You are on page 1of 5

‫اﻟﻔﺼﻞ ‪ ٢‬ﻣﺮاﺟﻌﺔ اﻷدﺑﻴﺎت‬

‫دف هذه الدراسة إﱃ فهم اﲡاهات الطﻼب ودوافعهم ومفاهيمهم الذاتية ﰲ تعلم اللغة العربية لدى‬

‫ﻃلﺒة مدرسة الﺰﻳﺘﻮن‪ ،‬والعﻼﻗة بﲔ هذه اﳉﻮاﻧﺐ الﺜﻼﺛة وﻗدرة الطلﺒة ﻋلﻰ ﻗراءة وﻛﺘابة الﻨﺼﻮص العربية‪،‬‬

‫و ﺛﲑها ﻋلﻰ ﻗدر م ﻋلﻰ ﻗراءة وﻛﺘابة الﻨﺼﻮص العربية‪ .‬تﻨاﻗﺶ مراﺟعة اﻷدبيات الﻮﺿﻊ اﻻﺟﺘماﻋﻲ‬

‫اللغﻮي للغة العربية وتعلمها مﻦ ﻃﻼب اﳌدرسة العليا‪ ،‬ﰒ تﻨاﻗﺶ مﻮﻗﻒ الطﻼب مﻦ اللغة العربية‪ ،‬ودوافﻊ‬

‫الطﻼب لﺘعلم اللغة العربية‪ ،‬وأﺧﲑا سﱰﻛﺰ اﳌراﺟعة ﻋلﻰ مفهﻮم الذات‪.‬‬

‫‪ ٢٫١‬ﺑﻨﻐﺎﺟﺎران اﻟﺒﻬﺎﺳﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ دي ﻣﺪرﺳﺔ‬

‫‪ ٢٫١٫١‬أورﻳﻨﺘﺎﺳﻲ ﺑﻨﺪﻳﻜﺎن اﻟﺒﻬﺎﺳﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫لﺘدرﻳﺲ اللغة العربية ﰲ إﻧدوﻧيﺴيا هدفان رﺋيﺴيان‪ .‬أوﻻ‪ ،‬ﻛﻮسيلة لدراسة اﻹسﻼم‪ ،‬ﻷن اللغة العربية هﻲ‬

‫اﳌﻮﺿﻮع الرﺋيﺴﻲ ﰲ اﳌدارس الدﻳﻨية والﺒيﺴﻨﱰﻳﻦ‪ ،‬وﻛذلك ﰲ الﺘعليم العاﱄ اﻹسﻼمﻲ‪ .‬ﻧيا‪ ،‬ﻛﺘﻮﺟه؛ ﻳﺘم‬

‫تدرﻳﺲ اللغة العربية ﻹﻧﺘاج اﳌهﻨيﲔ واﳋﱪاء ﰲ ﳎال اللغة العربية ﺣﱴ ﻳﺘمﻜﻨﻮا مﻦ اسﺘﺨدامها بﻨﺸاط‬

‫بطرﻳﻘة تﻮاﺻلية )ﻋﺰان ‪.(٢..٩‬‬

‫تﺸﲑ العدﻳد مﻦ اﳌﻼمﺢ ﺣﻮل تﻮﺟه تعليم اللغة العربية ﰲ بيﺌة اﳌﺆسﺴات الﺘعليمية اﻹسﻼمية إﱃ بذل‬

‫ﺟهد ﺟاد لﺘﺤﺴﲔ الﻨﻈام وﺟﻮدة تعليمه وتعلمه )ﻳﻮسﻒ ‪ .(٢ .۱۷‬هﻨاك أربعة تﻮﺟهات تعليمية تدرس‬

‫فيها اللغة العربية‪ ،‬وهﻲ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ (۱‬الﺘﻮﺟه الدﻳﲏ‪ ،‬أن تعلم اللغة العربية مﻮﺟه لغرض فهم وتعليم الدﻳﻦ اﻹسﻼمﻲ‪ .‬هذا الﻨﻮع مﻦ الﺘﻮﺟيه‬

‫هﻮ إما مهارات سلﺒية )اﻻسﺘماع والﻘراءة( أو مهارات ﻧﺸطة )الﺘﺤدث والﻜﺘابة(‪ .‬ﻻ ﳜﺘلﻒ دافﻊ‬

