ ّ‬ ‫مــن خــال مــا تقـ َّدم يتبـ َّ‬
‫الوقــوف عــى مع ِّوقــات التعلــم ومعالَجــة اإلخفاقــات‪ ،‬فضـ ًـا عــن دعــم الربنامــج والنهــوض بــه مــن خــال تحليــل البيانــات‪،‬‬
‫فهــو عمليَّــة يُــراد بهــا تطويــر التعليم وتحســينه بالدرجــة األوىل‪.‬‬
‫أرضيــة صلبــة تحــدد الواقــع املوجــود فعـ ًـا مقارنة مبا‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ك‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫يش‬ ‫ـو‬‫ـي‪ ،‬فهـ‬ ‫ـوي تعليمـ ّ‬ ‫فالتقويــم مــن أهــم ُمك ِّونــات أي نظــام تربـ ّ‬
‫العمليــة الرتبويَّــة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـارص‬ ‫ـ‬ ‫عن‬ ‫كل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫علي‬ ‫ـتمل‬ ‫ـ‬ ‫يش‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫مب‬ ‫ـتمر‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ر‬‫و‬‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫التط‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫نح‬ ‫هــو مأمــول ومســتهدف‪ ،‬األمــر الــذي يدفــع بــه‬
‫ـررات‪ ،‬واألهــداف املر ُجـ َّوة مبــا يتــاءم مــع الواقــع ومعايــر الجــودة‪.‬‬ ‫واملقـ َّ‬

‫مختار الصحاح‪ :‬محمد بن أيب بكر الرازي‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬مكتبة لبنان ‪1993‬م‪ ،‬ص ‪.232‬‬ ‫(( (‬
‫التقويم الرتبوي والقياس النفيس‪ :‬جابر عبد الحميد‪ ،‬القاهرة – مرص‪ ،‬دار النهضة العربية ‪1403‬م‪ ،‬ص ‪.3‬‬ ‫(( (‬
‫أساسيات املنهج وتنظيامته‪ :‬محمد عبد املوجود وآخرون‪ ،‬القاهرة – مرص‪ ،‬دار الثقافة للطباعة والنرش ‪1981‬م‪ ،‬ص ‪.159‬‬ ‫(( (‬
‫علم املنهج‪ ،‬األسس والتنظيامت يف ضوء املوديوالت‪ :‬محمد عيل املنصور‪ ،‬عامر للطباعة والنرش ‪1998‬م‪ ،‬ص‪.196 ‬‬ ‫(( (‬
‫‪Theory in practice , Topping.k. Peer assessment. volume 48, issue1- special issue, classroom‬‬ ‫(( (‬
‫‪.assessment, 2009, p 20-27‬‬
‫يُنظــر‪ :‬أثــر اســتخدام أدوات تقويــم متنوعــة عــى تحصيــل طلبــة الســابع األســايس يف مــادة العلــوم واتجاهاتهــم نحوهــا‪ :‬ســهل رزق ديــاب‪،‬‬ ‫(( (‬
‫مجلــة جامعــة النجــاح‪ ،‬ع ‪ ،3، 2011‬ص ‪.65‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1066‬‬
‫وقد ل َّخص عبد اللطيف فؤاد إبراهيم أهداف التقويم فيام يأيت(((‪:‬‬
‫ ‪1.‬معرفة فهم التلميذ ملا درس من حقائق ومعلومات‪ ،‬ومدى قدرته عىل استخدام مصادر املعلومات املختلفة‪.‬‬
‫ ‪2.‬معرفة مدى من ّو قدرات التلميذ عىل التفكري املستنري الناقد الفاحص يف حدود س ِّنه‪.‬‬
‫ ‪3.‬مساعدة املعلِّم عىل الوقوف عىل مدى نجاحه مع التالميذ يف الوصول إىل األهداف الرتبويَّة املنشودة‪.‬‬
‫ني بغريها‪.‬‬ ‫ومن أجل ذلك‪ ،‬ت َ َّم تصميم هذا االستبيان للوقوف عىل تقييم تعليم اللُّغة العربيَّة ِ‬
‫للناط ِق َ‬
‫للناط ِق َ‬
‫ني بغريها‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫العربية وأهداف تعلّمها‬
‫َّ‬ ‫أهمية تعلُّم اللُّغة‬
‫َّ‬
‫تُعـ ُّد اللُّغــة العربيَّــة واحــد ًة مــن أقــدم اللغــات وأعرقهــا‪ ،‬وقــد عـ ّدت مــن أشــهر اللغــات الحيــة وال‪ ‬ســيام الرتباطهــا بالقـرآن‬
‫ـا ومكانــة؛ لــذا ازداد اإلقبــال عــى تعلُّمهــا ألســباب متنوعــة؛ منهــا مــا هــو دينــي‪،‬‬ ‫الكريــم‪ ،‬فأكســبها ذلــك ترشي ًفــا وتعظيـ ً‬
‫ـرف عــى ثقافــة الشــعوب العربيَّــة ومنــط‬ ‫ـادي‪ ،‬واجتامعــي وســيايس‪ ،‬أو حتــى بدافــع الفضــول والتعـ ُّ‬ ‫ومنهــا مــا هــو اقتصـ ّ‬
‫حياتهــم‪.‬‬
‫التاريخيــة إىل عــر مــا قبــل اإلســام‪ ،‬نتيج ًة‬ ‫َّ‬ ‫ـذوره‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ـود‬
‫ـ‬ ‫تع‬ ‫ـم‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫قدي‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫اإلقب‬ ‫إ َّن‬
‫ـاق واسـعٍ‪.‬‬ ‫الحتــكاك العــرب بغريهــم مــن األمــم وألغــراض تجاريَّــة اقتصاديَّــة بحتــة‪ ،‬إال أ َّن ذلــك مل يكــن عــى نطـ ٍ‬
‫وقــد ازدادت الحاجــة إىل تعلُّــم العربيَّــة‪ ،‬حتــى أصبحــت رضورة ُملِ َّحــة‪ ،‬وذلــك بعــد ظهــور اإلســام وانتشــاره بني الشــعوب‪،‬‬
‫فانطلقــت عمليَّــة تعلُّــم اللُّغــة العربيَّــة للشــعوب غــر العربيَّــة‪ ،‬ال‪ ‬ســيام أنَّهــا لغــة الديــن الجديــد‪ ،‬ولغــة القـرآن‪ ،‬والفرائــض‪،‬‬
‫والعبادات‪.‬‬
‫العربية‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫‪-‬تعلي‬ ‫املجال‬ ‫ـذا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫يف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫واملختص‬
‫ِّ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الباحث‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫عناي‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫يلف‬ ‫أن‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫كل‬
‫ّ‬ ‫ـتدعى‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـر‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫أم‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫يك‬ ‫ومهــا‬
‫تعليميــة يف هــذا املجــال‪ ،‬تكــون مــن شــأنها ُمواكَبــة‬ ‫َّ‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫وبرام‬ ‫ـرق‬ ‫ـ‬ ‫ط‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫لتقدي‬ ‫ـود‬‫ـ‬ ‫الجه‬ ‫ـذل‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫أهمي‬
‫َّ‬ ‫إىل‬ ‫ـا‪-‬‬ ‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫للناط ِق ـ‬
‫التعليميــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العملي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ملتط‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ق‬
‫ً‬ ‫ف‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ـد‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫واملتزاي‬ ‫ـارص‬ ‫ـ‬ ‫املع‬ ‫ر‬ ‫و‬
‫التط ُّ‬
‫ـ‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬وكانــت تلــك املناهــج مرتبطــة بغايــات‬ ‫ِ‬
‫وقــد أســهم املســترشقون يف وضــع مناهــج لتعليــم اللُّغــة العربيَّــة لل َّناطقـ َ‬
‫خاصــة مرتبطــة بغايــات اســتعامرية واقتصاديَّــة وثقافيَّــة‪ ،‬فدرســت العربيَّــة بعدهــا مفتا ًحــا إىل دراســة الــراث‬ ‫وأهــداف َّ‬
‫يب ومعرفــة طبيعــة الشــعوب العربيَّــة‪.‬‬ ‫العــر ّ‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬فاســتحدثت أغلب‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫بتع‬ ‫ـام‬‫ـ‬ ‫االهت‬ ‫ـاد‬‫ـ‬ ‫ازدي‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـاد‬ ‫ـ‬ ‫الب‬ ‫يف‬ ‫ـادي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االقتص‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫االنفج‬ ‫ـهم‬ ‫وأسـ‬
‫خاصــة مع ـ ّدة لهــذا الغــرض‪ ،‬وانتــرت املعاهــد‪ ،‬واتســع نطــاق االهتــام بهــذا املجــال ليشــمل أهدافًــا‬ ‫َّ‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫ً‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫أقس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الجامع‬
‫متنوعــة وغايــات مختلفــة‪.‬‬
‫وصول إىل االختبارات‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ويف ضوء هذه الغايات‪ ،‬يتم صياغة املحتوى‪ ،‬واملنهج‪ ،‬وأساليب التدريس‪،‬‬
‫إجراءات البحث‬
‫أول‪ :‬منهج البحث‪:‬‬ ‫ً‬
‫ـرا لكونهــا عبارة‬ ‫ـايئ يف هــذا البحــث‪ ،‬وذلــك ملــا تفرضــه طبيعــة الدراســة؛ نظـ ً‬ ‫ـي والتحليــل اإلحصـ ّ‬ ‫ت َـ َّم اعتــاد املنهــج الوصفـ ّ‬
‫عــن دراســة اســتطالعيَّة ميدانيَّــة‪ ،‬اســتخدمت فيهــا مجموعــة مــن االســتبيانات واألســئلة‪ ،‬ملعرفــة وجهــة نظــر القامئــن عــى‬
‫برنامــج تعليــم اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬واملع ِّوقــات التــي ت َ ُحــول دو َن تل ّقــي الطالــب لهــذا النــوع مــن التعليــم‪ ،‬أو ت َ ُحــول دو َن تقدمه فيه‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مجتمع البحث‪:‬‬ ‫ً‬
‫مختــص‪ ،‬تَــ َّم اعتــاد‬
‫ّ‬ ‫تَــ َّم اختيــار عيِّنــة البحــث بالطريقــة القصديَّــة العشــوائيَّة‪ ،‬وبلَــغ عد ُدهــم حــوايل (‪ )102‬معلّــم‬
‫خاصة‪،‬‬‫ن َّ‬ ‫واملتخصصــن يف هــذا املجــال‪ ،‬اعتــا ًدا عــى فئــة املعلِّمـ َ‬
‫ّ‬ ‫االســتبيان مــن خــال اللقــاءات واملناقشــات مــع الخــراء‬
‫ألنهــم القامئــون عــى إدارة هــذا الربنامــج‪ ،‬ســواء منهــم املنخرطــون يف معاهــد وجامعــات حكوميَّــة‪ ،‬أو مراكــز أهليَّــة‪ ،‬فضـ ًـا‬
‫عــن جهــود األفــراد املتطوعــن خــارج املراكــز‪ ،‬ومل نحـ ِّدد رقعــة مكانيَّــة واحــدة‪ ،‬بــل اعتمدنــا بلدانًــا ووجهــات ممتـ ّدة للعــام‬
‫ـدرايس ‪.2021-2022‬‬ ‫ّ‬ ‫الـ‬
‫(عربيــة وغربيــة)؛ وهــي‪( :‬أمريكيــا‪ ،‬مــر‪ ،‬ســريالنكا‪ ،‬تركيــا‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫متنوع‬ ‫ـدان‬‫ـ‬ ‫بل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـملت‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـدان‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫البل‬ ‫ـص‬‫ُ ّ‬‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ي‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫في‬
‫العربيــة الســعوديَّة‪ ،‬الســودان‪ ،‬باكســتان‪ ،‬املغــرب‪ ،‬إندونيســيا‪ ،‬افغانســتان‪ ،‬الجزائــر‪ ،‬تونــس‪ ،‬نيجرييــا)‪ ،‬مو َّز ِعـ َ‬
‫ن‬ ‫َّ‬ ‫تايلنــد‪ ،‬اململكــة‬

‫(( ( املناهج أسسها وتنظيمها وتقويم أثرها‪ :‬عبد اللطيف فؤاد إبراهيم‪ ،‬ط ‪ ،4‬القاهرة ‪ ،1975‬ص ‪.608‬‬

‫‪1067‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ـووي‪ ،‬معهــد امل ُحمديَّــة اإلســامي‪ ،‬جامعــة الجزائر‪،‬‬


‫بــن معاهــد ومراكــز حكوميَّــة وأهليــة مــن تلــك املراكــز (جمعية اإلمــام النـ ّ‬
‫ثانويَّــة عــاوة غجــايت‪ ،‬معهــد ابــن تيميــة‪ ،‬معهــد دار الســام إندونيســيا‪ ،‬جامعــة ســلطان أغونــج اإلســاميَّة‪ ،‬مركــز الحضــارة‬
‫اإلســاميَّة – زاريــا‪ ... ،‬إلــخ)‪.‬‬
‫ثال ًثا‪ :‬أسئلة البحث‪:‬‬
‫ت َـ َّم اعتــاد مجموعــة مــن املعايــر ‪ 1-15‬معيــا ًرا‪ ،‬عــى شــكل اســتبيان‪ ،‬ولحســاب صــدق االســتبيان‪ ،‬تَـ َّم عــرض املعايري عىل‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬بهــدف التأكُّد من وضــوح العبــارات وتح ّقــق األهــداف املقصودة‪.‬‬ ‫مجموعــة مــن أســاتذة تعليــم العربيَّــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫واشتملت املعايري األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫ ‪1.‬مستوى الربنامج (مبتدئ‪ ،‬متوسط‪ ،‬متقدم)‪.‬‬
‫ ‪2.‬مستوى اللُّغة املتعلَّمة (فصحى‪ ،‬عامية‪ ،‬لهجات)‪.‬‬
‫خاص)‪.‬‬
‫ ‪3.‬نوع الربنامج (عا ّم‪ّ ،‬‬
‫دينية)‪.‬‬
‫َّ َّ‬‫ة‪،‬‬ ‫اجتامعي‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ثقافي‬
‫َّ‬ ‫ة‪،‬‬‫َّ‬ ‫ي‬‫اقتصاد‬ ‫(سياسية‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪4.‬دوافع التعلم‬
‫ ‪5.‬م ّدة الربنامج (عام‪ ،‬ستة أشهر‪ ،‬أسبوع‪ ،‬عرشة أيام)‪.‬‬
‫ ‪6.‬املرحلة العمريَّة للمتعلِّم (‪.)6-12، 12-18، 18-25، 25-35، 35-45‬‬
‫ ‪7.‬الدرجة العلميَّة للمدرب (أستاذ جامعي‪ ،‬مد ّرس‪ ،‬معلّم)‪.‬‬
‫(إلكرتوين‪ ،‬حضوري‪ ،‬مدمج)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ ‪8.‬نوع التعليم‬
‫مؤسسة حكوميَّة)‪.‬‬ ‫ ‪9.‬طريقة إعطاء الدروس (نشاط فرد ّي‪ ،‬معهد‪َّ ،‬‬
‫ ‪10.‬مشكالت تعليم اللُّغة تعود إىل (املنهج‪ ،‬املد ِّرس‪ ،‬الطالب‪ ،‬البيئة)‪.‬‬
‫املقررات الدراسيَّة‪.‬‬ ‫ ‪11.‬املع ِّوقات املتعلِّقة بأهداف َّ‬
‫ ‪12.‬مشكالت املحتوى اللُّغو ّي‪.‬‬
‫ ‪13.‬مشكالت تتعلَّق باملعلِّمِ ‪.‬‬
‫ ‪14.‬مشكالت تتعلَّق بالطالب‪.‬‬
‫ ‪15.‬مشكالت تتعلَّق بالبيئة التعليميَّة‪.‬‬
‫سب المئويَّ ة وتحليلها‬ ‫استعراض ِّ‬
‫الن َ‬
‫ ‪1 .‬مستوى الربنامج‪:‬‬
‫ـص‬
‫بلغــت ال ِّن َســب املئويَّــة ملســتوى الطلبــة الذيــن ت َـ َّم تدريســهم ‪ %17.9‬فيــا ي ُخـ ّ‬
‫املســتوى املبتــدئ‪ ،‬و‪ %39.3‬للمســتوى املتوســط‪ ،‬و‪ 42.9‬للمســتوى املتق ّدم‪.‬‬
‫ ‪2 .‬مستوى اللُّغة املتعلَّمة‪:‬‬
‫ـص اللُّغــة املتعلَّمــة فقــد حــازت‬
‫فيــا ي ُخـ ّ‬
‫اللُّغــة الفصحــى أعــى نســبة مئويــة‪ ،‬إذ بلغت‬
‫‪ ،%89.3‬وجــاءت بعدهــا اللُّغــة العاميَّــة‬
‫أخــرا جــاءت‬
‫ً‬ ‫فبلغــت نســبتها ‪ ،%7.1‬ثــم‬
‫اللهجــات املحليَّــة وبنســبة متدنيــة بلغــت‬
‫‪.%3 . 6‬‬
‫ ‪3 .‬نوع الربنامج‪:‬‬
‫ــص نــوع الربنامــج املقــدم‪،‬‬
‫فيــا ي ُخ ّ‬
‫الخاصــة‪ ،‬بينــا حــازت‬
‫َّ‬ ‫كانــت النســب غــر متســاوية‪ ،‬فقــد بلغــت ‪ %25‬للربامــج‬
‫الربامــج العا َّمــة أعــى نســبة وبلغــت ‪.%75‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1068‬‬
‫ ‪4 .‬دوافع تع ُّلم ال ُّلغة‪:‬‬
‫ـي أعــى نســبة‪،‬‬ ‫ـص قيــاس دوافــع تعلُّــم اللُّغــة‪ ،‬فقــد حــاز الدافــع الدينـ ّ‬ ‫فيــا ي ُخـ ّ‬
‫ـي نســبة ‪ %35.7‬مــع‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫واالجتامع‬ ‫ـايف‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الثق‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫الداف‬ ‫ـاز‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫بين‬ ‫‪،%‬‬ ‫‪75‬‬ ‫‪.‬‬‫‪1‬‬ ‫ـوايل‬ ‫إذ بلــغ حـ‬
‫ـرح بهــا بنســبة‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـرى‬‫ـ‬ ‫أخ‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫دواف‬ ‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫وظه‬ ‫ـيايس‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫للداف‬ ‫ـح‬‫ـ‬ ‫واض‬ ‫اختفــاء‬
‫‪.%35.7‬‬
‫ ‪5 .‬مدة الربنامج‪:‬‬
‫بلغــت أعــى نســبة ملــدة الربنامــج‬
‫ــي حــوايل ‪ %57.1‬للربامــج التــي‬ ‫التعلي ِم ّ‬
‫اســتمرت ملــ ّدة عــام‪ ،‬بينــا جــاءت يف‬ ‫ّ‬
‫املرتبــة الثانيــة الربامــج التــي اســتمرت ملــدة‬
‫ســتة أشــهر‪ ،‬إذ بلغت نســبتها حوايل ‪%21.4‬‬
‫للربامــج التــي اســتمرت ملـ ّدة أســبوع بلغــت‬
‫‪ ،%14.3‬ويف املرتبــة األخــرة للربامــج التــي‬
‫اســتمرت ملــدة عــرة أيــام بنســبة ‪.%7.1‬‬
‫ ‪6 .‬املرحلة العمر َّية للمتعلِّم‪:‬‬
‫شــكلت الفئــة العمريَّــة (‪ )18-25‬أعــى نســبة مئويــة لل ُمقبلــن عــى تعلُّــم‬
‫العربيــة‪ ،‬إذ بلغــت حــوايل ‪ ،%39.3‬تليهــا الفئــة العمريَّــة (‪)25-35‬؛ إذ بلغــت نســبتها‬
‫َّ‬
‫حــوايل ‪ ،%28.6‬ثــم جــاءت بعدهــا الفئــة (‪ )12-18‬بنســبة مئويــة قدرهــا ‪،%17.9‬‬
‫وأخــرا تســاوت الفئتــان (‪ ،)6-12‬و(‪ )35-45‬بنســب قدرهــا ‪ %7.1‬لــكل واحــدة‬ ‫ً‬
‫منها ‪.‬‬
‫العلمية للمدرب‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪7 .‬الدرجة‬
‫كانــت أعــى نســبة للمدربــن مــن‬
‫الجامعــي‪ ،‬إذ بلغــت حــوايل‬
‫ّ‬ ‫فئــة األســتاذ‬
‫‪ ،%53.6‬بينــا جــاء يف الدرجــة الثانيــة‬
‫فئــة املد ِّرســن إذ بلغــت حــوايل ‪ ،%39.3‬يف‬
‫حــن كانــت النســبة األقـ ّـل مــن حصــة معلّــم‬
‫االبتــدايئ إذ بلغــت ‪.%7.1‬‬
‫ّ‬
‫ ‪8 .‬نوع التعليم‪:‬‬
‫ــص نــوع التعليــم والواســطة املســتعملة‪ ،‬كانــت أعــى نســبة للتعليــم‬
‫فيــا ي ُخ ّ‬
‫الحضــوري والــذي بلغــت نســبته ‪ ،%46.4‬بينــا جــاء باملرتبــة الثانيــة التعليــم‬
‫اإللكــروين والــذي بلغــت نســبته ‪ ،%39.3‬فيــا حــازت وســيلة التعليــم املد َمــج‬
‫ّ‬
‫حــوايل ‪.%14.3‬‬
‫ ‪9 .‬طريقة إعطاء الدروس‪:‬‬
‫كانــت أعــى نســبة مــن نصيــب املعاهــد‬
‫املؤسســات‬
‫األهليَّــة بنســبة ‪ ،%50‬أمــا َّ‬
‫الحكوميَّــة فقــد بلغــت حــوايل ‪،%32.1‬‬
‫بينــا كانــت الجهــود الفرديَّــة غــر املرتبطــة‬
‫ومؤسســات بنســبة ‪.%17.9‬‬ ‫مبعاهــد َّ‬

‫‪1069‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫للناط ِق َني بغريها تعود إىل‪:‬‬


‫ِ‬ ‫العربية‬
‫َّ‬ ‫ ‪10.‬مشكالت تعلم ال ُّلغة‬
‫كانــت أعــى نســبة ألســباب املشــكالت هــي البيئــة؛ إذ بلغــت نســبتها حــوايل‬
‫وأخــرا‬
‫ً‬ ‫‪ ،%46.4‬ثــم يليهــا املنهــاج بنســبة ‪ ،%35.7‬ثــم املــد ِّرس بنســبة ‪،%10.7‬‬
‫الطالــب بنســبة ‪.%7.1‬‬
‫الدراسية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪11.‬املع ِّوقات املتعلِّقة بأهداف املق َّررات‬
‫ـص املع ِّوقــات املتعلِّقــة بأهداف‬
‫وفيــا ي ُخـ ّ‬
‫ـررات الدراســيَّة فقد اإلجابــات كاآليت‪:‬‬ ‫املقـ َّ‬
‫كانــت أعــى نســبة مــن اإلجابــات تــرى‬
‫ــروق الفرديَّــة‬
‫املقــررات ال تراعــي ال ُف ُ‬
‫َّ‬ ‫أن‬
‫وال تراعــي مهــارات ومتطلَّبــات العــر؛‬
‫متغــر منهــا‬
‫ِّ‬ ‫إذ بلغــت حــوايل ‪ 21.4‬لــكل‬
‫عــى الســواء‪ ،‬بينــا جــاءت اإلجابــات‬
‫بالدرجــة الثانيــة عــى الخيــار أن املقــرر ال‬
‫التواص َّليــة بنســبة ‪،%14.4‬‬
‫ُ‬ ‫يُن ِّمــي الكفايــة‬
‫يف حــن أجــاب آخــرون بــأ َّن األهــداف ال‬
‫ـكل من‬
‫ترتبــط بالبيئــة‪ ،‬وكانــت اإلجابــة بنســبة ‪ ،%17.9‬فيــا حصلــت بقيــة الخيــارات عــى نســب أقـ ّـل تراوحــت بــن ‪ %7.1‬لـ ّ‬
‫املعرفيــة‪ ،‬ونســبة ‪ %3.6‬للخيــار الــذي يــرى أن األهــداف‬
‫َّ‬ ‫التواص َّليــة والجوانــب‬
‫ُ‬ ‫الخيــارات‪ :‬عــدم اهتــام األهــداف باملهــارات‬
‫غــر واضحــة أو أنهــا غــر مرتبطــة باملتعلــم‪.‬‬
‫غوي‪:‬‬
‫ ‪12.‬مشكالت املحتوى ال ُّل ّ‬
‫ـوي عــى النحــو اآليت‪ :‬بلغــت أعــى نســبة لإلجابــات ‪ ،%25‬وكانــت‬ ‫كانــت اإلجابــة فيــا يتعلَّــق مبشــكالت املحتــوى اللُّغـ ّ‬
‫تــرى أن أه ـ ّم املشــكالت هــي عــدم مراعــاة التــوازن بــن التنظــر والتطبيــق‪ ،‬يف حــن جــاءت بالدرجــة الثانيــة ثــاث‬
‫إجابــات بلغــت نســبتها ‪ %14.3‬لــكل واحــدة منهــا والتــي تــرى أن املشــكالت تتعلَّــق‬
‫بعــرض املحتــوى بطريقــة غــر مشــ ِّوقة‪ ،‬أو أن املحتــوى ال يواكــب العــر‪ ،‬أو أ َّن‬
‫املحتــوى ال يراعــي مســتوى املتعلِّــم‪ ،‬ثــم جــاء ٌّكل مــن الخياريــن (افتقــار املحتــوى‬
‫ـي‪ ،‬وعــدم تنميــة املحتــوى ملهــارات التعلــم الــذايتّ) بنســبة أقــل؛ إذ بلغ‬‫للرتابــط املنطقـ ّ‬
‫ـكل واحــدة منهــا‪ ،‬بينــا جــاء الخيــار أن املحتوى ال يناســب مســتوى‬ ‫حــوايل ‪ %10.7‬لـ ّ‬
‫ـروق‬ ‫ـرا جــاء الخيــار القائــل إ َّن املحتــوى ال يراعــي ال ُفـ ُ‬
‫ن بنســبة ‪ ،%7.1‬وأخـ ً‬‫املتعلِّمـ َ‬
‫الفرديَّــة بنســبة ‪.%3.6‬‬
‫ ‪13.‬مشكالت تتعلَّق باملعلِّمِ ‪:‬‬
‫كانــت أعــى نســبة مــن اإلجابــات والتــي‬
‫بلغــت حــوايل ‪ %25‬تــرى أن أهـ ّم املشــكالت‬
‫هــي عــدم إملــام املعلِّــم بالجوانــب الرتبويَّــة‬
‫وقلّــة األبحــاث يف هــذا املجــال‪ ،‬بينــا جــاء‬
‫بالدرجــة الثانيــة اإلجابــات التــي تــرى أ َّن‬
‫ن‬‫ســبب املشــكالت هــو عــدم اطِّــاع املعلِّمـ َ‬
‫التطبيقــي؛ إذ‬
‫ّ‬ ‫عــى نظريــات علــم اللُّغــة‬
‫بلغــت حــوايل ‪ ،%21.4‬يف حــن تــرى‬
‫نســبة ‪ %17.9‬أن املشــكالت تعــود إىل ِقلَّــة‬
‫املام َرســة‪ ،‬يف حــن تــرى نســبة ‪ %10.7‬أن املشــكلة تعــود إىل عــدم تعــاون املتعلِّــم مــع املعلّــم‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1070‬‬
‫ ‪14.‬مشكالت تتع َّلق بالطالب‪:‬‬
‫فيــا يتعلَّــق بتشــخيص املشــكالت التــي تتعلَّــق بالطالــب‪ ،‬كانــت أعــى نســبة‬
‫وض ْعــف تجــا ُوب الطالــب‪ ،‬يف‬ ‫لإلجابــات هــي ‪ %14.3‬حــددت املشــكالت بالدوافــع َ‬
‫ـص اتجــاه‬ ‫حــن كانــت ‪ %10.7‬مــن اإلجابــات تــرى أن املشــكالت هــي التــي تخـ ّ‬
‫الطلبــة وعــدم تنــ ّوع األنشــطة‪ ،‬يف حــن ‪ %7.1‬حددتهــا لغيــاب الطلبــة وطــول‬
‫الزمنيــة املخصصــة للربنامــج‪ ،‬يف حــن جــاءت نســبة ‪ %3.6‬مــن اإلجابــات‬ ‫َّ‬ ‫املــدة‬
‫ـروق الفرديَّــة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫وال‬ ‫ة‪،‬‬‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـاعات‬
‫ـ‬ ‫والس‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫الطلب‬ ‫ـدد‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـرة‬
‫ـ‬ ‫بك‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ق‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـكالت‬
‫للمشـ‬
‫التعليمية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪15.‬مشكالت تتعلَّق بالبيئة‬
‫فيــا يتعلَّــق مبشــكالت البيئــة التعليميَّــة‪ ،‬كانــت اإلجابــات كاآليت‪ %25 :‬عــدم‬
‫ني‪،‬‬
‫توفُّــر قاعــات مــزودة‪ ،‬وبنســبة ‪ %25‬كذلــك لعــدم وجــود سياســة واضحــة للمعلِّم َ‬
‫ن‪ ،‬و‪ %14.3‬لعــدم‬ ‫و‪ %17.9‬لعــدم اهتــام الجهــات املســؤولة مبالحظــات املتعلِّم ـ َ‬
‫وجــود معايــر واضحــة لقبــول الطلبــة‪ ،‬و‪ %7.1‬لعــدم توفــر مكتبــات وقاعــات‬
‫اســراحة‪ ،‬و‪ %3.6‬لعــدم توفُّــر الصفــوف الدراســيَّة‪.‬‬

‫‪1071‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫‪1072‬‬
‫المحور السابع‬

‫املعياري لفقرات االستبيان‬


‫ّ‬ ‫يب واالنحراف‬
‫جدول رقم (‪ )1‬جدول حساب ال ِّن َسب املئويَّة واملتوسط الحسا ّ‬

‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬


‫االنحراف‬ ‫املتوسط‬
‫اإلجابة‬ ‫الفقرة‬ ‫ت‬
‫املعياري‬
‫ّ‬ ‫يب‬
‫الحسا ّ‬
‫‪13.51‬‬ ‫‪33.36‬‬ ‫متقدم‬ ‫متوسط‬ ‫مبتدئ‬ ‫مستوى‬ ‫‪1‬‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫الربنامج‬
‫‪%42.9‬‬ ‫‪%39.3‬‬ ‫‪%17.9‬‬

‫ّ‬
‫‪48.50‬‬ ‫‪33.33‬‬ ‫محلية‬
‫َّ‬ ‫عامية‬ ‫فصحى‬ ‫مستوى اللُّغة‬ ‫‪2‬‬
‫املتعلَّمة‬
‫‪%3.6‬‬ ‫‪%7.1‬‬ ‫‪%89.3‬‬
‫‪35.35‬‬ ‫‪50‬‬ ‫خاصة‬
‫َّ‬ ‫عا َّمة‬ ‫نوع‬ ‫‪3‬‬
‫الربنامج‬
‫‪%25‬‬ ‫‪%75‬‬
‫‪12.35‬‬ ‫‪42.83‬‬ ‫غريها‬ ‫دينيَّة‬ ‫ثقافيَّة‪ /‬اجتامعيةَّ‬ ‫اقتصاديَّة‬ ‫سياسيةَّ‬ ‫دوافع تعلُّم‬ ‫‪4‬‬
‫اللُّغة‬
‫‪%35.7‬‬ ‫‪%57.1‬‬ ‫‪%35.7‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%0‬‬
‫‪22.19‬‬ ‫‪24.97‬‬ ‫أسبوع‬ ‫عرشة أيام‬ ‫ستة أشهر‬ ‫عام‬ ‫مدة‬ ‫‪5‬‬
‫الربنامج‬
‫‪%14.3‬‬ ‫‪%7.1‬‬ ‫‪%21.4‬‬ ‫‪%57.1‬‬
‫‪13.99‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪35-45‬‬ ‫‪25-35‬‬ ‫‪18-25‬‬ ‫‪12-18‬‬ ‫‪6-12‬‬ ‫املرحلة‬ ‫‪6‬‬
‫العمريَّة‬
‫‪%7.1‬‬ ‫‪% 28.6‬‬ ‫‪%39.3‬‬ ‫‪%17.9‬‬ ‫‪%7.1‬‬ ‫للمتعلِّم‬
‫‪23.81‬‬ ‫‪33.33‬‬ ‫معلِّم‬ ‫مدرس‬ ‫أستاذ جامعي‬ ‫الدرجة‬ ‫‪7‬‬
‫العلميَّة‬
‫‪%7.1‬‬ ‫‪%39.3‬‬ ‫‪%53.6‬‬ ‫للمدرب‬
‫‪16.86‬‬ ‫‪33.33‬‬ ‫مدمج‬ ‫حضوري‬ ‫إلكرتوين‬
‫ّ‬ ‫نوع التعليم‬ ‫‪8‬‬
‫‪%14.3‬‬ ‫‪%46.4‬‬ ‫‪%39.3‬‬
‫‪16.08‬‬ ‫‪33.33‬‬ ‫مؤسسة حكوميَّة‬
‫َّ‬ ‫معهد خاص‪ /‬أهيل‬ ‫فردي‬
‫نشاط ّ‬ ‫طريقة‬ ‫‪9‬‬
‫إعطاء‬
‫‪%32.1‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%17.9‬‬ ‫الدروس‬
‫االنحراف‬ ‫املتوسط‬
‫اإلجابة‬ ‫الفقرة‬ ‫ت‬
‫املعياري‬
‫ّ‬ ‫يب‬
‫الحسا ّ‬
‫‪19.12‬‬ ‫‪24.97‬‬ ‫البيئة‬ ‫الطالب‬ ‫املد ِّرس‬ ‫املنهاج‬ ‫مشكالت‬ ‫‪10‬‬
‫تعليم اللُّغة‬
‫‪%46.4‬‬ ‫‪%7.1‬‬ ‫‪%10.7‬‬ ‫‪%35.7‬‬ ‫تعود إىل‬
‫‪7.61‬‬ ‫‪12.06‬‬ ‫األهداف‬ ‫األهداف ال تن ّمي الجوانب‬ ‫األهداف‬ ‫األهداف‬ ‫األهداف ال تن ِّمي مهارات‬ ‫األهداف ال تراعي مهارات عدم ارتباط‬ ‫األهداف‬ ‫املع ِّوقات‬ ‫‪11‬‬
‫ال ترتبط‬ ‫املعرفيَّة‬ ‫ال تن ّمي‬ ‫غري‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫األهداف‬ ‫ومتطلَّبات العرص‬ ‫ال تراعي‬ ‫املتعلِّقة‬
‫باملتعلم‬ ‫الكفايات‬ ‫واضحة‬ ‫بالبيئة‬ ‫ال ُف ُروق‬ ‫بأهداف‬
‫التواص َّلية‬
‫ُ‬ ‫ملحلية‬
‫ا َّ‬ ‫الفرديَّة‬ ‫املقررات‬
‫َّ‬
‫الدراسيَّة‬
‫‪%3.6‬‬ ‫‪%7.1‬‬ ‫‪%14.4‬‬ ‫‪%3.6‬‬ ‫‪%7.1‬‬ ‫‪%17.9‬‬ ‫‪%21.4‬‬ ‫‪%21.4‬‬
‫‪6.33‬‬ ‫‪12.5‬‬ ‫املحتوى ال يتناسب‬ ‫عدم‬ ‫عدم مراعاة التوازن‬ ‫املحتوى‬ ‫افتقار‬ ‫عرض‬ ‫عرض املحتوى ال يواكب‬ ‫يُعرض‬ ‫مشكالت‬ ‫‪12‬‬
‫ني‬
‫ومستوى املتعلِّم َ‬ ‫مراعاة‬ ‫النظري‬
‫ّ‬ ‫بني الجانبني‬ ‫ال ين ّمي‬ ‫املحتوى‬ ‫املحتوى‬ ‫مست ِج َّدات العرص‬ ‫املحتوى‬ ‫املحتوى‬
‫ال ُف ُروق‬ ‫والتطبيقي‬
‫ّ‬ ‫مهارات‬ ‫إىل الرتابط‬ ‫ال يراعي‬ ‫بطريقة‬ ‫ُّغوي‬
‫الل ّ‬
‫الفرديَّة‬ ‫التعلم‬ ‫ملنطقي‬
‫ّ‬ ‫ا‬ ‫مستوى‬ ‫غري مش ِّوقة‬
‫يت‬
‫الذا ّ‬ ‫املتعلِّم‬
‫‪%7.1‬‬ ‫‪%3.6‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪%10.7‬‬ ‫‪%10.7‬‬ ‫‪%14.3‬‬ ‫‪%14.3‬‬ ‫‪%14.3‬‬
‫‪5.97‬‬ ‫‪20‬‬ ‫عدم التعاون بني املعلم‬ ‫ِقلَّة املام َرسة‬ ‫ني عىل نظريات علم‬
‫عدم اطالع املعلِّم َ‬ ‫ِقلَّة األبحاث املطروقة يف‬ ‫عدم إملام املعلم بالجوانب‬ ‫مشكالت‬ ‫‪13‬‬
‫واملتعلم‬ ‫التطبيقي‬
‫ّ‬ ‫اللُّغة‬ ‫هذا امل َيْدان‬ ‫الرتبويَّة‬ ‫تتعلَّق باملعلِّمِ‬

‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬


‫‪%10.7‬‬ ‫‪%17.9‬‬ ‫‪%21.4‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪%25‬‬
‫‪4.36‬‬ ‫‪8.33‬‬ ‫عدم تكامل‬ ‫عدم تنوع‬ ‫كرثة أعداد طول املدة‬ ‫غياب‬ ‫كرثة‬ ‫َض ْعف‬ ‫الدوافع‬ ‫انتامء‬ ‫اتجاه‬ ‫ال ُف ُروق‬ ‫مشكالت‬ ‫‪14‬‬
‫املهارات‬ ‫األنشطة‬ ‫الزمنيَّة‬ ‫الطلبة‬ ‫الطالب‬ ‫الساعات‬ ‫تجا ُوب‬ ‫الطلبة‬ ‫الطلبة‬ ‫الفرديَّة‬ ‫تتعلَّق‬
‫املخصصة‬ ‫الدراسيَّة‬ ‫الطلبة مع‬ ‫بالطالب‬
‫لكل مستوى‬ ‫األستاذ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫‪%0‬‬ ‫‪%10.7‬‬ ‫‪%7.1‬‬ ‫‪%3.6‬‬ ‫‪%7.1‬‬ ‫‪%3.6‬‬ ‫‪%14.3‬‬ ‫‪%14.3‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%10.7‬‬ ‫‪%3.6‬‬

‫ّ‬
‫‪8.75‬‬ ‫‪14.28‬‬ ‫عدم اهتامم الجهات‬ ‫عدم توفُّر قاعات اسرتاحة‬ ‫حجم‬ ‫عدم توفُّر‬ ‫عدم توفُّر‬ ‫عدم وجود معايري واضحة‬ ‫عدم وجود سياسة واضحة‬ ‫مشكالت‬ ‫‪15‬‬
‫ني‬
‫املسؤولة مبالحظة املتعلِّم َ‬ ‫الصفوف‬ ‫املكتبات‬ ‫قاعات‬ ‫لتحديد مستوى الطلبة‬ ‫ني‬
‫الختيار املعلِّم َ‬ ‫تتعلَّق بالبيئة‬
‫غري ِ‬
‫مناسبة‬ ‫مزودة‬ ‫وقبولهم‬ ‫التعليميَّة‬
‫‪%17.9‬‬ ‫‪%7.1‬‬ ‫‪%3.6‬‬ ‫‪%7.1‬‬ ‫‪%25‬‬ ‫‪%14.3‬‬ ‫‪%25‬‬

‫‪1073‬‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫تحليل النتائج ومناقَشتها‬


‫ـرف عــى‬ ‫ـاري‪ ،‬للتعـ ُّ‬
‫يب واالنحــراف املعيـ ّ‬‫مــن أجــل الوصــول إىل النتائــج ت َـ َّم اســتخراج ال ِّن َســب املئويَّــة‪ ،‬واملتوســط الحســا ّ‬
‫يب بــن ‪ ،50-8.33‬وحــازت الفقــرة (‪ )3‬عــى أعــى متوســط‬ ‫عينــة الدراســة‪ ،‬وتــرا َوح املتوسـ ُط الحســا ّ‬ ‫مــدى اســتجابة أفــراد ِّ‬
‫ونصــت الفقــرة عــى مــا هــو نــوع الربنامــج؟‪ ،‬ويف املرتبــة الثانيــة‬
‫ـاري بلــغ (‪َّ ،)35.35‬‬ ‫ـراف معيـ ّ‬ ‫يب إذ بلــغ (‪ )50‬وبانحـ ٍ‬ ‫حســا ّ‬
‫نصــت الفقــرة عــى مــا‬ ‫ـاري بلــغ (‪ ،)22.19‬وقــد َّ‬ ‫يب بلَــغ (‪ )42.83‬وبانحـ ٍ‬
‫ـراف معيـ ّ‬ ‫ـط حســا ٍّ‬ ‫جــاءت الفقــرة رقــم (‪ )4‬مبتوسـ ٍ‬
‫يب تــراوح بــن‬ ‫ـط حســا ٍّ‬‫هــي دوافــع التعلــم؟‪ ،‬ثــم كانــت يف املرتبــة الثالثــة الفقــرات (‪ )1، 2، 7، 8، 9‬بنســب متقاربــة مبتوسـ ٍ‬
‫ـط‬‫ـاري تــراوح بــن (‪ ،)48.50-16.8‬وتــأيت يف املرتبــة األخــرة الفقــرة رقــم (‪ )14‬مبتوسـ ٍ‬ ‫ـراف معيـ ّ‬ ‫(‪ ،)33.36-33.33‬وبانحـ ٍ‬
‫ـاري (‪.)4.36‬‬
‫ـراف معيـ ّ‬ ‫يب قــدره (‪ )8.33‬وبانحـ ٍ‬ ‫حســا ٍّ‬
‫الخامتة والنتائج‬
‫من أهم النتائج التي أسفرت عنها الدراسة‪:‬‬
‫ني بغريها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ة‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫غة‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫عىل‬ ‫ا‬‫سلب‬
‫ً‬ ‫َّر‬ ‫ث‬‫أ‬ ‫مم‬
‫َّ‬ ‫محددة‬ ‫مناهج‬ ‫ ‪1.‬عدم وجود سياسة واضحة‪ ،‬واالفتقار إىل‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬فضـ ًـا عــن عــدم اطّالع‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ ‪2.‬عــدم تل ِّقــي التدريــب الــكايف‪ ،‬وعــدم إتقــان املهــارات لــدى ُمعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة للناطقـ َ‬
‫أغلبهــم عــى نظريــات التعلــم الحديثة‪.‬‬
‫املحلية للمتعلِّم‪.‬‬
‫ ‪3.‬ضعف االرتباط بني املنهج والبيئة َّ‬
‫ ‪4.‬إهــال التنــوع يف وســائل التدريــس‪ ،‬فضـ ًـا عــن عــدم االعتنــاء باألنشــطة الالصفيَّــة يف املناهــج امل ُعـ َّدة لتعليــم اللُّغــة العربيَّــة‬
‫ِ‬
‫للناط ِقــ َ‬
‫ن بغريها‪.‬‬
‫القرايئ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫املعريف‬
‫ّ‬ ‫مم يؤ ِّدي إىل عدم القدرة عىل التطوير‬ ‫ ‪5.‬عدم وجود املكتبات؛ َّ‬
‫التوصيات‬
‫وأخريا نويص مبا يأيت‪:‬‬ ‫ً‬
‫التطبيقي والتنظريي عند إعداد املناهج‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ني‬ ‫الجانب‬
‫َ‬ ‫بني‬ ‫املعريف‬
‫ّ‬ ‫ ‪1.‬مراعاة التوازن‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬والتــي تُعنــى بتوظيــف املناهــج الحديثــة يف‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِق ـ َ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪2.‬زيــادة األبحــاث املطروقــة يف مجــال تعليــم اللُّغــة‬
‫التعليــم‪.‬‬
‫ن‪ ،‬ويســاعدهم عــى إتقــان اللُّغــة قــراء ًة‬ ‫ـ‬
‫ِّ َ‬ ‫م‬‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـداف‬‫ـ‬ ‫أه‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬‫ق‬ ‫ّ‬ ‫ويح‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫التعل‬ ‫ـراض‬ ‫ـ‬ ‫أغ‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـق‬
‫ـ‬ ‫يتواف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫مب‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫املناه‬ ‫ ‪3.‬تصميــم‬
‫وكتاب ًة ‪.‬‬
‫الوظيفي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ني‪ ،‬والعمل عىل تدريبهم قبل وبعد وأثناء مامرستهم دورهم‬ ‫ ‪4.‬اإلعداد الجيد للمعلِّم َ‬
‫الدراسية بأحدث األجهزة التي تساعدهم عىل التعلم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الصفوف‬ ‫وتزويد‬ ‫التعليم‬ ‫يف‬ ‫الحديثة‬ ‫ ‪5.‬إدخال التقنيات‬
‫املصادر واملراجع‬
‫ ‪-‬أثــر اســتخدام أدوات تقويــم متنوعــة عــى تحصيــل طلبــة الســابع األســايس يف مــادة العلــوم واتجاهاتهــم نحوهــا‪ :‬ســهل‬
‫رزق ديــاب‪ ،‬مجلــة جامعــة النجــاح‪ ،‬ع‪.3، 2011 ‬‬
‫ ‪-‬أساسيات املنهج وتنظيامته‪ :‬محمد عبد املوجود وآخرون‪ ،‬القاهرة – مرص‪ ،‬دار الثقافة للطباعة والنرش ‪1981‬م‪.‬‬
‫ ‪-‬التقويم الرتبوي والقياس النفيس‪ :‬جابر عبد الحميد‪ ،‬القاهرة – مرص‪ ،‬دار النهضة العربية ‪1403‬م‬
‫ ‪-‬علم املنهج‪ ،‬األسس والتنظيامت يف ضوء املوديوالت‪ :‬محمد عيل املنصور‪ ،‬عامر للطباعة والنرش ‪1998‬م‪.‬‬
‫ ‪-‬مختار الصحاح‪ :‬محمد بن أيب بكر الرازي‪ ،‬بريوت – لبنان‪ ،‬مكتبة لبنان ‪1993‬م‪.‬‬
‫ ‪-‬املناهج أسسها وتنظيمها وتقويم أثرها‪ :‬عبد اللطيف فؤاد إبراهيم‪ ،‬ط‪ ،4 ‬القاهرة ‪.1975‬‬
‫ ‪Theory in practice , Topping.k. Peer assessment. volume 48, issue1- special issue , classroom-‬‬
‫‪assessment, 2009.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1074‬‬
‫َّ‬
‫العربية وتعليمها للناطقين بغيرها‬ ‫تعلم ُّ‬
‫اللغة‬ ‫ُّ‬ ‫مشكالت‬
‫َّ‬
‫الفعالة‬ ‫َ‬
‫للمواجهة‬ ‫ومقترَ حات‬

‫الدكتور‪ /‬محمد شتيوي الجهني‬


‫أستاذ اللغويات املشارِك مبعهد تعليم اللُّغة العربيَّة‬
‫عضو هيئة التدريس بالجامعة اإلسالميَّة باملدينة املنورة‬

‫‪m_hm_55@hotmail.com‬‬

‫الهدف من البحث‪:‬‬
‫ـرف عىل أســباب تلــك املشــاكل ومحا َولــة إيجاد‬ ‫تحديــد املشــكالت التــي تُوا ِجــه طـ َ‬
‫ـاب اللُّغــة العربيَّــة مــن غــر أبنائهــا والتعـ ُّ‬
‫الحلــول املالمئة‪.‬‬
‫املنهج‪:‬‬
‫التحلييل‬
‫ّ‬ ‫الوصفي‬
‫ّ‬
‫أهم النتائج‪:‬‬
‫العربية من غري أهلها فمنها‪:‬‬
‫َّ‬ ‫املشاكل التي تواجه متعلِّ ِمي اللُّغة‬
‫ُ‬ ‫تن َّو َعت‬
‫ـرق التدريــس‪ ،‬وبعضهــا يتعلَّــق باالختبــارات‬
‫ •مــا يتعلَّــق باملناهــج والتأليــف‪ ،‬ومــا يتعلَّــق باملعلمــن‪ ،‬وأخــرى تتصــل بطُـ ُ‬
‫والتقنيَّة‪.‬‬
‫مقرتحات‪.‬‬
‫َ‬ ‫–‬ ‫بغريها‬ ‫الناطقني‬ ‫–‬ ‫ة‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫غة‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫–‬ ‫م‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫–‬ ‫مشكالت‬ ‫ة‪:‬‬ ‫املفتاحي‬
‫َّ‬ ‫الكلامت‬

‫مقدمة‬
‫تنامــى االهتــام بتعليــم وتعلُّــم اللُّغــة العربيَّــة لــدى غــر الناطقــن بهــا رشقًــا وغربًــا منــذ أوائــل الســبعينات مــن القــرن‬
‫ـي لإلســام واملســلمني عــى الســاحة الدوليَّــة‪ ،‬ومنــو املشــاعر‬ ‫العرشيــن‪ ،‬وكان لذلــك أســبابه مــن زيــادة الحضــور العاملـ ّ‬
‫ـررات‬
‫اإلســاميَّة لــدى الشــعوب املنتميــة لإلســام مبختلــف دول العالَــم‪ ،‬وانعكــس ذلــك االهتــام يف كــرة مــا ظ َهــر مــن مقـ َّ‬
‫متخصصــة بكثــر مــن جامعــات العالَــم للقيــام عــى تلــك املهمة‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫مو َّجهــة ملــلء الفــراغ يف ذلــك املضــار‪ ،‬ويف افتتــاح أقســام‬
‫وزيــادة البحــوث العلميــة والنــدوات واملؤمتــرات التــي تتنــاول ذلــك املوضــوع بأســاليب علميــة مق َّن َنــة‪ ،‬وغــر ذلك مــن مظاهر‬
‫بذل‬
‫ن باملجــال َ‬ ‫ني املهتمـ َ‬‫ـر مــن املشــكالت التــي تقتــي مــن الباحث َ‬ ‫ـي أظ َهــر الكثـ َ‬
‫ـر أن التطبيــق العمـ ّ‬
‫العنايــة واالهتــام‪ ،‬غـ َ‬
‫املزيــد مــن الجهــود العلميــة مــن بحــوث ودراســات إليجــاد الحلــول الناجعــة لهــا‪ ،‬ويف هــذه الورقــة ســوف يســعى الباحــث‬
‫لحــر هــذه املشــكالت وتصنيفهــا واقــراح عــدد مــن الحلــول ِ‬
‫املناســبَة لــكل منهــا‪ ،‬مــع اإلملــام ‪-‬مــا أم َكــن– بأبــرز مــا ميكــن‬
‫مالحظتــه مــن عوامــل وأســباب وراء كل مشــكلة‪ ،‬واللــه املوفــق‪.‬‬
‫إشكالية البحث‪:‬‬
‫البحثيــة والكتــب التــي تتنــاول قضيــة مشــكالت تعليــم وتعلُّــم اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫عــى كــرة مــا نجــد بــن أيدينــا مــن املقــاالت واألوراق‬
‫واملقرتحــات التــي قُ ِّدمــت يف هــذا الصــدد‪ ،‬ومل‬ ‫َ‬ ‫ـكار‬‫ـ‬ ‫األف‬ ‫ق‬ ‫ـر‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫تف‬ ‫يف‬ ‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬فــإن هنــاك مشــكلة تتمثَّــل‬ ‫َّ‬
‫ـرق مــع تصنيــف‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫تف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـب‬
‫ـ‬ ‫أغل‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫دفتيه‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ج‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الكل‬ ‫ـزة‬ ‫ـ‬ ‫ك‬
‫َّ‬ ‫مر‬ ‫ـات‬ ‫يتيــر للباحــث أن يقــع عــى مقالــة مو َجــزة الصفحـ‬
‫وسـ ُـبل مواجهتهــا بصــورة ف َّعالــة؛ و ِمــن ث َـ َّم فــإن هــذا البحــث‬ ‫ـرف عــى املشــكالت وأســبابها ُ‬ ‫ـي مناســب يُسـ ِهم يف التعـ ُّ‬ ‫منهجـ ّ‬
‫ـكالية‪ ،‬والتعامــل معهــا مبنهجيــة علميــة ســليمة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلش‬ ‫ـذه‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ه‬‫ج‬‫يســعى َ‬
‫ملوا‬

‫‪1075‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫تساؤالت البحث‪:‬‬
‫العربية؟‬
‫َّ‬ ‫العربية عند تعلُّمهم للُّغة‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬ما أهم املشكالت التي تواجه الناطقني بغري‬
‫ ‪-‬ما األسباب التي تؤدي لكل مشكلة من املشاكل املس َّجلة وتُطيل أم َد وجودها؟‬
‫ ‪-‬ما الط ُُّرق واألساليب الكفيلة مبوا َجهة تلك املشكالت والتغلب عليها؟‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫ ‪1.‬تحديد املشكالت التي تُوا ِجه َ‬
‫طالب اللُّغة العربيَّة من غري أبنائها‪.‬‬
‫التعرف عىل أبرز العوامل واألسباب التي تقف وراء كل مشكلة من املشكالت‪.‬‬ ‫ ‪ُّ 2.‬‬
‫ـدث الدراســات‬
‫ـر موا َجهـ َة كل مشــكلة مــن املشــكالت املسـ َّجلة يف ضــوء مــا انتهــت إليــه أحـ ُ‬ ‫ ‪ 3.‬اقــراح الحلــول املالمئــة التــي تُيـ ِّ‬
‫والبحــوث يف هــذا املجال‪.‬‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫َّ‬
‫أهمية هذا البحث يف امل َحا ِور التالية‪:‬‬ ‫تربز َّ‬
‫العربيــة ووضعهــا بــن أيــدي املســؤولني واملهتمــن بهــذا املوضــوع بالــغ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪1.‬بيــان املشــكالت التــي تُوا ِجــه تعلي ـ َم وتعلُّ ـ َم اللُّغــة‬
‫األهميــة يُس ـ ِهم يف اإلرساع مبعالَجــة املشــكالت‪.‬‬
‫عمليــة‬
‫َّ‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫القامئ‬ ‫ـدي‬‫ـ‬ ‫أي‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ل‬ ‫ال‬
‫ُّ ُّ‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫ل‬ ‫وتع‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـال‬
‫ـ‬ ‫مج‬ ‫يف‬ ‫ـات‬
‫ـ‬ ‫ ‪َ 2.‬و ْضــع أحــدث مــا توصلــت إليــه البحــوث والدراس‬
‫العربيــة لغــر الناطقــن بهــا؛ مبــا يُســا ِعد عــى االرتقــاء باألســاليب التدريســية ومعالَجــة األخطــاء واملشــكالت‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫تعليــم اللُّغــة‬
‫ ‪ 3.‬مرا َجعــة عـرات مــن املقــاالت واألبحــاث والكتــب التــي صــدرت لتتنــاول هــذه القضيـ َة ومحاولــة تلخيــص وبلــورة أهــم مــا‬
‫توصلــت إليــه مبــا ُيثِّــل إضافـ ًة مهمـ ًة للمجــال‪.‬‬
‫ ‪4.‬مــن شــأن الورقــة أن تُح ِّفــز ع ـرات الباحثــن لجهــود مامثلــة تتعقــب مــا تفــرق يف بطــون الكتــب واملقــاالت مــا يتعلَّــق‬
‫العربيــة لتكــون مــادة ســائغة ميســورة يف أيــدي املهتمــن‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫بصعوبــات ومشــكالت تعليــم وتعلُّــم اللُّغــة‬
‫منهجية البحث‪:‬‬
‫َّ‬
‫ـي الــذي يقــوم عــى وصــف الظاهــرة التــي نتناولهــا وص ًفــا‬
‫ـي التحليـ ّ‬ ‫اقتضــت طبيعــة البحــث االعتــاد عــى املنهــج الوصفـ ّ‬
‫دقي ًقــا بعـ َد جمــع كافَّــة مــا يتعلَّــق بهــا مــن مــواد ومتعلقــات وتحليلهــا تحليـ ًـا دقي ًقــا للوصــول مــن خــال ذلــك إىل شــبكة‬
‫ـرة عــى الظاهــرة وإىل أبعادهــا املتضافــرة؛ مبــا يــؤدى للوصــول إىل حقائــق ونتائــج تُسـ ِهم يف حلــول ف َّعالــة‬ ‫العالقــات املؤثِّـ َ‬
‫مناسبة‪.‬‬
‫َمحا ِور البحث‪:‬‬
‫العربية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫أول‪ :‬املشكالت املتعلِّقة بالكتب املوضوعة لتعليم وتعلُّم اللُّغة‬ ‫ ‪ً -‬‬
‫العربية للناطقني بغريها‪.‬‬‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫مي‬ ‫ل‬
‫ُ ِّ‬‫ع‬‫م‬ ‫بإعداد‬ ‫قة‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫املشكالت‬ ‫ا‪:‬‬‫ ‪ً -‬‬
‫ثاني‬
‫العربية للناطقني بغريها‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬ثالثًا‪ :‬املشكالت املتعلِّقة بط ُُرق وأساليب تعليم اللُّغة‬
‫العربية وتحدياتها‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬راب ًعا‪ :‬املشكالت املتعلِّقة بخصائص اللُّغة‬
‫خامسا‪ :‬املشكالت املتعلِّقة بجهود تطوير األداء يف هذا املضامر‪.‬‬ ‫ ‪ً -‬‬
‫سادسا‪ :‬املشكالت املتعلِّقة بالتقويم املستمر املوازي‪.‬‬ ‫ ‪ً -‬‬
‫العربية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫أول‪ :‬املشكالت املتعلِّقة بالكتب املوضوعة لتعليم وتعلُّم اللُّغة‬
‫ً‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا وجــود قصــور شــديد يف املناهــج املــراد تدريســها؛‬‫َّ‬ ‫مــن املشــكالت املسـ َّجلة يف مجــال تعليــم اللُّغــة‬
‫كذلــك يوجــد يف الكتــب كثــر مــن األســاليب الخاطئــة لتدريــس هــذه املناهــج وبخاصــة يف تلــك الكتــب امل ُع ـ َّدة يف البــاد‬
‫تحسـ ًنا ملحوظًا يف الســنوات األخرية يف هــذا املضامر إال أنــه تبقى الحقيقة‬ ‫بالعربيــة‪ ،‬وإن كنــا نلمــس ُّ‬ ‫َّ‬ ‫األعجميــة لغــر الناطقــن‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا غــر كافيــة‪ ،‬وال ترتقــي إىل املســتويات املرغوبــة مقارن ًة بغريهــا من كتب‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫املاثلــة أن كتــب تعليــم اللُّغ‬
‫ـي‪ ،‬أو اســتخدام املبــادئ الرتبويَّــة الحديثــة يف إخــراج‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الفن‬ ‫ـتوى‬
‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـث‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـواء‬‫ـ‬ ‫(س‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ناطقيه‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫األجنبيــة‬
‫َّ‬ ‫تعليــم اللغــات‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1076‬‬
‫الكتــاب وتصميمــه‪ ،‬أو االســتفادة مــن الوســائل‪ ،‬الســمعيَّة والبرصيَّــة يف تقديــم املوضوعــات املختلفــة)((( وقــد ترجــع كثــر مــن‬
‫املخصصــة لتعليم‬ ‫أو ُجــه القصــور التــي ميكــن ملســها يف هــذا املضــار (إىل حداثــة التأليــف يف هــذا املجــال‪ ،‬فلــم تظهــر الكتــب َّ‬
‫عاشـتْه األمـ ُة العربيَّـ ُة عمو ًمــا يف القــرن املــايض‪،‬‬ ‫العربيَّــة للناطقــن بغريهــا َّإل يف القــرن املــايض‪ ،‬وإىل حالــة الرتاجــع‪ ،‬الــذي َ‬
‫يب بلغتــه املق َّدســة)(((‪.‬‬ ‫ـر العــر ّ‬ ‫يب إىل أُ َّم ِتــه‪ ،‬وزعـ َزع فخـ َ‬ ‫ـاء العــر ّ‬ ‫عــى جميــع األصعــدة‪ ،‬مــا أض َعــف انتـ َ‬
‫العربيــة مــن غــر‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬‫ل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الدارس‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫الط‬ ‫ـدي‬ ‫ـ‬ ‫أي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫أغل‬ ‫أن‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـر؛‬ ‫ـ‬ ‫خ‬‫وميكــن أن نــرى املشــكلة مــن بُعــد آ َ‬
‫خصيصــا لهــم‪ ،‬وهــو منشــأ كثــر مــن املشــكالت املتعلِّقــة مبناهــج وكتــب‬ ‫ً‬ ‫ة‬ ‫د‬‫ُ َّ‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫أو‬ ‫ـم‪،‬‬ ‫خاصــة بهـ‬ ‫الناطقــن بهــا ليســت مناهــج َّ‬
‫العربيــة والناطقــن بهــا واحـ ًدا‪ ،‬دون مراعــاة الفــارق الكبــر‬ ‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫بغ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫للناطق‬ ‫د‬ ‫ـ‬
‫َ ّ‬ ‫ع‬ ‫ُ‬ ‫مل‬‫ا‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫املنه‬ ‫هــذا املضــار؛ حيــث يــكاد يكــون‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا كــرة الخلــط بــن (التأليــف‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫كت‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫أيدين‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫بينهــا؛ فاملال َحــظ يف أكــر مــا‬
‫العربيــة للناطقــن‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫لتعلي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫مخص‬
‫َّ‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫املناه‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫أن‬ ‫ـدرك‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ـكاد‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫للعــرب والتأليــف للناطقــن بغـ‬
‫بغريهــا‪ ،‬إال إذا قرأنــا عنــوان الكتــاب‪ ،‬أو وجدنــا إشــارة مــن املؤلــف تــدل عــى أنــه مو َّجــه للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وال شــك يف أ َّن‬
‫الفــرق بــن التأليــف للعــرب‪ ،‬والتأليــف للناطقــن بغريهــا كبــر‪ ،‬وشــتان بــن طالــب ُولِـ َد مــن أبويــن عربيــن ونشــأ يف بيئــة‬
‫الخاصــة‪ ،‬وقــد‬ ‫َّ‬ ‫العربيــة‪ ،‬تتكلــم لغــة أخــرى‪ ،‬ونشــأ عــى اســتخدام هــذه اللغــة‬ ‫َّ‬ ‫عربيــة‪ ،‬وبــن طالــب نشــأ يف بيئــة غريبــة عــن‬ ‫َّ‬
‫يب ميــارس‬ ‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫فالطال‬ ‫ـة؛‬ ‫ـ‬ ‫ث‬‫د‬‫َ‬ ‫واملحا‬ ‫ـتامع‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـز‬‫ـ‬ ‫ترك‬ ‫ال‬ ‫ـا‬‫ً‬ ‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـرب‬ ‫ـ‬ ‫للع‬ ‫ة‬ ‫د‬‫ـي منـ َط اللُّغــة‪ ،‬فاملناهــج امل ُع َّ‬
‫ـ‬ ‫أَلِـ َـف جهــا ُزه النطقـ ُّ‬
‫العربيــة لألجانــب فإنهــا‬ ‫َّ‬ ‫هاتــن املهارتــن منــذ صغــره‪ ،‬ثــم يبــدأ بتعلُّــم القــراءة والكتابــة‪ ،‬أمــا املناهــج امل ُعـ َّدة لتعليــم اللُّغــة‬
‫الصوتيــة تكــون أكــر مــن باقي املــواد)(((‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫تَهـ ُدف إىل تنميــة قــدرة الطــاب عــى الــكالم يف بــادئ األمــر؛ أَ ْي أ َّن كثافــة املــادة‬
‫ومــن أهــم املشــكالت التــي تعانيهــا الكتــب امل ُعـ َّدة لتعليــم العربيَّــة للناطقــن بغريهــا (عــدم تحديد األهــداف التعليميــة‪ :‬فال‬
‫بـ َّد أن يتــم العمــل يف ضــوء خطــة تعليميــة ُمت َقنــة‪ ،‬ترتكــز عــى تحديــد األهــداف‪ ،‬وربــط املحتــوى بتلــك األهــداف‪ ،‬وميثــل‬
‫تحديـ ُد األهــداف الخطــو َة األُوىل يف بنــاء‪ ،‬املناهــج)(((‪.‬‬
‫بالعربيــة وجــود بعــض الخلل‬ ‫َّ‬ ‫ـررات امل ُعـ َّدة للطــاب غــر الناطقــن‬ ‫كذلــك فــإن مــن املشــكالت التــي نلمســها يف بعــض املقـ َّ‬
‫خاصـ ًة إذا قُـ ِّد َم‬ ‫َّ‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬‫ً‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫خط‬ ‫ة‬‫ً‬ ‫ـ‬ ‫حال‬ ‫ـل‬‫ـ‬‫ِّ‬ ‫ث‬ ‫ي‬‫ُ‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫قلي‬ ‫ـأ‬ ‫ـ‬ ‫الخط‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـوع‬ ‫لميــة املق َّدمــة (ورغــم أن هــذا النـ‬ ‫أو األخطــاء يف املــادة ال ِع َّ‬
‫العربيــة مــن الناطقــن بغريهــا‪ ،‬ذلــك أن املــادة املشــوبة بــيء مــن الخطــأ املق َّدمــة للعــرب ميكــن عالجهــا‪ ،‬أمــا‬ ‫َّ‬ ‫ملــن يتعلــم‬
‫الخطــأ مــع غــر أصحــاب اللغــة‪ ،‬فهيهــات أن تتــاح فرصــة تصحيحــه)(((‪.‬‬
‫ن بغريهــا املوجــودة بأيــدي الطــاب‬ ‫للناط ِقـ َ‬ ‫ـول هنــا كذلــك ‪-‬ونحــن يف صــدد نقــد كتــب تعليــم اللُّغــة العربيَّــة ِ‬ ‫وميكــن القـ ُ‬
‫ِ‬
‫ـا يجعلهــا تُخفــق‬ ‫ـروق الفرديَّــة بــن الطــاب يف تعلُّمهــم للُّغــة العربيَّــة؛ مـ َّ‬ ‫ـرا مــن هــذه الكتــب ال يراعــي ال ُفـ ُ‬ ‫اليــوم‪ :-‬إن كثـ ً‬
‫ـروق الفرديَّــة بــن‬ ‫ـرا يف تحقيــق األهــداف الرتبويَّــة املنوطــة بهــا؛ وذلــك أل َّن (إميــان منهــج اللُّغــة العربيَّــة مببــدأ ال ُفـ ُ‬ ‫كثـ ً‬
‫أساســا ألنشــطته وإســراتيجيات تقدميــه ومصــادر تعلُّمــه‪ ،‬ومــن التــدرج نه ًجــا يف تقديــم‬ ‫ن يجعلــه يتخــذ مــن التنــوع ً‬ ‫املتعلِّمـ َ‬
‫ـاء باحتياجــات‬ ‫والضعــاف‪ ،‬و ِم ـ َن اإلثــراء وفـ ً‬ ‫ـوي للمتوســطني‪ِّ ،‬‬ ‫محتوياتــه‪ ،‬ومــن الوضــوح واالنتقــاء فرص ـ ًة للتحصيــل اللُّغـ ّ‬
‫ـاب الذيــن لديهــم عيــوب يف‬ ‫َ‬ ‫ـول إىل املتمكنــن‪ ،‬واملبدعــن لُغويًّــا؛ بحيــث ميكــن أن تســاعد الطـ‬ ‫املتفوقــن واملوهوبــن وصـ ً‬
‫ـرص املناســبة لالشــراك يف الخــرات املبــارشة وغــر املبــارشة)(((‪.‬‬ ‫اإلدراك‪ ،‬وتــزود جميـ َع الطــاب بال ُفـ َ‬
‫العربيــة يحتــاج إىل تخــر‬ ‫َّ‬ ‫ن بغــر‬ ‫للناط ِقـ َ‬ ‫ن يف إعــداد املناهــج التــي تُــد َّرس ِ‬ ‫ـال‪ :‬إ َّن كُ ًّل مــن العاملـ َ‬ ‫ـول إجـ ً‬ ‫وميكــن القـ ُ‬
‫خاصــة‬ ‫َّ‬ ‫ـم‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫لديه‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫املحب‬
‫َّ‬ ‫ـائل‬ ‫ـ‬ ‫بالوس‬ ‫ـاعدتهم‬ ‫ـ‬ ‫ومس‬ ‫ـاب‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الط‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫نفس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫دراس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـب؛‬ ‫ـ‬ ‫األجان‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫للط‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫َّ‬ ‫العا‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫املي‬ ‫مــا يتفــق مــع‬
‫عمليــة التعلــم‪ ،‬وعــدم‬ ‫َّ‬ ‫يف‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الطال‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـهلة‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـاظ‬ ‫ـ‬ ‫األلف‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫باختي‬ ‫ـز‬ ‫ـ‬ ‫تتمي‬
‫َّ‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫مناه‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫واس‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫املراح‬ ‫ـذه‬ ‫يف بَـ ْدء هـ‬
‫املناســبة باســتخدام أقل‬ ‫ر مــن معنــى‪ ،‬كــا تجـ ُدر اإلشــار ُة إىل اختيــار املناهــج ِ‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫تح‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الصعب‬ ‫ـاظ‬ ‫ـ‬ ‫األلف‬ ‫إىل‬ ‫اللجــوء‬
‫العربيــة تتميــز بكــرة مفرداتهــا‪ ،‬فمنهــا الســهل‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫فال‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫باللغ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫التعل‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫عملي‬
‫َّ‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫تفي‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫الكلـ‬
‫ومنهــا الصعــب‪ ،‬وهــي لغــة اإليجــاز‪.‬‬
‫حمــزة كريــم املســند‪ ،‬د‪ .‬بســمة أحمــد صدقــي الدجــاين‪ ،‬منهــاج تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ :‬تعليــم األصــوات أمنوذ ًجــا‪ ،‬مركــز اللغــات‬ ‫(( (‬
‫بالجامعــة األردنيــة‪ ،‬األردن‪ ،‬مجلــة دراســات وأبحــاث‪ ،‬املجلــة العربيــة يف العلــوم اإلنســانية‪ ،‬واالجتامعيــة ص‪.)225( :‬‬
‫املرجع السابق‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬ ‫(( (‬
‫حمــزة كريــم املســند‪ ،‬و د‪ .‬بســمة أحمــد صدقــي الدجــاين منهــاج تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ :‬تعليــم األصــوات أمنوذ ًجــا‪ ،‬مركــز اللغــات‬ ‫(( (‬
‫بالجامعــة األردنيــة‪ ،‬األردن مجلــة دراســات وأبحــاث‪ ،‬املجلــة العربيــة يف العلــوم اإلنســانية‪ ،‬واالجتامعيــة ص‪.)225( :‬‬
‫محمود أحمد السيد‪ ،‬املوجز يف طرق تدريس اللغة‪ ،‬دار العودة‪ ،‬بريوت (‪1980‬م)‪ ،‬ص‪.47:‬‬ ‫(( (‬
‫حمزة كريم املسند‪ ،‬ود‪ .‬بسمة أحمد صدقي الدجاين‪ ،‬منهاج تعليم العربية للناطقني بغريها‪ :‬تعليم األصوات أمنوذ ًجا‪ ،‬ص‪.226:‬‬ ‫(( (‬
‫عيل بن عبد املحسن الحديبي‪ ،‬معايري تصميم كتاب اللغة العربية املدريس‪ ،‬وآخرون (‪ 1414‬ه ‪2019 -‬م)‪ ،‬ص‪.)78( :‬‬ ‫(( (‬

‫‪1077‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫للناط ِق َ‬
‫ني بغريها‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫العربية‬
‫َّ‬ ‫ثانيا‪ :‬املشكالت املتع ِّلقة بإعداد ُمع ِّلمي ال ُّلغة‬
‫ً‬
‫والتميــز‬ ‫ُّ‬ ‫خاصــة تؤهلــه للعمــل واإلنجــاز‬ ‫ن بغريهــا مبؤهــات وإمكانــات َّ‬ ‫للناط ِق ـ َ‬ ‫العربيــة ِ‬ ‫َّ‬ ‫ينبغــي أن يتحــى معلــم اللُّغــة‬
‫الوطنيــة‪ ،‬أو‬ ‫َّ‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫كلغت‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ويفهمه‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫يتكلمه‬ ‫أن‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ك‬ ‫ِ‬ ‫وي‬
‫ُ‬ ‫ـها‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫يدرس‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫باللغ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ْ‬ ‫ل‬‫ع‬‫ِ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫يك‬ ‫(أن‬ ‫يف هــذا املجــال؛ حيــث عليــه‬
‫ن ُت ِّكنــه مــن أن يقــارن اللغتــن لنفســه إن مل يكــن‬ ‫أقــل قليـ ًـا‪ ،‬كذلــك يجــب أن يكــون عــى قــدر مــن املعرفــة بلغــة املتعلِّمـ َ‬
‫لتالمذتــه‪ ،‬وأن يصــل إىل أو ُجــه الخــاف األساسـ َّـية بينهــا ومناطــق الصعوبــة فيهــا‪ ،‬وهــو إىل جانــب هــذا ال بـ َّد أن يكــون‬
‫ـاء الــرح‪ ،‬وقــدرة عــى وضــع التامريــن والتدريبــات الكثــرة‪ ،‬وكل هــذا يعنــي أن‬ ‫ذا أُ ُذن مد َّربــة رسيعــة‪ ،‬وصــر ال ينفــد أثنـ َ‬
‫جغرافيــا‪ -‬ليــس بطبيعتــه ذا موهبــة لتعليــم اللغــات املتكلمــة‪ ،‬وإن كان يجــب األخــذ بــه‬ ‫ًّ‬ ‫وصفيــا أو‬
‫ًّ‬ ‫‪-‬تاريخيــا كان أو‬ ‫ًّ‬ ‫عالِــم اللُّغــة‬
‫عمليــة التعليــم)(((‪.‬‬ ‫يف َّ‬
‫عمليــة التعلــم؛ فينتقــل باللغــة حيــث يشــاء للوصــول إىل صحــة العبــارات‬ ‫َ َّ‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫أثن‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫بديه‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫صاح‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫يك‬ ‫أن‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫املعل‬ ‫ـى‬ ‫وعـ‬
‫املنطوقــة التــي يجــب أن تصــل إىل الطالــب بســهولة ويُــر مــع مراعــاة الفصحــى يف نهايــة األمــر (فوجــوب االنتقــال مــن‬
‫العاميــة‬
‫َّ‬ ‫املعلــوم إىل املجهــول ومعنــاه يف النهايــة أن األخــذ بالفصحــى املعــارصة‪ ،‬مــع االعتــاد عــى عنــارص مختــارة مــن‬
‫والتــدرج مــن هــذه الفصحــى إىل فصحــى الــراث يتــاىش مــع املبدأيــن املقرريــن مــن اختيــار األلفاظ‪ ،‬وكــون هــذا االختيار‬
‫مؤقتًــا‪ ،‬والواجــب اتباعهــا م ًعــا يف تعليــم اللُّغــة)(((‪.‬‬
‫ـر يف جانــب‬ ‫الصوتيــة للمعلِّــم‪ ،‬فــا يلفــت النظـ َ‬ ‫َّ‬ ‫ومــن أهــم مــا يلــزم معلـ َم اللُّغــة مــن مهــارات أو قــدرات هــو تلــك القــدرة‬
‫الصوتيــة‪ ،‬وإىل التدريــب الــكايف عــى اســتخدام اإلمكانــات‬ ‫َّ‬ ‫الصــوت واألداء (افتقــار كثــر مــن املتحدثــن إىل الثقافــة‬
‫الرتكيبيــة‬
‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ط‬ ‫ن‬
‫ُّ‬ ‫ال‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫املالم‬ ‫أو‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫اللفظي‬
‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الصوتي‬
‫َّ‬ ‫ـائل‬ ‫الصوتيــة املتن ِّوعــة التــي تدخــل تحــت مــا يُس ـ َّمى بالوسـ‬ ‫َّ‬
‫ـر‪،‬‬ ‫ْ‬ ‫ـ‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـوات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫األص‬ ‫ـاذج‬ ‫ـ‬ ‫من‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫لتنوي‬ ‫مة‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ـتخ‬ ‫ـ‬ ‫واملس‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫اللغو‬ ‫ـالة‬ ‫ـ‬ ‫الرس‬ ‫الكالميــة‪ ،‬واملشــا َركة لهــا يف أداء‬ ‫َّ‬ ‫للعمليــة‬
‫َّ‬ ‫املصاحبــة‬ ‫ِ‬
‫أهمية‬
‫والتنغيــم‪ ،‬ودرجــة الصــوت‪ ،‬ومعــدل رسعتــه أو اســتمراريته‪ ،‬ونوعيتــه‪ ،‬ومــدى ارتفاعــه‪ ،‬وطــول الوقفة أو الســكتة‪ ،‬وتــأيت َّ‬
‫الصوتيــة مــن أنَّهــا تنتــج نحــو مــن (‪ )%38‬مــن الرســالة اللغويَّــة‪ ،‬كــا أنَّهــا ميكــن أن تكــون ذات تأثــر ســلبي‬ ‫َّ‬ ‫هــذه املفاتيــح‬
‫حــن يســاء اســتخدامها)(((‪.‬‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬بدايـ ًة‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫يف ضــوء مــا ســبق ميكــن مالحظــة كثــر مــن القصــور يف إعــداد وتأهيــل ُمعلِّمــي اللُّغــة‬
‫أوليــة النتقــاء األكــر اســتعدا ًدا للعمــل بهــذا املضــار‪ ،‬م َّمــن يتوفــر لديهــم امليــل الشــديد والرغبــة‬ ‫مــن عــدم عقــد اختبــارات َّ‬
‫العربيــة وقــدرات التعا ُمــل مــع الطــاب ونحــو ذلــك‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الصوتي‬
‫َّ‬ ‫ـارج‬ ‫ـ‬ ‫املخ‬ ‫ـامة‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ل‬‫ه‬‫األوليــة ِّ‬
‫املؤ‬ ‫الصادقــة والقــدرات َّ‬
‫تكنولوجيــا‪،‬‬ ‫ًّ‬ ‫ن بغريهــا َض ْعــف إعــداد املعلــم إعــدا ًدا‬ ‫للناط ِق ـ َ‬ ‫العربيــة ِ‬ ‫َّ‬ ‫ومــن النواقــص املس ـ َّجلة يف تأهيــل ُمعلِّمــي اللُّغــة‬
‫أهميــة املتل ِّقــي ووصــول صحيــح للمعلومة‬ ‫َّ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫تعتم‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫بطريق‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫وغريه‬ ‫الدالليــة‬
‫َّ‬ ‫الصوتيــة‪ ،‬واألصــول‬ ‫َّ‬ ‫وتزويــده بخــرة املعامــل‬
‫إليــه‪ ،‬فالتحليــل الصــويتّ‪ ،‬والــداليل‪ ،‬والنحــوي‪ ،..‬مــن األهميــة مبــكان؛ فلذلــك تعمــل األبحــاث عــى معالَجــة تلــك اإلشــكاالت‬
‫والنظــر فيهــا)(((‪.‬‬
‫ن باللغــة‬ ‫اطق ـ َ‬ ‫حقيقيــة تضــم طالبًــا مــن غــر ال َّن ِ‬ ‫َّ‬ ‫ن يف فصــول‬ ‫ـي للمعلِّم ـ َ‬ ‫ـا يُال َحــظ كذلــك َض ْعــف التدريــب العمـ ّ‬ ‫ومـ َّ‬
‫حقيقيـ ًة بواقــع الطــاب الذيــن ميكــن أن‬ ‫َّ‬ ‫ة‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫معرف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫يضم‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫متنوع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫عملي‬
‫َّ‬ ‫ـرات‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫يضم‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫العم‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫فالتدري‬ ‫ـة؛‬ ‫العربيـ‬
‫َّ‬
‫ـتقبل‪.‬‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫معه‬ ‫ـل‬ ‫يتعامـ‬
‫ـي يف تأهيــل الطــاب‪ ،‬وقــد يكــون‬ ‫ـري عــى الجانــب العمـ ّ‬ ‫ومــن جوانــب القصــور املال َحظــة كذلــك غلبــة الجانــب النظـ ّ‬
‫التطبيقيــة لهــذه املــواد يف الواقــع‬ ‫َّ‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫بالجوان‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العناي‬ ‫دون‬ ‫مــن مالمحــه تض ُّخــم املــواد التــي يدرســها الطالــب بشــكل نظــري‬
‫العمليــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫حيات‬ ‫يف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ق‬‫ً‬ ‫الح‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫به‬ ‫ـاع‬ ‫ـ‬ ‫لالنتف‬ ‫ـي‪ ،‬وهــو مــا يُف ِقدهــا أهميتَهــا لــدى الطالــب‪ ،‬وال يؤهلــه‬ ‫العمـ ّ‬
‫الذاتيــة وحــب االســتزادة مــن الخــرات واملعــارف‬ ‫َّ‬ ‫ـراءة‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫تكوي‬ ‫ـدم‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫كذل‬ ‫ـجيله‬ ‫ـ‬ ‫تس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ميك‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫أخط‬ ‫ـن‬ ‫ومـ‬
‫ـب مــن بحــوث تقتضيــه التعا ُمـ َـل مــع املكتبــة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الطال‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫ل‬
‫ُ َّ‬‫ك‬ ‫ي‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫يتحق‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـال‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املج‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العلمي‬
‫َّ‬
‫العلميــة يف امل َْيــدان‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ات‬ ‫د‬‫َّ‬ ‫ج‬‫ِ‬ ‫ـت‬
‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫آخ‬‫ِ‬ ‫ومــع‬

‫د‪ .‬صبحي إبراهيم الصالح‪ ،‬دراسات يف فقه اللغة‪ ،‬ص‪.)354( :‬‬ ‫(( (‬
‫د‪ .‬صبحي إبراهيم الصالح‪ ،‬دراسات يف فقه اللغة (املتوىف‪1407 :‬هـ)‪ :‬دار العلم للماليني (‪1379‬هـ‪1960-‬م)‪ ،‬ص‪.)354( :‬‬ ‫(( (‬
‫أحمد مختار عبد الحميد عمر‪ ،‬أخطاء اللغة العربية املعارصة عند الكتّاب واإلذاعيني‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬ص‪.)23( :‬‬ ‫(( (‬
‫محمد عادل الرويني‪ ،‬العربية لغري الناطقني بها يف ضوء اإلشكاالت اللغوية‪ ،‬دار اللؤلؤة للنرش والتوزيع املنصورة‪ ،‬مرص‪ ،‬ص‪.)26( :‬‬ ‫(( (‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1078‬‬
‫للناط ِقــ َ‬
‫ن‬ ‫ِ‬ ‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫ثال ًثــا‪ :‬املشــكالت املتع ِّلقــة بطُــ ُرق وأســاليب تعليــم ال ُّلغــة‬
‫بغريهــا‪:‬‬
‫ـرا لكــرة البحــوث‬ ‫ن بهــا عــى حـ ٍّد ســوا ٍء تق ُّد ًمــا ملحوظًــا؛ نظـ ً‬ ‫اطقـ َ‬ ‫ن بهــا وغــر ال َّن ِ‬ ‫للناط ِقـ َ‬ ‫تقدمــت وســائل تعليــم اللغــات ِ‬
‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫املخصصــة لتعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقـ َ‬ ‫ـي مبدارســنا ومراكزنــا َّ‬ ‫ـر أن الواقــع العمـ ّ‬ ‫املتخصصــة املو َّجهــة إىل هــذا املجــال‪ ،‬غـ َ‬ ‫ِّ‬
‫بغريهــا مل يــزل يعــاين الكثــر مــن جوانــب القصــور؛ فامزالــت الطُّــرق التقليديَّــة كطريقــة الرتجمــة وطريقــة العنايــة امل ُ ْف ِرطَــة‬
‫ني‬ ‫ـاضة مل تــزل هــي الســائدة يف فصــول تعليــم اللُّغــة العربيَّــة ِ‬
‫للناط ِق َ‬ ‫ـي والتل ِّقــي املبــارش واإللقــاء واملحـ َ‬ ‫بالنحــو غــر الوظيفـ ّ‬
‫بغريهــا‪ ،‬وبخاصــة يف البــاد األعجميــة يف آســيا وأفريقيــا التــي تهتــم بهــذا األمــر اهتام ًمــا ملحوظًــا‪.‬‬
‫العربيــة مــن غــر ناطقيهــا مشــكلة اإلرســال والتل ِّقــي و(إشــكالية التحـ ُّدث أو التكلــم‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ومــن املشــاكل التــي تواجــه متعلِّ ِمــي‬
‫أو مــا يســميها بعضهــم بالطالقــة اللغويَّــة إشــكالية حــارضة يف الصــف‪ ،‬لــدى طالبنــا‪ ،‬بداي ـ ًة مــن املســتوى األول وحتــى‬
‫ـر لآل َخريــن يف حــدود مســتوياتهم‪ ،‬وال‬ ‫ر الطــاب ال يُجيــدون التكل ـ َم والتعبـ َ‬ ‫ُتخصصــة؛ فنجــد أك ـ َ‬ ‫املســتويات املتق ِّدمــة وامل ِّ‬
‫ـث الطــاب عــى االسرتســال يف الحديث‪،‬‬ ‫يتحدثــون إال إىل ُمعلِّ ِميهــم بعبــارات ركيكــة وبســيطة‪ ،‬ومــن وســائل موا َجهــة ذلــك حـ ّ‬
‫وتســجيل األخطــاء‪ ،‬وتصنيفهــا‪ ،‬ودراســة تلــك األخطــاء وتحليلهــا والعمــل عــى عالجهــا‪ ،‬ومهــارة الطــرح‪ ،‬وعــدم االســتئثار‬
‫بالحديــث‪ ،‬ومراعــاة عــدد الطــاب وعــدد ســاعات التح ـ ُّدث)(((‪.‬‬
‫ني بغريها شــيوع اســتخدام طريقــة التدريــس التقليديَّة؛‬ ‫للناط ِق َ‬ ‫ـا يُال َحــظ مــن جوانــب القصــور يف تعليــمِ اللُّغــة العربيَّ ِة ِ‬ ‫ومـ َّ‬
‫ـتمرة كبــرة؛ لذلــك يجــب أن يَحـ ِرص املعلـ ُم عــى اســتخدام‬ ‫مــن التلقــن الجــري‪ ،‬وهــي طريقــة عقيمــة ال ت َ ِعــد بنتائــج مسـ َّ‬
‫ـي مــع الطالــب غــر‬ ‫أســلوب التعلــم ال َّن ِشــط الــذي يعتمــد عــى إســراتيجيات التعلــم الحديثــة التــي تُركِّــز عــى العمــل املنهجـ ّ‬
‫الناطــق باللغــة العربيَّــة‪ ،‬وجعلــه محــو َر العمليَّــة التعليميَّــة‪ ،‬كــا ينــوه عــى االســتفادة الســمعيَّة والبرصيَّــة بالوســائل الحديثــة‬
‫املســتخ َدمة تكنولوجيًّا‪.‬‬
‫ن التــي تدخــل يف إطــار التعلــم ال َّن ِشــط التعا ُمــل يف األمــور‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـمِ‬
‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫املهم‬ ‫ومــن الوســائل‬
‫العربيــة‪ ،‬التعا ُمــل ‪-‬بنجــاحٍ‪ -‬مــع عــدد‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫بغ‬ ‫ـق‬
‫ـ‬ ‫الناط‬ ‫ـتطيع‬ ‫ـ‬ ‫(فيس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫إليه‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫لحاجت‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫اهت‬ ‫ـدار‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـي‬ ‫املهمــة التــي هـ‬
‫اجتامعيــة بســيطة‪ ،‬يقتــر الحديــث‬ ‫َّ‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫مواق‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـتعامل‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـدة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ق‬
‫َّ‬ ‫املع‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫لي‬
‫ُ َّ‬‫التواص‬ ‫ـام‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫امله‬ ‫محــدود مــن‬
‫عــى بعــض الحــوارات املحسوســة ومواضيــع متوقَّعــة رضوريَّــة للعيــش يف مجتمــع اللُّغــة الهــدف‪ ،‬وتتعلــق هــذه املواضيــع‬
‫املفضلــة‪ ،‬وكذلــك بعــض‬ ‫اليوميــة‪ ،‬والهوايــات‪ ،‬واألشــياء َّ‬ ‫َّ‬ ‫ـخصية أساسـ َّـية عــن الــذات‪ ،‬واألرسة‪ ،‬واملنــزل‪ ،‬واألنشــطة‬ ‫مبعلومــات شـ َّ‬
‫الحاجــات الرضوريَّــة؛ كطلــب الطعــام يف املطعــم ورشاء حاجيــات أساسـ َّـية مــن الســوق‪ ،‬بتفاعــل مــن املتوســط األدىن مــع‬
‫اآل َخريــن ارتــكايس‪ ،‬يف محاولتــه اإلجابــة عــن أســئلة مبــارشة أو طلبــات للمعلومــات)(((‪.‬‬
‫ومــن جوانــب القصــور املشــا َهدة‪( :‬عــدم اســتخدام‪ ،‬الوســائل الســمعيَّة والبرصيَّــة يف تعليم اللُّغــات‪ ،‬فاســتخدامها يف تعليم‬
‫اللغــات األجنبيَّــة يــؤ ِّدي إىل منــو الــروة اللغويَّــة عنــد التالميــذ‪ ،‬واســتخدام الوســائل التعليميَّــة يذهــب امللــل ويخلــق جـ ًّوا ِمــن‬
‫التفــاؤل والحــاس داخـ َـل غرفــة الصــف‪ ،‬وكذلــك يــؤ ِّدي إرشاكهــا يف تقديــم املــادة اللغويَّــة إىل تعميق فَ ْهــم الطــاب للُّغة؛ ألن‬
‫تل ِّقــي املعلومــة عــى شــكل ُصـ َور أو فيديــو مثـ ًـا يــؤ ِّدي إىل تعــا ُون أكــر مــن حاســة يف اســتقبال املعلومــة)(((‪.‬‬
‫العربية وتحدياتها‪:‬‬
‫َّ‬ ‫راب ًعا‪ :‬املشكالت املتعلِّقة بخصائص اللُّغة‬
‫ـوي املبــارش‪ ،‬ســواء‬
‫عمليــة التعلــم مــن الكيــان اللُّغـ ّ‬
‫ن بهــا مشــاكل كثــرة يف َّ‬ ‫اطقـ َ‬ ‫العربيــة مــن غــر ال َّن ِ‬
‫َّ‬ ‫دارس اللُّغــة‬‫يُقا ِبــل ُ‬
‫الرصفيــة أو غريهــا مــن الــدالالت الرتكيبيــة النحويَّــة‪( :‬فاللغــة وســيلة التفاهــم والتخاطــب‬ ‫َّ‬ ‫أو‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الصوتي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الدالل‬ ‫كان بســبب‬
‫ـس البرشيَّـةُ‪ ،‬ومــا يحملــه اإلنســا ُن مــن عواطــف ومشــاعر تجــا َه اآل َخريــن وتجــا َه األشــياء‪ ،‬فهــي رأس‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫النف‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫والتعبــر ع َّ ُ ُّ‬
‫ك‬ ‫ت‬ ‫ـا‬
‫ـ‬
‫ـر‪ ،‬وبيــان مصــور)(((‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫مع‬ ‫ـان‬
‫ـ‬ ‫ولس‬ ‫ـر‪،‬‬
‫ـ‬‫ك‬ ‫ف‬
‫ُ ِّ‬‫م‬ ‫ـب‬
‫ـ‬ ‫قل‬ ‫ـة‪:‬‬
‫ـ‬ ‫ثالث‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫العل‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫«مطال‬ ‫ـل‪:‬‬‫ـ‬ ‫قي‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫فق‬ ‫مطالــع العلــوم‪،‬‬

‫محمد عادل الروينى‪ ،‬العربية لغري الناطقني بها يف ضوء اإلشكاالت اللغوية‪ ،‬دار اللؤلؤة للنرش والتوزيع املنصورة‪ ،‬مرص‪ ،‬ص‪.)29( :‬‬ ‫(( (‬
‫يونــس فتحــي عــي‪ ،‬ومحمــد عبــد الــرؤوف الشــيخ‪ ،‬املرجــع يف تعليــم اللغــة العربيــة لألجانــب مــن النظريــة إىل التطبيق‪ ،‬مكتبــة وهبــة‪ ،‬القاهرة‪،‬‬ ‫(( (‬
‫(‪ 2003‬م)‪ ،‬ص‪.)38( :‬‬
‫حســن خالــد أبــو عمشــة وآخــرون‪ ،‬التقويــم اللغــوي يف برنامــج تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬دار وجــوه للنــر والتوزيــع‪ ،‬الســعودية‬ ‫(( (‬
‫(‪1441‬ه‪2019-‬م)‪ ،‬ص‪.)398( :‬‬
‫سعود بن سليامن اليوسف‪ ،‬قيمة اللغة العربية‪ ،‬مركز امللك عبدالله بن عبدالعزيز الدويل لخدمة اللغة العربية‪ 1438( ،‬ه)‪ ،‬ص‪.)6( :‬‬ ‫(( (‬

‫‪1079‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫لكــن اللُّغــة العربيَّــة قــادرة عــى مســايَرة ركــب الحضــارات (وقــادرة عــى مواكَبَــة التطـ ُّور‪ ،‬ومســايَرة التمـ ُّدن‪ ،‬وهــذا مــا‬
‫جعلهــا واحــد ًة مــن أهــم اللغــات عــى الشــبكة العنكبوتيَّــة (اإلنرتنــت)‪ ،‬بــل إن اللُّغــة العربيَّــة فرضت نفســها لغـ ًة ثانيـ ًة يف كثري‬
‫مــن الــدول األعجميــة‪ ،‬ودخلــت قاعــة الــدرس بصفتهــا منه ًجــا يُــد َّرس)(((‪.‬‬
‫والرصفيــة‬
‫َّ‬ ‫الصوتيــة‬
‫َّ‬ ‫ن بهــا‪ ،‬متعــددة مــن النواحــي التعلُّ ِم َّيــة‬ ‫اطقـ َ‬ ‫العربيــة مــن غــر ال َّن ِ‬ ‫َّ‬ ‫فاملشــكالت اللغويَّــة لــدارس اللُّغــة‬
‫والبالغيــة‪ ...‬وغريها‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬‫والرصفي‬
‫َّ‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬‫والداللي‬
‫َّ‬ ‫ة‪،‬‬ ‫الصوتي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـتويات‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫يف‬ ‫ـر‬
‫َ‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫لتنت‬ ‫ة‬‫ُ‬ ‫ـارش‬ ‫ـ‬ ‫املب‬ ‫ـكاالت‬
‫والدالليــة؛ حيــث تتنـ َّوع اإلشـ ُ‬ ‫َّ‬
‫الصوتيــة أحــد األســاليب اللغويَّــة التــي توضــح املعنــى املــراد مــن الكلمــة؛ وهــي‪« :‬التــي تســتم ّد مــن طبيعــة بعض‬ ‫َّ‬ ‫(والســياقات‬
‫األصــوات‪ ،‬فكلمــة تنضــخ «تعــر عــن فــوران الســائل يف قــوة وعنــف‪ ،‬وهــي إذا قورنــت بنظريتهــا «تنضــح» التــي تــدل عــى‬
‫أكسـ َـبها ‪-‬يف رأي اللغويــن‪-‬‬ ‫ـن أن صــوت الخــاء يف األوىل لــه َد ْخــل يف داللتهــا؛ فقــد َ‬ ‫ـرب الســائل يف تــؤدة وبــطء‪ ،‬يتبـ َّ‬ ‫تـ ُّ‬
‫تلــك القــو َة وذلــك العنـ َـف‪ ،‬وعــى هــذا فالســامع يتصــور بعــد ســاعه كلمــة «تنضــخ» شــيئًا يفــور منهــا؛ بســبب النطــق فــو ًرا‬
‫قويًّــا عني ًفــا(((‪.‬‬
‫ـر‬ ‫ـاء عنــد املاليــو‪ ،‬أو تغـ ُّ‬ ‫ـرج الصحيــح مثــل نطــق‪ ،‬الحــاء هـ ً‬ ‫الصوتيــة‪( :‬تشــمل صعوبـ َة نُطــق الحــرف مــن امل َخـ َ‬ ‫واإلشــكاالت َّ‬
‫ـرف (الــواو) ‪ v‬وكذلــك نطــق الكثــر مــن املتح ِّدثــن باللغــة‬ ‫ـرس حـ َ‬ ‫املخــرج بالكليَّــة؛ كنطــق الباكســتانيني واألفغــان وال ُفـ ْ‬
‫ـدل مــن النحــاس‪ ...‬وتدخــل يف اإلشــكاالت الصوتيَّــة ُّكل مــا يتعلَّــق بالصوتيــات‪،‬‬ ‫ـاء (فيقولــون‪ :‬النخــاس بـ ً‬ ‫الروســية‪ ،‬الحــاء‪ ،‬خـ ً‬
‫ـرا واض ًحــا)(((‪.‬‬ ‫وكذلــك عــدم التفريــق بــن الحركــة الطويلــة والحركــة القصــرة؛ مــا يؤثِّــر يف كتابــة الطالــب تأثـ ً‬
‫والداللــة النحويَّــة‪( :‬إحــدى الــدالالت وأهمهــا يف توضيــح املشــكل يف ســياق الجملــة؛ فلــه الــدور البــارز والرئيــس يف‬
‫تصويــب القــول يف أي جملــة‪ ،‬وهــو‪« :‬مــا يقتضيــه نظــام الجملــة يف لغــة مــن اللغــات مــن ترتيــب وهندســة؛ بحيــث لــو اختـ َّـل‬
‫أصبــح مــن العســر أن يفهــم املــراد منهــا)(((‪.‬‬
‫ويقابــل الناطقــون لغــر العربيَّــة هــذه املشــكلة الكبــرة؛ لذلــك يكــون دور املعلــم يف إظهــار هــذه الداللــة النحويَّــة بصــورة‬
‫ـرة للطــاب األجانــب‪.‬‬ ‫ميـ َّ‬
‫العربيــة لغــر العــرب؛ حيــث إ َّن‬ ‫َّ‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫مج‬ ‫يف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الباحث‬ ‫ر‬ ‫و‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫تص‬ ‫يف‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫يوض‬ ‫أن‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ينبغ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫النحو‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الرتاكي‬ ‫ـكاالت‬ ‫ـ‬ ‫(فإش‬
‫إشــكاالت الرتاكيــب النحويَّــة تختلــف اختالفًــا واض ًحــا باختــاف األجنــاس واللُّغــات‪ ،‬فالفصــل الواحــد تتقــارب فيه اإلشــكاالت‬
‫الصوتيــة يف املرحلــة األوىل مــن املســتوى األول‪ ،‬بينــا يظهــر االختــاف يف اإلشــكاالت عندمــا يبــدأ الطــاب يف التعــرض‬ ‫َّ‬
‫لرتاكيــب مثــل املضــاف واملضــاف إليــه‪( ،‬أو) إضافــة العــدد إىل معــدودة‪( ،‬أو) املوصــوف وصفتــه‪( ،‬أو) املعرفــة والنكــرة ‪ ...‬إلخ؛‬
‫مسـ ُة َر ُجـ ٍـل)‪( ،‬الكبــر‬ ‫(البي ِتــي)‪ْ ( ،‬خ َ‬ ‫فنجــد تبايُـ َن الطــاب يف تعاطيهــم مــع هــذه الرتاكيــب واض ًحــا‪ ،‬فمنهــم َمـ ْن يق(((ــول مثـ ًـا‪ْ :‬‬
‫وسـ َـيا)‪( ،‬األوروبــا)‪ ،‬وغــر ذلــك مــن إشــكاالت املســتوى النحــوي ‪.‬‬ ‫(الر ْ‬
‫األســتاذ)‪ُّ ،‬‬
‫ويحتــاج الطــاب األجانــب لدراســة األوزان الرصفيَّــة؛ للتفرقــة بــن الفعــل والفاعــل واملفعــول‪ ،‬فهــو بخــاف الطالــب‬
‫يب يف متييــزه لداللــة الكلمــة‪.‬‬ ‫العــر ّ‬
‫العربيــة عنــد تعلُّمهــم اللُّغــة؛ (فصيغــة الكلمــة أو وزنهــا‬ ‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫بغ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫تواج‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الصعوب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الرصفي‬
‫َّ‬ ‫ـكاالت‬ ‫ـ‬ ‫واإلش‬
‫ـت معــاين األلفــاظ املش ـتَ َّقة مــن مــادة واحــدة؛‬ ‫َ ْ‬ ‫ـ‬‫لتبس‬ ‫ل‬ ‫َ‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫ـوال‬ ‫ـ‬ ‫ول‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫معناه‬ ‫ـدد‬ ‫ـ‬ ‫تح‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫األساس‬ ‫ـارص‬ ‫ـ‬ ‫العن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫عنــر‬
‫خصــص املعنــى وتحــدده؛ كتحديــد معنــى الفاعلية فيــا كان عــى وزن فاعل‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـروق‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الف‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تقي‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫فالصيغ‬
‫مــن الثــايث أو مف ِعــل مــن أفعــل أو مفت ِعــل مــن افتعــل‪ ،‬وتحــدد معنــي املفعوليــة يف أوزان اســم املفعــول‪ ،‬أو معنــى الطلــب‬
‫يف اســتفعل كاســتغفر)(((‪.‬‬
‫ـرا بأثــر االشــتقاق يف داللــة املفــردات‪ ،‬ســواء‬ ‫ن بغــر العربيَّــة يتعلَّــق تعل ًقــا كبـ ً‬ ‫للناط ِقـ َ‬‫الصفيــة ِ‬ ‫والحديــث عــن اإلشــكاالت َّ‬
‫ـي؛ لك َّن‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫واألجنب‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫َّال‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـري‬
‫ـ‬ ‫تج‬ ‫ـتقاق‬ ‫ـ‬ ‫االش‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫فصعوب‬ ‫ـتقاق؛‬ ‫ـ‬ ‫االش‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫صعوب‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـس‬ ‫كانــت األفعــال أو األســاء‪( ،‬وليـ‬

‫خالــد بــن حامــد الحازمــي‪ ،‬اآلثــار الرتبويــة لدراســة اللغــة العربيــة‪ :‬الجامعــة اإلســامية باملدينــة املنــورة‪ ،‬العــدد (‪ ،)121‬الســنة ()‪35‬‬ ‫(( (‬
‫‪(1424‬ه)‪ ،‬ص‪.)448( :‬‬
‫إبراهيم أنيس‪ ،‬داللة األلفاظ‪ ،‬مكتبة األنجلو املرصية‪ ،‬ط «‪1984‬م»‪ ،‬ص‪.)35( :‬‬ ‫(( (‬
‫محمد عادل الروينى‪ ،‬العربية لغري الناطقني بها يف ضوء اإلشكاالت اللغوية‪ ،‬دار اللؤلؤة للنرش والتوزيع‪ ،‬املنصورة‪ ،‬مرص‪ ،‬ص‪.)28( :‬‬ ‫(( (‬
‫إبراهيم أنيس‪ ،‬داللة األلفاظ‪ ،‬مكتبة األنجلو املرصية‪ ،‬ط‪1984« :‬م»‪ ،‬ص‪.)48( :‬‬ ‫(( (‬
‫محمد عادل الروينى‪ ،‬العربية لغري الناطقني بها يف ضوء اإلشكاالت اللغوية‪ ،‬دار اللؤلؤة للنرش والتوزيع املنصورة‪ ،‬مرص‪ ،‬ص‪.)29( :‬‬ ‫(( (‬
‫محمد املبارك‪ ،‬فقه اللغة‪ ،‬دراسة تحليلية مقارنة للكلمة العربية‪ ،‬مطبعة جامعة دمشق‪ ،‬ص‪.)79-96( :‬‬ ‫(( (‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1080‬‬
‫عر ْضنــا صيغتَــي فَاعــل و َم ْف ُعــول عــى طالبــن أحدهــا عــريب‬
‫داللــة امل ُشـتَ ّق إشــكالية لــدى غــر العــرب فقــط؛ فمثـ ًـا‪ :‬لــو َ‬
‫واآلخــر غــر عــريب كــا يف‪:‬‬

‫صيغة مفعول‬ ‫صيغة فاعل‬


‫معشوق‬ ‫عاشق‬

‫ن َمـ ْن وقَــع منــه‬ ‫يب ليــس لديــه أي إشــكال يف التفريــق بينهــا‪ ،‬وبســاع الصيغــة يســتطيع أن ُي ِّيــز بـ َ‬ ‫ســنالحظ أ َّن العــر ّ‬
‫ـداء‪ -‬معرفــة معنــى الــوزن)(((‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫‪-‬ابت‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـاج‬ ‫ـ‬ ‫يحت‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫بين‬ ‫‪،‬‬‫ـل‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الفع‬ ‫الفعـ ُـل ومــن وقَــع عليــه‬
‫ٍ‬
‫ـداليل‪ :‬وهــو‪( :‬اســتعامل اللفــظ املشــرك يف معنيــن أو معــان إذا صلــح املقــام بحســب اللُّغــة‬ ‫واإلشــكاالت يف التنــوع الـ ّ‬
‫ـر‬
‫ـازي إذا صلــح املقــام إلرادتهــا؛ وبذلــك تَكـ ُ‬ ‫ـي واملجـ ّ‬ ‫العربيَّــة إلرادة مــا يصلــح منهـ(((ـا‪ ،‬واســتعامل اللفــظ يف معنــاه الحقيقـ ّ‬
‫معــاين الــكالم مــع اإليجــاز) ‪.‬‬
‫العربيــة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫للكل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫العا‬ ‫ـص‬ ‫ـ‬ ‫الخصائ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ناحي‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫باللغ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ق‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـائل‬
‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـض‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ـرض‬ ‫كــا توجــد صــور كثــرة لعـ‬
‫ســواء كانــت لتعلُّــم الكتابــة؛ كتغــر صــورة الكلمــة بعــد دخــول همــزة االســتفهام عليهــا‪.‬‬
‫(ســيضع أمــام التلميــذ صــورة أخــرى جديــدة‪ ،‬لتلــك الكلمــة التــي طاملــا مــرت بــه يف مجــاالت القــراءة ونحوهــا‪ ،‬حتــى‬
‫تَثبُــت صورتهــا الخطِّيَّــة يف ذهنــه‪ ،‬وأصبــح مــن اليســر عليــه التقاطهــا برصيًّــا‪ ،‬والنطــق بهــا يف رسعــة مبجــرد النظــر إليهــا‪،‬‬
‫ـر؛ وبهــذا نُ ِ‬
‫فســد عليــه‬ ‫ـر والتفكـ َ‬ ‫ـرا‪ ،‬وســيضطر إىل أن يتلبــث‪ ،‬ويُطيــل النظـ َ‬ ‫وســيقف التلميــذ أمــام هــذه الصــورة الجديــدة حائـ ً‬
‫مهارتَــه يف القــراءة املنطلقــة الرسيعــة‪ ،‬وحســبك أن تكتــب أمامــه‪( :‬أإنــك‪ ،‬أئنــك ‪-‬أإذا‪ ،‬أئــذا ‪-‬أإلــه‪ ،‬أئلــه ‪-‬أإفــكا‪ ،‬أئفــكا ‪-‬أأجيــب‪،‬‬
‫ـر فيهــا رسـ ُم همــزة القطــع‬ ‫صعوبــة يف قــراءة الكلــات التــي يُغـ َّ‬ ‫أؤجيــب ‪-‬أألقــي‪ ،‬أؤلقــي)‪ ،‬ونختــر مــدى مــا عانــاه مــن‬
‫ـدل بقائهــا مرســوم َة عــى ألــف)(((‪.‬‬ ‫بكتابتهــا عــى يــاء أو واو بـ َ‬
‫خامسا ‪ :‬املشكالت املتعلِّقة بجهود تطوير األداء يف هذا املضامر‪:‬‬
‫ً‬
‫ن بهــا‪ ،‬ومــن هــذه املشــكالت تلــك التكلفــة الكبرية‬ ‫اطقـ َ‬ ‫العربيــة لغــر ال َّن ِ‬ ‫َّ‬ ‫يوجــد مشــكالت عا َّمــة تتعلَّــق بقضيــة تعليــم اللُّغــة‬
‫عمليــة التعلــم؛ (فــا ب ـ َّد ‪-‬لحــل هــذه املشــكلة حـ ًّـا‬ ‫َّ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـودة‬ ‫ـ‬ ‫املنش‬ ‫ـداف‬ ‫ملســايَرة ركــب التكنولوجيــا املســتمر‪ ،‬وتحقيــق األهـ‬
‫العربية لغــر العرب‬ ‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫لتعلي‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫عا‬ ‫م‬ ‫و‬
‫َّ َ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ثقافي‬ ‫ـز‬ ‫ـ‬ ‫مراك‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫فت‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـدول‬ ‫العربيــة وجامعــة الـ‬ ‫َّ‬ ‫جذريًّــا‪ -‬مــن دعــوة الحكومــات‬
‫العربيــة‪ ،‬وال ب ـ َّد ‪-‬مــن الزاويــة الرتبويَّــة املحضــة‪ -‬مــن‬ ‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ة‬ ‫ـامي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫األقط‬ ‫يف‬ ‫ـيام‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫وال‬ ‫يف مختلــف بلــدان العالَــم‪،‬‬
‫ـرة‪ ،‬ووضــع مــا يَصلُــح لهــذا‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫املي‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫وتألي‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫به‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـمِ‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫ـن‬ ‫العنايــة بإعــداد املتخصصـ‬
‫التعليــم مــن األفــام املصـ َّورة واألرشطــة املسـ َّجلة)(((‪.‬‬
‫املتخصصــة التــي تهتــم بدراســة مختلــف املشــكالت امليدانيَّــة‬ ‫ِّ‬ ‫ومــن املشــكالت املتعلِّقــة بهــذا الجانــب ِقلَّــة املراكــز البحثيَّــة‬
‫التــي يشــكو منهــا املعلمــون واملتعلمــون‪ ،‬مــع محاولــة الخــروج بحلــول ناجعــة مالمئــة‪ ،‬ومــن هــذا الجانــب كذلــك نجــد أن‬
‫ن بغريهــا ليــس بالعــدد الــكايف املكافــئ‬ ‫الباحثــن الذيــن يتخصصــون يف مجــال دراســات تعليــم اللُّغــة العربيَّــة ِ‬
‫للناط ِق ـ َ‬
‫ِ‬
‫ن بهــا وبخاصــة مــن املســلمني؛ ومــن ث َـ َّم‬ ‫اطقـ َ‬ ‫للمطلــوب؛ فهنــاك إقبــال كبــر عــى تعلُّــم اللُّغــة العربيَّــة ِمـ ْن ِقبَــل غــر ال َّن ِ‬
‫خصــص جهو َدهــا لــه‪.‬‬ ‫ماســة ألعــداد كبــرة مــن الباحثــن املهت ِّمــن بهــذا املجــال ومراكــز األبحــاث التــي ت ُ ِّ‬ ‫تبــدو الحاجــة َّ‬
‫ـدويل للُّغــة‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫الل‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫عب‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫املل‬ ‫ـز‬‫ـ‬ ‫مرك‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫منه‬ ‫ـب‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الجان‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫به‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫للعناي‬ ‫ـاك‬ ‫ـ‬ ‫وهن‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫هن‬ ‫ـز‬ ‫ـ‬ ‫مراك‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫ظه‬ ‫‪-‬‬‫ـك‬
‫ٍّ‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫‪-‬بغ‬ ‫ـرات‬
‫ومــن املبـ ِّ‬
‫العلمي ُة‬
‫َّ‬ ‫ـه‬
‫ـ‬‫ُ‬ ‫ت‬‫مرشوعا‬ ‫ـذ‬ ‫ـ‬ ‫وتأخ‬ ‫ً‪،‬‬‫ة‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ف‬ ‫كا‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫َ‬ ‫ل‬‫العا‬ ‫ـاء‬‫ـ‬ ‫أنح‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫حض‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫رص‬ ‫ـرى‬ ‫ـ‬ ‫الك‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫أهداف‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫(ضم‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫يض‬ ‫ـذي‬ ‫العربيــة الـ‬
‫َّ‬
‫املختصــة يف دول‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫املؤس‬
‫َّ‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـاو‬ ‫ـ‬ ‫والتع‬ ‫ـن‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والباحث‬ ‫ـراء‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـيق‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫والتنس‬ ‫ـال‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املج‬ ‫ـذا‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫يف‬ ‫ـر‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫التبح‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫عاتقه‬ ‫ـى‬ ‫العا َّمـ ُة عـ‬

‫محمد عادل الروينى‪ ،‬العربية لغري الناطقني بها يف ضوء اإلشكاالت اللغوية‪ ،‬دار اللؤلؤة للنرش والتوزيع املنصورة‪ ،‬مرص‪ ،‬ص‪.)29( :‬‬ ‫(( (‬
‫الطاهر بن عاشور‪ ،‬التحرير والتنوير‪ ،‬النارش‪ :‬الدار التونسية للنرش ‪ -‬تونس‪1984( ،‬م)‪.)1/123( ،‬‬ ‫(( (‬
‫اإلمالء والرتقيم يف الكتابة العربية‪ ،‬عبد العليم إبراهيم (ت‪ :‬بعد ‪1395‬هـ)‪ :‬مكتبة غريب‪ ،‬مرص‪ ،‬ص‪.)114( :‬‬ ‫(( (‬
‫دراسات يف فقه اللغة‪ ،‬د‪ .‬صبحي إبراهيم الصالح (ت‪1407 :‬هـ)‪ :‬دار العلم للماليني (‪1379‬هـ‪1960-‬م)‪ ،‬ص‪.)358( :‬‬ ‫(( (‬

‫‪1081‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫العالَــم الســتقراء حــال اللُّغــة‪ ،‬العربيَّــة وتجلياتهــا يف العالَــم؛ وذلــك بهــدف تكويــن قاعــدة معلومــات صلبــة تفيــد جميــع َمـ ْن‬
‫واملؤسســات)(((‪.‬‬ ‫يريــد العمــل يف دعــم اللُّغــة العربيَّــة مــن األفــراد َّ‬
‫ـي ونــر الكتــب مسـ ِ‬
‫ـتهدفًا الرتكيـ َز‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫العلم‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫البح‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫مج‬ ‫يف‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫(يعم‬ ‫ـه‬ ‫ـا يُذكَــر تنوي ًهــا بجهــود هــذا املركــز الرائــد كونـ‬ ‫ومـ َّ‬
‫البحثيــة التــي مــا زالــت بحاجــة إىل تســليط الضــوء عليهــا‪ ،‬وتكثيــف البحــث فيهــا‪ ،‬ولفــت أنظــار الباحثــن‬ ‫َّ‬ ‫ـاالت‬‫ـ‬ ‫املج‬ ‫عــى‬
‫و(العربيــة‬
‫َّ‬ ‫(‪،‬‬ ‫ـوي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـط‬
‫ـ‬ ‫(التخطي‬ ‫ـال‬‫ـ‬ ‫مج‬ ‫ـل‪،‬‬‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـك‬‫ـ‬ ‫وذل‬ ‫ـتثامر؛‬
‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـوه‬‫ـ‬ ‫وج‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫مبختل‬ ‫ـتثامرها‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫أهمي‬
‫َّ‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫األكادميي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫والجه‬
‫ن بهــا)‪ ،‬إىل غــر ذلــك مــن املجــاالت‪ ،‬وإن‬ ‫اطق ـ َ‬ ‫العربيــة‪ ،‬ألبنائهــا أو لغــر ال َّن ِ‬ ‫َّ‬ ‫يف العــامل)‪ ،‬و)األدلــة واملعلومــات) و(تعليــم‬
‫ـي)؛ حيــث إن‬ ‫(العربيــة والحوســبة)‪( ،‬والــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫َّ‬ ‫العربيــة مجــال‬
‫َّ‬ ‫ـتقبلية يف اللُّغــة‬ ‫مــن أهــم مجــاالت البحــث املسـ َّ‬
‫ـروين‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫اإللك‬ ‫ـوى‬‫ـ‬ ‫املحت‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫وكثاف‬ ‫‪،‬‬‫ـرايض‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االف‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫والعا‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫التقني‬
‫َّ‬ ‫ـورات‬ ‫ـ‬ ‫التط‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫تجاوبه‬ ‫ـدى‬ ‫حيــاة اللغــات ومســتقبلها مرهونــة مبـ‬
‫حقيقيــا أمــام اللغــات غــر املنتجــة للمعرفــة أو للتقنيــة)(((‪ ،‬ومــن املبـرات كذلك ‪-‬بحمــد الله‬ ‫ًّ‬ ‫املكتــوب‪ ،‬وهــو مــا يشـ ِّكل تح ِّديًــا‬
‫العربيــة‪ ،‬الــذي أَعلــن عــن مبــادرات طموحــة لخدمــة مــروع تعليــم اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ـدويل‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـلامن‬‫تعــاىل‪ -‬تأســيس مركــز امللــك سـ‬
‫ـر مــن اإلنجــازات امللموســة التــي تســتحق‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫الكث‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫يحق‬ ‫أن‬ ‫ـائه‪-‬‬ ‫ـ‬ ‫إنش‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫حداث‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫‪-‬رغ‬ ‫ـتطاع‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـد‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬وقـ‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬
‫ـاء‪.‬‬
‫التنويـ َه والثن َ‬
‫ـ‬
‫سادسا‪ :‬املشكالت املتعلِّقة بالتقويم املستمر املوازي‪:‬‬
‫ً‬
‫ن بهــا‪ ،‬فهــو وســيلة‬ ‫اطق ـ َ‬ ‫ن بهــا وغــر ال َّن ِ‬ ‫للناط ِق ـ َ‬ ‫العربيــة ِ‬ ‫َّ‬ ‫التقويــم مــن أهــم العمليــات التــي يقــاس بهــا املتعلِّــم للُّغــة‬
‫عمليــة قيــاس األداء‪ ،‬مقارنـ ًة مبحـ َّكات أو معايــر‬ ‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫(فالتقيي‬ ‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫ـرف عــى مســتوى الــدارس للُّغــة‬ ‫مهمــة للحفــاظ والتعـ ُّ‬
‫محـ َّددة‪ ،‬وتشــر إىل أنَّــه يطبــق يف ســياقني مختلفــن‪ :‬فاملعنــى األول للمصطلــح مرتبــط بتقييــم أداء الطــاب يف االختبــارات‬
‫أو االمتحانــات أو غريهــا مــن املهــا ّم؛ لقيــاس تحقيــق نواتــج التعلــم املســته َدفة‪ ،‬والثــاين مرتبــط بقيــاس جــودة أداء العنــارص‬
‫التعليميــة)(((‪.‬‬‫َّ‬ ‫املؤسســة‬ ‫داخــل إطــار َّ‬
‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـرف عــى املشــكالت التــي تعــرى َميْــدان تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطق ـ َ‬ ‫ـا ميكــن اإلشــارة إليــه ونحــن بصــدد التعـ ُّ‬ ‫ومـ َّ‬
‫املتخصصــة يف مجــال تعليــم العربيَّــة ِ‬
‫للناط ِق َ‬
‫ني‬ ‫ِّ‬ ‫ـوي إىل الدراســات‬ ‫بغريهــا أن املكتبــة العربيَّــة تفتقــر (يف مجــال التقويــم اللُّغـ ّ‬
‫بغريهــا عــى أهميتــه؛ إذ هــو مبثابــة خريطــة الطريــق يف معرفــة النجــاح يف التدريــس وتقديــره وتلبيــة التوقُّعــات وتشــخيص‬
‫املؤسســة إىل التعديــل والتحســن والتطويــر‬ ‫واطــن القــوة‪ ،‬ومــدى حاجــة َّ‬ ‫وتبــن َم ِ‬ ‫ُّ‬ ‫الض ْعــف‪،‬‬ ‫املشــكالت‪ ،‬وتحديــد نقــاط َّ‬
‫والتدريــب واســترشاف املســتقبل)(((‪.‬‬
‫التقومييــة متثــل إحــدى أعمــدة التقييــم الــذي ينبغــي أن يراعــى فيــه املســتويات املتفاوتــة‬ ‫َّ‬ ‫وحيــث إن إعــداد االختبــارات‬
‫وعمليــة‪ ،‬يف مجال بنــاء وإعداد‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ومنهاجي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫م‬‫َّ‬ ‫ج‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫صعوب‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫(توج‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ـظ‬ ‫ـ‬ ‫لوح‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـا؛‬ ‫ـ‬ ‫به‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫اط‬‫العربيــة لغــر ال َّن ِ‬ ‫َّ‬ ‫ملتعلِّــم اللُّغــة‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬والتباعــد الحاصــل بــن اعتــاد األُطُــر املر ِج َّعيــة‪ ،‬ومعايــر‬ ‫للناط ِقـ َ‬ ‫العربيــة ِ‬ ‫َّ‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫ـدة‬‫ـ‬ ‫املعتم‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫اللغو‬ ‫االختبــارات‬
‫العربيــة‪ ،‬وبــن واقــع‬ ‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫بغ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫الط‬ ‫ـدى‬‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫والتواصلي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬ ‫اللغو‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫وامله‬ ‫‪،‬‬ ‫ـوي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫األداء‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫لتطوي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الناظم‬ ‫التقويــم‬
‫العربية‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫بغ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الطلب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ومتك‬ ‫‪،‬‬ ‫ـوي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫األداء‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫لتطوي‬ ‫ـيلة‬‫ـ‬ ‫كوس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫اللغو‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫لالختب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫واملع‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املع‬ ‫إعــداد‬
‫والثقافيــة)(((‪.‬‬‫َّ‬ ‫ة‬ ‫والتواصلي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫اللغو‬ ‫ـات‬
‫ـ‬ ‫الكفاي‬ ‫مــن‬
‫وإنــا هــي وســيلة لبيــان تقـ ُّدم الطلبــة و َر ْصــد منوهــم‬ ‫ِ‬
‫وبوجـه عــا ٍّم فــإن عمليَّــة التقويــم (ليســت غايـ ًة يف حـ ِّد ذاتهــا‪َّ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫تحســن مــدى تحكمهــم يف املهــارات وتوظيفهــم لهــا واقعيًّــا‪ ،‬وهي‬ ‫ـوي‪ ،‬ومتكنهــم مــن املعــارف واملهــارات عمليًّــا‪ ،‬ومتابَعــة ُّ‬ ‫اللُّغـ ّ‬
‫مــن جهــة أخــرى وســيلة تعليميَّــة؛ ذلــك أنَّهــا تُوفِّــر فرصـ ًة إضافيَّـ ًة لتعزيــز التحصيــل وتحقيــق التعلــم)(((‪.‬‬
‫عمليــة التعلــم‪ ،‬ومعرفــة أســباب التقصــر‪ ،‬ومعرفــة نقــاط‬ ‫لكــن التقويــم يبقــى هــو أحــد الوســائل الناجحــة الناجعــة إلمتــام َّ‬
‫عمليــة‬
‫َّ‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫االختبار‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ج‬
‫َ‬ ‫املرا‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫مبني‬
‫َّ‬ ‫ـون‬ ‫عمليــة التقييــم تكـ‬ ‫العربيــة‪ ،‬ونجــاح َّ‬ ‫َّ‬ ‫والض ْعــف عنــد متعلِّــم اللُّغــة‬ ‫القــوة َّ‬

‫اللغــة العربيــة يف العالَــم‪ ،‬مقــاالت عــن واقعهــا ومســتقبلها يف أنحــاء العالَــم‪ ،‬مقــاالت عــن واقعهــا ومســتقبلها يف (‪ )20‬دولــة‪ ،‬د‪ .‬بــدر بن نارص‬ ‫(( (‬
‫الجــر‪ ،‬ص‪.)5( :‬‬
‫املعالجة اآللية للنصوص العربية‪ ،‬مباحث لغوية‪ ،‬د‪ /‬محسن رشوان‪ ،‬ص‪.)9( :‬‬ ‫(( (‬
‫التقويــم اللغــوي يف برنامــج تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬د‪ /‬حســن خالد أبــو عمشــة وآخــرون‪ ،‬دار وجوه للنــر والتوزيع‪ ،‬الســعودية‬ ‫(( (‬
‫(‪1441‬ه‪2019-‬م)‪ ،‬ص‪.)5( :‬‬
‫املصدر السابق نفسه‪.‬‬ ‫(( (‬
‫التقويم اللغوي مفهومه وأسس تطبيقه‪ ،‬د‪ /‬حسني خالد أبو عمشة‪ ،‬ص‪.)17( :‬‬ ‫(( (‬
‫علم اللغة العربية‪ ،‬محمود فهمى حجازي‪ ،‬دار غريب للطباعة والنرش والتوزيع‪ ،‬ص‪.)41( :‬‬ ‫(( (‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1082‬‬
‫ـب م ًعــا؛ حيــث مــن خالله ميكــن الوقوف‬ ‫ـا يفيــد املعلـ َم والطالـ َ‬ ‫التعلــم؛ و ِمــن ث َـ َّم (فإعــادة تقييــم االختبــار وإعــادة إنتاجــه مـ َّ‬
‫ـأت ذلــك إال عــر تحليــل األســئلة‪ ،‬وربطها‬ ‫عــى صعوبــة االختبــار أو ســهولته‪ ،‬أو درجــة معياريتــه مــن كافَّــة الجوانــب‪ ،‬ولــن يتـ ّ‬
‫تحصــل عليــه الطــاب‪ ،‬إىل غــر ذلــك مــن إجــراءات)(((‪.‬‬ ‫بالدرجــات ومــا ّ‬
‫ـا يقتــي العنايــة بــه ِمـ ْن ِق َبــل العاملــن واملشــتغلني‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫وإجراءات‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫وتقنيات‬ ‫ـكاله‬ ‫ـ‬ ‫وأش‬ ‫ـوره‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ـكل‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫التقوي‬ ‫وهكــذا فــإن‬
‫رتك‬‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫الت‬ ‫الجوانب‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫أه‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ا‬‫د‬‫ً‬ ‫ـ‬ ‫واح‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الجان‬ ‫ـذا‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫يف‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫القص‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ث‬‫ي‬‫ُ‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـا؛‬‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫مبجــال تعليــم‬
‫ن بهــا مــن املقبلــن عــى ذلــك وغــر املقبلــن‪ ،‬وعــى مــدى‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫وتع‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫عملي‬
‫آثا َرهــا عــى َّ‬
‫خاصــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫أهمي‬
‫َّ‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫للعربي‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫مل‬ ‫ـا؛‬‫ـ‬ ‫وحارضه‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫األم‬ ‫ـتقبل‬ ‫ـ‬ ‫ملس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫األهمي‬ ‫ـغ‬ ‫ـ‬ ‫بال‬ ‫ـوي‬ ‫ـ‬ ‫الحي‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫املض‬ ‫ـذا‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫يف‬ ‫م‬ ‫مــا يحصــل ِمـ ْن ُّ‬
‫د‬ ‫ـ‬ ‫تق‬
‫ـاري يف وجــه العواصــف ومحــاوالت‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الحض‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫صموده‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫دعام‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ودعام‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫األم‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫له‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الحضاري‬ ‫ك َمعلَــم مــن امل َعالِــم‬
‫االســتلحاق والتوهــن‪.‬‬

‫الخامتة والنتائج والتوصيات‪:‬‬


‫ـت أن أعــرض املشــكلة وأســبابها‬ ‫ـر الورقــة البحثيَّــة رأيـ ُ‬ ‫كانــت تقــي الخامتــة اإلجابــة عــن أســئلة البحــث‪ ،‬ولكــن ل ِقـ َ‬
‫املقتحــة يف إطــار متصــل؛ لتكــون قريبــة يف ذهــن وفكــر القــارئ‪.‬‬ ‫والحلــول َ َ‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬وقــد صنفناهــا‬ ‫للناط ِقـ َ‬ ‫العربيــة ِ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫وتع‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫عملي‬
‫َّ‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫تكتن‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ِ‬
‫ـكالت‬ ‫ـ‬ ‫املش‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الورق‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫به‬ ‫وقــد تنا َولْنــا‬
‫العربيــة‪ ،‬واملشــكالت املتعلِّقــة بإعــداد‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫وتع‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫بتعلي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الخاص‬
‫َّ‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫بالكت‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـكالت‬ ‫ـ‬ ‫املش‬ ‫ـي‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـواع؛‬ ‫يف ســتة أنـ‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬ثــم‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـاليب‬ ‫ـ‬ ‫وأس‬ ‫ق‬ ‫ـر‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬ ‫ط‬ ‫ب‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـكالت‬ ‫ـ‬ ‫املش‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ث‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ُمعلِّمــي اللُّغ‬
‫ـص لــدى املعلــم واملتعلــم عــى‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الخصائ‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ضه‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫د‬ ‫ِّ‬ ‫والتح‬ ‫ـها‬ ‫ـ‬ ‫نفس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـص‬ ‫ـ‬ ‫بخصائ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫املشــكالت‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬ســواء عــى صعيــد‬ ‫للناط ِقـ َ‬ ‫العربيــة ِ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫مج‬ ‫يف‬ ‫األداء‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫تطوي‬ ‫ـود‬ ‫ـ‬ ‫بجه‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـكالت‬ ‫ـ‬ ‫املش‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ث‬ ‫‪،‬‬‫ء‬ ‫ٍ‬ ‫حـ ٍّد ســوا‬
‫املتخصصــة أو غريهــا مــن املراكــز التــي أُنشــئت بغــرض العنايــة‬ ‫ِّ‬ ‫ـوث‬ ‫ـ‬ ‫البح‬ ‫ـز‬ ‫ـ‬ ‫ومراك‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الجامع‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫املبذول‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العلمي‬
‫َّ‬ ‫الجهــود‬
‫ـكالت املتعلِّق ـ َة بالتقويــم املســتمر‬ ‫ـرا تنا َولْنــا املشـ ِ‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫وأخ‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫وبخاص‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫وتع‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫تعليمه‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫َ‬
‫َّ ْ‬ ‫أ‬ ‫و‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬ ‫باللغــة‬
‫املــوازي‪ ،‬وهــو رضورة مــن رضورات التحســن املســتمر‪ ،‬وقــد انتهينــا يف بحثنــا إىل النتائــج اآلتيــة‪:‬‬
‫ن بغريهــا منــذ أواخــر ســبعينات القــرن املــايض إال أن‬ ‫للناط ِقـ َ‬ ‫ ‪1.‬برغــم الجهــود املبذولــة لخدمــة مــروع تعليــم اللُّغــة العربيَّــة ِ‬
‫ـر مــن جوانــب النقــص‪ ،‬ومل‬ ‫يصــا لهــذه النوعيَّــة مــن الطــاب مازالــت قليلــة‪ ،‬ويشــوبها الكثـ ُ‬ ‫املخصصــة واملؤلَّفــة ِخ ِّص ً‬ ‫الكتــب َّ‬
‫تســتوعب َّكل املداخــل التــي ميكــن االســتفادة منهــا يف هــذا املضــار‪.‬‬
‫أساســا للعمــل يف هــذا املجــال؛ حيــث‬ ‫ن بغريهــا يعــج بالكثــر مــن غــر املؤ َّهلــن ً‬ ‫للناط ِقـ َ‬ ‫العربيــة ِ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪2.‬مل يــزل َم ْيــدا ُن تعليــم اللُّغــة‬
‫املخصصــة‬
‫َّ‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫األقس‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫خريج‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫َّ‬ ‫م‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫وقليل‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫جامع‬ ‫أي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫والرشعي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫اللغو‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـو‬ ‫غالبــا خريجـ‬ ‫يُــد ِّرس املــاد َة ً‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬ومازالــت جهــود تدريــب العاملــن بامليدان بالفعــل لالرتقــاء مبهاراتهــم وإمكاناتهم‬ ‫للناط ِقـ َ‬ ‫العربيــة ِ‬ ‫َّ‬ ‫لتأهيــل ُمعلِّمــي‬
‫يف حاجــة للكثــر مــن التطويــر والعنايــة‪.‬‬
‫ ‪3.‬ظهــرت خــال العقــود األخــرة يف القــرن العرشيــن وخــال العقديــن األولــن مــن القــرن الحــادي والعرشيــن مبــا َدرات‬
‫متخصصــة أُنشــئت ببعــض الجامعــات ومعاهــد‬ ‫ِّ‬ ‫ن بغريهــا‪ ،‬منهــا أقســام‬ ‫للناط ِقـ َ‬ ‫مشــكورة للعنايــة بقضيــة تعليــم اللُّغــة العربيَّــة ِ‬
‫مؤسســات‬ ‫متخصصــة لهــذا املجــال؛ كمعهــد الجامعــة اإلســاميَّة باملدينــة املنـ َّورة ومعهــد أم القــرى وغريهــا كام ظهرت َّ‬ ‫ِّ‬ ‫بحثيَّــة‬
‫ـدويل للُّغــة العربيَّــة‪ ،‬الــذي أَ ْو َل عنايـ ًة كبــر ًة مــن خالل‬ ‫تُعنــى بهــذا الجانــب يف مقدمتهــا ومــن أه ِّمهــا مركــز امللــك ســلامن الـ ّ‬
‫مبادراتــه وبرامجــه بهــذا الخصــوص‪ ،‬وكذلــك املركــز الرتبــو ّي للُّغــة العربيَّــة لــدول الخليــج‪.‬‬
‫العربية‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫مجال‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫والعملي‬
‫َّ‬ ‫العلميــة‬
‫ ‪4.‬أكــدت الورقـ ُة عــى وجــود تقصــر كبــر يف الجهــود املوازيــة لتقويــم الجهــود َّ‬
‫العربيــة يكــون هــو‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ـلامن‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫املل‬ ‫ـز‬ ‫ن بغريهــا‪ ،‬ولعــل يف إنشــاء مركــز طمــوح يُعنــى بهــذا الجانــب؛ وهــو مركـ‬ ‫للناط ِقـ َ‬ ‫ِ‬
‫ـص يف هــذا الجانــب‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫النق‬ ‫ـدارك‬ ‫ـ‬ ‫تت‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الكافي‬ ‫ـافية‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫اإلجاب‬
‫ـي املتخصــص وبالباحثــن املتخصصــن يف مجــال تعلُّــم وتعليــم اللُّغــة‬ ‫وختا ًمــا يــويص الباحــث باالهتــام بالبحــث العلمـ ّ‬
‫العربيَّــة‪ ،‬كــا يــويص ‪-‬بوجــه خــاص‪ -‬بالعنايــة باألبحــاث امليدانيَّــة التطبيقيَّــة التــي مــن شــأنها أن تُو ِق َفنــا عــى املشــكالت‬
‫الحقيقيَّــة املتعلِّقــة بتعليــم وتعلُّــم اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬وتقديــم االقرتاحــات والحلــول لذلــك‪ ،‬كــا ينبغــي االهتــام باالطــاع عــى‬
‫ني بتعليــم اللغــات األجنبيَّــة لغــر أبنائهــا واقتبــاس مــا فيــه النفــع؛ لالرتقــاء بتعليــم لغتنــا‬ ‫ِآخــر مــا انتهــت إليــه جهــو ُد املشــتغل َ‬
‫(( ( التقويم اللغوي مفهومه وأسس تطبيقه‪ ،‬د‪ /‬حسني خالد أبو عمشة‪ ،‬ص‪.)17( :‬‬

‫‪1083‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫خاصـ ًة مبراكز‬
‫ن بهــا‪ ،‬كــا أويص مركــز امللــك ســلامن مبــا يحملــه مــن مــروع طمــوح أن يُعنى عنايـ ًة َّ‬ ‫العريقــة لغــر ال َّن ِ‬
‫اطقـ َ‬
‫ن بغريهــا يف مختلف جامعــات العالَم‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـول العالَــم وبدعــم وإنشــاء أقســام جديــدة للُّغة العربيَّــة للناطقـ َ‬‫تعليــم اللُّغــة العربيَّــة حـ َ‬
‫وبخاصــة تلــك املوجــودة يف البــاد اإلســاميَّة غــر العربيَّــة‪.‬‬

‫املراجع‪:‬‬
‫ـامية باملدينــة املنـ َّورة‪ ،‬العــدد (‪،)121‬‬ ‫العربيــة‪ :‬خالــد بــن حامــد الحازمــي‪ :‬الجامعــة اإلسـ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬اآلثــار الرتبويَّــة لدراســة اللُّغــة‬
‫السنة )‪1435 (35‬هـ ‪.‬‬
‫ ‪-‬أخطاء اللُّغة العربيَّة املعارصة عند ال ُكتَّاب واإلذاعيني‪ :‬د أحمد مختار عبد الحميد عمر‪ :‬عالَم الكتب‪.‬‬
‫العربية‪ :‬عبد العليم إبراهيم (ت‪ :‬بعد ‪1395‬هـ)‪ :‬مكتبة غريب‪ ،‬مرص‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬اإلمالء والرتقيم يف الكتابة‬
‫ ‪-‬التحرير والتنوير‪ ،‬الطاهر بن عاشور التونيس‪ ،‬النارش‪ :‬الدار التونسية للنرش ‪ -‬تونس‪1984 :‬م‪.‬‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬د‪ /‬حســن خالــد أبــو عمشــة وآخــرون‪ ،‬دار وجــوه‬ ‫للناط ِقـ َ‬ ‫العربيــة ِ‬ ‫َّ‬ ‫ـوي يف برنامــج تعليــم اللُّغــة‬ ‫ ‪-‬التقويــم اللُّغـ ّ‬
‫للنــر والتوزيع‪ ،‬الســعوديَّة ‪1441‬هـــ‪2019،‬م‪.‬‬
‫(املتوف‪1407 :‬هـ)‪ :‬دار العلم للماليني ‪1379‬هـ‪1960-‬م‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬دراسات يف فقه اللُّغة د‪ .‬صبحي إبراهيم الصالح‬
‫ ‪-‬داللة األلفاظ د‪/‬إبراهيم أنيس‪ ،‬مكتبة األنجلو املرصية ط‪1984« :‬م»‪.‬‬
‫ن بهــا يف ضــوء اإلشــكاالت اللغويَّــة‪ ،‬محمــد عــادل الروينــي‪ ،‬دار اللؤلؤة للنــر والتوزيــع املنصورة‪،‬‬ ‫اطقـ َ‬ ‫ ‪-‬العربيَّــة لغــر ال َّن ِ‬
‫مرص ‪.‬‬
‫االصطناعي‪ .‬السعيد‪ ،‬املعتز بالله‪ ،‬الرياض‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫والذكاء‬ ‫ة‬ ‫ ‪َّ -‬‬
‫العربي‬
‫ ‪-‬علم اللُّغة العربيَّة‪ ،‬محمود فهمي حجازي‪ ،‬دار غريب للطباعة والنرش والتوزيع‪.‬‬
‫العربية‪ ،‬محمد املبارك‪ ،‬مطبعة جامعة دمشق‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫تحليلية مقارنة للكلمة‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬فقه اللُّغة‪ ،‬دراسة‬
‫ ‪-‬قيمــة اللُّغــة العربيَّــة د‪ .‬ســعود بــن ســليامن اليوســف‪ ،‬مركــز امللــك عبــد اللــه بــن عبــد العزيــز الـ ّ‬
‫ـدويل لخدمــة اللُّغــة‬
‫العربيَّــة‪1438( ،‬هـ)‪.‬‬
‫العربيــة يف العالَــم‪ ،‬مقــاالت عــن واقعهــا ومســتقبلها يف أنحــاء العالَــم‪ ،‬مقــاالت عــن واقعهــا ومســتقبلها يف (‪)20‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬اللُّغــة‬
‫العربيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫لخدم‬ ‫ـدويل‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـز‬
‫ـ‬ ‫العزي‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫عب‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫الل‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫عب‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫املل‬ ‫ـز‬ ‫ـ‬ ‫مرك‬ ‫ـر‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الج‬ ‫ـارص‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـدر‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫د‪.‬‬ ‫ـة‪.‬‬ ‫دولـ‬
‫ ‪-‬املرجــع يف تعليـ اللُّغـة العربيَّـة لألجانــب مــن النظريَّــة إىل التطبيــق‪ ،‬يونــس فتحــي عــي‪ ،‬ومحمد عبــد الرؤوف الشــيخ‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ـمِ‬
‫مكتبة وهبــة‪ ،‬القاهــرة‪2003( ،‬م)‪.‬‬
‫الوطنية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫فهد‬ ‫امللك‬ ‫مكتبة‬ ‫فهرسة‬ ‫ة‪،‬‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫لخدمة‬ ‫الدويل‬
‫ّ‬ ‫العزيز‬ ‫ ‪-‬مركز امللك عبد الله بن عبد‬
‫ـات والربامــج‪ ،‬عبــد اللــه بــن‬ ‫ـدويل لخدمــة اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬التأســيس واملهـ َّ‬ ‫ ‪-‬مركــز امللــك عبــد اللــه بــن عبــد العزيــز الـ ّ‬
‫صالــح الوشــمي‪ ،‬األمــن العــا ّم للمركــز‪.‬‬
‫النموذجية‪ ،‬الحلمية الجديدة‪ ،‬مرص‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫املطبعة‬ ‫ومطبعتها‪،‬‬ ‫اآلداب‬ ‫مكتبة‬ ‫العربية‪ ،‬محمد تيمور‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬مشكالت اللُّغة‬
‫ ‪-‬املعالَجة اآلليَّة للنصوص العربيَّة‪ ،‬مباحث لُغويَّة‪ ،‬د‪ /‬محسن رشوان‪.‬‬
‫العربية املدريس‪ .‬أ‪.‬د‪ .‬عيل بن عبد املحسن الحديبي‪ ،‬وآخرون (‪1414‬هـ ‪2019-‬م)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬معايري تصميم كتاب اللُّغة‬
‫ن بغريهــا‪ :‬تعليــم األصــوات أمنوذ ًجــا‪ .‬أ‪ /‬حمــزة كريــم املســند ‪ /‬د‪ .‬بســمة أحمــد صدقــي‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ ‪-‬منهــاج تعليــم العربيَّــة للناطقـ َ‬
‫الدجــاين‪ ،‬مركــز اللغــات بالجامعــة األردنيَّــة‪ ،‬األردن مجلــة دراســات وأبحــاث‪ ،‬املجلــة العربيَّــة يف العلــوم اإلنســانيَّة‬
‫واالجتامعيَّــة‪.‬‬
‫العربية‪ .‬السيد‪ ،‬محمود أحمد‪ ،‬دار العودة‪ ،‬بريوت (‪1980‬م)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫تدريس‬ ‫طرق‬ ‫ ‪-‬املو َجز يف‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1084‬‬
‫َّ‬
‫إستراتيجية ‪ SQ3R‬وأخواتها في تدريس‬
‫َّ‬
‫العربية‬ ‫للناط ِق َ‬
‫ين بغير‬ ‫ِ‬ ‫مهارة القراءة‬

‫الدكتور‪ /‬خالد حسني أبو عمشة‬


‫أستاذ اللسانيات التطبيقية املشارك‬
‫عمن‬
‫املدير األكادميي ملعهد قاصد ‪ّ -‬‬

‫‪khaled@qasid.com‬‬

‫امل ُل َّخص‪:‬‬
‫حــن مطالَعــة األدبيــات األجنبيَّــة يف مجــال تعليميَّــة اللغــات الثانيــة نجــد الباحثــن الغربيــن دائبــي البحــث منــذ فــرة‬
‫ـرق وإســراتيجيَّات مختلفــة لتحســن عــادات الدراســة ورفــع مســتوى التحصيــل والكفــاءة اللُّغويَّــة لــدى‬ ‫طويلــة عــن طُـ ُ‬
‫ن بغريهــا يعــاين‬ ‫الطُّـ َّـاب راغبــي احتيــاز اللغــات الثانيــة‪ ،‬وعــى الرغــم مــن ذلــك فــا يــزال مجــال تعليــم العربيَّــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬ألســباب كثــرة‪ ،‬وقــد حاولــت‬ ‫مــن نــدرة كبــرة يف تقريــب اإلســراتيجيات األجنبيَّــة يف تعليــم العربيَّــة ِ‬
‫للناط ِق ـ َ‬
‫هــذه الدراســة مقاربــة إســراتيجيَّة ‪ SQ3R‬ذات الشــهرة الواســعة يف تعليــم مهــارة القــراءة أحــد أهــ ّم أنــواع املهــارات‬
‫اللُّغويَّــة األســاس‪ -‬تلــك التــي تتكــون مــن خمــس مراحــل‪( :‬املســح أو التص ُّفــح‪ ،‬والتســآل‪ ،‬والقــراءة‪ ،‬واالســرجاع‪ ،‬والتقييــم)؛‬
‫خصيصــا ملســاعدة الدارســن يف‬ ‫ً‬ ‫خاصــة؛ إذ إنَّهــا أداة قــراءة ُمص َّممــة‬
‫ويــويص بهــا اللســانيُّون واملهت ّمــون مبهــارة القــراءة َّ‬
‫اســتيعاب املعلومــات مــن الكتــب واملقــاالت‪ ،‬كــا أنَّهــا مع ـ ّدة لزيــادة احتفاظهــم مبــا يقرؤونــه مــن خــال تحديــد أهــداف‬
‫الدراســة‪ ،‬وتســليحهم بتقنيــات وأدوات للمســا َعدة يف معالَجــة املعلومــات واالحتفــاظ بهــا يف عقلهــم‪ ،‬وتفعيــل إســراتيجيَّات‬
‫اســرجاعها كذلــك‪ .‬وقــد خطَّــط الباحــث هــذه الدراســة يف مســتويني‪ ،‬أحدهــا نظــري‪ :‬يتنــاول نشــأتها وأهميتهــا ومراحلهــا‬
‫ـي‪،‬‬‫ودور املعلــم واملتعلــم فيهــا‪ ،‬وإيجابياتهــا وتح ّدياتهــا‪ ،‬واآلخــر تطبيقــي‪ :‬وقــد هــدف مــن ورائــه إىل تقديــم منــوذج تطبيقـ ّ‬
‫يعــرض لخطــوات إســراتيجيَّة ‪ SQ3R‬خطــو ًة خطــوة؛ مبــا يقـ ِّدم منذجــة واضحــة يحتــاج إليهــا الكثــر مــن املعلِّمــن‪ ،‬تُســهل‬
‫عليهــم يف الوقــت ذاتــه إمكانيــة التطبيــق‪ ،‬وتفتــح آفاقًــا رحبــة لإلضافــة واإلبــداع يف الوقــت ذاتــه‪.‬‬
‫املفتاحية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫الكلامت‬
‫ني بغريها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫القراءة‪ ،‬فهم املقروء‪ ،‬إسرتاتيجيَّات‪ ،‬إسرتاتيجيَّة ‪ ،SQ3R‬تعليم العربيَّة للناطق َ‬
‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬الواضحــة من غلبــة الطرائق‬ ‫تتَّضــح املشــكلة األســاس لهــذه الدراســة يف معانــاة مجــال تعليميَّــة العربيَّــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫املخرجــات اللُّغويَّــة‬
‫تناســب َ‬
‫ـرا‪ ،‬ومــن عالمــات ذلــك عــدم ُ‬ ‫التقليديَّــة يف التدريــس عــى املذاهــب الحديثــة التــي ظهــرت مؤ َّخـ ً‬
‫املؤسســات واملعلِّمــن وامل ُتعلِّمــن؛ مــا تســبب يف تزايــد دعــوات الكثرييــن مــن باحثــي‬‫مــع امل ُد َخــات املتمثِّلــة فيــا تق ِّدمــه َّ‬
‫املجــال وأكادميييــه إىل رضورة االتجــاه صــوب توظيــف اإلســراتيجيات األجنبيَّــة الحديثــة يف الفصــول الدراســيَّة ‪-‬ويف القلــب‬
‫منهــا دعــوة الباحثــن املاثلــة اآلن‪ -‬مــن أجــل الحـ ّـل الناجــز لهــذه املشــكلة الكبــرة‪ .‬مــن هنــا قصــدت هــذه الدراســة انتهــاج‬
‫ـراتيجي القائــم عــى إســراتيجيَّة ‪ SQ3R‬وتطبيــق خطواتهــا؛ متفقــة مــع (الجنــويب‪ )2020 ،‬فيــا ملــس‬ ‫ّ‬ ‫ســبيل التدريــس اإلسـ‬
‫لهــا مــن أثــر كبــر وف َّعــال يف فصــول اللغــات األجنبيَّــة‪ ،‬يف املهــارات اللُّغويَّــة عمو ًمــا‪ ،‬والقــراءة عــى وجــه الخصــوص‪ ،‬كــا‬
‫ن يف كيفيــة توظيــف اإلســراتيجيات املختلفــة عمو ًمــا وإســراتيجية‬ ‫ـت الدراس ـ ُة بوجــوب إعــداد دليــل عمــل للمعلِّم ـ َ‬ ‫أوصـ ِ‬‫َ‬
‫‪ SQ3R‬عــى وجــه الخصــوص‪ ،‬بهــدف تقريــب اإلســراتيجيات وتوضيــح الخطــوات عــر األمثلــة املختلفــة؛ حيــث أظهــر‬
‫الدارســون تق ّد ًمــا واض ًحــا يف مهــارة القــراءة لــدى تطبيــق إســراتيجيَّة ‪َ SQ3R‬عــر تحليــل النصــوص وفهمهــا والتعامــل مــع‬
‫أيضــا مــا اتَّفقــت فيــه مــع (ســلامن‪.)2020 ،‬‬
‫تح ّدياتهــا ومشــكالتها‪ ،‬وهــو ً‬
‫أسئلة الدراسة‪:‬‬
‫مل َّا كانت املشكلة عىل نحو ما أبان الباحث ماثلةً‪ ،‬جاءت هذه الدراسة لتحاول اإلجابة عن جملة األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫ ‪-‬ما هي إسرتاتيجيَّة ‪SQ3R‬؟‬

‫‪1085‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ ‪-‬كيف نشأت إسرتاتيجية ‪ SQ3R‬وما مراحلها؟‬


‫إسرتاتيجية ‪ SQ3R‬وإيجابياتها؟‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬ما َّ‬
‫أهمية‬
‫ ‪-‬ما هي تطورات إسرتاتيجيَّة ‪SQ3R‬؟‬
‫إسرتاتيجية ‪SQ3R‬؟‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬ما دور املعلم يف‬
‫ ‪-‬ما دور املتعلِّم يف إسرتاتيجيَّة ‪SQ3R‬؟‬
‫إسرتاتيجية ‪ SQ3R‬يف تطوير كفاءة املتعلِّمني اللُّغويَّة؟‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬ما دور‬
‫ ‪-‬ما تح ّديِّات تطبيق إسرتاتيجيَّة ‪SQ3R‬؟‬
‫عمليا؟‬
‫إسرتاتيجية ‪ًّ SQ3R‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬كيف ميكن تطبيق‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫األجنبيــة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـراتيجيات تعليــم اللغــات‬
‫َّ‬ ‫ـراتيجية ‪ SQ3R‬بوصفهــا واحــدة مــن أهــم إسـ‬ ‫َّ‬ ‫وقــد ه َدفَــت الدراسـ ُة إىل تنــاو ِل إسـ‬
‫ن يف مجال‬ ‫التعليمية للمعلِّمـ َ‬
‫َّ‬ ‫‪SQ3R‬‬ ‫ة‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـذه‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫وذل‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫خاص‬
‫َّ‬ ‫ـراءة‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ذات الشــهرة الواســعة يف تعليــم مهــارة‬
‫ـراتيجية‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫بأهمي‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الوع‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫رف‬ ‫يف‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫رغب‬ ‫ـة؛‬
‫ـ‬ ‫وإنتاجي‬
‫َّ‬ ‫ا‬ ‫ـر‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫وأث‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫عم‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫وطريق‬ ‫ـفة‬ ‫ـ‬ ‫وفلس‬ ‫ـى‬ ‫ن بغريهــا‪ :‬مع َنـ‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫تعليــم‬
‫العربيــة بوصفهــا لغـ ًة ثانيـ ًة أو أجنبيــة‪ .‬وكــذا التعريــف بــدور ٍّكل مــن‪ :‬املعلــم واملتعلم‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫تعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫حق‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫التع‬ ‫‪SQ3R‬‬
‫ـراتيجية ‪ SQ3R‬يف تطويــر كفــاءة املتعلِّمــن اللُّغويَّــة‪ .‬وعــرض تطبيقــات متن ِّوعــة‬ ‫َّ‬ ‫ـراتيجية ‪ .SQ3R‬ثــم تبيــان دور إسـ‬ ‫َّ‬ ‫يف إسـ‬
‫تطبيقيــة‬
‫َّ‬ ‫ـاذج‬‫ـ‬ ‫من‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫لتقدي‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـت‬‫ـ‬‫َ‬ ‫ف‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ه‬ ‫ا‬‫ـر‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫وأخ‬ ‫ـا‪.‬‬
‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫فص‬ ‫يف‬ ‫‪SQ3R‬‬ ‫ة‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـوات‬ ‫ألخـ‬
‫ـراتيجية ‪ SQ3R‬التعلُّ ِم َّيــة ملســتويات الكفــاءة املختلفــة‪ ،‬وكــذا لتعزيــز مهــارات القــراءة تحديـ ًدا لــدى الدارســن‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـى‬ ‫عـ‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫َّ‬
‫لعـ ّـل هــذه الدراســة متتــاح أهميتهــا مــن كونهــا دراســة نوعيَّــة تــروم تقريــب إحــدى إســراتيجيَّات تعليــم اللغــات األجنبيَّــة‪،‬‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬يف محاولــة لحـ ّـل بعــض اآلثــار املشــكلة‬ ‫وهــي إســراتيجيَّة ‪ SQ3R‬وتقدميهــا داخــل مجــال اللُّغــة العربيَّــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫خصوصــا‪ .‬كــا تتّضــح أهميَّــة هذه الدراســة فيــا قصدت‬ ‫ً‬ ‫خرجــات تعليميَّــة العربيَّــة يف مجــال القــراءة‬
‫الناتجــة عــن ضعــف ُم َ‬
‫املفصل عــى دور ٍّكل مــن املعلِّمني‬‫إليــه مــن أهــداف رفــع وعــي املعلِّمــن وامل ُتعلِّمــن بهــا‪ ،‬وبخطــوات تنفيذهــا‪ ،‬وإلقــاء الضــوء َّ‬
‫وامل ُتعلِّمــن يف تطبيقهــا‪ ،‬مــع تقديــم أمثلــة تطبيقيَّــة وفــرة‪ ،‬تضطلــع بتوفــر منذجــة ميدانيَّــة لهــذه اإلســراتيجيَّة وأخواتهــا‬
‫ن بغريها‪.‬‬ ‫داخــل الفصــول التعليميَّــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫حدود الدراسة‪:‬‬
‫تقتــر هــذه الدراســة عــى اســتعراض واحــدة مــن أهـ ّم اإلســراتيجيات التعليميَّــة يف مجــال تعليميَّــة اللغــات األجنبيَّــة‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬وهــي إســراتيجيَّة ‪ SQ3R‬وأخواتهــا ذات الشــهرة الواســعة يف تعليــم‬ ‫وتوظيفهــا يف فصــول تعليــم العربيَّــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫وخصوصــا مهــارة القــراءة‪.‬‬
‫ً‬ ‫املهــارات اللُّغويَّــة األربعــة‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫ـراتيجية ‪ SQ3R‬وأخواتهــا يف تعزيــز مهــارة القــراءة لــدى الطُّـ َّـاب والدارســن‪ ،‬نعــرض‬ ‫َّ‬ ‫توســلت إسـ‬ ‫مثّــة دراســات عديــدة ّ‬
‫برقيــا‪ ،‬وقــد جــاءت هــذه الدراســات كاآليت‪:‬‬ ‫ًّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ق‬
‫ً‬ ‫تعلي‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫علي‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ونع‬ ‫ـا‪،‬‬
‫ـ‬ ‫ـا توصلنــا إليــه هن‬ ‫بعضــا مـ ّ‬
‫ً‬
‫ ‪-‬دراســة‪ :‬الجنــويب‪ ،‬عبــد اللــه (‪ .)2020‬فاعليــة اســتخدام إســراتيجيَّة «‪ »SQ3R‬يف تنميــة الدافعيَّــة لإلنجاز لــدى داريس‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬مجلــة العلــوم الرتبويَّــة‪ ،‬جامعــة القاهــرة‪ ،‬مــج‪ ،28 ‬ع‪ .2 ‬وقــد هــدف البحــث إىل‬ ‫اطق ـ َ‬ ‫اللُّغــة العربيَّــة ال َّن ِ‬
‫ن‬ ‫ِ‬
‫ـرف مــدى فاعليــة اســتخدام إســراتيجيَّة ‪ SQ3R‬يف تنميــة الدافعيَّــة لإلنجــاز لــدى داريس اللُّغــة العربيَّــة ال َّناطقـ َ‬ ‫تعـ ُّ‬
‫ـي‪ ،‬وذلــك فيــا يتعلَّــق باإلجابــة عــن أســئلة الدراســة‪ ،‬واســتخدم الباحــث‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التجريب‬ ‫ـبه‬‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫املنه‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫الباح‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫واعتم‬ ‫ـا‪،‬‬
‫ـ‬ ‫بغريه‬
‫التصميــات التمهيديــة عــى مجموعــة واحــدة‪ ،‬واســتخدم العينــة القصديَّــة‪ ،‬وعــدد أفرادهــا (‪ )30‬طالبًــا‪ ،‬وقــد قــام‬
‫ـادي (دليــل املعلــم) لتطبيــق خطــوات إســراتيجيَّة ‪ SQ3R‬لتنميــة‬ ‫الباحــث ببنــاء اختبــار الدافعيَّــة لإلنجــاز‪ ،‬ودليــل إرشـ ّ‬
‫يب يف تنميــة‬ ‫تحســن إيجــا ّ‬‫الدافعيَّــة لإلنجــاز‪ ،‬وكانــت أهـ ّم النتائــج أ َّن اســتخدام إســراتيجيَّة ‪ SQ3R‬قــد أ َّدى إىل ظهــور ُّ‬
‫ـدي للطُّـ َّـاب يف اختبــار تنميــة الدافعيَّــة‬
‫ـا يعنــي أ َّن األداء البَعـ ّ‬‫الدافعيَّــة لإلنجــاز لــدى الطُّـ َّـاب عيِّنــة الدراســة؛ مـ َّ‬
‫لإلنجــاز قــد تأثّــر بتطبيــق إســراتيجيَّة ‪ ،SQ3R‬وقـ َّدم الباحــث بعــض التوصيــات ذات الصلــة مبوضوعــه مــن أه ِّمهــا‬
‫غات أخــرى ورضورة تأهيلهم‪ ،‬من خــال النرشات التعليميَّــة والدورات‬ ‫ن ِبلُ ٍ‬ ‫اطقـ َ‬ ‫رضورة تدريــب ُمعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّن ِ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1086‬‬
‫التدريبيَّــة والنــدوات واللقــاءات و ِو َرش العمــل؛ لتبصريهــم بأبعــاد الدافعيَّــة لإلنجــاز‪ ،‬وكيفيــة توظيفهــا التوظيــف األمثــل‬
‫يف دروس القــراءة‪ .‬وتدريبهــم عــى كيفيــة اســتثارة الخــرات الســابقة لــدى الطُّـ َّـاب‪ ،‬وكيفيــة ربــط هــذه املعلومــات‬
‫باملعلومــات الجديــدة املكتســبة مــن الــدرس‪.‬‬
‫املعرفية يف إكســاب طالبات‬ ‫َّ‬ ‫ـوق‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫‪SQ3R‬‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫روبنس‬ ‫ة‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫أث‬ ‫)‪.‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫ ‪-‬دراســة‪ :‬محمــود‪ ،‬الجــان والدبــاغ‪ ،‬أفــراح (‬
‫ـرف‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫التع‬ ‫إىل‬ ‫ة‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ه‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫وق‬ ‫ـراق‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـن‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الدي‬ ‫ـاح‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫جامع‬ ‫‪،‬‬ ‫ـرايئ‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫الصـ ّـف الثامــن األســايس مهــارات ال َف ْهــم‬ ‫َّ‬
‫ـرايئ‪ ،‬ولتحقيق‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ه‬‫ْ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـايس‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫األس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الثام‬ ‫ـف‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الص‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫طالب‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫إكس‬ ‫يف‬ ‫ـراتيجية روبنســون ‪SQ3R‬‬ ‫َّ‬ ‫إىل أثَــر إسـ‬
‫إحصائيــة عنــد مســتوى داللــة (‪ )0.05‬بني‬ ‫َّ‬ ‫الفرضيــة الصفريَّــة اآلتيــة‪( :‬ال يوجــد فــرق ذو داللــة‬ ‫َّ‬ ‫هــدف البحــث تـ َّم وضــع‬
‫ـراتيجية روبنســون‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫باس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـادة‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫درس‬ ‫ـايت‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫التجريبي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫املجموع‬ ‫ـات‬ ‫متوســط درجــات طالبـ‬
‫ـرايئ‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫اختب‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫االعتياد‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الطريق‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫وف‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫درس‬ ‫ـايت‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الضابط‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫املجموع‬ ‫‪ SQ3R‬وطالبــات‬
‫ـدي‬
‫َ ّ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬‫الب‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫االختب‬ ‫ذوايت‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫املتكافئت‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫املجموعت‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تصمي‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫واختارت‬ ‫‪،‬‬ ‫ـي‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التجريب‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫املنه‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫الباحثت‬ ‫ـتخدمت‬ ‫ـدي)‪ .‬واسـ‬ ‫البعـ ّ‬ ‫َ‬
‫الصـ ّـف الثامــن األســايس للمــدارس األساســية النهاريــة‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫طالب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫البح‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫مجتم‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫و‬ ‫ـ‬
‫ّ َّ‬ ‫تك‬ ‫‪.‬‬‫ـرايئ‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ـارات‬ ‫ملهـ‬
‫ـدرايس (‪ ،)2018-2019‬وتـ َّم اختيــار مدرســة رينــاس األساســية‪ ،‬واشــتملت‬ ‫ّ‬ ‫للدراســة الكرديــة يف مدينــة أربيــل للعــام الـ‬
‫التجريبيــة والضابطــة بعــد إجــراء التكافــؤ لهـ َّن يف عــد ٍد‬ ‫َّ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫للمجموعت‬ ‫ا‬ ‫ـوائي‬
‫ـرن عشـ ًّ‬ ‫عينــة البحــث عــى ‪ 36‬طالبــة ا ُ ْخـ ِ‬ ‫ِّ‬
‫الصـ ّـف الســابع األســايس‪ ،‬درجــات الطالبــات ملــادة اللُّغــة‬ ‫َّ َّ‬ ‫ل‬ ‫د‬ ‫ـ‬ ‫مع‬ ‫ـذكاء‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫حاص‬ ‫‪،‬‬ ‫ـي‬
‫ـرات‪ ،‬وهــي‪ :‬العمــر الزمن ّ‬
‫ـ‬ ‫مــن املتغـ ِّ‬
‫ـدرايس لألمهــات‪ .‬وأع ـ َّدت الباحثتــان‬ ‫ّ‬ ‫ـدرايس لآلبــاء‪ ،‬التحصيــل الـ‬ ‫ّ‬ ‫الصـ ّـف الســابع األســايس‪ ،‬التحصيــل الـ‬ ‫العربيــة يف َّ‬ ‫َّ‬
‫التجريبيــة والطريقــة االعتياديَّــة للمجموعــة الضابطــة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫للمجموع‬ ‫)‪(SQ3R‬‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫روبنس‬ ‫ـراتيجية‬ ‫ـ‬ ‫إلس‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫التدريس‬ ‫الخطــط‬
‫املوضوعيــة واملقالية‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـرايئ املكـ َّون مــن االختبــارات‬ ‫وتطلــب تحقيــق أهــداف البحــث بنــاء أداة اختبــار مهــارات ال َف ْهــم القـ ّ‬
‫اإلبداعي‪– ‬‬
‫ّ‬ ‫‪– ‬‬ ‫ـتنتاجي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـريف‪– ‬‬ ‫ـ‬ ‫(الح‬ ‫ـظ‬ ‫ـ‬ ‫وحاف‬ ‫ـرايئ لتصنيــف الناقــة‬ ‫وقــد و ِّزعــت األســئلة بحســب مســتويات ال َف ْهــم القـ ّ‬
‫ـري لــأداة ثــم إجــراء‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الظاه‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫ـ‬
‫ِّ ْ‬‫الص‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـق‬‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ُّ‬ ‫التح‬ ‫م‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫وت‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املواصف‬ ‫ـي) وحســب نســبهم يف جــدول‬ ‫ـدي‪ - ‬التذ ُّوقـ ّ‬ ‫النقـ ّ‬
‫ـايئ لفقــرات االختبــار؛ حيــث تـ َّم اســتخراج معامــل الصعوبة والســهولة والقـ َّوة التميزيــة وفعاليــة البدائل‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلحص‬ ‫ـل‬‫التحليـ‬
‫الخاطئــة‪ ،‬وبعــد إجــراء الثبــات عــى االختبــار باســتخدام معادلــة (أل َفــا كرونبــاخ) والــذي بلــغ (‪ )0.81‬وهــو معامــل‬
‫اإلحصائيــة للعلــوم‬
‫َّ‬ ‫إحصائيــا وتـ َّم اســتخدام برنامــج الحقيبــة‬ ‫ًّ‬ ‫جيــد‪ ،‬وبعــد جمــع البيانــات تـ َّم تحليلهــا ومعالجتهــا‬ ‫ثبــات ِّ‬
‫إحصائية بني متوســط درجــات املجموعتَني‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫دالل‬ ‫ذو‬ ‫ـرق‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـود‬ ‫ـ‬ ‫‪-‬وج‬ ‫‪1‬‬ ‫ـي‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـج‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫النتائ‬ ‫ت‬ ‫ـر‬ ‫َ َ‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫أظ‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫وق‬ ‫‪،‬‬ ‫)‪(spss‬‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫االجتامعي‬
‫َّ‬
‫الفرضيــة البديلــة‪ ،‬كذلــك بعــد التح ُّقــق مــن‬ ‫َّ‬ ‫الفرضيــة الصفريَّــة وتُقبــل‬ ‫َّ‬ ‫التجريبيــة‪ ،‬وبذلــك تُرفــض‬ ‫َّ‬ ‫لصالــح املجموعــة‬
‫ـرايئ‪.‬‬
‫ـرا يف مهــارات ال َف ْهــم القـ ّ‬ ‫ـراتيجية كان كبـ ً‬ ‫َّ‬ ‫مليــة و ِجــد أن حجــم أثــر اإلسـ‬ ‫الداللــة ال َع َّ‬
‫ ‪-‬دراســة‪ :‬شــحاتة‪ ،‬ســامح (‪ .)2017‬فاعليــة برنامــج قائــم عــى إســراتيجيَّة الخطــوات الخمــس )‪ (SQ3R‬يف تنميــة‬
‫مهــارات القــراءة التحليليَّــة لــدى طـ َّـاب املرحلــة الثانويَّــة‪ ،‬مجلــة املعرفــة والقــراءة‪ ،‬جامعــة عــن شــمس‪ ،‬العــدد ‪.190‬‬
‫وقــد هــدف البحــث إىل الكشــف عــن فاعليــة برنامــج قائــم عــى إســراتيجيَّة الخطــوات الخمــس )‪ (SQ3R‬يف تنميــة‬
‫ـي‪ ،‬واملنهــج شــبه‬ ‫ـي التحليـ ّ‬ ‫ـج الوصفـ ّ‬ ‫ـث املنهـ َ‬ ‫مهــارات القــراءة التحليليَّــة لــدى طـ َّـاب املرحلــة الثانويَّــة‪ .‬واســتخ َدم البحـ ُ‬
‫ـوي‪ .‬ومتثّلــت أدوات البحث يف اســتخدام‬ ‫الصـ ّـف األول الثانـ ّ‬ ‫ـي‪ .‬وتك َّونــت عيِّنــة البحــث مــن مجموعــة من طـ َّـاب َّ‬ ‫التجريبـ ّ‬
‫اختبــار تحصيــي يف تطبيــق مهــارات القــراءة التحليليّــة‪ ،‬واســتبانة ملهــارات القــراءة التحليليَّــة يف ضــوء إســراتيجيَّة‬
‫ـوي‪ .‬وجــاءت نتائــج البحــث مؤكّــد ًة أهميَّــة القــراءة‬ ‫الصـ ّـف األ ّول الثانـ ّ‬ ‫الخطــوات الخمــس املــراد تنميتهــا لــدى طـ َّـاب َّ‬
‫ـا يعنــي أنَّهــا إحــدى‬ ‫ـكل؛ مـ َّ‬ ‫التحليليَّــة يف تنميــة مهــارات الطُّـ َّـاب القرائيَّــة مثــل التحليــل‪ ،‬واالســتنتاج وربــط الجــزء بالـ ّ‬
‫الطُّــرق الفاعلــة يف تنميــة القــدرات القرائيَّــة املختلفــة للطُّـ َّـاب‪ .‬وأ َّن اشــتامل القــراءة التحليليَّــة عــى بعــض املهــارات‬
‫التــي تهتـ ّم بتنميــة قــدرات الطُّـ َّـاب القرائيَّــة مثــل الربــط بــن الفكــرة العا َّمة واألفــكار الجزئيَّــة‪ ،‬وترتيــب األفــكار ترتيبًا‬
‫ـخيص‪،‬‬
‫منطقيًّــا‪ ،‬وتحديــد نــوع أســاليب املوضــوع‪ ،‬وتلخيــص مــا يُقرأ بأســلوب واضــح‪ ،‬وتفريقــه بني الحقائــق والرأي الشـ ّ‬
‫وإجابتــه عــن األســئلة التــي توقَّعهــا لنفســه‪ ،‬كــا أثبتت الدراســة إمكانيــة أن تلعــب اإلســراتيجيَّة دو ًرا يف فاعليــة الطالب‬
‫وإيجابياتــه داخــل الفصــل‪ ،‬وأوىص البحــث بــرورة توجيــه عنايــة املعلِّمــن والطـ َّـاب إىل أهميَّــة اســتخدام إســراتيجيَّة‬
‫الخطــوات الخمــس وتطبيقهــا يف تنميــة مهــارة القــراءة التحليليَّــة‪ .‬وكذلــك رضورة تدريــب املعلِّمــن والطــاب عــى كيفية‬
‫اســتخدام إســراتيجيَّة الخطــوات الخمــس وتطبيقهــا يف تنميــة مهــارات القــراءة التحليليَّــة‪ .‬كــا أوىص بــرورة دراســة‬
‫العوامــل التــي تؤثــر بالســلب يف تنميــة القــراءة التحليليَّــة‪ ،‬وإيجــاد الحـ ّـل لهــا‪ ،‬والعوامــل التــي تؤثــر باإليجــاب والعمــل‬
‫عــى تنميتهــا‪.‬‬

‫‪1087‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ـرر‬ ‫ ‪-‬دراســة‪ :‬العنــزي‪ ،‬عبــد اللــه (‪ .)2017‬أثــر اســتخدام إســراتيجيَّة )‪ (SQ3R‬يف تنميــة مهــارات ال َف ْهــم القـ ّ‬
‫ـرايئ ملقـ ّ‬
‫الصـ ّـف الســادس مبدرســة نوفــل بــن الحــارث االبتدائيَّــة بالريــاض‪ ،‬مجلــة‬ ‫لغتــي الجميلــة‪ :‬دراســة ُمطبَّقــة عــى تالميــذ َّ‬
‫املؤسســة العربيَّــة لالستشــارات ال ِعلميَّــة وتنميــة املــوارد البرشيَّــة‪ ،‬العــدد ‪ ،60‬الجــزء ‪ .3‬وقــد كشــفت‬ ‫عــامل الرتبيــة‪َّ ،‬‬
‫ـرايئ ملقــرر «لغتــي الجميلــة»‪ ،‬دراســة‬ ‫الدراســة عــن أثــر اســتخدام إســراتيجيَّة )‪ (SQ3R‬يف تنميــة مهــارات ال َف ْهــم القـ ّ‬
‫الصـ ّـف الســادس مبدرســة نوفــل بــن الحــارث االبتدائيَّــة بالريــاض‪ .‬واعتَ َمــدت الدراس ـ ُة عــى‬ ‫ُمطبَّقــة عــى تالميــذ َّ‬
‫ـرايئ‪ ،‬وتـ َّم تطبيقــه عــى عيِّنــة مــن‬ ‫ـي‪ .‬ومتثَّلــت أدوات الدراســة يف اســتخدام اختبــار مهــارات ال َف ْهــم القـ ّ‬ ‫املنهــج التجريبـ ّ‬
‫ـدايئ‪ ،‬والبالــغ عددهــم (‪ )70‬تلميـ ًذا‪ .‬وجــاءت نتائــج الدراســة مؤكــد ًة وجــود فــروق ذات‬ ‫الصـ ّـف الســادس االبتـ ّ‬ ‫تالميــذ َّ‬
‫داللــة إحصائيَّــة عنــد مســتوى دالَّــة (‪ )0,01‬بــن متوس ـطَي درجــات املجموعــة الضابطــة واملجموعــة التجريبيَّــة بعــد‬
‫تطبيــق إســراتيجيَّة )‪ (SQ3R‬عنــد مهــارة ال َف ْهــم الحــريف لصالــح املجموعــة التجريبيَّــة‪ .‬كــا أكَّــدت عــى وجــود فــروق‬
‫ذات داللــة إحصائيَّــة عنــد مســتوى داللــة (‪ )0,01‬بــن متوسـطَي درجــات املجموعــة الضابطــة والتجريبيــة بعــد تطبيــق‬
‫ـث ُمعلِّمي‬ ‫ـت الدراسـ ُة بــرورة حـ ّ‬ ‫وأوصـ ِ‬‫ـدي لصالــح املجموعــة التجريبيَّــة‪َ .‬‬ ‫إســراتيجيَّة )‪ (SQ3R‬عنــد مهــارة ال َف ْهــم النقـ ّ‬
‫ـي ومحو ًرا‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التعليم‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫املوق‬ ‫يف‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫إيجابي‬
‫ًّ‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫وتجعل‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـز‬ ‫ـ‬ ‫ك‬
‫ِّ‬ ‫تر‬ ‫رة‬ ‫و‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫مط‬ ‫اللُّغــة عــى رضورة اســتخدام طرائــق تدريســيَّة‬
‫ـكل عــا ٍّم‪.‬‬ ‫لــه‪ ،‬مثــل إســراتيجيَّة )‪ ،(SQ3R‬أو إســراتيجيَّة مــا وراء املعرفــة بشـ ٍ‬
‫ـراتيجية ‪ ،(SQ3R‬ألــقِ نظــرة‪ ،‬اِســأل‪ ،‬اِقــرأ‪ ،‬اس ـ َمع‪َ ،‬را ِجــع) يف‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬دراســة‪ :‬ســكران‪ ،‬نــارص (‪ .)2016‬أثــر اســتعامل إسـ‬
‫واالجتامعيــة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ة‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫ـوم‬‫ـ‬ ‫للعل‬ ‫ـتاذ‬ ‫ـ‬ ‫األس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مجل‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الرتبي‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫أس‬ ‫ـادة‬ ‫تحصيــل طلبــة املرحلــة األوىل لكليــات الرتبيــة يف مـ‬
‫الفرضيــة اآلتيــة‪ :‬هــل يوجــد‬ ‫َّ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫اإلجاب‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫نح‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـدت‬ ‫ـ‬ ‫قص‬ ‫ـد‬‫جامعــة بغــداد ‪ -‬كليــة الرتبيــة ابــن رشــد‪ ،‬ع‪ .218 ‬وقـ‬
‫ـراتيجية ‪ ،(SQ3R‬ألــقِ نظرة‪ ،‬اِســأل‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـتعامل‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫أث‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫طلب‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫تحصي‬ ‫إحصائيــة عنــد مســتوى (‪ )0.05‬يف‬ ‫َّ‬ ‫فــرق ذو داللــة‬
‫اِقــرأ‪ ،‬اسـ َمع‪َ ،‬را ِجــع) يف تحصيــل طلبــة املرحلــة األوىل لكليــات الرتبيــة يف مــادة أســس الرتبيــة الذيــن يدرســون َوفْــق‬
‫ـراتيجية ‪ ،SQ3R‬والطلبــة الذيــن يدرســون املــادة نفســها بالطريقــة التقليديَّــة؟ إذ اختــار الباحــث كليــة الرتبيــة ابــن‬ ‫َّ‬ ‫إسـ‬
‫ـانية‪ ،‬ثــم اختــار قســم التاريــخ‪ ،‬ثــم اختــار الباحــث شــعبتَي (أ‪-‬ج) وص َّممــت إدارة البحــث التــي تك َّونت‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫للعل‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫رش‬
‫ـدي إىل قيــاس مــدى تكافــؤ املجموعتــن يف التحصيــل‪ ،‬وبعــد تطابــق أداة‬ ‫َ ّ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫الب‬ ‫ـار‬‫ـ‬ ‫االختب‬ ‫ـدف‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـد‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫لعدي‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫اختي‬ ‫ـن‬ ‫مـ‬
‫ـري بعــد عرضــه عــى مجموعــة مــن الخــراء واملحكمــن اســتعمل الباحــث طريقــة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الظاه‬ ‫ق‬ ‫د‬ ‫ـ‬
‫ِّ ْ‬‫الص‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫والتحق‬ ‫ـث‬
‫ـ‬ ‫البح‬
‫اإلحصائيــة املناســبة‪ ،‬إذ أظهــرت‬ ‫َّ‬ ‫إعــادة االختبــار‪ ،‬وبعــد إجــراء االختبــار الثــاين حلَّلــت البيانــات باســتعامل الوســائل‬
‫التجريبيــة (‪ ،)38.9‬وبلــغ متوســط درجــات الضابطــة (‪ .)22.43‬كــا‬ ‫َّ‬ ‫النتيجــة مــا يــي‪ :‬بلــغ متوســط درجــات املجموعــة‬
‫إحصائيــة عنــد مســتوى (‪ )0.05‬إذا كانــت القيمــة الثانيــة املحســوبة (‪ )6.29‬أكــر مــن الثانية‬ ‫َّ‬ ‫ثبــت وجــود فــرق ذو داللــة‬
‫التجريبيــة عــى املجموعــة الضابطــة(((‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫املجموع‬ ‫ـوق‬ ‫ـ‬ ‫تف‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫دلي‬ ‫ـذا‬‫ـ‬ ‫وه‬ ‫)‪،‬‬ ‫‪58‬‬ ‫(‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫حرج‬ ‫ـة‬ ‫دوليــة (‪ )2.021‬بدرجـ‬ ‫ال َج َّ‬
‫ـرا‬
‫وأمــا تعليقنــا عــى جملــة الدراســات الســابقة‪ :‬فكــا هــو واضــح أن إســراتيجيَّة ‪ SQ3R‬وأخواتهــا قــد نالــت حظًّــا كبـ ً‬
‫ـي يف مجــال تعليميَّــة العربيَّــة‪ ،‬وبعــض املــوا ّد الدراســيَّة األخــرى‪ ،‬العتنــاء هــذه اإلســراتيجيَّة‬ ‫ـري والتطبيقـ ّ‬ ‫مــن االهتــام النظـ ّ‬
‫بتنميــة املهــارة القرائيَّــة وفهــم املقــروء بصفـ ٍة عا َّمـ ٍة‪ ،‬وهــي دراســات ال شـ َّـك أثــرت موضــوع بحثهــا وأفــادت متلمــي البحــث‬
‫ـداين موجــود بدرجــة‬ ‫ـي امليـ ّ‬ ‫حــول هــذه اإلســراتيجيَّة وأثرهــا يف تعليميَّــة القــراءة بصفـ ٍة عا َّمـ ٍة‪ .‬وبخاصــة أن ال ُج ْهــد التطبيقـ ّ‬
‫ـي‬‫ـري والتطبيقـ ّ‬ ‫ن بغريهــا مــن االحتفــاء النظـ ّ‬ ‫للناط ِقـ َ‬ ‫واضحــة‪ ،‬بَيـ َد أ َّن املالحــظ كذلــك أ َّن نصيــب مجــال تعليميَّــة العربيَّــة ِ‬
‫لهــذه النظريَّــة وأخواتهــا قليــل ِجـ ًّدا (دراســة واحــدة مــن أصــل خمــس دراســات توصــل الباحثــان إليهــا)‪ ،‬فضـ ًـا عــن أ َّن هذه‬
‫تعرضهــا إىل معالَجــة أثــر هــذه اإلســراتيجيَّة يف‬ ‫ـف إال بجانــب الدافعيَّــة مــن أجــل اإلنجــاز‪ ،‬مبــا يعنــي عــدم ُّ‬ ‫الدراســة مل تحتـ ِ‬
‫ـي لهــذه اإلســراتيجيَّة‬ ‫ـري والتطبيقـ ّ‬ ‫تنميــة املهــارات القرائيَّــة لــدى الطُّـ َّـاب‪ ،‬األمــر الــذي سـ ّوغ لنــا مزيـ ًدا مــن البحــث النظـ ّ‬
‫ن بغريهــا رغبـ ًة يف إلقــاء مزيـ ٍـد مــن الضــوء عليهــا‪ ،‬ومحاولة الجتنــاء مخرجاتهــا املأمولة‬ ‫يف َميْــدان تعليميَّــة العربيَّــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫مــن أجــل تحســن ال َعمليَّــة التعليميَّــة‪ ،‬وبخاصــة يف تعليميَّــة مهــارة القــراءة ومــا يــدور حولهــا مــن مهــارات رئيســة أو فرعيَّــة‪.‬‬

‫ـر الباحــث أنهــا‬


‫ـرا لكونهــا مقالــة قصــرة رسيعــة مل يـ َ‬
‫(( ( ومثــة مقالــة قصــرة كان قــد أع َّدهــا الباحــث نفســه للتعريــف بهــذه اإلســراتيجية‪ ،‬ونظـ ً‬
‫وددت اإلشــارة إليهــا هنــا‪ ،‬وهــي منشــورة عــى وســائل التواصــل االجتامعــي‪ ،‬وهــي بعنــوان‪:‬‬
‫تســتحق أن تكــون مــن الدراســات الســابقة‪ ،‬لذلــك ُ‬
‫إســراتيجية ‪ SQ3R‬وأخواتهــا يف تدريــس مهــارة القــراءة للناطقــن بغــر العربيــة‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1088‬‬
‫متن الدراسة‬
‫تقدمة نظر َّية‪:‬‬
‫ن بغريهــا يطالبــون باالنعتــاق مــن أســاليب التدريــس التقليديَّــة‬ ‫للناط ِق ـ َ‬‫العربيــة ِ‬‫َّ‬ ‫مــا ف ِتــئ املشــتغلون يف مجــال تعليــم‬
‫األجنبيــة‪ ،‬التــي تثــر‬
‫َّ‬ ‫تعليميــة اللغــات‬ ‫َّ‬ ‫والعبــور نحــو توظيــف إســراتيجيات حديثــة تتناســب مــع التطـ ُّور الــذي شــهده مجــال‬
‫وخصوصا‬
‫ً‬ ‫الدافعيــة وتتكــون مــن خطــوات تفكرييــة‪ ،‬تعمــل عــى معالَجــة القصــور الــذي تعاين منــه املهــارات اللُّغويَّــة األربعــة‬ ‫َّ‬
‫مهــارة القــراءة‪.‬‬
‫حظيــت باهتــام كبــر وعنايــة شــديدة أكــر مــن املهــارات األخــرى‪ ،‬كونهــا متثــل العمــود‬ ‫وألهميــة مهــارة القــراءة‪ ،‬فقــد ِ‬
‫الفقــري ملهــارات القــرن الواحــد والعرشيــن يف ش ـتَّى املجــاالت ومختلــف املياديــن‪ ،‬ومتثــل أوســع األبــواب التــي ميكــن أن‬
‫يطــل منهــا اإلنســان عــى خزائــن العلــم واملعرفــة (عطيــة‪)2016: 149 ،‬؛ وقــد حــاول غــر واحــد مــن الباحثــن تطويــر‬
‫ـراتيجيات تدريسـ َّـية حديثــة ذات‬ ‫َّ‬ ‫ـراتيجيات مختلفــة يف كيفيــة التعا ُمــل مــع مهــارة القــراءة‪ ،‬مــن بــاب أن اســتخدام إسـ‬ ‫َّ‬ ‫إسـ‬
‫خطوات واضحة‪ ،‬يُســهم يف تنمية فهـــم املقـــروء لـــدى الدارســن‪ ،‬ويجعـــل مــــنهم قــــارئني ماهرين‪.‬‬
‫التنبــؤ‪ ،‬واملســح‪ ،‬والتســاؤل‪ ،‬والتلخيــص‪ .‬هــذا من‬ ‫ومعلــو ٌم أ َّن القــراءة كمهــارة تتض َّمــن العديــد مــن التقنيــات املتكاملــة مثــل ُّ‬
‫ثقافيــا ولغويًّــا» (العتيبــي‪ ،)2017 ،‬ولعـ ّـل هــذه مــن أهـ ّم أُ ُســس‬ ‫جهـ ٍة‪ ،‬ومــن جهــة أخــرى تعمــل «القــراءة عــى تنميــة املتعلِّــم ًّ‬
‫أهميــة القــراءة لعـ ّدة أســباب‪ ،‬منهــا‪:‬‬ ‫ن بغريهــا‪ ،‬وقــد أكَّــد )‪َّ (Nunan, 2005‬‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫وأركان برامــج تعليــم‬
‫ ‪-‬القراءة وسيلة نحو الحصول عىل املتعة‪.‬‬
‫ ‪-‬القراءة سبيل لل ِعلْم واملعرفة والفائدة‪.‬‬
‫ب قراءة األدب‪.‬‬ ‫ ‪-‬القراءة وسيلة لتحصيل الكثري من التسلية َع ْ َ‬
‫والعملية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الدراسية‬
‫َّ‬ ‫األساسية يف حياة اإلنسان‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬القراءة أداة من أدوات التعلُّم‬
‫ـوي= امل ُد َخالت)‪ ،‬ويقســم‬ ‫ُّ ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـرض‬ ‫ـ‬ ‫(التع‬ ‫ـرار‬ ‫ـ‬ ‫التك‬ ‫من‬ ‫ا‬‫ـر‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫كب‬ ‫ا‬‫ر‬
‫ً‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ب‬ ‫ـا‬
‫َّ‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ط‬ ‫لل‬ ‫‪SQ3R‬‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫بحس‬ ‫ـة‬‫ويوفــر نظــام القــراءة‪ /‬الدراسـ‬
‫مهمــة القــراءة إىل أجــزاء أصغــر‪ ،‬ويحتــوي عــى نظــام مدمــج ملراقبــة ال َف ْهــم‪ .‬وهــي بالتــايل مفيــدة ِجـ ًّدا يف حفــظ وفَ ْهــم‬
‫محتــوى النــص )‪ .(Gian and Cahyadi, 2019‬ويذكــر )‪ (Caldwell 2008: 177‬أ َّن فهــم القــراءة يــدور حــول ربــط املعرفة‬
‫الخارجيــة التــي تؤثــر يف‬
‫َّ‬ ‫الداخليــة أو‬
‫َّ‬ ‫الخلفيــة باملعرفــة الجديــدة املوجــودة يف النصــوص املكتوبــة‪ ،‬وهنــاك بعــض العوامــل‬ ‫َّ‬
‫فَ ْهــم املقــروء‪ .‬ووف ًقــا لـــ «‪ ،)Lenz» (2005‬فيمكــن إجاملهــا يف‪:‬‬
‫ ‪-‬املعرفة السابقة باملوضوع املسته َدف (مخططات)‪.‬‬
‫ ‪-‬معرفة بنية اللُّغة‪.‬‬
‫النص وأنواعه‪.‬‬‫ ‪-‬معرفة بنية ّ‬
‫املعرفية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫وراء‬ ‫وما‬ ‫ة‬ ‫املعرفي‬
‫َّ‬ ‫اإلسرتاتيجيات‬ ‫ ‪-‬معرفة‬
‫ ‪-‬قدرات التفكري‪.‬‬
‫الدافعية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬‬
‫ ‪-‬مستوى املشا َركة‪.‬‬
‫ ‪-‬جودة مادة القراءة من حيث التنظيم والكتابة بح ِّد ذاتِها‪.‬‬
‫وفك شيفرة الكلامت‪.‬‬ ‫التعرف ّ‬ ‫ ‪-‬عدم القدرة عىل ُّ‬
‫ ‪-‬نقص املهارات اللُّغويَّة واإلسرتاتيجيات‪.‬‬
‫ ‪-‬نوع التعليامت‪.‬‬

‫‪1089‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫وميكن تصني ُفها إىل‪:‬‬


‫العقلية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫واملهارات‬ ‫والقدرات‬ ‫ ‪-‬املعرفة اللُّغويَّة‬
‫ ‪-‬املشا َركة والتحفيز‪.‬‬
‫ ‪-‬نوع التعليامت وجودة املواد؛ أي العوامل املتعلِّقة باملعلِّم واملتعلّم والكاتب‪.‬‬
‫ولعل هذه من أفضل اإلسرتاتيجيات تحقي ًقا للقراءة التفاعليَّة التي تقوم عىل مبدأين‪ ،‬هام‪:‬‬ ‫ّ‬
‫معي‪.‬‬
‫ّ َّ‬ ‫نص‬ ‫لقراءة‬ ‫الطالب‬ ‫إليه‬ ‫يحتاج‬ ‫الذي‬ ‫الوقت‬ ‫مقدار‬ ‫ ‪-‬‬
‫ ‪-‬مستوى فهم الطالب واستيعابه لتحقيق األهداف التعليميَّة املنشودة (زايد‪.)2010: 42 ،‬‬
‫إسرتاتيجية ‪ :SQ3R‬النشأة والتعريف واملراحل‪:‬‬
‫َّ‬
‫ـرايئ ‪ SQ3R‬مــن إســراتيجيَّات مــا وراء املعرفــة‪ ،‬وهــي مــن اإلســراتيجيات الحديثــة‬ ‫ت ُ َع ـ ُّد إســراتيجيَّة االســتيعاب القـ ّ‬
‫التــي انبثقــت مــن رحــم النظريَّــة املعرفيَّــة‪ .‬وإســراتيجية ‪ SQ3R‬جــاء بهــا فرانســيس روبنســون األســتاذ يف جامعــة أوهايــو‪،‬‬
‫وتعــود بدايتهــا إىل عرشينيــات القــرن املــايض )‪ ،(Johns and McNamara, 1980‬ثــم ظهــرت يف شــكلها الحــايل يف كتابــة‬
‫وســع الحديــث فيهــا يف كتابه «الدراســة الف َّعالــة» عام‬ ‫تشــخيص تقنيــات الدراســة الف َّعالــة‪ ،‬وتـ َّم تصحي ُحهــا عــام ‪1941‬م‪ ،‬ثــم ّ‬
‫ـا‪ .‬ومــن‬ ‫ـزءا مــن برنامــج تدريــب عنــارص الجيــش لــي يكونــوا أفضــل قــراءة وفَ ْهـ ً‬ ‫)‪ 1946 (Robinson, 1946‬بوصفــه جـ ً‬
‫عرفاهــا بقولهــا‪ :‬هــي إســراتيجيَّة قرائيَّــة ميكــن اســتخدامها‬ ‫تعريفاتهــا‪ ،‬تعريــف )‪ ،(Mallow and Petearson, 1999‬إذ ّ‬
‫عندمــا يتوقــع مــن الدارســن القــراءة وتذكُّــر محتــوى القــراءة‪ ،‬وحروفهــا تشــر إىل خطواتهــا الخمســة‪ :‬املســح والتســآل‬
‫والقــراءة واالســرجاع والتقييــم‪ ،‬فيــا عرفهــا (األحمــدي‪ )2010 ،‬بأنَّهــا إســراتيجيَّة هضــم املعلومــات الكتابيَّة؛ إذ تســاعد عىل‬
‫عرفهـ�ا �‪(Flem‬‬ ‫سرٍ‪ .‬فيـما َّ‬ ‫خلـ�ق تصـ�ور حـ�ول مـ�ا يتـ�م قراءتـ�ه‪ /‬املوضـ�وع‪ ،‬بحيـ�ث يتوصـ�ل القـ�ارئ إىل الحقائـ�ق بسـ�هول ٍة ويُـ ْ‬
‫ـرايئ ومســاعدة الدارســن عــى‬ ‫ـص القـ ّ‬ ‫)‪ ming‬الــوارد يف (األحمــدي‪ )2010 ،‬طريقــة ِبنائيَّــة يف الوصــول إىل معلومــات النـ ِّ‬
‫ـص‪ .‬وتعمــل عــى أن يضــع القــارئ لنفســه أهدافًــا مح ـ َّددة‪ ،‬وقــد أطلــق عليهــا الباحثــون جــدة‬ ‫تطويــر تصــور ملحتــوى النـ ّ‬
‫اإلســراتيجيات‪.‬‬
‫القرائيــة املنظَّمــة واملتتاليــة‪ ،‬التــي تعتمــد‬ ‫َّ‬ ‫ة‬ ‫التدريســي‬
‫َّ‬ ‫الخطــوات‬ ‫مــن‬ ‫مجموعــة‬ ‫هــا‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫بأ‬ ‫)‬ ‫‪2019‬‬ ‫(املعلــوي‪،‬‬ ‫عرفَهــا‬ ‫كــا َّ‬
‫القرائيــة‪ ،‬مبــا تحتويــه مــن الحقائــق واملفاهيــم واملبــادئ والقوانــن‬ ‫َّ‬ ‫ـوص‬ ‫ـ‬ ‫النص‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العقلي‬
‫َّ‬ ‫ـطة‬ ‫ـ‬ ‫األنش‬ ‫ـتخدام‬ ‫عــى اسـ‬
‫الصـ ّـف وتفاعلهــم لغــرض التحصيــل وتنميــة مهــارات عمليــات‬ ‫َّ‬ ‫ب‬ ‫ـا‬‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ط‬ ‫ـاركة‬ ‫ـ‬ ‫مش‬ ‫إىل‬ ‫ـوات‬ ‫ـ‬ ‫الخط‬ ‫ـذه‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ي‬ ‫د‬
‫ِّ‬ ‫ـؤ‬‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـات؛‬ ‫والنظريـ‬
‫ـراتيجية خمس خطــوات هي‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫وتتضم‬ ‫ـروءة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املق‬ ‫ـادة‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـوى‬ ‫ـ‬ ‫ملحت‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫أفض‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫فه‬ ‫إىل‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫للوص‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫وذل‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬‫لي‬
‫ُ َّ‬ ‫م‬ ‫التكا‬ ‫العلــم‬
‫الذاتيــة‬
‫َّ‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫التدري‬ ‫ق‬ ‫ـر‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬ ‫ط‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫إح‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ه‬‫َّ‬ ‫ن‬ ‫بأ‬ ‫)‬ ‫‪2010‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪92‬‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫(عطي‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫فه‬ ‫عر‬
‫ُ ِّ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫ـة‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫املراجع‬ ‫ـرجاع‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـراءة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـئلة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫األس‬ ‫ـرح‬ ‫ـ‬ ‫ط‬ ‫ـح‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ف‬‫ُّ‬ ‫التص‬
‫ـايئ‬
‫ٍّ‬ ‫ـ‬ ‫تلق‬ ‫ٍ‬
‫ـكل‬ ‫ـ‬ ‫بش‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العقلي‬
‫َّ‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫امله‬ ‫ـض‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫تنمي‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫أج‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـتيعابها‬ ‫ـ‬ ‫واس‬ ‫ـروءة‬ ‫ـ‬ ‫املق‬ ‫ـادة‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الطال‬ ‫ـدرة‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫تحس‬
‫ِّ‬ ‫ـي‬‫التـ‬
‫نائيــة ذات خطــوات‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫معرفي‬
‫َّ‬ ‫ة‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫َّ‬ ‫ن‬‫بأ‬ ‫ـث‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الباح‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫فه‬ ‫يعر‬
‫ِّ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫في‬ ‫ـا‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫أثره‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫بق‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫به‬ ‫ـاظ‬ ‫ـ‬ ‫واالحتف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ره‬ ‫ك‬
‫ُّ‬ ‫تذ‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫و ِم‬
‫ـرايئ‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـص‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـوى‬ ‫ـ‬ ‫محت‬ ‫إىل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الدارس‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫وص‬ ‫ـهيل‬ ‫ـ‬ ‫تس‬ ‫إىل‬ ‫ـدف‬ ‫ـ‬ ‫ته‬ ‫إذ‬ ‫ـم؛‬ ‫ـ‬ ‫والتقيي‬ ‫ـرجاع‬ ‫ـ‬ ‫واالس‬ ‫ـراءة‬ ‫ـ‬ ‫والق‬ ‫ـآل‬‫ـ‬ ‫والتس‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـة‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫خمس‬
‫وفهمــه وإقدارهــم عــى االحتفــاظ بــه واســرجاعه وتقييمــه‪.‬‬
‫وتهــدف هــذه اإلســراتيجيَّة إىل مســاعدة الدارســن عــى فَ ْهــم النصــوص املكتوبــة بفعاليــة كبــرة ودفعهــم نحــو التفكــر‬
‫ـراتيجي الف َّعــال‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يف أثنــاء عمليَّــة القــراءة‪ ،‬وتســاعد هــذه اإلســراتيجيَّة يف خلــق القــارئ اإلسـ‬
‫ـرايئ‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـص‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫التعا‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫كيفي‬ ‫يف‬ ‫ـامل‬ ‫ـ‬ ‫املع‬ ‫ـة‬
‫وأ ّمــا عــن ميزاتهــا الجوهريَّــة فهــي توفــر للقــارئ خريطــة طريــق واضحـ‬
‫وتع ُّد مــــن بــــن أفضــــل اإلسرتاتيجيات مناســب ًة للنصــوص املقــروءة‪ ،‬لفاعليتهـا فـــي إثـارة دافعيـة الطلبـة للتعلُّم‪ ،‬وتنميـة‬
‫االجتامعي للتعلُّم‪،‬‬
‫ّ‬ ‫مهـارات التفكيـر العليـا لـديهم‪ ،‬ومسـاعدتهم فـي االحتفـاظ بـالتعلّم‪ ،‬فـي ظـل منحـى يعتمـد علـى السـياق‬
‫مـــن خـــال التفاعـل مـــع املعلم واألقـران والبيئـة والثقافـة واللُّغة‪ ،‬كـــــإجراءات ف َّعالة لحـــــدوث التعلُّم (الخالدي وآخرون‪،‬‬
‫عمليــة التعلُّــم والقــراءة «أقــل صعوبــة وأكــر إثــارة لالهتــام»‪ .‬إذ تســاعد الطُّـ َّـاب‬ ‫‪ .)2014‬وهــي كذلــك تســاعد عــى جعــل َّ‬
‫ـكل ف َّعــا ٍل عــى تنظيــم معلوماتهــم ومالحظاتهــم أثنــاء الدراســة والقــراءة‪ .‬عــاو ًة عــى ذلــك‪ ،‬ميكــن للطُّـ َّـاب اســتخدام‬ ‫بشـ ٍ‬
‫أوراق عمــل ‪ SQ3R‬كمخطّــط للقــراءة عــر خطــوات واضحــة و ُمحـ َّددة‪ .‬ويــرى )‪ (Brown, 2001‬أنَّهــا أحــد مبــادئ تصميــم‬
‫ـرايئ بطريقـ ٍة فاعلـ ٍة (شــحاتة‪.)2017 ،‬‬ ‫ـص القـ ّ‬ ‫منهجيــة منظَّمــة يف تنــا ُول النـ ّ‬ ‫َّ‬ ‫ـراتيجية‬
‫َّ‬ ‫التفاعليــة‪ ،‬وهــي إسـ‬ ‫َّ‬ ‫تقنيــات القــراءة‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1090‬‬
‫وترمز مراحل هذه اإلسرتاتيجيَّة ‪ SQ3R‬إىل ما ييل‪:‬‬
‫‪Recite‬‬
‫‪Survey‬‬ ‫‪Questions‬‬ ‫‪Read‬‬ ‫‪Review‬‬
‫‪Recall‬‬

‫املسح‬ ‫التسآل‬ ‫القراءة‬ ‫اإلجابة‬ ‫التقييم‬

‫ني‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِق َ‬ ‫َّ‬ ‫نص القــراءة يف مجــال تعليم‬ ‫ـراتيجية ف َّعالــة وناجحــة يف تدريــس ّ‬ ‫َّ‬ ‫ـراتيجية ‪ SQ3R‬إسـ‬ ‫َّ‬ ‫وقــد ثبــت أن إسـ‬
‫ـراتيجية تتكون‬‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫الثانو‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الرئيس‬ ‫ـكار‬ ‫ـ‬ ‫واألف‬ ‫اآلراء‪،‬‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫الحقائ‬ ‫ـز‬‫ـ‬ ‫متيي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫قدرته‬ ‫يف‬ ‫ـك‬‫بغريهــا‪ ،‬يتجـ َّـى ذلـ‬
‫مــن سلســلة مــن اإلجــراءات والعمليــات املهمــة التــي أخــذت اســمها مــن عملياتهــا‪ ،‬وهــي تتكـ ّون مــن خمــس مراحــل‪ ،‬عــى‬
‫النحــو اآليت‪:‬‬
‫أول‪ :‬مرحلة املسح والتص ُّفح )‪:(Survey‬‬ ‫ ¨ ً‬
‫�ص �‪(Brus‬‬ ‫�حية للحصـ�ول عـلى الفكـ�رة العا َّمة مـ�ن النـ ّ‬ ‫واملقصـ�ود بذلـ�ك أن يلقـ�ي الطالـ�ب نظـ�رة عا َّمـ�ة‪ ،‬ويُجـ�ري قـ�راءة مسـ َّ‬
‫ـراتيجية ‪ SQ3R‬ألنَّهــا تهــدف إىل جعــل ّكل الدارســن يقفون‬ ‫َّ‬ ‫)‪ .tad, 2006‬ومرحلــة االســتطالع‪ /‬املســح مــن أهــم مراحــل إسـ‬
‫املفتاحيــة‪ ،‬وقــراءة املقدمــة‬ ‫َّ‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫والجم‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫الفرعي‬
‫َّ‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫العناوي‬ ‫ـراءة‬ ‫ـص وقـ‬ ‫عــى صفحــة واحــدة‪ ،‬وذلــك عــر تصفــح املقالــة‪ /‬النـ ّ‬
‫والخامتــة وامللخصــات إذا وجــدت‪ ،‬حتــى املراجــع واملصــادر‪ ،‬مــع رضورة محاولــة توقّــع مــا ســيقوله املؤلــف يف أثنــاء املســح أو‬
‫االســتطالع موظفــن بذلــك معارفهــم الســابقة حــول املوضــوع‪ ،‬وينبغــي أن يكتب الدارســون هــذه املالحظــات عىل الــورق‪ ،‬ث ّم‬
‫ـص‪ .‬ولعـ ّـل‬ ‫ـص أو الفصــل إذ يتعــن عــى الطُّـ َّـاب فهــم الفكــرة الرئيسـ َّـية للنـ ّ‬ ‫النظــر إليهــا للحصــول عــى فكــرة عا َّمــة عــن النـ ّ‬
‫الهــدف مــن هــذه الخطــوة هــو تحديــد الغــرض مــن املوضــوع‪ ،‬وفهمــه‪ ،‬وكذلــك تقديــر مقــدار الوقــت الــذي يقضيــه الط َُّّلب‬
‫عمليــة ميكنــك ‪-‬أيهــا املتعلِّــم‪ -‬القيــام مبــا يــي‪:‬‬ ‫يف نشــاط القــراءة )‪ .(Romadhon, 2020‬وبخطــوات َّ‬
‫ ‪-‬قراءة العنوان‪ :‬سا ِعد عقلك عىل االستعداد لتل ِّقي املوضوع املطروح‪.‬‬
‫ـص‪ /‬فصــل مــع أغــراض املؤلــف‪ ،‬وركِّــز عــى غرض‬ ‫ ‪-‬قــراءة املقدمــة و‪ /‬أو امل ُل َّخــص‪ - :‬و ِّجــه نفســك إىل كيفيــة تناســب َّكل نـ ّ‬
‫املؤلــف ألهـ ّم النقاط‪.‬‬
‫ ‪-‬مالحظة ّكل عنوان فرعي‪ ،‬ونظِّم عقلك قبل أن تبدأ يف القراءة عرب بناء هيكل لألفكار والتفاصيل القادمة‪.‬‬
‫بيانية – جداول ‪ -‬خرائط – أرقام – صور‪ ،‬وما إىل ذلك لتوضيح نقطة‪ .‬ال تتجاهلها‪.‬‬ ‫أي رسوم َّ‬ ‫ ‪-‬مالحظة ّ‬
‫بليــة‬ ‫ق‬
‫َ َّ‬ ‫ال‬ ‫ـئلة‬ ‫ـ‬ ‫واألس‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫األجنبي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫والكل‬ ‫ـط‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـوق‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫والكل‬ ‫ـل‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املائ‬ ‫ط‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـرى‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫األخ‬ ‫ـراءة‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫أدوات‬ ‫ ‪-‬مالحظــة‬
‫والبعديَّــة؛ ملســاعدتك عــى الفــرز وال َف ْهــم والتذ ّكــر‪.‬‬ ‫َ‬
‫ويذكــر )‪ (Artis, 2008‬أن مرحلــة التص ُّفــح تُركــز عــى تهيئــة الــدارس ملرحلــة مــا قبــل القــراءة‪ ،‬وذلــك عــر أخــذ فكــرة‬
‫بيانيــة‪ ،‬وكلــات رئيسـ َّـية أو مفتاحيــة‪.‬‬ ‫عا َّمــة عــن املوضــوع املتنــاول‪ /‬املــدروس‪ ،‬ومــا يتضمنــه مــن عناويــن‪ ،‬وجــداول‪ ،‬ورســوم َّ‬
‫ثانيا‪ :‬مرحلة التسآل )‪:(Questions‬‬ ‫ ¨ ً‬
‫ـص‪ ،‬وتتمثــل هــذه املرحلــة يف تحويــل عناويــن الفقــرات إىل أســئلة (مثــل‪« :‬املفاهيــم األساسـ َّـية‬ ‫أو مــا تُسـ ّمى مبســاءلة النـ ّ‬
‫ـروري كتابــة هــذه األســئلة عــى ورقتــك‪ .‬كــا ميكن‬ ‫ِّ‬ ‫للقــراءة» تتحــول إىل «مــا هــي املفاهيــم األساسـ َّـية للقــراءة؟»)‪ .‬و ِمـ َن الـ‬
‫ـص ومبــا يريــد أن يعرفــه عنــه‪ ،‬وكلــا كانــت األســئلة أفضــل‪ ،‬كان مــن املر َّجــح أن يكــون‬ ‫أن يســأل الطالــب أســئلة تتعلَّــق بالنـ ّ‬
‫فهمــك أفضــل )‪.(Johns and McNamara, 1980‬‬
‫وعــى املعلِّــم أن ينتبــه إلمكانيــة إضافــة املزيــد مــن األســئلة يف أثنــاء املتابعــة‪ ،‬إذ إنَّــه عندمــا يبحــث عقلــه بنشــاط عــن‬
‫إجابــات لألســئلة‪ ،‬يصبــح منخرطًــا يف التعلُّــم‪ ،‬وهــي مرحلــة تهــدف إىل مســاعدة عقلــه عــى االنخــراط والرتكيــز‪ .‬وميكــن‬
‫لل ُمتعلِّمــن اســتخدام صيــغ األســئلة مثــل‪:‬‬
‫ ‪-‬ما هو هذا ّ‬
‫النص؟‬
‫ ‪-‬ما هي الرسالة‪ /‬املوضوعات التي يريد الكاتب إيصالها؟‬
‫ ‪-‬ملاذا هذا املوضوع مه ّم؟‬
‫الخاصة؟‬
‫َّ‬ ‫أسئلتي‬ ‫عن‬ ‫تجيب‬ ‫أن‬ ‫املعلومات‬ ‫ ‪-‬كيف ميكن لهذه‬

‫‪1091‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ـن عــى الطُّـ َّـاب البحــث عــن إجابتهــا يف املرحلــة التاليــة‪ .‬ومــع ذلك‪ ،‬يشــعر‬ ‫وبعــد أن يقــوم الطُّـ َّـاب بصياغــة األســئلة‪ ،‬يتعـ َّ‬
‫بعــض الطُّـ َّـاب بعــدم االهتــام يف هــذه املرحلــة حتــى يتمكنــوا مــن قطــع هــذه املراحــل والبَـ ْدء يف الخطــوات التاليــة عــى‬
‫ـص‪ .‬ويُش ـ ِّجع الطُّـ َّـاب عــى‬‫الرغــم مــن أ َّن هــذه املراحــل مص َّممــة إلبقــاء الطُّـ َّـاب يقظــن ومدركــن عنــد بَـ ْدء قــراءة النـ ّ‬
‫ـص‪.‬‬
‫كتابــة األســئلة يف هامــش الصفحــة أو يف ورقــة العمــل‪ ،‬أو يف أســفل ّكل فقــرة مــن فقــرات النـ ّ‬
‫ ¨ثال ًثا‪ :‬مرحلة القراءة )‪:(Read‬‬
‫ـص بحثًــا‬ ‫هــذه املرحلــة هــي حجــر الزاويــة وبيــت القصيــد يف هــذه اإلســراتيجيَّة‪ ،‬واملقصــود بذلــك أن يقــرأ الطالــب النـ ّ‬
‫ـول الهيــاكل العقليَّــة التــي كان قــد تب ّناهــا يف أثنــاء القــراءة‪ ،‬وميكــن‬ ‫عــن إجابــات لألســئلة التــي طرحهــا‪ .‬ومــلء املعلومــات حـ َ‬
‫ـرة مــع وضــع أســئلة يف االعتبــار والبحــث عــن اإلجابــات‪ ،‬وينبغــي أن يعــرف الدارس‬ ‫ـص فقــرة تلــو الفقــرة يف ّكل مـ ّ‬ ‫قــراءة النـ ّ‬
‫متــى يحتــاج إىل َو ْضــع بعــض األســئلة الجديــدة‪ ،‬ويجــب عــى الطُّـ َّـاب يف هــذه املرحلــة التأكيــد عــى األفــكار الرئيســيَّة‪،‬‬
‫وعندمــا يبــدأ الطُّـ َّـاب بنشــاط القــراءة‪ ،‬يجــب عليهــم تأكيــد توقعاتهــم‪ ،‬فهــذا يعنــي أن الطُّـ َّـاب بحاجــة إىل تعزيــز أســئلتهم‬
‫ـص‪ ،‬ويف هــذه الحالــة يجــب عىل‬ ‫أيضــا مراقبــة فهمهــم يف قــراءة النـ ّ‬ ‫ـن عليهــم ً‬ ‫الســابقة )‪ (Brustad, 2006‬وبعــد ذلــك‪ ،‬يتعـ ّ‬
‫ـكل فقــرة قبــل االنتقــال إىل األخــرى‪.‬‬ ‫الطُّـ َّـاب التأكُّــد مــن فهمهــم لـ ّ‬
‫وميكن لك –أيها املتعلِّم‪ -‬استخدام النصائح التالية عند القراءة‪:‬‬
‫توضح عادة الفكرة الرئيسيَّة‪.‬‬ ‫ ‪-‬الجملة األوىل من ّكل فقرة ّ‬
‫انتقاليــة مثــل التــايل‪ /‬اآليت‪ ،‬عــى ســبيل املثــال‪ :‬يف املقابــل‪ ،‬باإلضافــة إىل ذلــك‪ ،‬ملســاعدتك يف‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬ابحــث عــن كلــات‬
‫متابَعــة وجهــة نظــر املؤلــف‪.‬‬
‫ ‪-‬د ِّون املال َحظات يف الهامش أو يف دفرت يف أثناء قراءتك‪.‬‬
‫الرئيسية بلغتك؛ ال تقم ببساطة بنسخ املعلومات من الكتاب‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬أَ ِعد صياغة النقاط واألفكار‬
‫ ‪-‬قُــم بتمييــز النقــاط األكــر أهميَّــة فقــط‪ ،‬فقــد يــؤ ِّدي التحديــد امل ُفـ ِرط واملبالــغ فيــه إىل صعوبــة فصــل النقطة الرئيســيَّة‬
‫عــن الثانويَّــة فيــا بعد‪.‬‬
‫مرتني أو ثالثة‪ ،‬امله ّم هو الوصول إىل الفكرة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أو‬ ‫ة‬ ‫ ‪-‬تذكَّر أنَّه ميكن القراءة ّ‬
‫ملر‬
‫ـي مــن القــراءة املعمقــة هــو إيجــاد الطالــب إلجابــات األســئلة التــي أع َّدها ســاب ًقا‬ ‫ ‪-‬تذكّــر كذلــك الحــال أن الهــدف الرئيـ ّ‬
‫بالنص‪.‬‬
‫مــع اســتبعاد األســئلة التــي ليــس لهــا إجابــات ّ‬
‫ـص‪ ،‬عــر طــرح األســئلة والتوجيــه‬ ‫را مــن الطُّـ َّـاب يف اســتيعاب أو فهــم النـ ّ‬ ‫يتدخــل املعلــم يف هــذه املرحلــة إذا وجــد تعـ ً‬
‫وليــس عــر اإلجابــات املبــارشة‪.‬‬
‫ ¨راب ًعا‪ :‬مرحلة االسرتجاع )‪:(Recite‬‬
‫ـص ســواء بشــكل شــفهي أو كتــايب‪ .‬ويف‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـتخلصها‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـكار‬
‫ـ‬ ‫األف‬ ‫ـرز‬‫يف مرحلــة االســرجاع يناقــش الطالــب أبـ‬
‫هــذه املرحلــة يتـ ّم إعــادة تدريــب عقلــك للرتكيــز والتعلُّــم يف أثنــاء القــراءة‪ ،‬وينبغــي أن تقــوم بعــد ّكل قســم‪ /‬فقــرة‪ ،‬بالتوقــف‬
‫ـرة‬
‫ـص مـ ّ‬ ‫واســرجاع أســئلتك ومعرفــة مــا إذا كان ميكنــك اإلجابــة عنهــا مــن الذاكــرة‪ .‬إذا مل يكــن األمــر كذلــك‪ ،‬فرا ِجــع النـ َّ‬
‫أخــرى (كلــا لــزم األمــر)‪ ،‬لكــن ال تنتقــل إىل القســم التــايل حتــى تتمكـ َن مــن أن تســرجع اإلجابــات مــن القســم الســابق‬
‫ـدل مــن القــراءة‪ .‬ميكــن القيــام‬ ‫)‪ .(Artis, 2008‬وينصــح يف هــذه الطريقــة بــرورة قضــاء املزيــد مــن الوقــت يف التذكــر بـ ً‬
‫مليــة التــي‬ ‫ع‬
‫َ َّ‬ ‫ال‬ ‫ـوات‬‫ـ‬ ‫الخط‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫وم‬ ‫تخيــل الــيء نفســه‪.‬‬ ‫بذلــك إ َّمــا عــن طريــق رشح املحتــوى لشــخص آخــر أو عــن طريــق ُّ‬
‫تســاعدك ‪-‬أيهــا املتعلِّم‪-‬عــى ذلــك‪:‬‬
‫ ‪-‬ق ِّدم إجاباتك بصوت عا ٍل‪.‬‬
‫ ‪-‬اكتُب مالحظاتك أسفل‪ /‬بجانب الفقرة‪( .‬فرصة لتطوير مهارة الكتابة)‪.‬‬
‫ ‪-‬تحديد األفكار الرئيسيَّة للموضوع‪.‬‬
‫النص‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أفكار‬ ‫ارتباط‬ ‫لكيفية‬ ‫ة‬ ‫ذهني‬
‫َّ‬ ‫خريطة‬ ‫ ‪-‬قُ ْم بإنشاء منظم رسومي أو‬
‫مهارت االستامع واملحا َدثة)‪.‬‬
‫َِ‬ ‫ ‪-‬مناقشة ما سبق مع الزمالء واملعلِّم‪( .‬فرصة لتطوير‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1092‬‬
‫خامسا‪ :‬مرحلة التقييم‪ /‬املراجعة )‪:(Review‬‬ ‫ ¨ ً‬
‫يقيــم مــا توصــل إليــه الطُّـ َّـاب ومــا اســتفاد منــه‪ ،‬ليجعــل منــه مرج ًعــا موثوقًا‪ ‬للمــدى البعيــد‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ـذه‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫التقيي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫مرحل‬ ‫يف‬
‫ومــن خــال املرا َجعــة ميكنهــم الحصــول عــى مل َّخــص ملــا قــرأوه وتعلمــوه‪ ،‬وهــذا سيســاعدهم عــى نقــل املعلومــات مــن‬
‫ـي للط َُّّلب‪،‬‬
‫الذاكــرة قصــرة املــدى إىل الذاكــرة طويلــة املــدى )‪ .(Butler, 1983‬وتهــدف هــذه املرحلــة إىل صقل التنظيم العقـ ّ‬
‫ـص بأكملــه باســتخدام الخطــوات الســابقة‪ ،‬الرجــوع إىل األســئلة‬ ‫والبـ ْدء يف بنــاء الذاكــرة‪ ،‬وينبغــي مبجــرد االنتهــاء مــن النـ ِّ‬ ‫َ‬
‫ـكل عنــوان‪ ،‬حتــى ينظــروا إذا كان ال يــزال بإمكانهــم اإلجابــة عنهــا‪ .‬إذا مل يكــن كذلــك‪،‬‬ ‫التــي أنشــأها الطُّـ َّـاب ســاب ًقا لـ ّ‬
‫فليعــودوا إىل الــوراء وليقومــوا بتحديــث ذاكرتهــم ثــم يتابعــوا‪ .‬ومــن الخطــوات التــي ننصحــك ‪-‬أيهــا املتعلِّــم‪ -‬القيــام بهــا‪:‬‬
‫اختب نفسك بنفسك فيام تعلَّمته‪.‬‬ ‫ ‪ِ -‬‬
‫ ‪-‬تطوير الروابط بني املالحظات والقراءات من الفصل‪.‬‬
‫ـرة واحــدة عــى األقـ ّـل يف األســبوع‪ ،‬وقُـ ْم بإجــراء اختبــار حــول املوضوعــات القدميــة‬ ‫ ‪-‬قُـ ْم بإعــادة النظــر يف املوضــوع مـ ّ‬
‫والجديدة‪.‬‬
‫القرائيــة‪ ،‬ولكــن ميكــن النظــر إليها عىل‬
‫َّ‬ ‫ـوص‬ ‫ـ‬ ‫والنص‬ ‫ـة‬
‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫غو‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـتويات‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫كل‬
‫َّ‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫تناس‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـذه‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـإن‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫وبالــرورة‪،‬‬
‫أنَّهــا طريقــة أخــرى لتدريــس القــراءة والتنويــع فيها‪.‬‬
‫فنوضحــه يف هــذا الجدول‬ ‫أمــا عــن املقصــود ومــا هــو املطلــوب يف ِّكل خطــوة مــن خطواتهــا الخمســة‪ ،‬بشــكل أكرث عمليَّــة ّ‬
‫(((‪:‬‬
‫الخطوة الخامسة‬ ‫الخطوة الرابعة‬ ‫الخطوة الثالثة‬ ‫الخطوة الثانية‬ ‫الخطوة األوىل‬
‫‪Review‬‬ ‫‪Recite‬‬ ‫‪Read‬‬ ‫‪Questions‬‬ ‫‪Survey‬‬

‫التقييم‬ ‫االسرتجاع‬ ‫القراءة‬ ‫التسآل‬ ‫التص ُّفح ‪ /‬املسح‬


‫إعادة تقييم ملا فهمته‬ ‫أجب عن ّكل سؤال من‬ ‫القراءة بهدف البحث‬ ‫اسأل نفسك عىل الدوام‬ ‫امسح العنوان وانت ِبه إىل‬
‫من العمليات السابقة‪،‬‬ ‫األسئلة التي طرحتها يف‬ ‫عن معلومات التساؤالت‬ ‫أسئلة الــ)‪ (W‬الخمسة‪:‬‬ ‫ما ييل‪:‬‬
‫بهدف تنشيط الذاكرة‬ ‫العمود الثاين ووجدتها‬ ‫النص املقروء‪.‬‬
‫السابقة يف ّ‬ ‫َمن؟‬ ‫العنوان‬
‫عىل اسرتجاع املعلومات‬ ‫يف العمود الثالث بكلامت‬ ‫ماذا؟‬ ‫املقدمة‬
‫(املضمون واملفردات‬ ‫الخاصة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الكاتب أو كلامتك‬ ‫أين؟‬ ‫الهدف‪ /‬األهداف‬
‫والرتاكيب) الستخدامها‬ ‫قراءة ثانية الستكامل‬ ‫متى؟‬ ‫املفردات‬
‫يف سياق جديد‪ .‬وأه ّم‬ ‫الصورة التي مل تكتمل بعد‬ ‫ملاذا؟‬ ‫الرتاكيب‬
‫إسرتاتيجيات تنفيذ ذلك‬
‫َّ‬ ‫أو األسئلة التي مل يُجب‬ ‫تساعدك هذه يف وضع‬ ‫التساؤالت‬
‫التلخيص وإعادة إنتاج‬ ‫عنها بعد‪.‬‬ ‫عملية قراءة‪،‬‬
‫لكل َّ‬ ‫أهداف ّ‬ ‫الرئيسية‬
‫َّ‬ ‫العناوين‬
‫املحتوى بطريقة مغايرة‬ ‫ولعل أه ّم سؤال هو تحويل‬ ‫ّ‬ ‫والص َور‬
‫الرسومات ُّ‬
‫ويف سياق قريب‪.‬‬ ‫النص إىل سؤال‬ ‫عنوان ّ‬
‫وكذلك الحال العناوين‬
‫الفرعية‪.‬‬
‫َّ‬
‫ملاذا‬ ‫ملاذا االسرتجاع؟‬ ‫ملاذا‬ ‫ملاذا‬ ‫ملاذا‬
‫التقييم؟‬ ‫القراءة؟‬ ‫التسآل؟‬ ‫التص ُّفح ‪ /‬املسح؟‬
‫يساعدك عىل االحتفاظ‬ ‫يساعدك عىل استدعاء‬ ‫تعلّمك كيف تحصل عىل‬ ‫يجعلك تبقى مركّ ًزا يف‬ ‫يعطيك الصورة الكبرية‬
‫باملعلومات‪.‬‬ ‫املعلومات بعد قراءتها‪.‬‬ ‫النص‪.‬‬
‫املعلومة من ّ‬ ‫عملية القراءة‪.‬‬
‫أثناء َّ‬ ‫للموضوع‪.‬‬
‫يساعدك عىل التحضري‬ ‫تخربك عن مستوى فهمك‬ ‫تعلّمك كيفية التقديم‬ ‫يعطيك هدفًا للقيام به‪.‬‬ ‫تحديد ما هو مه ّم من‬
‫لالختبارات‪.‬‬ ‫للنص‪.‬‬
‫ّ‬ ‫واملحارضة‪.‬‬ ‫مامرسة جيدة لعمليات‬ ‫األقل أهميَّة‪،‬‬
‫النص‪.‬‬
‫طريقة للتفا ُعل مع ّ‬ ‫جزء من تحضريات‬ ‫التخمني‪.‬‬ ‫يساعدك عىل التحضري‬
‫االختبارات‪.‬‬ ‫الفوري‪.‬‬

‫(( ( أفدنا يف بناء هذا الجدول من صفحة جامعة )‪ ،(Oregon‬و)‪.(NHTI‬‬

‫‪1093‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫واإليجابيات‪:‬‬
‫َّ‬ ‫إسرتاتيجية ‪ :SQ3R‬األهمية‬
‫َّ‬
‫ـراتيجية عــى وجــه‬
‫َّ‬ ‫مثّــة إيجابيــات كثــرة التِّبــاع نهــج اإلســراتيجيات يف التدريــس عمو ًمــا‪ ،‬وعــر تطبيــق هــذه اإلسـ‬
‫الخاصــة‪ ،‬مــا ســيجعلهم يتفاعلون‬ ‫َّ‬ ‫الخصــوص؛ إذ إنَّهــا متنــح الطُّـ َّـاب فرصــة جيــدة لتدويــن املال َحظــات باســتخدام كلامتهــم‬
‫ـراتيجية «تقلــل مــن الحاجــة ملونولوجــات املعلــم (التعلُّــم الســلبي) لتغطيــة املعلومات»‬ ‫َّ‬ ‫مــع مــا يقــرؤون بالــرورة‪ ،‬وهــذه اإلسـ‬
‫ـراتيجية الطُّـ َّـاب قارئــن نشــطني وتشـ ّجعهم عــى اســتخدام مهــارات القــراءة‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـذه‬ ‫)‪(Artis, 2008‬؛ وبالتــايل‪ ،‬ســتجعل هـ‬
‫ـراتيجية يُســا ِعد الطُّـ َّـاب عــى توفــر‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـذه‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـإن‬‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـك‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـاو‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫الخاصــة بهــم يف خطــوات منظَّمــة‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الوقــت يف الدراســة مــن أجــل امتحانهــم ألنَّــه تـ ّم حفــظ املعلومــات واملــواد املهمــة الرئيسـ َّـية يف الذاكــرة طويلة املــدى‪ .‬لذلك‪،‬‬
‫ـراتيجية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ـراتيجية تســتحق التب ِّنــي والتطبيــق ألنَّهــا إسـ‬ ‫َّ‬ ‫ـكل بســاطة إنَّهــا إسـ‬ ‫لهــا تأثــر كبــر يف نتيجــة تعلمهــم‪ .‬وبـ ّ‬
‫وتؤســس الكتشــاف ال َعالقــات والرابط‬ ‫ِّ‬ ‫ـابقة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫املعرفة‬ ‫ـيط‬ ‫ـ‬ ‫وتنش‬ ‫ـره‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫وتذ‬
‫ُّ ّ ّ‬ ‫ـوي‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـوى‬ ‫ ‪-‬تســاعد الدارســن عــى حفــظ املحتـ‬
‫بــن املعرفــة الجديدة والســابقة (محمــود‪( ،)2020 ،‬رشــوان وآخــرون‪.)2019 ،‬‬
‫ ‪-‬أثبتت جدواها بشكل إمربيقي (املعلوي‪.)2019 ،‬‬
‫عملية‪ ،‬بسبب «بساطة إجراءاتها وسهولة تطبيقها» (عطية‪.)2016: 149 ،‬‬ ‫ ‪َّ -‬‬
‫تنظيم بني اإلسرتاتيجيات» (العتيبي‪( ،)2017: 23 ،‬عيد‪.)2015 ،‬‬ ‫ً‬ ‫ ‪-‬ف َّعالة «واألكرث‬
‫نشطني‪.‬‬ ‫ ‪-‬تجعل من الدارسني مشاركني ِ‬
‫ ‪-‬تزيد من قدرة الدارسني عىل إنتاج أسئلة (محمود‪.)2020 ،‬‬
‫ذاتية نحو القراءة‪.‬‬ ‫ودافعية َّ‬‫َّ‬ ‫إيجابية‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬تخلق رو ًحا‬
‫عملية القراءة‪.‬‬ ‫ ‪-‬تعمل عىل تحقيق الرتكيز يف َّ‬
‫ ‪-‬تساعد عىل تنمية التفكري‪.‬‬
‫اإلبداعي (عيل‪.)2007 ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ ‪-‬تعالج القصور الحاصل لدى الدارسني يف مام َرسة التفكري‬
‫املعرفية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬وسيلة لتطبيق اإلسرتاتيجيات فوق‬
‫ ‪-‬تعمل عىل خلق قارئ إسرتاتيجي‪.‬‬
‫ ‪-‬توفّر خريطة طريق للمتعلِّم‪.‬‬
‫ ‪-‬تجعل التعليم ذا معنى‪.‬‬
‫الص ّف وخارجه‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫يف‬ ‫الصحيحة‬ ‫القراءة‬ ‫ات‬ ‫إسرتاتيجي‬
‫َّ‬ ‫امتالك‬ ‫ ‪-‬مت ِّكن الدارسني من‬
‫ ‪-‬سهلة التعا ُمل والتطبيق يف الفصل وخارجه‪.‬‬
‫مناسبة للصغار والكبار‪.‬‬ ‫ ‪ِ -‬‬
‫ ‪-‬تنظِّم املعلومات اللُّغويَّة واالحتفاظ بها يف العقل (عيل‪.)2007 ،‬‬
‫وقد أضاف )‪ (Wood, 2000‬املزايا التالية إلسرتاتيجية ‪:SQ3R‬‬
‫عمليــة القــراءة‪ ،‬وهــي دامئًــا‬
‫والتخيــل فيــا يتعلَّــق بالنصــوص حتــى قبــل أن يبــدأ الطُّـ َّـاب يف َّ‬ ‫ّ‬ ‫ ‪-‬إنَّهــا تح ِّفــز املعلومــات‬
‫أســهل وأكــر متعــة يف ال َف ْهــم‪.‬‬
‫دليل دراسة ميكن استخدامه ملراجعته لالختبار‪.‬‬ ‫ ‪-‬تسمح للط َُّّلب مبراجعة املعرفة أثناء دراستهم لها‪ .‬وتقدم َ‬
‫ ‪-‬يبذل املتعلّمون قصارى جهدهم للعثور عىل إجابات عن األسئلة اعتام ًدا عىل سياق القراءة‪.‬‬
‫بعضا يف مجموعات لتبا ُدل األفكار املوجودة يف القراءة‪.‬‬ ‫ ‪-‬مي ِكن لل ُمتعلِّمني أن يساعد بعضهم ً‬
‫ـص الــذي ســيقرؤونه‪ .‬إىل جانــب ذلــك‪،‬‬ ‫ـوي أل ّن خطــوات املســح والســؤال تجعــل الطُّـ َّـاب يفهمــون النـ َّ‬ ‫ ‪-‬تسلســل ‪ SQ3R‬قـ ّ‬
‫فإنَّــه يوفِّــر للطُّـ َّـاب الوســائل التــي تنطــوي عــى مراقبــة فهمهــم‪.‬‬
‫النص‪.‬‬‫التعرف إىل ِّ‬ ‫ ‪-‬خطوة االستطالع ترشد الط َُّّلب إىل ُّ‬
‫ ‪-‬السؤال كخطوة ثانية من ‪ SQ3R‬يُسا ِعد الط َُّّلب عىل الرتكيز والتفكري يف املوا ّد‪.‬‬
‫ ‪-‬يساعد االسرتجاع كخطوة رابعة من ‪ SQ3R‬الط َُّّلب عىل نقل موا ّد جديدة يف الذاكرة طويلة املدى‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1094‬‬
‫فصل «ستون» )‪ (Stone, 2000‬الوارد يف (حاريث‪ )2020 ،‬أهميتها عىل النحو اآليت‪:‬‬ ‫وقد ّ‬
‫عملية التعلُّم‪ :‬أي تفاعل املتعلِّم مع املادة املقروءة يف خطوات منتظمة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ضبط‬ ‫ ‪-‬‬
‫ ‪-‬تجعل من املتعلِّم محور ال َعمليَّة التعليميَّة‪ :‬أي زيادة قدرة املتعلِّم عىل استخالص املعنى من املقروء‪.‬‬
‫النص وإيجاد ال َعالقة بينها‪.‬‬ ‫ ‪-‬الربط بني األفكار املوجودة يف ِّ‬
‫ ‪-‬القيام بأنشطة ذهنيَّة تدعم عمليَّة استيعاب ِّ‬
‫النص املقروء‪.‬‬
‫إسرتاتيجية ‪ SQ3R‬عىل سبيل املثال ال الحرص‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ومن اإلسرتاتيجيات التنفيذيَّة التي يتطلبها تطبيق‬
‫ ‪-‬املعاينة‪ /‬املالحظة‪.‬‬
‫ ‪-‬املسح‪.‬‬
‫ ‪-‬التص ُّفح‪.‬‬
‫ ‪-‬التلخيص‪.‬‬
‫ ‪-‬إعادة الصياغة‪.‬‬
‫ ‪-‬التسآل‪.‬‬
‫إسرتاتيجية ‪ SQ3R‬ومفاتيحها‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫مناذج من مخططات أخوات‬
‫إسرتاتيجية ‪ ،SQ3R‬ومفاتيحها وهي كاآليت‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ألخوات‬ ‫برقيا‬
‫عرضا ًّ‬ ‫وهنا نو ّد أن نعرض ً‬
‫إسرتاتيجية ‪:SQ4R‬‬
‫َّ‬
‫وهذه مفاتيح فهمها‪:‬‬
‫إسرتاتيجية ‪SQ4R‬‬
‫َّ‬
‫‪Survey‬‬ ‫‪Question‬‬ ‫‪Read‬‬ ‫‪Respond‬‬ ‫‪Record‬‬ ‫‪Review‬‬

‫اطّلِع‬ ‫اِسأَل‬ ‫اِقرأ‬ ‫است ِجب‬ ‫د ِّون‬ ‫َرا ِجع‪ /‬قيِّم‬

‫إسرتاتيجية ‪:SQ4R+V‬‬
‫َّ‬
‫وهذه مفاتيح فَه ِمها‪:‬‬
‫إسرتاتيجية ‪SQ4R+V‬‬
‫َّ‬
‫‪Survey‬‬ ‫‪Question‬‬ ‫‪Read‬‬ ‫‪Respond‬‬ ‫‪Record‬‬ ‫‪Review‬‬ ‫‪Vocabulary‬‬

‫اطّلِع‬ ‫اِ ْ‬
‫سأل‬ ‫اِقرأ‬ ‫اِست ِجب‬ ‫د ِّون‬ ‫َرا ِجع‪ِّ /‬‬
‫قيم‬ ‫املفردات‬

‫إسرتاتيجية ‪:PSQ5R‬‬
‫َّ‬
‫وهذه مفاتيح فهمها‪:‬‬
‫‪5R‬‬
‫‪P‬‬ ‫‪S‬‬ ‫‪Q‬‬ ‫‪Read Se-‬‬ ‫‪Reduce‬‬
‫‪Recite‬‬ ‫‪Reflect‬‬ ‫‪Review‬‬
‫‪lectively‬‬ ‫‪Record‬‬

‫الهدف‬
‫َ‬ ‫ح ِّدد‬ ‫تص َّف ْح أو‬ ‫تساء ْل‬
‫َ‬ ‫اِقرأ انتقائيًّا‬ ‫س ِّمع‬ ‫ل ِّخص‬ ‫تأ َّم ْل‬ ‫َرا ِجع‬
‫مس ْح‬‫اِ َ‬

‫‪1095‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫إسرتاتيجية ‪:SQ6R‬‬
‫َّ‬
‫وهذه مفاتيح فَه ِمها‪:‬‬
‫‪S‬‬ ‫‪Q‬‬ ‫‪6R‬‬
‫‪Survey‬‬ ‫‪Question‬‬ ‫‪Read‬‬ ‫‪Reflect‬‬ ‫‪Review‬‬ ‫‪Rehash‬‬ ‫‪Rethink‬‬ ‫‪Revaluate‬‬

‫اطّلِع‬ ‫اِسأل‬ ‫اِقرأ‬ ‫تأ َّم ْل‬ ‫َرا ِجع‬ ‫أَ ِعد التأهيل‬ ‫التفكري‬
‫َ‬ ‫أَ ِعد‬ ‫قيِّم‬

‫إسرتاتيجية ‪:SQ7R‬‬
‫َّ‬
‫وهذه مفاتيح فَه ِمها‪:‬‬
‫‪S‬‬ ‫‪Q‬‬ ‫‪7R‬‬
‫‪Reduce‬‬ ‫‪Record‬‬ ‫‪Recite‬‬ ‫‪Reflect‬‬ ‫‪Review‬‬
‫‪Read‬‬ ‫‪Reread‬‬
‫‪Survey‬‬ ‫‪Question‬‬ ‫‪To Key‬‬ ‫‪Key‬‬ ‫‪Key‬‬ ‫‪On Key‬‬ ‫‪Key‬‬
‫‪Quickly‬‬ ‫‪Slowly‬‬
‫‪Ideas‬‬ ‫‪Ideas‬‬ ‫‪Ideas‬‬ ‫‪Ideas‬‬ ‫‪Ideas‬‬

‫اطّلِع‬ ‫اِ ْ‬
‫سأل‬ ‫اِقرأْ‬ ‫أَ ِعد القراء َة‬ ‫ِ‬
‫املعلومات‬ ‫قلِّل‬ ‫س ِّجل‬ ‫طالِع األفكا َر‬ ‫تأ َّم ِل األفكا َر‬ ‫قيم‬
‫ِّ‬
‫ببطء‬ ‫األفكا َر‬ ‫املفتاحيَّة‬ ‫املفتاحيَّة‬ ‫األفكار‬
‫املفتاحية‬
‫َّ‬ ‫املفتاحية‬
‫َّ‬

‫إسرتاتيجية ‪:SQ10R‬‬
‫َّ‬
‫وهذه مفاتيح فهمها‪:‬‬
‫‪S‬‬ ‫‪Q‬‬ ‫‪10R‬‬
‫‪Rehearse‬‬
‫‪Question‬‬

‫‪Rehash‬‬
‫‪Review‬‬

‫‪Reread‬‬
‫‪Reinte-‬‬
‫‪Repeat‬‬

‫‪Renote‬‬
‫‪Survey‬‬

‫‪Reflect‬‬

‫‪rethink‬‬
‫‪Read‬‬

‫‪grate‬‬

‫اِ ْ‬
‫مسح‬ ‫اِ ْ‬
‫سأل‬ ‫اِقرأْ‬ ‫تأ َّم ْل‬ ‫َرا ِجع‬ ‫أَ ِعد‬ ‫أَ ِع ِد‬ ‫أَ ِع ِد ال َّدمج‬ ‫أَ ِع ِد‬ ‫أَ ِع ِد أَ ْخ َذ‬ ‫أَ ِع ِد‬ ‫أَ ِع ِد‬
‫التفكري‬
‫َ‬ ‫التأهيل‬ ‫املالحظات‬ ‫التمري َن‬ ‫القراء َة‬

‫إسرتاتيجية ‪:SQ3R‬‬
‫َّ‬ ‫دور املعلِّم يف‬
‫ـر بنــا مــن خمــس خطــوات رئيســة‪ ،‬وهــي تســاعد ُمعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة للغــة أجنبيــة أو‬ ‫تتكـ َّون إســراتيجيَّة ‪ SQ3R‬كــا مـ َّ‬
‫لطلبهــم ومســاعدتهم عــى التخلّــص مــن شــعورهم وانطباعهــم تجــاه اللُّغــة العربيَّــة؛ حيــث‬ ‫ثانيــة عــى تســهيل عمليَّــة التعلُّــم ّ‬
‫إن املأمــول مــن اســتخدام الخطــوات الخمــس لهــذه اإلســراتيجيَّة ســيم ّهد طريقــة تنظيــم قراءتهــم‪ .‬عــاو ًة عــى ذلــك‪ ،‬فــإن‬
‫اتِّبــاع خطــوات إســراتيجيَّة ‪ SQ3R‬يســمح للطُّـ َّـاب باســتخدام مــا ســبق مــن املعرفــة والتواصــل مــع املعلومــات الجديــدة‪.‬‬
‫ملموســا حــن تطبيــق إســراتيجيَّة ‪ ،SQ3R‬يتمثَّــل يف القيــام بــاآليت‪:‬‬ ‫ً‬ ‫وعــى ٍّكل فــإن عــى املعلــم دو ًرا‬
‫ـراء الف ّعالــن يقومــون بالعديــد مــن األشــياء يف أثنــاء القــراءة‪ ،‬مبــا يف ذلــك‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫أن‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫وتوضي‬ ‫ ‪-‬تقديــم الــرح للدارســن‬
‫املســح والتســاؤل والقــراءة واالســرجاع واملراجعــة أو التقييــم‪.‬‬
‫تطبيقي عىل تطبيق خطوات اإلسرتاتيجيَّة‪ ،‬والتأكد أثناء ّكل خطوة من رشح ما يفعله وملاذا يفعله‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫ ‪-‬تقديم مثا ٍل‬
‫ـتقل ومام َرســة تطبيــق خطوات‬ ‫ـكل مسـ ٍّ‬ ‫ ‪-‬يقــوم املعلــم ‪-‬بعــد جلســة النمذجــة‪ -‬بدعــوة الطُّـ َّـاب لقــراءة مجموعــة مختــارة بشـ ٍ‬
‫‪ .SQ3R‬وميكــن إكــال هــذا كمه ّمــة داخــل الفصــل أو يف املنــزل‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1096‬‬
‫ ‪-‬يطلــب املعلِّــم ‪-‬بعــد ذلــك‪ -‬مــن الطُّـ َّـاب مراجعــة مالحظاتهــم والتفكــر يف ال َعمليَّــة‪ ،‬هــل فوجئــوا مبــدى تذكّرهــم‬
‫باســتخدام طريقــة ‪SQ3R‬؟‬
‫يجربونها فيها‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫التي‬ ‫األوىل‬ ‫املرة‬ ‫يف‬ ‫بها‬ ‫ب‬ ‫ُّل‬
‫َّ‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫يقتنع‬ ‫ال‬ ‫فقد‬ ‫محاولة‪،‬‬ ‫ ‪-‬قد يحتاج املعلِّم إىل أكرث من‬
‫ ‪-‬التيسري والتنظيم وتوجيه عمليَّة التعلُّم‪.‬‬
‫ـرص املتع ـ ِّددة‪ ،‬واملحافظــة عــى دحرجــة الكــرة يف ملعــب‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫توف‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ال‬‫ع‬‫ ‪-‬تشــجيع الدارســن عــى املشــا َركة َّ‬
‫الف‬
‫ـح التعبــر‪.‬‬
‫الدارســن ‪ -‬إن صـ َّ‬
‫ ‪-‬دعم استقالليَّة الدارسني يف االعتامد عىل أنفسهم يف التخطيط للتعلُّم‪ ،‬ومراقبته‪ ،‬وتقييمه‪.‬‬
‫اإلســراتيجية املختلفــة‪ ،‬ورضورة عقــد املقارنــات وتقديــم‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬توفــر الوقــت املناســب للدارســن للعمــل عــى مراحــل‬
‫االقرتاحــات والتنبــؤات‪.‬‬
‫إسرتاتيجية ‪:SQ3R‬‬
‫َّ‬ ‫دور املتعلِّم يف‬
‫تن َّوعــت مذاهــب التعليــم الحديثــة بــن املذاهــب التــي تســتند إىل املعلِّــم واملذاهــب التــي تســتند إىل األفــكار واملذاهــب‬
‫التعليميــة‪ ،‬وقــد تطــورت مذاهــب مختلفــة تدعــم هــذا‬ ‫َّ‬ ‫للعمليــة‬
‫َّ‬ ‫التــي تســتند إىل الدارســن‪ ،‬بحيــث صــار املتعلِّــم محــو ًرا‬
‫ن‪ ،‬والطالــب‬ ‫ـال ِم ـ ْن ِق َبــل املتعلم ـ َ‬ ‫االتجــاه‪ ،‬ولعـ َّـل مــن أبرزهــا التدريــس باإلســراتيجيات‪ ،‬حيــث يتطلــب دو ًرا محوريًّــا وف َّعـ ً‬
‫ـدءا مــن تحديــد الفكــرة العا َّمــة‪ ،‬ووضــع التســاؤالت‪،‬‬ ‫ـراتيجية ‪ ،SQ3R‬يقــوم بــدوره األســايس يف خطواتهــا الخمــس‪ ،‬بـ ً‬ ‫َّ‬ ‫يف إسـ‬
‫ـرا تقييــم تجربــة تعلُّمــه فيهــا‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫وأخ‬ ‫ـه‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫وأقران‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫زمالئ‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـاركتها‬ ‫ـ‬ ‫ومش‬ ‫ـا‪،‬‬
‫ـ‬ ‫عنه‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫اإلجاب‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫محاول‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫أج‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـص‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫إىل‬ ‫ـوع‬ ‫ـ‬ ‫الرج‬ ‫ثــم‬
‫ـراتيجية‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـذه‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـق‬
‫ـ‬ ‫وف‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫التع‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـوع‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـاز‬
‫ـ‬ ‫إنج‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫يت‬ ‫ويك‬ ‫ـة‪.‬‬‫ـ‬ ‫القدمي‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫خربات‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫وربط‬ ‫ـوى‬‫ـ‬ ‫للمحت‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫فهم‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ق‬
‫ّ‬ ‫وتح‬
‫فعــى املتعلِّــم أن‪:‬‬
‫ ‪-‬يتذكر خطوات إسرتاتيجيَّة ‪.SQ3R‬‬
‫ ‪-‬ينخرط يف املراحل بدافعية ونشاط وحامس وفعالية‪.‬‬
‫ ‪-‬يح ِّدد األهداف ويحاول تحقيقها تدريجيًّا‪.‬‬
‫ ‪-‬يطرح األسئلة ويبحث عن إجاباتها وتف ّحصها‪.‬‬
‫ ‪-‬ينظِّم الوقت ويعمل عىل إدارة التعلُّم الذايتّ‪.‬‬
‫دراسية سليمة وصحية‪.‬‬‫َّ‬ ‫ ‪-‬يط ِّور عادات‬
‫الخاصة به ويراقبها ويطورها‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬يضع أهداف التعلُّم‬
‫إسرتاتيجية ‪ SQ3R‬يف تطوير كفاءة املتعلِّمني اللُّغويَّة‪:‬‬
‫َّ‬ ‫دور‬
‫ُيثِّــل تطويــر الكفــاءة اللُّغويَّــة للدارســن الغايــة العظمــى للمعلِّــم واملتعلّــم عــى حـ ٍـد ســواء؛ لذلــك تطــورت نظريــات‬
‫السـ ُـبل‬
‫ـوي‪ ،‬ومذاهــب التدريــس‪ ،‬وطرائــق التعليــم‪ ،‬واإلســراتيجيات املختلفــة‪ ،‬باحثــة عــن أفضــل الطُّــرق وأيرس ُّ‬ ‫االكتســاب اللُّغـ ّ‬
‫مــن أجــل تنميــة كفــاءة الدارســن‪ ،‬وقــد أُجريــت يف العقــود القليلــة املاضية دراســات شـتَّى تــروم إظهــار دور اإلســراتيجيات‬
‫ـج إىل وجــود َعالقــة مبــارشة‬‫العربيــة عــى وجــه الخصــوص‪ .‬وقــد أشــا َر ِت النتائـ ُ‬ ‫َّ‬ ‫األجنبيــة عمو ًمــا وتعليــم‬
‫َّ‬ ‫تعليميــة اللغــات‬
‫َّ‬ ‫يف‬
‫وقويّــة بــن توظيــف اإلســراتيجيات املختلفــة وتطويــر مســتويات الكفــاءة اللُّغويَّــة‪ ،‬والنتائــج تبــدو متناغمــة بــن توظيــف‬
‫ـراتيجية‬
‫َّ‬ ‫مختلــف اإلســراتيجيات وتنميــة مســتويات الكفــاءة اللُّغويَّــة‪ ،‬وثَ َّــة عوامــل مختلفة تلعــب دو ًرا يف تحديــد فعالية اإلسـ‬
‫(مثــل العمــر‪ ،‬والجنســية‪ ،‬ومســتويات الكفــاءة) يجــب األخــذ بهــا بعــن االعتبــار‪ .‬ومــن الدراســات التــي حاولــت ربــط تعلُّــم‬
‫اللُّغــة الناجــح بإتقــان اللُّغــة عــى مســتوى تطبيــق اإلســراتيجيات مــا ورد لــدى ‪ Vossoughi‬و ‪Javaherian(2000) (Higgs‬‬
‫)‪ ، and Clifford, 1982; Omaggio, 1986 and Chastain, 1988‬الــواردة يف )‪.(Gharbavi1 and Mousavi, 2012‬‬
‫وثانيــا‪،‬‬ ‫أول‪ ،‬إنَّهــا وســائل للمشــا َركة ال َّن ِشــطة َّ‬
‫وذاتيــة التوجيــه‪ً .‬‬ ‫وتذكــر أكســفورد (‪ )1990‬أن اإلســراتيجيات رضوريَّــة لســببني‪ً .‬‬
‫ـراتيجيات تعلُّــم مناســبة لديهــم ثقــة أكــر بالنفــس‪ ،‬ويتعلمــون بشــكل أكــر كفــاءة‪ .‬كــا الحظ‬ ‫َّ‬ ‫إن املتعلِّمــن الذيــن طـ َّوروا إسـ‬
‫ـراتيجيات التعلُّــم ملســاعدة املتعلِّمــن عــى تخزيــن البيانــات‪ ،‬ومســاعدتهم عىل‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫تطبي‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫ميك‬ ‫كارتــر ونونــان (‪ )2001‬أنَّــه‬
‫بنــاء قواعــد اللُّغــة‪ ،‬ومســاعدتهم عــى اكتســاب املواقــف الصحيحــة تجــاه موقــف التعلُّــم‪ .‬ويجــادل بــراون (‪ )2000‬أنَّــه يف‬
‫عمليــة االكتســاب‪ .‬وباختصــار هنــاك َعالقــة بــن‬ ‫تحســن َّ‬
‫ـراتيجيات املتعلِّمــن ِّ‬
‫َّ‬ ‫الســنوات األخــرة‪ ،‬هنــاك أدلّــة تفيــد بــأن إسـ‬
‫مناسـ�ب‪ .‬وقـ�د توصـ�ل �‪(Ru‬‬ ‫إسـتراتيجيات تعلُّـ�م اللُّغـ�ة ومسـ�تويات الكفـ�اءة التـ�ي ميتلكهـ�ا املتعلِّمـ�ون الكتسـ�اب اللُّغـ�ة بشـ�كل ِ‬‫َّ‬

‫‪1097‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫)‪ bin‬الــوارد يف ‪ )(Gharbavi1 and Mousavi, 2012‬إىل أ َّن الدارســن الذيــن يوظِّفــون اإلســراتيجيات املختلفــة‪ ،‬ومنهــا‬
‫اســراتيجيتنا ‪ SQ3R‬يتمتعــون بالصفــات اآلتيــة‪:‬‬
‫ ‪-‬هم عىل استعداد لعمل تخمينات دقيقة‪.‬‬
‫التواصل‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ ‪-‬يرغبون يف‬
‫ ‪-‬لديهم استعداد لعمل تخمينات جامحة‪.‬‬
‫ ‪-‬يركِّزون عىل ٍّكل من ال ِب ْنيَة واملعنى‪.‬‬
‫ ‪-‬يستفيدون من جميع فرص املام َرسة‪.‬‬
‫ ‪-‬يراقبون كالمهم وخطاب اآل َخرين‪.‬‬
‫القرائية‬
‫َّ‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫امله‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫تنمي‬ ‫يف‬ ‫ـال‬
‫ـ‬‫ع‬‫َّ‬ ‫الف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ه‬‫ر‬
‫َ‬ ‫دو‬ ‫‪SQ3R‬‬ ‫ة‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـت‬‫ـ‬ ‫جري‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ومــن جهــة أخــرى أظهــرت الدراسـ‬
‫ـاص‪ ،‬حيــث إن املهــارات ال تنفصــل بعضهــا عــن بعــض‪ ،‬ومــن ذلــك أنَّهــا ترتبــط‬ ‫ٍّ‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ٍ‬
‫ـكل‬ ‫ـكل عــا ٍّم‪ ،‬واملهــارات األخــرى بشـ‬ ‫بشـ ٍ‬
‫ـراتيجية ألنَّهــا تتطلَّــب مــن الطالــب تدويــن املال َحظات‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـذه‬
‫ـ‬ ‫به‬ ‫ا‬‫ـارش‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫مب‬ ‫ـا‬
‫ـ‬‫ً‬ ‫ط‬ ‫ارتبا‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫ترتب‬ ‫إذ‬ ‫ـة؛‬
‫ـ‬ ‫بالكتاب‬ ‫ـا‬
‫ـ‬‫ًّ‬ ‫ي‬‫قو‬ ‫ـا‬
‫ـ‬‫ً‬ ‫ط‬ ‫ارتبا‬
‫ـص واملحتــوى يف أثنــاء قراءتهــا‪ ،‬ومــن خــال اســتخدام أوراق العمــل‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـى‬ ‫عـ‬
‫عــى أنَّنــا ميكننــا كذلــك زيــادة مهــارات الكتابــة وكذلــك ُمســا َعدة الطُّـ َّـاب عــى تنظيــم أفكارهــم وإجــراء مرا َجعــة أكــر‬
‫الدرايس‪،‬‬
‫ّ‬ ‫التواصــل والتفاعل يف الفصــل‬ ‫ُ‬ ‫ســهولة وفعاليــة‪ .‬وال شـ َّـك أن هاتــن املهارتــن ‪-‬املحادثــة واالســتامع‪ -‬تشـ ِّكالن وســيلة‬
‫مــا يقودنــا إىل القــول‪ :‬إن إســراتيجيَّة ‪ SQ3R‬إســراتيجيَّة ف َّعالــة يف تطويــر الكفــاءة اللُّغويَّــة للــدارس عــر بوابــة القــراءة‪.‬‬
‫وتؤكِّــد أكــر مــن دراســة عــى أن الطُّـ َّـاب الذيــن يســتخدمون ‪ SQ3R‬يح ِّققــون أعــى كفــاءة من الطُّـ َّـاب الذين يســتخدمون‬
‫املفضلة )‪ (Bulter, 1983‬و )‪ (Flippo & Caverly, 2000‬و)‪.(McCormick and Cooper, 1991‬‬ ‫أســاليبهم َّ‬
‫إسرتاتيجية ‪:SQ3R‬‬
‫َّ‬ ‫تحد ِّيات تطبيق‬
‫لــكل يشء وجهــان‪ ،‬وكــا أ َّن إلســراتيجية ‪ SQ3R‬إيجابيــات كثــرة ومتع ـ ِّددة إال أ َّن بعــض األدبيــات أشــارت إىل بعــض‬
‫الصعوبــات والتح ِّديــات املختلفــة‪ ،‬فمنهــا مــا يعــود إىل اإلســراتيجيَّة ذاتهــا‪ ،‬ومنهــا مــا يعــود إىل املعلِّــم‪ ،‬ومنهــا مــا يعــود إىل‬
‫املتعلِّــم‪ ،‬ومنهــا مــا يعــود إىل إجــراءات تطبيــق اإلســراتيجيَّة‪ .‬ولعـ َّـل مــن أبــرز التح ِّديــات التــي تواجــه املعلِّمــن ِقلَّــة خربتهــم‬
‫ن بغريهــا؛ لذلــك فهــم بحاجــة إىل تأهيــل وتدريــب‬ ‫وتدريبهــم عــى تطبيــق اإلســراتيجيات يف فصــول تعليــم العربيَّــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫ـي مرجعــي لهــم يق ـ ِّدم لهــم اإلســراتيجيات وكيفيــة تطبيقهــا يف الفصــول الدراســيَّة‪ .‬أ َّمــا التح ِّديــات‬ ‫وتوفــر دليــل تدريبـ ّ‬
‫خاصــة إذا كان‬‫عــى مســتوى املتعلِّــم‪ ،‬فقــد ال ميلــك الدافعيَّــة الكافيــة وال الثقــة بالنفــس للقيــام بخطــوات اإلســراتيجيات‪َّ ،‬‬
‫ـدي الــذي يقـ ِّدم فيــه املعلــم املعرفــة والرشوحــات ويقتــر دوره عــى االســتقبال؛ إذ إ َّن هــذه‬ ‫ـر بتجربــة التعليــم التقليـ ّ‬‫قــد مـ َّ‬
‫اإلســراتيجيَّة تســتند إىل املذهــب املتمركــز عــى املتعلِّــم‪ .‬ناهيــك عــن اختــاف قــدرات الدارســن يف مهــارة القــراءة التــي قد‬
‫خاصة يف‬ ‫تســبِّب اضطرابًــا يف ســرورة عمــل هــذه اإلســراتيجيَّة‪ ،‬باإلضافــة إىل ذلــك فــإن عنــر الوقــت قــد يشـ ِّكل تح ّديًــا َّ‬
‫الربامــج ذات الوقــت املحــدود‪ ،‬وقــد تكــون التح ِّديــات لُو ِج ْســتيَّة متعلِّقــة بخطــوات التطبيــق‪ ،‬ســواء ما يرتبــط بالغرفــة الصفيَّة‬
‫يوضــع يف الحســبان بالــرورة‪.‬‬ ‫نفســها أو وضــوح فكــرة اإلســراتيجيَّة لــدى الدارســن‪ ،‬وهــو مــا يجــب أن َ‬
‫تطبيقي على إستراتيجيَّ ة ‪SQ3R‬‬
‫ّ‬ ‫نموذج‬
‫عنوان الدرس‪« :‬يوميات أ ّم عاملة»‬
‫الدرس‪:‬‬ ‫أهداف هذا ّ‬
‫ ‪-‬أن َّ‬
‫أتعرف إىل تحديِّات األ ّم العاملة‪.‬‬
‫اليومي ورسدها‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬أن أمت ّكن من أداء فقرات الربنامج‬
‫النص‪.‬‬
‫ّ‬ ‫داخل‬ ‫من‬ ‫ة‬ ‫التفصيلي‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬أن أُجيد استنتاج الدقائق‬
‫ ‪-‬أن أمت َّكن من وصف ما يتعلَّق باملحيط واملجتمع‪.‬‬
‫ ‪-‬أن أمت َّكن من الرسد يف املايض والحارض واملستقبل‪.‬‬
‫ ‪-‬أن أُقارن بني تحديِّات األم العاملة يف الرشق والغرب‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1098‬‬
‫القرايئ‬
‫ّ‬ ‫النص‬
‫ّ‬
‫«يوميات أ ّم عاملة»‬
‫املهندسة هيام بسيوين‬

‫ـائية الناجحــة داخــل بيتهــا وخارجــه‪ ،‬التقتهــا مجلّــة «لهــا» لتكشــف لنــا كيــف‬ ‫هيــام بســيوين‪ ،‬هــي إحــدى النــاذج النسـ َّ‬
‫اســتطاعت النجــاح كزوجــة وأ ّم لثالثــة أبنــاء‪ ،‬وكمهندســة معامريــة تديــر رشكتَــن‪ ،‬وتنــزل إىل املواقــع املختلفــة ملامرســة عملها‪.‬‬
‫أنت يف سطور؟‬ ‫‪َ  -‬م ْن ِ‬
‫ـت‬
‫خريجــة كليــة الهندســة بجامعــة القاهــرة‪ ،‬قســم العــارة‪ ،‬عــام (‪1992‬م)‪ ،‬عملـ ُ‬ ‫أنــا املهندســة املعامريــة هيــام بســيوين‪ّ ،‬‬
‫العربيــة الســعوديَّة حيــث د ّرســت التصميــم املعامري‬‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫اململك‬ ‫إىل‬ ‫ـافرت‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫وس‬ ‫م)‪،‬‬ ‫‪1994‬‬ ‫ـت عــام (‬ ‫تخرجــي ســنتني‪ ،‬ثــم تز َّوجـ ُ‬ ‫بعــد ُّ‬
‫ـت ســنوات يف إحــدى الجامعــات الســعوديَّة‪ ،‬وبعــد عــوديت إىل مــر د ّرســت هندســة العــارة يف إحــدى الجامعــات‬ ‫ملــدة سـ ّ‬
‫ـررت االســتقالل وأنشــأت رشكتَــن‬ ‫ـت ســنوات‪ ،‬وبعدهــا قـ ُ‬ ‫عربيــة ومرصيــة كــرى ملــدة سـ ّ‬ ‫ـت يف رشكات َّ‬ ‫الخاصــة‪ .‬ثــم عملـ ُ‬
‫َّ‬
‫خاصتَني يب‪ .‬‬‫َّ‬
‫ِ‬
‫نشأتك؟‬ ‫يك يف‬ ‫والد ِ‬
‫‪ -‬ما دور َ‬
‫العربيــة‪ ،‬لتحســن دخــل األرسة‪ ،‬ولهــذا كانــت‬‫َّ‬ ‫والــدي كان موظّ ًفــا يف اإلذاعــة والتليفزيــون‪ ،‬وكان كثــر األســفار إىل الــدول‬
‫ـت مبالِغــة إذا قلــت إنَّهــا بســبب الســفر‬
‫ـان‪ .‬ولسـ ُ‬‫ـكل مــا تعنــي هــذه الكلمــة مــن معـ ٍ‬ ‫أ ّمــي هــي الجنــدي املجهــول يف حياتنــا بـ ّ‬
‫الدائــم لوالــدي‪ ،‬كانــت تقــوم بــدو َري األب واأل ّم م ًعــا‪ ،‬بــل إنَّهــا كانــت شــمعة تحــرق لتــيء الحيــاة ألوالدهــا الثالثــة‪ .‬ورغــم‬
‫ـت لنــا حياتنــا األُرسيَّــة املســتقلّة‪ ،‬فــا زالــت ترعانــا وأوالدنــا‪ ،‬خاصـ ًة أنــا‪ ،‬فهــي تُقيــم معــي لفرتة‬ ‫أنَّنــا جمي ًعــا تز َّوجنــا وأصبحـ ْ‬
‫طويلــة منــذ أن َرزقنــا اللـ ُه طفــي زيــن قبــل عــام‪ ،‬وهــي تربِّيــه مثلــا ربَّتنــا أنــا وأشـ ّقايئ‪ ،‬وخاصــة أننــي أرفــض متا ًمــا قيــام‬
‫مديــرة املنــزل برتبيــة أوالدي‪.‬‬
‫العائليــة عــى اختيــارك الدراســة يف قســم العــارة الــذي ال يكــر إقبــال‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬ ‫‪ -‬مــا أثــر هــذه الظــروف‬
‫الفتيــات عليــه؟‬
‫أي مهنــة يراهــا البعــض‬ ‫ِّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫س‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ومام‬ ‫ـاب‬‫ـ‬ ‫الصع‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ه‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫ـى‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـادر‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫كائ‬ ‫ـرأة‬
‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ن‬ ‫َّ‬ ‫أ‬ ‫ـت‬‫ـ‬ ‫ثب‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫حت‬ ‫ـب؛‬‫ـ‬ ‫الصع‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫القس‬ ‫ـرت هــذا‬
‫اخـ ُ‬
‫«ذكوريــة»‪ ،‬فقــد ربَّتنــا أمــي عــى املســاواة بــن الولــد والبنــت‪ ،‬حتــى ولــو كنــا بنتَــن ولنــا شــقيق وحيــد‪ ،‬لهــذا كانــت الرتبيــة‬
‫عــى الثقــة بالنفــس أســاس االنطــاق لدينــا‪.‬‬
‫حياتك األُرسيَّة؟‬ ‫ِ‬ ‫‪ -‬ماذا عن‬
‫ـت بعــد تخرجــي بعا َمــن‪ ،‬أي عــام ‪ 1994‬مــن زوجــي األول‪ ،‬وأمثــر هــذا‬ ‫يل تجربتــان يف الــزواج؛ األوىل عندمــا تز َّوجـ ُ‬
‫الــزواج ولـ ًدا وبنتًــا؛ هــا هــادي (‪ 17‬ســنة) ونــور (‪ 15‬ســنة)‪ ،‬وهــا يدرســان يف املرحلــة الثانويَّة بإحــدى املــدارس األمريكية‪.‬‬

‫‪1099‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫حرصــا عــى مســتقبلهام‪ ،‬وتـ َّم االتفــاق عــى أن‬ ‫ـت ســنوات حــدث االنفصــال بهــدوء بينــي وبــن والدهــا ً‬ ‫وقبــل حــوايل سـ ِّ‬
‫يعيــش هــادي ونــور معــي‪ ،‬حتــى بعــد زواجــي الثــاين مــن املهنــدس ورجــل األعــال ُع َمــر ســام‪ ،‬وقــد أمثــر هــذا الــزواج‬
‫طفـ ًـا عمــره ســنة واحــدة اســمه زيــن‪ .‬‬
‫ِ‬
‫نجاحك؟‬ ‫‪ -‬ما دور الزوج يف‬
‫ـكل قــوة‪ ،‬ولعـ َّـل هــذه النظــرة اإليجابيَّــة إىل املــرأة تعــود إىل‬ ‫زوجــي منفتــح ِجـ ًّدا‪ ،‬ويقـ ِّدر طموحــي كزوجــة ويســاعدين بـ ِّ‬
‫أنَّــه عــاش يف أوروبــا فــرة طويلــة ِجـ ًّدا مــع أرستــه ويحمــل الجنســيَّة اإليرلنديــة‪ ،‬وهــذا مــا سـ َّهل التوافُــق والتفاهــم بيننــا‪،‬‬
‫ألن شــخصيتي تتناســب أكــر مــع الشــخصيَّات الطموحــة املنفتحــة التــي تقـ ِّدر دور املــرأة يف الحيــاة ال َعمليَّــة واألرسيَّــة‪ ،‬وهذا‬
‫مــا وجدتُــه فيــه‪.‬‬
‫ِ‬
‫زوجك؟‬ ‫‪ -‬وما دورك يف نجاح‬
‫خريــج كليــة الهندســة‪ ،‬وســافر بعــد تخرجــه مبــارشة إىل إيرلنــدا حيــث كان يعمــل يف رشكــة عامليَّــة هــي‪ IBM ‬ملــدة‬ ‫زوجــي ِّ‬
‫ـرغ لهذا‬ ‫ـري‪ ،‬ويتفـ ّ‬
‫ـرر إنشــاء مطعــم كبــر عـ ّ‬ ‫وإنــا درس الســياحة واإلرشــاد الســياحي‪ ،‬فقـ َّ‬ ‫ـف بذلــك‪َّ ،‬‬ ‫‪ 11‬ســنة‪ ،‬إال أنَّــه مل يكتـ ِ‬
‫ـتقبل حتــى يكــون لــه فــروع مختلفــة‪ .‬وهنــا تكاملــت أحالمــي‬ ‫للتوســع فيــه مسـ ً‬
‫ـاص‪ ،‬بجــوار املنــزل‪ ،‬مــع الســعي ّ‬ ‫املــروع الخـ ّ‬
‫ـكان واحـ ٍـد بجــوار منزلنــا ومــدارس األوالد‪ ،‬فص َّممــت اإلنشــاءات‬ ‫فقررنــا أن يكــون مرشوعــه ومكتبــي يف مـ ٍ‬ ‫مــع أحالمــه‪َّ ،‬‬
‫الخاصــة مبرشوعــه ون َّفذتُهــا بشــكل عــري ِجـ ًّدا‪ ،‬أثــار إعجــاب ّكل مــن شــاهدها‪ .‬وقــد أ َّدى التعــاون العائــي يف الواجبــات‬ ‫َّ‬
‫األُرسيَّــة واملشــا َركة ال َعمليَّــة مــن خــال تجــاور مرشوعــي ومرشوعــه‪ ،‬إىل إحساســنا بــأن نجاحــي هــو نجاحــه والعكــس‪.‬‬
‫عملك؟‬‫ِ‬ ‫كيف يسري يوم‬
‫ـاص يف التصميــات املعامريــة واملقــاوالت والتســويق العقاري‪،‬‬ ‫بســبب عمــي غــر الروتينــي‪ ،‬باإلضافــة إىل كونــه عميل الخـ ّ‬
‫ـكل عــا ٍّم هنــاك إيقــاع شــبه معتــاد‬ ‫فليــس هنــاك برنامــج روتينــي محـ َّدد يوميًّــا‪ ،‬بــل ال يوجــد يــوم شــبيه باآلخــر‪ .‬لكــن بشـ ٍ‬
‫ـرا لتجهيــز هــادي ونــور للمدرســة‪ ،‬وبعــد تحضــر الفطــور لهــا أســريح قليـ ًـا‪ ،‬ثــم أقــوم بــدوري كأ ّم‬ ‫يبــدأ باالســتيقاظ مبكـ ً‬
‫مــع طفــي زيــن‪ ،‬وأحيانًــا مبســاعدة أمــي‪ .‬ثــم أنــزل إىل عمــي ســواء يف املوقــع املعــاري الــذي فيــه اإلنشــاءات أو املكتــب‪،‬‬
‫أراض‪ ،‬وغريهــا مــن األعــال التــي أمارســها‬ ‫أو ملقابلــة عمــاء لالتفــاق عــى تصميــم أو إنشــاء أو تشــطيب أو بيــع عقــارات أو ٍ‬
‫الخاصتــن يب‪ .‬وأحــاول يف كثــر مــن األحيــان الرجــوع إىل البيــت منتصــف اليــوم لتنــاول الغــداء مــع‬ ‫َّ‬ ‫مــن خــال الرشكتَــن‬
‫ـكان أكون‬‫أي مـ ٍ‬ ‫الــزوج واألوالد‪ ،‬واالطمئنــان عليهــم ومعرفــة مــا أخــذوه يف املدرســة‪ ،‬باإلضافــة إىل املتابعــة الهاتفيــة لهــم مــن ِّ‬
‫ـرا وأبــدأ يومــي بنشــاط وحيويــة‪ .‬أمــا زوجــي ُع َمــر فإنَّــه‬ ‫ـرا ألســتيقظ مبكـ ً‬ ‫فيــه خــال العمــل‪ .‬وأنــا مــن عــاديت النــوم مبكـ ً‬
‫يرجــع يف وقــت متأخــر بســبب ظــروف عملــه‪ ،‬لهــذا نحــاول باســتمرار الحصــول عــى إجــازات منضيهــا مــع األرسة واألقــارب‬
‫واألصدقــاء للمحافظــة عــى االجتامعيــات‪.‬‬
‫إسرتاتيجية ‪:SQ3R‬‬
‫َّ‬ ‫التدريبات بحسب‬
‫األسئلة‬ ‫املرحلة‬ ‫رقم املرحلة‬

‫اِقرأ َّ‬
‫النص قراءة صامتة يف حدود ‪ 15‬دقيقة‪ ،‬ث ّم د ِّون الخطوط العريضة‪ ،‬ث ّم تبا َد ْل مع الزميل األفكا َر التي فهمتَها‬ ‫املسح‬ ‫األوىل‬
‫حوله للخروج بتص ّور مشرتك‪.‬‬
‫قبل القراءة‪ :‬ماذا أعرف عن هذا املوضوع؟‬ ‫التسآل‬ ‫الثانية‬
‫يف أثناء القراءة‪ :‬هل أعرف َعم يتح َّدث هذا النص؟ وماذا سأتعلّم منه؟ وما الوظائف اللُّغويَّة التي سأط ِّورها من‬
‫خالله؟‬
‫بعد القراءة‪ :‬هل أفهم ما قرأتُه‪ ،‬مفردات وتراكيب ووظائف وثقافة؟‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1100‬‬
‫األسئلة‬ ‫املرحلة‬ ‫رقم املرحلة‬

‫املؤوا البطاقة اآلتية لأل ّم العاملة‪:‬‬ ‫القراءة‬ ‫الثالثة‬

‫االسم‬
‫العمل‬
‫الزواج‬
‫األوالد‬
‫دور وال َديها‬
‫التخصص‬
‫ُّ‬
‫اليومي‬
‫ّ‬ ‫الربنامج‬
‫املفردات والرتاكيب‪:‬‬
‫هاتوا معاين الكلامت اآلتية‪:‬‬

‫االنطالق‬ ‫أش ّقاء‬ ‫أضاء‬


‫َ‬

‫هاتوا أضداد املفردات اآلتية‪:‬‬

‫ترتيب‬ ‫الزواج‬ ‫االنفصال‬

‫ِ‬
‫املصاحبة لألفعال اآلتية‪:‬‬ ‫الجر‬
‫ما حروف ّ‬
‫أ ّدى‬ ‫يتك َّون‬ ‫قام‬

‫قصد مبا ييل‪:‬‬‫ماذا يُ َ‬


‫املرأة كائن قادر عىل قهر الصعاب‪.‬‬
‫الثقة بالنفس أساس النجاح‪.‬‬
‫جامعية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫مناقشة‬
‫النص؟‬
‫ع َم يتحدث هذا ّ‬
‫هل أنتم مع عمل املرأة أم ال وملاذا؟‬
‫ما التح ِّديات التي تواجهها املرأة العاملة؟‬
‫ما الفكرة التي تناقشها الفقرة األوىل‪...‬؟‬
‫هاتوا بعض التفاصيل األخرى حول الفقرة األوىل‪.‬‬
‫ما الفكرة التي تناقشها الفقرة الثانية‪...‬؟‬
‫هاتوا بعض التفاصيل األخرى حول الفقرة الثانية‪.‬‬
‫أو‪...‬‬
‫ما دور الوال َدين يف تربية هيام؟‬
‫تخصصها؟‬‫ما َعالقة املجتمع يف اختيار ّ‬
‫ما دور الزوج يف نجاح الزوجة؟‬

‫‪1101‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫األسئلة‬ ‫املرحلة‬ ‫رقم املرحلة‬

‫ارسموا شجرة عائلة لأل ّم العاملة حسب ما و َرد يف النص‪.‬‬ ‫االستجابة‬ ‫الرابعة‬
‫املهني لأل ّم العاملة‪.‬‬
‫ارسموا خطًّا زمنيًّا للتطور ّ‬
‫اليومي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ارسموا خطًّا زمنيًّا آخر لربنامجها‬
‫متر بها األ ّم العاملة‪.‬‬
‫ضعوا خريطة مفاهيمية للتح ِّديات التي ّ‬
‫ضعوا يف مجموعات استبانة لألمهات العامالت بهدف تحديد التح ِّديات التي ميررن بها‪.‬‬
‫إعادة اإلنتاج‪:‬‬ ‫التقييم‬ ‫الخامسة‬
‫حلِّلوا شخصيَّة األ ّم العاملة وزوجها ووال َديها‪.‬‬
‫أ ْجروا مقابلة بني صحفي وأ ّم عاملة تتبادلون فيها األدوار‪.‬‬
‫عاملية نسائية وقدموها يف الفصل‪.‬‬ ‫شخصية َّ‬‫َّ‬ ‫اختاروا‬
‫اليومي يف الفصل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫عاملية مشهورة وق ِّدموا برنامجها‬ ‫شخصية َّ‬
‫َّ‬ ‫اختاروا‬
‫اليومي؟ وما التح ِّديات التي واجهتها ‪ -‬قبل بلوغها‬
‫ّ‬ ‫املفضلة لكم برنامجها‬ ‫اكتبوا كيف تقيض إحدى الشخصيَّات َّ‬
‫النجاح؟‬

‫إسرتاتيجية ‪:SQ3R‬‬
‫َّ‬ ‫مناذج من مخططات‬
‫إسرتاتيجية ‪:SQ3R‬‬
‫َّ‬ ‫هذا مخطّط يساعد املعلّم واملتعلّم عىل تطبيق‬
‫إسرتاتيجية ‪SQ3R‬‬
‫َّ‬ ‫مخطّط‬

‫العنوان‪:‬‬ ‫الص ّف‪:‬‬


‫َّ‬ ‫اليوم والتاريخ‪:‬‬
‫املطلوب‬ ‫املرحلة‬
‫س ِّجل العناوين امله ّمة والخطوط العريضة‪.‬‬ ‫املسح‬

‫مير لك‪.‬‬
‫اكتب‪َ :‬من؟ وماذا؟ ومتى؟ وأين؟ وكيف؟ وملاذا؟ ألي يشء ّ‬ ‫التسآل‬

‫ ‪5.‬‬

‫ِجد‪ /‬ح ِّدد‪ /‬ظلِّل إجابات التساؤالت السابقة‪.‬‬ ‫القراءة‬

‫لكل سؤال سابق والتفاصيل‬


‫د ِّون الحقائق والعبارات التي تحتاجها ِّ‬ ‫االستجابة‬
‫الداعمة له‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1102‬‬
‫الخاصة أو أنزِلها عىل سياق‬
‫َّ‬ ‫ل ِّخص‪ /‬أَ ِعد صياغة ّ‬
‫النص بكلامتك‬ ‫التقييم‬
‫آ َخر قريب‪.‬‬

‫إسرتاتيجية ‪:SQ3R‬‬
‫َّ‬ ‫وهذا مخطّط بطريقة أخرى يساعد املعلِّم واملتعلِّم عىل تطبيق‬
‫إسرتاتيجية ‪SQ3R‬‬
‫َّ‬ ‫مخطّط‬

‫عنوان ال ّدرس‪:‬‬
‫التقييم‬ ‫االستجابة‬ ‫القراءة‬ ‫التسآل‬ ‫املسح‬

‫نتائج الدراسة وتوصياتها‪:‬‬


‫التاريخيــة‪ ،‬ومراحلها‬
‫َّ‬ ‫ـي‪ :‬مفهومها‪ ،‬ونشــأتها‬ ‫ـري والتطبيقـ ّ‬‫جانبيها النظـ ّ‬
‫ـي يف َ‬ ‫ـراتيجية ‪ SQ3R‬بشــكل جـ ّ‬ ‫َّ‬ ‫عرضــت دراســة إسـ‬
‫املختلفــة‪ ،‬وإيجابياتهــا وتح ّدياتهــا‪ ،‬ودور املعلّــم واملتعلّــم فيهــا‪ ،‬وتطبيقــات وافــرة عليهــا‪ ،‬ثــم كان مــن نتائجها امللموســة ما ييل‪:‬‬
‫ـرايئ؛ ومــن أبــرز هــذه الفوائــد‪:‬‬ ‫ـص ويف تنميــة ال َف ْهــم القـ ّ‬ ‫ ‪-‬إلســراتيجية ‪ SQ3R‬وأخواتهــا فوائــد عديــدة يف قــراءة النـ ّ‬
‫البـ ْدء يف قراءتــه‪ ،‬واإلفــادة مــن املعلومــات الســابقة‪ ،‬وغــر ذلــك‪.‬‬ ‫تنشــيط املعرفــة والتفكــر يف املحتــوى حتــى قبــل َ‬
‫ ‪-‬إلســراتيجية ‪ SQ3R‬وأخواتهــا انعكاســاتُها عــى املهــارات اللُّغويَّــة األخــرى بخــاف مهــارة القــراءة‪ ،‬فاملهــارات كــا هــو‬
‫معــروف تُفــي تنميــة بعضهــا إىل تنميــة البعــض اآل َخــر‪.‬‬
‫ ‪-‬إلســراتيجية ‪ SQ3R‬وأخواتهــا دو ُرهــا الكبــر يف تطويــر وتنميــة الكفــاءة اللُّغويَّــة لــدى الدارســن يف مختلف مســتويات‬
‫التعليمية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الكفــاءة‬
‫ـراتيجية ف َّعالــة يف تطويــر الكفــاءة اللُّغويَّــة للــدارس عــر بوابــة القــراءة‪ .‬وتؤكِّــد أكــر مــن‬ ‫َّ‬ ‫ـراتيجية ‪ SQ3R‬إسـ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬إسـ‬
‫دراســة عــى أن الطُّـ َّـاب الذيــن يســتخدمون ‪ SQ3R‬يح ِّققــون أعــى كفــاءة مــن الطُّـ َّـاب الذيــن يســتخدمون أســاليبهم‬
‫املفضلــة‪.‬‬
‫َّ‬
‫ـراتيجيات تعلُّــم اللُّغــة ومســتويات الكفــاءة التــي ميتلكهــا املتعلِّمــون الكتســاب اللُّغــة بشــكل‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ ‪-‬هنـ َ‬
‫ع‬ ‫ـاك‬
‫ـراتيجيات تعلُّــم مناســبة لديهــم ثقــة أكــر بالنفــس‪ ،‬ويتعلَّمــون بشــكل أكــر كفــاءة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫روا‬ ‫و‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ط‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫الذي‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫فاملتع‬ ‫مناســب‪،‬‬‫ِ‬
‫ ‪-‬الدارســون الذيــن يوظِّفــون اإلســراتيجيات املختلفــة‪ ،‬ومنهــا اســراتيجيتنا ‪ ،SQ3R‬يتمتعــون بجملــة مــن الصفــات التــي‬
‫التواصــل والرغبة‬
‫ُ‬ ‫ين ّميهــا بســهولة املعلِّــم داخــل الفصــل‪ ،‬ومنهــا عــى ســبيل املثــال‪ :‬القــدرة عــى التخمــن‪ ،‬والقــدرة عــى‬
‫فيــه‪ ،‬والرتكيــز عــى ال َف ْهــم والوصــول للمعــاين‪ ،‬والقــدرة عــى املراقبــة والتقييــم الذاتيــن‪.‬‬
‫ ‪-‬ويف نهاية هذه الدراسة يجمل بالباحثني التوصية بجملة الوصايا اآلتية‪:‬‬
‫إيجابيا‬
‫ًّ‬ ‫ن بغريهــا عــى اســتخدام طرائــق تدريسـ َّـية متطـ ِّورة تركِّــز عــى املتعلِّم وجعلــه‬ ‫للناط ِقـ َ‬ ‫ـث ُمعلِّمــي اللُّغــة ِ‬ ‫ ‪-‬رضورة حـ ّ‬
‫ـراتيجية مــا وراء املعرفــة بشـ ٍ‬
‫ـكل عا ٍّم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬ ‫)‪(SQ3R‬‬ ‫ة‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـه‪،‬‬‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫ر‬
‫ً‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫ومح‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التعليم‬ ‫يف املوقــف‬

‫‪1103‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫خاصــة وفــق مذهــب اإلســراتيجيات عمو ًمــا‬ ‫ ‪-‬دعــوة املعلِّمــن يف املجــال لتبنــي االتِّجاهــات الحديثــة يف التدريــس َّ‬
‫ـا لهــا ِمــن دور ف َّعــال يف تنميــة الكفــاءة اللُّغويَّــة‪.‬‬ ‫وتطبيقــات إســراتيجيَّة ‪SQ3R‬؛ لِـ َ‬
‫ـراتيجية الخطــوات الخمــس يف تنميــة مهــارات‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬رضورة تدريــب املعلِّمــن والطـ ّـاب عــى كيفيــة اســتخدام وتطبيــق إسـ‬
‫وض ْعــف‬
‫َ‬ ‫ـق‪،‬‬
‫ـ‬ ‫الدقي‬ ‫ـص‬‫ـ‬ ‫التخص‬
‫ُّ‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫منه‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫العدي‬ ‫ـرا لقلّــة خــرة العديــد مــن املعلِّمــن يف املجــال‪ ،‬وابتعــاد‬ ‫القــراءة؛ نظـ ً‬
‫ن بغريهــا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫فص‬ ‫يف‬ ‫ـراتيجيات‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫تطبي‬ ‫ـى‬ ‫تدريبهــم عـ‬
‫ِ‬
‫املؤسســات التعليميَّــة املعنيَّــة القــادرة واألكادمييــن واملد ِّربــن األَكْفــاء يف املجــال إىل تنظيــم دورات التأهيــل‬ ‫ ‪-‬دعــوة َّ‬
‫ن مــن أجــل إكســابهم القــدرات ال ِعلميَّــة واألكادمييَّــة لتوظيــف اإلســراتيجيات املختلفــة يف‬ ‫ـتمر للمعلِّمـ َ‬ ‫والتدريــب املسـ ّ‬
‫الفصــول التعليميَّــة‪.‬‬
‫العربيــة بتوفــر دليــل‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫تعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـال‬‫ـ‬ ‫مج‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫امللموس‬ ‫ـاءة‬ ‫ـ‬ ‫الكف‬ ‫ذات‬ ‫ـادات‬‫ـ‬ ‫والقي‬ ‫ـوادر‬
‫ـ‬ ‫والك‬ ‫ـادرة‬
‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫املؤسســات َّ‬
‫ن‬ ‫املع‬ ‫ ‪-‬قيــام َّ‬
‫األجنبيــة املختلفــة‪ ،‬ويعــرض آلليــات تطبيقهــا يف الفصــول‬ ‫َّ‬ ‫اإلســراتيجيات‬ ‫لهــم‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫يقــ‬
‫َ ِّ‬ ‫ن‬ ‫مــ‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫للمع‬ ‫مرجعــي‬ ‫تدريبــي‬
‫ّ‬
‫الدراسـ َّـية‪.‬‬

‫العربية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫املراجع‬
‫ ‪-‬األحمــدي‪ ،‬كــال (‪ .)2010‬فاعليــة اســتخدام إســراتيجيَّة ‪ SQ3R‬يف تطويــر مهــارة القــراءة االســتيعابيَّة لــدى طـ َّـاب‬
‫ـي قــورة‪.‬‬‫املرحلــة الثانويَّــة‪ ،‬رســالة ماجســتري‪ ،‬جامعــة طيبــة‪ ،‬إرشاف‪ :‬عـ ّ‬
‫الدافعيــة واإلنجــاز لــدى داريس اللُّغــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫تنمي‬ ‫يف‬ ‫‪SQ3R‬‬ ‫ـراتيجية‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬الجنــويب‪ ،‬عبــد اللــه (‪ .)2020‬فاعليــة اســتخدام إسـ‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬العلــوم الرتبويَّــة‪ ،‬جامعــة القاهــرة‪ ،‬املجلد‪ /‬العــدد‪ :‬مــج‪ ،28 ‬ع‪ ،2 ‬الصفحــات‪.169–212 :‬‬ ‫اطق ـ َ‬ ‫العربيــة ال َّن ِ‬
‫َّ‬
‫ ‪-‬حــاريث‪ ،‬ياســمني محمــد (‪ .)2020‬فاعليــة اســتخدام إســراتيجيَّة روبنســون )‪ (SQ3R‬يف تنميــة مهــارات االســتيعاب‬
‫الصـ ّـف الثــاين املتوســط‪ ،‬مجلــة العلــوم الرتبويَّــة والنفســيَّة‪ ،‬املركــز‬ ‫ـرر (لغتــي الخالــدة) لــدى طالبــات َّ‬ ‫ـرايئ مبقـ َّ‬
‫القـ ّ‬
‫القومــي للبحــوث غــزة‪ ،‬املجلد‪ /‬العــدد‪ :‬مــج‪ ،4 ‬ع‪ ،25 ‬الصفحــات‪.114–131 :‬‬ ‫ّ‬
‫الثانوي‬
‫ّ‬ ‫األول‬ ‫ـف‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الص‬
‫َّ‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫طالب‬ ‫وعي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫تنمي‬ ‫يف‬ ‫)‪(SQ4R‬‬ ‫ة‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫أث‬ ‫)‪.‬‬‫‪2014‬‬ ‫(‬ ‫ـرون‬‫ـ‬ ‫وآخ‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ـدي‪،‬‬ ‫ ‪-‬الخالـ‬
‫بأنفســه َّن كقارئــات ماهــرات‪ ،‬مجلــة املنــارة للبحــوث والدراســات‪ ،‬جامعــة آل البيــت‪ ،‬املجلــد ‪ 20‬والعــدد ‪ ،2‬الصفحــات‪:‬‬
‫‪.165–178‬‬
‫ ‪-‬رشــوان‪ ،‬أحمــد وآخــرون (‪ .)2019‬أثــر اســتخدام إســراتيجيَّة الخطــوات الخمــس )‪ (SRQ2R‬يف تنميــة بعــض مهــارات‬
‫القــراءة الجهريَّــة والصامتــة لــدى التالميــذ بطيئــي التعلُّــم باملرحلــة االبتدائيَّــة‪ ،‬مجلــة كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة أســيوط ‪-‬‬
‫كليــة الرتبيــة‪ ،‬املجلد‪ /‬العــدد‪ :‬مــج‪ ،35 ‬ع‪ ،11 ‬الصفحــات‪.625–645 :‬‬
‫الكتابية‪ .‬األردن‪ :‬دار النفائس للنرش والتوزيع‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬زايد‪ ،‬فهد خليل‪ .)2010( .‬ف ّن التعا ُمل مع القراءة واملهارات‬
‫ ‪-‬ســلامن‪ ،‬أضــواء محمــد (‪ .)2020‬أثــر إســراتيجيَّة ‪ SQ3R‬يف تحصيــل طلبــة الجامعــة العراقيــن داريس اللُّغــة‬
‫ـي‪،‬‬‫اإلنكليزيــة لغــة أجنبيــة يف النصــوص األدبيَّــة‪ ،‬مجلــة األطروحــة ‪ -‬علــوم اللغــات وآدابهــا‪ ،‬دار األطروحــة للنــر العلمـ ّ‬
‫املجلد‪ /‬العــدد‪ :‬مــج‪ ،5 ‬ع‪ ،9 ‬الصفحــات‪.143–158 :‬‬
‫ـراتيجية الخطــوات الخمــس )‪ (SQ3R‬يف تنميــة مهارات‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫عىل‬ ‫ ‪-‬شــحاتة‪ ،‬ســامح محمــد (‪ .)2017‬فاعليــة برنامــج قائــم‬
‫التحليليــة لــدى طـ َّـاب املرحلــة الثانويَّــة‪ ،‬مجلة القــراءة واملعرفــة‪ ،‬املجلد‪ /‬العــدد‪ :‬ع‪ ،190 ‬الصفحــات‪.46–65 :‬‬ ‫َّ‬ ‫القــراءة‬
‫ ‪-‬العتيبــي‪ ،‬ملفــي (‪ .)2017‬تصميــم أنشــطة إلكرتونيَّــة َوفْــق إســراتيجيَّة‪ ،SQ3R ‬وأثرهــا عــى تنميــة مهــارات اســتخدام‬
‫يب‪ ،‬إرشاف‪:‬‬ ‫املكتبــة والتفكــر ال َّنا ِقــد لــدى طلبــة املرحلــة الثانويَّــة يف الكويــت‪ ،‬رســالة ماجســتري‪ ،‬جامعــة الخليــج العــر ّ‬
‫العجــب محمــد‪.‬‬
‫عمن‪ ،‬األردن‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫املناهج‪،‬‬ ‫دار‬ ‫املقروء‪،‬‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫يف‬ ‫املعرفة‬ ‫وراء‬ ‫ما‬ ‫ات‬ ‫إسرتاتيجي‬
‫َّ‬ ‫)‪.‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫ ‪-‬عطية‪ ،‬محسن (‬
‫ ‪-‬عــي‪ ،‬ســوزان محمــد حســن الســيد (‪ .)2007‬فاعليــة اســتخدام إســراتيجيَّة (تصفــح ‪ -‬اســأل ‪ -‬اقــرأ ‪ -‬اســرجع‪َ -‬راجــع)‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـي يف مــادة العلــوم لــدى طالبــات املرحلــة املتوســطة بالســعودية‪ ،‬جامعة‬ ‫)‪ (SQ3R‬يف تنميــة التحصيــل والتفكــر اإلبداعـ ّ‬
‫ـرق التدريــس‪ ،‬العــدد ‪ ،128‬الصفحــات‪.14–70 :‬‬ ‫عــن شــمس ‪ -‬كليــة الرتبيــة ‪ -‬الجمعيَّــة املرصيــة للمناهــج وطُـ ُ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1104‬‬
‫( لتدريــس القــراءة‬SQ3R) ‫ أثــر اإلســراتيجيَّة ذات الخطــوات الخمــس‬.)2015( ‫ ياســمني يوســف عبــد الرحمــن‬،‫عيــد‬-
‫ الجامعــة‬،‫ رســالة ماجســتري‬،‫ـايس‬
ّ ‫الصـ ّـف الســابع األسـ‬ َّ ‫يف فَ ْهــم املقــروء وتحســن مهــارات التفكــر العليــا لــدى طلبــة‬
.‫ ســعاد عبــد الكريــم‬،‫ الوائــي‬:‫ إرشاف‬،‫الهاشــميَّة‬
‫ لتحســن مهــارات التدريــس‬SQ3R ‫ـراتيجية‬ َّ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫قائ‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫برنام‬ ‫ فاعليــة‬.)2020( ‫ إميــان عبــد الرحمــن‬،‫محمــود‬-
‫ جامعــة‬،‫النوعيــة‬
َّ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الرتبي‬ ‫يف‬ ‫ـوث‬
‫ـ‬ ‫بح‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫مجل‬ ،‫ـة‬
‫ـ‬ ‫النوعي‬
َّ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الرتبي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫كلي‬ ‫ب‬ ‫ـا‬ّ ‫ـيقية لطـ‬
َّ ‫ـرر طــرق تدريــس الرتبيــة املوسـ‬ ّ ‫يف مقـ‬
.433–454 :‫ الصفحــات‬،37 ‫ العــدد‬،‫النوعيــة‬ َّ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الرتبي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫كلي‬ - ‫ـرة‬‫القاهـ‬
‫ يف تدريــس العلــوم عــى التحصيــل وتنميــة عمليــات‬SQ3R ‫ فاعليــة اســتخدام إســراتيجيَّة‬.)2019( ‫ أحمــد‬،‫املعلــوي‬-
.1–45 :‫ الصفحــات‬،1 ‫ع‬ ،35 ‫ مــج‬:‫العــدد‬ /‫ املجلد‬،‫ مجلــة كليــة أســيوط‬،‫العلــم املتكاملــة لــدى طـ َّـاب املرحلــة الثانويَّــة‬
:‫األجنبية‬
َّ ‫املراجع‬
- Artis, A. B. (2008) Improving marketing students reading comprehension with the SQ3R method.
Journal of marketing Education. 30, 130-137
- Brown, H. Douglas. (2001). Teaching by Principles: An Alternative Approach to Language Peda-
gogy: Second Edition. New York: A Pearson Education Company.
- Brustad, Kirsten, (2006). Reading fluently in Arabic. An article in Handbook for Arabic Language
Teaching Professionals in the 21st Century, Routledge, First Edition.
- Butler, T.H. (1983). Effect of subject and training variables on the SQ3R study method. Unpub-
lished doctoral dissertation, Arizona State University, Tempe
- Caldwell. 2008. Reading Comprehension. Longman.
- Flippo, R. F., & Caverly, D. C. (2000). Handbook of college reading and study strategy research.
Hillsdale: Lawrence Erlbaum.
- Gian Reka Anjuni1, Roby Cahyadi (). IMPROVING STUDENTS’ READING COMPREHENSION
THROUGH SQ3R (SURVEY, QUESTION, READ, RECITE AND REVIEW) TECHNIQUE, Project,
Volume 2, No. 1,
- Jerry L. Johns and Lawrence P. McNamara (1980). The SQ3R Study Technique: A Forgotten
Research Target, Journal of Reading, Vol. 23, No. 8, pp. 705-708
- Lenz, K 2005, Special connections: An introduction to reading comprehension, Retrieved 29 th
December 2018 from http://www.specialconnections.ku.edu/?q=instruction/reading_comprehens
ion
- McCormick, S., & Cooper, J. Q. (1991). Can SQ3R facilitate secondary learning-disabled stu-
dents’ literal comprehension of expository text? Three experiments. Reading Psychology, 12,
239–271.
- Nunan D. (2005). Practical English Language Teaching: Young Learners, London, Mc Graw-Hill.
- Robinson, F.P. (1946). Effective study. New York, NY: Harper Brothers.
- Romadhon, Muhammad Galuh Elga (2020). The Implementation of Robinson’s Strategy (SQ3R)
to enhance the Reading Ability in English Class, UHAMKA International Conference on ELT and
CALL(UICELL) Jakarta, 17-18.
- Wood, N. (2000). College Reading. Purposes and strategies. Prentice-Hall, Inc. Upper Saddle
River, New Jersey

1105 ‫م‬2023 - ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير‬


ّ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫الدولي السادس‬
‫ّ‬ ‫مؤتمر ال ُّلغة العرب َّية‬
‫فبراير ‪2023‬م‬
‫َّ‬
‫اجتماعية‬ ‫َّ‬
‫لسانية‬ ‫للناط ِق َ‬
‫ين بغيرها من زاوية‬ ‫ِ‬ ‫آفاق تدريس ُّ‬
‫اللغة‬

‫الدكتور‪ /‬خالد اليعبودي‬


‫أستاذ ُمشارِك‪ ،‬كلية اآلداب‪ ،‬جامعة الشَّ ارقة‬

‫‪kelyaboudi@sharjah.ac.ae‬‬

‫مل َّخص‪:‬‬
‫غالبا‬
‫التعليمية الحديثــة‪ً .‬‬
‫َّ‬ ‫ن بهــا‪ ،‬وازدادت تع ّقـ ًدا يف األنســاق‬ ‫اطقـ َ‬ ‫تن َّوعــت تحليــات أوضــاع تعليــم اللغــات وتعلُّمهــا لغــر ال َّن ِ‬
‫مــا يتــم االرتــكاز عــى نهجــن لتحليــل هــذه األوضاع‪:‬‬
‫واملفاضلــة بينهــا عــى‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫ ‪-‬مقاربــة تربويَّــة لرصــد املحطــات التاريخيَّــة يف موضــوع منهجيَّــات تدريــس اللغــات مــن جهـة‪،‬‬
‫ن بهــا‪.‬‬
‫اطقـ َ‬ ‫أســاس تقييــم كفــاءة متمــدرس اللُّغــة األجنبيَّــة ومهاراتــه‪ ،‬وســياقات تعلُّــم اللغــات لغــر ال َّن ِ‬
‫ـوي يف العــامل وتداخــل حيثياتهــا وارتباطهــا بالكفايتــن‬ ‫االجتامعيــة ملعاينــة تنـ ّوع حــاالت التعـ ّدد اللُّغـ ّ‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬مقاربــة اللسـ َّ‬
‫ـانيات‬
‫والكالمية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫التواص َّليــة‬
‫ُ‬
‫التكاميل‬
‫ّ‬ ‫هدفنــا بهــذه املداخلــة‪ :‬التعريــف باملقاربتــن الرتبويَّــة واللســانية االجتامعيَّــة يف تعليــم اللُّغــة مــن زاويــة دورهــا‬
‫يف دراســة حــاالت التدريــس والتعلُّــم يف ســياق متعــدد األلســن‪ .‬دراســة تقــوم عــى تحليــل عنــارص تنتمــي إىل مجاالتنــا‬
‫ـي‪ ،‬ومامرســاتنا اللُّغويَّــة‪ ،‬ومســارات تعلــم‬ ‫ـاين االجتامعـ ّ‬ ‫اللُّغويَّــة واالجتامعيَّــة وخصوصيــة ال ُه ِويَّــة‪ ،‬عــر عــرض الوضــع اللِّسـ ّ‬
‫يب وللناطــق بغريهــا مــع بــروز درجــات مهاراتــه اللُّغويَّــة‪.‬‬ ‫اللُّغــة األُ ّم للمتكلــم العــر ّ‬
‫الكلامت املفاتيح‪:‬‬
‫التواصليَّــة ‪ -‬الكفاية‬
‫ُ‬ ‫ن بهــا ‪ -‬الكفايــة‬ ‫ِ‬
‫املقاربــة الرتبويَّــة (الديداكتيــك) ‪ -‬اللســانيَّات االجتامعيَّــة ‪ -‬تعليــم اللُّغــة لغــر ال َّناطقـ َ‬
‫الكالميَّة‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬ ‫‪:‬‬
‫‪The horizons of the sociolinguistic approach in language teaching‬‬
‫‪The analysis of foreign language teaching/learning situations is diversifying and becoming increas-‬‬
‫‪ingly complex in education systems. Two approaches have been favored to analyze these situations.‬‬
‫‪It is:‬‬
‫‪- The sociolinguistic approach to analyzing the diversity and complexity of multilingual situations‬‬
‫‪in the world.‬‬
‫‪- The didactic approach for, on the one hand, retracing the history of methodologies in language‬‬
‫‪teaching and, on the other hand, dealing with the question of language assessment.‬‬
‫‪Our objective in this speech is to define didactics and sociolinguistics by showing us how these two‬‬
‫‪disciplines in the human sciences are complementary in the analysis of teaching/learning situations‬‬
‫‪in a multilingual context.‬‬
‫‪Keywords: didactics -socio-linguistics- foreign language teaching- Communicative competence‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪language competence.‬‬

‫‪1107‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫‪Résumé‬‬ ‫‪:‬‬
‫‪Les horizons de l’approche sociolinguistique en didactique des langues‬‬
‫‪L’analyse des situations d’enseignement/apprentissage des langues étrangères se diversifie et‬‬
‫‪devient de plus en plus complexe dans les systèmes éducatifs. Deux approches ont été privilégiées‬‬
‫‪pour analyser ces situations. Il s’agit de:‬‬
‫‪- L’approche sociolinguistique pour analyser la diversité et la complexité des situations plurilin-‬‬
‫‪gues dans le monde.‬‬
‫‪- L’approche didactique pour d’une part, retracer l’histoire des méthodologies en didactique des‬‬
‫‪langues et d’autre part, traiter la question de l’évaluation en langues.‬‬
‫‪Notre objectif dans cette allocution est de définir la didactique, la sociolinguistique en nous mon-‬‬
‫‪trant comment ces deux disciplines en sciences humaines sont complémentaires dans l’analyse de‬‬
‫‪situations d’enseignement/apprentissage en contexte plurilingue.‬‬
‫‪Mots- Clés: Didactique- Sociolinguistique- enseignement de langue étrangère- compétence com-‬‬
‫‪municationnelle- compétence langagière.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ن بهــا‪،‬‬ ‫اطقـ َ‬ ‫ن بهــا ولغــر ال َّن ِ‬ ‫ـب النظريَّــة والتطبيقيَّــة يف تدريــس اللغــات ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫ـات تعليــم اللغــات الجوانـ َ‬ ‫عالجــت مقاربـ ُ‬
‫ـدال قامئًــا بــن الباحثــن فيــا يتّصــل بفوائدهــا ومالءمتهــا‪.‬‬ ‫ومــا فتــئ الجـ ُ‬
‫ر انتشــا ًرا‪ :‬منهــج الرتجمة‪-‬ال َّن ْحويَّــة‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫األك‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـج)‬
‫ـ‬ ‫(مناه‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ملقارب‬ ‫ـلبية‬ ‫ـ‬ ‫والس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫اإليجابي‬
‫َّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫الزواي‬ ‫يف‬ ‫ـر‬ ‫ســنحاول النظـ‬
‫))‪ ،(Grammar- translation method‬واملنهــج املبــارش )‪ ،(Direct method‬ومنهــج ســاع اللُّغــة �‪(Audio- lingual meth‬‬
‫الكالمية ‪(language‬‬ ‫َّ‬ ‫ـي )‪ ،(Communication theaching method‬ودوره يف تحقيــق الكفايــة‬ ‫)‪ ،od‬ومنهــج التعليــم التواصـ ّ‬
‫)‪competence‬؛ بغــرض فهــم أفضــل للتطبيقــات املســتخ َدمة يف تعليــم اللغــات‪.‬‬
‫ـدال املرتبـ ُط‬ ‫ـر بَـ ْد ًءا إىل أ َّن مســارات تعليــم اللغــات حافلــة ومثــرة‪ ،‬غــر أنَّهــا ال تخلــو مــن مصاعــب‪ .‬وقــد احتــد َم الجـ ُ‬ ‫نُشـ ُ‬
‫ـكل الفــت طــوال املئــة الســنة الفارطــة‪.)(WEINSTEIN, C. S. (1989), 53-60 .‬‬ ‫مبناهــج التعليــم بشـ ٍ‬
‫التواصــي‬
‫ُ‬ ‫ـاء العديـ ِـد مــن املناهــج (منهــج الرتجمــة ال َّن ْحويَّــة‪ ،‬واملنهــج املبــارش‪ ،‬ومنهــج ســاع اللُّغــة‪ ،‬ومنهــج التعليــم‬ ‫إ َّن أسـ َ‬
‫ـج غــر‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫املنه‬ ‫ألن‬ ‫؛‬‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التطبيق‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫إىل‬ ‫ـال‬‫ـ‬ ‫االنتق‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫عن‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫املناه‬ ‫ط‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ضب‬ ‫ـب‬‫ُ ُ‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫يص‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫‪،‬‬‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫الكث‬ ‫ـدى‬‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ة‬‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫مألوف‬ ‫وغريهــا)‬
‫الخصوصيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـديدة‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫تقني‬
‫َّ‬ ‫أو‬ ‫ة‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـوى‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـاف‬ ‫ـ‬ ‫املط‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫نهاي‬ ‫يف‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫لي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫ّ‬ ‫ق‬‫بد‬ ‫املحـ ّدد‬
‫ـض هــذه املناهــج (يف إطــار نظريــات تعليــم اللغــات) يف ظــروف اجتامعيَّــة‪ ،‬أو اقتصاديَّــة‪ ،‬أو سياســيَّة‪ ،‬أو‬ ‫بــر َز ْت بعـ ُ‬
‫تربويَّــة‪ ،‬وبــرز بعضهــا اآلخــر العتبــارات نظريَّــة (نتيجــة التح ـ ّوالت الجاريــة يف النظريــات اللســانيَّة وبالرؤيــة النفســيَّة‬
‫ـرت مناهــج أخــرى نتيجــة تجــارب تطبيقيَّــة‪ ،‬أو بنــزو ٍع ن ْحـ َو املبــادرة؛ وبالتــايل‬ ‫الجديــدة املرتبطــة بتعليــم اللغــات)‪ ،‬كــا ظهـ ْ‬
‫فهــي متثّــل إىل حـ ٍّد مــا مزي ًجــا مــن األفــكار املرتبطــة بتعليــم اللُّغــات‪ ،‬بيْـ َد أنَّــه مــن الواضـ ِح أنَّهــا تتميّــز بالحضــور امل ُهيمــن‬
‫خاصــة يف تعليــم اللغــات وتعلُّمهــا‪.‬‬ ‫ـر َّ‬ ‫ملظاهـ َ‬
‫والض ْعف يف مقاربات ومناهج تعليم اللُّغة‪:‬‬
‫‪ - 1‬مظاهر القوة َّ‬
‫أ‪ -‬منهج الرتجمة‪-‬ال َّن ْحو َّية )‪:(Grammar- translation method‬‬
‫ـدل عــى ذلــك تســميته – بتعليــم نحــو اللُّغــة الثانيــة‪ ،‬وتتمثّــل أه ـ ّم تقنياتــه يف الرتجمــة مــن‬ ‫يُعنــى هــذا املنهــج –كــا تـ ّ‬
‫اللُّغــة الهــدف وإليهــا‪.‬‬
‫ـت ٌّكل مــن القــراءة والكتابــة بعناي ـ ٍة قُصــوى يف مســتوى التطبيقــات عــى حســاب الســعي نحــو بنــاء كفايــة عــى‬ ‫حظيـ ْ‬
‫ـتويي الــكالم واالســتامع‪.‬‬ ‫ُمسـ ِ‬
‫وغالبــا ما نجـ ُد امل ُتعلِّمني‬
‫مرجعيــا يف اكتســابه للُّغة الثانيــة‪ً ،‬‬
‫ًّ‬ ‫األصلي َة نَ َسـ ًقا‬
‫َّ‬ ‫غالبــا مــا يجعــل امل ُتعلِّـ ُم ‪-‬وفـ َـق هــذا املنهــج‪ -‬لغتَــه‬
‫ً‬
‫التعليمي عــى املد ِّرس‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـام‬
‫ـ‬ ‫النظ‬ ‫يف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬‫كلي‬
‫ًّ‬ ‫ـز‬
‫ـ‬ ‫الرتكي‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫يت‬ ‫ذ‬
‫ْ‬ ‫إ‬ ‫س‪،‬‬ ‫ر‬
‫ّ‬ ‫ـد‬
‫ـ‬‫ُ‬ ‫مل‬‫ا‬ ‫غــر متفاعلــن عنــد تعلّمهــم اللُّغــة‪ ،‬يف ظـ ّـل ســلطة‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1108‬‬
‫ـب آمــال‬ ‫ـج يُخيِّـ ُ‬
‫بعضهــم إىل أ َّن هــذا املنهـ َ‬ ‫ـب ُ‬ ‫ـج الرتجمــة ال َّن ْحويَّــة النتقــادات متعـ ّدد ٍة مــن لـ ُدن الكثــر؛ إذ ذهـ َ‬ ‫ـر َض منهـ ُ‬
‫تعـ َّ‬
‫امل ُتعلّــم نتيجــة مطالبتــه بتذكّــر الئحـ ٍة غــر متناهيــة مــن القواعــد والقوائــم املعجميَّــة غالبًــا مــا ال يعمـ ُد إىل توظيفهــا‪ ،‬ورأى‬
‫ـر‬
‫ـج ال يُعـ ُ‬ ‫ـب آخــرون إىل أنَّــه منهـ ٌ‬ ‫ـدرس مــن هيمنــة نظــام لغتــه األصليَّــة‪ ،‬وذهـ َ‬ ‫ـر ُر امل ُتمـ َ‬
‫ـض اآلخــر أن هــذا املنهــج ال يُحـ ِّ‬ ‫البعـ ُ‬
‫التواصليَّــة لــدى املتعلِّــم‪.‬‬
‫ُ‬ ‫انتبا ًهــا إىل تعزيــز القــدرة‬
‫ـاق واسـعٍ‪ ،‬مــا‬ ‫ـداول عــى نطـ ٍ‬‫ـج ُمتـ ٌ‬ ‫عــى الرغــم مــن االنتقــادات الكثــرة املو ّجهــة إىل منهــج الرتجمــة ال َّن ْحويَّــة؛ فهــو منهـ ٌ‬
‫ـارض بــن تعليــم النحــو واملقاربــة‬ ‫ـاء التعـ ٍ‬ ‫يدفــع إىل التســاؤل عــن ِعلــل ذلــك؟ مــن املر َّج ـ ِح أ َّن مــن أســباب انتشــاره‪ :‬انتفـ ُ‬
‫تواصليــا بغرض تحســيس املتعلِّــم بأصول‬ ‫ًّ‬ ‫التواص َّليــة‪ ،‬كــا أ َّن تعليــم النحــو ُيكــن أن يُسـ ِه َم يف اســتكامل عمليــات تعليــم اللُّغــة‬
‫ُ‬
‫اللُّغــة الثانيــة وبنيانِهــا‪ ،‬عــاو ًة عــى أنَّــه بإمــكان نظــام اللُّغــة األُوىل أن يكشــف عـ ْن أو ُجــه االختــاف بعمليــات تعليــم اللُّغــة‬
‫الثانية‪.‬‬
‫الســات الشــكليَّة‪-‬الصوريَّة للُّغــة الثانيــة واللجــوء إىل الرتجمــة كتقنيــة تطبيقيَّــة تجعـ ُـل املتعلِّــم‬ ‫إضافـ ًة إىل أ َّن التفكــر يف ِّ‬
‫تعرتضــه يف عمليــات التعلــم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يف وضـعٍ فاعـ ٍـل يجعلُـ ُه قــاد ًرا عــى حـ ّـل املشــكالت التــي‬
‫‪( Richards, Rodgers (2014), Chapter II. Current approaches and methods. Communicative lan-‬‬
‫)‪guage teaching‬‬
‫ـر كــر َة‬‫ـهل وقابـ ًـا للتطبيــقِ ‪ ،‬وال يتض ّمـ ُن قيــو ًدا ُمل ِزمـ ًة لل ُمد ّرســن‪ ،‬مــا يُفـ ِّ ُ‬ ‫ـج الرتجمة–ال َّن ْحويَّــة يبــدو سـ ً‬ ‫ال شـ َّـك أ َّن منهـ َ‬
‫تدا ُولــه يف األوســاط التعليميَّــة‪ .‬إنَّــه املنهــج األول الــذي اتَّبعــه مد ِّرســو اللُّغــة الفرنســيَّة كلغــة أجنبيــة بطريقــة تقليديَّة‪ ،‬ويسـ َّمى‬
‫ـاق واس ـعٍ حتــى نهايــة القــرن التاســع عــر‪ .‬تتجـ َّـى‬ ‫أيضــا «الرتجمــة ال َّن ْحويَّــة»‪ .‬وقــد ت ـ َّم اســتخدام هــذا املنهــج عــى نطـ ٍ‬ ‫ً‬
‫رصامــة هــذا املنهــج يف كــون املعلــم صاحــب املعرفــة‪ ،‬بينــا يقتــر التالميــذ عــى تلقــي الــدروس دون إمكانيــة التفاعــل‬
‫مــع املعلِّــم‪.‬‬
‫األدبيــة التــي يقــوم املــد ّرس برتجمتهــا إىل اللُّغــة األُ ّم‬ ‫َّ‬ ‫ـوص‬ ‫ـ‬ ‫النص‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـاد‬ ‫ـ‬ ‫باالعت‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫املنه‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـق‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يرتكــز‬
‫ـرا ألن التفســرات تُق ـ ّدم باللُّغــة األُ ّم‪ .‬بالتــايل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫نظ‬ ‫ـادر؛‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫القلي‬ ‫يف‬ ‫ـوى‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـدف‬ ‫ـ‬ ‫اله‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫إىل‬ ‫ـأ‬‫ـ‬ ‫لج‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫يف‬ ‫ـذ‪.‬‬ ‫للتالميـ‬
‫ـاشٍ‪ .‬كــا‬ ‫ـكل مبـ ِ‬ ‫فــإ َّن تعلــم القواعــد أحــد األهــداف الرئيســة لــدروس تعليــم اللُّغــة؛ إذ يلجــأ املــد ّرس إىل تقديــم القواعــد بشـ ٍ‬
‫األدبيــة املدروســة‪ ،‬وتــد َّون يف شــكل قوائــم‪ ،‬وتُحفــظ عــن ظهــر قلــب‪.‬‬ ‫تُســتخلص مفــردات املعجــم مــن النصــوص َّ‬
‫ب‪ -‬املنهج املبارش )‪:(Direct method‬‬
‫والتواصــل تتـ ّم باســتعامل اللُّغــة الهــدف‬ ‫ُ‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫عملي‬
‫َّ‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫أل‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫و‬‫ح‬
‫َّ ْ َّ‬ ‫ن‬ ‫الرتجمة‪-‬ال‬ ‫ـض التــا َّم ملنهــج‬ ‫ـر املنهــج املبــارش النقيـ َ‬ ‫يُعتـ ُ‬
‫ـج عــى االنتقــال مــن لغــة األدب‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫املنه‬ ‫د‬‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫يعتم‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـم‪.‬‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫والتع‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫لل‬ ‫ة‬‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫تقني‬ ‫ة‬ ‫ٍ‬ ‫ـيل‬ ‫ـ‬ ‫كوس‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫األص‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـتعامل‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـادي‬ ‫ـ‬ ‫تف‬ ‫ـر‬
‫َْ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة]‬ ‫[الثانيـ‬
‫ـي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫للتع‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ع‬
‫ً‬ ‫موضو‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫األخ‬ ‫ـل‬‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ويجع‬ ‫‪،‬‬‫ـي‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫اليوم‬ ‫ـداول‬ ‫ـ‬ ‫املت‬ ‫ـة‬‫إىل لغـ‬
‫ـح أ َّن تعليــم اللغــات تب ًعــا للمنهــج املبــارش شــبي ٌه باكتســاب اللُّغــة األُوىل‪ ،‬كــا أ َّن اإلجــراءات املعتمــدة غالبًــا مــا يتـ ّم‬ ‫يتّضـ ُ‬
‫ـرها باالســتناد إىل الرؤيــة الرتابطيَّــة يف علــم النفــس (≠ الجشــطالتية)‪.‬‬ ‫تفسـ ُ‬
‫ـارش ُمحاولـ ٌة أوىل يف النســج عــى طريقــة تعليــم اللُّغــة األُوىل واســتعاملها‪ ،‬مــا دفــع املد ّرســن إىل‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫املب‬ ‫ـج‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫املنه‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫أ‬ ‫ـك‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ال ش‬
‫ـات جديــد ٍة يف دراســة اللُّغــة‪ ،‬ومــن ذلــك الرشوحــات املصـ ّورة‪،‬‬ ‫ابتــكار طُــرق أخــرى جديــدة للتبليــغ‪ ،‬وأفْــى إىل بــروز تقنيـ ٍ‬
‫واســتحضار األشــياء ملعاينتهــا مبــارش ًة‪ ،‬وتـ ّم الرتكيــز ‪-‬عــى نحــو أكــر‪ -‬عــى الوســائل اآلتيــة‪ :‬األســئلة واألجوبــة‪ ،‬والنصــوص‬
‫الرسديَّــة املنطوقــة‪ ،‬واإلمــاء‪ ،‬ثــم املحــاكاة (إلــخ) )‪.(Krause, C. A. (1916),  -Introduction‬‬
‫يُثا ُر ُسؤاالن‪ ،‬مع ذلك‪ ،‬ال َمحي َد عنهام‪ ،‬بخصوص هذا املنهج‪:‬‬
‫ـرض املتعلِّـ َم دومنــا لجــو ٍء إىل الرتجمــة؟ (ال‪ ‬ســيام حينــا‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫تع‬ ‫ـي‬ ‫ ‪-‬األول‪ :‬كيـ َـف يتخطّــى املــد ِّر ُس إشــكالي َة عــدمِ الفهــمِ التـ‬
‫ـي) دون االضطــرار إىل العــودة إىل اللُّغــة األُوىل (اللُّغــة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الخارج‬ ‫ـم‬ ‫ـردة غــر املشـ ّخصة يف العالَـ‬ ‫ـر باألفــكار امل ُجـ ّ‬ ‫يتعلَّــق األمـ ُ‬
‫األُ ّم)‪.‬‬
‫مراحل متق ّدمة من تعليم اللُّغة الثانية عرب املراحل األوىل؟‬ ‫ٍ‬ ‫َ‬ ‫رش يف‬ ‫تطبيق املنه ِج امل ُبا ِ‬ ‫يتأت ُ‬ ‫كيف ّ‬ ‫ ‪-‬الثاين‪َ :‬‬
‫املاسـ ُة إىل ُمد ّرســن يتحدثــون اللُّغــة الثانيــة ســليقةً‪ ،‬أو عىل‬ ‫ّ‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الحاج‬ ‫ـى‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫تتج‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫املنه‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫بتطبي‬ ‫ـه‬‫ـ‬‫َّ‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫ـبق‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫نضيــف إىل‬
‫ـي‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التطبيق‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫به‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫األصلي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫املتكلم‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ضاه‬ ‫ي‬
‫ً ُ‬‫ـا‬‫ـ‬ ‫ن‬‫إتقا‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫األجنبي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫هات‬ ‫ـون‬ ‫األقـ ّـل يُتقنـ‬
‫ـكل هــذه املتطلّبــات‪.‬‬ ‫ـب االســتجاب ُة لـ ّ‬ ‫يص ُعـ ُ‬

‫‪1109‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ـرا‪ ،‬عــى الرغــم مــن إيجابيــات املنهــج املبــارش التــي ال ميكــن التغــايض عنهــا وطابعــه الثــوري يف عــامل الرتبيــة‬ ‫أخـ ً‬
‫ـر الحصيلــة تجــاه املتعلِّــم الــذي‬ ‫ـرا عــن بقيــة املناهــج التقليديَّــة‪ ،‬بالنظــر إىل عــدم تغـ ُّ‬ ‫وتدريــس اللغــات؛ فإنَّــه ال يختلــف كثـ ً‬
‫ـرر املــد ِّرس ويُنتظــر منــه اســتخدام ذاكرتــه‬ ‫ـتمرا يف أداء دوره الحيــادي حينــا يُطلــب منــه إعــادة مقـ ّ‬ ‫ظـ َّـل ســاك ًنا ومسـ ًّ‬
‫واملحــاكاة واالكتفــاء بتســجيل نقــاط ترتبــط بوقائــع الــدرس )‪.(Krause, C. A. (1916), idem‬‬
‫منهج سامعِ اللُّغة‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫ت‪-‬‬
‫ـج يســتم ّد دعامئـ ُه مــن‬ ‫ـب رصاحـ ًة إىل اللســانيَّات وإىل علــم النفــس‪ ،‬إنَّــه منهـ ٌ‬ ‫األول املنتسـ َ‬ ‫ـج َ‬ ‫ِ‬
‫ـج ســا ِع اللغـة املنهـ َ‬ ‫ـر منهـ ُ‬ ‫يُعتـ ُ‬
‫اللســانيَّات الوصفيَّــة والبنيويــة والتقابليــة التــي كانــت ســائد ًة يف خمســينيات وســتينيات القــرن العرشين‪.‬‬
‫ثنائيــة‬ ‫ـر عمليــات تعلّــم اللُّغــة باســتدعاء َّ‬ ‫ـلوكية» )‪ (Behaviorism‬التــي تفـ ِّ ُ‬ ‫وتتمثّــل قاعــدة منهــج ســاع اللُّغــة يف «السـ َّ‬
‫فرضيــة أ َّن تعليــم اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـاق‬ ‫ـ‬ ‫االنط‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ء‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫أخط‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫دومن‬ ‫ح‬
‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫ناج‬ ‫ـمٍ‬ ‫ـ‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ـمح بدعــمِ‬ ‫املثــر واالســتجابة‪ ،‬والظــروف التــي تسـ ُ‬
‫الصوتيــة‬ ‫َّ‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫بالوح‬ ‫ا‬‫ـدء‬
‫ّ ً‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫د‬ ‫ـوا‬‫ـ‬ ‫وامل‬ ‫ـارص‬ ‫ـ‬ ‫العن‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫تركي‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫بقواع‬ ‫ة‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫ومعرف‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫يســتلز ُم معرفــة بعنــارص أو مــوا ّد تشــكيل‬
‫ـج بالفصــل بــن‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫املنه‬ ‫ـز‬ ‫ـ‬ ‫يتمي‬ ‫ـايل‬ ‫ـ‬ ‫بالت‬ ‫ـارة‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫فالعب‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫فالجمل‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الكلم‬ ‫إىل‬ ‫ـول‬‫ً‬ ‫ـ‬ ‫وص‬ ‫ـم)‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫(املورفي‬ ‫الرصفيــة‬
‫َّ‬ ‫املميــزة (الفونيــم) فالوحــدة‬ ‫ّ‬
‫ـدل االقتصــار عــى تنميــة املهارات‬ ‫ملــكات االســتامع والــكالم والقــراءة والكتابــة‪ ،‬ويُعنــى أنصــا ُره بالرتكيــز عــى ســاع اللُّغــة بـ َ‬
‫الخطّية‪.‬‬
‫ـايس لتقديــم اللُّغــة‪ ،‬ويركّــز عــى بعــض التطبيقــات‪ ،‬مــن‬ ‫ٍ‬
‫ـاب منه ـ ِج ســاع اللُّغــة إىل الحــوارات كوســيط أسـ ّ‬ ‫ِ‬ ‫يلجــأ أصحـ ُ‬
‫مثــل التامريــن األمنوذجيــة واالســتعانة باإلشــاريات )‪( ..(mimétisme‬إلــخ) ‪(Larsen Diane, Freeman (2000), Chap‬‬
‫ـح االســتام ُع واملحادثــة محــو َر عمليــات تعليــم اللُّغــة ِوفـ َـق هــذا املنهــج باالســتناد إىل التســجيالت الصوتيَّــة‬ ‫‪ .).III‬وقــد أصبـ َ‬
‫ـوي‪.‬‬
‫والتطبيقــات املص ّممــة مبختــرات اإلعــداد اللُّغـ ّ‬
‫ـج ســاع اللُّغــة –بوصفــه األكــر تــدا ُو ًل بتعليميــة اللُّغــة الثانيــة‪ -‬أســهم يف تطويــر هــذا املجــال بشـ ٍ‬
‫ـكل‬ ‫مــن املؤكّــد أ َّن منهـ َ‬
‫ـج‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫املنه‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫أ‬ ‫ـقِ‬
‫ـ‬ ‫نطل‬ ‫م‬
‫ْ ُ‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫العاد‬ ‫ـاءات‬ ‫ـ‬ ‫الكف‬ ‫ذوي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ُتع‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫كب‬ ‫ٍ‬
‫د‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫لع‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ح‬
‫ً‬ ‫متا‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـوس؛ إذ غ ـ ًدا تعلّ ـ ُم‬ ‫ملمـ ٍ‬
‫أيضــا‬ ‫ُ ً‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫املنه‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اهت‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫إىل‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫إضاف‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫األجنبي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـأت‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ليت‬ ‫ٍ‬
‫ة‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫كب‬ ‫ة‬ ‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫عقلي‬ ‫ـاءة‬ ‫ـ‬ ‫كف‬ ‫ـاك‬ ‫ـ‬ ‫امت‬ ‫ـمِ‬ ‫ـ‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ُتع‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫م‬ ‫ال يسـ ُ‬
‫ـتلز‬
‫ـف‪( .‬يراجــع‪:‬‬ ‫ـي والترصيـ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬‫م‬‫ِ‬ ‫ُعج‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ِ‬
‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫بالرصي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫املرتبط‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫الزواي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـبق‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫في‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫منصب‬
‫ًّ‬ ‫ز‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الرتكي‬ ‫كان‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫بين‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الرتكيبي‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الت‬ ‫بالتحـ ّو‬
‫‪.).NESPOR, J. 1987, 317-28‬‬
‫ـت الحـ َّد مــن‬ ‫ـج ســاع اللُّغــة بــدوره إىل جملــة مــن االنتقــادات‪ ،‬حاولـ ِ‬ ‫ـرض منهـ ُ‬ ‫عــى الرغــم مــن هــذه اإلســهامات فقــد تعـ ّ‬
‫وظيفي ِتـ ِه مــن نــوا ٍح متعـ ِّددة‪:‬‬
‫ـانية ونظريــات تعليــم اللغــات وتعلُّمها؛‬ ‫ـرت غــر ســليم ٍة من منظــور النظريــات اللسـ َّ‬ ‫ ‪-‬مــن جهــة ُأس ِسـ ِه النظريَّــة التــي اعتُـ ْ‬
‫ة‪-‬التحويلية لنعــوم تشومســي )‪.(Noam Chomsky‬‬ ‫َّ‬ ‫أساســا النظريَّــة التوليديَّ‬ ‫نقـ ٌد صاغت ُه ً‬
‫ِ‬
‫ُحصــل عليهــا عــر تطبيــق املنهــج يف ُمســتوى التطلّعــات‪ ،‬بع َد ثبــوت عدمِ‬ ‫ ‪-‬مــن جهــة أخــرى‪ ،‬مل تكــنِ النتائــج التطبيقيَّــة امل ّ‬
‫ـا‬ ‫ـدرس‪ ،‬مـ َّ‬ ‫ـارج قاعــات الـ ِ‬ ‫ـي خـ َ‬ ‫ٍّ‬ ‫ـ‬ ‫واقع‬ ‫ٍ‬
‫ـل‬‫ـ‬ ‫تواص‬ ‫ء‬‫ِ‬ ‫ـرا‬ ‫ـ‬ ‫إج‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـاع‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫قــدر ِة املتعلِّمــن الذيــن تعلّمــوا اللُّغــة الثانيــة عـ َ‬
‫ـر‬
‫ـج يُهمــل امللكـ َة التواصليـ َة يف عمليــات التعلُّم‪.‬‬ ‫يكشـ ُـف أنَّــه منهـ ٌ‬
‫التواصيل‪:‬‬
‫ّ‬ ‫منهج التعلُّمِ‬ ‫ُ‬ ‫ث‪-‬‬
‫ـي (كطريقـة جديــدة يف تعلُّــم اللُّغــة الثانيــة) بتأثـرٍ مــن اللســانيَّات التطبيقيَّــة الربيطانيــة (مع‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ـج التعلّــمِ التواصـ ِّ‬ ‫ظهــر منهـ ُ‬
‫والتواصليــة‬ ‫ُ‬ ‫ٍّكل مــن «جــون فــرث» )‪ (John Firth‬و»م‪ .‬هاليــداي» )‪ (M, A, K Halliday‬باإلشــارة إىل الخاصيــات الوظيفيَّــة‬
‫كل مــن «ديــل هومــز» )‪ (Dell Hymes‬و»وليــام البــوف» ‪(w.‬‬ ‫املوجــودة يف اللغــة)‪ ،‬وبتأثـرٍ مــن اللســانيَّات االجتامعيَّــة (مــع ٍّ‬
‫)‪ ،)Labov‬وبتأثـرٍ مــن بعــض األعــال الفلســفيَّة (ال‪ ‬ســيام أعــال «ج‪ .‬أوســتني» )‪ (J, Austin‬و»ج‪ .‬ســورل» )‪.)(J, Searle‬‬
‫ـدل االقتصــا ِر عــى معرفــة بناهــا اللُّغويَّــة‪ .‬يَضـ ُع‬ ‫التواص َّليــة ملتعلِّــم اللُّغــة الثانيــة بـ َ‬ ‫ُ‬ ‫متيــز هــذا املنهــج بالرتكيــز عــى امللكــة‬ ‫ّ‬
‫عمليــة تعليــم اللُّغــة الثانيــة‪ ،‬ويســتند إىل إجــراءات تتو ّخــى تحقيــق امللــكات األربــع التــي‬ ‫التواص َّليــة هدفَـ ُه األســمى يف َّ‬ ‫ُ‬ ‫امللكـ َة‬
‫والتواصــل (يراجــع‪.))Dell Hymes, (1974 :‬‬ ‫ُ‬ ‫بتواشــج الصــات بــن اللُّغــة‬ ‫تؤمـ ُن ُ‬
‫ـي َعــر القيــام مبهــا ّم ذات داللــة وجــدوى ونفــع مــن‬ ‫التواصــل الحقيقـ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ـج عــى القيــامِ بأنشــطة تعتمــد عــى‬ ‫ٍ‬ ‫يُح ّفــز املنهـ ُ‬
‫ـرض أن يكــون متعلِّمــو اللُّغــة الثانيــة أطرافًــا فاعلـ ًة يف الحــوار‪ ،‬وأن يضطلع ٌّكل‬ ‫ُمنطلــق أن اللُّغــة دالّـ ٌة لــدى املتعلِّــم‪ ،‬مــن املفـ ِ‬
‫منهــم بــدور امل ُرشـ ِـد وامل ُحلِّــل والنصــو ِح أ ْو بــدو ِر تهيئــة املتعلّمــن يف مجموعــات لتتّبــع مجريــات التحــا ُور بينهــا‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1110‬‬
‫ـج امل ُهيم ـ َن يف مجــال تعليــم اللُّغــة الثانيــة لغــر‬ ‫ـي تط ـ ّو ًرا مــع تــوايل العقــود‪ ،‬وغــدا املنهـ َ‬ ‫ـج التعلُّــم التواصـ ّ‬ ‫شــهد منهـ ُ‬
‫ن بهــا يف الكثــر مــن األقطــار عــر العــامل‪ ،‬إ ْذ يُسـ ِه ُم يف تعزيــز القــدرات اللُّغويَّــة لل ُمتعلِّمــن‪ ،‬وكذلــك يف تحســن‬ ‫اطقـ َ‬ ‫ال َّن ِ‬
‫التواصليَّــة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ملكاتهــم‬
‫بزغت –يف ِظ ِّل موجة اإلقبال املتزايد عىل هذا املنهجِ‪ -‬بعض اإلشكاالت‪ ،‬أبرزها‪:‬‬ ‫ْ‬ ‫ذلك‪،‬‬ ‫مع‬
‫ ‪-‬م َدى إمكانية تطبيقِ هذا املنهج يف جميع ُمستويات تعليم اللُّغة الثانية‪.‬‬
‫ني بها‪.‬‬‫َ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫لغري‬ ‫غة‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫تعليم‬ ‫ُحص ِل عليها باالستناد إىل هذا املنه ِج يف‬ ‫ ‪-‬م َدى إمكانية تقييمِ النتائ ِج امل َّ‬
‫ ‪-‬مدى إمكانية تب ّني هذا املنهج يف حاالت يلز ُم فيها اختبا ُر املتعلِّم فيام يتّصل بكفاءته عىل املستوى النحوي‪.‬‬
‫التواصيل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫السبل لتطبيق منهج التعلُّم‬ ‫أفضل ُ‬ ‫ِ‬ ‫حتم يف البحث عن‬ ‫ستُفي ُد هذه التساؤالت ً‬
‫ـارص جديــدة يف مجــال تعليــم اللُّغــة الثانيــة‪ ،‬وحــا َو َل‬ ‫حاصـ ُـل القــو ِل‪ ،‬إ َّن َّكل منهـ ٍج مــن املناهـ ِج الســالفة ال ِّذكْــر قـ َّد َم عنـ َ‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ـرت يف ســياقات تاريخي ـة ُمتباين ـة‪ ،‬وأولــت العناي ـ َة‬ ‫معالج ـ َة بعــض إشــكاالت تعليــم اللُّغــات‪ ،‬وهــي م ـ َع ذلــك مناهــج ظهـ ْ‬
‫ـت أرضياتُهــا النظريَّــة‪.‬‬ ‫ـات اجتامعي ـ ٍة وتربوي ـ ٍة مختلف ـ ٍة؛ لذلــك اختلفـ ْ‬ ‫ال ُقصــوى بحاجـ ٍ‬
‫ـي لتعليــم اللُّغــة الثانيــة؛ فإنَّه‬ ‫ـكل دقيــقٍ وناجــع عىل املســتوى التطبيقـ ّ‬ ‫ـب عـ ْن ذلــك‪ ،‬أنَّــه بغايــة تطبيــقِ هــذه املناهـ ِج بشـ ٍ‬ ‫يرتتّـ ُ‬
‫يلــز ُم عــى امل ُد ّرســن وامل ُهت ّمــن بهــذا القطــاع مراعــاة العنــارص اآلتية‪:‬‬
‫فئات متعلّ ِمي اللُّغة الثانية‪.‬‬ ‫ ‪-‬تحدي ُد ِ‬
‫ ‪-‬تحدي ُد ُمستوياتهم يف إتقان اللُّغة الثانية‪.‬‬
‫التواصليَّة‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ ‪-‬تحدي ُد حاجاتهم‬
‫الظروف املحيط ِة باستعاملهم اللُّغة الثانية باملستقبل‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ ‪-‬تحدي ُد‬
‫ن بهــا‪ ،‬كــا ال‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬
‫ـج ُمثمــرة مرجـ َّوة مــن تعليــم اللُّغــة لغــر ال َّناطقـ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫بإجــا ٍل شــديد‪ ،‬ال ُوجــو َد ملنهـ ٍج يضمـ ُن وحـ َد ُه تحقيـ َـق نتائـ َ‬
‫ِ‬
‫ـاين‪ ،‬كــا يتَّضــح فيــا يــأيت‪.‬‬ ‫ســبيل لتعليــم اللُّغــة مــن دون اســتثامر نتائــج البحــث اللِّسـ ّ‬
‫تعليمية اللغات واللسانيات‪:‬‬
‫َّ‬ ‫تواشج الصلة بني‬
‫ُ‬ ‫‪-2‬‬
‫صــن عــى النحــو اآليت‪« :‬مبــا أنَّــه‬ ‫التخص ْ ِ‬ ‫ّ‬ ‫عــر «جاليســون» )‪ (R. Gallisson, 1980, 37‬عــ ْن شــ َّدة االرتبــاط بــن‬ ‫يُ ِّ ُ‬
‫أيضــا أ َّن تعليميَّــة اللغــاتِ‬
‫ـي ً‬ ‫مــن الواضـ ِح أ َّن تعليميـ َة الرياضيــات ال تســتبْ ِع ُد الرياضيــات مــن مجالهــا البحثــي؛ فمــن البدهـ ِّ‬
‫ـراء ال َهيْمنــة التــي‬‫ـانيات‪ ،‬عــى الرغــم مــن رغبــة األوىل يف االســتقال ِل عــن الثانيــة مـ ْن جـ ّ‬ ‫األجنبيـ ِة ال غنــى لهــا عــن اللسـ ِ‬
‫فرضتْهــا عليهــا األخــرة»‪.‬‬
‫سيام أ َّن هذا العلم شه َد طفر ًة يف صياغة النظريات والنامذج‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ال‬ ‫؟‬‫ث‬ ‫ُ‬ ‫د‬
‫ّ‬ ‫نتح‬ ‫ٍ‬
‫لسانيات‬ ‫أي‬
‫لك ْن‪ ،‬ع ْن ِّ‬
‫الخاصــة )‪ ،(microlinguistics‬وهي لســانيات‬ ‫َّ‬ ‫ـت تعليميَّــة اللغــات األجنبيَّــة فيــا مــى ضمن مــا يُسـ َّمى اللســانيَّات‬ ‫اندرجـ ْ‬
‫ـي لألفعــال (مــن النواحــي الصوتيــة والرصفيَّة‪-‬الرتكيبيَّــة واملعجميــة)‪ ،‬مبعــز ٍل عــن حيثيــات‬ ‫الضمنـ ّ‬ ‫امللفــوظ‪ .‬والدارسـ ُة للنظــام ِّ‬
‫�ت تعليميَّـ�ة اللغـ�ات األجنبيَّـ�ة تُعالـ�ج موضوعاتهـ�ا ضمـ�ن مـ�ا يُس�ـ َّمى اللسـ�انيَّات امل ُع ّممـ�ة �‪(macrolinguis‬‬ ‫إنتاجهـ�ا‪ ،‬بينـما رشعـ ْ‬
‫أيضــا بتمظ ُهراتــه الخارجيَّــة‬ ‫ـي لألفعــال مــع االهتــام ً‬ ‫الضمنـ ّ‬ ‫)‪ ،tics‬وهــي لســانيات التل ّفــظ‪ ،‬الدارســة يف ٍآن واحـ ٍـد للنظــام ِّ‬
‫ـرة يف إنتــاج امللفــوظ) (ن م)‪.‬‬ ‫(بتأثـرٍ مــن العوامــل النفســيَّة واالجتامعيَّــة والثقافيَّــة املؤثِّـ َ‬
‫ـانيات امل ُع ّممــة» أو «لســانيات التل ّفــظ»؛ إمنــا هــو لســانيات تراعــي العنــارص‬ ‫ـا ُه «جاليســون» بـــ «اللسـ َّ‬ ‫ال شـ ّـك أ َّن مــا سـ ّ‬
‫املوســع لالصطــاح‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫باملعن‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫االجتامعي‬
‫َّ‬ ‫ات‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫أي‬ ‫ـة)‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫تأصيلي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫برتجم‬ ‫ـانية‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫الخارج‪-‬لســانية (شــبه‬
‫ِ‬
‫ـارص متن ّوعــة مســتقاة مــن األبعــاد االجتامعيَّــة مــن قَبيــل‪ :‬تنـ ّوع‬ ‫ن بهــا عنـ َ‬ ‫ِ‬
‫وظـ ُـف تعليميَّــة اللغــات الثانيــة لغــر ال َّناطقـ َ‬ ‫تُ ِ‬
‫االســتعامالت اللُّغويَّــة‪ ،‬والتأثــر والتأثّــر الحاصــل بــن اللُّغــات‪ ،‬والصدامــات القامئــة بــن اللغــات القويّــة والضعيفــة‪ ،‬واملواقف‬
‫تُجــا َه اللُّغــة‪ ،‬إضافـ ًة إىل موضــوع املعياريَّــة‪ ،‬وهــي موضوعــات تهتـ ّم بهــا اللســانيَّات االجتامعيَّــة التي شــهدت تطــورات كُربى‬
‫أيضــا‪.),De Corte (E) et Autres, (1990) :‬‬ ‫يف العقــود الزمنيَّــة األخــرة‪( .‬يراجـ ُع ً‬
‫أول األمــر نتيجــة الحاجــة‬ ‫ـرزت َ‬ ‫االجتامعيــة تطـ ّو ًرا ُمتصاعـ ًدا منــذ ســبعينيات القــرن العرشيــن‪ ،‬فقــد بـ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ـانيات‬
‫ـهدت اللسـ َّ‬‫شـ ِ‬
‫ـت‬
‫ـانيات البنيويــة التــي أثبتـ ْ‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫د‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ض‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫فع‬ ‫ة‬ ‫د‬
‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫‪،‬‬‫ـوي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫يومي‬
‫ًّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الحاصل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫االجتامعي‬
‫َّ‬ ‫ـرات‬ ‫ـ‬ ‫التغ‬ ‫ـط‬ ‫إىل ضبـ‬
‫ـرف‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫التع‬ ‫يف‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫د‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫تتح‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫البنيوي‬ ‫ات‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫يف‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ق‬
‫ِّ‬ ‫املتل‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫م‬‫َّ‬ ‫مه‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫أ‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫ـع‪.‬‬‫ـ‬ ‫ُجتم‬ ‫مل‬‫ا‬ ‫يف‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ومحوريت‬ ‫ع‬ ‫و‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التن‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫بظاه‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫اكرتاثه‬ ‫عــد َم‬

‫‪1111‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ـح دراســته شــبيه ًة مبــا يجري‬ ‫إىل املعنــى املتض ّمــن بامللفــوظ –أو باألحــرى بالوحــدة اللُّغويَّــة‪ -‬وهــو م ْع ًنــى موجــو ٌد ســل ًفا‪ ،‬وتُصبـ ُ‬
‫ـاري‪.)(Gardin (1988), 49-50 .‬‬ ‫أيضــا يف اللُّغــة ذاتهــا يف حالــة اختزالهــا يف نظــامٍ إشـ ٍّ‬ ‫يف األنســاق اإلشــارية ومبــا يجــري ً‬
‫ـانيات‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫أ‬ ‫ـر‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫وذ‬ ‫ع‪،‬‬ ‫و‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التن‬ ‫ـانيات‬‫ـ‬ ‫لس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫دراس‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫البنيوي‬ ‫ات‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫مثال‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫انتقــل «جــاردن» )‪ (Gardin‬بعــد‬
‫ـوي بالكفايــة املطلوبة؛ ألنَّهــا تعترب اللُّغة نسـ ًقا ثابتًــا‪ ،‬والتن ّوعات‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ع‬ ‫و‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التن‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫قضي‬ ‫ـج‬
‫ُ‬ ‫ـ‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫عا‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫االجتامعيــة التن ّوعيــة لـــ «البــوف»‬ ‫َّ‬
‫ـر هامشــيتها‪.‬‬ ‫ـا يُ ّ‬
‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـرد وقائــع لُغويَّــة فرديَّــة مـ َّ‬ ‫مجـ ّ‬
‫نس ـ ًقا متج ـ ّد ًدا باســتمرار‪ ،‬لســانيات ال تقتــر عــى دراســة اللُّغــة كانعــكاسٍ‬ ‫يدعــو «جــاردن» إىل لســانيات تعتــر اللُّغــة َ‬
‫ـات القامئــة بــن اللُّغــة‬ ‫ـمح بتفســر الصـ ِ‬ ‫ـات أخــرى بامل ُجتمــع‪ ،‬مــا يسـ ُ‬ ‫للواقــع؛ إمنــا ك ُمامرس ـ ٍة اجتامعيَّــة ضمــن مامرسـ ٍ‬
‫املســتعملة مــن فئــات مجتمعيَّــة متن ّوعــة ومكانتهــا داخــل املجتمــع‪.‬‬
‫ـانية نحــو آفــاق جديــدة يُنظــر فيهــا إىل االســتعامالت اللُّغويَّــة‬ ‫ـث أســه َم بجــاء يف توجيــه األبحــاث اللسـ َّ‬ ‫ال شـ َّـك أ َّن الباحـ َ‬
‫ـت‪ ،‬يقــول يف‬ ‫ـي‪ ،‬ال لِنســقٍ ثابـ ٍ‬ ‫ـ‬
‫ٍّ ٍّ‬ ‫ح‬ ‫ـوي‬ ‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ج‬
‫ٍ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫إلنت‬ ‫ا‬‫ز‬
‫ً‬ ‫ـرا‬
‫ـ‬ ‫إف‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫بوصف‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫املعن‬ ‫وإىل‬ ‫ـن‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املتحاوري‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـاء‬‫ـ‬ ‫البن‬ ‫ـادة‬ ‫ـال إلعـ‬‫بوصفهــا مجـ ً‬
‫هــذا اإلطــار‪:‬‬
‫ـانيات قــادر ٌة‬
‫ـدل لســانيات املعنــى امل ُنتَــج‪ ،‬لسـ ٌ‬ ‫ـانيات اإلنتــاج بـ َ‬ ‫ِ‬
‫«اللســانيَّات التــي نؤمـ ُن بهــا‪ ،‬والتــي نُحــاو ُل بلورتهــا هــي لسـ ُ‬
‫ـج ســل ًفا‪ ،‬إنَّهــا لســانيات تأخذ بعــن االعتبــار ِرها َن‬ ‫ـانيات ُتثِّـ ُـل املعنــى املنتـ َ‬ ‫ـاق التبلـ ُو ِر يف ُمقابـ ِـل لسـ ٍ‬ ‫عــى متثُّــل املعنــى يف نطـ ِ‬
‫املام َرســات اللُّغويَّــة التــي ينتجهــا أفــرا ُد الجامعـ ِة اللغويـة‪( .‬نفــس املصــدر‪ ،‬ص‪.)54 :‬‬
‫ِ‬
‫االجتامعية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫اللسانيات‬‫َّ‬ ‫‪َ - 1 - 2‬محا ِور البحث يف‬
‫املعريف‪:‬‬
‫ّ‬ ‫التخصص‬ ‫ّ‬ ‫هناك أربعة محاور رئيسة يف هذا‬
‫ساين‪ :‬تد ُر ُس قضايا األصوات‪ ،‬والرصف‪ ،‬والرتكيب‪ ،‬والتدا ُول‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫املنزع‬ ‫ذات‬ ‫االجتامعية ُ‬ ‫َّ‬ ‫اللسانيات‬
‫َّ‬ ‫أبحاث‬
‫ ‪ُ 1.‬‬
‫ـص أبحاثًــا ميدانيَّــة تتعلّــق بتنـ ّوع اللهجــات يف أبعادهــا االجتامعيَّــة‪،‬‬ ‫ذات املنــزع الوصفـ ّـي‪ :‬تخـ ّ‬ ‫ـاث اللســانيَّات االجتامعيَّــة ُ‬ ‫ ‪2.‬أبحـ ُ‬
‫التواصــل أو اللســانيَّات اإلثنوغرافيــة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫وتحليــل حــوارات ذات صلــة بإثنوغرافيــة‬
‫السياســية والخطابــات العا َّمــة‬ ‫َّ‬ ‫ال‪ ‬ســيام الخطابــات‬‫ّ‬ ‫االجتامعيــة‪ ،‬تشــمل تحليــات خطابيــة ونصيــة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫اللســانيات‬
‫َّ‬ ‫أبحــاث‬
‫ُ‬ ‫ ‪3.‬‬
‫اإلحصائيــة )‪.(Lexicometry‬‬ ‫َّ‬ ‫واملعجميــة‬ ‫)‪(Socioterminology‬‬ ‫ــة‬ ‫االجتامعي‬
‫َّ‬ ‫واملصطلحيــة‬ ‫ــة‬ ‫املعجمي‬
‫َّ‬ ‫مجــاالت‬ ‫يف‬ ‫صــة‬ ‫ُتخص‬
‫ِّ‬ ‫مل‬‫وا‬
‫ـات عــن اللُّغــة املعياريَّــة والخـ ّط‬ ‫ـاث اللســانيَّات االجتامعيَّــة ذات املنــزع النقــد ّي والفكــراين (األيديولوجــي)‪ ،‬يشــمل دراسـ ٍ‬ ‫ ‪4.‬أبحـ ُ‬
‫والتعـ ّدد اللغــو ّي‪.‬‬
‫أول بذكــر صعوبــات هــذا املجــال‬ ‫ـي بعمليــات تعليــم اللُّغــة الثانيــة؟ لِنبــدأ ً‬ ‫االجتامعيــة يف الرقـ ّ‬ ‫َّ‬ ‫ـانيات‬‫ـهمت اللسـ َّ‬ ‫فكيـ َـف أسـ ِ‬
‫يب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬‫ـ‬ ‫املحي‬ ‫ـوي يف‬ ‫الرتبـ ّ‬
‫ني بغريها‪:‬‬ ‫العربية لل َّن ِ‬
‫اطق َ‬ ‫َّ‬ ‫‪ - 3‬بعض صعوبات تعليم‬
‫االصطالحيــة املتعـ ِّددة الوحــدات بعــد اإلعــراض عــن عبــارة‬‫َّ‬ ‫رشــحوا هــذه العبــارة‬ ‫نشــر بدايـ ًة إىل أ َّن أهــل االختصــاص ّ‬
‫أشـ ّد اختصــا ًرا (تعليــم اللُّغــة لألجانــب)؛ ألنَّهــا تتض ّمــن الكثــر مــن القـ ْدح الــذي خفيــت أبعــاده يف مراحــل ســابقة‪.‬‬
‫تتمثّـ ُـل أبــرز الصعوبــات التــي يُواجههــا مــن يقبــل عــى تعلُّــم العربيَّــة كلغــة ثانيــة –بحســب مــا عاينتــه يف التدريــس لطلبــة‬
‫ـي األخــر‪ -‬يف‪:‬‬ ‫صينيــن وأتــراك وفرنســيني طيلــة العقــد الزمنـ ّ‬
‫مييــز بينهــا‪ ،‬كـــ‬
‫ّ‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫دقي‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫مؤث‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫ج‬‫و‬‫ُ‬ ‫ـبب‬
‫ـ‬ ‫بس‬ ‫ـات)‬ ‫ـ‬ ‫الكل‬ ‫ـروف‬‫ـ‬ ‫لح‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ن‬‫و‬‫ّ‬ ‫(املك‬ ‫ـابهة‬‫ ‪-‬عــد ُم إمكانيــة الفصــل بــن األصــوات املتشـ‬
‫«النقطــة» الفاصلــة بــن «الصــاد» و»الضــاد» و»الــدال» و»الــذال» و»العــن» و»الغــن»‪.‬‬
‫ ‪-‬عــد ُم مراعــاة الجانــب النطقــي امل ُلــزم أحيانًــا للتفخيــم‪ ،‬كالــام يف مثــل «واللــه» و»الصــاة»‪ ،‬أو الرتقيــق بالــزاي يف‬
‫«مــوز» أو «زبيــدة»‪.‬‬
‫ـدل مــن أصــوات عربيـ ٍة نتيجــة الخلــط بينهــا‪ ،‬مثــال ذلــك‪ :‬اإلبـ ُ‬
‫ـدال‬ ‫ـات أجنبيـ ٍة بـ ً‬
‫ـوات مــن لغـ ٍ‬
‫ـوء إىل اســتعامل أصـ ٍ‬ ‫ ‪-‬اللجـ ُ‬
‫فرطــح‬ ‫ُ ْ‬ ‫م‬‫«‬ ‫يف‬ ‫والــراء‬ ‫الــام‬ ‫بــن‬ ‫واإلبــدال‬
‫ُ‬ ‫)‪.‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪/‬‬‫‪292‬‬ ‫ج‬ ‫املحيــط‪،‬‬ ‫(القامــوس‬ ‫ومــاط»‬ ‫«بــاط‬ ‫يف‬ ‫والبــاء‬ ‫امليــم‬ ‫بــن‬
‫و ُمفلطــح» (القامــوس املحيــط‪ ،‬ج‪.)1/298‬‬
‫وجمل بطريق ٍة سليم ٍة وطبيعي ٍة‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫وعبارات ٍ‬ ‫ ‪ُ -‬صعوبة قراءة ٍ‬
‫كلامت‬
‫ ‪ُ -‬صعوب ُة تجزئة الكلمة إىل ُمك ّوناتها (جذر وسابقة والحقة) أو (أصل وزوائد)‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1112‬‬
‫ـب خصوصية‬
‫ـواء ألنَّها تَكتسـ ُ‬
‫ـردات العا ّمــة أو املصطلحــات‪ ،‬سـ ٌ‬ ‫ ‪-‬عــد ُم إملــام املعلّــم باألبعــا ِد الثقافيَّــة والحضاريَّــة لبعــض املفـ ِ‬
‫ـرف تحـ ّو ٍ‬
‫الت دالليَّــة بــن اللُّغــة العربيَّــة واللغــة األوىل للمتعلّم‪.‬‬ ‫يف اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬أو ألنَّهــا تعـ ُ‬
‫االجتامعي يف تعليم اللُّغة الثانية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ين‬
‫الب ْعد اللِّسا ّ‬
‫‪ُ -4‬‬
‫ـث بــر َز نتيجـ َة اندمــا ِج علــومِ الرتبيـ ِة (منهجيــة التدريــس‪ ،‬وتعليميتــه)‪،‬‬ ‫ـص حديـ ٌ‬ ‫تخصـ ٌ‬ ‫ـبق أ َّن تعليميـ َة اللغـ ِة ّ‬ ‫ـا سـ َ‬ ‫تأكَّـ َد مـ َّ‬
‫املعريف‬
‫ّ‬ ‫بعلــوم اللُّغــة (عــى وجــه الخصــوص‪ :‬اللســانيَّات وعلــم األصــوات)‪ ،‬وعلــم النفــس (عــى وجــه الخصوص‪ :‬علــم النفــس‬
‫التواصــل)‪ .‬ومــن ث َـ َّم ميكننــا أن نتحــدث عــن‬ ‫ُ‬ ‫الــذي يُع َنــى مبحــور االكتســاب)‪ ،‬وعلــم األناســة‪ ،‬وعلــم االجتــاع (إثنوغرافيــا‬
‫تخصصــات متعــددة)‪.‬‬ ‫ـريف شــبيك بــن ّ‬ ‫تكامــل معـ ّ‬
‫التطبيقيــة»‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ات‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫«اللس‬ ‫ـة‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫والصوري‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫البنيوي‬ ‫ـانيات‬ ‫ـ‬ ‫باللس‬ ‫ـره‬ ‫ـ‬ ‫تأث‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مرحل‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫بداي‬ ‫ـك)‬ ‫ـ‬ ‫(الديداكتي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫تعليمي‬
‫َّ‬ ‫أُطلِــق عــى‬
‫(ال يــزال املصطلــح مســتخ َد ًما يف العديــد مــن البلــدان وأقســام الجامعــات‪ ،‬كــا أ َّن املصطلــح شــائ ٌع يف الــدول التــي تســتعمل‬
‫اللُّغــة اإلنجليزيَّــة‪ ،‬كلغــة أوىل أو ثانيــة)‪.‬‬
‫ُ‬
‫ـال بــن نظامــن لُغويــن‪ ،‬بــن نظــام اللُّغــة األ ّم للمتعلِّــم‬ ‫يحيــل املصطلــح عــى تعليــم لغــات وتعلّمهــا‪ ،‬لغــات متثِّــل اتصـ ً‬
‫ونظــام اللُّغــة الهــدف‪ .‬ركَّــزت األبحــاث عــى صعوبــات التعلُّــم الناتجــة عــن االختالفــات بــن اللغتــن‪ ،‬كــا ركَّـ َزت عــى تحليل‬
‫األخطــاء وق َّدمــت جملــة مقرتَحــات بيداغوجيــة إليجــاد حلــول لهــا‪.‬‬
‫املعرفيــة (اكتســاب اللُّغــة)‬ ‫َّ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫القضاي‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫دم‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫املقي‬
‫تعليميــة اللغــات تنــأى بالتدريــج عــن هــذا املنظــور اللِّس ّ ّ‬
‫ـاين‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ـت‬
‫رشعـ ْ‬
‫«تعليميــة‬
‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫باس‬ ‫اآلن‬ ‫ـرف‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ل‬ ‫ـة)‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫و‬‫ِ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫وال‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والثقافي‬
‫َّ‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫والرمز‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫واالجتامعي‬
‫َّ‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫(اإلثنولوجي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫والثقافي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫واالجتامعي‬
‫َّ‬ ‫ة‬ ‫والنفسـ َّـي‬
‫اللُّغــة والثقافــة» )‪.(Didactique des langues et Cultures)/ Didactics of languages ​​and cultures (DLC‬‬
‫ـت عبــارة عــن لقــاء يت ـ ُّم بــن اإلنســان (أو مجموعــة مــن األفــراد) وثقافــة لُغويَّــة‪ ،‬ويُنظــر يف هذيــن الكيانَــن‬ ‫فأصبحـ ْ‬
‫ومختلــف ال َعالقــات القامئــة بينهــا يف ّكل تعقيداتهــا‪.‬‬
‫ت ـ ّم النظــر إىل تعليميَّــة اللغــات وتعلُّمهــا كموضــوع اجتامعــي‪ ،‬ال ميكــن دراســته مبعــزل عــن ســياقه‪ ،‬أســفرت مراعــاة‬
‫الجوانــب االجتامعيَّــة عــن بروز مــا ُسـ ِّم َي «تعليميَّــة اللغــات االجتامعيَّــة» ‪(Sociodidactique/ Sociodidactic) (Dabène‬‬
‫)‪.- Rispail, 2008‬‬
‫كل مــن «برنشــتاين» )‪(Bernstein‬‬ ‫ـتقل حينــا حــرص ٌّ‬ ‫ـريف مسـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫مع‬ ‫ـص‬ ‫ـ‬ ‫كتخص‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫وجوده‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫االجتامعي‬
‫َّ‬ ‫ات‬ ‫ـاني‬
‫أثبتــت اللسـ َّ‬
‫تخــص املحيــط‬ ‫ّ‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫أســئل‬ ‫ــة‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫غو‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫بالظواهــر‬ ‫املرتبطــة‬ ‫اســتبياناتهام‬ ‫تضمــن‬ ‫عــى‬ ‫)‪(Labov‬‬ ‫)‪(1966‬‬ ‫و»البــوف»‬ ‫)‪(1960‬‬
‫االجتامعــي ومح ّدداتــه‪ ،‬عــاو ًة عــى طبيعــة اشــتغال اللُّغــة (ضمــن لســانيات ج ّوانيــة)‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ظهــرت التعليميَّــة االجتامعيَّــة للغــات –عــى غــرار اللســانيَّات االجتامعيَّــة‪ -‬لتؤكِّــد عــى أ َّن كل تعليــم للغــات وتعلُّمهــا يلزمــه‬
‫مراعــاة الخصائــص االجتامعيَّــة للمحيــط ولســياق عمليــات التعليــم‪.‬‬
‫تعليميــة لُغــات تتميــز‬ ‫َّ‬ ‫إىل‬ ‫)‪(Rispail‬‬ ‫‪(1998،‬‬ ‫)‪445‬‬ ‫ـبايل»‬ ‫االجتامعيــة للغــات» يف نظــر «رسـ‬ ‫َّ‬ ‫«التعليميــة‬
‫َّ‬ ‫يشــر مصطلــح‬
‫االجتامعيــة للمد ّرســن وللمتمدرســن لتفعيــل الرتكيز عــى املتعلِّم‬ ‫َّ‬ ‫ـانية‬‫ـ‬ ‫واللس‬ ‫ة‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫املقام‬ ‫ـار‬‫ـ‬ ‫االعتب‬ ‫ـن‬ ‫بالتنـ ّوع‪ ،‬تأخــذ بعـ‬
‫تعليمية‬
‫َّ‬ ‫إىل‬ ‫ـوة‬‫ـ‬ ‫الدع‬ ‫ـرض‬‫ـ‬ ‫بغ‬ ‫ـة»‬ ‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫«تعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫مصطل‬ ‫)‪(Dabène‬‬ ‫)‪(1996‬‬ ‫»‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ـ‬ ‫داب‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫«ميش‬ ‫ـتعمل‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫بالدرجــة األوىل‪ .‬ك‬
‫الثقافيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـادات‬ ‫ـ‬ ‫والع‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ث‬ ‫التم‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫دراس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـز‬
‫ـ‬ ‫الرتكي‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‪،‬‬
‫ـ‬ ‫تخطيه‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫أف‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫الفرد‬ ‫تشــمل التنوعــات‬
‫االجتامعية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫‪ - 1 - 4‬املقاربة‬
‫والتعليميــة والرتبويَّــة الحــارضة يف ّكل فصــل مــن فصــول تعليــم اللُّغــة؛ هناك ظواهــر أخرى‬ ‫َّ‬ ‫ة‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫ـائل‬ ‫عــاو ًة عــى املسـ‬
‫كل مــن‪Lantolf, 2000; :‬‬ ‫تحظــى بعنايــة علــم النفــس وعلــم االجتــاع بــدأت تجــد مكانهــا بتعليميــة اللغــات (ترا َجــع أعــال ّ‬
‫‪)Daunay, Delcambre & Reuter, 2009; Kramsch, 1993‬؛ إذ يحــرص علــاء اجتــاع الرتبيــة عــى فَ ْهــم الرتبيــة‬
‫اجتامعيــا ويهتمــون بالصــات القامئــة بــن املتمدرســن فيــا بينهم‪ ،‬وبــن املتمدرســن واملد ّرســن‪ ،‬وبني‬ ‫ًّ‬ ‫بوصفهــا موضو ًعــا‬
‫االجتامعيــة التــي ينتمــون إليهــا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫بطبقات‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫واملجتم‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫وبينه‬ ‫ـتهم‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ومؤس‬
‫املتمدرســن ّ‬
‫بإمــكان املقاربــة االجتامعيَّــة‪ ،‬واللســانية االجتامعيَّــة املســتحضة للســياقات التــي يتل َّقــى فيهــا املتمدرســون معارفهــم أن‬‫ِ‬
‫ـي الــذي يعيــش فيــه املتمــدرس‪ ،‬وملجمــل حاجياتــه واهتامماتــه‪ .‬بذلك تســمح اللســانيَّات‬ ‫تكيِّـ َـف التعليــم والتعلُّــم للواقــع املجتمعـ ّ‬
‫ـي ( َعــر االتصــال بأصحــاب اللُّغــة األُ ّم‪ ،‬وباالطــاع عــى ن ـرات وســائل‬ ‫ـوي املحـ ّ‬ ‫االجتامعيَّــة باالنطــاق مــن املحيــط اللُّغـ ّ‬
‫ـر يف غايــة األهميــة لتعليــم اللُّغــة األجنبيَّــة وتعلمهــا‪.‬‬ ‫اإلعــام بهــذه اللُّغــة)‪ ،‬وهــو أمـ ٌ‬

‫‪1113‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫اجتامعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫كفاعل‬ ‫‪ - 2 - 4‬متعلِّم اللُّغة‬
‫مليــة‪ ،‬وإذا كان غالبيــة أفــراد الجمهــور مقيدين؛‬ ‫َ َّ‬‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـاة‬‫ـ‬ ‫خ‬
‫َّ‬ ‫املتو‬ ‫ـداف‬ ‫ـ‬ ‫األه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫األجنبي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـح فصــل تعليــم‬ ‫ال يصـ ّ‬
‫أكادمييــة‪ ،‬أو لتقوية ملكاتهــم يف موا َجهــة تحديِّات‬ ‫َّ‬ ‫أو‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫مهني‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫لغاي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫األجنبي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ـدون‬ ‫ـ‬ ‫ينش‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫د‬
‫فــإن عــد ً‬
‫األجنبيــة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـأدب‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫االهت‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫ي‬‫ب‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـرى‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫أخ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫حاج‬ ‫ـرض‬ ‫ـ‬ ‫بغ‬ ‫أو‬ ‫ـل‪،‬‬‫ـ‬ ‫ســوق العم‬
‫يُستحســن تعليــم اللُّغــة األجنبيَّــة وفــق «مقاربــة الكفايــة»‪ُ .‬ييِّــز «بايكــو» )‪ (Beacco) (2007‬بــن ُمك ِّونــات متعـ ِّددة يف‬
‫التواصليَّــة متعــددة‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫امللكــة‬
‫غوي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫املشرتك‬ ‫تحديد‬ ‫ملكة‬ ‫يخص‬
‫ّ‬ ‫إثنولساين‪:‬‬ ‫ن‬ ‫ ‪ِّ ُ -‬‬
‫و‬ ‫ك‬ ‫م‬
‫الترصف‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫يخص ملكة حسن‬ ‫ ‪ُ -‬مك ِّون حديث‪ّ :‬‬
‫يخص ملكة تدبري التفاعالت‪.‬‬ ‫ ‪-‬مك ّون عالئقي‪ّ :‬‬
‫يخص ملكة تحديد املعنى‪ ،‬والكشف عن معايري املجتمع ومراجعه املتن ّوعة‪.‬‬ ‫ ‪ُ -‬مك ِّون تأوييل‪ّ :‬‬
‫الثقافيــة املغمــورة‪( .‬يراجــع‪Hymes, (1973))، :‬‬ ‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ي‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫وال‬ ‫ات‬ ‫ـلوكي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫تجاه‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫اإليج‬ ‫املوقف‬ ‫ـاذ‬ ‫ـ‬ ‫اتخ‬ ‫ـص‬ ‫ ‪ُ -‬مكـ ِّون ثقــايف‪ :‬يخ ّ‬
‫ـ‬
‫‪.))Beacco, (2007): 115-118‬‬
‫التواصليَّــة‬
‫ُ‬ ‫يتــم النظــر إىل املتعلِّــم مــن وجهــة نظــر اللســانيَّات االجتامعيَّــة كفاعــل مجتمعــي بالبحــث يف الحاجيــات‬
‫للمتكلمــن‪ ،‬وأفعــال الــكالم امل ُ َوظَّ َفــة وســياقاتها اللســانيَّة االجتامعيَّــة‪.‬‬
‫من ضمن العوامل املؤث ِّرة يف تعليم اللُّغة الثانية‪:‬‬
‫ ‪-‬أشكال التحاور بني أفراد املجتمع‪.‬‬
‫ ‪-‬أفعال الكالم‪.‬‬
‫ـرات املرتبطــة بالزمــان‬ ‫التواصــل‪ ،‬وأوضــاع املتكلمــن وطبائعهــم‪ ،‬واملتغـ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫التواصليَّــة (قنــاة‬ ‫ُ‬ ‫ ‪-‬الظــروف املحيطــة بالعمليَّــة‬
‫واملــكان)‪.‬‬
‫ ‪-‬املجاالت امل ُحال عليها )‪.(Coste, Courtillon & Ferenczi, 1976‬‬
‫الكالمية‬
‫َّ‬ ‫أعم هي الكفاية‬ ‫لية إىل كفاية ّ‬ ‫التواص َّ‬ ‫ُ‬ ‫‪ - 3 - 4‬امتداد الكفاية‬
‫التواص َّليــة طاقاتــه التجديديــة يف التفكــر بجديــة يف رضورة مراجعة ُمام َرســات التدريس‬ ‫ُ‬ ‫ـاءة‬ ‫ـ‬ ‫الكف‬ ‫أســهم اســتنفاد مفهــوم‬
‫ـي يف عمليــات تعليــم اللغــات وتعلُّمهــا مــا‪ ‬زال املفهــوم األكــر اســتخدا ًما مــن لــدن‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التواص‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ع‬
‫يف تعليــم اللُّغــات‪ ،‬مــع أ َّن ُ ْ‬
‫الب‬
‫أهــل االختصــاص مقارنــة ببقيــة مفاهيــم هــذا املجــال‪.‬‬
‫غــر أ َّن مفهــوم االتصــال ازدا َد تعقي ـ ًدا منــذ الثامنينيــات‪ ،‬مــع التط ـ ُّور املتصاعــد لتقنيــات الوســائط املتع ـ ِّددة الجديــدة‬
‫وعلــوم االتصــال‪ ،‬إىل درجــة أن كتــاب املرجــع األورويب املشــرك‪« :‬اللغــات الحيّــة‪ ،‬التعلُّــم‪ ،‬التعليــم‪ ،‬التقييــم» ‪(Les Langues‬‬
‫ـب هــذا املفهــوم عــن قصـ ٍـد‪.‬‬ ‫)‪ Vivantes: apprendre, enseigner, évaluer‬الصــادر ســنة ‪ 1993‬غيّـ َ‬
‫التواص َّلية»‬
‫ُ‬ ‫ـاءة‬ ‫ـ‬ ‫«الكف‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫مصطل‬ ‫أفول‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫حس‬ ‫عىل‬ ‫ـكل متزايـ ٍـد‬ ‫ـدت تُســتعمل بشـ ٍ‬ ‫نســعى إىل توضيــح أ َّن «الكفــاء َة الكالميـةَ» غـ ْ‬
‫بي فيــا يــأيت مســارات التطـ ُّور التــي لحقــت املفهو َمني يف نطــاق تعليــم اللُّغــة وتعلُّمها‪.‬‬ ‫بــن أهــل االختصــاص‪ .‬سـ ُن ّ‬
‫ـن مل ُدارســة قضايــا تعليــم‬ ‫خص َصـ ْ‬
‫اهت ـ َّم بعــض الدارســن )‪ (Huver. (2002), pp.223-234‬باملقا َرنَــة بــن إصداريْــن ُم َّ‬
‫ن بغريهــا صــدرا عــن املجلــس األورويب ‪ (1976-1998) (CONSEIL DE L’EUROPE)،‬فالحــظ أ َّن التحـ ُّو َل‬ ‫اللُّغــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫التواصليَّــة» بالدراســة األوىل‪ ،‬إىل «الكفــاءة الكالميَّــة»‬ ‫ُ‬ ‫الرئيــس بــن اإلصداريْــن ت ـ ّم باالنتقــال مــن اســتعامل «الكفــاءة‬
‫بالدراســة الثانيــة‪ ،‬مــا يســتدعي الوقــوف عنــد مكامــن الفــرق بــن املفهومــن‪.‬‬
‫وأساســا عــى عنــارص‬ ‫ً‬ ‫أيضــا‬
‫التواص َّليــة ال تســتند فقــط إىل مرت َكــزات لُغويَّــة محضــة؛ إمنــا تعتمــد ً‬ ‫ُ‬ ‫ومــن املؤكّــد أ َّن الكفــاءة‬
‫ووظيفيــة بحســب الظــروف التــي يوجــد فيهــا املتعلمــون للغــة ثانيــة والتــي تلزمهــم بالتواصل‪ ،‬عــر اســتدعاء الرصيد‬ ‫َّ‬ ‫تداوليــة‬
‫وظيفيــة‪ ،‬أي بالنظــر إىل مــا ميكــن لهــذه الكفاءة‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫بطريق‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫لي‬ ‫التواص‬
‫ُ َّ‬ ‫ـاءة‬ ‫ـ‬ ‫الكف‬ ‫د‬‫د‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫تتح‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ـ‬‫َ‬ ‫ث‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫وم‬ ‫ـرف‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ظ‬ ‫ـكل‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫املناس‬ ‫ـوي‬
‫اللُّغـ ّ‬
‫أن تنجــزه عــى أرض الواقــع‪.‬‬
‫ـرف بوحــدات اللُّغــة)‪ ،‬إمنــا بوصفــه فا ِعـ ًـا اجتامعيًّــا؛‬ ‫ـوي (أي متـ ّ‬ ‫ـرد فاعــل لُغـ ّ‬ ‫ال يُنظــر إىل املتعلِّــم أو املتكلّــم بوصفــه مجـ ّ‬
‫أساســا بالنظــر إىل الســياق‬ ‫التواصليَّــة بالنظــر فقــط إىل كيفيــة (أو كيفيــات) اســتدعاء اللُّغــة؛ بــل ً‬ ‫ُ‬ ‫ومــن ث َـ َّم ال تتحـ ّدد الكفــاءة‬
‫ـي‪.‬‬
‫ـي الــذي يجــري فيــه الحــدث التواصـ ّ‬ ‫االجتامعـ ّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1114‬‬
‫التواصليَّــة )‪ (communication skill‬أنَّهــا نتــاج‪ :‬كفايــة لُغويَّــة‬ ‫ُ‬ ‫نتيجــة مــا ســبق‪ ،‬أصبــح مــن الــازم النظــر إىل الكفايــة‬
‫)‪ + (linguistic competence‬كفايــة تداوليــة )‪ + (pragmatic competence‬كفايــة لســانية اجتامعيَّــة ‪(sociolinguistics‬‬
‫)‪ + competence‬كفايــة ثقافيَّــة اجتامعيَّــة )‪.(Sociocultural competence‬‬
‫كافيــا للتعبــر عــن هــذا التعقيــد؛ ألنَّــه يركِّــز يف مســتوى تعليــم‬ ‫التواص َّليــة مل يَ ُعــد ً‬ ‫ُ‬ ‫لقــد َغـ َدا واض ًحــا أ َّن مصطلــح الكفايــة‬
‫املختصـين إىل ترشـ�يح صفـ�ة الكالمـ�ي �‪(langagier/ lan‬‬ ‫ّ‬ ‫دفع‬ ‫�ا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫�ان‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫الوظيفي‬
‫ّ‬ ‫اللُّغـ�ة الثانيـ�ة ‪-‬عـلى األقـ ّ�ل‪ -‬عـلى الجانـ�ب‬
‫التواص َّليــة‪ ،‬والواقــع أن صفــة «الكالمــي» تأخــذ أبعــا ًدا عا َّمــة‬ ‫ُ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ملي‬
‫َ َّ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـدات‬ ‫ـ‬ ‫بتعقي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫اإلحاط‬ ‫)‪( guage‬ومشــتقاتها)‪ ،‬يف محاولــة‬
‫ـاين» إىل‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫«ال‬ ‫صفة‬ ‫من‬ ‫ـال‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫االنتق‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫إ‬ ‫)‪:‬‬ ‫‪1973‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪2002‬‬ ‫(‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ورفقائ‬ ‫ـوا»‬ ‫ـ‬ ‫«ديب‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ات»‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫ـوس‬ ‫حســبام يتَّ ِضــح مــن تعريــف «قامـ‬
‫ـاين»‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫«ال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫صف‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫تش‬ ‫ة‪.‬‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫واإلنس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫املقامي‬ ‫ـائط‬ ‫ـ‬ ‫الوس‬ ‫ـاج‬ ‫ـ‬ ‫إدم‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫الخط‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬‫تو‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫صفــة «الكالمــي» يعنــي مراعــاة‬
‫ـاص‪ ،‬بينــا تحيــل صفــة «الكالمــي» إىل مبــدأ‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫لنظ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ن‬‫و‬
‫ًّ‬ ‫مك‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫بوصف‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫دراس‬ ‫يف‬ ‫إىل مبــدأ املحايثــة التــي تتمثَّــل‬
‫االجتامعيـ�ة ‪(Dubois et au� .‬‬ ‫َّ‬ ‫لات‬ ‫ـ‬ ‫والتمثي‬ ‫�ة‬ ‫ـ‬‫طابي‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫الخ‬ ‫�ات‬ ‫ـ‬ ‫والرهان‬ ‫�ة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫لي‬ ‫التواص‬
‫ُ َّ‬ ‫�ات‬ ‫ـ‬ ‫الحاجي‬ ‫�ة‬
‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫الواقـ�ع الـ�ذي سـ�تواجه عـبره ال ْ َ‬
‫ن‬ ‫ب‬
‫البع َديــن‬‫ُ‬ ‫ـداويل‪-‬‬ ‫ـ‬ ‫والت‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الوظيف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫البعدي‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫‪-‬إضاف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الكالمي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الكفاي‬ ‫ـتدعي‬ ‫ـ‬ ‫تس‬ ‫م‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫‪ .)tres (1973-2002), p265‬وم‬
‫ـي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االجتامع‬ ‫ـايف‬
‫ـي والثقـ ّ‬ ‫ـاين االجتامعـ ّ‬
‫اللِّسـ ّ‬
‫التواصليَّــة «ديــل هاميــز» ‪ )(Dell Hymes, (1984) pp 13-14‬حينــا دعــا‬ ‫ُ‬ ‫إنَّهــا أبعــا ٌد حــارض ٌة يف ذهــن رائــد الكفايــة‬
‫ـاه العلوم‬ ‫ـريف ‪-‬الــذي تضمنتــه أبحــاث نعــوم تشومســي )‪ –(N, Chomsky‬باالنتصــار إىل ما سـ ّ‬ ‫إىل تخطــي علــم النفــس املعـ ّ‬
‫االجتامعيَّــة ووقائــع الحيــاة املجتمعيَّــة التــي تحتّــم عــى املتعلِّــم التكيّــف معهــا يف خلــق ردود الفعــل الكالميَّــة املناســبة لــكل‬
‫أيضــا‪.)RAO, ZHENHUI (2006), 491-508 :‬‬ ‫ســياق‪( .‬يراجــع ً‬
‫ـاين» إىل «الكالمــي»‪ ،‬عــى املســتوى املعجمــي‪ ،‬وواقــع األمــر يتعلَّــق‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫«ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫املصطلح‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫قائ‬ ‫ـر‬ ‫يتَّ ِضــح أن التغيـ‬
‫أيضــا بتط ـ ُّور مفهومــي‪ ،‬أو باألحــرى بامتــداد مفهومــي )‪ ،(conceptual expansion/Extension conceptuelle‬إذ ت ـ ّم‬ ‫ً‬
‫ـايف‪ ،‬وال حضــور لوظيفــة أو‬ ‫ـي‪ -‬الثقـ ّ‬ ‫الوظيفي‪-‬التــداويل إىل مــا هــو أع ـ ّم وهــو العنــر االجتامعـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫االنتقــال مــن العنــر‬
‫ثقافيــة‪.‬‬
‫اجتامعيــة َّ‬ ‫َّ‬ ‫لتــداول مــن دون تبيئــة‬

‫عىل سبيل الختم‪:‬‬


‫تتحقــق كفايــات املــد ِّرس مبواكبتــه عــن قُــرب لألنشــطة املرتبطــة بالتكويــن واملصاحبــة‪ ،‬والهادفــة إىل جعلــه قــاد ًرا ‪-‬يف‬
‫ســياق التالحــم القائــم بــن املعرفــة واملعلّــم واملتعلّــم‪ -‬عــى التكيّف مــع أوضــاع املتمدرســن‪ ،‬وتقييــم عطاءاتهــم وقدراتهم يف‬
‫ـب يف ٍآن‪ -‬لتجعلهــم قادريــن عــى توظيــف مهاراتهــم‬ ‫ـمل التواصـ َـل والتخاطُـ َ‬‫ســبيل تطويرهــا وضــان امتالكهــم كفــاءات ‪-‬تشـ ُ‬
‫املكتسبة‪.‬‬
‫والكالميــة إىل عنــر مو ِّجــه للمتمــدرس ومح ّفــز له يك يُواجــه العوائق‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫لي‬ ‫التواص‬
‫ُ َّ‬ ‫ـن‬‫ـ‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫املقارب‬ ‫ـياق‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫يف‬ ‫س‬‫ر‬
‫تحـ ّو َل ُ ّ‬
‫ـد‬
‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ر‬‫دو‬
‫التــي تعرتضــه‪ ،‬وأصبــح مــن الــازم أن يحــرص عــى ضــان كفايــات ثالثــة‪ :‬كفايــة التخطيــط‪ ،‬وكفايــة التدبــر‪ ،‬وكفايــة‬
‫التقويم‪.‬‬

‫قامئة املصادر واملراجع‬


‫?‪- ANDERSON, JAN 1993. Is a communicative approach practical for teaching English in China‬‬
‫‪Pros and cons. System, 21, 471-480.‬‬
‫‪- BARRÉ-DE MINIAC, CHRISTINE 2000. Le rapport à l›écriture, aspects théoriques et didactiques.‬‬
‫‪Lille: Presses Universitaires de Lille.‬‬
‫‪- BEACCO, JEAN-CLAUDE 2007, L’approche par compétences dans l’enseignement des langues.‬‬
‫‪Paris: Didier.‬‬
‫‪- BERNSTEIN, BASIL 1960. Language and social class: a research note. British journal of sociolo-‬‬
‫‪gy (Londres), vol. 11, n° 3, p. 271-276.‬‬

‫‪1115‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

- BLANCHET, PHILIPPE, DANIÈLE MOORE & SAFIA ASSELAH-RAHAL (Dirs.) 2008. Perspec-
tives pour une didactique des langues contextualisée. Paris: Éditions des archives contempo-
raines .
- CAMBRA GINÉ, MARGARIDA 2003. Une approche ethnographique de la classe de langue, Par-
is: Didier.
- CASTELLOTTI, VÉRONIQUE & DANIÈLE MOORE 2002. Représentations sociales des langues
et enseignement Guide pour l’élaboration des politiques linguistiques en Europe – de la diversité
linguistique à l’éducation plurilingue. Strasbourg: Conseil de l’Europe.
- COLLÈS, LUC 2007. Pour une pédagogie des échanges, Synergies Chili, numéro spécial, 91-110.
- CONSEIL DE L’EUROPE (1976), Un Niveau-Seuil, Strasbourg, Conseil de l’Europe
- CONSEIL DE L’EUROPE (1998), Les Langues Vivantes: apprendre, enseigner, évaluer. Un cadre
européen commun de référence, Strasbourg, Conseil de l’Europe.
- COSTE, DANIEL, JANINE COURTILLON, VICTOR FERENCZI et all (1976); Un Niveau-seuil,
Strasbourg: Credif/Hatier.
- DABÈNE, MICHEL & MARIELLE RISPAIL 2008, « La sociodidactique: naissance et dévelop-
pement d›un courant au sein de la didactique du français en France » La lettre de l›AIRDF, 42,
10 -13 .
- DAUNAY BERTRAND, ISABELLE DELCAMBRE & YVES REUTER (Dirs.), 2009, Didactique du
français, le socioculturel en question. Villeneuve d’Ascq: Presses Universitaires du Septentrion.
- De Corte (E) et Autres, (1990), Les Fondements de l’action didactique,Edit De Boeck université.
- Dubois et autres (1973-2002(, Dictionnaire de Linguistique, Paris, Seuil- France.
- Galisson R. (1980). D›hier à aujourd›hui la didactique générale des langues étrangères: du struc-
turalisme au fonctionnalisme. Paris: CLE International, 160 p.
- Gardin Bernard (1988), Langage et travail; Etudes sociolinguistiques de discours, Thèse d’état
Université Rouen.
- GARDNER, R. C. 1985. Social Psychology and Second Language Learning. The Role of Attitudes
and Motivation. Baltimore: Edward Arnold.
- Huver. Emmanuelle (2002), De la compétence de communication à la compétence langagière en
FLE. Presses universitaires de Caen. Traits d’union, pp.223-234.
- HYMES, DELL. H. 1973. Vers la compétence de communication. Paris: Didier.
- Hymes Dell, (1974), Foundations in Sociolinguistics: An Ethnographic Approach, University of
Pennsylvania Press.
- HYMES D.-H. (1984), Vers la compétence de communication, Paris, Hatier-Crédif, Collection
Langues et apprentissage des langues, p: 13-14
- HYWEL COLEMAN (Dir.), Society and the Language Classroom. Cambridge: Cambridge Univer-
sity Press, 169–206.
- -KRAMSCH, CLAIRE 1993. Context and Culture in Language Teaching. Oxford: Oxford University
Press.
- Krause, C. A. (1916), The Direct Method in Modern Languages, New York.

‫م‬2023 - ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير‬


ّ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ 1116
- LABOV, WILLIAM, 1966. The Social Stratification of English in New York City Department Stores.
Washington, D.C.: Center for Applied Linguistics.
- LANTOLF, JAMES P. (Dir.) 2000. Sociocultural theory and second language learning. Oxford:
Oxford University Press.
- Larsen Diane, Freeman (2000). Techniques and Principles in Language Teaching. Oxford Uni-
versity Press. Chap III.
- NESPOR, J. 1987. The role of beliefs in the practice of teaching. Journal of Curriculum Studies,
19, 317-28.
- Palomo Ruano Francisco de Asís, (2020), « La méthode directe et son empreinte dans la for-
mation des enseignants de FLE en Espagne: approche diachronique et perspectives actu-
elles », Documents pour l’histoire du français langue étrangère ou seconde [En ligne], N°: 64-65 |,
mis en ligne le 02 février 2021, consulté le 12 septembre 2022. URL: http://journals.openedition.
org/dhfles/7660; DOI: https://doi.org/10.4000/dhfles.7660
- PUREN, CHRISTIAN 2004 (1994). La didactique des langues à la croisée des méthodes. Essai
sur l’éclectisme. Paris: Éditions Didier.
- RAO, ZHENHUI 2006. Understanding Chinese Students› Use of Language Learning Strategies
from Cultural and Educational Perspectives. Journal of Multilingual and Multicultural Develop-
ment, 27: 6, 491-508.
- RATNER, CARL 2006. Cultural Psychology. A Perspective on Psychological Functioning and So-
cial Reform. Mahwah, New jersey, London: Lawrence Erlbaum Associates Publishers.
- Richards Jack C.,  Rodgers, Theodore S. (2014), Approaches and methods in language teaching,
Third edition, Publisher: Cambridge University Press, New York.
- RISPAIL, MARIELLE 1998. Pour une socio-didactique de la langue en situation multiculturelle: le
cas de l›oral, thèse soutenue à l›Université de Grenoble 3.
- RISPAIL, MARIELLE 2003. FLE, FLS, FLM… et que faire des situations inclassables? Pour une
socio-didactique des langues en contexte. J.-M. DEFAYS (Dir.), L’enseignement du francais aux
non francophones: le poids des situations et des politiques linguistiques. Louvain: Université
Catholique de Louvain, 254-262.
- WEINSTEIN, C. S. 1989. Teacher education students› perceptions of teaching, Journal of Teacher
Education, 40: 2, 53-60.
- WILLIAMS, MARION & ROBERT L. BURDEN, 2003 (1997). Psychology for language teachers. A
social constructivist approach. Cambridge: Cambridge University Press.
‫ القاهــرة (طبعــة مصــورة عــن نســخة‬،‫ الهيئــة املرصيــة للكتــاب‬،‫ القامــوس املحيــط‬،)‫هـــ‬817-‫هـ‬729( ‫ الفريوزآبــادي‬-
.)‫هـــ‬1301 ،‫الهيئــة األمرييــة‬

1117 ‫م‬2023 - ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير‬


ّ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫الدولي السادس‬
‫ّ‬ ‫مؤتمر ال ُّلغة العرب َّية‬
‫فبراير ‪2023‬م‬
‫َّ‬ ‫تعليم ُّ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬
‫العربية في إندونيسيا‬ ‫اللغة‬ ‫َ‬ ‫التحد َيات التي ت ِ‬
‫واجه‬
‫(األسباب والعالج ووسائله)‬

‫الدكتور‪ /‬فيصل املبارك‬


‫أستاذ ُمشارِك ورئيس قسم تعليم اللُّغة العربيَّة بجامعة أنتساري اإلسالميَّة الحكوميَّة بجمهورية إندونيسيا‬

‫‪faisalmubarak@uin-antasari.ac.id‬‬

‫مل َّخص البحث‪:‬‬


‫ـات كثــر ًة عــى املســتويات كافَّــة‪ ،‬مــن الناحيــة الرتبويَّــة‪ ،‬واالجتامعيَّــة‪ ،‬والجغرافيَّــة‪،‬‬ ‫إن تعليــم اللُّغــة العربيَّــة يواجــه تحديِّـ ٍ‬
‫ـج‪ ،‬واملدرســن‪ ،‬والطــاب‪،‬‬ ‫ـص املناهـ َ‬‫االقتصاديَّــة‪ .‬مــن التح ِّديَــات الرتبويَّــة‪ :‬املشــكالت املختلفــة لتعليــم اللُّغــة العربيَّــة فيــا يخـ ُّ‬
‫وتوفُّــر الوســائل التعليميَّــة‪ .‬وأمــا التح ِّديَــات االجتامعيَّــة فتتمثــل يف‪ :‬اختــاف األعــراق واللغــات املوجــودة يف املجتمــع‬
‫اإلندونيــي‪ ،‬ووجــود فجــوة فكريَّــة لتعلُّــم اللُّغــة العربيَّــة بــن مناطــق رشق إندونيســيا وغربهــا‪ .‬مــن الناحيــة الجغرافيَّــة‪:‬‬
‫فــإن وجــو َد إندونيســيا بعيـ ًدا عــن البــاد العربيَّــة يُ َعـ ُّد تح ِّديًــا يف حـ ِّد ذاتِــه‪ِ ،‬ع َو ًضــا عــن التح ِّديَــات املتعلقــة باتســاع مســاحة‬
‫ـرا‬
‫ـول إىل بعــض املناطــق لنــر اللُّغــة العربيَّــة أمـ ً‬ ‫إندونيســيا‪ ،‬وطبيعــة التضاريــس الجغرافيَّــة مــن بحــار وجبــال؛ يجعــل الوصـ َ‬
‫صعبًــا‪ .‬أمــا مــن الناحيــة االقتصاديَّــة‪ :‬فــإن ض ْعـ َـف امل ُح ِّفــزات لتعليــم اللُّغــة العربيَّــة مــن الناحيــة االقتصاديَّــة‬
‫األكادمييــة‪ ،‬وتنميــة‬
‫َّ‬ ‫ـي‪ ،‬وترقيــة مســتوى األعــال‬ ‫يف ذلــك اإلطــار فإنَّنــا نقــرح بـ ْذ َل الجهــود يف تطويــر روح البحــث العلمـ ِّ‬
‫العربية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـال‬‫ـ‬ ‫مج‬ ‫يف‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫تعم‬ ‫واملؤسســات اإلندونيســية التــي‬‫التعاونيــة بــن املركــز والجامعــات َّ‬ ‫َّ‬ ‫الشــبكات‬
‫أ‪ -‬مقدمة‪:‬‬
‫ـر عضـ ًوا‬ ‫ميــة‪ ،‬وهــي تتمتــع مبكانــة رفيعــة يف العــر الحــارض؛ حيــث إنَّهــا لغـ ُة تســع َة عـ َ َ‬ ‫العربيــة إحــدى اللغــات العالَ َّ‬ ‫َّ‬ ‫إن‬
‫متخصصــة‪ ،‬مثــل منظَّمــة األمــم املتحــدة للرتبيــة‪ ،‬ومنظَّمــة األمــم‬ ‫ِّ‬ ‫كاالت‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫يف‬ ‫رة‬‫ـر‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫مق‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـدة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املتح‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫األم‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫أعض‬ ‫مــن‬
‫ـمية ولغ ـ ُة عمـ ٍـل يف‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫رس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫كذل‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الدولي‬
‫َّ‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫العم‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ومنظم‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬‫العاملي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الصح‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫َّم‬ ‫ظ‬ ‫ومن‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫والزراع‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫لألغذي‬ ‫ـدة‬
‫ـ‬ ‫املتح‬
‫دويل أوســع نطاقًــا وتعزيــز الوئــام يف أعــال األمــم َوف ًقــا لِــا‬ ‫منظَّمــة الوحــدة اإلفريقيــة؛ وإذ تــدرك رضورة تحقيــقِ تعــا ُو ٍن ٍّ‬
‫العربيــة األعضــاء مــن تأكيــدات‬ ‫َّ‬ ‫ورد يف ميثــاق األمــم املتحــدة‪( .‬طعيمــة‪ .)1983 ،‬وإذ تالحــظ مــع التقديــر مــا قدمتــه الــدول‬
‫ـال‬
‫ـرر إدخـ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫تق‬ ‫األوىل‪.‬‬ ‫ـاث‬ ‫ـ‬ ‫الث‬ ‫ـنوات‬ ‫ـال السـ‬ ‫بأنَّهــا ســتغطي ‪-‬بصــور ٍة جامعيـ ٍة‪ -‬النفقــات الناجمــة عــن تطبيــق هــذا القــرار خـ َ‬
‫الجمعيــة العا َّمــة‪ ،‬كــا نــص يف قــرار األمــم املتحــدة رقــم‬ ‫َّ‬ ‫ـررة يف‬ ‫ـمية‪ ،‬ولغــات العمــل املقـ َّ‬ ‫العربيــة ِضمـ َن اللغــات الرسـ َّ‬ ‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫العربيـ َة لغــة صعبــة؛ فتــداول هــذا‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـأن‬‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـال‬
‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫الزم‬ ‫ـمِ‬‫ـ‬ ‫قدي‬ ‫ـذ‬‫ـ‬ ‫ومن‬ ‫ـمرب‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫ديس‬ ‫)‬‫‪2206‬‬ ‫(‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫رق‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫العا‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الجلس‬ ‫يف‬ ‫)‬‫‪3190‬‬ ‫(‬
‫الــكالم جيـ ٌـل بعــد جيــل حتــى أصبحــت مشــهور ًة بأنَّهــا لغـ ٌة صعبــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وهــذا ال بـ َّد مــن االتجاهــات الحديثــة‬
‫يف تدريســها‪.‬‬
‫ـال شــدي ًدا عــى تعلُّــم اللُّغــة العربيَّــة يف البلــدان العربيَّــة واألجنبيَّــة؛‬ ‫وشــهد النصــف األخــر مــن القــرن العرشيــن إقبـ ً‬
‫فتضاعفــت أعــداد دارســيها مــن غــر أبنائهــا يف املــدارس والجامعــات العربيَّــة وغــر العربيَّــة‪ .‬وقــد تَبايَــن ِ‬
‫دارســو اللُّغــة‬
‫العربيَّــة يف أديانهــم‪ ،‬وأجناســهم‪ ،‬وأعاملهــم‪ ،‬ومســتوياتهم ال ِعلميَّــة‪ ،‬وأعاملهــم الوظيفــة؛ فمنهــم املســلمون‪ ،‬ومنهــم دون ذلــك‪.‬‬
‫تقريبــا (‪ )270‬مليــون نســمة‪ ،‬وعــى‬ ‫ـكاين مــن مجمــوع الســكان البالــغ ً‬ ‫يشــكل املســلمون يف إندونيســيا غالبيـ َة التَّعــداد السـ ِّ‬
‫ـرة تؤكــد عــى بدايــات دخــول اإلســام إىل هــذه املنطقــة‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫معت‬ ‫ـاث‬ ‫ـج أبحـ‬ ‫الرغــم مــن ذلــك فإنَّــه ال يوجــد حتــى اآلن نتائـ ُ‬
‫العربيــة وتطورهــا يف إندونيســيا‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫دراس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫بداي‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫أكي‬ ‫ـات‬ ‫يب‪ ،‬وليــس هنــاك بيانـ‬ ‫النائيــة عــن العالَــم العــر ِّ‬
‫العربيــة كان متزا ِم ًنــا مــع‬‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫بال‬ ‫ـيا‬
‫ـ‬ ‫آس‬ ‫رشق‬ ‫ـوب‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫جن‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫أرخبي‬ ‫ـكان‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫معرف‬ ‫أن‬ ‫إىل‬ ‫ـب‬‫ـ‬ ‫تذه‬ ‫ـودة‬ ‫ميــا؛ فاالفرتاضــات املوجـ‬ ‫قد ً‬
‫معرفــة النــاس يف إندونيســيا لإلســام؛ الــذي أصبــح ديــن أغلبيــة الشــعوب املوجــودة يف املنطقــة بحلــول القــرن الثالــث عــر‬
‫العربيــة كان يف مرحلــة مبكــرة مــن تاريــخ‬ ‫َّ‬ ‫الفرضيــة تقو ُدنــا إىل أن معرفــة ســكان هــذه املنطقــة باللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫امليــادي‪ .‬إن هــذه‬
‫انتشــار اإلســام (عبــد الوهــاب‪.)2009 ،‬‬

‫‪1119‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫وعــى الرغــم مــن الحضــور املب ِّكــر للُّغــة العربيَّــة يف مجتمــع جنــوب رشق آســيا‪ ،‬إال أن تعليــم اللُّغــة العربيَّــة عــر تاريــخ‬
‫ـات مــن امل ـ ِّد والجــزر؛ فقــد كان للُّغــة العربيَّــة مكانتُهــا لــدى الشــعب اإلندونيــي؛ حيــث أصبحــت‬ ‫ـرض ملوجـ ٍ‬ ‫إندونيســيا تعـ َّ‬
‫ـايف لــدى كثـرٍ مــن القبائــل واألعــراق املوجــودة يف إندونيســيا‪ ،‬وأســهمت بعــدد هائل مــن مفرداتهــا التي‬ ‫وســيل َة التعبــر الثقـ ِّ‬
‫دخلــت اللُّغــة اإلندونيســية‪ ،‬وكانــت الحــروف العربيَّــة يف ذلــك الوقــت حــروف اللغــات املحليَّــة مثــل املاليويــة‪ ،‬والســنداوية‪،‬‬
‫خاصـ ًة يف اختيــار اللُّغة اإلندونيســية‬ ‫والجاويــة والســنكرتية؛ فاللُّغــة العربيَّــة لهــا دور كبــر يف تكويــنِ الحضــارة اإلندونيســية‪َّ ،‬‬
‫لتكــون اللُّغــة الرســميَّة للمجتمــع اإلندونيــي (أفنــدي‪2015 ،‬م)‪.‬‬
‫العربيــة متخلِّــف عــن‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫وأن‬ ‫ـار‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫انحس‬ ‫يف‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ن‬‫بأ‬
‫َّ َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬ ‫أمــا يف الوقــت الحــارض؛ فيمكــن تصنيـ ُـف مكانــة اللُّغــة‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫اإلندوني‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫املجتم‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫تقدي‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫يف‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫ـرى‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ـيا؛‬
‫تعليمهــا يف األوقــات الســابقة لعهــد اســتقالل إندونيسـ‬
‫ـاري يف العــر‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الحض‬ ‫م‬ ‫ُّ َ‬ ‫د‬ ‫ـ‬ ‫التق‬ ‫ـب‬‫ـ‬ ‫تواك‬ ‫ال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫وقدمي‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫جام‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫صعب‬ ‫ـة‬ ‫العربيــة أنَّهــا لغـ‬
‫َّ‬ ‫وتعلُّ ِمهــا؛ فالنظــرة الكالسـ َّ‬
‫ـيكية للُّغــة‬
‫العربيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫وال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الديني‬
‫َّ‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫العل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة)‬ ‫ـ‬ ‫القدمي‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫(الكت‬ ‫ـراء‬‫ـ‬ ‫الصف‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫دراس‬ ‫يف‬ ‫الحديــث ينحــر اســتعاملها‬
‫إن غالبيــة املرشفــن عــى أقســام اللُّغــة العربيَّــة يف الجامعــات اإلندونيســية يَ ُع ـ ُّدون اللُّغــة العربيَّــة أدا ًة أو وســيلة لفهــم‬
‫النصــوص اإلســاميَّة املكتوبــة باللُّغــة العربيَّــة؛ مــن هــذا املنطلــق فــإن اللُّغــة العربيَّــة ال يُتعا َمــل معهــا كفر ٍع مســت ِق ٍّل مــن علوم‬
‫ـدي لواقــع تعليــم اللُّغــة العربيَّــة‪.‬‬ ‫اللُّغــة يحتــاج إىل التطويــر مــن خــال األبحــاث الجــا َّدة والتأمــل النقـ ّ‬
‫العربيــة ‪-‬حســب رأي العلــاء يف املــايض أن اللُّغة‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫العربيــة متأثــر ٌة بطريقــة التفكــر الكالســييك حــول اللُّ‬ ‫َّ‬ ‫إن نظرتنــا للُّغــة‬
‫ـر‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫العل‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫أن‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫مبعن‬ ‫ـال‪-‬؛‬ ‫ـ‬ ‫واالكت‬ ‫ع‬ ‫ـب‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫التش‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫ح‬ ‫إىل‬ ‫ها‬ ‫ِ‬ ‫ت‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫دراس‬ ‫يف‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫وصل‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـرف‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫النح‬ ‫ـي‬‫ِ‬ ‫ـ‬‫م‬‫العربيــة وخاصـ ًة َ‬
‫عل‬ ‫َّ‬
‫قابــل للتجديــد واالبتــكار (عبــد الوهــاب‪.)2009 ،‬‬
‫إن مثــل هــذا التفكــر بالنظــر إىل واقــع تعليــم اللُّغــة العربيَّــة يحتــوي عــى مقــدا ٍر مــن الصحــة‪ ،‬وخاصــة مــا كان منهــا‬
‫مرتبطًــا بانطبــا ِع معظــم النــاس أن اللُّغــة العربيَّــة صعبـ ُة املِــراس يف (الدراســة وال َف ْهم‪ ،‬واملامرســة عــى عكس اللُّغــة اإلنجليزيَّة‬
‫أو الصينيــة مثـ ًـا)‪ .‬إن هــذا املســتوى العــايل مــن الصعوبــة يف تعلُّــم اللُّغــة العربيَّــة أو العلــوم املتعلِّقــة بالعلــوم العربيَّــة نا ِبـ ٌع‬
‫ـي؟ أم هــو أســطورة مــن األســاطري القدميــة‬ ‫وتعقيدهــا‪ .‬هــل هــذا االعتقــاد واقعـ ٌّ‬ ‫ِ‬ ‫مــنِ االعتقــاد بكــا ِل تلــك العلــوم ونُض ِجهــا‬
‫عــنِ األشــباح؛ مــا يجعــل تعلُّـ َم وإتقــا َن اللُّغــة العربيَّــة صعبًــا؟‬
‫ـكل عــا ٍّم ودور أقســام اللُّغة‬ ‫العربية بشـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـاق‬ ‫ـ‬ ‫وآف‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫تحــاول هــذه الورقــة تقديـ َم إعــادة تفكــر وتأ ُّمــل حــول تح ِّ َ‬
‫ي‬‫د‬
‫العربية يف إندونيســيا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫العربيــة يف تطويــر تعليم اللُّغــة‬ ‫َّ‬
‫ما التح ِّديات الحقيقيَّة والواقعة التي تواجه الناشطني واملتحمسني لتعليم اللُّغة العربيَّة إندونيسيا؟‬
‫العربية يف ِخ َض ِّم املنافسة َّ‬
‫العاملية؟‬ ‫َّ‬ ‫فرص وآفاق مثرية لتعزيز اللُّغة‬ ‫وكيف ميكن تحويل هذه التح ِّديَات إىل ٍ‬
‫كيــف ميكــن ألقســام اللُّغــة العربيَّــة يف الجامعــات اإلســاميَّة والجامعــات العا َّمــة التــي تحتضــن أقســا َم اللُّغــة العربيَّــة أن‬
‫تطـ ِّو َر مــن الناحيــة النظريَّــة والعمليَّــة تعليـ َم اللُّغــة العربيَّــة؛ ليكــون قويًّــا وواقعيًّــا وديناميكيًّــا؟‬
‫واملختصــن مــن‬ ‫ِّ‬ ‫ـية‬ ‫ـ‬ ‫اإلندونيس‬ ‫العربيــة يف الجامعــات‬ ‫َّ‬ ‫إن فرصــة هــذا امللتقــى املبــا َرك بــن املســؤولني يف أقســام اللُّغــة‬
‫العربيــة لَفرصــة نــادرة لتحديــث‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫لخدم‬ ‫ـدويل‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫العربيــة يف مركــز امللــك عبــد اللــه بــن عبــد العزيــز ال‬ ‫َّ‬ ‫علــاء اللُّغــة‬
‫ـائل التعليــم‪ ،‬والعمــل املشــرك عــى املســتوى العالَمــي لخدمة‬ ‫العربيــة؛ مــن حيــث املــوا ُّد الدراسـ َّـية‪ ،‬ووسـ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫وتطويــر تعلي‬
‫ـكرا جزيـ ًـا للقامئــن عــى املركــز عــى هــذه الفرصــة الثمينــة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫فش‬ ‫ـم؛‬ ‫ـ‬ ‫الكري‬ ‫لغــة القـرآن‬
‫العربية يف إندونيسيا‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ب‪ -‬واقع تعليم اللُّغة‬
‫العربيــة يف إندونيســيا هــو مــن أحــد املوضوعــات امل ُ ِه َّمــة التــي تَناقَــش فيهــا الخــراء‪ ،‬وقــد ُعقــدت نــدوات‬ ‫َّ‬ ‫تعليــم اللُّغــة‬
‫العربيــة بإندونيســيا‪ ،‬لقــد‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫يس‬ ‫ر‬ ‫ـد‬
‫ُ ِّ‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـاد‬ ‫ـ‬ ‫اتح‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ِّم‬ ‫ظ‬ ‫ين‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـدويل‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫املؤمت‬ ‫ـيا‬‫ـ‬ ‫إندونيس‬ ‫يف‬ ‫ـنة‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫كل‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ومؤمتــرات اللُّ‬
‫عربيــة‪ ،‬يف الســنة املاضيــة ُعقــدت‬ ‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـدان‬ ‫ـ‬ ‫وبل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـدول‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ق‬‫َّ‬ ‫واملث‬ ‫ـراء‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـدد‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫املؤمت‬ ‫ـذا‬ ‫شــارك يف هـ‬
‫العربيــة كعنــر حضــاري‪ ،‬مســتقبل‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫تفعي‬ ‫ـوان‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫عن‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫تح‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫جاكرت‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫الل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫هداي‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫رشي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫جامع‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫رح‬ ‫النــدوة يف‬
‫ـامية يف جميــع‬‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫املعاه‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الطلب‬ ‫ـدرة‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫لض‬
‫َ‬ ‫ا‬ ‫ـر‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫نظ‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫وذل‬ ‫ـأس؛‬ ‫ـ‬ ‫والي‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫األم‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العومل‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫عربيــة يف املعاهــد‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫بيئ‬ ‫ـود‬‫ـ‬ ‫وج‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫نج‬ ‫ـرى‬ ‫ـ‬ ‫أخ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ناحي‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫وم‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫جامعي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مرحل‬ ‫أو‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ابتدائي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مرحل‬ ‫يف‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫كان‬ ‫ـواء‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫املراح‬
‫اليوميــة (ناســوتيون‪.)2008 ،‬‬ ‫َّ‬ ‫العربيــة يف معاملتهــم‬ ‫َّ‬ ‫ـامية؛ حيــث إنهــم مل يســتعملوا اللُّغــة‬ ‫اإلسـ َّ‬
‫ومــن ناحيــة أخــرى هنــاك نظــرة عا َّمــة ملــن يــرى أن تعلُّـ َم اللُّغــة العربيَّــة أمــر صعــب‪ ،‬مــع أن تعليــم اللُّغــة بشــكل العمــوم‬
‫واملعــاين؛‬
‫َ‬ ‫الــداليل‬
‫َّ‬ ‫النحــوي أو‬
‫َّ‬ ‫الــريف أو‬
‫َّ‬ ‫حســب اللُّغــة ســواء كان‬ ‫الســهوالت والصعوبــات املختلفــة عــى َ‬ ‫ال يخلــو مــن ُّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1120‬‬
‫فمثـ ًـا نُطــق الحــروف والكلــات يف اللُّغــة اإلنجليزيــة نجــد فيــه الصعوبــات كثــرة مــن حيــث إن قــراءة الحــروف يف اللُّغــة‬
‫اإلنجليزيــة يختلــف متا ًمــا عــا هــو مكتــوب‪ .‬فمثـ ًـا كلمــة)‪ (good‬تنطــق )‪ ،(gud‬وكلمــة )‪ (blood‬ال تنطــق)‪ (blood‬ولكــن‬
‫ـدل عــى عــدم ص َّحتــه أنَّنــا‬ ‫ـا يـ ُّ‬ ‫ـر صعــب ليــس بصحيــح‪ ،‬ومـ َّ‬ ‫رأي مــن قــال بــأن تعلــم اللُّغــة العربيَّــة أمـ ٌ‬ ‫)‪ ،(blad‬ويف الحقيقــة ُ‬
‫ـرا مـ َن العجــم بــل غــر املســلم يتعمــق يف تعلُّــم اللُّغــة العربيَّــة (عبــد الوهــاب‪.)2009 ،‬‬ ‫قــد وجدنــا كثـ ً‬
‫العربيــة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ملتع‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫نفس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫حال‬ ‫إىل‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫يش‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫أن‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫بصعوب‬ ‫ـاس‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫عا‬ ‫كالم‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـوى‬ ‫مــا ت َ ُعـ ُّم البلـ‬
‫عمليــة التعليــم ناجحــة إذا كان الطلبــة يشــعرون بصعوبتهــا‬ ‫َّ‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫تك‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫كي‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫ألن‬ ‫؛‬‫ـامي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫العا‬ ‫أو‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫وهــذا ال يفــوز أم‬
‫قبــل تعلمها‪.‬‬
‫لقــد أجــرى فتحــي عــي يونــس (مــر‪ )1977 ،‬بحثًــا فيــا تتعلَّــق بتعلُّــم اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬لقــد ُســئل عــدد مــن الطلبــة يف‬
‫مــر حــول هــذا‪ ،‬ومعظمهــم يقــول‪ :‬إن اللُّغــة العربيَّــة صعبــة يف تعلُّمهــا‪ ،‬وإذا ســئل كيــف تعــرف أن تعلُّــم اللُّغــة العربيَّــة‬
‫ـرا جديـ ًدا‪ ،‬بــل إنَّــه وجــد منــذ القــرن ‪ ،19‬وذلــك‬ ‫ـرون بذلــك‪ ،‬وهــذا األمــر ليــس أمـ ً‬ ‫ـرا مــن النــاس يـ َ‬ ‫صعــب؟ فأجابــوا بــأن كثـ ً‬
‫مبجــيء االســتعامر الغــريب عــى الــدول اإلســاميَّة‪ ،‬بــل يف القــرن العرشيــن ُوجــد ُوجــدت دعــوة ملحاربــة هــذه اللُّغــة‪ ،‬والنيــل‬
‫منهــا؛ بــإذكاء العاميَّــة ومزاحمتهــا للفصحــى‪ ،‬بــل إن بعضهــم نــادى بالتأليــف بالعاميــة‪ ،‬والهــدف مــن ذلــك هــو ال َّنيــل مــن‬
‫ـبب يف تأ ُّخــر العــرب‪ ،‬ود َعــوا إىل‬ ‫كتــاب اللــه عــن طريــق محاربــة الفصحــى ومزاحمتهــا بهــذه العاميَّــة‪ ،‬بــل ع ُّدوهــا السـ َ‬
‫اســتعامل العاميــة يف التأليــف واملخاطبــة‪ ،‬وإلقــاء املحــارضات‪ ،‬وعقــد النــدوات (بلحجــاج‪.)2012 ،‬‬
‫ـول إىل الغايــة املنشــودة‬ ‫ـكالت تعــرض الوصـ َ‬ ‫ـات ومشـ ٍ‬ ‫العربيــة يف املــدارس والجامعــات عقبـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫فإنَّــه ال شــك أن لتعليــم اللُّغــة‬
‫ـر عــن هذا حســن شــحاتة‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫وق‬ ‫ـها‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫تدريس‬ ‫ق‬ ‫ـر‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬ ‫ط‬‫و‬ ‫ـادة‬ ‫ـ‬ ‫بامل‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫يتع‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫منه‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫كث‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫بجوان‬ ‫ـق‬ ‫املرشوعــة‪ ،‬وهــذه العقبــات تتعلَّـ‬
‫العربيــة مــع مــا تحظــى بــه مــن مكانــة بــن املــواد الدراسـ َّـية يف جميــع مراحــل التعليــم‪ ،‬ومــع أنَّهــا أداة‬ ‫َّ‬ ‫(‪ )2012‬بـــ»أن اللُّغــة‬
‫التفكــر والحيــاة؛ ألنَّهــا وســيلة االتصــال والتفاهــم‪ ،‬ونقـ ِـل الــراث مــن جيـ ٍـل إىل جيــل‪ ،‬وفهــمِ البيئــة والســيطرة عليهــا عــن‬
‫طريــق تبــا ُدل املعــارف والنظريــات والخــرات‪ ،‬ووســيلة تجميــع أبنــاء الوطــن عــى َوحــدة الفكــر‪ ،‬والشــعور‪ ،‬وال ِق َيــم واملُثُــل‬
‫ـباب متعــددة لهــذا‬ ‫والتقاليــد ‪ -‬مــع ذلــك كلــه مــا يــزال تحصيـ ُـل التالميــذ فيهــا دون املســتوى املنشــود‪ ،‬وقــد تكــون هنــاك أسـ ُ‬
‫العاميــة‪ ،‬وعــدم الوصــول إىل بنــا ٍء علمي‬ ‫َّ‬ ‫القصــور فيهــا‪ ،‬منهــا مــا يتعلَّــق بطبيعتهــا‪ ،‬ومناهجهــا‪ ،‬وكتبهــا‪ ،‬واالزدواج بينهــا وبــن‬
‫أيضــا طــرق تعليمهــا»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ـباب‬ ‫ـ‬ ‫األس‬ ‫ـم‬ ‫ـوي‪ ،‬ويرتبــط مبراحــل النمــو ارتباطًــا وثي ًقــا؛ لكــن مــن أهـ‬ ‫يعتمــد عليــه التــدرج اللُّغـ ُّ‬
‫إن تاريــخ وصــول اللُّغــة العربيَّــة إىل إندونيســيا ال ميكــن فصلُــه عــن تاريــخ وصــول اإلســام إىل تلــك البــاد؛ وذلــك ألن‬
‫ـض املؤرخــن أن اإلســام قــد دخــل إندونيســيا‬ ‫أداء شــعائر اإلســام ال يتحقــق إال باللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬ويف هــذا الصــدد يــرى بعـ ُ‬
‫يف القــرن الســابع امليــادي‪ ،‬وهــذا يــدل عــى أن اللُّغــة العربيَّــة لهــا دور ُم ِه ـ ٌّم يف الثقافــة واملجتمــع قبــل مجــيء اللغــات‬
‫األجنبيَّــة األخــرى‪.‬‬
‫العربيــة؛ وذلــك العتقادهــم بأنهــم لــن‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫يف‬ ‫ـديدة‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫رغب‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫له‬ ‫ـلمني‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـيني‬ ‫ـ‬ ‫اإلندونيس‬ ‫أن‬ ‫ا‬ ‫ق‬
‫ً‬ ‫ـاب‬ ‫لقــد عرفنــا سـ‬
‫العربيــة‪ ،‬وهــي لغــة الديــن التــي يــؤدون بهــا عبادتهــم‪ ،‬وهــي قــادرة‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫بتع‬ ‫إال‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـعائر‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـمِ‬‫يقـ ِـدروا عــى فهـ‬
‫التواصــل‬‫ُ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫وأصبح‬ ‫ـه‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫بحاجات‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫والوف‬ ‫ـري‬ ‫ـ‬ ‫الب‬ ‫م‬ ‫د‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫التق‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫متط‬ ‫ـتيعاب‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الديني‬
‫َّ‬ ‫بعبقريتهــا‬
‫وعلميــا؛ فقــد ظهــرت‬ ‫ًّ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫وثقافي‬
‫ًّ‬ ‫ا‬ ‫ـي‬
‫ًّ‬ ‫ـ‬ ‫وسياس‬ ‫ـا‬‫ـ‬‫ًّ‬ ‫ي‬ ‫اقتصاد‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫لألم‬ ‫ـارصة‬ ‫ـ‬ ‫املع‬ ‫ة‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫املكان‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫إىل‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫ضي‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ـنتارا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫نوس‬ ‫ـرة‬ ‫يف جزيـ‬
‫مؤلفــات كثــرة يف ش ـتَّى العلــوم املختلفــة كالفلســفة والتاريــخ واألدب (شــهر الديــن‪.)1989 ،‬‬
‫ـرون أن‬ ‫وهنــاك مشــكالت كثــرة نجدهــا يف تعلُّــم اللُّغــة األجنبيَّــة‪ ،‬ومــن ِضمنهــا فيــا تتعلَّــق بالرغبــة‪ ،‬والنــاس جمي ًعــا يـ َ‬
‫ـب مــن تعلُّــم أي لغــة أخــرى‪ ،‬ويُفهــم مــن هــذه اإلشــارة إىل أن رغبتهــم يف تعلُّــم اللُّغة هــو لألغراض‬ ‫تعلــم اللُّغــة العربيَّــة أصعـ ُ‬
‫ـي‬
‫ـا ســبَق فــإن مشــكالت تعلــم اللُّغــة العربيَّــة ال تتوقــف عــى الجانــب النفـ ِّ‬ ‫الدينيَّــة فقــط دون ســائر األغــراض؛ انطالقــا مـ َّ‬
‫أيضــا مــن الجانــب املنهاجــي‪ ،‬وهنــاك عوامـ ُـل أخــرى املهمــة تتعلَّــق باختيــار مــادة الدراســة مــن حيــث إنَّــه كيف‬ ‫وإنــا ً‬ ‫فقــط‪َّ ،‬‬
‫الســبُل؛ حتــى يَسـ ُه َل تطبيقهــا يف معاملتهــم اليوميَّــة‪.‬‬ ‫تُطــرح املــادة إىل التالميــذ بأيــر ُّ‬
‫العربيــة يف إندونيســيا يبــدأ يف البيــت يف مرحلــة مبكــرة مــن عمــر األطفــال الذيــن يتعلمــون‬ ‫َّ‬ ‫يف الواقــع إن تعليـ َم اللُّغــة‬
‫ـمي مــن ريــاض األطفــال إىل‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الرس‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ملي‬
‫َ َّ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـتمر‬ ‫ـ‬ ‫تس‬ ‫ـاجد‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫واملس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫واملصلي‬ ‫ـوت‬ ‫ـ‬ ‫البي‬ ‫قــراءة القـرآن الكريــم يف‬
‫العربيــة يف املعاهــد‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـل‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫غ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫أن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ميك‬ ‫ال‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫ن‬‫فإ‬ ‫ـيا‬
‫ـ‬ ‫إندونيس‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ذك‬ ‫الجامعيــة‪ ،‬عنــد‬ ‫َّ‬ ‫املرحلــة‬
‫الدينيــة املنتــرة يف جميــع أنحــاء إندونيســيا؛ إن تعليــم لغــة القـرآن يف معاهــد معينــة تصــل أل ْن تكون لغـ ًة ثانية بجانــب اللُّغة‬ ‫َّ‬
‫اليوميــة‪ ،‬ومــن املعاهــد‬ ‫َّ‬ ‫العربيــة يف تعا ُمالتِهـ ُم‬ ‫َّ‬ ‫اإلندونيســية؛ حيــث إن هــذه املعاهــد تُلـ ِزم ط َُّلبَهــا وطالباتهــا بالتحــدث باللُّغــة‬

‫‪1121‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫الدينيَّــة التــي نجحــت يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة عــى ســبيل املثــال ال الحــر‪ :‬معهــد غونتــور يف جــاوا الرشقيــة‪ ،‬ومعهــد دار‬
‫النجــاح يف جاكرتــا‪ ،‬ومعهــد أترجــة لتحفيــظ القـرآن الكريــم يف جاكرتــا‪.‬‬
‫العربيــة يحــدث عــى نطــاق أوسـ َع يف مراحــل التعليــم العــا ِّم يف املــدارس‪ ،‬وهــي تنقســم قســمني‪ :‬مــدارس‬ ‫َّ‬ ‫إن تعليــم اللُّغــة‬
‫أهليــة‪ ،‬ويف‬ ‫َّ‬ ‫ـدارس‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ومنه‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫حكومي‬
‫َّ‬ ‫ـدارس‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫منه‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫الثانو‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫املرحل‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫االبتدائي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫املرحل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫م‬
‫عا َّمــة؛ واملــدارس َّ‬
‫العا‬
‫العربيــة تُــد َرس إال يف املــدارس التــي َّأسســها املســلمون شــخصيات كانــت أو منظــات‪ ،‬وتغــر‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫تك‬ ‫عــر االســتعامر مل‬
‫العربيــة يف‬‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫أدخل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫والثقاف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الرتبي‬ ‫وزارة‬ ‫إن‬ ‫إذ‬ ‫ـتينات؛‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـذ‬ ‫ـ‬ ‫من‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫خصوص‬
‫ً‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫العا‬ ‫ـدارس‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫موقــف اللُّغــة‬
‫منهــاج الدراســة للمــدارس الثانويَّــة العا َّمــة كــادة اختياريــة (أفنــدي‪.)2015 ،‬‬
‫وإمــا مــدارس دينيَّــة (إســاميَّة) التابعــة لــوزارة الشــؤون الدينيَّــة يف املــدارس (االبتدائيَّــة‪ ،‬واملتوســطة‪ ،‬والثانويَّــة)‪ ،‬هــذه‬
‫املــدارس تجعــل اللُّغــة العربيَّــة مــاد ًة اختياريَّــة مبعــدل حصتــن يف األســبوع غالبًــا‪ ،‬يســر تعليــم اللُّغــة العربيَّــة يف هــذه‬
‫املــدارس عــى أســاس منهــج ُو ِضــع ِمـ ْن ِقبَــل وزارة الشــؤون الدينيَّــة‪ ،‬وآخــر تحديــث لــه كان يف عــام ‪ ،2013‬يحتــوي هــذا‬
‫ـف للموضوعــات واملفــردات التــي ينبغــي‬ ‫الخاصــة‪ ،‬كــا يحتــوي عــى تحديـ ٍـد ووصـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫املنهــج عــى األهــداف العا َّمــة واألهــداف‬
‫درايس يف كل مرحلــة‪ ،‬وهــذا املنهــج الــذي ُيثِّــل الخـ َّط الــذي ال بـ َّد أن يلتــزم بــه ُّكل َمن يريــد أن يؤلِّف‬ ‫ٍّ‬ ‫تعلُّ ُمهــا يف كل فصــل‬
‫أو يكتــب كتابًــا لتدريــس اللُّغــة العربيَّــة يف تلــك املــدارس‪.‬‬
‫إن نظــرة عابــرة يف محتــوى صياغــة العبــارات واســتعامل الكلــات يف هــذا املنهــج يجعــل القــارئَ يتنبــه إىل وجــود أخطــاء‬
‫يف ذلــك املنهــج؛ فعــى ســبيل املثــال ال الحــر‪ :‬ورد يف املنهــج عبــارة «عمــل الكشــف» يف منهــج تعليــم طــاب الصــف األول‪،‬‬
‫الدينيــة‪ ،)2013 ،‬يف حــن أن جميع الكتب‬ ‫َّ‬ ‫بينــا املقصــود هــو «تحضــر الطــاب»‪ ،‬أو التأكُّــد مــن حضورهــم (وزارة الشــؤون‬
‫املكتوبــة تســر عــى هــذا املنهــج‪ ،‬إىل جانــب وجــود خلــل يف صياغــة املنهج‪.‬‬
‫ـمي يف املــدارس‪ ،‬ولكــن هنــاك َحــراك اجتامعي‬ ‫إن الجهــو َد املبذولــة يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة ال تتوقــف عــى التعليــم الرسـ ِّ‬
‫ـج تلفزيونيــة لتعليــم اللُّغــة العربيَّــة عــى قنــاة‬ ‫كبــر لتعليــم اللُّغــة العربيَّــة مــن ِقبَــل مختلِــف طوائــف املجتمــع‪ ،‬هنــاك برامـ ُ‬
‫مجلت‬ ‫ـج إذاعيــة عــى ســبيل املثــال يف إذاعــة رجــاء لتعليــم اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬ونُــرت َّ‬ ‫تلفــاز جمهوريــة إندونيســيا‪ ،‬وهنــاك برامـ ُ‬
‫عربيَّــة يف إندونيســيا كمجلــة ألــوا إندونيســيا‪ ،‬وهنــاك جهــود مثــل دورات‪ :‬اللُّغــة العربيَّــة القرآنيَّــة‪ ،‬ودورات مســتقيل مســتقلة‬
‫يب عربنــدوا لتعليــم اللُّغة العربيَّــة باســتعامل الكمبيوتــر‪ ،‬ودورات تعليم اللُّغــة العربيَّة‬ ‫لتعليــم اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬والربنامــج الحاســو ّ‬
‫مؤسســة منــارات لتعليــم اللُّغــة العربيَّــة يف بوكيــت تنغــي بســوماطرا الغربيَّــة‪.‬‬ ‫الخاصــة باألطفــال والســيدات؛ مــا تقــوم بــه َّ‬ ‫َّ‬
‫املخرجات‬ ‫َ‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫تتناس‬ ‫ال‬ ‫الجهود‬ ‫ـذه‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫بأن‬ ‫ـئ‬ ‫ـ‬ ‫ينب‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫الواق‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ولك‬ ‫ـرة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫وكب‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫حثيث‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫املبذول‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫الجه‬ ‫إن‬
‫ـفهية أو مكتوبــة‪ ،‬باســتثناء أولئــك الذيــن عاشــوا يف منطقــة‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫كان‬ ‫ـواء‬‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫يف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الدارس‬ ‫ـدرات‬ ‫لقـ‬
‫العربيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـذه‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫يف‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫عدي‬ ‫ٍ‬
‫ـنوات‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـوا‬‫ـ‬ ‫ق‬‫م‬ ‫َّ‬ ‫تع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الذي‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫أولئ‬ ‫أو‬ ‫ـط‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫األوس‬ ‫ـرق‬ ‫الـ‬
‫ـي‪ ،‬يجــري تعليــم اللُّغــة العربيَّــة يف إندونيســيا يف كليــات الرتبيــة واآلداب والعلوم اإلنســانيَّة‪ ،‬وأقســام‬ ‫عــى املســتوى الجامعـ ِّ‬
‫كليــات أخــرى يف الجامعــات العا َّمــة أو الجامعــات التابعــة لــوزارة الشــؤون الدينيَّــة‪ .‬يهــدف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة يف قســم‬
‫اآلداب إىل تخريــج الخــراء والباحثــن املتخصصــن يف علــوم اللُّغــة العربيَّــة وآدابهــا وثقافتهــا‪ ،‬وأمــا تعليمهــا يف قســم تعليــم‬
‫اللُّغــة العربيَّــة فيهــدف إىل تخريــج ُمعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة يف املــدارس العا َّمــة اإلســاميَّة يف جميــع مســتوياتها‪ ،‬ويف أقســام‬
‫تخص ُصهــم أو مهنتهــم يف املســتقبل (أفنــدي‪،‬‬ ‫أُ َخــر يهــدف إىل تزويــد الطلبــة بالكفــاءة اللُّغويَّــة العربيَّــة َوفــق مــا يحتــاج إليــه ُّ‬
‫‪.)2015‬‬
‫مــن الناحيــة النظريَّــة فــإن هــذه األقســام كثــرة ومنتــرة يف جميــع جــزر إندونيســيا‪ ،‬ولكــن يف الواقــع فــإن مســتوى‬
‫الحكوميــة والجامعــات‬ ‫َّ‬ ‫الجــودة يف هــذه الجامعــات مختلــف ومتبايــن؛ فعــى ســبيل املثــال هنــاك اختــاف بــن الجامعــات‬
‫الخاصــة‪ ،‬وهنــاك اختــاف يف جــودة التعليــم بــن الجامعــات املوجــودة يف جزيــرة جــاوا أو خــارج جزيــرة جــاوا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫األهليــة أو‬
‫َّ‬
‫مــن املشــكالت التــي تواجــه أقســا َم تعليــم اللُّغــة العربيَّــة يف الجامعــات‪ :‬احتيا ُجهــم الشــديد للكــوادر البرشيَّــة املتم ِّكنــة من‬
‫اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬وكذلــك احتياجهــم ملصــادر املــواد التعليميَّــة املناســبة؛ يف هــذا الصــدد فــإن الجامعــة اإلســاميَّة الحكوميَّــة‬
‫رشيــف هدايــة اللــه‪ ،‬وجامعــة إندونيســيا‪ ،‬والجامعــة اإلســاميَّة الحكوميَّــة أنتســاري لديهــم مــن املــوارد البرشيَّــة واملصــادر‬
‫ـا قســم تعليــم اللُّغــة العربيَّــة بجامعــة رشيــف هدايــة اللــه يف جاكرتــا ميتلــك (‪4‬‬ ‫التعليميَّــة مــا ليــس للجامعــات األخــرى؛ فمثـ ً‬
‫بروفســور و‪ 4‬حاصلــن عــى الدكتــوراه و‪ 8‬أســاتذة حاصلــن عــى املاجســتري)‪ ،‬وجامعــة أنتســاري يف بنجرماســن متتلــك (‪3‬‬
‫بروفيســور و‪ 5‬حاصلــن عــى الدكتــوراه و‪ 7‬أســاتذة حاصلــن عــى املاجســتري)‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1122‬‬
‫الخاصــة فنذكــر مــن الجامعــات التــي تــدرس اللُّغــة العربيَّــة كقســم‬ ‫َّ‬ ‫بالنســبة ألحــوال أقســام اللُّغــة العربيَّــة يف الجامعــات‬
‫خــاص جامعــة جاكرتــا اإلســاميَّة يف كليــة الديــن اإلســامي‪ ،‬وقســم اللُّغــة العربيَّــة وثقافتهــا يف جامعــة األزهــر إندونيســيا‬
‫يف جاكرتــا‪ ،‬وجامعــة أنتســاري اإلســاميَّة الحكوميَّــة بنجرماســن يف قســم تعليــم اللُّغــة العربيَّــة مــن مرحلــة بكالوريــوس إىل‬
‫مرحلــة املاجســتري‪ ،‬وســيفتح قريبًــا مرحلــة دكتــوراه يف قســم تعليــم اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬قســم تعليــم اللُّغــة العربيَّــة يف جامعــة‬
‫الض ْعــف يف املــوارد البرشيَّــة؛ فليــس لديــه إال (دكتــور واحــد‪ 4 ،‬أســاتذة حاملــن للامجســتري)‪.‬‬ ‫جاكرتــا اإلســاميَّة يشــكو مــن َّ‬
‫ـي وتدريــب‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫العلم‬ ‫األداء‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫تحس‬ ‫يف‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫املؤس‬
‫َّ‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـودة‬ ‫ـ‬ ‫املوج‬ ‫ـود‬ ‫ـ‬ ‫الجه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـم‬ ‫ومصــادر التعليــم عــى الرغـ‬
‫العربية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫للعل‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫والتطوي‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫والبح‬ ‫ـم‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫والتع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫البرش‬ ‫ـوارد‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫نوعي‬
‫َّ‬ ‫ـراء‬ ‫ـ‬ ‫وإث‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫تحس‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫عليه‬ ‫ـن‬ ‫العربيــة لكـ‬ ‫َّ‬ ‫الطــاب عــى اللُّغــة‬
‫واألهلية‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الحكومي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الجامع‬ ‫ـإن‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـم)؛‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـائل‬ ‫ـ‬ ‫ووس‬ ‫ة‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫والصح‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫واملج‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫(الكت‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫التع‬ ‫ـادر‬ ‫ـ‬ ‫مص‬ ‫مــن حيــث توافــر‬
‫والعربيــة‪ ،‬التابــع لجامعــة اإلمــام محمــد بــن ســعود‬ ‫َّ‬ ‫ة‬ ‫ـامي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫العل‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫معه‬ ‫ـود‬ ‫ـ‬ ‫وج‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـتفيد‬ ‫ـ‬ ‫تس‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫جاكرت‬ ‫املوجــودة يف‬
‫التعليميــة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـائل‬ ‫ـ‬ ‫والوس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫كت‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫جاكرت‬ ‫يف‬ ‫ـودة‬ ‫ـ‬ ‫املوج‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫للجامع‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫يوف‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫فاملعه‬ ‫ـاض‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫الري‬ ‫يف‬ ‫ـامية‬‫اإلسـ َّ‬
‫مليــة التعلُّ ِم َّيــة‪.‬‬ ‫َ َّ‬ ‫ع‬‫ال‬ ‫ـراء‬ ‫ـ‬ ‫إث‬ ‫يف‬ ‫ـاعدون‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الذي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ِّ‬ ‫املد‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ـديث‬ ‫ـ‬ ‫متح‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫توف‬ ‫يف‬ ‫ـاعدة‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬ ‫باإلضافـ‬
‫إن الجــودة النوعيَّــة يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة يف قســم تعليــم اللُّغــة العربيَّــة التابــع للجامعــة اإلســاميَّة الحكوميَّــة َرا ِجــع‬
‫يف قســم منــه إىل وجــوده يف جاكرتــا قريبًــا مــن معهــد العلــوم‪ ،‬إذا افرتضنــا أن هــذا القســم غــر موجــود يف جاكرتــا؛ فــإن‬
‫نصيــب جــودة التعليــم يف هــذا القســم لــن يكــون مختل ًفــا عــن أقســام تعليــم اللُّغــة العربيَّــة يف الجامعــات األخــرى‪.‬‬
‫العربيــة يشـ ِّكل‬
‫َّ‬ ‫العربيــة‪ ،‬ســنلحظ أن َّكل قســم مــن أقســام تعليــم اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫التعليميــة يف أقســام اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫عنــد النظــر إىل املناهــج‬
‫تعليميــة‪ ،‬وليــس هنــاك مســا ٍع لبلــورة االحتياجــات عــن طريــق عمــل مشــرك‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫س‬ ‫مؤس‬
‫َّ‬ ‫كل‬ ‫يف‬ ‫ـرد‬ ‫ـ‬ ‫منف‬ ‫مناهــج التدريــس بشــكل‬
‫العربيــة ســواء يف األقســام‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫ملناه‬ ‫ـاملة‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫معرفي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬ ‫نظر‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫لصياغ‬ ‫ـة؛‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫بــن مختلــف أقســام‬
‫التعليميــة عــى الرغم من أن قســم تعليم‬ ‫َّ‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫واملناه‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والسياس‬ ‫ـراتيجيات‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫اآلداب‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫وكلي‬ ‫ـة‬
‫التابعــة لكليــة الرتبيـ‬
‫العربيــة يف الجامعــات األخــرى‪ ،‬إن التجديـ َد يف مناهــج‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫ألقس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ح‬‫ً‬ ‫ناج‬ ‫ـا‬‫ـ‬‫ج‬‫ً‬ ‫منوذ‬ ‫د‬ ‫ـ‬
‫ُ َ ُّ‬‫ع‬ ‫ي‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫جاكرت‬ ‫العربيــة يف‬
‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫العربيــة يُ َعـ ُّد مل ًّحــا عــى نحـ ٍو متزايــد؛ ملواكبــة تطــور العلــوم والتكنولوجيــا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـام‬‫أقسـ‬
‫إن تطــور تكنولوجيــا املعلومــات يســر ببــطء يف دراســة اللُّغــة العربيَّــة وعلومهــا‪ ،‬فربمجيــات تعليــم اللُّغــة يف التطبيقــات‬
‫ـي ووجــود مواقــع تعليــم اللُّغــة العربيَّــة عــى الشــبكة العنكبوتيَّــة يُ َعـ ُّد يف حـ ِّد ذاتِــه تحديًــا ال بـ َّد‬ ‫التواصــل االجتامعـ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ووســائل‬
‫ـدرات التــي يتمتــع بهــا خريجــو قســم اللُّغــة العربيَّــة يف الجامعــات؛‬ ‫مــن الســعي للتعامــل معــه يف مجتمــع يشــكو وينتقــد القـ ِ‬
‫ـي‪ ،‬كــا يفتقــرون املهارات‬ ‫مقارنـ ًة بخريجــي األقســام األخــرى؛ حيــث إن الخريجــن يفتقــرون إىل االســتقالل الفكــري والعلمـ ِّ‬
‫اللُّغويَّــة الكافيــة لتعليــم اللُّغــة العربيَّــة يف مراحــل التعليــم املختلفــة بالنســبة لطــاب تعليــم اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬والقــدرة عــى‬
‫الرتجمــة والتأليــف بالنســبة لطــاب كليــات اآلداب واملعــارف اإلنســانيَّة؛ حيــث يشــكو الكثــر مــن الطــاب مــن َض ْعــف قــدرة‬
‫الض ْعــف يف القــدرة التنافســيَّة مــن خــال‬ ‫الخريجــن التنافســيَّة مقارنـ ًة بخريجــي األقســام األخــرى‪ ،‬يجــب معالجــة هــذا َّ‬
‫توفــر «مهــارات إضافيَّــة» متنوعــة؛ مثــل‪ :‬مهــارات اللُّغــة العربيَّــة واإلنجليزيــة (التحـ ُّدث والكتابــة) ال َّن ِشــطة‪ ،‬ومهارات تشــغيل‬
‫تطبيقــات الكمبيوتــر‪ ،‬واملهــارات البحثيَّــة‪ ،‬واملهــارات اإلداريَّــة واملهــارات االجتامعيَّــة‪.‬‬
‫العربية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫تحد َيات تعليم اللُّغة‬
‫ج‪ِّ -‬‬
‫إن هنــاك تحديِّــات كثــرة تواجــه املســاعي لالرتقــاء بتعليــم اللُّغــة العربيــة يف إندونيســيا تتمثَّــل يف التح ِّديَــات التعليميَّــة‬
‫والرتبويَّــة‪ ،‬واالجتامعيَّــة‪ ،‬والجغرافيَّــة واالقتصاديَّــة‪.‬‬
‫العربيــة لــدى الطــاب وتسـ ِّـبب عــد َم إتقانهــا‪ :‬التأثري‬‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ل‬
‫ُّ‬ ‫ال‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫التعليميــة والرتبويَّــة‬
‫َّ‬ ‫التحديــات‬‫ِّ‬ ‫‪ -1‬مــن‬
‫العربيــة بــكل مواصفاتهــا ال ميكــن الســيطر ُة عليهــا متا ًمــا ِمـ ْن‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫حت‬ ‫ـية‪،‬‬
‫ـ‬ ‫اإلندونيس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫أو‬ ‫م‬‫ِّ‬ ‫ُ‬ ‫أل‬‫ا‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـن‬
‫القــوي مـ‬
‫ِق َبــل الطــاب اإلندونيســيني‪ ،‬وهــذه املواصفــات تضـ ُّم النظــا َم الصــويت والكتــايب‪ ،‬وقواعــد اللُّغــة (علــم النحــو)‪ ،‬كذلــك نظــام‬
‫ـاء ال‬
‫ـوي هــو عندمــا يتكلــم الفــرد الثــاين‪ ،‬قــد يرتكــب أخطـ ً‬ ‫العربيــة (علــم الــرف)‪ .‬التد ُّخــل اللُّغـ ُّ‬ ‫َّ‬ ‫تغيــر الكلــات يف اللُّغــة‬
‫ـي ‪ native speaker‬لهــذه اللُّغة‪.‬‬ ‫يرتكبهــا املتكلــم األصـ ُّ‬
‫ـبب بعــض هــذه األخطــاء يعــود إىل تأثــر األول‪ ،‬مثــل هــذه الظاهــرة تدعــى تدخـ ًـا ‪،interference‬‬ ‫ـض أن سـ َ‬ ‫ويــرى بعـ ٌ‬
‫ـوي املشــكالت أو التد ُّخــات اللُّغويَّــة التــي تظهــر عنــد تعلُّــم الفــرد اللُّغــة الثانيــة؛ ألنَّــه عندمــا يكتســب‬ ‫ويعنــي التد ُّخــل اللُّغـ ّ‬
‫اللُّغـ َة األُ َّم إمنــا يكتســبها دون معرفــة ألمنــاط لُغويَّــة ســابقة ميكــن أن تتدخــل يف اللُّغــة التــي يتعلَّمهــا ألول مــرة‪ ،‬وهــذ أمــر‬
‫ال يواجهــه متعلِّــم اللُّغــة األُ ِّم‪ ،‬وإمنــا يواجهــه متعلِّــم اللُّغــة األجنبيَّــة أو الثانيــة بعــد أن رس ـ َخت يف ذهنــه األمنــاط الصوتيَّــة‬
‫والرصفيَّــة والرتكيــب للُّغــة األوىل أو األ ِّم (دمياطــي‪.)1989 ،‬‬

‫‪1123‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫إن التد ُّخــل كــا تــدل عليــه الصيغــة اللُّغويَّــة يســر يف اتجــاه واحــد‪ ،‬أي‪ :‬أن اللُّغــة (أ) تتدخــل يف اللُّغــة (ب) إذا كان الفــرد‬
‫يعــرف اللغتــن أو (ب)‪ ،‬ومــن املعــروف أن التد ُّخــل مــن لغــة يف أخــرى ال يحــدث إال يف حالــة وجــود اللغتــن يف عقـ ٍـل واحــد‪،‬‬
‫يب (الخــويل‪ .)1988 ،‬إذا كانــت الثُّنائيَّــة مثاليَّــة فهــذا يعنــي‬ ‫وأثنــاء إنتــاج إحــدى اللغتــن يف التعبــر الــكالم أو التعبــر الكتــا ِّ‬
‫ـاء التد ُّخــل؛ أل َّن الثُّنائيَّــة املثاليَّــة تعنــي قــدرة املتكلــم عــى إنتــاج ٍّكل مــن األول والثــاين‬ ‫‪-‬بحكــم تعريــف الثُّنائيَّــة املثاليَّــة‪ -‬انتفـ َ‬
‫أي تدخــل مــن اللُّغــة األخــرى‪.‬‬ ‫كأنهــا لغـ ٌة أوىل‪ ،‬أي‪ :‬دون ِّ‬
‫وأمــا التد ُّخــل النحــوي‪ :‬فيتدخــل نظــام ترتيــب الكلــات الخــاص باللغــة (‪ )1‬يف نظام ترتيــب الكلــات الخاص باللغــة (‪،)2‬‬
‫أي‪ :‬يتدخــل نحـ ُو (‪ )1‬يف نحـ ُو (‪)2‬؛ وذلــك مثــل قــو ِل بعــض الطــاب اإلندونيســيني الذيــن يتعلمون اللُّغــة العربية‪« :‬املدرســتان‬
‫العربيــة بني املبتــدأ والخــر يف الجنــس والعدد؛‬ ‫َّ‬ ‫بعيــدة والطالبــات مجـ ٌّد»؛ بعــدم مراعــاة نظــام التطابــق يف الجملــة االســمية‬
‫ـرا بلغتهم اإلندونيســية‪.‬‬ ‫تأثُّـ ً‬
‫ـدل مــن قــول‪« :‬هــذا الكتــاب جديــد»؛ متأثريــن بنظــام ترتيــب الكلــات يف اللُّغــة‬ ‫ومثــل قولهــم‪« :‬الكتــاب هــذا جديــد» بـ ً‬
‫اإلندونيســية‪ ،‬وهنــاك عوامــل تتح َّكــم يف كَ ِّميــة التد ُّخــل مــن اللُّغــة األُوىل إىل اللُّغــة الثانيــة‪ ،‬منهــا مــا يــأيت‪:‬‬
‫نصــا مــن اللُّغــة األُوىل إىل اللُّغــة الثانيــة؛ فــإن هــذا املوقــف يفــرض عليه‬ ‫ ‪1.‬طبيعــة املهمــة اللُّغويَّــة‪ :‬إذا طُلــب مــن فــرد أن يرتجــم ًّ‬
‫التد ُّخــل مــن اللُّغــة األُوىل إىل اللُّغــة الثانية‪.‬‬
‫ـره ال‬ ‫ِ‬
‫ ‪2.‬ضغــط االســتعامل املب ِّكــر‪ :‬إذا اضطــر الفــرد إىل تكلــم اللُّغــة الثانيــة قبــل أن يكتمـ َـل تعلُّ ُمــه لهــا؛ فــإن هــذا املوقــف يُجـ ِ ُ‬
‫شــعوريًّا عــى االســتعانة باللغــة األوىل‪.‬‬
‫كافيــا مــن القوانــن اللُّغويَّــة التــي تقــوم بــدور الرقيــب عــى صحــة‬ ‫ً ً‬ ‫ا‬‫د‬ ‫ـ‬ ‫رصي‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ميتل‬ ‫ ‪3.‬ضعــف الرقيــب‪ :‬إذا كان الفــرد ملَّــا‬
‫اســتعامل اللُّغــة الثانيــة؛ فــإن إنتا َجــه للُّغــة الثانيــة ســيتعرض للتد ُّخــل‬
‫ ‪4.‬إتقــان اللُّغــة األُوىل واللُّغــة الثانيــة‪ :‬ذكرنــا ســاب ًقا أنَّــه كلــا اتســع الفــرق بــن درجــة إتقــان اللُّغــة األُوىل ودرجــة إتقــان اللُّغــة‬
‫الثانيــة زاد التد ُّخــل مــن اللُّغــة األقــوى إىل اللُّغــة األضعــف‪.‬‬
‫ ‪5.‬مــكان اللُّغــة‪ :‬إذا تقاربــت اللُّغــة األُوىل واللُّغــة الثانيــة يف درجــة اإلتقــان؛ فــإن االحتــال يبقــى أن التد ُّخل يســر مـ َن اللُّغة ذات‬
‫واجتامعية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫املكانــة املرموقــة إىل اللُّغــة ذات املكانــة األدىن؛ ألســباب نفسـ َّـية‬
‫ـر راغــب يف تعلُّــم اللُّغــة الثانيــة لســبب مــن األســباب‪ ،‬ولك َّنــه مضطـ ٌّـر إىل تعلُّمهــا‬ ‫ ‪6.‬املوقــف مــن اللُّغــة الثانيــة‪ :‬إذا كان الفــرد غـ َ‬
‫ـي عنهــا؛ ألنَّــه يَ ُع ُّدهــا رم ـ ًزا لكرامتــه وثقافتــه‬ ‫لظــروف معينــة‪ ،‬وكان يف الوقــت ذاتــه متمس ـ ًكا باللغــة األوىل‪ ،‬ويخــى التخـ ِّ َ‬
‫وأصلــه وتراثــه‪ ،‬يف هــذه الحالــة تــراه يقــاوم تعلُّ ـ َم اللُّغــة الثانيــة‪ ،‬وتــراه يبالــغ يف إبــراز تأثــر اللُّغــة األوىل ال شــعوريًّا‬
‫(دمياطــي‪.)1980 ،‬‬
‫ـراتيجيات‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫وإس‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـواد‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫واختي‬ ‫ـداف‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫األه‬ ‫د‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫تحدي‬ ‫ـمل‬ ‫ـ‬ ‫تش‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫املناه‬ ‫يف‬ ‫ـات‬ ‫ال يــزال وجــود عقبـ‬
‫ـرق وتقنياتــك التقييــم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬‫ُ‬ ‫ط‬‫و‬ ‫ـاليب‬ ‫ـ‬ ‫بأس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫واإلحاط‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫املختلف‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـائل‬‫ـ‬ ‫وس‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ف‬ ‫وتو‬ ‫‪،‬‬‫ن‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫املعلم‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ِ‬
‫التعليــم املســتع َملة ِمـ َ‬
‫ق‬ ‫ـن‬
‫أحــوال اإلندونيســيني االجتامعيَّــة والثقافيَّــة مل تكــن داعمـ ًة لخلــق بيئــة عربيَّــة‪ ،‬إال يف بعــض املــدارس التــي تجعــل اللُّغـ َة‬
‫العربيَّــة لغ ـ ًة مشــركة يجــب اســتعاملُها يف بيئــة املدرســة‪ ،‬ولكــن إذا الحظنــا الــكال َم بينهــم فإنَّنــا نجدهــم يتكلمــون عــى‬
‫مســتوى النمــط الفكــري اإلندونيــي؛ يعنــي‪ :‬اســتعامل كلمــة عربيَّــة عــى حســب معناهــا يف القامــوس‪ ،‬وهــم ال يعرفــون‬
‫ـرا اســتعامل أي ـ َة كلمــة يف معناهــا الصحيــح‪ ،‬و ُر َّبــا هــذا مــن املألــوف لــدى الطــاب ال َّناطقــن بغــر اللُّغــة العربيَّــة؛‬ ‫كثـ ً‬
‫بعبــارة أخــرى‪ :‬أنهــم يتكلمــون اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬ولكــن يف كثــر مــن األحيــان أعتقــد أن منـ َط الجملــة املســتع َملة هــو منـ ُط اللُّغة‬
‫اإلندونيســية؛ ذلــك ألنهــم مل يعرفــوا بكثــر كلمـ ًة تحتــوي عــى عنــارص الثقافــة العربيَّــة‪.‬‬
‫االجتامعية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫التحديات‬‫ِّ‬ ‫‪-2‬‬
‫وصـ ٍـل بــن القــارات واملحيطــات (قــارة آســيا وأســراليا)‪ ،‬و(املحيط الهــادي واملحيــط الهندي)‬ ‫وقــوع إندونيســيا يف منطقــة ْ‬
‫جعلهــا منــذ قديــم الزمــان مكانًــا يَ ِف ـ ُد إليــه النــاس مــن ش ـتَّى أنحــاء العــامل‪ ،‬وهــذا أ َّدى إىل وجــود الكثــر مــن األعــراق‬
‫ـرا حيــث‬ ‫واللغــات والثقافــات املتنوعــة واملختلفــة لســكان إندونيســيا؛ هــذا التنــوع الكبــر يف األعــراق واللغــات يُ َعـ ُّد تح ِّديًــا كبـ ً‬
‫إن املشــكالت الصوتيَّــة‪ ،‬واللغويَّــة التــي يعانيهــا الطــاب مــن الخلفيــات اللُّغويَّــة والثقافيَّــة املختلفــة طب ًعــا متباينــة ومختلفــة‪.‬‬
‫ن والطــاب يف املــدارس‬ ‫أيضــا صعوبـ ُة تطبيــق البيئــة اللُّغويَّــة يف املــدارس ِمــن ِق َبــل املعلمـ َ‬ ‫االجتامعيــة ً‬ ‫َّ‬ ‫مــن التح ِّديــات‬
‫العربيــة؛ فهــذه الظــروف تجعــل‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫مام‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫دون‬ ‫و‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫يع‬ ‫ال‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫فالط‬ ‫؛‬ ‫ٍ‬
‫ء‬ ‫ـوا‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫د‬‫ٍّ‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة)‬
‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫والثانو‬ ‫ـطة‬‫ـ‬ ‫واملتوس‬ ‫(االبتدائيــة‬
‫َّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1124‬‬
‫يخشــون التحـ ُّدث باللُّغــة العربيَّــة التــي تعلَّموهــا‪ ،‬وهــذا يســبِّب ضيــا َع مــا تعلمــوه مــن الكلامت‬ ‫الطــاب يشــعرون بالحــرجِ‪ ،‬أو َ‬
‫والقواعــد ال َّن ْحويَّــة والرصفيَّــة يف اللُّغــة العربيَّــة‪.‬‬
‫العربيــة املوجــودة يف إندونيســيا ال‬ ‫َّ‬ ‫أنفســهم؛ فالكثــر مــن الجاليــات‬ ‫أيضــا نابعـ ٌة عــن العــرب ِ‬ ‫االجتامعيــة ً‬ ‫َّ‬ ‫إن التح ِّديــات‬
‫غالبــا اللُّغــة‬
‫ً‬ ‫ـرب‬
‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـتعمل‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫ـيني‬ ‫ـ‬ ‫اإلندونيس‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫التواص‬‫ُ‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫فعن‬ ‫ـيني؛‬ ‫ـ‬ ‫اإلندونيس‬ ‫ـكان‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫والتواص‬ ‫ـاج‬
‫يحاولــون االندم َ‬
‫ـ‬
‫العربيــة فــإن اللُّغــة املســتع َملة هــي اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫ـتعملوا‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫وإذا‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـتعملون‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ا‬‫ر‬‫ً‬ ‫ـاد‬ ‫ـ‬ ‫ون‬ ‫ـارة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫اإلش‬ ‫اإلنجليزيَّــة أو لغــة‬
‫غالبــا‪.‬‬ ‫العاميــة ً‬ ‫َّ‬
‫ـي‪ ،‬وحيــة يف األســواق واألماكــن العا َّمــة‪ ،‬وحية عىل‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫اليوم‬ ‫ـتعامل‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫‪،‬‬ ‫يب‬ ‫ِّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫املجتم‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العامي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫اللُّ‬
‫ـي الجيــد يحتِّــم عــى متعلِّ ِمي اللُّغــة العربيَّة يف إندونيســيا‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫االجتامع‬ ‫ـل‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫التواص‬
‫ُ‬ ‫إن‬ ‫؛‬‫ـي‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫االجتامع‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫التواص‬
‫ُ‬ ‫ـائل‬ ‫ـ‬ ‫وس‬ ‫ويف‬ ‫ـت‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫اإلنرتن‬
‫ـرف عــى ل َهجــات بعينهــا إذا كان ســيد ُرس يف إحــدى‬ ‫ـكل عــا ٍّم‪ ،‬أو التعـ ُّ‬ ‫ـر َف عــى الخصائــص العا َّمــة لِلَّهجــات العربيَّــة بشـ ٍ‬ ‫التعـ ُّ‬
‫االجتامعي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫التواص‬
‫ُ‬ ‫ـائل‬ ‫ـ‬ ‫وس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫افرتاضي‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫وأصدق‬ ‫ـارف‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫مع‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫لدي‬ ‫أو‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـدول‬ ‫الـ‬
‫العربيــة الفصحــى يف‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـتعامل‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫إن‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـة؛‬ ‫ـ‬ ‫العومل‬ ‫ـبب‬ ‫ـ‬ ‫بس‬ ‫أول‬ ‫ً‬ ‫ـرة‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫خط‬ ‫ـات‬‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ي‬‫تحد‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫الي‬ ‫يب‬
‫ُّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ج‬ ‫وا‬ ‫ُ‬ ‫ي‬
‫املحلية لــكل قُط ٍر أو بلــد‪ ،‬وهذا‬ ‫العاميــة باللهجــات َّ‬ ‫َّ‬ ‫العربيــة‬‫َّ‬ ‫نفســها بــدأ يف االنخفــاض لت ُحـ َّـل محلَّهــا اللُّغــة‬ ‫العربيــة ِ‬ ‫َّ‬ ‫املجتمعــات‬
‫العربيــة تُ َعـ ُّد مــن التح ِّديــات‬
‫َّ‬ ‫االجتامعيــة يف البــاد‬ ‫َّ‬ ‫العربيــة؛ هــذه الحالــة‬ ‫َّ‬ ‫يعنــي عــى األقــل وجــود ‪ 22‬لهجــة مختلفــة للُّغــة‬
‫العربيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫االجتامعيــة لتعليــم اللُّغــة‬ ‫َّ‬
‫هنــاك ظاهــرة جديــدة ظهــرت مــع انتشــار تكنولوجيــا املعلومــات يف املجتمــع العربيَّــة‪ ،‬وخاصــة بني الشــباب‪ ،‬وذلــك بظهور‬
‫غوي‬
‫ـرا للتعليــم؛ بســبب عــدم تقيد هــذا التنــوع اللُّ ِّ‬ ‫ظاهــرة الفصعميــة‪ ،‬وهــي مزيــج مــن الفصحــى والعاميــة متثــل تح ِّديًــا خطـ ً‬
‫ـي؛ إن انتشــار هــذه الظاهــرة يُنـ ِـذر بســطو ِة‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫االجتامع‬ ‫التواصــل‬ ‫ُ‬ ‫بالقواعــد العربيَّــة‪ ،‬وانتشــار اســتعاملها يف اإلنرتنــت ووســائل‬
‫الثقافــة العاميَّــة يف املجتمعــات العربيَّــة؛ مقارنـ ًة بالثقافــة األكادمييَّــة الفصحــى؛ حتــى يف الجامعــات املرصيــة‪ ،‬مبــا يف ذلــك‬
‫كليــة اآلداب؛ حيــث يســتعمل معظــم أســاتذتها هــذا التنــوع الجديــد (عبــد الوهــاب‪.)2009 ،‬‬
‫الغربيــة) وموجــة الترشيــق (انتشــار الثقافــات الرشقيــة مثــل الثقافــة اليابانيــة‬ ‫َّ‬ ‫إن موجــ َة التغريــب (انتشــار الثقافــة‬
‫بالتمســك بتعاليــم اإلســام واإلقبــال عــى‬ ‫ُّ‬ ‫ـامي‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫املجتم‬ ‫يف‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الوع‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫انتش‬ ‫ـس‬ ‫والكوريــة) يف املجتمــع اإلندونيــي ينافـ‬
‫العربيــة ملختلِــف رشائــح املجتمــع مبــا‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تقدي‬ ‫إن‬ ‫ـا؛‬ ‫ـ‬ ‫وعلومه‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعل‬ ‫دراســة العلــوم املرتبطــة بــه‪ ،‬ومــن ذلــك‬
‫يتناســب مــع احتياجاتهــم يُ َع ـ ُّد مــن التح ِّديــات التــي ال ب ـ َّد أن نجته ـ َد للتغلُّــب عليهــا‪ ،‬ونــر لغــة الق ـرآن الكريــم الجميلــة‬
‫والســهلة للمجتمــع املســلم يف إندونيســيا‪.‬‬
‫الجغرافية‪:‬‬‫َّ‬ ‫التحديات‬ ‫ِّ‬ ‫‪-3‬‬
‫العربيــة ونرشهــا يف إندونيســيا‪ :‬بُعـ ُد املســافة بــن‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫لتعلي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫املبذول‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫الجه‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫تواج‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الجغرافي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ي‬‫د‬ ‫ِّ‬ ‫التح‬ ‫ـن‬ ‫مـ‬
‫صعبــا‪.‬‬
‫ً ً‬ ‫ا‬ ‫ئ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـاد‬ ‫ـ‬ ‫الب‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫متع‬ ‫ـول‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫وص‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫يجع‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫فه‬ ‫ـة؛‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـاد‬ ‫ـ‬ ‫والب‬ ‫ـيا‬ ‫ـ‬ ‫إندونيس‬
‫أيضــا اتســاع مســاحة إندونيســيا‪ ،‬وطبيعــة التضاريــس‪ ،‬واملنــاخ؛ فتبلــغ مســاحة إندونيســيا الــذي‬ ‫مــن التح ِّديــات الجغرافيــة ً‬
‫امتــدت بــاده طَــوال ‪ 3,977‬ميـ ًـا مــن ســبانج يف الغــرب إىل مــرويك يف الــرق‪ ،‬وانتــر ســكان البــاد يف ‪ 17,508‬جزيــرة‪،‬‬
‫وتكـ َّون الشــعب مــن عـرات بــل مئــات القبائــل؛ حيــث يتكلمــون يف التعا ُمــل بينهــم بلغــة واحــدة هــي اللُّغــة اإلندونيســية‪،‬‬
‫إضافـ ًة إىل كونهــا آلـ ًة للتفا ُهــم وتبــادل املشــاعر واألفــكار بينهــم‪ ،‬وأصبحــت رباطًــا للوحــدة‪ ،‬و ُرو ًحــا لألخــوة لهــذا الشــعب‬
‫العظيــم‪ ،‬الذيــن هــم متفرقــون يف أنحــاء الجزائــر‪ ،‬ومتنوعــون يف ش ـتَّى التقاليــد‪ ،‬ومتع ـ ِّددون يف مئــات اللغــات املحليَّــة؛‬
‫ـاء للثقافــات اإلندونيســية وال َقبَليَّــة‪.‬‬ ‫إضافــة إىل ذلــك‪ ،‬أصبحــت هــذه اللُّغــة ِوعـ ً‬
‫التحديات االقتصاد َّية‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫‪-4‬‬
‫التح ِّديــات االقتصاديَّــة تنبــع مــن ضعــف الحوافــز املاديَّــة للوظائــف املتعلِّقــة باللُّغــة العربيَّــة؛ فالكثــر مــن النــاس يشــعرون‬
‫أن تعلُّـ َم اللغــة العربيَّــة صعــب مــن ناحيــة‪ ،‬ويحتــاج إىل أوقــات طويلــة لإلتقــان‪ ،‬ثــم بعــد مشــوار التعلُّــم يجــدون أن الوظائف‬
‫املتوفــرة غالبًــا ال تُـ ِـد ُّر دخـ ًـا كافيًــا مقارنـ ًة بغــره مــن األقســام‪.‬‬
‫التعليميــة‪ ،‬وإقامــة‬
‫َّ‬ ‫عمليـ َة التعليــم الجيــدة تحتــاج إىل متويـ ٍـل جيــد لتوفــر املعلِّمــن األَكْفــاء‪ ،‬واملــواد‬ ‫مــن ناحيــة أخــرى إن َّ‬
‫العربيــة يف إندونيســيا؛ فإنَّنــا نجد‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫املؤس‬
‫َّ‬ ‫إىل‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫بالنظ‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫النشــاطات املختلفــة لتعزيــز‬
‫ـر‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ٍ‬
‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫مؤسس‬ ‫ـاك‬ ‫ـ‬ ‫هن‬ ‫ـإن‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫باملقاب‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫الجي‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫لتوف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫املالي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الناحي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـدر‬ ‫ـات مقتـ‬ ‫مؤسسـ ٍ‬ ‫أن هنــاك َّ‬
‫قــادرة عــى توفــر ذلــك‪.‬‬

‫‪1125‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫العربية يف إندونيسيا‪:‬‬
‫َّ‬ ‫د‪ -‬مستقبل تعليم ال ُّلغة‬
‫العربيــة يف إندونيســيا إذا نظرنــا إليهــا بعــن التفــاؤل تتحـ َّول إىل فــرص للعمــل‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫إن التح ِّديَــات التــي تُوا ِجــه تعليـ َم اللُّغــة‬
‫ـرص وتحقيــق النجــاح‪.‬‬ ‫وكســب ال ُفـ َ‬
‫العربيــة املتمكــن‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫معل‬ ‫ـداد‬ ‫ـ‬ ‫إع‬ ‫يف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫َُْ‬ ‫ك‬ ‫ت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫د‬
‫ِّ‬ ‫التح‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫به‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـز‬ ‫ـ‬ ‫الركائ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫أه‬ ‫ـإن‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ي‬‫د‬‫فبالنســبة ِّ‬
‫للتح‬
‫العربيــة هــو مقاعــد التعليــم العــايل يف‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ل‬‫ع‬
‫ُ ِّ‬ ‫م‬ ‫ـداد‬ ‫ـ‬ ‫إلع‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫املناس‬ ‫ـكان‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫إن‬ ‫ـد؛‬ ‫ـ‬ ‫جي‬ ‫ـكل‬ ‫ـ‬ ‫بش‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫الص‬ ‫إدارة‬ ‫والقــادر عــى‬
‫العربيــة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫أقس‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫ط‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫باحتياج‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫تف‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫املناه‬ ‫ـداد‬ ‫ـ‬ ‫وإع‬ ‫الجامعــات‪،‬‬
‫العربيــة؛ فإنَّنــا نحتــاج إىل حمــات توعيــة بــأن دراســة اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫التعليميــة والرتبويَّــة يف تعليــم اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫بالنســبة للتح ِّديــات‬
‫العربيــة لغـ ٌة ممتعــة يف التعليــم واالكتســاب؛ هــذه الحملــة ال بـ َّد أن تشـ َم َل جميـ َع‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ق‬
‫َّ‬ ‫مع‬ ‫وال‬ ‫العربيــة ليســت صعبـ ًة‬ ‫َّ‬
‫ـوي)‪ ،‬إن ضعــف‬ ‫ـدايئ‪ -‬واملتوســط‪ -‬والثانـ ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫(االبت‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫مراح‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـدارس‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫يف‬ ‫مســتويات التعليــم‬
‫العربيــة ليــس بســبب صعوبــة اللُّغــة نفســها‪ ،‬ولكــن يرجــع إىل العوامــل املتعلِّقــة باملنهــج والطالــب‬ ‫َّ‬ ‫غالــب الطــاب يف اللُّغــة‬
‫العربية‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫الكريم‬ ‫آن‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫للق‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الحافظ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الطالب‬ ‫تدريس‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫وال‬ ‫آن‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫لخدم‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫أترج‬ ‫واملعلِّــم؛ فتجربــة مركــز‬
‫العربيــة إىل مرحلــة‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫بال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫املعرف‬ ‫ـدمِ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫مرحل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الحافظ‬ ‫ـات‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫الطالب‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫نقل‬ ‫ـدة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫واح‬ ‫ـنة‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـال‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫يف الربنامــج امل ُكثَّــف خ‬
‫ـوي عــى أن الخلـ َـل ليــس يف الطــاب‪،‬‬ ‫ـرب بالرسعــة العاديَّــة ‪ -‬دليـ ٌـل قـ ٌّ‬ ‫الس ـلِس وال َف ْهــم املقبــول عنــد حديــث العـ ِ‬ ‫التواصــل َّ‬ ‫ُ‬
‫ولكــن الخلــل يف املناهــج‪.‬‬
‫املدريس‪...‬‬ ‫ِّ‬ ‫العربية يف التعليم‬ ‫َّ‬ ‫إننا نحتاج إىل ُمرا َجعة شاملة ملناهج اللُّغة‬
‫ـاء لحفز الجهــود‪ ،‬وتبــادل الخربات‬ ‫العربيــة يف إندونيســيا (امــا) مــن املمكــن أن يكــون وعـ ً‬ ‫َّ‬ ‫إن وجــو َد اتحــاد مــدريس اللُّغــة‬
‫العربيــة يف جزيــرة جــاوا وخار َجها‪ ،‬وبني مســتوى‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ة‬ ‫و‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫لتضيي‬ ‫ـة؛‬ ‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫بــن القامئــن عــى تعليــم اللُّغــة‬
‫الخاصــة؛ إن املؤمتــرات التــي يعقدها اتحــاد ُمد ِّريس‬ ‫َّ‬ ‫الحكوميــة والجامعــات‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الجامع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـة‬ ‫العربيـ‬
‫َّ‬ ‫التعليــم يف أقســام اللُّغــة‬
‫ـرا يف هــذا الصدد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫كب‬ ‫ا‬ ‫ر‬‫العربيــة تلعــب دو ً‬ ‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫الخاصــة يف جاكرتــا‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الجامع‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ل‬
‫َ ُّ‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫أقس‬ ‫ـإن‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫والخارجي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الداخلي‬
‫َّ‬ ‫ـواء‬
‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫االجتامعي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫د‬‫ِّ‬ ‫التح‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ه‬‫ج‬‫َ‬ ‫ملوا‬
‫العربيــة‪ ،‬ولكــن هــذه الجامعــات مختلِفــة يف املــوارد املاديَّــة والقــدرة‬ ‫َّ‬ ‫ـبيل تطويــر وتحديــث تعليــم اللُّغــة‬ ‫ال ت َّدخــر جهـ ًدا يف سـ ِ‬
‫ـر أجــواء‬ ‫التعليميــة؛ فجامعــة األزهــر إندونيســيا ‪-‬وهــي تُ َع ـ ُّد مــن الجامعــات املقتــدرة‪ -‬تســتطيع توفـ َ‬ ‫َّ‬ ‫مليــة‬
‫عــى متويــل ال َع َّ‬
‫تعليميــة أفضــل –عــى ســبيل املثــال‪ -‬يقــول حــزب اللــه‪ ،‬يف تعليــم املــواد املتعلِّقــة باملهــارات اللُّغويَّــة مثـ ًـا‪ :‬يســتعمل القســم‬ ‫َّ‬
‫واإلنتاجيــة‬
‫َّ‬ ‫التعليميــة املتع ـ ِّددة واإلنرتنــت‪ ،‬وال يُغ ِفـ ُـل تعزي ـ َز كفــاءة املهــارات اللُّغويَّــة‬ ‫َّ‬ ‫جمي ـ َع املــوارد املمكنــة مــن الوســائل‬
‫العربيــة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫للطــاب؛ باســتقدام محارضيــن لغتُهــم األم هــي اللُّغــة‬
‫ـح يف‬ ‫ـامية فإنــه يشــكو مــن شـ ٍّ‬ ‫العربيــة يف كليــة الديــن اإلســامي بجامعــة جاكرتــا اإلسـ َّ‬ ‫َّ‬ ‫أمــا بالنســبة لقســم تعليــم اللُّغــة‬
‫الحكوميــة شــيئًا بعيـ ًدا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الجامع‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ـر مــا تتمتــع ب‬ ‫التمويــل يجعــل توفـ َ‬
‫واألهليــة تحــاول بـ ْذ َل ِّكل مــا ميكــن مــن أجــل موا َك َبــة العــر‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الحكومي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الجامع‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫إن جميــع أقســام ال ُّ‬
‫ل‬
‫ـب إلعــداد الطــاب؛ مــن أجــل تجهيزهــم‬ ‫مناسـ ٍ‬ ‫ـكل منهــج ِ‬ ‫مــن ظواهــر العوملــة‪ ،‬واالنفتــاح التكنولوجــي‪ ،‬وترجمــة ذلــك عــى شـ ِ‬
‫العربيــة وقــوة العلــوم التــي يكتســبونها عــى مقاعــد‬ ‫َّ‬ ‫ـواء مــن ناحيــة إتقــان مهــارات اللُّغــة‬ ‫ـوق العمــل بعــد الدراســة‪ ،‬سـ ٌ‬ ‫لسـ ِ‬
‫الجامعــة‪...‬‬
‫العامية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫العربية‬
‫َّ‬ ‫العربية يف مواد‬ ‫َّ‬ ‫كام أن هذه األقسام تحاول إمدا َد الطالب بقد ٍر من املعرفة بالنسبة لِلَّهجات‬
‫العربيــة فإنَّــه مــن الجهــود التــي قــام بهــا اتحــا ُد ُمــد ِّريس اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫الجغرافيــة واالقتصاديَّــة لتعليــم اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫أمــا التح ِّديــات‬
‫العربيــة يف إندونيســيا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫و‬
‫َّ‬ ‫مد‬ ‫ـروع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫يف‬ ‫ء‬ ‫د‬
‫َ ُْ‬ ‫ـ‬ ‫الب‬ ‫ـيا‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫إندونيس‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫تطوي‬ ‫ـل‬ ‫العربيــة مــن أجـ‬ ‫َّ‬
‫اإللكرتونية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الشبكة‬ ‫عرب‬ ‫ة‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫تعليم‬ ‫تطوير‬ ‫(امال)‬ ‫تحاول‬ ‫ ‪1.‬‬
‫ـر مــن التغيــرات‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫الكث‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫يف‬ ‫ـهد‬ ‫ـ‬ ‫يش‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫نظ‬ ‫ـإن‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـات؛‬ ‫ـ‬ ‫املعلوم‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫لتكنلوجي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫املدهش‬ ‫ـورات‬ ‫ـ‬ ‫التط‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫بالتزام‬ ‫ ‪2.‬‬
‫التعليميــة؛ مــن أوجــه التغيــر الحاصلــة اســتعامل التعلُّــم عــن طريــق اإلنرتنــت أو‬ ‫َّ‬ ‫ـائل‬ ‫ـ‬ ‫الوس‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫مج‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫يف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫مب‬ ‫ـورات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والتط‬
‫مــا يســمي بـ(إيلرنينغ)‪.‬‬
‫اإللكرتونية‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـروين‪ ،‬والــذي يعني بشــكل حــريف الدراسـ َة بالوســائل‬ ‫ ‪3.‬إن التعلُّـ َم عــن طريــق اإلنرتنــت يُ َعـ ُّد اختصــا ًرا للتعلُّــم اإللكـ ِّ‬
‫التعليميــة تُ َؤقلَم بأحــوال واحتياجــات املتعلِّمني‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ملي‬
‫َّ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ال‬ ‫إن‬ ‫ـث‬ ‫ـروين؛ حيـ‬ ‫التعليميــة بشــك ٍل إلكـ ٍّ‬ ‫َّ‬ ‫مليــة‬
‫واملعنــى مــن ذلــك إدارة ال َع َّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1126‬‬
‫ـروين‪ ،‬فــإن ال َعمليَّــة التعليميَّــة العاديَّــة واملحــدودة بحــدود الوقــت واملــكان تتحــول إىل عمليَّــة تعليميَّــة ميكن‬ ‫ ‪4.‬عــر التعليــم اإللكـ ِّ‬
‫ـت وأ ِّي مـ ٍ‬
‫ـكان‪.‬‬ ‫إجراؤهــا يف أ ِّي وقـ ٍ‬
‫ـروين يف التعليــم ال يحــدث فقــط ملواكبــة موجــة تطـ ُّور التكنولوجيــا‪ ،‬ولكــن يســتعان بــه ملواجهــة‬ ‫ ‪5.‬إن اســتعامل التعليــم اإللكـ ِّ‬
‫اإللكرتونيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـائل‬
‫ـ‬ ‫الوس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬‫التع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫عملي‬
‫َّ‬ ‫يف‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ل‬‫فص‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ميك‬ ‫ال‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫الط‬ ‫إن‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـذا؛‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫الواقــع الــذي نشــهده يف عرصن‬
‫ـث يف مجــال التأثــرات املعرفيَّــة يف مجــال التعليــم لألطفــال الذيــن يدرســون باســتعامل الكمبيوتــر (غزانيغــا‪،‬‬ ‫ـن بحـ ٌ‬ ‫بـ َّ‬
‫ـال الذيــن يعيشــون يف أوســاط تحتــوي عــى الكمبيوتــر ميتلكــون طريقـ َة تفكــر هيــر تكــس‪ ،‬واملختلفــة عن‬ ‫‪ )2013‬أن األطفـ َ‬
‫األطفــال اآل َخريــن‪ .‬مصطلــح هيــر تكــس ماينــد هــو طريقــة التفكــر التــي ت َ ُعـ ُّد املعلومــات الجديــدة كشــبكة معلومــات تؤلِّــف‬
‫وحــد ًة ميكــن لهــؤالء الطــاب التأثــر فيهــا بأنفســهم يف وقــت مــن األوقــات‪ ،‬إنهــم ال يتعلمــون عــن طريــق التعلُّــم املعتَ ِمــد‬
‫عــى املعلــم يف تقديــم املــادة ال ِعلميَّــة؛ إن الطاقــة اإلبداعيَّــة لــدى الطــاب يف وقتنــا الحــارض ال ميكــن أن يتطـ َّور يف حالــة‬
‫تقديــمِ العلــوم عــى الطريقــة االعتياديَّــة‪ ،‬والــذي يعتمــد عــى حــدوث العمليــات التعليميَّــة عــى شــكل خطــوط مســتقيمة‪.‬‬
‫العربيــة‪ ،‬وآدابهــا وثقافتهــا يف إندونيســيا‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫العربيــة بصفتهــا هيــكل مهنـ ّـي يهتــم بتطويــر تعليــم اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫ ‪6.‬إن اتحــاد ُمــد ِّريس اللُّغــة‬
‫املهنيــة‬
‫َّ‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫بالعوام‬ ‫ـوض‬ ‫ـ‬ ‫والنه‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫وعلومه‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫بتعلي‬ ‫ـوض‬ ‫ـ‬ ‫للنه‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫جليل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مهم‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ميتلــك اتحــاد ُمــد ِّريس‬
‫العربيــة وقدرتهــم عــى تدريســها‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ملــدريس اللُّغــة‬
‫ ‪7.‬مــن الربامــج املهمــة يف هــذا الصــدد واملقدمــة مــن االتحــاد هــو توفــر تعليــم اللُّغــة العربيَّــة عــن طريــق اإلنرتنــت لجميــع‬
‫ـروين التحــاد ُمــد ِّريس اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬والــذي ميكــن‬ ‫طوائــف املجتمــع الواســع؛ إن هــذا الربنامــج ســيُدار عــر املوقــع اإللكـ ِّ‬
‫الوصــول إليــه عــن طريــق‪.http://imla.or.id/ :‬‬
‫ن‪-‬‬ ‫َ َ‬ ‫ـ‬ ‫ئ‬‫د‬‫ِ‬ ‫ت‬ ‫(املب‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫املختلف‬ ‫ـتويات‬ ‫ـ‬ ‫للمس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫تش‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الصفح‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫الخطــوط الرئيسـ َّـية لتعليــم اللُّغــة العربيــة عــى ه‬
‫العربيــة ميكــن أن يكــون مصــد ًرا‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫يس‬ ‫ر‬ ‫ـد‬
‫ُ ِّ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـاد‬ ‫ـ‬ ‫التح‬ ‫ـروين‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫اإللك‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫املتوســطني‪ -‬املتقدمــن)؛ هــذا باإلضافــة إىل أن‬
‫العربيــة يف إندونيســيا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫بتعلي‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫م‬‫َّ‬ ‫املهت‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫املختلف‬ ‫املؤسســات‬ ‫للتواصــل بــن َّ‬ ‫ُ‬ ‫تعليميــا ووســيلة‬
‫ًّ‬

‫املراجع‪:‬‬
‫ ‪-‬محمــود رشــدي أحمــد طعيمــة‪ ،‬طــرق تدريــس اللُّغــة العربيَّــة والرتبيــة الدينيَّــة يف ضــوء االتجاهــات الحديثــة‪ ،‬القاهــرة‪:‬‬
‫دار الحلــب‪ ،1983 ،‬ط‪ ،3‬ص‪.351‬‬
‫العربيــة يف إندونيســيا‪ ،‬جاكرتــا‪،2008 ،‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ة‪,‬‬ ‫ـامي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫املعاه‬ ‫يف‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫مالحظات‬ ‫ ‪-‬أغــوس ناســوتيون مــن خــال‬
‫ط‪ ،2‬ص‪.134‬‬
‫حسان عىل ضوء تعليم اللُّغة العربيَّة‪ ،‬جاكرتا‪ ،2009 ،‬ط‪ ،2‬ص‪.1‬‬ ‫ ‪-‬محبب عبد الوهاب‪ ،‬نظريَّة اللُّغة عند متَّام َّ‬
‫ ‪-‬دور الدولة يف رصاع الفصحى مع العاميات‪ ،‬ص ‪.524‬‬
‫ ‪-‬طرق تدريس اللُّغة العربيَّة‪ ،‬ص‪.3‬‬
‫ ‪-‬حلمي زهدي‪ ،‬البيئة اللُّغويَّة‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫التطبيقي‪ ،‬جاكرتا‪ ،‬وزارة شؤون الرتبية‪ ،1989 ،‬ص ‪.7‬‬ ‫ُّ‬ ‫ ‪-‬سهر الدين كاسيع‪ ،‬علم اللُّغة‬

‫‪1127‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫الدولي السادس‬
‫ّ‬ ‫مؤتمر ال ُّلغة العرب َّية‬
‫فبراير ‪2023‬م‬
‫العربي‬
‫ّ‬ ‫َّ‬
‫القياسية للخط‬ ‫دليل مقترَ ح لتوحيد ضوابط المعايير‬
‫بلغات أخرى‬
‫ٍ‬ ‫َ‬
‫قين‬ ‫اط‬ ‫العربية َّ‬
‫الن ِ‬ ‫َّ‬ ‫لمتعل ِمي ُّ‬
‫اللغة‬ ‫ِّ‬

‫الدكتور‪ /‬صالح بن ملهي السحيمي‬


‫أستاذ تعليم اللُّغة العربيَّة املشارِك مبعهد تعليم اللُّغة العربيَّة‬
‫بالجامعة اإلسالميَّة باملدينة املن َّورة‬

‫‪s139568@hotmail.com‬‬

‫متهيد‪:‬‬
‫ني‪ ،‬نبينــا محمــد وعــى آلــه وصحبــه أجمعــن‪،‬‬ ‫واملرســل َ‬ ‫ن‪ ،‬والصــاة والســام عــى أرشف األنبيــاء َ‬ ‫رب العالَ ِمـ َ‬ ‫الحمـ ُد للــه ِّ‬
‫أمــا بعـ ُد‪:‬‬
‫بالشــارقة بعنــوان‪ :‬تعليــم اللُّغــة‬ ‫ـدويل الســادس َّ‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫(مؤمت‬ ‫ـارك‬ ‫ـ‬ ‫املب‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫املؤمت‬ ‫ـذا‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫يف‬ ‫كة‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫املش‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫لن‬ ‫ـب‬ ‫في ِطيـ‬ ‫َ‬
‫ـرص والتح ِّديــات ينايــر ‪2023‬م)‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫وال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ب‬‫َّ‬ ‫ل‬ ‫املتط‬ ‫ـتقبل‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫نح‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تط‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫وتع‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫العربيـ‬
‫َّ‬
‫ن‬
‫اطقـ َ‬ ‫يب ملتعلِّ ِمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّن ِ‬
‫فهــذا البحــث امل ُسـ َّمى‪( :‬دليــل مقــرَح لتوحيــد ضوابــط املعايــر القياســيَّة للخــط العــر ّ‬
‫ـات أخــرى) يناقــش ثالثـ َة أمــور؛ وهــي‪:‬‬ ‫ِبلُغـ ٍ‬
‫يب‪.‬‬
‫القياسية للخط العر ّ‬ ‫َّ‬ ‫العربية يف تطبيق املعايري‬ ‫َّ‬ ‫ ‪1.‬الصعوبات التي تواجه متعلِّ ِمي اللُّغة‬
‫ني ِبلُغات أخرى‪.‬‬‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب لدى متعلِّمي اللُّغة العربيَّة للناطق َ‬ ‫ِ‬ ‫ ‪2.‬أهم املعايري القياسيَّة للخط العر ّ‬
‫غات أخرى‪.‬‬ ‫ني ِبلُ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬ ‫ال‬
‫َّ َّ‬ ‫ة‬ ‫العربي‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫متع‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫العر‬ ‫للخط‬ ‫ة‬‫القياسي‬
‫َّ‬ ‫املعايري‬ ‫مقرتح لتوحيد ضوابط‬ ‫ ‪َ 3.‬و ْضع دليل َ‬
‫ٍ‬
‫واملســته َدفون مــن الدليــل املقــرَح هــم متعلمــو اللُّغــة العربيَّــة الناطقــون ِبلُغــات أخــرى‪ ،‬وتلبيـ ًة لحاجــة هــؤالء املتعلِّمــن‬
‫ـول ُمقرتَحــة لتســهيل رســم الحــروف العربيَّــة‬ ‫يب جــاء هــذا املقــرَح ليناقــش تلــك الجوانــب‪ ،‬ويُقـ ِّدم حلـ ً‬ ‫إىل تعلُّــم الخــط العــر ّ‬
‫عــى الفئــة املســته َدفة‪.‬‬
‫ني‪.‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫العا‬ ‫رب‬ ‫ِّ‬ ‫لله‬ ‫د‬‫ُ‬ ‫والحم‬ ‫املجيد‪،‬‬ ‫كتابه‬ ‫لغة‬ ‫لخدمة‬ ‫يوفقنا‬ ‫وأن‬ ‫ح‪،‬‬ ‫املقرت‬
‫َ‬ ‫بهذا‬ ‫نسأل الله أن ينفع‬

‫املستخلَص‪:‬‬
‫ن بلغـ ٍ‬
‫ـات‬ ‫اطقـ َ‬ ‫يب لــدى متعلِّ ِمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّن ِ‬‫هــدف هــذا البحــث إىل إعــداد قامئــة باملعايــر القياســيَّة للخــط العــر ّ‬
‫يب لديهــم‪ ،‬وتقديــم دليــل مقــرَح لتوحيــد ضوابــط‬ ‫ـرف عــى صعوبــات تطبيــق املعايــر القياســيَّة للخــط العــر ّ‬ ‫أخــرى‪ ،‬والتعـ ُّ‬
‫ـات أخــرى‪ ،‬ولتحقيــق هــذا الهــدف اســتخ َدم‬ ‫ن بلغـ ٍ‬ ‫اطق ـ َ‬ ‫يب لــدى متعلِّ ِمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّن ِ‬ ‫املعايــر القياســيَّة للخــط العــر ّ‬
‫يب‪ ،‬واختبــا ٌر لصعوبات‬ ‫ـي‪ ،‬وأُ ِعـ َّدت مجموعـ ٌة مــن األدوات؛ هــي‪ :‬قامئــة باملعايــر القياســيَّة للخــط العــر ّ‬ ‫ـج الوصفـ َّ‬ ‫ـث املنهـ َ‬‫الباحـ ُ‬
‫ـات أخــرى‪ ،‬ومــن أهــم نتائــج البحــث‪:‬‬ ‫ن بلغـ ٍ‬ ‫اطقـ َ‬ ‫يب لــدى متعلِّ ِمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّن ِ‬ ‫تطبيــق املعايــر القياســيَّة للخـ ّط العــر ّ‬
‫ـات أخــرى‪ ،‬تض َّم َنــت (‪ )18‬معيــا ًرا‪ ،‬كام توصــل البحث إىل‬ ‫ن بلغـ ٍ‬ ‫يب ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫التوصــل إىل قامئــة باملعايــر القياســيَّة للخــط العــر ّ‬ ‫ُّ‬
‫ن بلُغــات أخــرى تراوحــت‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب لــدى متعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّناطقـ َ‬ ‫وجــود صعوبــات يف تطبيــق املعايــر القياســيَّة للخــط العــر ّ‬
‫يب لــدى متعلِّ ِمــي اللُّغــة‬ ‫مــا بــن (‪ )%84‬و(‪ ،)%100‬مــع تقديــم دليــل مقــرَح لتوحيــد ضوابــط املعايــر القياســيَّة للخــط العــر ّ‬
‫ن بلغـ ٍ‬
‫ـات أخــرى‪.‬‬ ‫اطقـ َ‬ ‫العربيَّــة ال َّن ِ‬
‫واملقرتحات‪.‬‬
‫َ‬ ‫بعض التوصيات‬ ‫الباحث َ‬
‫ُ‬ ‫التوص ُل إليها ق َّدم‬
‫ويف ضوء النتائج التي ت ّم ُّ‬
‫يب‪ ،‬املعايري القياسيَّة‪ ،‬تعليم اللُّغة العربيَّة‪.‬‬ ‫املفتاحية‪ :‬الخط العر ّ‬‫َّ‬ ‫الكلامت‬

‫‪1129‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪This paper aims to set up the standard guidelines that govern the proportions between the letters‬‬
‫‪of Arabic calligraphy for speakers of other languages who learn Arabic and identify the difficulties that‬‬
‫‪they might face to apply these rules. In addition, the main goal is to suggest a guidebook to Arabic‬‬
‫‪calligraphy that unifies the standard rules for Arabic learners.‬‬
‫‪To achieve its objectives, a list of Arabic calligraphy guidelines is prepared. Furthermore, this study‬‬
‫‪draws on data obtained from a survey that aims to identify the difficulties that Arabic learners might‬‬
‫‪go through when following these guidelines.‬‬
‫‪The results of this paper provide a list of 18 guidelines for Arabic calligraphy for Arabic learners‬‬
‫‪who speak other languages. The results presented also capture the difficulties that Arabic learners‬‬
‫‪might face when adhering to these guidelines which ranged between 85% to 100%. Along these lines,‬‬
‫‪a list of unified guidelines for Arabic calligraphy is suggested. Finally, the researcher makes future‬‬
‫‪recommendations and suggestions based on the results of his study.‬‬
‫‪Keywords: Arabic calligraphy, Arabic teaching, standard guidel‬‬

‫املقدمة‪:‬‬
‫ـراث اإلنســان‬ ‫ـاين التــي حفظــت لنــا تـ َ‬ ‫ـر ٌة مــن مفاخــر العقــل اإلنسـ ّ‬ ‫ـر الكتابــة س ـ ِج َّل اإلنســان وتاري َخــه‪ ،‬فهــي َمفخـ َ‬ ‫تعتـ ُ‬
‫وحضارتَــه‪ ،‬وهــي وثيقــة لحفــظ تاريــخ الحضــارات‪ ،‬إضافـ ًة إىل كونهــا وســيلة للتعبري عــن الفكر والنفــس‪ .‬بشــينة (‪)10، 2012‬‬
‫األجنبيــة‪ ،‬فنجــد‬
‫َّ‬ ‫أهميــة الكتابــة مــن كونهــا مهــار ًة أساسـ َّـية مــن مهــارات اللُّغــة‪ ،‬وهدفًــا مــن أهــداف تعليــم اللُّغــة‬ ‫تــأيت َّ‬
‫عالقتَهــا باملهــارات اللُّغويَّــة َعالقــة تأثــر وتأثُّــر؛ حيــث تُس ـ ِهم يف تعميقهــا وتجويدهــا‪ ،‬كالحديــث والقــراءة؛ باعتبــار أ َّن‬
‫يب نــو ٌع مــن أنــواع التدريــب عــى هــذه املهــارات‪ ،‬عــاو ًة عــى ذلــك فــإ َّن تركيــز االنتبــاه عــى شــكل الكلــات‪،‬‬ ‫الرســم الكتــا ّ‬
‫ـض مهــارات اللُّغــة‪ .‬الناقــة‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫ُ ِّ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫وعالقاته‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ـكال‬ ‫ـ‬ ‫أش‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ك‬
‫ُّ‬ ‫تذ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـدرة‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫وبن‬ ‫ـز‪،‬‬‫ـ‬ ‫التميي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـاعد‬ ‫والعبــارات يسـ‬
‫وطعيمــة (‪)2003، 200‬‬
‫املقيــد واملو ّجــه‪،‬‬
‫وللكتابــة أنــواع مختلفــة‪ ،‬منهــا اإلمــاء بأنواعــه‪ :‬املنقــول‪ ،‬واملنظــور‪ ،‬واالختيــاري‪ ،‬ومنهــا التعبــر بأنواعــه‪َّ :‬‬
‫ـكل مــن هــذه األنــواع أســاليب تدريــس مختلفــة‪ .‬طعيمــة (‪)2002، 52‬‬ ‫ـر‪ ،‬والخــط بنوعيــه‪ :‬النســخ‪ ،‬والرقعــة‪ ،‬ولـ ٍّ‬ ‫والحـ ّ‬
‫الكليــة‪ ،‬وهــو مــن األُ ُســس املهمــة يف الرســم‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫فرعي‬
‫َّ‬ ‫ـارة‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫د‬ ‫ّ ُّ‬‫ـ‬ ‫يع‬ ‫يب‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ـإ‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫هن‬ ‫ـن‬‫ومـ‬
‫الحركيــة‪ ،‬وينتهــي‬ ‫َّ‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫بامله‬ ‫ـدأ‬ ‫ـ‬ ‫يب‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬‫تتابعي‬
‫ًّ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬‫ً‬ ‫ط‬ ‫تخطي‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫يك‬ ‫أن‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫يج‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫لربنام‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫التخطي‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫وعن‬ ‫‪،‬‬ ‫يب‬
‫الكتــا ّ‬
‫ر نحــو إتقــان هــذه املهــارة‪ ،‬ومــن الصعوبــة أن يفصــل تدريــس‬ ‫باملهــارات الفكريَّــة‪ ،‬ويتــدرج باملتعلــم ويأخــذ بيــده يف يُـ ٍ‬
‫ـزء مهـ ٌّم ال ميكــن إهاملــه‪.‬‬ ‫أي نــوع مــن أنــواع الكتابــة نجــد أ َّن الخــط جـ ٌ‬ ‫الخــط عــن مهــارات الكتابــة الســيام اإلمــاء‪ ،‬ففــي ِّ‬
‫الناقــة (‪)1985، 240‬‬
‫يب‪ ،‬ومنهــا دراســة املجــايل (‪ ،)2006‬التــي أشــارت‬ ‫أهميــة الخــط العــر ّ‬ ‫وقــد أكــدت العديـ ُد مــن الدراســات والبحــوث عــى َّ‬
‫أهميــة تعليــم‬
‫َّ‬ ‫إىل‬ ‫ـارت‬ ‫ـ‬ ‫أش‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫)‪،‬‬ ‫‪2022‬‬ ‫(‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ودراس‬ ‫ـم‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫يب يف املراحــل األوىل مــن‬ ‫أهميــة تعليــم الخــط العــر ّ‬ ‫إىل َّ‬
‫يب لــدى مراحــل التعليــم املختلفــة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫الخــط‬
‫ن بغريهــا يواجــه صعوبــات أعمــق مــن التــي يواجههــا‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬ ‫ال‬
‫َّ َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫العربي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ل‬
‫ّ ِّ‬‫ملتع‬ ‫يب‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ن‬
‫غـ َ َّ‬
‫أ‬ ‫ـر‬
‫يب والتفريــق بينهــا‪ ،‬ومــن‬ ‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫معرف‬ ‫ـؤالء‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫كث‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫يصع‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـون؛‬ ‫ـ‬ ‫األصلي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـاء اللُّغـ‬
‫أبنـ ُ‬
‫ـات أخــرى دراســة التهامي‬ ‫ن ِبلُغـ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫متع‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫الكتابي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الصعوب‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـدت‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الدراس‬
‫العربيــة‪ ،‬ومعرفــة قواعــد رســمها‪ ،‬ودراســة األلفــي (‪2005‬م)‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫(‪2016‬م)‪ :‬التــي أشــارت إىل وجــود َض ْعــف يف رســم الحــروف‬
‫يب التــي ينبغــي‬ ‫العربيــة مــن غــر أهلهــا‪ ،‬ومــن أهــم مهــارات الخــط العــر ّ‬ ‫َّ‬ ‫التــي َّبي َنــت أهـ َّم الصعوبــات يف خطــوط داريس‬
‫يب‪ ،‬وقليلــة ِج ـ ًّدا هــي الدراســات التــي تتح ـ َّدث عــن‬ ‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫للخ‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫القياس‬ ‫العربيــة الناطــق بغريهــا املعايــر‬ ‫َّ‬ ‫ملتعلِّــم اللُّغــة‬
‫يب ومعايــره القياسـ َّـية ‪-‬يف حــدود علــم الباحــث‪ -‬ولــذا جــاء البحــث الحــايل ملعرفــة صعوبــات تطبيــق‬ ‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫موازيــن الخ‬
‫يب لــدى متعلِّ ِمــي‬ ‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫للخ‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫القياس‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫املعاي‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫ضواب‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫لتوحي‬ ‫ح‬
‫ٍ‬ ‫ـر‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫مق‬ ‫ٍ‬
‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫دلي‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫وتقدي‬ ‫‪،‬‬‫يب‬
‫ّ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫للخ‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫القياس‬ ‫املعايــر‬
‫ـات أخــرى‪.‬‬ ‫ن بلغـ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ َّ‬‫ال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬ ‫اللُّغــة‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1130‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫ـات أخــرى يف تطبيــق املعايــر القياسـ َّـية‬ ‫ن بلغـ ٍ‬
‫اطقـ َ‬ ‫العربيــة ال َّن ِ‬
‫َّ‬ ‫تتحــدد مشــكلة البحــث يف َض ْعــف مســتوى متعلِّ ِمــي اللُّغــة‬
‫ني‬
‫اطق َ‬ ‫العربيــة لغــر ال َّن ِ‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫تعليم‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫مبعه‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ر‬ ‫ـر‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫مق‬ ‫تدريس‬ ‫ـث ‪-‬مــن خــال عملــه يف‬ ‫يب‪ ،‬وقــد ال َحــظ الباحـ ُ‬
‫للخــط العــر ّ‬
‫ـا يجعلهــم‬ ‫يب؛ مـ َّ‬
‫ـرا مــن الطــاب يعانــون َض ْع ًفــا يف مهــارات الخــط العــر ّ‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫كث‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫أ‬ ‫رة‪-‬‬‫و‬‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫املن‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫باملدين‬ ‫ة‬ ‫ـامي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫بهــا بالجامعــة‬
‫غــر قادريــن عــى رســم الحــروف مبوازيــن وقواعــد رســم الحــروف؛ ولــذا جــاء البحــث للتصدي لهــذه املشــكلة بتقديــم ٍ‬
‫دليل‬
‫ن بلغـ ٍ‬
‫ـات أخــرى‪.‬‬ ‫اطقـ َ‬ ‫العربيــة ال َّن ِ‬
‫َّ‬ ‫يب‪ ،‬لــدى متعلِّ ِمــي اللُّغــة‬
‫ـر ٍح لتوحيــد ضوابــط املعايــر القياسـ َّـية للخــط العــر ّ‬ ‫مقـ َ‬
‫أسئلة البحث‪:‬‬
‫وللتغلُّب عىل مشكلة البحث ميكن طرح األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫ني ٍ‬
‫بلغات أخرى؟‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬‫ن‬ ‫ال‬
‫َّ َّ‬‫ة‬ ‫العربي‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫متع‬ ‫لدى‬ ‫يب‬
‫القياسية للخط العر ّ‬
‫َّ‬ ‫ ‪1.‬ما صعوبات تطبيق املعايري‬
‫ني بلغات أخرى؟‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب ملتعلِّمي اللُّغة العربيَّة ال َّناطق َ‬
‫ ‪2.‬ما املعايري القياسيَّة للخط العر ّ‬
‫ني ٍ‬
‫بلغات أخرى؟‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬ ‫ال‬
‫َّ َّ‬‫ة‬ ‫العربي‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ملتع‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫العر‬ ‫للخط‬ ‫ة‬‫القياسي‬
‫َّ‬ ‫املعايري‬ ‫املقرتح لتوحيد ضوابط‬
‫ ‪3.‬ما الدليل َ‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫هدف البحث الحايل إىل ما ييل‪:‬‬
‫ني ٍ‬
‫بلغات أخرى‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬ ‫ال‬
‫َّ َّ‬‫ة‬ ‫العربي‬ ‫غة‬ ‫ل‬ ‫ال‬
‫ِّ ُّ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ل‬ ‫متع‬ ‫لدى‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫العر‬ ‫للخط‬ ‫ة‬ ‫القياسي‬
‫َّ‬ ‫املعايري‬ ‫التعرف عىل صعوبات تطبيق‬
‫ ‪ُ 1.‬‬
‫بلغات أخرى؟‬ ‫ني ٍ‬ ‫اطق َ‬ ‫العربية ال َّن ِ‬
‫َّ‬ ‫يب ملتعلِّ ِمي اللُّغة‬‫القياسية للخط العر ّ‬
‫َّ‬ ‫ ‪2.‬إعداد قامئة باملعايري‬
‫ني ٍ‬
‫بلغات أخرى‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ة‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ل‬ ‫ال‬
‫ِّ ُّ‬ ‫ي‬‫م‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫متع‬ ‫لدى‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫العر‬ ‫للخط‬ ‫ة‬‫القياسي‬
‫َّ‬ ‫املعايري‬ ‫ضوابط‬ ‫لتوحيد‬ ‫مقرتح‬
‫ ‪3.‬تقديم دليل َ‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫َّ‬
‫أهمية البحث الحايل فيام ييل‪:‬‬ ‫تتمثَّل َّ‬
‫ٍ‬
‫ني بلغات أخرى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫البحث استجاب ًة للدراسات التي تنادي بأهمية معالَجة صعوبات تعليم اللُّغة العربيَّة للناطق َ‬ ‫ ‪1.‬يُ َع ُّد هذا ُ‬
‫ني ِبلُ ٍ‬
‫غات أخرى‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ة‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫تعليم‬ ‫مجال‬ ‫يف‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫العر‬ ‫للخط‬ ‫ة‬ ‫القياسي‬
‫َّ‬ ‫املعايري‬ ‫لتوظيف‬ ‫ ‪2.‬تُ َع ُّد محا َول ًة‬
‫ ‪3.‬تقديم مهارة رسم الحروف العربيَّة بطريقة علميَّة منهجيَّة‪.‬‬
‫ـات أخــرى‪ ،‬وواضعــي املناهــج؛ وذلــك مــن خــال تزويدهــم بدليــل‬ ‫ن بلغـ ٍ‬ ‫اطق ـ َ‬ ‫العربيــة ال َّن ِ‬
‫َّ‬ ‫ ‪4.‬يفيــد هــذا البحــث ُمعلِّمــي اللُّغــة‬
‫ن بلغـ ٍ‬
‫ـات أخــرى‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬ ‫ال‬
‫َّ َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ملتع‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـرح للمعايــر القياسـ َّـية للخـ‬ ‫مقـ َ‬
‫حدود البحث‪:‬‬
‫البحث عىل الحدود اآلتية‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫يقترص‬
‫ـرح لتوحيــد ضوابــط املعايــر القياسـ َّـية ملتعلِّ ِمــي اللُّغــة‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫مق‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫دلي‬ ‫ـاء‬
‫ـ‬ ‫بن‬ ‫يف‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫املوضوع‬ ‫د‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الح‬ ‫ـل‬‫ـ‬‫ّ‬ ‫ث‬ ‫مت‬ ‫ـة‪:‬‬
‫ـ‬ ‫املوضوعي‬
‫َّ‬ ‫ـدود‬ ‫ ‪-‬الحـ‬
‫ـات أخــرى‪.‬‬ ‫ن ِبلُغـ ٍ‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬‫ن‬ ‫ال‬
‫َّ َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫الجامعي (‪1444‬هـ)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العام‬ ‫من‬ ‫األول‬ ‫الدرايس‬
‫ّ‬ ‫الفصل‬ ‫ة‪:‬‬ ‫الزماني‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬الحدود‬
‫مصطلحات البحث‪:‬‬
‫ـرف بأنَّــه‪ :‬كُتيِّــب يعـ ُّد ملســا َعدة الطالــب عــى تعلُّــم املــادة الدراســيَّة‪ .‬شــحات والنجــار (‪2003‬م‪،‬‬ ‫ ‪-‬الدليــل املقــرَح‪ :‬يُعـ َّ‬
‫‪)185‬‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ملتع‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫للخ‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫القياس‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫املعاي‬ ‫ـق‬
‫ـ‬ ‫تطبي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫معرف‬ ‫يف‬ ‫د‬ ‫ِ‬
‫ع‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ـب‬
‫ِّ ُ‬‫ـ‬ ‫تي‬‫ك‬
‫ُ‬ ‫ـه‬
‫ـ‬‫َّ‬ ‫ن‬‫بأ‬ ‫ـا‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫إجرائي‬
‫ًّ‬ ‫ـث‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الباح‬ ‫عرفــه‬ ‫ويُ ِّ‬
‫ـات أخــرى‪.‬‬ ‫ن بلغـ ٍ‬ ‫اطقـ َ‬ ‫ال َّن ِ‬
‫ـرف املعايــر القياســيَّة‪ :‬بأنَّهــا‪« :‬القواعــد التــي تُح ِّقــق ســام َة الخــط‪ ،‬وتــوازن‬ ‫يب‪ :‬تُعـ َّ‬
‫ـية للخــط العــر ّ‬ ‫ ‪-‬املعايــر القياسـ َّ‬
‫الحــروف‪ ،‬كالنقطــة واأللِــف»‪ .‬البهنــي (‪1999‬م‪)129 ،‬‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫العربيــة لــدى متعلِّ ِمــي اللُّغــة‬
‫َّ‬ ‫إجرائيــا‪ :‬بأنَّهــا القواعــد واملوازيــن التــي تنظ ـ ُم رس ـ َم الحــروف‬ ‫ًّ‬ ‫ـث‬
‫ويعرفهــا الباحـ ُ‬
‫ِّ‬
‫ـات أخــرى‪.‬‬ ‫ن بلغـ ٍ‬ ‫اطق ـ َ‬ ‫ال َّن ِ‬

‫‪1131‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫النظري للبحث‪:‬‬
‫ّ‬ ‫اإلطار‬
‫يب‪ ،‬ونشــأتها‪ ،‬وأنواعهــا‪ ،‬وأهميتهــا لــدى متعلِّ ِمــي‬ ‫ـزء مــن البحــث مفهــو َم املعايــر القياسـ َّـية للخــط العــر ّ‬ ‫تنــا َول هــذا الجـ ُ‬
‫ـات أخــرى‪ ،‬وفيــا يــأيت توضيــح العنــارص الســابقة‪:‬‬ ‫ن بلغـ ٍ‬ ‫اطقـ َ‬ ‫العربيــة ال َّن ِ‬ ‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫يب‪:‬‬
‫ّ‬ ‫العر‬ ‫للخط‬ ‫ة‬ ‫القياسي‬
‫َّ‬ ‫املعايري‬ ‫مفهوم‬ ‫‪:‬‬ ‫أول‬
‫ً‬
‫العربيــة (‪2003‬م‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫مجم‬ ‫ـر‪.‬‬
‫ـ‬ ‫والتقدي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫للمقارن‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫أساس‬
‫ً‬ ‫ـذ‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ُّ‬ ‫ت‬‫ا‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـو‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫والعي‬ ‫ـار‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ي‬ ‫الع‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـوذ‬ ‫ـ‬ ‫مأخ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫املعي‬
‫‪.)442-443‬‬
‫أ َّمــا يف االصطــاح‪ :‬فــإ َّن تعريــف املعيــار يختلــف باختــاف املجــال الــذي نعمــل فيــه‪ ،‬وميكــن تعريــف املعايــر القياسـ َّـية‬
‫يب بأنَّهــا‪« :‬القواعــد التــي تحقـ ُـق ســامة الخــط‪ ،‬وتــوازن الحــروف؛ كالنقطــة واأللِــف»‪ .‬البهنــي (‪1999‬م‪)129 ،‬‬ ‫للخــط العــر ّ‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫العربيــة لــدى متعلِّ ِمــي اللُّغــة‬
‫َّ‬ ‫إجرائيــا‪ :‬بأنَّهــا القواعــد واملوازيــن التــي تنظــم رســم الحــروف‬ ‫ًّ‬ ‫ـث‬‫ويعرفهــا الباحـ ُ‬ ‫ِّ‬
‫ـات أخــرى‪.‬‬ ‫ن بلغـ ٍ‬ ‫اطق ـ َ‬ ‫ال َّن ِ‬
‫يب‪:‬‬
‫ّ‬ ‫العر‬ ‫للخط‬ ‫ة‬ ‫القياسي‬
‫َّ‬ ‫املعايري‬ ‫نشأة‬ ‫ا‪:‬‬ ‫ثاني‬
‫ً‬
‫يب‪ ،‬ولعـ َّـل هــذا‬ ‫تُج ِمــع املصــاد ُر الخط َِّّيـ ُة عــى الــدور الــذي قــام بــه (ابــن مقلــة) يف نشــأة املعايــر القياسـ َّـية للخــط العــر ّ‬
‫يب‪ ،‬ومــن املؤكَّــد أ َّن هــذا الوزيــر‬ ‫ـري يف الخــط العــر ّ‬ ‫املميــز هــو مــا جعــل مؤرخــي الخــط يَ ِنســبون لــه َّكل عمــل تطويـ ّ‬ ‫الــدور ّ‬
‫ـس يف بــروز املدرســة الخط َِّّيــة الجديــدة وازدهارهــا ووضــوح ســاتها‪ ،‬حتــى إ َّن ســات هــذه املدرســة‬ ‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫رئي‬ ‫ر‬‫ٌ‬ ‫دو‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ل‬ ‫املبــدع كان‬
‫ـدروس‪ .‬ذنــون (‪1983‬م‪.)395 ،‬‬ ‫ـكل محــدو ٍد ومـ ٍ‬ ‫ال تظهــر إال لديــه بشـ ٍ‬
‫ولعــل ريادتــه لهــذه املدرســة الخط َِّّيــة يرجــع إىل كونــه بار ًعــا يف الهندســة‪ ،‬مــا م َّك َنــه مــن دراســة التناســب بــن الحروف‪،‬‬
‫والخــروج بنظــامٍ ف ّن ٍّي يجمعهــا‪ .‬أنــور (‪1985‬م‪.)16 ،‬‬
‫ويــروي القلقشــندي (‪1987‬م‪ )18-19 ،‬عــن صاحــب إعانــة املنشــئ مــا قالــه عــن الوزيــر ابــن مقلــة‪ ،‬وأخيــه أيب عبــد‬
‫ـرد أبــو عبــد اللــه بالنســخ‪ ،‬والوزيــر أبــو عــي‬ ‫اللــه‪« :‬وولَّـ َدا طريقـ ًة اخرتعاهــا‪ ،‬وكتــب يف زمنهــا جامعــة فلــم يقاربوهــا‪ ،‬وتفـ َّ‬
‫بالــدرج‪ ،‬وكان الكــال يف ذلــك للوزيــر‪ ،‬وهــو الــذي هنــدس الحــروف وأجــاد تحريرهــا‪ ،‬وعنــه انتــر الخــط يف مشــارق‬
‫األرض ومغاربهــا»‪.‬‬
‫ـرف أبعــاد مــا قــام بــه مــن إصــاح يف‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫نع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مقل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫اب‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـدور‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫إدراك‬
‫ونســتطيع َ‬
‫النظريَّــة الخط َِّّيــة؛ فقــد جــاء يف بدايــة املائــة الثالثــة حــن رأى أ َّن األســلوب املعتَ ِمــد عــى الخطــوط املســتقيمة والزوايــا‬
‫الثقافيــة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫الهندسـ َّـية قــد اتجــه وجه ـ ًة أخــرى‪ ،‬مييــل فيهــا إىل اللــن املتَّ ِســق مــع رسعــة التدويــن؛ ملجــاراة ظــروف الحيــاة‬
‫الطبيعيــة يف ليونتهــا ومجاراتهــا للرسعــة التــي تتطلبهــا أســاليب‬ ‫َّ‬ ‫وأخــذت حروفــه يف تفردهــا واتصالهــا تأخــذ حركــة اليــد‬
‫ـا يف مقاييــس ال َجــال؛ وهــو تلــك ال َعالقــة بــن‬ ‫ًّ‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـا‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫أص‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫يفتق‬ ‫التدويــن‪ ،‬لكــن ابــن مقلــة و َجــد أ َّن هــذا األســلوب الجديــد‬
‫ـرف ل ِبنـ ًة مــن لبنــات الكلمــة الواحــدة؛ و ِمــن ث َـ ّم‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الح‬ ‫ل‬ ‫ك‬
‫ُ ِّ‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ي‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ن مــا قبلَــه ومــا بعـ َده؛‬ ‫أجــزاء الحــرف الواحــد‪ ،‬وبي َنــه وبـ َ‬
‫ـي بينهــا‪ ،‬فوجــد ابــن مقلــة أ َّن ذلــك ال ميكنــه أن يتحقــق إال بالبحــث عــن‬ ‫ّ ٍّ‬‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ف‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫راب‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫وج‬ ‫الســطر الواحــد‪ ،‬وهــي َعالقــة تحتـ ُم‬
‫َعالقــة رابطــة بــن الحــروف تجعلهــا مرتابطـ ًة فيــا بينهــا‪ ،‬متجانسـ ًة يف إطارهــا العــا ّم‪ ،‬فــا كان منــه إال أن وجدهــا يف وضع‬
‫ـر‪ ،‬بــل‬ ‫نســبة جامليــة تَر ِبــط بــن أحجــام الحــروف وأشــكالها‪ ،‬فــا يظهــر بــن هــذه األشــكال املختلفــة للحــروف نشــا ٌز أو تنافـ ٌ‬
‫ـاق وتكا ُمـ ٌـل فيــا بينهــا‪ ،‬وقــد وجـ َد ضالتَــه يف نســقٍ يربــط بــن ُحجومهــا‪ ،‬وهــو مــا يُسـ َّمى (النســبة الفاضلــة)؛ التــي تعني‬ ‫اتِّسـ ٌ‬
‫ـر دونهــا ســمج‪ .‬الحســن (‪2003‬م‪.)261 ،‬‬ ‫َ ُ َ‬ ‫ـ‬‫ق‬ ‫وإن‬ ‫‪،‬‬‫ـح‬
‫َُ َ‬ ‫ـ‬ ‫ب‬‫ق‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫عنه‬ ‫ـرف‬ ‫ـ‬ ‫الح‬ ‫زاد‬ ‫إن‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫معين‬ ‫ـبة‬
‫ـ‬ ‫نس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـروف‬ ‫ـ‬ ‫الح‬ ‫ـري‬ ‫ـ‬ ‫أن تج‬
‫يب‪:‬‬‫القياسية للخط العر ّ‬ ‫َّ‬ ‫ثال ًثا‪ :‬أنواع املعايري‬
‫يب يف نوعني؛ وهام‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫العر‬ ‫للخط‬ ‫ة‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫املعيار‬ ‫انحرصت املقاييس‬
‫ـكل مــن األشــكال‬ ‫أساســا لبنــاء جميــع الحــروف؛ و ِمــن ث َـ َّم لقياســها‪ ،‬فالنقطــة هــي شـ ٌ‬ ‫ ‪1.‬النقطــة‪ :‬هــي التــي جعلهــا ابــن مقلــة ً‬
‫ـن‪ ،‬وهــي الوحــدة األوىل للقيــاس عنــد ابــن مقلــة‪ ،‬ومازالــت هــي املقيــاس للخطــاط عندمــا‬ ‫الهندسـ َّـية عــى هيئــة مربَّــع أو معـ َّ‬
‫أحرفَــه‪ .‬البهنــي (‪1999‬م‪.)129 ،‬‬ ‫رســم ُ‬ ‫يَ ُ‬
‫ ‪2.‬األلــف‪ :‬وهــو املقيــاس الثــاين الــذي جعلــه ابــن مقلــة ميزانًــا للحــروف‪ ،‬فينقــل القلقشــندي عــن ابــن عبــد الســام «إنَّهــا‬
‫ـت نقــاط»‪ ،‬وينقــل عــن زيــن الديــن الشــعباين األثــاري أنَّهــا مقـ َّدرة بســبع نقــاط‪ ،‬فــا زاد عــى ذلــك كان زائـ ًدا‬ ‫مقـ َّدرة ِبسـ ّ‬
‫ناقصــا عنهــا» جبــوري (‪1977‬م‪)96 ،‬‬ ‫ً‬ ‫كان‬ ‫ـص‬ ‫ـ‬ ‫نق‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫وم‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫عــن مقداره‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1132‬‬
‫وأيًّــا كانــت النســبة التــي ق َّد َرهــا ابـ ُن مقلــة لأللِــف بالنســبة للنقطــة فإنَّــه قــد ج َعلَهــا «قاعــدة الحــروف املفــردة‪ ،‬وباقــي‬
‫الحــروف متفرعــة عنهــا ومنســوبة إليهــا»‪ .‬القلقشــندي (‪1987‬م‪)29 ،‬‬
‫ـكل حــرف بالنســبة لأللــف‪ ،‬ويف حالــة الحــروف‬ ‫ـتنبط نِ َسـ ًـبا لـ ّ‬
‫لهــذا فقــد قــاس جمي ـ َع الحــروف‪ ،‬ومــن القياســات اسـ َ‬
‫ـرف ألِ ًفــا‪ ،‬وهكــذا بقيــة الحــروف‪ .‬الخطيبــي‪ ،‬والســجلاميس‬ ‫ـر ّكل حـ ٍ‬ ‫املق َّوســة مثــل الــراء‪ ،‬والنــون‪ ،‬والســن؛ فقــد جعــل قُطـ َ‬
‫(‪)1985 53-54‬‬
‫ٍ‬
‫ني بلغات أخرى‪:‬‬ ‫ِ‬
‫العربية ال َّناطق َ‬‫َّ‬ ‫ِ‬
‫يب لدى متعلِّمي اللُّغة‬ ‫القياسية للخط العر ّ‬ ‫َّ‬ ‫أهمية املعايري‬ ‫راب ًعا‪َّ :‬‬
‫العربيــة‪ ،‬ويــرى الخــويل (‪)1989، 128‬‬ ‫َّ‬ ‫ـروف‬ ‫ـ‬ ‫الح‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫رس‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫ـاري‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫امله‬ ‫ـب‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫الجان‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ط‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫للخ‬ ‫ة‬‫ُ‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫القياس‬ ‫ـر‬
‫ُتثِّـ ُـل املعايـ ُ‬
‫أول‪ ،‬وهذا‬
‫يب ً‬‫ّ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫بقواع‬ ‫ـدأ‬
‫ـ‬ ‫نب‬ ‫أن‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫علين‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ـإ‬
‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـرى‬ ‫ـ‬ ‫أخ‬ ‫ٍ‬
‫ـات‬‫ـ‬ ‫بلغ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫ـدرج‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫َ‬ ‫أ‬‫ـد‬
‫ـ‬ ‫مب‬ ‫طب ْقنــا‬
‫أنَّــه إذا َّ‬
‫يب‪ ،‬وميكــن إجــال هــذه األهميــة يف النقــاط اآلتيــة‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫للخ‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫القياس‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫املعاي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫أهمي‬
‫َّ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا يــدل‬
‫مـ َّ‬
‫ ‪1.‬اعتياد َم ْسك القلم مسك ًة صحيحةً‪.‬‬
‫العربية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الحروف‬ ‫رسم‬ ‫ ‪2.‬وقوف الدارسني عىل موازين‬
‫يب وقواعد رسمه‪.‬‬ ‫وفق معايري الخط العر ّ‬ ‫ ‪3.‬تع ّو ُد الدارسني عىل الكتابة َ‬
‫فوق السطر‪ ،‬والحروف التي تَن ِزل عن السطر‪.‬‬ ‫ ‪4.‬معرفة الحروف التي تُكتَب َ‬
‫ ‪5.‬معرفة مقدار ال ِّن َسب ما بني الحروف‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫ ‪-‬دراســة األلفــي (‪2005‬م)‪ :‬ه َدفَــت الدراسـ ُة إىل معرفــة عنــارص الــرداءة املعوقــة يف قــراءة خطــوط داريس العربيَّــة‬
‫ـج الدراســة إىل أ َّن رداءة الخطــوط يتع ـ َّذر معهــا‬ ‫وتوصلــت نتائـ ُ‬ ‫ـي‪َّ ،‬‬ ‫مــن غــر أهلهــا‪ ،‬واســتخدم الباحــث املنهــج الوصفـ ّ‬
‫تعرضــا للخطــأ والــرداءة ذوات الســن واملنقوطــة‪ ،‬وإطالــة الفراغــات بــن‬ ‫قــراءة الخــط املكتــوب‪ ،‬وأ َّن أكــر الحــروف ً‬
‫الحــروف‪ ،‬وإهــال قواعــد ومعايــر رســم الحــروف العربيَّــة‪.‬‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫الكتابيــة التــي تواجــه متعلِّ ِمــي اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬دراســة التهامــي (‪2016‬م)‪ :‬ه َدفَــت الدراس ـ ُة إىل معرفــة الصعوبــات‬
‫نتائج الدراســة إىل وجــود َض ْعف يف املادة الدراسـ َّـية‬ ‫وتوصلَــت ُ‬ ‫ـي‪َّ ،‬‬ ‫ـج الوصفـ َّ‬ ‫ن بغريهــا‪ ،‬واســتخدمت الباحثـ ُة املنهـ َ‬ ‫اطقـ َ‬‫ال َّن ِ‬
‫يب وموازينــه‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫بقواع‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫االهت‬ ‫ـدم‬ ‫ـ‬ ‫وع‬ ‫ـروف‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الح‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫رس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫صعوب‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫باإلضاف‬ ‫ـن‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املع‬ ‫ـرات‬ ‫وخـ‬
‫ ‪-‬دراســة الحســيني‪ ،‬والواســطي (‪2019‬م)‪ :‬ه َدفَــت الدراس ـ ُة إىل تقديــم دليــل مقــرَح مل ُعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة يف‬
‫ـج الدراســة إىل أ َّن بنــاء دليــل‬ ‫وتوصلــت نتائـ ُ‬
‫ـي‪َّ ،‬‬ ‫ـج الوصفـ َّ‬ ‫يب للمرحلــة االبتدائيَّــة‪ ،‬واسـتَخ َدمت الدراسـ ُة املنهـ َ‬ ‫الخــط العــر ّ‬
‫يب‪ ،‬وأهميــة‬ ‫يب رضورة لسـ ّد النقــص الحاصــل لــدى ُمعلِّمــي املرحلــة االبتدائيَّــة يف مهــارات الخــط العــر ّ‬ ‫يف الخــط العــر ّ‬
‫يب يف مناهــج املرحلــة االبتدائيَّــة‪.‬‬ ‫قواعــد وموازيــن الخــط العــر ّ‬
‫ ‪-‬الســمري (‪2021‬م)‪ :‬ه َدفَــت الدراسـ ُة إىل عــاج صعوبــات الكتابــة اليدويَّــة‪ ،‬مــن خــال برنامــج قائــم عــى هندســة‬
‫وتوصلت‬ ‫ـي‪َّ ،‬‬‫ـج التجريبـ َّ‬ ‫ـث املنهـ َ‬ ‫االبتدائيــة‪ ،‬واســتخ َدم الباحـ ُ‬‫َّ‬ ‫يب لعــاج صعوبــات الكتابــة لــدى تالميــذ املرحلــة‬ ‫الخــط العــر ّ‬
‫عينــة البحــث‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫صعوب‬ ‫ـاج‬ ‫ـ‬ ‫لع‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫هندس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫القائ‬ ‫ـج‬
‫ـ‬ ‫الربنام‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫فاعلي‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬ ‫ـج الدراسـ‬ ‫نتائـ ُ‬
‫التعقيب عىل الدراسات السابقة‪:‬‬
‫أول‪ :‬أَ ْو ُجه االتفاق واالختالف‪:‬‬ ‫ً‬
‫يب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العر‬ ‫الخط‬ ‫وهو‬ ‫؛‬‫م‬‫ّ‬ ‫العا‬ ‫الهدف‬ ‫يف‬ ‫الحالية‬ ‫والدراسة‬ ‫السابقة‬ ‫الدراسات‬ ‫جميع‬ ‫تتفق‬
‫ ‪ُ 1.‬‬
‫يب مــن املجــاالت التــي هي يف‬ ‫ ‪2.‬تتفـ ُـق الدراســة الحاليــة مــع الدراســات الســابقة يف كــون صعوبــات تطبيــق قواعــد الخــط العــر ّ‬
‫حاجــة إىل الدراســة والتطويــر بهــدف عــاج هــذه الصعوبات‪.‬‬
‫الوصفــي‪ ،‬يف حــن تختلــف مــع‬ ‫ّ‬ ‫املنهــج‬ ‫اســتخدمت‬ ‫التــي‬ ‫الســابقة‬ ‫تتفــق الدراســ ُة الحاليــ ُة مــع العديــد مــن الدراســات‬
‫ ‪ُ 3.‬‬
‫التجريبــي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫املنهــج‬ ‫اســتخدمت‬ ‫التــي‬ ‫الدراســات‬
‫ ‪4.‬تختلـ ُـف الدراســة الحاليــة عــن الدراســات الســابقة يف تقديــم دليــل مقــرَح‪ ،‬باســتثناء دراســة الحســيني‪ ،‬والتــي ق َّد َمــت دليـ ًـا‬
‫ن بغــر العربيَّــة‪ ،‬ويف مهــارات‬ ‫ن‪ ،‬إال أن الدراســة الحاليــة يف مجــال ال َّن ِ‬
‫اطقـ َ‬ ‫ن األصليـ َ‬ ‫يب ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫مقرتَ ًحــا يف الخــط العــر ّ‬
‫يب‪.‬‬
‫املعايــر القياســيَّة للخــط العــر ّ‬

‫‪1133‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ثانيا أَ ْو ُجه االستفادة من الدراسات السابقة‪:‬‬


‫ً‬
‫النظري‪.‬‬
‫ّ‬ ‫اإلطار‬ ‫من‬ ‫االستفادة‬ ‫ ‪-‬‬
‫ ‪-‬االستفادة من التوصيات واملقرتَحات‪.‬‬
‫منهجية الدراسة وإجراءاتها‪:‬‬
‫َّ‬
‫يشتمل هذا املبحث عىل منهج البحث وأدواته وموا ِّده‪:‬‬
‫أول منهج البحث‪:‬‬ ‫ً‬
‫ـي‪ :‬والــذي يعرفــه عبيــدات وآخــرون (‪ )176، 2003‬بأنَّــه‪« :‬أســلوب مــن أســاليب‬ ‫ـج الوصفـ َّ‬ ‫ـايل املنهـ َ‬ ‫ـث الحـ ُّ‬ ‫اســتخ َدم البحـ ُ‬
‫التحليــل املرت ِكــز عــى معلومــات كافيــة ودقيقــة عــن ظاهــرة أو موضــوع محـ َّدد عــر فــرة زمنيَّــة معلومــة؛ وذلــك مــن أجــل‬
‫الحصــول عــى نتائــج علميَّــة تـ ّم تفســرها بطريقــة موضوعيَّــة تنســج ُم مــع املعطيــات الفعليَّــة الظاهــرة»‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬أدوات البحث‪:‬‬ ‫ً‬
‫فيام يأيت توضيح للخطوات التي اتبُعت إلعداد أدوات البحث ومواده‪ ،‬وفيام يأيت توضيح ذلك‪:‬‬ ‫ِ‬
‫بلغات أخرى‪.‬‬ ‫ني ٍ‬ ‫اطق َ‬ ‫العربية ال َّن ِ‬ ‫َّ‬ ‫يب لدى متعلِّ ِمي اللُّغة‬ ‫القياسية للخط العر ّ‬ ‫َّ‬ ‫ ¨األداة األوىل‪ :‬إعداد قامئة باملعايري‬
‫مر إعدا ُد هذه القامئة بالخطوات اآلتية‪:‬‬ ‫َّ‬
‫ •تحديد الهدف من القامئة‪:‬‬
‫بلغات أخرى‪.‬‬ ‫ني ٍ‬ ‫اطق َ‬ ‫يب لدى متعلِّ ِمي اللُّغة العربيَّة ال َّن ِ‬ ‫ه َدفَت هذه القامئة إىل تحديد املعايري القياسيَّة للخط العر ّ‬
‫ •مصادر إعداد القامئة‪:‬‬
‫تم إعداد القامئة من خالل الرجوع إىل املصادر اآلتية‪:‬‬
‫يب؛ مثل‪ :‬الحسن (‪ ،)2003‬الصفار‪ ،‬والخطاط (‪.)2008‬‬ ‫ّ‬ ‫العر‬ ‫القياسية للخط‬ ‫َّ‬ ‫األدبيات التي تناولت موضوع املعايري‬
‫يب؛ مثل‪ :‬املجايل (‪ ،)2006‬الحسيني‪ ،‬والواسطي (‪.)2019‬‬ ‫الدراسات السابقة التي تناولت املعايري القياسيَّة للخط العر ّ‬
‫ن‬ ‫اطقـ َ‬‫العربيــة ال َّن ِ‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬‫م‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫متع‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫للخ‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫القياس‬ ‫أوليــة لقامئــة املعايــر‬ ‫ـاء عــى ذلــك تـ َّم إعــدا ُد صــورة َّ‬ ‫وبنـ ً‬
‫بلغــات أخرى‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫بناء القامئة يف صورتها األوليَّة‪:‬‬
‫األولية‪ :‬تضمنت (‪ )18‬معيا ًرا‪.‬‬ ‫ت ّم إعداد القامئة يف صورتها َّ‬
‫ ‪-‬تحكيــم القامئــة‪ :‬تــم عــرض القامئــة يف صورتهــا األوليَّــة عــى (‪ُ )5‬مح ِّكمني‪ ،‬مل َحــق (‪ )1‬وأبــدى امل ُح ِّكمــون موافقتَهم‬
‫ـات أخرى ومناســبتها مــع تعديل‬ ‫ني بلغـ ٍ‬ ‫اطق َ‬ ‫يب لــدى متعلِّ ِمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّن ِ‬ ‫عــى قامئــة املعايــر القياســيَّة للخــط العــر ّ‬
‫صياغــة بعــض املعايري‪.‬‬
‫ـات أخــرى‪:‬‬ ‫ن بلغـ ٍ‬ ‫اطق ـ َ‬ ‫العربيــة ال َّن ِ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫متع‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫للخ‬ ‫ة‬‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫القياس‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫باملعاي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫نهائي‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬صياغــة قامئــة‬
‫يب لــدى‬ ‫ّ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬‫ـ‬ ‫للخ‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫القياس‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫املعاي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫قامئ‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫أصبح‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫تعديله‬ ‫إىل‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ِّ‬ ‫ُح‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫أش‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫املعاي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫بعــد تعديــل صياغ‬
‫النهائيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫صورته‬ ‫يف‬ ‫ـرى‬ ‫ـ‬ ‫أخ‬ ‫ٍ‬
‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫بلغ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫متعلِّ ِمــي اللُّغــة‬
‫ن ِبلُغاتٍ‬ ‫ِ‬
‫يب لــدى متعلِّمــي اللُّغة العربيَّــة ال َّناطقـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ ¨األداة الثانيــة‪ :‬اختبــار صعوبــات تطبيــق املعايــر القياســيَّة للخــط العر ّ‬
‫أخرى‪:‬‬
‫ـات أخرى‬ ‫ن ِبلُغـ ٍ‬ ‫اطقـ َ‬ ‫العربيــة ال َّن ِ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫متع‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫العر‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫للخ‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫القياس‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫املعاي‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫تطبي‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫صعوب‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫اختب‬ ‫ـداد‬ ‫تــم إعـ‬
‫َوف ًقــا للخطــوات اآلتية‪:‬‬
‫أولية لالختبار‪:‬‬ ‫ ‪-‬إعداد صورة َّ‬
‫يب‬
‫ّ‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫للخ‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫القياس‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫املعاي‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫تطبي‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫صعوب‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫تحدي‬ ‫إىل‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫االختب‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫د‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـار‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫االختب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـدف‬ ‫ •تحديــد الهـ‬
‫ـات أخــرى‪.‬‬ ‫ن ِبلُغـ ٍ‬ ‫اطقـ َ‬ ‫العربيــة ال َّن ِ‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫لــدى متعلِّ ِم‬
‫التوصــل إليهــا‪ ،‬تـ ّم تحديــد‬ ‫ُّ‬ ‫يب التــي تـ ّم‬ ‫ •تحديــد مهــارات االختبــار‪ :‬يف ضــوء قامئــة املعايــر القياســيَّة للخــط العــر ّ‬
‫(‪ )18‬معيــا ًرا‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1134‬‬
‫ •صياغــة تعليــات االختبــار‪ :‬متّــت كتابــة تعليــات لعينــة البحــث يف بدايــة االختبــار‪ ،‬كــا أ َّن الباحــث عــى اســتعداد‬
‫لإلجابــة عــن استفســار قــد يطرحــه أفــراد عينــة البحــث‪.‬‬
‫ •صياغــة مفــردات االختبــار‪ :‬متّــت صياغــة مفــردات االختبــار‪ ،‬بحيــث تغطــي صعوبــات تطبيــق املعايــر القياسـ َّـية‬
‫األوليــة لالختبــار مــن (‪)18‬‬ ‫ن‪ ،‬وجــاءت الصــورة َّ‬ ‫يب التــي تـ ّم التوصــل إليهــا مــن اســتطالع رأي املح ّك ِمـ َ‬ ‫للخــط العــر ّ‬
‫يب‪ ،‬و ُروعــي أن تكــون‬ ‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫للخ‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫القياس‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫املعاي‬ ‫ـق‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫وف‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫العب‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫رس‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫عي‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الطال‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـب‬ ‫عبــارة‪ ،‬ويُطلـ‬
‫ـايس للحــرف‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫القي‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫املعي‬ ‫ل‬‫ٍ‬ ‫ـؤا‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫كل‬
‫ُّ‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫يقي‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫بحي‬ ‫ـروف‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الح‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫جمي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫األســئلة مو َّز‬
‫ني‪:‬‬ ‫ِ‬
‫األولية عىل املحكّم َ‬ ‫َّ‬ ‫َع ْرض االختبار بصورته‬
‫ن‪ ،‬وعددهــم (‪ُ )5‬مح ِّكمــن؛ بهــدف إجــراء التعديــات‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ك‬
‫ّ‬ ‫املح‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مجموع‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫األولي‬
‫َّ‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫صورت‬ ‫ـرض االختبــار يف‬ ‫تـ ّم عـ ُ‬
‫املناســبة وفـ َـق مــا يرونــه صوابًــا؛ مــن حيــث‪:‬‬
‫مناسبة االختبار للطالب ملستوى الطالب‪.‬‬ ‫ • َ‬
‫ •قياس كل مفردة من مفردات االختبار لِ َم ُوضعت لقياسه‪.‬‬
‫ •صحة التعليامت‪.‬‬
‫مناسبا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ •إضافة ما يرونه‬
‫تعديل االختبار َوف ًقا لنتائج التحكيم‪:‬‬
‫بلغات أخرى‪.‬‬ ‫ني ٍ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬ ‫ال‬
‫َّ َّ‬ ‫ة‬ ‫العربي‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ملتع‬ ‫مناسبته‬ ‫ورأوا‬ ‫االختبار‪،‬‬ ‫مفردات‬ ‫أبدى امل ُح ِّكمون موافقتهم عىل جميع‬
‫ن ِبلُغــاتٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫تطبيــق االختبــار‪ :‬تـ ّم إجــراء االختبــار يف صورتــه النهائيَّــة عــى مجموعــة مــن متعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّناطقـ َ‬
‫أخــرى بلَــغ عد ُدهــم (‪ )20‬طالبًــا‪.‬‬
‫وبع ـ َد انتهــاء الطــاب مــن اإلجابــة عــن مفــردات االختبــار ت ـ ّم تفريــغ النتائــج بهــدف حســاب ثبــات وصــدق وزمــن‬
‫االختبــار؛ وذلــك عــى النحــو اآليت‪:‬‬
‫ـرايئ مــن خــال معادلــة أل َفــا كرونبــاخ؛ وذلك باســتخدام‬ ‫ـاب ثبــات اختبــار مهــارات ال َف ْهــم القـ ّ‬ ‫ثبــات االختبــار‪ :‬تـ َّم حسـ ُ‬
‫التوصــل إىل أ َّن قيمــة‬
‫ّ‬ ‫برنامــج ال ُح ـ َزم اإلحصائيَّــة للعلــوم االجتامعيَّــة )‪ (spas‬اإلصــدار الخامــس والعرشيــن ‪ (25.v)،‬وت ـ ّم‬
‫ـدل عــى ثبــات االختبــار‪.‬‬ ‫معامــل ثبــات االســتبانة بلــغ (‪ ،)0.715‬وهــي قيمــة مرتفعــة تـ ُّ‬
‫يب َوف ًقا ملا يأيت‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫العر‬ ‫للخط‬ ‫ة‬ ‫القياسي‬
‫َّ‬ ‫املعايري‬ ‫حساب صدق اختبار صعوبات تطبيق‬ ‫ُ‬ ‫ ‪ِ -‬ص ْدق االختبار‪ :‬ت َّم‬
‫ ‪1.‬صدق املحكّ ِم َ‬
‫ني‪:‬‬
‫ن؛ حيــث بلَــغ عد ُدهــم (‪ُ )5‬مح ِّكمــن‪ ،‬وإجــراء‬ ‫تـ ّم التأكُّــد مــن أ َّن مفــردات االختبــار صادقــة بعــد عرضهــا عــى املح ّك ِمـ َ‬
‫ـاء عــى آرائهــم؛ حيــث أشــار امل ُح ِّكمــون إىل أ َّن عبــارات االختبــار واضحــة‪ ،‬وتقيــس مــا ُوضعــت لقياســه‪.‬‬ ‫التعديــات الالزمــة بنـ ً‬
‫اإلحصايئ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪2.‬الصدق‬
‫وهــو عبــارة عــن الجــذر الرتبيعــي ملعامــل الثبــات؛ و ِمــن ث َـ َّم فــإ َّن صــدق اختبار صعوبــات تطبيــق املعايــر القياسـ َّـية للخط‬
‫ـدل عــى أ َّن االختبــار‬ ‫ـات أخــرى يســاوي (‪ ،)0، 84‬وهــي قيمــة مرتفعــة تـ ّ‬ ‫ن بلغـ ٍ‬ ‫اطقـ َ‬ ‫العربيــة ال َّن ِ‬‫َّ‬ ‫يب لــدى متعلِّ ِمــي اللُّغــة‬ ‫العــر ّ‬
‫يقيــس مــا ُوضــع لقياســه بصــورة دقيقــة ِجـ ًّدا‪.‬‬
‫وآخــر طالـ ٍ‬
‫ـب‬ ‫ ‪-‬زمــن تطبيــق االختبــار‪ُ :‬حســب زمــن تطبيــق املقيــاس عــن طريــق حســاب متوســط زمــن‪ ،‬مــن أول ِ‬
‫ينتهــي مــن اإلجابــة‪ ،‬وذلــك عــى النحــو اآليت‪:‬‬
‫متوسط زمن االختبار=‪(20+40)/2=30‬‬
‫وبذلك يكون الوقت املناسب لالختبار يساوي (‪ )30‬دقيقة‪.‬‬
‫ـتطالعية التــي أُجريــت‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫التجرب‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫تطبي‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫وبع‬ ‫‪،‬‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ك‬
‫ّ‬ ‫املح‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫النهائيــة لالختبــار‪ :‬بعــد عــرض االختبــار ع‬ ‫َّ‬ ‫الصــورة‬
‫النهائيــة؛ اســتعدا ًدا للتطبيــق عــى مجموعــة البحــث‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫صورت‬ ‫يف‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫االختب‬ ‫غ‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ص‬‫ِ‬ ‫ـه‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫وزمن‬ ‫ـه‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫وثبات‬ ‫ـار‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫االختب‬ ‫ـدق‬ ‫ـ‬ ‫لتحديــد ص‬
‫مل َحــق رقــم (‪)2‬‬
‫يب‪ ،‬ويُعطــى ُّكل‬ ‫ـؤال‪ ،‬يغطــي جميــع املعايــر القياســيَّة للخــط العــر ّ‬ ‫تصحيــح االختبــار‪ :‬يتكــو ُن االختبــار مــن (‪ )18‬سـ ً‬
‫ـكل إجابــة صحيحــة‪ ،‬بحيــث تصبــح الدرجــة الكليَّــة لالختبــار (‪ )18‬درجــة‪.‬‬ ‫ـب درج ـ ًة واحــد ًة لـ ّ‬ ‫طالـ ٍ‬

‫‪1135‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫نتائج البحث‪:‬‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫يب ملتعلِّ ِمــي اللُّغــة‬
‫نصــه‪« :‬مــا املعايــر القياسـ َّـية للخــط العــر ّ‬‫لإلجابــة عــن الســؤال األول مــن أســئلة البحــث الــذي ُّ‬
‫ن بلغـ ٍ‬
‫ـات أخــرى»؟‬ ‫اطقـ َ‬‫ال َّن ِ‬
‫ـات أخــرى تض ّمنــت (‪ )18‬معيــا ًرا؛ وذلــك‬ ‫ن بلغـ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬‫ن‬ ‫ال‬
‫َّ َّ‬‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ل‬ ‫ملتع‬
‫َّ ِّ‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫القياس‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫باملعاي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫قامئ‬ ‫إىل‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫التوص‬ ‫م‬‫تـ ّ‬
‫عــى النحــو اآليت‪:‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1136‬‬
‫‪1137‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬
‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫يب لدى‬
‫نصــه‪« :‬ما صعوبــات تطبيــق املعايــر القياســيَّة للخط العــر ّ‬ ‫لإلجابــة عــن الســؤال الثــاين مــن أســئلة البحــث والــذي ُّ‬
‫ـات أخرى»؟‬ ‫ن بلغـ ٍ‬ ‫اطقـ َ‬‫متعلِّ ِمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّن ِ‬
‫ن بلغـ ٍ‬
‫ـات أخــرى عــى (‪)20‬‬ ‫العربيــة ال َّن ِ‬
‫اطقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫يب ملتعلِّ ِمــي اللُّغــة‬
‫ـث بتطبيــق اختبــار املعايــر القياسـ َّـية للخــط العــر ّ‬ ‫قــام الباحـ ُ‬
‫ـات أخــرى‪ ،‬وجــاءت النتائــج كــا يف الجــدول اآليت‪:‬‬ ‫ن بلغـ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬ ‫ال‬
‫َّ َّ‬‫ـة‬‫ـ‬‫العربي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬
‫ـ‬‫م‬‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫طالبــا مــن متع‬
‫ً‬
‫ني ٍ‬
‫بلغات أخرى‬ ‫يب ملتعلِّ ِمي اللُّغة العربيَّة ال َّن ِ‬
‫اطق َ‬ ‫جدول رقم (‪ )1‬صعوبات تطبيق املعايري القياسيَّة للخط العر ّ‬

‫‪%‬‬ ‫التكرار‬ ‫الصعوبات املراد رصدها‬ ‫العبارة‬ ‫الرقم‬

‫‪%85‬‬ ‫‪17‬‬ ‫حرف األلف‬ ‫الرحيم‬ ‫‪1‬‬

‫‪%85‬‬ ‫‪17‬‬ ‫حرف الباء‬ ‫ثوب‬ ‫‪2‬‬

‫‪%95‬‬ ‫‪19‬‬ ‫حرف الخاء‬ ‫شموخ‬ ‫‪3‬‬

‫‪%85‬‬ ‫‪17‬‬ ‫حرف الدال‬ ‫دار‬ ‫‪4‬‬

‫‪%90‬‬ ‫‪18‬‬ ‫حرف الراء‬ ‫رسور‬ ‫‪5‬‬

‫‪%90‬‬ ‫‪18‬‬ ‫حرف السني‬ ‫الناس‬ ‫‪6‬‬

‫‪%90‬‬ ‫‪18‬‬ ‫حرف الضاد‬ ‫األرض‬ ‫‪7‬‬

‫‪%90‬‬ ‫‪18‬‬ ‫حرف الطاء‬ ‫الخطاط‬ ‫‪8‬‬

‫‪%100‬‬ ‫‪20‬‬ ‫حرف العني‬ ‫شجاع‬ ‫‪9‬‬

‫‪%95‬‬ ‫‪19‬‬ ‫حرف الفاء‬ ‫عفاف‬ ‫‪10‬‬

‫‪%95‬‬ ‫‪19‬‬ ‫حرف القاف‬ ‫الصدق‬ ‫‪11‬‬

‫‪%100‬‬ ‫‪20‬‬ ‫حرف الكاف‬ ‫مبارك‬ ‫‪12‬‬

‫‪%85‬‬ ‫‪17‬‬ ‫حرف الالم‬ ‫املال‬ ‫‪13‬‬

‫‪%90‬‬ ‫‪18‬‬ ‫حرف امليم‬ ‫يوم‬ ‫‪14‬‬

‫‪%85‬‬ ‫‪17‬‬ ‫حرف النون‬ ‫عدنان‬ ‫‪15‬‬

‫‪%95‬‬ ‫‪19‬‬ ‫حرف الواو‬ ‫ورود‬ ‫‪16‬‬

‫‪%100‬‬ ‫‪20‬‬ ‫حرف الهاء‬ ‫هدى‬ ‫‪17‬‬

‫‪%90‬‬ ‫‪18‬‬ ‫حرف الياء‬ ‫النادي‬ ‫‪18‬‬

‫ـات أخــرى لديهــم درجــة عاليــة يف صعوبــة‬ ‫ن بلغـ ٍ‬‫اطقـ َ‬ ‫العربيــة ال َّن ِ‬
‫َّ‬ ‫ـج الجــدول رقــم (‪ )1‬إىل أ َّن متعلِّ ِمــي اللُّغــة‬ ‫ت ُ ِشــر نتائـ ُ‬
‫يب؛ حيــث لوحــظ أ َّن جميــع الصعوبــات التــي ُر ِص ـ َد ْت تتوافــر لــدى متعلِّ ِمــي اللُّغــة‬ ‫ّ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫للخ‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫القياس‬ ‫ـر‬ ‫تطبيــق املعايـ‬
‫ـات أخــرى‪ ،‬ونســب ُة وجو ِدهــا تراوحــت مــن (‪ )%85‬إىل (‪.)%100‬‬ ‫ن ِبلُغـ ٍ‬‫العربيــة ال َّن ِ َ‬
‫ـ‬ ‫ق‬ ‫اط‬ ‫َّ‬
‫كــا يتَّ ِضــح مــن الجــدول الســابق أ َّن أكــر الصعوبــات كانــت يف األحــرف اآلتيــة‪( :‬الخــاء‪ ،‬ومثلهــا الجيــم والحــاء)‪ ،‬و(العني‬
‫أيضــا مــن الجــدول الســابق أ َّن حــروف (الســن‬ ‫ومثلهــا الغــن)‪ ،‬و(القــاف)‪ ،‬و(الــكاف)‪ ،‬و(الــواو)‪ ،‬و(الهــاء)‪ .‬كــا يتَّ ِضــح ً‬
‫ومثلهــا الشــن)‪ ،‬و(الصــاد ومثلهــا الضــاد)‪ ،‬و(الطــاء ومثلهــا الظــاء)‪ ،‬و(الفــاء وامليــم واليــاء) كانــت أقـ َّـل صعوب ًة مــن املجموعة‬
‫الســابقة‪ ،‬وجــاءت (األلــف والبــاء ومثلهــا التــاء والثــاء والــدال ومثلهــا الــذال والــراء‪ ،‬ومثلهــا الــزاي والــام والنــون) بصعوبــة‬
‫أقـ ّـل عــن املجموعتــن الســابقتني‪.‬‬
‫ـرح لتوحيــد ضوابــط املعايــر القياسـ َّـية‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫املق‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫الدلي‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫«م‬ ‫ـه‪:‬‬‫ـ‬ ‫نص‬
‫ُّ‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫وال‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫البح‬ ‫ـئلة‬ ‫ـ‬ ‫أس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫لإلجابــة عــن الســؤال الثالــث‬
‫ـات أخــرى»؟‬ ‫ن ِبلُغـ ٍ‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬ ‫ال‬
‫َّ َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫يب لــدى متعلِّ ِمــي ال‬ ‫للخــط العــر ّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1138‬‬
‫قصــد بالدليــل املقــرَح يف هــذا البحــث‪ :‬وضــع مرجعيَّــة علميَّــة عــى هيئــة كُتيِّــب للمســا َعدة يف تعلُّــم املعايــر القياســيَّة‬ ‫يُ َ‬
‫ـات أخــرى‪ ،‬وقــد تـ ّم إعــداد الدليــل املقــرَح مــن خــال اآليت‪:‬‬ ‫ن بلغـ ٍ‬ ‫يب لــدى متعلِّ ِمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّن ِ‬
‫اطقـ َ‬ ‫للخــط العــر ّ‬
‫ـرح يف‬ ‫ـرح‪ ،‬واملقـ َ‬
‫ـرح‪ ،‬وتحكيــم الدليــل املقـ َ‬ ‫ـرح‪ ،‬ومصــادر الدليــل املقـ َ‬ ‫ـرح‪ ،‬وأهــداف الدليــل املقـ َ‬ ‫ُمنطلَقــات الدليــل املقـ َ‬
‫النهائيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫صورتــه‬
‫أول‪ُ :‬منطلَقات الدليل املقرتَح‪:‬‬
‫ً‬
‫املقرتح عىل عدد من املنطلَقات؛ وهي‪:‬‬
‫يقوم الدليل َ‬
‫ن بلغــاتٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب لــدى متعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّناطقـ َ‬
‫ ‪1.‬توصيــات الدراســات الســابقة التــي تناولــت صعوبــات تعليــم الخــط العــر ّ‬
‫أخــرى بــرورة إجــراء دراســات تُق ـ ِّدم عال ًجــا لتلــك الصعوبــات‪.‬‬
‫ ‪2.‬املشــكالت الناتجــة عــن تعـ ُّدد ُصـ َور الحــرف الواحــد واختــاف الخطّاطــن واملؤلفــن يف توحيــد ضوابــط املعايــر القياسـ َّـية‬
‫يب‪.‬‬
‫للخــط العــر ّ‬
‫ٍ‬
‫ني بلغات أخرى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ ‪3.‬االهتامم مبهارات رسم الحروف العربيَّة لدى متعلِّمي اللُّغة العربيَّة ال َّناطق َ‬
‫خاصة‪.‬‬
‫بلغات أخرى متطلَّبات َّ‬ ‫ني ٍ‬ ‫يب ِ‬
‫للناط ِق َ‬ ‫ ‪4.‬يتطلب تعلي ُم الخط العر ّ‬
‫ٍ‬
‫ني بلغات أخرى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ ‪5.‬عدم وجود كتاب أو دليل للمعايري القياسيَّة لدى متعلِّمي اللُّغة العربيَّة ال َّناطق َ‬
‫املقرتحــات واســتخدام اإلســراتيجيات والطــرق التــي تُعــن‬ ‫يب؛ وذلــك مــن خــال بنــاء َ‬ ‫ ‪6.‬الحاجــة لتســهيل تعليــم الخــط العــر ّ‬
‫يف هــذا البــاب‪.‬‬
‫املقرتح‪:‬‬
‫َ‬ ‫ثانيا‪ :‬أهداف الدليل‬
‫ً‬
‫يهــدف الدليــل املقــرَح ‪-‬بصفـ ٍة عا َّمـ ٍة‪ -‬إىل توحيــد الضوابــط املســتخ َدمة يف املعايــر القياســيَّة للخــط العــر ّ‬
‫يب‪ ،‬والوصــول‬
‫ن بلغـ ٍ‬
‫ـات أخــرى‪.‬‬ ‫يب للكتابــة العربيَّــة لــدى متعلِّ ِمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّن ِ‬
‫اطقـ َ‬ ‫مــن خــال ذلــك إىل الرســم الكتــا ّ‬
‫التفصيلية اآلتية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ويف ضوء الهدف تندرج األهداف‬
‫ٍ‬
‫ني بلغات أخرى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ ‪1.‬تيسري رسم الحروف العربيَّة لدى متعلِّمي اللُّغة العربيَّة ال َّناطق َ‬
‫بلغات أخرى‪.‬‬ ‫ني ٍ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬‫ن‬‫العربية َّ‬
‫ال‬ ‫َّ‬ ‫يب لدى متعلِّ ِمي اللُّغة‬
‫القياسية للخط العر ّ‬
‫َّ‬ ‫ ‪2.‬تحديد املعايري‬
‫يب املختلَف يف رسمها‪.‬‬ ‫ ‪3.‬توحيد املعايري القياسيَّة للخط العر ّ‬
‫املقرتح‪:‬‬
‫َ‬ ‫أهمية الدليل‬
‫ثال ًثا‪َّ :‬‬
‫تربز أهمي ُة الدليل املقرتَح يف الجوانب اآلتية‪:‬‬ ‫ُ‬
‫ ‪1.‬ترســيخ مبــدأ الفكــر اللُّغــو ّي املتطــور‪ ،‬مــن خــال اســتمرار محــاوالت تطويــر أنظمــة اللُّغــة املكتوبــة‪ ،‬وعــدم الركــون إىل مــا‬
‫التوصــل إليــه يف هــذا املجــال‪.‬‬ ‫تـ ّم ُّ‬
‫يب‪ ،‬ومحاولــة التوفيــق‬ ‫رصــد االختالفــات املوجــودة يف مجــال املعايــر القياســيَّة للخــط العــر ّ‬ ‫ ‪2.‬إثــراء املكتبــة العربيَّــة مبقــرَح يَ ُ‬
‫بينهــا يف دليــل واحــد‪.‬‬
‫ـات أخــرى‪،‬‬‫ن بلغـ ٍ‬ ‫العربيــة ال َّن ِ‬
‫اطق ـ َ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫متع‬ ‫ـب‬
‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫عن‬ ‫ـاعد‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫علم‬ ‫ح‬
‫ٍ‬ ‫ـر‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫مبق‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫الرتب‬ ‫ـرار‬ ‫ ‪3.‬تزويــد ُمتَّ ِخـ ِـذي القـ‬
‫يب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬
‫ـ‬ ‫للخ‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫القياس‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫املعاي‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫ضواب‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫توحي‬ ‫يف‬ ‫ـرى‬ ‫ـ‬ ‫أخ‬ ‫ٍ‬
‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫بلغ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ومســا َعدة ُمعلِّمــي‬
‫املقرتح‪:‬‬
‫َ‬ ‫راب ًعا‪ :‬مصادر الدليل‬
‫يب لــدى متعلِّ ِمــي اللُّغــة العربيَّــة‬
‫ـث يف بنــاء الدليــل املقــرَح لتوحيــد ضوابــط املعايــر القياســيَّة للخــط العــر ّ‬ ‫اعت َمــد الباحـ ُ‬
‫ـات أخــرى عــى عــدد مــن املصــادر؛ هــي‪:‬‬ ‫ن بلغـ ٍ‬
‫اطقـ َ‬ ‫ال َّن ِ‬
‫ني ِبلُ ٍ‬
‫غات أخرى‪.‬‬ ‫العربية ال َّن ِ‬
‫اطق َ‬ ‫َّ‬ ‫يب لدى متعلِّ ِمي اللُّغة‬
‫ ‪1.‬الدراسات السابقة التي تناولت صعوبات الخط العر ّ‬
‫يب‪ ،‬مثل‪ :‬البهنيس (‪1999‬م)‪ ،‬وعفيفي (‪1990‬م)‪.‬‬ ‫ ‪2.‬األدبيات التي تح َّدث َت عن تعليم الخط العر ّ‬
‫يب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫العر‬ ‫للخط‬ ‫ة‬ ‫القياسي‬
‫َّ‬ ‫الخاصة باملعايري‬
‫َّ‬ ‫ ‪3.‬نتائج الدراسة الحالية‬
‫ ‪4.‬مرئيّات وإضافات محكمي الدليل املقرتَح‪.‬‬

‫‪1139‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫املقرتح‪:‬‬
‫َ‬ ‫خامسا‪ :‬أُ ُسس بناء الدليل‬
‫ً‬
‫هناك أُ ُسس يجب مراعاتها عند بناء الدليل َ‬
‫املقرتح ليحقق املرج َّو منه؛ وهي عىل النحو اآليت‪:‬‬
‫ ‪1.‬أن يخلو من األخطاء اللُّغويَّة‪.‬‬
‫ ‪2.‬أن يهت ّم بعالمات الرتقيم‪.‬‬
‫يناسب املستوى العمري لل ُمتعلِّمني‪.‬‬ ‫ ‪3.‬أن َ‬
‫العربية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪4.‬أن يربط املحتوى مبهارات اللُّغة‬
‫واإلسالمية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ة‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ ‪5.‬أن يراعي محتوى الثقافة‬
‫ ‪6.‬أن تُصاغ أهدافه بشك ٍل واضحٍ‪.‬‬
‫إجرائي ًة قابل ًة للقياس‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪7.‬أن تكون أهدافًا‬
‫أداء واح ًدا‪.‬‬‫هدف ً‬ ‫ ‪8.‬أن يقيس َّكل ٍ‬
‫والنهايئ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫املرحيل‬
‫ّ‬ ‫بالتقويم‬ ‫ ‪9.‬أن يهت ّم الدليل‬
‫املقرتح‪:‬‬
‫َ‬ ‫سادسا‪ُ :‬مك ِّونات الدليل‬
‫ً‬
‫املقرتح قد قام الباحث بتقسيمه إىل مكونني‪:‬‬ ‫لتحقيق أهداف الدليل َ‬
‫ ¨األول‪ :‬محتوى الدليل‪:‬‬
‫ن بلغـ ٍ‬
‫ـات‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬ ‫ال‬
‫َّ َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫متع‬ ‫ـدى‬‫ـ‬ ‫ل‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫للخ‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫القياس‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫املعاي‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫ضواب‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ـرح لتوحي‬ ‫جــاء الدليــل املقـ َ‬
‫ـرح فيــا يختــص محتــوى الدليــل وفـ َـق اآليت‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫املق‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تقدي‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫يت‬ ‫أن‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫الباح‬ ‫ـرى‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫ـاء عــى‬ ‫أخــرى‪ ،‬وبنـ ً‬
‫أهداف محتوى الدليل املقرتَح‪:‬‬
‫وفق اآليت‪:‬‬ ‫َ‬ ‫وذلك‬ ‫ة؛‬ ‫خاص‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫وأهداف‬ ‫ة‬‫م‬‫َّ‬ ‫عا‬ ‫ٍ‬
‫أهداف‬ ‫إىل‬ ‫ح‬ ‫املقرت‬
‫تنقسم أهداف محتوى الدليل َ‬
‫األهداف العا َّمة‪:‬‬
‫يب‪ ،‬ومراعــاة رســم‬ ‫ّ‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫مقايي‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫تقدي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ن‬‫ك‬‫ِّ‬ ‫ي‬‫ً ُ‬ ‫ى‬ ‫و‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫عن‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ِّي‬
‫َّ‬ ‫ط‬ ‫الخ‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫امله‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫مجموع‬ ‫ـن‬ ‫ ‪1.‬إكســاب الدارسـ‬
‫علميـ ٍة ُمت َقن ٍة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ة‬‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫بطريق‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫الحــروف‬
‫يب‪.‬‬
‫ ‪2.‬تزوي ُد ال ّدارس مبعلومات ومعارف كافية عن املعايري القياسيَّة للخط العر ّ‬ ‫ٍ‬
‫الخاصة‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫األهداف‬
‫ ‪1.‬يُت ِق ُن قواع َد رسم الحروف العربيَّة‪.‬‬
‫العربية بحروف منفصلة ومتصلة‪.‬‬ ‫ ‪2.‬يُت ِق ُن رس َم الكلامت َّ‬
‫ ‪ُ 3.‬ييِّ ُز بني مقاييس الحروف يف أول الكلمة ووسطها وآخرها‪.‬‬
‫يب بجميع أنواعه‪.‬‬ ‫مهارات مقاييس الخط العر ّ‬ ‫ِ‬ ‫ ‪4.‬يُت ِق ُن‬
‫موضوعات محتوى الدليل املقرتَح‪:‬‬
‫يب وهي‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫العر‬ ‫للخط‬ ‫ة‬ ‫القياسي‬
‫َّ‬ ‫املعايري‬ ‫املقرتح يف‬ ‫تتحدد موضوعات الدليل َ‬
‫ ‪-‬املعيار األول‪ :‬النقطة‪.‬‬
‫ ‪-‬املعيار الثاين‪ :‬حرف األلف‪.‬‬
‫املستخدمة يف محتوى الدليل املقرتَح‪:‬‬ ‫َ‬ ‫التعليمية‬
‫َّ‬ ‫الوسائل‬
‫التقنيــة املتمثِّلــة يف أجهــزة الحواســيب‪ ،‬وأجهــزة العــرض‪ ،‬يف عــرض محتــوى الدليــل‬ ‫َّ‬ ‫ـائل‬ ‫ـ‬ ‫الوس‬ ‫ـتعامل‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـث‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الباح‬ ‫يقــرح‬
‫تتميـ ُز بــه مــن مؤثّــرات تشـ ُّد انتبــاه املتعلِّــم للــا ّدة‬ ‫َّ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـوى‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املحت‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫مواضي‬ ‫ر‬ ‫و‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫تص‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ِ‬
‫ع‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫س‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ـج‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫برام‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫لِـ َ‬
‫ـا تُق ِّدم‬
‫املعروضــة‪.‬‬
‫منهجية إعداد الدليل املقرتَح‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ ¨الثاين‪:‬‬
‫املقرتح من ثالثة أقسام‪ ،‬هي‪:‬‬ ‫َ‬ ‫الدليل‬ ‫يتكون‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1140‬‬
‫الراغب يف معرفة أشكال الحروف العربيَّة‪:‬‬
‫ُ‬ ‫القسم األول‪ :‬شكل الحروف العربيَّة‪ :‬ليطَّلِع عليها‬

‫‪1141‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫القسم الثاين‪ :‬ويتض َّمن رش ًحا لرسم الحروف َوف ًقا للمعايري القياسيَّة للخط العر ّ‬
‫يب‪:‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1142‬‬
‫‪1143‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬
‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫القسم الثالث‪ :‬ويتض َّمن َم َ‬


‫رس ًدا ببعض الحروف امل ُمثِّلة لجميع الضوابط‪:‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1144‬‬
‫ُروعيت يف إعداد الدليل املقرتَح مجموع ٌة من األمور؛ أه ُّمها‪:‬‬
‫يب شاملة لجميع جوانبها وحاالتها‪.‬‬ ‫القياسية للخط العر ّ‬
‫َّ‬ ‫ ‪1.‬الحرص عىل أن تكون قضايا املعايري‬
‫ ‪2.‬البع ُد عن بعض القضايا واألمثلة التي يندر استخدامها‪.‬‬
‫ ‪3.‬البع ُد عن اآلراء املخالفة وإبراز اآلراء املتعا َرف عليها‪.‬‬
‫يب مــن املوضوعــات التــي اصطُلــح عليهــا وألَّ َفهــا ال ُكتَّــاب والخطاطــون‪ ،‬وكان الهــدف من‬ ‫ـر املعايــر القياســيَّة للخــط العــر ّ‬
‫ ‪4.‬تعتـ ُ‬
‫ـات أخرى‪.‬‬ ‫ن بلغـ ٍ‬ ‫يب لــدى متعلِّ ِمــي اللُّغــة العربيَّــة ِ‬
‫الناط ِقـ َ‬ ‫الدليــل املقــرَح هــو تيســر موازيــن الخــط العــر ّ‬
‫املقرتح‪:‬‬
‫َ‬ ‫ ¨تقويم الدليل‬
‫ن بلغــاتٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫أول؛ وذلــك مــن خــال تدريــب متعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّناطقـ َ‬ ‫لتقويــم الدليــل املقــرَح البـ ّد مــن تقويــم املحتــوى ً‬
‫يب‪ ،‬وقيــاس مــدى فاعليــة الدليــل يف تنميتهــا‪ ،‬مــع األخــذ باالعتبار‬ ‫أخــرى عــى إتقــان مهــارات املعايــر القياســيَّة للخــط العــر ّ‬
‫ـا يُســا ِع ُد يف تقويــم الدليــل بشـ ٍ‬
‫ـكل عا ٍّم‪.‬‬ ‫ـدي)‪ ،‬وهــذا مـ َّ‬ ‫ـي والبَ ْعـ ّ‬‫ـي واملرحـ ّ‬
‫أن يُجــرى التقويــم بجميــع مراحلــه‪( :‬ال َقبـ ّ‬
‫املقرتح‪:‬‬
‫َ‬ ‫ ¨تحكيم الدليل‬
‫للتأكُّـ ِـد مــن صــدق الدليــل املقــرَح ومــدى دقتــه وإمكانيــة تطبيقــه ُعــرض الدليــل املقــرَح عــى (‪ )5‬مــن املح ّكم ـ َ‬
‫ن‬ ‫ِ‬
‫ن بهــا‪ ،‬وطُلــب منهــم‬ ‫يب‪ ،‬ومــن املتخصصــن يف مجــال اللُّغــة العربيَّــة لغــر ال َّن ِ‬
‫اطق ـ َ‬ ‫املتخصصــن يف مجــال الخ ـ ّط العــر ّ‬
‫تحكيمــه وإبــداء آرائهــم وحــذف أو إضافــة مــا يرونــه مناســبًا‪ ،‬وأُخــذ بآرائهــم وتعديالتهــم املقرتَحــة عــى الدليــل املقــرَح‪.‬‬
‫النهائية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫املقرتح يف صورته‬ ‫َ‬ ‫ ¨الدليل‬
‫اشــت َمل الدليـ ُـل املقــرَ ُح عــى العديــد مــن العنــارص وهــي أهدافــه‪ ،‬وأسســه‪ ،‬ومنطلقاتــه‪ ،‬ومصــادره ومكوناتــه‪ ،‬وكذلــك‬
‫تحكيمــه‪.‬‬
‫ومقرتحاته‪:‬‬
‫َ‬ ‫توصيات البحث‬
‫ـاء عــى نتائــج البحــث الحــايل‪ ،‬ميكــن تقديــم بعــض التوصيــات واقــراح عــدد مــن البحــوث امل ُك ِّملــة لهــذا البحــث‪ ،‬وذلك‬ ‫بنـ ً‬
‫كام يــأيت‪:‬‬
‫أول‪ :‬التوصيات‪:‬‬ ‫ً‬
‫أسفر ْت عنه الدراس ُة الحالي ُة من نتائج فإ َّن الباحث يويص مبا يأيت‪:‬‬ ‫يف ضوء ما َ‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫متع‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬‫ـ‬ ‫للخ‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫القياس‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫املعاي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫قائ‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫برنام‬ ‫ـاء‬
‫ـ‬ ‫ببن‬ ‫ح؛‬‫ـر‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫املق‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫الدلي‬ ‫ ‪-‬تفعيــل دور‬
‫ـات أخــرى‪.‬‬ ‫ن ِبلُغـ ٍ‬ ‫ال َّن ِ‬
‫اطق ـ َ‬
‫ِ‬
‫يب يف إجــراء دراســات تقــوم عــى تعليمهــا ملتعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة‬ ‫ ‪-‬االســتفادة مــن قامئــة املعايــر القياســيَّة للخــط العــر ّ‬
‫ـات أخــرى‪.‬‬ ‫ن بلغـ ٍ‬ ‫اطقـ َ‬‫ال َّن ِ‬
‫بلغات أخرى‪.‬‬ ‫ني ٍ‬ ‫العربية ال َّن ِ‬
‫اطق َ‬ ‫َّ‬ ‫ناسب متعلِّ ِمي اللُّغة‬ ‫يب ت ُ ِ‬
‫تعليمية للخط العر ّ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬رضورة تصميم وبناء كُتُب‬
‫ثانيا املقرتَحات‪:‬‬ ‫ً‬
‫املستقبلية اآلتية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫الدراسات‬ ‫إجراء‬
‫َ‬ ‫الباحث‬
‫ُ‬ ‫يقرتح‬ ‫الحالية‬ ‫الدراسة‬ ‫ضوء‬ ‫يف‬
‫ن بلغــاتٍ‬ ‫ِ‬
‫ ‪-‬فاعليــة برنامــج قائــم عــى التقنيَّــة يف تنميــة مهــارات املعايــر القياســيَّة لــدى متعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّناطقـ َ‬
‫ِ‬
‫أخــرى‪.‬‬
‫بلغات أخرى‪.‬‬ ‫ني ٍ‬ ‫العربية ِ‬
‫للناط ِق َ‬ ‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫تعليم‬ ‫مجال‬ ‫يف‬ ‫)‬‫يب‬
‫ّ‬ ‫العر‬ ‫للخط‬ ‫ة‬ ‫القياسي‬
‫َّ‬ ‫املعايري‬ ‫(قامئة‬ ‫الدراسة‬ ‫أداة‬ ‫توظيف‬ ‫ ‪-‬‬
‫ٍ‬
‫ني بلغات أخرى‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ ‪-‬إجراء دراسات تقومييَّة ل ُكتُب تعليم اللُّغة العربيَّة للناطق َ‬
‫املراجع‪:‬‬
‫العربية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫أول‪ :‬املراجع‬
‫ً‬
‫ ‪-‬األلفــي‪ ،‬محمــد ياســن (‪20005‬م)‪ ،‬عنــارص الــرداءة املع ِّوقــة يف قــراءة خطــوط داريس العربيَّــة مــن غــر أهلهــا‪ ،‬مجلــة‬
‫ن بغريهــا (‪ ،)2‬جامعــة إفريقيا العامليَّــة‪157-219 .‬‬ ‫العربيَّــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫ ‪-‬أنــور‪ ،‬ســهيل (‪ ،)1985‬الخطــاط البغــدادي عــي بــن هــال املشــهور بابــن البــواب‪( ،‬ترجمــة محمــد بهجــة األثــري‪ ،‬عزيز‬
‫ـي العراقي‪.‬‬
‫ســامي)‪ ،‬منشــورات املجمــع العلمـ ّ‬

‫‪1145‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫يب يف ظل الحضارة العربيَّة اإلسالميَّة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬زهراء الرشق‪.‬‬ ‫ ‪-‬بشينة‪ ،‬محمد عمر‪2012( .‬م)‪ .‬تط ُّور الخط العر ّ‬
‫يب‪ ،‬دمشق‪ ،‬دار الفكر‪.‬‬ ‫ ‪-‬البهنيس‪ ،‬عفيف (‪1999‬م)‪ ،‬ف ّن الخط العر ّ‬
‫ن بغريهــا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ ‪-‬التهامــي‪ ،‬حيــاة عبــد الوهــاب‪2016( ،‬م)‪ .‬الصعوبــات الكتابيَّــة التــي تواجــه متعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّناطقـ َ‬
‫ِ‬
‫يب ‪(2). 201-250‬‬ ‫يب‪ ،‬مركــز يوســف الخليفــة لكتابــة اللغــات بالحــرف العــر ّ‬ ‫مجلــة حوليــة الحــرف العــر ّ‬
‫يب وتطــوره حتــى نهايــة العــر األمــوي‪( ،‬رســالة ماجســتري غــر‬ ‫ّ‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫أص‬ ‫م)‪،‬‬ ‫‪1977‬‬ ‫ ‪-‬جبــوري‪ ،‬ســهيلة ياســن (‬
‫منشــورة)‪ ،‬جامعــة بغــداد‪.‬‬
‫ ‪-‬الحســن‪ ،‬صالــح بــن إبراهيــم (‪2003‬م)‪ ،‬الكتــب العربيَّــة مــن النقــوش إىل الكتــاب املخطــوط‪ ،‬الريــاض‪ ،‬دار الفيصــل‬
‫الثقافيَّــة‪.‬‬
‫يب‬
‫ّ‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ُع‬ ‫مل‬ ‫ح‬‫ـر‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫مق‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫دلي‬ ‫ـاء‬
‫ـ‬ ‫بن‬ ‫م)‪.‬‬ ‫‪2019‬‬ ‫(‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫ثام‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـطي‬‫ـ‬ ‫والواس‬ ‫ـن‪.‬‬‫ـ‬ ‫حس‬ ‫اس‬ ‫ـر‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫ـيني‪،‬‬ ‫ ‪-‬الحسـ‬
‫االبتدائيــة‪ ،‬مجلــة الباحــث (‪ ،)30‬كليــة الرتبيــة‪ .‬جامعــة بابــل‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫للمرحل‬
‫يب‪ ،‬بريوت‪ ،‬دار العودة‪.‬‬ ‫ ‪-‬الخطيبي‪ ،‬عبد الكبري‪ .‬السجلاميس‪ ،‬محمد (‪1985‬م)‪ .‬ديوان الخط العر ّ‬
‫العربية‪ ،‬الرياض‪ ،‬مطابع الفرزدق‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬الخويل‪ ،‬محمد عيل (‪1989‬م)‪ .‬أساليب تدريس اللُّغة‬
‫يب بعــد ظهــور اإلســام إىل نهايــة القــرن الســابع الهجــري‪ ،‬مجلــة عالَــم الكتــب‬ ‫ ‪-‬ذنــون‪ ،‬يوســف (‪1983‬م)‪ ،‬الخــط العــر ّ‬
‫‪(3). 354-362‬‬
‫يب لعــاج صعوبــات الكتابــة‬ ‫ـرح قائــم عــى هندســة الخــط العــر ّ‬ ‫ ‪-‬الســمري‪ ،‬عــي محمــد (‪2021‬م)‪ .‬فاعليــة برنامــج مقـ َ‬
‫االبتدائيــة‪ ،‬مجلــة كليــة الرتبيــة (‪ ،)115‬جامعــة املنصــورة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫لــدى تالميــذ املرحلــة‬
‫ ‪-‬شحاتة‪ ،‬حسن‪ .‬والنجار‪ ،‬زينب (‪2003‬م)‪ .‬معجم املصطلحات الرتبويَّة والنفسيَّة‪ ،‬القاهرة‪ ،‬الدار املرصية اللبنانية‪.‬‬
‫األهلية للنرش والتوزيع‪.‬‬ ‫عمن‪َّ ،‬‬ ‫يب‪َّ ،‬‬ ‫ ‪-‬الصفار‪ ،‬محمد‪ .‬الخطاط‪ ،‬هاشم (‪2008‬م)‪ ،‬قواعد الخط العر ّ‬
‫ ‪-‬طعيمــة‪ ،‬رشــدي أحمــد (‪2002‬م)‪ .‬تعليــم اللُّغــة اتصاليًّــا‪ .‬املجلــة العربيَّــة للدراســات اللُّغويَّــة‪ ،‬معهــد الخرطــوم الـ ّ‬
‫ـدويل‬
‫للُّغــة العربيَّــة‪.)20-21( ،‬‬
‫ـي‪ :‬مفهومــه‪ .‬أدواتــه‪ .‬أســاليبه‪ ،‬عــان‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫العلم‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫البح‬ ‫)‪،‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫(‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫الرحم‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫عب‬ ‫ـدس‪،‬‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـد‪.‬‬‫ـ‬ ‫كاي‬ ‫ـق‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الح‬ ‫ ‪-‬عبيــدات‪ ،‬ذوقــان‪ .‬عبــد‬
‫دار الفكر‪.‬‬
‫يب‪ ،‬طنطا‪ ،‬مكتبة ممدوح للنرش‪.‬‬ ‫ ‪-‬عفيفي‪ .‬فوزي سامل (‪1989‬م)‪ ،‬سلسلة تعليم الخط العر ّ‬
‫ ‪-‬القلقشــندي‪ ،‬أحمــد بــن عــي (‪1987‬م)‪ُ .‬صبــح األعــى يف صناعــة اإلنشــاء (‪ ،)3‬بــروت‪ ،‬دار الفكــر للطباعــة والنــر‬
‫والتوزيــع‪.‬‬
‫ـايل وقيــاس أثــره يف تنميــة مهــارات‬ ‫يب والتــذوق ال َجـ ّ‬ ‫ ‪-‬املجــايل‪ ،‬يوســف ذيــاب (‪2006‬م)‪ .‬بنــاء برنامــج يف الخــط العــر ّ‬
‫ـايل لــدى طلبــة املرحلــة األساســيَّة يف األردن‪( ،‬رســالة دكتــوراه غــر منشــورة)‪ ،‬كليــة‬ ‫يب والتــذوق ال َجـ ّ‬ ‫الخــط العــر ّ‬
‫ـان‪.‬‬ ‫ـان العربيَّــة للدراســات العليــا‪ ،‬عـ َّ‬ ‫الدراســات الرتبويَّــة‪ ،‬جامعــة عـ َّ‬
‫خاصة بوزارة الرتبية والتعليم‪.‬‬ ‫العربية (‪2003‬م)‪ ،‬املعجم الوجيز‪ ،‬مرص‪ ،‬طبعة َّ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬مجمع اللُّغة‬
‫ـرق تدريســه‪،‬‬ ‫ن ِبلُغــات أخــرى‪ :‬أُ ُسســه – مداخلــه ‪ -‬طُـ ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ ‪-‬الناقــة‪ ،‬محمــود كامــل (‪1985‬م)‪ .‬تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطق ـ َ‬
‫ِ‬
‫منشــورات جامعــة أم القــرى‪.‬‬
‫ن بها‪ ،‬منشــورات‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬‫ن‬‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫ـق‬
‫ـ‬ ‫طرائ‬ ‫م)‪.‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫(‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫أحم‬ ‫ـدي‬ ‫ـ‬ ‫رش‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫ ‪-‬الناقــة‪ ،‬محمــود كامــل‪ .‬وطعيم‬
‫ـامية للرتبيــة والعلــوم والثقافة (إيسيســكو)‪.‬‬ ‫املنظَّمــة اإلسـ َّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1146‬‬
‫َّ‬
‫العربية‬ ‫العربي في مناهج تعليم ُّ‬
‫اللغة‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫ص َور ُمقترَ حة لتقديم الخط‬
‫للناطقين بغيرها‬

‫الدكتور‪ /‬أحمد شيخ مصطفى‬


‫أكادمييَّة بلغار اإلسالميَّة‪-‬روسيا‪( ،‬ترتستان‪-‬بلغار)‪.‬‬

‫‪a.sh.m.arabic@gmail.com‬‬

‫امل ُل َّخص‪:‬‬
‫ـذب قويَّــة ملتعلِّ ِمــي‬ ‫رئيســا فيهــا‪ ،‬كــا أنَّــه نقطـ ُة جـ ٍ‬ ‫يب بوابـ ًة مهمــة مــن بوابــات الثقافــة العربيَّــة‪ ،‬ومك ِّونًــا ً‬ ‫يُ َعـ ُّد الخــط العــر ُّ‬
‫اللُّغــة العربيَّــة الناطقــن بهــا وبغريهــا؛ لذلــك فــإ َّن مســأل َة تقدميِــه يف مناهــج تعليــم اللُّغــة العربيَّة عمو ًمــا وتعليمهــا للناطقني‬
‫يب فيهــا؛ إ َّمــا‬ ‫بغريهــا عــى وجـ ِه الخصــوص مســأل ٌة مهمـةٌ‪ ،‬واملُطَّلِـ ُع عــى هــذه املناهــج يالحــظ نُــدر َة تضمــن الخــط العــر ِّ‬
‫يب –مثــل‬ ‫لقلَّــة املتمكنــن فيــه مــن املعلِّمــن و ُم ِع ـ ِّدي املناهــج‪ ...‬أو ِقلَّــة املراجــع واألبحــاث التــي تُعنــى بــه‪ ،‬والخــط العــر ُّ‬
‫قصــد‬ ‫جوانــب الثقافــة العربيَّــة األخــرى يف تقدميهــا يف هــذه املناهــج‪ -‬يُق ـ َّدم إ َّمــا بطريق ـ ٍة مبــارش ٍة أو غــر مبــارشة‪ ،‬ويُ َ‬
‫بالطريقــة املبــارشة الطريقــة التعليميَّــة؛ أي‪ :‬تقديــم قواعــد الحــروف وكيفيــة كتابتهــا يف خــط الرقعــة والنســخ والثلــث‪...‬‬
‫وترشيــح الحــروف يف هــذه الخطــوط واتصاالتهــا‪ ...‬وهــذا ليــس مــدا َر البحــث هنــا‪ ،‬وأمــا الطريقــة غــر املبــارشة فيُقصــد‬
‫ـج‬
‫يب يف دروســه وتدريباتــه‪ ،‬وهــذا مــا يــدور حولَــه هــدف البحــث‪ ،‬اتبــع البحــث املنهـ َ‬ ‫ن صــو ٍر منوعـ ٍة للخــط العــر ِّ‬ ‫بهــا تضمـ ُ‬
‫يب ميكــن توظي ُفهــا يف مناهــج تعليــم اللُّغــة العربيَّــة‬ ‫ِ‬
‫ـي القائـ َم عــى التحليـ ِـل؛ بهــدف تقديــم ُصـ َو ٍر عـ َّدة للخــط العــر ِّ‬ ‫الوصفـ َّ‬
‫ـر َة منــاذج هــي‪ :‬اآليــات القرآنيَّــة‪ ،‬واللوحــات الفنيَّــة‪ ،‬والجداريــات‪،‬‬ ‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬واســتعمل االســتبان َة أدا ًة لــه ض َّمــت عـ َ‬
‫وأغلفــة الكتــب‪ ،‬والبطاقــات‪ ،‬والشــعارات‪ ،‬واألختــام‪ ،‬واإلعالنــات‪ ،‬والشــاخصات‪ ،‬والعــارشة ض َّمنهــا الباحــث صــو ًرا أخــرى‬
‫يب؛ كالكتابــة عــى الحــي مــن الذهــب والفضــة‪ ،‬والكتابــة عــى اآلنيَــة والثيــاب؛ لتُــو َّزع هــذه‬ ‫منوعــة مــن صــور الخــط العــر ِّ‬
‫ـا و(‪ )19‬معلمــة‪ )25( ،‬منهــم إجازة جامعيــة و(‪ )17‬دراســات ُعليا‪،‬‬ ‫االســتبانة عــى عينــة البحــث البالغــة (‪ )42‬فــر ًدا‪ )23( :‬معلـ ً‬
‫الصـ َور مــن وجهـ ِة نظرهــم‪ ،‬وكذلــك معرفــة املســتويات التــي ميكــن أن تُقـ َّد َم فيهــا هــذه ُّ‬
‫الصـ َو ُر‪.‬‬ ‫بُغيـ َة تقديـ ِر أهميَّــة هــذه ُّ‬
‫األهداف املر ُج َّوة منه فإنَّه َع ِمل عىل اإلجابة عن األسئلة اآلتية‪:‬‬ ‫َ‬ ‫البحث‬
‫ُ‬ ‫وليك يح ِّق َق‬
‫يب يف مناهج تعليم اللُّغة العربيَّة للناطقني بغريها؟‬ ‫الص َور املقرتَحة لتقديم الخط العر ِّ‬ ‫ ‪-‬ما ُّ‬
‫العربية للناطقني بغريها من ِوجهة نظر املعلِّمني؟‬ ‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫تعليم‬ ‫مناهج‬ ‫يف‬ ‫يب‬
‫ِّ‬ ‫العر‬ ‫الخط‬ ‫تقديم‬ ‫صور‬ ‫ة‬ ‫أهمي‬
‫َّ‬ ‫درجة‬ ‫ ‪-‬ما‬
‫الص َور فيها من وجهة نظر املعلِّمني؟‬ ‫ِ‬ ‫ ‪-‬ما املستويات التي م َن املناسب تقدي ُم هذه ُّ‬
‫العلمي؟‬
‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫ِّ‬ ‫واملؤ‬ ‫الجنس‬ ‫يِ‬ ‫ملتغي‬
‫ِّ َ‬ ‫عزى‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫مني‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املع‬ ‫إجابات‬ ‫درجات‬ ‫إحصائية بني‬ ‫َّ‬ ‫ذات داللة‬ ‫فروق ُ‬ ‫ ‪-‬هل توجد ٌ‬
‫البحث إليها‪:‬‬ ‫ُ‬ ‫توصل‬‫ ‪-‬من أهم النتائج التي َّ‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا التــي بلغــت درجـ ًة مرتفعــة من‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫مناه‬ ‫يف‬ ‫يب‬
‫ِّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ •مــن صــور تقديــمِ‬
‫آنيــة‪ ،‬ثــم أغلفــة‬ ‫َّ‬ ‫ر‬ ‫الق‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫اآلي‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ث‬ ‫ـاخصات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والش‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اإلعالن‬ ‫ـة‪:-‬‬ ‫ـ‬ ‫األهمي‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫حس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫‪-‬مرتب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املع‬ ‫رأي‬ ‫بحســب‬‫األهميــة َ‬
‫الص ـ َور املنوعــة األخــرى للخــط‬ ‫ُّ‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫ث‬ ‫ـام‪،‬‬
‫ـ‬ ‫األخت‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ث‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الجداري‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ث‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬‫الفني‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اللوح‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ث‬ ‫ـعارات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫الكتــب‪ ،‬ثــم‬
‫يب‪ ،‬أمــا البطاقــات فقــد بلغــت درجـ ًة متوســطة مــن األهميــة‪.‬‬ ‫العــر ِّ‬
‫يب التــي يناســب تقدميُهــا يف املســتوى املبتــدئ‪ :‬اآليــات القرآنيَّــة‪ ،‬واللوحــات الفنيَّــة‪،‬‬ ‫ •مــن صــور الخــط العــر ِّ‬
‫والصـ َور األخــرى‪ ،‬ويف‬ ‫والشــاخصات‪ ،‬أمــا يف املســتوى املتوســط فكانــت‪ :‬أغلفــة الكتــب‪ ،‬والبطاقــات‪ ،‬واإلعالنــات‪ُّ ،‬‬
‫املتقــدم‪ :‬الشــعارات‪ ،‬واألختــام‪ ،‬والجداريــات‪ .‬‬
‫متوســطات إجابــات املعلِّمــن واملعلِّــات حــول ُص ـ َور تقديــم الخــط‬ ‫إحصائيــة بــن ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ذات داللــة‬ ‫ـروق ُ‬ ‫ •ال توجــد فـ ٌ‬
‫ـي‪ ،‬باســتثناء البنــد‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫العلم‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ه‬
‫ِّ‬ ‫واملؤ‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫الجن‬ ‫ـي‬
‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫لعام‬ ‫ـزى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫للناطق‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـج‬
‫ـ‬ ‫مناه‬ ‫يب يف‬ ‫العــر ِّ‬
‫إحصائيــا لصالــح املعلِّمــن مــن الدراســات العليــا‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫دا‬ ‫ـروق‬‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫توج‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬‫فإ‬ ‫ـة»؛‬ ‫ـ‬‫الفني‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫«اللوح‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـاين‪،‬‬ ‫الثـ‬
‫يب‪ ،‬الثقافة العربيَّة‪ ،‬مناهج تعليم اللُّغة العربيَّة للناطقني بغريها‪.‬‬ ‫املفتاحية‪:‬الخط‪ ،‬صور الخط العر ِّ‬ ‫َّ‬ ‫الكلامت‬

‫‪1147‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬ماديـ ًة‬ ‫َّ‬ ‫توافرهــا يف مناهــج تعليــم اللُّغــة‬ ‫العربيــة مــن أهــم العنــارص التــي ينبغــي ُ‬ ‫َّ‬ ‫ت ُ َعـ ُّد الثقافــة‬
‫الســات التــي ينبغــي أن ميتــاز بهــا املنهــاج الجيــد‬ ‫ِّ‬ ‫م‬‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫أه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـليم‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫وس‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ح‬
‫ً‬ ‫صحي‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫مي‬
‫ً‬ ‫تقد‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫مي‬
‫ُ‬ ‫تقد‬ ‫د‬‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ً‪،‬‬‫ة‬ ‫ـ‬ ‫كانــت أو معنوي‬
‫مــن غــره‪.‬‬
‫يب ‪-‬ومــا يــزال‪ -‬مــن أكـرِ هــذه العنــارص أهميـ ًة ومتيـ ًزا‪ ،‬ومــن أكرثِهــا جذبًــا للثقافــات األخــرى؛ ولعــل‬ ‫ُّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫وكان‬
‫يب بأنواعــه املتعـ ِّددة جمي ِعهــا هــو «أرقــى وأجمــل‬ ‫ُّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫فالخ‬ ‫ـه؛‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫غ‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫ـه‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ث‬ ‫ِ‬ ‫مل‬ ‫ِ‬
‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الثقاف‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫الفتق‬ ‫د‬‫ذلــك ٌ‬
‫ـ‬ ‫عائ‬
‫نسـ ِقه وجاذبيــة صورتــه‬ ‫َ‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫وبدي‬ ‫ـته‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫هندس‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫وج‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ح‬
‫ُ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـإن‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـيطة؛‬ ‫ـ‬ ‫البس‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫وج‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـري‬ ‫ـ‬ ‫الب‬ ‫ـامل‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫خطــوط‬
‫مــا جعلــه محبوبًــا محرت ًمــا حتــى لــدى األجانــب الغربيــن‪ ،‬فضـ ًـا عــن مكانتــه بــن املســلمني» (الكــردي ‪ ،1939‬ص‪.) 160‬‬
‫ـات األمــم املختلفــة‪ ،‬وتتفــاوت فيــا بينهــا يف العنايــة بــه‪ ،‬حتــى‬ ‫الثقافيــة للُّغــة مــا تشــرك بــه ثقافـ ِ‬ ‫َّ‬ ‫وقــد نجــد مــن العنــارص‬
‫ـر الفرنــي‪ ،‬والســيارات ألملانيــا‪ ،‬والســاعات مــن نصيــب ســويرسا‪ ،‬بينــا رقصــة‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫العط‬ ‫ـرت‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ذك‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫فرنس‬ ‫ـت‬‫ـر بذكــره؛ فــإن قلـ َ‬ ‫لَتُذكـ َ‬
‫ر مــنِ ارتباطــه بغريهــا؛ حتــى أصبــح‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫به‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫مرتب‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫فه‬ ‫ـة؛‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الثقاف‬ ‫ـرت‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ذك‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـت‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫قل‬ ‫وإن‬ ‫ـبانيا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫فإس‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫الفالمينك‬
‫متيزهــا مــن غريها‪ .‬‬ ‫بصمـ ًة ِّ‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا؛‬ ‫َّ‬ ‫وملــا كان للخـ ِّط هــذه املكانــة عنــد العــرب وجــب تقدميُــه يف املناهــج التــي تُعنــى بتعليــم اللُّغــة‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‬ ‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫املختصــة بتعليـ‬ ‫َّ‬ ‫التعليميــة‬
‫َّ‬ ‫تقدميًــا يليــق بهــذه املكانــة ويوفِّيهــا ح َّقهــا‪ ،‬والناظــر لِــا يف الســاحة‬
‫يب‪:‬‬ ‫ن اثنــن يف مســألة تقديــم الخــط العــر ِّ‬ ‫ـج فيهــا تســر يف طريقـ ِ‬ ‫يَ ِجـ ُد املناهـ َ‬
‫تعليميــة‪ ،‬وذلــك بالبــدء باختيــار نــوع الخـ ِّط املراد‬ ‫َّ‬ ‫ـورة‬ ‫ـ‬ ‫بص‬ ‫يب‬
‫ِّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـمِ‬‫ـ‬ ‫تقدي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫م‬‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫قائ‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫‪،‬‬ ‫ـدي‬
‫ٌّ‬ ‫ـ‬ ‫وقص‬ ‫ـدي‬
‫األول‪ :‬عمـ ٌّ‬
‫تعليميــة أخــرى هدفُهــا‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫طريق‬ ‫أي‬ ‫أو‬ ‫ـل‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫فالجم‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الكل‬ ‫إىل‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫االنتق‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ث‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫واتصاالته‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫وحروف‬ ‫ه‬ ‫ـد‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫قواع‬ ‫د‬‫تعليمــه‪ ،‬ثــم رس ُ‬
‫ـات كثرية عــى املنهــج املتَّ َبع‬ ‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫مالحظ‬ ‫ـاك‬ ‫ـ‬ ‫هن‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫كان‬ ‫وإن‬ ‫ـه‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫فل‬ ‫وال‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫البح‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ـدا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫لي‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـن‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫مع‬ ‫ط‬ ‫ٍّ‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫الكتابــة الســليمة َ ْ‬
‫ف‬ ‫و‬
‫يف هــذا الجانــب مــن مســائل اختيــار الخـ ِّط املناســب لــكل مســتوى‪ ،‬ومــا الخــط األنســب للبــدء بتعليمــه؟ وطريقــة التعليم هل‬
‫يب‪،‬‬‫بالعربيــة؟ وغريهــا مــن النقــاط التــي ينبغــي دراسـتُها قبــل الــروع بتعليــم الخــط العر ِّ‬ ‫َّ‬ ‫تكــون مشــا ِبه ًة لتعليمــه للناطقــن‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ -‬إال أنَّــه يــكاد يكــون ُم ْغ َفـ ًـا يف‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫مناه‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫واض‬ ‫ِ‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫إلي‬ ‫قصــد‬ ‫وهــذا املنحــى ‪-‬وإن كان يَ ِ‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا؛‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫مج‬ ‫يف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الباحث‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬
‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫كث‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫أهمل‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫وق‬ ‫ـاد‪،-‬‬ ‫ـ‬ ‫وج‬ ‫ـد‬ ‫كثــر منهــا ‪-‬كــا ذكــر أحمـ‬
‫فكانــوا مهت ِّمــن أكــر مبهــارات الكتابــة األساسـ َّـية األخــرى كاإلمــاء والتعبــر (أحمــد وجــاد‪ ،2017 ،‬ص‪.) 7‬‬
‫واض ُعــه إليــه‪ ،‬وال يُعـ َزم عليــه‪ ،‬وهــذا الجانــب‬ ‫عرضيــا ال يقصــد ِ‬ ‫ًّ‬ ‫يب‪ ،‬وصــوره إيــرا ًدا‬ ‫الثــاين‪ :‬قائــم عــى إيــراد الخــط العــر ِّ‬
‫يب بهــذه الصــورة‬ ‫‪-‬إن ُذكــر‪ -‬فهــو نــادر ِجـ ًّدا؛ حتــى لَ َن ِجـ َد أن سلســل ًة مشــهورة ومنتــرة بــن النــاس ظهــر فيهــا الخــط العــر ُّ‬
‫نهائيــا‪.‬‬
‫يب ًّ‬ ‫موض َعــن فقــط‪ ،‬وسلســلة أخــرى ال تظهــر فيهــا صــور الخــط العــر ِّ‬ ‫يف ِ‬
‫يب فيهــا كمك ِّون‬ ‫ِّ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫الع‬ ‫الخط‬ ‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫لواق‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫رسيع‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫إش‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫إمن‬ ‫ـتها‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ودراس‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫املناه‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫د‬ ‫ـ‬
‫ْ َ‬ ‫ق‬ ‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ـ‬ ‫املوض‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫يف‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫نري‬ ‫وال‬
‫العربية للناطقــن بغريهــا إىل موضوع‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫مناه‬ ‫يف‬ ‫التأليف‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫يري‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫ِّ َ‬ ‫ـكل‬ ‫ـ‬ ‫ول‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫عليه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫للقامئ‬ ‫ه‬
‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫وتنبي‬ ‫ـم‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـايف‬ ‫ثقـ‬
‫ـا مــن مداخــل الثقافــة الــذي ميكــن االعتــاد عليــه يف إيصــال‬ ‫ًّ‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـا‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫مدخ‬ ‫د‬ ‫ـ‬ ‫ع‬
‫َ ُ َ ُّ‬ ‫ي‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬‫ن‬ ‫كو‬ ‫ـا؛‬ ‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫ـراده‬ ‫ـ‬ ‫إي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫وأهمي‬ ‫‪،‬‬ ‫يب‬
‫ِّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬
‫العربيــة‪ ،‬ال ســيام مــع مــا يَل َح ُقهــا من تشــوي ٍه متع َّمـ ٍـد يف أيامنــا هذه‪ .‬‬ ‫َّ‬ ‫صــور ٍة صادقــة ُمرشِقـ ٍة مــن صــور ثقافتنــا‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫يب‬
‫يب عــى التعليــم فقــط‪ ،‬وال يركِّزون عــى مســألة أن الخـ َّط العر َّ‬ ‫ـر مــن الباحثــن و ُم ِعـ ِّدي املناهــج الخـ َّط العــر َّ‬ ‫يقــر كثـ ٌ‬
‫العربيــة بجــا ِل الثقافة‬
‫َّ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫بغ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الناطق‬ ‫ـف‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫تعري‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫طري‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ميك‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫الثقافي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫البواب‬ ‫ـن‬ ‫بوابـ ٌة مهمــة مـ‬
‫ـرا مــن‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫كث‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫ع‬‫ج‬
‫ََ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫منه‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ـاد‬
‫ـ‬ ‫اإلف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ميك‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫الت‬ ‫يب‬
‫ِّ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬‫ـ‬ ‫للخ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫و‬‫ِّ‬ ‫املتن‬ ‫ـور‬‫ـ‬ ‫بالص‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫املناه‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫واض‬‫ِ‬ ‫أو‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ر‬
‫العربيــة؛ فجهـ ُ ِّ‬
‫املد‬ ‫ـل‬ ‫َّ‬
‫الص َور‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫به‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـا‪-‬‬‫ـ‬ ‫ألبنائه‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫ومناه‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫‪-‬ب‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫للناطق‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫مناهــج تعليــم اللُّغــة‬
‫يب عــى أنَّــه مســألة قدميــة‪ ،‬ال ميكــن االســتفادة منــه يف حياتنــا‬ ‫واملشــكلة الثانيــة ت َ ْك ُمــن يف النظــرة إىل الخــط العــر ِّ‬
‫املعــارصة اليــوم‪ ،‬وهــذا خطــأ كبــر‪ ،‬وتفكــر غــر ســليم أثبــت بطالنَــه مــا نــراه اليــوم مــنِ اهتــام وعنايــة ورعايــة ال بـ َ‬
‫ـأس‬
‫يب قــد يجهلهــا اإلنســان وال ينتبــه إليهــا؛ كالعنايــة الكبــرة بنســخ القـرآن الكريــم وكتابتــه؛ حتــى‬ ‫بهــا باســتعامالت الخــط العــر ِّ‬
‫وصلــت لدرجــة أن خطاطًــا مثــل الخطــاط األســتاذ عثــان طــه كتــب القـرآن الكريـ َم أكـرَ مــن ‪ 15‬مــرة‪ ،‬طُبــع منــه مــا يزيــد‬
‫ـرا مــن النــاس يظ ُّنــون أن نُ َســخ القـرآن التــي بــن أيدينــا إمنــا‬ ‫ـول العالَــم ؛ حتــى إن كثـ ً‬
‫(((‬
‫عــن مئتــي مليــون نســخة مو َّزعــة حـ َ‬

‫(( ( ‪ https://shortest.link/7KXU‬استحرض بتاريخ ‪8/6/2018‬م‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1148‬‬
‫ـرف ونقطــة وحركــة وعالمـ ٍة‬ ‫ـري يف ِّكل حـ ٍ‬ ‫وإنــا هــي يف الحقيقــة َجهـ ٌد بـ ٌّ‬ ‫ُج ِّهــزت واعتُ ِنــي بهــا وطُ ِبعــت عــر الحواســيب‪َّ ،‬‬
‫وإنــا أىت الحاســب ليُظ ِه َرهــا بصورتهــا النهائيَّــة‪.‬‬ ‫فيهــا‪َّ ،‬‬
‫ـداك عــن أغلفــة الكتــب التــي تُكتــب عناوي ُنهــا بالخــط‬ ‫يب‪ ،‬عـ َ‬ ‫ِّ‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬‫ـ‬ ‫للخ‬ ‫ـارصة‬ ‫ـ‬ ‫املع‬ ‫ـتعامالت‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫واح‬ ‫ـتعامل‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫هــذا‬
‫ـخصية‪ ،‬أو بطاقــات األفــراح‪ ،‬أو الدعــوات‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـات‬
‫ـ‬ ‫البطاق‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـا؛‬
‫ـ‬ ‫أنواعه‬ ‫ـاف‬ ‫ـ‬ ‫اخت‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـات‬
‫ـ‬ ‫البطاق‬ ‫ـك‬‫ـ‬ ‫وكذل‬ ‫ـا‪،‬‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫العــر ِّ ُ ِّ ُ‬
‫ي‬‫ز‬ ‫ت‬ ‫ف‬ ‫يب‬
‫واملناســبات‪ ،‬وغريهــا‪ ،‬وكذلــك الشــعارات التــي متيــز َشِك ـ ًة ُدو َن غريهــا‪ ،‬واألختــام‪ ،‬واللوحــات التــي تُعلَّــق عــى الجــدران‪،‬‬
‫يب‪.‬‬
‫والشــاخصات التــي تُشــر إىل األماكــن واألبنيــة والشــوارع‪ ،‬وغريهــا الكثــر مــا ميكــن كتابتــه بالخــط العــر ِّ‬
‫أيضــا‪َ :‬أل وهــي أنَّــه قــد يكــون ُم ِعـ ُّد املناهــج قـ ِـد انتبــه إىل أهميَّــة الخــط‬ ‫ـث عــى مشــكلة مهمــة أخــرى ً‬ ‫كــا يقــف البحـ ُ‬
‫يب بكونــه مك ِّونًــا ثقافيًّــا ميكــن إدخالُــه يف منهاجــه إال أنَّــه قــد يجــد صعوبـ ًة يف املســتوى الــذي يجــب أن يضــع هــذه‬ ‫العــر ِّ‬
‫يب عــى املســتويات املناســبة للطــاب؛ لذلك‬ ‫الصــور َة أو تلــك فيــه‪ ،‬فلــم تتوفــر دراسـ ٌة علميَّــة تــو ِّزع هــذه الصــورة للخــط العــر ِّ‬
‫يب عــى املســتويات التعليميَّــة للدارســن‪.‬‬ ‫نجــد يف هــذه الدراســة جوابًــا عــن الســؤال املرتابطــة بتوزيــع صــور الخــط العــر ِّ‬
‫وميكن تلخيص مشكلة البحث يف السؤال الرئيس اآليت‪:‬‬
‫يب يف مناهج تعليم اللُّغة العربيَّة للناطقني بغريها؟‬ ‫الص َور املقرتَحة لتقديم الخط العر ِّ‬ ‫ما ُّ‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫َّ‬
‫ت َ ْك ُمــن أهميَّــة البحــث يف أنَّــه يسـلِّط الضــوء عــى مســألة مهمــة مــن مســائل الثقافــة العربيَّــة‪ ،‬وتقدميهــا يف مناهــج تعليــم‬
‫يب‪ ،‬كــا أن أهميتَــه تــأيت مــن نُــدرة األبحــاث املرت ِبطــة بتقديــم الخــط‬
‫اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بغريهــا َأل وهــي الخــط العــر ُّ‬
‫أيضا عىل‬
‫خصوصــا‪ ،‬كام تنطــوي أهميَّـ ُة البحــث ً‬
‫ً‬ ‫يب يف مناهــج تعليــم اللُّغــة العربيَّــة عمو ًمــا‪ ،‬وتعليمهــا للناطقــن بغريهــا‬
‫العــر ِّ‬
‫يب يف أيامنــا هذه‪.‬‬‫التعريــف باالســتعامالت املعــارصة للخــط العــر ِّ‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫تت َّحدد أهداف البحث يف النقاط اآلتية‪:‬‬
‫يب ميكن إدرا ُجها يف مناهج تعليم اللُّغة العربيَّة للناطقني بغريها‪.‬‬ ‫ •تقديم صور ُمقرتَحة للخط العر ِّ‬
‫العربية للناطقني بغريها من وجهة ِنظر املعلِّمني‪.‬‬‫َّ‬ ‫غة‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫تعليم‬ ‫مناهج‬ ‫يف‬ ‫الص َور‬
‫أهمية هذه ُّ‬
‫ •معرفة درجة َّ‬
‫الص َور فيها من وجهة نظر املعلِّمني‪.‬‬ ‫ •تحديد املستويات التي من املناسب تقدي ُم هذه ُّ‬
‫العلمي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫ِّ‬ ‫واملؤ‬ ‫الجنس‬ ‫ي‬ ‫ملتغي‬
‫ِّ َ‬ ‫عزى‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫مني‬ ‫فروق بني درجات إجابات املعلِّ‬ ‫ •معرفة إن كان مثة ٌ‬
‫أسئلة البحث‪:‬‬
‫يجيب البحث عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫يب يف مناهج تعليم اللُّغة العربيَّة للناطقني بغريها؟‬ ‫الص َور املقرتَحة لتقديم الخط العر ِّ‬ ‫ ‪-‬ما ُّ‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا مــن وجهــة نظــر‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫مناه‬ ‫يف‬ ‫يب‬
‫ِّ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫تقدي‬ ‫ـور‬‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫أهمي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫درج‬ ‫ ‪-‬مــا‬
‫املعلِّمــن؟‬
‫الص َور فيها من ِوجهة نظر املعلِّمني؟‬ ‫ ‪-‬ما املستويات التي من املناسب تقدي ُم هذه ُّ‬
‫العلمي؟‬
‫ِّ‬ ‫ل‬‫ه‬‫ِّ‬ ‫واملؤ‬ ‫الجنس‬ ‫يِ‬‫ملتغي‬
‫ِّ َ‬ ‫عزى‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫مني‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املع‬ ‫إجابات‬ ‫درجات‬ ‫إحصائية بني‬
‫َّ‬ ‫ذات داللة‬
‫فروق ُ‬ ‫ ‪-‬هل توجد ٌ‬
‫اإلجرائية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫مصطلحات البحث وتعريفاته‬
‫ ‪-‬الخــط العــر ُّ‬
‫يب‪ :‬الخــط لغـةً‪ :‬الطريــق؛ يقــال‪ :‬الـ َز ْم ذلــك ال َخـطَّ‪ ،‬و َخـ َّط القلَـ ُم‪ ،‬أَي‪ :‬كَتَــب‪ ،‬و َخـ َّط الـ َ‬
‫ـيء يَ ُخطُّــه َخطًّــا‪:‬‬
‫كتبــه بقلــم أَو غــره‪ ،‬وال َخـطُّ‪ :‬الكتابــة ونحوهــا مــا يُ َخـ ُّط (ابــن منظــور‪711 ،‬هـــ‪ ،‬ج‪/2‬ص‪.) 1198‬‬
‫فعرفه‬ ‫االصطالحيــة للخــط تعريـ ُـف ابــنِ األكفــاين يف كتابــه «إرشــاد القاصد إىل أســنى املقاصــد» َّ‬ ‫َّ‬ ‫ومــن أفضــل التعريفــات‬
‫ـرف منــه صــو ُر الحــروف املفــردة‪ ،‬وأوضاعهــا‪ ،‬وكيفيــة تركيبهــا خطًّــا‪ ،‬ومــا يُكتَــب منهــا يف الســطور‪ ،‬وكيــف‬ ‫بقولــه‪« :‬علـ ٌم يُت َعـ َّ‬
‫ـدال مــا يُبـ َدل منهــا‪ ،‬ومبــاذا يُبـ َدل‪ ،‬ومواضعــه» (ابــن األكفــاين‪ ،1990 ،‬ص‪.) 124‬‬ ‫ســبيلُه أن يكتــب‪ ،‬ومــا ال يُكتــب‪ ،‬وإبـ ُ‬
‫يب واســتعامالته املعــارصة التــي تُظ ِهــر جاملَــه‪،‬‬ ‫ـاذج الخــط العــر ِّ‬ ‫قصــد بهــا الباحــث‪ :‬منـ َ‬ ‫يب‪ :‬ويَ ِ‬
‫ ‪-‬صــور الخــط العــر ِّ‬
‫ـايف ُم ِه ـ ٍّم‪.‬‬
‫وأهميَّتَــه الثقافيَّ ـةَ‪ ،‬وتقدميــه يف مناهــج تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بغريهــا بُغي ـ َة تعريفهــم بــه كمك ـ ِّون ثقـ ٍّ‬

‫‪1149‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ :‬يُراد مبناهــج تعليم اللُّغــة العربيَّــة للناطقني بغريهــا‪« :‬مجموع ُة‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬مناهــج تعليــم اللُّغــة‬
‫ـرات واملواقـ ِ‬
‫ـف اللُّغويــة التعليميَّــة التــي تُحفــظ وتُقـ َّدم لل َّدارســن غــر ال َّناطقــن بالعربيَّــة؛ لتمكينهم من تعلُّــم اللُّغة‬ ‫الخـ ِ‬
‫ِ‬
‫ـتعامل ومامرسـةً؛ ومــن ث َـ َّم دراسـ ُة األُ ُســس واملعايــر التــي عــى أساســها تُختــار هــذه الخــرات واملواقــف‪،‬‬ ‫العربيَّــة اسـ ً‬
‫سلســل يف مســتويات تتتابـ ُع بتتابُـعِ مســتويات تعلُّم اللُّغــة»‪( .‬ســكر‪ ،2011 ،‬ص‪.) 6‬‬ ‫وتُخطَّــط وتُنظَّــم وت ُ َ‬
‫العربيــة لغــر الناطقــن بهــا بُغيـ َة متكي ِنهــم منهــا محادثـ ًة وكتابـ ًة ُّ‬
‫وتعرفًــا‬ ‫َّ‬ ‫ـب التــي تقـ َّدم لتعليــم‬ ‫ـث‪ :‬الكتـ َ‬ ‫ويَ ِ‬
‫قصــد بهــا الباحـ ُ‬
‫عــى ثقافتها‪.‬‬
‫النظري‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫اإلطار‬
‫الثقافيــة‬
‫َّ‬ ‫ـحرا ميتــاز بــه عــن غــره‪ ،‬وهنــا ســنعرض لألهميــة‬ ‫يب وبهائــه‪ ،‬وأن لــه سـ ً‬ ‫يُج ِمــع كثــرون عــى َجــال الخـ ِّط العــر ِّ‬
‫العربيــة للناطقــن بغريها‪.‬‬‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫مناه‬ ‫يف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫وتوظيفه‬ ‫ـتعامالتها‪،‬‬ ‫يب‪ ،‬وأشــهر الخطــوط‪ ،‬واسـ‬ ‫للخــط العــر ِّ‬
‫ِ‬
‫يب‪ :‬إن املداخـ َـل الثقافيَّــة للُّغــات مهمــة أهميَّـ َة تعليــم اللُّغــة ذاتهــا‪ ،‬ال ســيام إن كان‬ ‫الثقافيــة للخــط العــر ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬األهميــة‬
‫ـاس بقيمــة مــا يــراه‪ ،‬ومــن أفضـ ِـل مــا‬ ‫ـر يف نفــس املتل ِّقــي يالمــس الشــعو َر بالجــال‪ ،‬واإلحسـ َ‬ ‫لهــذا املدخــل أو ذاك أثـ ٌ‬
‫يب هــو ارتباطُــه‬ ‫يب‪ ،‬ولعــل الجانــب الــذي يَ ُشـ ُّد اآل َخريــن للخــط العــر ِّ‬ ‫ُيثِّــل ذلــك يف الثقافــة العربيَّــة هــو الخــط العــر ُّ‬
‫ـوي الصلــة بالرســم‪ ،‬وهــو فـ ٌّن مــن الفنــون الجميلة‬ ‫ـات واألمــم جمي ُعهــا؛ فالخــط قـ ُّ‬ ‫بفـ ِّن الرســم‪ ،‬وهــو فـ ٌّن تعرفــه الثقافـ ُ‬
‫ال َعمليَّــة اليدويَّــة (أحمــد وجــاد‪ ،2017 ،‬ص‪ .) 109‬إن الشــعو َر ب َجــال الخـطِّ‪ ،‬واهتــام العــرب بــه يَل ِفــت أنظــا َر الذيــن‬
‫يعكفــون عــى تعليــمِ اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬كــا ذكــر أحمــد وجــاد‪ ،‬وأنَّــه ال يخفــى مــا للخــط الجميــل مــن أثـ ٍر واضــح عــى‬
‫يب وروعتَــه؛ فالخــط فــن وعلــم‪ ،‬وال نتع َّجــب‬ ‫ـال الخـ ِّط العــر ِّ‬ ‫يب يعــرف متــا َم املعرفــة َجـ َ‬ ‫ـر العــر ِّ‬ ‫نفســيَّة القــارئ‪ ،‬وأن غـ َ‬
‫ـوت غـرِ العــرب مــع أنهــم ال يفهمــون مــا كُتــب فيهــا (أحمــد‬ ‫يب تزيِّــن بيـ َ‬‫ـات فنيَّـ ًة مــن الخــط العــر ِّ‬ ‫عندمــا نــرى لوحـ ٍ‬
‫وح الجــال أو عبقريَّتَــه؛ فيقــول‪« :‬قــد تجــد‬ ‫وجــاد‪ ،2017 ،‬ص‪ .) 104‬ويــر ُّد محمــد طاهــر الكــردي هــذا إىل مــا يُسـ َّمى ُر َ‬
‫بعــض القطــع الخطِّيَّــة لهــا جاذبيــة تأخــذ مبجام ـعِ القلــوب؛ فــا تشــبع العــن مــن النظــر إليهــا؛ فهــذه الجاذبيَّــة إن‬
‫ـت عنهــا ال ت ِج ُدهــا ســوى رو ِح الجــال‪ ،‬أو بعبــارة أخــرى عبقريــة الجــال» (الكــردي ‪ ،1939‬ص‪.) 153‬‬ ‫فتَّ ْشـ َ‬
‫ـب روحانيــة يفهمهــا جميـ ُع البــر؛ فــا حاجــة للرتجمــة أو التفســر حتــى تدخــل‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫بجوان‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـاط‬‫ـ‬ ‫الرتب‬ ‫د‬‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫عائ‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ولعــل ذل‬
‫القلــب‪ ،‬وهــذا مــا أشــار إليــه إقليــدس ‪-‬وهــو مــن الفالســفة الرياضيــن‪ ،‬وهــو الــذي أظهــر الهندسـ َة ووضــع فيــه كتابًــا‪ -‬حني‬
‫قــال‪« :‬الخــط هندســة روحانيــة‪ ،‬وإن ظهــرت بآلــة جســانية» وقــال أمــن الديــن ياقــوت امللــي‪« :‬الخــط هندســة روحانيــة‬
‫ظهــرت بآلــة جســانية» (الكــردي ‪ ،1939‬ص‪.) 8‬‬
‫ـص وأرسا ًرا كثــرة‪ ،‬حتــى إن بعــض املح ِّققــن ذكــر أكــر مــن خمســن‬ ‫يب خصائـ َ‬ ‫املختصــون أن للخــط العــر ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫وقــد أجمــع‬
‫خاصـ ًة‬ ‫ـرف طبائـ َع َّ‬‫صحيفــة ألرسار الحــروف العربيَّــة‪ ،‬وفيهــا تفصيــل عجيــب كقولهــم إنَّهــا مرتبـ ٌة عــى مراتــب‪ ،‬وأن لــكل حـ ٍ‬
‫طبيعي؛ كالنــار‪ ،‬واملــاء‪ ،‬والــراب‪ ،‬والهواء‪،‬‬‫ٍّ‬ ‫بــه وتناســبه؛ كالحــرارة‪ ،‬والرطوبــة‪ ،‬واليبوســة‪ ،‬والــرودة‪ ،‬رابطــن َّكل حــرف بعنــر‬
‫يب دون غــره (الكــردي‪ ،1939 ،‬ص‪.) 166‬‬ ‫ـص بهــا الخــط العــر ُّ‬ ‫وغــر ذلــك مــن األرسار التــي اختُـ َّ‬
‫أشــهر الخطــوط وخصائصهــا‪ ،‬ومناســبتها للموضوعــات‪ :‬إن معرفـ َة أنــواع الخطــوط وخصائــص ِّكل خــط وميزاتِــه‪،‬‬
‫وكذلــك معرفــة الخــط املناســب للكتابــة بــه يف موضــو ٍع محـ َّدد دون غـرِه يســاعدنا يف فَ ْهــمِ الصــورة األمثـ ِـل لتوظيــف صــور‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وهــذه ملحـ ٌة عــن أشــهر الخطــوط واســتعامالتها‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫يب يف مناهــج تعليــم اللُّغــة‬ ‫الخــط العــر ِّ‬
‫ـر مع َّقــد‪ ،‬ال يحتمــل‬‫ـهل الخطــوط‪ ،‬يكتُــب بــه غالــب النــاس‪ ،‬وهــو خـ ٌّط جميــل واضــح يف حروفــه‪ ،‬غـ ُ‬ ‫ ‪1.‬خــط الرقعة‪ :‬وهــو أسـ ُ‬
‫ـب والتدا ُخــل أو التشــكيل‪ ،‬بســيط ســهل‪ ،‬يوفِّــر الوقــت والجهــد (أحمــد وجــاد‪ ،2017 ،‬ص‪ .) 39‬وهــو مــن الخطــوط‬ ‫الرتكيـ َ‬
‫ـر عــى نصــوص قدميــة كُ ِتبــت بــه تعــود لســنة ‪886‬م (ضمــرة‪ ،‬ص‪ .) 80‬مــن املناســب الكتابـ ُة بــه‬ ‫املتأ ِّخــرة يف نشــأته‪ ،‬وقــد ُعـ ِ‬
‫يف اإلعالنــات التجاريَّــة‪ ،‬والالفتــات‪ ،‬وعناويــن املجـ َّـات والصحــف والكتــب (أحمــد وجــاد‪ ،2017 ،‬ص‪ ) 39‬و(البابــا‪،1988 ،‬‬
‫ص‪.) 181‬‬
‫ـال كلــا كانــت حروفُــه صغــر ًة ودقيقــة‪ ،‬سـ ِّمي بالحجــازي‬ ‫العربيــة األصيلــة التــي تــزداد جـ ً‬ ‫َّ‬ ‫ـوط‬ ‫ـ‬ ‫الخط‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـخ‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫النس‬ ‫ ‪2.‬خــط‬
‫قبــل اإلســام‪ ،‬ثــم ُسـ ِّمي بالنســخ؛ ألن ال َو َّراقــن نســخوا بــه املصاحـ َـف ف َغلَبــت عليــه التســميةُ‪ ،‬أكــر مــا ِ‬
‫يناســب الكتابــة بــه‪:‬‬
‫املصاحــف‪ ،‬والشــهادات‪ ،‬واإلجــازات‪ ،‬وهــو أقــرب الخطــوط لخــط الطباعــة املســتع َمل يف أيامنــا هــذه‪ ،‬وســاب ًقا ُسـ ِّميت اآللــة‬
‫الكاتبــة بآلــة النســخ نســب ًة إليــه (أحمــد وجــاد‪ ،2017 ،‬ص‪ ) 36، 37‬و(البابــا‪ ،1988 ،‬ص‪.) 181‬‬
‫ـرا مــن التشــكيل والحــركات‪ ،‬كــا يحتمــل م َّد‬ ‫ ‪3.‬خــط الثلــث‪ :‬مــن أصعــب الخطــوط كتابـةً‪ ،‬وهــو خـ ٌّط مــر ٌن جميـ ٌـل يحتمــل كثـ ً‬
‫ـات مختلفــة‪ ،‬أكــر مــا كتــب بــه‪ :‬جــدران املعــامل الدينيَّــة يف املحاريــب والقبــاب‪ ،‬واللوحــات ذات التكوينــات‬ ‫الحــروف باتجاهـ ٍ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1150‬‬
‫الخطِّيَّــة املعقــدة واملتداخلــة‪ ،‬وكذلــك الواجهــات وعناويــن الكتــب والصحــف‪( ...‬أحمــد وجــاد‪ ،2017 ،‬ص‪ ) 41‬و(البابــا‪،1988 ،‬‬
‫ص‪.) 181‬‬
‫ميــا‪ ،‬وملــا أصبحــت‬ ‫ً‬ ‫قد‬ ‫ـارس‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫أه‬ ‫ـط‬‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـب‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الرتكي‬ ‫أو‬ ‫ـكيل‬ ‫ـ‬ ‫التش‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫يحتم‬ ‫ال‬ ‫ـد‪،‬‬‫ـ‬ ‫ق‬
‫َّ‬ ‫مع‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـح‬
‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫واض‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـاريس‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫الف‬ ‫ ‪4.‬الخــط‬
‫ـمية لبــاد الفــرس أبدعــوا فيــه وابتكــروا‪ ،‬ســمي خـ َّط (التعليــق) لكتابــة التعليقات‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الرس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـروف‬ ‫ـ‬ ‫بالح‬ ‫الكتابـ ُة‬
‫أيضــا (النســتعليق) وأصلــه نســخ التعليــق‪ ،‬متتــاز حروفــه بامتداداتِها‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ـمي‬ ‫ـ‬ ‫وس‬ ‫ـل‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫األص‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ا‬‫ز‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫متيي‬ ‫ـه؛‬‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـش‬ ‫ـ‬ ‫والهوام‬ ‫ـوايش‬ ‫ـ‬ ‫يف الح‬
‫الفنيــة‪ ،‬والبطاقــات‬‫َّ‬ ‫ـات‬
‫ـ‬ ‫واللوح‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫التجار‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اإلعالن‬ ‫ويف‬ ‫ـب‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫أو‬ ‫ت‬ ‫ـا‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫املج‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫عناوي‬ ‫يف‬ ‫ـده‬ ‫ـ‬ ‫نج‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫ـرة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫كث‬ ‫ـومه‬ ‫ورسـ‬
‫ـخصية (أحمــد وجــاد‪ ،2017 ،‬ص‪ ) 42، 43‬و(البابــا‪ ،1988 ،‬ص‪.) 181‬‬ ‫الشـ َّ‬
‫ ‪5.‬الخــط الديــواين‪ُ :‬س ـ ِّمي بذلــك الســتعامله يف الديــوان العثــاين‪ ،‬وهــو خ ـ ُّط البهجــة والجــال‪ ،‬حروفــه َم ِرنــة‪ ،‬أكــر مــا‬
‫يُكتــب بــه‪ :‬اللوحــات الفنيَّــة‪ ،‬والشــهادات ال ِعلميَّــة‪ ،‬والســندات‪ ،‬واملعايــدات‪ ،‬والبطاقــات الشــخصيَّة… (أحمــد وجــاد‪،2017 ،‬‬
‫ص ‪.) 44‬‬
‫العربيــة؛ فمنهم‬
‫َّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫بحروفن‬ ‫كتبوا‬ ‫ـعوب‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ا‬‫ـر‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫كث‬ ‫أن‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ك‬
‫ْ‬ ‫ذ‬
‫ِّ‬ ‫بال‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫الجدي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـتعامالتها‬ ‫ـ‬ ‫واس‬ ‫ـوط‬ ‫ـ‬ ‫الخط‬ ‫ـواع‬ ‫ـ‬ ‫أن‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫أش‬ ‫بعــد رس ِد‬
‫ميــا‪ ،‬ثــم تحــول عنهــا إىل غريهــا ألغــراض سياسـ َّـية وغريهــا‪ ،‬ومنهــم مــن ال يــزال يكتــب بهــا إىل يومنــا‬ ‫ً‬ ‫قد‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫به‬ ‫َمــن كتــب‬
‫عربيــة‪ :‬األتــراك‪ ،‬والهنــود‪ ،‬والفــرس‪ ،‬وســكان بــاد املاليــو (جــاوه) والزنــج يف‬ ‫َّ‬ ‫ـروف‬ ‫ـ‬ ‫بح‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫كتب‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـعوب‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـن‬ ‫هــذا‪ ،‬ومـ‬
‫ـا لزيــادة العناية بــه يف مناهجنــا عا َّمة‪،‬‬ ‫ًّ‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ا‬ ‫غ‬
‫ً‬ ‫و‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫د‬
‫ِّ َ ُّ ِّ‬ ‫ـ‬‫ع‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫يب‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬‫ـ‬ ‫للخ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫والتاريخي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الثقافي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫القيم‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـر‪...‬‬ ‫ـ‬ ‫والربب‬ ‫زنجبــار‬
‫خاصــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫للناطق‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـج‬‫ومناهـ‬
‫يب يف الوقت الحايل‪:‬‬
‫وجوه استعامل الخط العر ِّ‬
‫الفنيــة التــي تُزيَّــن بهــا‬
‫يب محصــور ٌة يف اللوحــات َّ‬ ‫لعــل الصــورة الراســخ َة يف األذهــان حــول اســتعامالت الخــط العــر ِّ‬
‫الجــدران‪ ،‬أو مــا نشــاهده يف مداخـ ِـل املســاجد والقصــور واألبنيــة مــن آيــات قرآنيــة أو أحاديــث نبويــة وأبيــات شــعريَّة يف‬
‫ـر أكــر مــن مجــرد ذلــك‪ ،‬ال ســيام بعــد تطـ ُّور اإلعــان‪ ،‬وانتعــاش حركــة الدعايــة مــن جهـ ٍة‪،‬‬ ‫الحكمــة أو املوعظــة‪ ،‬لكــن األمـ َ‬
‫ثــم انتشــار أجهــزة الحاســوب‪ ،‬وبعدهــا اإلنرتنــت مــن جهــة أخــرى‪ ،‬األمــر الــذي ســاعد عــى دمـ ِج املهــارة اليدويَّــة مــع اآللــة؛‬
‫ـواء يف الكتابــات التــي تزيــن الدعايــة‬ ‫ـاالت تجاريَّ ـ ًة واســع ًة مل نعه ْدهــا ِم ـ ْن قبـ ُـل‪ ،‬سـ ٌ‬‫يب مجـ ٍ‬ ‫فأصبحنــا نــرى للخــط العــر ِّ‬
‫واملؤسســات املختلفــة‪ ،‬ويف الكتب واملنشــورات‪( ...‬البابــا‪ ،1988 ،‬ص‪180،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫التجار‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫للمح‬ ‫ـات‬‫واإلعــان ‪ ،‬ويف كتابــة الالفتـ‬
‫‪.) 181‬‬
‫الصـ َور يف االســتبانة التــي قُ ِّدمت لعينــة البحث‪،‬‬ ‫ِ‬
‫يب‪ ،‬وقــد ُجمعت هــذه ُّ‬ ‫الصـ َور املعــارصة للخــط العــر ِّ‬ ‫ِ‬
‫ويَعـرض البحــث أهـ َّم ُّ‬
‫يب يف الحيــاة اليوميَّــة‪ ،‬ومنهــا‬ ‫ـتعامالت معــارصة وتوظيــف حقيقــي للخــط العــر ِّ‬ ‫ٌ‬ ‫الص ـ َور يف الحقيقــة مــا هــي إال اسـ‬ ‫وهــذه ُّ‬
‫اآليــات القرآنيَّــة‪ ،‬وكتابــة اللوحــات الفنيَّــة التــي تُعلَّــق عــى جــدران البيــوت‪ ،‬وكذلــك كتابــة أغلفــة الكتــب املتن ِّوعــة‪ ،‬وتزيــن‬
‫وســم بهــا هــذه الرشكــة أو‬ ‫يب‪ ،‬حتــى الشــعارات التــي ت ُ َ‬ ‫البطاقــات الشــخصيَّة‪ ،‬وبطاقــات األفــراح برســوم متنوعــة للخــط العــر ِّ‬
‫يب ُمعتَ ِم ِديــن عــى موافقـ ِة التصميــم‬ ‫ـر مــن أصحابهــا يهتمــون بكتابتهــا بالخــط العــر ِّ‬ ‫تلــك ومتيِّزهــا مــن غريهــا‪ ،‬أصبــح كثـ ٌ‬
‫الشــعار‪َ ،‬ع ـ َد َاك عــنِ األختــام والشــاخصات‬ ‫َقصــد م ـ َن ِّ‬ ‫للمحتــوى‪ ،‬وعــى انســيابي ِة الخ ـ ِّط وطوا ِعيَ ِتــه ولُيون ِتــه يف تحقيــق امل ِ‬
‫بضوابطــه أو إســاءة لِــا أُدخــل‬
‫ِ‬ ‫يب دون إخــا ٍل‬‫وغريهــا مــن جوانــب الحيــاة اليوميَّــة التــي ميكــن أن يُــد َر َج فيهــا الخــط العــر ُّ‬
‫فيــه‪ ،‬بــل عــى العكــس يكــون الخــط ســببًا يف زيــاد ِة جــا ِل مــا اقــرن فيــه‪.‬‬
‫يب يف املناهج‪:‬‬
‫توظيف استعامالت الخط العر ِّ‬
‫ـهر صــور الخــط‬ ‫اليوميــة؛ فإنَّنــا يف هــذا البحــث ح َّد ْدنــا أشـ َ‬ ‫َّ‬ ‫يب يف الحيــاة‬ ‫ـرض بعــض اســتعامالت الخــط العــر ِّ‬ ‫بعــد عـ ِ‬
‫الصـ َور يف مناهــج تعليــم اللُّغــة‬ ‫ُّ‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ـ‬ ‫أهمي‬
‫َّ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫درج‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـج‬
‫ـ‬ ‫نتائ‬ ‫يف‬ ‫ـنعرض‬ ‫ـ‬ ‫وس‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫اليومي‬
‫َّ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫حياتن‬ ‫يف‬ ‫ـتعمل‬ ‫ـ‬ ‫س‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ـي‬‫يب التـ‬
‫العــر ِّ‬
‫الصـ َور فيهــا‪ ،‬ولكن‬ ‫ُّ‬ ‫هذه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫كل‬
‫ِّ‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ـرا‬‫ـ‬ ‫إي‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫املناس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـتويات‬ ‫ـ‬ ‫واملس‬ ‫ـن‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املع‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫نظ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫جه‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫للناطق‬ ‫ـة‬ ‫العربيـ‬
‫َّ‬
‫ـت تَعـ ِرض لــدرس فيــه دعــوة لحضــور‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫كن‬ ‫إن‬ ‫‪:‬‬‫ـا‬‫ً‬ ‫ـ‬ ‫فمث‬ ‫ـن؛‬ ‫ـ‬ ‫ممك‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫ال؟‬ ‫أم‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫املناه‬ ‫يف‬ ‫ـورة‬ ‫ـ‬ ‫الص‬ ‫ـذه‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ـرا‬
‫ـ‬ ‫إي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫املمك‬ ‫ن‬
‫هــل م َ‬
‫ـ‬
‫يب‪ ،‬وهذا ســهل باالســتعانة‬ ‫حفــل زفــاف أو أي مناســبة أخــرى ميكــن مل ُ ِعـ ِّد املناهــج أن يجعـ َـل هــذه الدعــوة مكتوب ًة بالخــط العر ِّ‬
‫ـاط كــا يفعــل عنــد االســتعانة مبص ِّمــم يرتِّــب ِمنها َجــه‪ ،‬أو يــأيت مبثــل هــذه الدعــوة مــن اإلنرتنــت‪ ،‬ومــا أكرثهــا!‬ ‫بــأي خطـ ٍ‬
‫ـت الدعــوة بخـ ٍّط مــن خطــوط الحاســوب أم بخــط اليــد؟‬ ‫ويف األســئلة التــي تَتْ َبــع الــدرس ميكــن أن يســأل الطالــب‪ :‬هــل كُ ِت َبـ ِ‬
‫يب؟ وغــر ذلــك مــن األســئلة التــي‬ ‫هــل تعــرف هــذا الخــط الــذي كُتبــت بــه العبــار ُة؟ هــل تعــرف أنوا ًعــا أخــرى للخــط العــر ِّ‬
‫تت َم ْحـ َور حــول الخــط الــذي ورد يف بطاقــة الدعــوة‪ ،‬أو الخــط الــذي كُتبــت بــه اللوحــة التــي يف مدخــل هــذا البنــاء أو تلــك‬
‫ـب يف اللوحــة املعلَّقــة عــى الجــدار‪...‬‬ ‫املستشــفى‪ ،‬أو الخــط الــذي كُتبــت بــه النقــود‪ ،‬أو الــذي رآه الطالـ ُ‬

‫‪1151‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫بعض الدراسات السابقة‪:‬‬


‫ثقافيــا مــن عنــارص الثقافــة‬ ‫ـرا ًّ‬ ‫يب باعتبــاره عنـ ً‬ ‫ـث دراس ـ ًة ُعنيــت بالخــط العــر ِّ‬ ‫ـي مل يجـ ِـد الباحـ ُ‬ ‫بعــد البحــث والتقـ ِّ‬
‫ـث عىل بعض‬ ‫وإنا وقــف الباحـ ُ‬ ‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫مناه‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫متنوع‬ ‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫يف‬ ‫العربيــة ميكــن تقدميُــه‬ ‫َّ‬
‫ـي عمو ًمــا‪ ،‬ومــن هــذه الدراســات‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫واملجتمع‬ ‫ـي‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫والتعليم‬ ‫ـايف‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الثق‬ ‫ـره‬ ‫ـ‬ ‫وأث‬ ‫ـتعامالته‬ ‫ـ‬ ‫واس‬ ‫يب‬
‫ِّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫بالخ‬ ‫الدراســات التــي تُع َنــى‬
‫يب يف الفقــه اإلســامي‪ ،‬رســالة ماجســتري مق َّدمــة يف كليــة الرشيعــة‪،‬‬ ‫ ‪-‬الحراحشــة‪ ،‬عاطــف (‪ :)2011‬الخــط العــر ُّ‬
‫جامعــة آل البيــت‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫والتميــز بكتابتــه‬ ‫ُّ‬ ‫يب‪،‬‬ ‫الدينيــة للحــرف العــر ِّ‬ ‫َّ‬ ‫العربيــة وخطوطهــا‪ ،‬وبيــان األهميــة‬ ‫َّ‬ ‫ه َدفَــت الدراسـ ُة إىل تعزيـ ِز الثقــة باللُّغــة‬
‫ـي‪ ،‬ومــن أهــم النتائــج التــي‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الفن‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ذوقه‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫وتنمي‬ ‫ـذ‬ ‫ـ‬ ‫التالمي‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫ـامي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ق‬‫ِ‬
‫واالفتخــار بــه‪ ،‬كــا ه َدفَــت لتعزيـ ِز املُثُــل َ‬
‫وال‬
‫يب عنــد كثــر مــن النــاس‪ ،‬وأنَّــه قدي ـ ٌم ِق ـ َد َم الكتابــة‪ ،‬وأن لــه‬ ‫توصلَــت إليهــا الدراس ـةُ‪ :‬عــد ُم وضــوح مفهــوم الخــط العــر ِّ‬ ‫َّ‬
‫املخطوطات القدميــة التــي تَلِ َفــت أو أُه ِملَت‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫َعالقـ ًة وطيــد ًة بالقـرآن الكريــم‪ ،‬وأنَّــه يجــب املحافظـ ُة عليــه ألهميتــه يف تحقيــق‬
‫ـي‪ ،‬مجلــة جامعــة دمشــق‬ ‫يب وتأثــره يف العــارة وإغنــاء الفــراغ الداخـ ِّ‬ ‫ ‪-‬غنــوم‪ ،‬ســمري (‪ :)2014‬جامليــة الخــط العــر ِّ‬
‫للعلــوم الهندسـ َّـية‪ ،‬املجلــد ‪ ،30‬العــدد‪ ،2‬جامعة دمشــق‪ ،‬ســورية‪.‬‬
‫تكي ِفه‬ ‫الداخلية‪ ،‬وإمكانيــة ُّ‬ ‫َّ‬ ‫العربيــة‪ ،‬ويف الفراغــات‬ ‫َّ‬ ‫يب يف العــارة‬ ‫أهميــة اســتعامل الخــط العــر ِّ‬ ‫ه َدفَــت الدراسـ ُة إىل إبــراز َّ‬
‫باطنيا‬‫ًّ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫معن‬ ‫يتضمن‬ ‫يب‬
‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ط‬‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫أن‬ ‫‪:‬‬ ‫ـث‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫البح‬ ‫إليها‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫توص‬
‫َّ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫النتائ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫أه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫وم‬ ‫ـارصة‪،‬‬ ‫الداخليــة املعـ‬
‫َّ‬ ‫ومالءمتــه للعــارة‬
‫ويتكيــف يف‬ ‫َّ‬ ‫‪،‬‬‫ـر‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫والتعب‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫املعن‬ ‫ـل‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬‫وص‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫تج‬ ‫يب‬
‫ِّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـرف‬ ‫ـ‬ ‫للح‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الهندس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫و‬
‫ِّ‬ ‫املك‬ ‫وأن‬ ‫‪،‬‬ ‫ـكيل‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـري‬ ‫ـ‬ ‫الظاه‬ ‫ـى‬ ‫يســمو عــى املعنـ‬
‫الوقــت نفســه مــع أشــكا ِل الســطوح ومســاحاتها‪ ،‬وهــذا يناســب التصاميـ َم املعــارص َة يف العــارة‪ ،‬وأنَّــه أهــم العنــارص الرتاثيــة‬
‫املحليــة لعامرتنا‪.‬‬ ‫ـخصية َّ‬ ‫ـامية‪ ،‬واســتمراره محافظـ ٌة عىل الشـ َّ‬ ‫العربيــة اإلسـ َّ‬ ‫َّ‬ ‫الحيــة واملتجــددة يف الحضــارة‬ ‫التزيينيــة َّ‬
‫يب يف الجداريــات املعــارصة يف مدينــة جدة‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫للخ‬ ‫ـايل‬ ‫ـ‬ ‫والج‬ ‫ـي‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫الوظيف‬ ‫ـكيل‬ ‫ـ‬ ‫التش‬ ‫)‪:‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫(‬ ‫ـرين‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـرازي‪،‬‬ ‫ ‪-‬الحـ‬
‫مجلــة الفنــون واألدب وعلــوم اإلنســانيات واالجتــاع‪ ،‬العــدد ‪ ،73‬شــهر‪ ،2‬كليــة اإلمــارات للعلــوم الرتبويَّــة‪.‬‬
‫يب يف الجداريات املعــارصة يف مدينة‬ ‫والجامليــة للخــط العــر ِّ‬ ‫َّ‬ ‫الوظيفيــة‬ ‫َّ‬ ‫ـكيلية‬
‫ه َدفَــت الدراسـ ُة إىل تحليــل اإلمكانيــات التشـ َّ‬
‫ـي‪ ،‬ومــن أهــم النتائــج‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫التحلي‬ ‫ـي‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الوصف‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫املنه‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫البح‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫واعتم‬ ‫‪،‬‬ ‫يب‬
‫ِّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫الجامليــة للخـ‬ ‫َّ‬ ‫للتوصــل إىل األمنــاط والقيــم‬ ‫جــدة ُّ‬
‫توصــل إليهــا‪ :‬أن للخــط َدو ًرا يف تجميــل املــكان وصقلــه بســات جامليــة‪ ،‬وأن الرســم والخــط مجتمعني ميكنهــا إضفاء‬ ‫التــي َّ‬
‫وظيفيــة‬ ‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫قي‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫لن‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـيل‬‫ـ‬ ‫وس‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫يحق‬ ‫ـداري‬ ‫ـ‬ ‫الج‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫التصوي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫تداخ‬ ‫وأن‬ ‫ـدة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ملدين‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫الفض‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫الحيويَّــة‬
‫ووظيفيــة عــدة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫جاملي‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫مزاي‬ ‫ـدث‬ ‫ـ‬ ‫يح‬ ‫ـارصة‬ ‫ـ‬ ‫املع‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫بالجداري‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـران‬ ‫ـ‬ ‫اق‬ ‫وأن‬ ‫ـعودي‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫املجتم‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫داخ‬ ‫عــدة‬
‫يب وتوظيفهــا يف تصميم وإنتاج املشــغوالت الخشــبية املعارصة‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫للخ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الجاملي‬
‫َّ‬ ‫ـاد‬ ‫ـ‬ ‫األبع‬ ‫)‪:‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫(‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫عائش‬ ‫ـى‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫العي‬
‫ـانية‪ ،‬املجلد‪ ،6‬العــدد‪ ،14‬جامعة تعــز‪ ،‬اليمن‪.‬‬ ‫مجلــة العلــوم الرتبويَّــة والدراســات اإلنسـ َّ‬
‫يب يف تصميــم مشــغوالت خشــبية معــارصة تجمــع بــن الجــال‬ ‫الجامليــة للخــط العــر ّ‬ ‫َّ‬ ‫ه َدفَــت الدراسـ ُة لتوظيــف األبعــاد‬
‫ميــة يف التصميــم‪ ،‬وإنتــاج‬ ‫َّ َّ َّ‬‫ْ‬ ‫ق‬ ‫الر‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫التقني‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫توظي‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـال؛‬ ‫ـ‬ ‫والخي‬ ‫ـداع‬ ‫ـ‬ ‫اإلب‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫وتنمي‬ ‫ـم‪،‬‬ ‫والوظيفــة باســتعامل برامــج التصميـ‬
‫يب‪ .‬ومــن أهــم نتائــج الدراســة‪ :‬التم ُّكـ ُن مــن تنــا ُو ِل‬ ‫مشــغوالت خشــبية نفعيــة معــارصة مســتوحا ٍة مــن جامليــات الخــط العــر ِّ‬
‫يب يف تصميــم مشــغوالت خشــبية معــارصة‪ ،‬وتنفيذهــا باســتعامل التصميم عــر طابعــات الليزر‪.‬‬ ‫الجامليــة للخــط العــر ِّ‬ ‫َّ‬ ‫األبعــاد‬
‫يب‬
‫ِّ‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫أهمي‬
‫َّ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـوف‬ ‫ـ‬ ‫الوق‬ ‫يف‬ ‫ـابقة‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الحالي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫تتف‬ ‫ـابقة‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـق‬‫تعليـ‬
‫يب‬ ‫ِّ‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ـض‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫أهمي‬
‫َّ‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫بي‬ ‫يف‬ ‫ـابقة‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـض‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫تتف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـارصة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫واملع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫القدمي‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ك‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫األزمن‬ ‫يف‬
‫الصـ َور الجداريــات يف دراســة الحــرازي (‪ ،)2021‬وميكــن أن نُضيــف لهــا الخـ َّط يف العــارة يف دراســة‬ ‫ُّ‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫وم‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫م‬
‫ً‬ ‫عمو‬
‫ـس للدراســة‪.‬‬ ‫غنــوم (‪ ،)2014‬أمــا يف دراســة العيــى (‪)2021‬؛ فكانــت املشــغوالت اليدويَّــة هــي املحــو َر الرئيـ َ‬
‫ـكل واحــدة مــن هــذه الدراســات حـ َّد َدت ِمحو ًرا‬ ‫ـمل؛ فـ ُّ‬ ‫وتختلــف الدراسـ ُة الحاليــة عــن هــذه الدراســات يف كونِهــا أعـ َّم وأشـ َ‬
‫بالعربيــة‪ ،‬عــى‬ ‫َّ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الناطق‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ة‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ج‬‫َّ‬ ‫مو‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫ليس‬ ‫ـات‬ ‫ِ‬ ‫يب واســتعامالته‪ ،‬كــا أن هــذه الدراسـ‬ ‫واح ـ ًدا مــن محــاور الخــط العــر ِّ‬
‫بالعربيــة بطريقـ ٍة غــر مبــارشة للتعريــف بالثقافــة‬ ‫َّ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الناطق‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫مخاطب‬ ‫ـس‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الرئي‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـس الدراســة الحاليــة التــي هدفُ‬ ‫عكـ ِ‬
‫يب يف املناهــج التــي يد ُرســونها‪.‬‬ ‫العربيــة عــن طريــق الخــط العــر ِّ‬ ‫َّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1152‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫يب‪ ،‬ومعرفــة درجــة أهميتهــا‪،‬‬ ‫ـي القائــم عــى التحليــل؛ بهــدف تقديــمِ صــو ٍر عــد ٍة للخــط العــر ِّ‬ ‫ســيتبع البحــث املنهــج الوصفـ َّ‬
‫واملســتويات التــي مــن املناســب تقدميُهــا فيهــا؛ فهــذا املنهــج مناســب لوصــف الظاهــرة‪ ،‬ومالحظتهــا‪ ،‬ثــم طــرح التســاؤالت‬
‫ـي املعروفــة؛ بهـ ِ‬
‫ـدف‬ ‫الفرضيــة املناســبة َوفْـ َـق خطــوات املنهــج العلمـ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫الفرض َّيــات الختيــار‬ ‫ِ‬ ‫ـول إىل طــر ِح‬ ‫املناســبة حولهــا؛ وصـ ً‬
‫ـب لهــذا‬ ‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫مناس‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫املنه‬ ‫ـذا‬‫ـ‬ ‫وه‬ ‫‪،) ‬‬ ‫‪28‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫‪1989‬‬ ‫ـام‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫(أب‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫املعرف‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫م‬
‫ِّ‬ ‫تع‬ ‫ٍ‬
‫ة‬ ‫ـ‬ ‫الحق‬ ‫ٍ‬
‫ـوات‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬ ‫ط‬ ‫لخ‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫إنتــاج معرفـ ٍة جديــدة ِّ‬
‫تؤس‬
‫الخاصــة بالوضــع‬ ‫َّ‬ ‫ـول عــى الحقائــق‬ ‫حقيقيـ ٍة و َمعيشـ ٍة‪ ،‬والغايــة مــن ذلــك‪ :‬هــي الحصـ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫قضاي‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫مبعالج‬ ‫ـث؛ ألنَّــه يســمح‬‫البحـ ِ‬
‫ـكالت (بوحــوش‪ ،1990 ،‬ص‪.) 28‬‬ ‫املوجــود الــذي يســاعد عــى فَ ْهــم املشـ ِ‬
‫ ¨مجتمع البحث وعينته‪:‬‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وبلَــغ عــد ُد أفــراد عينــة البحــث‬ ‫َّ‬ ‫مختصــن يف مجــال تعليــم اللُّغــة‬ ‫ِّ‬ ‫تكـ َّون مجتمــع البحــث مــن‬
‫ـا و(‪ )19‬معلمــة‪ ،‬منهــم (‪ )25‬إجــازة جامعيــة و(‪ )17‬دراســات ُعليــا‪ .‬وكانــت عينــة البحــث عينـ ًة َع ْمديــة؛‬ ‫(‪ )42‬فــر ًدا‪ )23( :‬معلـ ً‬
‫بحســب مــا‬ ‫َ‬ ‫ـث‬
‫ـ‬ ‫الباح‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫اختاره‬ ‫ه‪،‬‬‫د‬‫ِ‬ ‫ـرا‬‫ـ‬ ‫أف‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫لجمي‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫الوص‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫يص‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫بحي‬ ‫؛‬ ‫ٍ‬
‫ة‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫متباع‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫أماك‬ ‫يف‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ينت‬ ‫ألن مجتمــع الدراســة‬
‫تيــر لــه أن يجتمـ َع بأفرادهــا ويتواصـ َـل معهــم‪ ،‬وقــد تــو َّزع أفــراد العينــة بــن جامعــات دمشــق وحلــب يف ســورية‪ ،‬والكليــة‬
‫األمريكيــة يف اإلمــارات‪.‬‬
‫َّ‬
‫ ¨أداة البحث‪:‬‬
‫الفنيــة‪ ،‬والجداريات‪،‬‬ ‫آنية‪ ،‬واللوحــات َّ‬ ‫عش َة منــاذج هي‪ :‬اآليــات القر َّ‬ ‫اســتعمل البحــث االســتبان َة أدا ًة لــه (ملحــق‪ ،) 1‬وض َّمــت َ‬
‫وأغلفــة الكتــب‪ ،‬والبطاقــات‪ ،‬والشــعارات‪ ،‬واألختــام‪ ،‬واإلعالنــات‪ ،‬والشــاخصات‪ ،‬والعــارشة ض َّمنهــا الباحــث صــو ًرا أخــرى‬
‫اآلنيــة والثيــاب‪ ...‬وبجانــب هذه‬ ‫يب؛ كالكتابــة عــى الحــي مــن الذهــب والفضــة‪ ،‬والكتابة عــى َ‬ ‫من َّوعــة مــن صــور الخــط العــر ِّ‬
‫ـكل منهــا‪.‬‬
‫ـب لـ ٍّ‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫املناس‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫ث‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫أهمي‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫درج‬ ‫ـم‬ ‫الصـ َور أعمــد ٌة يَختــار منهــا املعلـ‬‫ُّ‬
‫نتائج البحث وتفسريها‪:‬‬
‫تقديهــا يف مناهــج تعليــم اللُّغة‬ ‫يب التــي ميكــن ُ‬ ‫ـوف عــى أهـ ِّم صــور الخــط العــر ِّ‬ ‫مــن أهــم النتائــج يف هــذا البحــث‪ :‬الوقـ ُ‬
‫رئيســا مــن ُمك ِّونــات الثقافــة العربيَّــة التــي تُ َعـ ُّد أحـ َد أهـ ِّم أركان مناهـ ِج تعليــم اللُّغة‬
‫العربيَّــة للناطقــن بغريهــا؛ كونَــه ُمك ِّونًــا ً‬
‫الصـ َور مــن وجهــة نظــر املعلِّمــن‪ ،‬واملســتويات اللُّغويَّــة التــي‬ ‫العربيَّــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وكذلــك معرفــة درجــة أهميَّــة هــذه ُّ‬
‫الصـ َور فيهــا؛ وذلــك باإلجابــة عــن أســئلة البحــث‪:‬‬ ‫ـب تقديـ ُم هــذه ُّ‬ ‫مــن املناسـ ِ‬
‫العربيــة للناطقني‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ل‬
‫ُّ‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـج‬
‫ـ‬ ‫مناه‬ ‫يف‬ ‫يب‬
‫ِّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬
‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫تقدي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫أهمي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫درج‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫األول‪:‬‬ ‫الســؤال‬
‫بغريهــا مــن وجهــة نظــر املعلِّمني؟‬
‫ـات املعياريَّـ َة لــكل بنـ ٍـد مــن بنــود‬ ‫ـطات الحســابيَّ َة واالنحرافـ ِ‬‫ـث املتوسـ ِ‬ ‫ـب الباحـ ُ‬ ‫حسـ َ‬ ‫مــن أجــل اإلجابــة عــن هــذا الســؤال َ‬
‫موضحــة يف الجــدول رقــم (‪.)1‬‬ ‫ـب املئويَّ ـ َة لهــذه املتوســطات‪ ،‬والنتائــج َّ‬ ‫ـب ال ِّن َسـ َ‬
‫وحسـ َ‬
‫االســتبانة‪َ ،‬‬
‫الحسابية واالنحرافات املعياريَّة لبنود االستبانة وال ِّن َسب املئويَّة لكل منها‬
‫َّ‬ ‫الجدول (‪ )1‬املتوسطات‬

‫درجة األهمية‬ ‫النسبة املئويَّة‬ ‫املعياري‬


‫ُّ‬ ‫االنحراف‬ ‫يب‬
‫املتوسط الحسا ُّ‬ ‫عدد املعلِّمني‬ ‫بنود االستبانة‬

‫مرتفعة‬ ‫‪%96.3‬‬ ‫‪3150.‬‬ ‫‪2.89‬‬ ‫‪42‬‬ ‫آنية‬


‫اآليات القر َّ‬
‫مرتفعة‬ ‫‪%82.3‬‬ ‫‪5130.‬‬ ‫‪2.47‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الفنية‬
‫اللوحات َّ‬
‫مرتفعة‬ ‫‪%89.3‬‬ ‫‪6710.‬‬ ‫‪2.68‬‬ ‫‪42‬‬ ‫أغلفة الكتب‬
‫متوسطة‬ ‫‪%63‬‬ ‫‪7370.‬‬ ‫‪1.89‬‬ ‫‪42‬‬ ‫البطاقات‬
‫مرتفعة‬ ‫‪%98.3‬‬ ‫‪2290.‬‬ ‫‪2.95‬‬ ‫‪42‬‬ ‫اإلعالنات‬
‫مرتفعة‬ ‫‪%86‬‬ ‫‪5070.‬‬ ‫‪2.58‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشعارات‬
‫مرتفعة‬ ‫‪%75.3‬‬ ‫‪4520.‬‬ ‫‪2.26‬‬ ‫‪42‬‬ ‫األختام‬
‫مرتفعة‬ ‫‪%77.3‬‬ ‫‪7490.‬‬ ‫‪2.32‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الجداريات‬

‫‪1153‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫درجة األهمية‬ ‫النسبة املئويَّة‬ ‫املعياري‬


‫ُّ‬ ‫االنحراف‬ ‫يب‬
‫املتوسط الحسا ُّ‬ ‫عدد املعلِّمني‬ ‫بنود االستبانة‬

‫مرتفعة‬ ‫‪%98.3‬‬ ‫‪2290.‬‬ ‫‪2.95‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الشاخصات‬


‫مرتفعة‬ ‫‪%73.7‬‬ ‫‪4190.‬‬ ‫‪2.21‬‬ ‫‪42‬‬ ‫صور منوعة أخرى‬
‫مرتفعة‬ ‫‪%84‬‬ ‫‪0.136‬‬ ‫‪2.52‬‬ ‫‪42‬‬ ‫الدرجة الكليَّة‬

‫الحسابية لبنود االستبانة‬


‫َّ‬ ‫الشكل (‪ )1‬يُبني ال ِّن َسب املئويَّة للمتوسطات‬
‫يتبني من خالل الجدول رقم (‪ )1‬النتائج اآلتية‪:‬‬
‫يب يف مناهــج تعليم‬ ‫ِّ‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫لتقدي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ح‬ ‫قرت‬
‫ُ َ‬ ‫م‬ ‫ـور‬‫ـ‬ ‫«ص‬ ‫ـتبانة‬
‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـود‬ ‫ـ‬ ‫لبن‬ ‫ ‪1.‬تراوحــت ِق َيــم ال ِّن َســب املئويَّــة للمتوســطات الحسـ َّ‬
‫ـابية‬
‫الكليــة لهــا ‪/‬باســتثناء البنــد رقــم ‪« 4‬البطاقــات»‪ /‬بــن (‪ ،)%98,3%-73,7 ‬وهــي‬ ‫العربيــة للناطقــن بغريهــا» والدرجــة َّ‬ ‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫يب يف مناهــج تعليــم اللُّغــة‬ ‫ِّ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تقدي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ألهمي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مرتفع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫درج‬ ‫ِ‬
‫د‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫وج‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـدل‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫مرتفع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫مئوي‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ِ‬
‫جمي ًع َ‬
‫ن‬ ‫ـا‬
‫ـ‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا مــن وجهــة نظــر املعلِّمــن أفــراد عينــة البحــث‪.‬‬ ‫َّ‬
‫يب للبنــد رقــم ‪« 4‬البطاقــات» مــن بنــود االســتبانة (‪ ،)1.89‬وبلغــت النســبة املئويَّــة لهــذا‬ ‫ ‪2.‬باملقابــل بلغــت قيمــة املتوســط الحســا ِّ‬
‫ـدل عــى وجــو ِد درجــة متوســطة األهميــة للبطاقات مــن وجهة نظــر املعلِّمني‬ ‫املتوســط (‪ ،)%63 ‬وهــي نســبة مئويــة متوســطة تـ ُّ‬
‫أفــرا ِد عينــة البحث‪.‬‬
‫يب مــن ِوجهــة نظــر املعلِّمــن عائـ ٌد إىل زيــادة االهتــام بالخــط العــر ِّ‬
‫يب‬ ‫ ‪3.‬ولعـ َّـل َمـ َـر َّد هــذه األهميــة املرتفعــة لصــور الخــط العــر ِّ‬
‫العربيــة‪ ،‬وذلــك بحثًــا عــنِ الجــال الــذي يريــدون‬ ‫َّ‬ ‫ـدول‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫س‬‫واملؤس‬
‫يف الســنوات األخــرة‪ ،‬ســواء عــى مســتوى األفــراد َّ‬
‫يب‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫يف‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫متوف‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫وذل‬ ‫ـاخصة…‬ ‫إظهــا َره يف هــذه اللوحــة‪ ،‬أو هــذا اإلعــان‪ ،‬أو هــذه الشـ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1154‬‬
‫الص َور فيها من وجهة نظر املعلِّمني؟‬ ‫تقديم هذه ُّ‬‫ُ‬ ‫السؤال الثاين‪ :‬ما املستويات التي من املناسب‬
‫ن أفــرا ِد‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫املعلم‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫ب‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ٍ‬
‫ـب‬‫ـ‬ ‫مناس‬ ‫ى‬ ‫و‬
‫ً‬ ‫ـت‬
‫ـ‬ ‫كمس‬ ‫ا‬‫ر‬
‫ً‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫اختي‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫األك‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـث‬ ‫مــن أجــل اإلجابــة عــن هــذا الســؤال د َرس الباحـ‬
‫موضحــة يف الجــدول رقــم (‪.)2‬‬ ‫َّ‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫والنتائ‬ ‫عينــة البحــث يف كل بنـ ٍـد مــن بنــود االســتبانة‪،‬‬
‫الص َور امل ُتض َّمنة يف االستبانة‬
‫الجدول (‪ )2‬املستوى املناسب لكل صورة من ُّ‬

‫املستوى املناسب لكل صورة‬


‫املتقدم‬ ‫املتوسط‬ ‫املبتدئ‬ ‫بنود االستبانة‬
‫النسبة املئويَّة‬ ‫التكرارات‬ ‫النسبة املئويَّة‬ ‫التكرارات‬ ‫النسبة املئويَّة‬ ‫التكرارات‬

‫‪%28.6‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪%30.9‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪%40.5‬‬ ‫‪17‬‬ ‫آنية‬


‫اآليات القر َّ‬
‫‪%16.7‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪%26.2‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪%57.1‬‬ ‫‪24‬‬ ‫الفنية‬
‫اللوحات َّ‬
‫‪%14.3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%54.8‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪30.9‬‬ ‫‪13‬‬ ‫أغلفة الكتب‬
‫‪%26.2‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪%59.5‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪%14.3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫البطاقات‬
‫‪%28.6‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪%52.4‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪%19.1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫اإلعالنات‬
‫‪%54.8‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪%26.2‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪%19.1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الشعارات‬
‫‪%57.1‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪%33.3‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪%9.6‬‬ ‫‪4‬‬ ‫األختام‬
‫‪%50‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪30.9‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪%19.1‬‬ ‫‪8‬‬ ‫الجداريات‬
‫‪%14.3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪%35.7‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪21‬‬ ‫الشاخصات‬
‫‪%28.6‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪%57.1‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪%14.3‬‬ ‫‪6‬‬ ‫صور منوعة أخرى‬

‫ـح لنــا مــن خــا ِل قــراءة النتائــج املعروضــة يف الجــدول رقــم (‪ )2‬أ َّن ثالث ـ َة مــن بنــود االســتبانة قــد اخ ِتــر فيهــا‬ ‫يتضـ ُ‬
‫آنيــة‪ ،‬اللوحــات‬
‫َّ‬ ‫ر‬ ‫الق‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫(اآلي‬ ‫ـي‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـث؛‬ ‫ـ‬ ‫البح‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫عين‬ ‫د‬‫ِ‬ ‫ـرا‬
‫ـ‬ ‫أف‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املع‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫نظ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫جه‬‫و‬‫ِ‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫له‬ ‫ٍ‬
‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫مناس‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫كمس‬ ‫ـدئ‬ ‫ـ‬ ‫املبت‬ ‫املســتوى‬
‫الفنيــة‪ ،‬الشــاخصات)‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ـب لهــا مــن وجهة نظــر املعلِّمني‬ ‫ويتضــح أ َّن أربعـ َة مــن بنــود اســتبانة البحــث قــد اخ ِتــر املســتوى املتوســط كمســتوى مناسـ ٍ‬
‫أفــرا ِد عينــة البحــث؛ وهــي‪( :‬أغلفــة الكتــب‪ ،‬البطاقــات‪ ،‬اإلعالنات‪ ،‬صــور منوعــة أخرى)‪.‬‬
‫باملقابــل يتبــن بــأ َّن البنــود الثالثــة املتبقيــة (الشــعارات‪ ،‬األختــام‪ ،‬األلغــاز) قــد اخ ِتــر املســتوى املتقــدم كمســتوى مناسـ ٍ‬
‫ـب‬
‫لهــا مــن وجهــة نظــر املعلِّمــن أفــرا ِد عينــة البحــث‪.‬‬
‫ـبب توزيــع املعلِّمــن للصــور عــى املســتويات بهــذا الشــكل ملبــدأ الشــيوع واالنتشــار؛ فاآليــات القرآنيَّــة‬ ‫ـر ُّد الباحــث سـ َ‬ ‫ويـ ُ‬
‫يب انتشــا ًرا يف حياتنــا اليوميَّــة‪ ،‬وتألَ ُفهــا العــن؛ لذلــك كان مــن‬ ‫واللوحــات الفنيَّــة والشــاخصات مــن أكــر صــور الخــط العــر ِّ‬
‫والصـ َور األخرى يف املســتوى‬ ‫املناســب تقدميُهــا يف املســتوى املبتــدئ‪ ،‬ثــم تــأيت بعدهــا أغلفـ ُة الكتــب والبطاقــات واإلعالنــات ُّ‬
‫ـرا؛ فكيــف بغــر‬ ‫ـا ال ينت ِبــه إليــه أبنـ ُ‬
‫ـاء العربيَّــة كثـ ً‬ ‫ـعارات واألختــام‪ ،‬وهــي مـ َّ‬ ‫املتوســط‪ ،‬أمــا يف املســتوى املتقــدم وجدنــا الشـ ِ‬
‫الناطقــن بهــا؛ لذلــك يناســب تقدميُهــا يف املســتوى املتقــدم؛ ألن املتعلِّــم أصبــح قــاد ًرا عــى التمييــز بــن أشــكال الحــروف‬
‫ورســمها‪ ،‬وســيدرك أن التداخــل يف الحــروف إن ُو ِجـ َد فهــو يخـ ُدم الناحيـ َة الجامليَّــة‪.‬‬

‫‪1155‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ـرَي‬
‫إحصائيــة بــن درجــات إجابــات املعلِّمــن تُعــزى ملتغـ ِّ‬
‫َّ‬ ‫ذات داللــة‬
‫ـروق ُ‬
‫الســؤال الثالــث‪ :‬هــل توجــد فـ ٌ‬
‫ـي؟‬
‫الجنــس واملؤ ِّهــل العلمـ ِّ‬
‫ملتغي الجنس؟‬
‫ِّ‬ ‫عزى‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫مني‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املع‬ ‫إجابات‬ ‫درجات‬ ‫بني‬ ‫ة‬‫إحصائي‬
‫َّ‬ ‫داللة‬ ‫ذات‬ ‫ ¨هل توجد ٌ‬
‫فروق ُ‬
‫ـروق بــن‬ ‫ِ‬
‫مــن أجــل اإلجابــة عــن هــذا الســؤال اسـتُعمل اختبــار (ت ســتودنت) للعينــات املســتقلة؛ حيــث حســب الباحــث الفـ َ‬
‫متوســطات إجابــات املعلِّمــن الذكــور وبــن متوســطات إجابــات املعلِّــات يف اســتبانة البحــث‪ ،‬والنتائــج موضحــة يف الجدول‬
‫رقــم (‪.)3‬‬
‫الجدول (‪ )3‬داللة الفروق بني متوسطات إجابات املعلِّمني الذكور واإلناث عن استبانة البحث‬

‫القيمة‬ ‫درجة‬ ‫قيمة اختبار‬ ‫االنحراف‬ ‫املتوسط‬


‫القرار‬ ‫عدد املعلِّمني‬ ‫الجنس‬ ‫البنود‬
‫االحتاملية‬
‫َّ‬ ‫الحرية‬ ‫ت‬ ‫املعياري‬
‫ّ‬ ‫يب‬
‫الحسا ّ‬
‫ال توجد فروق‬ ‫‪0.218‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪1.251‬‬ ‫‪0.209‬‬ ‫‪2.96‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ذكر‬ ‫آنية‬
‫اآليات القر َّ‬
‫دالَّة‬
‫‪0.375‬‬ ‫‪2.84‬‬ ‫‪19‬‬ ‫أنثى‬
‫ال توجد فروق‬ ‫‪0.527‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪0.638‬‬ ‫‪0.511‬‬ ‫‪2.52‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ذكر‬ ‫الفنية‬
‫اللوحات َّ‬
‫دالَّة‬
‫‪0.507‬‬ ‫‪2.42‬‬ ‫‪19‬‬ ‫أنثى‬
‫ال توجد فروق‬ ‫‪0.784‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪0.275‬‬ ‫‪0.619‬‬ ‫‪2.74‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ذكر‬ ‫أغلفة الكتب‬
‫دالَّة‬
‫‪0.671‬‬ ‫‪2.68‬‬ ‫‪19‬‬ ‫أنثى‬
‫ال توجد فروق‬ ‫‪0.233‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪1.210‬‬ ‫‪0.603‬‬ ‫‪2.00‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ذكر‬ ‫البطاقات‬
‫دالَّة‬
‫‪0.806‬‬ ‫‪1.74‬‬ ‫‪19‬‬ ‫أنثى‬
‫ال توجد فروق‬ ‫‪0.197‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪1.313‬‬ ‫‪0.288‬‬ ‫‪2.91‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ذكر‬ ‫اإلعالنات‬
‫دالَّة‬
‫‪0.000‬‬ ‫‪3.00‬‬ ‫‪19‬‬ ‫أنثى‬
‫ال توجد فروق‬ ‫‪0.486‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪0.703‬‬ ‫‪0.511‬‬ ‫‪2.52‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ذكر‬ ‫الشعارات‬
‫دالَّة‬
‫‪0.496‬‬ ‫‪2.63‬‬ ‫‪19‬‬ ‫أنثى‬
‫ال توجد فروق‬ ‫‪0.775‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪0.287‬‬ ‫‪0.470‬‬ ‫‪2.30‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ذكر‬ ‫األختام‬
‫دالَّة‬
‫‪0.452‬‬ ‫‪2.26‬‬ ‫‪19‬‬ ‫أنثى‬
‫ال توجد فروق‬ ‫‪0.834‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪0.211‬‬ ‫‪0.752‬‬ ‫‪2.26‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ذكر‬ ‫الجداريات‬
‫دالَّة‬
‫‪0.787‬‬ ‫‪2.21‬‬ ‫‪19‬‬ ‫أنثى‬
‫ال توجد فروق‬ ‫‪0.676‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪0.420‬‬ ‫‪0.288‬‬ ‫‪2.91‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ذكر‬ ‫الشاخصات‬
‫دالَّة‬
‫‪0.229‬‬ ‫‪2.95‬‬ ‫‪19‬‬ ‫أنثى‬
‫ال توجد فروق‬ ‫‪0.287‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪1.079‬‬ ‫‪0.344‬‬ ‫‪2.13‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ذكر‬ ‫صور منوعة أخرى‬
‫دالَّة‬
‫‪0.452‬‬ ‫‪2.26‬‬ ‫‪19‬‬ ‫أنثى‬
‫ال توجد فروق‬ ‫‪0.535‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪0.625‬‬ ‫‪0.118‬‬ ‫‪2.53‬‬ ‫‪23‬‬ ‫ذكر‬ ‫الدرجة الكليَّة‬
‫دالَّة‬
‫‪0.153‬‬ ‫‪2.50‬‬ ‫‪19‬‬ ‫أنثى‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1156‬‬
‫الشكل (‪ )2‬يُبني الفروق بني متوسطات إجابات املعلِّمني الذكور واإلناث عن استبانة البحث‬
‫املوضحــة يف الجــدول رقــم (‪ )3‬أ َّن ِق َيـ َم اختبــار (ت ســتودنت) لدراســة الفــروق بــن‬ ‫يُال َحــظ مــن خــال قــراءة النتائــج َّ‬
‫الكليــة لالســتبانة قــد تراوحــت بــن (‪1.313-‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الدرج‬ ‫ويف‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫البح‬ ‫ـتبانة‬
‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـود‬
‫ـ‬ ‫بن‬ ‫يف‬ ‫متوســطات إجابــات املعلِّمــن واملعلِّــات‬
‫ـر مــن مســتوى الداللــة (‪)0,05‬؛‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ع‬
‫ً‬ ‫جمي‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫)‪،‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪.‬‬‫‪197‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪.‬‬‫‪834‬‬ ‫(‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫له‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫التابع‬ ‫االحتامليــة‬
‫َّ‬ ‫‪ ،)0.211‬وتراوحــت القيــم‬
‫ـرة بــن املعلِّمــن حســب‬‫َ َ‬ ‫ـ‬‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫بنوده‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫جمي‬ ‫ويف‬ ‫ـتبانة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫لالس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الكلي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الدرج‬ ‫يف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬‫إحصائي‬
‫ًّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬‫َّ‬ ‫ل‬‫دا‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫ومــن ث َـ َّم فــإ َّن الفــروق غ‬
‫ـر الجنــس‪.‬‬ ‫متغـ ِّ‬
‫العلمي؟‬
‫ِّ‬ ‫ملتغي املؤ ِّهل‬
‫إحصائية بني درجات إجابات املعلِّمني تُعزى ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ذات داللة‬
‫فروق ُ‬‫ ¨هل توجد ٌ‬
‫مــن أجــل اإلجابــة عــن هــذا الســؤال اسـتُعمل اختبــار (ت ســتودنت) للعينــات املســتقلة؛ لحســاب الفــروق بــن متوســطات‬
‫الجامعيــة وبــن متوســطات إجابــات املعلِّمــن َح َملــة مؤ ِّهــل الدراســات العليــا يف‬ ‫َّ‬ ‫إجابــات املعلِّمــن َح َملــة مؤ ِّهــل اإلجــازة‬
‫اســتبانة البحــث‪ ،‬والنتائــج موضحــة يف الجــدول رقــم (‪.)4‬‬
‫الجدول (‪ )4‬داللة الفروق بني متوسطات إجابات املعلِّمني عن استبانة البحث باختالف مؤهالتهم ال ِع َّ‬
‫لمية‬

‫القيمة‬ ‫درجة‬ ‫قيمة اختبار‬ ‫االنحراف‬ ‫املتوسط‬ ‫عدد‬


‫القرار‬ ‫العلمي‬
‫ّ‬ ‫املؤ ِّهل‬ ‫البنود‬
‫االحتاملية‬
‫َّ‬ ‫الحرية‬ ‫ت‬ ‫املعياري‬
‫ّ‬ ‫يب‬
‫الحسا ّ‬ ‫املعلِّمني‬

‫ال توجد‬ ‫‪0.519‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪0.650‬‬ ‫‪0.332‬‬ ‫‪2.88‬‬ ‫‪25‬‬ ‫إجازة جامعية‬ ‫اآليات القرآنيَّة‬
‫فروق دالَّة‬
‫‪0.243‬‬ ‫‪2.94‬‬ ‫‪17‬‬ ‫دراسات ُعليا‬
‫ال توجد‬ ‫‪0.001‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪3.427‬‬ ‫‪0.458‬‬ ‫‪2.28‬‬ ‫‪25‬‬ ‫إجازة جامعية‬ ‫اللوحات الفنيَّة‬
‫فروق دالَّة‬
‫‪0.437‬‬ ‫‪2.76‬‬ ‫‪17‬‬ ‫دراسات ُعليا‬
‫ال توجد‬ ‫‪0.578‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪0.560‬‬ ‫‪0.597‬‬ ‫‪2.76‬‬ ‫‪25‬‬ ‫إجازة جامعية‬ ‫أغلفة الكتب‬
‫فروق دالَّة‬
‫‪0.702‬‬ ‫‪2.65‬‬ ‫‪17‬‬ ‫دراسات ُعليا‬
‫ال توجد‬ ‫‪0.374‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪0.900‬‬ ‫‪0.707‬‬ ‫‪1.80‬‬ ‫‪25‬‬ ‫إجازة جامعية‬ ‫البطاقات‬
‫فروق دالَّة‬
‫‪0.707‬‬ ‫‪2.00‬‬ ‫‪17‬‬ ‫دراسات ُعليا‬
‫ال توجد‬ ‫‪0.082‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪1.782‬‬ ‫‪0.000‬‬ ‫‪3.00‬‬ ‫‪25‬‬ ‫إجازة جامعية‬ ‫اإلعالنات‬
‫فروق دالَّة‬
‫‪0.332‬‬ ‫‪2.88‬‬ ‫‪17‬‬ ‫دراسات ُعليا‬

‫‪1157‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫القيمة‬ ‫درجة‬ ‫قيمة اختبار‬ ‫االنحراف‬ ‫املتوسط‬ ‫عدد‬


‫القرار‬ ‫العلمي‬
‫ّ‬ ‫املؤ ِّهل‬ ‫البنود‬
‫االحتاملية‬
‫َّ‬ ‫الحرية‬ ‫ت‬ ‫املعياري‬
‫ّ‬ ‫يب‬
‫الحسا ّ‬ ‫املعلِّمني‬

‫ال توجد‬ ‫‪0.660‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪0.444‬‬ ‫‪0.500‬‬ ‫‪2.60‬‬ ‫‪25‬‬ ‫إجازة جامعية‬ ‫الشعارات‬
‫فروق دالَّة‬
‫‪0.514‬‬ ‫‪2.53‬‬ ‫‪17‬‬ ‫دراسات ُعليا‬
‫ال توجد‬ ‫‪0.562‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪0.585‬‬ ‫‪0.476‬‬ ‫‪2.32‬‬ ‫‪25‬‬ ‫إجازة جامعية‬ ‫األختام‬
‫فروق دالَّة‬
‫‪0.437‬‬ ‫‪2.24‬‬ ‫‪17‬‬ ‫دراسات ُعليا‬
‫ال توجد‬ ‫‪0.985‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪0.019‬‬ ‫‪0.779‬‬ ‫‪2.24‬‬ ‫‪25‬‬ ‫إجازة جامعية‬ ‫الجداريات‬
‫فروق دالَّة‬
‫‪0.752‬‬ ‫‪2.24‬‬ ‫‪17‬‬ ‫دراسات ُعليا‬
‫ال توجد‬ ‫‪0.800‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪0.255‬‬ ‫‪0.277‬‬ ‫‪2.92‬‬ ‫‪25‬‬ ‫إجازة جامعية‬ ‫الشاخصات‬
‫فروق دالَّة‬
‫‪0.243‬‬ ‫‪2.94‬‬ ‫‪17‬‬ ‫دراسات ُعليا‬
‫ال توجد‬ ‫‪0.853‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪0.186‬‬ ‫‪0.408‬‬ ‫‪2.20‬‬ ‫‪25‬‬ ‫إجازة جامعية‬ ‫صور منوعة‬
‫فروق دالَّة‬ ‫أخرى‬
‫‪0.393‬‬ ‫‪2.18‬‬ ‫‪17‬‬ ‫دراسات ُعليا‬
‫ال توجد‬ ‫‪0.407‬‬ ‫‪40‬‬ ‫‪0.838‬‬ ‫‪0.138‬‬ ‫‪2.50‬‬ ‫‪25‬‬ ‫إجازة جامعية‬ ‫الكلية‬
‫الدرجة َّ‬
‫فروق دالَّة‬
‫‪0.127‬‬ ‫‪2.54‬‬ ‫‪17‬‬ ‫دراسات ُعليا‬

‫الشكل (‪ )3‬يُبني الفروق بني متوسطات إجابات املعلِّمني َح َملة مؤ ِّهل اإلجازة الجامعيَّة و َح َملة مؤ ِّهل الدراسات العليا عن استبانة البحث‬
‫يتبني من خالل قراءة الجدول رقم (‪ )4‬النتائج اآلتية‪:‬‬
‫الجامعيــة‬
‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ ‪-‬بلغــت قيمـ ُة اختبــار (ت ســتودنت) لدراســة الفـ ِ‬
‫ـروق بــن متوســطات إجابــات املعلِّمــن َح َملـة مؤ ِّهــل اإلجــازة‬
‫وبــن متوســطات إجابــات املعلِّمــن َح َملــة مؤ ِّهــل الدراســات العليــا يف البنــد الثــاين مــن بنــود االســتبانة‪/ :‬اللوحــات‬
‫االحتامليــة التابعــة لــه (‪ ،)0.001‬وهــي أصغــر مــن مســتوى الداللــة (‪)0,05‬؛ ومــن ث َـ َّم‬ ‫َّ‬ ‫الفنيــة‪ ،)3.427( /‬وبلغــت القيمــة‬‫َّ‬
‫إحصائيــا هــي لصالــح املعلِّمــن َح َملـ ِة مؤ ِّهــل الدراســات العليــا؛ أل َّن‬
‫ًّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬‫َّ‬ ‫ل‬‫الدا‬ ‫ـروق‬ ‫ـ‬ ‫الف‬ ‫ـذه‬
‫ـ‬ ‫إحصائيــا‪ ،‬وه‬
‫ًّ‬ ‫فــإ َّن الفــروق دالَّــة‬
‫الفنيــة‪ /‬البالــغ (‪ )2.76‬أكــر مــن متوســط إجابــات املعلِّمــن َح َملــة مؤ ِّهــل اإلجــازة‬ ‫متوســط إجاباتِهــم يف بنــد ‪/‬اللوحــات َّ‬
‫الجامعيــة وهــو (‪.)2.28‬‬
‫َّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1158‬‬
‫ ‪-‬تراوحــت ِقيَــم اختبــار (ت ســتودنت) لدراســة الفــروق بــن متوســطات إجابــات املعلِّمــن َح َملــة مؤ ِّهــل اإلجــازة الجامعيَّة‬
‫واملعلِّمــن َح َملــة مؤ ِّهــل الدراســات العليــا عــن بنــود اســتبانة البحــث ‪/‬باســتثناء البنــد الثــاين‪ /‬بــن (‪،)1.782-0.019‬‬
‫وتراوحــت القيــم االحتامليَّــة التابعــة لهــا بــن (‪ ،)0.082-0.985‬وهــي جمي ًعــا أكــر مــن مســتوى الداللــة (‪)0,05‬؛‬
‫يب يف‬ ‫ـر دالَّــة إحصائيًّــا يف الدرجــة الكليَّــة الســتبانة «صــور ُمقرتَحــة لتقديــم الخــط العــر ِّ‬
‫ومــن ث َـ َّم فــإ َّن الفــروق غـ ُ‬
‫مناهــج تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بغريهــا»‪ ،‬ويف جميــع بنودهــا (باســتثناء البنــد العــارش) بــن املعلِّمــن باختــاف‬
‫مؤهالتهــم ال ِعلميَّــة‪.‬‬
‫املقرتحات والتوصيات‪:‬‬
‫َ‬
‫يف ضوء هذا البحث والنتائج التي وصل إليها ميكن تقدي ُم املقرتَحات والتوصيات اآلتية‪:‬‬
‫العربية للناطقني بغريها‪.‬‬
‫َّ‬ ‫يب يف مناهج تعليم اللُّغة‬ ‫ ‪-‬إجراء دراسات مامثِلة للوقوف عىل واقع الخط العر ِّ‬
‫ ‪ -‬تقييم محتوى كتب تعليم اللُّغة العربيَّة للناطقني بغريها من الجوانب الثقافيَّة لتعزيزها وترسيخها‪.‬‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا لتأهيل املد ِّرســن‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬تضمــن مــادة الخــط العــر ِّ‬
‫يب وأساســياته يف برامــج ماجســتري تعليــم اللُّغــة‬
‫فيها ‪.‬‬
‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫ ‪-‬أبو عالم‪ ،‬رجاء (‪ .)1989‬مدخل إىل مناهج البحث الرتبوي‪ ،‬الكويت‪ ،‬مكتبة الفالح‪.‬‬
‫ ‪-‬ابــن األكفــاين‪ ،‬محمــد بــن إبراهيــم بــن ســاعد األنصــاري (‪ .)1990‬إرشــاد القاصــد إىل أســنى املقاصــد‪ ،‬تــح‪ :‬عبــد املنعم‬
‫يب‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫محمــد عمــر‪ ،‬دار الفكــر العــر ّ‬
‫ ‪-‬البابا‪ ،‬كامل (‪ .)1988‬روح الخط العريب‪ ،‬بريوت‪ ،‬لبنان‪ ،‬دار العلم للماليني‪ ،‬ط‪.2‬‬
‫الوطنية للكتاب‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫َّ‬ ‫سة‬ ‫املؤس‬
‫الجامعية‪َّ ،‬‬
‫َّ‬ ‫املنهجية وكتابة الرسائل‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬بوحوش‪ ،‬عامر (‪ .)1990‬دليل البحث يف‬
‫ ‪-‬ســكر‪ ،‬شــادي مجــي عيــى (‪2011‬م)‪ .‬تنميــة املفــردات يف املناهــج التعليميَّــة للُّغــة العربيَّــة لغــر الناطقــن بهــا‪ .‬مكتبــة‬
‫ـوي‪.‬‬
‫األلوكــة – لغــة وأدب – حضــارة الكلمــة – الوعــي اللُّغـ ُّ‬
‫يب جذوره وتطوره‪ ،‬مكتبة املنارة‪ ،‬الزرقاء‪ ،‬ط‪.2‬‬ ‫ ‪-‬ضمرة‪ ،‬إبراهيم‪ ،‬الخط العر ُّ‬
‫يب وآدابه‪ ،‬مكتبة الهالل‪ ،‬ط‪.1‬‬ ‫ ‪-‬الكردي‪ ،‬محمد طاهر (‪ .)1939‬تاريخ الخط العر ِّ‬
‫يب للناطقــن‬ ‫ِّ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬
‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫واق‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫دراس‬ ‫)‪.‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫(‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫محم‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ ‪-‬محمــد محيــي الديــن‪ ،‬أحمــد‪ ،‬وجــاد‪ ،‬فــردوس أحم‬
‫العربيــة‪ ،‬كواالملبــور‪ ،‬ماليزيــا‪ ،‬ط‪.1‬‬
‫َّ‬ ‫بغــر‬
‫ ‪-‬ابــن منظــور‪ ،‬محمــد بــن مكــرم بــن عــي (‪711‬هـــ)‪ .‬لســان العــرب‪ ،‬تــح‪ :‬عبــد اللــه عــي الكبــر ومحمــد حســب اللــه‬
‫وهاشــم الشــاذيل‪ ،‬دار املعــارف‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬
‫اإللكرتونية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫الروابط‬
‫ ‪-‬جريدة األهرام‪ https://shortest.link/7KXU :‬استحرض بتاريخ ‪8/6/2018‬م‪.‬‬