‫تعلم اللغة العربية ﻛلغة ﻧية ﰲ إﻧدوﻧيﺴيا ﻛﺜﲑا ﻋﻦ أولﺌك الذﻳﻦ ﻳﺘعلمﻮ ا ﰲ الﺒلدان اﻷﺧرى ذات‬

‫اﻷﻏلﺒية اﳌﺴلمة‪ ،‬مﺜل ماليﺰ واﳍﻨد و ﻛﺴﺘان وﺟﻨﻮب أفرﻳﻘيا‪ .‬هﻨاك ﺛﻼﺛة ﻋﻮامل ﻻسﺘجابة‬

‫اﳌﺴلمﲔ اﻹﳚابية للغة العربية‪ ،‬وهﻲ‪ (۱ :‬اللغة العربية لغة إسﻼمية‪ ،‬لذا فﺈن تعلمها أمر ﻻ بد مﻨه‪.‬‬

‫‪ (٢‬اﻻﻋﺘﻘاد الﻘﻮي لدى اﳌﺴلمﲔ ن اللغة العربية لغة‪ (٣ .‬ﺿرورة تعلم اللغة العربية لفهم اﻹسﻼم‬

‫وﻗﻮاﻧيﻨه اﳌﺴﺘمدة مﻦ اللغة العربية‪.‬‬

‫‪ (٢‬الﺘﻮﺟه اﻷﻛادﳝﻲ‪ ،‬أي تعلم اللغة العربية لغرض فهم اﳌعرفة ومهارات اللغة العربية )اﻻسﺘماع والﺘﺤدث‬

‫والﻘراءة والﻜﺘابة(‪ .‬وهذا ﻳعﲏ وﺿﻊ اللغة العربية ﻛﺘﺨﺼﺺ أو مﻮﺿﻮع للدراسة ﳚﺐ إتﻘاﻧه أﻛادﳝيا‪.‬‬

‫‪ (٣‬الﺘﻮﺟيه اﳌهﲏ أو العملﻲ‪ ،‬أي تعلم اللغة العربية للمهارات اﳌهﻨية أو العملية أو مهارات الﺒﺤﺚ ﻋﻦ‬

‫ﻋمل الﱵ تﺘطلﺐ مهارات اﻻتﺼال الﺸفهﻲ للغة العربية‪ ،‬مﺜل العمال اﳌهاﺟرﻳﻦ أو الدبلﻮماسيﲔ‬

‫أو اﳌرﺷدﻳﻦ الﺴياﺣيﲔ أو الﺘجارة أو الدراسات اﳌﺴﺘمرة ﰲ أﺣد الﺒلدان الﱵ تﺴﺘﺨدم اللغة العربية‬

‫ﰲ ﺣيا م اليﻮمية‪.‬‬

‫‪ (٤‬الﺘﻮﺟه اﻷﻳدﻳﻮلﻮﺟﻲ أو اﻻﻗﺘﺼادي؛ أي تعلم اللغة العربية لفهم اللغة العربية واسﺘﺨدامها ﻛﻮسيلة‬

‫لﺼاﱀ اﻻسﺘﺸراق أو الرأﲰالية أو اﻹمﱪ لية‪ .‬وﳝﻜﻦ مﻼﺣﻈة هذا الﺘﻮﺟه‪ ،‬مﻦ بﲔ أمﻮر أﺧرى‪ ،‬مﻦ‬

‫ﺧﻼل افﺘﺘاح العدﻳد مﻦ مﺆسﺴات ودورات اللغة العربية ﰲ الدول الغربية‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ ٢.۱.٢‬ﻛﻮرﻳﻜﻮﻟﻮم ﺑﻨﺪﻳﻜﺎن اﻟﺒﻬﺎﺳﺎ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫دﺧلﺖ اللغة العربية إﻧدوﻧيﺴيا ﰲ ﻧفﺲ الﻮﻗﺖ الذي وﺻل فيه اﻹسﻼم ‪ ،‬ومﻨذ ذلك اﳊﲔ ‪ ،‬ﰎ‬