‫‪1159‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫َ‬
‫ملحق رقم (‪ :)1‬استبانة البحث‬

‫العربية للناطقني بغريها‬


‫َّ‬ ‫يب يف مناهج تعليم اللُّغة‬
‫قرتحة لتقديم الخط العر ِّ‬ ‫صور ُم َ‬
‫الزمالء الكرام العاملون يف مجال تعليم اللُّغة العربيَّة للناطقني بغريها‪...‬‬
‫تحية طيبة وبع ُد‪:‬‬
‫ـرف عــى درجــة أهميَّــة تقديــم‬ ‫ِ‬
‫أشــكر لكــم ُحسـ َن تعاونكــم يف اإلجابــة عــن فقــرات هــذه االســتبانة التــي تهــدف إىل التعـ ُّ‬
‫يب يف مناهــج تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬واملســتويات املناســب إيرادهــا فيهــا مــن ِوجهــة نظر‬‫صــور الخــط العــر ِّ‬
‫ـي فقــط‪.‬‬ ‫برسيَّــة تامــة‪ ،‬ولــن تُســتعمل إال ألغــراض البحــث العلمـ ِّ‬
‫ـا بــأن جميــع البيانــات املق َّدمــة سـتُعامل ِّ‬‫املعلِّمــن؛ علـ ً‬
‫ولكم خالص الشكر والتقدير‪.‬‬
‫الباحث‬
‫املستوى املناسب‬ ‫درجة األهمية‬
‫البنـود‬
‫املتقدم‬ ‫املتوسط‬ ‫املبتدئ‬ ‫مرتفعة‬ ‫متوسطة‬ ‫منخفضة‬

‫يب‬
‫كتابة آيات قرآنية أو بعضها يف بعض الدروس بالخط العر ِّ‬
‫يب‪ ،‬أو الدمج بني‬
‫فنية بأنواع مختلفة للخط العر ِّ‬
‫إدراج لوحات َّ‬
‫الرسم والخط‬
‫تضمني الدروس التي تتناول موضوع القراءة والكتب أغلفة‬
‫يب كالعنوان واسم‬
‫الكتب وتكون هذه األغلفة بالخط العر ِّ‬
‫املؤلف‪...‬‬
‫الشخصية وبطاقات‬
‫َّ‬ ‫وضع البطاقات بأنواعها املختلفة؛‬
‫يب‬
‫الدعوات‪ ...‬بالخط العر ِّ‬
‫العناية بأن تكون اإلعالنات التي تتضمنها بعض الدروس‬
‫يب‬
‫بالخط العر ِّ‬
‫يب يف الشعارات التي متتاز بها‬
‫عرض مناذج للخط العر ِّ‬
‫واملؤسسات‬
‫الرشكات َّ‬
‫يب التي تعتمدها الرشكات‬
‫عرض األختام بالخط العر ِّ‬
‫يب وتُزين بها‬
‫الرتكيز عىل الجداريات التي تُكتب بالخط العر ِّ‬
‫واملؤسسات العا َّمة‬
‫املساجد َّ‬
‫كتابة الشاخصات واللوحات اإلرشاديَّة التي ترد يف الدروس‬
‫يب‬
‫بالخط العر ِّ‬
‫صور منوعة أخرى للخط (مثل ألغاز فك ال ُج َمل املكتوبة‬
‫يب ومعرفتها‪ ،‬والكتابة عىل الحيل من الذهب‬ ‫بالخط العر ِّ‬
‫والفضة‪ ،‬والكتابة عىل شواهد القبور‪ ،‬وعىل اآلنيَة والثياب‬
‫والنقود‪.)...‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1160‬‬
‫َّ‬
‫العربية‬ ‫االصطناعي في تعليم ُّ‬
‫اللغة‬ ‫ّ‬ ‫َّ‬
‫أهمية استخدام الذكاء‬
‫للناط ِق َ‬
‫ين بغيرها‬ ‫ِ‬

‫الدكتور‪ /‬ناصح عثامنوفيك‬


‫أستاذ ُمسا ِعد اللُّغة العربيَّة بجامعة روتشسرت للـتـكنولوجيا بـد ّ‬
‫يب‪،‬‬

‫‪nxocad@rit.edu‬‬

‫مل َّخص‪:‬‬
‫ـي يف تدريــس اللُّغــة العربيَّــة وت َعلُّمهــا واســتخدام الــذكاء‬ ‫ته ـ ُدف هــذه الورق ـ ُة إىل مراجعــة اســتخدام الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـاق واس ـعٍ يف مختلــف املجــاالت‪ ،‬مــع تط ـ ُّور البيانــات الضخمــة وأجهــزة الكمبيوتــر العمالقــة‪ .‬فقــد‬ ‫ـي عــى نطـ ٍ‬ ‫االصطناعـ ّ‬
‫فرصــا‬
‫أيضــا ً‬‫ـي والتعليــم إىل تغيــر منــط التدريــس والت َعلُّــم‪ ،‬وهــو مــا أتــاح ً‬ ‫أ َّدى الدمــج العميــق لتكنولوجيــا الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـي تأثــر عميــق يف ُمعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة واملُتَعلِّمــن وطريقــة التدريــس‬ ‫وتح ّديــات لتعليــم اللُّغــة العربيَّــة‪ .‬وللــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـي يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة‬ ‫ـرق التقييــم ومــا إىل ذلــك‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬فــإن تطبيــق تكنولوجيــا الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫وأســاليبه وطُـ ُ‬
‫بعيــد عــن أن يكــون مرضيًــا‪.‬‬
‫أول‪ ،‬وتحســن قدراتهــم عىل تطبيــق تكنولوجيــا املعلومــات الجديدة يف‬ ‫العربيــة تغيــر مفاهيمهــم ً‬ ‫َّ‬ ‫يجــب عــى ُمعلِّمــي اللُّغــة‬
‫العربيــة يف املســتقبل‪ ،‬ومواكبــة وتــرة إصــاح التعليــم يف عــر الــذكاء‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـدف‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫والتكيــف‬
‫ُّ‬ ‫عمليــة التدريــس‪،‬‬‫َّ‬
‫العربيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫تطوي‬ ‫ـز‬ ‫ـ‬ ‫تعزي‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫أج‬ ‫ـي مــن‬ ‫االصطناعـ ّ‬
‫االصطناعي أن يلعب إسرتاتيجيَّة فريدة يف تدريس اللُّغة العربيَّة وت َعلُّمها‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يف البيئة الديناميكيَّة‪ ،‬ميكن للذكاء‬
‫يتطلَّــب تطبيــق العلــم والتكنولوجيــا يف التعليــم والتدريــس مــن املعلِّمــن والطــاب اســتيعاب القــدرة عــى تشــغيل النظــام‬
‫يحســن‬ ‫العربيــة‪ ،‬فإنَّــه ِّ‬
‫َّ‬ ‫ـي عــى تدريــس اللُّغــة‬ ‫وحـ ّـل املشــكالت يف الوقــت املناســب‪ .‬ولذلــك عنــد تطبيــق الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـغيلية وقدرتهــم‬‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫التش‬ ‫ب‬ ‫ـا‬
‫َّ‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫ـدرة‬
‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـزداد‬
‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ـة‪،‬‬‫العربيـ‬
‫َّ‬ ‫مليــة للطــاب إىل حـ ٍّد مــا‪ .‬أثنــاء تحســن جــودة ت َعلُّــم اللُّغــة‬ ‫القــدرة ال َع َّ‬
‫العربيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫يف‬ ‫ـكالت‬ ‫ـ‬ ‫املش‬ ‫عــى حـ ّـل‬
‫االصطناعي‪ ،‬العربيَّة‪ ،‬تكنولوجيا‪ ،‬تطبيق‪ ،‬طريقة‪ ،‬قدرة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الرئيسية‪ :‬تعليم‪ ،‬الذكاء‬ ‫َّ‬ ‫الكلامت‬

‫‪Summary‬‬
‫‪This paper aims to review the use of artificial intelligence in teaching and learning the Arabic lan-‬‬
‫‪guage and the use of artificial intelligence on a large scale in various fields with the development‬‬
‫‪of big data and supercomputers. The deep integration of AI technology and education has changed‬‬
‫‪the way of teaching and learning, which has also created opportunities and challenges for teach-‬‬
‫‪ing Arabic. AI profoundly impacts Arabic language teachers, learners, teaching methods, methods,‬‬
‫‪assessment methods, etc. However, the application of AI technology in teaching Arabic is far from‬‬
‫‪satisfactory.‬‬
‫‪Arabic language teachers must first change their concepts, improve their abilities to apply new‬‬
‫‪information technology in the teaching process, adapt to the goal of teaching Arabic in the future,‬‬
‫‪and keep pace with the pace of education reform in the age of artificial intelligence to promote the‬‬
‫‪development of the Arabic language education.‬‬

‫‪1161‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫‪In a dynamic environment, AI can play a unique strategy in teaching and learning Arabic.‬‬
‫‪The application of science and technology in education and teaching requires teachers and stu-‬‬
‫‪dents to internalize the ability to operate the system and solve problems promptly. Therefore, when‬‬
‫‪AI is applied to teaching Arabic, it improves students› practical ability to some extent. While improving‬‬
‫‪the quality of Arabic language learning, students› operational and problem-solving abilities in learning‬‬
‫‪Arabic increase.‬‬
‫‪Keywords: education, artificial intelligence, Arabic, technology, application, method, ability.‬‬

‫ُمـ َق ِّدمة‪:‬‬
‫ـكل متزايـ ٍـد يف فصــول اللُّغــة‪ ،‬ومــن الشــائع بالنســبة للمدرســن‪ ،‬إىل‬ ‫ـا بشـ ٍ‬ ‫يف الوقــت الحــارض تلعــب التكنولوجيــا دو ًرا مهـ ًّ‬
‫حـ ٍّد مــا‪ ،‬تطبيــق تدريــس اللُّغــة مبســاعدة التكنولوجيــا )‪ .(Sun & Yung, 2015‬وقــد ســمح ظهــور اإلنرتنــت للنــاس يف جميــع‬
‫تقنيــة الويــب‬ ‫العامليــة واملســاهمة فيهــا‪ .‬وإذا كان األشــخاص يف عــر َّ‬ ‫َّ‬ ‫أنحــاء العالَــم بالبقــاء عــى اتِّصــال ومشــاركة املعرفــة‬
‫ـزءا‬‫ً‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ـوا‬
‫ـ‬ ‫يكون‬ ‫أن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫الي‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫اإلنرتن‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ِ‬
‫ـتخد‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫م‬‫ِّ ُ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬‫ك‬ ‫مي‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.‬‬ ‫‪0‬‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الوي‬ ‫ـإن‬ ‫ـراء‪ ،‬فـ‬ ‫ـايس كقـ ّ‬ ‫ـكل أسـ ٍّ‬ ‫‪ 1.0‬يتصفحــون اإلنرتنــت بشـ ٍ‬
‫العامليــة )‪.(Faizi, 2018‬‬ ‫َّ‬ ‫مــن املســاهمني باملعرفــة‬
‫ـي )‪ (AI‬عــى نَحـ ٍو متزايـ ٍـد لتطويــر مختلــف املجــاالت التي تتخلَّــل العديد‬ ‫يف العقــود املاضيــة‪ ،‬تـ َّم تطبيــق الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫بال‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫املتزاي‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫االهت‬ ‫ى‬ ‫د‬
‫َّ‬ ‫أ‬ ‫ـرة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫األخ‬ ‫ـنوات‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ويف‬ ‫مــن جوانــب حياتنــا ‪.)(Burleson & Lewis, 2016‬‬
‫للناط ِق َ‬
‫ني‬ ‫العربيــة ِ‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫«ال‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫البح‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫مج‬ ‫ـور‬ ‫التعليميــة إىل ظهـ‬ ‫َّ‬ ‫وزيــادة اســتخدامه يف الســياقات‬
‫التعليميــة التــي تسـ ّهل التدريــس والت َعلُّــم يف‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫البيئ‬ ‫يف‬ ‫دة‬ ‫د‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫متع‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫تقني‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫إىل‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫بغريهــا»‪ .‬يشــر الــذكاء‬
‫والتنبــؤ واتِّخــاذ القــرارات‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫والحك‬ ‫ـتدالل‬ ‫ـ‬ ‫لالس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫مختلف‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫بدرج‬ ‫ـري‬ ‫ـ‬ ‫الب‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـاكاة‬ ‫ـ‬ ‫مح‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫العربيــة م‬‫َّ‬ ‫مجــال اللُّغــة‬
‫ـي بإمكانيــات واعــدة‪ ،‬ومــن املرجــح أن يلعــب دو ًرا رئيسـ ًّـيا يف التأثــر يف تدريــس وت َعلُّــم اللُّغــة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫يتمتــع الـ‬
‫غالبــا مــا يُعتــر أداة ميكنهــا االســتفادة مــن‬ ‫ّ ً‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ألن‬ ‫ا‬‫ـر‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫نظ‬ ‫ـك؛‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـاو‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـب‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫القري‬ ‫ـتقبل‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫العربيــة يف‬
‫َّ‬
‫ـي ل َد ْعــم ت َعلُّــم الطُّـ َّـاب‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫كيفي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫دراس‬ ‫ـإن‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـدة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ق‬‫َّ‬ ‫واملع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الصعب‬ ‫ـكالت‬ ‫ـ‬ ‫املش‬ ‫ـل‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫لح‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫التقني‬
‫القــدرات َّ‬
‫ـاوين املع ّقــدة املدعومــة بالكمبيوتــر )‪ (CSCL‬تكتســب قــوة جــذب ‪.)(Ludvigsen & Steir, 2019‬‬ ‫يف ســياقات الت َعلُّــم التعـ ّ‬
‫ســيكون لهــذا التطـ ُّور تأثــر يف كيفيــة تأطــر الطُّـ َّـاب للمشــكالت والتحقيــق فيهــا‪ ،‬واستكشــاف وجهــات نظــر متعــددة‪،‬‬
‫االجتامعيــة بعضهــم مــع بعــض‪ .‬تتطلَّــب ســياقات الت َعلُّــم هــذه‬ ‫َّ‬ ‫واالســتفادة مــن املــوارد املتعـ ِّددة عــر التعــاون والتفاعــات‬
‫ـلوكية املتق ِّدمــة للعمــل يف مجتمعــات املعرفــة ‪(Cope,‬‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫والس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫واالجتامعي‬
‫َّ‬ ‫والعاطفيــة‬
‫َّ‬ ‫اإلدراكيــة‬
‫َّ‬ ‫مــن الطُّـ َّـاب تطويــر قدراتهــم‬
‫‪.) 2020‬‬
‫ـي يف تدريــس اللُّغــة وت َعلُّمهــا‪ ،‬أحدهــا أنَّــه مي ِّكــن املُتَعلِّمني‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـفها‬ ‫ـ‬ ‫يستكش‬ ‫أن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ميك‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫األدوار‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ومــن‬
‫ـاء عــى تكــرار أمنــاط العبــارات التــي تُظهــر ال َعالقــات‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫بن‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ل‬
‫َ ُّ‬‫ع‬ ‫ت‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫ُ َ ِّ‬ ‫ت‬ ‫مل‬‫ا‬ ‫ـتطيع‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫ـة‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫معين‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫للغ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ل‬‫ع‬
‫َ ُّ‬ ‫ت‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫ترسي‬ ‫مــن‬
‫ـي املســتخدم لت َعلُّــم اللُّغــة هــو عندمــا يســتخدم املُتَعلِّــم ‪Siri‬؛ نظــام تشــغيل ‪iOS‬‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـات‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫الكل‬ ‫ـن‬ ‫بـ‬
‫العربيــة كلغــة ثانيــة)‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫(ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ت‬‫مل‬
‫ٍّ ُ َ ِّ‬ ‫ـاص‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫ح‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـة‪.‬‬ ‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫بال‬ ‫ث‬ ‫د‬‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫للتح‬ ‫‪Apple‬‬ ‫ـطة‬ ‫ـ‬ ‫بواس‬ ‫ـره‬ ‫ـ‬ ‫تطوي‬ ‫م‬‫ت َّ‬
‫ـ‬
‫العربيــة كلغــة أجنبيــة)‪ .‬وبشــكل أكــر تحديـ ًدا‪ ،‬تســاعد مجموعــة املُتَعلِّمــن عىل تحســن التحـ ُّدث؛ يف مهــارات النطق‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫و(ال‬
‫ـاص )‪.(Ludvigsen & Steir, 2019‬‬ ‫ـكل خـ ٍّ‬ ‫واالســتامع بشـ ٍ‬
‫ـي‬ ‫الصناعيــة الرابعــة‪ ،‬حيــث تـ َّم دمــج التكنولوجيــا إىل حـ ٍّد كبـرٍ يف التدريــس والت َعلُّــم‪ ،‬فــإ َّن الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫َّ‬ ‫مــع الثــورة‬
‫ـي‪ ،‬يبــدو أن وجــود املعلِّــم أو ت َعلُّــم‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫باس‬ ‫ـا‪.‬‬
‫ـ‬ ‫له‬ ‫ض‬ ‫ـر‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التع‬ ‫إىل‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫مع‬ ‫كل‬‫ّ‬ ‫ـاج‬ ‫ـ‬ ‫يحت‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫التكنولوجي‬ ‫هــو‬
‫اللُّغــة رضوري عــى الرغــم مــن حقيقــة أ ّن اآللــة قــادرة عــى التعا ُمــل مــع الفصــل‪ .‬ميكــن أن يكــون التعليــم أكــر تركيـ ًزا عىل‬
‫ـاء عــى ذلــك فإنَّــه يــؤ ِّدي إىل متكــن املُتَعلِّمــن‪.‬‬ ‫الطالــب باســتخدامه‪ ،‬بنـ ً‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1162‬‬
‫العربية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫االصطناعي يف تعليم ال ُّلغة‬
‫ّ‬ ‫تعليم الذكاء‬
‫يف الخمســينيات مــن القــرن املــايض‪ ،‬اقــرح آالن تورينــج )‪ (Alan Turing‬حـ ًّـا ملســألة متــى يكــون النظــام املصمــم ِمـ ْن‬
‫«ذكيــا»‪ .‬اقــرح تورينــج لعبــة التقليــد‪ ،‬وهــي اختبــار يتض َّمــن قــدرة املســتمع البــري عــى متييــز محادثــة مــع‬ ‫ِق َبــل اإلنســان ًّ‬
‫اصطناعيــا ‪(AI) .(Stefan,‬‬ ‫ً‬ ‫ذكاء‬
‫ذكيــا أو ً‬ ‫فيعتــر هــذا االختيــار نظا ًمــا ًّ‬ ‫آلــة أو إنســان آخــر إذا مل ي ِتـ ّم اكتشــاف هــذا التمييــز‪ُ ،‬‬
‫‪)2018‬‬
‫اإلداري للعديد من‬ ‫ّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫القس‬ ‫يف‬ ‫ـا‬ ‫ً ًّ‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫دو‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫بالفع‬ ‫ـي‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫يلع‬ ‫ـم‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫للتعلي‬ ‫ـارص‬ ‫ـ‬ ‫املع‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫بالوض‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫األم‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ل‬ ‫يتع‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫عندم‬
‫ـي‪ ،‬وهــو‬ ‫أوليــا مــن الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫ـكل ًّ‬ ‫العامليــة‪ .‬عــى ســبيل املثــال‪ :‬تســتخدم الجامعــات بالفعــل شـ ً‬ ‫الجامعــات ذات الشــهرة َّ‬
‫الكمبيوتــر العمــاق ‪ Watson‬مــن رشكــة ‪ .IBM‬يوفــر هــذا الحـ ّـل نصائح للطــاب بجامعــة ديكــن )‪ (Deakin University‬يف‬
‫وارزميــات مناســبة للوفــاء باملهــا ّم‬ ‫َّ‬ ‫أي وقــت مــن اليــوم طــوال ‪ 365‬يو ًمــا يف العــام‪ .‬حتــى لــو كان يعتمــد عــى ُخ‬ ‫أســراليا يف ِّ‬
‫ـي عىل‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫لل‬ ‫ـتقبيل‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫التأث‬ ‫عىل‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫واطس‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـإن‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ـبي‬
‫ًّ‬ ‫ـ‬ ‫نس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫به‬ ‫ـؤ‬ ‫ـ‬ ‫التنب‬
‫ُّ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ميك‬ ‫املتكــررة والتــي‬
‫ملـ ّـف تعريــف القــوى العاملــة اإلداريَّــة يف التعليــم العــايل ‪.)(Steafan, 2018‬‬
‫ومــع ذلــك‪ ،‬يجــادل ســتيفان وشــارون )‪ (Stefan & Sharon‬بأنَّــه مــن امله ـ ّم االعــراف بالحــدود الحاليــة للتكنولوجيــا‪،‬‬
‫حقيقيــة لزيــادة هــذه‬ ‫َّ‬ ‫ـي ليــس جاه ـ ًزا بعــد الســتبدال املعلِّمــن‪ ،‬ولكنــه يُق ـ ِّدم إمكانيــة‬ ‫واالعــراف بــأ َّن الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـي بشــكل صحيــح‪ ،‬فإنَّــه ســيكون قــاد ًرا‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫لل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الحقيقي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اإلمكان‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫الحــدود‪ .‬يجادلــون بأنَّــه عندمــا ي ِتـ ّم‬
‫عــى الت َعلُّــم والبحــث‪.‬‬
‫ـي»‪ ،‬وهــو روبــوت مص َّمــم لدعــم املعلِّمــن‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫تعليم‬ ‫ـوت‬ ‫ـ‬ ‫«كوب‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫فك‬ ‫‪(Michel‬‬ ‫‪J‬‬ ‫‪.‬‬ ‫)‪Timms‬‬ ‫ـيل‬ ‫ـ‬ ‫ميش‬ ‫ـرح‬ ‫ـ‬ ‫يق‬ ‫وبنفــس الطريقــة‪،‬‬
‫ـدرايس مــن شــأنه أن يســاعد املعلِّــم عــى التمييــز بني‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫الفص‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫تعليمي‬
‫َّ‬ ‫‪cobots‬‬ ‫ـود‬ ‫ـ‬ ‫وج‬ ‫أن‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫أيض‬
‫ً‬ ‫ـش‬ ‫البرشيــن‪ .‬كــا يناقـ‬
‫ـا أكــر تفصيـ ًـا ‪.)(Michael, 2016‬‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫التعليــات بحيــث يتل َّ ُ َ ِّ‬
‫ل‬ ‫ع‬ ‫ت‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ق‬
‫الرئييس الســتخدام‬ ‫ّ‬ ‫ـي يف التعليــم‪ ،‬ويذكــرون أ َّن الدافــع‬ ‫أيضــا رضورة اســتخدام الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫يناقــش بعــض الباحثــن ً‬
‫ـي يف تطويــر الت َعلُّــم املع ـ َّزز بالتكنولوجيــا هــو دعــم تطويــر األنظمــة التــي تســاعد امل ُعلِّمــن‬ ‫تقنيــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫واملُتَعلِّمــن عــى فعــل األشــياء الصحيحــة مــن أجــل تعظيــم الت َعلُّــم‪.‬‬
‫وهــذا يشــمل فهــم املُتَعلِّمــن واملعلِّمــن وأســاليب التدريــس الف َّعالــة وســياقات املُتَعلِّمــن ومناذجهــم‪ .‬أنظمــة ‪ AIED‬قابلــة‬
‫مناســب للمعلومــات املتغــرة وغــر املكتملــة حــول‬ ‫للتكيــف‪ ،‬وتُق ـ ِّدم الدعــم بشــكل ديناميــي مــن خــال االســتجابة بشــكل ِ‬ ‫ُّ‬
‫أهــداف الت َعلُّــم واملُتَعلِّمــن واملتعاونــن والســياق )‪.(Roll, 2016‬‬
‫�ي الحـ�ايل الـ�ذي ي ِتـ� ّم تشـ�غيله يف �‪Carne‬‬ ‫�ي للتعليـ�م يرشحـ�ون نظـ�ام الـ�ذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫والباحثـ�ون يف الـ�ذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـردي واملــوا ّد‬ ‫األجنبيــة باالهتــام الفـ ّ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫لتزوي‬ ‫ـي‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫تقني‬ ‫‪ ،gie Learning‬حيــث يســتخدمون‬
‫ـرف ك ُم َعلّمــن برشيّــن يراقبــون‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫إىل‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫املعرفي‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املع‬ ‫ـؤالء‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـدف‬ ‫ـ‬ ‫ويه‬ ‫ة‪.‬‬ ‫ـتمر‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـاء عــى التقييــات‬ ‫املخصصــة بنـ ً‬
‫ترصفــات املُتَعلِّــم ويُو ِّجهــون املُتَعلِّمــن نحــو الحلــول الصحيحــة‪ ،‬ويُق ِّدمــون املســاعدة عنــد الطلــب واســتجابة‬ ‫باســتمرار ُّ‬
‫لألخطــاء الشــائعة‪ ،‬ويق ِّدمــون مالحظــات هادفــة للطـ ّـاب بشــأن اكتســابهم للمهــارات‪.‬‬
‫الخاصة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫يوضحــون أنَّــه مــن خــال تخصيــص النظــام‪ ،‬فإنَّــه يســمح لل ُمتَعلِّمــن بالعمــل َوف ًقــا لرسعتهــم‬ ‫عــاو ًة عــى ذلــك‪ِّ ،‬‬
‫تعليميــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫بتجرب‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ت‬ ‫التم‬ ‫ـعترب‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫فلذل‬ ‫ـم‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫ل‬‫ع‬
‫ُ َ ِّ‬ ‫مل‬‫ا‬ ‫ـود‬ ‫ـ‬ ‫وج‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـاد‬ ‫ـ‬ ‫االعت‬ ‫دون‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ل‬‫ع‬
‫َ ُّ‬ ‫ت‬ ‫يف‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ودعمه‬ ‫فة‪،‬‬ ‫د‬
‫وتل ِّقــي التعليقــات املســته َ‬
‫ـي هــو وســيلة لتحســن اســتخدام وقــت املُتَعلِّــم واملعلِّــم‪ ،‬وميكــن اســتبدال التدريــس وج ًها‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫مرنــة بدعــم مــن الــذكاء‬
‫ـي )‪.(Vanlehn, 2011‬‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الجامع‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫والعم‬ ‫ـردي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الف‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ل‬‫ع‬
‫َ ُّ‬ ‫والت‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫اإلنرتن‬ ‫لوجـ ٍه بالتعليــم عـ َ‬
‫ـر‬
‫التواصــل‬ ‫ُ‬ ‫جنبــا إىل جنــب مــع مواقــع‬ ‫يف أحــدث دراســة لكســار )‪ (Kessler‬يجــادل بــأ َّن أنظمــة إدارة الت َعلُّــم الحديثــة‪ً ،‬‬
‫ن بفهــم قــدرات الطُّـ َّـاب وتح ِّدياتهــم عــى نَحــو‬ ‫ـي‪ ،‬توفِّــر نافــذة عــى مثــل هــذا النشــاط بطريقــة ســمحت للمعلِّمـ َ‬ ‫االجتامعـ ّ‬
‫تلبــي احتياجــات الطُّـ َّـاب املحـ َّددة‪ ،‬مبــا يف ذلك‬ ‫ِّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫فرد‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫لتصمي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫املعرف‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ميك‬ ‫ـه‬‫ـ‬‫َّ‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ويذك‬ ‫أفضـ َـل‪.‬‬
‫الذكيــة عــى نَحــو متزايـ ٍـد‪ ،‬وميكــن‬ ‫َّ‬ ‫األدوات‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫خ‬‫ُّ‬ ‫تد‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫جان‬ ‫إىل‬ ‫ـة‪.‬‬‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫غو‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـكال‬ ‫ـ‬ ‫باألش‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫والوع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الراجع‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫التغذي‬ ‫ـتيعاب‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫زيــادة‬
‫مخصصــة عنــد الطلــب‪ ،‬والتــي ســتعالج القضايــا‬ ‫اســتخدام هــذا النــوع مــن البيانــات املج َّمعــة إلنشــاء مالحظــات وإرشــادات َّ‬
‫عمليــة الت َعلُّــم‪،‬‬
‫املتعلِّقــة بالدقّــة يف إنتــاج اللُّغــة‪ ،‬باإلضافــة إىل فــرص توســيع الطالقــة‪ ،‬والتــي ميكــن نرشهــا يف نقــاط يف َّ‬
‫ـي‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫حيــث تكــون أكــر بــرو ًزا لــدى املُتَعلِّــم‪ .‬لذلــك‪ ،‬يخلــص إىل أ َّن البيانــات التــي ت ـ َّم جمعهــا مــن خــال الــذكاء‬
‫ـردي املناســب ‪.)(Kessler, 2018‬‬ ‫ميكــن أن تــز ِّود املُتَعلِّمــن بالدعــم الفـ ّ‬

‫‪1163‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫العربية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫االصطناعي يف تعليم ال ُّلغة‬
‫ّ‬ ‫مك ّونات تعليم الذكاء‬
‫كان التدريـ�ب القائـ�م عـلى الكمبيوتـ�ر )‪ (Computer-based training - CBT‬والتعليــم مبســاعدة الكمبيوتــر �‪(Comput‬‬
‫)‪ er-aided instruction – CAI‬أول األنظمــة التــي تـ َّم نرشهــا كمحاولــة للتدريــس باســتخدام أجهــزة الكمبيوتــر‪ .‬يف هــذه‬
‫األنــواع مــن األنظمــة‪ ،‬مل ي ِتـ ّم تخصيــص التعليــات الحتياجــات املُتَعلِّــم‪ ،‬ومل ي ِتـ ّم أخــذ قــدرات املُتَعلِّــم يف االعتبــار‪ .‬بينــا قــد‬
‫يكــون ٌّكل مــن ‪ CBT‬و‪ CAI‬ف ّعالــن إىل ح ـ ٍّد مــا يف مســا َعدة املُتَعلِّمــن‪ ،‬إال أنهــا ال يق ِّدمــان النــوع نفســه مــن االهتــام‬
‫ـردي الــذي ســيحصل عليــه الطالــب مــن ُمعلِّــم بــري ‪.)(Bloom, 1984‬‬ ‫الفـ ّ‬
‫ـببا يف املجــال واملُتَعلِّــم‪ .‬وقــد أ َّدى‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫يك‬ ‫أن‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫يج‬ ‫ـام‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫االهت‬ ‫ـذا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫الكمبيوت‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫قائ‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫تعليم‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫نظ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫لــي ّ‬
‫ف‬‫يو‬
‫الذكيــة مرونــة كبــرة يف عــرض‬ ‫َّ‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫التدري‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫أنظم‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫تو‬ ‫‪.‬‬ ‫)‪(ITS‬‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الذكي‬
‫َّ‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫التدري‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫أنظم‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫مج‬ ‫يف‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫بح‬ ‫ـراء‬‫ـ‬ ‫إج‬ ‫ذلــك إىل‬
‫املميــزة‪ .‬تُح ّقــق هــذه األنظمــة ذكاءهــا مــن خــال متثيــل القــرارات‬ ‫َّ‬ ‫ب‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬
‫ُّ َّ‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الحتياج‬ ‫ـتجابة‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫ـدرة‬ ‫ـ‬ ‫املــوا ّد وق‬
‫ـول املُتَعلِّــم‪ .‬يســمح هــذا بتنـ ُّوع أكــر مــن خالل تغيــر تفاعــات النظام‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫املعلوم‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫وكذل‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫التدري‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫كيفي‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫الرتبويَّــة‬
‫مــع الطالب‪.‬‬
‫ـي وهــي‪ :‬منــوذج الطالــب‪ ،‬والوحــدة الرتبويَّــة‪،‬‬ ‫حـ َّدد وولــف )‪ (Woolf‬أربعــة ُمك ِّونــات رئيسـ َّـية يف تعليــم الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ووحــدة معرفــة املجــال‪ ،‬ووحــدة االتصــاالت‪ ،‬باإلضافــة إىل بيــك )‪ (Beck‬الــذي ح ـ ّدد املك ـ ِّون الخامــس كنمــوذج الخــراء‬
‫‪.)(Beck, 2000‬‬
‫وميكن ببساطة تفصيل وظائف هذه النامذج الخمسة عىل النحو اآليت‪:‬‬
‫ ¨منوذج الطالب‪:‬‬
‫يُخ ِّزن معلومات عن ّكل ُمتَعلِّم يف الفصل‪ ،‬مثل الحضور وعالمات التخصيص وما إىل ذلك‪.‬‬
‫ ¨الوحدة الرتبويَّة‪:‬‬
‫توفّـــر الوحــدة الرتبويَّــة منوذ ًجــا لعمليــة التدريــس‪ ،‬مثــل مواعيــد مراجعــة الطُّـ َّـاب‪ ،‬واللحظــة املناســبة ملنــح الطُّـ َّـاب‬
‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫موضو ًعــا جديـ ًدا للكتابــة‪ ،‬وأفضــل موضــوع لنشــاط الكتابــة ومــا إىل ذلــك‪ .‬واألهـ ّم مــن ذلــك‪ ،‬ميكــن لهــذا النمــوذج‬
‫عمليــة تدريــس لضــان جــودة الفصــل‪.‬‬ ‫ـكل طالــب الختيــار أفضــل َّ‬ ‫مــع وحــدة الطالــب وتقييــم مســتوى الكفــاءة لـ ّ‬
‫ ¨وحدة معرفة املجال‪:‬‬
‫األجنبيــة‪ ،‬والقواعــد واملفردات‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫واللغ‬ ‫الثانية‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫كال‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫حال‬ ‫يف‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املعلوم‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫جمي‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫املج‬ ‫تُخـ ّزن وحــدة معرفــة‬
‫ومهــارات فَ ْهــم القــراءة ومهــارات االســتامع وجميــع الــدروس واألنشــطة التــي أع َّدهــا امل ُ َعلِّــم للقيــام بهــا يف الفصــل‪ .‬ويُعتــر‬
‫هــذا أهـ ّم ُمكـ ِّون؛ ألنَّــه لــن يكــون هنــاك يشء بــدون هــذا النمــوذج لتعليــم الطالــب‪.‬‬
‫ ¨وحدة االتصاالت‪:‬‬
‫ـي‪ ،‬ومعالجــة الربيــد‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫اللفظ‬ ‫ـال‬‫ـ‬ ‫االتص‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫يف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫مب‬ ‫ـل‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الفص‬ ‫يف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ل‬‫ع‬
‫ُ َ ِّ‬ ‫ت‬ ‫مل‬‫ا‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫تفاع‬ ‫ـراء‬ ‫ـ‬ ‫بإج‬ ‫ـاالت‬ ‫تقــوم وحــدة االتصـ‬
‫ـروين‪ ،‬وتخطيطــات الشاشــة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اإللكـ‬
‫ ¨منوذج الخرباء‪:‬‬
‫يشــبه منــوذج الخــراء معرفــة املجــال؛ ألنَّــه يجــب أن يحتــوي عــى املعلومــات التــي ي ِتـ ّم تدريســها لل ُمتَعلِّــم‪ .‬ومــع ذلــك‪،‬‬
‫ـرد متثيــل للبيانــات؛ إنَّــه منــوذج لكيفيــة متثيــل شــخص ماهــر يف مجــال معــن للمعرفــة وقــادر عــى‬ ‫فهــو أكــر مــن مجـ َّ‬
‫ـن‬‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫يتع‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫األماك‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫وتحدي‬ ‫ـم‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ت‬‫مل‬
‫ّ ُ َ ِّ‬ ‫ا‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـكلة‬ ‫ـ‬ ‫مبش‬ ‫ـه‬‫ـ‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫ح‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مقارن‬ ‫ـوذج‬ ‫ـ‬ ‫النم‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫له‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫وميك‬ ‫ـال‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املج‬ ‫حـ ّـل املشــكالت يف‬
‫العربيــة كلغــة ثانيــة‪ ،‬ميكــن لنمــوذج الخبــر مقارنــة قواعــده بقواعــد املُتَعلِّــم وتحديــد‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـياق‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫يف‬ ‫ـينها‪.‬‬ ‫عــى املُتَعلِّــم تحسـ‬
‫املجــاالت التــي يجــب عليهــم إعــادة النظــر فيهــا )‪.(Beck, 2000‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1164‬‬
‫وضح املخطَّطات التالية كيف تتفاعل هذه النامذج الخمسة بعضها مع بعض‪.‬‬
‫ت ُ ِّ‬

‫تعليمي ذيك )‪.(Beck, 2000‬‬


‫ّ‬ ‫الشكل (‪ :)1‬تفاعل املك ِّونات يف نظام‬
‫العربية كلغة ثانية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫االصطناعي وتعليم اللُّغة‬
‫ّ‬ ‫تعليم الذكاء‬
‫ـامل لالســتخدام الحــايل لـــ ‪AIEd‬‬ ‫ـي يف التعليــم‪ -‬يُقـ ّدم حســابًا شـ ً‬ ‫إطــاق ال ِعنــان الــذيك ‪-‬وهــو حجــة للــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫يف الفصــول الدراســيَّة للُّغــة العربيَّــة كلغــة ثانيــة ومســتقبل آفاقهــا‪َ .‬وف ًقــا لـــ ‪ Luckin‬و‪ ،Holmes & Griffiths‬هنــاك منــاذج‬
‫ـوي ومنــوذج املجــال ومنــوذج املُتَعلِّــم‪ ،‬والتــي لهــا وظائــف قــد متَّــت مناقَشـتُها أعــاه‪.‬‬
‫رئيســيَّة يف قلــب ‪ :AIEd‬النمــوذج الرتبـ ّ‬
‫باإلضافــة إىل مــا ســبق‪ ،‬هنــاك منــاذج مفتوحــة لل ُمتَعلِّــم تقـ ِّدم نتائــج التحليــل إىل املُتَعلِّمــن واملعلِّمــن‪ .‬متيــل هــذه النتائــج‬
‫ن لفهــم نهــج ّكل‬
‫ـول إنجــازات كل ُمتَعلِّــم‪ ،‬ومســتوى الكفــاءة‪ ،‬والتطـ ُّور‪ ،‬والتــي تُعتــر ذات قيمــة للمعلِّمـ َ‬ ‫إىل نقــل معلومــات حـ َ‬
‫مناســب‪ .‬يف الوقــت نفســه‪ ،‬ميكــن لنــاذج ‪Open‬‬ ‫طالــب يف الت َعلُّــم‪ ،‬والســاح لهــم بتشــكيل خــرات الت َعلُّــم املســتقبليَّة بشــكل ِ‬
‫‪ Learner‬تحفيــز املُتَعلِّمــن مــن خــال تزويدهــم بتفاصيــل تق ُّدمهــم يف الت َعلُّــم‪ .‬باإلضافــة إىل هــذه االســتخدامات‪ ،‬تســتخدم‬
‫املؤسســات تقنيــات ‪ AIEd‬والتنقيــب عــن البيانــات التعليميَّــة )‪ (EDM‬لتتبــع ســلوكيات الط َُّّلب‪ ،‬أي حضــور الفصل‬ ‫العديــد مــن َّ‬
‫ـرب مــن الكلّيــات )‪.(Luckin, 2016‬‬ ‫وإرســاالت املهــا ّم والعالمــات لتحديــد ودعــم الطُّـ َّـاب الذيــن مييلــون إىل التـ ُّ‬

‫ـي يف التعليــم يقـ ِّدم ثــاث فئــات مــن تطبيقــات‬ ‫ومــن الجديــر بال ِّذكْــر أن إطــاق العنــان للــذكاء كح ّجــة للــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫برمجيَّــات ‪ AIEd‬لدعــم عمليَّــة التدريــس والت َعلُّم‪:‬‬
‫ ¨املعلّمون الشخصيون لكل ُم َتعلِّم‪:‬‬
‫دروســا خصوصيــة فرديَّــة‪ ،‬وهــي الطريقــة األكــر فاعليــة يف التدريــس والت َعلُّــم‪.‬‬ ‫يُعـ ُّد املعلّمــون الشــخصيون لــكل ُمتَعلِّــم ً‬
‫كاف مــن املعلِّمــن الشــخصيني لــكل ُمتَعلِّــم وســيكون مكل ًفــا‪.‬‬ ‫ومــع ذلــك‪ ،‬فإنَّــه يعتــر غــر عمــي‪ ،‬حيــث ال يوجــد عــدد ٍ‬
‫ ¨الدعم الذيك للت َعلُّم التعا ُو ّ‬
‫ين‪:‬‬
‫ني يف‬ ‫تـ َّم اقــراح هــذا التطبيــق الســتخدامه بــن عــدد مــن الطُّـ َّـاب يقومــون مبــروع م ًعــا أو عــدد مــن الطُّـ َّـاب امل ُشــا ِرك َ‬
‫ـر اإلنرتنــت؛ ألنَّــه ثبــت أنَّــه يحقــق نتائــج تعليميَّــة أعــى مــن الت َعلُّــم وحــده‪ .‬عــى العكــس مــن ذلــك‪ ،‬تُجــادل‬ ‫دورة تدريبيَّــة عـ َ‬
‫ـكل ف َّعــا ٍل‪.‬‬
‫ـي الالزمــة للتعــاون بشـ ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االجتامع‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫التفاع‬ ‫ـارات‬‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـون‬‫ـ‬ ‫ميتلك‬ ‫ال‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫املجموع‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫أعض‬ ‫ـأن‬
‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫العديــد مــن‬
‫ـر اإلنرتنــت؛ حيــث ال يلتقــي املشــاركون إال نــاد ًرا وج ًهــا لوجـ ٍه‪.‬‬ ‫ـاص يف ســياق التعــاون عـ َ‬ ‫ـكل خـ ٍّ‬‫وقــد يكــون هــذا صعبًــا بشـ ٍ‬
‫االفرتايض الذيك‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ ¨الواقع‬
‫ـي التــي ال ميكــن للمســتخدم‬ ‫ـرايض الــذيك تجــارب حقيقيَّــة تحــايك بعــض جوانــب العالَــم الحقيقـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫يوفّــر الواقــع االفـ‬
‫الوصــول إليهــا بطريقــة أخــرى‪ .‬عــى ســبيل املثــال‪ :‬يوفّــر جهــاز محــاكاة الطــران موق ًفــا ال ميكــن للطالــب الطيّــار تجربتــه‬
‫يف الحيــاة الواقعيَّــة‪ ،‬ويتــم تزويــد الطالــب بســيناريو حقيقــي‪ ،‬ويتــم تتبّــع اســتجاباته وتطــوره أثنــاء تدريبــه‪.‬‬
‫ومــن ث َـ َّم‪ ،‬يقـ ّدم ‪ AIEd‬نه ًجــا متعـ ّدد األوجــه للتدريــس والت َعلُّــم‪ ،‬وميكــن اســتخدام العديــد من املك ِّونــات لتحســن املك ِّونات‬
‫األساسـ َّـية الثالثــة للت َعلُّــم‪ :‬املناهــج والت َعلُّم والتدريــس والتقييم‪.‬‬
‫ـي مــع طُـ َّـاب اللُّغــة اإلنجليزيَّــة كلغــة أجنبيــة» التطبيــق‬ ‫تستكشــف دراســة «استكشــاف مســاعدي اللُّغــة بالــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـدرايس‪ .‬أجــرى‬ ‫ّ‬ ‫ـكل ف َّعــا ٍل يف ت َعلُّــم اللُّغــة يف الفصــل الـ‬
‫حركــه الصــوت )‪ (AI‬بشـ ٍ‬ ‫ـي الــذي يُ ِّ‬ ‫ـي لدمــج الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫العمـ ّ‬
‫بعــض الباحثــن دراســة بحثيَّــة مدتهــا تســعة أشــهر باســتخدام «أليكســا» مــن أمازون‪ ،‬و«ســري» مــن أَ ِبــل‪ ،‬والبحــث الصويتّ‬

‫‪1165‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ُــاب اللُّغــة اإلنجليزيَّــة كلغــة أجنبيــة )‪ (EFL‬يف املرحلــة‬ ‫مــن ‪ ،Google‬وأســاليب التصميــم املشــرَك مــع فصــل مــن ط َّ‬
‫ـي‪ .‬كشــفت نتائــج هــذه‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـتخدام‬‫ـ‬ ‫باس‬ ‫ـدرايس‬
‫ّ‬ ‫االبتدائيَّــة الستكشــاف األفــكار وتطويرهــا ألنشــطة الفصــل الـ‬
‫ـرا جذابًــا للغايــة ِمـ ْن ِقبَــل جميــع الط َُّّلب‪،‬‬
‫ـي كان يُعتــر أمـ ً‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫الدراســة ال ِعلميَّــة عــن أ َّن التحـ ُّدث إىل مســاعدي الــذكاء‬
‫الجامعي‬
‫ّ‬ ‫ـي يف العمــل‬ ‫وكان مــن الواضــح أن الطُّـ َّـاب يتح َّدثــون اإلنجليزيَّــة أكــر عنــد اســتخدام مســاعدي الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫مقارنـ ًة ببيئــة التدريــس‪ .‬عــاو ًة عــى ذلــك‪ ،‬فقــد انخرطــوا تلقائيًّــا يف التصحيــح الــذايتّ وكانــوا متح ّمســن لجعــل مســاعدي‬
‫ـي يفعلــون مــا يريــدون منهــم القيــام بــه‪ .‬وأثبتــت هــذه الدراســة أن خــرات الت َعلُّــم ميكــن أن تكــون ســهلة‬ ‫الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـي )‪.(Luckin, 2016‬‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـاعدي‬‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـتخدام‬ ‫وممتعــة عنــد اسـ‬
‫ـي يف التعليــم مــن خــال اإلشــارة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬
‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـج‬
‫ـ‬ ‫دم‬ ‫رضورة‬ ‫‪(Jeonghye‬‬ ‫)‪Han‬‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫جونغه‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫يثب‬ ‫ـك‪،‬‬
‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫باإلضافــة إىل‬
‫إىل أن الدوافــع ملثــل هــذا البحــث تتض َّمــن الرغبــة يف منــح الطُّـ َّـاب األفــراد مزي ـ ًدا مــن االهتــام يف الفصــول الكبــرة‪،‬‬
‫ـرخاء حــول اســتخدام لغــة أجنبيــة‬ ‫غالبــا مــا يســتمتعون بالتحــدث إىل الروبوتــات وهــم أكــر اسـ ً‬ ‫ومالحظــة أن األطفــال ً‬
‫للتحـ ُّدث مــع اآلالت أكــر مــن التحـ ُّدث مــع البــر‪.‬‬
‫للناط ِق َ‬
‫ني بغريها‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫العربية‬
‫َّ‬ ‫االصطناعي يف تعليم اللُّغة‬
‫ّ‬ ‫تأثري الذكاء‬
‫اآليل‬
‫ـي جديــد يشــمل علــوم الكمبيوتــر واإلحصــاء ونظريــة املعلومــات وعلم التح ّكــم ّ‬ ‫ـي )‪ (AI‬هــو علــم تقنـ ّ‬ ‫الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـاق واسـعٍ‬ ‫ـي عــى نطـ ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـتخدم‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـم‪.‬‬‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫الت‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫وعل‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫النف‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫وعل‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫واللغوي‬ ‫ـي‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫العصب‬ ‫واإلدراك‬ ‫وعلــم األعصــاب‬
‫يف التصنيــع والنقــل والص ّحــة والتعليــم والزراعــة واإلدارة وغريهــا مــن املجــاالت‪ .‬مــع النضــج املســتمر لتكنولوجيــا الــذكاء‬
‫األجنبيــة يف االزديــاد‪ .‬فهــو ال يعيــد‬ ‫َّ‬ ‫ـي يف مجــال تعليــم اللغــات‬ ‫ـتمر تغل ُغــل تكنولوجيــا الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫ـي‪ ،‬يسـ ّ‬ ‫االصطناعـ ّ‬
‫العربيــة‪ .‬إنَّــه ناقــل مهـ ّم‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ـرق‬ ‫ـ‬ ‫ط‬ ‫يف‬ ‫ـورة‬ ‫ـ‬ ‫ث‬ ‫ـدث‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫ب‬ ‫‪،‬‬ ‫ـب‬‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫فحس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫األجنبي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫لتدري‬ ‫ـي‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫البيئ‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫املحي‬ ‫تشــكيل‬
‫ـي‪ ،‬ارتباطًــا وثي ًقــا بعلــم‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـبه‬ ‫ـ‬ ‫يش‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ت‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫يرتب‬ ‫ـة‪.‬‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫لت‬ ‫أداة‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫وكذل‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫الت‬ ‫ـادر‬ ‫ملصـ‬
‫ـرف عىل‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫والتع‬ ‫‪،‬‬‫ـص‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫عىل‬ ‫ف‬ ‫ـر‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫التع‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫لتدري‬ ‫ـي‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫تقني‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـلة‬ ‫ـ‬ ‫سلس‬ ‫إىل‬ ‫ي‬ ‫د‬‫ِّ‬ ‫ـؤ‬
‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـا‬‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـاب؛‬ ‫ـ‬ ‫األعص‬
‫الطبيعيــة اســتيعاب‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫اآلليــة‪ ،‬والحــوار بــن اإلنســان واآللــة‪ ،‬واللغــة‬ ‫الصـ َور‪ ،‬والرتجمــة َّ‬ ‫ـرف عــى ُّ‬ ‫الــكالم‪ ،‬وتوليــف الــكالم‪ ،‬والتعـ ُّ‬
‫ـكل كبـرٍ تعليــم‬ ‫ـرت بشـ ٍ‬ ‫ـي؛ واألكــر مــن ذلــك‪ ،‬أن بعــض اإلنجــازات قــد غـ َّ‬ ‫وقــد بــدأت هــذه التقنيــات يف االســتخدام العمـ ّ‬
‫األجنبيــة واملُتَعلِّمــن وأمنــاط التدريــس واألســاليب والتقييــات‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ـرا عمي ًقــا عــى ُم‬ ‫ـدي‪ ،‬مــا أحــدث تأثـ ً‬ ‫اللُّغــة التقليـ ّ‬
‫)‪.(Gan, 2016‬‬
‫ني بغريها‪:‬‬ ‫للناط ِق َ‬ ‫ِ‬ ‫العربية‬
‫َّ‬ ‫ ¨التأثري يف أساتذة اللُّغة‬
‫ـتمر لتكنولوجيــا تحليــل البيانــات الضخمة‪ ،‬أصبــح تطبيق البيانــات الضخمة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫والتحدي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الذكي‬
‫مــع زيــادة أدوات الت َعلُّــم َّ‬
‫ـمول‪ .‬كتقنيــة تدريــس حديثــة‪ ،‬أ َّدى دمــج البيانــات الضخمــة والــذكاء‬ ‫العربيــة أكــر شـ ً‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـس‬ ‫ـي يف تدريـ‬ ‫والــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـكل كب ـرٍ‪ .‬ومــع ذلــك‪ ،‬فــإن تعميــم وتطبيــق‬ ‫العربيــة إىل تحســن كفــاءة وجــودة التدريــس بشـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـي وتعليـ‬ ‫االصطناعـ ّ‬
‫أيضــا متطلَّبــات أعــى عــى املعلِّمــن‪ :‬باإلضافــة إىل املعرفــة‬ ‫والرقْ ِم َّيــة واملتَّصلــة بالشــبكة يفــرض ً‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الذكي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫املعلوم‬ ‫تكنولوجيــا‬
‫أيضــا إىل امتــاك قــدرات جيــدة لتطبيــق تكنولوجيــا املعلومــات الحديثــة ومعالجــة البيانــات وتحليلهــا‪،‬‬ ‫املهنيــة‪ ،‬فهــم بحاجــة ً‬ ‫َّ‬
‫ن‪.‬‬ ‫وكل منهــا فرصتــان وميثّــان تح ِّديــات للمعلِّمـ َ‬ ‫ُّ‬
‫ـدي إىل الــدور الحديــث‪ .‬وميكــن لتقنيــة الذكاء‬ ‫ـي‪ ،‬يجــب تغيــر دور املعلِّمــن مــن الــدور التقليـ ّ‬ ‫يف عــر الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـي أن تحـ ّـل محـ ّـل املعلِّمــن أو تســاعدهم يف إكــال سلســلة مــن األعــال التعليميَّــة‪ ،‬مبــا يف ذلــك جمــع مصــادر‬ ‫االصطناعـ ّ‬
‫املعلومــات‪ ،‬ونقــل املعرفــة‪ ،‬وتصحيــح الواجبــات املنزليَّــة‪ ،‬واإلجابــة عــن األســئلة للطـ َّـاب‪ ،‬بــل إنَّــه من املمكــن للطـ َّـاب التفاعل‬
‫مبــارشة مــع روبــوت ذيكّ بلهجــات بريطانيــة أو أمريكيــة‪ .‬ثــم يتمتَّــع املد ّرســون مبزيــد مــن الوقــت والطاقــة للمشــا َركة يف‬
‫االصطناعي‬
‫ّ‬ ‫تصميــم تدريــس اللُّغــة العربيَّــة‪ .‬باإلضافــة إىل ذلــك‪ ،‬ميكــن لربنامــج ت َعلُّــم اللُّغــة العربيَّة املدعــوم من ِقبَــل الــذكاء‬
‫ـي‪،‬‬ ‫ـرف عــى الــكالم تصحيــح نطقهــا بدقّــة يف الوقــت الفعـ ّ‬ ‫اختبــار مســتويات املُتَعلِّمــن بشــكل شــامل؛ ميكــن لتقنيــة التعـ ُّ‬
‫آيل وتســجيل موضوعــي‬ ‫وميكــن لنظــام اختبــار االســتامع والتحـ ُّدث باســتخدام تقنيَّــة الــكالم الذكيَّــة إجــراء فحــص شــفهي ّ‬
‫ـي ستســاعد بال‪ ‬شـ ّـك‬ ‫ومــا إىل ذلــك‪ .‬هــذه الوظائــف املتكــررة والقامئــة عــى البيانــات التــي يقــوم بهــا الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ُمعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬ولك َّنهــا يف الوقــت نفســه تجعــل ُمعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة يفكــرون يف أنفســهم مــن أجــل تعديــل أدوارهم‬
‫للتكيُّــف مــع هــذه البيئــة التعليميَّــة الجديــدة )‪.(Gogsel, 2019‬‬
‫االصطناعي‬
‫ّ‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫لل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ميك‬ ‫ـوب‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والحاس‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـش‬ ‫ـ‬ ‫للتعاي‬ ‫لكــن يجــب علينــا أن نــدرك بوضــوح أنَّــه يف العــر الــذيك‬
‫أن يقــوم باملهــا ّم التــي يجــب تكرارهــا‪ ،‬وتجميــع البيانــات وتحليلهــا‪ ،‬واألشــياء التــي تحتــاج إىل تحديــد موقــع دقيــق‪ .‬يف‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1166‬‬
‫الواقــع‪ ،‬ال ميكــن اســتبدال مســؤولية املعلِّمــن‪ .‬يحتــاج املعلمــون إىل ُمســا َعدة الطُّـ َّـاب وإرشــادهم للتعامــل مــع مصــادر الت َعلُّم‬
‫ـتقل‪ .‬يف عــر املعلومــات‪ ،‬بــدون إرشــاد املعلِّمــن وتنويرهــم‪ ،‬ســيكون‬ ‫ـكل مسـ ٍّ‬ ‫واختيارهــا‪ ،‬وتعليــم الطُّـ َّـاب كيفيــة الت َعلُّــم بشـ ٍ‬
‫ـر برتكيزهــم وت َعلُّمهــم العميــق‪ .‬وال يــؤ ِّدي االســتخدام‬ ‫للمعلومــات املختلطــة تأثــر ســلبي عليهــم‪ .‬كــا أ َّن الت َعلُّــم املج ـ َزأ يـ ّ‬
‫غــر الســليم للهواتــف املحمولــة وأجهــزة الكمبيوتــر وغريهــا مــن املنتَجــات اإللكرتونيَّــة لفــرة طويلــة إىل إضعــاف االنضبــاط‬
‫أيضــا‪ ،‬مــا يؤثِّــر يف صحتهــم الجســديَّة والعقليَّــة‪ .‬ولتج ُّنــب هــذه‬ ‫ـب‪ ،‬بــل يــؤ ِّدي إىل تدمــر رؤيتهــم ً‬ ‫الــذايتّ للطــاب فحسـ ُ‬
‫املشــكالت‪ ،‬يجــب أن يأخــذ املعلِّمــون دور التوجيــه‪ ،‬وإخبــار الطُّـ َّـاب بالتوجيهــات‪ ،‬والتــي توضــح عــدم االســتغناء عــن املعلِّمني‬
‫)‪.(Richter, 2019‬‬
‫ ¨التأثري يف امل ُ َتعلِّمني‪:‬‬
‫ـي‪ ،‬بفضــل التطبيــق الواســع لإلنرتنــت والبيانــات الضخمــة‪ ،‬أصبــح لــدى املُتَعلِّمــن مزيــد مــن‬ ‫يف عــر الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫األســاليب يف التعا ُمــل مــع املعلومــات‪ .‬مل ت ُعــد مصــادر الت َعلُّــم مصــادر مــن الكتــب املدرســيَّة التقليديَّــة أو املــوا ّد اإللكرتونيَّــة‬
‫منصــات البيانــات الضخمــة‪ .‬باإلضافــة إىل ذلــك‪ ،‬ميكــن‬ ‫التــي نشــأت مــن الكتــب‪ ،‬ولكــن مــوارد املشــاركة الضخمــة مــن َّ‬
‫ـكل كبـرٍ عــن‬ ‫ـر اإلنرتنــت أن تعـ ِّزز الت َعلُّــم املســتقل للطـ ّـاب بشـ ٍ‬ ‫للعديــد مــن األنظمــة األساســيَّة الذكيَّــة والربامــج والتعليــم عـ َ‬
‫ـر اإلنرتنــت والتقييــم الــذايتّ وتتبُّــع تقـ ّدم الت َعلُّــم‪ .‬مل ي ُعد الط َُّّلب يجلســون‬ ‫طريــق التدريــس بالفيديــو واألســئلة واإلجابــات عـ َ‬
‫الخاصــة‪ .‬مــع املزيــد مــن‬‫َّ‬ ‫بامللــل يف الفصــل يســتمعون إىل املعلّــم ولكــن يطـ ّورون خطّــة تعليميَّــة ف َّعالــة َوف ًقــا الحتياجاتهــم‬
‫ـي‪ ،‬يُطلَــب‬ ‫ـكان‪ .‬يف عــر الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫أي مـ ٍ‬ ‫أي وقــت ويف ِّ‬ ‫املــوارد والوســائل‪ ،‬ميكنهــم إجــراء ت َعلُّــم لغــة شــخيص يف ِّ‬
‫مــن الطُّـ َّـاب أن يتمتعــوا مبســتوى عــا ٍل مــن اإلدارة الذاتيَّــة‪ ،‬وقــدرات عــى تحديــد املــوارد وفحصهــا‪ ،‬ومهــارات اســتخدام‬
‫األدوات الذكيَّــة )‪.(Gogsel, 2019‬‬
‫االصطناعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫العربية يف الذكاء‬
‫َّ‬ ‫أسلوب وطرق تعليم اللُّغة‬
‫يف الســنوات األخــرة‪ ،‬بــدأت محاولــة تدريــس اللُّغــة األجنبيَّــة التغيــر مــن منــوذج «يركــز عــى املعلِّــم» إىل منــوذج «يركّــز‬
‫ـدرايس املعكــوس» استكشــافًا لهــذا النمــوذج الجديــد‪ ،‬ولكــن هــذا التحـ ّول مل ينجــح‬ ‫ّ‬ ‫عــى الطالــب»‪ .‬يُـ َعــ ُّد تنفيــذ «الفصــل الـ‬
‫ـكل عــا ٍّم طريقــة تدريــس مختلطــة تجمــع بــن التدريــس يف‬ ‫متا ًمــا‪ .‬يف الوقــت الحــايل‪ ،‬يســتخدم مد ِّرســو اللُّغــة األجنبيَّــة بشـ ٍ‬
‫ـدرايس باســتخدام ‪ .APP‬ومــع ذلك‪ ،‬يعطــي املعلِّمــون أولوية كبــرة للتدريس‬ ‫ّ‬ ‫ـدرايس والت َعلُّــم الــذيك خــارج املنهــج الـ‬ ‫ّ‬ ‫الفصــل الـ‬
‫ـدرايس‪ .‬لذلــك‬
‫ّ‬ ‫يف الفصــل‪ ،‬لكنهــم يتجاهلــون إعطــاء اإلرشاف للطـ ّـاب الذيــن يتبنــون أدوات ذكيــة للدراســة خــارج الفصــل الـ‬
‫التواصــل باللغــة املناســبة بشــكل ملحــوظ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يتحســن وضــع الطُّـ َّـاب الضعفــاء يف‬ ‫مل ّ‬
‫املنزليــة املرهقــة واملشــورة‪ .‬وميكــن تنفيــذ‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الواجب‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫تصحيح‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املع‬ ‫ر‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫ح‬
‫ّ ُ ّ‬ ‫ي‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫تقني‬
‫َّ‬ ‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫ظه‬ ‫إن‬
‫ـي‪ ،‬مثــل القواعــد‪ ،‬والعبــارات‪ ،‬وأمنــاط ال ُجمــل‪ ،‬وذكريــات املفــردات‪ ،‬ومام َرســة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـطة‬ ‫ـ‬ ‫بواس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫اآللي‬
‫َّ‬ ‫ـزاء‬‫األجـ‬
‫عمليــة الت َعلُّــم‬
‫َّ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـإرشاف‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫والطاق‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫الوق‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫املزي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ر‬
‫ّ‬ ‫للمد‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫يك‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫بحي‬ ‫ـك‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫إىل‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫وم‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ـيق‬ ‫ـ‬ ‫وتنس‬ ‫ـئلة‪،‬‬
‫األسـ‬
‫ـر اإلنرتنــت واالستشــارات غــر املتصلــة باإلنرتنــت‪ .‬يقــوم املعلمــون‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـم‬
‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫الت‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫مزي‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫وض‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـر‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والتأث‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫اإلنرتن‬ ‫ـر‬
‫عـ َ‬
‫بإجــراء تحليــات وتقييــات يف الوقــت املناســب َوف ًقــا لبيانــات ت َعلُّــم الطُّـ َّـاب‪ ،‬وفهــم ديناميكيــات ت َعلُّــم الطُّـ َّـاب بوضــوحٍ‪،‬‬
‫والض ْعــف لديهــم‪ ،‬واتخــاذ التدابــر املســته َدفة ملســاعدتهم عــى التحســن )‪.(Roll, 2016‬‬ ‫وتســجيل نقــاط القــوة َّ‬
‫ـايئ الختبــار إتقــان اللُّغــة‪ ،‬ويفتقــر إىل تقييــم‬ ‫ـدي لتدريــس اللُّغــة العربيَّــة عــى التقييــم النهـ ّ‬ ‫عــادة مــا يعتمــد التقييــم التقليـ ّ‬
‫ـي‪ ،‬يكــون تقييــم اللُّغــة العربيَّة أكــر فائــدة واســتهدافًا‪ .‬ي ِت ّم‬ ‫ـخيص‪ .‬تحــت تأثــر تقنيَّــة الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫ال َعمليَّــة والتقييــم الشـ ّ‬
‫ـدرايس وتحليلــه مــن خــال تقنيَّــة البيانــات الضخمــة‪ ،‬ويتـ ّم تحليــل‬ ‫ّ‬ ‫تســجيل حضــور الطالــب وإنجــاز املهــا ّم وأداء الفصــل الـ‬
‫تأثــرات الت َعلُّــم بشــكل شــامل‪ ،‬ثــم ي ِتـ ّم تحقيــق تقييــم ال َعمليَّــة والتقييــم املســته َدف للطــاب‪.‬‬
‫عمليــة طويلــة األمــد ومرهقــة‪ .‬وميكــن لنظــام التحليــل الــذيك املســت ِند إىل البيانــات الضخمــة‬ ‫مليــة اليــدوي هــو َّ‬ ‫تقييــم ال َع َّ‬
‫االصطناعي‪ ،‬مــن املمكن‬‫ّ‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫بفض‬ ‫ـع‪.‬‬‫ـ‬ ‫تتب‬
‫ّ‬ ‫ـل‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـكيل‬ ‫ـ‬ ‫وتش‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫مامرس‬ ‫كل‬ ‫ّ‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫بدق‬ ‫ب‬ ‫ـا‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫يواجهه‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـكالت‬ ‫تحديــد املشـ‬
‫محــاكاة النطــق القيــايس البــري والحصــول عــى تعليقــات لتعزيــز دقــة النطــق؛ أصبحــت مراجعــة املقــاالت بــذكاء‪ ،‬وإنتــاج‬
‫أيضــا تعميــم‬ ‫العربيــة‪ ،‬ي ِت ـ ّم ً‬
‫َّ‬ ‫وتتبــع التطويــر‪ ،‬وإعطــاء التوصيــات حقيقــة واقعــة‪ .‬ويف فصــول اللُّغــة‬ ‫ـخيصية‪ّ ،‬‬ ‫التقاريــر التشـ َّ‬
‫التدريبيــة عــن بُ ْعـ ٍـد ونظام‬
‫َّ‬ ‫ـدورة‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـاركة‬
‫ـ‬ ‫ومش‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫واآلل‬ ‫ـان‬
‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـوار‬ ‫ـ‬ ‫وح‬ ‫ـيناريوهات‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫إلنش‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫اســتخدام الــذكاء‬
‫ـي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫تدريج‬ ‫ـكل‬ ‫ـ‬ ‫بش‬ ‫التقييــم الــذيك‬
‫ـجلت أداء ّكل طالــب يف‬ ‫ـايس يف سـ ّ‬ ‫ٍ‬
‫ـي بشــكل أسـ ٍّ‬ ‫يتجســد تقييــم ت َعلُّــم اللُّغــة العربيَّــة بواســطة تقنيَّــة الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـايئ وتقييــم ال َعمليَّــة تحــت تأثــر تقنيَّــة الــذكاء‬ ‫شــكل قامئــة املعرفــة وقســم املهــام‪ .‬ومــن املعقــول الجمــع بــن التقييــم النهـ ّ‬

‫‪1167‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ـا يُســا ِعد الطُّـ َّـاب عــى الحصــول عــى فَ ْهــم شــامل لكفــاءة اللُّغــة األجنبيَّــة‪ ،‬والقضــاء عــى ُمشــكالتهم‪،‬‬ ‫ـي؛ مـ َّ‬
‫االصطناعـ ّ‬
‫ـي املعلِّمــن مــن فهــم إتقــان اللُّغــة لــدى‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬
‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫ك‬
‫ّ‬ ‫مي‬ ‫ـه‪،‬‬
‫ـ‬ ‫نفس‬ ‫ـت‬
‫ـ‬ ‫الوق‬ ‫ويف‬ ‫ـم‪.‬‬
‫ـ‬ ‫وقدرته‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫الت‬ ‫ـاليب‬ ‫ـ‬ ‫أس‬ ‫وتحســن‬
‫ـكل أفضـ َـل واتخــاذ اإلجــراءات املضــادة َوف ًقــا لذلــك يف الخطــوة التاليــة )‪.(Michael, 2016‬‬ ‫الطُّـ َّـاب بشـ ٍ‬
‫االصطناعــي يف تعليــم‬
‫ّ‬ ‫اإلجــراءات املضــادة لتعزيــز التطبيــق الف َّعــال للــذكاء‬
‫العربيــة‪:‬‬
‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫ـي يف مجــال التعليــم‪ ،‬ولكــن هنــاك حاجة‬ ‫تقنيــة الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫أهميــة َّ‬ ‫يف الوقــت الحــايل‪ ،‬أدركــت الكليــات والجامعــات َّ‬
‫ن‪ ،‬وزيــادة‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫للمع‬ ‫ـارات‬‫ـ‬ ‫امله‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫تنمي‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫برام‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫توف‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫مث‬ ‫‪،‬‬ ‫ـي‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫إىل مزيـ ٍـد مــن التدابــر لتعزيــز التطبيــق الف َّعــال للــذكاء‬
‫ـي‪ ،‬وإنشــاء آليــة تقييــم حوافــز لتطبيــق الذكاء‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـزة‬
‫ـ‬ ‫وأجه‬ ‫ـي واملــايل‪ ،‬وتعزيــز بنــاء وصيانــة برامــج‬ ‫الدعــم الفنـ ّ‬
‫ـي واألجنبــي‪ ،‬وإدخــال مــوارد التعليــم والتكنولوجيــا بجــود ٍة عالي ـ ٍة‪ ،‬وتنظيــم‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫املح‬ ‫ـاون‬ ‫ـ‬ ‫التع‬ ‫ـاريع‬ ‫ـ‬ ‫مش‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫وتطوي‬ ‫‪،‬‬ ‫ـي‬
‫االصطناعـ ّ‬
‫أنشــطة الفصــل املفتــوح للمدرســن لتعزيــز املشــاركة والتبــادل‪ ،‬باالعتــاد عــى الخــرة املمتــازة واإلنجــازات‪ .‬وتحتاج ســلطات‬
‫ـي يف املســتقبل )‪.(Alonso, 2021‬‬ ‫أيضــا إىل تغيــر مفاهيمهــا ولديهــا البصــرة يف تطبيــق الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫الكليــة ً‬ ‫َّ‬
‫ـدي إىل «املتمحــورة‬ ‫أول تغيــر مفهــوم التدريــس‪ :‬مــن «املتمحــورة حــول املعلــم» التقليـ ّ‬ ‫يجــب عــى ُمعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة ً‬
‫ـي للطــاب كمركــز‪ ،‬مــن «الت َعلُّــم غــر املتصــل‬ ‫ـي والخارجـ ّ‬ ‫ـاوين الداخـ ّ‬ ‫ـتقل والتعـ ّ‬ ‫حــول الطالــب»‪ ،‬مــع أخــذ الت َعلُّــم املسـ ّ‬
‫ـر اإلنرتنــت وغــر املتصــل‪ ،‬مــن الرتكيــز عــى املعرفــة واملهــارات إىل الرتكيــز‬ ‫ـردي إىل «املركــب» الت َعلُّــم عـ َ‬ ‫باإلنرتنــت» الفـ ّ‬
‫ن للمعرفــة واملهــارات‪ ،‬ومنظمــن للتدريــس يف الفصول‬ ‫عــى محــو األُ ِّميَّــة وتنميــة القــدرات‪ .‬إ َّن املد ِّرســن ليســوا فقــط ُمعلِّمـ َ‬
‫ـخيص‪ .‬ميكــن للمدرســن إعــداد الــدروس بــذكاء وإلقــاء املحــارضات‬ ‫أيضــا مخططــون ودليــل للت َعلُّــم الشـ ّ‬ ‫الدراســيَّة‪ ،‬ولكنهــم ً‬
‫واإلجابــة عــن األســئلة‪ ،‬مــا يفيــد يف حـ ّـل ُمشــكالت عــدم الكفــاءة وانخفــاض املشــاركة يف الفصــول الدراســيَّة التقليديَّــة‪،‬‬
‫وتعزيــز تطويــر التدريــس يف اتجــاه الــذكاء والدقــة والفرديَّــة‪ .‬يف الوقــت نفســه‪ ،‬يجــب أن يكــون املعلِّمــون عــى درايــة‬
‫محل‬
‫ـي ال يحـ ّـل ّ‬ ‫ـي التعليميَّــة األكــر مالءمــة لت َعلُّــم اللُّغــة‪ ،‬باإلضافــة إىل إدراك أن الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫بــأدوات الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫املعلِّمــن‪ ،‬ولكنــه يســاعد املعلِّمــن عــى التدريــس )‪.(VanLehn, 2011‬‬
‫العربيــة ال يجيــدون تطبيــق التكنولوجيــا‪ .‬وملواجهــة التغيــرات يف التعليــم‬ ‫َّ‬ ‫املهنيــة‪ ،‬فــإن بعــض ُمعلِّمــي اللُّغــة‬ ‫ـرا للقيــود َّ‬ ‫نظـ ً‬
‫ـي بنشــاط‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫تكنولوجي‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫وت‬ ‫ـر‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫ب‬
‫َ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫موا‬ ‫إىل‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫املعلم‬ ‫ـاج‬ ‫ـ‬ ‫يحت‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املعلوم‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫لتكنولوجي‬ ‫ـتمر‬
‫ـ‬ ‫املس‬ ‫م‬ ‫والتقـ ُّد‬
‫الذكيــة‬
‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫الت‬ ‫أدوات‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫وإتق‬ ‫ـران‪،‬‬‫ـ‬ ‫األق‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـاون‬‫ـ‬ ‫والتع‬ ‫ـادل‬ ‫ـ‬ ‫التب‬ ‫ـز‬‫ـ‬ ‫وتعزي‬ ‫‪،‬‬ ‫ـد‬ ‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬
‫ُْ‬ ‫ب‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫التدري‬ ‫يف‬ ‫كة‬ ‫ر‬‫واملشــا َ‬
‫املســتخ َدمة بشــكل شــائع يف الخــارج لتدريــس اللُّغــة‪ ،‬ومعرفــة كيفيــة اســتخدام تكنولوجيــا املعلومــات املتق ِّدمة لتوجيــه الط َُّّلب‬
‫إلجــراء الت َعلُّــم املســتقل‪ ،‬والت َعلُّــم املخصــص وت َعلُّــم االستفســار‪ ،‬واستكشــاف وضــع التدريــس يف العــر الجديــد ‪(Ouyang,‬‬
‫‪.) 2021‬‬
‫ـي‪ .‬يف وضع‬ ‫ـي ذيك جديــد يعتمــد عــى البيانــات الضخمــة والــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫وي ِتـ ّم تشــجيع املعلِّمــن عــى بنــاء وضــع تعليمـ ّ‬
‫التدريــس الــذيك هــذا‪ ،‬يتــوىل املعلّمــون املهــا ّم اآلتية‪:‬‬
‫أول‪ ،‬مــن خــال تكنولوجيــا ت َعلُّــم وتحليــل البيانــات الضخمــة‪ ،‬ميكــن للمد ّرســن اســتيعاب موقف ت َعلُّــم الط َُّّلب وأســلوب‬ ‫ ‪ً -‬‬
‫للطلب‪،‬‬ ‫ـرق التدريس املناســبة َّ‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬‫ُ‬ ‫ط‬ ‫ـار‬
‫ـ‬ ‫واختي‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املطابق‬ ‫ـم‬‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫الت‬ ‫ـادر‬ ‫ـ‬ ‫مبص‬ ‫ب‬ ‫ـا‬
‫َّ‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫وتزوي‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ّ‬ ‫ق‬‫بد‬ ‫ـم‬
‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬‫ع‬‫َ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫واحتياج‬ ‫ـم‬‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫الت َع‬
‫وتعزيــز دقّــة توجيــه املعلّــم وفرديــة ت َعلُّــم الطالب‪.‬‬
‫ـي بــن اإلنســان والحاســوب وتكنولوجيــا التص ـ ُّور وتكنولوجيــا‬ ‫ـرف عــى الــكالم التفا ُعـ ّ‬ ‫ثانيــا‪ ،‬باســتخدام نظــام التعـ ُّ‬ ‫ ‪ً -‬‬
‫ـرايض‪ ،‬ميكــن للمدرســن إنشــاء بيئــة تعليميَّــة غامــرة باملحــاكاة للطــاب لالســتامع والتح ـ ُّدث والقــراءة‬ ‫ّ‬ ‫الواقــع االفـ‬
‫والكتابــة يف بيئــة لُغويَّــة شــبه واقعيَّــة وحيويــة لتحســن مهــارات االتصــال‪.‬‬
‫الذكيــة وتقييــم ت َعلُّــم الطُّـ َّـاب (النطــق‪ ،‬واملفــردات‪ ،‬والقواعــد‪ ،‬واالســتامع‪ ،‬والقــراءة‪،‬‬ ‫ ‪-‬ثال ًثــا‪ ،‬باســتخدام تقنيــات التقييــم َّ‬
‫والكتابــة‪ ،‬ومــا إىل ذلــك) لتشــكيل تقريــر تشــخييص مــريئ‪ ،‬ميكــن للمدرســن تعديــل خطّــة التدريــس َوف ًقــا للتشــخيص‬
‫درايس أكــر كفــاءة للطــاب وزيــادة جــودة التدريــس‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫يف الوقــت املناســب‪ ،‬وذلــك لبنــاء فصــل‬
‫ـر اإلنرتنــت الذكيَّــة والشــخصيَّة والقامئــة عــى املعلومــات‪،‬‬ ‫منصــات الت َعلُّــم عـ َ‬ ‫ ‪-‬راب ًعــا‪ ،‬ميكــن للمدرســن االســتفادة مــن َّ‬
‫وتطبيقــات ت َعلُّــم اللُّغــة املحمولــة‪ ،‬ومنتجــات التعليــم الذكيَّــة املتن ِّوعــة لتتبــع ورصــد وتســجيل التقـ ُّدم واملــدة والفعاليَّة للغة‬
‫الطُّـ َّـاب بعــد املدرســة‪ ،‬وتذكريهــم وحثهــم عــى الفــور‪ ،‬و ِمــن ث َـ َّم ميكــن تطبيــع ت َعلُّــم الطُّـ َّـاب للغــة الالمنهجيــة وجعلــه‬
‫طويــل األمــد ودقي ًقــا‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1168‬‬
‫خامتة‪:‬‬
‫ـي ابتــكار أســلوب‬ ‫العربيــة‪ .‬ويع ـ ِّزز ظهــور الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫َّ‬ ‫وفرصــا لتعليــم اللُّغــة‬ ‫ً‬ ‫ـي تحديِّــات‬ ‫يجلــب الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـر أســلوب التدريــس لــدى املعلِّمــن‪ ،‬ويُحــدث أســاليب الت َعلُّــم لــدى الطُّـ َّـاب‪ ،‬ويوفّــر فكــرة جديــدة إلصــاح‬ ‫التدريــس‪ ،‬ويغـ ِّ‬
‫ـرا رضوريًّا‪ .‬ومع‬ ‫ـ‬
‫ّ ً‬‫أم‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬‫ـ‬ ‫وال‬ ‫الضخمة‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫البيان‬ ‫عىل‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫القائ‬ ‫ة‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـاح‬ ‫ـ‬ ‫إص‬ ‫د‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ة‪.‬‬ ‫ـي‬
‫املناهــج الدراسـ َّ‬
‫األجنبية‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ـان‬‫ـ‬ ‫إمي‬ ‫ويتعارض‬ ‫ـة‪.‬‬
‫ـ‬ ‫األولي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫املرحل‬ ‫يف‬ ‫ـزال‬ ‫ـ‬ ‫ال‪ ‬ي‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫التدري‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـي‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫ذلــك‪ ،‬فــإن تطبي‬
‫العربيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫م‬‫د‬‫ِّ‬ ‫املتق‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫التدري‬ ‫ـاليب‬ ‫ـ‬ ‫وأس‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫مفاهي‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫تطبي‬ ‫م‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ت‬ ‫ي‬ ‫مل‬ ‫ـس‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫التدري‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ام‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫املعلوماتي‬
‫َّ‬ ‫بتعليــم‬
‫املعلوماتيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ب‬‫َّ‬ ‫ل‬ ‫متط‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ع‬
‫ْ‬ ‫الب‬
‫ُ‬ ‫كل‬ ‫ّ‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫بعي‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫للمع‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫املعلوم‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫تكنولوجي‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫كــا أ‬
‫ـي‪ ،‬والــذي ســوف يســتدعي متطلَّبــات أعــى لقــدرات‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫وال‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـاون‬ ‫ـ‬ ‫التع‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـتقبل‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫إ َّن‬
‫العربيــة يف الكلّيــات والجامعــات‪ .‬يف ضــوء ذلــك‪ ،‬يجــب عــى الكليــات والجامعــات زيــادة‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ُع‬ ‫مل‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫تكنولوجي‬
‫أيضــا تغيــر مفاهيمهــم وتحســن إمكانــات البيانــات الضخمــة‬ ‫ـي؛ يجــب عــى املعلِّمــن ً‬ ‫دعــم تطبيقــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـي‪ .‬ويجــب أن يتحمــل غالبيــة ُمعلِّمــي الخ ـ ّط األمامــي واجــب تعزيــز تطبيــق ونــر تكنولوجيــا‬ ‫وتطبيــق الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫العربيــة‪ ،‬وضـ ّخ الحيويَّــة يف فصــول تعليــم‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـاح‬ ‫ـ‬ ‫إلص‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫مواتي‬ ‫ـروف‬ ‫ـ‬ ‫ظ‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫وخل‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫املعلومــات يف تعليــم اللُّغــة‬
‫العربيــة يصــل إىل مســتوى أعــى املــرح‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫العربيــة‪ ،‬لجعــل تعلي ُّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫العربيــة كلغــة أجنبيــة بتحســن الطريقــة التــي يُعلّمــون بهــا الطُّـ َّـاب والجمــع بــن ت َعلُّــم اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫يُنصــح مد ِّرســو اللُّغــة‬
‫ـي يف‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫باس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫أجنبي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫كلغ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ر‬‫ِّ‬ ‫مد‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫نص‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫‪.‬‬ ‫ـي‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫واســتخدام برامــج الـ‬
‫التعليميــة تشــجيع وتدريــب املعلِّمــن عــى معرفــة أحــدث األســاليب والتقنيــات يف التدريــس‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫املؤس‬
‫فصولهــم‪ .‬وعــى َّ‬
‫ني ملعرفــة تأثــر هــذه الدراســة‪ .‬باإلضافــة‬ ‫وكذلــك يجــب األخــذ باالعتبــار يف املســتقبل رضورة تطبيــق البحــث عــى امل ُشــا ِرك َ‬
‫إىل ذلــك‪ ،‬يجــب أن يكــون املعلِّمــون عــى درايــة بآخــر التطــورات يف التعليــم والتكنولوجيــا؛ ألن مســتقبل التعليــم هــو الــذي‬
‫التعليميــة لل ُمتَعلِّمــن‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫مليــة‬‫يعتمــد عــى تطويــر مــا هــو ســهل ومناســب لترسيــع ال َع َّ‬

‫املراجع واملصادر‪:‬‬
‫‪- Burleson, W., & Lewis, A. (2016), Optimists’ creed: Brave new cyberlearning, evolving utopias‬‬
‫‪(circa 2041). International Journal of Artificial Intelligence in Education, 26(2), 796–808. https://‬‬
‫‪doi.org/10.1007/s40593-016-0096-x‬‬
‫‪- Ludvigsen, S., & Steier, R. (2019), Reflections and looking ahead for CSCL: Digital infrastruc-‬‬
‫‪tures, digital tools, and collaborative learning. International Journal of Computer-Supported Col-‬‬
‫‪laborative Learning, 14(4), 415–423. https://doi.org/ 10.1007/s11412-019-09312-3‬‬
‫‪- Sun, Y. C., & Yang, F. Y. (2015), I help, therefore, I learn: service learning on Web 2.0 in an EFL‬‬
‫‪speaking class. Computer Assisted Language Learning, 28(3), 202-219.‬‬
‫‪- Faizi, R. (2018), Teachers’ perceptions towards using Web 2.0 in language learning and teach-‬‬
‫‪ing. Education and Information Technologies, 23(3), 1219-1230.‬‬
‫‪- Stefan A. D. P., Sharon, K., (2017), Exploring the impact of artificial intelligence on teaching and‬‬
‫)‪learning in higher education. Research and Practice in Technology Enhanced Learning 12 (22‬‬
‫‪DOI 10.1186/s41039-017-0062-8.‬‬
‫‪- Michael,‬‬ ‫‪J., T., (2016), Letting Artificial Intelligence in Education Out of the Box: Educational‬‬
‫–‪Cobots and Smart Classrooms. International Journal of Artificial Intelligence Educatio n. 26:701‬‬
‫‪712. DOI 10.1007/s40593-016-0095‬‬
‫?‪- Joshua Underwood and Rosemary Luckin (2011), What is AIED and why does Education need it‬‬
‫‪A report for the UK’s TLRP Technology Enhanced Learning – AIED Theme, The London Knowl-‬‬
‫‪edge Lab.‬‬

‫‪1169‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

- Kessler, G., (2018), Technology and the future of language teaching, Foreign Language Annals,
Volume 51, Issue 1. https://doi.org/10.1111/flan.12318
- Bloom, B.S. (1984), The 2 Sigma Problem: The Search for Methods of Group Instruction as Ef-
fective as One-to-One Tutoring. Educational Researcher, 13, pp. 3-16.
- Beck, J.E., Woolf, B.P. (2000). High-Level Student Modeling with Machine Learning. In: Gauthier,
G., Frasson, C., VanLehn, K. (eds) Intelligent Tutoring Systems. ITS 2000. Lecture Notes in Com-
puter Science, vol 1839. Springer, Berlin, Heidelberg. https://doi.org/10.1007/3-540-45108-0_62.
- Roll, I., Wylie, R. (2016), Evolution and Revolution in Artificial Intelligence in Education, Int J Artif
Intell Educ 26, 582–599, https://doi.org/10.1007/s40593-016-0110-3
- Kurt VanLehn, (2011), The Relative Effectiveness of Human Tutoring, Intelligent Tutoring Sys-
tems, and Other Tutoring Systems, Educational Psychologist, Volume 46, Issue, 4. https://doi.or
g/10.1080/00461520.2011.611369
- Luckin, R., Holmes, W., Griffiths, M. & Forcier, L. B. (2016), Intelligence Unleashed. An argument
for AI in Education. London: Pearson.
- Han, J. (2012)، Emerging technologies: robot assisted language learning. Language Learning &
Technology, 16(3), 1-9.
- Gan, R., He, G (2016), Exploring learning analytics in foreign language teaching in big data era.
Technol. Enhanced Foreign Lang. Educ.
- Nil Goksel, Aras Boskurt, (2019), Artificial Intelligence in Education: Current Insights and Future
Perspectives, Learning in the age of Transhumanism, DOI: 10.4018/978-1-5225-8431-5.ch014.
- Fan Ouyang, Pengcheng Jiao (2021), Artificial intelligence in education: The three para-
digms, Computer and Education: Artificial Intelligence, Volume 2. https://doi.org/10.1016/j.ca-
eai.2021.100020
- Bill Cope, Mary Kalantzis & Dune Searsmith, (2020), Artificial intelligence for education: Knowl-
edge and its assessment in AI-enabled learning ecologies, Education Philosophy and Theory,
Volume 53, Issue 12, https://doi.org/10.1080/00131857.2020.1728732
- Zawacki-Richter, O., Marín, V.I., Bond, M. et al. (2019), Systematic review of research on artificial
intelligence applications in higher education – where are the educators?.Int J Educ Technol High
Educ 16, 39. https://doi.org/10.1186/s41239-019-0171-0
- Alonso, J.M. et al. (2021). Interactive Natural Language Technology for Explainable Artificial In-
telligence. In: Heintz, F., Milano, M., O›Sullivan, B. (eds) Trustworthy AI - Integrating Learning,
Optimization and Reasoning. TAILOR 2020. Lecture Notes in Computer Science(), vol 12641.
Springer, Cham. https://doi.org/10.1007/978-3-030-73959-1_5

‫م‬2023 - ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير‬


ّ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ 1170
‫النبوية كمدخل في تعليم ُّ‬
‫اللغة‬ ‫َّ‬ ‫استخدام األناشيد واألحاديث‬
‫َّ‬
‫العربية للناطقين بغيرها‬

‫الدكتور‪ /‬طاهر فايز عبد الحميد عبد العال‬


‫كلية اآلداب – جامعة أبوجا ‪ -‬نيجرييا‬

‫‪‬taher.fayez@uniabuja.edu.ng‬‏‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ـبيل املبــارش‬ ‫أول املهــارات التــي تُقـ َّدم ملتعلِّــم اللُّغــة العربيَّــة الناطــق بغــر العربيَّــة؛ ألنَّــه السـ ُ‬
‫إن االســتامع يجــب أن يكــون َ‬
‫الكتســاب اللُّغــة‪ ،‬والوســيلة التــي تُســا ِعد وتُسـ ِّهل للمتعلِّــم الحديــث؛ فبــدون االســتامع للُغــة صحيحــة لــن يســتطي َع التح ـ ُّد َث‬
‫ـث يحــاول تقديـ َم أهــم الوســائل الســمعيَّة التــي ميكــن أن يســت ِم َع إليهــا‬ ‫بطريقــة صحيحــة‪ ،‬وإن قــرأ أو كتــب؛ لذلــك هــذا البحـ ُ‬
‫يكر ُرهــا‪ ،‬وتُعي ُنه عىل‬‫ـث لتســاع َده عــى حفــظ بعــض ال ُج َمــل‪ ،‬والتعبــرات‪ ،‬واألناشــيد التــي تجعلــه ِّ‬ ‫املتعلِّــم؛ مــن أناشــي َد‪ ،‬وأحاديـ َ‬
‫النطــق الصحيــح‪ ،‬واكتســاب مفــردات و ُج َمــل وتعبــرات جديــدة؛ بعــرض أهميَّــة الوســائل الســمعيَّة يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة‪،‬‬
‫وخاصــة األناشــيد‪ ،‬وأهــم معايــر اختيــار آليــة تدريســها؛ فالبحــث يتنــاول مدخـ َـل تعليــم العربيَّــة باألناشــيد واألحاديــث مــن‬
‫خاصــة أن ســا َع الكلــات امل ُق َّفــا ِة‬ ‫ـارت االســتامع والتحـ ُّدث‪َّ ،‬‬ ‫مداخــل تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بغريهــا؛ لتعليمهــم مهـ َ ِ‬
‫بقافيــة واحــدة‪ ،‬أو منتهيــة بكلــات لهــا نهايــات متشــابهة ووزن خــاص تألَ ُفــه أُ ُذن املتعلِّــم ومتيــل إليــه؛ يسـ ِّهل حفظَه وتَكــرا َره‪،‬‬
‫ـارات مــن األحاديــث النبويَّــة الرشيفــة القصــرة تؤثِّــر يف تعلُّــم اللُّغــة إيجابًــا‪ ،‬وهــذا مــا ســيع ِرض يف هــذا‬ ‫وكيــف أن مختـ ٍ‬
‫البحث‪...‬‬
‫العربية للناطقني بغريها‪ -‬األحاديث النبويَّة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫تعليم‬ ‫األناشيد–‬ ‫مدخل–‬ ‫ومصطلحات‪:‬‬ ‫مفاهيم‬
‫املدخل‪:‬‬
‫قصــد بــه‪ :‬املنطلَقــات التــي تســتند إليهــا طريقــة التدريــس‪ ،‬مثـ ُـل تص ُّو ِرهــا ملفهــوم اللُّغــة وفلســفة تعليمهــا‪ ،‬والنظــرة إىل‬ ‫يُ َ‬
‫ـخصية املتعلِّمــن(((‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫وش‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الطبيع‬
‫ـرى يف تأليفهــا الســهول َة واليــر‪ ،‬وتصلــح لإللقــاء‬ ‫خاصــا‪ ،‬ويُتحـ َّ‬
‫ـا ًّ‬ ‫ِ‬
‫األناشــيد‪ :‬هــي قطــع شــعريَّة أو َزجليــة‪ ،‬تنظَّــم تنظيـ ً‬
‫غرضــا مح ـ َّد ًدا وبــار ًزا‪ ،‬وهــي لــون شــائق محبَّــب يف التعليــم(((‪.‬‬ ‫ـي‪ ،‬وتســتهدف ً‬ ‫الجامعـ ِّ‬
‫الحديــث‪ :‬الحديــث يف اللُّغــة‪ :‬ضـ ُّد القديــم‪ ،‬ويف االصطــاح‪ :‬مــا أُضيــف إىل النبــي صــى اللــه عليــه وســلم مــن قــول‪ ،‬أو‬
‫فعـ ٍـل‪ ،‬أو تقريــر‪ ،‬أو صفـ ٍة َخلْقيــة‪ ،‬أو ُخلُقيــة‪.‬‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫ـات أخــرى؛ حتــى يَسـ ُه َل عــى املعلِّمــن‬ ‫استكشــاف أهـ ِّم املداخــل واإلســراتيجيات يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫ـرف عــى أهــم املعايــر يف اختيــار األحاديــث واألناشــيد للطــاب‪،‬‬ ‫وأيضــا التعـ ُّ‬
‫تدريســها‪ ،‬وعــى الطــاب دراسـتُها وإتقانُهــا‪ً ،‬‬
‫ُ‬
‫وكذلــك تقديــم أهــم األنشــطة التــي ميكــن ملعلــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بغريهــا أن يســتعملها بعــد تقدميــه لألناشــيد‬
‫واألحاديــث النبويَّــة الرشيفــة‪ ،‬وإظهــار أهميَّــة ذلــك يف تحســن مســتوى النطــق عنــد املتعلِّمــن‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫يت االســتامع‬‫ـي؛ حيــث يع ـ ِرض البحــث أله ـ ِّم اإلســراتيجيات يف تدريــس مهــار ِ‬ ‫ـي التحليـ َّ‬
‫يتبــع الباحــث املنهــج الوصفـ َّ‬
‫والتحــ ُّدث؛ مــن خــال تدريــس األحاديــث النبويَّــة واألناشــيد‪ ،‬ويعــرض ألمثلــة منهــا‪ ،‬ثــم يحللهــا‪ ،‬ويقــدم أهــ َّم معايــر‬
‫اختيارهــا‪ ،‬وأفضــل الطُّــرق لتقدميهــا‪.‬‬
‫(( ( رشــدي أحمــد طعيمــة‪ ،‬عــي مدكــور‪ ،‬إميــان أحمــد هريدي مناهــج تعليــم اللغة العربيــة‪ ،‬دار الفكــر العــريب – القاهــرة‪ ،‬الطبعــة األوىل‪2010 .‬م‬
‫ص ‪.518‬‬
‫(( ( إبراهيم عبد العليم‪ ،‬املوجه الفني يف تدريس اللغة العربية‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬ط ‪ ،3‬مرص‪ ،‬ص‪.226‬‬

‫‪1171‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫أدوات البحث‪:‬‬
‫جمــع املعلومــات مــن خــال الكتــب واألبحــاث التــي قُدمــت يف مثــل هــذا املوضــوع‪ ،‬ومناقشــة املعلِّمــن والخــراء يف أهــم‬
‫العربيــة للناطقــن بغريها‪.‬‬
‫َّ‬ ‫اإلســراتيجيات التــي يتَّ ِبعونهــا يف تدريــس مهـ َ ِ‬
‫ـارت االســتامع والتحـ ُّدث يف مناهــج تعليــم اللُّغــة‬
‫كيفية تحليل النتائج‪:‬‬
‫ـارت االســتامع والتح ـ ُّدث‪ ،‬وكيفيــة تنميتهــا لــدى متعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة‬
‫جــاء الجــزء األول جانبًــا نظريًّــا يتنــاول مهـ َ ِ‬
‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬ومــا يجــب مراعاتُــه عنــد وض ـعِ املناهــج‪ ،‬والجــزء الثــاين يع ـ ِر ُض منوذ َجــن تطبيقيَّــن مــن األحاديــث‬
‫ـات لطريقــة تقديــمِ األناشــيد واألحاديــث النبويَّــة‪ ،‬ومــا يجــب مراعاتــه عنــد‬ ‫النبويَّــة واألناشــيد‪ ،‬ويقــدم الباحــث مقرتَحـ ٍ‬
‫ِ‬
‫تدريســهام يف املســتويات املختلفــة‪.‬‬
‫أهداف تدريس االستامع‪:‬‬
‫العربيــة بطريقــة واضحــة وصحيحــة‪ ،‬وأن يألـ َـف‬ ‫َّ‬ ‫ـوات اللُّغــة‬ ‫مــن أهــم أهــداف تدريــس االســتامع أن يســتم َع املتعلِّــم أصـ َ‬
‫العربيــة بطريقــة مش ـ ِّوقة ومنظومــة؛ يف شــكل أناشــيد‪ ،‬أو أحاديــث نبويــة قصــرة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـوات‬
‫األصـ َ‬
‫هناك أهداف عا َّمة ينبغي تحقي ُقها من خالل االستامع‪ ،‬وتتمثَّل فيام ‪:‬‬
‫ ‪1.‬أن يق ِّدر املتعلِّمون االستام َع كف ٍّن مه ٍّم من فنون اللُّغة واالتصال اللُّغو ِّي‪.‬‬
‫ـارات األساسـ َّـية‪ ،‬واالتجاهــات الرضوريَّــة لعــادات‬ ‫ـص املتعلمــون مــن عــادات االســتامع الســيئ‪ ،‬وأن تنمـ َو لديهـ ُم املهـ ُ‬ ‫ ‪2.‬أن يتخلـ َ‬
‫االســتامع الجيــد‪.‬‬
‫ر قــدر مــن الحقائــق‪ ،‬واملفاهيم‪ ،‬والتصـــورات‪ ،‬مـــع القـــدرة عــى تذ ُّكر‬ ‫ ‪3.‬أن يتعلمــوا كيــف يســتمعون بعنايـ ٍة‪ ،‬مــع االحتفــاظ بأكـ ِ‬
‫نظـــام األحـداث يف تتابعـه الصحيح‪.‬‬
‫ووسطها ونهايتها‪.‬‬ ‫ ‪4.‬أن يستطيعوا متيي َز أَ ْو ُجه التشابُه واالختالف يف بداية األصوات‪ِ ،‬‬
‫الش ْعر والنرث(((‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫يف‬ ‫املوسيقي‬
‫ِّ‬ ‫لإليقاع‬ ‫ ‪5.‬أن تكو َن لديه ُم القدرة عىل إدراك الكلامت املسموعة‪ ،‬وعىل االستجابة‬
‫العربية للناطقني بغريها‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫أهمية استعامل هذا املدخل يف تعليم اللُّغة‬ ‫َّ‬
‫ـرص املشــا َهدة واالســتامع‬ ‫ُ َ‬‫ـ‬‫ف‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫فتتي‬ ‫ً؛‬
‫ة‬ ‫ـ‬ ‫متنوع‬ ‫ٍ‬
‫ـرات‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫للطلب‬ ‫ـئ‬ ‫ـ‬ ‫تهي‬
‫ِّ‬ ‫ـرد‪:‬‬‫ـر فيهــا الفـ‬ ‫توســيع مجــال الخــرات التــي ميـ ُّ‬
‫ـرات مختلفــة ملواكبــة التغــر والتطـ ُّور الرسيــع يف مجــا ِل العلــم والتكنولوجيــا‪،‬‬ ‫والتفكــر؛ إذ ال بـ َّد مــن وضـعِ التلميــذ أمــام ِخـ ْ‬
‫التعليميــة تــؤ ِّدي إىل اســتثارة اهتامم‬ ‫َّ‬ ‫ـائل‬ ‫ـ‬ ‫فالوس‬ ‫ـه؛‬ ‫ـ‬ ‫خربات‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫د‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫لتزي‬ ‫ر؛‬ ‫و‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫التط‬ ‫ـر وســائل اتصــال تتَّبــع هــذا‬
‫وذلــك يتطلــب توفـ َ‬
‫ـرات متنوعـ ًة يأخــذ منهــا الطالــب مــا يح ِّقــق أهدافَــه‪ ،‬ويثــر اهتاممــه؛‬ ‫الطالــب وإشــباع حاجتــه للتعلُّــم؛ ومــن ثَــم تقـ ِّدم خـ ٍ‬
‫التعليميــة‪ ،‬فــكل طالــب يأخــذ منهــا مــا ي ِّحقــق رغبتَــه(((‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫كالرحــات‬
‫ـب أكـرَ اســتعدا ًدا للتعلُّــم؛ فامل ُعلِّــم إذا‬ ‫اللفظيــة‪ ،‬وتجعــل الطالـ َ‬ ‫َّ‬ ‫التعليميــة عــى تحــايش الوقــو ِع يف‬ ‫َّ‬ ‫ـائل‬
‫كــا تســاعد الوسـ ُ‬
‫املرئيــة واملســموعة للتلميــذ؛ حتــى‬ ‫َّ‬ ‫ـرات‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـادة‬
‫ـ‬ ‫زي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـل‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫يعم‬ ‫أن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫أمك‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫والعين‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الصوتي‬
‫َّ‬ ‫ـجيالت‬
‫ـ‬ ‫اســتعان بالصــور‪ ،‬والتس‬
‫يتهيــأ للقــراءة والكتابــة‪ ،‬وبعــد ذلــك تــأيت مرحلــة التعبــر عــن األلفــاظ والكلــات؛ فمثـ ًـا‪ :‬إقامــة معــرض أو عمــل صحيفــة‬
‫ـرات الالزمــة للتلميــذ‪ ،‬وتجعلــه أكــر اســتعدا ًدا للتعلُّــم(((‪.‬‬ ‫يهيــئ الخـ ِ‬
‫ِّ‬

‫(( ( محمــد‪ ،‬محمــد عبــد الحــارس عبدالعــال وآخــرون‪ ،‬اســتخدام مقاطــع األفــام واملسلســات لتنميــة مهــارات االســتامع لــدى داريس اللغــة العربيــة‬
‫الناطقــن بغريهــا يف ضــوء احتياجاتهــم‪ ،‬مجلــة بحــوث عربيــة يف مجــاالت الرتبيــة النوعيــة النــارش‪ :‬رابطــة الرتبويــن العــرب‪ .‬املجلــد‪/‬‬
‫العدد‪:‬ع‪.7، 2017‬‬
‫(( ( خالــد محمــد الســعود‪ ،‬تكنولوجيــا ووســائل التعليــم وفاعليتهــا‪ ،‬مكتبة املجتمــع العــريب للنــر والتوزيــع‪ .‬عــان األردن‪ ،‬ط‪1 2009‬م‪1430/‬هـ‪،‬‬
‫ص‪.67، 68‬‬
‫(( ( خالــد محمــد الســعود‪ ،‬تكنولوجيــا ووســائل التعليــم وفاعليتهــا‪ ،‬مكتبة املجتمــع العــريب للنــر والتوزيــع‪ .‬عــان األردن‪ ،‬ط‪1 2009‬م‪1430/‬هـ‪،‬‬
‫ص ‪.68‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1172‬‬
‫أهمية االستامع‪:‬‬
‫َّ‬
‫أهميــة كبــرة يف حياتنــا؛ إنَّــه الوســيلة التــي اتَّصــل بهــا اإلنســان يف مراحــل حياتــه األوىل باآلخريــن‪ ،‬عــن‬ ‫لالســتامع َّ‬
‫أيضــا يكتســب‬‫ـردات‪ ،‬ويتعلَّ ـ ُم أمنــا َط ال ُجمــل والرتاكيــب‪ ،‬ويتل َّقــى األفــكا َر واملفاهيــم‪ ،‬وعــن طري ِقــه ً‬
‫طري ِقــه يكتســب املفـ ِ‬
‫ـارات األخــرى للُّغــة‪ ،‬كال ًمــا وقــراءة وكتابــة؛ إن القــدر َة عــى متييــز األصــوات رشط أســايس لتعلمها ســواء لقراءتــه وكتابته‪،‬‬ ‫املهـ ِ‬
‫كــا أن االســتام َع الجيــد لِــا يُلقــى مــن معلومــات‪ ،‬أو يُطــرح مــن أفــكار أمــر ال بـ َّد منــه لضــان االســتفادة منهــا والتفاعــل‬
‫معهــا‪ ،‬بــل أن االســتامع الجيــد رشط لحاميــة اإلنســان مــن أخطــاء كثــرة تهـ ِّدده؛ إن األصـ َّم يتعــرض يف حياتــه للكثــر مــن‬
‫األخطــار التــي ال يســتطيع أن يــدرك مصد َرهــا‪ ،‬أو أن يحــدد اتجاههــا(((‪.‬‬
‫ـض األحاديث‬ ‫خاصــة إذا حفظ بعـ َ‬
‫العربيــة تجــد أهميتَــه يف إضافــة مفــردات جديــدة‪ ،‬إعطاءه ثقـةً؛ َّ‬ ‫َّ‬ ‫وبالنســبة ملتعلِّ ِمــي اللُّغــة‬
‫التواصل والطالقــة يف الحديث‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـاعدته‬‫العربيــة‪ ،‬مسـ‬
‫َّ‬ ‫واألناشــيد‬
‫األهداف‪:‬‬
‫مراعاة وضعِ األهداف التي تراعي وجو َد اختبار األناشيد واألحاديث التي ميكن دراستُها يف املنهج‪ ،‬ومنها‪:‬‬
‫قصريا بنطق صحيح‪.‬‬
‫ً‬ ‫ ‪1.‬أن يستمع الطالب حديثًا‬
‫ ‪2.‬أن ينطق املتعلِّم الحديث نط ًقا صحيح‪.‬‬
‫ ‪3.‬أن يكرر الحديث أو مقاطع النشيد بطريقة صحيح ًة خالية من الخطأ‪.‬‬
‫ ‪4.‬أن تناسب املادة املسموعة مع أهم املوضوعات التي يدرسها ويهت َّم بها‪.‬‬
‫ ‪5.‬أن تكون لهذه األناشيد واألحاديث َعالقة ِ‬
‫مباش ٌة به‪ ،‬واألحداث التي متر به‪.‬‬
‫ ‪6.‬أن تضيف له جدي ًدا يف املوضوعات واملفردات‪.‬‬
‫املحتوى‪:‬‬
‫مراعــاة أن يتضمــن املحتــوى األحاديــث النبويَّــة واألناشــيد مو َّزع ـ ًة عــى َو ْحـ ِ‬
‫ـدات املقــرر؛ بــأن يكــون لــكل وحــدة نشــي ٌد‬
‫عر َضــه عــى الطالــب‪،‬‬‫ْ‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫املعل‬ ‫ـتطيع‬
‫ـ‬ ‫يس‬ ‫ـث‬ ‫ـوت؛ بحيـ‬‫مرتبــط باملوضوعــات التــي يدرســها املتعلِّــم‪ ،‬ويجــب أن يُرفَــق بــه الصـ ُ‬
‫صوتيــة واضحــة‬
‫َّ‬ ‫ـاذج‬ ‫ـ‬ ‫بن‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫وإرفاقه‬ ‫ـتامع‬‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـط‬‫ـ‬ ‫فرب‬ ‫الدوليــة؛‬
‫َّ‬ ‫ـول لــه عــر رابــط عــى الشــبكة‬ ‫وأيضــا املتعلِّــم يســتطيع الوصـ َ‬
‫ً‬
‫وصحيحــة رضوري ِج ـ ًّدا ملتعلِّــم اللُّغــة الربيــة كلغــة أجنبيــة‪.‬‬
‫طرائق التدريس‪:‬‬
‫ال بـ َّد أن يكــون هنــاك طرائـ ُـق تدريــس تناســب تقديـ َم األحاديــث النبويَّــة واألناشــيد لل ُمتعلِّمــن ال َّناطقــن بغــر العربيَّــة‪،‬‬
‫ومــن أهــم وأفضــل الطرائــق التــي ميكــن اســتعاملها هنــا هــي الطريقــة الســمعيَّة الشــفاهية؛ حيــث نركــز فيهــا عىل االســتامع‬
‫ـرره حتــى يحفظَــه‪ ،‬وهــي الطريقــة التــي يُحفظ القـرآن الكريــم والحديث‪.‬‬ ‫واملشــافهة؛ فيســمع املتعلِّــم الحديــث أو النشــيد ويكـ ِّ‬
‫الشفهية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫السمعية‬
‫َّ‬ ‫الطريقة‬
‫ـا ســبقها مــن طــرق تدريــس اللغــات األجنبيَّــة يف عــدة أمــور‪:‬‬ ‫تختلــف نشــأة الطريقــة الســمعيَّة الشــفويَّة ‪ audiolingual‬عـ َّ‬
‫أساســا يف الواليــات املتحــدة األمريكيَّــة يف الوقــت الــذي ظهــرت فيــه الطُّــرق األخــرى‬ ‫منهــا‪ :‬أن هــذه الطريقــة ظهــرت ً‬
‫ي يف النصــف األول مــن هــذا القــرن لالتصــال بالشــعوب‬ ‫الســابقة عليهــا يف أوربــا؛ فلقــد ظهــرت حاجــة الجيــش األمري ـ ِّ‬
‫ـداء‪ ،‬ومنهــا‪ :‬تعـ ُّدد القــوى التــي أســهمت يف إظهارهــا‪.‬‬ ‫ـاء أم كانــوا أعـ ً‬ ‫األخــرى‪ ،‬ســواء أكانــوا حلفـ َ‬
‫ـفهية‪ ،‬ويربطهــا بعلــم النفــس بقولــه‪ :‬تســلم هــذه الطريقــة‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ة‬‫ـمعي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الطريق‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫أهمي‬
‫َّ‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫طعيم‬ ‫ويشــر دكتــور رشــدي‬
‫عمليــة تعلُّــم اللُّغــة عــى أنَّــه اســتقبال مثــر وإصــدار اســتجابة‪ ،‬كــا تجــد‬ ‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫تف‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫والت‬ ‫‪،‬‬ ‫‪behaviorism‬‬ ‫ـلوكية‬
‫بالنظريــة السـ َّ‬
‫قوانــن االقــران الرشطــي ‪ ،conditioning operant‬ومفاهيــم التعزيــز تطبيقاتهــا يف هــذه الطريقــة(((‪.‬‬

‫(( ( رشدي طعيمة‪ ،‬املرجع يف تعليم العربية للناطقني بلغات أخرى‪ ،‬معهد اللغة العربية ووحدة البحوث واملناهج‪ ،‬ج‪ 1‬صفحة ‪.415‬‬
‫(( ( املرجع السابق ‪.382، 383‬‬

‫‪1173‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫أهميَّة هذه الطريقة تظهر فيام ييل‪:‬‬


‫ ‪1.‬يكــون االعتــاد األكــر عــى املحــاكاة‪ ،‬وتذكُّــر العبــارات‪ ،‬وزيــادة التعلُّــم‪ ،‬كــا أنَّهــا تقـ ِّدم ال ِبنــى عــن طريــق التقابُــل‪ ،‬وال تق ِّدم‬
‫إال ِب ْنيــة واحــدة يف وقــت واحــد‪.‬‬
‫ ‪2.‬تقدم املادة الجديدة يف شكل حوار‪.‬‬
‫نائية باستعامل أمثلة مكررة‪.‬‬‫ ‪3.‬تعلِّم األمناط ال ِب َّ‬
‫االستنباطي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫االستقرايئ ال بالرشح‬
‫ِّ‬ ‫ ‪4.‬ال مكان لرشح نحوي؛ فالنحو يُعلَّم بالقياس‬
‫ ‪5.‬تح ِّدد املفردات تحدي ًدا صار ًما‪ ،‬وتق َّدم يف سياق‪.‬‬
‫ ‪6.‬توجيه اهتامم كبري إىل النطق‪.‬‬
‫ ‪7.‬التأكيد عىل اإلكثار من استعامل رشائط التسجيل‪ ،‬ومعامل اللُّغة‪ ،‬وامل ُ ِعينات البرصيَّة‪.‬‬
‫يستعمل اللُّغة األُ َّم يف الرشح إال عند الرضورة القصوى‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ ‪8.‬ال يسمح للمدرس أن‬
‫ ‪9.‬تع ِّزز االستجابات الناجحة فو ًرا‪.‬‬
‫ ‪10.‬تشجيع الطالب عىل إنتاج لغة خالية من األخطاء‪.‬‬
‫ ‪11.‬امليل إىل االهتامم باللغة ال باملحتوى‪.‬‬
‫مهارات االستامع‪:‬‬
‫ـن‪ ،‬ومتييــز‬ ‫تسلســل معـ َّ‬‫ـمعي‪ :‬القــدر ُة عــى تذكُّــر األصــوات املســموعة يف ُ‬ ‫ـمعي‪ :‬يُقصــد بالتمييــز السـ ِّ‬ ‫ •التمييــز السـ ُّ‬
‫أصــوات الكلمــة املســموعة يف بدايتهــا‪ ،‬ووســطها‪ ،‬ونهايتهــا‪ ،‬ومــا يتبــع ذلــك مــن قــدرة عــى اســتكام ِل النقــص يف‬
‫الكلــات وال ُج َمــل املســموعة‪.‬‬
‫ •مهــارة التصنيــف ‪:‬تركــز هــذه املهــارة عــى العثــور عــى ال َعالقــات املعنويَّــة بــن الكلــات والحقائــق واملفاهيــم‬
‫واألفــكار‪ ،‬ومثــال ذلــك‪ :‬أن اإلنســان قــد يص ِّنــف املذيــاع والتلفــاز م ًعــا عــى أنهــا جهــازا إرســال‪ ،‬وعندمــا يســتطيع‬
‫ـب التصنيــف فإنَّــه يكــون قــاد ًرا عــى أن يجمـ َع م ًعــا أو يص ِّنــف املفاهيــم املختلفــة‪ ،‬واألفــكار املتن ِّوعــة ِطب ًقــا‬ ‫الطالـ ُ‬
‫لخاصيــة مــا مشــركة فيــا بينهــا‪ ،‬وهــذه املهــارة ت ُ ِعــن املســتم َع عــى أن يــدرك َعالقــة الجــزء بالــكل‪ ،‬وعالقــة الــكل‬
‫بالجــزء‪ ،‬وهـــي –بهـــذا االعتبـــار‪ -‬ت ُ َعـ ُّد مطلبًــا ســاب ًقا الســتخالص الفكـــرة الرئيســة مــن التقاريــر‪ ،‬أو املقــاالت‪ ،‬أو‬
‫القصــص املســجلة‪ ،‬واألحاديــث املســموعة(((‪.‬‬
‫أيضا‪.‬‬‫يستخلص األفكار ً‬ ‫َ‬ ‫ •مهارة استخالص األفكار‪ :‬من خالل الحديث ميكن أن‬
‫ ¨إهامل مهارة االستامع‪:‬‬
‫ـي لألفــراد‪ ،‬إال أنَّــه‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫التعليم‬ ‫ـاط‬
‫ـ‬ ‫النش‬ ‫يف‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫يلعب‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـدور‬
‫ـ‬ ‫وال‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫حياتن‬ ‫يف‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫ـتام‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫به‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫يحظ‬ ‫ـي‬ ‫بالرغــم مــن األهميــة التـ‬
‫ـوي البحــت كتحليــل مهــارة االســتامع ودراســة ال َعالقــة بينهــا وبــن غريهــا‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـواء‬ ‫ـ‬ ‫ال يحظــى بهــذه األهميــة‪ ،‬س‬
‫التعليميــة إىل اعتقــادات خاطئــة‪ ،‬وأســاليب‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ملي‬
‫َّ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫ـتامع‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـارة‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫كتدري‬ ‫؛‬‫ـوي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الرتب‬ ‫ـتوى‬ ‫مــن املهــارات‪ ،‬وعــى املسـ‬
‫تربويَّــة غــر صحيحــة‪ ،‬مــن هــذه االعتقــادات‪ :‬االعتقــاد بــأن مهــار َة االســتامع شــأ َن غريهــا مــن كثــر مــن املهــارات تنمــو مع‬
‫الطفــل بشــكل طبيعي کاملــي(((‪.‬‬
‫الفعالية‪:‬‬
‫َّ‬
‫مذهب التدريس الف َّعال لـ‪:Richards‬‬
‫منهجيــة التدريــس اللُّغويَّــة تتألَّــف مــن املهــات والخــرات التــي يوظِّفهــا املعلــم‬ ‫َّ‬ ‫يــری ()‪ 2001، 1998، Richards‬أن‬
‫عمليــة التدريــس والتعلُّــم‪ ،‬وهــي تســتند إىل ُمنطلَقــات املعلــم النظريَّــة املتصلــة باللغــة وتعليمهــا‪ ،‬وأدوار املعلــم واملتعلــم‪،‬‬ ‫ِضمـ َن َّ‬
‫ـاس الــذي يعتمــد عليــه املعلــم يف اتِّخــاذ‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫األس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫والقناع‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫ق‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫املنط‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ومتث‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـواد‬‫ـ‬ ‫وامل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫التع‬ ‫ـاطات‬ ‫والنشـ‬
‫ـس العمليــات التدريسـ َّـية لحظــة بلحظــة؛ فمنهجيــة التدريــس يف نظــره‬ ‫ـ‬
‫ُ َ‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ل‬ ‫ك‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫تش‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـعورية‬‫ـ‬ ‫والالش‬ ‫ـعورية‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـرارات‬
‫القـ‬

‫(( ( محمــد‪ ،‬محمــد عبــد الحــارس عبــد العــال وآخــرون‪ ،‬اســتخدام مقاطــع األفــام واملسلســات لتنميــة مهــارات االســتامع لــدى داريس اللغــة العربية‬
‫الناطقــن بغريهــا يف ضــوء احتياجاتهــم‪ ،‬مجلــة بحــوث عربيــة يف مجــاالت الرتبيــة النوعيــة‪ ،‬رابطــة الرتبويــن العــرب‪ .‬ع‪ ،7‬ص‪. 249‬‬
‫(( ( رشدي طعيمة‪ ،‬املرجع يف تعليم العربية للناطقني بلغات أخرى‪ ،‬معهد اللغة العربية ووحدة البحوث واملناهج‪ ،‬ج‪ 1‬صفحة ‪.421‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1174‬‬
‫ليســت شــيئًا ثابتًــا‪ ،‬يتمثَّــل يف مجموعــة مــن املبــادئ واإلجــراءات الصارمــة التــي يجــب عــى املعلــم اتبا ُعهــا‪ ،‬بــل هــي عمليَّــة‬
‫استكشــافيَّة ديناميكيَّــة إبداعيَّــة تبــدأ مــن جديـ ٍـد يف كل مــرة يواجــه فيهــا املعلـ ُم مجموعــة مــن الطــاب‪.‬‬
‫املطبقــة يف كثــر مــن برامــج‬ ‫عمليــة التدريــس مــن هــذا املنظــور يختلــف عــن مذاهــب التدريــس َّ‬ ‫والواقــع أن النظــر إىل َّ‬
‫ـفهية للطــاب ويُطلــب منهــم‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ة‬ ‫ـمعي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الطريق‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫التدري‬ ‫ق‬‫ـر‬
‫ُ‬ ‫ـ‬‫ُ‬ ‫ط‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫إح‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تقدي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫إعــداد املعلِّمــن‪ ،‬التــي تعتمــد‬
‫محاكاتها (((‪.‬‬
‫خــال التلفــاز مقرتِنــ ًة يف الغالــب بالصــور امللونــة‪ ،‬واملشــاهد‪،‬‬ ‫َ‬ ‫وتتكــرر‬
‫َّ‬ ‫وأســاليب القــول املختلفــة تــر َّدد‬ ‫َ‬ ‫إن األلفــاظ‬
‫ـرز حي ـ ًة‬ ‫تتجســد وتـ ُ‬ ‫ـرة‪ ،‬وبذلــك َّ‬ ‫ُوحيَــة املؤثِّـ َ‬ ‫والحــركات‪ ،‬واإلميــاءات‪ ،‬والنــرات‪ ،‬واألصــوات املســموعة‪ ،‬والطــرق األخــرى امل ِ‬
‫يف إطــار عمــي فعــى جــاذب؛ مــا يجعلهــا تعلَــق يف الذهــن‪ ،‬وتثبُــت يف الذاكــرة‪ ،‬وترســخ مدلوالتهــا أو معانيهــا يف تصـ ُّور‬
‫ـا يزيــد مــن أهميَّــة هــذا الجهــاز فاعليـ ًة دوره يف تنميــة املهــارة اللُّغويَّــة جنبًــا إىل جنــب مــع‬ ‫املنصــت‪ ،‬ومـ َّ‬‫املشــاهد والســامع ِ‬
‫ـاس عــى‬ ‫تنميــة الحصيلــة الثقافيَّــة‪ :‬أنَّــه ســهل االســتعامل‪ ،‬وأنَّــه أداة للتســلية واملتعــة‪ ،‬تجتــذب برام((( ُجــه املتعـ ِّددة املتن ِّوعــة النـ َ‬
‫اختــاف طبقاتهــم‪ ،‬وأصنافهــم‪ ،‬وأعامرهــم‪ ،‬وأذواقهــم‪ ،‬ومســتوياتهم العقليَّــة والثقافيَّــة ‪.‬‬
‫يستمع إىل تذكُّر أشكال الحروف التي تُنطَق‪ ،‬ثم يرتجمها إىل رمز مكتوب‪.‬‬
‫فالوسائل السمعيَّة البرصيَّة‪:‬‬
‫ ‪1.‬تش ِّجع الطالب عىل الكالم‪.‬‬
‫ ‪2.‬تساعد عىل إيجاد السياق الذي يجعل لكالم الطالب معنى‪.‬‬
‫ ‪3.‬توفر املعلومات التي يستعملها الطالب يف كالمه‪.‬‬
‫ ‪ُ 4.‬تِ ُّده مبل ِّقنات غري شفويَّة إلعادة صياغة حوار أو ابتكاره‪.‬‬
‫الص ـ َور تعــن عــى توضيــح معــاين العنــارص اللُّغويَّــة الجديــدة‪ ،‬وتُس ـ ِهم يف إعــداد الســياق الواقعــي الــذي يجعــل تلــك‬ ‫ُّ‬
‫ـاين حــارض ًة يف أذهــان الطــاب؛ كــا أن الصــورة ُتِ ـ ُّده باملــؤرشات غــر الشــفويَّة يف اســتعامل اللُّغــة(((‪.‬‬ ‫املعـ َ‬
‫ ¨مع ِّوقات تدريس االستامع‪:‬‬
‫عمليـ ًة مركَّب ًة‬
‫َّ‬ ‫ـاره‬ ‫ـ‬ ‫باعتب‬ ‫ـي؛‬
‫ـ‬ ‫النواح‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫بكث‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫يرتب‬ ‫ـث‬
‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـل؛‬‫ـ‬ ‫العوام‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫كث‬ ‫إىل‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫مهارات‬ ‫يحتــاج تعليــم االســتامع وتنميــة‬
‫خاصة مـــن املتعلِّم تتمثَّــل يف تركيز االنتبـــاه وال َف ْهــم‪ ،‬والتفاعل‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫ـتعدادات‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫إىل‬ ‫ـاج‬ ‫ـ‬ ‫يحت‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ك‬ ‫تســتدعي وجـــو َد البيئــة املناســبة‪،‬‬
‫مــع الحديــث املســموع بنفــس رسعة املتحـ ِّدث‪.‬‬
‫وهنــاك الكثــر مـــن املع ِّوقــات الـــتي ميكــن أن ت َ ُحــول ُدو َن تعلـُّــم االســـتامع‪ ،‬واكتســاب مهاراتــه‪ ،‬وتنميتهــا‪ ،‬وتتمثــل هــذه‬
‫املع ِّوقــات فيــا ‪:‬‬
‫ ‪-‬مع ِّوقات تتصل بطبيعة املوضوع‪:‬‬
‫ـر مرتبــط بخرباتــه‪ ،‬أو ملبِّيًــا مليولــه واهتامماتــه؛ حيــث يصبــح‬ ‫فرمبــا يكــون املوضــوع الــذي يســتمع إليــه املتعلِّــم غـ ُ‬
‫تـأثري‬
‫ٌ‬ ‫غري مقبـــول لـــدى املتعلِّم‪ ،‬و ُر َّبا يكون املوضـــوع صعبًا يف محتواه‪ ،‬ومفرداتـــه‪ ،‬وتراكيبه‪ ،‬وال يوجـــد لـــه‬ ‫املوضـــوع هنا َ‬
‫يف حيــاة املتعلِّــم‪ ،‬كــا أن طــول املوضوعــات‪ ،‬وكــر َة مــا تتضمنــه مــن أفــكار رمبــا يجعــل املتعلِّـ َم ينــرف عنهــا(((‪.‬‬
‫التعليمية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫الوسائط‬
‫يجــب أن تقــ َّد َم األحاديــث النبويَّــة واألناشــيد ملتعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بغريهــا يف شــكل أصــوات مســ َّجلة‪،‬‬
‫معــاين بعــض املفــردات فيهــا‪ ،‬ويُســتعمل يف ذلــك العــارض الضــويئ‬‫َ‬ ‫أو فيديوهــات مدعومــة بصــورة متحركــة تــرح‬
‫فضــل طباعــة هــذه األناشــيد واألحاديــث يف ٍ‬
‫أوراق لل ُمتعلِّمــن‪ ،‬يف أجــزاء صغــرة‪ ،‬و ُج َمــل قصــرة وتــوزع‬ ‫(الربوجكتــور)‪ ،‬ويُ َّ‬
‫صالــح نــارص الشــويرخ‪ ،‬قضايــا أساســية يف تعليــم اللغــة الثانيــة‪ ،‬مركــز امللــك بن عبــد العزيــز الدويل للغــة العربيــة ‪ -‬اململكــة العربية الســعودية‬ ‫(( (‬
‫– الريــاض‪2016 ،‬م‪ ،‬ص‪.93‬‬
‫املعتــوق‪ ،‬أحمــد بــن محمــد‪ ،‬دور وســائل االتصــال الســمعية والبرصيــة يف تنميــة الحصيلــة اللغويــة‪ ،‬مجلــة رســالة الخليــج العــريب‪ ،‬مكتــب الرتبية‬ ‫(( (‬
‫العــريب لــدول الخليــج التاريــخ امليــادي‪ 1993 :‬املجلد‪/‬العــدد‪ :‬س ‪ ،14‬ع ‪ ،47‬ص ‪.66‬‬
‫زيك أبــو النــر البغــدادي‪ ،‬توظيــف الوســائل التكنولوجيــة يف تعليــم العربيــة لغــة ثانيــة‪ :‬الوســائل الســمعية والبرصيــة منوذ ًجــا‪ ،‬مجلــة الحكمــة‪،‬‬ ‫(( (‬
‫للدراســات األدبيــة واللغويــة‪ ،‬مؤسســة كنــوز الحكمــة للنــر والتوزيــع ‪ 2016‬م‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص‪.101‬‬
‫محمــد‪ ،‬محمــد عبــد الحــارس عبدالعــال وآخــرون‪ ،‬اســتخدام مقاطــع األفــام واملسلســات لتنميــة مهــارات االســتامع لــدى داريس اللغــة العربيــة‬ ‫(( (‬
‫الناطقــن بغريهــا يف ضــوء احتياجاتهــم‪ ،‬مجلــة بحــوث عربيــة يف مجــاالت الرتبيــة النوعيــة‪ ،‬رابطــة الرتبويــن العــرب‪ .‬ع‪ ،7‬ص‪.253‬‬

‫‪1175‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫أيضــا ميكــن أن تُســتعمل األوراق الكبــرة بعــد طباعــة الحديــث عليهــا لتلوينهــا‪ ،‬وميكــن عمـ ُـل لوحــات صغــرة‬
‫عليهــم جمي ًعــا‪ً ،‬‬
‫بخطــوط جميلــة يُكتــب عليهــا الحديــث بشــكل جيــد‪ ،‬وتزيــن؛ لتعلــق يف الفصــل أو يف البيــت؛ فالوســيلة ‪-‬كالعــارض الضــويئ‪،‬‬
‫واللوحــات‪ -‬مــن أهــم الوســائل التــي ميكــن اســتعاملها‪.‬‬
‫التقييم‪:‬‬
‫يكون التقييم يف كل جوانب ال َعمليَّة‪:‬‬
‫املعرفيــة‬
‫َّ‬ ‫ـب‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫الجوان‬ ‫ِ‬
‫ـت‬‫ـ‬‫َّ‬ ‫ط‬ ‫غ‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـة؟‬
‫ـ‬ ‫صحيح‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫بطريق‬ ‫ـت‬‫ـ‬ ‫صيغ‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـيد‬
‫ـ‬ ‫واألناش‬ ‫ـث‬
‫ـ‬ ‫األحادي‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫لتدري‬ ‫ ‪1.‬األهــداف التــي تُوضــع ِخ ِّص ً‬
‫يصــا‬
‫والحركيــة لل ُمتعلِّمــن؟ هــل تحتــاج إلعــادة صياغة؟‬
‫َّ‬ ‫والنفسـ َّـية‬
‫ ‪2.‬تقييــم محتــوى األناشــيد‪ ،‬وهــل ما يق َّدم مناســبًا ملســتوى املتعلِّمــن؟ وكذلــك تُختــار األحاديث مناســب ًة للموضوعــات واألحداث‪،‬‬
‫وهــل الحديــث قصــر أم طويل بالنســبة ملســتوى الطالب؟‬
‫ ‪3.‬الطريقــة‪ :‬هــل الطريقــة التــي تق ـ َّدم بهــا األحاديــث واألناشــيد مناســب ٌة أم هنــاك األنســب؟ وهــذا حســب عــدد الطــاب‬
‫وأعامرهــم واملــكان الــذي يدرســون فيــه‪.‬‬
‫ ‪4.‬الوسائط املستع َملة يف عارض املادة ال ِعلميَّة؛ هل مناسبة؟ وهل أدت َ‬
‫الغرض أم تحتاج الستبدالها؟‬ ‫ِ‬
‫األناشيد وأهميتها يف التعلُّم‪ ،‬والفرق بني األناشيد واملحفوظات‪:‬‬
‫التعليميــة الرتبويَّــة‪ ،‬وذلــك باعتبارهــا‬‫َّ‬ ‫ـزءا مــن الخطــة‬ ‫العربيــة‪ ،‬وجـ ً‬‫َّ‬ ‫ت ُ َعـ ُّد األناشــيد واملحفوظــات مبحثًــا مــن مباحــث اللُّغــة‬
‫أحـ َد األنشــطة الص ِّف َّيــة‪ ،‬التــي تدخــل يف هــذا املجــال؛ ومــن ث َـ َّم فهــي تتــو َّزع بــن حقــي الرتبيــة والتعليــم‪ ،‬واألدب‪ ،‬وعــى‬
‫بعضــا‪ ،‬إال أنهــا تختلفــان يف بعــض الخصائــص‪،‬‬ ‫الرغــم مــن أن اس ـ َم ٍّكل مــن األناشــيد واملحفوظــات مالزمــان لبعضهــا ً‬
‫املحببــة لل ُمتعلِّمــن‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـرارات‬ ‫ـ‬ ‫التك‬ ‫ـض‬‫خاصـ ُ ُّ َ‬
‫ـ‬ ‫بع‬ ‫م‬ ‫ـ‬ ‫وتض‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـا ًّ‬ ‫ت ُ َعـ ُّد األناشــيد مقاطـ َع شــعريَّة ســهلة يف تأليفهــا وكلامتهــا‪ ،‬تنظَّــم نظـ ً‬
‫لميــة‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ع‬ ‫ال‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫املفاهي‬ ‫ه‬‫ـب‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫كس‬‫ُ‬ ‫ت‬‫و‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫باملعلوم‬ ‫ه‬‫د‬ ‫و‬
‫ِّ ُ‬ ‫ـز‬
‫ـ‬ ‫وت‬ ‫ـم‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـات واهتاممـ ِ‬
‫ـات‬ ‫وتلبــي احتياجـ ِ‬ ‫جامعيــا‪ِّ ،‬‬
‫ًّ‬ ‫يس ـ ُهل إنشــادها فرديًّــا أو‬
‫ـن‪ ،‬وهــي يف ذلــك تختلــف عــنِ املحفوظــات‪ ،‬والتــي هــي عبــارة عــن قطــع‬ ‫ـ‬
‫ُ َّ‬‫ع‬ ‫م‬ ‫ٍ‬
‫ـدف‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـقِ‬
‫ـ‬ ‫تحقي‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫املختلفــة‪ُ ،‬وضعــت مــن أج‬
‫أدبيــة راقيــة مختــارة مــن النــر أو الشــعر؛ لتدريــب املتعلِّمــن عــى فَ ْهــم معناهــا‪ ،‬وإلقائهــا بطريقــة متثــل مــا تحتويــه مــنِ‬ ‫َّ‬
‫انفعــاالت وصــور جميلــة(((‪.‬‬
‫ـرى يف تأليفهــا الســهولة واليــر‪ ،‬وتصلــح لإللقــاء‬ ‫خاصــا‪ ،‬ويُتحـ َّ‬ ‫ـا ًّ‬‫األناشــيد هــي ِقطَــع شــعريَّة أو ز َجليــة‪ ،‬تنظَّــم تنظيـ ً‬
‫ِ‬
‫غرضــا محـ َّد ًدا وبــار ًزا‪ ،‬وهــي لــون شــائق محبَّــب يف التعليــم؛ تــأيت أهميَّــة األناشــيد يف كونهــا وســيل ًة‬ ‫ـي‪ ،‬وتســتهدف ً‬ ‫الجامعـ ِّ‬
‫تعليميَّــة لِــا تحملــه مــن موســيقى جميلــة مييــل إليهــا املتعلِّــم‪ ،‬وينجــذب أللحانهــا التــي تتميَّــز بهــا ألفاظُهــا وعباراتهــا‪ ،‬وقــد‬
‫ـداف عديــدة‪ ،‬منهــا‪ :‬الرتبويَّــة الخلقيــة‪ ،‬والتعليميَّــة؛ فاملتعلــم عندمــا يُ ِنشــد مــع الجامعــة يشــعر‬ ‫ِ‬
‫تدريســها أهـ ٌ‬ ‫يتحقــق بواســطة‬
‫ـر ف َّعــال ومؤثِّــر ‪.‬‬
‫(((‬
‫بأهميَّتَــه الذاتيَّــة‪ ،‬ويشــعر بأنَّــه عنـ ٌ‬
‫العربية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫تعليمية ودورها يف تعليم اللُّغة‬
‫َّ‬ ‫األناشيد كوسيلة‬
‫ـث الــرور يف نفــوس املتعلِّمــن‪ ،‬وتجديــد نشــاطهم‪ ،‬وإثــارة حامسـ ِتهم إىل دروس اللُّغــة ‪ -‬وســيل ٌة ُ‬
‫ذات أثــر ف َّعــال يف‬ ‫ ‪-‬بعـ ُ‬
‫عــاج املتعلِّــم الخجــول الــذي يهــاب النطــق بشــكل منفــرد؛ ألنَّهــا تجعلــه يشــارك زمــاؤه يف جميــع األنشــطة‪.‬‬
‫السلوكية الجيدة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬إغراء املتعلِّم بالصفات النبيلة‪ ،‬واملُثُل العليا‪ ،‬واملام َرسات‬
‫ ‪-‬تعويــد املتعلِّــم عــى جــودة النطــق وإخــراج الحــروف مــن مخارجهــا‪ ،‬وحســن االســتامع؛ ومــن ث َ ـ َّم النطــق الصحيــح‬
‫والســليم للُّغــة‪ ،‬وتشــجيع املتعلِّــم عــى الحــوار‪.‬‬
‫شخصية املتعلِّم وإبعاد امللل عن نفسه‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬تقوية‬
‫ ‪-‬تهذيــب لغــة املتعلِّــم وزيــادة ثروتــه اللُّغويَّــة والفكريَّــة؛ مــن خــال إضافــة مصطلحــات جديــدة‪ ،‬والتــي تعينــه عــى إجادة‬
‫التعبري‪.‬‬
‫األدبية ومستويات املعرفة كالتحليل والتقويم للحكم عىل األشياء‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫األساليب‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫عىل‬ ‫ ‪-‬تدريبه‬
‫(( ( أمــاين أبــو كلــوب‪ ،‬أثــر توظیــف األناشــید واأللعــاب التعلیمیــة يف تنمیــة عمليــات العلــم األساســية لــدى طلبــة الصــف الثالــث األســاس يف العلوم‬
‫العامــة‪ ،‬رســالة ماجســتیر غیــر منشــورة‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬الجامعــة اإلســامية‪ ،‬غــزة‪ 2014 ،‬م‪ ،‬ص‪13‬؛ زهــدي محمــد عیــد‪ ،‬مدخــل إىل مهــارات‬
‫اللغــة العربيــة‪ ،‬دار صفــاء للنــر والتوزیــع‪ ،‬ط‪ ،1‬عــان‪ 2010 ،‬م‪ ،‬ص‪.1‬‬
‫(( ( إبراهيم عبد العليم‪ ،‬املوجه الفني يف تدريس اللغة العربية‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬ط‪ ،3‬مرص‪ ،‬ص‪.226‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1176‬‬
‫ ‪-‬تدريبه عىل ُحسن األداء‪ ،‬ومتثيل املعنى‪ ،‬وجودة النطق‪ ،‬والحفظ القائم عىل ال َف ْهم والتفاعل مع النص‪.‬‬
‫تعليميــة‪ ،‬لِــا تحملــه مــن موســيقى جميلــة مييــل إليهــا املتعلِّــم‪ ،‬وينجــذب‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬وتـ ُ‬
‫ـرز أهمي ـ ُة األناشــيد يف كونهــا وســيل ًة‬
‫أللحانهــا التــي تتميــز بهــا ألفاظهــا وعباراتهــا‪ ،‬ويرددونهــا متعــة وفر ًحــا ورسو ًرا(((‪.‬‬
‫العربية باألناشيد‪:‬‬
‫َّ‬ ‫تعليم اللُّغة‬
‫ـات جديــدة بأخــرى مخ َّزنــة يف الذاكــرة‪،‬‬ ‫عمليــة مامرســة وتدريــب وخــرات عــر مراحــل النمــو‪ ،‬ومزا َوجــة معلومـ ٍ‬ ‫التعلُّــم َّ‬
‫ـاث مراحل وهــي‪ :‬مرحلة االكتســاب‪،‬‬ ‫العقليــة التــي ميتلكهــا الفــرد؛ ففــي التعلُّــم ثـ ُ‬‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫العملي‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـق‬
‫َ‬ ‫ـ‬‫ْ‬ ‫ف‬ ‫و‬
‫َ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫املعلوم‬ ‫وتنظيــم‬
‫الحياتيــة‪ ،‬ومرحلــة‬
‫َّ‬ ‫ـرات‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـارش‬‫ـ‬ ‫املب‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫التعا‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫تنت‬ ‫ـاب‬‫ـ‬ ‫االكتس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫مرحل‬ ‫ـرجاع‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ومرحل‬ ‫ـزان‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫االخت‬ ‫مرحلــة‬
‫ـرجاع هــي القــدرة عــى التذكــر‬ ‫ـرف عــى املعلومــات الجديــدة‪ ،‬وتخزينهــا يف الذاكــرة‪ ،‬ومرحلــة االسـ ً‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫التع‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـزان‬ ‫االختـ‬
‫واســرجاع املعلومــات الســابقة‪ ،‬واإلفــادة منهــا يف حــل املشــكالت‪.‬‬
‫ـث يف‬ ‫وصــور تخاطــب ال ِوجــدان‪ ،‬وتبُـ ُّ‬ ‫ذات أهميَّــة كبــرة للكبــار والصغــار‪ ،‬وفيهــا موســيقى وإيقــاع‪ُ ،‬‬ ‫األغــاين واألناشــيد ُ‬
‫ـا يف تكويــن الدارســن اجتامعيًّــا؛ إذا ما أُلْ ِقيَــا بطريقة‬ ‫عامل مهـ ًّ‬‫النفــس الفـ َّن والجــال‪ ،‬وميكــن أن تكــون األغنيَــة والنشــيد ً‬
‫ـوء عــى األحــداث اليوميَّــة العاديَّــة‪ ،‬ويع ِّمقانِهــا ويتناوالنِهــا بطريقــة‬ ‫تربويَّــة ســليمة‪ ،‬وميكــن للنشــيد واألغنيــة أن يُلْ ِقيَــا الضـ َ‬
‫جديــدة؛ وذلــك ألنهــا ال يقتـران عــى املوســيقي والعاطفــة فقــط‪ ،‬بــل يتنقــان منهــا إىل القيــام بالعديــد مــن الوظائــف‬
‫ـدارس يف االســتامع‪،‬‬ ‫يف حيــاة الطفــل والــدارس‪ ،‬والنشــيد مهــم يف تنميــة الكفــاءة اللُّغويَّــة‪ ،‬وتقويــم نطــق الكلمــة‪ ،‬وتســاعد الـ َ‬
‫ـوي‪ ،‬ويحقــق املتعلِّــم مــن تدريــس األغــاين واألناشــيد أهدافًــا كثــرة؛ تربويَّــة‪ ،‬وخلقيــة‪ ،‬ولُغويَّــة‬ ‫والحفــظ‪ ،‬وإنتــاج الصــوت اللُّغـ ّ‬
‫منها ‪:‬‬
‫ ‪1.‬معالجة الطالب الخجول؛ إذ تتيح له األناشيد فرص َة النطق بصوت مرتفع مع زمالئه‪ ،‬أو منفر ًدا‪.‬‬
‫أثناء اإلنشاد‪.‬‬
‫تحسن النطق‪ ،‬وإخراج الحروف من مخارجها بوضوح َ‬ ‫ ‪ِّ 2.‬‬
‫ ‪3.‬تُ َع ُّد من بواعث الرسور للطلبة‪ ،‬ولها أثر واضح يف تجديد نشاطهم‪ ،‬وتبديد سآمتهم‪.‬‬
‫ ‪4.‬تزيد من إثارة الطلبة‪ ،‬وتبعث فيهم ال َح ِميَّ َة والحامسةَ‪ ،‬وتق ِّوي شخصياتهم‪.‬‬
‫ِ‬
‫الصفات النبيلةَ‪ ،‬واملُثُ َل العليا‪.‬‬ ‫ ‪5.‬إكساب الطلبة‬
‫ِ‬
‫ ‪6.‬أن أغــراض االســتفادة مــن األناشــيد يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة ‪-‬وخاصــة لألطفــال‪ -‬منهــا‪ :‬تنميــة حساســيَات األطفال تجــا َه أنواع‬
‫األصــوات‪ ،‬واإليقــاع‪ ،‬والنغمــة يف اللُّغــة العربيَّة‪)،‬‬
‫العربية البسيطة وتطبيق املفردات‪.‬‬ ‫ ‪7.‬تدريبات األطفال عىل النطق الصحيح؛ للتعابري َّ‬
‫الكلامت وال ُج َمل البسيطة وتحفيظها ‪.‬‬
‫(((‬ ‫ِ‬ ‫تعرف األطفال عىل‬ ‫ ‪8.‬العربيَّة ِّ‬
‫دور األناشيد يف تنمية املهارات اللُّغويَّة‪:‬‬
‫ ‪-‬تجعــل األناشــي ُد التلميـ َذ يفهــم معنــى الكلــات واملفــردات مــن خــال فه ِمــه للمســموع واملنطــوق‪ ،‬مثـ ًـا‪ :‬كلمــة صديقــي‬
‫الحاســوب‪ ،‬يُفهــم مــن خــال هــذه ال ُجملــة أن الحاســوب صدي ُقــه؛ فمــن االســتامع يكتشــف املعلــم قـ ُدرات التالميــذ عىل‬
‫االســتيعاب‪ ،‬ومــدى إدراكهــم للمســموع‪.‬‬
‫ ‪-‬تحتوي األناشيد عىل مهارات ومفردات تُس ِهم يف تنمية الحصيلة اللُّغويَّة لدى التالميذ‪.‬‬
‫ ‪-‬األناشيد تساعد يف تطوير مهارة القراءة من خالل التمييز بني الحروف واملقطع والكلمة‪.‬‬
‫ ‪-‬األناشيد تُس ِهم يف تحسني املهارات الخطِّيَّة؛ من خالل إنجاز النشاطات الكتابيَّة كتعلم كتابة الهمزة‬
‫ ‪-‬اكتساب الفصاحة وامللكة اللُّغويَّة(((‪.‬‬

‫(( ( فاطمــة شــقیني‪ ،‬دور األناشــید واملحفوظــات يف تعلــم وتعلیــم اللغــة العربیــة يف الســنة الخامســة مــن التعلیــم االبتــدايئ‪ ،‬مجلــة آفــاق علمیــة‪،‬‬
‫مجلــد‪ 12 :‬عــدد‪ ،1 :‬الســنة ‪ ،2020‬ص‪.318-319‬‬
‫(( ( قاسم أمجد‪ ،‬أهمية األناشيد يف العملية التعليمية وأهداف تدريسها‪.2013 ،‬‬
‫(( ( جميلــة بطاهــر‪ ،‬صربينــة أمــزال‪ ،‬أثــر األناشــيد التعليميــة يف تنميــة املهــارات اللغويــة لــدى تالميــذ املرحلــة االبتدائيــة» أناشــيد كتــاب اللغــة‬
‫العربيــة للســنة الثانيــة أمنوذجــا»‪ ،‬رســالة ماجســتري‪ ،‬كليــة اآلداب واللغــات‪ ،‬جامعــة مولــود معمــري‪ -‬تيــزي وزو‪ .2020 ،‬ص‪53-54‬‬

‫‪1177‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ ¨مثال لألناشيد‪:‬‬
‫ ‪-‬أنشودة «حيوانات» عىل قناة (أرستنا) عىل اليوتيوب‪:‬‬
‫ ‪https://www.youtube.com/watch?v=VBpyWz8cMMI -‬‬
‫هــذا النشــيد نــراه ُم ِ‬
‫ناسـ ًـبا ِجـ ًّدا لألطفــال الذيــن يتعلمــون عــنِ الحيوانــات وأســائها‪ ،‬ومــا يثــر اإلعجــاب يف التســجيل‬
‫املــريئ لهــذه األنشــودة‪ :‬أنــه مــز َّود بصــور متناســقة وشــارحة مــع الصــوت وكذلــك عرضــة لكلــات النشــيد البســيطة مــع‬
‫الفيديــو مشــكول ًة وواضح ـةً‪ ،‬ومــن كلامتهــا‪:‬‬
‫حيوانـــات حيوانـــات بـــن النـــاس ويف الغابـــات‬
‫ـــال للحياة يـــا لَجمــــال الكائنــــــات‬
‫ً‬ ‫تعطـــي َج‬
‫ِ‬
‫ب َجـــايل ترتاح قلـــوب‪ ،‬أنا قــــطّ ِج ًّدا محـــــبوب‬
‫جـــدا وأليف فأنـــا خفيف الظل لـــــطيف‬
‫ًّ‬ ‫مشـــهور‬
‫أطفـــال صهيل‬
‫ُ‬ ‫حصان عـــريب وأصيـــل صويت يـــا‬
‫(((‬
‫َأجري أعدو بالفرســـان يف الصحـــراء ويف الوديان‬

‫إىل ِآخر النشيد‪.‬‬


‫ٍ‬
‫عرضه صوتًا وصورة مصاحبة لكل اسم حيوان مذكور يف النشيد مع صوت له‪.‬‬
‫تل َحظ فيه َ‬
‫التطبيقي‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫الجزء‬
‫أمثلة لألحاديث التي ميكن أن تق َّدم للمستوى املتوسط‪:‬‬
‫سول الل ِه َص َّل الل ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪َ « :‬م ْن يَ ْر َحم ال يُ ْر َحم»‪ .‬رواه اإلمام البخاري‪.‬‬ ‫قال َر ُ‬ ‫ ‪َ 1.‬‬
‫الناس ال يَ ْش ُكر الل َه»‪ .‬رواه أحمد‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ك‬ ‫ش‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ن‬
‫َ َّ ُ َ ْ َ َ َ َ ْ َ ْ ُ ُ َ‬ ‫م‬‫«‬ ‫‪:‬‬‫م‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫س‬ ‫و‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫الل‬ ‫ل‬ ‫ص‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫الل‬ ‫سول‬ ‫ُ‬ ‫ر‬
‫ ‪َ َ 2.‬‬
‫قال‬
‫جاب»‪ .‬رواه البخاري ومسلم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ي الله ح ٌ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سول الله َص َّل الل ُه َعلَ ْيه َو َسلَّ َم‪« :‬اتَّقِ َد ْع َو َة الْ َمظلُومِ ؛ فَإنَّها لَ ْي َس بَ ْي َنها َوبَ َ َ‬ ‫ِ‬ ‫قال َر ُ‬ ‫ ‪َ 3.‬‬
‫سول الل ِه َص َّل الل ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪« :‬إ َّن الل َه لَ ُي ْميل لِلظَّالِمِ َحتَّى إذا أَ َخ َذ ُه لَ ْم يُ ْفلِتْ ُه»‪.‬‬ ‫قال َر ُ‬ ‫ ‪َ 4.‬‬
‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫سول الله َص َّل الل ُه َعلَ ْيه َو َسلَّ َم‪َ « :‬من كَا َن لَ ُه فَ ْض ٌل م ْن َزاد فَلْ َي ُع ْد ِبه َع َل َم ْن َل َزا َد لَ ُه»‪ .‬رواه مسلم ‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫قال َر ُ‬ ‫ ‪َ 5.‬‬
‫ـس فيـ ِه ِعلْـ ًـا َسـ َّه َل اللـ ُه لَـ ُه ِبـ ِه ط ََري ًقــا إِ َل الْ َج َّنـ ِة» رواه‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬
‫ً ََ ُ‬ ‫ت‬‫ْ‬ ‫ل‬‫ي‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ق‬ ‫َري‬ ‫ط‬ ‫ك‬‫َ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ـ‬ ‫س‬‫َ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫«م‬ ‫‪:‬‬‫م‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫ـ‬ ‫س‬‫و‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ـ‬
‫َ َّ ُ َ ْ َ َ َ‬ ‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ه‬ ‫ـ‬ ‫الل‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ـ‬ ‫الل‬ ‫ـول‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ر‬‫ ‪6.‬قـ َ‬
‫ـال‬
‫َ‬
‫مســلم‪.‬‬
‫سول الل ِه َص َّل الل ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪« :‬الْ َكلِ َم ُة الط ِِّّي َب ُة َص َدقَةٌ» رواه البخاري‪.‬‬ ‫قال َر ُ‬ ‫ ‪َ 7.‬‬
‫سول الل ِه َص َّل الل ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪« :‬إ َّن ال ِّدي َن يُ ْس» رواه البخاري‪.‬‬ ‫قال َر ُ‬ ‫ ‪َ 8.‬‬
‫سول الل ِه َص َّل الل ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪« :‬ال يَ ْد ُخ ُل الْ َج َّن َة إِ َّل ُم ْؤ ِم ٌن» رواه البخاري‪.‬‬ ‫قال َر ُ‬ ‫ ‪َ 9.‬‬
‫ب َح َّم ٍد نَ ِب َّيا َو َج َب ْت لَ ُه الْ َج َّنةُ» رواه مسلم‪.‬‬ ‫ض ِبالل ِه َربَّا‪ ،‬و ِبا ِإل ْسالمِ دي ًنا‪َ ،‬و ُِ‬ ‫سول الل ِه َص َّل الل ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪َ « :‬م ْن َر َِ‬ ‫قال َر ُ‬ ‫ ‪َ 10.‬‬
‫س ْع ِب ِه نَ َس ُب ُه» رواه مسلم‪.‬‬ ‫سول الل ِه َص َّل الل ُه َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم‪« :‬من بطَّأ ِب ِه َع َملُه‪ ،‬لَ ْم يُ ْ ِ‬ ‫قال َر ُ‬ ‫ ‪َ 11.‬‬
‫أهم املعايري التي يجب مراعاتها عند تقديم األحاديث النبو َّية‪:‬‬
‫قصريا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ ‪1.‬أن يكون الحديث‬
‫ ‪2.‬أن نبدأ باملألوف لدى الطالب‪.‬‬
‫نتخي األحاديث سهل َة األلفاظ‪.‬‬ ‫ ‪3.‬أن َّ‬
‫ملية‪.‬‬
‫َ َّ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫وحياته‬ ‫الطالب‬ ‫بنشاط‬ ‫القة‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫لها‬ ‫األحاديث‬ ‫تكون‬ ‫ ‪4.‬أن‬
‫ ‪5.‬أن نر ِب َط بني الحديث وموضوعات املحتوى‪.‬‬
‫ ‪6.‬التكامل بني املهارات األربع وخدمة ذلك لتقدم األحاديث‪.‬‬

‫(( ( ‪.https://www.youtube.com/watch?v=VBpyWz8cMMI‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1178‬‬
‫ ‪7.‬ربط األحاديث باألحداث؛ كتقديم حديث الصوم يف رمضان‪ ،‬وتقديم أحاديث الحج يف موسم الحج‪ ...‬إلخ‪.‬‬
‫ ‪8.‬أن يكــون الحديــث صحي ًحــا عــايل الســند عــن رســول اللــه صــى اللــه عليــه وســلم؛ لــذا وجــب تخريــج األحاديــث‪ ،‬وضبطُهــا‬
‫بالشكل‪.‬‬
‫َ‬
‫األحاديث‪:‬‬ ‫قدم‬
‫كيف نُ ِّ‬
‫هناك طرق كثرية لتقدميها‪.‬‬
‫أول قراءة صحيحةً‪ ،‬عىل أن تكون مخارج األصوات صحيحةً‪.‬‬ ‫ ‪1.‬أن يقرأَه املعلم للطالب ً‬
‫يت‪ ،‬واسامع الطالب من خالله‪ ،‬عىل أن تكون مخارج األصوات صحيحةَ‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫صو‬ ‫استعامل تسجي ٍل‬
‫ُ‬ ‫ ‪2.‬ميكن‬
‫السبورة‪ ،‬أو يُعرض بواسطة العارض الضويئ‪.‬‬ ‫ ‪3.‬يكتب عىل َّ‬
‫ ‪4.‬يقرؤه املعلم والطالب يقرؤون بعده‪.‬‬
‫ ‪5.‬ثم تقسيم الطالب ملجموعات‪ ،‬ويُطلب من كل مجموعة القراءة كأوال ٍد وبنات ً‬
‫مثل‪.‬‬
‫طالب قراءة الحديث‪.‬‬ ‫ ‪6.‬يُطلب من ٍ‬
‫ ‪7.‬يُطلب منهم أن يقرؤوه جمي ًعا يف صوت واحد‪.‬‬
‫ ‪8.‬يُطلب منهم أن يكتبوا الحديث‪.‬‬
‫ ‪9.‬تَكرار الحديث بشكل يومي ملدة أسبوع‪.‬‬
‫ ‪10.‬البداية يف حديث آخر‪ ...‬وهكذا‪.‬‬
‫األنشطة التي ميكن تقدميُها يف القراءة‪:‬‬
‫ـص لهــم عــى الســبورة‪ ،‬ويقــرؤه لهــم‪ ،‬ثــم‬ ‫بعــد إتقــان الطــاب لنطــق الحديــث وترديـ ِـده‪ ،‬يكتبــه املعلــم‪ ،‬أو يعــرض النـ َّ‬
‫يبــدؤون جمي ًعــا يف قراءتــه‪ ،‬ثــم يقــرؤه واحـ ٌد بعــد واحــد‪ ،‬وميكــن تظليـ ُـل بعــض الكلــات‪ ،‬ويُطـ َـــلب مــن بعضهــم قراءتُــه أو‬
‫قــراءة جــزء منــه‪.‬‬
‫أنشطة الكتابة‪:‬‬
‫الكتابية كاآليت‪:‬‬
‫َّ‬ ‫األنشطة‬ ‫تنويع‬ ‫وميكن‬ ‫دفاترهم‪،‬‬ ‫يف‬ ‫ونسخه‬ ‫يبدؤون بكتابته‬
‫ ‪1.‬سؤال أكمل الناقص بالكلامت املناسب‪.‬‬
‫ ‪2.‬سؤال صل‪.‬‬
‫ ‪3.‬سؤال هجاء بعض مفردات الحديث‪.‬‬
‫ ‪4.‬إعادة الرتتيب‪.‬‬
‫مرر بالقلم‪.‬‬
‫ ‪ِّ 5.‬‬
‫التحدث‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫أنشطة‬
‫ ‪1.‬قراءة الحديث نُط ًقا صحي ًحا‪.‬‬
‫صوتيا‪.‬‬
‫ ‪2.‬تسجيل الحديث ًّ‬
‫ ‪3.‬عمل مسابقة ملن يحفظ أرسع‪.‬‬
‫ ‪4.‬تكملة الحديث بأن يقرأه ويطلب من أحد املتعلِّمني أن يك ِملَه‪.‬‬

‫‪1179‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫نتائج وتوصيات‪:‬‬
‫املختصني يف‬
‫ِّ‬ ‫ن كثــرة‪ ،‬ولك َّنهــا مــا زالــت تحتــاج إىل أبحــاث وجهــود مــن‬ ‫اطقـ َ‬ ‫العربيــة لغــر ال َّن ِ‬
‫َّ‬ ‫ـراتيجيات تعليــم اللُّغــة‬
‫َّ‬ ‫إسـ‬
‫يب عــى الطالــب‬ ‫وذات تأثــر إيجــا ٍّ‬ ‫علميــة؛ بحيــث تكــون فاعلـ ًة َ‬ ‫َّ‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬‫س‬‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫قامئ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫حديث‬ ‫ـورة‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫يف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫لتقدميه‬ ‫ـال؛‬
‫ـ‬ ‫املج‬ ‫هــذا‬
‫ـض األحاديــث واألشــعار‬ ‫ـاء مجــال لل ُمتعلِّمــن أن ميارســوا اللُّغـةَ‪ ،‬وأن يحفظــوا بعـ َ‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫إعط‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫األم‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ل‬ ‫يتط‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـة؛‬
‫ـ‬ ‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫والعملي‬
‫َّ‬
‫العربيــة يف ضــوء املعايــر ال ِع َّ‬
‫لميــة‬ ‫َّ‬ ‫واألغــاين التــي تســاعد عــى تقويـ ِة فصاحتهــم‪ ،‬وثقتهــم بأنفســهم عنــد الحديــث باللُّغــة‬
‫دروســا شــائقة وممتعــة‪.‬‬ ‫العربيــة ً‬
‫َّ‬ ‫التــي تجعــل مــن دروس اللُّغــة‬
‫سواء كانت مبتدئة أو متوسطة أو متقدمة‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫املختلفة‪،‬‬ ‫املستويات‬ ‫تناسب‬ ‫واألحاديث‬ ‫باألناشيد‬ ‫خاصة‬
‫ ‪1.‬وضع أهداف َّ‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وخاصــة املســلمني‬‫َّ‬ ‫ ‪2.‬مراعــاة إدخــال املحتــوى املســموع مــن أناشــيد وأحاديــث يف محتــوى تعليــم‬
‫منهــم‪.‬‬
‫املناسبة يف عرض األناشيد‪ ،‬وتدريس األحاديث ملسا َعدة وتحفيز الطالب عىل حفظها‪.‬‬ ‫ ‪3.‬استعامل اإلسرتاتيجيات ِ‬
‫ ‪4.‬استعامل الوسائل املناسبة يف تقديم األناشيد واألحاديث ومالءمتها لها‪.‬‬
‫ ‪5.‬تقييــم تدريــس مهــارة االســتامع‪ ،‬وخاصــة األناشــيد واألحاديــث‪ ،‬ومعالجــة مــا نتــج مــن خــال التقويــم؛ إلعــادة النظــر فيــه‬
‫وتعديلــه إن احتيــج لذلــك‪.‬‬
‫بالعربية لغري املسلمني‪.‬‬‫َّ‬ ‫ ‪6.‬اختيار نصوص مناسبة وأناشيد سهلة للناطقني‬
‫ ‪7.‬التد ُّرج يف تقديم هذه املادة‪ ،‬والتأكد من مناسبتها للمستوى الذي تق َّدم فيها‪.‬‬
‫بدل من األناشيد‪.‬‬ ‫آنية للكبار ً‬ ‫ ‪8.‬ميكن استعامل اآليات القر َّ‬
‫ ‪9.‬يجب تنويع املصادر واالعتامد فقط عىل األناشيد واألحاديث‪.‬‬
‫ ‪10.‬ميكن للمعلِّم االستعان ُة بالكرتون لتنمية مهارات االستامع والتح ُّدث‪.‬‬
‫ ‪11.‬ترتبط مهارة التح ُّدث باالستامع؛ لذلك يجب أن تسبق مهارة االستامع مهارة التح ُّدث‪.‬‬
‫ ‪12.‬رضورة تخريج الحديث والتأكُّد من صحته‪.‬‬
‫ ‪13.‬وضع الحركات وضبط جمل الحديث ضبطًا صحي ًحا‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1180‬‬
‫املراجع‪:‬‬
‫ ‪-‬رشــدي أحمــد طعيمــة‪ ،‬عــي مدكــور‪ ،‬إميــان أحمــد هريــدي مناهــج تعليــم اللغــة العربيــة‪ ،‬دار الفكــر العــريب – القاهــرة‪،‬‬
‫الطبعــة األوىل‪2010 .‬م ص ‪.518‬‬
‫ ‪-‬إبراهيم عبد العليم‪ ،‬املوجه الفني يف تدريس اللغة العربية‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬ط ‪ ،3‬مرص‪ ،‬ص‪.226‬‬
‫ ‪-‬محمــد‪ ،‬محمــد عبــد الحــارس عبدالعــال وآخــرون‪ ،‬اســتخدام مقاطــع األفــام واملسلســات لتنميــة مهــارات االســتامع‬
‫لــدى داريس اللغــة العربيــة الناطقــن بغريهــا يف ضــوء احتياجاتهــم‪ ،‬مجلــة بحــوث عربيــة يف مجــاالت الرتبيــة النوعيــة‬
‫النــارش‪ :‬رابطــة الرتبويــن العــرب‪ .‬املجلد‪/‬العــدد‪:‬ع‪.7، 2017‬‬
‫ ‪-‬خالــد محمــد الســعود‪ ،‬تكنولوجيــا ووســائل التعليــم وفاعليتهــا‪ ،‬مكتبــة املجتمــع العــريب للنــر والتوزيــع‪ .‬عــان األردن‪،‬‬
‫ط‪1 2009‬م‪1430/‬هـــ‪ ،‬ص‪.67، 68‬‬
‫ ‪-‬خالــد محمــد الســعود‪ ،‬تكنولوجيــا ووســائل التعليــم وفاعليتهــا‪ ،‬مكتبــة املجتمــع العــريب للنــر والتوزيــع‪ .‬عــان األردن‪،‬‬
‫ط‪1 2009‬م‪1430/‬هـــ‪ ،‬ص‪.68‬‬
‫ ‪-‬رشــدي طعيمــة‪ ،‬املرجــع يف تعليــم العربيــة للناطقــن بلغــات أخــرى‪ ،‬معهــد اللغــة العربيــة ووحــدة البحــوث واملناهــج‪ ،‬ج‪1‬‬
‫صفحة ‪.415‬‬
‫ ‪-‬محمــد‪ ،‬محمــد عبــد الحــارس عبــد العــال وآخــرون‪ ،‬اســتخدام مقاطــع األفــام واملسلســات لتنميــة مهــارات االســتامع‬
‫لــدى داريس اللغــة العربيــة الناطقــن بغريهــا يف ضــوء احتياجاتهــم‪ ،‬مجلــة بحــوث عربيــة يف مجــاالت الرتبيــة النوعية‪،‬‬
‫رابطــة الرتبويــن العــرب‪ .‬ع‪ ،7‬ص‪. 249‬‬
‫ ‪-‬رشــدي طعيمــة‪ ،‬املرجــع يف تعليــم العربيــة للناطقــن بلغــات أخــرى‪ ،‬معهــد اللغــة العربيــة ووحــدة البحــوث واملناهــج‪ ،‬ج‪1‬‬
‫صفحة ‪.421‬‬
‫ ‪-‬صالــح نــارص الشــويرخ‪ ،‬قضايــا أساســية يف تعليــم اللغــة الثانيــة‪ ،‬مركــز امللــك بــن عبــد العزيــز الــدويل للغــة العربيــة ‪-‬‬
‫اململكــة العربيــة الســعودية – الريــاض‪2016 ،‬م‪ ،‬ص‪.93‬‬
‫ ‪-‬املعتــوق‪ ،‬أحمــد بــن محمــد‪ ،‬دور وســائل االتصــال الســمعية والبرصيــة يف تنميــة الحصيلــة اللغويــة‪ ،‬مجلــة رســالة الخليــج‬
‫العــريب‪ ،‬مكتــب الرتبيــة العــريب لــدول الخليــج التاريــخ امليــادي‪ 1993 :‬املجلد‪/‬العــدد‪ :‬س ‪ ،14‬ع ‪ ،47‬ص ‪.66‬‬
‫ ‪-‬زيك أبــو النــر البغــدادي‪ ،‬توظيــف الوســائل التكنولوجيــة يف تعليــم العربيــة لغــة ثانيــة‪ :‬الوســائل الســمعية والبرصيــة‬
‫منوذ ًجــا‪ ،‬مجلــة الحكمــة‪ ،‬للدراســات األدبيــة واللغويــة‪ ،‬مؤسســة كنــوز الحكمــة للنــر والتوزيــع ‪ 2016‬م‪ ،‬ج ‪ ،7‬ص‪.101‬‬
‫ ‪-‬محمــد‪ ،‬محمــد عبــد الحــارس عبدالعــال وآخــرون‪ ،‬اســتخدام مقاطــع األفــام واملسلســات لتنميــة مهــارات االســتامع‬
‫لــدى داريس اللغــة العربيــة الناطقــن بغريهــا يف ضــوء احتياجاتهــم‪ ،‬مجلــة بحــوث عربيــة يف مجــاالت الرتبيــة النوعية‪،‬‬
‫رابطــة الرتبويــن العــرب‪ .‬ع‪ ،7‬ص‪.253‬‬
‫ ‪-‬أمــاين أبــو كلــوب‪ ،‬أثــر توظیــف األناشــید واأللعــاب التعلیمیــة يف تنمیــة عمليــات العلــم األساســية لــدى طلبــة الصــف‬
‫الثالــث األســاس يف العلــوم العامــة‪ ،‬رســالة ماجســتیر غیــر منشــورة‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬الجامعــة اإلســامية‪ ،‬غــزة‪ 2014 ،‬م‪،‬‬
‫ص‪13‬؛ زهــدي محمــد عیــد‪ ،‬مدخــل إىل مهــارات اللغــة العربيــة‪ ،‬دار صفــاء للنــر والتوزیــع‪ ،‬ط‪ ،1‬عــان‪ 2010 ،‬م‪ ،‬ص‪.1‬‬
‫ ‪-‬إبراهيم عبد العليم‪ ،‬املوجه الفني يف تدريس اللغة العربية‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬ط‪ ،3‬مرص‪ ،‬ص‪.226‬‬
‫ ‪-‬فاطمــة شــقیني‪ ،‬دور األناشــید واملحفوظــات يف تعلــم وتعلیــم اللغــة العربیــة يف الســنة الخامســة مــن التعلیــم االبتــدايئ‪،‬‬
‫مجلــة آفــاق علمیــة‪ ،‬مجلــد‪ 12 :‬عــدد‪ ،1 :‬الســنة ‪ ،2020‬ص‪.318-319‬‬
‫ ‪-‬قاسم أمجد‪ ،‬أهمية األناشيد يف العملية التعليمية وأهداف تدريسها‪.2013 ،‬‬
‫ ‪-‬جميلــة بطاهــر‪ ،‬صربينــة أمــزال‪ ،‬أثــر األناشــيد التعليميــة يف تنميــة املهــارات اللغويــة لــدى تالميــذ املرحلــة االبتدائيــة»‬
‫أناشــيد كتــاب اللغــة العربيــة للســنة الثانيــة أمنوذجــا»‪ ،‬رســالة ماجســتري‪ ،‬كليــة اآلداب واللغــات‪ ،‬جامعــة مولــود معمــري‪-‬‬
‫تيــزي وزو‪ .2020 ،‬ص‪53-54‬‬
‫ ‪.https://www.youtube.com/watch?v=VBpyWz8cMMI-‬‬

‫‪1181‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫الدولي السادس‬
‫ّ‬ ‫مؤتمر ال ُّلغة العرب َّية‬
‫فبراير ‪2023‬م‬
‫َّ‬
‫الدينية بكيراال الهندية‪:‬‬ ‫َّ‬
‫العربية في المدارس‬ ‫تعليم ُّ‬
‫اللغة‬
‫ّ‬
‫وتحديات‬ ‫تجارب‬

‫الدكتور‪ /‬عبد الغفور الهدوي كوناتدي‬


‫أستاذ ُمسا ِعد‪ ،‬قسم اللُّغة العربيَّة‪،‬‬
‫كلية الجامعة الحكوميَّة‪ ،‬كرياال‪ ،‬الهند‬

‫‪abdgfrkt@gmail.com‬‬

‫مل ّخص البحث‪:‬‬


‫متتــاز واليــة كــراال عــن غريهــا مــن الواليــات الهنديــة مبــا يوجــد لديهــا مــن نظــام جيّــد التنظيــم لتزويــد األجيــال‬
‫الجديــدة بالتعاليــم الدينيَّــة األساســيَّة‪ ،‬وذلــك يف صــورة مــدارس دينيَّــة يصــل عددهــا إىل ‪ 15‬ألــف‪ ،‬وتعمــل تحــت إرشاف‬
‫جمعيــات إســاميَّة مختلفــة بــدون أي دعــم مــا ّدي ِمـ ْن ِقبَــل الجهـ ِ‬
‫ـات الرســميَّة أو الحكوميَّــة‪ .‬فجمعيــة العلــاء لعمــوم كــراال‬
‫املعروفــة باســم «سمســتا» )‪ (Samastha‬هــي الجمعيَّــة الكــرى يف هــذا املجــال؛ حيث تجري تحــت رعايتها ‪ 10521‬مدرســة‬
‫أيضــا‪ .‬تعمــل معظــم هذه املــدارس يف‬ ‫دينيَّــة يف داخــل واليــة كــراال وخارجهــا‪ ،‬مبــا فيهــا عـرات تعمــل يف الــدول الخليجيَّــة ً‬
‫الصبــاح قبــل ابتــداء املــدارس الحكوميَّــة ويحرضهــا أطفــال تــراوح أعامرهــم بــن (‪ )5‬و (‪ )17‬عا ًمــا‪ ،‬وتوفّــر هــذه املــدارس‬
‫التعاليــم الدينيَّــة االبتدائيَّــة ملـ ّدة ‪ 12‬ســنة حســب منهــج درايس تهيّئــه «لجنــة تعليــم الديــن اإلســامي لعمــوم كــراال»‪ ،‬اللجنــة‬
‫املخصصــة لشــؤون هــذه املــدارس تحــت جمعيّــة «سمســتا»‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الدينيــة مبــا فيها العقيــدة‪ ،‬والفقــه اإلســامي‪ ،‬واألخــاق‪ ،‬والتاريخ‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫العل‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـدارس‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـذه‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫يف‬ ‫ـدرايس‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫املنه‬ ‫ـوي‬‫ـ‬ ‫يحت‬
‫العربيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫املحليــة املكتوبــة باألبجديــة‬
‫العربيــة» التــي هــي اللُّغــة َّ‬
‫َّ‬ ‫وتــدرس فيهــا كتــب دراسـ َّـية مؤلّفــة يف اللُّغــة «املاالياالميــة‬
‫أيضــا‪ ،‬وذلــك مــن الصـ ّـف الثــاين إىل الصـ ّـف الثــاين عــر من‬ ‫العربيــة ً‬
‫َّ‬ ‫الدينيــة‪ .‬تــدرس هنــا اللُّغــة‬
‫َّ‬ ‫باإلضافــة إىل املوضوعــات‬
‫مهيــأة عــى الخصــوص باســم «لســان القـرآن»‪ .‬ففــي هــذه الورقــة‪ ،‬أريــد أن أسـلّط الضــوء عــى أوضــاع تعليــم‬ ‫خــال كتــب ّ‬
‫الدينيــة مــع االطــاع عــى املشــاكل والتح ِّديات املوجــودة يف‬
‫َّ‬ ‫ـدارس‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫يف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫به‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫لألطف‬ ‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫واملقرتحــات املحتملــة ملواجهتها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫والحل‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫املج‬ ‫هــذا‬
‫املفتاحية‪ :‬اللُّغة العربيَّة يف كرياال‪ ،‬املدارس الدينيَّة‪ ،‬تعليم اللُّغة العربيَّة للناطقني بغريها‪ ،‬جمعية سمستا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الكلامت‬
‫املقدمة‪:‬‬
‫ّ‬
‫بســم اللــه الرحمــن الرحيــم‪ ،‬الحمــد للــه الــذي علّــم بالقلــم‪ ،‬علّــم اإلنســان مــا مل يعلــم‪ ،‬والصــاة والســام عــى من أرســل‬
‫إىل كافّــة العــرب والعجــم‪ ،‬وعــى آلــه وصحبــه أهــل الصــدق والكــرم‪ ،‬أ َّمــا بعــد‪.‬‬
‫الغربيــة لشــبه القــارة الهنديــة‪ ،‬متتــاز بعالقتهــا القدمية‬
‫َّ‬ ‫فــإن واليــة كــراال هــي واليــة هنديّــة تقــع عــى الســواحل الجنوبيــة‬
‫مــع العــرب ولغتهــم وثقافتهــم‪ .‬فقــد كان ت ّجــار العــرب يــر ّددون إىل هــذه البــاد لغــرض التجــارة منــذ زمــن ســحيق‪ ،‬فكانــوا‬
‫يــؤ ّدون لحــن مــن الدهــر دور الوســطاء يف نقــل التجــارة بــن الهنــد والــروم واليونــان حينــا مل تكــن للــروم واليونــان‬
‫َعالقــات تجاريَّــة مبــارشة مــع الهنــد(((‪ .‬ويعتقــد أن أش ـ ّعة اإلســام وصلــت إىل تربتهــا يف زمــن النبــي‪ ‬ﷺ نفســه‪ ،‬حتــى‬
‫وثقافيــة‪ .‬ونتيجـ ًة لهــذا االحتــكاك‬
‫ّ‬ ‫دينيــة‬
‫تح ّولــت َعالقــة هــذه املنطقــة مــع العــرب مــن َعالقــة تجاريَّــة محضــة إىل َعالقــة َّ‬
‫العربيــة‪ ،‬ونشــأ منهــم جيــل من العلــاء الكبــار الذين ترأّســوا‬‫َّ‬ ‫ـايف بــن البلديــن أخــذ أبنــاء كــراال يتعلّمــون الديــن واللُّغــة‬
‫الثقـ ّ‬
‫النشــاطات الدعويَّــة يف بــاد الهنــد‪.‬‬
‫إن املســلمني يف واليــة كــراال هــم أقليــة‪ ،‬يبلُــغ عد ُدهــم (‪ )%26‬فقــط مــن مجمــوع س ـ ّكان الواليــة‪ ،‬فلــذا ال توجــد هنــا‬
‫ـي‪ ،‬قــام املســلمون‬‫مرافــق رســميّة لتزويــد األطفــال املســلمني بالتعاليــم الدينيَّــة‪ .‬ولحـ ّـل هــذه األزمــة يف مجــال التعليــم الدينـ ّ‬
‫خاصــة لألطفــال‪ ،‬يبلُــغ‬
‫فأسســوا يف املــدن والقــرى مــدارس دينيَّــة َّ‬ ‫بالواليــة تحــت قيــادة علامئهــم بتشــكيل خيــارات بديلــة‪ّ ،‬‬
‫عد ُدهــا يف هــذه األيــام أكــر مــن (‪ )15‬ألــف مدرســة‪ّ ،‬كل منهــا تجــري حســب مناهــج دراســيَّة معيَّنــة بــدون أي دعــم أو‬
‫(( ( اآللواي‪ ،‬الدكتور محيي الدين‪ ،‬الدعوة اإلسالمية وتط ّورها يف شبه القارة الهندية‪ ،‬دمشق ‪1986‬م‪ ،‬ص‪.170 :‬‬

‫‪1183‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫مســاعدة مــن الحكومــات املحلّيّــة‪ .‬فهــذه املــدارس تجــري تحــت حاميــة جمعيــات إســاميَّة مختلفــة بالواليــة‪ ،‬مــن أه ّمهــا‬
‫«جمعيــة العلــاء لعمــوم كــراال» والتــي تعــرف محلّيًّــا باســم «سمســتا»؛ حيــث تعمــل تحــت إرشافهــا أكــر مــن عــرة آالف‬
‫أيضا‬
‫مدرســة دينيَّــة وفــق نظــام ُمح َكــم‪ .‬تــدرس يف هــذه املــدارس باإلضافــة إىل املوضوعــات الدينيَّــة املختلفــة‪ ،‬اللُّغــة العربيَّــة ً‬
‫كلغــة دينيَّــة وعامليَّــة مه َّمــة‪.‬‬
‫الدينيــة املذكــورة‪ ،‬مــع‬
‫َّ‬ ‫ـدارس‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫يف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫لألطف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـوال‬ ‫ـ‬ ‫أح‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫فهــذا البحــث ســركّز ع‬
‫العربيــة والحلــول املحتملــة لتفاديهــا‪ .‬فالحتــواء‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـال‬‫ـ‬ ‫مج‬ ‫يف‬ ‫ـدارس‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫تواجهه‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫الت‬ ‫االطــاع عــى التح ِّديــات‬
‫أطــراف هــذا املوضــوع داخــل بنــاء نســقي‪ ،‬قــد عملــت عــى تقســيم هــذا البحــث إىل ثالثــة مباحــث وخامتــة؛ وهــي‪:‬‬
‫العربية يف والية كرياال‪ ،‬ويأيت فيه مطلبان‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫املبحث األ َّول‪ :‬اللُّغة‬
‫تاريخية‬
‫َّ‬ ‫نظرة‬ ‫–‬ ‫ة‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫والبالد‬ ‫كرياال‬ ‫بني‬ ‫القة‬ ‫ ‪-‬املطلب األول‪ :‬ال َع‬
‫ ‪-‬املطلب الثاين‪ :‬تعليم اللُّغة العربيَّة يف والية كرياال‬
‫الدينية بوالية كرياال‪ ،‬ويأيت فيه مطلبان‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬نظام املدارس‬
‫ ‪-‬املطلب األول‪ :‬تاريخ املدارس الدينيَّة يف والية كرياال‬
‫الدينية تحت جمعية «سمستا» – املنهج والعمليات‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬املطلب الثاين‪ :‬املدارس‬
‫الدينية تحت جمعية «سمستا»‪ ،‬وفيه مطلبان‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫العربية يف املدارس‬ ‫َّ‬ ‫املبحث الثالث‪ :‬تعليم اللُّغة‬
‫العربية يف املدارس تحت «سمستا»‬ ‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫لتعليم‬ ‫الدرايس‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬املطلب األول‪ :‬الكتب واملنهج‬
‫ ‪-‬املطلب الثاين‪ :‬التح ّديات يف مجال تعليم اللُّغة العربيَّة يف املدارس الدينيَّة‬
‫أهم ما توصل الباحث إليه من نتائج‬ ‫الخامتة‪ :‬فيها ّ‬

‫األول‪ُّ :‬‬
‫اللغة العربيَّ ة ووالية كيراال – نظرة تاريخيَّ ة‬ ‫المبحث َّ‬
‫تاريخية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫العربية – نظرة‬
‫َّ‬ ‫املطلب األول‪ :‬ال َعالقة بني كرياال والبالد‬
‫التاريخيــة إىل أ َّن‬
‫َّ‬ ‫العربيــة لهــا تاريــخ متتـ ّد جــذوره إىل مــا قبــل امليــاد‪ .‬تشــر املراجــع‬
‫َّ‬ ‫ال َعالقــة بــن واليــة كــراال والبــاد‬
‫ال َعالقــات التجاريَّــة للعــرب كانــت قامئــة مــع ديــار الهنــد منــذ عهــد نبــي اللــه ســليامن ‪-‬عليــه الســام‪ .(((-‬يقــول املؤ ّرخــون‬
‫بــأ َّن العــرب كانــوا يفــدون إىل مليبــار((( قبــل عهــد اإلســكندر األعظــم بقــرون عديــدة‪ ،‬وكانــت محصوالتهــا تصــدر إىل ســواحل‬
‫يب‪ ،‬ومــن هنــاك كان التجــار العــرب ينقلونهــا إىل «تدمــر» بســوريا و«اإلســكندرية»‬ ‫جنــوب جزيــرة العــرب عــر الخليــج العــر ّ‬
‫مبــر عــن طريــق الحجــاز‪ .‬وأ َّمــا التجــار الغربيــون فكانــوا يشــرون تلــك البضائــع مــن هــذه املــدن ث ُـ َّم يصدرونهــا إىل‬
‫أســواق بالدهــم(((‪.‬‬
‫فــكان العــرب يأتــون إىل ســواحل كــراال ألغــراض تجاريَّــة ويحملــون مــن هنــا البضائــع مثــل الفلفــل والزنجبيــل والكركــم‬
‫والقرنفــل ونحوهــا مــن املنتَجــات الزراعيَّــة والحيوانــات التــي ال توجــد إال يف ديــار الهنــد‪ ،‬ويف املقابــل يســتوردون مــن‬
‫بالدهــم إىل الهنــد ألــوان التمــور والعطــور واملالبــس‪ .‬وكان مــن هــؤالء التجــار مــن يســكنون يف هــذه الســواحل لفــرات‬
‫ـا‬ ‫طويلــة‪ ،‬كــا كان منهــم مــن تزوجــوا مــن النســاء الهنديــات‪ ،‬األمــر الــذي أ ّدى إىل اســتحكام ال َعالقــة بــن البلديــن‪ .‬ومـ ّ‬
‫يب‬
‫ـدل عــى قــدم َعالقــة العــرب مــع بــاد الهنــد‪ ،‬مــا ورد مــن أســاء األشــياء التــي مل تكــن توجــد َّإل بالهنــد يف األدب العــر ّ‬ ‫يـ ّ‬
‫القديــم‪ ،‬كــا ورد لفــظ «الفلفــل» يف معلّقــة امــرئ القيــس‪:‬‬
‫ــب فُــلْــف ِ‬
‫ُــل‬ ‫ـيــ َعــانِــ َهــا كَــأنَّ ُ‬
‫ـــــه َح ُّ‬ ‫َو ِق ْ‬ ‫تَـ َرى بَــ ْعـــــ َر اآلرامِ ِفـــــي َعــ َر َصـاتِـ َهــا‬

‫(( ( محمــد‪ ،‬كيــه‪ ،‬إم‪ ،‬العالقــات العربيــة مــع ســواحل مليبــار مــن القــرن التاســع إىل الســادس عــر‪ ،‬مقالــة يف مجموعــة أعــال مؤمتــر التاريــخ‬
‫الهنــدي‪1999 ،‬م‪ ،‬ص‪.226 :‬‬
‫(( ( منطقة ساحلية تقع وسط والية كرياال‪.‬‬
‫(( ( الطريحي‪ ،‬محمد سعيد الطريحي‪ ،‬متهيد لكتاب تحفة املجاهدين يف أحوال الربتغاليني‪ ،‬بريوت‪ :‬مؤسسة الوفاء‪1985 ،‬م‪ ،‬ص‪.36 :‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1184‬‬
‫أيضــا ببــاد‬‫الخاصــة بجنــوب الهنــد؛ حيــث كانــت تعــرف هــذه البــاد ً‬ ‫ّ‬ ‫ـا بــأ َّن الفلفــل كان مــن املنتَجــات الزراعيَّــة‬‫علـ ً‬
‫ـرا لشــهرتها يف إنتــاج الفلفــل(((‪ .‬يقــول مــؤ ّرخ الهنــد اإلســامي القــايض أطهــر املباركبــوري‪« :‬اســتعمل النبــي‪ ‬ﷺ‬ ‫الفلفــل؛ نظـ ً‬
‫والصحابــة بعــض األشــياء الهنديــة التــي كانــت توجــد يف العــرب وتبــاع يف أســواقها‪ ،‬وأ َمــر الصحاب َة بالتــداوي ببعــض األدوية‬
‫الهنديــة كاملســك‪ ،‬والعــود الهنــدي‪ ،‬والقســط الهنــدي‪ ،‬والكافــور‪ ،‬والزنجبيــل‪ ،‬والســاج الهنــدي‪ ،‬والســيف الهنــدي‪ ،‬وجــاء يف‬
‫القـرآن ِذكــر الكافــور‪ ،‬واملســك‪ ،‬والزنجبيــل»(((‪.‬‬
‫وثقافيــة؛ حيــث يشــر املؤ ّرخــون إىل أن‬
‫َّ‬ ‫دينيــة‬
‫ومــع قــدوم اإلســام إىل ديــار الهنــد‪ ،‬تح ّولــت ال َعالقــة (((التجاريَّــة إىل َعالقــة َّ‬
‫قصــة شــائعة بــن مســلمي كــراال حــول وصول اإلســام‬ ‫اإلســام وصــل إىل الهنــد يف زمــن رســول اللــه‪ ‬ﷺ نفســه ‪ .‬وهنــاك ّ‬
‫إليهــم‪ ،‬وذلــك أن مل ـ ًكا يف كــراال اســمه تشــرمان بريمــاض حظــي مبشــاهدة معجــزة انشــقاق القمــر للنبــي‪ ‬ﷺ بعينيــه‬
‫حينــا كان واق ًفــا عــى ســقف حصنــه‪ .‬ويف تلــك األيّــام وصلــت جامعــة مــن العــرب يف ســواحل كــراال أثنــاء ســرهم إىل‬
‫ســيلون‪ ،‬فأضافهــم امللــك وســألهم عــن األخبــار‪ ،‬فأخــروه بأمــر النبــي الجديــد يف بلدهــم وعــن دعوتــه ومعجزاتــه مبــا فيهــا‬
‫ـب هــذا النبــي وعــزم عــى لقائــه‪ ،‬فطلــب منهــم أن يحملــوه معهــم‬ ‫معجــزة انشــقاق القمــر‪ ،‬فأدخــل اللــه تعــاىل يف قلبــه حـ ّ‬
‫عنــد رجوعهــم إىل بالدهــم‪ .‬وبعــد أيّــام ســافر امللــك مــع هــذه القافلــة فســارت ســفينتهم حتــى وصلــوا إىل م َّكــة املكرمــة‪،‬‬
‫القصــة مــا رواه الحاكــم يف مســتدركه‬ ‫ـدل عــى ص ّحــة هــذه ّ‬ ‫ولقــي هــذا امللــك رســول اللــه‪ ‬ﷺ وأســلم عــى يديــه(((‪ .‬ومـاّ يـ ّ‬
‫ـر ًة فيهــا زنجبيـ ٌـل فأطع ـ َم أصحابــه قطع ـ ًة‬‫عــن أيب ســعيد الخــدري (رض) قــال‪ :‬أهــدى ملـ ُـك الهنــد إىل رســول اللــه‪ ‬ﷺ جـ ّ‬
‫قطعـ ًة وأطعمنــي منهــا قطعــة»(((‪ .‬ويالحــظ أ َّن الزنجبيــل كان يف القديــم مــن أهـ ّم الســلع التــي يحملهــا العــرب معهــم مــن‬
‫الهنــد للتجــارة‪.‬‬
‫يقــول الشــيخ أحمــد زيــن الديــن املخــدوم عــن قــدوم وفــد مــن العــرب وفيهــم رشف بــن مالــك ومالــك بــن دينــار ومالــك‬
‫بــن حبيــب وغريهــم إىل ديــار مليبــار‪ ،‬فأقامــوا هنــا ودعــوا النــاس إىل اإلســام وبنــوا مســاجد كثــرة يف مختلــف أنحــاء‬
‫البــاد(((‪ .‬فبعــد وصــول اإلســام إىل ديــار الهنــد‪ ،‬توطّــدت ال َعالقــة بــن العــرب وأبنــاء الهنــد‪ ،‬وقــدم كثــر مــن األرس العربيَّــة‬
‫إىل كــراال بهــدف الدعــوة اإلســاميَّة‪ ،‬مثــل األرسة املخدوميــة‪ ،‬وأرسة البخــاري‪ ،‬وأرسة الجفــري‪ ،‬وأرسة جمــل الليــل‪ ،‬وأرسة‬
‫العيــدرويس وغريهــم‪ .‬وكان مــن هــؤالء الدعــاة ونســلهم علــاء كبــار تل ّقــوا علومهــم مــن كبــار العلــاء يف البــاد العربيَّــة‪،‬‬
‫وقامــوا بنــر التعاليــم الدينيَّــة بــن أبنــاء كــراال وجعلــوا املســاجد مراكــز علميَّــة ودينيــة يفــد إليهــا الطُّـ َّـاب مــن ّكل حــدب‬
‫وصــوب‪.‬‬
‫كانــت ال َعالقــة بــن العــرب وبــاد كــراال حميمــة ووطيــدة إىل أن قدمــت الق ـ ّوات االســتعامريَّة إىل الهنــد يف أواخــر‬
‫القــرن الخامــس عــر امليــادي؛ حيــث اســتولت الق ـ ّوات الربتغاليــة عــى تربــة كــراال‪ ،‬وطــردوا التجــار العــرب الذيــن مل‬
‫الربتغاليــن ثــم الفرنســيني‪ ،‬ومــن‬
‫ّ‬ ‫ـرة‪ -‬اســتعامر هــذه األرض خــال عالقتهــم املمتـ ّدة لقــرون‪ .‬ولكـ َّن‬ ‫يحاولــوا ‪-‬حتَّــى ولــو مـ َّ‬
‫بعدهــم الربيطانيــون ليــس فقــط أنهــوا ال َعالقــة التجاريَّــة للعــرب مــع كــراال‪ ،‬بــل اســتعمروا هــذه البــاد ونهبــوا منهــا أموالها‬
‫واســتعبدوا أبناءهــا‪.‬‬
‫العربية وتعليمها يف والية كرياال‪:‬‬
‫َّ‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬اللُّغة‬
‫أهميــة كبــرة بــن أبنــاء واليــة كــراال منــذ القديــم‪ .‬فــإن كانــت تتمتّــع بأهميــة تجاريَّــة‬ ‫العربيــة لغــة ذات َّ‬ ‫َّ‬ ‫ال تــزال اللُّغــة‬
‫دينيــة يتعلّمهــا ّكل مــن يعتنــق هــذا الديــن الحنيــف‪ .‬فحيــث إن‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـدوم‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫أصبح‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـن‪،‬‬ ‫يف قديــم الزمـ‬
‫ـزءا مــن‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫وجعلوه‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫مونه‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫يتع‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫وكباره‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫صغاره‬ ‫ـلمون‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫أقب‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫بال‬ ‫ى‬ ‫د‬
‫ّ‬ ‫ـؤ‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الديني‬
‫َّ‬ ‫ـادات‬ ‫معظــم العبـ‬
‫والعربيــة بكــراال؛ حيــث كان العلــاء الكبــار يقومون‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫الديني‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫للدراس‬ ‫األوىل‬ ‫ـز‬ ‫ـ‬ ‫املراك‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـاجد‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫كان‬ ‫ـة‪.‬‬‫ـ‬ ‫اليومي‬
‫َّ‬ ‫حياتهــم‬
‫ـي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التعليم‬ ‫ـام‬‫ـ‬ ‫النظ‬ ‫ـذا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫فف‬ ‫ـد‪.‬‬
‫ـ‬ ‫الهن‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫أنح‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫جمي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـلمون‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الطلب‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫إليه‬ ‫ـأيت‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـاجد‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫يف‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫دراس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫حلق‬ ‫بعقــد‬
‫الدينيــة مبــا فيهــا قــراءة القـرآن‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـوم‬‫ـ‬ ‫العل‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫من‬ ‫ـوا‬‫ـ‬ ‫ق‬
‫ّ‬ ‫ليتل‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫مع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الطلب‬ ‫ـكن‬ ‫ـ‬ ‫ويس‬ ‫ـجد‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫يف‬ ‫ـن‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫مع‬ ‫ـتاذ‬‫ـ‬ ‫أس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـز‬ ‫ـ‬ ‫يتمرك‬
‫العربيــة مثــل الــرف والنحــو وعلــم البالغــة‬ ‫َّ‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫للفن‬ ‫وكان‬ ‫ـا‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫وغريه‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫وعل‬ ‫ـامي‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫والفق‬ ‫ـث‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والحدي‬ ‫ـر‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والتفس‬
‫املصدر السابق‪ ،‬ص‪.33 :‬‬ ‫(( (‬
‫املباركبوري‪ ،‬أطهر‪ ،‬العقد الثمني يف فتوح الهند ومن ورد فيها من الصحابة والتابعني‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار األنصار‪ ،1968 ،‬ص‪.24 :‬‬ ‫(( (‬
‫الطريحي‪ ،‬متهيد لكتاب تحفة املجاهدين يف أحوال الربتغاليني‪ ،‬ص‪.76 :‬‬ ‫(( (‬
‫الزنداين‪ ،‬عبد املجيد‪ ،‬بيّنات الرسول ﷺ ومعجزاته‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار اإلميان‪ ،‬ص‪.225، 226 :‬‬ ‫(( (‬
‫رواه الحاكم يف املستدرك‪ ،‬رقم‪ ،7190 :‬بريوت‪ :‬دار الكتب العلمية‪.1990، 4/150 ،‬‬ ‫(( (‬
‫مخدوم‪ ،‬الشيخ زين الدين‪ ،‬تحفة املجاهدين يف أحوال الربتغاليني‪ ،‬بريوت‪ :‬مؤسسة الوفاء‪1985 ،‬م‪ ،‬ص‪.28-226 :‬‬ ‫(( (‬

‫‪1185‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ونحوهــا أهميَّــة بالغــة يف هــذه الحلقــات الدرســية؛ حيــث كانــت تــد ّرس فيهــا الكتــب الرتاثيــة يف العلــوم اللُّغويَّــة مثــل كتــاب‬
‫امليــزان يف الــرف وكتــاب األجنــاس الصغــرى واألجنــاس الكــرى وكتــاب الترصيــف الع ـ ّزي املعــروف بزنجــان‪ ،‬والكتــب‬
‫مثــل العوامــل وتقويــم اللســان والتحفــة الورديــة وقطــر النــدى وألفيــة ابــن مالــك(((‪ .‬فمــن أقــدم املســاجد التــي أقيــم فيهــا‬
‫حلقــات الــدروس‪ ،‬املســجد الكبــر مبدينــة فنــان‪ ،‬ومســجد ســاحل الربكــة الكــرى يف مدينــة تانور‪ ،‬ومســجد شــاليام‪ ،‬ومســجد‬
‫ـي يف املســاجد األخــرى يف بــاد كــراال(((‪ .‬وال‬ ‫املُتْشــوندي يف مدينــة كاليكــوت وغريهــا‪ ،‬ثــم انتــر هــذا النظــام التعليمـ ّ‬
‫تــزال هــذه الحلقــات الدراســيَّة قامئــة يف كثــر مــن املســاجد يف كــراال ويتعلّــم فيهــا مئــات مــن الطُّـ َّـاب‪َّ ،‬إل أ َّن عــدد تلــك‬
‫الــدروس قــد تقلصــت بالنســبة إىل العــر املــايض‪.‬‬
‫باإلضافــة إىل الــدروس املذكــورة يف املســاجد‪ ،‬كانــت هنــاك كتاتيــب صغــرة لتعليــم الناشــئة املســلمني حفــظ الق ـرآن‬
‫الدينيــة يف مختلــف‬ ‫َّ‬ ‫الكريــم ومبــادئ القــراءة والكتابــة‪ .‬ويف القــرن التاســع عــر امليــادي تــم تأســيس عــدد مــن املــدارس‬
‫(أسســت يف ‪1871‬م)‪ ،‬و«املدرســة الجفريــة» و«مدرســة انتشــار‬ ‫أنحــاء البــاد‪ ،‬مــن أه ّمهــا «مدرســة تنميــة العلــوم» يف وازكاد ّ‬
‫اإلســام» بكالكــوت (‪1893‬م)‪ ،‬و«مدرســة معــدن العلــوم» يف كانــور (‪1911‬م) وغريهــا‪ .‬ث ُ ـ َّم ظهــرت يف مجــال التعاليــم‬
‫والعربيــة كلّ ّيــات متعـ ِّددة‪ ،‬مثــل «كليــة دار العلــوم» بــوازكاد‪ ،‬و«كليــة إصــاح العلــوم» بتانــور‪ ،‬و«كليــة روضــة العلــوم‬ ‫َّ‬ ‫الدينيــة‬
‫َّ‬
‫عربيــة» ملــا كانــت‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫«كلي‬
‫ّ‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫باس‬ ‫ـرف‬ ‫ـ‬ ‫تع‬ ‫ـت‬‫ـ‬ ‫كان‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الديني‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الكلي‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫معظ‬ ‫أن‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫بالذك‬ ‫ـدر‬ ‫ـ‬ ‫ويج‬ ‫ـا‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫وغريه‬ ‫ـاروق‬ ‫ـ‬ ‫بف‬ ‫ـة»‬‫العربيـ‬
‫َّ‬
‫العربيــة وتقــوم‬
‫َّ‬ ‫العربيــة ودراســاتها أه ّميــة كبــرة يف مناهجهــا الدراسـ َّـية‪ .‬ففــي هــذه األيّــام تعمــل مئــات مــن الكلّ ّيــات‬ ‫َّ‬ ‫للُّغــة‬
‫أهليــة مثــل جامعــة دار الْ ُه َدى‬ ‫َّ‬ ‫جامعات‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫تربته‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫أيض‬
‫ً‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫تعم‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـراال‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـار‬‫ـ‬ ‫دي‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـز‬‫ـ‬ ‫لتعزي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫جليل‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫بخدم‬
‫ـامية‪.‬‬
‫اإلسـ َّ‬
‫ـي‪ ،‬أ َّمــا يف القطــاع‬ ‫أ َّمــا هــذه املعاهــد التعلُّميَّــة املذكــورة فهــي املعاهــد التــي تعتنــي بالدراســات العربيَّــة يف القطــاع األهـ ّ‬ ‫ِ‬
‫ـي فــا تــزال اللُّغــة العربيَّــة تــدرس يف املــدارس العا ّمــة والكليــات والجامعــات الحكوميَّــة منــذ أكــر مــن مئــة ســنة‪.‬‬ ‫الحكومـ ّ‬
‫ـاء واهتام ًمــا بتعليــم اللُّغــة العربيَّــة‪ .‬ففــي واليــة كــراال‪،‬‬ ‫ويجــدر بالذكــر أ َّن واليــة كــراال هــي أكــر الواليــات الهنديــة اعتنـ ً‬
‫تــدرس اللُّغــة العربيَّــة كلغــة ثانويَّــة يف جميــع مراحــل املــدارس الحكوميَّــة‪ ،‬أي مــن املرحلــة االبتدائيَّــة إىل املرحلــة الثانويَّــة‬
‫العليــا‪ .‬ويقـ ّدر أ َّن ‪ 1.8‬مليــون طفــل‪ ،‬مبــن فيهم أبناء املســلمني وغريهــم يتعلّمون اللُّغــة العربيَّة مــن املدارس العا ّمــة الحكوميَّة‪،‬‬
‫كــا يعمــل أكــر مــن عــرة آالف معلِّــم اللُّغــة العربيَّــة يف هــذه املــدارس العا ّمــة‪ ،‬يتـ ّم تعيينهــم مــن خــال امتحانات تنافســيّة‬
‫املخص ّصــة للتوظيــف إىل الوظائــف الحكوميَّــة بالواليــة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تجريهــا الهيئــة‬
‫الحكوميــة يف واليــة‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الجامع‬ ‫م‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫أه‬ ‫يف‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫وآدابه‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫خاص‬
‫َّ‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫أقس‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫فتوج‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫العالي‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫التعالي‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫أ َّمــا يف مج‬
‫عربيــة ومراكــز البحــوث‬ ‫َّ‬ ‫ـام‬
‫ـ‬ ‫أقس‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫توج‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـورو‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫نارايان‬ ‫رشي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫وجامع‬ ‫ـراال‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫وجامع‬ ‫ـوت‬ ‫ـ‬ ‫كالك‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫جامع‬ ‫كــراال‪ ،‬مثــل‬
‫أيضــا‪ .‬فتوفّــر هــذه الجامعــات والكليــات دورات الدراســات العليــا مثــل البكالوريــوس‬ ‫ً‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الحكومي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ي‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫الك‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫يف عـرات‬
‫العربيــة موضو ًعــا دراسـ ًّـيا كاملوضوعــات‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـراال‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫حكوم‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫تعت‬ ‫ـا‪.‬‬‫ـ‬ ‫وآدابه‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫ـوراه‬ ‫ـ‬ ‫والدكت‬ ‫واملاجســتري‬
‫العربيــة يف الكليــات والجامعــات‪ ،‬كام توفّــر الحكومــة الهندية‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ـا‬
‫َّ‬ ‫ـ‬‫ُ‬ ‫ط‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ه‬
‫ّ‬ ‫للمتأ‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫دراس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫منح‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ّ‬ ‫ف‬ ‫فتو‬ ‫األخــرى‪،‬‬
‫العربيــة‪ ،‬وذلــك ملــن يجتــاز منهــم بنجــاح االمتحــان‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫مب‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫مختلف‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫تخص‬ ‫ُّ‬ ‫يف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫للباحث‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫باهظ‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫دراس‬ ‫منحــة‬
‫الــذي تعقــده لهــذا الغــرض‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬نظام المدارس الدينيَّ ة بوالية كيراال‬
‫الدينية يف والية كرياال‪:‬‬
‫َّ‬ ‫املطلب األول‪ :‬تاريخ املدارس‬
‫يبــدأ تاريــخ املــدارس الدينيَّــة يف واليــة كــراال مــن الكتاتيــب التــي كانــت تعــرف يف اللُّغــة املحليَّــة باســم «أوثوبــايض»‬
‫)‪ .(Othupalli‬كانــت الكتاتيــب هــي مراكــز التعاليــم الدينيَّــة يف ديــار كــراال يف قديــم الزمــان؛ حيــث كان املســلمون يلجؤون‬
‫ـاص‬
‫إليهــا لتعليــم أوالدهــم قــراءة القـرآن واملوضوعــات الدينيَّــة األساســيَّة‪ .‬ولكــن مل يكــن لهــذه املراكــز التعليميَّــة نظــام خـ ّ‬
‫يتح ّكــم عــى أعاملهــا ومناهجهــا‪ ،‬فلــذا كانــت نشــاطاتها تختلــف مــن مــكان إىل آخــر‪ .‬وكانــت هــذه الكتاتيــب تعمــل بــإزاء‬
‫املســاجد أو يف البيــوت‪ ،‬ويديرهــا معلِّــم واحــد؛ حيــث يجــيء أطفــال القريــة يف مختلف األعــار إىل معلِّــم ال ُكتَّــاب‪ ،‬فيتعلّمون‬
‫ـر لهــم مــن القــراءة والكتابــة واألمــور الدينيَّــة‪.‬‬
‫منــه مــا تيـ ّ‬

‫(( ( دائرة املعارف اإلسالمية (مليامل)‪ ،‬كالكوت‪ :‬دار النرش اإلسالمي‪ ،‬ج‪ ،1 .‬ص‪.534 :‬‬
‫(( ( الندوي‪ ،‬د‪ .‬بهاء الدين محمد جامل الدين‪ ،‬تعليم اللغة العربية يف والية كرياال‪ ،‬الهند‪ ،‬مجلة النهضة‪ ،‬يوليو ‪2017‬م‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1186‬‬
‫ويف أواخــر القــرن التاســع عــر وأوائــل القــرن العرشيــن‪ ،‬قــام كتلــة مــن العلــاء ذوي البصــرة مبحاولــة تجديــد نظــام‬
‫الكتاتيــب‪ ،‬وقامــوا بتأســيس مــدارس دينيَّــة مســتقلّة مــع مرافــق متق ّدمــة‪ .‬وكان مــن سلســلة املــدارس الدينيَّــة األوىل يف‬
‫كــراال مدرســة تنميــة العلــوم بــوازكاد‪ ،‬واملدرســة الجفريــة ومدرســة انتشــار اإلســام بكالكوت‪ ،‬ومدرســة معــدن العلــوم بكانور‪،‬‬
‫ـي الشــيخ شــاليالكات كنهــي‬ ‫ومدرســة قـ ّوة اإلســام بتاليفارامبــا وغريهــا‪ .‬أ َّمــا مدرســة تنميــة العلــوم‪ ،‬فقــام املصلــح االجتامعـ ّ‬
‫أحمــد حاجــي بتعريــف نظــام جديــد ألعاملهــا وقــام بإعــادة تســميتها كـــ «دار العلــوم»‪ ،‬ووضــع لهــا منه ًجــا دراســيًّا شــا ِم ًل‪،‬‬
‫ـرف فيهــا مرافــق جديــدة مثــل املقاعــد والســبورة وغريهــا‪.‬‬ ‫وعـ ّ‬
‫حكوميــة وأضافــت إىل‬ ‫َّ‬ ‫ـدارس‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫إىل‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الكتاتي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫كث‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫بتحوي‬ ‫ـراال‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫حكوم‬ ‫ـت‬‫ـ‬ ‫قام‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫العرشي‬ ‫ـرن‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫منتص‬ ‫ويف‬
‫الدينيــة فيهــا موضوعــات عرصيــة مثــل العلــم الحديــث والرياضيــات‪ ،‬وذلــك بغــرض تعزيــز تعاليــم املســلمني‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫املوضوعــات‬
‫وخصصتهــا للعلــوم‬ ‫ّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫الحكومي‬
‫َّ‬ ‫ـدارس‬‫ـ‬ ‫امل‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الديني‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫املوضوع‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫ـاف‬ ‫ـ‬ ‫بإيق‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الحكوم‬ ‫ـرت‬ ‫ـ‬ ‫أم‬ ‫ـنوات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـد‬
‫ولكــن‪ ،‬بعـ‬
‫الدينيــة‪ .‬واعرتافًــا بهذه‬ ‫َّ‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫بالتعالي‬ ‫ـلمني‬‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫األطف‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫لتزوي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ّم‬ ‫ظ‬ ‫من‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫مراف‬ ‫ان‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫إىل‬ ‫ى‬‫د‬‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫األم‬ ‫‪،‬‬ ‫ـب‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫فحس‬ ‫العرصيَّــة‬
‫األزمــة‪ ،‬قــام يف تلــك الفــرة كتلــة مــن العلــاء ويف مق ّدمتهــم علــاء جمعيــة «سمســتا» مثــل الســيد عبــد الرحمــن بافقيــه‪،‬‬
‫خاصــة مــع منهج‬ ‫دينيــة َّ‬ ‫ـرروا تأســيس مــدارس َّ‬ ‫وبارافانــا محيــي الديــن مســليار‪ ،‬وفاالكــومل عبــد البــاري مســليار وغريهــم‪ ،‬فقـ ّ‬
‫الدينيــة للجيــل الجديــد مــن أبنــاء املســلمني‪ .‬ومــن أجــل تنفيــذ هــذا الغــرض‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫درايس دينــي محكــم مــن أجــل توفــر التعاليــم‬
‫تعليميــة باســم «لجنــة تعليــم الديــن اإلســامي لعمــوم كــراال» يف عــام ‪1951‬م‪ ،‬كــا تـ ّم تأســيس عــر‬ ‫َّ‬ ‫تــم تشــكيل لجنــة‬
‫مــدارس يف عــام ‪1952‬م يف مقاطعتــي ماالبــورم وترشــور‪ .‬وخــال ســنة واحــدة‪ ،‬ارتفــع عــدد املــدارس إىل ‪ ،42‬كــا تصاعــد‬
‫عددهــا إىل ‪ 767‬خــال عــر ســنوات(((‪ ،‬إىل أن وصــل عددهــا يف هــذه األيــام إىل ‪ 10,521‬مدرســة‪ ،‬مبــا فيها عـرات تعمل‬
‫العربيــة مثــل اإلمــارات‬‫َّ‬ ‫يف الواليــات الهنديــة األخــرى مثــل تامــل نــادو‪ ،‬كرناتــكا‪ ،‬ومهارشــرا وغريهــا‪ ،‬وكــذا يف بعــض الــدول‬
‫العربيــة الســعوديَّة‪ ،‬وكذلــك ماليزيــا‪ ،‬وذلــك ألبنــاء النازحــن مــن واليــة كرياال‬ ‫َّ‬ ‫العربيــة املتحــدة‪ ،‬وعــان‪ ،‬والبحريــن‪ ،‬واململكــة‬
‫يف تلــك البــاد‪.‬‬
‫أيضــا مئــات مــن املــدارس تحــت لجــان جمعيــات إســاميَّة‬ ‫باإلضافــة إىل املــدارس تحــت إرشاف جمعيــة «سمســتا»‪ ،‬تجــري ً‬
‫أخــرى بالواليــة مثــل «مجلــس التعليــم اإلســامي» تحــت جمعيــة الجامعــة اإلســاميَّة بكــراال‪ ،‬و«لجنــة تعليــم ديــن اإلســام‬
‫يف كــراال» تحــت جمعيــة نــدوة املجاهديــن‪ ،‬و«هيئــة التعليــم السـ ّني» تحــت جمعيــة العلــاء الســنيني‪ .‬ويقـ ّدر أنَّــه توجــد يف‬
‫كــراال يف هــذه األيّــام أكــر مــن خمســة عــر ألــف مدرســة دينيَّــة لألطفــال تحــت جمعيّــات مختلفــة‪.‬‬
‫الدينية تحت جمعية «سمستا» – املناهج والعمليات‪:‬‬
‫َّ‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬املدارس‬
‫جمعيــة العلــاء لعمــوم كــراال املشــهورة باســم «سمســتا» هــي الجمعيَّــة الكــرى لعلــاء املســلمني بواليــة كــراال؛ حيــث‬
‫يصطـ ّـف تحــت ظلّهــا الــوارف معظــم املســلمني بالواليــة‪ .‬فهــذه الجمعيَّــة التــي ّأسســت يف عــام ‪1926‬م‪ ،‬قــد أ ّدت دو ًرا‬
‫محوريًّــا يف تعزيــز األمــة املســلمة بواليــة كــراال دينيًّــا واجتامعيًّــا وثقافيًّــا‪ ،‬وفــازت يف خلــق ُهويَّــة مرموقــة ملســلمي الواليــة‬
‫عــى خريطــة مســلمي الهنــد‪ .‬ســاهمت جمعيــة «سمســتا» التــي تتكـ ّون مــن أربعــن مــن العلــاء املعارصيــن‪ ،‬يف إرشــاد أبنــاء‬
‫املســلمني إىل طريــق الحـ ّـق وتخليصهــم مــن مخالــب الفــرق الضالّــة املختلفــة‪ .‬وقــد ق ّدمــت هــذه الجمعيَّــة خدمــات جليلــة‬
‫للمســلمني‪ ،‬ومــن أه ّمهــا نظــام املــدارس الدينيَّــة لألطفــال داخــل الواليــة وخارجهــا‪.‬‬
‫الدينيــة يف البــاد وتناقــش‬‫َّ‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫التعالي‬ ‫ـؤون‬ ‫فمنــذ تأســيس جمعيــة العلــاء «سمســتا» يف عــام ‪1926‬م‪ ،‬كانــت تهت ـ ّم بشـ‬
‫الدينيــة‪ .‬ويف ‪1946‬م‪ ،‬قبيــل اســتقالل الهنــد‪ ،‬اعــرف علــاء «سمســتا» بــأن الحكومــة الهندية‬ ‫َّ‬ ‫أهميــة تحديــث نظــام املــدارس‬‫َّ‬
‫دينيــة لألطفــال املســلمني مع‬ ‫َّ‬ ‫ـدارس‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـيس‬ ‫ـ‬ ‫تأس‬ ‫رضورة‬ ‫يف‬ ‫ـروا‬ ‫ـ‬‫ك‬‫ّ‬ ‫تف‬ ‫ـذا‬
‫ـ‬ ‫ول‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫العا‬ ‫ـدارس‬
‫ـ‬ ‫امل‬ ‫يف‬ ‫ـي‬
‫الجديــدة ســتمنع التعليــم الدينـ ّ‬
‫درايس شــامل‪ .‬وكنتيجــة لهــذا االعــراف‪ ،‬تــم تشــكيل «لجنــة تعليــم الديــن اإلســامي لعمــوم كــراال» يف عــام‬ ‫ّ‬ ‫وضــع منهــج‬
‫الدينيــة والحلقــات الدرســية باملســاجد؛ وبالتــايل ت ـ ّم تأســيس مئــات مــن املــدارس‬ ‫َّ‬ ‫ـدارس‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫أع‬ ‫ـيق‬‫ـ‬ ‫تنس‬ ‫ـدف‬ ‫‪1951‬م بهـ‬
‫الدينيــة يف مختلــف أنحــاء الواليــة‪.‬‬
‫َّ‬
‫تجــري جميــع املــدارس التابعــة لجمعيــة «سمســتا» َوف ًقــا لنظــام مو ّحــد وضعتــه لجنــة تعليــم الديــن اإلســامي‪ .‬فهــذه‬
‫ـررة حســب مســتوى أذهــان الطُّـ َّـاب‪.‬‬ ‫ـن وكتــب دراســيَّة مقـ ّ‬ ‫ـكل صـ ّـف منهــج درايس معـ َّ‬ ‫املــدارس تشــتمل عــى ‪ 12‬ص ًّفــا‪ ،‬ولـ ّ‬
‫ـتمرون يف دراســتهم الدينيَّــة ملـ ّدة ‪ 12‬ســنة‪.‬‬ ‫األطفــال يلتحقــون بالصـ ّـف األول مــن هــذه املــدارس يف عمرهــم الســادس‪ ،‬ويسـ ّ‬
‫أ َّمــا املوضوعــات التــي تــدرس يف هــذه املــدارس فهــي‪:‬‬

‫(( ( الفييض‪ ،‬صادق‪ ،‬سمستا‪ :‬عرب التاريخ (مليامل)‪ ،‬كالكوت‪ :‬أكادميية األدب اإلسالمي‪ ،2016 ،‬ص‪.82-780 :‬‬

‫‪1187‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ ‪1.‬الحــروف الهجائيــة‪ :‬يبتــدأ الطُّـ َّـاب دراســتهم بتعلّــم الحــروف الهجائيــة العربيَّــة قــراءة وكتابــة؛ وذلــك بهــدف متكينهــم مــن‬
‫قــراءة القـرآن الكريــم‪.‬‬
‫يب‪ .‬فحيــث إن الكتــب الدراسـ َّـية حتــى‬ ‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ط‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫والخ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫املح‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ن‬‫و‬‫ّ‬ ‫املك‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـة‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫املاالياالمي‬ ‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫ ‪2.‬اللُّغــة‬
‫الخاصــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ـذه‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫وكتاب‬ ‫ـراءة‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫نفس‬ ‫األول‬ ‫ـف‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الص‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ـا‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫ـدرس‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ّ‬ ‫ل‬‫مؤ‬ ‫ـادس‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـف‬ ‫ّ‬ ‫الصـ‬
‫ ‪3.‬العقيــدة‪ :‬يعالــج هــذا املوضــوع األمــور العقائديــة التــي يجــب عــى املؤمنــن التمســك بهــا واعتقادهــا يك يصبحــوا مؤمنــن‬
‫حقيقيــن‪.‬‬
‫ ‪4.‬الفقــه اإلســامي‪ :‬يك تقبــل العبــادات‪ ،‬ال بـ ّد أن تكــون َوف ًقــا ملــا أرشــدنا إليــه القـرآن الكريــم وعلَّ َمنــاه النبـ ُّـي‪ ‬ﷺ‪ .‬فلــذا يعالــج‬
‫وكيفيــة أدائهــا‪.‬‬ ‫هــذا املوضــوع األركان الخمســة لإلســام ّ‬
‫ ‪5.‬التاريخ اإلسالمي‪ :‬يستهدف هذا املوضوع جعل الطلبة واقفني عىل الشخصيَّات واألحداث امله ّمة يف تاريخ اإلسالم‪.‬‬
‫قصــد بهــذا املوضــوع تزكيــة األطفــال وتحليتهــم بأخــاق حســنة‪ ،‬فيد ّرس فيــه كيفيــة التعا ُمل مــع الوالديــن واألقارب‬ ‫ ‪6.‬األخــاق‪ :‬يُ َ‬
‫والجــران وغريهــم مــن أفــراد املجتمع‪.‬‬
‫ ‪7.‬علــم التجويــد‪ :‬هــو العلــم الــذي تعــرف بــه كيفيّــة النطــق بالكلــات القرآنيَّــة كــا نطقهــا النبــي‪ ‬ﷺ‪ .‬فمن أجــل تحســن قراءة‬
‫القـرآن‪ ،‬تــد ّرس قواعــد التــاوة مــع كيفيّــة تطبيقاتها‪.‬‬
‫معينة من القرآن الكريم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫سور‬ ‫تفسري‬ ‫عىل‬ ‫األخرية‬ ‫الدرايس للسنوات الثالث‬ ‫ّ‬ ‫ ‪8.‬التفسري‪ :‬يشتمل املنهج‬
‫الدرايس يف املدارس الدينيَّة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫أيضا يف املنهج‬ ‫ ‪9.‬اللُّغة العربيَّة‪ :‬اعرتافًا بأهمية اللُّغة العربيَّة دينيًّا وعامليًّا ت ّم تضمينها ً‬
‫ـدرايس مــن ش ـ ّوال وينتهــي مــع منتصــف شــعبان‪ .‬أ َّمــا‬ ‫ّ‬ ‫تجــري املــدارس حســب التقويــم الهجــري؛ حيــث يبــدأ عامهــا الـ‬
‫ـمي لعمــل املــدارس فهــو ســاعتان ّكل يــوم مــا عــدا يــوم الجمعــة‪ ،‬وذلــك مــن الســاعة الســابعة إىل ‪ 9:30‬صبا ًحــا‪.‬‬ ‫الوقــت الرسـ ّ‬
‫ـر أوقــات العمــل حســب املناطــق اعتــا ًدا عــى وقــت رشوع املــدارس العا ّمــة‪ ،‬كــا تعمــل يف بعــض املناطق يف‬ ‫وربــا قــد تتغـ ّ‬ ‫ّ‬
‫املســاء لجميــع أو بعــض الصفــوف‪ ،‬وذلــك حســب توفّــر األســاتذة واملرافــق باملــدارس‪ .‬أ َّمــا عــدد األســاتذة يف املدرســة فيكــون‬
‫حســب عــدد الصفــوف املوجــودة فيهــا؛ حيــث تقــوم هــذه املــدارس بنظــام «أســتاذ واحــد لصـ ّـف واحــد» بحيــث يقــوم أســتاذ‬
‫واحــد بتدريــس جميــع املوضوعــات لصـ ّـف واحــد‪.‬‬
‫الصـ َور الدينيَّــة الرائعــة مــن بــاد كــراال هــؤالء األطفــال الصغــار الذيــن يخرجــون ّكل صبــاح إىل هــذه املــدارس‬ ‫فمــن ُّ‬
‫الدينيَّــة حاملــن يف أيديهــم القـرآن الكريــم والكتــب الدينيَّــة األخــرى‪ .‬ومــن امللحــوظ أن جميــع هــذه املــدارس تجــري حســب‬
‫ـاص‪ ،‬ويجــري فيهــا التفتيــش مــن قبــل املفتشــن املعيّنــن وتعقــد االمتحانــات العا ّمــة ثــاث‬ ‫ـن ومنهــج درايس خـ ّ‬ ‫نظــام معـ َّ‬
‫ـرات يف ّكل ســنة‪.‬‬ ‫مـ َّ‬
‫أي دعــم مــايل أو مــا ّد ّي مــن جانــب الحكومــة أو الجهــات‬ ‫ِّ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫تحص‬ ‫ال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الديني‬
‫َّ‬ ‫ـدارس‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫أن‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫بالذك‬ ‫ـدر‬ ‫ـ‬ ‫ويج‬
‫ـمية األخــرى‪ .‬أمــا التكاليــف مثــل رواتــب األســاتذة وغريهــا فهــي مــن الرســومات الصغــرة التــي يدفعهــا الطُّـ َّـاب وكــذا‬ ‫الرسـ َّ‬
‫خاصــة لهــا‪ ،‬بناهــا أهــل املنطقــة مــن أموالهــم‪ ،‬وتــرف عىل شــؤونها‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫مب‬ ‫يف‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫تعم‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مدرس‬ ‫وكل‬‫ّ‬ ‫ـاف‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫واألوق‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫الترب‬
‫مــن ّ‬
‫ـرا يف تحقيــق هــذا‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫كب‬ ‫ا‬‫ر‬
‫ً‬ ‫دو‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الخليجي‬
‫َّ‬ ‫ـدول‬ ‫ـ‬ ‫لل‬ ‫أن‬ ‫ـر‬‫ـ‬‫ك‬
‫ْ‬ ‫ذ‬
‫ِّ‬ ‫بال‬ ‫ـر‬
‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫وجدي‬ ‫‪.‬‬‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫املح‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫املجتم‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫و‬
‫ّ‬ ‫املتط‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ن‬ ‫و‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫تتك‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫لجن‬ ‫اإلداريَّــة‬
‫ـدرايس وإدارة أعاملــه ملــا بــذل وال يــزال يبــذل كثــر مــن اإلخــوان العــرب يف الخليــج مــن األمــوال ألمثــال هــذه‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫النظــام‬
‫الدينية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫النشــاطات‬
‫المبحث الثالث‪ :‬تعليم ُّ‬
‫اللغة العربيَّ ة في المدارس الدينيَّ ة تحت جمعية «سمستا»‬
‫الدينيــة‬
‫َّ‬ ‫العربيــة يف املــدارس‬
‫َّ‬ ‫الــدرايس لتعليــم اللُّغــة‬
‫ّ‬ ‫املطلــب األول‪ :‬املنهــج‬
‫بكــراال‪:‬‬
‫ثقافيــة‬
‫أهميــة َّ‬ ‫الدينيــة يف اإلســام‪ ،‬ومــع ذلــك فإنهــا لغــة ذات َّ‬ ‫َّ‬ ‫العربيــة هــي لغــة القـرآن الكريــم‪ ،‬ولغــة العبــادات‬ ‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫ـمية‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫رس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ولغ‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫املتح‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫األم‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫هيئ‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ة‬ ‫ـمي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الرس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫ـدى‬‫ـ‬ ‫إح‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ألنه‬ ‫ـدويل‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫واقتصاد‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫وسياسـ َّ‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫األهمي‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫به‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ً‬ ‫ف‬ ‫فاعرتا‬ ‫ـة‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫األرضي‬ ‫ـرة‬
‫ـ‬ ‫الك‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـمة‬‫ـ‬ ‫نس‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫ملي‬ ‫‪467‬‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ثه‬ ‫د‬
‫ّ‬ ‫ويتح‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬‫عاملي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫دول‬ ‫يف ‪27‬‬
‫الدينيــة منــذ تحديــث‬ ‫َّ‬ ‫ـدارس‬ ‫ـ‬ ‫للم‬ ‫ـدرايس‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫منهجه‬ ‫يف‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫بتضمينه‬ ‫ـامي‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الدي‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫لجن‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫قام‬ ‫ـارص‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املع‬ ‫ـامل‬ ‫ـ‬ ‫يف الع‬
‫الدينيــة تحــت‬‫َّ‬ ‫ـدارس‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫يف‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـاين‬
‫ـ‬ ‫الث‬ ‫ـف‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الص‬ ‫إىل‬ ‫ـاين‬ ‫ـ‬ ‫الث‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫الص‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـلمون‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫فاألطف‬ ‫م‪.‬‬ ‫‪2004‬‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫يف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫مناهجه‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1188‬‬
‫ـررة عــى الخصــوص باســم‬ ‫جمعيــة «سمســتا» يتعلّمــون اللُّغــة العربيَّــة منــذ نعومــة أظفارهــم‪ ،‬وذلــك مــن خــال كتــب مقـ ّ‬
‫«لســان القـرآن»‪ ،‬أع ّدتهــا اللجنــة بغــرض تعليــم اللُّغــة العربيَّــة لألطفــال يف مدارســها‪.‬‬
‫ـكل صـ ّـف مــن‬ ‫ـزءا‪ ،‬وضــع ّكل جــزء منهــا لـ ّ‬ ‫ـر جـ ً‬ ‫تتك ـ ّون سلســلة هــذا الكتــاب املس ـ َّمى بـــ «لســان الق ـرآن» مــن أ َح ـ َد عـ َ َ‬
‫العربيــة بالواليــة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ـراء‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـدي‬
‫ـ‬ ‫أي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـب‬ ‫الصـ ّـف الثــاين إىل الصـ ّـف الثــاين عــر يف املدرســة‪ .‬تــم تأليــف هــذه الكتـ‬
‫العربيــة وفهمهــا والتكلّــم بهــا مــع اســتيعاب القواعد‬ ‫َّ‬ ‫وتــم إعدادهــا بغــرض جعــل الطُّـ َّـاب الصغــار قادريــن عــى قــراءة اللُّغــة‬
‫معينــة للقــراءة وعــى مفــردات جديــدة تتعلّــق بحيــاة‬ ‫والرصفيــة األساسـ َّـية‪ .‬فلــذا‪ ،‬تشــتمل هــذه الكتــب عــى نصــوص َّ‬‫َّ‬ ‫ال َّن ْحويَّــة‬
‫كيفيــة تطبيقــات القواعــد اللُّغويَّــة‪ّ ،‬كل ذلــك بحيــث يناســب املســتوى‬ ‫ّ‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ـى‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـاعد‬‫ـ‬ ‫تس‬ ‫ـهلة‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫تدريب‬ ‫ـى‬
‫ـ‬ ‫وع‬ ‫ب‪،‬‬ ‫الطُّـ َّـا‬
‫ـي لألطفــال يف ّكل درجــة والذيــن تــراوح أعامرهــم بــن السادســة والسادســة عــرة‪.‬‬ ‫العلمـ ّ‬
‫مــن تحليــل الــدروس الــواردة يف سلســلة هــذا الكتــاب‪ ،‬نــرى املوضوعــات فيهــا مرتّبــة ترتيبًــا منطقيًّــا‪ ،‬بحيث ُيكــن لطالب‬
‫يــدرس جميــع أجــزاء هــذا الكتــاب‪ ،‬اســتيعاب أهــم القواعــد ال َّن ْحويَّــة والرصفيّــة والتــد ّرب عــى املهــارات اللُّغويَّــة األربعــة‪ .‬أ َّمــا‬
‫منســقة كــا يــأيت‪:‬‬ ‫املوضوعــات التــي وردت يف ّكل جــزء مــن هــذا الكتــاب فهــي ّ‬
‫املوضوعات‬ ‫املعني‬
‫ّ‬ ‫الصف‬
‫ّ‬ ‫جزء الكتاب‬

‫الضامئر وأسامء اإلشارة‪ ،‬مفردات عربيَّة لألشياء التي يتعامل معها األطفال يف حياتهم اليوميّة‬ ‫‪2‬‬ ‫الجزء األ َّول‬
‫الجر‬
‫كيفية استعامل بعض من أدوات االستفهام‪ ،‬وكذا بعض من حروف ّ‬ ‫‪3‬‬ ‫الجزء الثاين‬
‫الجر‪ ،‬وأدوات االستفهام‬
‫الضامئر‪ ،‬الجملة االسمية والفعلية‪ ،‬بعض من حروف ّ‬ ‫‪4‬‬ ‫الجزء الثالث‬
‫املايض واملضارع وصيغهام املختلفة‪ ،‬العدد‪ ،‬الشهور الهجريّة‬ ‫‪5‬‬ ‫الجزء الرابع‬
‫الفعلية واالسمية‪ ،‬األمر الحارض والغائب‪،‬‬
‫واملنفي للاميض واملضارع‪ ،‬الجملة َّ‬
‫ّ‬ ‫املثبت‬
‫املعروف واملجهول‪َ ،‬‬ ‫‪6‬‬ ‫الجزء الخامس‬
‫النهي الحارض والغائب‪ ،‬النعت واملنعوت‪ ،‬العدد واملعدود‬
‫نائب الفاعل‪ ،‬املفاعيل‪ ،‬العطف واملعطوف‪ ،‬اإلضافة‪ ،‬جمع امل ُ َذ َّكر واملؤنّث السامل‪ ،‬الضامئر‪ ،‬إ َّن وأخواتها‪،‬‬ ‫‪7‬‬ ‫الجزء السادس‬
‫كان وأخواتها‪ ،‬النواصب والجوازم‬
‫واملنفي‪ ،‬املايض املجهول‪ ،‬املضارع املعروف واملجهول‪ ،‬املضارع‬
‫ّ‬ ‫ألفاظ اللُّغة العربيَّة‪ ،‬املايض املعروف املثبَت‬ ‫‪8‬‬ ‫الجزء السابع‬
‫املنفي بـ «مل» و«لن»‪ ،‬األمر الحارض والغائب‬
‫املجرد‬
‫املجرد واملزيد فيه‪ ،‬الرباعي ّ‬ ‫النهي‪ ،‬نونا التأكيد الخفيفة والثقيلة‪ ،‬اسام الفاعل واملفعول‪ ،‬الثاليث ّ‬ ‫‪9‬‬ ‫الجزء الثامن‬
‫واملزيد فيه‪ ،‬الفعل املعتل واملهموز‪ ،‬أنواع ال ُج َمل‬
‫الجر‪ ،‬ال َّن ِكرة‬
‫املعرب واملبني‪ ،‬الفاعل‪ ،‬نائب الفاعل‪ ،‬الالزم واملتع ّدي‪ ،‬النعت‪ ،‬التوكيد‪ ،‬البدل‪ ،‬الحال‪ ،‬حروف ّ‬
‫ّ‬ ‫‪10‬‬ ‫الجزء التاسع‬
‫املعرف بـ «ال»‪ ،‬املضاف إىل املعارف‬‫واملعرفة‪ ،‬الضامئر‪ ،‬العلم‪ ،‬أسامء اإلشارة‪ ،‬املوصول‪ّ ،‬‬
‫املبتدأ والخرب‪ ،‬التمييز‪ ،‬االستثناء‪ ،‬اإلضافة‪ ،‬ظ ّن وأخواتها‪ ،‬أفعال املقا َربة‪ ،‬أسامء األفعال‪ ،‬أفعال املدح والذ ّم‪،‬‬ ‫‪11‬‬ ‫الجزء العارش‬
‫الجوازم‪ ،‬املصادر‪ ،‬فعال التع ّجب‪ ،‬أفعل التفضيل‪ ،‬النداء‬
‫االشتغال‪ ،‬التنازع‪ ،‬الرتخيم‪ ،‬التصغري‪ ،‬غري املنرصف‪ ،‬العدد‪ ،‬جمع التكسري‪ ،‬النسبة‪ ،‬الترصيف‪ ،‬أحكام همزة‬ ‫‪12‬‬ ‫الجزء الحادي عرش‬
‫القطع والوصل‬

‫جميــع أجــزاء «لســان القـرآن» مطبوعــة يف صفحــات مل ّونــة بحيــث تجــذب قلــوب األطفــال الصغــار‪ ،‬كــا تشــتمل أجزاؤها‬
‫األوىل عــى صــور مختلفــة حســب محتويــات الــدروس‪ .‬ومــن حيــث املحتويــات وترتيبهــا‪ ،‬ميكننــا تقســيم سلســلة هــذا الكتــاب‬
‫إىل صنفــن‪ :‬أحدهــا األجــزاء األربعــة األوىل للصفــوف مــن الثــاين إىل الخامــس‪ ،‬والثــاين األجــزاء الباقيــة للصفــوف مــن‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫الســادس إىل الثــاين عــر‪ .‬أ َّمــا الكتــب مــن الصــف الثــاين حتــى الصـ ّـف الخامــس فهــي تبــدأ ببعــض مــن األبيــات‬
‫العربيــة‪ ،‬ث ُـ َّم تــأيت الــدروس الباقيــة مبتدئــة ببعض مــن النصوص‬
‫َّ‬ ‫الســهلة يك يتــد ّرب األطفــال عــى النطــق الصحيــح للكلــات‬
‫العربيــة والتــي تشــتمل عــى أمثلــة للقواعــد التــي يــراد تعليمهــا يف ّكل درس مكتوبــة بالخـ ّط األحمــر‪ ،‬ولكــن بــدون ذكــر تلــك‬
‫َّ‬
‫القواعــد مبــارشة‪ .‬ث ُـ َّم تــأيت بعدهــا التدريبــات مبــا فيهــا أنشــطة للقــراءة والكتابــة‪ .‬فهــذه الكتــب تتك ـ ّون مــن ‪ 30‬صفحــة‬
‫درســا‪.‬‬
‫تقريبــا‪ ،‬وتشــتمل عــى ‪ 8‬إىل‪ 10‬دروس‪ .‬بينــا تشــتمل الكتــب يف الصفــوف العليــا عــى ‪ 12‬إىل ‪ً 16‬‬ ‫ً‬

‫‪1189‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ـررة للصفــوف مــن الصـ ّـف الســادس إىل الصــف الثــاين عــر فهــي تنتهــج منه ًجــا مختل ًفــا عــن كتــب‬ ‫أ َّمــا الكتــب املقـ ّ‬
‫الدرجــات الصغــرة يف ترتيــب الــدروس ومحتوياتهــا‪ .‬فــا نجــد يف بدايــة هــذه الكتــب منظومــات شــعريّة كــا يف الصنــف‬
‫األ َّول‪ .‬يبــدأ ّكل درس مــن الــدروس الــواردة فيهــا ببعــض مــن النصــوص األدبيَّــة مبــا فيهــا آيــات مــن الق ـرآن الكريــم أو‬
‫األحاديــث النبويَّــة ونحوهــا‪ ،‬مــع متييــز الكلــات أو األجــزاء التــي تعالــج القواعــد ال َّن ْحويَّــة املعيّنــة باللــون األحمر‪ .‬ولكـ َّن هذه‬
‫ـا تركّــز عليهــا كتــب الدرجــات الصغــرة؛ حيــث نجــد النصــوص يف‬ ‫الكتــب تركّــز عــى القواعــد الرصفيَّــة وال َّن ْحويَّــة أكــر مـ َّ‬
‫مفصلــة عــن القاعــدة ال َّن ْحويَّــة أو‬
‫مطلــع دروس هــذه الكتــب صغــرة جـ ًّدا تنحــر يف ســطور معــدودة‪ ،‬لكــن مــع بيانــات ّ‬
‫الرصفيَّــة التــي يــراد تدريســها‪ .‬وبعــد رشح القواعــد‪ ،‬تــأيت التدريبــات مثــل تكميــل الفراغــات‪ ،‬وتوفيــق األعمــدة‪ ،‬والرتجمــة‪،‬‬
‫وتكويــن ال ُج َمــل ونحوهــا‪.‬‬
‫الدينية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫العربية يف املدارس‬
‫َّ‬ ‫التحديات يف مجال تعليم اللُّغة‬
‫ّ‬ ‫املطلب الثاين‪:‬‬
‫ال شـ ّـك أ َّن تعليــم اللُّغــة العربيَّــة يف املــدارس الدينيَّــة يف واليــة كــراال مفيــد للغايــة؛ حيــث يســتطيع األطفــال املســلمون مــع‬
‫تعلّــم املوضوعــات الدينيَّــة املختلفــة أن يحيطــوا بلغــة أجنبيّــة وأســاليبها وهــم مل يتجــاوزوا سـ ّن املراهقــة‪ .‬فحيــث إنَّهــم‪ ،‬مــع‬
‫درايس آخــر‪ ،‬فإنهــم يتم ّكنون‬ ‫ّ‬ ‫أيضــا َوف ًقــا ملنهــج‬ ‫تعلّمهــم اللُّغــة العربيَّــة مــن املــدارس الدينيَّــة‪ ،‬يتعلّمونهــا يف مدارســهم العا ّمــة ً‬
‫ن بغريهــا يف‬ ‫اطق ـ َ‬ ‫مــن إتقــان هــذه اللُّغــة إىل ح ـ ٍّد كب ـرٍ‪ .‬ولك ـ َّن املشــكلة‪ ،‬أ َّن مجــال تدريــس اللُّغــة العربيَّــة لألطفــال ال َّن ِ‬
‫املــدارس الدينيَّــة بواليــة كــراال يواجــه عـ َّدة تح ّديــات‪ ،‬يرجــع بعــض منهــا إىل األســاليب التــي تقـ ّدم بهــا هــذه اللُّغــة إليهــم‪،‬‬
‫والبعــض اآل َخــر إىل عــدم مت ّكــن مــد ّريس هــذه اللُّغــة مــن إيصالهــا كح ّقهــا إىل املتعلّمــن‪ .‬فمــن أهـ ّم الصعوبــات التــي توجــد‬
‫يف هــذا املجــال مــا يــأيت‪:‬‬
‫الدينية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫املدارس‬ ‫‪ -1‬قلّة الوقت يف‬
‫تعلّــم لغــة أجنبيــة هــو عمليَّــة تحتــاج إىل وقــت طويــل يتــد ّرب فيــه الطُّـ َّـاب مهــارات اللُّغــة الجديــدة ويتعلّمــون بشــكل‬
‫ـي كيفيــة التعا ُمــل والتواصــل فيهــا‪ .‬أ َّمــا أهـ ّم التح ّديــات التــي تواجههــا املــدارس الدينيَّــة تحــت جمعيــة «سمســتا» يف‬ ‫تدريجـ ّ‬
‫مجــال تعليــم اللُّغــة العربيَّــة فهــي عــدم الحصــول عــى أوقــات كافيــة ملعالَجــة مــا ّدة اللُّغــة العربيَّــة‪ .‬فاملــدارس الدينيَّــة بكرياال‬
‫إنــا تعمــل ســاعتني فقــط يف ّكل يــوم مــا عــدا يــوم الجمعــة وأيــام العطــات األخــرى‪ .‬ففــي ّكل يــوم تجــري ثــاث حصــص‪،‬‬ ‫َّ‬
‫ـف فهــو يــراوح بــن ‪4‬‬ ‫حصــة باملجمــوع‪ .‬أ َّمــا عــدد املــوا ّد الدراســيَّة مبــا فيهــا اللُّغــة العربيَّــة يف ّكل صـ ّ‬ ‫ويف األســبوع ‪ّ 18‬‬
‫حصتــان‪ ،‬أي ســاعة‬ ‫و‪ ،6‬األمــر الــذي يشــر إىل أ َّن الوقــت الــذي يحصلــه املعلّمــون لتدريــس مــا ّدة اللُّغــة العربيَّــة ّكل أســبوع ّ‬
‫ـررة‪ ،‬لكــن دون الرتكيــز عــى التدريبــات‬ ‫ونصــف فقــط‪ .‬فهــذا الوقــت ُر َّبــا يكفــي لــرح الــدروس الــواردة يف الكتــب املقـ ّ‬
‫الــواردة فيهــا‪ ،‬وكــذا عــى تنميــة املهــارات األربعــة لــدى الطُّـ َّـاب‪.‬‬
‫ـوي أن اكتســاب مهــارات أي لغــة يتطلــب وضــع املتعلِّــم يف جـ ّو مــيء باملح ّفــزات‬ ‫ويــرى الباحثــون وعلــاء النفــس الرتبـ ّ‬
‫اللُّغويَّــة بحيــث يجعلــه مشــاركًا يف نشــاطات لُغويَّــة متن ّوعــة‪ ،‬وهــو مــا يســاعده عــى رسعــة اكتســاب تلــك اللُّغــة‪ .‬ولك ـ َّن‬
‫العربيــة داخــل حجــرات‬ ‫َّ‬ ‫والخلفيــات لتعليــم اللُّغــة‬ ‫ّ‬ ‫األســاتذة يف كثــر مــن األحيــان عاجــزون عــن خلــق أمثــال هــذه األجــواء‬
‫اإلضافيــة لتعزيــز تعليــم‬
‫َّ‬ ‫ـاطات‬ ‫ـ‬ ‫النش‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫فض‬ ‫ـان‪،‬‬ ‫املعينــة لالمتحـ‬ ‫الدراســة؛ حيــث تصــر محاوالتهــم هــي تكميــل األجــزاء ّ‬
‫يوضــح ‪ %44‬مــن‬ ‫الدينيــة بكــراال‪ّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـدارس‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـاتذة‬ ‫العربيــة‪ .‬وحســب اســتطالع أجــراه الباحــث بــن أسـ‬ ‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫كاف ملعالَجــة هــذه املــا ّدة كح ّقهــا داخــل‬ ‫العربيــة غــر ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ر‬ ‫ـر‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫املق‬ ‫ـاب‬‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫ـس‬
‫ـ‬ ‫لتدري‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬‫ّ‬ ‫ف‬‫املتو‬ ‫ـت‬
‫ـ‬ ‫الوق‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ـأ‬
‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ني‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ُش‬ ‫مل‬‫ا‬ ‫ـاتذة‬‫األسـ‬
‫حجــرات الدراســة‪.‬‬
‫ـررة بحيــث تكــون املوضوعــات يف ّكل كتــاب متكاملــة للــدروس‬ ‫وملوا َجهــة هــذه املشــكلة‪ ،‬ميكــن إعــادة تشــكيل الكتــب املقـ ّ‬
‫التــي يتعلّمهــا األطفــال مــن املــدارس العا ّمــة‪ .‬فحيــث يــدرس طُـ َّـاب املــدارس الدينيَّــة اللُّغــة العربيَّــة مــن املــدارس العا ّمــة‬
‫ـدرايس للُّغــة العربيَّــة يف املــدارس الدينيَّــة بحيــث يوافق‬ ‫ّ‬ ‫أيضــا‪ ،‬يستحســن أن يكــون املنهــج الـ‬ ‫التــي تجــري تحــت وزارة التعليــم ً‬
‫ـدرايس يف املــدارس العا ّمــة‪ ،‬حتــى يســهل عــى الطُّـ َّـاب فهــم الــدروس التــي يتل ّقونها حســب املنهجني‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ويتكامــل مــع املنهــج الـ‬
‫ويســتطيع األســاتذة يف املــدارس الدينيَّــة عــى الرتكيــز عــى نشــاطات لغويَّــة إضافيَّــة‪.‬‬
‫العربية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫‪ -2‬مهارة املعلّمني يف اللُّغة‬
‫ُيثِّــل املعلّــم العمــود الفقــري يف ال َعمليَّــة التعليميَّــة مــن خــال دوره الرئيــس وتأثــره املبــارش يف أركان ال َعمليَّــة التعليميَّــة‬
‫ـرا يف جعــل تعليمهــم أكــر نف ًعــا‬ ‫األخــرى‪ .‬فــا شـ ّـك أن ملهــارة األســاتذة يف املوضوعــات التــي يقومــون بتعليمهــا دو ًرا كبـ ً‬
‫ـي‬ ‫ـرا لــدى الطُّـ َّـاب‪ .‬فــإذا كان معلِّ ُمــو اللُّغــة العربيَّــة ذوي كفــاءة عاليــة يف هــذه اللُّغــة وقادريــن عــى التحضــر العلمـ ّ‬ ‫وتأثـ ً‬
‫أيضــا‪ .‬فعــى املعلّــم أن يأخــذ لدرســه أهبتــه بوضــع خطّــة تامــة لــه وأن‬ ‫الف َّعــال فســتظهر آثارهــا يف الطُّـ َّـاب الذيــن يعلّمونهــم ً‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1190‬‬
‫يســلك الطريقــة املُثْــى التــي توصلــه إىل هدفــه األســمى‪ ،‬مــع مراعــاة الزمــن ومالءمــة مــا يقــوم بتدريســه لعقــول تالميــذه‬
‫والخاصــة(((‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وأعامرهــم ودوافعهــم الفطريــة وســائر ظروفهــم العا َّمــة‬
‫الدينيــة بكــراال قلّــة األســاتذة الذيــن يتمتّعــون‬ ‫َّ‬ ‫ـدارس‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ومــن التح ّديــات التــي يواجههــا مجــال تعليــم اللُّغــة‬
‫العربيــة وعلومهــا‪ .‬فحســب الدراســة التــي قــام بهــا الباحــث بــن أســاتذة اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫أكادمييــة يف اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫مبهــارة فائقــة وخلفيــة‬
‫العربيــة‪ ،‬بينــا يــأيت ‪ %37‬منهــم مــن الــدروس يف‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ي‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫الك‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫خلفي‬
‫َّ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫يأت‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫منه‬ ‫‪%‬‬ ‫‪51‬‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫أ‬ ‫ـدارس‪،‬‬ ‫العربيــة يف هــذه املـ‬ ‫َّ‬
‫ني‪.‬‬
‫َ‬ ‫ك‬‫ِ‬
‫ر‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ُش‬ ‫مل‬‫ا‬ ‫ـاتذة‬ ‫ـ‬ ‫األس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫‪%‬‬ ‫‪11‬‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫ميثل‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫فه‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫العلي‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫فوقه‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫أو‬ ‫ـتري‬ ‫ـ‬ ‫املاجس‬ ‫ـوا‬ ‫ـ‬ ‫أكمل‬ ‫ـن‬ ‫املســاجد‪ .‬أ َّمــا الذيـ‬
‫العربيــة‪ ،‬فــإن ‪ %27‬منهــم أظهــروا أنهــم يعلّمونهــا بــدون ثقة بأنفســهم‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫وللســؤال عــن ثقتهــم بأنفســهم يف تعليــم مــا ّدة اللُّغــة‬
‫ُمعتَ ِم ِديـ َن عــى كتــب الدليــل املتوفّــرة يف األســواق‪.‬‬
‫ـن بتدريــس جميــع‬ ‫وحيــث يجــري يف املــدارس الدينيَّــة نظــام «أســتاذ واحــد لصـ ّـف واحــد»‪ ،‬بحيــث يقــوم أســتاذ معـ َّ‬
‫ـن‪ ،‬يــرى بعــض مــن األســاتذة مــا ّدة اللُّغــة العربيَّــة كاملــوا ّد الدينيَّــة األخــرى‪ ،‬فــا يضعــون‬ ‫ـررة لصـ ّـف معـ َّ‬ ‫املــوا ّد الدراســيَّة املقـ ّ‬
‫لتدريســها خططًــا معيَّنــة يهتــدون بهــا أثنــاء تحضــر دروســهم‪ ،‬وال يدركــون األهــداف أو الغايــات املرج ـ َّوة مــن تدريــس‬
‫ـررة للُّغــة العربيَّــة‪« :‬وليس‬ ‫مقرراتهــم‪ .‬وقــد كتــب يف صفحــة اإلرشــادات يف بدايــة ّكل كتــاب مــن سلســلة «لســان القـرآن» املقـ ّ‬ ‫ّ‬
‫هــذا لتعليــم املعــاين فقــط‪ ،‬بــل لتعليــم اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬فعــى املعلّــم أن يختــار أســهل الطُّــرق للتعليــم وأن يعتنــي بالتمرينــات‬
‫ـرا مــن األســاتذة ال يتبعــون هــذا التوجيــه‪ ،‬بــل يكتفــون‬ ‫وأن يتكلّــم للتالمــذة باللُّغــة العربيَّــة بقــدر عقولهــم»‪ .‬ولكـ َّن عــد ًدا كبـ ً‬
‫بالســر عــى املناهــج التقليديَّــة القدميــة التــي باتــت ال تلبّــي حاجــات العــر؛ حيــث يلقــون محارضاتهــم يف مــا ّدة اللُّغــة‬
‫العربيَّــة كمحــارضات يف املوضوعــات الدينيَّــة األخــرى‪ ،‬وذلــك مــن دون اختبــار مــدى فهــم املتل ّقــن أو دون التح ّقــق مــن‬
‫مــدى كفــاءة أســلوبه عــى إيصــال املعلومــات إليهــم‪.‬‬
‫الدينيــة‪ ،‬ولكــن بعضهــم متخلّفــون يف مجــال‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫املوضوع‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫يف‬ ‫ـرون‬ ‫الدينيــة جميعهــم ماهـ‬ ‫َّ‬ ‫فاألســاتذة يف املــدارس‬
‫ـرر يف املــدارس‪ .‬وحســب االســتطالع الــذي أجراهــا الباحــث بــن أســاتذة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫املق‬ ‫ـدرايس‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫املنه‬ ‫ـب‬ ‫العربيــة حسـ‬ ‫َّ‬ ‫تعليــم اللُّغــة‬
‫العربيــة ق ـطّ‪ ،‬بينــا‬ ‫َّ‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫الجرائ‬ ‫أو‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫املج‬ ‫ـراءة‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـادة‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫لديه‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫ليس‬ ‫ني‬
‫َ‬ ‫ك‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ُش‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ـاتذة‬ ‫ـ‬ ‫األس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫‪%‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪.‬‬‫‪5‬‬ ‫أن‬ ‫ـن‬
‫املــدارس تبـ َّ‬
‫األجنبيــة فإنهــم يتقنونهــا‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫ـراءة‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـادة‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫لديه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫أن‬ ‫ـك‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـادر‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ـكل‬ ‫ـ‬ ‫بش‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫يقرؤونه‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫بأنه‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫منه‬ ‫‪%‬‬ ‫أبــدى ‪27,7‬‬
‫ـرا مــن الذيــن تقتــر‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫وتأث‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ع‬
‫ً‬ ‫نف‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫ـكل‬ ‫ـ‬ ‫بش‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫تعليمه‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫عملي‬
‫َّ‬ ‫ـوا‬ ‫ـ‬ ‫ميارس‬ ‫أن‬ ‫ـتطيعون‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫ـايل‬ ‫ـ‬ ‫وبالت‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫جامله‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫مكام‬ ‫ويعرفــون‬
‫الدينيــة الرتاثيــة فقــط‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫تجاربهــم‬
‫ـكل مــدرس أســلوبه يف التعليــم‪ ،‬وطريقتــه يف التقديــم‪ ،‬ووســائله يف التثقيــف‪ ،‬ولكــن ال ب ـ ّد لــه مــن‬ ‫فمــن املعلــوم أن لـ ّ‬
‫االطــاع عــى آراء املربــن وعلــاء النفــس يف مجــال التعليــم‪ ،‬واملعرفــة عــن االتجاهــات الجديــدة يف تعليــم اللُّغــات‪ ،‬يك‬
‫يكــون عملــه مؤثّــرا وناج ًحــا‪ .‬فلــذا‪ ،‬ميكــن حـ ّـل مشــكلة قلّــة مهــارة األســاتذة يف مجــال تعليــم اللغــات مــن خــال إخضاعهــم‬
‫ـتمرة‪ .‬أ َّمــا يف املــدارس الدينيَّــة تحــت جمعيــة «سمســتا» فتقــوم لجنــة تعليــم الديــن اإلســامي بعقــد ورشــات‬ ‫لتدريبــات مسـ ّ‬
‫تدريبيَّــة ألســاتذة اللُّغــة العربيَّــة واملوضوعــات األخــرى‪ ،‬ولك ّنهــا ال تســمن وال تغنــي مــن جــوع لكــرة عــدد األســاتذة يف‬
‫ـن أ َّن ‪ %28.7‬منهــم فقــط شــاركوا يف أمثــال تلــك‬ ‫املــدارس‪ .‬فحســب االســتطالع الــذي أجــراه الباحــث بــن األســاتذة‪ ،‬تبـ َّ‬
‫التدريبــات للمعلّمــن‪.‬‬
‫الدينيــة نظــام «أســتاذ واحــد لصـ ّـف واحــد»‪ ،‬تقــع عــى كواهــل جميــع األســاتذة باملدرســة مهمــة‬ ‫َّ‬ ‫ـدارس‬ ‫فحيــث تتبــع املـ‬
‫ن بغريهــا فهــو أمــر صعــب‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬ ‫لل‬
‫َّ َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫مج‬ ‫يف‬ ‫ـاتذة‬ ‫ـ‬ ‫األس‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫لجمي‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫التدريب‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫توف‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫م‬
‫َّ َّ‬‫أ‬ ‫ـة‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬ ‫تدريــس اللُّغــة‬
‫العربيــة يف جميــع صفــوف املدرســة‪ ،‬حتــى تتم ّكــن‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫لتدري‬ ‫ـاص‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـتاذ‬ ‫ـ‬ ‫أس‬ ‫ـن‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫يع‬ ‫أن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫يستحس‬ ‫ـذا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫فل‬ ‫ـتحيل‪.‬‬ ‫وشــبه مسـ‬
‫ن بغريهــا‪ .‬ومــن أجل رفع مســتوى‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫اط‬‫ِ‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫لألطف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ّ‬ ‫ث‬ ‫مك‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫لتدريب‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫إخضاعه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫لجنــة‬
‫العربيــة بالهنــد للحصــول عــى خدمــات‬ ‫َّ‬ ‫ـدول‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـفارات‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـاعدة‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫طل‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫للجن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ميك‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫التدريب‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـودة‬ ‫جـ‬
‫األمريكيــة حيــث ترســل ســفارتها مد ّربــن‬ ‫َّ‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫املتح‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الوالي‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الغربي‬
‫َّ‬ ‫ـدول‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـفارات‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫تق‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـرب‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬‫ر‬‫ّ‬ ‫املد‬
‫مختصــن لتدريــب معلِّ ِمــي اللُّغــة اإلنجليزيَّــة يف معاهــد املســلمني عــى نفقاتهــا‪.‬‬ ‫ّ‬
‫‪ -3‬التمسك بطُ ُرق التدريس القدمية‪:‬‬
‫يف العــر الحديــث‪ ،‬ال يــزال مجــال التعلُّــم والتعليــم يشــهد لبحــوث ودراســات كثــرة وتتشـ ّكل فيــه آراء ونظريــات متق ّدمة‪.‬‬
‫عمليــة التعلُّــم والتعليــم بوصفــه رك ًنــا أساسـ ًّـيا‬ ‫ـي يف َّ‬ ‫لميــة الحديثــة يف التدريــس تؤكّــد الجانــب التفاعـ ّ‬ ‫فمعظــم النظريــات ال ِع َّ‬
‫ـرق التدريسـ َّـية القدميــة‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ّ‬ ‫ت‬‫ي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ر‬
‫ّ‬ ‫املد‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـض‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ـزال‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫بالوالي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الديني‬
‫َّ‬ ‫ـدارس‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫يف‬ ‫العمليــة‪ .‬أمــا‬ ‫ّ‬ ‫يف هــذه‬
‫(( ( سمك‪ ،‬صالح‪ ،‬فن التدريس للغة العربية والرتبية الدينية‪ ،‬مكتبة النهضة مرص‪ ،‬القاهرة‪1979 ،‬م‪ ،‬ص‪.3 :‬‬

‫‪1191‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫أيضــا‪ .‬فكثــر مــن املعلّمــن يعتمــدون عــى طريقــة‬ ‫ليــس فقــط يف تديــس املــوا ّد الدينيَّــة‪ ،‬بــل يف تدريــس اللُّغــة العربيَّــة ً‬
‫ـرد متل ّقــن دون فرصــة للتعامــل مــع‬ ‫اإللقــاء بحيــث يلقــون الــدروس عــى الطُّـ َّـاب مــن جانــب ويبقــى الطُّـ َّـاب أمامهــم مجـ ّ‬
‫ـرر املعلمــون القواعــد ال َّن ْحويَّــة أو الرصفيَّــة عــى الطُّـ َّـاب مبــارشة باالعتــاد عىل‬ ‫مد ّرســيهم‪ .‬ففــي صفــوف تعليــم اللُّغــات‪ ،‬يقـ ّ‬
‫يرتســخ ويثبت‬ ‫ـررة‪ ،‬دون أن يســمحوا لهــم باملشــاركة يف تحليــل مــا يســتمعون إليــه وإعــادة تركبيــه يف أذهانهــم يك ّ‬ ‫الكتــب املقـ ّ‬
‫يف عقولهــم‪.‬‬
‫حواســهم الرئيسـ َّـية‬
‫خاصــة للتعليــم تعتمــد عــى إحــدى ّ‬ ‫وهــذا تشــر الدراســات الحديثــة إىل أن ّكل طالــب ميتلــك طريقــة َّ‬
‫عمليــة التعليــم ال بـ ّد أن تكــون مخطّطــة بحيــث تشــتمل عــى‬ ‫والحركيــة‪ .‬فــرى علــاء النفــس أن َّ‬ ‫َّ‬ ‫ـمعية‬
‫الثــاث‪ ،‬البرصيَّــة والسـ َّ‬
‫الحركيــة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الطريق‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫وط‬ ‫ة‬ ‫ـمعي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الطريق‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫وط‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫البرص‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الطريق‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫ط‬ ‫ـريض‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫نشــاطات متن ّوعــة مبــا فيه‬
‫فــا شـ ّـك أ َّن ّكل معرفــة ال يبــذل الطالــب جهــو ًدا يف ســبيل الحصــول عليهــا تبقــى غــر ثابتــة يف ذهنــه‪ ،‬معرضــة للنســيان‬
‫الرسيــع‪ .‬فمــن أجــل حـ ّـل هــذه املشــكلة‪ ،‬ال ب ـ ّد أن يكــون األســاتذة واعــن للطُّــرق املتق ِّدمــة يف مجــال التعليــم مــن خــال‬
‫تدريبــات مكثّفــة‪.‬‬
‫‪ -4‬قلّة استخدام تقنيات التعليم الحديثة‪:‬‬
‫التعليميــة يف العــر الراهــن تطـ ّو ًرا هائـ ًـا بفضــل التقنيــات الحديثــة‪ .‬وقــد تب ّنــت الرتبيــة الحديثــة‬ ‫َّ‬ ‫لقــد تطـ ّورت الوســائل‬
‫معطيــات التكنولوجيــات الجديــدة‪ ،‬فعمــدت إىل اســتخدام الوســائل املعينــة يف تدريــس اللُّغــة بغيــة تقريــب املفاهيــم إىل‬
‫وخاصــة يف املراحــل األوىل‪ ،‬وذلــك ألن الوســائل املســتخ َدمة يف التدريــس تبعــث الحيويَّــة والنشــاط يف أجــواء‬ ‫ّ‬ ‫األذهــان‬
‫ـواس يف الوصــول إىل هــذه الحقائــق(((‪ .‬فبقــدر مــا‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الح‬ ‫يف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫بإرشاكه‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫األذه‬ ‫يف‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫والحقائ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫املعلوم‬ ‫ـخ‬ ‫ـ‬ ‫وترس‬
‫الــدرس‪ّ ،‬‬
‫يعنــى املــد ِّرس باســتخدام تكنولوجيــا التعليــم الجديــد يتم ّكــن مــن النجــاح يف مه َّمــة تعليمــه إذا قــام باســتخدامها يف األوقات‬
‫الدينيــة يف كــراال‪ ،‬فــا‬ ‫َّ‬ ‫املناســبة‪ ،‬ويف ضــوء مراحــل النمــو الفكــري للناشــئة ومســتويات النضــج لديهــم‪ .‬أ َّمــا يف املــدارس‬
‫العربيــة يــدورون يف فلــك التقنيــات القدميــة التــي ال تتع ّدى الســبورة والطباشــر‪ ،‬وذلــك يرجع‬ ‫َّ‬ ‫يــزال كثــر مــن معلِّ ِمــي اللُّغــة‬
‫التقنيــة يف املــدارس أو إىل عــدم إملــام األســاتذة بالتقنيــات الحديثــة‪.‬‬ ‫إ َّمــا إىل عــدم وجــود املرافــق َّ‬
‫وحســب االســتطالع الــذي أجــراه الباحــث بــن أســاتذة املدرســة الدينيَّــة‪ ،‬أ َّن ‪ %9.6‬منهــم ال يســتخدمون التقنيــات الجديدة‬
‫ق ـ ّط يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬حينــا يســتخدم ‪ %18.1‬بشــكل نــادر‪ .‬أ َّمــا عــدد مــن يســتخدمون بشــكل عــادي فهــو ال‬
‫يتجــاوز‪ ،%20‬األمــر الــذي يشــر إىل رضورة جعــل األســاتذة يف املــدارس واقفــن عــى مــدى تأثــر التقنيــات الجديــدة يف‬
‫تعليــم اللُّغــة العربيَّــة‪ .‬أ َّمــا األســاتذة الذيــن يســتخدمون التقنيــات الحديثــة يف صفوفهــم فــا يتجــاوز اســتخدام معظمهــم‬
‫للتقنيــات تشــغيل األصــوات أو عــرض الفيديوهــات لألطفــال يف هواتفهــم الذكيّــة أو حواســيبهم الشــخصيَّة‪ ،‬ألنــه ال توجــد يف‬
‫معظــم املــدارس الدينيَّــة مرافــق التقنيــات التعليميَّــة الحديثــة مثــل الغــرف أو الســبّورات الذكيّــة‪ .‬فحيــث إ َّن اســتخدام تقنيــات‬
‫التعليــم الحديثــة يف مجــال تعليــم اللُّغــة العربيَّــة يــؤ ّدي إىل نتائــج إيجابيَّــة كبــرة يف تقريــب هــذه اللُّغــة إىل أذهــان الط َُّّلب‪،‬‬
‫فإنــه يجــب عــى اللجــان املحلّيــة املعنيّــة بــكل مدرســة اتخــاذ خطــوات لتوفــر أمثــال هــذه التقنيــات يف املــدارس‪.‬‬
‫‪ -5‬لغة التعليم‪:‬‬
‫ـرب مــا بــن الرمــز والواقــع إال إذا ربــط بينهــا ربطًــا‬ ‫اللُّغــة مــا هــي إال صــور رمزيــة للواقــع‪ ،‬واملــدرس ال يســتطيع أن يقـ ّ‬
‫ـا‪ ،‬فإمــا أن يقــود طالبــه إىل خــرة مبــارشة عــن طريــق مشــاهدة الواقــع يف املواقــف الحياتيَّــة املختلفــة‪ ،‬وإ َّمــا أن ينقل‬ ‫ُمح َكـ ً‬
‫ـواس(((‪ .‬أ َّمــا الطريقــة املُ ثْــى لتحقيــق هــذا الربــط بــن الواقــع‬ ‫ملموســا عــن طريــق الحـ ّ‬ ‫ً‬ ‫إليهــم الواقــع مصــو ًرا أو مســمو ًعا أو‬
‫التواصــل بــن األســاتذة والطُّـ َّـاب؛ أل َّن األطفــال كلّــا ازداد حصولهم‬ ‫ُ‬ ‫واللغــة فهــو جعــل اللُّغــة العربيَّــة هــي لغــة التعليــم ولغــة‬
‫عــى فــرص لالســتامع إىل اللُّغــة العربيَّــة ازدادت مهاراتهــم يف االســتامع والتخاطــب‪.‬‬
‫الدينيــة يف واليــة كــراال‪ ،‬فيشــر االســتطالع الــذي أجــراه الباحــث بــن األســاتذة إىل أ َّن ‪ %78.7‬منهــم‬ ‫َّ‬ ‫أ َّمــا يف املــدارس‬
‫العربيــة يف الفصول‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫باس‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫منه‬ ‫‪%‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪.‬‬‫‪3‬‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫يق‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫بين‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫ي‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫املح‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫واللغ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫محارضاته‬ ‫يخلطــون يف‬
‫العربيــة يف اللُّغــة املحلّ ّية‪ .‬وقــد كتب يف صفحة اإلرشــادات‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ة‬‫د‬‫ّ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ر‬
‫ّ‬ ‫يد‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫فه‬ ‫‪%‬‬ ‫‪16‬‬ ‫ـبتهم‬ ‫ـ‬ ‫ونس‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫الباق‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫الدراسـ َّـية‪ .‬أ َّ‬
‫العربيــة يف املــدارس أ َّن عــى املعلّمــن أن يتكلّمــوا مــع تالمذتهــم‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ة‬ ‫د‬
‫ّ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫مل‬ ‫رة‬‫ـر‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫املق‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫ـلة‬‫ـ‬ ‫سلس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫كت‬ ‫كل‬ ‫يف مطلــع ّ‬
‫التواصــل مــع‬
‫ُ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫جع‬ ‫ـوا‬‫ـ‬ ‫يحاول‬ ‫أن‬ ‫ـدارس‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫يف‬ ‫ـاتذة‬ ‫ـ‬ ‫األس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫يج‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫وعلي‬ ‫ـتواهم‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫حس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫باللُّغــة‬

‫(( ( السيد‪ ،‬محمود أحمد‪ ،‬يف طرائق تدريس اللغة العربية‪ ،‬دمشق‪ :‬جامعة دمشق‪1998 ،‬م‪ ،‬ص‪.286 :‬‬
‫(( ( السيد‪ ،‬محمود أحمد‪ ،‬واقع تدريس اللغة العربية يف الجامعات العربية‪ ،‬مجلّة اللغة‪ ،‬دمشق‪ ،‬مجلد‪ ،90 :‬جزء‪2، 2019 :‬م‪ ،‬ص‪.111 :‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1192‬‬
‫تالميذهــم داخــل حجــرات الــدروس عــى األقـ ّـل‪ ،‬وذلــك بغــرض توفــر فــرص لالســتامع إىل النطــق الصحيــح‪ ،‬و ِمــن ث َـ ّم تنمية‬
‫القــدرة عــى اســتيعاب معــاين التعبــرات األكرث اســتخدا ًما‪.‬‬
‫‪ -6‬رضورة تحديث الكتب املق ّررة‪:‬‬
‫ـررة يف املــدارس يجــب أن تكــون مؤلّفــة عــى أُ ُســس علــم النفــس وموافقــة لطبائــع التالميــذ ومالمئــة ألطــوار‬ ‫الكتــب املقـ ّ‬
‫منوهــم يف مراحــل حياتهــم التعليميَّــة‪ .‬فــا ب ـ َّد أن تكــون الــدروس يف الكتــب مرتّبــة ترتيبًــا منطقيًّــا بحيــث تتــد ّرج مــع‬
‫ـكل‪ ،‬ومــن البســيط إىل املركّــب‪ ،‬ومــن املعلــوم إىل املجهــول يك يكــون‬ ‫ـزيئ إىل الـ ّ‬ ‫التالميــذ مــن الســهل إىل الصعــب‪ ،‬ومــن الجـ ّ‬
‫ـدريس للُّغــة العربيَّــة طريقــة عرض‬
‫يب يف الــدرس‪ .‬فمــن املعايــر امله ّمــة إلعــداد الكتــاب املـ ّ‬ ‫للتالميــذ فاعليــة ذاتيَّــة‪ ،‬ودور إيجــا ّ‬
‫ناســبًا من قبــل املؤلّــف‪ ،‬وصياغته بأســلوب‬ ‫عرضــا ُم ِ‬
‫ـدريس يجــب أن يكــون ً‬ ‫املــادة التعليميَّــة فيــه‪ ،‬فعنــد عرضهــا يف الكتــاب املـ ّ‬
‫ـوي واضــح وترتيبهــا ترتيبًــا جيّــدا بحيــث يســهل عــى املعلــم عمليَّــة التعليــم كام يســهل عىل تالميــذه عمليَّــة التعلُّــم ويدربهم‬ ‫لُغـ ّ‬
‫عــى التفكــر امل ُنظَّــم(((‪.‬‬
‫العربيــة مــن خــال سلســلة مــن الكتب باســم «لســان القـرآن» والتي‬ ‫َّ‬ ‫الدينيــة بكــراال فتــدرس مــا ّدة اللُّغــة‬
‫َّ‬ ‫أ َّمــا يف املــدارس‬
‫أع ّدتهــا لجنــة تعليــم الديــن اإلســامي لعمــوم كــراال‪ .‬وقــد حــاول مؤلّفــو هــذه الكتــب أن يحافظــوا عــى املعايــر الالزمــة‬
‫املعنيــن وقدراتهــم ومســتوى فهمهــم وإدراكهــم‪ .‬أمــا‬ ‫ـدريس بحيــث يتناســب ّكل جــزء فيهــا مــع أعــار املتعلّمــن ّ‬ ‫للكتــاب املـ ّ‬
‫ـهل ومواف ًقــا ملســتوى الطُّـ َّـاب الصغــار لكونهــا تعالــج قواعــد‬ ‫األجــزاء األربعــة األوىل مــن سلســلة هــذا الكتــاب فيبــدو سـ ً‬
‫اللُّغــة مــن خــال نصــوص للقــراءة‪ .‬أ َّمــا األجــزاء الخاصــة بالطُّـ َّـاب الكبــار مــن الصـ ّـف الســادس فهــي تبــدو صعبــة للطــاب‬
‫ـرص لتــد ّرب‬ ‫واألســاتذة مقارنــة باألجــزاء األوىل‪ُ ،‬ر َّبــا يرجــع ســببه إىل تركيزهــا عــى القواعــد اللُّغويَّــة أكــر مــن توفــر ال ُفـ َ‬
‫مهــارات اللُّغــة األربعــة‪ .‬فهــذه الكتــب ال تتبــع التــدرج يف الــدروس مــن الســهل للصعــب‪ ،‬بــل هنــاك خلــط بينهــا‪ ،‬ومــع ذلــك‬
‫تجمــع بــن دفّتيهــا بعــض القواعــد اللُّغويَّــة التــي ال يحتــاج إليهــا املبتــدؤون يف تعلُّــم اللُّغــة مثــل أحــكام النــون الثقيلــة والنون‬
‫الخفيفــة للتأكيــد‪ ،‬واملباحــث عــن أســاء األفعــال وأفعــال املقا َربــة واالشــتغال والتنــازع ونحوهــا‪ .‬فمــن أجــل حـ ّـل هذه املشــكلة‪،‬‬
‫املعنيــة مراجعــة هــذه الكتــب‪ ،‬وإعــادة ترتيبهــا حســب املعايــر الحديثــة يف‬ ‫فمــن املستحســن أن تجــري مــن قبــل اللجنــة ّ‬
‫ـروق الفرديَّــة بــن الطُّـ َّـاب وإعــداد الطُّـ َّـاب ملهــارات اللُّغــة وليــس اللُّغة نفســها‪.‬‬ ‫تأليــف كتــب دراسـ َّـية للُّغــات‪ ،‬مــع مراعــاة ال ُفـ ُ‬
‫الخامتة‪:‬‬
‫العربيــة لألطفــال‬ ‫َّ‬ ‫الدينيــة بواليــة كــراال وحالــة تدريــس اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫ـرف بنظــام املــدارس‬ ‫البحثيــة هــذه‪ ،‬أردنــا أن نعـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫يف ورقتنــا‬
‫متميــزة‬
‫ّ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـراال‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫فوالي‬ ‫ـال‪.‬‬‫ـ‬ ‫املج‬ ‫ـذا‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫يواجهه‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ي‬‫د‬‫ّ‬ ‫التح‬ ‫إىل‬ ‫ـارة‬ ‫ـ‬ ‫اإلش‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـدارس‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫تل‬ ‫يف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ن‬‫اطق ـ َ‬‫ال َّن ِ‬
‫الدينيــة‪ ،‬وذلــك بصورة‬ ‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫بالتعالي‬ ‫ـئ‬ ‫ـ‬ ‫الناش‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫الجي‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫لتزوي‬ ‫ـاص‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـامل‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـام‬‫ـ‬ ‫نظ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫لديه‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫مب‬ ‫ـرى‬ ‫ـ‬ ‫األخ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الهندي‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الوالي‬ ‫عــن‬
‫ـامية مختلفــة داخــل الواليــة‪ .‬أ َّمــا «جمعيــة العلــاء‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬‫جمعي‬
‫ّ‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫تح‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫تعم‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ف‬
‫ً‬ ‫أل‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫خمس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫عد‬ ‫ـغ‬ ‫ـ‬‫ُ‬ ‫ل‬ ‫يب‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ديني‬
‫َّ‬ ‫ـدارس‬ ‫مـ‬
‫ـامية الكــرى بوالية كــراال‪ ،‬وتعمل تحــت إرشافهــا ‪10521‬‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الجمعي‬
‫َّ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫فه‬ ‫ـتا»‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫م‬
‫َ َْ‬‫«س‬ ‫ــ‬‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫محلي‬
‫ًّ‬ ‫ـهورة‬ ‫ـ‬ ‫املش‬ ‫ـراال»‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـوم‬‫ـ‬ ‫لعم‬
‫وتعرفنــا عــى نظامهــا ومناهجهــا الدراسـ َّـية التــي‬ ‫الجمعيــة ّ‬ ‫َّ‬ ‫مدرســة‪ .‬فركّزنــا يف هــذه الورقــة عــى املــدارس التابعــة لهــذه‬
‫العربيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫دينيــة مختلفــة باإلضافــة إىل مــا ّدة اللُّغــة‬ ‫تشــتمل عــى موضوعــات َّ‬
‫املفصــل ملــا ّدة اللُّغــة‬
‫ـدرايس َّ‬‫ّ‬ ‫ـص تدريــس اللُّغــة العربيَّــة يف هــذه املــدارس الدينيَّــة‪ ،‬فقــد نظرنــا إىل املنهــج الـ‬ ‫أ َّمــا فيــا يخـ ّ‬
‫العربيَّــة بهــا‪ ،‬وبحثنــا عــن التح ّديــات التــي تواجههــا هــذه املــدارس يف تدريــس اللُّغــة العربيَّــة مــع تقديــم بعــض االقرتاحــات‬
‫لحلّهــا‪ .‬فمــن أهـ ّم املشــاكل التــي تواجههــا هــذه املــدارس يف َميْــدان تعليــم اللُّغــة العربيَّــة‪ :‬قلّــة وقــت الدراســة‪ ،‬وعــدم توفّــر‬
‫ـرق التدريــس القدميــة التــي عفــا‬ ‫ن بغريهــا‪ ،‬وتشــبّث كثــر مــن املعلّمــن بطُـ ُ‬ ‫اطقـ َ‬ ‫األســاتذة املاهريــن يف تعليــم العربيَّــة لل َّن ِ‬
‫ـررة ملــا ّدة اللُّغــة العربيَّة‪.‬‬ ‫عليهــا الزمــن‪ ،‬وقلّــة االســتفادة مــن التقنيــات التعليميَّــة الحديثــة‪ ،‬وكــذا بعــض املشــاكل يف الكتــب املقـ ّ‬
‫فبــدون أدىن شـ ّـك‪ ،‬ميكننــا القــول‪ :‬إن املــدارس الدينيَّــة بواليــة كــراال ال تــزال تقـ ّدم خدمــة جليلــة يف مجــال تعريــف اللُّغــة‬
‫ن بغريهــا بالواليــة‪ ،‬ولكــن‪ ،‬ال بـ ّد أن تكــون محــاوالت جامعيَّــة لحـ ّـل أمثــال هــذه املشــاكل‬ ‫اطقـ َ‬ ‫العربيَّــة وتعليمهــا لألطفــال ال َّن ِ‬
‫املذكــورة يك تكــون نتيجــة هــذه الخدمــة الســامية للغــة كتــاب اللــه أتـ ّم وأنفــع‪ .‬وباللــه التوفيــق‪.‬‬

‫(( ( رضــوان‪ ،‬أبــو الفتــوح وآخــرون ‪ ،1995‬الكتــاب املــدريس‪ :‬فلســفته‪ ،‬تاريخــه‪ ،‬أسســه‪ ،‬تقوميــه‪ ،‬اســتخداماته‪ ،‬القاهــرة‪ :‬مكتبــة األنجلــو املرصيــة‪،‬‬
‫ص‪402  :‬‬

‫‪1193‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫قامئة املصادر واملراجع‪:‬‬


‫اإلسالمية وتط ّورها يف شبه القارة الهندية‪ ،‬دمشق‪1986 ،‬م‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪ -‬اآللواي‪ ،‬د‪ .‬محيي الدين‪ ،‬الدعوة‬
‫الدينيــة يف ضــوء‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫والرتبي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫ـرق‬‫ـ‬ ‫ط‬ ‫ـم‪،‬‬‫ـ‬ ‫وغريه‬ ‫ـف‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫يوس‬ ‫ـادي‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والح‬ ‫ ‪-‬خاطــر‪ ،‬د‪ .‬محمــود رشــدي‪،‬‬
‫الجامعيــة‪1998 ،‬م‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫مؤس‬
‫َّ‬ ‫ـت‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫الكوي‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫الحديث‬ ‫االتجاهــات الرتبويَّــة‬
‫اإلسالمية (مليامل)‪ ،‬كالكوت‪ :‬دار النرش اإلسالمي‪1995 ،‬م‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬دائرة املعارف‬
‫ـدريس‪ :‬فلســفته‪ ،‬تاريخــه‪ ،‬أسســه‪ ،‬تقوميــه‪ ،‬اســتخداماته‪ ،‬القاهــرة‪ :‬مكتبــة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫ـرون‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫وآخ‬ ‫ـوح‬ ‫ـ‬ ‫الفت‬ ‫ـو‬‫ ‪-‬رضــوان‪ ،‬أبـ‬
‫األنجلــو املرصيــة‪1995 ،‬م‪.‬‬
‫ ‪-‬الزنداين‪ ،‬عبد املجيد‪ّ ،‬بينات الرسول‪ ‬ﷺ ومعجزاته‪ ،‬القاهرة‪ :‬دار اإلميان‪.‬‬
‫الدينية‪ ،‬القاهرة‪ :‬مكتبة النهضة مرص‪1979 ،‬م‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫العربية والرتبية‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬سمك‪ ،‬صالح‪ ،‬فن التدريس للُّغة‬
‫العربيــة‪ ،‬مجلّــة اللُّغــة‪ ،‬دمشــق‪ ،‬مجلــد‪ ،90 :‬جــزء‪2، :‬‬‫َّ‬ ‫العربيــة يف الجامعــات‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬الســيد‪ ،‬محمــود أحمــد‪ ،‬واقــع تدريــس اللُّغــة‬
‫‪2019‬م‪.‬‬
‫العربية‪ ،‬دمشق‪ :‬جامعة دمشق‪1998 ،‬م‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫تدريس‬ ‫طرائق‬ ‫يف‬ ‫محمود‪،‬‬ ‫ ‪-‬السيد‪،‬‬
‫مؤسسة الوفاء‪1985 ،‬م‪.‬‬ ‫ ‪-‬الطريحي‪ ،‬محمد سعيد‪ ،‬متهيد لكتاب تحفة املجاهدين يف أحوال الربتغاليني‪ ،‬بريوت‪َّ :‬‬
‫أكادميية األدب اإلسالمي‪2016 ،‬م‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬الفييض‪ ،‬صادق‪ ،‬سمستا‪ :‬عرب التاريخ (مليامل)‪ ،‬كالكوت‪:‬‬
‫ ‪-‬املباركبــوري‪ ،‬القــايض أطهــر‪ ،‬العقــد الثمــن يف فتــوح الهنــد ومــن ورد فيهــا مــن الصحابــة والتابعــن‪ ،‬القاهــرة‪ :‬دار‬
‫األنصــار‪1968 ،‬م‪.‬‬
‫العربيــة مــع ســواحل مليبــار مــن القــرن التاســع إىل الســادس عــر (مقالــة)‪ ،‬مجموعــة‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ ‪-‬محمــد‪ ،‬كيــه‪ ،‬إم‪َ ،‬‬
‫ع‬ ‫ال‬
‫أعــال مؤمتــر التاريــخ الهنــدي‪1999 ،‬م‪.‬‬
‫مؤسسة الوفاء‪1985 ،‬م‪.‬‬ ‫ ‪-‬مخدوم‪ ،‬الشيخ زين الدين‪ ،‬تحفة املجاهدين يف أحوال الربتغاليني‪ ،‬بريوت‪َّ :‬‬
‫العربيــة يف واليــة كــراال (مقالــة)‪ ،‬مجلــة النهضــة‪ ،‬كــراال‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬النــدوي‪ ،‬د‪ .‬بهــاء الديــن محمــد جــال الديــن‪ ،‬تعليــم اللُّغــة‬
‫يوليــو ‪2017‬م‪.‬‬
‫لمية‪1990 ،‬م‪.‬‬ ‫ ‪-‬النيسابوري‪ ،‬الحاكم‪ ،‬املستدرك عىل الصحيحني‪ ،‬بريوت‪ :‬دار الكتب ال ِع َّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1194‬‬
‫َ‬
‫قين بغيرها‬‫اط‬ ‫العربية من َّ‬
‫الن ِ‬ ‫َّ‬ ‫لم َتعلمي ُّ‬
‫اللغة‬ ‫َّ‬
‫التدريبية ُ‬ ‫االحتياجات‬
‫َّ‬
‫غوية‬ ‫لتقوية مهاراتهم ُّ‬
‫الل‬

‫(دراسة ميدانيَّ ة على جامعة األمير سونكال فرع فطاني‪ /‬تايالند)‬

‫الباحث‪ /‬براسريت بان بري (عبدالقادر)‬ ‫الدكتور‪ /‬رشدي طاهر‬


‫عضــو هيئــة التدريــس بكليــة العلــوم اإلنســانيَّة واالجتامعيَّــة‪،‬‬ ‫عضو هيئة التدريس بكلية العلوم اإلسالميَّة‪،‬‬
‫وعضــو مركــز اختبــار كفــاءة اللُّغــة العربيَّــة‬ ‫ونائب مدير مركز اختبار كفاءة اللُّغة العربيَّة‬
‫جامعة األمري سونكال الحكوميَّة – فرع فطاين‪ /‬تايالند‬ ‫جامعة األمري سونكال الحكوميَّة – فرع فطاين‪ /‬تايالند‬

‫‪der2521@hotmail.com‬‬ ‫‪taherrusdee@gmail.com‬‬

‫امل ُل َّخص‪:‬‬
‫ن بغريهــا لتقويــة مهاراتهــم‬ ‫اطقـ َ‬ ‫العربيــة مــن ال َّن ِ‬
‫َّ‬ ‫التدريبيــة ملتعلِّ ِمــي اللُّغــة‬
‫َّ‬ ‫ه َدفَــت الدراسـ ُة إىل الكشــف عــن االحتياجــات‬
‫اللُّغويَّــة مــن وجهــة نظــر َع ِّينــة مــن طــاب جامعــة األمــر ســونكال فــرع فطــاين‪ /‬تايالنــد‪.‬‬
‫وتوصلَــت الدراسـ ُة الحاليــة‬
‫ـي إضافــة إىل االســتبانة أداة لجمــع املعلومــات والبيانــات‪َّ ،‬‬ ‫ـي التحليـ ّ‬
‫واســتخدمت املنهــج الوصفـ ّ‬
‫إىل نتائــج أهمهــا‪ :‬عــى الرغــم مــن تنــوع واختــاف تعريفــات التدريــب فإنهــا ميكــن أن تجتمــع يف خصائــص متفقــة‪ ،‬فــكل‬
‫بعضــا‪ ،‬وال ميكــن إقصــاء بعضهــا وتفضيــل البعــض اآل َخــر؛ ألن لــكل تعريــف مــا يُ ِ‬
‫ناســبه مــن‬ ‫هــذه التعريفــات تك ّمــل بعضهــا ً‬
‫الحــال واملقــال‪ ،‬إن املهمــة األساســيَّة للتدريــب هــي توفــر برامــج لتنميــة املــوارد البرشيَّــة‪ .‬ولضــان تقديــم هــذه الربامــج يف‬
‫الوقــت املناســب؛ لــذا يجــب أن يتــم تخطيــط وتنفيــذ العديــد مــن األنشــطة املهمــة ضمــن عمليــات التدريــب والتطويــر‪ .‬ومــن‬
‫أهــم هــذه األنشــطة تحديــد االحتياجــات‪ ،‬فعــى الرغــم مــن تنــوع واختــاف تعريــف االحتياجــات التدريبيَّــة فــإن هنــاك‬
‫ـتمرة غــر منتهية)‪،‬‬
‫خصائــص مجمعــة عليهــا‪( :‬متثــل نواحــي ضعــف أو نقــص‪ ،‬يُــراد تنميتهــا أو تغيريهــا أو تعديلهــا‪ ،‬عمليَّــة مسـ َّ‬
‫التدريــب يف ال َعمليَّــة الرتبويَّــة والتعليميَّــة ال يقـ ُّـل أهميـ ًة عنــه يف الوظائــف والعمليَّــة اإلداريَّــة؛ ألنَّهــا ال َعمليَّــة التــي تســبقها‬
‫ـريف (جانــب نظــري)‪ ،‬وجانــب لإلتقــان‬ ‫وتُهيِّــئ لهــا‪ ،‬حيــث أهميَّــة أن تحتــوي الربامــج التدريبيَّــة عــى جانــب لإلثــراء املعـ ّ‬
‫املهــاري (جانــب تطبيقــي)‪ ،‬وارتبــاط املهــارات اللُّغويَّــة األربــع (القــراءة‪ ،‬والكتابــة‪ ،‬واملحادثــة‪ ،‬واالســتامع) بعضهــا ببعــض‬
‫تؤكــد أهميَّــة مراعاتهــا يف تصميــم الربامــج التدريبيَّــة وصياغــة األهــداف لهــا‪ ،‬وموافقــة َعيِّنــة الدراســة عــى املحــور األول‪:‬‬
‫أيضــا عــى املحــور الثــاين‪ :‬احتياجــات‬ ‫ـريف (جانــب نظــري) بدرجــة متوســطة‪ ،‬وموافقتهــم ً‬ ‫احتياجــات تدريبيَّــة لإلثــراء املعـ ّ‬
‫أيضــا‪.‬‬
‫تدريبيَّــة لإلثــراء املهــاري (جانــب تطبيقــي) بدرجــة متوســطة ً‬
‫واملقرتحات‪:‬‬
‫َ‬ ‫أهم التوصيات‬
‫التدريبيــة‬
‫َّ‬ ‫ن بغريهــا‪ ،‬والعنايــة برصــد االحتياجــات‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫العنايــة بالتدريــب وأســاليبه الحديثــة يف تعليــم اللُّغــة‬
‫التدريبيــة الحاجــة‪ ،‬وتراعــى نواحــي‬ ‫َّ‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫الربام‬ ‫يف‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫تراع‬ ‫وأن‬ ‫ـأول‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫أول‬
‫ن بغريهــا ً‬ ‫للناط ِقـ َ‬ ‫العربيــة ِ‬ ‫َّ‬ ‫يف مجــال تعليــم اللُّغــة‬
‫التدريبية‬
‫َّ‬ ‫ـج‬
‫ـ‬ ‫الربام‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تصمي‬ ‫يف‬ ‫ـز‬ ‫ـ‬ ‫والرتكي‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫منتهي‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ة‬‫ـتمر‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫وتك‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫والتعدي‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫والتغي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫التنمي‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫وتقص‬ ‫الض ْعــف والنقــص‪،‬‬‫َّ‬
‫التدريبيــة يف‬
‫َّ‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫الربام‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫تصمي‬ ‫يف‬ ‫ـز‬
‫ـ‬ ‫والرتكي‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫والكتاب‬ ‫ـراءة‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـاريت‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫)‬ ‫ـري‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫النظ‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫(الجان‬ ‫ـريف‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫املع‬ ‫يف مجــال اإلثــراء‬
‫متخصصــة لجمــع التجــارب‬ ‫ِّ‬ ‫ـي) عــى مهــاريت‪ :‬املحادثــة واالســتامع‪ ،‬وإيجــاد هيئــة‬ ‫مجــال اإلتقــان املهــاري (الجانــب التطبيقـ ّ‬
‫املؤسســات‬‫َّ‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫إح‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫تتبناه‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬‫العاملي‬
‫َّ‬ ‫ـودة‬ ‫ـ‬ ‫الج‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫مقايي‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫وتطبي‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫العامليــة يف مجــال تعليــم اللُّغــة‬‫َّ‬
‫العربيــة عــى مســتوى تايالنــد‪ ،‬وجنــوب رشق آســيا‪ ،‬لتبــادل‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ملتع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫رابط‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫إنش‬ ‫ـة‪،‬‬‫العامليـ‬
‫َّ‬ ‫التعليميــة‬
‫َّ‬ ‫ـامية أو‬
‫اإلسـ َّ‬
‫العربيــة عىل مســتوى تايالنــد‪ ،‬وجنوب‬ ‫َّ‬ ‫العربيــة‪ ،‬إنشــاء رابطــة مل ُعلِّمــي اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫املتخصصــة باللُّغــة‬ ‫ِّ‬ ‫األخبــار والفعاليــات واألنشــطة‬
‫رشق آســيا‪ ،‬لتبــا ُدل الخــرات والتجــارب‪.‬‬

‫‪1195‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫املفتاحية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫الكلامت‬
‫العربية‪ ،‬ال َّن ِاطق َ‬
‫ني بغريها‪ ،‬املهارات اللُّغويَّة‪ ،‬جامعة األمري سونكال فرع فطاين‪ /‬تايالند‪.‬‬ ‫التدريبية‪ ،‬متعلِّ ِمي اللُّغة َّ‬
‫َّ‬ ‫االحتياجات‬
‫املقدمة‬
‫ش ٍء َعلِيـ ٌم﴾ [البقــرة‪ ،]282 :‬والصــاة والســام‬ ‫ن‪ ،‬القائــل‪َ ﴿ :‬وات َّ ُقــوا اللَّـ َه َويُ َعلِّ ُم ُكـ ُم اللَّـ ُه َواللَّـ ُه ِبـ ُك ِّل َ ْ‬ ‫رب العالَ ِمـ َ‬ ‫الحمـ ُد للــه ِّ‬
‫ـرا؛ أمــا بعــد‪:‬‬ ‫ـليم كثـ ً‬ ‫ني‪ ،‬وعــى آلــه وصحبــه وسـلَّم تسـ ً‬ ‫واملرســل َ‬
‫عــى أرشف األنبيــاء َ‬
‫ـال‪ ،‬بــل هــي معيــار يف نجــاح املتعلِّــم أو فشــله يف تعلُّــم‬ ‫التعليميــة تلعــب دو ًرا ف َّعـ ً‬ ‫َّ‬ ‫مليــة‬‫الدافعيــة ورغبــة املتعلِّــم يف ال َع َّ‬
‫َّ‬ ‫فــإن‬
‫اللُّغــة الثانيــة والســيطرة عــى مهاراتهــا األربــع (القــراءة‪ ،‬والكتابــة‪ ،‬واالســتامع‪ ،‬واملحادثــة)؛ ألنَّهــا توجــه النشــاط الــذي يقــوم‬
‫ـي والحافــز األول لتعلُّــم‬ ‫غالبــا مــا يكــون الســبب الطبيعـ ّ‬ ‫بــه املتعلِّــم وتحــدده‪ ،‬فاســتعامل اللُّغــة والتواصــل بهــا مــع النــاس‪ً ،‬‬
‫التواصــل مع أهل‬
‫ُ‬ ‫يف‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫رغبت‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫يزيد‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫وثقافت‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الثاني‬ ‫أيضــا أن املتعلِّــم عندمــا يتجــه إىل مجتمــع اللُّغــة‬ ‫اللُّغــة‪ ،‬ومــن املعــروف ً‬
‫ـوي الــذي يــؤ ِّدي إىل زيــادة يف‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫الدخ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫يزي‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬‫املتع‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫بالفائ‬ ‫ـود‬ ‫ـ‬ ‫يع‬ ‫ـذا‬
‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـم‪،‬‬
‫ـ‬ ‫به‬ ‫تلــك اللُّغــة‪ ،‬واالندمــاج‬
‫الكفايــة اللُّغويَّــة لــدى املتعلِّــم والســيطرة عــى املهــارات اللُّغويَّــة‪ ،‬فقــد أثبتــت بعــض الدراســات أنَّــه كلــا كانــت دافعيــة املتعلِّم‬
‫ـخصية‬
‫نحــو مجتمــع اللُّغــة الثانيــة قويَّــة زادت يف إثــراء الحصيلــة اللُّغويَّــة عنــد املتعلِّــم؛ ألنَّهــا تقــود املتعلِّــم إىل تق ُّمــص الشـ َّ‬
‫وعمليــة اســتعامل اللُّغــة هــي مــن أفضــل الوســائل لتعلمهــا واملحافظــة عليهــا‪ ،‬عــى الرغــم مــن أن فــرص‬ ‫َّ‬ ‫الناطقــة باللُّغــة‪،‬‬
‫اســتعامل اللُّغــة تتفــاوت بــن املتعلِّمــن حســب بيئاتهــم‪ ،‬وثقافاتهــم‪ ،‬وطبيعــة حياتهــم‪ ،‬وحســب الدراســات التــي تتعلَّــق يف‬
‫تقســم إىل قســمني هــا‪:‬‬ ‫الدافعيــة لــدى املتعلِّمــن َّ‬ ‫َّ‬
‫الدوافــع الوســيلية أو الغرضيــة‪ :‬وهــي التــي يكــون الدافــع منهــا إىل تعلُّــم اللُّغــة الثانيــة تحقيــق أهــداف معينــة قــد تكــون‬
‫ماديَّــة‪ ،‬أو الحصــول عــى وظيفــة أو شــهادة‪ ،‬أو الرغبــة يف قضــاء وقــت يســتمتع فيــه بالســياحة‪.‬‬
‫الدوافــع التكا ُم َّليــة أو االندماجيــة‪ :‬وهــي التــي يكــون الدافــع منهــا إىل تعلُّــم اللُّغــة الثانيــة هــو الرغبــة يف العيــش يف‬
‫العربيــة مــن أبنــاء الشــعوب اإلســامية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫غالبــا مــا تكــون يف متعلِّ ِمــي اللُّغــة‬ ‫مجتمــع اللُّغــة والتكامــل معــه‪ ،‬وهــذه الدوافــع ً‬
‫ـرا هــو التدريــب‪ ،‬فهــو عامــل مؤثــر وف ّعــال‬ ‫ـرا كبـ ً‬ ‫ومــن العوامــل التــي تؤثــر يف عمليَّــة التعلُّــم واكتســاب املهــارات تأثـ ً‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬بــل هــو األســاس عنــد صعوبــة الوصــول إىل البيئــة‬ ‫ال ميكــن االســتغناء عنــه يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة ِ‬
‫للناط ِق ـ َ‬
‫االجتامعيَّــة الحقيقيَّــة يف مواقــف التعليــم‪.‬‬
‫أول‪ :‬مشكلة البحث وتساؤالته‪:‬‬
‫ً‬
‫ـؤش الــذي يوجــه التدريــب نحــو االتجــاه الصحيــح بحيــث ميكنه‬ ‫التدريبيــة تعتــر مبثابــة املـ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫عمليــة تحديــد االحتياجــات‬ ‫إن َّ‬
‫تحقيــق كفــاءة وحســن أداء املتعلِّمــن واالرتقــاء مبهاراتهــم وســلوكهم وتوجيــه تفكريهــم وعقائدهــم مبــا يتفــق واتجاهــات‬
‫التدريبيــة للمتدربــن‪ ،‬ألن‬
‫َّ‬ ‫أهميــة تحديــد االحتياجــات‬ ‫املجتمــع واحتياجاتــه الرتبويَّــة‪ ،‬وقــد شـ َّدد الكثــر مــن الرتبويــن عــى َّ‬
‫التدريبيــة وحرصهــا وتجميعهــا‪ ،‬كــا أن أي برنامــج‬ ‫َّ‬ ‫ـرف عــى االحتياجــات‬ ‫ـي إمنــا يقــاس مبــدى التعـ ُّ‬ ‫نجــاح أي برنامــج تدريبـ ّ‬
‫ـي جهـ ًدا ال جــدوى منــه (رشيــف‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التدريب‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫الربنام‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫يجع‬ ‫ـارة‬ ‫ـ‬ ‫ومه‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫بدق‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫التدريبي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫لالحتياج‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫علم‬ ‫ال يؤســس عــى قيــاس‬
‫التدريبيــة تعتــر األداة األساسـ َّـية التــي مــن خاللهــا يتــم التطويــر‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫االحتياج‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫تحدي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫عملي‬
‫َّ‬ ‫إن‬ ‫)‪.‬‬ ‫‪273‬‬ ‫وعيــى‪1983 ،‬م‪:‬‬
‫التدريبيــة‪ ،‬إىل جانــب وضــع الحلــول‬
‫َّ‬ ‫ـكالت‬ ‫ـ‬ ‫للمش‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ل‬‫م‬‫ََ‬ ‫ت‬ ‫املح‬ ‫ـباب‬ ‫ـ‬ ‫األس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫معرف‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـاعد‬ ‫ـ‬ ‫تس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ملي‬
‫َ َّ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـراد‪،‬‬ ‫والتنميــة لألفـ‬
‫الواقعيــة التــي تســاعد عــى تحديــد احتياجــات األفــراد (الســكارنة‪2011 ،‬م‪،)166 :‬‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫باملعلوم‬ ‫اإلدارة‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫وتزوي‬ ‫ِ‬
‫املناسـ َـبة‪،‬‬
‫التدريبيــة؛ إذ ال ميكــن أن يحقــق التدريــب األهــداف‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫االحتياج‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫وموضوعي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫دق‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫مب‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫مره‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫التدريبي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫ملي‬
‫فنجـ َ َّ‬
‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـاح‬
‫التدريبيــة لألفــراد؛ و ِمــن ث َـ َّم تبنــى عــى أساســها الربامــج‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫لالحتياج‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫دقي‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫تحدي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫مبني‬
‫ًّ‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫إال‬ ‫املر ُجـ َّوة منــه‬
‫ـب يف االتجــاه الصحيــح الــذي يزيد‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫وتص‬ ‫ـراد‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫األف‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫واتجاه‬ ‫ـارف‬ ‫ـ‬ ‫ومع‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫تطوي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫تعم‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـبة‬ ‫ـ‬ ‫املناس‬ ‫التدريبيــة‬
‫َّ‬
‫املؤسســة‪ ،‬وبــدون ذلــك يتحــول التدريــب مــن أداة لتحســن جــودة املنتَــج إىل مــا يُعــرف بالتدريــب للتدريــب‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫فاعلي‬ ‫مــن‬
‫املؤسســات اليــوم‪ ،‬بســبب‬‫َّ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫كث‬ ‫ـدى‬‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـدث‬ ‫ـ‬ ‫يح‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـر‪،‬‬‫ـ‬ ‫تذك‬ ‫ـودة‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫أي‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫تحقي‬ ‫دون‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫س‬ ‫املؤس‬
‫َّ‬ ‫ـوارد‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـتنزف‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـط‪،‬‬ ‫فقـ‬
‫مليــة املعتمــدة‪.‬‬ ‫َ َّ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـاليب‬ ‫ـ‬ ‫باألس‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫التدريبي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫لالحتياج‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الفعلي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫إغف‬
‫اإلنتاجيــة‬
‫َّ‬ ‫ســات‬ ‫واملؤس‬
‫َّ‬ ‫الجهــات‬ ‫يف‬ ‫األفــراد‬ ‫تنميــة‬ ‫يف‬ ‫مبــكان‬ ‫األهميــة‬ ‫مــن‬ ‫ــة‬ ‫التدريبي‬
‫َّ‬ ‫االحتياجــات‬ ‫فــإذا كان تحديــد‬
‫أهميــة ألنَّهــا تــزود ســوق العمــل باملهنيــن واملتخصصــن‪ ،‬فاالرتقــاء‬ ‫َّ‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫أش‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬ ‫والرتبو‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫املؤس‬
‫والخدميــة‪ ،‬فهــو يف َّ‬
‫مبســتوى هــؤالء يُ َع ـ ُّد ارتقــاء مبســتوى الخدمــات املق َّدمــة للمجتمــع؛ لــذا تســعى الدراســة الحاليــة لإلجابــة عــن الســؤال‬
‫الرئيــي اآليت‪:‬‬
‫ّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1196‬‬
‫ني بغريها لتقوية مهاراتهم اللُّغويَّة؟)‬ ‫(ما االحتياجات التدريبيَّة ملتعلِّ ِمي اللُّغة العربيَّة من ال َّن ِ‬
‫اطق َ‬
‫الفرعية اآلتية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ويندرج تحته األسئلة‬
‫ ¨ما مفهوم التدريب واحتياجاته وما أهميتهام لتقوية مهارات اللُّغة العربيَّة؟‬
‫التدريبية لتقوية املهارات اللُّغويَّة من وجهة نظر َع ِّينة الدراسة الحالية؟‬ ‫َّ‬ ‫ ¨ما أه ّم االحتياجات‬
‫ثانيا‪ :‬أهداف البحث‪:‬‬
‫ً‬
‫الرئييس اآليت‪:‬‬
‫ّ‬ ‫تسعى الدراسة الحالية لتحقيق الهدف‬
‫ني بغريها لتقوية مهاراتهم اللُّغويَّة)‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ ‪(-‬الكشف عن االحتياجات التدريبيَّة ملتعلِّ ِمي اللُّغة العربيَّة من ال َّناطق َ‬
‫الفرعية اآلتية‪:‬‬‫َّ‬ ‫ويندرج تحته األهداف‬
‫ ¨توضيح مفهوم التدريب واحتياجاته وأهميتهام لتقوية مهارات اللُّغة العربيَّة‪.‬‬
‫التدريبية لتقوية املهارات اللُّغويَّة من وجهة نظر َع ِّينة الدراسة الحالية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ¨إظهار االحتياجات‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫ثال ًثا‪َّ :‬‬
‫أهمية البحث إىل الجوانب اآلتية‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫تعود‬
‫تعليميــة تربويَّــة‪ ،‬وخاصــة‬
‫َّ‬ ‫أو‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫خدمي‬ ‫أو‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫إنتاجي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫مؤس‬
‫َّ‬ ‫ألي‬ ‫ـا‬‫ـ‬‫ًّ‬ ‫ي‬‫رضور‬ ‫ا‬‫ـر‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫أم‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫التدريبي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫االحتياج‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫تحدي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫عملي‬
‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ ‪-‬تعت‬
‫عمليــة موجهــة لسـ ّد الفجــوة الكامنــة يف قصــور األداء املتعلــق بنقص الكفــاءة عرب‬ ‫َّ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫أل‬
‫َّ َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫تدريبي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫عملي‬
‫َّ‬ ‫ـأي‬
‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ء‬‫د‬‫قب َ ْ‬
‫ـ‬ ‫الب‬ ‫ـل‬‫ـ‬
‫إكســاب الفــرد املهــارات واملعــارف الالزمــة لــه‪ ،‬لتجعلــه الئ ًقــا إلدارة مهــام عملــه ووظيفتــه يف ســوق العمــل بعــد تخرجــه‪،‬‬
‫التعليمية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫للمؤسســة‬
‫املقرتحــة َّ‬ ‫التدريبيــة َ‬‫َّ‬ ‫مقرت ًحــا حــول الربامــج‬ ‫ويقــدم هــذا البحــث ألصحــاب القــرار تصـ ُّو ًرا َ‬
‫ ‪-‬انعدام وندرة الدراسات العربيَّة التي طرقت موضوع الدراسة يف بيئة الدراسة الحالية‪.‬‬
‫ني بغريها‪.‬‬ ‫العربية ِ‬
‫للناط ِق َ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬تُس ِهم الدراسة يف موا َجهة مشكالت تعليم اللُّغة‬
‫املقتحة للتغلُّب عىل هذه املشكالت‪.‬‬ ‫ ‪-‬إيجاد بعض من الحلول َ َ‬
‫ ‪-‬يتوقــع أن تســتفيد مــن نتائــج هــذه الدراســة ‪ -‬مبشــيئة اللــه تعــاىل‪ -‬الجامعــة ومؤسســاتها التابعــة لهــا وبخاصــة كليــة‬
‫املعنيون بهــذه الدراســة‪ ،‬ومعاهد تعليم‬ ‫واالجتامعيــة والقامئــون عــى إدارتهــا وهــم ُّ‬ ‫َّ‬ ‫ـانية‬
‫ـامية والعلــوم اإلنسـ َّ‬ ‫العلــوم اإلسـ َّ‬
‫ـراتيجية‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫خططه‬ ‫ـاء‬
‫ـ‬ ‫بن‬ ‫يف‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫وغريه‬ ‫ـال‪،‬‬
‫ـ‬ ‫املج‬ ‫ـذا‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫يف‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫تنش‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫العلم‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫البح‬ ‫ـز‬
‫ـ‬ ‫ومراك‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫ومراكزه‬ ‫اللغــات‬
‫املســتقبلية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫وتطلعاتهم‬
‫راب ًعا‪ :‬حدود البحث‪:‬‬
‫العربية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫التدريبية مل ُتعلمي اللُّغة‬
‫َّ‬ ‫املوضوعي‪ :‬يرتكز البحث يف إبراز االحتياجات‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬الحد‬
‫ ‪-‬الحــد املـ ّ‬
‫ـكاين‪ :‬ســيجرى البحــث يف مركــز اختبــار كفــاءة اللُّغــة العربيَّــة التابــع لكليــة العلــوم اإلســاميَّة بجامعــة األمــر‬
‫ســونكال فــرع فطــاين‪.‬‬
‫ ‪-‬الحد البرشي‪ :‬يرتكز البحث عىل طالب وطالبات جامعة األمري سونكال‪ ،‬فرع فطاين‪.‬‬
‫الجامعي ‪ 2021-2022‬م‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الزمني‪ :‬سيجرى البحث خالل العام‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬الحد‬
‫خامسا‪ :‬منهج البحث‪:‬‬
‫ً‬
‫ستخدم يف البحث املنهج اآليت‪:‬‬ ‫َ‬ ‫سي‬
‫ُ‬
‫ويفــره‪ ،‬ويعمــل عــى تحديــد ال َعالقــات بــن الوقائــع‬ ‫ّ‬ ‫التحليــي‪« :‬وهــو الــذي يصــف مــا هــو كائــن‬
‫ّ‬ ‫الوصفــي‬
‫ّ‬ ‫املنهــج‬ ‫ ‪-‬‬
‫واملام َرســات الشــائعة واالتجاهــات املختلفــة عنــد الجامعــات» (جابــر وكاظــم ‪1978‬م‪ ،)126 :‬ويســاعد هــذا املنهــج يف وصــف‬
‫الظاهــرة املــراد دراســتها‪ ،‬وتصويرهــا تصويـ ًـرا شــا ِم ًل كامـ ًـا‪ ،‬ثــم تحديــد ال َعالقــات واملام َرســات تجــاه هــذه الظاهــرة‪.‬‬
‫كام تستخدم الدراسة االستبانة أداة لجمع املعلومات والبيانات املتعلِّقة بهذه الظاهرة‪.‬‬

‫‪1197‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم التدريب واحتياجاته وأهميتهما لتقوية مهارات ُّ‬


‫اللغة العربيَّ ة‬
‫ـيء وأُولِـ َع بــه‪ ،‬و َد ِر َب باألَ ْمـ ِر‬
‫بالرجــوع إىل معاجــم اللُّغــة يتَّ ِضــح أن كلمــة (التدريــب) مشـتَ َّقة مــن (درب) «إذا ا ْعتَــا َد الـ َ‬
‫الشـ َدائ ُدِ‬
‫ـب عليــه و َد َّربَتْـ ُه َّ‬ ‫ض َِي بــه كَتَـ َد َّر َب و َد ْر َد َب أَي ا ْعتَــا َد و َد َّربَــه ِبـ ِه و َعلَيْـ ِه و ِفيـ ِه ت َ ْد ِريبًــا‪َّ َ :‬‬
‫ضا ُه وأَلَّـ َ‬ ‫بالضـ ِّم‪َ :‬‬‫َد َربًــا و ُد ْربَـ ًة َّ‬
‫ـر ُب» (الزبيــدي ‪.)1994: 1/483‬‬ ‫الرجــا ِل امل ُ َن َّجـ ُد وامل ُـ َد َّر ُب‪ :‬امل ُ َجـ َّ‬
‫ـر َن عليهــا‪ ،‬ومنــه امل ُـ َد َّر ُب ك ُم َعظَّــمٍ مـ َن ِّ‬ ‫َحتَّــى قَـ ِو َي و َمـ َ‬
‫أمــا مصطلــح (التدريــب) فألهميتــه تنوعــت عبــارات التعريــف بــه‪ ،‬وهــذا التنــوع حســب زوايــا ومنظــار‬
‫املعرفــن بــه فمــن عباراتهــم‪:‬‬
‫ ‪«-‬عمــل أو نشــاط مــن أنشــطة إدارة املــوارد البرشيَّــة والــذي يعمــل عــى تقريــر حاجــة األفــراد العاملــن يف مختلــف‬
‫الض ْعــف والقــوة املوجــودة يف أدائهم وســلوكهم خــال العمل»‬ ‫املســتويات التنظيميَّــة للتطويــر والتأهيــل‪ ،‬يف ضــوء نقــاط َّ‬
‫(الهيتــي‪2004 ،‬م‪.)89 :‬‬
‫ ‪«-‬نشــاط مخطــط يهــدف إىل تزويــد األفــراد مبجموعــة مــن املعلومــات واملهــارات التــي تــؤ ِّدي إىل زيــادة معــدالت أداء‬
‫األفــراد يف العمــل» (عبــد الباقــي‪2000 ،‬م‪.)69 :‬‬
‫ ‪«-‬عمليَّــة مخططــة تقــوم باســتخدام أســاليب وأدوات بهــدف خلــق وتحســن وصقــل املهــارات والقــدرات لــدى الفــرد‪،‬‬
‫وتوســيع نطــاق معرفتــه لــأداء الكــفء مــن خــال التعلُّــم‪ ،‬لرفــع مســتوى كفاءتــه وبالتــايل كفــاءة املنشــأة التــي يعمــل‬
‫فيهــا كمجموعــة عمــل» (عقيــي‪1996 ،‬م‪.)233 :‬‬
‫ ‪«-‬الجهــود الهادفــة القامئــة عــى تزويــد املتــدرب باملعلومــات واملعــارف واملهــارات التــي تكســبه الكفــاءة يف أداء العمــل‬
‫الــذي يكلــف بــه» (الخــويل وآخــرون‪1428 ،‬ه‪.)105 :‬‬
‫وعىل الرغم من تنوع واختالف هذه التعريفات فإنها ميكن أن تجتمع يف خصائص متفقة منها‪:‬‬
‫وتنظيم ورقابة‪.‬‬
‫ً‬ ‫ ‪-‬تطوير منظم‪ :‬أي أنَّه يعني تخطيطًا‬
‫مؤسسيَّة‪ :‬مبعنى أنَّنا نتحدث عن عمليات متناسقة ومخططة‪.‬‬ ‫ ‪-‬إجراءات َّ‬
‫ ‪-‬الفرد‪ :‬أي أنَّه ال يعني الجامعات أو املنظامت‪.‬‬
‫ ‪-‬تزويد األفراد مبهارات معينة‪.‬‬
‫ ‪-‬األداء‪ :‬أي إنجاز مهمة أو عمل ما‪.‬‬
‫ ‪-‬كفاءة املنظَّمة‪ :‬إن الهدف هو الكفاءة الكليَّة للمنظَّمة‪.‬‬
‫يس‪.‬‬ ‫َّ ّ‬ ‫واملؤس‬ ‫الفردي‬
‫ّ‬ ‫الصعيدين‬ ‫عىل‬ ‫ ‪-‬تعظيم وتقوية التعليم‪ :‬مبعنى أنَّنا نسعى إىل التعلُّم‬
‫ِ‬
‫بعضــا‪ ،‬وال ميكــن إقصــاء بعضهــا وتفضيــل البعــض اآل َخــر؛ ألن لــكل تعريف ما يُناســبه‬ ‫فــكل هــذه التعريفــات يك ّمــل بعضهــا ً‬
‫مــن الحــال واملقال‪.‬‬
‫ـرف لغــة بأنَّــه االفتقــار والنقــص‪ ،‬والحاجــة تعنــي القصــور عــن املبلــغ املطلــوب (الزبيــدي‪ ،‬مرجــع ســابق‪،‬‬ ‫أمــا االحتيــاج فيع ّ‬
‫ـ‬
‫‪ .)1/25‬واالحتيــاج هــو مــا يتطلبــه الــيء الســتكامل نقــص أو قصــور فيــه ‪(Webster، 1983‬م‪.)637 :‬‬
‫أمــا االحتياجــات التدريبيَّــة ُمركَّبًــا فتعــرف بأنَّهــا‪« :‬مجموعــة التغــرات املطلــوب إحداثهــا يف الفــرد واملتعلقــة مبعارفــه‪،‬‬
‫ومهاراتــه‪ ،‬وخرباتــه‪ ،‬وســلوكه‪ ،‬واتجاهاتــه لجعلــه الئ ًقــا لشــغل وظيفــة أعــى‪ ،‬أو ألداء اختصاصــات وواجبــات وظيفتــه الحاليــة‬
‫بكفــاء ٍة عالي ـ ٍة» (درويــش وآخــر‪1980 ،‬م‪.)603 :‬‬
‫ـي بأنَّــه «التفــاوت بــن مــا هــو كائــن ومــا يجــب أن يكــون‪ .‬وللوصــول إىل تحديــد‬ ‫هــذا ويعــرف البعــض االحتيــاج التدريبـ ّ‬
‫التدريبيــة فإنَّــه يجــب أن نحــدد الســلوك أو األداء املــراد تغيــره أو تطويــره‪ ،‬والســلوك أو األداء املســته َدف بعــد‬ ‫َّ‬ ‫االحتياجــات‬
‫ـي‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التدريب‬ ‫ـاج‬ ‫ـ‬ ‫االحتي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫درج‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ملعرف‬ ‫ـاس‬ ‫ـ‬ ‫األس‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ف‬ ‫د‬ ‫َ‬ ‫ـته‬‫ـ‬ ‫املس‬ ‫األداء‬ ‫أو‬ ‫ـلوك‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـرق‬ ‫ـ‬ ‫الف‬ ‫أو‬ ‫ـاف‬ ‫ـ‬ ‫االخت‬ ‫أن‬ ‫ـظ‬ ‫ـ‬ ‫ويالح‬ ‫التدريــب‪،‬‬
‫الــذي نســعى للوصــول إليــه» (الخطيــب‪1995 ،‬م‪.)660 :‬‬
‫وهنــاك مــن يعــرف االحتياجــات التدريبيَّــة بأنَّهــا «جوانــب النقــص التــي قــد يتَّ ِســم بهــا أداء العاملــن يف منظَّمــة مــا ألي‬
‫ســبب مــن األســباب‪ ،‬والتــي يجــب أن تتضمنهــا برامــج التدريــب املقدمــة إىل هــؤالء العاملــن مبــا يعمــل عــى تحســن هــذا‬
‫األداء» (الصبــاغ‪1994 ،‬م‪.)147 :‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1198‬‬
‫التدريبية بتحديد الخصائص اآلتية‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫وميكن الخروج من املفاهيم املختلفة لالحتياجات‬
‫سلوكية‪ -‬يراد تنميتها أو تغيريها أو تعديلها‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫أو‬ ‫ ‪-‬إنَّها معلومات واتجاهات ومهارات وقدرات معينة ‪َّ -‬‬
‫فنية‬
‫ ‪-‬إنَّهــا متثــل نواحــي ضعــف أو نقــص فنيَّــة أو إنســانيَّة‪ ،‬حاليــة أو محتملــة يف قــدرات العاملــن‪ ،‬أو معلوماتهــم‪ ،‬أو‬
‫اتجاهاتهــم‪ ،‬أو مشــكالت محــددة يــراد حلهــا‪.‬‬
‫ـانية‪ ،‬أو بســبب الرتقيات‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫أو‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫التكنولوجي‬
‫َّ‬ ‫أو‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫التنظيمي‬
‫َّ‬ ‫ـرات‬ ‫ـ‬ ‫للتغي‬ ‫ـتمرة غــر منتهيــة‪ ،‬وذلك نتيجــة‬ ‫عمليــة مسـ َّ‬ ‫ ‪-‬إنَّهــا َّ‬
‫أو التنقــات‪ ،‬أو التوســعات‪ ،‬أو عمليــات التطويــر‪ ،‬أو بســبب بعــض املشــكالت غــر املتوقَّعــة وغريهــا مــن الظــروف التــي‬
‫ـتمرا ملواجهتها‪.‬‬ ‫وتدريبــا مالمئًــا ومسـ ًّ‬ ‫ً‬ ‫تتطلَّــب إعــدا ًدا‬
‫ ‪-‬إنَّهــا توفــر مــا ميكــن تســميته باســتمرارية النضــج والتقويــم الــذايتّ‪ ،‬فتحديــد االحتياجــات التدريبيَّــة يســمح باملراجعــة‬
‫ـتمرة للواقــع ودوره يف الوصــول إىل َو ْضــع أفضــل‪.‬‬ ‫املسـ َّ‬
‫تدريبية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫احتياجات‬ ‫هناك‬ ‫كانت‬ ‫إذا‬ ‫إال‬ ‫يكون‬ ‫ال‬ ‫فالتدريب‬ ‫تحقيقها‪،‬‬ ‫إىل‬ ‫َّمة‬ ‫ظ‬ ‫املن‬ ‫تسعى‬ ‫للتدريب‬ ‫أهداف‬ ‫م‬ ‫عا‬ ‫ٍ‬
‫ ‪-‬إنَّها بوج ٍّ‬
‫ه‬
‫ومبــا أن املهمــة األساســيَّة للتدريــب هــي توفــر برامــج لتنميــة املــوارد البرشيَّــة‪ ،‬فلضــان تقديــم هــذه الربامــج يف الوقــت‬
‫املناســب لــذا يجــب أن يتــم تخطيــط وتنفيــذ العديــد مــن األنشــطة املهمــة ضمــن عمليــات التدريــب والتطويــر‪ .‬ومــن أهــم‬
‫هــذه األنشــطة تحديــد االحتياجــات‪.‬‬
‫ن بغريهــا تنطــوي عــى تعلُّــم مهــارات معينــة وهــي املهــارات األربــع املهمــة‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫عمليــة تعليــم اللُّغــة‬ ‫ومبــا أن َّ‬
‫التــي تتناولهــا الدراســة الحاليــة (القــراءة‪ ،‬والكتابــة‪ ،‬واملحادثــة‪ ،‬واالســتامع)؛ فــإن إتقــان هــذه املهــارات هــي الغايــة مــن تعلُّم‬
‫أيضــا؛ لــذا فإن إتقــان هــذه املهــارات ال ميكن أن‬ ‫ن بغريهــا ً‬ ‫ُخرجــات األساسـ َّـية مــن تعليــم هــذه اللُّغــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫هــذه اللُّغــة‪ ،‬وامل َ‬
‫املؤسســات التــي تُعنــى بتعليــم اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫ـام‬
‫ـ‬ ‫واهت‬ ‫ـه‪،‬‬
‫ـ‬ ‫وأصل‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـوع‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـدن‬ ‫ـ‬ ‫مع‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫فإنه‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫س‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫واملام‬ ‫ـب‬ ‫ـأت إال بالتدريـ‬ ‫يتـ َّ‬
‫واطــن القــوة‬ ‫ن بغريهــا بهــذه الطريقــة ‪-‬أعنــي التدريــب– هــو األســاس فيــه‪ ،‬فعــن طريقــه ميكــن تل ُّمــس َم ِ‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬
‫والض ْعــف‪ ،‬والوقــوف عــى الجوانــب التــي تحتــاج إىل تســوية ودعــم مبــا يكفــل رفــع كفاءاتهــم املهاريَّــة‪.‬‬ ‫َّ‬
‫والتدريــب يف ال َعمليَّــة الرتبويَّــة والتعليميَّــة ال يقـ ّـل أهميـ ًة عنــه يف الوظائــف والعمليَّــة اإلداريَّــة؛ ألنَّهــا ال َعمليَّــة التي تســبقها‬
‫واملؤسســات الرائــدة يف العالَــم‬ ‫َّ‬ ‫وتُهيِّــئ لهــا‪ ،‬فالتدريــب كــا يؤكــد عليــه املتخصصــون يكــون قبــل وأثنــاء املهمــة املزاولــة‪،‬‬
‫ـوال قــد‬‫املؤسســات عــى التدريــب أمـ ً‬ ‫املتقـ ِّدم تنفــق األمــوال الكثــرة عــى عمليَّــة التدريــب‪ ،‬ويف بعــض األحيــان تنفــق هــذه َّ‬
‫تصــل إىل ستــــة أضعــاف األجــور واملرتبــات؛ حيــث تركــز هــذه الــركات وباســتمرار عــى تدريــب أكــر نســبة مــن موظَّ ِفيهــا‪.‬‬

‫‪1199‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الدراسة الميدانيَّ ة‬


‫أول‪ :‬مجتمع الدراسة‪:‬‬
‫ً‬
‫ـامية والبالــغ عددهــم أكــر مــن (‪ )800‬طالــب‬
‫يتك ـ ّون مجتمــع البحــث مــن جميــع طــاب وطالبــات كليــة العلــوم اإلسـ َّ‬
‫ـي ‪2020-2021‬م‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الجامع‬ ‫ـام‬
‫ـ‬ ‫الع‬ ‫الكليــة‪ ،‬خــال‬
‫اإلحصائيــة الصــادرة مــن إدارة الطــاب يف َّ‬
‫َّ‬ ‫وطالبــة حســب‬
‫)‪(http: //www.cis.psu.ac.th/‬‬

‫ثانيا‪َ :‬ع ِّينة الدراسة وخصائصها‪:‬‬


‫ً‬
‫ـوائية مــن املجتمــع الســابق ممثلــة لجميــع خصائصــه وفئاتــه وســنواته الدراسـ َّـية‪ ،‬وبخاصــة‬‫اختــارت الدراســة َع ِّينــة عشـ َّ‬
‫الذيــن يــرددون عــى املركــز للمراجعــة والتواصــل واالستفســار؛ حيــث بلغــت ال َع ِّينــة (‪ )254‬فــر ًدا‪ ،‬وكان توزيعهــا كاآليت‪:‬‬
‫ملتغيات الدراسة‬
‫جدول (‪ )1‬توزيع ال َعيِّنة املختارة َوف ًقا ِّ‬
‫النسبة املئويَّة‬ ‫التكرار‬ ‫الفئة‬ ‫بيانات عا َّمة عن أفراد ال َع ِّينة‬

‫‪4.35‬‬ ‫‪90‬‬ ‫ذكر‬


‫أول‪ :‬الجنس‬
‫ً‬
‫‪6.64‬‬ ‫‪164‬‬ ‫أنثى‬

‫‪%100‬‬ ‫‪254‬‬ ‫املجموع‬

‫‪34.6‬‬ ‫‪88‬‬ ‫فأقل‬


‫‪ 20‬سنة ّ‬

‫‪59.1‬‬ ‫‪150‬‬ ‫‪ 21-24‬سنة‬ ‫ثانيًا‪ :‬العمر‬

‫‪6.3‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪ 25‬سنة فأكرث‬

‫‪%100‬‬ ‫‪254‬‬ ‫املجموع‬

‫‪29.1‬‬ ‫‪74‬‬ ‫األوىل‬

‫‪33.1‬‬ ‫‪84‬‬ ‫الثانية‬


‫الدراسية‬
‫َّ‬ ‫ثالثًا‪ :‬السنة‬
‫‪30.7‬‬ ‫‪78‬‬ ‫الثالثة‬

‫‪7.1‬‬ ‫‪18‬‬ ‫الرابعة فأكرث‬

‫‪%100‬‬ ‫‪254‬‬ ‫املجموع‬

‫‪10.2‬‬ ‫‪26‬‬ ‫داخل الجامعة‬

‫‪40.9‬‬ ‫‪104‬‬ ‫خارج الجامعة مع زمالء الدراسة‬


‫راب ًعا‪ :‬السكن‬
‫‪36.2‬‬ ‫‪92‬‬ ‫خارج الجامعة مع العائلة‬

‫‪12.6‬‬ ‫‪32‬‬ ‫خارج الجامعة مع غريهم‬

‫‪%100‬‬ ‫‪254‬‬ ‫املجموع‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1200‬‬
‫النسبة املئويَّة‬ ‫التكرار‬ ‫الفئة‬ ‫بيانات عا َّمة عن أفراد ال َع ِّينة‬

‫‪19.7‬‬ ‫‪50‬‬ ‫ال‬


‫خامسا‪ :‬املشاركة يف الدورات‬
‫ً‬
‫التدريبية‬
‫َّ‬
‫‪80.3‬‬ ‫‪204‬‬ ‫نعم‬

‫‪%100‬‬ ‫‪254‬‬ ‫املجموع‬

‫‪64.7‬‬ ‫‪132‬‬ ‫فأقل‬


‫دورتان ّ‬

‫‪25.5‬‬ ‫‪52‬‬ ‫‪ 3-4‬دورات‬ ‫سادسا‪ :‬إذا كانت اإلجابة «نعم»‬


‫ً‬
‫فكم عددها؟‬
‫‪9.8‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪ 5‬دورات فأكرث‬

‫‪%100‬‬ ‫‪204‬‬ ‫املجموع‬

‫ثال ًثا‪ :‬أداة الدراسة‪:‬‬


‫استخدمت الدراسة االستبانة أداة لجمع بياناتها‪ ،‬وقد مر بناؤها باملراحل اآلتية‪:‬‬
‫ ‪1.‬مراجعة الدراسات السابقة واالستبانات املشابهة‪.‬‬
‫مسحية‪ ،‬وشملت َع ِّينة الدراسة امل َْس ِح َّية (‪ )58‬حالة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪2.‬إجراء دراسة‬
‫ـرات‪ :‬الجنــس‪ ،‬العمــر‪ ،‬الســنة‬
‫تك َّونــت االســتبانة مــن قســمني‪ :‬القســم األول للمعلومــات األوليَّــة واحتــوى عــى ســتة متغـ ِّ‬
‫الدراســيَّة‪ ،‬الســكن‪ ،‬املشــاركة يف الــدورات التدريبيَّــة‪ ،‬عــدد الــدورات املشــا ِرك فيهــا‪ .‬واحتــوى القســم الثــاين عــى عبــارات‬
‫االســتبانة وانقســم إىل محوريــن اثنــن؛ ينظــر جــدول (‪:)2‬‬
‫جدول (‪ )2‬بيان َمحا ِور االستبانة وعدد فقراته‬
‫عدد فقراتها‬ ‫املحاور‬ ‫م‬

‫‪16‬‬ ‫املعريف (جانب نظري)‬


‫ّ‬ ‫املحور األول‪ :‬احتياجات تدريبيَّة لإلثراء‬ ‫‪1‬‬

‫‪28‬‬ ‫تدريبية لإلتقان املهاري (جانب تطبيقي)‬


‫َّ‬ ‫املحور الثاين‪ :‬احتياجات‬ ‫‪2‬‬

‫‪44‬‬ ‫املجموع‬

‫بعد االنتهاء من بناء أداة الدراسة تم قياس صدقها كاآليت‪:‬‬


‫ني (الظاهري)‪:‬‬ ‫ ‪-‬صدق املح ّك ِم َ‬
‫ـا –(ينظــر مل َحــق رقــم ‪ -)1‬مــن ذوي الخــرة واالختصــاص بجهــات‬ ‫تــم عــرض أداة الدراســة عــى (‪ )14‬أربعــة عــر محكـ ً‬
‫مختلفــة‪ ،‬وذلــك للتأكُّــد مــن وضــوح عبــارات األداة ومناســبتها ألهــداف الدراســة‪ ،‬وقــد اقــرح امل ُح ِّكمــون إجــراء تعديــات يف‬
‫النهائيــة املش ـتَ ِملة عــى‬
‫َّ‬ ‫الفكــرة والصياغــة‪ ،‬وقــد أجــرى الباحــث التعديــات املطلوبــة حتــى خرجــت االســتبانة يف صورتهــا‬
‫محوريــن و(‪ )44‬عبارة‪.‬‬
‫الداخيل‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪ِ -‬ص ْدق االتساق‬
‫ـي ألداة الدراســة‪ ،‬إذ تـ َّم حســاب ُمعا ِمــل االرتبـ ِ‬
‫ـاط بــن‬ ‫تــم حســاب معامــل ارتبــاط بريســون ملعرفــة ِصـ ْدق االتســاق الداخـ ّ‬
‫الكليــة للمحــور‪ ،‬كــا يوضــح ذلــك الجــدول اآليت‪:‬‬
‫درجــة كل عبــارة بالدرجــة َّ‬

‫‪1201‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫الكلية للمحور‬
‫جدول (‪ )3‬معامل ارتباط بريسون لدرجة كل عبارة بالدرجة َّ‬
‫االرتباط باملحور‬ ‫رقم العبارة‬ ‫املحور‬ ‫االرتباط باملحور‬ ‫رقم العبارة‬ ‫املحور‬

‫‪**0.607‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪**0.598‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪**0.689‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪**0.589‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪**0.732‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪**0.659‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪**0.777‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪**0.677‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪**0.717‬‬ ‫‪11‬‬ ‫‪**0.746‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪**0.799‬‬ ‫‪12‬‬ ‫‪**0.718‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪**0.660‬‬ ‫‪13‬‬ ‫‪**0.765‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪**0.677‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪**0.685‬‬ ‫‪8‬‬


‫التدريبية‬
‫َّ‬ ‫األول‪ :‬االحتياجات‬
‫املعريف (جانب نظري)‬
‫ّ‬ ‫لإلثراء‬
‫‪**0.746‬‬ ‫‪15‬‬ ‫‪**0.501‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪**0.643‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪**0.693‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪**0.704‬‬ ‫‪17‬‬ ‫الثاين‪ :‬االحتياجات‬ ‫‪**0.734‬‬ ‫‪11‬‬


‫التدريبية لإلتقان املهاري‬
‫َّ‬
‫‪**0.611‬‬ ‫‪18‬‬ ‫(جانب تطبيقي)‬ ‫‪**0.709‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪**0.703‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪**0.709‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪**0.713‬‬ ‫‪20‬‬ ‫‪**0.603‬‬ ‫‪14‬‬

‫‪**0.626‬‬ ‫‪21‬‬ ‫‪**0.715‬‬ ‫‪15‬‬

‫‪**0.667‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪**0.654‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪**0.680‬‬ ‫‪23‬‬ ‫‪**0.618‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪**0.726‬‬ ‫‪24‬‬ ‫‪**0.689‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪**0.675‬‬ ‫‪25‬‬ ‫‪**0.659‬‬ ‫‪3‬‬ ‫الثاين‪ :‬االحتياجات التدريبيَّة‬


‫لإلتقان املهارى (جانب‬
‫‪**0.518‬‬ ‫‪26‬‬ ‫‪**0.590‬‬ ‫‪4‬‬ ‫تطبيقي)‬

‫‪**0.501‬‬ ‫‪27‬‬ ‫‪**0.686‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪**0.574‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪**0.753‬‬ ‫‪6‬‬

‫** دالَّة عند مستوى ‪0.01‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1202‬‬
‫ ‪-‬ثبات أداة الدراسة‪:‬‬
‫للتأكُّــد مــن ثبــات أداة الدراســة ت ـ ّم اســتخدام اختبــار معامــل «أل َفــا كرونبــاخ» »‪ «Alpha Cronbach‬حيــث وجــد أن‬
‫معامــل الثبــات لالســتبانة كاآليت‪:‬‬
‫جدول (‪ )4‬ثبات َمحا ِور االستبانة (معامل أل َفا كرونباخ للثبات)‬
‫معامل ألفَا‬ ‫املحاور‬ ‫م‬

‫‪0.918‬‬ ‫املعريف (جانب نظري)‬


‫ّ‬ ‫تدريبية لإلثراء‬
‫َّ‬ ‫املحور األول‪ :‬احتياجات‬ ‫‪1‬‬

‫‪0.954‬‬ ‫تدريبية لإلتقان املهاري (جانب تطبيقي)‬


‫َّ‬ ‫املحور الثاين‪ :‬احتياجات‬ ‫‪2‬‬

‫‪0.936‬‬ ‫متوسط املتوسطات‬


‫ ‪-‬تطبيق األداة‪:‬‬
‫ـداين‪ ،‬حيــث تــم‬
‫بعــد االنتهــاء مــن بنــاء أداة الدراســة وتحكيمهــا وقيــاس صدقهــا وثباتهــا أصبحــت جاهــزة للتطبيــق امليـ ّ‬
‫توزيــع عــدد (‪ )100‬اســتبانة ورقيَّــة عــى كافَّــة رشائــح ال َعيِّنــة املختــارة‪ ،‬وقــد اســتعان فريــق عمــل الدراســة بطــاب مــادة‬
‫أيضــا إىل تصميــم اســتبانة إلكرتونيَّة‬ ‫مناهــج البحــث لتوزيــع االســتبانات عــى َعيِّنــة الدراســة املختــارة‪ ،‬كــا عمد فريــق العمل ً‬
‫ـرا للحالــة االســتثنائيَّة التــي تعيشــها املنطقــة حاليًّــا مــن أجــل الوصــول إىل أكــر عــدد مــن ال َعيِّنــة‪.‬‬
‫نظـ ً‬
‫وت ّم نرش رابط االستبانة‪:‬‬
‫‪https://docs.google.com/forms/d/1_EE4hEw87-_XGR5pv8SiTIB480b-Uxj_5iww4Pa1m58/edit‬‬
‫ـي وتطبيقاتــه‪ ،‬ومجموعــات مايكروســوفت تيمــز‪ ،‬وقــد اســتطاع فريــق العمــل‬‫التواصــل االجتامعـ ّ‬
‫ُ‬ ‫عــى مجموعــات شــبكات‬
‫التوصــل إىل (‪ )254‬اســتجابة‪ ،‬متثلــت يف َع ِّينــة الدراســة الحاليــة‪.‬‬
‫اإلحصايئ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫راب ًعا‪ :‬التحليل‬
‫األوليــة لــدى فريــق عمــل الدراســة‪ ،‬قــام الفريق مبراجعتهــا وترقيمها‬ ‫بعــد التوصــل إىل (‪ )254‬اســتجابة‪ ،‬تجمعــت البيانــات َّ‬
‫اإلحصائيــة ‪ SPSS‬عىل النحــو اآليت‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫م‬‫ز‬
‫ْ‬ ‫ح‬‫ُ‬ ‫ال‬ ‫برنامج‬ ‫ـتخدام‬‫ثــم تفريغهــا عــى الحاســب اآليل؛ و ِمــن ث َـ َّم تحليلهــا باسـ‬
‫ ‪-‬استخدام التكرارات وال ِّن َسب املئويَّة؛ لتوصيف َع ِّينة الدراسة حسب ِّ‬
‫املتغيات‪.‬‬
‫الداخيل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬استخدام معامل ارتباط «بريسون» لحساب االتساق‬
‫ ‪-‬استخدام معامل أل َفا كرونباخ «‪»Alpha Cronbach‬؛ للتأ ُّكد من ثبات َمحا ِور االستبانة‪.‬‬
‫الحسابية واالنحرافات املعياريَّة ملحاور االستبانة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬املتوسطات‬
‫الحسابية واالنحرافات املعياريَّة لفقرات (عبارات) االستبانة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬املتوسطات‬
‫ـايئ عــى مقيــاس ليكــرت الرباعــي‪ ،‬وكانــت نتائــج تصحيــح هــذه‬ ‫اعتمــدت الدراســة يف تفســر نتائــج تحليلهــا اإلحصـ ّ‬
‫املقاييــس كاآليت‪:‬‬
‫ال توجد‬ ‫ضعيفة‬ ‫متوسطة‬ ‫عالية‬ ‫االختيارات‬

‫‪1‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪4‬‬ ‫وزنها‬


‫‪1,75-1,00‬‬ ‫‪2,5-1,76‬‬ ‫‪3,25-2,6‬‬ ‫‪4,00-3,26‬‬ ‫تصحيح املقياس‬
‫إجابة السؤال الثاين للدراسة‪:‬‬
‫التدريبية لتقوية املهارات اللُّغويَّة من وجهة نظر َع ِّينة الدراسة الحالية؟‬
‫َّ‬ ‫ما أه ّم االحتياجات‬
‫ـابية واالنحرافــات املعياريَّــة الســتجابات أفــراد َع ِّينــة الدراســة‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الحس‬ ‫ـطات‬
‫ـ‬ ‫املتوس‬ ‫ـاب‬‫ـ‬ ‫حس‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ـاؤل‬‫ـ‬ ‫التس‬ ‫لإلجابــة عــن هــذا‬
‫وجــاءت عــى النحــو اآليت‪:‬‬
‫ن = يعني أفراد َع ِّينة الدراسة‬

‫‪1203‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫املعياري ألفراد َع ِّينة الدراسة حول َمحا ِور االستبانة‪ ،‬ن=‪254‬‬


‫ّ‬ ‫يب واالنحراف‬
‫جدول (‪ )5‬قيم املتوسط الحسا ّ‬
‫أفراد َع ِّينة الدراسة‪ ،‬ن=‪254‬‬
‫َمحاوِر االستبانة‬
‫املعياري‬
‫ّ‬ ‫االنحراف‬ ‫يب‬
‫املتوسط الحسا ّ‬

‫‪0.69‬‬ ‫‪2.85‬‬ ‫املعريف (جانب نظري)‬


‫ّ‬ ‫تدريبية لإلثراء‬
‫َّ‬ ‫املحور األول‪ :‬احتياجات‬
‫‪0.72‬‬ ‫‪2.76‬‬ ‫تدريبية لإلتقان املهاري (جانب تطبيقي)‬
‫َّ‬ ‫املحور الثاين‪ :‬احتياجات‬
‫‪0.70‬‬ ‫‪2.80‬‬ ‫متوسط املتوسطات‬

‫تدريبية‬
‫َّ‬ ‫املعياري وال ِّن َسب املئويَّة للتكرارات آلراء أفراد َع ِّينة الدراسة لفقرات املحور األول‪ :‬احتياجات‬
‫ّ‬ ‫يب واالنحراف‬
‫جدول (‪ )6‬قيم املتوسط الحسا ّ‬
‫املعريف (جانب نظري) ن=‪254‬‬ ‫ّ‬ ‫لإلثراء‬

‫النسبة املئويَّة ‪ %‬للتكرارات‬ ‫رقم الفقرة‬


‫االنحراف‬

‫املتوسط‬
‫الحسا ّ‬
‫الرتتيب‬

‫املعياري‬

‫الحكم‬ ‫العبارة‬ ‫يف‬


‫يب‬

‫منعدمة‬ ‫ضعيفة‬ ‫متوسطة‬ ‫عالية‬ ‫االستبانة‬


‫ّ‬

‫التعرف عىل مخارج الحروف‪،‬‬


‫ُّ‬
‫متوسطة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.64‬‬ ‫‪3.10‬‬ ‫‪6.1‬‬ ‫‪8.11‬‬ ‫‪0.63‬‬ ‫‪6.23‬‬ ‫وصفاتها‬ ‫‪2‬‬

‫التعرف عىل الحروف نط ًقا‬


‫ُّ‬
‫متوسطة‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0.68‬‬ ‫‪3.10‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪6.12‬‬ ‫‪8.59‬‬ ‫‪2.25‬‬ ‫ورسم‪ ،‬مفردة وموصولة‬
‫ً‬ ‫‪1‬‬

‫التعرف عىل مفهوم القراءة‬


‫ُّ‬
‫متوسطة‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.68‬‬ ‫‪2.97‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪3.17‬‬ ‫‪6.60‬‬ ‫‪7.19‬‬ ‫وخصائصها وأنواعها وتقنياتها‬ ‫‪5‬‬

‫‪16‬‬ ‫دراسة بعض مناذج الحوار‬


‫متوسطة‬ ‫(األخري)‬ ‫‪0.73‬‬ ‫‪2.62‬‬ ‫‪3.6‬‬ ‫‪1.33‬‬ ‫‪0.52‬‬ ‫‪8.7‬‬ ‫الرتايث واملفتعل‬ ‫‪14‬‬

‫متوسطة‬ ‫‪2.85‬‬ ‫املتوسط الكيل‬

‫يب العــا ّم آلراء أفــراد َع ِّينــة الدراســة بلــغ (‪ .)2.85‬وهــذا يشــر إىل أن درجــة‬ ‫يتَّ ِضــح مــن جــدول (‪ )6‬أن املتوســط الحســا ّ‬
‫االحتيــاج إىل هــذا املحــور متوســطة‪.‬‬
‫كام يتَّ ِضح من الجدول أن آراء أفراد َع ِّينة الدراسة ثبتت عىل متوسطة‪.‬‬
‫(التعــرف عــى مخــارج‬
‫ُّ‬ ‫أيضــا مــن جــدول (‪ )6‬أن آراء أفــراد َع ِّينــة الدراســة املتمثِّلــة يف الفقــرة (‪ )2‬وهــي‪:‬‬ ‫ويتضــح ً‬
‫ـاري‪ ،)0.64( :‬وهــذا‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫معي‬ ‫ـراف‬‫ـ‬ ‫وانح‬ ‫)‪،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪.‬‬‫‪10‬‬ ‫(‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫الحس‬ ‫ـطها‬ ‫ـ‬ ‫متوس‬ ‫ـغ‬ ‫ـ‬ ‫بل‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫األوىل‪،‬‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫املرتب‬ ‫يف‬ ‫ـاءت‬‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ـا)‬
‫ـ‬ ‫وصفاته‬ ‫الحــروف‪،‬‬
‫ـدل عــى أن درجــة االحتيــاج متوســطة‪.‬‬ ‫يـ ّ‬
‫يب‬ ‫ٍ‬
‫ـا‪ ،‬مفــردة وموصولــة) يف املرتبــة الثانية مبتوســط حســا ٍّ‬ ‫ـرف عــى الحــروف نط ًقــا ورسـ ً‬ ‫وجــاءت الفقــرة (‪ )1‬وهــي‪( :‬التعـ ُّ‬
‫ـدل عــى أن درجــة االحتياج متوســطة‪.‬‬ ‫ـاري‪ ،)0.68( :‬وهــذا يـ ّ‬ ‫بلــغ (‪ ،)3.10‬وانحــراف معيـ ّ‬
‫ـط‬‫ـرف عــى مفهــوم القــراءة وخصائصهــا وأنواعهــا وتقنياتهــا) يف املرتبــة الثالثــة مبتوسـ ٍ‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫(التع‬ ‫وجــاءت الفقــرة (‪ )5‬وهــي‪:‬‬
‫ـدل عــى أن درجــة االحتيــاج متوســطة‪.‬‬ ‫ـاري‪ ،)0.68( :‬وهــذا يـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫معي‬ ‫ـراف‬‫ـايب بلــغ (‪ ،)2.97‬وانحـ‬
‫حسـ ٍّ‬
‫وجــاءت الفقــرة (‪ )14‬وهــي‪( :‬دراســة بعــض منــاذج الحــوار الــرايث واملفتعــل) يف املرتبــة السادســة عــرة واألخــرة‬
‫ـدل عــى أن درجــة االحتيــاج متوســطة‪.‬‬ ‫ـاري‪ ،)0.73( :‬وهــذا يـ ّ‬ ‫يب بلــغ (‪ ،)2.62‬وانحــراف معيـ ّ‬ ‫مبتوسـ ٍ‬
‫ـط حســا ٍّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1204‬‬
‫تدريبية‬
‫َّ‬ ‫املعياري وال ِّن َسب املئويَّة للتكرارات آلراء أفراد َع ِّينة الدراسة لفقرات املحور الثاين‪ :‬احتياجات‬
‫ّ‬ ‫يب واالنحراف‬
‫جدول (‪ )7‬قيم املتوسط الحسا ّ‬
‫لإلتقان املهاري (جانب تطبيقي) ن=‪254‬‬

‫النسبة املئويَّة ‪ %‬للتكرارات‬ ‫رقم الفقرة‬

‫االنحراف‬

‫املتوسط‬
‫الحسا ّ‬
‫الرتتيب‬

‫املعياري‬
‫الحكم‬ ‫العبارة‬ ‫يف‬

‫يب‬
‫منعدمة‬ ‫ضعيفة‬ ‫متوسطة‬ ‫عالية‬ ‫االستبانة‬
‫ّ‬
‫متوسطة‬ ‫‪1‬‬ ‫‪0.75 3.01‬‬ ‫‪4.2‬‬ ‫‪3.21‬‬ ‫‪6.49‬‬ ‫‪8.26‬‬ ‫نطق الحروف والكلامت نط ًقا صحي ًحا فصي ًحا‬ ‫‪1‬‬

‫متوسطة‬ ‫‪2‬‬ ‫‪0.61 2.92‬‬ ‫‪-‬‬ ‫‪8.22‬‬ ‫‪4.61‬‬ ‫‪7.15‬‬ ‫تدريب االستامع لالستيعاب‬ ‫‪22‬‬

‫متوسطة‬ ‫‪3‬‬ ‫‪0.76 2.92‬‬ ‫‪1.3‬‬ ‫‪6.23‬‬ ‫‪4.50‬‬ ‫‪8.22‬‬ ‫تطبيق مخارج الحروف وصفاتها‬ ‫‪2‬‬

‫متوسطة‬ ‫‪28‬‬ ‫‪0.76 2.59‬‬ ‫‪9.7‬‬ ‫‪9.33‬‬ ‫‪8.48‬‬ ‫‪4.9‬‬ ‫كتابة الرسائل بأنواعها‪ ،‬املقاالت بأنواعها‬ ‫‪10‬‬

‫متوسطة‬ ‫‪2.76‬‬ ‫املتوسط الكيل‬

‫يب العــا ّم آلراء أفــراد َع ِّينــة الدراســة بلــغ (‪ ،)2.76‬وهــذا يشــر إىل أن درجــة‬ ‫يتَّ ِضــح مــن جــدول (‪ )7‬أن املتوســط الحســا ّ‬
‫االحتيــاج إىل هــذا املحــور متوســطة‪.‬‬
‫كام يتَّ ِضح من الجدول أن آراء أفراد َع ِّينة الدراسة ثبتت عىل متوسطة‪.‬‬
‫أيضــا مــن جــدول (‪ )7‬أن آراء أفــراد َع ِّينــة الدراســة املتمثِّلــة يف الفقــرة (‪ )1‬وهــي‪( :‬نطــق الحــروف والكلــات نط ًقا صحي ًحــا فصي ًحا)‬ ‫ويتضــح ً‬
‫ـدل عــى أن درجة االحتياج متوســطة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـذا‬
‫ـ‬ ‫وه‬ ‫)‪،‬‬ ‫‪0‬‬ ‫‪.‬‬‫‪75‬‬ ‫(‬ ‫‪:‬‬‫ي‬‫ّ‬ ‫ـار‬
‫ـ‬ ‫معي‬ ‫ـراف‬‫ـ‬ ‫وانح‬ ‫)‪،‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪.‬‬‫‪01‬‬ ‫(‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫الحس‬ ‫ـطها‬
‫ـ‬ ‫متوس‬ ‫ـغ‬
‫ـ‬ ‫بل‬ ‫ـث‬
‫ـ‬ ‫حي‬ ‫األوىل‪،‬‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫املرتب‬ ‫جــاءت يف‬
‫يب بلــغ (‪ ،)2.92‬وانحــراف‬ ‫ـط حســا ٍّ‬‫وجــاءت الفقــرة (‪ )22‬وهــي‪( :‬تدريــب االســتامع لالســتيعاب) يف املرتبــة الثانيــة مبتوسـ ٍ‬
‫ـدل عــى أن درجــة االحتيــاج متوســطة‪.‬‬ ‫ـاري‪ ،)0.61( :‬وهــذا يـ ّ‬ ‫معيـ ّ‬
‫يب بلــغ (‪،)2.92‬‬ ‫ٍّ‬ ‫حســا‬ ‫ٍ‬
‫مبتوســط‬ ‫الثالثــة‬ ‫املرتبــة‬ ‫يف‬ ‫وصفاتهــا)‬ ‫الحــروف‬ ‫مخــارج‬ ‫(تطبيــق‬ ‫وهــي‪:‬‬ ‫)‬‫‪2‬‬ ‫(‬ ‫الفقــرة‬ ‫وجــاءت‬
‫يــدل عــى أن درجــة االحتيــاج متوســطة‪.‬‬ ‫معيــاري‪ ،)0.76( :‬وهــذا ّ‬ ‫ّ‬ ‫وانحــراف‬
‫وجــاءت الفقــرة (‪ )10‬وهــي‪( :‬كتابــة الرســائل بأنواعهــا‪ ،‬املقــاالت بأنواعهــا) يف املرتبــة الثامنــة والعرشيــن واألخــرة‬
‫يــدل عــى أن درجــة االحتيــاج متوســطة‪.‬‬ ‫معيــاري‪ ،)0.76( :‬وهــذا ّ‬ ‫ّ‬ ‫يب بلــغ (‪ ،)2.59‬وانحــراف‬ ‫ٍ‬
‫مبتوســط حســا ٍّ‬
‫امليدانية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫خامسا‪ :‬مناقَشة نتائج الدراسة‬
‫ً‬
‫توصلَــت الدراسـ ُة إىل مجموعــة مــن النتائــج ميكــن من خاللهــا تحليــل البيانات‬ ‫ـايئ الكمــي للبيانــات‪َّ ،‬‬ ‫بعــد التحليــل اإلحصـ ّ‬
‫تحليـ ًـا كيفيًّــا نتمكــن عــن طريقــه الربــط بالخلفيــة النظريَّــة واألدبيَّــة والدراســات الســابقة‪ ،‬ومــن أهــم النتائــج التــي كشــف‬
‫ـايئ نذكر‪:‬‬ ‫عنهــا التحليــل اإلحصـ ّ‬
‫يب العــا ّم آلراء أفــراد َع ِّينــة الدراســة يشــر إىل أن درجــة موافقتهــم حــول َمحا ِور االســتبانة متوســطة‪،‬‬ ‫ ¨إن املتوســط الحســا ّ‬
‫التدريبية متوســطة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫االحتياج‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫أهمي‬
‫َّ‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ن‬‫ي‬ ‫ع‬
‫َ ِّ‬ ‫ال‬ ‫رأي‬ ‫وهــذا يشــر إىل أن‬
‫ ¨إن آراء أفراد ال َعيِّنة حول َمحاور االستبانة ثبتت عىل درجة موافَقة متوسطة‪.‬‬
‫ِ‬
‫ـريف‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫املع‬ ‫ـراء‬ ‫ـ‬ ‫لإلث‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫تدريبي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫احتياج‬ ‫األول‪:‬‬ ‫ـور‬‫ـ‬ ‫يب العــا ّم آلراء أفــراد َع ِّينــة الدراســة عــى فقــرات املح‬ ‫ ¨إن املتوســط الحســا ّ‬
‫أهميــة الجانــب‬
‫َّ‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫تؤك‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫النتيج‬ ‫ـذه‬‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـطة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫متوس‬ ‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫املح‬ ‫ـذا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـول‬‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫موافقته‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫درج‬ ‫أن‬ ‫إىل‬ ‫ـر‬ ‫(جانــب نظــري)‪ ،‬يشـ‬
‫ـي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التطبيق‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫للجان‬ ‫ـس‬‫ـ‬ ‫ؤس‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـذي‬‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الجان‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬‫أل‬ ‫ـب؛‬ ‫ـري يف التدريـ‬
‫النظـ ّ‬
‫املعــريف (جانــب‬
‫ّ‬ ‫ ¨إن درجــة موافَقــة أفــراد َعيِّنــة الدراســة حــول فقــرات املحــور األول‪ :‬احتياجــات تدريبيَّــة لإلثــراء‬
‫نظــري)‪ ،‬ثبتــت عــى متوســطة‪.‬‬

‫‪1205‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ ¨إن آراء أفــراد َعيِّنــة الدراســة املتمثِّلــة يف الفقــرة (‪ )2‬مــن فقــرات املحــور األول‪ :‬احتياجــات تدريبيَّــة لإلثــراء املعـ ّ‬
‫ـريف‬
‫ـرف عــى مخــارج الحــروف‪ ،‬وصفاتهــا) جــاءت يف املرتبــة األوىل عــى فقــرات هــذا املحور‪،‬‬ ‫(جانــب نظــري)؛ وهــي‪( :‬التعـ ُّ‬
‫ـدل عــى أنهــم موافقــون عــى هــذه العبــارة بدرجــة متوســطة‪.‬‬ ‫وهــذا يـ ّ‬
‫ـريف‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫املع‬ ‫ـراء‬ ‫ـ‬ ‫لإلث‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫تدريبي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫احتياج‬ ‫األول‪:‬‬ ‫ـور‬‫ـ‬ ‫املح‬ ‫ـرات‬ ‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬ ‫ـرة‬
‫ـ‬ ‫الفق‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ل‬‫ِّ‬ ‫ث‬ ‫املتم‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ن‬‫ي‬
‫َ ِّ‬ ‫ع‬ ‫ـراد‬ ‫ـ‬ ‫ ¨إن آراء أف‬
‫ـا‪ ،‬مفــردة وموصولــة) جــاءت يف املرتبــة الثانيــة عــى‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫ورس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ق‬
‫ً‬ ‫نط‬ ‫ـروف‬ ‫ـ‬ ‫الح‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ـر‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫(التع‬ ‫ـي‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـري)؛‬ ‫ـ‬ ‫نظ‬ ‫(جانــب‬
‫ـدل عــى أنهــم موافقــون عــى هــذه العبــارة بدرجــة متوســطة‪.‬‬ ‫فقــرات هــذا املحــور‪ ،‬وهــذا يـ ّ‬
‫ ¨إن آراء أفــراد َعيِّنــة الدراســة املتمثِّلــة يف الفقــرة (‪ )5‬مــن فقــرات املحــور األول‪ :‬احتياجــات تدريبيَّــة لإلثــراء املعـ ّ‬
‫ـريف‬
‫ـرف عــى مفهــوم القــراءة وخصائصهــا وأنواعهــا وتقنياتهــا) جــاءت يف املرتبــة الثالثــة عــى‬ ‫(جانــب نظــري)؛ وهــي‪( :‬التعـ ُّ‬
‫ـدل عــى أنهــم موافقــون عــى هــذه العبــارة بدرجــة متوســطة‪.‬‬ ‫فقــرات هــذا املحــور‪ ،‬وهــذا يـ ّ‬
‫تدريبيــة لإلتقــان‬
‫َّ‬ ‫ـايب العــا ّم آلراء أفــراد َع ِّينــة الدراســة عــى فقــرات املحــور الثــاين‪ :‬احتياجــات‬ ‫ ¨إن املتوســط الحسـ ّ‬
‫املهــاري (جانــب تطبيقــي)‪ ،‬يشــر إىل موافقتهــم عليهــا بدرجــة متوســطة‪.‬‬
‫ ¨إن آراء أفــراد َعيِّنــة الدراســة حــول فقــرات املحــور الثــاين‪ :‬احتياجــات تدريبيَّــة لإلتقــان املهــاري (جانــب تطبيقــي)‪ ،‬ثبتت‬
‫عىل متوســطة‪.‬‬
‫تدريبيــة لإلتقــان املهــاري‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫احتياج‬ ‫ـاين‪:‬‬
‫ـ‬ ‫الث‬ ‫ـور‬‫ـ‬ ‫املح‬ ‫ـرات‬ ‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫)‬ ‫‪1‬‬ ‫(‬ ‫ـرة‬‫ـ‬ ‫الفق‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ِّ‬ ‫ث‬ ‫املتم‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ ¨إن آراء أفــراد َ ِّ‬
‫ي‬ ‫ع‬
‫(جانــب تطبيقــي)؛ وهــي‪( :‬نطــق الحــروف والكلــات نط ًقــا صحي ًحــا فصي ًحــا) جــاءت يف املرتبــة األوىل عىل فقــرات هذا‬
‫ـدل عــى أنهــم موافقــون عــى هــذه العبــارة بدرجــة متوســطة‪.‬‬ ‫املحــور‪ ،‬وهــذا يـ ّ‬
‫ ¨إن آراء أفــراد َعيِّنــة الدراســة املتمثِّلــة يف الفقــرة (‪ )22‬مــن فقــرات املحــور الثــاين‪ :‬احتياجــات تدريبيَّــة لإلتقــان املهــاري‬
‫(جانــب تطبيقــي) ؛ وهــي‪( :‬تدريــب االســتامع لالســتيعاب) جــاءت يف املرتبــة الثانيــة عــى فقــرات هــذا املحــور‪ ،‬وهــذا‬
‫ـدل عــى أنهــم موافقــون عــى هــذه العبــارة بدرجــة متوســطة‪.‬‬ ‫يـ ّ‬
‫تدريبيــة لإلتقــان املهــاري‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫احتياج‬ ‫ـاين‪:‬‬
‫ـ‬ ‫الث‬ ‫ـور‬‫ـ‬ ‫املح‬ ‫ـرات‬ ‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫)‬ ‫‪2‬‬ ‫(‬ ‫ـرة‬‫ـ‬ ‫الفق‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ِّ‬ ‫ث‬ ‫املتم‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ي‬ ‫ع‬
‫َ ِّ‬ ‫ـراد‬‫ـ‬ ‫أف‬ ‫آراء‬ ‫ ¨إن‬
‫(جانــب تطبيقــي)؛ وهــي‪( :‬تطبيــق مخــارج الحــروف وصفاتهــا) جــاءت يف املرتبــة الثالثــة عــى فقــرات هــذا املحــور‪،‬‬
‫ـدل عــى أنهــم موافقــون عــى هــذه العبــارة بدرجــة متوســطة‪.‬‬ ‫وهــذا يـ ّ‬
‫الخامتة‪ :‬أهم النتائج والتوصيات واملقرتَحات‬
‫توصلَت الدراس ُة الحالية إىل نتائج أهمها‪:‬‬ ‫َّ‬
‫ ‪1.‬عــى الرغــم مــن تنــوع واختــاف تعريفــات التدريــب فإنهــا ميكــن أن تجتمــع يف خصائــص متفقــة‪ ،‬فــكل هــذه التعريفــات‬
‫ناســبه مــن الحــال واملقــال‪.‬‬‫بعضــا‪ ،‬وال ميكــن إقصــاء بعضهــا وتفضيــل البعــض اآل َخــر؛ ألن لــكل تعريــف مــا يُ ِ‬ ‫يك ّمــل بعضهــا ً‬
‫ ‪2.‬إن املهمــة األساسـ َّـية للتدريــب هــي توفــر برامــج لتنميــة املــوارد البرشيَّــة‪ .‬ولضــان تقديــم هــذه الربامــج يف الوقت املناســب؛‬
‫يجــب أن يتــم تخطيــط وتنفيــذ العديــد مــن األنشــطة املهمــة ضمــن عمليــات التدريــب والتطويــر‪ .‬ومــن أهــم هــذه األنشــطة‬
‫تحديــد االحتياجات‪.‬‬
‫ ‪3.‬عــى الرغــم مــن تنــوع واختــاف تعريــف االحتياجــات التدريبيَّــة فــإن هنــاك خصائــص مجمعــة عليهــا‪( :‬متثــل نواحــي ضعــف‬
‫ـتمرة غــر منتهيــة)‪.‬‬
‫أو نقــص‪ ،‬يُــراد تنميتهــا أو تغيريهــا أو تعديلهــا‪ ،‬عمليَّــة مسـ َّ‬
‫مليــة التــي تســبقها‬
‫َّ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ال‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫َّ‬ ‫ن‬‫أل‬ ‫ـة؛‬
‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫اإلدار‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫والعملي‬
‫َّ‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫الوظائ‬ ‫يف‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫والتعليميــة ال يقـ ّـل أهميـ ًة عن‬
‫َّ‬ ‫مليــة الرتبويَّــة‬
‫ ‪4.‬التدريــب يف ال َع َّ‬
‫وتُ ِّهيــئ لهــا‪.‬‬
‫ـهل كــا يظــن البعــض‪ ،‬فهــي عمــل مســحي منظــم يكــون يف العــادة‬ ‫ ‪5.‬عمليَّــة تحديــد االحتياجــات التدريبيَّــة ليســت عمـ ًـا سـ ً‬
‫املؤسســة بغيــة معاينــة وفحــص الفجــوة مــا بــن أهــداف محـ َّددة‬ ‫عبــارة عــن جهــد تعــاوين جامعــي تضطلــع بــه كافَّــة أجهــزة َّ‬
‫ووضــع قائــم فعـ ًـا‪ ،‬ويكــون هــذا ال ُج ْهــد يف صــورة برنامــج منظــم أساســه وغرضــه تحديــد االحتياجــات التدريبيَّــة للمتدربني‪،‬‬
‫ـي يف الجوانــب التــي يشــعرون بنقــص يف معرفتهــم أو إتقانهــم لهــا‪.‬‬ ‫والتــي تنبــع مــن احتياجهــم الفعـ ّ‬
‫املعريف (جانب نظري)‪ ،‬وجانب لإلتقان املهاري (جانب تطبيقي)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫لإلثراء‬ ‫جانب‬ ‫عىل‬ ‫التدريبية‬
‫َّ‬ ‫أهمية أن تحتوي الربامج‬ ‫ ‪َّ 6.‬‬
‫ ‪7.‬ارتبــاط املهــارات اللُّغويَّــة األربــع (القــراءة‪ ،‬والكتابــة‪ ،‬واملحادثــة‪ ،‬واالســتامع) بعضهــا ببعــض يؤكــد أهميَّــة مراعاتهــا يف تصميم‬
‫الربامــج التدريبيَّــة وصياغــة األهــداف لها‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1206‬‬
‫يب العا ّم آلراء أفراد َعيِّنة الدراسة يشري إىل أن درجة موافقتهم حول َمحا ِور االستبانة متوسطة‪.‬‬ ‫ ‪8.‬إن املتوسط الحسا ّ‬
‫ ‪9.‬إن آراء أفراد ال َع ِّينة حول َمحا ِور االستبانة ثبتت عىل درجة موافَقة متوسطة‪.‬‬
‫ـريف‬
‫يب العــا ّم آلراء أفــراد َعيِّنــة الدراســة عــى فقــرات املحــور األول‪ :‬احتياجــات تدريبيَّــة لإلثــراء املعـ ّ‬ ‫ ‪10.‬إن املتوســط الحســا ّ‬
‫(جانــب نظــري)‪ ،‬يشــر إىل أن درجــة موافقتهــم حــول هــذا املحــور متوســطة‪.‬‬
‫ـريف (جانــب نظــري)‪،‬‬
‫تدريبيــة لإلثــراء املعـ ّ‬
‫َّ‬ ‫ ‪11.‬إن درجــة موافَقــة أفــراد َع ِّينــة الدراســة حــول فقــرات املحــور األول‪ :‬احتياجــات‬
‫ثبتــت عــى متوســطة‪.‬‬
‫ـريف (جانــب‬
‫ ‪12.‬إن آراء أفــراد َعيِّنــة الدراســة املتمثِّلــة يف الفقــرة (‪ )2‬مــن فقــرات املحــور األول‪ :‬احتياجــات تدريبيَّــة لإلثــراء املعـ ّ‬
‫ـدل‬
‫نظــري)؛ وهــي‪( :‬التعـ ُّـرف عــى مخــارج الحــروف‪ ،‬وصفاتهــا) جــاءت يف املرتبــة األوىل عــى فقــرات هــذا املحــور‪ ،‬وهــذا يـ ّ‬
‫عــى أنهــم موافقــون عــى هــذه العبــارة بدرجــة متوســطة‪.‬‬
‫تدريبيــة لإلتقــان املهــاري‬
‫َّ‬ ‫ـات‬
‫ـ‬ ‫احتياج‬ ‫ـاين‪:‬‬
‫ـ‬ ‫الث‬ ‫ـور‬
‫ـ‬ ‫املح‬ ‫ـرات‬ ‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫يب العــا ّم آلراء أفــراد َع ِّينــة الدراســة‬ ‫ ‪13.‬إن املتوســط الحســا ّ‬
‫(جانــب تطبيقــي)‪ ،‬يشــر إىل موافقتهــم عليهــا بدرجــة متوســطة‪.‬‬
‫ ‪14.‬إن آراء أفــراد َعيِّنــة الدراســة حــول فقــرات املحــور الثــاين‪ :‬احتياجــات تدريبيَّــة لإلتقــان املهــاري (جانــب تطبيقــي)‪ ،‬ثبتــت‬
‫عــى متوســطة‪.‬‬
‫تدريبيــة لإلتقــان املهــاري (جانب‬
‫َّ‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫احتياج‬ ‫ـاين‪:‬‬
‫ـ‬ ‫الث‬ ‫ـور‬
‫ـ‬ ‫املح‬ ‫ـرات‬
‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫)‬‫‪1‬‬ ‫(‬ ‫ـرة‬
‫ـ‬ ‫الفق‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ل‬‫ِّ‬ ‫ث‬‫املتم‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫ ‪15.‬إن آراء أفــراد َع ِّ‬
‫تطبيقــي)؛ وهــي‪( :‬نطــق الحــروف والكلــات نط ًقــا صحي ًحــا فصي ًحــا) جــاءت يف املرتبــة األوىل عــى فقــرات هــذا املحــور‪،‬‬
‫ـدل عــى أنهــم موافقــون عــى هــذه العبــارة بدرجــة متوســطة‪.‬‬ ‫وهــذا يـ ّ‬
‫أهم التوصيات واملقرتَحات‬
‫ّ‬
‫بناء عىل النتائج السابقة تويص الدراسة بتوصيات‪ ،‬أهمها‪:‬‬ ‫ً‬
‫ني بغريها‪.‬‬ ‫للناط ِق َ‬ ‫ ‪1.‬العناية بالتدريب وأساليبها الحديثة يف تعليم اللُّغة العربيَّة ِ‬
‫أول بأول‪.‬‬ ‫ني بغريها ً‬ ‫العربية ِ‬
‫للناط ِق َ‬ ‫َّ‬ ‫التدريبية يف مجال تعليم اللُّغة‬ ‫َّ‬ ‫ ‪2.‬العناية برصد االحتياجات‬
‫الض ْعــف والنقــص‪ ،‬وتقصــد التنميــة والتغيــر والتعديــل وتكــون‬ ‫ ‪3.‬أن تراعــى يف الربامــج التدريبيَّــة الحاجــة‪ ،‬وتراعــى نواحــي َّ‬
‫ـتمرة غــر منتهيــة‪.‬‬
‫مسـ َّ‬
‫الجامعي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التعليم‬ ‫جات‬ ‫خر‬
‫ُ َ‬‫م‬ ‫يف‬ ‫الجودة‬ ‫لتحقيق‬ ‫التدريبات‬ ‫ضوء‬ ‫يف‬ ‫ة‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫تعليم‬ ‫طريقة‬ ‫خصائص‬ ‫من‬ ‫االستفادة‬ ‫ ‪4.‬‬
‫ني بغريها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ ‪5.‬االستفادة من نظريات تعلُّم اللُّغة الثانية واكتسابها يف حقل تعليم اللُّغة العربيَّة للناطق َ‬
‫العربيــة عــى وجــه العمــوم وللناطقــن بغريهــا عىل‬ ‫ ‪6.‬عــى املعلِّمــن أن يســلكوا ســبل الرفــق والتســهيل والتيســر يف تعليــم اللُّغــة َّ‬
‫وجــه الخصــوص‪ ،‬ويبتعــدوا عــن التعقيــد والتشــديد والتضييق‪.‬‬
‫ ‪7.‬العناية ببيئة التعلُّم وإعطاؤها األولويَّة يف خطط تعليم العربيَّة‪.‬‬
‫ـي لأللعــاب اللُّغويَّــة فهــي حافــزة لفهــم‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫العم‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫للتطبي‬ ‫ـو)‬‫ـ‬ ‫(فيدي‬ ‫املرئيــة‬
‫متخصصــة يف جمــع مــواد التســجيل َّ‬ ‫ِّ‬ ‫ ‪8.‬إنشــاء مواقــع‬
‫املعلِّمــن والطــاب للعبــة وتطبيقهــا بالشــكل الصحيــح واملناســب‪.‬‬
‫ ‪9.‬توظيف التقنيَّة الحديثة يف بناء األلعاب اللُّغويَّة‪.‬‬
‫املعريف (الجانب النظر ّي) عىل مهاريت‪ :‬القراءة والكتابة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫اإلثراء‬ ‫التدريبية يف مجال‬ ‫َّ‬ ‫ ‪10.‬الرتكيز يف تصميم الربامج‬
‫التطبيقي) عىل مهاريت‪ :‬املحادثة واالستامع‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ ‪11.‬الرتكيز يف تصميم الربامج التدريبيَّة يف مجال اإلتقان املهاري (الجانب‬
‫العربية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫التدريبية للُّغة‬
‫َّ‬ ‫ ‪12.‬البحث بجدية عن الرشكاء واملمولني ملشاريع الربامج‬
‫ ‪13.‬تبني ُص َّناع القرار واملسؤولني للتص ُّور املقرتَح الذي خرجت به الدراسة الحالية‪.‬‬
‫ ‪14.‬إجراء بحوث نظريَّة وتطبيقية مامثلة ملوضوع الدراسة الحالية‪.‬‬
‫ن بغريهــا عــى‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ ‪15.‬إجــراء بحــوث ميدانيَّــة مســحيَّة عــن األســاليب الحديثــة يف تدريــب متعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة مــن ال َّناطق ـ َ‬
‫مســتوى جنــوب رشق آســيا‪.‬‬
‫خرجــات هــذا املركــز ومــدى اســتفادة املجتمــع منــه واســتيعابه لفئاتــه‪ ،‬واالســتفادة مــن نتائــج‬ ‫ميدانيــة عـ ُ َ‬
‫م‬ ‫ـى‬ ‫َّ‬ ‫ ‪16.‬إجــراء دراســات‬
‫هــذه الدراســات يف التطويــر والتنميــة‪.‬‬

‫‪1207‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ن بغريهــا‪ ،‬وتطبيــق مقاييــس الجــودة‬ ‫متخصصــة لجمــع التجــارب العامليَّــة يف مجــال تعليــم اللُّغــة العربيَّــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫ِّ‬ ‫ ‪17.‬إيجــاد هيئــة‬
‫املؤسســات اإلســاميَّة أو التعليميَّــة العامليَّــة‪.‬‬
‫العامليَّــة‪ ،‬تتبناهــا إحــدى َّ‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬مبنطقــة‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫معلوماتيــة إلحصــاء األلعــاب اللُّغويَّــة يف مجــال تعليــم اللُّغــة‬
‫َّ‬ ‫ ‪18.‬إنشــاء بيــوت خــرة أو بنــوك‬
‫جنــوب رشق آســيا للتشــابه الكبــر يف ثقافــة دول املنطقــة‪ ،‬وتعـ ُّدد التجــارب والخــرات يف هــذا املجال‪ ،‬لتعـ ّم الفائــدة‪ ،‬وتتو ّحد‬
‫أيضــا مبثابــة مراجــع وقواميــس ملســاعدة العاملــن يف هــذا‬ ‫الجهــود‪ ،‬وتتواصــل املســرة واإلنجــاز‪ ،‬فيقــوى ويزدهــر‪ ،‬وتكــون ً‬
‫املجال‪.‬‬
‫املؤسسات التعليميَّة يف املنطقة للرفع من مستوى تعليم العربيَّة فيها‪.‬‬ ‫ ‪19.‬رضورة العمل وتضافر جهود َّ‬
‫العربيــة عــى مســتوى تايالنــد‪ ،‬وجنــوب رشق آســيا‪ ،‬لتبــادل األخبــار والفعاليــات واألنشــطة‬ ‫َّ‬ ‫ ‪20.‬إنشــاء رابطــة ملتعلِّ ِمــي اللُّغــة‬
‫العربيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫املتخصصــة يف اللغــة‬
‫ِّ‬
‫ ‪21.‬إنشاء رابطة مل ُعلِّمي اللُّغة العربيَّة عىل مستوى تايالند‪ ،‬وجنوب رشق آسيا‪ ،‬لتبا ُدل الخربات والتجارب‪.‬‬
‫العلميَّ ة وجهاتهم‬ ‫ّ‬
‫محكمي االستبانة ودرجاتهم ِ‬ ‫َ‬
‫ملحق رقم (‪ )1‬بيان بأسماء‬

‫الجهة‬ ‫التخصص‬
‫ُّ‬ ‫الدرجة ال ِع َّ‬
‫لمية‬ ‫االسم‬

‫اإلسالمية باملدينة املن َّورة ‪ -‬السعوديَّة‬


‫َّ‬ ‫الجامعة‬ ‫مناهج وط ُُرق تدريس‬ ‫أستاذ‬ ‫أ‪ .‬د‪ /‬عبد الرحمن بن محمد األنصاري‬

‫اإلسالمية ‪ -‬السعوديَّة‬
‫َّ‬ ‫جامعة اإلمام محمد بن سعود‬ ‫نحو ورصف‬ ‫أستاذ‬ ‫أ‪ .‬د‪ /‬بدر بن نارص بن صالح الجرب‬

‫جامعة ماالنج ‪ -‬إندونيسيا‬ ‫تعليم اللُّغة العربيَّة‬ ‫أستاذ‬ ‫أ‪ .‬د‪ /‬إمام أرساري‬

‫جامعة ماليا ‪ -‬ماليزيا‬ ‫تعليم اللُّغة العربيَّة‬ ‫أستاذ ُمشا ِرك‬ ‫د‪ /‬محمد سامن‬

‫جامعة األمري سونكال فرع فطاين‪ - ‬تايالند‬ ‫نحو ورصف‬ ‫أستاذ ُمشا ِرك‬ ‫د‪ /‬فضل الله أحمد سليامن‬

‫العاملية ‪ -‬ماليزيا‬
‫جامعة املدينة َّ‬ ‫لغويات‬ ‫أستاذ ُمشا ِرك‬ ‫د‪ /‬عمر حاج محمد دين‬

‫جامعة أزلن شاه ‪ -‬ماليزيا‬ ‫أدب ونقد‬ ‫أستاذ ُمسا ِعد‬ ‫د‪ /‬عبد الغفار سامي‬

‫جامعة األمري سونكال فرع فطاين‪ - ‬تايالند‬ ‫لغة عربيَّة‬ ‫أستاذ ُمسا ِعد‬ ‫د‪ /‬صاحب البحر بن مونج‬

‫جامعة رسي بكاوان – بروناي‬ ‫عربية‬


‫تعليم لغة َّ‬ ‫أستاذ ُمسا ِعد‬ ‫د‪ /‬أبنغ حازمني أبنغ طه‬

‫جامعة األزهر ‪ -‬إندونيسيا‬ ‫التفسري وعلوم القرآن‬ ‫دكتوراه‬ ‫د‪ /‬عبد الحفيظ محمد مخلص‬

‫جامعة فطاين ‪ -‬تايالند‬ ‫نحو ورصف‬ ‫دكتوراه‬ ‫د‪ /‬أبو القاسم سليامن‬

‫جامعة فطاين ‪ -‬تايالند‬ ‫دراسات إسالميَّة‬ ‫أستاذ ُمشا ِرك‬ ‫د‪ /‬عمر موىس‬

‫جامعة رسي بكاوان – بروناي‬ ‫عربية‬


‫تعليم لغة َّ‬ ‫ماجستري‬ ‫أ‪ /‬محمد أزرين بن عرصي‬
‫جامعة األمري سونكال فرع فطاين‪ - ‬تايالند‬ ‫عربية‬
‫لغة َّ‬ ‫أستاذ ُمسا ِعد‬ ‫أ‪ /‬برارسيت بان بري (عبد القادر)‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1208‬‬
‫قامئة املصادر واملراجع‬
‫القرآن الكريم‪.‬‬
‫ـدويل حــول‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫املؤمت‬ ‫ـم‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والتكل‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫التع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـا‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫م)‪،‬‬ ‫‪2011‬‬ ‫(‬ ‫ـانني‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫حس‬ ‫ـاعيل‬ ‫ ‪-‬أحمــد‪ ،‬إسـ‬
‫العامليــة‪ ،‬ماليزيــا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ة‬ ‫ـامي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫بالجامع‬ ‫)‪(CELPAD‬‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫ـز‬‫ـ‬ ‫مرك‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تنظي‬ ‫اللغــات‪،‬‬
‫الجامعيــة للدراســات والنــر والتوزيع‪,‬‬ ‫َّ‬ ‫املؤسســة‬ ‫ـي‪َّ ،‬‬ ‫ ‪-‬بديــر‪ ،‬كامــل‪2004( ،‬م)‪ ،‬إدارة املــوارد البرشيَّــة وكفــاءة األداء التنظيمـ ّ‬
‫بريوت‪ ،‬الطبعــة األوىل‪.‬‬
‫ ‪-‬بــراون‪ ،‬دوجــاس‪1994( ،‬م)‪ ،‬أســس تعلــم اللُّغــة وتعليمهــا‪ ،‬ترجمــة‪ :‬عبــده الراجحــي وعــى عــي أحمــد شــعبان‪ ،‬دار‬
‫العربيــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪.‬‬‫َّ‬ ‫النهضــة‬
‫األساســية لتنميــة القــدرات البرشيَّــة‪ ..‬نظــرة‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬بــن زاهــي‪ ،‬منصــور الســايس‪2004( ،‬م)‪ ،‬التدريــب كأحــد املقومــات‬
‫ـدويل حــول التنميــة البرشيَّــة وفــرص االندمــاج يف اقتصــاد املعرفــة والكفــاءات البرشيَّــة‪ ،‬كليــة‬ ‫ـيكولوجية‪ ،‬امللتقــى الـ ّ‬ ‫َّ‬ ‫سـ‬
‫الحقــوق والعلــوم االقتصاديَّــة‪ ،‬جامعــة ورقلــة‪ ،‬مــارس‪.‬‬
‫ ‪-‬تريــي‪ ،‬وليــم‪1990( ،‬م)‪ ،‬تصميــم نظــم التدريــب والتطويــر‪ ،‬ترجمــة ســعد أحمــد الجبــايل‪ ،‬مراجعــة ســعيد عــي‬
‫العربيــة الســعوديَّة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الشــواف‪ ،‬معهــد اإلدارة العا َّمــة‪ ،‬اململكــة‬
‫ـوي‪ ،‬مطبعــة النجــاح‬ ‫العربيــة‪ ،‬مجلــة سلســلة التكويــن الرتبـ ّ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬الحامــدي‪ ،‬أحمــد‪2000( ،‬م)‪ ،‬التعبــر الشــفوي وتعلُّــم اللُّغــة‬
‫الجديــدة‪ ،‬الــدار البيضــاء‪ ،‬املغــرب‪ ،‬ع ‪.11‬‬
‫ ‪-‬الحيلة‪ ،‬محمد‪2003( ،‬م)‪ ،‬األلعاب الرتبويَّة وتقنيات إنتاجها‪ ،‬ط ‪ ،1‬عامن‪ ،‬دار املسرية للطباعة والنرش والتوزيع‪.‬‬
‫التدريبية‪ .‬مجلة كلية الرتبية جامعة أسيوط‪ ،‬العدد (‪ ،)26‬يونية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬الخطيب‪ ،‬رداح‪1995( ،‬م)‪ ،‬تحديد االحتياجات‬
‫ـراتيجية التدريــب كمحــرك أســايس لنمـ ّو صناعي‪ ،‬املؤمتــر الهنديس‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ه)‪،‬‬ ‫ ‪-‬الخــويل‪ ،‬علــوي بــن عيــى وآخــرون‪1428( ،‬‬
‫الســعودي الســابع‪ ،‬جامعــة امللك ســعود‪.‬‬
‫ ‪-‬درة‪ ،‬عبد الهادي‪1991( ،‬م)‪ ،‬التدريب مفهومه ومدخل نظمي له‪ ،‬رسالة املعلم‪ ،‬املجلد الثاين والثالثون‪ ،‬العددان األول والثاين‪.‬‬
‫ ‪-‬رتشــاردز‪ ،‬جــاك‪ ،‬وروجــرز‪ ،‬ثيــودور‪1990( ،‬م‪1410 /‬هـــ)‪ ،‬مذاهــب وطرائــق يف تعليــم اللغــات وصــف وتحليــل‪ ،‬ترجمــة‬
‫محمــود إســاعيل صينــي وعبــد الرحمــن العبــدان وعمــر الصديــق عبــد اللــه‪ ،‬الريــاض‪ ،‬دار عالَــم الكتــب للطباعــة‬
‫والنــر والتوزيــع‪.‬‬
‫العربيــة بأســلوب الحــوار يف تحصيــل طلبــة‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬الرشــيدي‪ ،‬أحمــد عنيــزان الرشــيدي‪2012( ،‬م)‪ ،‬فاعليــة تدريــس اللُّغــة‬
‫ـرق التدريــس‪ ،‬كليــة العلــوم‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬ ‫ط‬ ‫و‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫املناه‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫قس‬ ‫ـتري‪،‬‬ ‫ـتقرايئ بدولــة الكويــت‪ ،‬رســالة ماجسـ‬ ‫ّ‬ ‫الصــف التاســع وتفكريهــم االسـ‬
‫الرتبويَّــة‪ ،‬جامعــة الــرق األوســط‪ ،‬عــان‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫اإلنتاجية‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬السلمي‪ ،‬عيل‪2004( ،‬م)‪ ،‬إدارة األفراد لرفع الكفاءة‬
‫التدريبيــة للعاملــن اإلداريــن يف جامعــة الريمــوك‪ ،‬دراســات تربويَّــة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬رشيــدة‪ ،‬هيــام نجيــب‪1994( ،‬م)‪ ،‬االحتياجــات‬
‫املجلــد التاســع‪ ،‬الجــزء (‪ ،)61‬رابطــة الرتبيــة الحديثــة‪ ،‬القاهــرة‪.‬‬
‫ ‪-‬الصبــاغ‪ ،‬حمــدي عبــد العزيــز‪1994( ،‬م)‪ ،‬برنامــج لتدريــب ُمعلِّمــي العلــوم باملرحلة الثانويَّــة العا َّمة يف ضــوء احتياجاتهم‬
‫التدريبيــة‪ .‬مجلــة كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة عني شــمس‪ ،‬العــدد الثامن عــر‪ ،‬الجــزء الثالــث‪ ،‬القاهرة‪.‬‬ ‫َّ‬
‫العربيــة التابــع لكليــة الدراســات‬ ‫َّ‬ ‫غــة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫اختبــار‬ ‫مركــز‬ ‫تجربــة‬ ‫م)‪،‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫(‬ ‫منصــور‪،‬‬ ‫محمــد‬ ‫مــدراء‪،‬‬ ‫رشــدي‪،‬‬ ‫طاهــر‪،‬‬ ‫ ‪-‬‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬مجلــة ‪CORDOVA، Vol‬‬ ‫للناط ِقـ َ‬ ‫العربيــة ِ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫ـاين‬ ‫ـ‬ ‫فط‬ ‫ـطر‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـونكال‬‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫األم‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫بجامع‬ ‫ة‬ ‫ـامي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬
‫ـامية‪ ،‬لومبــوك‪ ،‬إندونيســيا‪.‬‬ ‫‪ ،7، No 1، 2017‬مركــز تعليــم اللُّغــة‪ ،‬جامعــة ماتــرام اإلسـ َّ‬
‫الصناعية‪ ،‬القاهرة‪.‬‬‫َّ‬ ‫القومي لإلدارة العليا‪ ،‬برنامج ال َعالقات‬ ‫ّ‬ ‫أهمية التدريب‪ ،‬املعهد‬ ‫ ‪-‬طنطاوي‪ ،‬مصطفى‪2004( ،‬م)‪َّ ،‬‬
‫ ‪-‬عبد الوهاب‪ ،‬عيل محمد‪2001( ،‬م)‪ ،‬إدارة األفراد‪ ،‬مكتبة التجارة والتعاون‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫ ‪-‬عقييل‪ ،‬عمر‪1996( ،‬م)‪ ،‬إدارة القوى البرشيَّة‪ ،‬عامن‪ :‬دار زهران للنرش‪.‬‬
‫التواص َّليــة‬
‫ُ‬ ‫التواص َّليــة يف تعليــم اللغــات وتعلُّمهــا – ُمك ِّونــات اللُّغــة‬ ‫ُ‬ ‫ـانية للمقاربــة‬ ‫ ‪-‬عليــك‪ ،‬كايســة‪2014( ،‬م)‪ ،‬املر ِج َّعيــة اللسـ َّ‬
‫العربيــة وآدابهــا‪ ،‬كليــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫قس‬ ‫ـوراه‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫دكت‬ ‫ـالة‬ ‫ـ‬ ‫رس‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ج‬‫ً‬ ‫أمنوذ‬ ‫ـدايئ‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االبت‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫لــدى متعلِّ ِمــي الســنة الخامســة مــن التعلي‬
‫اآلداب واللغــات‪ ،‬جامعــة مولــود معمــري تيــزي وزو‪ ،‬الجزائــر‪.‬‬

‫‪1209‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ ‪-‬الفــارس‪ ،‬إبراهيــم بــن عبــد اللــه بــن إبراهيــم‪2007( ،‬م)‪ ،‬أهميَّــة التدريــب املســتمر داخــل املنشــأة‪ ،‬امللتقــى العــر ّ‬
‫يب‬
‫الســادس لالستشــارات والتدريــب‪ ،‬الربــاط‪.‬‬
‫ ‪-‬فرميــان‪ ،‬دايــان الرســن‪1995( ،‬م)‪ ،‬أســاليب ومبــادئ يف تدريــس اللُّغــة‪ ،‬ترجمــة‪ :‬عائشــة مــوىس الســعيد‪ ،‬مطابــع جامعة‬
‫امللــك ســعود‪ ،‬الرياض‪ ،‬الســعوديَّة‪.‬‬
‫ ‪-‬القريويت‪ ،‬محمد قاسم‪2004( ،‬م)‪ ،‬إدارة املوارد البرشيَّة‪ ،‬دار مجدالوي للنرش والتوزيع‪ ،‬عامن‪.‬‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫ـبكة‬
‫ـ‬ ‫للش‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـادي‬‫ـ‬ ‫ـي لقطــاع االتصــاالت‪ ،‬االجتــاع الح‬ ‫ ‪-‬املاحــي عمــر املاحــي‪2003( ،‬م)‪َّ ،‬‬
‫أهميــة العائــد التدريبـ ّ‬
‫إلدارة وتنميــة املــوارد البرشيَّــة‪ ،‬الخرطــوم‪ ،‬الســودان‪2003 ،‬م‪.‬‬
‫ ‪-‬مصطفــى‪ ،‬أحمــد ســيد‪2002( ،‬م)‪« ،‬التدريــب ســبيل املديريــن إىل تنميــة املــوارد البرشيــة واإلداريــة»‪ ،‬معهــد اإلدارة‬
‫العا َّمــة‪ ،‬مســقط‪ ،‬ســبتمرب‪.‬‬
‫ ‪-‬هاشم‪ ،‬زيك محمود‪2000( ،‬م)‪ ،‬إدارة املوارد البرشيَّة‪ ،‬مطبوعات ذات السالسل‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الكويت‪.‬‬
‫ ‪-‬الهيتي‪ ،‬خالد عبد الرحيم‪2004( ،‬م)‪ ،‬إدارة املوارد البرشيَّة‪ :‬مدخل إسرتاتيجي‪ ،‬عامن‪ :‬دار وائل للنرش‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1210‬‬
‫َّ‬
‫العربية (المشكالت والحلول)‬ ‫للناط ِق َ‬
‫ين بغير‬ ‫ِ‬ ‫غوي‬
‫ّ‬ ‫تعليم التعبير ُّ‬
‫الل‬
‫(التعبير في كتاب المستوى‪ ‬الثالث‪ ‬‬
‫ً‬ ‫َ ُ‬
‫نموذجا)‬ ‫يدك أ‬ ‫َّ‬
‫العربية بين‬ ‫في سلسلة‬

‫الدكتور‪ /‬عبد الحكيم عبد الخالق الحسن‬


‫أستاذ ُمسا ِعد بوحدة تعليم اللُّغة العربيَّة ِ‬
‫للناط ِق َ‬
‫ني بغريها‪ ‬بجامعة القصيم‬

‫‪hakeemalhassan8@gmail.com‬‬

‫مل َّخص البحث‪ :‬‬


‫جيــدة يف نقــل مــا يريــده لآلخرين‪ ‬كال ًمــا‪ ‬أو‬ ‫غــوي هو‪ ‬إيصــال الطالــب إىل مرحلــة ِّ‬ ‫إ َّن هــدف تدريــس التعبــر اللُّ ّ‬
‫ـفهي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫يه‬ ‫ق‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫بش‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫والتعب‬ ‫ـه‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ل‬‫م‬‫ِّ‬ ‫مك‬ ‫أو‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫لتحقيق‬ ‫ـائل‬ ‫ـ‬ ‫وس‬ ‫د‬‫ّ‬ ‫ـوا‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫بقي‬ ‫د‬ ‫ـ‬
‫َ ُّ‬ ‫ع‬‫ُ‬ ‫ت‬‫و‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫كتابةً‪ ،‬والتعبــر هــو غايــة برامــج تعليــم‬
‫رئيســا يف منهــج تعليــم‬ ‫ا‬‫ـزء‬
‫ُ َ ُّ ً ً‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫د‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫فالتعب‬ ‫ـن‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫باآلخري‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫االتص‬ ‫ـيلة‬ ‫ـ‬ ‫وس‬ ‫ـه‬‫ـ‬‫َّ‬ ‫ن‬‫إ‬ ‫إذ‬ ‫ـة؛‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫والكتــايب‪ ،‬مهـ ّم ِج ًّدا‪ ‬للناطــق بغــر‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬ويُعـ ُّده املهت ُّمــون بهــذا املجــال مــن أهـ ّم أهــداف تعلُّــم لغــة أجنبية؛‪ ‬ذلــك ألنَّــه ُيثِّــل يف الغالــب‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬
‫ـي لتعلُّــم اللُّغــة‪ .‬‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التطبيق‬ ‫ـي‬
‫الجــزء العمـ ّ‬
‫املتخصصــون يف هــذا املجــال جميعهــم هــذا الهــدف املنشــود‪ ،‬إال أ َّن االختــاف بينهــم يكمــن يف الطريقــة‬ ‫ّ‬ ‫ولرمبــا عــرف‬
‫ـي‬
‫ـكل شــيخ طريقــة‪ ،‬إال أ َّن اإلشــكال الحقيقـ ّ‬ ‫املتَّبَعــة يف تعليــم الطالــب أســلوب التعبــر الجيِّــد‪ ،‬وهــذا أمــر ال اختــاف فيــه‪ ،‬فلـ ّ‬
‫نجــده أحيانًــا يف معاملــة الناطــق بغــر العربيَّــة كالناطــق بالعربيَّــة‪ ،‬وهــذا مــا الحظــه الباحــث مــن خــال تدريســه يف هــذا‬
‫ن بغــر العربيَّــة تــكاد ال تختلــف عــن طرائــق تدريــس التعبــر للناطــق‬ ‫للناط ِق ـ َ‬ ‫املجــال‪ ،‬فوجــد أ َّن‪ ‬طرائــق تدريــس التعبــر ِ‬
‫بالعربيَّــة‪ ،‬وهــذا أمــر يحتــاج إىل مراجعــة ونظــر‪ .‬‬
‫محاول‬
‫ً‬ ‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫بغ‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫للناط‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫التعب‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ع‬‫ب‬
‫َّ َ‬ ‫ت‬ ‫امل‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫الطرائ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـوف‬ ‫ـاء عــى مــا ُذكــر فالبحــث يهــدف إىل الوقـ‬ ‫وبنـ ً‬
‫ـوي‪ .‬كــا تهــدف الدراســة إىل‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫التعب‬ ‫درس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـود‬ ‫ـ‬ ‫املنش‬ ‫ـدف‬ ‫ـ‬ ‫اله‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫ق‬
‫ِّ‬ ‫وتح‬ ‫ـن‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الدارس‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫ناس‬ ‫ُ‬ ‫ت‬‫إليجاد‪ ‬طرائق‪ ‬‬ ‫ـا؛‬‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫النظــر‬
‫إعــادة النظــر يف املوضوعــات املتناولــة يف كتــاب املســتوى الثالــث‪ ،‬مــع ترتيبهــا‪ ،‬وحــذف بعضهــا إن أمكــن‪ ،‬وإضافــة جديــد‬
‫عليها‪ .‬‬
‫ـي قامئًــا عــى مق ِّدمــة‪ ،‬ومحو َريــن‪ ،‬وخامتــة َحـ َوت أهـ ّم النتائــج التــي‬ ‫وقــد جــاء البحــث الــذي اعتمــد عــى املنهــج الوصفـ ّ‬
‫التوصــل إليهــا‪ ،‬ومجموعــة مــن التوصيــات‪ .‬حيــث بيّنــت املقدمــة أساســيات البحــث‪( :‬أســباب اختيــاره‪ ،‬وأهميتــه‪ ،‬وأهدافه‪،‬‬ ‫تـ ّم ُّ‬
‫واملنهــج املتَّبَــع‪ ،‬ومجموعة من الدراســات الســابقة)‪ .‬‬
‫ـفهي والكتــايب‪،‬‬ ‫وجــاء املحــور األول يف البحــث إطــا ًرا نظريًّــا تح ـ ّدث فيــه الباحــث عــن تدريــس التعبــر بش ـ ّقيه الشـ ّ‬
‫غــوي‪ .‬‬
‫واألهــداف املر ُجــ َّوة مــن تعلُّمهــا‪ ،‬مع‪ ‬ذكــر أهــم املبــادئ املتَّ َبعــة يف تعليــم التعبــر اللُّ ّ‬
‫التطبيقــي‪ ،‬وقُ ِّســ َم بــدوره إىل جانبَــن؛ جانب‪ ‬اهت َّم‪ ‬بتحليل‪ ‬موضوعــات‬ ‫ّ‬ ‫أ ّمــا املحــور الثــاين فقــد جــاء لإلطــار‬
‫التعبري‪ ‬وتقوميهــا‪ ،‬وآخــر اهت ـ ّم بتحليــل أخطــاء الطُّـ َّـاب يف نوعــي التعبــر‪ ،‬وت ـ ّم ذلــك مــن خــال املالحظــة وعيِّنــة مــن‬
‫كتابــات الطُّـ َّـاب‪ .‬‬
‫توصــل البحــث إىل نتائــج؛ أه ّمهــا‪ :‬رضورة إعــادة النظــر يف موضوعــات الكتــاب واألنشــطة والتدريبــات املتَّ َبعــة‪،‬‬ ‫وقــد َّ‬
‫ـرق متنوعــة لتدريــس التعبــر‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬ ‫ط‬‫و‬ ‫ـبل‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫البح‬ ‫ورضورة‬
‫مقدمة‪ :‬‬
‫ِّ‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬وقــد تس ـ ّنى لــه وهــو يقــوم بالتدريــس أن‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِق ـ َ‬ ‫َّ‬ ‫لقد‪ ‬هيــأ الل ـ ُه للباحــث‪ ‬أن يعمــل يف مجــال تعليــم‬
‫ّ‬
‫خاصــة؛ حيــث يعــاين معظــم الطُّـ َّـاب غــر‬
‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫والتعب‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫عا‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫يعيــش عــن قــرب ويتعــرف عــن كثــب‪ ،‬واقـ َع تعليــم‬
‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِق َ‬
‫ني‬ ‫َّ‬ ‫ـر مــن العاملــن يف مجــال تعليــم‬‫العــرب مــن صعوبــات يف التعبــر بنو َعيــه الشــفوي والكتــايب‪ ،‬ويجــأر كثـ ٌ‬

‫‪1211‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ُّــاب يف هــذا املجــال‪ .‬كام‪ ‬الحــظ الباحــث أ َّن التعبــر مل يجــد العنايــة الكافيــة مــن‬ ‫بغريهــا بالشــكوى مــن ضعــف الط َّ‬
‫ن بغريها‪ .‬‬ ‫املهتمــن بتعليــم العربيَّــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫ـفهي‬
‫والتعبــر هــو غايــة برامــج تعليــم اللُّغــات‪ ،‬وت ُ َعـ ُّد بقيــة املــواد هــي وســائل لتحقيقــه أو مك ِّملــة لــه‪ .‬والتعبــر بشـ ّقيه الشـ ّ‬
‫رئيســا يف منهــج تعليــم‬
‫ـزءا ً‬ ‫بالعربيــة‪ ،‬إذ إنَّــه وســيلة االتصــال باآلخريــن؛ فالتعبــر يُ َعـ ُّد جـ ً‬
‫َّ‬ ‫اطــق بغــر‬ ‫يب‪ ،‬مهـ ّم ِجـ ًّدا لل َّن ِ‬ ‫والكتــا ّ‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬ويُعـ ّده املهت ُّمــون بهــذا املجــال مــن أهـ ّم أهــداف تعلُّــم لغــة أجنبيــة‪ ،‬ذلــك ألنَّــه ُيثِّــل يف الغالــب‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬‫ِ‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫العربيــة‬
‫َّ‬
‫ـي لتعلُّــم اللُّغة‪ .‬‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التطبيق‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫العم‬ ‫الجــزء‬
‫ـؤشات وقــف عندهــا الباحــث‪ ،‬ووجــد أنَّــه مــن املهـ ّم تســليط الضــوء عــى هــذا الجانــب املهـ ّم مــن فنــون‬ ‫هــذه بعــض مـ ِّ‬
‫اللُّغــة العربيَّة‪ .‬‬
‫أسباب اختيار املوضوع‪ :‬‬
‫ـواء يف مجــال إعــداد ما ّدتــه أو تدريســها‪ ،‬ال فــرق يف‬ ‫ ‪1.‬لقــد ظـ َّـل التعبــر يف مقـ َّـررات اللُّغــة العربيَّــة مــن أعقــد مشــكالتها‪ ،‬سـ ٌ‬
‫ن بغريهــا‪ .‬‬
‫اطقـ َ‬ ‫ن بهــا‪ ،‬وتعليمهــا لألجانــب ال َّن ِ‬ ‫ذلــك بــن حــاالت تعليــم اللُّغــة العربيَّــة ألهلهــا ال َّن ِ‬
‫اطقـ َ‬
‫العربية ِ‬
‫للناط ِق َ‬
‫ني بغريها‪ .‬‬ ‫َّ‬ ‫أهمية التعبري‪ ،‬فإنَّه مل يجد االهتامم الالزم من العاملني يف حقل تعليم‬ ‫ ‪2.‬رغم َّ‬
‫ ‪3.‬عدم كفاية املوا ّد املستخ َدمة حاليًّا‪ ،‬وقلّة املؤلَّفات يف هذا املجال‪ .‬‬
‫ ‪4.‬إ َّن ضعــف املتعلِّمــن غــر العــرب يف التعبــر عــن أنفســهم بطالقــة ويُــر يف مواقــف الحيــاة املختلفــة‪ ،‬يفــرض البحــث عــن‬
‫األســباب وإيجــاد الحلول‪ .‬‬
‫ـكل مســتوى‪،‬‬ ‫ُ‬
‫ـب فنــون العربيَّــة كلُّهــا يف التعبــر‪ ،‬وهــذا يجعلنــا نبحــث يف أ ُســس بنــاء التعبــر وتصميــم دروســه املناســبة لـ ّ‬ ‫ ‪5.‬تصـ ُّ‬
‫ويف اســتخدام األنشــطة املختلفــة‪ ،‬وطرائــق التدريــس املناســبة‪ ،‬وأســاليب القيــاس والتقويم‪ .‬‬
‫األساسية التي َح َدت بالباحث إىل األخذ بناصية هذه الدراسة‪ .‬‬ ‫َّ‬ ‫وبع ُد‪ ،‬فتلك هي األسباب‬
‫أهمية البحث‪ :‬‬
‫َّ‬
‫ ‪1.‬يلعــب التعبــر دو ًرا مهـ ًّـا يف تنميــة مهــارات اللُّغــة املختلفــة‪ ،‬مــن اســتامع وتحـ ُّدث وقــراءة وكتابــة؛ لــذا فإنَّــه يتطلَّــب دراســة‬
‫ـرات التــي تؤثــر فيــه ســلبًا أو إيجابًــا‪ .‬‬ ‫فاحصــة متأنيــة تتنــاول َكل املتغـ ِّ‬
‫ـرة‪ ،‬وإيجــاد‬‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫املع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫والكتاب‬ ‫ـث‬‫ـ‬ ‫الحدي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ب‬‫ـا‬
‫َّ‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫ـب‬‫ـ‬ ‫وتدري‬ ‫ـايب‪،‬‬
‫ـ‬ ‫والكت‬ ‫ـفوي‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫التعب‬ ‫ل‬‫و‬‫ل‪ ‬أهميــة هــذه الدراســة يف ُ‬
‫ـا‬
‫ـ‬ ‫تن‬ ‫َّ‬ ‫ ‪2.‬تتمثَّ‬
‫الوســائل التــي يســتطيع بهــا الطالــب يف نهايــة دراســته االتِّصــال باآلخرين‪ .‬‬
‫ـرا مــا نقابــل دارســن؛ منهــم مــن يحــذق النطــق‪ ،‬ويُخــرج األصــوات مــن مخارجهــا الصحيحــة‪ ،‬إال أنَّــه ال يقــدر عىل‪ ‬نقــل‬ ‫ ‪3.‬كثـ ً‬
‫نفــرق بــن اكتســاب التح ّكــم يف عنــارص اللُّغــة (أصواتهــا‪ ،‬ومفرداتهــا‪،‬‬ ‫أفــكاره بوضــوح لآلخريــن؛ لــذا فإنَّــه ال بــ ّد أن ّ‬
‫وقواعدهــا)‪ ،‬والقــدرة عــى توصيــل األفــكار واملعلومــات مــن جانــب آ َخــر‪ ،‬وهــذا يجعلنــا نُعيــد النظــر يف طرائــق تدريــس‬
‫التعبــر التقليديَّــة‪ ،‬والبحــث عــن اتجاهــات حديثــة يف التدريــس‪ .‬‬
‫أهداف البحث‪ :‬‬
‫يحاول البحث الوصول إىل األهداف اآلتية‪ :‬‬
‫الشفهي والكتايب‪ .‬‬
‫ّ‬ ‫يه‬ ‫ق‬
‫ّ‬ ‫بش‬ ‫التعبري‬ ‫مجال‬ ‫يف‬ ‫بغريها‬ ‫ني‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ة‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ي‬‫م‬‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫التعرف عىل أه ّم‪ ‬املشكالت التي تُوا ِجه متع‬ ‫ ‪ُّ 1.‬‬
‫أن‪ ‬توضع‪ ‬ويب َنــى عليهــا منهــج التعبــر من حيــث مفرداتــه وأســاليب تدريســه‪ ،‬وأنشــطته وتدريباته‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫ ‪2.‬تحديــد األ ُســس التــي ينبغــي‬
‫وأُسس تقوميه‪ .‬‬
‫«العربيــة بــن يديــك» وكتاب‬
‫َّ‬ ‫ ‪3.‬وصــف واقــع منهــج التعبــر للمســتوى الثالــث مــن خــال موضوعــات التعبــر الــواردة يف كتــاب‬
‫«املعلِّم»‪ .‬‬
‫ ‪4.‬دراسة تحليليَّة وتقوميية لنامذج من موضوعات الط َُّّلب يف التعبري‪ .‬‬
‫مستقبلية يف مجال التعبري‪ .‬‬
‫َّ‬ ‫لبحوث‬ ‫وصول إىل توصيات تكون بداي ًة‬ ‫ ‪5.‬تحليل املعلومات وتقويم النتائج ً‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1212‬‬
‫ويحاول البحث أن يجيب عن التساؤالت اآلتية‪ :‬‬
‫العربية؟‪ ‬‬
‫َّ‬ ‫ني بغري‬ ‫أهمية التعبري بالنسبة إىل ال ّن ِ‬
‫اط ِق َ‬ ‫ ‪1.‬ما َّ‬
‫ني بغري العربيَّة؟‪ ‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ ‪2.‬ما أهميَّة تعليم التعبري للناطق َ‬
‫العربية من صعوبات يف التعبري؟‪ ‬‬‫َّ‬ ‫بغري‬ ‫ن‬ ‫اطقو َ‬ ‫ ‪3.‬ملاذا يشتيك الدارسون ال َّن ِ‬
‫ ‪4.‬ما الصعوبات التي تواجههم؟‪ ‬‬
‫ ‪5.‬ما أنسب الطرائق لتدريس التعبري؟‪ ‬‬
‫ ‪6.‬ما الوسائل واألنشطة التي تُساعد الدارسني يف التغلُّب عىل مشكالت التعبري؟‪ ‬‬
‫ ‪7.‬ما األخطاء الشائعة يف التعبري‪ ،‬وما أسبابها‪ ،‬وكيف يكون عالجها؟‪ ‬‬
‫يب؟‪ ‬‬
‫ ‪8.‬هل تكون إجادة التعبري الشفوي سببًا يف إجادة التعبري الكتا ّ‬
‫االتصالية يف تعليم التعبري الشفوي والكتايب؟‪ ‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪9.‬كيف نوظّف التدريبات‬
‫منهج البحث‪ :‬‬
‫الوصفي املعتَ ِمد عىل التحليل‪ .‬‬
‫ّ‬ ‫يستخدم الباحث يف هذه الدراسة املنهج‬
‫الدراسات السابقة‪ :‬‬
‫ن باللُّغــة‬ ‫غــوي لغــر ال َّن ِ‬
‫اطقــ َ‬ ‫ّ‬ ‫ ¨دراســة طــه محمــد محمــود‪ ،‬بعنــوان‪« :‬مخطــط محتــوى التعبــر اللُّ‬
‫العربية»‪ ‬‬
‫َّ‬
‫أهميــة وضــع محتــوى ملــا ّدة التعبــر‪ ،‬وذلــك لنــدرة مــا كُتــب يف هــذا املوضــوع‪ ،‬وأل ّن مشــكلة‬ ‫َّ‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـارت‬ ‫وقــد أشـ‬
‫ن بغريهــا‪ .‬‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫أو‬ ‫ـها‬‫ـ‬ ‫نفس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـاء‬
‫ـ‬ ‫ألبن‬ ‫ـواء‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫قدمي‬ ‫التعبــر‬
‫ث ُ َّم تح َّدث عن أسباب عدم توافُ ِر الكتاب املناسب لع ّدة أسباب؛ منها‪ :‬‬
‫ ‪ .‬أ ِقلَّة البحوث التي كُتبت يف هذا املجال‪ .‬‬
‫ ‪.‬بعدم تشجيع التأليف والنرش‪ .‬‬
‫ ‪ .‬جالتكاليف الباهظة يف مجال التأليف‪ .‬‬
‫ ‪ .‬داملعاناة التي يجدها املؤلف‪ .‬‬
‫ـفهي والكتــايب‪ ،‬ث ُـ َّم ح ّدد‪ ‬الباحث‪ ‬أهــداف ِّكل مســتوى‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫التعب‬ ‫ة‬ ‫د‬
‫ّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـوى‬ ‫ـ‬ ‫محت‬ ‫ـداف‬ ‫ـ‬ ‫أه‬ ‫إىل‬ ‫وأشــارت الدراســة بعــد ذلــك‬
‫قســمها إىل‪ -1( :‬مبتــدئ‪ -2 ،‬متوســط‪ -3 ،‬فــوق املتوســط‪ -4 ،‬متقدم)‪.‬‬ ‫مــن مســتويات الطُّـ َّـاب التــي َّ‬
‫ث ُ َّم ذكر محاور التعبري األربعة؛ وهي‪ :‬‬
‫ ‪1.‬محاور التعبري املقيد‪ .‬‬
‫ ‪2.‬محاور التعبري املو ّجه (الصورة)‪ .‬‬
‫ ‪3.‬محاور التعبري املو ّجه (املوضوعات)‪.‬‬
‫ ‪4.‬محاور التعبري املتق ِّدم‪ .‬‬
‫وقد استخدم أداة االستبانة يف جمع بياناته وكذلك املالحظة واملقابلة‪ .‬وكانت خالصة نتائج دراسته‪ :‬‬
‫توصــل مــن خــال تدريســه لهــذه املهــارة ومــن خــال االســتبانة واملقابَلــة واملالحظــة إىل أربــع مراحــل مهمــة يف التعبــر‬
‫غوي‪ :‬‬
‫اللُّ ّ‬
‫املقيد للمستوى ألول‪ .‬‬ ‫ّ‬ ‫التعبري‬ ‫ ‪ .‬أ‬
‫ ‪.‬بالتعبري املوجه عن طريق (الصورة) للمستوى الثاين‪ .‬‬
‫ ‪ .‬جالتعبري املو ّجه عن طريق (املوضوعات) للمستوى الثالث‪ .‬‬
‫ ‪ .‬دالتعبري املتق ّدم للمستوى الرابع‪ .‬‬

‫‪1213‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ـي يف ضوء‬ ‫ ¨دراســة أحمــد عــي محمــد‪ ،‬والتــي عنوانهــا‪« :‬تنميــة بعض مهــارات التعبــر الشــفوي الوظيفـ ّ‬
‫قدمــت لقســم املناهــج وطُ ُرق‬ ‫العربيــة»‪ ،‬والتــي ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ن باللُّغــة‬ ‫اطقـ َ‬ ‫االحتياجــات اللُّغويَّــة للدراســن غــر ال َّن ِ‬
‫التدريــس بكليــة الرتبيــة جامعــة عني شــمس‪.‬‬
‫ن بغــر‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬‫اط‬‫ِ‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الدارس‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـي‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الوظيف‬ ‫ـفوي‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫التعب‬ ‫و َه َدفَــت الدراسـ ُة إىل تصميــم برنامــج لتنميــة مهــارات‬
‫العربيــة يف ضــوء احتياجاتهــم اللُّغويَّة‪ .‬‬ ‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫وتدور إجراءات الدراسة حول‪ :‬‬
‫ني‪ .‬‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ك‬
‫ّ‬ ‫املح‬ ‫عىل‬ ‫وعرضها‬ ‫للدارسني‬ ‫الالزمة‬ ‫ة‬‫ ‪-‬إعداد قامئة باالحتياجات اللُّ َّ‬
‫ي‬‫غو‬
‫الوظيفي يف مجال الحوار وإلقاء الكلامت املناسبة للدارسني‪ .‬‬ ‫ّ‬ ‫ ‪-‬إعداد قامئة مبهارات التعبري الشفوي‬
‫ ‪-‬بناء برنامج لتنمية مهارات التعبري الشفوي يف ضوء االحتياجات اللُّغويَّة للدارسني‪.‬‬
‫ ‪-‬إعداد بطاقَة مال َحظة لتقويم هذه املهارات لدى عيِّنة الدارسني‪ .‬‬
‫ن بغريهــا التابع‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫لتعلي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الخاص‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ ‪-‬ط ُِّبقــت الدراســة عــى داريس املســتوى الثــاين مبعهــد الدراسـ‬
‫دارســا‪ .‬‬‫عينتها ‪ً 50‬‬ ‫لألزهــر الرشيــف‪ ،‬وقــد بلغــت ِّ‬
‫هم النتائج‪ :‬‬ ‫أَ ّ‬
‫العربية‪ .‬‬
‫َّ‬ ‫ني بغري‬ ‫اطق َ‬ ‫التوصل إىل قامئة باالحتياجات اللُّغويَّة الالزمة للدارسني من ال َّن ِ‬ ‫ ‪ّ 1.‬‬
‫الوظيفــي يف مجــايل الحــوار وإلقــاء الكلــات املناســبة للدارســن مــن‬ ‫ّ‬ ‫التوصــل إىل قامئــة مبهــارات التعبــر الشــفوي‬ ‫ ‪ّ 2.‬‬
‫ن بغــر العربيَّــة‪ .‬‬ ‫اطقـ َ‬ ‫ال َّن ِ‬
‫عينــة الدراســة يف التقويــم‬ ‫إحصائيــة بــن متوس ـطَي درجــات ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ـرح؛ حيــث و ِجــدت فــروق ذات داللــة‬ ‫ ‪3.‬فاعليــة الربنامــج املقـ َ‬
‫البعــد ّي‪ .‬‬
‫َ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫التقوي‬ ‫والب ْعــد ّي لصالــح‬
‫ـي َ‬ ‫ال َقبـ ّ‬
‫ني‬ ‫ِ‬
‫العربية مــن ال َّناطق َ‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ ¨دراســة‪ :‬عــوين صبحــي الفاعــوري‪ ،‬بعنــوان‪« :‬أخطــاء الكتابة لــدى متعلِّمــي اللُّغــة‬
‫تحليلية»‪ .‬‬‫َّ‬ ‫بغريهــا يف جامعــة جــن جي يف تايــوان‪ :‬دراســة‬
‫العربية مــن مســتوى الســنة الرابعة‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫قس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫طلب‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫يق‬ ‫ـي‬ ‫الكتابيــة التـ‬
‫َّ‬ ‫وقــد بحثــت هــذه الدراســة تحليـ َـل األخطــاء‬
‫ـن أ َّن أخطــاء هــذه الدراســة ال تعــود إىل األســباب الثالثــة الرئيســة املتمثِّلــة يف اللُّغــة‬ ‫يف جامعــة جــن جــي بتايــوان‪ ،‬وقــد تبـ َّ‬
‫العربيــة‪ ،‬وأخطــاء الطلبــة أنفســهم‪ ،‬ولك َّنهــا تجاوزتهــا إىل مشــكالت تتعلَّــق باملناهــج ومحتوياتهــا‪ ،‬وعــدد الســاعات‬ ‫َّ‬ ‫األُ ّم واللُّغــة‬
‫الدراسـ َّـية‪ ،‬واألســاليب الحديثــة واألجهــزة‪ ،‬والنظريــات الحديثــة‪ ،‬وغيــاب البيئــة اللُّغويَّــة‪ ،‬والهــدف الــذي يســعى الطالــب مــن‬
‫العربيــة‪ .‬وطرحــت الدراســة بعــض طــرق العــاج والتوجيهــات الالزمــة ملعالَجــة هــذه األخطــاء‪ ،‬وال‪ ‬سـ ِّـيام‬ ‫َّ‬ ‫خاللــه لتعلُّــم اللُّغــة‬
‫مليــة التدريسـ َّـية‪ ،‬واملــد ِّرس والطالــب واملنهج‪ .‬‬ ‫أركان ال َع َّ‬
‫كــا أشــارت الدراســة‪ ‬إىل أ َّن‪ ‬أعــى نســبة وقــوع يف األخطــاء كانــت يف الناحيــة الرصفيَّــة وال َّن ْحويَّــة والدالليــة؛ إذ إ َّن هــذه‬
‫املســتويات‪ ‬تفتقدها‪ ‬اللُّغة الصينيــة مــا يجعــل الطالــب يخلــط مــا بــن اللُّغــة األُ ّم واللغــة املســته َدفة‪ .‬‬
‫وقــد اعتمــدت الدراســة عــى إجــراء بحــث ميــداين عــى طلبــة الســنة الرابعــة‪ ،‬وقامــت عــى تحليــل األخطــاء التحريريَّــة‬
‫ـا بــأ َّن األخطــاء تقــع يف‬ ‫العربيــة يف جامعــة جــن جــي يف تايــوان‪ ،‬علـ ً‬ ‫َّ‬ ‫التــي يقــع فيهــا الطلبــة الصينيــون مــن داريس اللُّغــة‬
‫ـايئ‪ .‬‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلحص‬ ‫ـي‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التحلي‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫املنه‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫بحث‬ ‫يف‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫الباح‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫ب‬‫َّ‬ ‫ت‬ ‫وا‬ ‫ـة‪.‬‬
‫ـ‬ ‫والكتاب‬ ‫املهــارات األربــع‪ :‬االســتامع‪ ،‬والتحـ ُّدث‪ ،‬والقــراءة‪،‬‬
‫النظري‬
‫ّ‬ ‫المـحور األول‪ :‬اإلطار‬
‫الشفهي)‪ ‬‬
‫ّ‬ ‫العربية (التعبري‬
‫َّ‬ ‫للناط ِق َ‬
‫ني بغري‬ ‫ِ‬ ‫أول‪ :‬تدريس الكالم‬
‫ً‬
‫ـوي للكبــار والصغــار عــى‬ ‫ال يشـ ُّـك أحـ ٌد مــن املهتمــن بتعليم‪ ‬اللغــات أ َّن الــكالم أو الحديــث مــن أهـ ّم ألــوان النشــاط اللُّغـ ّ‬
‫ـا يكتبــون‪ ،‬ومــن هنــا ميكــن‬ ‫الســواء‪ ،‬فالنــاس يســتخدمون الــكالم أكــر مــن الكتابــة يف حياتهــم‪ ،‬أي أنَّهــم يتكلّمــون أكــر مـ ّ‬
‫ـوي بالنســبة إىل اإلنســان‪ ،‬وعــى ذلــك يُعتــر الــكالم أهـ ّم جزء يف املام َرســة‬ ‫اعتبــار الــكالم هــو الشــكل الرئيــس لالتِّصــال اللُّغـ ّ‬
‫ـرا م ّمــن يتعلّمــون اللُّغـ َة العربيَّـ َة يهدفــون إىل التم ّكــن مــن الــكالم والتحـ ُّدث بهــذه اللُّغة‪،‬‬ ‫اللُّغويَّــة واســتخدامها‪ ،‬وقــد نجــد كثـ ً‬
‫كــا أنّنــا حــن نقــول مثـ ًـا‪« :‬فــان يعــرف اإلنجليزيَّــة»‪ ،‬يتبــادر إىل األذهــان أنَّــه يتحـ َّدث بها‪ .‬‬
‫العربيــة ال يســتطيعون التعبــر عــن املعــاين ولو‪ ‬بأبســط األســاليب وأوضحهــا‪ ،‬وإن كانــوا‬ ‫َّ‬ ‫ونالحــظ أ َّن أغلــب متعلِّ ِمــي‬
‫الرصفيــة وال َّن ْحويَّــة للُّغــة‪ ،‬لكنهــم يعانــون مــن صعوبــة تكويــن ُج َملــة مفيــدة‪ ،‬ويرجــع ذلــك بال‬
‫َّ‬ ‫متمكنــن مــن معرفــة القواعــد‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1214‬‬
‫شـ ّـك إىل ضعفهــم يف الــكالم (التعبــر الشــفوي)‪ ،‬مــع أنَّــه الغايــة مــن تعلُّــم اللُّغــة‪ ،‬ففــروع اللُّغــة كلّها وســائل للتعبــر الصحيح‬
‫بنو َعيــه الشــفوي والكتــايب‪ ،‬وأ َّن ّكل فــروع اللُّغــة العربيَّــة وســائل للتعبــر الصحيــح وروافــد تــز ِّود الطالــب بالــروة اللُّغويَّــة‬
‫ـا‬‫الالزمــة حــن ُيــارس التعبــر فتم ـ ّده باألســاليب الجيِّــدة واألفــكار والعبــارات الواضحــة ليُصبــح قــاد ًرا عــى التعبــر عـ َّ‬
‫يخالــج نفســه بلغــة عربيَّة ســليمة‪ .‬‬
‫إ َّن األصــل يف اللُّغــة املشــافهة‪ ،‬فقــد ذكــرت البحــوث والدراســات وبعــض األدبيــات الرتبويَّــة ضعــف الطُّـ َّـاب يف مهــارة‬
‫العربيــة وأقســامها يفتقــدون الكثــر يف القــدرة عــى‬ ‫َّ‬ ‫الــكالم‪ ،‬بــل وصــل األمــر إىل أ َّن خريجــي الجامعــة يف كلّ ّيــات اللُّغــة‬
‫خريجــي الجامعــات الذيــن‬ ‫ّ‬ ‫إىل‬ ‫ـئة‬‫ـ‬ ‫الناش‬ ‫ـف‬‫ـ‬ ‫تجاوزت‪ ‬ضع‬ ‫ـر عــن ذلك‪ ‬رشــدي‪ ‬طعيمة بــأ َّن الشــكوى قــد‬ ‫التعبــر‪ ،‬وقــد عـ ّ‬
‫ـررات الدراسـ َّـية يف املســتويات‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫واملق‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫املناه‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫إه‬ ‫إىل‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫ويرج‬ ‫ـكالم‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫وال‬ ‫ـتامع‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـرا م‬ ‫يفتقــدون كثـ ً‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫بغ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫نق‬ ‫ـاذا‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـك‬‫ـ‬ ‫كذل‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫األم‬ ‫كان‬ ‫وإن‬ ‫ـتامع‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫واالس‬ ‫ث‬ ‫د‬‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫التح‬ ‫ام‬ ‫ـي‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫وال‪ ‬س‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫األربع‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫األوىل لفنــون ال‬
‫(رشــدي أحمد‪ ‬طعيمــة‪ ،‬ص‪ .)23‬‬
‫الشفهي)‪ :‬‬ ‫ّ‬ ‫أهداف تعلُّم الكالم (التعبري‬
‫ت ُ َعـ ُّد مهــارة الــكالم مــن أهـ ّم املهــارات‪ ،‬حيــث يركَّــز عليهــا يف جميــع مراحــل برامــج تعلُّــم اللُّغــة‪ ،‬وأحــد املعايري التــي تُقاس‬
‫األجنبيــة بطالقــة وصحــة (مختــار الطاهر حســن‪ ،‬ص ‪.)43‬‬ ‫َّ‬ ‫األجنبيــة‪ ،‬مت ّكنــه مــن تحـ ّدث اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫بهــا كفايــة الطالــب يف اللُّغــة‬
‫فأهداف تعلّم الكالم‪ ،‬التي هي بخالف أهداف بقية مهارات اللُّغة (رشدي أحمد‪ ‬طعيمة‪ ،‬ص‪ ،)64‬هي‪ :‬‬
‫ ‪-‬إجادة النطق‪ ،‬وطالقة الكالم‪ ،‬ومتثيل املعنى‪ .‬‬
‫ ‪-‬أن ينطق املتعلِّم أصوات العربيَّة‪ ،‬وأن يؤ ِّدي أنواع ال َّن ْب والتنغيم املختلفة بطريقة قريبة من أبناء العربيَّة‪ .‬‬
‫ ‪-‬أن ينطق األصوات املتجاورة واملتشابهة‪ .‬‬
‫ ‪-‬أن يُدرك الفرق يف النطق بني الحركات القصرية والطويلة‪ .‬‬
‫يعب عن أفكاره مستخد ًما الصيغ ال َّن ْحويَّة املناسبة‪ .‬‬ ‫ ‪-‬أن ِّ‬
‫يعب عن أفكاره مستخد ًما النظام الصحيح لرتكيب ال ُجملة العربيَّة‪ .‬‬ ‫ ‪-‬أن ِّ‬
‫ ‪-‬أن يســتخدم بعــض خصائــص اللُّغــة يف التعبــر الشــفوي؛ مثــل‪ :‬التذكــر والتأنيــث‪ ،‬ومتييــز العــدد‪ ،‬والحال‪ ،‬ونظــام الفعل‬
‫وأزمنته‪ .‬‬
‫ ‪-‬أن يكتســب ثــروة لفظيَّــة كالميــة مناســبة ملســتوى نضجــه وقدراتــه‪ ،‬وأن يســتخدم هــذه الرثوة يف إمتــام عمليــات اتِّصال‬ ‫ِ‬
‫عرصية‪ .‬‬
‫االجتامعي‪ ،‬وأن يكتســب بعــض املعلومات األساسـ َّـية‬ ‫ّ‬ ‫ـتواه‬ ‫ـ‬ ‫ومس‬ ‫ـره‬ ‫ـ‬ ‫لعم‬ ‫ـبة‬
‫ـ‬ ‫املناس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الثقاف‬ ‫ـكال‬ ‫ـ‬ ‫أش‬ ‫ـض‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ـتخدم‬ ‫ ‪-‬أن يسـ‬
‫ـامي‪ .‬‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫واإلس‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫العر‬ ‫ـراث‬ ‫ـ‬ ‫عن ال‬
‫تعبريا واض ًحا مفهو ًما يف مواقف الحديث البسيطة بشكل متَّصل‪ .‬‬ ‫يعب عن نفسه ً‬ ‫ ‪-‬أن ِّ‬
‫زمنية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫لفرتات‬ ‫مرتابط‬ ‫بشكل‬ ‫ث‬ ‫د‬
‫ُّ‬ ‫والتح‬ ‫ة‪،‬‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫بال‬ ‫التفكري‬ ‫من‬ ‫ن‬ ‫ك‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬أن يتم‬
‫أهم املبادئ يف تعليم مهارة الكالم (التعبري الشفوي)‪ :‬‬
‫إ َّن الــكالم هــو املهــارة األساسـ َّـية يف تعلُّــم اللُّغــة‪ ،‬ســواء أكانــت لغــة أوىل أم ثانيــة أم أجنبيــة‪ ،‬فالــكالم بأمناطــه املختلفــة‬
‫أي لغــة‪ ،‬فــا أهـ ّم املبــادئ التــي‬ ‫مــن محــاكاة أو اســتجابة وحــوار وتحــاور وحديــث مطـ َّول يعتــر املهــارة األساسـ َّـية يف تعلُّــم ِّ‬
‫ـفهي (طــه محمــد محمــود‪ ،‬ص‪)86‬؟‪ ‬‬ ‫يجــب اتِّباعهــا يف تعليــم التعبــر الشـ ّ‬
‫ ‪-‬االهتامم مبستوى الطالقة والدقّة والسالمة اللُّغويَّة‪ .‬‬
‫الدافعيــة‬
‫َّ‬ ‫ات‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬‫ّ‬ ‫ف‬‫يو‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـى‪،‬‬‫ـ‬ ‫معن‬ ‫ذات‬ ‫ة‬ ‫ة‪ ‬حقيقي‬
‫َّ‬ ‫وقفي‬
‫َ َّ‬ ‫م‬ ‫ـياقات‪ ‬‬ ‫األصليــة يف سـ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬التشــجيع عــى اســتخدام اللُّغــة‬
‫الذاتيــة للطالب‪ .‬‬ ‫َّ‬
‫ ‪-‬توفري التغذية الراجعة والتصحيح للط َُّّلب‪.‬‬
‫مهارت االستامع والكالم‪ .‬‬ ‫َِ‬ ‫ ‪-‬الربط بني‬
‫ ‪-‬توفّر ال ُف َرص املتع ِّددة واملتنوعة للط َُّّلب للمبادرة يف التحاور والتواصل‪ .‬‬

‫‪1215‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ولتحقيــق هــذه املبــادئ وتنزيلهــا إىل الواقــع مــن خــال املواقــف التدريســيَّة‪ ،‬ال‪ ‬بـ َّد مــن اســتخدام أفضــل إســراتيجيَّات‬
‫تدريــس الــكالم‪ ،‬ومنهــا (طــه محمــد محمــود‪ ،‬ص‪ :)86‬‬
‫ ‪-‬أن يشـ ِّجع املعلِّــم ط َُّلبــه عــى املبــا َدرة واالبتــكار‪ ،‬وذلــك بوضــع الطُّـ َّـاب يف مواقــف يضطــرون فيهــا إىل البحــث عــن‬
‫ـر عــن أفكارهــم‪ .‬فيطلــب املعلِّــم منهــم توضي ًحــا أو بيانًــا لــيء ويطلــب منهــم اإلعــادة‬ ‫الكلــات واألبنيــة التــي تعـ ِّ‬
‫ومينحهــم فرصــة للتفكــر‪ ،‬ويحــاول أن يجــذب انتباههم‪ ‬بوســائل متع ـ ِّددة‪ .‬‬
‫ ‪-‬يطلــب املعلِّــم منهــم إعــادة الصياغــة لغــر املقتــدر‪ ،‬وذلــك مبســاعدة الزمــاء يف كلمــة أو عبــارة‪ ،‬واســتخدام اإلشــارات‬
‫ولغــة الجســد لتوصيــل املعنى‪ .‬‬
‫ ‪-‬عــى املــد ِّرس أن يُصغــي باهتــام إىل الطالــب عندمــا يتح ـ َّدث‪ ،‬ويُشــعره باالطمئنــان والثقــة‪ ،‬ويُثنــي عليــه‪ ،‬كلــا كان‬
‫ـليم‪ ،‬وأن يُكــر مــن االبتســام‪ ،‬إذ إ َّن ذلــك يســاعد عــى األلفــة بينــه وبــن الطالــب‪ ،‬ويش ـ ِّجعه عــى الحديــث‪،‬‬ ‫أداؤه سـ ً‬
‫بعضــا (مختــار الطاهر حســن‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫بعضه‬ ‫ـب‬‫ـ‬ ‫يخاط‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫عندم‬ ‫ب‪،‬‬ ‫ذ‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـلوب‬‫ـ‬ ‫أس‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ُل‬
‫َّ‬ ‫ط‬ ‫د‬‫و‬‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫يع‬ ‫أن‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫وعــى املــد ِّ‬
‫ص‪.)52 ‬‬
‫ـي ومطابق‬ ‫ ‪-‬يجــب عــى املــد ِّرس أن يقـ ِّدم لط َُّلبــه منــاذج مــن اللُّغــة الحقيقيَّــة‪ ،‬كــا عليــه أن يعــرض النــاذج بشــكل طبيعـ ّ‬
‫للطريقــة التــي يتحـ ّدث بهــا النــاس اللُّغــة‪ ،‬وذلــك أل َّن الط َُّّلب يتأثــرون بأداء مدرســهم‪ .‬‬
‫ ‪-‬يعتمــد املــد ِّرس يف وصــف املحادثــة عــى تدريــب عض َويــن‪ ،‬هــا‪ :‬األذن واللســان‪ ،‬ولتحقيــق ذلــك عليــه أال يســمح للط َُّّلب‬
‫أي نــوع‪ ،‬أو اســتخدام املعجــم (مختــار الطاهر حســن‪ ،‬ص‪.)54 ‬‬ ‫باســتخدام الورقــة والقلــم‪ ،‬أو تســجيل مالحظــات مــن ّ‬
‫ ‪-‬يجب التحيل بالصرب عند تعليم املحادثة‪ ،‬ومنح الطالب الوقت الكايف الذي يحتاج إليه للتعبري‪ ‬عن نفسه‪ .‬‬
‫ ‪-‬عــى املــد ِّرس أن يتذكّــر أ َّن هدفــه مــن تدريــس املحادثــة هــو بنــاء املهــارات الشــفويَّة‪ ،‬وأن يصــل بط َُّلبــه إىل مرحلــة‬
‫العربيــة‪ .‬ولتحقيــق هــذا الهــدف يجــب اختيــار املوضوعــات املناســبة التي تكــون مالمئة لخــرات الط َُّّلب‬ ‫َّ‬ ‫التفكــر باللُّغــة‬
‫واهتاممهــم‪ .‬وفيــا يــي يســتعرض الباحــث عــد ًدا مــن املوضوعــات التــي ميكــن االســتفادة منهــا يف هــذا املجــال‪ :‬‬
‫الشفهي‪ :‬‬
‫ّ‬ ‫موضوعات التعبري‬
‫الحيــاة املدرسـ َّـية ‪ -‬اإلذاعــة ‪ -‬التلفــاز ‪ -‬الص ّحــة ‪ -‬وســائل النقــل ‪ -‬الحديقــة ‪ -‬الجامعــة – القصــة‪ - ‬زيــارة األهــل واألصدقــاء‬
‫االجتامعيــة ‪ -‬املستشــفى‬
‫َّ‬ ‫‪ -‬زيــارة املريــض ‪ -‬زيــارة طبيــب ‪ -‬الســياحة ‪ -‬الرياضــة ‪ -‬الهوايــات ‪ -‬التعليــم ‪ -‬الخــرات ‪ -‬ال َعالقــات‬
‫‪ -‬املطــار ‪ -‬الطائرة ‪ -‬الســفينة‪ ...‬‬
‫وميكن أن تقدم هذه املوضوعات من خالل أساليب وإسرتاتيجيَّات متع ّددة؛ منها‪ :‬‬
‫ ‪1.‬عرض صور ألماكن‪ ،‬ومواقف‪ ،‬وشخصيات‪ ،‬يقوم الطلبة بوصفها والتعليق عليها‪ .‬‬
‫ ‪ 2.‬زيارة بعض األماكن السياحية والحديث عنها‪ .‬‬
‫ ‪ 3.‬تبا ُدل الحوار بني املد ِّرس والطلبة‪ ،‬ث ُ َّم بني‪ ‬الطلبة فيام بينهم‪ .‬‬
‫الصف‪ .‬‬
‫ ‪ 4.‬القيام بتلخيص كتاب‪ ،‬أو قصة‪ ،‬أو مرسحيَّة‪ ،‬أو موضوع متت مناقشته يف ّ‬
‫مرسحية قصرية‪ ،‬ث ُ َّم قيام ّكل طالب بتوضيح مضمون املرسحية وأهدافها‪ .‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪ 5.‬متثيل‬
‫ ‪ 6.‬اختيار موضوعات يقوم الطلبة بالحديث عنها‪ .‬‬
‫الحرة‪ .‬‬
‫ ‪ 7.‬املحادثة ّ‬
‫الصف‪ .‬‬
‫ ‪ 8.‬محا َدثات الفريق‪ ،‬حيث يقوم عدد من الط َُّّلب مبناقشة موضوع واحد حول طاولة ّ‬
‫قص الحكايات‪ .‬‬ ‫ ‪ّ 9.‬‬
‫ ‪ 10.‬إكامل القصة‪ .‬‬
‫ ‪ 11.‬إجراء املقابَالت‪ .‬‬
‫ ‪ 12.‬لَ ِعب األدوا ِر‪ .‬‬
‫ ‪ 13.‬املناقشة‪ .‬‬
‫ ‪ 14.‬التقليد واملحاكاة‪ .‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1216‬‬
‫ولضــان حصــة نجــاح محــارضة التعبــر الشــفوي‪ ،‬ال بـ َّد أن يراعــي املعلّــم بعــض األُ ُســس التــي تُسـ ِهم يف تحقيــق الهــدف‬
‫مــن املحادثــة‪ ،‬ومنها (إســاعيل زكريــا‪ ،‬ص‪ :)188-189 ‬‬
‫غنيــة عــر‬‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫بيئ‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫توف‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـك‬
‫ـ‬ ‫وذل‬ ‫ـى‪،‬‬‫ـ‬ ‫الفصح‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫بال‬ ‫ ‪-‬توفــر أكــر قــدر مــن ال ُفـ َ‬
‫ـرص للطُّـ َّـاب ليتكلمــوا‬
‫الثنايئ‪ ‬والزمري‪ ‬والتعــاوين‪ .‬‬
‫ّ‬ ‫العمــل‬
‫ ‪-‬تقليل حديث املعلِّم‪ ،‬وزيادة وقت الط َُّّلب يف التح ُّدث‪ .‬‬
‫ ‪-‬مراقبة أداء‪ ‬الط َُّّلب‪ ،‬وتقديم تغذية راجعة لهم‪ .‬‬
‫ ‪-‬التعليق بإيجابية عندما يتحدث الط َُّّلب‪ .‬‬
‫ـث الطُّـ َّـاب عــى‬ ‫ ‪-‬اِســأل أســئلة مح ِّفــزة؛ مثــل مــاذا تقصــد؟‪ ،‬كيــف توصلــت إىل هــذا االســتنتاج؟؛ وذلــك مــن أجــل حـ ّ‬
‫التح ـ ُّدث أكرث‪ .‬‬
‫ ‪-‬ال تص ِّحح أخطاء الط َُّّلب أثناء حديثهم‪ ،‬وفِّر‪ ‬ذلك لفرص أخرى بعد أن ينتهوا من حديثهم‪ .‬‬
‫سبق مل ُسا َعدة الط َُّّلب عىل االستعداد‪ .‬‬ ‫نص القراءة أو االستامع بشكل ُم َ‬ ‫ ‪-‬توفري قامئة مبفردات موضوع املحادثة‪ ،‬أو ّ‬
‫ـرص لهــم ملامرســة اللُّغــة‬ ‫ ‪-‬تشــخيص الطُّـ َّـاب الذيــن لديهــم صعوبــة يف التعبــر عــن أنفســهم‪ ،‬وتوفــر املزيــد مــن ال ُفـ َ‬
‫وتجــاوز مشــكالتهم‪.‬‬
‫العربية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫‪ ‬للناط ِق َ‬
‫ني بغري‬ ‫ِ‬ ‫يب‬
‫ثانيا‪ :‬تدريس التعبري الكتا ّ‬
‫ً‬
‫ماســة يف جميع‬ ‫هــو وســيلة االتِّصــال بــن الفــرد وغــره‪ ،‬م ّمــن تفصلــه عنهــم املســافات الزمانيَّــة واملكانيَّــة‪ ،‬والحاجــة إليــه َّ‬
‫املهــن (إبراهيــم عبد العليــم‪ ،‬ص‪ .)151‬وتنقســم الكتابة إىل قســمني‪ :‬‬
‫ ‪1.‬املقدرة عىل كتابة الرموز بشكل صحيح (النسخ واإلمالء)‪ ،‬وهي مهارة آلية‪ .‬‬
‫يب)‪ .‬‬
‫ ‪2.‬القدرة عىل استخدام الرموز الكتابيَّة يف التعبري عن حاجات الدارس وأغراضه (التعبري الكتا ّ‬
‫إذن الكتابــة هــي مهــارة مه ّمــة مــن مهــارات اللُّغــة‪ ،‬كــا أ َّن القــدرة عــى الكتابــة تُ َعـ ُّد هدفًــا أساسـ ًّـيا مــن أهــداف تعلُّــم‬
‫األجنبيــة‪ ،‬وهــي‪ ‬ال تقـ ُّـل أهميةً‪ ‬عــن الحديــث والقــراءة‪ ،‬وإذا كانــت للغــة يف الحياة‪ ‬وظيفتــان أساســيتان هــي االتِّصــال‬ ‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫يب وســيلة‬ ‫ّ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫فالتعب‬ ‫ـن‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫الوظيفت‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫هات‬ ‫أداء‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـادرة‬
‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫ـإ‬
‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـس‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫النف‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫والتعب‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫التفك‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫عملي‬
‫َّ‬ ‫ـهيل‬ ‫وتسـ‬
‫مــن وســائل االتصــال‪ ،‬وكذلــك هــو ترجمــة للفكــر وتعبــر عــن النفــس يف الوقــت ذاتــه (عــي محمــد القاســمي‪ ،‬ص‪.)44 ‬‬
‫ـر بهــا ويسـ ِّجل‬ ‫وتــزداد أهميَّــة الكتابــة للطُّـ َّـاب يف املســتويات املتق ِّدمــة مــن تعليــم اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬فالــدارس يحتاجهــا ليعـ ِّ‬
‫بهــا معلوماتــه‪ ،‬ورغــم أهميَّــة الكتابــة كمهــارة لُغويَّــة وكوســيلة مــن وســائل التعلُّــم والتعليــم‪ ،‬وأداة مــن أدوات اإلنســان يف‬
‫خاصــة مــع ظهــور االتجاهــات الحديثــة‬ ‫االتِّصــال والتعبــر عــن النفــس وحفــظ الــراث‪ ،‬فإنَّهــا ال تجــد االهتــام املناســب َّ‬
‫ـمعي الشــفوي‪.‬‬ ‫يف تعليــم اللغــات‪ ،‬والتــي تركِّــز عــى الجانــب الشــفوي منهــا أكــر مــن الجوانــب األخــرى مثــل املدخــل السـ ّ‬
‫ن بغري العربيَّــة‪ ،‬فمهــارة الكتابة مــن املهارات‬ ‫اطقـ َ‬ ‫الض ْعــف يف الكتابــة باللُّغــة العربيَّــة لــدى الطُّـ َّـاب ال َّن ِ‬
‫وتكــر الشــكوى مــن َّ‬
‫املعبة‪ ‬أصعــب مــا يتعلّمــه املــرء مــن املهــارات اللُّغويَّــة‪ ،‬ســواء‬ ‫الصعبــة لــدى متعلِّ ِمــي اللغــات األجنبيَّــة‪ ،‬وتعليــم الكتابــة السلســة ِّ‬
‫كان ذلــك يف مجــال تعلُّــم اللُّغــة األُ ّم‪ ،‬أو يف مجــال تعلُّــم اللغــات األجنبيَّــة‪ ،‬ولعـ َّـل ذلــك ال يخفــى عــى أحــد مــن العاملــن‪ ‬يف‬
‫ن بالعربيَّــة يف املــدارس والجامعــات فقـ َّـل مــا تجــد كتابــة خاليــة‬ ‫اطقـ َ‬ ‫هــذا املجــال‪ .‬انظــروا إن شــئتم إىل كتابــات الطُّـ َّـاب ال َّن ِ‬
‫مــن األخطــاء الرصفيَّــة وال َّن ْحويَّــة والدالليــة واإلمالئيَّــة‪ ،‬أمــا بالنســبة إىل واقــع تعليــم التعبــر التحريــري فإنَّه أضعــف جوانب‬
‫ن بغــر العربيَّــة‪ ،‬فهــم يعانــون مــن مشــكالت عـ ّدة لألســف‪ .‬وإذا نظرنــا إىل أوراق الط َُّّلب‪ ‬فــإن النتيجــة‬ ‫اطقـ َ‬‫تعلُّــم اللُّغــة لل َّن ِ‬
‫تكــون مخيِّبــة لآلمــال مــن حيــث التعبــر عنــد كثــر منهــم‪ ،‬فقليـ ٌـل منهــم يســتطيع الكتابــة بطريقــة واضحــة معــرة‪ .‬‬
‫ومن االعتبارات العا َّمة التي ينبغي مراعاتُها قبل تدريب الط َُّّلب عىل الكتابة‪ :‬‬
‫ ‪1.‬هنــاك اختــاف يف الهــدف بــن تدريــس التعبــر يف لغــة أجنبيــة )‪ (Foreign Language‬وبــن تدريســه يف اللُّغــة القوميَّــة‬
‫)‪ (Native Language‬فعندمــا نُــد ِّرس التعبــر ألبنائنــا العــرب فإنَّنــا نع ّدهــم يف مرحلــة مــن املراحــل لكتابــة مبدعــة بحيــث‬
‫ـر عــن‬ ‫يســتطيع الطالــب أن يكتــب بأســلوب أديب بليــغ‪ ،‬عــى حــن نهــدف يف اللُّغــة األجنبيَّــة إىل أن نُ ِع ـ ّد الطالــب يك يعـ ِّ‬
‫نفســه بأســلوب واضــح ســليم مــن األخطــاء‪ ،‬ولكــن هــذا ال يعنــي عــدم تشــجيع األســاليب األدبيَّــة إن ُو ِجـ َدت (إبراهيــم الســيد‬
‫يوســف‪ ،‬ص‪.)80 ‬‬

‫‪1217‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ ‪2.‬ميكــن إرجــاع كثــر مــن ضعــف الكتابــة إىل نقــص التدريــب املنظّــم خــال املراحــل املب ِّكــرة يف تعليــم العربيَّــة ِ‬
‫للناط ِق ـ َ‬
‫ن‬
‫بغريهــا‪ ،‬فيجــب أن تكــون الخطــوات األوىل يف الكتابــة للطُّـ َّـاب الدارســن للُّغــة العربيَّــة مو َّجهــة بعنايــة منــذ البدايــة‪ .‬‬
‫يخصــص معظمــه لنشــاطات االســتامع‬ ‫ ‪3.‬يجــب أن يكــون التدريــب عــى الكتابــة يف الصـ ّـف قليـ ًـا؛ أل َّن وقــت الصـ ّـف يفــرض أن َّ‬
‫الصف‪ .‬‬
‫والتكلــم التــي ال يســتطيع الطُّـ َّـاب أن يقومــوا بهــا بأنفســهم خــارج ّ‬
‫ومستمر‪ .‬‬
‫ّ‬ ‫تتحسن مهارة دون تدريب مركّز‬ ‫ ‪4.‬لن ّ‬
‫نائية‪ .‬‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ث‬‫ال‬ ‫املعاجم‬ ‫وترك‬ ‫‪،‬‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫العر‬ ‫املعجم‬ ‫استعامل‬ ‫عىل‬ ‫ب‬ ‫ُّل‬
‫َّ‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫ ‪5.‬تشجيع‬
‫حصــة التعبــر ال نقــوم بتدريــس املفــردات واألبنيــة الجديــدة‪ ،‬بــل ّكل مــا نفعلــه هــو تدريــب الطُّـ َّـاب عــى اســتخدام املــواد‬ ‫ ‪6.‬يف ّ‬
‫ـارت الــكالم والقــراءة يف التعبري عن أنفســهم‪ .‬‬ ‫اللُّغويَّــة التــي درســوها يف مهـ َ‬
‫اإلمالئيــة وال َّن ْحويَّــة‬
‫َّ‬ ‫تصيــد األخطــاء‬
‫يب نحــو ّ‬ ‫ـر مــن املد ِّرســن يو ّجهــون اهتاممهــم األول يف حصــص التعبــر الكتــا ّ‬ ‫ ‪7.‬ظـ َّـل كثـ ٌ‬
‫واملفــردات‪ ،‬دون أن يحاولــوا اإلجابــة عــن ســؤال مهـ ّم‪ ،‬هــو‪ :‬هــل اســتطاع الطالــب إيصــال فكرتــه بصــورة دقيقــة أم ال؟‪ ‬‬
‫ ‪8.‬يجــب أن يُعنــى املــد ِّرس عنــد تصحيــح أعــال الطُّـ َّـاب باألفــكار التــي يريــدون التعبــر عنهــا‪ ،‬واملعلومــات التــي يريــدون نقلها‬
‫إىل اآل َخرين‪ .‬‬
‫العربيــة فتأيت‬ ‫َّ‬ ‫إىل‬ ‫ـكاره‬‫ـ‬ ‫أف‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫رتج‬ ‫ي‬
‫َّ ُ‬ ‫م‬ ‫ـ‬‫ُ‬ ‫ث‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫بلغت‬ ‫ـر‬
‫ـ‬‫ك‬‫ِّ‬ ‫يف‬ ‫ال‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫حت‬ ‫ـب‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫يكت‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫بال‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫التفك‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـدارس‬
‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ب‬‫ر‬
‫ ‪9.‬علينــا أن نــد ِّ‬
‫لغتــه ركيكة وأفــكاره مضطربة‪ .‬‬
‫أساسا باملحتوى أو الفكرة‪ .‬‬ ‫ ‪10.‬يجب أال نُحرص اهتاممنا عند تدريس التعبري عىل الشكل أو الصورة‪ ،‬بل يجب أن نهت ّم ً‬

‫المحور الثاني‪  ‬الدراسة التطبيقيَّ ة‪ ‬‬


‫وصف ملنهج التعبري يف كتاب املستوى الثالث وتقوميه‪ :‬‬
‫ٌ‬ ‫ ‪1 .‬‬
‫ـرر عــى الطُّـ َّـاب دراســته‪ ،‬إىل‪ ‬جزأيــن‪ ،‬ويحتــوي ّكل كتــاب مــن هذيــن الكتابــن عــى مثــاين وحــدات‪،‬‬
‫قُ ِّسـ َم الكتــاب املقـ َّ‬
‫يب‪ .‬وبيــان هــذه‬
‫ـفهي‪ ،‬واآلخــر للتعبــر الكتــا ّ‬
‫وتحتــوي ّكل وحــدة مــن هــذه الوحــدات عــى موضو َعــن؛ األول‪ :‬للتعبــر الشـ ّ‬
‫املوضوعــات كــا يــي (عبــد الرحمــن الفــوزان وآخــرون‪ ،‬كتــاب الطالــب الثالــث‪1435 ،‬ه)‪ :‬‬
‫يب‬
‫النشاط يف التعبري الكتا ّ‬ ‫نوعية التدريب والنشاط يف التعبري الشفوي‬
‫َّ‬ ‫املوضوع‬ ‫الوحدة‬

‫تدريبان‪ :‬‬ ‫ثنايئ‪ :‬‬
‫عدد التدريبات ثالثة‪ ،‬وكلها نشاط ّ‬ ‫القرآن الكريم‪ ‬‬ ‫‪ 1‬‬
‫‪ -1‬تلخيص موضوع القراءة‪ .‬‬ ‫‪ -1‬أجب عن األسئلة‪ .‬‬
‫‪ -2‬الكتابة عن املوضوع مع االستعانة‬ ‫‪ -2‬أيهام أفضل؟‪ ‬‬
‫بعنارص‪ .‬‬ ‫‪ -3‬قا ِرن‪ .‬‬
‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫يوم يف حياة ناشئ‪ ‬‬ ‫‪ 2‬‬
‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫األقليات املسلمة يف البالد غري‬ ‫‪ 3‬‬
‫اإلسالميَّة‪ ‬‬
‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫إضافة إىل التدريبات الفائتة‪ ،‬ارشح األحاديث‪ ‬‬ ‫الس َّنة النبويَّة‪ ‬‬
‫ُّ‬ ‫‪ 4‬‬
‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫القراءة وأهميتها‪ ‬‬ ‫‪ 5‬‬
‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫هجرة العقول‪ ‬‬ ‫‪ 6‬‬
‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫أهمية النوم‪ ‬‬
‫َّ‬ ‫‪ 7‬‬
‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫الص َور‪ ‬‬
‫عب عن بعض ُّ‬
‫ِّ‬ ‫النوادر والط َُّرف‪ ‬‬ ‫‪ 8‬‬
‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫املساواة الحقة‪ ‬‬ ‫‪ 9‬‬
‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫الص َور‪ ‬‬
‫عب عن بعض ُّ‬
‫ِّ‬ ‫الرفق بالحيوان‪ ‬‬ ‫‪ 10‬‬
‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫العربية‪ ‬‬
‫َّ‬ ‫األمثال‬ ‫‪ 11‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1218‬‬
‫يب‬
‫النشاط يف التعبري الكتا ّ‬ ‫نوعية التدريب والنشاط يف التعبري الشفوي‬
‫َّ‬ ‫املوضوع‬ ‫الوحدة‬

‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫الخالفات الزوجية‪ ‬‬ ‫‪ 12‬‬


‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫ال َعالقات بني اآلباء واألبناء‪ ‬‬ ‫‪ 13‬‬
‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫املاء أصل الحياة‪ ‬‬ ‫‪ 14‬‬
‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫وصية أب‪ ‬‬ ‫‪ 15‬‬
‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫النشاط نفسه‪ ‬‬ ‫يوميّات وليد‪ ‬‬ ‫‪ 16‬‬

‫بــكل نــوع‪ ،‬يال َحــظ عــى‬


‫الخاصــة ّ‬
‫َّ‬ ‫مــن خــال املوضوعــات التــي عرضناهــا‪ ،‬واملتعلِّقــة بنوعــي التعبــر‪ ،‬والتدريبــات‬
‫هذه‪ ‬املوضوعــات اآليت‪ :‬‬
‫واجتامعية‪ ،‬وأُرسيَّة‪ .‬‬
‫َّ‬ ‫ة‪،‬‬ ‫وثقافي‬
‫َّ‬ ‫ة‪،‬‬ ‫لمي‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ع‬ ‫و‬ ‫ة‪،‬‬ ‫إسالمي‬
‫َّ‬ ‫بني‬ ‫ ‪ 1.‬تن َّوعت املوضوعات‬
‫ ‪2.‬كرثة النصوص الرسديَّة؛ إذ ال وجود لغريها‪ .‬‬
‫االجتامعية‪ .‬‬
‫َّ‬ ‫الطالب‬ ‫بحياة‬ ‫قة‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫واملتع‬ ‫ة‪،‬‬‫والرياضي‬
‫َّ‬ ‫ة‪،‬‬ ‫والرسمي‬
‫َّ‬ ‫ة‬ ‫الشخصي‬
‫َّ‬ ‫ ‪3.‬ال وجود للقصص‪ ،‬والحوارات‪ ،‬والرسائل‬
‫ ‪ِ 4.‬قلَّة االستعانة بالصور والخرائط‪ ،‬والتي من شأنها أن تُعني الطالب عىل التعبري‪ .‬‬
‫األساسية‪ .‬‬
‫َّ‬ ‫تلبي هذه املوضوعات مع تن ُّوعها حاجات الطالب‬ ‫ ‪5.‬ال ِّ‬
‫واملوسعة‪ ،‬وهذا من شأنه أن يقيّد الطالب‪ .‬‬ ‫ ‪6.‬ترتبط هذه املوضوعات ارتباطًا وثي ًقا مبوضوعات القراءة بش ّقيها امل ُكثَّفة ّ‬
‫اليومية‪ .‬‬
‫َّ‬ ‫الحياة‬ ‫ ‪7.‬ال تُد ِّرب هذه املوضوعات الطالب عىل التعبريات الشائعة التي يحتاج إليها يف‬
‫الوظيفي للّغة يف هذه املوضوعات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ ‪8.‬ال وجود للجانب‬
‫ـفهي والكتــايب‪ ،‬والتــي مــن املفــرض أن يقــوم بهــا الطالــب يف‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫التعب‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫لنو‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الخادم‬ ‫ـاطات‬ ‫ـ‬ ‫بالنش‬ ‫أ َّمــا فيــا يتعلَّــق‬
‫ـرر‪ ،‬وأبــرز هــذه النشــاطات‪ :‬‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫املق‬ ‫ـاب‬
‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫يف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫منه‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫القلي‬ ‫إال‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫نج‬ ‫ـكاد‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ـاطات‬ ‫ـ‬ ‫النش‬ ‫ـذه‬‫ـ‬ ‫فه‬ ‫ـرة‪،‬‬ ‫هــذا املســتوى فكثـ‬
‫الخاصــة بالتعبــر الشــفوي‪ :‬كام وردت يف وثيقــة بنــاء منهــج‬
‫َّ‬ ‫أول‪ :‬النشــاطات‬
‫ً‬
‫ن بغريهــا‪ :‬‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـة‬
‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫تعلي‬
‫التعليمية‬
‫َّ‬ ‫األنشطة والتقنيات‬ ‫التعليمية‬
‫َّ‬ ‫املفردات‬ ‫الكفاية‬

‫شفهية وكتابية‪ ‬‬
‫الكتاب‪ ،‬تدريبات َّ‬ ‫إكامل قصة‪ ‬‬ ‫شفهيا نهاية لقصة قرأها أو سمعها‪ .‬‬
‫أن يقرتح ًّ‬
‫نشاط شفوي‪ ،‬عصف ذهني‪ ‬‬ ‫املشاركة يف حوار حول املشكلة‪ ‬‬ ‫لحل مشكلة مطروحة‪ .‬‬
‫أن يتحاور مع زمالئه ّ‬
‫نشاط شفوي‪ ‬‬ ‫إلقاء كلمة‪ ‬‬ ‫أن يُلقي كلمة أمام زمالئه يف موضوع يختاره (يف‬
‫دقيقتني)‪ .‬‬
‫مواقف متثيلية‪ ‬‬ ‫االعتامد عىل اللُّغة املسموعة يف التعبري‬ ‫شخصا عرب الهاتف‪ .‬‬
‫أن يُحاور ً‬
‫عن األفكار‪ ‬‬
‫نشاط شفوي‪ ‬‬ ‫توضيح فكرة ما‪ ‬‬ ‫يوضح فكرة برشحها والتمثيل لها‪ .‬‬
‫أن ّ‬
‫نشاط شفوي‪ ‬‬ ‫لحل مشكلة مطروحة‪ ‬‬
‫الحوار ّ‬ ‫لحل مشكلة‪ .‬‬
‫أن يتحاور مع زمالئه ّ‬
‫نشاط شفوي‪ ،‬مواقف متثيلية‪ ‬‬ ‫طرح األسئلة أثناء املحادثة‪ ‬‬ ‫أن يطرح أسئلة استيضاحية أثناء املحادثة‪ .‬‬
‫نشاط شفوي‪ ‬‬ ‫تلخيص شفوي‪ ‬‬ ‫نصا قرأه أو استمع إليه‪ .‬‬
‫أن يل ِّخص ًّ‬
‫نشاط شفوي‪ ‬‬ ‫تنظيم األفكار‪ ‬‬ ‫أن يعرض أفكاره بأسلوب منظَّم‪ .‬‬

‫‪1219‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫واملفاضلــة بــن‬
‫َ‬ ‫ـرر «العربيَّــة بــن ي َديــك» ال نجــد إال طــرح األســئلة القصــرة‪،‬‬
‫مقارنـ ًة بالنشــاطات املوجــودة يف الكتــاب املقـ َّ‬
‫أمريــن‪ ،‬واملقارنــة‪.‬‬
‫يب‪ :‬‬
‫الخاصة بالتواصل الكتا ّ‬
‫َّ‬ ‫ثانيا‪ :‬النشاطات‬
‫ً‬
‫التعليمية‬
‫َّ‬ ‫األنشطة والتقنيات‬ ‫التعليمية‬
‫َّ‬ ‫املفردات‬ ‫الكفاية‬

‫مناذج من السرية‪ ،‬واملحاكاة‪ ‬‬ ‫كتابة السرية‪ ‬‬ ‫ذاتية‪ .‬‬


‫أن يكتب سرية َّ‬
‫نشاط كتايب‪ ‬‬ ‫كتابة فقرة مرتابطة‪ ‬‬ ‫املستقبلية‪ .‬‬
‫َّ‬ ‫أن يكتب فقرة عن بعض خرباته وخططه‬
‫نشاط كتايب‪ ‬‬ ‫وصفية ألماكن‪ ‬‬
‫َّ‬ ‫كتابة‬ ‫أن يكتب فقرة عن بعض األماكن التي زارها‪ .‬‬
‫نشاط كتايب‪ ‬‬ ‫الوظيفية‪ ‬‬
‫َّ‬ ‫تعبئة االستامرات‬ ‫الوظيفية (تسجيل يف مكتبة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫أن ميأل االستامرات‬
‫ناد‪ .)...‬‬
‫نشاط كتايب‪ ‬‬ ‫كتابة املذكرات‪ ‬‬ ‫أن يكتب مذكراته اليوميَّة‪ .‬‬
‫نشاط كتايب‪ ‬‬ ‫الكتابة ال ِعلميَّة‪ ‬‬ ‫أن يكتب فقرة تحتوي عىل معلومات‪ .‬‬
‫نشاط كتايب‪ ‬‬ ‫كتابة دعوة‪ ‬‬ ‫أن يكتب دعوات ملناسبات اجتامعيَّة‪ .‬‬
‫نشاط كتايب‪ ‬‬ ‫كتابة نهاية قصة‪ ‬‬ ‫أن يكتب نهاية ِ‬
‫مناسبة لقصة قصرية‪ .‬‬
‫نشاط كتايب‪ ‬‬ ‫كتابة موضوع مرتابط‪ ‬‬ ‫أن يكتب موضو ًعا عن بلده َوف ًقا لعنارص مح َّددة‪ ،‬يف‬
‫حدود ‪ 120‬كلمة‪ .‬‬
‫نشاط كتايب‪ ‬‬ ‫تدعيم الرأي‪ ‬‬ ‫أن يدعم رأيه باألدلة والرباهني املناسبة‪ .‬‬
‫نشاط كتايب‪ ‬‬ ‫كتابة موضوع مرتابط‪ ‬‬ ‫أن يكتب عن موضوع يف حدود ‪ 120‬كلمة‪.‬‬
‫نشاط كتايب‪ ‬‬ ‫تلخيص كتايب‪ ‬‬ ‫نصا‪.‬‬
‫أن يل ِّخص ًّ‬
‫مناذج لرسائل‪ ‬‬ ‫الشخصية‪ ‬‬
‫َّ‬ ‫كتابة الرسائل‬ ‫الشخصية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫أن يكتب الرسائل‬
‫تدريبات كتابيَّة‪ ‬‬ ‫الربط بني الجمل‪ ‬‬ ‫أن يربط بني الجمل مستخد ًما أدوات الربط‪ .‬‬

‫ـرر «العربيَّــة بــن يديــك» ال نجــد إال التلخيــص‪ ،‬والكتابــة عــن موضــوع مــع‬ ‫مقارنـ ًة بالنشــاطات املوجــودة يف الكتــاب املقـ َّ‬
‫االستعانة بعنارص‪ .‬‬
‫ـا تقــدم أ َّن التعبــر الــذي يناســب طُـ َّـاب املســتوى الثالــث‪ ،‬هــو التعبــر املو ّجــه (عــن طريــق املوضوعــات)‪،‬‬ ‫ويتضــح لنــا مـ ّ‬
‫العربيــة الســعوديَّة‪ ،‬وهــذا النــوع مــن‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫باململك‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫معاه‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫معظ‬ ‫يف‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫الثال‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫للمس‬ ‫ـوع‬ ‫ويق ـ َّدم هــذا النـ‬
‫الدينيــة‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫واملوضوع‬ ‫ـاذج‬‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫ـر‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫كث‬ ‫م‬ ‫د‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫ويق‬ ‫ـهلة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫وس‬ ‫ة‬‫ـر‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫مي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫بطريق‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫التعب‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫موضوع‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫كتاب‬ ‫ـدارس‬ ‫التعبــر مي ِّهــد للـ‬
‫جيــدة بحيــث تتنــوع فيــه األنشــطة فإنَّــه مي ِّكــن الطالــب ‪-‬بعــد تدريبــات كثــرة‪ -‬أن‬ ‫ِّ‬ ‫ـورة‬
‫ـ‬ ‫بص‬ ‫م‬ ‫د‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬‫ُ‬ ‫ق‬ ‫وإذا‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫والثقافي‬
‫َّ‬ ‫واالجتامعيــة‬
‫َّ‬
‫الدينيــة‪ ،‬وبعــض‬
‫َّ‬ ‫ـب‬‫ـ‬ ‫الخط‬ ‫ـض‬ ‫ـ‬ ‫وبع‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ـمي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الرس‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫وغ‬ ‫ة‬ ‫ـمي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الرس‬ ‫ـائل‬ ‫ـ‬ ‫الرس‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـاذج‬ ‫ـ‬ ‫ومن‬ ‫ـر‪،‬‬
‫ـ‬ ‫التقاري‬ ‫ـض‬ ‫ـ‬ ‫وبع‬ ‫ـاالت‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املق‬ ‫ـض‬ ‫يكتــب بعـ‬
‫القصص‪ .‬‬
‫وملّــا كان املحتــوى املق ـ َّدم يف كتــاب «العربيَّــة بــن ي َديــك» يعتمــد عــى دروس القــراءة‪ ،‬فقــد الحــظ الباحــث أ َّن هــذه‬
‫ـي الــذي قــدم إىل هــذه البــاد‪ ،‬ومــا‬ ‫ـر يف حيــاة الطالــب األجنبـ ّ‬ ‫املوضوعــات ينقصهــا الكثــر مــن املواقــف امله ّمــة التــي متـ ّ‬
‫أكــر هــذه املواقــف التــي تبــدأ باملســجد وتنتقــل إىل الجوانــب الحياتيَّــة األخــرى؛ فتشــمل الســوق‪ ،‬وتلبيــة الحاجيــات اليوميَّــة‪،‬‬
‫وتخــر الكلــات‬ ‫ّ‬ ‫ومخاطبــة النــاس‪ ،‬وزيــارة األصدقــاء‪ ،‬والذهــاب إىل املكتبــة‪ ،‬ومقابلــة النــاس يف أفراحهــم وأحزانهــم‪،‬‬
‫املناســبة‪ ،‬واملفاهيــم الثقافيَّــة لهــذه املواقــف‪ .‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1220‬‬
‫ـر ِ‬
‫املناســب مــن املوضوعــات‪ ،‬والتــي مــن شــأنها أن تخــدم الطالــب يف‬ ‫ـاء عــى ّكل ذلــك فمــن األجــدى واألنفــع تخـ ُّ‬‫وبنـ ً‬
‫رضوب الحيــاة املختلفــة‪.‬‬
‫ ‪2 .‬تحليل أخطاء الط َُّّلب يف التعبري الشفوي والكتايب‪:‬‬
‫تتنـ َّوع أخطــاء الطُّـ َّـاب يف مجــال التعبــر‪ ،‬وهــذه األخطــاء مه ّمــة؛ ألنَّهــا تعنــي أ َّن الــدارس يجد صعوبــة يف اســتعامل اللُّغة‬
‫كوســيلة لالتِّصــال‪ ،‬فاألخطــاء التــي يرتكبهــا الطالــب هــي احتجــاج عــى منهــج اعتبــار اللُّغــة كنظــام شــكيل‪ .‬والطالــب عندمــا‬
‫يُخطــئ إمنــا يخطــئ ألنَّــه يحــاول تطبيــق القواعــد الشــكليَّة التــي تعلَّمهــا عــى قواعــد االتِّصــال‪ ،‬فيــرع يف عمليَّــة اخــراع‬
‫قواعــد (تعبرييَّــة) ليح ِّقــق بهــا مــا يــو ّد التعبــر عنــه‪ ،‬ويســتعمل اللُّغــة كوســيلة لالتِّصــال متاشــيًا مــع إحساســه الفطــري للغــة‬
‫(أنجيــا تــادرس‪ ،‬ص‪.)63‬‬
‫واللغــة ‪-‬كــا يقــول ابــن خلــدون‪ -‬ملكــة لســانية تكتســب بتعـ ّود النطــق الصحيــح وتكــراره‪ ،‬وهــذا يــؤ ِّدي إىل رســوخ امللكــة‬
‫ومت ّكنهــا لــدى مــن ينطــق اللُّغــة‪ ،‬ويرتتــب عــى ذلــك أ َّن اللُّغــة الصحيحــة تُكتســب مــن البيئــة ســا ًعا وقــراءة وكتابــة وقبــل‬
‫والكتابيــة‪ .‬‬
‫َّ‬ ‫اللفظيــة‬
‫َّ‬ ‫ـزل لســانه‪ ،‬ويقــع يف اللحــن‪ ،‬وتكــر األخطــاء‬ ‫ذلــك تح ُّدثًــا‪ ،‬وقــد يحيــد الطالــب عــن األداء الســليم فيـ ّ‬
‫أول‪ :‬أخطاء التعبري الشفوي‪ :‬‬ ‫ً‬
‫مــن خــال بطاقــة املال َحظــة التــي أع َّدهــا الباحــث‪ ،‬تـ َّم رصــد بعــض األخطــاء الشــفويَّة التــي وقــع فيهــا طُـ َّـاب املســتوى‬
‫ـفهي‪ :‬‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬وذلــك مــن خــال املالحظــة واملتابعــة يف حصــص التعبــر الشـ ّ‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫الثالــث بوحــدة تعليــم اللُّغــة‬
‫‪ -1‬أخطاء نَ ْحويَّة شائعة‪:‬‬
‫ ¨التعريف والتنكري‪ :‬‬
‫ ‪-‬تنكري ما‪ ‬هو موصوف مبعرفة‪:‬‬
‫ •ذهبت إىل مسجد النبوي‪ .‬‬
‫ •أسكن يف دور األول‪ .‬‬
‫ •أنا يف مستوى الثالث‪ .‬‬
‫ •صليت يف روضة الرشيفة‪ .‬‬
‫العربية يف بالدي‪ .‬‬ ‫َّ‬ ‫ •درست لغة‬
‫ ‪-‬زيادة (أل) حيث ال‪ ‬يقتضيها‪ ‬السياق‪ :‬‬
‫العربية‪ .‬‬
‫َّ‬ ‫ •أدرس يف الوحدة اللُّغة‬
‫ •ذهبت إىل املكتب املدير‪ .‬‬
‫ •صلّيت يف املسجد الجامعة‪ .‬‬
‫ •ذهبت إىل امل ّكة‪ .‬‬
‫ •القرآن معجزة الخالدة‪ .‬‬
‫ ¨التذكري والتأنيث‪ :‬‬
‫ ‪-‬عدم مطابقة الصفة للموصوف من حيث التأنيث والتذكري‪« :‬لإلسالم موقف مختلفة يف موضوع االختالط»‪ .‬‬
‫ ‪-‬عدم مطابقة املبتدأ الخرب‪« :‬الفسحة طويل ِج ًّدا»‪ .‬‬
‫ ‪-‬تذكري اسم اإلشارة حيث يقتيض السياق تأنيثه‪ ،‬والعكس‪« :‬يف تلك اليوم»‪« ،‬من أكرب هذا املشكالت»‪ .‬‬
‫ ¨استخدام الضامئر‪ :‬‬
‫العربية»‪ .‬‬
‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫أتعلم‬ ‫أن‬ ‫أريد‬ ‫«ألن‬ ‫املتكلم‪:‬‬ ‫ ‪-‬حذف ضمري‬
‫ ‪-‬تذكري الضمري حيث يقتيض السياق تأنيثه‪« :‬اللُّغة العربيَّة التي أدرسه يف الوحدة سهل»‪ .‬‬

‫‪1221‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫يب‪ :‬‬
‫ثانيا‪ :‬أخطاء التعبري الكتا ّ‬ ‫ً‬
‫يب‪ ،‬وتصنيفهــا وبيانهــا كــا‬
‫ّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫التعب‬ ‫ـص‬ ‫ـ‬ ‫حص‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫واملتابع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫املالحظ‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـك‬‫ـ‬ ‫كذل‬ ‫ـاء‬‫ـ‬ ‫األخط‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـتخراج‬‫ـ‬ ‫اس‬ ‫تـ َّم‬
‫ييل‪ :‬‬
‫صوتية‪ :‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ -1‬أخطاء‬
‫وتــأيت مواضــع الخطــأ يف هــذا املســتوى يف الصوامــت والصوائــت بنو َعيهــا الطويلــة والقصــرة‪ ،‬وأكــر مــا يقــع فيــه‬
‫الطُّـ َّـاب‪:‬‬
‫ ¨إبدال األصوات املتشابهة‪ :‬‬
‫تاء‪ ،‬كام يف‪« :‬مصتفى‪ ‬من عند الله»‪ .‬‬ ‫ ‪-‬قلب الطاء ً‬
‫ ‪-‬قلب‪ ‬الصاد‪ ‬سي ًنا‪ ،‬ومن ذلك‪« :‬مسافحة املدير»‪ .‬‬
‫بدل من «قال»‪ .‬‬ ‫ ‪-‬قلب القاف كافًا‪« :‬كال» ً‬
‫ ‪-‬تقصري الصوائت الطويلة وإطالة القصرية‪ .‬‬
‫‪ -2‬أخطاء رصفية‪ :‬‬
‫ويتعلــق هــذا النــوع مــن األخطــاء ب ِبنيــة الكلمــة ومــا يعرتيهــا مــن تغيــر يف مصادرهــا مثـ ًـا‪ ،‬فال‪ ‬قــدرة للطُّـ َّـاب عــى‬
‫ـزت الوصــل والقطــع‪ ،‬وإســناد‬ ‫أيضــا‪ ،‬الخلــط بــن همـ َ‬ ‫التمييــز بــن املصــادر القياســيَّة والســاعية‪ .‬ومــن األخطــاء الرصفيَّــة ً‬
‫الفعــل‪ ،‬وحروف املضــارع‪ .‬‬
‫أخطاء‪ ‬تركيبية‪ :‬‬
‫َّ‬ ‫‪-3‬‬
‫ ‪-‬التذكري والتأنيث‪« :‬الهجرة إىل البالد غري املسلم»‪ ،‬و«ليحصل عىل تعليم طيبة»‪ .‬‬
‫العربية إحدى اللُّغة يف العامل»‪ ،‬و«شارك الط َُّّلب يف نشاط مختلفة»‪ .‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬الجمع واإلفراد‪« :‬فاللُّغة‬
‫عيل منظم»‪ .‬‬
‫و«كتاب ٍّ‬
‫ٌ‬ ‫ ‪-‬اإلضافة‪« :‬كثري من الدول اإلسالم»‪،‬‬
‫اإلسالمية املناسبة له يف ذلك املدارس»‪ .‬‬‫َّ‬ ‫ ‪-‬أسامء اإلشارة‪« :‬ال يجد التعاليم‬
‫ ‪-‬حروف املعاين‪« :‬سأتخرج الوحدة ألنتقل إىل كلية»‪ ،‬و«يهاجر إىل الدولة التي يجد منها العمل»‪ .‬‬
‫داللية‪ :‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ -4‬أخطاء‬
‫ِ‬
‫وتتعلّق باملعنى‪ ،‬وال‪ ‬سيّام استبدال كلمة بأخرى غري مناسبة‪ ،‬أو استعامل كلامت غري مستعملة‪ ،‬مثل‪:‬‬
‫املعجمية‪« :‬وصــل اإلســام إىل بلــدي عــن طريق‪ ‬القفائل‪ ‬التجاريَّــة»‪ ،‬و«أحيــان تجــر الدولــة العلــاء للســافر‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬األخطــاء‬
‫إىل مــكان خــارج البلد»‪ .‬‬
‫ ‪-‬األخطاء األُسلوبيَّة‪ :‬كقول أحدهم‪ :‬و«بعضهم مشهورون يف امل َيْدان الداعي يف بنغالديش»‪ .‬‬
‫‪ -5‬أخطاء إمالئية‪ :‬‬
‫ ‪-‬التاء املربوطة واملفتوحة‪« :‬يقابلون‪ ‬مشكالة»‪ ،‬و«يسافر حيث يجد حياة مناسبتا»‪ .‬‬
‫العربية»‪ .‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬رسم الهمزة املتوسطة واملتطرفة‪« :‬لجؤوا‪ ‬إىل الهجرة»‪ ،‬و«شيئ‪ ‬طيب أن نتعلم‬
‫ ‪-‬مخالفة املنطوق املكتوب والعكس‪ « :‬ذالك‪ ‬األمر صعب»‪ ،‬و«الكني‪ ‬أحب أساتذيت يف الوحدة»‪.‬‬

‫خامتة‪ :‬‬
‫العربيــة لغــة تطلبهــا الشــعوب املســلمة وتحــرص عــى تعلُّمهــا؛ الرتباطهــا بدينهــا وعبادتهــا‪ .‬وتنامــي أعــداد املســلمني‬ ‫َّ‬ ‫إ َّن‬
‫ن بها‪ ‬يُلقي‪ ‬عــى عاتــق املهت ّمــن بأمــر هــذه اللُّغــة مســؤولية كبــرة‪،‬‬ ‫العربيــة مــن غــر ال َّن ِ‬
‫اطق ـ َ‬ ‫َّ‬ ‫ـم‬‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ـى‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـال‬
‫ـ‬ ‫اإلقب‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫وتزاي‬
‫وأهــل اللغــات يف مشــارق األرض ومغاربهــا يبذلــون الغــايل والنفيــس يف نــر لغاتهــم ومعتقداتهم‪ ‬وتزجية‪ ‬بضاعتهــم‬
‫وحضارتهــم؛ فاللغــة وعــاء حضــارة‪ ،‬وقضيــة تعليمهــا مــن أهـ ّم القضايــا التــي تحتــاج إىل جهــود أبنائهــا؛ لإلســهام يف صناعــة‬
‫ـرض إىل أخطــار عظيمــة يف هــذا العــر‪ .‬‬ ‫مســتقبل هــذه األمــة التــي تتعـ َّ‬
‫ومــن أهـ ّم مظاهــر األزمــة التــي نعــاين منهــا أ َّن أبناءنــا عاجــزون عن امتــاك ناصية هــذه اللُّغــة‪ ،‬واســتخدامها يف التعبري‬
‫غوي‪ ‬وذاع‪ ‬وعـ ّم القــرى والحــر‪،‬‬ ‫عــن أفكارهــم ومشــاعرهم‪ ،‬وحاجاتهــم يف حريــة وطالقــة ودقــة‪ .‬وقــد انتــر الخطــأ اللُّ ّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1222‬‬
‫ن بغــر العربيَّــة التم ّكن مــن مهــارات اللُّغة‬ ‫اطقـ َ‬ ‫يب‪ ،‬فكيــف نرجــو مــن ال َّن ِ‬ ‫ن باللســان العــر ّ‬ ‫اطقـ َ‬ ‫والحــال هــذه عنــد أبنائنــا ال َّن ِ‬
‫العربيَّــة‪ ،‬اســتام ًعا وتحدث ًا وقــراءة وكتابة؟‪ ‬‬
‫ـرا يحتــاج إىل مزيـ ٍـد مــن الدراســات‪ .‬ويؤكــد الباحــث أ َّن‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫بك‬ ‫ـال‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫مج‬ ‫ـزال‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ن‬‫للناط ِقـ َ‬‫العربيــة ِ‬ ‫َّ‬ ‫ومجــال تعليــم اللُّغــة‬
‫ـايئ الشــامل لتعليــم اللُّغــة‪ ،‬فمرحلــة التعبــر‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫النه‬ ‫ـدف‬ ‫ـ‬ ‫اله‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫األجنبي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫ـاطات‬ ‫ـ‬ ‫النش‬ ‫التعبــر مــن أصعــب‬
‫العقليــة مزدو ًجــا؛ حيــث ينشــغل‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬
‫ـ‬ ‫العملي‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـبء‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫تجع‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫العل‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫يذك‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫أل‬
‫َّ َّ‬ ‫ة؛‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫النفس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الناحي‬ ‫مرحلــة صعبــة مــن‬
‫الــدارس بالفكــرة ث ُـ َّم التعبــر عنها‪ ‬شــفاهةً‪ ‬أو كتاب ـةً‪ ،‬ويف الوقت‪ ‬ذاتــه ينشــغل مبراعــاة صحــة القواعــد والرتاكيــب‪ ،‬وهنــا‬
‫العربيــة ممكن‬‫َّ‬ ‫ـن‪ ،‬ولكــن عــاج ضعــف الطُّـ َّـاب يف اللُّغة‬ ‫تنشــأ أخطــاء التعبــر‪ ،‬فتعلّــم لغــة أجنبيــة ليــس باألمــر الســهل أو الهـ ِّ‬
‫وغــر عســر‪ ،‬ويحتــاج إىل وعــي وإدراك لخطــورة املشــكلة‪ّ ،‬كل ذلــك دفــع الباحــث يف البحــث عــن بعــض مشــكالت التعبــر‬
‫لــدى طُـ َّـاب املســتوى الثالــث‪ ،‬وتـ ّم ذلــك مــن خــال أمريــن‪:‬‬
‫ ‪1.‬اســتعراض منهــج التعبــر يف الكتــاب املقـ َّـرر عــى الطالــب دراســته (العربيَّــة بــن يــدك)‪ ،‬والوقــوف عــى أنشــطة التعبــر‬
‫مناســبَة هــذه املوضوعــات لحاجــات الطُّـ َّـاب ودوافعهــم وتن ّوعهــا‪ ،‬بحيــث تغطــي‬ ‫التــي أوردهــا كتــاب الطالــب واملعلِّــم‪ ،‬ومــدى َ‬
‫جوانــب متعـ ّددة مــن املواقــف التــي يقابلهــا الطُّـ َّـاب يف حياتهــم اليوميَّــة‪ .‬‬
‫ ‪2.‬رصــد أخطــاء الطُّـ َّـاب يف التعبــر الشــفوي مــن خــال بطاقــة للمالحظــة‪ ،‬وكذلــك مــن خــال تصحيــح أوراق الطُّـ َّـاب يف‬
‫ـن للباحثــن مــن خــال الرصــد والتصحيــح أ َّن لهــذه األخطــاء مسـ ِّـببات؛ منهــا‪ :‬‬ ‫يب‪ .‬وقــد تبـ َّ‬ ‫التعبــر الكتا ّ‬
‫يبســط الــدارس قواعــد اللُّغــة‬ ‫ •أ َّن بعــض األخطاء‪ ‬تأيت‪ ‬نتيجــة الســتعامل قواعــد اللُّغــة خطــأ بطريقــة منتظمــة‪ ،‬فقــد ِّ‬
‫لنفســه فيبالــغ يف التعميــم‪ ،‬و ُر َّبــا نتــج هــذا عــن طريقــة تدريــس غــر ســليمة‪ ،‬فقــد يســتعمل الطالــب حالــة إعراب‬
‫ـوي‪ .‬‬‫وتقليصــا لعبئه اللُّغـ ّ‬
‫ً‬ ‫واحــدة عندمــا يتطلــب املوقــف غــر ذلــك؛ أل َّن الــدارس يــرى أ َّن يف ذلــك تبســيطًا للقواعــد‪،‬‬
‫ •الخطأ يف القياس‪ .‬‬
‫ •خطأ األداء‪ ،‬وينتج عن عوامل نفسيَّة؛ مثل‪ :‬التعب‪ ،‬والترسع‪ ،‬والخوف‪ ،‬ويزول بزوال األسباب‪ .‬‬
‫ •نقــل الطالــب عــادات لغتــه األُ ّم إىل اللُّغــة املتعلَّمــة‪ .‬ومــن األخطــاء التــي تكــون يف اللُّغــة األُ ّم‪ :‬ظاهــرة زمــن الفعــل‬
‫العربيــة مــن غــر العــرب‪ ،‬وكذلــك الخطــأ يف اســتعامل أداة التعريــف‪ ،‬وظاهــرة املطابقــة يف‬ ‫َّ‬ ‫بالنســبة ملتعلِّ ِمــي اللُّغــة‬
‫العربيــة مــن غــر أبنائهــا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ب‬ ‫ـا‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬ ‫ط‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫أم‬ ‫ـرى‬ ‫ـ‬ ‫الك‬ ‫ـكالت‬ ‫ـ‬ ‫املش‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫النــوع والعــدد‪ ،‬وهــو‬
‫يل‪ ‬بــن العربيَّــة ولغــات الطُّـ َّـاب‪ ،‬فهــو يُعــن يف معرفــة الصعوبــات التــي‬ ‫ويــرى الباحــث االســتفادة مــن التحليل‪ ‬التقابُ ّ‬
‫تقابل الدارســن‪ .‬‬
‫توصــل الباحــث ‪-‬مــن خــال مــا عرضــه مــن إطــار نظــري وتطبيقــي‪ -‬إىل مجموعــة مــن النتائــج والتوصيــات‪ ،‬بيانهــا‬ ‫وقــد َّ‬
‫كــا ييل‪ :‬‬
‫أول‪ :‬النتائج‪ :‬‬ ‫ً‬
‫تلبــي احتياجات الطُّـ َّـاب الرضوريَّة‬ ‫ِّ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫املوضوع‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫إ‬ ‫إذ‬ ‫؛‬‫ر‬‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫نظ‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ـاد‬ ‫ـ‬ ‫إع‬ ‫إىل‬ ‫ـايب‬ ‫ـ‬ ‫والكت‬ ‫ـفهي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫التعب‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫موضوع‬ ‫ـاج‬
‫ـ‬ ‫تحت‬ ‫ ‪1.‬‬
‫واألساسية‪ .‬‬
‫َّ‬
‫ ‪2.‬أنشــطة التعبــر وتدريباتــه الشــفويَّة والتحريريَّــة غــر كافيــة يف الكتاب املقـ َّـرر‪ ،‬وتتمثَّــل يف التعبري الشــفوي يف تبا ُدل األســئلة‬
‫يب فتنحــر يف التلخيــص والكتابــة مــع االســتعانة بعنــارص أو أفــكار‪،‬‬ ‫الصـ َور‪ .‬أ ّمــا يف التعبــر الكتــا ّ‬ ‫واملقارنــة والتعليــق عــى ُّ‬
‫و ِمـ َن الــرور ِّي التنوع‪ .‬‬
‫ ‪3.‬اســتخدام أســاليب التعبــر التقليديَّــة يعــوق وصــول الطُّـ َّـاب إىل الطالقــة يف التعبــر‪ ،‬فمــن املهـ ّم أن يســتخدم أســتاذ التعبــر‬
‫الجيد‪ .‬‬ ‫مــن األســاليب مــا يعــن الطُّـ َّـاب عــى التعبــر اللُّغــو ّي ِّ‬
‫تقل االستعانة بالوسائل التعليميَّة املختلفة‪ ،‬سمعيَّة ومرئيَّة‪ .‬‬ ‫ ‪ّ 4.‬‬
‫الصفية‪ .‬‬
‫َّ‬ ‫األنشطة‬ ‫عن‬ ‫ا‬‫ً‬ ‫ن‬ ‫شأ‬ ‫تقل‬
‫ّ‬ ‫ال‬ ‫والتي‬ ‫األخرى‪،‬‬ ‫ة‬ ‫الثقافي‬
‫َّ‬ ‫واألنشطة‬ ‫ة‪ ‬كالزيارات‬ ‫األنشطة‪ ‬الالصفي‬
‫َّ‬ ‫ندرة‬ ‫ ‪5.‬‬
‫ ‪6.‬تن ّوعــت أخطــاء الطُّـ َّـاب يف مســتويات اللُّغــة األربعــة (صــوت‪ ،‬ورصف‪ ،‬وتركيــب‪ ،‬وداللــة)‪ ،‬وهــذه األخطــاء تحتاج إىل دراســات‬
‫لتحليــل األخطــاء ودراســات‪ ‬تقابُليَّة‪ ‬بني العربيَّــة ولغــات الط َُّّلب‪ .‬‬
‫أهميــة مقارنــة بغريهــا مــن املــواد‪،‬‬ ‫ّ َّ‬ ‫ي‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫التعب‬ ‫ة‬ ‫د‬‫ّ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ن بغريه‬ ‫للناط ِقـ َ‬ ‫العربيــة ِ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪7.‬ال تــويل وحــدات ومعاهــد تعليــم اللُّغــة‬
‫علـ ًـا بــأ َّن التعبــر اللُّغــو ّي غايــة برامــج تعليــم اللغــات‪ .‬‬
‫ ‪8.‬ال يشري‪ ‬كتاب املعلِّم بصورة واضحة إىل‪ ‬طريقة التدريس‪ ‬التي ينبغي أن يتَّبعها املعلِّم يف تدريس التعبري‪.‬‬

‫‪1223‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ثانيا‪ :‬التوصيات‪ :‬‬ ‫ً‬


‫تعليمية حديثة؛ لتنمية مهارات التعبري الشفوي والكتايب‪ .‬‬ ‫َّ‬ ‫ات‬ ‫إسرتاتيجي‬
‫َّ‬ ‫تتناول‬ ‫دراسات‬ ‫إجراء‬ ‫ ‪1.‬‬
‫ن بغريهــا بهــدف التــد ّرب عــى تدريــس إســراتيجيَّة حديثــة‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ ‪2.‬عقــد و َرش ودورات للمد ِّرســن يف معاهــد تعليــم العربيَّــة للناطقـ َ‬ ‫ِ‬
‫ن بغريها‪ .‬‬ ‫مثــل الدرامــا يف تعليــم التعبــر ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫والشــعر‬
‫ـكل طالــب فيتــد ّرب الطُّـ َّـاب عــى ُحســن اإللقــاء يف النرث ِّ‬ ‫ـطة‪ ‬الالصفية‪ ،‬وينبغــي أن تكــون إجباريــة لـ ّ‬
‫َّ‬ ‫ ‪3.‬االهتــام باألنشـ‬
‫والقصة والخطبة‪ .‬‬
‫ ‪4.‬زيادة حصص التعبري‪ ،‬واالهتامم به وزيادة ساعات مادته؛ ألنَّه مادة مه ّمة ال تكفي ساعتان لتدريسه‪ .‬‬
‫ني بغريها‪ ،‬واألخذ بإيجابيات املنهج السابق وتج ُّنب سلبياته‪ .‬‬ ‫العربية ِ‬
‫للناط ِق َ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪5.‬يجب مراعاة معايري إعداد منهج اللُّغة‬
‫ ‪6.‬اإلفــادة مــن الحــوار القصــي أو الــروايئ الــذي يت ـ ّم اختيــاره مــن مصــادر أدبيَّــة وفنيَّــة؛ مثــل‪ :‬املرسحيــات والتمثيليــات‬
‫ـاء عــى معايــر دينيَّــة‬ ‫ـايف والتعليمـ ّـي للدارســن‪ ،‬وبنـ ً‬
‫ـاء عــى املســتوى الثقـ ّ‬ ‫اإلذاعيَّــة والتلفزيونيــة‪ ،‬بحيــث يتــم اختيارهــا بنـ ً‬
‫تربويَّة‪ .‬‬
‫ـاص للتعبــر يُناســب طُـ َّـاب املســتوى الثالــث وفـ َـق خطّــة محـ ّددة تعتمــد عــى رؤيــة نظريَّــة وتخطيــط‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـج‬
‫ـ‬ ‫منه‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تصمي‬ ‫ ‪7.‬يجــب‬
‫دقيق للخــرات ومواقــف التعلُّم‪ .‬‬
‫يب باتِّبــاع مجموعــة مــن الطرائــق واإلســراتيجيات‪ ،‬منهــا التقييــم باســتعامل‬ ‫ ‪8.‬إعــادة النظــر يف أســاليب تقويــم التعبــر الكتــا ّ‬
‫شــبكة املالحظــة‪ ،‬والتقييــم بواســطة املقــال‪ ،‬والتقييــم من‪ ‬خــال حقيبــة اإلنجــاز املتمثِّلــة يف إنتاجــات الطُّـ َّـاب الكتابيَّــة التــي‬
‫تحســن أدائهــم‪ .‬‬‫يطلبها‪ ‬املــد ِّرس منهــم‪ ،‬ويجمعهــا لرياقــب مــن خاللهــا ُّ‬
‫علمية تربويَّة دقيقة‪ .‬‬‫ني‪ ‬بغريها‪ ‬بطريقة َّ‬ ‫ِ‬
‫ة‪ ‬للناط ِق َ‬ ‫العربي‬
‫ ‪9.‬صياغة أهداف تعليم َّ‬

‫قامئة املصادر واملراجع‪ :‬‬


‫ ‪-‬إبراهيم السيد يوسف‪ ،‬تدريس التعبري لألجانب‪ ،‬معهد اللُّغة العربيَّة‪ ،‬الرياض‪1980 ،‬م‪ .‬‬
‫العربية‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬القاهرة‪1999 ،‬م‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الفني ملدريس اللُّغة‬ ‫ ‪-‬إبراهيم عبد العليم‪ ،‬املو ّجه ّ‬
‫ ‪-‬إسامعيل زكريا‪ ،‬طرق تدريس اللُّغة العربيَّة‪ ،‬دار املعارف‪ ،‬اإلسكندرية‪1991 ،‬م‪.‬‬
‫العربية‪1984 ،‬م‪ .‬‬
‫َّ‬ ‫الدويل للُّغة‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬أنجيال تادرس‪ ،‬محارضات يف تحليل األخطاء‪ ،‬معهد الخرطوم‬
‫ٍ‬
‫ن ِبلُغــات أخــرى‪ ،‬مناهجــه وأســاليبه‪ ،‬املنظَّمــة اإلســاميَّة للرتبيــة‬ ‫ ‪-‬رشــدي أحمد‪ ‬طعيمــة‪ ،‬تعليــم اللُّغــة العربيَّــة ِ‬
‫للناط ِق ـ َ‬
‫والعلــوم والثقافــة‪ ،‬الربــاط‪1410 ،‬ه‪ .‬‬
‫ني بغريها‪ ،‬جامعة إفريقيا‪1987 ،‬م‪ .‬‬ ‫العربية ِ‬
‫للناط ِق َ‬ ‫َّ‬ ‫مجلة‬ ‫‪،‬‬‫غوي‬
‫ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫التعبري‬ ‫ ‪-‬طه محمد محمود‪ ،‬مخطّط محتوى‬
‫ ‪-‬عبد الرحمن الفوزان وآخرون‪ ،‬العربيَّة بني يدك‪ ،‬كتاب الطالب الثالث‪ ،‬الرياض‪1435 ،‬ه‪ .‬‬
‫ن باللُّغــات األخــرى‪ ،‬جامعــة امللــك ســعود‪ ،‬الرياض‪،‬‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬عــي محمــد القاســمي‪ ،‬اتّجاهــات حديثــة يف تعليــم‬
‫ط‪1،1979 ‬م‪ .‬‬
‫ن بغريهــا يف جامعــة جــن جــي يف تايــوان‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ ‪-‬عــون صبحــي الفاعــوري‪ ،‬أخطــاء الكتابــة لــدى متعلِّمــي العربيَّــة للناطقـ َ‬
‫ِ‬
‫األردين‪ ،‬شــبكة املعلومــات الدوليَّــة‪2009 ،‬م‪ .‬‬ ‫ّ‬ ‫يب‬
‫دراســة تحليليَّــة‪ ،‬موقــع مجمــع اللُّغــة العــر ّ‬
‫ـات أخــرى (أسســه – مداخلــه ‪ -‬طــرق تدريســه)‪ ،‬جامعــة أم‬ ‫ن ِبلُغـ ٍ‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِق ـ َ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬محمــود كامــل الناقــة‪ ،‬تعليــم اللُّغــة‬
‫املكرمــة‪1405 ،‬هـــ‪1985 /‬م‪ .‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫مك‬ ‫القــرى‪ ،‬وحــدة البحــوث واملناهــج‪،‬‬
‫ن بهــا يف ضــوء املناهــج الحديثــة‪ ،‬الــدار العامليَّــة للنــر‬ ‫ِ‬
‫ ‪-‬مختــار الطاهــر حســن‪ ،‬تعليــم اللُّغــة العربيَّــة لغــر ال َّناطق ـ َ‬
‫والتوزيع‪2011 ،‬م‪ .‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1224‬‬
‫َّ‬
‫العربية‬ ‫متعلمات ُّ‬
‫اللغة‬ ‫ِّ‬ ‫ُ‬
‫التواصل الشفوي لدى‬ ‫تنمية مهارات‬
‫َّ‬
‫العربية‬ ‫المتفوق لدى معهد تعليم ُّ‬
‫اللغة‬ ‫ّ‬ ‫لغة ثانية للمستوى‬
‫للناطقات بغيرها‪ /‬جامعة األميرة نورة بنت عبد الرحمن‬

‫الدكتورة‪ /‬والء فهد السبيت‪ ‬‬


‫دكتوراه يف اللغويات التطبيقيَّة واألستاذ املساعد يف معهد تعليم اللُّغة العربيَّة للناطقات بغريها‬
‫جامعة األمرية نورة بنت عبد الرحمن‬

‫‪walaoo129@gmail.com‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ـؤش‬‫ـكل عــا ٍّم يُنظــر إىل تفاعــل متعلِّــم اللُّغــة الثانيــة وتواصلــه داخــل الصـ ّـف وخارجــه‪ ،‬أنَّــه املـ ِّ‬ ‫يف مجــال تعليــم اللُّغــة بشـ ٍ‬
‫ـوي‪ ،‬ووســيلة ف َّعالــة يف تواصلــه مــع اآل َخريــن‪ ،‬وهــذه االســتجابة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ره‬ ‫و‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫وتط‬ ‫ـتجابته‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـدى‬ ‫األه ـ ّم والحيــوي يف معرفــة مـ‬
‫التواص َّليــة‪ ،‬والتفاعل‬
‫ُ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫غو‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـاءة‬
‫ـ‬ ‫الكف‬ ‫إىل‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫الوص‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫وتضم‬ ‫‪،‬‬‫ـوي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫النم‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـاعد‬ ‫ـ‬ ‫تُبنــى وفــق عوامــل محيطــة تس‬
‫لتوصــل املتعلِّــم إىل مرحلــة اإلتقــان‪ ،‬وهــي مــا‬ ‫ِّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ع‬‫و‬‫ِّ‬ ‫ومتن‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫كث‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫مبراح‬ ‫ـر‬‫ـ‬
‫ّ ُّ‬‫مت‬ ‫ـفهي‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫التواص‬
‫ُ‬ ‫مــع أبنــاء اللُّغــة‪ .‬ومهــارة‬
‫نالحظــه بصــورة أكــر يف املســتويات املتق ِّدمــة مــن تعلُّــم اللُّغــة؛ ألن املتعلِّــم يف مراحلــه األوىل مــن التعلُّــم ‪-‬حســب املعايــر‬
‫اللُّغويَّــة‪ -‬يركِّــز عــى عمليــات ال َف ْهــم واالســتيعاب‪ ،‬ويكــون تواصلــه مــع اآل َخريــن محــدود ِجـ ًّدا‪ ،‬بخــاف هــذه املراحــل التــي‬
‫يســتطيع أن يســتخدم اللُّغــة مبهــارة ودقــة لُغويَّــة مت ِّكنــه مــن مناقشــة عــدد كبــر مــن القضايــا‪ ،‬وبصــورة مناســبة للنواحــي‬
‫ـفهي تخضــع‬ ‫التواصــل الشـ ّ‬ ‫ُ‬ ‫االجتامعيــة التــي ميــر بهــا (أبــو عمشــة وآخــرون‪ ،)2022: 92 ،‬كــا نالحــظ أن تنميــة مهــارة‬ ‫َّ‬
‫املؤسســة واملعلِّــم‪ ،‬وغــر ذلــك‪.‬‬ ‫الصفيــة‪ ،‬والفروقــات الفرديَّــة‪ ،‬ودور َّ‬ ‫َّ‬ ‫لعوامــل كثــرة تســاهم يف تط ُّورهــا؛ كالبيئــة‬
‫ومن هذا املنطلق تظهر أهميَّة هذه الدراسة يف إبراز دور هذه العوامل وتأثريها‪ ،‬وستُجيب عن السؤال الرئيس‪:‬‬
‫العربية لغة ثانية؟‬
‫َّ‬ ‫التواصل الشفوي لدى متعلِّامت‬ ‫ُ‬ ‫التعليمية) يف تنمية مهارات‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬ما دور (األنشطة‪ /‬املعلم‪ /‬املواد‬
‫ويتفرع منه اآليت‪:‬‬
‫َّ‬
‫التعليمية واملنهج؟‬
‫َّ‬ ‫املواد‬ ‫باستخدام‬ ‫الشفهي‬
‫ّ‬ ‫ل‬ ‫التواص‬
‫ُ‬ ‫مهارة‬ ‫تنمية‬ ‫مستوى‬ ‫ ‪-‬ما‬
‫الشفهي باستخدام األنشطة واملها ّم التفاعليَّة؟‬ ‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫ ‪-‬ما مستوى تنمية مهارة‬
‫الشفهي بالنظر إىل دور املعلِّم؟‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫التواص‬
‫ُ‬ ‫مهارات‬ ‫ ‪-‬ما مستوى تنمية‬
‫وقد قُ ِّسم هذا البحث إىل مق َّدمة ومبحثَني وخامتة‪ ،‬جاءت عىل النحو اآليت‪:‬‬
‫أهمية املوضوع‪ ،‬وأسئلة البحث‪ ،‬وأه ّم الدراسات‪.‬‬ ‫املقدمة‪ :‬تعرض َّ‬ ‫ّ‬
‫التواصليَّــة ومك ِّوناتهــا‪ ،‬ومعايــر املســتوى‬ ‫ُ‬ ‫ـري‪ ،‬وســيكون الحديــث فيــه عــن الكفــاءة اللُّغويَّــة‬ ‫املبحــث األول‪ :‬اإلطــار النظـ ّ‬
‫ـفهي يف األُطُــر املر ِجعيَّــة للُّغــات‪ ،‬ونبــذة بســيطة عــن العوامــل الثالثــة ودورهــا؛ األنشــطة وبيئــة‬ ‫التواصــل الشـ ّ‬ ‫ُ‬ ‫املتفــوق ملهــارة‬
‫الصـ ّـف‪ ،‬ودور املعلِّــم‪ ،‬وكذلــك املحتــوى‪.‬‬
‫العينة‪ ،‬ثـ ّم النظر‬ ‫ـي‪ ،‬واســتخدام أداة االســتبانة وتوزيعهــا عــى ِّ‬ ‫املبحــث الثــاين‪ :‬إجــراءات الدراســة باختيــار املنهــج الوصفـ ّ‬
‫يف النتائــج ومناقَشــتها‪ ،‬وتفســر ألهــم هــذه النتائج‪.‬‬
‫الخامتة‪ :‬عرض مو َجز ألهم النتائج‪ ،‬وتوصيات ُمقرتَحة‪.‬‬

‫‪1225‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫حدود البحث‪:‬‬
‫ ‪-‬الحدود البرشيَّة‪ :‬طالبات املستوى الرابع يف املعهد‪ ،‬وعددهن ‪ 31‬طالبة‪.‬‬
‫العربية للناطقات بغريها‪.‬‬
‫َّ‬ ‫املكانية‪ :‬معهد تعليم اللُّغة‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬الحدود‬
‫الجامعي ‪1444‬هـ‪2022 /‬م‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الزمنية‪ :‬العام‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬الحدود‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫خاصــة لــدى‬‫ـفهي ألغــراض أكادمييَّــة َّ‬ ‫التواصــل الشـ ّ‬
‫ُ‬ ‫ ‪1.‬دراســة (محمــود جــال الديــن ســليامن‪ ،)2010 :‬بعنــوان‪ :‬تنميــة مهــارات‬
‫التواصــل بطالقــة‬
‫ُ‬ ‫تحســن أداء الطُّـ َّـاب يف مهــارة‬ ‫ن بغريهــا‪ ،‬وكان مــن أبــرز نتائجهــا‪ُّ :‬‬ ‫داريس اللُّغــة العربيَّــة مــن ال َّن ِ‬
‫اطق ـ َ‬
‫التواصــل الشــفوي‬‫ُ‬ ‫الحديــث بعــد االنتهــاء مــن دراســة الربنامــج بداللــة ارتفــاع متوســط درجــات األداء عــى اختبــار مهــارات‬
‫بنســبة ‪.٪75‬‬
‫ ‪2.‬دراسـ�ة )‪ ،(Yasmin Ali, 2017‬بعنــوان‪Fostering Students Oril Communication Skills in the second Lan� :‬‬
‫‪.guage Classroom‬‬
‫التواصــل‬
‫ُ‬ ‫يب يف تنميــة‬ ‫التواصليَّــة لــه األثــر اإليجــا ّ‬
‫ُ‬ ‫ومــن أبــرز نتائجهــا؛ شــعور الطُّـ َّـاب بالثقــة والراحــة يف املواقــف‬
‫أيضــا يف التنميــة‪.‬‬‫ـفهي‪ ،‬ودور املعلِّــم يف التحفيــز‪ ،‬وتأثــر األنشــطة التفاعليَّــة عنــد الســاح للطــاب باختيارهــا لــه دوره ً‬ ‫الشـ ّ‬
‫ـفهي يف تعليــم اللُّغــة‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫التواص‬
‫ُ‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫بتنمي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫عن‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ه‬‫َّ‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫يف‬ ‫ـابقة‬
‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـات‬
‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الحالي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـرك‬ ‫وتشـ‬
‫بصــور ٍة عا َّمـ ٍة‪ ،‬وتأثــر العوامــل املحيطــة وإن اختلفــت املسـ َّميات (املنهــج‪ ،‬املحتــوى‪ ،‬الكتــاب)‪ .‬وتختلــف الدراســة الحاليــة يف‬
‫ـات الســابقة عــي بنــاء برنامــج للتنميــة وتطبيقــه لقيــاس األثــر‪ ،‬بينــا تقيس الدراســة‬ ‫تنا ُولهــا للموضــوع؛ حيــث ركَّـ َزت الدراسـ ُ‬
‫الحاليــة أثــر برنامــج قائــم وعوامــل التنميــة فيــه‪ ،‬وكذلــك هنــاك اختــاف يف أغــراض املســتويات اللُّغويَّــة‪.‬‬
‫النظري‬
‫ّ‬ ‫اإلطار‬
‫لية‪:‬‬
‫التواص َّ‬
‫ُ‬ ‫الكفاءة‬
‫التواص َّلية ُمك ِّونــات أربعة‬
‫ُ‬ ‫ـفهي والكتــايب‪ ،‬وللكفــاءة‬ ‫التواص َّليــة القــدرة عــى االتِّصــال والتواصــل بشـ ّقيه الشـ ّ‬ ‫ُ‬ ‫يُقصــد بالكفــاءة‬
‫هي ‪:‬‬
‫قصد بها معرفة اللُّغة نفسها (القواعد اللُّغويَّة)‪ ،‬والسالمة واإلتقان يف الرتاكيب اللُّغويَّة‪.‬‬ ‫ ‪-‬الكفاءة ال َّن ْحويَّة‪ :‬ويُ َ‬
‫التواصــل‪،‬‬
‫ُ‬ ‫ـداف‬ ‫ـ‬ ‫أه‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫لتحقي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫كيفي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫معرف‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـدرة‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫إىل‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫وتش‬ ‫ـة‪:‬‬‫ـ‬‫ي‬
‫االجتامعيــة ُّ َّ‬
‫غو‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬الكفــاءة‬
‫االجتامعيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـياقاتها‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫وفهــم اللُّ‬
‫ ‪-‬كفــاءة الخطــاب أو الكفــاءة التخاطبيــة‪ :‬وتشــر إىل القــدرة عــى معرفــة ربــط األفــكار عــر األقــوال‪ ،‬والقــدرة‬
‫عــى ربــط أشــكال اللُّغــة مبضامينهــا‪ .‬مبعنــى أنَّــه مــن املهـ ّم أن يعرفــوا يف بنيــة الخطــاب لتنظيــم وهيكلــة امتــدادات‬
‫الــكالم لتشــكيل النصــوص منطوقــة متامســكة مناســبة كإعــادة الرتتيــب وإعــادة رسد القصــة وأنــواع الخطــاب أحــادي‬
‫ـايئ وغــر ذلــك‪.‬‬ ‫ثنـ ّ‬
‫ـراتيجية‪ :‬وتشــر إىل قــدرة املتعلِّــم عــى التغلُّــب عــى قصــوره يف اللُّغــة باســتخدام تعبــرات وكلــات‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـاءة‬ ‫ ‪-‬الكفـ‬
‫ـراتيجية مطلوبــة‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـاءة‬
‫ـ‬ ‫والكف‬ ‫ـد‪.‬‬
‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ـبها‬‫ـ‬ ‫يكتس‬ ‫مل‬ ‫أو‬ ‫ـيها‬ ‫ـ‬ ‫نس‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـردات‬ ‫ـ‬ ‫املف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ويبتع‬ ‫ـد‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫يري‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫املعن‬ ‫ي‬ ‫تــؤ ِّد‬
‫ـوي واســتخدام تعبــرات تــؤ ِّدي للمعنــى الــذي يريــده‬ ‫ُّ ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـوره‬‫ـ‬ ‫قص‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫التغ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫ن‬‫ك‬‫ِّ‬ ‫مت‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ه‬‫َّ‬ ‫ن‬‫أل‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫ـكل‬‫ـ‬ ‫بش‬ ‫ـم‬‫ـ‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫للمتع‬
‫(أبوعمشــة وآخــرون‪.)2021 ،‬‬
‫املرجعي األورويب املشرتك )‪:(CEFR) (C1‬‬
‫ّ‬ ‫الشفهي يف اإلطار‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬
‫ـا لتعليــم اللُّغــات‪ ،‬وذلــك لكونــه يقـ ِّدم الخطــوط العا َّمــة يف تصميم‬ ‫ـا ومرج ًعــا مهـ ًّ‬ ‫أساســا مهـ ًّ‬
‫ـي للغــات ً‬ ‫يُعـ ُّد اإلطــار املرجعـ ّ‬
‫الصفيــة‪ ،‬واملهــام اللُّغويَّــة‪ ،‬ووصــف املســتوى الــذي ســيصل إليــه املتعلِّــم‪ .‬كــا يصــف املهــارات واملعــارف‬ ‫َّ‬ ‫املناهــج واألنشــطة‬
‫التواص َّليــة‪ .‬ولــو أخذنــا املســتوى‬
‫ُ‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫غو‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الكفاي‬ ‫إىل‬ ‫ـول‬‫ـ‬ ‫الوص‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫ّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـتطيع‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫يك‬ ‫ـتويات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫كل‬
‫ّ‬ ‫يف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫التــي يجــب تنميته‬
‫املتفــوق‪ C1‬وهــو مــا يه ّمنــا يف هــذه الدراســة؛ فــإن املتعلِّــم يصــل إىل مســتوى اإلتقــان ويكــون قــاد ًرا عــى أداء مهــا ّم مع َّقــدة‬
‫نصوصــا طويلــة ومتن ِّوعــة ذات معنــى وأســلوب مع ّقــد‪ ،‬ويــدرك معانيهــا الضمنيــة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫عــى مســتوى ال َف ْهــم والــكالم‪ ،‬وأن يفهــم‬
‫ومفصلــة حول‬ ‫ّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫واضح‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫نصوص‬
‫ً‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫نت‬‫ُ‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ميكن‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫ة‪ ‬ومهني‬
‫َّ‬ ‫ة‪ ‬وأكادميي‬
‫َّ‬ ‫اجتامعي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ويســتخدم اللُّغــة بطالقــة وتلقائيــة لغايـ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1226‬‬
‫موضوعــات مع َّقــدة باســتخدام أســاليب تنظيميَّــة‪ ،‬ووصــات وتراكيــب متامســكة‪ ،‬ويســتطيع املتعلِّــم اســتيعاب املســموع بشـ ٍ‬
‫ـكل‬
‫تخصصــه‪ ،‬عــى الرغــم مــن‬
‫ـردة واملع َّقــدة خــارج مجــال ُّ‬ ‫عــا ٍّم‪ ،‬وفهــم مــا يكفــي ملتابعــة الــكالم املطـ َّول حــول املوضوعــات املجـ َّ‬
‫ـرف عــى مجموعة واســعة‬ ‫خاصــة إذا كانــت اللهجــة غــر مألوفــة‪ .‬ويســتطيع التعـ ُّ‬ ‫أنَّــه قــد يحتــاج إىل تأكيــد لبعــض التفاصيــل َّ‬
‫ـر املتحـ ِّدث (أبــو عمشــة وآخــرون‪ .)2021: 61 ،‬كــا يســتطيع فهــم الــكالم‬ ‫مــن التعبــرات االصطالحيَّــة والعاميــة‪ ،‬وتقديــر تغـ ّ‬
‫ـكل واضـ ٍح وعندمــا تكــون ال َعالقــات ضمنيَّــة ومل تتـ ّم اإلشــارة إليهــا بشــكل رصيــح‪.‬‬ ‫ـا بشـ ٍ‬‫املطــول حتــى عندمــا ال يكــون منظـ ً‬
‫التواص َّلية اللُّغويَّة للمستوى املتف ّوق‬
‫ُ‬ ‫جدول رقم (‪ :)1‬الكفايات‬

‫لية اللُّغويَّة للمستوى املتفوق‬


‫التواص َّ‬
‫ُ‬ ‫الكفايات‬
‫(تلق)‬
‫االستامع ٍّ‬

‫املجردة واملع ّقدة‬ ‫يستطيع املتعلِّم استيعاب املسموع ٍ‬


‫بشكل عا ٍّم‪ ،‬وفهم ما يكفي ملتابعة الكالم املط َّول حول املوضوعات َّ‬ ‫استيعاب املسموع ٍ‬
‫بشكل‬
‫خاصة إذا كانت اللهجة غري مألوفة‪.‬‬‫خارج مجال تخصصه‪ ،‬عىل الرغم من أنَّه قد يحتاج إىل تأكيد لبعض التفاصيل َّ‬ ‫عا ٍّم‬
‫تغي املتح ِّدث‪ .‬ويستطيع فهم الكالم‬
‫التعرف عىل مجموعة واسعة من التعبريات االصطالحيَّة والعامية‪ ،‬وتقدير ُّ‬‫ويستطيع ُّ‬
‫منظم ٍ‬
‫بشكل واض ٍح وعندما تكون ال َعالقات ضمنيَّة ومل تت ّم اإلشارة إليها بشكل رصيح‪.‬‬ ‫املط ّول حتى عندما ال يكون ً‬
‫يستطيع فهم خطاب طويل‪ ،‬حتى لو كان دون تنظيم وفهم برامج التلفزيون واألفالم بسهولة‪.‬‬ ‫االستامع‬
‫االجتامعية‬
‫َّ‬ ‫وفاعلية يف ال َعالقات‬
‫َّ‬ ‫التعبري بطالقة وعفويَّة دون الحاجة إىل البحث عن كلامت‪ ،‬واستخدام اللُّغة بسالسة‬ ‫الشفهي‬
‫ّ‬ ‫التفاعل‬
‫الخاصة بدقّة وربط الكالم مع املتحدثني‪.‬‬
‫َّ‬ ‫واملهنية‪ ،‬والتعبري عن آرائه وأفكاره‬
‫َّ‬
‫تقديم توصيفات واضحة ودقيقة ملوضوعات مع َّقدة مض َّم ًنا إيَّاها محاور مرتبطة بها‪ ،‬وذلك للتأكيد عىل بعض النقاط‬ ‫الشفهي‬
‫ّ‬ ‫اإلنتاج‬
‫وإنهاء الحديث بصفة مناسبة‪.‬‬
‫ثابت عىل درجة عالية من الصحة أو الدقة ال َّن ْحويَّة‪ ،‬واألخطاء نادرة وغري ِ‬
‫منتظمة ومن الصعب‬ ‫بشكل ٍ‬
‫يحتفظ ٍ‬ ‫الدقة‬
‫مالحظتها‪.‬‬
‫تقريبا دون تعب‪.‬‬
‫يعب بارتياح وعفويَّة ً‬
‫ميكنه أن ِّ‬ ‫الطالقة‬

‫املرجعــي األورويب يهــدف يف مراحلــه األخــرة إىل تحقيــق التفاعــل واالتِّصــال‬ ‫ّ‬ ‫ومــن املال َحــظ يف الســابق أ َّن اإلطــار‬
‫االجتامعيــة‪ ،‬وتبادل‬
‫َّ‬ ‫ـاة‬
‫ـ‬ ‫الحي‬ ‫مع‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫التعا‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ن‬
‫ً‬ ‫م‬
‫ِّ‬ ‫متض‬ ‫ـن‪،‬‬
‫ـ‬ ‫للدارس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫لي‬ ‫التواص‬
‫ُ َّ‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫والحاج‬ ‫ـي‬
‫والتواصــل‪ ،‬ويؤكِّــد عــى املدخــل التواصـ ّ‬
‫املعلومــات واألفــكار‪ ،‬وهــذا يكــون مبســاعدة عوامــل كثــرة مــن أه ِّمهــا‪:‬‬
‫ ‪1 .‬دور املعلِّم و َعالقته بالطالب‪:‬‬
‫ـي ومعايــره‪ ،‬فإنَّنــا نلحــظ أن دور معلِّــم اللُّغــة الثانيــة داخــل الصـ ّـف‬ ‫باســتعراض الكفــاءات األربــع ســاب ًقا‪ ،‬واإلطــار املرجعـ ّ‬
‫التواص َّليــة ليندمــج يف املجتمــع‬
‫ُ‬ ‫وإنــا هــو يُعيــد بنــاء كفــاءة الطالــب‬ ‫ـب‪َّ ،‬‬ ‫جيــدة فحسـ ُ‬ ‫ـي يتجــاوز تزويــد الطُّـ َّـاب بلغــة ِّ‬
‫التواصـ ّ‬
‫ـي‪ ،‬وتعريــض الطُّـ َّـاب إىل ُمد َخــات كثــرة تعـ ِّزز فيهــم هــذه‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫النف‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الجان‬ ‫ـز‬
‫ـ‬ ‫تعزي‬ ‫يف‬ ‫دوره‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـك‬
‫ـ‬ ‫كذل‬ ‫ـه‪،‬‬
‫ـ‬ ‫في‬ ‫ـش‬
‫ـ‬ ‫الــذي يعي‬
‫ـرف عــى ال َعالقــات التــي تشــر مثـ ًـا إىل عــدم ال َف ْهــم‪،‬‬ ‫الثقــة‪ .‬كــا يســاعدهم يف فَ ْهــم رســالة املتحـ ِّدث‪ ،‬ولغــة الجســد والتعـ ُّ‬
‫أو املقاطعــة‪ ،‬أو الرغبــة يف تغيــر املوضــوع‪ ،‬أو مهــارة التفــاوض أو تبــا ُدل األدوار أو حتــى اختيــار املوضــوع‪ .‬وحيــث إن املعلــم‬
‫ال‪ ‬بـ َّد أن يُراقــب باســتمرار أداء الطلبــة‪ .‬واقرتحــت )‪ ،(Chrastane, 2012‬أربعــة أدوار للمعلِّــم هــي‪:‬‬
‫ ‪-‬محلّل للحاجات‪ ،‬أي تحديد احتياجات اللُّغة لل ُمتعلِّمني واالستجابة لها‪.‬‬
‫التواصل‪ ،‬وتوفري التغذية الراجعة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ ‪-‬مستشار يتوقَّع منه متثيل عمليات‬
‫التواصيل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫األنشطة‬ ‫أثناء‬ ‫يف‬ ‫للمجموعة‬ ‫كمدير‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املع‬ ‫يعمل‬ ‫ ‪-‬مدير عمليات‪ ،‬من املتوقَّع أن‬
‫ ‪-‬يراقب الطلبة ويديرهم وينصحهم‪ ،‬لك َّنه ال يتدخل أب ًدا إال يف الوقت املناسب‪.‬‬
‫التواصــل بــن الطُّـ َّـاب‪ ،‬بحيــث يتــم رفــع مهــارات‬ ‫ُ‬ ‫والتحـ ّدي األكــر الــذي يواجــه معلِّــم اللُّغــة هــو زيــادة الوعــي بتنميــة‬
‫ـتمر عــى‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـب‬
‫ـ‬ ‫والتدري‬ ‫ـس‪،‬‬
‫ـ‬ ‫التدري‬ ‫ـراتيجيات‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫م‬‫التفكــر الف َّعــال إىل أعــى مســتوى‪ ،‬وذلــك يظهــر مــن خــال تطبيــق أهـ ّ‬
‫والعاطفيــة كالدافعيــة والقلــق‬
‫َّ‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫النفس‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫العوام‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫أحــدث طرائــق ونظريــات تعليــم اللُّغــة واكتســابها‪ .‬وال‪ ‬بـ َّد للمعلِّــم أن يُراع‬
‫ـوي والتوتــر وعــدم االرتيــاح اإلحســاس بالخجــل عنــد التحـ ُّدث أمــام اآل َخريــن‪.‬‬ ‫اللُّغـ ّ‬

‫‪1227‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫الدراسية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫التعليمية واملناهج‬
‫َّ‬ ‫ ‪2 .‬املواد‬
‫ـوي وال‪ ‬بـ َّد أن يُراعــى يف بنائــه‬
‫التواصــل اللُّغـ ّ‬
‫ُ‬ ‫لميــة أو املنهــج املقـ َّدم ملتعلِّ ِمــي اللُّغــة أحــد الركائــز امله ّمــة يف تنميــة‬
‫املــادة ال ِع َّ‬
‫وإعــداده عـ ّدة أمــور لعلَّنــا نذكرهــا هنــا باختصــار‪:‬‬
‫العاملية يف تعليم اللغات‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪ -‬أن يسري هذا املنهج يف تد ُّرجه عىل األُطُر‬
‫ ‪-‬أن ترتبط باحتياجات املتعلِّمني اللُّغويَّة وغرضهم من التعلُّم‪.‬‬
‫غنية وواسعه برثاء يف املفردات‪.‬‬ ‫ ‪-‬أن تكون هذه املناهج َّ‬
‫ ‪-‬أن يت ّم اختيار النصوص األصيلة يف املنهج بنفس الطريقة التي يتم عرضه ألبناء اللُّغة‪.‬‬
‫يتعرض لها متعلِّم اللُّغة‪.‬‬
‫التواص َّلية الحقيقة التي ّ‬ ‫ُ‬ ‫ ‪-‬إعداد املواقف‬
‫والتفاعلية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪3 .‬دور األنشطة اللُّغويَّة‬
‫ـفهية‪ ،‬وعنــد اختيــار‬ ‫التواص َّليــة الشـ َّ‬
‫ُ‬ ‫الدافعيــة والثقــة‬ ‫َّ‬ ‫تواصليــة ف َّعالــة‪ ،‬وخلــق‬ ‫َّ‬ ‫لألنشــطة اللُّغويَّــة دور مه ـ ّم يف خلــق بيئــة‬
‫ـي للُّغــة‪.‬‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االجتامع‬ ‫ـتخدام‬‫ـ‬ ‫باالس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫دراي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫وتجعله‬ ‫ـاعرهم‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ومش‬ ‫ـن‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـؤالء‬ ‫ـر عــن أفــكار هـ‬ ‫هــذه األنشــطة ال‪ ‬بـ َّد أن تعـ ِّ‬
‫واقعيــة لل ُمتعلِّمــن مــن حيــث نــوع املعرفــة اللُّغويَّــة‬ ‫َّ‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫مطال‬ ‫ـرض‬ ‫ـ‬ ‫تف‬ ‫أن‬ ‫ث‬ ‫د‬‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫التح‬ ‫ـطة‬
‫ـ‬ ‫ألنش‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫التخطي‬ ‫ويجــب أن يراعــى عنــد‬
‫الجامعيــة التــي تزيــد التفاعــل بــن‬‫َّ‬ ‫أو‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫نائي‬
‫َّ‬ ‫ُّ‬ ‫ث‬ ‫ال‬ ‫ـطة‬ ‫ـ‬ ‫األنش‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫أيض‬
‫ً‬ ‫ـز‬‫ـ‬ ‫الرتكي‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫يت‬ ‫وأن‬ ‫ـة‪.‬‬
‫ـ‬ ‫منطوق‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ـاج‬‫التــي يحتاجونهــا إلنتـ‬
‫ـفهي للمســتوى املتفــوق حســب اإلطــار‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫التعب‬ ‫ـوان‬ ‫ـ‬ ‫أل‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫دن‬‫د‬‫َّ‬ ‫ح‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫ول‬ ‫ـم‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫بينه‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫التعاوني‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫للعالق‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ص‬
‫املتعلِّمــن‪ ،‬وتُح ِّقــق فُ َ ً‬
‫ر‬
‫ـب يف أشــكال؛ منهــا‪:‬‬ ‫نجــد أنَّهــا تنصـ ّ‬
‫ ‪-‬امل ُناقَشات‪.‬‬
‫ ‪-‬املحا َدثات العرضية‪.‬‬
‫ ‪-‬املحارضات‪.‬‬
‫ ‪-‬اإلعالنات‪.‬‬
‫ ‪-‬املناظرات‪.‬‬
‫ ‪-‬الحلقات النقاشية أو الندوات‪.‬‬
‫ ‪-‬الربامج اإلذاعية بأنواعها (املقابالت‪ ،‬الوثائقي‪ ،‬الجلسات الحواريَّة‪ ،‬املسابقات‪.)..‬‬
‫وعندمــا يكــون متعلِّــم اللُّغــة يف مســتويات متقدمــة ينبغــي أن يكــون الرتكيــز يف األنشــطة القامئــة عــى الطالقــة مثــل‬
‫التقدمييــة واملقابــات خــارج الصـ ّـف‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫امل ُناقَشــات ولَ ِعــب األدوا ِر‪ ،‬والعــروض‬
‫إجراءات الدراسة‪:‬‬
‫العربيــة يــزداد‬
‫َّ‬ ‫ـفهي‪ ،‬حيــث الحظــت الباحثــة أ ّن متعلِّــات‬‫التواصــل الشـ ّ‬
‫ُ‬ ‫ركَّ ـ َزت هــذه الدراســة عــى أه ـ ّم عوامــل تنميــة‬
‫االجتامعيــة‪ ،‬فأجــرت‬
‫َّ‬ ‫ـطة‬‫ـ‬ ‫األنش‬ ‫يف‬ ‫ـاركة‬
‫ـ‬ ‫املش‬ ‫ـك‬
‫ـ‬ ‫وكذل‬ ‫ـوظ‪،‬‬‫ـ‬ ‫ملح‬ ‫ـكل‬
‫ـ‬ ‫بش‬ ‫ـف‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الص‬ ‫تواصلهــن مــع اآل َخريــن يف هــذه املرحلــة خــارج‬
‫ـتطالعية‪ ،‬وكان الهــدف منهــا اكتشــاف أهـ ّم هــذه العوامــل لتعزيزهــا‪ ،‬وهــذه املقابَــات أُجريــت مع ثالث‬ ‫َّ‬ ‫الباحثــة مقابــات اسـ‬
‫طالبــات مــن خريجــات املعهــد‪.‬‬
‫ ¨تصميم االستبانة‪:‬‬
‫التواصــل الشــفوي‪ ،‬ت ـ ّم تصميــم االســتبانة يف‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ـتطالعية وتحديــد أه ـ ّم العوامــل املســاع َدة يف تنميــة‬
‫َّ‬ ‫بعــد الدراســة االسـ‬
‫أهميــة ّكل عامــل‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ومعرف‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫األث‬ ‫ـاس‬ ‫العوامــل الثالثــة لقيـ‬
‫الص ْدق والثبات يف االستبانة‪:‬‬ ‫ ¨ ِّ‬
‫ثبات االستبيان باستخدام كرونباخ ألفا‪:‬‬
‫لقيــاس مــدى ثبــات أداة الدراســة (االســتبيان)‪ ،‬اســتخدمت الباحثــة (معادلــة ألفــا كرونبــاخ) ()‪(α) Cronbach›s Alpha‬؛‬
‫حيــث أشــار (أبــو عــام‪ ،‬رجــاء؛ ‪ )2005‬إىل أن أل ًفا‪-‬كرونبــاخ يعتــر «أنســب طريقــة لحســاب ثبــات األوزان املســتخ َدمة يف‬
‫ـكل مفــردة»‪ .‬والجــدول التايل‬ ‫ـح َّية كاالســتبيانات ومقاييــس االتجــاه‪ ،‬حيــث يوجــد مــدى مــن الدرجــات املحتملة لـ ّ‬ ‫البحــوث امل َْسـ ِ‬
‫وضــح ذلــك‪.‬‬ ‫يُ ِّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1228‬‬
‫جدول رقم (‪ :)2‬معامل ألفا كرونباخ لقياس ثبات أداة الدراسة‬

‫معامل ألفًا كرونباخ‬ ‫عدد الفقرات‬ ‫الفرعية‬


‫َّ‬ ‫املحاور‬

‫‪0.710‬‬ ‫‪8‬‬ ‫التعليمية واملنهج‬


‫َّ‬ ‫الشفهي عىل مستوى املواد‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫تنمية مهارة‬
‫‪0.748‬‬ ‫‪12‬‬ ‫الشفهي من خالل األنشطة واملها ّم‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫تنمية مهارة‬
‫‪0.785‬‬ ‫‪10‬‬ ‫الشفهي‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫دور املعلِّم يف تنمية مهارات‬
‫‪0.798‬‬ ‫‪30‬‬ ‫الكل لالستبيان‬
‫الثبات ّ‬

‫يتَّ ِضــح مــن الجــدول الســابق أن معامــل الثبــات العــا ّم لجميــع أبعــاد االســتبيان (‪ ،)0.798‬فيــا تراوح ثبــات األبعــاد الفرعيَّة‬
‫ـدل عــى أن أداة الدراســة تتمتــع بدرجــة عاليــة مــن الثبــات‪.‬‬ ‫مــا بــن ‪ 0.710‬كحـ ٍّد أدىن وبــن ‪ 0.785‬كحـ ٍّد أعــى‪ ،‬وهــذا يـ ّ‬
‫كــا أشــار نانــي )‪ (Nunnally, J. C., & Bernstein, I. H.; 1994‬والــذي جعــل (‪ )0.70‬هــو الح ـ ّد أدىن املقبــول ملعامــل‬
‫ثبــات أل َفــا كرونبــاخ ألغــراض البحــث‪.‬‬
‫ ¨صدق االستبيان‪:‬‬
‫ـي‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ـري‪ ،‬وطريقــة ص ـ ْدق االتِّســاق الداخـ ّ‬ ‫الص ـ ْدق الظاهـ ّ‬ ‫ِ‬
‫اتِّبعــت الباحثــة للتح ُّقــق مــن ص ـ ْدق األداة (االســتبيان) طريقــة ِّ‬
‫ن مــن ذوي االختصــاص للتأكُّــد مــن صدقهــا‪ ،‬ومالءمة‬ ‫ـري تـ ّم عرضهــا عــى عــدد مــن املح ّك ِمـ َ‬
‫الصـ ْدق الظاهـ ّ‬
‫وللتأكــد مــن ِّ‬
‫األســئلة التــي تض َّمنتهــا املقابلــة ألهــداف الدراســة‪ ،‬وانتــاء فقــرات االســتبانة للمعايــر واألبعــاد التــي تض َّمنتهــا‪ ،‬وقــد ت ـ َّم‬
‫ـي لالســتبانة مبحاورهــا الثالثــة عــن‬ ‫األخــذ مبقرتحاتهــم وتعديالتهــم الالزمــة‪ ،‬كــا تـ َّم التأكُّــد مــن ِصـ ْدق االتســاق الداخـ ّ‬
‫ـر‬ ‫طريــق حســاب معامــل ارتبــاط بريســون بــن جميــع الفقــرات‪ ،‬وبــن ّكل فقــرة واملحــور الــذي تنتمــي إليــه؛ حيــث يفـ ِّ‬
‫كوهــن (‪ )1982‬معامــل ارتبــاط بريســون كاآليت‪:‬‬
‫جـ ًّدا (‪0.90‬‬ ‫ارتبــاط ضعيــف‪ 0.20( :‬فأقــل)‪ ،‬ارتبــاط متوســط (‪ ،)0.30- 0.69‬ارتبــاط قــوي (‪ ،)0.70 - 0.89‬ارتبــاط قــوي ِ‬
‫فأكرث)‪.‬‬
‫الداخيل لالستبيان‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ِ‬
‫وفيام ييل نتائج ص ْدق االتساق‬
‫جدول رقم (‪ :)3‬معامالت ارتباط فقرات االستبانة‬

‫املحور الثالث‬ ‫املحور الثاين‬ ‫املحور األول‬


‫ِ‬
‫االرتباط‬ ‫ُمعا ِمل‬ ‫الرقم‬ ‫ِ‬
‫االرتباط‬ ‫ُمعا ِمل‬ ‫الرقم‬ ‫ِ‬
‫االرتباط‬ ‫ُمعا ِمل‬ ‫الرقم‬

‫‪**.504‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪**.562‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪**.618‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪**.613‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪*.331‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪**.704‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪**.480‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪**.735‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪**.707‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪**.562‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪*.435‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪**.665‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪**.488‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪**.561‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪**.568‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪**.466‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪*.343‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪*.440‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪**.492‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪*.584‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪**.628‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪**.617‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪**.490‬‬ ‫‪8‬‬ ‫‪*.397‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪*.420‬‬ ‫‪9‬‬ ‫‪**.639‬‬ ‫‪9‬‬

‫‪**.526‬‬ ‫‪10‬‬ ‫‪**.473‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪1229‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫املحور الثالث‬ ‫املحور الثاين‬ ‫املحور األول‬


‫ِ‬
‫االرتباط‬ ‫ُمعا ِمل‬ ‫الرقم‬ ‫ِ‬
‫االرتباط‬ ‫ُمعا ِمل‬ ‫الرقم‬ ‫ِ‬
‫االرتباط‬ ‫ُمعا ِمل‬ ‫الرقم‬

‫‪*.387‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪**.491‬‬ ‫‪12‬‬

‫إحصائيا عند مستوى داللة ‪.0.05‬‬


‫ًّ‬ ‫دال‬
‫إحصائيا عند مستوى داللة ‪ّ * - 0.01‬‬
‫ًّ‬ ‫دال‬
‫** ّ‬
‫إحصائيــا عنــد مســتوى الداللــة (‪ )0.05‬وفــق ِق َيــم تراوحــت‬
‫ًّ‬ ‫ـج إىل أن جميــع فقــرات املحــاور جــاءت دالَّــة‬‫وأشــا َر ِت النتائـ ُ‬
‫مــا بــن (‪ )0.331‬وهــو ارتبــاط طــردي متوســط إىل (‪ ،)0.735‬وهــو ارتبــاط طــردي قــوي‪ ،‬وهــذا يشــر إىل صــدق فقــرات‬
‫األداة وقياســها للســمة التــي وضعــت لقياســها‪.‬‬
‫أبرز نتائج الدراسة‪:‬‬
‫الدميوغرافية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫القسم األول‪ :‬البيانات‬
‫الدميوغرافية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫البيانات‬ ‫بحسب‬ ‫الدراسة‬ ‫نة‬ ‫عي‬
‫ِّ‬ ‫توزيع‬ ‫جدول‬ ‫ييل‬ ‫وفيام‬ ‫املعهد‪،‬‬ ‫املستوى‬ ‫طالبات‬ ‫العينة (‪ )31‬من‬
‫عدد ِّ‬
‫جدول رقم (‪ :)4‬توزيع عينة الدراسة َوف ًقا البيانات الدميوغرافيَّة‬

‫ال ِّن َسب املئو َّية‬ ‫التكرار‬ ‫املجموعات‬ ‫املتغيات‬


‫ِّ‬
‫‪%58.1‬‬ ‫‪18‬‬ ‫فلبينية‬ ‫الجنسيَّة‬
‫‪%41.9‬‬ ‫‪13‬‬ ‫أخرى‬
‫‪%45.2‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪ 20-24‬عا ًما‬ ‫العمر‬
‫‪%54.8‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪ 25‬عا ًما فأكرث‬
‫‪%83.9‬‬ ‫‪26‬‬ ‫املستوى الرابع‬ ‫املستوى‬
‫‪%16.1‬‬ ‫‪5‬‬ ‫أخرى‬
‫‪%32.3‬‬ ‫‪10‬‬ ‫املستوى األول‬ ‫مستويات بداية الدراسة‬
‫‪%67.7‬‬ ‫‪21‬‬ ‫املستوى الثاين فأعىل‬

‫يتَّ ِضــح مــن الجــدول رقــم (‪ )4‬أ َّن النســبة األكــر للمشــاركات (الطالبــات) كانــت مــن الجنسـ َّـية الفلبينيــة مبا نســبته ‪،%58.1‬‬
‫وكانــت األعــار ‪ 25‬ســنة فأكــر هــي األعــى بنســبة ‪ ،%54.8‬وكان املســتوى الرابــع هــو األعــى نســب ًة للمشــاركات؛ حيــث بلغت‬
‫‪ ،%83.9‬كــا كان املســتوى الثــاين فأعــى هــو مســتوى بدايــة ‪ %67.7‬من إجــايل عينة الدراســة‪.‬‬
‫القسم الثاين‪ :‬تحليل استجابات عينة الدراسة تجا َه َمحا ِور الدراسة‪:‬‬
‫ـايس يف اإلجابــة عــن عبــارات االســتبانة‪ ،‬حيــث كانت أقـ ّـل اســتجابة (‪ )1‬لالســتجابة‬
‫تــم اســتخدام مقيــاس «ليكــرت» الخـ ّ‬
‫(ال أوافــق عــى اإلطــاق)‪ ،‬وأعــى اســتجابة (‪ )5‬لالســتجابة (أوافــق بشــدة)‪ ،‬وذلــك مبــدى (الفــرق بــن أكــر قيمــة وأقـ ّـل‬
‫قيمــة) بلــغ قيمتــه (‪ ،)4‬وبقســمة املــدى عــى عــدد االســتجابات (‪ )4/ 5‬كان طــول الفــرة (‪.)0.80‬‬
‫ـايس والدرجــة املناظــرة لــه‪ ،‬كــا‬
‫ـدول التــايل القيــم الوزنيــة واالســمية والفــرات املوزونــة للمقيــاس الخـ ّ‬ ‫وضــح الجـ ُ‬‫كــا يُ ِّ‬
‫وردت عنــد )‪.(Pimentel, J. L; 2010‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1230‬‬
‫الخاميس‬
‫ّ‬ ‫جدول رقم (‪ :)5‬القيمة الوزنية واالسمية ملقياس «ليكرت»‬

‫الدرجة‬ ‫الفرتات املوزونة‬ ‫طول الفرتة‬ ‫املقياس‬ ‫االستجابة‬

‫منخفضة ِج ًّدا‬ ‫أقل من ‪1.80‬‬


‫من ‪ 1‬إىل ّ‬ ‫‪0.80‬‬ ‫درجة (‪)1‬‬ ‫ال أوافق مطل ًقا‬
‫منخفضة‬ ‫أقل من ‪2.60‬‬
‫من ‪ 1.80‬إىل ّ‬ ‫‪0.80‬‬ ‫درجتان (‪)2‬‬ ‫ال أوافق‬
‫متوسطة‬ ‫أقل من ‪3.40‬‬
‫من‪ 2.60‬إىل ّ‬ ‫‪0.80‬‬ ‫ثالث درجات (‪)3‬‬ ‫محايد‬
‫كبرية‬ ‫أقل من ‪4.20‬‬
‫من ‪ 3.40‬إىل ّ‬ ‫‪0.80‬‬ ‫أربع درجات (‪)4‬‬ ‫أوافق‬
‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫من ‪ 4.20‬إىل ‪5‬‬ ‫‪0.80‬‬ ‫خمس درجات (‪)5‬‬ ‫أوافق بش ّدة‬

‫عينــة الدراســة حــول َمحــا ِور الدراســة‪ ،‬وذلــك مــن خــال حســاب املتوســطات‬ ‫يف هــذا القســم نتنــاول تحليــل آراء أفــراد ِّ‬
‫ـايس والرتتيــب التنــازيل للفقــرات تب ًعــا للمتوســطات‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـرت»‬‫ـ‬ ‫«ليك‬ ‫ـاس‬ ‫ـ‬ ‫ملقي‬ ‫ـابية واالنحرافــات املعياريَّــة والدرجــة تب ًعــا‬ ‫الحسـ َّ‬
‫ـاري‪ ،‬مــع مراعــاة عكــس تكويــد الفقــرة العكسـ َّـية أقـ ّـل اســتجابة (‪ )1‬لالســتجابة (أوافــق‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫املعي‬ ‫ـراف‬ ‫ـ‬ ‫لالنح‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫قيم‬ ‫ـل‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫بأق‬ ‫ة‬ ‫ـابي‬
‫الحسـ َّ‬
‫ـر‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫يع‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫إيجابي‬
‫ًّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ه‬
‫ً‬ ‫اتجا‬ ‫ككل‬
‫ّ‬ ‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫املح‬ ‫ـاه‬
‫ـ‬ ‫اتج‬ ‫ـون‬
‫ـ‬ ‫ليك‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫وذل‬ ‫ـاق)‪،‬‬‫ـ‬ ‫اإلط‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫أواف‬ ‫(ال‬ ‫ـتجابة‬ ‫ـ‬ ‫لالس‬ ‫)‬ ‫‪5‬‬ ‫(‬ ‫ـتجابة‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫وأع‬ ‫بشـ ّدة)‪،‬‬
‫ـفهي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫التواص‬
‫ُ‬ ‫ـارة‬
‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫تنمي‬ ‫عــن‬
‫عرض النتائج وتحليلها وتفسريها‪:‬‬
‫ ‪-‬إجابة السؤال األول‪:‬‬
‫التعليمية واملنهج؟‬
‫َّ‬ ‫الشفهي عىل مستوى املواد‬ ‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫ما مستوى تنمية مهارة‬
‫ـكل فقــرات هــذا املحــور‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫املعيار‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫واالنحراف‬ ‫ة‬ ‫ـابي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الحس‬ ‫ـطات‬ ‫ـ‬ ‫املتوس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الباحث‬ ‫ـتخدمت‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـؤال‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ولإلجابــة عــن هــذا‬
‫وضــح ذلــك‪.‬‬ ‫والجــدول التــايل يُ ِّ‬
‫الشفهي عىل مستوى املواد التعليميَّة‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫جدول رقم (‪ :)6‬املتوسطات الحسابيَّة واالنحرافات املعياريَّة ملحور تنمية مهارة‬

‫الرتتيب‬ ‫الدرجة‬ ‫املعياري‬


‫ّ‬ ‫االنحراف‬ ‫يب‬
‫املتوسط الحسا ّ‬ ‫الفقرات‬ ‫م‬
‫‪1‬‬ ‫كبرية‬ ‫‪0.402‬‬ ‫‪4.81‬‬ ‫التواصل الشفوي املق َّدم يف املعهد‬
‫ُ‬ ‫مقرر‬
‫ّ‬ ‫‪1‬‬
‫ِج ًّدا‬ ‫إسرتاتيجيات‬
‫َّ‬ ‫التعرف عىل أه ّم‬
‫ساعدين يف ُّ‬
‫االستامع والتح ُّدث‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫كبرية‬ ‫‪0.445‬‬ ‫‪4.74‬‬ ‫لكل درس‪.‬‬
‫الشفهي يح ِّدد أهدافًا ّ‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫مقرر‬
‫ّ‬ ‫‪2‬‬
‫ِج ًّدا‬
‫‪4‬‬ ‫كبرية‬ ‫‪0.502‬‬ ‫‪4.58‬‬ ‫الشفهي يُلبي حاجايت األكادمييَّة‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫مقرر‬
‫ّ‬ ‫‪3‬‬
‫ِج ًّدا‬ ‫لتعلُّم اللُّغة‪.‬‬
‫‪6‬‬ ‫كبرية‬ ‫‪0.570‬‬ ‫‪4.52‬‬ ‫التواصل له دور يف تن ُّوع وثراء مفردايت‬
‫ُ‬ ‫مقرر‬
‫ّ‬ ‫‪4‬‬
‫بالعربية‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪3‬‬ ‫كبرية‬ ‫‪0.486‬‬ ‫‪4.65‬‬ ‫املقرر ومستوياته ساعدين عىل‬ ‫تد ّرج منهج ّ‬ ‫‪5‬‬
‫ِج ًّدا‬ ‫ُّغوي‪.‬‬
‫التط ُّور الل ّ‬
‫‪5‬‬ ‫كبرية‬ ‫‪0.502‬‬ ‫‪4.57‬‬ ‫الواجبات واملهام املنزليَّة لها دور يف تطوير‬ ‫‪6‬‬
‫ِج ًّدا‬ ‫الشفهي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫مستواي يف‬
‫‪7‬‬ ‫كبرية‬ ‫‪0.677‬‬ ‫‪4.48‬‬ ‫الشفهي ساعدين يف استعامل‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫مقرر‬
‫ّ‬ ‫‪7‬‬
‫ِج ًّدا‬ ‫الصف‪.‬‬
‫اللُّغة خارج ّ‬
‫‪8‬‬ ‫كبرية‬ ‫‪0.680‬‬ ‫‪4.06‬‬ ‫عيل وال‬
‫الشفهي صعب ّ‬‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫مقرر‬
‫أشعر أ َّن ّ‬ ‫‪8‬‬
‫ميكنني فهمه (فقرة عكسيَّة)‪.‬‬
‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.311‬‬ ‫‪4.55‬‬ ‫الدرجة الكليَّة للمحور األول‬

‫‪1231‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫التواصــل‬
‫ُ‬ ‫يتَّ ِضــح مــن الجــدول الســابق متوســطات اســتجابات أفــراد عيِّنــة الدراســة حــول املحــور األول (تنميــة مهــارة‬
‫التواصــل‬
‫ُ‬ ‫ـرر‬
‫ـص عــى (مقـ ّ‬ ‫ـفهي عــى مســتوى املــواد التعليميَّــة واملنهــج)‪ ،‬حيــث جــاء يف املرتبــة األوىل الفقــرة التــي تنـ ّ‬ ‫الشـ ّ‬
‫يب (‪)4.81‬‬ ‫ـط حســا ٍّ‬ ‫ـرف عــى أهــم إســراتيجيَّات االســتامع والتح ـ ُّدث) مبتوسـ ٍ‬ ‫الشــفوي املق ـ َّدم يف املعهــد ســاعدين يف التعـ ُّ‬
‫ـص عــى (أشــعر‬ ‫ـاري (‪ ،)0.402‬وهــو مــا يقابــل درجــة (كبــرة ِجـ ًّدا)‪ ،‬وجــاء يف املرتبــة األخــرة الفقــرة التــي تنـ ّ‬ ‫وانحــراف معيـ ّ‬
‫ـاري (‪ )0.680‬وهــو ما‬ ‫يب (‪ ،)4.06‬وانحــراف معيـ ّ‬ ‫ـط حســا ٍّ‬ ‫ـي وال ميكننــي فهمــه) مبتوسـ ٍ‬ ‫ـفهي صعــب عـ َّ‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـل‬‫التواصـ‬
‫ُ‬ ‫أ َّن مقــرر‬
‫ـايس‪ ،‬وذلــك بعــد عكــس الفقــرة كونهــا فقــرة ســلبيَّة‪ ،‬أي أ َّن متوســط عيِّنــة‬ ‫يقابــل درجــة (كبــرة) يف مقيــاس «ليكــرت» الخـ ّ‬
‫ـفهي صعــب فهمــه‪ .‬كــا يتَّ ِضــح أ َّن جميــع متوســطات اســتجابات أفــراد‬ ‫التواصــل الشـ ّ‬
‫ُ‬ ‫ـرر‬
‫الطالبــات بدرجــة كبــرة ال يَ َريــن مقـ ّ‬
‫عيِّنــة الدراســة حــول جميــع فقــرات هــذا املحــور جــاءت بدرجــة (كبــرة ِجـ ًّدا) عــدا فقــرة واحــدة بدرجــة (كبــرة)‪ .‬كــا جــاء‬
‫ـدل عــى تجانُــس اســتجابات‬ ‫ـاري (‪ ،)0.311‬وهــي قيمــة صغــرة‪ ،‬وهــو مــا يـ ُّ‬ ‫ـراف معيـ ٍّ‬‫املتوســط للدرجــة الكليَّــة (‪ )4.55‬بانحـ ٍ‬
‫ـايس درجــة (كبــرة ِجـ ًّدا)‪ ،‬ومنــه‬ ‫الطالبــات وعــدم تشـتّتها حــول املتوســط‪ .‬وتقابــل قيمــة املتوســط يف مقيــاس «ليكــرت» الخـ ّ‬
‫ـفهي عــى مســتوى املــوا ّد التعليميَّــة واملنهــج يحظــى بدرجــة كبــرة ِجـ ًّدا‪.‬‬ ‫التواصــل الشـ ّ‬ ‫ُ‬ ‫نســتنتج أ َّن مســتوى تنميــة مهــارة‬
‫ ‪-‬إجابة السؤال الثاين‪:‬‬
‫الشفهي من خالل األنشطة واملهام؟‬ ‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫ما مستوى تنمية مهارة‬
‫ـكل فقــرة يف هــذا املحــور‪.‬‬ ‫ـابية واالنحرافــات املعياريَّــة لـ ّ‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الحس‬ ‫ـطات‬‫ـ‬ ‫املتوس‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫م‬‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ـؤال‪،‬‬‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ولإلجابــة عــن هــذا‬
‫وضــح ذلــك‪.‬‬ ‫والجــدول التــايل يُ ِّ‬
‫الشفهي من خالل األنشطة واملهام‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫جدول رقم (‪ :)7‬املتوسطات الحسابيَّة واالنحرافات املعياريَّة ملحور تنمية مهارة‬

‫الرتتيب‬ ‫الدرجة‬ ‫املعياري‬


‫ّ‬ ‫االنحراف‬ ‫يب‬
‫املتوسط الحسا ّ‬ ‫الفقرات‬ ‫م‬
‫‪1‬‬ ‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.677‬‬ ‫‪4.52‬‬ ‫الشفهي تساعدين عىل‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫املصاحبة ملقرر‬ ‫ِ‬ ‫األنشطة‬ ‫‪1‬‬
‫العربية خارج املعهد‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ُّغة‬ ‫ل‬ ‫بال‬ ‫ث‬‫د‬‫ُّ‬ ‫التح‬
‫‪5‬‬ ‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.599‬‬ ‫‪4.32‬‬ ‫املقرر أشعر بحامس كبري أثناء تقدميها‪.‬‬ ‫بعض أنشطة ّ‬ ‫‪2‬‬

‫‪2‬‬ ‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.508‬‬ ‫‪4.48‬‬ ‫املقرر تساعدين عىل التح ُّدث بطالقة‬
‫بعض األنشطة يف ّ‬ ‫‪3‬‬
‫أمام اآل َخرين‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫كبرية‬ ‫‪0.915‬‬ ‫‪3.65‬‬ ‫املقرر غري كافية لتنمية‬
‫أشعر أن األنشطة املق َّدمة يف ّ‬ ‫‪4‬‬
‫الشفهي (فقرة عكسيَّة)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫مهارات‬
‫‪4‬‬ ‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.709‬‬ ‫‪4.35‬‬ ‫التواصل مع‬
‫ُ‬ ‫واملهمت هي التي تساعدين عىل‬ ‫َّ‬ ‫األنشطة‬ ‫‪5‬‬
‫بالعربية أكرث‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ني‬ ‫ال َّن ِ‬
‫اطق َ‬
‫‪12‬‬ ‫متوسطة‬ ‫‪0.946‬‬ ‫‪2.81‬‬ ‫بعض األنشطة أجد صعوبة يف املشاركة فيها (فقرة‬ ‫‪6‬‬
‫عكسية)‪.‬‬
‫َّ‬
‫‪3‬‬ ‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.626‬‬ ‫‪4.47‬‬ ‫أستمتع بأداء النشاطات يف القاعة‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪6‬‬ ‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.529‬‬ ‫‪4.29‬‬ ‫الفعيل أكرث‪.‬‬


‫ّ‬ ‫املقرر أستطيع مراقبة أدايئ‬
‫من خالل أنشطة ّ‬ ‫‪8‬‬

‫‪9‬‬ ‫كبرية‬ ‫‪0.727‬‬ ‫‪4.06‬‬ ‫الصف‪.‬‬


‫الطبيعي خارج ّ‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫األنشطة تساعدين عىل‬ ‫‪9‬‬

‫‪8‬‬ ‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.543‬‬ ‫‪4.19‬‬ ‫ثنايئ‪/‬‬


‫هناك تنويع يف أنشطة املحارضة (أحادي‪ّ /‬‬ ‫‪10‬‬
‫مجموعات)‪.‬‬
‫‪7‬‬ ‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.693‬‬ ‫‪4.28‬‬ ‫األنشطة متنوعة يف املقرر بحسب املحتوى املق َّدم‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪10‬‬ ‫كبرية‬ ‫‪0.845‬‬ ‫‪3.77‬‬ ‫يتاح لنا اختيار األنشطة أحيانًا‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫كبرية‬ ‫‪0.332‬‬ ‫‪4.10‬‬ ‫درجة املحور‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1232‬‬
‫التواصــل‬
‫ُ‬ ‫يتَّ ِضــح مــن الجــدول الســابق متوســطات اســتجابات أفــراد عيِّنــة الدراســة حــول املحــور الثــاين (تنميــة مهــارة‬
‫ِ‬
‫املصاحبــة ملقــرر‬ ‫ـص عــى (األنشــطة‬ ‫ـفهي مــن خــال األنشــطة واملهــام)‪ ،‬حيــث جــاء يف املرتبــة األوىل الفقــرة التــي تنـ ّ‬ ‫الشـ ّ‬
‫ـاري‬
‫يب (‪ )4.52‬وانحــراف معيـ ّ‬ ‫ـط حســا ٍّ‬ ‫ـفهي تســاعدين عــى التح ـ ُّدث باللُّغــة العربيَّــة خــارج املعهــد) مبتوسـ ٍ‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـل‬‫التواصـ‬
‫ُ‬
‫ـص عــى (بعــض األنشــطة‬ ‫(‪ ،)0.677‬وهــو مــا يقابــل درجــة (كبــرة ِجـ ًّدا)‪ ،‬وجــاء يف املرتبــة األخــرة الفقــرة العكســيَّة التــي تنـ ّ‬
‫ـاري‪ )0.946( :‬وهــو مــا يقابــل درجــة (متوســطة)‬ ‫يب (‪ )2.81‬وانحــراف معيـ ّ‬ ‫ـط حســا ٍّ‬ ‫أجــد صعوبــة يف املشــاركة فيهــا) مبتوسـ ٍ‬
‫ـايس‪ .‬كــا يتَّضــح أن (‪ )8‬فقــرات يف هــذا املحــور جــاءت بدرجــة (كبــرة ِج ـ ًّدا) و(‪ )3‬فقــرات‬‫ِ‬ ‫يف مقيــاس «ليكــرت» الخـ ّ‬
‫ـاري (‪،)0.332‬‬ ‫بدرجــة (كبــرة) وفقــرة واحــدة بدرجــة (متوســطة)‪ .‬كــا جــاء املتوســط للدرجــة الكليَّــة (‪ )4.10‬بانحـ ٍ‬
‫ـراف معيـ ٍّ‬
‫ـدل عــى تجانُــس اســتجابات الطالبــات وعــدم تشـتّتها حــول املتوســط‪ .‬وتقابــل قيمــة املتوســط يف‬ ‫ـا يـ ُّ‬
‫وهــي قيمــة صغــرة؛ مـ َّ‬
‫ـفهي مــن خــال األنشــطة‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫التواص‬
‫ُ‬ ‫ـارة‬
‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫تنمي‬ ‫ـتوى‬
‫ـ‬ ‫مس‬ ‫أن‬ ‫ـتنتج‬‫ـ‬ ‫نس‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ومن‬ ‫ـرة)‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫(كب‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫درج‬ ‫ـايس‬
‫ّ‬ ‫مقيــاس «ليكــرت» الخـ‬
‫واملهــام يحظــى بدرجــة كبــرة‪.‬‬
‫الشفهي؟‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫ ‪-‬إجابة السؤال الثالث‪ :‬ما دور املعلم يف تنمية مهارات‬
‫ـكل فقــرة يف هــذا املحــور‪.‬‬ ‫ولإلجابــة عــن هــذا الســؤال‪ ،‬ت ـ ّم اســتخدام املتوســطات الحســابيَّة واالنحرافــات املعياريَّــة لـ ّ‬
‫وضــح ذلــك‪.‬‬‫والجــدول التــايل يُ ِّ‬
‫الشفهي‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫الحسابية واالنحرافات املعياريَّة ملحور دور املعلِّم يف تنمية مهارات‬
‫َّ‬ ‫جدول رقم (‪ :)8‬املتوسطات‬

‫الرتتيب‬ ‫درجة‬ ‫املعياري‬


‫ّ‬ ‫االنحراف‬ ‫يب‬
‫املتوسط الحسا ّ‬ ‫الفقرات‬ ‫م‬
‫‪5‬‬ ‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.529‬‬ ‫‪4.70‬‬ ‫إسرتاتيجيات التواصل‬
‫َّ‬ ‫املعلمة تقدم أه ّم‬ ‫‪1‬‬
‫الشفوي‪.‬‬
‫‪2‬‬ ‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.402‬‬ ‫‪4.81‬‬ ‫املعلمة تحرص عىل مشاركة الجميع يف‬ ‫‪2‬‬
‫الصف‪.‬‬
‫ّ‬
‫‪6‬‬ ‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.541‬‬ ‫‪4.68‬‬ ‫تستخدم املعلمة معايري واضحة يف قياس‬ ‫‪3‬‬
‫الطالقة والصحة اللُّغويَّة‪.‬‬
‫‪8‬‬ ‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.626‬‬ ‫‪4.48‬‬ ‫تق ِّدم املعلمة تغذية راجعة بعد ّكل نشاط‬ ‫‪4‬‬
‫أُق ّدمه أمامها‪.‬‬
‫‪4‬‬ ‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.461‬‬ ‫‪4.71‬‬ ‫املقرر دو ٌر كبري يف مساعديت عىل‬‫ملعلم ِة ّ‬ ‫‪5‬‬
‫التح ُّدث‪.‬‬
‫‪3‬‬ ‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.425‬‬ ‫‪4.77‬‬ ‫ملعلم ِة ّ‬
‫املقرر أثر عظيم عىل ثقتي بنفيس‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫‪1‬‬ ‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.341‬‬ ‫‪4.87‬‬ ‫املعلمة تشجعني عىل التح ُّدث‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪7‬‬ ‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.620‬‬ ‫‪4.58‬‬ ‫املعلمة لها طرق يف إزالة الحرج بني‬ ‫‪8‬‬
‫الطالبات‪.‬‬
‫‪10‬‬ ‫منخفضة‬ ‫‪1.276‬‬ ‫‪2.19‬‬ ‫أحتاج إىل تشجيع ودعم أكرث من معلمتي‬ ‫‪9‬‬
‫(فقرة عكسيَّة)‪.‬‬
‫‪9‬‬ ‫كبرية‬ ‫‪1.151‬‬ ‫‪3.52‬‬ ‫الصف محدود ِج ًّدا؛ فقط‬
‫حديث املعلمة يف ّ‬ ‫‪10‬‬
‫عكسية)‪.‬‬
‫التوجيه (فقرة َّ‬
‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.254‬‬ ‫‪4.33‬‬ ‫درجة املحور الثالث‬

‫عينــة الدراســة حــول املحــور الثالــث (دور املعلــم يف تنميــة‬ ‫يتَّ ِضــح مــن الجــدول الســابق متوســطات اســتجابات أفــراد ِّ‬
‫ـص عــى (املعلمــة تشــجعني عــى التح ـ ُّدث)‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫تن‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـرة‬
‫ـ‬ ‫ـفهي)‪ ،‬حيــث جــاء يف املرتبــة األوىل الفق‬ ‫التواصــل الشـ ّ‬ ‫ُ‬ ‫مهــارات‬
‫ـاري (‪ )0.341‬وهــو مــا يقابــل درجــة (كبــرة ِجـ ًّدا)‪ ،‬وجــاء يف املرتبــة األخــرة الفقرة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫معي‬ ‫ـراف‬ ‫ـ‬ ‫وانح‬ ‫)‬ ‫‪4‬‬ ‫‪.‬‬‫‪87‬‬ ‫(‬ ‫يب‬
‫ٍّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫حس‬ ‫مبتوسـ ٍ‬
‫ـط‬
‫ـاري‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫معي‬ ‫ـراف‬‫ـ‬ ‫وانح‬ ‫)‬ ‫‪2‬‬ ‫‪.‬‬‫‪19‬‬ ‫(‬ ‫يب‬
‫ٍّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫حس‬ ‫ـط‬‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫مبتوس‬ ‫ـي)‬‫ـ‬ ‫مت‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫مع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫ودع‬ ‫ـجيع‬ ‫ـ‬ ‫تش‬ ‫إىل‬ ‫ـاج‬
‫ـ‬ ‫(أحت‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـص‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫تن‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ة‬ ‫العكسـ َّـي‬
‫ـايس‪ .‬كــا يتَّ ِضــح أن (‪ )8‬فقــرات يف هــذا املحــور‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـرت»‬ ‫ـ‬ ‫«ليك‬ ‫ـاس‬‫ـ‬ ‫مقي‬ ‫يف‬ ‫ـة)‬ ‫ـ‬ ‫(منخفض‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫درج‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫يقاب‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫وه‬ ‫)‪،‬‬ ‫‪1‬‬ ‫(‪.276‬‬

‫‪1233‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫جــاءت بدرجــة (كبــرة ِجـ ًّدا) وفقــرة واحــدة جــاءت بدرجــة (كبــرة) وفقــرة واحــدة بدرجــة (منخفضــة)‪ .‬كــا جــاء املتوســط‬
‫ـدل عــى تجانُــس اســتجابات الطالبــات‬ ‫ـا يـ ُّ‬
‫ـاري (‪ ،)0.254‬وهــي قيمــة صغــرة؛ مـ َّ‬ ‫ـراف معيـ ٍّ‬ ‫للدرجــة الكليَّــة (‪ )4.33‬بانحـ ٍ‬
‫ـايس درجــة (كبــرة ِجـ ًّدا)‪ ،‬ومنه نســتنتج أن‬ ‫وعــدم تشـتّتها حــول املتوســط‪ .‬وتقابــل قيمــة املتوســط يف مقيــاس «ليكــرت» الخـ ّ‬
‫ـفهي متحقــق بدرجــة كبــرة ِجـ ًّدا مــن وجهــة نظــر الطالبــات‪.‬‬ ‫التواصــل الشـ ّ‬ ‫ُ‬ ‫دور املعلــم يف تنميــة مهــارات‬
‫ ‪-‬إجابة السؤال الرئيس‪:‬‬
‫الشفهي يف العوامل الثالثة؟‬ ‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫ما مدى تنمية مهارات‬
‫ـكل محــور مــن َمحــا ِور‬‫ـابية واالنحرافــات املعياريَّــة لـ ّ‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الحس‬ ‫ـطات‬‫ـ‬ ‫املتوس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الباحث‬ ‫ـتخدمت‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـؤال‬‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ولإلجابــة عــن هــذا‬
‫وضــح ذلــك‪.‬‬ ‫ُ ِّ‬ ‫ي‬ ‫ـايل‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـدول‬ ‫ـ‬ ‫والج‬ ‫ـة‪.‬‬
‫ـ‬ ‫الكلي‬
‫الدراســة والدرجــة َّ‬
‫جدول رقم (‪ :)9‬املتوسطات الحسابيَّة واالنحرافات املعياريَّة مل َحا ِور الدراسة‬

‫الرتتيب‬ ‫الدرجة‬ ‫املعياري‬


‫ّ‬ ‫االنحراف‬ ‫يب‬
‫املتوسط الحسا ّ‬ ‫َمحاوِر الدراسة‬
‫‪1‬‬ ‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.311‬‬ ‫‪4.55‬‬ ‫الشفهي عىل مستوى املواد‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫تنمية مهارة‬
‫التعليمية واملنهج‬
‫َّ‬
‫‪3‬‬ ‫كبرية‬ ‫‪0.332‬‬ ‫‪4.10‬‬ ‫الشفهي من خالل األنشطة‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫تنمية مهارة‬
‫واملها ّم‬
‫‪2‬‬ ‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.324‬‬ ‫‪4.33‬‬ ‫الشفهي‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫دور املعلِّم يف تنمية مهارات‬
‫‪-----‬‬ ‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.254‬‬ ‫‪4.33‬‬ ‫الشفهي‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫الكلية لتنمية مهارات‬
‫الدرجة َّ‬

‫ـفهي عــى مســتوى املــواد‬ ‫التواصــل الشـ ّ‬ ‫ُ‬ ‫يتَّ ِضــح مــن الجــدول الســابق أنَّــه قــد جــاء يف املرتبــة األوىل محــور (تنميــة مهــارة‬
‫ِ‬
‫ـاري (‪ )0.311‬وهــو مــا يقابــل درجــة (كبــرة جـ ًّدا)‪ ،‬وهــذا يؤكِّــد‬ ‫يب (‪ )4.55‬وانحــراف معيـ ّ‬ ‫ـط حســا ٍّ‬ ‫التعليميَّــة واملنهــج) مبتوسـ ٍ‬
‫ـي‬‫أهميَّــة هــذا العامــل‪ ،‬وكذلــك اهتــام املعهــد باملنهــج املق ـ َّدم‪ ،‬حيــث روعــي فيــه عنــد بنائــه االتِّســاق مــع اإلطــار العاملـ ّ‬
‫للتواصــل الشــفوي َوف ًقــا للمعايــر وآليــات تطبيقهــا‪ ،‬يليــه‬ ‫ُ‬ ‫األورويب املشــرك للُّغــات‪ ،‬وكذلــك ثــراؤه باإلســراتيجيات امله ّمــة‬
‫ـاري‬
‫يب (‪ ،)4.33‬وانحــراف معيـ ّ‬ ‫ـط حســا ٍّ‬ ‫ـفهي) مبتوسـ ٍ‬ ‫التواصــل الشـ ّ‬ ‫ُ‬ ‫يف املرتبــة الثانيــة محــور (دور املعلِّــم يف تنميــة مهــارات‬
‫(‪ )0.324‬وهــو مــا يقابــل درجــة (كبــرة ِج ـ ًّدا)‪ ،‬وهــي نســبة جيــدة‪ ،‬ويرجــع الســبب إىل اهتــام هيئــة التدريــس بالطالبــة‬
‫ـي‪ ،‬بينــا جــاء يف‬ ‫ـي واالجتامعـ ّ‬ ‫ـي والنفـ ّ‬ ‫مناســبة للتحـ ُّدث‪ ،‬وتقديــم كافَّــة أنــواع الدعــم األكادميـ ّ‬ ‫ومســاعدتها يف توفــر بيئــة ِ‬
‫يب (‪ ،)4.10‬وانحــراف‬ ‫ٍ‬
‫ـفهي مــن خــال األنشــطة واملهــا ّم) مبتوســط حســا ٍّ‬ ‫التواصــل الشـ ّ‬ ‫ُ‬ ‫املرتبــة األخــرة محــور (تنميــة مهــارة‬
‫ـاري (‪ )0.332‬وهــو يقابــل درجــة (كبــرة)؛ حيــث أكّــدت الطالبــات عــى أ ّن األنشــطة املقدمــة يف املعهــد متنوعــة وتســاعد‬ ‫معيـ ّ‬
‫التواصــل مــع اآل َخريــن خــارج الصـ ّـف‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫يف‬
‫ـفهي حصــل عــى قيمــة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫التواص‬
‫ُ‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫تنمي‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ن‬ ‫عي‬
‫ِّ‬ ‫ـراد‬ ‫ـ‬ ‫أف‬ ‫ـتجابات‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـطات‬ ‫ـ‬ ‫متوس‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ـإ‬
‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـه‪،‬‬‫ـ‬ ‫وعلي‬
‫ـدل عــى تجانُــس اســتجابات الطالبــات وعــدم تشـتّتها حــول‬ ‫ـا يـ ُّ‬ ‫ـاري (‪ ،)0.254‬وهــي قيمــة صغــرة؛ مـ َّ‬ ‫ـراف معيـ ٍّ‬‫(‪ )4.33‬بانحـ ٍ‬
‫ـفهي متح ّققــة بدرجــة كبــرة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫التواص‬
‫ُ‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫تنمي‬ ‫أن‬ ‫ـتنتج‬ ‫ـ‬ ‫نس‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ومن‬ ‫ا)‪،‬‬‫د‬‫ًّ‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ِ‬ ‫ـرة‬‫ـ‬ ‫(كب‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫درج‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫املتوس‬ ‫ـل‬‫املتوســط‪ ،‬ويقابـ‬
‫ِجـ ًّدا‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1234‬‬
‫فرضية الدراسة‪:‬‬
‫َّ‬ ‫اختبار‬
‫ـفهي لــدى متعلِّــات‬
‫التواصــل الشـ ّ‬
‫ُ‬ ‫إحصائيــة عنــد مســتوى الداللــة ‪ 0.05‬حــول تنميــة مهــارات‬ ‫َّ‬ ‫ذات داللــة‬
‫ـروق ُ‬ ‫ال توجــد فـ ٌ‬
‫ـر (الجنسـ َّـية – العمــر ‪ -‬مســتوى اللُّغــة‪ - ‬مســتوى البدايــة)‪.‬‬‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫ملتغ‬ ‫ـزى‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ـد‪،‬‬
‫ـ‬ ‫املعه‬ ‫يف‬ ‫ـدم‬‫ـ‬ ‫املتق‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫للمس‬ ‫ـة‬‫العربيــة لغــة ثانيـ‬
‫َّ‬
‫للعينــات‬
‫ِّ‬ ‫(ت)‬ ‫ـار‬
‫ـ‬ ‫الختب‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫الالمعلم‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫البدي‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـي)‬ ‫ـ‬ ‫ويتن‬ ‫ـان‬‫ـ‬ ‫(م‬ ‫ـار‬‫ـ‬ ‫اختب‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الباحث‬ ‫ـتخدمت‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫الفرضي‬
‫َّ‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫لإلجابــة عــن‬
‫(أقل‬
‫ـرا لصغــر عــدد الطالبــات داخــل كل مجموعــة ّ‬ ‫ـي‪ ،‬وكذلــك نظـ ً‬ ‫ـرا أل َّن البيانــات ال تتبــع التوزيــع الطبيعـ ّ‬ ‫املســتقلة‪ ،‬وذلــك نظـ ً‬
‫ـدول التــايل نتائــج االختبــار‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الج‬ ‫وضــح‬‫مــن ‪ .)30‬ويُ ِّ‬
‫الدميوغرافية‬
‫َّ‬ ‫جدول رقم (‪ :)10‬نتائج اختبار «مان ويتني» لدراسة الفروق يف املتوسطات َوف ًقا للمتغريات‬

‫قيمة اختبار‬ ‫االنحرافات‬ ‫املتوسطات‬ ‫املتغيات‬


‫ِّ‬
‫الداللة‬ ‫‪p-value‬‬ ‫الدرجة‬ ‫ن‬ ‫املجموعات‬
‫مان ويتني‬ ‫املعيار َّية‬ ‫الحسابية‬
‫َّ‬ ‫افية‬
‫الدميوغر َّ‬
‫دال‬
‫غري ّ‬ ‫‪0.984‬‬ ‫‪116.50‬‬ ‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.256‬‬ ‫‪4.33‬‬ ‫‪18‬‬ ‫فلبينية‬ ‫الجنسيَّة‬
‫إحصائيًّا‬
‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.261‬‬ ‫‪4.32‬‬ ‫‪13‬‬ ‫أخرى‬
‫دال‬
‫غري ّ‬ ‫‪0.653‬‬ ‫‪107.00‬‬ ‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.243‬‬ ‫‪4.31‬‬ ‫‪14‬‬ ‫‪ 20-24‬عا ًما‬ ‫العمر‬
‫إحصائيا‬
‫ًّ‬ ‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.269‬‬ ‫‪4.34‬‬ ‫‪17‬‬ ‫‪ 25‬عا ًما فأكرث‬
‫دال‬
‫غري ّ‬ ‫‪0.548‬‬ ‫‪53.50‬‬ ‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.253‬‬ ‫‪4.32‬‬ ‫‪26‬‬ ‫املستوى الرابع‬ ‫املستوى‬
‫إحصائيا‬
‫ًّ‬ ‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.280‬‬ ‫‪4.38‬‬ ‫‪5‬‬ ‫أخرى‬
‫دال‬
‫غري ّ‬ ‫‪0.370‬‬ ‫‪83.00‬‬ ‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.261‬‬ ‫‪4.37‬‬ ‫‪10‬‬ ‫املستوى األول‬ ‫مستويات‬
‫إحصائيا‬
‫ًّ‬ ‫بداية الدراسة‬
‫كبرية ِج ًّدا‬ ‫‪0.253‬‬ ‫‪4.31‬‬ ‫‪21‬‬ ‫املستوى الثاين فأعىل‬

‫إحصائيــة عنــد مســتوى الداللــة (‪ )0.05‬حــول تنميــة‬ ‫َّ‬ ‫يتَّ ِضــح مــن نتائــج الجــدول الســابق عــدم وجــود فــروق ذات داللــة‬
‫العربيــة لغــة ثانيــة للمســتوى املتقــدم يف املعهــد تُعــزى للمتغــرات (الجنسـ َّـية –‬ ‫َّ‬ ‫ـفهي لــدى متعلــات‬ ‫التواصــل الشـ ّ‬ ‫ُ‬ ‫مهــارات‬
‫الدميوغرافيــة؛‬
‫َّ‬ ‫ات‬‫ـر‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫املتغ‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫جمي‬ ‫يف‬ ‫)‬ ‫‪0‬‬ ‫‪.‬‬‫‪05‬‬ ‫(‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الدالل‬ ‫ـاءت‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ـث‬‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـة)‪.‬‬‫ـ‬ ‫البداي‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫‪-‬‬ ‫ـايل‬ ‫ـ‬ ‫الح‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫العمــر ‪-‬‬
‫ـابية بــن املجموعــات‪ ،‬حيــث جــاءت جميــع املتوســطات بدرجــة كبــرة ِج ـ ًّدا‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الحس‬ ‫ـطات‬ ‫ـ‬ ‫املتوس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫قيم‬ ‫ـارب‬ ‫ـ‬ ‫تق‬ ‫ـبب‬ ‫ـ‬ ‫بس‬ ‫وذلــك‬
‫ـايس بفــوارق صغــرة ِجـ ًّدا بــن املجموعــات غــر ذات‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـرت»‬ ‫ـ‬ ‫«ليك‬ ‫ـاس‬‫ـ‬ ‫مقي‬ ‫يف‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫درج‬ ‫)‬‫‪5‬‬ ‫(‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫أص‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫)‬ ‫‪4‬‬ ‫‪.‬‬‫‪30‬‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫(أكــر‬
‫ـفهي لديهـ َّن يف املعهــد‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫التواص‬
‫ُ‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫ق‬
‫ُّ‬ ‫تح‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫درج‬ ‫ـاع‬‫ـ‬ ‫وارتف‬ ‫ـات‬
‫ـ‬ ‫املجموع‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫تجان‬ ‫إىل‬ ‫ى‬ ‫ز‬
‫ُ َ‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ـذا‬‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫إحصائي‬
‫َّ‬ ‫داللــة‬
‫الدميوغرافيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫خلفياته‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ـ‬ ‫النظ‬ ‫ـض‬‫ِب َغـ ِّ‬
‫الخامتة‪:‬‬
‫ـفهي للمســتوى املتفــوق عــى مســتوى املنهــج واملعلِّــم‬ ‫التواصــل الشـ ّ‬ ‫ُ‬ ‫اســتعرضت هــذه الدراســة أهـ ّم ركائــز تنميــة مهــارات‬
‫ـفهي تقــوى وتتقــدم إذا كان هنــاك اهتــام بهــذه العوامــل‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫التواص‬
‫ُ‬ ‫واألنشــطة املق َّدمــة‪ ،‬وأكّــدت هــذه الدراســة أ َّن مهــارة‬
‫التواصــل واالندمــاج وتغيــر مســتوى‬
‫ُ‬ ‫ـذا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـاح‬ ‫ـ‬ ‫نج‬ ‫يف‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫عام‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫الداعمــة‪ ،‬كــا َّبينــت الدراســة أن املعلّــم يف فصــول‬
‫أهميــة املنهــج يف هــذا املســتوى الــذي ينبغــي أن يُراعــى يف إعــداده أن يكــون املخــرج هــو قــدرة‬ ‫الدافعيــة‪ ،‬باإلضافــة إىل َّ‬ ‫َّ‬
‫يب‬
‫ّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫إيج‬ ‫ـاخ‬ ‫ـ‬ ‫من‬ ‫ـق‬
‫ـ‬ ‫خل‬ ‫يف‬ ‫ـطة‬
‫ـ‬ ‫األنش‬ ‫ودور‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬‫بال‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫الناط‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫املجتم‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـاج‬ ‫ـ‬ ‫واالندم‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ري‬ ‫خ‬
‫َ‬ ‫اآل‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـال‬‫التواصــل الف َّعـ‬
‫ُ‬ ‫املتعلِّــم عــى‬
‫للتواصــل داخــل الصـ ّـف وخارجــه‪ .‬وتــويص الباحثــة بــاآليت‪:‬‬ ‫ُ‬
‫واملقررات وإعداد معلِّم العربيَّة لغة ثانية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫أول‪ :‬أهميَّة بناء الربامج‬ ‫ ‪ً -‬‬
‫العربيــة ومالحظــة تقــ ُّدم املتعلِّمــن يف‬
‫َّ‬ ‫لميــة للمســتويات املتق ِّدمــة يف تعليــم‬ ‫ثانيــا‪ :‬رضورة تكثيــف الدراســات ال ِع َّ‬ ‫ ‪ً -‬‬
‫املهــارات اللُّغويَّــة‪.‬‬

‫‪1235‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫املراجع‪:‬‬
‫الرتبوي‪ .‬ط‪ ،2‬مكتبة األنجلو املرصية‪ - ‬القاهرة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ ‪-‬أبو حطب‪ ،‬فؤاد‪ ،‬وصادق‪ ،‬آمال (‪ ،)1980‬علم النفس‬
‫ ‪-‬أبو عالم‪ ،‬رجاء (‪ ،)2005‬تقويم التعلُّم‪ ،‬دار املسرية ‪ -‬عامن‪.‬‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬كنــوز‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬أبــو عمشــة وآخــرون (‪ ،)2021‬تطبيقــات اإلطــار األورويب املشــرك ‪ CEFR‬يف تعليــم‬
‫املعرفــة‪ - ‬األردن‪.‬‬
‫ن‬
‫َ‬ ‫ــ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ــة‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫تعليــم‬ ‫يف‬ ‫‪ACTFL‬‬ ‫ــة‬ ‫األجنبي‬
‫َّ‬ ‫للغــات‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫األمريــ‬ ‫املجلــس‬ ‫تطبيقــات‬ ‫)‪،‬‬ ‫‪2022‬‬ ‫(‬ ‫وآخــرون‬ ‫ ‪-‬أبــو عمشــة‬
‫بغريهــا‪ ،‬كنــوز املعرفــة‪ - ‬األردن‪.‬‬
‫أكادميية‪ ،‬بحث منشور‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الشفهي ألغراض‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫ ‪ -‬سليامن‪ ،‬محمود جالل الدين (‪ ،)2010‬تنمية مهارات‬
‫ ‪.Cohen, L. and Holliday, M. (1982) Statistics for Social Scientists, London: Harper & Row-‬‬
‫ ‪Nunnally, J. C., & Bernstein, I. H. (1994). Psychometric theory (3rd ed.). New York: McGraw-Hill,-‬‬
‫‪pp. 264–265‬‬
‫ ‪Pimentel, J. L. (2010). A note on the usage of Likert Scaling for research data analysis, University-‬‬
‫‪of Southern Mindanao. Department of Mathematics and Statistics, College of Arts 9)Sciences.‬‬
‫‪.USM, R & D, 18(2): 109-112; 2010‬‬
‫ ‪.CHRISTINE C. M. GOH. ANNE BURNS. (2012) TEACHING SPEAKING-‬‬
‫ ‪10)Yasmin Ali )2017( Fostering Students Oril Communication Skills in the second Language-‬‬
‫‪.Classrom‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1236‬‬
‫مالحق الدراسة‪:‬‬
‫االستطالعية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫أوالً املقابَالت‬
‫أفضل؟‬
‫َ‬ ‫ٍ‬
‫بشكل‬ ‫ة‬ ‫بالعربي‬
‫َّ‬ ‫ث‬ ‫د‬
‫ُّ‬ ‫التح‬ ‫عىل‬ ‫ويساعدك‬ ‫تفعلينه‬ ‫ •ما الذي‬
‫التواصل مع اآل َخرين؟‬ ‫ُ‬ ‫ •ما هي الطُّرق التي تساعدك يف‬
‫ •هل تشعرين أنك تحتاجني إىل تشجيع أكرث؟‬
‫العربية؟‬
‫َّ‬ ‫ •كيف ساعدك املعهد يف تعزيز ثقتك يف التح ُّدث باللُّغة‬
‫ •هل لَ َديْ ِك أفكار يف تحسني وتطوير القدرة عىل التح ُّدث؟‬
‫بالعربية؟‬
‫َّ‬ ‫أهمية الثقة‪ /‬االستعداد يف التح ُّدث‬ ‫ •ما َّ‬
‫التواصل الشفوي لَ َديْ ِك؟‬ ‫ُ‬ ‫مهارات‬ ‫ني‬ ‫م‬
‫ •كيف تن ِّ‬
‫ •هل هناك أنشطة تحدث تستمتعني بها؟ إذا كانت اإلجابة «نعم» فام هي هذه األنشطة؟‬
‫التواصل مع اآل َخرين‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ •ما دور املعلِّمة يف تنمية مهارات‬
‫ثانيا‪ :‬االستبانة‪:‬‬ ‫ً‬
‫عزيزيت الطالبة‪:‬‬
‫ـفهي لــدى‬
‫التواصــل الشـ ّ‬
‫ُ‬ ‫علميــة حــول تنميــة مهــارات‬
‫الغــرض مــن هــذا االســتبانة هــو جمــع معلومــات إلجــراء دراســة َّ‬
‫العربيــة لغــة ثانيــة للمســتوى املتقــدم يف املعهــد؛ وذلــك بهــدف التحســن والتطويــر يف املقــرر‪ .‬وســتظل املعلومــات‬ ‫َّ‬ ‫متعلّــات‬
‫رسيــة للباحثــة التــي تقـ ّدر دعمكــم وجهدكــم لهــا‪.‬‬ ‫ألغــراض ّ‬
‫‪ -1‬معلومات عا َّمة‪:‬‬
‫االسم (اختياري)‪..............................................‬‬
‫الجنسية‪....................................................:‬‬‫َّ‬
‫املستوى‪...................................................‬‬
‫اللُّغة األُ ّم‪..................................................:‬‬
‫العمر‪.....................................................:‬‬
‫فضل‪ ،‬اختاري اإلجابة بوضع عالمة )‪ (ü‬أمامها‪:‬‬ ‫ً‬ ‫املعهد؟‬ ‫أي مستوى بدأت الدراسة يف‬ ‫من ّ‬
‫ •املستوى األول ( )‬
‫ •املستوى الثاين ( )‬
‫ •املستوى الثالث ( )‬
‫ •املستوى الرابع ( )‬

‫‪1237‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫‪َ -2‬محا ِور االستبانة‪:‬‬


‫التعليمية واملنهج‪:‬‬
‫َّ‬ ‫الشفهي عىل مستوى املواد‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫أ‪ -‬تنمية مهارة‬
‫ال أوافق‬ ‫أوافق‬
‫ال أوافق‬ ‫ال أدري‬ ‫أوافق‬ ‫العبارة‬ ‫م‬
‫إطالقًا‬ ‫بشدة‬

‫التعرف عىل‬
‫التواصل الشفوي املقدم يف املعهد ساعدين يف ُّ‬‫ُ‬ ‫مقرر‬ ‫‪1‬‬
‫إسرتاتيجيات االستامع والتح ُّدث‪.‬‬
‫َّ‬ ‫أهم‬
‫الشفهي يحدد أهداف لكل درس‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫مقرر‬ ‫‪2‬‬

‫األكادميية لتعلُّم اللُّغة‪.‬‬


‫َّ‬ ‫الشفهي يُلبي حاجايت‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫مقرر‬ ‫‪3‬‬

‫بالعربية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫التواصل له دور يف تن ُّوع وثراء مفردايت‬
‫ُ‬ ‫مقرر‬ ‫‪4‬‬

‫ُّغوي‪.‬‬
‫تدرج منهج املقرر ومستوياته ساعدين عىل التط ُّور الل ّ‬ ‫‪5‬‬

‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫الواجبات واملهام املنزليَّة لها دور يف تطوير مستواي يف‬ ‫‪6‬‬
‫الشفهي‪.‬‬
‫ّ‬
‫الصف‪.‬‬
‫الشفهي ساعدين يف استعامل اللُّغة خارج ّ‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫مقرر‬
‫ّ‬ ‫‪7‬‬

‫عيل وال ميكنني فهمه‪.‬‬


‫الشفهي صعب ّ‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫أشعر أ ّن مقرر‬ ‫‪8‬‬

‫الشفهي من خالل األنشطة واملهام‪:‬‬


‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫ب‪ -‬تنمية مهارة‬
‫ال أوافق‬ ‫أوافق‬
‫ال أوافق‬ ‫ال أدري‬ ‫أوافق‬ ‫العبارة‬ ‫م‬
‫إطالقًا‬ ‫بشدة‬

‫الشفهي تساعدين عىل التح ُّدث‬


‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫املصاحبة ملقرر‬ ‫األنشطة‬ ‫‪1‬‬
‫العربية خارج املعهد‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ُّغة‬ ‫ل‬ ‫بال‬
‫بعض أنشطة املقرر أشعر بحامس كبري أثناء تقدميها‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫بعض األنشطة يف املقرر تساعدين عىل التح ُّدث بطالقة أمام‬ ‫‪3‬‬
‫اآل َخرين‪.‬‬
‫أشعر أن األنشطة املقدمة يف املقرر غري كافية لتنمية مهارات‬ ‫‪4‬‬
‫الشفهي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬
‫ني‬ ‫التواصل مع ال َّن ِ‬
‫اطق َ‬ ‫ُ‬ ‫واملهمت هي التي تساعدين عىل‬
‫َّ‬ ‫األنشطة‬ ‫‪5‬‬
‫بالعربية أكرث‪.‬‬
‫َّ‬
‫بعض األنشطة أجد صعوبة يف املشاركة فيها‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫أستمتع بأداء النشاطات يف القاعة‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫الفعيل أكرث‪.‬‬
‫ّ‬ ‫من خالل أنشطة املقرر أستطيع مراقبة أدايئ‬ ‫‪8‬‬

‫الصف‪.‬‬
‫الطبيعي خارج ّ‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫األنشطة تساعدين عىل‬ ‫‪9‬‬

‫هناك تنويع يف النشاطات أحادية وثنائية وجامعيَّة يف املحارضة‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫األنشطة متنوعة يف املقرر بحسب املحتوى املق َّدم‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫يتاح لنا اختيار األنشطة أحيانًا‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1238‬‬
‫الشفهي ‪:‬‬
‫ّ‬ ‫التواصل‬
‫ُ‬ ‫ج‪ -‬دور املعلم يف تنمية مهارات‬
‫ال أوافق‬ ‫أوافق‬
‫ال أوافق‬ ‫ال أدري‬ ‫أوافق‬ ‫العبارة‬ ‫م‬
‫إطالقًا‬ ‫بشدة‬

‫للتواصل‬
‫ُ‬ ‫املعلمة لها دور كبري يف تقديم اإلسرتاتيجيات ِ‬
‫املناسبة‬ ‫‪1‬‬
‫الشفوي‪.‬‬
‫الصف‪.‬‬
‫املعلمة تحرص عىل مشاركة الجميع يف ّ‬ ‫‪2‬‬

‫تستخدم املعلمة معايري واضحة يف قياس الطالقة والصحة اللُّغويَّة‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫تق ِّدم املعلمة تغذية راجعة بعد ّكل نشاط أقدمه أمامها‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫ملعلمة املقرر دور كبري يف مساعديت عىل التح ُّدث‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫ملعلمة املقرر أثر عظيم عىل ثقتي بنفيس‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫املعلمة تشجعني عىل التح ُّدث‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫املعلمة لها طرق يف إزالة الحرج بني الطالبات‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫أحتاج إىل تشجيع ودعم أكرث من معلمتي‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫الصف محدود ِج ًّدا؛ فقط التوجيه‪.‬‬


‫حديث املعلمة يف ّ‬ ‫‪10‬‬

‫‪1239‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫الدولي السادس‬
‫ّ‬ ‫مؤتمر ال ُّلغة العرب َّية‬
‫فبراير ‪2023‬م‬
‫غات أخرى في ضوء‬
‫ٍ‬ ‫العربية للناطقين ُ‬
‫بل‬ ‫َّ‬ ‫تطوير تعليم ُّ‬
‫اللغة‬
‫ُّ‬
‫التعلم الماتع‬ ‫َّ‬
‫متطلبات‬

‫الدكتور‪ /‬مصطفى عرايب عزب محمود‬


‫مدرس املناهج وطُ ُرق تدريس اللُّغة العربيَّة للناطقني بل ٍ‬
‫ُغات أخرى‬
‫مدير مركز تطوير تعليم اللُّغة العربيَّة‬
‫كلية الدراسات العليا للرتبية ‪ -‬جامعة القاهرة‬

‫‪mostafa.orabi@cu.edu.eg‬‬

‫مل َّخص البحث‪:‬‬


‫ـات أخرى‪ ،‬وأثــر هــذه املتطلَّبات‬ ‫هـ َدف هــذا البحــث تحديــد متطلَّبــات التعلُّــم املاتــع يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫يف املــواد التعليميَّــة‪ ،‬وطرائــق التدريــس‪ ،‬واألنشــطة التعليميَّــة‪ ،‬ومصــادر التعلُّــم‪ ،‬وأســاليب التقييــم؛ ولتحقيــق هــذا الهدف بنى‬
‫ـات أخــرى يف ضــوء متطلَّبــات‬ ‫الباحــث إطــا ًرا نظريًّــا يعـ ِرض أهميَّـ َة االهتــام بتطويــر تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫ـرض مفهــوم التعلُّــم املاتــع‪ ،‬ومنطلقاتــه الفلســفيَّة‪ ،‬وأهميتــه يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن‬ ‫التعلُّــم املاتــع‪ ،‬مــن خــال عـ ِ‬
‫ِ‬
‫ـري للبحــث والدراســات الســابقة‪ ،‬بُنيــت‬ ‫ِ‬
‫ـات أخــرى‪ ،‬ومتطلَّبــات تح ُّققــه يف ال َعمليَّــة التعليميَّــة‪ ،‬ويف ضــوء اإلطــار النظـ ِّ‬ ‫بلُغـ ٍ‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫اســتبان ُة تحديــد متطلَّبــات التعلُّــم املاتــع يف فصــول تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بلُغــات أخــرى‪ ،‬وقُ ِّســمت إىل مجالــن‬ ‫ِ‬
‫أساســيني‪ :‬املجــال األول‪ :‬هــو املــواد التعليميَّــة‪ ،‬وتض َّمــن عــر َة متطلَّبــات‪ ،‬واملجــال الثــاين‪ :‬هــو األداءات التدريســيَّة للمعلِّــم‪،‬‬
‫متخصصــا يف تعليم اللُّغــة العربيَّــة للناطقني‬
‫ً‬ ‫وتض َّمــن خمســة وعرشيــن متطلَّبًــا‪ ،‬وتك َّونــت عينــة الدراســة مــن خمســة وســبعني‬
‫ـي غ ـرِ مــارس‪،‬‬ ‫ـات أخــرى‪ ،‬وأكادميـ ٍّ‬ ‫ـي مــا ِر ٍس لتعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬ ‫ـات أخــرى‪ ،‬يتنوعــون بــن أكادميـ ٍّ‬ ‫بلُغـ ٍ‬
‫ٍ‬
‫ـرح لتطويــر تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بلُغــات أخرى يف‬ ‫ـج البحــث عــن تقديــم تصـ ُّور مقـ َ َ‬ ‫ومعلِّــمٍ مــارس‪ ،‬وأسـ َف َرت نتائـ ُ‬
‫ضــوء متطلَّبــات التعلُّــم املاتــع عــى مســتوى املــواد التعليميَّــة‪ ،‬وإســراتيجيَّات التدريــس‪ ،‬واألنشــطة التعليميَّــة‪ ،‬ومصــادر التعلُّم‪،‬‬
‫ـث بــرورة تطويـ ِر مناهــج تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫ـات‬ ‫وأســاليب التقييــم‪ ،‬ويف ضــوء نتائــج البحــث أوىص الباحـ ُ‬
‫أخــرى يف ضــوء متطلَّبــات التعلُّــم املاتــع‪ ،‬واقــرح مجموعـ ًة مــن البحــوث املســتقبليَّة حــول تنميــة املهــارات اللُّغويَّــة يف ضــوء‬
‫متطلَّبــات التعلُّــم املاتــع‪.‬‬
‫غات أخرى– التعلُّم املاتع‪.‬‬ ‫العربية للناطقني بلُ ٍ‬
‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫تعليم‪-‬‬ ‫تطوير‬ ‫ة‪:‬‬ ‫املفتاحي‬
‫َّ‬ ‫الكلامت‬

‫مقدمة البحث‪:‬‬
‫ـف الحيــاة‬ ‫ـر عــن األفــكار واملشــاعر‪ ،‬وبهــا يُتَفا َعــل مــع اآل َخريــن يف مواقـ ِ‬ ‫وتواصــل؛ بهــا يعـ َّ‬ ‫ُ‬ ‫اللُّغــة العربيَّــة لغ ـ ُة حيــاة‬
‫ِ‬
‫ـات أخــرى ‪-‬عــى تن ُّوعهــم‬ ‫املختلفــة‪ ،‬مــن خــال مهاراتهــا األربعــة الرئيســة‪ ،‬ومتعلمــو اللُّغــة العربيَّــة مــن ال َّناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫التواصــل بهــا مــع أهلهــا‪ ،‬واالطــاع عــى تراثهــا‬ ‫ُ‬ ‫واختــاف خصائصهــم‪ -‬ليــس لهــم غايـ ٌة مــن دراســة العربيَّــة ســوى إتقـ ِ‬
‫ـان‬
‫املــد َّون بالكتــب واملوســوعات‪.‬‬
‫ـلوكية‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫النظر‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫تؤك‬ ‫ـك‬‫ـ‬ ‫ولذل‬ ‫ـم؛‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫للتع‬ ‫ً‬ ‫أ‬ ‫ـ‬ ‫مهي‬
‫َّ‬ ‫ـرد‬‫ـ‬ ‫الف‬ ‫ـون‬‫ـ‬ ‫يك‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫عندم‬ ‫إال‬ ‫ـدث‬ ‫ـ‬ ‫يح‬ ‫ال‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـاب‬
‫ويؤكــد تشومســي أن اكتسـ َ‬
‫أهميــة الضبط‬ ‫َّ‬ ‫إىل‬ ‫ـارت‬ ‫ـ‬ ‫أش‬ ‫ـث‬‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـة؛‬
‫ـ‬ ‫األجنبي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫اكتس‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫الخارجي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫البيئ‬ ‫ِ‬
‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫ضب‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫أهمي‬
‫ـي َّ‬ ‫ونظريــات التعلُّــم االجتامعـ ِّ‬
‫الداخليــة للمتعلِّــم؛ مثــل الدوافــع والتوقــع‪( .‬ســليامن‪2015 ،‬م)‬ ‫َّ‬ ‫ات‬ ‫ـر‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫املتغ‬ ‫ـط‬‫ـ‬ ‫لضب‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الكب‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫األث‬ ‫ـن‬ ‫ـي الخارجــي بالرغــم مـ‬ ‫البيئـ ِّ‬
‫التواصــل باللُّغــة العربيَّــة لل ُمتعلِّمــن‬‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫املؤسســة التعليميَّــة واملعلمــون بــدور مهــم يف تعليــم اللُّغــة وتنميــة مهــارات‬ ‫وتقــوم َّ‬
‫التواصـ َـل الســليم ُيثِّــل الطريـ َـق األمثــل الــذي يســتطيع الفــرد مــن خاللــه تحقيـ َـق النجــاح‬ ‫ُ‬ ‫ـات أخــرى؛ حيــث إن‬ ‫ال َّناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫ـي هــي نتيج ـ ٌة‬ ‫ـاق الوظيفـ ِّ‬‫ـاص‪ ،‬ولعــل مــا يؤكِّــد ذلــك أن أبــر َز حــاالت اإلخفـ ِ‬ ‫ـكل خـ ٍّ‬ ‫ـكل عــا ٍّم‪ ،‬ويف عملــه بشـ ٍ‬ ‫يف حياتــه بشـ ٍ‬
‫لإلخفــاق يف التعب ـر عــن الــذات‪ ،‬والتواصــل مــع الجمهــور‪ ،‬وفهــم اآل َخريــن بشــكل صحيــح‪.‬‬ ‫ِ‬

‫‪1241‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ـات أخــرى تنو ًعا شــدي ًدا عىل مختلِــف األصعدة‪ ،‬وذكَــر ٌّكل ِمـ ْن مدكور‪،‬‬ ‫ـال تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬ ‫كــا يشــهد مجـ ُ‬
‫وطعيمــة‪ ،‬وهريــدي‪2010( ،‬م) أن مــن أبــر ِز التن ُّوعــات التــي يشــهدها امل َيْــدان تن ـ ُّو َع خصائــص املتعلِّمــن‪ ،‬واحتياجاتهــم‪،‬‬
‫ـات والبحوث‬ ‫ودوافعهــم‪ ،‬ورغباتهــم‪ ،‬وهــو مــا يُلقــي بظاللــه عــى ال َعمليَّــة التعليميَّة داخـ َـل الفصــول الدراســيَّة‪ ،‬وأكَّـ َدت الدراسـ ُ‬
‫ـات أخرى هــو ِف ْق َدان‬ ‫ـر الــذي يواجــه ُمعلِّمــي اللُّغــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬ ‫ال ِعلميَّــة يف مجــال تعليــم اللغــات األجنبيَّــة أن التحـ ِّد َي األكـ َ‬
‫ـغف الــذي ميكــن أن يُصيــب املتعلِّ ـ َم يف أي وقــت مــن أوقــات الدراســة‪ ،‬األمــر الــذي قــد يح ـ ِّول الدراس ـ َة إىل عمليَّــة‬ ‫الشـ ِ‬
‫ـرف اآلن مبتعــة التعلُّــم‪.‬‬ ‫ـاليب جديــدة لتحقيــقِ مــا يُعـ َ‬ ‫ـب عــن أدوات وأسـ َ‬ ‫ٍ‬ ‫ـا دفَــع الباحثــن للتنقيـ ِ‬ ‫روتينيــة مملَّـةً؛ مـ َّ‬
‫التعليميــة‪ ،‬وهدفًــا مــن‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ملي‬
‫َ َّ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـارص‬ ‫ـ‬ ‫عن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬
‫ًّ‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ا‬
‫ـر‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫عن‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫أصب‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫التع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫مبتع‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ـعو‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫أن‬ ‫م)‬ ‫‪2018‬‬ ‫(‬ ‫ويــرى شــحاتة‬
‫ـببا يف حالــة مــن‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫وس‬ ‫ـس‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫التدري‬ ‫ـراتيجية‬ ‫ـ‬ ‫وإس‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫املعل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫فاعلي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫دال‬
‫ًّ‬ ‫ا‬ ‫ـؤرش‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫وم‬ ‫ـا‪،‬‬
‫ـ‬ ‫تحقيقه‬ ‫إىل‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫املعل‬ ‫ـعى‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫أهدافهــا التــي‬
‫ـي التــي تدفــع املتعلِّــم لإلقبــال عــى التعلُّــم واملشــا َركة واإلنجــاز‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫والعق‬ ‫ـي‬
‫الرضــا النفـ ِّ‬
‫ـي‬
‫ـي‪ ،‬و ُجمــع بــن املحتــوى الرتفيهـ ِّ‬ ‫ِ‬ ‫يُ َعـ ُّد «ريتشــارد مانــاك» و»بنيامــن فرانكلــن» مــن أوائــل مــنِ اســتعمل الرتفيـ َه التعليمـ َّ‬
‫ـي بالتلويــن‪ ،‬مع‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الرتفيه‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـوم‬ ‫ـي‪ ،‬وبعــد ذلــك ُر ِبــط مفهـ‬ ‫ـي؛ كاأللغــاز‪ ،‬وقواعــد الســلوك للوصــول إىل كيــان تعليمـ ٍّ‬ ‫والتعليمـ ِّ‬
‫ـي قصــر لوالــت ديــزين لــه يف عــام ‪1922‬م ملعهــد دينــر األســنان‪ ،‬كــا كان لدخــول الواليــات املتحــدة يف‬ ‫ٍّ‬ ‫ـ‬ ‫تعليم‬ ‫أول فيلــم‬
‫ـي‪ ،‬ثــم توطَّــدت ال َعالقــة بــن ديــزين والحكومــة األمريكيَّــة‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫التعليم‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫الرتفي‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫انتش‬ ‫يف‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫كب‬ ‫ـر‬
‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫تأث‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الثاني‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العاملي‬
‫َّ‬ ‫الحــرب‬
‫إلنتــاج تج ِربــة األفــام التعليميَّــة والقصــص بطريقـ ٍة اســتمرت حتــى بعــد الحــرب‪ ،‬مــن خــال سلســلة ديــزين النــد‪ ،‬والتــي‬
‫تجمــع بــن الحقيقــة والحيــاة واملغامــرات‪( .‬الربــاط‪2021 ،‬م)‬
‫ـي‪ ،‬وضبطهــا‪ ،‬وتنســيقها؛ بحيــث تك ـ ِّون خـ ٍ‬
‫ـرات‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫التعليم‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫املوق‬ ‫والتعلُّــم املاتــع تو ُّجــه واســع يهــدف إىل تنظيــم عنــا ِ‬
‫رص‬
‫التعليميــة‪ ،‬مــع‬
‫َّ‬ ‫ـداف‬ ‫ـ‬ ‫األه‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫تحقي‬ ‫ـرض‬ ‫ـ‬ ‫بغ‬ ‫ـا؛‬
‫ـ‬ ‫محتواه‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫واختي‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫تعليمي ـ ًة مرن ـ ًة وممتع ـةً‪ ،‬يُســهم املتعلِّــم يف تحديــد أهدافه‬ ‫َّ‬
‫تعليميــا غايتــه املشــا َركة الف َّعالــة لل ُمتعلِّمــن يف تشــكيل‬ ‫ًّ‬ ‫ـا‬‫ـ‬‫ه‬‫ُّ ً‬ ‫ج‬ ‫تو‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬‫االســتمتاع باملام َرســات الدراسـ َّـية‪ ،‬أي‪ :‬أن التعلُّــم املاتــع ُيثِّ‬
‫التعليميــة؛ لتحقيــق مشــاعر املتعــة فيــا يقــوم بــه املتعلمــون مــن خــرات ممتعــة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وتكويــن الخــرات‬
‫ـرا ألن املنظومــة التعليميَّــة منظومــة مرتابطــة؛ فــإن هــذا التنـ ُّو َع يف خصائــص املتعلِّمــن ومــا يرتبــط بــه مــن تحديِّات‬ ‫ونظـ ً‬
‫يُلقــي بظاللــه دو ًمــا عــى كل باقــي عنــارص املنظومــة؛ مــن معلِّــم‪ ،‬ومنهــج‪ ،‬وبيئــة تعليميَّــة؛ حيــث أشــارت )‪Meleisea (2016‬‬
‫إىل أن التعلُّــم املاتــع يقــوم عــى حصــو ِل املتعلِّمــن عــى محتــوى التعلُّــم املحبَّــب إليهم‪.‬‬
‫ولهــذا أكَّــدت دراسـ ُة محمــد (‪2016‬م) أن أفضـ َـل أنــواع التعليــم هــو الــذي ميتــزج باملتعــة التــي تولِّــد التشــويق للمعرفــة‪،‬‬
‫عمليـ ًة محاطـ ًة بالبهجــة‪،‬‬ ‫ويســاعد مــن خــال أدواتِــه املتن ِّوعــة‪ ،‬وإســراتيجياته املختلفــة وأســاليبه املبتَ َكــرة عــى جعــل التعلُّــم َّ‬
‫ـال عــى التعلُّــم‪.‬‬ ‫ر حيويـةً‪ ،‬ونشــاطًا‪ ،‬وإقبـ ً‬ ‫وتجعــل املتعلِّمــن أكـ َ‬
‫وفوائــد التعلُّــم املاتــع ال تتوقَّــف عنــد حــدود التحصيــل‪ ،‬وتنميــة املهــارات اللُّغويَّــة؛ بل تتعــدى ذلــك إىل الجوانــب الوجدانيَّة؛‬
‫حيــث أكَّــدت دراس ـ ُة كل مــن‪ Ford & Opitz (2014) :‬أن التعلُّ ـ َم املاتــع لــه فوائ ـ ُد ِوجدانيَّــة تظهــر يف الدافعيَّــة العاليــة‬
‫ـرق التدريــس بكلية الدراســات العليا‬ ‫ـدويل األول لقســم املناهــج وطُـ ُ‬ ‫واملشــا َركة األكادمييَّــة لل ُمتعلِّمــن؛ ولذلــك أوىص املؤمتــر الـ ُّ‬
‫للرتبيــة (‪2018‬م) بــرورة االهتــام بالجوانــب الوجدانيَّــة لل ُمتعلِّمــن‪.‬‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا منــذ مــدة ربــت عــن خمسـ َة عــر عا ًمــا ال َح َظ مــن خالل‬ ‫َّ‬ ‫ومــن خــال اهتــام الباحــث بتعليــم‬
‫التعليميــة مــا يأيت‪:‬‬
‫َّ‬ ‫متابَعــة عنــارص املنظومــة‬
‫ٍ‬
‫ ‪ 1.‬اعتــاد ُمعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بلُغــات أخــرى عــى إســراتيجيَّات تدريــس ال تســمح للمتعلِّــم بالتفاعــل‪ ،‬واملشــا َركة‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ومام َرســة املهــارات اللُّغويَّــة‪.‬‬
‫اإلسرتاتيجية التي يستعملها املعلم؛ مام يف ِرض عىل الصف ج ًّوا من الرتابة وامللل لدى املتعلِّمني‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪ 2.‬ثبات‬
‫ـاليب العرضِ‬ ‫ـس اللُّغــو ُّي العــايل‪ ،‬وأهملــت إىل ح ٍّد مــا أسـ َ‬ ‫ِ‬
‫متخص ُصــون يف اللُّغــة العربيَّــة غلــب عليهــم الحـ ُّ‬ ‫ِّ‬ ‫ ‪ 3.‬بعــض الكتــب ألَّفهــا‬
‫املشـ ِّوق واملاتــع؛ مــا يجعــل املتعلِّـ َم يشــعر بصعوبـ ٍة بالغــة يف تعلُّــم العربيَّــة‪ ،‬و ُر َّبــا يجعله يَن ِفــر منها‪.‬‬
‫التفاعليــة‪ ،‬أو توظيــف الوســائل التِّ َق َّنيــة الحديثــة يف تنميــة املهــارات‬ ‫َّ‬ ‫العربيــة األنشــط َة‬ ‫َّ‬ ‫ ‪ 4.‬نُــدرة تض ُّمــن مناهــج تعليــم اللُّغــة‬
‫اللُّغويَّــة لــدى املتعلِّمــن‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1242‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫العربيــة للناطقــن بلُ ٍ‬
‫غات‬ ‫َّ‬ ‫يف ضــوء مــا ســبق ميكــن تحديـ ُد مشــكلة هــذا البحــث يف‪ :‬تحديـ ِـد متطلَّبــات تطويــر تعليــم اللُّغــة‬
‫أخــرى يف ضــوء التعلُّــم املاتع‪.‬‬
‫وميكن صياغة مشكلة هذا البحث يف السؤال البحثي اآليت‪:‬‬
‫غات أخرى يف ضوء التعلُّم املاتع؟‬ ‫العربية للناطقني بلُ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ما متطلَّبات تطوير تعليم اللُّغة‬
‫الرئيس السؤاالن البحثيان اآلتيان‪:‬‬‫ِ‬ ‫ويتفرع من هذا السؤال‬
‫غات أخرى؟‬ ‫العربية للناطقني بلُ ٍ‬
‫َّ‬ ‫الخاصة بتعليم‬
‫َّ‬ ‫التعليمية‬
‫َّ‬ ‫ •س‪ :1‬ما متطلَّبات التعلُّم املاتع للمواد‬
‫غات أخرى؟‬ ‫العربية للناطقني بلُ ٍ‬
‫َّ‬ ‫بتعليم‬ ‫الخاص‬ ‫التدرييس‬
‫ِّ‬ ‫ •س‪ :2‬ما متطلَّبات التعلُّم املاتع لألداء‬
‫هدف البحث‪:‬‬
‫العربية للناطقني بلُ ٍ‬
‫غات أخرى يف ضوء التعلُّم املاتع‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ه َدف هذا البحث تحديد متطلَّبات تطوير تعليم اللُّغة‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫َّ‬
‫كل من‪:‬‬ ‫غات أخرى‪ًّ ،‬‬ ‫العربية للناطقني بلُ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ميكن أن يُفيد هذا البحث يف مجال تعليم‬
‫غــات أخــرى‪ :‬حيــث يحــ ِّدد لهــم أهــ َّم متطلَّبــات التعلُّــم املاتــع الواجــب توافُ ُرهــا يف‬ ‫العربيــة للناطقــن بلُ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪ُ 1.‬معلِّمــي اللُّغــة‬
‫التعليميــة التــي ين ِّفذونهــا مــع املتعلِّمــن‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫واألنشــطة‬ ‫تدريســهم‬ ‫إســراتيجيات‬
‫َّ‬
‫التعليميــة؛ بحيــث تصبــح أك ـرَ‬‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫ملي‬
‫َّ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫تطوي‬ ‫يف‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫البح‬ ‫م‬‫ه‬‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـث‬‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـرى؛‬ ‫ـ‬ ‫أخ‬ ‫ـات‬ ‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫اطق‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ ‪2.‬متعلِّ ِمــي ال‬
‫التواصــل والتفاعــل مــع أقرانهــم ومعلميهــم باللغــة‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ـدرات املتعلِّمــن عــى‬ ‫فاعليــة‪ ،‬وتزيــد مــن داف ِع َّي ِتهــم نح ـ َو الدراســة قـ ُ‬
‫ـث تصـ ُّو ًرا جديـ ًدا لبنــاء برامــج تعليــم اللُّغــة‬ ‫ـات أخــرى؛ حيــث يقـ ِّدم لهــم البحـ ُ‬ ‫العربيــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪3.‬مطــوري مناهـ ِج تعليــم‬
‫ـات أخــرى‪ ،‬وتطويرهــا يف ضــوء متطلَّبــات التعلُّــم املاتــع‪.‬‬ ‫العربيــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬ ‫َّ‬
‫ـات أخــرى؛ حيــث يفتــح البحــث بابًــا أمــام بحــوث ودراســات أخــرى‬ ‫العربيــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـال‬
‫ـ‬ ‫مج‬ ‫يف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الباحث‬ ‫ ‪4.‬‬
‫ـات أخــرى يف ضــوء متطلَّبــات التعلُّــم املاتــع‪.‬‬ ‫العربيــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬‫َّ‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫تطوي‬ ‫ـال‬
‫ـ‬ ‫مج‬ ‫يف‬ ‫ة‬ ‫ـتقبلي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫مس‬
‫مصطلحات البحث‪:‬‬
‫ـي مبشــاركة خــرات املتعلِّمــن؛‬
‫ـراتيجي يهــدف إىل تطويــر املوقــف التعليمـ ِّ‬
‫ٌّ‬ ‫يعرفــه البحــث بأنَّــه‪ :‬تو ُّجــه إسـ‬
‫التعلُّــم املاتــع‪ِّ :‬‬
‫ـريف؛ مــن خــال إرشاكهــم‬
‫ـاء ال َعمليَّــة التعليميَّــة أكـرَ مــن الرتكيــز عــى الكــم املعـ ِّ‬
‫ليصبــح هدفُــه تحقيـ َـق متعــة املتعلِّمــن أثنـ َ‬
‫يف أنشــطة لُغويَّــة تعليميَّــة تزيــد مــن داف ِعيَّ ِتهــم نحـ َو الدراســة‪.‬‬
‫النظري للبحث‪:‬‬
‫ّ‬ ‫اإلطار‬
‫متعة التعلُّم وتطوير تعليم اللُّغة العربيَّة للناطقني بلُ ٍ‬
‫غات أخرى‪.‬‬
‫الفلسفية للتعلُّم املاتع‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪1 .‬األُ ُسس‬
‫ـراتيجيات التعليــم والتعلُّــم التــي تُشــيع جـ ًّوا مــن البهجــة والتشــويق؛ بحيث‬ ‫َّ‬ ‫ـف عــدد مــن إسـ‬ ‫يقــوم التعلُّــم املاتــع عــى توظيـ ِ‬
‫واالختالف بــن التالميــذ‪ ،‬وتحايك‬ ‫َ‬ ‫ع‬ ‫ُّ َ‬ ‫و‬ ‫ـ‬ ‫التن‬ ‫ـراتيجيات‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫وتراع‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫املعلوم‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـمٍ‬‫ـ‬ ‫دائ‬ ‫يجعــل املتعلِّمــن يف حالــة بحــث‬
‫عواطف الطالب‪ ،‬يســتند التعلُّــم املاتع إىل‬ ‫َ‬ ‫ـز‬ ‫ـ‬‫ف‬‫ِّ‬ ‫وتح‬ ‫ـم‪،‬‬
‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫التع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫عملي‬
‫َّ‬ ‫يف‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ف‬
‫ِّ ُ‬ ‫ظ‬ ‫وتو‬ ‫َ‪،‬‬‫ة‬ ‫ـ‬ ‫والحرك‬ ‫ـاط‬ ‫ـ‬ ‫النش‬ ‫النامئيـةَ؛ فتعـ ِّزز‬ ‫َّ‬ ‫خصائصهـ ُم‬
‫َ‬
‫التعليمي؛ حيــث يقوم‬
‫ِّ‬ ‫ـف‬‫ـ‬ ‫املوق‬ ‫يف‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫للمتع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫والداخلي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫الذاتي‬
‫َّ‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫الدواف‬ ‫ـك‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫تحري‬ ‫ـتهدف‬ ‫ـ‬ ‫تس‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫النظر‬ ‫ـر‬
‫ـ‬‫ُ‬ ‫ط‬‫ُ‬ ‫أل‬‫ا‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫مجموعــة م‬
‫بنفســه‪ ،‬وهــو األمــر الــذي مينحــه فرصـ ًة أفضـ َـل الكتســاب املعرفــة اللُّغويَّة‪ ،‬واســتيعابها‪،‬‬ ‫التعليميــة ِ‬ ‫َّ‬ ‫عــى مــرو ِر املتعلِّــم بالخــرة‬
‫دافعيـ ِة‬
‫َّ‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫يب‬
‫ٌّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫إيج‬ ‫ـر‬
‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫تأث‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫ل‬
‫َ ُّ‬ ‫التع‬ ‫ـاء‬‫ـ‬ ‫أثن‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫باملتع‬ ‫ـعور‬ ‫ـ‬ ‫والش‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫ق‬
‫ً‬ ‫الح‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫غو‬
‫ُّ َّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ِ‬
‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫امله‬ ‫يف‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫أدائ‬ ‫واالحتفــاظ بتعلمــه لتطويـ ِر‬
‫مطلبــا مل ًّحــا ورضوريًّــا يف النظريَّة‬ ‫ً‬ ‫أصبح‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الرفاهي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـوع‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫باملتع‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫املتعلِّمــن‪ ،‬وال يُنظَــر إىل ُّ‬
‫ل‬ ‫التع‬
‫يب‪( .‬الجغيــان‪2003 ،‬م)‪ ،‬و(املعرفــج‪.)2004 ،‬‬ ‫ٍّ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫إيج‬ ‫ـور‬
‫ـ‬ ‫منظ‬ ‫من‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫وبنائ‬ ‫ـانية العادلــة للتعلُّــم‪،‬‬ ‫اإلنسـ َّ‬
‫ذكر شحاتة (‪2018‬م) مجموع ًة من األُ ُسس النظريَّة للتعلُّم املاتع منها‪:‬‬
‫الداخيل إلرادة املتعلِّم‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ ‪1.‬التعلُّم استجاب ٌة لالنبعاث‬
‫ ‪2.‬التعلُّم نشاط بهجة‪ ،‬وعمل متعة‪ ،‬ولعب‪ ،‬ومرح‪.‬‬

‫‪1243‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ ‪3.‬التعلُّم يحصل بطريق ٍة جامعي ٍة تفا ُعليَّة تبا ُدليَّة نشطة‪.‬‬


‫أساس من أُ ُسس تحقق التعلُّم‪.‬‬ ‫ ‪4.‬حرية املتعلِّم وتشجيع املعلم له ٌ‬
‫كام أجمل فراج (‪2019‬م) األُ ُس َس الفلسفية للتعلُّم املاتع فيام يأيت‪:‬‬
‫التعليميــة التــي يُعا ِی ُشــها املتعلِّــم بنفســه‪ ،‬ومينحــه فرصـ ًة أفضـ َـل الكتســاب املعرفــة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪1.‬يعمــل التعلُّــم املاتــع عــى تعديـ ِل الخــرة‬
‫واســتيعابها‪ ،‬واالحتفــاظ بتعلُّ ِمــه الح ًقــا‪ ،‬وهــو األمــر الــذي يُظ ِهــر اقتصاديَّــة خــرة التعلُّــم للامتــع‪.‬‬
‫ ‪2.‬يحقــق التعلُّــم املاتــع مســت ًوى ال بــأس بــه مــن اإلحســاس بجــال ال َعمليَّــة التعليميَّة؛ وذلــك نظـ ًـرا إلحساســه باملشــاركة التا َّمة يف‬
‫أنشــطة التعليــم والتعلُّــم التــي تُن َّفــذ داخـ َـل الصـ ِّـف وخار َجه‪.‬‬
‫العربية؛‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫م‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـرى‬‫ـ‬ ‫أخ‬ ‫ٍ‬
‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫اطق‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـال‬‫ـ‬ ‫إقب‬ ‫ويف‬ ‫ ‪3.‬تلعــب الدوافـ ُع دو ًرا بــار ًزا يف تنميــة املهــارات اللُّغويَّــة‪،‬‬
‫ومــن ث َـ َّم فــإن التعلُّــم املاتـ َع يقــوم عــى مراعــاة احتياجــات املتعلِّمــن ودواف ِعهم نحــو تعلُّــم اللُّغة‪.‬‬
‫ـاب املعــارف واملهارات‬ ‫إن فلســفة التعلُّــم املاتــع ‪ Learning for Fun‬قامئـ ٌة بالدرجــة األوىل عــى مشــاركة التالميذ يف اكتسـ ِ‬
‫املؤسســة التعليميَّــة بشــكل متــوازن مــع تحقيــق‬ ‫وح املتعــة والبهجــة لديهــم‪ ،‬تخططهــا َّ‬ ‫ـرات تعليميَّــة تن ِّمــي ُر َ‬ ‫مــن خــال ِخـ ْ‬
‫ِ‬
‫األهــداف األكادمييَّــة‪ ،‬باإلضافــة إىل مشــاركتهم يف خــرات تعلُّمهــم وتقييمهــم؛ حيــث يق ـ ِّدم هــذا االتجــاه مجموع ـ ًة مــن‬
‫خــرات التعلُّــم الفريــدة واملميــزة‪( .‬محمــود‪2019 ،‬م)‪.‬‬
‫ـانية‪ ،‬وال ميكــن‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫ـذات‬‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫تحقي‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫للرتبي‬ ‫ـمى‬ ‫ـ‬ ‫األس‬ ‫ـدف‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫اله‬ ‫أن‬ ‫أكَّـ َد ٌّكل ِمـ ْن مدكــور وطعيمــة وهريــدي (‪2010‬م)‬
‫ـانية إال يف جـ ٍّو مــن الحريــة‪ ،‬ومراعــاة مراحــل النمــو وخصائصــه‪ ،‬ودوافعهــم‪ ،‬واحتياجاتهــم‪.‬‬ ‫تحقيــق الــذات اإلنسـ َّ‬
‫العربيــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫ـات أخــرى يف ضــوء متطلَّبــات‬ ‫َّ‬ ‫ ‪2 .‬أهــداف تعليــم اللُّغــة‬
‫التعلُّــم املاتــع‪:‬‬
‫غات أخــرى بصف ٍة‬ ‫للتعلُّــم املاتــع أهــداف متعــددة يف ال َعمليَّــة التعليميَّــة بصفـ ٍة عا َّمـ ٍة‪ ،‬ويف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بلُ ٍ‬
‫خاصـ ٍة مــن أهــم هــذه األهــداف مــا يــأيت‪:‬‬
‫ـواس‬
‫تعليميــة تخاطــب الحـ َّ‬ ‫ـات أخــرى إىل تقديــم خــرات َّ‬ ‫العربيــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪1.‬يهــدف التعلُّــم املاتــع يف مجــال تعليــم اللُّغــة‬
‫ـداين‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الوج‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـاج‬‫ـ‬ ‫اندم‬ ‫إن‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـة؛‬
‫ـ‬ ‫املختلف‬ ‫ـتوياتها‬‫ـ‬ ‫مس‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫طبيع‬ ‫املختلفــة لل ُمتعلِّمــن‪ ،‬وهــو مــا يتناســب مــع‬
‫واألكادميـ ِّـي ميكــن توقُّـ ُع حدوثِــه بدرج ـ ٍة َ‬
‫ـر‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫أك‬
‫ِ‬
‫ ‪2.‬تطويــر املوقــف التعليمـ ِّـي بصــورة دقيقــة‪ ،‬بدايـ ًة مــن تحديــد أهدافــه مــرو ًرا بدعــمِ املحتــوى وتطويــره‪ ،‬واختيــار إســراتيجيَّات‬
‫تدريــس وأنشــطة تعليميَّــة تُعــي مــن دافعيــة املتعلِّمني‪.‬‬
‫األكادمييــة )‪ ،(Schathner, P .2015‬وتوفــر‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الطبيع‬ ‫ِ‬
‫ذات‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫د‬
‫ـب املــوا َّ‬ ‫ـر مشــاع ِر امللــل والرتابــة التــي قــد تصا ِحـ ُ‬ ‫ ‪3.‬كـ ُ‬
‫التعليميــة داخـ َـل الفصــول تُسـ ِهم يف تطويــر املوقــف التعليمـ ِّـي‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫املواق‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫داخ‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫حس‬ ‫ات‬ ‫ِخـ ْ‬
‫ـر‬
‫ ‪4.‬تشــجيع املشــا َركة الف َّعالــة مــن جانــب املعلِّمــن وامل ُتعلِّمــن لتحقيــق تعلُّــمٍ أفضـ َـل؛ حيــث إن تعلُّـ َم املهــارات اللُّغويَّــة يعنــي مــا‬
‫ميارســه املتعلمــون‪.‬‬
‫أفضل‪.‬‬
‫اإليجابية‪ ،‬وتحقيق تعلُّم َ‬ ‫َّ‬ ‫كة‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫للمشا‬ ‫مني‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫م‬ ‫أما‬
‫َّ َ‬ ‫ة‬‫التعليمي‬ ‫ ‪5.‬ته ِيئة الفصول‬
‫ ‪6.‬تحقيــق قــد ٍر كبــر مــن املرونــة والحريــة داخـ َـل الفصــول التعليميَّــة‪ ،‬دون الشــعو ِر باإللــزام‪ ،‬أو البقــاء تحــت ضغــط العــبء‬
‫ـريف للعمليَّــة التعليميَّــة‪.‬‬
‫املعـ ِّ‬
‫العربيــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫ـات أخــرى يف ضــوء‬ ‫َّ‬ ‫ ‪3 .‬معايــر محتــوى تعليــم اللُّغــة‬
‫متطلَّبــات التعلُّــم املاتــع‪:‬‬
‫اهتمــت دراســات متعــددة مبعايــر املحتــوى يف ضــوء متطلَّبــات التعلُّــم املاتــع مثــل‪ :‬دراســة شــحاتة (‪2018‬م)‪ ،‬ودراســة‬
‫ـج الدراســات الســابقة توصــل الباحــث إىل‬ ‫توصلَــت إليــه نتائـ ُ‬
‫محمــد (‪2018‬م)‪ ،‬ودراســة فــراج (‪2019‬م)‪ ،‬ويف ضــوء مــا َّ‬
‫املعايــر اآلتيــة‪:‬‬
‫ ‪1.‬وضوح املحتوى‪ ،‬وارتباطه ٍ‬
‫مبعان واضحة ومبارشة‪.‬‬
‫اليومية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫التعليمي باملواقف‬
‫ِّ‬ ‫ ‪2.‬ربط املحتوى‬
‫ ‪3.‬وظيفيَّة املحتوى الذي يتعلَّ ُمه املتعلِّم‪ ،‬وارتباطه مبواقف الحياة اليوميَّة التي ميا ِرس فيها اللُّغة‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1244‬‬
‫عرض املحتوى بني نصوص رسديَّة‪ ،‬ونصوص حواريَّة‪ ،‬وصور‪ ،‬وقصص‪ ،‬وأناشيد‪ ،‬وجداول بيانات‪.‬‬ ‫ ‪4.‬تنوع أساليب ِ‬
‫العربيــة‪-‬‬
‫َّ‬ ‫ـامية‪-‬‬
‫ـانية‪ -‬اإلسـ َّ‬
‫ـايف يف املحتــوى املق ـ َّدم؛ بحيــث يتض َّمــن دوائــر الثقافــة األربعــة األساسـ َّـية (اإلنسـ َّ‬
‫ ‪5.‬التنــوع الثقـ ُّ‬
‫املحليــة)‪.‬‬
‫َّ‬
‫داخل َو ْحدات املحتوى بأمناط متنوعة ورقيَّة وإلكرتونية‪.‬‬ ‫ ‪6.‬االهتامم بأنشطة القراءة وتعزيزها َ‬
‫العربيــة للناطقــن بلُ ٍ‬
‫غــات أخــرى يف ضــوء‬ ‫َّ‬ ‫ ‪4 .‬إســراتيجيات تعليــم اللُّغــة‬
‫متطلَّبــات التعلُّــم املاتــع‪:‬‬
‫ـراتيجيات التعلُّــم املاتــع مثــل‪ :‬دراســة شــحاتة (‪2018‬م)‪ ،‬ودراســة فــراج (‪2019‬م)‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫اهتمــت دراســات عديــدة بتحديــد إسـ‬
‫عــرض ألبــرز معايــرِ‬ ‫ٌ‬ ‫يــأيت‬ ‫وفيــا‬ ‫م)‪،‬‬‫‪2022‬‬ ‫(‬ ‫داود‬ ‫ودراســة‬ ‫م)‪،‬‬ ‫‪2021‬‬ ‫(‬ ‫الحــاريث‬ ‫ودراســة محمــد (‪2020‬م)‪ ،‬ودراســة‬
‫ـراتيجيات التعلُّــم املاتــع‪:‬‬
‫َّ‬ ‫إسـ‬
‫ ‪1.‬وجــود معلــم قــادر عــى اســتيعاب متعلِّميــه والرفــق بهــم‪ ،‬واألخــذ بأيديهــم إىل تحقيــقِ أهــداف تعليــم العربيَّــة للناطقــن بلُغاتٍ‬
‫أخرى‪.‬‬
‫التعليميــة‪ ،‬وإنجــاز‬
‫َّ‬ ‫ـداف‬
‫ـ‬ ‫األه‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫تحقي‬ ‫يف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـاركة‬‫ـ‬ ‫ومش‬ ‫ـل‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫التفاع‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ا‬‫ـر‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫كب‬ ‫ا‬‫ر‬
‫ً‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫والتع‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ة‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـق‬ ‫ ‪2.‬تحقيـ‬
‫املهــام اللُّغويَّــة‪.‬‬
‫ ‪3.‬توفري اإلسرتاتيجيَّة املستخ َدمة لج ٍّو م َن النشاط‪ ،‬والتحفيز‪ ،‬والحرية‪ ،‬والبهجة‪.‬‬
‫ـراتيجيات التدريــس مــع مصــادر‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫تتعام‬ ‫ـا‬‫ـ‬‫وإن‬
‫َّ‬ ‫ ‪4.‬التحــول مــنِ اعتبــار الكتــاب التعليمـ ِّـي هــو املصــد َر الوحيــد للمعرفــة‪،‬‬
‫متعــددة ومتنوعــة للمعرفــة‪.‬‬
‫ ‪5.‬تركيز اإلسرتاتيجيَّة عىل العمليات‪ ،‬واملراجعة‪ ،‬والتغذية الراجعة‪ ،‬وال يكمن تركيزها الوحي ُد عىل نواتج التعلُّم‪.‬‬
‫املعرفية واملهاريَّة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫والوجدانية‪ ،‬وعدم االقتصار فقط عىل الجوانب‬ ‫َّ‬ ‫املعرفية واملهاريَّة‬
‫َّ‬ ‫ ‪6.‬مراعاة جوانب التعلُّم املختلفة‬
‫ ‪7.‬إســهام اإلســرتيجية يف تنميــة مهــارات التفكــر النقــد ِّي واإلبداعـ ِّـي‪ ،‬وتحويــل املتعلِّــم مــن مجــرد مســتق ِبل ملهــارات لُغويَّــة‬
‫ـتقبال‪ ،‬تحليـ ًـا وتركيبًــا‪ ،‬تقييـ ًـا‪ ،‬وتذ ُّوقًــا وإبدا ًعــا‪.‬‬ ‫ومقلِّـ ٍـد لهــا‪ ،‬إىل شــخص ميــارس املهــارات اللُّغويَّــة إنتا ًجــا واسـ ً‬
‫العربية للناطقــن بلُ ٍ‬
‫غات‬ ‫َّ‬ ‫درس مــن دروس تعليــم اللُّغــة‬ ‫ ‪8.‬مراعــاة تجديــد الدوافــع لــدى املتعلِّمــن‪ ،‬وخلــق حوافــز جديــدة مــع كل ٍ‬
‫أخرى‪.‬‬
‫داخل الصف وخار َجه‪.‬‬ ‫الجامعي مع زمالئه َ‬ ‫ِّ‬ ‫ ‪9.‬تتنوع اإلسرتاتيجيات بني العمل الفرد ِّي للمتعلِّم والعمل‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫التعليميــة ومصــادر التعلُّــم املناســبة ملتعلِّ ِمــي اللُّغــة‬
‫َّ‬ ‫ ‪5 .‬األنشــطة‬
‫ٍ‬
‫للناطقــن بلُغــات أخــرى يف ضــوء متطلَّبــات التعلُّــم املاتــع‪:‬‬
‫أهميـ ًة كبــرة يف تحقيــق متعــة التعلُّــم‬ ‫لميــة التــي اهتمــت بالتعلــم املاتــع األنشــط َة َّ‬ ‫ـوث ال ِع َّ‬
‫ـت الدراســات الســابقة والبحـ ُ‬ ‫أَ ْولَـ ِ‬
‫ـات املتعلِّمــن‪،‬‬ ‫تلبــي احتياجـ ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـطة‬ ‫ـ‬ ‫األنش‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫اختي‬ ‫أن‬ ‫م)‬ ‫‪2018‬‬ ‫(‬ ‫ـحاتة‬‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫دراس‬ ‫ـدت‬ ‫ـ‬ ‫ك‬
‫َّ‬ ‫أ‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـول‬
‫ـ‬ ‫الفص‬ ‫داخـ َـل‬
‫ـكل كبـرٍ يف تحقيــق متعــة التعلُّــم‪.‬‬ ‫وتناســب أمنــاط تعلُّمهــم يُسـ ِهم بشـ ٍ‬
‫وأظهــرت الدراســات والبحــوث ال ِعلميَّــة مثــل دراســة‪ :‬الــركايت (‪2018‬م)‪ ،‬ومحمــد (‪2020‬م)‪ ،‬وداود (‪2022‬م) أن األنشــط َة‬
‫التعليميَّــة والتعلُّميَّــة يف ضــوء متطلَّبــات التعلُّــم املاتــع تتنــوع بــن أنشــطة صفيَّــة وأنشــطة ال َص ِّفيَّــة‪ ،‬وتتنــوع بــن أوراق‬
‫ـر‪ ،‬ولُعبة الكلــات املتقاطعــة‪ ،‬واأللغاز‪،‬‬ ‫العمــل‪ ،‬والزيــارات امليدانيَّــة‪ ،‬والرحــات التثقيفيَّــة‪ ،‬واأللعــاب التعليميَّــة كلعبــة كلمـ ِة الـ ِّ‬
‫ِ‬
‫والقصــص‪ ،‬واألحاجــي‪ ،‬وأنشــطة ال ِّن َقــاش والحــوار‪ ،‬واملســابقات بأنواعهــا املختلفــة‪ :‬الدينيَّــة‪ ،‬والفنيَّــة‪ ،‬واللغويَّــة‪ ،‬ولَعــب األدوا ِر‪،‬‬
‫واألغــاين‪ ،‬واألناشــيد‪ ،‬وأنشــطة اإللقــاء‪ ،‬وكتابــة التقاريــر‪ ،‬أو إلقــاء التقاريــر اإلخباريَّــة‪ ،‬واإلنفوجرافيــك‪ ،‬والخرائــط ال ِّذهنيَّــة‬
‫اإللكرتونيَّة‪.‬‬

‫‪1245‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ ‪6 .‬أســاليب تقييــم املهــارات ال ُّلغو َّيــة للناطقني ب ُلغـ ٍ‬


‫ـات أخرى يف ضــوء متط َّلبات‬
‫التعلُّــم املاتع‪:‬‬
‫ـات الرتبويَّــة والبحــوث ال ِعلميَّــة التــي اهت َّمــت بالتعلــم املاتــع‬
‫يرتبــط التقييــم ارتباطًــا وثي ًقــا باألهــداف‪ ،‬وقــد أكَّـ َدت الدراسـ ُ‬
‫ـر‬ ‫ـا أصيـ ًـا يعـ ِّ‬
‫مثــل‪ :‬دراســة شــحاتة (‪2018‬م) أن التقييــم الــذي يتناســب مــع تحقيــق متعــة التعلُّــم‪ ،‬ينبغــي أن يكــون تقييـ ً‬
‫عــن واقــع ال َعمليَّــة التعليميَّــة‪ ،‬وأن يكــون شــموليًّا‪ ،‬وموضوعيًّــا‪ ،‬ومتض ِّم ًنــا تغذيــة راجعــة فوريَّــة‪ ،‬وأن يتضمــن أســئل ًة مفتوحـ َة‬
‫اإلجابــات تســاعد املتعلِّــم عــى التخيُّــل واإلبــداع‪ ،‬ومتنحهــم فرصــة إلعــال العقــل‪.‬‬
‫وأكَّــدت دراسـ ُة فــراج (‪2019‬م) أن التعلُّــم املاتـ َع منظومـ ٌة ينبغــي أن يتوافــر يف عنارصهــا وعــى رأســها التقييــم أن يكــون‬
‫مركِّـ ًزا عــى فوائــد التعلُّــم‪ ،‬وأن يكــون هدفــه األســمى هــو تعزيــز نقــا ُط القــوة لــدى املتعلِّــم‪ ،‬ومركـ ًزا عــى دافعيــة املتعلِّــم‪،‬‬
‫والتعلُّــم الجديــد وتعزيــز مهــارات التعلُّــم املســتمر‪ ،‬كــا أكَّــدت دراس ـ ُة الزهــراين (‪2022‬م) أن التعلُّــم املاتــع يُن ِّمــي لــدى‬
‫املتعلِّمــن الذاكــرة‪ ،‬والتفكــر‪ ،‬واإلدراك‪ ،‬والتخيــل‪.‬‬
‫يف ضوء ذلك رصدت دراسة داود (‪2022‬م) أبرز متطلَّبات التقييم يف ضوء التعلُّم املاتع ما يأيت‪:‬‬
‫أدوات تقييم متنوعة تتناسب مع املهارات األربعة‪.‬‬ ‫ ‪ 1.‬استعامل ِ‬
‫والثقايف لل ُمتعلِّمني‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ ‪2.‬مراعاة املستوى اللُّغو ّي‬
‫الشفهي والتحريري‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫التقييم‬ ‫أدوات‬ ‫يف‬ ‫النهايات‬ ‫ ‪3.‬تضمني أسئلة مفتوحة‬
‫ ‪4.‬مشاركة املتعلِّمني يف تقييم أنفسهم‪ ،‬وتقييم أداء زمالئهم‪.‬‬
‫ ‪5.‬تقديم الدعم والتعزيز إلجابات املتعلِّمني واالبتعاد عن النقد املبارش ألخطائهم‪.‬‬
‫ ‪6.‬منح الوقت الكايف وال ُف َرص الالزمة لل ُمتعلِّمني لتفسري إجاباتهم وإيضاحها‪.‬‬
‫العربيــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫ـات أخــرى يف ضــوء‬ ‫َّ‬ ‫أهميــة تطويــر تعليــم اللُّغــة‬ ‫ ‪َّ 7 .‬‬
‫متطلَّبــات التعلُّــم املاتــع‪:‬‬
‫لمي ـ َة املهت َّم ـ َة مبجــاالت البحــث يف‬‫ـات ال ِع َّ‬‫أشــار ٌّكل ِم ـ ْن )‪ Susan M.Gass & Alison Mackey (2012‬إىل أن الدراسـ ِ‬
‫ـي يف اللُّغــة قائــم بالدرجــة األوىل عــى اســتعامل اللُّغــة الهــدف‪ ،‬وعــى‬ ‫األجنبيــة أكــدت أن التو ُّجـ َه التواصـ َّ‬ ‫َّ‬ ‫اكتســاب اللغــات‬
‫ـرص‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـر‬‫ـ‬‫ِّ‬ ‫ف‬‫تو‬ ‫ال‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـرى‬‫ـ‬ ‫أخ‬ ‫ٍ‬
‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫للناطق‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـول‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫فص‬ ‫إن‬ ‫‪:‬‬ ‫ـول‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ميك‬ ‫م‬‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫و‬ ‫ـاب؛‬ ‫ـ‬ ‫الخط‬ ‫املبــادأة يف‬
‫اســتعامل اللُّغــة وتنميــة دوافــع املتعلِّمــن وقدراتهــم عــى املبــادأة هــي فصــول خاليــة مــن تحقيــق متعــة التعلُّــم‪ ،‬وهــذا بــدوره‬
‫بر َّم ِتهــا‪.‬‬‫التعليميــة ُ‬‫َّ‬ ‫مليــة‬‫يهـ ِّدد اســتمراريَّة ال َع َّ‬
‫يب عــى مســتويات التحفيــز‪ ،‬وتحديــد مــا ميكــن تعلُّ ُمــه‪،‬‬ ‫أكــد )‪ Churchill (2016‬أن املتع ـ َة يف التعلُّــم لهــا تأثــر إيجــا ٌّ‬
‫وإنــا يتطلــب التكــرا َر ليكــون التعلُّــم ذا معنــى‪ ،‬وإذا‬ ‫ومقــدار مــا ميكــن حفظُــه‪ ،‬والتعليــم باملتعــة ليــس ح َدثًــا ملــرة واحــدة‪َّ ،‬‬
‫ـول يف التعلُّــم‪ ،‬ويطمحــون يف املزيــد‪ ،‬كــا أنَّــه يســاعد يف تنميــة دافعيَّـ َة‬ ‫كانــت التجربــة ممتعــة ســيمتلك املتعلمــون الفضـ َ‬
‫املتعلِّــم نحــو دراســة املــادة‪.‬‬
‫ـوي أساســه األفــراد؛ حتــى وإن مل يكونــوا مد ِركــن لذلــك؛ وهــذا يعنــي أن ملتعلِّــم اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـر‬
‫ُّ َ‬ ‫ـ‬ ‫التغ‬ ‫أكــد )‪ Trask (2010‬أن‬
‫ـوي‪ ،‬وال ميكنــه القيــام بهــذا الــدور إال إذا َوجــد فيــا يقــوم به‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫األداء‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫تطوي‬ ‫يف‬ ‫ا‬ ‫ـي‬
‫ًّ‬ ‫ـ‬ ‫أساس‬ ‫ا‬ ‫ر‬ ‫ً‬ ‫دو‬ ‫ـرى‬ ‫العربيــة الناطــقِ بلغــة أخـ‬ ‫َّ‬
‫ـا يؤكِّــد األهميـ َة البالغــة ملتطلَّبــات التعلُّــم املاتــع يف فصــول‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـتمرار؛‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـزه‬ ‫ـ‬ ‫تحف‬ ‫ة‬‫ً‬ ‫ـ‬ ‫متع‬ ‫ـف‬ ‫مــن مهــا َّم داخـ َـل الصـ‬
‫ـات أخرى‪.‬‬ ‫العربيــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫تعليــم اللُّغــة‬
‫ـول‪ :‬إن مــن أبــرز جوانــب األهميــة لتطبيــق مبــادئ التعلُّــم املاتــع يف مجــال تعليــم اللُّغــة‬ ‫يف ضــوء مــا ســبق ميكــن القـ ُ‬
‫ـا وخــر ًة أقـ َّـل كثافـةً؛ ألنَّــه كــا أوضــح الدهشــان (‪2016‬م) ال يركــز عــى‬ ‫ـات أخــرى‪ :‬أنَّــه ُيثِّــل تعلُّـ ً‬ ‫العربيَّــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫ـذب املتعلِّــم‪ ،‬وتنميـ ُة دوافعــه‪،‬‬‫ـريف املقـ َّدم للمتعلِّــم فقــط؛ بــل يركِّــز عــى العمليــات التعليميَّــة التــي مــن شــأنها جـ ُ‬ ‫الكـ ِّم املعـ ِّ‬
‫وإرشاكُــه يف التخطيــط والتنميــة‪ ،‬والتقييــم ملهاراتــه اللُّغويَّــة‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1246‬‬
‫العملي للبحث‪:‬‬
‫ّ‬ ‫اإلطار‬
‫منهج البحث وبناء أداته وإجراءات التطبيق‪:‬‬
‫أول‪ :‬منهج البحث‪:‬‬
‫ً‬
‫نظرا ملالءمته لطبيعة مشكلة البحث‪.‬‬
‫التحلييل؛ ً‬
‫ِّ‬ ‫الوصفي‬
‫ِّ‬ ‫اعتمد الباحث عىل املنهج‬
‫ثانيا‪ :‬مجموعة البحث‪:‬‬
‫ً‬
‫ـات أخــرى العاملــن يف املجــال بلَــغ عد ُدهم خمسـ ًة وســبعني‬ ‫العربيــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫َّ‬ ‫مجموعــة مــن متخصــي تعليــم اللُّغــة‬
‫متخصصــا‪ ،‬وتــراوح خربتهــم التدريسـ َّـية بــن ‪ 5‬ســنوات إىل ‪ 25‬ســنة‪ ،‬منهــم األكادمييــون الحاصلــون عــى درجة دبلــوم عام‪،‬‬ ‫ً‬
‫العربيــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫ـات أخرى‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـرق تدريــس اللُّغــة‬‫أو دبلــوم خــاص‪ ،‬أو ماجســتري‪ ،‬أو دكتــوراه يف املناهــج وطُـ ُ‬
‫ثال ًثا‪ :‬بناء أداة البحث‪:‬‬
‫ـات أخــرى يف ضــوء‬ ‫العربيــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫لتحقيــق هــدف البحــث بنــى الباحــث اســتبان ًة مبتطلَّبــات تطويــر تعليــم اللُّغــة‬
‫متطلَّبــات العلــم املاتــع‪ ،‬وقــد بُ ِنيــت االســتبانة يف ضــوء الخطــوات اآلتيــة‪:‬‬
‫غات‬‫العربية للناطقــن بلُ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫تطوي‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـدف البحــث ه َدفَــت االســتبانة تحديـ َد َّ‬
‫ل‬ ‫متط‬ ‫ ‪1.‬هــدف االســتبانة‪ :‬يف ضــوء هـ ِ‬
‫التعليميــة املؤثِّـ َـرة يف تحقيق متعــة التعلُّــم‪ ،‬وأداءات‬ ‫َّ‬ ‫ـواد‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫هام‪:‬‬ ‫ـتويني‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـك‬‫ـ‬ ‫وذل‬ ‫ـع‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املات‬ ‫أخــرى يف ضــوء متطلَّبــات التعلُّــم‬
‫املعلــم األكــر تحقي ًقــا ملتعــة التعلُّــم داخــل الصف‪.‬‬
‫ ‪2.‬مصادر بناء االستبانة‪ :‬بُ ِنيت االستبانة من عدة مصادر‪ ،‬هي‪:‬‬
‫ ‪ .‬أاإلطار النظر ّي للبحث‪.‬‬
‫لمية التي تناولت التعلُّم املاتع‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ ‪.‬باألدبيات الرتبويَّة والبحوث الع َّ‬
‫التدريسية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫واإلسرتاتيجيات‬ ‫ة‬ ‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫الربامج‬ ‫يف‬ ‫املاتع‬ ‫م‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫التع‬ ‫ِ‬ ‫ري‬ ‫معاي‬ ‫بتطبيق‬ ‫اهتمت‬ ‫لمية التي‬ ‫ ‪ .‬جالدراسات والبحوث ال ِع َّ‬
‫التعليمية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ملية‬
‫الخاصة بالتعلم املاتع‪ ،‬ومستوى تطبيقه يف ال َع َّ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪ .‬دبعض االستبانات‬
‫األوليــة لالســتبانة‪ ،‬وقــد‬ ‫َّ‬ ‫ـورة‬ ‫ـ‬ ‫الص‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫بن‬ ‫إىل‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬‫ص‬ ‫و‬
‫ُ ُ ِّ‬ ‫ت‬ ‫ـابقة‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـادر‬ ‫ـ‬ ‫املص‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـاع‬ ‫ـ‬ ‫االط‬ ‫ـوء‬‫ـ‬ ‫ض‬ ‫يف‬ ‫ـتبانة‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫لالس‬ ‫األوليــة‬
‫َّ‬ ‫ ‪3.‬الصــورة‬
‫تضمنت قســمني أساســيني‪:‬‬
‫ ‪ .‬أالقســم األول‪ :‬ويتض َّمــن مقدمـ َة االســتبانة‪ ،‬والتعريـ َـف بهدفهــا‪ ،‬والحالـ َة املِ ْه َّنيـ َة للمســتجيبني لالســتبانة‪ ،‬وهي عدد ســنوات‬
‫ـر مامرس‪.‬‬ ‫أكادمييــا غـ َ‬ ‫ًّ‬ ‫ـر أكادميـ ٍّـي‪ ،‬أو‬ ‫أكادمييــا‪ ،‬أو معلـ ًـا غـ َ‬ ‫ًّ‬ ‫الخــرة‪ ،‬وكونــه معلـ ًـا‬
‫مفردات االستبانة‪ ،‬وقد قُ ِّسمت إىل محورين‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫ ‪.‬بالقسم الثاين‪ :‬ويتض َّمن‬
‫التعليمية املؤث َِّرة يف تحقيق متعة التعلُّم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ •املحور األول‪ :‬املواد‬
‫ •املحور الثاين‪ :‬أداءات املعلم األكرث تحقي ًقا ملتعة التعلُّم داخل الصف‪.‬‬
‫ـدق االســتبانة‪ :‬للتح ُّقــق مــن ِص ـ ْدق االســتبانة عـ َـرض الباحــث االســتبانة عــى مجموع ـ ٍة مــن خــراء املناهــج وطُـ ُـرق‬ ‫ ‪ِ 4.‬صـ ْ‬
‫ـات أخــرى‪ ،‬عددهــم ‪ 15‬مح َّكـ ًـا؛ بهــدف التح ُّقــق مــن ِصـ ْدق االســتبانة‪ ،‬وقــد أُ ِخــد بــآراء‬ ‫العربيــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـس‬‫ـ‬ ‫تدري‬
‫ـي لالســتبانة مــن خــال حســاب‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الداخ‬ ‫ـاق‬ ‫ـ‬ ‫االتس‬ ‫ق‬ ‫د‬
‫ْ‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ِ‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫س‬ ‫ح‬
‫ُ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـتبانة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـردات‬ ‫ـ‬ ‫مف‬ ‫ـض‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫تعدي‬ ‫يف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫َّ‬ ‫املح‬ ‫ـادة‬‫السـ‬
‫(معامــل ارتبــاط بريســون) لحســاب ِق َيــم معامــل ارتبــاط كل عبــارة مــن عبــارات االســتبانة مــع محورهــا‪ ،‬وكانــت القيــم موجب ًة‬
‫إحصائيــا؛ مـ َّـا يُ ِشــر إىل مناســبتها لقيــاس مــا أعــدت لقياســه‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫ودالَّــة‬
‫ ‪5.‬ثبــات االســتبانة‪ :‬تُ ُؤ ِّكــد مــن ثبــات االســتبانة مــن خــال اســتعامل معادلــة (أل َفــا كرونبــاخ)‪ ،‬واتضــح أن معامــل الثبــات‬
‫العــا َّم مرتفــع؛ حيــث بلــغ (‪ ،)0.87‬وهــي درجــة ثبــات مرتفعــة ميكــن االطمئنــان إليهــا يف تطبيــق االســتبانة‪.‬‬
‫النهائيــة‬
‫َّ‬ ‫النهائيــة‪ :‬بعــد التأكُّــد مــن ِص ـ ْدق االســتبانة وثباتهــا أصبحــت االســتبانة يف صورتهــا‬ ‫َّ‬ ‫ ‪6.‬االســتبانة يف صورتهــا‬
‫املقســمة عــى محورين أساســيني متضمنة‬ ‫مك َّونـ ًة مــن قســمني أساســيني‪ :‬األول‪ :‬للبيانــات األساسـ َّـية‪ ،‬والثــاين‪ :‬لبنــود االســتبانة َّ‬
‫أيضــا أربعـ َة أن ُهـ ٍر ملســت َوى‬ ‫‪ 35‬عبــار ًة‪ :‬عــر عبــارات منهــا للمحــور األول‪ ،‬وخمــس وعــرون عبــار ًة للمحــور الثــاين‪ ،‬وتضمنــت ً‬
‫تقديـ ِر درجــة األهميــة يف تحقيــق متطلَّبــات التعلُّــم املاتــع (كبــرة ِجـ ًّدا‪ -‬كبــرة‪ -‬متوســطة‪ -‬ضعيفــة)‪.‬‬

‫‪1247‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫راب ًعا‪ :‬إجراءات تطبيق أداة البحث‪:‬‬


‫العربيــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫ـات‬ ‫َّ‬ ‫متخصصــا مــن متخصــي تعليــم اللُّغــة‬ ‫ً‬ ‫ط ُِّبقــت االســتبانة عــى مجموعــة البحــث‪ ،‬وعددهــم ‪75‬‬
‫إلكرتونيــة عــر تطبيــق (جوجــل فــورم) للتخزين‬ ‫َّ‬ ‫ـتبانة‬‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫أخــرى يف املــدة مــن ‪13‬يونيــو حتــى ‪ 13‬يوليــو ‪2022‬م؛ م‬
‫يب ‪.‬‬
‫السحا ِّ‬
‫َّ‬
‫ن بغريهــا‪ )57( ،‬منهــم مــن املتخصصــن‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫متخص‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫)‬ ‫‪75‬‬ ‫(‬ ‫ـدد‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـتبانة‬
‫ـ‬ ‫لالس‬ ‫ـتجاب‬ ‫اسـ‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫ـات أخــرى‪ ،‬و(‪ )18‬منهــم معل ـ ٌم مــارس لتعليــم اللُّغــة‬ ‫العربيــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫األكادمييــن املام ِرســن لتعليــم اللُّغــة‬
‫ـات أخــرى‪.‬‬ ‫العربيــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫لتعلي‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫س‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫مام‬ ‫ـر‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـون‬‫ـ‬ ‫أكادميي‬ ‫ـم‬‫ـات أخــرى‪ ،‬و(‪ )3‬منهـ‬ ‫للناطقــن بلُغـ ٍ‬

‫شكل (‪ )1‬توزيع املستجيبني ألداة البحث من متخصيص تعليم العربيَّة للناطقني بل ٍ‬


‫ُغات أخرى‬
‫خامسا‪ :‬نتائج البحث‪:‬‬
‫ً‬
‫عمليــة جمـعِ البيانــات وتحليلها؛ للتوصــل إىل أهـ ِّم متطلَّبــات التعلُّم‬ ‫ـرت َّ‬ ‫البحثيــة َجـ َ‬
‫َّ‬ ‫ـث عــى املجموعــة‬ ‫بعــد تطبيــق أداة البحـ ِ‬
‫ـؤال البحــث‪،‬‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫اإلجاب‬ ‫ـال‬
‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـك‬‫ـ‬ ‫وذل‬ ‫ـرى‪،‬‬
‫ـ‬ ‫أخ‬ ‫ٍ‬
‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫للناطق‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫املاتــع الواجــب توافُ ِرهــا‬
‫وفيــا يــأيت تفصيــل ذلــك‪:‬‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫الخاصــة بتعليــم‬ ‫َّ‬ ‫التعليميــة‬
‫َّ‬ ‫الخاصــة باملــواد‬
‫َّ‬ ‫لإلجابــة عــن الســؤال األول‪ ،‬ونصــه‪ :‬مــا متطلَّبــات التعلُّــم املاتــع‬
‫ـات أخــرى؟ توصــل البحــث للنتائــج اآلتيــة‪:‬‬ ‫للناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫التعليمية)‬
‫َّ‬ ‫العربية للناطقني بل ٍ‬
‫ُغات أخرى (املواد‬ ‫َّ‬ ‫أهمية متطلَّبات التعلُّم املاتع يف تعليم اللُّغة‬
‫جدول (‪ )1‬ال ِّن َسب املئويَّة لدرجة َّ‬

‫درجة األهمية‬
‫التعليمية)‬
‫َّ‬ ‫متطلَّبات التعلُّم املاتع (املواد‬ ‫م‬
‫غري مهم‬ ‫متوسط‬ ‫مهم‬ ‫ُمهم ِ‬
‫ج ًّدا‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪%15‬‬ ‫‪%77‬‬ ‫التعليمية‪.‬‬


‫َّ‬ ‫األلعاب‬ ‫‪1‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫القصة املصورة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%23‬‬ ‫‪%54‬‬ ‫‪%23‬‬ ‫منصات التعلُّم)‪.‬‬


‫عرب َّ‬
‫ْمية (املقروءة َ‬
‫الرق َّ‬
‫القصة َّ‬ ‫‪3‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%34‬‬ ‫‪%62‬‬ ‫التواص َّلية املختلفة‪.‬‬


‫ُ‬ ‫ملفات الفيديو للمواقف‬ ‫‪4‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫االستامع لألناشيد واألغاين املناسبة لكل مستوى‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪%46‬‬ ‫ُّغوي‪.‬‬


‫األلغاز والفوازير مبا يناسب املستوى الل ّ‬ ‫‪6‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪%46‬‬ ‫‪%35‬‬ ‫الصورة الثابتة واملتحركة‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫‪%62‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫النصوص األدبيَّة من شعر أو نرث مسموعة أو مكتوبة‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%15‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫‪%46‬‬ ‫كرثة األنشطة والتدريبات يف الكتاب‪.‬‬ ‫‪9‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1248‬‬
‫درجة األهمية‬
‫التعليمية)‬
‫َّ‬ ‫متطلَّبات التعلُّم املاتع (املواد‬ ‫م‬
‫غري مهم‬ ‫متوسط‬ ‫مهم‬ ‫ُمهم ِ‬
‫ج ًّدا‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%15‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫‪%27‬‬ ‫جداول البيانات واملعلومات املصورة‬ ‫‪10‬‬

‫القول إن‪:‬‬
‫ُ‬ ‫يف ضوء الجدول السابق ميكن‬
‫ِ‬
‫حصلــت عــى درجــة كــرى مــن األهميــة يف محــور املــواد التعليميَّــة املســاعدة يف تحقيــق متعــة التعلُّــم‪،‬‬ ‫ ‪1.‬األلعــاب التعليميَّــة َ‬
‫بنســبة تصــل إىل ‪%92‬؛ حيــث رآهــا ‪ %77‬مــن عــدد املســتجيبني لالســتبانة مهمـ ًة ِجـ ًّدا‪ ،‬ورآهــا ‪ %15‬مــن املســتجيبني مهمـ ًة‬
‫لتحقيــق متعــة التعلُّــم؛ بينــا اعتربهــا ‪ %8‬فقــط مــن املســتجيبني لالســتبانة متوســط َة األهميــة‪.‬‬
‫العربية‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫فص‬ ‫يف‬ ‫التعليميــة مــا اتفــق جميـ ُع املســتجيبني عــى أهميتــه يف تحقيــق متعــة التعلُّــم‬ ‫َّ‬ ‫ ‪2.‬هنــاك مــن املــواد‬
‫ـات أخــرى؛ مثــل القصــة املصــورة؛ حيــث رآهــا ‪ %50‬مــن املســتجيبني أنَّهــا مهمــة ِجـ ًّدا‪ ،‬ورأى ‪ %50‬أنَّهــا مهمة‪.‬‬ ‫للناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫التواصليَّــة املختلفــة) سـ َّجلت نســب َة أهميَّــة بلغــت ‪ %96‬مــن املســتجيبني‬ ‫ُ‬ ‫ ‪3.‬املل َّفــات املرئيَّــة واملســموعة (ملفــات الفيديــو للمواقــف‬
‫ذات أهميَّــة‬ ‫لالســتبانة‪ ،‬منهــم ‪ %62‬يرونهــا مهم ـ ًة ِج ـ ًّدا‪ ،‬و‪ %34‬يرونهــا مهمــة‪ ،‬بينــا رآهــا ‪ %4‬مــن املســتجيبني لالســتبانة َ‬
‫ـات أخــرى‪.‬‬ ‫محــدودة يف تحقيــق متعــة التعلُّــم يف فصــول تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫األدبيــة من شــعر أو نرث مســموعة‬ ‫ ‪4.‬أقــل متطلَّبــات التعلُّــم املاتــع درجـ ًة يف األهميــة نحـ َو تحقيــق متعــة التعلُّــم كانــت (النصــوص َّ‬
‫أو مكتوبــة)؛ فقــد أكــد ‪ %62‬مــن املســتجيبني لالســتبانة أنَّهــا مهمــة‪ ،‬بينــا ذهــب ‪ %38‬منهــم إىل أن درجــة أهميتهــا قليلـ ٌة‬
‫التعليميــة تح ِّقــق متعــة التعلُّــم بدرجــة كبــرة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫يف تحقيــق متعـ ِة التعلُّــم‪ ،‬ومل يــر أ ٌّي مــن املســتجيبني لالســتبانة أن هــذه املــوا َّد‬
‫الرقْميَّــة املصــورة حصلــت عــى درج ـ ٍة كبــرةٍ‬ ‫والص ـ َور الثابتــة واملتحركــة‪ ،‬والقصــة َّ‬ ‫ ‪5.‬جــداول البيانــات واملعلومــات املص ـ َّورة‪ُّ ،‬‬
‫ذات أهميَّــة كــرى‬ ‫لألهميــة يف تحقيــق متعــة التعلُّــم داخـ َـل صفــوف تعليــم اللُّغــة العربيــة؛ حيــث تراوحــت نســب ُة َمــن يراهــا َ‬
‫مــن املســتجيبني لالســتبانة بــن ‪ %23‬و‪%35‬؛ بينــا تراوحــت نســبة مــن يرونهــا متوســطة األهميــة بــن ‪ %12‬و‪ ،%23‬أمــا من‬
‫رآهــا مهمـ ًة فقــد بلغــت نســبتهم ‪ %38‬إىل ‪ %64‬مــن املســتجيبني لالســتبانة‪.‬‬
‫العربيــة للناطقــن‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫مج‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫ ‪6.‬مل يحصــل أ ُّي متطلَّــب مــن متطلَّبــات التعلُّــم املاتــع فيــا يخــص املــواد‬
‫ـات أخــرى عــى مســتوى غ ـرِ مهــم‪ ،‬وهــو مــا يتَّ ِســق مــع نتائــج الدراســات الســابقة التــي أكــدت فاعلي ـ َة هــذه املــواد‬ ‫بلُغـ ٍ‬
‫التعليميــة يف تحقيــق متعــة التعلُّــم‪.‬‬
‫َّ‬
‫ـات‬‫ ‪7.‬بالرغــم مــن تفــا ُو ِت ِو ْجهــات نظــر املســتجيبني الســتبانة متطلَّبــات التعلُّــم املاتــع يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫أخــرى (املــواد التعليميَّــة) حــول درجــة أهميَّــة ِّكل متطلَّــب مــن هــذه املتطلَّبــات العــرة إال أنَّــه بجمــع ال ِّن َســب املئويَّــة الثــاث‬
‫لدرجــة األهميــة (مهمــة ِج ـ ًّدا‪ -‬مهمــة‪ -‬متوســطة األهميــة) ميكــن مالحظــة أن نســبة ‪ %100‬مــن آراء املســتجيبني لالســتبانة‬
‫ـات أخــرى‪.‬‬ ‫تو َّجهــت نحــو وجــود أهميَّــة لهــذه املتطلَّبــات يف تحقيــق تعلُّــم ماتــع يف فصــول تعليــم العربيَّــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫التدريســية يف تعليــم‬ ‫َّ‬ ‫الخاصــة بــاألداءات‬ ‫َّ‬ ‫لإلجابــة عــن الســؤال الثــاين‪ ،‬ونصــه‪ :‬مــا متطلَّبــات التعلُّــم املاتــع‬
‫ـات أخــرى؟ توصــل البحــث للنتائــج اآلتيــة‪:‬‬ ‫للناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫جدول (‪ )2‬ال ِّن َسب املئويَّة لدرجة أهميَّة متطلَّبات التعلُّم املاتع يف تعليم اللُّغة العربيَّة للناطقني بل ٍ‬
‫ُغات أخرى (األداءات التدريسيَّة)‬

‫درجة األهمية‬
‫التدريسية)‬
‫َّ‬ ‫متطلَّبات التعلُّم املاتع (األداءات‬ ‫م‬
‫غري مهم‬ ‫متوسط‬ ‫مهم‬ ‫ُمهم ِ‬
‫ج ًّدا‬

‫‪%4‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫‪%85‬‬ ‫التخطيط امل ُْسبَق للدرس‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%31‬‬ ‫‪%69‬‬ ‫اختيار الكتاب األكرث مناسبة الحتياجات الطالب‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%46‬‬ ‫االبتسامة الدامئة يف وجه الطالب حتى يف أصعب املواقف‪.‬‬ ‫‪3‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫املزاح واللعب مع الطالب أثناء التدريس لهم‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫إرشاك الطالب يف رشح جزء من أجزاء الدرس‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫‪1249‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫درجة األهمية‬
‫التدريسية)‬
‫َّ‬ ‫متطلَّبات التعلُّم املاتع (األداءات‬ ‫م‬
‫غري مهم‬ ‫متوسط‬ ‫مهم‬ ‫ُمهم ِ‬
‫ج ًّدا‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%31‬‬ ‫‪%65‬‬ ‫التعليمي‪.‬‬


‫ِّ‬ ‫تنويع أساليب التدريس َوف ًقا ملتطلَّبات املوقف‬ ‫‪6‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%15‬‬ ‫‪%35‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫يت‪.‬‬


‫تدريب املتعلِّمني عىل التعلُّم الذا ِّ‬ ‫‪7‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪%54‬‬ ‫عرض املحتوى يف تسلسل منطقي‪.‬‬ ‫‪8‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%31‬‬ ‫‪%69‬‬ ‫معارف لُغويَّة‪.‬‬


‫َ‬ ‫التطبيق املبارش ملا يرشح للطالب من‬ ‫‪9‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%54‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫العدالة يف التعا ُمل مع جميع طالب الصف‪.‬‬ ‫‪10‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%35‬‬ ‫‪%62‬‬ ‫التغذية الراجعة وتعزيز اإلجابات الصحيحة‪.‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫التوازن بني األنشطة الصفيَّة والواجبات املنزليَّة‪.‬‬ ‫‪12‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪%46‬‬ ‫تصحيح الواجبات بصورة دوريَّة‪.‬‬ ‫‪13‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%31‬‬ ‫‪%69‬‬ ‫الض ْعف‪.‬‬


‫مراجعة نتائج االختبارات وتحديد نقاط القوة ونقاط َّ‬ ‫‪14‬‬

‫‪%12‬‬ ‫‪%31‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫عم قد يبدو أنَّه صعب ال َف ْهم عىل الطالب‪.‬‬
‫التجاوز َّ‬ ‫‪15‬‬

‫‪%23‬‬ ‫‪%31‬‬ ‫‪%27‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫إظهار الرباعة اللُّغويَّة بإلقاء أبيات شعر وخطب عىل الطالب‪.‬‬ ‫‪16‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%31‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫‪%31‬‬ ‫وضع لوائح التعا ُمل الصفي بني الطالب وبعضهم من ناحية وبني املعلم‬ ‫‪17‬‬
‫وطالبه من ناحية أخرى‪.‬‬
‫‪%8‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫إرشاك الطالب يف اختيار املوضوعات التي يريدون الحديث فيها أو‬ ‫‪18‬‬
‫االستامع إليها‪.‬‬
‫‪%0‬‬ ‫‪%0‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫إرشاك الطالب يف لعب أدوار تواصليَّة هدفها مامرسة اللُّغة‪.‬‬ ‫‪19‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%54‬‬ ‫‪%42‬‬ ‫إقامات َعالقات ودية بني املعلم وطالبه‪.‬‬ ‫‪20‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%4‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫‪%58‬‬ ‫الثقافية‪.‬‬


‫َّ‬ ‫الثقافية وتف ُّهم خصوصية املتعلِّم‬
‫َّ‬ ‫مراعاة االختالفات‬ ‫‪21‬‬

‫‪%0‬‬ ‫‪%8‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫‪%54‬‬ ‫اإلسالمية بالقدر الذي يناسب خصائص‬


‫َّ‬ ‫العربية‬
‫َّ‬ ‫إظهار جوانب الثقافة‬ ‫‪22‬‬
‫املتعلِّم واحتياجاته‪.‬‬
‫‪%4‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫‪%46‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫النفسية للمتعلِّم ولو تطلب ذلك إلغاء الدرس‪.‬‬
‫َّ‬ ‫مراعاة الحالة‬ ‫‪23‬‬

‫‪%4‬‬ ‫‪%19‬‬ ‫‪%46‬‬ ‫‪%31‬‬ ‫إطالع املسؤولني عن الطالب (ويل أمر‪ -‬مدير) عىل نسب تقدم الطالب‬ ‫‪24‬‬
‫باستمرا ٍر‪.‬‬
‫‪%0‬‬ ‫‪%12‬‬ ‫‪%38‬‬ ‫‪%50‬‬ ‫تقديم الجوائز بشكل دوري ملختلف السلوكيَّات داخل الصف‪.‬‬ ‫‪25‬‬

‫القول إن‪:‬‬
‫ُ‬ ‫يف ضوء الجدول السابق ميكن‬
‫ ‪1.‬حصــل املتطلَّــب الثــاين ونصــه‪( :‬اختيــار الكتــاب األكــر مناســبة الحتياجــات الطالــب) واملتطلــب التاســع‪ ،‬ونصــه‪( :‬لتطبيــق‬
‫املبــارش ملــا يــرح للطالــب مــن معــارف لُغويَّــة)‪ ،‬واملتطلــب الرابــع عــرن ونصــه‪( :‬مراجعــة نتائــج االختبــارات وتحديــد نقــاط‬
‫تواصليــة هدفهــا مامرســة اللُّغــة)‬
‫َّ‬ ‫الض ْعــف)‪ ،‬واملتطلــب التاســع عــر‪ ،‬ونصــه‪( :‬إرشاك الطالــب يف لعــب أدوار‬ ‫القــوة ونقــاط َّ‬
‫عــى درجــة كــرى مــن األهميــة يف محــور األداءات التدريسـ َّـية املســاعدة يف تحقيــق متعــة التعلُّــم بنســبة تصــل إىل ‪%100‬؛‬
‫حيــث رآهــا ‪ %69‬مــن عــدد املســتجيبني لالســتبانة مهمـ ًة ِج ـ ًّدا‪ ،‬ورآهــا ‪ %31‬مــن املســتجيبني مهمـ ًة لتحقيــق متعــة التعلُّــم؛‬
‫يرهــا أ ٌّي مــن املســتجيبني لالســتبانة أنَّهــا متوســطة األهميــة‪ ،‬أو أنَّهــا غــر مهمــة‪ ،‬وهــذا يؤكــد مــا توصــل إليــه اإلطــار‬
‫بينــا مل َ‬
‫النظــر ُّي للبحــث مــن أن فلســفة التعلُّــم املاتــع ‪ Learning for Fun‬قامئـ ٌة بالدرجــة األوىل عــى مشــاركة املتعلِّمني يف اكتســاب‬
‫التعليميــة بشــكل متوازن‬
‫َّ‬ ‫املؤسســة‬
‫تعليميــة تن ِّمــي روح املتعـ َة والبهجــة لديهــم؛ تخططهــا َّ‬
‫املعــارف واملهــارات مــن خــال خــرات َّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1250‬‬
‫مــع تحقيــق األهــداف األكادمييَّــة‪ ،‬باإلضافــة إىل مشــاركتهم يف خــرات تعلُّمهــم وتقييمهــم؛ حيــث يقدم هــذا االتجــاه مجموع ًة‬
‫مــن خــرات التعلُّــم الفريــدة واملميــزة‪.‬‬
‫أهميـ ًة يف تحقيــق متعــة التعلُّــم متثلــت يف املتطلــب الســادس عــر‪ ،‬ونصــه‪( :‬إظهــار الرباعــة‬ ‫ـي َّ‬ ‫ ‪2.‬أقــل متطلَّبــات األداء التدريـ ِّ‬
‫ـايل درج ـ ِة أهميتــه إىل ‪ %46‬بــن ُمهــم ِج ـ ًّدا ومهــم‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫إج‬ ‫ـغ‬ ‫ـ‬‫َ‬ ‫ل‬‫ب‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫وال‬ ‫ـاب)‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الط‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫وخط‬ ‫اللُّغويَّــة بإلقــاء أبيــات شــعر‬
‫ـر مهــم يف تحقيــق متعــة التعلُّــم‪ ،‬ورآه ‪ %31‬متوســط األهميــة‪ ،‬وكذلــك املتطلــب‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـتبانة‬ ‫ـ‬ ‫لالس‬ ‫ـتجيبني‬ ‫بينــا رآه ‪ %23‬مــن املسـ‬
‫ـايل درجــة أهميتــه إىل‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫إج‬ ‫ـغ‬ ‫ـ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ب‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫وال‬ ‫ـب)‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الطال‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫صع‬ ‫ـه‬‫ـ‬‫َّ‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫ـدو‬ ‫ـ‬ ‫يب‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـا‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـاوز‬ ‫ـ‬ ‫(التج‬ ‫الخامــس عــر‪ ،‬ونصــه‪:‬‬
‫ـر مهــم يف‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـتبانة‬‫ـ‬ ‫لالس‬ ‫ـتجيبني‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫‪%‬‬ ‫‪12‬‬ ‫آه‬ ‫ر‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫بين‬ ‫‪،‬‬‫ـا‬‫ًّ‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫يرون‬ ‫‪%‬‬ ‫‪50‬‬ ‫و‬ ‫ا‪،‬‬ ‫د‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ج‬
‫ًّ ًّ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫يرون‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫‪ ،%58‬منهــم ‪ %8‬فقــط‬
‫تحقيــق متعــة التعلُّــم‪ ،‬ورآه ‪ %31‬متوسـ َط األهميــة‪.‬‬
‫ ‪3.‬هنــاك مــن األداءات التدريســيَّة اتَّفــق جميــع املســتجيبني عــى أهميتهــا يف تحقيــقِ متعة التعلُّــم يف فصــول تعليم اللُّغــة العربيَّة‬
‫ـايل درجــة األهميــة للمتطلــب ( ُمهــم ِجـ ًّدا‪-‬‬ ‫ـات أخــرى‪ ،‬بالرغــم مــن اختــاف رؤيتهــم لدرجــة األهميــة فبلَــغ إجـ ُّ‬ ‫للناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫ـي‬‫مهــم‪ -‬متوســط األهميــة) نســبة ‪ %100‬مــن آراء املســتجيبني لالســتبانة‪ ،‬وقــد تح َّقــق هــذا يف جميــع متطلَّبــات األداء التدريـ ِّ‬
‫ـب األول‪ ،‬ونصــه‪( :‬التخطيــط امل ُْســبَق للــدرس)؛ فقــد رأى ‪ %4‬مــن املســتجيبني أنَّــه غــر‬ ‫املح ِّقــق للتعلُّــم املاتــع مــا عــدا املتطلـ َ‬
‫مهــم‪ ،‬واملتطلــب الخامــس عــر‪ ،‬ونصــه‪( :‬التجــاوز عـ َّـا قــد يبــدو أنَّــه صعــب ال َف ْهــم عــى الطالــب)؛ فقــد رأى ‪ %12‬أنَّــه غــر‬
‫مهــم‪ ،‬املتطلــب الســادس عــر‪ ،‬ونصــه‪( :‬إظهــار الرباعــة اللُّغويَّــة بإلقــاء أبيــات شــعر وخطــب عــى الطــاب)؛ فقــد رأى ‪%24‬‬
‫ونصــه‪( :‬إظهــار جوانــب الثقافــة العربيَّــة اإلســاميَّة‬ ‫ـر مهــم لتحقيــق متعــة التعلُّــم‪ ،‬وكذلــك املتطلــب الثــاين والعرشيــن‪ُّ ،‬‬ ‫أنَّــه غـ ُ‬
‫ونصــه‪( :‬مراعــاة الحالة النفســيَّة للمتعلِّــم ولو تطلب‬ ‫بالقــدر الــذي يناســب خصائــص املتعلِّــم واحتياجاتــه)‪ ،‬والثالــث والعرشيــن ُّ‬
‫ـر مهمــن يف تحقيــق متعــة التعلُّــم‪ ،‬وقــد تكــون وجه ُة‬ ‫ذلــك إلغــاء الــدرس)؛ فقــد رأى ‪ %4‬مــن املســتجيبني لالســتباتة أنهــا غـ ُ‬
‫النظــر هــذه نابعـ ًة مــن اعتبــار أصحا ِبهــا أن هــذه هــي املتطلَّبــات الوحيــدة أو الرئيســة لتحقيــق التعلُّــم املاتــع ال ســيام فيــا‬
‫يتعلَّــق باملتطلــب األول والثــاين والعرشيــن‪ ،‬والثالــث والعرشيــن‪.‬‬
‫ـات أخــرى ما حصل‬ ‫العربيــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫فص‬ ‫ـي املح ِّققــة ملتــع التعلُّــم يف‬ ‫ ‪4.‬هنــاك مــن متطلَّبــات األداء التدريـ ِّ‬
‫أهميــة مقبولــة‪ ،‬ومــن هــذه املتطلَّبــات‪ :‬املتطلــب‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫درج‬ ‫إىل‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫تش‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫‪،%‬‬ ‫‪80‬‬ ‫إىل‬ ‫‪%‬‬ ‫‪60‬‬ ‫عــى نســبة إجامليــة تراوحــت بــن‬
‫ونصــه‪( :‬وضــع لوائــح التعا ُمــل الصفــي بــن الطــاب وبعضهــم مــن ناحيــة وبــن املعلــم وطالبــه مــن ناحيــة‬ ‫الســابع عــر‪ُّ ،‬‬
‫ونصــه‪( :‬إطــاع املســؤولني عــن املتعلِّــم (ويل أمــر‪-‬‬ ‫ُّ‬ ‫ـرون‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والع‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫الراب‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫واملتطل‬ ‫‪،%‬‬ ‫‪69‬‬ ‫إىل‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫وصل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫أهمي‬
‫أخــرى) بنســبة َّ‬
‫أهميــة وصلــت ‪.%77‬‬ ‫َّ‬ ‫ـبة‬ ‫ـ‬ ‫بنس‬ ‫ـتمرار)‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫باس‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـدم‬ ‫ـ‬ ‫تق‬ ‫مديــر) عــى نســب‬
‫ِ‬
‫ ‪5.‬مل يحصــل أي متطلــب مــن متطلَّبــات التعلُّــم املاتــع فيــا يخــص األداءات التدريســيَّة يف مجــال تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقني‬
‫ـات أخــرى عــى مســت ًوى غـرِ مهــم؛ إال املتطلــب الخامــس عــر‪ ،‬ونصــه‪( :‬التجــاوز عـ َّـا قــد يبــدو أنَّــه صعــب ال َف ْهــم عــى‬ ‫بلُغـ ٍ‬
‫الطالــب)‪ ،‬واملتطلــب الســادس عــر‪ ،‬ونصــه‪( :‬إظهــار الرباعــة اللُّغويَّــة بإلقــاء أبيــات شــعر وخطــب عــى الطــاب) يُ َعـ َّدان مــن‬
‫أبــرز املتطلَّبــات التــي ذهبــت عينـ ُة البحــث العتبارهــا مــن املتطلَّبــات غـرِ املهمــة بدرجــة كبــرة يف تحقيــق متعــة التعلُّــم‪ ،‬وهو‬
‫مــا يتَّ ِســق مــع مــا توصــل إليــه اإلطــار النظــر ُّي للبحــث حــول فلســفة التعلُّــم املاتــع‪ ،‬ومعايــر تح ُّق ِقــه يف ال َعمليَّــة التعليميَّــة‬
‫عــى مســتوى التخطيــط‪ ،‬والتنفيــذ‪ ،‬والتقييــم‪ ،‬وهــو مــا يتَّ ِســق مــع نتائــج الدراســات الســابقة التــي أكــدت فاعليَّـ َة هــذه املــواد‬
‫التعليميَّــة يف تحقيــق متعــة التعلُّــم‪.‬‬
‫ـات‬ ‫العربيــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫املات‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫التع‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫متط‬ ‫ـتبانة‬‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـتجيبني‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـر‬ ‫ ‪6.‬بالرغــم مــن تفــا ُو ِت ِو ْجهــات نظـ‬
‫أهميــة كل متطلــب مــن هــذه املتطلَّبــات العــرة إال أنَّــه بجمع ال ِّن َســب املئويَّــة الثالث‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫درج‬ ‫ـول‬ ‫أخــرى (األداءات التدريسـ َّـية) حـ‬
‫لدرجــة األهميــة (مهمــة ِجـ ًّدا‪ -‬مهمــة‪ -‬متوســطة األهميــة) ميكــن مالحظـ ُة أن النســبة املئويَّــة لتوجه املســتجيبني لالســتبانة نح َو‬
‫ـات أخــرى تراوحــت بــن ‪%77‬‬ ‫العربيــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫أهميــة لهــذه املتطلَّبــات يف تحقيــق تعلُّــم ماتــع يف فصــول تعليــم‬ ‫وجــود َّ‬
‫و‪%100‬؛ مـ َّـا يُ ِشــر إىل اتِّســاق نتائــج البحــث مــع مــا توصــل إليــه اإلطــار النظــر ُّي للبحــث يف تحديــد متطلَّبــات التعلُّــم املاتع‬
‫ـات أخــرى‪.‬‬ ‫العربيــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫يف فصــول تعليــم اللُّغــة‬