‫تدرﻳﺲ اللغة العربية ﰲ إﻧدوﻧيﺴيا‪ .‬ﰎ تدرﻳﺴه رﲰيا ﰲ اﳌدارس الدﻳﻨية ﰲ ﻋام ‪ ١٩٧.‬مﻊ ﻗرارات اﳌﻨاهﺞ‬

‫الدراسية ‪ ،‬ﺣﱴ مﻨهﺞ ‪ ۲.١۳‬ﻛﺸﻜل ‪.١‬‬

‫الﺸﻜل ‪ .١‬تطﻮﻳر اﳌﻨاهﺞ الدراسية ﰲ إﻧدوﻧيﺴيا‬

‫ﻛجﺰء مﻦ اﳌﻨاهﺞ الدراسية‪ ،‬تﺘأﺛر اﳌﻮاد العربية لطﺒﻊ أﻳضا بﺘطﻮﻳر اﳌﻨاهﺞ الدراسية‪ .‬ﱂ ﻳﻈهر‬

‫تطﻮر تدرﻳﺲ اللغة العربية مﻦ الﺘعليم اﻻبﺘداﺋﻲ إﱃ الﺘعليم العاﱄ ارتياﺣا ﻛﺒﲑا ‪ ،‬ﻋلﻰ الرﻏم مﻦ أن اللغة‬

‫العربية ﻗد تطﻮرت مﻨذ ﺣﻮاﱄ ‪ ١٤‬ﻗر ﰲ إﻧدوﻧيﺴيا ‪ ،‬إﻻ أن اللغة العربية ﻻ تﺰال تدرس ﻋلﻰ ﻧطاق واسﻊ‬

‫ﰲ اﳌدارس الدﻳﻨية واﳌدارس الداﺧلية اﻹسﻼمية اليﻮم )مهاﺟر ‪.(٢.۱٥‬‬

‫ﻗﺒل ﻋام ‪ ،١٩٩٤‬ﻛاﻧﺖ سياسة تدرﻳﺲ اللغة العربية ﰲ إﻧدوﻧيﺴيا تطﺒق جا ﳐﺘلفة بﲔ‬

‫اﳌﺆسﺴات الﺘعليمية اﻋﺘمادا ﻋلﻰ ما إذا ﻛاﻧﺖ تعمل ﲢﺖ إﺷراف وزارة الﺸﺆون الدﻳﻨية ووزارة الﺘعليم‪.‬‬

‫وﺣددت وزارة الﺸﺆون الدﻳﻨية اللغة العربية ﻛمادة إلﺰامية ﰲ ﲨيﻊ مﻮاد اﳌﺆسﺴات الﺘعليمية اﳌﻨضﻮﻳة ﲢﺖ‬

‫‪3‬‬
‫مﻈلﺘها وﻋلﻰ ﲨيﻊ مﺴﺘﻮ ت اﳌدارس إﱃ الﻜليات‪ .‬بدﻻ مﻦ ذلك‪ ،‬تﻨﺺ وزارة الﱰبية والﺘعليم ﻋلﻰ أن‬

‫اللغة العربية ﳚﺐ أن تدرس ﰲ اﳌدرسة الﺜاﻧﻮﻳة فﻘﻂ ﻛمادة مﻦ لغات أﺟﻨﺒية ﳐﺘارة‪ ،‬ﳎمعة ﺟﻨﺒا إﱃ ﺟﻨﺐ‬

‫مﻊ اليا ﻧية واﻹﳒليﺰﻳة والﻜﻮرﻳة وما إﱃ ذلك‪ ،‬وﻛﻮاﺣدة مﻦ الﺘﺨﺼﺼات أو الدورات ﰲ بعض اﳉامعات‬

‫)ﻳﻮسﻒ ‪.(٢.۱٧‬‬

‫ومﻊ ذلك‪ ،‬ومﻨذ ﻋام ‪ ،۱٩٩٤‬ﻛان هﻨاك تعاون بﲔ وزارة الﺸﺆون الدﻳﻨية ووزارة الﺘعليم بﺸأن‬

‫سياسة تدرﻳﺲ اللغة العربية ﰲ اﳌدارس الﺜاﻧﻮﻳة واﳌدارس العليا الﱵ ﰎ ﲢدﻳدها ﰲ ﺷﻜل مﻨهﺞ ﻋام بعد‬