‫‪1251‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫توصيات البحث‪:‬‬
‫النظري للبحث ونتائجه فإن البحث يويص مبا ييل‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫يف ضوء اإلطار‬
‫ـات أخــرى؛ بحيــث تتض َّمــن املزي ـ َد مــن‬ ‫العربيــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫مناه‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫د‬
‫ِّ‬ ‫ـوا‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫بتطوي‬ ‫ ‪1.‬االهتــام‬
‫والتعليميــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬‫األلعــاب ُّ َّ‬
‫ي‬‫غو‬ ‫ل‬ ‫ال‬
‫ـات أخــرى بــن القصة الحواريــة‪ ،‬والقصــة الرسديَّــة‪ ،‬والقصة‬ ‫العربيــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬ ‫ ‪2.‬تنويــع محتــوى القصــص يف مناهــج تعليــم َّ‬
‫منصــات التعلُّم)‪ ،‬والقصــة املســموعة واملقروءة‪.‬‬ ‫ـر َّ‬ ‫ميــة (املقــروءة عـ َ‬ ‫الرقْ َّ‬ ‫املصــورة‪ ،‬والقصــة َّ‬
‫داخل الصف‪.‬‬ ‫َ‬ ‫م‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫التع‬ ‫متعة‬ ‫زيد‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫خاللها‬ ‫من‬ ‫والتي‬ ‫املختلفة‪،‬‬ ‫ة‬ ‫لي‬ ‫التواص‬
‫ُ َّ‬ ‫للمواقف‬ ‫الفيديو‬ ‫ملفات‬ ‫التوسع يف إنتاج‬ ‫ ‪ُّ 3.‬‬
‫األدبية من شعر أو نرث مسموعة أو مكتوبة‪.‬‬ ‫ ‪4.‬تنويع املحتوى يف املستويات املتق ِّدمة بني النصوص َّ‬
‫التعليمي مبزيد من نصوص االستامع لألناشيد واألغاين املناسبة لكل مستوى‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ ‪5.‬دعم املحتوى‬
‫ ‪6.‬النظــر إىل األنشــطة والتدريبــات‪ ،‬وجــداول البيانــات‪ ،‬واملعلومــات املصــورة‪ ،‬والصــورة الثابتــة واملتحركــة‪ ،‬واأللغــاز والفوازيــر‬
‫التعليميــة مبــا يناســب املســتوى اللُّغــو َّي‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـائل مســا ِعدة وليســت غايـةً‪ ،‬ولك َّنهــا توظَّــف يف تحقيــق أهــداف ال َع َّ‬
‫مليــة‬ ‫عــى أنَّهــا وسـ ُ‬
‫ومبــا يُسـ ِهم يف تحقيــق متعــة التعلُّــم‪.‬‬
‫ ‪7.‬االهتــام بعمليــات التدريــس الثالثــة مــن تخطيــط‪ ،‬وتنفيــذ‪ ،‬وتقييــم مبــا يُسـ ِهم يف تحقيــق متعــة التعلُّــم‪ ،‬والتخطيــط امل ُْسـ َـبق‬
‫للــدرس‪ ،‬واختيــار الكتــاب األكــر مناســبة الحتياجــات الطالــب‪.‬‬
‫ ‪8.‬االهتــام بوضــع لوائــح التعا ُمــل الصفــي بــن الطــاب‪ ،‬وبعضهــم مــن ناحيــة وبــن املعلــم وطالبه مــن ناحيــة أخــرى‪ ،‬وإطالع‬
‫املســؤولني عــن الطالــب (ويل أمــر‪ -‬مديــر) عــى نِ َســب تقــدم الطالــب باســتمرار‪ ،‬وتقديــم الجوائــز بشــكل دوري ملختلِــف‬
‫ـلوكيات داخــل الصــف‪.‬‬ ‫السـ َّ‬
‫ـاء الــدرس‪ ،‬وإقامــة َعالقــات وديــة بــن املعلــم وطالبــه‪ ،‬ومراعــاة‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫إلغ‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫تطل‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ول‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫للمتع‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫النفس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الحال‬ ‫ـاة‬‫ ‪9.‬مراعـ‬
‫ـامية بالقــدر الــذي يناســب‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الثقاف‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫جوان‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫وإظه‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬‫الثقافي‬
‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫خصوصي‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ف‬
‫ُّ‬ ‫وت‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الثقافي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫االختالف‬
‫خصائــص املتعلِّــم واحتياجاتــه‪.‬‬
‫ ‪10.‬تنويــع أســاليب التدريــس َوف ًقــا ملتطلَّبــات املوقــف التعليمـ ّـي‪ ،‬تدريــب املتعلِّمــن عــى التعلُّــم الــذايتِّ إرشاك الطالــب يف رشح‬
‫جــزء مــن أجــزاء الــدرس‪.‬‬
‫ـارف لُغويَّــة‪ ،‬التغذيــة الراجعــة‪ ،‬وتعزيــز‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫مع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫للطال‬ ‫ـرح‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ـارش‬ ‫ـ‬ ‫املب‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫والتطبي‬ ‫ـي‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫منطق‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ ‪11.‬عــرض املحتــوى يف تسلس‬
‫اإلجابــات الصحيحــة‪.‬‬
‫املنزليــة‪ ،‬وتصحيــح الواجبــات بصــورة دوريَّــة‪،‬‬ ‫الصفيــة والواجبــات َّ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪12.‬رضورة االهتــام بإحــداث نــو ٍع مــن التــوازن بــن األنشــطة‬
‫الض ْعف‪.‬‬ ‫ومراجعــة نتائــج االختبــارات وتحديــد نقــاط القــوة ونقــاط َّ‬
‫ـاء التدريــس لهــم‪ ،‬مــع‬ ‫ ‪13.‬االبتســامة الدامئــة يف وجــه املتعلِّمــن حتــى يف أصعــب املواقــف‪ ،‬واملــزاح واللعــب مــع املتعلِّمــن أثنـ َ‬
‫الحــرص عــى العدالــة يف التعا ُمــل مــع جميــع متعلِّ ِمــي الصــف‪.‬‬
‫ ‪14.‬أال يحــاول املعلــم إظهــا َر الرباعــة اللُّغويَّــة بإلقــاء أبيــات شــعر وخطــب عــى متعلميــه‪ ،‬والتجــاوز أحيانًــا عـ َّـا قــد يبــدو أنَّــه‬
‫صعــب ال َف ْهــم عــى املتعلِّــم‪.‬‬
‫تواصليــة هدفُهــا مامرســة اللُّغــة‪ ،‬وكذلــك إرشاكهــم يف اختيــار املوضوعــات التــي يُريــدون‬ ‫َّ‬ ‫أدوار‬ ‫ـب‬ ‫ ‪15.‬إرشاك املتعلِّمــن يف لَ ِعـ ِ‬
‫ـث فيهــا أو االســتامع إليهــا‪.‬‬ ‫الحديـ َ‬
‫مقرتحات البحث‪:‬‬
‫َ‬
‫وتوص َياتِه اقرتح الباحث القيا َم بالبحوث اآلتية‪:‬‬ ‫البحث ِ‬ ‫ِ‬ ‫يف ضو ِء نتائج‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ـفهي ملتعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّناطقــن بلُغــات أخــرى يف ضــوء‬ ‫التواصــل الشـ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ ‪1.‬فاعليــة إســراتيجيَّة ُمقرتَحــة يف تنميــة مهــارات‬
‫متطلَّبــات التعلُّــم املاتــع‪.‬‬
‫ـات أخــرى يف ضــوء‬ ‫العربيــة ال َّناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ملتع‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫األداء‬ ‫ـارات‬
‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫تنمي‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ح‬‫قرت‬
‫ـراتيجية ُم َ‬
‫َّ‬ ‫ ‪2.‬فاعليــة إسـ‬
‫متطلَّبــات التعلُّــم املاتــع‪.‬‬
‫ ‪3.‬فاعليــة إســراتيجية ُمقرتَحــة يف تنميــة مهــارات التحـ ُّدث ملتعلِّ ِمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫ـات أخــرى يف املســتوى املبتدئ‬
‫يف ضــوء متطلَّبــات التعلُّــم املاتع‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1252‬‬
‫ـات أخــرى يف ضــوء‬ ‫ـرايئ ملتعلِّ ِمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّناطقــن بلُغـ ٍ‬‫ ‪4.‬فاعليــة إســراتيجيَّة ُمقرتَحــة يف تنميــة مهــارات االســتيعاب القـ ِّ‬
‫متطلَّبــات التعلُّــم املاتع‪.‬‬
‫ـات أخــرى يف ضــوء‬ ‫العربيــة ال َّناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ملتع‬ ‫األديب‬ ‫ق‬‫و‬ ‫ُّ‬ ‫ـذ‬
‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـارات‬‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫تنمي‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ح‬‫قرت‬
‫ـراتيجية ُم َ‬‫َّ‬ ‫ ‪5.‬فاعليــة إسـ‬
‫متطلَّبــات التعلُّــم املاتــع‪.‬‬
‫ـات أخــرى يف ضــوء متطلَّبــات‬ ‫ـايف ملتعلِّ ِمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّناطقــن بلُغـ ٍ‬ ‫ ‪6.‬فاعليــة إســراتيجيَّة ُمقرتَحــة يف تنميــة الوعــي الثقـ ِّ‬
‫التعلُّــم املاتــع‪.‬‬
‫غات أخرى يف ضوء متطلَّبات التعلُّم املاتع‪.‬‬ ‫العربية ال َّناطقني بلُ ٍ‬
‫َّ‬ ‫غة‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ملتع‬ ‫ة‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫تعليم‬ ‫ ‪7.‬تقويم منهج‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬
‫ ‪8.‬تطوير منهج تعليم اللُّغة العربيَّة ملتعلِّمي اللُّغة العربيَّة ال َّناطقني بلُغات أخرى يف ضوء متطلَّبات التعلُّم املاتع‪.‬‬
‫غات أخرى يف تنمية االتجاه نحوها‪.‬‬ ‫العربية ال َّناطقني بلُ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪9.‬أثر توظيف متطلَّبات التعلُّم املاتع يف فصول تعليم اللُّغة‬
‫ٍ‬
‫ ‪10.‬ال َعالقــة بــن توظيــف متطلَّبــات التعلُّــم املاتــع يف فصــول تعليــم اللُّغــة العربيَّــة ال َّناطقــن بلُغــات أخــرى ودرجة إقبــال املتعلِّمني‬
‫عــى تعلُّمها‪.‬‬
‫املراجع‬
‫ـرح قائــم عــى إســراتيجيَّات التعلُّــم املم ِتــع‬ ‫ـي مقـ َ َ‬ ‫ ‪-‬الــركايت‪ ،‬نيفــن بنــت حمــزة بــن رشف (‪2018‬م)‪ :‬برنامــج تدريبـ ٌّ‬
‫املكرمــة يف ضــوء واقــع احتياجاتهــن التدريبيــة‪ ،‬مجلــة كليــة‬ ‫ملعلــات الرياضيــات باملرحلــة االبتدائيَّــة مبدينــة مكــة َّ‬
‫الرتبيــة بجامعــة األزهــر‪ ،‬ع‪ ،177‬ج‪ ،2‬ينايــر‪ ،‬ص ص ‪.476-536‬‬
‫إلكرتونيــة قامئــة عــى التعلُّــم املم ِتــع يف تنميــة‬ ‫َّ‬ ‫تعليميــة‬‫َّ‬ ‫ ‪-‬أبــو مغنــم‪ ،‬كرامــي محمــد بــدوي عــزب (‪2021‬م)‪ :‬أثــر حقيبــة‬
‫ـريف لــدة تالميــذ الصــف الثــاين اإلعــدادي يف مــادة‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫املع‬ ‫الجغرافيــة وخفــض العــبء‬ ‫َّ‬ ‫يت والثقافــة‬ ‫مهــارات التعلُّــم الــذا ِّ‬
‫االجتامعيــة‪ ،‬ع‪ ،133‬ســبتمرب‪ ،‬ص ص‪.300-373‬‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫للدراس‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫الرتبو‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الجمعي‬
‫َّ‬ ‫الجغرافيــا‪ ،‬مجلــة‬
‫ ‪-‬الجغيــان‪ ،‬عبــد اللــه (‪2003‬م)‪ :‬عندهــا ســتعرف متعــة التعليــم والتعلُّــم‪ :‬هــل زرت هــذا الصــف؟ املعرفــة‪ ،‬وزارة الرتبيــة‬
‫والتعليــم الســعوديَّة‪ ،‬ع‪ ،52‬ص ص ‪.61-93‬‬
‫االبتدائيــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫للمرحل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫مع‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫واق‬ ‫م)‪:‬‬ ‫‪2022‬‬ ‫(‬ ‫ـرايب‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ ‪-‬الحــاريث‪ ،‬وفــاء بنــت عايــض بــن ســعد‬
‫إلســراتيجيات التعلُّــم املم ِتــع مبدينــة الريــاض‪ ،‬مجلــة كليــة الرتبيــة يف العلــوم الرتبويَّــة‪ ،‬جامعــة عــن شــمس‪ ،‬مــج‪،45‬‬
‫ع‪ ،1‬ص ص ‪.147-182‬‬
‫ ‪-‬داود‪ ،‬ســمرية ســعيد عبــد الغنــي (‪2022‬م)‪ :‬تحســن املام َرســات التدريســيَّة مل ُعلِّمــي الرتبيــة الدينيَّــة اإلســاميَّة باملرحلــة‬
‫االبتدائيَّــة يف ضــوء التعلُّــم املم ِتــع‪ ،‬واتجاهــات املعلِّمــن نحــوه‪ ،‬مجلــة كليــة الرتبية‪ ،‬جامعــة املنوفيــة‪ ،‬مــج‪ ،/37‬ع‪ ،2‬يونيو‪.‬‬
‫ص ص ‪.119-204‬‬
‫قرتحــة للتخفيــف مــن حدة مشــكلة‬ ‫َّ ُ َ‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫ـراتيجي‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫‪Learning‬‬ ‫‪For‬‬ ‫‪Fun‬‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫للمتع‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫التع‬ ‫م)‪:‬‬ ‫‪2016‬‬ ‫(‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ ‪-‬الدهشــان‪ ،‬جــال‬
‫املتخصصــة فــرع مــر باالشــراك‬ ‫ِّ‬ ‫ـرأة‬
‫ـ‬ ‫مل‬ ‫يب‬
‫ِّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـاد‬ ‫ـ‬ ‫االتح‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫مؤمت‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫د‬
‫َّ‬ ‫مق‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫عم‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ورق‬ ‫ـم‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـرب الفتيــات‬ ‫تـ ُّ‬
‫املوضوعيــة لظاهــرة تــرب الفتيــات مــن التعليــم‪10-12- .‬‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫«املعالج‬ ‫ـوان‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫لعن‬ ‫ـورة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املنص‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫جامع‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الرتبي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫كلي‬ ‫مــع‬
‫‪2016‬م‪.‬‬
‫ ‪-‬الربــاط‪ ،‬بهــرة شــفيق إبراهيــم (‪2021‬م)‪ :‬إســراتيجيَّات التدريــس‪ :‬رؤى جديــدة‪ ،‬كليــة الدراســات العليا للرتبيــة‪ ،‬جامعة‬
‫القاهرة‪.‬‬
‫ـريف (اللُّغــة بــن علــم النفــس وحروبهــا وإرضابهــا)‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫املع‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫النف‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫عل‬ ‫يف‬ ‫م)‪:‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫(‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫الحمي‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫عب‬ ‫ـيد‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـليامن‪،‬‬ ‫ ‪-‬سـ‬
‫القاهــرة‪ :‬عالَــم الكتــب‪.‬‬
‫(املتغيات‬
‫ِّ‬ ‫ـرق التدريــس‪:‬‬ ‫ـدويل األول لقســم املناهج وطُـ ُ‬ ‫ ‪-‬شــحاتة‪ ،‬حســن ســيد (‪2018‬م)‪ :‬متعــة التعليــم والتعلُّــم‪ ،‬املؤمتــر الـ ُّ‬
‫العامليَّــة ودورهــا يف تشــكيل املناهــج وطرائــق التعليــم والتعلُّــم‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬كليــة الدراســات العليــا للرتبيــة‪ ،‬جامعــة القاهرة‪،‬‬
‫‪ 5-6‬ديســمرب ‪2018‬م‪ ،‬ص ص ‪.31-43‬‬
‫ـراتيجية التعلُّــم املقلــوب عــى التحصيــل وبقــاء أثــر التعلُّــم يف‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ ‪-‬عبــد الغنــي‪ ،‬كرميــة (‪2016‬م)‪ :‬فاعلي‬
‫عربيــة يف الرتبيــة وعلــم النفــس )‪ ،(ASEP‬ع‪ ،74‬ص‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫دراس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مجل‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫الثانو‬ ‫ـة‬ ‫تدريــس التاريــخ لــدى طــاب املرحلـ‬
‫ص ‪.195-250‬‬

‫‪1253‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ ‪-‬فــراج‪ ،‬محســن حامــد (‪2019‬م)‪ :‬بنــاء العقليَّــة ال ِعلميَّــة‪ ،‬التعلُّــم املم ِتــع‪ ،‬جــودة الحيــاة‪ :‬غايــات جديــدة للرتبيــة ال ِعلميَّــة‪،‬‬
‫ـي الحــادي والعــرون‪ :‬الرتبيــة ال ِعلميَّــة وجــودة الحيــاة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬جامعــة عــن شــمس‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪،‬‬ ‫املؤمتــر العلمـ ِّ‬
‫الجمعيَّــة املرصيــة للرتبيــة ال ِعلميَّــة‪ ،‬ال ِعلميَّــة الرتبيــة‪ ،‬ص ص ‪.5-31‬‬
‫الدافعية واملشــا َركة‬‫َّ‬ ‫ـي قائــم عــى متعة التعلُّــم يف تعزيــز‬ ‫ ‪-‬محمــد‪ ،‬أمــال أحمــد مصطفــى (‪2018‬م)‪ :‬فعاليــة برنامــج تدريبـ ٍّ‬
‫الخاصــة‪ ،‬كليــة علــوم‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الرتبي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫مجل‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫باالبتدائي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫باملرحل‬ ‫األكادمييــة للتالميــذ ذوي صعوبــات التعلُّــم تعلــم القــراءة‬ ‫َّ‬
‫اإلعاقــة والتأهيــل‪ ،‬ع‪ ،23‬أبريــل‪ ،‬ص ص‪.114-163‬‬
‫ـي لــدى ُمعلِّمــي العلــوم‬ ‫ـرح لتنميــة مهــارات التدريــس اإلبداعـ ِّ‬ ‫ـي مقـ َ َ‬ ‫ ‪-‬محمــد‪ ،‬كرميــة عبــد اإللــه (‪2016‬م)‪ :‬برنامــج تدريبـ ٌّ‬
‫ـي للمشــكالت لــدى طالبهــم‪ ،‬مجلــة كليــة الرتبيــة‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلبداع‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫الح‬ ‫ـارات‬ ‫باملرحلــة االبتدائيَّــة‪ ،‬وأثــره يف تنميــة ال َف ْهــم ومهـ‬
‫جامعــة بنهــا‪ ،‬مــج‪ ،27‬ع‪ ،106‬ص ص ‪.88-120‬‬
‫ـراتيجيات التعلُّــم املم ِتــع لتعديــل بعــض العــادات‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫قائ‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫برنام‬ ‫ ‪-‬محمــد‪ ،‬هنــاء محمــد عثــان (‪2020‬م)‪ :‬فاعليــة‬
‫الصحيــة لــدى أطفــال الروضــة‪ ،‬مجلــة الطفولــة والرتبيــة‪ ،‬كليــة ريــاض األطفــال جامعــة اإلســكندرية‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫الغذائيــة غــر‬
‫َّ‬
‫املعفــرج‪ ،‬مــج‪ ،12‬ع‪ ،43‬يوليــو‪ ،‬ص ص‪.15-75‬‬
‫ ‪-‬محمــود‪ ،‬خالــد (‪2016‬م)‪ :‬هــل يفتــح مفهــم التعلُّــم باملتعــة آفاقًــا جديــدة يف ميــدان الرتبيــة؟ مد َّونــة تعلــم جديــد أخبــار‬
‫وأفــكار تقنيــات التعليم‪ ،‬موقــع تعليــم جديــد ‪https://www.new-educ.com‬‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫مناه‬ ‫يف‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫املرج‬ ‫م)‪:‬‬ ‫ ‪-‬مدكــور‪ ،‬عــي أحمــد‪ ،‬طعيمــة‪ ،‬رشــدي أحمــد‪ ،‬هريــدي‪ ،‬إميــان أحمــد (‪2010‬‬
‫ـات أخــرى‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬دار الفكــر العــريب‪.‬‬ ‫للناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫ ‪-‬املعفــرج‪ ،‬عبــد املحســن (‪2004‬م)‪ :‬التعليــم بالرتفيــه‪ ،‬الضحــك يف بيئــة املدرســة رضورة ال رفاهيــة املعرفــة‪ ،‬وزارة الرتبيــة‬
‫والتعليم الســعوديَّة‪ ،‬ع‪.116‬‬
‫ ‪Alison Mackey & Susan M. Gass (2012). Research Methods in Second Language Acquisition,-‬‬
‫‪Blackwell Publishing Ltd‬‬
‫ ‪Churchill, W. (2016). Why Fun Learning Works Better than Dull Learning. http://www.growthengi--‬‬
‫‪neerung.co.uk/why-fun-in-Learning-isimportant.‬‬
‫ ‪Ford, M., &Optis, M. (2014). Engaging minds in Classrooms: the surprising power of Joy. Alexan--‬‬
‫)‪dria, VA: Association for the supervision and Curriculum Development (ADCj‬‬
‫ ‪Meleisea, E. (2016). Happy Schools: A framework for Learner Well-being in Asia-Pacific. Paris:-‬‬
‫‪The United Nations Educational, Scientific and Cultural Organization (UNESCO).‬‬
‫ ‪Schattner, P. (2015).the case for «Story Driven» Biology Education. Journal of Biology Education,-‬‬
‫‪vol49,no3,pp334-37.‬‬
‫ ‪Trask, R.L (2010). Why Do Languages Change? Cambridge Universitiy Press, Inc.-‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1254‬‬
‫تعليم ُّ‬
‫اللغة العربية في الجامعات الهندية‬
‫وفرص‬ ‫تحديات ُ‬
‫ِّ‬

‫الدكتور‪ /‬صهيب عامل‬


‫األستاذ امل ُسا ِعد‪ ،‬بقسم اللُّغة العربية‬
‫الجامعة امللية اإلسالمية‪ ،‬نيودلهي ‪ -‬الهند‬

‫‪salam5@jmi.ac.in‬‬

‫وصلــت اللُّغــة العربيــة إىل ِشــبه القــارة الهنديــة عــى يــد الت َّجــار واملالحــن مــن العــرب‪ ،‬حيــث كانــت الهنــد عــى صلــة‬
‫تجاريــة وثيقــة ومســتمرة بالعالَــم العــريب‪ ،‬وكانــت املالحــة العربيــة يف امليــاه الهنديــة معهــودة قبــل اإلســام بقــرون عديــدة‪،‬‬
‫أيضــا إ َّن اللُّغــة العربيــة دخلــت يف ِشــبه القــارة الهنديــة مــن جهــة ُخراســان ومــا وراء نهــر الســند‪ ،‬فيبــدأ تاريــخ نــر‬ ‫ويقــال ً‬
‫اللُّغــة العربيــة منــذ دخــول العــرب يف الهنــد‪ ،‬ووفــود أصحــاب العلــم والفضــل والكــال إليهــا مــن كل ناحيــة وبلــدة‪ ،‬فدرســوا‬
‫وأفــادوا عهـ ًدا بعــد عهــد‪ ،‬واســتفاد الهنــود منهــم‪ ،‬وأصبحــت الهنــد مرج ًعــا ومــأ ًوى للعلــاء والباحثــن‪.‬‬
‫واشــتهرت بعــض املــدن الهنديــة؛ مثــل ُملْتــان‪ ،‬وال ُهــور‪ ،‬وكُو ْجــرات‪ ،‬و ِدلهــي‪ ،‬وجونْ ُفــور‪ ،‬ولكنــاو وغريهــا‪ ،‬بأنَّهــا كانــت مهـ ًدا‬
‫لعلــاء وأدبــاء وباحثــي اللُّغــة العربيــة‪ ،‬وأ َّمــا بلــدة جونْفــور فإنَّهــا صــارت مدينــة العلــم بعــد ســقوط الحكــم اإلســامي يف‬
‫ِدلهــي(((‪ ،‬فوفــد إليهــا العلــاء مــن ِدلهــي‪ .‬وجعــل العلــاء وال ُكتَّــاب بعــد ذلــك يؤلِّفــون الكتــب عــى طــراز املؤلفــن العــرب‬
‫باللغــات العربيــة والفارســية واألرديــة يف الهنــد‪ ،‬وقامــوا بإثــراء العلــوم الدينيــة والعلميــة املعنيــة باللغــة العربيــة فيهــا خــال‬
‫عهدهــم الزاهــر‪ (((.‬وقامــت الروابــط العربيــة والهنديــة ‪ -‬بعبــارة أخــرى؛ ال َعالقــات بــن اللُّغــة العربيــة والهنــد ‪ -‬بــدور ثــري‬
‫ـدل عــى هــذه الصلــة القدميــة‬ ‫لرتســيخ جــذور اللُّغــة العربيــة يف الهنــد مــن خــال الصــات التجاريــة والثقافيــة القدميــة‪ ،‬ويـ ُّ‬
‫املعربــة‪ ،‬هنديــة األصــل واملعنــى(((‪.‬‬ ‫مــا ورد يف الكتــاب العزيــز مــن الكلــات َّ‬
‫املعربــة وتداولوهــا يف حديثهــم‪ ،‬وفيــا كانــوا ينظمونــه‬ ‫وكان العــرب يف جاهليتهــم قــد تعارفــوا عــى الكلــات الهنديــة َّ‬
‫مــن أشــعارهم‪ .‬فقــد كان التجــار العــرب يتداولــون البضائــع بــن بالدهــم والهنــد مــن عصــور ســابقة ِجـ ًّدا‪ ،‬وكانــوا يغــدون‬
‫ويروحــون ويعملــون معهــم‪ ،‬إىل جانــب البضائــع التجاريــة مــن املعلومــات واملــوارد الثقافيَّــة‪ ،‬وهذا التبــادل التجــاري والثقايف‬
‫ـدل عــى ذلــك‬ ‫قــد تــرك بصــات عميقــة يف صفحــات التاريــخ العــريب الهنــدي‪ ،‬مــا ال ميكــن إنكارهــا أو تجاهلهــا‪ ،‬ويـ ُّ‬
‫ـاء للمنتوجــات والبضائــع‬ ‫املعربــة الهنديــة األصــل‪ ،‬وخاصــة املفــردات التــي جــاءت أسـ ً‬ ‫مــا نجــده مــن الكلــات واملفــردات َّ‬
‫ـرا‪ (((.‬فهكــذا انتــرت اللُّغــة العربيــة يف الهنــد‪ ،‬ولكــن أهــم العوامــل‬ ‫ً‬ ‫التجاريــة الهنديــة يف األدب العــريب الجاهــي ِشـ ْع ًرا َونَـ ْ‬
‫التــي قامــت بــدور مهــم يف انتشــارها ورواج علومهــا يف شــبه القــارة الهنديــة هــي الحركــة اإلســامية(((‪.‬‬
‫ودخلــت اللُّغــة العربيــة الهنــد عــن طريقــن؛ أحدهــا عــن طريــق التُّ َّجــار العــرب الذيــن اســتوطَنوا بعــض املناطــق‬
‫الســاحلية للهنــد مثــل املليبــار وكوكــن وكوجــرات(((‪ ،‬وأسســوا املــدارس واملعاهــد لنــر اللُّغــة العربيــة لُغتهــم األم بــن أبنــاء‬
‫مقرراتهــم الدراســية يف كتاتيــب املســاجد‪،‬‬ ‫الهنــود املســلمني‪ ،‬ور َّحــب الهنــود بهــذه املبــادرة‪ ،‬وأدخلوهــا وعلومهــا وفنونهــا يف َّ‬
‫واملؤسســات‪ ،‬والكليــات‪ ،‬والجامعــات‪ .‬واآلخــر عــن طريــق الســند فانتــرت اللُّغــة العربيــة يف ملتــان‬ ‫َّ‬ ‫واملــدارس‪ ،‬واملعاهــد‪،‬‬

‫عبد الحي الحسني‪ ،‬الثقافة اإلسالمية يف الهند (معارف العوارف يف أنواع العلوم واملعارف(‪ ،‬دمشق‪ ،‬سورية‪1983 ،‬م‪ ،‬ص ‪.9-11‬‬ ‫(( (‬
‫سيد رضوان عيل الندوي‪ ،‬اللغة العربية وآدابها يف شبه القارة الهندية عرب القرون‪ ،‬منشورات جامعة كراتيش‪ ،‬باكستان‪.11 ،‬‬ ‫(( (‬
‫قــايض أطهــر املباركفــوري‪ ،‬هندوســتان عهــد رســالت مــن‪ ،‬فريــد بــك دبــو‪ ،‬دلهــي‪ ،‬ص‪ .40-55‬ســيد ســليامن النــدوي‪ ،‬العالقــات العربيــة‬ ‫(( (‬
‫الهنديــة‪ ،‬ص ‪.68-69‬‬
‫سيد سليامن الندوي‪ ،‬العالقات العربية الهندية (ترجمة‪ :‬صهيب عامل)‪ ،‬مؤسسة الفكر العريب‪ ،‬بريوت‪2014 ،‬م‪ ،‬ص ‪.21-24‬‬ ‫(( (‬
‫أبو الحسن عيل الحسني الندوي‪ ،‬املسلمون يف الهند‪ ،‬ص‪.13-15‬‬ ‫(( (‬
‫د‪ .‬جميل أحمد‪ ،‬حركة التأليف باللغة العربية يف اإلقليم الشاميل الهندي‪ ،‬كراتيش‪ ،‬باكستان‪ ،‬ص‪.5‬‬ ‫(( (‬

‫‪1255‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫املؤسســات تاريــخ حافــل باملســاهامت الرثيــة يف‬ ‫املؤسســات التعليميَّــة يف حيــز الوجــود‪ .‬ولهــذه َّ‬
‫(((‬
‫والهــور‪ ،‬وجــاءت بعــض َّ‬
‫ترويــج اللُّغــة العربيــة ونرشهــا بــن أبنــاء الهنــد‪ ،‬وال شـ َّـك يف أنَّهــا عمــود فقــري لرتويــج اللُّغــة العربيــة ونرشهــا يف الهنــد‪.‬‬
‫وال شـ َّـك يف أن اللُّغــة العربيــة ليســت لغــة عاديــة مثــل اللُّغــات األجنبيــة األخــرى يف الهنــد‪ ،‬فهــي لغــة الق ـرآن الكريــم‪،‬‬
‫والحديــث النبــوي‪ ،‬والــراث‪ ،‬والتاريــخ‪ ،‬والثقافــة‪ ،‬واالقتصــاد‪ ،‬والتوظيــف‪ ،‬وغــره‪ .‬وتحتضــن هــذه اللُّغــة تاريــخ الهنــد للعهــود‬
‫املاضيــة يف شــكل الكتــب واملخطوطــات املوجــودة يف مختلــف املكتبــات الهنديــة‪ ،‬ومــن أهــم الكتــب التاريخيــة املتعلِّقــة بتاريخ‬
‫(((‬
‫الهنــد التــي ألفــت فيهــا «تشــتش نامــه»‪ ،‬و»النــور الســافر ألهــل القــرن العــارش»‪ ،‬و»ظفــر الوالــه مبظفــر والــه» وغريهــا‪.‬‬
‫فاملؤسســات التعليميَّــة نوعــان؛‬
‫َّ‬ ‫واملؤسســات البحثيــة‪.‬‬
‫املؤسســات التعليميَّــة‪َّ ،‬‬
‫املؤسســات؛ هــا َّ‬ ‫ويوجــد يف الهنــد نوعــان مــن َّ‬
‫املؤسســات التــي تــدرس فيهــا اللُّغــة العربيــة عــى مســتوى الثانويــة أو الثانويــة العاليــة‪ ،‬ومــن أه ِّمهــا‪ :‬دار العلــوم‬ ‫أولهــا َّ‬
‫بديوبنــد‪ ،‬ودار العلــوم لنــدوة العلــاء بلكنــاو‪ ،‬ومدرســة اإلصــاح بـراي مــر‪ ،‬وجامعــة الفــاح بلرياكنــج‪ ،‬والجامعــة الســلفية‬
‫املؤسســات منتــرة يف جميــع أنحــاء الهنــد وأرجائهــا‪ ،‬ويَــد ُرس الطــاب‬ ‫ببنــارس وغريهــا‪ .‬وتجـ ُدر اإلشــار ُة إىل أن مثــل هــذه َّ‬
‫فيهــا م َّجانًــا بــدون أي متييــز‪ ،‬وتُــد َّرس فيهــا العلــوم اإلســامية؛ مثــل القـرآن الكريــم‪ ،‬والحديــث النبــوي‪ ،‬والفقــه اإلســامي‪،‬‬
‫والشــعر العــريب الكالســييك‪ ،‬والنحــو والــرف‪ ،‬وغريهــا‪ ،‬وت ُ ِّركــز عــى النحــو والــرف أكــر بكثــر مقابــل العلــوم األخــرى‬
‫واألدب العــريب(((‪.‬‬
‫املؤسســات التــي تــدرس اللُّغــة العربيــة مــا بعــد مرحلــة الثانويــة‪ ،‬أي يف مرحلــة البكالوريــوس‪،‬‬ ‫والنــوع الثــاين هــو تلــك َّ‬
‫واملاجســتري‪ ،‬واملاجســتري العــايل‪ ،‬والدكتــوراه‪ ،‬والدبلــوم االبتــدايئ‪ ،‬والدبلــوم املتوســط‪ ،‬والدبلــوم العــايل‪ .‬وتهتــم هــذه‬
‫ـرا باللغــة العربيــة وآدابهــا وعلومهــا مثــل النحــو والــرف‪ ،‬والبالغــة‪ ،‬والشــعر العــريب الكالســييك والحديــث‪،‬‬ ‫املؤسســات كثـ ً‬
‫َّ‬
‫والنــر العــريب الكالســييك والحديــث‪ ،‬والرتجمــة مــن اللُّغــة العربيــة إىل اإلنجليزيــة أو األورديــة وبالعكــس‪ .‬والطــاب الذيــن‬
‫يتابعــون مرحلــة الدكتــوراه يقومــون بالبحــث حــول املوضوعــات املتن ِّوعــة املعنيــة باللغــة العربيــة يف الهنــد وخارجهــا وعلومهــا‬
‫وآدابهــا‪ ،‬كــا يجعلــون موضوعــات للبحــث عــن تطــور اللُّغــة العربيــة يف البــاد العربيــة؛ مثــل اململكــة العربيــة الســعودية‪،‬‬
‫ودولــة اإلمــارات العربيــة املتحــدة‪ ،‬ودولــة قطــر‪ ،‬ودولــة الكويــت‪ ،‬ومــر‪ ،‬واملغــرب‪ ،‬والجزائــر‪ ،‬وســوريا‪ ،‬وفلســطني‪ ،‬وغريها(((‪.‬‬
‫تــدرس اللُّغــة العربيــة حاليًــا يف نحــو (‪ )40‬جامعــة‪ ،‬و (‪ )40‬كليــة‪ ،‬و (‪َ )77‬مد َرســة‪ ،‬تقــدم الربامــج التعليميَّــة املختلفــة باللغــة‬
‫العربيــة خــال املراحــل املختلفــة‪ ،‬وتجـ ُدر اإلشــار ُة إىل أن املــدارس اإلســامية يف الهنــد التــي تقــدم الربامج التعليميَّــة املختلفة‬
‫باللغــة العربيــة يصــل عددهــا إىل نحــو ثالثــن ألــف مدرســة صغــرة أو كبــرة‪ ،‬والتــي تقــع يف القــرى الصغــرة النائيــة حتــى‬
‫يف املــدن الرئيســة‪ .‬واعرتفــت بعــض الجامعــات الهنديــة مثــل الجامعــة املليــة اإلســامية(((‪ ،‬وجامعــة عــي كــراه اإلســامية‪،‬‬
‫وجامعــة موالنــا أبــو الــكالم آزاد األورديــة القوميــة‪ ،‬وجامعــة الخواجــة معــن الديــن تشــتي وغريهــا‪ ،‬بشــهادات بعــض املدارس‬
‫اإلســامية الهنديــة التــي سـ َّمت شــهاداتها العلميَّــة بــــــ «شــهادة العامليَّــة» و«شــهادة الفضيلــة»‪ .‬وتتســاوي شــهادة «العامليَّــة»‬
‫لبعــض املــدارس اإلســامية الهنديــة بـــ «الثانوية»‪ ،‬ولبعضهــا بـ «الثانويــة الثانية» أحيانًا‪ ،‬وشــهادة «الفضيلة» تتســاوي بشــهادة‬
‫ـي للمــدارس اإلســامية الهنديــة‪.‬‬ ‫«الثانويــة الثانيــة»‪ ،‬أو «شــهادة البكالوريــوس» أحيانًــا أخــرى باختــاف املســتوى التعليمـ ِّ‬
‫ويســتخدم أصحــاب املــدارس اإلســامية الهنديــة ‪ -‬مؤسســوها والقامئــون عليهــا ‪ -‬كلمــة «جامعــة» لتســمية بعض مدارســهم‬
‫تي ُّم ًنــا بأنَّهــا ســتصبح جامعــات إســامية أو معت ِقديــن أن هــذه املــدارس اإلســامية مبثابــة جامعــات حديثــة لنــر التعليــم‬
‫الدينــي اإلســامي‪ .‬وتســمية «جامعــة» مــع اســم املــدارس اإلســامية الهنديــة ال عالقــة لهــا بالجامعــات الحديثــة يف الهنــد‪.‬‬
‫وقــد حصلــت اللُّغــة العربيــة عــى دعــم األمــراء والحــكام الهنــود مــن خــال العهــود املختلفــة‪ ،‬كــا اكتســبت دعــم االحتالل‬
‫اإلنجليــزي حتــى اســتقالل الهنــد‪ .‬وبعــد اســتقاللها يف عــام (((‪ ،1947‬ال تــزال تدعــم الحكومــة الهنديــة تعليــم اللُّغــة العربيــة‪.‬‬
‫وتبــوأت مكانهــا يف الدوائــر التعليميَّــة والبحثيــة مثلــا دعمــت الحكومــات الســابقة يف العهــود املختلفــة املاضيــة‪ ،‬ومنحــت‬
‫الحكومــة الهنديــة املســلمني الهنــود الحريــة الكاملــة إلنشــاء املــدارس األهليــة (الدينيــة)‪ ،‬واملعاهــد التعليميَّــة العاليــة بأنفســهم‪.‬‬

‫محمود أحمد السادايت‪ ،‬تاريخ املسلمني يف شبه القارة الهندية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مرص‪1957 ،‬م‪.1/28 ،‬‬ ‫(( (‬
‫د‪ .‬جميل أحمد‪ ،‬حركة التأليف باللغة العربية يف اإلقليم الشاميل الهندي‪ ،‬ص‪.49‬‬ ‫(( (‬
‫‪/darululoom-deoband.com/home‬‬ ‫(( (‬
‫‪/https://www.jmi.ac.in‬‬ ‫(( (‬
‫‪https://www.jmi.ac.in/studyatjamia/admission/1‬‬ ‫(( (‬
‫صهيب عامل‪ ،‬تاريخ اللغة العربية وواقعها يف الهند‪ ،‬مركز امللك عبدالله لخدمة اللغة العربية‪ ،‬الرياض‪ ،2016 ،‬ص‪.4-7‬‬ ‫(( (‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1256‬‬
‫ولذلــك نــرى سلســلة ذهبيــة مــن املــدارس اإلســامية التــي أُنشــئت قبــل اســتقالل الهنــد وبعدهــا‪ ،‬ومــن أهــم املــدارس التــي‬
‫ذاع صيتهــا يف الهنــد وخارجهــا مــا يــأيت‪:‬‬
‫املدارس‪:‬‬
‫ ‪1.‬دار العلوم ديوبند‪ ،‬والية أترابراديش‬
‫ ‪2.‬دار العلوم لندوة العلامء‪ ،‬لكناو‪ ،‬والية أترابراديش‬
‫ ‪3.‬مدرسة اإلصالح‪ ،‬رساي مري‪ ،‬أعظم كراه‬
‫ ‪4.‬جامعة الفالح‪ ،‬بلرييا كنج‪ ،‬أعظم كراه‬
‫ ‪5.‬الجامعة السلفية‪ ،‬بنارس‪ ،‬والية أترابراديش‬
‫ ‪6.‬مدرسة مظاهر العلوم‪ ،‬سهارنفور‬
‫ ‪7.‬جامعة دار السالم‪ ،‬عمر آباد‪ ،‬تاميلنادو‬
‫ ‪8.‬الجامعة اإلسالمية لكاشف العلوم‪ ،‬أورنغاباد‪ ،‬مهاراشرتا‬
‫ ‪9.‬الجامعة العالية العربية‪ ،‬مئو ناث بنجان‪ ،‬والية أترابراديش‬
‫ ‪10.‬الجامعة اإلسالمية‪ ،‬تلكهنا‪ ،‬سدهارت نكر‪ ،‬والية أترابراديش‬
‫ ‪11.‬مدرسة رياض العلوم‪ ،‬دلهي‬
‫ ‪12.‬جامعة الصالحات‪ ،‬رامفور‪ ،‬والية أترابراديش‬
‫ ‪13.‬الجامعة املحمدية‪ ،‬ماليغاون‪ ،‬مهاراشرتا‬
‫ ‪14.‬دار العلوم األرشفية مصباح العلوم‪ ،‬أعظم كراه‪ ،‬والية أترابراديش‬
‫ ‪15.‬جامعة ابن تيمية‪ ،‬تشمباران‪ ،‬بيهار‬
‫ ‪16.‬جامعة مصباح العلوم‪ ،‬سدهارث نكر‪ ،‬والية أترابراديش‬
‫ ‪17.‬دار العلوم اإلسالمية‪ ،‬بستي‪ ،‬والية أترابراديش‬
‫ ‪18.‬دار العلوم أحمدية سلفية‪ ،‬دربنغا‪ ،‬بيهار‬
‫ ‪19.‬املعهد العايل اإلسالمي‪ ،‬حيدر آباد‪ ،‬تلينغانا‬
‫ ‪20.‬مركز الثقافة السنية‪ ،‬كوزيكود‪ ،‬كرياال‬
‫ ‪21.‬دار ال ُهدى اإلسالمية‪ ،‬كرياال‬
‫ ‪22.‬املعهد اإلسالمي السلفي‪ ،‬ريتشا‪ ،‬برييل‪ ،‬أترابراديش‬
‫ ‪23.‬جامعة الهدايا‪ ،‬جيبور‪ ،‬راجستان‬
‫ ‪24.‬املدرسة العالية‪ ،‬فتحبور‪ ،‬دلهي‬
‫ ‪25.‬املدرسة األمينية‪ ،‬كشمريي غيت‪ ،‬دلهي‬
‫ ‪26.‬الجامعة األثرية‪ ،‬دار الحديث‪ ،‬ماو ناث بانجان‪ ،‬والية أترابراديش‬
‫ ‪27.‬جامعة أحسن البنات‪ ،‬مراد آباد‪ ،‬والية أترابراديش‬
‫فأسســوا املــدارس والكتاتيب‬ ‫َّ‬ ‫ـامية‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الرشيع‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫فه‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫ألج‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫مه‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫وتع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬ ‫لقــد اهتــم املســلمون يف الهنــد بتعليــم اللُّغــة‬
‫واملعاهــد الدينيــة التــي كان فيهــا األســاتذة والعلــاء‪ ،‬الذيــن كانــوا يركــزون عــى اللُّغــة العربيــة وعلومهــا مــن ناحيــة دينيــة‪.‬‬
‫فتعلــم عــدد مــن املســلمني اللُّغــة العربيــة التــي كانــت تســاعد يف فهــم القـرآن الكريــم وتفســره وعلومــه‪ ،‬والحديــث النبــوي‬
‫الرشيــف وأصولــه‪ ،‬والفقــه وأصولــه‪ ،‬حتــى متكنــوا مــن فهــم الديــن مبــارشة‪ ،‬ثم بــدأوا تأليــف الكتــب املتعلِّقــة باألمــور الدينية‬
‫مــن تفســر آيــات مــن القـرآن الكريــم ورشوح الحديــث النبــوي‪ ،‬والفقــه‪ ،‬والفتــاوى‪ ،‬واللغــة‪ ،‬والقواميــس‪ ،‬واملعاجــم‪.‬‬
‫ـررات الدراســيَّة للمــدارس اإلســامية تحتــوي عــى تاريــخ اللُّغــة العربيــة‪ ،‬والقواعــد العربيــة‪،‬‬ ‫إن معظــم األجــزاء مــن املقـ َّ‬
‫والبالغــة‪ ،‬والتفســر وأصولــه‪ ،‬والحديــث النبــوي وأصولــه‪ ،‬والفقــه وأصولــه‪ ،‬واللُّغــة العربيــة وآدابهــا‪ ،‬والرتجمــة‪ ،‬واللغــات‬
‫املتعــددة مثــل الهنديــة‪ ،‬واألرديــة‪ ،‬واإلنجليزيــة‪ ،‬وغريهــا‪ .‬وتُــد َّرس اللُّغــة العربيــة وآدابهــا يف ضوء العلــوم الدينية اإلســامية يف‬

‫‪1257‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ـررات الدراســيَّة يعتمــد عــى اللُّغــة العربيــة الكالســيكية حتــى العــر العبــايس‪.‬‬ ‫املــدارس اإلســامية‪ ،‬ومعظــم األجــزاء مــن املقـ َّ‬
‫ويتخــرج مئــات الباحثــن يف اللُّغــة العربيــة والعلــوم اإلســامية يف هــذه املــدارس‪ ،‬وهــم الذيــن انتــروا يف جميــع أنحــاء‬
‫البــاد مــع إملامهــم الجيــد بالكتابــة واملحادثــة والقــراءة باللغــة العربيــة‪.‬‬
‫وتقــوم املــدارس واملعاهــد اإلســامية الهنديــة بــدور رئيــس يف نــر تعليــم اللُّغــة العربيــة وآدابهــا يف أنحــاء البالد‪ ،‬وتســاهم‬
‫ـايف والحضــاري بــن الديانــات املختلفــة يف‬ ‫يف إغنــاء الثقافــات العديــدة‪ ،‬وتوفــر هــذه املــدارس بيئــة منســجمة للحــوار الثقـ ِّ‬
‫«العامليــة» و«الفضيلــة»‪،‬‬‫َّ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫مرحلت‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫حت‬ ‫ـامية‬ ‫التعليميــة يف اللُّغــة العربيــة والعلــوم اإلسـ‬
‫َّ‬ ‫الهنــد‪ .‬وتقــدم هــذه املــدارس الربامــج‬
‫ـاميا‪ ،‬يُل َّقــب بـــ (الشــيخ أو املوالنــا أو املولوي)‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬‫ً‬ ‫ث‬ ‫باح‬ ‫ـرج‬‫ـ‬ ‫املتخ‬ ‫وبعــد إكــال هــذه املرحلــة‪ ،‬يصبــح‬
‫آالف مــن املــدارس غــر معروفــة يف جميــع أنحــاء الهنــد‪ ،‬التــي تقــوم بدورهــا يف ترويــج اللُّغة العربيــة بطريقة‬ ‫ويف الهنــد ٌ‬
‫مبــارشة وغــر مبــارشة‪ .‬وتســاهم يف زيــادة نســبة التعليــم األســايس‪ ،‬ومحــو األُ ِّميَّــة يف الهنــد حيــث إنَّهــا تســتخدم اللغــات‬
‫املتعــددة‪ ،‬مثــل الهنديــة واألرديــة واإلنجليزيــة مــع اللُّغــة العربيــة والعلــوم اإلســامية يف املرحلــة االبتدائيــة للتعليــم‪.‬‬
‫ويتــم تدريــس اللُّغــة العربيــة يف املــدارس الدينيــة اإلســامية مــع العلــوم اإلســامية والعلــوم املتعلِّقــة بهــا حتــى شــهادات‬
‫الثانويــة العا َّمــة كــا يتــم يف الجامعــة النظاميــة يف حيــدر آبــاد؛ إحــدى أقــدم وأعــرق الجامعــات اإلســامية يف الهنــد التــي‬
‫تأسســت يف واليــة حيــدر آبــاد‪.‬‬
‫وتركــز دار العلــوم ديوبنــد التــي أسســت عــام ‪1866‬م لتدريــس العلــوم الدينيــة ُجـ َّـل اهتاممهــا عــى تدريــس املــواد الدينيــة‬
‫وخاصــة علــوم الحديــث‪ .‬ويــدرس فيهــا الشــعر الجاهــي والخطــب الجاهليــة والنــر العبــايس‪ ،‬والشــعراء الكالســيكيني؛ مثــل‬
‫شــعراء املعلقــات الســبع واملتنبــي وأيب متــام وجريــر وفــرزدق وبشــار بــن بــرد وغريهــم‪ ،‬لــي تســاعد يف فهــم النصــوص‬
‫العربيــة الكالســيكية‪.‬‬
‫وتركــز دار العلــوم نــدوة العلــاء بلكنــاو التــي تأسســت ‪1894‬م جهودهــا يف تعليــمِ اللُّغــة العربيــة وآدابهــا يف الهنــد بصفـ ٍة‬
‫خاص ٍة ‪.‬‬
‫وتــويل مدرســة اإلصــاح الواقعــة ب ـراي مــر أعظــم كــراه‪ ،‬اهتاممهــا بتعليــم التفســر وعلومــه‪ ،‬والجامعــة الســلفية‬
‫والجامعــة األرشفيــة وغريهــا كثــر مــن املــدارس‪.‬‬
‫ويــدرس أكــر مــن مليــون طالــب اللُّغــة العربيــة يف املــدارس الدينيــة األهليــة واملــدارس الحكوميــة والكليــات الحكوميــة‬
‫والجامعــات األهليــة واملركزيــة‪ ،‬ويــدرس مئــات اآلالف مــن الطــاب هــذه اللُّغــة يف املراكــز املختلفــة مثــل املركــز الــذي يدعمه‬
‫املجلــس القومــي لرتويــج اللُّغــة األورديــة التابــع لــوزارة التعليــم الهنديــة‪.‬‬
‫ولــكل املــدارس الدينيــة اإلســامية والخاصــة نظــام مســتقل للقيــام باالختبــارات‪ ،‬بدليــل أنَّهــا تحتــل مكانــة متميــزة يف‬
‫الحيــاة البرشيــة‪ ،‬وتقــوم بــدور إيجــايب لتطويــر الســلوك البــري‪ ،‬وتقييــم قــدرة الطالــب أو صالحيتــه داخــل اإلطــار املحــدد‬
‫الــذي يــدور حــول الطالــب‪ .‬فاالختبــار هــو الحــل الوحيــد لفحــص صالحيــة الطالــب مهــا كانــت طريقتــه‪ ،‬وال يوجــد أي‬
‫واملؤسســات التعليميَّــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫تعليــم بــدون االختبــار فهــو جــزء ال يتجــزأ لــه‪ ،‬ولالختبــار أهميــة مركزيــة يف حيــاة الطالــب واملــد ِّرس‬
‫ـكل واضـ ٍح مــن خــال االختبــار‪ ،‬وعــن طريــق‬ ‫ويســتعمل لكشــف مســتوى قــدرة الطالــب‪ ،‬فيظهــر متيــز الطالــب أو ضعفــه بشـ ٍ‬
‫تحليــل االختبــار ملعرفــة درجــة صعوبــة ســؤال أو بنــد نســتطيع أن نتعــرف عــى مــدى صعوبــة املــادة الدراســيَّة وغريهــا‪.‬‬
‫تعليم اللُّغة العربية يف الجامعات الهندية‪:‬‬
‫قامــت الحكومــة الهنديــة بإنشــاء األقســام العربيــة يف الكليــات والجامعــات املركزيــة واإلقليميــة يف طــول البــاد وعرضهــا‪،‬‬
‫والتــي أنجبــت علــاء وباحثــن وأســاتذة بارزيــن للُّغــة العربيــة والعلــوم املعنيــة بهــا‪ ،‬وســاهموا يف ترويــج اللُّغة العربية بشــكل‬
‫ملحــوظ يف الهنــد‪ (((.‬ويتــم تدريــس اللُّغــة العربيــة وآدابهــا يف نحــو ‪ 40‬جامعــة مــن الجامعــات الحكوميــة والخاصــة‪ ،‬ويف‬
‫مئــات مــن الكليــات الحكوميــة والخاصــة يف جميــع أنحــاء الهنــد‪ .‬وتحتــل جامعــات؛ مثــل الجامعــة املليــة اإلســامية بنيودلهي‪،‬‬
‫وجامعــة عــي كــره اإلســامية مبدينــة عــي كــره‪ ،‬وجامعــة كشــمري مبدينــة رسينغــار‪ ،‬وجامعــة هنــدو ببنــارس‪ ،‬والجامعــة‬
‫العثامنيــة بحيــدر آبــاد‪ ،‬وجامعــة دلهــي‪ ،‬وجامعــة بركــة اللــه ببهوبــال‪ ،‬وجامعــة مــدارس‪ ،‬وجامعــة كاليكــوت‪ ،‬مكانــة الصــدارة‬
‫يف تعليــمِ اللُّغــة العربيــة يف الهنــد وتُعـ ُّد مــن املراكــز املوثــوق بهــا وأكرثهــا نشــاطًا يف تدريســها‪.‬‬
‫تقــدم الجامعــات الهنديــة درجــات مختلفــة يف اللُّغــة العربيــة؛ كدرجــات البكالوريــوس‪ ،‬واملاجســتري‪ ،‬واملاجســتري مــا‬
‫ـاة بالدبلومــات االبتدائيــة للُّغــة العربيــة‪ ،‬ودبلومــات اللُّغــة العربيــة‬
‫قبــل الدكتــوراه‪ ،‬والدكتــوراه‪ ،‬وفيهــا فصــول مســائية مسـ َّ‬
‫(( ( املرجع السابق‪ ،‬ص ‪.315‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1258‬‬
‫والرتجمــة‪ ،‬والدبلومــات املتق ِّدمــة يف اللُّغــة العربيــة والرتجمــة‪ .‬وتقــدم جامعــة أنديــرا غانــدي املفتوحــة دورات يف تعليــمِ اللُّغة‬
‫العربيــة يف مراحــل الدبلــوم واملاجســتري والدكتــوراه‪ .‬وتقــوم وزارة الدفــاع الهنديــة بتعليــم اللُّغــة العربية يف مدرســتها الخاصة‬
‫ـرا مــن الطــاب املســلمني وغريهــم‪.‬‬ ‫املعروفــة مبدرســة اللغــات األجنبيــة‪ ،‬وتجــذب هــذه املدرســة كثـ ً‬
‫ومن أبرز الجامعات التي تدرس فيها اللُّغة العربية وأنواعها‪ ،‬ما يأيت‪:‬‬
‫الجامعات املركزية‪:‬‬
‫هــذه الجامعــات تــدار ِمـ ْن ِق َبــل الحكومــة املركزيــة بــإرشاف وزارة تنميــة املــوارد البرشيــة‪ ،‬وعــادة مــا تكــون بــدون كليــات‬
‫وإنــا تتكــون مــن أقســام تخصصيــة‪ ،‬ويوجــد يف الهنــد حــوايل ‪ 42‬جامعــة مركزيــة؛ مثــل الجامعــة املليــة اإلســامية‪،‬‬ ‫تابعــة َّ‬
‫وجامعــة عــي كــراه اإلســامية‪ ،‬وجامعــة بنــاراس الهندوســية‪ ،‬وجامعــة دلهــي‪ ،‬وجامعــة اللــه آبــاد‪ ،‬وجامعــة جواهــر الل نهــرو‪،‬‬
‫(((‬
‫وجامعــة آســام وغريهــا‪.‬‬
‫ ‪1.‬جامعة آسام‪ ،‬آسام (املاجستري‪ ،‬املاجستري العايل‪ ،‬الدكتوراه‪ ،‬الدكتوراه يف اآلداب)‪.‬‬
‫ ‪2.‬جامعة عيل كراه اإلسالمية (البكالوريوس‪ ،‬املاجستري‪ ،‬املاجستري العايل‪ ،‬الدكتوراه‪ ،‬الشهادات االبتدائية)‪.‬‬
‫ ‪3.‬جامعة بنارس الهندوسية (البكالوريوس‪ ،‬املاجستري‪ ،‬الدكتوراه‪ ،‬الشهادات االبتدائية‪ ،‬الدبلوم‪ ،‬الدبلوم ما بعد البكالوريوس)‪.‬‬
‫ ‪4.‬جامعة الله آباد (البكالوريوس‪ ،‬املاجستري‪ ،‬املاجستري العايل‪ ،‬الدكتوراه)‪.‬‬
‫ ‪5.‬جامعــة اللُّغــة اإلنجليزيــة واللغــات األجنبيــة (البكالوريــوس‪ ،‬املاجســتري‪ ،‬املاجســتري العــايل‪ ،‬الدكتــوراه‪ ،‬الشــهادات االبتدائيــة‪،‬‬
‫الدبلــوم‪ ،‬الدبلــوم العــايل‪ ،‬الدبلــوم يف الرتجمــة)‪.‬‬
‫ ‪6.‬جامعــة موالنــا آزاد األرديــة القوميــة (البكالوريــوس‪ ،‬املاجســتري‪ ،‬الدكتــوراه‪ ،‬الشــهادات االبتدائيــة‪ ،‬الدبلــوم‪ ،‬الدبلــوم يف‬
‫الرتجمــة)‪.‬‬
‫ ‪7.‬الجامعة امللية اإلسالمية (البكالوريوس‪ ،‬املاجستري‪ ،‬الدكتوراه‪ ،‬الشهادات االبتدائية‪ ،‬الدبلوم‪ ،‬الدبلوم العايل)‪.‬‬
‫ ‪8.‬جامعة جواهر الل نهرو (البكالوريوس‪ ،‬املاجستري‪ ،‬املاجستري العايل‪ ،‬الدكتوراه)‪.‬‬
‫ ‪9.‬جامعة دلهي (املاجستري‪ ،‬املاجستري العايل‪ ،‬الدكتوراه‪ ،‬الشهادات االبتدائية‪ ،‬الدبلوم‪ ،‬الدبلوم العايل)‪.‬‬
‫ ‪10.‬جامعة أندرا غاندي املفتوحة (الشهادة االبتدائية)‪.‬‬
‫ ‪11.‬جامعة فيشفا بارايت‪ ،‬ويربوم‪ ،‬بنغال الغربية (البكالوريوس‪ ،‬املاجستري‪ ،‬الدكتوراه)‪.‬‬
‫الجامعات اإلقليمية‪:‬‬
‫وهــي الجامعــات التــي تكــون تابعــة لحكومــة الواليــة‪ ،‬وينــدرج تحتهــا عــدد مــن الكليــات التابعــة‪ ،‬وعادة مــا تأخــذ الجامعة‬
‫اســمها مــن اســم الواليــة أو املدينــة املوجــودة فيهــا‪ ،‬ويوجــد حــوايل ‪ 259‬جامعــة مــن هــذا النــوع؛ مثــل جامعــة بومبــاي‪،‬‬
‫(((‬
‫وجامعــة لكنــاو‪ ،‬وجامعــة بركــة اللــه‪ ،‬وجامعــة كاليكــوت‪ ،‬وجامعــة كــراال‪ ،‬وجامعــة بتنــا وغريهــا‪.‬‬
‫ ‪1.‬جامعة موالنا مظهر الحق للُّغة العربية والفارسية (املاجستري‪ ،‬الدبلوم االبتدايئ‪ ،‬الدبلوم)‪.‬‬
‫ ‪2.‬جامعة بتنا (املاجستري)‪.‬‬
‫ ‪3.‬جامعــة كاليكــوت (املاجســتري‪ ،‬املاجســتري العــايل‪ ،‬الدكتــوراه‪ ،‬الشــهادة االبتدائيــة باللغــة العربيــة‪ ،‬الدبلــوم‪ ،‬الدبلومــة مــا بعــد‬
‫البكالوريــوس)‪.‬‬
‫ ‪4.‬جامعة كرياال (البكالوريوس‪ ،‬املاجستري)‪.‬‬
‫ ‪5.‬جامعة بركة الله (املاجستري‪ ،‬املاجستري العايل‪ ،‬الدكتوراه‪ ،‬الشهادات االبتدائية)‪.‬‬
‫ ‪6.‬جامعة لكناو (البكالوريوس‪ ،‬املاجستري‪ ،‬الدكتوراه‪ ،‬الشهادات االبتدائية)‪.‬‬
‫ ‪7.‬جامعة خواجه معني الدين تشتي األوردية والعربية والفارسية (البكالوريوس‪ ،‬املاجستري‪ ،‬الدبلوم االبتدايئ)‪.‬‬
‫ ‪8.‬جامعة عالية (البكالوريوس‪ ،‬املاجستري‪ ،‬الدكتوراه)‪.‬‬
‫ ‪9.‬جامعة كولكاتا (املاجستري‪ ،‬الدكتوراه)‪.‬‬

‫‪https://www.ugc.ac.in/centraluniversity.aspx‬‬ ‫(( (‬
‫‪https://www.ugc.ac.in/stateuniversity.aspx‬‬ ‫(( (‬

‫‪1259‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ ‪10.‬جامعة كوتن (البكالوريوس‪ ،‬املاجستري)‪.‬‬


‫ ‪11.‬جامعة غواهايت (املاجستري‪ ،‬والدكتوراه)‪.‬‬
‫ ‪12.‬جامعة بابا غالم شاه بادشاه (البكالوريوس‪ ،‬املاجستري‪ ،‬املاجستري العايل‪ ،‬الدكتوراه)‪.‬‬
‫ ‪13.‬الجامعة اإلسالمية للعلوم والتكنولوجيا (املاجستري‪ ،‬املاجستري العايل‪ ،‬الدكتوراه)‪.‬‬
‫ ‪14.‬جامعة كشمري (املاجستري‪ ،‬الدكتوراه)‪.‬‬
‫ ‪15.‬جامعة مومباي (البكالوريوس‪ ،‬املاجستري‪ ،‬الدكتوراه‪ ،‬الدبلوم)‪.‬‬
‫ ‪16.‬جامعة مدارس (املاجستري‪ ،‬املاجستري العايل‪ ،‬الدكتوراه)‪.‬‬
‫ ‪17.‬الجامعــة العثامنيــة (املاجســتري‪ ،‬املاجســتري العــايل‪ ،‬الدكتــوراه‪ ،‬الشــهادة االبتدائيــة باللغــة العربيــة‪ ،‬والدبلــوم يف اللُّغــة العربيــة‬
‫الحديثــة‪ ،‬الدبلــوم العــايل‪ ،‬والدبلــوم مــا بعــد البكالوريــوس يف الرتجمــة)‪.‬‬
‫الجامعات االعتبارية‪:‬‬
‫ـرا لســجلها املتميــز يف الربامــج ال ِع َّ‬
‫لميــة التــي‬ ‫وهــي جامعــات مســتقلة معتمــدة مــن قبــل املجلــس األعــى للجامعــات‪ ،‬نظـ ً‬
‫(((‬
‫تقدمهــا‪ ،‬ويوجــد يف الهنــد حــوايل ‪ 130‬جامعــة مــن هذا النوع؛ مثــل جامعة بهــاريت فيديابيــت‪ ،‬وجامعة همــدارد‪ ،‬وغريهام‪.‬‬
‫الجامعات الخاصة‪:‬‬
‫هــي عبــارة عــن جامعــات مســتقلة ال تتبــع للحكومــة املركزيــة أو الواليــة املوجــودة فيهــا‪ ،‬ولكــن تخضــع للقوانــن املتَّبَعــة‬
‫إلنشــاء الجامعــات يف الهنــد‪ ،‬ويجــد حــوايل ‪ 70‬جامعــة مــن هــذا النــوع يف الهنــد؛ مثــل جامعــة مانيبــال‪ ،‬وجامعــة أميتــي‪،‬‬
‫(((‬
‫وجامعــة سمبويســس‪ ،‬وغريهــا‪.‬‬
‫إن عــدد أقســام اللُّغــة العربيــة يف الجامعــات الهنديــة يصــل إىل ‪ ،40‬وعــدد أقســام اللُّغــة العربيــة أكــر مــن أقســام اللُّغــة‬
‫العربيــة التــي أسســت بعــد اســتقالل الهنــد‪.‬‬
‫ولعبــت هــذه الجامعــات دو ًرا ملحوظًــا يف ترويــج اللُّغــة العربيــة وتعليمهــا يف الهنــد‪ ،‬كــا قــام أســاتذتها وباحثوهــا بــدور‬
‫ف َّعــال يف ترويــج الصحافــة العربيــة‪ ،‬فأســاتذتها ال يزالــون يســاهمون يف ترويــج الصحافــة العربيــة يف الهنــد‪ ،‬مــن خــال‬
‫مســاهامتهم حــول املوضوعــات املختلفــة؛ مثــل القضايــا العلميَّــة والسياســية واألدبيــة واالقتصاديَّــة والدبلوماســية والثقافيــة‬
‫واملدنيــة واالجتامعيَّــة والتكنولوجيــة والتاريخيــة وغريهــا‪ ،‬يف املجـ َّـات والصحــف العربيــة الصادرة مــن داخل الهنــد وخارجها‪.‬‬
‫واالجتامعيــة مــن خــال‬
‫َّ‬ ‫ـامية‬
‫والتاريخيــة اإلسـ َّ‬
‫َّ‬ ‫الثقافيــة والحضاريَّــة‬
‫َّ‬ ‫ـج الدراســات‬
‫ومــن إنجــازات هــذه الجامعــات ترويـ ُ‬
‫كتبــا كثــرة حــول هــذا املوضــوع‪ .‬وقامــت هــذه الجامعــات‬ ‫ً‬ ‫ـوا‬
‫ـ‬ ‫ف‬‫َّ‬ ‫ل‬ ‫أ‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـاتذتها‬
‫ـ‬ ‫فأس‬ ‫اللُّغــة العربيــة يف العــامل العــريب والهنــد‪،‬‬
‫بــدور كبــر يف تعميــم الدراســة العربيــة بــن الهنــود غــر املســلمني‪ ،‬فــإن الهنــود كانــوا مــن قبــل يتصــورون بشــكل عــام أن‬
‫اللُّغــة العربيــة لغــة املســلمني ولغــة القـرآن والحديــث فقــط‪ ،‬وال عالقــة لهــا بالحيــاة وال تتصــل باملنافــع واملصالــح الدنيويــة‪.‬‬
‫لكــن حينــا فتحــت الجامعــات الهنديــة أبوابهــا للطــاب الهنــود‪ ،‬وتأسســت أقســام اللُّغــة العربيــة فيهــا‪ ،‬وبــدأ تــدرس اللُّغــة‬
‫العربيــة باعتبارهــا لُغـ ًة حيــة نابضــة بالحيــاة‪ ،‬توجــه غــر املســلمني إىل الدراســات العربيــة حتــى حصــل بعــض منهــم عــى‬
‫درجــة الدكتــوراه‪ ،‬وخدمــوا اللُّغــة العربيــة‪ ،‬وقامــوا بتأليــف الكتــب العربيــة‪ ،‬ومــن أشــهرهم شــيف راج تشــودهري الــذي ألَّــف‬
‫كتابًــا حــول إحــدى املــدارس األدبيــة وهــي مدرســة الديــوان‪ ،‬واألســتاذ ماكهــن الل راي شــودهري الــذي اختــار التاريــخ‬
‫اإلســامي موضوعــه الخــاص للدراســات العليــا‪ ،‬وعندمــا افتتــح قســم التاريــخ والثقافــة اإلســامية بجامعــة كولكاتــا عــام‬
‫ـاه «الكيتــا»‪ .‬وإضافــة‬ ‫‪1942‬م التحــق بــه‪ ،‬وذاع صيتــه بســبب ترجمــة الكتــاب املقــدس الهنــدويس «غيتــا» إىل العربيــة وسـ َّ‬
‫إىل هذيــن العالِمــن الهندوســيني‪ ،‬هنــاك شــخصيات أخــرى؛ مثــل رادهــا ننــددت الــذي اشــتهر برتجمــة «تحفــة النظَّــار يف‬
‫غرائــب األمصــار» إىل اللُّغــة األجنبيــة(((‪.‬‬
‫ـررات الدراســيَّة للُّغــة العربيــة‪ ،‬باعتبارهــا لغــة حيــة ولغــة‬ ‫قــام أســاتذة اللُّغــة العربيــة يف الجامعــات الهنديــة بإدخــال املقـ َّ‬
‫ـررات الدراســيَّة‬ ‫ـرا لألهميــة اإلســراتيجية‪ ،‬جعلوا املقـ َّ‬ ‫مفعمــة بالحيــاة تتواكــب مــع العوملــة والحضــارة والثقافــة اإلنســانية‪ .‬ونظـ ً‬
‫ـلم كان أو غــر مســلم ‪ -‬الحصــول عليهــا‪ ،‬واعتمــدوا فيهــا عــى تعلُّــم اللُّغــة العربيــة أكــر‬ ‫ـرة ميكــن ألي رجــل ‪ -‬مسـ ً‬ ‫ســهلة ُميـ َّ‬
‫‪https://www.ugc.ac.in/page/deemed-universities.aspx‬‬ ‫(( (‬
‫‪https://www.ugc.ac.in/privatuniversity.aspx‬‬ ‫(( (‬
‫‪. http://www.nidaulhind.com/2016/12/blog-post_55.html -‬‬ ‫(( (‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1260‬‬
‫منــه عــى تعلُّــم القواعــد؛ ألن الطالــب يركــز عــى فهــم القواعــد تركيـ ًزا قــد يجعلــه ينــى تطبيقهــا عــى التحـ ُّدث‪ ،‬وكانــوا‬
‫ـررات الدراســيَّة هدفًــا لتنميــة املهــارات اللُّغويَّــة الخاصــة باســتخدام تقنيــة املعلومــات الحديثــة(((‪.‬‬
‫يَصيغــون املقـ َّ‬
‫ويعتــر نظــام التعليــم يف الهنــد شــبي ًها لدرجــة كبــرة بالتعليــم يف الــدول األنجلوسكســونية‪ ،‬فاللُّغــة املســتعملة يف معظــم‬
‫العلميــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫التخصصــات‬
‫ُّ‬ ‫خصوصــا يف‬
‫ً‬ ‫الجامعــات هــي اإلنجليزيــة‬
‫وتنقسم سنوات الدراسة يف الهند وفق التقسيم اآليت‪:‬‬
‫ ‪-‬التعليم االبتدايئ‪ :‬من السنة األوىل إىل السنة الخامسة‪.‬‬
‫ ‪-‬التعليم اإلعدادي‪ :‬من السنة السادسة إىل العارشة‪.‬‬
‫ ‪-‬التعليم الثانوي‪ :‬من السنة الحادية عرشة إىل الثانية عرشة‪.‬‬
‫ويبــدأ التعليــم الجامعــي بالهنــد منــذ النجــاح النهــايئ يف اختبــار املرحلــة الثانويــة‪ ،‬أي بعــد قضــاء (‪ )12‬ســنة يف الدراســة‪،‬‬
‫التخصصــات التــي نجــد مــن أشــهرها‪ :‬اللغــات‪ ،‬والتاريــخ‪ ،‬والثقافــة‪ ،‬ومقارنــة الديانــات والحضــارات‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ويشــمل الكثــر مــن‬
‫والتاريــخ اإلســامي‪ ،‬والدراســات اإلســامية‪ ،‬والطــب‪ ،‬والهندســة‪ ،‬والعلــوم التقنيــة‪ ،‬وإدارة األعــال‪ ،‬وغريهــا‪.‬‬
‫تطــورت اللُّغــة العربيــة يف الهنــد‪ ،‬وأنتــج العلــاء الهنــود عــد ًدا مــن الكتــب والبحــوث التاريخيــة والعلميــة واللغويــة‬
‫الثقافيــة وغريهــا‪ ،‬ومــا زالــوا ينتجــون‪ ،‬واآلن يف الهنــد ال تعتــر اللُّغــة العربيــة فقــط لغــة املســلمني‪ ،‬بــل إنَّهــا‬
‫َّ‬ ‫والحضاريــة‬
‫تصبــح لغــة التجــارة والثقافــة واملعلومــات والتاريــخ‪ ،‬وأصبحــت هــذه اللُّغــة لغــة مهمــة يف القطاعــن الحكومي والخــاص ألجل‬
‫ـرا لذلــك أدخلتهــا كثــر مــن الجامعــات والكليــات يف مقرراتهــا الدراسـ َّـية مــع‬ ‫نقــل املعرفــة وترويــج التجــارة واملعلومــات‪ .‬ونظـ ً‬
‫اللغــات األجنبيــة األخــرى لتكــون لغــة أجنبيــة‪ ،‬تركــز عــى تعليــم اللُّغــة الوظيفيــة والتعريــب والرتجمــة الفوريــة‪.‬‬
‫نظام االختبارات يف الجامعات الهندية‪:‬‬
‫تُــد َّرس اللُّغــة العربيــة يف الجامعــات الهنديــة باعتبارهــا لغــة أجنبيــة‪ ،‬ولذلــك يســعى أن يختــر الطالــب مــن خــال دراســته‬
‫ـفهيا؛ ألن االختبــار اللغــوي خاصــة للغــة األجنبيــة يف الهنــد عبــارة عــن مجموعــة مــن‬ ‫لقيــاس مهاراتــه املتن ِّوعــة تحريريًّــا وشـ ً‬
‫األســئلة أو املهــام التــي يُطلــب مــن الطالــب إنجازهــا‪.‬‬
‫وميتحن الطالب حسب التفاصيل اآلتية‪:‬‬
‫التعرف عىل أصوات اللُّغة ونطقها‪.‬‬ ‫ ‪1.‬النطق‪ :‬يُخترب الطالب يف ُّ‬
‫ ‪2.‬املفردات‪ :‬يُخترب الطالب يف فَ ْهم كلامت اللُّغة ومعرفتها وتذكُّرها‪.‬‬
‫ ‪3.‬الخط‪ :‬يُخترب الطالب يف قدرته عىل كتابة حروف اللُّغة كتابة سليمة‪.‬‬
‫ ‪4.‬فَ ْهم املسموع‪ :‬يُخترب الطالب يف قدرته عىل فَ ْهم ما يسمع‪.‬‬
‫ ‪5.‬فَ ْهم املقروء‪ :‬يُخترب الطالب يف قدرته عىل فَ ْهم ما يقرأ‪.‬‬
‫ ‪6.‬التهجئة‪ :‬يُخترب الطالب يف قدرته عىل كتابة الكلامت كتابة صحيحة‪.‬‬
‫ ‪7.‬القواعد‪ :‬يُخترب الطالب يف فَ ْهم تراكيب اللُّغة وتكوينها‪.‬‬
‫ ‪8.‬الكتابة‪ :‬يُ ْخترب الطالب يف قدرته عىل الكتابة املقيدة والكتابة الحرة‪.‬‬
‫الرئيسية يف نص ما‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪9.‬التلخيص‪ :‬يُخترب الطالب يف قدرته عىل تلخيص األفكار‬
‫ ‪10.‬الرتجمة‪ :‬يُخترب الطالب يف قدرته عىل الرتجمة من اللُّغة العربية إىل اللُّغة األوردية أو الهندية أو اإلنجليزية‪ ،‬والعكس‪.‬‬
‫ ‪11.‬الرتقيم‪ :‬يُخترب الطالب يف قدرته عىل ترقيم نص ما‪.‬‬
‫ ‪12.‬التعبري الشفوي‪ :‬يُخترب الطالب يف قدرته عىل الكالم أو املحادثة‪.‬‬
‫والنقــاط املذكــورة أعــاه ُتــارس بالضبــط يف املــدارس اإلســامية والخاصــة التــي تــدرس فيهــا اللُّغــة العربيــة‪ ،‬وبعــد نجاح‬
‫الطالــب يف ذلــك االختبــار‪ ،‬يتوجــه الطالــب مــن املــدارس إىل الجامعــات الهنديــة املعــارصة ملتابعــة مرحلتــي البكالوريــوس‬
‫واملاجســتري وغريهــا؛ لذلــك تعقــد الجامعــات حســب مقرراتهــا الدراسـ َّـية اختبــارات التســجيل وال َقبــول للطــاب املتخرجــن‬

‫‪ -‬املرجع نفسه‪.‬‬ ‫(( (‬

‫‪1261‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫يف املــدارس اإلســامية والخاصــة أو الحكوميــة‪ .‬وتختــار الجامعــات الطــاب منهــم مــن خــال اختبــار التســجيل الخــاص‬
‫حســب املقاعــد املخصصــة لــكل مرحلــة مــن مراحــل الدراســة)(((‪.‬‬
‫فيعقــد االختبــار يف نهايــة كل فصــل‪ .‬فمرحلــة‬ ‫وبعــد اختبــار التســجيل وال َقبــول‪ ،‬يدخــل الطالــب نظــام التعليــم الجامعــي‪ُ ،‬‬
‫البكالوريــوس مشــتملة عــى (‪ )6‬فصــول‪ ،‬ولــكل فصــل أوراق خاصــة‪ ،‬عــى ســبيل املثــال يف الفصلــن األول والثــاين تكــون‬
‫ملــادة اللُّغــة العربيــة ورقتــان‪ ،‬ويف الفصلــن الثالــث والرابــع تكــون ورقتــان‪ ،‬ويف الفصلــن الخامــس والســادس تكــون خمــس‬
‫أوراق‪ ،‬ومرحلــة املاجســتري مشــتملة عــى ‪ 4‬فصــول‪ ،‬ويكــون يف كل مــن الفصلــن األول والثــاين أربــع أوراق‪ ،‬ويف كل مــن‬
‫الفصلــن الثالــث والرابــع أربــع أوراق‪ .‬ويجــب عــى كل طالــب الحصــول عــى (‪ )%40‬عــى األقــل للنجــاح لــي يدخــل الفصل‬
‫القــادم‪ ،‬وإذا حصــل الطالــب عــى درجــات أقــل منهــا يعتــر راسـ ًـبا فيعيــد ذلــك الفصــل‪.‬‬
‫تُعقــد االختبــارات عــاد ًة يف نهايــة كل فصــل حســب العــام الــدرايس الــذي تحــدده الجامعــة يف داخــل اإلطــار الواســع‪،‬‬
‫ـا بــأن العــام الــدرايس يبــدأ يف الهنــد عــادة مــن شــهر مايــو إىل شــهر يونيــو‪ .‬وتعقــد اختبــارات الفصــل األول والثالــث‬ ‫ِعلْـ ً‬
‫والخامــس يف شــهر ديســمرب‪ ،‬واختبــارات الفصــل الثــاين والرابــع والســادس يف شــهر مايــو‪ .‬ويكــون نظــام التقييــم فيهــا‬
‫خاض ًعــا لــروط الجامعــة‪.‬‬
‫ـبوعيا يف كل فصــل‪ ،‬وتحتــوي كل مــادة عــى (‪ )100‬عالمــة مبــا فيهــا‬ ‫ًّ‬ ‫ـ‬ ‫أس‬ ‫ـارضات‬ ‫ـ‬ ‫مح‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫أرب‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫يلق‬ ‫ويجــب عــى األســتاذ أن‬
‫ـؤول عــن هــذا التقييــم‪ ،‬فيقســم‬‫مختصــة للتقييــم الداخــي )‪ ،(Internal Assessment‬ويكــون األســتاذ مسـ ً‬ ‫َّ‬ ‫(‪ )25‬عالمــة‬
‫األســتاذ هــذا التقييــم إىل اختباريــن فصليــن‪ ،‬أو يجعلــه ثالثــة اختبــارات يختــار منهــا االثنــن ويعطــي ‪ 25‬عالمــة يف‬
‫االختباريــن‪ ،‬وبقيــة العالمــات وهــي ‪ 75‬عالمــة يف كل ورقــة ُتنــح عــى أســاس االختبــار النهــايئ يف نهايــة كل فصــل‪ .‬ومــدة‬
‫االختبــار النهــايئ لــكل ورقــة تكــون ‪ 3‬ســاعات عــادة‪ .‬وال ب ـ َّد للطالــب أن يحصــل عــى ‪ %40‬مــن العالمــات يف التقييــم‬
‫الداخــي‪ ،‬وإذا فشــل فــا يُســمح لــه بالدخــول يف االختبــار النهــايئ الــذي يُعقــد يف نهايــة الفصــل الــدرايس‪ .‬والدرجــة األدىن‬
‫للنجــاح يف االختبــار لــكل فصــل تكــون ‪ % 40‬يف كل مــادة‪ .‬وإذا حصــل الطالــب عــى ‪ %60‬أو أكــر مينــح درجــة جيــد ِجـ ًّدا‬
‫)‪ ،(First Division‬وإذا حصــل عــى ‪ %50‬أو أكــر‪ ،‬ولكــن أقــل مــن ‪ %60‬فيمنــح درجــة جيــد )‪ ،(Second Division‬وإذا‬
‫حصــل عــى ‪ %40‬أو أكــر‪ ،‬ولكــن أقــل مــن ‪ %50‬فيمنــح درجــة مقبــول )‪.(Third Division‬‬
‫تنقسم أسئلة االختبارات يف الجامعات الهندية إىل نوعني رئيسني هام‪:‬‬
‫ ‪1.‬األسئلة املقالية )‪ (Subjective Questions‬‬
‫(((‬
‫ ‪2.‬األسئلة املوضوعيَّة )‪(Objective Questions‬‬

‫األسئلة املقالية‪:‬‬
‫ـرة للطالــب‪ ،‬تلــك اإلجابــة التــي ينشــئها بطريقتــه الخاصــة اســتجابة‬ ‫هــي نــوع مــن األســئلة التــي تعتمــد عــى اإلجابــة ال ُحـ َّ‬
‫للســؤال املطــروح‪ .‬وتصــاغ األســئلة املقاليــة يف االختبــار الفصــي النهــايئ عــادة‪ ،‬وال تركــز عــى األســئلة املوضوعيَّــة‪ .‬أمــا‬
‫األســئلة املوضوعيَّــة فتُصــاغ خــال االختبــار الداخــي واختبــار التســجيل وال َقبــول فقــط(((‪.‬‬
‫املوضوعية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫األسئلة‬
‫املوضوعيــة تلــك التــي تكــون االســتجابة لهــا قصــرة‪ ،‬وإجاباتهــا محــددة‪ ،‬مبعنــى أن هناك إجابــة صحيحة‬ ‫َّ‬ ‫قصــد باألســئلة‬
‫يُ َ‬
‫واحــدة لــكل ســؤال‪ ،‬كــا عرفــت باملوضوعيــة ألن تصحيحهــا يتــم بشــكل موضوعــي‪ ،‬فهــي ال تعتمــد عــى ذاتيــة املصحــح يف‬
‫وإنــا تعتمــد عــى اإلجابــة النموذجيــة معيــا ًرا للتصحيــح يعتمــد عليــه جميــع املص ِّححــن يف املــادة الواحــدة‪.‬‬ ‫تقديــر الدرجــة‪َّ ،‬‬
‫املوضوعيــة ذات الخيــارات األربعــة بحيــث يكــون فيهــا الخيــار الواحــد صحي ًحــا‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـئلة‬
‫ـ‬ ‫األس‬ ‫ـاغ‬
‫ـ‬ ‫ص‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ويف بعــض األحيــان‬
‫كــا تتضمــن مجموعــة مــن الجمــل‪ ،‬أو العبــارات‪ ،‬وبعضهــا متضمــن معلومــات صحيحــة مــا درس الطالــب يف مــادة مــا‪،‬‬
‫والبعــض اآلخــر متضمــن معلومــات خاطئــة‪ ،‬ثــم يطلــب مــن الطالــب املختــر الحكــم عــى تلــك العبــارات فيــا إذا كانــت‬
‫صحيحـ ًة أو خطـأً‪.‬‬

‫(( ( محمــد أيــوب النــدوي وصهيــب عــامل‪ ،‬تجــارب اختبــارات اللغــة العربيــة يف الهنــد (اختبــارات اللغــة العربيــة‪ :‬تجــارب وآفــاق‪ ،‬تحريــر خالــد بــن‬
‫أحمــد الرفاعــي) مركــز امللــك عبداللــه لخدمــة اللغــة العربيــة‪ ،‬الريــاض‪ ،‬ص‪.215-217‬‬
‫(( ( املرجع السابق‪.‬‬
‫(( ( املرجع السابق‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1262‬‬
‫وبعــد تســجيل الطالــب‪ ،‬يبــدأ العــام الــدرايس للطــاب ال ُجـ ُدد‪ .‬أمــا مرحلــة البكالوريــوس يف مــادة اللُّغــة العربيــة فتشــتمل‬
‫عــى (‪ )6‬فصــول‪ .‬ويف الفصــل الــدرايس األول‪ ،‬يــدرس الطالــب يف مــادة اللُّغــة العربيــة ورقتــن‪ :‬الورقــة األوىل وهــي قواعــد‬
‫اللُّغــة العربيــة (النحــو والــرف) والرتجمــة‪ ،‬والورقــة الثانيــة وهــي محتويــة عــى النصــوص العربيــة املختــارة مــن أدب‬
‫مختلــف الكتــاب العــرب‪.‬‬
‫تقريبــا‪ ،‬يعقــد االختبــار النهــايئ الفصــي‪ ،‬فيصمــم األســتاذ‬ ‫ً‬ ‫ـهر‬ ‫ـ‬ ‫أش‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫خمس‬ ‫إىل‬ ‫ـتمر‬
‫ـ‬ ‫يس‬ ‫ـذي‬‫ـ‬ ‫ال‬ ‫األول‬ ‫وبعــد نهايــة الفصــل‬
‫الورقــة الختبــار الطــاب‪ ،‬وهــي تشــتمل عــى خمســة أســئلة أو ســتة أســئلة حســب رؤيــة األســتاذ للتقســيم‪ ،‬ويجــب عــى‬
‫الطالــب أن يجيــب عــى خمســة أســئلة كاملــة‪ .‬ولــكل ســؤال يخصــص (‪ )15‬عالمــة‪ ،‬للورقــة األوىل (‪ )75‬عالمــة‪ ،‬وأما الـــ (‪)25‬‬
‫عالمــة‪ ،‬فهــي مو َّزعــة الختبــار الطــاب خــال مــدة الفصــل األول‪.‬‬
‫وميتحــن األســتاذ الطــاب يف مرحلتــن‪ ،‬تُعقــد املرحلــة األوىل لالختبــار الداخــي بعــد شــهرين منــذ بدايــة الدراســة يف‬
‫الفصــل الــدرايس‪ ،‬فيصمــم األســتاذ ورقــة تختــص لهــا (‪ )10‬عالمــات‪ .‬وميتحــن األســتاذ الطالــب مــن مختلــف النواحــي مثــل‬
‫اســتيعاب النــص‪ ،‬ومطالعــة الطالــب وحضــوره وإنتاجــه وإبداعــه‪ ،‬وهكــذا بعــد شــهرين يختــر األســتاذ مــرة أخــرى ويصمــم‬
‫ورقــة ويخصــص لهــا (‪ )15‬عالمــة‪ ،‬أو يــوزع األســتاذ (‪ )25‬درجــة يف االختباريــن حســب رؤيتــه التــي يعتربهــا مناســبة‬
‫للتقويــم‪ .‬وخــال هذيــن االختباريــن الداخليــن‪ ،‬يصيــغ األســتاذ ورقــة األســئلة املشـتَ ِملة عــى األســئلة املوضوعيَّــة واملقاليــة‪.‬‬
‫ويف هــذه الورقــة‪ ،‬لألســتاذ خيــاران‪ ،‬أولهــا‪ :‬تحديــد موضــوع محــدد للطالــب لــي يكتــب مقالــة حــول موضوعــه الــذي‬
‫يدرســه‪ ،‬مســتفي ًدا مــن مطالعتــه بذاتــه أو يســتفيد مــن الكتــب املوجــودة يف املكتبــة‪ .‬ويف نهايــة الفصــل يعقد االختبــار الفصيل‬
‫النهــايئ الــذي يكــون محتويًــا عــى (‪ )75‬عالمــة‪ .‬وهكــذا تصبــح الورقــة (‪ )100‬عالمــة(((‪.‬‬
‫آفاق انتشار اللُّغة العربية ووسائل دعمها يف الهند‪:‬‬
‫هنــاك شــخصيات عبقريــة قامــت بإثــراء اللُّغــة العربيــة‪ ،‬عــن طريــق مســاهامتهم القيمــة يف مجــال علــم التفســر‪،‬‬
‫والحديــث‪ ،‬والفقــه‪ ،‬والتصــوف‪ ،‬وعلــم اللُّغــة العربيــة‪ ،‬والنحــو‪ ،‬والــرف‪ ،‬والشــعر‪ ،‬واملقــاالت‪ ،‬ومــا إىل ذلــك بــكل إيجــاز‪ .‬إن‬
‫الهنــود ألَّفــوا كتبًــا كثــرة حــول اللُّغــة العربيــة وآدابهــا وعلومهــا؛ مثــل كتــب تفســر القـرآن الكريــم‪ ،‬والكتــب املتعلِّقــة بالحديث‬
‫ـول‬
‫النبــوي‪ ،‬وعلــوم اللُّغــة واألدب‪ ،‬والنحــو والــرف‪ ،‬والبالغــة‪ ،‬والقواميــس واملعاجــم‪ ،‬وكتــب التاريــخ وغريهــا‪ ،‬التــي نالــت قبـ ً‬
‫وإعجابًــا ليــس يف الهنــد فحســب‪ ،‬بــل يف العالَــم كلــه‪.‬‬
‫وإن هــذه املــدارس قــد أنجبــت شــخصيات فــذة ســاهمت يف ترويــج اللُّغــة العربيــة والبحــوث العربيــة يف الحقــول املختلفة‪،‬‬
‫مثــل علــم التفســر وعلــم الحديــث واألدب العــريب والشــعر العــريب والقواعــد العربيــة والســرة النبويــة‪ ،‬وبعــض أســاتذتها‬
‫قامــوا برتجمــة الكتــب الدينيــة إىل اللُّغــة العربيــة والعكــس‪ ،‬وقــد خصصــوا مجهوداتهــم للرتجمــة للكتــب الدينيــة وعــى رأســها‬
‫كتــب الســرة النبويــة الرشيفــة إىل العربيــة والعكــس‪.‬‬
‫ـرا قويًّــا للحصــول عــى الوظائــف يف الســفارات والــركات األجنبيــة والخاصــة‬ ‫أصبــح اإلملــام باللغــات األجنبيــة ظاهـ ً‬
‫مــع املرافــق األخــرى‪ ،‬ألن الــركات تــود أن تكــون مكاتبهــا أو فروعهــا يف الــدول األخــرى‪ ،‬ولذلــك تبحــث عــن املوظفــن‬
‫ن باللغــات األجنبيــة الذيــن يســتطيعون أن يكــروا حواجــز اللُّغــة والثقافــة‪ ،‬ويقــدرون يف تســيري األعــال التجاريــة‬ ‫املُلِ ِّم ـ َ‬
‫بــكل ســهولة‪ .‬وهنــاك طلــب متزايــد للمرشــحني الذيــن يتمكنــون باملهــارات يف اللغــات األجنبيــة يف الــركات ذات الجنســيات‬
‫املتعــددة والــركات العمالقــة الهنديــة يف قطاعــات أخــرى؛ مثل تقنيــة املعلومات‪ ،‬والنــر واإلعالنــات‪ ،‬والرتفيــه‪ ،‬واالتصاالت‬
‫الجامهرييــة‪ ،‬واإلعــام املــريئ واملقــروء‪ ،‬والطــران‪ ،‬والســياحة والفنــادق‪ ،‬والطــب‪ ،‬والتعليــم‪ ،‬والتدريــس‪ ،‬وال َعالقــات العا َّمــة‪،‬‬
‫وغريهــا‪.‬‬
‫هنــاك جامعــات مختلفــة كثــرة يف البــاد تقــدم دورات كثــرة يف اللُّغــة العربيــة عــى املســتويات التــي تــراوح بــن‬
‫الشــهادات االبتدائيــة إىل الدكتــوراه‪ .‬وتحتــل اللُّغــة العربيــة مكانــة الصــدارة يف اللغــات األجنبيــة التــي يتعلَّمهــا الطــاب الهنود‬
‫مســلمني وغــر مســلمني‪.‬‬

‫(( ( املرجع السابق‪.‬‬

‫‪1263‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫الدراسية للجامعات الهندية‪:‬‬


‫َّ‬ ‫أهم أهداف املق َّررات‬
‫كتبــا ومراجع‬
‫إ َّن املنهــج الــدرايس ليــس عــى مســتوى واحــد يف مختلــف الجامعــات‪ .‬فبعــض الجامعــات يعتمــد يف تدريســه ً‬
‫ومص َّنفــات قدميــة‪ ،‬وليــس هنــاك عمو ًمــا‪ ،‬أي تنســيق بــن الجامعــات يف هــذا الصــدد‪ .‬فيعتمــد كل جامعــة ‪ -‬بــل كل قســم‬
‫عــريب يف جامعــة ‪ -‬املنهــج الخــاص الــذي أعدتــه للتعليــم(((‪.‬‬
‫ ‪-‬تطوير الوسائل للحفاظ عىل القيم الرشقية الكالسيكية للُّغة العربية‪.‬‬
‫ ‪-‬نــر املعرفــة العميقــة للُّغــة العربيــة وآدابهــا وثقافــة األجــزاء املختلفــة من العــامل العربيــة؛ ألجل تعزيــز ال َعالقــات العربية‬
‫الهنديــة‪ ،‬وحاميــة وتطويــر املصالحــة الوطنيــة يف منطقة الرشق األوســط‪.‬‬
‫ ‪-‬تعزيــز مكانــة مســلمي الهنــد عــن طريــق التعليــم العــايل‪ ،‬وإرشــادهم إىل االتجــاه الصحيــح‪ ،‬ومتكينهــم مــن الحصــول‬
‫عــى الوظائــف‪.‬‬
‫العاملية يف مختلف مجاالت اللُّغة العربية وآدابها‪.‬‬ ‫ ‪-‬ترويج البحوث العالية حسب املعايري َّ‬
‫ ‪-‬إعداد كوادر املهنيني الطموحني للوظائف يف الرشق األوسط بتعليم اللُّغة العربية الوظيفية‪.‬‬
‫أبرز العوائق‪:‬‬
‫أمــا العوائــق فكثــرة؛ منهــا أن معظــم األقســام الخاصــة بهــذه اللُّغــة يف الجامعــات مهملــة‪ ،‬أمــا العائــق األهــم فهــو تدريس‬
‫اللُّغــة العربيــة يف بعــض الجامعــات والكليــات عــن طريــق اإلنجليزيــة أو اللغــات املحليــة‪ ،‬ذلــك أن الطلبــة هنــا ال يســتطيعون‬
‫فهــم املــواد الدراسـ َّـية إال عــن طريــق لغتهــم‪ (((.‬وال تتوافــر فيهــا تســهيالت جيــدة للبحــث العلمــي والتدريــس املتطــور‪ .‬ثــم إن‬
‫ـرا مــن طلبــة اللُّغــة العربيــة‪ ،‬يكونــون عــادة يف أواســط العرشينيــات مــن العمــر؛ ومــن ثَــم فــإن أولويــات اهتاممهــم‪ ،‬تظل‬ ‫كثـ ً‬
‫ـرا مــن الدراســة‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫كث‬ ‫‪-‬‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫بالتأكي‬ ‫‪-‬‬ ‫ـتفيدون‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـم‪،‬‬‫ـ‬ ‫عوائله‬ ‫ـروف‬ ‫ـ‬ ‫ظ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫وتحس‬ ‫ـم‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫أرسه‬ ‫ـاة‬
‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـاء‬
‫ـ‬ ‫وبن‬ ‫ـم‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫أعامله‬ ‫إىل‬ ‫ـدودة‬ ‫مشـ‬
‫الجامعيــة عــى هــذا الصعيــد اللغــوي‪ .‬وإذا كانــوا مل يتضلَّعــوا يف لغــة الضــاد مــن قبــل‪ ،‬فبالتأكيــد لــن يســتطيعوا أن يتضلَّعــوا‬
‫املخصصــة ألقســام اللُّغــة العربيــة يف جميــع‬ ‫َّ‬ ‫فيهــا بقــوة َو ُه ـ ْم يف ســن غــر مبكــرة‪ ،‬اللهــم َّإل فيــا نــدر‪ .‬ثــم إن امليزانيــة‬
‫الجامعــات الهنديــة‪ ،‬محــدودة ِجـ ًّدا‪ ،‬فلذلــك ال ميكــن القيــام بــدور كبــر يف نــر اللُّغــة العربيــة يف الهنــد‪ .‬وتصــدر معظــم‬
‫الجرائــد واملجــات مــن املــدارس اإلســامية‪ ،‬وليــس مــن الجامعــات والكليــات بســبب‪:‬‬
‫ ‪-‬قلة التسهيالت األساسية؛ مثل املبنى‪ ،‬والفصول‪ ،‬واألثاث‪ ،‬واألدوات‪ ،‬اإللكرتونيَّة‪ ،‬وغريها‪.‬‬
‫التدريسية القدمية وطرق تعليمها‪.‬‬‫َّ‬ ‫ ‪-‬اتباع املناهج‬
‫ ‪-‬عدم اإلملام باألجهزة اإللكرتونيَّة والتطورات العامليَّة‪.‬‬
‫ ‪-‬عدم التنسيق بني الجامعات الهندية والجامعات العربية‪.‬‬
‫ ‪-‬النظام القديم لالمتحان والتقييم‪.‬‬
‫ ‪-‬النوعية السيئة للتخطيط واإلدارة‪.‬‬
‫ ‪-‬الوضع املايل السيئ‪.‬‬
‫ ‪-‬عدم توافُ ِر الكتب الجديدة‪.‬‬
‫ ‪-‬صعوبة التعلم لها من ِقبَل الهنود؛ لكرثة قواعدها وفنونها املختلفة‪.‬‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬وتقييــم‬ ‫اطقـ َ‬ ‫ـر و ُمسـ َّهل لتعليــمِ اللُّغــة العربيــة لل َّن ِ‬‫املنهجيــة إلنتــاج منهــج خــاص ُميـ َّ‬
‫َّ‬ ‫ ‪ -‬قلــة املناهــج والدراســات‬
‫املناهــج املوجــودة وتطويرهــا مبــا يناســب املجتمــع الهنــدي‪.‬‬
‫املتخصصة يف تعليمِ اللُّغة العربية وفنونها مقارن ًة بعدد املسلمني يف الهند‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ ‪-‬قلة املراكز‬
‫ ‪-‬قلــة البيئــة املصاحبــة لتعليــمِ اللُّغــة العربيــة‪ ،‬واســتضافة أهــل اللُّغــة العربيــة مــن العــرب ملســاعدة الدارســن والباحثــن‬
‫يف مجــال اللُّغــة العربيــة‪ ،‬فاالحتــكاك بأصحــاب اللُّغــة األصــاء يســاعد عــى رسعــة ال َف ْهــم والنطــق‪.‬‬
‫ ‪-‬طغيــان اللُّغــة الهنديــة عــى التعا ُمــل بــن املســلمني‪ ،‬وكذلــك املــدارس واملراكــز الدينيــة واإلســامية‪ ،‬وهــو مــا يُص ِّعــب‬
‫رسعــة ال َف ْهــم واإلدراك للُّغــة العربيــة‪.‬‬

‫‪http://www.alittihad.ae/details.php?id=823&y=2016&article=full‬‬ ‫(( (‬
‫(( ( املرجع السابق‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1264‬‬
‫ ‪-‬قلــة الزيــارات املتبادلــة بــن العــامل العــريب والهنــد‪ ،‬وكذلــك البعثــات الطالَّبيــة وتأهيــل املد ِّرســن يف البــاد العربيــة‬
‫ـرق التدريــس‪ ،‬والوســائل الحديثــة‪ ،‬واالحتــكاك املبــارش بأصحــاب اللُّغــة‪ ،‬وغريهــا مــن الصعوبــات التــي تواجههــا‬ ‫عــى طُـ ُ‬
‫املتخصصــة يف مختلــف فنــون اللُّغــة العربيــة‪ ،‬وكذلــك‬
‫ِّ‬ ‫اللُّغــة العربيــة يف الهنــد؛ كقلــة الكتــب واملراجــع العربيــة‪ ،‬والكتــب‬
‫املجـ َّـات والدوريَّــات الناطقــة بالعربيــة‪ ،‬فهــي تســاعد عــى التعلــم ونــر الثقافــة العربيــة واإلســامية‪.‬‬
‫أماكن االنتشار‪:‬‬
‫ـا ال شــك فيــه أن اللُّغــة ترتبــط بالثقافــة‬ ‫تُســا ِهم اللُّغ ـ ُة العربي ـ ُة يف حفــظ الثقافــة اإلســامية والعربيــة يف الهنــد‪ ،‬ومـ َّ‬
‫ارتباطًــا حميميًّــا‪ ،‬وهــي بذلــك آليــة إنتــاج الثقافــة‪ ،‬وال ميكــن أن نتصــور ثقافــة مــا بــدون لغــة تكــون ســن ًدا لهــا ووعــاء‬
‫يحتويهــا وينقلهــا ويتفاعــل معهــا؛ فـــ «هــا دائرتــان متداخلتــان‪ ،‬ال ميكــن أن نخلــص إحداهــا مــن األخــرى»‪.‬‬
‫ال شــك أن الــراث اإلســامي زاخــر بالعلــوم املختلفــة‪ ،‬وقــد د ِّون باللغــة العربيــة‪ ،‬واملعرفــة باللغــة العربيــة تســاعد عــى‬
‫معرفــة الــراث اإلســامي والعــريب‪ ،‬ومــن ضمنهــا الكتــب واملخطوطــات العربيــة‪ ،‬والحضــارة اإلســامية الكبــرة‪ ،‬التــي أنــارت‬
‫العلميــة والبحث العلمــي‪ ،‬فبمعرفــة اللُّغة العربيــة يف الهنــد ونرشها يتم‬ ‫َّ‬ ‫املنهجيــة‬
‫َّ‬ ‫للعــامل ونــرت العلــم واملعرفــة وملكــت زمــام‬
‫ـرف عــى الــراث العــريب واملخطوطــات العربيــة‪ ،‬وقــد وجــدت الكثــر منهــا يف الهنــد‪ ،‬وتــم ترجمــة الكثــر مــن العلــوم‬ ‫التعـ ُّ‬
‫املختلفــة باللغــات الهنديــة‪ .‬ومعرفــة التاريــخ الحضــاري اإلنســاين‪ ،‬وكذلــك األمــم الســابقة‪ ،‬كلُّــه موجود وموثَّــق باللغــة العربية‪،‬‬
‫ـر‪ ،‬وقصــص األنبيــاء وأقوامهــم‪.‬‬ ‫السـ َ‬
‫وخاصــة مــا ذكــره القـرآن الكريــم‪ ،‬ونقلــه املفــرون‪ ،‬وأهــل ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـرف عــى التاريــخ اإلنســاين املــد َّون يف القـرآن‪ ،‬وأخــذ العــرة والعظــة مــن األقــوام‬ ‫فبمعرفتنــا لِلُغــة القـرآن نســتطيع التعـ ُّ‬
‫ٍ‬
‫واألمــم الســابقة‪ ،‬ونقلــه ونــره يف الهنــد‪ ،‬وتوضيــح ذلــك بيُـر وســهولة بواســطة اللُّغــة العربيــة‪.‬‬
‫واملعرفيــة بــن الهنــد والعــرب‪ ،‬واملــوروث العــريب‬ ‫َّ‬ ‫الثقافيــة‬
‫َّ‬ ‫ومبعرفــة اللُّغــة العربيــة ونرشهــا يف الهنــد يتــم مـ ُّد الجســور‬
‫الثقــايف واالجتامعــي‪ ،‬ونــر النافــع منــه واجتنــاب الضــا ِّر‪ ،‬وإبــراز الحقيقــة اإلســامية والديــن اإلســامي‪ ،‬وإنقــاذه للبرشيــة‬
‫ـرف عــى حضــارات مختلفــة‪.‬‬ ‫مــن الظلــات إىل النــور‪ ،‬واكتســاب العلــم واملعرفــة‪ ،‬والتعـ ُّ‬
‫ومــن الــدور البــارز للُّغــة العربيــة ميكــن االســتفادة يف الرتجمــة للغات املختلفــة‪ ،‬ونقل املــوروث الهنــدي والحضــارة الهندية‬
‫إىل العــرب‪ ،‬وأخــذ النافــع منهــا ومــا فيــه فائــدة‪ ،‬فمعرفــة اللُّغــة لهــا دور كبــر يف نــر الثقافــات والتبــادل الثقــايف واألديب‬
‫والحضــاري‪ ،‬فضـ ًـا عــن ارتباطهــا الوثيــق بالديــن اإلســامي والقـرآن الكريــم؛ فقــد اصطفــى اللــه هــذه اللُّغــة من بــن لغات‬
‫العــامل لتكــون لغــة كتابــه العظيــم‪ ،‬ولتنــزل بها الرســالة الخامتــة‪{ :‬إِنَّــا أَنْ َزلْ َنــا ُه قُ ْرآنًــا َع َر ِبيًّــا لَ َعلَّ ُكـ ْم ت َ ْع ِقلُــو َن} [يوســف‪.(((]2:‬‬
‫وأمــا فيــا يتعلَّــق بالجامعــات الحديثــة‪ ،‬فمنــذ إنشــائها فتحــت أبوابهــا للغــات األجنبيــة عــى رأســها اللغتــن العربيــة‬
‫والفارســية‪ ،‬وركَّ ـ َزت عــى تعليــم اللُّغــة العربيــة لغ ـ ًة وأدبًــا وسياس ـ ًة واقتصــا ًدا ودبلوماســية وتعزيــز ال َعالقــات مــع الــدول‬
‫العربيــة‪ .‬وأنجبــت الجامعــات الهنديــة أدبــاء ومؤلفــن كثرييــن‪ ،‬ولهــا حــظ وافــر يف صيانــة ونــر وترويــج اللُّغــة العربيــة‬
‫للمتخرجــن يف هذيــن املركزيــن‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ميــزات مختلفــة شــديدة االختــاف‬ ‫يف طــول الهنــد وعرضهــا ‪ .‬وقــد كانــت هنــاك ُم ِّ‬
‫(((‬

‫فاملتخرجــون يف تلــك املــدارس كانــت لهــم االســتطاعة بقــراءة اللُّغــة العربيــة وكتابتهــا بــكل عمــق وبراعــة‪ ،‬ولكنهــم كانــوا ال‬ ‫ِّ‬
‫يحســنون املحادثــة بتعبــر صحيــح وأســلوب ســليم وقويــم‪.‬‬
‫وقــد كان لهــذا النقــص أســباب؛ أهمهــا عــدم الحاجــة الشــديدة إىل املحادثــة‪ ،‬وعــدم وجــود الروابــط الثقافيَّــة الوثيقــة‬
‫املتخرجــن يف املركــز األول؛ أي املــدارس العربيــة الدينية‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫بــن الهنــد والبــاد العربيــة‪ ،‬والســبب األخــر هــو أن معظــم هــؤالء‬
‫كانــوا ال يجيــدون اللُّغــة اإلنجليزيــة‪ ،‬بــل كانــوا يجيــدون اللُّغــة الفارســية واألرديــة‪ ،‬ومــا كانــت معرفــة هــذه اللغــات كافية لســد‬
‫حوائــج املســلمني يف تلــك القــارة الهنديــة‪.‬‬
‫ال ُف َرص يف الهند‪:‬‬
‫إن عــدد الطــاب يصــل عددهــم إىل ‪ 2221‬يف مرحلــة البكالوريــوس‪ ،‬و‪ 1110‬يف املاجســتري‪ ،‬و‪ 240‬يف املاجســتري العــايل‪،‬‬
‫و‪ 840‬يف مرحلــة الدكتــوراه‪ ،‬و‪ 895‬يف الدبلــوم االبتــدايئ‪ ،‬و‪ 438‬يف الدبلــوم‪ ،‬و‪ 210‬يف الدبلــوم العــايل‪ ،‬حســب العــام‬
‫تقريبــا يف الجامعــات املركزيــة واإلقليميــة‪ .‬ويصــل عــدد الطــاب‬
‫الــدرايس ‪ .2020-2021‬وأمــا عــدد األســاتذة فهــو ‪ً 147‬‬
‫طالبــا‪ ،‬و‪ 1543‬أســتا ًذا‪.‬‬
‫واألســاتذة يف املــدارس اإلســامية إىل ‪ً 40232‬‬

‫‪http://iswy.co/e10k69‬‬ ‫(( (‬
‫‪http://iswy.co/e10k69‬‬ ‫(( (‬

‫‪1265‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫وإذا ألقينــا نظــرة عابــرة عــى معــدل زيــادة عــدد األشــخاص الذيــن اختــاروا اللُّغــة العربيــة لغ ـ ًة أُ ًّمــا‪ ،‬فســرى أن هــذا‬
‫العــدد يــزداد ســنة بعــد ســنة‪ .‬ألن اإلحصائيــات الحكوميــة الهنديــة التــي متــت بعــد اســتقالل الهنــد يف عــام ‪1961‬م أشــارت‬
‫ـخصا‪ ،‬لكــن عددهــم قــد ازداد يف عــام‬ ‫إىل أن عــدد األفــراد الذيــن اختــاروا اللُّغــة العربيــة لغـ ًة أُ ًّمــا عددهــم فقــط ‪ 17840‬شـ ً‬
‫‪ 1991‬ووصــل إىل ‪ 22000‬فــرد‪ ،‬ولكــن اإلحصائيــات الراهنــة التــي قامــت بهــا الحكومــة الهنديــة يف عــام ‪ 2011‬تشــر إىل‬
‫زيــادة عــدد هائــل‪ ،‬وهــو بنســبة ‪ %130‬مقابــل عــام ‪ 1991‬وبنســبة ‪ %300‬باملائــة مقابــل عــام ‪ .1961‬ووصــل عددهــم حاليًّــا‬
‫إىل ‪ 51728‬فــر ًدا‪ .‬وهــذا العــدد يف الواقــع يشــر إىل وجــود اللُّغــة العربيــة يف جــذور ثقافــة املســلمني‪.‬‬
‫يوميــا‪ ،‬وإذا جمعنــا‬‫ًّ‬ ‫ـم‬ ‫بهــذه الجــداول‪ ،‬نصــل إىل نتيجــة مفادهــا أن ُمسـ ِ‬
‫ـتخدمي اللُّغــة العربيــة يف الهنــد يــزداد عددهـ‬
‫هــذه األعــداد التــي متثــل األســاتذة (يف املــدارس اإلســامية والجامعــات الحكوميــة) وعددهــم ‪ ،1790‬والطلبــة يف املــدارس‬
‫اإلســامية والجامعــات (يف مرحلــة البكالوريــوس‪ ،‬واملاجســتري‪ ،‬واملاجســتري مــا قبــل الدكتــوراه‪ ،‬والدكتــوراه‪ ،‬والشــهادة‪،‬‬
‫والدبلــوم‪ ،‬والدبلــوم العــايل) وعددهــم ‪ ،46189‬وعــدد األشــخاص الذيــن ت ُ َعـ ُّد اللُّغــة العربيــة لُغتهــم األم وهــو ‪ ،51728‬إذا‬
‫جمعنــا كل هــذه األعــداد فتكــون ‪ .99707‬هــذه األعــداد تشــر إىل اهتــام الهنــود باللغــة العربيــة وإقبالهــم عليهــا يف بلــد‬
‫(((‬
‫غــر عــريب‪ ،‬ليســت فيــه اللغــة العربيــة لغــة رســمية وال لغــة شــعبية‪ ،‬هــذه األعداد هــي دليــل الحب والولــوع باللغــة العربيــة‪.‬‬
‫مستقبل اللُّغة العربية يف الهند‪:‬‬
‫إن اللُّغــة العربيــة جــزء مــن تاريــخ الهنــد وثقافتهــا منــذ وجــود املســلمني يف الهنــد‪ ،‬لكونهــا لغــة القـرآن الكريــم والحديــث‬
‫النبــوي‪ ،‬وقــد مهــدت الــرورة الدينيــة الطريــق إىل إنشــاء املــدارس واملعاهــد اإلســامية يف إنحــاء الهنــد وإدارتهــا تلبي ـ ًة‬
‫الحتياجــات املســلمني يف الهنــد‪ .‬كــا أن الــرورة الدينيــة عامــل مهــم لتعليــم اللُّغــة العربيــة وتعلُّمهــا يف الهنــد‪ .‬وهــذه‬
‫الحاجــة الدينيــة ســتكون ضام ًنــا للحفــاظ عــى اللُّغــة العربيــة يف الهنــد‪.‬‬
‫خصوصــا أولئــك الذيــن يتابعــون دراســاتهم‬ ‫ً‬ ‫يف الحقيقــة‪ ،‬ليــس هنــاك مســتقبل واضــح للذيــن يتعلَّمــون العربيــة يف الهنــد‪،‬‬
‫العليــا؛ ألن مجــاالت العمــل أمامهــم ضيِّقــة وضئيلــة‪ .‬فالذيــن يتخرجــون يف املــدارس اإلســامية‪ ،‬يلتحقــون بطواقــم هيئــات‬
‫التعليــم فيهــا‪ ،‬أو يختــارون العمــل يف إمامــة املســاجد‪ ،‬وذلــك برواتــب زهيــدة ال تقيــت‪ .‬أمــا الذيــن يتخرجــون يف الجامعــات‬
‫فبإمكانهــم العمــل محارضيــن يف الجامعــات واملعاهــد الحكوميــة‪ ،‬وعــاد ًة مــا يكــون عــدد الخريجــن الجامعيــن هنــا أكــر‬
‫وخصوصــا يف مجــال التدريــس‪ .‬لذلــك فالطــاب املتخرجــون ال يجــدون عمـ ًـا إال يف مجــال‬ ‫ً‬ ‫بكثــر مــن الوظائــف الشــاغرة‬
‫(((‬
‫الرتجمــة؛ ومــن ثَــم ال يعمــل الخريجــون يف املجــاالت العلميَّــة وترجمــة الكتــب واألبحــاث َّإل مــا شــاء اللــه‪.‬‬
‫ـرا؛ حيــث إنَّهــا تتعلــق باألنشــطة‬ ‫ـتقبل زاهـ ً‬
‫وأمــا فيــا يتعلَّــق باســتخدام اللُّغــة العربيــة يف الشــؤون األخــرى‪ ،‬فــإن لهــا مسـ ً‬
‫التجاريــة واالقتصاديَّــة يف جميــع أنحــاء العالَــم‪ ،‬فهــي لغــة التجــارة والتكنولوجيــا وســوق العمــل‪ .‬وهنــاك أكــر مــن ‪ 22‬دولــة‬
‫تُســتخ َدم فيهــا اللُّغــة العربيــة لغــة رســمية‪.‬‬
‫واكتســبت اللُّغــة العربيــة بالــغ األهميــة بعــد النمــو االقتصــادي يف الــدول العربيــة التــي تنتــج النفــط‪ ،‬وعــاو ًة عــى ذلــك‬
‫بعــد انفتــاح الســوق يف عــر العوملــة‪ ،‬زادت أهميــة اللُّغــة العربيــة بســبب زيــادة فــرص العمــل يف العــامل كلــه‪ ،‬وفتح األســواق‬
‫الهنديــة بســبب وجــود العاملــة املهــرة فيهــا‪.‬‬
‫إن اللُّغــة العربيــة تصبــح لغــة مهمــة يف الهنــد بســبب إدارة تجــارة دوليــة فيهــا‪ ،‬وبعــض الــركات التــي متتلــك فروعهــا‬
‫يف البلــدان العربيــة تقــوم بتوظيــف األشــخاص الذيــن يُل ُّمــون باللغــة العربيــة لرتويــج تجارتهــا فيهــا‪ .‬وســيزداد طلــب اللُّغــة‬
‫العربيــة خــال ســنوات قادمــة يف القطاعــات الخاصــة؛ مثــل مراكــز االســتعانة باملصــادر الخارجيــة‪ ،‬واملنظَّــات الدوليــة‪،‬‬
‫ـاص‪.‬‬ ‫وخدمــات سلســلة الطلــب والتزويــد‪ ،‬وغريهــا بشـ ٍ‬
‫ـكل خـ ٍّ‬

‫(( ( صهيب عامل‪ ،‬تاريخ اللغة العربية وواقعها يف الهند‪ ،‬مركز امللك عبدالله لخدمة اللغة العربية‪ ،‬الرياض‪ ،2016 ،‬ص‪.234-235‬‬

‫‪http://www.alittihad.ae/details.php?id=823&y=2016&article=full-‬‬ ‫ (‬
‫((‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1266‬‬
‫ُف َرص التوظيف يف القطاعات اآلتية يف الهند‪:‬‬
‫ ‪1.‬التدريس والبحوث‪:‬‬
‫ •املدارس الدينية‪.‬‬
‫ •املدارس األهلية‪.‬‬
‫ •املدارس الحكومية‪.‬‬
‫ •الكليات الحكومية‪.‬‬
‫ •الكليات الخاصة‪.‬‬
‫ •الجامعات املركزية‪.‬‬
‫ •الجامعات اإلقليمية‪.‬‬
‫ •الجامعات الخاصة‪.‬‬
‫ ‪2.‬الوظائف الحكومية‪:‬‬
‫ •وزارة الخارجية‪.‬‬
‫ •وزارة الداخلية‪.‬‬
‫ •االستخبارات‪.‬‬
‫ ‪3.‬املرتجمون األحرار‪.‬‬
‫ ‪4.‬اإلدارة‪.‬‬
‫ ‪5.‬اإلعالم اإللكرتوين واملقروء‪.‬‬
‫ ‪6.‬إذاعة عموم الهند‪.‬‬
‫ ‪7.‬القوات املسلحة الهندية‪.‬‬
‫ ‪8.‬السفارات‪.‬‬
‫ ‪9.‬مراكز خدمات العمالء‪.‬‬
‫ ‪10.‬رشكات التصدير واالسترياد‪.‬‬
‫ ‪11.‬السياحة‪ /‬الطبية‪.‬‬
‫ ‪12.‬الضيافة‪ /‬الفندقة‪.‬‬
‫ـر يف حقــول مختلفــة؛ مثــل النــر واإلعــام‪ ،‬والصحافــة‪،‬‬ ‫ـ‬
‫ُ ٍّ‬‫ح‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫مرتج‬ ‫ـف‬
‫ـ‬ ‫توظي‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الخاص‬ ‫ـركات‬ ‫ـ‬ ‫ترغــب املنظــات أو ال‬
‫واملؤسســات الحكوميــة األخــرى؛ للعمــل يف املحتــوى اإللكــروين وتدريب‬ ‫َّ‬ ‫ـران‪،‬‬‫ـ‬ ‫والط‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫العا‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫الق‬ ‫والســياحة‪ ،‬والتعليــم‪ ،‬وال َع‬
‫الدبلوماســيني وغريهــا‪ .‬واألشــخاص الذيــن يتمكنــون مــن اللغــة العربيــة يحصلــون عــى الرواتــب التــي تــراوح بــن ‪20000‬‬
‫روبيــة إىل ‪ 60000‬روبيــة شــهريًّا‪ ،‬كــا متنحهــم الــركات التســهيالت األخــرى املبنيــة عــى طبيعــة العمــل واملنظمــة مقابــل‬
‫األتعــاب‪.‬‬

‫‪1267‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫الخامتة‬
‫ت ُ َعـ ُّد الهنــد اليــوم مــن املراكــز الرئيســة للثقافــة اإلســامية يف العــامل؛ إذ تضـ ُّم آالف املعاهــد واملــدارس‪ ،‬التــي تقــوم بتعليــم‬
‫واملؤسســات الرســمية الكثــرة التــي‬ ‫اللُّغــة العربيــة وآدابهــا والعلــوم اإلســامية وتراثهــا‪ ،‬هــذا إىل جانــب الجامعــات الحكوميــة َّ‬
‫تُع َنــى بالبحــوث العربيــة اإلســامية بشـتَّى جوانبها‪.‬‬
‫ـا لهــذه اللُّغــة‪،‬‬
‫ًّ‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ا‬‫د‬‫ً‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫عت‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـذي‬
‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـا‪،‬‬
‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫ـام‬
‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـار‬
‫ـ‬ ‫بانتش‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ق‬
‫ً‬ ‫وثي‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫إن انتشــار اللُّغــة العربيــة يف الهنــد ارتبــط ارتبا ً‬
‫ط‬
‫وإن الوســائل املتعــددة قامــت بــدور ف َّعــال يف انتشــار اللُّغــة العربيــة يف الهنــد‪ ،‬ومتكينهــا مــن هــذه البقعــة النائيــة عــن البالد‬
‫العربيــة‪ ،‬وأبرزهــا مــا يــأيت‪:‬‬
‫الجاليــات العربيــة يف الهنــد‪ ،‬الحكومــات العربيــة‪ ،‬العلــاء الــواردون‪ ،‬املســاجد‪ ،‬املــدارس اإلســامية والخاصــة‪ ،‬الكليــات‬
‫والجامعــات‪ ،‬وغريهــا‪.‬‬
‫أهم التوصيات والنتائج‪:‬‬
‫ ‪1.‬ترويج اللُّغة العربية لحفظ ال ُه ِويَّة الثقافيَّة واإلسالمية والحضارية‪.‬‬
‫العاملية وأهميتها للمسلمني‪.‬‬
‫ ‪2.‬تعزيز مكانة اللُّغة العربية بني اللغات َّ‬
‫ ‪3.‬خلق بيئة مالمئة للُّغ ِة العربية وتعليمها ونرشها يف الهند‪.‬‬
‫ ‪4.‬إيجاد التن ُّوع يف املناهج التي تُعلِّم اللُّغة العربية‪ ،‬والسعي إىل تطويرها مبا يُس ِّهل ال َف ْهم واإلدراك لل ُمتعلِّمني‪.‬‬
‫ ‪5.‬إنشــاء آليــة التبــادل الثقــايف‪ ،‬وكذلــك الزيــارات بــن الــدول العربيــة والهنــد‪ ،‬وإرســال البعثــات الطالبيــة‪ ،‬وكذلــك املعلِّمــن؛‬
‫ألخــذ الخــرة‪ ،‬وتصحيــح ال ُّنطــق واملعنــى يف بــاد العــرب‪.‬‬
‫ ‪6.‬اإلكثــار مــن األنشــطة والفعاليــات التــي تخــدم اللُّغــة العربيــة‪ ،‬وتســاعد عــى نرشهــا؛ مثــل املؤمتــرات والنــدوات‪ ،‬وكذلــك‬
‫الن ـرات واملجــات‪ ،‬واســتخدام وســائل اإلعــام املمكنــة واملتاحــة يف الهنــد؛ لنــر اللُّغــة العربيــة‪.‬‬
‫ ‪7.‬توثيق إسهام املدارس اإلسالمية والكليات والجامعات يف اللُّغة العربية وآدابها‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1268‬‬
‫ُّ‬
‫باللغة األمازيغيّ ة‬ ‫َ‬
‫قين‬‫اط‬ ‫اللغوي العربي عند َّ‬
‫الن ِ‬ ‫بناء المعجم ُّ‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫في الجزائر‪ ،‬مشكالت وحلول‬

‫الدكتورة‪ /‬مسعودة خلفاوي‬


‫أستاذة محارضة «أ» ‪ -‬جامعة زيان عاشور ‪ -‬الجلفة‪.‬‬

‫‪khalfaoui.m81@gmail.com‬‬

‫مل َّخص‪:‬‬
‫يلتحــق األطفــال الناطقــون باللُّغــة األمازيغيّــة باملدرســة؛ فيتلقــون تعليمهــم للُّغــة العربيَّــة مــن كتــاب ذي محتــوى مو َّحــد مع‬
‫ـا قــد يُظهــر التَّفــاوت‬ ‫مــا يدرســه الناطقــون باللُّغــة العربيَّــة يف الجزائــر‪ ،‬كــا يلتقــون يف الدراســة يف القســم الواحــد مـ َّ‬
‫خصوصــا يف مســألة اكتســاب الرصيــد املعجمــي‪ ،‬وهــذا مــا يدعــو إىل طــرح اإلشــكاليَّة اآلتيــة‪ :‬مــا‬ ‫ً‬ ‫يف التعلُّــم واالكتســاب‪،‬‬
‫ن باللُّغــة األمازيغيّــة يف الجزائــر؟ ومــا املشــكالت التــي تعــرض بنــاء‬ ‫اإلســراتيجيات املتَّبَعــة لبنــاء رصيــد معجمــي ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫ن باألمازيغيّــة؟ ومــا املنهــج املعــن عــى تجــا ُوز تلــك املشــكالت عــى مســتوى مهــارة ال َف ْهــم‬ ‫يب ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫ـوي العــر ّ‬
‫املعجــم اللُّغـ ّ‬
‫والتعبــر؟‬
‫باألمازيغيــة‪ ،‬واملشــكالت‬
‫ّ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫عن‬ ‫ـوي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫املعج‬ ‫ـاء‬
‫ـ‬ ‫بن‬ ‫ـراتيجيات‬ ‫ـ‬ ‫إلس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫دراس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫من‬‫د‬ ‫ق‬ ‫ة‬
‫َّ َّ‬ ‫ـكالي‬ ‫ـ‬ ‫اإلش‬ ‫ـذه‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ولإلجاب‬
‫التــي تعيــق اكتســاب الرصيــد املعجمــي‪ ،‬ثــم اقرتحنــا جملــة مــن التوصيــات التــي تتض َّمــن مــا ميكــن أن يســاعد عــى تجــا ُوز‬
‫ن‬
‫اطق ـ َ‬ ‫العربيــة مــن ال َّن ِ‬
‫َّ‬ ‫املشــكالت‪ ،‬وقــد ســعينا هنــا إىل تســليط الضــوء عــى بنــاء الرصيــد املعجمــي لــدى متعلِّ ِمــي اللُّغــة‬
‫العربيــة عنــد أهلهــا‪ ،‬واملشــكالت التــي تعــرض‬ ‫َّ‬ ‫ن باللُّغــة‬ ‫ـن خصائــص تعليــم غــر ال َّن ِ‬
‫اطق ـ َ‬ ‫باألمازيغيــة يف الجزائــر‪ ،‬لنبـ ِّ‬
‫ّ‬
‫تعليمهم ‪.‬‬
‫ـوي‪ ،‬إســراتيجيَّات التعليــم‪ ،‬الرصيــد املعجمــي‪ ،‬الناطقــون باألمازيغيّــة‪ ،‬التعليــم‬ ‫الكلــات املفاتيــح‪ :‬بنــاء املعجــم اللُّغـ ّ‬
‫ـدايئ‪ ،‬ال َف ْهــم والتعبــر‪.‬‬
‫االبتـ ّ‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ن بغريهــا منــذ فجــر التاريــخ‪ ،‬وزاد ذلــك االهتــام ظهــو ًرا حــن‬ ‫لقــد بــدأ االهتــام بتعلُّــم اللُّغــة العربيَّــة وتعليمهــا ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫ٍ‬
‫دخــول بعــض األمــم يف اإلســام‪ ،‬وظهــرت حاجتهــم إىل معرفـة بلغــة القـرآن الكريــم‪ .‬ويشــهد تعلُّــم اللُّغــة العربيَّــة وتعليمهــا‬
‫املتخصصــة‪ ،‬وأقيمــت املؤمتــرات‪ ،‬وناقَــش الباحثــون مختلــف‬ ‫ِّ‬ ‫ـال واسـ ًعا اليــوم؛ ولذلــك أنشــئت املعاهــد‬ ‫ن بغريهــا إقبـ ً‬ ‫ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫النظريــات واملناهــج للوصــول إىل نهــج قويــم لتعليــم نظــام اللُّغــة الثانيــة‪.‬‬
‫ـاص بالبــاد ذات‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫أهله‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫عن‬ ‫ـؤالء‬ ‫ـ‬ ‫له‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫بتعليمه‬ ‫ن بغريهــا مــا يتعلَّــق‬ ‫للناط ِقـ َ‬‫العربيــة ِ‬ ‫َّ‬ ‫ومــن مباحــث تعليــم اللُّغــة‬
‫األمازيغية‬
‫ّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫بال‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫اط‬‫ِ‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫عن‬ ‫ة‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ـوي‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫املعج‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫بن‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫بالدراس‬ ‫ـنتناول‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫البح‬ ‫ـذا‬ ‫اللغتــن الرســميتني؛ ويف هـ‬
‫األمازيغيــة يلتحــق‬
‫ّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫بال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الناطق‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫األطف‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫أ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫الحظن‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫وق‬ ‫ـر‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الجزائ‬ ‫يف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫فئ‬ ‫ـد‬‫باعتبارهــا اللُّغــة األُوىل عنـ‬
‫العربيــة‪ ،‬كــا‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫بال‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫الناطق‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫يدرس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ح‬
‫ّ‬ ‫مو‬ ‫ـوى‬ ‫ـ‬ ‫محت‬ ‫ذي‬ ‫ـاب‬
‫ـ‬ ‫كت‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫باملدرســة؛ فيتلقــون تعليمه‬
‫ـا قــد يُظهــر التَّفــاوت بينهــم يف التعلُّــم واالكتســاب والنتائــج‪ ،‬غــر أ َّن الواقــع‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـد‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الواح‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫القس‬ ‫يف‬ ‫يلتقــون أثنــاء الدراســة‬
‫العربيــة برسعــة وســهولة؛ وذلــك بســبب عامــل الفــرح‬ ‫َّ‬ ‫غــة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫يتعلمــون‬ ‫ــة‬ ‫األمازيغي‬
‫ّ‬ ‫غــة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫بال‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫قــ‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫يُبــدي أ َّن املتعلِّمــن ال‬
‫امليدانيــة التــي أجريتهــا‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫دت‬ ‫ك‬
‫ّ‬ ‫أ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫باألمازيغي‬
‫ّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫يعرفونه‬ ‫ـميات‬ ‫ـ‬ ‫ملس‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫جدي‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫أس‬ ‫باالكتشــاف؛ اكتشــاف‬
‫وســأق ّدمها يف املباحــث التاليــة‪.‬‬

‫‪1269‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫إشكالية البحث‪:‬‬
‫األمازيغيــة‬
‫ّ‬ ‫ن باللُّغــة‬ ‫العربيــة للتالميــذ ال َّن ِ‬
‫اطقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫تنطلــق هــذه الدراســة مــن مالحظــة وحــدة املنهــاج املعتمــد يف تعليــم اللُّغــة‬
‫خاصــة يتّبعهــا املعلمــون‬
‫ـراتيجيات َّ‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـود‬ ‫ـ‬ ‫وج‬ ‫ـرض‬ ‫العربيــة عــى الســواء‪ ،‬دون مراعــاة الفــروق بينهــم‪ ،‬وتفـ‬ ‫َّ‬ ‫والناطقــن باللُّغــة‬
‫العربيــة‪ ،‬كــا تعتقد وجــود مشــكالت ال يعاين منهــا الناطقون‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫املعجم‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫الرصي‬ ‫ـابهم‬ ‫ـ‬ ‫وإكس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫باألمازيغي‬
‫ّ‬ ‫ن‬
‫اطقـ َ‬ ‫لتعليــم ال َّن ِ‬
‫العربيــة يف تعليمهــم؛ لذلــك تــأيت أســئلة البحــث كاآليت‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫باللُّغــة‬
‫األمازيغيــة يف الجزائــر؟ ومــا املشــكالت التــي تعــرض‬ ‫ّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ل‬
‫َ ُّ‬‫بال‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫معجم‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫رصي‬ ‫ـاء‬
‫ـ‬ ‫لبن‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ع‬‫ب‬
‫َّ َ‬ ‫ت‬ ‫امل‬ ‫ـراتيجيات‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫مــا‬
‫باألمازيغيــة؟ ومــا املنهــج املعــن عــى تجــا ُوز تلــك املشــكالت عــى مســتوى مهــارة‬ ‫ّ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـوي‬ ‫ـ‬
‫ُّ ّ‬ ‫غ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫املعج‬ ‫ـاء‬
‫ـ‬ ‫يف بن‬
‫ال َف ْهــم والتعبــر؟ وغــر ذلــك مــن األســئلة الضمنيــة التــي نناقشــها يف البحــث‪.‬‬
‫منهج البحث وأهدافه‪:‬‬
‫ن بغريهــا يف الجزائــر‪ ،‬بتقديــم دراســة‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫تهــدف هــذه الدراســة إىل تســليط الضــوء عــى واقــع تعليــم اللُّغــة‬
‫مقرتحــات لتجاوزهــا‪ ،‬ولذلــك فــإ َّن املنهــج املناســب ســيكون‬ ‫الحقيقيــة‪ ،‬وتنتهــي بتقديــم َ‬ ‫َّ‬ ‫ميدانيــة تضــع اليــد عــى املشــكالت‬
‫َّ‬
‫امليدانيــة‪ ،‬ســنعتمد عىل‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ويف‬ ‫ـج‪،‬‬‫ـ‬ ‫النتائ‬ ‫ـوغ‬
‫ـ‬ ‫لبل‬ ‫ـر‪،‬‬
‫ـ‬ ‫الظواه‬ ‫ـاد‬‫ـ‬ ‫أبع‬ ‫ـتقصاء‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـوم‬
‫ـ‬ ‫ـي‪ ،‬الــذي يق‬
‫ـي التحليـ ّ‬
‫املنهــج الوصفـ ّ‬
‫املالحظــة وتحليــل الوقائــع ثــم الخلــوص إىل النتائــج‪.‬‬
‫حدود الدراسة‪:‬‬
‫األمازيغيــة يف الجزائــر‪ .‬أ َّمــا العينــة املختــارة‬
‫ّ‬ ‫ن باللُّغــة‬‫اطق ـ َ‬ ‫االبتدائيــة‪ ،‬ال َّن ِ‬
‫َّ‬ ‫يتمثَّــل مجتمــع الدراســة يف تالميــذ املرحلــة‬
‫فهــي تالميــذ مدرســة الشــهيد عــزوز الســعيد ببلديــة تادميــت واليــة تيــزي وزو‪ .‬وملزيــد مــن الحــر للدراســة‪ ،‬تـ َّم الرتكيــز‬
‫العربيــة‪ ،‬وميكــن مالحظــة اإلنجــازات املتعلِّقــة مبدى‬ ‫َّ‬ ‫عــى أقســام الســنة الثانيــة االبتدائيــة؛ إذ هــم يف بدايــات تعلّمهــم اللُّغــة‬
‫العربيــة‪ ،‬كــا ميكــن مالحظــة املشــكالت التــي تحيــط بتعلمهــا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫تق ُّدمهــم يف اكتســاب رصيــد معجمــي للُّغــة‬
‫امليدانيــة بتاريــخ‪ :‬الثالــث مــن أكتوبــر ‪ ،2022‬ومتثّلــت أدوات جمــع البيانــات يف املالحظــة الحضوريَّــة‬ ‫َّ‬ ‫وقــد متّــت الدراســة‬
‫التعليمية‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ملي‬‫ع‬
‫َ َّ‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫ـاركتهم‬‫ـ‬ ‫ومش‬ ‫ـذ‬
‫ـ‬ ‫التالمي‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫تفاع‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫بعن‬ ‫َّ‬ ‫ت‬ ‫ت‬ ‫ـث‬‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـر؛‬ ‫ـ‬ ‫والتعب‬ ‫ـراءة‬ ‫ـ‬ ‫والق‬ ‫ـرف‬ ‫ـ‬ ‫وال‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫النح‬ ‫دروس‬ ‫املبــارشة ومتابعــة‬
‫يُضــاف إىل ذلــك مــا أفادتنــي بــه معلِّــات املدرســة ومديرهــا‪ ،‬إذ ق ّدمــوا مختلــف البيانــات املطلوبــة والوثائــق املفيــدة؛ شــكر‬
‫اللــه جهدهــم‪ ،‬وجزاهــم َع َّنــا خــر جــزاء‪.‬‬
‫مصطلحات الدراسة‪:‬‬
‫غوي‪:‬‬
‫‪ -1‬املعجم اللُّ ّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫والرصيـ َد اللُّ َغـو َّي للتَّ ْع(((ليمِ األَسـ ِّ‬
‫ـاس‪ :‬هــو ال َك ِّميَّـ ُة اللُّ َغويَّ ُة‬ ‫قصــد بــه يف هــذا البحــث الرصيــد املعجمــي الذي يكتســبه املتعلِّــم‪َّ ،‬‬ ‫يُ َ‬
‫ـب اليَ ْو ِم ِّي ‪.‬‬ ‫والر ِصيـ ُد اللُّ َغـ ِو ُّي ال َو ِظي ِفـ ُّ‬
‫ـي‪ :‬هو الْ ُم ْسـتَ ْع َم ُل َوالْ َجــا ِري ِف التَّ َخاطُـ ِ‬ ‫دات‪َّ .‬‬ ‫ـر ِ‬‫ِمـ َن الْ ُم ْفـ َ‬
‫ـال متغرية‬ ‫ـوي للمتعلِّــم بامللكــة اللُّغويَّــة‪ ،‬التــي متثّــل مهــارة ال تــزول بعــد اكتســابها‪ ،‬لكنهــا تكون حـ ً‬ ‫ويرتبــط منــو الرصيــد اللُّغـ ّ‬
‫ـرات عديــدة عــى فــرات متقاربــة ومتدرجــة(((؛ فامللكــة تشــمل االكتســاب‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫وتكراره‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫األفع‬ ‫يف البدايــة‪ ،‬وتحصــل مبامرســة‬
‫واالســتعداد الفطــري والقــدرة لــدى املتعلِّــم‪ ،‬أي القــدرة الضمنيــة التــي ميتلكهــا املســتمع والتــي تخـ ّول لــه إنتــاج عــدد ال حرص‬
‫لــه مــن جمــل لغتــه األُ ّم(((‪.‬‬
‫ـوي هــو اكتســاب رصيــد معجمــي يف سـ ّن مــا قبــل التمــدرس‪ ،‬وتعلّـ ٌم يف املدرســة‬ ‫ـاء عــى ذلــك فــإن بنــاء املعجــم اللُّغـ ّ‬ ‫وبنـ ً‬
‫يكســبه توســيع الخــرات واملهــارات اللُّغويَّــة ويُن ِّمــي رصيــده املعجمــي‪ .‬وترتكــز املعرفــة املعجميَّــة عــى ثالثــة أبعــاد‪ :‬هــي‬
‫الحجــم والعمــق والطالقــة؛ والحجــم هــو الجانــب الكمــي مــن املعجــم‪ ،‬والعمــق يرتبــط مبعرفــة اســتخدام الكلمــة وانتظامهــا‬
‫ـرف(((‪.‬‬ ‫أو اقرتانهــا بكلــات أخــرى‪ ،‬أ َّمــا الطالقــة فهــي املعرفــة بالكلمــة مــن جانــب مــدى حضورهــا وجاهزيتهــا عنــد التعـ ُّ‬

‫‪ -‬معجم املعاين الجامع‪ ،‬معجم إلكرتوين‪ ،‬من موقع ‪.www.almaany.com‬‬ ‫(( (‬


‫حسني بن زروق‪ :‬النظريات العربية حول حصول ملكة اللغة‪ ،‬مخطوط رسالة ماجستري‪ ،‬جامعة الجزائر‪1986 ،‬م‪ ،‬ص ‪.44‬‬ ‫(( (‬
‫نعوم تشومسيك‪ :‬اللغة ومشكالت املعرفة‪ ،‬ترجمة حمزة بن قبالن املزيني‪ ،‬دار توبقال‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬املغرب‪ ،‬ط‪ ،1، 1990‬ص ‪.46‬‬ ‫(( (‬
‫طلحــة أرشف الزمــان ومصطفــى بوعنــاين‪ :‬اســراتيجيات بنــاء الرصيــد املعجمــي وفــق مســتويات املتعلمــن يف مهــارة الكتابــة‪Language ،‬‬ ‫(( (‬
‫‪.Art, Shiraz, Iran, 2021, p10‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1270‬‬
‫األمازيغية يف الجزائر‪:‬‬
‫ّ‬ ‫‪-2‬الناطقون باللُّغة‬
‫هــم ســكان منطقــة القبائــل الواقعــة إىل الــرق مــن مدينــة الجزائــر العاصمــة‪ ،‬وهــي منتــرة يف واليــات تيــزي وزو‬
‫وبجايــة بالــرق‪ ،‬والبويــرة وبومــرداس بالوســط‪ ،‬ويُطلــق عــى ســكان الواليــات األربــع املذكــورة مسـ ّمى «قبائليــن»‪ ،‬باإلضافة‬
‫إىل انتشــار األمازيغيــن يف أجــزاء مــن الجزائــر العاصمــة وســطيف وبــرج بوعريريــج‪ ،‬لكــن تيــزي وزو وبجايــة هــي أكــر‬
‫األمازيغيــة مــن حيــث العــدد‪.‬‬
‫ّ‬ ‫املناطــق تح ّدثًــا باللُّغــة‬
‫‪-‬اإلسرتاتيجية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫‪3‬‬
‫عرفهــا دوجــاس بــراون ‪ Douglas Brown‬بأنَّهــا‪« :‬الطُّــرق املعينــة لتنــاول مشــكلة أو عمــل‪ ،‬وهــي أنــواع‬ ‫َّ‬ ‫ـراتيجيات‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬
‫الفعــل إلنجــاز يشء مــا‪ ،‬وهــي الخطــط التــي تحكــم معلومــات مــا وتعالجهــا»(((‪ ،‬واإلســراتيجية يف التعليــم هــي خطّــة‬
‫ـرر درايس أو وحــدة دراسـ َّـية‪ ،‬وهــي أعـ ُّم وأشــمل مــن الطريقــة؛ حيــث تشــمل‬ ‫تدريسـ َّـية طويلــة األمــد‪ ،‬تُســتخدم لتدريــس مقـ َّ‬
‫ـراتيجية أكــر مــن طريقــة للتدريــس‪ ،‬وذلــك لتحقيــق أهــداف بعيــدة املــدى‪ ،‬والتــي تحتــاج إىل وقــت وتتابــع وتكامــل يف‬ ‫اإلسـ ((( َّ‬
‫التعليمية‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـطة‬‫ـ‬ ‫األنش‬ ‫ـف‬
‫ـ‬ ‫مختل‬ ‫بني‬ ‫ـيق‬‫ـ‬ ‫والتنس‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫الدقي‬ ‫ـط‬‫ـ‬ ‫التخطي‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫د‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ال‪ ‬ب‬ ‫إذ‬ ‫ـح؛‬ ‫ـ‬ ‫الناج‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫ب‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫متط‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫وه‬ ‫الخــرات ‪،‬‬
‫اإليجابيــة املطلوبــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫النتيج‬ ‫ألجــل بلــوغ‬
‫امليداين ‪:‬‬
‫(((‬
‫ّ‬ ‫بطاقة معلومات عا َّمة حول املدرسة التي تم فيها البحث‬

‫العربي‬
‫ّ‬ ‫غوي‬
‫ّ‬ ‫المحور األول‪ :‬إستراتيجيَّ ات بناء المعجم ُّ‬
‫الل‬
‫للتلميذ األمازيغي في مراحله االبتدائيَّ ة‬
‫غالبــا بتعلُّــم معــاين كلــات هــذه اللُّغــة؛ ألن «الكلمــة هــي الوحــدة اللُّغويَّــة األساسـ َّـية التــي تشــارك‬ ‫إ َّن تعلُّــم لغــة مــا يبــدأ ً‬
‫هنيــة‪ ،‬كــا أنَّهــا «نقطــة انطــاق اإلبــداع الكالمي»‬ ‫َّ‬ ‫ذ‬
‫ِّ‬ ‫ال‬ ‫ـوره‬
‫ـ‬ ‫وص‬ ‫ـكاره‬ ‫ـ‬ ‫وأف‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫وتجارب‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫ـارف‬ ‫ـ‬ ‫مشــاركة ف َّعالــة يف تكويــن مع‬
‫ـي‪ ،‬ويف تحقيــق رغباتــه‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االجتامع‬ ‫ـوده‬‫ـ‬ ‫وج‬ ‫ـت‬‫ـ‬ ‫وتثبي‬ ‫ـخصيته‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫تكوي‬ ‫يف‬ ‫ـان‬‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫عليه‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫يعتم‬ ‫الــذي يُ َع ـ ُّد قــوة أساسـ َّـية‬
‫وطموحاتــه»(((‪.‬‬
‫املعريف (املســتوى‬
‫ّ‬ ‫ويتفــاوت املتعلِّمــون يف امتالكهــم لعــدد الكلــات‪ ،‬ويرتبــط ذلــك بالنمـ ّو العمــري (سـ ّن املتعلِّــم)‪ ،‬والنمـ ّو‬
‫ـي والحيــاة االجتامعيَّــة والثقافيَّة)‪.‬‬ ‫التعليمـ ّ‬
‫والواضــح أن متعلِّــم اللُّغــة الثانيــة يحتــاج يف البدايــة إىل معرفــة كلــات بســيطة لتوظيفهــا يف الســياقات االعتياديَّــة‪ ،‬شــأنه‬
‫يتوســع رصيــده املعجمــي بالتدريــج مــع مراحلــه الدراسـ َّـية‪ ،‬ويظـ ّـل‬ ‫يف ذلــك شــأن الطفــل يف بدايــة تعلمــه للُغتــه األُ ّم‪ ،‬ثــم َّ‬
‫متفاوتًــا بتفــاوت مصــادر تلقــي اللُّغــة‪.‬‬
‫دوجالس براون‪ :‬أسس تعلم اللغة وتعليمها‪ ،‬تر‪ :‬عبده الراجحي وعيل أحمد شعبان‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ،‬بريوت‪ ،1994 ،‬ص ‪.104‬‬ ‫(( (‬
‫سعاد أحمد شاهني‪ :‬طرق تدريس تكنولوجيا التعليم‪ ،‬دار الكتاب الحديث‪ ،‬ط‪ ،1‬القاهرة‪ ،2010 ،‬ص ‪.54‬‬ ‫(( (‬
‫عن مقابلة للسيد مدير مدرسة عزوز السعيد‪ ،‬جرت بتاريخ ‪.03/10/2022‬‬ ‫(( (‬
‫أحمد محمد املعتوق‪ :‬الحصيلة اللغوية‪ ،‬أهميتها – مصادرها – وسائل تنميتها‪ ،‬علم املعرفة‪ ،‬الكويت‪ ،1996 ،‬ص ‪.40‬‬ ‫(( (‬

‫‪1271‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ويف املرحلــة املدرســيَّة يُن ِّمــي املتعلِّــم هــذا الرصيــد مبنهجيــة مدروســة وإســراتيجيَّات واضحــة‪ ،‬ووســائل متنوعــة‪ ،‬واملالحظ‬
‫ن باألمازيغيّــة يتفاوتــون يف مكتســباتهم القبليــة املتعلِّقــة باللُّغــة العربيَّــة؛ فهــم ينقســمون إىل فئات‪:‬‬ ‫أ َّن التالميــذ ال َّن ِ‬
‫اطقـ َ‬
‫ ‪-‬فئــة لهــا مكتســبات قبليــة مــن التلفــاز‪ ،‬ومشــاهدة برامــج األطفــال‪ ،‬أو لهــا مكتســبات قبليــة بفضــل املحيــط‪ ،‬وذلــك‬
‫باالختــاط بالعــرب‪ ،‬والحضــور معهــم يف بيئــة واحــدة‪.‬‬
‫ ‪-‬وهناك فئة أمازيغية ليس لهم مكتسبات قبلية باللُّغة العربيَّة‪.‬‬
‫الفرنسية يف بيوتهم‪.‬‬‫َّ‬ ‫ ‪-‬وهناك فئة مفرنسة؛ إذ يتكلمون‬
‫ن باألمازيغيّــة ال يختلــف‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ورغــم وجــود هــذا التفــاوت بــن التالميــذ يف املعــارف القبليــة‪ ،‬فــإ َّن تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقـ َ‬
‫ن بهــا؛ فاملنهــج واحــد مو ّحــد‪ ،‬والوســائل التعليميَّة نفســها‪ ،‬وطرائــق التدريس ال تختلــف‪ ،‬وإعداد‬ ‫يف يشء عــن تعليمهــا ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫املعلِّمــن متامثــل‪ ،‬ورغــم أ َّن هــذا ال يبــدو منطقيًّــا‪ ،‬فإنَّــه يوصــل إىل نتائــج متامثلــة‪ ،‬كــا يُظهــر الواقــع‪ ،‬وبشــهادة املعلِّمــن‪،‬‬
‫ككل الفــروق بــن التالميــذ يف األقســام العربيَّــة‪ ،...‬وقــد تظهــر الفــروق يف بدايــة‬ ‫أ َّن الفــروق بــن التالميــذ األمازيــغ تظهــر ّ‬
‫الســنة لكنهــا تختفــي بعــد االكتســاب الــذي يــأيت رسي ًعــا مــع االعتــاد عــى اإلســراتيجيات املتن ِّوعــة؛ وقــد ذكــر بعــض‬
‫ن بالعاميــة العربيَّــة والناطقــن بالقبائلية‬ ‫اطقـ َ‬‫ذات داللــة إحصائيَّــة بــن ال َّن ِ‬ ‫ـروق ُ‬‫الصــدد أنَّــه‪« :‬ال توجــد فـ ٌ‬ ‫الباحثــن يف هــذا َّ‬
‫والصفيــة‪ ،‬وهــو مــا يعنــي أن تأثــرات العاميَّــة‬ ‫يف األخطــاء املرت َ َكبــة باللغــة املدرســيَّة‪ ،‬يف البنيــات الصوتيَّــة وال َّن ْحويَّــة َّ‬
‫الجزائريــة كلغــة أوىل هــي نفــس تأثــرات القبائليــة كلغــة أوىل يف تعليــم اللُّغــة املدرســيَّة‪ ،‬يف الجوانــب الثالثــة «الصوتيَّــة‬
‫والصفيــة»»(((‪ ،‬ولذلــك يبــدو مــن الواضــح أ َّن التفــاوت يف اكتســاب املهــارات اللُّغويَّــة يرجع إىل االســتعداد الخاص‪،‬‬ ‫وال َّن ْحويَّــة َّ‬
‫ـوي‪« :‬ال يتعلــم الطفــل لغــة معيَّنــة َّإل‬ ‫ثــم إىل الوســائل والطرائــق واإلســراتيجيات‪ ،‬وقــد قــال مؤلفــو كتــاب علــم النفــس الرتبـ ّ‬
‫ـرص تختلــف باختــاف درجــة‬ ‫إذا أتيحــت لــه الفرصــة لســاع ألفاظهــا واســتخدامها‪ ،‬ولكــن قدرتــه عــى اإلفــادة مــن هــذه((( ال ُفـ َ‬
‫نضوجــه‪ ،‬ويتبــن مــدى تناســب اســتجابة الطفــل لإلثــارة اللفظيَّــة مــع مســتوى نضوجــه» ‪.‬‬
‫ـكل مســتوى من مســتويات‬ ‫خاصــة بـ ّ‬ ‫التعليميــة عا َّمــة‪ ،‬وأخــرى َّ‬ ‫َّ‬ ‫مليــة‬ ‫ـراتيجيات تؤطِّــر ال َع َّ‬
‫َّ‬ ‫ولذلــك فــإن املعلِّــم يعتمــد عــى إسـ‬
‫ـراتيجية النفسـ َّـية‪ ،‬وأساســها التعا ُمــل مــع التلميــذ‪ ،‬ال عــى أنَّــه صغــر ال يســتطيع‪ ،‬بــل يت ـ ُّم‬ ‫َّ‬ ‫اللُّغــة‪ ،‬ومــن األوىل نذكــر اإلسـ‬
‫التعا ُمــل معــه بالنظــر إىل قُدراتــه وإمكانياتــه؛ فهــو قــادر عــى اكتســاب اللُّغــة بصــورة مذهلــة‪ ،‬وهــذا هــو املفتــاح األول الــذي‬
‫العربيــة وتثبيتهــا ومامرســتها‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـوي للُّغــة‬
‫يفتــح بــاب اســتجابة الطفــل لتل ِّقــي مســتويات النظــام اللُّغـ ّ‬
‫باإلضافة إىل إسرتاتيجيَّة منهجيَّة ذات ثالثة أقطاب؛ هي‪:‬‬
‫العربيــة الفصيحــة داخل القســم ويف فنــاء املدرســة‪ ،‬ومنع التَّكلــم بغريها‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪1.‬خلــق الجــو املناســب‪ :‬وذلــك بالتَّكلــم باســتعامل اللُّغــة‬
‫وهــذا ســاعد يف تعلُّــم الكلــات خــال شــهر واحــد يف القســم التحضــري‪ ،‬ورغــم أ َّن املعلــم أمازيغــي؛ فإنَّه يعمل بإســراتيجية‬
‫العربيــة بكل مســتوياتها يف مركــز االهتــام والعناية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫تجعــل اللُّغــة‬
‫ ‪2.‬وضــع املنهــج املناســب‪ :‬إذ يكــون منطلــق التعليــم مــن قاعــدة الهــرم إىل ق َّمتــه؛ مــن النطق الســليم للحــروف إىل اســتعامل اللُّغة‬
‫الشــفهيَّة الســليمة‪ ،‬يف أســلوب بنــايئ متــد ِّرج‪ ،‬وأساســه النطــق الســليم‪ .‬كــا يقــوم عىل تبســيط طــرق تقديــم املعلومــة وتكييفها؛‬
‫وإخراجهــا يف صــورة مشـ ِّوقة تفا ُعليَّــة تح ِّفــز عىل االكتســاب والتَّعلم ال َّن ِشــط‪.‬‬
‫ـتمر‪ ،‬وتنويــع األمثلــة والتطبيقــات مــن أه ـ ِّم‬ ‫ ‪3.‬التَّدريــب املســتمر‪ ،‬وس ـ ّد الثغــرات واملتابعــة‪ :‬فــإ َّن كــرة التَّدريــب والتكــرار املسـ ّ‬
‫أســاليب تعليــم اللُّغــة وترســيخها لــدى املتعلِّــم‪ ،‬ويرافــق ذلــك االهتــام بس ـ ِّد ثغــرات التعليــم الســابقة‪ ،‬والبحــث عــن نقــاط‬
‫َض ْعــف التالميــذ وتقويتهــا‪ ،‬واملتابعــة مــن البدايــة يف منهــج متناســق منســجم‪ ،‬إىل غايــة بلــوغ األهــداف‪ ،‬واســتكامل التعلُّــات‪،‬‬
‫التعليميــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫مليــة‬
‫جيــد التكويــن‪ ،‬والخــرة يف ال َع َّ‬ ‫ـراتيجية‪ ،‬وهــذه املســألة تحتــاج معلِّـ ًـا ِّ‬ ‫َّ‬ ‫وتحقيــق أهــداف اإلسـ‬

‫(( ( خالــد عبــد الســام‪ :‬دور اللغــة األم يف تعلــم اللغــة العربيــة الفصحــى يف املرحلــة االبتدائيــة يف املدرســة الجزائريــة‪ ،‬أطروحــة دكتــوراه‪ ،‬قســم‬
‫علــم النفــس وعلــوم الرتبيــة واألرطوفونيــا‪ ،‬كليــة العلــوم االجتامعيــة واإلنســانية‪ ،‬جامعــة فرحــات عبــاس‪ ،‬ســطيف‪ ،2012 ،‬ص ‪.367‬‬
‫(( ( آرثر جيتس وآخرون‪ :‬علم النفس الرتبوي‪ ،‬ترجمة‪ :‬إبراهيم حافظ وآخرين‪ ،‬مكتبة النهضة املرصية‪ ،1954 ،‬ص ‪.188‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1272‬‬
‫ن باألمازيغيّــة املســتوى املفــردايت وإكســابهم الرصيد‬ ‫اطقـ َ‬‫ومــن الثانيــة ســنقف عنــد اإلســراتيجيات املعت َمــدة يف تعليــم ال َّن ِ‬
‫املعجمــي الكايف‪:‬‬
‫ـدريس‪ :‬إ َّن التــد ّرب عــى القــراءة ونطــق األصــوات يبــدأ مــن الصــورة والتعبــر‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫اءة‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫درس‬ ‫ ‪1.‬اســتثامر‬
‫النص‬
‫ّ‬ ‫ـراءة‬‫ـ‬ ‫ق‬ ‫التلميذ‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫طلب‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫وعادة‬ ‫ـا؛‬
‫ـ‬ ‫ورشحه‬ ‫ـبورة‬
‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الكل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫كتاب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـدأ‬‫ـ‬ ‫يب‬ ‫ال‬ ‫أي‬ ‫ـة؛‬
‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـدأ‬
‫ـ‬ ‫يب‬ ‫عنهــا‪ ،‬وال‬
‫وبتتبــع نشــاط القــراءة الــذي حرضنــاه رصدنــا جملــة مــن الخطــوات املدروســة واإلســراتيجيات‬ ‫ّ‬ ‫ـره‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫وتحض‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫لفهم‬ ‫ـت‬ ‫يف البيـ‬
‫ـص محـ ّـل الدراســة بعنــوان‪« :‬نظافــة الحــي»(((‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫وكان‬ ‫ـاط‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫النش‬ ‫ـذا‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ملي‬‫ع‬
‫َ َّ‬ ‫ال‬ ‫ـداف‬ ‫ـ‬ ‫األه‬ ‫ذات‬

‫ـرة‪ ،‬مــع مراعــاة عالمــات الوقــف‬ ‫ـي متثّــل يف «قــراءة ال ّنــص قــراءة معـ ِّ‬ ‫حيــث جــاءت إدارة النشــاط وفـ َـق هــدف تعليمـ ّ‬
‫والشــدة‪ ،‬وإنجــاز تطبيقــات كتــاب األنشــطة»‪ ،‬وبــدت خطواتــه معتــادة لــدى التالميــذ؛ فيبــدأ بتقديــم متهيــد حــول‬ ‫وامل ـ ّد َّ‬
‫ـص املــدروس)‪ ،‬ثــم تتـ ُّم كتابــة عنــوان الــدرس عــى الســبورة مــع تســجيل رقــم الصفحــة مــن الكتــاب‬ ‫املوضــوع (موضــوع النـ ّ‬
‫ـدريس‪ ،‬ومســح الســبورة حتــى ال ينشــغل التلميــذ بهــا‪.‬‬ ‫املـ ّ‬
‫ـوي؛ فيتعلــم التلميــذ الكتابــة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫النظ‬ ‫ـتويات‬ ‫ـ‬ ‫مبس‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫تتع‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫والتع‬ ‫ـطة‬ ‫ـ‬ ‫األنش‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫جمل‬ ‫ـراءة‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـاط‬ ‫ـ‬ ‫نش‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫ويتض َّ‬
‫ـص‪ ،‬مــع تكــرار قراءتهــا وتثبيــت الصــوت يف‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫املامثل‬ ‫ـاذج‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـتخراج‬ ‫ـ‬ ‫باس‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫تدريب‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ويت‬ ‫ـا‪،‬‬
‫ـ‬ ‫ونطقه‬ ‫ـروف‬ ‫ـ‬ ‫الح‬ ‫وتهجئــة‬
‫الحقيقيــة‪ .‬وقــد تنطلــق التعلُّــات بشــكل عفــوي تب ًعــا لألخطــاء التي يقــع فيها التلميــذ؛ فيتـ ّم التصحيح‬ ‫َّ‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫بصفات‬ ‫ـظ‬ ‫ـ‬ ‫حف‬ ‫األذن ُلي‬
‫ـر»؛ إذ تتـ ُّم‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ك‬
‫ِّ‬ ‫ذ‬
‫َ‬ ‫ُ‬ ‫أل‬‫«‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫الفع‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫نط‬ ‫يف‬ ‫ـأ‬ ‫ـ‬ ‫الخط‬ ‫ـل‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـا؛‬‫ـ‬‫ع‬‫ً‬ ‫جمي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫أذه‬ ‫يف‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫الفك‬ ‫ـخ‬ ‫ـ‬ ‫لرتس‬ ‫ـرار‬ ‫ـ‬ ‫التك‬ ‫ـأيت‬ ‫ـ‬ ‫وي‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫القاع‬ ‫ـى‬ ‫وتُعطـ‬
‫أيضــا بطلــب اســتخراج الكلــات‬ ‫يت ً‬ ‫ّ‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫الص‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ـأيت‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫وهن‬ ‫ـة‪.‬‬‫ـ‬ ‫صوتي‬
‫َّ‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫مقاط‬ ‫إىل‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫بتجزيئ‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫وينط‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫الفع‬ ‫كتابــة‬
‫ـر‪ ،...‬مــع تبيــن الطريقــة التــي تُنطــق بهــا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ك‬
‫ِّ‬ ‫وألذ‬ ‫ـس‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫تح‬ ‫‪،‬‬ ‫ـل‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫أط‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫النفاي‬ ‫ـل‪:‬‬‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ة؛‬ ‫د‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬
‫َّ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫التــي‬
‫ـص‪ ،‬ثــم الب ْنيَــة الدالليَّــة؛ مثــل البحــث عــن‬ ‫ِ‬ ‫كــا يتضمــن نشــاط القــراءة رشح املفــردات والغــوص يف املســتوى املعجمــي للنـ ّ‬
‫و«مندهشــا» و«يكدســون»‪ ،‬و«النفايــات»‪ ،‬و«الشــارع»‪ ،‬و«هـ َّم»‪ .‬ويحتفــظ التالميذ بقامــوس املرادفات‬ ‫ً‬ ‫مرادفــات «اســتيقظ»‪،‬‬
‫ـاص بذلــك مع العنايــة مبراجعتــه وتوظيــف محتــواه يف درس التعبري‪.‬‬ ‫الــذي يتعلمونــه مــن خــال دروس القــراءة يف كنــاش خـ ّ‬
‫التعليميــة األوىل؛ ولــذا ينبغــي إعــداده وفــق‬ ‫َّ‬ ‫ـدريس مــن أه ـ ّم روافــد الرصيــد املعجمــي للمتعلِّــم يف املراحــل‬ ‫والكتــاب املـ ّ‬
‫الوظيفيــة‪ ،‬دون إصابتــه بالتخمــة اللُّغويَّــة‬ ‫َّ‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫حاجات‬ ‫د‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫لس‬ ‫ـبة‬‫ـ‬ ‫املناس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫غو‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـردات‬ ‫ـ‬ ‫املف‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫للمتع‬ ‫م‬ ‫د‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫فيق‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫مدروس‬ ‫أُ ُســس َّ‬
‫علميــة‬
‫ـتيعابية‪ ،‬وال تفيــده يف تغطيــة املفاهيــم التــي يحتاجهــا‪ ،‬ولذلــك اعتنــى وزراء الرتبيــة العــرب‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫قدرات‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫التــي ت َ ُح ـ ّ‬
‫ـي»‪ ،‬وهــو يهــدف إىل «ضبــط مجموعــة مــن املفــردات‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الوظيف‬ ‫ـوي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫الرصي‬ ‫ـروع‬ ‫ـ‬ ‫«م‬ ‫ــ‬ ‫ـ‬ ‫بـ‬ ‫ـرف‬ ‫ـ‬ ‫يع‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـاز‬ ‫ـ‬ ‫بإنج‬ ‫ـبق‪-‬‬ ‫‪-‬فيــا سـ‬
‫ـدايئ‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االبت‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مرحل‬ ‫يف‬ ‫ـذ‬ ‫ـ‬ ‫التلمي‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫إليه‬ ‫ـاج‬ ‫ـ‬ ‫يحت‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـرب‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫كالم‬ ‫ـاس‬ ‫ـ‬ ‫قي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الجاري‬ ‫أو‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الفصيح‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـب‬ ‫والرتاكيـ‬
‫والعلميــة األساسـ َّـية التــي يجــب أن يتعلَّمهــا يف هــذه املرحلة من‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الحضاري‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫املفاهي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫التعب‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ى‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫يتس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫حت‬ ‫‪،‬‬‫ـوي‬‫والثانـ ّ‬

‫(( ( وزارة الرتبيــة الوطنيــة‪ :‬كتــايب يف اللغــة العربيــة‪ ،‬للســنة الثانيــة من التعليم االبتــدايئ‪ ،‬الديــوان الوطني للمطبوعــات املدرســية‪،2016/2017 ،‬‬
‫ص ‪.95‬‬

‫‪1273‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ـوي للتلميــذ وهــي كــرة املفــردات التــي ال يحتــاج إليهــا‪ ،‬وغيــاب أســاء‬ ‫التعليــم» ‪ ،‬ويتجــاوز العيــوب األساســيَّة(((للمعجــم اللُّغـ ّ‬
‫(((‬

‫املسـ َّميات الحديثــة مــن الحيــاة العا َّمــة ‪.‬‬


‫ـراتيجية توظيــف األلعــاب «ألعــب وأتعلــم»‪ :‬وقــد ذكــرت املعلمــة أنَّهــا بــدأت باتِّباعهــا مــع التالميــذ منــذ مرحلــة‬ ‫َّ‬ ‫ ‪2.‬إسـ‬
‫التحضــري؛ وقــد اختــارت املعلمــة إيجــاد ألعــاب جديــدة تفيــد يف التعليــم‪ ،‬واملالحــظ يف تجربــة هــذه املدرســة أ َّن املعلمــة‬
‫قــد اســتغلت األلعــاب الفرنسـ َّـية وقامــت بتعريبهــا؛ فيتـ ّم تعليــم التالميــذ ال ُه ِويَّــة مثـ ًـا عــن طريــق لعبــة مــا‪ ،‬وتعليــم أســاء‬
‫ـر عـ َّـا يريــد تدريســه‪ ،‬مثــل‬ ‫الحيوانــات بلعبــة أخــرى‪ ،‬أو أســاء الحليــب ومشــتقاته‪ ...‬وهكــذا؛ فيجلــب املعلــم األشــياء التــي تعـ ِّ‬
‫ـر عــن الطعــام؛ علبــة قهــوة‪ ،‬قطعــة خبــز‪ ،‬تفاحــة‪ ،‬علبــة حليــب‪ ...‬إلــخ‪ ،‬وهــذه الطريقــة هــي البديــل القــوي‬ ‫األشــياء التــي تعـ ِّ‬
‫عمليــا يف ِّعلــه وقــت حاجتــه‪،‬‬‫ًّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬‫عربي‬
‫ً ًّ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫معج‬ ‫ـذ‬‫ـ‬ ‫التلمي‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫يكتس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫وبه‬ ‫ـذ‪،‬‬‫ـ‬ ‫للتلمي‬ ‫ـدرس‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـرح‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫األمازيغي‬
‫ّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـتعامل‬ ‫واملبــارش السـ‬
‫وهكــذا تبــدأ اللُّغــة املنطوقــة‪.‬‬
‫ـدرايس؛ فهــي تســاير طبيعــة الطفــل التــي متيــل إىل ِّكل ما‬ ‫ّ‬ ‫ـا لترصيــف الربنامــج الـ‬ ‫إن هــذه اإلســراتيجيَّة ت ُ َعـ ُّد مدخـ ًـا مهـ ًّ‬
‫ـرا إيجابيًّــا يف طريقــة الـ َّدرس وتجعلــه أكــر تفاعـ ًـا؛ واأللعــاب التعليميَّــة كثــرة‪ ،‬ولهــا فوائــد‬ ‫فيــه ترفيـ ٌه وتســليةٌ‪ ،‬وتقـ ِّدم تغيـ ً‬
‫ـريف بترصيــف فعــل وارد‬ ‫ّ‬ ‫ـوي للُّغــة العربيَّــة؛ كأ ْن يــأيت عــى املســتوى الـ‬ ‫متعــددة‪ ،‬ومــن ذلــك مــا يتعلَّــق بتعليــم النظــام اللُّغـ ّ‬
‫ـص مــع ضامئــر معيَّنــة ويف أزمنــة معيَّنــة‪ ،‬وعــى مســتوى املعــاين وإثــراء الرصيــد املعجمــي بــرح املفــردات الــواردة‬ ‫يف ال َّنـ ّ‬
‫ـص‬ ‫ـي برتكيــب ال ُجمــل عــى نحــو مــا‪ ،‬واالســتخراج مــن النـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الرتكيب‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫وع‬ ‫ـدة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫جدي‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ج‬
‫ُ‬ ‫يف‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫توظيفه‬ ‫أو‬ ‫‪،‬‬‫ـص‬ ‫يف النـ ّ‬
‫عقــب القــراءة‪ ...‬وهكــذا‪.‬‬
‫معينــة‪ ،‬ال يقــف عنــد حـ ِّد تلــك األهــداف؛‬ ‫عمليــة َّ‬ ‫التعليميــة عــى أهــداف َّ‬ ‫َّ‬ ‫فالواضــح أ َّن املعلِّــم حــن يبنــي إســراتيجياته‬
‫الفيزيولوجيــة النطقية‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـارة‬ ‫ـ‬ ‫امله‬ ‫ـاب‬‫ـ‬ ‫واكتس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غوي‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـوز‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫الر‬
‫ُّ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ـر‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫التع‬ ‫ـاوز‬‫ـ‬ ‫وهــو يــدرك أ َّن إســراتيجياته التــي يعمــل بهــا تتج‬
‫ومهــارة فَ ْهــم الكلــات واســتنتاج معــاين ال َّنــص‪ ،‬أو حتــى الطالقــة يف القــراءة أو رسعتهــا؛ إنَّــه يصنــع منه ًجــا يُعلِّــم النظــام‬
‫غــوي ِب ُر َّمتــه‪ ،‬بصوتــه ورصفــه ونحــوه وداللتــه؛ لذلــك نجــده ينــ ِّوع طرائــق اكتســاب املفــردات الجديــدة‪ ،‬ويجــدد يف‬ ‫اللُّ ّ‬
‫ـتعامل‪.‬‬
‫ـوي معرفــة واسـ ً‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫رصيده‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫من‬ ‫يف‬ ‫ـذ‬‫ـ‬ ‫التالمي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫متابع‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـرص‬ ‫ـ‬ ‫ويح‬ ‫ـراتيجياتها‪،‬‬ ‫إسـ‬
‫ـراتيجية «فضــاء التجمــع» أو «حلقــة التجمــع»‪ :‬وهــي إســراتيجيَّة ترتكــز عــى طريقــة جلــوس التالميــذ بشــكل‬ ‫َّ‬ ‫ ‪3.‬إسـ‬
‫حلقــة وســط القســم عــى بســاط جلبــه املعلِّــم‪ ،‬ويكــون املعلِّــم وســط الحلقــة؛ ليقــوم بــإدارة الحــوار وطــرح األســئلة‪ ،‬وقــد يرسد‬
‫قصــة والتالميــذ يتابعــون‪ ،‬ثــم يــأيت دورهــم للتعبــر عــن القصــة‪ ،‬أو تــأيت وضعيــة االنطــاق مــن صــورة أو مجموعــة صــور‬
‫ـر التالميــذ عنهــا؛ حيــث تتمثَّــل فائــدة حلقــات التج ّمــع يف شـ ِّد انتبــاه التالميــذ والتحكــم‬ ‫يعرضهــا املعلِّــم يف تلــك الحلقــة ويعـ ِّ‬
‫يف تركيزهــم وضــان متابعتهــم للموضــوع وبالتــايل املشــاركة فيــه‪ ،‬وقــد ذكــرت املعلِّمــة أ َّن أفضــل طريقــة لتفاعــل التالميذ مع‬
‫نشــاط التعبــر هــي الحلقــة أو فضــاء التجمــع؛ إذ يحمــس التالميــذ فيتدافعــون للمشــا َركة والتعبــر‪.‬‬
‫خاصــا ويُتحـ َّـرى يف‬
‫ً ًّ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫تنظي‬ ‫ـراتيجية تعليــم املفــردات باألناشــيد‪ :‬األناشــيد هــي «قطــع شــعريَّة أو زجليــة‪ ،‬تُنظَّــم‬ ‫َّ‬ ‫ ‪4.‬إسـ‬
‫غرضــا محـ َّد ًدا وبــار ًزا‪ ،‬وهــي لــون شــائق محبــب‪ ،‬تلحينهــا‬ ‫ً‬ ‫ـتهدف‬ ‫ـ‬ ‫وتس‬ ‫‪،‬‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الجامع‬ ‫ـاء‬‫ـ‬ ‫لإللق‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫وتصل‬ ‫ـر‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والي‬
‫ُ‬ ‫ـهولة‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫تأليفه‬
‫التعليميــة املميــزة إذا حســن‬
‫َّ‬ ‫يُغــري التالميــذ بهــا ويزيــد حامســهم لهــا وإقبالهــم عليهــا»(((‪ ،‬ولذلــك فهــي مــن الوســائل‬
‫باألمازيغيــة؛ ويُذكــر أن االعتــاد عــى األناشــيد‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫اســتغاللها‪ ،‬وهــي مــن الوســائل الحــارضة يف تعليــم اللُّغــة‬
‫ن (أي الذيــن يحملــون مــا يقــارب صفر‬ ‫َ َ‬ ‫ـ‬ ‫ئ‬‫د‬‫ِ‬ ‫ت‬‫املب‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫لتعلي‬ ‫ـوب‬ ‫ـ‬ ‫الحاس‬ ‫ـتخدام‬ ‫يبــدأ مــن مرحلــة القســم التحضــري؛ حيــث يتــم اسـ‬
‫العربيــة)‪ ،‬فيتـ ُّم بذلــك تعليــم األناشــيد والســور القصــرة مــن القـرآن الكريــم‪ ،‬وبهــا يتعلَّــم الطفــل نطق‬ ‫َّ‬ ‫معلومــة مــن املفــردات‬
‫الص ـ َور املعروضــة عــى الحاســوب‪ ،‬وهكــذا تجتمــع لــدى املتعلِّــم‬ ‫ُّ‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫طري‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـياء‬ ‫ـ‬ ‫األش‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫وأس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الكل‬ ‫األصــوات ومعــاين‬
‫وســيلتان ج ّذابتــان للتعلُّــم هــا األناشــيد وحامســها‪ ،‬والحاســوب وجاذبيتــه‪.‬‬

‫(( ( عبــد الرحمــن حــاج صالــح‪ :‬الرصيــد اللغــوي للطفــل العــريب وأهميــة االهتامم مبــدى اســتجابته لحاجاتــه يف العرص الحــارض‪ ،‬مجلة املامرســات‬
‫اللغويــة‪ ،‬املجلــد ‪ ،01‬العــدد ‪ ،01، 31/12/2010‬ص ‪.11‬‬
‫(( ( املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫(( ( فاطمــة شــقيني وبــكادي محمــد‪ :‬دور األناشــيد واملحفوظــات يف تعلّــم وتعليــم اللغــة العربيــة يف الســنة الخامســة مــن التعليــم االبتــدايئ‪ ،‬مجلــة‬
‫آفــاق علميــة‪ ،‬مجلــد ‪ ،12‬عــدد ‪ ،01، 2020‬ص ‪.312‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1274‬‬
‫ن باللُّغــة األمازيغيّــة جــاء وفــق تخطيــط إســراتيجي –أراه موفَّ ًقــا‪ -‬يقــوم عــى‬ ‫ـوي ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫ويبــدو لنــا أ َّن بنــاء املعجــم اللُّغـ ّ‬
‫عـ َّدة ركائــز‪ ،‬أه ُّمهــا‪:‬‬
‫اإلجرائية للتعلُّم بدقَّة وتبسيطها‪ ،‬وضبط نتائجها‪.‬‬
‫َّ‬ ‫األهداف‬ ‫ •تحديد‬
‫ •التخطيط الدقيق والحريص ملراحل الحصة التعليميَّة مبا يتناسب وقدرات املتعلِّم عىل االكتساب‪.‬‬
‫املستمرة لتثبيت التعلُّامت‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ •التعرض بالسؤال الدائم للمتعلِّم لفحص فهمه للموضوع‪ ،‬وللمراجعة‬
‫للتمرن وتصحيح األخطاء‪.‬‬ ‫ •منح املتعلِّم الفرصة الكافية ُّ‬
‫ •التذكري الدائم بالتعلّامت السابقة كلَّام وجد املعلّم السياق املناسب‪.‬‬
‫ •الحرص عىل توظيف ما تعلَّمه التلميذ يف نشاطات مختلفة‪.‬‬
‫ولعـ َّـل التوفيــق يف اختيــار هــذه اإلســراتيجيات و ُحســن تطبيقهــا جــاء نتيجــة خــرة املعلِّمــن‪ ،‬وجــودة تكوينهــم‪ ،‬فإنَّــه قبــل‬
‫ـوي‪،‬‬
‫ـرا بحضــور املعلِّمــن واملفتــش الرتبـ ّ‬ ‫حلــول جائحــة «كورونــا» ودخــول التعليــم نظــام التفويــج كانــت ال ّنــدوات تنظَّــم كثـ ً‬
‫خصوصــا املعلِّمــن ال ُجـ ُدد‪ ،‬وقــد تكــون بحضــور التالميــذ أو مــن دون حضورهــم‪ ،‬فيتعلمــون طرائــق التدريس وإســراتيجياته‪،‬‬ ‫ً‬
‫التعليميــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ويســتفيدون مــن خــرات جديــدة تســاعد عــى تجــا ُوز املشــكالت‬

‫العربي‬
‫ّ‬ ‫غوي‬
‫ّ‬ ‫المحور الثاني‪ :‬بناء المعجم ُّ‬
‫الل‬
‫قين ُّ‬
‫باللغة األمازيغيّ ة مشكالت وحلول‬ ‫اط َ‬ ‫عند َّ‬
‫الن ِ‬
‫األمازيغية‪:‬‬
‫ّ‬ ‫للناط ِق َ‬
‫ني باللُّغة‬ ‫ِ‬ ‫ ‪1 .‬من مشكالت بناء الرصيد املعجمي‬
‫ـا يصعــب عليــه فهــم‬ ‫يواجــه ّكل دارس للغــة أجنبيــة عـ َّدة مشــاكل يف تعلُّمــه‪ ،‬أهمهــا مشــكلة فقــره إىل الرصيــد املعجمــي؛ مـ َّ‬
‫ـرا مــن‬ ‫نصــا وجــد فيــه كثـ ً‬ ‫النصــوص‪ ،‬كــا يجعلــه ذلــك يخــاف مــن التح ـ ُّدث والكتابــة باللُّغــة الهــدف‪ ،‬فــإذا قــرأ املتعلِّــم ًّ‬
‫ـص عســرة‪.‬‬ ‫ـا يجعــل مه َّمــة فهــم النـ ّ‬ ‫الكلــات غــر املألوفــة لديــه مـ َّ‬
‫ ‪1.‬إ َّن أهــم عائــق يواجهــه املعلِّمــون يف تعليــم الرصيــد املعجمــي للمتعلِّــم األمازيغــي هــو االزدواجيــة اللُّغويَّــة والتداخــل اللُّغــو ّي؛‬
‫وضــح ذلــك قــول الدكتــور مختــار نويــوات‪« :‬فقــد ُعـ ِرف ع َّنــا نحــن الجزائريــن أنَّنــا منــزج يف حديثنــا اللغــة األ ّم بالفرنســية‪،‬‬ ‫يُ ِّ‬
‫عربيــة أو أمازيغيــة‪ ،‬وأخــرى أجنبيــة مـ َّـا ال يفهمــه َم ْن ال‬‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫كلم‬ ‫ـا‪:‬‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ِّ‬ ‫ي‬‫ومعنو‬ ‫ـها‬
‫ـ‬ ‫ِ‬
‫محسوس‬ ‫ـارة‬
‫ـ‬ ‫الحض‬ ‫ـاظ‬ ‫ـ‬ ‫بألف‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ل‬ ‫يتع‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫في‬ ‫ام‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫وال‪ ‬س‬
‫األمازيغيــة أو الفرنسـ َّـية‪ ،‬و[هــو] مـ َّـا يشــن الحديــث ويخـ ّـل بالســمعة واملروءة‪ ،‬يضــاف إىل ذلــك افتقارنا‬ ‫ّ‬ ‫العربيــة أو‬ ‫َّ‬ ‫يعــرف َّإل‬
‫تلبــي حاجــات العــر وتغنــي عــن اللجــوء للفــظ األجنبـ ّـي»(((‪ ،‬فالبيئــة اللُّغويَّــة الجزائريــة متنوعــة يشــوبها التداخــل‬ ‫إىل لغــة ِّ‬
‫اللُّغــو ّي؛ إذ نجــد فيهــا‪:‬‬
‫ •اللُّغة العربيَّة الفصيحة وهي لغة املدرسة والوثائق اإلداريَّة‪.‬‬
‫املحلية‪.‬‬
‫العربية َّ‬ ‫َّ‬ ‫ •اللهجات‬
‫ •اللُّغة األمازيغيّة بتن ّوعها اللهجي‪.‬‬
‫الفرنسية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ •اللُّغة‬
‫ـوي خليــط‪ :‬عربيَّــة دارجــة أو أمازيغيــة‪ ،‬فــإذا انتقــل إىل الحضانــة‬ ‫وهكــذا فــإ َّن الطفــل الجزائــري يكــون مــز َّو ًدا ب َن َســق لُغـ ّ‬
‫فإنَّــه يوا َجــه بلغــة فرنســية مخلوطــة بعاميــة أو أمازيغيــة‪ ،‬ثــم ينتقــل إىل املدرســة ليجــد لغــة جديــدة هــي العربيَّــة الفصحــى‪،‬‬
‫وقــد يوظّــف املعلّــم العاميَّــة أو األمازيغيّــة يف تقديــم دروســه(((‪ ،‬ولذلــك ال تفتــأ تجــد مشــكلة عــى مســتوى الرصيــد املعجمــي‪،‬‬
‫يرافقــه إخفــاق عــى مســتوى الرتكيــب واســتعامل البنيــات الرصفيَّــة املناســبة يف التعبــر‪ ،‬فمــن املشــكالت الرتكيبيَّــة ســوء‬
‫خاصــة حــروف الجــر‪ ،‬نحــو‪ :‬جلســنا يف الطاولــة‪ ،‬ذهبنا ملدرســتنا‪ ،‬واألخطــاء اإلعرابيــة‪ ،‬وهي‬ ‫الربــط املختلفــة‪َّ ،‬‬ ‫توظيــف أدوات ّ‬
‫ـتعل نــا ٌر‪ ،..‬والتالميــذ يخلطــون بــن عمــل كان وأخواتهــا‬ ‫ـال‪ ،‬هــل تعلَمــوا‪ ،‬بــدأ صديقــن‪ ،‬يشـ ُ‬ ‫كثــرة ِجـ ًّدا‪ ،‬نحــو‪ :‬وجدنــا أطفـ ٌ‬

‫(( ( كلمــة األســتاذ الدكتــور مختــار نويــوات مبناســبة تكرميــه يف اليــوم العاملــي للغــة العربيــة باملكتبــة الوطنيــة‪ ،18/12/2014 ،‬مجلــة اللغــة‬
‫العربيــة‪ ،‬املجلــس األعــى للغــة العربيــة‪ ،‬الجزائــر‪ ،‬العــدد ‪ ،33‬ســنة ‪ ،2015‬ص ‪ ،25‬نقـ ًـا عــن‪ :‬نســيمة لــوح‪ :‬تعلــم اللغــة العربيــة وتعليمهــا‪،‬‬
‫العوائــق وســبل العــاج‪ ،‬مجلــة دراســات لســانية‪ ،‬املجلــد ‪ ،03‬العــدد ‪ ،04‬ديســمرب ‪ ،2019‬ص ‪.151‬‬
‫(( ( صالح بلعيد‪ :‬اللغة األم والواقع اللغوي يف الجزائر‪ ،‬مجلة اللغة العربية‪ ،‬العدد ‪ ،09‬سنة ‪ ،2003‬ص ‪.137‬‬

‫‪1275‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫وعمــل إ َّن وأخواتهــا بصــورة تبا ُدليَّــة‪ ،‬وال مييــزون عمــل األدوات ال َّن ْحويَّــة العاملــة كالجــوازم والنواصــب‪ ،‬وغــر ذلــك مــن‬
‫املشــكالت‪ ،‬وقــد رصــدت دراســات ســابقة مشــكالت نَ ْحويَّــة تتمثَّــل يف «تكويــن ُج َمــل ناقصــة‪ ،‬وتركيــب جمــل وفــق صياغــة‬
‫اللُّغــة األُوىل للتلميــذ‪ ،‬وصعوبــة اســتعامل حــروف الجــر وأســاء اإلشــارة والعالمــات اإلعرابيــة يف الجملــة»(((‪.‬‬
‫ومــن املشــكالت املتعلِّقــة بالرصيــد املعجمــي نالحــظ أن الجمــل املنتجــة تــأيت بســيطة‪ ،‬وقــد يســتعمل التلميــذ كلــات‬
‫العربيــة‪ ،‬كاســتعامل الفعــل‬ ‫َّ‬ ‫األمازيغيــة إىل‬
‫ّ‬ ‫أمازيغيــة بتفصيحهــا وإدراجهــا ضمــن التعبــر‪ ،‬أو ترجمتهــا ترجمــة حرفيــة مــن‬
‫األمازيغيــة‪ :‬زريغــث‬
‫ّ‬ ‫ـارة‬ ‫ـ‬ ‫للعب‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ترجم‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـاز»‪،‬‬ ‫ـت رأيتــه يف التلفـ‬ ‫ـؤال كنـ ُ‬ ‫رأيــت بــدل ســمعت يف قولــه‪« :‬إذا طــرح املعلــم سـ ْ‬
‫األمازيغيــة‪ :‬إيــوي لنرتيــت‬
‫ّ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مرتجم‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـد»‪،‬‬‫ـ‬ ‫«متقاع‬ ‫ـدل‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـد»‬ ‫ـ‬ ‫التقاع‬ ‫فتلفزيــو ْن ‪ ،zrigheth‬أو اســتعامل العبــارة «أخــذ‬
‫ـر» بــدل قــول «أُرا ِجــع»‪ ،‬و«أمــي قاعـ َد يف الــدار» بــدل‪:‬‬ ‫َ َ‬‫ـ‬ ‫ق‬‫ْ‬ ‫ن‬‫«‬ ‫ـه‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫كقول‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫العاميــة‬
‫َّ‬ ‫‪ ،iwi lantrit‬أو بالرتجمــة الحرفيــة مــن‬
‫«ماكثــة يف البيــت»‪ ...‬وهكــذا‪.‬‬
‫ ‪2.‬وقــد تنتــج مشــكالت اكتســاب الرصيــد اللُّغــو ّي بســبب عــدم الربــط بــن نشــاطات اللُّغــة العربيَّــة ومباحثهــا؛ فــإن عــزل درس‬
‫النحــو والــرف أو نشــاط القــراءة عــن تعلُّــم الرصيــد اللُّغــو ّي هــو مــن اإلخفاقــات املنهجيَّــة يف التعليــم‪ ،‬وقــد نبّــه إىل ذلــك‬
‫الدكتــور مختــار نويــوات حــن قــال‪« :‬ينطلــق املعلــم مــن الرصيــد اللُّغــو ّي للتلميــذ‪ ،‬الرصيــد املعــدل‪ ،‬املشــرك بــن الفصحــى‬
‫والعاميــة‪ ،‬املنتقــى مــن محيطــه املناســب لعــره وملســتواه الذهنـ ّـي ومليولــه الطبيعيَّــة‪ ،‬مــع إثرائــه مبــا يفتقــر إليــه مــن ألفــاظ‬
‫ـدريس[‪ ]...‬وال ينبغــي ألحــد املرشفــن عــى التعليــم التفكــر يف أ ّن للنحــو أهميَّــة كربى‬ ‫الحضــارة‪ ،‬وال يوفــر(((ذلــك إال الكتــاب املـ ّ‬
‫ـدريس ال يُســمن وال يغنــي مــن جــوع! واألجــدر إعــادة النظــر يف انتقــاء‬ ‫يف اكتســاب اللُّغــة» ‪ ،‬فاالكتفــاء مبحتــوى الكتــاب املـ ّ‬
‫(الشـ ْعر والنــر) والقـرآن‬ ‫األمثلــة املســتعملة لتعليــم النحــو والــرف‪ ،‬والرجــوع إىل املناســب مــن النصــوص العربيَّــة الفنيَّــة ِّ‬
‫الكريم‪.‬‬
‫التعليميــة واألســاليب‬
‫َّ‬ ‫ـائل‬ ‫ـ‬ ‫الوس‬ ‫ـكلة‬ ‫ـ‬ ‫مش‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫املناس‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫املعجم‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫الرصي‬ ‫ـذ‬ ‫ـ‬ ‫التلمي‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫اكتس‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫دو‬ ‫ـول‬‫ـ‬ ‫ح‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫والعوائ‬ ‫ـكالت‬ ‫ـ‬ ‫املش‬ ‫ ‪3.‬ومــن‬
‫ـدريس وال املقـ َّـررات واملناهــج املعمــول بهــا تراعــي التلميــذ األمازيغــي؛ إذ هــي‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـن؛‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬‫املع‬ ‫ـرات‬ ‫ـ‬ ‫وخ‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫وتدري‬
‫محتويــات مو َّجهــة لجميــع تالميــذ الجزائــر عــى اختــاف بيئاتهــم وثقافاتهــم القبليــة‪ ،‬ورغــم أ َّن التلميــذ األمازيغــي ينفــرد‬
‫الخصوصيــة هــو اســتعامله الحــرف الالتينــي يف‬ ‫َّ‬ ‫بخصوصيــات تحتــم إعــادة النظــر يف تلــك املقـ َّـررات‪ ،‬وأبســط مثــال لهــذه‬
‫التعليميــة هــي األخــرى تعــاين فقـ ًـرا يف فاعليتهــا‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫األمازيغيــة‪ ،‬وهــي منطلقــه اللُّغــو ّي األول يف الحيــاة‪ .‬واألســاليب‬ ‫ّ‬ ‫كتابــة لغتــه‬
‫ـراتيجيات التعليــم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫وإس‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫أس‬ ‫يف‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫النظ‬ ‫ـادة‬ ‫ـ‬ ‫وتحتــاج إع‬
‫أمــا خــرات املعلِّمــن فتلــك مســألة فيهــا تفــاوت‪ ،‬إذ تقـ ّدم مديريَّــة الرتبيــة نــدوات تربويَّــة كثــرة لفائــدة املعلِّمــن‪ ،‬ولكــن‬
‫نجاحهــا واالســتفادة منهــا يكــون عــى درجــات‪ ،‬بســبب أن بعــض املعلِّمــن يكونــون ذوي ثقافــة أمازيغيــة أو فرنســية‪ ،‬ويجدون‬
‫صعوبــة يف تدريــب التلميــذ عــى العربيَّــة الفصيحــة‪ ،‬فيميلــون إىل الــرح بلغتهــم التــي يفهمونهــا وهــي غالبًــا األمازيغيّة‪.‬‬
‫ ‪4.‬هــذا‪ ،‬وال ميكــن أن نــرح الحديــث عــن مشــكالت اكتســاب الرصيــد املعجمــي دون أن نشــر إىل مشــكالت التعبــر الشــفوي‬
‫طالبــا قــاد ًرا عــى‬‫التعليميــة أ ْن تنشــئ ً‬ ‫َّ‬ ‫والكتــايب؛ فالتعبــر هــو غايــة الدراســة اللُّغويَّــة؛ إذ إ َّن أقــى مــا تطمــح إليــه الهيئــة‬
‫إرســال كالمٍ صحيــح العبــارة والفكــرة‪ ،‬ســليم األداء(((‪ ،‬ورغــم أ َّن التَّخطيــط إلنجــاح نشــاط التَّعبــر يهــدف إىل الوصــول إىل‬
‫طابيــة وترتيــب األفــكار‪ ،‬واختيــار الكلــات املناســبة للمواقــف‪ ،‬وإثــراء‬ ‫إكســاب املتعلِّــم مهــارات متنوعــة؛ كإتقــان املواقــف ال ِخ َّ‬
‫اللفظيــة وتحســن النطــق واألداء وغــر ذلــك‪ ،‬فــإ َّن الطريقــة الســائدة التــي يُق ـ َّدم بهــا ما‪ ‬زالــت ثابتــة‪ ،‬تتمثَّــل يف‬ ‫َّ‬ ‫الــروة‬
‫ـدريس أم مــن خارجــه؛ حيــث يطــرح املعلــم أســئلة تفتــح املجــال‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫أكان‬ ‫ـواء‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـاهدة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ُش‬ ‫مل‬‫ا‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ـ‬
‫ُّ َ‬‫الص‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـر‬ ‫التعبـ‬
‫الصـ َور‪ ،‬وبعــد تل ّقــي عـ ّدة محــاوالت تعبرييَّــة‬ ‫ُّ‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫تقرتح‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـوع‬ ‫ـ‬ ‫املوض‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـره‬ ‫ـ‬ ‫تعب‬ ‫ـئ‬‫ـ‬ ‫وينش‬ ‫ـه‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫وكلامت‬ ‫ـكاره‬ ‫ـ‬ ‫أف‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫ليجم‬ ‫ـذ‬‫ـ‬ ‫للتلمي‬
‫مــن التالميــذ يعيــد املعلــم التعبــر ويفتــح املجــال إلعــادة صياغتــه وترتيبــه وذلــك مبشــاركات التالميــذ الفرديَّــة‪ ،‬وأحيانًــا تتـ ُّم‬
‫جامعيــا؛ حيــث يتـ ّم التعبــر عــن ّكل مشــهد عــى ِحـ َد ٍة‪ ،‬ثــم يتـ ُّم تصحيــح التعبــر وترتيبــه‪ ،‬ويف الختــام يُجمــع كل‬ ‫ًّ‬ ‫الصياغــة‬

‫(( ( خالــد عبــد الســام‪ :‬دور اللغــة األم يف تعلّــم اللغــة العربيــة الفصحــى يف املرحلــة االبتدائيــة يف املدرســة الجزائريــة‪ ،‬أطروحــة دكتــوراه‪ ،‬قســم‬
‫علــم النفــس وعلــوم الرتبيــة واألرطوفونيــا‪ ،‬كليــة العلــوم االجتامعيــة واإلنســانية‪ ،‬جامعــة فرحــات عبــاس‪ ،‬ســطيف‪ ،2012 ،‬ص ‪.345‬‬
‫(( ( مختــار نويــوات‪ :‬أصحيــح أن العربيــة مــن أصعــب اللغــات؟ (مشــكلة تعلّــم العربيــة وتعليمهــا)‪ ،‬مجلــة اللغــة العربيــة‪ ،‬املجلــد ‪ ،05‬العــدد ‪،02‬‬
‫أكتوبــر ‪ ،2003‬ص ‪.47‬‬
‫(( ( أســاء محمــد عبــد اللــه أبــو رشخ‪ :‬فاعليــة اســراتيجية مقرتحــة قامئــة عــى قــراءة الصــورة لتنميــة مهــارات التعبــر الكتــايب لــدى تالميــذ‬
‫الصـ ّـف الثالــث األســايس‪ ،‬رســالة ماجســتري‪ ،‬قســم املناهــج وطرائــق التدريــس‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬الجامعــة اإلســامية‪ ،‬غـ َّزة‪1437 ،‬هـــ‪2016 ،‬م‪،‬‬
‫ص ‪.48، 49‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1276‬‬
‫ذلــك يف تعبــر يقدمــه التالميــذ شــفهيًّا وفرديًّــا‪ ،‬ويُطلــب مــن التالميــذ كتابــة التعبــر عــى الســبورة‪ ،‬مــع اإلشــارة إىل رضورة‬
‫اســتعامل أدوات الربــط والفواصــل‪ ،‬ثــم تتــم قراءتــه وتصحيحــه‪.‬‬
‫ـراتيجية مــن األمــور التــي أســهمت يف خلــق مشــكالت عديــدة يف التعبــر‪ ،‬ولذلــك‬ ‫َّ‬ ‫وهــذه الرتابــة يف املنهــج‪ ،‬وتكــرار اإلسـ‬
‫العربيــة هــو ضعــف التعبــر‬ ‫َّ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫باألمازيغي‬
‫ّ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫الناطق‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫ـكالت‬ ‫ـ‬ ‫مش‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫فــإ َّن مــن أهـ َّم مــا اشــتىك منــه املعلِّمــون‬
‫الض ْعــف يتجـ َّـى يف صــور متعــددة‪:‬‬ ‫ـفهي والكتــايب‪ ،‬وهــذا َّ‬ ‫الشـ ّ‬
‫ •أ َّن التلميذ ال يستطيع توظيف كلمة يف جملة مفيدة‪.‬‬
‫ •أنَّه ال يستطيع التنويع يف قالب الجمل واملعاين‪.‬‬
‫ •أنَّه ال ينتبه أحيانًا إىل تكوين ُج َمل من دروس أخرى‪.‬‬
‫دالليا‪ ،‬وال يع ِّمق الجمل‪.‬‬ ‫ •أنَّه ال ميتلك رصي ًدا ًّ‬
‫ـكال مختلفــة؛ صوتيَّــة‪ ،‬تركيبيَّــة دالليَّــة‪،‬‬ ‫ •إضافــة إىل األخطــاء عــى مســتوى تكويــن ال ُجملــة‪ ،‬وهــي أخطــاء تأخــذ أشـ ً‬
‫إمالئيــة‪...‬‬
‫الصوتية‬
‫َّ‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫األخط‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫أ‬ ‫ة‬‫باألمازيغي‬
‫ّ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬‫ن‬‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـذ‬‫ـ‬ ‫للتالمي‬ ‫ـوي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫الرصي‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫اكتس‬ ‫ـكالت‬ ‫ـ‬ ‫مبش‬ ‫ق‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫يتع‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫في‬ ‫وخالصــة األمــر‬
‫ـن أ َّن املتعلِّمــن مل يتم َّكنــوا بعـ ُد مــن التَّحكــم يف كثــر مــن مســتويات اللُّغــة‪ ،‬وأنَّهــم بحاجة‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫تب‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫والداللي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫والرصفيــة وال َّن ْحو َّ‬
‫ي‬ ‫َّ‬
‫التعليميــة‪ ،‬وال‪ ‬بـ َّد مــن إعــادة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫للعملي‬
‫َّ‬ ‫ـدة‬‫ـ‬ ‫والبعي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫القريب‬ ‫ـداف‬ ‫ـ‬ ‫األه‬ ‫ـق‬
‫ـ‬ ‫وتحق‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫األخط‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫تقل‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫جدي‬ ‫ـاليب‬ ‫ـ‬ ‫وأس‬ ‫إىل متابعــة جــا َّدة‬
‫النظــر يف تدريــس الوضعيــة اإلدماجيــة؛ فاملعلــوم أ َّن الوضعيــة تكــون بتكويــن التلميــذ جملــة مــن ســت كلــات فأكــر؛ لكــن‬
‫ـفهية‪ ،‬وهــو‬
‫غالبــا ال يســتطيع ذلــك‪ ،‬رغــم أن املعلِّــم يركــز عــى تل ّقــي إجابــة التلميــذ بجملــة كاملــة يف ّكل إجاباتــه الشـ َّ‬ ‫التلميــذ ً‬
‫أيضــا‪.‬‬
‫ّ ً‬ ‫ـفهي‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫التعب‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـدن‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ـن‬‫ـر عـ‬ ‫مــا يعـ ِّ‬
‫ن‬ ‫ ‪2 .‬حلــول وتوصيــات بخصــوص اكتســاب الرصيــد املعجمــي عنــد ال َّن ِ‬
‫اطقــ َ‬
‫باألمازيغيــة‪:‬‬
‫ّ‬
‫«إ َّن تعلــم لغــة ثانيــة يعنــي أن يكــون الفــرد قــاد ًرا عــى اســتخدام لغــة غــر لغتــه األوىل التــي تعلَّمهــا يف صغــره‪ ،‬أو كــا‬
‫يُطلــق عليهــا اللُّغــة األُ ّم‪ ،‬أي قــاد ًرا عــى فَ ْهــم رموزهــا عندمــا يســتمع إليهــا‪ ،‬ومتم ِّك ًنــا مــن مامرســتها كال ًمــا وقــراء ًة وكتابـةً»(((‪،‬‬
‫وال يكــون ذلــك َّإل بتعـ ُّود األذن واللســان عــى أصواتهــا‪ ،‬وإدراك بنيتهــا ونظامهــا‪ ،‬وال َعالقــات التــي تحكــم مختلــف وحداتهــا‪،‬‬
‫والقــدرة عــى اســتخدامها يف مختلــف الســياقات واملواقــف‪ ،‬ولبلــوغ هــذا املســتوى تُواصــل الدراســات الحديثــة ســعيها لتقديم‬
‫مقرتَحــات لسـ ِّد الثغــرات وتجــاوز النقائــص‪ ،‬ونحــن بدورنــا ســنقدم جملــة مــن املال َحظــات التــي تعــن عــى تحقيــق األهداف‬
‫ن باألمازيغيّــة يف البيئــة العربيَّــة الجزائرية‪:‬‬ ‫التعليميَّــة‪ ،‬وبصفـ ٍة خاصـ ٍة فيــا يتعلَّــق بتعليــم اللُّغــة العربيَّــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫أ‪-‬املعلم واملتعلم‪:‬‬
‫ ‪-‬أ َّمــا املعلــم فمطلــوب انخراطــه يف نــدوات علميَّــة ودورات تدريبيَّــة‪ ،‬يكتســب مــن خاللهــا مزيـ ًدا مــن الخربات‪ ،‬ويســتفيد‬
‫مــن تجــارب الزمــاء‪ ،‬ونصائــح املفتشــن الرتبويــن‪ ،‬وقــد علمنــا أ َّن النــدوات كانــت كثــرة إىل أن حلَّــت جائحــة‬
‫ن باللُّغــة األمازيغيّــة بصــورة أفضــل‪،‬‬ ‫اطقـ َ‬ ‫«كورونــا»‪ ،‬وهنــا نلفــت االنتبــاه إىل رضورة الرتكيــز عــى تكويــن املعلِّمــن ال َّن ِ‬
‫خصوصــا يف الجوانــب الصوتيَّــة واملعجميــة؛ حتــى يتم َّكنــوا مــن أداء وظيفتهــم عــى الوجــه املطلــوب‪ ،‬مــع االهتــام‬ ‫ً‬
‫خاصــة يف‬ ‫بزيــادة الخــرات التقنيَّــة واملنهجيَّــة والفنيَّــة لتنميــة معارفهــم ال ِعلميَّــة واللغويَّــة‪ ،‬ومهاراتهــم البيداغوجيَّــة‪َّ ،‬‬
‫مســألة إســراتيجيَّات التعليــم املعــارصة وتقنيــات التعليــم الحديثــة وتكنولوجياتــه‪.‬‬
‫التعليميــة‪ ،‬وهــو مركــز العنايــة يف كل برنامــج‬ ‫َّ‬ ‫مليــة‬ ‫ ‪-‬وأ َّمــا املتعلِّــم فهــو املحــور الــذي تــدور حولــه جميــع مســائل ال َع َّ‬
‫التعليميــة‪ ،‬ال عــى أســاس أنَّــه متلـ ٍّـق ســلبي‪ ،‬ولذلــك‬ ‫َّ‬ ‫مليــة‬
‫ودراســة‪ ،‬ويجــب أن يُعامــل عــى أســاس أنَّــه مشــارك يف ال َع َّ‬
‫ـررات‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫املق‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫واق‬ ‫أن‬ ‫إىل‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫النظ‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫نلف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫وهن‬ ‫ـراتيجيات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫التعليميــة واملناهــج واإلس‬
‫َّ‬ ‫ـررات‬‫وجــب أن يرا َعــى يف إعــداد املقـ َّ‬
‫الدراسـ َّـية واملناهــج واإلســراتيجيات املعمــول بهــا ال تراعــي خصوصيــة املتعلِّــم األمازيغــي؛ فتضعــه عــى صعيــد واحــد مع‬
‫يب‪ ،‬رغــم اختــاف لغتهــا األوىل‪ ،‬واختــاف البيئــات يف أكــر األحيــان‪ ،‬ومــن غــر املقبــول عقـ ًـا وضعهــا‬ ‫املتعلِّــم العــر ّ‬
‫باألمازيغيــة؛ ألن‬
‫ّ‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫الناط‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫الطف‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫عن‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫بال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫قبلي‬ ‫ـبات‬
‫ـ‬ ‫مكتس‬ ‫ـود‬‫ـ‬ ‫بوج‬ ‫ـمح‬ ‫ـ‬ ‫تس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫بيئ‬ ‫ـود‬
‫ـ‬ ‫وج‬ ‫ـرد‬ ‫ـ‬ ‫ملج‬ ‫ـدة‬‫يف كفــة واحـ‬

‫(( ( ســعاد جخــراب وعبــد الحميــد عيســاين‪ :‬األســس العلميــة يف تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن بهــا‪ ،‬مجلــة األثــر‪ ،‬العــدد ‪ ،28‬جــوان ‪،2017‬‬
‫ص ‪.97‬‬

‫‪1277‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ن باألمازيغيّــة يف مســتوى واحــد موحــد‪ ،‬وعليــه وجــب مراعــاة‬ ‫اطقـ َ‬ ‫املعطيــات االجتامعيَّــة والثقافيَّــة املعقــدة ال تضــع ال َّن ِ‬
‫ـي‪.‬‬‫خصائــص هــذا املتعلِّــم يف إعــداد الجهــاز التعليمـ ّ‬
‫التعليمي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ب‪-‬املحتوى‬
‫ن باللُّغــة األمازيغيّــة؛ فيبنــى هــذا املقــرر بصــورة ال تُغفــل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـدرايس املو َّجــه للناطق ـ َ‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬نقــرح إعــادة النظــر يف املقـ َّ‬
‫ـرر الـ‬
‫الخصوصيَّــة الثقافيَّــة واالجتامعيَّــة لهــذا املتعلِّــم‪ ،‬ويدمــج فيــه مــن الثقافتــن العربيَّــة واألمازيغيّــة‪ ،‬حتــى يتعــرف عــى‬
‫األوىل ويكتشــفها‪ ،‬ويوظــف الثانيــة يف بنــاء مكتســباته اللُّغويَّــة ومعارفــه‪.‬‬
‫ـراتيجيات التعليــم‪ ،‬بالرجــوع إىل الدراســات الحديثــة يف هذا‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬ومــن املهــم ِجـ ًّدا إعــادة النظــر يف تصميــم الــدروس‪ ،‬وإسـ‬
‫املجــال‪ ،‬وتكييفهــا حســب األهــداف املطلــوب تحقيقها‪.‬‬

‫التعليمية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ج‪-‬الوسائل‬
‫ ‪-‬رضورة التنويــع يف الوســائل التعليميَّــة‪ ،‬ووجــوب اســتعامل الوســائل التكنولوجيَّــة الحديثــة يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة‬
‫ن باألمازيغيّــة‪ ،‬كالحاســوب والوســائل الســمعيَّة البرصيَّــة‪ ،‬ومخابــر اللُّغــة وأجهــزة االســتامع‪ ،‬واألرشطــة املرئيَّــة‬ ‫ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫والرشائــح املصــورة‪ ،‬وال يخفــى مــا لهــذه الوســائل مــن فوائــد وتســهيالت يف تعليــم اللُّغــة الثانيــة‪ ،‬إضافــة إىل كونهــا‬
‫تخلــق إســراتيجيَّة تعليــم نشــط يجــذب التلميــذ أكــر للتفا ُعــل وتنميــة كفاءاتــه‪ .‬وهنــا ال‪ ‬بـ َّد مــن الرجــوع إىل الدراســات‬
‫الحديثــة التــي فصلــت يف كيفيــات االســتفادة مــن هــذه الوســائل يف التعليــم قصــد االســتفادة منهــا‪.‬‬
‫ـدريس وكتابة‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـرح‬ ‫التعليميــة مبــا ميكنهــم مــن توظيفهــا يف ســياقات مختلفــة؛ كاملـ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬وميكــن أن تُد َّعــم األنشــطة اللُّغويَّــة‬
‫الجامعية والثنائيــة‪ ،‬والتمثيليــات ولَ ِعــب األدوا ِر‪ ...‬وهكذا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫غو‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫واأللع‬ ‫ـابقات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫واملس‬ ‫الرســائل والقصــص واألناشــيد‪،‬‬
‫مختصني‪،‬‬‫ِّ‬ ‫ِ‬
‫ ‪-‬توظيــف األلعــاب اإللكرتونيَّــة وغــر اإللكرتونيَّــة مبــا يُســاهم يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬واالســتعانة مبصممــن‬
‫إلخــراج ألعــاب ذات فوائــد تعليميَّــة تراعــى فيهــا الخصوصيَّــة الثقافيَّــة واالجتامعيَّــة واللغويَّــة للمتعلِّــم الناطــق باللُّغــة‬
‫األمازيغيّــة‪ ،‬مــع وجــوب التحكــم يف هــذه الوســيلة حتــى ال تنقلــب إىل االســتعامل الســلبي لأللعــاب‪.‬‬
‫د‪-‬التقويم‪:‬‬
‫ـكل أشــكال التقويــم‪ ،‬وعــدم‬ ‫خاصــة باالعتنــاء بـ ّ‬ ‫ ‪-‬يع ـ ُّد التقويــم رك ًنــا أساســيًّا يف ال َعمليَّــة التعليميَّــة‪ ،‬وإلنجاحــه يُنصــح َّ‬
‫االقتصــار عــى االختبــارات التحصيليَّــة‪ ،‬التــي ارتبطــت باالمتحانــات الفصليَّــة‪ ،‬التــي تح ـ ّدد مبوجبهــا نســبة النجــاح‬
‫ـرا التقويــم‬ ‫ـايئ)‪ ،‬وأخـ ً‬ ‫ـي (ال ِبنـ ّ‬ ‫ـي)‪ ،‬ثــم التكوينـ ّ‬ ‫ـي (مــا قبــل التكوينـ ّ‬ ‫والرســوب؛ فيجــب االنطــاق مــن التقويــم ال َقبـ ّ‬
‫(النهــايئ)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫التحصيــي‬
‫ّ‬
‫حقيقيــة مطلــوب مــن املتعلِّمــن إنجازهــا‪ ،‬وهــذا‬ ‫َّ‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـكل‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـذ‬ ‫ـ‬ ‫يأخ‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫الواقع‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫قوي‬ ‫ّ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـاد‬ ‫ـ‬ ‫االعت‬ ‫ ‪-‬رضورة‬
‫يتطلَّــب مــن املتعلِّمــن تطبيــق معارفهــم ومهاراتهــم ودمجهــا إلنجــاز امله َّمــة؛ حيــث يوظِّــف املتعلمــون مهــارات التَّفكــر‬
‫ميكــن يف هذا‬ ‫ـبيا‪ ،‬كام ْ‬ ‫التكيــب)‪ ،‬ويســتغرق إنجــاز امله َّمــة وقتًــا طويـ ًـا نسـ ًّ‬ ‫العليــا (مهــارات‪ ،‬التطبيــق‪ ،‬التحليــل‪ ،‬التَّقييــم‪َّ ،‬‬
‫التَّقويــم أن يتعــاون مجموعــة مــن املتعلِّمــن إلنجــاز امله َّمــة‪ ،‬ويتــم تقديــر أدائهــم اعتــا ًدا عــى قواعــد تقديــر(((‪ .‬وال‪ ‬بـ َّد‬
‫ـراتيجيات دقيقـ ٌة توصــل إىل الهــدف املقصــود منــه‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫أن تكــون لــه إسـ‬
‫ـامل ملوضوعــات املنهــج‪ ،‬جام ًعــا بــن أمنــاط األســئلة املختلفــة‪،‬‬ ‫ ‪-‬إ َّن «االختبــار الجيــد هــو مــا كان متعـ ّدد األهــداف‪ ،‬شـ ً‬
‫ـرا مســتوياتهم التّحصيليّــة الحقيقيَّــة»(((‪ ،‬فعــى املعلــم أن ينتبــه إىل‬ ‫مراعيًــا مــا بــن املتعلّمــن مــن فــروق فرديّــة‪ ،‬ومظهـ ً‬
‫ـي‪ ،‬وال يشــرط فيــه أن يطــور التحصيــل َّإل بإضــاءة نقــاط‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الحقيق‬ ‫أ َّن االختبــار ال‪ ‬ب ـ َّد أن يعكــس املســتوى التّحصيــي‬
‫الض ْعــف لــدى املتعلِّمــن مــا دام مبنيًّــا عــى منهــج مضبــوط واضــح؛ فيتمكــن املعلــم مــن اإلصــاح وسـ ِّد النقائــص يف‬ ‫َّ‬
‫ال َعمليَّــة التعليميَّــة‪.‬‬

‫(( ( ثــاين حســن خاجــي‪ :‬إســهامات اســراتيجيات التَّقويــم البديــل يف تحســن جــودة التَّعليــم‪ ،‬مجلَّــة كليَّــة التَّبيــة األساســية‪ ،‬جامعــة بابــل‪ ،‬العــدد‬
‫‪ ،14‬كانــون األول ‪ ،2013‬ص ‪.355‬‬
‫(( ( مصطفى منر دعمس‪ :‬اسرتاتيجيات التَّقويم التَّبوي الحديث وأدواته‪ ،‬دار غيداء‪ ،1429/2008 ،‬عمَّن‪ ،‬األردن‪ ،‬ص ‪.73‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1278‬‬
‫خامتة‪:‬‬
‫ـن بعــض اإلســراتيجيات املفيــدة‬ ‫باألمازيغيــة يف الجزائــر تـ َّم تبـ ُّ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫بعــد هــذه ال ِّدراســة لواقــع تعليــم اللُّغــة‬
‫ـوي‪ ،‬مبــا يجعــل املتعلِّــم متم ِّك ًنــا مــن اللُّغــة فهــا وتح ُّدثًــا وقــراءة وكتابــة‪ ،‬وعرفنــا أن اإلســراتيجيات‬ ‫يف بنــاء املعجــم اللُّغـ ّ‬
‫ـا ســمح لهــم بانتقــاء مــا يفيــد مــن‬ ‫ـخصية مــن املعلِّمــن‪ ،‬ونتيجــة خرباتهــم‪ ،‬مـ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـادات‬ ‫ـ‬ ‫اجته‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫ولي‬ ‫املتَّ َبعــة يف التعليــم هــي‬
‫التعليميــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الطرائــق‬
‫باألمازيغيــة‪ ،‬وهــذه املشــاكل تشــمل جهــات‬
‫ّ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫منه‬ ‫ـاين‬ ‫ـ‬ ‫يع‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـاكل‬ ‫ـ‬ ‫املش‬ ‫ـض‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫رص‬ ‫م‬‫كــا ت َّ‬
‫ـ‬
‫يت واملســتوى‬
‫ّ‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫الص‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫(املس‬ ‫ـة؛‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـتويات‬
‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫ـاكل‬ ‫ـ‬ ‫ومش‬ ‫ـايب‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والكت‬ ‫ـفوي‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫التعب‬ ‫يف‬ ‫ـاكل‬ ‫ـ‬ ‫مش‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫منه‬ ‫ش ـتَّى‪:‬‬
‫ـريف واملســتوى النحــوي واملســتوى املعجمــي)‪ ،‬وأخــرى يف القــراءة والكتابــة‪ ،‬وغريهــا‪ .‬ويبــدو أن املشــاكل التــي يعــاين‬ ‫ّ‬ ‫الـ‬
‫خاصــة؛ بــل هــي عا َّمــة يعــاين منهــا التالميــذ الناطقون‬ ‫َّ‬ ‫ـاكل‬ ‫ـ‬ ‫مش‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫ليس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫باألمازيغي‬
‫ّ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫اط‬‫ِ‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ل‬ ‫ال‬
‫ِّ ُّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫متع‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫منه‬
‫باألمازيغيــة يجــدون صعوبــة يف إثــراء رصيدهــم‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫اطقـ َ‬ ‫أيضــا‪َّ ،‬إل مــا تعلــق بالرصيــد املعجمــي‪ ،‬فــإ َّن ال َّن ِ‬ ‫العربيــة ً‬ ‫َّ‬ ‫بالعاميــة‬
‫عمليــة لتجــاوز هــذه املشــكلة‪ ،‬وقــد ق َّدمنــا عــدة توصيــات للنهــوض بهــذا الجانــب‬ ‫َّ‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫حل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫البح‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫ويحتاج‬ ‫ـوي‪،‬‬
‫اللُّغـ ّ‬
‫وإصالحــه‪.‬‬
‫العربية وتعليمها خدمة للقرآن الكريم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫وختا ًما نسأل الله التوفيق والسداد فيام يخدم اللُّغة‬

‫‪1279‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫الدولي السادس‬
‫ّ‬ ‫مؤتمر ال ُّلغة العرب َّية‬
‫فبراير ‪2023‬م‬
‫َّ‬
‫خاص ٍة‬ ‫ألغراض‬
‫ٍ‬ ‫َّ‬
‫العربية‬ ‫برنامج مقترَ ح في تعليم ُّ‬
‫اللغة‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫نموذجا)‬ ‫َّ‬
‫الدبلوماسية (أ‬ ‫األغراض‬

‫الباحثة‪ /‬نادية خالد الحريب‬ ‫ ‬


‫الدكتور‪  /‬بدر هديبان هالل الحريب‬
‫‪alnadia816@gmail.com‬‬ ‫ ‬
‫‪bybjn2025@gmail.com‬‬

‫املستخلص‬
‫خاصـ ٍة‪ :‬األغــراض الدبلوماســيَّة أُمنوذ ًجــا‪ ،‬ولتحقيق‬ ‫ـراض َّ‬ ‫هـ َد َف البحــث الحــايل إىل بنــاء برنامــج لتعليــم اللُّغــة العربيَّــة ألغـ ٍ‬
‫ـحي؛ حيــث ُص ِّممــت اســتبانة لتحديــد الحاجــات اللُّغويَّــة الالزمــة ملتعلِّمــي اللُّغــة‬ ‫ـي املسـ ُّ‬
‫هــذا الهــدف اسـتُعمل املنهــج الوصفـ ُّ‬
‫ـث إىل النتائــج اآلتيــة‪:‬‬ ‫وتوصــل البحـ ُ‬
‫ـات أخــرى لألغــراض الدبلوماســيَّة‪َّ ،‬‬ ‫العريــة ال َّناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫ـات أخرى لألغــراض الدبلوماسـ َّـية‪ ،‬تضمنت ســت َة‬ ‫ ‪-‬قامئــة بالحاجــات اللُّغويَّــة الالزمــة ملتعلِّمــي اللُّغــة العريــة ال َّناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫مجــاالت انبثــق عنهــا أربعــون عبــار ًة متثــل هــذه الحاجات‪.‬‬
‫ ‪-‬برنامج مقرتَح قائم عىل القامئة النهائيَّة للحاجات التي تُ ُو ِّصل إليها؛ مك َّون من‪ :‬كتاب املتعلِّم‪ ،‬ودليل املعلم‪.‬‬
‫واملقرتحات‪.‬‬
‫َ‬ ‫البحث الحايل من نتائج قُ ِّدمت بعض التوصيات‬ ‫ُ‬ ‫توص َل إليه‬ ‫ويف ضوء ما َّ‬
‫املفتاحية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫الكلامت‬
‫الدبلوماسية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫األغراض‬ ‫‪،‬‬‫ة‬‫ٍ‬ ‫خاص‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫ألغراض‬ ‫ة‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫تعليم‬ ‫ة‪،‬‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫اللُّغة‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪The aim of the current research is to build a program for teaching Arabic for special purposes: Dip-‬‬
‫‪lomatic purposes as a model. To achieve this goal, the descriptive survey method was used, where a‬‬
‫‪questionnaire was designed to determine the linguistic needs of learners of the Arabic language who‬‬
‫‪speak other languages ​​for diplomatic purposes, and the research reached‬‬
‫‪the following results:‬‬
‫‪- - A list of the linguistic needs necessary for learners of the Arabic language who speak other‬‬
‫‪languages ​​for diplomatic purposes, including six areas from which forty phrases emerged repre-‬‬
‫‪senting these needs.‬‬
‫‪- - a proposed program based on the final list of identified needs; Composed of: the learner’s book,‬‬
‫‪and the teacher’s guide.‬‬
‫‪- In‬‬ ‫‪light of the results of the current research, some recommendations and suggestions were‬‬
‫‪presented.‬‬
‫‪- Keywords: Arabic language, teaching Arabic for special purposes, diplomatic purposes.‬‬

‫‪1281‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫للُّغــة وظائـ ُـف كثــرة يف حيــاة الفــرد واملجتمــع‪ ،‬ومــن أهــم وظائفهــا أنَّهــا وســيلة اتصــال اإلنســان بغــره‪ ،‬وبهــا يتجــاوز‬
‫ـرت الكثــر مــن النظريــات واملــدارس اللُّغويَّــة التــي تح ُكــم مناهــج تعليــم اللُّغــات؛‬ ‫اإلنســان حــدو َد املــكان والزمــان؛ لذلــك ظهـ ِ‬
‫ـات أخــرى (فرحــة‪.)2014 ،‬‬ ‫خاصــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬ ‫حيــث كانــت هنــاك عنايــة َّ‬
‫ـر عــن األغــراض التــي يتناولهــا البــر يف حياتهــم‪ -‬فإنَّهــا وثيقــة الصلــة يف تعيــن الرتابُــط بينها وبني‬ ‫واللغــة ‪-‬كونَهــا املعـ ِّ َ‬
‫خاصـ ٍة ‪(Language for‬‬ ‫َّ‬ ‫ـراض‬ ‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫ألغ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ل‬
‫َ ُّ‬ ‫ال‬ ‫م‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـمى‬ ‫ـ‬ ‫تس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫خاص‬‫ً َّ‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫حق‬ ‫م‬ ‫َُ‬ ‫د‬ ‫ـ‬ ‫لتخ‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫مناه‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫له‬ ‫ها؛‬ ‫املــادة املبت َغــى اســتثام ُر‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫مدخ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ومنه‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫حديث‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫غو‬
‫ُ ُ َّ‬ ‫ل‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫مداخ‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫مع‬ ‫ـرت‬ ‫ـ‬ ‫ظه‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫وال‬ ‫)‪،‬‬ ‫‪6‬‬ ‫م‪،‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫ـر‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫(الفج‬ ‫‪) special purposes‬‬
‫خاصـ ٍة الــذي ير ِّكــز عــى املتعلِّــم‪ ،‬وحاجاتــه‪ ،‬وأغراضــه مــن تعلُّــم اللُّغــة‪.‬‬ ‫ـراض َّ‬ ‫ألغـ ٍ‬
‫خاصـ ٍة «مدخــل خــاص مــن مداخــل تعليــم اللُّغــة‪،‬‬ ‫ـراض َّ‬ ‫العربيــة ألغـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ويــرى مدكــور وهريــدي (‪ )2006‬بــأن تعليــم اللُّغــة‬
‫ـيتعرض لهــا‪ ،‬وكان املنهــج املســتع َمل لــه كغريهــا مــن املناهــج تركِّــز عــى‬ ‫يركــز عــى املتعلِّــم‪ ،‬وحاجاتــه‪ ،‬واملواقــف التــي سـ َّ‬
‫املتعلِّــم وحاجاتــه واألغــراض التــي يتعلــم اللُّغــة مــن أجلهــا» (ص‪.)115.‬‬
‫خاصــة يجــب أن يسـ ِب َقه‬ ‫خاصـ ٍة‪ ،‬فــأي منهــج للُّغــة َّ‬ ‫ـراض َّ‬ ‫و َوفْ ًقــا لذلــك فــإن املتعلِّـ َم وحاجاتِــه هــا محــو ُر تعليــم اللُّغــة ألغـ ٍ‬
‫ـرض‬ ‫ُ َ‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫مرحل‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫تل‬ ‫ألن‬ ‫ـة؛‬ ‫ـ‬‫م‬‫َّ‬ ‫العا‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫بقواع‬ ‫ل‬ ‫الخاصــة ينبغــي أال يُ َ َ‬
‫غ‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫َّ‬ ‫تحليـ ٌـل واســتقصاء لحاجــات املتعلِّــم؛ فمتعلــم اللُّغــة‬
‫ـب يف خانــة الحقــل الــذي يعمــل‪ ،‬أو يــو ُّد‬ ‫ُ َّ‬ ‫ـ‬ ‫لتص‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫املعرف‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫توظي‬ ‫إىل‬ ‫ـعى‬ ‫هضمهــا مــن قبـ ُـل‪ ،‬وهــو اآلن يسـ‬ ‫أن يكــون قــد َ‬
‫أن يعمــل فيــه (التنقــاري‪.)2012 ،‬‬
‫خاصـ ٍة خطًّــا فاصـ ًـا بــن اللُّغــة العا َّمــة‪ ،‬واللغــة‬ ‫ـراض َّ‬ ‫العربيــة ألغـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫فمــن الــرورة مبــكان أن تُبنــى ُخطَــط تعليــم اللُّغــة‬
‫ـي؛ لــذا فهــو‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫التعليم‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫املوق‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫كلي‬
‫ًّ‬ ‫ا‬ ‫د‬
‫ً‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫اعت‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫يعتم‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الخاص‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫الخاصــة؛ حيــث ينبغــي التصديـ ُـق بــأن تعليـ َم اللُّغــة‬ ‫َّ‬
‫ـرر يتطلــب وســائل و ُخططًــا وطرقًــا تختلف عن تلك الســائدة‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫املق‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫عالي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ومهني‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫غو‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫كفاي‬ ‫ذوي‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫م‬‫ُ‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫بحاج‬
‫ـص‪ ،‬ويتوقَّــع‬ ‫والتخصـ ُ‬ ‫ُّ‬ ‫ـوف متجانســة؛ مــن حيــث العمـ ُـل‪،‬‬ ‫يف اللُّغــة العا َّمــة‪ ،‬ويغلِــب عــى هــذا املفهــوم مخاطبتُــه للكبــار يف صفـ ٍ‬
‫خلفيــة جيــدة باللغــة العا َّمــة (فرحــة‪.)2014 ،‬‬ ‫أن يكونــوا ُملِ ِّمــن أو لهــم َّ‬
‫قســمها طعيمــة (‪ )2003‬إىل ثالثــة مداخــل؛ وهــي‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـل؛‬ ‫ـ‬ ‫املداخ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫العدي‬ ‫ٍ‬
‫ة‬ ‫ـ‬ ‫خاص‬
‫َّ‬ ‫ـراض‬ ‫ٍ‬ ‫العربيــة ألغـ‬ ‫َّ‬ ‫ولتعليــم اللُّغــة‬
‫ـوي املناســب‪ ،‬أمــا املدخل‬ ‫ُّ ِّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـوى‬ ‫ـ‬ ‫املحت‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫تحدي‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫وم‬ ‫ـة؛‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫ـتعمل‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫املواق‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫تحدي‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫وهدف‬ ‫ـوي‪،‬‬ ‫املدخــل اللُّغـ ُّ‬
‫ـوي الجيــد دون الوقــوف عند‬ ‫ُّ ِّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫األداء‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ِّ َ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـاعد‬ ‫ـ‬ ‫تس‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـاليب‬ ‫ـ‬ ‫واألس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫العملي‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫تحدي‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫وهدف‬ ‫‪،‬‬‫ـاري‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫امله‬ ‫الثــاين فهــو‬
‫ـوي معــن‪ ،‬بينــا يــدور املدخــل الثالــث حــول املتعلِّــمِ نفســه‪ ،‬ومــا يتَّصــل بعمليــة التعليــم لديــه‪ ،‬أي‪ :‬الرتكيــز عــى‬ ‫مســتوى لُغـ ٍّ‬
‫تحديــد أســاليب اكتســاب الكفايــات الالزمــة للمتعلِّــم‪.‬‬
‫ـص محـ َّدد ٍة تجعــل‬ ‫يتميــز بخصائـ َ‬ ‫ـات أخــرى؛ َّ‬ ‫خاصـ ٍة للناطقــن بلُغـ ٍ‬ ‫ـراض َّ‬ ‫العربيــة ألغـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫إضافـ ًة إىل ذلــك؛ فــإن تعليــم اللُّغــة‬
‫منــه نو ًعــا مختل ًفــا مــن تعليــم اللغــات العا َّمــة‪ ،‬ومــن هــذه الخصائــص‪ :‬التحليــل الدقيــق لحاجــات املتعلِّمــن‪ ،‬والرتكيــز عــى‬
‫اإلبالغيــة‪ ،‬وعــدم االلتــزام بطريقــة تدريــس معينــة (بشــر‪.)2017 ،‬‬ ‫َّ‬ ‫القــدرة‬
‫أكادمييــة‪ ،‬والــذي يهــدف‬ ‫َّ‬ ‫ـراض‬ ‫ـ‬ ‫ألغ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫األول‪:‬‬ ‫ـمني‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫قس‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الخاص‬
‫َّ‬ ‫ـراض‬ ‫ـ‬ ‫األغ‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫وتنقس‬
‫ـن؛ والثــاين‪ :‬تعليــم اللُّغــة‬ ‫تخصــص معـ َّ‬ ‫إىل إكســاب املتعلِّــم القــدرات واملهــارات والكفايــات اللُّغويَّــة التــي تجعلــه متمك ًنــا مــن ُّ‬
‫العربيــة لدارســن متجانِســن ِم ْه ًّنيــا (الســيد عــي؛ ‪2017‬م؛ ‪.)26-27‬‬ ‫َّ‬ ‫قصــد بــه تعليــم اللُّغــة‬ ‫العربيــة ألغــراض م َه َّنيــة‪ ،‬ويُ َ‬ ‫َّ‬
‫العربيــة ألغــراض دبلوماســية؛ حيــث يُعــد تعليــم اللُّغــة لعربيــة لألغــراض‬ ‫َّ‬ ‫غــة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫تعليــم‬ ‫ــة‬ ‫ني‬
‫َّ‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫مل‬‫ا‬ ‫األغــراض‬ ‫هــذه‬ ‫مــن‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا؛ فالتعليــم فيــه يُ َعـ ُّد‬ ‫َّ‬ ‫املؤسســات التــي تُعنــى بتعليــم اللُّغــة‬ ‫ر األقســام يف شـتَّى َّ‬ ‫الدبلوماسـ َّـية مــن أكـ ِ‬
‫ـرا‪،-‬‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫خ‬
‫َّ‬ ‫مؤ‬ ‫‪-‬إال‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫الربنام‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫يف‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫َ‬ ‫معت‬ ‫ـي‬
‫ٌّ‬ ‫ـ‬ ‫منهج‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫كت‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫يوج‬ ‫ال‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـه؛‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ُ‬ ‫د‬‫ِّ‬ ‫تق‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫تح ِّديًــا للمعلِّــم واملؤسس‬
‫ناسـ ًـبا إليصــال‬ ‫واملؤسســة تقديـ ُم مــا يرونــه ُم ِ‬ ‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫وللمعل‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫إليه‬ ‫ـول‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الوص‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ينبغ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫وكفاي‬ ‫وإنــا هنــاك مهــارات‬ ‫َّ‬
‫املتعلِّــم لذلــك املســتوى (أبــو عمشــة‪.)2018 ،‬‬
‫الب َعثــات الدبلوماسـ َّـية يتُوقُــون إىل تعلُّــم اللُّغــة‬ ‫ـرا مــن امل ُقيمــن مــن َ‬ ‫ويف هــذا املضــار أشــار الســحيباين (‪ )2011‬بــأن كثـ ً‬
‫ـرف عــى حضارتهــا‪ ،‬كــا يرغبــون التحـ ُّدث بهــا؛ حيــث يرا ِو ُدهــم شــعور لتعلُّــم اللُّغــة‬ ‫العربيــة‪ ،‬ويتشـ َّوقون إىل دراســتها للتعـ ُّ‬ ‫َّ‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫إىل‬ ‫ـرون‬ ‫ـ‬ ‫ينظ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫املتخص‬
‫ِّ‬ ‫ـإن‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـا؛‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ـود‬ ‫ـ‬ ‫املنش‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫أهدافه‬ ‫العربيــة‪ ،‬واالختــاط بأهلهــا‪ ،‬ولتحقيــق‬ ‫َّ‬
‫ألغــراض دبلوماســية أنَّــه مدخــل مهــم وحيــوي مــن مداخــل تعليــم اللُّغــة؛ حيــث ير ِّكــز فيــه عــى املتعلِّــم‪ ،‬واملواقــف التــي‬
‫دافعيـ ُة املتعلِّــم قويَّــة‪ ،‬وتكــون رغبتــه يف تعلُّمهــا شــديد ًة‪ ،‬ويتزايــد تفا ُعلُــه‬ ‫ســيتعرض لهــا‪ ،‬ويســتع ِمل فيهــا اللُّغــة‪ ،‬ومنهــا تــأيت َّ‬
‫ـا يسـ ِّهل عــى القامئــن تطويــع اللُّغــة للمواقــف التــي يحتاجهــا املتعلِّــم‪.‬‬ ‫واهتام ُمــه؛ مـ َّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1282‬‬
‫ـات أخــرى مــا زالــت‬ ‫ـات املتعلِّقـ َة بتعليــم العربيَّــة للدبلوماســيني للناطقــن بلُغـ ٍ‬ ‫وعــى الرغــم مــن ذلــك كلــه‪ ،‬إال أن الدراسـ ِ‬
‫قليلـ ًة إن مل تكــن نــادر ًة‪ ،‬وهــذه ال ُّنــدرة تبيِّ ُنهــا قواعـ ُد بيانــات البحــوث العربيَّــة واإلنجليزيــة (الحدقــي وشــيك‪.)2016 ،‬‬
‫العربية ألغــراض دبلوماســية‪ ،‬األمــر الذي‬
‫َّ‬ ‫بحثيــة نظريَّــة وتطبيقيــة لتنــا ُول موضــوع تعليــم اللُّغــة‬ ‫مـ َّـا سـ َـبق يتبــن وجــو ُد فجــوة َّ‬
‫خاصـ ٍة‪ :‬األغــراض الدبلوماسـ َّـية أمنوذ ًجا‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫ـراض‬ ‫ـ‬ ‫ألغ‬ ‫ة‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬
‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫لتع‬ ‫ـج‬
‫ـ‬ ‫برنام‬ ‫ـمِ‬
‫ـ‬ ‫لتصمي‬ ‫ميدانيــة‬
‫َّ‬ ‫أهميـ َة إجــراء دراســة‬
‫وضــح َّ‬‫يُ ِّ‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫العربيــة يف مجــال تعليــم اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫ـت الشــعور مبشــكلة البحــث‪ ،‬أهمهــا‪ :‬نُــدرة التجــا ِرب‬ ‫هنــاك عــدة أمــور د َّعمـ ِ‬
‫العربيــة ألغراض دبلوماســية؛‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫لتعلي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫تعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫كت‬ ‫ـود‬
‫ـ‬ ‫وج‬ ‫ـدرة‬
‫ـ‬‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ـك‬
‫ـ‬ ‫وكذل‬ ‫)‪،‬‬ ‫‪2003‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪52‬‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫طعيم‬ ‫خاصـ ٍة (رشــدي‬ ‫ألغـ ٍ‬
‫ـراض َّ‬
‫لذلــك كلِّــه ويف ضــوء مــا ســبق تتحــدد مشــكلة البحــث يف‪:‬‬
‫غات أخرى‪.‬‬ ‫الحاجة إىل وجود برنامج لتعليم اللُّغة العربيَّة ألغراض دبلوماسية للناطقني بلُ ٍ‬
‫أسئلة البحث‪:‬‬
‫للتغلُّب عىل املشكلة السابقة‪ ،‬حاول البحث اإلجابة عن األسئلة اآلتية‪:‬‬
‫التواصليَّة الالزمة ملتعلِّ ِمي اللُّغة العربيَّة ألغراض دبلوماسية من ال َّناطقني بلُغات أخرى؟‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ ‪5.‬ما الحاجات اللُّغويَّة يف املواقف‬
‫غات أخرى ألغراض دبلوماسية)؟‬ ‫العربية من ال َّناطقني بلُ ٍ‬
‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ي‬‫م‬‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ملتع‬ ‫(برنامج‬ ‫املقرتح‬
‫ ‪6.‬ما ُمك ِّونات الربنامج َ‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫العربيــة ألغـ ٍ‬
‫ـراض‬ ‫َّ‬ ‫يهــدف البحــث الحــايل إىل تحقيــقِ الهــدف الرئيــس‪ :‬بنــاء برنامــج لتعليــم اللُّغــة‬
‫تحقيــق األهــداف اآلتيــة‪:‬‬
‫َ‬ ‫الدبلوماســية أُمنوذ ًجــا‪ ،‬والــذي يتطلَّــب‬ ‫َّ‬ ‫خاصــ ٍة‪ :‬األغــراض‬‫َّ‬
‫التواصليَّــة الالزمــة ملتعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة ألغــراض دبلوماســية مــن ال َّناطقــن‬
‫ُ‬ ‫ ‪1.‬تحديــد الحاجــات اللُّغويَّــة يف املواقــف‬
‫بلُغـ ٍ‬
‫ـات أخــرى‪.‬‬
‫ـات أخــرى مــن خــال‬ ‫العربيــة ألغــراض دبلوماســية مــن ال َّناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫َّ‬ ‫ ‪2.‬تحديــد معايــر بنــاء برنامــج ملتعلِّ ِمــي اللُّغــة‬
‫ـري)‪.‬‬
‫اإلطــار النظـ ّ‬
‫خاصة‪ :‬األغراض الدبلوماسيَّة)‬‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫التعرف عىل ُمك ِّونات الربنامج املقرتَح (برنامج تعليم اللُّغة العربيَّة ألغراض َّ‬ ‫ ‪ُّ 3.‬‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫َّ‬
‫أهمية البحث يف‪:‬‬ ‫ ‪-‬تتضح َّ‬
‫ ¨إثــرا ِء املكتبــات لخدمــة البحــوث العربيَّــة يف هــذا املجــال‪ ،‬وتكثيــف البحــوث والدراســات واملراجــع العربيَّــة املتعلِّقــة‬
‫خاصـ ٍة (دبلوماســية)‪.‬‬ ‫ـراض َّ‬ ‫بتعليــم اللُّغــة العربيَّــة ألغـ ٍ‬
‫الدبلوماسية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫العربية لغري ال َّناطقني بها لألغراض‬ ‫َّ‬ ‫ ¨س ِّد الناقص يف برامج تعليم اللُّغة‬
‫ ‪-‬أنَّه قد يفيد‪:‬‬
‫الدبلوماسية تحدي ًدا)‪.‬‬
‫َّ‬ ‫(األغراض‬ ‫ة‬‫ٍ‬ ‫خاص‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫ألغراض‬ ‫ة‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫بتعليم‬ ‫هم‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫أما‬ ‫املجال‬ ‫بفتح‬ ‫والدارسني‪:‬‬ ‫ ¨الباحثني‬
‫ ¨ ُمعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بلُغــات أخــرى‪ :‬بتقديــم قامئــة مبواصفــات إعــداد برنامــج لتعليــم اللُّغــة العربيَّــة‬
‫ٍ‬
‫خاصــ ٍة‪ :‬األغــراض الدبلوماســيَّة أمنوذ ًجــا‪.‬‬ ‫ألغــراض َّ‬ ‫ٍ‬
‫العربية وتوظيفها يف املجال الدبلومايس‪.‬‬
‫َّ‬ ‫غات أخرى‪ :‬إكسابهم مهارات اللُّغة‬ ‫العربية ال َّناطقني بلُ ٍ‬
‫َّ‬ ‫ ¨متعلِّ ِمي اللُّغة‬
‫حدود البحث‪:‬‬
‫اقترص البحث عىل الحدود اآلتية‪:‬‬
‫ ‪-‬الحدود املوضوعيَّة‪ :‬بناء برنامج ملتعلِّ ِمي اللُّغة العربيَّة ألغراض دبلوماسية للناطقني بلُغات أخرى‪.‬‬
‫ٍ‬
‫الجامعي (‪1444‬ه)‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫الدرايس األول من العام‬
‫ِّ‬ ‫الزمانية‪ :‬أُجري هذا البحث يف الفصل‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬الحدود‬

‫‪1283‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫مصطلحات البحث‪:‬‬
‫خاصـ ٍة بأنَّــه‪« :‬مقــرر ُحـ ِّددت مــوا ُّده‬ ‫العربيــة ألغـ ٍ‬
‫ـراض َّ‬ ‫َّ‬ ‫ـرف تعليــم اللُّغــة‬ ‫خاصـ ٍة‪ :‬يُعـ َّ‬ ‫العربيــة ألغـ ٍ‬
‫ـراض َّ‬ ‫َّ‬ ‫تعليــم اللُّغــة‬
‫وبرامجــه بصفــة رئيســة وفــق تحليـ ٍـل ُم ْسـ َـبق لحاجــات املتعلِّــم ورغباتــه اللُّغويَّــة» (عشــاري‪ ،1983 ،‬ص‪.)116.‬‬
‫خاصـ ٍة بأنَّــه‪« :‬مدخــل خــاص مــن مداخــل‬ ‫ـراض َّ‬‫العربيــة ألغـ ٍ‬
‫َّ‬ ‫يف حــن يــرى مدكــور وهريــدي (‪ )2006‬بــأن تعليــم اللُّغــة‬
‫تعليــم اللُّغــة الــذي يركــز عــى املتعلِّــم‪ ،‬وحاجاتــه‪ ،‬واملواقــف التــي ســيتعرض لهــا‪ ،‬وكان املنهــج املســتع َمل لــه كغريهــا مــن‬
‫املناهــج تركــز عــى املتعلِّــم‪ ،‬وحاجاتــه‪ ،‬واألغــراض التــي يتعلــم اللُّغــة مــن أجلهــا» (ص‪.)115.‬‬
‫العربية ألغراض دبلوماسية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫تعليم اللُّغة‬
‫ـرق مختلفــة‪ ،‬بداللــة‬ ‫خاصــة للُّغــة‪ ،‬وعــرض الفكــرة بطُـ ُ‬
‫العربيــة ألغــراض دبلوماســية بأنــه‪« :‬اســتعامالت َّ‬ ‫َّ‬ ‫ـرف تعليــم اللُّغــة‬ ‫يُعـ َّ‬
‫البالغيــة»‬
‫َّ‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫الفن‬ ‫ـائر‬‫ـ‬ ‫وس‬ ‫ـتعارة‬ ‫ـ‬ ‫واالس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫بالكناي‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫والتعب‬ ‫ـه‪،‬‬
‫ـ‬ ‫وج‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ألك‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫والتأوي‬ ‫ـح‬‫ـ‬ ‫التلمي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـوي‬ ‫ـ‬ ‫تنط‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـارشة‬ ‫ـ‬ ‫مب‬ ‫غــر‬
‫(العكيــي‪ ،2014 ،‬ص‪.)12.‬‬
‫ـاشة إىل الرمــز‪،‬‬ ‫ـرج عــن قضيــة املبـ َ‬ ‫ـرف بأنَّهــا‪« :‬لغــة لهــا ِســاتها التــي متيِّزهــا عــن غريهــا مــن اللغــات حيــث تخـ ُ‬ ‫كــا تعـ َّ‬
‫وتكــون مليئـ ًة بالصــور الفنيَّــة املرتابطــة بالعالقــات الدالليَّــة بــن اللُّغــة ومعانيهــا؛ فتنتقــل مــن الداللــة إىل املجــاز» (الفجــر‪،‬‬
‫‪ ،2020‬ص‪.)17.‬‬
‫ـات أخرى‬ ‫إجرائيــا بأنــه‪ :‬اســتعامل الدبلوماســيني ال َّناطقني بلُغـ ٍ‬ ‫ًّ‬ ‫ـية‬
‫ـ‬ ‫دبلوماس‬ ‫ـراض‬ ‫ـ‬ ‫ألغ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ِ‬
‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫الباحث‬ ‫ـرف‬
‫ويعـ ِّ‬
‫ـاص؛ بحيــث يســاعدهم عــى اكتســاب مهــارات اللُّغــة بصــور مرتابطة للتعبــر مــن الداللــة إىل املجاز‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ٍ‬
‫ـكل‬ ‫ـ‬ ‫بش‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫للُّغــة‬
‫ٍ‬
‫العربيــة الناطقــون بلُغــات أخــرى‪ :‬هــم األفــراد الذيــن ليســت اللُّغــة العربيَّــة لغتَه ـ ُم األصليَّ ـةَ‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ ¨متعلمــو اللُّغــة‬
‫املتخصصــة يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة لغــر ال َّناطقــن بهــا‪( .‬الحديبــي‪2012 ،‬م‪ ,‬ص‪.)13.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ويلتحقــون بأحــد الربامــج‬
‫النظري البحث‪:‬‬
‫ّ‬ ‫اإلطار‬
‫خاص ـ ٍة‪ ،‬وتحليــل‬ ‫ـراض َّ‬ ‫العربيــة ألغــراض عا َّمــة‪ ،‬وتعلُّ ِمهــا ألغـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ـرق بــن تعليــم اللُّغــة‬ ‫تنــاول الباحثــان يف هــذا الجــزء الفـ َ‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫تناول‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫والدراس‬ ‫ـارب‬ ‫ـ‬ ‫والتج‬ ‫ـية‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫دبلوماس‬ ‫ـراض‬ ‫ـ‬ ‫ألغ‬ ‫التواص َّليــة‬
‫ُ‬ ‫الحاجــات اللُّغويَّــة واملواقــف‬
‫ألغــراض دبلوماســية‪ ،‬وتفصيــل ذلــك يف اآليت‪:‬‬
‫خاص ٍة‪:‬‬ ‫ألغراض َّ‬ ‫ٍ‬ ‫العربية ألغراض عا َّمة وتعليمها‬ ‫َّ‬ ‫ ¨الفرق بني تعليم اللُّغة‬
‫العربيــة ألغــراض عا َّمة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫برام‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـروق‬ ‫ـ‬ ‫الف‬ ‫أن‬ ‫)‬ ‫‪2011‬‬ ‫(‬ ‫ـارس‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫)؛‬ ‫‪2017‬‬ ‫(‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫)؛‬ ‫‪2003‬‬ ‫يــرى ٌّكل مــن طعيمــة (‬
‫خاصـ ٍة تتمثَّــل يف الفــروق اآلتية‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ـراض‬ ‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫ألغ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫وبرامــج تعليــم اللُّغــة‬
‫ووظيفيــا‪ ،‬ولديهــم حاجــات‬ ‫ًّ‬ ‫ـر متجانــس عمريًّــا‬ ‫أول مــن حيــث الجمهــو ُر املســته َدف‪ :‬يف برامــج األغــراض العا َّمــة الجمهــور غـ ُ‬ ‫ ‪ً 1.‬‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫برام‬ ‫يف‬ ‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫الجمه‬ ‫أن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫يف‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫واح‬ ‫ى‬ ‫و‬
‫ً‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ِ‬
‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫تحدي‬ ‫ِ‬
‫ر‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫الختب‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫ويخضع‬ ‫ـم‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫أعام‬ ‫ـاوت‬ ‫ـ‬ ‫وتتف‬ ‫دة‪،‬‬ ‫د‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫متع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫غو‬ ‫لُ‬
‫غالبــا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫تحدي‬ ‫ر‬‫ِ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫الختب‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫يتعرض‬ ‫وال‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬‫ني‬
‫َّ‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫والحاج‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫واملهن‬ ‫ـر‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫العم‬ ‫يف‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫متجان‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫الجمه‬ ‫؛‬ ‫ة‬ ‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫خاص‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫ـراض‬ ‫ـ‬ ‫ألغ‬
‫التواصــل مــع ال َّناطقــن األصليــن يف‬ ‫ُ‬ ‫العربيــة ألغــراض عا َّمــة يكــون‬ ‫َّ‬ ‫ـداف الدراســن‪ :‬يف برامــج تعليــم اللُّغــة‬ ‫ ‪2.‬مــن حيــث أهـ ُ‬
‫العربيــة يف مجــا ٍل محــدد‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫بال‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫التواص‬
‫ُ‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫يك‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الخاص‬
‫َّ‬ ‫ـراض‬ ‫ـ‬ ‫األغ‬ ‫ج‬
‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫برام‬ ‫ويف‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫مواقـ َـف حيويــة ُّ‬
‫ل‬ ‫بال‬
‫العربيــة ألغــراض عا َّمــة تكــون الحاجــات واســع ًة ومتعــددة‪ ،‬تشــمل جوانـ َـب الحيــاة املختلفــة‪،‬‬ ‫ـات‪ :‬يف برامــج تعليــم اللُّغــة َّ‬ ‫ ‪3.‬مــن حيــث الحاجـ ُ‬
‫األكادمييــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫أو‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ني‬
‫َّ‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫ِ‬ ‫مل‬‫ا‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫التواص‬
‫ُ‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫ملواق‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬‫ح‬‫َّ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫و‬ ‫دة‬ ‫د‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫مح‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الحاج‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫تك‬ ‫ٍ‬
‫ة‬ ‫ـ‬ ‫خاص‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫ـراض‬ ‫ـ‬ ‫ألغ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ويف برامــج تعليــم ال‬
‫ ‪4.‬مــن حيــث املحتــوى‪ :‬يف برامــج األغــراض العا َّمــة يتســع املحتــوى ليتض َّم ـ َن َّكل مــا لــه صلــة مبواقــف الحيــاة العا َّمــة‪ ،‬كــا‬
‫واضعــو املقــرر َوف ًقــا ل ِخ ْباتهــم‪ ،‬وهــي متدرجــة املســتويات اللُّغويَّــة‪ ،‬يف برامــج‬ ‫نصوصــه غــر أصيلــة حيــث يصو ُغهــا ِ‬ ‫َ‬ ‫أن‬
‫ـات تؤخــذ مــن‬ ‫ـف العم ـ ِل فقــط‪ ،‬وتشــمل موضوعـ ٍ‬ ‫تواص َّلي ـ ًة مح ـ َّدد ًة يف مواقـ ِ‬ ‫ُ‬ ‫ـف‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫مواق‬ ‫ـوى‬ ‫ـ‬ ‫املحت‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫يتض‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الخاص‬
‫َّ‬ ‫ـراض‬ ‫ـ‬ ‫األغ‬
‫التعليميــة‪ ،‬كــا أنَّهــا ال تعتمــد عــى التــد ُّرج يف ِب ْنيــة النصــوص‬ ‫َّ‬ ‫الواقعيــة؛ حيــث تُن َقــل بيئـ ُة العمــل للفصــول‬ ‫َّ‬ ‫التواصـ ِل‬ ‫ُ‬ ‫ـف‬‫مواقـ ِ‬
‫ـات لُغويَّـ ًة محــدد ًة‪ ،‬كــا أنَّهــا تُص َّمــم لتلبيــة‬ ‫أداء مهــا َّم وكفايـ ٍ‬ ‫ً‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫تتط‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ني‬ ‫ه‬
‫ُ َّ ْ َّ‬ ‫ِ‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫لي‬ ‫التواص‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫املواق‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫اعتامده‬ ‫قـ ْد َر‬
‫ـاليب تناســب الدراســن‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫وبأس‬ ‫ـن‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫احتياج‬
‫ـارج فصــول التعليــم‪ ،‬ويف برامــج األغــراض‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫وخ‬ ‫ـل‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫داخ‬ ‫ة‬‫ُ‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫األنش‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫تك‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫العا‬ ‫ـراض‬ ‫ـ‬ ‫األغ‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫برام‬ ‫يف‬ ‫ـطة‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫األنش‬ ‫ ‪5.‬مــن حيــث‬
‫خاص ـ ٍة فقــط‪ ،‬كــا أن األنشــطة مرت ِبطــة بالغــرض الخــاص الــذي‬ ‫ـراض َّ‬ ‫الخاصــة تكــون األنشــط ُة داخـ َـل فصــول اللُّغــة ألغـ ٍ‬ ‫َّ‬
‫يُش ـ ِبع حاجــات دارس اللُّغــة‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1284‬‬
‫الخاصة تكون الدواف ُع تكا ُمليَّة‪.‬‬
‫ ‪6.‬من حيث الدوافع‪ :‬يف برامج األغراض العا َّمة تكون الدواف ُع وسيليةً‪ ،‬ويف برامج األغراض َّ‬
‫ ‪7.‬مــن حيــث املقـ َّـر ُر اللُّغــو ُّي‪ :‬يف برامــج األغــراض العا َّمــة يكــون املقـ َّـر ُر مص َّمـ ًـا عــى خــرة ورؤيــة واض ِعيــه‪ ،‬ويف برامــج‬
‫الخاصــة يكــون املقـ َّـرر مص َّمـ ًـا عــى احتياجــات الدراســن‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫األغــراض‬
‫الخاصة‬
‫َّ‬ ‫ـراض‬
‫ ‪8.‬مــن حيــث الزمــن‪ :‬يف برامــج األغــراض العا َّمــة املقــرر طويـ ٌـل زمنيًّــا؛ لتعـ ُّدد مســتوياته اللُّغويَّة‪ ،‬يف حــن أن األغـ َ‬
‫ـر؛ لرتكيــزه عــى املهــارات اللُّغويَّة التــي تُشـ ِبع الحاجــات املِ ْهنيَّة للدراســن‪.‬‬ ‫يكــون الزمــن للمقـ َّـرر قصـ ٌ‬
‫ ‪9.‬مــن حيــث املهــارات‪ :‬يف األغــراض العا َّمــة تُســتوىف املهــارات اللُّغويَّــة الرئيس ـ ُة املتمثِّل ـ ُة يف‪ :‬االســتامع‪ ،‬والحديــث‪ ،‬والقــراءة‬
‫الخاصــة يركَّــز عــى مهــار ٍة أو مهارتــن َوف ًقــا الحتياجــات الدراســن‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫والكتابــة‪ ،‬ويف برامــج األغــراض‬
‫ـارات‪،‬‬
‫ ‪10.‬مــن حيــث التقييــم وأدواتــه‪ :‬يف برامــج األغــراض العا َّمــة يقتــر التقييــم عــى اســتيعاب املــوا ِّد املقـ َّـررة أداتُــه االختبـ ُ‬
‫الخاصــة التدريــب عــى مــدى إدراك ال َعالقــة بــن املضمــون العلمـ ِّـي ولغــة الــدراس‪ ،‬ويكــون‬ ‫َّ‬ ‫ومــن حيــث برامـ ُـج األغــراض‬
‫ـتيعاب الــدراس للكفــاءات اللُّغويَّــة التــي تُشـ ِبع حاجاتــه مــن خــا ِل اختبــارات األداء‪،‬‬ ‫تكشــف اسـ َ‬ ‫ـات ِ‬ ‫التقييــم يف صــورة تكليفـ ٍ‬
‫أو ملفــات اإلنجــاز‪.‬‬
‫الدبلوماسية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫لألغراض‬ ‫ة‬ ‫لي‬
‫ُ َّ‬ ‫التواص‬ ‫واملواقف‬ ‫ة‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫غو‬ ‫ل‬
‫ُّ‬ ‫ال‬ ‫ ¨تحليل الحاجات‬
‫ـر‬ ‫ٍ‬
‫خاص ـة؛ ألنَّهــا تحـ ُ‬ ‫ٍ‬
‫يُ َع ـ ُّد تحليــل الحاجــات الهيــكل العظمــي الــذي تُبنــى عليــه برامــج تعليــم اللُّغــة العربيَّــة ألغــراض َّ‬
‫ـزءا ال يتجزأ‬ ‫ـات اللُّغويَّــة للدراســن ‪-‬وترتِّبهــا َوف ًقــا ألولوياتهــا‪ -‬مــن وجهــة نظــر املتعلِّمــن؛ لــذا يُ َعـ ُّد تحليل الحاجــات جـ ً‬ ‫الحاجـ ِ‬
‫خاصـة (عــي‪.)2017 ،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ـرر تعليــم اللُّغــة العربيَّــة ألغــراض َّ‬ ‫مــن مقـ َّ‬
‫املعنيــون بجمـعِ املعلومــات التــي ميكــن أن‬ ‫ُّ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫به‬ ‫ـوم‬‫ـ‬ ‫يق‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـطة‬ ‫ـ‬ ‫«األنش‬ ‫ـه‪:‬‬‫ـ‬ ‫بأن‬ ‫ٍ‬
‫ة‬ ‫ـ‬ ‫خاص‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫ـراض‬ ‫ـ‬ ‫ألغ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الحاج‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫تحلي‬ ‫ف‬ ‫ـر‬
‫ويعـ َّ‬
‫يلبــي حاجــات التعلُّــم ملجموعــة محـ َّددة مــن األفــراد» (طعيمــة‪ ،1998 ،‬ص‪.)34.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫املنه‬ ‫ـاء‬
‫ـ‬ ‫لبن‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫أساس‬
‫تكــون ً‬
‫وتُستعمل عمليَّة تحليل االحتياجات يف تدريس اللُّغة العربيَّة لعدد من األغراض املختلفة‪ ،‬ومنها ‪-‬كام يراها الحدقي (‪ -)2008‬اآليت‪:‬‬
‫معينة‪.‬‬
‫ ‪1.‬تحديد املهارات اللُّغويَّة التي يحتاج إليها املتعلِّم ألداء مها َّم َّ‬
‫ ‪2.‬تحديد األشخاص الذين هم يف حاجة للتدريب عىل مهارات لُغويَّة معينة من غريهم‪.‬‬
‫للتعرف عىل الفجوة بني ما يستطيع الطالب القيام به‪ ،‬وما هم بحاجة إىل أن يكونوا قادرين عىل القيام به‪.‬‬ ‫ ‪ُّ 3.‬‬
‫حاجات الطالب املتوقَّع التحاقهم بالربنامج بشك ٍل كاف‪ٍ.‬‬ ‫ِ‬ ‫ ‪4.‬املساعدة يف تحديد ما إذا كانت الدورة القامئة تعالج‬
‫املؤسســة؛ حيــث ترشــد إىل أو ُجــه القصــور اللُّغــو ِّي لــدى العاملــن‪ ،‬وقــد تؤثِّــر‬ ‫ ‪5.‬قــد تفيــد يف معرفــة أســباب مشــكلة مــا داخـ َـل َّ‬
‫املؤسســة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫للتأث‬ ‫عــى تعامالتهــم مــع العمــاء؛ مـ َّـا يــؤ ِّدي بالتبعيــة‬
‫ولتحديــد االحتياجــات العديــد مــن املصــادر‪ ،‬ومــن أبــرز هــذه املصادر تلــك التي أوردهــا الطاهــر (‪،)2011‬‬
‫واملتم ِّثلة يف اآليت‪:‬‬
‫ ‪1.‬العوامل االقتصاديَّة يف بلد الدارس‪.‬‬
‫ ‪2.‬املتطلَّبات األكادمييَّة‪.‬‬
‫األجنبية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪3.‬فهم الثقافة‬
‫ ‪4.‬النجاح يف اختبارات معينة‪.‬‬
‫ ‪5.‬االتصال باملجتمعات والبالد األخرى‪.‬‬
‫ ‪6.‬تلبية رشوط الخدمة والتوظيف‪.‬‬
‫كــا يوجــد العديــد مــن الوســائل لرصــد االحتياجــات‪ ،‬ولعــل أبرزهــا مــا أوردتــه القحطــاين (‪1439‬هـــ)‪،‬‬
‫واملتم ِّثلــة يف اآليت‪:‬‬
‫استعامل‪ ،‬وميكن استعاملها مع املجموعات الكبرية‪ ،‬باإلضافة إىل سهولة إعدادها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ ‪1.‬االستبانات‪ :‬وهي إحدى أشهر األدوات‬
‫مقاييس يستعملها املسته َدفون؛ لتصنيف معارفهم‪ ،‬أو قُ ُدراتهم‪.‬‬ ‫َ‬ ‫الذاتية‪ :‬وهي تتكون من‬ ‫ ‪2.‬التصنيفات َّ‬
‫ـول‪ ،‬كــا ميكــن‬ ‫ر أغــوار القضايــا بشــك ٍل أكـرَ عم ًقــا مــا تقدمــه االســتبانة‪ ،‬إال أنَّهــا تســتغرق وقتًــا أطـ َ‬ ‫ ‪3.‬املقابَــات‪ :‬وتســمح بسـ ِ‬
‫تطبي ُقهــا عــى املجموعــات الصغرية‪.‬‬
‫وقت قصريٍ نو ًعا ما‪.‬‬ ‫ ‪4.‬االجتامعات‪ :‬وتسمح بجمعِ كَ ِّمية كبرية من املعلومات يف ٍ‬

‫‪1285‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ ‪5.‬املالحظة‪ :‬وتُ َع ُّد وسيلة لقياس الحاجات‪ ،‬ولكن الناس غالبًا يتغري أداؤهم عندما يكونون تحت املالحظة‪.‬‬
‫حول حاجات متعلِّمي اللُّغة‪.‬‬ ‫ ‪6.‬جمع عينات من لغة املتعلِّم‪ :‬وتُ َع ُّد مصد ًرا مفي ًدا للمعلومات َ‬
‫الض ْعف‪.‬‬ ‫للتعرف عىل نقاط القوة ونقاط َّ‬ ‫ ‪7.‬إجراء اختبارات متنوعة للطالب‪ُّ :‬‬
‫ ‪8.‬تحليل املهمة‪ /‬بهدف قياس الخصائص اللُّغويَّة للمهامت‪ ،‬وما تتطلبه هذه املهامت‪.‬‬
‫ ‪9.‬دراسة الحاالت‪ :‬من أجل تحديد خصائص املواقف التي تُستع َمل فيها اللُّغة‪.‬‬
‫العربية‪:‬‬‫َّ‬ ‫ ¨التجارب والدراسات التي تناولت تعليم اللُّغة‬
‫خاصـة بــدأ مــع نهايــات القــرن العرشيــن‪ ،‬وهــذا يعــود إىل أمــو ٍر‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫يشــر الفجــر (‪ )2020‬إىل أن تعليـ َم العربيَّــة ألغــراض َّ‬
‫ـدول العربيَّــة مــرت يف تلــك املرحلــة ‪-‬مرحلــة مــا بعــد الحــرب العامليَّــة الثانيــة‪ -‬ببدايــة االســتقال ِل عــن‬ ‫كثــرة؛ منهــا‪ :‬أن الـ َ‬
‫ـات القامئــن عــى ال َعمليَّــة التعليميَّــة‪ ،‬بــل كانــوا‬ ‫االســتعامر؛ فلــم تكــن مســألة تعليــم العربيَّــة لغــر ال َّناطقــن بهــا تحتـ ُّـل أولويـ ِ‬
‫ـت العربيَّــة عنهــا؛ وعليــه‬ ‫منه ِمكــن يف كيفيــة إعــادة اللُّغــة العربيَّــة إىل بالدهــا؛ حيــث إن عــد ًدا مــن البلــدان العربيَّــة َّ‬
‫تغربـ ِ‬
‫املاســة إىل العربيَّــة‬‫خاصـ ٍة يف القــرن الحــادي والعرشيــن انتشــا ًرا واتســا ًعا؛ بســبب الحاجــة َّ‬ ‫ـراض َّ‬ ‫شــهد تعليـ ُم العربيَّــة ألغـ ٍ‬
‫ـر َق إىل مســتوى اللُّغــة اإلنكليزيــة‪ ،‬ومــن التجــا ِر ِب املمثِّلــة‬ ‫ٍ‬
‫ـرض معــن‪ ،‬ولكــن مــا زالــت ال َعمليَّــة تســر بخطــوات بطيئــة مل تَـ ْ‬ ‫لغـ ٍ‬
‫يب‬
‫وأيضــا مــا يقــوم بــه املعهــد العــر ُّ‬‫ـص بتعليــم الســياحة العربيَّــة يف ماليزيــان‪ً ،‬‬ ‫لهــذا االتجــاه يف تعليــم العربيَّــة‪ :‬كتــاب مختـ ٌّ‬
‫للُّغــة العربيَّــة يف الســعوديَّة مــن تجــا ِر َب؛ حيــث ينظِّــم برامــج تعليــم العربيَّــة لعــدة أغــراض؛ منهــا‪ :‬اللُّغــة العربيَّــة ألغــراض‬
‫دبلوماسية‪.‬‬
‫العربيــة ألغــراض دبلوماســية مــا زال يحبــو‪ ،‬عــى الرغــم مــن‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـأن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫)‬ ‫‪2014‬‬ ‫(‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫العكي‬ ‫ـرى‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـرى‬ ‫ـ‬ ‫أخ‬ ‫ـة‬ ‫مــن جهـ‬
‫متخصصـ ًة تكــون مرج ًعــا أو فر ًعــا مــن فــروع العلــوم السياسـ َّـية‪،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ـات‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫دراس‬ ‫وال‬ ‫ـه‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫رئيس‬ ‫ر‬‫َ‬ ‫ـاد‬ ‫ـ‬ ‫مص‬ ‫ال‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـرة؛‬ ‫ـ‬ ‫الكب‬ ‫أهميتــه‬
‫صحفيــة هنــا وهنــاك‪ ،‬والســبب يف ذلــك عــد ُم وجــود‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫وكتاب‬ ‫ـر‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫نظ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫جه‬ ‫و‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫ـب‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الغال‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫َّ‬ ‫مح‬ ‫ِ‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ٍ‬
‫ـاالت‬ ‫ـ‬ ‫مق‬ ‫ســوى‬
‫متخص ُصــون بعلــوم اللُّغــة‪ ،‬أو بالعلــوم السياسـ َّـية‪ ،‬أو‬ ‫ِّ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫إ‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫في‬ ‫ـوا‬
‫ـ‬ ‫كتب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الذي‬ ‫ـإن‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـوم؛‬ ‫ـ‬ ‫العل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـرع‬ ‫ـ‬ ‫الف‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫يف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫متخصص‬
‫ـوي مــارس العمــل الدبلومــايس‪.‬‬ ‫بغريهــا‪ ،‬واملوضــوع يحتــاج إىل َمــن يتخصــص بالفرعــن‪ :‬اللُّغــة والسياســة‪ ،‬أو لُغـ ٌّ‬
‫غــوي ملتعلِّ ِمــي اللُّغــة‬
‫التواصــل اللُّ ِّ‬
‫ُ‬ ‫يب (‪ )2014‬إىل تحديــد الحاجــات اللُّغويَّــة الشــائعة يف مواقــف‬ ‫وســعت دراســة العــر ِّ‬
‫العربيَّــة مــن غـرِ ال َّناطقــن بهــا يف اململكــة العربيَّــة الســعوديَّة‪ ،‬وقــد أُجريــت عــى منســويب القطــاع الدبلومــايس‪ ،‬والصحي‪،‬‬
‫ـف‬ ‫ـات اللُّغويَّ ـ َة شــديد َة األهميــة يف مواقـ ِ‬‫ـي‪ ،‬والتجــاري‪ ،‬واملســلمني ال ُج ـ ُدد‪ ،‬وقــد كشــفت الدراســة إىل أن الحاجـ ِ‬ ‫والتعليمـ ِّ‬
‫ـي مــع العــرب يف الحيــاة اليوميَّــة نحـ ُو إحــدى عــرة حاجـ ًة لُغويَّــة‪ ،‬كــا‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫األجنب‬ ‫ـايس‬ ‫ـ‬ ‫الدبلوم‬ ‫ـاع‬‫ـ‬ ‫القط‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـوي‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫التواصــل‬
‫ُ‬
‫ـت‬ ‫بلَــغ عــد ُد الحاجــات متوســطة األهميــة نح ـ ُو اثنتــن وعرشيــن حاج ـ ًة لُغويَّــة‪ ،‬كــا بلَــغ عــد ُد الحاجــات غ ـرِ املهمــة سـ َّ‬
‫حاجــات لُغويَّــة‪.‬‬
‫منهجية البحث وإجراءاته‪:‬‬
‫َّ‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫العربيــة ألغــراض دبلوماســية مــن ال َّناطقــن‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ملتع‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫برنام‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫لبن‬ ‫؛‬ ‫ـحي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـي‬‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الوصف‬ ‫ـج‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫املنه‬ ‫ـث‬
‫ـ‬ ‫البح‬ ‫اســتعمل هــذا‬
‫ـارب معينــة؛ بهــدف االســتفادة‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫تج‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫تحلي‬ ‫يف‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫البح‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـداف‬ ‫ـ‬ ‫أه‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫تحقي‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـق‬
‫ـ‬ ‫يتواف‬ ‫ـج‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫املنه‬ ‫ـذا‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫إن‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـات أخــرى؛‬ ‫بلُغـ ٍ‬
‫(العســاف‪2012 ،‬م‪.)180 ،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫له‬ ‫ـابهة‬ ‫ـ‬ ‫مش‬ ‫ـرارات‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـاذ‬
‫ـ‬ ‫اتخ‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫عن‬ ‫منهــا‬
‫مجتمع البحث وعينته‪:‬‬
‫العربيــة‪ ،‬واخ ِتــرت عينــة البحــث‬
‫َّ‬ ‫ـدول‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫ـود‬ ‫ـ‬ ‫املوج‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫وامللحقي‬ ‫ـفارات‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫جمي‬ ‫يتمثَّــل مجتمــع البحــث يف‬
‫التواصــل‬
‫ُ‬ ‫ـهولة‬‫ـ‬ ‫لس‬ ‫ة؛‬‫َّ‬ ‫ي‬‫ـعود‬
‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫اململك‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫وامللحقي‬ ‫ـفارات‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫)‬ ‫‪41‬‬ ‫بطريقــة قصديَّــة عددهــا (‬
‫والوصــول إليهــم‪.‬‬
‫أدوات البحث ومواده‪:‬‬
‫لتحقيق أهداف البحث أع َّد الباحثان مجموع ًة من األدوات واملواد كام يأيت‪:‬‬
‫أول‪ :‬أدوات البحث‪:‬‬ ‫ً‬
‫غات أخرى‪.‬‬ ‫العربية ألغراض دبلوماسية من ال َّناطقني بلُ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ي‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ملتع‬ ‫الالزمة‬ ‫ة‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫غو‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫الحاجات‬ ‫لتحديد‬ ‫استبانة‬ ‫ ‪-‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1286‬‬
‫ثانيا‪ :‬إجراءات البحث‪:‬‬ ‫ً‬
‫العربيــة ألغــراض دبلوماســية‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫م‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ملتع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الالزم‬ ‫ـة‬
‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫غو‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫بالحاج‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫قامئ‬ ‫ـان‬‫ـ‬ ‫الباحث‬ ‫د‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫أع‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫البح‬ ‫ـئلة‬
‫ـ‬ ‫أس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫لإلجاب‬
‫ـات أخــرى؛ َوف ًقــا للخطــوات اآلتيــة‪:‬‬ ‫مــن ال َّناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫ ¨تحديــد الهــدف مــن إعــداد القامئــة‪ :‬متثَّــل الهــدف يف تحديــد قامئــة بالحاجــات اللُّغويَّــة الالزمــة ملتعلِّمــي اللُّغــة‬
‫ـي يف ضوئهــا‪.‬‬ ‫ـات أخــرى‪ ،‬يُبنــى الربنامــج التعليمـ ُّ‬ ‫العربيَّــة ألغــراض دبلوماســية مــن ال َّناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫الخاصــة‬
‫َّ‬ ‫ ¨تحديــد مصــادر إعــداد القامئــة‪ :‬متثَّلــت مصــاد ُر إعــداد القامئــة مــن خــال االطــاع عــى األدبيــات واملراجــع‬
‫يب ‪2014‬؛ القحطــاين‪1439 ،‬؛ وكذلــك الدراســات‬ ‫خاصـ ٍة‪ ،‬وهــي كاآليت‪ :‬الحدقــي‪2008 ،‬؛ العــر ّ‬ ‫ـراض َّ‬ ‫العربيــة ألغـ ٍ‬
‫َّ‬ ‫بتعليــم اللُّغــة‬
‫خاصـ ٍة‪ ،‬والدبلوماســية تحديـ ًدا؛ والكتــب واملعاجــم يف املجــال الدبلومــايس‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫ـراض‬ ‫ـ‬ ‫ألغ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـت‬‫ـ‬ ‫تناول‬ ‫ـي‬‫الســابقة التـ‬
‫ ‪-‬إعــداد القامئــة يف صورتهــا األوليَّــة بالحاجــات اللُّغويَّــة الالزمــة ملتعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة ألغــراض دبلوماســية مــن ال َّناطقني‬
‫ـاين وعرشيــن حاجـ ًة لُغويَّــة منبثقـ ًة عــن ســتة مجــاالت مختلفــة‪( .‬ملحق‪.)1‬‬ ‫ـات أخــرى‪ .‬حيــث َشــملت القامئــة مثـ َ‬ ‫بلُغـ ٍ‬
‫مختصــن يف علــم اللُّغــة‬ ‫ِّ‬ ‫األوليــة عــى املح َّكمــن‪ .‬وقــد بلَــغ عد ُدهــم (‪ُ )7‬مح َّكمــن‪،‬‬ ‫ ‪-‬عــرض القامئــة يف صورتهــا َّ‬
‫واملختصــن باملجــال الدبلومــايس (مل َحــق ‪.)2‬‬ ‫ِّ‬ ‫التطبيقــي؛ واللغويــات‪،‬‬
‫ِّ‬
‫ ‪-‬إجراء التعديالت َوف ًقا آلراء املح َّكمني؛ حيث أشار امل ُح َّكمون إىل تعديالت متنوعة حذف وإضافة‪ ،‬وتعديل‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ ‪-‬إعداد االستبانة؛ حيث شملت االستبانة اثنتني وأربعني حاج ًة لُغويَّة منبثق ًة عن ستة مجاالت مختلفة (مل َحق ‪.)3‬‬
‫ ‪-‬تصميــم االســتبانة‪ُ :‬ص ِّممــت االســتبانة مــن خــال منــاذج قوقــل )‪ ،(Google form‬وقــد تك َّونــت االســتبانة مــن نســخة‬
‫مكتوبــة باللُّغــة العربيَّــة واإلنجليزيــة؛ بــدأت بالبيانــات العا َّمــة‪ ،‬ثــم االنتقــال إىل املجــاالت الســتة التــي تُ ُو ِّصــل إليهــا يف‬
‫ـات أخــرى ألغــراض دبلوماســية‪.‬‬ ‫القامئــة املح َّكمــة لحاجــات متعلِّ ِمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫اإلحصائيــة ‪(Spss,‬‬
‫َّ‬ ‫ـج ال ُح ْزمــة‬‫اإلحصائيــة برنامـ َ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬لتحليــل اســتجابات العينــة لالســتبانة اســتعمل الباحثــان يف ال َع َّ‬
‫مليــة‬
‫مقياســا خامسـ ًـيا لدرجــة املوافَقــة كــا يــأيت ( ُموا ِفــق بشــدة= ‪ ،5‬موافــق= ‪ ،4‬ومحايــد= ‪،3‬‬ ‫ً‬ ‫)‪v21‬؛ حيــث وضــع الباحثــان‬
‫وغــر موافــق= ‪ ،2‬وغــر ُموا ِفــق بشــدة= ‪.)1‬‬
‫ ‪-‬ضبــط االســتبانة‪ :‬لضبــط االســتبانة والتأكــد مــن أنَّهــا تقيــس مــا ُصممــت مــن أجلــه ُحســب ِصـ ْدق االتســاق الداخـ ِّ‬
‫ـي‬
‫لالســتبانة؛ وكذلــك ُح ِســبت معامــات الثبــات كــا يــأيت‪:‬‬
‫الداخيل‪ ،‬والثبات‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ِص ْدق االتساق‬
‫الداخيل‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ ‪ِ 1.‬ص ْدق االتساق‬
‫الداخيل‬
‫ِّ‬ ‫جدول (‪ )1‬معامالت بريسون لقياس ِص ْدق االتساق‬
‫املحور الخامس‬ ‫املحور الخامس‬ ‫املحور الرابع‬ ‫املحور الثالث‬ ‫املحور الثاين‬ ‫املحور األول‬

‫ُمعا ِمل‬ ‫م‬ ‫ُمعا ِمل‬ ‫م‬ ‫ُمعا ِمل‬ ‫م‬ ‫ُمعا ِمل‬ ‫م‬ ‫ُمعا ِمل‬ ‫م‬ ‫ُمعا ِمل‬ ‫م‬
‫ِ‬
‫االرتباط‬ ‫ِ‬
‫االرتباط‬ ‫ِ‬
‫االرتباط‬ ‫ِ‬
‫االرتباط‬ ‫ِ‬
‫االرتباط‬ ‫ِ‬
‫االرتباط‬
‫‪**0.758‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪**0.740‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪**0.802‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪**0.597‬‬ ‫‪1‬‬ ‫(((‪**0.531‬‬ ‫‪1‬‬ ‫(((‪*0.352‬‬ ‫‪1‬‬
‫‪**0.762‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪**0.810‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪**0.806‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪**0.602‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪**0.618‬‬ ‫‪2‬‬ ‫‪**0.437‬‬ ‫‪2‬‬
‫‪**0.700‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪**0.775‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪**0.855‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪**0.712‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪**0.664‬‬ ‫‪3‬‬ ‫‪**0.701‬‬ ‫‪3‬‬
‫‪**0.699‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪**0.734‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪**0.908‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪**0.703‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪**0.722‬‬ ‫‪4‬‬ ‫‪**0.436‬‬ ‫‪4‬‬
‫‪**0.682‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪**0.854‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪**0.799‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪**0.708‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪**0.715‬‬ ‫‪5‬‬ ‫‪**0.467‬‬ ‫‪5‬‬
‫‪**0.692‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪**0.810‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪**0.850‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪**0.535‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪**0.559‬‬ ‫‪6‬‬ ‫‪0.226‬‬ ‫‪6‬‬
‫‪**0.602‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪**0.838‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪**0.844‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪**0.637‬‬ ‫‪7‬‬ ‫‪0.284‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪**0.804‬‬ ‫‪8‬‬

‫* دالة عند مستوى ‪0.05‬‬ ‫(( (‬


‫** دالة عند مستوى ‪0.01‬‬ ‫(( (‬

‫‪1287‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫يتَّ ِضــح مــن الجــدول الســابق أ َّن ِقيَــم معامـ ِ‬


‫ـات االرتبــاط دالَّــة‪ ،‬إحصائيًّــا عنــد مســتوى ‪ 0.05‬مــا عــدا الفقــر َة رقــم ‪ 6‬يف‬
‫ـر دالتــن إحصائيًّــا؛ لذلــك تُحــذف مــن االســتبيان‪.‬‬ ‫املحــور األول‪ ،‬والفقــرة رقــم ‪ 7‬يف املحــور الثــاين فهــا غـ ُ‬
‫الكلية‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الدرج‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ه‬‫ع‬‫ِ‬ ‫جمي‬ ‫ـاالت‬‫ـ‬ ‫للمج‬ ‫ـاط‬‫ـ‬ ‫االرتب‬ ‫ـات‬
‫ـ‬ ‫معام‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫مصفوف‬ ‫ُحذفــت الفقرتــان الســابقتان مــن االســتبانة‪ ،‬و ُح ِســبت‬
‫لالســتبيان؛ للتأكُّــد مــن وجــو ِد َعالقــة بــن جميــع املجــاالت الســتة؛ وكذلــك حســاب معامــل الثبــات (أل َفــا كرونبــاخ)‪.‬‬
‫ ‪2.‬ثبات االستبانة‪:‬‬
‫جدول (‪ )2‬مصفوفة معامالت االرتباط للمجاالت مع الدرجة الكليَّة لالستبانة؛ ومعامل الثبات‬
‫معامل الثبات‬ ‫مستوى الداللة‬ ‫قيمة )‪(p‬‬ ‫ِ‬
‫االرتباط‬ ‫ُمعا ِمل‬ ‫املجال‬ ‫م‬

‫‪0.12‬‬ ‫‪0.05‬‬ ‫‪0.030‬‬ ‫‪0.339‬‬ ‫التعارف والرتحيب‬ ‫‪1‬‬

‫‪0.68‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪0.706‬‬ ‫يف مبنى السفارة‬ ‫‪2‬‬

‫‪0.72‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪0.769‬‬ ‫تقديم الخدمات القنصلية‬ ‫‪3‬‬

‫‪0.93‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪0.852‬‬ ‫األعراف الدبلوماسيَّة‬ ‫‪4‬‬

‫‪0.91‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪0.901‬‬ ‫االجتامعات الرسميَّة‬ ‫‪5‬‬

‫‪0.806‬‬ ‫‪0.01‬‬ ‫‪0.00‬‬ ‫‪0.842‬‬ ‫الدبلوماسية‬


‫َّ‬ ‫الخالفات‬ ‫‪6‬‬

‫مــن خــال نتائــج الجــدول الســابق يتَّ ِضــح أن ِقيَ ـ َم معامــات االرتبــاط ملجــاالت االســتبيان مــع الدرجــة الكليَّــة دالَّــة‬
‫ـس املفهــوم‪ ،‬أي‪ :‬أن ال َعالقــة االرتباطيَّــة بــن املجــاالت قويَّــة‪.‬‬ ‫ـس ن ْفـ َ‬
‫إحصائيًّــا عنــد مســتوى ‪ ،0.05‬وهــذا يعنــي أنَّهــا تقيـ ُ‬
‫كــا يتَّ ِضــح مــن الجــدول الســابق أن ِق َي ـ َم معامــات الثبــات ملجــاالت االســتبيان ِ‬
‫مناســبة‪ ،‬مــا عــدا املجــال األول (التعــارف‬
‫ارتباطيــة بينه وبــن املجــاالت األخرى‪.‬‬
‫َّ‬ ‫آثرنــا عــد َم حذفــه لوجــود َعالقــة‬
‫والرتحيــب)‪ ،‬نجــد أم معامــل الثبــات فيــه ضعيــف‪ ،‬لك َّننــا ْ‬
‫نتائج البحث‪:‬‬
‫الجدول اآليت‪:‬‬
‫ُ‬ ‫وضح‬ ‫لتفسري النتائج ُح ِكم عىل قيم املتوسط الحسا ِّ‬
‫يب كام يُ ِّ‬
‫يب املوزون (املرجح)‬
‫جدول (‪ )3‬الحكم عىل قيم املتوسط الحسا ِّ‬
‫املدى‬
‫يب املوزون‬
‫الحكم عىل املتوسط الحسا ّ‬
‫إىل‬ ‫من‬

‫منخفضة ِج ًّدا‬ ‫أقل من ‪1,80‬‬ ‫‪1‬‬

‫منخفضة‬ ‫أقل من ‪2,60‬‬ ‫‪1,80‬‬

‫متوسطة‬ ‫أقل من ‪3,40‬‬ ‫‪2,60‬‬

‫مرتفعة‬ ‫أقل من ‪4,20‬‬ ‫‪3,40‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪5‬‬ ‫‪4,20‬‬

‫التواصليَّة‬
‫ُ‬ ‫نصــه «مــا الحاجــات اللُّغويَّــة يف املواقــف‬
‫أول‪ :‬اإلجابــة عــن الســؤال األول مــن أســئلة البحــث والــذي ُّ‬ ‫ً‬
‫ـات أخرى»؟‬ ‫العربيــة ألغــراض دبلوماســية مــن ال َّناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫َّ‬ ‫الالزمــة ملتعلِّمــي اللُّغــة‬
‫ِ‬
‫ـاري لفقــرات كل محــور؛ ثــم ترتيبهــا تنازليًّــا‬‫يب واالنحــراف املعيـ ِّ‬‫لإلجابــة عــن الســؤال األول ُحســبت قيــم املتوســط الحســا ِّ‬
‫يب‪ ،‬كــا يتَّ ِضــح‬‫ـاري يف حــال تســاوي ِقيَــمِ املتوســط الحســا ِّ‬‫يب‪ ،‬وحســب قيمــة االنحــراف املعيـ ِّ‬ ‫حســب قيمــة املتوســط الحســا ِّ‬ ‫َ‬
‫يف الجــداول اآلتيــة‪:‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1288‬‬
‫يب املوزون ملجال التعارف والرتحيب‬
‫جدول (‪ )4-1‬الحكم عىل املتوسط الحسا ِّ‬
‫وصف االستجابة‬ ‫املعياري‬
‫ُّ‬ ‫االنحراف‬ ‫يب‬
‫املتوسط الحسا ُّ‬ ‫الفقرة‬ ‫م‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.48‬‬ ‫‪4.66‬‬ ‫أتبادل عبارات التحية واملجامالت‬ ‫‪1‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.64‬‬ ‫‪4.54‬‬ ‫أتعرف عىل إلقاء التحية يف مختلف األوقات‬
‫َّ‬ ‫‪2‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.86‬‬ ‫‪4.34‬‬ ‫وظيفيا بشكل صحيح‬


‫ًّ‬ ‫أعرف بنفيس‬ ‫‪3‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.60‬‬ ‫‪4.29‬‬ ‫ألقي التحية باللُّغة العربيَّة الفصحى‬ ‫‪4‬‬

‫مرتفعة‬ ‫‪1.21‬‬ ‫‪3.44‬‬ ‫أستخدم ألفاظ الرتحيب باللهجة املحليَّة‬ ‫‪5‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.37‬‬ ‫‪4.25‬‬ ‫املتوسط العا ُّم‬


‫يب لفقــرات ملجال التعــارف والرتحيــب تراوحــت مــن (‪ ،)3.44 - 4.66‬وبلغ‬ ‫يتَّ ِضــح مــن الجــدول الســابق أن ِق َيـ َم املتوســط الحســا ِّ‬
‫املتوســط الحســايب العــام ‪ 4.25‬مــن ‪ 5‬نقــاط‪ ،‬وهــذا يــدل عــى أن هنــاك حاجـ ًة مرتفعــة للتعــارف والرتحيب عنــد الفئة املســته َدفة‬
‫يب املوزون ملجال يف مبنى السفارة‬
‫جدول (‪ )4-2‬الحكم عىل املتوسط الحسا ّ‬
‫وصف االستجابة‬ ‫املعياري‬
‫ُّ‬ ‫االنحراف‬ ‫يب‬
‫املتوسط الحسا ُّ‬ ‫الفقرة‬ ‫م‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.40‬‬ ‫‪4.80‬‬ ‫أفرق بني مهام السفري والقنصل‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.50‬‬ ‫‪4.73‬‬ ‫أوجه الزوار ألماكن محددة يف السفارة‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.59‬‬ ‫‪4.61‬‬ ‫أتعرف عىل ألقاب امللوك والرؤساء والوزراء والسفراء والضباط‬
‫َّ‬ ‫‪3‬‬

‫مرتفعة‬ ‫‪0.75‬‬ ‫‪4.54‬‬ ‫الدبلوماسية‪.‬‬


‫َّ‬ ‫أتعرف عىل أسامء املناصب والوظائف يف البعثة‬
‫َّ‬ ‫‪4‬‬

‫مرتفعة‬ ‫‪0.99‬‬ ‫‪3.61‬‬ ‫تاريخية وجغرافية عن دولة محددة‪.‬‬


‫َّ‬ ‫أقدم معلومات‬ ‫‪5‬‬

‫مرتفعة‬ ‫‪1.09‬‬ ‫‪3.42‬‬ ‫الحديث حول املوضوعات السياسيَّة‬


‫َ‬ ‫أتبادل‬ ‫‪6‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.47‬‬ ‫‪4.26‬‬ ‫املتوسط العا ُّم‬


‫يب لفقــرات ملجــال يف مبنــى الســفارة تراوحــت مــن (‪،)4.80 -3.42‬‬ ‫يتَّ ِضــح مــن الجــدول الســابق أن قيــم املتوســط الحســا ِّ‬
‫يب العــا ِّم ‪ 4.26‬مــن ‪ 5‬نقــاط‪ ،‬وهــذا يــدل عــى أن هنــاك حاجــة مرتفعــة لفقــرات هــذا املجــال‪.‬‬
‫أمــا قيمــة املتوســط الحســا ِّ‬
‫يب املوزون ملجال تقديم الخدمات القنصلية‬
‫جدول (‪ )4-3‬الحكم عىل املتوسط الحسا ِّ‬
‫االنحراف‬ ‫املتوسط‬
‫وصف االستجابة‬ ‫الفقرة‬ ‫م‬
‫املعياري‬
‫ّ‬ ‫يب‬
‫الحسا ّ‬
‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.49‬‬ ‫‪4.63‬‬ ‫أرشد مقدم طلب جواز السفر وتأشرية السفر‪.‬‬ ‫‪1‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪1.15‬‬ ‫‪4.56‬‬ ‫أعرض األنشطة الثقافيَّة لبلدي‪.‬‬ ‫‪2‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.67‬‬ ‫‪4.41‬‬ ‫أعرض األنشطة التجاريَّة لبلدي‬ ‫‪3‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.55‬‬ ‫‪4.24‬‬ ‫الخاصة بتصديق الوثائق ال ِعلميَّة‪.‬‬


‫َّ‬ ‫أمأل النامذج‬ ‫‪4‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.79‬‬ ‫‪4.20‬‬ ‫الدراسية لطالب الدولة املضيفة الراغبني فيها‬
‫َّ‬ ‫أقدم معلومات عن نظام املِ َنح‬ ‫‪5‬‬

‫مرتفعة‬ ‫‪0.80‬‬ ‫‪4.07‬‬ ‫الدبلوماسية‪.‬‬


‫َّ‬ ‫الخاصة باتفاقيات ال َعالقات‬
‫َّ‬ ‫أح ِّدد البنود‬ ‫‪6‬‬

‫مرتفعة‬ ‫‪0.60‬‬ ‫‪3.98‬‬ ‫رسمية عن بالدي‪.‬‬


‫أجري مقابالت مع الراغبني يف معرفة معلومات َّ‬ ‫‪7‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.46‬‬ ‫‪4.30‬‬ ‫املتوسط العا ُّم‬

‫‪1289‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫يب لفقــرات ملجــال يف تقديــم الخدمــات القنصليــة تراوحــت مــن‬‫يتَّ ِضــح مــن الجــدول الســابق أن قيــم املتوســط الحســا ِّ‬
‫يب العــا ِّم ‪ 4.30‬مــن ‪ 5‬نقــاط‪ ،‬وهــذا يــدل عــى أن هنــاك حاجــة مرتفعــة لفقــرات‬
‫(‪ ،)3.98- 4.63‬أمــا قيمــة املتوســط الحســا ِّ‬
‫هــذا املجــال‪.‬‬
‫يب املوزون ملجال األعراف الدبلوماسيَّة‬
‫جدول (‪ )4-4‬الحكم عىل املتوسط الحسا ّ‬
‫وصف االستجابة‬ ‫املعياري‬
‫ّ‬ ‫االنحراف‬ ‫يب‬
‫املتوسط الحسا ّ‬ ‫الفقرة‬ ‫م‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.62‬‬ ‫‪4.66‬‬ ‫أتعرف عىل الربوتوكوالت الدوليَّة‪.‬‬


‫َّ‬ ‫‪1‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.63‬‬ ‫‪4.41‬‬ ‫أتعرف عىل أشهر األقوال يف الربوتوكول واملراسم‬
‫َّ‬ ‫‪2‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.73‬‬ ‫‪4.34‬‬ ‫أكتب رسائل التعزية للمسؤولني والوجهاء‬ ‫‪3‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.69‬‬ ‫‪4.32‬‬ ‫أذكر أهم القواعد العرفية بالقانون الدبلومايس‪.‬‬ ‫‪4‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.61‬‬ ‫‪4.32‬‬ ‫والخاص‪.‬‬


‫ِّ‬ ‫الدويل العا ِّم‬
‫ِّ‬ ‫أميز بني القانون‬ ‫‪5‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.76‬‬ ‫‪4.32‬‬ ‫أتعرف عىل األلفاظ والتعبريات املمنوعة يف املجاالت كافةً‪.‬‬
‫َّ‬ ‫‪6‬‬

‫متوسطة‬ ‫‪0.84‬‬ ‫‪3.27‬‬ ‫أكتب رسائل التهنئة يف املناسبات الدينيَّة والوطنيَّة‬ ‫‪7‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.58‬‬ ‫‪4.38‬‬ ‫املتوسط العا ُّم‬


‫يب لفقــرات ملجــال يف األعــراف الدبلوماسـ َّـية تراوحــت مــن (‪)4.66 -3.27‬؛‬‫يتَّ ِضــح مــن الجــدول الســابق أن قيــم املتوســط الحســا ِّ‬
‫يب العــا ِّم ‪ 4.38‬مــن ‪ 5‬نقــاط‪ ،‬وهــذا يــدل عــى أن هنــاك حاجـ ًة مرتفعــة لفقــرات هــذا املجــال‪.‬‬
‫أمــا قيمــة املتوســط الحســا ِّ‬
‫الرسمية‬
‫َّ‬ ‫يب املوزون ملجال االجتامعات‬
‫جدول (‪ )4-5‬الحكم عىل املتوسط الحسا ِّ‬
‫وصف االستجابة‬ ‫املعياري‬
‫ُّ‬ ‫االنحراف‬ ‫يب‬
‫املتوسط الحسا ُّ‬ ‫الفقرة‬ ‫م‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.64‬‬ ‫‪4.54‬‬ ‫الخارجية‪.‬‬


‫َّ‬ ‫أميز بني أنواع الزيارات‬
‫ّ‬ ‫‪1‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.80‬‬ ‫‪4.39‬‬ ‫الرسمية‪.‬‬


‫َّ‬ ‫أستخدم ألفاظ االعتذار املهذبة أثناء االجتامعات‬ ‫‪2‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.69‬‬ ‫‪4.34‬‬ ‫الثقافية لبلدي‬


‫َّ‬ ‫أعرض األنشطة‬ ‫‪3‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.69‬‬ ‫‪4.22‬‬ ‫أعرض األنشطة التجاريَّة لبلدي‬ ‫‪4‬‬

‫مرتفعة‬ ‫‪0.83‬‬ ‫‪4.17‬‬ ‫أح ِّدد أبرز النقاط يف املؤمترات الصحفية‬ ‫‪5‬‬

‫مرتفعة‬ ‫‪0.92‬‬ ‫‪4.17‬‬ ‫أصيغ مذكرات تعاون بشكل صحيح‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫متوسطة‬ ‫‪0.79‬‬ ‫‪3.07‬‬ ‫أُجري مفاوضات تحقيق أهداف مح َّددة‪.‬‬ ‫‪7‬‬

‫مرتفعة‬ ‫‪1.04‬‬ ‫‪3.78‬‬ ‫الدبلوماسية‪.‬‬


‫َّ‬ ‫ألقي الخطب والكلامت يف املناسبات‬ ‫‪8‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.64‬‬ ‫‪4.21‬‬ ‫املتوسط العا ُّم‬


‫يتَّ ِضــح مــن الجــدول الســابق أن قيــم املتوســط الحســا ِّ‬
‫يب لفقــرات ملجــال يف االجتامعــات الرســميَّة تراوحــت من‬
‫يب العــا ِّم ‪ 4.21‬مــن ‪ 5‬نقــاط‪ ،‬وهــذا يــدل عــى أن هنــاك حاجــة مرتفعة‬
‫(‪ ،)3.78 - 4.54‬أمــا قيمــة املتوســط الحســا ِّ‬
‫لفقــرات هــذا املجال‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1290‬‬
‫الدبلوماسية‬
‫َّ‬ ‫يب املوزون ملجال الخالفات‬
‫جدول (‪ )4-6‬الحكم عىل املتوسط الحسا ُّ‬
‫وصف االستجابة‬ ‫املعياري‬
‫ُّ‬ ‫االنحراف‬ ‫يب‬
‫املتوسط الحسا ُّ‬ ‫الفقرة‬ ‫م‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.64‬‬ ‫‪4.46‬‬ ‫الدبلوماسية‬


‫َّ‬ ‫العاملية ملعرفة مست ِج َّدات الخالفات‬
‫أستمع لألخبار َّ‬ ‫‪1‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.67‬‬ ‫‪4.44‬‬ ‫الدبلوماسية‪.‬‬


‫َّ‬ ‫الخاصة باألزمات‬
‫َّ‬ ‫أتعرف عىل املصطلحات‬
‫َّ‬ ‫‪2‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.63‬‬ ‫‪4.41‬‬ ‫الدولية‪.‬‬


‫َّ‬ ‫أتعرف عيل بنود املعا َهدات‬
‫َّ‬ ‫‪3‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.66‬‬ ‫‪4.34‬‬ ‫الخاصة بالحروب وأنواعها‪.‬‬


‫َّ‬ ‫أتعرف عىل املصطلحات‬
‫َّ‬ ‫‪4‬‬

‫مرتفعة‬ ‫‪0.92‬‬ ‫‪4.05‬‬ ‫أستخدم التعبريات غري املبارشة (املجازيَّة) للتعبري عن عدم الرضا‪.‬‬ ‫‪5‬‬

‫مرتفعة‬ ‫‪1.06‬‬ ‫‪3.98‬‬ ‫ألقي الخطابات اإلعالميَّة املتوافقة مع األزمات الدبلوماسيَّة‪.‬‬ ‫‪6‬‬

‫مرتفعة‬ ‫‪0.93‬‬ ‫‪3.93‬‬ ‫الدبلوماسية‪.‬‬


‫َّ‬ ‫نائية لحل الخالفات‬
‫أعقد اللقاءات الثُّ َّ‬ ‫‪7‬‬

‫مرتفعة ِج ًّدا‬ ‫‪0.55‬‬ ‫‪4.23‬‬ ‫املتوسط العا ّم‬


‫يب لفقــرات ملجــال يف الخالفــات الدبلوماســيَّة تراوحــت مــن (‪،)3.93 - 4.46‬‬ ‫يتَّ ِضــح مــن الجــدول الســابق أن قيــم املتوســط الحســا ِّ‬
‫يب العــا ِّم ‪ 4.23‬مــن ‪ 5‬نقــاط‪ ،‬وهــذا يــدل عــى أن هنــاك حاجــة مرتفعــة لفقــرات هــذا املجــال‪.‬‬ ‫أمــا قيمــة املتوســط الحســا ِّ‬
‫يل األعــراف الدبلوماسـ َّـية‪ ،‬والتعــارف‬ ‫وبعــد عــرض الحاجــات الدبلوماسـ َّـية بدرجــات حاجاتهــا املختلفــة اتَّضــح أن مجــا ِ‬
‫ـؤشا عــى الرتكيــز يف‬ ‫ـمية هــو األقــل احتيا ًجــا؛ مــا يعطــي مـ ِّ ً‬ ‫والرتحيــب األكــر احتيا ًجــا‪ ،‬وأن مجــال االجتامعــات الرسـ َّ‬
‫ـرح عــى العبــارات الخاصــة باألعــراف الدبلوماسـ َّـية والرتحيــب‪.‬‬ ‫ـي املقـ َ‬ ‫الربنامــج التعليمـ ِّ‬
‫نصه «مــا ُمك ِّونــات (صــورة) برنامــج تعليم‬ ‫ثانيــا‪ :‬اإلجابــة عــن الســؤال الثــاين مــن أســئلة البحــث‪ ،‬والــذي ُّ‬ ‫ً‬
‫خاصـ ٍة‪ :‬األغــراض الدبلوماســيَّة أمنوذ ًجا»؟‬ ‫ألغراض َّ‬ ‫ٍ‬ ‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫خاص ـ ٍة (األغــراض الدبلوماسـ َّـية أُمنوذ ًجــا) مــن كتــاب املتعلِّــم املوســوم‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫ـراض‬ ‫ـ‬ ‫ألغ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫برنام‬ ‫ـون‬ ‫يتكـ‬
‫النهائيــة للحاجات‬ ‫َّ‬ ‫القامئة‬ ‫ـوء‬‫ـ‬ ‫ض‬ ‫يف‬ ‫ـج‬
‫ـ‬ ‫الربنام‬ ‫ني‬ ‫ُ‬ ‫ب‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫وق‬ ‫ـم‪،‬‬ ‫ـ‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫للمع‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫دلي‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫وكذل‬ ‫ـية»‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫دبلوماس‬ ‫ـراض‬ ‫ـ‬ ‫ألغ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫بــ»تعلي‬
‫ـري الــذي ق ـ َّدم فكــرة عــن أُ ُســس‬ ‫العربيــة ألغــراض دبلوماســية‪ ،‬ويف ضــوء اإلطــار النظـ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫اللُّغويَّــة الالزمــة ملتعلِّمــي اللُّغــة‬
‫ـات أخــرى‪ ،‬كــا اطُّلِــع عــى بعــض الربامــج املق َّدمــة ملتعلِّمــي اللُّغــة‬ ‫العربيــة للناطقــن بلُغـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ومعايــر بنــاء برامــج تعليــم اللُّغــة‬
‫ـات أخــرى ألغــراض دبلوماســية‪ ،‬وكذلــك بعــض أدلــة املعلــم التــي تخـ ُدم نفــس املجــال؛ حيــث أُ ِعـ َّدت‬ ‫العربيــة ال َّناطقــن بلُغـ ٍ‬ ‫َّ‬
‫ُمك ِّونــات الربنامــج َوف ًقــا للخطــوات اآلتيــة‪:‬‬
‫ـد َوف ًقــا‬‫أول‪ :‬كتــاب املتعلِّــم‪ :‬وهــو املك ـ ِّون األول مــن ُمك ِّونــات الربنامــج والــذي يقــدم للمتعلِّــم‪ ،‬وقــد أُ ِعـ َّ‬ ‫ً‬
‫للخطــوات اآلتيــة‪:‬‬
‫أولية لكتاب املتعلِّم‪.‬‬ ‫ ‪-‬إعداد صورة َّ‬
‫ ‪-‬عرض كتاب املتعلِّم يف صورته األوليَّة عىل عدد من املح َّكمني بلَغ عد ُدهم سبعة ُمح َّكمني‪.‬‬
‫النهائيــة؛ حيــث اشــتمل الكتــاب عــى ســت وحــدات‪ ،‬لــكل مجــال‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬إجــراء التعديــات وصياغــة كتــاب املتعلِّــم يف صورتــه‬
‫خاصــة بالتعــارف والرتحيــب‪ ،‬أمــا الوحــدة الثانيــة فخاصــة يف مبنــى الســفارة‪،‬‬ ‫خاصــة بــه‪ :‬الوحــدة األوىل َّ‬ ‫رئيــس وحــدة َّ‬
‫أمــا الوحــدة الثالثــة فخاصــة بتقديــم الخدمــات القنصليــة‪ ،‬أمــا الوحــدة الرابعــة فخاصة مبجــال األعــراف الدبلوماسـ َّـية‪،‬‬
‫ـمية‪ ،‬أمــا الوحــدة السادســة فخاصــة مبجــال الخالفــات‬ ‫أمــا الوحــدة الخامســة فخاصــة مبجــال االجتامعــات الرسـ َّ‬
‫ـومات‪ ،‬وبعــض اإلســراتيجيات الحديثــة‪.‬‬ ‫ـكل خرائـ َط ورسـ ٍ‬ ‫الدبلوماسـ َّـية‪ ،‬وقُ ِّدمــت هــذه الــدروس عــى شـ ِ‬
‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ثانيا‪ :‬دليل املعلم‪ :‬وهو املك ِّون الثاين من ُمك ِّونات الربنامج‪ ،‬وقد أع َّد الدليل َوف ًقا للخطوات اآلتية‪:‬‬ ‫ً‬
‫أولية لدليل املعلم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫صورة‬ ‫إعداد‬ ‫ ‪1.‬‬
‫ ‪2.‬عرض الدليل عىل عدد من املح َّكمني بلَغ عد ُدهم سبعة ُمح َّكمني‪.‬‬
‫اإلجرائيــة لتدريــس كل‬‫َّ‬ ‫ـوات‬
‫ـ‬ ‫الخط‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫توضي‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـتمل‬ ‫ـ‬ ‫اش‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫النهائيــة؛‬
‫َّ‬ ‫ ‪3.‬إجــراء التعديــات وصياغــة دليــل املعلــم يف صورتــه‬
‫ـات أخــرى (ألغــراض دبلوماســية)‪ ،‬باإلضافــة إىل‬ ‫العربيــة ال َّناطقــن بلُغـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الــدروس املوجــودة بكتــاب املتعلِّــم املعــد ملتعلِّ ِمــي اللُّغ‬
‫التعليميــة‪ ،‬وطُـ ُـرق التدريــس املناســبة لــكل درس‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫تحديــد الوســائل‬

‫‪1291‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫نتائج ميكن تقدي ُم التوصيات اآلتية‪:‬‬


‫البحث من َ‬ ‫ُ‬ ‫التوصيات‪ :‬يف ضوء ما َّ‬
‫توص َل إليه‬
‫املقرتح‪.‬‬
‫التعليمي َ‬
‫ِّ‬ ‫ ‪1.‬تنفيذ الربنامج‬
‫ِ‬
‫ ‪2.‬اإلفادة من الحاجات اللُّغويَّة الالزمة ملتعلِّمي اللُّغة العربيَّة ألغراض دبلوماسية يف بناء املناهج والتقويم‪.‬‬
‫املقرتح اآليت‪:‬‬
‫البحث َ‬‫ُ‬ ‫نتائج يقدم‬
‫البحث من َ‬ ‫ُ‬ ‫توص َل إليه‬ ‫املقرتحات‪ً :‬‬
‫بناء عىل ما َّ‬ ‫َ‬
‫ٍ‬ ‫ ‪-‬فاعلية برنامج مقرتَح يف تعليم اللُّغة العربيَّة ألغراض َّ‬
‫خاصة األغراض الدبلوماسيَّة (أُمنوذ ًجا)‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫املراجع‬
‫خاصـ ٍة يف األردن‪ ،‬ورقــة مق َّدمــة للمؤمتــر العلمــي‬ ‫ـراض َّ‬ ‫ ¨أبــو عمشــة‪ ،‬خالــد حســن‪ .)2018( .‬تعليــم اللُّغــة العربيَّــة ألغـ ٍ‬
‫ـدويل لخدمــة اللُّغــة‬‫خاصـ ٍة‪ :‬تجــارب وتقويــم‪ ،‬مركــز امللــك عبــد اللــه بــن عبــد العزيــز الـ ّ‬ ‫ـراض َّ‬ ‫تعليــم اللُّغــة الربيــة ألغـ ٍ‬
‫العربيَّــة‪ ،‬املنعقــد يف الريــاض‪.47-75 ،‬‬
‫خاص ـ ٍة‪ ،‬مجلــة األندلــس‬ ‫َّ‬ ‫ـراض‬‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫ألغ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫للناطق‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫)‪.‬‬‫‪2017‬‬ ‫ ¨بشــر‪ ،‬عــز الديــن وظيــف عــي‪( .‬‬
‫بجامعــة حســيبة بــن بــو عــي الشــلف الجزائــر‪.1 (4)، 115-146 ،‬‬
‫خاص ـ ٍة اتجاهــات جديــدة وتحديــات‪ ،‬مجلــة العربيَّــة للناطقــن‬ ‫ـراض َّ‬ ‫ ¨التنقــاري‪ ،‬صالــح‪ .)2012( .‬اللُّغــة العربيَّــة ألغـ ٍ‬
‫بغريهــا‪.13)، 1-27( ،‬‬
‫العربيــة لألغــراض الدبلوماسـ َّـية‪[ ،‬رســالة ماجســتري غــر‬ ‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫لتعلي‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫متكام‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫منه‬ ‫)‪.‬‬ ‫‪2008‬‬ ‫(‬ ‫ـي‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـري‬ ‫ ¨الحدقــي‪ ،‬إســام يـ‬
‫العامليــة‪ ،‬ماليزيــا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ة‬ ‫ـامي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫منشــورة]‪ ،‬الجامعــة‬
‫ ¨الحدقــي‪ ،‬إســام يــري عــي؛ بــن شــيك‪ ،‬عبــد الرحمــن‪ .)2016( .‬الحاجــات اللُّغويَّــة للعاملــن باملجــال الدبلومــايس‪،‬‬
‫مجلــة الدراســات اللُّغويَّــة واألدبيَّــة‪.3 (7)، 55-78 ،‬‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا ألغـ ٍ‬
‫ـراض‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـروع‬ ‫ـ‬ ‫مل‬ ‫ـرح‬ ‫ـ‬ ‫مق‬ ‫أويل‬ ‫ ¨الســحيباين‪ ،‬صالــح بــن حمــد‪ .)2011( .‬تصــور‬
‫العامليــة‪ -‬معهــد‬
‫َّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫أفريقي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫جامع‬ ‫ـا‪،‬‬
‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫للناطق‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـاض‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الري‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫خاصـ ٍة‪ :‬أعضــاء البعثــات الدبلوماسـ َّـية يف مدين‬ ‫َّ‬
‫العربيــة‪.11)، 117-135( ،‬‬ ‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫خاصـ ٍة مركــز امللــك عبــد اللــه بــن عبــد‬ ‫ـراض َّ‬ ‫ ¨الســيد عــي‪ ،‬أســامة زيك‪2017( .‬م)‪ .‬املرجــع يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة ألغـ ٍ‬
‫العزيــز الــدويل لخدمــة اللُّغــة العربيَّــة‪.‬‬
‫خاص ـ ٍة وبرامجهــا يف معاهــد تعليــم اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫ـراض‬ ‫ـ‬ ‫ألغ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫واق‬ ‫)‪.‬‬ ‫‪2020‬‬ ‫ ¨شــعيب‪ ،‬أبــو بكــر عبــد اللــه عــي‪( .‬‬
‫ـدويل لخدمــة‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـز‬‫ـ‬ ‫العزي‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫عب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫الل‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫عب‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫املل‬ ‫ـز‬ ‫ـ‬ ‫مبرك‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ثاني‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫العربيــة الســعوديَّة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫العربيــة باململكــة‬
‫َّ‬
‫العربيــة للناطقــات بغريهــا‪.2( 3)، 55-110 ،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫معه‬ ‫‪-‬‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الرحم‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫عب‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫بن‬ ‫ـورة‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫األم‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫وجامع‬ ‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫ ¨الطاهــر‪ ،‬حســن مختــار‪ .)2011( .‬تعليــم اللُّغــة العربيَّــة لغــر ال َّناطقــن بهــا يف ضــوء املناهــج الحديثــة‪ ،‬بــروت‪ ،‬الــدار‬
‫ال ِعلميَّــة للنــر والتوزيــع‪.‬‬
‫خاصـ ٍة‪ ،‬مفهومــه ومنهجياته‪ ،‬املشــكلة ومســوغات الحركة‪،‬‬ ‫ـراض َّ‬ ‫العربيــة ألغـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ ¨طعيمــة‪ ،‬رشــدي أحمــد‪ .)1998( .‬تعليــم اللُّغــة‬
‫ـامية للرتبيــة والثقافة أيسســكو‪.‬‬ ‫الربــاط‪ ،‬املنظَّمــة اإلسـ َّ‬
‫خاصـة ‪ -‬مفاهيمــه وأسســه ومنهجياتــه‪ ،‬الخرطــوم‪ ،‬معهــد‬ ‫ٍ‬ ‫ ¨طعيمــة‪ ،‬رشــدي أحمــد‪ .)2003( .‬تعليــم اللُّغــة العربيَّــة ألغــراض َّ‬
‫ٍ‬
‫خاصـ ٍة‪.‬‬ ‫ـراض َّ‬ ‫الخرطــوم الــدويل للُّغــة العربيَّــة‪ ،‬كتــاب نــدوة تعليــم اللُّغــة العربيَّــة ألغـ ٍ‬
‫العربيــة ألغـ ٍ‬
‫ـراض‬ ‫َّ‬ ‫خاصـ ٍة مفاهيمــه‪ ،‬أسســه‪ ،‬منهجياتــه‪ ،‬نــدوة تعليــم‬ ‫ـراض َّ‬ ‫العربيــة ألغـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ ¨طعيمــة‪ ،‬رشــدي‪ .)2003( .‬تعليــم‬
‫العربيــة‪ 4-6 ،‬ينايــر‪ ،‬الســودان‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ـدويل‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫الخرط‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫معه‬ ‫ـوم‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والعل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫والثقاف‬ ‫ـة‬
‫العربيــة للرتبيـ‬ ‫َّ‬ ‫خاصـ ٍة‪ ،‬املنظَّمــة‬‫َّ‬
‫ِ‬
‫التواصــل اللُّغــوي ملتعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة‬ ‫ُ‬ ‫ ¨العــريب‪ ،‬أســامة زيك الســيد‪ .)2014( .‬الحاجــات اللُّغويَّــة الشــائعة يف مواقــف‬
‫مــن غــر ال َّناطقــن بهــا يف اململكــة العربيَّــة الســعوديَّة‪ ،‬الريــاض‪ ،‬املعهــد العــريب للُّغــة العربيَّــة‪.‬‬
‫العربيــة للدراســات‬ ‫َّ‬ ‫املجلــة‬ ‫العربيــة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫العربيــة ألغــراض محــ َّددة‪ ،‬املنظَّمــة‬ ‫َّ‬ ‫ ¨عشــاري‪ ،‬أحمــد‪ .)1983( .‬تعليــم‬
‫اللُّغويَّــة‪.1 (2)، 115-128 ،‬‬
‫ ¨العكيــي‪ ،‬حســن منديــل‪ .)2014( .‬اللُّغــة الدبلوماســيَّة ومهــارات الكتابــة واللُّغــة‪ ،‬كليــة الرتبيــة للبنــات‪ ،‬جامعــة‬
‫بغــداد‪ ،‬العــراق‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1292‬‬
‫خاصـ ٍة‪ ،‬مركــز امللــك عبــد اللــه بــن عبــد العزيــز‬ ‫ـراض َّ‬ ‫ ¨عــي‪ ،‬أســامة عــي‪ .)2017( .‬املرجــع يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة ألغـ ٍ‬
‫لخدمــة اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬الريــاض‪ ،‬مركــز وجــوه للنــر والتوزيــع‪.‬‬
‫العربية‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫وتدريس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ووظيفي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫مهني‬
‫َّ‬ ‫ـراض‬ ‫ـ‬ ‫ألغ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ ¨فــارس‪ ،‬إبراهيــم أحمــد‪ .)2011( .‬تطابــق نظريَّــة تدريــس اللُّغــة‬
‫منهجيــة‪ ،‬األســتاذ‪.15(3)، 1-20 ،‬‬
‫َّ‬ ‫ألغــراض عا َّمــة مقارنة‬
‫ ¨الفجر‪ ،‬محمد خالد‪ .)2020( .‬أسس تعليم اللُّغة العربيَّة الدبلوماسيَّة‪ ،‬دون دار نرش‪.‬‬
‫ـانية‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫والعل‬ ‫اآلداب‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫كلي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مجل‬ ‫خاص ـ ٍة‪ :‬اتجاهــات وتحديــات‪،‬‬ ‫ـراض َّ‬‫العربيــة ألغـ ٍ‬
‫َّ‬ ‫ ¨فرحــة‪ ،‬أيفــا‪ .)2014( .‬اللُّغــة‬
‫بجامعــة قنــاة الســويس‪.8)، 76-94( ،‬‬
‫خاصـ ٍة يف اململكــة العربيَّــة الســعوديَّة‪ :‬تجربــة‬ ‫ـراض َّ‬ ‫ ¨القحطــاين‪ ،‬جمعــان بــن ســعيد‪ .)2018( .‬تعليــم اللُّغــة العربيَّــة ألغـ ٍ‬
‫خاصـة‪ٍ:‬‬ ‫ٍ‬
‫«عــريب» املعهــد العــريب للُّغــة العربيَّــة الريــاض‪ ،‬ورقــة مق َّدمــة للمؤمتــر العلمــي تعليــم اللُّغــة الربيــة ألغــراض َّ‬
‫تجــارب وتقويــم‪ ،‬مركــز امللــك عبــد اللــه بــن عبــد العزيــز الــدويل لخدمــة اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬املنعقــد يف الريــاض‪.11-45 ،‬‬
‫التواصــل اللُّغــوي للدبلوماســيني ال َّناطقــن بلُغـ ٍ‬
‫ـات‬ ‫ُ‬ ‫ ¨القحطــاين‪ ،‬نهــال بنــت عــي بــن شــلهوب‪1439( .‬ه)‪ .‬تحليــل حاجــات‬
‫ـامية‪ ،‬الريــاض‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـعود‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫أخــرى‪[ ،‬رســالة ماجســتري غــر منشــورة]‪ ،‬جامعــة اإلمــام محمــد بــن‬
‫ ¨مدكــور‪ ،‬عــي أحمــد؛ وهريــدي‪ ،‬إميــان أحمــد‪ .)2006( .‬تعليــم اللُّغــة العربيَّــة لغــر ال َّناطقــن بهــا‪ :‬النظريَّــة والتطبيــق‪،‬‬
‫القاهــرة‪ ،‬دار الفكــر العــريب‪.‬‬

‫‪1293‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫الدولي السادس‬
‫ّ‬ ‫مؤتمر ال ُّلغة العرب َّية‬
‫فبراير ‪2023‬م‬
‫ِّ‬
‫معوقات وحلول‬ ‫َّ‬
‫العربية لغير الناطقين بها‬ ‫تعلم ُّ‬
‫اللغة‬ ‫ُّ‬

‫الدكتور‪ /‬محمد قرين زيك قرين‬


‫‪alzaky100@yahoo.com‬‬

‫توطئة‬
‫ت ُ َعـ ّد اللغـ ُة مــن أهــم الوســائل لتواصــل اإلنســان بغــره مــن بنــي جنســه‪ ،‬كــا أنهــا أهــم أدوات التعبــر عــن ذاته ومشــاعره‬
‫العربي ـ ِة شــأ ٌن عظي ـ ٌم‬
‫َّ‬ ‫ـاري للمجتمــع‪ ،‬وهــي الوعــاء الثقــايف والحضــاري للبرشيــة‪ ،‬وللُّغ ـ ِة‬ ‫واحتياجاتــه‪ ،‬وهــي املظهــر الحضـ ّ‬
‫رشفَــت األم ـ ُم املتحــد ُة‬ ‫ُ‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫وق‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫غريه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫به‬ ‫ـرد‬ ‫ـ‬ ‫تنف‬ ‫ـص‬ ‫ـ‬ ‫خصائ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـز‬ ‫ـ‬‫ن لغــات العالَــم؛ لِ َ َّ‬
‫تتمي‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ومكان ـ ٌة ســامي ٌة ب ـ َ‬
‫ـمية ســت لغــات عنــد‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الرس‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫تك‬ ‫ومل‬ ‫ـايض‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـرن‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫السادس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫لتك‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫لغاته‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫بإضافــة اللُّغــة‬
‫العربيــة محافـ َـل األمــم املتحــدة عــام (‪1974‬م) فأصبحــت‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫ودخل‬ ‫ـط‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـا‬‫ـ‬‫خمس‬
‫ً‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫كان‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫وإمن‬ ‫ـدة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املتح‬ ‫إنشــاء األمــم‬
‫العربيــة‪ ،‬وتَصـ ُدر بهــا وثائــق األمــم املتحــدة‪ ،‬وجديــر باإلشــارة هنــا إىل‬ ‫َّ‬ ‫ـود‬ ‫ـ‬ ‫الوف‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫به‬ ‫ـدث‬ ‫ـ‬ ‫تتح‬ ‫ة‬ ‫ـمي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫رس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الح‬ ‫منــذ ذلــك‬
‫أن لغتَــي العمــل باألمانــة العا َّمــة لألمــم املتحــدة هــا اللغتــان اإلنجليزيَّــة والفرنسـ َّـية؛ ولذلــك فالتعليــات اإلداريــة واملعامالت‬
‫ـتعامل‪.‬‬
‫تتــم بهاتــن اللغتــن عــى قــدم املســاواة‪ ،‬إال أن اللغــة اإلنجليزيَّــة هــي األكــر اسـ ً‬
‫وإذا رجعنــا إىل الــوراء قليـ ًـا لتتبُّــع تاريــخ اللُّغــة العربيَّــة يف األمــم املتحــدة وجدنــا أنهــا بــدأت بالفعــل يف عــام (‪1955‬م)‪،‬‬
‫لكنهــا مل تكـ ًن لغـ ًة رســميَّةً‪ ،‬فلــم تكــن تُســتخ َدم يف االجتامعــات‪ ،‬ومل يكــن يُرت َجــم إليهــا ســوى قَـ ْدر محــدود مــن الوثائــق‪،‬‬
‫وهــذا هــو الوضــع الــذي نجــد فيــه اللغــة األملانيــة حاليًــا‪ ،‬فقــد اتخــذت الجمعيَّــة العا َّمــة‪ ،‬يف (‪ )4‬مــن كانــون األول‪ /‬ديســمرب‬
‫(‪1954‬م)‪ ،‬القــرار ‪( 878‬د‪ )9-‬املعن ـ َون‪« :‬ترجمــة بعــض الوثائــق الرســميَّة للجمعيــة العا َّمــة إىل اللُّغــة العربيَّــة َوف ًقــا للــادة‬
‫ـر باللُّغــة العربيَّــة وثائــق الجمعيَّــة العا َّمــة ولجانهــا الفرعيَّة‬ ‫ـر َرت أن تَنـ ُ‬ ‫ـي للجمعيــة العا َّمــة»‪ ،‬وفيــه قـ َّ‬ ‫(‪ )59‬مــن النظــام الداخـ ّ‬
‫خاصــة أو عا َّمــة تهــم املناطــق‬ ‫وغريهــا مــن التقاريــر األخــرى الصــادرة عــن هيئــات األمــم املتحــدة‪ ،‬والتــي تُعالِــج مشــاكل َّ‬
‫التــي تتكلــم باللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬رش َط َّأل يتجــاوز حجــم املنشــورات الصــادرة يف الســنة الواحــدة مــا مجموعــه أربعــة آالف صفحة‬
‫ـت لألمــن العــا ّم بــأن يرصــد يف تقديــرات ميزانيــة األمــم املتحــدة االعتــادات الالزمــة لتنفيــذ‬ ‫ـزي؛ وأَ ِذنَـ ْ‬ ‫مــن النــص اإلنجليـ ّ‬
‫ـي ترجمــة النصــوص إىل اللُّغــة العربيَّــة مــع األســاليب املقــررة لوثائــق األمــم املتحــدة‪ ،‬وقــد‬ ‫هــذا القــرار‪ ،‬وبــأن يكفــل متـ ّ‬
‫أصبحــت العربيَّــة لغــة رســميَّة يف الجمعيَّــة العا َّمــة والهيئات الفرعيَّة التابعــــة لهــا بالقــرار ‪( 3190‬د ‪ )28 -‬الصــادر يف الدورة‬
‫الثامنــة والعرشيــن للجمعيــة العا َّمــة يف (‪ )18‬مــن كانــون األول‪ /‬ديســمرب (‪1973‬م)(((‪.‬‬
‫ـي‪ ،‬ومــا اســتدعاه ذلــك مــن فتــح‬ ‫أهميــة جعلهــم مشــاركني يف الحــوار العاملـ ّ‬ ‫أهميــة العــرب وبــرزت َّ‬ ‫وذلــك بعــد أن ظهــرت َّ‬
‫العربيــة لــدى الــدول‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫جعل‬ ‫ـداث‬ ‫ـ‬ ‫أح‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫كان‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ث‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫معه‬ ‫ـايس‬ ‫ـ‬ ‫الدبلوم‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫والتمثي‬ ‫الدوليــة‬
‫َّ‬ ‫أبــواب العالقــات‬
‫ـات تُنــادي‬
‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫ودراس‬ ‫ـوث‬‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫بح‬ ‫ـرت‬ ‫ـ‬ ‫ظه‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـول‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫أيل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـادي‬ ‫ـ‬ ‫الح‬ ‫ـداث‬ ‫ـ‬ ‫أح‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ب‬‫ُ َّ‬ ‫ر‬‫و‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ح‬‫ُ َّ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫م‬ ‫رضورة‬ ‫ـا‬ ‫األوربيــة وغريهـ‬
‫العربيــة يف هــذا املجــال ُجــل اهتاممهم‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ـون‬‫ـ‬ ‫الباحث‬ ‫أوىل‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫وق‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫به‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الناطق‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫بــرورة تعلُّــم ال‬
‫العربيــة يف كثــر مــن الــدول غــر الناطقــة بهــا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعل‬ ‫يف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬‫ً‬ ‫ظ‬ ‫ملحو‬ ‫ًا‬ ‫ط‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫نش‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫فوجدن‬ ‫بهــذا األمــر‪،‬‬
‫ـرا‪ ،‬لكــن يف الحقيقــة أن متعلــم أي لغــة‬ ‫ـرا يسـ ً‬ ‫ولكــن هنــاك َم ـ ْن يعتقــد أن تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بغريهــا أمـ ً‬
‫يصــادف بعــض املشــكالت‪ ،‬والتــي تُشـ ِّكل عائ ًقــا يف عمليَّــة التعلُّــم‪ ،‬فيحتــاج إىل وقــت كبــر حتــى يتعلــم اللغــة كــا يحتــاج‬
‫إىل طريقــة يســتخدمها املعلــم يف توصيــل محتــوى املنهــج للتلميــذ يف أثنــاء قيامــه بالعمليَّــة التعليميــة‪ ،‬وهــي مجموعــة مــن‬
‫األســاليب التــي يتــم بواســطتها تنظيــم املجــال الخارجــي ملتعلِّــم‪ ،‬مــن أجــل تحقيــق أهــداف تربويــة معينــة(((‪.‬‬
‫ن مــن غــر‬ ‫العربيــة متتــاز ببعــض املميــزات‪ ،‬والتــي تشــكل عائ ًقــا حتــى أمــام أبنــاء اللغــة‪ ،‬فكيــف حــال املتعلِّمـ َ‬ ‫َّ‬ ‫إن اللُّغــة‬
‫أبنائهــا؟ إن األمــر يحتــاج إىل املزيــد مــن التفكــر حتــى نســتطيع إزالــة تلــك العوائــق‪ ،‬ونتم َّكــن حي َنهــا مــن تعليــم اللغــة‬
‫ـي؛ ألنهــا لغــة قدميــة‬ ‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬ومــع كل أســف هنــاك َم ـ ْن يزعــم أن لغتنــا غــر صالحــة ملواكَبــة التطــور العلمـ ّ‬
‫((( ‪https://www.arabiclanguageic.org/view_page.php?id=1688 -‬‬
‫ـرق تدريــس اللغــة العربيــة والرتبيــة الدينيــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬دار الثقافــة‪،‬‬
‫(( ( ‪ -2‬محمــد عــزت عبــد املوجــود‪ ،‬ورشــدي طعيمــة‪ ،‬وعــي مدكــور‪ ،‬طُـ ُ‬
‫(‪1981‬م)‪ ،‬ص‪.)392( :‬‬

‫‪1295‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ومع َّقــدة‪ ،‬وتوصــف بالصعوبــة والتخلــف‪ ،‬حتــى وصــل األمــر لــدى البعــض بالقــول باســتحالة تعليمهــا وتعلُّمهــا؛ ألنهــا أصعــب‬
‫لغــة مســتخ َدمة بــن األوســاط العلميــة وغــر العلميــة‪ ،‬ونحــن ال ننكــر وجــو َد مشــكالت وتحديــات تقــف عــر ًة أمــام الــدارس‬
‫غــر الناطــق بالعربيَّــة‪ ،‬ولكــن مــن الخطــأ القــول‪ :‬إنهــا أصعــب لغــة‪ ،‬فهنــاك لغــات أصعــب منهــا‪ ،‬ومــن الظلــم اتهــام العربيَّــة‬
‫ـي ومتعــا َرف عليــه يف كل اللغــات‪ ،‬ومصــد ُر‬ ‫وحدهــا بالصعوبــة‪ ،‬فلــكل لغــة صعوبــات ومشــكالت يف تعليمهــا‪ ،‬وهــذا أمــر طبيعـ ّ‬
‫ـرق التدريــس‪ ،‬واملنهــج‪ ،‬واملعلــم‪ ،‬والبيئــة املحيطــة‬ ‫هــذه الصعوبــة مــر ُّده إىل أســباب؛ منهــا عــى ســبيل املثــال وأبرزهــا طُـ ُ‬
‫يب‬
‫بالــدارس‪ ،‬كــا أن درجــة هــذه الصعوبــة تقــاس عــى حســب قــرب أو بُعــد اللُّغــة املتعلَّمــة مــن لغــة الــدارس؛ فاملتعلــم العــر ّ‬
‫يجــد ســهولة يف تعلُّــم اللغــة الفارســيَّة أو األرديــة؛ لقربهــا مــن اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬ولكنــه ســيجد صعوبــة يف تعلُّــم اللغــة اليابانيــة‬
‫ـوي بني‬ ‫ـرا لبعدهــا عــن لغتــه األُ ّم فهــو يفكــر دامئًــا بلغتــه األُ ّم عندمــا يتعلــم اللُّغــة الثانيــة‪ ،‬فهنــاك تدا ُخل لُغـ ّ‬
‫أو الصينيــة؛ نظـ ً‬
‫ـي أن يقــوم املتعلــم بنقــل بعــض الظواهــر اللغويــة مــن لغتــه األُ ّم إىل اللُّغــة الثانيــة‪ ،‬ويف هــذه الدراســة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الطبيع‬ ‫اللغتــن‪ ،‬فمــن‬
‫ســنعرض لبعــض الصعوبــات اللغويــة وغــر اللغويــة التــي تواجــه ميــدا َن تعليــم العربيَّــة‪ ،‬ومــع اإلشــارة إىل بعــض الحلــول‬
‫واملقرتَحــات للحـ ّد مــن أثَــر هــذه املشــكالت‪ ،‬كــا تناولــت الدراسـ ُة الــر َّد عــى َمـ ْن يتَّ ِهــم لغتَنــا باســتحالة تعليمهــا؛ لكونهــا لغة‬
‫قدميــة‪ ،‬وذات قواعــد مع َّقــدة‪ ،‬وغــر صالحــة للتطويــر ومواكبــة عــر التقنيَّــة‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫َّ‬
‫ـرا مــن الحواجــز التــي ت َ ُحــول بينهــم وبني تعلُّــم اللُّغــة العربيَّــة‪ :‬منها‬ ‫يعــاين متعلمــو اللُّغــة العربيَّــة مــن الطلبــة األجانــب كثـ ً‬
‫ن اللغة‬
‫ـا يحــول بي َنه وبـ َ‬ ‫مــا يتعلَّــق بهــم أنفســهم‪ ،‬ومنهــا مــا يتعلَّــق باملعلــم‪ ،‬ومنهــا مــا يتعلَّــق بالبيئــة النفســية واالجتامعيَّة؛ مـ َّ‬
‫التــي يتعلَّمهــا‪ ،‬وهــذا عائـ ٌد إىل املتعلــم نفســه‪ ،‬وبعضهــا إىل الخلفيَّــة اللغويــة والثقافيَّــة واالجتامعيَّــة‪ ،‬غــر أن هــذه املشــكلة قد‬
‫تختلــف مــن متعلــم إىل آخــر؛ وذلــك تب ًعــا الختــاف شــخصياتهم واختالف بيئاتهــم‪ ،‬ومــدى قــدرات كل متعلم ومــدى احتياجه‬
‫لتعلــم اللغــة؛ فالغــرض الــذي تســعى إليــه هــذه الدراســة هــي عمليَّــة حــر لتلــك الصعوبــات التــي قــد يتعــرض لهــا دارســو‬
‫اللُّغــة‪ ،‬وإيجــاد الحلــول ِ‬
‫املناســبَة لها‪.‬‬
‫منهج الدراسة‪:‬‬
‫ـي الــذي يقــوم عــى وصــف الظاهر كــا هــي‪ ،‬وبالفعل تم‬‫ـي التحليـ ّ‬
‫اعتمــد الباحــث يف هــذه الدراســة عــى املنهــج الوصفـ ّ‬
‫واملقرتحــات ملعالَجة هــذه الظاهرة؛‬
‫َ‬ ‫ـول‬
‫ـ‬ ‫الحل‬ ‫بعض‬ ‫ـرح‬
‫ـ‬ ‫وط‬ ‫بغريها‬ ‫ـن‬ ‫العربيــة للناطقـ‬
‫َّ‬ ‫وصــف ظاهــرة مشــكالت وتحديــات تعليــم‬
‫العربية وتعلمها‪.‬‬
‫َّ‬ ‫والرد عىل القائلني بصعوبة تعليم‬
‫ثانيا‪ :‬الدراسات السابقة ذات الصلة‪:‬‬
‫ً‬
‫نوعيــة الثنائيــة اللغويــة يف‬
‫أجــرى الدكتــور «محمــد الخــويل» دراسـ ًة تتعلَّــق بالثنائيــة اللغويــة‪ ،‬وبحثــت هــذه الدراسـ ُة عــن َّ‬
‫العالَــم‪ ،‬والبلــدان األحاديــة اللغــة والثنائيــة واملتعــددة اللُّغــة‪ ،‬وكيفيــة التعايُــش بــن األقليــات اللغويــة‪ ،‬وكيفيــة نشــوء الثنائيــة‬
‫اللغويــة يف العالَــم‪.‬‬
‫وتــم دراســة املشــكالت التــي تتعلَّــق بالشــخص الــذي ميتلــك ثنائيَّــة لُغويَّــة‪ ،‬والبحــث عــن املشــكالت التــي تتعلَّــق بهــذه‬
‫القضيــة مــن التوتــر والقلــق والغربــة‪ ،‬وهــل يعــاين مــن رصاع الــوالء ورصاع ثقــايف؟ وهــل يصــادف مشــكالت يف التعليــم‬
‫ومشــكالت يف االتصــال؟ وكيــف نواجــه هــذه املشـ ِ‬
‫ـكالت؟ وكيــف يتــم التغلــب عليهــا أو التقليــل مــن حدتهــا؟(((‪.‬‬
‫كتبــت الدكتــورة «أســاء عبــد الرحمــن» مقال ـ ًة بعنــوان‪( :‬املشــكالت اللغويــة يف تعليــم لغــة الضــاد وجــودة التعليــم يف‬
‫ماليزيــا)‪.‬‬
‫تتحــدث هــذه املقالــة عــن أبــرز املشــكالت التــي تواجــه برامــج تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للطلبــة املاليزيــن‪ ،‬ومــن هــذه‬
‫املشــكالت مــا يــأيت‪:‬‬
‫ ¨مشكالت و ُمع ِّوقات تربوية‪:‬‬
‫املدريس‪.‬‬
‫ّ‬ ‫وهذه املشكالت تتعلَّق مبدار عمليَّة التعليم والتعلُّم‪ ،‬مبا فيها املعلم واملتعلم‪ ،‬والكتاب‬
‫ ¨مشكالت و ُمع ِّوقات لُغويَّة‪:‬‬
‫إن املشــكالت اللغويــة هــي إحــدى العراقيــل القامئــة أمــام تعليــم العربيَّــة يف ماليزيــا؛ وذلــك بســبب اختــاف النظــام‬
‫ـوي بــن اللغتــن‪.‬‬‫اللُّغـ ّ‬
‫(( ( ‪ -‬محمد عيل الخويل‪ ،‬الحياة مع لغتني‪ :‬الثنائية اللغوية‪1988( ،‬م)‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1296‬‬
‫ ¨مشكالت و ُمع ِّوقات اجتامعية‪:‬‬
‫العربيــة يف ماليزيــا‪ ،‬فتقــول‪« :‬إن العوامــل‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـاح‬
‫ـ‬ ‫نج‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫متن‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫اجتامعي‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫لقــد أوضحــت الدراس ـ ُة عــد َة مع ِّوق‬
‫الثانويَّــة أو الجانبيــة التــي تحيــط بيئــة الطــاب واملدرســة قــد تســاعد يف تنميــة القــدرات اللغويــة لــدى املد ِّرســن والطــاب‬
‫ـرا إذا كانــت هــذه البيئــة متوفــرة وتلعــب دورهــا الف َّعــال يف تحقيــق‬ ‫م ًعــا‪ ،‬ويكــون اكتســاب (((اللغــة املنشــود أنجــح وأكــر تأثـ ً‬
‫العربيــة ‪.‬‬
‫َّ‬ ‫أهــداف تعلــم‬
‫ُمك ِّونات البحث‪:‬‬
‫ ‪-‬مقدمة‬
‫ ‪-‬املبحث األول‪ :‬األول مراحل تعلم اللُّغة العربيَّة لغري الناطقني بها‬
‫ ‪-‬املبحث الثاين‪( :‬املشكالت)‬
‫ ‪-‬املبحث الثالث‪( :‬االقرتاحات والحلول)‬
‫ ‪-‬املصادر واملراجع‬

‫املقدمة‬
‫العربيــة مــن أقــدم اللغــات وأثراهــا عــى اإلطــاق؛ لــذا اختارهــا املــويل ‪-‬عــز وجــل‪ -‬لغ ـ ًة للق ـرآن الكريــم‪ ،‬فقــد‬ ‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫بلغــت قبــل اإلســام أوج كاملهــا يف التعبــر عــن مناحــي الحيــاة وكل مشــتمالتها ومتطلَّبــات ناطقيهــا‪ ،‬أمــا عــن فصاحــة أهلها‬
‫فقــد ذاع صيتهــم يف ذلــك‪ ،‬و ُجـ ّـل نتاجهــم مــن شــعر ونــر‪ ،‬وقــد تزا َمــن ظهــو ُر علــوم عديــدة مــع نــزول الق ـرآن الكريــم؛‬
‫ـامي‪ ،‬وظهــرت العديــد‬ ‫كالنحــو‪ ،‬والــرف‪ ،‬والبالغــة‪ ،‬والتفســر‪ ،‬والفقــه‪ ...‬وغريهــا؛ لذلــك انتــرت الحضــارة يف العالَــم اإلسـ ّ‬
‫العربيــة وأصبحــت اللغــة الســائدة يف بــاد‬ ‫َّ‬ ‫مــن العلــوم مثــل‪ :‬التاريــخ‪ ،‬والطــب‪ ،‬والكيميــاء‪ ،‬واألســانيد‪ ،،‬فارتفــع شــأن اللُّغــة‬
‫التواصــل مــع الغــر‪ ،‬ويظهــر هــذا كلــه مــدى قــدرة اللُّغــة‬ ‫ُ‬ ‫العــرب واملســلمني‪ ،‬بــل لســانهم الناطــق وطريقهــم للوصــول إىل‬
‫ـا متتــاز بــه مــن قــوة بيانهــا‪ ،‬وأصالــة ألفاظهــا‪ ،‬ووفــرة معانيهــا‪ .‬وملثــل هــذه األســباب‪ ،‬حــرص املتكلمــون بغــر‬ ‫العربيــة؛ لِـ َ‬
‫َّ‬
‫ـرف عــى مفرداتهــا ومعانيهــا وقواعدهــا وكل مــا يتعلَّــق بهــا‪ ،‬فــكان بذلــك‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫والتع‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـذه‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫دراس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫دور‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫تفعي‬ ‫ـى‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫د‬‫ع‬‫َ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫العل‬ ‫ـذا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫فظه‬ ‫ـا»‪،‬‬
‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫للناطق‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫«تعلي‬ ‫ى‬ ‫م‬
‫ُ َّ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ي‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـور‬ ‫ظهـ‬
‫يف موا َجهــة التحديــات‪ ،‬فانتشــارها بــن املســلمني غــر العــرب‪ ،‬يســاعد عــى فَ ْهــم أمــور دينهــم‪ ،‬فهــي منبــع القـرآن الكريــم‬
‫والسـ َّنة النبويَّــة الرشيفــة‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫وتعليــم اللُّغــة العربيَّــة لغــر الناطقــن بهــا يكــون باللُّغــة العربيَّــة الفصحــى وليــس اللهجــات العاميَّــة؛ ألن هــذه العاميــات‬
‫تعجــز عــن تلبيــة حاجيــات األجانــب يف التعلُّــم يف مناحــي الحيــاة املختلفــة‪ ،‬وليــس لهــا قواعــد ثابتــة‪ ،‬أمــا الفصحــى فيســهل‬
‫تعلُّــم قواعــد ثابتــة لهــا‪ ،‬فحــرص املعلمــون للُّغــة العربيَّــة عــى تدريســها للناطقــن عــى ع ـ َّدة مســتويات مثــل تدريــس‬
‫أيضــا‪ ،‬وهــذه املخــارج‪« :‬الشــفوي‪ ،‬والشــفوي األســناين‪ ،‬واألســناين اللثــوي‪ ،‬والجانبي‪ ،‬والطبقــي‪ ،‬واللهــوي‪ ،‬والحلقي‪،‬‬ ‫األصــوات ً‬
‫والحنجــري»‪ ،‬الوحدانيــة هــي مــن صفــات الخالــق األعظــم‪ ،‬والتنــوع هــو ُس ـ َّنته يف الكــون‪ ،‬كذلــك الحــال يحتــاج إىل‬
‫ـا يرتتَّــب عــى ذلــك ِمـ ْن تنـ ُّوع يف األنشــطة التــي يقــوم‬ ‫تدريــب اللغــات فهــي تتنــوع وتتعــدد؛ ِمـ َّ‬ ‫إســراتيجيات التدريــس أو‬
‫بهــا كل مــن املعلــم والطــاب(((‪.‬‬

‫(( ( ‪ -‬أسامء عبدالرحمن‪2004( ،‬م) مشكالت تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها يف ماليزيا‪.‬‬
‫(( ( حسن حسني زيتون‪ ،‬إسرتاتيجيات التدريس رؤية معارصة لطرق التعليم والتعلم‪ ،‬ط (‪2003‬م)‪ ،‬ص (‪.)5-6‬‬

‫‪1297‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫العربية لغري الناطقني بها‬


‫َّ‬ ‫املبحث األول‪ :‬مراحل تعليم ال ُّلغة‬
‫العربية لغري الناطقني بها‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫مراحل تعليم اللُّغة‬
‫ـرق‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫التط‬ ‫دون‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫الفصح‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫بال‬ ‫ـها‬ ‫ـ‬ ‫تدريس‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫يت‬ ‫أن‬ ‫د‬‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫فالب‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫به‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الناطق‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫عندمــا نريــد تدريــس‬
‫العربية‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـخ‬
‫ـ‬ ‫وتاري‬ ‫الكريم‪،‬‬ ‫آن‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ولغ‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫األمث‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫والقواع‬ ‫ـح‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الصحي‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫النط‬ ‫د‬‫َُ ّ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫إ‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـة؛‬ ‫ـ‬ ‫العاميــة املختلف‬ ‫َّ‬ ‫للهجــات‬
‫العربية وهــي(((‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫لتعلي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مختلف‬ ‫مراحل‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫وتوج‬ ‫ـك‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫ـى‬ ‫يــدل عـ‬
‫مرحلة (معرفة مخارج األصوات والتفرقة بينها)‪:‬‬
‫العربيــة ومخارجهــا حتــى يتمكــن مــن إخــراج الحــرف مــن‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـرف الطالــب عــى األصــوات يف ُّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫يف هــذه املرحلــة يتعـ َّ‬
‫العربيــة ميكــن لهــا أن تشــمل جميــع‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الصوتي‬
‫َّ‬ ‫ـدات‬ ‫ـ‬ ‫الوح‬ ‫أن‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫فنج‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫لذل‬ ‫ا؛‬ ‫ف‬‫ً‬ ‫ـال‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ذكرناه‬ ‫مخرجــه الصحيــح كــا‬
‫الفــروع‪ ،‬كــا البــد أن يحــاول املعلــم يف هــذه املرحلــة أن يعلــم الطالــب ويدربــه عــى الفــرق بــن مخــارج األصــوات يف اللُّغة‬
‫متكامل‪،‬‬ ‫ً‬ ‫األجنبيــة األخــرى‪ ،‬كــا عليــه أن يعلــم هنــاك بعــض األصــوات التــي ميكن أن تشــكل صوتًــا واحـ ًدا‬ ‫َّ‬ ‫العربيــة‪ ،‬واللغــات‬ ‫َّ‬
‫العربيــة ُتاثِــل أصواتًــا موجــودة يف لغــات أجنبيــة‪ ،‬مــن أجــل ذلــك يجــب أن يكــون املعلــم عــى‬ ‫َّ‬ ‫ـوات‬ ‫ـ‬ ‫األص‬ ‫وهنــاك بعــض‬
‫العربيــة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫األجنبيــة مثــل علمــه باللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫درايــة باللغــات‬
‫ج َمل)‪:‬‬ ‫مرحلة (تعلُّم األصوات وتكوين ُ‬
‫العربيــة يحــاول املعلــم أن يعلــم الطــاب الــكالم‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫ـوات‬ ‫ـ‬ ‫األص‬ ‫أو‬ ‫ـوت‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الص‬ ‫يف هــذه املرحلــة مــن مراحــل تعلــم‬
‫يف جمــل مفيــدة؛ مثــل‪« :‬هــذه الســبورة جميلــة»‪ ،‬أو «هــذا كتــاب محمــد»‪« ،‬يتفــوق املجتهــد»‪« ،‬يذهــب العامــل إىل املصنــع‬
‫صبا ًحــا»‪ ،‬إىل ِآخــر هــذه ال ُج َمــل‪ ،‬ثــم يقــوم بســؤال الطــاب‪« :‬كتــاب َمـ ْن هــذا؟»‪ ،‬فــرد‪« :‬هــذا الكتــاب كتــاب محمــد»‪ ،‬إىل‬
‫العربيــة بطريقة أســهل وبطريقــة منظَّمــة تدريجية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـب عىل تحـ ُّدث اللُّغــة‬ ‫ِآخــر هــذه ال ُجمــل التــي ميكــن لهــا أن تســاعد الطالـ َ‬
‫مرحلة (معرفة القواعد)‪:‬‬
‫العربيــة التــي‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫قواع‬ ‫إىل‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ينتق‬ ‫أن‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫ويج‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ل‬
‫َ ُّ‬ ‫بال‬ ‫م‬ ‫ـكال‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الطال‬ ‫يف هــذه املرحلــة يكــون‬
‫الرصفيــة‪ ،‬ثــم غريهــا مــن القواعــد‪ ،‬ولكنــه يف‬ ‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ث‬ ‫‪،‬‬‫أول‬‫ً‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫النحوي‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫للقواع‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ق‬‫ً‬ ‫مواف‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ح‬‫ً‬ ‫صحي‬ ‫ـكالم‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫تحكمهــا‪ ،‬والتــي بهــا يكــون‬
‫أول قبــل أي قاعــدة مــن القواعــد األخــرى‪ ،‬مثــل أن يقــول للطالــب‬ ‫ً‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫النحوي‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫القواع‬ ‫ـاول‬ ‫ـ‬ ‫فيتن‬ ‫؛‬‫م‬‫البدايــة يتنــاول املهـ َّم فامله َّ‬
‫ـ‬
‫قاعــدة املثنــى‪ ،‬واملفــرد‪ ،‬ويقــوم الطالــب باســتبدال الكلــات املفــردة بكلــات أخــرى مثنــى‪ ،‬أو يتعــرف عــى أدوات اإلشــارة‬
‫ويُحـ ِّول وض َعهــا يف الجملــة التــي تناســبها‪ ،‬كــا يتم َّكــن يف نهايــة هــذه املرحلــة مــن تكويــن جملــة صحيحــة نحويًّــا موافقــة‬
‫للقواعــد التــي تعلَّ َمهــا‪.‬‬
‫مرحلة (معرفة املرتادفات وزيادة الحصيلة اللغوية)‪:‬‬
‫العربيــة لغــر الناطقــن بهــا يف أغلــب األحيــان تكــون‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫غنيــة بالكثــر مــن املفــردات وصعوبــات تعلُّـ ُّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫العربيــة َّ‬ ‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫العربيــة‪ ،‬وال ميكــن لهــم أن يصيغــوا بســببها جملـ ًة مفيــد ًة؛ لذلــك فــإن‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫يعلمونه‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـردات‬ ‫ـ‬ ‫املف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫إىل‬ ‫نتيجــة‬
‫أول‪ ،‬ثم‬ ‫َّ ً‬‫ة‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫األساس‬ ‫ـردات‬ ‫ـ‬ ‫املف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫تعليمي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـرورة‬ ‫ـ‬ ‫بال‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫وتعم‬ ‫ـاب‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الط‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫اللغوي‬ ‫ـردات‬ ‫ـ‬ ‫املف‬ ‫ـادة‬ ‫ـ‬ ‫زي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫تعم‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫املرحل‬ ‫هــذه‬
‫ـرق‪ ،‬االتجاهــات‪ ،‬ثــم بعدهــا ينتقلــون إىل الكلــات‬ ‫ـ‬
‫ُّ ُ‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫ـارع‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫مكتب‬ ‫ـريس‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫كلم‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫يتعلم‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫البداي‬ ‫يف‬ ‫ا‬ ‫م‬
‫ً‬ ‫ـتخدا‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـل‬ ‫األقـ‬
‫الطبيــة‪ ،‬أو علــوم البيئــة‪ ،‬وهــذه الطريقــة قــد تكــون مفيدة‬ ‫َّ‬ ‫ـاالت‬ ‫ـ‬ ‫باملج‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫له‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الكل‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ا‬‫ـر‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫كث‬ ‫م‬ ‫د‬
‫َ‬ ‫ـتخ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫التـ ُ‬
‫ت‬ ‫ال‬ ‫ـي‬
‫دينية‬
‫َّ‬ ‫ـراض‬ ‫ـ‬ ‫األغ‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫أكانت‬ ‫ـواء‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫خاص‬
‫َّ‬ ‫ـراض‬ ‫ـ‬ ‫ألغ‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫وجم‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫وعب‬ ‫ـردات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫مف‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ماس‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الحاج‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫تك‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫عندم‬ ‫أيضــا‬
‫ً‬
‫أم علميــة أم سياسـ َّـية(((‪.‬‬
‫املتحدث)‪:‬‬ ‫ِّ‬ ‫مرحلة ( َف ْهم‬
‫يف هــذه املرحلــة ‪-‬عــاد ًة‪ -‬مــا يحــاول املعلـ ُم أن يتكلــم أكــر مــن التلميــذ ويحــاول أن يختربهــم فيــا تعلمــوه مــن مفــردات‪،‬‬
‫العربيــة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ومــا يتذكرونــه منهــا؛ حيــث إن هــذا األمــر يُعـ ِّزز مــن مهــارة االســتامع لديهــم‪ ،‬والقــدرة عــى فَ ْهــم الكلــات باللُّغــة‬
‫ففــي أغلــب األحيــان يكــون الشــخص قــاد ًرا عــى تحـ ُّدث اللغــة‪ ،‬ولكنــه يكــون غــر قــاد ٍر عــى فَ ْهــم مــن يتحــدث بهــا؛ حيــث‬
‫إنــه يكــون متق ًنــا بعكــس الــذي يتحــدث بهــا لوقــت قصــر‪ ،‬ويُقـ ِّوم املعلـ ُم هنــا‪.‬‬

‫(( ( ‪-https://www.almrsal.com/post/920730#reference‬‬
‫(( ( عبــد العزيــز بــن إبراهيــم العصيــي‪ ،‬طرائــق تدريــس اللغــة العريــة للناطقــن بلغــات أخــرى‪ ،‬الريــاض‪ ،‬جامعــة اإلمــام محمــد بــن ســعود‬
‫اإلســامية‪2002( ،‬م)‪ ،‬ص (‪.)43‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1298‬‬
‫مرحلة (الكتابة الصحيحة)‪:‬‬
‫العربيــة لغــر الناطقــن بهــا يكــون عــى الطالــب أن يكــون قــاد ًرا عــى‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعل‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫مراح‬ ‫يف هــذه املرحلــة املهمــة مــن‬
‫ـا بتشــكيل الحــروف حتــى يتم َّكــن مــن نطــق‬ ‫ً‬ ‫ـ‬‫ِ‬ ‫ل‬‫عا‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫يك‬ ‫أن‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫علي‬ ‫ـب‬
‫ـ‬ ‫يج‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫واضح‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫بطريق‬ ‫قــراءة الحــروف األلفبائيــة‬
‫الكلمــة بطريقــة صحيحــة عنــد قراءتهــا‪ ،‬كــا ته ـ ُدف هــذه املرحل ـ ُة حف ـ َظ قواعــد اللغــة وفهمهــا والتعبــر بأشــكال لُغويَّــة‬
‫تقليديَّــة وتدريــب الطــاب عــى كتابــة اللغــة بدقــة عــن طريــق التدريــب املنظَّــم يف الرتجمــة من لغتهــم إىل اللُّغــة املتعلَّمــة(((‪،‬‬
‫ويتبــع املعلمــون ‪-‬عــاد ًة‪ -‬يف هــذه املرحلــة طريقــة اإلمــاء أو كتابــة الكلــات عــى اللــوح‪ ،‬أو داخــل الدفرت ث ُـ َّم قراءتهــا‪ ،‬وجعل‬
‫غيبــا دون أن يــردد خلفــه الطالــب(((‪.‬‬ ‫الطالــب يُــر ِّدد ِمـ ْن خلفهــم ثــم يقرؤهــا ً‬

‫المشكالت التربويَّ ة في ميدان تعليم ُّ‬


‫اللغة العربيَّ ة للناطقين بغيرها‬
‫تتمثل يف ثالثة جوانب أساسيَّة؛ وهي‪:‬‬
‫املبحث الثاين‪( :‬املشكالت)‬
‫العربية لغري الناطقني بها‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫مشكالت اللُّغة‬
‫العربيــة عن ـ َد تعلُّمهــا‪ ،‬وعــى الرغــم مــن أ َّن أغلــب‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫بال‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫الناطق‬ ‫ـر‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ج‬ ‫وا‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الصعوب‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬
‫هنــاك الكثـ ُ‬
‫العربيــة أكــر؛‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعل‬ ‫يف‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الصعوب‬ ‫أن‬ ‫إال‬ ‫ا‪،‬‬‫د‬‫ًّ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ج‬ ‫ة‬ ‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫صعب‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫أنه‬ ‫ـدون‬‫ـ‬ ‫يج‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫جدي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫يحاول‬ ‫ـن‬ ‫األشــخاص الذيـ‬
‫ومنهــا(((‪:‬‬
‫نــدرة األشــخاص الذيــن لديهــم قــدر ٌة عــى تعليــم اللُّغــة العربيَّــة لغــر الناطقــن بهــا؛ فتدريــس العربيَّــة للناطقــن بهــا أمر‬
‫ـر مــن الوقــت والجهــد‪ ،‬فــإذا كان املعلــم غــر‬ ‫هــن‪ ،‬ولكنــه عكــس ذلــك مــع غــر الناطقــن بهــا؛ حيــث إنــه يتطلَّــب الكثـ َ‬
‫متم ِّكــن مــن لغتــه ومــن تدريســها‪ ،‬فهــذه ت ُ َعـ ّد أُوىل الصعوبــات والعقبــات يف طريــق تعلُّــم اللُّغــة العربيَّــة لغــر الناطقــن‪.‬‬
‫ـر‬ ‫العربيــة بــكل ســهولة ويُـ ْ‬‫َّ‬ ‫املبســطة التــي تســاعد عــى تعلــم اللُّغــة‬ ‫عــدم القــدرة عــى الحصــول عــى املراجــع والكتــب َّ‬
‫لغــر الناطقــن بهــا؛ فمعظــم الكتــب التــي يَسـ ُهل الوصــول إليهــا تهتــم بتعليــم اللغــة الناطقــن بهــا وخاصــة الصغــار‪.‬‬
‫التواصــل مــع أول مشــكل أو صعوبــة قــد تواجهــه يف البدايــة؛ لذلــك فإنــه ال يســتمر يف املحاولة‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫يــأس بعــض الطــاب مــن‬
‫ويشــعر باإلحباط‪.‬‬
‫كــا أن طريقــة التعليــم التــي يتبعهــا املعلــم ميكــن لهــا أن تكــون مــن أكــر الصعوبــات التــي تواجــه املتعلـ َم؛ حيــث إنــه‬
‫وق الفرديَّـ َة بــن كل‬‫ـر َ‬ ‫ذات الطريقــة مــع جميــع التالميــذ‪ ،‬وهــذا أمــر غــر صحيــح؛ حيــث إنــه يجــب عليــه أن يُراعــي ال ُفـ ُ‬ ‫يتبــع َ‬ ‫َ‬
‫ـرق مثــل الرتجمــة‪ ،‬أو التلقــن فقــط‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬‫ُ‬ ‫ط‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫يعتم‬ ‫وأن‬ ‫ـك‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫كذل‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ع‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ـرق‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫وف‬ ‫طالــب‪،‬‬
‫ ¨مشكالت تتعلَّق باملناهج‬
‫الخطط واملناهج واملق َّررات‪:‬‬
‫إ َّن طريقــة التعلُّــم للناطقــن بغريهــا ليــس لهــا طــرق وال مناهــج معت َمــدة‪ ،‬بــل رمبــا يلجــأ كل معلــم لوضــع منهجيَّــة لنفســه‪،‬‬
‫ولكــن ليــس هــذا يف كل البــاد التــي تقــوم بتدريــس اللُّغــة العربيَّــة ألفرادهــا‪ ،‬لكــن هنــاك َمـ ْن ال يتبــع منهجيَّــة‪« ،‬وقــد كان‬
‫املفهــوم القديــم للمنهــج قــد ن ّحــى د ْو َر املتعلِّــم يف العمليّــة التعليميَّــة‪ ،‬واهتـ ّم باملعلّــم؛ عــى اعتبــار أنــه حجــر الزاويــة‪ ،‬وهــو‬
‫أعــرف مبحتــوى الكتــاب‪ ،‬وصــار دوره ناقـ ًـا للمعرفــة إىل عقــل الطالــب»(((‪ ،‬وهــذا أمــر يختلــف متا ًمــا عــن مدرســة تُنشــأ‬
‫ـي الكبــر إمنــا هــو رحــم ثقــايف‪ ،‬ويغــذي املدرســة باملفاهيــم والقيــم والتقاليــد‬ ‫يف مجتمــع عــريب إســامي؛ فاملحيــط املجتمعـ ّ‬
‫ـي الــذي يتعلــم اللُّغــة العربيَّــة يف بيئــة‬ ‫الحاكمــة لعمليتَــي التعليــم والتعلُّــم‪ ،‬ويختلــف مــدى اكتســابهم لهــا؛ «فاملتعلــم األجنبـ ّ‬
‫عربيَّــة؛ يســهل عليــه عمليَّــة التعلُّــم التــي تَحـ ُدث داخـ َـل عالَ ِمــه الصغــر ‪-‬املدرســة‪ -‬حيــث تعمــل البيئـ ُة اللغويـ ُة عــى زيــادة‬
‫خرباتــه اللغويــة الجديــدة‪ ،‬وتجعلــه يُطبِّــق مــا يتعلمــه داخـ َـل الفصــل يف حــــــياته العـملــــية واليومـــية‪ ،‬األمــر الــذي يؤكــد‬

‫‪ -‬السابق ص (‪.)23‬‬ ‫(( (‬


‫‪.https://www.almrsal.com‬‬ ‫(( (‬
‫‪https://www.almrsal.com‬‬ ‫ (‬ ‫((‬
‫‪https://www.alukah.net/social‬‬ ‫ (‬ ‫((‬

‫‪1299‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫أن البيئــة الخارجيَّــة ميكنهــا أن تُق ـ ِّدم منوذ ًجــا كامـ ًـا للُّغــة املــراد تعلمهــا؛ فيؤثــر متعلــم العربيَّــة يف بيئــة التعلُّــم ســلبًا أو‬
‫إيجابًــا»(((‪.‬‬
‫العربيــة وقواعدهــا تنشــأ يف املجتمــع الغــريب تجعلنــا نضــع يف االعتبــار يف‬ ‫َّ‬ ‫وعــى هــذا فــإن مدرســة لُغويَّــة تُعلِّــم اللُّغــة‬
‫تصميمنــا ملناهــج هــذه املدرســة رضور َة االحتيــاط يف وضــع املنهجيــة التعليميــة لتلــك البيئــة التــي تخالــف تقالي ُدهــا املجتمـ َع‬
‫ـامي؛ ولــذا يجــب االهتــام بقاعدتــن‪-:‬‬ ‫يب اإلسـ َّ‬ ‫العــر َّ‬
‫ ‪-‬األوىل‪ :‬أن األبنــاء يعيشــون يف ظــل مجتمــع ‪-‬غــر عــريب وغــر إســامي‪ ،-‬لــه قوانينــه‪ ،‬وثقافتــه‪ ،‬وحضارتــه‪ ،‬ولغتــه‪،‬‬
‫ـا يفــرض عــى األبنــاء تعرفهــا واســتيعابها واحرتامهــا‪.‬‬ ‫وفلســفته؛ مـ َّ‬
‫ـا وســلوكيات وتصــورات يؤمنــون بهــا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫وقي‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اتجاه‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫عليه‬ ‫ض‬‫ِ‬
‫ر‬ ‫ـ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫عقيدته‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫له‬ ‫ـلمني‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـاء‬‫ـ‬ ‫األبن‬ ‫ ‪-‬الثانيــة‪ :‬أن‬
‫قــد يتعــارض بعضهــا مــع مــا هــو محيــط بهــم يف املجتمــع الغــريب‪ ،‬واملطلــوب مــن هــؤالء األبنــاء أن يتعلمــوا مــن هــذه‬
‫العربيــة التــي هــي لغــة القـرآن‬ ‫َّ‬ ‫العقيــدة مــا تتطلبــه مــن واجبــات وســلوكيات‪ ،‬فضـ ًـا عــن رضورة التمكــن مــن اللُّغــة‬
‫الكريــم‪.‬‬
‫لقــد اهتــم العــرب واملســلمون بالحفــاظ عــى هويتهــم الثقافيــة منــذ أن وطئــت أقدامهــم أرض املهجــر‪ ،‬ومتثَّــل اهتام ُمهــم‬
‫الخاصة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫بالحفــاظ عــى هويتهــم يف نقــل عاداتهــم وتقاليدهــم وأســاليب حياتهــم إىل أوطانهم الجديــدة‪ ،‬فأقامــوا مدارســهم‬
‫ـوال الوقت؛‬ ‫ـوي يؤرقهم طـ َ‬ ‫ـايف واللغـ ّ‬ ‫ـدي والثقـ ّ‬ ‫وأسســوا املســاجد واملراكــز الثقافيــة‪ ،‬وظــل قلقهــم عــى مســتقبل أبنائهــم العقائـ ّ‬
‫خوفًــا مــن الذوبــان يف ثقافــة األرض الجديــدة»‪.‬‬
‫تعليم اللغة للناطقني بغريها‬ ‫َ‬ ‫ ¨الصعوبات التي تُ ِ‬
‫واجه‬
‫مشكالت تتعلَّق باللغة‪:‬‬
‫العربية عند‬
‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫بغ‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫الناط‬ ‫ـدارس‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫تواج‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـة)‬
‫ـ‬ ‫والداللي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫والرصفي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫ح‬
‫َّ ْ َّ‬ ‫ن‬ ‫وال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫(الصوتي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫اللغوي‬ ‫وهنــا نهتــم باملشــكالت‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫بتدري‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫القائ‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫املعل‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫تواج‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ي‬‫د‬‫ِّ‬ ‫والتح‬ ‫ـكالت‬ ‫ـ‬ ‫املش‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـرف‬
‫تعلُّمــه للعربيــة‪ ،‬والتعـ ُّ‬
‫ثــم نقــرح بعــض الحلــول‪.‬‬
‫ومــن الصعوبــات التــي تواجــه املتعلــم للُّغــة العربيَّــة الناطــق بغريهــا تأثُّــره بلغتــه األصليَّــة‪ ،‬وقــد ينقــل القواعــد اللغويــة‬
‫منهــا إىل اللُّغــة العربيَّــة أو يطــن أ َّن تركيــب ال ُجمــل يف اللغتــن واحـ ٌد؛ ففــي تركيــب ال ُجملــة يف اللغــة اإلنجليزيَّــة البــد أن‬
‫تبــدأ بالفاعــل‪ ،‬وهــذا يختلــف عنــه يف العربيَّــة‪ ،‬كــا أنــه يحــاول أن ينقــل بعــض أصــوات لغتــه األصليَّــة‪ ،‬أو يحــاول اســتخدام‬
‫ـض الكلــات عــى أوزان لغتــه أو غــر ذلــك‪ ،‬وميكننــا أن نُص ِّنــف هذه املشــكالت إىل‬ ‫تراكيبــه املعروفــة يف لغتــه؛ كأَ ْن يج َمــع بعـ َ‬
‫قســمني هام(((‪:‬‬
‫الصعوبات اللغوية‪:‬‬
‫والداليل‪ ،‬والكتايب‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫تحت هذه الصعوبات ما يتصل بالنظام الصويتّ‪ ،‬والرصيف‪ ،‬والنحوي‪،‬‬ ‫ويندرج َ‬
‫ـول يف هــذه الدراســة لهــذه الصعوبــات التــي تواجــه‬ ‫وهــذه الصعوبــات معظمهــا يعــاين منــه ُّكل متعلــم‪ ،‬وســوف نضــع حلـ ً‬
‫ـول إىل األهــداف املنشــودة مــن تعليــم اللُّغــة‪.‬‬ ‫املتعلـ َم‪ ،‬ومحاولــة إيجــاد طــرق عالجهــا؛ حتــى يتسـ َّنى للمعلمــن الوصـ ُ‬
‫ـر الناطــق باللُّغــة العربيَّــة عنــد تعلُّمــه اللُّغــة العربيَّــة أنــه يتأثَّــر بلغتــه األُ ّم‪،‬‬ ‫ـدارس غـ َ‬ ‫مــن أهــم الصعوبــات التــي تواجــه الـ َ‬
‫ـوات لغتــه األُ ّم‪ ،‬أو يحــاول اســتخدام تراكيبــه‬ ‫ـض الجوانــب اللغويــة إىل اللُّغــة العربيَّــة؛ فمثـ ًـا يحــاول أن ينقــل أصـ َ‬ ‫وينقــل بعـ َ‬
‫املعروفــة يف لغتــه‪.‬‬
‫‪-‬أيضــا‪ -‬اســتخدام التفريــق بــن التعريــف والتنكــر‪ ،‬واســتخدام أداة التعريــف‪ :‬إهــال اســتخدام أداة‬ ‫مــن الصعوبــات ً‬
‫التعريــف‪ ،‬أو املبالَغــة يف اســتخدامها فيضعــون أداة التعريــف يف املوضعــن‪.‬‬
‫التداخل النحوي وتركيب الكلامت داخل الجملة؛ مثل‪ :‬الفاعل‪ ،‬أو الفعل ‪ +‬الفاعل‪ ...‬وهكذا‪.‬‬
‫فهذا الرتتيب يؤدي إىل الخطأ‪ ،‬ويدخل فيه أداة النفي‪ ،‬كذلك موضوع تقديم املضاف إليه عىل املضاف‪.‬‬

‫(( ( ممــدوح نــور الديــن عبــد النبــي محمــد‪ ،‬برامــج الحاســوب يف تعليــم اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن بهــا‪ ،‬مركــز بحــوث اللغــة وآدابهــا – جامعــة‬
‫أم القــري‪ ،‬دار النــر‪ :‬مكــة ‪ ،‬الطبعــة األوىل ‪2000( ،‬م)‪ ،‬رقــم الصفحــة (‪.)9‬‬
‫ ( ‪www.almrsal.com‬‬ ‫((‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1300‬‬
‫الصوتية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫الصعوبات‬
‫ـخصية‪ ،‬يف دراســة األصــوات‪ ،‬والتزال‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫والتجربة‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫الذاتي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ظ‬‫ح‬‫َ‬ ‫املال‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫التجوي‬ ‫ـاء‬‫ـ‬ ‫وعل‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫األوائ‬ ‫ـرب‬‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـاء‬ ‫اعتمــد علـ‬
‫وضــع يف أيــدي علــاء‬ ‫َ‬ ‫ـذي‬‫ـ‬ ‫وال‬ ‫‪،‬‬‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫العلم‬ ‫ـدم‬‫ـ‬ ‫التق‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫رغ‬ ‫ـث‪،‬‬‫ـ‬ ‫الحدي‬ ‫يت‬
‫ّ‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫الص‬ ‫ـدرس‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫املهم‬ ‫ـائل‬‫ـ‬ ‫الوس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـيلة‬‫هــذه الوسـ‬
‫ـائل جديــد ًة تعتمــد عــى األجهــزة الحديثــة‪.‬‬ ‫الصــوت وسـ َ‬
‫ـر الناطــق بالعربيَّــة صعوبـ ًة يف تعلــم أصــوات العربيَّــة التــي‬ ‫إن أصــوات اللُّغــة العربيَّــة متنوعــة؛ لهــذا يواجــه املتعلـ ُم غـ ُ‬
‫تنقســم إىل‪:‬ـ‬
‫األصوات الحلقية‪ ،‬والطبقية‪.‬‬
‫فبعــض هــذه األصــوات ال يوجــد لهــا نظــر يف العديــد مــن اللُّغــات األخــرى؛ لذلــك معظــم متعلِّ ِمــي اللُّغــة العربيَّــة‬
‫يواجهــون صعوبــات يف تعلُّــم الحــروف مــن هــذا النــوع‪ ،‬و ُر َّبــا كانــت ســببًا يف عــدم تكملــة مشــوار التعلُّــم‪.‬‬
‫التفرقة بني الحركات القصرية والحركات الطويلة؛ وهي‪:‬‬
‫أ ـ الحركات القصرية‪ :‬الضمة‪ ،‬الفتحة‪ ،‬الكرسة‪.‬‬
‫ب‪ :‬الحركات الطويلة‪ :‬الواو‪ ،‬األلف‪ ،‬الياء‪.‬‬
‫مــن املال َحــظ أن هــذه الصعوبــات التــي تُشـ ِّكل عائ ًقــا يف تعلُّــم أصــوات اللُّغــة العربيَّــة قــد تتفــاوت مــن شــخص آلخــر؛‬
‫ـاء عــى ذلــك فــإن هــذه األخطــاء تختلــف مــن شــخص‬ ‫وذلــك تب ًعــا لعــدد مــن العوامــل اللغويــة‪ ،‬والشــخصيَّة‪ ،‬والتعليميــة‪ ،‬وبنـ ً‬
‫آل َخــر؛ تب ًعــا لطبيعــة اللُّغــة األُ ّم التــي يتحــدث بهــا املتعلـ ُم‪ ،‬فــإذا كانــت هنــاك أصــوات يف اللُّغــة األُ ّم تشــابه أصــوات اللُّغــة‬
‫ـات يف تعلُّــم‬ ‫الثانيــة‪ ،‬فــإن املتعلــم لــن يواجــه أيــة صعوبــات يف نطقهــا؛ فمثـ ًـا‪ :‬املتح ـ ِّدث باإلنجليزيــة لــن يواجــه صعوبـ ٍ‬
‫األصــوات التاليــة‪ :‬البــاء‪ ،‬والتــاء‪ ،‬والثــاء‪ ،‬والجيــم‪ ،‬والــدال‪ ،‬والــذال‪ ،‬والــراء‪ ،‬والســن‪ ،‬والشــن‪ ،‬والــزاي‪ ،‬والــكاف‪ ،‬وامليــم‪،‬‬
‫والنــون‪ ،‬والــام‪ .‬ل ِك ـ ْن مــن الصعــب ِج ـ ًّدا أن يتعلــم بعــض األصــوات؛ مثــل األصــوات الحلقيــة‪ :‬العــن‪ ،‬الحــاء؛ ألن هــذه‬
‫ـرج مــن مخــارج ال تُســتع َمل يف لغتــه األُ ّم؛ كاألصــوات املطبَقــة‪ :‬الصــاد‪ ،‬والضــاد‪ ،‬والطــاء‪ ،‬والظــاء‪.‬‬ ‫األصــوات تَخـ ُ‬
‫هنــاك بعــض الصعوبــات التــي قــد تواجــه الناطقــن باإلنجليزيــة؛ وذلــك أثنــاء نطقهــم الحــركات الطويلــة‪ :‬الــواو‪ ،‬واأللِــف‪،‬‬
‫واليــاء؛ «بخاصــة إذا مــا وردت يف كلــات مثــل (مطــار)‪ ،‬فإنــه ســينطقها (مطــر)‪ ،‬وهــذه الصعوبــات ال تقتــر فقــط عــى‬
‫الناطقــن باللغــة اإلنجليزيَّــة‪ ،‬بــل يقــع فيهــا الناطقــون باللغــات األوروبيــة بوجـ ٍه عــا ٍّم‪ ،‬كــا يقــع فيهــا الناطقون بلغــات أخرى‬
‫يف آســيا‪ ،‬وأفريقيــا؛ وذلــك تب ًعــا ملــدى التشــابه يف األصــوات‪ ،‬ففــي األملانيــة صــوت «الخــاء»‪ ،‬والفارســية صــوت «القــاف»‪.‬‬
‫ويــزداد األمــر تعقي ـ ًدا عندمــا يقــوم املتعلــم بإبــدال بعــض األصــوات؛ وذلــك تب ًعــا الختــاف لغاتهــم األصليَّــة وعاداتهــم‬
‫ـدل مــن رضب‪« :‬درب»‪ ،‬والناطــق بالرتكيــة‬ ‫ـوت الضــاد إىل «دال»؛ فيقــول بـ ً‬ ‫النطقيــة؛ فمثـ ًـا الناطــق باإلنجليزيــة يُب ـ ِّدل صـ َ‬
‫ـدل مــن رمضــان‪« :‬رمــزان»‪.‬‬ ‫ـوت الضــاد إىل «زاي»؛ فيقــول بـ ً‬ ‫يُب ـ ِّدل صـ َ‬
‫فالطفــل يتعلــم منــذ الصغــر مخــارج األصــوات وميارســها مــن خــال تواصلــه مــع املجتمــع‪ ،‬وال يجــد أيـ َة صعوبــات يف‬
‫غالبــا مــا يجــد صعوبـ ًة يف نطــق أصــوات بعينهــا يف اللُّغــة املراد‬ ‫نطــق هــذه األصــوات‪ ،‬ولكــن املتعلــم للغــة الثانيــة مــن الكبــار ً‬
‫تعلمهــا‪ ،‬و ُر َّبــا لعــدم وجــود أصــوات مشــابهة لتلــك األصــوات يف لغتــه األُ ّم‪ ،‬أو رمبــا لهــا أصــوات شــبيهة‪ ،‬ولك َّنهــا مختلفــة يف‬
‫العربيــة‪ ،‬والحــرف املامثــل لهــا يف اإلنجليزيَّــة الــذي يحتــاج إىل ثنــي اللســان إىل أعــى‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫املخــرج‪ ،‬أو النطــق؛ مثــل (الــراء) يف‬
‫ويــرى الكثــر مــن الباحثــن أن تعلُّــم هــذه النوعيَّــة مــن الحــروف قــد يكــون صعبًــا ألن أجهــزة النطــق لــدى املتعلــم‬
‫ـرس‪،‬‬ ‫املتقــدم يف الســن قــد تشـ َّكلَت‪ ،‬ومــن الصعــب تغيريهــا‪ ،‬ولكــن رمبــا يســتطيع املتعلــم أن يصــل ملبتغــاه بالتكــرار والتمـ ُّ‬
‫ولكــن األهــم هنــا هــو الســاع الجيــد لألصــوات؛ ألن النطــق قائــم عــى الســمع الجيــد؛ ولــذا يجــب االهتــام مبرحلة الســاع‬
‫أكــر يف البدايــة‪.‬‬
‫والرصفية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫النحوية‬ ‫الصعوبات‬
‫ـرف‬ ‫النحــو هــو العلــم الــذي يهتـ ّم بال َعالقــة بــن عنــارص الجملــة‪ ،‬ومــن خاللــه يُف َهــم املعنــى املقصــو ُد‪ ،‬ومــن خاللــه يُعـ َ‬
‫ـدف مــن الــكالم وضبــط إيقــاع النطــق‪ ،‬وبــل وتركيــب ال ُجمــل وأنواعهــا‪ ،‬و َمـ ْن قــام بالفعــل‪ ،‬و َمـ ْن وقَــع عليــه الفعـ ُـل؛ أي‬ ‫الهـ ُ‬
‫أنــه ينظِّــم العالقـ َة بــن أجــزاء الرتكيــب ومكوناتــه‪ ،‬أ َّمــا الــرف فيهتــم ببنيــة الكلمــة‪ ،‬وأوزانهــا‪ ،‬وهــو عنــر ُمك ِّمــل للنحــو‪،‬‬
‫بعضــا‪ ،‬ومــا يواجهــه املتعلـ ُم للغــة حديثًــا مــن صعوبــات نَ ْحويَّــة ورصفيــة‪ ،‬رمبــا‬ ‫ـان عــن بعضهــا ً‬ ‫وال ميكــن أن ينفصــل ال ِعلـ ِ‬
‫تكــون صعوبــات متشــابكه ومتشــابهة‪.‬‬

‫‪1301‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫أبرز الصعوبات النحوية التي تواجه معلم اللُّغة العربيَّة للناطقني بغريها‪:‬‬
‫العربيــة وغريهــا مــن اللُّغــات األخــرى‪ ،‬وعــدم وجــود أفعــال مســاعده‬ ‫َّ‬ ‫ ‪1.‬التبايُــن الواضــح بــن قواعــد تركيــب ال ُجمــل يف اللُّغــة‬
‫العربية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫بلغتنــا‬
‫ ‪2.‬ما تشتمله اللُّغة العربيَّة من ميزات ليست باللُّغات األخرى كالتقديم والتأخري‪.‬‬
‫ ‪3.‬الحركات القصرية والحركات الطويلة يف اللغة والتي ليس لها مقابل باللغات‪.‬‬
‫عنق ال َفهم يف اللُّغة العربيَّة‪ ،‬وال يوجد مقابل له يف اللُّغات األخرى‪.‬‬ ‫ ‪4.‬اإلعراب وهو ما ميثِّل َ‬
‫أيضا عن غريه من اللُّغات األخرى‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يختلف‬ ‫ ‪5.‬اإلضافة والتعريف‪ ،‬الذي‬
‫مثيل يف اللُّغات األخرى‪.‬‬ ‫ ‪6.‬قواعد التثنية والتذكري والتأنيث‪ ،‬والتي ال يُضا ِر ُعها ٌ‬
‫ ‪7.‬عدم القدرة عىل استيعاب القواعد لنظرته إليها دفع ًة واحد ًة‪.‬‬
‫ني يهتمون بإنهاء مقرراتهم‪.‬‬ ‫ ‪8.‬صعوبة التطبيق؛ ألن املعلِّم َ‬
‫ ‪9.‬صعوبة ربط النحو والرصف بالقراءة‪.‬‬
‫ني من التكملة‪.‬‬ ‫بعض الظروف االجتامعيَّة والفرديَّة لدى املتعلِّم َ‬ ‫ ‪10.‬قد تَ ُعوق ُ‬
‫الرصفية لدى املتعلم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫والقواعد‬ ‫النحوية‬ ‫القواعد‬ ‫بني‬ ‫ ‪11.‬عدم التفرقة‬
‫ ‪12.‬تعــدد أبــواب الــرف وتشــعبها واإلعــال واإلبــدال‪ ،‬ومــا هــو ســاعي‪ ،‬ومــا هــو قيــايس‪ ،‬والتفرقــة بــن املصــدر والفعــل‪،‬‬
‫وص ـ َور االشــتقاق‪.‬‬ ‫ُ‬
‫الداللية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫الصعوبات‬
‫ـوي تســتطيع اســتخراج العديــد مــن الكلــات ذات الــدالالت‬ ‫ـكل جــذر لُغـ ّ‬ ‫ ‪-‬اللُّغــة العربيَّــة لغــة كثــرة الجــذور والرتاكيــب؛ فـ ّ‬
‫املتباينــة واملعــاين املختلفــة‪ ،‬وألن اللغــة بهــا ثــروة عظيمــة مــن املرتادفــات واإليحــاءات املختلفــة كان مــن الصعــب عــى‬
‫ـث للُّغــة أن يلــم بهــا‪ ،‬كــا أ َّن هــذا الكــم الهائــل مــن الكلــات‪ ،‬وتعـ ُّدد املعــاين وصعوبــة البحث عــن معانيها‬ ‫املتعلــمِ الحديـ ِ‬
‫يف املعاجــم يعــد مــن الصعوبــات التــي يواجههــا متعلمــو اللُّغــة العربيَّــة مــن غــر الناطقــن بهــا‪ .‬ومــن أهــم الصعوبــات‬
‫املعجميَّــة والدالليــة التــي يعــاين منهــا متعلمــو اللُّغــة العربيَّــة مــن غــر الناطقــن بهــا مــا يــأيت‪:‬‬
‫ـر املعنــى‪ ،‬واالشــتقاقات اللغويــة التــي‬
‫العربيــة تشــتمل عــى كـ ّم هائــل مــن املرتادفــات واإليحــاءات والرتاكيــب التــي تُغـ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪1.‬اللُّغــة‬
‫ال تحتويهــا لغــة أخــرى؛ مــا يصعــب معهــا تعلــم اللغــة لغــر الناطقــن بهــا‪.‬‬
‫بتغي الوزن أو الرتكيب‪.‬‬ ‫ ‪2.‬املعنى واملجاز وما يتغري معه املعنى ُّ‬
‫ ‪3.‬البحث يف املعاين يف املعاجم اللغوية‪.‬‬
‫ـرا بــن املعاجــم العربيَّــة واملعاجــم األخــرى مــن‬ ‫ـث عــن معنــى يف أحــد املعاجــم ســيجد اختالفًــا كبـ ً‬ ‫فــإذا أراد املتعلـ ُم البحـ َ‬
‫ـرا مــن املعــاين‪ ،‬وهنــا تظهــر املشــكلة؛ فقــد ال يعــرف املعنــى املقصــود؛ ألنــه ال يجــد‬ ‫يب كثـ ً‬ ‫اللغــات‪ ،‬فســيجد يف املعجــم العــر ّ‬
‫معنــى واحـ ًدا‪ ،‬وتعــدد معــاين الكلــات يُســبِّب صعوبـ ًة يف فَ ْهــم املعنــى املقصــود مــن النــص املقــروء‪.‬‬
‫ـر مــن الروابــط والضوابــط التــي تؤثــر يف املعنــى؛ منهــا الترصيــف والتشــكيل وموقعهــا‬ ‫العربيــة تحكمهــا الكثـ ُ‬ ‫َّ‬ ‫الكلــات‬
‫ن يظــن خطـأً أنــه ال يهــم ســوى حفــظ معنــى الكلمــة فقــط‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الكث‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫لك‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫والبني‬ ‫ـكالم‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫اإلعــرايب م‬
‫ـض الصعوبــات لتبايُــن القواعــد يف رســم الكلــات‪ ،‬أو أن كلمــة واحــدة تحمــل معنيــن‪ ،‬لكــن يف‬ ‫قــد يُوا ِجــه املتعل ـ ُم بعـ َ‬
‫اللُّغــة العربيَّــة ليســت بنفــس الكيفيَّــة مثــل )‪ (Uncle‬التــي تعنــي (عــم) أو (خــال)‪ ،‬كــا أن األعــام يكتــب الحــرف األول منهــا‬
‫(كبتــل) أي بخــط كبــر أو بشــكل يختلــف عــن بقيــة الحــروف‪ ،‬وهــذا يختلــف يف العربيَّــة‪ ،‬كــا أن هنــاك صعوبــة ســيواجهها‬
‫ـا بداخلــه بالطريقــة التــي‬ ‫املتعلــم لصعوبــة التعبــر باللُّغــة العربيَّــة باملقارنــة باللُّغــة األُ ّم؛ كأن يخيــل إليــه ســهولة التعبــر عـ َّ‬
‫كان يســتخدمها بلغتــه األُ ّم‪.‬‬
‫ثال ًثا‪ :‬صعوبات تتعلَّق بسوء طُ ُرق التدريس‪:‬‬
‫قــد يجــد املتعلمــون صعوبــات يف التعلُّــم مــن الكتــب املنهجيــة وعــدم القــدرة عــى التفاعــل معهــا؛ رمبــا ألنهــا ِصي َغـ ْ‬
‫ـت‬
‫ـرق التقليديــة يف التعلُّــم‪ ،‬أو هــذه املناهــج بُ ِنيــت عــى الطريقــة‬
‫ن‪ ،‬أو الطُّـ ُ‬
‫ـرق ال تتناســب مــع املبتدئــن مــن املتعلِّم ـ َ‬ ‫بطُـ ُ‬
‫الســمعيَّة الشــفهيَّة‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1302‬‬
‫تدريسية مقرتَحة‪:‬‬
‫َّ‬ ‫طُ ُرق‬
‫ ¨طريقة املعايَشة‪:‬‬
‫تُحتِّــم عــى الــدارس أن يتعايــش مــع اللغــة‪ ،‬ويحــاول التــد ُّر َب عــى التعايُــش مــن خــال لغتــه الجديــدة‪ ،‬وأن يتــدرب عــى‬
‫أن يســتخدمها يف املنــزل واألصحــاب والعمــل وغــر ذلــك مــن املواقــف الحياتيَّــة املختلفــة‪.‬‬
‫ ¨طريقة االستنباط واستخدام القواعد‪:‬‬
‫أن يُلِـ َّم بالقاعــدة ويطبقهــا‪ ،‬وعليــه يجــب أن يلــم بالقواعــد النحويــة األوليَّــة والرصفيَّــة حتــى يســتطيع تطبيقها‪ ،‬واســتخدام‬
‫ِصيَــغ منظَّمــة ومالمئــة لتفكــر املتعلــم عنــد تقديــم املفاهيــم املعرفيــة‪ ،‬وهــذه الطريقــة تعمــل عــى متكــن الدارســن مــن‬
‫ـي‪ ،‬وتنميــة امللــكات الذهنيــة‪ ،‬وتــذ ُّوق األدب املكتــوب‪،‬‬ ‫قــراءة النصــوص املكتوبــة بــه‪ ،‬واالســتفادة مــن ذلــك (((يف التدريــب العقـ ّ‬
‫مــع القــدرة عــى الرتجمــة مــن اللُّغــة الهــدف وإليهــا ‪.‬‬
‫راب ًعا‪ :‬إعداد املعلم‪:‬‬
‫ـا ال شـ َّـك فيــه أن املعلــم أهــم هــذه املحــاور عــى اإلطــاق؛‬ ‫إذا كانــت العمليــة التعليمــة تقــوم عــى َمحــا ِور عــدة‪ ،‬فمـ َّ‬
‫ـب‬
‫ـر الزاويــة‪ ،‬والعمــود الفقــري للمنظومــة التعليميــة‪ ،‬فــكل الصعوبــات التــي يواجههــا املتعلـ ُم ال تســتطيع الكتـ ُ‬ ‫فهــو ميثــل حجـ َ‬
‫وال ال ُّنظُـ ُم وال القواعـ ُد أن تُذلِّلهــا لــه إال عــن طريــق املعلــم نفســه؛ فاألهــداف تتحقــق عــى يــدي املعلــم‪ ،‬وبوعيــه وإدراكــه‬
‫ـر مــن مشــكالت اللُّغــة العربيَّــة وصعوبتهــا؛ فهــو الــذي يســتطيع صنــع الكــوادر اللغويــة‪ ،‬وتوصيــل‬ ‫ومســؤولياته تُذلَّــل الكثـ ُ‬
‫ـوي الــذي يتعامــل معــه املتعلــم؛‬ ‫مقاصــد وأهــداف تدريــس اللُّغــة العربيَّــة لغــر الناطقــن بهــا‪ ،‬كــا أنــه النمــوذج البــري اللُّغـ ّ‬
‫والتمســك بهــا والحــرص عىل‬ ‫ُّ‬ ‫فالبــد مــن أن يتميَّــز بســات تُعــى مــن قيمتــه وقيمــة لغتــه‪ ،‬كــا أن عليــه إظهــار االعتــزاز بهــا‬
‫اســتخدامها يف حياتــه‪ ،‬وخاصــة أمــا َم الطــاب‪ ،‬وتذليــل كل مــا يجــده الطالــب مــن صعوبــات النطــق‪ ،‬والكتابــة‪ ،‬والرتاكيــب‪،‬‬
‫ني‪ ،‬فامل ُعلِّــم صــورة املــايض العريق يف عيــون آمال‬ ‫واملرســل َ‬‫ـا يعـ ِّزز ذلــك كــون املعلــم صاحــب رســالة توا َرث َهــا عــن األنبيــاء َ‬ ‫ومـ َّ‬
‫ن؛ فهــو الرابــط بــن مــايض لغتنــا وحــارض أملهــا‪ ،‬وهــو صانــع العقــول‪ ،‬ونا ِقــش ِفك ِرهــا‪ ،‬وراســم‬ ‫املســتقبل اآليت مــن املتعلِّمـ َ‬
‫خطاهــا‪ ،‬وتلــك رســالته يف الحيــاة؛ لــذا و َجــب العنايـ ُة بــه وبتحديــث معلوماتــه دامئًــا؛ فمــن خاللِــه نســتطيع غـ َ‬
‫ـرس ال ِقيَــم‬
‫الوطنيَّــة‪ ،‬والدينيَّــة‪ ،‬واإلنســانيَّة يف نفــوس الطــاب‪ُّ ،‬كل هــذا يحتــاج إىل كفــاءة ومســئولية‪ ،‬و ِقيَــم وطنيَّــة وقوميــة ودينية‪ ،‬ولكن‬
‫ـص املع ِّوقــات؛ منهــا‪:‬‬ ‫قــد يواجــه إعــدا َد املعلــم العــري بعـ ُ‬
‫طبيعيــة العمليــة التعليميــة كاملناهــج‪ ،‬وإعدادهــا‪ ،‬وإمدادهــا بالتقنيــات الحديثــة‪ ،‬والطــرق املبت َكــرة‪ ،‬وإتاحــة فرصــة إلبداع‬ ‫ ‪َّ -‬‬
‫املعلم‪.‬‬
‫ن‬
‫ـي‪ ،‬وبخاصــة لــدى املتعلِّمـ َ‬ ‫ ‪-‬إن مجــال تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بغريهــا ال يــزال يعتمــد عــى تعلُّــم اللغــة التطبيقـ ّ‬
‫للُّغــة العربيَّــة يف دول الغــرب لخلــط قواعدهــم بقواعــد اللُّغــة العربيَّــة‪.‬‬
‫األجنبيــة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫باللغ‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـراءة‬‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـتطيعون‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫ال‬ ‫العربيــة مــن أحــادي اللغــة؛ أي أن غالبيتهــم‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬إن معظــم ُمعلِّمــي اللُّغــة‬
‫العربيــة ترجمـ ًة أو تألي ًفــا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫بال‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬‫َ‬ ‫ت‬ ‫ك‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـدون‬ ‫ـ‬ ‫يعتم‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫إمن‬ ‫ـم‪،‬‬
‫ـ‬ ‫العل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬‫وبخاصــة اللغــة اإلنجليز َّ‬
‫ي‬
‫مفصلة‪.‬‬‫ ‪-‬مازالت الكتب املستخ َد َمة يف تعلُّم اللُّغة العربيَّة ينقصها املنهجية املتقدمة‪ ،‬ودراسات ذات نتائج َّ‬
‫ناسب َّكل لغة عىل ِح َدة‪.‬‬ ‫ ‪-‬رضورة َو ْضع مناهج مستخ َدمة ت ُ ِ‬
‫العربية للناطقني بغريها‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫الكفايات الالزمة إلعداد معلم اللُّغة‬
‫التقنية يف تعلُّم اللغة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ق‬ ‫ُّر‬
‫ُ‬ ‫ط‬ ‫ال‬ ‫أحدث‬ ‫عىل‬ ‫والتدريب‬ ‫بغريها‪،‬‬ ‫للناطقني‬ ‫ة‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬رضورة إعداد وتأهيل معلم اللُّغة‬
‫ني بالكفايات الالزمة؛ من برامج‪ ،‬وكتب‪ ،‬ومناهج بحثيَّة لتعلم اللُّغة العربيَّة للناطقني بغريها‪.‬‬ ‫ ‪-‬إمداد املعلِّم َ‬

‫ـرق تدريــس اللغــة العربيــة والرتبيــة الدينيــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬دار الثقافــة‪1981( ،‬م)‪،‬‬
‫(( ( محمــد عــزت عبــد املوجــود‪ ،‬ورشــدي طعيمــة‪ ،‬وعــي مدكــور‪ ،‬طُـ ُ‬
‫ص (‪.)397‬‬

‫‪1303‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫علمي ُّ‬
‫اللغة العربيَّ ة للناطقين بغيرها‬ ‫واقع ُم ِّ‬
‫ـرق التدريــس التــي تناســب كافَّـ َة الطــاب‪،‬‬ ‫إن وجــود املعلــم الكــفء القــادر عــى إعــداد األهــداف‪ ،‬واملــادة التعليميــة‪ ،‬وطُـ ُ‬
‫وتتناســب مــع البيئــة التــي يعيشــون فيهــا‪ ،‬يُ َع ـ ّد مــن أهــم الصعوبــات التــي‬ ‫َ‬ ‫وتتكيــف مــع نوعيــات الدارســن وحاجاتهــم‬
‫ت َ ُعــوق عمليَّـ َة تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬ولــو أننــا نتســاءل عــن دور الــدول يف االهتــام بهــذا املجــال ال نجــد إال‬
‫ن‪ ،‬وقلــة املناهــج‬‫القليــل مــن الــدول التــي تهتــم مبجــال تعلُّــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بغريهــا؛ لــذا ســنجد ِقلَّـ َة أعــداد املعلِّمـ َ‬
‫والربامــج امل ُعـ َّدة لذلــك‪ ،‬وعــدم االعتنــاء بهــا وتخصيــص مــوارد ماليَّــة تقــوم برعايتهــا‪ ،‬والطــرق التــي ُوضعــت إلعــداد منهجيَّة‬
‫ـوي ‪-‬مهــا كان إعــداده‪ -‬بــدون معلــم ُم َع ّد بطريقــة علمية؛‬ ‫أيضــا‪ ،‬ال شـ َّـك يف أنــه ال ميكــن تطبيــق أي منهــج تربـ ّ‬ ‫لهــذا النظــام ً‬
‫أي تتوافــر لديــه مجموعـ ٌة مــن الكفايــات واملهــارات التــي تســاعده‪.‬‬
‫ـاث مجموعــات مــن املهــارات؛ مهــارات‬ ‫وتدريبــه بحيــث ِ‬
‫يكتســب ثـ َ‬ ‫ُ‬ ‫وقــد أكــد الرتبويــون أن املعلــم الجيــد يجــب إعــدا ُده‬
‫املهنيــة‪ ،‬وقــد وصفــت مؤهــات املعلــم الجيــد ومقوماته فيمن‬ ‫َّ‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫امله‬ ‫ـخصية‪ ،‬واجتامعيــة‪ ،‬ومهــارات علميــة‪ ،‬باإلضافــة إىل‬ ‫شـ َّ‬
‫تتوفــر يف شــخصه أبعــاد ثالثــة‪:‬‬
‫ـي»‪ ،‬ومعرفتــه بطبيعــة‬ ‫التخصـ ّ‬
‫ُّ‬ ‫التخصــص‪ ،‬وبســيطرته عــى مختلــف فنونهــا ومهارتهــا «البُ ْعــد‬ ‫ُّ‬ ‫املعرفــة التا َّمــة مبــواد‬
‫ـي»‪ ،‬يف حني‬ ‫ن وخصائصهــم النفســية والعلميَّــة والتقنيَّــة‪ ،‬وإرشــادهم إليهــا ومصــادر املعرفة املناســبة لهــم «البُ ْعد املهنـ ّ‬ ‫املتعلِّمـ َ‬
‫ن لغــر الناطقــن بالعربيَّــة ال يعرفــون عنهــا أكـرَ مــن قدرتهــم عــى مامرســتها‪ ،‬ويحومــون حولهــا وال‬ ‫ـرا مــن املعلِّمـ َ‬‫أن كثـ ً‬
‫يَـ ِر ُدو َن َ‬
‫حوضهــا(((‪.‬‬
‫طبيعة المعرفة والكفايات اللغوية الالزمة لمعلم ُّ‬
‫اللغة العربيَّ ة للناطقين بغيرها‬
‫الخصائص الشخصيَّة للمعلم‪:‬‬
‫ ‪-‬الثقة يف النفس‪.‬‬
‫ ‪-‬التمكن من املادة التي يقوم بتدريسها‪.‬‬
‫ ‪-‬اعتزازه بلغته وحرصه الدائم عىل تق ُّدمها‪.‬‬
‫ ‪-‬اإلبداع واالبتكار الدائم‪.‬‬
‫ ‪-‬التنوع يف ط ُُرق التدريس لطالبه‪.‬‬
‫ ‪-‬توجيه طالبه نحو النجاح‪.‬‬
‫ـر متجــد ٌد وثقافـةٌ‪ ،‬وملِـ ٌّم باســتخدام الحاســب اآليل‬ ‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫وفك‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫رؤي‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫مت‬ ‫ـخص‬ ‫ـ‬ ‫كش‬ ‫ـدرات‬ ‫ـ‬ ‫واملق‬ ‫ ‪-‬التمتُّــع ببعــض املهــارات‬
‫واإلنرتنــت‪.‬‬
‫ ‪-‬تدريــب معلــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بغريهــا عــى اســتخدام نُظُــم املعلومات يف مجــال تعليــم اللغة العربيــة للناطقني‬
‫بغريها‪.‬‬
‫وموضوعية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫علمية‬ ‫أكرث‬ ‫س‬ ‫س‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫عىل‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫العر‬ ‫الرتاث‬ ‫إىل‬ ‫للوصول‬ ‫وذلك‬ ‫والتواصل؛‬ ‫الحوار‬ ‫لغة‬ ‫ ‪-‬إتقان‬
‫ــا يضطلــع بــه مــن أدوار‬ ‫ِ‬
‫نظــرا ل َ‬
‫الرتبــوي البليــغ وامل ُح َكــم؛ ً‬
‫ّ‬ ‫حســب التعبــر‬
‫َ‬ ‫ ‪-‬إذ كان املعلــم ُيثِّــل «أ َّمــ ًة يف واحــد»‬
‫ُ‬
‫ووظائــف متعــددة ومتنوعــة يف بنــاء األمــة‪ ،‬فــإن نوعيــه هــذا املعلــم هــي «املفتــاح» الــذي يَض َمــن للتعليــم بلــو َغ أهدافــه‬
‫ـي أن يرتقــي أعــى مــن‬ ‫«تأسيســا عـ(((ـى مقولــة «روي ســينغ» التــي تؤكــد أنــه‪« :‬ال ميكــن ألي نظــام تعليمـ ّ‬ ‫ً‬ ‫ومقاصــده‪،‬‬
‫ن فيــه» ‪.‬‬ ‫مســتوى معلم ـ َ‬
‫يب رهــن االرتقــاء مبســتوى املعلــم‬ ‫ـض الباحثــن إىل القــول‪« :‬إن مســتقبل الرتبيــة يف الوطــن العــر ّ‬ ‫ ‪-‬وهــذا مــا دعــا بعـ َ‬
‫والنهــوض مبهنــة التعليــم»‪.‬‬

‫‪www.almrsal.com/post/920730#reference‬‬ ‫ (‬ ‫((‬
‫‪www.almrsal.com/post/920730‬‬ ‫(( (‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1304‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬االقرتاحات والحلول‬
‫الداللية واملعجمية‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫حلول الصعوبات‬
‫ ‪-‬عــدم تعا ُمــل املتعلــم مــع كتــب القواعــد بنفســه؛ فالبــد مــن املتابَعــة والتــدرج يف التعا ُمــل مــع القواعــد مــن األســهل إىل‬
‫األصعــب‪ ،‬واســتخدام املعاجــم عــن طريــق املعلــم وعــدم اإلســهاب يف القواعــد يف البدايــة‪.‬‬
‫ ‪-‬استخدام املفردات شائعة االستخدام وسهلة التناول وبسيطة الرتاكيب ومراعاة التدرج‪.‬‬
‫الحياتية التي يتعايش بها املتعلم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬ربط التعلُّم مبواقف الحياة‪ ،‬وطريقة التعبري يف املواقف‬
‫ ‪ِ -‬ح ْرص املعلم عىل فَ ْصل املتعلم عن قواعد لغته األُ ّم حتى ال يتم املزج لديه بني اللغتني‪.‬‬
‫ـرق لصعوبــة قواعــد اللغــة حتــى ال‬ ‫ـر الرتاكيــب يف البدايــة‪ ،‬وتكويــن ُج َمــل بســيطة ذات معنــى قريــب‪ ،‬وعــدم التطـ ُّ‬ ‫ ‪ِ -‬قـ َ‬
‫ينفــر املتعلم‪.‬‬
‫ ‪-‬رضورة إضافة بعض القصص القصرية السهلة التي يدرك املتعلم معناها؛ ألن ذلك يُس ِّهل عليه الفه َم‪.‬‬
‫ني‪.‬‬
‫عب عن املوقف‪ ،‬وليس هناك مان ٌع أن متثل بعض املشاهد أمام ِّ َ‬
‫م‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ ‪-‬رضورة َع ْرض بعض الصور التي ت ُ ِّ‬
‫ ‪-‬أن تكون النصوص املدروسة مفهومة وسهلة‪ ،‬فال يجد عائ ًقا يف إدراكها‪.‬‬
‫ ‪-‬عدم حفظ شكل الكلمة مبعنى واحد؛ ألن املعاين تتعدد للكلمة الواحدة‪.‬‬
‫املقتحة‪:‬‬ ‫بعض الحلول َ َ‬
‫العربية لغري الناطقني بها‪.‬‬
‫َّ‬ ‫تعليم‬ ‫مجال‬ ‫يف‬ ‫جرى‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫التي‬ ‫البحوث‬ ‫بنتائج‬ ‫ ‪1.‬االهتامم الكايف‬
‫«الب ْعد الثقايف»‪.‬‬
‫ ‪2.‬توافُر قَ ْدر مناسب من الثقافة العا َّمة‪ ،‬يعينه عىل فَ ْهم العالَم الذي يعيش فيه تالميذه ُ‬
‫الصوتية وتقنيات التعلُّم‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪3.‬تهيئة بيئة تعليمية صحية من حيث الربامج واملعامل‬
‫ ‪4.‬إعداد كوادر تعليمية تُواكِب التقد َم‪.‬‬
‫ودوليا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫ا‬ ‫إعالمي‬
‫ًّ‬ ‫ ‪5.‬تكثيف الدعاية ملثل هذه الربامج‬
‫عرب اإلنرتنت وغريها‪.‬‬
‫التواصل َ‬ ‫ُ‬ ‫وعرب قنوات‬ ‫عرب التلفاز َ‬ ‫ ‪َ 6.‬ع َمل إعالنات َ‬
‫ ‪7.‬االهتــام الكامــل بالكتــاب املقـ َّـرر‪ ،‬واســتقصاء مــا فيــه مــن قواعــد ونصــوص وتدريبــات‪ ،‬وعــدم الخــروج عنــه‪ ،‬أو االســتعانة‬
‫بغــره(((‪.‬‬
‫ ‪8.‬برامج تسلية وقصص لُغويَّة تساعدهم عىل التعلُّم‪.‬‬
‫عربية سليمة يستفيد منها املتعلم معرفة مخارج األلفاظ‪.‬‬ ‫وإسالمية بلغة َّ‬ ‫َّ‬ ‫عربية‬
‫ ‪َ 9.‬ع ْرض قصص ومواقف َّ‬
‫جهة املشكالت الرتبويَّة املعارصة‪:‬‬ ‫دور تكنولوجيا التعليم يف موا َ‬
‫االنفجار املعريف والنمو املتضاعف للمعلومات‪ ،‬ميكن مواجهته عن طريق‪:‬‬
‫عملي َة التعلُّم‪.‬‬ ‫ ‪1.‬استحداث برامج تعليمية تُس ِّهل َّ‬
‫ ‪2.‬اســتخدام الدوائــر التلفزيونيــة‪ ،‬كذلــك الحــال بشــأن إســراتيجيات التدريــس‪ ،‬أو تدريــب اللغــات؛ فهــي تتنــوع وتتعــدد؛ ِمـ َّـا‬
‫يرتتَّــب عــى ذلــك مــن تنـ ُّوع يف األنشــطة التــي يقــوم بهــا كل مــن املعلــم والطــاب)(((‪.‬‬
‫التواصل عن بُ ٍعد‪.‬‬
‫ ‪ُ 3.‬‬
‫العربية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ل‬ ‫ال‬
‫ُ ِّ ُّ‬ ‫مي‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫م‬ ‫يف‬ ‫العجز‬ ‫ ‪4.‬س ّد‬
‫بحثية متقدمة‪.‬‬ ‫ ‪5.‬تثقيف املعلم بنتائج َّ‬
‫إضافيــة يســتعني بهــا خــارج الفصــل‪ ،‬وهــذا قــد يــؤدي إىل انخفــاض الكفــاءة يف‬ ‫َّ‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫برام‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫بوض‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫ ‪6.‬معالَجــة ازدحــام الفص‬
‫العمليــة الرتبويَّــة نتيج ـ َة ازدحــام الفصــول بالتالميــذ‪ ،‬واألخــذ بنظــام الفــرات الدراســية‪ ،‬ومــن املمكــن معالَجــة ذلــك مــن‬

‫(( ( صالح عبد املجيد العريب‪ ،‬تعلُّم اللغات الحية وتعليمها بني النظرية والتطبيق‪ ،‬بريوت‪ :‬مكتبة لبنان‪1981( ،‬م)‪ ،‬ص (‪.)41‬‬
‫(( ( حسن حسني زيتون‪ ،‬إسرتاتيجيات التدريس رؤية معارصة لطرق التعليم والتعلم‪2003( ،‬م)‪ ،‬ص (‪.)6‬‬

‫‪1305‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫خــال اســتخدام الوســائل املرب َمجــة‪ ،‬مــن خــال اســتخدام الوســائل املرب َمجــة إلثــارة دوافــع وميــول التالميــذ‪ ،‬وقــد ســا َعد يف‬
‫حــل بعــض املشــكالت التعليميــة اآلتيــة(((‪:‬‬
‫ ‪7.‬مسا َعدة العاملني من الدارسني والتي ال تُبيح لهم الظروف الحضور الدائم‪.‬‬
‫ ‪8.‬رفع كفاءة املعلم‪.‬‬
‫إضافية تساعد املتعل َم يف النطق والقراءة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫تعليمية‬ ‫ ‪9.‬إنتاج وسائل‬
‫حل املشكالت غري اللغوية‪:‬‬
‫ني عىل استخدام أحدث تكنولوجيات التعلُّم‪.‬‬ ‫ني املتخصصني َّ َ‬
‫ب‬‫ر‬ ‫املد‬ ‫ ‪1.‬إعداد املعلِّم َ‬
‫مؤسسات تعليمية مز َّودة بالوسائل التعليمية التي تَخ ُدم العملية التعليمية السمعيَّة والبرصيَّة والنطقيَّة‪.‬‬ ‫ ‪2.‬توفري َّ‬
‫العربية للناطقني بغريها‪.‬‬
‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫م‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫بتع‬ ‫ة‬‫الخاص‬
‫َّ‬ ‫املناهج‬ ‫تطوير‬ ‫عىل‬ ‫ ‪3.‬العمل‬
‫ ‪4.‬توفري معامل لألوساط تعمل عىل تسهيل مراحل تعلُّم اللغة‪.‬‬
‫واقعية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ة‬ ‫عربي‬
‫َّ‬ ‫بيئات‬ ‫من‬ ‫الصحيح‬ ‫النطق‬ ‫عربية قدمية للمسا َعدة عىل‬ ‫ ‪َ 5.‬ع َمل أفالم وثائقية من بيئات َّ‬
‫التواصل‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ ‪6.‬االستفادة من مصادر البيئة املحليَّة واستغالل برامج‬
‫ ‪7.‬االستعانة باألبحاث التي قُ ِّدمت لخدمة هذا الغرض‪.‬‬
‫ ‪8.‬إنتاج برامج تعليمة متطورة لخدمة الطالب‪.‬‬
‫التواصل بني املعلم واملتعلم‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ ‪9.‬استخدام الطرائق املتح ِّدثة يف‬
‫ ‪10.‬االستفادة من علم اللُّغة الحديث بفروعه املختلفة‪« :‬الصوتيات‪ ،‬النحو‪ ،‬الداللة‪ ،‬الرصف»‪.‬‬
‫يت يف التعلُّم من األسهل إىل األصعب وأنواع األصوات املتحركة والصامتة‪.‬‬ ‫ ‪11.‬استغالل التدرج الصو ّ‬
‫ ‪12.‬التفرقة بني الحركات القصرية والحركات الطويلة‪.‬‬
‫ ‪13.‬رضورة تعريف أثر الضبط يف معنى الكالم‪.‬‬
‫ ‪14.‬استخدام الكلامت الشائعة أثناء التعلُّم‪.‬‬
‫الوظيفية لألصوات‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪15.‬االهتامم بالفروق‬
‫ ‪16.‬إقامة دورات تثقيفيَّة دامئة للمعلمني العاملني يف هذا املجال‪.‬‬
‫العربيــة عــن معنــى الكلمــة التــي يصعب‬
‫َّ‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫املعاج‬ ‫يف‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫البح‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫صعوب‬ ‫ ‪17.‬تدريــب الطــاب عــى اســتخدام املعاجــم اللغويــة لتذليــل‬
‫عــى املتعلــم فَه ُمها‪.‬‬
‫ ‪18.‬رضورة العلم باالشتقاق‪ ،‬وأن الكلمة يتغري معناها؛ حتى يفهم املعنى والفروق االشتقاقية‪.‬‬

‫املصادر واملراجع‬
‫ ‪https://www.arabiclanguageic.org/view_page.php?id=1688-‬‬
‫ ‪-‬محمــد عــزت عبــد املوجــود‪ ،‬رشــدي طعيمــة‪ ،‬عــي مدكــور‪ ،‬طــرق تدريــس اللُّغــة العربيَّــة والرتبيــة الدينيَّــة‪ ،‬القاهــرة‪ :‬دار‬
‫الثقافــة‪1981( ،‬م)‪.‬‬
‫ ‪-‬محمد عيل الخويل‪1988( ،‬م)‪ ،‬الحياة مع لغتني‪ :‬الثنائية اللغوية‪.‬‬
‫ ‪-‬أسامء عبد الرحمن‪2004( ،‬م) مشكالت تعليم اللُّغة العربيَّة للناطقني بغريها يف ماليزيا‪.‬‬
‫ ‪-‬حسن حسني زيتون‪ ،‬إسرتاتيجيات التدريس رؤية معارصة لط ُُرق التعليم والتعلُّم‪ ،‬ط (‪2003‬م)‪.‬‬
‫ ‪-https://www.almrsal.com/post/920730#reference-‬‬
‫ ‪-‬عبــد العزيــز بــن إبراهيــم العصيــي‪ ،‬طرائــق تدريــس اللغــة العريــة للناطقــن بلغــات أخــرى‪ .‬الريــاض‪ :‬جامعــة اإلمــام‬
‫ـامية‪2002( ،‬م)‪.‬‬
‫محمــد بــن ســعود اإلسـ َّ‬

‫(( ( محمد أحمد قاسم‪ ،‬مقدمة يف سيكولوجية اللغة‪ ،‬دار النرش‪ :‬مركز اإلسكندرية للكتاب‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،‬التاريخ‪2000( ،‬م)‪ ،‬ص (‪.)316‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1306‬‬
‫ ‪https://www.almrsal.com-‬‬
‫ ‪https://www.alukah.net/social-‬‬
‫ ‪-‬ممــدوح نــور الديــن عبــد النبــي محمــد‪ ،‬برامــج الحاســوب يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة لغــر الناطقــن بهــا‪ ،‬مركــز بحــوث‬
‫اللغــة وآدابهــا – جامعــة أم القــرى‪ ،‬دار النــر‪ :‬مكــة‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬التاريــخ‪2000( :‬م)‪.‬‬
‫ ‪https://www.almrsal.com-‬‬
‫ ‪www.almrsal.com-‬‬
‫الدينيــة‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫والرتبي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـس‬
‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫ـرق‬
‫ـ‬ ‫ط‬ ‫ـور‪،‬‬
‫ـ‬ ‫مدك‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫وع‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫طعيم‬ ‫ـدي‬
‫ـ‬ ‫ورش‬ ‫ـود‪،‬‬
‫ـ‬ ‫املوج‬ ‫ ‪-‬محمــد عــزت عبــد‬
‫دار الثقافــة‪1981( ،‬م)‪.‬‬
‫ ‪www.almrsal.com/post/920730#reference-‬‬
‫ ‪www.almrsal.com/post/920730-‬‬
‫يب‪ ،‬تعلُّم اللغات الحية وتعليمها بني النظريَّة والتطبيق‪ ،‬بريوت‪ :‬مكتبة لبنان‪1981( ،‬م)‪.‬‬ ‫ ‪-‬صالح عبد املجيد العر ّ‬
‫ ‪-‬حسن حسني زيتون‪ ،‬إسرتاتيجيات التدريس رؤية معارصة لط ُُرق التعليم والتعلُّم‪ ،‬ط ‪.2‬‬
‫ ‪-‬محمــد أحمــد قاســم‪ ،‬مقدمــة يف ســيكولوجية اللغــة‪ ،‬دار النــر‪ :‬مركــز اإلســكندرية للكتــاب‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬التاريــخ‪:‬‬
‫(‪2000‬م)‪.‬‬

‫‪1307‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫الدولي السادس‬
‫ّ‬ ‫مؤتمر ال ُّلغة العرب َّية‬
‫فبراير ‪2023‬م‬
‫َّ‬
‫العربية للناطقين بغيرها‬ ‫دور التفكير الناقد ومهاراته في تعليم ُّ‬
‫اللغة‬

‫الدكتور‪ /‬عبيد محمد عبد الحليم عبد الجواد‬


‫مدرس بأكادميية أوزبكستان اإلسالميَّة الدوليَّة‬

‫‪dr.obaid2020@gmail.com‬‬

‫مل َّخص‪:‬‬
‫ـخصية املتعلِّــم‪،‬‬
‫ـان دور وأهميــة أو محوريــة التفكــر الناقــد يف بنــاء شـ َّ‬ ‫نهــدف مــن خــال هــذه الدراســة النظريَّــة إىل بيـ ِ‬
‫أي إصــاح ورغبــة‬ ‫ـاس‬
‫َ ِّ‬ ‫ـ‬ ‫أس‬ ‫ـد‪-‬‬
‫ـ‬ ‫الناق‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫التفك‬ ‫‪-‬أي‪:‬‬ ‫ـاره‬‫ـ‬ ‫باعتب‬ ‫ـا؛‬
‫ـ‬ ‫ومضامينه‬ ‫ورضورة اســتهدافه عنــد صياغــة املناهــج الدراسـ َّـية‬
‫عقليــة نقديَّــة‬ ‫َّ‬ ‫ـدون‬‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫يك‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـره‬
‫ـ‬ ‫وتطوي‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫باملجتم‬ ‫ـوض‬ ‫ـ‬ ‫والنه‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫الواق‬ ‫ـاح‬
‫جــا َّدة وحقيقيــة لتجويــد التعليــم؛ ذلــك أن إصـ َ‬
‫واطــن القــوة؛ فتعمــل عــى إصــاح الخلــل وتقويــة عوامــل القــوة‪.‬‬ ‫ـرة مل َواطــن الخلــل‪ ،‬و َم ِ‬
‫ُمبـ ِ‬
‫ـدي أو الناقــد؟ مــا أوجــه رضورتــه ومــررات‬ ‫لذلــك ســنحاول مــن خــال هــذه الورقــة بيــا َن مــا الــذي نعنيــه بالتفكــر النقـ ِّ‬
‫كســبَا املتعلِّــم‬ ‫اهتــام املنظومــات العامليَّــة للتعليــم والرتبيــة بــه؟ مــا معايــره ورشوطــه؟ كيــف ميكــن للمدرســة واملعلِّــم أن يُ ِ‬
‫مهــارات التفكــر الناقــد؟ وغريهــا مــن األســئلة ذات الصلــة بهــذا املوضــوع الهــام‪.‬‬
‫املفتاحية التفكري؛ التفكري الناقد؛ جودة الرتبية‪.‬‬‫َّ‬ ‫الكلامت‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪We aim through this theoretical study to clarify the role, the importance, or centrality of critical‬‬
‫‪thinking in building the personality of the learner and the importance to target him, when formulating‬‬
‫‪school curriculums and their contents as it - critical thinking - is the basis of any reform and serious‬‬
‫‪desire to improve school education. So that the reform of reality and the advancement and develop-‬‬
‫‪ment of society would not be, without an attentive critical mindset for the weaknesses and strengths,‬‬
‫‪it works to fix the defects and strengthen the factors of strength. Therefore, we will try through this‬‬
‫‪paper to clarify: What do we mean by critical thinking? What are the aspects of its necessity and jus-‬‬
‫‪tifications for the interest of global education and education systems in it? What are its standards and‬‬
‫‪conditions? How can the school and the teacher provide the learner with critical thinking skills? and‬‬
‫‪other questions which related to this important topic Keywords: thinking; critical thinking; education‬‬
‫‪quality.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ـكل مــن أشــكال القــدرة عــى حــل املشــكالت‪،‬‬ ‫يُ َعـ ُّد التفكــر الناقــد مــن الكفايــات املهمــة الرضوريَّــة ملتعلِّــمِ اليــوم؛ كونَــه شـ ً‬
‫والتوصــل إىل قــرارات ســليمة؛ لــذا فقــد َح ِظــي باهتــام العديــد مــن الباحثــن والدارســن يف حقــول معرفيَّــة عديــدة؛ كعلــم‬
‫خاصـ ًة لقيــاس التفكــر الناقــد‪ ،‬وبرامــج وإســراتيجيَّات ف َّعالــة‬ ‫ـس َّ‬ ‫النفــس‪ ،‬وعلــوم الرتبيــة‪ ،‬وطـ َّوروا يف هــذا الصــدد مقاييـ َ‬
‫لتنميــة مهاراتــه املختلفة‪.‬‬
‫ـريف‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫املع‬ ‫ـور‬
‫ـ‬ ‫للتط‬ ‫ـتجابة‬
‫ـ‬ ‫واس‬ ‫ـة؛‬
‫ـ‬ ‫العومل‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫ي‬‫د‬ ‫ِّ‬ ‫التح‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ومواجه‬ ‫ـن‪،‬‬‫ـ‬ ‫الراه‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـات‬
‫ـ‬ ‫ب‬‫َّ‬ ‫ل‬ ‫متط‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ا‬‫ـي‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫ومتاش‬ ‫وبنــاء عــى ذلــك‪،‬‬
‫فحصهــا‪ ،‬وتقييــم مــدى صدقهــا ومصداقيتهــا‪،‬‬ ‫الرهيــب‪ ،‬ومــا يســتتبعه مــن تدفُّــق هائــل للمعلومــات يرتتــب عليــه رضور ُة ِ‬
‫املنطقيــة؛ بنــاء عــى ذلــك وجــب عــى القامئــن عــى السياســات الرتبويَّــة وصانعــي أو ُمص ِّممــي املناهج‬ ‫َّ‬ ‫والتزامهــا بالقواعــد‬
‫أعمق‬
‫ـتيعاب َ‬ ‫التعليميــة الرتكيـ ُز عــى تعليــم وتدريــب املتعلِّمــن عــى مهــارات التفكــر الناقــد‪ ،‬التــي تُفــي بهــم إىل فهــمٍ واسـ ٍ‬ ‫َّ‬
‫ـي‪.‬‬
‫للمحتــوى التعليمـ ِّ‬
‫ـر لهــا؛ حيــث ال يتســع املقــام حتــى‬ ‫ـر مــن الدراســات التــي ال حـ ْ َ‬ ‫ـرا لِــا دلــت عليــه الكثـ ُ‬ ‫وتأسيســا عــى مــا ســبق‪ ،‬ونظـ ً‬‫ً‬
‫ننشــد أن يتح َّقـ َـق يف شــخصيات أطفالنــا؛‬ ‫بعضهــا مــن فجــوة عميقــة بــن مــا تتضمنــه مناه ُجنــا التعليميَّــة‪ ،‬ومــا ُ‬ ‫لإلشــارة إىل ِ‬

‫‪1309‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ـن للقــارئ أهميَّ ـ َة مهــارات التفكــر الناقــد‪ ،‬ووجــه‬ ‫مــن َســداد يف التفكــر وقَوامــه‪ ،‬نأ ُمــل مــن خــال هــذه الورقــة أن نبـ ِّ َ‬
‫حاجتنــا إليــه يف برامجنــا ومناهجنــا التعليميَّــة؛ حتــى نتشــبث بــه أكــر‪ ،‬ونــدرك قيمتــه‪ ،‬ونعمــل عــى الدفــع إليــه‪.‬‬
‫ويتحقق ذلك من خالل اإلجابة عن التساؤالت اآلتية‪:‬‬
‫ ‪-‬ما املقصود بالتفكري الناقد ومهاراته؟‬
‫األساسية للتفكري الناقد؟ واملراد بيان حقيقتها ووجه الحاجة إىل تعليمها ألبنائنا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬ما املهارات‬
‫ ‪-‬ما أبرز سامت التفكري واملفكر الناقد؟‬
‫أهمية تعليم مهارات التفكري الناقد ألبنائنا املتعلِّمني ولنا بصور ٍة عا َّم ٍة؟‬
‫ ‪-‬فيم ت َ ْك ُمن َّ‬
‫ٍ‬
‫وأخــرا‪ :‬كيــف ميكننــا كمؤسســات تربويَّــة أن نغــ ِر َس ونــد ِّرب أبناءنــا عــى هــذا املهــارات؟ أي‪ :‬مــا اإلســراتيجيات‬ ‫ً‬ ‫ ‪-‬‬
‫والربامــج املقرتَحــة يف هــذا الصــدد؟‬

‫المبحث األول‪ :‬مفهوم التفكير الناقد‬


‫التفكري الناقد لغةً‪:‬‬
‫ـث عــن املعنــى‪ ،‬ســواء كان هــذا املعنــى موجــو ًدا بالفعــل ونحــاول العثــور عليــه والكشــف‬ ‫التفكــر مبعنــاه العــام هــو البحـ ُ‬
‫ـرا ونحــن الذيــن نســتخلصه‪ ،‬أو نعيــد تشـ َكيله مــن متفرقــات‬ ‫عنــه‪ ،‬واســتخالص املعنــى مــن أمــو ٍر ال يبــدو فيهــا املعنــى ظاهـ ً‬
‫موجــودة»‪( .‬عــر‪ ،2001 ،‬ص‪)32‬‬
‫وجدانيــة متواصلــة‪ ،‬يقــوم بهــا اإلنســان الســليم عندمــا يتعــرض ملشــكلة‪ ،‬وعندمــا يرغب‬‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫عقلي‬
‫«عمليــة َّ‬‫َّ‬ ‫أيضــا بأنَّــه‪:‬‬
‫ـرف ً‬‫ويعـ َّ‬
‫ـب مــا‪ ،‬ويتأثــر بثقافــة اإلنســان‪ ،‬وخرباتــه‪ ،‬وبيئتــه املحيطــة بــه‪ ،‬وتقيــده يف حــل مشــكالته ويف اتخــاذ‬ ‫يف تحديــد مكسـ ٍ‬
‫قراراتــه»‪( .‬الكبيــي‪ ،2014 ،‬ص‪)87‬‬
‫أمــا النقــد کفعـ ٍـل ‪-‬كــا جــاء يف لســان العــرب البــن منظــور‪ -‬فيعنــي‪ :‬میَّــز الدراهــم وأخـ َ‬
‫ـر َج الزيـ َـف منهــا‪ ،‬ويف املعجــم‬
‫ـب وظيفتُــه التمييـ ُز بــن‬
‫ـي‪ :‬كاتـ ٌ‬ ‫ـعر أو النـرَ مبعنــى‪ :‬أظهــر مــا فيهــا مــن ُحســن أو عيـ ٍ‬
‫ـب‪ ،‬والناقــد الفنـ ُّ‬ ‫الوســيط‪ :‬ن َقـ َد الشـ َ‬
‫ـي‪( .‬أبــو مهــادي‪ ،2011 ،‬ص‪)34‬‬ ‫الجيــد والــرديء مــن العمــل الفنـ ِّ‬
‫التفكري الناقد اصطال ًحا‪:‬‬
‫الرتبوي إىل عدة تعريفات للتفكري الناقد‪ ،‬أهمها‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫يشري األدب‬
‫ِ‬
‫ـر الناقــد هــو‪ :‬عبــارة عــنِ القــدرة عــى تقييــم املعلومــات‪ ،‬وفحــص اآلراء‪ ،‬مــع‬ ‫جــاء يف الــرور (‪ )2000: 305‬بــأن التفكـ َ‬
‫ـول املوضــو ِع قيــد البحــث‪.‬‬ ‫ـات النظــر املختلفــة حـ َ‬ ‫األخــذ باالعتبــار ِوجهـ ِ‬
‫ـر الناقــد هــو‪ :‬عبــارة عــن فهــمِ املجــاالت املختلفــة‪ ،‬والتحقــق مــن املغالطــات‬ ‫ویــرى ســعادة (‪ )2003: 103‬بــأن التفكـ َ‬
‫النهائيــة‪ ،‬والعمــل عــى الفصـ ِـل بــن املعلومــات ذات الصلــة‪ ،‬واملعلومــات غــر‬ ‫َّ‬ ‫املتع ـ ِّددة‪ ،‬والتفريــق بــن املس ـلَّامت والنتائــج‬
‫ذات الصلــة‪.‬‬
‫ِ‬
‫وعرفــه مصطفــى (‪ )2011: 48‬بأنَّــه‪ :‬قــدرة الفــرد عــى إبــداء الــرأي املؤيِّــد أو املعــارض يف املواقــف املختلفــة‪ ،‬مــع إبــداء‬ ‫َّ‬
‫األســباب املق ِنعــة لــكل رأي‪.‬‬
‫ويعرفــه نصــار (‪ )2009: 40‬بأنَّــه‪ :‬منــط مــن أمنــاط التفكــر‪ ،‬يُظ ِهــر فيــه الفــرد القــدرة عــى تقييــمِ مشــكلة أو موقـ ٍ‬
‫ـف مــا؛‬ ‫ِّ‬
‫والتنبــؤ بالحـ ِّـل الصحيــح الــذي يتض َّم ُنــه‪ ،‬واســتنباط املعلومــات التــي تســاعد يف تفســر‬ ‫مــن خــال تنظيــم األدلــة والحجــج‪ُّ ،‬‬
‫الذاتيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫موضوعيــة بعيــد ٍة عــن ُّ‬
‫التحيــز والعوامــل‬ ‫َّ‬ ‫الحــل‪ ،‬وتب ِّنــي قـ ٍ‬
‫ـرارات وأحــكامٍ‬
‫ن حــول حادثــة‬ ‫ـي املعقــول الــذي يحتــاج تكويـ َن اعتقــاد معـ ٍ‬ ‫يعرفــه أنيــس (‪ )1985: 45‬بأنَّــه‪ :‬نــوع مــن التفكــر التأ ُّمـ ِّ‬ ‫كــا ِّ‬
‫ـات وأســئلة وبدائـ َـل‪ ،‬وتجريبَها‪.‬‬ ‫ـف مــا‪ ،‬ويتض َّمــن صياغـ َة ِ‬
‫فرضيَّـ ٍ‬ ‫أو موقـ ٍ‬
‫وعرفه ٌّكل من بول وايلدر‪ :‬بأنَّه ف ُّن تحليل األفكار‪ ،‬وتقييمها؛ بهدف تحسينها وتطويرها‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ـاث يف تصنيــف بلــوم‪ ،‬وهــي‪ :‬التحليــل‪ ،‬والرتكيــب‪،‬‬ ‫والتفكــر ال َّنا ِقــد تفكــر يتطلَّــب اســتعامل املسـ ِ‬
‫ـتويات املعرفيَّــة العليــا الثـ ِ‬
‫والتقييــم‪( .‬أبــو مهــادي‪ ،2011 ،‬ص‪)24‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1310‬‬
‫غموضــا وصعوبـةً؛ ولذلــك فقــد تعـ َّددت تعريفاتُــه‪،‬‬ ‫ً‬ ‫إن مصطلــح التفكــر الناقــد مــن أعقـ ِـد املصطلحــات املســتعملة وأكرثِهــا‬
‫ـي (عــر‪ ،2001 ،‬ص‪)59‬‬ ‫يب واألجنبـ ِّ‬‫ـواء عــى املســتوى العــر ِّ‬ ‫ـاف النظريــات واملــدارس الفكريَّــة سـ ٌ‬ ‫واختلفــت باختـ ِ‬
‫موضوعيــة‪ ،‬تتفق مــع الوقائــع املالحظة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫عمليــة تب ِّنــي قــرارات وأحــكام قامئــة عــى أُ ُســس‬ ‫وعرفــه عفانــة «بأنَّــه عبــارة عــن َّ‬ ‫َّ‬
‫فســد تلــك الوقائ ـ َع‪ ،‬أو تج ِّن ُبهــا الدقــة‪ ،‬أو‬ ‫الخارجيــة التــي تُ ِ‬
‫َّ‬ ‫ـرات‬ ‫ـ‬‫ِّ‬ ‫ث‬‫واملؤ‬ ‫ـز‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫التحي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫والتــي تُناقَــش بأســلوب علمــي‪ ،‬بعي ـ ًدا‬
‫الذاتيــة‪( .‬أبــو يونــس‪ 2013 ،‬ص‪)10‬‬ ‫َّ‬ ‫تعرضهــا إىل تد ُّخــل محت َمــل للعوامــل‬
‫يف ضــوء التعاريــف الســابقة وغريهــا كثــر‪ ،‬ورغــم االختالفــات املوجــودة بــن ال ُكتَّــاب يف تحديداتهــم للتفكــر الناقــد‪ ،‬إال‬
‫راق يقــوم عــى عــدة خطــوات عقليَّــة‪:‬‬ ‫ـر الناقــد مفهــو ٌم ٍ‬ ‫أن هنــاك قواسـ َم مشــرك ًة بينهــم‪ ،‬تتمثَّــل يف أن التفكـ َ‬
‫ ‪-‬االبتعاد عن القفز إىل النتائج‪.‬‬
‫ ‪-‬تقييم األدلة املتوفرة ومصادر املعلومات يف ضوء معايري معينة‪.‬‬
‫خاصة منها العليا يف تصنيف بلوم‪( .‬أبو مهادي‪ ،2011 ،‬ص‪)24‬‬ ‫ ‪-‬يشمل َّكل إجراءات التفكري ومستوياته َّ‬
‫ ‪-‬التفكــر الناقــد ليــس مرادفًــا التخــاذ القــرار‪ ،‬أو حــل املشــكالت‪ ،‬كــا أنَّــه ال يعنــي فقــط اسـ ً‬
‫ـتدعاء للمعلومــات‪ ،‬وتذكُّ َرهــا‪،‬‬
‫أو اتبــا َع إســراتيجيَّة منظَّمــة ملعالَجــة ومواجهــة املوقف‪.‬‬
‫ ‪-‬التفكري الناقد يتطلَّب بالرضورة التسلُّ َح مبجموعة من مهارات التفكري التي سنشري إليها الح ًقا‪.‬‬
‫السامت ‪-‬كام سيأيت بيانها‪ -‬ينبغي للمفكر الناقد أن يتحىل بها‪.‬‬ ‫ ‪-‬يتضمن التفكري الناقد جمل ًة من ِّ‬
‫املعرفيــة نوات ُجهــا مجموعــة مــن املهــارات‪( .‬غانــم‪،2009 ،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫العملي‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫سلس‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ ‪-‬كل التعريفــات ت َ ُع ـ ُّد التفكــر الناق‬
‫ص ‪)178‬‬
‫وعليــه؛ فمهــا اختلفــت هــذه التحديــدات صيغ ـ ًة وتفصيـ ًـا نســتطيع أن نَ ُصــو َغ الق ـ ْد َر املشــرك بينهــا عــى النحــو اآليت‬
‫الــذي صاغــه بــه عــر (‪ ،2001‬ص‪ :)60‬التفكــر الناقــد هــو الحكـ ُم عــى موثوقيــة يشء‪ ،‬وقيمتــه‪ ،‬ودقتــه‪ ،‬والــيء املــراد‬
‫الحكــم عليــه قــد يكــون نو ًعــا مــن املعلومــات‪ ،‬أو نو ًعــا مــن الجــدل‪ ،‬أو تأكيــد مــن التأكيــدات‪ ،‬أو مصــدر مــن مصــادر‬
‫املعلومــات والبيانــات»‪.‬‬

‫المفسرة للتفكير الناقد‬


‫ِّ‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬أهم النظريات‬
‫توجــد العديــد مــن النظريــات التــي حاولــت مقاربـ َة وف ْهـ َم طبيعــة التفكري بصــور ٍة عا َّمـ ٍة‪ ،‬والتفكــر ال َّنا ِقــد بصــورة َّ‬
‫خاصة‪،‬‬
‫وسنشــر إىل أهــم هــذه النظريات‪.‬‬
‫ ‪1 .‬نظريَّة بلوم )‪:(Bloom‬‬
‫هرميــا مو َّز ًعــا يف‬ ‫ـاين يف س ـتَّة مســتويات رئيس ـ ٍة‪ ،‬مرتب ـ ًة ً‬
‫ترتيبــا ًّ‬ ‫ـر اإلنسـ َّ‬ ‫الــذي ق ـ َّدم ورتَّــب يف تص ـ ُّوره الهرمــي التفكـ َ‬
‫فئتــن‪ :‬فئــة املعرفــة؛ التــي تتض َّمــن مســتوى واح ـ ًدا يتعلَّــق باســتدعاء املعــارف واملعلومــات مــن الذاكــرة‪ .‬وفئــة املهــارات‬
‫ـتيعاب‪ ،‬والتطبيق‪ ،‬والتحليــل‪ .‬وفئة‬‫املعرفيــة الدنيا؛ التــي تتض َّمــن االسـ َ‬
‫َّ‬ ‫العقليــة؛ التــي قُســمت بدو ِرهــا إىل فئتــن‪ :‬فئــة املهــارات‬
‫َّ‬
‫املعرفيــة العليــا؛ التــي تتض َّمــن الرتكيــب‪ ،‬والتقييــم‪.‬‬
‫َّ‬ ‫املهــارات‬
‫ويُســتفاد مــن هــذا التصنيــف الهرمــي اعتــا ُد كل مســتوى مــن مســتوياته عــى املســتويات الســابقة لــه‪ ،‬والتــي تُظ ِهــر‬
‫ـاين (نشــواين‪ ،2003 ،‬ص‪ )73‬الــذي يتــدرج مــن البســيط إىل املركَّــب‪ ،‬ومــن الســهل إىل الصعــب؛‬ ‫ســيكولوجيَّة التفكــر اإلنسـ ِّ‬
‫كأعقد مهــار ٍة وقدرة‬‫ِ‬ ‫ـط قــدرة معرفيَّــة وعقليَّــة إىل التقييم والنقــد‬ ‫مــن التذكــر واالســتدعاء للمعــارف واملعلومــات املخ َّزنــة كأبسـ ِ‬
‫ـدي؛ فــا‬‫عقليَّــة ومعرفيَّــة يف تصنيــف بلــوم‪ ،‬بعــد اســتيفاء مهــاريت التحليــل والرتكيــب الرضوريتــن ملامرســة الفعــل النقـ ِّ‬
‫مامرســة نقديَّــة دون تحليــل للموقــف أو للوضــع املــراد نق ـ ُده وتقييمــه‪ ،‬واكتشــاف طبيعــة ال َعالقــات القامئــة بــن عنــارصه‬
‫األساســيَّة والفرعيَّــة‪ ،‬والوقــوف عــى الدوافــع واألســباب الكامنــة خلفــه؛ كــا ال قيم ـ َة للنقــد اله ـ َّدام دون إعــاد ٍة للبنــاء‬
‫والرتكيــب واإلنتــاج‪.‬‬

‫‪1311‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ ‪2 .‬نظر َّية جليفورد )‪:(Guilford‬‬


‫عقليـ ًة‬
‫ـات َّ‬‫تقييميــا )‪ ،(Evaluative‬يتـ ِّوج عمليـ ٍ‬ ‫ًّ‬ ‫ينطلــق جيلفــورد )‪ (Guilford‬يف تصـ ُّوره للتفكــر الناقـ ِـد مــن كونــه فعـ ًـا‬
‫مقســمة‬ ‫َّ‬ ‫نة‪،‬‬ ‫معي‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫ات‬ ‫ك‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ح‬
‫َ َ‬‫ِ‬
‫م‬ ‫و‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫معاي‬ ‫ـوء‬ ‫ـ‬ ‫ض‬ ‫يف‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ويحص‬ ‫ـرف‪ ،‬وال َف ْهــم‪ ،‬واالســتيعاب‪ ،‬واالســتنتاج‪،‬‬ ‫كثــرة ســابقة؛ مثــل‪ :‬التذكــر والتعـ ُّ‬
‫املنطقيــة؛ الذي يشــر االتســاق واالنســجام بــن املق ِّدمــات ونتائجها‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـرورة‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـك‬
‫ـ‬ ‫ومح‬ ‫ـق‪،‬‬‫ـ‬ ‫التطاب‬ ‫إىل ِم َحـ َّكات َّ‬
‫داخليــة؛ ك ِم َحــك‬
‫ـي (املــوىس‪ ،2011 ،‬ص‪.)59‬‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫التجريب‬ ‫ـوع‬‫ـ‬ ‫والن‬ ‫ـاق‬ ‫ـ‬ ‫االتف‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫كمح‬ ‫ـة؛‬ ‫خارجيـ‬
‫َّ‬ ‫و ِم َحـ َّكات‬
‫نظریات‬
‫ٌ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫عنه‬ ‫غفلت‬ ‫ٍ‬
‫ـدرات‬ ‫ـ‬ ‫وق‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫عقلي‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫وعملي‬ ‫جديدة‪،‬‬ ‫ة‬‫ً‬ ‫ـ‬ ‫إضاف‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫د‬ ‫َّ‬ ‫ق‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ن‬‫كو‬ ‫يف‬ ‫ـورد‬‫ـ‬ ‫جيلف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫نظر‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫وأهمي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫قيم‬ ‫ـى‬
‫وتتجـ َّ‬
‫أخــرى‪ ،‬وأســهمت يف تطويـ ِر وإنتــاج معرفـ ٍة جديــدة يف مجــال دراســة الــذكاء والتفكــر‪ ،‬وفهــم طبيعتهــا‪ ،‬وظِّفــت يف مجــال‬
‫ـض الدراســات أن األبحــاث التــي قــام بهــا جيلفــورد وتالمي ـ ُذه أثبتــت‬ ‫التعليــم‪ ،‬وبنــاء املناهــج‪ ،‬وتصميمهــا؛ فقــد أشــارت بعـ ُ‬
‫معرفيــة‪ ،‬و(‪ )19‬قــدرة تذكريــة‪ ،‬و(‪ )15‬قــدرة مــن‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫إدراكي‬ ‫ـدرة‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫)‬ ‫‪28‬‬ ‫وجــو َد نحــو (‪ )112‬قــدر ًة تتــوزع عــى الصــورة اآلتيــة‪( :‬‬
‫ـدي‪ ،‬و(‪ )18‬قــدرة تقييميــة‪( .‬العمــري‪ ،2016 ،‬ص‪)76‬‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫التباع‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫التفك‬ ‫يب‪ ،‬و(‪ )32‬قــدرة مــن قــدرات‬ ‫قــدرات التفكــر التقــا ُر ِّ‬

‫المبحث الثالث‪ :‬خصائص التفكير الناقد ومعاييره‬


‫ـص التفكري‬ ‫والســات‪ ،‬ويُقصــد مبعايـرِ أو خصائـ ِ‬ ‫ـدي تفكــر عميــق تأ ُّمــي‪ ،‬يتَّ ِســم مبجموعــة مــن الخصائــص ِّ‬ ‫التفكــر النقـ ُّ‬
‫نوعية‬
‫َّ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫الحك‬ ‫يف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫أساس‬
‫ً‬ ‫ـذ‬
‫ـ‬ ‫خ‬ ‫َّ‬ ‫ت‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫والت‬ ‫ـر‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫التفك‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫مج‬ ‫يف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الباحث‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫عليه‬ ‫ـق‬‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫َّ‬ ‫ت‬ ‫امل‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫العا‬ ‫ـات‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫املواصف‬ ‫الناقــد تلــك‬
‫ـتداليل أو التقييمــي الــذي ميارســه الفــر ُد يف معالجتــه للمشــكلة‪ ،‬أو املوضــوع املطــروح‪ ،‬وهــي مبثابــة مو ِّجهــات‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫التفكــر‬
‫للمعلِّــم وللمتعلــم ضابطـ ٍة لعمليــة التفكــر الناقــد لديهم‪.‬‬
‫وأهم هذه الخصائص ما ذكرته معظ ُم األبحاث يف سبع ِة عنارص (أبو مهادي ‪ ،2011‬ص ص ‪)32-35‬‬
‫ ‪-‬الوضــوح‪ :‬وهــو مــن أهـ ِّم خصائــص املفكــر والتفكــر ال َّنا ِقــد‪ ،‬ويتجــى ذلــك يف قدرته عــى طر ِح جملـ ٍة من التســاؤالت‬
‫ـر عــن الفكــرة‬ ‫رصــه عــى ال َف ْهــم الواضــح لخطــاب املخاطَــب وأغراضــه‪ ،‬منهــا‪ :‬هــل ميكــن أن تعـ ِّ‬ ‫ـن ِح َ‬ ‫عــى محــاوره تبـ ِّ‬
‫ـح هــذه النقطــة أكـرَ؟‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫توض‬
‫ِّ‬ ‫أن‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫ميك‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـول؟‬ ‫ـ‬ ‫تق‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـال‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـي‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫عط‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫أن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ميك‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫بطريقــة أخــرى؟‬
‫قصــد بهــا أن تكــو َن العبــارة أو املعلومــة أو الفكــرة صحيحـ ًة يف ذاتهــا‪ ،‬ومــن حيــث مصد ُرهــا‪ ،‬ومــن األســئلة‬ ‫ ‪-‬الصحــة‪ :‬ويُ َ‬
‫التثبــت‬
‫ُّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ميكنن‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫كي‬ ‫ـة؟‬
‫ـ‬ ‫املعلوم‬ ‫ـذه‬‫ـ‬ ‫به‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫أي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـل؟‬ ‫ـ‬ ‫بالفع‬ ‫ـح‬‫ـ‬ ‫صحي‬ ‫ـك‬‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـمة‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫والس‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫املعي‬ ‫ـذا‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫تأكي‬ ‫التــي تع ِّمــق‬
‫والتأكــد مــن صحتها؟‬
‫ ‪-‬الدقــة‪ :‬ومعنــاه تج ُّنــب العموميــة والســطحية عنــد التعا ُمــل مــع مشــكالتنا‪ ،‬والتعبــر عــن أفكارنــا‪ ،‬ومعالجتهــا‪ ،‬وتحــري‬
‫الضبــط والتحديــد الدقيــقِ لهــا دون إفــراط وال تفريــط‪ ،‬ومــن األســئلة املمكــن طر ُحهــا يف هــذا الصــدد لتحصيــل هــذه‬
‫ـي تفصيـ ًـا أو توضي ًحــا أكـرَ؟‬ ‫عطـ َ‬ ‫الخاصيــة‪ :‬هــل ميكــن أن تكــو َن أكـرَ تحديـ ًدا؟ أو يف املقابــل‪ :‬هــل ميكــن أن ت ُ ِ‬ ‫َّ‬
‫ـري وج ـ ِه ال َعالقــة بــن الحجــة أو الســؤال أو الدليــل وموضــوع ال ِّن َقــاش أو املشــكلة أو القضيــة‬ ‫ ‪-‬الربــط‪ :‬ومناطُــه تحـ ِّ‬
‫املطروحــة‪ ،‬وهنــا يُطــرح التســاؤل الرئيــس‪ :‬إىل أي مــدى تش ـ ِّكل هــذه األفــكار واألســئلة أدل ـ ًة مؤيِّــدة أو داحض ـ ًة للموقــف؟‬
‫ ‪-‬العمــق‪ :‬ونَعنــي بــه أن التفكــر الناقـ َد ينحــو عنــد معالج ِتــه الفكريَّــة للموضــوع أو املشــكلة املطروحــة نحـ َو الولــوج إىل‬
‫جذو ِرهــا العميقــة‪ ،‬والنظــر يف مختلِــف تعقيداتهــا‪ ،‬وتداعياتهــا‪ ،‬أو مضاعفاتهــا‪ ،‬وال يكتفــي فقــط بالنظــرة السـ َّ‬
‫ـطحية التي‬
‫ـمولية كخاصيــة يف التفكــر الناقــد تعنــي‬ ‫تقــف عنــد حــدود األعــراض واملظاهــر‪ ،‬والرصــد‪ ،‬أو الوصــف؛ فاالتســاع أو الشـ َّ‬
‫ـر إىل املوضــوع أو املشــكلة امل ُتف َّكــر فيهــا مــن كل جوان ِبهــا وأبعادهــا وعــدم االقتصــار عــى أجــزاء منهــا فقــط‪،‬‬ ‫النظـ َ‬
‫والغفلــة عــن الجوانــب األخــرى‪.‬‬
‫كســم ٍة يف التفكــر الناقـ ِـد أن جميـ َع عملياتــه واســتدالالته تخضــع للمنطــق‪ ،‬وال يعرتيها ٌ‬
‫يشء‬ ‫املنطقيــة‪ :‬واملقصــو ُد منهــا ِ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬‬
‫املنطقي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ـي‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫العق‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫التنظي‬ ‫إىل‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫ونتائج‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫مقدمات‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫الرب‬ ‫ـات‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫عملي‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫وتحتك‬ ‫ـض‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫التناق‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1312‬‬
‫ِّ‬
‫المفكر الناقد‬ ‫المبحث الرابع‪ :‬سمات‬
‫ـاء عــى معايــر التفكــر الناقــد وخصائصــه أورد واســتنبط العلــاء والباحثــون املهت ُّمــون مبوضــوع التفكــر الناقــد‬ ‫وبنـ ً‬
‫مفصـ ًـا للمفكــر الناقــد‪ ،‬منهــا مــا ُذكــر يف أبحــاث (عزيــز وكرمــة‪،2012 ،‬‬ ‫ـات تق ـ ِّدم وص ًفــا َّ‬ ‫مجموع ـ ًة مــن الصفــات كسـ ٍ‬
‫ص‪ )704‬و(أبــو مهــادي ‪ ،2011‬ص ص ‪ )24-39‬و(أبــو يونــس ‪ ،2013‬ص ص ‪ ،)58-59‬وغريهــا مــن األبحــاث‪ ،‬نســتطيع أن‬
‫نُج ِملَهــا يف هــذه النقــاط‪:‬‬
‫ني الرأي والحقيقة‪.‬‬‫فرق ب َ‬ ‫ ‪-‬يُ ِّ‬
‫ ‪-‬يتأىن يف إصدار األحكام‪.‬‬
‫ ‪-‬منفتح عىل األفكار الجديدة‪.‬‬
‫ ‪-‬مرن ويحب االستطالع‪.‬‬
‫أي موقف‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫اتخاذ‬ ‫قبل‬ ‫والبدائل‬ ‫واألدلة‬ ‫ ‪-‬يبحث عن األسباب‬
‫ ‪-‬يلتزم باملوضوعيَّة‪ ،‬ويتجنب الذاتيَّة يف أحكامه‪.‬‬
‫الشخصية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬صادق يف موا َجهة التحيز أو النزعات‬
‫ ‪-‬يتعامل مع ُمك ِّونات املوقف املع َّقد بطريقة منظَّمة‪.‬‬
‫ ‪-‬يتساءل عن أي يشء غري مفهوم أو غري مقبول له‪.‬‬
‫ ‪-‬يأخذ جمي َع جوانب املوقف بنفس القدر من األهمية‪.‬‬
‫ ‪-‬يعي متى يتطلَّب املوقف املزي َد من املعلومات الجديدة‪.‬‬
‫ ‪-‬يتمتع بقدرة اتخاذ القرارات الصائبة يف حياته‪.‬‬
‫ ‪-‬ال يجادل يف يشء أو أمر ال يعرف عنه شيئًا‪.‬‬
‫مواقف متى توافرت أدلة وأسباب كافية‪.‬‬ ‫ ‪-‬مستعد إلعادة النظر يف األشياء‪ ،‬والتخيل عن َ‬
‫ ‪-‬مجتهد يف إدارة املعلومات ذات ال َعالقة‪.‬‬
‫ ‪-‬يعي أن لدى الناس أفكا ًرا مختلفة حول معاين املفردات‪.‬‬
‫غري معقول‪.‬‬ ‫ ‪-‬يتساءل عن أي يشء يبدو َ‬
‫ ‪-‬يستعمل مصادر علميَّة موثوقة ويشري إليها‪.‬‬
‫ ‪-‬يتمتع بقدرة كبرية يف تعريفه وتحديده للمشكلة موضوع التفكري والنقد والتقييم‪.‬‬
‫املنطقي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫العاطفي والتفكري‬
‫ِّ‬ ‫فصل بني التفكري‬ ‫ ‪-‬ي َ ِ‬
‫اللفظية‪ ،‬ويركز عىل النقطة الجوهريَّة يف املوضوع‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫اللفظية وغري‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬يتو َّخى الدق َة يف تعبرياته‬

‫المبحث الخامس‪ :‬مهارات التفكير الناقد‬


‫ـس التــي تتطلَّبهــا عمليَّــة التفكــر الناقــد لتحقيــق غايتــه‪ ،‬واملتمثِّلــة يف الوصــول إىل‬ ‫ت ُ َع ـ ُّد مهــارات التفكــر الناقــد األُ ُسـ َ‬
‫أحــكام وقــرارات وحلــول للمشــكالت االجتامعيَّــة (الكحلــوت واألغــا‪ ،2013 ،‬ص‪ ،)56‬وإىل اســتنتاجات منطقيَّــة‪ .‬‬
‫الفرعيــة‪ ،‬تختلف مــن حيــث عد ُدهــا وتصنيفاتُها؛ تب ًعــا الختالف‬ ‫َّ‬ ‫والتفكــر ال َّنا ِقــد كمفهــومٍ يتضمــن مجموعـ ًة مــن املهــارات‬
‫ـت إىل مــا يزيــد عــن مئــة‬ ‫ـرة لــه؛ إذ تــراوح مــن سـ ٍّ‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫املف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫النظر‬ ‫الباحثــن حــول مفهــوم التفكــر الناقــد ذاتِــه‪ ،‬واألُطُــر‬
‫ـب الدارســن والباحثــن يف موضوع‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫أغل‬ ‫ـره‬
‫ـ‬ ‫ذك‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫التصنيف‬ ‫ـذه‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـهر‬‫(‪ )100‬مهــارة (الكحلــوت واألغــا ‪ ،2013‬ص‪ ،)56‬وأشـ‬
‫ـره واطســون وجليــر‪ ،‬ويتقاطــع يف بعــض املهــارات مــع تصنيف فاشــيون‬ ‫مهــارات التفكــر الناقــد‪ ،‬والتــي تتوافــق مــع مــا ذكَـ َ‬
‫(عزيــز وكرمــة‪ ،2012 ،‬ص‪ )703‬وباحثــن آخريــن؛ حيــث ص َّنفهــا يف خمــس مهــارات أساسـ َّـية تشـ ِّكل ِب ْنيــة التفكــر الناقــد‪،‬‬
‫التعليميــة؛ مــن خــال تضمي ِنهــا يف‬‫َّ‬ ‫فرعيــة أخــرى ميكــن إكســابُها وتنميتُهــا وتعلي ُمهــا ملختلِــف الفئــات‬ ‫تنــدرج تحتهــا مهــارات َّ‬
‫ونوضــح مدلولَهــا فيــا يــأيت‪:‬‬ ‫نبينهــا ِّ‬ ‫ِّ‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫عليه‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫ومتري‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫وتدري‬ ‫املناهــج والربامــج الدراسـ َّـية‬

‫‪1313‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ ‪-‬مهــارة االســتنباط‪ :‬وتشــر إىل قــدرة الفــرد عــى اســتخالص نتيجـ ٍة مــا‪ ،‬وعالقــات جديــدة مــن حقائــق ومعطيــات معينــة‬
‫ـض‬ ‫(الكحلــوت واألغــا‪ ،2013 ،‬ص‪ )57‬أو الحكــم عــى مــدى ارتبــاط نتيجــة مــا مش ـتَ َّقة مــن وقائــع وحقائــق مــا‪ِ ،‬ب َغـ ِّ‬
‫النظـ ِر عــن صحــة الوقائــع أو موقــف الفــرد منهــا‪( .‬أبــو مهــادي‪ ،2011 ،‬ص‪)29‬‬
‫ِ‬
‫درجات‬ ‫ـارف ومهــارات للتمييــز بــن‬ ‫ ‪-‬مهــارة االســتنتاج‪ :‬وهــي تلــك القــدرة َّ‬
‫العقليــة التــي نســتع ِمل فيهــا مــا منلكــه مــن معـ َ‬
‫صحــة أو خطــأ نتيجــة مــا؛ تب ًعــا لدرجــة االقرتاضــات التــي تصلُــح كحـ ٍّـل ملشــكلة أو رأي يف القضيــة املطروحــة‪( .‬أبــو‬
‫مهــادي ‪ ،2011‬ص‪)29‬‬
‫ ‪-‬مهــارة التفســر‪ :‬وتتضمــن مهــارات التصنيــف واســتخالص املغــزى أو الداللــة (عزيــز وكرمــة‪ ،2012 ،‬ص‪ ،)703‬وهــي‬
‫ِ‬
‫ـرف عــى التفســرات املنطقيَّــة‪ ،‬وتقريــر فيــا إذا كانــت التعميــات‬ ‫القــدرة عــى االســتيعاب‪ ،‬وتحديــد املشــكلة‪ ،‬والتعـ ُّ‬
‫والنتائــج املبنيَّــة عــى معلومــات معينــة مقبولــة أم ال‪( .‬الكحلــوت واألغــاء ‪ ،2013‬ص‪)57‬‬
‫واطــن القــوة‬ ‫ ‪-‬مهــارة تقييــم امل ُناقَشــات والحجــج أو االدعــاءات والحجــج‪ :‬وتتمثَّــل يف قــدرة الفــرد عــى التمييــز بــن َم ِ‬
‫الض ْعــف يف الحكــم عــى قضيــة مــا (أبــو يونــس‪ ،2013 ،‬ص‪ ،)57‬أي‪ :‬القــدرة عــى تقييــم الفكــرة‪ ،‬وقبولهــا أو‬ ‫واطــن َّ‬ ‫و َم ِ‬
‫رفضهــا‪ ،‬والتمييــز بــن املصــادر األساسـ َّـية والثانويَّــة‪ ،‬والحجــج القويــة والضعيفــة‪ ،‬وإصــدار الحكــم عــى مــدى كفايــة‬
‫ـول إىل‬ ‫املعلومــات (أبــو مهــادي ‪ ،2011‬ص‪ ،)57‬والتمييــز بــن الخطــأ والصــواب فيهــا وبــن الحقيقــة والخيــال‪ ...‬وصـ ً‬
‫تحديــد قــوة الربهــان أو االدعــاء‪( .‬أبــو يونــس‪ ،2013 ،‬ص‪)56‬‬
‫وهنــاك َمــن أضــاف إليهــا مهــار َة املقارنــة والقــدرة عــى التمييــز كعمليــات ذهنيَّــة عليــا (أبــو مهــادي ‪ ،2011‬ص‪،)28‬‬
‫ـرف وتحديد العالقــات االســتقرائية واالســتنتاجية بــن العبارات‬ ‫ـي والنوعــي‪ ،‬مبــا هــو القــدرة عــى التعـ ُّ‬
‫والتحليــل بنو َعيــه ال َك ِّمـ ِّ‬
‫والتعــرف إىل‬‫ُّ‬ ‫واألســئلة واملفاهيــم والصفــات‪( ...‬الكلــوت‪ ،‬واألغــا ‪ ،2013‬ص‪ ،)56‬وتحديــد مصداقيــة مصــادر املعلومــات‪،‬‬
‫املغالطــات‪ ،‬وعــدم االتســاق يف مســار التفكــر أو االســتنتاج‪ ،‬فضـ ًـا عــن الدقــة يف مالحظــة الوقائــع واألحــداث‪( .‬أبــو يونس‪،‬‬
‫‪ ،2013‬ص‪)56‬‬
‫المبحث السادس‪ُ :‬م ِّ‬
‫كونات التفكير الناقد‬
‫اتَّفــق معظــم الباحثــن يف موضــوع التفكــر الناقــد أن ُمك ِّونــات التفكــر الناقــد التــي بــدون اجتامعهــا ال تحــدث عمليَّــة‬
‫التفكــر الناقــد هــي‪( :‬الكحلــوت واألغــاء ‪ ،2013‬ص‪ )54‬و(غائــم‪ ،2009 ،‬ص‪( )181‬عبــد العزيــز‪ ،2007 ،‬ص‪:)117‬‬
‫وتتجل يف‪:‬‬
‫َّ‬ ‫معرفية‬
‫َّ‬ ‫أ‪ُ -‬مك ِّونات‬
‫التفكــر عــى نحـ ٍو مســتقل‪ ،‬وعــدم التأثُّــر بــآراء‪ ،‬وأفــكار اآل َخريــن‪ ،‬تحليــل املعلومــات والبيانــات؛ لتحديــد قيمتهــا ومــدى‬
‫ـتنتاجي‪ ،‬واالســتداليل‪ ،‬والجــديل‪ ،‬التجميــع‪ ،‬أو الرتكيب‪،‬‬‫ِّ‬ ‫ارتباطهــا باملوقــف‪ ،‬توظيــف عمليــات عقليَّــة أخــرى؛ مثــل التفكــر االسـ‬
‫أي‪ :‬الربــط بــن العنــارص املختلفــة‪ ،‬التــي ينطــوي عليهــا املوقــف عــى نحــو معــن‪ ،‬بحيــث يصبــح لــه معنــى‪ ،‬أو قيمــة‪.‬‬
‫تج ُّنــب التعميــات الزائــدة؛ بحيــث تشــمل املواقــف األخــرى املختلفــة عــن املوقــف الراهــن‪ ،‬أو اســتعامل خــرات مــن‬
‫مناســبة الســتعاملها يف هــذا املوقــف‪.‬‬ ‫مواقـ َـف ســابقة غــر ِ‬
‫أيضا يف‪:‬‬ ‫وتتجل ً‬
‫َّ‬ ‫سلوكية‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ب‪ُ -‬مك ِّونات‬
‫ ‪-‬تأخري إصدار األحكام حتى يتوفر قدر كاف من املعلومات‪.‬‬
‫ ‪-‬استعامل مفاهيم ومصطلحات دقيقة؛ بحيث يسهل تعري ُفها‪ ،‬واختبارها تجريبيًّا‪.‬‬
‫ ‪-‬تجميع البيانات واملعلومات املناسبة التي ترتبط باملوقف‪.‬‬
‫ ‪-‬التمييز بني الرأي والحقيقة؛ حيث إن الرأي ميكن أن يكون صائبًا أو خاطئًا‪ ،‬بينام الحقيقة ميكن إثبات صحتها‪.‬‬
‫ ‪-‬تشجيع امل ُناقَشات والتساؤالت‪ ،‬وإثارة التح ِّدي‪.‬‬
‫ ‪-‬االستامع عىل نحو ف َّعال لآلخرين‪.‬‬
‫ ‪-‬تصديق األحكام يف ضوء املعلومات‪ ،‬والحقائق الجديدة‪.‬‬
‫ ‪-‬توظيف املعرفة‪ ،‬واملعلومات يف مواقف جديدة‪.‬‬
‫الوجدانية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ج‪ -‬املك ِّونات‬
‫وهي مجموعة العوامل العاطفيَّة التي ميكن أن تس ِّهل أو تُعيق عمليَّة التفكري الناقد‪ ،‬وتشمل‪:‬‬
‫وتقبل الرأي اآل َخر‪.‬‬
‫الشخيص؛ من خالل ضبط الذات‪ُّ ،‬‬ ‫ِّ‬ ‫ ‪-‬تقديم الحقيقة عىل االهتامم‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1314‬‬
‫ ‪-‬تقبُّل التغيري‪ ،‬وعدم التصلُّب يف الرأي‪.‬‬
‫تقبل أفكار ومشاعر اآل َخرين‪ ،‬وعدم التمركز حول الذات‪.‬‬ ‫ ‪-‬التعاطف‪ ،‬أي‪ُّ :‬‬
‫املوضوعي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ ‪-‬الرتحيب باألفكار غري املألوفة‪ ،‬وإخضاعها للفحص‪ ،‬والنقد‬
‫املواقف املع َّقدة‪ ،‬وحلولَها‪ ،‬قد تحتمل الخطأَ والصواب‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ ‪-‬تح ُّمل الغموض‪ ،‬أي‪ :‬إدراك الفرد بأن‬
‫الشخيص‪ ،‬والتفسريات الذاتيَّة الخاطئة‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ ‪-‬تج ُّنب التحيُّز‬
‫نات أخرى لعملية التفكري الناقد تتمثَّل يف (السيد‪ ،1990 ،‬ص‪:)54‬‬ ‫غري أن بعض الباحثني يوردون ُمك ِّو ٍ‬
‫أ‪ -‬القاعدة املعرفيَّة‪ ،‬وتشمل َّكل ما يعرفه الفرد‪ ،‬ويعتقد فيه‪ ،‬وهي رضوريَّة ليك يحدث الشعور بالتناقض‪.‬‬
‫الخارجية‪ :‬وهي امل ُثريات التي تستثري اإلحساس بالتناقض‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ب‪ -‬األحداث‬
‫الشخيص وهي اإلطار الذي تحدث يف ضوئه محاولة تفسري األحداث الخارجيَّة‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ج‪ -‬النظرة الشخصيَّة أو املنظور‪،‬‬
‫عامل دا ِف ًعا ترتتب عليه سائر خطوات التفكري الناقد‪.‬‬ ‫د‪ -‬الشعور بالتناقض‪ ،‬أو التباعد؛ باعتباره ُيثِّل ً‬
‫هـــ‪ -‬حـ ُّـل التناقــض‪ ،‬وهــي مرحلــة تضـ ُّم وتشــمل جميـ َع الجوانــب املك ِّونــة للتفكــر الناقــد‪ ،‬يســعى مــن خاللها الفــر ُد إىل‬
‫حــل التناقــض املوجــود عــر خطــوات متعــددة‪.‬‬

‫المبحث السابع‪ :‬محورية ودور تعليم التفكير الناقد‬


‫ومهاراته في تجويد َ‬
‫العمليَّ ة التربويَّ ة‬
‫تعرضــوا يف كتاباتهــم وناقشــوا موضــو َع التفكــر الناقــد عــى أن تعليـ َم مهاراتِــه‬ ‫ـاق بــن الباحثــن الذيــن َّ‬ ‫حصــل شــب ُه اتفـ ٍ‬ ‫َ‬
‫رئيســا ملؤسســات الرتبيــة (بــن‬ ‫ـران يف غايــة األهميــة؛ حيــث ينبغــي أن يكونــا هدفًــا ً‬ ‫ـرص املثــرة واملح ِّفــزة لــه أمـ ِ‬ ‫وتهيئـ َة ال ُفـ َ‬
‫يخلــف وخاليفيــة‪ ،2017 ،‬ص‪ ،)164‬وأصبحــت قضيــة تنميــة هــذه املهــارات لــدى األفــراد أمــر أســايس منــذ الســنوات األوىل‬
‫نظرا‬
‫مــن حيــاة الطفــل؛ مــن أجــل مســتقبل البرشيَّــة (الشــاش‪ ،2017 ،‬ص‪ ،)21‬ومــن التو ُّجهــات الحديثة لألنظمــة الرتبويَّــة؛ ً‬
‫لدورهــا الحاســم يف تطويــر قــدرات األفــراد عــى موا َجهــة املواقــف واألوضــاع الحياتيَّــة املتغــرة‪ ،‬ومســاعدتهم عــى اكتســاب‬
‫املعــارف واملهــارات التــي مت ِّكنهــم مــن االختيــار الســليم‪ ،‬واتخــاذ القــرار املناســب‪ ،‬وإيجــاد أفضــل الحلــول للمشــكالت التــي‬
‫ـرارات ف َّعالــة مــن خالل قدرتــه العالية‬ ‫ويتوصــل إىل قـ ٍ‬
‫َّ‬ ‫يواجهونهــا‪ ،‬زيــوش‪ ،2010 ،‬ص‪)190‬؛ فاملفكــر الناقــد يح ِّقــق َّكل ذلــك‪،‬‬
‫يف معالَجــة املعلومــات ومحاكمتهــا منطقيًّا‪.‬‬
‫علميــا (عزيــز‬ ‫ًّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ج‬
‫ً‬ ‫منه‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫املختلف‬ ‫ـف‬‫ـ‬ ‫واملواق‬ ‫ـات‬
‫ـ‬ ‫املعلوم‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫التعا‬ ‫يف‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫الناق‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫التفك‬ ‫وهــو مــا حـ َدا ببعضهــم إىل اعتبــار‬
‫ـاغل للمنظِّريــن الرتبويــن‪ ،‬وملص ِّممــي املناهــج الرتبويَّــة‬ ‫ـغل الشـ َ‬ ‫وكرمــة‪ ،2012 ،‬ص‪ )703‬قامئًــا بذاتــه‪ ،‬وأضحــى بذلــك الشـ َ‬
‫بالبحــث عــن املــوا ِّد الدراسـ َّـية والنشــاطات الرتبويَّــة التــي مــن شــأنِها تنمي ـ ُة هــذه املهــارات؛ للوصــول إىل هــذا اإلنســان‬
‫النوعــي‪( .‬زيــوش‪ ،2010 ،‬ص‪)190‬‬
‫خاصــة مــن الناحيــة الرتبويَّــة وبالنســبة لل ُمتعلِّمــن وتجويــد ال َعمليَّــة الرتبويَّــة‪ ،‬كــا‬ ‫وتتجـ َّـى لنــا أهميَّـ ُة التفكــر الناقــد َّ‬
‫ـي للتميِّــز يف الرتبيــة بأمريــكا يف تقريـ ٍر لــه تحــت‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫الوطن‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫املجل‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫إىل‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫تنب‬ ‫يُج ِمــع عــى ذلــك معظـ ُم الرتبويــن‪ ،‬وكــا‬
‫عنــوان «األمــة األمريكيَّــة يف خطــر» عــا َم ‪1983‬م‪ ،‬الــذي أشــار فيــه إىل أن غالبيــة الطلبــة يف عمــر (‪ )17‬ســنة ال ميتلكــون‬
‫ـول إىل االســتنتاجات‬ ‫ـارات التفكــر العليــا املتوقَّعــة منهــم يف هــذا العمــر‪ ،‬وأن نحـ َو ‪ %40‬مــن الطلبــة ال يســتطيعون الوصـ َ‬ ‫مهـ ِ‬
‫ِ‬
‫ـص مكتــوب‪ ،‬وأن ‪ %20‬فقــط مــن الطلبــة يســتطيع كتابـ َة تقرير ُمقنــع لآلخريــن‪ ،‬وأن ‪ %33‬فقط يســتطيعون‬ ‫الصحيحــة مــن نـ ٍّ‬
‫حـ َّـل مســائل رياضيَّــة يتطلــب الحـ ُّـل فيهــا عــدة خطــوات» (العتــوم‪ ،‬بشــارة‪ ،‬والجــراح‪ ،2009 ،‬ص‪ ،)90‬يف كونِــه واحـ ًدا مــن‬
‫ـب‬‫األهــداف الرتبويَّــة التــي ينبغــي تنميتُهــا لــدى الناشــئة منــذ نعومـ ِة أظفارهــم‪ ،‬وخــال مراحـ ِـل من ِّوهــم املختلفــة؛ حتــى يَ ِشـ َّ‬
‫الفــرد مبَلَك ـ ِة أو قــدرة النقــد‪( .‬عبــد الوهــاب والحلــواين ‪ ،2016‬ص‪ ،)326‬ويتخلــص مــن التل ِّقــي الســلبي للمعلومــات أو‬
‫ـص ونظـ ٍر (مــري وبــن عــي ‪ ،2018‬ص‪ ،)300‬واالهتــام بكمهــا دون كيفهــا‪.‬‬ ‫املعــارف دون متحيـ ٍ‬
‫املنطقي للمشكالت‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ ‪-‬يُس ِهم يف تحسني قدرة التالميذ عىل التحليل‬
‫ ‪-‬يُسـ ِهم يف تحســن قــدرة التالميــذ عــى اتخــاذ القــرارات املناســبة‪ ،‬وإصــدار األحــكام املوضوعيَّــة الســليمة يف املواقــف‬
‫الحياتيَّــة املختلفــة التــي يتعرضــون لهــا‪.‬‬
‫الثقافية اله َّدامة‪( .‬عبد الوهاب والحلواين‪ ،2016 ،‬ص‪)326‬‬ ‫َّ‬ ‫التأثريات‬ ‫ ‪-‬يُس ِهم يف حامية فكر التالميذ من‬

‫‪1315‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ ‪-‬يجعــل املتعلِّ ـ َم أقــد َر عــى التفكــر املــر ِّوي‪ ،‬واســتعامل املِ َح ـ َّكات املنطقيَّــة املناســبة للحكــم عــى املعلومــات املتاحــة‪،‬‬
‫ومتحيصهــا‪ ،‬وفهــم طبيعــة املهمــة (مــري وبــن عــي ‪ ،2018‬ص‪ ،)297‬أو النشــاط املكلَّــف بــه؛ مبــا يدفــع باملتعلــم إىل‬
‫تنشــيط معارفــه الســابقة‪.‬‬
‫الحياتيــة املختلفــة‪ ،‬املتمثِّلــة يف بعــض املعامــات االقتصاديَّــة والسياسـ َّـية‬ ‫َّ‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫املواق‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫ ‪-‬تأهيــل املتعلِّــم للتفا ُعــل َّ‬
‫ع‬ ‫الف‬
‫ـكل كب ـرٍ الشــاش‪ ،2017 ،‬ص‪)21‬‬ ‫ـارات التفكــر الناقــد بشـ ٍ‬ ‫والعامليــة التــي تحتــاج إىل مهـ ِ‬ ‫َّ‬ ‫املحليــة‬‫والصناعيــة َّ‬ ‫َّ‬
‫ ‪-‬يحـ ِّول عمليَّـ َة اكتســاب املعرفــة مــن عمليَّــة خاملــة إىل نشــاط عقــي (الكحلــوت واألغــا‪ ،2013 ،‬ص‪)50‬؛ مــا يع ِّمــق فهــم‬
‫ـريف‪ ،‬ويزيــد مــن مســتوى تحصيلــه‪.‬‬ ‫املتعلِّــم للمحتــوى املعـ ِّ‬
‫والتحرر من تَ َبعية اآل َخرين‪ ،‬أو التمحور حول الذات‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫التفكري‪،‬‬ ‫يف‬ ‫ة‬ ‫االستقاللي‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬ين ِّمي لدى املتعلِّم‬
‫تحر كاف‪.‬‬ ‫ ‪-‬يش ِّجع روح التساؤل والبحث‪ ،‬وعدم التسليم بالحقائق دون ٍّ‬
‫عملية التعلُّم‪.‬‬ ‫وتفاعل ومشاركة يف َّ‬ ‫ً‬ ‫إيجابية‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬يجعل املتعلِّ َم أك َ‬
‫رث‬
‫ ‪-‬يزيد من ثق ِة املتعلِّم بنفسه‪ ،‬ويرفع من مستوى تقديره لذاته‪.‬‬
‫فرصا الكتشاف قدراته الكامنة وتنميتها (الشالش‪ ،2017 ،‬ص‪)23‬‬ ‫ ‪-‬يتيح للمتعلِّم ً‬
‫التحصييل للمتعلِّم (أبو الليل‪ ،2011 ،‬ص‪)31‬‬ ‫ّ‬ ‫ ‪-‬يرفع من املستوى‬
‫ـخيص‪-‬‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫املرشوع‬ ‫‪-‬أي‪:‬‬ ‫ـاره‬ ‫ـ‬ ‫باعتب‬ ‫الحديثة؛‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫البيداغوجي‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫نتائ‬ ‫إىل‬ ‫ـتند‬ ‫ـ‬ ‫تس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫كآلي‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫للمتع‬ ‫ـخيص‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـروع‬ ‫ويف إعــداد املـ‬
‫ـؤولية‪ ،‬والتنظيم‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ِ‬
‫ـل‬‫ـ‬‫م‬‫ُّ‬ ‫تح‬ ‫عىل‬ ‫والقدرة‬ ‫ـط‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫التخطي‬ ‫لكفايات‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫إكس‬ ‫إىل‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫باملتعل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫النهاي‬ ‫يف‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫تق‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫دينامي‬ ‫ائيــة‬ ‫ســرور ًة َن َّ‬
‫ـي واملنطقــي ملســار املــروع؛ تتجـ َّـى رضورة التفكــر الناقــد ومهاراتــه للتلميــذ يف ســرورة مرشوعــه؛ مبقتــى‬ ‫والتوقــع العلم ِّ‬
‫ـ‬
‫خاصــة‬ ‫َّ‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫املوثوق‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫مصادره‬ ‫إىل‬ ‫ـوع‬‫ـ‬ ‫بالرج‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫وتنظيمه‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫والبيان‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫املعلوم‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫صح‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ويعتم‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫بن‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـروع‬ ‫طبيعــة املـ‬
‫لميــة‪ ،‬وعــى اإلحاطــة بجوانــب املوضــوع املختلفــة حيــث‬ ‫َّ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫وغ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املض‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫املعلوم‬ ‫ـادر‬ ‫ـ‬ ‫مص‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الكث‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫تأث‬ ‫يف ظــل‬
‫وراء‬
‫َ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الكامن‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫واالرتباط‬ ‫ـباب‬ ‫ـ‬ ‫األس‬ ‫ـمِ‬
‫ـ‬ ‫فه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ك‬
‫ِّ‬ ‫مت‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ناق‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـراء‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫العا‬ ‫ـراءة‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـد‪-‬‬ ‫ـ‬ ‫الناق‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫التفك‬ ‫‪-‬أي‪:‬‬ ‫ُي ِّكــن‬
‫واقعيــة املــروع ونجاحــه؛ كونَــه ُوجــد نتيجـ َة تفكــر وتخطيــط‬ ‫َّ‬ ‫يف‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫وكل‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املتاح‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫الحقائ‬ ‫وكل‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املعلوم‬ ‫هــذه‬
‫ـكل منظَّــمٍ وعقــاين‪( .‬مــري وابــن عــي‪ ،2018 ،‬ص ص ‪)298-300‬‬ ‫وقــرارات واختيــارات اتُّ ِخــذت بشـ ٍّ‬
‫خاصــة؛ حيــث تتفــق ُّكل أو معظـ ُم الدراســات يف‬ ‫ويف مجــال تعليــم اللُّغــة واللُّغــة العربيَّــة بالــذات للتفكــر الناقــد أهميَّـ ٌة َّ‬
‫ـارات التفكــر الناقــد تــأيت يف طليعــة املهــارات التــي ينبغــي تنميتُهــا لــدى الطلبــة؛ من‬ ‫َميْــدان تدريــس العلــوم األدبيَّــة‪ ،‬أن مهـ ِ‬
‫ِ‬
‫ومتأصلــة ومتبادلــة التأثري؛‬ ‫ِّ‬ ‫ـاقات اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬ال ســيام أن ال َعالقــة االرتباطيَّــة بــن اللُّغــة والتفكــر جلي ٌة‬ ‫ـج ومسـ ِ‬ ‫خــال مناهـ َ‬
‫ـوي بقــدرات املتعلِّــم التحليليَّــة‪ ،‬والقــدرة عــى الرتكيــب‪،‬‬ ‫ففــي القــراءة أو الكتابــة مثـ ًـا عــاد ًة مــا يرتبــط هــذا النشــاط اللُّغـ ُّ‬
‫والتصنيــف‪ ،‬واملقارنــة‪ ،‬وبلــورة االســتنتاجات‪ ،‬ومــا إىل ذلــك مــن عمليــات ومهــارات تنــدرج يف ُصلــب التفكــر الناقــد‪.‬‬
‫ـارات فحــص املعــاين الغامضــة‪،‬‬ ‫ن الطلبــة املتعلِّمــن مــن مهـ ِ‬ ‫ـارات التفكــر الناقــد مــن خــال متك ـ ِ‬ ‫وهكــذا تُس ـ ِهم مهـ ُ‬
‫ـتنتاجي‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫التفك‬ ‫ـكيل‬ ‫ـ‬ ‫وتش‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـرة‬‫ـ‬ ‫فك‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫إلثب‬ ‫ـئلة‬ ‫ـ‬ ‫األس‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫ومختل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫والرباه‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ُ َ‬ ‫ح‬ ‫ال‬ ‫ـرز‬ ‫ـ‬ ‫وف‬ ‫ـرأي‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫وال‬ ‫والتمييــز بــن الحقيقــة‬
‫ـا‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫)؛‬ ‫‪553‬‬ ‫ص‬ ‫‪،‬‬ ‫‪2017‬‬ ‫ـل‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والهومي‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫(الدليم‬ ‫ا‪.‬‬ ‫ع‬
‫ً‬ ‫ـتام‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫أو‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ً‬ ‫ث‬‫د‬‫ُّ‬ ‫تح‬ ‫وإن‬ ‫ً‪،‬‬ ‫ة‬ ‫ـ‬ ‫كتاب‬ ‫أو‬ ‫ة‬‫ً‬ ‫ـراء‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫إ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫يف تجويــد مهــارات اللُّ‬
‫العربيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫تنمي‬ ‫يف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫إليه‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الحاج‬ ‫ه‬‫ر ُ َ‬
‫ـ‬ ‫ج‬ ‫أو‬ ‫ز‬
‫ُ‬ ‫يؤكِّــد رضورتَهــا‪ ،‬ويُـ ِ‬
‫ـض خــراء مناهــج اللُّغــة العربيَّــة وأســاليب تدريســها أن دفْ ـ َع الطلبــة ملامرســة وتنفيــذ التدريبــات‬ ‫ويف املقابــل يؤكــد بعـ ُ‬
‫ـكل ومضمونًا‪،‬‬ ‫ـض جوانبــه شـ ً‬ ‫ـص األديب مــن أفــكار وآراء‪ ،‬وإصــدار أحــكام حــول بعـ ِ‬ ‫والنشــاطات اللُّغويَّــة حــول مــا يتضمنــه النـ ُّ‬
‫رات الطلبــة‬ ‫ـي ق ـ ُد ِ‬ ‫وتشــجيعه عــى إبــدا ِء الــرأي وتوجيــه األســئلة‪ ،‬وتحديــد األفــكار الرئيســة والفرعيَّــة؛ مــن شــأنِه أن يُن ِّمـ َ‬
‫الفكريَّــة النقديَّــة‪ ،‬والحــال ذاتــه مــع مــادة النحــو واإلمــاء التــي تن ِّمــي مهــارة االستكشــاف واالســتنتاج‪ ،‬والربــط عنــد املتعلِّــم‪،‬‬
‫وتقــوم عليهــا (الدليمــي والهوميــل‪ ،2017 ،‬ص‪)554‬‬
‫ـكل عا ٍّم‪ ،‬وبشــكل‬ ‫أهميــة التفكــر بشـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫تنب‬
‫َّ ُ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫والتعليمي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫الرتبو‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫أهميــة التفكـرِ الناقــد يف ال َ َّ‬
‫ملي‬ ‫ع‬ ‫وبصــور ٍة عا َّمـ ٍة فــإن َّ‬
‫أهميـ ُة التفكــر الناقــد يف كونه‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ـى‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫تتج‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫التفك‬ ‫ـكال‬ ‫ـص كأحـ ِـد أمنــاط وأشـ‬ ‫أخـ َّ‬
‫يب‬ ‫ِ‬
‫ـريف الف َّعــال‪ ،‬الــذي يتيح للفرد اســتعامل طاقاتــه العقليَّــة يف التفاعــل اإليجا ِّ‬ ‫ ‪-‬أحـ َد املفاتيــح املهمــة لضــان التطـ ُّور املعـ ِّ‬
‫مــع البيئــة‪ ،‬ومواجهــة ظــروف الحيــاة؛ تحقي ًقا للنجــاح والتكيُّف مــع مســت ِج َّدات الحياة‪( .‬أبــو الليــل‪ ،2011 ،‬ص‪)34‬‬
‫تخر ِجهم من الجامعة (الشالش‪ ،2017 ،‬ص‪)21‬‬ ‫عملية مهمة لتحقيق النجاح لل ُمتعلِّمني َع ِق َب ُّ‬ ‫ ‪َّ -‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1316‬‬
‫ ‪-‬يُسـ ِهم يف تطويــر إســراتيجيَّات جديــدة تســاعد عــى االســتفادة مــن آليــة عمـ ِـل دماغنــا‪ ،‬وهذا يتض َّمــن ِحفـ َظ املعلومات‬
‫يف الذاكــرة طويلــة األمد‪.‬‬
‫أفضل‪.‬‬
‫بشكل َ‬‫الناقد تساعدنا عىل أن نُص ِب َح مف ِّكرين ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ ‪-‬مامرسة مهارات التفكري‬
‫يحسن قدرة الفرد عىل التعلُّم الذايتِّ‪ ،‬ويساعده عىل البحث الجا ِّد يف الكثري من األمور‪.‬‬ ‫ ‪ِّ -‬‬
‫ ‪-‬يسـ ِّهل تحصيــل االســتفاد ِة القصــوى مــن التكنولوجيــا الحديثــة واألدوات ووســائل االتصــال (مــري وبــن عــي‪،2018 ،‬‬
‫ص‪)297‬‬
‫تفكري مسؤول؛ كونَه يعتمد عىل معايري‪ ،‬أي‪ :‬أنَّه تفكري تقييمي للذات‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ ‪-‬التفكري الناقد‬
‫يت الهائل بالوقوف عىل األسباب والعلل والحلول للمشكالت‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫املعلوما‬ ‫الكم‬ ‫مع‬ ‫ال‬ ‫ع‬
‫َّ‬ ‫الف‬ ‫للتعامل‬ ‫ ‪-‬وسيلة ُمثىل‬
‫العاطفي والتطرف يف الرأي‪.‬‬ ‫ِّ‬ ‫ ‪-‬يَب ُعد عن االنقياد‬
‫الثقافيــة للفــرد؛ باعتبــاره مــن املقومــات األساسـ َّـية لل ُمواطَنــة الفاعلــة (الكحلــوت واألغا‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ي‬
‫ُ َّ‬‫ِ‬
‫و‬ ‫ه‬ ‫ال‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـاظ‬‫ ‪-‬يُسـ ِهم يف الحفـ‬
‫‪ ،2013‬ص‪)46، 56‬‬
‫كســب الفــرد املرون ـ َة واملوضوعيَّــة والعقالنيــة يف مقابلــة القضايــا التــي تواجهــه‪ :‬تنميــة مهــارات االتصــال والتثقيــف‬ ‫ ‪-‬ي ُ ِ‬
‫ـي‪.‬‬
‫العلمـ ِّ‬
‫التكيف مع املجتمع وتغرياته‪( .‬أبو يونس‪ ،2013 ،‬ص‪)58‬‬ ‫ُّ‬ ‫عىل‬ ‫الفرد‬ ‫ ‪-‬يساعد‬
‫التفكــر الناقــد مــنِ انتشــار وهيمنــة الخطــاب الدمياغوجــي والشــمويل‪ ،‬الــذي يُســ ِهم يف هيمنــة األنظمــة‬ ‫ُ‬ ‫ ‪-‬يقلِّــل‬
‫الديكتاتوريــة (حــرش ‪ ،2014‬ص‪)35‬‬

‫المبحث الثامن‪ :‬إستراتيجيَّ ات وبرامج تعليم مهارات التفكير الناقد‬


‫ـص قــدر ٌة مــن القــدرات التــي تُكتَ َســب وتُت َعلَّــم بالتدريــج؛ مــن خــال‬ ‫التفكــر بصــور ٍة عا َّمـ ٍة والتفكــر ال َّنا ِقــد بصفــة أخـ َّ‬
‫يحصلوهــا‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫حت‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ُتع‬ ‫مل‬‫وا‬ ‫ـاب‬
‫ـ‬ ‫الط‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـس‬‫ـ‬ ‫النف‬ ‫ـول‬
‫َ‬ ‫ـ‬‫ُ‬ ‫ط‬‫و‬ ‫ـر‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫الص‬ ‫ـتوجب‬ ‫تلقائيــا‪ ،‬وتسـ‬
‫املام َرســة‪ ،‬وال يحــدث ذلــك طفــر ًة وال ًّ‬
‫خرجاتهــا بتعليمهــم وتدريبهــم عــى مهــارات التفكري الناقــد ‪-‬باعتبــاره ضامن ًة‬ ‫ِ‬
‫ـح املدرســة والجامعــة يف تجويــد ُم َ‬ ‫ولــي تنجـ َ‬
‫أساســيَّة لتحقيــق ذلــك كــا أملحنــا إىل ذلــك آن ًفــا‪ -‬طـ َّور الباحثــون والدارســون منــذ نهايــة الثامنينــات مــن القــرن املــايض‬
‫عــد ًدا مــن الربامــج وإســراتيجيَّات ومنــاذج تدريبيَّــة وتدريســية تعتمــد كلُّهــا عــى تحفيـ ِز وتشــجيعِ الطلبــة والتالميــذ عــى‬
‫النقــد‪ ،‬والحريــة يف إبــداء الــرأي واملناقَشــة‪ ،‬وتوجيــه األســئلة وطرحهــا‪ ،‬وعــدم قَبــو ِل كل مــا نســمع أو نقــرأ دون ســؤا ٍل عــن‬
‫مصداقيتــه وجــدواه‪ ،‬واملشــا َركة ال َّن ِشــطة الف َّعالــة‪ ،‬وعقــد املقارنــات‪ ،‬وميكننــا اإلشــارة لبعضهــا‪ ،‬أي‪ :‬الربامــج واإلســراتيجيات‬
‫بشــكل مو َجــز فيــا يــأيت‪:‬‬
‫إسرتاتيجية الكلامت املرتابطة‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ ¨‬
‫أو إســراتيجيَّة الدفــاع عــن وجهــات النظــر‪ ،‬والتــي أبدعتهــا ‪Mary Marland‬؛ حيــث تَ ْك ُمــن أهميَّتُهــا يف دو ِرهــا الفاعل يف‬
‫ـي بــن التالميــذ واملعلِّــم واملحتــوى املتنــا َول‪ ،‬فضـ ًـا عــن تنميــة الشــعور باملســؤولية املشــركة يف تحقيق‬ ‫تنشــيط التفا ُعــل الص ِّفـ ِّ‬
‫األهــداف املر ُجـ َّوة‪ ،‬ومــن املهــارات األساســيَّة التــي ت ُ َن َّمــى بفضــل الخطــوات املتَّبَعــة يف هــذه اإلســراتيجيَّة مهــار ُة التمييز‪ ،‬كام‬
‫يتجـ َّـى لنــا ذلــك جليًّــا من خــال خطواتهــا األربعــة اآلتيــة (الزهــراين‪ ،2018 ،‬ص‪:)55‬‬
‫ـرض عــى التالميــذ مجموعــات متنوعــة مــن الكلــات‪ ،‬وكل مجموعــة تتألــف مــن ســبع كلــات مختلفــة حــول‬ ‫ •تُعـ َ‬
‫ـن‪ ،‬يكتشــفه التالميــذ مــن خــال خرباتهــم ومطالعاتهــم املختلفــة عــدا كلمــة واحــدة ال صل ـ َة لهــا‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫مع‬ ‫ـوع‬ ‫ـ‬ ‫موض‬
‫مبوضــوع الكلــات الســت األخــرى‪.‬‬
‫ذات الصلــة باملوضوع املقصــود‪ ،‬ومتييــز الكلمة‬ ‫ •تنظيــم مناقشــة وحــوار مــع تالميــذ الصـ ِّـف لتحديــد الكلــات الســت ِ‬
‫التــي ليــس لهــا صلة‪ ،‬وشــطبها‪.‬‬
‫ذات صلة باملوضوع املقصود‪.‬‬ ‫الست الباقية إلنتاج عبارة أو جملة ِ‬ ‫ •تكليف التالميذ برتكيب الكلامت ِّ‬
‫املنطقي السليم‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ •تشجيع التالميذ يف ِخ َض ِّم ذلك كله عىل أساليب التفكري‬

‫‪1317‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ ¨برنامج كورت إلدوارد دي بونو‪:‬‬


‫ـت مجــاالت أو َو ْحــدات؛ بحيــث يحتــوي ُّكل مجــال عــى عــرة‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ع‬‫ز‬
‫َّ‬ ‫مو‬ ‫درس‬ ‫الــذي يتكــون مــن (‪ )60‬مهــارة أو‬
‫جانبــا واحـ ًدا مــن جوانــب التفكــر‪ ،‬وهــذه املجــاالت هــي‪ :‬توســيع اإلدراك‪ ،‬التنظيــم‪ ،‬التفاعــل‪ ،‬االبتــكار أو‬ ‫دروس تســتهدف ً‬
‫ر يف الجوانب واملهــارات املســته َدفة من ِّكل‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫ِ‬
‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫للتفصي‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫بالطب‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫املق‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫يتس‬ ‫وال‬ ‫ـط‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫التخطي‬ ‫ـف‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والعواط‬ ‫اإلبــداع‪ ،‬املعلومــات‬
‫ـدت العديــد مــن الدراســات الســابقة ف َعالِ َيتَــه يف تنميــة مهــارات التفكــر الناقــد‪.‬‬ ‫دروس هــذا الربنامــج الــذي أكـ ِ‬
‫ ¨منوذج هينز ‪:Hains‬‬
‫ن مســتوى مهــارات التفكــر الناقــد لــدى املتعلِّــم‪ ،‬وهــذه‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫تحس‬ ‫ها‬ ‫ِ‬ ‫ن‬‫ـأ‬
‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـئلة‬ ‫ـ‬ ‫أس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫خمس‬ ‫ح‬
‫ِ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫ط‬ ‫وهــو منــوذج يقــوم عــى‬
‫األســئلة هــي (الكحلــوت واألغــاء ‪ ،2013‬ص‪:)61‬‬
‫ ‪-‬مــا الــذي نســعى إىل تحقيقــه؟ والغــرض منــه تحديــد الهــدف مــن املــروع أو النشــاط قبــل الــروع فيــه‪ :‬أيــن نحــن‬
‫اآلن مــن تفكرينــا؟ هــل تعــرف متــى نســتطيع تحقيــق أهدافنــا؟‬
‫ ‪-‬كيف تنتقل من مرحلة ما يف التفكري إىل مرحلة أخرى إشارة إىل اإلجراءات والقرارات املتَّ َخذة‪.‬‬
‫ ‪-‬ما الذي يحدث يف بيئتنا ويؤث ِّر عىل تفكرينا؟‬
‫ ¨منوذج روبرت فيرش‪:‬‬
‫وهــو منــوذج يهتــم بتنميــة التفكــر الناقــد عنــد األطفــال؛ مــن خــال عــدد مــن الخطــوات أو املالمــح (العتــوم‪ ،‬بشــارة‪،‬‬
‫والجــراح‪ ،2009 ،‬ص‪:)87‬‬
‫ـت االنتبــاه‪ ،‬وعقــد املقارنــات‪،‬‬ ‫ ‪-‬طــرح األســئلة الجيــدة‪ ،‬وتنويعهــا؛ باعتبــار الســؤال الجيــد َم ْدعــا ٌة الســتثار ِة التفكــر‪ ،‬ولفـ ِ‬
‫الفرعيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫وتوليــد األفــكار‪ ،‬وللمزيــد مــن األســئلة‬
‫ـاب مــن التفكــر بصــورة أعمـ َـق‪ ،‬وتعديــل إجاباتهــم‪ ،‬أو ردود فعلهــم‪،‬‬ ‫ ‪-‬توظيــف الصمــت كاســراح ٍة معرفيَّــة مت ِّكــن الطـ َ‬
‫ومراجعتهــا‪.‬‬
‫ـرف عــى‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫والتع‬ ‫ـياء‬
‫ـ‬ ‫األش‬ ‫ـف‬
‫ـ‬ ‫ووص‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫املقارن‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫؛‬‫ـي‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫املنطق‬ ‫ـتدالل‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مامرس‬ ‫إىل‬ ‫ـال‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫األطف‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫تدع‬ ‫ـطة‬ ‫ـ‬ ‫أنش‬ ‫ ‪-‬اســتعامل‬
‫أَ ْو ُجــه االتفــاق واالختــاف‪.‬‬
‫ ‪-‬منذجة الخربة من خالل تصنيفها‪ ،‬ووضعها يف فئات ومجموعات تس ِّهل بناء ال َف ْهم لديهم‪.‬‬
‫ ‪-‬فهــم اآل َخريــن والــذات؛ مــن خــال تكويــن صــور ٍة ســليمة عنهــم وعنــه‪ ،‬ويتحقــق ذلــك مــن خــال اســتعامل املعلــم‬
‫الجامعيــة‪ ،‬وغريهــا مــن‬
‫َّ‬ ‫األســاليب بيداغوجيــة عديــدة؛ كتمثيــل األدوار‪ ،‬واســتعامل أســلوب القصــص واملناقشــات‬
‫التدريبيــة؛ كإســراتيجيات حــل املشــكالت عــى اختــاف أنواعهــا وأشــكالها‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫اإلســراتيجيات‪ ،‬والربامــج‪ ،‬والنــاذج‬
‫وإســراتيجية ال ِّن َقــاش والحــوار القامئــة عــى طــرح األســئلة عــى نحــو الســؤال والجــواب الســقراطي‪ ،‬ومنــوذج القــراءة‬
‫الناقــدة التأ ُّم َّليــة الفاحصــة‪ ...‬ال يتســع املقــام إلبرازهــا جمي ًعــا‪ ،‬وحسـ ُـبنا يف ذلــك اإلشــارة إليهــا‪ ،‬هــذا وينبغي اإلشــارة إىل‬
‫االختــاف املوجــود بــن الدارســن والباحثــن حــول أســلوب تدريــس هــذه املهــارات (مهــارات التفكــر الناقــد وتطبيــق‬
‫تلــك اإلســراتيجيات والربامــج؛ يكــون مــن خــال َد ْمـ ِج مهــارات التفكــر الناقــد مــع محتــوى املــواد الدراسـ َّـية‪ ،‬أم أن‬
‫خاصــة بهــا‪.‬‬ ‫ـتقل يف حصــة ومــادة َّ‬ ‫ـكل مسـ ٍّ‬ ‫األفضــل أن يح ـ ُد َث ذلــك بشـ ٍ‬
‫تدريســها وتعلي ُمها‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ومنطلــق هــذا االتجــاه األخــر يشــبه مهــارات التفكــر الناقــد مبهــارات القــراءة والكتابــة‪ ،‬وبذلــك ميكــن‬
‫ـدرايس‪ ،‬كــا الحــال مع القــراءة والكتابــة‪ ،‬بينــا ينطلق االتجــاه األول الــذي يدعــو إىل دم ِجها‬ ‫ِّ‬ ‫منفصــل عــن املحتــوى الـ‬ ‫بشــكل ِ‬
‫ـدرايس كمجــال لتنــا ُول بعــض مظاهــر التفكــر الناقــد‪ ،‬ويف جميــع املراحــل والصفوف الدراســيَّة مــن أن فصل‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫يف املحتــوى الـ‬
‫مهــارات التفكــر الناقــد‪ ،‬وتدريســها كمقاييــس منفصلــة ال يضمــن‪ ،‬وال ميكــن املتعلِّم مــن تطبيقهــا يف مواقف الحيــاة املختلفة‬
‫ـدرايس‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫(أبــو مهــادي ‪ ،2011‬ص‪)40‬؛ فضـ ًـا عــن كونــه ‪-‬أي‪ :‬الفصــل‪ -‬تحرمــه مــن فُ َرصــة مثينــة لفهــمٍ أعمـ َـق للمحتــوى الـ‬
‫والتغلــب عــى صعوبــات اســتيعابه (بــن يخلــف وخاليفيــة‪ ،2017 ،‬ص‪ ،)166‬ويف هــذا ك َمخــرج لهــذا الجــدل بــرز اتجــاه‬
‫توفيقــي ثالــث يف تعليــم مهــارات التفكــر الناقــد‪ ،‬يدمــج بــن االتجــاه األول مــن خــا ِل تضمــن املناهــج الدراســيَّة وحــدة‬
‫ـي مــا يكفيهــا‪ ،‬ويكلــف بهــا ُمعلِّمــن وأســاتذة‬ ‫خاصــة مبهــارات التفكــر الناقــد‪ ،‬يخصــص لهــا مــن الزمــن البيداغوجـ ِّ‬ ‫تعليميَّــة َّ‬
‫مؤ َّهلــن لتدريســها‪ ،‬وبــن االتجــاه الثــاين مــن خــال توظيــف محتويــات املــواد الدراســيَّة يف تعليــم مهــارات التفكــر الناقد‪.‬‬
‫(صــري عــي محمــود‪ ،‬وخطــاب‪ ،2014 ،‬ص‪)237‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1318‬‬
‫ويف ذات الصــدد يقــرح مارزانــو وآخــرون «نشــاطات تعليميَّــة مــن شــأنها تنميــة مهــارات التفكــر الناقــد تقــوم عــى‬
‫الدمــج بــن االتجاهــن الســابقني مــن خــال (أبــو مهــادي ‪ ،2011‬ص‪:)35‬‬
‫املدرسية مبهارات التفكري الناقد‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬إغناء وإثراء الكتب‬
‫ِ‬
‫ ‪-‬تشجيع الطلبة عىل قراءة األدب الذي يعكس قيَ ًم وتقاليد ومناقشة ذلك‪.‬‬
‫ ‪-‬إدارة مناقشات ومناظرات يف موضوعات مختلفة‪ ،‬وعامة تتيح للطلبة تقديم‪ ،‬وإبداء آرائهم ووجهات نظرهم‪.‬‬
‫الص ُحف والجرائد‪ ،‬وإيجاد أمثلة عن التحيُّز والتعصب فيها‪.‬‬ ‫ ‪-‬تشجيع الطلبة عىل تحليل مقاالت ُّ‬
‫ ‪-‬تشجيع الطلبة عىل الكتابة يف موضوعات ذات صلة بحياتهم وواقعهم املعيش‪ ،‬ومناقشة ما يكتبون مع أنفسهم‪.‬‬

‫الخامتة‪:‬‬
‫يف ختــام هــذا الورقــة نؤكِّــد عــى مــا دلــت عليــه أغلــب الدراســات مــن أن تعليــم التفكــر الناقــد هــو ســبيلنا لتجويــد‬
‫ـي لتحقيــق النوعيَّــة الرتبويَّــة التــي نصبــو إليهــا منــذ أمـ ٍـد بعيــد‪ ،‬بهــا‬ ‫عمليــات التعليــم والتعلُّــم ومخرجاتهــا‪ ،‬والضــان الحقيقـ ُّ‬
‫وض َعهــا املتخلِّــف منــذ قــرون وعقــود مضــت وال يــزال؛ ولذلــك علينــا أن نركِّـ َز االهتــام بــكل‬ ‫تن َهــض مجتمعاتنــا‪ ،‬وتتجــاوز ْ‬
‫الربامــج واإلســراتيجيات التدريبيَّــة‪ ،‬التــي مــن شــأنها أن تض َمـ َن لنــا تعلُّـ َم وتــد ُّر َب أبنائنــا عــى مهــارات التفكــر القويــم كلِّه‬
‫ـي‪ ،‬وليــس فقــط التفكــر الناقــد‪ ،‬وتذليــل كل الصعــاب والعقبــات التــي ت َ ُحــول دو َن تحقيــق تعلُّم‬ ‫ـي واملوضوعـ ِّ‬‫كالتفكــر اإلبداعـ ِّ‬
‫ن مهــارات التفكــر‬ ‫ـايس مــن تعليــم وتعلُّــم التفكــر الناقــد هــو تحسـ ُ‬ ‫جيــد ملهــارات التفكــر الناقــد؛ حيــث إن الهــدف األسـ َّ‬
‫لــدى الطلبــة‪ ،‬والتــي مت ِّكنهــم تب ًعــا لذلــك مــن النجــاح يف مختلِــف جوانــب حياتهــم‪ ،‬كــا أن تشــجي َع روح التســاؤل والبحــث‬
‫ـري أو االستكشــاف؛ كل ذلــك يــؤ ِّدي إىل توســيع آفــاق الطلبــة املعرفيَّــة‪،‬‬ ‫واالســتفهام‪ ،‬وعــدم التســليم بالحقائــق دون التحـ ِّ‬
‫ويدفعهــم نحــو االنطــاق إىل مجــاالت علميَّــة أوســع؛ مــا يعمــل عــى ثــرا ِء أبنيَ ِتهــم املعرفيَّــة‪ ،‬وزيــادة التعلُّــم النوعــي لديهــم‪،‬‬
‫وتــزداد أهميتُــه إذا مــا اقتنعنــا بوجهــة النظــر القائلــة إن التعلُّــم تفكــر‪.‬‬

‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫ ‪-‬ابتســام محمــود عبــد الحميــد منصــور‪ .)2006( .‬أثــر اســتخدام إســراتيجيَّات التفكــر الناقد يف اكتســاب املفاهيــم‪ .‬كلية‬
‫الدراســات العليــاء الجامعــة األردنيَّة‪.‬‬
‫ـايض يف تنميــة بعــض قــدرات التفكــر الناقــد لــدى تالميــذ املرحلــة‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الري‬ ‫ـدين‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الب‬ ‫ـاط‬ ‫ ‪-‬أحمــد زيــوش‪ .)2010( .‬دور النشـ‬
‫والرياضيــة (‪.)7‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫البدني‬
‫َّ‬ ‫ـطة‬ ‫ـ‬ ‫األنش‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫وتقني‬ ‫الثانويَّــة‪ .‬املجلــة ال ِع َّ‬
‫لميــة لعلــوم‬
‫ ‪-‬إيــاد أحمــد شــيحان الدليمــي وعمــر عبــد الــرزاق الهوميــل (‪ )2017‬مهــارات التفكــر الناقــد امل ُتض َّمنــة يف كتــاب اللُّغــة‬
‫العربيَّــة للصــف الثامــن يف األردن (دراســة وصفيَّــة تحليليَّــة مجلــة الجامعــة اإلســاميَّة للدراســات الرتبويَّــة والنفســيَّة‪،‬‬
‫ص ص ‪.548-574‬‬
‫ ‪-‬إميــان محمــد صــري‪ ،‬حمــدان محمــد عــي‪ ،‬حمــدي أحمــد محمــود‪ ،‬وأحمــد عــي خطــاب‪ .)2014( .‬تعليم التفكــر رؤى‬
‫يب‪.‬‬
‫تطبيقيــة القاهــرة‪ :‬دار الفكــر العر ِّ‬ ‫َّ‬ ‫تنظرييــة ومســارات‬
‫ـي و َعالقتــه بالتفكــر الناقــد وجــودة الحيــاة لــدى ُمعلِّمــي‬ ‫ ‪-‬إميــان محمــود محمــد أبــو يونــس‪ .)2013( .‬الــذكاء االجتامعـ ُّ‬
‫ـايس مبحافظــة خــان يونــس كليــة الرتبيــة قســم علــم النفــس‪ .‬غــزة الجامعــة اإلســاميَّة غــزة‪.‬‬ ‫مرحلــة التعليــم األسـ ِّ‬
‫وإســراتيجيات تدريســه اإلســكندرية‪ :‬مركــز اإلســكندرية‬ ‫َّ‬ ‫ومهاراتــه‬ ‫التفكــر‬ ‫)‪.‬‬‫‪2001‬‬ ‫(‬ ‫عــر‪.‬‬ ‫ ‪-‬حســني عبــد البــاري‬
‫لالكتتــاب‪.‬‬
‫ ‪-‬خالــد بــن ســعيد الزهــراين‪( .‬مــاي ‪ .)2018‬مــدى مت ُّكــن طــاب الصــف األول متوســط يف مدينــة جــدة باململكــة العربيَّــة‬
‫الســعوديَّة‪ .‬مجلــة العلوم الرتبويَّــة والنفســيَّة (‪ ،)12‬ص ص ‪.51-67‬‬
‫ ‪-‬ختــام أحمــد الكحلــوت‪ ،‬وعبــد املعطــي رمضــان األغــا‪ .)2013( .‬مــدى تضمــن محتــوى كتــاب الجغرافيــا للصــف‬
‫الســادس األســايس ملهــارات التفكــر الناقــد‪ ،‬واكتســاب الطلبــة لهــا رســالة الدكتــوراه‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬قســم املناهــج وط ُُرق‬
‫التدريــس‪ ،‬غــزة‪.‬‬

‫‪1319‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ ‪-‬رانيــا أحمــد عــي فقيهــي (‪ .)2006‬برنامــج باريــس وأثــره يف تعليــم التفكــر الناقــد لطالبــات قســم العلــوم االجتامعيَّــة‬
‫ـرق التدريــس‪ .‬رضــا‬ ‫بجامعــة طيبــة رســالة املاجســتري كليــة الرتبيــة والعلــوم اإلنســانيَّة جامعــة طيبــة قســم املناهــج وطُـ ُ‬
‫حــرش‪َ .)2014( .‬عالقــة القيــم التقليديَّــة لــأرسة الجزائريــة بالتفكــر الناقــد املجلــة الجزائريــة للطفولــة والرتبيــة‪ ،‬ص‬
‫ص ‪.23-50‬‬
‫عمليــة املجلــد‪ )1( ،‬عــان‪ :‬دار الثقافــة‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫وتطبيق‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫تدريب‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫ومهارات‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫التفك‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫)‪.‬‬ ‫‪2007‬‬ ‫(‬ ‫ـز‪.‬‬‫ـ‬ ‫العزي‬ ‫ ‪-‬ســعيد عبــد‬
‫للنــر والتوزيــع‪.‬‬
‫ ‪-‬ســاف مــري ونــوال بــن عــي (‪ )22‬جــوان (‪ )2018‬أهميَّــة التفكــر الناقــد يف ســرورة بنــاء املــروع الشـ ّ‬
‫ـخيص‬
‫للتلميــذ‪ .‬مجلــة العلــوم النفســيَّة والرتبويَّــة (‪ ،)2‬ص ص ‪.291-304‬‬
‫ ‪-‬صابــر عبــد الكريــم أبــو مهــادي‪ .)2011( .‬مهــارات التفكــر الناقــد امل ُتض َّمنــة يف منهــاج الفيزيــاء للمرحلــة الثانويَّــة‬
‫ـامية‪.‬‬
‫ـرق التدريــس غــزة‪ :‬الجامعــة اإلسـ َّ‬ ‫ومــدى اكتســاب الطلبــة لهــا‪ .‬كليــة الرتبيــة قســم املناهــج وطُـ ُ‬
‫ ‪-‬صــادق عبــد النــور عزيــز‪ ،‬وصفــاء طــارق حبيــب كرمــة‪ .)2012( .‬تطويــر اختبــار كاليفورنيــا ملهــارات التفكــر الناقــد‬
‫الســات الكامنــة األســتاذ‪ ،‬ص ص ‪.693-718‬‬ ‫لــدى طلبــة الجامعــة َوف ًقــا لنظريــة ِّ‬
‫ ‪-‬صــاح الرشيــف عبــد الوهــاب‪ ،‬ووالء فــوزي عبــد الحليــم الحلــواين (‪ ،)2016‬فعاليــة اســتخدام أنشــطة بعــض الــذكاءات‬
‫االبتدائيــة ذوي صعوبــات التعلُّــم املجلــة الجزائريــة للطفولــة‬
‫َّ‬ ‫املتعـ ِّددة يف تنميــة التفكــر الناقــد لــدى تالميــذ املرحلــة‬
‫والرتبيــة (‪ )2‬ص ‪.321-336‬‬
‫العلمي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ ‪-‬عبد الواحد حميد الكبييس (‪ )2014‬الرسعة اإلدراكيَّة والبديهية ومستويات التفكري عامن‪ :‬دار اإلعصار‬
‫ ‪-‬عدنــان العلــوم‪ ،‬موفــق بشــارة‪ ،‬وعبــد النــارص الجــراح (‪ .)2009‬تنميــة مهــارات التفكــر منــاذج نظريَّــة وتطبيقــات‬
‫عــان‪ ،‬األردن‪ :‬دار املســرة للنــر‪.‬‬ ‫عمليــة‪َّ ،‬‬‫َّ‬
‫املعريف مرص‪ :‬دار املعرفة الجامعيَّة‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ ‪-‬عزيزة السيد (‪ )1990‬التفكري الناقد دراسة يف علم النفس‬
‫ـريف يف‬‫ـراتيجيات التفكــر مــا وراء املعـ ّ‬‫َّ‬ ‫ ‪-‬عمــر بــن ســليامن بــن شــاش الشــاش (‪ .)2017‬أثــر اســتخدام بعــض إسـ‬
‫مســتوى التفكــر الناقــد والثقــة بالنفــس لــدى طــاب جامعــة شــقراء مجلــة كليــة الرتبيــة األساسـ َّـية للعلــوم الرتبويَّــة‬
‫واإلنســانية‪ ،‬ص ص ‪.173-200‬‬ ‫َّ‬
‫ ‪-‬غانم‪ )2009( .‬مقدمة يف تدريس التفكري (املجلد (‪ )1‬عامن‪ :‬دار الثقافة للنرش والتوزيع‪.‬‬
‫ ‪-‬محمــد بــن يخلــف ومحمــد خاليفيــة‪ )0630، (2017( .‬تعليــم مهــارات التفكــر الناقــد يف املناهــج الدراسـ َّـية‪ .‬مجلــة‬
‫والتعليميــة (‪ ،)12‬ص ص ‪.159-173‬‬ ‫َّ‬ ‫البحــوث الرتبويَّــة‬
‫ ‪-‬نهيــل صبحــي أبــو الليــل (‪ )2011‬أثــر برنامــج بالوســائط املتعـ ِّددة يف الرتبيــة اإلســاميَّة عــى تنميــة املفاهيــم ومهــارات‬
‫التفكــر الناقــد لــدى طالبــات الصــف الســادس يف املــدارس الحكوميَّــة بغــزة‪ .‬رســالة ماجســتري‪ ،‬كليــة الرتبيــة قســم‬
‫ـرق التدريــس‪ ،‬غــزة‪.‬‬ ‫املناهــج وطُـ ُ‬
‫ ‪-‬العمــري‪ ،‬فايــزة عــوض عزيــز (‪ .)2016‬فاعليــة اســتخدام منــوذج بوســر يف تصويــب التصــورات الخطــأ يف مــادة‬
‫التوحيــد وتنميــة مهــارات التفكــر الناقــد لــدى طالبــات املرحلــة الثانويَّــة رســالة املاجســتري‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬اململكــة‬
‫العربيــة الســعوديَّة‪.‬‬
‫َّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1320‬‬
‫َّ‬
‫غوية‬ ‫إعادة النظر في المهارة ُّ‬
‫الل‬
‫دراسة إبستمولوجية من التجربة اإلندونيسية‬

‫الدكتور‪  /‬ريبوت نور هدى‪ ‬‬


‫جامعة سونان أمبيل اإلسالميَّة الحكوميَّة – سورابايا – إندونيسيا‬

‫‪Pasuruan1989@gmail.com‬‬

‫املستخلَص‪:‬‬
‫إن تجربــة تعليــم اللُّغــة العربيَّــة يف إندونيســيا عمو ًمــا تتقيــد بحالــة املتعلِّمــن الذيــن يتعاملــون مــع القـرآن والكتــب العربيَّة‬
‫ـي « َمــن تعلَّــم لغـ ًة مــا نطــق بتلــك اللُّغــة»‪ .‬ويف هــذه الحالــة واملنطــق كانــت‬ ‫معاملــة تجعــل اللُّغــة العربيَّــة تراثيــة‪ .‬ومــن املنطقـ ّ‬
‫إعــادة مهــارة اللُّغــة إىل مكانهــا واجبــة املناطقــة‪ ،‬مــع االعــراف بــأن املصطلــح يتطلــب اتفــاق أصحــاب هــذه اللُّغــة‪ .‬وهــذا‬
‫بناء‬
‫ليــس دليـ ًـا عــى عــدم األهميــة يف القــراءة والكتابــة؛ بــل دليـ ًـا عــى رضورة مراجعــات املفهومني اللُّغــة واملهــارة اللُّغويَّــة ً‬
‫ن‬‫اطقـ َ‬‫ـكل يشء حـ ًّدا‪ ،‬ولــكل حـ ّد حـ ّـق‪ .‬واملالحظــة يف هــذا البحــث أن الوقائــع يف َميْــدان تعليــم اللُّغــة العربيَّــة لل َّن ِ‬ ‫عــى أ ّن لـ ّ‬
‫بغريهــا تكشــف وجــود األزمــة ال ِعلميَّــة يف فَ ْهــم املهــارة اللُّغويَّــة‪ ،‬وهــي عــدم االلتــزام بطبيعــة اللُّغــة كــا حلّلــه الباحــث بالتزام‬
‫ضوابــط الدراســة اإلبســتيمولوجية‪ .‬ولهــذا‪ ،‬كانــت الفرضيَّــة صالحــة للتحقيــق واملتابعة‪.‬‬
‫املقدمة‪:‬‬
‫ليــس بغريــب عــن أحــد أن اللُّغــة العربيَّــة ظاهــرة صوتيَّــة لهــا أبعادهــا الرمزيــة والثقافيَّــة‪ ،‬ولهــا مكانتهــا العاليــة يف‬
‫ـن هــذه األبعــاد مــا قالــه اإلمــام الشــافعي‪« :‬أن النــاس مــا جهلــوا‪ ،‬ومــا اختلفــوا‬ ‫اإلســام؛ كــا يفهمــه القــايص والــداين‪ .‬يبـ ِّ‬
‫إال لرتكهــم لســان العــرب‪ ،‬وميلهــم إىل لســان أرســطو»(((‪ .‬وقــول الشــافعي يؤكّــد جزئيــة اللُّغــة العربيَّــة مــن الديــن‪ ،‬وإن كان‬
‫هــذا التأكيــد –إن صــح التعبــر– غــر مقبــول كليًّــا عنــد أتبــاع علامنيــة اللُّغــة أو أتبــاع فصــل اللُّغــة عــن الديــن‪ .‬وذكــر كلمــة‬
‫العلامنيــة هنــا ملجــرد توضيــح مــا فيــه مــن وجــود القضيــة االجتامعيَّــة يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬عمـ ًـا بالقاعــدة املعروفــة أ ّن‬
‫باألضــداد تتضــح األشــياء‪.‬‬
‫الجزئيــة أنَّهــا ال تتعــارض مــع أصــول اللُّغــة والنحــو عنــد العــرب واملســلمني‪ .‬ويف‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫لحج‬ ‫ـهد‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـد‬ ‫وفضـ ًـا عــن ذلــك‪ ،‬قـ‬
‫والوطنيــة؛ كــا يظهــر يف تكويــن‬ ‫َّ‬ ‫ة‬ ‫ـامي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫و‬‫ِ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ي‬‫د‬‫ّ‬ ‫تح‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫تنفص‬ ‫ال‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫كان‬ ‫التجربــة اإلندونيســية‬
‫املهــارات اللُّغويَّــة يف املعهــد الســلفي والحديــث‪ .‬تــرى الباحثــة دار الشــفاعة أن املعهــد الســلفي يرتكــز إىل «املهــارة الرمزيــة»‪،‬‬
‫ـامية؛ وأمــا املعهــد الحديــث يرتكــز إىل «املهــارة اللُّغويَّــة» التــي‬ ‫قصــد بهــا تف ّقــه العلــوم اإلسـ َّ‬ ‫وهــي القــراءة والكتابــة التــي يُ َ‬
‫ـا بتلــك اللُّغــة(((‪ .‬وهــذان املعهــدان أو النوعــان مــن املعاهــد ميثّــان وجــود‬ ‫ً‬ ‫ـ‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ومتك‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫غو‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـة‬‫تجعــل املتعلِّــم مســتفي ًدا مــن البيئـ‬
‫العربيــة بإندونيســيا عمو ًمــا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫اختــاف الدافــع وامليــول يف تعلُّـ‬
‫ـوي‬
‫وأمــا الخلــط فهــو مشــكلة مــن مشــكالت تعليــم اللُّغــة العربيَّــة املنهجيَّــة املعقــدة التــي ينبغــي أن يهتــم بهــا املركــز الرتبـ ّ‬
‫بالشــارقة بدولــة اإلمــارات العربيــة املتحــدة‪ ،‬ســنة‬ ‫للُّغــة العربيَّــة لــدول الخليــج إليجــاد الحلــول مــن خــال املؤمتــر الســادس َّ‬
‫ـي الصحيــح‪ .‬وقــال إســاعيل مظهــر‬ ‫‪2022‬م‪ .‬وأن النهــوض باللُّغــة العربيَّــة يطالــب حاميتهــا الرتبويَّــة كاللغــة مبفهومهــا العلمـ ّ‬
‫الــذي قـ ّدم رؤيتــه حــول تجديــد العربيَّــة بحيــث تصبــح وافيــة مبطالــب العلــوم والفنــون‪« :‬وكل مــا ال حــدود لــه ال علــم فيــه؛‬
‫فــإن العلــم أول يشء حــدود وضوابــط هــي أشــبه باملنطــق عنــد القدمــاء‪ .‬ومنطــق العلــم مــن شــأنه البيــان والتعيــن»(((‪.‬‬

‫(( ( عبــد العــال ســامل مكــرم‪ ،‬الق ـرآن الكريــم وأثــره يف الدراســات النحويــة‪( ،‬الكويــت‪ :‬جامعــة الكويــت‪1978 ،‬م)‪ ،‬ص ‪ .54‬وذكــر الذهبــي يف‬
‫وأيضــا‪ ،‬ذكــره الســيوطي‬
‫ـح‪ً .‬‬ ‫ســر أعــام النبــاء (ج‪ /8 ‬ص ‪ )268‬أن هــذا القــول حكايــة نافعــة؛ لكنهــا –وإن كانــت مشــهورة‪ -‬منكــرة أي ال تصـ ّ‬
‫يف صــون املنطــق والــكالم عــن فنــي املنطــق والــكالم (ص ‪ )47-48‬دون أن ينســب انتهــاء ســند هــذا القــول إىل القائــل اإلمــام الشــافعي‪.‬‬
‫(( ( دار الشــفاعة‪ ،‬تكويــن املهــارات اللغويــة يف املعهــد الســلفي والحديــث‪ ،‬التدريــس‪ :‬مجلــة تربيــة اللغــة العربيــة‪ ،‬املجلــد الرابــع‪ ،‬العــدد األول‬
‫(يونيــو‪2016‬م)‪12-35، http://doi.org/10.21274/tadris.2016.4.1.12-35 :‬‬
‫(( ( إسامعيل مظهر‪ ،‬تجديد العربية‪ :‬بحيث تصبح وافية مبطالب العلوم والفنون‪( ،‬اململكة املتحدة‪ :‬هنداوي‪2020 ،‬م)‪ ،‬ص ‪.9‬‬

‫‪1321‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ومــن الثابــت املقــرر أن علميَّــة اللُّغــة العربيَّــة تش ـ ّكل مفهــوم مهــارة اللُّغــة العربيَّــة‪ .‬وإعــادة النظــر يف املهــارة اللُّغويَّــة‬
‫تتــم بإزالــة اللبــس بــن اللُّغــة والرمــز واالبتعــاد عــن الخلــط بينهــا‪ ،‬وتبيــن الحــدود اللُّغويَّــة وضوابــط املهــارة اللُّغويَّــة‪ .‬ويف‬
‫ـي تؤكّــد عامليَّــة اللُّغــة‬
‫الوقــت نفســه‪ ،‬كانــت االســتفادة مــن اللغويــن والتجــارب والخــرات العامليَّــة يف هــذا النظــر العلمـ ّ‬
‫الرقْميَّــة وكــون العربيَّــة لغــة الحضــارة اإلنســانيَّة مقبولــة عنــد كل مجتمــع‪.‬‬ ‫للعربيــة ذاتهــا‪ .‬وزاد عــن ذلــك‪ ،‬كان تطــور البيئــات َّ‬
‫والقضيــة الســيكولوجية واالجتامعيَّــة واملنهجيَّــة واللغويَّــة التــي ســبقت اإلشــارة إليهــا صــارت تكشــف أن توطــن اللُّغــة العربيَّــة‬
‫مقــرح مناســب بحـ ّـل تلــك القضايــا والتحيــات‪ ،‬وليــس تعريــب إندونيســيا الــذي يــرى أنَّــه يهاجــم هويتهــا األصليَّــة املعروفــة‪.‬‬
‫تتأســس‬ ‫ـوي‪ ،‬ولك َّنهــا ال ّ‬‫التواصــل اللُّغـ ّ‬
‫ُ‬ ‫أهميــة املهــارات اللُّغويَّــة يف‬ ‫ومبقارنــة يســرة‪ ،‬كانــت هنــاك دراســة ســابقة حــول َّ‬
‫العقليــة القدميــة ألربــع املهــارات األساسـ َّـية (االســتامع‪ ،‬والحديــث‪،‬‬ ‫العربيــة‪ ،‬وال يــزال ينبنــي عــى َّ‬ ‫َّ‬ ‫عــى انضبــاط املفهــوم للُّغــة‬
‫ـوي والكتــايب(((‪ .‬فالدراســات حــول‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـال‬
‫ـ‬ ‫االتص‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫عملي‬
‫َّ‬ ‫ق‬‫ـر‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫نفس‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫الوق‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫تل‬ ‫أن‬ ‫والقــراءة‪ ،‬والكتابــة)‪ ،‬رغــم‬
‫أهميــة‬
‫َّ‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫واإلضاف‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫والنظ‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫م‬
‫ُّ‬ ‫التأ‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫كث‬ ‫إىل‬ ‫ـاج‬ ‫ـ‬ ‫تحت‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫وق‬ ‫األوىل‪،‬‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫مراحله‬ ‫ويف‬ ‫ـدودة‬ ‫ـ‬ ‫مح‬ ‫هــذا املوضــوع ال تــزال‬
‫املوضــوع وحيويتــه‪.‬‬
‫مشكلة البحث‪:‬‬
‫إن مســألة التهافــت يف القضيــة اللُّغويَّــة قــد أورثــت مســألة تهافــت املهــارة اللُّغويَّــة‪ .‬وتهافــت املهــارة أورث ومل يــزل يــورث‬
‫العربيــة‪ ،‬وهــو تزويــد املتعلِّمــن بكفــاءات ميكنهــم‬ ‫َّ‬ ‫االنحــراف عــن الهــدف األســمى واملقصــود األعظــم مــن تعليــم اللُّغــة‬
‫يب فقــط أو بكفايــة‬
‫ّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫بالتواص‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫تزوي‬ ‫ـفهي والكتــايب‪ ،‬وليــس‬
‫التواصــل الشـ ّ‬
‫ُ‬ ‫اســتثامرها يف مختلــف وضعيــات‬
‫ـوي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫التواصــل‬
‫ُ‬ ‫القــراءة والكتابــة دون‬
‫أسئلة البحث‪:‬‬
‫ ‪-‬كيف تبدو التجربة اإلندونيسية يف تعليم املهارة اللُّغويَّة؟‬
‫ ‪-‬ما مفهوم اللُّغة واملهارة اللُّغويَّة؟‬
‫والخارجي للمهارة اللُّغويَّة التي تحتاج إىل إعادة النظر؟‬
‫ّ‬ ‫الداخيل‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬ما مدى االتساق‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫التعرف عىل التجربة اإلندونيسية يف تعليم املهارة اللُّغويَّة‪.‬‬ ‫ ‪ُّ -‬‬
‫ ‪ُّ -‬‬
‫التعرف عىل حقيقة اللُّغة واملهارة اللُّغويَّة‪.‬‬
‫والخارجي للمهارة اللُّغويَّة التي تحتاج إىل إعادة النظر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الداخيل‬
‫ّ‬ ‫ ‪ُّ -‬‬
‫التعرف عىل مدى االتساق‬
‫منهجية البحث‪:‬‬
‫َّ‬
‫ـي والتاريخــي مســتفي ًدا مــن دراســة إبســتمولوجية مــن التجربــة اإلندونيســية‪.‬‬ ‫اســتخدم الباحــث املنهــج الوصفــي التحليـ ّ‬
‫والهــدف مــن هــذا البحــث أن يتـ ّم تحليــل املهــارة اللُّغويَّــة يف مفهومهــا الصحيــح املتَّ ِســق مبفهــوم اللُّغــة ذاتهــا؛ حيــث تنحرص‬
‫ن بغريهــا بإندونيســيا‪ .‬فالعلميــة هــي الخطــوة األوىل قبــل تربيــة‬ ‫العربيــة لل َّن ِ‬
‫اطقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫مشــكلة هــذا البحــث يف قضيــة تعليــم اللُّغــة‬
‫العربيــة الصحيــح‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫العربيــة عــى أســاس مفهــوم مهــارة‬
‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫انطالقًــا مــن هــذا املنهــج‪ ،‬قــام الباحــث بجمــع املعلومــات املتعلِّقــة باملنظومــة الفكريَّــة للُّغــة العربيَّــة ومهارتهــا؛ ألجــل أن‬
‫ـي واالتســاق الخارجــي بــن مفهــوم اللُّغــة العربيَّــة ومهارتهــا‪ ،‬مــع‬ ‫تثبــت خطــوات البحــث للوصــول إىل مــدى االتســاق الداخـ ّ‬
‫مبســط إلجــراء البحــث الــازم مــن خــال الجــدول مــا يــي‪:‬‬ ‫مراعــاة تخريــط الهيــكل الفكــري بشــكل َّ‬

‫(( ( رافــد صبــاح التميمــي وبــال إبراهيــم يعقــوب‪ ،‬املهــارات اللغويــة ودورهــا يف التواصــل اللغــوي‪ ،‬مجلــة مــداد األدب‪ ،‬املجلــد الحــادي عــر‪،‬‬
‫العــدد التاســع‪2015( ،‬م)‪1-24، https://digitalcommons.aaru.edu.jo/midad/vol11/iss1/9 :‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1322‬‬
‫جدول ‪ :1-1‬التخريط إلجراء البحث‬
‫فرضيــة هــذا اإلشــكال؛ كام ســيأيت بيانــه بيانًا‬
‫َّ‬ ‫ـأت االعــراض عــى‬ ‫ـري لبحــث هــذه املســألة‪ ،‬ولعلّــه ال يتـ َّ‬
‫وهــذا اإلطــار النظـ ّ‬
‫أوليــة تم تشــكيلها كوســيلة لفهــم نتائــج البحث ومناقَشــتها‪.‬‬‫َّ‬ ‫ـات‬
‫ـ‬ ‫نظري‬ ‫مفصـ ًـا باالعتــاد عــى‬
‫َّ‬
‫نتائج البحث ومناقَشتها‪:‬‬
‫القومية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫العربية وال ُه ِو َّية‬ ‫َّ‬ ‫ ¨التجربة اإلندونيسية‪ :‬ال َعالقة بني اللُّغة‬
‫إن مكانــة اللُّغــة العربيَّــة بالنســبة للهويــة اإلندونيســية هــي اللُّغــة الثانيــة بعــد اللُّغة اإلندونيســية كاللغــة األوىل‪ .‬وهــذه املكانة‬
‫الثانيــة بالنظــر إىل معظــم ســكانها املســلمني‪ ،‬وكــون اللُّغــة العربيَّــة أول لغــة أجنبيــة دخلــت إندونيســيا التــي ُعرفــت آنــذاك‬
‫باســم نوســانتارار؛ بــل أول لغــة ســمعها األطفــال بعــد والدتهــم مــن األذان املعــروف باللُّغــة العربيَّــة‪ .‬وتاريــخ دخــول اللُّغــة‬
‫العربيَّــة يف إندونيســيا ال ينفصــل عــن تاريــخ دخــول اإلســام يف نوســانتارا‪ .‬وبعــد ذلــك‪ ،‬كانــت اللُّغــة العربيَّــة تتطــور مبراحل‬
‫مختلفــة حســب حاجــات الشــعب اإلندونيــي إىل هــذه اللُّغــة‪ .‬وقــال بــايس وحيــدة بخصــوص تاريــخ تطــور اللُّغــة العربيَّــة‬
‫يف إندونيســيا‪« :‬أمــا تطورهــا فينقســم إىل أربــع مراحــل؛ وهــي مرحلــة تعليــم أحــرف الهجــاء‪ ،‬ومرحلــة تعليــم اللُّغــة العربيَّــة‬
‫التقليديَّــة‪ ،‬ومرحلــة تعليــم اللُّغــة العربيَّــة ال َعمليَّــة التطبيقيَّــة‪ ،‬ومرحلــة تعليــم اللُّغــة العربيَّــة االفرتاضيَّــة»(((‪.‬‬
‫ـمية ِمـ ْن ِق َبــل الحكومة اإلندونيســية فــإن وجــود التنافس‬ ‫العربيــة بهــذه املكانــة املهمــة مل تكــن مقــررة رسـ َّ‬ ‫َّ‬ ‫وإن كانــت اللُّغــة‬
‫العربيــة واإلنجليزيــة والصينيــة التــي لهــا القــوة االقتصاديَّــة مؤثِّــرة بصــورة قويَّــة؛ كــا‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـها‬ ‫ـ‬ ‫رأس‬ ‫ـى‬ ‫بــن اللغــات؛ وعـ‬
‫يب الــذي ورثــه الجيــل‬ ‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـود‬‫ـ‬ ‫وج‬ ‫ـك‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫وم‬ ‫‪.‬‬‫ـدويل‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫جاكرت‬ ‫ـار‬‫ـ‬ ‫مط‬ ‫يف‬ ‫ـزل‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ومل‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الصيني‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ظهــرت كتابــات‬
‫ـامية للشــعب اإلندونيــي أصبــح بــا‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫والثقاف‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫للفك‬ ‫ـا‬‫ً‬ ‫ـ‬ ‫دلي‬ ‫كان‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫وال‬ ‫ـيا‬‫ـ‬ ‫بإندونيس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫الرتبو‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫املؤس‬
‫القديــم يف َّ‬
‫ـامية‪ ،‬واألذان الــذي كان أول لغــة‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫للثقاف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ًّ‬ ‫ي‬‫جوهر‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ن‬
‫ً‬ ‫رك‬ ‫كان‬ ‫ـذي‬‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫الكري‬ ‫آن‬‫ر‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫وكذل‬ ‫ـد‪.‬‬‫ـ‬ ‫الجدي‬ ‫فائــدة للجيــل‬
‫ـانية؛‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫ـارة‬ ‫ـ‬ ‫الحض‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫له‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫فرد‬ ‫ـادة‬ ‫ـ‬ ‫وعب‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫تاريخي‬
‫َّ‬ ‫ـرى‬ ‫ـ‬ ‫ذك‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫كاله‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫أصب‬ ‫ـي؛‬ ‫ـ‬ ‫اإلندوني‬ ‫ـعب‬ ‫يســمعها الشـ‬
‫العربيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫واســتنا ًدا إىل ذلــك‪ ،‬فــإن إعــادة النظــر يف املهــارة اللُّغويَّــة تعتمــد عــى ظاهــرة ال َعالقــة املتبا َدلــة بــن اللُّغــة العربيَّــة‬
‫وال ُه ِويَّــة القوميَّــة العربيَّــة؛ كــا أ َّن األســاس الصحيــح للقوميــة هــو اللُّغــة‪ .‬ويف الوقــت نفســه‪ ،‬كانــت ال َعالقة العميقــة والحميمة‬
‫بــن اللُّغــة العربيَّــة واإلســام تفتــح بــاب توطينهــا يف إندونيســيا دون تجاهــل أن فصــل اللُّغــة العربيَّــة عــن اإلســام يف الدول‬
‫ـي يف اللُّغــة العربيَّــة؛ كــا يراه إســاعيل‬ ‫العربيَّــة واإلســاميَّة عبــارة عــن أزمــة املثقفــن العــرب‪ ،‬بــل كان ســببًا للـراع الداخـ ّ‬
‫مظهــر يف مســألة وضــع أســاء عربيَّــة ألفــراد الحيــوان والنبــات التــي قلّــا انتبــه إليهــا املشــتغلون باللغــة(((‪ .‬وانطالقًــا مــن‬
‫ـوي فــإن التبــادل بــن اللُّغــة العربيَّــة وال ُه ِويَّــة العربيَّــة ليس التبــادل بــن اللُّغــة العربيَّــة وال ُه ِويَّة اإلندونســية؛‬ ‫هــذا الوضــع اللُّغـ ّ‬
‫وإن كان هنــاك كلمــة ســواء يف التبــادل بــن اللُّغــة العربيَّــة والحضــارة اإلســاميَّة التــي ال تتقيــد بجنســية أو بجغرافيــة معينــة‪.‬‬
‫(( ( بــايس وحيــدة وســعيدة‪ ،‬تاريــخ تطــور اللغــة العربيــة يف إندونيســيا‪ ،‬ديــوان‪ :‬مجلــة اللغــة واألدب العــريب‪ ،‬املجلــد الســادس‪ ،‬العــدد الثــاين‬
‫(ديســمرب ‪2020‬م)‪99-120، https:/doi.org/10.24252/diwan.v6i2.15832 :‬‬
‫(( ( إسامعيل مظهر‪ ،‬تجديد العربية‪ :‬بحيث تصبح وافية مبطالب العلوم والفنون‪( ،‬اململكة املتحدة‪ :‬هنداوي‪2020 ،‬م)‪ ،‬ص ‪.9‬‬

‫‪1323‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫املؤسســات التعليميَّــة التقليديَّــة أو ما يُسـ َّمى باملعاهد‬ ‫يب الــذي فــا‪ ‬زال موجــو ًدا ومل يتح ّجــر تاريخيًّــا يف َّ‬ ‫وأمــا الخــط العــر ّ‬
‫وأيضــا‪ ،‬علــوم اللُّغــة العربيَّــة التــي درســت فيهــا‬ ‫اإلســاميَّة (بســانرتين)‪ ،‬فهــو عنــر مهـ ّم مــن عنــارص ال ُه ِويَّــة اإلســاميَّة؛ ً‬
‫ـر عــن ُهويَّــة الثقافــة العربيَّــة اإلســاميَّة كــا هــو شــأن العلــوم اإلســاميَّة العا َّمــة‪ .‬وإضافــة إىل ذلــك تطويــر الكفايــة‬ ‫تعـ ِّ‬
‫اللُّغويَّــة الــذي يتقيــد بحالــة املتعلِّمــن الذيــن يتعاملــون مــع القـرآن الكريــم والكتــب العربيَّــة (التــي تسـ َّمى بالكتــب الصفــراء‬
‫أو كتــب الــراث) مل يكــن يطــور الكفايــة اللُّغويَّــة؛ بــل أصبحــت اللُّغــة العربيَّــة تراثيــة‪ ،‬وليســت اتصاليَّــة كــا ينبغــي‪ ،‬إال يف‬
‫املؤسســات التــي ترتكــز إىل تطويــر اللُّغــة العربيَّــة؛ حيــث إنَّهــا لغــة االتصــال ولغــة الــراث يف الوقــت نفســه‪ .‬ويرى‬ ‫قليــل مــن َّ‬
‫نجــم الديــن عبــد الصفــا رضورة إعــادة النظــر يف الكفايــة اللُّغويَّــة مل ُعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬منهــا أن يص ِّحــح املعلمــون الهــدف‬
‫يف تدريــس اللُّغــة العربيَّــة بحجــة أن وضــوح الهــدف نصــف الطريــق لتحقيقــه(((‪.‬‬
‫ـانية ومفتوحــة لــدى الشــعوب املختلفــة يف بقــاع األرض‪ .‬وإنه‬ ‫العربيــة ثابتــة كلغــة الحضــارة اإلنسـ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ويف النهايــة‪ ،‬كانــت اللُّغــة‬
‫القوميــة‪ ،‬ويجعــل لغــة‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫بالهوي‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫التعص‬ ‫ـبب‬ ‫ـ‬ ‫لس‬ ‫ة‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫ـارة‬ ‫ـ‬ ‫الحض‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫اإلندوني‬ ‫ـلم‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـعب‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫مــن املســتغرب أن يــرك‬
‫ـادي‪ .‬ومصطلــح لغــة الحضــارة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫واالقتص‬ ‫ـادي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الجان‬ ‫يف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫د‬
‫ُّ ً‬ ‫تق‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫ـرى‬ ‫ـ‬ ‫أخ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫أجنبي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫أن‬ ‫ـبب‬ ‫أخــرى بديلــة عنهــا لسـ‬
‫العربيــة؛ حيــث إن طبيعتهــا تشــمل األدوار الكاملــة‪ ،‬وال تشــمل الــدور‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫أدوار‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫مراجع‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫تتطل‬ ‫ـرر أنَّهــا‬‫ـانية يقـ ّ‬ ‫اإلنسـ َّ‬
‫العربيــة يف‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫أدوار‬ ‫ـدم‬ ‫ـ‬ ‫تتق‬ ‫وال‬ ‫ـا‪.‬‬
‫ـ‬ ‫وغريه‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫القان‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ولغ‬ ‫ـاد‬ ‫ـ‬ ‫االقتص‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫كلغ‬ ‫ـرى‬ ‫ـ‬ ‫األخ‬ ‫األدوار‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫وحده‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫الدي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫كلغ‬ ‫الواحــد‬
‫ومؤسســات االقتصــاد بأنواعهــا املختلفــة‪ ،‬مــن مجتمــع‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫املختلف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫مبراحله‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الرتبي‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ملؤسس‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫التق‬ ‫ـاة‬ ‫ـ‬ ‫مراع‬ ‫دون‬ ‫ـيا‬ ‫ـ‬ ‫إندونيس‬
‫ومؤسســات العــدل‬ ‫االقتصــاد اإلســامي ومــا شــابهه‪ ،‬واتحــاد رجــال األعــال املســلمني‪ ،‬وامل ُص ِّد ِريـ َن واملســتوردين وغريهــم‪َّ ،‬‬
‫بأنواعهــا املختلفــة مــن الحكومــة ووزاراتهــا واملحكمــة القضائيــة واملشــبه بهــا‪.‬‬
‫العربية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ ¨الدراسة اإلبستمولوجية وال ُف َرص التجديدية يف تعليم اللُّغة‬
‫الفلســفية الثالثــة؛ األنطولوجيــة واإلبســتمولوجية واألكســيولوجية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫إن الدراســة اإلبســتمولوجية هــي مــن الدراســات‬
‫ـانية وطبيعتهــا ومصدرهــا وقيمتهــا وحدودهــا‪ ،‬ويف الصلــة بــن‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫واإلبســتمولوجيا هــو نظريَّــة تبحــث يف مبــادئ املعرفــة‬
‫الــذات املدركــة واملوضــوع املــدرك‪ ،‬وبيــان إىل أي مــدى تكــون تصوراتنــا مطابقــة ملــا يؤخــذ فعـ ًـا مســت ِق ًّل عــن الذهــن‪،‬‬
‫ـريب(((؛‬
‫خاصــة يف املغــرب العـ ّ‬ ‫أيضــا نظريَّــة املعرفــة(((‪ .‬ويســتخدم العــرب املحدثــون هــذا املصطلــح َّ‬ ‫وتسـ َّمى هــذه النظريَّــة ً‬
‫توســع االســتخدام مــع تطــور العلــم وانفجــار املعلومــات‪ .‬وال يخفــى عــى الخــراء أن الدراســة‬ ‫تقريبــا يف التســعينيات ثـ َّ‬
‫ـم‬ ‫ً‬
‫اإلبســتمولوجية يف النهايــة هــي ألجــل الوصــول إىل العلــم الصحيــح الــذي يتأســس عــى املعرفــة التــي أجمــع عليهــا الفالســفة‬
‫ـرر رغــم اختالفهــم بخصــوص داللــة مفهومــي الصــدق والتربيــر(((‪.‬‬ ‫أنَّهــا اعتقــاد صــادق مـ َّ‬
‫حل مشــكالت‬ ‫عــى أنَّــه ينبغــي أن ال يغيــب عــن البــال أن الدراســة اإلبســتمولوجية قد اســتعملها الباحثون اإلندونيســيون يف ّ‬
‫ـب املشــكالت‪ ،‬وهــو تهافــت املهــارة اللُّغويَّــة‪ .‬ومــن املشــكالت‬ ‫ـس لـ ّ‬ ‫تعليــم اللُّغــة العربيَّــة وتجديــده؛ وإن كانــت الدراســة مل متـ ّ‬
‫البــارزة هــي أن اللُّغــة العربيَّــة ما‪ ‬زالــت مخ ّوفــة عنــد معظــم طــاب املــدارس والجامعــات؛ واملناهــج املســتخ َدمة ما‪ ‬زالــت‬
‫ـرق التدريــس كانــت مملّــة؛ والتقويــم كان غــر‬ ‫ـرق بــن املســتويات؛ واملعلّمــون ليــس لديهــم املهــارة الكافيــة؛ وطُـ ُ‬ ‫مع َّممــة ال تفـ ِّ‬
‫شــامل‪ ،‬وغريهــا مــا استشــكل يف َميْــدان تربيــة اللُّغــة العربيَّــة داخــل القاعــة وخارجهــا‪.‬‬
‫العربيــة وال ُه ِويَّة اإلسـ َّ‬
‫ـامية يف‬ ‫َّ‬ ‫الثقافيــة‪ .‬وهــذا باعتبــار أ َّن ال َعالقــة الوثيقــة بــن اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫أهميــة تجديــد الرؤيــة‬ ‫ـا ال يقـ ّـل َّ‬ ‫ومـ َّ‬
‫أول‪ ،‬ثم‬
‫ـامية ً‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫واإلس‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫الثقافي‬
‫َّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫هويته‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫فه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫د‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ال‪ ‬ب‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫لفه‬ ‫ن‬ ‫َّ‬ ‫إ‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـة؛‬ ‫ـ‬ ‫تكامل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫اإلندوني‬ ‫ـياق‬ ‫السـ‬
‫ـاء عــى أن ّكل إندونيــي عــريب اللســان‪ ،‬وليــس عــريب الجنــس‪ .‬وال‪ ‬شـ َّـك أ ّن هــذا املفهــوم‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫بن‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ثاني‬
‫ً‬ ‫ـية‬
‫ـ‬ ‫اإلندونيس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫هويته‬ ‫ـم‬ ‫فهـ‬
‫ـح هــذا التعبــر‪ .‬وال غرابــة أ ّن هــذه التســمية مقبولــة يف‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫إن‬ ‫ـنة‬ ‫ـ‬ ‫حس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫بدع‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ببدع‬ ‫ـمى‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫من‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫ّ‬ ‫ل‬ ‫يتط‬
‫ـدل مــن «كثــر الرمــاد» للداللــة عــى الكــرم والجــود‪.‬‬ ‫إطــار التعليــم؛ وعــى ســبيل املثــال اســتخدام كلمــة «كثــر األســتوانة» بـ ً‬
‫ـامية‪ ،‬كــا‬ ‫العربيــة ال يتحمــل إبــراز تجليــات ال ُه ِويَّــة أكــر مــن منهــاج العلــوم اإلسـ َّ‬ ‫َّ‬ ‫وبالرغــم مــن ّكل ذلــك‪ ،‬فــإن منهــاج اللُّغــة‬

‫نجــم الديــن عبــد الصفــا‪ ،‬إعــادة النظــر يف كفايــات معلمــي اللغــة العربيــة يف عــر العوملــة‪ ،‬نــادي األدب‪ :‬مجلــة اللغــة واألدب والفــن والثقافة‬ ‫(( (‬
‫العربيــة‪ ،‬املجلــد الثــاين عــر‪ ،‬العــدد األول‪( ،‬فربايــر ‪2016‬م)‪1–8، https://journal.unhas.ac.id/index.php/naa/article/ :‬‬
‫‪view/3228‬‬
‫مجمع اللغة العربية‪ ،‬املعجم الفلسفي‪( ،‬القاهرة‪ :‬الهيئة العامة لشئون املطابع األمريية‪1983 ،‬م)‪ ،‬ص ‪.210‬‬ ‫(( (‬
‫عبد القادر بشتة‪ ،‬اإلبستمولوجيا‪ :‬مثال الفيزياء النيوتونية‪( ،‬بريوت‪ :‬دار الطليعة للطباعة والنرش‪1995 ،‬م)‪ ،‬ص‪.7 ‬‬ ‫(( (‬
‫رودرك م‪ .‬تشيزهومل‪ ،‬نظرية املعرفة‪( ،‬القاهرة‪ :‬الدار الدولية للنرش والتوزيع‪1995 ،‬م)‪ ،‬ص‪.9 ‬‬ ‫(( (‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1324‬‬
‫هــو العكــس يف أوضــاع الــدول العربيَّــة‪ .‬وخدمــة هــذه ال ُه ِويَّــة ال تثبــت إغفــال ال ُه ِويَّــة املوحــدة (اإلندونيســية) أو الهويــات‬
‫الفرعيَّــة داخــل املجتمــع أو األبعــاد اإلنســانيَّة بالــذات‪.‬‬
‫العربية واملهارة اللُّغو َّية‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ ¨تحليل مفهوم اللُّغة‬
‫احتلــت اللُّغــة العربيَّــة مكانًــا مرقو ًمــا يف تعليــم مهــارات اللُّغــة العربيَّــة ‪-‬قدميًــا وحديثًــا‪ -‬مهــا يكــن مــن وجــود تناقضــات‬
‫بــن اللُّغــة ومهارتهــا‪ .‬واللغــة مــن «لغــى» مبعنــى التكلّــم‪ ،‬كــا أن َمــن تعلَّــم اللُّغــة تكلّــم بتلــك اللُّغــة‪ .‬واملهــارة مبعنــى الدقــة‬
‫والرسعــة‪ ،‬كــا أ ّن املاهــر يف التكلــم دقيــق ورسيــع يف التكلــم‪.‬‬
‫ومــن هنــا‪ ،‬يفهــم أن التــزام طبيعــة اللُّغــة مرتبــط بطبيعــة املهــارة‪ .‬ومل تكــن الدراســة الدقيقــة ملفهــوم املهــارة اللُّغويَّــة تهتـ ّم‬
‫ـرى الباحث ـ ُة ســعاد اليوســفي أن ديداكتيــك اللغــات فســح الطريــق لتطويــر املفاهيــم اللُّغويَّــة‬ ‫بهــذا االلتــزام واالرتبــاط‪ .‬وتـ َ‬
‫ـوي والتواصــل اللُّغــة‪ .‬ويف هــذا‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫واالكتس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫غو‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـارة‬ ‫ـ‬ ‫امله‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫كمفه‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫مج‬ ‫أو‬ ‫ـة‬ ‫الخاصــة مبجــال علــوم الرتبيـ‬ ‫َّ‬
‫ـوي (صــويت‪ ،‬أو غــر صــويت) يتميــز باإلتقــان والرسعــة والدقــة والكفــاءة مــع‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫أداء‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫الســياق قالــت‪« :‬املهــارة اللُّغوي‬
‫مراعــاة القواعــد اللُّغويَّــة‪ ،‬واملقصــود بهــا (القــراءة‪ ،‬والتحـ ُّدث‪ ،‬واالســتامع‪ ،‬والكتابــة)»(((‪ .‬وهنــاك مــن حــاول بــأن يعيــد النظــر‬
‫العربيــة يف عــر املعمعــة )‪ (Disruption Era‬مثــل الباحــث رفقــي أوليــا رحمــن؛ حيــث‬ ‫َّ‬ ‫يف نظريَّــة املعرفــة مــن تربيــة اللُّغــة‬
‫العربيــة بدراســة إبســتمولوجية‪ ،‬مــع‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـدف‬ ‫ـ‬ ‫اله‬ ‫ـادة‬ ‫ـ‬ ‫إع‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫بداي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫قـ َّدم الحلــول ملشــكالت تعليــم اللُّغــة‬
‫العربيــة بإندونيســيا(((‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫لرتبي‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫وطويل‬ ‫ـرص قصــرة املــدى‬ ‫مراعــاة ال ُفـ َ‬
‫وعندمــا كان النهــوض باللُّغــة العربيَّــة رضوريًّــا عنــد األمــة اإلســاميَّة صــارت اإلفــادة مــن التجــا ِرب والخــرات الوطنيَّــة‬
‫بــل العامليَّــة ذات أهميَّــة بالغــة ملراعــاة خصائــص اللُّغــة العربيَّــة وإحيائهــا يف املجتمعــات العربيَّــة واإلســاميَّة‪ .‬وأكــر تح ـ ٍّد‬
‫ـص بإندونيســيا ليــس بالتطــورات ال ِعلميَّــة والتكنولوجيَّــة‬ ‫ـامي غــر العــريب وعــى األخـ ّ‬ ‫يف إنهــاض اللُّغــة العربيَّــة بالعالَــم اإلسـ ّ‬
‫الرسيعــة‪ ،‬بــل يف نظــرة املســلمني إىل مفهــوم اللُّغــة العربيَّــة الصحيــح‪.‬‬
‫عرضــا رسي ًعــا دون االنتقــاص‪ ،‬تصويــر املســألة –محـ ّـل البحــث‪ -‬بعــد‬ ‫ولعلّــه مــن املناســب‪ ،‬ونحــن بصــدد عــرض القضيــة ً‬
‫العربيــة‪ ،‬بتعريــف ينبغــي أال يغيــب عــن البــال (التعريــف املناســب حيــث إنَّــه تلزمــه صفــة تعريف‬ ‫َّ‬ ‫تشــخيص واقــع تعليــم اللُّغــة‬
‫ـي األشــهر واألقــدم بــأن اللُّغــة عنــد عــامل اللُّغــة أيب الفتــح عثــان بن جنــي‪« :‬أصوات‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫العلم‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫بالتعري‬ ‫جامــع مانــع) ‪ -‬أن نبــدأ‬
‫ـر بهــا ّكل قــوم عــن أغراضهــم»(((‪ .‬ويقصــد يف هــذا التعريــف أن حـ ّد اللُّغــة هــو الصــوت‪ ،‬وليــس الرمــز‪ .‬وعــدم التفريــق‬ ‫يعـ ِّ‬
‫العربيــة يف جانبهــا الديداكتيــي‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫تهاف‬ ‫ـورث‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـذا‬ ‫هـ‬
‫ويرتتــب عــى ذلــك أن تغيــر الرؤيــة أو النظــرة إىل اللُّغــة العربيَّــة يحتــاج إىل شــجاعة علميَّــة وصناعــة جامعيَّــة‪ .‬إذا كانــت‬
‫القاعــدة اللُّغويَّــة أو النحــو بقصــد اإلفهــام مــن املحادثــة الكالميَّــة‪ ،‬فليســت القــراءة كــا فهــم وقصــد املعلّمــون اإلندونيســيون‬
‫يب الــذي انحرفــت غايتــه يجعــل اللُّغــة العربيَّــة مدروســة‬ ‫عــى ســبيل املثــال يف ثقافتهــم ومؤسســتهم الرتبويَّــة‪ .‬والنحــو العــر ّ‬
‫يب‪ .‬وقــد اتفــق‬ ‫أول وســببًا رئيســيًّا يف نشــأة النحــو العــر ّ‬ ‫كالرمــز امليِّــت‪ ،‬وليــس كاللغــة الحيّــة التــي كان اللحــن فيهــا باعثًــا ً‬
‫النحويــون عــى أن اللفــظ كوحــدة صغــرى مــن اللُّغــة هــو صــوت مشــتمل عــى بعــض الحــروف الهجائيــة‪.‬‬
‫مليــة لح ّج ّيــة املهــارة اللُّغويَّــة‪ ،‬وهــي العقــدة أو املشــكلة بذاتهــا؛ كــا أشــار إليها‬ ‫التطبيقيــة ال َع َّ‬ ‫َّ‬ ‫ذلــك كلــه يدنينــا مــن النــاذج‬
‫العربيــة ببعدهــا الرمــزي‪ .‬ولعـ ّـل مــن اليســر عــى املتابــع لهــذه‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫وال‬ ‫يت‬
‫ّ‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫الص‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ببعده‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫التمييــز الــازم بــن اللُّغــة‬
‫العربيــة يف هــذه القضيــة ال تحتــاج إىل التجديــد بــل تحتــاج إىل التطويــر ككل‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫أ‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫ـة؛‬ ‫نوعيـ‬
‫الحجيــة اجتهــادات َّ‬
‫اللغــات‪ ،‬بخــاف املهــارة التــي تحتــاج إىل التجديــد‪ .‬وإن كانــت اللُّغــة تحتــاج إىل التجديــد فإنَّــه تجديــد الرؤيــة للغــة بحـ ِّد‬
‫العربيــة فهــي وســيلة يف إنجــاز طرائــق تعليمهــا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـرات الطارئــة للُّغــة‬ ‫ذاتِهــا‪ .‬وأمــا املتغـ ِّ‬

‫(( ( ســعاد اليوســفي‪ ،‬إشــكاالت التحكــم يف املهــارات اللغويــة عنــد املتعلــم مــن التلقــي إىل اإلنتــاج‪ ،‬دواة‪ :‬مجلــة فصليــة محكمــة تُعنــى بالبحــوث‬
‫والدراســات اللغويــة والرتبويــة‪ ،‬العــدد ‪ ،179‬ص‪179-201، https://www.iasj/net/iasj/pdf/9fb890129142f455 ‬‬
‫(( ( رفقــي أوليــا رحمــن وإنــداه كومــاال ســاري‪ ،‬التجديــد اإلبســتيمولوجي لرتبيــة اللغــة العربيــة يف عــر املعمعــة‪ ،‬أرملــة‪ :‬مجلــة الرتبيــة واألدب‬
‫العــريب‪ ،‬املجلــد األول‪ ،‬العــدد األول (يونيــو ‪2020‬م)‪24-40، https://e-journal.iainptk.ac.id/index.php/armala/article/ :‬‬
‫‪view /75‬‬
‫(( ( أبو الفتح عثامن بن جني‪ ،‬الخصائص‪( ،‬القاهرة‪ :‬الهيئة املرصية للكتب‪ 1986 ،‬م)‪ ،‬ط‪ ،3 .‬ص‪.34 ‬‬

‫‪1325‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫والخارجي يف مستوى مفهوم اللُّغة ومهارتها‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫الداخيل‬


‫ّ‬ ‫ ¨االتساق‬
‫يب أبــو‬‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـامل‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫وض‬
‫َ‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫تعري‬ ‫إىل‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫أساس‬
‫ً‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫يرج‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ومهارته‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫مفه‬ ‫يف‬ ‫ـي‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫والخارج‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الداخ‬ ‫ـاق‬ ‫إ َّن االتسـ‬
‫ـر بهــا كل قــوم عــن أغراضهــم‪ .‬وهــذا التعريف مــن أقــدم التعريفات‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫يع‬ ‫ـوات‬ ‫ـ‬ ‫أص‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ــ)‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫‪392‬‬ ‫(ت‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫جن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـان‬ ‫الفتـ ِح عثـ‬
‫ـوي(((‪ .‬وليــس مجــرد األشــهر‪ ،‬بــل هــو أفضــل التعريفــات؛ حيــث إنَّــه جامــع مانــع‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ـراث‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬‫ً‬ ‫ب‬ ‫وغر‬ ‫ـا‬‫ـ‬‫ً‬ ‫ق‬‫رش‬ ‫وأشــهرها‬
‫اصطالحيــا بــن‬
‫ًّ‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫األس‬ ‫ـورت‬ ‫ـ‬ ‫تط‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ث‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬‫توقيفي‬
‫ًّ‬ ‫آلدم‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫األس‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫به‬ ‫ـوا‬ ‫ـ‬ ‫تحدث‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الذي‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫اتفاقي‬ ‫يؤكــد‬
‫اإلنســان لتصبــح اللُّغــة‪ .‬واإلنســان قــد علَّمــه اللــه البيــان ليقــدر عــى فَ ْهــم املعــاين مــن الرمــوز‪.‬‬
‫ـوي بأنهــا أداء صــويت‪ .‬وهــذا املنطــق يخالفــه‬ ‫وانطالقًــا مــن تعريــف اللُّغــة أنَّهــا أداء صــويت‪ ،‬يتحقــق تعريــف املهــارة اللُّغـ ّ‬
‫وغموضــا مــن الناحيــة املنهجيَّــة والتطبيقيَّــة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫التباســا‬ ‫الكثــر ممــن نقــل أو عــرف املهــارة اللُّغويَّــة حتــى تــورث هــذه املخالفــة ً‬
‫غــوي املتقــن محادثــة كان أو قــراءة أو كتابــة أو‬ ‫عــى ســبيل املثــال يف تعريــف املهــارة اللُّغويَّــة بأنَّهــا‪« :‬األداء اللُّ ّ‬ ‫وقيــل‬
‫ـوي (صــويت‪ ،‬أو غــر صــويت) يتميــز بالرسعــة والدقــة والكفــاءة وال َف ْهــم‪ ،‬مــع مراعــاة‬ ‫اســتام ًعا» ‪ .‬وقــال آخــر‪« :‬أنَّهــا أداء لُغـ((( ّ‬
‫(((‬

‫القواعــد اللُّغويَّــة املنطوقــة واملكتوبــة» ‪.‬‬


‫العلمي‪،‬‬
‫ّ‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫الواق‬ ‫ـايرة‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـدرة‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫عدمي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫تجع‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫النفس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫إ َّن عــدم هــذا االتســاق يقــوي الصعوب‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫مناه‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫كان‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫أ‬ ‫ـك‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫وزاد‬ ‫ـكلة‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫املش‬ ‫ـب‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـز‪،‬‬‫ـ‬ ‫والجنائ‬ ‫مثــل انتشــار التوهــم بأنَّهــا لغــة الديــن‬
‫ومؤسســات التأهيــل بإندونيســيا عمو ًمــا مناهــج تقليديَّــة ال تتَّســق مــع مــا‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫ن بغـ‬ ‫اطق ـ َ‬ ‫مل ُعلِّمــي الق ـرآن الكريــم ال َّن ِ‬
‫ـلبا عــى الكفايــة‬ ‫ـ‬
‫َّ َ َ ً‬‫س‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫ك‬
‫َ‬ ‫ع‬ ‫ان‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا؛‬‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الحديث‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫والتوجه‬ ‫ـادئ‬ ‫ـ‬ ‫ســارت عليــه النظريــات واملب‬
‫اللُّغويَّــة ألولئــك املعلِّمــن؛ كــا أشــار إليــه إشــكال ضعــف املهــارة اللُّغويَّــة لــدى ُمعلِّمــي القـرآن الكريــم الذيــن يعتــرون أكــر‬
‫املســلمني تعا ُمـ ًـا مــع القـرآن الكريــم وانكشــاف الباحثــن اإلندونيســيني أنفســهم يف هــذا اإلشــكال‪.‬‬
‫أيضــا اإلشــارة إىل أن املهــارة اللُّغويَّــة يف بعــض األحيــان تفهــم مرادفــة مــع الكفايــة اللُّغويَّــة‪.‬‬ ‫ولعلّــه مــن املناســب هنــا ً‬
‫ـايئ مــن‬ ‫وعــرف عبــد الكريــم الكفايــة اللُّغويَّــة أنَّهــا‪« :‬مجموعــة مــن القواعــد التــي مت ّكــن الفــرد مــن تكويــن عــدد ال نهـ ّ‬
‫ـرف عــى الجمــل األخــرى التــي يتل َّقاهــا‪ ،‬أي التمكــن مــن الخطابات‪،‬‬ ‫الجمــل القابلــة لل َف ْهــم يف لغتــه‪ ،‬ومت ِّكنــه كذلــك مــن التعـ ُّ‬
‫مــع القــدرة عــى التحكــم يف املك ِّونــات الصوتيَّــة واملورفو‪-‬تركيبيَّة والخطابيــة والتفاعليَّــة واملوســوعية»(((‪ .‬وهــذا التعريف واحد‬
‫مــن التعاريــف التــي تتناســب مبصطلــح الكفايــة اللُّغويَّــة‪ ،‬حيــث إنَّهــا تشــمل الكفايــات اللُّغويَّــة األربــع بخــاف املهــارة اللُّغويَّة‪،‬‬
‫رغــم أنَّــه ال يهتــم بإزالــة الغمــوض بــن طبيعــة اللُّغــة العربيَّــة األصليَّــة ورمزيتهــا املكتوبــة‪ ،‬ومــا يتعلَّــق بتعليــم املهــارة اللُّغويَّــة‪.‬‬
‫وهــذا املعنــى االصطالحــي يرتبــط مبعنــى الكلمــة لغــة وهــي الكفايــة التــي مــن‪ :‬كفــى يكفــي إذا قــام باألمــر((( أي يكفــي مــا‬
‫يتعلَّــق باللُّغــة‪ ،‬وليــس مــا يلتــزم باللُّغــة‪.‬‬
‫ومهــا يكــن مــن أمــر‪ ،‬فــإن إضافــة مهــارة اللُّغــة دون اللجــوء إىل مهــارة الرمــوز يف ُمك ِّونــات الكفايــة اللُّغويَّــة تــورث قــوة‬
‫ـر‪ .‬وال يُعــرف جــال‬ ‫التطبــع يف االســتامع والــكالم‪ ،‬وذلــك التطبــع ملــن مهــر فيهــا؛ كــا أ َّن ذلــك أصــل يف الطبــع‪ ،‬قَـ َّـل أو كَـ ُ َ‬
‫العربيــة‪« :‬إين‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـوي رافائيــل بتــي يف كتابــه عــن‬ ‫العربيــة بصــورة كاملــة أو املوســيقى إال بالتكلــم‪ .‬يقــول العــامل اللُّغـ ّ‬ ‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫العربيــة‪ ،‬ســواء يف طاقتها‬ ‫َّ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـرب‬ ‫ـ‬ ‫تق‬ ‫ـكاد‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫أعرفه‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫أمث‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫لي‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ن‬‫أ‬
‫َّ َّ‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الذاتي‬ ‫ـريت‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـهد‬ ‫أشـ‬
‫ـاش إىل املشــاعر واألحاســيس‪ ،‬تاركــة‬ ‫ـكل مبـ ِ ٍ‬ ‫البيانيــة‪ ،‬أو يف قدرتهــا عــى أن تخــرق مســتويات ال َف ْهــم واإلدراك‪ ،‬وأن تنفــذ بشـ ٍ‬ ‫َّ‬
‫أعمــق األثــر فيهــا‪ ،‬ويف هــذا الصــدد فليــس للعربيــة أن تقــارن إال باملوســيقى»(((‪.‬‬
‫ليسـتَا مهــاريت اللُّغــة‪ ،‬ولكــن مــن ُمك ِّونــات الكفايــة اللُّغويَّــة التــي تشــمل‬ ‫وخالصــة القــول‪ ،‬إن املهارتــن؛ القــراءة والكتابــة َ‬
‫املهــارات األربــع‪ .‬إ ًذا‪ ،‬مصطلــح الكفايــة اللُّغويَّــة يف األصــل أعـ ّم مــن املهــارة اللُّغويَّــة‪ ،‬وتفريــق بــن الكفايــة اللُّغويَّــة واملهــارة‬
‫اللُّغويَّــة يزيــل الغمــوض وااللتبــاس؛ الــذي يؤثِّــر يف وضــع األوليَّــة يف املام َرســة اللُّغويَّــة‪ .‬ومــن هنــا ومــا ســلفت اإلشــارة إليــه‪،‬‬

‫حلمي خليل‪ ،‬مقدمة لدراسة علم اللغة‪) ،‬اإلسكندرية ‪ :‬دار املعرفة الجنسية ‪2000 ،‬م)‪ ،‬ص‪.22 ‬‬ ‫(( (‬
‫جودت أحمد سعادة‪ ،‬تدريس مهارات التفكري مع مئات األمثلة التطبيقية‪( ،‬دار الرشوق للنرش والتوزيع‪2003 ،‬م)‪ ،‬ط‪ ،1 .‬ص‪.45 ‬‬ ‫(( (‬
‫أحمد فؤاد عليان‪ ،‬املهارات اللغوية ماهيتها وطرائق تنميتها‪( ،‬الرياض‪ :‬دار املسلم‪1999 ،‬م)‪ ،‬ط‪ ،3 .‬ص‪.7 ‬‬ ‫(( (‬
‫عبد الكريم غريب‪ ،‬الكفايات‪ :‬اسرتاتيجيات وأساليب تقييم الجودة‪( ،‬منشورات عامل الرتبية‪2003 ،‬م)‪ ،‬ط‪ ،4 .‬ص‪.75 ‬‬ ‫(( (‬
‫ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪( ،‬بريوت‪ :‬دار صادر‪ ،‬دون السنة)‪ .‬حرف الكاف‪.‬‬ ‫(( (‬
‫محمــود شــكري خاطــر‪ ،‬طــرق تدريــس اللغــة العربيــة والرتبيــة الدينيــة يف ضــوء االتجاهــات الحديثــة‪( ،‬القاهــرة‪ :‬دار املعرفــة‪1981 ،‬م)‪ ،‬ط‪.‬‬ ‫(( (‬
‫‪ ،12‬ص‪.307-308 ‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1326‬‬
‫ـامي‬
‫يب واإلسـ ّ‬ ‫ـايس مــن تعليــم اللُّغــة العربيَّــة مــع أن الــراث العــر ّ‬ ‫تتجـ َّـى ظاهــرة َض ْعــف املعلِّمــن يف مراعــاة الهــدف األسـ ّ‬
‫ـوي‪.‬‬
‫ـوي والتوصيــل الرتبـ ّ‬ ‫الــذي تركــه العلــاء اإلندونيســيون أحســن وســيلة للتأصيــل اللُّغـ ّ‬
‫أهميــة‬
‫اإلبداعيــة الحديثــة؛ بــل إلظهــار مــدى َّ‬ ‫َّ‬ ‫وهــذا ال يعنــي االكتفــاء بالنصــوص الرتاثيــة دون غريهــا مــن األعــال‬
‫التجديــد الــرايث بــن تأصيــل املفهــوم وتوصيلــه‪ .‬ولعـ ّـل التعصــب للهويــة يُعتــر واحـ ًدا مــن أكــر التح ِّديــات التــي شــاعت يف‬
‫ـامية نفســها‪.‬‬ ‫العربيــة واإلسـ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ـرة يف الــدول‬ ‫الداخليــة املؤثِّـ َ‬
‫َّ‬ ‫العربيــة؛ باإلضافــة إىل وجــود الرصاعــات‬ ‫َّ‬ ‫الــدول غــر‬
‫ ¨املقاربة ال َّن ِّص َّية املقرتَحة يف تحقيق املهارة اللُّغويَّة‪:‬‬
‫العربيــة وأبعادها‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫منهاج‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ص‬
‫َّ ِّ َّ‬‫ن‬ ‫ال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫«املقارب‬ ‫بحثها‬ ‫يف‬ ‫اختــارت عائشــة عبيــزة معنــى املقاربــة ال َّن ِّص َّيــة االصطالحــي‬
‫يجســد النظــر إىل اللُّغــة باعتبارهــا نظا ًمــا ينبغــي إدراكــه‬ ‫ِّ‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫بيداغوج‬ ‫التواص َّليــة» أنَّهــا‪« :‬اختيــار‬ ‫ُ‬ ‫التَّدا ُو َّليــة يف تحقيــق الكفايــة‬
‫ـص محــو ًرا أساسـ ًّـيا تــدور حولــه جميــع فــروع اللُّغــة‪ ،‬وميثّــل ال ِب ْن َيــة الكــرى التــي تظهــر فيهــا‬ ‫ـمولية؛ حيــث يتخــذ الن ّ‬
‫ـ‬ ‫يف شـ َّ‬
‫ـص يحمــل ويبلّــغ رســالة هادفــة)‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫باعتب‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫الفكر‬ ‫ـدالالت‬ ‫ـ‬ ‫وال‬ ‫‪،‬‬ ‫ـوي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫(املعج‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫والداللي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫والصوتي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫غو‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـتويات‬ ‫ّكل مسـ‬
‫التعليميــة‪ ،‬ومــن خاللهــا تُن َّمــى‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ملي‬
‫َ َّ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫مح‬ ‫ـوب‬ ‫ـ‬ ‫املكت‬ ‫أو‬ ‫ـوق‬ ‫ـ‬ ‫املنط‬ ‫ـص‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫يصب‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫وبه‬ ‫ة‪.‬‬ ‫ـلوبي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫واألس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫والرصفي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫وال َّن ْحو َّ‬
‫ي‬
‫ـص الــذي يكون محـ ّـل االهتامم‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫والوص‬ ‫ـاق‬ ‫ـ‬ ‫االنط‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫نقط‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫كان‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫املقارب‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫وبه‬ ‫‪.‬‬‫(((‬
‫ـة»‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ميادي‬ ‫ـاءات‬ ‫كفـ‬
‫ـامية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬
‫ُ َّ‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫ه‬ ‫ال‬ ‫ـوان‬ ‫ـ‬ ‫عن‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الفصيح‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫لحامي‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫أصي‬ ‫ـتند‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫وذل‬ ‫ـة‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫تعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مرحل‬ ‫كل‬‫ّ‬ ‫يف‬
‫ومــن األهميــة مبــكان أ ّن االهتــام مبرحلــة املتعلِّــم مطلــوب يف تحقيــق املهــارة اللُّغويَّــة‪ .‬وإذا كان املتعلِّــم وصــل إىل مرحلــة‬
‫التواصــل بداي ـ ًة مــن تطــور املوضــوع ومن ـ ّوه يف املســتوى األول‬ ‫ُ‬ ‫ـص وقراءتــه فذلــك يحســن كفايتــه يف‬ ‫التحصيــل مــن النـ ّ‬
‫والداللــة وأســاليب الخطــاب يف املســتوى الثــاين والرتاكيــب يف املســتوى الثالــث‪ .‬ويكشــف واقــع تعليــم اللُّغــة العربيَّــة يف‬
‫التواصليَّــة يف جميــع املراحــل‬ ‫ُ‬ ‫املعاهــد واملــدارس والجامعــات اإلســاميَّة بإندونســيا عمو ًمــا عــن نقــص الكفايــة اللُّغويَّــة أو‬
‫واملســتويات تقريبًــا‪ .‬وضعــف عمليَّــة االكتســاب بالنســبة للمهــارة اللُّغويَّــة هــو أزمــة واضحــة تبــن فجــو ًة بــن التحصيــل‬
‫الض ْعــف‪ ،‬ينبغــي أن يعمــل ّكل مــن يه ّمــه األمــر عــى ابتــكار أســاليب جديــدة يف‬ ‫ـوي‪ .‬ومــن هــذا َّ‬ ‫ـريف والتحصيــل اللُّغـ ّ‬ ‫املعـ ّ‬
‫اســتعاملها‪ ،‬وهــو مــا يُطلــق عليــه اليــوم اســم‪ :‬الصناعــة اللُّغويَّــة أو تكنولوجيــا اللغــات‪.‬‬
‫املنهجيــة يف مــدارس إندونيســيا بــا فائــدة يف‬ ‫َّ‬ ‫وتجعــل أزمــة الــرؤي يف املهــارة اللُّغويَّــة أي اقــراح مــن االقرتاحــات‬
‫املؤسســات فإنَّهــا بــدون‬ ‫َّ‬ ‫ـض‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ناجح‬ ‫ة‬ ‫ـفهي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـمعية‬ ‫تطويــر الكفايــة اللُّغويَّــة‪ .‬وإن كانــت املقاربــة ال َّن ِّص َّيــة بالطريقــة السـ َّ‬
‫تصحيــح املفاهيــم والــرؤى مل تثمــر مثرتهــا‪ .‬وعــى ســبيل املثــال مدرســة األلســن التــي تقــع يف ســيدووارجو بجــاوة الرشقيــة‬
‫املؤسســات‬‫التواصل بخالف املــدارس أو َّ‬ ‫ُ‬ ‫ـي‪ ،‬ولكــن ذلــك لهدفــه املحــدود؛ وهــو‬ ‫إندونيســيا؛ كانــت ناجحــة يف برنامجهــا التدريبـ ّ‬
‫الســائدة التــي تهــدف إىل املهــارات األربــع‪ ،‬دون التفريــق الرصيــح بــن الصــوت والرمــز‪.‬‬
‫ومــا ال يُنكــره أحــد أ ّن تطويــر تعليــم اللُّغــة العربيَّــة يكــون بالتدريــب عــى اســتعاملها ومامرســتها شــفويًّا حتــى تنشــأ امللكــة‬
‫التواصليَّــة عنــد التالميــذ‪ ،‬وتكــون اللُّغــة العربيَّــة لغــة حيــاة أو بيئــة قبــل أن تكــون رم ـ ًزا أو لغــة كتابــة‪ .‬ومفهــوم املهــارة‬ ‫ُ‬
‫التواصليَّــة املبــارشة يؤثِّــر ارتباطهــا بطــرق تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للمجتمــع‬ ‫ُ‬ ‫اللُّغويَّــة التــي تتأســس عــى األداء الصــويتّ أو امللكــة‬
‫اإلندونيــي‪ ،‬كــا أنهــم الناطقــون بغــر العربيَّــة‪ .‬ويــرى ملــك ذيشــان أحمــد ومديحــة صــادق أ َّن مهــارة االســتامع تتحقــق‬
‫بالطريقــة الســمعيَّة والشــفهية والطريقــة املبــارشة وطريقــة القــراءة‪ .‬ومهــارة الــكالم تتحقــق بالطريقــة الســمعيَّة والشــفهية‬
‫والطريقــة املبــارشة وطريقــة ال َف ْهــم وحـ ّـل الرمــوز والطريقــة االتصاليَّــة(((‪.‬‬
‫العربيــة بالطريقــة املبــارشة هــي جامعــة الرايــة إندونيســيا‪ .‬وقــد ذكــر‬ ‫َّ‬ ‫املؤسســات اإلندونيســية التــي تُعلِّــم اللُّغــة‬ ‫وبعــض َّ‬
‫العربيــة أنــه ال‪ ‬بـ َّد‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫عملي‬
‫َّ‬ ‫يف‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫من‬ ‫ـتفاد‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـدرس‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الراي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫بجامع‬ ‫ـداين‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫املي‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫بحث‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫نتائ‬ ‫يف‬ ‫أخيــار الديــن‬
‫العربيــة بأنَّهــا‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫إىل‬ ‫ـرون‬ ‫ـ‬ ‫ينظ‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫الط‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫تجع‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ـارشة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املب‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الطريق‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫إيجابي‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫وأه‬ ‫‪.‬‬‫(((‬
‫ـكالم‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـارة‬ ‫ـ‬ ‫مبه‬ ‫ـام‬ ‫مــن االهتـ‬
‫لغــة ســهلة‪.‬‬
‫(( ( مؤمتــر اللغــة العربيــة الــدويل الرابــع بالشــارقة‪ ،‬تطويــر تعليــم اللغــة العربيــة وتعلمهــا ‪ -‬املتطلبــات‪ ،‬واألبعــاد‪ ،‬واآلفــاق‪ :‬تحــت شــعار «بالعربيــة‬
‫نبــدع»‪( ،‬املركــز الرتبــوي للغــة العربيــة لــدول الخليــج‪2020 ،‬م)‪ ،‬ص‪.46–47 ‬‬
‫(( ( ملــك ذيشــان أحمــد ومديحــة صــادق‪ ،‬املهــارات اللغويــة األربعــة ومــدى ارتباطهــا بطــرق تعليم اللغــة العربيــة للناطقني بغريهــا (دراســة وصفية)‪،‬‬
‫مجلــة العلــوم العربيــة‪ ،‬املجلــد العــارش‪ ،‬العــدد العــارش‪( ،‬يونيــو ‪2022‬م)‪63–48، https://journals.iub.edu.pk/index.php/ :‬‬
‫‪ulumearabia /article /view /1085‬‬
‫(( ( أخيــار الديــن ومحمــد عمــر وأريــل بحــر الديــن‪ ،‬الطريقــة املبــارشة يف تعليــم مفــردات اللغــة العربيــة لتنميــة مهــارة الكالم عنــد مرحلــة اإلعداد‬
‫اللغــوي يف جامعــة الرايــة‪ ،‬االبتــكار‪ :‬مجلــة تربيــة اللغــة العربيــة‪ ،‬املجلــد الحــادي عــر‪ ،‬العــدد األول‪( ،‬يونيــو ‪2022‬م)‪88–101، https:// :‬‬
‫‪syekhnurjati.ac.id/jurnal/index.php/ibtikar/article/view/10230-28787-1/pdf_60‬‬

‫‪1327‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫الخامتة‪:‬‬
‫ـر بهــا‬ ‫لميــة املتواضعــة‪ ،‬وصــل البحــث إىل أن تعريــف ابــن جنــي املعــروف أن «اللُّغــة أصــوات يعـ ِّ‬ ‫بعــد هــذه الجولــة ال ِع َّ‬
‫كل قــوم عــن أغراضهــم» تعريـ ٌـف أصيــل ورصــن ومنســجم مــع طبيعــة اللُّغــة؛ حيــث إ ّن األصــوات يشء‪ ،‬والرمــوز يشء‬
‫ـارت القــراءة‬‫ـح‪ .‬وضـ ّم مهـ َ ِ‬ ‫ـس صحيـ ٌ‬ ‫آخــر‪ .‬و ُر َّبــا مــن لــه مهــارة االســتامع والــكالم ليــس لــه مهــارة القــراءة والكتابــة‪ ،‬والعكـ ُ‬
‫ليس ـتَا مهــاريت اللُّغــة‪ ،‬ولكــن مــن ُمك ِّونــات الكفايــة اللُّغويَّــة التــي‬ ‫والكتابــة مجــاز مثــل لغــة اإلشــارة‪ .‬إ ّن القــراءة والكتابــة َ‬
‫تشــمل املهــارات األربــع‪ .‬ومصطلــح الكفايــة اللُّغويَّــة يف األصــل أعـ ّم مــن املهــارة اللُّغويَّــة‪ .‬والتفريــق هنــا أمــر دقيــق وال‪ ‬بـ َّد‬
‫األوليــة يف املام َرســة اللُّغويَّــة‪ ،‬كــا تبينــت مشــكالتها يف التجربــة‬ ‫مــن أن يزيــل الغمــوض وااللتبــاس الــذي يؤثِّــر يف وضــع َّ‬
‫اإلندونيســية‪.‬‬
‫ـي لحقيقــة اللُّغــة واملهــارة اللُّغويَّــة مــن خــال الدراســة اإلبســتمولوجية‪ ،‬كانت‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫والخارج‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الداخ‬ ‫ـاق‬ ‫ـ‬ ‫االتس‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـى‬ ‫ـاء عـ‬
‫وبنـ ً‬
‫ـوي متامشـ ًـيا مــع مــا يوفّره الحاســوب‬ ‫ـ‬
‫ُ ُّ ّ‬‫غ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫التواص‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫جع‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ورضورة‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـق‬
‫ُّ َّ ّ ُّ‬‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫غو‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـارة‬
‫ـ‬ ‫امله‬ ‫يف‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫النظ‬ ‫إعــادة‬
‫واإلنرتنــت‪ ،‬وأزال الحــدود بــن الــدول‪ ،‬وجعــل العــامل مفتو ًحــا للجميــع‪ .‬وعندمــا كان العــامل قريــة صغــرة فاإلعــادة النظريَّــة‬
‫واجتامعيــة واقتصاديَّة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫منهجيــة وحدهــا‪ ،‬بــل مشــكلة تربويَّــة‬ ‫َّ‬ ‫علميــة أو‬
‫ال تحـ ّـل مشــكلة َّ‬
‫ـفية وتطبيقيــة يف هــذا البحــث نفســه‪ ،‬مــع‬ ‫ومــن املستحســن أن يبحــث الالحــق مــن الباحثــن موضو ًعــا آخــر ذا قيمــة فلسـ َّ‬
‫ـوي لفهــم مــدى االتســاق الخارجــي ملــا بــن مفهــوم اللُّغــة واملهــارة اللُّغويَّــة‪ .‬وهــذا؛ ألجــل‬ ‫ـوي والرتبـ ّ‬ ‫مراعــاة الســياق اللُّغـ ّ‬
‫ـامي يف القــرن الحــادي والعرشيــن‪ ،‬وألجــل حاميــة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫واإلس‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫املجتم‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫التواص‬
‫ُ‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫ومه‬ ‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫حاميــة اللُّغــة‬
‫ـي واالفــرايض‪.‬‬ ‫ـ‬
‫َّ ّ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ق‬‫الر‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫عامليتهــا يف‬

‫املراجع‪:‬‬
‫ ‪-‬ابن منظور‪ ،‬لسان العرب‪( ،‬بريوت‪ :‬دار صادر‪ ،‬دون السنة)‪ ،‬حرف الكاف‪.‬‬
‫ ‪-‬أبو الفتح عثامن بن جني‪ ،‬الخصائص‪( ،‬القاهرة‪ :‬الهيئة املرصية للكتب‪1986 ،‬م)‪.‬‬
‫ ‪-‬أحمد فؤاد عليان‪ ،‬املهارات اللُّغويَّة ماهيتها وطرائق تنميتها‪( ،‬الرياض‪ :‬دار املسلم‪1999 ،‬م)‪.‬‬
‫ ‪-‬أخيــار الديــن ومحمــد عمــر وأريــل بحــر الديــن‪ ،‬الطريقــة املبــارشة يف تعليــم مفــردات اللُّغــة العربيَّــة لتنميــة مهــارة‬
‫ـوي يف جامعــة الرايــة‪ ،‬االبتــكار‪ :‬مجلــة تربيــة اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬املجلــد الحــادي عــر‪،‬‬ ‫الــكالم عنــد مرحلــة اإلعــداد اللُّغـ ّ‬
‫العــدد الواحــد‪( ،‬يونيــو ‪2022‬م)‪88–101، https://syekhnurjati.ac.id/jurnal/index.php/ibtikar/article/ :‬‬
‫‪view /10230 -28787 -1 /pdf _60‬‬
‫فيزيائيــا (اإلســكندرية‪ :‬مركــز‬ ‫ًّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـوات‬ ‫ـ‬ ‫األص‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫دالل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫نظر‬ ‫ـيس‬ ‫ـ‬ ‫تأس‬ ‫ـه‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫وعامليت‬ ‫يب‬
‫علميــة اللســان العــر ّ‬ ‫ ‪-‬إســامبويل‪َّ ،‬‬
‫الثقافيــة والنــر‪2018 ،‬م)‪ .‬ســعاد اليوســفي‪ ،‬إشــكاالت التحكــم يف املهــارات اللُّغويَّــة عنــد املتعلِّم من‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ليفانــت للدراسـ‬
‫التل ِّقــي إىل اإلنتــاج‪ ،‬دواة‪ :‬مجلــة فصليــة محكمــة تُعنى بالبحــوث والدراســات اللُّغويَّة والرتبويَّــة‪ ،‬العــدد ‪179، 179–201،‬‬
‫‪https://www.iasj/net/iasj/pdf/9fb890129142f455‬‬
‫ ‪-‬إسامعيل مظهر‪ ،‬تجديد العربيَّة‪ :‬بحيث تصبح وافية مبطالب العلوم والفنون‪( ،‬اململكة املتحدة‪ :‬هنداوي‪2020 ،‬م)‪.‬‬
‫يب‪ ،‬املجلد الســادس‬ ‫العربيــة يف إندونيســيا‪ ،‬ديــوان‪ :‬مجلــة اللُّغــة واألدب العــر ّ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬بــايس وحيــدة وســعيدة‪ ،‬تاريــخ تطــور اللُّغــة‬
‫والعــدد الثاين (ديســمبري ‪2020‬م)‪99-120، https:/doi.org/10.24252/diwan.v6i2.15832 :‬‬
‫ ‪-‬جودت أحمد سعادة‪ ،‬تدريس مهارات التفكري مع مئات األمثلة التطبيقيَّة‪( ،‬دار الرشوق للنرش والتوزيع‪2003 ،‬م)‪.‬‬
‫ ‪-‬حلمي خليل‪ ،‬مقدمة لدراسة علم اللُّغة‪( ،‬اإلسكندرية‪ :‬دار املعرفة الجامعية‪2000 ،‬م)‪.‬‬
‫ ‪-‬حمــود شــكري خاطــر‪ ،‬طــرق تدريــس اللُّغــة العربيَّــة والرتبيــة الدينيَّــة يف ضــوء االتجاهــات الحديثــة‪( ،‬القاهــرة‪ :‬دار‬
‫املعرفــة‪1981 ،‬م)‪.‬‬
‫العربيــة‪ ،‬املجلــد‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫تربي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مجل‬ ‫ـس‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫التدري‬ ‫ـث‪،‬‬‫ـ‬ ‫والحدي‬ ‫ـلفي‬‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫املعه‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬ ‫غو‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ـارات‬
‫ـ‬ ‫امله‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫تكوي‬ ‫ ‪-‬دار الشــفاعة‪،‬‬
‫الرابــع‪ ،‬العــدد األول (يونيــو ‪2016‬م)‪12-35، http://doi.org/10.21274/tadris.2016.4.1.12-35 :‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1328‬‬
‫ـوي‪ ،‬مجلــة مــداد األدب‪،‬‬ ‫التواصــل اللُّغـ ّ‬ ‫ُ‬ ‫ ‪-‬رافــد صبــاح التميمــي وبــال إبراهيــم يعقــوب‪ ،‬املهــارات اللُّغويَّــة ودورهــا يف‬
‫املجلــد الحــادي عــر‪ ،‬العــدد التاســع‪2015( ،‬م)‪1-24، https://digitalcommons.aaru.edu.jo/midad/vol11/ :‬‬
‫‪iss1 /9‬‬
‫العربيــة يف عــر املعمعــة‪ ،‬أرملــة‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫لرتبي‬ ‫ـتيمولوجي‬ ‫ـ‬ ‫اإلبس‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫التجدي‬ ‫ـاري‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـاال‬
‫ـ‬ ‫كوم‬ ‫ـداه‬ ‫ـ‬ ‫وإن‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫رحم‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫أولي‬ ‫ ‪-‬رفقــي‬
‫يب‪ ،‬املجلــد الواحــد‪ ،‬العــدد الواحــد (يونيــو ‪2020‬م)‪24-40، https://e-journal.iainptk. :‬‬ ‫ّ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫الع‬ ‫واألدب‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الرتبي‬ ‫مجلــة‬
‫‪ac.id/index.php/armala /article /view /75‬‬
‫ ‪-‬رودرك م‪ .‬تشيزهومل‪ ،‬نظريَّة املعرفة‪( ،‬القاهرة‪ :‬الدار الدوليَّة للنرش والتوزيع‪1995 ،‬م)‪.‬‬
‫ ‪-‬عبد العال سامل مكرم‪ ،‬القرآن الكريم وأثره يف الدراسات ال َّن ْحويَّة‪( ،‬الكويت‪ :‬جامعة الكويت‪1978 ،‬م)‪.‬‬
‫ ‪-‬عبد القادر بشتة‪ ،‬اإلبستمولوجيا‪ :‬مثال الفيزياء النيوتونية‪( ،‬بريوت‪ :‬دار الطليعة للطباعة والنرش‪1995 ،‬م)‪.‬‬
‫إسرتاتيجيات وأساليب تقييم الجودة‪( ،‬منشورات عامل الرتبية‪2003 ،‬م)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬عبد الكريم غريب‪ ،‬الكفايات‪:‬‬
‫الفلسفي‪( ،‬القاهرة‪ :‬الهيئة العا َّمة لشئون املطابع األمريية‪1983 ،‬م)‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ ‪-‬مجمع اللُّغة العربيَّة‪ ،‬املعجم‬
‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـرق‬‫ـ‬ ‫بط‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ارتباطه‬ ‫ـدى‬
‫ـ‬ ‫وم‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫األربع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫غو‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫امله‬ ‫ـادق‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ومديح‬ ‫ ‪-‬ملــك ذيشــان أحمــد‬
‫العربيــة‪ ،‬املجلــد العــارش‪ ،‬العــدد العــارش‪( ،‬يونيــو ‪2022‬م)‪48–63، https:// :‬‬ ‫َّ‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫العل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مجل‬ ‫ـة)‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫وصفي‬
‫َّ‬ ‫بغريهــا (دراســة‬
‫‪journals.iub.edu.pk/index.php/ulumearabia/article/view/1085‬‬
‫بالشــارقة‪ ،‬تطويــر تعليــم اللُّغــة العربيَّــة وتعلُّمهــا ‪ -‬املتطلَّبــات‪ ،‬واألبعــاد‪ ،‬واآلفــاق‪:‬‬ ‫ـدويل الرابــع َّ‬ ‫ ‪-‬مؤمتــر اللُّغــة العربيَّــة الـ ّ‬
‫ـوي للُّغــة العربيَّــة لــدول الخليــج‪2020 ،‬م)‪.‬‬ ‫تحــت شــعار «بالعربيَّــة نُبـ ِـدع»‪( ،‬املركــز الرتبـ ّ‬
‫العربيــة يف عــر العوملــة‪ ،‬نــادي األدب‪ :‬مجلــة اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬نجــم الديــن عبــد الصفــا‪ ،‬إعــادة النظــر يف كفايــات ُمعلِّمــي اللُّغــة‬
‫العربيــة‪ ،‬املجلــد الثــاين عــر‪ ،‬العــدد الواحــد‪( ،‬فربايــر ‪2016‬م)‪1– 8، https://journal. :‬‬ ‫َّ‬ ‫واألدب والفــن والثقافــة‬
‫‪unhas .ac .id /index .php /naa /article /view /3228‬‬

‫‪1329‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫الدولي السادس‬
‫ّ‬ ‫مؤتمر ال ُّلغة العرب َّية‬
‫فبراير ‪2023‬م‬
‫َّ‬
‫العربية‬ ‫للناط ِق َ‬
‫ين بغير‬ ‫ِ‬ ‫َّ‬
‫غوية‬ ‫إستراتيجيات تدريس العناصر ُّ‬
‫الل‬ ‫َّ‬
‫رؤية لسانية تجديدية‬

‫الدكتورة‪ /‬سناء الهاليل‬


‫مديرة معهد منارة العربيَّة لتعليم اللُّغة العربيَّة ِ‬
‫للناط ِق َ‬
‫ني بغريها بالرباط ‪ -‬املغرب‬

‫‪Sanaa.lahlali15@gmail.com‬‬

‫مل َّخص‪:‬‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬وتصــور الباحثــن والخرباء‬ ‫نعــرض يف هــذا البحــث ألهميــة العنــارص اللُّغويَّــة يف مجــال تعليــم العربيَّــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫ـاء عــى أُ ُســس لســانية وتطبيقيــة أكدتهــا التجربــة‬ ‫لهــذه العنــارص‪ ،‬ثــم نناقشــها ونبــدي وجهــة نظرنــا اللســانيَّة بخصوصهــا‪ ،‬بنـ ً‬
‫ال َعمليَّــة يف تدريــس العربيَّــة باعتبارهــا لغــة أجنبية‪.‬‬
‫فيخــرج منهــا عنــر األصــوات‬ ‫ُ‬ ‫ـد)؛‬‫ـ‬ ‫والقواع‬ ‫ـردات‬ ‫ـ‬ ‫واملف‬ ‫ـوات‬ ‫ـ‬ ‫(األص‬ ‫ـارص‬‫ويعيــد البحــث النظــر يف ُمك ِّونــات هــذه العنـ‬
‫ويلحقــه مبكـ ّون القواعــد‪ ،‬عــى اعتبــار أن األصــوات مــا هــي إال جــزء ال يتجــزأ مــن القواعــد ال َّن ْحويَّــة بشـ ٍ‬
‫ـكل عا ٍّم‪ .‬ثــم يضيف‬
‫ـرا جديـ ًدا إىل دائــرة العنــارص وهــو (معطيــات عــن اللُّغــة)‪.‬‬ ‫عنـ ً‬
‫املفتاحية‪ :‬العنارص اللُّغويَّة ‪ -‬القواعد – املفردات – دائرة اللُّغة – األصوات – معطيات عن اللُّغة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الكلامت‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫ِّ‬
‫ســننطلق يف بدايــة هــذا البحــث‪ ،‬يف تحليلنــا ملك ِّونــات اللُّغــة‪ ،‬مــن فكــرة التقابــل بــن اللُّغــة والعامل التــي أقامها الفيلســوف‬
‫فتجنشــتاين((( يف رســالته املنطقيَّــة الفلســفيَّة‪ .‬لقــد أشــار إىل أن تحليــل اللُّغــة يشــبه تحليــل العــامل؛ فكــا ميكــن تحليــل العــامل‬
‫إىل وقائــع تكــون يف أصلهــا مركبــة وتحتــاج إىل تحليــل أقـ ّـل تركيبًــا حتــى نصــل إىل وقائــع بســيطة أو ذريــة ال ميكــن تفكيكهــا‬
‫إىل وقائــع أبســط منهــا‪ .‬ينطبــق األمــر نفســه عــى اللُّغــة التــي ميكــن أن تحلَّــل إىل قضايــا‪ ،‬ثــم نســتمر بتحليــل هــذه القضايــا‬
‫حتــى نصــل إىل أصغــر وحــدة يف بنــاء عنارصهــا‪ .‬تتكــون اللُّغــة كــا يشــر الباحثــون مــن ثالثــة عنــارص أساســيَّة (األصــوات‪،‬‬
‫املفــردات‪ ،‬القواعــد) تعـ ّد املــادة الحقيقــة التــي ال محيــد عنهــا إلتقــان مهاراتهــا (تحدث ًا واســتام ًعا وقــراءة وكتابــة)؛ إن التمكن‬
‫ـتعامل جيِّ ـ ًدا تحدثًــا ونُط ًقــا (فصاحــة‬
‫مــن لغــة مــا‪ ،‬يعنــي امتــاك قــدرة تواصليَّــة مت ّكــن املتكلــم مــن اســتعامل اللُّغــة اسـ ً‬
‫وبالغــة) يف مواقــف تواصليَّــة مختلفــة‪.‬‬
‫تنقســم املهــارات ‪-‬يف الغالــب األعـ ّم‪ -‬إىل أربعــة أقســام أساسـ َّـية؛ هــي‪ :‬االســتامع‪ ،‬واملحا َدثــة‪ ،‬والقــراءة‪ ،‬والكتابة‪ .‬وترتبــط‬
‫التواص َّليــة ملتعلِّــم اللُّغــة؛ لــذا عــى ُمعلِّمــي اللُّغــة أن يعملــوا عــى تدريســها وفــق منظــور‬
‫ُ‬ ‫فيــا بينهــا وتتكامــل لتشــكل القــدرة‬
‫ن بغريهــا‪.‬‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫مج‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫أهمي‬
‫َّ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫له‬ ‫ـا‬
‫َ‬ ‫ـ‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ـارات‬‫يراعــي التكامــل بــن هــذه املهـ‬
‫ـنخصص الحديــث يف هــذا البحــث عــن العنــارص اللُّغويَّــة‪ ،‬ونقــدم رأي الخــراء إزاء بعــض القضايــا املتعلِّقــة‬ ‫فيــا يــي‪ ،‬سـ ِّ‬
‫بــه‪ ،‬ثــم نناقشــها ونبــدي وجهــة نظرنــا اللســانيَّة بخصوصهــا‪.‬‬
‫العربية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫‪ - 1‬العنارص اللُّغويَّة يف تعليم‬
‫العربية (العنارص اللُّغويَّة) يف ثالثة ُمك ِّونات‪ ،‬وهي األصوات واملفردات والقواعد‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ح َّدد الباحثون يف تعليم‬
‫فيــا يــي ســنقف عنــد هــذه املك ِّونــات ونقــدم معطيــات لســانية وتربويَّــة بشــأنها‪ ،‬عــى أن نقــدم رؤيتنــا لهــا يف آخــر هــذا‬
‫ـاء عــى أُ ُســس لســانية وتطبيقيــة أكدتهــا التجربــة ال َعمليَّــة يف تدريــس العربيَّــة باعتبارهــا لغــة أجنبية‪.‬‬
‫املبحــث‪ ،‬بنـ ً‬

‫حمود‪ ،‬جامل‪ .‬فلسفة اللغة عند فتغنشتني‪ .‬ط‪ ، 1 .‬منشو ا رت االختالف‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪44 - 46 :‬‬ ‫(( (‬

‫‪1331‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫‪ -1-1‬املفردات‪:‬‬
‫‪ -1-1-1‬تعريف‪:‬‬
‫تعتــر تنميــة الــروة اللفظيَّــة هدفًــا مــن أهــداف تعلُّــم اللغــات األجنبيَّــة‪ ،‬وهــي مكـ َّون مــن ُمك ِّونــات الكفــاءة اللُّغويَّــة لــدى‬
‫املتعلِّــم؛ متكنــه مــن التح ـ ُّدث وفهــم املســموع‪ ،‬والقــراءة والكتابــة بشــكل جيــد‪ .‬لذلــك يع ـ ّد ت َعلُّــم املفــردات اللُّغويَّــة «أهــم‬
‫وأضخــم مهمــة تواجــه متعلِّــم اللُّغــة»(((‪ .‬واملفــردات وســيلة مــن وســائل التفكــر‪ ،‬وبهــا يســتطيع املتعلِّــم أن يعــر عــن أغراضــه؛‬
‫ـي كلمــة واحــدة لتفهــم مــا يقصــده‪ ،‬فمثـ ًـا يكفــي أن يقــول‪( :‬مطعــم) ليفهــم املخاطَــب أنَّــه‬ ‫فيكفــي أن يقــول املتعلِّــم األجنبـ ّ‬
‫يقصــد الســؤال عــن مــكان املطعــم؛ لذلــك «فامتــاك ذخــرة واســعة مــن املفــردات والرتاكيــب اللُّغويَّــة رضوري للوصــول إىل‬
‫املســتويات املتق ِّدمــة‪ ،‬بــل املتفوقــة»(((‪.‬‬
‫التطبيقيــة مرادفًــا لكلمــة ‪ Vocabulary‬يف اللُّغــة اإلنجليزيَّــة وتعنــي «اللفظة‬ ‫َّ‬ ‫ـانيات‬
‫ويســتعمل مصطلــح (مفــردات) يف اللسـ َّ‬
‫ـا‪ ،‬أم أداة»(((‪.‬‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫أم‬ ‫‪،‬‬ ‫ـا‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫فع‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫أكان‬ ‫ـواء‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـى‪،‬‬
‫ـ‬ ‫معن‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـدل‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫وت‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫فأك‬ ‫ـن‬ ‫أو الكلمــة التــي تتكــون مــن حــرف أو حرفـ‬
‫املتخصصــة يف هــذا املجــال قامئــة مــن املفــردات املتن ِّوعة‬ ‫ِّ‬ ‫ونجــد يف كل درس مــن دروس العربيَّــة املكونــة للكتــب التعليميَّــة‬
‫التــي عــى الطالــب تعلّمهــا‪ .‬وهنــا يكــون الهــدف «ليــس حش ـ َو ذاكــرة املتعلِّــم بــكل الكلــات واملفــردات التــي نجدهــا يف‬
‫وإنــا أن نعتمــد عــى مــا يفيــد الطالــب خــال تعلّمــه‪ ،‬وييّــر‬ ‫املعاجــم اللُّغويَّــة والتــي تعكــس التاريــخ الطويــل لهــذه اللُّغــة‪َّ ،‬‬
‫لــه فهــم الــدروس وتطويــر كفاءتــه اللُّغويَّــة»(((‪.‬‬
‫‪ -2-1-1‬أنواع املفردات‪:‬‬
‫يقســم «فوكــس» املفــردات إىل خمســة أنــواع وهــي‪ :‬الكلــات املفــردة‪ ،‬والعبــارات الثابتــة‪ ،‬والعبــارات املتغــرة‪ ،‬واألفعــال‬
‫العباريــة (الفعــل‪ +‬حــرف الجــر) والعبــارات االصطالحيَّــة((( وهــذا تقســيم مقبــول ألنَّــه األقــرب إىل منطــق اللُّغــات‪ ،‬وميكننــا‬
‫االعتــاد عليــه يف تعليــم العربيَّــة‪ ،‬فيــا يقســمها «زميرمــان» إىل أربعــة أنــواع؛ هــي‪ :‬مفــردات كثــرة الشــيوع‪ ،‬مفــردات‬
‫أكادمييَّــة عا َّمــة؛ مفــردات فنيَّــة وتِقنيَّــة؛ مفــردات غــر شــائعة(((‪.‬‬
‫أمــا «مــكاريت» فيقســمها إىل نوعــن‪ :‬مفــردات محتــوى‪ ،‬ومفــردات وظيفــة ‪ ،‬لكــن هــذا التقســيم يجعلنــا نختلــف يف‬
‫(((‬

‫تصنيــف املفــردات وتحديــد مــا ينتمــي إىل دائــرة مفــردات املحتــوى ومفــردات الوظيفــة‪ .‬ويقســمها خالــد أبــو عمشــة إىل‬
‫ـياقية(((‪.‬‬
‫مفــردات لل َف ْهــم‪ ،‬ومفــردات للــكالم‪ ،‬ومفــردات للكتابــة‪ ،‬ومفــردات كامنــة (سـ َّ‬
‫ويبــدو أن هــذه التقســيامت كلهــا يعرتيهــا نقــص أو اعتامدهــا عــى أُ ُســس غــر منســجمة وغــر منطقيَّــة وغــر لُغويَّــة‪.‬‬
‫ـيم أكــر قــوة يف التصنيــف‪ ،‬وألنَّــه اعتمــد‬ ‫وعليــه‪ ،‬فإنَّنــا ســنتبنى التقســيم الــذي ق ّدمــه امحمــد إســاعييل علــوي؛ ل َكونِــه تقسـ ً‬
‫عــى أُ ُســس واضحــة ومنســجمة‪ ،‬وهــذا مــا ســنعرضه يف العنــر التــايل‪.‬‬

‫أبــو عمشــة‪ ،‬خالــد حســن‪ .)2014( .‬املفــردات والرتاكيــب اللغويــة عــر املســتويات اللغويــة لــداريس العربيــة يف ضوء اإلطــار املرجعــي األوريب‬ ‫(( (‬
‫املشــرك للغــات‪( ،‬ضمــن أعــال املؤمتــر الــدويل األول لتعليــم العربيــة‪ ،‬املنعقــد يف الفــرة ‪ 22-24‬مــن أبريــل‪ .‬مــن طــرف مركــز اللغــات‪-‬‬
‫الجامعــة األردنيــة)‪ .‬ط‪ ،1 .‬دار كنــوز املعرفــة‪ ،‬األردن‪ ،‬ص‪. 244 :‬‬
‫املرجع نفسه‪ ،‬ص‪244 :‬‬ ‫(( (‬
‫زكريــا‪ ،‬جــال عبــد النــارص‪ .)2016( .‬املدخــل إىل تدريــس اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا طرائــق ومفاهيــم‪ .‬ط‪ ،1 .‬الجامعــة اإلســامية‬ ‫(( (‬
‫العامليــة مباليزيــا للنــر‪ ،‬ماليزيــا‪ ،‬ص‪14 :‬‬
‫إســاعييل‪ ،‬امحمــد علــوي وآخــرون‪ .)2017( .‬الدليــل التدريبــي يف تدريــس مهــارات اللغــة العربيــة وعنارصهــا للناطقــن بغــر العربيــة‪:‬‬ ‫(( (‬
‫النظريــة والتطبيــق‪ .‬ط‪ ،1 .‬منشــورات مركــز امللــك عبــد اللــه الــدويل لخدمــة اللغــة العربيــة‪ .‬دار وجــوه للنــر والتوزيــع‪ ،‬الريــاض‪ ،‬اململكــة‬
‫العربيــة الســعودية‪ .‬ص‪٪74 :‬‬
‫أبو عمشة‪ ،‬خالد حسني‪ .‬املفردات والرتاكيب اللغوية عرب املستويات اللغوية‪( ،‬مرجع سابق)‪ ،‬ص‪249 :‬‬ ‫(( (‬
‫املرجع نفسه‪ ،‬ص‪249 :‬‬ ‫(( (‬
‫املرجع نفسه‪ ،‬ص‪249 :‬‬ ‫(( (‬
‫املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.249-250 :‬‬ ‫(( (‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1332‬‬
‫قدم امحمد إسامعييل علوي تص ُّو ًرا جدي ًدا((( يف تصنيف املفردات معت ِم ًدا فيه عىل محددين اثنني هام‪:‬‬
‫ـدد الشــكل‪ :‬اعتــره مح ـ ِّد ًدا أساسـ ًّـيا ال ميكــن تجــاوزه؛ ل َكونِــه أصـ ًـا يف تحديــد املفــردة‪ .‬ويــدرج فيــه األفعــال‬ ‫أ‪ .‬محـ ِّ‬
‫(بأنواعهــا)‪ ،‬والحــروف (بأنواعهــا)‪ ،‬واألســاء (بأنواعهــا‪ ،‬عــدا أســاء األعــام واملــدن)‪ ،‬والضامئــر‪ ،‬والظــروف‪ ،‬والروابــط‪.‬‬
‫دل عــى معنــى مفــرد‪ ،‬أو وضــع ملعنــى مفــرد؛ لذلــك نجــد أنفســنا أمــام‬ ‫ـدد املعنــى‪ :‬املفــردة يف اللُّغــة هــي مــا ّ‬ ‫ب‪ .‬محـ ِّ‬
‫قامئــة مــن املفــردات وضعــت للداللــة عــى معنــى مفــرد‪ ،‬وإن كانــت مركبــة مــن مفردتــن أو أكــر‪ .‬لذلــك أدرج امحمــد‬
‫إســاعييل علــوي العبــارات اللُّغويَّــة‪ ،‬والعبــارات املســكوكة‪ ،‬واملتالزمــات اللُّغويَّــة ضمــن املفــردات؛ ألنَّهــا‪ ،‬وإن كانــت ال تتقيــد‬
‫مبعيــار الشــكل (مفــردة واحــدة)‪ ،‬إال أنَّهــا تــدل عــى معنــى واحــد‪ ،‬ثــم ال ميكــن النظــر إليهــا أو اســتعاملها إال مجتمعـ ًة(((‪.‬‬
‫العربية ِ‬
‫للناط ِق َني بغريها وهي‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫وقد وضع الباحث نفسه(((‪ ،‬قامئة للكلامت التي تدخل يف مجال تعليم‬
‫وإنــا املقصــود‬
‫قصــد بهــا أســاء األعــام واملــدن والــدول ألنَّهــا تعــرف بالــرورة وال توجــد لهــا ترجمــة‪َّ ،‬‬ ‫ ‪-‬األســاء‪ :‬وال يُ َ‬
‫بهــا أســاء املوجــودات والتمثُّــات واملفاهيــم؛ مثــل‪( :‬النــاس‪ ،‬الحيوانــات‪ ،‬أســد‪ ،‬قــرد‪ ،‬الوجــود‪ ،‬الحيــاة‪ ،‬الدنيــا‪ ،‬الفــرح‪،‬‬
‫الحــزن‪ ،‬االبتســامة‪.)...‬‬
‫ ‪-‬األفعال ومصادرها‪.‬‬
‫أسايس يف كل جملة أو تعبري‪.‬‬ ‫ٍّ‬ ‫ ‪-‬الضامئر‪ :‬وهي رضوريَّة ملتعلِّم العربيَّة ويحتاجها ٍ‬
‫بشكل‬
‫ ‪-‬امل ُشت َّقات‪ :‬أسامء الفاعل وأسامء املفعول‪ ،‬والصفات والنعوت‪.‬‬
‫ ‪-‬األلوان؛ (أحمر‪ /‬أخرض‪ /‬برتقايل‪.)..‬‬
‫ ‪-‬الظروف بأنواعها؛ (ظروف الزمان واملكان‪ :‬فوق – تحت – أمام – خلف‪.)...‬‬
‫ ‪-‬حروف املعاين‪ ،‬مثل (متى ‪ -‬كيف – م ْن – أين – يف‪.)..‬‬
‫ ‪-‬الروابط‪ ،‬من قَ ِبيل (لكن؛ لذلك‪ ،‬لهذا‪ ،‬من أجل ذلك‪.)...‬‬
‫بعضــا‪ ،‬أي إن الكلــات املالزمــة ملفــردة ال تســتعمل‬ ‫ ‪-‬املتالزمــات اللُّغويَّــة‪ :‬ســميت متالزمــات ألن كلامتهــا يــازم بعضهــا ً‬
‫منعزلــة عنهــا؛ لذلــك تصــر املفردتــان متضامتــن ومجتمعتــن وكأنهــا مفــردة واحــدة‪ ،‬وميكــن أن نتحــدث عــن نوعني‬
‫مــن املتالزمــات‪ .‬أ) العبــارات املتالزمــة لزو ًمــا تا ًّمــا‪ :‬وهــي املفــردات التــي ال تســتعمل إال مــع كلمــة بذاتهــا وال ميكــن أن‬
‫أيضــا نجدهــا يف األلــوان‪( :‬أبيــض‬ ‫تســتعمل منفصلــة عنهــا مثــل فخامــة الرئيــس‪ ،‬صاحــب الجاللــة‪ /‬الســيد املديــر‪ً ،)..‬‬
‫ـان‪ /‬أســود غامــق‪ .)..‬ومــن أمثلــة اللــزوم التــا ّم مــا نجــده يف بعــض األفعــال التــي ال تســتعمل إال مقرتنــة‬ ‫ناصــع‪ /‬أحمــر قـ ٍ‬
‫أيضــا أصــوات‬ ‫بالحــروف مثــل (مــر ب‪ /‬مــر مــن)‪( ،‬تخــرج مــن‪ /‬ســافر إىل‪ /‬اختلــف عــن‪ .)...‬ومــن صــور اللــزوم ً‬
‫أيضــا مــن صــور اللــزوم بعــض‬ ‫الحيوانــات مثــل (نهيــق الحــار‪ /‬خريــر امليــاه‪ /‬صهيــل الحصــان‪ /‬مــواء القطــط‪ً ،)...‬‬
‫النعــوت التــي ال تســتعمل إال مــع مفــردات بعينهــا مثــل‪( :‬فقــر مدقــع‪ /‬عواقــب وخيمــة‪ /‬مطــر غزيــر‪ /‬ضبــاب كثيــف‪/‬‬
‫بحــر هائــج‪ /‬ســبات عميــق‪ .)...‬ب) املتالزمــات لزو ًمــا غــر تــا ّم‪ :‬واملقصــود بهــا األفعــال التــي تســتعمل متعديــة بالحــرف‬
‫أحيانًــا‪ ،‬وأحيانًــا تســتعمل مــن دونهــا‪ ،‬ويكــون الســياق هــو املحــدد مثــل‪( :‬خرجــت مــن البيــت‪ /‬خرجــت صبا ًحــا‪ /‬وصلــت‬
‫إىل املدرســة‪ /‬وصلــت مســاء‪ /‬وصلــت يف املســاء‪.)..‬‬
‫ـدل عــى معنــى واحــد‬ ‫قصــد بهــا كل وحــدة لُغويَّــة مك َّونــة مــن مفردتــن أو أكــر وتـ ّ‬ ‫(الثقافيــة)‪ :‬ويُ َ‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬العبــارات اللُّغويَّــة‬
‫بعينــه؛ مثــل‪ :‬الســام عليكــم؛ حفظــك اللــه‪ ،‬بــا َرك اللـ ُه فيــك؛ مــا شــاء اللــه؛ تبــارك الرحمــن؛ الحمــد للــه؛ جــزاك اللــه‬
‫ـرا؛ رحمــه اللــه‬ ‫خـ ً‬
‫ ‪-‬العبــارات املســكوكة‪ :‬وهــي عبــارات موجــودة يف كل اللُّغــات‪ ،‬مــن خصائصهــا إيجــاز اللفــظ وإصابــة املعنــى وحســن‬
‫التشــبيه وجــودة الكتابــة‪ ،‬وهــي مغلقــة عــى نفســها ومكتملــة بذاتهــا وذات صياغــة ثابتــة؛ أي ال ميكــن التغيــر يف‬
‫كلامتهــا‪ .‬ومــن العبــارات املســكوكة املوجــودة يف اللُّغــة العربيَّــة‪ :‬لبيــك وســعديك؛ حيــاك اللــه وبيّــاك؛ ليــت شــعري؛ للــه‬
‫درك؛ حتــف أنفــه؛ تربــت يــداه؛ بــن املطرقــة والســندان؛ لقــي فــان مرصعــه‪...‬‬

‫(( ( إسامعييل علوي‪ ،‬امحمد‪ .‬تدريس املفردات‪ :‬النظرية والتطبيق (مرجع سابق)‪ ،‬ص‪٪76 :‬‬
‫(( ( إسامعييل علوي‪ ،‬امحمد‪ .‬تدريس املفردات‪ :‬النظرية والتطبيق (مرجع سابق)‪ ،‬ص‪77 :‬‬
‫(( ( املرجع نفسه‪ ،‬ص‪77 :‬‬

‫‪1333‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫وقد أجمل الباحث امحمد إسامعييل علوي كل هذا يف الشكل اآليت(((‪:‬‬

‫شكل رقم (‪ :)2‬يبني الكلامت التي تدخل يف دائرة املفردات يف تعليم اللغة العربية للناطقني بغريها‬

‫إسرتاتيجيات تدريس املفردات‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫‪-3 -1-1‬‬


‫إسرتاتيجيات الربط التخيييل بني املفردات‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫أ‪.‬‬
‫منطقيــة تخييليــة بــن املفــردات‪ ،‬مــن قَ ِبيل جمــع املفــردات وتأليفها يف شــكل‬ ‫َّ‬ ‫ـط‬‫ـ‬ ‫رواب‬ ‫ـاد‬ ‫ـ‬ ‫إيج‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ة‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـذه‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫تق‬
‫قصــي‪ .‬وتصبــح بذلــك الحكايــات مرتابطــة فيــا بينهــا‪ ،‬ومبجــرد ذكــر كلمــة تتداعــى إىل الذاكــرة؛ لذلــك يــرى الباحثــون‬
‫تقنيــة‪( :‬انظــر‬
‫يف َّ‬ ‫بــأن أفضــل «طــرق تذكــر املعلومــات هــي التــي تعتمــد عــى خطــوات ثــاث حددهــا «جــاري ســمول»‬
‫والتقــط واربــط)؛ حيــث يشــكل النظــر إىل املفــردات وشــكلها وطريقــة كتابتهــا خطــوة أوىل نحــو تذكُّرهــا»(((‪.‬‬
‫إسرتاتيجية الصورة‪ /‬الرسم‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ب‪.‬‬
‫ـراتيجية مــن أهــم اإلســراتيجيات يف رشح معــاين بعــض املفــردات أو الصفــات أو األفعــال (حــركات)‪ ،‬بل‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫تعت‬
‫الصـ َور املتحركــة (األفــام الصامتــة والناطقــة)‪ .‬للصــورة‪ ،‬إ ًذا‪ ،‬دور‬ ‫ُّ‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫الب‬ ‫ـذا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫يف‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫ويدخ‬ ‫‪.‬‬‫ـر‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الج‬ ‫ـروف‬ ‫ـ‬ ‫وح‬ ‫ـروف‬ ‫ـ‬ ‫الظ‬ ‫ـى‬ ‫وحتـ‬
‫ـرا مــع املســتويات املبتدئــة؛ ألن املتعلِّمــن‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫وتأث‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫فعالي‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫«أك‬ ‫ـتخدامها‬ ‫ـ‬ ‫واس‬ ‫ـوط؛‬ ‫ـ‬ ‫ومضب‬ ‫ح‬
‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫واض‬ ‫ٍ‬
‫ـكل‬ ‫ـ‬ ‫بش‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫املعن‬ ‫ـال‬
‫ـ‬ ‫إيص‬ ‫يف‬ ‫ـم‬‫مهـ‬
‫املعجميــة الكافيــة التــي مت ّكنهــم مــن ال َف ْهــم أو التعبــر‪ .‬وميكــن تعويــض الصــورة باســتخدام الرســم‬ ‫َّ‬ ‫ـروة‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ـوا‬
‫ـ‬ ‫ن‬‫و‬‫مل ّ‬
‫يك‬
‫عــى الســبورة»(((‪.‬‬
‫ويــرى امحمــد إســاعييل علــوي أن الصــورة قــد تــؤ ِّدي أحيانًــا عكــس مــا يبتغيــه املــد ِّرس‪ ،‬وقــد تكــون مصــد ًرا للتشــويش‪.‬‬
‫لذلــك يــرى أن املــد ِّرس عليــه أن يوظــف الصــورة الجيــدة التــي تتميــز بالوضــوح‪ ،‬وال تحتمــل تأويــات ســلبيَّة عرقيــة‪ ،‬أو دينيَّة‪،‬‬
‫الصـ َور‬
‫أو سياســيَّة‪ ،‬أو ثقافيَّــة‪ ،‬كــا يجــب أن تحقــق غايــة تربويَّــة وتشـ ّجع املتعلِّمــن عــى التعبــر وإبــداء الــرأي‪ ،‬مــع اختيــار ُّ‬
‫أو الرســوم التــي تقــرب معنــى الكلمــة الهــدف وتجعلهــا مفهومــة مــا أمكــن(((‪ .‬ونشــر إىل أنَّــه ميكــن توظيــف الصــورة يف كل‬
‫ـوي‪ ،‬ولثقافــة املتعلِّــم وعمــره‪ ،‬وتحفــزه الســتعامل اللُّغــة وتوظيــف‬
‫مســتويات التعلُّــم‪ ،‬رشيطــة أن تكــون مناســبة للهــدف الرتبـ ّ‬
‫تعلُّامتــه مــن خــال املهــارات اللُّغويَّــة املختلفــة‪.‬‬

‫إسامعييل علوي‪ ،‬امحمد‪ .‬تدريس املفردات‪ :‬النظرية والتطبيق (مرجع سابق)‪ ،‬ص‪80 :‬‬ ‫(( (‬
‫إسامعييل علوي‪ ،‬امحمد‪ .‬تدريس املفردات‪ :‬النظرية والتطبيق (مرجع سابق)‪ ،‬ص‪.98 :‬‬ ‫(( (‬
‫املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.99 :‬‬ ‫(( (‬
‫املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.99 :‬‬ ‫(( (‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1334‬‬
‫إسرتاتيجية الحقل املعجمي‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ج‪.‬‬
‫يعــرف مختــار عمــر الحقــل املعجمــي بأنَّــه مجموعــة مــن الكلــات التــي ترتبــط دالالتهــا‪ ،‬وتوضــع عــادة تحــت لفــظ عــام‬
‫ـي ال ميكــن أن يقــدم كل املفــردات التي‬ ‫دالليــة يف كل درس‪ ،‬فــإن الكتــاب التعليمـ ّ‬ ‫ـول َّ‬ ‫يجمعهــا‪ .‬وإذا كانــت املفــردات تشــكل حقـ ً‬
‫تناســب الطــاب‪ ،‬وتحقــق الغايــات الرتبويَّــة؛ لذلــك عــى املــد ِّرس «أن يعــرف كيــف يســتطيع أن ينطلــق مــن معطيــات لُغويَّــة‬
‫ـداليل»(((‪.‬‬
‫تقنيــة الحقــل الـ ّ‬ ‫ـاء عــى َّ‬ ‫املعجميــة بنـ ً‬
‫َّ‬ ‫متوفــرة يف الكتــاب‪ ،‬أو عنــد املتعلِّمــن‪ ،‬لتوســيع مداركهــم وتنميــة قدرتهــم‬
‫إن املفــردات التــي يقدمهــا الكتــاب يف كل درس مــا هــي إال أرضيَّــة لالنطــاق يســعى‪ ،‬مــن خاللهــا‪ ،‬األســتاذ إىل توســيع‬
‫وإنــا ينتقــي منهــا مــا يخــدم حاجــات‬ ‫مــدارك طالبــه وتنميــة قدراتهــم اللُّغويَّــة‪ .‬كــا أنَّــه غــر مطالــب بتدريســها كلهــا‪َّ ،‬‬
‫متعلميــه‪ .‬وهــذا يعنــي –مبنطــق آخــر– رضورة إضافــة مفــردات أخــرى غــر موجــودة يف قامئــة املفــردات املعتمــدة يف‬
‫الكتــاب‪ ،‬وهــو مــا يتيــح نو ًعــا مــن اإلبداعيَّــة لألســتاذ‪ ،‬ومينــح املتعلِّــم فرصــة الســؤال والبحــث عــن املفــردات التي تهمــه أكرث‬
‫يف حياتــه‪ ،‬وتنســجم مــع أهدافــه مــن تعلُّــم اللُّغــة‪.‬‬
‫إسرتاتيجية الرتادف والتضاد‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫د‪.‬‬
‫خاصــة مــع املســتويات املتق ِّدمــة‪.‬‬ ‫تعتــر هــذه اإلســراتيجيَّة مهمــة يف مجــال تعليــم العربيَّــة‪ ،‬وقــد أثبتــت فاعليتهــا َّ‬
‫ـف؛ ال ســيام يف جزئيــه‬ ‫ـكل مكثَّـ ٍ‬‫وبالرجــوع إىل (الكتــاب يف تعلُّــم العربيَّــة)؛ فإنَّنــا نجــده يعتمــد عــى هــذه اإلســراتيجيَّة بشـ ٍ‬
‫الثــاين والثالــث‪ ،‬ألنهــا كتابــان مو ّجهــان إىل طــاب املرحلــة املتوســطة واملتقدمــة‪ ،‬وهــذا يشـ ّجع عىل إغنــاء الرصيــد املعجمي‬
‫للمتعلِّــم ومعرفــة الفــروق الدقيقــة بــن املفــردات مــن خــال مرادفاتهــا وأضدادهــا‪.‬‬
‫ـراتيجية عــى رشح الكلــات مــن خــال تقديــم مرادفاتهــا‪ ،‬مثــل (معلــم‪ /‬مــدرس‪ /‬أســتاذ)؛ ( َد َرس‪ /‬تعلّم)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫تعتمــد هــذه اإلسـ‬
‫ـراتيجية للمتعلِّــم إمكانــات متنوعــة يف التعبــر وتوظيــف املفــردات الجديــدة وإغنــاء رصيــده املعجمي‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ولهــذا تتيــح هــذه‬
‫التواص َّليــة‪ .‬كــا أنَّــه يســتطيع أن يُوظِّ ُفهــا يف مهــارة الكتابــة بشــكل جيــد‬ ‫ُ‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫إمكانات‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫وم‬ ‫ـة‬
‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫غو‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫قدرت‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫وهــذا كلــه يعــزز‬
‫دون تكــرار‪.‬‬
‫ـر عليــه عمليَّــة التعلُّــم‪ .‬وعليه‪ ،‬تعتمــد هذه اإلســراتيجيَّة‬ ‫تســاعده أضــداد املفــردات كذلــك يف تعزيــز رصيــده املعجمــي وتيـ ّ‬
‫– بشــكل أقــوى – يف تعليــم الصفــات والنعــوت مثــل‪( :‬نحيــف‪ /‬ســمني)؛ (صغــر‪ /‬كبــر)؛ (حزيــن‪ /‬ســعيد)؛ (جميــل‪ /‬قبيــح)؛‬
‫(طفــل‪ /‬عجــوز)؛ (جديــد‪ /‬قديــم)‪ ..‬ومــن شــأن تعلُّــم هــذه املفــردات مــع أضدادهــا أن يشــجع املتعلِّــم عــى توظيــف اللُّغــة‬
‫شــفاهيًّا وكتابيًّــا‪ ،‬والتعبــر بهــا يف مواقــف تواصليَّــة مختلفــة‪ .‬فضـ ًـا عــن هــذا‪ ،‬متكنــه مــن تحقيــق بعــض الوظائــف اللُّغويَّــة‬
‫ي واإلطــار األورويب) التــي تتمثَّــل يف القــدرة عــى الوصــف والتحديــد‪.‬‬ ‫كــا حددهــا اإلطــاران املرجعيــان (اإلطــار األمريـ ّ‬
‫ميمية والرسم‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫هـ ‪ .‬متثيل املفردات بحركات‬
‫خاصــة طــاب الثانويَّــة‬ ‫إن هــذه اإلســراتيجيَّة تُض ِفــي عــى التعلُّــم نو ًعــا مــن املتعــة واملــرح‪ ،‬وتنــال استحســان الطــاب َّ‬
‫منهــم؛ إذ تخلــق نو ًعــا مــن التنافــس بينهــم‪ .‬وتقــوم هــذه اإلســراتيجيَّة عــى تقســيم الطــاب إىل مجموعــات وكتابــة املفردات‬
‫يف بطاقــات وتوزيعهــا عليهــم‪ ،‬ويطلــب مــن كل مجموعــة أن يقــوم أحــد أعضائهــا بتمثيــل املفــردة بحــركات ميميَّــة وعــى‬
‫ـردي أو جامعــي‪.‬‬ ‫ـرف عليهــا‪ .‬وميكــن لهــذه اإلســراتيجيَّة أن تكــون بشـ ٍ‬
‫ـكل فـ ٍّ‬ ‫اآل َخريــن التعـ ُّ‬
‫ـراتيجية‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫ي‬‫ب‬‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫كله‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫لذكره‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫املق‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫يتس‬ ‫ال‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫كث‬ ‫ـرى‬‫ـ‬ ‫أخ‬ ‫ات‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـاك‬ ‫ـ‬ ‫هن‬ ‫ـراتيجيات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫إضافــة إىل‬
‫الوظيفي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـي‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الرتكيب‬ ‫الســياق‬
‫‪ -2-1‬األصوات‪:‬‬
‫‪ -1-2-1‬تعريف األصوات‪:‬‬
‫يعـ ّد تدريــس النظــام الصــويتّ هــو الركيــزة األســاس يف تعليــم اللغــات عا َّمــة واللُّغــة العربيَّــة بصفـ ٍة خاصـ ٍة؛ فــإذا كانــت‬
‫اللُّغــة أصواتًــا يعــر بهــا كل قــوم عــن أغراضهــم كــا يقــول ابــن ِج ِّنــي‪ ،‬فــإن تعليــم اللُّغــة ال ميكــن تصــوره دون املعرفــة بهــذه‬
‫مثل مــا كان منهــا واويًّا‪،‬‬ ‫األصــوات ونطقهــا نُط ًقــا صحي ًحــا‪ .‬فعلــم األصــوات يعـ ُّد رضوريًّــا الرتباطــه باشــتقاق بعــض الكلــات ً‬
‫أو يائيًّــا‪ ،‬أو مــا كان منهــا مشـتَ ِم ًل عــى الحركــة أو القلقلــة‪ ،‬أو مــا اشــتمل عــى همــزة القطــع أو الوصــل‪ ،‬كــا أنَّــه ال غنــى‬
‫عنــه لفهــم بعــض «القرائــن ال َّن ْحويَّــة كاإلعــراب بالحركــة والحــذف والجــوار‪ ،‬واملطابقــة بالحركة اإلعرابيــة ونحوهــا‪ ،‬واختالف‬

‫(( ( مختار عمر‪ ،‬نقلً عن‪ :‬إسامعييل علوي‪ ،‬امحمد‪ .‬تدريس املفردات‪ :‬النظرية والتطبيق (مرجع سابق)‪ ،‬ص‪.99 :‬‬

‫‪1335‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ال ِب ْنيَــة عــن ال ِب ْنيَــة بصــوت واحــد‪ ،‬وداللــة النغمــة عــى املعنــى النحــوي؛ هــذا إىل جانــب الــدور املهــم الــذي تلعبــه األصــوات‬
‫يف التفريــق بــن العامــي والفصيــح‪ ،‬ويف الدراســة التقابُلِيَّــة بــن األصــوات العربيَّــة وغــر العربيَّــة»(((‪.‬‬
‫ـا سـ َـبق‪ ،‬أن األصــوات تعـ ُّد أهــم عنــر مــن عنــارص اللُّغــة وهــي األســاس الــذي تقــوم عليــه باقــي املهــارات‬ ‫يتَّ ِضــح‪ ،‬مـ َّ‬
‫األخــرى مــن اســتامع ومحادثــة وقــراءة وكتابــة؛ لذلــك ال ميكننــا أن نتصــور برنام ًجــا أو كتابًــا لتعليــم اللغــات دون أن يخصص‬
‫ـرا منــه لكيفيــة تدريــس األصــوات ونطقهــا(((؛ لذلــك فــإن تعليــم األصــوات يعـ ُّد مــن أكــر التح ِّديــات التــي تواجــه‬ ‫حيـ ًزا كبـ ً‬ ‫ِّ‬
‫أول القــدرة عــى أداء‬ ‫الطالــب واملــدرس عــى حـ ٍّد ســوا ٍء ألن «أي إنســان يريــد أن يتعلــم لغــة أجنبيــة بدقــة يجــب أن يكتســب ً‬
‫األجنبيــة بدقــة‪ ،‬كــا ينطقهــا أبنــاء اللُّغــة نفســها وال‬ ‫َّ‬ ‫العــادات النطقيــة الجديــدة‪ ،‬ويجــب أن يعـ ّود نفســه عــى نطــق األصــوات‬
‫يســتمر عــى احتفاظــه بعاداتــه النطقيــة»(((؛ لذلــك فــإن هــذه املرحلــة تعـ ّد مهمــة ِجـ ًّدا يف تعليــم اللُّغــة وتعلُّمهــا‪ ،‬فهــي إ َّمــا‬
‫محبــا للغــة وتقــوي عزميتــه أو تجعلــه ينفــر منهــا‪.‬‬ ‫تجعــل الطالــب ًّ‬
‫خاصــا بتعليــم األصــوات وتعلُّمهــا يف مجــال تعليــم العربيَّــة‬ ‫ـرا لهــذه األهميــة‪ ،‬أوىل الخــراء والباحثــون اهتام ًمــا ًّ‬ ‫ونظـ ً‬
‫ن بغريهــا ألنَّهــا عمليَّــة ترافــق املتعلِّــم ليــس فقــط يف املراحــل األوىل مــن التعلُّــم‪ ،‬بــل يف كل مراحلــه‪ .‬فهــي تع ـ ًد‬ ‫ِ‬
‫للناط ِق ـ َ‬
‫التح ـ ِّدي الــذي يواجــه الطالــب واألســتاذ مــن أجــل بلــوغ مرحلــة إتقــان اللُّغــة نُط ًقــا وكال ًمــا‪.‬‬
‫‪ -2-2-1‬خطوات تقديم األصوات‪:‬‬
‫يقسم إبراهيم الفوزان مراحل تدريس األصوات إىل ثالث مراحل أساسيَّة‪ ،‬نوردها كاآليت‪:‬‬ ‫ِّ‬
‫قصــد بــه يف مجــال‬ ‫ُ َ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫ـوات‬ ‫ـ‬ ‫األص‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫مراح‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫مرحل‬ ‫أول‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـوت‬ ‫ـ‬ ‫الص‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ـر‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫التع‬ ‫د‬
‫ّ ّ‬ ‫ـ‬ ‫يع‬ ‫‪:‬‬ ‫يت‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫الص‬ ‫ف‬ ‫ر‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫التع‬ ‫ ‪-‬‬
‫ـويت عــى مراحــل‪:‬‬ ‫ـرف الصـ ّ‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫التع‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫ويت‬ ‫‪،‬‬‫(((‬
‫»‬‫ـا‬‫ً‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ِ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫من‬ ‫أو‬ ‫ـا‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ت‬‫م‬
‫ُ َّ‬ ‫ـزه‬‫ـ‬ ‫ومتيي‬ ‫ـوت‬‫ـ‬ ‫الص‬ ‫«إدراك‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬
‫ـدل عىل‬ ‫الصـ َور التــي تشــتمل عــى الصــوت الهــدف‪ ،‬رشط أن تكــون الصــورة واضحــة وأن تـ ّ‬ ‫أول‪ :‬عــرض مجموعــة مــن ُّ‬ ‫ً‬
‫ـردة حتــى ال ينشــغل فكــر الطالــب باملعنــى ويهمــل الهدف األســاس وهــو الصوت‪.‬‬ ‫ـان مجـ َّ‬ ‫معـ ٍ‬
‫الص َور ع ّدة مرات‪ ،‬مع الرتكيز عىل الصوت الهدف‪.‬‬ ‫ثانيا‪ :‬ينطق األستاذ أسامء هذه ُّ‬ ‫ً‬
‫فردي‪.‬‬
‫ثالثًا‪ :‬يكرر الطالب وراء األستاذ نطق الصوت جامعة ثم بصوت ّ‬
‫راب ًعا‪ :‬يطلب األستاذ من الطالب النظر إىل صور أخرى ونطق أسامئها وإبراز الصوت الهدف‪.‬‬
‫قصــد بــه «إدراك الفــرق بني‬ ‫يت‪ :‬يعـ ّد التمييــز الصــويتّ ثــاين مرحلــة مــن مراحــل تقديــم األصــوات‪ ،‬ويُ َ‬ ‫ ‪-‬التمييــز الصــو ّ‬
‫كل منهــا عــن اآلخــر عنــد ســاعه أو نطقــه»(((‪.‬‬ ‫صوتــن منيــز ًّ‬
‫يت) يف كــون األول يتــم الرتكيــز فيــه عــى صــوت واحــد‪ ،‬أمــا يف‬ ‫ّ‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫الص‬ ‫ـز‬
‫ـ‬ ‫و(التميي‬ ‫)‬ ‫يت‬
‫ّ‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫الص‬ ‫ف‬ ‫ـر‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫(التع‬ ‫ـن‬ ‫ويكمــن الفــرق بـ‬
‫الثــاين فيتـ ّم الرتكيــز عــى صوتــن متقابلــن‪ .‬والهــدف هنــا هــو أن يتعــرف الطالــب عــى الفــرق بينهــا‪.‬‬
‫ومــن التدريبــات الف َّعالــة والناجعــة يف التمييــز الصــويتّ تدريــب الثنائيــات الصغــرى؛ حيــث نقــدم للطالــب قوائــم مــن‬
‫الثنائيــات تضـ ّم الصــوت الهــدف والصــوت املامثــل لــه مثـ ًـا‪( :‬قلــب‪ /‬كلــب – صيــف‪ /‬ســيف – دهــر‪ /‬ظهــر) للتفريــق بــن‬
‫الحرفــن املتشــابهني‪ ،‬ثــم ينطــق األســتاذ هــذه الثنائيــات‪ :‬كلمــة كلمــة‪ ،‬ثــم زو ًجــا زو ًجــا ويحــاول الطــاب تحديــد طبيعــة‬
‫الصــوت يف كل كلمــة‪.‬‬
‫يت «اســتخالص صفــات األصــوات وإبرازهــا يف مواضــع مختلفــة مــن‬ ‫ّ‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫الص‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫بالتجري‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫يقص‬ ‫‪:‬‬‫ ‪-‬التجريــد الصـ ّ‬
‫يت‬ ‫ـو‬
‫الكلمــة ومتييزهــا عــن غريهــا مــن األصــوات املقاربــة لهــا يف اللُّغــة»(((‪.‬‬

‫(( ( متــام‪ ،‬حســان‪ .)1984( .‬مشــكالت تعليــم األصــوات لغــر الناطقــن بالعربيــة‪ ،‬مجلــة معهــد اللغــة العربيــة‪ ،‬جامعــة أم القــرى الســعودية‪ .‬ص‪:‬‬
‫‪353‬‬
‫طعيمــة‪ ،‬رشــدي أحمــد‪ .)1986( .‬املرجــع يف تعليــم اللغــة للناطقــن بلغــات أخــرى‪ .‬مطابــع جامعــة أم القــرى‪ ،‬معهــد اللغــة العربيــة‪ ،‬وحــدة‬ ‫(( (‬
‫البحــوث واملناهــج‪ ،‬سلســلة دراســات يف تعليــم العربيــة‪ ،‬جامعــة أم القــرى‪ .‬ج‪ ،1 .‬ص‪.456 :‬‬
‫مختار عمر‪ ،‬أحمد‪ .)1997( .‬دراسة الصوت اللغوي‪( .‬بدون طبعة)‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مرص‪ .‬ص‪403 :‬‬ ‫(( (‬
‫الفوزان‪ ،‬عبد الرحيم بن إبراهيم‪ .‬إضاءات ملعلمي اللغة العربية للناطقني بغريها (مرجع سابق)‪ ،‬ص‪.173 :‬‬ ‫(( (‬
‫طعيمة‪ ،‬رشدي‪ .‬املرجع يف تعلم اللغة (مرجع سابق) ج‪ ،1 .‬ص‪459 :‬‬ ‫(( (‬
‫املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.459- 460 :‬‬ ‫(( (‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1336‬‬
‫‪ -3-1‬القواعد‪:‬‬
‫‪ -1-3-1‬تعريف النحو‪:‬‬
‫تعــددت التعاريــف االصطالحيَّــة للنحــو‪ ،‬ونذكــر‪ ،‬يف هــذا الســياق‪ ،‬تعريــف أيب بكــر محمــد بــن الـراج (ت ‪316‬هـــ) الــذي‬
‫عرفــه بقولــه‪« :‬النحــو إمنــا أريــد بــه أن ينحــو املتكلــم إذا تعلمــه كالم العــرب‪ ،‬وهــو علــم اســتخرجه املتقدمــون فيــه مــن‬
‫اســتقراء كالم العــرب حتــى وقفــوا منــه عــى الغــرض الــذي قصــده املبتدئــون بهــذه اللُّغــة»(((‪.‬‬
‫تعليميــة مــن شــأنها أن تضبــط لســان املتكلــم‬ ‫َّ‬ ‫ـي باعتبــاره قواعــد‬ ‫يشــر ابــن الـراج‪ ،‬يف هــذا التعريــف‪ ،‬إىل النحــو التعليمـ ّ‬
‫ومت ّكنــه مــن االســتعامل الســليم للغــة يف ســياقات معينــة‪ .‬ومــا يثرينــا يف هــذا التعريــف قولــه‪« :‬اســتخرجه املتقدمــون فيــه‬
‫مــن اســتقراء كالم العــرب»‪ ،‬وهــذا دليــل عــى أ َّن النحــو مــن منطلقــه كان نحـ ًوا مرتبطًــا بالــكالم‪ ،‬وهــذا معنــاه أنَّــه مرتبــط‬
‫بالســياق واالســتعامل؛ إذ الــكالم ال ميكــن أ ْن يعــزل عــن ســياقاته ومقاماتــه التخاطبيــة‪ .‬إ َّن النحــو منــذ نشــأته‪ ،‬إذن‪ ،‬هــو نحــو‬
‫الوظيفيــة أثنــاء تعليمــه‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـي؛ و ِمــن ثَ َّــة‪ ،‬ال بـ َّد مــن مراعــاة هــذه‬ ‫ســياقي وظيفـ ّ‬
‫ويعــرف ابــن ِج ِّنــي (ت ‪392‬هـــ) النحــو بقولــه‪« :‬النحــو هــو انتحــاء ســمت كالم العــرب يف ترصفــه مــن إعــراب وغــره‪:‬‬
‫كالتثنيــة‪ ،‬والجمــع‪ ،‬والتحقــر‪ ،‬والتكبــر‪ ،‬واإلضافــة‪ ،‬والنســب‪ ،‬والرتكيــب‪ ،‬وغــر ذلــك‪ ،‬ليلحــق مــن ليــس من أهــل اللُّغــة العربيَّة‬
‫بأهلهــا يف الفصاحــة فينطــق بهــا وإ ْن مل يكــن منهــم‪ ،‬وإ ْن شـ ّذ بعضهــم عنهــا ُر ّد بــه إليهــا‪ .‬وهــو يف األصــل مصــدر شــائع‪ ،‬أي‬
‫ـص بــه انتحــاء هــذا القبيــل مــن العلــم»(((‪.‬‬ ‫نحــوت نحـ ًوا‪ ،‬كقولــك قصــدت قصـ ًدا‪ ،‬ثــم خـ ّ‬
‫ـريف والصــويت‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـمل‬ ‫ـ‬ ‫يش‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫متكام‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫تركيب‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫نظ‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫النح‬ ‫أن‬ ‫ــ)‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫‪392‬‬ ‫يتَّ ِضــح مــن خــال تعريــف ابــن ِج ِّنــي (ت‬
‫والحــركات اإلعرابيــة‪ .‬وتســتوقفنا‪ ،‬يف هــذا التعريــف‪ ،‬مســألتان هــا‪:‬‬
‫ ‪ .‬أاملســألة األوىل‪ ،‬قولــه‪« :‬ســمت كالم العــرب» هــذه العبــارة دليــل عــى نظرتــه الشــموليَّة للنحــو؛ فالســمت هنــا يربــط النحــو‬
‫بســياقه الخارجــي املتمثِّــل يف عــادات العــرب ومحاكاتهــم يف طريقــة كالمهــم تج ُّنبًــا للَّحــن‪ ،‬وهــذا يفــرض الخضــوع لعــادات‬
‫املجتمــع ولثقافته‪.‬‬
‫العربيــة بأهلهــا يف الفصاحــة فينطــق بهــا وإ ْن مل يكــن منهــم‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫أه‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـس‬‫ـ‬ ‫لي‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫«ليلح‬ ‫ـه‪:‬‬
‫ـ‬ ‫قول‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ ‪.‬باملســألة الثانيـ‬
‫وإ ْن شـ ّذ بعضهــم عنهــا ُر ّد بــه إليهــا»‪ ،‬يشــر ابــن ِج ِّنــي إىل أن النحــو هــو عبــارة عــن سـ ّن قواعــد للمســتعرب للســر عــى‬
‫أول‪ ،‬لغــر العــرب‪ ،‬وهــذا مــا نؤكــد عليــه يف‬ ‫نهجهــا ليكــون كالعــريب يف فصاحتــه وبالغتــه‪ ،‬وهــذا دليــل عــى أن النحــو وضــع‪ً ،‬‬
‫حتميــة كغريهم‬
‫َّ‬ ‫رضورة‬ ‫ـرب‬‫ـ‬ ‫للع‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫النح‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يب مبخالطــة األعاجــم‪ ،‬أصبح‬ ‫بحثنــا‪ ،‬ولكــن ملــا انتــر اللحــن وفســد اللســان العــر ّ‬
‫مــن غــر العــرب‪ ،‬وال ميكــن أن يصــل اإلنســان إىل درجــة الفصاحــة‪ ،‬يف نظــر ابــن ِج ِّنــي‪ ،‬لــو كان النحــو مجــرد قواعــد جافَّــة‬
‫وظيفيــا‪ ،‬وهــذا مــا اســتندت‬ ‫ًّ‬ ‫وقوالــب مجـ َّـردة مــن أي ســياق تواصــي أو تخاطبــي‪ ،‬أي إن ابــن ِج ِّنــي يؤكــد عــى تعليــم النحــو‬
‫التواص َّليــة يف تعليــم اللغــات‪.‬‬
‫ُ‬ ‫إليــه املقاربــة‬
‫إن نظــرة ابــن ِج ِّنــي للنحــو‪ ،‬إذن‪ ،‬كانــت شــموليَّة وكليــة؛ بحيــث مل يعتــره مجــرد قواعــد جافَّــة مــن شــأنها أن تضبــط‬
‫يب وتقـ ِّوم اعوجاجــه‪ ،‬كــا ورد عنــد بعــض النحــاة كأيب عيــى الغــزين (‪420‬هـــ) الــذي يــرى أن النحــو «صناعة‬ ‫اللســان العــر ّ‬
‫ـح ومــا يفســد يف التأليــف‪ ،‬ليعــرف الصحيــح مــن الفاســد»(((‪.‬‬ ‫علميَّــة يُعــرف بهــا أحــوال كالم العــرب مــن جهــة مــا يصـ ّ‬
‫ـي‪ ،‬راعــى فيــه املعنــى‬ ‫ـا سـ َـبق‪ ،‬أن تعريــف ابــن ِج ِّنــي تعريــف شــامل للنحــو‪ ،‬إذ ركــز عــى االســتخدام الوظيفـ ّ‬ ‫نســتخلص‪ ،‬مـ َّ‬
‫ومعطيــات الســياق حــن تحــدث عــن ســمت كالم العــرب‪ .‬وهــذا مــا تؤكــده بعــض التســميات التــي أطلقهــا العلامء عــى النحو‬
‫العربيــة وفتــح بابهــا وأنهج ســبيلها‬ ‫َّ‬ ‫العربيــة»‪ .‬يقــول ابــن ســام الجمحــي (ت ‪232‬هـــ)‪« :‬كان أول مــن َّأســس‬ ‫َّ‬ ‫مــن قَ ِبيــل «علــم‬
‫ووضع قياســها أبــو األســود»(((‪.‬‬

‫ابــن الـراج‪ ،‬أبــو بكــر محمــد بــن ســهل‪ .)1988( .‬األصــول يف النحــو‪ .‬تحقيــق‪ :‬د‪ .‬عبــد الحســن الفتــي‪ ،‬ط‪ ،3 .‬مؤسســة الرســالة‪ ،‬بــروت‪ .‬ج‪.‬‬ ‫(( (‬
‫‪ ،1‬ص‪.35 :‬‬
‫ابن جني‪ ،‬أبو الفتح عثامن‪ .)2009( .‬الخصائص‪ .‬تحقيق‪ :‬عبد الحميد هنداوي‪( .‬بدون طبعة)‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ .‬ج‪ ،1 .‬ص‪.88 :‬‬ ‫(( (‬
‫الســيوطي‪ ،‬جــال الديــن‪ .)2006( .‬االقــراح يف علــم أصــول النحـ ّو‪ .‬تحقيــق‪ :‬محمــود ســليامن ياقــوت‪( .‬بــدون طبعــة)‪ ،‬دار املعرفــة الجامعيــة‪،‬‬ ‫(( (‬
‫ص‪.34 :‬‬
‫الجمحي‪ ،‬ابن سالم‪ .‬طبقات فحول الشعراء‪ .‬تحقيق‪ :‬محمود محمد شاكر‪( .‬بدون طبعة)‪ ،‬دار املدين‪ ،‬جدة‪ .‬ج‪ ،1 .‬ص‪12 :‬‬ ‫(( (‬

‫‪1337‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫‪ -2-3-1‬القواعد‪:‬‬
‫يعــرف الجرجــاين بكونهــا «قضيــة كليــة منطبقة عــى جميع جزئياتهــا»(((‪ .‬ويــرى التاهنــوي أنَّها «مــرادف األصــل والقانون‪،‬‬
‫واملســألة‪ ،‬والضابطــة‪ ،‬واملقصــد‪ .‬وعرفــت بأنَّهــا أمــر كيل منطبــق عــى جميــع الجزئيــات عند تعــرف أحكامها منــه»(((‪.‬‬
‫ـا ســبَق‪ ،‬أن القاعــدة قضيــة كليــة منطبقــة عــى جميــع أجزائهــا‪ ،‬وهــي مرادفــة لألســاس والقانــون والضابــط‬ ‫نســتخلص‪ ،‬مـ َّ‬
‫واملقصــد‪ ،‬ومعنــى هــذا أن القواعــد أســاس العلــوم وقانونهــا األعــى‪ ،‬والضابــط لحفــظ الــكالم وصحــة النطــق؛ لذلــك ق َّدمهــا‬
‫ابــن خلــدون عــى باقــي علــوم اللســان‪ .‬يقــول ابــن خلــدون‪« :‬أركان علوم اللســان أربعة هــي‪ :‬اللُّغــة والنحــو والبيــان واألدب‪...‬‬
‫وتتفــاوت يف التأكيــد بتفــاوت مراتبهــا يف التوفيــة مبقصــود الــكالم‪ ...‬والــذي يتحصــل أن األهــم املقــدم منهــا هــو القواعد‪ ،‬إذ‬
‫بــه تتبــن أصــول املقاصــد بالداللــة فيعــرف الفاعــل مــن املفعــول‪ ،‬واملبتــدأ مــن الخــر ولــواله لجهــل أصــل اإلفــادة»(((‪ .‬جعــل‬
‫ـا لهــا ِمــن أهميَّــة‪ ،‬فهــي‬ ‫ابــن خلــدون القواعــد يف مقدمــة علــوم اللســان األربــع (اللُّغــة والنحــو والبيــان واألدب)‪ ،‬وذلــك لِـ َ‬
‫ـح‬
‫مبثابــة الهيــكل العظمــي الــذي يعتمــد عليــه بنــاء اللُّغــة‪ ،‬إذ بهــا يســتقيم اللســان ويســلم التعبــر ويســتقيم الرتكيــب ويصـ ّ‬
‫النطــق واألداء‪.‬‬
‫ن بغريهــا فيســتعمل مصطلــح القواعــد عنــد ســتيفن كراشــن (((‪Stephen Krashen‬‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫أمــا يف مج‬
‫باعتبــاره مرادفًــا للتعلُّــم الواعــي‪ ،‬ويــرى أن القواعــد تضطلــع بدوريــن يف مجــال تعلُّــم اللُّغــة الثــاين‪:‬‬
‫أول‪ :‬بوصفهــا مراقبًــا؛ أي أن متعلِّــم اللُّغــة الثانيــة قبــل أن ينتــج جملــة يف وضعيــة تواصليَّــة يخضعهــا للقواعــد التــي‬ ‫ ‪ً -‬‬
‫تعلمهــا حتــى تكــون صحيحــة‪.‬‬
‫مراقبا ال ميكن أن تضطلع بدور املراقبة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ثانيا‪ :‬بوصفها موضو ًعا‪ ،‬فالقواعد ‪-‬حسب كراشن‪ -‬قبل أن تصلح‬ ‫ ‪ً -‬‬
‫ويــرى بريــز ســامويل ‪Praise Samuel‬أن القواعــد هــي «مجموعــة مــن القواعــد البنيويــة التــي تحكــم تكويــن ال ُج َمــل‬
‫والعــرات والكلــات يف أي لغــة طبيعيَّــة معينــة»(((‪ .‬أمــا «العصيــي» فاعتربهــا «كل مــا يعــن املتعلِّــم عــى فَ ْهــم اللُّغــة الهــدف‬
‫واســتعاملها مــن قواعــد رصفيــة ونحويــة‪ .‬ومــا يرتبــط بهــا مــن قوانــن صوتيَّــة ومعجميــة ودالليــة وأســلوبية»(((‪.‬‬
‫ـا يبحــث‬ ‫العربيــة حســب تصورنــا‪ ،‬ليــس النحــو باعتبــاره علـ ً‬ ‫َّ‬ ‫صفــوة القــول‪ :‬إن املقصــود بالقواعــد‪ ،‬يف مجــال تعليــم‬
‫وإنــا املقصــود بهــا هــو مجمــل القواعــد‬ ‫فيــه عــن أحــوال أواخــر الكلــم إعرابًــا وبنــاء‪ ،‬ويهتــم بخصوصيــة اللُّغــة وأصولهــا‪َّ ،‬‬
‫ـكل ف َّعــا ٍل ورسيــع‪( .‬النحــو والــرف‬ ‫التــي تفيــد الطالــب يف امتــاك ناصيــة اللُّغــة‪ ،‬وفهمهــا واســتعاملها والتواصــل بهــا بشـ ٍ‬
‫واإلمــاء)‪.‬‬
‫نؤكــد‪ ،‬أن الرؤيــة اللســانيَّة التــي نتبناهــا يف تص ُّورنــا هــذا تنطلــق من كــون جميع ُمك ِّونــات اللُّغة أساســيَّة يف تدريســها‪ ،‬وأن‬
‫إعطــاء األولويَّــة ملكــون دون آخــر مــن شــأنه أن يضعــف أو يحـ ّد مــن إمكانــات التعلُّــم والتعبــر لــدى املتعلِّــم‪ .‬لهــذا‪ ،‬نــرى أن‬
‫جميــع ُمك ِّونــات القــدرة اللُّغويَّــة‪ ،‬كــا هــي يف اللســانيَّات التطبيقيَّــة وتعليــم اللغــات األجنبيَّــة‪ ،‬تعمــل بشــكل متداخــل ومنســجم‬
‫بناء‬
‫ـا يعـ ِّزز اإلمكانــات التعبرييَّــة والتواصليَّــة للمتعلِّــم‪ ،‬ومبــا يتيــح لــه القــدرة عــى االكتشــاف والتعلُّــم الــذايتّ‪ً ،‬‬ ‫فيــا بينهــا مـ َّ‬
‫ـوي متنــوع‪.‬‬
‫عــى مــا لديــه مــن معطيــات ومخــزون لُغـ ّ‬
‫ـرا مــن (املفــردات) هــي‪ ،‬يف منطلقهــا‪،‬‬ ‫وخــر مثــال عــى مــا نقــول هــو طبيعــة ال َعالقــة بــن املفــردات والقواعــد؛ إذ إن كثـ ً‬
‫مداخــل أساسـ َّـية للقواعــد‪ .‬إن األفعــال بأنواعهــا‪ ،‬والضامئــر‪ ،‬وأســاء االســتفهام‪ ،‬وأســاء اإلشــارة‪ ،‬واألســاء املوصولــة‪ ،‬هــي‬
‫الجرجــاين‪ .‬عــي بــن محمــد الســيد الرشيــف‪ .‬معجــم التعريفــات‪ .‬تحقيــق‪ :‬محمــد صديــق املنشــاوي‪( .‬بــدون طبعــة)‪ ،‬دار الفضيلــة للنــر‬ ‫(( (‬
‫والتوزيــع‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪ .‬ص‪.143 :‬‬
‫التهانــوي‪ ،‬محمــد عــي‪ .)1996( .‬كشــاف اصطالحــات الفنــون والعلــوم‪ .‬تحقيــق‪ :‬رفيــق العجــم وعــي دحــروج‪ .‬ط‪ ،1 .‬مكتبــة لبنــان‪ .‬ج‪ ،1 .‬ص‪:‬‬ ‫(( (‬
‫‪.1295‬‬
‫ابــن خلــدون‪ ،‬عبــد الرحمــن‪ .)2001( .‬مقدمــة ابــن خلــدون‪ .‬تحقيــق‪ :‬خليــل شــحادة‪ ،‬مراجعــة ســهيل زكار‪( ،‬بــدون طبعــة)‪ ،‬دار الفكــر للطباعــة‬ ‫(( (‬
‫والنــر والتوزيــع‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنــان‪ ،‬ص‪.753 :‬‬
‫�‪Stephen, D Krashen. (1982). Principles and Practice in second Language Acquisition, First edi‬‬ ‫(( (‬
‫‪tion, Pergamon Press inc, P: 89‬‬
‫�‪Praise, Samuel. (2015). Importance of grammar in communication, International Journal of Re‬‬ ‫(( (‬
‫‪search studies in language learning, volume 4, Number 1,97-101, p, : 98‬‬
‫العصيــي‪ ،‬عبــد العزيــز بــن إبراهيــم‪ .)2016( .‬القواعــد املهمــة يف اللغــة املرحليــة ملتعلمــي اللغــة العربيــة‪ .‬بحــث منشــور ضمــن أعــال املؤمتــر‬ ‫(( (‬
‫الــدويل الثــاين بإســطنبول (تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ :‬إضــاءات ومعــامل) ط‪ ،1 .‬منشــورات أزار‪ ،‬ص‪15 :‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1338‬‬
‫يب‪ ،‬كــا تقــدم أعــاه‪ ،‬ونجدهــا مبثوثــة يف قامئــة املفــردات يف بدايــة كل درس يف الكتــاب‬ ‫مفــردات تنتمــي إىل املعجــم العــر ّ‬
‫ـي‪ ،‬ولك َّنهــا –يف اآلن نفســه– مداخــل أساســيَّة لكثــر مــن القواعــد التــي يتعلَّمهــا الطالــب‪ ،‬والتــي نجدهــا عبــارة عــن‬ ‫التعليمـ ّ‬
‫دروس مدمجــة يف كل درس‪.‬‬
‫ـزءا مــن (العنــارص‬ ‫العربيــة جـ ً‬
‫َّ‬ ‫يبقــى أن نشــر هنــا إىل أن (األصــوات) التــي يعتربهــا الباحثــون املتخصصــون يف تعليــم‬
‫اللُّغويَّــة) مــا هــي –يف نظرنــا– إال جــزء ال يتجــزأ مــن دائــرة القواعــد‪ .‬وعليــه‪ ،‬فإنَّنــا ســنورد تصورنــا الخــاص إزاء ُمك ِّونــات‬
‫ـاء عــى مــا نقتنــع بــه مــن معطيــات لســانية وتطبيقيــة يف العنــر املــوايل‪.‬‬ ‫(العنــارص اللُّغويَّــة)‪ ،‬ونناقــش ذلــك بنـ ً‬
‫‪ -3-3-1‬أُ ُسس اختيار القواعد‪:‬‬
‫أ‪ -‬مبدأ الرتاكم التصاعدي‪:‬‬
‫إن قواعــد اللُّغــة العربيَّــة كثــرة ومتنوعــة ومتشــعبة ومتفرعــة؛ لذلــك وجــب أال تُقـ َّدم للطالــب دفعــة واحــدة بــكل مكوناتهــا‬
‫مثل‬
‫وإنــا االنتقــال بالطالــب مــن القواعــد الســهلة البســيطة إىل القواعــد الصعبــة فاألصعــب واملعقــد «فال يصــح ً‬ ‫وتفاصيلهــا‪َّ ،‬‬
‫إدخــال تركيــب مثــل (هــذا الطالــب الباكســتاين الجديــد) قبــل إدخــال (هــذا الطالــب جديــد)‪ ،‬وهــذا بــدوره يجــب أال يدخــل‬
‫قبــل (الطالــب جديــد)»(((‪.‬‬
‫ب‪ -‬التنويع يف التامرين والتداريب وتكثيفها‪:‬‬
‫ـي يجــب أن تحتــوي عــى مجموعــة كافيــة مــن التداريــب والتامريــن التــي تعقــب‬ ‫إن القواعــد التــي تقــدم للطالــب األجنبـ ّ‬
‫كل درس مــن أجــل تقييــم أداء الطالــب والكشــف عــن مــدى اســتيعابه للقاعــدة‪ ،‬وترســيخها يف ذهنــه‪ ،‬وقدرتــه عــى محاكاتهــا‬
‫واســتعاملها يف مواقــف حقيقيَّــة‪ ،‬وأال يقتــر تقديــم القواعــد عــى عــرض األمثلــة ورشحهــا ومناقَشــتها فمثــل تدريــس‬
‫متخصــص عــى ناشــئني يتعلمــون الســباحة وحركاتهــا‪ ،‬لكنهــم لــن يعرفــوا‬ ‫ِّ‬ ‫القواعــد دون تطبيــق «كمثــل محــارضات يلقيهــا‬
‫الســباحة ح ًّقــا إال إذا ألقــي بهــم يف التيــار‪ ،‬وأحــرزوا النجــاح مــرة‪ ،‬وتعرضــوا لإلخفــاق أخــرى‪ ،‬حتى يتسـ َّنى ألجســامهم بطول‬
‫املام َرســة أن تشـ ّـق املــاء وتنســاب بــن أمواجــه»(((‪.‬‬
‫ـي‬
‫إن الهــدف مــن تدريــس القواعــد إذن ليــس مجــرد عــرض ملجموعــة مــن املعــارف أو تعويــد الطالــب عــى التفكــر العلمـ ّ‬
‫كافيــا حتــى نقــول إن الطالــب متمكــن‬ ‫كــا يظـ ّن البعــض‪ ،‬ولــو كان األمــر كذلــك لــكان حفــظ هــذه القواعــد واســتظهارها ً‬
‫ـليم دون وعــي‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـتعامل‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الطال‬ ‫ـي منهــا هــو تحويــل هــذه القواعــد إىل مهــارة يســتعملها‬ ‫منهــا‪ ،‬بــل إن الهــدف الحقيقـ ّ‬
‫منــه أو تفكــر‪ ،‬وال يتــم ذلــك إال عــن طريــق «االلتــزام بكــرة التمرينــات والتدريبــات مــع تنويعهــا لتعطــي املهــارات اللُّغويَّــة‬
‫املختلفة» (((‪.‬‬
‫الوظيفية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ج‪ -‬مبدأ‬
‫العربيــة هــو تقويــم اللســان وعــدم الوقــوع يف اللحــن؛ وتكويــن عــادات‬ ‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫بغ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫القواع‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـدف‬ ‫إن الهـ‬
‫ـليم كتابة ونُط ًقــا يف مختلــف املواقف التــي يصادفها‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـتعامل‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـتعامل‬‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ومتكين‬ ‫ـب‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الطال‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫عن‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫صحيح‬ ‫لُغويَّــة‬
‫فهــدف النحــو إذن‪ ،‬ليــس تحفيــظ الطالــب القواعــد دون فهــم ومام َرســة‪ ،‬بــل هــو مســاعدة الطالــب عــى فَ ْهــم التعبــر الجيد‬
‫ـص فيفهمــه‪ ،‬أو‬ ‫ـب عــى قــراءة نـ ّ‬ ‫وتذوقــه والتــد ُّرب عــى إنتاجــه إنتا ًجــا (((صحي ًحــا «فــا فائــدة النحــو إذا مل يُســا ِعد الطالـ َ‬
‫التعبــر عــن يشء فيجيــد التعبــر عنــه» ‪.‬‬
‫ـي‪ ،‬وإعــادة بنــاء مناهــج تعليــم‬ ‫إن هــذا الهــدف يحتّــم علينــا إعــادة النظــر يف املوضوعــات التــي تق ـ َّدم للطالــب األجنبـ ّ‬
‫القواعــد مــن خــال تــرك التأويــات والتقديــرات وأن نقتــر عــى املباحــث ال َّن ْحويَّــة األساســيَّة التــي يُوظِّ ُفهــا الطالــب‬
‫باســتمرار ويحتاجهــا يف إنتــاج الــكالم والتــي تــريض ميوالتــه واهتامماتــه؛ لذلــك ينبغــي «قبــل أن نقــوم بتقديــم أي جــزء‬
‫مــن القواعــد أن نســأل أنفســنا‪ :‬هــل مــا نقدمــه مفيــد ونافــع للدارســن؟ هــل هــو رضوري لتحقيــق أهدافهــم؟ هــل هــذا هــو‬
‫الوقــت املناســب لتقدميــه»(((‪.‬‬

‫الناقة محمود‪ ،‬كامل‪ .‬املرجع املعارص يف تعلم اللغة العربية (مرجع سابق)‪ ،‬ص‪.213 :‬‬ ‫(( (‬
‫شتلة‪ ،‬عادل‪ .‬تدريس قواعد اللغة العربية للناطقني بغريها يف ضوء املعاين (مرجع سابق)‪ ،‬ص‪.408 :‬‬ ‫(( (‬
‫عمر‪ ،‬أحمد مختار‪ .‬العربية الصحيحة‪ .‬ط‪ ،2 .‬علم الكتب‪ ،)1998( ،‬ص‪.51 :‬‬ ‫(( (‬
‫طعيمة‪ ،‬رشدي‪ .‬تعليم اللغة العربية للناطقني بلغات أخرى‪ :‬مناهجه وأسسه (مرجع سابق)‪ ،‬ص‪201 :‬‬ ‫(( (‬
‫الناقة‪ ،‬محمود كامل‪ .‬تعليم اللغة العربية للناطقني بلغات أخرى‪ :‬أسسه ومداخيله (مرجع سابق)‪ ،‬ص‪284-285 :‬‬ ‫(( (‬

‫‪1339‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ـي مبــارش عــى املهــارات اللُّغويَّــة‪ ،‬وأن يســتثمرها‬ ‫يجــب علينــا أثنــاء اختيــار القواعــد‪ ،‬أن نختــار منهــا مــا لــه أثــر وظيفـ ّ‬
‫ـتعامل‬
‫الطالــب يف كالمــه حتــى تصبــح وســيلة محببــة عنــده وتســاعده يف تجنــب اللحــن واســتعامل اللُّغــة كتابــة ونُط ًقــا اسـ ً‬
‫ـليم دون اإلغــراق يف كــرة التفريعــات وجــرد التفاصيــل‪ ،‬واالســتثناءات‪ ،‬والشــواهد‪ ،‬واملصطلحــات‪.‬‬ ‫سـ ً‬
‫د‪ -‬مبدأ اإليجاز والدقة‪:‬‬
‫ـرا معي ًنــا عــى القواعــد األساســيَّة‪ ،‬وليــس كل مــا ورد يف‬ ‫واملقصــود بهــذا املبــدأ االقتصــار يف كل بــاب أو قاعــدة تهـ ّم عنـ ً‬
‫كتــب النحــو والنحــاة‪ .‬والحــرص عــى تقديــم القواعــد األساســيَّة التــي تحقــق الغايــة املر ُجـ َّوة مــن تعليــم النحــو‪ ،‬وأن يحــرص‬
‫األســتاذ عــى اإلجابــة عــن أســئلة الدارســن عــى القــدر الــذي يفيدهــم وأال يغــرق يف التفريعــات والتفاصيــل التــي ال طائــل‬
‫منهــا ولــن تفيــد الطالــب يف يشء‪.‬‬
‫هـ‪ -‬مبدأ االنطالق من معارف قدمية لبناء معارف جديدة‪:‬‬
‫يقــوم هــذا املبــدأ عــى االنطــاق مــن معــارف الطالــب القدميــة لبنــاء معــارف جديــدة؛ إذ ال ينبغــي الجمــع بــن قاعدتــن‬
‫جديدتــن أو اســتعامل مفــردات جديــدة وغــر مألوفــة عنــد الطالــب يف تقديــم قاعــدة جديــدة للطالــب‪ ،‬حتــى ال يدخــل‬
‫الطالــب يف معركتــن‪ :‬معركــة البحــث عــن معــاين املفــردات‪ ،‬ومعركــة فهــم القاعــدة‪.‬‬
‫و‪ -‬مبدأ الشيوع (االنتقائية)‪:‬‬
‫إن املقصــود مببــدأ الشــيوع هــو اختيــار قواعــد اللُّغــة األكــر شــيو ًعا وانتشــا ًرا وتــدا ُو ًل‪ ،‬فالكثــر منهــا ال يتــم توظيفــه يف‬
‫املواقــف اللُّغويَّــة بطريقـ ٍة مبــارش ٍة؛ لذلــك وجــب غربلــة القواعــد الشــائعة وتوزيعهــا حســب املســتويات‪ ،‬ومــن تــم تقدميهــا‬
‫للطالــب مــن األكــر شــيو ًعا إىل األقــل شــيو ًعا‪.‬‬
‫الفرعية‪ ،‬ويشــيع اســتعاملها‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫القاع‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـائعة‬ ‫ـ‬ ‫والش‬ ‫ـارشة‬ ‫ـ‬ ‫مب‬ ‫ـدة‬
‫ـ‬ ‫فائ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫له‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫الت‬ ‫إن املهــم يف هــذا املبــدأ هــو تقديــم القواعــد‬
‫واالبتعــاد مــا أمكــن عــن القواعــد التــي تســتعمل نــاد ًرا والتــي تتصــف بكــرة التفاصيــل والتفريعــات؛ لكيــا يشــعر الطالــب‬
‫باإلحبــاط واليــأس؛ ألن مــا تعلمــه ال يفيــده وال يســتطيع اســتعامله يف لغتــه‪ .‬ومــن مظاهــر الشــيوع االقتصــار عــى الخــر‬
‫ـرا لكونــه قليــل‬
‫الفعليــة يف املتوســط األول‪ ،‬وتأخــر تقديــم الخــر إذا كان جملــة اســمية نظـ ً‬ ‫املفــرد وشــبه الجملــة والجملــة َّ‬
‫ـي يجــب أن يســبق التأنيــث املجــازي‪ ،‬وترصيــف األفعــال الصحيحــة يجــب أن‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الحقيق‬ ‫ـث‬‫ـ‬ ‫والتأني‬ ‫الشــيوع واالســتعامل يف اللُّغــة‪،‬‬
‫يســبق األفعــال املعتلــة‪.‬‬
‫‪ - 2‬العنارص اللُّغويَّة‪:‬‬
‫التطبيقيــة عــى تصنيــف عنــارص اللُّغــة يف مجــال تعليــم‬ ‫َّ‬ ‫ـانيات‬
‫نحــو تصنيــف جديــد‪ :‬دأب الباحثــون والخــراء يف اللسـ َّ‬
‫ن بغريهــا إىل ثالثــة عنــارص أساسـ َّـية وهــي‪ :‬األصــوات‪ ،‬واملفــردات‪ ،‬والقواعــد التــي تعـ ّد املــادة الحقيقية التي‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬
‫تواصليــة‬
‫َّ‬ ‫ـدرة‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ـاك‬ ‫ـ‬ ‫امت‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫يعن‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫فالتمك‬ ‫ـة)؛‬ ‫ـ‬ ‫وكتاب‬ ‫ـراءة‬ ‫ـ‬ ‫وق‬ ‫ا‬‫ع‬ ‫ً‬ ‫ـتام‬‫ـ‬ ‫واس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬‫ً‬ ‫ث‬‫(تحد‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫مهاراته‬ ‫ـان‬‫ـ‬ ‫إلتق‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫عنه‬ ‫ال محيــد‬
‫تواصليــة مختلفــة‪ ،‬إال أنَّنــا ســنتبنى‬ ‫َّ‬ ‫جيـ ًدا (فصاحــة وبالغــة) يف مواقــف‬ ‫ـتعامل ِّ‬ ‫تجعــل املتكلــم قــاد ًرا عــى اســتعامل اللُّغــة اسـ ً‬
‫علميــة عــدة ســنوظفها يف موضعهــا‪ ،‬وعليــه فإنَّنــا ســنعيد النظــر يف ترتيــب هــذه العنارص‪ ،‬وســنبني‬ ‫طر ًحــا جديـ ًدا العتبــارات َّ‬
‫وجهــة نظرنــا يف املوضــوع‪.‬‬
‫ـرا مســتق ًّل عــن القواعــد؟ أم إنَّهــا جــزء منهــا‪ ،‬مــا دامــت هــي‬ ‫ِ‬ ‫لكننــا قبــل ذلــك نتســاءل هــل تعـ ّد «األصــوات» ‪-‬فعـ ًـا‪ -‬عنـ ً‬
‫أول مدخــل يف تعليــم اللُّغــات‪ ،‬ومــا دامــت –كذلــك– أول مســتوى مــن املســتويات اللســانيَّة املعروفة؟‬
‫ـانية‪ ،‬مــن كــون‬ ‫الطبيعيــة‪ ،‬ومــع مــا هــو متعــا َرف عليــه يف النظريــات اللسـ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ـانية يف اللُّغــات‬ ‫انســجا ًما مــع املعطيــات اللسـ َّ‬
‫ـزءا ال يتجــزأ عــن دائــرة‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫نعتربه‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ن‬‫َّ‬ ‫ن‬‫فإ‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫غو‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ـدرة‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫إط‬ ‫يف‬ ‫ـدرس‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـوي‬ ‫ـ‬ ‫نح‬ ‫ـاين‬‫األصــوات هــي أول مســتوى لسـ‬
‫ـكل عــا ٍّم‪ .‬فضـ ًـا عــن هــذا‪ ،‬فإنَّنــا حني‬ ‫األجنبيــة بشـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫ـده‬ ‫ـ‬ ‫نعتم‬ ‫ـوي‬ ‫ـ‬ ‫نح‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫منطل‬ ‫القواعــد أو النحــو‪ ،‬بــل هــي أول‬
‫صوتيــة‪ ،‬وال ينظــر إليهــا أبـ ًدا عــى أنَّهــا مجــرد‬ ‫َّ‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫قواع‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫يتعل‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫ـا–‬ ‫ـ‬ ‫م‬
‫ً‬ ‫متا‬ ‫ٍ‬
‫ع‬ ‫وا‬ ‫ـكل‬ ‫ـ‬ ‫–وبش‬ ‫ـدرك‬ ‫نعلــم األصــوات فــإن املتعلِّــم يـ‬
‫وحــدات لُغويَّــة معزولــة عــن أي قاعــدة‪ .‬إنَّــه يــدرك أن األصــوات التــي يتعلَّمهــا لهــا أحيــاز نطقيــة معينــة هــي التــي تعطــي‬
‫قريبا منه عــى األقـ ّـل‪ .‬باإلضافــة إىل هذا‪،‬‬ ‫لــكل صــوت قيمتــه النطقيــة‪ ،‬وتحققــه بالشــكل الــذي ينطقــه بــه املتكلــم األصــي‪ ،‬أو ً‬
‫الســات‬ ‫ِّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫تتغ‬ ‫إذ‬ ‫ـة؛‬
‫ـ‬ ‫الجمل‬ ‫يف‬ ‫أو‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الكلم‬ ‫فــإن املتعلِّــم يــدرك أن األصــوات يف اللغــات لهــا ارتبــاط مبــا قبلهــا ومبــا بعدهــا يف‬
‫العربيــة‪ ،‬مثـ ًـا‪ ،‬فــإن الصــوت قــد يصبــح مجهــو ًرا أو مرق ًقــا ارتباطًــا‬ ‫َّ‬ ‫املميــزة للصــوت عندمــا يرتكــب مــع صــوت آخــر‪ .‬ويف‬
‫العربيــة لهــا خصوصية مــن كونها‬ ‫َّ‬ ‫يف‬ ‫ـوات‬ ‫ـ‬ ‫األص‬ ‫أن‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـه‪.‬‬‫ـ‬ ‫علي‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫للتدلي‬ ‫بالصــوت الــذي يرتكــب معــه‪ ،‬وهــذا معــروف ال حاجــة‬
‫صوتيــة‪ .‬لهــذا‪ ،‬ولالعتبــارات‬ ‫َّ‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫قواع‬ ‫إال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫كله‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الخصوصي‬ ‫ـذه‬ ‫ترتبــط بالحــركات القصــرة والحــركات الطويلــة‪ .‬وهـ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1340‬‬
‫الســابقة كلهــا‪ ،‬نعتــر أن «األصــوات» مــا هــي إال أول مكـ َّون مــن ُمك ِّونــات «القواعــد ال َّن ْحويَّة»‪ .‬وعليــه‪ ،‬فإنَّنا نخالــف التصنيف‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬ذلــك الــذي يعتــر (األصــوات) مكونًــا خا ِر ًجــا‬ ‫الــذي انتهــى إليــه الخــراء واملتخصصــون يف تعليــم العربيَّــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫عــن دائــرة (القواعــد)‪ ،‬كــا يبــن هــذا الشــكل‪:‬‬