‫ﻋام ‪ . ۱٩٩٤‬تﻘﻮم وزارة الﺸﺆون الدﻳﻨية بﺘجميﻊ اﳌﺒادئ الﺘﻮﺟيهية لﺘعلم وتعليم اللغة العربية ﰲ اﳌدارس‬

‫الدﻳﻨية‪ ،‬ﰲ ﺷﻜل ﻻﺋﺤة وزﻳر الﺸﺆون الدﻳﻨية رﻗم ‪ ٢‬لعام ‪ ۲۰۰۸‬وﻻﺋﺤة وزﻳر الﺸﺆون الدﻳﻨية رﻗم ‪٩١٢‬‬

‫لعام ‪ ، ۲۰۱۳‬وتﻨﺺ ﻋلﻰ أن اللغة العربية هﻲ مﻮﺿﻮع مﻮﺟه ﳓﻮ تﺸجيﻊ وتﻮﺟيه وتطﻮﻳر وبﻨاء الﻘدرات‬

‫وتعﺰﻳﺰ اﳌﻮاﻗﻒ اﻹﳚابية اﶈﺘملة ﲡاه اللغة العربية سﻮاء ﰲ اﳌهارات اﻻسﺘﻘﺒالية أو اﻹﻧﺘاﺟية‪ .‬ﳚﺐ أن ﻳهﺘم‬

‫تعلم اللغة العربية ﰲ اﳌدرسة العليا ﲟﻜﻮ ت اﳌﻨهﺞ ‪ ،‬ﲟا ﰲ ذلك أهداف الﺘعلم واﳌﻮاد واﳌﻮارد الﺘعليمية‬

‫واسﱰاتيجيات الﺘعلم وأساليﺒه والﺘﻘييم ﻛأداة تﻘييم )رﲬﻦ ‪.(٢۰۱۸‬‬

‫تعﺘﱪ ﻛفاءة اللغة العربية للطﻼب ﰲ اﳌدارس العليا ومﻮﻗفهم اﻹﳚاﰊ ﲡاه اللغة العربية مهمة ﺟدا‬

‫ﰲ مﺴاﻋدة الطﻼب ﻋلﻰ فهم الﻨﺼﻮص اﻹسﻼمية ‪ ،‬أي الﻘرآن واﳊدﻳﺚ ‪ ،‬وﻏﲑها مﻦ ﻛﺘﺐ الﺘﻮﺛيق للغة‬

‫العربية ذات الﺼلة ﻹسﻼم‪ .‬ﳍذا الﺴﺒﺐ‪ ،‬ﻳﺘم إﻋداد اللغة العربية ﰲ اﳌدارس لﺘﺤﻘيق الﻜفاءات اللغﻮﻳة‬

‫اﻷساسية‪ ،‬والﱵ تﺸمل أربﻊ مهارات‪ :‬اﻻسﺘماع )اﻻسﺘماع(‪ ،‬والﺘﺤدث )الﻜﻼم(‪ ،‬والﻘراءة )الﻘرآن(‪،‬‬

‫والﻜﺘابة )الﻜﺘابة(‪ .‬ﰲ اﳌﺴﺘﻮى اﻻبﺘداﺋﻲ ‪ ،‬ﻳرﻛﺰ أساس الﻜفاءة اللغﻮﻳة ﻋلﻰ مهارات اﻻسﺘماع والﺘﺤدث‬

‫‪4‬‬
‫أوﻻ ‪ ،‬ﰒ ﰲ اﳌﺴﺘﻮى اﳌﺘﻮسﻂ ‪ ،‬ﻳﺘم تدرﻳﺲ ﲨيﻊ اﳌهارات اللغﻮﻳة اﻷربﻊ بطرﻳﻘة مﺘﻮازﻧة‪ .‬أما لﻨﺴﺒة للﺘعليم‬

‫العاﱄ‪ ،‬فهﻮ ﻳرﻛﺰ ﻋلﻰ مهارات الﻘراءة والﻜﺘابة‪ ،‬لذلك ﳚﺐ أن ﻳﻜﻮن اﳌﺘعلمﻮن ﻗادرﻳﻦ ﻋلﻰ الﻮﺻﻮل إﱃ‬

‫ﳐﺘلﻒ اﳌراﺟﻊ للغة العربية )‪.(Wekke 2016‬‬

‫‪5‬‬

You might also like