‫شكل رقم (‪ :)3‬تصور الخرباء للعنارص اللغوية يف مجال تعليم العربية للناطقني بغريها‬
‫ـاء عــى كل مــا تقــدم– عــى هــذا التصنيــف الجديــد الــذي يدمــج األصــوات ضمــن ُمكـ ِّون القواعــد‪ ،‬ويضيــف‬ ‫ونعتمــد –بنـ ً‬
‫مكونًــا جديـ ًدا هــو (معطيــات عــن اللُّغــة) إىل دائــرة (العنــارص اللُّغويَّــة)‪ .‬ونجمــل هــذا يف الشــكل اآليت‪:‬‬

‫شكل رقم (‪ )4‬مكونات (عنارص اللغة) يف تعليم اللغات األجنبية‬

‫‪1341‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ني بغريها بني دائرتني كبريتني‪:‬‬ ‫يجب أن نفرق يف مجال تعليم اللُّغة العربيَّة ِ‬
‫للناط ِق َ‬
‫والتواصليــة للمتعلِّــم (وهنــا‬
‫َّ‬ ‫أ‪ .‬دائــرة مــا ينتمــي إىل بنيــة اللُّغــة‪ :‬وتشــمل كل مــا يُسـ ِهم يف تشــكيل القــدرة اللُّغويَّــة‬
‫تدخــل األصــوات والقواعــد واملهــارات اللُّغويَّــة األربــع)‪ ،‬ونســمي هــذا بالتعلــم املبــارش للُّغــة‪ ،‬ألن املتعلِّــم يتعــرض للمكونــات‬
‫ـري والتواصــي‪.‬‬ ‫املختلفــة التــي تجعلــه يتعلــم اللُّغــة ويُن ِّمــي مفرداتــه ويطــور مــن أدائــه التعبـ ّ‬
‫ب‪ .‬دائــرة مــا يقــع خــارج اللُّغــة‪ :‬وهــو مــا نســميه بــــ‪ :‬معطيــات عــن اللُّغــة‪ ،‬وتشــمل املعلومــات التــي ال تدخــل بشـ ٍ‬
‫ـكل‬
‫ـاش يف تعليــم اللُّغــة وتعلُّمهــا‪ ،‬لكنهــا تســاعد يف تســهيل فَ ْهــم وإدراك بعــض األساســيات يف اللُّغــة املتعلَّمــة‪ .‬وقــد أثبتــت‬ ‫مبـ ِ ٍ‬
‫التجربــة –مــن خــال مشــاركتي أســتاذ ًة يف بعــض الربامــج الدوليَّــة– أن الطالــب‪ ،‬يف جميــع املســتويات (املبتــدئ‪ ،‬واملتوســط‪،‬‬
‫واملتقــدم‪ ،‬واملتميــز) يســأل عــن هــذه املعطيــات‪ ،‬وأحيانًــا يــؤ ِّدي فهمــه لهــا إىل إدراكــه لكثــر مــن القضايــا املتعلِّقــة مبكونــات‬
‫اللُّغــة (مــن أصــوات ومفــردات وأســاليب وســياقات ثقافيَّــة‪.)..‬‬
‫‪ - 3‬معطيات عن اللُّغة‪:‬‬
‫التخصــص املتمثِّــل يف تعليــم اللُّغــة‪ ،‬مــن خــال مكوناتهــا املبــارشة؛ ألنَّــه‬ ‫ُّ‬ ‫رغــم أن هــذا العنــر يبــدو بعيـ ًدا عــى طبيعــة‬
‫ـرا أساســيًّا وقويــا ِجـ ًّدا يف تعليــم‬ ‫ـاش إىل دائــرة مــا يتعلمــه الطالــب‪ ،‬وليســت عنـ ً‬ ‫ـكل مبـ ِ ٍ‬ ‫يضــم املعلومــات التــي ال تنتمــي بشـ ٍ‬
‫ـرا قويًّــا يف عمليَّــة التعلُّم‪.‬‬ ‫وإنــا هــو مجــرد معلومــات عــن اللُّغــة يتعلَّمهــا الطالــب فإننــا نــرى أن لهــا تأثـ ً‬ ‫العربيَّــة الفصحــى‪َّ ،‬‬
‫العربيــة نعلــم اللُّغــة‪ ،‬وال نعلــم معطيــات عــن اللُّغــة ومــا يتعلَّــق بهــا مــن أفــكار وقضايا‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫صحيــح أنَّنــا يف مج‬
‫العربية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـز‬ ‫ـ‬ ‫تعزي‬ ‫يف‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫أساس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫املعطي‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـض‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ولكــن مــع ذلــك تبقــى‬
‫من هذه القضايا التي تنتمي إىل (معطيات عن اللُّغة) نجد‪:‬‬
‫املؤسســات املع ِن َّيــة بتدريســها يف‬ ‫َّ‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ث‬ ‫يتأ‬ ‫العربيــة الفصحــى بلهجاتهــا؛ إذ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪َ -‬عالقــة اللُّغــة‬
‫يب باملعطــى اللهجــي املوجــود يف ذلــك البلــد‪ ،‬ســواء بوعــي مــن األســتاذ والطالــب أو بغــر وعــي منــه‪.‬‬ ‫العالَــم العــر ّ‬
‫ومهــا كان األمــر‪ ،‬فــا بــد عــى األســتاذ أن يكــون عــى درايــة بــن مــا ينتمــي لل َّن َســق الفصيــح وبــن مــا ينتمــي لل َّن َســق‬
‫العربية يف مشــاكل‬ ‫َّ‬ ‫ـوي بــن الفصحــى واللهجــة الــذي يوقــع متعلِّ ِمــي‬ ‫عمليــة التعلُّــم‪ ،‬تفاديًــا للتداخــل اللُّغـ ّ‬ ‫اللهجــي خــال َّ‬
‫ومم واجهنــا مــن تحديِّــات وصعوبات يف‬ ‫ٍّ َّ‬ ‫‪.‬‬ ‫ـتمر‬‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ٍ‬
‫ـكل‬‫ـ‬ ‫بش‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫القضي‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫به‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ومتعلق‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫كث‬ ‫ـئلة‬ ‫ـ‬ ‫أس‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫يطرح‬ ‫جمــة‪ ،‬تجعلهــم‬
‫العربيــة قــد تعلمــوا مفــردات‬ ‫َّ‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫ط‬ ‫أن‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫مختلف‬ ‫ـيات‬ ‫ـ‬ ‫لجنس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـنا‬ ‫ـ‬ ‫تدريس‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ٍ‪،‬‬‫ـاش‬‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫مب‬ ‫ٍ‬
‫ـكل‬ ‫ـ‬ ‫بش‬ ‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫تعليــم‬
‫وعبــارات هــي مــن صميــم ال َّن َســق اللهجــي‪ ،‬وهــم يعتقــدون‪ ،‬عــى يقــن‪ ،‬أنَّهــا تنتمــي إىل ال َّن َســق الفصيــح‪ ،‬بــل إن بعــض‬
‫تلــك املفــردات والعبــارات تنتمــي إىل نســق لهجــي مخصــوص (مــري‪ /‬شــامي‪ /‬مغــاريب) وال تســتعمل يف كل البلــدان‬
‫العربية‪.‬‬
‫َّ‬
‫ـاء عــى طريقــة تواصلهــم ولطبيعــة املفــردات التــي‬ ‫نســتطيع أن نــدرك –بســهولة– جنســية األســتاذ الــذي درس طالبًــا بنـ ً‬
‫يوظفونهــا يف تواصلهــم؛ كأن نــدرك أن هــذا الطالــب درس عــى يــد أســتاذ مــري‪ ،‬أو شــامي أو مغــريب‪ ،‬مــن خــال‬
‫اســتعامله لعبــارات لهجيــة مخصوصــة (إش لونــك – إ ّزيّــك – كيــف دايــر‪ .)..‬فضـ ًـا عــن هــذا‪ ،‬ينطــق املتعلِّــم بعــض األصــوات‬
‫ـاء عــى مــا يســمعه مــن أســتاذه؛ فينطــق الــذال (ذ) زايًــا (ز)‪ ،‬كــا يف أســتاذ‪ ،‬ينطقهــا (أســتاز)‪ ،‬وينطــق الجيــم (ج) يف كلمة‬ ‫بنـ ً‬
‫(جميــل) عــى أنَّهــا )‪ (G‬يف الالتينيــة‪ ،‬لنعــرف أن مدرســه مــري أو شــامي الجنســيَّة‪.‬‬
‫ـوي الــذي نتبنــاه يف هــذا التصـ ُّور الجديــد لعنــارص اللُّغــة هــو مــا تعلمنــاه مــن األســتاذ والخبــر‬ ‫ـي والرتبـ ّ‬ ‫إن التو ُّجــه العلمـ ّ‬
‫األكادمييــة املختلفــة(((– والقايض بــرورة أن‬ ‫َّ‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫ومحارضات‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫التدريبي‬
‫َّ‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫دورات‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫‪-‬م‬ ‫ـوي‬ ‫ـ‬ ‫عل‬ ‫ـاعييل‬ ‫ـ‬ ‫ـوي امحمــد إس‬ ‫الرتبـ ّ‬
‫يعلــم األســتاذ مــا ينتمــي إىل ال َّن َســق الفصيــح‪ ،‬وأن يبتعــد –مــا أمكــن‪ -‬عــن تعليــم مــا ينتمــي إىل ال َّن َســق اللهجــي؛ الســيام إذا‬
‫ـرا يف بلــد أو قطــر بعينــه‪.‬‬ ‫لهجيــا منحـ ً‬ ‫نسـ ًقا ًّ‬ ‫كان َ‬
‫ـاء عــى أهــداف مختلفــة‪ ،‬لكننــا هنــا‬ ‫وال ننكــر أن بعــض طــاب العربيَّــة يقبلــون عــى تعلُّــم اللهجــات العربيَّــة املختلفــة‪ ،‬بنـ ً‬
‫نــرى أن لتعليــم العربيَّــة الفصيحــة إســراتيجيَّات وتقنيــات تختلف عــن تعليم اللهجــات‪ .‬وأول فــرق بينهام أن اللهجــات العربيَّة‬
‫هــي أنســاق لُغويَّــة شــفويَّة غــر مكتوبــة‪ ،‬إال مــا نــدر منهــا وتعلــق مبجــال مخصــوص بعينــه (األدب الشــعبي مثـ ًـا)‪.‬‬
‫العربيــة جمعــاء‪ ،‬أو أنَّهــا‬
‫َّ‬ ‫الثقافيــة‪ :‬ومــدى انتشــارها واســتعاملها يف البلــدان‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬طبيعــة بعــض الكلــات وحمولتهــا‬
‫ـاء عــى‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫بن‬ ‫ـا‬
‫ـ‬‫وأيض‬
‫ً‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫مختلف‬ ‫ـدان‬ ‫ـ‬ ‫بل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ملتعلم‬ ‫ـنا‬ ‫ـ‬ ‫تدريس‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫أدركن‬ ‫مســتعملة يف بلــد أو قطــر بعينــه‪ .‬وقــد‬
‫ـح الدكتــور امحمــد اســاعييل علــوي يف الــدورات التدريبيــة التــي أطرهــا يف مجــال تعليــم العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وحظيــت باملشــاركة‬ ‫(( ( يلـ ّ‬
‫فيهــا‪ ،‬وكذلــك بعــض املداخــات العلميــة يف مؤمتــرات ونــدوات علميــة دوليــة عــى رضورة التفريــق بني النســقني الفصيــح واللهجــي يف تدريس‬
‫العربيــة لغــة أجنبيــة‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1342‬‬
‫أهدافهــم مــن التعلُّــم‪ .‬مــن ذلــك مثـ ًـا أنَّنــا وجدنــا أن كلمــة (قلنســوة) كلمــة مســتعملة ومشــهورة لــدى الطــاب مــن‬
‫يب إال‬‫جنــوب رشق آســيا (ماليزيــا – إندونيســيا – تايالنــد – الصــن)‪ ،‬يف حــن أنَّهــا ال تــكاد تســتعمل يف الوطــن العــر ّ‬
‫ـكل مكثَّـ ٍ‬
‫ـف‬ ‫بنســب قليلــة ِجـ ًّدا‪ .‬كــا أنَّنــا وجدنــا أن كلــات (فانيــا – أوطوبيــس – بنطلــون – ســندويتش) مســتعملة وبشـ ٍ‬
‫لــدى الطــاب األمريكيــن‪ ،‬ال ســيام الذيــن درســوا مــن خــال كتــاب (الكتــاب يف تعلُّــم العربيَّــة) ملحمــود البطــل وعباس‬
‫التونــي وكروســن بروســتاد)‪.‬‬
‫العربيــة إىل طــرح األســئلة بإلحــاح ملعرفــة مــا إذا كانــت هــذه املفــردة أو تلــك مفــردة‬ ‫َّ‬ ‫ـي‬ ‫مثــل هــذه القضايــا تدفــع متعلِّ ِمـ‬
‫وتواصليــا يف هــذا البلــد أو ذاك‪ .‬ناهيــك‬ ‫ًّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬‫ثقافي‬
‫ًّ‬ ‫ـتعملة‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫وم‬ ‫ـي‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫اللهج‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫س‬
‫تنتمــي إىل ال َّن َســق الفصيــح أو إىل َّ َ‬
‫ن‬ ‫ال‬
‫العربية‬
‫َّ‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫–خ‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫نواج‬ ‫كنا‬ ‫ـك‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ولذل‬ ‫ـر‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫آخ‬ ‫إىل‬ ‫ـريب‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫بل‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الثقافي‬
‫َّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫حمولته‬ ‫عــن مفــردات وعبــارات قــد تختلــف‬
‫ـر‪ -‬يف تعلُّــم اللُّغة‪،‬‬‫َ َ‬‫ـ‬ ‫خ‬‫بآ‬ ‫أو‬ ‫ٍ‬
‫ـكل‬ ‫ـ‬ ‫‪-‬بش‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫املبارشة‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫غو‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫القضاي‬ ‫ـض‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫أن‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫وأدركن‬ ‫ـوع‪،‬‬ ‫الفصحــى– بأســئلة مــن هــذا النـ‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا (معطيــات عــن‬ ‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫مج‬ ‫يف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫مقرتحاتن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ضم‬ ‫ـدرج‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ـذا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫له‬ ‫ـا‪.‬‬
‫ويف إدراك بعــض الفــروق بينهـ‬
‫ووعيــا‪.‬‬
‫ً‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬‫ح‬‫ً‬ ‫وضو‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫ـكل‬ ‫ـ‬ ‫بش‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫ويدركون‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫يتعلمون‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫فه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـبيل إىل متكــن املتعلِّم‬ ‫اللُّغــة) سـ ً‬
‫صفوة القول‪ ،‬إن االستعانة بهذه املعطيات عن اللُّغة وغريها من شأنه تحقيق بعض الغايات الرتبويَّة‪:‬‬
‫أول‪ :‬تســاعد املعلــم يف التمييــز بــن مــا ينتمــي إىل ال َّن َســق الفصيــح ومــا ينتمــي إىل ال َّن َســق اللهجــي؛ ألن هــذا‬ ‫ • ً‬
‫التمييــز رضوري بالنســبة لــه حتــى ال يخلــط يف تعلُّمــه بــن النســقني‪ ،‬أو عــى األقــل يكــون عــى وعــي تــا ّم بذلــك‪.‬‬
‫ـي مــن خــارج اللُّغــة‪ ،‬شــئنا أم أبينــا‪ ،‬ويعقــد املقارنــات بــن لغتــه األُ ّم واللُّغــة العربيَّــة‬ ‫ •ثانيًــا‪ :‬يفكــر الطالــب األجنبـ ّ‬
‫مــن أول مســتوى يبــدأ فيــه تعلمهــا‪ .‬لذلــك يتدخــل األســتاذ ليبــن لــه بعــض الفروقــات واالختالفــات‪ ،‬ويعـ ّزز فهمــه‬
‫للعربيــة مــن خــال توضيــح بعــض القضايــا ذات الصلــة بتعلمــه‪ ،‬بــن الفينــة واألخــرى‪.‬‬
‫العربيــة وبالقضايــا املختلفــة املتصلــة بهــا ســيكون‬ ‫َّ‬ ‫ـريف وتاريخــي باللُّغــة‬ ‫ •ثالثًــا‪ :‬إن األســتاذ الــذي ليــس لــه وعــي معـ ّ‬
‫عاجـ ًزا عــن إخــراج املتعلِّــم مــن حريتــه التــي تحــدث لــه خــال مراحــل تعلُّمــه للعربيــة‪ .‬لهــذا‪ ،‬ننصــح أســاتذة اللُّغــة‬
‫ـي محــدد‬ ‫ن بغريهــا أال يكونــوا فقــط مجــرد مدرســن مرهونــن مبنهــاج ُمــد ِّريس أو كتــاب تعليمـ ّ‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬
‫وإنــا عليهــم أن يكونــوا واعــن‬ ‫وغــر قادريــن عــى مزيــد مــن االنفتــاح عــى اللُّغــة‪ ،‬وفهــم قضاياهــا املختلفــة‪َّ ،‬‬
‫ـي‪ ،‬ليســهل عليهــم تكييــف تدريســهم وفــق مــا يُح ِّقــق‬ ‫العربيــة األجنبـ ّ‬ ‫َّ‬ ‫متا ًمــا بطبيعــة األســئلة التــي يطرحهــا متعلِّــم‬
‫ومعرفيــا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫ـا‬‫ـ‬‫ًّ‬ ‫ي‬‫تربو‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـداف مــن التعلُّــم‪ ،‬ومبــا يشــبع رغبــة‬ ‫األهـ َ‬
‫ •راب ًعــا‪ :‬ينبغــي الرتكيــز يف تعليــم العربيَّــة عــى ال َّن َســق الفصيــح‪ ،‬وتغييــب ال َّن َســق اللهجــي‪ ،‬مــا أمكــن‪ ،‬ألن هــذا مــن‬
‫التواصــل بالعربيَّــة واســتعاملها يف كل البلــدان العربيَّــة‪ ،‬ومــع أي‬ ‫ُ‬ ‫ـي عــى‬ ‫شــأنه أن يعــزز قــدرة الطالــب األجنبـ ّ‬
‫متكلــم لهــا حيــث وجــد‪ .‬أمــا تدريســها مــن خــال خلطهــا مــع ال َّن َســق اللهجــي فإنَّــه مــن شــأنه أن يُضعــف القــدرة‬
‫التواصليَّــة للمتعلِّــم‪.‬‬
‫ُ‬

‫خامتة‬
‫العربية‪،‬‬
‫َّ‬ ‫أهمية العنــارص يف تعليــم اللُّغــة‬ ‫العربيــة‪ :‬نحــو تصــور جديــد»‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫ناقشــنا يف هــذا البحــث «العنــارص اللُّغويَّــة وتعليــم‬
‫وخلصنــا إىل أن جميــع ُمك ِّونــات اللُّغــة أساسـ َّـية يف تدريســها؛ لذلــك يجــب أال تُعطــى األولويَّــة ملكــون دون آخــر‪ ،‬ألن ذلــك مــن‬
‫شــأنه أن يضعــف أو يحــد مــن إمكانــات التعلُّــم والتعبــر والتواصــل الف َّعــال لــدى املتعلِّم‪.‬‬
‫ن بغريهــا‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ـجم‪ ،‬ورضورة ُملِ َّحــة يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطق ـ َ‬
‫ِ‬ ‫كل منسـ ً‬ ‫تع ـ ّد (العنــارص اللُّغويَّــة) و(املهــارات اللُّغويَّــة) ًّ‬
‫ـي‪ .‬وهنــا تلعــب‬ ‫ألن نجــاح األســتاذ يف مهمتــه الرتبويَّــة رهــن مبــدى مت ُّكنــه مــن إســراتيجيَّات تدريســها وفــق املنهــج التكامـ ّ‬
‫يب يف جميــع‬ ‫القواعــد ال َّن ْحويَّــة دو ًرا أساســيًّا يف هــذه ال ِعلميَّــة ألنَّهــا قــوام التعبــر الصحيــح وســبيل إىل ضبــط اللســان العــر ّ‬
‫ن‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ـاص– أهميَّــة كبــرة يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقـ َ‬ ‫مســتوياته ومهاراتــه‪ .‬مــن هنــا‪ ،‬تكتــي العنــارص اللُّغويَّــة –بشـ ٍ‬
‫ـكل خـ ٍّ‬
‫بغريهــا‪ ،‬فمــن مل يحســن الســيطرة الجيــدة والدقيقــة عــى هــذه العنــارص‪ ،‬لــن يكــون مبقــدوره الســيطرة عــى مهــارات اللُّغــة‬
‫األربــع‪ :‬االســتامع‪ ،‬واملحا َدثــة‪ ،‬والقــراءة‪ ،‬والكتابــة‪.‬‬
‫وقــد أعدنــا النظــر يف ُمك ِّونــات هــذه العنــارص (األصــوات واملفــردات والقواعــد)؛ فأخرجنــا األصــوات مــن دائــرة العنــارص‬
‫ـرا جديـ ًدا‬‫ـكل عــا ٍّم‪ .‬وأضفنــا عنـ ً‬ ‫وألحقناهــا مبكــون القواعــد‪ ،‬عــى اعتبــار أنَّهــا جــزء ال يتجــزأ مــن القواعــد ال َّن ْحويَّــة بشـ ٍ‬
‫والثقافيــة التــي ال تدخــل‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫غو‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫أســميناه (معطيــات عــن اللُّغــة) إىل تلــك الدائــرة‪ .‬وقصدنــا بهــذا املكـ ِّون الجديــد املعلومــات‬

‫‪1343‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ـكل مبـ ِ ٍ‬
‫ـاش يف تعليــم اللُّغــة وتعلُّمهــا‪ ،‬لكنهــا تســاعد يف تســهيل وفَ ْهــم وإدراك بعــض األساســيات خــال عمليَّــة التعلُّــم‪،‬‬ ‫بشـ ٍ‬
‫كعالقــة اللُّغــة العربيَّــة الفصحــى بلهجاتهــا‪ ،‬وطبيعــة بعــض الكلــات وحمولتهــا الثقافيَّــة‪.‬‬
‫الئحة املصادر واملراجع‬
‫ ‪-‬أبــو عمشــة‪ ،‬خالــد حســن‪ .)2014( .‬املفــردات والرتاكيــب اللُّغويَّــة عــر املســتويات اللُّغويَّــة لــداريس العربيَّــة يف ضــوء‬
‫ـدويل األول لتعليــم العربيَّــة‪ ،‬املنعقــد يف الفــرة‬ ‫ـي األورويب املشــرك للغــات‪( .‬ضمــن أعــال املؤمتــر الـ ّ‬ ‫اإلطــار املرجعـ ّ‬
‫‪ 22-24‬مــن أبريــل‪ .‬مــن طــرف مركــز اللغات‪-‬الجامعــة األردنيَّــة)‪ .‬ط‪ ،1 .‬دار كنــوز املعرفــة‪ ،‬األردن‪.‬‬
‫ني‬ ‫العربية وعنارصهــا ِ‬
‫للناط ِق َ‬ ‫َّ‬ ‫ـي يف تدريــس مهــارات اللُّغــة‬ ‫ ‪-‬إســاعييل‪ ،‬امحمــد علــوي وآخــرون‪ .)2017( .‬الدليــل التدريبـ ّ‬
‫العربيــة‪ .‬دار وجــوه للنــر‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫لخدم‬ ‫ـدويل‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫الل‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫بغريهــا‪ :‬النظريَّــة والتطبيــق‪ .‬ط‪ ،1 .‬منشــورات مركــز امللــك عب‬
‫العربية الســعوديَّة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫والتوزيــع‪ ،‬الريــاض‪ ،‬اململكــة‬
‫ ‪-‬متــام‪ ،‬حســان‪ .)1984( .‬مشــكالت تعليــم األصــوات للناطقــن بغريهــا‪ ،‬مجلــة معهــد اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬جامعــة أم القــرى‬
‫الســعوديَّة‪.‬‬
‫ ‪-‬التهانــوي‪ ،‬محمــد عــي‪ .)1996( .‬كشــاف اصطالحــات الفنــون والعلــوم‪ .‬تحقيــق‪ :‬رفيــق العجــم وعــي دحــروج‪ .‬ط‪،1 .‬‬
‫مكتبــة لبنــان‪.‬‬
‫ ‪-‬الجرجــاين‪ .‬عــي بــن محمــد الســيد الرشيــف‪ .‬معجــم التعريفــات‪ .‬تحقيــق‪ :‬محمــد صديــق املنشــاوي‪( .‬بــدون طبعــة)‪ ،‬دار‬
‫الفضيلــة للنــر والتوزيــع‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬مــر‪.‬‬
‫لمية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫ال‬ ‫الكتب‬ ‫دار‬ ‫طبعة)‪،‬‬ ‫(بدون‬ ‫هنداوي‪.‬‬ ‫الحميد‬ ‫عبد‬ ‫تحقيق‪:‬‬ ‫الخصائص‪.‬‬ ‫ ‪-‬ابن ِج ِّني‪ ،‬أبو الفتح عثامن‪.)2009( .‬‬
‫ ‪-‬الجمحي‪ ،‬ابن سالم‪ .‬طبقات فحول الشعراء‪ .‬تحقيق‪ :‬محمود محمد شاكر‪( .‬بدون طبعة)‪ ،‬دار املدين‪ ،‬جدة‪.‬‬
‫ ‪-‬حمود‪ ،‬جامل‪ .‬فلسفة اللُّغة عند فتغنشتني‪ .‬ط‪ ،1 .‬منشورات االختالف‪ ،‬الجزائر‪.‬‬
‫ ‪-‬ابــن خلــدون‪ ،‬عبــد الرحمــن‪ .)2001( .‬مقدمــة ابــن خلــدون‪ .‬تحقيــق‪ :‬خليــل شــحادة‪ ،‬مراجعة ســهيل زكار‪( ،‬بــدون طبعة)‪،‬‬
‫دار الفكــر للطباعــة والنــر والتوزيــع‪ ،‬بــروت‪ ،‬لبنان‪.‬‬
‫ن بغريهــا طرائــق ومفاهيــم‪ .‬ط‪،1 .‬‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫ ‪-‬زكريــا‪ ،‬جــال عبــد النــارص‪ .)2016( .‬املدخــل إىل‬
‫العامليــة مباليزيــا للنــر‪ ،‬ماليزيــا‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـامية‬
‫الجامعــة اإلسـ َّ‬
‫مؤسســة‬‫ ‪-‬ابــن الـراج‪ ،‬أبــو بكــر محمــد بــن ســهل‪ .)1988( .‬األصــول يف النحــو‪ .‬تحقيــق‪ :‬د‪ .‬عبــد الحســن الفتــي‪ ،‬ط‪َّ ،3 .‬‬
‫الرســالة‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫ ‪-‬الســيوطي‪ ،‬جــال الديــن‪ .)2006( .‬االقــراح يف علــم أصــول النحـ ّو‪ .‬تحقيــق‪ :‬محمــود ســليامن ياقــوت‪( .‬بــدون طبعــة)‪،‬‬
‫الجامعيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫دار املعرفــة‬
‫ن بلُغــات أخــرى‪ .‬مطابــع جامعــة أم القرى‪ ،‬معهــد اللُّغة‬ ‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ ‪-‬طعيمــة‪ ،‬رشــدي أحمــد‪ .)1986( .‬املرجــع يف تعليــم اللُّغــة للناطقـ َ‬
‫ِ‬
‫العربيَّــة‪ ،‬وحــدة البحــوث واملناهــج‪ ،‬سلســلة دراســات يف تعليــم العربيَّــة‪ ،‬جامعــة أم القرى‪.‬‬
‫العربيــة‪ .‬بحــث منشــور‬‫َّ‬ ‫املرحليــة ملتعلِّ ِمــي اللُّغــة‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬العصيــي‪ ،‬عبــد العزيــز بــن إبراهيــم‪ .)2016( .‬القواعــد املهمــة يف اللُّغــة‬
‫ن بغريهــا‪ :‬إضــاءات ومعــامل) ط‪،1 .‬‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِق ـ َ‬ ‫َّ‬ ‫ـدويل الثــاين بإســطنبول (تعليــم اللُّغــة‬ ‫ضمــن أعــال املؤمتــر الـ ّ‬
‫منشــورات أزار‪.‬‬
‫غوي‪( .‬بدون طبعة)‪ ،‬عالَم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬مرص‪.‬‬ ‫ ‪-‬مختار عمر‪ ،‬أحمد‪ .)1997( .‬دراسة الصوت اللُّ ّ‬
‫‪- Praise, Samuel and Meenakshi,k. (2015). Importance of grammar in communication, Interna-‬‬
‫‪tional Journal of Research studies in language learning. Volume 4, Number 1,97-101, consortia‬‬
‫‪academia publishing.‬‬
‫‪- Stephen, D Krashen. (1982).Principles and Practice in second Language Acquisition, First edi-‬‬
‫‪tion, Pergamon Press inc.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1344‬‬
‫ً‬
‫ثانية‬ ‫ً‬
‫لغة‬ ‫َّ‬
‫العربية‬ ‫متعلمات ُّ‬
‫اللغة‬ ‫ِّ‬ ‫ُّ‬
‫تعلم النطق لدى‬ ‫َّ‬
‫إستراتيجيات‬

‫الباحثة‪ /‬عهود فيحان الشلوي‬


‫‪ohoodalshalawi@gmail.com‬‬

‫مستخلَص الدراسة‬
‫العربيــة لغـ ًة ثانيـةً‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـراتيجيات تعلُّــم النطــق التــي تســتعملها متعلِّــات اللُّغــة‬
‫َّ‬ ‫ه َدفَــت هــذه الدراسـ ُة إىل الكشــف عــن إسـ‬
‫رئيســا باالعتــاد عــى منهــج دراســة الحالــة‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ج‬
‫ً‬ ‫منه‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫التحلي‬ ‫ـي‬‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الوصف‬ ‫ـج‬
‫ـ‬ ‫ولتحقيــق هــدف الدراســة اتبعـ ِ‬
‫ـت الباحثــة املنه‬
‫واعتمــدت املقابلـ َة أدا ًة لجمــع البيانــات وتحليلهــا‪ ،‬وتك َّونــت عينــة الدراســة مــن خمــس طالبــات مــن املســتوى الرابــع يف معهد‬
‫العربيــة بجامعــة األمــرة نــورة بنــت عبــد الرحمــن‪.‬‬
‫َّ‬ ‫تعليــم اللُّغــة‬
‫ِ‬
‫وبعد تحليل البيانات َخلُصت الدراسة إىل عدة نتائج أهمها‪:‬‬
‫بعض الصعوبات يف النطق‪ ،‬ومن أبرزها‪:‬‬ ‫أول‪ :‬أن املبحوثات ِ‬
‫يواج ْه َن َ‬ ‫ً‬
‫ِ‬
‫ ‪1.‬عدم وجود صوت (الضاد) يف كثري من اللغات ‪-‬عىل َح ِّد علْم الباحثة‪.-‬‬
‫ ‪2.‬صعوبة يف نطق األصوات الحلقية مثل‪( :‬الهاء‪ ،‬الحاء‪ ،‬السني‪ ،‬الصاد‪ ،‬الزاي‪ ،‬الخاء)‪.‬‬
‫ ‪3.‬صعوبة التمييز بني األصوات القصرية والطويلة يف أثناء النطق‪.‬‬
‫ ‪4.‬صعوبة التمييز بني األحرف املتشابهة خاص ًة عند سامعها مثل‪( :‬الحاء‪ ،‬الهاء‪ ،‬الضاد‪ ،‬الطاء‪ ،‬السني‪ ،‬الصاد‪ ،‬الخاء)‪.‬‬
‫استعامل لدى عينة البحث‪ ،‬وأبرزها‪:‬‬
‫ً‬ ‫ثانيا‪ :‬اإلسرتاتيجيات األكرث‬
‫ً‬
‫إسرتاتيجية التكرار‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪1.‬‬
‫ ‪2.‬إسرتاتيجيَّة املعجم الناطق‪.‬‬
‫إسرتاتيجية التصحيح‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪3.‬‬
‫ ‪4.‬إسرتاتيجيَّة املساعدة يف أثناء النطق‪.‬‬
‫إسرتاتيجية التد ُّرب أمام املرآة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪5.‬‬
‫ ‪6.‬إسرتاتيجيَّة القراءة الجهريَّة‪.‬‬
‫وبناء عىل نتائج الدراسة تويص الباحثة مبا يأيت‪:‬‬ ‫ً‬
‫حس َب صعوبة األحرف لديها‪.‬‬‫ ‪1.‬إجراء استطالع رأي لكل جنسية َ‬
‫ ‪2.‬إجراء دراسات تجريبية يق َّدم فيها برنامج حاسويب عىل نطق األصوات‪.‬‬
‫ ‪3.‬إجراء دراسات مسحيَّة‪ ،‬بحيث تكون العينة أكرب من عينة الدراسة الحالية‪.‬‬

‫‪Abstract‬‬
‫‪This study aimed to reveal the pronunciation strategies used by female learners of Arabic as a‬‬
‫‪second language. The researcher followed the descriptive-analytical as the primary approach by‬‬
‫‪applying the case study approach to achieve the aim of this study. The researcher relied on the in-‬‬
‫‪terview as a data collection and analysis tool. The study sample consisted of five fourth-level female‬‬
‫‪students at Arabic Language Teaching Institute for Non-Arabic Speakers at Princess Nourah Bint‬‬
‫‪Abdul Rahman University.‬‬
‫‪After analyzing the data, the study reached several results, the most important of which are:‬‬
‫‪First: The learners facing some pronunciation difficulties, the most prominent of which are:‬‬

‫‪1345‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ ‪ The absence of a sound (Dhad1.‬ض) ‪.- in many languages ​​- as far as the researcher knows‬‬
‫ ‪Gutturophony pronouncing difficulties such as: (Haa2.‬هـ‪Ha ,‬ح‪Siin ,‬س‪Saad ,‬ص‪ Zai ,‬ز‪Kha ,‬خ)‪.‬‬
‫ ‪.Distinguishing between short and long sounds difficulty during pronunciation3.‬‬
‫ ‪Distinguishing between similar letters difficulty, especially when hearing them, such as: (Haa4.‬ح‪Haa ,‬هـ‪,‬‬
‫‪ Dhad‬ض‪Taa ,‬ط‪Siin, Saad ,‬ص‪Khaa ,‬خ)‪.‬‬
‫‪Second: The most common strategies used by the study sample are:‬‬
‫ ‪.Repetition strategy1.‬‬
‫ ‪.Talking dictionary strategy2.‬‬
‫ ‪.Correction strategy3.‬‬
‫ ‪.Helping during pronunciation strategy4.‬‬
‫ ‪.Training in front of the mirror strategy5.‬‬
‫ ‪.Oral reading strategy6.‬‬
‫‪Based on this study’s findings, the researcher recommends the following:‬‬
‫ ‪.Conducting a survey to identify difficult-to-pronounce letters for different speech communities1.‬‬
‫ ‪.Conducting experimental studies in which sounds pronouncing computer program is provided2.‬‬
‫ ‪.Conducting surveys to have a larger sample than the current study3.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫ـوات‬
‫ـي والحضــارة العربيَّــة اإلســاميَّة العريقــة‪ ،‬ولــكل لغــة أصـ ٌ‬ ‫للر ِقـ ِّ‬ ‫للُّغــة العربيَّــة مكانتُهــا بــن اللُّغــات‪ ،‬فهــي تعـ ُّد عنوانًــا ُّ‬
‫ـوت مميـ ٌز يف اللُّغــة العربيَّــة ال يوجــد يف غريهــا‪ ،‬وال‬ ‫متيِّزهــا عــن غريهــا‪ ،‬وكذلــك اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬فصــوت الضــاد –مثـ ًـا‪ -‬صـ ٌ‬
‫بـ َّد ملتعلِّــم اللُّغــة العربيَّــة أن يُلِـ َّم بنطــق األصــوات ومخارجهــا وإال ســيتع َّذر عليــه تعلُّ ُمهــا‪.‬‬
‫إن مهــار َة النطــق مــن أهــم املهــارات التــي ينبغــي العناي ـ ُة بهــا يف تعلُّــم وتعليــم اللُّغــات؛ إ ِذ اللغــات تتاميــز فيــا بينهــا‬
‫العربيــة لغـ ًة‬
‫َّ‬ ‫باختــاف أصواتهــا وطريقــة نطــقِ تلــك األصــوات‪ ،‬ويُعـ ُّد علـ ُم النطــق مــن أهــم العلــوم بالنســبة ملتعلِّمــي اللُّغــة‬
‫وظيفيــا؛ فقــد‬
‫ًّ‬ ‫التطبيقيــة‪ ،‬وتَ ْك ُمــن أهميتــه يف إعطــاء الكلمــة معنــى‬ ‫َّ‬ ‫ـانيات‬
‫ثانيــة‪ ،‬فضـ ًـا عــن الباحثــن واملتخصصــن يف اللسـ َّ‬
‫ول‬ ‫ـر نط ِقهــا‪ ،‬وهــذا شــائ ٌع يف كثــر مــن اللُّغــات؛ لــذا كان مــن األهميــة مبــكان أن يُ ِ‬ ‫العربيــة أحيانًــا بتغـ ُّ‬
‫َّ‬ ‫يتغــر معنــى الكلمــة‬
‫العربيــة لغـ ًة ثانيــة عنايــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫متع‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫عن‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫النط‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ات‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫والباحث‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ثاني‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ـة‬ ‫العربيـ‬
‫َّ‬ ‫معلِّمــو اللُّغــة‬
‫العربيــة لغـ ًة ثانيــة أن يكــون هنــاك تنـ ُّوع‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ملتع‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫النط‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫عن‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـراتيجيات؛‬ ‫ـ‬ ‫واإلس‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫الطرائ‬ ‫ـمل‬ ‫كبــرة تشـ‬
‫يف اإلســراتيجيات التــي تتــاءم مــع املتعلِّمــن؛ ملســاعدتهم يف التغلــب عــى الصعوبــات واملشــكالت النطقيــة مــن خــال‬
‫اســتعامل تلــك اإلســراتيجيات‪.‬‬
‫وتُعـ ُّد إســراتيجيَّات التعلُّــم مــن اإلجــراءات التــي ينخــرط فيهــا املتعلِّمــون بهــدف التأثــر عــى كيفيــة معالجــة معلوماتهــم‪،‬‬
‫ـي مــن املتعلِّمــن باملهــارات واإلســراتيجيات التــي‬ ‫وتعلُّــمِ مهــا َّم مختلفــة‪ ،‬ويك ُمــن التعلُّــم إســراتيجيًّا عندمــا يكــون هنــاك وعـ ٌ‬
‫يســتعملونها يف التعلُّــم‪ ،‬مــع ضبــط محاوالتهــم الســتعاملها‪.‬‬
‫مليــة‪ ،‬والتعلُّم‬ ‫ع‬
‫َ َّ‬ ‫ال‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ر‬
‫ُ‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫مح‬ ‫هو‬ ‫ـم‬
‫ـ‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫واملتع‬ ‫ـم‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫للتع‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫املي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـراتيجيات التعلُّــم عــى أن يكــون املعلــم ِضمـ َ َ َّ‬
‫ملي‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ن‬ ‫َّ‬ ‫وتُركِّــز إسـ‬
‫ـارف ومهـ ٍ‬
‫ـارات‪.‬‬ ‫َجهـ ٌد ذايت يفعلــه املتعلِّــم الكتســاب مــا يســعى إليــه من معـ َ‬
‫كــا تشــر إســراتيجيَّات التعلُّــم إىل امل ُد َخــات والتخزيــن‪ ،‬وهــي تختلــف لــدى بعــض متعلِّ ِمــي اللُّغــة الثانيــة؛ بســبب‬
‫بعض األشــخاص قد‬ ‫ـوي؛ حيــث إن هنــاك َ‬ ‫ـرق وأســاليب التعلُّــم‪ ،‬كــا أنَّــه توجــد فــروق فرديَّــة يف التعلُّــم اللُّغـ ِّ‬ ‫اختالفهــم يف طُـ ُ‬
‫ـدرات للنجــاح وح َّققوهــا يف تعلُّمهــم‪ ،‬يف حــن أن البعــض اآل َخــر يفتقــرون إىل هــذه القــدرات‪.‬‬ ‫ُوهبــوا قـ ٍ‬
‫يقــول روبــن ‪ Rubin‬وســترين (بــراون‪ :)1414:162 ،‬إن النجــاح يف اللُّغــة يُعــ ُّد مــن القضايــا التــي تتعلَّــق بالســات‬
‫الشــخصية واألســاليب واإلســراتيجيات‪.‬‬ ‫َّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1346‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫َّ‬
‫اكتساب النطق بشكل صحيح‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫العربية لغ ًة ثانية من‬ ‫َّ‬ ‫ ‪1.‬معرفة اإلسرتاتيجيات التي مت ِّكن متعلِّمي اللُّغة‬
‫العربيــة لغـ ًة ثانيــة التعـ ُّـرف عــى قدراتهــم النطقيــة بشــكل‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬‫ـ‬‫م‬‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ملتع‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫تتي‬ ‫ـراتيجيات التعلُّــم يف أنَّهــا‬
‫َّ‬ ‫أهميــة إسـ‬ ‫ ‪2.‬تتمثَّــل َّ‬
‫ـهل وممت ًعا‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫التع‬ ‫ـح‬‫ـ‬ ‫فيصب‬ ‫ـة؛‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ل‬
‫ُّ ُّ‬‫ل‬ ‫ـه‬
‫ـ‬‫م‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـس‬‫ـ‬ ‫الرئي‬ ‫ـدف‬ ‫ـ‬ ‫اله‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫وتحقي‬ ‫ـه‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ـهيل‬ ‫ـ‬ ‫لتس‬ ‫ـم‬‫ـ‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫برغب‬ ‫ـذ‬‫ـ‬ ‫ف‬
‫ذايت؛ حيـ ُ َّ‬
‫ن‬‫ت‬ ‫ـث‬
‫ميكــن للمتعلِّــم توظي ُفــه تحــت أ ِّي ظــرف‪.‬‬
‫ـراتيجيات تعلــم اللُّغــة‬
‫َّ‬ ‫ـراتيجيات التعلُّــم يُ َعـ ُّد مــن ســات املتعلِّــم الناجـحِ؛ فاملتعلــم الناجــح يتميــز بــإدراك إسـ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪3.‬أن تطبيــق إسـ‬
‫عمليــة التعلُّــم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫يف‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫ِ‬
‫ج‬ ‫توا‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الصعوب‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫لتذلي‬ ‫رها‬ ‫خ‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫ويس‬ ‫ـبه‪،‬‬
‫ـ‬ ‫يناس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫منه‬ ‫ـار‬
‫ـ‬ ‫فيخت‬ ‫بشــك ٍل وا ٍع؛‬
‫العربية بشكل صحيح‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫األصوات‬ ‫نطق‬ ‫ويف‬ ‫غة‬ ‫ل‬ ‫ال‬
‫ُّ ُّ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫يف‬ ‫جديدة‬ ‫ات‬ ‫إسرتاتيجي‬
‫َّ‬ ‫عن‬ ‫الكشف‬ ‫يف‬ ‫الدراسة‬ ‫هذه‬ ‫ ‪4.‬أسهمت‬
‫ـراتيجيات تعلُّــم النطــق لــدى متعلــات‬ ‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ ‪5.‬تُ َعـ ُّد هــذه الدراســة مــن أوائــل الدراســات ‪-‬عــى َحـ ِّد علْــم الباحثــة‪ -‬التــي تناولــت إسـ‬
‫العربيــة لغــة ثانيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫ه َدفَــت هــذه الدراسـ ُة إىل الكشــف عــن إســراتيجيَّات تعلــم النطــق التــي تســتعملها متعلِّــات اللُّغــة العربيَّــة لغـ ًة ثانيــة يف‬
‫معهــد جامعــة األمــرة نــورة بنــت عبــد الرحمــن‪ ،‬وذلــك من خــال تحديــد الصعوبــات واملشــكالت النطقيــة التــي توا ِج ُه ُه َّن يف‬
‫تعلُّــم العربيَّــة لغـ ًة ثانيــة‪ ،‬وإســراتيجيَّات التعلُّــم التــي يطبِّقنهــا للتغلُّــب عــى هــذه الصعوبات‪.‬‬
‫أسئلة الدراسة‪:‬‬
‫العربيــة لغـ ًة ثانيــة؟‬
‫َّ‬ ‫ـراتيجيات تعلــم النطــق لــدى متعلــات اللُّغــة‬
‫َّ‬ ‫تحــاول الدراســة اإلجابــة عــن الســؤال الرئيــس‪ :‬مــا إسـ‬
‫ـرع عنــه الســؤاالن اآلتيــان‪:‬‬
‫ويتفـ ّ‬
‫العربية لغ ًة ثانية؟‬
‫َّ‬ ‫ ‪1.‬ما صعوبات تعلُّم النطق لدى متعلامت اللُّغة‬
‫العربية لغ ًة ثانية؟‬
‫َّ‬ ‫غة‬‫إسرتاتيجيات تعلم النطق لدى متعلامت ُّ‬
‫ل‬ ‫ال‬ ‫َّ‬ ‫ ‪2.‬ما‬
‫حدود الدراسة‪:‬‬
‫العربيــة لغــة ثانيــة يف تعلُّــم مهــارة‬
‫َّ‬ ‫املوضوعيــة‪ :‬قامــت الدراســة عــى تحديــد الصعوبــات التــي تواجــه متعلــات‬ ‫َّ‬ ‫ ‪1.‬الحــدود‬
‫النطــق؛ و ِمــن ث َـ َّم تحديــد اإلســراتيجيات املتَّ َبعــة لديه ـ َّن للتغلُّــب عــى هــذه الصعوبــات النطقيــة‪.‬‬
‫ ‪2.‬الحــدود املكانيَّــة‪ :‬اقتــرت الدراســة عــى معهــد تعليــم اللُّغــة العربيَّــة يف جامعــة األمــرة نــورة بنــت عبــد الرحمــن مبدينــة‬
‫الريــاض‪.‬‬
‫خالل عام ‪.2021‬‬ ‫الزمانية‪ :‬ط ُِّبقت الدراسة َ‬
‫َّ‬ ‫ ‪3.‬الحدود‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫قسمت الباحثة الدراسات السابقة املتعلِّقة بهذه الدراسة إىل ثالثة َمحا ِور عىل النحو اآليت‪:‬‬ ‫َّ‬
‫إسرتاتيجيات تعلم اللُّغة النطقية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫األجنبية التي تناولت‬
‫َّ‬ ‫األول‪ :‬الدراسات‬
‫العربية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫إسرتاتيجيات تعلم اللُّغة‬
‫َّ‬ ‫العربية التي تناولت‬
‫َّ‬ ‫الثاين‪ :‬الدراسات‬
‫العربية لغة ثانية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ل‬ ‫ال‬
‫ُّ ُّ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫يف‬ ‫النطقية‬ ‫ة‬ ‫الصوتي‬
‫َّ‬ ‫املشكالت‬ ‫تناولت‬ ‫التي‬ ‫الدراسات‬ ‫الثالث‪:‬‬
‫إسرتاتيجيات تعلم اللُّغة النطقية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫األجنبية التي تناولت‬
‫َّ‬ ‫أول‪ :‬الدراسات‬
‫ً‬
‫ ‪1.‬دراسة ‪ )Peterson (2000‬بعنوان‪.”Pronunciation Learning Strategies: A First Loo“ :‬‬
‫تهــدف هــذه الدراســة إىل التحقيــق يف أنــواع إســراتيجيَّات التعلُّــم التــي يســتعملها الطــاب البالغــون يف تعلُّــم اللُّغــة‬
‫اإلســبانية لغـ ًة أجنبيــة أو تحســن نطقهــم باللغــة اإلســبانية‪ ،‬و ُر َّبــا تكــون هــذه الدراســة هــي األوىل مــن نوعهــا التــي تركِّــز‬
‫عــى إســراتيجيَّات التعلُّــم مــن حيــث ِصلَتُهــا بتعلُّــم النطــق‪.‬‬

‫‪1347‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫اســتعملت الباحثــة أداة املقابَلــة‪ ،‬وكانــت عيِّنــة البحــث (‪ )11‬طالبًــا مــن فصــول تعليــم اللُّغــة اإلســبانية يف قســم اللُّغــة‬
‫اإلســبانية بجامعــة واليــة أوهايــو‪ .‬ومــن نتائــج هــذه الدراســة‪:‬‬
‫أ‪ -‬رضورة تكرار النطق بالكلمة الصعبة‪.‬‬
‫ب‪ -‬التدرب عىل الكلامت باستعامل البطاقات التعليميَّة‪.‬‬
‫بشكل أرسع‪.‬‬ ‫ج‪ -‬التد ُّرب عىل نطق الكلامت ببطء يف البداية ثم ٍ‬
‫د‪ -‬حفظ ومام َرسة عبارات اللُّغة الهدف‪.‬‬
‫ •تتفــق دراســة )‪ (Peterson‬مــع الدراســة الحاليــة يف أداة البحــث‪ ،‬ويف الكشــف عــن اإلســراتيجيات املســتع َملة يف‬
‫العربيــة لغـ ًة ثانيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫عينــة البحــث؛ ألن الدراســة الحاليــة تســتهدف متعلِّمــي اللُّغــة‬ ‫تعلُّــم النطــق‪ ،‬غــر أنَّهــا تختلــف يف ِّ‬
‫ ‪2.‬دراســة ‪Eckstein (2007‬م) بعنــوان‪A Correlation of Pronunciation Learning Strategies“ :‬‬
‫‪.”with Spontaneous English Pronunciation of Adult ESL Learners‬‬
‫ـتعامل لــدى متعلِّمــي اللُّغــة البالغــن‪ ،‬وتحديــد مــا إذا‬ ‫ـراتيجيات تعلّــم النطــق األكــر اسـ ً‬ ‫َّ‬ ‫ه َدفَــت الدراسـ ُة إىل تحديــد إسـ‬
‫ـراتيجيات تعلُّــم النطــق املســتع َملة مــن ِق َبــل متعلِّمــي اللُّغــة اإلنجليزيَّــة لغ ًة ثانيــة ومهــارات النطق‬ ‫َّ‬ ‫كان هنــاك ارتبــاط بــن إسـ‬
‫التلقائية‪.‬‬
‫َّ‬
‫ـي )‪ (LAT‬يف الجــزء‬ ‫ـتعمل أدا َة االســتبانة‪ ،‬واختبــار تحديــد املســتوى التحصيـ ّ‬ ‫ـايئ مسـ ً‬ ‫ـي اإلحصـ ّ‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الوصف‬ ‫ـج‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫املنه‬ ‫ـث‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الباح‬ ‫ـع‬ ‫اتَّبَـ‬
‫ـا مــن متعلِّمــي اللُّغــة اإلنجليزيَّــة يف برنامــج‬ ‫الخــاص مبهــارة التحـ ُّدث يف هــذا االختبــار‪ ،‬ومتثَّلــت العيِّنــة يف (‪ )183‬متعلـ ً‬
‫مكثَّــف للغــة اإلنجليزيَّــة‪.‬‬
‫ـي أن مالحظــة أخطــاء اللُّغــة اإلنجليزيَّــة لــدى اآل َخريــن بشــكل‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫التدريج‬ ‫ـدار‬ ‫ـ‬ ‫االنح‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫تحلي‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫أظهــرت نتائــج هــذه‬
‫ـكل كب ـرٍ مبهــارة النطــق التلقــايئ‬ ‫متكــرر‪ ،‬وطلــب املســاعدة عــى النطــق‪ ،‬وتعديــل عضــات الوجــه‪ ،‬ترتبــط جمي ُعهــا بشـ ٍ‬
‫ـراتيجيات تعلُّــم‬
‫َّ‬ ‫ـج إىل تحليــات أخــرى؛ وهــي أن متعلِّمــي النطــق ذوي املســتوى املرتفــع اســتعملوا إسـ‬ ‫العاليــة‪ ،‬وأشــا َر ِت النتائـ ُ‬
‫ـراتيجيات تعلُّــم النطــق إىل‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫تصني‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫الباح‬ ‫ـرح‬ ‫ـ‬ ‫واق‬ ‫ـف‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الضعي‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ذوي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ر‬
‫النطــق بشــكل متكــرر أك َ‬
‫ـ‬
‫الفرض َّيــات واختبارها‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫مجموعــات قامئــة عىل أُ ُســس تربويَّــة؛ وهــي‪ :‬امل ُد َخالت‪/‬املام َرســات‪ ،‬واملالحظة‪/‬التغذيــة الراجعة‪ ،‬وبنــاء‬
‫التعــرف عــى إســراتيجيَّات النطــق لــدى متعلّمــي اللغــات‬ ‫ُّ‬ ‫ •تتفــق دراســة ‪ Eckstein‬مــع الدراســة الحاليــة يف‬
‫األجنبيَّــة وتصنيفهــا‪ ،‬غــر أن الدراســة الحاليــة تختلــف عنهــا يف املنهــج واألداة وعينــة الدراســة‪.‬‬
‫ ‪3.‬دراســة ‪Mahdi (2019‬م) بعنــوان‪Using Multimedia-Assisted LINCS for Learning English“ :‬‬
‫‪.”Pronunciation‬‬
‫ـرف عــى تأثــر إســراتيجيَّات )‪ (LINCS‬املعــززة بالوســائط املتعـ ِّددة التــي تنــص عــى وضعِ‬ ‫تهــدف هــذه الدراســة إىل التعـ ُّ‬
‫قوائـ َم وتحديدهــا‪ ،‬ووضــع مالحظــات وإنشــاء اختبــارات عــى نطــق اللُّغــة اإلنجليزيَّة‪.‬‬
‫بليــة وبعديَّــة‪ ،‬وتك َّونــت عينــة الدراســة مــن (‪)45‬‬ ‫ـي؛ مــن خــال تطبيــق اختبــارات قَ َّ‬ ‫وقــد اســتعمل الباحــث املنهــج التجريبـ َّ‬
‫طالبــا مــن متعلِّمــي اللُّغــة اإلنجليزيَّــة لغـ ًة أجنبيــة يف جامعــة بيشــة‪.‬‬ ‫ً‬
‫ني يف كلتــا املجموعتــن التجريبيتني كان أفضـ َـل من امل ُشــا ِركني يف املجموعة‬ ‫أداء امل ُشــا ِرك َ‬
‫أظهــرت نتائــج هــذه الدراســة أن َ‬
‫ـرا إيجابيًّــا الســتعامل إســراتيجيَّات )‪ (LINCS‬املعــززة بالوســائط املتعـ ِّددة يف‬ ‫ـج أن هنــاك تأثـ ً‬ ‫ـرت النتائـ ُ‬ ‫الضابطــة‪ ،‬كــا أظ َهـ َ‬
‫تعلُّــم النطــق؛ حيــث إن املجموعــة التجريبيَّــة التــي اســتعملت هــذه اإلســراتيجيات باعتبا ِرهــا إســراتيجيَّة مســا ِعد ًة يف تعلُّــم‬
‫ـج إىل أن إســراتيجيَّات )‪ (LINCS‬ميكــن أن تكــون‬ ‫النطــق تف َّوقــت عــى الطــاب يف املجموعــة الضابطــة‪ ،‬كــا أشــا َر ِت النتائـ ُ‬
‫ـواء أكانــت معــززة بالوســائط املتعـ ِّددة أم بالطريقــة التقليديَّــة‪.‬‬ ‫ف َّعالــة لتعلُّــم اللُّغــة اإلنجليزيَّــة لغـ ًة أجنبيــة‪ ،‬سـ ٌ‬
‫ •تتفــق الدراســة الحاليــة ودراســة ‪ Mahdi‬يف الهــدف منهــا؛ حيث تهــدف كلتا الدراســتني إىل معرفة اإلســراتيجيات‬
‫املســتع َملة يف تعلُّــم النطــق لــدى متعلِّ ِمــي اللُّغــة‪ ،‬بَ ْي َد أن الدراسـ َة الحاليــة تختلــف يف األداة واملنهج وعينة الدراســة‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1348‬‬
‫العربية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫إسرتاتيجيات تعلم ال ُّلغة‬
‫َّ‬ ‫العربية التي تناولت‬
‫َّ‬ ‫ثانيا‪ :‬الدراسات‬
‫ً‬
‫ـراتيجيات تعلــم املفــردات وعالقتهــا بالتحصيــل اللُّغــو ّي‬ ‫َّ‬ ‫ ‪1.‬دراســة جابــر عســري (‪1430‬هـــ) بعنــوان‪« :‬إسـ‬
‫ـات أخــرى»‪.‬‬ ‫العربيــة ال َّناطقــن ِبلُغـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫لــدى متعلِّ ِمــي اللُّغــة‬
‫العربيــة لغــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬‫م‬‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫متع‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـردات‬ ‫ـ‬ ‫املف‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫يف‬ ‫لة‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ـتع‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـراتيجيات‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ـر‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫التع‬ ‫إىل‬ ‫ه َدفَــت هــذه الدراسـ ُة‬
‫ـوي‪.‬‬ ‫ـ‬
‫ُّ ِّ‬ ‫غ‬‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الطال‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫وتحصي‬ ‫لة‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ـتع‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـراتيجيات‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـرف عــى ال َع‬ ‫ثانيــة‪ ،‬والتعـ ُّ‬
‫ـا مــن معهد‬ ‫عينــة البحــث يف (‪ )147‬متعلـ ً‬ ‫ـتعمل أدا َة االســتبانة‪ ،‬ومتثَّلــت ِّ‬ ‫ـي‪ ،‬مسـ ً‬ ‫ـحي الوصفـ ِّ‬ ‫ســار الباحــث عــى املنهــج املسـ ِّ‬
‫ـامية يف الربنامــج الصباحــي‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـعود‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫محم‬ ‫ـام‬ ‫العربيــة يف جامعــة اإلمـ‬ ‫َّ‬ ‫تعليــم اللُّغــة‬
‫العربيــة بجامعــة اإلمــام محمــد بــن ســعود‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫معه‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫متع‬ ‫أن‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـج‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫نتائ‬ ‫ت‬ ‫ـر‬
‫وأظ َهـ َ‬
‫العربيــة الــواردة يف االســتبانة بدرجــات مختلفــة‪ ،‬دون وجــود‬ ‫َّ‬ ‫ـردات‬ ‫ـ‬ ‫املف‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعل‬ ‫ات‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫جمي‬ ‫ـتعملون‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫ة‬ ‫ـامي‬
‫اإلسـ َّ‬
‫ـراتيجية غــر مســتعملة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫إسـ‬
‫ •تتفــق الدراســة الحاليــة مــع دراســة (عســري) يف الســعي إىل معرفــة اإلســراتيجيات التــي تســاعد الطــاب عــى‬
‫ـراتيجيات النطــق‪ ،‬ويف املنهــج‪ ،‬والعينــة‪ ،‬واألداة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫تعلُّــم اللُّغــة‪ ،‬غــر أنَّهــا تختلــف عنهــا يف كونِهــا مختصـ ًة بدراســة إسـ‬
‫ـراتيجيات اســتعامل املعجــم دراســة حالــة عــى متعلــات ال ُّلغــة‬ ‫َّ‬ ‫ ‪2.‬دراســة الشــمري (‪1431‬هـــ)‪ ،‬بعنــوان‪« :‬إسـ‬
‫العربيــة غــر الناطقــات بهــا»‪.‬‬ ‫َّ‬
‫العربيــة غــر الناطقــات بهــا‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫متعل‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ِّفه‬ ‫ظ‬ ‫تو‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫املعج‬ ‫ـتعامل‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ات‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـاف‬ ‫ـ‬ ‫اكتش‬ ‫إىل‬ ‫ة‬‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ه َدفَــت‬
‫ـراتيجيات اســتعامل املعجــم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـتعامل‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـرأ‬ ‫ـ‬ ‫يط‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫التغ‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬‫تتب‬
‫ُّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫محاول‬ ‫مــع‬
‫أدوات لبحثها‪ ،‬ومتثَّلــت عين ُة البحــث يف طالبات‬ ‫ســارت الباحثــة عــى منهــج دراســة الحالــة‪ ،‬مســتعملة املذكــرات واملقابــات ٍ‬
‫العربيــة للناطقــات بغريهــا يف جامعــة األمــرة نورة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫معهــد تعليــم اللُّغــة‬
‫ـراتيجية‬
‫َّ‬ ‫ـراتيجيات اســتعامل املعجــم‪ ،‬ومــن أهــم هــذه اإلســراتيجيات‪ :‬إسـ‬ ‫َّ‬ ‫ـج البحــث عــن مجموعــة مــن إسـ‬ ‫أسـ َف َرت نتائـ ُ‬
‫ـوايئ والقيايس‪ ،‬وإســراتيجية‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫العش‬ ‫التخمني‬ ‫ـراتيجية‬ ‫ـ‬ ‫وإس‬ ‫‪،‬‬ ‫ـروين‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫اإللك‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫واملعج‬ ‫غة‪،‬‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـايئ‬ ‫ـ‬ ‫وثن‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـادي‬ ‫ـ‬ ‫أح‬ ‫ـم‬ ‫اســتعامل املعجـ‬
‫ـري‪ ،‬والتقييــم الــذايتِّ وغريهــا مــن اإلســراتيجيات‪.‬‬ ‫ْ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫أو‬ ‫يت‬
‫ِّ‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـميع‬ ‫ـ‬ ‫والتس‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫الذاتي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫املرا‬ ‫ـراتيجية‬ ‫التص ُّفــح‪ ،‬وإسـ‬
‫ •تتفــق الدراســة الحاليــة مــع دراســة (الشــمري) يف مجتمــع البحــث واألداة واملنهــج‪ ،‬غــر أنَّهــا تختلف عنهــا يف كونِها‬
‫ـراتيجيات النطق‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫مختص ًة بدراســة إسـ‬
‫ •النطق‪.‬‬
‫العربيــة غــر‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ل‬
‫ُّ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫متعل‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـموع‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫فه‬ ‫ات‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫«إس‬ ‫ـوان‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫بعن‬ ‫ــ)‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫‪1432‬‬ ‫(‬ ‫ـهري‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ ‪3.‬دراســة‬
‫الناطقــات بهــا»‪.‬‬
‫العربيــة الناطقــات‬ ‫َّ‬ ‫ـرف عــى اإلســراتيجيات املتَّ َبعــة يف مهــارة فَ ْهــمِ املســموع ملتعلــات اللُّغــة‬ ‫ه َدفَــت الدراس ـ ُة إىل التعـ ُّ‬
‫بلغــة أخــرى‪.‬‬
‫ـحي‪ ،‬مســتع ِملة أدا َة االســتبانة‪ ،‬ومتثَّلــت عين ـ ُة البحــث يف طالبــات املرحلــة املتوســطة‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫املنه‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الباحث‬ ‫ســارت‬
‫العامليــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـاض‬ ‫ـ‬ ‫الري‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫من‬ ‫ـدارس‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬ ‫والثانويَّـ‬
‫ـتعامل جميــع مفــردات عينــة الدراســة إلســراتيجيات االســتامع ال يرقــى إىل الدرجــة‬ ‫أظهــرت نتائــج البحــث عــن أن اسـ َ‬
‫توضــح الدراســة‬ ‫يب‪ ،‬كــا ِّ‬ ‫ـب قيمــة املتوســط الحســا ِّ‬ ‫َ َ‬ ‫ـ‬‫حس‬ ‫ـطة‬ ‫ـ‬ ‫متوس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫بدرج‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫العاليــة‪ ،‬وال يَه ِبــط إىل درجــة متدنِّيــة‪ ،‬بــل‬
‫ـراتيجي َة التــي حصلــت عــى درجــة اســتعامل كثــرة‪ ،‬والوحيــدة مــن ِوجهــة نظــر جميــع مفــردات عينــة الدراســة‬ ‫َّ‬ ‫أن اإلسـ‬
‫الص ـ َور‪.‬‬ ‫ـراتيجية تذكُّريــة واحــدة فقــط‪ ،‬وهــي اســتعامل ُّ‬ ‫َّ‬ ‫إسـ‬
‫ـرف عــى اإلســراتيجيات املســتع َملة مــن ِق َبــل متعلــات اللُّغة‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫التع‬ ‫يف‬ ‫ـهري)‬ ‫ـ‬ ‫(الش‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫دراس‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الحالي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫تتف‬ ‫ •‬
‫ـراتيجيات‬
‫َّ‬ ‫العربيــة لغـ ًة ثانيــة‪ ،‬غــر أنَّهــا تختلــف عنهــا يف املنهــج واألداة والعينــة‪ ،‬ويف موضوعهــا الخــاص وهــو إسـ‬ ‫َّ‬
‫النطق‪.‬‬

‫‪1349‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫الصوتيــة النطقيــة يف تع ُّلــم ال ُّلغــة‬


‫َّ‬ ‫ثال ًثــا‪ :‬الدراســات التــي تناولــت املشــكالت‬
‫العربيــة لغــة ثانيــة‪.‬‬
‫َّ‬
‫العربية»‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ني باإلنجليزية عند تعلّم‬ ‫اطق َ‬ ‫ ‪1.‬دراسة كارا (‪1971‬م)‪ ،‬بعنوان‪« :‬مشكالت ال َّن ِ‬
‫العربيــة‪ ،‬واملشــكالت الناجمــة عــن االختالفــات‬ ‫َّ‬ ‫ه َدفَــت الدراسـ ُة إىل فحــص املشــكالت الناتجــة عــن طــرق تدريــس اللُّغــة‬
‫العربيــة واإلنجليزيــة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫بــن اللغتــن‬
‫ـي‪ ،‬مســتعملة أدا َة املقابَلــة واملالحظــة يف بحثهــا‪ ،‬ومتثَّلــت عينـ ُة الدراســة يف‬ ‫ِ‬ ‫ـي التحليـ ِّ‬ ‫ســارت الباحثــة عــى املنهــج الوصفـ ِّ‬
‫(‪ )58‬مــن متعلِّ ِمــي اللُّغــة العربيَّــة بجامعــة ‪ Utah‬يف مســتويات مختلفــة‪.‬‬
‫العربيــة نفســها؛ مثــل‪ :‬صعوبــات التمييــز بــن الحــروف املتشــابهة وبــن‬ ‫َّ‬ ‫أســفرت النتائــج عــن صعوبــات ناجمــة عــن اللُّغــة‬
‫ـارت القــراءة والكتابــة‪ ،‬وإهــال مهــاريت الحديــث واالســتامع‪ ،‬أو جعــل‬ ‫الحــركات الطويلــة والقصــرة‪ ،‬والرتكيــز عــى مهـ َ ِ‬
‫دورهــا ثانويًّــا‪.‬‬
‫ •تتفق الدراسة الحالية مع دراسة (كارا) يف املنهج واألداة‪ ،‬غري أنَّها تختلف عنها يف العيّنة وموضوعها الخاص‪.‬‬
‫العربيــة لغــر‬
‫َّ‬ ‫الصوتيــة عنــد الدارســن يف برامــج تعليــم‬ ‫َّ‬ ‫ ‪2.‬دراســة طعيمــة (‪1982‬م)‪ ،‬بعنــوان‪« :‬املشــكالت‬
‫ـان»‪.‬‬ ‫ن بهــا يف ســلطنة ُعـ َ‬ ‫اطق ـ َ‬ ‫ال َّن ِ‬
‫ني بها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫التعرف عىل املشكالت الصوتيَّة عند الدارسني يف برامج تعليم اللُّغة العربيَّة لغري ال َّناطق َ‬ ‫ه َدفَت الدراس ُة إىل ُّ‬
‫دارســا مــن‬
‫ً‬ ‫)‬ ‫‪125‬‬ ‫(‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫عين‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫ل‬‫َّ‬ ‫ث‬ ‫ومت‬ ‫ـار‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫االختب‬ ‫أداة‬ ‫ل‬ ‫ً‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ـتع‬‫ـ‬ ‫مس‬ ‫‪،‬‬‫ـي‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫التحلي‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الوصف‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫املنه‬ ‫اعتمــد الباحــث عــى‬
‫العربيــة لغــة ثانيــة‪.‬‬‫َّ‬ ‫متعلِّمــي اللُّغــة‬
‫ـر صوتًــا؛ هــي‪ :‬التــاء‪/‬‬ ‫ـوات التــي يَشــيع الخطــأ يف نُطقهــا بــن الدارســن تبلــغ اث َنــي عـ َ‬ ‫ِ‬ ‫أظهــرت نتائــج البحــث أن األصـ َ‬
‫الحــاء‪ /‬الســن‪ /‬الشــن‪ /‬الضــاد‪ /‬الطــاء‪ /‬الظــاء‪ /‬القــاف‪ /‬الــكاف‪ /‬الهــاء‪ /‬العــن‪ ،‬ويرجــع الســبب يف ذلــك إىل التنـ ُّوع الكبــر‬
‫ـح عنــد نطــق األصــوات الصامتــة‪ ،‬ووجــد‬ ‫يف الخلفيَّــة اللُّغويَّــة عنــد الدارســن‪ ،‬وأن الخطــأ يف نطــق الحــركات يكــون أوضـ َ‬
‫كذلــك تفــا ُوت بــن الدارســن يف نطــق حــروف املــد الثالثــة‪ ،‬كــا وجــد الدارســون صعوبــة يف التمييــز بــن الوحــدات‬
‫الصوتيَّــة املتشــابهة اآلتيــة‪ :‬الــدال والضــاد والــذال والظــاء والحــاء والهــاء والســن والصــاد‪.‬‬
‫ •تتفق الدراسة الحالية مع دراسة (طعيمة) يف املنهج‪ ،‬غري أنَّها تختلف يف األداة والعينة وموضوعها الخاص‪.‬‬
‫العربيــة للناطقــن‬ ‫َّ‬ ‫الصوتيــة يف تعلُّــم اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫ ‪3.‬دراســة ماســري وأحمــد (‪2013‬م)‪ ،‬بعنــوان‪« :‬املشــكالت‬
‫بغريهــا»‪.‬‬
‫العربيــة عنــد تعلّمــه‬
‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫بغ‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫الناط‬ ‫ـدارس‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫تواج‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الصوتي‬
‫َّ‬ ‫ـكالت‬ ‫ـ‬ ‫املش‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ـر‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫التع‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫تهــدف هــذه‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬ثــم اقــراح بعــض‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـس‬‫ـ‬ ‫بتدري‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫القائ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫املعل‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫تواج‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ي‬‫د‬‫ِّ‬ ‫التح‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ـر‬
‫للعربيــة‪ ،‬والتعـ ُّ‬
‫ن بغريهــا‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـهيل‬ ‫ـ‬ ‫تس‬ ‫يف‬ ‫م‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫الحلــول التــي ت ُ‬
‫ـي‪ ،‬ومتثَّلــت عينـ ُة الدراســة يف (‪ )20‬طالبًــا مــن مركــز اللغــات يف قســم اللُّغــة العربيَّة‬ ‫ـحي ال َك ِّمـ َ‬ ‫اتبعــت الدراســة املنهــج املسـ َّ‬
‫مــن جامعــة املدينــة ال ِعلميَّــة يف ماليزيــا‪ ،‬كام اســتعمل الباحثــان أدا َة االســتبانة لحــر العينــات وتحليلها‪.‬‬
‫ن بغريهــا عــى نظــام التــدرج من الســهل‬ ‫للناط ِقـ َ‬ ‫العربيــة ِ‬ ‫َّ‬ ‫أظهــرت نتائــج الدراســة رضور َة بنــاء تدريــس األصــوات اللُّغويَّــة‬
‫املطبقــة‪ ،‬وبعــد ذلــك االنتقــال إىل األصــوات‬ ‫َّ‬ ‫ـوات‬ ‫ـ‬ ‫األص‬ ‫ـم‬ ‫أول‪ ،‬ثـ‬ ‫الب ـ ْدء بتعليــم األصــوات الصامتــة ً‬ ‫إىل األصعــب؛ فيجــب َ‬
‫الحلقية‪.‬‬
‫ن‬ ‫ِ‬
‫ـرف عــى املشــكالت الصوتيَّــة التــي تواجــه ال َّناطقـ َ‬ ‫وســمية) يف التعـ ُّ‬ ‫ •تتفــق الدراســة الحاليــة مــع دراســة (دكــوري ُ‬
‫بغــر العربيَّــة‪ ،‬غــر أنَّهــا تختلــف عنهــا يف األداة واملنهــج والعينــة‪ ،‬ويف موضوعهــا الخــاص بإســراتيجيات النطــق‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1350‬‬
‫جدول (‪)1-1‬‬

‫العينة‬ ‫األداة‬ ‫املنهج‬ ‫عنوان الدراسة‬ ‫محور الدراسة‬

‫متعلم من معهد تعليم اللغة العربية يف جامعة‬


‫(‪ً )147‬‬ ‫االستبانة‪.‬‬ ‫املسحي‬ ‫‪-1‬دراسة جابر عسريي‬ ‫الدراسات العربية التي‬
‫اإلمام محمد بن سعود اإلسالمية‪.‬‬ ‫الوصفي‬ ‫(‪1430‬هـ)‪.‬‬ ‫تناولت إسرتاتيجيات‬
‫تعلم اللغة العربية‬
‫طالبات معهد تعليم اللغة العربية للناطقات بغريها يف‬ ‫املذكرات‪،‬‬ ‫دراسة‬ ‫دراسة فوزا الشمري‬
‫جامعة األمرية نورة‪.‬‬ ‫املقابالت‪.‬‬ ‫الحالة‪.‬‬ ‫(‪1431‬هـ)‪.‬‬
‫طالبات املرحلة املتوسطة والثانوية من مدارس منارات‬ ‫االستبانة‪.‬‬ ‫املسحي‪.‬‬ ‫دراسة غالية الشهري‬
‫الرياض العاملية‪.‬‬ ‫(‪1432‬هـ)‪.‬‬

‫جدول (‪)1-2‬‬

‫العينة‬ ‫األداة‬ ‫املنهج‬ ‫عنوان الدراسة‬ ‫محور الدراسة‬

‫(‪ )11‬طالب من فصول اللغة اإلسبانية من‬ ‫املقابَلة‬ ‫ـــــــــــــــــــــ‬ ‫‪Susan S. Peterso‬‬ ‫دراسة‬ ‫الدراسات األجنبية‬
‫جامعة أوهايو‪.‬‬ ‫ـــــــــــــــــــــ‬ ‫‪(2000‬م)‪.‬‬ ‫التي تناولت‬
‫ـــــــــــــــــــــ‬ ‫إسرتاتيجيات التعلم‬
‫ـــــــــ‬ ‫النطقية‬
‫(‪ )183‬من متعلمي اللغة اإلنجليزية يف برنامج‬ ‫االستبانة‪ ،‬اختبار‬ ‫الوصفي‬ ‫دراس ة �‪GrantTaylorEck‬‬
‫مكثف للغة اإلنجليزية‪.‬‬ ‫‪ LAT‬الناطق‬ ‫اإلحصايئ‬ ‫‪stein (2007‬م)‪.‬‬
‫القيايس‪.‬‬
‫(‪ )45‬طالبًا من قسم اللغة اإلنجليزية لغة أجنبية‬ ‫اختبار النطق‬ ‫التجريبي‬ ‫دراسة ‪Hassan Saleh‬‬
‫يف جامعة بيشة‪.‬‬ ‫مبقياس ‪LINCS‬‬ ‫‪Mahdi (2019‬م)‬

‫جدول (‪)1-3‬‬

‫العينة‬ ‫األداة‬ ‫املنهج‬ ‫عنوان الدراسة‬ ‫محور الدراسة‬

‫متعلم من متعلمي اللغة العربية بجامعة‬


‫(‪ً )58‬‬ ‫املقابلة‬ ‫الوصفي التحلييل‬ ‫دراسة رحمية كارا (‪1971‬م)‪.‬‬ ‫الدراسات التي‬
‫‪ Utah‬يف مستويات مختلفة‪.‬‬ ‫املالحظة‬ ‫تناولت املشكالت‬
‫الصوتية النطقية‬
‫دارسا من متعلمي اللغة العربية لغة ثانية‪.‬‬
‫(‪ً )125‬‬ ‫االستبانة‬ ‫دراسة رشدي طعيمة (‪1982‬م)‪ .‬الوصفي التحلييل‬ ‫يف تعلم اللغة‬
‫العربية لغة ثانية‬
‫طالبا من مركز اللغات يف قسم اللغة‬
‫(‪ً )20‬‬ ‫االستبانة‬ ‫املسحي الكمي‬ ‫دراسة د‪ .‬دكوري ماسريي‬
‫العربية بجامعة املدينة العلمية يف ماليزيا‪.‬‬ ‫وسمية دفع الله أحمد‬
‫(‪2013‬م)‪.‬‬

‫‪1351‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫خامتة الدراسة‪:‬‬
‫العربيــة لغ ـ ًة ثاني ـ ًة يف معهــد‬ ‫َّ‬ ‫ـراتيجيات تعلُّــم النطــق لــدى متعلــات اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫ـف عــن إسـ‬ ‫ه َدفَــت هــذه الدراس ـ ُة إىل الكشـ ِ‬
‫جامعــة األمــرة نــورة بنــت عبــد الرحمــن‪ ،‬وعــى هــذا تح ـ َّددت أســئلة الدراســة يف الســؤالني اآلتيــن‪:‬‬
‫العربية لغ ًة ثانيةً؟‬ ‫َّ‬ ‫ ‪1.‬ما صعوبات تعلُّم النطق لدى متعلامت اللُّغة‬
‫العربية لغ ًة ثانيةً؟‬ ‫َّ‬ ‫إسرتاتيجيات تعلم النطق لدى متعلامت اللُّغة‬ ‫َّ‬ ‫ ‪2.‬ما‬
‫رئيســا باالعتــاد عــى منهــج دراســة الحالــة‪ ،‬وص ِّممــت املقابلــة‬ ‫ً‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ج‬
‫ً‬ ‫منه‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫التحلي‬ ‫ـي‬‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الوصف‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫املنه‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الباحث‬ ‫ـتعملت‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫وقــد‬
‫العربيــة لغـ ًة ثانيةً‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫متعل‬ ‫ـدى‬
‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـق‬
‫ـ‬ ‫النط‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ِ‬
‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫صعوب‬ ‫ف‬ ‫ُّ َ‬‫ـر‬‫ـ‬ ‫تع‬ ‫األول‬ ‫ـتهدف‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫ـن‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫محوري‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـت‬‫ـ‬ ‫ن‬‫و‬‫َّ‬ ‫وتك‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫للدراس‬ ‫أدا ًة‬
‫العربيــة لغـ ًة ثانيـةً‪ ،‬وتك َّونــت عينــة البحث من‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫متعل‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫النط‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعل‬ ‫ات‬ ‫ِ‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـتهدف‬ ‫ـ‬ ‫فيس‬ ‫ـاين‬ ‫ـ‬ ‫الث‬ ‫ـور‬‫ـ‬ ‫املح‬ ‫أمــا‬
‫العربيــة بجامعــة األمــرة نــورة بنــت عبــد الرحمــن‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫معه‬ ‫يف‬ ‫م‬ ‫د‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫املتق‬ ‫ـتوى‬‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫طالب‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫خم‬
‫وقد أسفرت الدراسة عن النتائج اآلتية‪:‬‬
‫العربية لغ ًة ثانيةً‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ل‬
‫ُّ‬ ‫ال‬ ‫متعلامت‬ ‫لدى‬ ‫النطق‬ ‫أول‪ :‬النتائج املتع ِّلقة بصعوبات‬ ‫ً‬
‫اتضح من نتائج املبحوثات وجود بعض الصعوبات يف تعلُّم النطق مثل‪:‬‬
‫ ‪1.‬عدم وجود صوت (الضاد) يف كثري من اللغات ‪-‬عىل َح ِّد ِعلْم الباحثة‪.-‬‬
‫ ‪2.‬صعوبة نطق األصوات الحلقية كصوت (الهاء‪ ،‬الحاء)‪.‬‬
‫ ‪3.‬صعوبة التمييز بني األحرف املتشابهة خاص ًة عند سامعها مثل صوت (الضاد والطاء‪ ،‬السني والصاد)‪.‬‬
‫ ‪4.‬عدم التمييز بني األصوات الطويلة والقصرية‪.‬‬
‫العربية لغ ًة ثانيةً‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ل‬
‫ُّ‬ ‫ال‬ ‫متعلامت‬ ‫لدى‬ ‫النطق‬ ‫م‬ ‫ل‬
‫ثانيا‪ :‬النتائج املتع ِّلقة بإسرتاتيجيات ُّ‬
‫تع‬ ‫ً‬
‫بعض اإلسرتاتيجيات التي تستعملها عينة الدراسة يف تعلُّم النطق عىل النحو اآليت‪:‬‬ ‫أظهرت نتائج الدراسة أن هناك َ‬
‫إسرتاتيجية استخدام املعجم الناطق‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪1.‬‬
‫إسرتاتيجية التكرار‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪2.‬‬
‫إسرتاتيجية طلب التصحيح واملساعدة يف أثناء النطق‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪3.‬‬
‫إسرتاتيجية التح ُّدث مع زميالت الدراسة واملعهد‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪4.‬‬
‫إسرتاتيجية القراءة الجهريَّة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪5.‬‬
‫إسرتاتيجية تسجيل األصوات‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪6.‬‬
‫إسرتاتيجية التدرب أمام املرآة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪7.‬‬
‫العربية‪.‬‬
‫إسرتاتيجية االستامع ملقاطع اليوتيوب باللُّغة َّ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪8.‬‬
‫إسرتاتيجية الرتكيز يف نطق األستاذة يف أثناء الرشح‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪9.‬‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫بعد إعداد هذا البحث‪ ،‬والتأمل يف إجراءاته ونتائجه؛ فقد خرجت إىل هذه التوصيات‪:‬‬
‫حس َب صعوبة األحرف لديها‪.‬‬ ‫ ‪1.‬إجراء استطالع رأي لكل جنسية َ‬
‫ ‪2.‬إجراء دراسات تجريبية يق َّدم فيها برنامج حاسويب عىل نطق األصوات‪.‬‬
‫ ‪3.‬إجراء دراسات مسحيَّة لِعيّنة أكرب من عينة الدراسة الحالية‪.‬‬
‫خاصة صوت الضاد‪.‬‬‫العربية َّ‬
‫َّ‬ ‫تدريبي للتدرب عىل األصوات‬
‫ٍّ‬ ‫ ‪ 4.‬استعامل برنامج‬
‫ ‪5.‬إجراء دراسات تبني أبرز الصعوبات يف النطق؛ وذلك تفاديًا ملواجهة هذه الصعوبات يف أثناء ال َعمليَّة التعليميَّة‪.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1352‬‬
‫املراجع‪:‬‬
‫العربية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫أول‪ :‬املراجع‬ ‫ً‬
‫ ‪-‬دوجــاس‪ ،‬بــراون‪ .)1978( .‬مبــادئ تعلُّــم وتعليــم اللُّغــة‪ ،‬ترجمــة‪ :‬د‪ .‬إبراهيــم القعيــد‪ ،‬د‪ .‬عيــد الشــمري‪ ،‬النــارش‪ .‬مكتــب‬
‫العربيــة الســعوديَّة‪ ،‬الريــاض‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الرتبيــة العــريب لــدول الخلــج‪ ،‬ســنة النــر‪1414 :‬هـــ‪1994/‬م‪ ،‬اململكــة‬
‫العربيــة غــر الناطقات‬ ‫َّ‬ ‫ـراتيجيات اســتعامل املعجــم دراســة حالــة عــى متعلــات اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬الشــمري‪ ،‬فــوزا‪1431( .‬هـــ)‪ .‬إسـ‬
‫ـامية‪ ،‬الريــاض‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـعود‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫محم‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫اإلم‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫جامع‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫معه‬ ‫ـورة‪،‬‬ ‫بهــا‪ ،‬رســالة ماجســتري غــر منشـ‬
‫العربيــة غــر الناطقــات بهــا‪ ،‬رســالة‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫متعل‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـموع‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫فه‬ ‫ات‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ ‪-‬الشــهري‪ ،‬غاليــة‪1433( .‬هـــ)‪.‬‬
‫ـامية‪ ،‬الريــاض‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـعود‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫محم‬ ‫ـام‬
‫ـ‬ ‫اإلم‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫جامع‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫ماجســتري غــر منشــورة‪ ،‬معه‬
‫السلوكية‪ ،‬الرياض‪ :‬مكتبة العبيكان‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫العساف‪ ،‬صالح بن حمد‪1409( .‬هـ)‪ .‬املدخل إىل البحث يف العلوم‬ ‫ ‪َّ -‬‬
‫ـوي لــدى متعلِّ ِمــي اللُّغــة‬ ‫ُّ ّ‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫بالتحصي‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫وعالقته‬ ‫ـردات‬ ‫ـ‬ ‫املف‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعل‬ ‫ات‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ــ)‪.‬‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫‪1430‬‬ ‫(‬ ‫ـر‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫زاه‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫جاب‬ ‫ـري‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ ‪-‬عس‬
‫العربيــة‪ ،‬جامعــة اإلمــام محمــد بن‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫معه‬ ‫ـورة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫منش‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـتري‬ ‫ـ‬ ‫ماجس‬ ‫ـالة‬ ‫ـ‬ ‫رس‬ ‫ـرى‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫أخ‬ ‫ٍ‬
‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ل‬‫ب‬
‫َ ُ‬‫ِ‬ ‫ن‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬ ‫ال‬
‫َّ َّ‬‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫ـامية‪ ،‬الريــاض‪.‬‬ ‫ســعود اإلسـ َّ‬
‫الوطنيــة للنــر‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـي‪ ،‬الريــاض‪ :‬فهرســة مكتبــة امللــك فهــد‬ ‫ ‪-‬العصيــي‪ ،‬عبــد العزيــز إبراهيم‪2006(.‬م)‪.‬علــم اللُّغــة النفـ ُّ‬
‫ـامية‪.‬‬
‫جامعــة اإلمــام محمــد بــن ســعود اإلسـ َّ‬
‫غوي‪ ،‬مرص‪ :‬عالَم الكتب‪.‬‬ ‫ُّ ِّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫الصوت‬ ‫ ‪-‬عمر‪ ،‬أحمد مختار‪1997( .‬م)‪ .‬دراسة‬
‫ن‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫الصوتيــة يف تعلُّــم اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬ماســري‪ ،‬دكــوري‪ ،‬واألمــن‪ُ ،‬ســمية دفــع اللــه أحمــد‪2012( .‬م)‪ .‬املشــكالت‬
‫جــا‪ ،‬بحــث منشــور تــم اســرجاعه بتاريــخ ‪8/11/2020‬م‪ ،‬مــن موقــع‪https://elibrary. :‬‬ ‫بغريهــا جامعــة املدينــة أُمنوذ ً‬
‫‪mediu .edu.my/books /MEDIU4151 .pdf‬‬
‫ـي املســتع َملة يف دراســة فصــول تعليــم اللُّغــة الثانيــة‪( ،‬ترجمــة صالــح‬ ‫ ‪-‬مــكاي‪ ،‬ســندر إىل‪2011( .‬م)‪ .‬مناهــج البحــث العلمـ ِّ‬
‫ـامية‪( .‬العمــل األصــي نــر عــام‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـعود‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫محم‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫اإلم‬ ‫ـة‬ ‫ـي‪ ،‬جامعـ‬ ‫الشــويرخ)‪ ،‬الريــاض‪ :‬عــادة البحــث العلمـ ِّ‬
‫‪2008‬م)‪.‬‬
‫األجنبية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ثانيا‪ :‬املراجع‬‫ً‬
‫‪- Eckstein, G. T. (2007). A correlation of pronunciation learning strategies with spontaneous En-‬‬
‫‪glish pronunciation of adult ESL learners.Ph.D. Thesis. Brigham Young University, Theses and‬‬
‫‪Dissertations. 973.https://scholarsarchive.byu.edu/etd/973.‬‬
‫‪- Mahdi, H. S. (2019). Using Multimedia-Assisted LINCS for Learning English Pronunciation. In-‬‬
‫‪ternational Journal of Emerging Technologies in Learning (iJET), 14 (09), 105-118. https://doi.‬‬
‫‪org/10.3991/ijet.v14i09.10356.‬‬
‫‪- Peterson, S. S. (2000). Pronunciation Learning Strategies: A First Look. Unpublished research‬‬
‫‪report, retrieved from the Eric database:‬‬
‫‪- ERIC - ED450599 - Pronunciation Learning Strategies: A First Look., 2000.‬‬

‫‪1353‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫الدولي السادس‬
‫ّ‬ ‫مؤتمر ال ُّلغة العرب َّية‬
‫فبراير ‪2023‬م‬
‫َّ‬
‫العربية كلغة ثانية‬ ‫تعلم ُّ‬
‫اللغة‬ ‫ُّ‬ ‫االصطناعي في‬
‫ّ‬ ‫استثمار الذكاء‬

‫الباحثة‪ /‬شيخة عبدالله سعيد الزعايب‬


‫جامعة الشَّ ارقة‬

‫‪Shaikha.Alzaabi@sharjah.ac.ae‬‬

‫مل َّخص بحث‪:‬‬


‫تعلم ُّ‬
‫اللغة العربيَّ ة كلغة ثانية‬ ‫االصطناعي في ُّ‬
‫ّ‬ ‫استثمار الذكاء‬
‫ـرف عــى املشــكالت واملع ِّوقــات يف‬ ‫ـي‪ ،‬وخصائصــه‪ ،‬والتعـ ُّ‬ ‫يتنــاول هــذا البحــث إلقــاء الضــوء عــى مفهــوم الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬ووضــع الحلــول ومعالجتهــا‪ ،‬وذلك‬ ‫اطقـ َ‬‫ـي يف تعلُّــم مهــارات اللُّغــة العربيَّــة لل َّن ِ‬ ‫اســتخدام تقنيــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫يب والرشق األوســط‪.‬‬ ‫يف نطــاق دولــة اإلمــارات العربيَّــة املتحــدة؛ كونهــا مــن الــدول الرائــدة يف هــذا املجــال يف الوطــن العــر ّ‬
‫توصلَت الدراس ُة إىل مجموعة من النتائج أهمها‪:‬‬ ‫وقد َّ‬
‫ن بغــر العربيَّــة ملهاراتهــا‪ ،‬ومــن‬ ‫ِ‬
‫ـي التــي تســاعد يف تنميــة تعلُّــم ال َّناطقـ َ‬ ‫ ‪-‬توجــد العديــد مــن تطبيقــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـرا‬
‫ـرف عــى النصــوص وقراءتهــا جهـ ً‬ ‫(املنصــات التعليميَّــة التــي تقــوم بــدور معلــم الصــف ‪ -‬التعـ ُّ‬ ‫َّ‬ ‫أهــم تلــك التطبيقــات‬
‫ـرف الضــويئ اآليل عــى الحــروف العربيَّــة املكتوبــة ‪ -‬تطبيقــات‬ ‫ـي ‪ -‬التعـ ُّ‬ ‫ـي التفا ُعـ ّ‬ ‫الرقْمـ ّ‬
‫بتعبرياتهــا ‪ -‬تقنيــات األدب َّ‬
‫ـي يف برمجــة اللُّغــات‬ ‫ـريف واإلحصــاء اللُّغــوي ّ‪ُ -‬خوارزميَّــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫اللســانيَّات الحاســوبيَّة كالتحليــل الـ‬
‫الطبيعيَّــة ‪ -‬القواميــس اإللكرتونيــة للرتجمــة الفوريَّــة اآلليَّــة)‪.‬‬
‫ـي يف تعلُّــم اللُّغــة‬ ‫املقرتحــات التــي ميكــن أن تُس ـ ِهم يف اســتثامر تطبيقــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫َ‬ ‫ ‪-‬وقــدم الباحــث بعــض‬
‫العربيــة؛‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫خب‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫بأنظم‬ ‫ـزود‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـوت)‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫(روب‬ ‫آيل‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫إنس‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫(تصمي‬ ‫ـا‪:‬‬
‫ـ‬ ‫ه‬‫م‬‫ِّ‬ ‫أه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫وم‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ن‬
‫اطق ـ َ‬ ‫العربيــة لل َّن ِ‬
‫َّ‬
‫ـروين تفاعيل‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫إلك‬ ‫برنامج‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تصمي‬ ‫‪-‬‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫ـح‬
‫ـ‬ ‫بالتصحي‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫يهت‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫برنام‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تصمي‬ ‫‪-‬‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫املختلف‬ ‫ـج‬
‫ـ‬ ‫املناه‬ ‫لتدريــس‬
‫يقــوم عــى مــا يُسـ َّمى بـــاملرابحة اللُّغويَّــة إلثــراء الحصيلــة اللُّغويَّــة لل ُمتعلِّمــن ‪ -‬تصميــم برنامــج تفاعــي يخــدم الرتجمة‬
‫التلقائيــة للكلــات)‪.‬‬
‫َّ‬
‫وقد انتهت الدراسة إىل عدد من التوصيات أهمها ما ييل‪:‬‬
‫علميــة وتربويَّــة تنظِّــم آليــات عمــل الــذكاء االصطناعـ ّـي‪ ،‬وذلــك بتقنــن مجــال الــذكاء‬ ‫مقرتحــات ودراســات َّ‬ ‫ ‪1.‬الحاجــة إىل َ‬
‫االصطناعـ ّـي‪ ،‬ووضــع أُطُــر معينــة تحكمــه؛ بهــدف توســيع مجــاالت اســتخدامه‪.‬‬
‫الخاصة بالتعلم الذيك‪ ،‬وتصميم الربامج الذكيَّة والروبوتات‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫االصطناعي‬
‫ّ‬ ‫التعرف عىل األنظمة العامليَّة يف برامج الذكاء‬ ‫ ‪ُّ 2.‬‬
‫مقدمة‬
‫ني‪ ،‬نبينــا محمــد‪ ،‬وعــى آلــه وصحبــه أجمعــن‪،‬‬ ‫واملرســل َ‬
‫ن‪ ،‬والصــاة والســام عــى أرشف األنبيــاء َ‬ ‫رب العالَ ِمـ َ‬
‫الحمـ ُد للــه ِّ‬
‫أمــا بعـ ُد‪:‬‬
‫ـي ‪ (AI) Artificial Intelligence‬أحــد أهــم العلــوم الحديثــة واملبتكــرة التــي تعتمــد عىل الحاســوب‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬
‫ـ‬ ‫ال‬ ‫فيعـ ّد‬
‫ُ‬
‫ـكل‬‫وبرامجــه بشــكل رئيــي وأســايس‪ ،‬وهــو الحجــر األســاس يف جعــل اآلالت املربمجــة واملحوســبة تقــوم مبهــام مامثلــة وبشـ ٍ‬
‫كبـرٍ لعمليــات الــذكاء البــري التــي تتمثَّــل يف التعلُّــم واالســتنباط واتخــاذ القــرارات‪ .‬والتــي بــدأت يف الخمســينيات مــن‬
‫ـي دو ٌر مهـ ٌّم‬
‫ـتمرة‪ ،‬ومــن املتوقَّــع أن يكــون للــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫القــرن املــايض ‪ ،‬وهــو مــن املياديــن التــي شــهدت تطــورات مسـ َّ‬
‫(((‬

‫يف مســتقبل البرشيَّــة‪ ،‬فهــو علــم يركــز عــى تصميــم آالت تشــارك اإلنســان يف ســلوكيات توصــف بأنَّهــا ذكيــة‪.‬‬
‫ـاين ‪ Human intelligence‬عــن طريــق عمــل برامــج‬ ‫ـي إىل فهــم طبيعــة الــذكاء اإلنسـ ّ‬ ‫ويهــدف علــم الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـاين املُتَّ ِســم بالــذكاء‪ .‬وتعنــي قــدرة برنامــج الحاســب عــى حـ ّـل مســألة مــا‪،‬‬
‫للحاســب اآليل قــادرة عــى محــاكاة الســلوك اإلنسـ ّ‬
‫ـاء عــى وصــف لهــذا املوقــف‪ -‬فالربنامــج نفســه يجــد الطريقــة التــي يجــب أن تتبــع لحـ ّـل املســألة‪ ،‬أو‬ ‫أو اتخــاذ قــرار مــا – بنـ ً‬
‫(( ( د‪ .‬أحمــد عبــد الرحمــن الســيد‪ ،‬تطبيقــات الــذكاء االصطناعــي ومنــاذج الشــبكات العصبيــة يف املجــاالت العلميــة والتعليميــة املختلفــة‪ ،‬مجلــة كلية‬
‫الرتبيــة‪ ،‬جامعــة بنهــا‪ ،‬املجلــد (‪ ،)5‬العــدد (‪ ،)15‬يوليــو ‪1994‬م‪ ،‬ص‪.160 ‬‬

‫‪1355‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫للتوصــل إىل قــرار بالرجــوع إىل العديــد مــن العمليــات االســتدالليَّة املتن ِّوعــة التــي غــذي بهــا الربنامــج‪ .‬ويعتــر هــذا األمــر‬
‫نقطــة تحـ ُّول مهمــة تتعـ َّدى مــا هــو معــروف باســم «تقنيَّــة املعلومــات ‪ »information technology‬التــي تتــم فيهــا ال َعمليَّــة‬
‫االســتدالليَّة عــن طريــق اإلنســان‪ ،‬وتنحــر أهــم أســباب اســتخدام الحاســب يف رسعتــه الفائقــة(((‪.‬‬
‫ـي‪،‬‬
‫ـراتيجية اإلمــارات للــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫َّ‬ ‫العربيــة املتحــدة بإطــاق إسـ‬ ‫َّ‬ ‫ولقــد قامــت القيــادة الرشــيدة يف دولــة اإلمــارات‬
‫الحكومــي ‪ Government performance‬وترسيــع‬ ‫ّ‬ ‫بــاألداء‬ ‫لالرتقــاء‬ ‫التــي تُعــد األوىل مــن نوعهــا يف املنطقــة والعــامل‪،‬‬
‫االصطناعي وإنشــاء مجلــس اإلمارات‬ ‫ّ‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫لل‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫وزي‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫وتعي‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫عالي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫إنتاجي‬
‫َّ‬ ‫اإلنجــاز وخلــق بيئــات عمــل مبدعــة ومبتكــرة ذات‬
‫ـي؛ وقــد أكــدت القيــادة الرشــيدة للدولــة بأنَّهــا تســعى ألن تكــون مركـ ًزا جديـ ًدا يف تطويــر آليــات وتقنيــات‬ ‫للــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـي(((‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫وترشيعــات الــذكاء‬
‫ن بغريهــا فــإن العــر الحــايل يشــهد تطــورات هائلــة يف تقنيــات التعليــم‬ ‫ِ‬
‫ويف مجــال تعليــم اللُّغــة العربيَّــة لل َّناطق ـ َ‬
‫املنصــات اإللكرتونيَّــة ُيثِّــل اآلن أكــر األمنــاط التعليميَّــة شــيو ًعا وفعاليــة‪،‬‬ ‫ـروين عــر َّ‬‫واالتصــاالت؛ حيــث إن التدريــس اإللكـ ّ‬
‫ـي يف تعلُّــم اللُّغــة العربيَّــة كلغــة ثانيــة) بالوصــف والتحليــل والتقييــم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ولذلــك تتنــاول الدراســة (اســتثامر الــذكاء‬
‫وذلــك مــن خــال التقنيــات التعليميَّــة التــي تتميــز بعرضهــا ملحتــوى متنــوع وأنشــطة تفا ُعليَّــة متعــددة‪ ،‬وإســراتيجيَّات‬
‫ن بغــر‬ ‫اطق ـ َ‬ ‫تدريســيَّة مســتحدثة ‪ -‬وذلــك يف تدريــس مهــارات اللُّغــة العربيَّــة (التح ـ ُّدث والكتابــة والقــراءة واالســتامع) لل َّن ِ‬
‫ـا يُســا ِهم يف توظيــف املعلِّمــن وامل ُتعلِّمــن إلســراتيجيات تعليميَّــة إلكرتونيَّــة قــادرة عــى‬ ‫اللُّغــة العربيَّــة مــن األجانــب‪ ،‬مـ َّ‬
‫ني‬
‫اطق َ‬ ‫ـرات التــي خلفتهــا جائحــة «كورونــا»‪ ،‬وتحســن املهــارات اللُّغويَّــة األساســيَّة للُّغة العربيَّــة لــدى ال َّن ِ‬ ‫اســتيعاب كافَّــة املتغـ ِّ‬
‫بغــر اللُّغــة العربيَّــة‪.‬‬
‫مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫يف ظــل انتشــار جائحــة «كورونــا» التــي تجتــاح كل دول العالَــم‪ ،‬ويف ظــل انتشــار تقنيــات اإلنرتنــت وشــيوع اســتثامرها‬
‫ـاء عــى مــا هــو معــروف مــن إقبــال العديــد‬ ‫بصــورة متطــورة لتقديــم الخدمــات التعليميَّــة وإتاحتهــا للطــاب واملعلِّمــن‪ ،‬وبنـ ً‬
‫مــن األجانــب واملســلمني مــن الــدول غــر العربيَّــة عــى تعلُّــم اللُّغــة العربيَّــة ورضورة إتقــان مهاراتهــا بشـ ٍ‬
‫ـكل عــا ٍّم‪ ،‬فإنَّــه‬
‫ـي يف تعلُّــم اللُّغــة العربيَّــة كلغــة ثانيــة‪ ،‬وتعلــم مهاراتهــا‪ ،‬وذلــك بالتطبيــق‬ ‫تــرز رضورة دراســة اســتثامر الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـي اآليت‪ :‬كيفيــة اســتثامر تقنيــات الــذكاء‬ ‫عــى مــا يتــم يف دولــة اإلمــارات‪ ،‬وبذلــك تحــدد مشــكلة الدراســة يف الســؤال الرئيـ ّ‬
‫ن بغريهــا يف دولــة اإلمــارات العربيَّــة املتحــدة؟‬ ‫اطقـ َ‬ ‫ـي امل ُتطـ ِّورة الحديثــة‪ ،‬يف تعلُّــم مهــارات اللُّغــة العربيَّــة لل َّن ِ‬ ‫االصطناعـ ّ‬
‫الفرعية التالية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫األسئلة‬ ‫السؤال‬ ‫هذا‬ ‫عن‬ ‫ويتفرع‬ ‫الدراسة‪:‬‬ ‫تساؤالت‬
‫االصطناعي؟ وما خصائصه؟‬ ‫ّ‬ ‫ ‪-‬ما تعريف الذكاء‬
‫االصطناعي وإسرتاتيجية تفعيله يف دولة اإلمارات؟‬ ‫ّ‬ ‫الذكاء‬ ‫ ‪-‬ما أهم تطبيقات‬
‫ن بغــر اللُّغــة العربيَّــة عــر تقنيــات الــذكاء‬ ‫ِ‬
‫ ‪-‬مــا مهــارات اللُّغــة العربيَّــة الالزمــة‪ ،‬التــي ميكــن تنميتهــا لــدى ال َّناطق ـ َ‬
‫االصطناعــي؟‬
‫ّ‬
‫ن‬
‫اطقـ َ‬ ‫ـي طبيعــة تدريــس محتــوى جميــع املهــارات اللُّغويَّــة التــي يجــب عــى ال َّن ِ‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫تقني‬ ‫ـب‬ ‫ ‪-‬هــل تناسـ‬
‫العربيــة تعلمهــا وإتقانهــا؟‬ ‫َّ‬ ‫بغــر‬
‫ ‪-‬كيــف يتمكــن الطــاب األجانــب مــن مامرســة مهــارات اللُّغــة العربيَّــة مــن تحــدث وكتابــة وقــراءة واســتامع‪ ،‬عــر‬
‫ـي؟ وكيــف يتمكــن املعلمــون واملتعلمــون مــن متابعــة تلــك املام َرســات‪ ،‬وتطويرهــا‬ ‫اســتثامر تقنيــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫والتغلــب عــى معوقاتهــا؟‬
‫املقرتحــات للتغلُّــب عــى الصعوبــات واملع ِّوقــات التــي تواجــه املعلِّمــن وامل ُتعلِّمــن يف تطبيقهــم إلســراتيجيات‬ ‫َ‬ ‫ ‪-‬مــا أهــم‬
‫العربيــة؟‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـارات‬
‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫مامرس‬ ‫ـاء‬
‫ـ‬ ‫أثن‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫تقني‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫التع‬ ‫ـات‬ ‫وتقنيـ‬

‫(( ( د‪ .‬زين عبد الهادي‪ ،‬الذكاء االصطناعي والنظم الخبرية يف املكتبات‪ ،‬ط ‪ ،1‬املكتبة األكادميية‪ ،‬القاهرة‪2000 ،‬م‪ ،‬ص‪.40 ‬‬
‫(( ( «اإلمــارات للــذكاء االصطناعــي»‪ :‬ريــادة اإلمــارات ورفــاه املواطــن عــى رأس أولوياتنــا‪ ،‬صحيفــة االتحــاد‪ ،‬بتاريــخ ‪ 27‬مــارس ‪2018‬م‪ ،‬عــى‬
‫الرابــط التــايل‪https://www.alittihad.ae/article/22857/2018/ :‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1356‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫َّ‬
‫والعملية عىل النحو اآليت‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫أهمية من الناحيتني النظريَّة‬ ‫للدراسة َّ‬
‫أهميــة موضوعهــا الجديــد‪ ،‬وهــو اســتخدام تطبيقــات الــذكاء‬ ‫َّ‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫أهمي‬
‫َّ‬ ‫ـل‬‫ـ‬‫َّ‬ ‫ث‬ ‫تتم‬ ‫ـة‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫النظر‬ ‫ ‪-‬األهميــة‬
‫ن بغريهــا؛‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫لل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ثاني‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫كلغ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ل‬ ‫ال‬
‫ُّ ُّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫تعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـيلة‬ ‫ـ‬ ‫كوس‬ ‫)‬ ‫‪(Artificial‬‬ ‫‪Intelligence‬‬ ‫)‪(AI‬‬ ‫ـي‬
‫االصطناع ّ‬
‫ـ‬
‫ـرا لكــون هــذه التطبيقــات‪ ،‬والعمليــات التــي تقــوم بهــا يف مجــال التعليــم والتعلُّــم‪ ،‬ال تــزال يف طــور الجــدة‪.‬‬ ‫نظـ ً‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬وذلــك مــن حيــث‬ ‫اطقـ َ‬ ‫العربيــة لل َّن ِ‬
‫َّ‬ ‫ـا يف تعلُّــم اللُّغــة‬ ‫ـي دو ًرا مهـ ًّ‬ ‫مليــة‪ :‬إن للــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫ ‪-‬األهميــة ال َع َّ‬
‫ـي‪ ،‬وتوظيــف هــذه التطبيقــات يف قــراءة النصــوص وتحليلهــا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬
‫ـ‬ ‫تطبيق‬ ‫إىل‬ ‫ـف‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الص‬ ‫إســناد دور معلــم‬
‫العربيــة إىل‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫اآللي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫والرتجم‬ ‫ـاب‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫للط‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫غو‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الحصيل‬ ‫ـراء‬‫ـ‬ ‫إث‬ ‫يف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫وأيض‬
‫ً‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫وتصحيحه‬ ‫ـوص‬ ‫ويف كتابــة النصـ‬
‫لغتهــم األم‪.‬‬
‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـتثامر‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـاول‬ ‫ـ‬ ‫يتن‬ ‫ٍ‬
‫ـد‬‫ـ‬ ‫جدي‬ ‫ٍ‬
‫ع‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫مبوض‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫الرتبو‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫املكتب‬ ‫ـري‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫أن‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـذه‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـن‬‫كــا يؤمــل مـ‬
‫العربيــة كلغــة ثانيــة‪ ،‬وتفعيــل هــذا االســتثامر مبــا يعــود بالنفــع عــى املعلــم واملتعلــم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫يف تعلُّــم اللُّغــة‬
‫أهداف الدراسة‪:‬‬
‫يسعى البحث إىل تحقيق األهداف اآلتية‪:‬‬
‫وخصوصــا فيــا يتعلَّــق بتعلُّــم‬
‫ً‬ ‫ـي وتطبيقاتهــا‪ ،‬وأهــم مزاياهــا يف التعلُّــم والتعليــم‪،‬‬
‫ـرف إىل تقنيــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫ ‪-‬التعـ ُّ‬
‫مهــارات اللُّغــة العربيَّة‪.‬‬
‫ـي من جهتــي املميــزات والعيــوب‪ ،‬واالكتامل‬ ‫ ‪-‬إلقــاء الضــوء عــى املهــارات اللُّغويَّــة التــي تشــملها تقنيات الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫والنقصان‪.‬‬
‫ـي يف ظــل أزمــة «كورونــا» ‪ COVID-19‬يف تعلُّــم مهــارات اللُّغــة العربيَّــة‬ ‫ ‪-‬االســتفادة مــن تقنيــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ن بغــر العربيَّــة‪.‬‬ ‫اطق ـ َ‬ ‫لل َّن ِ‬
‫ني‬
‫اطق َ‬ ‫العربيــة لل َّن ِ‬
‫َّ‬ ‫ـي يف تعلُّــم مهارات اللُّغــة‬‫ـرف إىل التح ِّديــات التــي تواجــه اســتخدام تكنولوجيــا الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫ ‪-‬التعـ ُّ‬
‫العربيــة؟ وكيفيــة التغلــب عليها؟‬
‫َّ‬ ‫بغــر‬
‫ـي عنــد تعلُّــم‬ ‫ ‪-‬تقديــم بعــض املقرتَحــات التــي ميكــن أن تُس ـ ِهم يف زيــادة فعاليــة اســتخدام تقنيــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫مهــارات اللُّغــة العربيَّــة‪.‬‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫اعتمد البحث عىل عدة مناهج هي‪:‬‬
‫ـي‪ :‬حيــث ركــزت مــن خاللــه عــى توصيــف الــذكاء االصطناعـ ّـي وتطبيقاتــه بشــكل مفصــل‪ ،‬وكــذا طــرح‬ ‫ ‪1.‬املنهــج الوصفـ ّ‬
‫ني بغريهــا‪ ،‬والتح ِّديــات التي تواجه اســتخدام‬‫اطق َ‬‫العربيــة لل َّن ِ‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـارات‬
‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـم‬‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫يف‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫اســتخدام تطبيقـ‬
‫تكنولوجيــا الــذكاء االصطناعـ ّـي يف هــذا املجــال‪.‬‬
‫ـب عــى دراســة ومتحيــص اإلشــكاليات املتوصــل إليهــا مــن خالل اســتخدام املنهــج الوصفـ ّـي‪ ،‬ومدى‬ ‫ـي‪ :‬ويَ ْن َصـ ّ‬‫ ‪2.‬املنهــج التحليـ ّ‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬والتح ِّديــات التي تواجه اســتخدام‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬ ‫لل‬
‫َّ َّ‬‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـارات‬
‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫يف‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫صالحيــة تطبيقـ‬
‫تكنولوجيــا الــذكاء االصطناعـ ّـي يف هــذا املجال‪.‬‬
‫ايئ‪ :‬وذلــك مــن خــال اســتقراء وتحليــل مفاهيــم الــذكاء االصطناعـ ّـي‪ ،‬وخصائصهــا وتطبيقاتهــا يف دولــة‬ ‫ ‪3.‬املنهــج االســتقر ّ‬
‫العربيــة املتحــدة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫اإلمــارات‬

‫‪1357‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫خطة الدراسة‪:‬‬
‫املنهجيــة ال ِع َّ‬
‫لميــة املتَّ َبعــة‪ ،‬فــإن‬ ‫َّ‬ ‫ـعيا لإلجابــة عــن تســاؤالت الدراســة املثــارة‪ ،‬وتحقي ًقــا ألهدافهــا األساسـ َّـية‪ ،‬واتســاقًا مــع‬ ‫سـ ً‬
‫الدراســة قــد ســارت وفــق الخطــوات التــي يوضحهــا املبحثــان اآلتيــان‪:‬‬
‫االصطناعي‬
‫ّ‬ ‫املبحث األول‪ :‬ماهية الذكاء‬
‫وتحته مطالب؛ وهي‪:‬‬
‫االصطناعي وبيان أهميته‬
‫ّ‬ ‫الذكاء‬ ‫تعريف‬ ‫ ‪-‬املطلب األول‪:‬‬
‫االصطناعي‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬املطلب الثاين‪ :‬خصائص الذكاء‬
‫العربية‬
‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ل‬ ‫ال‬
‫ُّ ُّ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫يف‬ ‫االصطناعي‬
‫ّ‬ ‫الذكاء‬ ‫تطبيقات‬ ‫حول‬ ‫السابقة‬ ‫ ‪-‬املطلب الثالث‪ :‬الدراسات‬
‫العربية يف دولة اإلمارات‬ ‫َّ‬ ‫االصطناعي يف تعلُّم اللُّغة‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬املطلب الرابع‪ :‬أهم تطبيقات الذكاء‬
‫ني بغريها‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬‫ن‬ ‫لل‬
‫َّ َّ‬ ‫ة‬ ‫العربي‬ ‫غة‬ ‫ل‬ ‫ال‬
‫ُّ ُّ‬‫م‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫يف‬ ‫االصطناعي‬
‫ّ‬ ‫الذكاء‬ ‫تطبيقات‬ ‫املبحث الثاين‪ :‬استخدام‬
‫وتحته مطالب؛ وهي‪:‬‬
‫االصطناعي للقيام بدور املعلم الص ّفي‬ ‫ّ‬ ‫الذكاء‬ ‫توظيف‬ ‫املطلب األول‪:‬‬
‫االصطناعي يف قراءة النصوص وتحليلها‬ ‫ّ‬ ‫املطلب الثاين‪ :‬توظيف الذكاء‬
‫االصطناعي يف كتابة النصوص وتصحيحها‬ ‫ّ‬ ‫الذكاء‬ ‫املطلب الثالث‪ :‬توظيف‬
‫االصطناعي يف إثراء الحصيلة اللُّغويَّة والرتجمة‬ ‫ّ‬ ‫املطلب الرابع‪ :‬توظيف الذكاء‬
‫االصطناعي‬
‫ّ‬ ‫املبحث األول‪ :‬ماهية الذكاء‬
‫ـرق جديــدة لحفــظ املعلومــات ونقــل املعــارف والخــرات مــن العنــر البــري‪،‬‬ ‫اتَّجــه اإلنســان إىل التفكــر البتــكار طُـ ُ‬
‫ـاين ويصبــح رشيـ ًكا لــه يف التفكــر والتعلُّــم ويســتطيع املتابعــة مبســرة هــذه املعلومات‪.‬‬ ‫ـول إىل يشء يحاكيــه العقــل اإلنسـ ّ‬ ‫وصـ ً‬
‫فــكان ال ب ـ َّد مــن اللجــوء إىل أنظمــة حديثــة قــادرة عــى اســتيعاب هــذه املعــارف وتطويرهــا؛ وهنــا بــرزت فكــرة الــذكاء‬
‫ـي لتســهل عــى اإلنســان حياتــه وتقــوم باألعــال التــي يعجــز هــو نفســه عــن القيــام بهــا(((‪.‬‬ ‫االصطناعـ ّ‬
‫العقليــة‪ ،‬فمــن‬
‫َّ‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫قدرات‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ودراس‬ ‫‪Human‬‬ ‫‪intelligence‬‬ ‫ـاين‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـاكاة‬ ‫ـ‬ ‫مح‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫مج‬ ‫كــا أن‬
‫ـي هــو محا َولــة فَ ْهــم لعمليــات العقــل البــري‪ ،‬بطريقــة تبتعــد عــن علــم الفلســفة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫لدراس‬ ‫ـباب‬ ‫ـ‬ ‫أهــم األس‬
‫ـي يُعنــى فيــه بفهــم هــذا الــذكاء‪ .‬إضافــة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫فعل‬ ‫ـري‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الب‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫بالعق‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫أيض‬
‫ً‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫بدوره‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫تعن‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫والت‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫النف‬ ‫وعلــم‬
‫ميــة‪ ،‬ولهــا تأثــر‬ ‫ْ‬
‫َّ َّ‬ ‫ق‬‫الر‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫العملي‬ ‫اآلن‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫عليه‬ ‫ـب‬‫ـ‬ ‫يغل‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫حياتن‬ ‫يف‬ ‫ـاالت‬ ‫ـ‬ ‫مج‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫يف‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫مفي‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الصناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـج‬
‫ـ‬ ‫برام‬ ‫أن‬ ‫إىل‬
‫ـي ‪ artificial intelligence‬يف كافَّــة املجــاالت‪ ،‬ســواء‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫تطبيق‬ ‫ـاع‬ ‫ـ‬ ‫التس‬ ‫ا‬‫ـر‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫ونظ‬ ‫‪.‬‬‫(((‬
‫ـة‬‫ـ‬‫اليومي‬
‫َّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫حياتن‬ ‫يف‬ ‫ـغ‬‫ـ‬ ‫بال‬
‫الطــب والترشيــح وعلــم الجينــات والتعليــم والعمــل الرشطــي والفضــاء الخارجــي وغريهــا(((‪ ،‬وإزاء هــذه األهميــة الكــرى‬
‫ـي كان ال بـ َّد مــن البحــث عــن تعريفــه وأهميتــه وخصائصــه‪.‬‬ ‫للــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫وعليه سوف أتناول هذا املبحث يف املطالب اآلتية‪ ،‬وفق اآليت‪:‬‬

‫(( ( آالن بونيــه‪ ،‬الــذكاء االصطناعــي‪ ،‬واقعــه ومســتقبله‪ ،‬ترجمــة‪ :‬عــي صــري فرغــي‪ ،‬عــامل املعرفــة‪ ،‬املجلــس الوطنــي للثقافــة والفنــون واآلداب‪،‬‬
‫الكويــت‪ ،‬العــدد ‪ ،172‬أبريــل ‪1993‬م‪ ،‬ص‪.11-13 ‬‬
‫(( ( فاتــن عبــد اللــه إبراهيــم صالــح‪ ،‬أثــر تطبيــق الــذكاء االصطناعــي الــذكاء العاطفــي عــى جــودة اتخــاذ القــرار‪ ،‬رســالة ماجســتري‪ ،‬جامعــة الرشق‬
‫األوســط‪ ،‬عــان‪ ،‬األردن‪2008-2009 ،‬م‪ ،‬ص‪.36 ‬‬
‫(( ( نيفــن فــاروق فــؤاد وآخــرون‪ ،‬اآللــة بــن الــذكاء الطبيعــي والــذكاء االصطناعــي‪ ،‬دراســة مقارنــة‪ ،‬مجلــة البحــث العلمــي يف اآلداب‪ ،‬كليــة البنات‬
‫جامعــة عــن شــمس‪ ،‬مــر‪ ،‬ع ‪ ،13‬ج ‪3، 2012‬م‪ ،‬ص‪.497 ‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1358‬‬
‫االصطناعي وبيان أهميته‬
‫ّ‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف الذكاء‬
‫إن مــا تعنيــه كلمــة «ذكاء ‪ »intelligence‬هــو املقــدرة عــى اكتســاب وتطبيــق املعرفــة‪ ،‬بينــا تعنــي كلمــة «اصطناعــي‬
‫ـي هــو قســم مــن علــوم الحاســب يهتــم بتصميــم األنظمــة‬ ‫‪ »artificial‬مــا اصطنــع بواســطة اإلنســان ‪ .‬والــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫(((‬

‫ـاين (فهــم اللُّغــة ‪ -‬تعلــم معلومــات جديــدة ‪ -‬االســتدالل وحــل املشــاكل)‪ ،‬ويقــوم بالكشــف عــن أو ُجه‬ ‫التــي توضــح الــذكاء اإلنسـ ّ‬
‫ـاين التــي مــن أمثلتهــا‪ :‬ال َف ْهــم‪ ،‬اإلبــداع‪ ،‬التعليــم‪ ،‬اإلدراك‪ ،‬حـ ّـل املشــكلة‪ ،‬الشــعور؛ وذلك بهــدف تطبيقها‬ ‫ـي اإلنسـ((( ّ‬ ‫النشــاط الذهنـ ّ‬
‫عــى الحاســبات اآلليَّــة ‪.‬‬
‫العامليــة الثانيــة‪ ،‬وقــد تطــور هــذا‬ ‫ـي منــذ عــام ‪1956‬م‪ ،‬أي بعــد نهايــة الحــرب َّ‬ ‫ولقــد بــدأ ظهــور مفهــوم الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـداء مــن‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫ابت‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫املختلف‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫والتخصص‬ ‫ـاالت‬ ‫ـ‬ ‫املج‬ ‫ى‬ ‫َّ‬ ‫ت‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫يف‬ ‫ـدأ‬ ‫ـ‬ ‫وب‬ ‫ـوب‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الحاس‬ ‫ـوم‬ ‫متخصصــا مــن علـ‬ ‫ً‬ ‫ـا‬
‫املفهــوم حتــى صــار علـ ً‬
‫ـي إىل تطويــر أنظمــة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـدف‬ ‫ـ‬ ‫ويه‬ ‫‪.‬‬‫‪genetics‬‬ ‫(((‬
‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الجين‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫عل‬ ‫إىل‬ ‫‪computer‬‬ ‫‪games‬‬ ‫ألعــاب الحاســوب‬
‫لبعــض املجــاالت لتحقــق درجــة مــن مســتوى الــذكاء ليكــون شــبي ًها بــذكاء البــر أو أفضــل منــه(((‪ .‬كــا أن العنــر املشــرك‬
‫ـي هــو إنشــاء آالت قــادرة عــى «التفكــر»‪.‬‬ ‫بــن مجــاالت الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫االصطناعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ ¨تعريف الذكاء‬
‫ـي إىل مــا قبــل اإللكرتونيــات؛ إذ تعــود إىل الفالســفة وعلــاء الرياضيــات مثــل «بــوول‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫تعــود بدايــات الـ‬
‫ـي(((‪ .‬وقــد بــدأ الــذكاء‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫ملنط‬ ‫ـاس‬ ‫ـ‬ ‫كأس‬ ‫ـتخدامها‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـادئ‬‫ـ‬ ‫للمب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫املنظري‬ ‫ـن‬ ‫‪ »Boole‬وغــره مـ‬
‫اإللكرتونيــة‬
‫َّ‬ ‫‪ENIAC‬‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫آل‬ ‫ـراع‬‫ـ‬ ‫اخ‬ ‫كان‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫م‪،‬‬ ‫‪1923‬‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫يف‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫الكمبيوت‬ ‫ـراع‬ ‫ـ‬ ‫اخ‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫فعلي‬
‫ًّ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الباحث‬ ‫ـي لــدى‬‫االصطناعـ ّ‬
‫واملعروفــة بـــ ‪ Electronic Numerical Integrator Analyser and Computer‬املكونــة مــن ‪ 18000‬صــامٍ ‪ ،‬والتــي أصبح‬
‫ـانيا متواصـ ًـا ألكــر مــن‬ ‫عمليــة يف الســاعة الواحــدة‪ ،‬وتعــادل يف إنتاجهــا جهـ ًدا إنسـ ًّ‬ ‫يف إمكانهــا إنج(((ــاز أكــر مــن مليــون َّ‬
‫عــر ســنوات ‪.‬‬
‫ومــع ال ُج ْهــد املتزايــد يف هــذه املجــاالت توصــل الباحثــون إىل تصميــم حاســبات لديهــا القــدرة عــى القيــام بأكــر مــن‬
‫عمليَّــة يف الوحــدة الزمنيَّــة الواحــدة‪ ،‬ويع ـ ُّد هــذا هــو أســاس حاســبات الجيــل الخامــس ‪.5 th generation computers‬‬
‫ويف عــام ‪ 1985‬أعلنــت اليابــان عــن انتهائهــا مــن تنفيــذ املرحلــة األوىل مــن برنامجهــا الطمــوح إلنتــاج جيــل جديــد مــن‬
‫أجهــزة الحاســب‪ ،‬مــا حــدا بالواليــات املتحــدة األمريكيَّــة أن تحــاول اإلرساع يف بنــاء مرشوعهــا الخــاص بنظــم الحاســبات‬
‫امل ُتط ـ ِّورة(((‪.‬‬
‫ـي يف منتصــف القــرن املــايض؛ وعنــد ذلــك ســادت فكــرة صنــع‬ ‫الرقْمـ ّ‬
‫ـرا فقــد متكــن اإلنســان مــن صنــع الحاســوب َّ‬ ‫وأخـ ً‬
‫آالت ذكيــة قــادرة عــى تحقيــق حلــم اإلنســان مبحــاكاة الســلوك الــذيك للبــر‪ ،‬ولعـ ّـل هــذا هــو مــا أ َّدى إىل إطــاق تســمية‬
‫ـروين عــى الحاســب اآليل يف ذاك الوقــت(((‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫عقــل إلكـ‬
‫ٍ‬
‫ـي قــد بــدأت منــذ زمــنٍ بعيــد ومــا زالــت‬ ‫ِ‬
‫ومــن خــال العــرض الســابق يتَّضــح لنــا أن عمليَّــة تطــور الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـتمرة حتــى عرصنــا هــذا‪ ،‬ولــن تقــف إال عندمــا يصــل العلــاء إىل غايتهــم املنشــودة؛ وهــي خلــق جيــل مــن الحاســب قــاد ٍر‬ ‫مسـ َّ‬
‫عــى محــاكاة البــر بــل والتفــوق عليــه يف بعــض األحيــان(((‪.‬‬

‫عـ ّز الديــن غــازي‪ ،‬الــذكاء االصطناعــي‪ :‬هــل هــو تكنولوجيــا رمزيــة؟‪ ،‬مجلــة فكــر‪ ،‬العلــوم اإلنســانية واالجتامعيــة‪ ،‬العــدد (‪ ،)6‬يونيــو ‪2007‬م‪،‬‬ ‫(( (‬
‫ص‪.44-45  ‬‬
‫سهام النويهي‪ ،‬املنطق الغانم‪ ،‬علم جديد لتقنية املستقبل‪ ،‬جمهورية مرص العربية‪ ،‬املكتبة األكادميية‪2001 ،‬م‪ ،‬ص‪.11 ‬‬ ‫(( (‬
‫إبراهيــم حســن عبــد الرحيــم املــا‪ ،‬الــذكاء االصطناعــي والجرميــة اإللكرتونيــة‪ ،‬مجلــة األمــن والقانــون‪ ،‬أكادمييــة رشطــة ديب‪ ،‬املجلــد (‪،)26‬‬ ‫(( (‬
‫العــدد (‪ ،)1‬ينايــر ‪2018‬م‪ ،‬ص‪.116 ‬‬
‫آال بونيه‪ ،‬الذكاء االصطناعي‪ ،‬واقعه ومستقبله‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.91 ‬‬ ‫(( (‬
‫نــارص صــاح الديــن محمــد‪ ،‬تطبيــق الدافعيــة يف الــذكاء االصطناعــي‪ ،‬رســالة ماجســتري‪ ،‬كليــة اآلداب‪ ،‬جامعــة النيلــن‪ ،‬الخرطــوم‪2014 ،‬م‪،‬‬ ‫(( (‬
‫ص‪.4  ‬‬
‫عبــد الحميــد بســيوين‪ ،‬مقدمــة الــذكاء االصطناعــي للكمبيوتــر‪ ،‬ومقدمــة برولــوج‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬دار النــر للجامعــات املرصيــة‪ ،‬مكتبة الوفــاء‪ ،‬ط ‪1،‬‬ ‫(( (‬
‫‪1994‬م‪ ،‬ص‪.21 ‬‬
‫عبد الحميد بسيوين‪ ،‬مقدمة الذكاء االصطناعي للكمبيوتر‪ ،‬ومقدمة برولوج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.25 ‬‬ ‫(( (‬
‫نيفني فاروق فؤاد وآخرون‪ ،‬اآللة بني الذكاء الطبيعي والذكاء االصطناعي‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.493 ‬‬ ‫(( (‬
‫زين عبد الهادي‪ ،‬الذكاء االصطناعي والنظم الخبرية يف املكتبات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21-24 ‬‬ ‫(( (‬

‫‪1359‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫االصطناعي لغةً‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أ‪ -‬تعريف الذكاء‬
‫ـي مكـ َّون مــن كلمتــن هــا‪ :‬الــذكاء واالصطناعــي‪ ،‬وينبغــي تعريــف ٍّكل منهــا عــى ِحـ َد ٍة‪ ،‬وفــق‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫مصطلــح الــذكاء‬
‫اآليت‪:‬‬
‫الــذكاء لغـةً‪( :‬يقــال‪ :‬ذكا يذكــو ذكاء‪ ،‬وذكــو فهــو ذيك‪ ،‬ذكَــت النــار تذكــو ذكـ ًوا وذكًا‪ ،‬مقصــور‪ ،‬واســتذكَت‪ ،‬أي‪ :‬اشــت َّد لهبهــا‬
‫واشــتعلت‪ ،‬والــذكاء هــو‪ :‬حــدة الفــؤاد ورسعــة الفطنــة(((‪.‬‬
‫طبيعي(((‪.‬‬
‫ّ‬ ‫واالصطناعي لغ ًة هو (ما كان مصنو ًعا‪ ،‬غري‬
‫االصطناعي اصطال ًحا‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ب‪ -‬تعريف الذكاء‬
‫االصطناعــي‪ ،‬إذ إن هنــاك العديــد مــن التعريفــات التــي أطلقــت عــى الــذكاء‬ ‫ّ‬ ‫للــذكاء‬ ‫د‬‫د‬‫َّ‬ ‫محــ‬ ‫تعريــف‬ ‫ليــس هنــاك‬
‫االصطناعــي‪ ،‬منهــا‪:‬‬
‫ّ‬
‫يُعرف الذكاء الصناعي‪ :‬بأنَّه علم يهتم بصناعة آالت تقوم بترصفات يعتربها اإلنسان ترصفات ذكية»(((‪.‬‬
‫الذكيــة‪ ،‬تلــك األنظمــة التــي متتلــك الخصائــص‬ ‫و ُعــرف بأنَّــه جــزء مــن علــم الحاســبات الــذي يهتــم بأنظمــة الحاســوب َّ‬
‫ـص اللُّغــات‪ ،‬التعلُّــم‪ ،‬التفكــر‪ ،‬وحـ ّـل‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫يخ‬ ‫ـا‬ ‫املرتبطــة بالــذكاء واتخــاذ القــرار‪ ،‬واملشــابهة لدرجــة مــا للســلوك البــري فيـ‬
‫املشــاكل(((‪.‬‬
‫ويُعــرف بأنَّــه أحــد علــوم الحاســب اآليل الحديثــة التــي تبحــث عن أســاليب متطــورة لربمجتــه للقيــام بأعامل واســتنتاجات‬
‫تشــابه ‪-‬ولــو يف حــدود ضيقــة‪ -‬تلــك األســاليب التــي تنســب الذكاء اإلنســان‪.‬‬
‫ـاين وتحديــد أبعــاده؛ و ِمــن ث َـ َّم محــاكاة بعــض خواصــه‪ ،‬وهنــا يجــب‬ ‫أول يف تعريــف الــذكاء اإلنسـ ّ‬ ‫فهــو بذلــك علــم يبحــث ً‬
‫توضيــح أن هــذا العلــم ال يهــدف إىل مقارنــة أو متثيــل العقــل البــري الــذي خلقــه اللــه جلــت قدرتــه وعظمتــه باآللــة التــي‬
‫هنيــة املعقــدة التــي يقــوم بهــا العقــل البــري‬ ‫هــي مــن صنــع املخلــوق‪ ،‬بــل يهــدف هــذا العلــم الجديــد إىل فهــم العمليــات ال ِّذ َّ‬
‫ـبية تزيــد مــن قــدرة‬ ‫ـ‬
‫َ َّ‬‫محاس‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫عملي‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫أثنــاء مامرســته (التفكــر) و ِمــن ث َـ َّم ترجمــة هــذه العمليــات ال ِّذ((( َّ‬
‫هنيــة إىل مــا يوازيه‬
‫ـي ‪.‬‬ ‫الحاســب عــى حـ ّـل املشــاكل املع َّقــدة وهــو الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـي‪ ،‬مــن حيــث‬ ‫ـي لعلــم الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫ويخلــص الباحــث بالقــول‪ :‬إن غالبيــة التعريفــات الســابقة تركــز عــى الجانــب الفنـ ّ‬
‫إنَّــه جــزء مــن علــوم الحاســب التــي تهــدف إىل تصميــم أنظمــة ذكيــة تعطــي نفــس الخصائــص التــي نعرفهــا بالــذكاء يف‬
‫ـاين‪.‬‬
‫الســلوك اإلنسـ ّ‬
‫ـي الســابقة‪ ،‬فإنَّــه ميكــن للباحــث صياغــة مفهــوم الذكاء‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫ملفاهي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫واملتعمق‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫املتأني‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ومــن خــال‬
‫ـي‪ ،‬وتحديــد أبعــاده األساسـ َّـية فيــا ييل‪:‬‬ ‫االصطناعـ ّ‬
‫ذكاء برشيًّــا مــن أجــل القيــام بهــا‪ ،‬أو أنَّــه العلــم‬ ‫ـي هــو علــم جعــل اآلالت تصنــع األشــياء التــي تتطلَّــب ً‬ ‫الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫الــذي يســعى لنقــل الــذكاء البــري لألجهــزة والربمجيَّــات؛ مبعنــى تزويــد الحاســب اآليل بربامــج وإمكانيــات تشــبه ذكاء‬
‫البــر‪ ،‬وذلــك لتزويــد الحاســب بالقــدرة عــى القيــام بعمليــات ذكيــة‪.‬‬

‫املعتل ‪ -‬فصل الذال املعجمة)‪.14/287 ،‬‬ ‫جامل الدين محمد مكرم بن منظور‪ ،‬لسان العرب‪ ،‬دار صادر‪ ،‬بريوت‪( ،‬باب الواو والياء من ّ‬ ‫(( (‬
‫أحمد مختار عمر‪ ،‬معجم اللغة العربية املعارصة‪ ،‬عامل الكتب‪ .‬القاهرة‪ ،‬ط ‪1، 1429‬هـ‪.2/ 1323 ،‬‬ ‫(( (‬
‫عــادل عبــد النــور‪ ،‬مدخــل إىل عــامل الــذكاء االصطناعــي‪ ،‬نــر مدينــة امللــك عبــد العزيز للعلــوم والتقنيــة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪2005 ،‬م‪،‬‬ ‫(( (‬
‫ص‪.7 ‬‬
‫فاتن عبد الله إبراهيم صالح‪ ،‬أثر تطبيق الذكاء االصطناعي والذكاء العاطفي عىل جودة اتخاذ القرار‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33 ‬‬ ‫(( (‬
‫الــذكاء االصطناعــي‪ ،‬مــا هــو‪ ،‬تعريفــه‪ ،‬وظائفــه‪ ،‬تطبيقاتــه‪ ،‬خصائصــه‪ ،‬أهدافــه‪ ،‬أنواعــه وأهميتــه‪ ،‬عــى الرابــط اإللكــروين‪https://www. :‬‬ ‫(( (‬
‫‪starshams .com /2021 /12 /blog -post .html‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1360‬‬
‫االصطناعي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫أهمية الذكاء‬
‫‪َّ -‬‬
‫االصطناعي يف بعض النقاط فيام ييل‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫الذكاء‬ ‫ة‬ ‫أهمي‬
‫َّ‬ ‫إىل‬ ‫اإلشارة‬ ‫ميكننا‬
‫ ‪1.‬للــذكاء االصطناعـ ّـي دو ٌر مهـ ٌّم يف مســتقبل البرشيَّــة‪ ،‬فهــو علــم يركــز عــى تصميم آالت تشــارك اإلنســان يف ســلوكيات توصف‬
‫بأنَّهــا ذكيــة‪ ،‬وقــد أصبحنــا اليــوم نســتخدم الكثــر مــن األنظمــة التــي تعتمــد عــى هــذا العلــم يف مجــال االقتصــاد والطــب‬
‫والهندســة والجيــش واأللعــاب وغري ذلــك(((‪.‬‬
‫الطبيعيــة‪ ،‬والقيــام بـــأعامل‬
‫َّ‬ ‫ ‪2.‬يقــوم الحاســب اآليل بفضــل الــذكاء االصطناعـ ّـي‪ ،‬بحـ ّـل بعــض املســائل أو املشــاكل‪ ،‬كفهــم اللُّغــة‬
‫ـراتيجية مثل الشــطرنج‪ ،‬والقيــام باختبــارات ذكاء‬ ‫َّ‬ ‫الرياضيــة‪ ،‬والقيــام بألعــاب إسـ‬
‫َّ‬ ‫صناعيــة مفيــدة‪ ،‬وإيجــاد براهــن للنظريــات‬
‫املبســطة‪ ،‬وغريهــا مــن املجــاالت(((‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـومات‬ ‫ـ‬ ‫الرس‬ ‫ـم‬‫ـ‬‫ه‬‫املحــاكاة الهندسـ َّـية‪ ،‬والتعليــم والتدريــب‪ ،‬وتف ُّ‬
‫ ‪3.‬مــا ال شــك فيــه أن الحاســبات الذكيَّة‪ ‬تلعــب دو ًرا متناميًــا يف مجــاالت عديــدة يف الوقــت الراهــن‪ ،‬وينتظــر لهــا أن تبلغ شــأنًا‬
‫ـرا يف الوقــت القريــب يف مجــاالت‪ ،‬منها(((‪:‬‬ ‫كبـ ً‬
‫ •املجال الهنديس‪ ،‬من حيث القدرة عىل وضع وفحص خطوات التصميم وأسلوب تنفيذه‪.‬‬
‫الطبي‪ ،‬من حيث التشخيص للحاالت املرضية ووصف الدواء لهم(((‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ •يف املجال‬
‫ •يف املجــال العســكري‪ ،‬مــن حيــث اتخــاذ القــرارات وقــت نشــوب املعــارك وتحليــل املواقــف وإعــداد الخطــط‬
‫واإلرشاف عــى تنفيذهــا‪.‬‬
‫التعليمي‪ ،‬من حيث القيام مبهام املعلم وإبداء االستشارات يف مجال التعليم ‪.‬‬
‫(((‬
‫ّ‬ ‫ •يف املجال‬
‫ـال يف‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـل‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫مح‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫واإلح‬ ‫ـاج‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫اإلنت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫عملي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مراقب‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫جه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫املصان‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫فف‬ ‫دة؛‬ ‫د‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫املتع‬ ‫ـرى‬
‫ـ‬ ‫األخ‬ ‫ـاالت‬‫ •ويف املجـ‬
‫والتنبــؤ ودراســة األســعار‪ ،‬وغريهــا مــن‬ ‫ُّ‬ ‫ـوق‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫حال‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫كتحلي‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫واألع‬ ‫ـارة‬ ‫ـ‬ ‫التج‬ ‫ويف‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫الصعب‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫البيئي‬
‫َّ‬ ‫ـروف‬ ‫الظـ‬
‫املجــاالت‪.‬‬
‫ ‪4.‬ومــن التطبيقــات املتع ـ ِّددة للــذكاء االصطناعـ ّـي‪ ،‬تطبيقــات األلعــاب‪ ،‬وتطبيقــات التعـ ُّـرف عــى الصــوت‪ ،‬وتطبيقــات الرؤيــة‬
‫عــن طريــق اآللــة‪ .‬وصياغــة أداء اإلنســان‪ ،‬والتخطيــط (كاإلنســان اآليل أو الروبــوت)‪ ،‬ولغــات وبيئــات الــذكاء االصطناعـ ّـي(((‪.‬‬
‫حياتيــة ذكيــة؛ وهــي تلــك املهــام‬ ‫ ‪5.‬وميكــن تقســيم الــذكاء الصناعــي إىل نوعــن مــن الوظائــف أو املهــام‪ ،‬النــوع األول‪ :‬وظائــف َّ‬
‫الطبيعيــة‪ ،‬والنــوع‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫واللغ‬ ‫ـط‬ ‫التــي ميكــن أن يقــوم بهــا بشــكل دوري يك يتــرف ويتفاعــل مــع العــامل كالحركــة والتخطيـ‬
‫الثــاين‪ :‬وظائــف ومهــام خبــرة وتعنــي املهــام التــي ينفذهــا بعــض النــاس بشــكل جيــد‪ ،‬كالتشــخيص الطبـ ّـي‪ ،‬وصيانــة األجهــزة‬
‫ـايل(((‪.‬‬
‫والتخطيــط املـ ّ‬
‫ـرا يف تطويــر مختلــف القطاعــات الصناعيَّــة‬ ‫ـي دو ًرا كبـ ً‬ ‫ويخلــص الباحــث مــا تقــدم بالقــول‪ :‬إن للــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫والتجاريَّــة والهندســيَّة والطبيَّــة والعســكريَّة والتعليميَّــة‪ ،‬وغريهــا مــن املجــاالت التــي ال حــر لهــا‪ ،‬وينبغــي أن تســتخدم هــذه‬
‫التقنيــات اســتخدامات مفيــدة للبرشيــة ال ضــد البرشيَّــة‪.‬‬

‫عادل عبد النور‪ ،‬مدخل إىل عامل الذكاء االصطناعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.8-9 ‬‬ ‫(( (‬
‫روبــرت ســرن‪ ،‬نانــي ســرن‪ ،‬الحاســبات اآلليــة وتشــغيل املعلومــات‪ ،‬تعريــب ومراجعــة‪ :‬رسور عــي رسور‪ ،‬عاصــم أحمــد الحاممــي‪ ،‬تقديــم‪:‬‬ ‫(( (‬
‫ســلطان بــن محمــد بــن عــي‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬دار املريــخ‪ ،‬الجــزء األول‪1990 ،‬م‪ ،‬ص‪.103 ‬‬
‫زين عبد الهادي‪ ،‬الذكاء االصطناعي والنظم الخبرية يف املكتبات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.26 ‬‬ ‫(( (‬
‫عادل عبد النور‪ ،‬مدخل إىل عامل الذكاء االصطناعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11 ‬‬ ‫(( (‬
‫آالن بونيه‪ ،‬الذكاء االصطناعي‪ ،‬واقعه ومستقبله‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 18 ‬وما بعدها‪.‬‬ ‫(( (‬
‫عادل عبد النور‪ ،‬مدخل إىل عامل الذكاء االصطناعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.10-11 ‬‬ ‫(( (‬
‫املرجع السابق‪ ،‬ص‪.11 ‬‬ ‫(( (‬

‫‪1361‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫االصطناعي‬
‫ّ‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬خصائص الذكاء‬
‫اإلنساين‪ ،‬نتناولها فيام ييل‪:‬‬
‫ّ‬ ‫االصطناعي بعدة خصائص متيزه عن غريه من صور الذكاء‬ ‫ّ‬ ‫يتميز الذكاء‬
‫ـي‪ :‬أنَّــه يتميــز برسع ـ ٍة كبــر ٍة‪ ،‬كــا يتميــز بدقــة عاليــة‪ .‬ويعمــل‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫وس‬ ‫ـص‬ ‫ـ‬ ‫خصائ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫أه‬ ‫أول‪ :‬مــن‬ ‫ً‬
‫لفــرات طويلــة دون الشــعور بامللــل أو التعــب‪ .‬باإلضافــة إىل أنَّــه يتميــز بكفــاء ٍة عاليـ ٍة يف إدارة البيانــات‪ ،‬ولكــن مــن أهــم‬
‫ســلبياته أنَّــه ليــس لديــه القــدرة عــى التفكــر‪ .‬وأنَّــه يعتمــد يف األســاس عــى صحــة مــا يدخــل فيــه مــن برامــج مصممــة لــه‪.‬‬
‫وهنــاك صعوبــة بعــض الــيء يف اســتخدام الربامــج املســتخدمة للحاســبات‪ .‬باإلضافــة إىل ذلــك فإنَّــه يتَّ ِســم بعــدم املرونــة‬
‫يف االســتجابة مــع املســتخدم(((‪.‬‬
‫ـي بع ـ ّدة خصائــص؛ منهــا القــدرة عــى االســتدالل واالســتنتاج‪ ،‬وعــى الرغــم مــن أن‬ ‫ثانيــا‪ :‬يتَّ ِســم الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫ً‬
‫االســتنتاج يعـ ّد مــن أبســط صــور العمليــات التــي يقــوم بهــا العقــل البــري فإنــه يُع ّد مــن إنجــازات العلــاء يف مجــال الذكاء‬
‫ـي‪ ،‬والقــدرة عــى متثيــل املعرفــة‪ ،‬والقــدرة عــى‬ ‫أيضــا القــدرة عــى التمثيــل الرمــزي‪ ،‬والبحــث التجريبـ ّ‬ ‫ـي‪ .‬وهنــاك ً‬ ‫االصطناعـ ّ‬
‫ـي التــي‬ ‫ـرا اإلدراك والــذي يُعـ ّد مــن أعقــد صــور الــذكاء الطبيعـ ّ‬ ‫ـى التعلُّــم‪ ،‬وأخـ ً‬ ‫التعا ُمــل مــع البيانــات املتضاربــة‪ ،‬والقــدرة عـ‬
‫ـي تحقيقهــا(((‪.‬‬ ‫يحــاول علــاء الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـي مبــا يصطلــح عليــه باســم التمثيــل الرمــزي‪:(Symbolic representations) :‬‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ثال ًثــا‪ :‬كــا يتميــز الــذكاء‬
‫ـي بأنَّــه سلســلة )‪ (String‬مــن الحــروف واألرقــام متثــل مفاهيــم‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـاالت‬ ‫ـ‬ ‫مج‬ ‫يف‬ ‫ويعــرف الرمــز )‪(Symbol‬‬
‫ـي رمــو ًزا غــر عدديــة‪ ،‬وهــي يف ذلــك‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫برام‬ ‫ـتخدم‬ ‫ـ‬ ‫وتس‬ ‫‪(Real‬‬ ‫‪World‬‬ ‫‪Concepts‬‬ ‫(((‬
‫ـي‬‫العالَــم الحقيقـ ّ‬
‫تناقــض الفكــرة املتعــا َرف عليهــا بــأن الحاســب اآليل ال يســتطيع التعا ُمــل ســوى مــع األرقــام‪ ،‬فكــا هــو متعــا َرف عليــه أنَّــه‬
‫ثنائيــة‪ ،‬وهــي إ َّمــا الصفــر أو الواحــد‪ .‬وقــد ســاعد هــذا املبــدأ عــى انتشــار الفكــرة‬ ‫يتــم برمجــة الحاســب مــن خــال نبضــات َّ‬
‫القائلــة بــأن الحاســب ال يســتطيع أن يفهــم ســوى «نعــم أم ال»‪« ،‬وأن الحاســوب ال يســتطيع متييــز ظــال املعنى بينهــا» ولكن‬
‫أيضــا يعتمــد عــى الوضــع الثنــايئ؛ حيــث إن اإلنســان‬ ‫إذا نظرنــا إىل نفــس مســتوى الــذكاء البــري فســوف نجــد أنَّــه هــو ً‬
‫ـايئ‪« .‬وال شـ َّـك أن التعبــر عــن التصــورات العليــا‬ ‫يســتطيع التعبــر عــن أفــكاره وتصوراتــه البالغــة يف التعقيــد بشــكل ثن ّ‬
‫ـ‬
‫عمليــة اتخــاذ القــرارات ممكنــة»(((‪ .‬وتحــاول برامج‬ ‫نائيــة التــي يفهمهــا الحاســب تجعــل محــاكاة َّ‬ ‫واملعقــدة بواســطة الرمــوز الثُّ َّ‬
‫ـي التعا ُمــل مــع رمــوز تعــر عــن معلومــات مثــل‪ :‬الجــو اليــوم حــا ّر‪ ،‬والســيارة خاليــة مــن الوقــود‪ ،‬وأحمــد‬ ‫الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫اليوميــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫حيات‬ ‫يف‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫للمعلوم‬ ‫ـان‬‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫متثي‬ ‫ـكل‬
‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـرب‬ ‫ـ‬ ‫يق‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫متثي‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـة‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫زكي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫رائح‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫والطع‬ ‫يف صحــة جيــدة‪،‬‬
‫ـي متثيــل املعرفــة‪ :(knowledge representative) :‬فــإن برامــج الــذكاء‬ ‫راب ًعــا‪ :‬مــن أهــم خصائــص الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـي يجــب أن متتلــك يف بنائهــا قاعــدة كبــرة مــن املعرفــة تحتــوي عــى الربــط بــن الحــاالت والنتائــج(((‪ .‬إذ يتبــع‬ ‫االصطناعـ ّ‬
‫ـي كــا يف حالــة الطبيــب الــذي يقــوم بتشــخيص املــرض للمريــض‪ ،‬فأمــام هــذا الطبيــب عــدد‬ ‫فيهــا أســلوب البحــث التجريبـ ّ‬
‫مــن االحتــاالت كــرت أم قلــت للوصــول إىل التشــخيص الدقيــق‪ ،‬ولــن يتمكــن مبجــرد رؤيتــه للمريــض وســاع صــوت تأملــه‬
‫مــن الوصــول إىل الحـ ّـل‪ ،‬وينطبــق الحــال عــى العــب الشــطرنج‪ ،‬فــإن حســاب الخطــوة التاليــة يتــم بعــد بحــث احتــاالت‬
‫ـي يحتــاج إىل رضورة توافُــر ســعة تخزيــن كبــرة يف الحاســب‪،‬‬ ‫وافرتاضــات متعــددة‪ ،‬وهــذا األســلوب مــن البحــث التجريبـ ّ‬
‫حل املشــكلة يتطلــب قاعدة‬ ‫كــا تعتــر رسعــة الحاســب مــن العوامــل املهمــة لفــرض االحتــاالت الكثــرة ودراســتها»(((‪ .‬أي أن ّ‬
‫ـرا رسعــة يف االختيــار بــن هــذه البدائــل(((‪.‬‬ ‫بيانــات واســعة‪ ،‬ثــم طــرح العديــد مــن البدائــل‪ ،‬وأخـ ً‬
‫ميــزات الســلوك الــذيك‪ ،‬ســواء كانــت قدرة عــى التعلُّم‬ ‫ُ ِّ‬‫م‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫إح‬ ‫‪(the‬‬ ‫خامســا‪ :‬تعـ ّد القــدرة عــى التعلُّــم )‪ability to learn‬‬ ‫ً‬
‫ـي يجــب‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫برام‬ ‫ـإن‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫كل‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫وع‬ ‫ـايض‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـاء‬‫ـ‬ ‫بأخط‬ ‫لــدى البــر عــن طريــقِ املال َحظـ ِة أو باالســتعانة‬
‫ـض النظـ ِر عــن نــوع هــذه اإلســراتيجيات(((‪ .‬ومتثــل «القــدرة عــى التعلُّــم مــن‬ ‫ـراتيجيات تعلُّــم اآللــة‪ِ ،‬ب َغـ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫أن تعتمــد عــى إسـ‬

‫عبد الحميد بسيوين‪ ،‬مقدمة الذكاء االصطناعي للكمبيوتر ومقدمة برولوج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.13 ‬‬ ‫(( (‬
‫نيفني فاروق فؤاد‪ ،‬وآخرون‪ ،‬اآللة بني الذكاء الطبيعي والذكاء االصطناعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.494 ‬‬ ‫(( (‬
‫املرجع السابق‪ ،‬ص‪.494 ‬‬ ‫(( (‬
‫آالن بونيه‪ ،‬الذكاء االصطناعي‪ ،‬واقعه ومستقبله‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.13، 14 ‬‬ ‫(( (‬
‫عبد الحميد بسيوين‪ ،‬مقدمة الذكاء االصطناعي للكمبيوتر‪ ،‬ومقدمة برولوج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.34 ‬‬ ‫(( (‬
‫عبد الحميد بسيوين‪ ،‬مقدمة الذكاء االصطناعي للكمبيوتر‪ ،‬ومقدمة برولوج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.33 ‬‬ ‫(( (‬
‫آالن بونيه‪ ،‬الذكاء االصطناعي‪ ،‬واقعه ومستقبله‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.16 ‬‬ ‫(( (‬
‫عبد الحميد بسيوين‪ ،‬مقدمة الذكاء االصطناعي للكمبيوتر‪ ،‬ومقدمة برولوج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.35 ‬‬ ‫(( (‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1362‬‬
‫األخطــاء» أحــد معايــر الســلوك املُتَّ ِســم بالــذكاء‪ ،‬حيــث إنَّهــا تســاعد عــى تحســن األداء مــن خــال االســتفادة مــن األخطــاء‬
‫الســابقة‪ .‬أو مــا يطلــق عليــه التعلُّــم مــن خــال املحاولــة والخطــأ‪ .‬وترتبــط هــذه امللكــة ببعــض القــدرات العقليَّــة البرشيَّــة‬
‫كمفهــوم التامثــل‪ ،‬والــذي يطبــق فيــه الشــخص قاعــدة معينــة عــى كل مــا یشــبهها مــن أمثلــة‪ ،‬واالنتقــال مــن الجزئيــات إىل‬
‫ـي يف قدرة اإلنســان‬ ‫املناســبَة‪ .‬ووجــد الباحثــون يف مجــال الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫الكليــات أو العموميــات واســتبعاد املعلومــات غــر ِ‬
‫عــى اســتبعاد املعلومــات غــر ِ‬
‫املناســبَة مشــكلة دقيقــة‪ ،‬وهــي أنَّــه يُعـ ّد مــن ُمميِّــزات الحاســب الكــرى والتــي جعلتــه مفيـ ًدا‬
‫يف أغــراض كثــرة‪ ،‬وذلــك بخــاف العقــل البــري القــادر عــى النســيان‪ .‬ولكــن يف الوقــت ذاتــه تُعـ ّد قــدرة اإلنســان عــى‬
‫تنــايس بعــض التفاصيــل غــر املهمــة هــي مــا تعطيــه القــدرة الهائلــة عــى التعلُّــم؛ حيــث إن ذاكــرة اإلنســان تقــوم بشـ ٍ‬
‫ـكل‬
‫ـايئ بحــذف املعلومــات غــر املهمــة والرتكيــز فقــط عــى املهــم(((‪.‬‬ ‫تلقـ ٍّ‬
‫ـراتيجيات لتعلُّــم اآللــة؛ كونهــا تــؤ ِّدي إىل تحســن‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫تعتم‬ ‫ـث‬‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـج‬
‫ـ‬ ‫برام‬ ‫يف‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫الح‬ ‫ـذا‬‫ـ‬ ‫وهك‬
‫األداء باالســتفادة مــن األخطــاء الســابقة‪.‬‬
‫ـي بصفـ ٍة عا َّم ٍة تكســب‬‫ـول‪ :‬إن الخصائــص الســابقة التــي يتَّ ِســم بهــا الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫ويف ضــوء مــا ســبق فإنَّــه ميكــن القـ ُ‬
‫هــذا العلــم العديــد مــن القــدرات التــي ميكــن اســتخدامها لتطويــر الفكــر والتطبيقــات التــي يعجــز البرش عــن أدائهــا بكفاءة‬
‫وفعالية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬الدراسات السابقة‬


‫تعلم ُّ‬
‫اللغة العربيَّ ة‬ ‫االصطناعي في ُّ‬
‫ّ‬ ‫حول تطبيقات الذكاء‬
‫ـاء عــى موضــوع الدراســة الحاليــة والعنــوان الــذي صــدرت بــه صفحاتهــا‪ ،‬فإنَّهــا قــد أفــادت مــن بعــض الدراســات‬ ‫بنـ ً‬
‫الســابقة يف هــذا املجــال أميــا إفــادة‪ ،‬وميكــن رصــد ذلــك عــى النحــو اآليت‪:‬‬
‫أول‪ :‬الدراسات السابقة‬
‫ً‬
‫ـي‪ ،‬كيــف ميكــن‬ ‫العربيــة والــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪1.‬دراســة جــال عــي خليــل الدهشــان (‪2020‬م)‪ ،‬بعنــوان (اللُّغــة‬
‫العربيــة؟)‪ ،‬املجلــة الرتبويَّــة ‪ -‬جامعة ســوهاج‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـي يف تعزيــز اللُّغــة‬ ‫االســتفادة مــن تقنيــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫كليــة الرتبيــة‪ ،‬العــدد ‪.73‬‬
‫وقد خرج الباحث بالنتائج والتوصيات اآلتية‪:‬‬
‫ن بغريهــا‪،‬‬ ‫ـي ميكــن أن يكــون لــه دور مهــم يف خدمــة اللُّغــة العربيَّــة مــن خــال تبســيطها لل َّن ِ‬
‫اطقـ َ‬ ‫إن الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫مــن خــال التعميــم اآليل كتابيًّــا أو صوتيًّــا أو باإلشــارة كالروبوتــات‪ ،‬ويف اســتخدام الخدمــات الذكيَّــة باللُّغــة العربيَّــة مثــل‪:‬‬
‫ـا مي ّكــن اللُّغــة العربيَّــة مــن االنتشــار عامليًّــا‪ ،‬وتفعيــل التخطيــط‬ ‫ســيارات املســتقبل‪ ،‬والبيــوت الذكيَّــة‪ ،‬وهــو يعتــر مســا ًرا مهـ ًّ‬
‫ـوي مــن خــال إصــاح بنيــة اللُّغــة وأصواتهــا ووظائفهــا وتقنــن الكتابــة وقواعدهــا وبنــاء املعاجم وحاميــة مفــردات اللُّغة‬ ‫اللُّغـ ّ‬
‫التواصــل مــع املجتمعــات الناطقــة بهــا‪ ،‬كــا ميكــن دعــم السياســة اللُّغويَّــة مــن خــال القــرارات املتَّ َخذة يف‬ ‫ُ‬ ‫وتحديثهــا ودعــم‬
‫ـا‪.‬‬
‫ـا وتعليـ ً‬
‫مجمــل ال َعالقــات بــن اللُّغــة والحيــاة التــي تضمــن اســتخدام اللُّغــة يف العلــم تعلـ ً‬
‫ـي‪ ،‬هــو قَبــول فكــرة ِب ْن َيــة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫العربيــة يف عالقتهــا بالـ‬ ‫َّ‬ ‫كــا أن مــن أهــم التح ِّديــات‪ ،‬التــي تواجههــا اللُّغــة‬
‫ـريف والنحــوي والــداليل‪ ،‬فعــى الرغــم مــن وجــود عــدة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـدي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التقلي‬ ‫العربيــة دون االعتــاد عــى املنهــج‬ ‫َّ‬ ‫ميــة للُّغــة‬
‫تحتيــة َرقْ َّ‬
‫َّ‬
‫العربيــة‪ ،‬فإنهــا مل تســتكمل‪ ،‬وبعضها مل ينجح؛ بســبب التمســك بتمثيــل اللُّغة‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ن‬‫م‬ ‫ْ‬
‫َ َ‬‫ق‬‫لر‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬‫برمجي‬
‫َّ‬ ‫ـداد‬ ‫ـ‬ ‫إلع‬ ‫ـابقة‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫محــاوالت‬
‫العربيــة بصعوبــات عاليــة املســتوى ال توجــد بغريهــا‪ ،‬موضحــة أنَّــه‬ ‫َّ‬ ‫الرقْ َمنــة؛ حيــث تنفــرد اللُّغــة‬ ‫العربيــة دون تصميــم يناســب َّ‬ ‫َّ‬
‫العربيــة بالشــكل الــكايف املطلــوب‪ ،‬ومل تتــم معالجتهــا كام يجــب‪ ،‬لتنافس بقيــة اللغــات يف التطبيقات‬ ‫َّ‬ ‫مل يتــم اســتخدام اللُّغــة‬
‫املختلفة‪.‬‬

‫(( ( نيفني فاروق فؤاد‪ ،‬وآخرون‪ ،‬اآللة بني الذكاء الطبيعي والذكاء االصطناعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.497 ‬‬

‫‪1363‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ـي لغــر‬ ‫ ‪2.‬دراســة أحــام بنــت عــي بنــت بختيــار خيــاط (‪2020‬م) بعنــوان (تطبيقــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫العربيــة وآدابهــا‪ ،‬جامعــة أم القــرى ‪-‬‬ ‫َّ‬ ‫ـدويل للُّغــة‬ ‫ّ‬ ‫العربيــة؛ الواقــع واملأمــول)‪ .‬املؤمتــر الـ‬ ‫َّ‬ ‫الناطقــن باللُّغــة‬
‫مكــة املك َّرمــة‪.‬‬
‫مليــة‬
‫َ َّ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫تواج‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـكالت‬ ‫ـ‬ ‫املش‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫لكث‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫حل‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تقدي‬ ‫يف‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫أهمي‬
‫َّ‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫رص‬ ‫إىل‬ ‫ه َدفَــت الدراسـ ُة‬
‫ـي من‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـتخدمه‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫مل‬ ‫؛‬ ‫ٍ‬
‫ـد‬ ‫ـ‬‫ع‬‫ُْ‬ ‫ب‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫أو‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫النظامي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ملي‬
‫َ َّ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـواء‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املختلف‬ ‫ـا‬ ‫التعليميــة مبكوناتهـ‬‫َّ‬
‫عمليــة التعليــم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫إلمت‬ ‫د‬ ‫د‬‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫مح‬ ‫ـكان‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫أو‬ ‫ـن‬ ‫ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫مع‬ ‫ٍ‬
‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫وق‬ ‫يف‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫التواج‬ ‫تقنيــات ال تتطلَّــب‬
‫ـي؛ حيــث تـ َّم‬ ‫ـري والتطبيقـ ّ‬ ‫وقــد اســتعانت الباحثــة بالبيانــات واملعلومــات املتعلِّقــة مبوضــوع الدراســة مــن جانبــن؛ النظـ ّ‬
‫ـي؛ اســتخدام االســتبانة للحصــول عــى البيانــات‬ ‫االعتــاد عــى املجـ َّـات والكتــب لحداثــة املوضــوع‪ ،‬ويف الجانــب التطبيقـ ّ‬
‫واملعلومــات‪.‬‬
‫وقد خرجت الباحثة مبجموعة من التوصيات واملقرتحات نجملها فيام ييل‪:‬‬
‫التواصــل‪ ،‬وتفاعــل الطــاب‬ ‫ُ‬ ‫ـي يف التعليــم‪ ،‬وتوظيفــه بشــكل يخــدم ال َعمليَّــة التعليميَّــة لســهولة‬ ‫ ‪-‬تطبيــق الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫وكــر روتــن املحــارضة والجمــود‪.‬‬
‫الثقايف والتعريف مباهية مجتمع املعرفة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ ‪-‬نرش الوعي‬
‫ن بغريهــا يف اململكــة العربيَّة‬ ‫ِ‬
‫ ‪-‬االهتــام بتشــكيل رؤيــة واضحــة عــن أبعــاد ومعــامل مســتقبل تعليــم اللُّغــة العربيَّــة لل َّناطقـ َ‬
‫الســعوديَّة يف ضــوء‪:‬‬
‫الشخصية القادرة عىل التعا ُمل مع عرص املعرفة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫لبناء‬ ‫الالزمة‬ ‫ة‬ ‫املستقبلي‬
‫َّ‬ ‫بات‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫واملتط‬ ‫ ‪-‬استرشاف الجوانب‬
‫ ‪-‬استرشاف نوعيَّة الكفايات التعليميَّة والحياتيَّة األساسيَّة املطلوبة للتعامل مع مجتمع اقتصاديات املعرفة‪.‬‬
‫املعرفيــة بــن مــا يكتســبه الطالــب مــن خــال عمليــات التعليــم والتعلُّــم وفــق النظــم القامئــة‪ ،‬وبــن‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬توقُّعــات الفجــوة‬
‫العامليــة املتوقــع تحقيقهــا يف الــدول املتق ِّدمــة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫واملواصف‬ ‫املســتويات‬
‫ـي‪ ،‬مدخــل لتطويــر‬ ‫ ‪3.‬دراســة عبــد ال ـرازق مختــار محمــود (‪2020‬م) بعنــوان (تطبيقــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫الدوليــة للبحــوث يف العلــوم‬ ‫َّ‬ ‫التعليــم يف ظــل تحديِّــات جائحــة فــروس «كورونــا» )‪ .)(COVID-19‬املجلــة‬
‫الرتبويَّــة‪ ،‬مــج ‪ ،3‬ع ‪.4‬‬
‫التعليميــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ملي‬
‫َ َّ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫تطوي‬ ‫يف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫منه‬ ‫ـادة‬ ‫ـ‬ ‫اإلف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ميك‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫تطبيق‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫تعري‬ ‫ه َدفَــت هــذه الدراسـ ُة إىل‬
‫ـي‪ ،‬مــن خــال اســتقراء وتحليــل‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الوصف‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫املنه‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـدت‬ ‫ـ‬ ‫اعتم‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫وق‬ ‫‪،‬‬ ‫)‪(COVID-19‬‬ ‫ـا»‬ ‫ـ‬ ‫«كورون‬ ‫يف ظــل تحديِّــات فــروس‬
‫الدراســات واألبحــاث والكتــب والدوريَّــات التــي ترتبــط مبوضوعهــا‪.‬‬
‫وألغــراض الدراســة تــم تصميــم اســتبانة مفتوحــة للوقــوف عــى أهـ ّم املشــكالت والتح ِّديات التــي تواجــه ال َعمليَّــة التعليميَّة‪،‬‬
‫ـي يف موا َجهــة تلــك التح ِّديــات‪ ،‬وتـ َّم عرضهــا عــى بعــض املســؤولني عــن ال َعمليَّــة التعليميَّــة‬ ‫ودور تطبيقــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫الجامعي بلَــغ عد ُدهــم (‪.)31‬‬ ‫ّ‬ ‫ـي ومــا قبــل‬ ‫بالتعليــم الجامعـ ّ‬
‫التعليميــة‬
‫َّ‬ ‫اإلدارة‬ ‫‪-‬‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ملي‬
‫َ َّ‬ ‫ع‬ ‫(ال‬ ‫ـة‪:‬‬‫ـ‬ ‫اآلتي‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫بالجوان‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫تتص‬ ‫ـكالت‬ ‫ـ‬ ‫ومش‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬‫ِّ‬ ‫ي‬ ‫تحد‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫يوج‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫إىل‬ ‫ة‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫وتوصلــت‬‫َّ‬
‫– املعلــم – املتعلِّــم ‪ -‬أوليــاء األمــور‪ -‬تقييــم املتعلِّمــن) يف ظــل أزمــة «كورونــا»؛ منهــا‪ :‬محدوديــة جاهزيَّــة املعلِّمــن وال ِب َنيــة‬
‫التكنولوجيــة‬‫َّ‬ ‫التعليميــة‪ ،‬وضعــف االهتــام بتدريــب املعلِّمــن‪ ،‬وامل ُتعلِّمــن عــى اســتخدام التقنيــات‬ ‫َّ‬ ‫ميــة يف البيئــة‬ ‫الرقْ َّ‬
‫التحتيــة َّ‬ ‫َّ‬
‫الورقيــة‪ ،‬كــا توصلــت إىل أنَّــه ميكــن مــن خــال‬ ‫َّ‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ملي‬
‫َ َّ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫كام‬ ‫ـكل‬ ‫ـ‬ ‫بش‬ ‫ـاد‬ ‫ـ‬ ‫واالعت‬ ‫الحديثــة‪،‬‬
‫قنيــة الواقع‬ ‫التعليميــة؛ كأنظمــة التعليــم الــذيك‪ ،‬واملحتــوى الــذيك‪ ،‬وتِ َّ‬ ‫َّ‬ ‫مليــة‬ ‫ـي يف ال َع َّ‬ ‫توظيــف بعــض تطبيقــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـرايض )‪ ،(VR‬والواقــع امل ُعـ َّزز )‪ ،(AR‬وتطبيقــات )‪ ،(Layer‬وأورازمــا ‪ ،Aurasma‬وتطبيقــات ‪ ،Augmented 4‬وغريهــا‬ ‫ّ‬ ‫االفـ‬
‫مــن مواجهــة بعــض تلــك التح ِّديــات واملشــكالت‪.‬‬
‫وقدمــت الدراســة عــدة توصيــات وفــق مــا توصلــت إليــه مــن نتائــج؛ مــن أه ِّمهــا رضورة اعتــاد بعــض تطبيقــات الــذكاء‬
‫املؤسســات التعليميَّــة واملجتمــع باآلثــار اإليجابيَّــة‬ ‫املؤسســات التعليميَّــة‪ ،‬ونــر الثقافــة التكنولوجيَّــة‪ ،‬وتوعيــة َّ‬ ‫ـي يف َّ‬ ‫االصطناعـ ّ‬
‫ـي‪ ،‬وغريهــا مــن التوصيــات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫للــذكاء‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1364‬‬
‫ـي‬
‫ ‪4.‬دراســة محمــد عــي أحــد زيــادي ‪ -‬عــي عبــد اللــه عــي الغامــدي (‪2021‬م)‪ ،‬بعنــوان (الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫العربيــة بــن الواقــع واملأمــول)‪ .‬مجلــة دراســات يف التعليــم العــايل‪ ،‬جامعــة أســيوط ‪ -‬مركــز‬ ‫َّ‬ ‫وتعليــم اللُّغــة‬
‫ـي‪ ،‬العــدد ‪.19‬‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الجامع‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫تطويــر‬
‫ـي‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الوصف‬ ‫ـج‬
‫ـ‬ ‫املنه‬ ‫ـان‬‫ـ‬ ‫الباحث‬ ‫ـتخدم‬ ‫ـ‬ ‫واس‬ ‫ـول‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫واملأم‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫الواق‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫يف‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫الباحث‬ ‫تنــاول‬
‫العربية‪ ،‬واســترشاف‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫تدريس‬ ‫يف‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫كث‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ف‬ ‫ـر‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫التع‬ ‫إىل‬ ‫ة‬‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬‫َ‬ ‫ف‬‫د‬‫ـحي‪َ َ ،‬‬
‫ه‬ ‫و‬ ‫املسـ ّ‬
‫توصلَــت الدراسـ ُة إىل عــدد مــن النتائــج؛ أهمهــا‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫وق‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـتخدام‬ ‫اسـ‬
‫االصطناعي يف تعليم اللُّغة العربيَّة يف الوقت الحايل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ ‪-‬قلَّة استخدام الذكاء‬ ‫ِ‬
‫العربية يف املستقبل‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫وبخاصة‬ ‫التعليم‪،‬‬ ‫يف‬ ‫االصطناعي‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬تنامي دور الذكاء‬
‫ ‪-‬وقدمت الدراسة عدة توصيات من أه ِّمها‪:‬‬
‫مب ْنـأَى عــن الباحثــن‬ ‫َ‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫املج‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـزال‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ال‬ ‫إذ‬ ‫ـم؛‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫يف‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ ‪-‬إجــراء العديــد مــن الدراســات حــول دور‬
‫إىل القليــل منهم‪.‬‬
‫ ‪-‬تصميم روبوت يقوم بتدريس اللُّغة العربيَّة‪.‬‬
‫العربية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫حوسبة‬ ‫ ‪-‬إعداد املزيد من الربامج التي تساعد عىل‬
‫ ‪5.‬دراســة هشــام بــن صالــح القــايض (‪2021‬م)‪ ،‬بعنــوان (اســتثامر الــذكاء االصطناعــي يف تعلُّــم وتعليــم اللُّغــة‬
‫مؤسســة كنــوز‬ ‫األدبيــة واللغويَّــة ‪َّ -‬‬ ‫َّ‬ ‫العربيــة لغــة ثانيــة‪ :‬اآلفــاق واإلمكانــات)‪ .‬مجلــة الحكمــة للدراســات‬ ‫َّ‬
‫الحكمــة للنــر والتوزيــع‪ ،‬العــدد الثالــث‪.‬‬
‫تحــاول هــذه الدراســة اســتقصاء أُطُــر االســتثامر لهــذا النــوع الجديــد مــن التقنيــات التــي دخلــت مناحــي الحيــاة كافَّــة‪،‬‬
‫األجنبيــة‪ ،‬وتلقــي الضــوء عــى أبــرز اإلمكانــات التــي ميكــن ملعلــم اللُّغــة الثانيــة اســتخدامها‬ ‫َّ‬ ‫ومنهــا تعليــم اللغــات الثانيــة أو‬
‫ـتقصائية‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـز‬‫ـ‬ ‫ك‬
‫ِّ‬ ‫ر‬‫ُ‬ ‫ت‬ ‫و‬ ‫ـن‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫يت‬
‫ّ‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫التع‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫أوق‬ ‫يف‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫خارج‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫من‬ ‫ـتفادة‬ ‫ـوي‪ ،‬أو االسـ‬ ‫يف الفصــل اللُّغـ ّ‬
‫العربيــة لغــة ثانيــة‪ ،‬بحيــث‬ ‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫وب‬ ‫)‪،‬‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫(ال‬ ‫ـدم‬ ‫ـ‬ ‫املتق‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬
‫ِّ ّ‬ ‫قن‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫الحق‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫تجم‬ ‫ـي‬ ‫عــى الدائــرة التـ‬
‫ـي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫وتطبيق‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫تقني‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫وأنف‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫أه‬ ‫إىل‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫الوص‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ثاني‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫كلغ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫تتيــح ملعلــم‬
‫ـرف عــى الــكالم والكتابــة املطبوعة‬ ‫ـرا مــن التقنيــات التــي ميكــن اســتثامرها؛ مثــل التعـ ُّ‬ ‫وقــد اســتقصت الدراســة عــد ًدا كبـ ً‬
‫ـوي أو‬ ‫وخــط اليــد‪ ،‬وقــراءة النصــوص وغريهــا‪ ،‬وع ـ َّددت ســتة وعرشيــن تطبي ًقــا عمليًّــا مــا ميكــن عملــه يف الفصــل اللُّغـ ّ‬
‫التعلُّــم الــذايتّ‪.‬‬
‫وخلصت الدراسة إىل مجموعة من النتائج والتوصيات املمكنة؛ من أه ِّمها‪:‬‬
‫ ‪-‬تخصيص منط التعلُّم لكل متعلِّم عىل حدة‪.‬‬
‫بناء عىل حاجات املتعلِّم أو املتعلِّمني‪.‬‬ ‫التعليمية ً‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬إعداد املناهج‬
‫التعليمي بواسطة التكيُّف والتنبُّؤ الذيك‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ ‪-‬توليد املحتوى‬
‫ ‪-‬جمع بيانات املتعلِّمني الضخمة ودراستها‪.‬‬
‫ ‪-‬يأمــل الباحــث أن يقــوم مــن هــم عــى ســدة صناعــة الربامــج اللُّغويَّــة يف معاهــد تعليــم العربيَّــة بــإدراج مختــارات منهــا‬
‫ـررات التعليميَّــة الرســميَّة‪ ،‬تدريــب املعلِّمــن عليهــا‪ ،‬وخاصــة يف ظــل الوضــع‬ ‫بحســب الحاجــة واإلمكانــات ضمــن املقـ َّ‬
‫الجديــد املتكــئ عــى التقنيَّــة يف أعقــاب جائحــة «كورونــا» العامليَّــة ومــا بعدهــا‪.‬‬
‫العربيــة يف‬
‫َّ‬ ‫ـي لتطبيقــات اللُّغــة‬ ‫ ‪6.‬دراســة عبــاس عبــد العزيــز صيهــود (‪2022‬م) بعنــوان (الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫يب‪ ،‬جامعــة‬ ‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫الخلي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫مجل‬ ‫العربيــة املتحــدة أمنوذ ًجــا)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـوبية‪ ،‬دولــة اإلمــارات‬ ‫ـانيات الحاسـ َّ‬ ‫ضــوء اللسـ َّ‬
‫يب‪ ،‬املجلــد ‪ ،50‬العــدد األول‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫والخلي‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫الب‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫دراس‬ ‫ـز‬ ‫ـ‬ ‫البــرة ‪ -‬مرك‬
‫هــذه دراســة تنــدرج يف مجــال الدراســات اللســانيَّة الحاســوبيَّة الحديثــة التــي حــاول الباحــث فيهــا رصــد أهــم التقنيــات‬
‫الحديثــة لتطبيقــات اللُّغــة العربيَّــة التــي أدخلــت إىل أنظمــة الحاســوب‪ ،‬والهواتــف الذكيَّــة‪ ،‬وطبقــت عــى أرض الواقــع مــن‬
‫ـي‪ ،‬وكانــت دولــة اإلمــارات العربيَّــة املتحــدة يف مقدمــة الــدول العربيَّــة التــي‬ ‫خــال املجــاالت املتع ـ ِّددة للــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫املؤسســات الحكوميَّــة‪ ،‬ونــر‬ ‫ـي مــن خــال َّ‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـاالت‬ ‫ـ‬ ‫مج‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـرا مــن تطبيقــات اللُّغــة العربيَّـ‬ ‫اســتفادت كثـ ً‬
‫ثقافــة الوعــي بأهميــة هــذه التطبيقــات التكنولوجيَّــة بــن أفــراد املجتمــع اإلمــارايتّ‪.‬‬

‫‪1365‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫وقد خرج الباحث بالنتائج والتوصيات اآلتية‪:‬‬


‫الطبيعيــة يبقــى مجــال البحــث‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ومعالج‬ ‫ة‬ ‫ـوبي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الحاس‬ ‫ات‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫مج‬ ‫ ‪-‬مــع كــرة املناهــج وتعــدد األبحــاث يف‬
‫ـي يف محاولــة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫تقني‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـاس‬ ‫ـ‬ ‫األس‬ ‫ـدف‬‫ـ‬ ‫اله‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫تحقي‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫أج‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫البحثيــة مطروحــة م‬ ‫َّ‬ ‫مفتو ًحــا واألســئلة‬
‫التواصــل بــن اإلنســان‬ ‫ُ‬ ‫ـور‬
‫ـ‬ ‫جس‬ ‫د‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـري‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الب‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫العق‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫وب‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫بينه‬ ‫ـوة‬‫ـ‬ ‫الفج‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫وتقلي‬ ‫ـوب‬ ‫ـ‬ ‫الحاس‬ ‫ألنســنة أنظمــة‬
‫وآلــة الحاســوب‪ ،‬ومحاولــة تحســن أداء أنظمــة الحاســوب للقيــام باملهــا ّم املتصلــة باللُّغــة‪ ،‬وذلــك مــن خــال مــا توفــره‬
‫ـي مــن إمكانــات وقــدرات تكــون خــارج قدراتنــا البرشيَّــة املحــدودة‪.‬‬ ‫تقنيــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـي‪ ،‬فهــي ال تــزال بحاجــة إىل املزيــد من الدراســات‬ ‫ـص تطبيقــات اللُّغــة العربيَّــة يف مجــاالت الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫ ‪-‬فيــا يخـ ّ‬
‫والبحــوث والتحليــل‪ ،‬ال ســيام يف ظــل إدراكنــا ملــا متتــاز بــه لغتنــا العربيَّــة مــن خصائــص هندســية‪ ،‬فضـ ًـا عــن املك ِّونات‬
‫الرياضيَّــة املميــزة لهــا كالجــذر واألوزان الرصفيَّــة‪ ،‬التــي قــد تُسـ ِهم يف تقـ ُّدم وترسيــع األبحــاث يف هــذا املجــال‪ ،‬وذلــك‬
‫مــن خــال سـ ّد الفجــوة بــن تطبيقــات الرتاكيــب االصطالحيَّــة مبختلــف أشــكالها للُّغــة العربيَّــة واملعالَجــة الحاســوبيَّة‬
‫لها ‪.‬‬
‫ـي‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـال‬
‫ـ‬ ‫مج‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ق‬ ‫املطب‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫والدراس‬ ‫ـوث‬ ‫ـ‬ ‫البح‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫العدي‬ ‫ـود‬ ‫ـ‬ ‫وج‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫الرغ‬ ‫ـى‬ ‫ ‪-‬عـ‬
‫قياســا مبــا وصلــت إليــه األبحــاث يف لغــات أخــرى؛ كاللغــة اإلنجليزيَّــة‪ ،‬ولعـ ّـل من أهم‬ ‫ً‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫مجمله‬ ‫يف‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـزال‬‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫فإنه‬
‫ـوبية‬
‫البحثية التــي تُعنى باللســانيات الحاسـ َّ‬ ‫َّ‬ ‫واملؤسســات‬ ‫العربيــة يف هــذا املجــال هــو ِقلَّــة املختصــن َّ‬ ‫َّ‬ ‫أســباب تأخــر اللُّغــة‬
‫لميــة ذات ال َعالقــة التــي تُسـ ِهم يف الوصــول إىل نتائج تكــون ذات قيمة‬ ‫َّ‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫التخص‬
‫ُّ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫وغريه‬ ‫وعلــوم الحاســوب‪،‬‬
‫علميــة تطبــق يف هــذا املجــال املهم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫معرفيــة وإضافـ‬
‫َّ‬
‫ثانيا‪ :‬تعقيب عىل الدراسات السابقة‬
‫ً‬
‫يتفــق الباحــث مــع الدراســات الســابقة التــي تشــر إىل رضورة املالءمــة بــن تكنولوجيــا التعليــم املعت ِمــدة عــى تطبيقــات‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬ومتــت االســتفادة مــن‬ ‫اطق ـ َ‬‫العربيــة وبخاصــة يف مجــال ال َّن ِ‬ ‫َّ‬ ‫ـي‪ ،‬وبــن متطلَّبــات تعلُّــم اللُّغــة‬‫الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫الدراســات الســابقة يف تحديــد مشــكلة الدراســة وأهدافهــا‪ ،‬والتغلــب عــى إشــكالية عــدم املواءمــة بــن تكنولوجيــا التعليــم‬
‫العربيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـي‪ ،‬وبــن متطلَّبــات تعلُّــم اللُّغــة‬ ‫املعت ِمــدة عــى تطبيقــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ومن الجوانب التي أفادتها الدراسة من الدراسات السابق عرضها‪:‬‬
‫ ‪-‬توظيف كثري من الجهود السابقة للوصول إىل تشخيص دقيق ملشكلة الدراسة‪ ،‬ومعالجتها بشكل شمويل‪.‬‬
‫ ‪-‬اســتفادت الدراســة الحاليــة مــن جميــع الدراســات الســابقة يف الوصــول إىل صياغــة دقيقة للعنــوان البحثي املوســوم بــ‬
‫ـي يف تعلُّــم اللُّغــة العربيَّــة كلغــة ثانية»‪.‬‬ ‫«اســتثامر الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـي املالئــم لهــذه‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التحلي‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الوصف‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫للمنه‬ ‫ـول‬
‫ـ‬ ‫الوص‬ ‫يف‬ ‫ـابقة‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫جمي‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ ‪-‬اســتفادت الدراســة الحاليــة‬
‫الدراســة‪.‬‬
‫ ‪-‬وظفت الدراسة الحالية توصيات ومقرتَحات الدراسات السابقة يف دعم مشكلة الدراسة وأهميتها‪.‬‬
‫ثال ًثا‪ :‬أهم ما ُي ِّيز دراستنا الحالية عن الدراسات السابقة‪:‬‬
‫يف ضــوء االطــاع عــى الدراســات الســابقة فــإن أهــم مــا ُي ِّيــز دراســتنا الحاليــة هــو التطبيــق عــى دولــة اإلمــارات‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬وذلــك بالتعــرف عــى ال َعالقــة بــن‬ ‫اطق ـ َ‬‫العربيــة لل َّن ِ‬
‫َّ‬ ‫العربيــة املتحــدة‪ ،‬وذلــك يف مجــال تعلُّــم مهــارات اللُّغــة‬
‫َّ‬
‫العربيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫اإلم‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫دول‬ ‫يف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫وواقعه‬ ‫ـا‪،‬‬
‫ـ‬ ‫تواجهه‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫د‬
‫ِّ‬ ‫والتح‬ ‫والخصوصيــة‬
‫َّ‬ ‫ـي‪،‬‬
‫اســتخدام تطبيقــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫االصطناعي‬
‫ّ‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬أهم تطبيقات الذكاء‬
‫تعلم ُّ‬
‫اللغة العربيَّ ة في دولة اإلمارات‬ ‫في ُّ‬
‫ـتمرة‪ ،‬ومــن املتوقَّــع‬
‫يُعـ ّد الــذكاء الصناعــي مــن املياديــن الحديثــة التــي تســتقطب اهتــام العلــاء وتشــهد تطــورات مسـ َّ‬
‫ـي دو ٌر مهـ ٌّم يف مســتقبل البرشيَّــة(((‪ ،‬وال ميكــن إغفــال املميــزات التــي يقدمهــا الــذكاء الصناعــي‬
‫أن يكــون للــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـاء عــى ذلــك فقــد تنــوع اســتثامر الدول‬
‫لخدمــة البــر عــى كافَّــة املســتويات الشــخصيَّة والطبيَّــة والصناعيــة والتجاريَّــة‪ ،‬وبنـ ً‬
‫ـي لإلفــادة مــا يوفــره مــن مزايــا وخصائــص متنوعــة‪.‬‬ ‫لتطبيقــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬

‫(( ( آال بونيه‪ ،‬الذكاء االصطناعي‪ ،‬واقعه ومستقبله‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.11-13 ‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1366‬‬
‫االصطناعي‬
‫ّ‬ ‫أول‪ :‬أهم التطبيقات املعارصة للذكاء‬
‫ً‬
‫ـات عديــد ًة ومتجــدد ًة‪ ،‬ســواء كانــت تطبيقــات ذات أغــراض عا َّمــة مثــل‪ :‬اإلدراك والتعليــل‬ ‫ـي تطبيقـ ٍ‬ ‫إ َّن للــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫وغالبــا؛‬
‫ً‬ ‫ـاء‪،‬‬
‫ـ‬ ‫الفض‬ ‫ـفن‬ ‫ـ‬ ‫وس‬ ‫ـادة‬ ‫ـ‬ ‫القي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ذاتي‬
‫َّ‬ ‫ـيارات‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫أو‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الطب‬ ‫ـخيص‬ ‫ـ‬ ‫التش‬ ‫ـل‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـاص‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـرض‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ذات‬ ‫ـات‬ ‫ـي‪ ،‬أو كانــت مهـ‬ ‫املنطقـ ّ‬
‫ـي لحفــظ خرباتهــم وتجاربهــم التــي قضــوا بهــا حياتهــم‪ ،‬فالــذكاء‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫إىل‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫يتوجه‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫والعل‬ ‫ـراء‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫فــإن‬
‫ـي مجــال عاملــي يصلــح لجميــع التو ُّجهــات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬
‫ـي‪ ،‬منهــا‪ :‬تطبيقــات األلعــاب‪ ،‬وتطبيقــات‬ ‫وهنــاك عــدد مــن التطبيقــات املهمــة‪ ،‬واألكــر شــيو ًعا يف علــم الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـرف عــى الصــوت‪ ،‬وتطبيقــات‬ ‫ميكنــة التعليــل‪ ،‬وإثبــات النظريــات‪ ،‬وتطبيقــات األنظمــة الخبــرة‪ ،‬باإلضافــة إىل تطبيقــات التعـ ُّ‬
‫الرؤيــة عــن طريــق اآللــة‪ ،‬وصياغــة أداء اإلنســان‪ ،‬والتخطيــط‪ ،‬وتعليــم اآلالت‪ ،‬والحوســبة الظاهــرة‪ ،‬واملعالَجــة املوزعــة‬
‫املتوازيــة‪ ،‬وســوف نقــوم بتوضيــح مــا يــي منهــا(((‪:‬‬
‫الحقيقيــة‬
‫َّ‬ ‫لص ْنــع القــرارات يف املجــاالت‬ ‫ ‪1.‬ال ُّنظُــم الخبــرة )‪ :(Expert Systems‬وهــي عبــارة عــن تطبيــق حاســويب ُ‬
‫للحيــاة‪ ،‬ويعتمــد عــى قاعــدة معرفــة متثــل خــرة إنســان خبري يف املجــال املحدد‪ ،‬وتســتخدم عــادة يف حقــول الطــب‪ ،‬والتعليم‪،‬‬
‫والقانــون‪ ،‬والبيولوجيــا وغريهــا‪ .‬وتعتــر ال ُّنظُــم الخبــرة هــي أحــد تطبيقــات علــم الــذكاء االصطناعـ ّـي الــذي يهــدف إىل نقــل‬
‫الربمجيــات وأجهــزة الحاســبات التــي تحــايك ســلوك وتفكــر البــر‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الــذكاء البــري إىل نظــم الحاســبات عــن طريــق تصميــم‬
‫العصبيــة )‪ :(Natural networks‬وهــي عبــارة عــن نظــم تقــوم بتمثيــل الــذكاء بواســطة مجموعــة مــن‬ ‫َّ‬ ‫ ‪2.‬الشــبكات‬
‫عنــارص املعالجــة تشــابه العصبونــات يف الدمــاغ‪ ،‬وتتصــل هــذه العنــارص بعضهــا مــع بعــض مــن خــال شــبكة مــن الوصــات‬
‫املوزونــة؛ بحيــث تتــم معايــرة هــذه األوزان مــن خــال التعليــم كــا يحــدث عــادة مــع اإلنســان‪ ،‬وتع ـ ُّد هــذه الوصــات يف‬
‫التقنيــات الحاليــة قليلــة ِجـ ًّدا مقارنــة مــع مــا هــو متوفــر يف الدمــاغ؛ حيث يوجــد (باليــن املوصــات)‪ ،‬وتطبق نظم الشــبكات‬
‫العصبونيــة يف مجــال محــدد مثــل‪ :‬التعـ ُّـرف عــى األشــكال‪.‬‬
‫الطبيعيــة )‪ :(Natural Language Understanding‬يتعلَّــق هــذا املفهــوم بربمجــة الحواســيب؛‬ ‫َّ‬ ‫ ‪3.‬فهــم اللُّغــات‬
‫العربيــة‪ ،‬ويرتبــط هــذا املجــال بحقــل‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـل‪:‬‬‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الطبيعي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫باس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫معه‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬‫م‬‫ُ‬ ‫التعا‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـتثمر‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫بحيــث يتمكــن‬
‫التعـ ُّـرف عــى الــكالم‪.‬‬
‫ـانية‪ ،‬ومــن أكــر التطبيقــات‬ ‫عمليــة متاثــل القــدرة ال ِح ِّسـ َّـية اإلنسـ َّ‬ ‫ـية لإلنســان‪ :‬تقــوم اآللــة بتنفيــذ َّ‬ ‫ ‪4.‬متثيــل القــدرات ال ِح ِّسـ َّ‬
‫ـوبية؛ والتــي لهــا تطبيقــات واســعة منهــا‪ :‬التعـ ُّـرف عــى الوجــوه‪ ،‬والتعـ ُّـرف عــى أماكــن‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الحاس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الرؤي‬ ‫شــيو ًعا يف هــذا املجــال‬
‫محددة‪.‬‬
‫ ‪5.‬تكنولوجيــا اإلنســان اآليل )‪ :(ROBOTICS‬وهــو مجــال يتعلَّــق بربمجــة الحواســيب؛ لــي تــرى وتســمع وتتــرف ‪.‬‬
‫(((‬

‫وللروبــوت اســتخدامات عديــدة؛ ولكــن أهمهــا هــو اســتخدامه يف املصانــع واملنــازل ليقــوم باألعــال الشــاقة التــي ال يفضــل‬
‫أن يقــوم بهــا البــر لِـ َـا لهــا ِمــن أخطــار‪ ،‬ومــا بهــا مــن أعــال تحتــاج إىل تكراريــة مــا يصيــب اإلنســان بامللــل(((‪ .‬ويحــاول‬
‫الــذكاء االصطناعـ ّـي صنــع روبوتــات قــادرة عــى اإلبصــار والــكالم‪ ،‬وتســتطيع التعا ُمــل مــع األوامــر البرشيَّــة بشــك ٍل مبـ ِ ٍ‬
‫ـاش‬
‫املرئيــة حتــى‬
‫الص ـ َور َّ‬‫الطبيعيــة‪ ،‬كــا أن لهــا القــدرة عــى اتخــاذ القــرارات املناســبة للموقــف‪ .‬كــا ميكنهــا تحليــل ُّ‬ ‫َّ‬ ‫وباللغــة‬
‫تســتطيع التعـ ُّـرف عــى األشــخاص واألشــياء املحيطــة بهــا(((‪.‬‬
‫ـي تقد ًمــا مــن حيــث التطبيقــات التــي تق ـ َّدم‬ ‫وتُع ـ ُّد تكنولوجيــا اإلنســان اآليل مــن أكــر تكنولوجيــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫بهــا حلــول للمشــكالت‪ .‬واإلنســان اآليل عبــارة عــن آلــة كهروميكانيكيــة ميكــن برمجتهــا لــي تــؤ ِّدي بعــض املهــام التــي يقــوم‬
‫ـدي بأنَّــه يســتطيع عــن طريــق تقنيــات الــذكاء‬ ‫بهــا اإلنســان يدويًّــا‪ .‬ويتميــز اإلنســان اآليل الــذيك عــن اإلنســان اآليل التقليـ ّ‬
‫ـاء عــى املواقــف التــي‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫بن‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ذاتي‬
‫ًّ‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫أفعال‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫تعدي‬ ‫ـي املســتخ َدمة يف برمجتــه فهــم الوســط املحيــط بــه و ِمــن ث َـ َّم ميكنــه‬ ‫االصطناعـ ّ‬
‫أيضــا يُس ـ َّمى اإلنســان اآليل املــدرك؛ حيــث إنَّــه يكــون مــزو ًدا بأجهــزة إدراك للبيئــة املحيطــة بــه‪ ،‬مثــل‬ ‫ً‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـا‪.‬‬ ‫يتعــرض لهـ‬

‫فاتن عبد الله صالح‪ ،‬أثر تطبيق الذكاء االصطناعي والذكاء العاطفي عىل جودة اتخاذ القرارات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.36 ‬‬ ‫(( (‬
‫روبرت سرتن‪ ،‬د‪ .‬نانيس سرتن‪ ،‬الحاسبات اآللية وتشغيل املعلومات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.72 ‬‬ ‫(( (‬
‫هــام القــويص‪ ،‬إشــكالية الشــخص املســؤول عــن تشــغيل الروبــوت‪ ،‬مجلــة جيــل األبحــاث القانونيــة املتعمقــة‪ ،‬العــدد (‪ ،)25‬مايــو ‪2018‬م‪،‬‬ ‫(( (‬
‫ص‪.79 -80  ‬‬
‫روبرت سرتن‪ ،‬نانيس سرتن‪ ،‬الحاسبات اآللية وتشغيل املعلومات‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.72 ‬‬ ‫(( (‬

‫‪1367‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫الكامــرا واملجســات‪ .‬واإلنســان اآليل الــذيك ال يقــف دوره فقــط عنــد أداء األعــال املكلَّــف بهــا ولكنــه ميتــد ملراقبــة هــذه‬
‫أيضــا(((‪.‬‬
‫األعــال ً‬
‫ـي ُيثِّــل برامــج حاســوب وقواعــد بيانــات تحــايك آليــة تفكــر البــر‪ ،‬ويطلــق عــى‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫الباح‬ ‫ويــرى‬
‫ـزءا مــن‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ـايك‬‫ـ‬ ‫تح‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫تقني‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫لتحس‬ ‫ـتخدم‬‫ـ‬ ‫تس‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫والت‬ ‫ـرة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫الخب‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫األنظم‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫برمج‬ ‫يف‬ ‫ـدة‬‫ـ‬ ‫الجدي‬ ‫ـاليب‬ ‫ـ‬ ‫واألس‬ ‫ـائل‬ ‫ـ‬ ‫الوس‬ ‫ـن‬‫عــدد مـ‬
‫ـاين‪ ،‬وتســمح لــه مبجموعــة مــن املهام االســتنتاجية واالســتنباطية عــن حقائــق وإجراءات يتــم تســجيلها وتخزينها‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫الــذكاء‬
‫يف ذاكــرة الحاســب‪ ،‬والتــي ظهــرت كفاءتهــا وفعاليتهــا يف إنجــاز مهــام وأعــال كانــت إىل حـ ٍّد قريــب يصعــب القيــام بهــا‬
‫باســتعامل الربمجــة التقليديَّــة‪.‬‬
‫االصطناعي يف دولة اإلمارات‬
‫ّ‬ ‫ثانيا‪ :‬تطبيقات الذكاء‬
‫ً‬
‫ـي‪ ،‬وتســعى باســتمرار إىل محاربــة أيــة عوائــق قــد‬ ‫العربيــة املتحــدة اهتام ًمــا بال ًغــا بالنظــام التعليمـ ّ‬ ‫َّ‬ ‫تــويل دولــة اإلمــارات‬
‫ـرف كان‪ ،‬إذ يتل ّقــى الطالــب التعلُّــم عــن بُ ْع ٍد‬ ‫تقــف يف طريــق اســتمراريته‪ ،‬بحيــث ال ينقطــع الطالــب عــن دراســته تحــت أي ظـ ٍ‬
‫متغلبــا عــى كافَّــة العوائــق(((‪.‬‬ ‫يف اإلمــارات لضــان تطـ ّوره‪ً ،‬‬
‫ـي‬‫وقــد أدركــت دولــة اإلمــارات العربيَّــة املتحــدة منــذ وقــت مب ِّكــر أهميَّــة االســتثامر يف تكنولوجيــا الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـريف تنافــي عــايل اإلنتاجيَّــة‪ ،‬قائــم عــى االبتــكار‬ ‫ـا للجهــود الوطنيَّــة الراميــة إىل بنــاء اقتصــاد معـ ّ‬ ‫باعتبارهــا رافـ ًدا مهـ ًّ‬
‫ـي والتقنيَّــة الحديثــة‪ ،‬ولذلــك تُعـ ُّد دولــة اإلمــارات العربيَّــة املتحــدة مــن الــدول القليلــة التي نجحــت يف توظيف‬ ‫والبحــث العلمـ ّ‬
‫ـي األكــر ارتباطًــا بحيــاة اإلنســان؛ حيــث أدخلــت التقنيــات الحديثــة يف العديــد مــن املجــاالت‬ ‫تكنولوجيــا الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـي‪.‬‬‫بهــدف االرتقــاء مبســتوى الخدمــات‪ ،‬وباتــت مؤهلــة ألن تكــون مرك ـ ًزا إقليميًّــا وعامليًّــا لتكنولوجيــا الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـي‪ ،‬ووزيــر دولــة‬ ‫واســتحدثت منصبــن وزاريــن مهمــن يعــززان مــن هــذا التو ُّجــه‪ ،‬هــا وزيــر دولــة للــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫للتعامــل مــع ملــف العلــوم املتق ِّدمــة‪.‬‬
‫ـي )‪،(AI‬‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬‫ـ‬ ‫لل‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫اإلم‬ ‫ة‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫املتحدة‪ ‬إس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـارات‬
‫ـ‬ ‫اإلم‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫دول‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫حكوم‬ ‫ففــي أكتوبــر ‪ 2017‬أطلقــت‬
‫التحتيــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫ني‬
‫َ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫وال‬ ‫ـات‪،‬‬‫ـ‬ ‫والقطاع‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الخدم‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫عليه‬ ‫ـتعتمد‬‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫والت‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫الذكي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الحكوم‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫الجدي‬ ‫ومتثــل هــذه املبــادرة املرحلــة‬
‫ـتقبلية يف الدولــة مبــا ينســجم ومئويــة اإلمــارات ‪ ،2071‬ويف عــام ‪ 2019‬تــم إنشــاء جامعــة محمــد بــن زايــد للــذكاء‬ ‫املسـ َّ‬
‫متخصصــة يف هــذا املجــال(((‪ ،‬وذلــك يف إطــار ســعي الدولــة ألن تكــون‬ ‫ِّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫جامع‬ ‫أول‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـي‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ظب‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫أب‬ ‫ـارة‬‫ـ‬ ‫إم‬ ‫يف‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬
‫األفضــل بالعــامل يف كافَّــة املجــاالت‪.‬‬
‫ـي يف دولــة اإلمــارات العربيَّــة املتحــدة كــا تناولتهــا البوابــة‬ ‫وســوف نبــن املجــاالت التعليميَّــة يف الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫الرســميَّة لحكومــة دولــة اإلمــارات العربيَّــة املتحــدة عــى اإلنرتنــت(((‪:‬‬
‫االصطناعي‬
‫ّ‬ ‫الدراسية يف مجال الذكاء‬ ‫َّ‬ ‫الربامج واملِ َنح‬
‫ـي يف مختلــف‬ ‫مؤسســات التعليــم العــايل يف دولــة اإلمــارات برامــج دراســيَّة يف الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫توفــر العديــد مــن َّ‬
‫التخصــص والعمــل يف هــذا املجــال‪ .‬وتشــمل هــذه‬ ‫ُّ‬ ‫الدرجــات (بكالوريــوس ودراســات ُعليــا) للطلبــة الذيــن يرغبــون يف‬
‫املؤسســات‪:‬‬
‫َّ‬
‫االصطناعي ( ‪(MBZUAI‬‬ ‫ّ‬ ‫للذكاء‬ ‫زايد‬ ‫بن‬ ‫محمد‬ ‫جامعة‬ ‫‪-‬‬ ‫ ‬
‫ ‪ -‬جامعة اإلمارات العربيَّة املتحدة )‪(UAEU‬‬
‫ ‪-‬جامعة السوربون‪-‬أبو ظبي‬
‫ ‪-‬جامعة خليفة‬

‫نيفني فاروق فؤاد‪ ،‬وآخرون‪ ،‬اآللة بني الذكاء الطبيعي والذكاء االصطناعي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.501 ‬‬ ‫(( (‬
‫التعليم عن بعد يف اإلمارات‪ ،‬عىل الرابط‪/https://www.bayut.com/mybayut/ar/%D8% %D8%AA :‬‬ ‫(( (‬
‫جامعــة محمــد بــن زايــد للــذكاء االصطناعــي تتلقــى أكــر مــن ‪ 3‬آالف طلــب التحــاق‪ ،‬صحيفــة االتحــاد‪ ،‬بتاريــخ ‪ ،26-10-2019‬عــى الرابط‪:‬‬ ‫(( (‬
‫‪https://www.alittihad.ae/article/62853/2019‬‬
‫الــذكاء االصطناعــي يف سياســات الحكومــة‪ ،‬عــى الرابــط اإللكــروين‪https://u.ae/ar-ae/about-the-uae/digital-uae/artifi :‬‬ ‫(( (‬
‫‪cial -intelligence -in -government -policies‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1368‬‬
‫االصطناعي‬
‫ّ‬ ‫الدراسية يف مجال الذكاء‬ ‫َّ‬ ‫املِ َنح‬
‫توفــر الدوائــر والجهــات املختلفــة يف دولــة اإلمــارات من ًحــا دراسـ َّـية للمواطنــن الراغبــن يف تخصــص مجــال الــذكاء‬
‫وعامليــا‪ .‬تشــمل الجهــات املانحــة‪:‬‬ ‫ًّ‬ ‫محليــا‬
‫ـي ًّ‬ ‫االصطناعـ ّ‬
‫ِ‬
‫الرقْميَّــة – يوفــر صنــدوق تطويــر قطــاع االتصــاالت وتقنيَّــة املعلومــات التابــع‬ ‫ •هيئــة تنظيــم االتصــاالت والحكومــة َّ‬
‫ـي‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الوطن‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـاع‬ ‫ـ‬ ‫قط‬ ‫دور‬ ‫ـز‬ ‫ـ‬ ‫تعزي‬ ‫إىل‬ ‫ـدف‬ ‫ـ‬ ‫يه‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـة»‬ ‫ـ‬ ‫بعث‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫«برنام‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫مي‬
‫َّ‬ ‫ْ‬ ‫ق‬‫الر‬
‫َّ‬ ‫لهيئــة تنظيــم االتصــاالت والحكومــة‬
‫تخصصــات قطــاع االتصــاالت وتِقنيَّــة املعلومــات‪ .‬يســتثمر الصنــدوق يف الربنامــج مبالــغ ضخمــة لتخصيــص‬ ‫يف ُّ‬
‫املئــات مــن املقاعــد الدراســيَّة لدرجتــي البكالوريــوس واملاجســتري يف أرقــى الجامعــات اإلماراتيَّــة والعامليَّــة‪.‬‬
‫ـي ( ‪ -(MBZUAI‬يحظــى جميــع الطــاب املقبولــن بفرصــة اســتكامل‬ ‫ •جامعــة محمــد بــن زايــد للــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫دراســتهم مبنحــة دراسـ َّـية كاملــة شاملة‪ ‬الرســوم الدراسـ َّـية بنســبة ‪ %100‬مــع مخصصــات شــهرية‪ ،‬وتوفــر الســكن‪،‬‬
‫والعديــد مــن املزايــا األخــرى‪.‬‬
‫الوطني للمربمجني‬ ‫ّ‬ ‫الربنامج‬
‫ـي يف الدولــة وتطويــر املواهــب والخــرات واملشــاريع‬ ‫ـ‬
‫َّ ّ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ق‬‫الر‬ ‫ـاد‬ ‫ـ‬ ‫االقتص‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫تنمي‬ ‫إىل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫للمربمج‬ ‫ـي‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الوطن‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫الربنام‬ ‫يهــدف‬
‫ـتقبلية‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫واملس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫االقتصاد‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫القطاع‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫مختل‬ ‫يف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫وأدواته‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫تطبيقاته‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ن‬
‫ّ‬ ‫تب‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫وترسي‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الربمج‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫مج‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫املتخص‬
‫ِّ‬ ‫املبتَ َكــرة‬
‫واألكادمييــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫والخاص‬
‫َّ‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الحكومي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫والجه‬ ‫ـن‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املربمج‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫مجتم‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫وثيق‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ص‬‫َ ْ‬ ‫و‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫حلق‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫إنش‬ ‫إىل‬ ‫إضافـ ًة‬
‫االصطناعي‬
‫ّ‬ ‫الوطني للذكاء‬ ‫ّ‬ ‫الربنامج‬
‫املخصصة لتســليط‬ ‫ّ‬ ‫ـوارد‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫من‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫متكامل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫مجموع‬ ‫)‪(BRAIN‬‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫اإلم‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫بدول‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫لل‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الوطن‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫الربنام‬ ‫ُيثِّــل‬
‫ـي والروبوتــات‪ ،‬مــع الرتكيــز بوجـ ٍه خــاص عــى الهــدف الطمــوح‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫مج‬ ‫يف‬ ‫ـورات‬ ‫ـ‬ ‫التط‬ ‫ـدث‬ ‫ـ‬ ‫أح‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫الضــوء‬
‫االصطناعي وتطبيقاتــه املختلفة‬ ‫ّ‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫لل‬ ‫ـؤول‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫يف‬ ‫ا‬ ‫د‬‫ً‬ ‫ـ‬ ‫رائ‬ ‫ا‬‫ك‬‫ً‬ ‫ـ‬ ‫رشي‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫تصب‬ ‫أن‬ ‫يف‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫املتح‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫اإلم‬ ‫لدولــة‬
‫عــى مســتوى العالَــم‪ .‬وســوف يلقــي الربنامــج الضــوء عــى مختلــف املبــا َدرات‪ ،‬والـراكات‪ ،‬وأحــدث التطــورات يف مجــال‬
‫ـي‪ ،‬وأثــر ذلــك كلّــه عــى مســتقبل البرشيَّــة‪.‬‬ ‫الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫االصطناعي‬
‫ّ‬ ‫مجلس اإلمارات للذكاء‬
‫ـي ليقــوم بــاإلرشاف عــى تكا ُمــل تقنيات‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫لل‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫اإلم‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫مجل‬ ‫ـكيل‬ ‫ـ‬ ‫تش‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫اإلم‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـر مجلــس الــوزراء بدول‬ ‫أقـ َّ‬
‫الحكوميــة وقطــاع التعليــم‪ .‬وقــد ت ـ َّم تكليــف املجلــس بصياغــة السياســات وخلــق ِب ْن َيــة‬ ‫َّ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫الدوائ‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫داخ‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫الـ‬
‫والخاص‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫م‬‫ّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫القطاع‬ ‫بني‬ ‫ـاون‬ ‫ـ‬ ‫للتع‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫والرتوي‬ ‫ـاع‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫القط‬ ‫يف‬ ‫ـدم‬ ‫ـ‬ ‫املتق‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫البح‬ ‫ـجيع‬ ‫ـ‬ ‫وتش‬ ‫‪،‬‬‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫لل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫صديق‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫تحتي‬
‫َّ‬
‫ـي‪.‬‬
‫الدوليــة لترسيــع تبنــي تقنيــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫َّ‬ ‫املؤسســات‬ ‫مبــا يف ذلــك َّ‬
‫االصطناعــي وتعزيــز مكانــة‬ ‫ّ‬ ‫االصطناعــي إىل تنفيــذ إســراتيجيَّة اإلمــارات للــذكاء‬ ‫ّ‬ ‫ويســعى مجلــس اإلمــارات للــذكاء‬
‫ـي بحلــول ‪ ،2031‬مــن خــال تشــكيل اللجــان واملجالــس الفرعيَّــة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـاع‬ ‫ـ‬ ‫اإلمــارات كدولــة رائــدة عامليًّــا يف قط‬
‫لدعــم جهودهــا يف هــذا املســار‪.‬‬
‫االصطناعي‬
‫ّ‬ ‫الذكاء‬ ‫عىل‬ ‫برنامج اإلمارات للتدريب‬
‫ـي إىل سـ ّد الفجوة يف املهــارات املطلوبــة يف قطــاع التكنولوجيا‪،‬‬ ‫يهــدف برنامــج اإلمــارات للتدريــب عــى الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ودعــم الشــباب وتحســن فرصهــم لتمكينهــم مــن التغلــب عــى التح ِّديــات يف قطــاع تكنولوجيــا املعلومات رسيــع التغري‪.‬‬
‫املؤسســات‬ ‫وتســاعد رشكــة «ديــل» الرائــدة يف مجــال التكنولوجيــا الطلبــة حتــى يلعبــوا دو ًرا محوريًّــا يف تحســن كفــاءة َّ‬
‫الحكوميــة بنســبة تصــل إىل ‪ ،%80‬وتحقيــق خفــض يف التكلفــة يصــل إىل ‪ ،%45‬مبــا يعــادل ماليــن الــدوالرات‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ـي ثــاث ســنوات مبشــاركة ‪ 120‬طالبًــا إماراتيًّــا كل عام‪ .‬وســيتم‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫للتدري‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫اإلم‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫برنام‬ ‫ـتمر‬ ‫يسـ‬
‫اختيــار ‪ 10‬طــاب لتل ِّقــي تدريــب مكثَّــف ملــدة ‪ 5‬أيــام للحصــول عــى دبلــوم هندســة البيانــات والحوســبة الســحابيَّة من رشكة‬
‫«ديــل»‪ .‬وســوف يكتســب الطــاب خــرة عمليَّــة يف أقســام الرشكــة املختلفــة وســتتم دعوتهــم لحضــور الفعاليــات الكــرى مثل‬
‫أســبوع جيتكــس للتقنية‪.‬‬
‫ ¨املزايا‬
‫تشمل املزايا التي يوفرها الربنامج ما ييل‪:‬‬
‫االصطناعي‬
‫ّ‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫تقني‬ ‫أحدث‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫وتع‬ ‫ـتقبل‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫مهارات‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫اكتس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـجيعهم‬ ‫ـ‬ ‫يت وتش‬ ‫ـرص للشــباب اإلمــارا ّ‬ ‫ ‪-‬إتاحــة ال ُفـ َ‬
‫بشــكل عميل‪.‬‬

‫‪1369‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ ‪-‬إعداد جيل مؤهل من شباب الدولة لس ّد احتياجات وظائف املستقبل يف دولة اإلمارات‪.‬‬
‫عمليــة الــذكاء‬ ‫َّ‬ ‫وإدارة‬ ‫املســتقبل‬ ‫اف‬ ‫االصطناعــي واســترش‬ ‫ّ‬ ‫يت يف تقنيــات الــذكاء‬ ‫ ‪-‬تطويــر مهــارات الشــباب اإلمــارا ّ‬
‫االصطناعــي‪.‬‬
‫ّ‬
‫ ‪-‬منح دبلوم يف هندسة البيانات والحوسبة السحابيَّة من رشكة ديل للتكنولوجيا وتقديم تدريب فني مكثَّف‪.‬‬
‫االصطناعي‬
‫ّ‬ ‫مخيم اإلمارات للذكاء‬ ‫ّ‬
‫االصطناعــي‪ ،‬بالتعــاون مــع عــدد مــن كــرى رشكات التكنولوجيــا‬ ‫ّ‬ ‫للــذكاء‬ ‫اإلمــارات‬ ‫مخيــم‬ ‫اإلمــارات‬ ‫دولــة‬ ‫أطلقــت‬
‫ـدويل‪ .‬وميثــل إطــاق املخيــم إحــدى مبــادرات مجلــس اإلمــارات للذكاء‬ ‫ـي والـ ّ‬ ‫ـاص عــى املســتوى الوطنـ ّ‬ ‫والتعليــم بالقطــاع الخـ ّ‬
‫ـي‪ ،‬الــذي يهــدف إىل تحديــد مســار دولــة اإلمــارات يف هــذه املجــال‪ ،‬ودعــم جهــود نقــل املعرفــة‪ ،‬وبنــاء جيــل قــادر‬ ‫االصطناعـ ّ‬
‫عــى تب ِّنــي التقنيــات الحديثــة يف تطويــر الحلــول ومعالجــة مختلــف التح ِّديــات املســتقبليَّة‪.‬‬
‫االصطناعي لخدمة اإلنسان‬ ‫ّ‬ ‫جائزة اإلمارات للروبوت والذكاء‬
‫ـي لخدمــة اإلنســان» إىل تشــجيع البحــث واســتخدامات الحلــول‬ ‫تهــدف «جائــزة اإلمــارات للروبــوت والــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـي والروبوتــات مــن أجــل التصــدي للتح ِّديــات التــي تواجههــا ثالثــة قطاعــات رئيســيَّة‪،‬‬ ‫املبتَ َكــرة يف مجــاالت الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫هــي الصحــة‪ ،‬والتعليــم‪ ،‬والخدمــات االجتامعيَّــة‪ .‬كــا تهــدف الجائــزة إىل رفــع مســتوى الوعــي العــا ّم بالفــرص الواعــدة التي‬
‫توفرهــا هــذه التطبيقــات وبأهميــة ترجمــة األفــكار اإلبداعيَّــة إىل واقــع ملمــوس بُغيــة تطويــر الخدمــات التي تقدمهــا حكومة‬
‫دولــة اإلمــارات العربيَّــة املتحــدة‪.‬‬
‫والدوليــة‪ .‬وميكــن ملواطنــي دولــة‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الوطني‬
‫َّ‬ ‫ـابقتني‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫يف‬ ‫ـاركة‬ ‫ـ‬ ‫املش‬ ‫ـركات‬ ‫ـ‬ ‫وال‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والجامع‬ ‫ـل‪،‬‬ ‫ـرق العمـ‬ ‫ميكــن لألفــراد‪ ،‬و ِفـ َ‬
‫الدوليــة‪ ،‬أمــا املتســابقون مــن غــر‬ ‫َّ‬ ‫ـابقة‬‫ـ‬ ‫املس‬ ‫أو‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الوطني‬
‫َّ‬ ‫ـابقة‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫يف‬ ‫ـاركة‬ ‫ـ‬ ‫املش‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـار‬‫ـ‬ ‫االختي‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫املتح‬ ‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫اإلمــارات‬
‫الدوليــة فقــط‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـابقة‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫يف‬ ‫ـاركة‬ ‫ـ‬ ‫املش‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫فيمكنه‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫يم‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ُ‬ ‫مل‬‫ا‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫وم‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الدول‬ ‫مواطنــي‬
‫االصطناعي‬
‫ّ‬ ‫الروبوت وتطبيقات الذكاء‬
‫ـي لضــان املزيــد مــن الكفــاءة يف‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫بال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫واملنهجي‬
‫َّ‬ ‫األدوات‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫جمي‬ ‫ـي‬ ‫تســعى دولــة اإلمــارات إىل تب ِّنـ‬
‫الحكوميــة عــى جميع املســتويات‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الخدمــات‬
‫ـي لخدمــة تعلُّــم اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬ومــن‬ ‫املختصــة بالتعليــم بعــض تطبيقــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫َّ‬ ‫كــا أطلقــت بعــض الجهــات‬
‫املتخصصــة عامليًّــا يف مجــال تكنولوجيــا التعليــم‪ ،‬والتــي تتخــذ مــن العاصمــة أبــو‬ ‫ِّ‬ ‫ذلــك فقــد أطلقــت رشكــة «ألِــف للتعليــم»‬
‫ـي ملســاعدة راغبــي تعلــم اللُّغــة العربيَّــة عــى‬ ‫ـرا لهــا‪ ،‬تطبيــق أرابيتــس‪ ،‬وهــو تطبيــق يعتمــد عــى الــذكاء االصطناع(((ـ ّ‬ ‫ظبــي مقـ ًّ‬
‫تطويــر مهاراتهــم يف القــراءة والكتابــة والتحـ ُّدث واالســتامع باللُّغــة العربيَّــة ‪.‬‬
‫الذكيــة»‪ ،‬يف تأهيــل أكــر‬ ‫ونجحــت وزارة الرتبيــة والتعليــم يف دولــة اإلمــارات‪ ،‬بالتعــاون مــع «جامعــة حمــدان بــن محمــد َّ‬
‫ـا عــن بُ ْعـ ٍـد يف‬ ‫مجانيــة بعنــوان‪« :‬كيــف تصبــح ً‬
‫ـ‬ ‫معل‬ ‫َّ‬ ‫ـروين‪ ،‬وذلــك خــال دورة‬ ‫ّ‬ ‫مــن ‪ 67.000‬منتســب خضــع للتدريــب اإللكـ‬
‫التعليميــة‪ ،‬من‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ملي‬
‫َ َّ‬‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫مراح‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫مختل‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫واألكادميي‬
‫َّ‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫التدريس‬ ‫ـوادر‬ ‫ـ‬ ‫الك‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫لتزوي‬ ‫إلكرتونيــا‬
‫ًّ‬ ‫‪ 24‬ســاعة» والتــي تــم إطالقهــا‬
‫ـب جميــع اإلجــراءات املتَّ َخــذة ِم ـ ْن‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫وتص‬ ‫ـت‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫اإلنرتن‬ ‫ـر‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫الفص‬ ‫ـغيل‬ ‫ـ‬ ‫وتش‬ ‫إدارة‬ ‫ـارات‬ ‫داخــل وخــارج الدولــة مبهـ‬
‫الخاصــة مبواجهــة‬ ‫َّ‬ ‫ات‬ ‫د‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ج‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـاىش‬ ‫ـ‬ ‫تت‬ ‫ـتباقية‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـوة‬ ‫ـ‬ ‫كخط‬ ‫ـأيت‬ ‫ـ‬ ‫وت‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـوادر‬ ‫ـ‬ ‫والك‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الطلب‬ ‫ِق َبــل الــوزارة يف مصلحــة‬
‫الطبيعيــة‪ ،‬واملتمثِّلــة يف أزمــة فــروس «كورونــا» املســت ِج ّد‪ ،‬وتوفــر أقــى معايــر الســامة العا َّمــة يف‬ ‫َّ‬ ‫األزمــات والكــوارث‬
‫ـدريس(((‪.‬‬
‫املجتمــع املـ ّ‬

‫() «ألــف للتعليــم» تطلــق تطبي ًقــا يعتمــد عــى الــذكاء االصطناعــي لتعليــم اللغــة العربيــة‪ ،‬عــى الرابــط‪https://www.alkhaleej. :‬‬ ‫(( (‬
‫‪-ae /2021 -01 -24 /%C2 %AB %D8 %A3 %D9 %84 %D9 %81‬‬
‫(( ( اإلمــارات تقــرر اســتمرار تطبيــق التعلــم عــن بعــد حتــى نهايــة العــام الــدرايس‪( ،‬صحيفــة البيــان‪ ،‬بتاريــخ ‪ ،)30-3-2020‬عــى الرابــط‪:‬‬
‫‪https ://www .albayan .ae /across -the -uae /education /2020 -03 -30 -1 .3816570‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1370‬‬
‫االصطناعي‬
‫ّ‬ ‫المبحث الثاني‪ :‬استخدام تطبيقات الذكاء‬
‫اط َ‬
‫قين بغيرها‬ ‫اللغة العربيَّ ة َّ‬
‫للن ِ‬ ‫تعلم ُّ‬
‫في ُّ‬
‫العربيــة األربــع (االســتامع والتعبــر الشــفوي‪ ،‬الكتابــة والقــراءة) وســبل‬
‫َّ‬ ‫يهــدف هــذا املبحــث إىل تحديــد مهــارات اللُّغــة‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬ولتحقيــق هذه‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬‫ن‬ ‫لل‬
‫َّ َّ‬‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـال‬
‫ـ‬ ‫مج‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫وبخاص‬ ‫‪،‬‬‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫تنميتهــا عــر االســتعانة بتطبيقــات الــذكاء‬
‫األهــداف يتنــاول هــذا املبحــث املطالــب اآلتيــة‪:‬‬
‫االصطناعي للقيام بدور المعلم الصفي‬
‫ّ‬ ‫المطلب األول‪ :‬توظيف الذكاء‬
‫ـروين فإنَّــه ال ميكــن أن يــؤ ِّدي إىل إلغــاء دور املعلــم الصفــي أو‬ ‫بالرغــم مــن الــدور الــذي ميكــن أن يلعبــه التعليــم اإللكـ ّ‬
‫التعليميــة؛ حيــث «هنــاك أدوار عديــدة للمعلِّــم املعــارص تتنــوع‬ ‫َّ‬ ‫مليــة‬
‫االســتغناء عنــه‪ ،‬فامل ُعلِّــم ال يــزال هــو حجــر الزاويــة يف ال َع َّ‬
‫ـانية‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫واإلنس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫واالجتامعي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫واإلدار‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫األدوار‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫منه‬ ‫ـة؛‬
‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫الرتبو‬ ‫بقــدر مــا تضيفــه املســتح َدثات الجديــدة يف املجــاالت‬
‫ـات تحتــاج إىل معلِّــم يتطــور باســتمرار مــع تطــور العــر‪ ،‬ليلبــي حاجــات املتعلِّــم واملجتمــع يف ٍآن ٍ‬
‫واحد‪،‬‬ ‫وهــذه األدوار واملهـ َّ‬
‫العامليــة عىل املســتوى‬ ‫َّ‬ ‫ـرات‬ ‫ـ‬ ‫واملتغ‬ ‫ـي‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التكنولوج‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫رات‬ ‫و‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫لتط‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫املعل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ب‬‫ك‬
‫َ‬ ‫وا‬‫م‬‫((( ُ‬‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـأت هــذا إال‬‫ولــن يتـ َّ‬
‫ـريف» ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫واملع‬ ‫ـايف‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫والثق‬ ‫الفكــري‬
‫التكنولوجي‬
‫ّ‬ ‫ولذلــك فقــد ظهــرت يف اآلونــة األخــرة االســتعانة بكثــر مــن طرائــق التدريــس الحديثــة التــي تواكــب التطـ ُّور‬
‫يف كل مجــاالت الحيــاة‪ ،‬وأذكــر منهــا‪:‬‬
‫يت للمتعلِّــم مــن خــال مــا يقــرأ أو يكتــب أو يعــر؛‬ ‫ّ‬ ‫ـذا‬‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـاط‬ ‫ـ‬ ‫النش‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الطريق‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫تعتم‬ ‫ ‪-‬طريقــة حـ ّـل املشــكالت‪:‬‬
‫حيــث يقــوم املعلــم مبالحظــة األخطاء املشــركة بــن الطــاب‪ ،‬ويناقشــهم(((‪.‬‬
‫ ‪-‬طريقــة التمثيــل الدرامي‪ :‬هــي طريقــة يتـ ّم فيهــا تنظيــم املــادة التعليميَّــة عــى شــكل نصــوص دراميــة؛ حيــث يتــم‬
‫تشــكيل هــذه املــادة يف مواقــف عمليَّــة(((‪.‬‬
‫الصفيــة‪ ،‬بحيــث يــوزع الطــاب‬ ‫َّ‬ ‫ين‪ :‬هــي طريقــة تدريــس حديثــة تقــوم عــى تنظيــم البيئــة‬ ‫ ‪-‬طريقــة التعليــم التعــا ُو ّ‬
‫إىل مجموعــات صغــرة متكافئــة‪ ،‬ويطلــب إليهــم العمــل بعضهــم مــع بعــض يف حــوار متكامــل حــول مــا يتعلَّــق باملــادة‬
‫الدراسـ َّـية لتحقيــق األهــداف التــي يرســمها املعلــم‪ ،‬بحيــث يتــم التنافس بــن املجموعــات‪ ،‬والتعاون بــن أفــراد املجموعة‬
‫الواحــدة‪ ،‬ويقتــر دور املعلــم عــى التوجيــه والتنظيــم لعمــل هــذه املجموعــة‪ ،‬وإعطــاء التغذيــة الراجعــة عنــد الحاجــة‬
‫ـي(((‪.‬‬
‫ـكل جامعـ ٍّ‬ ‫لكافَّــة املجموعــات‪ ،‬وتقديــم التعزيــز بشـ ٍ‬
‫ ‪-‬طريقــة االكتشــاف‪ :‬تتطلَّــب هــذه الطريقــة مــن املتعلِّــم القيــام بنشــاط للحصــول عــى املعلومــة يف ظــل مســاعدة‬
‫املعلــم وتوجيهــه بشــكل علمــي(((‪.‬‬
‫ـي يف محاولــة اســتغالل هــذه الطُّــرق جميعهــا‪ ،‬مبــا يرجــع بالفائــدة عــى‬ ‫ويرتكــز اســتثامر تطبيقــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـي‪ ،‬وهــو‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التكنولوج‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫التع‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫تطبيق‬ ‫ـرز‬ ‫ـ‬ ‫أب‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫أح‬ ‫ـور‬
‫ـ‬ ‫ظه‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫عوام‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫أه‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫كان‬ ‫املعلــم واملتعلــم يف ٍآن واحــد‪ ،‬ولعــل هــذا الدافــع‬
‫التعليميــة املفتوحــة مفتوحــة‬
‫َّ‬ ‫ـوارد‬‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫لجع‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫منص‬
‫َّ‬ ‫أو‬ ‫ـتودعات‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫إىل‬ ‫ـاج‬ ‫ـ‬ ‫تحت‬ ‫التعليميــة‬
‫َّ‬ ‫«املؤسســة‬
‫َّ‬ ‫التعليميــة‪ ،‬إذ إن‬
‫َّ‬ ‫املنصــات‬
‫َّ‬
‫للعموم» (((‪.‬‬
‫حيــث يــرى الباحثــون أن لهــذه املنصــات مجموعــة مــن اإليجابيَّــات التــي تفيــد املعلِّمــن وامل ُتعلِّمــن عــى الســواء‪ ،‬فمــن‬
‫ن(((‪:‬‬‫اإليجابيَّــات للمعلِّمـ َ‬

‫فــواز بــن هــزاع بــن نــداء الشــمري‪ ،‬أهميــة ومعوقــات اســتخدام املعلمــن للتعليــم اإللكــروين مــن وجهــة نظــر املرشفــن الرتبويــن مبحافظــة‬ ‫(( (‬
‫جــدة‪ ،‬بحــث مكمــل لنيــل درجــة املاجســتري يف املناهــج وطــرق التدريــس شــعبة اإلرشاف الرتبــوي‪ ،‬جامعــة أم القــرى مبكــة املكرمــة‪ ،‬كليــة‬
‫الرتبيــة‪ ،2007 ،‬ص‪.26 ‬‬
‫محسن عيل عطية‪ ،‬املناهج الحديثة وطرائق التدريس‪ ،‬دار املناهج للنرش والتوزيع‪ ،‬عامن‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األوىل‪2013 ،‬م‪ ،‬ص‪.333 ‬‬ ‫(( (‬
‫كامل عبد الحميد زيتون‪ ،‬التدريس مناذجه ومهاراته‪ ،‬عامل الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ‪ ،‬ص‪.326 ‬‬ ‫(( (‬
‫كامل عبد الحميد زيتون‪ ،‬التدريس مناذجه ومهاراته‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.326 ‬‬ ‫(( (‬
‫محسن عيل عطية‪ ،‬املناهج الحديثة وطرائق التدريس‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.336 ‬‬ ‫(( (‬
‫جميــل إطميــزي وفتحــي الســاملي‪ ،‬املــوارد التعليميــة املفتوحــة‪ :‬االســتخدام واملشــاركة والتبنــي‪ .‬املنظمــة العربيــة للرتبيــة والثقافة والعلــوم‪ ،‬تونس‪،‬‬ ‫(( (‬
‫‪ ،2019‬ص‪.102 ‬‬
‫املرجع السابق‪ ،‬ص‪.116 ‬‬ ‫(( (‬

‫‪1371‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ •زيادة الوصول إىل املوارد‪.‬‬


‫الدراسية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫املناهج‬ ‫وأهداف‬ ‫ة‬ ‫املحلي‬
‫َّ‬ ‫بات‬ ‫َّ‬ ‫ل‬‫املتط‬ ‫مع‬ ‫تتوافق‬ ‫التي‬ ‫ة‬ ‫الدراسي‬
‫َّ‬ ‫املواد‬ ‫صياغة‬ ‫ •تحسني املرونة يف‬
‫ •زيادة القدرة عىل إنتاج ونرش مواد تدريبيَّة ذات جودة عالية‪.‬‬
‫عامليا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫وانتشارها‬ ‫ •زيادة االعرتاف نتيجة إلنشاء مواد ذات جودة عالية‬
‫أما اإليجابيَّات التي تعود عىل املتعلِّمني‪ ،‬فمنها(((‪:‬‬
‫التعليمية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ •تحسني الوصول إىل مجموعة أوسع من املوارد‬
‫الخاصة بهم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ •متكني املتعلِّمني من املشا َركة يف بناء مسارات التعلُّم الشخصيَّة‬
‫تعليميــة تقــوم بــدور املعلــم غــر الصفــي‪ ،‬وكــذا املتعلِّــم‬ ‫َّ‬ ‫منصــات‬‫العربيــة املتحــدة يف توفــر َّ‬ ‫َّ‬ ‫وتتفــوق دولــة اإلمــارات‬
‫اإلماراتيــة ليتــم تعميــم اســتخدامها يف كافَّة مــدارس الدولة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الرتبي‬ ‫وزارة‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫أطلقته‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـف)‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫(أل‬ ‫يت‪ ،‬و ِمــن بَي ِنهــا َّ‬
‫منصــة‬ ‫الــذا ّ‬
‫التعليميــة التــي تتميــز بعرضهــا‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫التقني‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫لتدري‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الداعم‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫اإللكرتوني‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫املنص‬
‫َّ‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫إح‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫بوصفه‬
‫العربيــة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ر‬‫ـر‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫مق‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫يف‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫وذل‬ ‫‪-‬‬ ‫ـتحدثة‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫تدريس‬ ‫ات‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫وإس‬ ‫ـددة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫متع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫لي‬
‫ُ َّ‬‫ع‬ ‫تفا‬ ‫ـطة‬ ‫ـ‬ ‫وأنش‬ ‫ـوع‬ ‫ـ‬ ‫متن‬ ‫ـوى‬ ‫ملحتـ‬
‫تعليميــة قامــت رشكــة ألِــف للتعليــم((( بإطالقهــا يف عــام ‪ 2017‬حيــث اســتفاد منهــا مــا يقــارب مــن‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫إلكرتوني‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫منص‬
‫َّ‬ ‫ـي‬‫وهـ‬
‫خاصــة‬‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫مدرس‬ ‫‪77‬‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫وأك‬ ‫ـرة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الفج‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫حكومي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ومدرس‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ظب‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫أب‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫حكومي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مدرس‬ ‫‪150‬‬ ‫يف‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫طال‬ ‫ـف‬‫ـ‬ ‫أل‬ ‫‪100‬‬
‫األمريكيــة يف ‪ 7‬مــدارس‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـغيلية خــارج الدولــة وتحديـ ًدا يف الواليــات املتحــدة‬ ‫َّ‬ ‫يف دولــة اإلمــارات‪ ،‬إضافـ ًة إىل عملياتهــا التشـ‬
‫ـدرايس الحــايل يف ‪196‬‬ ‫ومدرســة يف كنــدا‪ ،‬لالرتقــاء مبنظومــة التعلُّــم الــذيك ‪ .‬وســوف يتــم تعميــم اســتخدامها للعــام الـ ّ‬
‫(((‬

‫مدرســة يف ٍّكل مــن ديب والشــارقة وعجــان وأم القيويــن ورأس الخيمــة والفجــرة‪ ،‬ضمــن ســياق زمنــي ميت ـ ّد عــى عــدة‬
‫مراحــل‪ ،‬تنتهــي يف شــهر ديســمرب املقبــل(((‪.‬‬
‫يب اآلتيــة‪( :‬تحديــد الفكــرة املحوريَّــة‬ ‫نصــة عــى العديــد مــن مهــارات التفكــر وفهــم املقــروء والتعبــر الكتــا ّ‬ ‫وتحتــوي املِ َّ‬
‫والســياق ‪ -‬توظيــف الحصيلــة‬ ‫ـردات الصعبَــة واســتنتاج معــاين كلــات مــن خــال املصاحبــات املعجميَّــة ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫للــدرس ‪ -‬فهــم املفـ َ‬
‫اللُّغويَّــة مــن املفــردات الجديــدة ‪ -‬ربــط ال َعالقــات املنطقيَّــة املوجــودة بــن أجــزاء الــدرس ‪ -‬وكتابَــة َوصــف مــكان‪ ،‬أو إنســان‬
‫أو ظاهــرة مــن خــال اســتخدام األوصــاف‪ ،‬واألحاســيس‪ ،‬واألفــكار)‪.‬‬
‫نصة عىل العديد من األيقونات التي تغطي بعض املهارات اللُّغويَّة؛ مثل‪:‬‬ ‫تحتوي املِ َّ‬
‫ ‪-‬أيقونة توظيف الكلامت املحوريّة واملصاحبات اللُّغويَّة‪ :‬وتشمل اختبارات عديدة ملهارة الكتابة‪.‬‬
‫وفق التّ ِ‬
‫سلسل‪.‬‬ ‫الشعوريّـ ِة‪ ،‬وتحديد فقرات الدرس‪ ،‬وتط ّو َر َ‬
‫ها‬ ‫وصف الحالـ ِة ُّ‬ ‫ ‪-‬أيقونة محطة التعلُّم‪ :‬وتحتوي عىل ِ‬
‫ ‪-‬أيقونــة تقييــم مســتوى فهمــي‪ :‬وتحتــوي عــى اختبــارات عديــدة ملهــارة اســتيعاب املقــروء وفهمــه وتحليلــه مــن خــال‬
‫تحديــد موضــوع الفقــرات والفكــرة املحوريَّــة لهــا‪.‬‬
‫التعليمية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫األلعاب‬ ‫ ‪-‬أيقونة امرح وتعلَّم‪ :‬وتحتوي عىل مناذج متنوعة من‬

‫املرجع السابق‪ ،‬ص‪.116 ‬‬ ‫(( (‬


‫() «ألــف للتعليــم» هــي رشكــة عامليــة مختصــة بتكنولوجيــا التعليــم مقرهــا يف دولــة اإلمــارات العربيــة املتحــدة‪ .‬وقــد نشــأت فكــرة تأســيس رشكة‬ ‫(( (‬
‫«ألــف للتعليــم» يف عــام ‪ ،2015‬وكان الهــدف منهــا يف البدايــة إنشــاء نظــام تكنولوجــي رائــد يلبــي احتياجــات نظــام املــدارس الحكوميــة‬
‫يف دولــة اإلمــارات العربيــة املتحــدة‪ .‬إال أنــه وبحكــم التطــور املتســارع يف مجــال التعليــم عــى مســتوى العــامل‪ ،‬ارتقــى هــذا املفهــوم ليشــمل‬
‫ـاء باملرحلــة الثانويــة‪ .‬وتتمثــل رؤيتهــا‬
‫بنــاء نظــام تعليمــي يســتند إىل التكنولوجيــا املتطــورة والــذكاء االصطناعــي مــن املرحلــة األساســية وانتهـ ً‬
‫يف تصميــم تجــارب تعليميــة رائــدة تحــول طريقــة التعليــم والتعلــم يف العــامل بهــدف الحصــول عــى نتائــج ومخرجــات تعلُّــم فعالــة‪ .‬وتنصــب‬
‫جهودهــا عــى االرتقــاء بأنظمــة الفصــول الدراســية مــن املرحلــة األساســية وحتــى املرحلــة الثانويــة مــن خــال تقديــم تجــارب تعليميــة ابتكارية‬
‫وتكنولوجيــة تعمــل عــى تحفيــز املتعلــم وتزويــده مبهــارات القــرن الواحــد والعرشيــن‪ .‬انظــر‪ :‬املوقــع الرســمي للرشكــة عــى شــبكة اإلنرتنــت عىل‬
‫الرابــط‪/https://www.alefeducation.com/ar/our-profile :‬‬
‫صحيفــة البيــان اإللكرتونيــة‪ ،‬الرتبيــة تعلــن تطبيــق «منصــة ألــف» يف جميــع املــدارس الحكوميــة‪ 17 .‬أكتوبــر ‪ .2020‬عــى الرابــط اإللكرتوين‪:‬‬ ‫(( (‬
‫‪file:///D:/%D9%85%.html‬‬
‫صحيفــة البيــان اإللكرتونيــة‪( ،‬الرتبيــة) تطبّــق «منصــة ألــف» يف جميــع املــدارس الحكوميــة‪ 18 .‬أكتوبــر ‪ .2020‬عــى الرابــط اإللكــروين‪:‬‬ ‫(( (‬
‫‪file:///D:/% 6.html‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1372‬‬
‫ ‪-‬أيقونــة إطاللــة ثانيــة‪ :‬وتحتــوي عــى أســئلة وتدريبــات مرفَــق بهــا ُصـ َور توضيحيَّــة لــكل ســؤال‪ .‬مبــا تســاعد عــى خلــق‬
‫أيضــا عــى مجموعــة مــن املهــارات التــي تســاعد الطالــب عــى‬ ‫توقُّعــات لإلجابــات الصحيحــة لــدى الطــاب‪ ،‬وتحتــوي ً‬
‫اإلجابــة النموذجيَّــة يف االمتحانــات؛ وذلــك مثــل‪ :‬مهــاريت التســر‪ ،‬واالســتبعاد(((‪.‬‬
‫عمليــة التدريــس أن يتــم‬ ‫ـي يف َّ‬ ‫الباحثــن يف اســتثامر معلــم الصــف آلليــات وتطبيقــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫ويقــرح بعــض‬
‫االســتعانة مبا يــي(((‪:‬‬
‫ ‪-‬بناء برامج حاسوبيَّة يتم تغذيتها مبحتوى مناهج اللُّغة العربيَّة‪.‬‬
‫العربيــة‪ ،‬ويقــوم‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫املختلف‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫املناه‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫لتدري‬ ‫ـة؛‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ ‪-‬تصميــم إنســان آيل (روبــوت)‪ ،‬مــزود بأنظمــة خبــرة يف اللُّغ‬
‫بتدريــس مهــارات اللُّغــة مــن خــال فروعهــا املختلفــة (النحــو والــرف ‪ -‬القــراءة ‪ -‬التعبــر – اإلمــاء – البالغــة ‪-‬‬
‫العــروض)‪.‬‬
‫(االفرتايض) يف تدريس اللُّغة العربيَّة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ ‪-‬استخدام تقنيات الربمجيَّات الذكيَّة وهندسة املعرفة والواقع املصطنع‬
‫الخاصــة‪ ،‬والرتجمــة الفوريَّة‪ ،‬للحديــث من خالل الشــبكات‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬اســتحداث نظــم لتفهــم الحديــث املتصــل يف بعــض املجــاالت‬
‫ـرف األوتوماتيــي عــى النصــوص وإدخالهــا يف قواعــد البيانــات‪،‬‬ ‫العربيــة‪ ،‬والتعـ ُّ‬
‫َّ‬ ‫التليفونيــة لبعــض اللغــات؛ ومنهــا اللُّغــة‬
‫وذلــك للوصــول إىل نظــم حاســبات تكــون لغتهــا أفضــل بكثــر مــن لغــة بعــض األفــراد؛ حيــث تكــون قــادرة عــى الحوار‬
‫ن بغريها‪.‬‬‫اطقـ َ‬ ‫العربيــة بشــكل أوســع لل َّن ِ‬
‫َّ‬ ‫ـا يُتيــح تدريــس اللُّغــة‬‫والتفهــم والتحـ ُّدث والرتجمــة؛ مـ َّ‬
‫االصطناعي في قراءة النصوص وتحليلها‬
‫ّ‬ ‫المطلب الثاني‪ :‬توظيف الذكاء‬
‫أول‪ :‬تعريف القراءة ومهاراتها‬
‫ً‬
‫تعــرف القــراءة بأنَّهــا‪« :‬عمليَّــة عقليَّــة يتــم فيهــا تحويــل الرمــوز املكتوبــة‪ ،‬أو املطبوعــة إىل ألفــاظ مفهومــة مــن القــارئ‪،‬‬
‫وفهــم مــا بــن الســطور واســتنتاج مــا وراءهــا‪ ،‬ونقــد املقــروء‪ ،‬وإصــدار الحكــم عليــه بال َقبــول واالســتفادة منــه يف تعديــل‬
‫ـريف‪ ،‬أو الرفــض»(((‪.‬‬
‫الســلوك‪ ،‬وزيــادة الرصيــد املعـ ّ‬
‫يتضح للباحث أن القراءة تعتمد عىل توصل القارئ إىل املهارتني األساسيتني لعملية القراءة؛ وهام ‪:‬‬
‫(((‬

‫ ‪-‬مهــارة إدراك الكلــات‪ .‬وتشــمل مهــارات التحليــل الصــويتّ للفــظ الكلمــة‪ ،‬وتحليــل ال ِب ْنيَــة والرتكيــب‪ ،‬والبحــث يف‬
‫القامــوس‪.‬‬
‫ ‪-‬مهارة بناء املعنى‪ .‬وهي مهارة تعتمد عىل االستيعاب وال َف ْهم والتفاعل مع املقروء‪.‬‬
‫التعرف‪ ،‬وجانب ال َف ْهم‪ .‬وفيام ييل توضيح لهذين الجانبني‪:‬‬ ‫ولذلك فإن ملهارات القراءة جانبني؛ هام‪ :‬جانب ُّ‬
‫ـرف‪ :‬أي «إدراك الرمــوز املطبوعــة برصيًّــا‪ ،‬باإلضافــة إىل فهــم املعنــى»‪ .‬وتتضمــن املهــارات‬ ‫أول‪ (((:‬مهــارات جانــب التعـ ُّ‬
‫ً‬
‫اآلتيــة ‪:‬‬
‫البرصي للحروف‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ •اإلدراك‬
‫السمعي للحروف‪.‬‬‫ّ‬ ‫ •اإلدراك‬
‫ •الربط بني شكل الحرف وصوته‪.‬‬
‫ •متييز الكلامت‪.‬‬

‫انظر‪ :‬املوقع الرسمي للرشكة عىل شبكة اإلنرتنت عىل الرابط‪/https://www.alefeducation.com/ar/our-profile :‬‬ ‫(( (‬
‫ـن باللغــة العربيَّــة؛ الواقــع واملأمــول)‪ .‬املؤمتــر الــدويل للّغــة‬ ‫ـي لغــر ال َّن ِ‬
‫اطقـ َ‬ ‫أحــام بنــت عــي بنــت بختيــار خيــاط‪( ،‬تطبيقــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫(( (‬
‫العربيــة وآدابهــا‪ ،‬جامعــة أم القــرى ‪ -‬مكــة املكرمــة‪2020( .‬م)‪ ،‬ص‪.104 ‬‬
‫محسن عيل عطية‪ ،‬اسرتاتيجيات ما وراء املعرفة يف فهم املقروء‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.23 ‬‬ ‫(( (‬
‫راتــب قاســم‪ -‬محمــد فخــري مقــدادي‪ ،‬املهــارات القرائيــة والكتابيــة‪ ،‬دار املســرة للنــر والتوزيــع‪ ،‬عــان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعــة الثالثــة‪2013 ،‬م‪،‬‬ ‫(( (‬
‫ص‪ ،76-77 ‬بتــرف‪.‬‬
‫رشــدي طعيمــة ‪ -‬محمــد منــاع‪ ،‬تدريــس العربيــة يف التعليــم العــام‪ ،‬نظريــات وتجــارب‪ ،‬دار الفكــر العــريب‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬الطبعــة األوىل‪2000 ،‬م‪،‬‬ ‫(( (‬
‫ص‪.126  ‬‬

‫‪1373‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ثانيــا‪ :‬مهــارات جانــب ال َف ْهــم‪ :‬وال َف ْهــم يف القــراءة يشــمل «الربــط بــن الرمــز واملعنــى‪ ،‬وإيجــاد املعنــى مــن الســياق‪،‬‬ ‫ً‬
‫واختيــار املعنــى املناســب‪ ،‬وتنظيــم األفــكار املقــروءة‪ ،‬وتذكــر هــذه األفــكار واســتخدامها فيــا بعــد يف األنشــطة الحــارضة‬
‫واملســتقبلة»‪ .‬ومــن أهــم مهــارات ال َف ْهــم مــا يــي(((‪:‬‬
‫ •إعطاء الرمز معناه‪ ،‬والقدرة عىل ربط املعنى باللفظ‪.‬‬
‫ •فهم الوحدات األكرب من مجرد الرمز‪ ،‬كالعبارة والجملة والفقرة والقطعة كلها‪.‬‬
‫ •فهم الكلامت من السياق‪ ،‬واختيار املعنى املناسب‪.‬‬
‫للنص املقروء‪.‬‬ ‫ •الوعي بالوحدة الفكريَّة ّ‬
‫والفرعية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الرئيسية‬
‫َّ‬ ‫ •تحديد األفكار‬
‫ •القدرة عىل االستنتاج وفهم اتجاه الكاتب‪.‬‬
‫األدبية‪ ،‬وغرض الكاتب والحالة املزاجية‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫األساليب‬ ‫ •القدرة عىل تقويم املقروء‪ ،‬ومعرفة‬
‫ •القدرة عىل تطبيق األفكار‪ ،‬وإضافة أفكار جديدة‪.‬‬
‫العربيــة بالقــدرة عــى تحليــل النــص‬
‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫بغ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬‫ن‬‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـب‬
‫ـ‬ ‫الطال‬ ‫ويشــر مــا ســبق مــن مهــارات إىل وجــوب أن يتمتــع‬
‫املقــروء‪ ،‬وميكــن التمييــز بــن عــدد مــن املراحــل التــي متثــل يف مجموعهــا تحليـ ًـا للنــص املقــروء؛ وهــي(((‪:‬‬
‫ ‪-‬معالجة الفكرة العا َّمة‪.‬‬
‫الرئيسية يف كل فقرة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬معالجة األفكار‬
‫ ‪-‬املعالجة التفصيليَّة للفقرة‪.‬‬
‫ ‪-‬التغذية الراجعة ّ‬
‫للنص‪.‬‬
‫ ‪-‬إعادة إنتاج النص بطريقة إبداعيَّة‪.‬‬
‫الض ْعف يف مهارة القراءة‬
‫ثانيا‪ :‬مظاهر َّ‬
‫ً‬
‫ني بغري العربيَّة يف تعلُّم مهارة القراءة فيام ييل‪:‬‬
‫اطق َ‬ ‫تتمثَّل أهم الصعوبات التي تواجه ال َّن ِ‬
‫ ‪1.‬ما يتعلَّق بالقراءة الصامتة‪ :‬وتتضمن صعوبة الكلامت الجديدة‪ ،‬والقراءة يف اتجاه خاطئ؛ وتشمل ‪:‬‬
‫(((‬

‫ ‪-‬تع ُّدد صور الحرف الواحد وأشكاله يف أول الكلمة ويف وسطها ويف آخرها مثل (الكاف والعني)‪.‬‬
‫ ‪-‬تشابه كثري من الحروف مثل (ج‪-‬ح‪-‬خ)‪( ،‬ب‪-‬ت‪-‬ث)‪.‬‬
‫ ‪-‬الخلط يف ترتيب الكلامت يف الجملة من حيث تتابعها‪.‬‬
‫ ‪-‬تبادل مواضع الكلامت وأماكنها‪.‬‬
‫ ‪-‬اإلفراط يف تحليل ما هو مألوف من الكلامت‪.‬‬
‫ ‪-‬انتقال العني بشكل خاطئ عىل السطر‪.‬‬
‫ ‪-‬تزايُد الخلط ملواضع الكلامت أو الحروف‪ ،‬مثل أخطاء يف بداية الكلمة أو وسطها أو نهايتها‪.‬‬
‫ ‪2.‬ما يتعلَّق بالقراءة الجهريَّة؛ ويشمل(((‪:‬‬
‫ ‪-‬تقارب أصوات بعض الحروف مثل (ط‪ -‬ت)‪( ،‬س‪-‬ص)‪( ،‬ذ‪-‬ظ)‪.‬‬
‫ ‪-‬تكرار الكلمة الواحدة ً‬
‫كثريا‪.‬‬
‫ ‪-‬اإلبدال؛ كأن يضع التلميذ حرفًا مكان آخر‪ ،‬بأن يقرأ كلمة (يعفو) (يفعو)‪.‬‬
‫ ‪-‬القراءة املتقطعة؛ ويكون ذلك نتيجة لعدم فهم وظيفة عالمات الرتقيم‪ ،‬أو ال َف ْهم الكامل للمقروء‪.‬‬
‫االنفعايل أثناء القراءة الجهريَّة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬التوتر‬
‫رشدي طعيمة ‪ -‬محمد مناع‪ ،‬تدريس العربية يف التعليم العام‪ ،‬نظريات وتجارب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.127 ‬‬ ‫(( (‬
‫عبد اللطيف الصويف‪ ،‬فن الكتابة‪ ،‬دار الفكر املعارص‪ ،‬دمشق‪ ،‬سوريا‪ ،‬الطبعة الثانية‪2009 ،‬م‪ .‬ص‪.29 ‬‬ ‫(( (‬
‫راتب قاسم ‪ -‬محمد فخري مقدادي‪ ،‬املهارات القرائية والكتابية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.100 ‬‬ ‫(( (‬
‫املرجع السابق‪ ،‬ص‪.101 ‬‬ ‫(( (‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1374‬‬
‫ ‪-‬االفتقار إىل القراءة عىل تجزئة املقروء إىل عبارات‪.‬‬
‫ ‪3.‬ما يتعلَّق مبهارة االستيعاب وال َف ْهم؛ وتشمل(((‪:‬‬
‫ ‪-‬املعرفة املحدودة مبعاين الكلامت‪.‬‬
‫ ‪-‬عدم القدرة عىل القراءة يف وحدات فكريَّة ذات معنى‪.‬‬
‫ ‪-‬عدم كفاية فهم معنى ال ُجملة‪.‬‬
‫ ‪-‬القصور يف إدراك تنظيم الفقرة‪.‬‬
‫ ‪-‬القصور يف تذوق النص‪.‬‬

‫ن بغــر‬ ‫ـي يف تنميــة مهــارة القــراءة لل َّن ِ‬


‫اطق ـ َ‬ ‫ثال ًثــا‪ :‬اســتثامر الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬
‫ـرف‬‫ن بغــر العربيَّــة مــا يعــرف بـــ (التعـ ُّ‬ ‫اطقـ َ‬ ‫ـي يف تنميــة مهــارة القــراءة لــدى ال َّن ِ‬ ‫ومــن أهــم تقنيــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـرا بتعبرياتهــا)؛ حيــث يتعامــل الحاســوب مــع أصغــر وحــدة يف أنظمــة الكتابــة يف اللُّغــات‪ ،‬وهي‬ ‫عــى النصــوص وقراءتهــا جهـ ً‬
‫الجرفيــم أو الجرافيــم )‪ ،(Grapheme‬وهــو يعــر عــن كل رمــز كتــايب؛ ســواء كان مســت ِق ًّل بذاتــه؛ مثــل الحــروف كالحــروف‬
‫العربيَّــة والالتينيــة‪ ،‬واألرقــام بأنواعهــا‪ ،‬وعالمــات الرتقيــم‪ ،‬أو كان ملح ًقــا مبحــرف آخــر؛ مثــل عالمات التشــكيل (الحــركات)‪،‬‬
‫أو غريهــا مــن العالمــات املســتح َدثة يف الكتابــة‪ ،‬ويعالــج الحاســوب هــذه الوحــدات عــى اختــاف أشــكالها عــر مناهــج‬
‫�رف الضـ�ويئ عـلى الحـ�روف املطبوعـ�ة �‪(OCR Typewrit‬‬ ‫ومسـ�تويات مختلفـ�ة مـ�ن تعلُّـ�م اآللـ�ة‪ ،‬ومـ�ن تطبيقـ�ات ذلـ�ك‪ :‬التعـ ُّ‬
‫ـرف الضــويئ عــى الحــروف املخطوطــة )‪ ،(OCR Handwriting‬وقــراءة الكتــب بتحويــل النــص املكتــوب إىل‬ ‫)‪ ،ten‬والتعـ ُّ‬
‫منطــوق (((‪.(TTS‬‬
‫ـي)‪ ،‬والذي يعــرف بأنَّه‪« :‬كل شــكل رسدي‬ ‫الرقْمـ ّ‬
‫ـي بـــ (األدب َّ‬ ‫كــا ميكــن االســتعانة مبــا يعــرف يف مجــال الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫يت وســيطًا‪ ،‬ويوظــف واحــدة أو أكــر مــن خصائــص هــذا الوســيط»(((‪ .‬ويتــم ذلــك مــن‬ ‫أو شــعري يســتعمل الجهــاز املعلومــا ّ‬
‫ن مــن قــراءة‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الطال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫متك‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫حديث‬ ‫ـورة‬‫ـ‬ ‫بص‬ ‫األدب‬ ‫ـرض‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫خــال توظيــف تلــك التقنيــات الحديث‬
‫ـي تفاعــي يتيــح‬ ‫َ ّ‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ق‬‫ر‬ ‫ـوان‬ ‫ـ‬ ‫دي‬ ‫ـداد‬ ‫ـ‬ ‫وإع‬ ‫‪،‬‬‫ـرايض‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االف‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫الواق‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫لنظ‬ ‫ـبة‬‫ـ‬ ‫مناس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫فصيح‬ ‫ة‬‫نصوصــه‪ ،‬وذلــك بتوفــر مقاطــع شـ َّ‬
‫ي‬ ‫ـعر‬
‫للباحــث أن يعــرض القصائــد املتق ِّدمــة والحديثــة‪ ،‬أو الباحــث عــن القصائــد ذات املطلــع الواحــد‪ ،‬أو الباحــث بالقافيــة‪ ،‬وهــذه‬
‫ـركات البحــث‪ ،‬لكــن البحــث فيهــا ال يضمــن وجودهــا يف مـ ٍ‬
‫ـكان‬ ‫الفكــرة ميكــن لقائــل أن يقــول‪ :‬إن هــذه الخدمــة توفرهــا ُمحـ ِّ‬
‫العامليــة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫البح‬ ‫ـبكات‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫األبي‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫توثي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫الكث‬ ‫ـزف‬ ‫واحـ ٍـد‪ ،‬كــا ال يضمــن صحــة األبيــات‪ ،‬والقائــل‪ ،‬ولهــذا يعـ‬
‫اإللكرتونيــة ‪/‬كليــة اللُّغــة‬
‫َّ‬ ‫ـعر‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـوعة‬ ‫ـ‬ ‫(موس‬ ‫إىل‬ ‫ـتناد‬‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫إمكاني‬ ‫ويؤثــرون الدواويــن املطبوعــة‪ ،‬ويقــرح الباحثــون يف ذلــك‬
‫العربيــة ‪/‬جامعــة أم القــرى(((‪.‬‬
‫َّ‬

‫املرجع السابق‪ ،‬ص‪.100 ‬‬ ‫(( (‬


‫هشــام بــن صالــح القــايض‪( ،‬اســتثامر الــذكاء االصطناعــي يف تعلــم وتعليــم اللغــة العربيــة لغــة ثانيــة‪ :‬اآلفــاق واإلمكانــات)‪ .‬مجلــة الحكمــة‬ ‫(( (‬
‫للدراســات األدبيــة واللغويــة ‪ -‬مؤسســة كنــوز الحكمــة للنــر والتوزيــع‪ ،‬العــدد الثالــث‪2021( .‬م)‪ ،‬ص‪.90 ‬‬
‫فيصــل أبــو الطفيــل‪ ،‬األدب الرقمــي‪ ،‬تداخــل النــص األديب بالوســيط التكنولوجــي‪ ،‬مجلــة أدب ونقــد‪ ،‬الهيئــة العامــة للكتــاب‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬العــدد‬ ‫(( (‬
‫‪355، 2016‬م‪ ،‬ص‪.60 ‬‬
‫ـجـال عــي خليــل الدهشــان‪( ،‬اللغــة العربيــة والــذكاء االصطناعــي‪ ،‬كيــف ميكــن االســتفادة مــن تقنيــات الــذكاء االصطناعــي يف تعزيــز اللغــة‬ ‫(( (‬
‫العربيــة؟)‪ ،‬املجلــة الرتبويــة ‪ -‬جامعــة ســوهاج‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬العــدد ‪73. (2020‬م)‪ .‬ص‪.7 ‬‬

‫‪1375‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫االصطناعي في كتابة النصوص وتصحيحها‬


‫ّ‬ ‫المطلب الثالث‪ :‬توظيف الذكاء‬
‫أول‪ :‬مفهوم الكتابة ومهاراتها‬
‫ً‬
‫اإلنجليزي الكتابة بأنَّها‪ :‬استعامل األشكال املكتوبة ألغراض تدوين األفكار أو نقلها» ‪.‬‬
‫(((‬
‫ّ‬ ‫يعرف معجم أكسفورد‬
‫األسايس(((‪:‬‬
‫ّ‬ ‫التعليم‬ ‫من‬ ‫الثانية‬ ‫الحلقة‬ ‫لطالب‬ ‫املناسبة‬ ‫للكتابة‬ ‫ة‬‫ومن األهداف الرتبو َّ‬
‫ي‬
‫النفسية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬إفساح املجال أمام الطالب للتعبري عن أفكارهم ومعانيهم‬
‫اإلبداعية واالبتكاريَّة لدى الطالب‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬الكشف عن الطاقة‬
‫يب التي يستعملها‪.‬‬ ‫ ‪-‬تزويد الطالب بحصيلة لُغويَّة يستمدها من تع ُّدد طرق التعبري الكتا ّ‬
‫ـرا لتحقــق اتصالــه بالنــاس عــن طريــق الكتابــة؛‬ ‫ ‪-‬تســاهم يف تحقيــق الــذات والشــعور بالرضــا ِم ـ ْن ِق َبــل الطــاب؛ ً‬
‫ـ‬ ‫نظ‬
‫خاصــة فيــا يتعلَّــق بالكتابــة يف موضوعــات الرســائل والتهــاين والشــكر والكلــات واإلرشــادات املوجهــة‪.‬‬ ‫َّ‬
‫العربية اإلملام بها‪ ،‬ما ييل(((‪:‬‬
‫َّ‬ ‫بغري‬ ‫ني‬
‫َ‬ ‫ق‬‫اط‬ ‫ِ‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫من‬ ‫الطالب‬ ‫عىل‬ ‫يجب‬ ‫التي‬ ‫ة‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫الكتابة‬ ‫مهارات‬ ‫أهم‬ ‫ومن‬
‫يب‪ .‬ومن صوره‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫الكتا‬ ‫النظام‬ ‫عن‬ ‫يت‬
‫ّ‬ ‫الصو‬ ‫النظام‬ ‫اختالف‬ ‫اعاة‬ ‫ر‬ ‫ ‪1.‬م‬
‫الصوتيــة‪ :‬مثــل بعــض الحــروف التــي تُنطَــق وال تُكتَــب‪ ،‬أو التــي تكتــب وال‬ ‫َّ‬ ‫يب للصــورة‬
‫ • عــدم مطابقــة الرســم الكتــا ّ‬
‫تنطق ‪.‬‬
‫ •التداخــل بــن حــروف املـ ّد‪ ،‬وحــركات التشــكيل‪ :‬أي بــن حــروف املـ ّد وحــركات الفتحــة والضمــة والكــرة‪ ،‬أو بــن‬
‫النــون والتنويــن‪.‬‬
‫ •تقارب أصوات بعض الحروف‪ :‬مثل السني والصاد‪ ،‬والدال والضاد‪ ،‬والتاء والطاء‪.‬‬
‫ ‪2.‬التع ُّرف عىل أشكال الحروف والكلامت‪ :‬وهذه تتعلَّق مبا ييل‪:‬‬
‫مركبا‪ ،‬يف أول الكلمة أو يف وسطها أو يف نهايتها‪.‬‬ ‫ •كيفية رسم الحرف منفر ًدا أو ً‬
‫ •تأثر رسم الحروف تب ًعا للموقع النحوي للكلمة‪ :‬وخاصة يف الكلامت املهموزة‪.‬‬
‫ •تع ُّدد قواعد رسم بعض الحروف‪ :‬وذلك كام يف قواعد رسم الهمزة‪.‬‬
‫االصطناعــي يف تنميــة مهــارة الكتابــة‬
‫ّ‬ ‫ثانيــا‪ :‬اســتثامر تطبيقــات الــذكاء‬
‫ً‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫بغــر‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫قــ‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫لل َّن‬
‫العربية‪ ،‬ويســاعده فيهــا معلمه؛ وذلــك للوصــول إىل درجة‬
‫َّ‬ ‫هنــاك بعــض املبــادئ التــي ميكــن أن يعتمــد عليهــا الناطــق بغــر‬
‫(((‬
‫اإلتقــان يف مهارة الكتابــة؛ وهي‬
‫اإلماليئ‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬استخدام القواعد الصحيحة للرسم‬
‫ ‪-‬التدرج مع التالميذ يف رسم الكلامت الصعبة‪ ،‬ومام َرسة التفكري وليس الحفظ ُمعتَ ِم ِدي َن عىل التدريب‪.‬‬
‫اإلماليئ بشكل تكاميل مع عمليتي القراءة والكتابة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬من الرضوري أن يتم تعلُّم الرسم‬
‫ ‪-‬تج ُّنب التامرين امل ُ ِملَّة أو التعجيزية يف أثناء تطبيق التدريبات‪.‬‬

‫طــوين بينيــت ‪ -‬ميغــان موريــس‪ ،‬مفاتيــح اصطالحيــة جديــدة‪ ،‬معجــم مصطلحــات الثقافــة واملجتمــع‪ ،‬ترجمــة ســعيد الغامنــي‪ ،‬مركــز دراســات‬ ‫(( (‬
‫الوحــدة العربيــة‪ ،‬بــروت لبنــان‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،2010 ،‬ص‪.551 ‬‬
‫عبد اللطيف الصويف‪ ،‬فن الكتابة أنواعها مهاراتها أصول تعليمها للناشئة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.46 ‬‬ ‫(( (‬
‫راتب قاسم ‪ -‬محمد فخري مقدادي‪ ،‬املهارات القرائية والكتابية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.191 ‬‬ ‫(( (‬
‫فهــد خليــل زايــد‪ ،‬األخطــاء الشــائعة النحويــة والرصفيــة واإلمالئيــة عنــد تالمــذة الصفــوف األساســية العليــا وطــرق معالجتهــا‪ ،‬دار اليــازوري‬ ‫(( (‬
‫العلميــة للنــر‪ ،‬عــان األردن‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ ،‬د ت‪ ،‬ص‪.196 ‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1376‬‬
‫ـرف عــى الحــروف العربيَّــة املكتوبــة‪ :‬حيــث تعــد تقنيَّــة‬ ‫ويــرز لتنميــة مهــارة الكتابــة لــدى هــؤالء املتعلِّمــن تطبيقــات التعـ ُّ‬
‫ـي يف خدمــة اللُّغــة العربيَّــة‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬
‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـاالت‬
‫ـ‬ ‫مج‬ ‫ـرف الضــويئ(اآليل) عــى الحــروف العربيَّــة املكتوبــة مــن أكــر‬ ‫التعـ ُّ‬
‫وأكرثهــا انتشــا ًرا‪ .‬وتشــتمل عــى مــا يــأيت(((‪:‬‬
‫ ‪-‬كتابة الحروف الهجائية بأشكالها املختلفة‪.‬‬
‫ ‪-‬كتابة الكلامت العربيَّة بحروفها املتصلة واملنفصلة مع متييز أشكال الحروف‪.‬‬
‫ ‪-‬وضع عالمات الرتقيم يف مواضعها‪.‬‬
‫ ‪-‬الرسم الواضح الجميل للخط ‪ -‬للحروف‪ -‬والكلامت وال ُج َمل‪.‬‬
‫نقل صحي ًحا‪.‬‬ ‫ ‪-‬نقل الكلامت التي نشاهدها ً‬
‫طول واتسا ًعا‪ ،‬وتناسق الكلامت يف أوضاعها وأبعادها‪.‬‬ ‫ ‪-‬مراعاة التناسق بني الحروف ً‬
‫اإلمالئية كاملة يف الكتابة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬مراعاة القواعد‬
‫يب؛ حيــث ميكــن مــن خــال تلــك التقنيــات تطويــر‬ ‫كــا اقــرح بعــض الباحثــن تصميــم برنامــج يهتــم بالتصحيــح الكتــا ّ‬
‫برامــج التصحيــح التلقــايئ للكتابــة بض ـ ّخ مــواد عربيَّــة صحيحــة‪ ،‬ورفعــه إىل مســتوى التصحيــح األســلويب لضــان ســامة‬
‫ـايئ بربنامــج تفاعــي يصحــح طريقــة رســم‬ ‫الرتاكيــب العربيَّــة؛ مثــل الكتابــة اإلمالئيَّــة‪ ،‬ومحــاكاة هــذا التصحيــح(((اإلمـ ّ‬
‫الحــروف العربيَّــة؛ مــن اليمــن إىل اليســار ومــن األعــى إىل األســفل ‪.‬‬
‫االصطناعي في إثراء الحصيلة ُّ‬
‫اللغويَّ ة والترجمة‬ ‫ّ‬ ‫المطلب الرابع‪ :‬توظيف الذكاء‬
‫ن بغــر اللُّغــة‬ ‫ـي يف إثــراء الحصيلــة اللُّغويَّــة والرتجمــة للطــاب مــن ال َّن ِ‬
‫اطق ـ َ‬ ‫يت ـ ّم اســتثامر تطبيقــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـارت االســتامع والتحـ ُّدث‪ ،‬وذلــك عــى النحــو اآليت‪:‬‬
‫الض ْعــف والتحصيــل يف مهـ َ ِ‬ ‫واطــن َّ‬‫العربيَّــة‪ ،‬مــن خــال الرتكيــز عــى َم ِ‬
‫العربية‬
‫َّ‬ ‫ني بغري‬ ‫والتحدث لل َّن ِ‬
‫اطق َ‬ ‫ُّ‬ ‫مهارت االستامع‬
‫َِ‬ ‫أول‪ :‬مع ِّوقات تنمية‬
‫ً‬
‫(((‬
‫ميكن رصد أهم مع ِّوقات تدريس مهارة االستامع يف النقاط اآلتية‬
‫ـرة واحــدة‪ ،‬فضـ ًـا عــن أن مهــارة االســتامع تســتدعي تركيــز الذهــن‬ ‫ ‪-‬التش ـ ُّتت‪« :‬فالنــص املســموع يتل َّقــاه الطالــب مـ ّ‬
‫واإلنصــات مــع وجــود عوائــق تشــتت االنتبــاه‪ ،‬ومــن الواضــح أن وجــود كلمــة واحــدة ال يعــرف الطالــب معناهــا يشــوش‬
‫عــى اتصالــه مــع النــص»(((‪.‬‬
‫ـتقبل نشـطًا‪ ،‬حتــى إذا أصابــه امللــل مــن املتكلــم ومل يجد‬ ‫ ‪-‬امللــل‪ :‬ينبغــي أن يكــون املســتمع شــغوفًا مبتابعــة الحديــث‪ ،‬ومسـ ً‬
‫أيضــا‪ ،‬وإ ّن أي وقفــة للســامع يســببها امللــل تــؤ ِّدي إىل فشــل عمليَّة االســتامع‪.‬‬ ‫مــا يشـ ِّجع شــغفه اســتمر يف االســتامع ً‬
‫أهميــة إعــداد املســتمع نفســه لعملية‬
‫َّ‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫كان‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫ـ‬‫َ‬ ‫ث‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫و‬ ‫ـتمع؛‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الكث‬ ‫ـب‬
‫ـ‬ ‫يتطل‬ ‫ ‪-‬عــدم التح ُّمــل‪ :‬إ َّن االســتامع الجيــد‬
‫ـرا رضوريًّــا ليحــدث االســتامع الجيد‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫أم‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫والتفاع‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫واملتابع‬ ‫ـات‬
‫ـ‬ ‫واإلنص‬ ‫االســتامع وتوطيدهــا عــى التحمــل‬
‫ ‪-‬التحامــل‪ :‬قــد يواجــه املســتمع الجيــد بعــض األخطــاء الصغــرة للمتكلــم‪ ،‬ولكــن هــذه األمنــاط مــن الســلوك اللُّغـ ّ‬
‫ـوي ال‬
‫ـب الحديــث‪ ،‬مبجرد‬ ‫ـرا مــا ينــرف عــن لـ ّ‬ ‫ينــرف بهــا املســتمع عــن أفــكار املتكلــم‪ ،‬أمــا املســتمع املغــايل يف النقــد فكثـ ً‬
‫شــعوره بخطــأ صغــر يف البنــاء أو النطــق‪.‬‬
‫ـا هــو متو َّقــع‪ :‬ينــرف كثــر مــن النــاس عــن اســتامع املتكلــم مبجــرد عــدم تحقيــق‬ ‫ ‪-‬التــرع يف البحــث عـ َّ‬
‫ـر‪ ،‬ولعــل وقــت‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫يف‬ ‫أن‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫قب‬ ‫ـكالم‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫يفه‬ ‫أن‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ينبغ‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫ولك‬ ‫ـى‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املعن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـتنتاجاتهم‬ ‫ـ‬ ‫باس‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫ينحرف‬ ‫ميلهــم يف االســتامع‪ ،‬أو‬
‫املقا َرنــة بــن مــا قيــل بالفعــل‪ ،‬وبــن مــا ميكــن أن يقــال ال يــأيت إال بعــد االنتظــار حتــى يكمــل املتحـ ِّدث فكرتــه وينتهــي‬
‫مــن حديثــه‪.‬‬

‫راتب قاسم ‪ -‬محمد فخري مقدادي‪ ،‬املهارات القرائية والكتابية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.207 ‬‬ ‫(( (‬
‫ـجـال عــي خليــل الدهشــان‪( ،‬اللغــة العربيــة والــذكاء االصطناعــي‪ ،‬كيــف ميكــن االســتفادة مــن تقنيــات الــذكاء االصطناعــي يف تعزيــز اللغــة‬ ‫(( (‬
‫العربيــة؟)‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.7 ‬‬
‫رشدي طعيمة ‪ -‬محمد مناع‪ ،‬تدريس العربية يف التعليم العام‪ ،‬نظريات وتجارب‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ ،89-90 ‬بترصف‪.‬‬ ‫(( (‬
‫عبــد الكريــم أحمــد الحيــاري‪ ،‬بنــاء املهــارات اللغويــة لــدى طلبــة الصفــوف األربعــة األوىل‪ ،‬املوســم الثقــايف الثامــن والعــرون ملجمــع اللغــة‬ ‫(( (‬
‫العربيــة األردين‪ ،‬مجمــع اللغــة العربيــة األردين‪ ،‬عــان‪ ،2010 ،‬ص‪.491 ‬‬

‫‪1377‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫أما بالنسبة ألهم مع ِّوقات تعلُّم مهارة التح ُّدث فتَ ْك ُمن يف اآليت‪:‬‬
‫(((‬
‫ ¨مع ِّوقات تتصل باملوقف الكالمي‪ ،‬ومنها‬
‫ •الصعوبة يف اكتشاف الكلامت املناسبة للموقف‪.‬‬
‫ •عدم القدرة عىل التعبري بطالقة يف املواقف املختلفة‪.‬‬
‫ •الخجل والتوتر واالنفعال الزائد‪.‬‬
‫(((‬
‫ ¨مع ِّوقات تتصل بالتالميذ‪ ،‬ومنها ما ييل‬
‫ •العجز عن التنغيم والتعبري الصويتّ عن املعنى‪.‬‬
‫ •إسقاط األصوات واستبدالها بأصوات أخرى متشابهة‪.‬‬
‫ •الجمل الضعيفة‪ ،‬والكالم كلمة كلمة‪.‬‬
‫ •حذف واستبعاد معلومات مهمة أثناء الحديث‪.‬‬
‫ •استخدام أدوات للربط بشكل غري سليم‪.‬‬
‫ـوي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫الرصي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫وقل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العامي‬
‫َّ‬ ‫ـيادة‬‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫الحدي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫بلغ‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫تتص‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ ¨مع ِّوقــات تتصــل بلغــة الحديــث‪ :‬مــن أبــرز ِّ‬
‫و‬ ‫املع‬
‫العربيــة يف بدايــة املرحلــة األوىل عــى ألفــاظ فصيحــة تشــيع يف اســتعامل‬ ‫َّ‬ ‫بــن الطــاب‪ .‬إذ يجــب أن يعتمــد تعليــم‬
‫(((‬
‫والعقليــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫غو‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـتوياتهم‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫تتناس‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫والرتاكي‬ ‫ـاظ‬ ‫ـ‬ ‫األلف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫إلي‬ ‫التالميــذ‪ ،‬وتزويدهــم مبــا هــم يف حاجــة‬
‫والتحــدث‬
‫ُّ‬ ‫مهــارت االســتامع‬
‫َِ‬ ‫االصطناعــي يف تنميــة‬
‫ّ‬ ‫ثانيــا‪ :‬اســتثامر الــذكاء‬
‫ً‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫بغــر‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫قــ‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫لل َّن‬
‫ـي الــذي يتمثَّــل يف‬
‫ال بـ َّد ‪-‬مــن حيــث املبــدأ– مــن توافُــر عاملــن مهمــن لتنميــة هاتــن املهارتــن؛ هــا‪ :‬العامــل الوظيفـ ّ‬
‫األدايئ الــذي يعتمــد عــى اســتخدام الكفــاءة اللُّغويَّــة يف مواقــف‬
‫ّ‬ ‫التعريــف بأصــوات اللُّغــة وألفاظهــا وتراكيبهــا‪ ،‬والعامــل‬
‫اتصاليَّــة حيــة(((‪.‬‬
‫وميكن تفصيل هذين العاملني يف النقاط اآلتية‪:‬‬
‫ـاب دو ًمــا نحــو التعــرض للمواقــف التــي تتطلَّــب‬ ‫أ‪ -‬توجيــه الطــاب ملامرســة الــكالم‪ :‬فعــى املعلــم أن يُو ِّجــه الطـ َ‬
‫ـرا شــفويًّا عــن آرائهــم وأفكارهــم؛ ويتــم ذلــك مــن خــال «مواقــف االتصــال الشــفوي؛ مثــل‬ ‫منهــم مامرســة كالميــة وتعبـ ً‬
‫اســتخدام الحديــث التليفــوين‪ ،‬ومواقــف املجاملــة كالتهنئــة والعتــاب والشــكر واالعتــذار‪ ،‬وتقديــم النــاس بعضهــم لبعــض‪،‬‬
‫وطلــب األشــياء‪ ،‬والســؤال عــن املــكان والزمــان»(((‪ .‬كــا ميكــن للمعلِّــم أن يجعــل «مــن هوايــات التالميــذ وأنشــطتهم املختلفــة‬
‫الخاصــة بهــذه الهوايــات»(((‪.‬‬
‫َّ‬ ‫موضوعــات لألحاديــث واملناقشــات التــي يكتســب منهــا التالميــذ املصطلحــات واألفــكار‬
‫للتحدث شفو ًّيا‪ :‬ويقتيض ذلك األخذ بعدة أمور؛ من أه ِّمها(((‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫ب‪ -‬تهيئة الطالب‬
‫ ‪-‬تطوير وعي الطالب بالكلامت الشفويَّة كوحدات للُّغة‪.‬‬
‫الشفهية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫اللفظية‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬إثراء ثروته‬
‫ ‪-‬متكينه من تشكيل الجمل وتركيبها‪.‬‬
‫ ‪-‬تنمية قدرته عىل تنظيم األفكار يف وحدات لُغويَّة‪.‬‬

‫أمــل عبــد املحســن ذيك‪ ،‬صعوبــات التعبــر الشــفهي‪ :‬التشــخيص والعــاج‪ ،‬املؤسســة العربيــة لالستشــارات العلميــة والتنميــة البرشيــة‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬ ‫(( (‬
‫‪ ،2009‬د ط‪ ،‬ص‪.135 ‬‬
‫أمل عبد املحسن ذيك‪ ،‬صعوبات التعبري الشفهي التشخيص والعالج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ .136 ‬‬ ‫(( (‬
‫فهــد خليــل زايــد‪ ،‬األخطــاء الشــائعة النحويــة والرصفيــة واإلمالئيــة عنــد تالمــذة الصفــوف األساســية العليــا وطــرق معالجتهــا‪ ،‬مرجــع ســابق‪،‬‬ ‫(( (‬
‫ص‪.19  ‬‬
‫أمل عبد املحسن ذيك‪ ،‬صعوبات التعبري الشفهي التشخيص والعالج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.91 ‬‬ ‫(( (‬
‫رشدي طعيمة ‪ -‬محمد مناع‪ ،‬تدريس العربية يف التعليم العام‪ ،‬نظريات وتجارب‪ ،‬مرجع سابق ص‪.106 ‬‬ ‫(( (‬
‫املرجع السابق‪ ،‬ص‪.106 ‬‬ ‫(( (‬
‫أمل عبد املحسن ذيك‪ ،‬صعوبات التعبري الشفهي التشخيص والعالج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.101 ‬‬ ‫(( (‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1378‬‬
‫ ‪-‬تحسني هجائه ونطقه‪.‬‬
‫ ‪-‬استخدامه للتعبري القصيص‪.‬‬
‫ج‪ -‬إجــادة اختيــار املوضــوع‪ :‬ويتــم ذلــك مــن خــال «إثــارة التالميــذ نحــو املوضوعــات املحيطــة بحجــرة الدراســة‪،‬‬
‫والتــي ميكــن أن يدركوهــا بحواســهم كاللمــس‪ ،‬أو التــذ ُّوق‪ ،‬أو االســتامع‪ ،‬أو الرؤيــة»(((‪.‬‬
‫د‪ -‬محــاكاة التالميــذ لنصــوص مســموعة‪ :‬حيــث ميكــن االعتــاد عــى «تقديــم منــاذج لُغويَّــة ســليمة عــى رشائــط‬
‫تســجيل أو رشائــط فيديــو تتض َّمــن مواقــف لُغويَّــة متعــددة‪ ،‬يســتمع إليهــا التالميــذ ويحاكونهــا»(((‪.‬‬
‫ن بغــر العربيَّــة؛ ومــن‬ ‫اطقـ َ‬ ‫وهنــاك العديــد مــن التطبيقــات التــي ميكنهــا املســاهمة يف تحقيــق العوامــل الســابقة لــدى ال َّن ِ‬
‫أه ِّمها‪:‬‬
‫يب ببعــض‬ ‫ّ‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫للطال‬ ‫ـتامع‬ ‫ـ‬ ‫واالس‬ ‫ث‬ ‫د‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫التح‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫غو‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الحصيل‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫تطوي‬ ‫يف‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـتعني‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫أن‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫أوله‬
‫ـوبية التــي تطبــق يف الــذكاء‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الحاس‬ ‫ات‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫تطبيق‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫أه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـل‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ولع‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫التطبيق‬ ‫ـددة‬ ‫ـ‬ ‫متع‬ ‫ة‬ ‫ـوبي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الحاس‬ ‫ات‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫ـاالت‬ ‫مجـ‬
‫ـي مــن خــال أنظمــة الحاســوب مــا يــأيت(((‪:‬‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬
‫ـوي‪ :‬يتــم يف هــذا التطبيــق العمليــات اإلحصائيَّــة التــي يُعــرف مــن خاللهــا الجــذور اللُّغويَّــة‪،‬‬ ‫ ‪-‬تطبيــق اإلحصــاء اللُّغـ ّ‬
‫واألســاء‪ ،‬واألفعــال‪ ،‬واملشــتقات‪ ،‬وغــر ذلــك‪.‬‬
‫اإلحصائيــة التــي يتــم فيهــا اســتخراج جــذور الكلــات‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫العملي‬ ‫ـق‬
‫ـ‬ ‫التطبي‬ ‫ـريف اآليل‪ :‬يتضمــن هــذا‬ ‫ّ‬ ‫ ‪-‬تطبيــق التحليــل الـ‬
‫ومشــتقاتها‪ ،‬والتوصــل إىل نتائــج دقيقــة‪.‬‬
‫ـايئ والنحــوي‪ :‬ويُ َع ـ ّد هــذا التطبيــق مــن أصعــب التطبيقــات التــي يت ـ ّم إدخالهــا إىل أنظمــة‬ ‫ ‪-‬تطبيــق التدقيــق اإلمـ ّ‬
‫الحاســوب‪ ،‬ويســتفيد مــن هــذا التطبيــق بعــض الدارســن والباحثــن غــر املختصــن يف اللُّغــة‪.‬‬
‫ـوبية؛‬
‫ـانيات الحاسـ َّ‬ ‫ ‪-‬تطبيــق تحويــل الــكالم إىل نــص‪ :‬ويُ َعـ ّد هــذا التطبيــق مــن التطبيقــات األكــر نف ًعــا يف مجــال اللسـ َّ‬
‫بوصفــه متا ًحــا لجميــع النــاس وال يقتــر عــى فئــة معينــة‪.‬‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬ويهتــم هــذا التطبيــق بتوضيــح أشــكال الحــروف والكلــات‪ ،‬وكيفيــة‬ ‫اطق ـ َ‬ ‫ ‪-‬تطبيــق تعميــم اللُّغــة العربيَّــة لل َّن ِ‬
‫النطــق بهــا‪.‬‬
‫العربيــة إىل لغــات أخــرى‪ ،‬أو الرتجمــة مــن لغــات‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الرتجم‬ ‫م‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫يت‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫التطبي‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ويف‬ ‫ـة‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫اآللي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الرتجم‬ ‫ ‪-‬تطبيــق‬
‫العربيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫إىل‬ ‫أخــرى‬
‫ـي التــي تســاعد يف إثــراء الحصيلــة اللُّغويَّــة‪ ،‬وترجمة النصــوص بهــدف التغلب عىل‬ ‫ومــن أبــرز تطبيقــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـي يف برمجــة اللُّغــات الطبيعيَّــة»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫وارزمي‬
‫َّ‬ ‫خ‬
‫ُ‬ ‫«‬ ‫ــ‬
‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـرف‬ ‫ـ‬ ‫يع‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـتامع‬ ‫مع ِّوقــات تعلُّــم مهــاريت التحـ ُّدث واالسـ‬
‫وهــي تقنيَّــة تشــر إىل مجموعــة مــن تطبيقــات الحاســوب الجديــدة يف الحقــول ال ِعلميَّــة التــي تتض َّمــن اســتخراج الخصائص‬
‫اللُّغويَّــة للكلمــة(((‪ ،‬وبذلــك فــإن طبيعــة هــذه الخوارزميــات تُعنــى باســتخراج الكلمــة وبيــان موقعهــا وعالقتهــا مــع الكلــات‬
‫ـي وهــي بدورهــا‬ ‫األخــرى؛ وهــذا يعنــي أن اللُّغــات الطبيعيَّــة تعــرف بأنَّهــا علــم فرعــي ينحــدر مــن عمــوم الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـوي‬
‫بالتوصيــف اللُّغـ ّ‬ ‫ـكل كبـرٍ مــع علــوم اللغويــات التــي تقــوم‬ ‫تكــون متفرعــة مــن املعلوماتيَّــة الحاســوبيَّة التــي تتداخــل بشـ ٍ‬
‫املطلــوب للحاســوب يف صناعــة الربمجيَّــات التــي تتمكــن مــن فهــم اللُّغــات الطبيعيَّــة ومحاكاتهــا وتحليلهــا(((‪ .‬ومــن أهــم هذه‬
‫الربمجيَّــات يف معالَجــة اللُّغــات الطبيعيَّــة مــا يــأيت(((‪:‬‬

‫رشدي طعيمة ‪ -‬محمد مناع‪ ،‬تدريس العربية يف التعليم العام‪ ،‬نظريات وتجارب‪ ،‬مرجع سابق ص‪.105 ‬‬ ‫(( (‬
‫أمل عبد املحسن ذيك‪ ،‬صعوبات التعبري الشفهي التشخيص والعالج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.98 ‬‬ ‫(( (‬
‫عبــد الرحمــن بــن حســن العــارف‪ ،‬توظيــف اللســانيات الحاســوبية‪ ،‬يف خدمــة الدراســات اللغويــة العربيــة جهــود ونتائــج‪ ،‬مجلــة مجمــع اللغــة‬ ‫(( (‬
‫العربيــة األردين‪ ،‬العــدد ‪ ،73‬الســنة الحاديــة والثالثــون‪2007 ،‬م‪ ،‬ص‪.20 ‬‬
‫آالن بونيه‪ ،‬الذكاء االصطناعي واقعه ومستقبله‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.31 ‬‬ ‫(( (‬
‫محمــد حمــد العتــل وآخــرون‪ ،‬دور الــذكاء االصطناعــي يف التعليــم مــن وجهــة نظــر طلبــة كليــة الرتبيــة األساســية بدولــة الكويــت‪ ،‬مجلــة‬ ‫(( (‬
‫الدراســات والبحــوث الرتبويــة‪ ،‬الكويــت‪ ،‬املجلــد ‪ ،1‬العــدد ‪ ،1‬ينايــر ‪2021‬م‪ ،‬ص‪.38 ‬‬
‫عبــاس عبــد العزيــز صيهــود‪( ،‬الــذكاء االصطناعــي لتطبيقــات اللغــة العربيــة يف ضــوء اللســانيات الحاســوبية‪ ،‬دولــة اإلمــارات العربيــة املتحــدة‬ ‫(( (‬
‫جــا)‪ .‬مجلــة الخليــج العــريب‪ ،‬جامعــة البــرة ‪ -‬مركــز دراســات البــرة والخليــج العــريب‪ ،‬املجلــد ‪ ،50‬العــدد األول‪2022( .‬م)‪ .‬ص‪79- ‬‬ ‫أمنوذ ً‬
‫‪.80‬‬

‫‪1379‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ ‪-‬برمجة نظام النص إىل كالم‪ ،‬وفيه يتم تحويل نص اللُّغة العاديَّة إىل كالم‪.‬‬
‫الخاصة بالكالم إىل سلسلة من الكلامت‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫عملية تحويل اإلشارات‬ ‫التعرف عىل الكالم‪ ،‬وفيه تتم َّ‬ ‫ ‪-‬برمجة نظام ُّ‬
‫غوي أو الكالم‪ ،‬وفيه تتم الرتجمة يف اللُّغات الطبيعيَّة من لغة إىل لغة أخرى‪.‬‬ ‫ ‪-‬برمجة نظام الرتجمة للنص اللُّ ّ‬
‫الخاصة بقواعد البيانات يف اإلنرتنت أو الويب‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫املعلومات‬ ‫عن‬ ‫البحث‬ ‫ ‪-‬برمجة اسرتجاع املعلومات‪ ،‬وفيه ّ‬
‫م‬ ‫يت‬
‫ـروين تفاعــي يقوم‬‫ويقــرح الباحثــون لتنميــة الحصيلــة اللُّغويَّــة مــن خــال مهــارة التحـ ُّدث الشــفوي تصميــم برنامــج إلكـ ّ‬
‫عــى مــا يُسـ َّمى بـــ (املرابحــة اللُّغويَّــة)‪ ،‬بحيــث يحــدد موضو ًعــا مــا‪ ،‬ثــم تبــدأ القــراءة الرسيعــة بهــدف جمــع أكــر قــدر مــن‬
‫املفــردات حولــه‪ ،‬و ُر َّبــا مئــات األلفــاظ‪ ،‬األصليَّــة واالشــتقاقيَّة‪ ،‬ثــم يطلــب الكتابــة حولــه بهــذه األلفــاظ‪ ،‬ســنجد أن الكثــر‬
‫مت ّكــن مــن الكتابــة بيــر‪ ،‬وتغلــب عــى عــر تحويــل األفــكار إىل ألفــاظ‪ ،‬فكتــب بنفــس اللُّغــة التــي يفكــر بهــا‪ ،‬وهــذا مفيــد‬
‫ِجـ ًّدا يف دعــم اقتصــاد املعرفــة الــذي يتنافــس العــامل حولــه اليــوم(((‪ ،‬والــذي يعــرف بأنَّــه‪ :‬نــر املعرفــة وإنتاجهــا‪ ،‬وتوظيفهــا‬
‫ـول لرتقيــة‬‫الخاصــة‪ ،‬وصـ ً‬
‫َّ‬ ‫ـادي‪ ،‬واملجتمــع املــدين‪ ،‬والسياســة‪ ،‬والحيــاة‬ ‫ـي االقتصـ ّ‬ ‫بكفــاءة يف جميــع مجــاالت النشــاط املجتمعـ ّ‬
‫الحالــة اإلنســانيَّة باطــراد؛ أي إقامــة التنميــة اإلنســانيَّة باطــراد‪ ،‬ويتطلَّــب ذلــك بنــاء القــدرات البرشيَّــة املمكنــة‪ ،‬والتوزيــع‬
‫الناجــح للقــدرات البرشيَّــة عــى مختلــف القطاعــات اإلنتاجيَّــة(((‪.‬‬
‫ني بغريهــا باإلمكانات‬ ‫اطق َ‬ ‫العربيــة لل َّن ِ‬
‫َّ‬ ‫ـي ميكنــه م ّد تعليــم اللُّغــة‬ ‫اآلليــة فــإن الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫ويف مجــال((( الرتجمــة الفوريَّــة َّ‬
‫اآلليــة اآلتية ‪:‬‬
‫َّ‬
‫ ‪-‬الرتجمــة الفوريَّــة اآلليَّــة‪ :‬وذلــك باســتخدام التطبيقــات الذكيَّــة يف الرتجمــة للنصــوص املكتوبــة أو للــكالم املنطــوق‪ ،‬ومن‬
‫ـرا مــن اللُّغــات‪ ،‬ويعتمــد عــى التعلُّــم اآليل يف الرتجمــة‪ ،‬ومنهــا‬ ‫هــذه التطبيقــات‪ :‬ترجمــة جوجــل الــذي يدعــم عــد ًدا كبـ ً‬
‫أيضــا تطبيــق ريفريســو )‪ (Reverso‬الــذي يســتخدم ويقــرح الشــائع مــن كالم املرتجمني مــن وإىل اللُّغة املســته َدفة‪.‬‬ ‫ً‬
‫ـوي‪ ،‬بحيــث يحصل‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫الفص‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫داخ‬ ‫ـتخدامها‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫ميك‬ ‫ة‬‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ـتق‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـزة‬
‫ـ‬ ‫أجه‬ ‫ـكل‬‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫وتك‬ ‫ـة‪:‬‬
‫ـ‬ ‫اآللي‬
‫َّ‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫واملعاج‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫القوامي‬ ‫ ‪-‬‬
‫العربيــة‪ ،‬واســتخدامها يف ســياقها الصحيح‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الكلم‬ ‫ـم‬‫ـ‬‫ه‬‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـاعده‬ ‫ـ‬ ‫لتس‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫لغت‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الكلم‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الطال‬
‫كــا يقــرح يف مجــال الرتجمــة تصميــم برنامــج تفاعــي يخــدم الرتجمــة التلقائيَّــة للكلــات‪ ،‬فلو كتــب أحــد(رصخ) وعنده‬
‫ـج)؛ ألنَّهــا أدق‪ ،‬والعكــس لــو كتــب أحــد نقـ ًـا واحتاج الســتيضاح‬ ‫تفعيــل لخيــار الرتجمــة التلقائيَّــة فيمكــن أن يأتيــه مقــرح (ضـ ّ‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬الذيــن يجيــدون القراءة‬ ‫اطقـ َ‬‫معنــى كلمــة فيمكــن اإلشــارة إليهــا ليظهــر املعنــى‪ ،‬وهــذا يخــدم داريس اللُّغــة مــن ال َّن ِ‬
‫الصوريَّــة للكلــات ويحتاجــون لل َف ْهم(((‪.‬‬
‫الخامتة‬
‫ـي مــن أهــم رضوريــات العــر التــي يجــب دمجهــا داخــل املجتمــع؛ حيــث تســهل الكثــر‬ ‫تعتــر تقنيــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫مــن األمــور املتعلِّقــة بالحيــاة البرشيَّــة اليوميَّــة‪ ،‬وتســاعد يف إنجــاز العديــد مــن املهــام التــي يصعــب عــى اإلنســان القيــام‬
‫ـي‬
‫بهــا –وبكفــاءة أعــى مــن الكفــاءة البرشيَّــة‪ -‬كــا أنَّهــا تعـ ّد التكنولوجيــا األكــر تطــو ًرا يف الســوق اآلن‪ ،‬فالــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫وإنــا يتــم اســتخدامه يف العديــد مــن القطاعــات مثــل الصحــة‪ ،‬والتعليــم‪ ،‬والرتفيــه‪،‬‬ ‫ال يقتــر عــى الحاســب اآليل فقــط‪َّ ،‬‬
‫والتسوق‪.‬‬
‫ـي؛ باعتبارهــا األســاس‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫تكنولوجي‬ ‫يف‬ ‫ـتثامر‬‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫أهمي‬
‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬‫ك‬‫ِّ‬ ‫مب‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫وق‬ ‫ـذ‬‫ـ‬ ‫من‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫اإلم‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫دول‬ ‫ـت‬‫ـ‬ ‫أدرك‬ ‫وقــد‬
‫والتقنيــة الحديثــة‪ ،‬ومــن أجــل ذلــك أطلقــت‬ ‫َّ‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫العلم‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫والبح‬ ‫ـكار‬‫ـ‬ ‫االبت‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـوم‬‫ـ‬ ‫يق‬ ‫ـي‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫تناف‬ ‫ـريف‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫مع‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫عامل‬ ‫ـاد‬‫ـ‬ ‫اقتص‬ ‫لبنــاء‬
‫ـي وترسيــع اإلنجــاز‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الحكوم‬ ‫ـاألداء‬
‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـاء‬
‫ـ‬ ‫لالرتق‬ ‫ـال‪،‬‬‫ـ‬ ‫املج‬ ‫ـذا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫املنطق‬ ‫دول‬ ‫كأول‬ ‫‪،‬‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫لل‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫اإلم‬ ‫ة‬‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫إسـ‬
‫إنتاجيــة عاليــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ذات‬ ‫ـرة‬‫ـ‬ ‫ومبتك‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مبدع‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫عم‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫بيئ‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫وخل‬

‫ـجـال عــي خليــل الدهشــان‪( ،‬اللغــة العربيــة والــذكاء االصطناعــي‪ ،‬كيــف ميكــن االســتفادة مــن تقنيــات الــذكاء االصطناعــي يف تعزيــز اللغــة‬ ‫(( (‬
‫العربيــة؟)‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.7 ‬‬
‫صابــر عبــد املنعــم‪ ،‬تنميــة مهــارات التعليــم والتعلــم القائــم عــى اقتصــاد املعرفــة‪ ،‬املــدارس الذكيــة منوذ ًجــا‪ ،‬مجلــة العلــوم الرتبويــة‪ ،‬كليــة‬ ‫(( (‬
‫الدراســات العليــا للرتبيــة‪ ،‬جامعــة القاهــرة‪ ،‬املجلــد ‪29، 2021‬م‪ ،‬ص‪.147 ‬‬
‫هشــام بــن صالــح القــايض‪( ،‬اســتثامر الــذكاء االصطناعــي يف تعلــم وتعليــم اللغــة العربيــة لغــة ثانيــة‪ :‬اآلفــاق واإلمكانــات)‪ .‬مرجــع ســابق‪،‬‬ ‫(( (‬
‫ص‪.100  ‬‬
‫ـجـال عــي خليــل الدهشــان‪( ،‬اللغــة العربيــة والــذكاء االصطناعــي‪ ،‬كيــف ميكــن االســتفادة مــن تقنيــات الــذكاء االصطناعــي يف تعزيــز اللغــة‬ ‫(( (‬
‫العربيــة؟)‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.7 ‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1380‬‬
‫ـي يف دولــة اإلمــارات‪ ،‬وبخاصــة‬
‫ـاء عــى ذلــك كان مجــال التعليــم مــن أهـ ّم املجــاالت التــي تناولهــا التطويــر التكنولوجـ ّ‬ ‫وبنـ ً‬
‫ن بغريها‪.‬‬ ‫ـي يف تدريــس اللُّغــة العربيَّــة كلغــة ثانيــة لل َّن ِ‬
‫اطقـ َ‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬
‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬
‫ـ‬ ‫تطبيق‬ ‫ـتثامر‬
‫ـ‬ ‫باس‬ ‫ـق‬
‫ـ‬‫َّ‬ ‫ل‬ ‫يتع‬ ‫فيــا‬
‫النتائج‪:‬‬
‫وقد خلُصت الدراسة إىل النتائج اآلتية‪:‬‬
‫ـب أو الترشيــح وعلــم الجينــات‪ ،‬والتعليــم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الط‬ ‫يف‬ ‫ـواء‬
‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـاالت؛‬ ‫ـ‬ ‫املج‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ف‬ ‫كا‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫لتغط‬ ‫ ‪-‬تتســع تطبيقــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـي‬
‫والعمــل الرشطــي‪ ،‬والفضــاء الخارجــي‪ ،‬وغريهــا‪.‬‬
‫االصطناعي‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬إن دولــة اإلمــارات العربيَّــة صــارت عــى قــدم املســاواة مــع الــدول املتق ِّدمــة يف اســتخدام تطبيقــات الــذكاء‬
‫يف َميْــدان التعليــم‪ ،‬مبــا يســهم يف تطـ ُّور ال َعمليَّــة التعلُّ ِميَّــة‪ ،‬وفتــح آفــاق جديــدة للتدريس‪.‬‬
‫االصطناعــي‪ ،‬وكان مــن بينهــا إطــاق‬ ‫ّ‬ ‫ ‪-‬أطلقــت دولــة اإلمــارات العديــد مــن املبــا َدرات الرائــدة يف مجــال الــذكاء‬
‫ـي‪ ،‬والتــي تُعـ ّد األوىل مــن نوعهــا يف املنطقــة‪ ،‬وكذلــك اســتحداث وزارة للــذكاء‬ ‫ـراتيجية اإلمــارات للــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫َّ‬ ‫إسـ‬
‫ـي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬
‫ن بغــر العربيَّــة ملهاراتهــا‪ ،‬ومــن‬ ‫اطقـ َ‬ ‫ـي التــي تســاعد يف تنميــة تعلــم ال َّن ِ‬ ‫ ‪-‬توجــد العديــد مــن تطبيقــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫ـرا‬‫ـرف عــى النصــوص وقراءتهــا جهـ ً‬ ‫(املنصــات التعليميَّــة التــي تقــوم بــدور معلــم الصـ ّـف ‪ -‬التعـ ُّ‬ ‫َّ‬ ‫أهــم تلــك التطبيقــات‬
‫ـرف الضــويئ اآليل عــى الحــروف العربيَّــة املكتوبــة ‪ -‬تطبيقــات‬ ‫ـي ‪ -‬التعـ ُّ‬ ‫ـي التفا ُعـ ّ‬ ‫الرقْمـ ّ‬
‫بتعبرياتهــا ‪ -‬تقنيــات األدب َّ‬
‫ـي يف برمجــة اللُّغــات‬ ‫ـوي ‪ُ -‬خوارزميَّــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫ـريف واإلحصــاء اللُّغـ ّ‬ ‫ّ‬ ‫اللســانيَّات الحاســوبيَّة كالتحليــل الـ‬
‫الطبيعيَّــة ‪ -‬القواميــس اإللكرتونيــة للرتجمــة الفوريَّــة اآلليَّــة)‪.‬‬
‫ـي يف تعلُّــم اللُّغــة‬ ‫املقرتحــات التــي ميكــن أن تُس ـ ِهم يف اســتثامر تطبيقــات الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫َ‬ ‫ـض‬
‫ـث بعـ َ‬‫ ‪-‬ق ـ َّدم الباحـ ُ‬
‫العربيــة؛‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫خب‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫بأنظم‬ ‫ـزود‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـوت)‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫(روب‬ ‫آيل‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫إنس‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫(تصمي‬ ‫ـا‪:‬‬‫ـ‬ ‫ه‬‫م‬‫ِّ‬ ‫أه‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫وم‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫العربيــة لل َّن ِ‬
‫اط‬ ‫َّ‬
‫ـروين تفاعيل‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫إلك‬ ‫برنامج‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تصمي‬ ‫‪-‬‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫ـح‬
‫ـ‬ ‫بالتصحي‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫يهت‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫برنام‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تصمي‬ ‫‪-‬‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫املختلف‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫املناه‬ ‫لتدريــس‬
‫يقــوم عــى مــا يُسـ َّمى بـــاملرابحة اللُّغويَّــة إلثــراء الحصيلــة اللُّغويَّــة لل ُمتعلِّمــن ‪ -‬تصميــم برنامــج تفاعــي يخــدم الرتجمة‬
‫التلقائيــة للكلــات)‪.‬‬‫َّ‬
‫التوصيات‪:‬‬
‫وقد انتهت الدراسة إىل عدد من التوصيات أعرضها كام ييل‪:‬‬
‫علميــة وتربويَّــة تنظِّــم آليــات عمــل الــذكاء االصطناعـ ّـي‪ ،‬وذلــك بتقنــن مجــال الــذكاء‬‫مقرتحــات ودراســات َّ‬ ‫ ‪1.‬الحاجــة إىل َ‬
‫االصطناعـ ّـي‪ ،‬ووضــع أُطُــر معينــة تحكمــه؛ بهــدف توســيع مجــاالت اســتخدامه‪.‬‬
‫الخاصة بالتعلم الذيك‪ ،‬وتصميم الربامج الذكيَّة والروبوتات‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫االصطناعي‬
‫ّ‬ ‫التعرف عىل األنظمة العامليَّة يف برامج الذكاء‬‫ ‪ُّ 2.‬‬
‫العاملية الختيار املناسب منها للتطبيق‪.‬‬
‫َّ‬ ‫باألسواق‬ ‫ا‬‫حالي‬
‫ًّ‬ ‫املتاحة‬ ‫الروبوتات‬ ‫عىل‬ ‫ف‬ ‫التعر‬
‫ ‪ُّ 3.‬‬
‫الخاصــة بالروبوتــات ضمــن املناهــج الدراســيَّة منــذ الســنوات املب ِّكــرة‪ ،‬ونــر ثقافــة الروبوتــات‬
‫َّ‬ ‫ ‪4.‬إدراج العلــوم والتكنولوجيــات‬
‫وعلومهــا وتكنولوجياتهــا يف الدولــة‪.‬‬
‫االصطناعي داخل مراكز البحوث والتطوير بالجامعات‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫متخصصة تُعنى مبجاالت الذكاء‬‫ِّ‬ ‫ ‪5.‬تشكيل قاعدة بيانات‬

‫‪1381‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫قامئة املصادر واملراجع‬


‫الكتب واألبحاث‪:‬‬
‫أكادمييــة‬
‫َّ‬ ‫ـون‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والقان‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫األم‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫مجل‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫اإللكرتوني‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫والجرمي‬ ‫ـي‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫‪،‬‬ ‫ـا‬‫ُ َّ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ا‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫الرحي‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫عب‬ ‫ ‪-‬إبراهيــم حســن‬
‫رشطــة ديب‪ ،‬املجلــد (‪ ،)26‬العــدد (‪ ،)1‬ينايــر ‪2018‬م‪.‬‬
‫العربيــة؛ الواقــع واملأمول)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ن باللغــة‬ ‫اطقـ َ‬ ‫االصطناعي لغــر ال َّن ِ‬ ‫ّ‬ ‫ ‪-‬أحــام بنــت عــي بنــت بختيــار خيــاط‪( ،‬تطبيقــات الــذكاء‬
‫املكرمــة‪2020( .‬م)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مك‬ ‫‪-‬‬ ‫العربيــة وآدابهــا‪ ،‬جامعــة أم القرى‬ ‫َّ‬ ‫ـدويل للُّغــة‬
‫املؤمتــر الـ ّ‬
‫والتعليميــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫لمي‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـاالت‬ ‫ـ‬ ‫املج‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العصبي‬
‫َّ‬ ‫ـبكات‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـاذج‬ ‫ـ‬ ‫ومن‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫تطبيق‬ ‫ـيد‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الرحم‬ ‫ ‪-‬أحمــد عبــد‬
‫املختلفــة‪ ،‬مجلــة كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة بنهــا‪ ،‬املجلــد (‪ ،)5‬العــدد (‪ ،)15‬يوليــو ‪1994‬م‪.‬‬
‫العربية املعارصة‪ ،‬عالَم الكتب‪ .‬القاهرة‪ ،‬ط ‪1، 1429‬هـ‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬أحمد مختار عمر‪ ،‬معجم اللُّغة‬
‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الوطن‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫املجل‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املعرف‬ ‫ـامل‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـي‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫فرغ‬ ‫ـري‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫ترجم‬ ‫ـتقبله‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ومس‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫واقع‬ ‫‪،‬‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ ‪-‬آالن بونيــه‪ ،‬الــذكاء‬
‫للثقافــة والفنــون واآلداب‪ ،‬الكويــت‪ ،‬العــدد ‪ ،172‬أبريــل ‪1993‬م‪.‬‬
‫لميــة والتنمية‬ ‫العربيــة لالستشــارات ال ِع َّ‬ ‫َّ‬ ‫املؤسســة‬ ‫ـفهي‪ :‬التشــخيص والعالج‪َّ ،‬‬ ‫ ‪-‬أمــل عبــد املحســن ذيك‪ ،‬صعوبــات التعبــر الشـ ّ‬
‫البرشيَّــة‪ ،‬القاهــرة‪ ،2009 ،‬د ط‪.‬‬
‫االصطناعــي‪ ،‬كيــف ميكــن االســتفادة مــن تقنيــات الــذكاء‬ ‫ّ‬ ‫والــذكاء‬ ‫ــة‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫غــة‬ ‫ ‪-‬جــال عــي خليــل الدهشــان‪ُّ ،‬‬
‫ل‬ ‫(ال‬
‫العربيــة؟)‪ ،‬املجلــة الرتبويَّــة ‪ -‬جامعــة ســوهاج‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬العــدد ‪73. (2020‬م)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫االصطناعــي يف تعزيــز اللُّغــة‬ ‫ّ‬
‫العربيــة للرتبيــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫َّم‬ ‫ظ‬ ‫املن‬ ‫ـي‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والتبن‬ ‫كة‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫واملش‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـة‪:‬‬‫ـ‬ ‫املفتوح‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـوارد‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـاملي‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫وفتح‬ ‫ـزي‬ ‫ـ‬ ‫ ‪-‬جميــل إطمي‬
‫والثقافــة والعلــوم‪ ،‬تونــس‪2019 ،‬م‪.‬‬
‫والكتابيــة‪ ،‬طرائــق تدريســها وإســراتيجياتها‪ ،‬دار‬ ‫َّ‬ ‫القرائيــة‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬راتــب قاســم عاشــور‪ -‬محمــد فخــري مقــدادي‪ ،‬املهــارات‬
‫املســرة للنــر والتوزيــع‪ ،‬عــان األردن‪ ،‬الطبعــة الثالثــة‪2013 ،‬م‪.‬‬
‫يب‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬ ‫العربيــة يف التعليــم العــا ّم‪ ،‬نظريــات وتجــارب‪ ،‬دار الفكــر العــر ّ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬رشــدي طعيمــة – محمــد منــاع‪ ،‬تدريــس‬
‫الطبعــة األوىل‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫اآلليــة وتشــغيل املعلومــات‪ ،‬تعريــب ومراجعــة‪ :‬رسور عــي رسور‪ ،‬عاصــم‬ ‫َّ‬ ‫ـبات‬ ‫ـ‬ ‫الحاس‬ ‫ـرن‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ ‪-‬روبــرت ســرن‪ ،‬نانــي‬
‫العربيــة الســعوديَّة‪ ،‬دار املريــخ‪ ،‬الجــزء األول‪1990 ،‬م‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫اململك‬ ‫ـي‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫محم‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـلطان‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـم‪:‬‬ ‫أحمــد الحاممــي‪ ،‬تقديـ‬
‫األكادميية‪ ،‬القاهرة‪2000 ،‬م‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫االصطناعي وال ُّنظُم الخبرية يف املكتبات‪ ،‬ط‪ ،1‬املكتبة‬ ‫ّ‬ ‫ ‪-‬زين عبد الهادي‪ ،‬الذكاء‬
‫العربية‪ ،‬مكتبة أطلس‪ ،‬دمشق‪ ،‬د‪ .‬ط‪1963 ،‬م‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫تدريس‬ ‫يف‬ ‫ ‪-‬سامي الدهان‪ ،‬املرجع‬
‫األكادميية‪2001 ،‬م‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫العربية‪ ،‬املكتبة‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬سهام النويهي‪ ،‬املنطق الغانم‪ ،‬علم جديد لتقنية املستقبل‪ ،‬جمهورية مرص‬
‫الذكيــة منوذ ًجا‪ ،‬مجلــة العلوم‬ ‫َّ‬ ‫ـدارس‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املعرف‬ ‫ـاد‬ ‫ـ‬ ‫ ‪-‬صابــر عبــد املنعــم‪ ،‬تنميــة مهــارات التعليــم والتعلُّــم القائــم عــى اقتص‬
‫الرتبويَّــة‪ ،‬كليــة الدراســات العليا للرتبيــة‪ ،‬جامعة القاهــرة‪ ،‬املجلــد ‪29، 2021‬م‪.‬‬
‫ ‪-‬صفات سالمة‪ ،‬خليل أو قورة‪ ،‬تح ّديات عرص الروبوتات وأخالقياته‪ ،‬مركز اإلمارات للدراسات والبحوث‪2014 ،‬م‪.‬‬
‫ ‪-‬طــوين بينيــت ‪ -‬ميغــان موريــس‪ ،‬مفاتيــح اصطالحيــة جديــدة‪ ،‬معجــم مصطلحــات الثقافــة واملجتمــع‪ ،‬ترجمــة ســعيد‬
‫العربيــة‪ ،‬بــروت ‪ -‬لبنــان‪ ،‬الطبعــة األوىل‪ 2010 ،‬م‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الغامنــي‪ ،‬مركــز دراســات الوحــدة‬
‫والتقنيــة‪ ،‬اململكــة‬ ‫َّ‬ ‫ـي‪ ،‬نــر مدينــة امللــك عبــد العزيــز للعلــوم‬ ‫ ‪-‬عــادل عبــد النــور‪ ،‬مدخــل إىل عــامل الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫العربيــة الســعوديَّة‪2005 ،‬م‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ـوبية‪ ،‬دولــة‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الحاس‬ ‫ات‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫ـوء‬ ‫ـ‬ ‫ض‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫لتطبيق‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫(ال‬ ‫ـود‪،‬‬ ‫ ‪-‬عبــاس عبــد العزيــز صيهـ‬
‫يب‪،‬‬‫يب‪ ،‬جامعــة البــرة ‪ -‬مركز دراســات البــرة والخليــج العر ّ‬ ‫العربيــة املتحــدة أمنوذ ًجــا)‪ .‬مجلــة الخليــج العــر ّ‬ ‫َّ‬ ‫اإلمــارات‬
‫املجلــد ‪ ،50‬العــدد األول‪2022( .‬م)‪.‬‬
‫االصطناعــي للكمبيوتــر‪ ،‬ومقدمــة برولــوج‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬دار النــر للجامعــات‬ ‫ّ‬ ‫ ‪-‬عبــد الحميــد بســيوين‪ ،‬مقدمــة الــذكاء‬
‫املرصيــة‪ ،‬مكتبــة الوفــاء‪ ،‬ط‪1، 1994‬م‪.‬‬
‫العربيــة جهــود ونتائج‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـوبية‪ ،‬يف خدمــة الدراســات اللُّغويَّــة‬ ‫ـانيات الحاسـ َّ‬ ‫ ‪-‬عبــد الرحمــن بــن حســن العــارف‪ ،‬توظيــف اللسـ َّ‬
‫األردين‪ ،‬العــدد ‪ ،73‬الســنة الحاديــة والثالثــون‪2007 ،‬م‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫مجلــة مجمــع اللُّغــة‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1382‬‬
‫ ‪-‬عبــد الكريــم أحمــد الحيــاري‪ ،‬بنــاء املهــارات اللُّغويَّــة لــدى طلبــة الصفــوف األربعــة األوىل‪ ،‬املوســم الثقـ ّ‬
‫ـايف الثامــن‬
‫األردين‪ ،‬عــان‪2010 ،‬م‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫األردين‪ ،‬مجمــع اللُّغــة العربيَّــة‬ ‫ّ‬ ‫والعــرون ملجمــع اللُّغــة العربيَّــة‬
‫ ‪-‬عبــد اللطيــف الصــويف‪ ،‬فـ ّن الكتابــة أنواعهــا‪ ،‬مهاراتهــا‪ ،‬أصــول تعليمهــا للناشــئة‪ ،‬دار الفكــر املعــارص‪ ،‬دمشــق‪ ،‬ســوريا‪،‬‬
‫الطبعــة الثانيــة‪2009 ،‬م‪.‬‬
‫ـي‪ :‬هــل هــو تكنولوجيــا رمزيــة؟‪ ،‬مجلــة فكــر‪ ،‬العلــوم اإلنســانيَّة واالجتامعيَّــة‪ ،‬العدد‬ ‫ ‪-‬عــز الديــن غــازي‪ ،‬الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫(‪ ،)6‬يونيــو ‪2007‬م‪.‬‬
‫ـي عــي جــودة اتخــاذ القــرار‪ ،‬رســالة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫العاطف‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫وال‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫االصطناع‬ ‫ـذكاء‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫تطبي‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫أث‬ ‫ـح‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫صال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫إبراهي‬ ‫ ‪-‬فاتــن عبــد اللــه‬
‫ـان‪ ،‬األردن‪2008-2009 ،‬م‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـط‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫األوس‬ ‫ـرق‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫جامع‬ ‫ماجســتري‪،‬‬
‫عمن‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعة األوىل‪2011 ،‬م‪.‬‬ ‫ ‪-‬فخري خليل النجار‪ ،‬األُ ُسس الفنيَّة للكتابة والتعبري‪ ،‬دار صفاء‪َّ ،‬‬
‫لميــة للنــر‪ ،‬عــان األردن‪ ،‬الطبعــة‬ ‫َّ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ـازوري‬ ‫ـ‬ ‫الي‬ ‫دار‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫واإلمالئي‬
‫َّ‬ ‫والرصفيــة‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬فهــد خليــل زايــد‪ ،‬األخطــاء الشــائعة ال َّن ْحويَّــة‬
‫األوىل‪ ،‬د ت‪.‬‬
‫ـروين مــن وجهة نظــر املرشفني‬ ‫ ‪-‬فــواز بــن هــزاع بــن نــداء الشــمري‪ ،‬أهميَّــة و ُمع ِّوقــات اســتخدام املعلِّمــن للتعليــم اإللكـ ّ‬
‫ـوي‪،‬‬
‫ـرق التدريــس شــعبة اإلرشاف الرتبـ ّ‬ ‫الرتبويــن مبحافظــة جــدة‪ ،‬بحــث مكمــل ل َنيْــل درجــة املاجســتري يف املناهــج وطُـ ُ‬
‫املكرمة‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪2007 ،‬م‪.‬‬ ‫جامعــة أم القــرى مبكــة َّ‬
‫ـي‪ ،‬مجلــة أدب ونقــد‪ ،‬الهيئــة العا َّمــة‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التكنولوج‬ ‫ـيط‬ ‫ـ‬ ‫بالوس‬ ‫األديب‬ ‫ـص‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫تداخ‬ ‫‪،‬‬ ‫ ‪-‬فيصــل أبــو الطفيــل‪ ،‬األدب َّ ّ‬
‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ْ‬ ‫ق‬‫الر‬
‫للكتــاب‪ ،‬القاهــرة‪ ،‬العــدد ‪355، 2016‬م‪.‬‬
‫ ‪-‬كامل عبد الحميد زيتون‪ ،‬التدريس مناذجه ومهاراته‪ ،‬عالَم الكتب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬بدون تاريخ‪.‬‬
‫ـان‪ ،‬األردن‪ ،‬الطبعــة األوىل‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـع‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ ‪-‬محســن عــي عطيــة‪ ،‬املناهــج الحديثــة وطرائــق التدريــس‪ ،‬دار املناهــج للنــر والتوزي‬
‫‪2013‬م‪.‬‬
‫ـي يف التعليــم مــن وجهــة نظــر طلبــة كليــة الرتبيــة األساســيَّة بدولــة‬ ‫ ‪-‬محمــد حمــد العتــل وآخــرون‪ ،‬دور الــذكاء االصطناعـ ّ‬
‫الكويــت‪ ،‬مجلــة الدراســات والبحــوث الرتبويَّــة‪ ،‬الكويــت‪ ،‬املجلــد ‪ ،1‬العــدد ‪ ،1‬ينايــر ‪2021‬م‪.‬‬
‫ـي‪ ،‬رســالة ماجســتري‪ ،‬كليــة اآلداب‪ ،‬جامعــة النيلــن‪،‬‬ ‫الدافعيــة يف الــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬نــارص صــاح الديــن محمــد‪ ،‬تطبيــق‬
‫الخرطــوم‪2014 ،‬م‪.‬‬
‫ـي‬
‫ـي‪ ،‬دراســة مقارنــة‪ ،‬مجلــة البحــث العلمـ ّ‬ ‫ـي والــذكاء االصطناعـ ّ‬ ‫ ‪-‬نفــن فــاروق فــؤاد وآخــرون‪ ،‬اآللــة بــن الــذكاء الطبيعـ ّ‬
‫يف اآلداب‪ ،‬كليــة البنــات جامعــة عــن شــمس‪ ،‬مــر‪ ،‬ع ‪ ،13‬ج ‪3، 2012‬م‪.‬‬
‫العربيــة لغة ثانيــة‪ :‬اآلفــاق واإلمكانات)‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬هشــام بــن صالــح القــايض‪( ،‬اســتثامر الــذكاء االصطناعي يف تعلُّــم وتعليــم اللُّغة‬
‫مؤسســة كنوز الحكمــة للنرش والتوزيــع‪ ،‬العدد الثالــث‪2021( .‬م)‪.‬‬ ‫األدبيــة واللغويَّــة ‪َّ -‬‬ ‫مجلــة الحكمــة للدراســات َّ‬
‫ ‪-‬هــام القــويص‪ ،‬إشــكالية الشــخص املســؤول عــن تشــغيل الروبــوت‪ ،‬مجلــة جيــل األبحــاث القانونيَّــة املتعمقــة‪ ،‬العــدد‬
‫(‪ ،)25‬مايــو ‪2018‬م‪.‬‬
‫اإللكرتونية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫املواقع‬
‫الدرايس‪( ،‬صحيفة البيان‪ ،‬بتاريخ ‪ ،)30-3-2020‬عىل‬ ‫ّ‬ ‫ٍ‬
‫ ‪-‬اإلمارات تقرر استمرار تطبيق التعلُّم عن بُ ْعد حتى نهاية العام‬
‫الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.albayan.ae/across-the-uae/education/2020-03-30-1.3816570‬‬
‫منصة ذكية الستدامة التعليم يف اإلمارات‪( ،‬صحيفة البيان‪ ،)16-3-2020 ،‬عىل الرابط‪:‬‬ ‫ ‪-‬التعلُّم عن بُ ْع ٍد‪َّ ..‬‬
‫‪https://www.albayan.ae/across-the-uae/education/2020-03-16-1.3804819‬‬
‫االصطناعي تتلقى أكرث من ‪ 3‬آالف طلب التحاق‪ ،‬صحيفة االتحاد‪ ،‬بتاريخ ‪،26-10-2019‬‬ ‫ّ‬ ‫ ‪-‬جامعة محمد بن زايد للذكاء‬
‫عىل الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.alittihad.ae/article/62853/2019‬‬
‫القانونية‪ ،‬عىل الرابط‪:‬‬
‫َّ‬ ‫االصطناعي واألُطُر‬‫ّ‬ ‫ ‪-‬صحيفة الخليج‪ ،‬الذكاء‬
‫‪http://www.alkhaleej.ae/studiesandopinions/page/c799b8cd-cf0c-4611-b978-62b349fc19bd‬‬

‫‪1383‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ ‪-‬األكادمييَّة الربيطانية العربيَّة للتعليم العايل‪ ،‬الذكاء الصناعي وتقنيات املعلومات‪ ،‬عىل املوقع‪:‬‬
‫)‪www.abahe.co.uk(1-10-2018‬‬
‫االصطناعي»‪ :‬ريادة اإلمارات ورفاه املواطن عىل رأس أولوياتنا‪ ،‬صحيفة االتحاد‪ ،‬بتاريخ ‪ 27‬مارس‬
‫ّ‬ ‫ ‪«-‬اإلمارات للذكاء‬
‫‪2018‬م‪ ،‬عىل الرابط اآليت‪:‬‬
‫‪https://www.alittihad.ae/article/22857/2018/‬‬
‫اإللكرتوين‪:‬‬
‫ّ‬ ‫االصطناعي يف سياسات الحكومة‪ ،‬عىل الرابط‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬الذكاء‬
‫‪https://u.ae/ar-ae/about-the-uae/digital-uae/artificial-intelligence-in-government-policies‬‬
‫العربية‪ ،‬عىل الرابط‪:‬‬
‫َّ‬ ‫االصطناعي لتعليم اللُّغة‬
‫ّ‬ ‫ ‪«-‬ألِف للتعليم» تطلق تطبي ًقا يعتمد عىل الذكاء‬
‫‪https://www.alkhaleej.ae/2021-01-24/%C2%AB%D8%A3%D9%84%D9%81‬‬
‫الدرايس‪( ،‬صحيفة البيان‪ ،‬بتاريخ ‪ ،)30-3-2020‬عىل‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬اإلمارات تقرر استمرار تطبيق التعلُّم عن بُ ْع ٍد حتى نهاية العام‬
‫الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.albayan.ae/across-the-uae/education/2020-03-30-1.3816570‬‬
‫الحكومية‪ 17 .‬أكتوبر ‪ .2020‬عىل الرابط‬
‫َّ‬ ‫«منصة ألف» يف جميع املدارس‬
‫اإللكرتونية‪ ،‬الرتبية تعلن تطبيق َّ‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬صحيفة البيان‬
‫اإللكرتوين‪file:///D:/%D9%85%.html :‬‬
‫ّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1384‬‬
‫َّ‬
‫العربية‬ ‫َ‬
‫مهارتي القراءة والكتابة للناطقين بغير‬ ‫تدريس‬
‫ِ‬
‫َّ‬
‫المعرفية ‪-‬‬ ‫َّ‬
‫اللسانيات‬ ‫‪ -‬مقاربة‬

‫الباحثة‪ /‬أمينة الخربوع‬ ‫ ‬‫الباحث‪ /‬محمد همو‬


‫كلية علوم الرتبية ‪-‬جامعة محمد الخامس‬ ‫ ‬‫كلية علوم الرتبية ‪ -‬جامعة محمد الخامس‬
‫الرباط ‪ -‬املغرب الرباط ‪ -‬املغرب‬ ‫ ‬ ‫الرباط ‪ -‬املغرب الرباط ‪ -‬املغرب‬

‫‪youssouf.salek.2017@gmail.com‬‬ ‫ ‬
‫‪yassermohammed042@gmail.com‬‬

‫امل ُل َّخص‪:‬‬
‫ـغلت اللســانيَّات املعرفيَّــة منــذ ظهو ِرهــا مبحاولــة البحــث يف آليــات تشــكل اللُّغــة يف الدمــاغ البــري‪ ،‬وذلــك باالســتعانة‬‫انشـ ِ‬
‫مبجموعــة مــن العلــوم مــن جملتهــا‪ :‬علــم األعصــاب‪ ،‬علــم النفــس‪ ،‬والحاســوب‪ ...‬إلــخ‪ ،‬ومنــه يهــدف هــذا املقــال إىل دراســة‬
‫مهارتَــن أساســيتني يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬هــا‪ :‬مهــارة القــراءة‪ ،‬ومهــارة الكتابــة؛ انطالقًــا مــن مقاربــة‬
‫اللســانيَّات املعرفيَّــة‪ ،‬ونقــف يف هــذا املقــال عــى اللســانيَّات املعرفيَّــة كمقاربـ ٍة يف َميْــدان تدريــس اللغــات األجنبيَّــة‪ ،‬وكيفيــة‬
‫االســتفادة مــن نتائ ِجهــا يف تدريــس مهـ َ ِ‬
‫ـارت القــراءة والكتابــة‪.‬‬
‫املعرفية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ات‬ ‫اللساني‬
‫َّ‬ ‫االستامع‪،‬‬ ‫الكلامت املفاتيح‪ :‬مهارة القراءة‪ ،‬مهارة‬
‫املقدمة‪:‬‬
‫ـارت القــراءة والكتابــة‪ ،‬تســتم ُّد منه َجهــا وأدواتِهــا مــن علــوم اللُّغــة‪ ،‬وعلــم النفــس‬ ‫معرفيــة ملهـ َ ِ‬ ‫َّ‬ ‫البحــث دراســة لســانية‬
‫ـانيات‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫ـخري‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫تس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫خالله‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ميك‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الكيفي‬
‫َّ‬ ‫يف‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬‫ه‬‫َ‬ ‫تتمظ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫محوري‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ـكالي‬ ‫ـ‬ ‫إش‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫نعال‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـاب؛‬ ‫ـريف‪ ،‬وعلــم األعصـ‬ ‫املعـ ِّ‬
‫خاصـ ًة مهــار َة القــراءة والكتابــة؛ حيــث يُ َعـ ُّد مجــال‬ ‫َّ‬ ‫ـا‪،‬‬
‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫للناطق‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫لتدري‬ ‫ـج‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫وبرام‬ ‫ـاذج‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫من‬ ‫ـمِ‬ ‫ـ‬ ‫تصمي‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫املعرفيـ‬
‫َّ‬
‫ـال شاسـ ًعا يف تطـ ُّور مســت ِم ٍّر‪ ،‬وتســعى الدراســات التــي تشــتغل ِضمـ َن هــذا املجــال إىل تطويـ ِر‬ ‫األجنبيــة مجـ ً‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫ـس‬ ‫تدريـ‬
‫عمليــة‬
‫َّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫عليه‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫بن‬ ‫ُ‬ ‫ت‬‫و‬ ‫ـج‪،‬‬‫ـ‬ ‫املناه‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫وراء‬
‫َ‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫تق‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ب‬‫ر‬‫َ‬ ‫املقا‬ ‫ـدد‬ ‫ـ‬ ‫تتع‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫تعليمه‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫عملي‬
‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫وتيس‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫مناه‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫ن‬‫ُ‬ ‫ـدا‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫م‬
‫ً َْ‬ ‫ا‬‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫كث‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫منه‬ ‫د‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫ـ‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫مل‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫املقا‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫إح‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫املعرفي‬
‫َّ‬ ‫ات‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ومتث‬ ‫ـس‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫التدري‬
‫ـال اشــتغالها عــى املفــردات اللُّغويَّــة أو النحــو‪ ،‬متجاهلـ ًة املهـ ِ‬
‫ـارات‬ ‫ـر مجـ َ‬ ‫ـات يف هــذا البــاب تحـ ُ‬ ‫لألجانــب‪ ،‬كــا أن الدراسـ ِ‬
‫اللُّغويَّـ ِة األربـ َع؛ وعليــه ســركز عــى وضـعِ إطــار عــا ٍّم نظــري لتدريــس مهــارة القــراءة والكتابــة‪ ،‬يســتفيد مــن بعــض نتائــج‬
‫مفرتضــن أن املتعلِّــم‬ ‫ِ‬ ‫ومكتســباته الســابقة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ـي‪ ،‬ويف تجاربــه‪،‬‬ ‫املعرفيــة‪ ،‬وذلــك عــر البحــث يف ذهــن املتعلِّــم األجنبـ ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ـانيات‬ ‫اللسـ َّ‬
‫ـاء اكتســابه للُغتــه األُ ِّم‪ ،‬أو‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫أثن‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫نه‬ ‫و‬
‫َّ‬ ‫ك‬ ‫ـابقة‬‫ـ‬ ‫س‬ ‫رات‬ ‫و‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫تص‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫‪،‬‬‫غ‬‫ٍ‬ ‫ـرا‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫عملي‬
‫َّ‬ ‫يف‬ ‫ـدأ‬ ‫ـ‬ ‫يب‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫األجنبـ َّ‬
‫ـي‪ ،‬عــر صياغـ ِة تصـ ُّورات جديــدة‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫األجنب‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ذه‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫طبيع‬ ‫ـمِ‬‫ـ‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـاعدنا‬ ‫ـ‬ ‫سيس‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـرى؛‬ ‫ـ‬ ‫أخ‬ ‫ـات‬ ‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُ‬ ‫ل‬‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬ ‫انطالقًـ‬
‫ـنبي طبيعـ َة‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـب‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫لألجان‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫التقليد‬ ‫ـورات‬ ‫ـ‬ ‫التص‬ ‫ـاوز‬ ‫ـ‬ ‫وتج‬ ‫ـن‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫بالذه‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫وعالقته‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫البرش‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـة‬ ‫لطبيعـ‬
‫العربيــة يف أذهــان املتعلِّمــن الناطقــن بغريهــا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫تح ُّقــقِ‬
‫المحور األول‪ :‬لمحة عن اللسانيَّ ات المعرفيَّ ة‪:‬‬
‫املعرفية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫اللسانيات‬
‫َّ‬ ‫‪ .1‬تعريف‬
‫املعرفيــة للُّغــة بالظهــور‬
‫َّ‬ ‫ـوي حديــث‪ ،‬يــد ُرس اللُّغــة يف َعالقتهــا بالذهــن‪ ،‬وقــد «أخــذت املقاربــة‬ ‫املعرفيــة علــم لُغـ ٌّ‬
‫َّ‬ ‫ـانيات‬‫اللسـ َّ‬
‫تنظيميــا حتى بدايــة الثامنينات؛‬
‫ًّ‬ ‫ا‬‫ـر‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫مظه‬ ‫ـب‬‫ـ‬ ‫ِ‬
‫تكتس‬ ‫مل‬ ‫العلم‬ ‫لهذا‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الفعلي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫االنطالق‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫لك‬ ‫ـايض‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـرن‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـبعينات‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـف‬ ‫يف منتصـ‬
‫املعرفيــة» )‪ .(Croft & Cruse, 2004: 07‬وبعــد ربــع قــرن‬ ‫َّ‬ ‫ات‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مجل‬ ‫ـدور‬ ‫ـ‬ ‫وص‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫املعرفي‬
‫َّ‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫العل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫جمعي‬ ‫ـيس‬ ‫مــع تأسـ‬
‫املعرفيــة‪ ،‬وركــزت معظ ُمهــا عــى الداللــة‬ ‫َّ‬ ‫ات‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫ـم‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـت‬‫ـ‬ ‫تح‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫والدراس‬ ‫ـاث‬ ‫ـ‬ ‫األبح‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫مجموع‬ ‫ـدرت‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ظهوره‬ ‫مــن‬
‫ـوي‪ ،‬وعلــم األصــوات‪ ،‬وغريهــا مــن العلــوم اللُّغويَّــة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫باالكتس‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫اهتم‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـرف‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫وال‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫والنح‬
‫ارتبطــت اللســانيَّات املعرفيَّــة تاريخيًّــا بأعــال ٍّكل مــن روش )‪ ،Rosch (1977‬واليكــوف )‪ ،Lakoff (1980‬وجونســون‬
‫)‪ ،Johnson (1980‬ولنكيكــر )‪ ،Langacker (1987‬وتاملــي )‪ ،Talmy (2000‬وفوكونييــه )‪ Fauconnier (1984‬وآخريــن‪،‬‬
‫وقـ ِـد انبثقــت مــن عــدم الرضــا عــن التقاليــد اللســانيَّة املهي ِمنــة يف القــرن العرشيــن‪ ،‬ومنهــا تقليــد ال ِب ْنيَويــن الصوريــن يف‬

‫‪1385‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫علــم الداللــة األوريب‪ ،‬وتقليــد التوليديــن الصوريــن الــذي هيمــن عــى البحث يف علــم الرتكيب يف شــال أمريــكا‪ ،‬واملقاربة‬
‫الصوريَّة‪/‬الحاســوبيَّة لعلــم الداللــة التــي ســادت يف شــال أمريــكا وأوربــا ِطيلـ َة النصــف الثــاين مــن القــرن العرشيــن‪ ،‬وعىل‬
‫ـدءا‬
‫النقيــض مــن ذلــك فقــد كان الحلفــاء الطبيعيــون للِّســانيات املعرفيَّــة هــم‪ :‬الوظيفيــون والســياقيون بجميــع أطيافهــم‪ ،‬بَـ ً‬
‫ات املعرفيَّـ َة قــد قامــت عــى نقـ ِـد‬ ‫مــن مدرســة بــراغ وغريهــا )‪ ،(Nerlich & Clarke, 2007: 590‬ومعنــى هــذا أن اللســانيَّ ِ‬
‫ـوي‪ ،‬ف َقــوام برنامــج‬ ‫ـي لل َّن َســق اللُّغـ ِّ‬
‫التيــارات الســابقة لهــا نق ـ ًدا منهجيًّــا‪ ،‬ابتغــت مــن خاللــه التأكي ـ َد عــى الجانــب الوظيفـ ِّ‬
‫ـات‬‫ـريف يف ذاتِهــا‪ ،‬وحامـ ٌـل لتمثيـ ٍ‬ ‫األنحــاء املعرفيَّــة يقــوم عــى تنــا ُول اللُّغــة مــن حيــث طبيعتُهــا ووظيفتُهــا؛ فهــي نشــاط معـ ٌّ‬
‫خصائصهــا الدالليَّــة املعرفيَّــة‪ ،‬ومــن زاويــة تفا ُعلِهــا‪ ،‬وســائر امللَــكات ال َع ْرفَ ِنيَّــة مــن‬
‫ِ‬ ‫معرفيَّــة؛ ولذلــك وجــب تنا ُولُهــا مــن زاويـ ِة‬
‫قَ ِبيــل‪ ،‬اإلدراك‪ ،‬والتذكــر‪ ،‬والتصــور‪ ،‬والعمــل‪ ،‬والتجســدن‪ ،‬ومتثيــل البيئــة والســياق‪ ،‬ومــا إىل ذلــك (األزهــر الزنــاد‪2010: 27- ،‬‬
‫‪ .)28‬وبخــاف املقا َربــات الصوريَّــة‪ ،‬فاللســانيات املعرفيَّــة ال تنظــر إىل اللُّغــة باعتبارهــا نظا ًمــا مســت ِق ًّل‪ ،‬بــل بوصفهــا وج ًهــا‬
‫أساســا مــن وجــوه املعرفــة‪ ،‬ويف هــذا اإلطــار ت ُ ُجــو ِوزت النظــرة التقليديَّــة للُّغــة‪« ،‬ورفــض اعتبــار اللُّغــة مكونًــا مســت ِق ًّل بذاتــه‬ ‫ً‬
‫عــن ســائر املك ِّونــات ال ِّذهنيَّــة» (املقدمينــي‪)2019: 97 ،‬؛ وعليــه فاللســانيات املعرفيَّــة ال تقتــر عــى دراســة اللُّغــة باعتبارهــا‬
‫ـرق‬ ‫مجموعــة مــن الرمــوز واإلشــارات مبَعـ ِز ٍل عــن اآلليــات املعرفيَّــة املنتجــة لهــا كالذاكــرة واالنتبــاه واإلدراك‪ ...‬بــل إنَّهــا تتطـ َّ‬
‫لهــا كنشــاط تتضــا ُّم فيــه ُّكل القــدرات املعرفيَّــة‪ ،‬ومــن ثَــم فهــي ليســت قالَبًــا من َف ِصـ ًـا أو ملكـ ًة ذهنيَّــة مســتقلَّ ًة عــن باقــي‬
‫ـرورات‬ ‫وسـ ْ ُ‬ ‫األنظمــة املعرفيَّــة لــدى اإلنســان؛ فاألنظمــة املعرفيَّــة لهــذا األخــر وقدراته األساســيَّة مــن قَ ِبيــل إدراكاته ِ‬
‫الح ِّســيَّة‪َ ،‬‬
‫معالجتــه للعالَــم الخارجــي‪ ،‬ال ميكــن فَصلُهــا‪.‬‬
‫املعرفية أية َعالقة؟‬
‫َّ‬ ‫اللسانيات والعلوم‬
‫َّ‬ ‫‪.2‬‬
‫نعرف لغ ًة ما؟ وهل هذه املعرفة مرتبط ٌة بالرضورة مبسا ٍر ذهني معني؟‬ ‫ماذا يعني أن ً‬
‫املعرفيــة دراسـ َة اللُّغــة بدراســة ِّكل ملَــكات الذهــن لــدى اإلنســان‪ ،‬وكــذا الحيــوان‪ ،‬وعــى املســتويات كافَّة‬ ‫َّ‬ ‫ـانيات‬ ‫تربــط اللسـ َّ‬
‫ـرا‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫كب‬ ‫ًا‬ ‫ط‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫وقط‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫مهم‬ ‫ـل‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫مراح‬ ‫إىل‬ ‫ـي‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫العلم‬ ‫ـث‬‫ـ‬ ‫البح‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫وص‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫غو‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫هني‬
‫َّ‬ ‫ذ‬
‫ِّ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ي‬‫ن‬‫ْ‬ ‫مبــا يف ذلــك ال ِب‬
‫تصنيف‬ ‫ُ‬ ‫االجتامعيــة؛ ومــن ث َـ َّم فنحــن ال ميكننــا‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫واملعرف‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫العم‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ي‬‫ن‬‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ب‬ ‫و‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ـيقي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫واملوس‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ـمعي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫والس‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫البرص‬ ‫ـات‬ ‫مــن قَ ِبيــل ال ِب ْنيـ‬
‫ـريف يف‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫املع‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫القي‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫يفرض‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫البرش‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ة‬‫ً‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ـتق‬
‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫ليس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫فاللغ‬ ‫ـة؛‬ ‫ـ‬ ‫املعرفي‬
‫َّ‬ ‫أو‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬
‫ُّ َّ‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫التص‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ـارج ال ِب َ‬
‫ي‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫اللُّغــة خـ َ‬
‫ـتقبلة مــن أجهــزة برشيَّــة‪ ،‬ك َجهــاز الشــم‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫املعلوم‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫تجتم‬ ‫‪،‬‬‫ـي‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الذهن‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫للتمثي‬ ‫ٍ‬
‫ـتويات‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬
‫ُّ َّ‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫التص‬ ‫الداللــة‬
‫ـوي (أغــريب‪.)2020 ،‬‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫واألداء‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والحرك‬ ‫ـر‪،‬‬ ‫والبـ‬
‫ويــرى اليكــوف (‪1987‬م) أن العلــو َم املعرفيَّــة عبــار ٌة عــن حقــل جديــد يجمــع بــن مــا يُعــرف عــن الذهــن يف اختصاصات‬
‫مفصلــة عــن أســئلة مــن‬ ‫أكادمييَّــة عديــدة‪ :‬علــم النفــس‪ ،‬اللســانيَّات‪ ،‬األنرثوبولوجيــا‪ ،‬الحاســوبيَّة‪ ،‬وهــو يبحــث عــن أجوبــة َّ‬
‫قَ ِبيــل‪ :‬مــا العقــل؟ كيــف نعطــي لتجربتنــا معنــى؟ مــا النظــام التصــوري؟ وكيــف ينتظــم؟ هــل يســتعمل جميـ ُع البــر النظــا َم‬
‫نفســه؟ إن كان األمــر كذلــك؛ فــا هــذا النظــام؟ وإن مل يكــن كذلــك‪ ،‬مــا هــو بالتحديــد ذاك الــيء املشــرَك بــن‬ ‫ـوري َ‬ ‫التصـ َّ‬
‫بنــي البــر جمي ِعهــم يف طريقــة تفكريهــم؟‬
‫املعرفيــة بخصــوص املعرفــة البرشيَّــة ليســت جديــد ًة‪ ،‬كــا يقــول اليكــوف؛ ألن محا َولـ َة‬ ‫َّ‬ ‫إن األســئل َة التــي تطرحهــا العلــو ُم‬
‫املتتبـ َع لتطــور هــذا االهتــام عــر املراحــل‬ ‫ِّ‬ ‫أن‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـري‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الفك‬ ‫ـخ‬ ‫ـ‬ ‫التاري‬ ‫يف‬ ‫ا‬‫د‬‫ً‬ ‫ـ‬ ‫بعي‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫بجذوره‬ ‫فَ ْهــمِ الذهــن وعملياتِــه تــرب‬
‫ـاص‪ -‬مجــاالن اثنان‬ ‫ٍّ‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ٍ‬
‫ـكل‬
‫ـ‬ ‫بش‬ ‫ـريب‬ ‫ـ‬ ‫الغ‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫التقلي‬ ‫‪-‬يف‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫تنازع‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـف؛‬ ‫ـ‬ ‫يتوق‬ ‫مل‬ ‫ـألة‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫يف‬ ‫ـر‬
‫التاريخيــة سيســتنتج أن التفكـ َ‬ ‫َّ‬
‫عــى األقــل هــا‪ :‬الفلســفة‪ ،‬وعلــم النفــس‪.‬‬
‫ـاس التــي متثــل العلــوم املعرفيَّــة هــي‪ :‬علــم النفــس‪ ،‬واللســانيات‪ ،‬وعلــم األعصــاب‪ ،‬واملعلوميَّــات‪،‬‬ ‫وهكــذا فالحقــول األسـ ُ‬
‫أدوات مختلفـ ًة لدراســة العقــل‪ ،‬ومظاهــر املعرفــة البرشيَّــة‪،‬‬ ‫ـي‪ ،‬والفلســفة‪ ،‬واإلناســة‪ ،‬وتقـ ِّدم هــذه الحقــول ٍ‬ ‫والــذكاء االصطناعـ ُّ‬
‫ـاذج ُصورية‬ ‫وتــدرس العقـ َـل مــن منظــورات مختلفــة؛ ففــي الوقــت الذي يســعى اللســانيُّون التوليديــون تحديـ ًدا إىل تطويـ ِر منـ َ‬
‫كشـ َـف امليكانزمــات التــي تدخــل يف إنتــا ِج وفهــمِ‬ ‫ـاء النفــس ْ‬ ‫ـردة للقــدرة اللُّغويَّــة عنــد املتكلمــن‪ ،‬يحــاول علـ ُ‬ ‫لل ِب ْنيــة املجـ َّ‬
‫ِ‬
‫العبــارات اللُّغويَّــة‪ ،‬يف الســياق نفســه يعمــل علــاء األعصــاب عــى كشــف ســبُل عمــل الدمــاغ‪ ،‬ويســعى علــاء املعلوميــات إىل‬
‫ـدرات املعرفيَّ ـ َة البرشيَّـةَ‪ ،‬أمــا االنشــغال األســاس لعلــاء اإلناســة فهــو‬ ‫ـاذج متثِّــل وتحــايك بواســطة الحواســيب القـ ِ‬ ‫بنــاء منـ َ‬
‫ـرا‪ ،‬يبقــى العمــل األســاس للفلســفة هــو إعــادة صياغــة قضايــا فلســفيَّة جدليــة‬ ‫األبعــاد االجتامعيَّــة للمعرفــة البرشيَّــة‪ ،‬وأخـ ً‬
‫مــن قَ ِبيــل مشــكل العقــل‪ -‬الجســد‪ ،‬ومشــكل العقــول األخــرى‪ ،‬وقضايــا الوعــي واإلرادة الحــرة؛ انطالقًــا مــن مكتشــفات العلــوم‬
‫ـتثمر فيــه مجموعـ ٌة مــن‬ ‫املعرفيَّــة املختلفــة (الوحيــدي‪ .)2018: 189 ،‬ومنــه ميكننــا أن نعتــر أن اللُّغــة نظا ًمــا قابـ ًـا ألَ ْن تسـ َ‬
‫ـي‬ ‫ِ‬
‫التخصصــات مــن بي ِنهــا العلــوم املعرفيَّــة التــي تــد ُرس وظائـ َـف الذهــن والدمــاغ؛ فاإلنســان كائــن فريـ ٌد مــن نوعــه‪ ،‬و َعـ ُّ‬ ‫ُّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1386‬‬
‫عــى ال َف ْهــم‪ ،‬واللغــة يف حـ ِّد ذاتِهــا ملَكـ ٌة مع َّقــد ٌة تحتــاج الكثــر مــن الدراســة وال َف ْهــم‪ ،‬وكثــرة هــي الدراســات املعرفيَّــة التــي‬
‫ـي‪.‬‬
‫عملــت عــى فـ ِّـك هــذا التعقيــد؛ كالدراســات النفســيَّة والفلســفية‪ ،‬األنرثوبولوجيــة والعصبيَّــة‪ ،‬والــذكاء االصطناعـ ِّ‬
‫َ‬
‫مهارتي القراءة والكتابة‪:‬‬ ‫المحور الثاني‪ :‬المقاربة المعرفيَّ ة في تدريس‬
‫ِ‬
‫هنــاك ارتبــاط وثيــق بــن املرجعيــات اللســانيَّة وطبيعــة املــادة اللُّغويَّــة املق َّدمــة يف مناهــج تدريــس اللُّغــات‪ ،‬وهــو مــا‬
‫ـكل‬‫يحظــى بأهميــة كبــرة يف عمليَّــة تصميــم هــذه املناهــج؛ فــا يخفــى أن ترا ُجـ َع املناهــج التدريســيَّة وض ْع َفهــا يرتبــط بشـ ٍ‬
‫ـاش باملرجعيــات املعتمــدة يف بنائهــا‪ ،‬ويف كيفيــة اعتامدهــا‪ ،‬والســهر عــى نجاحهــا وتطبيــق مقتضياتهــا؛ لذلك يُ َعـ ُّد الوعي‬ ‫مبـ ِ ٍ‬
‫ـا يف تطويــر الكفــاءة اللُّغويَّــة لــدى املتعلِّــم‪ ،‬وال بـ َّد‬ ‫بأهميــة املرجعيــات واملقاربــات املعتمــدة يف تدريــس اللغــات عامـ ًـا مهـ ًّ‬
‫مــن ُمواكَبــة مكتســبات النظريــات ال ِعلميَّــة املعت َمــدة يف مجــال اللســانيَّات والعلــوم املعرفيَّــة؛ لبنــاء تصـ ُّور دقيــق ومفيـ ٍـد لعملية‬
‫تدريــس اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بغريهــا‪.‬‬
‫ـب الحسـ ُم يف مــا إذا كانت قد‬ ‫َ ُ ُ‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ص‬ ‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫وكان‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫مج‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫بدايته‬ ‫يف‬ ‫املعرفيــة‬
‫َّ‬ ‫ـب اهتــا ُم اللســانيات‬ ‫مل ينصـ َّ‬
‫املعرفيــة يف بداياتهــا غيابًا عىل‬ ‫َّ‬ ‫ات‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫لت‬ ‫ج‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫فقد‬ ‫ـا؛‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫وتع‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫قضاي‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـجم‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫منس‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫تعليمي‬
‫ًّ‬ ‫ـا‬‫ـ‬‫أُنتجــت ً‬
‫ب‬‫خطا‬
‫ـال الســنوات األوىل مــن ظهورهــا‬ ‫التعليميــة‪ ،‬وهــو مــا يالحــظ عندمــا نعــود إىل األعــال التــي كُتبــت يف إطارهــا خـ َ‬ ‫َّ‬ ‫الســاحة‬
‫املعرفيــة ظهــرت عــى وجــه الخصــوص نتيج ًة لعــدم الرضــا عن الحــدود التي‬ ‫َّ‬ ‫ـانيات‬ ‫ـ‬ ‫فاللس‬ ‫ـات؛‬ ‫ـ‬ ‫للتخصص‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫عاب‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫علم‬ ‫كمجــال‬
‫املعرفيــة األخــرى؛ لــذا فقــد كان مــن الواضــح‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫األنظم‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫باق‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ة‬ ‫ـتقاللي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫نظرته‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫التوليد‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫النظر‬ ‫ـمتها‬ ‫رسـ‬
‫أن اهتام َمهــا مل يكــن يف ذاك الوقــت ُمو َّج ًهــا لقضايــا تدريــس اللُّغــات‪ ،‬ومــدى قابليــة تطبيقهــا كمقاربــة يف تدريــس اللغــات‬
‫ـال الســنوات األخــرة؛ وذلــك بظهــور الكثــر مــن األعــال والدراســات التــي‬ ‫)‪ .(Holme, 2009: 6‬لكــن الوضــع اختلــف خـ َ‬
‫عملــت عــى االســتفادة مــن نتائجهــا وتطبي ِقهــا يف مناهــج تدريــس اللغــات ;‪(Achard 2008; Bergen & Chang 2005‬‬
‫‪.)Boers & Lindstromberg 2006; Broccias 2008; Cadierno & Lunk 2004; Holme 2009; Littlemore 2009‬‬
‫إن االســتفاد َة مــن اللســانيَّات املعرفيَّــة ونتائجهــا يف هــذا اإلطــار هــو نــو ٌع مــن الســعي إىل رصـ ِـد ســرورات املعالجــة‬
‫ـارات معرفيَّــة تعالــج‬ ‫ال ِّذهنيَّــة للمعلومــة اللســانيَّة‪ ،‬واألنظمــة املعرفيَّــة التــي تتضافــر يف بنائهــا‪ ،‬وكيفيــة انتظامهــا ِضمـ َن مسـ ٍ‬
‫فيهــا املعلومــات‪ ،‬كل هــذا مــن شــأنه تحدي ـ ُد مســارات عمليَّــة التعلُّــم؛ لالســتفادة منهــا يف تدريــس املهــارات اللُّغويَّــة‪.‬‬
‫التخصصات‬ ‫ُّ‬ ‫املعرفية التقليديَّة بــن‬‫َّ‬ ‫املعرفية؛ حيــث تُتَ َخطَّى الحــدود‬ ‫َّ‬ ‫ـانيات‬ ‫ت ُ َعـ ُّد املقاربــة البيمعرفيــة ســم ًة جوهريَّــة يف اللسـ َّ‬
‫املعرفيــة‪ ،‬وأصبحت‬ ‫َّ‬ ‫ات‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫ـكل‬ ‫ـ‬ ‫تش‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫التخص‬
‫ُّ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الص‬
‫مــن أجــل اإلســهام يف بنــاء املعرفــة‪ ،‬مــن ذلــك تنامــي ِّ‬
‫جليــة ورصيحــة‪ ،‬وهــو األمــر الــذي مــن شــأنه أن يُ َغـ ِّذ َي َم ْيــدا َن تدريــس اللغــات بنظريــات ودراســات مــن حقــو ٍل مختلفــة‬
‫املعرفية‬
‫َّ‬ ‫ـانيات‬
‫عمليــة تدريــس لغــة معينــة‪ ،‬وهــو األمــر الــذي يجعــل مــن اللسـ َّ‬ ‫ـريف قــادر عــى إنجــاح َّ‬ ‫تتعــاون لبنــا ٍء منــوذج معـ ٍّ‬
‫ـانيات‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫يف‬ ‫ـتثامر‬ ‫ـ‬ ‫فاالس‬ ‫ها؛‬ ‫ُ‬ ‫ل‬‫ك‬‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫تش‬ ‫التي‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫العل‬ ‫ـاره‬ ‫ـ‬ ‫إط‬ ‫يف‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫تتفاع‬ ‫ن‬ ‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫مت‬ ‫ـاس‬ ‫ـ‬ ‫أس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ة‬‫ً‬ ‫ـ‬‫مبني‬
‫َّ‬ ‫ـاز‪،‬‬ ‫تعليميــة بامتيـ‬ ‫َّ‬ ‫خلفيـ ًة نظريَّــة‬ ‫َّ‬
‫ـج يف الدماغ‪ ،‬فاألســاس‬ ‫ـث إىل فهــمِ طبيعــة املســارات التــي تتخذها اللُّغــة لتعال ََ‬
‫ـ‬ ‫املعرفيــة هــو رضور ٌة يســعى مــن خاللهــا الباحـ ُ‬ ‫َّ‬
‫ـاء تعليــم القــراءة أو الكتابــة ســيم ِّكن املشــتغلني يف َم ْيــدان بنــاء املناهــج مــن إيجــاد الطُّــرق األمثل‬ ‫ـي لهــذا األخــر أثنـ َ‬ ‫الوظيفـ ُّ‬
‫التعليمي‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ـوى‬ ‫ـ‬ ‫املحت‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫مضام‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫وتطوي‬ ‫‪،‬‬‫ة‬‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫لتعلي‬ ‫ـل‬ ‫واألفضـ‬
‫املعرفية يف تدريس مهارة القراءة‪:‬‬
‫َّ‬ ‫اللسانيات‬
‫َّ‬ ‫ ‪1 .‬مقاربة‬
‫القرايئ‪:‬‬
‫ُّ‬ ‫ ‪1. 1.‬ال َف ْهم‬
‫القرايئ؟‬
‫ُّ‬ ‫كيف يحدث ال َف ْهم‬
‫ـات تحدي َد‬
‫يعتــر هــذا الســؤال مركـ َز الدراســات يف َم ْيــدان القــراءة عــى مــدار العقــود األخــرة؛ فقــد حاولت هــذه الدراسـ ُ‬
‫عمليــة مع َّقــدة الســتخراج وبنــاء املعنى‬ ‫تعريــف دقيــق لعمليــة القــراءة‪ ،‬وعــى الرغــم مــن كونِهــا تتفــق جمي ًعــا عــى أن القــراءة َّ‬
‫مــن النــص‪ ،‬إال أن التعاريـ َـف مــن هــذا القبيــل ال تكفــي أب ـ ًدا يف تحديــد هــذه املهــارة تحدي ـ ًدا دقي ًقــا‪ ،‬ولذلــك يُل َجــأ إىل‬
‫عمليـ ًة تعتمــد عــى‬‫ـرايئ؛ فيشــكل هــذا األخــر َّ‬ ‫تحديدهــا انطالقًــا مــن القــدرات واملهــارات التــي تُسـ ِهم يف تحقيــق ال َف ْهــم القـ ِّ‬
‫ـرف عــى‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫والتع‬ ‫ـوات‪،‬‬
‫ـ‬ ‫أص‬ ‫إىل‬ ‫ة‬‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫املكتوب‬ ‫ـوز‬‫ـ‬ ‫املعرفيــة )‪(Kendeou & Trevors, 2012‬؛ كتحويــل الرم‬ ‫َّ‬ ‫مجموعــة مــن العمليــات‬
‫الكلــات (برسعــة وبكفــاء ٍة عاليـ ٍة)‪ ،‬وعمليــات اســتدعا ِء املعــاين مــن ذهــن القــارئ‪ ،‬واملعالَجــة التــي تخضــع لهــا ال ُج َمــل؛ مــن‬
‫املعرفيــة التــي تســاعد عــى بنــاء املعنــى مــن املقروء‪،‬‬‫َّ‬ ‫أجــل الكشــف عــن املعنــى‪ ،‬كــا يُر َجــع إىل مجموعــة مــن اإلســراتيجيات‬
‫عملية‬
‫َّ‬ ‫إىل‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫بدوره‬ ‫ـاين‬‫ـ‬ ‫املع‬ ‫ـذه‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫وتخض‬ ‫ـراءة‪،‬‬‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـاء‬
‫ـ‬ ‫عمليــة تشــكيل املعــاين أثن‬
‫وتتداخــل املعــارف الســابقة للمتعلِّــم كذلــك يف َّ‬

‫‪1387‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫تقويــم ومالءمــة مبــا يتــاىش مــع أهــداف املتعلِّــم مــن عمليَّــة قراءته للنــص‪ ،‬كل هــذه العمليــات املختلفــة تتضافر لتُســهم يف‬
‫ـرايئ )‪.(Grabe, 2014; Kendeou et al., 2014‬‬ ‫تحقيــق ال َف ْهــم القـ ِّ‬
‫ـرايئ يف مجموعــة مــن النــاذج التــي حاولــت‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ه‬‫ْ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫عملي‬
‫َّ‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫ط‬ ‫َ‬ ‫ي‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫التعقي‬ ‫إىل‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫األدبي‬ ‫ـن‬ ‫أشــارت مجموعــة مـ‬
‫ـي للمعــاين التــي نحصــل عليها بعــد قراءتنا‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الذهن‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫التمثي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫عملي‬
‫َّ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـاذج‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـض‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ت‬ ‫ز‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ك‬
‫َّ‬ ‫ور‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫هني‬
‫َّ‬ ‫ذ‬‫ِّ‬ ‫ال‬ ‫مليــة‬
‫تفكيـ َـك هــذه ال َع َّ‬
‫ـاذج أخــرى عــى‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫من‬ ‫ـزت‬ ‫ـ‬ ‫ك‬
‫َّ‬ ‫ر‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫بين‬ ‫ـص‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـل‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫داخ‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ج‬‫ُ‬ ‫وال‬ ‫ـردات‬ ‫ـ‬ ‫املف‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫فه‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫لعملي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫نهائي‬
‫َّ‬ ‫ة‬‫ً‬ ‫ـ‬ ‫نتيج‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫التمثي‬ ‫ـذا‬ ‫للنــص‪ ،‬ويكــون هـ‬
‫ـض النظـ ِر عــن‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫وبغ‬ ‫ـروء‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫للمق‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫فهمن‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫رحل‬ ‫يف‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫تتداخ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫األساس‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫وامله‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫العملي‬ ‫ـف‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫مخت‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫تقطعه‬ ‫املراحــل التــي‬
‫النــاذج املتع ـ ِّددة لعمليــة القــراءة‪ ،‬إال أنَّــه ميكننــا أن نص ِّنــف القــدرات واملهــارات التــي تنطــوي عليهــا مهــارة القــراءة إىل‬
‫صنفــن )‪:(Grabe, 2014‬‬
‫ ¨مســتوى العمليــات الدنيــا ‪ :Lower Level processes‬والتــي ال تعنــي بالــرورة أنَّهــا أقـ ُّـل تعقي ـ ًدا مــن‬
‫ـب بالنســبة للقــراءة يف اللُّغــة الثانيــة؛ فهــذه العمليــات تتض َّمــن‬ ‫الثانيــة‪ ،‬بــل ميكــن أن ت ُ َع ـ َّد مهمــة التأقلــم معهــا أصعـ َ‬
‫ـرف عــى الكلــات‪ ،‬والقــدرة عــى الوصــول إىل املعلومــات املعجميَّــة والرتكيبيــة‬ ‫الرسعـةَ‪ ،‬والتفعيـ َـل التلقــايئ لعمليــات التعـ ُّ‬
‫بطريق ـ ٍة تلقائيــة‪ ،‬واملعالَجــة الدالليَّــة لل َو ْحــدات املعنويَّــة يف النــص‪.‬‬
‫ ¨مســتوى العمليــات العليــا ‪ :Higher Level Processes‬والتــي تتض َّمــن معالجــة مختلِــف العمليــات‬
‫واإلســراتيجيات التــي تســاعد يف التعا ُمــل مــع النــص لتحقيــق ال َف ْهــم؛ كتشــكيل الفكــرة العا َّمــة مــن املعــاين األساسـ َّـية‬
‫عمليــة ال َف ْهــم‬
‫ـن َّ‬ ‫ر مبوضــوع النــص‪ ،‬وبنــاء منــوذج عــا ٍّم يبـ ِّ‬ ‫ـرف عــى املوضوعــات واملعلومــات املرتبطــة أكـ َ‬ ‫للنــص‪ ،‬والتعـ ُّ‬
‫ـرايئ للنــص‪ ،‬باإلضافــة إىل اســتعامل عمليــات االســتنتاج‪ ،‬والتأويــل‪ ،‬والرجــوع إىل املعــارف الســابقة لتشــييد املعنــى‪،‬‬ ‫القـ ِّ‬
‫ـرايئ‪ ،‬وهــو عبــارة‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫ف‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫تحق‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫األخ‬ ‫يف‬ ‫ـدف‬ ‫ـ‬ ‫اله‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫ليك‬ ‫ـياق؛‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫وتوظي‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املعالج‬ ‫ات‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫إىل‬ ‫والعــودة‬
‫عــن منــوذج شــخيص ذهنــي يُظ ِهــر النــص املقــروء‪.‬‬
‫ـي نظــر ًة كليــة ملختلِــف العمليــات التــي تقــف وراء‬ ‫عطـ َ‬ ‫هــذا التصنيــف الــذي قــام بــه ‪ ،)Grabe (2014‬مــن شــأنه أن يُ ِ‬
‫كل فمهــارة القــراءة عمليَّــة بنــاء لتمثيــات ذهنيَّــة متامســكة للنــص يف ذاكــرة القــارئ ‪(McNamara‬‬ ‫ـرايئ‪ ،‬وعــى ٍّ‬ ‫ال َف ْهــم القـ ِّ‬
‫ـات املوجــود َة داخـ َـل النــص‬ ‫ـي املعلومـ ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫الذهن‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫التمثي‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫يتضم‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫وعلي‬ ‫؛‬ ‫&‬ ‫‪Magliano,‬‬ ‫;‪2009‬‬ ‫‪Kendeou‬‬ ‫)‪et al., 2014‬‬
‫يف ارتباطهــا باملعــارف الســابقة للقــارئ‪ ،‬وتدخــل يف مجموعــة مــن ال َعالقــات الدالليَّــة التــي تكـ ِّون شــبكة دالليَّــة ‪(Kendeou‬‬
‫ـي نتيجــة نحصــل عليهــا ‪-‬كمخــرج‪ -‬لعمليــة بنــاء املعنــى مــن النــص املقــروء؛ إنَّــه عمليَّة‬ ‫)‪ ،et al., 2014‬وهكــذا فالتمثيــل الذهنـ ُّ‬
‫ـرايئ عــى شــكل شــبكة دالليَّــة‪.‬‬ ‫يتحقــق فيهــا ال َف ْهــم القـ ُّ‬
‫الذهني‬
‫َّ‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫متثي‬ ‫ـارئ‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫يبن‬ ‫لذلك‬ ‫رات؛‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الكث‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫تتفاع‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫ق‬‫َّ‬ ‫مع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫عملي‬
‫َّ‬ ‫ـص‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫عمليــة تشــييد املعنــى م‬ ‫إن َّ‬
‫للنــص لحظـ ًة بلحظـ ٍة؛ فمــع متابعتــه لعمليــة القــراءة يبــدأ املعنــى بالتشـ ُّكل والتطـ ُّور؛ حيــث تؤكِّــد ‪)Kendeou et al (2014‬‬
‫ـرايئ؛ ألنَّــه ألن الناتــج‬ ‫عمليــة تشــييد املعنــى لتحقيــق ال َف ْهــم القـ ِّ‬ ‫عــى رضورة التمييــز بــن الناتــج والســرورة التــي تقطعهــا َّ‬
‫ـي للنــص)؛‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫الذهن‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫(التمثي‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫علي‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫نحص‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـج‬ ‫ـ‬ ‫النات‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـر هــذه الســرورة‪ ،‬وهــي التــي تحــدد لنــا مــدى جــودة‬ ‫يُبنــى عـ ْ َ‬
‫معرفيــة أخــرى لتُسـ ِهم يف تشــكيل املعنــى‪ ،‬وتشــر‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫عملي‬ ‫ـل‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫تتداخ‬ ‫ـراءة‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـاء‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫أثن‬ ‫ـارئ‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ف‬‫ُ‬ ‫ق‬
‫َّ‬ ‫يتل‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫جدي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫معلوم‬ ‫فمــع كل‬
‫املعرفيــة للمتعلِّــم أثنــاء القــراءة؛ فهــو مــا قــد يؤثِّــر عــى‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫العملي‬ ‫يف‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫خ‬
‫ُّ‬ ‫للتد‬ ‫ـا‬ ‫ًّ‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـا‬‫ً‬ ‫ـ‬ ‫عام‬ ‫د‬ ‫ُ َ ُّ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ي‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫املناس‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫التوقي‬ ‫إىل أن‬
‫املعرفيــة‪ ،‬ومتــى‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫العملي‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫تنج‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫مت‬ ‫ـرف‬ ‫ـ‬ ‫نع‬ ‫أن‬ ‫ا‬ ‫د‬
‫ًّ‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫ِ‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫ُه‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫لذل‬ ‫ـد؛‬ ‫ـ‬ ‫الجي‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ف‬‫َ‬
‫ُ ٌّ ْ‬ ‫لل‬ ‫م‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ه‬ ‫م‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫عام‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ـى‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املعن‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫بن‬ ‫عمليــة‬
‫َّ‬
‫ملية لــدى املتعلِّــم‪ ،‬من‬ ‫َ َّ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ه‬‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫نس‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫وكي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫مت‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫معرف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ننا‬ ‫ك‬
‫ِّ‬ ‫ـيم‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫األم‬ ‫‪،‬‬ ‫ـرايئ‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ْ‬ ‫ف‬‫َ‬ ‫ال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫عملي‬
‫َّ‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫فتصع‬ ‫ـق؛‬ ‫تخفـ‬
‫عمليــة‬
‫ـر عــى َّ‬ ‫ضمنيــة أو رصيحــة؛ فنحــن نســتهدف مــن ذلــك التأثـ َ‬ ‫َّ‬ ‫قَ ِبيــل التد ُّخــل عــن طريــق أنشــطة معينــة ســواء كانــت‬
‫عمليــة القــراءة‪.‬‬ ‫املعرفيــة للمقــروء؛ ومــن ثَــم تغيــر ناتــج َّ‬ ‫َّ‬ ‫املعالَجــة‬
‫املعرفية وتدريس مهارة القراءة‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫اللسانيات‬ ‫َّ‬ ‫ ‪1. 2.‬‬
‫املعرفيــة مــن قَ ِبيل‪ :‬نظريَّــة االســتعارة التص ُّوريَّــة‪ ،‬واملعرفة‬ ‫َّ‬ ‫ات‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫إط‬ ‫يف‬ ‫ـزت‬ ‫ـ‬ ‫نج‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫والدراس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫النظري‬ ‫ـدد‬ ‫تتعـ‬
‫ـي‪ ...‬إلــخ‪ ،‬وميكــن االســتفادة مــن هــذه النظريات والدراســات‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الذهن‬ ‫ـزج‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ونظري‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫هني‬
‫َّ‬ ‫ذ‬‫ِّ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫َاط‬ ‫ط‬ ‫خ‬ ‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ونظري‬ ‫ة‪،‬‬ ‫امل ُ َج ْسـ َ َ‬
‫ن‬‫د‬
‫ـر َق إىل ٍّكل‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫التط‬ ‫ـنحاول‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـياق‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ويف‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫وتع‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫ـدان‬ ‫ـ‬ ‫ي‬
‫َْ‬‫م‬ ‫يف‬ ‫ـوي‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الرتب‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫الحق‬ ‫يف‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫حوله‬ ‫ـزت‬ ‫ـ‬ ‫نج‬ ‫التــي أُ‬
‫مــن نظريَّــة املعرفــة امل ُ َج ْسـ َدنة‪ ،‬واملعرفــة املوســوعية‪ ،‬وكيفيــة االســتفادة مــن منطلقاتِهــا النظريَّــة يف تدريــس مهــارة القراءة‪.‬‬
‫ ¨املعرفة امل ُ َج ْس َدنة ومهارة القراءة‪:‬‬
‫ـاف‬ ‫ـي؛ بحيث يُعيدون استكشـ َ‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الخارج‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫َ‬ ‫ل‬‫والعا‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫بني‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ع‬ ‫َ‬ ‫ال‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫طبيع‬ ‫إىل‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫م‬‫املعرفيــة اهتام َ‬ ‫َّ‬ ‫ـانيات‬ ‫يوجــه علــاء اللسـ َّ‬
‫ـول‬ ‫ـي؛ لبنــاء نظريَّــة يف ال ِب ْن َيــة التص ُّوريَّــة تتامثــل مــع خربتنــا حـ َ‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الخارج‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫العا‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫الكيفيــة التــي يتفاعــل‬ ‫َّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1388‬‬
‫ري انطالقًــا مــن تفا ُعلنــا مــع‬ ‫العالَــم‪ ،‬ومنــه ظهــرت «املعرفــة امل ُ َج ْسـ َدنة» كفكــر ٍة تســعى إىل تفســر طبيعـ ِة تنظي ِمنــا التصـ ُّو ِّ‬
‫ـادي)‪ ،‬هــذه الفكــرة التــي اســتلهمتْها اللســانيَّات املعرفيَّــة مــن الفلســفة وعلم النفــس اللذان يؤكِّــدان عىل‬ ‫ـي (املـ ِّ‬ ‫العالَــم الخارجـ ِّ‬
‫أهميَّــة التجربــة البرشيَّــة‪ ،‬ومحوريــة جســد اإلنســان‪ ،‬و ِب ْنيتــه اإلدراكيَّــة يف التأثــر عــى طبيعــة تجاربنــا مــع العــامل‪ ،‬فالعقــل‬
‫البــري؛ ومــن ثَــم اللُّغــة ال ميكــن تحقي ُقهــا مبَعـ ِز ٍل عــن ال َج ْسـ َدنَ ِة )‪.(Vyvyan & Green, 2006‬‬
‫ـث إال عام‬ ‫ـي؛ فنحن ال يســعنا الحديـ ُ‬ ‫إن فكــر َة َج ْسـ َدن ِة ِخرباتنــا وتجاربنــا ت َ َنب ِنــي عــى طبيعــة أجســادنا وعــى نظامنــا العصبـ ِّ‬
‫ميكننــا إدراكُــه وتصـ ُّو ُره‪ ،‬وكل مــا ميكــن إدراكــه وتصــوره هــو يف الحقيقــة مســت َم ٌّد من خربتنا الجســديَّة‪ ،‬وتتســع هــذه التجربة‬
‫لتش ـ َم َل َّكل أشــكال التفاعــل مــا بــن األفــراد‪ ،‬ومــا بــن املجموعــات البرشيَّــة‪ ،‬باإلضافــة إىل طبيعــة أجســادنا البيولوجيــة‪،‬‬
‫تجســدها‬ ‫والثقافيــة )‪(Lakoff, 1987‬؛ فالفكــرة التــي ِّ‬ ‫َّ‬ ‫االجتامعيــة‬
‫َّ‬ ‫ـكل تعقيداتهــا‬ ‫واشــتغالها يف املحيــط الــذي تنتمــي إليــه بـ ِّ‬
‫لنــا التجربــة تتحـ َّدد يف كوننــا منتلــك ِوجهـ َة نظــر معينــة للعــامل‪ ،‬وهــي نظــرة تعــود إىل الطبيعــة الفريــدة ألجســادنا؛ فتأويلنــا‬
‫للواقــع تتحكــم فيــه ‪-‬بدرجــة كبــرة‪ -‬طبيعــة أجســادنا‪ ،‬وميكــن أن ُيثَّــل لذلــك بتجاربنــا مــع األلــوان عــى ســبيل املثــال؛‬
‫ـري لكائنــات أخــرى؛ فبعــض الكائنــات الحيــة متتلــك القــدرة عــى الرؤيــة‬ ‫ـري لإلنســان مغايــر للنظــام البـ ِّ‬ ‫فالنظــام البـ ُّ‬
‫فرائســها ليـ ًـا‪ ،‬بينــا ال ميتلــك اإلنســان هــذه القــدر َة‪ ،‬إن‬ ‫َ‬ ‫ـاد‬‫ـ‬ ‫تصط‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫األفاع‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـراء‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الحم‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫تح‬ ‫ـعة‬ ‫ـ‬ ‫ِضمـ َن نطــاق األش‬
‫هــذه الطبيعــة الفريــدة ألجســادنا تؤثِّــر عــى تجاربنــا مــع األلــوان‪ ،‬وقــد وضــح فيفيــان وغريــن (‪2006) Vyvyan& Green‬‬
‫الفيزيائيــة‬
‫َّ‬ ‫محبوســا يف غرفــة مغلقــة‪ ،‬ولهــذه الغرفــة مجموعــة مــن الخصائــص‬ ‫ً‬ ‫هــذه الفكــرة مبثــا ٍل‪ :‬نتخيــل فيــه رجـ ًـا‬
‫ـكان لــه حــدود ماديَّــة‪ ،‬هــذه الحــدود عبــارة عــن جــدران‪ ،‬وهــذه الجــدران التــي تشـ ِّكل هــذه الحــدود‬ ‫التــي ترتبــط بوجــو ِد مـ ٍ‬
‫الفيزيائية توجد‬ ‫َّ‬ ‫ـدود‬ ‫ـ‬ ‫الح‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـة‪،-‬‬ ‫ـ‬ ‫الغرف‬ ‫ـارج‬ ‫ـ‬ ‫‪-‬خ‬ ‫ـارج»‬ ‫ـ‬ ‫«الخ‬ ‫ـود‬ ‫ـ‬ ‫وج‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫كذل‬ ‫ـتلزم‬ ‫ـ‬ ‫وتس‬ ‫ـة‪،-‬‬ ‫ـ‬ ‫الغرف‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫‪-‬داخ‬ ‫تســتلزم وجــو َد «الداخــل»‬
‫ـروج‪ ،‬إنَّــه محتـ ًوى داخـ َـل الغرفــة‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫والخ‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ـادر‬ ‫ـ‬ ‫املغ‬ ‫ـتطيع‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫ال‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الغرف‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫داخ‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫فالرج‬ ‫ـواء»؛‬ ‫ـ‬ ‫«االحت‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫خاصي‬ ‫إضافيــة هــي‬ ‫َّ‬ ‫خاصيــة‬‫َّ‬
‫ذات الحــدود املغلقــة‪،‬‬ ‫الفيزيائيــة للغرفــة ِ‬ ‫َّ‬ ‫ـص‬ ‫ـ‬ ‫الخصائ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ً‬ ‫ق‬‫انطال‬ ‫ل‬ ‫ك‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫ش‬‫ُ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬
‫ً‬ ‫مفهو‬ ‫د‬ ‫ـ‬
‫ُ َ ُّ‬‫ع‬ ‫ي‬ ‫ـواء‬ ‫ـ‬ ‫االحت‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫خاصي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫املث‬ ‫هــذا‬
‫ـادي للجســد‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـود‬ ‫ـ‬ ‫الوج‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـادي‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـود‬ ‫ـ‬ ‫وج‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫جس‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫فه‬ ‫ـل؛‬ ‫ـ‬ ‫للرج‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الفيزيائي‬
‫َّ‬ ‫ـص‬ ‫ـ‬ ‫الخصائ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫كذل‬ ‫ص‬ ‫َ‬ ‫ل‬ ‫ـتخ‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬‫كــا َّ‬
‫ن‬ ‫أ‬
‫ـر الثقــوب‪ ،‬أو تحــت البــاب‪ ،‬إن هــذا املفهــو َم‬ ‫َْ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ذ‬‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫فين‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫املث‬ ‫ـبيل‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ٍ‬
‫ز‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫إىل‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫التح‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـدرة‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫يعطي‬ ‫ال‬ ‫ـاين‬
‫اإلنسـ ِّ‬
‫الفيزيائيــة‬
‫َّ‬ ‫ـص‬ ‫ـ‬ ‫الخصائ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ع‬‫ُ‬ ‫للتفا‬ ‫ة‬
‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫نتيج‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫إ‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫الغرف‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـدي‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الجس‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ُ‬ ‫للتفا‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫نتيج‬ ‫ـواء‬ ‫ـ‬ ‫االحت‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـر‬ ‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫يع‬ ‫ـذي‬ ‫هــو الـ‬
‫للجســد وللمــكان‪.‬‬
‫ـردة‪،‬‬ ‫أساســا تُبنــى عليــه مجموعــة مــن التصــورات املجـ َّ‬ ‫وهكــذا تشـ ِّكل املفاهيــم التــي تُبنــى انطالقًــا مــن تجاربنــا الجســديَّة ً‬
‫والتــي ترمــز يف العبــارات اللُّغويَّــة بطريقــة تظ ِهــر تلــك التصــورات‪ ،‬إنَّهــا ال َعمليَّــة التــي تســمح لنــا بفهمِ العبــارات االســتعارية‬
‫ـارات مــن قَ ِبيــل مــا يُحيــل عــى الحــب‪،‬‬ ‫ـردة التــي تحملهــا تلــك العبـ ُ‬ ‫عــى ســبيل املثــال‪ ،‬وتســمح لنــا بــإدراك املفاهيــم املجـ َّ‬
‫الغبطــة‪ ،‬الحــزن‪ ...‬إلــخ (األزهــر الزنــاد‪ .)2010 ،‬واملفهــوم املرتبــط باالحتــواء مــن املثــال الســابق الــذي ق َّدمــه ٌّكل مــن فيفيان‬
‫وغريــن ُيثِّــل منوذ ًجــا لِــا يُس ـ َّمى بـ»مخطــط الصــورة ‪»Image schema‬؛ بحيــث يعتــر التص ـ ُّور املبنــي عــى مخطــط‬
‫الصــورة أح ـ َد الوســائل التــي تُفــي فيهــا خربتنــا الجســديَّة إىل تص ـ ُّورات دالَّــة؛ فتصوراتنــا الدالَّــة التــي نحصــل عليهــا‬
‫ـردة‪ ،‬مثــل مخطــط الصــورة‪ ،‬ويــرى‬ ‫رات حســيَّة تســمح لنــا بفهــمِ التصــورات املجـ َّ‬ ‫انطالقًــا مــن خربتنــا الجســديَّة تُن ِتــج تصـ ُّو ٍ‬
‫املجســدة عــى املســتوى‬ ‫الص ـ َور هــي إحــدى الطُّــرق التــي تتجـ َّـى فيهــا التجربــة َّ‬ ‫ـات ُّ‬ ‫مــارك جونســون (‪ )1987‬أن مخططـ ِ‬
‫الصـ َور هــذه عبــارة عــن مفاهيــم ذات مغـ ًزى مســتمدة ومرتبطــة بتجربتنا الجســديَّة الســابقة مــن قَ ِبيل‬ ‫ٍ‬ ‫اإلدرايك‪ ،‬ومخطَّطــات ُّ‬
‫مفاهيــم االتصــال واإلنــاء والتــوازن (نقـ ًـا عــن‪.)Vyvyan & Green, 2006: 158 ‬‬
‫ـرد مــن تجاربنــا‬ ‫فهــذه املفاهيــم ليســت مــن قَ ِبيــل التجــا ِرب الجســديَّة املبــارشة مــع الواقــع‪ ،‬ولك َّنهــا تســت ِم ُّد مضمونَهــا املجـ َّ‬
‫ر تعقيـ ًدا‪ ،‬فقــد قـ َّدم عــامل نفــس النمــو‬ ‫اإلدراكيــة؛ حيــث تُسـ ِهم هــذه املخطَّطــات يف تشــكيل مفاهيـ َم وأفــكا ٍر أكـ َ‬ ‫َّ‬ ‫الح ِّسـ َّـية‬ ‫ِ‬
‫ـات‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫مخطط‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫ـكل‬ ‫ـ‬ ‫تتش‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الكيفي‬
‫َّ‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫)‬ ‫‪2004‬‬ ‫و‬ ‫‪1996‬‬ ‫و‬ ‫‪1992‬‬ ‫(‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الدراس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ا‬ ‫د‬
‫ً‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫‪Jean‬‬ ‫‪Mnadler‬‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫ماندل‬ ‫ـان‬ ‫جـ‬
‫املكانيــة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫وبيئتهــم‬ ‫األشــياء‬ ‫باستكشــاف‬ ‫ــع‬ ‫ض‬ ‫الر‬
‫ُّ َّ‬ ‫األطفــال‬ ‫يهتــم‬ ‫األوىل‬ ‫الســنوات‬ ‫فمنــذ‬ ‫ة؛‬ ‫ن‬ ‫د‬ ‫ــ‬
‫َْ ََ‬ ‫س‬ ‫ج‬ ‫ُ‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫التجربــة‬ ‫مــن‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ُّ َ‬ ‫ــ‬ ‫الص‬
‫ـردة؛ فعــى‬ ‫عمليــة االستكشــاف هــذه‪ ،‬هــذه التجــارب تســمح لهــم بتطويـ ِر مفاهيـ َم مجـ َّ‬ ‫ذات مغـ ًزى يف َّ‬ ‫ـارب َ‬ ‫ويخوضــون تجـ َ‬
‫ـن مــن التكويــن الــذي يوجــد فيــه‬ ‫ســبيل املثــال‪ :‬اإلنــاء ليــس مجــرد متثيـ ٍـل شــكيل هنــديس‪ ،‬بــل هــو نظريَّــة حــول نــوع ُمعـ َّ‬
‫ـرد لالحتــواء؛ إن‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫املج‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫املفه‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِّ‬ ‫يح‬ ‫ـر يحتــوي عليــه‪ ،‬ومخطــط الصــورة للكــوب أو اإلنــاء‬ ‫كِيــان يد َّعــم مــن طــرف كيــان آخـ َ‬
‫املكانيــة يف ِب ْن َي ِتنــا التص ُّوريَّــة‪ ،‬وهــذه التجــارب‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫ب‬
‫ٌ ْ‬ ‫لل‬ ‫م‬ ‫ـ‬ ‫ورس‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫للتجرب‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ن‬ ‫ِ‬
‫ف‬ ‫وص‬ ‫ـادة‬ ‫ـ‬ ‫إع‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫الصـ َور‬
‫عمليــة تشــكيل مخططــات ُّ‬ ‫َّ‬
‫ـاس لكثــر مــن تصوراتنــا (نقـ ًـا عــن‪.)Vyvyan & Green, 2006: 46 ‬‬ ‫ذات مع ًنــى تش ـ ِّكل األسـ َ‬ ‫ُ‬

‫‪1389‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ ‪-‬كيف ميكننا االستفادة من ُمنطلَقات املعرفة امل ُ َج ْس َدنَة يف تدريس مهارة القراءة؟‪:‬‬
‫عمليــة تتَّ ِســم بطابــع بنــايئ؛ بحيــث‬ ‫ـرايئ َّ‬ ‫ـي؛ فال َف ْهــم القـ ُّ‬ ‫عمليــة مع َّقــدة‪ ،‬ال ســيام بالنســبة للطالــب األجنبـ ِّ‬ ‫إن قــراء َة النــص َّ‬
‫عمليــة تبــدأ مــن الكلمــة‪ ،‬ومتــر بالجملــة‪ ،‬ثــم الفقــرة‪ ،‬ثــم النــص ك ُك ٍّل‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـص‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـدات‬ ‫ـ‬ ‫ح‬
‫َ ْ‬ ‫و‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬‫ـ‬‫ً‬ ‫ق‬ ‫انطال‬ ‫د‬ ‫يُبنــى فيــه املعنــى ويُشـ َّـي‬
‫هنيــة؛‬ ‫َّ‬ ‫ذ‬
‫ِّ‬ ‫ال‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫العملي‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫الكث‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫الطال‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـتلزم‬ ‫ـ‬ ‫تس‬ ‫‪،‬‬ ‫ـوي‬
‫ٍّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫مب‬ ‫ـوي‬
‫ٌّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُ‬ ‫ل‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫يتفاع‬ ‫مليــة التــي‬ ‫هــذه ال َع َّ‬
‫للكشــف عــن املعنــى الــذي يحملــه النــص‪.‬‬
‫ـكال املكتوبــة أما َمنــا مبعانيهــا‪ ،‬هــذه املعــاين التــي مــن املفــرض أنَّهــا ليســت بجديــد ٍة؛‬ ‫ـاء عمليَّــة القــراءة األشـ َ‬ ‫نُطا ِبــق أثنـ َ‬
‫ـدف التــي نتعلَّمهــا‪ ،‬وهــذه املعــاين‬ ‫فهــي موجــودة داخـ َـل أذهاننــا‪ ،‬لكننــا نُطا ِبقهــا مــع رمــوز لُغويَّــة جديــدة متثِّــل اللُّغـ َة الهـ َ‬
‫ـات متفاوت ـ ًة مــن الثقافــة‬ ‫ـات متفاوت ـ ًة مــن التعقيــد؛ إذ تحمــل درجـ ٍ‬ ‫املفــرض وجو ُدهــا داخـ َـل ذهــن املتعلِّــم تتض َّمــن درجـ ٍ‬
‫يب‬
‫واملعرفــة املرتبطــة باللُّغــة الهــدف وبأهلهــا؛ فعــى الرغــم مــن أن اإلنســان األوريب يتقاســم وجــو َده مــع اإلنســان العــر ِّ‬
‫ـر مــن املعــاين املشــركة التــي ترمــز يف اللُّغــة؛ فالشــاي هــو نفســه يف البيئــة العربيَّــة‬ ‫واألمريــي واألســيوي‪ ،‬ونحمــل الكثـ َ‬
‫ـات هــذه الجامعــات‪ ،‬وميكــن أن‬ ‫واألســيوية واألوربيــة وحتــى األمريكيَّــة‪ ،‬لكــن طــرق إعــدا ِده ورش ِبــه تختلــف باختــاف ثقافـ ِ‬
‫ننظــر إىل املعنــى بنفــس النظــرة؛ فكثــر مــن املعــاين واملعــارف التــي ك َّونَّاهــا منــذ والدتنــا هــي ناتجـ ٌة عــن مجموعــة مــن‬
‫ـاف الجامعــة؛ ألنَّهــا ترتبــط ارتباطًــا وثي ًقــا بالثقافــة‪ ،‬وبال ِب ْنيــة املجتمعيَّة‪ ،‬وهــي تؤثر‬ ‫التجــا ِرب والخــرات‪ ،‬التــي تختلــف باختـ ِ‬
‫ـرا عــى تجاربنــا يف اللُّغــة‪ ،‬هــذه ال َعالقــة بــن التجربــة الجســديَّة لإلنســان وتصوراتــه ال ِّذهنيَّــة هــي نتيجــة حتميَّــة لفكــرة‬ ‫كثـ ً‬
‫املعرفــة امل ُ َج ْسـ َدنَ ِة يف اللســانيَّات املعرفيَّــة‪.‬‬
‫ـي‬ ‫إن فكــرة املعرفــة امل ُ َج ْسـ َدنَ ِة محوريـ ٌة يف طــرق معالجتنــا للنــص املقــروء؛ لــذا ال بـ َّد مــنِ اســتثامر خــرات املتعلِّــم األجنبـ ِّ‬
‫يب‪:‬‬
‫ـاء قــراءة النــص العــر ِّ‬ ‫أثنـ َ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ـر مــن التعابــر االســتعارية واملجازيَّــة ‪-‬بصفـة عا َّمـة‪ -‬للثقافــة والبيئــة العربيَّــة‪ ،‬إنَّهــا نتيجـ ٌة حتميَّــة لل َعالقــة‬ ‫أول‪ :‬تخضــع كثـ ٌ‬ ‫ً‬
‫التفاعليَّــة للجســد مــع أشــكا ٍل مختلفــة مــن التجــا ِرب داخـ َـل بيئــة لهــا خصائصهــا املجتمعيَّــة والثقافيَّــة‪ ،‬وهــي تظهــر بدرجــات‬
‫ـي بــدوره قــد عــاش تجــا ِر َب معينـ ًة داخـ َـل بيئــة مختلفة لهــا خصائصهــا الثقافيَّة‬ ‫متفاوتــة داخـ َـل اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬واملتعلــم األجنبـ ُّ‬
‫ـض‬ ‫ـاف بعـ ِ‬ ‫ـاف ال ِبيئــات ســيؤ ِّدي بالــرورة إىل اختـ ِ‬ ‫واملجتمعيَّــة‪ ،‬و ِب ْنياتُهــا قــد ظهــرت عــى لغتــه األُ ِّم؛ ومــن ث َـ َّم فــإن اختـ َ‬
‫يب‪:‬‬ ‫ـس الوقــت‪ ،‬مثــل التعبــر العــر ِّ‬ ‫التجــارب وتن ُّو ِعهــا‪ ،‬ومنــه فال ِب ْنيــات التص ُّوريَّــة التــي نح ِملهــا قــد تتشــابه وتختلــف يف نفـ ِ‬
‫يب مــع الجــو الحــا ِّر الــذي تتميَّــز بــه البيئــة العربيَّــة‪،‬‬ ‫«أثلجــت صــدري» والــذي يبــدو مــن الواضـ ِح أنَّــه نتــاج تجربــة العــر ِّ‬
‫ـزي‪ ،»It warms my heart« :‬والــذي يبــدو كذلــك أنَّــه نتيجــة للبيئــة الغربيَّــة التــي تتميــز‬ ‫وباملقابــل نجــد التعبــر اإلنجليـ ّ‬
‫بالــرودة؛ مقارنــة بالبيئــة العربيَّــة التــي يغلــب عليهــا الجــو الحــا ُّر‪ ،‬وهكــذا ميكننــا االســتفادة مــن املعرفــة امل ُ َج ْسـ َدنَ ِة يف عمليَّة‬
‫ـاء تدريســه ملهــارة القــراءة‪ ،‬وباقــي‬ ‫بنــاء املعنــى مــن داخــل النــص‪ ،‬هــذا املعنــى الــذي يجــب عــى املعلــم أن يُسـ ِهم فيــه أثنـ َ‬
‫املهــارات األخــرى؛ فيكــون دو ُره يف توجيــه املتعلِّــم بطريقـ ٍة غـرِ مبــارشة إىل اســتثامر التجــارب والخــرات التــي ك َّونهــا مــن‬
‫ـر تُظ ِهــر ال ِب ْنيــات الثقافيَّــة واملجتمعيَّــة للُّغــة الهــدف‪ ،‬هــذا‬ ‫ـدف‪ ،‬ومــع مــا قــد تحملــه مــن تعابـ َ‬ ‫قبـ ُـل‪ ،‬وتكييفهــا مــع اللُّغــة الهـ ِ‬
‫الوعــي ســيم ِّكن املتعلِّــم مــن التفكــر باللُّغــة الهــدف‪ ،‬كــا ســيم ِّكنه مــنِ اســتثامر املعــارف الســابقة يف عمليَّــة تشــييد املعنــى‬
‫بطريقـ ٍة ســليمة تــؤ ِّدي إىل ال َف ْهــم العميــق كــا تــؤ ِّدي إىل ُمســاءلة النــص وتحليلِــه‪.‬‬
‫ـص ُم َولِّـ ًدا ملجموعـ ٍة من املشــاعر‪،‬‬ ‫خاصــا؛ بحيــث يُ َعـ ُّد هــذا النـ ُّ‬ ‫ثانيــا‪ :‬يتطلَّــب النــص األديب يف املســتويات املتق ِّدمــة تعا ُمـ ًـا ًّ‬ ‫ً‬
‫ـرا عــن التأثــر الــذي تولَّــد عــن الكاتــب؛ فتفيــد املعرفــة‬ ‫ـر كثـ ً‬ ‫ـرق مختلفــة عــى القــارئ‪ ،‬وال يختلــف هــذا التأثـ ُ‬ ‫ويؤثــر بطُـ ُ‬
‫األدبيــة‬‫ـتبطان تجربــة الكاتــب؛ انطالقًــا مــن النــص‪ ،‬ومقارنتهــا مــع مضمــون النــص وأفــكا ِره؛ فاللغــة َّ‬ ‫عمليــة اسـ ِ‬ ‫امل ُ َج ْسـ َدنَ ُة يف َّ‬
‫ـر النــص لتجــارب الكاتــب ‪-‬هــذه التجــارب التي تتشــابه‬ ‫ً َْ‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫تجس‬ ‫إال‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫ليس‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ة‪،‬‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫التجرب‬ ‫ـنِ‬‫ـ‬ ‫ليســت ِ‬
‫منفصلـ ًة ع‬
‫ـانية‪ ،‬كــا يتحــول إىل‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫والتجرب‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫املعرف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫تتال‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫أرضي‬
‫َّ‬ ‫إىل‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫هن‬ ‫ـص‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫ويتح‬ ‫ـت‪،-‬‬ ‫ـ‬ ‫الوق‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫نف‬ ‫يف‬ ‫وتختلــف‬
‫ـص األديب‪ ،‬والتــي يحملهــا املتعلِّــم معــه‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫الن‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫يحمله‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـتعارات‬ ‫ـ‬ ‫واالس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫املجاز‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫التعاب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫ن‬ ‫ر‬
‫أرضيــة يُ َ‬
‫ـا‬‫ـ‬ ‫ق‬ ‫َّ‬
‫ ¨املعرفة املوسوعية ومهارة القراءة‪:‬‬
‫قارص‬
‫ٌ‬ ‫املعرفيــة‬
‫َّ‬ ‫ـانيات‬
‫ـوي للمفــردات‪ ،‬لكــن هــذا املصــد َر يف نظــر اللسـ َّ‬ ‫ـس إحــدى مصــادر معرفــة املعنــى اللُّغـ ِّ‬ ‫متثِّــل القواميـ ُ‬
‫املعرفية منوذ ًجــا لنظام‬ ‫َّ‬ ‫ات‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫نظ‬ ‫يف‬ ‫ـوعي‬ ‫ـ‬ ‫املوس‬ ‫املعنى‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬‫ِّ‬ ‫ث‬ ‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ـذا‬‫ـ‬ ‫له‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫غو‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـردة‬ ‫ـ‬ ‫باملف‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫ترتب‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـاين‬ ‫يف إحاطتــه باملعـ‬
‫املعرفــة التص ُّوريَّــة التــي تَ ْك ُمــن وراء املعــاين اللُّغويَّة‪.‬‬
‫ـوي عــن باقــي األنظمــة املعرفيَّــة‬ ‫ـر بانفصــال النظــام اللُّغـ ِّ‬ ‫ـريف الــذي ال يُ ِقـ ُّ‬ ‫إن الداللــة املعرفيَّــة ‪-‬وتب ًعــا ملبــدأ االلتــزام املعـ ِّ‬
‫ـي عــن غــره مــن أنــواع املعرفة‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الذهن‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫املعج‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫بانفص‬ ‫ـر‬‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫فه‬ ‫ـع؛‬ ‫موسـ‬
‫األخــرى‪ -‬تأخــذ املعرفـ ُة املوســوعية عــى أســاس َّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1390‬‬
‫اللُّغويَّــة وغــر اللُّغويَّــة‪ ،‬وهكــذا فالداللــة املعرفيَّــة ال تفصــل بــن معرفــة الكلمــة ومعرفــة العــامل؛ ففهمنا لجملة يســتلزم سلســل ًة‬
‫مــن املعــارف اللُّغويَّــة وغــر اللُّغويَّــة؛ لنأخــذ جملــة مــن قَ ِبيــل‪« :‬الدولــة قويَّــة‪ /‬البنــاء قــوي‪ /‬األســد قــوي» نجــد أنَّهــا ترتبــط‬
‫باملعرفــة املوســوعية التــي منتلِ ُكهــا حــول الدولــة‪ ،‬والبنــاء‪ ،‬واألســد‪ ،‬ومبعرفتنــا لِــا يَعنيــه مفهــوم القــوة‪ ،‬ومــن املعنــى املتكامــل‬
‫ـا ســبَق‪ ،‬وبنــاء عــى الســياق الــذي ِقيلــت فيــه )‪.(Vyvyan & Green, 2006: 216‬‬ ‫انطالقًــا مـ َّ‬
‫تعتبهــا ُح َز ًمــا مــن املعــاين امل ُعلَّبــة‪ ،‬بــل‬ ‫ـردات عــى أســاس املوســوعية‪ ،‬وال ُِ‬ ‫املعرفيــة ال تنظــر إىل املفـ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫فالدالل‬ ‫وهكــذا؛‬
‫توصلنــا إىل معرفــة واســعة متصلــة بتصــور أو مبفهــوم معــن؛‬ ‫ِّ‬ ‫»‬ ‫ذ‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫«مناف‬ ‫أو‬ ‫ـول»‬ ‫ـ‬ ‫دخ‬ ‫ـاط‬ ‫ـ‬ ‫«نق‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬‫َّ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـردات‬ ‫ـ‬ ‫املف‬ ‫تنظــر إىل‬
‫فعــى ســبيل املثــال‪ :‬مفــردة « َعـ َزب» التــي تعنــي مــن ِوجهــة نظــر القاموســية؛ «ذكــر بالــغ غــر متــزوج»؛ وهــذا التعريــف‬
‫ـر صالحــن للــزواج عــى الرغــم مــن ال ُّنضــج‬ ‫يطبــق عــى حــاالت معينــة؛ فنحــن نفهــم أن بعــض الذكــور غـ ُ‬ ‫ال ميكــن أن َّ‬
‫والبلــوغ‪ ،‬وذلــك بســبب الوظيفــة مثـ ًـا؛ لهــذا ســيكون مــن الغريــب أن نطبــق مصطلــح « َع ـ َزب» عــى البابــا مثـ ًـا؛ لهــذا‬
‫تُخ ِفــق ِوجهـ ُة نظــر القاموســية ‪-‬يف تعريفهــا للمفــردات‪ -‬يف اإلمســاك بطريقـ ٍة كافيــة بسلســلة التغيــرات يف املعــاين املرتبطة‬
‫التعريفيــة القاموســية ملعنــى كلمة مــا‪ ،‬وينادون‬ ‫َّ‬ ‫املعرفيــة عا َّمـ ًة وجهـ َة النظــر‬ ‫َّ‬ ‫بتصـ ُّو ٍر معجمــي؛ لهــذا يرفــض علــاء اللسـ َّ‬
‫ـانيات‬
‫ـايس املرتبــط بالكلمــة ليــس إال‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫األس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫فاملعن‬ ‫؛‬ ‫‪Encyclopedic‬‬ ‫‪(Vyvyan‬‬ ‫&‬ ‫‪Green,‬‬ ‫ـدل منهــا بالنظــرة املوســوعية )‪2006‬‬ ‫بـ ً‬
‫حاف ـ ًزا لعمليــة تشــييد املعنــى انطالقًــا مــن ســياقها؛ فمثـ ًـا كلمــة «آمــن» ترتبــط بسلســلة مــن املعــاين‪ ،‬وكل معنــى نختــاره‬
‫ـياق طفـ ٍـل يلعــب عــى‬ ‫تخيــل الجمــل اآلتيــة يف سـ ِ‬ ‫يكــون انطالقًــا مــن الســياق الــذي ُوجــدت فيــه هــذه الكلمــة‪ ،‬ومنــه ميكننــا ُّ‬
‫الشــاطئ‪:‬‬
‫ِ‬
‫أ‪ -‬الطفل آمن‪.‬‬
‫ب‪ -‬الشاطئ آ ِمن‪.‬‬
‫ج‪ -‬الجاروف آ ِمن‪.‬‬
‫ـاطئ يف‬ ‫ـر َض ألي أذى‪ ،‬ولكــن الجملــة الثانيــة ال تســتلزم أن الشـ َ‬ ‫ـر الجملـ َة األوىل عــى أن الطفــل لــن يتعـ َّ‬ ‫ميكــن أن نفـ ِّ‬
‫ـر ُض الطفــل فيــه لــأذى‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫تع‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫يك‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫بحي‬ ‫؛‬‫ن‬‫ٌ‬ ‫ـ‬ ‫آم‬ ‫ـكان‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـاطئ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫أن‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـرها‬ ‫ـ‬ ‫تفس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ميك‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـأذى‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ض‬‫حـ ِّد ذاتِــه لــن يتع َّ َ‬
‫ـر‬ ‫ـ‬
‫أي أذى للطفل‪.‬‬ ‫ب‬
‫ِّ َ َّ‬ ‫ـب‬
‫ـ‬ ‫يس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـه‬
‫ـ‬‫َّ‬ ‫ن‬‫إ‬ ‫بل‬ ‫ـأذى‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـرض‬ ‫ـ‬ ‫يتع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـاروف‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫الج‬ ‫أن‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫خالله‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫نفه‬ ‫ال‬ ‫ـك‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫كذل‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫األخ‬ ‫مســتب َعد‪ ،‬والجملــة‬
‫ِ‬
‫ـت محــدد يف اســتعاملها؛ فلــي نفهــم مــا يقصــده املتكلــم‬ ‫إن هــذه األمثلــة توضــح أن كلمــة «آمــن» ليــس لهــا معنــى ثابـ ٌ‬
‫يجــب أن نعــو َد إىل معرفتنــا املوســوعية املرتبطــة باألطفــال‪ ،‬والشــواطئ‪ ،‬والجواريــف‪ ،‬ونعــود إىل معرفتنــا املرتبطــة كذلــك مبــا‬
‫ـييد وبنــا ٍء انطالقًــا مــن معرفتنــا املوســوعية ومــن الســياق‪.‬‬ ‫يَعنيــه أن تكــون «آمــن»‪ ،‬وهكــذا فــإن املعنــى هنــا هــو عمليَّــة تشـ ٍ‬
‫ ‪-‬كيف ميكننا االستفادة من ُمنطلَقات املعرفة املوسوعية يف تدريس مهارة القراءة؟‪:‬‬
‫تؤكِّــد اللســانيَّات املعرفيَّــة عــى املعرفــة املوســوعية التــي يحملهــا اإلنســان‪ ،‬ودو ِرهــا يف بنــاء املعنــى وتشــكيله‪ ،‬هــذه املعرفــة‬
‫التــي ال ميكــن اختزالُهــا يف القواميــس؛ ألن هــذه األخــرة تظـ ُّـل عاجــز ًة عــن اإلمســاك بسلســل ِة املعــاين التــي ترتبــط مبفــرد ٍة‬
‫ـرايئ مكـ َّو ٌن مــن مجموعـ ٍة مــن املفــردات التــي تركَّــب يف ُج َمـ ٍـل لتشـ ِّك َل املعنــى‪ ،‬وتح ِّقـ َـق الوجــو َد‬ ‫معيَّنـ ٍة‪ ،‬ومبــا أن النــص القـ َّ‬
‫ِ‬
‫ـوج القــارئ ملعارفــه‬ ‫وتجس ـ َده عــى شــكل رمــو ٍز لُغويَّــة مكتوبــة؛ فعمليــة فـ ِّـك ترميــز املكتــوب عمليَّــة تتض َّمــن ولـ َ‬ ‫للفكــر‪ِّ ،‬‬
‫ـات التــي تشـ ِّكلُها مــع معارفــه الســابقة‪،‬‬ ‫املوســوعية؛ لفهــم معــاين الكلــات‪ ،‬يف ِظـ ِّـل ســياقها داخـ َـل النــص‪ ،‬ويف ظــل االرتباطـ ِ‬
‫إنَّهــا سلســل ٌة مـ َن الرتابطــات التــي تشـ ِّكل شــبك ًة يتح َّقــق مــن خاللِهــا ال َف ْهـ ُم القـ ُّ‬
‫ـرايئ‪.‬‬
‫ـاس قامويس؛‬ ‫ـات داخـ َـل النــص ‪-‬وخاصـ ًة املفتــاح منهــا‪ -‬ال يجــب أن يُتعا َمـ َـل معهــا عــى أسـ ٍ‬ ‫ال بـ َّد للمعلِّــم أن يــدرك أن الكلـ ِ‬
‫ـردات قامئــة تقــوم عــى ذكـ ِر بعــض املرادفــات‪ ،‬وبعــض التعاريــف التي ال‬ ‫العربيــة تضــع للمفـ ِ‬ ‫َّ‬ ‫فكثــر مــن كتــب تدريــس اللُّغــة‬
‫ـي بهــذه النظــرة القاموســية يف تقدميِــه للمفردات‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫يكتف‬ ‫أال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫املعل‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫يج‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـردة؛‬ ‫ـ‬ ‫املف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫تحمله‬ ‫متثِّــل سلســلة املعــاين التــي‬
‫ـرايئ‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫النص‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫يتعام‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫عندم‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫وخاص‬ ‫ـدرايس‪،‬‬
‫ِّ‬ ‫داخـ َـل الفصــل الـ‬
‫إن اســتثام َر املعرفــة املوســوعية يف مهــارة القــراءة ســيم ِّكن املتعلِّ ـ َم مــن ربــط املفــردة مــع سلســلة مــن ال َعالقــات مــع‬
‫معارفــه الســابقة‪ ،‬وتكويــن شــبكة دالليَّــة تســاعده عــى خلــقِ منوذ ِجــه الخــاص للنــص‪ ،‬منــوذج قائــم عــى فَ ْهــمٍ عميــق ودقيــق‬
‫ـاء عــى هــذه الشــبكة‪.‬‬ ‫ـص مــر ًة أخــرى بنـ ً‬ ‫ـج النـ َّ‬ ‫للمقــرو ِء‪ ،‬وقــادر عــى جعـ ِـل املتعلِّــم يُن ِتـ ُ‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬أن يكــو َن قــاد ًرا عــى تحويــل انتبــاه‬ ‫َّ‬ ‫ـدريس الخــاص بتدريــس اللُّغــة‬ ‫كــا يجــب عــى الكتــاب املـ ِّ‬
‫موســعة تقــوم عــى جعـ ِـل املفــردة نافــذ ًة إىل‬ ‫َّ‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫نظ‬ ‫إىل‬ ‫ـدودة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املح‬ ‫ـية‬‫ـ‬ ‫القاموس‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫النظ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫املتعلِّــم عنــد تعاملــه مــع املفــردات‬
‫عمليــة ديناميــة تتحــول‬ ‫َّ‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ر‪،‬‬ ‫و‬‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫التص‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫ـي‬‫ـ‬
‫ُ َّ‬ ‫ش‬ ‫ي‬‫و‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫بن‬ ‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫فاملعن‬ ‫ـات؛‬ ‫ـ‬ ‫ط‬ ‫ُ‬ ‫ب‬‫الرتا‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫سلســلة مــن املعــارف الســابقة‪ ،‬وم‬
‫ـرات تســتدعي سلســل ًة مــن املعــارف املوســوعية التــي ميتلكهــا املتعلِّــم‪.‬‬ ‫ـردات اللُّغويَّــة إىل مثـ ٍ‬ ‫فيهــا املفـ ُ‬

‫‪1391‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫املعرفية يف تدريس مهارة الكتابة‪:‬‬


‫َّ‬ ‫اللسانيات‬
‫َّ‬ ‫ ‪2 .‬مقا َربة‬
‫ ‪2. 1.‬مهارة الكتابة‪:‬‬
‫املعرفيــة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫والعملي‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اآللي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ة‬‫ٍ‬ ‫ـ‬ ‫مجموع‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬
‫ُ َ‬ ‫ف‬ ‫تضا‬ ‫ـاج‬
‫ـ‬ ‫تحت‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫معرفي‬
‫َّ‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬‫ف‬‫ِ‬ ‫بوص‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ـارة‬ ‫ـث عــن مهـ‬ ‫إن الحديـ َ‬
‫ـاف‬ ‫نحــو‪ :‬الذاكــرة طويلــة املــدى‪ ،‬والذاكــرة العاملــة‪ ،‬واالنتبــاه‪ ،‬والقــراءة‪ ،‬وهــو ليــس باألمــر اليســر‪ ،‬وهــذا َرا ِجـ ٌع إىل اختـ ِ‬
‫ـرق التدريــس‪ ،‬والكتابــة «وســيلة‬ ‫العربيــة‪ ،‬وإىل عــدمِ وجــود منهــج مو َّحــد يف طُـ ُ‬ ‫َّ‬ ‫ـرق تدريــس هــذه املهــارة للناطقــن بغــر‬ ‫طـ ِ‬
‫اجتامعيــة لنقـ ِـل‬
‫َّ‬ ‫رضورة‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـراءة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والق‬ ‫ـكالم‬ ‫ـ‬ ‫وال‬ ‫ـتامع‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫ـل‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫يف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫مث‬ ‫ـراد‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫األف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـوي‬
‫ُّ ِّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫االتص‬ ‫ـائل‬ ‫ـ‬ ‫وس‬ ‫مــن‬
‫األفــكار والوقــوف عــى أفــكا ِر اآل َخريــن عــى امتــداد بُ ْعـ َديِ الزمــان واملــكان» (طعيمــة‪ .)1986: 588 ،‬معنــى هــذا‪ :‬أن الكتابة‬
‫ـر أفــكاره ومشــاعره‪.‬‬ ‫ليســت آليـ ًة فرديَّــة فقــط‪ ،‬بــل هــي أداة مشــاركة‪ ،‬يشــارك الفــر ُد مــن خاللهــا يف مجتمـعِ الخطــاب عـ ْ َ‬
‫الحركيــة والفكريَّــة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـي يف أدائهــا إىل تعبئــة مجموعــة مــن الكفايــات‬ ‫الكتابــة نشــاط ذهنــي مع َّقــد‪ ،‬يحتــاج املتعلِّــم األجنبـ ُّ‬
‫ذهنيــة مع َّقــدة؛ ذلــك أن هنــاك َعالقـ ًة وطيــد ًة تجمــع بــن هذين‬ ‫َّ‬ ‫ٍ‬
‫ة‬ ‫ـرور‬ ‫ـط بــن الــكالم والكتابــة عــر سـ‬ ‫كــا يحتــاج إىل الربـ ِ‬
‫ـوت‪ ،‬يف حــن ال تتضمنــه الكتابــة‪ ،‬وعــى مســتوى الكفــاءة اللُّغويَّــة يهــدف الــكالم إىل‬ ‫املســتويني‪« ،‬إن الــكالم يتضمــن الصـ َ‬
‫املرئيــة» (الناقــة‪،‬‬
‫تحســن التمييــز الصــويتِّ‪ ،‬وذاكــرة االســتامع‪ ،‬وتُركِّــز الكتابــة عــى تداعــي‪ ،‬وترابُــط األصــوات والرمــوز َّ‬
‫‪.)1985: 238‬‬
‫العربية‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫بغري‬ ‫للناطقني‬ ‫الكتابة‬ ‫تدريس‬ ‫ ¨أهداف‬
‫العربيــة يف إتقــان تحويـ ِـل الكلــات املســموعة إىل كلــات َّ‬
‫مرئيــة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫يك ُمــن الهــدف مــن تدريــس الكتابــة للناطقــن بغــر‬
‫ـس لتدريــس الكتابــة هو‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫الرئي‬ ‫ـدف‬ ‫ـ‬ ‫اله‬ ‫إن‬ ‫ـا‪:‬‬
‫ـ‬ ‫م‬
‫ً‬ ‫عمو‬ ‫ـول‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫وميك‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫عــر اســتعامل النظــام األبجــدي املتعــا َرف عليــه يف‬
‫يب أن يفهمــه» (الناقــة‪،‬‬ ‫العربيــة يف كتابــة رســالة أو موضــوع يســتطيع العــر ّ‬ ‫َّ‬ ‫«الســيطرة عــى اســتعامل نظــام بنــاء ال ُجملــة‬
‫‪.)1985: 235‬‬
‫عملية الكتابة إىل متكني املتعلِّمني من‪:‬‬ ‫وتهدف َّ‬
‫ •كتابة الحروف مع إدراك ال َعالقة التي تر ِبط بني رسمِ الحرف وصوتِه‪.‬‬
‫ •إتقان الكتابة بخط واضح وسليم‪.‬‬
‫عمليتي النطق والرسم ال َخط ِِّّي للكلامت املنطوقة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ •معرفة مبادئ اإلمالء‪ ،‬وإدراك االختالفات بني‬
‫الص َيغ ال َّن ْحويَّة‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫واحرتام‬ ‫للكلامت‪،‬‬ ‫املناسب‬ ‫ •ترجمة املتعلِّم ألفكاره عرب استعامل الرتتيب‬
‫بتغي املعنى‪.‬‬ ‫وتغي بنائها ُّ‬ ‫ •استخدام الكلامت بشكل صحيح‪ ،‬مع مراعاة شكل الكلمة‪ُّ ،‬‬
‫ •أن يتمكن املتعلِّم من كتابة نص من تأليفه‪.‬‬
‫نص موضوع بعد قراءته‪.‬‬ ‫ •أن يتمكن من تلخيص ٍّ‬
‫األجنبي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫م‬ ‫ ¨مراحل الكتابة عند املتع ِّل‬
‫ـي إىل إتقانهــا‪« ،‬حيــث زادت الحاجــة‬ ‫تعتــر ت ُ َعـ ُّد القــدرة عــى الكتابــة مــن بــن أهــم املهــارات التــي يحتــاج املتعلِّــم األجنبـ ُّ‬
‫ـي؛ إذ يُطلَــب مــن الطــاب اســتعامل هــذه املهــارة كأداة إلثبــات مــا تعلمــوه» ‪(Abas‬‬ ‫خاصـ ًة يف الســياق األكادميـ ِّ‬ ‫إىل الكتابــة َّ‬
‫ـض ســهولتَها يف حــن أنَّهــا مهــار ٌة َجـ ُّد مع َّقــد ٌة‪ ،‬ال تتلخــص يف رســمِ‬ ‫)‪ .and Hashima Abd aziz, 2018: 2‬وقــد يتصـ َّور بعـ ٌ‬
‫الحركيــة والفكريَّــة؛‬‫َّ‬ ‫الحــروف وكتابــة الكلــات كتاب ـ ًة واضحــة وســليمة فقــط‪ ،‬بــل هــي مجموعــة مــن األنشــطة واملهــارات‬
‫عمليــة التأليــف» ‪(Flower and hayes, 1981:‬‬ ‫ـاء َّ‬ ‫ينســقها أو ينظمهــا الكاتب أثنـ َ‬ ‫«فالكتابــة مجمــوع العمليــات الفكريَّــة التي ِّ‬
‫)‪.365‬‬
‫األجنبي من مراحل أثناء تعلُّمه للكتابة نقدمها َوفْ َق اآليت‪:‬‬ ‫ُّ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫املتع‬
‫ُّ ِّ‬ ‫مير‬
‫ـي‪ ،‬ويحــاول أن يفهـ َم‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللفظ‬ ‫ـه‬
‫ـ‬‫َ‬ ‫ن‬‫مخزو‬ ‫ـتحرض‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـموعة؛‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـوات‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫األص‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫يح‬ ‫ـة‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫قب‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬ ‫ ‪-‬مرحلـ‬
‫ـدال عليــه‪ ،‬وهــي مرحلــة ســابقة عــن الكتابــة‪.‬‬ ‫معنــاه‪ ،‬ويتذكــر الرمــز الـ َّ‬
‫ـريئ‪ ،‬أي‪ :‬أن املتعلِّــم ير ِبــط بــن الكلــات التــي ســمعها‪،‬‬ ‫يك‪ :‬تحويــل الصــوت املســموع إىل شــكل مـ ٍّ‬ ‫ ‪-‬نشــاط الكتابــة الحــر ِّ‬
‫العربيــة‪ ،‬ونشــر إىل أن املتعلِّـ َم يف هــذه املرحلــة يقتــر يف تعلُّمــه للكتابــة‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫عليه‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫ف‬‫املرئيــة امل َّ َ‬
‫ت‬ ‫وبــن الرمــوز َّ‬
‫ذات مع ًنــى كالكلمــة والجملــة‪.‬‬ ‫ـي لحــروف اللُّغــة‪ ،‬وكتابــة َو ْحــدات ِ‬ ‫عــى الرســم ال َخطِّـ ِّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1392‬‬
‫يب البســيط‪ :‬ت ُ َعـ ُّد هــذه املرحلــة أكــر تعقيـ ًدا مــن املراحــل الســابقة؛ ذلــك أن املتعلِّــم يلجــأ إىل نقـ ِـل املقاطــع‬ ‫ ‪-‬التعبــر الكتــا ُّ‬
‫خاصــة يف تركيــب ال ُجمــل‬ ‫املســموعة إىل مقاطـ َع مكتوبــة‪ ،‬وينتــج هــذا التعقيــد مــن اســتعامل نظــام اللُّغــة املتَّ َفــق عليــه؛ َّ‬
‫ـب الســياقات‪ ،‬وغالبًــا مــا يلجــأ املتعلِّــم يف هــذه املرحلــة إىل حـ ِّـل‬ ‫حسـ َ‬ ‫ـر األبنيــة يف العربيَّــة َ‬ ‫صياغـ ًة وكتابــة‪ ،‬ومراعــاة تغـ ُّ‬
‫بعــض التامريــن‪ ،‬وترجمــة بعــض الســطور‪ ،‬أو كتابــة حــوار قصــر‪.‬‬
‫اللفظية‬ ‫َّ‬ ‫نفســه وأفــكاره عــر اســتعامل الــرو ِة‬ ‫يب املتطــور‪ :‬ينتقــل املتعلِّــم يف هــذه املرحلــة إىل التعبــر عــن ِ‬ ‫ ‪-‬التعبــر الكتــا ُّ‬
‫ـب‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫تراكي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫وتكوي‬ ‫‪،‬‬ ‫ـليمٍ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ٍ‬
‫ـكل‬ ‫ـ‬ ‫بش‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الكل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫كتاب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫خصوصي‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫فيه‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫يراع‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ع‬‫بطريقــة ســليمة َّ‬
‫وف‬
‫ـكل واضـحٍ‪.‬‬ ‫ـر عــن أفــكاره بشـ ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫تع‬ ‫ـرات‬ ‫ـ‬ ‫ق‬
‫ْ‬ ‫ف‬‫ِ‬ ‫يف‬ ‫ـتعاملها‬ ‫ـ‬ ‫واس‬ ‫و ُج َمـ ٍـل مفهومــة‪،‬‬
‫املعرفية وتدريس مهارة الكتابة‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫اللسانيات‬
‫َّ‬ ‫ ‪2. 2.‬‬
‫العربيــة وتق ـ ُّدم املتعلِّمــن البطــيء إىل مجموعــة مــن األســباب‪ ،‬لعــل أه َّمهــا‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫يف‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫ع‬
‫يعــود َّ ْ‬
‫الض‬
‫غيــاب االهتــام بهــذه املهــارة؛ حيــث تــأيت الكتابــة يف املرحلــة األخــرة بعــد أن يكــو َن املتعلِّــم قــد مت َّكــن مــن بقيــة املهــارات؛‬
‫ر‬
‫الشـ َفوي أكـ َ‬ ‫أهميـ ًة كبــرة للجانــب َّ‬ ‫العربيــة للناطقــن بغريهــا تُــويل َّ‬ ‫َّ‬ ‫فمعظــم الدراســات الحديثــة التــي تُعنــى بتعليــم اللُّغــة‬
‫ـرق التدريــس‪ ،‬ويف الربامــج امل ُ َعـ َّدة لتعليــم الكتابــة‪ ،‬وعــدم فهــمِ طبيعــة‬ ‫مــن الجوانــب األخــرى‪ ،‬باإلضافــة إىل القصــو ِر يف طُ ُ‬
‫ـ‬
‫مليــة‬ ‫َ َّ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـوب‬ ‫ـ‬ ‫املكت‬ ‫ج‬‫ِ‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫املنت‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫من‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫عن‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫تق‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ن‬‫كو‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ـة‬ ‫ـي‪ ،‬و»ت َ ْك ُمــن مشــكلة وصــف مرحلـ‬ ‫ذهــنِ املتعلِّــم األجنبـ ِّ‬
‫جــه‪ ،‬أي‪« :‬مــا قبــل الكتابــة»‪ ،‬التــي تســبق ظهــور الكلــات عــى الــورق ‪(Flower and hayes,‬‬ ‫الداخليــة للشــخص الــذي يُن ُِ‬
‫ت‬ ‫َّ‬
‫الداخليــة التــي يقــوم بهــا دمــاغ املتعلِّــم قبــل وبعــد الكتابــة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫املعرفيــة‬
‫َّ‬ ‫ـات‬
‫)‪1981: 367‬؛ إذ يجــب أن يُؤ َخـ َذ يف الحســبان العمليـ ُ‬
‫ـب النتائــج التــي توصــل إليهــا علــم‬ ‫ـدي؛ حيــث ظهــرت َع ِقـ َ‬ ‫متثِّــل النظريَّــة املعرفيَّــة للكتابــة خرو ًجــا عــن النمــوذج التقليـ ِّ‬
‫ـريف‪ ،‬واللســانيات التوليديَّــة يف حقــل تعليميَّــة اللُّغــات؛ فاعتــرت أنَّــه ال يجــب الفصــل بــن املهــارات األربــع يف‬ ‫النفــس املعـ ُّ‬
‫ـي‪ ،‬بــل يجــب تعليمهــا يف ٍآن واحـ ٍـد؛ للســيطرة عــى نظــام اللُّغــة‪ ،‬ومل يَ ُعـ ِـد املتعلِّــم متل ِّقيًــا ســلبيًّا‪ ،‬بــل ث َـ َّم‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫األجنب‬ ‫تعليــم املتعلِّــم‬
‫ـر‬
‫ـا يعنــي أن هــذا األخـ َ‬ ‫ـاء تعلُّمــه للُّغــة العربيَّــة؛ مـ َّ‬ ‫ـراض أنَّــه متعلِّــم ذيكٌّ يسـ ِّخر ِخ ْباتِــه الســابق َة يف تعلُّــم اللغــات أثنـ َ‬ ‫افـ ٌ‬
‫يســتفيد مــن تجار ِبــه وتص ُّوراتِــه يف عمليَّــة التعلُّــم‪.‬‬
‫األجنبي‪:‬‬
‫ِّ‬ ‫ ¨املعالجة السمع‪-‬برص َّية للكلامت عند املتعلِّم‬
‫يف هــذه الفقــرة ســيتم تنــاول سـتُتنا َول الطريقــة التــي تُعالَــج بهــا املعلومــات يف القــرة البرصيَّــة والســمعيَّة عنــد املتعلِّــم‬
‫ـاء تل ِّقيــه للكلــات املســموع ِة‪ ،‬مشــفو ًعا ب ُخطاطـ ٍة توضيحيَّــة‪.‬‬ ‫ـي أثنـ َ‬ ‫األجنبـ ِّ‬
‫ـر عــن مع ًنــى مــا؛ فعنــد ســاع املتعلِّــم لكلمــة‬ ‫ِّ َ‬ ‫ـ‬ ‫لتع‬ ‫ـودة‬ ‫ـ‬ ‫موج‬ ‫ـورة‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـري‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الب‬ ‫ـاغ‬ ‫ـ‬ ‫الدم‬ ‫يف‬ ‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫بالص‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫الكل‬ ‫ـط‬ ‫ترتبـ‬
‫ـمعي مع الكلــات املســموعة عىل أنَّهــا موجات‬ ‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـاز‬ ‫ـ‬ ‫الجه‬ ‫يتعامل‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـة؛‬ ‫ـ‬ ‫الكلم‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫له‬ ‫ة‬ ‫ـمعي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ة‬‫ٌ‬ ‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫ص‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ذهن‬ ‫يف‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫تنطب‬ ‫معينــة‬
‫ـط مــرن‪،‬‬ ‫أكوســتيكية‪ ،‬وهــي ذبذبــات مدركــة ناشــئة عــن اهتــزاز األجســام يف الهــواء‪ ،‬وتنتــر برسعـ ٍة معينــة ومحــددة يف وسـ ٍ‬
‫الكليــة يف الثانية ويقاس بـــ‪ ،hertz‬والســعة ‪،Amplitude‬‬ ‫لهــذه املوجــات خصائــص‪ :‬الــردد ‪ ،frequency‬وهــو عدد الــدورات َّ‬
‫بناء‬
‫ً‬ ‫ـوت‬ ‫ـ‬ ‫الص‬ ‫ـدد‬ ‫ـ‬ ‫و»يتح‬ ‫ـزاز‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫االهت‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫إلي‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫يص‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـى‬ ‫وهــي املســافة الفاصلــة بــن املســتوى القــا ِّر أو الثابــت واملســتوى األقـ‬
‫دي محـ َّد ٍد‬ ‫ُّ ٍّ‬ ‫د‬‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫ى‬ ‫د‬‫ً‬ ‫ـ‬ ‫وم‬ ‫ٍ‬
‫ة‬ ‫ـ‬ ‫كافي‬ ‫ٍ‬
‫ة‬ ‫ع‬‫ـ‬ ‫س‬
‫َّ َ َ َ‬ ‫ذات‬ ‫ة‬ ‫ـمعي‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـارة‬ ‫ـ‬ ‫اإلش‬ ‫ـاء عــى الــردد‪ ،‬وعندمــا تكــون‬ ‫الســعة‪ ،‬بينــا تتحـ َّدد شــدته بنـ ً‬ ‫عــى َّ‬
‫ـمعي ‪Acoustic‬‬ ‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫العص‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫تنتق‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫كهروكيميائي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫طاق‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫َوجي‬ ‫مل‬ ‫ا‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الطاق‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫تتح‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫وبع‬ ‫‪،‬‬ ‫ن‬‫ُ‬ ‫األذ‬ ‫ـا‬ ‫تلتقطهـ‬
‫ـمعية ‪ Auditory Cortex‬يف املــخ» (طعمــة‪.) 2017: 135 ،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫إىل‬ ‫‪Nerve‬‬
‫ـمعي؛ وهــو جهــاز تحليــل األصــوات الطبيعيَّــة واللغويَّــة‪،‬‬ ‫ـي مــن املحلِّــل السـ ِّ‬ ‫ـر الكلــات املســموعة عنــد املتعلِّــم األجنبـ ِّ‬ ‫متـ ُّ‬
‫ـوات ويُف ِر ُزهــا‪ ،‬وتنتقــل بعــد ذلــك إىل معجــم امل ُد َخــات الســمعيَّة ‪Auditory input lexicon‬؛‬ ‫ويحلِّــل هــذا األخــر هــذه األصـ َ‬
‫ليتعــرف عــى الكلــات املألوفــة لديــه؛ مــن خــال تنشــيط وحــدات الكلمــة املألوفــة‪ ،‬ومقارنتهــا مبــا هــو موجــود يف الذاكــرة‬
‫ـر معجمِ‬ ‫املعجميَّــة الدالليَّــة؛ ليتمكــن املتعلِّــم يف األخــر مــن تحديــد الصــورة الرتكيبيَّــة للكلمــة‪ ،‬وإعــادة كتابتهــا عــى الورق عـ ْ َ‬
‫ُخرجــات الســمعيَّة ‪.speech output lexicon‬‬ ‫امل َ‬
‫اإلدراكية‬ ‫َّ‬ ‫ة‬‫ـمعي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ات‬ ‫ـر‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫املم‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫مجموع‬ ‫ل‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ـتع‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫ـموعة‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫للكل‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫تلقي‬ ‫ـاء‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫أثن‬ ‫ـي‬‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫األجنب‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫أن‬ ‫إىل‬ ‫ة‬
‫ُ‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫اإلش‬ ‫ر‬ ‫د‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫وتج‬
‫ـرا عــن‬ ‫املوجــودة يف النصــف األميــن مــن الدمــاغ؛ وهــو مــا أكَّــده ٌّكل مــن «فوجــي وزمــاؤه عــام ‪1990‬؛ حيــث ق َّدمــوا تقريـ ً‬
‫ـوات البيئــة املألوفــة أو إدراكهــا‬ ‫مريــض يعــاين تل ًفــا يف النصــف األميــن مــن دماغــه أ َّدى إىل صعوبــة كبــرة يف تســمية أصـ ِ‬
‫ـرات يف إدراك الكلــات‪ ،‬وتحليلهــا‪ ،‬وإعــادة كتابتهــا َوفْــق الصــورة املخ َّزنــة‬ ‫عمو ًمــا» (طعمــة‪ .) 2017: 87 ،‬تســاعده هــذه املمـ َّ‬
‫لديــه يف القــرة الســمع‪-‬برصيَّة‪.‬‬

‫‪1393‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫العربية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫األجنبي للكلمة يف‬ ‫ِّ‬ ‫ ¨مثال لتحليل املتعلِّم‬
‫ـتعامل اللُّغــة املكتوبــة‬
‫ســنحاول يف هــذه الفقــرة تقدي ـ َم مثــال يحــايك َع َمـ َـل الذهــن أثنــاء الكتابــة؛ مــن املعلــوم أن اسـ َ‬
‫حســب أهدافــه‬ ‫العربيــة الناطــق بغريهــا‪َ ،‬‬
‫َّ‬ ‫قــدر ٌة ثانويَّــة بالنظــر إىل اللُّغــة املنطوقــة‪ ،‬لكنهــا رغــم ذلــك تظـ ُّـل مهمــة ِجـ ًّدا ملتعلِّــم‬
‫ـر مبجموعــة مــن املراحــل؛ إذ يبــدأ بكتابــة الحــروف‪،‬‬ ‫مــن التعلُّــم ذاتــه‪ ،‬وحــن النظــر يف هــذه املهــارة نجــد أن املتعلِّـ َم ميـ ُّ‬
‫عمليــة شــاقة ِجـ ًّدا‪ ،‬تســتلزم‪:‬‬ ‫فالكلــات‪ ،‬ثــم الجمــل‪ ،‬وبعدهــا النصــوص‪ ،‬وهــي َّ‬
‫ •اإلمالء وينقسم إىل‪ :‬إمالء منقول‪ ،‬وإمالء منظور‪ ،‬وآخر اختباري‪.‬‬
‫ •الخط‪.‬‬
‫حر‪.‬‬
‫يب‪ ،‬وينقسم بدوره إىل‪ :‬تعبري بسيط‪ ،‬وتعبري مو َّجه‪ ،‬وتعبري ٍّ‬ ‫ •التعبري الكتا َّ‬
‫املعرفية للكتابة متر من املراحل اآلتية‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ة‬ ‫ملي‬
‫لكننا نفرتض أن ال َع َّ‬
‫عندما يتل َّقى املتعلِّم كلمة مثل‪« :‬خرج»‪ ،‬ميكنه أن ينطلق من ثالثة ُمنطلَقات؛ هي‪:‬‬
‫الدالليــة‬
‫َّ‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫تجربت‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫‪:‬م‬ ‫أي‬ ‫ـى‪،‬‬‫ـ‬ ‫للمعن‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الخاص‬
‫َّ‬ ‫ـه‬ ‫املعجميــة‪ :‬التعـ ُّـرف عــى الكلمــة املســموعة انطالقًــا مــن أفــكاره ومتثُّالتـ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪1.‬الداللــة‬
‫املخ َّزنــة يف الذاكــرة‪.‬‬
‫ ‪2.‬شــكل الكلمــة ال َخطِّـ ِّـي الذهنـ ِّـي‪ :‬التعـ ُّـرف عــى الرمــوز التــي تشـ ِّكل تركيــب الكلمــة‪ ،‬ويكــون ذلــك ُمم ِك ًنــا مــن خــال املعلومــات‬
‫الــواردة مــن تجربتــه اللُّغويَّــة‪ ،‬ومــا يحتفــظ بــه يف الذاكــرة الســمعيَّة‪ ،‬أي‪ :‬أنَّــه يتعـ َّـرف الطريقــة التــي ميكنــه أن يُ ِعي َد بهــا كتاب َة‬
‫كلمــة «خــرج» انطالقًــا مــن الصــورة ال ِّذهنيَّــة لهــذه الكلمــة‪ ،‬ومــا تتشـ َّكل منــه مــن حروف‪.‬‬
‫مرئيــة عــر نسـ ِخها‪ ،‬وســيكون املتعلِّم عاجـ ًزا عن هــذا التحويــل‪ ،‬إذا كان‬ ‫هنيــة للكلمــة املســموعة إىل صــورة َّ‬ ‫ ‪3.‬تحويــل الصــورة ال ِّذ َّ‬
‫ـمعية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫الذاكرة‬ ‫يف‬ ‫ة‬‫َّ‬ ‫ي‬‫واملعنو‬ ‫ة‪،‬‬‫ـكلي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الكلم‬ ‫ـات‬‫يفتقــر إىل معلومـ ِ‬
‫والشــكل اآليت يلخــص طريقـ َة معالجــة متعلِّــم العربيَّــة الناطــق بغريهــا للكلــات املســموعة‪ ،‬وتحويلهــا إىل كلــات مكتوبــة‬
‫عــر ســرورة ذهنيَّــة مع َّقــدة تتدخــل فيهــا مجموعــة مــن القــدرات لعــل أه َّمهــا الذاكــرة‪:‬‬

‫ِّهنية للكلامت املسموعة‪.‬‬


‫الشكل (‪ :)1‬خطاطة حول املعالجة الذ َّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1394‬‬
‫نتائج وتوصيات البحث‪:‬‬
‫انتهى هذا البحث إىل مجموعة من النتائج والتوصيات‪:‬‬
‫املعرفيــة؛ ذلــك أنَّهــا قــادر ٌة عــى اإلجابة عــن مجموعة‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫املقارب‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫ ‪-‬اقــرح الباحثــان أن تُــد َّرس مهارتَــا القــراءة الكتابــة َ ْ‬
‫ف‬‫و‬
‫األجنبيــة‪ ،‬وإعــادة النظــر يف املقا َربــات املعت َمــدة يف‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫ة‬ ‫ـي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫تدريس‬ ‫مــن األســئلة التــي تَشـ َغل الدارســن يف مجــال‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫تدريــس اللُّغــة‬
‫التوضيحية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫مهارت القراءة والكتابة‪ ،‬مشفو ًعا ببعض األمثلة‬ ‫َِ‬ ‫معريف يف تدريس‬ ‫ٍّ‬ ‫ ‪-‬م َّهد هذا البحث إلطار نظري‬
‫ ‪-‬قدم البحث منوذ ًجا لتدريس مهارة القراءة ينهض عىل املعرفة امل ُ َج ْس َدنَ ِة‪ ،‬واملعرفة املوسوعية‪.‬‬
‫ـارت القــراءة‬
‫خاصــة منهــا تدريــس مهـ َ ِ‬ ‫العربيــة؛ َّ‬ ‫َّ‬ ‫العربيــة للناطقــن بغــر‬ ‫َّ‬ ‫ـائل تتعلَّــق بطــرق تدريــس‬ ‫ ‪-‬أثــار البحــث مسـ َ‬
‫والكتابــة‪ ،‬ومــا تعرفانــه مــن مشــكالت عــى مســتوى التنظــر والتطبيــق‪.‬‬
‫ـر مهــارة يصــل إليهــا املتعلِّــم بعــد أن‬ ‫ـش؛ كونَهــا آخـ َ‬ ‫ ‪-‬عالــج الباحثــان قضيـ َة تدريــس مهــارة الكتابــة‪ ،‬ومــا تعرفــه مــن تهميـ ٍ‬
‫عمليــة الكتابــة‪.‬‬‫َّ‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫وبع‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫قب‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ـاول مقاربــة عمــل ذهــن ِّ‬
‫ل‬ ‫املتع‬ ‫يكــو َن قــد مت َّكــن مــن املهــارات األخــرى‪ ،‬وحـ َ‬
‫ـي‪ ،‬ومــن تجاربــه‪،‬‬ ‫ـارت القــراءة والكتابــة ينطلــق مــن ذهــن املتعلِّــم األجنبـ ِّ‬ ‫ ‪-‬قــدم البحــث إطــا ًرا نظريًّــا لتدريــس مهـ َ ِ‬
‫ومتثُّالتــه‪ ،‬وتصوراتــه يف لغتــه األُ ِّم‪ ،‬وحــاول أن يس ـ ِّخرها لتعلُّــم ف َّعــال‪.‬‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وباالنطــاق‬ ‫َّ‬ ‫ـريف يف تدريــس‬ ‫ ‪-‬يــويص الباحثــان بــرورة االســتفادة مــن نتائــج البحــث املعـ ِّ‬
‫ذكيــا قــاد ًرا عــى التعلُّــم برسعــة وفعاليــة‪.‬‬ ‫ـا ًّ‬ ‫ـي‪ ،‬واعتبــاره متعلِّـ ً‬ ‫مــن تجــارب املتعلِّــم األجنبـ ِّ‬
‫عمليــة‬
‫ـي يف َّ‬ ‫ـاين العاملـ ّ‬‫ـرق التدريــس التقليديَّــة‪ ،‬ومحاولــة ُمواكَبــة البحــث اللِّسـ ِّ‬ ‫ ‪-‬يــويص الباحثــان بإعــادة النظــر يف طُـ ُ‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫تدريــس‬
‫تطويرهــا‬
‫ُ‬ ‫املمكــن‬ ‫مــن‬ ‫محاولــة‬ ‫ـض‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫مح‬ ‫وهــي‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫والكتاب‬ ‫ـراءة‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـارت‬
‫َِ‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫تعليــم‬ ‫يف‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫جدي‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫نظ‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫الباحث‬ ‫ ‪-‬ق ـ َّدم‬
‫تعليميــة تُفيــد يف اســتبعاد الطُّــرق‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ي‬‫غو‬
‫َ ُ َّ‬ ‫ل‬ ‫ـاذج‬ ‫ـ‬ ‫من‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫لتصمي‬ ‫ـات؛‬ ‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫وديداكتي‬ ‫ات‪،‬‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫بيداغوجي‬
‫َ‬ ‫يف‬ ‫ها‬ ‫ـخري‬
‫وتسـ ُ‬
‫غــر الف َّعالــة يف التعلُّــم‪.‬‬
‫املعرفية ونتائجهــا يف تدريس‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬يــويص الباحثــان بالقيــام بدراســات نظريَّــة وتطبيقيــة يف كيفية االســتفادة مــن اللسـ َّ‬
‫ـانيات‬
‫املعرفيــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫املقارب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـتفادة‬ ‫ـ‬ ‫االس‬ ‫مهــارة القــراءة‪ ،‬وتوجيــه الجهــود لالشــتغال عــى وضــع إطــار عــام نظــري ينظِّــم كيفيـ َة‬
‫ـدل مــن الرتكيــز عــى تدريــس املفــردات والنحــو فقــط‪.‬‬ ‫يف تدريــس املهــارات اللُّغويَّــة بـ ً‬

‫‪1395‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫العربية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫الئحة املراجع‬
‫تطبيقيــة‪ .‬كنــوز املعرفــة للنــر‬ ‫َّ‬ ‫العربيــة دراســة‬
‫َّ‬ ‫املعرفيــة يف تعليــم اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫ ‪ -‬أغــريب‪ ،‬حليمــة‪ .)2020( .‬دور اللسـ َّ‬
‫ـانيات‬
‫والتوزيــع‪.‬‬
‫العربيــة للعلــوم نــارشون ‪ -‬دار محمــد عــي الحامــي للنــر‬ ‫َّ‬ ‫ـدار‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـة‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫عرفاني‬ ‫ـانية‬ ‫ـ‬ ‫لس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫نظري‬ ‫)‪.‬‬‫‪2010‬‬ ‫(‬ ‫ـر‪.‬‬‫ـ‬ ‫األزه‬ ‫ ‪ -‬الزنــاد‪،‬‬
‫‪ -‬منشــورات االختــاف‪.‬‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ .‬كنــوز املعرفــة‬ ‫َّ‬ ‫ ‪ -‬طعمــة‪ ،‬عبــد الرحمــن محمــد‪ .)2009( .‬املقاربــة العرفانيــة يف تعليــم اللُّغــة‬
‫للنــر والتوزيــع‪.‬‬
‫ـانيات‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫يف‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫دراس‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫مفاهيم‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫مدخ‬ ‫ـة‪:‬‬
‫ـ‬ ‫العرفاني‬ ‫ات‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫يف‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الذهن‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ع‬
‫ُْ‬ ‫الب‬ ‫)‪.‬‬‫‪2019‬‬ ‫(‬ ‫ـان‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫الرح‬ ‫ ‪ -‬طعمــة‪ ،‬عبــد‬
‫العرفانيــة الذهــن واللغــة والواقــع‪ .‬مركــز امللــك عبــد اللــه بــن عبــد العزيــز الــدويل‪.‬‬
‫العصبية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـانيات العرفانيــة‬‫ ‪ -‬طعمــة‪ ،‬عبــد الرحمــن‪ .)2017( .‬البنــاء العصبــي للغــة‪ :‬دراســة بيولوجية تطوريــة يف إطار اللسـ َّ‬
‫دار كنــوز املعرفــة للنــر والتوزيع‪.‬‬
‫ـات أخــرى‪ .‬منشــورات جامعــة أم القــرى‬ ‫العربيــة للناطقــن ِبلُغـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫املرج‬ ‫ ‪ -‬طعيمــة‪ ،‬رشــدي أحمــد‪.)1986( .‬‬
‫العربيــة‪ :‬وحــدة البحــوث واملناهج‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫معهــد اللُّغــة‬
‫ـانيات العرفانيــة الذهــن واللغة‬ ‫ ‪ -‬املقدمينــي‪ ،‬الحبيــب‪ .)2019( .‬التحليــل الــداليل يف املقاربــة العرفانيــة‪ ،‬دراســات يف اللسـ َّ‬
‫ـدويل‪.‬‬
‫والواقــع‪ .‬مركــز امللــك عبــد اللــه بــن عبــد العزيز الـ ّ‬
‫العربيــة قضايــا‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫املعجمي‬
‫َّ‬ ‫ـويب‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الحاس‬ ‫ـس‬‫ـ‬ ‫والتقيي‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫الذهن‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫املعج‬ ‫ ‪ -‬املــاخ‪ ،‬محمــد وإســاعييل علــوي‪ ،‬حافــظ‪.)2014( .‬‬
‫وآفــاق الجــزء الثــاين‪ .‬دار كنــوز املعرفــة‪.‬‬
‫غــات أخــرى‪ :‬أسســه –مداخله‪-‬طــرق تدريســه‪.‬‬ ‫العربيــة للناطقــن ِبلُ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪ -‬الناقــة‪ ،‬محمــود كامــل‪ .)1985( .‬تعليــم اللُّغــة‬
‫العربيــة‪ :‬وحــدة البحــوث واملناهــج‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫منشــورات جامعــة أم القــرى معهــد اللُّغــة‬
‫اللسانيات وعلم املعرفة؛ اللُّغة وبنية املعرفة البرشيَّة‪ .‬عامل املعرفة‪.175. 169-208 ،‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪ -‬الوحيدي‪ ،‬محمد‪.)2018( .‬‬
‫األجنبية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫الئحة املراجع‬
‫‪- Abas, I., Hashima Abd Aziz, N. (2018). Model of the Writing Process and Strategies of EFL Profi-‬‬
‫‪cient Student Writers: A Case Study of Indonesian Learners. Pertanika Journal of Social Science‬‬
‫‪and Humanities, 26 (3), 1815 – 184.‬‬
‫ ‪-‬‬ ‫‪Achard, M. (2008). Teaching construal: cognitive pedagogical grammar. In P. Robinson and‬‬
‫‪N. Ellis (eds.) Handbook of Cognitive Linguistics and Second Language Acquisition. (432–55).‬‬
‫‪London: Routledge.‬‬
‫ ‪-‬‬ ‫‪Bergen, B. and Chang, N. (2005). Embodied construction grammar in simulation-based lan-‬‬
‫‪guage understanding. In J.-O. Ostman and M. Fried (eds.) Construction Grammars: Cognitive‬‬
‫‪Grounding and Theoretical Extensions. (147–90). Amsterdam: John Benjamin.‬‬
‫ ‪-‬‬ ‫‪Boers, F. and Lindstromberg, S. (2006). Cognitive linguistic applications in second or foreign lan-‬‬
‫‪guage instruction: rationale, proposals and evaluation. In G. Kristiansen, M. Achard, R. Dirven,‬‬
‫‪F-J Ruiz de Mendoza (eds.) Cognitive Linguistics: Current Applications and Future Perspectives.‬‬
‫‪(305–55). Berlin: Mouton de Gruyter.‬‬
‫ ‪-‬‬ ‫‪Broccias, C. (2008). Cognitive linguistic theories of grammar and grammar teaching. In S. De‬‬
‫‪Knop and T. De Rycker (eds.) Cognitive Approaches to Pedagogical Grammar, (Berlin/New York:‬‬
‫‪Mouton de Gruyter), 67–90.‬‬
‫ ‪-‬‬ ‫‪Cadierno, T. and Lund, K. (2004). Cognitive linguistics and second language. acquisition: Motion‬‬
‫‪events in a typological framework. In B. VanPatten, J. Williams and S. Rott (eds.) Form–meaning‬‬
‫‪Connections in Second Language Acquisition. (139–54). Hillsdale, NJ: Lawrence Erlbaum.‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1396‬‬
- Croft, W., Alan Cruse, D. (2004). Cognitive linguistics. Combridge University Press.
- Flower, L., Hayes, J.R. (1981). A Cognitive Process Theory of Writing. National Council of Teach-
ers of English., 32(4), 365-387.
- Grabe, W. (2014). Key issues in L2 reading development. In X. Deng, & R. Seow (Eds.), Alter-
native Pedagogies in the English Language and Communication Classroom. (8-18). Singapore:
NUS.
- Holme, R. (2009). Cognitive Linguistics and Language Teaching. Palgrave Macmillan.
- Kendeou, P., & Trevors, G. (2012). Learning from texts we read: What does it take? In M. J.
Lawson & J. R. Kirby (Eds.), The quality of learning (251–275). Cambridge University Press.
- Kendeou, P., Van Den Broke, P., Helder, A,. Karlsson, J. (2014). A cognitive View of Reading
Comprehension: Implication for Reading Difficulties. Learning Disabilities Research and Prac-
tice, 29(1), 10-16.
- Lakoff, G. (1987). Women, Fire and Dangerous Things: What Categories Reveal About The
Mind. The University of Chicago Press.
- McNamara, D.S., Magliano, J.P. (2009). Towards a Comprehensivse Model of Comprehension.
In B. Ross (Ed.). The Psychology of Learning and Motivation (297-384). New York, NY: Academic
Press.
- Nerlich, B., Clarke, David D. (2007). Cognitive linguistics and the history of linguistics. In Dirk
Geeraerts & Hubert Cuyckens (eds), The Oxford Handbook of Cognitive Linguistics. (589-607).
Oxford: Oxford University Press.
- Otto, J. (1954). Language its Nature, Development and Origine. London George Allen & Unwin
ITD.
- Vyvyan. I, Green. M. (2006). Cognitive Linguistics An Introduction. Routledge.

1397 ‫م‬2023 - ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير‬


ّ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫الدولي السادس‬
‫ّ‬ ‫مؤتمر ال ُّلغة العرب َّية‬
‫فبراير ‪2023‬م‬
‫َّ‬
‫العربية‬ ‫البصرية في تعليم ُّ‬
‫اللغة‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫السمعية‬ ‫جمالية وفعالية المواد‬
‫ً‬
‫أنموذجا‪-‬‬ ‫للناطقين بغيرها ‪-‬الفيلم السينمائي‬

‫الباحث‪ /‬لحسن بوشال‬


‫جامعة السلطان موالي سليامن – بني مالل (املغرب)‬

‫‪bouchaaal@gmail.com‬‬

‫امل ُل َّخص‪:‬‬
‫وخصوصــا الفيلــم‬
‫ً‬ ‫نتنــاول يف هــذه املقالـ ِة أهميَّـ َة املــواد الســمعيَّة البرصيَّــة يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بغريهــا‪،‬‬
‫أي حــد تُسـ ِهم املــواد الســمعيَّة البرصيَّــة عا َّمــة والفيلــم الســيناميئ َّ‬
‫خاصــة‬ ‫الســيناميئ؛ منطلقــن مــن اإلشــكاليَّة اآلتيــة‪ :‬إىل ِّ‬
‫ـي‬
‫أدوات املنهــج الوصفـ ِّ‬ ‫يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بغريهــا بنجاعــة وفعاليــة؟ معتمديــن يف معالَجــة هــذه اإلشــكاليَّة ِ‬
‫التحلييل ‪.‬‬
‫ِّ‬
‫ـمعية البرصيَّــة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـواد‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـوم‬‫ـ‬ ‫مفه‬ ‫ِ‬
‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫بتحدي‬ ‫األول‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫يرتب‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ر؛‬ ‫ِ‬
‫و‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ح‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ثالث‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫البحثي‬
‫َّ‬ ‫ة‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫الورق‬ ‫ـذه‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـمنا‬
‫ـ‬ ‫قس‬ ‫وقــد‬
‫العربيــة للناطقني‬
‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫طرائق‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫مفه‬ ‫ِ‬
‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫بتحدي‬ ‫ـاين‬ ‫ـ‬ ‫الث‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫يتص‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫بين‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫م‬‫ِ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫التع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ملي‬
‫َ َّ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫وأهميته‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫وأنواعه‬
‫أهميــة توظيــف الفيلــم الســيناميئ يف تعليــم اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ج‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ملعا‬ ‫ـاه‬‫ـ‬ ‫صن‬ ‫خص‬
‫َّ‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫الثال‬ ‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫املح‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫أم‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫وأصنافه‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫وأنواعه‬ ‫ـا‪،‬‬‫بغريهـ‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا؛ مــن أجــل الوصــول إىل أفضــل النتائــج‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الكلامت املفاتيح‪ :‬تعليم اللُّغة العربيَّة للناطقني بغريها– املواد السمعيَّة البرصيَّة– الفيلم السيناميئ‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪In this article, we address the importance of audiovisual materials in teaching Arabic to non-native‬‬
‫‪speakers, especially cinematic film. Proceeding from the following problem: To the extent that au-‬‬
‫‪diovisual materials in general, and cinematic film in particular, contribute to the teaching of Arabic to‬‬
‫‪non-native speakers, effectively? In addressing this problem, We adopt the tools of the descriptive‬‬
‫‪and analytical approach. We have divided this paper into three axes, the firstly relates to the defini-‬‬
‫‪tion of the concept of audiovisual materials, their types, and their importance in the teaching-learning‬‬
‫‪process. The second treats with defining the concept of methods of teaching Arabic to non-native‬‬
‫‪speakers, and their types. And the third talks about addressing the importance of employing film in‬‬
‫‪teaching Arabic to non-native speakers, in order to reach the best results.‬‬
‫‪Keywords: Teaching Arabic to Non-Native Speakers – Audiovisual – Film‬‬

‫تقديم‪:‬‬
‫ـكل كب ـرٍ يف مختلِــف بقــاع العــامل‪ ،‬ال ســيام يف ال ِعق َديــن‬ ‫العربيــة قـ ِـد اتَّســع بشـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫ـاق تعليــم وتعلُّــم اللُّغــة‬ ‫ال شــك أن نطـ َ‬
‫العربيــة كلغـ ٍة ثانيــة يف العديــد مــن الــدول اإلفريقيــة واألســيوية‪ ،‬كــا تُ َعـ ُّد مــن أهــم اللغــات‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ل‬ ‫ع‬‫األخرييــن؛ حيــث ت ُ َ‬
‫رســل إىل مختلِــف‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الغربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الطالبي‬
‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ث‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫الب‬
‫َ‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫جان‬ ‫إىل‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫األوربي‬ ‫ـاد‬ ‫ـ‬ ‫الب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الكث‬ ‫يف‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫َّ‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬‫ُ‬ ‫ت‬‫و‬ ‫ـم‬ ‫األجنبيــة التــي تُعلَّـ‬
‫َّ‬
‫العربيــة‪ ،‬لعــل‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫بالعربي‬
‫َّ‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫الناط‬ ‫ـر‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ـع‬‫ـ‬ ‫تدف‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـل‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫العوام‬ ‫ِ‬
‫ـددت‬ ‫ـ‬ ‫تع‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫وق‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫لتع‬ ‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫الــدول‬
‫ـايف‪ ،‬واالفتتــان‬‫التواصــل والتالقــح الثقـ ِّ‬ ‫ُ‬ ‫ـعي إىل خلــقِ جســور‬ ‫العربيــة وآدابهــا وعلومهــا‪ ،‬والسـ ُ‬ ‫َّ‬ ‫أبرزهــا‪ :‬االنفتــاح عــى الثقافــة‬
‫آين‪.‬‬
‫ِّ‬ ‫ر‬ ‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ـاب‬
‫ـ‬ ‫والخط‬ ‫ـامي‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫الدي‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫ه‬
‫ْ‬ ‫َ‬ ‫ف‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫واإلقب‬ ‫العربيــة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ببالغــة وســحر اللُّغــة‬
‫ـج ونظريــات وت َقنيــات تســاعد عــى تعليــم اللُّغــة العربيَّة‬ ‫ِ‬ ‫ٍ‬ ‫لهــذا؛ رشع الباحثــون األكادمييــون يف البحــث عــن طرائـ َـق ومناهـ َ‬
‫ـاق؛ مــن قَ ِبيــل‬ ‫ن بهــا؛ ســعيًا إىل نــر اللُّغــة العربيَّــة وثقافتهــا وآدابهــا وعلومهــا عــى أوســع نطـ ٍ‬ ‫اطق ـ َ‬ ‫لألجانــب غــر ال َّن ِ‬
‫االســتفادة مــا تُتيحــه الثــور ُة التكنولوجيَّــة والفنيَّــة مــن إمكانــات كثــرة‪ ،‬مــن أه ِّمهــا مــا تضعــه أما َمنــا التكنولوجيا والفـ ُّن م ًعا‬
‫ن بهــا‪.‬‬ ‫اطقـ َ‬ ‫مــن مــواد ســمعيَّة ‪ -‬برصيَّــة ال أحــد يشـ ُّـك يف نَجاعتهــا وفَعالِيَّتهــا و َجاملِيَّتهــا يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة لغــر ال َّن ِ‬

‫‪1399‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫خاصــة‪ ،‬يف‬‫ـوف عــى أهميَّــة املــواد الســمعيَّة البرصيَّــة عا َّمــة‪ ،‬والفيلــم الســيناميئ َّ‬ ‫لذلــك؛ ســنحاول يف هــذه املقالــة الوقـ َ‬
‫تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬مــن خــال تتبُّــع فعاليتهــا وجامليتهــا‪ ،‬والبحــث عــن ســبل ناجعــة لتوظيفهــا؛ منطلقني‬
‫خاصــة يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة‬ ‫مــن اإلشــكاليَّة اآلتيــة‪ :‬إىل أي حـ ٍّد تســهم املــواد الســمعيَّة البرصيَّــة عا َّمــة والفيلــم الســيناميئ َّ‬
‫ـي‪.‬‬
‫ـي التحليـ ِّ‬ ‫أدوات املنهــج الوصفـ ِّ‬ ‫للناطقــن بغريهــا بنجاعــة وفعاليــة؟ معتمديــن يف معالَجــة هــذه اإلشــكاليَّة ِ‬
‫ـمعية البرصيَّــة‪،‬‬ ‫البحثيــة إىل ثالثــة َمحــا ِور؛ حيــث نتنــاول يف املحــور األول مفهــو َم املــواد السـ َّ‬ ‫َّ‬ ‫وقــد قســمنا هــذه الورقــة‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـق‬
‫ـ‬ ‫طرائ‬ ‫م‬
‫َ‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫مفه‬ ‫ـاين‬ ‫ـ‬ ‫الث‬ ‫ـور‬‫ـ‬ ‫املح‬ ‫يف‬ ‫ـج‬‫ـ‬ ‫نعال‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫بين‬ ‫ـة‪.‬‬‫ـ‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫التع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ملي‬
‫وأنواعهــا‪ ،‬وأهميتهــا يف ال َع َّ‬
‫أهميــة توظيــف الفيلــم‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ج‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ملعا‬ ‫ـاه‬ ‫ـ‬ ‫صن‬ ‫خص‬
‫َّ‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫الثال‬ ‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫املح‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫أم‬ ‫ـا‪.‬‬
‫ـ‬ ‫وأهميته‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫وأصنافه‬ ‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وأنواعهــا‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا؛ مــن أجــل الوصــول إىل أفضــل النتائــج‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫الســيناميئ يف تعليــم اللُّغــة‬
‫السمعية البرصيَّة‪ :‬املفهوم واألنواع‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪1 .‬املواد‬
‫السمعية البرصيَّة‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ .1.1‬مفهوم املواد‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ترتبــط املــوا ُّد الســمعيَّة البرصيَّــة بعــامل التكنولوجيــا واإلنرتنــت والحاســوب وعــامل الفنــون مبختلــف أنواعهــا‪ ،‬وهــي عــاد ًة‬
‫ـب مؤثــرات صوتيَّــة وموســيقيَّة وحواريــة‪،‬‬ ‫والص ـ َور الثابثــة واملتحركــة‪ ،‬إىل جانـ ِ‬ ‫مــا تشــر إىل وســائ َط تتألــف م ـ َن الرســوم ُّ‬
‫ِ‬
‫ـوي؛ لتحســن ال َعمليَّــة التعليميَّــة التعلُّميَّــة؛ بهــدف رشح املفاهيــم واألفــكار‪،‬‬ ‫والتــي يُوظِّ ُفهــا املــد ِّرس‪ /‬املعلــم‪ ،‬يف املجــال الرتبـ ِّ‬
‫وتوضيــح املعــاين والــدالالت‪ ،‬ونقـ ِـل املعــارف واملعلومــات بشــكل قابــل لالســتيعاب واإلدراك‪ ،‬وســهولة الوصــول إليهــا‪.‬‬
‫ـواس التــي يُوظِّ ُفهــا‬ ‫حاس ـتَني اثنتَــن‪ ،‬تُ َع ـ َّدان مــن أبــرز الحـ ِّ‬ ‫ـمعية البرصيَّــة؛ ألنَّهــا تعتمــد عــى َّ‬ ‫وقــد ُســميت باملــواد السـ َّ‬
‫ـتعمل‬
‫حاسـتَا الســمع والبــر؛ فاإلنســان «يــدرك مــا حولــه مسـ ً‬ ‫َّ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـه‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫ومجتمع‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫وعامل‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫محيط‬ ‫تواصلِــه مــع‬
‫اإلنســان يف ُ‬
‫ر مــن حاســة إلدراك‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫اجتمع‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫وإذا‬ ‫ـر‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الب‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫طري‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫يدرك‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـواس‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الح‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـوى‬ ‫ـ‬ ‫أق‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫ولك‬ ‫حواســه الخمــس‪،‬‬ ‫َّ‬
‫حاسـتَا البــر والســمع يف مجــال واحــد؛ فاالســتيعاب‬ ‫َّ‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫اجتمع‬ ‫إذا‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫وخاص‬ ‫‪،‬‬‫(((‬
‫»‬ ‫ـمل‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫وأش‬ ‫ـر‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫ـاه‬ ‫ـ‬ ‫أدركن‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـون‬‫مــا حولنــا فيكـ‬
‫وال َف ْهــم ســيكونان أفضـ َـل وأنجـ َع‪.‬‬
‫الحاسـتَني‪« ،‬فأشــد االنفعــاالت قــو ًة تــأيت عــر العــن» ‪ ،‬وعــر األذن‬
‫(((‬
‫َّ‬ ‫فقــد فَطَــن اإلنســان منــذ األزل إىل أهميَّــة هاتَــن‬
‫الحاســة األوىل التــي تر ِبــط املولــو َد باملحيــط الخارجــي؛ فنحــن نســمع قبــل أن نــرى‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫كذلــك؛ فــاألذن «حاســة أوليَّــة‪ ...‬ألنَّهــا‬
‫واألذن حاســة الليــل والظلمــة‪ ،‬أمــا العــن فحاســة الصبــاح والنــور‪ ،‬وهــي ال تــرى موضو َعهــا رؤيــة جيــدة إال إذا اســتطاعت أن‬
‫تُث ِبتَــه وتحـ ِّد َد أبعــا َده؛ إنَّهــا حاســة املــكان‪ ،‬فيــا األذن حاســة الزمــان‪ ،‬والثقافــة التــي تعتمدهــا ثقافـ ُة تاريـ ٍخ ورس ٍد وروايـ ٍة‪،‬‬
‫ثقافـ ٌة َشـ َفويَّة ال ثقافـ ُة الكتابــة والصــورة‪ ،‬ثقافــة الصــوت ال ثقافــة األثــر»(((‪ .‬ورغــم اختالفهــا؛ فإنهــا يلعبــان دو ًرا جوهريًّــا‬
‫يف حيــاة اإلنســان‪ ،‬فهــا ســبيلُه نحــو فهــمِ العــامل واملجتمــع‪ ،‬واســتيعاب دالالت ومعــاين مــا يحيــط بــه‪.‬‬
‫ـتثمرا طاقتهــا‪ ،‬وإمكاناتهــا‪ ،‬واختــاف ثقافتهــا‪ ،‬يف فَ ْهــمِ الكــون‬ ‫بحاسـتَ ِي الســمع والبــر؛ مسـ ً‬ ‫لذلــك؛ يتوســل اإلنســان َّ‬
‫مبوجوداتــه‪ ،‬وعلومــه‪ ،‬وفنونــه‪« .‬فثقافــة األذن ثقافـ ُة الســمع واملحافظــة؛ إنَّهــا ثقافــة ال ُوثوقيــة والتقليــد‪ ،‬ثقافة ترضــخ للصوت‬
‫كرهــا‪ ،‬ثقافــة األذن هــي عــى الــدوام ثقافــة ســلطة‪ :‬كل ســمعٍ طاعـةٌ‪ ،‬أمــا‬ ‫– املنبــع‪ ،‬وال تبتعــد عنــه مبــا يكفــي يك تُع ِمـ َـل فيــه ِف َ‬
‫ـا لهــا ِمــن قــدرة عــى تعديـ ِـد منظوراتهــا وزوايــا نظرهــا‪ ،‬تجعــل‬ ‫َ‬ ‫ـ‬‫ِ‬ ‫ل‬‫و‬ ‫تها‪،‬‬ ‫ـبكي‬
‫ـب ذايت عــى شـ َّ‬ ‫ـا لهــا ِمــن قــوة قلـ ٍ‬ ‫العــن‪ ،‬فلِـ َ‬
‫تصحيح‬
‫ٌ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫معرف‬ ‫كل‬‫َّ‬ ‫وأن‬ ‫ـف‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫تختل‬ ‫ـورات‬ ‫ـ‬ ‫املنظ‬ ‫وأن‬ ‫د‪،‬‬ ‫د‬‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫يتع‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫التأوي‬ ‫ـأن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫البداي‬ ‫ـذ‬ ‫ـ‬ ‫من‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫ـ‬ ‫تس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫نقد‬ ‫ة‬‫ً‬ ‫ـ‬ ‫ثقاف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫تعتمده‬ ‫ـي‬ ‫الثقافـ َة التـ‬
‫أهمية‬‫َّ‬ ‫ـأيت‬ ‫ـ‬ ‫ت‬ ‫هنا‪،‬‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫‪.‬‬‫(((‬
‫ـن»‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـبكية‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫املوضوع‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫تق‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫مثل‬ ‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫األم‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫تق‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫أيدولوجي‬ ‫ـبقه‬ ‫ـ‬ ‫تس‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫عل‬ ‫كل‬ ‫وأن‬ ‫ألخطــاء‪،‬‬
‫التعليميــة التعلُّ ِم َّيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ملي‬
‫َّ‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫ـر‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والب‬ ‫ـمع‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ي‬ ‫َ‬ ‫ت‬ ‫ـ‬ ‫حاس‬‫َّ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫تعتم‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـواد‬
‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫إدمــا ِج‬

‫خليفــة شــعبان عبــد العزيــز‪ ،‬العايــدي عــوض محمــد‪ ،‬املــواد الســمعية البرصيــة واملصغــرات الفيلميــة‪ ،‬ط‪ ،2‬مركــز الكتــاب للنــر‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬ ‫(( (‬
‫‪ ،1997‬ص‪.18‬‬
‫بنكــراد ســعيد‪ ،‬تجليــات الصــورة‪ ،‬ســميائيات األنســاق البرصيــة‪ ،‬املركــز الثقــايف للكتــاب للنــر والتوزيــع‪ ،‬ط ‪ ،1‬الــدار البيضــاء – بــروت‪،‬‬ ‫(( (‬
‫‪ ،2019‬ص‪.153-154‬‬
‫بنعبد العايل عبد السالم‪ ،‬ثقافة األذن وثقافة العني‪ ،‬ط‪ ،2‬دار توبقال للنرش‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،2008 ،‬ص‪.7‬‬ ‫(( (‬
‫املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.8‬‬ ‫(( (‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1400‬‬
‫السمعية البرصيَّة‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ .2.1‬أنواع املواد‬
‫بحســب املجــاالت التــي توظَّــف فيهــا‪ ،‬والغايــات التــي يُــراد تحقي ُقهــا‪ ،‬وســنتطرق هنــا إىل‬ ‫َ‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫البرص‬ ‫ة‬ ‫ـمعي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫وتتنــوع املــوا ُّد‬
‫خصوصــا يف مجــال التعليــم والتعلُّــم؛ فهــي ‪-‬كــا أرشنا ســاب ًقا‪ -‬مــوا ُّد تعتمد‬ ‫ً‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫الرتبو‬ ‫ـاالت‬ ‫ـ‬ ‫املج‬ ‫يف‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ظ‬ ‫تو‬ ‫ـي‬ ‫أبــرز املــوا ِّد التـ‬
‫حاسـتَي الســمع والبــر‪ ،‬أي‪ :‬أنَّهــا تقــوم عــى الصــوت والصــورة؛ ومــن ث َـ َّم فهــي تنقســم إىل ثالثــة أنــواع‪:‬‬ ‫عــى َّ‬
‫ ‪-‬املــوا ُّد الســمعيَّة‪ :‬وهــي املــواد التــي تقــوم عــى حاســة الســمع فقــط‪ ،‬أي‪ :‬تقــوم عــى الصــوت فقــط‪ ،‬وتهــدف إىل متريـ ِر‬
‫ِ‬
‫ـث عــر الراديــو‪ ،‬أو أجهــزة‬ ‫معلومــة‪ ،‬أو نقـ ِـل معرفــة مــا‪ ،‬عــن طريــق الصــوت فقــط‪ ،‬مثــل؛ التســجيالت الصوتيَّــة التــي تُبَـ ُّ‬
‫مثل‪.‬‬
‫‪ً mp3‬‬
‫ـيط‬‫تتوســل بالصــورة فقــط يف تبسـ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫الت‬ ‫أي‪:‬‬ ‫ـط‪،‬‬‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الب‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫حاس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫تعتم‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫الت‬ ‫د‬
‫ُّ‬ ‫ـوا‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـة‪:‬‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫البرص‬ ‫ ‪-‬واملــواد‬
‫الطبيعيــة‪ ،‬وغــر‬
‫َّ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫واملناظ‬ ‫ـط‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والخرائ‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫الصامت‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫املتحرك‬ ‫ر‬ ‫و‬‫ُّ َ‬ ‫ـ‬ ‫والص‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫الثابت‬ ‫ر‬ ‫و‬ ‫ـ‬
‫ُّ َ‬‫الص‬ ‫ـل‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫مث‬ ‫ـم‪،‬‬ ‫ـ‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫إىل‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ِ‬ ‫ل‬ ‫ونق‬ ‫ـة‬ ‫املعرفـ‬
‫ذلــك‪.‬‬
‫حاسـتَي الســمع والبــر م ًعــا‪ ،‬وهــي أهـ ُّم وأبــرز املــواد الســمعيَّة‬ ‫ ‪-‬واملــواد الســمعيَّة البرصيَّــة‪ :‬وهــي املــواد التــي تعتمــد َّ‬
‫ـج أفضــل وأحســن‪ ،‬وذلــك بفضــل الجمـعِ بــن‬ ‫البرصيَّــة التــي توظَّــف يف مجــاالت الرتبيــة والتعليــم‪ ،‬بــل وتح ِّقــق نتائـ َ‬
‫حاس ـتَني اثنتَــن؛ و ِمــن ثَ َّـ َة اســتثامر طاقتهــا وإمكاناتهــا يف الــرح واإليضــاح والتثقيــف‪ ،‬وهــي متعــددة؛ منهــا‪:‬‬
‫األفــام الســينامئية بنوعيهــا‪ :‬الوثائقيــة‪ /‬التســجيلية‪ ،‬والروائيــة‪.‬‬
‫خصوصــا يف مجــال التعليــم‬ ‫ً‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫البرص‬ ‫ة‬ ‫ـمعي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫د‬‫ِّ‬ ‫ـوا‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫وقــد أُجريــت تجــا ِر ُب ودراســات كثــرة تُث ِبــت نَجاع ـ َة وفَ َّ‬
‫عالي ـ َة‬
‫ـمعية البرصيَّة‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـواد‬‫ـ‬ ‫«امل‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫كتابه‬ ‫يف‬ ‫ـدي‬ ‫ـ‬ ‫العاي‬ ‫عوض‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫ومحم‬ ‫والتعلُّــم‪ ،‬ومنهــا مــا ذكــره الكاتبــان عبــد العزيــز شــعبان خليفة‬
‫نصوصــا مكتوبة‬ ‫ً‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ِ‬ ‫ن‬ ‫املتجا‬ ‫ـخاص‬ ‫ـ‬ ‫األش‬ ‫بعض‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫عرضن‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ن‬ ‫واملص َّغــرات الفيلميــة»؛ حيــث يقــوالن‪« :‬ومــن هــذه التجــا ِرب أ َّ‬
‫ن‬
‫ـات تلــك النصــوص؛ فســجل أقــل مــن (‪)%50‬‬ ‫عــى ورق‪ ،‬وطلبنــا منهــم يف اليــوم التــايل أن يسـ ِّجلوا مــا يتذكرونــه مــن معلومـ ِ‬
‫منهــم نصـ َـف املعلومــات فقــط‪ ،‬بينــا أكــر مــن (‪ )%50‬منهــم مل يســتطع تذكُّــر نصـ َـف املعلومــات‪ ،‬ونفــس املجموعــة التــي‬
‫خضعــت لهــذه التجربــة ُعـ ِرض عليهــا فيلــم وثائقــي‪ ،‬وطُلــب إليهــا يف اليــوم التــايل تســجيل مــا يتذكرونــه مــن املعلومــات‪،‬‬
‫فسـ َّجل أكــر مــن (‪ )%80‬أكــر مــن (‪ )%90‬مــن املعلومــات‪ ،‬وهكــذا خرجنــا مــن هــذه التج ِربــة بــأن املعلومــات املســتقا َة مــن‬
‫وتثبــت يف الذهــن بطريقـ ٍة أفضـ َـل مــن تلــك التــي نتل َّقاهــا مــن الــورق»(((‪.‬‬ ‫ـمعية البرصيَّــة تص ُمــد الختبــار الزمــن‪ُ ،‬‬ ‫املــوا ِّد السـ َّ‬
‫العربية للناطقني بغريها‪ :‬املفهوم واألنواع‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪2 .‬طرائق تعليم اللُّغة‬
‫العربية للناطقني بغريها‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ .1.2‬مفهوم طرائق تعليم اللُّغة‬
‫ـس علــوم‪ ،‬أم‬ ‫يُشــر مصطلــح طريقــة يف مجــال الرتبيــة والتعليــم إىل «كل مــا تتضمنــه عمليَّــة التدريــس ســواء أكانــت تدريـ َ‬
‫ـض أنــواع االختيــار واالنتقــاء‪،‬‬ ‫رياضيــات‪ ،‬أم موســيقى‪ ...‬إلــخ؛ فالتدريــس كلــه ســواء أكان جيِّـ ًدا أم رديئًــا يجــب أن يتض َّمـ َن بعـ َ‬
‫ـارف كثــر ٌة ومتعــدد ُة املداخــل واملصــادر‪ ،‬وال‬ ‫ـض وســائل وأســاليب العــرض»(((؛ فمعلــوم أن املعـ َ‬ ‫ـض أنــواع التنظيــم‪ ،‬وبعـ َ‬
‫وبعـ َ‬
‫ـنِ‬
‫ـريف ُدفعــة واحــدة؛ لذلــك ال ب ـ َّد مـ انتقــاء مداخـ َـل ومصــاد َر معيَّنــة‬ ‫ـس وتعليــم ِّكل هــذا التعــدد والتنــوع املعـ ِّ‬‫ميكــن تدريـ ُ‬
‫عرضهــا ونقلِهــا إىل املتعلِّــم بيداغوجيًّــا‪.‬‬‫ـاليب مناســبة يف ِ‬ ‫ـج تربويَّــة منســجمة‪ ،‬واختيــار أسـ َ‬ ‫دون غريهــا‪ ،‬وتنظيمهــا يف مناهـ َ‬
‫وعليــه؛ فطريقــة التدريــس أو التعليــم «عبــارة عــن ُخطَّــة عا َّمــة الختيــار وتنظيــم وعــرض املــادة اللُّغويَّــة‪ ،‬عــى أن تقــو َم‬
‫وتنبــع منــه‪ ،‬وبحيــث يكــون واض ًحــا أن املدخـ َـل يشء مبــديئ‪،‬‬ ‫هــذه الخطــة بحيــث ال تتعـ(((ـارض مــع املدخــل الــذي تصـ ُدر عنــه ُ‬
‫ـارض الطريقــة بوص ِفهــا خطـ ًة مــع الفلســفة العا َّمــة للمنظومــة‬ ‫والطريقـ َة يشء إجــرايئ» ‪ .‬بعبــارة أخــرى‪ :‬ال ينبغــي أن تتعـ َ‬
‫الرتبويَّــة لبلـ ٍـد مــا؛ فهنــاك مداخـ ُـل بيداغوجيــة وتربويَّــة يجــب مراعاتُهــا واحرتا ُمهــا‪ ،‬أي‪ :‬أن الطريقــة هنــا تعنــي‪« :‬الخطــة‬
‫وراء ِّكل طريقــة تص ـ ُّو ٌر معــن لعمليــة التعلُّــم‪،‬‬‫ـوي املنشــود‪ ...‬ويك ُمــن َ‬ ‫الشــاملة التــي يُســتعان بهــا يف تحقيــقِ الهــدف الرتبـ ِّ‬

‫(( ( خليفــة شــعبان عبــد العزيــز‪ ،‬العايــدي عــوض محمــد‪ ،‬املــواد الســمعية البرصيــة واملصغــرات الفيلميــة‪ ،‬ط‪ ،2‬مركــز الكتــاب للنــر‪ ،‬القاهــرة‪،‬‬
‫‪ ،1997‬ص‪.46‬‬
‫(( ( الناقــة محمــود كامــل‪ ،‬تعليــم اللغــة العربيــة للناطقــن بلغــات أخــرى‪ :‬أسســه– مداخلــه– طــرق تدريســه‪ ،‬سلســلة دراســات يف تعليــم العربية لغري‬
‫الناطقــن بهــا (‪ ،)9‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬معهــد اللغــة العربيــة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،1985 ،‬ص‪.45‬‬
‫(( ( املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.46‬‬

‫‪1401‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫خاصــة يف تعلُّــم اللُّغــة‪ ،‬ونظــرة محــددة للطبيعــة اإلنســانيَّة‪ ،‬إنَّهــا باختصــار تنطلــق مــن مداخـ َـل معينــة تحكــم‬ ‫وفلســفة َّ‬
‫مربراتِهــا»(((‪.‬‬ ‫ُخطُواتِهــا وتصــوغ ِّ‬
‫التعليميــة التعلُّ ِم َّيــة؛ فالطريقــة‬
‫َّ‬ ‫هــذا؛ مــع رضورة إيــا ِء كامـ ِـل االهتــام للمتعلِّــم‪ /‬التلميــذ؛ بحيــث يكــون هــو محــو َر ال َع َّ‬
‫مليــة‬
‫ـلوب‬‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫األس‬ ‫ـذا‬
‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫يتي‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫بحي‬ ‫ـس؛‬ ‫ـ‬ ‫عمليــة التدري‬ ‫بهــذا املفهــوم هــي «األســلوب أو املنهــج الــذي يس ـلُكه املعلــم مــع تلميــذه يف َّ‬
‫عمليــة التعليــم‪ ،‬وبحيــث ال يصبــح املتعلِّــم متل ِّق ًيــا ولكــن‬ ‫ـاط وفعاليــة يف َّ‬ ‫ـارك بنشـ ٍ‬ ‫أو املنهــج الفرصـ َة الكاملــة للتلميــذ لــي يشـ َ‬
‫مشــاركًا»(((؛ إذ ال بـ َّد أن يتفاعـ َـل املتعلِّــم مــع مــا يُقـ َّدم لــه مــن دروس‪ ،‬أي‪ :‬أن يكــون مشــاركًا يف بنائهــا واســتنتاجاتها؛ فــكل‬
‫طريقــة يف التعليــم أو التدريــس تســتند إىل «مبــادئ وقواعــد وإجــراءات ميكــن لــكل معلِّــمِ لغـ ٍة أن يســتعملها ســواء تفاوتــت‬
‫ـروف املجتمعــات»(((‪.‬‬ ‫اللغــات أو تباينــت ظـ ُ‬
‫العربية للناطقني بغريها‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ .2.2‬أنواع طرائق تعليم اللُّغة‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬بــل هــي متعـ ِّددة وكثــرة؛ حيــث تتنــوع‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫ووحي‬ ‫ليســت هنــاك طريقـ ٌة واحــدة‬
‫ـوائيا‪ ،‬بــل يســتند إىل أســس بعي ِنهــا‪ ،‬منهــا‪:‬‬ ‫ًّ‬ ‫ـ‬ ‫عش‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫لي‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫التدري‬ ‫أو‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫طريق‬ ‫ـب عــدة عوامــل؛ فاختيــار‬ ‫حسـ َ‬
‫َ‬
‫ ‪-‬طبيعــة املجتمــع أو البلــد الــذي تُــد َّرس فيــه اللُّغــة‪ :‬إن طريقـ َة تدريــس اللُّغــة العربيَّــة «كلغــة ثانيــة يف مــر مثـ ًـا ينبغــي‬
‫أن يختلـ َـف إىل حـ ٍّد مــا عــن طريقــة تعلي ِمهــا يف أمريــكا؛ فتعليــم اللُّغــة الثانيــة يف مجتمــع اللُّغــة ينبغــي أن يختلِـ َـف عــن‬
‫طريقــة تعلي ِمهــا يف مجتمـعٍ يتحــدث لغـ ًة أخــرى»(((‪.‬‬
‫ـاف مســتويات املتعلِّمــن يف االســتيعاب وال َف ْهــم واإلدراك اختالفًــا‬ ‫ـص املتعلِّمــن‪ :‬حيــث يف ـ ِرض اختـ ُ‬ ‫ومســتوى وخصائـ ِ‬
‫ـب خصائــص فئــة املتعلِّمــن املســته َدفة؛ مــن حيــث السـ ُّن‪ ،‬أو‬ ‫بحسـ ِ‬‫َ‬ ‫ـق‬ ‫ـ‬ ‫الطرائ‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـوع‬ ‫ـ‬ ‫تتن‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـبة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املناس‬ ‫يف طرائــقِ التعليــم‬
‫دارس يف املســتوى األول ينبغــي أن تختلــف عــن الطريقة‬ ‫الجنــس‪ ،‬أو الدوافــع‪ ،‬أو االتجاهــات؛ فالطريقــة التــي « تُســتع َمل مــع ٍ‬
‫دارس يف املســتويات املتوســطة واملتقدمــة»(((‪ ،‬وهكــذا‪.‬‬ ‫التــي تُســتع َمل مــع ٍ‬
‫ ‪-‬وطبيعــة اللُّغــة األُ ِّم أو القوميَّــة لل ُمتعلِّمــن‪ :‬ال ب ـ َّد مــن تكييــف طريقــة تعليــم اللُّغــة العربيَّــة مــع طبيعــة اللُّغــة األصليَّــة‬
‫ِ‬
‫املســتع َملة لــدى املتعلِّمــن؛ فطريقــة «تدريــس العربيَّــة ملتحــديث اللغــات الســاميَّة ينبغــي أن يختلــف عــن تدريســها‬
‫ملتحــديث اللغــات الهندو–أوربيــة أو الصينيــة أو غريهــا؛ إن عــى املعلــم أن يســتفي َد مــن مــدى قُــرب اللغتَــن يف تدريســه‬
‫للُّغــة املســته َدفة»(((‪.‬‬
‫ـس‬ ‫العربيــة للناطقــن بغريهــا مختلفــة ومتنوعــة‪ ،‬واختيــار هــذه الطريقــة أو تلــك ينبني عىل أُ ُسـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫لهــذا؛ فطرائــق تعليــم اللُّغــة‬
‫األجنبيــة األخــرى‪ ،‬وليســت مرتبطـ ًة‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫ـس‬‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫يف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫أيض‬
‫ً‬ ‫ـتعمل‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ـق‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫الطرائ‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫أن‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫ك‬
‫ْ‬ ‫ذ‬
‫ِّ‬ ‫ـر بال‬‫ـر محـ َّددة‪ ،‬وجديـ ٌ‬ ‫ومعايـ َ‬
‫العربيــة فقــط‪ ،‬ومــن بــن هــذه الطرائــق نذكــر مــا يــأيت‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫باللُّغــة‬
‫ ‪-‬طريقــة القواعــد والرتجمــة‪ :‬وهــي طريقــة ‪-‬كــا يبــدو مــن تســميتها‪ -‬تقــوم عــى تدريــس قواعــد النحــو والرتكيــب‪،‬‬
‫مفصــل وتدعيمهــا بأمثلــة مختــارة مــن اللُّغــة األصليَّــة للمتعلِّــم‪ ،‬ومــن واقعــه امل َعيــش‪ ،‬إىل جانــب التدريب‬ ‫ورشحهــا بشــكل َّ‬ ‫ِ‬
‫عــى كيفيــة الرتجمــة بــن لغــة املتعلِّــم واللغــة التــي يتعلَّمهــا‪.‬‬
‫وت ُ َعـ ُد مــن أقــدم الطرائــق التــي اسـتُعملت يف تعليــم اللُّغــات‪ ،‬وترجــع جذو ُرهــا إىل «تعليــم اللُّغة الالتينيــة واللغــة اإلغريقية؛‬
‫ـي للُّغــة وحفـ ُظ مــا بها مــن قواع َد وشــوا َّذ‪،‬‬ ‫حيــث اسـتُعملت ملــدة طويلــة يف تعليــم هاتَــن اللغتَــن عندمــا كان التحليــل املنطقـ ُّ‬
‫وتطبيــق ذلــك يف تدريبــات الرتجمــة ‪ -‬يُ َعـ ُّد وســيل ًة مــن وســائل تقويــة عقــل التلميــذ»(((‪ .‬أي‪ :‬أن هــذه الطريقــة ليســت حديثــة‪،‬‬
‫بــل إنَّهــا ضاربــة يف القــدم‪ ،‬وتقــف أهدافُهــا عنــد ح ـ ِّد فهــم قواعــد اللُّغــة وحفظهــا‪ ،‬والتدريــب عــى الرتجمــة مــن اللُّغــة‬
‫األصليــة إىل اللُّغــة املتعلَّمــة‪ ،‬أو العكــس‪.‬‬ ‫َّ‬

‫الناقــة محمــود كامــل‪ ،‬طعيمــة رشــدي أحمــد‪ ،‬طرائــق تدريــس اللغــة العربيــة لغــر الناطقــن بهــا‪ ،‬منشــورات املنظمــة اإلســامية للرتبيــة والعلوم‬ ‫(( (‬
‫والثقافــة ‪ -‬إيسيســكو‪ ،2003 ،‬ص‪.69‬‬
‫الناقة محمود كامل‪ ،‬تعليم اللغة العربية للناطقني بلغات أخرى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.46‬‬ ‫(( (‬
‫الناقة محمود كامل‪ ،‬طعيمة رشدي أحمد‪ ،‬طرائق تدريس اللغة العربية لغري الناطقني بها‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.69‬‬ ‫(( (‬
‫املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.67‬‬ ‫(( (‬
‫املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.68‬‬ ‫(( (‬
‫املرجع نفسه‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬ ‫(( (‬
‫الناقة محمود كامل‪ ،‬تعليم اللغة العربية للناطقني بلغات أخرى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.68‬‬ ‫(( (‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1402‬‬
‫حســب أغلــب الخــراء‪« ،‬فأســاليبها وإجراءاتهــا ال تح ِّقــق أهدافهــا إال مع الطــاب األذكياء‬ ‫غــر أنَّهــا تبقــى طريقـ ًة قــارصة‪َ ،‬‬
‫ذكاء؛ حيــث نجدهــم دامئًــا يف حالـ ِة ارتبــاك‬ ‫ـردة‪ (((...‬بينــا ال تنجــح مــع الطــاب األقـ ِّـل ً‬ ‫امليَّالــن إىل العمليــات الجدليَّــة املجـ َّ‬
‫واضطــراب‪ ،‬ويقعــون يف أخطــاء كثــرة» ‪.‬‬
‫ـال العــر الحديــث‪ ،‬وهــي تعتمــد عــى «الربــط بــن كلامت‬ ‫ ‪ --‬الطريقــة املبــارشة‪ :‬وهــي مــن الطرائــق التــي ظهــرت خـ َ‬
‫الوطنيـةَ»(((‪ .‬ويحــدث ذلــك من‬ ‫َّ‬ ‫م‬ ‫ـ‬
‫َ ُ‬ ‫ه‬‫ت‬ ‫لغ‬ ‫ـذ‬ ‫ـ‬ ‫التالمي‬ ‫أو‬ ‫س‬ ‫ر‬‫ـتعمل ِّ‬
‫ـد‬‫ـ‬ ‫امل‬ ‫األجنبيــة واألشــياء واألحــداث بــدون أن يسـ َ‬ ‫َّ‬ ‫و ُجمــل اللُّغــة‬
‫ـرا يف مواقـ َـف معينــة تحايك‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫كث‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫به‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫والتك‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫َّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫والكل‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ث‬‫د‬‫َ‬ ‫املحا‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫كب‬ ‫ٍ‬
‫ر‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫لق‬ ‫ـتامع‬ ‫خــال االسـ‬
‫األصليــة بشــكل تام‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـتعامل‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫دون‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫وذل‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫اليومي‬
‫َّ‬ ‫ـاة‬ ‫ـ‬ ‫الحي‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الحقيقي‬
‫َّ‬ ‫املواقـ َـف‬
‫وتنطلــق هــذه الطريقــة مــن فرضيَّـة ُمفادهــا‪ :‬أن الفــر َد يســتطيع تعلُّـ َم لغــة أجنبيــة بالطريقــة نفســها التــي تعلــم بهــا لغتَــه‬ ‫ٍ‬
‫األُ َّم؛ لذلــك تعتمــد هــذه الطريقــة عــى «التمثيــل الصامــت‪ ،‬والرتديــد‪ ،‬واألســئلة واإلجابــات املتبادلــة كوســيلة لفهــم اللُّغــة‬
‫يعيشــها‬
‫وتقليدهــا‪ ،‬مــع تنميــة الــروة اللُّغويَّــة مــن خــال الكلــات وال ُج َمــل والرتاكيــب املتصلــة باألشــياء‪ ،‬واملواقــف التــي ُ‬
‫ـدرس يف‬ ‫الطــاب‪ ،‬وتنطلــق مــن ذلــك إىل املواقـ ُـف العا َّمــة يف الحيــاة‪ ،‬وحاجــات الطــاب للتعامــل معهــا‪ ،‬وغالبً(((ــا مــا يأخــذ الـ ُ‬
‫ـكل يــدور حــول مواقـ َـف وصــو ٍر مــن الحيــاة يف الوطــن األصــي للُّغــة املتعلَّمــة» ‪.‬‬ ‫هــذه الطريقــة شـ ً‬
‫لفظيــة واســعة؛ ألن‬
‫َّ‬ ‫ـروة‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـامِ‬‫ـ‬ ‫باإلمل‬ ‫ـمح‬ ‫ـ‬ ‫تس‬ ‫وال‬ ‫ـن‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫الفرد‬ ‫وق‬ ‫ـر‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ف‬
‫ُ‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫تراع‬ ‫ال‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ه‬‫َّ‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫ـة‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫الطريق‬ ‫ـذه‬ ‫ومــن عيــوب هـ‬
‫تخصــص لتعلُّــم اللغــات تكــون محــدود ًة‪ ،‬وتلقــي بأعبــا ٍء كثــرة عــى كاهــل املتعلِّــم(((‪.‬‬ ‫املواقـ َـف التــي َّ‬
‫ِ‬
‫ـب طرائـ َـق أخــرى‪ ،‬مثــل‪ :‬طريقــة القــراءة التــي تقــوم عــى القــراءة الحــرة مــن خــال قــراءة نصــوص باللغــة‬ ‫إىل جانـ ِ‬
‫املتعلَّمــة‪ ،‬وإدراك معانيهــا بطريقــ ٍة مبــارش ٍة‪ ،‬دون االســتعانة بالرتجمــة‪ ،‬والطريقــة الســمعيَّة الشــفويَّة التــي ترتكــز عــى‬
‫ـث متبا َدلـ ٍة تتض َّمــن التعابـ َ‬
‫ـر‬ ‫االســتام ِع والــكالم قبــل القــراءة والكتابــة؛ حيــث تقــوم يف املراحــل األوىل عــى أســاس أحاديـ َ‬
‫املســتع َملة يف الحيــاة اليوميَّــة(((‪.‬‬
‫العربية للناطقني بغريها‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪3 .‬توظيف الفيلم السيناميئ يف تعليم اللُّغة‬
‫العربية للناطقني بغريها‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫أهمية توظيف الفيلم السيناميئ يف تعليم اللُّغة‬ ‫‪َّ .1.3‬‬
‫العربيــة للناطقــن‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫عا‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫البرص‬ ‫ة‬ ‫ـمعي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـواد‬ ‫ـ‬ ‫وامل‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫خاص‬
‫َّ‬ ‫ـيناميئ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫الفيل‬ ‫ِ‬
‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫توظي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫أهمي‬
‫تتمثَّــل َّ‬
‫ـول مقارنـ ًة بالوســائل التقليديَّــة؛ ذلــك‬ ‫بغريهــا‪ ،‬يف عــدة أمــور‪ ،‬منهــا‪ :‬تثبيــت املعــارف واملعلومــات يف ِذهــنِ املتعلِّــم ملــد ٍة أطـ َ‬
‫ـمعية البرصيَّــة تبقــى عالق ـ ًة يف أذهاننــا ألوقــات طويلــة بصــورة حيــة‪ ،‬وقــد‬ ‫نحصلُهــا مــن املــواد السـ َّ‬ ‫أن «املعلومــات التــي ِّ‬
‫حاسـ ٍة‪ ،‬أو عــن طريــق مــا يُعــرف بالِوجــدان»(((‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ر‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫أك‬ ‫ـراك‬ ‫ـ‬ ‫اش‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫طري‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ِ‬
‫ـات‬‫ـ‬ ‫املعلوم‬ ‫ـذه‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـى‬ ‫يرجــع ذلــك إىل أنَّنــا نتلقـ‬
‫التخيــل‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫إىل‬ ‫ة‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫إضاف‬ ‫ـق‪،‬‬‫ـ‬ ‫والنط‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫والب‬ ‫ـمع‬
‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫توظي‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫خ‬ ‫ـن‬ ‫ويحصــل هــذا األمــر مـ‬
‫ُ‬
‫ِ‬
‫ـي الــذي يب ُذلــه املتعلِّــم لفهــم واســتيعاب املعــارف واملعلومــات؛ ذلــك أن «املعلومــات التــي‬ ‫ـي والعقـ ِّ‬ ‫وتقليــل املجهــود الذهنـ ِّ‬
‫نتلقاهــا عــن طريــق املــواد الســمعيَّة البرصيَّــة تصــل إىل الذهــنِ برسعــة ومبــارشة؛ فنحــن نســتوعب ال َعمليَّـ َة الجراحيَّــة ً‬
‫‪-‬مثل‪-‬‬
‫ـتيعاب وفهـ ُم‬
‫ـوع‪ ،‬كــا أنَّــه ميكننــا اسـ ُ‬ ‫ـا لــو قرأنــا عــن هــذه ال َعمليَّــة يف مجلــد مطبـ‬ ‫عــن طريــقِ فيلــم تســجييل بــأرس َع مـ َّ‬
‫ٍ‬
‫الحــروب الصليبيــة عــن طريــق األفــام أرس َع مــا لــو قرأنــا مجلــدات مكتوبــة عنهــا» ‪.‬‬
‫(((‬

‫ـمعية البرصيَّــة عــن طريــق ال ِوجــدان‬ ‫ـكل كبـرٍ؛ ألن اإلنســان «يتل َّقــى معلومــات املــواد السـ َّ‬ ‫إىل جانــب التأثـرِ يف املتعلِّــم بشـ ٍ‬
‫والحــواس؛ ولــذا فــإن تأثري َهــا فيــه يكــون أعظـ َم وأعمـ َـق؛ فســاع الشــعر أعظـ ُم مــن قراءتــه‪ ،‬وســا ُع الخطــب أعمـ ُـق مــن‬
‫أفضل‬
‫ـات؛ فالنطــق الســليم ُ‬ ‫ـمعية البرصيَّــة مــن املطبوعـ ِ‬ ‫ر جــدوى عــن طريــق املــواد السـ َّ‬ ‫قراءتهــا؛ إن تعليـ َم اللغــات يكــون((( أكـ َ‬
‫من تشــكيل الكلــات املكتوبــة» ‪.‬‬

‫املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.72‬‬ ‫(( (‬


‫املرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.74‬‬ ‫(( (‬
‫الناقة محمود كامل‪ ،‬طعيمة رشدي أحمد‪ ،‬طرائق تدريس اللغة العربية لغري الناطقني بها‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.74‬‬ ‫(( (‬
‫املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.76‬‬ ‫(( (‬
‫الناقة محمود كامل‪ ،‬تعليم اللغة العربية للناطقني بلغات أخرى‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.84–96‬‬ ‫(( (‬
‫خليفة شعبان عبد العزيز‪ ،‬العايدي عوض محمد‪ ،‬املواد السمعية البرصية واملصغرات الفيلمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.46‬‬ ‫(( (‬
‫املرجع نفسه‪ ،‬الصفحة نفسها‪.‬‬ ‫(( (‬
‫املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.46–47‬‬ ‫(( (‬

‫‪1403‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫العربية للناطقني بغريها‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ .2.3‬أهداف توظيف الفيلم السيناميئ يف تعليم اللُّغة‬
‫العربيــة‬‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫وتعلي‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ َّ‬‫عا‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫والتعليم‬ ‫ـوي‬
‫ِّ‬ ‫ـ‬ ‫الرتب‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫املج‬ ‫ال أحــد يشــك يف قصــو ِر الطرائــق التقليديَّــة املســتع َملة يف‬
‫ـورات العــر‪ ،‬وال تتناســب مــع ُميــوالت املتعلِّمــن وطموحاتهــم؛ فاملتعلــم الــذي‬ ‫خاصــة؛ ألنَّهــا ال تواكــب تطـ ِ‬ ‫للناطقــن بغريهــا َّ‬
‫ـيقية‪،‬‬‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫واملوس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫الصوتي‬
‫َّ‬ ‫ـرات‬ ‫ـ‬ ‫واملؤث‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫واملتحرك‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الثابت‬ ‫ـورة‬ ‫ـ‬ ‫الص‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫د‬ ‫و‬‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫وتع‬ ‫ـذيك‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫والهات‬ ‫ـوب‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والحاس‬ ‫ألِــف شاشـ َة التلفــاز‪،‬‬
‫الورقيــة؛ ومــن هنا تأيت‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫راس‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫وال‬ ‫ـبورة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫كالس‬
‫َّ‬ ‫ـط؛‬ ‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫تقليد‬ ‫ـائل‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ووس‬ ‫ٍ‬
‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫بآلي‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫ـ‬
‫َ ً ُ َّ‬ ‫ق‬ ‫ي‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫درس‬ ‫ـتوعب‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫أن‬ ‫ا‬‫ـر‬
‫ســيص ُعب عليــه كثـ ً‬
‫والتعليميــة‪ ،‬وخاصـ ًة يف‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬ ‫الرتبو‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫املنظوم‬ ‫يف‬ ‫ً‪،‬‬
‫ة‬ ‫ـ‬ ‫خاص‬
‫َّ‬ ‫ـيناميئ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫والفيل‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫َّ‬ ‫عا‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫البرص‬ ‫ة‬ ‫ـمعي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫أهميـ ُة إدمــاج املــوا ِّد‬ ‫َّ‬
‫ـات أخــرى‪.‬‬ ‫العربيــة لألجانــب الذيــن يتحدثــون ِبلُغـ ٍ‬ ‫َّ‬ ‫عمليــة تعليــم اللُّغــة‬ ‫َّ‬
‫وتتمثَّــل األهــداف التــي يــروم توظيـ ُـف الفيلــم الســيناميئ يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة تحقي َقهــا يف أمــور عــدة‪ ،‬ميكــن أن نذكر‬
‫أهمهــا وأبرزهــا فيــا يأيت‪:‬‬
‫الثقافيــة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫مولته‬ ‫ح‬ ‫ُ‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـل‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ينفص‬ ‫ِ‬ ‫أن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ميك‬ ‫ال‬ ‫ـة‪-‬‬ ‫ـ‬ ‫لغ‬ ‫ِ‬
‫ة‬ ‫ـ‬ ‫‪-‬أي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫أن‬ ‫م‬‫ٌ‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫فمعل‬ ‫ـة‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الثقافي‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬تعزيــز الحمولــة‬
‫والتاريخيــة‪ ،‬والسياسـ َّـية التــي تولَّــدت ِضم َنهــا؛ فــا‬ ‫َّ‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫واألدبي‬
‫َّ‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الثقافي‬
‫َّ‬ ‫ـياقات‬ ‫ـ‬ ‫والس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـل‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫الفص‬ ‫أي‪ :‬ال ميكــن‬
‫ـياق نُشــوء الشــع ِر الجاهــي‪ ،‬كــا ال ميكن أن‬ ‫العربيــة دون اســتحضا ِر سـ ِ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫ـعر‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ث‬ ‫َ‬ ‫د‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫نتح‬ ‫أن‬ ‫‪-‬‬‫ميكــن ‪-‬مثـ ًـا‬
‫ربطــه بالحكايــة‬ ‫ربطهــا بســياقها‪ ،‬أو ال ميكــن أن نــرح معنــى َمثَـ ٍـل عــريب مــا دون ِ‬ ‫نتحـ َّد َث عــن مع َنــى كلمــة مــا دون ِ‬
‫التــي تولَّــد عنهــا‪.‬‬
‫ـرف عــى النطــق الصحيــح ألصــوات اللُّغــة العربيَّــة‪ :‬مت ِّكــن الصــورة الســينامئية والصــوت الــذي يصاحبهــا مــن تعليم‬ ‫ ‪-‬التعـ ُّ‬
‫نظري لهــا يف بعض‬ ‫ـوات ال َ‬ ‫خصوصــا أن هــذه اللُّغــة تحتــوي عــى أصـ ٍ‬ ‫ً‬ ‫املتعلِّمــن النطـ َـق الصحيــح ألصــوات اللُّغــة العربيَّــة‪،‬‬
‫ـاف همــز ًة‪ ،‬والفرق بني‬ ‫ـاء‪ ،‬والقـ ُ‬ ‫اللغــات األجنبيَّــة‪ ،‬مثــل الحــاء (ح)‪ ،‬والقــاف (ق) مثـ ًـا؛ فالحــاء ينطقــه بعــض األجانــب هـ ً‬
‫هــذا وذاك شاســع‪ ،‬فمثـ ًـا‪( :‬قَلَـ ٌم) إذا نطقهــا أجنبــي ســيقول‪( :‬أَلَـ ٌم)؛ و ِمــن ثَ َّــة ســيَضيع املعنــى وتلتبــس الداللــة؛ لذلــك‬
‫ـرف عــى النطــق الصحيــح لجميــع أصــوات اللُّغــة العربيَّة‪.‬‬ ‫فالوســيط الســيناميئ ســيجعل متعلِّـ َم العربيَّــة يتعـ َّ‬
‫خصوصــا‪ -‬مواقـ َـف‬ ‫ً‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫الواقعي‬
‫َّ‬ ‫ـينام‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫‪-‬يف‬ ‫ـيناميئ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫الفيل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫يتضم‬ ‫اليوميــة‪ :‬عــاد ًة مــا‬ ‫َّ‬ ‫ـي بالحيــاة‬ ‫ ‪-‬ربــط املوقــف التعلُّ ِمـ ّ‬
‫ـي انطبا ًعــا للمشــاهد بأن‬ ‫ُ َ‬‫ـ‬ ‫عط‬‫ِ‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫ـأنه‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـذا‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫اليومي‬
‫َّ‬ ‫ـاة‬ ‫ـ‬ ‫الحي‬ ‫يف‬ ‫ـها‬ ‫ـ‬ ‫عيش‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الحقيقي‬
‫َّ‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫حياتيــة شــبيهة باملواق‬ ‫َّ‬
‫ـي‪ ،‬أي‪ :‬أن الفيلــم الســيناميئ ‪-‬وألنَّــه ينــدرج ِضمـ َن الفــن عا َّمــة‪ -‬يــؤ ِّدي وظيفـ ًة جوهريَّــة تتمثَّــل يف‬ ‫مــا يشــاهده حقيقـ ٌّ‬
‫العربيتَني‬ ‫َّ‬ ‫بواقعيــة األحــداث التــي يشــاهدها؛ ومــن هنــا ســيتعرف املشــاهد‪ /‬املتعلِّــم عــى اللُّغــة والثقافــة‬ ‫َّ‬ ‫إيهــام املشــا ِهد‬
‫رث ‪.‬‬ ‫أك َ‬
‫ـر قــو َة الصــورة عا َّمــة‪ ،‬والصورة الســينامئية‬ ‫ِ‬
‫اســتثامر قــوة الصــورة الســينامئية يف التأثــر يف املتعلِّــم‪ :‬ال أحـ َد ميكنــه أن يُنكـ َ‬
‫خصوصــا مـ َن الناحيــة الجامليَّــة والفنيَّــة؛ ومــن ثَ َّـ َة ميكــن اســتثام ُر هــذا األمــر يف تعليــم‬ ‫ً‬ ‫خاصــة‪ ،‬يف التأثــر يف املشــاهد‪،‬‬ ‫َّ‬
‫الرتابــة وامللــل‪،‬‬ ‫تخليصــه مــن َّ‬ ‫ُ‬ ‫اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬مــن خــا ِل شـ ِّد انتبــاه املتعلِّــم إىل الــدرس‪ /‬الفيلــم؛ و ِمــن ثَ َّـ َة‬
‫وجعلُــه يندمــج يف ســرورة الــدرس‪ /‬الفيلــم‪.‬‬
‫العربية للناطقني بغريها‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫غة‬ ‫ل‬
‫ُّ‬ ‫ال‬ ‫تعليم‬ ‫يف‬ ‫السيناميئ‬ ‫الفيلم‬ ‫‪ .3.3‬آليات وكيفيات توظيف‬
‫ـاء توظيــف الفيلــم الســيناميئ يف تعليــم اللُّغــة‬ ‫ـض اآلليــات والكيفيــات التــي ميكــن اعتام ُدهــا أثنـ َ‬ ‫ـر إىل بعـ ِ‬ ‫ميكــن أن نشـ َ‬
‫العربيَّــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وسنقســمها إىل ثــاث مراحــل هــي كاآليت‪:‬‬
‫‪ .1.3.3‬ما قبل العرض‪ /‬املشاهدة‪:‬‬
‫ـي‪،‬‬ ‫ـراءات التــي تســبق عمليَّـ َة عــرض الفيلــم الســيناميئ‪ ،‬وهــي مرحلــة مرتبطــة بالتخطيــط ال َقبـ ِّ‬ ‫نقصــد بهــذه املرحلــة اإلجـ ِ‬ ‫ِ‬
‫ـراءات‬
‫ـال هــذه املرحلــة اإلجـ ُ‬ ‫ويجــب أن تكــو َن عمليَّــة التخطيــط هــذه شــامل ًة ودقيق ـةً‪ ،‬ومــن أبــرز مــا ينبغــي مراعاتُــه خـ َ‬
‫اآلتيــة‪:‬‬
‫إجرائيــة مرتبطــة بهــذا‬ ‫َّ‬ ‫ـداف‬ ‫ـ‬ ‫أه‬ ‫ِ‬ ‫ع‬ ‫ـ‬ ‫وض‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫د‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ٍّ‬ ‫ـ‬ ‫تعليم‬ ‫أو‬ ‫ـوي‬
‫ٍّ‬ ‫ـ‬ ‫ترب‬ ‫ـاط‬ ‫ـ‬ ‫نش‬ ‫أي‬
‫ِّ‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫قب‬ ‫ـة‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫اإلجرائي‬
‫َّ‬ ‫ـداف‬ ‫ـ‬ ‫األه‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫تحدي‬ ‫‪:‬‬‫أول‬
‫ً‬ ‫ ¨‬
‫تتبــع وتوجيــه أطــوا ِر‬ ‫ُّ‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫أج‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫وذل‬ ‫ـط؛‬ ‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـكان‬ ‫ـ‬ ‫وامل‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫الزم‬ ‫يف‬ ‫دة‬ ‫د‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫املح‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الحص‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫به‬ ‫أي‪:‬‬ ‫ـط‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫فق‬ ‫ـاط‬ ‫ـ‬ ‫النش‬
‫التعليميــة التعلُّ ِم َّيــة مــن البدايــة إىل النهايــة‪ ،‬ومــن بــن هــذه األهــداف ميكــن أن نقــرح مــا يــأيت‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫مليــة‬ ‫ال َع َّ‬
‫طق الصحيح لصوت (الحاء)‪.‬‬ ‫يتعر َف املتعلِّم ال ُّن َ‬ ‫ ‪-‬الهدف ‪ :1‬أن َّ‬
‫مثل‪ :‬كيفية إلقاء التحية‪.‬‬ ‫العربية‪ً ،‬‬ ‫َّ‬ ‫الثقافة‬ ‫من‬ ‫ا‬ ‫جزء‬
‫ً‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ف‬ ‫َ‬ ‫ ‪-‬الهدف ‪ :2‬أن َّ‬
‫يتعر‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1404‬‬
‫ـداث رسديَّــة‪ ،‬مثـ ًـا‪ :‬مواطــن عــريب‬ ‫ـر َف املتعلِّــم َمو ِق ًفــا مــن املواقــف االجتامعيَّــة عــى شــكل أحـ ٍ‬ ‫ ‪-‬الهــدف ‪ :3‬أن يتعـ َّ‬
‫اســتطاع مســاعد َة شــخص أجنبــي زار بل ـ ًدا عربيًّــا‪ ...‬إلــخ‪.‬‬
‫التعليميــة التعلُّ ِم َّيــة‪ :‬وهــو إجراء يف غايــة األهميــة؛ ألن اختيار‬ ‫َّ‬ ‫مليــة‬
‫ثانيــا‪ :‬اختيــار الفيلــم الســيناميئ الــذي سـ ُـيعتمد يف ال َع َّ‬ ‫ ¨ ً‬
‫وعمليــة االختيــار هــذه‬ ‫َّ‬ ‫ـا‪،‬‬‫ـ‬ ‫كله‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫التع‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ملي‬
‫َ َّ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫ـاس‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫األس‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫س‬ ‫ر‬
‫ِّ‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬‫سيتوس‬
‫َّ‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـيناميئ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـن‬ ‫املـ‬
‫ـر بعينهــا؛ مثــل‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫معاي‬ ‫ـاة‬‫ـ‬ ‫مراع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫د‬‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ال‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ً‪،‬‬
‫ة‬ ‫ـوائي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫عش‬ ‫وال‬ ‫ة‬‫ً‬ ‫ـيط‬‫ـ‬ ‫بس‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫ليس‬
‫ـارض محتــوى الفيلــم الســيناميئ مــع الفلســفة العا َّمــة للمنظومــة الرتبويَّــة والتعليميَّــة للبلــد‬ ‫ ‪-‬املعيــار ‪ :1‬يجــب أال يتعـ َ‬
‫وخصوصــا مــا يرتبــط باملبــادئ األخالقيَّــة والسياســيَّة والثقافيَّــة‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الحاضــنِ لعمليــة تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بغريهــا‪،‬‬
‫ـات‬ ‫وخصوصــا ثقافـ ِ‬ ‫ً‬ ‫ـرى‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫أخ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ثقاف‬ ‫أي‬ ‫أو‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الثقاف‬ ‫إىل‬ ‫ـيء‬ ‫ ‪-‬املعيــار ‪ :2‬يجــب أال يتض َّمـ َن الفيلــم الســيناميئ مــا يُـ‬
‫ـاء‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫جمع‬ ‫ة‬ ‫ـاني‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلنس‬ ‫إىل‬ ‫ـيء‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫أو‬ ‫العربيــة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫املتعلِّمــن األجانــب الذيــن يتعلمــون اللُّغــة‬
‫ ‪-‬املعيــار ‪ :3‬مراعــاة املــدة الزمنيَّــة للفيلــم الســيناميئ؛ بحيــث يجــب أال تكــون طويلــةً؛ ألن ذلــك ســيُ َؤث ِّر َســلْبًا عــى‬
‫ســيكولوجيَّة املتعلِّــم (امللــل‪ ،‬اإلرهــاق‪ ،)...‬والزمــن الديداكتيــي للحصــة التعليميَّــة (إقصــاء أنشــطة تعليميَّــة معينــة‪)...‬؛ لهذا‬
‫يُستحســن اختيــا ُر فيلــم ســيناميئ قص ـرٍ تــراوح ُم َّدتُــه الزمنيَّــة بــن خمــس (‪ )5‬إىل عرشيــن (‪ )20‬دقيقــة‪.‬‬
‫ـر عــى‬ ‫ـاء عــرض الفيلــم الســيناميئ؛ فاملراحــل األوىل يجــب أن تقتـ َِ‬ ‫ـوي لل ُمتعلِّمــن أثنـ َ‬ ‫ ‪-‬املعيــار ‪ :4‬مراعــاة املســتوى اللُّغـ ِّ‬
‫ـات التــي تتناولهــا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫واملوضوع‬ ‫ـروف‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الح‬ ‫ـارج‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫مخ‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ً؛‬
‫ة‬ ‫ـ‬ ‫وواضح‬ ‫ة‬‫ً‬ ‫ـ‬ ‫سلس‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫لغته‬ ‫أفــام قصــرة ِجـ ًّدا‪ ،‬وأن تكــو َن‬
‫أثنــاء اختيــار الفيلــم الســيناميئ؛ إذ يجــب أن يكــو َن الصــوت واض ًحــا‬ ‫َ‬ ‫ ‪-‬املعيــار ‪ :5‬مراعــاة جــودة الصــورة والصــوت‬
‫ِ‬
‫واألشــكال‪ ...‬إلــخ‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ومســمو ًعا‪ ،‬وأن تكــون الصــورة واضحــةً؛ مــن حيــث األبعــا ُد‪ ،‬واأللــوا ُن‪،‬‬
‫العربية‬
‫َّ‬ ‫عمليـ َة تعليــم اللُّغــة‬
‫ونقصــد بالبيئــة هنــا الحجــر َة الدراسـ َّـية التــي ســتحتضن َّ‬ ‫ ¨ثالثًــا‪ :‬توفــر البيئــة املناســبة للتعلُّــم‪ِ :‬‬
‫ـات أخــرى‪ ،‬ومــن بــن األمــور التــي يجــب مراعاتُهــا يف هــذا الصــدد‪ ،‬نذكــر‪:‬‬ ‫ملتعلمــن ناطقــن ِبلُغـ ٍ‬
‫ ‪-‬تجهيــز الحجــرة الدراســيَّة بأحــدث األجهــزة التكنولوجيَّــة واإللكرتونيَّــة‪ ،‬مــن قَ ِبيــل‪ :‬تلفاز ذيك‪ ،‬حاســوب‪ ،‬أجهــزة التحكم‪...‬‬ ‫ِ‬
‫إلخ‪.‬‬
‫ ‪-‬مراعــاة طريقــة توزيــع املقاعــد يف الحجــرة الدراسـ َّـية؛ بحيــث يجــب أن تُــو َّزع بشــكل يتناســب مــع األهــداف املحــددة‬
‫ناسـ ًـبا لحجــم ومســاحة القاعــة‪.‬‬ ‫سـلَ ًفا‪ ،‬كأن تــوزع عــى شــكل ‪ ،U‬وأن يكــون عــدد املتعلِّمــن ُم ِ‬
‫ ‪-‬مراعــاة التهويــة‪ ،‬والبُ ْعــد عــن أماكــن الضوضــاء‪ ،‬والتحكــم يف اإلضــاءة؛ ألن مشــاهدة الفيلــم الســيناميئ يتطلَّــب ظروفًــا‬
‫ورشوطًــا رضوريَّــة؛ مــن أجــل تحقيــق النتائــج املر ُجـ َّوة‪ ،‬ومنهــا‪ :‬الهــدوء التــام‪ ،‬واإلضــاءة الخافتــة‪ ،‬ودرجــة حــرارة مناســبة‪.‬‬
‫ووجدانيا‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫ ¨راب ًعا‪ :‬إعداد املتعلِّمني ًّ‬
‫نفسيا‬
‫‪ .2.3.3‬أثناء العرض‪ /‬املشاهدة‪:‬‬
‫ـراءات وأنشــط ًة‬ ‫ـي ‪-‬الــذي أرشنــا إليــه ســاب ًقا‪ -‬تــأيت مرحلـ ُة العــرض واملشــاهدة‪ ،‬ويتطلَّــب ذلــك إجـ ٍ‬ ‫وبعــد التخطيــط ال َقبـ ِّ‬
‫معينــة‪ ،‬وهــي كاآليت‪:‬‬
‫ـب‪ ،‬أو تعليــق‪ ،‬أو‬ ‫أي توجيــه مســبق‪ ،‬ودون إرباكهــم بــأي تعقيـ ٍ‬ ‫ ‪-‬النشــاط ‪ :1‬عــرض الفيلــم الســيناميئ أمــا َم املتعلِّمــن‪ ،‬دون ِّ‬
‫توجيه‪.‬‬
‫ـارص‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫عن‬ ‫و‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫نح‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫توجي‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫يج‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫لك‬ ‫ـن‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـام‬ ‫ـ‬ ‫أم‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الثاني‬ ‫ـرة‬ ‫ـ‬ ‫للم‬ ‫ـيناميئ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫الفيل‬ ‫ـرض‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫‪:‬‬‫‪2‬‬ ‫ـاط‬ ‫ ‪-‬النشـ‬
‫ر ســيفيد يف توجيــه‬ ‫ـدث مــا‪ ،‬أو أي عن ـ ٍ‬ ‫ـرف مــا‪ ،‬أو حـ ٍ‬ ‫معينــة‪ ،‬مــن قَ ِبيــل حثِّهــم عــى الرتكيــز عــى كيفيــة نُطــقِ حـ ٍ‬
‫عمليــة التل ِّقــي الفيلمــي‪.‬‬ ‫َّ‬
‫‪ .3.3.3‬ما بعد العرض‪ /‬املشاهدة‪:‬‬
‫وبعــد عــرض الفيلــم الســيناميئ ملرتَــن اثنتــن ‪-‬األوىل دون توجيــه مــن املــد ِّرس‪ ،‬والثانيــة مصحوبــة بتوجيهــات مــن‬
‫املــد ِّرس‪ -‬تــأيت املرحلــة األخــرة‪ ،‬وهــي مــا بعــد املشــاهدة‪ ،‬وتتضمــن األنشــطة اآلتيــة‪:‬‬
‫ ‪-‬النشــاط ‪ :1‬صياغــة أســئلة جوهريَّــة لهــا َعالقــة باألهــداف املسـطَّرة ســاب ًقا‪ ،‬بحيــث تُعطــى الفرصــة لــكل متعلِّــم لــي‬
‫بحســب‬ ‫ـي‪ ،‬وتختلــف هــذه األســئلة َ‬ ‫أي مالحظــة‪ ،‬مســتث ِم ًرا هنــا تِ َقنيَّــة العصــف الذهنـ ِّ‬ ‫ـب بــكل حريــة‪ ،‬دون إبــداء ِّ‬ ‫يُجيـ َ‬
‫العنــر الــذي يَـ َو ُّد املــد ِّرس الرتكيــز عليــه‪.‬‬

‫‪1405‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ ‪-‬النشــاط ‪ :2‬إعــادة عــرض الفيلــم الســيناميئ بشــكل متقطِّــع‪ ،‬مــع الرتكيــز عــى عنــارص الــدرس املحــددة‪ ،‬مــن خــال‬
‫ـف تِ َقنيــات اإليقــاف )‪ ،(pause‬والرجــوع )‪ ،(back‬والتقـ ُّدم )‪ (next‬عــن طريــق جهــاز التحكــم؛ مــن أجــل رشح‬ ‫توظيـ ِ‬
‫ـب أمــر مــا مــن املتعلِّمــن‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫تفاصيـ َـل معينـة‪ ،‬أو تقريـ ِ‬
‫جامعيــة‪ ،‬تحــت توجيــه وتأطـرِ‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ث‬‫د‬‫َ‬ ‫محا‬ ‫ـكل‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـيناميئ‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫الفيل‬ ‫ـوع‬ ‫ـ‬ ‫موض‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـق‬
‫ـ‬ ‫ينطل‬ ‫ـح نقــاش‬‫ ‪-‬النشــاط ‪ :3‬فتـ ُ‬
‫املــد ِّرس‪.‬‬
‫أجل العودة إليها كلام دعت الرضورة إىل ذلك‪.‬‬ ‫ ‪-‬النشاط ‪ :4‬تجمي ُع نتائج الدرس وتدوينها‪ ،‬من ِ‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫ـيناميئ‬
‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫الفيل‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫توظي‬ ‫ـاء‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫أثن‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ه‬‫ُ‬ ‫ت‬‫مراعا‬ ‫ـي‬‫هــذه هــي أبــرز اإلجــراءات واألنشــطة التــي ينبغـ‬
‫ـاح عــى أنشــطة وإجــراءات أخــرى رشيط ـ َة أن تكــون ِ‬
‫مناســب ًة ومالمئ ـةً‪.‬‬ ‫للناطقــن بغريهــا‪ ،‬وميكــن االنفتـ ُ‬
‫ـاء‬ ‫ِ‬
‫ويبقــى الســؤال الجوهــري الــذي ينبغــي أن نطر َحــه هــو‪ :‬هــل هنــاك أفــا ٌم ُم َعـ َّدة سـلَ ًفا وجاهــزة مــن أجــل توظيفهــا أثنـ َ‬
‫تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بغريها؟‬
‫العامليــة‪ ،‬ونبحــث يف َم َجـ َّـات ومراجــع‬ ‫َّ‬ ‫ـت‬‫ـ‬ ‫اإلنرتن‬ ‫ـبكة‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـوب‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫نج‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫‪-‬ونح‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫أس‬ ‫ـكل‬
‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ميكــن أن نجيــب عــن هــذا الســؤال‬
‫مليــة؛ عــى عكــس ذلــك نجــد املراك ـ َز واملعاهــد‬ ‫َ َّ‬ ‫ع‬ ‫ال‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫نح‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ج‬‫َّ‬ ‫مو‬ ‫ـريب‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـيناميئ‬ ‫ألي إنتــاج سـ‬‫علميــة‪ :-‬أنَّــه ال وجــو َد ِّ‬
‫َّ‬
‫األجنبيــة ‪-‬مثــل اللُّغــة اإلنجليزيَّــة مثـ ًـا تعتمــد عــى أرشطــة وأفالم ســينامئية‪ ،‬قصــرة وطويلة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـات‬‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫املتخصصــة يف تدريــس‬‫ِّ‬
‫ُم َعـ َّدة لهــذا الغــرض‪.‬‬

‫خامتة‪:‬‬
‫خاصــة‪ ،‬لــه أهميَّــة‬
‫وختا ًمــا‪ :‬نســتنتج مــن خــال مــا ســبق‪ :‬أن توظيـ َـف املــواد الســمعيَّة البرصيَّــة عا َّمــة‪ ،‬والفيلــم الســيناميئ َّ‬
‫حاسـ ٍة واحــد ٍة؛ فهــي تعتمــد عــى‬‫بالغــة يف تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن بغريهــا بنجاعـ ٍة وفَعاليــة؛ ألنَّهــا تعتمــد أكـرَ مــن َّ‬
‫حاسـتَ ِي الســمع والبــر؛ و ِمــن ثَ َّـ َة فهــي تــؤ ِّدي إىل الوصــول إىل نتائــج أفضــل‪.‬‬ ‫األقـ ِّـل عــى َّ‬
‫العربيــة للفيلــم‬
‫َّ‬ ‫ــة‬ ‫والتعليمي‬
‫َّ‬ ‫ــة‬‫َّ‬ ‫ي‬ ‫الرتبو‬ ‫املنظومــات‬ ‫إدمــاج‬ ‫ة‬
‫َ‬ ‫رضور‬ ‫نذكــر‪:‬‬ ‫هنــا‪،‬‬ ‫ها‬ ‫ُ‬ ‫ل‬ ‫تســجي‬ ‫ميكــن‬ ‫التــي‬ ‫التوصيــات‬ ‫ومــن‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا‪ ،‬ورضورة تكويــنِ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫عملي‬
‫َّ‬ ‫يف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫وخصوص‬
‫ً‬ ‫‪،‬‬‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫والتعليم‬ ‫ـوي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الرتب‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫املج‬ ‫يف‬ ‫ـيناميئ‬ ‫السـ‬
‫خاصــة‪ ،‬ورضورة إنتــاج أفــام ســينامئية‬ ‫َّ‬ ‫الســيناميئ‬ ‫الفــن‬ ‫ويف‬ ‫ً‪،‬‬‫ة‬ ‫ــ‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫عا‬ ‫ــة‬‫َّ‬ ‫ي‬‫البرص‬ ‫ة‬ ‫الســمعي‬
‫َّ‬ ‫والفنــون‬ ‫د‬
‫ِّ‬ ‫املــوا‬ ‫يف‬ ‫ســن‬ ‫ر‬
‫املد ِّ‬
‫العربيــة للناطقــن بغريهــا؛ إىل جانــب االســتفادة مــن‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬
‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫يف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫وخصوص‬
‫ً‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والتعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬‫الرتبو‬ ‫ـراض‬ ‫ـ‬ ‫لألغ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫وإعداده‬
‫وخصوصــا تعليــم اللُّغــة اإلنجليزيَّــة للناطقــن بغريهــا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫األجنبيــة يف هــذا املجــال‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫التجــارب‬

‫الئحة املصادر واملراجع‪:‬‬


‫ ‪-‬بنعبد العايل عبد السالم‪ ،‬ثقافة األذن وثقافة العني‪ ،‬ط‪ ،2‬دار توبقال للنرش‪ ،‬الدار البيضاء‪.2008 ،‬‬
‫ـايف للكتــاب للنــر والتوزيــع‪ ،‬ط ‪ ،1‬الــدار‬ ‫ ‪-‬بنكــراد ســعيد‪ ،‬تجليــات الصــورة‪ ،‬ســميائيات األنســاق البرصيَّــة‪ ،‬املركــز الثقـ ّ‬
‫البيضــاء – بــروت‪.2019 ،‬‬
‫ـمعية البرصيَّــة واملصغــرات الفيلميــة‪ ،‬ط‪ ،2‬مركــز الكتاب‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـواد‬
‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـد‪،‬‬
‫ـ‬ ‫محم‬ ‫ـوض‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـدي‬‫ـ‬ ‫العاي‬ ‫ـز‪،‬‬ ‫ ‪-‬خليفــة شــعبان عبــد العزيـ‬
‫للنرش‪ ،‬القاهــرة‪.1997 ،‬‬
‫ ‪-‬الناقــة محمــود كامــل‪ ،‬تعليــم اللُّغــة العربيَّــة للناطقــن ِبلُغــات أخــرى‪ :‬أسســه– مداخلــه– طــرق تدريســه‪ ،‬سلســلة دراســات‬
‫ٍ‬
‫ن بهــا (‪ ،)9‬جامعــة أم القــرى‪ ،‬معهــد اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬اململكــة العربيَّــة الســعوديَّة‪.1985 ،‬‬ ‫اطقـ َ‬ ‫يف تعليــم العربيَّــة لغــر ال َّن ِ‬
‫العربيــة لغــر الناطقــن بهــا‪ ،‬منشــورات املنظَّمــة‬‫َّ‬ ‫ ‪-‬الناقــة محمــود كامــل‪ ،‬طعيمــة رشــدي أحمــد‪ ،‬طرائــق تدريــس اللُّغــة‬
‫ـامية للرتبيــة والعلــوم والثقافــة – إيسيســكو‪.2003 ،‬‬ ‫اإلسـ َّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1406‬‬
‫َّ‬
‫العربية‬ ‫للناط ِق َ‬
‫ين بغير‬ ‫ِ‬ ‫العربي‬
‫ّ‬ ‫تدريس قواعد النحو‬
‫‪-‬بحث في المبادئ واإلستراتيجيات‪-‬‬

‫الباحث‪ /‬عاديل البقايل‬


‫باحث يف سلك الدكتوراه‪ ،‬كلية اللغة العربية‪ ،‬جامعة القايض عياض‬

‫‪elbaqaliadil@gmail.com‬‬

‫تقديم‪:‬‬
‫يُ َعـ ُّد النظــام النحــوي العمــود الفقــري أليــة لغــة مــن اللُّغــات‪ ،‬واألســاس األبــرز الــذي يــؤ ِّدي إىل حفظهــا وضــان بقائهــا‬
‫واســتمرارها‪ ،‬واملرجــع املعتمــد يف تعلُّمهــا واكتســابها‪ ،‬والقلــب النابــض ملختلــف مهارتهــا التــي يرتبــط بهــا ارتباطًــا وثي ًقا؛ ســواء‬
‫مهــارة القــراءة أو مهــارة االســتامع‪ ،‬أو مهــارة الكتابــة‪ ،‬أو مهــارة املحا َدثــة‪ ،‬ســواء مــن حيــث تعلُّمهــا أو تعليمهــا‪.‬‬
‫أهميــة بالغــة‪ ،‬لكــون هــذه القواعد من أقــوى املداخل الرئيســة‬ ‫العربيــة َّ‬ ‫َّ‬ ‫ن بغــر‬ ‫ويكتــي تدريــس القواعــد ال َّن ْحويَّــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫العربية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫بغ‬ ‫ني‬
‫َ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫خاص‬
‫َّ‬ ‫ـا‪.‬‬
‫ـ‬ ‫ناصيته‬ ‫ـاك‬ ‫ـ‬ ‫وامت‬ ‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫التــي يســلكها املتعلِّــم الكتســاب‬
‫وارتباطًا بهذا املوضوع‪ ،‬سعينا من خالل هذا البحث إىل اإلجابة عن اإلشكال اآليت‪:‬‬
‫ن بغريهــا؟ ومــا اإلســراتيجيات التــي‬ ‫مــا أهـ ّم املبــادئ التــي يجــب احرتامهــا مــن لــدن مــدرس القواعــد ال َّن ْحويَّــة ِ َ‬
‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫للناط‬
‫ن بغريهــا أن ينهجهــا يف تدريســه للقواعــد ال َّن ْحويَّــة؟ ومــا طبيعــة ال َعالقــة التــي تربــط‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫ميكــن ملــدرس اللُّغــة‬
‫تدريــس القواعــد ال َّن ْحويَّــة بتدريــس املهــارات اللُّغويَّــة؟‬
‫وسعيًا لإلجابة عن هذا اإلشكال‪ ،‬أنجزنا بحثنا وفق الخطة اآلتية‪:‬‬
‫العربية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫بغري‬ ‫ني‬ ‫يب ِ‬
‫للناط ِق َ‬ ‫ ‪-‬املحور األول‪ :‬مبادئ تدريس قواعد النحو العر ّ‬
‫ني بغري العربيَّة‪.‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب للناطق َ‬ ‫ ‪-‬املحور الثاين‪ :‬إسرتاتيجيَّات تدريس قواعد النحو العر ّ‬
‫ن بغــر‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ي‬‫غو‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـارات‬
‫ـ‬ ‫امله‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫بتدري‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫ح‬
‫َّ ْ َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫القواع‬ ‫ـس‬ ‫ ‪-‬املحــور الثالــث‪ :‬طبيعــة ال َعالقــة التــي تربــط تدريـ‬
‫العربيــة‪.‬‬
‫َّ‬
‫ـي املرتكــز‬
‫ـي‪ ،‬كــا اعتمدنــا املنهــج التكامـ ّ‬ ‫ـي والوظيفـ ّ‬ ‫ـاين التطبيقـ ّ‬ ‫ـري اللِّسـ ّ‬ ‫واعتمدنــا يف إنجــاز هــذا البحــث اإلطــار النظـ ّ‬
‫عــى تقنيــات الوصــف والتحليــل واملقارنــة‪.‬‬

‫للناط ِق َ‬
‫ين بغير العربيَّ ة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫العربي‬
‫ّ‬ ‫المحور األول‪ :‬مبادئ تدريس قواعد النحو‬
‫أهميــة بالغــة‪ ،‬إذ يســاعدهم عــى ضبــط هــذه‬ ‫العربيــة َّ‬
‫َّ‬ ‫ن بغــر‬ ‫اطقـ َ‬‫يب لل ُمتعلِّمــن ال َّن ِ‬ ‫يكتــي تدريــس قواعــد النحــو العــر ّ‬
‫يب الفصيــح‪ ،‬وتحصيــل معانيــه‪ ،‬كــا يســاعدهم هــذا الضبــط عــى‬ ‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـكالم‬ ‫ـ‬ ‫لل‬ ‫ـليم‬ ‫القواعــد التــي مت ِّكنهــم مــن ال َف ْهــم السـ‬
‫ـي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫اليوم‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫التواص‬
‫ُ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫عملي‬
‫تكويــن ُج َمــل وتراكيــب تســاعدهم يف َّ‬
‫ن بغــر العربيَّــة عــى جملــة مــن املبــادئ األساســيَّة التــي ينبغــي عــى ِّكل‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يب للناطقـ َ‬ ‫ويقــوم تدريــس قواعــد النحــو العــر ّ‬
‫ن بغــر العربيَّــة‪ ،‬ومــن بــن هــذه املبادئ ‪-‬عىل ســبيل‬ ‫مــدرس أن يكــون عــى علــم بهــا يف عمليَّــة تدريســه لل ُمتعلِّمــن ال َّن ِ‬
‫اطقـ َ‬
‫املثــال ال الحــر‪ -‬مــا يــي‪:‬‬
‫أول‪ :‬مبدأ االستامع إىل األمناط اللُّغو َّية والنامذج الفصيحة‪:‬‬
‫ً‬
‫ن بغريهــا أن يُوظِّ ُفهــا مــع طالبــه‪،‬‬ ‫ي َع ـ ُّد هــذا املبــدأ مــن أبــرز املبــادئ التــي وجــب عــى مــدرس اللُّغــة العربيَّــة ِ‬
‫للناط ِق ـ َ‬
‫ن‪ ،‬إذ يدفعهــم إىل االســتامع إىل األمنــاط اللُّغويَّــة الفصيحــة املختــارة‪ ،‬والنــاذج اللُّغويَّــة املتميــزة املالمئــة‬ ‫خاصــة املبتَ ِدئ ـ َ‬
‫َّ‬
‫ـايف‪ ،‬ويحــرص عــى إمدادهــم بالنــاذج أو األمنــاط التــي ترتبــط بالقواعــد املــراد تعليمهــا‬ ‫ـريف والذهنــي والثقـ ّ‬
‫ملســتواهم املعـ ّ‬
‫ن بهــا‪ ،‬أن نقــدم إليهــم األمنــاط اللُّغويَّــة والنــاذج‬ ‫لهــم‪ ،‬لذلــك وجــب «الرتكيــز يف بدايــة تعليــم اللُّغــة العربيَّــة لغــر ال َّن ِ‬
‫اطقـ َ‬

‫‪1407‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫األُســلوبيَّة مــا يجعلهــم يألفــون‪ ،‬ويثبــت يف أذهانهــم تراكيبهــا»(((‪ ،‬فالرتكيــز عىل مبدأ االســتامع إىل األمنــاط اللُّغويَّــة والنامذج‬
‫الفصيحــة البســيطة ودفــع املتعلِّمــن إىل محاكاتهــا ســيجعلهم ميتلكــون النظــام النحــوي بطريقــة غــر مبــارشة؛ لذلــك ميكــن‬
‫ـول‪« :‬إن تعليــم النحــو إذن يتـ ّم يف املراحــل األوىل عــن طريــق غــر مبــارش‪ ،‬حتــى إذا وصــل الــدارس إىل مراحــل متقدمــة‬ ‫القـ ُ‬
‫مــن تعلُّــم اللُّغــة العربيَّــة ق ّدمنــا لــه األســاس النحــوي وراء األمنــاط والنــاذج التــي ســبق أن تعلَّمهــا»(((‪ .‬فبعــد عمليَّة االســتامع‬
‫هــذه ميكــن االنتقــال حينئـ ٍـذ إىل تدريــس القواعــد‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬مبدأ التد ُّرج يف تدريس القواعد‪:‬‬
‫ً‬
‫ن بغريهــا أن يتــد َّرج يف تدريــس القواعــد التي يحتــاج إليهــا املتعلِّ ُم‪،‬‬ ‫يقتــي هــذا املبــدأ مــن مــدرس اللُّغــة العربيَّــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫ويبــدأ باألســهل وباملســتوى األويل للقواعــد‪ ،‬ثــم ينتقــل إىل املســتوى الثــاين‪ ،‬ثــم التعمــق شــيئًا فشــيئًا‪ ،‬فــإذا أخدنــا عــى ســبيل‬
‫املثــال القواعــد ال َّن ْحويَّــة املرتبطــة بالضامئــر‪ ،‬فــإن مــد ِّرس الطــاب يف املرحلــة االبتدائيَّــة مطالــب بتدريــس ضامئــر املفــرد‬
‫(أنــا – أنــت ‪ -‬أنــت – هــو – هــي)‪ ،‬ويؤخــر تدريــس ضامئــر املث َّنــى (أنتــا – أنتــا‪ -‬هــا‪ ،)..‬وكذلــك ضامئــر الجمــع (أنتــا –‬
‫ـي‪ ،‬ويف‬ ‫أنتــا – أنتــم – أنــن‪ ،)...‬ألن ضامئــر املفــرد هــي التــي يحتاجهــا متعلِّــم اللُّغــة العربيَّــة الســتعاملها يف خطابــه اليومـ ّ‬
‫مخاطبــة النــاس‪ ،‬أمــا تدريــس ضامئــر املث َّنــى والجمــع فــا يكــون إال بعــد أن ميتلــك املتعلِّــم ضامئــر املفــرد امتــاكا جيِّـ ًدا‪.‬‬
‫ن أن تســتعمل الرتاكيــب الجديــدة بالتــدرج فيكــون‬ ‫وهكــذا يتَّ ِضــح أن مــن «املبــادئ املعروفــة يف وضــع كتــب اللُّغــة لل ُم ِ‬
‫بتدئـ َ‬
‫عددهــا يف كل درس محــدو ًدا ِجـ ًّدا‪ ،‬ســواء كان عــى مســتوى الكلمــة أو عــى مســتوى الجملــة‪ ،‬فــإذا أدخــل الفعــل املــايض‬
‫مثـ ًـا‪ ،‬يف أحــد الــدروس‪ ،‬فيجــب تجنــب إدخــال املضــارع واألمــر‪ ،‬بــل يجــب االكتفــاء ببعــض صــور املــايض املســتعمل مــع‬
‫ـرا وتأنيثًــا‪ ،‬وإفــرا ًدا وجم ًعــا يف نفــس الوقــت‪ ،‬وال يدخــل املعلــوم مــع املجهــول م ًعــا»(((‪.‬‬ ‫املتكلــم واملخاطَــب والغائــب تذكـ ً‬
‫فالتــدرج مــن املبــادئ األساســيَّة يف عمليَّــة تدريــس القواعــد‪ ،‬ألن غيــاب التــدرج ســيؤ ِّدي باملــدرس إىل التعمــق يف تدريســها‪،‬‬
‫وهــو األمــر الــذي مــن شــأنه أن يكــون صعوبــة لــدى املتعلِّمــن‪ ،‬ويجعلهــم ينفــرون مــن تعلُّمهــا‪.‬‬
‫التعليمي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫ثال ًثا‪ :‬مبدأ عدم جعل القاعدة ال َّن ْحويَّة فارغة من املحتوى‬
‫عمليــة تدريــس القواعــد ال َّن ْحويَّــة‪ ،‬إذ يعـ ّد إشــكال تدريــس القاعــدة ال َّن ْحويَّــة يف معزل‬ ‫أهميــة بالغــة يف َّ‬ ‫يكتــي هــذا املبــدأ َّ‬
‫العربيــة أن يقــع‬ ‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫بغ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫يب‬ ‫ّ‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫النح‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫قواع‬ ‫ـدرس‬ ‫ـ‬ ‫مل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ميك‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـكاالت‬ ‫ـ‬ ‫اإلش‬ ‫ـرز‬ ‫ـ‬ ‫أب‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ـي م‬ ‫عــن محتواهــا التعليمـ ّ‬
‫تواصليــة مختلفــة؛ و ِمــن ث َـ َّم وجــب‬ ‫َّ‬ ‫ـياقات‬ ‫ـ‬ ‫بس‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ربطه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫التدري‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫عملي‬
‫َّ‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫ح‬
‫َّ ْ َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫القواع‬ ‫ـزل‬ ‫ـ‬ ‫فيهــا؛ لذلــك ال يجــب ع‬
‫عــى املتعلِّــم أن يوظِّــف القاعــدة يف ســياقات مختلفــة حتــى تكتســب تلــك القاعــدة حياتهــا‪ .‬لذلــك فمــدرس القواعــد ال َّن ْحويَّــة‬
‫ـري‪ ،‬كــا يجــب عــى‬ ‫ـي االســتعاميل‪ ،‬واالبتعــاد عــن جعــل القاعــدة محصــورة يف بُ ْعدهــا النظـ ّ‬ ‫مطالــب بالعنايــة ببعدهــا الوظيفـ ّ‬
‫ن بغريهــا مــا‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫متع‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫ق‬
‫ِّ‬ ‫تح‬ ‫أن‬ ‫ـأنها‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ي‬‫و‬
‫َّ ْ َّ‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫القواع‬ ‫املــد ِّرس أن يعمــل عــى انتقــاء‬
‫ـرا من‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫كث‬ ‫ولكن‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫لتع‬ ‫ـيلة‬
‫ـ‬ ‫ووس‬ ‫ـاعد‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫عن‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫«قواع‬ ‫أن‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫ـا‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫ع‬
‫َّ ً‬ ‫م‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ي‬‫غو‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫والطالق‬ ‫يُسـ َّمى بالدقــة اللُّغويَّــة‬
‫ـرا مــن ُمعلِّ ِميهــا‪ ،‬يجعلونــه هدفًــا بذاتــه‪ ،‬فيبالغــون بتفصيالتــه وشــوارده ونــوادره‪ ،‬فيصبــح تعليمهم‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫وكث‬ ‫العربيــة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫مراكــز تعليــم‬
‫أيضا‬
‫ً‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫يوغل‬ ‫ا‬‫وإن‬‫َّ‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الوظيفي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫بالقواع‬ ‫ـون‬ ‫ـ‬ ‫يكتف‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املع‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الطائف‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ـا‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫تعلي‬ ‫ال‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـا عــن‬‫تعليـ ً‬
‫لميــة التــي هــي للمتخصصــن ال لل ُمتعلِّمــن»(((‪ ،‬فــا يجــب التفريــط يف التعمــق فيهــا تع ُّم ًقــا مــن شــأنه أن ين ّفــر‬ ‫َّ‬ ‫ع‬‫ِ‬ ‫ال‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫بالقواع‬
‫املتعلِّمــن ويبعدهــم عــن درس النحــو‪ ،‬فقواعــد النحــو مثــل الــدواء الــذي يعالــج أمــراض اإلنســان‪ ،‬يُعطــى عــى قــدر الحاجــة‬
‫دون إفــراط وال تفريــط‪ .‬فعــى ســبيل لــو د ّرس القواعــد ال َّن ْحويَّــة املرتبطــة بــدرس الحــال‪ ،‬فــإن املــد ِّرس مطالــب بتدريــس‬
‫فعليــة أو اســمية‪ .‬ألن‬ ‫الحــال مفــر ًدا ألنَّــه هــو األكــر احتيا ًجــا مــن املتعلِّــم‪ ،‬ودون التوغــل يف بيــان مجــيء الحــال جملة ســواء َّ‬
‫شــأن هــذا التوغــل أن يبعــد املتعلِّــم عــن املطلــوب‪.‬‬

‫طرائــق تدريــس اللغــة العربيــة‪ ،‬محمــود كامــل الناقــة‪ /‬رشــدي أحمــد طعيمــة‪ ،‬منشــورات املنظمــة اإلســامية للرتبيــة والعلــوم والثقافــة –‬ ‫(( (‬
‫إيسيســكو‪1424 -‬هـــ‪2003 /‬م‪ ،‬ص‪.28 :‬‬
‫املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.28 :‬‬ ‫(( (‬
‫إضاءات ملعلمي اللغة العربية للناطقني بغريها‪ ،‬عبد الرحمن بن إبراهيم الفوزان‪ ،‬سلسلة العربية للجميع‪1431 ،‬هـ‪ ،‬ص‪.195 :‬‬ ‫(( (‬
‫إضاءات ملعلمي اللغة العربية للناطقني بغريها‪ ،‬عبد الرحمن بن إبراهيم الفوزان‪ ،‬ص‪.191 :‬‬ ‫(( (‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1408‬‬
‫الفردي‪:‬‬
‫ّ‬ ‫راب ًعا‪ :‬مبدأ التقييم‬
‫العربيــة‪ ،‬إذ مي ّكــن هــذا املبدأ‬
‫َّ‬ ‫ن بغــر‬ ‫للناط ِقـ َ‬‫يب ِ‬ ‫عمليــة تدريــس قواعــد النحــو العــر ّ‬ ‫أهميــة أساسـ َّـية يف َّ‬ ‫يكتــي هــذا املبــدأ َّ‬
‫ـردي‬
‫ـكل فـ ٍّ‬ ‫املــد ِّرس مــن قيــاس درجــة امتــاك املتعلِّمــن للقواعــد املدروســة؛ لذلــك وجــب عــى املــد ِّرس تقييــم املتعلِّمــن بشـ ٍ‬
‫التطبيقيــة التــي يســتطيع بواســطتها قيــاس مــدى فهــم املتعلِّــم للقواعــد املدروســة ومت ّكنهــم‬ ‫َّ‬ ‫عــر مجموعــة مــن التامريــن‬
‫ـي‪ ،‬فمــن األخطــاء التــي يرتكبهــا بعــض‬ ‫ٍّ‬ ‫ـ‬ ‫جامع‬ ‫ٍ‬
‫ـكل‬ ‫ـ‬ ‫بش‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫ولي‬ ‫‪،‬‬‫ـردي‬
‫ٍّ‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ٍ‬
‫ـكل‬ ‫ـ‬ ‫بش‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـدن‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫منهــا‪ ،‬ويحــرص عــى إنجازهــا‬
‫ـي عــر طــرح جملــة مــن األســئلة التــي تــروم‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الجامع‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫التقيي‬ ‫ـاد‬ ‫ـ‬ ‫اعت‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫بغ‬ ‫ن‬‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ُمــد ِّريس القواعــد ال َّن ْحويَّــة‬
‫عمليــة التقويــم ال يجــدي نف ًعــا يف تحقيــق الدقــة اللُّغويَّــة؛‬ ‫َّ‬ ‫يف‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫املجموع‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫عم‬ ‫ـإن‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫م‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫َ‬ ‫ث‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬‫م‬‫ِ‬ ‫و‬ ‫ـن؛‬ ‫قيــاس درجــة فهــم املتعلِّمـ‬
‫ـفهية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـئلة‬ ‫ـ‬ ‫األس‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫وتجن‬ ‫ـردي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـى‬ ‫لذلــك وجــب الرتكيــز عـ‬
‫العربيــة يخضــع ملجموعــة من‬ ‫َّ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫بغ‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫النح‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫قواع‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫أن‬ ‫ـور‬ ‫ـ‬ ‫املح‬ ‫ـذا‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫يف‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫تناول‬ ‫ـا سـ َـبق‬ ‫نخلــص مـ َّ‬
‫املبــادئ األساسـ َّـية‪ ،‬ومــن املبــادئ التــي تـ ّم الوقــوف عندهــا هنــاك‪ :‬مبــدأ االســتامع إىل األمنــاط اللُّغويَّــة والنــاذج الفصيحة‪.‬‬
‫ـي‪ ،‬ومبــدأ التقييــم‬ ‫ومبــدأ التــدرج يف تدريــس القواعــد‪ ،‬ومبــدأ عــدم جعــل القاعــدة ال َّن ْحويَّــة فارغــة مــن املحتــوى التعليمـ ّ‬
‫العربيــة‪ .‬وهــي مبــادئ ترتبــط‬ ‫َّ‬ ‫ن بغــر‬ ‫للناط ِقـ َ‬‫عمليــة تدريــس قواعــد النحــو ِ‬ ‫ـردي‪ .‬وغريهــا مــن املبــادئ التــي تراعــى يف َّ‬ ‫الفـ ّ‬
‫يب‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫النح‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫قواع‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫يف‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫املعتم‬ ‫ـراتيجيات‬ ‫ـ‬ ‫باإلس‬ ‫ا‬‫ـر‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫كب‬ ‫ـا‬
‫ارتباطًـ‬
‫للناط ِق َ‬
‫ين بغير العربيَّ ة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫العربي‬
‫ّ‬ ‫المحور الثاني‪ :‬إستراتيجيَّ ات تدريس قواعد النحو‬
‫العربيــة بتعـ ُّدد مســتويات املتعلِّمــن‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ن بغــر‬ ‫للناط ِقـ َ‬ ‫يب ِ‬ ‫تتعــدد اإلســراتيجيات املعت َمــدة يف تدريــس قواعــد النحــو العــر ّ‬
‫ن بغريهــا‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫ـر‬
‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫النح‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫قواع‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫ـي‬ ‫وأحيانًــا بتعـ ُّدد املتعلِّمــن أنفســهم داخــل املســتوى الواحــد؛ لذلــك يقتـ‬
‫ـراتيجية الكــرى الراميــة إىل تعليــم اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫يف‬ ‫ـب‬
‫اعتــاد املــد ِّرس ملجموعــة مــن اإلســراتيجيات الصغــرى التــي تصـ ّ‬
‫ن بغريهــا‪.‬‬ ‫العربيــة وقواعدهــا ال َّن ْحويَّــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬
‫ـراتيجية يف مجــال الرتبيــة والتعليــم «الخطــة العا َّمــة التــي توضــع مــن أجــل تحقيــق تعليــم وتعلُّــم‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـوم‬ ‫ـ‬ ‫مفه‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫ويعن‬
‫ـراتيجية يف هــذا املجــال بثالثــة ُمك ِّونــات أساسـ َّـية‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫فاعــل وناجــح‪ ،‬وفــق رؤيــة واضحــة املعــامل واألهــداف»(((‪ .‬وترتبــط اإلسـ‬
‫ـدرايس‪ ،‬واملــدرس‪ ،‬واملتعلــم‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ـرر الـ‬ ‫وهــي املقـ َّ‬
‫املناســبة‬‫ـدرايس‪ ،‬ويف اإلســراتيجيات ِ‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ر‬ ‫ـر‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫املق‬ ‫يف‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫املتحك‬ ‫ـو‬
‫ـ‬ ‫فه‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫التعليمي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫العملي‬
‫ّ‬ ‫يف‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫الرح‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫قط‬ ‫س‬ ‫ر‬
‫ويُ َع ـ ّد امل ِّ‬
‫ـد‬ ‫ـ‬
‫ـرر‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫ملق‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫تخض‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫و‬
‫َّ ْ َّ‬ ‫ح‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫وقواعده‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫عملي‬
‫َّ‬ ‫أن‬ ‫ـك‬ ‫ـ‬ ‫ذل‬ ‫ـس‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫التدري‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫عملي‬
‫والف َّعالــة يف َّ‬
‫ـي ملــوا ّده عــى عاتق املــد ِّرس املكلف‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التدري‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫النق‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫وكيفي‬ ‫ـه‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫تنزيل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫عملي‬
‫َّ‬ ‫يف‬ ‫ـرف‬ ‫ـ‬ ‫والت‬ ‫ـه‬‫ـ‬ ‫تنزيل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫كيفي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫وتبق‬ ‫درايس معتمــد‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ـب‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫تص‬ ‫أو‬ ‫ـدم‬ ‫ـ‬ ‫تخ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫والت‬ ‫ـرى‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الصغ‬ ‫أو‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الفرعي‬
‫َّ‬ ‫ـراتيجيات‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫مجموع‬ ‫إىل‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫يعم‬ ‫إذ‬ ‫ـا‪.‬‬ ‫ـ‬ ‫وقواعده‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫بتدريــس اللُّغــة‬
‫جيـ ًدا‪ .‬ذلــك أن‬ ‫العربيــة وقواعدهــا ال َّن ْحويَّــة امتــا ًكا ِّ‬ ‫َّ‬ ‫ـراتيجية العا َّمــة أو الكــرى الراميــة إىل امتــاك ناصيــة اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫يف اإلسـ‬
‫«املــد ِّرس الناجــح والف َّعــال هــو الــذي ميكــن أن يــدرس بإســراتيجيات مختلفــة يف ٍآن واحـ ٍـد‪ ،‬بــل يكــون ملز ًمــا بتغيــر أســلوب‬
‫والدينيــة»(((‪ .‬مــن هنا يظهر‬ ‫َّ‬ ‫الثقافيــة والحضاريَّــة‬ ‫َّ‬ ‫تدريســه باختــاف جنســيات الطلبــة الذيــن يدرســهم‪ ،‬وباختــاف خلفياتهــم‬
‫ـراتيجيات متع ـ ّددة داخــل الــدرس الواحــد‪ ،‬ســواء تعلَّــق هــذا الــدرس مبهــارة‬ ‫َّ‬ ‫أن املــد ِّرس الناجــح هــو الــذي يوظــف إسـ‬
‫االســتامع أو املحادثــة أو القــراءة أو الكتابــة‪ ،‬أو تعلَّــق بتدريــس القواعــد ال َّن ْحويَّــة‪.‬‬
‫الفرعيــة التــي ميكــن للمــدرس أن‬ ‫َّ‬ ‫ن بغريهــا بجملــة مــن اإلســراتيجيات‬ ‫يب ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫ويرتبــط تدريــس قواعــد النحــو العــر ّ‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬ومــن هــذه اإلســراتيجيات مــا يــي‪:‬‬ ‫اطقـ َ‬ ‫عمليــة تدريــس القواعــد ال َّن ْحويَّــة لل ُمتعلِّمــن ال َّن ِ‬ ‫يعتمــد عليهــا يف َّ‬
‫إسرتاتيجية األهداف‪:‬‬
‫َّ‬ ‫أول‪:‬‬
‫ً‬
‫ن بغريها‪ ،‬إذ‬ ‫ت َعـ ُّد إســراتيجيَّة األهــداف مــن اإلســراتيجيات التــي ميكــن أن ميتلكهــا ّكل مــدرس للقواعــد ال َّن ْحويَّــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫يعمــد هــذا املــد ِّرس إىل إنجــاز تقويــم تشــخييص لل ُمتعلِّمــن‪ ،‬بغيــة الكشــف عــن مســتوياتهم ال ِعلميَّــة‪ ،‬ودرجــة معرفتهــم باللُّغــة‬
‫ن بغــر العربيَّــة‪ ،‬إذ‬ ‫ـا يُســا ِعده عــى توضيــح الرؤيــة الكاملــة تجــاه املتعلِّمــن ال َّن ِ‬
‫اطق ـ َ‬ ‫العربيَّــة وقواعدهــا‪ ،‬وغــر ذلــك؛ مـ َّ‬
‫مت ّكنــه هــذه الرؤيــة مــن تفييــئ املتعلِّمــن‪ ،‬ومعرفــة خصوصيــة ّكل متعلِّــم عــى ِحـ َد ٍة‪ ،‬حتــى يتمكــن مــن تحديــد األهــداف‬
‫ـكل فئــة عــى حــدة‪.‬‬
‫الخاصــة بـ ّ‬
‫َّ‬ ‫األساســيَّة‬
‫(( ( قضايــا وإشــكاالت يف تدريــس اللغــة العربيــة وثقافتهــا للناطقــن بغريهــا –رؤيــة لســانية‪ ،-‬ســمري جعفــر‪ /‬مــوالي امحمــد العلــوي‪ ،‬منشــورات‬
‫منظمــة العــامل اإلســامي للرتبيــة والعلــوم والثقافــة –إيسيســكو‪2021 ،-‬م‪ ،‬ص‪.22 :‬‬
‫(( ( املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.23 :‬‬

‫‪1409‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫إ ّن عمليَّــة تحديــد األهــداف هــي املوجهــة واملتحكمــة يف عمليَّــة اختيــار القواعــد ال َّن ْحويَّــة املالمئــة لــكل فئة داخل املســتوى‬
‫خاصــة به‪.‬‬‫الواحــد‪ .‬ســواء املســتوى املبتــدئ أو املســتوى املتوســط أو املســتوى املتقــدم‪ .‬ولــكل هــدف محـ َّدد إســراتيجيَّة َّ‬
‫ولتوضيــح هــذا األمــر ميكننــا الوقــوف عنــد هــدف الدقــة اللُّغويَّــة‪ ،‬وهــدف الطالقــة اللُّغويَّــة باعتبارهــا مــن األهــداف‬
‫ـراتيجية املعت َمدة هنــا تدفع‬
‫َّ‬ ‫ذات الصلــة بالقواعــد ال َّن ْحويَّــة؛ فعندمــا يكــون املــد ِّرس قــد حـ َّدد هــدف الدقــة اللُّغويَّــة فــإن اإلسـ‬
‫ـراتيجية ال تصلــح عندمــا يكــون الهــدف مرتبطًــا بالطالقة‬ ‫َّ‬ ‫املــد ِّرس إىل تصحيــح األخطــاء ال َّن ْحويَّــة وتصويبهــا‪ ،‬لكــن هــذه اإلسـ‬
‫عمليــة التصحيــح بــل يــرك الحريــة للمتعلِّــم مــن أجــل اســتعامل أكــر‬ ‫اللُّغويَّــة التــي تقتــي مــن املــد ِّرس أن ال يتدخــل يف َّ‬
‫عمليــة التكلــم‪ ،‬وبذلــك فعندمــا «يكــون الهــدف هــو الدقــة اللُّغويَّــة ينبغــي تصحيــح أغلــب‬ ‫عــدد مــن املفــردات وال ُجمــل يف َّ‬
‫أساســا يف هــذا الــدرس أو ذاك‪ ،‬وعــادة مــا تُســتعمل هــذه‬ ‫ً‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫تعت‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـيام‬
‫ـ‬ ‫ال‪ ‬س‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫واإلمالئي‬
‫َّ‬ ‫األخطــاء ال َّن ْحويَّــة واللغويَّــة‬
‫ـراتيجية يف درس القواعــد حيــث يكــون الهــدف ضبــط قاعــدة نَ ْحويَّــة معينــة‪ .‬وعندمــا يكــون الهــدف هــو الطالقــة‬ ‫َّ‬ ‫اإلسـ‬
‫اللُّغويَّــة فينبغــي الرتكيــز أكــر عــى دفــع املتعلِّمــن إىل التحـ ُّدث والــكالم واســتعامل أكــر قــدر مــن املفــردات والتعبــرات‬
‫والصيــغ اللُّغويَّــة املتعلمــة‪ ،‬وتجــاوز األخطــاء التــي يرتكبونهــا لتشــجيعهم عــى الــكالم ومنحهــم الثقــة يف أنفســهم بــأ َّن تعلُّمهم‬
‫فاعــل‪ ،‬وأنَّهــم يحققــون تق ُّد ًمــا بقدرتهــم عــى اســتعامل مــا تعلمــوه يف صيــغ لُغويَّــة مختلفــة ومتنوعــة»(((‪ .‬مــن هنــا يظهــر‬
‫ـراتيجية املعت َمــدة‪ ،‬فغيــاب األهــداف املحـ َّددة يــؤ ِّدي بــا شـ ّـك إىل غيــاب‬
‫َّ‬ ‫أن تحديــد الهــدف هــو األمــر املوجــه لطبيعــة اإلسـ‬
‫اإلســراتيجيات الواضحــة‪.‬‬
‫إسرتاتيجية االختيار‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ثانيا‪:‬‬
‫ً‬
‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِق ـ َ‬
‫ن‬ ‫َّ‬ ‫ـراتيجية االختيــار مــن بــن اإلســراتيجيات التــي يجــب إتقانهــا مــن لــدن ُمــد ِّريس اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫ت ُ َع ـ ُّد إسـ‬
‫بغريهــا‪ ،‬إذ يختــار املــد ِّرس ‪-‬متاشـ ًـيا مــع األهــداف املتوخــى تحقيقهــا لــدى املتعلِّمــن‪ -‬القواعــد ال َّن ْحويَّــة التي ســتفيد املتعلِّمني‬
‫ـي‪ ،‬فيختــار الرتاكيــب الشــائعة لديهــم والتــي ســيطبقون عليهــا القواعــد‬ ‫أساســا بواقعهــم املعــاش‪ ،‬وتواصلهــم اليومـ ّ‬ ‫واملتصلــة ً‬
‫املدروســة حتــى تبقــى راســخة يف أذهانهــم‪ ،‬إذ «ليــس هنــاك خــاف يف أن الرتاكيــب األكــر شــيو ًعا أحـ ّـق بــأن تقــدم للطالب‬
‫ـا صحي ًحــا‪ ،‬فليــس هنــاك شـ ّـك يف أن الفعــل‬ ‫قبــل األقــل شــيو ًعا‪ ،‬وميكننــا أن نحكــم عــى مــدى شــيوع الرتاكيــب اللُّغويَّــة ُحكـ ً‬
‫املبنــي للمعلــوم مثـ ًـا أكــر شــيو ًعا مــن الفعــل املبنــي للمجهــول‪ ،‬واملفــرد أكرث شــيو ًعا مــن املث َّنــى»(((‪ ،‬ذلــك أن املتأمــل للقواعد‬
‫العربيــة ســيجد أنَّهــا كثــرة‪ ،‬إذ أُلِّفــت فيهــا الكتــب واملجلــدات الضخمــة‪ ،‬وتبقــى مهــارة املــد ِّرس يف مــدى اختيــاره‬ ‫َّ‬ ‫ال َّن ْحويَّــة‬
‫للقواعــد ال َّن ْحويَّــة الكفيلــة بتحقيــق األهــداف املســطرة‪ ،‬ســواء عــى املــدى القريــب أو املــدى املتوســط أو املــدى البعيــد‪.‬‬
‫إسرتاتيجية املحاكاة والتقليد‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ثال ًثا‪:‬‬
‫ـكل كبـرٍ عىل عمليَّة امتــاك القواعــد ال َّن ْحويَّــة‪ ،‬إذ إن محــاكاة الرتاكيــب ال َّن ْحويَّة‬
‫تســاعد إســراتيجيَّة املحــاكاة والتقليــد بشـ ٍ‬
‫ـرات عديــدة مــن شــأنه أن يدفــع املتعلِّــم إىل النســج عــى‬ ‫الفصيحــة املتضمنــة للقاعــدة ال َّن ْحويَّــة املدروســة‪ ،‬وتكرارهــا مـ ّ‬
‫هياكلهــا‪ ،‬وتوليــد تراكيــب جديــدة عــى منوالهــا‪ ،‬وخــر دليــل عــى أهميَّــة هــذه اإلســراتيجيَّة أن األطفــال يتعلمــون اللُّغــة األُ ّم‬
‫عــر االســتامع واملحــاكاة قبــل أن يتعلمــوا قواعدهــا ال َّن ْحويَّــة‪ .‬وذلــك عــر محاكاتهــم لرتاكيــب لغتهــم األم وتقليدهــا وإنتــاج‬
‫جمــل وتراكيــب عــى منوالهــا‪.‬‬
‫إسرتاتيجية التطبيق واملحا َدثة‪:‬‬
‫َّ‬ ‫راب ًعا‪:‬‬
‫تهــدف هــذه اإلســراتيجيَّة إىل تنزيــل القواعــد التــي تعلَّمهــا املتعلِّــم عــى أرض الواقــع‪ ،‬عــر تطبيقهــا يف عمليَّــة الــكالم‬
‫واملحادثــة والتواصــل اآلين‪ ،‬ويتدخــل املــد ِّرس كلــا دعــت الحاجــة إىل التصحيــح والتصويــب‪ .‬مــا يعطــي للقاعــدة ال َّن ْحويَّــة‬
‫ـي لهــا‪ .‬مــن هنــا تظهــر الحاجــة إىل أن «يهتــم املــد ِّر ُس مبعنــى الرتكيــب النحــوي‬ ‫التواصــل اليومـ ّ‬
‫ُ‬ ‫حياتهــا التــي تســتم ّدها مــن‬
‫ومبنــاه يف ٍآن واحـ ٍـد‪ ،‬وينبغــي إجــراء التدريبــات ال َّن ْحويَّــة شــفهيًّا ً‬
‫أول‪ ،‬ثــم قــراء ًة‪ ،‬ثــم كتابـةً‪ ،‬كــا يجــب أن يؤديهــا الطــاب‬
‫جامعيًّــا وثنائيًّــا وفرديًّــا»(((‪.‬‬

‫(( ( قضايا وإشكاالت يف تدريس اللغة العربية وثقافتها للناطقني بغريها –رؤية لسانية‪ ،-‬سمري جعفر‪ /‬موالي امحمد العلوي‪ ،‬ص‪.34 :‬‬
‫(( ( عبد الرحمن بن إبراهيم الفوزان‪ ،‬إضاءات ملعلمي اللغة العربية للناطقني بغريها‪ ،‬ص‪.194 :‬‬
‫(( ( عبد الرحمن بن إبراهيم الفوزان‪ ،‬إضاءات ملعلمي اللغة العربية للناطقني بغريها‪ ،‬ص‪.191 :‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1410‬‬
‫إسرتاتيجية الوحدة والتكامل يف تدريس القواعد ال َّن ْحو َّية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫خامسا‪:‬‬
‫ً‬
‫يب يف تكا ُملهــا مــع باقــي الفــروع املؤديــة الكتســاب اللُّغــة؛ ونقصــد‬ ‫ـراتيجية بتدريــس قواعــد النحــو العــر ّ‬ ‫َّ‬ ‫تُعنــى هــذه اإلسـ‬
‫بهــذه الفــروع؛ فــرع القــراءة‪ ،‬وفــرع الكتابــة‪ ،‬وفــرع التعبــر وفــرع اإلمــاء‪ ،‬وفــرع الخـطّ‪ ،‬وغريهــا مــن الفــروع‪ ،‬إذ ال‪ ‬بـ َّد‬
‫مــن تكويــن وحــدة بينهــا‪ ،‬وتدريــس القواعــد ال َّن ْحويَّــة عــى ضوئهــا‪ ،‬مــن هنــا «فالدعــوة إىل تعليــم اللُّغــة بطريقــة الوحــدة‬
‫نابــع مــن أن اللُّغــة وحــدة متكاملــة ال ميكــن فصلهــا إىل قــراءة وإمــاء وقواعــد إلــخ‪.(((»...‬‬
‫ني بغريهــا يرتبط‬ ‫يب ِ‬
‫للناط ِق َ‬ ‫ـا سـ َـبق تناولــه يف هــذا املحــور إىل خالصــة مفادهــا أن تدريــس قواعــد النحــو العــر ّ‬ ‫نخلــص مـ َّ‬
‫العربيــة وقواعدهــا‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـاك‬ ‫ـ‬ ‫امت‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الرامي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫م‬
‫َّ‬ ‫العا‬ ‫ة‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫يف‬ ‫ـب‬
‫ُّ‬ ‫ـ‬ ‫تص‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫فرعي‬
‫َّ‬ ‫ات‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ـا‬‫ارتباطًــا وثي ًقـ‬
‫اليوميــة‪ ،‬ومــن هــذه اإلســراتيجيات التــي‬ ‫َّ‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫حيات‬ ‫يف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫به‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫والتواص‬ ‫ـكاره‬‫ـ‬ ‫أف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫التعب‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫صاحبه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬‫ك‬‫ِّ‬ ‫مت‬ ‫ـي‬ ‫ال َّن ْحويَّــة التـ‬
‫ـراتيجية األهــداف‪ ،‬وإســراتيجية االختيــار‪ ،‬وإســراتيجية املحــاكاة والتقليــد‪ ،‬وإســراتيجية‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـاك‪:‬‬ ‫ـ‬ ‫هن‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫عنده‬ ‫ـوف‬ ‫ت ـ َّم الوقـ‬
‫ـراتيجيات ترتبــط بتدريــس‬‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـة‪.‬‬
‫ـ‬ ‫ي‬‫و‬‫ح‬
‫َّ ْ َّ‬‫ن‬ ‫ال‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫القواع‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫يف‬ ‫ـل‬
‫ـ‬ ‫والتكام‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫الوح‬ ‫ـراتيجية‬ ‫ـ‬ ‫وإس‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫واملحادث‬ ‫التطبيــق‬
‫ـا يطــرح إشــكالية ال َعالقــة بــن تدريــس قواعــد النحــو‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ثاني‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫جه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ي‬‫غو‬
‫ُّ َّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـارات‬‫ـ‬ ‫وبامله‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫جه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫النح‬ ‫قواعــد‬
‫العربيــة‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ـة‬
‫ُّ َّ ُّ‬ ‫ـ‬ ‫ي‬ ‫غو‬‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫وامله‬ ‫يب‬
‫العــر ّ‬
‫العالقة التي تربط تدريس القواعد َّ‬
‫الن ْحويَّ ة‬ ‫المحور الثالث‪ :‬طبيعة َ‬
‫للناط ِق َ‬
‫ين بغير العربيَّ ة‪:‬‬ ‫ِ‬ ‫بتدريس المهارات ُّ‬
‫اللغويَّ ة‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫ن بغريهــا إىل تحقيــق جملــة مــن األهــداف األساسـ َّـية عنــد املتعلِّمــن للُّغــة‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫يهــدف مــدرس اللُّغــة‬
‫العربيــة حــن‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـون‬‫ـ‬ ‫يفهم‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫بغريه‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫جع‬ ‫ـداف‬ ‫ـ‬ ‫األه‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـن‬
‫ن بغريهــا؛ ومـ‬ ‫ال َّن ِ‬
‫اطق ـ َ‬
‫يســمعونها‪ ،‬ويفهمونهــا حــن يرونهــا مكتوبــة‪ ،‬ويُف ِهمونهــا لآلخريــن عندمــا يتحدثــون ويتكلمــون بهــا‪ ،‬وكذلــك عندمــا يكتبــون‪.‬‬
‫وال يكــون تحقيــق هــذه األهــداف دون التمكــن مــن املهــارات اللُّغويَّــة‪ ،‬واملتمثِّلــة يف مهــارة «االســتامع (فهــم الــكالم املنطوق)‪،‬‬
‫يب»(((‪.‬‬
‫والقــراءة (فهــم الــكالم املكتــوب)‪ ،‬والتعبــر الشــفوي (ويشــمل القــراءة الجهريَّــة)‪ ،‬والتعبــر الكتــا ّ‬
‫وال ميكــن امتــاك هــذه املهــارات األربــع دون امتــاك للقواعــد ال َّن ْحويَّــة‪ ،‬إذ ال ميكــن الفصــل بــن القواعــد ال َّن ْحويَّــة‬
‫واملهــارات اللُّغويَّــة األربعــة‪ ،‬ذلــك أن ال َعالقــة التــي تربــط بينهــم هــي َعالقــة ترابــط وتكامــل؛ و ِمــن ث َـ َّم فمــن الواضــح «أن‬
‫وإنــا وســيلة مــن وســائل إتقــان املهــارات األربــع املذكــورة‪ ،‬ومــن الواضــح أن‬ ‫دراســة القواعــد ليســت غايــة يف حـ ِّد ذاتِهــا‪َّ ،‬‬
‫إتقــان تلــك املهــارات ال ميكــن أن يكتمــل دون معرفــة قواعــد اللُّغــة»(((‪ ،‬مــن هنــا تــرز طبيعــة ال َعالقــة الوثيقــة التــي تربــط‬
‫ن بغريهــا‪ .‬وملزيــد مــن التوضيــح لهــذه ال َعالقة؛ ســنقف‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫يب‪ ،‬ومهــارات اللُّغــة‬ ‫بــن تدريــس قواعــد النحــو العــر ّ‬
‫ـكل مهــارة عــى ِحـ َدة‪.‬‬ ‫عنــد بيــان َعالقــة قواعــد النحــو بـ ّ‬
‫أول‪ :‬قواعد النحو ومهارة االستامع‪:‬‬
‫ً‬
‫ت ُ َعـ ُّد مهــارة االســتامع مــن املهــارات األساسـ َّـية التــي تــؤ ِّدي إىل امتــاك ناصيــة اللُّغــة وقواعدهــا ال َّن ْحويَّــة‪ ،‬إذ يركِّــز مد ِّرســو‬
‫خاصــة عندمــا يختــارون النــاذج اللُّغويَّــة الفصيحــة الســليمة نحويًّــا‪،‬‬ ‫ـكل كبـرٍ‪َّ ،‬‬ ‫ن بغريهــا عليهــا بشـ ٍ‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫وضــح أن‬ ‫واالســتامع إليهــا اســتام ًعا متكــر ًرا‪ ،‬مــا مي ّكــن املتعلِّمــن مــن امتــاك املناويــل والقوالــب األساسـ َّـية للُّغــة‪ ،‬مــا يُ ِّ‬
‫ـي وغــر مبــارش‪ ،‬يظهــر هــذا األمــر مــن خــال اإلتقــان الواضح‬ ‫ـكل ضمنـ ٍّ‬ ‫االســتامع يُســا ِهم يف تدريــس القواعــد ال َّن ْحويَّــة بشـ ٍ‬
‫طبيعيــة لســاعهم منــاذج مــن اللُّغــة التــي يتكلمهــا‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫نتيج‬ ‫ـلس‬
‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـان‬
‫ـ‬ ‫اإلتق‬ ‫عمليــة الــكالم؛ و ِمــن ث َـ َّم فقــد «جــاء هــذا‬
‫للغــة يف َّ‬
‫النــاس مــن حولهــم‪ ،‬واســتخالصهم عفويًّــا قواعــد اللُّغــة أو اللهجــة مــن النــاذج»(((‪ .‬مــن هنــا فــإن ال َعالقــة بــن قواعــد‬
‫العربيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫عمليــة تعلُّــم اللُّغــة‬
‫النحــو ومهــارة االســتامع َعالقــة جــد وثيقــة ال ميكــن الفصــل بينهــا يف َّ‬

‫نحو تعليم اللغة العربية وظيفيًّا‪ ،‬داود عبده‪ ،‬مؤسسة دار العلوم – الكويت‪ ،‬الطبعة األوىل ‪1979‬م‪ ،‬ص‪.67 :‬‬ ‫(( (‬
‫داود عبده‪ ،‬نحو تعليم اللغة العربية وظيفيًّا‪ ،‬ص‪.52-53 :‬‬ ‫(( (‬
‫املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.53 :‬‬ ‫(( (‬
‫داود عبده‪ ،‬نحو تعليم اللغة العربية وظيفيًّا‪ ،‬ص‪.66 :‬‬ ‫(( (‬

‫‪1411‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ثانيا‪ :‬قواعد النحو ومهارة القراءة‪:‬‬


‫ً‬
‫العربيــة الناطــق بغريهــا مــن قــراءة النصــوص والســعي إىل فهمهــا‪ ،‬وال يتحقــق هــذا‬ ‫َّ‬ ‫ُت ِّكــن مهــارة القــراءة متعلِّــم اللُّغــة‬
‫ال َف ْهــم إال إذا امتلــك املتعلِّــم مجموعــة مــن القواعــد‪ ،‬منهــا القواعــد ال َّن ْحويَّــة‪ ،‬حتــى يتمكــن مــن كشــف املعــاين املتض َّمنــة يف‬
‫ـص املقــروء‪ ،‬مــن هنــا يجــد املتعلِّــم نفســه ملز ًمــا مبعرفــة «قوانــن تركيــب ال ُجملــة‪ ،‬أي «النحو»‪ ،‬فهــذه املعرفــة تجعل‬ ‫نظــم النـ ّ‬
‫القــارئ قــاد ًرا عــى متييــز الصفــة مــن املوصــوف‪ ،‬واملضــاف مــن املضــاف إليــه‪ ،‬والفاعــل مــن املفعــول بــه‪ ،‬وإال اختلــط‬
‫عليــه معنــى عبارتــن مثــل (ســيارة الســائق) و(ســائق الســيارة) أو (التلميــذ شــكر املعلــم) و(املعلــم شــكر التلميــذ) أو (الولــد‬
‫ـص‬ ‫العربيــة الناطــق بغريهــا أن يفهــم النـ ّ‬
‫َّ‬ ‫مجتهــد) و(الولــد املجتهــد)»(((‪ .‬فبــدون امتــاك قواعــد النحــو ال ميكــن ملتعلِّــم اللُّغــة‬
‫أو الخطــاب الــذي يقــوم بقراءتــه‪ ،‬وال معرفــة معانيــه ومقاصــده‪ .‬فالقــراءة تعطــي للمتعلِّــم الفرصــة لتوظيــف قواعــده ال َّن ْحويَّة‬
‫وضــح أن ال َعالقــة بــن قواعــد النحــو وقــراءة النصــوص وفهمهــا ال ميكــن الفصــل بينهــا‪.‬‬ ‫لكشــف أرسار املقــروء‪ .‬مــا يُ ِّ‬
‫ثال ًثا‪ :‬قواعد النحو ومهارة الكتابة‪:‬‬
‫ترتبــط القواعــد ال َّن ْحويَّــة ارتباطًــا وثي ًقــا مبهــارة الكتابــة‪ ،‬إذ ال ميكــن ملتعلِّــم اللُّغــة العربيَّــة الناطــق بغريهــا أن يؤلِّــف بــن‬
‫ـن دون أن يكــون عاملًــا بالقواعــد ال َّن ْحويَّــة التــي تعلــق بــن املفــردات‬ ‫الكلــات لتكويــن ُج َمــل وتراكيــب مفيــدة ملعنــى معـ َّ‬
‫املســتقلة داخــل ال ُّنظُــم؛ و ِمــن ث َـ َّم يتَّ ِضــح أنَّــه «للتعبــر كتابــة بجملــة واحــدة ال بـ َّد مــن معرفــة قوانــن الكتابــة وقواعــد اللُّغــة‬
‫(أي قوانينهــا) نحـ ًوا ورصفًــا»(((‪ ،‬فالجهــل بالقواعــد ال َّن ْحويَّــة ســيمكن املتعلِّــم مــن ارتــكاب أخطــاء جســيمة يف عمليَّــة الكتابــة‪،‬‬
‫مــا يخـ ّـل بالتعبــر عــن أفــكاره ومعانيــه التــي يريــد إيصالهــا إىل املخاطَبــن؛ لذلــك فإتقــان مهــارة الكتابــة عنــد املتعلِّمــن‬
‫رهــن بإتقــان الخـ ّط واإلمــاء والقواعــد ال َّن ْحويَّــة وغــر ذلــك‪ ،‬فبــدون القواعــد ال َّن ْحويَّــة «ال ميكــن فهــم مــا يقــال‪ ،‬أو يُكتب‪،‬‬
‫وال نقــل املعنــى املقصــود نقـ ًـا صحي ًحــا للســامع أو القــارئ‪ ،‬ذلــك أن معنــى أيــة جملــة يتوقــف ال عــى معــاين املفــردات التــي‬
‫أيضــا عــى طريقــة تركيــب ال ُجملــة من هــذه املفــردات‪ ،‬ومفــردات اللُّغــة ال تُكــون جملــة صحيحة إال‬ ‫ـب‪ ،‬بــل ً‬ ‫تتألــف منهــا فحسـ ُ‬
‫إذا ُوضعــت حســب قواعــد اللُّغــة‪ ،‬فاملجموعــة الواحــدة مــن الكلــات تتعـ َّدد معانيهــا بتعـ ُّدد الطُّــرق التــي تُصــاغ فيهــا»(((‪ .‬مــن‬
‫ن بغــر العربيَّــة‪ .‬إذ تُ َعـ ُّد‬ ‫هنــا تظهــر ال َعالقــة الوثيقــة التــي تربــط بــن قواعــد النحــو ومهــارة الكتابــة عنــد املتعلِّمــن ال َّن ِ‬
‫اطقـ َ‬
‫مهــارة الكتابــة فرصــة لهــم لتطبيــق وتنزيــل القواعــد ال َّن ْحويَّــة املدروســة يف عمليَّــة إنشــاء الخطــاب‪.‬‬
‫راب ًعا‪ :‬قواعد النحو ومهارة املحا َدثة‪:‬‬
‫يب‪ ،‬ذلــك أن َعالقــة املحادثــة بقواعــد النحــو‬ ‫أيضــا مــن املهــارات التــي تحتــاج إىل قواعــد النحــو العــر ّ‬ ‫ت ُ َعـ ُّد مهــارة املحا َدثــة ً‬
‫العربيــة الناطــق بغريهــا عندمــا يكـ ِّون جمـ ًـا وتراكيــب لــي يتحـ ّدث بهــا‪ ،‬ويســتحرض يف ذلــك‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ت َ ْك ُمــن يف كــون متعلِّــم اللُّغ‬
‫األســاليب ال َّن ْحويَّــة التــي تربــط بــن املفــردات الكامنــة يف ذهنــه مبــا يوافــق مقــام املخاطــب ومقتضيــات أحوالــه؛ و ِمــن ث َـ َّم‬
‫أهميــة الحــوار واملحادثــة باللُّغــة‬ ‫ضمنيــا؛ لذلــك أ َّكــد بــازي عــى َّ‬ ‫ًّ‬ ‫عمليــة املحادثــة تطبي ًقــا‬ ‫فهــو يطبــق القواعــد ال َّن ْحويَّــة يف َّ‬
‫العربيــة داخل‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫بال‬ ‫ـوار‬
‫ـ‬ ‫للح‬ ‫ـرة‬
‫ـ‬ ‫كث‬ ‫ـات‬
‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫تع‬ ‫ـر‬ ‫ـ‬ ‫«تحض‬ ‫إىل‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫دع‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ك‬ ‫ـابها‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫اكتس‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫أج‬ ‫ـن‬ ‫العربيــة املحرتمــة للقواعــد ال َّن ْحويَّــة مـ‬ ‫َّ‬
‫الفصــل وخارجــه‪ ،‬وتشــجيع املتعلِّمــن عــى ذلــك‪ ،‬فليــس هنــاك وســيلة أجــدى لتعلُّــم اللغــات مــن التكلــم بهــا‪ ،‬ألن تجربــة‬
‫العربيــة تكشــف للمتكلــم مــدى حاجتــه إىل كلــات جديــدة وعبــارات وافيــة»(((‪ .‬وهــذه العبــارات والرتاكيــب ال‬ ‫َّ‬ ‫التكلــم باللُّغــة‬
‫تخــرج عــن القوانــن ال َّن ْحويَّــة التــي تح ِّقــق فصاحتهــا وتضمــن ســامتها اللُّغويَّــة‪.‬‬
‫ـا سـ َـبق تناولــه يف هــذا املحــور طبيعــة ال َعالقــة التي تربــط بني تدريــس قواعد النحــو واملهــارات اللُّغويَّــة األربعة‪،‬‬ ‫يتَّ ِضــح مـ َّ‬
‫فهــي َعالقــة تقــوم عــى التكامــل والتســاند‪ ،‬إذ ال ميكــن الفصــل بــن تدريــس قواعــد النحــو عــن مهــارة القــراءة واالســتامع‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬فاالقتصــار عــى تدريــس قواعــد النحــو يف معــزل عــن‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫عمليــة تعليــم اللُّغــة‬ ‫واملحا َدثــة والكتابــة يف َّ‬
‫يب‪،‬‬‫العربيــة الناطــق بغريهــا مــن الوصــول إىل امتــاك ناصيــة اللســان العــر ّ‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫متع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬‫ك‬‫ِّ‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ـن‬ ‫املهــارات الســالفة ال ِّذكْــر لـ‬
‫أهميــة تســتم ّد ســاتها مــن قواعــد النحــو‪ ،‬التــي تُ َعـ ُّد الخيــط‬ ‫َّ‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫وه‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫اكتس‬ ‫يف‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الخاص‬
‫َّ‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫ـكل مهــارة لُغويَّــة أهميته‬ ‫فلـ ّ‬
‫الناظــم بــن هــذه املهــارات‪ ،‬وتشـ ِّكل القلــب النابــض لهــا‪ ،‬مــن هنــا أكَّــد الكثــر مــن الباحثــن أمثــال داود عبــده‪ ،‬ومحمــد‬

‫املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.79 :‬‬ ‫(( (‬


‫املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.69 :‬‬ ‫(( (‬
‫داود عبده‪ ،‬نحو تعليم اللغة العربية وظيفيًّا‪ ،‬ص‪.70 :‬‬ ‫(( (‬
‫تدريــس العربيــة والتدريــس بهــا (تحديــات تحصــن الهويــة وآفــاق تحصــن العلــوم)‪ ،‬محمــد بــازي‪( ،‬ط‪ ،)1–2021‬منشــورات حلقــة الفكــر‬ ‫(( (‬
‫املغــريب‪ ،‬مطبعــة بــال‪ ،‬فــاس‪ ،‬املغــرب‪ ،‬ص‪.96 :‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1412‬‬
‫يب واملهــارات اللُّغويَّــة‬ ‫بــازي‪ ،‬ومحمــد محمــد يونــس عــي وغريهــم عــى رضورة التكامــل والتســاند بــن قواعــد النحــو العــر ّ‬
‫ن بغريهــا‪ .‬إذ يــؤ ِّدي «مـ ّد الجســور وفتــح املعابــر بــن درس النصــوص‪ ،‬ودرس اللُّغــة‬ ‫يف عمليَّــة تعليــم اللُّغــة العربيَّــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫التواصليَّــة الكتابيَّــة والشــفوية» ‪.‬‬
‫(((‬
‫ُ‬ ‫ودرس التعبــر‪ ،‬وتحقيــق التكامــل بينهــا‪ ،‬الكتســاب الكفايــة‬
‫العربيــة‪ ،‬ذلــك أن حســن توظيــف‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫ومه‬ ‫ـو‬‫ـ‬ ‫النح‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـط‬ ‫أهميــة ال َعالقــة التكا ُم َّليــة التــي تربـ‬ ‫مــن هنــا تتضــح َّ‬
‫ن بغريهــا‪ ،‬أمــا القــول‪ :‬إن‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫َّ‬ ‫ال‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬ ‫املتع‬ ‫ـدن‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ناصي‬ ‫ـاك‬ ‫ـ‬ ‫امت‬ ‫إىل‬ ‫ـك‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ش‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫هــذا التكامــل ســيؤ ِّدي ب‬
‫العربيــة تُكتســب بالقواعــد ال َّن ْحويَّــة فقــط‪ ،‬فذلــك غــر صحيــح‪ ،‬وهــذا مــن‪« :‬أه ـ ّم الخالصــات التــي أو ّد أن يبقــى‬ ‫َّ‬ ‫اللُّغــة‬
‫يب‪ ،‬لكــن باالطــاع عــى‬ ‫ّ‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫الع‬ ‫ـان‬ ‫ـ‬ ‫اللس‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫نتعل‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫بالنح‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫لي‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫َّ‬ ‫ن‬ ‫أ‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫اللغ‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫اكتس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫بآلي‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫املهتم‬ ‫ـوس‬ ‫ـ‬ ‫نف‬ ‫يف‬ ‫ـدى‬‫ـ‬ ‫ص‬ ‫لهــا‬
‫النــاذج واألمثلــة‪ ،‬وســاع األســاليب والعبــارات البليغــة‪ ،‬والتمــرن عــى الرتكيــب‪ ،‬وتكريــر البنيات الفصيحة واألنســاق الســليمة‬
‫والحفــظ والضبــط»(((‪.‬‬
‫هكــذا تظهــر ال َعالقــة القويــة التــي تربــط القواعــد ال َّن ْحويَّــة باملهــارات اللُّغويَّــة‪ ،‬وهــي َعالقــة تقتــي مــن مــدرس اللُّغــة‬
‫ـررات والربامج‬ ‫واض ِعــي املقـ َّ‬ ‫ن بغريهــا أن يكــون عــى علــم بهــا يف عمليَّــة تدريســه‪ ،‬وكذلــك األمر نفســه لــدى ِ‬ ‫للناط ِقـ َ‬ ‫العربيَّــة ِ‬
‫ـررات « َوفْــق إســراتيجيَّة اإلكثــار مــن النــاذج ال َّن ِّصيَّــة املناســبة لــكل مســتوى‪،‬‬ ‫التعليميَّــة‪ ،‬إذ إنهــم مطالبــون بـــإعادة بنــاء املقـ َّ‬
‫ـرة‪ ،‬والتشــجيع عليهــا‪ ،‬وتخصيــص حصــص دراســيَّة لحفــظ نصــوص قصــرة مختلفــة‪ ،‬وتوظيــف‬ ‫وتحريــك آليــة القــراءة الحـ ّ‬
‫النحــو يف فَ ْهــم النصــوص وتفهيمهــا بــا إفــراط وال تفريــط‪ ،‬أَ ْي ربــط القاعــدة ال َّن ْحويَّــة باملعنــى‪ ،‬ألن املعنــى هو الــذي يحقق‬
‫لـ ّذة ال َف ْهــم‪ ،‬وهــو الوســيلة الناجعــة لضبــط القاعــدة وعــدم قــر هــذا الــدرس عــى املراحــل األوىل مــن التعليــم‪ ،‬بــل جعلــه‬
‫منه ًجــا مال ِز ًمــا لطالــب اللُّغــة العربيَّــة يف ســائر مراحــل تعلمــه»(((‪.‬‬
‫ـا سـ َـبق تناولــه يف هــذا املحــور إىل أن طبيعــة ال َعالقــة التــي تربــط بــن تدريــس قواعــد النحــو بباقــي املهــارات‬ ‫نخلــص مـ َّ‬
‫خاصــة وأنهــا تقــوم عــى التكامــل والتســاند‪ ،‬إذ ال ميكــن ألي مهارة‬ ‫َّ‬ ‫ـا‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫بينه‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫الفص‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ميك‬ ‫ال‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫وثيق‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الق‬ ‫ع‬
‫َ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـع‬ ‫اللُّغويَّــة األربـ‬
‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫ـة‬
‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ـح‬ ‫ـ‬ ‫الناج‬ ‫س‬ ‫ُّ‬‫ر‬‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫فامل‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫هن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫ي‬‫و‬ ‫ح‬
‫َّ ْ َّ‬ ‫ن‬ ‫ال‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫القواع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـزل‬ ‫ـ‬ ‫مع‬ ‫يف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫وظائفه‬ ‫ي‬ ‫د‬‫ِّ‬ ‫ـؤ‬‫ـ‬ ‫ت‬ ‫أن‬ ‫ـدة‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫ِ‬ ‫لُغويَّــة عــى‬
‫عمليــة‬
‫َّ‬ ‫يف‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫وباق‬ ‫ـو‬ ‫ـ‬ ‫النح‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫قواع‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الوظيف‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫التكام‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـرص‬ ‫ـ‬ ‫يح‬ ‫ـذي‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫س‬ ‫ر‬‫ِّ‬ ‫ـد‬‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـو‬
‫بغريهــا هـ‬
‫ن بغريها‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫تعليمهــا‬
‫خالصة‪:‬‬
‫األساسية‪ ،‬أه ّمها‪:‬‬
‫َّ‬ ‫سبق تناوله إىل جملة من النقاط‬ ‫مم َ‬ ‫نخلص َّ‬
‫ن بغــر العربيَّــة يخضــع ملجموعــة مــن املبــادئ األساســيَّة‪ ،‬ومــن املبــادئ‬ ‫ِ‬
‫يب للناطق ـ َ‬ ‫ِ‬ ‫ ‪-‬إ ّن تدريــس قواعــد النحــو العــر ّ‬
‫التــي تـ َّم الوقــوف عندهــا هنــاك‪ :‬مبــدأ االســتامع إىل األمنــاط اللُّغويَّــة والنــاذج الفصيحــة‪ ،‬ومبــدأ التــدرج يف تدريــس‬
‫ـردي‪ .‬وغريهــا مــن‬ ‫ـي‪ ،‬ومبــدأ التقييــم الفـ ّ‬ ‫القواعــد‪ ،‬ومبــدأ عــدم جعــل القاعــدة ال َّن ْحويَّــة فارغــة مــن املحتــوى التعليمـ ّ‬
‫ـرا‬
‫ن بغــر العربيَّــة‪ .‬وهــي مبــادئ ترتبــط ارتباطًــا كبـ ً‬ ‫املبــادئ التــي تُرا َعــى يف عمليَّــة تدريــس قواعــد النحــو ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫يب‪.‬‬
‫باإلســراتيجيات املعتمــدة يف تدريــس قواعــد النحــو العــر ّ‬
‫ـب يف‬‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫تص‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫فرعي‬
‫َّ‬ ‫ات‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ة‬ ‫د‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ـا‬‫ـ‬ ‫ق‬
‫ً‬ ‫وثي‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ً‬ ‫ط‬‫ارتبا‬ ‫ـط‬ ‫ن بغريهــا يرتبـ‬ ‫للناط ِق ـ َ‬ ‫يب ِ‬ ‫ ‪-‬إ َّن تدريــس قواعــد النحــو العــر ّ‬
‫العربيــة وقواعدهــا ال َّن ْحويَّــة التــي مت ِّكــن صاحبهــا مــن التعبــر عــن‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـاك‬ ‫ـ‬ ‫امت‬ ‫ـراتيجية العا َّمــة الراميــة إىل‬
‫َّ‬ ‫اإلسـ‬
‫ـراتيجية األهــداف‪ ،‬وإســراتيجية‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـاك‬ ‫ـ‬ ‫هن‬ ‫ـراتيجيات‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـذه‬ ‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫وم‬ ‫ـة‪،‬‬
‫ـ‬ ‫اليومي‬
‫َّ‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫حيات‬ ‫يف‬ ‫ـا‬ ‫ـ‬ ‫به‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫والتواص‬ ‫ـكاره‬‫أفـ‬
‫االختيــار‪ ،‬وإســراتيجية املحــاكاة والتقليــد‪ ،‬وإســراتيجية التطبيــق واملحادثــة‪ ،‬وإســراتيجية الوحــدة والتكامــل يف تدريس‬
‫القواعــد ال َّن ْحويَّــة‪.‬‬
‫ ‪-‬إن طبيعــة ال َعالقــة التــي تربــط بــن تدريــس قواعــد النحــو بباقــي املهــارات اللُّغويَّــة األربــع هــي َعالقــة وثيقــة ال ميكــن‬
‫خاصــة وأنهــا تقــوم عــى التكامــل والتســاند‪ ،‬إذ ال ميكــن أليــة مهــارة لُغويَّــة عــى ِحــدة أن تــؤ ِّدي وظائفها‬ ‫الفصــل بينهــا‪َّ ،‬‬
‫ن بغريهــا هــو املــد ِّرس الــذي يحرص‬ ‫يف معــزل عــن القواعــد ال َّن ْحويَّــة‪ ،‬مــن هنــا فاملــد ّر ُس الناجــح للُّغــة العربيَّــة ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬
‫ن بغريها‪.‬‬ ‫ـي بــن قواعــد النحــو وباقــي مهــارات اللُّغــة العربيَّــة يف عمليَّــة تعليمهــا ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫عــى التكامــل الوظيفـ ّ‬

‫(( ( تدريس العربية والتدريس بها (تحديات تحصني الهوية وآفاق تحصني العلوم)‪ ،‬محمد بازي‪ ،‬ص‪.95 :‬‬
‫(( ( املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.103 :‬‬
‫(( ( املرجع نفسه‪ ،‬ص‪.103–104 :‬‬

‫‪1413‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫املصادر واملراجع‪:‬‬
‫العربيــة للجميــع‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ن بغريهــا‪ ،‬عبــد الرحمــن بــن إبراهيــم الفــوزان‪ ،‬سلســلة‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِق ـ َ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬إضــاءات مل ُعلِّمــي اللُّغــة‬
‫‪1431‬هـ‪.‬‬
‫العربيــة والتدريــس بهــا (تحديِّــات تحصــن ال ُه ِويَّــة وآفــاق تحصــن العلــوم) محمــد بــازي‪( ،‬ط‪1–2021‬م)‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬تدريــس‬
‫منشــورات حلقــة الفكــر املغــريب‪ ،‬مطبعــة بــال‪ ،‬فــاس‪ ،‬املغــرب‪.‬‬
‫ـامية للرتبيــة‬
‫العربيــة‪ ،‬محمــود كامــل الناقــة‪ /‬رشــدي أحمــد طعيمــة‪ ،‬منشــورات املنظَّمــة اإلسـ َّ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬طرائــق تدريــس اللُّغــة‬
‫والعلــوم والثقافــة –إيسيســكو‪1424 -‬هـــ‪2003 /‬م‪.‬‬
‫ن بغريهــا –رؤيــة لســانية‪ ،-‬ســمري جعفــر‪ /‬مــوالي امحمد‬ ‫العربيــة وثقافتهــا ِ‬
‫للناط ِقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬قضايــا وإشــكاالت يف تدريــس اللُّغــة‬
‫ـامي للرتبيــة والعلوم والثقافــة –إيسيســكو‪2021 ،-‬م‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫العلــوي‪ ،‬منشــورات منظَّمــة العالَــم‬
‫مؤسسة دار العلوم – الكويت‪ ،‬الطبعة األوىل‪1979 ،‬م‪.‬‬ ‫وظيفيا‪ ،‬داود عبده‪َّ ،‬‬ ‫ًّ‬ ‫العربية‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬نحو تعليم اللُّغة‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1414‬‬
‫َّ‬
‫الوظيفية‬ ‫َّ‬
‫إستراتيجية الفصل المقلوب في تنمية مهارات الكتابة‬ ‫فاعلية‬
‫اط َ‬
‫قين بغيرها في المستوى المتوسط‬ ‫العربية َّ‬
‫الن ِ‬ ‫َّ‬ ‫لدى ُم َت َع ِّلمي ُّ‬
‫اللغة‬

‫الباحثة‪ /‬شيامء عبدالرحمن إبراهيم متيم‬


‫ُم ِ‬
‫حاض مبركز لغات الجامعة القاسميَّة ‪ -‬اإلمارات العربيَّة املتحدة‬

‫‪shimaa_tameem@yahoo.com‬‬

‫ـوي بفنــي الحديــث والكتابــة‪ ،‬فــإذا تَـ َّم‬


‫اللُّغــة أربعــة فنــون‪ :‬االســتامع‪ ،‬والتحـ ُّدث‪ ،‬والقــراءة‪ ،‬والكتابــة‪ ،‬ويرتبــط التعبــر اللُّغـ ّ‬
‫يب(((‪.‬‬
‫التعبــر بالحديــث فهــو املحادثــة أو التعبــر الشــفوي‪ ،‬وإذا تَـ َّم التعبــر بالكتابــة فهــو التعبــر الكتــا ّ‬
‫ويُ َعـ ّد التعبــر أهــم مهــارات اللُّغــة‪ ،‬التــي يجــب أن ُيــرن امل ُ َعلِّمــون طالبهــم عليهــا؛ حتــى تنمــى لديهــم مهاراتــه؛ ليصــروا‬
‫النهائيــة لكافَّــة ألوان النشــاط‬
‫َّ‬ ‫ـا يجــول يف خواطرهــم وأحاسيســهم ومــا يحيــط بهــم‪ ،‬فهــو املحصلــة‬ ‫قادريــن عــى التعبــر عـ َّ‬
‫عمليــة تواصــل وتفاعــل اجتامعــي(((‪.‬‬‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫أن‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬
‫ـ‬‫ً‬ ‫ق‬‫انطال‬ ‫‪،‬‬‫ـوي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫للتع‬ ‫ـامل‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـايئ‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫النه‬ ‫ـدف‬ ‫أيضــا الهـ‬
‫ـوي‪ ،‬وهــو ً‬‫اللُّغـ ّ‬
‫ـي يهــدف إىل تنميــة قــدرة التلميــذ عىل‬ ‫يب اإلبداعـ ّ‬ ‫يب إىل نوعــن‪ :‬إبداعــي ووظيفــي‪ .‬والتعبــر الكتــا ّ‬ ‫وينقســم التعبــر الكتــا ّ‬
‫التعبــر عــن األفــكار‪ ،‬واألحاســيس‪ ،‬واالنفعــاالت‪ ،‬والعواطــف‪ ،‬ومشــاعر الحــزن‪ ،‬والفــرح‪ ،‬واألمل‪ ،‬ووصــف مظاهــر الطبيعــة‪،‬‬
‫وأحــوال النــاس‪ ،‬وكتابــة الشــعر‪ ،‬والقصــة‪ ،‬واملقالــة‪ ،‬والخطبــة‪ ،‬واملرسحيــة‪ ،‬وكل مــا هــو فكــر جميــل بأســلوب جميــل(((‪.‬‬
‫ـي فيهــدف إىل تســهيل االتصــال بالنــاس مــن أجــل قضــاء الحاجــات املعيشــية؛ مثــل‪ :‬كتابــة‬ ‫يب الوظيفـ ّ‬ ‫أمــا التعبــر الكتــا ّ‬
‫الرســائل‪ ،‬واإلرشــادات‪ ،‬والتعليــات‪ ،‬والتقاريــر‪ ،‬وغريهــا‪ ،‬ويشــرط يف هــذا النــوع مــن الكتابــة املبــارشة‪ ،‬وإيصــال الرســالة‬
‫بأقــر الطُّــرق دون إطالــة‪.‬‬
‫يب‬
‫ـا ســبَق‪ ،‬فــإ َّن الشــكوى مــن ضعــف الطــاب يف مهــارات التعبــر الكتا ّ‬ ‫وعــى الرغــم مــن أهميَّــة التعب(((ــر كــا اتضــح مـ َّ‬
‫ـي تعليـ ُم التعبــر بعنايــة ملحوظــة ســواء يف أدبيَّــات اللُّغــة وطرائــق تدريســها‪ ،‬أو‬ ‫ـتمرة؛ حيــث يقــول (طعيمــة) ‪ :‬لقــد َح ِظـ َ‬ ‫مسـ َّ‬
‫عــى مســتوى البحــوث والدراســات الســابقة‪ ،‬ولكنــه مل يحـ َظ يف الواقــع واملام َرســة التعليميَّــة بتلــك العنايــة‪ ،‬مــا يكشــف عــن‬
‫األداء املتــدين للطــاب‪.‬‬
‫خاصــة بعــد جائحــة «كورونــا» ولــي نحقــق‬ ‫َّ‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫والتع‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫َ‬ ‫ت‬‫عملي‬
‫َّ‬ ‫يف‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫ي‬‫د‬‫ِّ‬ ‫التح‬ ‫ـديد‬ ‫ـ‬ ‫وش‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الرسع‬ ‫ويف عــر شــديد‬
‫ـي القائــم عىل التلقــن إىل حيويــة التعلُّــم الناتج‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫التعليم‬ ‫ـود‬ ‫ـ‬ ‫الجم‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـروج‬ ‫ـ‬ ‫الخ‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫يتطل‬ ‫ـذا‬‫ـ‬ ‫ه‬ ‫ـإن‬ ‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـم‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫التع‬ ‫نتا ًجــا أفضــل لعمليــة‬
‫عــن توظيــف التقنيــات الحديثــة‪.‬‬
‫وتعـ ُّد إســراتيجيَّة الفصــل املقلــوب منطًــا تقنيًّــا تربويًّــا بنائيًّــا يتمحور حــول املُتَ َعلِّــم ويهــدف إىل تطويــر قدراته التفكرييَّــة‪ ،‬وجعله‬
‫ـدرايس‪.‬‬
‫ـول إىل مصــادر متعــددة للمحتوى الـ ّ‬ ‫أكــر اســتعدا ًدا وحامســة لحضــور الــدرس‪ ،‬وأكــر تعاونًــا مــع زمالئــه‪ ،‬وأكــر وصـ ً‬
‫اإلحساس باملشكلة‪:‬‬
‫جاء اإلحساس مبشكلة هذا البحث من خالل ما يأيت‪:‬‬
‫أول‪ :‬الدراسات والبحوث السابقة‪:‬‬
‫ً‬
‫حيــث أشــارت نتائــج الدراســات والبحــوث الســابقة إىل وجــود تــد ٍّن واضــح يف مســتوى أداء الطــاب يف مهــارات الكتابــة‬
‫ـايس يف اكتســاب اللُّغــة‪ ،‬عــن طريــق اســتخدام طــرق‬
‫الوظيفيــة‪ ،‬وأوصــت هــذه البحــوث بــرورة العنايــة بهــذا الفــن األسـ ّ‬
‫َّ‬
‫ـراتيجيات ومداخــل جديــدة‪ ،‬قــد تُسـ ِهم يف التغلــب عــى هــذا َّ‬
‫الض ْعــف امللحــوظ يف أداء الطــاب‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫تدريــس وإسـ‬

‫حسن شحاتة (‪1988‬م)‪ :‬تعليم اللغة العربية والرتبية الدينية‪ ،‬ط ‪ ،6‬دار أسامة للطبع‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ص ‪.203، 204‬‬ ‫(( (‬
‫عىل أحمد مدكور (‪1991‬م)‪ :‬تدريس فنون اللغة العربية‪ ،‬دار الشواف‪ ،‬الرياض‪ ،‬ص ‪.105‬‬ ‫(( (‬
‫حسن شحاتة (‪1992‬م)‪ :‬تعليم اللغة العربية بني النظرية والتطبيق‪ ،‬الدار املرصية اللبنانية‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص ‪.243‬‬ ‫(( (‬
‫رشدي أحمد طعيمة (‪1998‬م)‪ :‬الثقافة العربية واإلسالمية بني التأليف والتدريس‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الفكر العريب‪ ،‬القاهرة‪ ،‬ص‪.46‬‬ ‫(( (‬

‫‪1415‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫االستطالعية(((‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ثانيا‪ :‬الدراسة‬
‫ً‬
‫ن بهــا‪ ،‬العاملــن يف مراكــز متعــددة؛‬ ‫العربيــة لغــر ال َّن ِ‬
‫اطقـ َ‬ ‫َّ‬ ‫حيــث قامــت الباحثــة بإجــراء مقابَلــة مــع بعــض ُم َعلِّمــي اللُّغــة‬
‫الوظيفيــة‪ ،‬وســؤالهم عــن وجــود منهــج‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ـارات‬‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫لتنمي‬ ‫ـرق التدريــس الحديثــة التــي يســرون عليهــا‬ ‫ـرف طُـ ُ‬ ‫بهــدف تعـ ُّ‬
‫الوظيفيــة‪ ،‬وقــد أســفرت املقابلــة عــن النتائــج اآلتيــة‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ـس‬
‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫يف‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـتعينون‬ ‫ـ‬ ‫ويس‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫علي‬ ‫يســرون‬
‫ ‪-‬اتفــاق آراء أفــراد ال َع ِّينــة مــن املعلِّمــن عــى عــدم وجــود منهــج يســرون عليــه أو يســتعينون بــه عنــد تدريســهم ملهــارات‬
‫الوظيفية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الكتابــة‬
‫ـراتيجيات جديــدة تســاعدهم يف تنميــة‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬اتفــاق آراء أفــراد ال َع ِّينــة مــن املعلِّمــن عــى حاجاتهــم الْ ُملِ َّحــة ملداخــل وإسـ‬
‫الوظيفيــة لــدى طالبهــم‪.‬‬
‫َّ‬ ‫مهــارات الكتابــة‬
‫تحديد املشكلة‪:‬‬
‫يف ضــوء مــا ســبق تتحــدد مشــكلة البحــث يف كيفيــة تنميــة مهــارات الكتابــة الوظيفيَّــة لــدى ُمتَ َعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة‬
‫ن بغريهــا يف املســتوى املتوســط‪ .‬ولإلســهام يف عــاج هــذه املشــكلة‪ ،‬فــإن مهمــة هــذا البحــث اإلجابــة عــن األســئلة‬ ‫اطقـ َ‬‫ال َّن ِ‬
‫البحثيَّــة اآلتيــة‪:‬‬
‫ني بغريها يف املستوى املتوسط؟‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬ ‫ال‬
‫َّ َّ‬ ‫ة‬ ‫العربي‬ ‫غة‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫مي‬ ‫ِّ‬ ‫ل‬‫ع‬‫ََ‬ ‫ت‬‫ُ‬ ‫مل‬ ‫املناسبة‬ ‫ة‬ ‫الوظيفي‬
‫َّ‬ ‫الكتابة‬ ‫مهارات‬ ‫س ‪ :1‬ما‬
‫ن بغريهــا يف املســتوى‬ ‫ِ‬
‫س ‪ :2‬مــا املتوافــر مــن مهــارات الكتابــة الوظيفيَّــة املناســبة لــدى ُمتَ َعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّناطق ـ َ‬
‫املتوســط؟‬
‫العربية‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫م‬‫ِّ‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫ت‬
‫ُ ََ‬‫م‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الوظيفي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫تنمي‬ ‫يف‬ ‫ـوب‬ ‫ـ‬ ‫املقل‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫الفص‬ ‫ة‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـتخدام‬‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـس‬
‫ـ‬ ‫س‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫أ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫س ‪:3‬‬
‫ن بغريها يف املســتوى املتوســط؟‬ ‫اطقـ َ‬ ‫ال َّن ِ‬
‫س ‪ :4‬مــا فاعليــة اســتخدام إســراتيجيَّة الفصــل املقلــوب يف تنميــة مهــارات الكتابــة الوظيفيَّــة لــدى ُمتَ َعلِّمي اللُّغــة العربيَّة‬
‫ن بغريها يف املســتوى املتوســط؟‬ ‫اطقـ َ‬‫ال َّن ِ‬
‫فرض البحث‪:‬‬
‫ـي‬
‫إحصائيــة عنــد ‪ %,1,0‬بــن متوس ـطَي درجــات الدارســن مــن مجموعــة البحــث يف التطبيقــن‪ :‬ال َقبـ ّ‬ ‫َّ‬ ‫فــرق ذو داللــة‬
‫ـدي‪.‬‬
‫َ ّ‬‫ـ‬ ‫ع‬‫الب‬ ‫ـق‬
‫ـ‬ ‫التطبي‬ ‫ـح‬
‫ـ‬ ‫لصال‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الوظيفي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ـارات‬
‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـاس‬
‫ـ‬ ‫قي‬ ‫ـدي الختبــار‬
‫والب ْعـ ّ‬
‫َ‬
‫حدود البحث‪:‬‬
‫ن بغريهــا يف املســتوى املتوســط‪ ،‬فضـ ًـا عن‬
‫اطقـ َ‬ ‫العربيــة ال َّن ِ‬
‫َّ‬ ‫اقتــر هــذا البحــث عــى َع ِّينــة مأخــوذة مــن ُمتَ َعلِّمــي اللُّغــة‬
‫ـخصية‪ – ‬كتابــة املقال)‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫الش‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫اإللكرتوني‬
‫َّ‬ ‫ـالة‬‫الوظيفيــة (كتابــة الرسـ‬
‫َّ‬ ‫اقتصــار البحــث عــى مهــارات الكتابــة‬
‫أهداف البحث‪:‬‬
‫ني بغريها يف املستوى املتوسط‪.‬‬ ‫العربية ال َّن ِ‬
‫اطق َ‬ ‫الوظيفية املناسبة ملُتَ َعلِّمي اللُّغة َّ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪1.‬تحديد مهارات الكتابة‬
‫ني بغريها يف املستوى املتوسط‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬ ‫ال‬
‫َّ َّ‬‫ة‬ ‫العربي‬ ‫غة‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫مي‬
‫ُ َ َ ِّ ُّ‬ ‫ل‬‫ع‬‫ت‬ ‫مل‬ ‫املناسبة‬ ‫ة‬ ‫الوظيفي‬
‫َّ‬ ‫الكتابة‬ ‫مهارات‬ ‫ ‪2.‬تعرف املتوافر من‬
‫الوظيفيــة لــدى ُمتَ َعلِّمــي اللُّغــة‬
‫َّ‬ ‫تقنيــة الفصــل املقلــوب لتنميــة مهــارات الكتابــة‬ ‫قرتحــة قامئــة عــى َّ‬ ‫ـراتيجية ُم َ‬
‫َّ‬ ‫ ‪3.‬تحديــد أســس إسـ‬
‫ن بغريهــا يف املســتوى املتوســط‪.‬‬ ‫العربيــة ال َّن ِ‬
‫اطقـ َ‬ ‫َّ‬
‫الوظيفيــة لــدى‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ـارات‬
‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫تنمي‬ ‫يف‬ ‫ـوب‬ ‫ـ‬ ‫املقل‬ ‫ـل‬‫ـ‬ ‫الفص‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫تقني‬
‫َّ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫القامئ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ح‬ ‫املقرت‬
‫َ‬ ‫ة‬‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫فاعلي‬ ‫ـدى‬ ‫ ‪4.‬تعــرف مـ‬
‫ن بغريهــا يف املســتوى املتوســط‪.‬‬ ‫اطقـ َ‬ ‫العربيــة ال َّن ِ‬
‫َّ‬ ‫ُمتَ َعلِّمــي اللُّغــة‬
‫أهمية البحث‪:‬‬
‫َّ‬
‫ـراتيجية‬
‫َّ‬ ‫أهميــة اســتخدام إسـ‬
‫ن بغريهــا؛ يتوقــع االســتفادة مــن َّ‬ ‫العربيــة ِ‬
‫للناط ِق ـ َ‬ ‫َّ‬ ‫ ‪1.‬بالنســبة ملخططــي وواضعــي مناهــج اللُّغــة‬
‫الوظيفيــة‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الفصــل املقلــوب عنــد تدريــس الكتابــة‬

‫(( ( انظر ملحق رقم (‪.)1‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1416‬‬
‫ن بغريهــا؛ حيــث ســيتم التعـ ُّـرف عــى طريقــة التدريــس املتَّبَعــة وإدراك أهميَّــة التنــوع‬ ‫اطقـ َ‬ ‫ ‪2.‬بالنســبة مل ُعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّن ِ‬
‫يف طُـ ُـرق التدريــس إلثــراء حصيلــة طالبهــم املعرفيَّــة واملهاريَّــة والوجدانيَّــة‪.‬‬
‫الوظيفية لديهم‪.‬‬
‫َّ‬ ‫العربية؛ من خالل تنمية مهارات الكتابة‬ ‫َّ‬ ‫ني بغري‬ ‫اطق َ‬ ‫ ‪3.‬بالنسبة للطالب ال َّن ِ‬
‫ ‪4.‬بالنسبة للباحثني؛ يتوقع االستفادة من نتائج وتوصيات ومقرتَحات البحث يف إجراء بحوث‪ ،‬ودراسات أخرى‪.‬‬
‫َع ِّينة البحث‪:‬‬
‫ني بغريها يف املستوى املتوسط‪.‬‬ ‫تسعة من ُمتَ َعلِّمي اللُّغة العربيَّة ال َّن ِ‬
‫اطق َ‬
‫مصطلحات البحث‪:‬‬
‫ ‪-‬إسرتاتيجية‪:‬‬
‫إجرائيــا بأنَّهــا‪ :‬مجموعــة مــن اإلجــراءات والخطــوات التــي يتبعهــا ٌّكل مــن امل ُ َعلِّــم واملُتَ َعلِّــم لتنميــة‬ ‫ًّ‬ ‫تع ّرفهــا الباحثــة‬
‫ن بغريهــا يف املســتوى املتوســط‪ ،‬عــن طريــق املام َرســة‬ ‫اطق ـ َ‬ ‫مهــارات الكتابــة الوظيفيَّــة لــدى ُمتَ َعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّن ِ‬
‫واملشــا َركة اإليجابيَّــة‪ ،‬يف ضــوء اإلمكانــات املتاحــة‪.‬‬
‫ ‪-‬الفصل املقلوب‪:‬‬
‫إجرائيــا بأنَّــه‪ :‬إســراتيجيَّة تســعى لتطبيــق فلســفة النظريــة ال ِبنائيَّــة‪ ،‬وتقــوم عــى قلــب طريقــة‬ ‫ًّ‬ ‫تع ّرفــه الباحثــة‬
‫التدريــس؛ حيــث يتـ ّم إعطــاء الطــاب ُمســبَ ًقا املــادة ال ِعلميَّــة عــر وســائط متعــددة قبــل التدريــس‪ ،‬وأ َّما عنــد التدريــس فتقوم‬
‫امل ُ َعلِّمــة مبناقشــة املحتــوى الســابق وطــرح التســاؤالت‪ ،‬وأوراق العمــل‪.‬‬
‫الوظيفية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ ‪-‬الكتابة‬
‫ن بغريهــا يف املســتوى املتوســط عــى الكتابــة‬ ‫ِ‬
‫إجرائيــا بأنهــا‪ :‬قــدرة ُمتَ َعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّناطقـ َ‬‫ًّ‬ ‫تع ّرفهــا الباحثــة‬
‫ـن‪.‬‬‫بشــكل صحيــح‪ ،‬لتوصيــل رســالة لُغويَّــة معينــة تتض َّمــن محتــوى معيَّ ًنــا لتحقيــق هــدف ُمعـ َّ‬
‫منهج البحث‪:‬‬
‫التحلييل يف تتبُّع البحوث واألدبيات ذات الصلة مبوضوع البحث‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الوصفي‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬املنهج‬
‫املقرتحة واستخالص النتائج‪.‬‬
‫َ‬ ‫ة‬‫اإلسرتاتيجي‬
‫َّ‬ ‫تطبيق‬ ‫يف‬ ‫التجريبي‬
‫ّ‬ ‫املنهج‬ ‫ ‪-‬‬
‫إجراءات البحث‪:‬‬
‫سار البحث الحايل َوف ًقا لإلجراءات اآلتية‪:‬‬
‫واألجنبية ذات الصلــة مبوضوع البحث‪ ،‬واســتخالص‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ي‬ ‫الرتبو‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫واألدبي‬ ‫ ‪1.‬االطــاع عــى الدراســات واألبحــاث الســابقة‪،‬‬
‫ني بغريها يف املســتوى املتوســط‪.‬‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬ ‫ال‬
‫َّ َّ‬‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬ ‫غة‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫م‬‫ِّ‬ ‫ل‬‫ع‬‫ََ‬ ‫ت‬‫ُ‬ ‫مل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الالزم‬ ‫الوظيفيــة‬
‫َّ‬ ‫مبدئيــة مبهــارات الكتابــة‬
‫قامئــة َّ‬
‫ن واملتخصصــن يف مجــال اللُّغــة العربيَّــة‪ ،‬وطُـ ُـرق تدريســها‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ ‪2.‬عــرض القامئــة يف صورتهــا املبدئيَّــة عــى مجموعــة مــن املح ّكمـ َ‬
‫لضبطهــا ووضعهــا يف صورتهــا النهائيَّة‪.‬‬
‫الوظيفية املناسبة لهم‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الكتابة‬ ‫مهارات‬ ‫من‬ ‫ة‬ ‫العربي‬
‫َّ‬ ‫بغري‬ ‫ني‬
‫َ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬
‫ ‪3.‬بناء اختبار؛ لقياس مدى مت ُّكن املُتَ َعلِّمني َّ‬
‫ال‬
‫ني بغريها يف املستوى املتوسط‪.‬‬ ‫ِ‬
‫ ‪4.‬تحديد األُ ُسس‪ :‬املعرفيَّة واالجتامعيَّة والنفسيَّة واللغويَّة ملُتَ َعلِّمي اللُّغة العربيَّة ال َّناطق َ‬
‫اإلسرتاتيجية يف ضوئها‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫النهائية لبناء‬
‫َّ‬ ‫ ‪ 5.‬إعداد قامئة باألُ ُسس يف صورتها‬
‫ ‪ 6.‬تطبيق اختبار الكتابة عىل املُتَ َعلِّمني ‪-‬مجموعة البحث‪ -‬تطبي ًقا قبليًّا‪.‬‬
‫املقرتحة‪.‬‬
‫ ‪7.‬تدريس املحتوى َوف ًقا لإلسرتاتيجية َ‬
‫ ‪ 8.‬تطبيق اختبار الكتابة عىل املُتَ َعلِّمني ‪-‬مجموعة البحث‪ -‬تطبي ًقا بعديًّا‪.‬‬
‫واملقرتحات‪.‬‬
‫َ‬ ‫ ‪ 9.‬تقديم التوصيات‬

‫‪1417‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫أول‪ :‬الدراسة النظر َّية‪:‬‬


‫ً‬
‫‪ -1‬مفهوم الفصل املقلوب‪:‬‬
‫يُعــرف الفصــل املقلــوب بأنَّــه‪ :‬اســتخدام أدوات الفيديــو لتســجيل الصــوت والصــورة للمحــارضات وجعلهــا متاحــة للطــاب‬
‫ـمية‪.‬‬
‫كاف قبــل الحضــور للمحــارضات الرسـ َّ‬ ‫بوقــت ٍ‬
‫وحل املشكالت وتوضيح املفاهيم الصعبة واإلجابة عن تساؤالت الطالب ‪.‬‬
‫(((‬
‫الرسمي ملناقشة ّ‬
‫ّ‬ ‫وهذا يتيح وقت املحارضة‬
‫الفلسفي لها(((‪:‬‬
‫ّ‬ ‫واألساس‬ ‫املقلوب‬ ‫ف‬ ‫الص‬
‫َّ ّ‬ ‫إلسرتاتيجية‬ ‫ة‬ ‫ي‬
‫َّ‬ ‫النظر‬ ‫‪ -2‬املنط َلقات‬
‫يقــوم مفهــوم قاعــات الفصــول املقلوبــة عــى مفاهيــم تربويَّــة حديثــة مثــل التعلُّــم ال َّن ِشــط )‪(Active Learning‬‬
‫الطالبيــة )‪ (Student Engagement‬والتعلُّــم املد َمــج )‪ (Blended Learning‬والتعلُّــم بالتســجيل الصــويتّ‬ ‫َّ‬ ‫واملشــا َركة‬
‫الصـ ّـف الــدرايس ت َ ْك ُمــن يف تطويــع الوقــت وتكريســه ألغــراض تدريسـ َّـية‬
‫)‪ ،(Course Broadcasting‬فقيمــة قلــب قاعــة َّ‬
‫أخــرى يف ِو َرش عمــل‪ ،‬حيــث بوســع الطــاب االستفســار عــن مضمــون املحــارضة واختبــار مهاراتهــم يف تطبيــق املعــارف‬
‫الدراســية‪ ،‬فأثنــاء الحصــص‬
‫َّ‬ ‫العمــي عــى النشــاطات‬
‫ّ‬ ‫والعلــوم لديهــم والتفاعــل بعضهــم مــع بعــض أثنــاء التدريــب‬
‫التدريسـ َّـية يقــوم املــد ِّرس بــدور املــد ِّرب أو املوجــه بتشــجيع الطــاب عــى االستفســار والتعــاون مــع اآل َخريــن‪.‬‬

‫التقليدي والفصل املقلوب‬


‫ّ‬ ‫شكل (‪ )1‬أدوار املُتَ َعلِّم يف الفصل‬
‫إسرتاتيجية الفصل املقلوب(((‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫أهمية استخدام‬ ‫‪َّ -3‬‬
‫ـراتيجية الفصــل املقلــوب كأحــد الحلــول التــي تتوافــق مــع التقنيــات الحديثــة لعــاج ضعــف‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫أهمي‬
‫تظهــر َّ‬
‫التعليميــة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ملي‬‫ع‬
‫َ َّ‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫منه‬ ‫ـتفادة‬‫ـ‬ ‫لالس‬ ‫ـة‬‫ـ‬‫التقني‬
‫َّ‬ ‫ـتخدام‬ ‫ـ‬ ‫اس‬ ‫ـمل‬ ‫ـ‬ ‫تش‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫ة‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـوب‬ ‫ـ‬ ‫املقل‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫فالتعل‬ ‫؛‬‫ـدي‬
‫التعلُّــم التقليـ ّ‬
‫ـدل مــن طريقــة التلقــن‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫ب‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫الط‬ ‫ـع‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ش‬ ‫َ‬ ‫ق‬‫واملنا‬ ‫ـاور‬ ‫ـ‬ ‫والتح‬ ‫ـل‬ ‫ـ‬ ‫التفاع‬ ‫يف‬ ‫ـت‬ ‫ـ‬ ‫الوق‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـد‬ ‫ـ‬ ‫مزي‬ ‫ـاء‬ ‫ـ‬ ‫قض‬ ‫ـم‬‫ـ‬‫بحيــث ميكــن ِّ‬
‫ل‬ ‫للمع‬
‫ـريف (الحصــول عــى‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫املع‬ ‫ـال‬ ‫ـ‬ ‫املج‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫األدىن‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـوب‬ ‫ـ‬ ‫املقل‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫التع‬ ‫يف‬ ‫ـون‬‫ـ‬ ‫يحقق‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ل‬ ‫ع‬ ‫ت‬
‫ُ َ َ ِّ‬ ‫مل‬‫ا‬ ‫ـإن‬‫ـ‬ ‫ف‬ ‫ـبورة‪،‬‬‫ـ‬ ‫الس‬ ‫أو الكتابــة عــى‬
‫ـريف (التطبيــق‪ ،‬التحليــل‪ ،‬الرتكيــب‪ ،‬التقويــم)‬ ‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫املع‬ ‫ـال‬‫ـ‬ ‫املج‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫األع‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـز‬
‫ـ‬ ‫والرتكي‬ ‫ـزل‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫املن‬ ‫يف‬ ‫ـتيعابها)‬ ‫املعرفــة واسـ‬
‫يف وقــت الفصــل‪.‬‬

‫الصـ ّـف املقلــوب عــى تنميــة مهــارات التعبــر الكتــايب لطالبــات معهــد تعليــم اللغــة‬
‫(( ( الســيد عبــد العــال وآخــرون (‪2019‬م)‪ :‬أثــر اســتخدام َّ‬
‫العربيــة للناطقــات بغريهــا‪ ،‬مجلــة كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة أســيوط‪ ،‬ص ‪.602‬‬
‫(( ( مــي الســيد (‪2014‬م)‪ :‬فاعليــة اســتخدام الفصــول املقلوبــة باســتخدام األجهــزة املتنقلــة يف تنميــة االتجاهــات نحــو البيئــة الصفيــة والتحصيــل‬
‫الــدرايس يف قواعــد اللغــة اإلنجليزيــة لطالبــات الربامــج التحضرييــة بجامعــة اإلمــام محمــد بــن ســعود اإلســامية‪ ،‬رســالة ماجســتري‪ .‬الريــاض‪:‬‬
‫جامعــة اإلمــام محمــد بــن ســعود‪ ،‬ص ‪.100‬‬
‫الصـ ّـف‬
‫(( ( محمــد يوســف أحمــد (‪2020‬م)‪ :‬اســتخدام إســراتيجية الفصــل املقلــوب وأثرهــا يف تنميــة مهــارات التعبــر الكتــايب لــدى طــاب َّ‬
‫الثامــن االبتــدايئ‪ ،‬مجلــة كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة األزهــر‪ ،‬ص‪.63‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1418‬‬
‫‪ -4‬أهداف الفصل املقلوب(((‪:‬‬
‫التعليمية وليس امل ُ َعلِّم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪-‬يرتكز التعلُّم املقلوب عىل مبدأ أن املُتَ َعلِّم هو محور ال َع َّ‬
‫ملية‬
‫ ‪-‬بناء بيئة َص ِّفيَّة تفا ُعليَّة محورها املُتَ َعلِّم وليس امل ُ َعلِّم‪.‬‬
‫املعريف الذي يتم داخل الفصل‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الدرايس‬
‫ّ‬ ‫ ‪-‬التدريب والتطبيق والعمل عىل املحتوى‬
‫ ‪-‬الرتكيز عىل فَ ْهم أعمق للمفاهيم واملعاين وال َعالقات وعدم االعتامد عىل التذكر‪.‬‬
‫ ‪-‬مراعاة ال ُف ُروق الفرديَّة بني املُتَ َعلِّمني‪ ،‬وتقديم الدعم املناسب ملن يجد صعوبة أثناء التعلُّم‪.‬‬
‫ ‪-‬تطوير املهارات الفرديَّة والتعلُّم الذايتّ‪ ،‬وتحويل الطالب إىل باحث عن مصادر املعرفة‪.‬‬
‫ني بغريها(((‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ِ‬
‫ق‬ ‫ِ‬
‫للناط‬ ‫العربية‬
‫َّ‬ ‫إسرتاتيجية الفصل املقلوب يف تعليم اللُّغة‬ ‫َّ‬ ‫ميزات تطبيق‬ ‫‪ُ - 5‬م ِّ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ ‪-‬تســاعد عــى االســتغالل األمثــل لوقــت الــدرس مــن قبَــل امل ُ َعلِّــم يف تصويــب أخطــاء الطــاب واإلجابــة عن استفســاراتهم‬
‫ـدل مــن إلقــاء املحــارضات يف الفصل‪.‬‬ ‫وتطبيــق مــا تعلَّمــوه عمليًّــا‪ ،‬بـ ً‬
‫درســا بأســلوبه؛ ليتمكــن الطــاب‬
‫ِّ ً‬ ‫ل‬ ‫ج‬ ‫ـ‬ ‫يس‬ ‫أن‬ ‫ـم‬ ‫ـ‬‫ِّ‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫م‬
‫َُ‬ ‫ـكل‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫ميك‬ ‫إذ‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬‫العربي‬
‫َّ‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫م‬‫ِّ‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫م‬
‫َُ‬ ‫ـن‬
‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـاب‬ ‫ ‪-‬تحقيــق أكــر اســتفادة للطـ‬
‫مــن االســتامع إىل هــذه الــدروس املتن ِّوعــة يف نفــس املوضــوع بفائــدة أكــر‪.‬‬
‫ ‪-‬إتاحة الفرصة الستخدام لغة العرص‪ ،‬ومواكبة التكنولوجيا‪.‬‬
‫وتضيف الباحثة‪:‬‬
‫لكل ٍ‬
‫طالب‪.‬‬ ‫ ‪-‬يستطيع الطالب أن يستمع إىل الفيديو املرسل أكرث من مرة‪ ،‬حسب ال ُف ُروق الفرديَّة ِّ‬
‫ ‪-‬تعزيــر مهــارات التفكــر العليــا حســب تصنيــف بلــوم (التطبيــق والتحليــل والرتكيــب واإلبــداع) داخــل الفصــل؛ حيــث‬
‫املعرفيــة الدنيــا (التذكــر وال َف ْهــم) خــارج الفصــل مــن خــال املــادة ال ِع َّ‬
‫لميــة املرســلة مــن امل ُ َعلِّــم‪.‬‬ ‫َّ‬ ‫يقومــون باملســتويات‬

‫شكل (‪ )2‬تطبيق تصنيف بلوم عىل الفصل املعكوس‬

‫(( ( عنيــات عبــد الحميــد (‪2020‬م)‪ :‬فاعليــة إســراتيجية الفصــل املقلــوب يف تنميــة مهــارات التحــدث لــدى ُمتَ َعلِّمــي اللغــة العربيــة الناطقــن‬
‫بغريهــا يف املســتوى املتقــدم‪ ،‬رســالة ماجســتري‪ ،‬جامعــة الــدول العربيــة‪ ،‬مــر‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫(( ( انظر كلًّ من‪:‬‬
‫الصـ ّـف املقلــوب عــى تنميــة مهــارات التعبــر الكتــايب لطالبــات معهــد تعليــم اللغــة العربيــة‬
‫‪ -‬الســيد عبــد العــال وآخــرون (‪2019‬م)‪ :‬أثــر اســتخدام َّ‬
‫للناطقــات بغريهــا‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص ‪.606‬‬
‫‪ -‬عاطف أبو حميد الرشمان (‪2015‬م)‪ :‬التعلم املدمج والتعلم املعكوس‪ ،‬ط‪ ،1‬دار املسرية للنرش والتوزيع‪ ،‬عامن‪ ،‬األردن‪ ،‬ص ‪.45‬‬
‫‪ -‬عنيــات عبــد الحميــد (‪2020‬م)‪ :‬فاعليــة إســراتيجية الفصــل املقلــوب يف تنميــة مهــارات التحــدث لــدى ُمتَ َعلِّمــي اللغــة العربيــة الناطقــن بغريهــا‬
‫يف املســتوى املتقــدم‪ :‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص‪.51‬‬

‫‪1419‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫ف املقلوب‪:‬‬ ‫الص ّ‬
‫إسرتاتيجية َّ‬
‫َّ‬ ‫‪ - 6‬رشوط تطبيق‬
‫وإلنجاح هذه اإلسرتاتيجية‪ ،‬فإنَّه يجب مراعاة رشوط تطبيق الفصل املقلوب وهي(((‪:‬‬
‫ ‪-‬التغيري يف كيفية استخدام الوقت داخل الفصل‪.‬‬
‫ ‪-‬التغيري يف كيفية استخدام الوقت خارج الفصل‪.‬‬
‫ ‪-‬القيام بأنشطة كانت تعترب من الواجبات املنزليَّة داخل الفصل‪.‬‬
‫ ‪-‬القيام باألنشطة التي كانت تع ُّد أنشطة فصلية خارج وقت الفصل‪.‬‬
‫ ‪-‬توافر ِب ْنيَة تحتيَّة يف القاعات الدراسيَّة‪.‬‬
‫اإللكرتوين‪.‬‬
‫ّ‬ ‫الدرايس‬
‫ّ‬ ‫املحتوى‬ ‫وتصميم‬ ‫الحاسوب‬ ‫مع‬ ‫ل‬ ‫م‬
‫ُ‬ ‫التعا‬ ‫عىل‬ ‫القادر‬ ‫ ‪-‬امل ُ َعلِّم املل ّم مبهارات التدريس املعكوس‪،‬‬
‫‪ - 7‬أدوات الفصل املقلوب(((‪:‬‬
‫ ‪-‬الحاسوب‪.‬‬
‫ ‪-‬تطبيقات إنتاج الفيديو‪.‬‬
‫ ‪-‬وسيط لنقل الفيديو املنتج‪.‬‬
‫‪ - 8‬معايري أنشطة الفصل املقلوب‪:‬‬
‫ ‪-‬االنتقاء والتخطيط‪.‬‬
‫ ‪-‬إثارة االهتامم‪.‬‬
‫ ‪-‬الوضوح واإليجاز‪.‬‬
‫إسرتاتيجية الفصل املقلوب(((‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ - 9‬خطوات تنفيذ‬
‫إسرتاتيجية الفصل املقلوب (التاءات الستة) واملتمثِّلة يف‪:‬‬‫َّ‬ ‫تنفيذ‬ ‫مراحل‬ ‫عىل‬ ‫الكحييل)‬ ‫أطلقت (ابتسام‬
‫ ‪1.‬تحديد‪ :‬حيث يقوم امل ُ َعلِّم بتحديد املوضوع أو الدرس الذي ينوي قلب الفصل‪ ،‬برشط أن يكون صال ًحا للعكس‪.‬‬
‫ ‪2.‬تحليل‪ :‬تحليل املحتوى إىل قيم ومعارف ومهارات ومفاهيم مه ّمة يجب معرفتها‪.‬‬
‫التعليمي أو التفا ُع ّيل بحيث يتضمن املادة ال ِعلميَّة صوتًا وصورة‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ ‪3.‬تصميم‪ :‬تصميم الفيديو‬
‫ ‪4.‬توجيه‪ :‬توجيه املُتَ َعلِّمني للمشاهدة من اإلنرتنت أو األقراص املدمجة‪.‬‬
‫ ‪5.‬تطبيق‪ :‬تطبيق املفاهيم التي تعلَّمها الطالب من الفيديو يف قاعة الدرس من خالل أنشطة التعلُّم ال َّن ِشط‪.‬‬
‫ ‪6.‬تقويم‪ :‬تقويم تعلُّم الطالب باستخدام أدوات التقويم املناسبة‪.‬‬
‫إسرتاتيجية الفصل املقلوب‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ - 10‬التقويم يف‬
‫إسرتاتيجية الفصل املقلوب بثالث مراحل‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫مير التقويم يف‬
‫ّ‬
‫بيل‪ :‬وهو يت ّم قبل الدرس‪ ،‬ويتم فيه مناقشة املفاهيم التي يف الفيديو‪.‬‬ ‫ ‪1.‬التقويم ال َق ّ‬
‫التعليميــة املنشــودة‪ ،‬ومــدى تق ُّدم‬
‫َّ‬ ‫عمليــة التدريــس‪ ،‬ويســتهدف قيــاس مــدة تحقــق األهــداف‬ ‫ـايئ ويتــم أثنــاء َّ‬ ‫ ‪2.‬التقويــم ال ِبنـ ّ‬
‫الطــاب‪ ،‬وتقديــم التغذيــة الراجعــة لهم‪.‬‬
‫ ‪3.‬التقويم الختامي‪ ،‬ويكون بعد االنتهاء من الدرس‪.‬‬

‫الصـ ّـف املقلــوب عــى تنميــة مهــارات التعبــر الكتــايب لطالبــات معهــد تعليــم اللغــة‬
‫(( ( الســيد عبــد العــال وآخــرون (‪2019‬م)‪ :‬أثــر اســتخدام َّ‬
‫العربيــة للناطقــات بغريهــا‪ ،‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص ص ‪.605، 606‬‬
‫(( ( عنيــات عبــد الحميــد (‪2020‬م)‪ :‬فاعليــة إســراتيجية الفصــل املقلــوب يف تنميــة مهــارات التحــدث لــدى ُمتَ َعلِّمــي اللغــة العربيــة الناطقــن‬
‫بغريهــا يف املســتوى املتقــدم‪ :‬مرجــع ســابق‪ ،‬ص ‪.55‬‬
‫(( ( ابتســام الكحيــي (‪2015‬م)‪ :‬فاعليــة الفصــول املقلوبــة يف تنميــة التعلــم‪ ،‬ط‪ ،1‬دار الزمــان‪ ،‬املدينــة املنــورة‪ ،‬اململكــة العربيــة الســعودية‪ ،‬ص‬
‫‪.160‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1420‬‬
‫ـا ســبَق‪ ،‬يتَّ ِضــح أن املُتَ َعلِّــم هــو محــور ال َعمليَّــة التعليميَّــة‪ ،‬كــا أن اللُّغــة عمليَّــة تراكميَّــة يكتســب املُتَ َعلِّــم منهــا يف كل‬ ‫ومـ َّ‬
‫مســتوى مجموعــة مــن املهــارات؛ لــذا كان مــن الــرورة مبــكان االتجــاه نحــو اســتخدام إســراتيجيَّات حديثــة تنظــر لل ُمتَ َعلِّم‬
‫عــى أنَّــه فــرد مســؤول عــن أبنــاء معرفتــه‪ ،‬ومــن هــذه اإلســراتيجيات‪ ،‬إســراتيجيَّة الفصــل املقلــوب التــي تقــوم عــى مبــادئ‬
‫النظريَّــة ال ِبنائيَّــة التــي تهتــم بكيفيــة تعلُّــم اإلنســان‪ ،‬وأن املُتَ َعلِّــم يبنــي معرفتــه يف ضــوء خرباتــه الســابقة‪ ،‬وذلــك رشط‬
‫أســايس لبنــاء التعلُّــم ذي املعنــى‪.‬‬
‫الوظيفية‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪1.‬مفهوم الكتابة‬
‫عرفتــه ‪ :Mervat Saad‬بأنَّــه اتصــال النــاس ببعضهــم لتنظيــم حياتهــم‪ ،‬وقضــاء حوائجهــم‪ ،‬ولهــذا النــوع مــن التعبــر‬
‫أســلوب خــاص يف الكتابــة‪ ،‬وخاصــة يف هــذا العــر الــذي مييــل إىل املعرفــة‪ ،‬والدقــة‪ ،‬والرسعــة(((‪.‬‬
‫ني بغريها يف املستوى املتوسط‪:‬‬ ‫اطق َ‬‫العربية ال َّن ِ‬‫َّ‬ ‫الوظيفية مل ُ َت َعلِّمي اللُّغة‬
‫َّ‬ ‫أهمية الكتابة‬
‫ ‪َّ 2.‬‬
‫ـا يف‬ ‫ـرا مهـ ًّ‬‫ـي وســيلة‪ ،‬ميكــن عــن طريقهــا أن يتواصــل التالميــذ بعضهــم مــع بعــض‪ ،‬ويعتــر عنـ ً‬ ‫يب الوظيفـ ّ‬‫التعبــر الكتــا ّ‬
‫بعضــا‪ ،‬والوســيلة املأمولــة يف عــرض أفكارهــم ومــا يواجههــم يف املواقــف اليوميَّــة‪.‬‬ ‫تكويــن َعالقــات بينهــم وبــن بعضهــم ً‬
‫ـي يف زيــادة الرسعــة يف مهــارات الكتابــة والقــراءة‪ ،‬وهــو وســيلة لتحريــر االجتامعــات‬ ‫يب الوظيفـ ّ‬ ‫ويســهم التعبــر الكتــا ّ‬
‫ـي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫الوظيف‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫الكت‬ ‫ـر‬‫ـ‬ ‫التعب‬ ‫ـاالت‬ ‫ـ‬ ‫مج‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫وغريه‬ ‫ـموع‬ ‫ـ‬ ‫مس‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫حدي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ولكتاب‬ ‫ـات‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫والتلخيص‬ ‫ـائل‬ ‫ـ‬ ‫والرس‬ ‫واملحــارضات والنــدوات‬
‫الالزمــة لهــم‪ ،‬كــا يعـ ّد معيــا ًرا للحكــم عــى كــم الــروة اللُّغويَّــة لديهــم ومــدى قدراتهــم عــى اســتخدامها يف كتاباتهــم‪.‬‬
‫ني بغريها يف املستوى املتوسط‪:‬‬ ‫اطق َ‬‫العربية ال َّن ِ‬
‫َّ‬ ‫الوظيفية مل ُ َت َعلِّمي اللُّغة‬
‫َّ‬ ‫ ‪3.‬أهداف الكتابة‬
‫الوظيفي تتمثَّل فيام ييل ‪:‬‬
‫(((‬
‫ّ‬ ‫يب‬
‫ّ‬ ‫الكتا‬ ‫التعبري‬ ‫أهداف‬ ‫أن‬ ‫م)‬ ‫‪1991‬‬ ‫(‬ ‫مدكور‬ ‫يرى عيل أحمد‬
‫ ‪1.‬تنمية قدرة الطالب عىل كتابة الرسائل والدعوات والتقارير وامللخصات بطريقة سليمة‪.‬‬
‫ ‪2.‬إقــدار الطالــب عــى القيــام بجميــع ألــوان النشــاط اللُّغــو ّي التــي يتطلبهــا منــه املجتمــع‪ ،‬فباإلضافــة إىل ألــوان النشــاط‬
‫اللُّغــو ّي الســابق مــن محادثــة‪ ،‬ومناقشــة‪ ،‬ورســائل‪ ...‬إلــخ‪ ،‬ال بــ َّد مــن إقــدار الطالــب عــى التحــ ُّدث إىل اآل َخريــن‪،‬‬
‫ومقابلــة الضيــوف‪ ،‬ومجاملتهــم‪ ،‬وتقديــم شــخص لشــخص آخــر‪ ،‬وتقريــظ اآل َخريــن مبــا فيهــم‪ ،‬وكتابــة بطاقــات املجاملة‪،‬‬
‫االجتامعيــة‬
‫َّ‬ ‫واملعايــدة‪ ،‬وكتابــة الالفتــات‪ ،‬أو التعليــات‪ ،‬وإعطــاء التوجيهــات واإلرشــادات‪ ،‬ومــا إىل ذلــك مــن األنشــطة‬
‫ـانية‪.‬‬
‫الرضوريَّــة للحيــاة اإلنسـ َّ‬
‫ ‪3.‬تنميــة حساســية الطالــب للمواقــف االجتامعيَّــة املختلفــة‪ ،‬التــي تتطلَّــب منــه كتابــة رســالة‪ ،‬أو بطاقــة تهنئــة لصديــق‪ ،‬أو‬
‫ـن‪.‬‬
‫ـص قصــة‪ ،‬أو حكايــة‪ ،‬أو كتابــة مذكــرة لــيء معـ َّ‬ ‫تقديــم شــخص إىل شــخص آخــر‪ ،‬أو قـ ّ‬
‫ني بغريها يف املستوى املتوسط‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬‫ن‬ ‫ال‬
‫َّ َّ‬ ‫ة‬ ‫العربي‬ ‫غة‬ ‫ل‬
‫ُّ‬ ‫ال‬ ‫مي‬ ‫الوظيفية املناسبة مل ُ َت َعلِّ‬
‫َّ‬ ‫ ‪4.‬مجاالت الكتابة‬
‫للكتابــة الوظيفيَّــة كثــر مــن املجــاالت التــي تتصــل مبجــاالت الحيــاة املختلفــة كالرســائل والربقيــات والالفتــات والتلخيــص‬
‫والتقاريــر وكتابــة املحــارض والســر الذاتيَّــة‪ ،‬وســيقترص البحــث الحــايل عــى مجالــن فقــط‪ ،‬وهــا‪ :‬كتابــة الرســالة‬
‫اإللكرتونيَّــة الشــخصيَّة‪ ،‬وكتابــة التقريــر‪.‬‬
‫الشخصية‬
‫َّ‬ ‫اإللكرتونية‬
‫َّ‬ ‫املجال األول‪ :‬كتابة الرسالة‬
‫ـي املعــارص رشعــت التقنيــات الحديثــة تنافــس‬ ‫التواصــل حاجــة ال ميكــن لإلنســان االســتغناء عنهــا‪ ،‬ومــع التق ـ ُّدم العلمـ ّ‬
‫ُ‬
‫التواصــل‪ ،‬وباتــت الشــبكة الدوليَّــة مــن أيــر تلــك الوســائل‪ ،‬وال عجــب فهــي األرسع واألقـ ّـل‬
‫ُ‬ ‫الوســائل القدميــة يف مجــال‬
‫كلفــة‪ ،‬وميكــن تحقيــق تواصــل أفضــل عــر الرســالة اإللكرتونيَّــة الشــخصيَّة وذلــك مبراعــاة مــا يــي(((()‪:‬‬

‫ )‪(1‬‬ ‫‪Mervat Saad Abdella Ramadan (2010): The effectiveness of a suggested program based‬‬
‫‪on the lexical Approach in Developing the Writing skills of the students in the English departments in‬‬
‫‪Faculties of Education,cairo university P.14.‬‬
‫(( ( عيل أحمد مدكور (‪1991‬م)‪ :‬تدريس فنون اللغة العربية‪ ،‬دار الشواف‪ ،‬الرياض‪ ،‬ص ‪.267‬‬
‫(( ( إبراهيــم محمــد عبداللــه وآخــرون (‪2009‬م)‪ :‬الكفــاءة اللغويــة للناطقــن بالعربيــة‪ ،‬ط‪ ،1‬مكتبــة الفــاح للنــر والتوزيــع‪ ،‬اإلمــارات العربيــة‬
‫املتحــدة‪ ،‬ص ص ‪.270-271‬‬

‫‪1421‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫الفنية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫أول‪ :‬املتطلَّبات‬
‫ً‬
‫ ¨تحديد املرسل إليه‪ /‬إليهم )…‪.(to‬‬
‫مختصة دالَّة عىل مضمون الرسالة )‪.(subject‬‬ ‫َ‬ ‫ ¨كتابة عبارة‬
‫ ¨اختيار مرفقات الرسالة (صور أو ملفات)‪.‬‬
‫ ¨اختيار نوع الخط والتنسيق واأللوان املناسبة‪.‬‬
‫خاصة مبحددات كتابة الرسالة وتتألف من‪:‬‬ ‫الوظيفية‪ :‬وهي َّ‬
‫َّ‬ ‫ثانيا‪ :‬املتطلَّبات‬
‫ً‬
‫ ‪ .‬أاملقدمة وتحتوي عىل‪:‬‬
‫ ¨صيغة خطاب املرسل إليه (األخ‪ /‬الصديق)‪.‬‬
‫ ¨التحية حسبام هو معتاد بني املرسل َ‬
‫واملرسل إليه (السالم عليكم‪ /‬أسعد الله أوقاتكم)‪.‬‬
‫ ¨مدخل مناسب ملضمون الرسالة (ر ًّدا عىل رسالتكم ‪ /‬أود مشاركتكم‪.)...‬‬
‫ ‪ .‬ب العــرض‪ :‬ويشــتمل العــرض عــى الهــدف الرئيــس الــذي كُتبــت الرســالة مــن أجلــه‪ ،‬ويراعــى يف العــرض‬
‫ـي‪ ،‬واإليجــاز‬
‫عرضــا واض ًحــا‪ ،‬ومراعــاة التسلســل املنطقـ ّ‬
‫اســتخدام نظــام الفقــرة يف الكتابــة‪ ،‬وعــرض األفــكار ً‬
‫غــر املخـ ّـل باملضمــون‪.‬‬
‫ ‪ .‬جالخامتة وتشتمل عىل‪:‬‬
‫ ¨خالصة رسيعة ملا ورد فيها أو اقرتاح أو توصية أو نتيجة ملا سبَق ُ‬
‫عرضه‪.‬‬
‫ ¨تحية الختام‪ ،‬وتكون بحسب ما اعتاد عليه املرتاسالن فيام بينهام‪( :‬السالم عليكم‪)...‬‬
‫املجال الثاين‪ :‬املقال‬
‫التواصل بكفــاءة‪ ،‬وتشــجع كتابة‬ ‫ُ‬ ‫املجتمعيــة‪ ،‬التــي من خاللهــا يتــم‬ ‫َّ‬ ‫يهــدف تعليــم الطــاب كتابــة املقــال إىل تأهيلهــم للحيــاة‬
‫املقــال عــى املالحظــة والتنظيــم والتدقيــق والتقييــم وإبــداء الــرأي‪ ،‬ويشــتمل املقــال عــى عنــوان‪ ،‬وكتابــة مقدمــة مناســبة‪،‬‬
‫واإلملــام مبحتــوى املقــال وتغطيــة جميــع جوانبــه‪ ،‬مــع إبــداء الــرأي وكتابــة خامتــة تلخيصيــة ملوضــوع املقــال‪.‬‬
‫ني بغريها‪:‬‬ ‫اطق َ‬ ‫العربية ال َّن ِ‬ ‫َّ‬ ‫الوظيفية لدى ُم َت َعلِّمي اللُّغة‬ ‫َّ‬ ‫ ‪5.‬واقع تدريس مهارة الكتابة‬
‫ـرا مــن الوقــت‬ ‫ً‬ ‫ـ‬ ‫كث‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬‫َّ‬ ‫ل‬ ‫تتط‬ ‫ـارة‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫ه‬‫َّ‬ ‫ن‬‫أ‬ ‫إىل‬ ‫ـع‬ ‫ـ‬ ‫يرج‬ ‫ـوم‬‫ـ‬ ‫الي‬ ‫ـوي‬
‫ّ‬ ‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـم‬‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫يف‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ـارة‬ ‫يــرى الباحثــون أن إهــال مهـ‬
‫التعليميــة مــن جهــة‬
‫َّ‬ ‫ـداف‬ ‫ـ‬ ‫األه‬ ‫ـدم‬‫ـ‬ ‫تخ‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫الت‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫األصلي‬
‫َّ‬ ‫ـادة‬‫ـ‬ ‫امل‬ ‫ـى‬
‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـول‬ ‫ـ‬ ‫الحص‬ ‫ويف‬ ‫‪،‬‬ ‫ٍ‬
‫ة‬ ‫ـ‬ ‫جه‬ ‫ـن‬‫ـ‬ ‫م‬ ‫والصــر واملجاهــدة يف التدريــس‬
‫العربيــة‪ ،‬أو إىل تصنيــف مســتوياتها‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الكتابي‬
‫َّ‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫امله‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫تنمي‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫موجه‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫دراس‬ ‫ـود‬ ‫أخــرى‪ ،‬باإلضافــة إىل عــدم وجـ‬
‫ـدل‬
‫ـراتيجيات التعلُّــم يف بنــاء املناهــج الدراسـ َّـية بـ ً‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫إس‬ ‫ـف‬ ‫ـ‬ ‫توظي‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ب‬ ‫ر‬
‫ُّ‬ ‫ـد‬
‫ـ‬ ‫والت‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫لي‬
‫ُ َّ‬‫التواص‬ ‫م‬‫ّ‬ ‫ـا‬
‫ـ‬ ‫بامله‬ ‫وأوصــت بــرورة االهتــام‬
‫مــن الرتكيــز امل ُكثَّــف عــى تدريبــات القواعــد(((‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إعداد أدوات البحث وتطبيقه‪:‬‬
‫ً‬
‫استخدم يف هذا البحث ع ّدة أدوات‪ ،‬وفيام يأيت توضيح للخطوات التي اتبعت عند إعدادها‪:‬‬
‫العربيــة‬
‫َّ‬ ‫غــة‬ ‫ل‬
‫ُّ‬ ‫ال‬ ‫مــي‬‫ل‬
‫ِّ‬ ‫ع‬ ‫ت‬
‫ُ ََ‬‫م‬ ‫لــدى‬ ‫الوظيفيــة املناســبة‬ ‫َّ‬ ‫لإلجابــة عــن الســؤال األول‪ :‬مــا مهــارات الكتابــة‬
‫ن بغريهــا يف املســتوى املتوســط؟‬ ‫اطقــ َ‬‫ال َّن ِ‬
‫ن بغريهــا يف املســتوى‬ ‫ِ‬
‫قامــت الباحثــة بإعــداد قامئــة مهــارات الكتابــة الوظيفيَّــة املناســبة ملُتَ َعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّناطقـ َ‬
‫ـايئ تحتــوي‬
‫ن وإقرارهــا يف صورتهــا النهائيَّــة أصبحــت يف شــكلها النهـ ّ‬ ‫املتوســط‪ ،‬وبعــد عــرض القامئــة عــى الســادة املح ّك ِمـ َ‬
‫عــى اثنتــي عــرة مهــارة عــى النحــو اآليت‪:‬‬

‫(( ( دالل يــس أحمــد أبــو الســعود (‪2003‬م)‪ :‬فعاليــة املدخــل التكامــي لتعليــم العربيــة لألجانــب يف تنميــة القــدرة اللغويــة‪ ،‬رســالة دكتــوراه غــر‬
‫منشــورة‪ ،‬كليــة الرتبيــة‪ ،‬جامعــة عــن شــمس‪ ،‬ص ‪.7-8‬‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1422‬‬
‫الوظيفية‬
‫َّ‬ ‫نهائية مبهارات الكتابة‬
‫جدول (‪ )1‬قامئة َّ‬
‫املهارات‬ ‫املجاالت‬ ‫م‬

‫ •يكتب اسم املرسل إليه أو صفته‪ ،‬ثم التحية‪.‬‬ ‫الرسالة اإللكرتونيَّة الشخصيَّة‬ ‫‪1‬‬
‫ •يحدد موضوع الرسالة‪.‬‬
‫ •ينظم محتوى الرسالة‪.‬‬
‫ •يكتب فقرة ختامية تؤكد عىل الغرض من الرسالة وتوديع املرسل إليه‪.‬‬
‫ •التوقيع جهة اليسار‪.‬‬
‫ •يراعي السالمة اللُّغويَّة‪.‬‬
‫ناسبًا للمقال‪.‬‬‫ •يكتب عنوانًا ُم ِ‬ ‫املقال‬ ‫‪2‬‬
‫ •يكتب مقدمة متهيديَّة مناسبة ملوضوع املقال‪.‬‬
‫ •يغطي جوانب موضوع املقال‪.‬‬
‫ •يُ ِبدي رأيَه‪.‬‬
‫ •يكتب خامتة مناسبة للمقال‪.‬‬
‫ •السالمة اللُّغويَّة‪.‬‬

‫الوظيفيــة املناســبة لــدى ُم َت َعلِّمــي اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫لإلجابــة عــن الســؤال الثــاين‪ :‬مــا املتوافــر مــن مهــارات الكتابــة‬
‫ن بغريهــا يف املســتوى املتوســط؟‬ ‫اطقـ َ‬ ‫العربيــة ال َّن ِ‬
‫َّ‬
‫ن بغريها يف املســتوى‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬‫ن‬ ‫ال‬
‫َّ َّ‬‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫مي‬‫ِّ‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫ت‬
‫ُ ََ‬‫م‬ ‫ـدى‬
‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الوظيفي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ـارات‬‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫يقي‬ ‫ـار‬
‫ـ‬ ‫اختب‬ ‫ـاء‬
‫ـ‬ ‫ببن‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الباحث‬ ‫ـت‬ ‫قامـ‬
‫املتوســط يف ضــوء الخطــوات اآلتية‪:‬‬
‫‪ - 1‬تحديد الهدف من االختبار‪:‬‬
‫ن بغريهــا‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬ ‫ال‬
‫َّ َّ‬‫ـة‬‫ـ‬ ‫العربي‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬
‫ـ‬ ‫م‬‫ِّ‬ ‫ل‬‫ع‬ ‫ت‬
‫ُ ََ‬‫م‬ ‫ـدى‬‫ـ‬ ‫ل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الوظيفي‬
‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـر‬
‫ـ‬‫أعـ ّد هــذا االختبــار لقيــاس مــدى ُ‬
‫ف‬ ‫توا‬
‫يف املســتوى املتوســط َوف ًقــا لقامئــة املهــارات التــي ت َـ َّم التوصــل إليهــا‪ .‬وفيــا يــي جــدول مواصفــات اختبــار مهــارات‬
‫الوظيفية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫الكتابــة‬
‫الوظيفية‬
‫َّ‬ ‫جدول (‪ )2‬يبني مواصفات اختبار مهارات الكتابة‬
‫الوزن‬ ‫األسئلة‬ ‫عدد‬
‫السؤال الذي يقيس املهارة‬ ‫املهارة‬ ‫م‬
‫النسبي‬ ‫التي تقيسها‬ ‫األسئلة‬

‫إلكرتونية إىل‬
‫َّ‬ ‫اكتب رسالة‬ ‫الشخصية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫اإللكرتونية‬
‫َّ‬ ‫مهارات كتابة الرسالة‬
‫أحد أصدقائك املقربني‪،‬‬ ‫ •يكتب اسم املرسل إليه أو صفته‪ ،‬ثم التحية‪.‬‬
‫تخربه فيها عن تجربتك‬ ‫ •يحدد موضوع الرسالة‪.‬‬
‫العربية‬
‫َّ‬ ‫يف دراسة اللُّغة‬ ‫ •ينظم محتوى الرسالة‪.‬‬ ‫‪1‬‬
‫راعيا‬
‫يف مركز اللغات‪ُ ،‬م ً‬ ‫ •يكتب فقرة ختامية تؤكد عىل الغرض من الرسالة وتوديع‬
‫‪%50‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫معايري كتابة الرسالة‬ ‫املرسل إليه‪.‬‬
‫الشخصيَّة والسالمة‬ ‫ •يوقع جهة اليسار‪.‬‬
‫اللُّغويَّة‪.‬‬ ‫ •يراعي السالمة اللُّغويَّة‪.‬‬

‫مقال حول العقول‬ ‫مهارات كتابة املقال‪:‬‬


‫اكتب ً‬ ‫ناسبًا للمقال‪.‬‬‫ •يكتب عنوانًا ُم ِ‬
‫موض ًحا أسباب‬‫املهاجرة‪ِّ ،‬‬ ‫ •يكتب مقدمة متهيديَّة مناسبة ملوضوع املقال‪.‬‬
‫الهجرة‪ ،‬ومشكالتها‪ ،‬ورأيك‬ ‫ •يغطي جوانب موضوع املقال‪.‬‬ ‫‪2‬‬
‫فيها‪ ،‬مع مراعاة معايري‬ ‫ •يُ ِبدي رأيَه‪.‬‬
‫‪%50‬‬ ‫‪1‬‬ ‫‪1‬‬ ‫كتابة املقال والسالمة‬
‫اللُّغويَّة‪.‬‬ ‫ •يكتب خامتة مناسبة للمقال‪.‬‬
‫ •يراعي السالمة اللُّغويَّة‪.‬‬
‫‪%100‬‬ ‫‪2‬‬ ‫املجموع‬

‫‪1423‬‬ ‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬
‫اهريغب نيقطانلل ةيبرعلا ةغللا ميلعت جمارب‬ ‫المحور السابع‬

‫االستطالعية لالختبار‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫‪ - 2‬التجربة‬


‫للتأكُّــد مــن صحــة االختبــار للتطبيــق وكذلــك للتأكُّــد مــن وضــوح التعليــات وأســئلة االختبــار‪ ،‬وكذلــك لتحديــد زمــن‬
‫العربية‬
‫َّ‬ ‫ـتطالعية مــن ُمتَ َعلِّمــي اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫ـتطالعية لالختبــار‪ ،‬وذلــك بتطبيقــه عــى َع ِّينــة اسـ‬ ‫َّ‬ ‫تطبيــق االختبــار‪ ،‬ت َـ َّم إجــراء تجربــة اسـ‬
‫ن بغريهــا يف املســتوى املتوســط بلَــغ عد ُدهــم تســعة طــاب‪ ،‬وكان هــذا التطبيــق يهــدف إىل تحديــد مــا يــي‪:‬‬ ‫اطقـ َ‬ ‫ال َّن ِ‬
‫الوظيفية‪:‬‬
‫َّ‬ ‫تطبيق الجزء الخاص مبهارات الكتابة‬
‫أ‪ -‬زمن االختبار‪:‬‬
‫قامت الباحثة بحساب زمن االختبار أثناء التجربة االستطالعيَّة يف ضوء املعادلة اآلتية‪:‬‬
‫زمن االختبار = الز َمنِ الذي استغرقه أول طالب ‪ +‬آخر طالب‪2 /‬‬
‫وقــد اســتغرق أرسع طالــب لإلجابــة عــن أســئلة االختبــار (‪ )40‬دقيقــة‪ .‬أمــا أبطــأ طالــب فقــد اســتغرق (‪ )60‬دقيقــة‪،‬‬
‫وبتطبيــق املعادلــة زمــن االختبــار قــدره (‪ )50‬دقيقــة‪.‬‬
‫ب‪ -‬ثبات االختبار‪:‬‬
‫يقصــد بثبــات االختبــار مــدى اتِّســاق مــا يكشــف عنــه مــن نتائج بالنســبة لــكل طالــب‪ ،‬ولحســاب ثبــات االختبار اســتخدمت‬
‫ـاط بــن‬ ‫الباحثــة طريقــة التجزئــة النصفيَّــة ألســئلة االختبــار معتمــدة عــى معادلــة بريســون‪ ،‬حيــث تَـ َّم حســاب ُمعا ِمــل االرتبـ ِ‬
‫األســئلة الفرديَّــة والزوجيــة‪ ،‬وبإجــراء العمليــات الحســابيَّة توصلــت الباحثــة إىل أن معامــل ارتبــاط الجزأيــن = ‪0.71‬‬
‫وباستخدام معادلة (سبري مان – بارون)‬
‫استطاعت الباحثة حساب ثبات االختبار‪:‬‬
‫‪1.42‬‬ ‫‪0.11X2‬‬ ‫‪0.2‬‬
‫تقريبــا‬
‫ً‬ ‫ر‪0.82 = ____ = ______ = ___ = 1‬‬
‫‪1.74‬‬ ‫‪1+0.71‬‬ ‫‪1+‬ر‬
‫تقريبا فهو ثبات مرتفع‪ ،‬ويعطي ثقة يف تطبيق االختبار ومدى صالحيته‪.‬‬ ‫ومبا أن ثبات االختبار يساوي ‪ً 0.82‬‬
‫ج‪ -‬صدق االختبار‪:‬‬
‫العربيــة بهــدف‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬ ‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫يف‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫املتخصص‬ ‫ن‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ك‬
‫ّ‬ ‫املح‬ ‫ـض‬ ‫ـ‬ ‫بع‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـه‬
‫ـ‬ ‫عرض‬ ‫م‬ ‫ـ‬‫َ‬
‫َّ َّ‬ ‫ت‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫املبدئي‬ ‫ـه‬ ‫ـ‬ ‫صورت‬ ‫يف‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫االختب‬ ‫بعــد أن ت َـ َّم وضــع‬
‫ن تَـ َّم‬
‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫ك‬
‫ّ‬ ‫املح‬ ‫ـادة‬‫ـ‬ ‫الس‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫وتوجيه‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫توصي‬ ‫ـى‬‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـاء‬
‫ً‬ ‫ـ‬ ‫وبن‬ ‫ـق‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫للتطبي‬ ‫ـار‬ ‫ـ‬ ‫االختب‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫صالحي‬ ‫ـدى‬ ‫ـ‬ ‫وم‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫التعلي‬ ‫التأكُّــد مــن مالءمــة‬
‫تحســن االختبــار وتؤكــد فاعليتــه يف قيــاس مــا وضــع لقياســه‪.‬‬ ‫ُّ‬ ‫يف‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ِ‬ ‫ـ‬ ‫س‬ ‫ُ‬ ‫ت‬ ‫ـي‬ ‫ـ‬ ‫والت‬ ‫ـة‪،‬‬‫ـ‬ ‫املطلوب‬ ‫ـات‬ ‫ـ‬ ‫إجــراء بعــض التعدي‬
‫لإلجابــة عــن الســؤال الثالــث‪ :‬مــا أُ ُســس اســتخدام إســراتيجيَّة الفصــل املقلــوب يف تنميــة مهــارات الكتابــة الوظيفيَّــة‬
‫ن بغريهــا يف املســتوى املتوســط؟‬ ‫اطقـ َ‬ ‫لــدى ُمتَ َعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّن ِ‬
‫ـراتيجية‪ ،‬وقامــت بتحديــد‬ ‫َّ‬ ‫املقرتحــة قامــت الباحثــة باســتخالص األُ ُســس التــي تبنــى يف ضوئهــا اإلسـ‬ ‫ـراتيجية َ‬ ‫َّ‬ ‫إلعــداد اإلسـ‬
‫التعليميــة – أســاليب التقويــم)‪ ،‬وذلــك يف ضوء األُ ُســس‬ ‫َّ‬ ‫ـائل‬‫ـ‬ ‫الوس‬ ‫–‬ ‫ـس‬ ‫ـ‬ ‫التدري‬ ‫ق‬ ‫ـر‬
‫ُ‬ ‫ـ‬ ‫ُ‬ ‫ط‬ ‫–‬ ‫ـوى‬ ‫ـ‬ ‫املحت‬ ‫–‬ ‫ـداف‬ ‫ـ‬ ‫(األه‬ ‫ـا‪:‬‬
‫ـ‬ ‫ووضــع مكوناته‬
‫التــي ت َ َّم اســتخالصها‪.‬‬
‫ـري للبحــث‪ ،‬ونتائــج البحــوث واألدبيــات الرتبويَّــة الســابقة‪ ،‬توصلــت الباحثــة إىل األُ ُســس التــي‬ ‫ومــن خــال اإلطــار النظـ ّ‬
‫تقــوم عليهــا اإلســراتيجيَّة املقرتَحــة وهــي كاآليت‪:‬‬
‫الوظيفية‪.‬‬
‫َّ‬ ‫واالجتامعية‪ ،‬واألُ ُسس التي ترتبط بطبيعة مهارة الكتابة‬ ‫َّ‬ ‫والنفسية‪ ،‬والرتبويَّة‪،‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪1.‬األُ ُسس اللُّغويَّة‪،‬‬
‫ائية لإلسرتاتيجية املقرتَحة‪:‬‬ ‫ ‪2.‬األهداف اإلجر َّ‬
‫الوظيفيــة املناســبة لهــم‪ ،‬حتــى تتم‬ ‫َّ‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫الكتاب‬ ‫ـارات‬ ‫ـ‬ ‫مه‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـط‬ ‫ـ‬ ‫املتوس‬ ‫ـتوى‬ ‫ـ‬ ‫املس‬ ‫ـاب‬ ‫ـ‬ ‫ط‬ ‫ـب‬ ‫ـ‬ ‫تدري‬ ‫إىل‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫ح‬ ‫املقرت‬
‫ـراتيجية َ‬ ‫َّ‬ ‫تهــدف اإلسـ‬
‫تنميتهــا لديهــم‪ ،‬ومــن رشوط صياغــة األهــداف أن‪ :‬يصــف الهــدف ســلوك املُتَ َعلِّــم الظاهــر القابــل للقيــاس‪ ،‬ويتض َّمــن الهــدف‬
‫تحديــد الســلوك بطريقــة متكننــا مــن قياســه‪ ،‬وال ُحكــم عــى مســتوى الطــاب‪ ،‬ويرتبــط الهــدف باملحتــوى املــراد تدريســه‪.‬‬
‫اإلسرتاتيجية املقرتَحة‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫ ‪3.‬محتوى‬
‫ـررة عــى طــاب املســتوى املتوســط بهــدف تنميــة مهــارات الكتابة‬ ‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫املق‬ ‫ـدروس‬ ‫ـ‬ ‫ال‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬‫ـ‬ ‫ح‬ ‫املقرت‬
‫َ‬ ‫ة‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫تطبي‬ ‫ميكــن‬
‫الوظيفيــة لديهم‪.‬‬
‫َّ‬

‫الدولي السادس بالشارقة فبراير ‪2023 -‬م‬


‫ّ‬ ‫مؤتمر اللُّغة العرب َّية‬ ‫‪1424‬‬
‫ ‪4.‬طرق تدريس الوحدة املقرتَحة‪:‬‬
‫املقرتحة بحيث تراعي ما يأيت‪:‬‬ ‫َ‬ ‫ة‬ ‫اإلسرتاتيجي‬
‫َّ‬ ‫تتنوع ط ُُرق التدريس املستخ َدمة يف‬
‫املقررة‪.‬‬
‫أ ‪ .‬املهارات املراد تنميتها يف كل درس من الدروس َّ‬
‫ب ‪ .‬ال ُف ُروق الفرديَّة بني الطالب‪.‬‬
‫اإلسرتاتيجية املقرتَحة‪:‬‬‫َّ‬ ‫التعليمية يف‬
‫َّ‬ ‫ ‪5.‬األدوات والوسائل‬
‫التعليمية املستخ َدمة َوف ًقا للمهارة املراد تنميتها؛ ومنها‪:‬‬ ‫َّ‬ ‫والوسائل‬ ‫تتنوع األدوات‬
‫منصــات تســمح بإنشــاء فصــول افرتاضيَّــة يتــم مــن‬ ‫ومنصــة كانفــاس أو بالبــورد أو جوجــل كالس رووم‪ ،‬وكلهــا َّ‬ ‫الحاســوب‪َّ ،‬‬
‫التواصــل بــن امل ُ َعلِّــم والطــاب وبــن الطــاب بعضهــم‬ ‫ُ‬ ‫خاللهــا مشــاركة الفيديوهــات ومشــاركة العــروض التقدمييَّــة‪ ،‬وتتيــح‬
‫ببعــض‪ ،‬كــا تتيــح نــر اإلعالنــات‪ ،‬وكذلــك نــر االختبــارات‪.‬‬
‫املقرتحة‪:‬‬
‫َ‬ ‫اإلسرتاتيجية‬
‫َّ‬ ‫ ‪6.‬األنشطة االختيارية يف‬
‫حرصــت الباحثــة يف إعــداد الــدروس عــى أن ميــارس املُتَ َعلِّمــون أنشــطة اختياريَّــة متنوعة داخل هــذه الدروس‪ ،‬تســاعدهم‬
‫ـردي وآخــر جامعي‪.‬‬ ‫ـكل فـ ٍّ‬ ‫يف تنميــة مهــارات الكتابــة الوظيفيَّــة‪ ،‬ونظمــت تلك األنشــطة بشـ ٍ‬
‫املقرتحة‪:‬‬
‫َ‬ ‫اإلسرتاتيجية‬
‫َّ‬ ‫ ‪7.‬أساليب التقويم يف‬
‫يتم التقويم يف اإلسرتاتيجيَّة املقرتَحة من خالل ثالثة أنواع من التقويم‪:‬‬
‫الوظيفيــة املعـ ّد لقيــاس مهارتــه لــدى ُمتَ َعلِّمــي اللُّغــة‬ ‫َّ‬ ‫ـي‪ :‬مــن خــال تطبيــق اختبــار مهــارات الكتابــة‬ ‫ ‪ .‬أالتقويــم ال َقبـ ّ‬
‫ن بغريهــا يف املســتوى املتوســط‪.‬‬ ‫اطق َ‬
‫ـ‬ ‫العربيــة ال َّن ِ‬
‫َّ‬
‫ ‪ .‬بالتقويــم املســتمر‪ :‬أثنــاء عمليَّــة التعليــم والتعلُّــم‪ ،‬واســتخدام أســاليب تقويــم متنوعــة؛ حيــث تتــاح الفرصــة لل ُمتَ َعلِّــم‬
‫لتقويــم نفســه باإلضافــة إىل جمــع األخطــاء الشــائعة لــدى الطــاب ومعالجتهــا‪.‬‬
‫الوظيفيــة املعـ ّد لقيــاس مهارتــه تطبي ًقــا بعديًّــا‪ ،‬بعــد‬ ‫َّ‬ ‫ـدي‪ :‬مــن خــال تطبيــق اختبــار مهــارات الكتابــة‬ ‫البعـ ّ‬‫ ‪ .‬جالتقويــم َ‬
‫ن بغريهــا يف‬ ‫َ‬ ‫ـ‬ ‫ق‬ ‫ِ‬
‫اط‬ ‫ن‬ ‫ال‬
‫َّ َّ‬‫ـة‬
‫ـ‬ ‫العربي‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫غ‬‫ُّ‬ ‫ل‬ ‫ال‬ ‫ـي‬‫ـ‬ ‫م‬‫ِّ‬ ‫ل‬‫ع‬‫ُ ََ‬‫ت‬ ‫م‬ ‫ـن‬ ‫ـ‬ ‫م‬ ‫ـث‬ ‫ـ‬ ‫البح‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ن‬‫ي‬ ‫ع‬
‫َ ِّ‬ ‫ـى‬ ‫ـ‬ ‫ع‬ ‫ـة‬
‫ـ‬ ‫ح‬‫املقرت‬
‫َ‬ ‫ة‬ ‫ـراتيجي‬
‫َّ‬ ‫ـ‬ ‫اإلس‬ ‫ـق‬‫ـ‬ ‫تطبي‬ ‫ـن‬ ‫االنتهــاء مـ‬
‫املســتوى املتوســط‪.‬‬
‫لإلجابــة عــن الســؤال الرابــع‪ :‬مــا فاعليــة اســتخدام إســراتيجيَّة الفصــل املقلــوب يف تنميــة مهــارات الكتابــة الوظيفيَّــة‬
‫ن بغريها يف املســتوى املتوســط؟‬ ‫اطقـ َ‬ ‫لــدى ُمتَ َعلِّمــي اللُّغــة العربيَّــة ال َّن ِ‬
‫الوظيفيــة يف‬ ‫َّ‬ ‫التجريبيــة الختبــار مهــارات الكتابــة‬ ‫َّ‬ ‫قامــت الباحثــة بحســاب الفــروق بــن متوس ـطَي درجــات املجموعــة‬
‫ـدي‪ ،‬فجــاءت النتائــج كــا يوضحهــا الجــدول اآليت‪:‬‬ ‫والب ْعـ ّ‬
‫ـي َ‬ ‫القياســن ال َقبـ ّ‬
‫جدول (‪)3‬‬
‫دي‪:‬‬‫ع‬ ‫والب‬
‫ّ َْ ّ‬ ‫بيل‬ ‫ق‬
‫َ‬ ‫ال‬ ‫القياسني‬ ‫يف‬ ‫ة‬ ‫الوظيفي‬
‫َّ‬ ‫الكتابة‬ ‫مهارات‬ ‫التجريبية الختبار‬
‫َّ‬ ‫الفروق بني متوسطَي درجات املجموعة‬
‫مستوى الداللة‬ ‫قيمة (ت)‬ ‫املعياري‬
‫ّ‬ ‫االنحراف‬ ‫املتوسط‬ ‫التطبيق‬

‫دالَّة عند مستوى‬ ‫‪2.36‬‬ ‫‪5.28‬‬ ‫بيل‬


‫ال َق ّ‬
‫‪4.77‬‬
‫‪0.01‬‬
‫‪2.75‬‬ ‫‪7.86‬‬ ‫عدي‬
‫البَ ّ‬
‫يتَّ ِضح من الجدول السابق ما ييل‪:‬‬
‫ـدي‪،‬‬
‫والب ْعـ ّ‬
‫ـي َ‬ ‫إحصائيــا عنــد مســتوى داللــة (‪ )0.01‬بــن متوســطي الدرجــات يف التطبيقــن ال َقبـ ّ‬ ‫ًّ‬ ‫ ‪-‬وجــود فــروق دالَّــة‬
‫اإلحصائيــة التــي تصــل إىل درجــة ثقة‬
‫َّ‬ ‫ـة‬ ‫ـ‬ ‫الدالل‬ ‫ـك‬‫ـ‬ ‫تل‬ ‫ـة‪،‬‬ ‫ـ‬ ‫الوظيفي‬

You might also like