You are on page 1of 4

‫قصة جحــــــــا‬ ‫‪-1‬‬

‫يحكى أن في قديم الزمان‪ ،‬كان جحا دائم الشجار مع زوجت ه‪ ،‬وك ان ك ل من يس كن ح ول بيتهم يعلم‬

‫بذلك‪ .‬وهذا بسبب الصوت العالي لهم أثناء الشجار‪ ،‬وفي يوم من األيام قرر جحا أن يترك لزوجته البيت‬

‫بعد شجار كبير نشب بينهما‪ ،‬وبالفعل ترك البيت لمدة أسبوع‪.‬‬

‫وبعد اإلسبوع جاء له بعض الجيران‪ ،‬يبلغه بأن زوجته قد توفيت‪ ،‬فما كان منه‪ ،‬إال ان قال ‪ :‬ه ذا أفض ل‬

‫فقد كنت أنوي تطليقها اليوم‪ ،‬ثم صمت قليالً وقال ‪ :‬ولكن كي ف تم وت دون ان تض ع في اعتباره ا أن ني ال‬

‫أملك ماالً للجنازة ؟‪ .‬وطار مسرعا ً لكي يتشاجر معها‪ ،‬في وسط ضحك من الجميع‪.‬‬

‫‪ –2‬قصة المثل‪ :‬الضرة مرة حتى ولو كانت جرة‬

‫يحكى أنّ ‪ ,‬في قديم األزمان‪ ،‬كان هناك رجل وزوجت ه يعيش ون حي اة س عيدة وهادئ ة‪ ،‬وك ان ال زوج‬

‫يعمل في تجارة العسل‪ .‬وكان كل شهر يسافر مرتين إلى بالد بعي دة‪ ،‬لكي يت اجر في العس ل ال ذي ينتج ه في‬

‫حديقة منزله‪ .‬فكانت حياتهم مرفهة وال يعانون من الفقر‪ ،‬ورغم ه ذه الس عادة إال أن زوجت ه لم ت ُكن تس تطيع‬

‫اإلنجاب‪ .‬وكانت تلّح عليه في أن يتزوج من امرأة أخرى لتنجب له ً‬


‫ولدا يرث ثروته بعد عم ر طوي ل‪ .‬ولكن‬

‫الزوج المحب لزوجته كان دائم الرفض‪ ،‬فال يريد لها أن يكون لها ض رة تش اركه حب ه واهتمام ه ورعايت ه‪.‬‬

‫ولكن بعد تصميم زوجته على ذلك وافق في النهاية وقال لها لم أكن أريد هذا فأن ا يكفي ني وج ودك ول و كنت‬

‫أريد الزواج ل تزوجت‪ .‬فبكت الزوج ه وق الت ل ه إن ني أري د أن ت ُك ون س عادتنا مكتمل ة وال تخ ف فلن أك ون‬

‫حزينة‪ ,‬فهذه رغبتي ألنني أريد لك السعادة‪ .‬واتفق الزوجان بالفعل على أن يتزوج الرج ل من ام رأة أخ رى‬

‫ولكنه اشترط على زوجته أن تكون هذه المرأة غير معروفة في البلد حتى ال يتحدث عنها الناس بأن زوجه ا‬

‫قد تزوج عليها من هذه المرأة‪ .‬واتفقوا معً ا على أن يسافر إلى بالد بعيدة والتي يذهب إليها ك ل ش هر ليت اجر‬
‫في العسل‪ .‬وبالفعل سافر الزوج إلى بالد بعيدة وهو يحدث نفسه كيف لي أن أتزوج على زوج تي من ام رأة‬

‫لكي أنجب منها‪ .‬فجاءت إليه فكرة يختبر بها الزوجة ومدى تحملها لفكرة أن يتزوج عليها من أخرى‪.‬‬

‫كان الزوج يحمل العسل الذي يتاجر فيه في جُرر كبيرة الحجم لتستوعب الكميات التي يأخذها مع ه‪.‬‬

‫ففكر الزوج في أن يغطي إحدى الجُرر الخالية من العسل ويقول لزوجته أنه أحض ر الزوج ة الجدي دة‪ .‬ال تي‬

‫كان قد بنى لها حجرة في الحديقة‪ ،‬وبالفعل وضع جرة العسل الخالية في الحجرة على أنها الزوج ة الجدي دة‪.‬‬

‫وفي الصباح خرج الزوج لقضاء بعض المشاوير وعند عودته وجد زوجته األولى تبكي وتصرخ‪ .‬وتقول له‬

‫أن زوجته الجديدة قد أهانتها وشتمتها وضربتها‪ ،‬فابتسم الزوج وقال لها‪ :‬أفعلت كل هذا في أول ي وم له ا في‬

‫البيت؟‪ .‬فقالت له‪ :‬إن لم تصدقني إذهب لها‪ ،‬فقال لها‪ :‬أنا لن أسألها أنا سوف ُألقنها درسً ا لكي تحترمك‪ .‬وأخذ‬

‫الزوج الفأس وزوجته األولى وراءه وذهبا إلى الحجرة التي يوجد بها الزوجة الجديدة‪ .‬وما أن دخلوا الحجرة‬

‫حتى حطم الرجل الجرة بالفأس وقال لها اآلن قد أخذت ل كِ حق ك‪ .‬وم ا أن اكتش فت أن ه ال توج د ض رة وأن‬

‫الجرة خالية تمامًا‪ ،‬فنظرت إليه في خجل وقالت له الضرة مرة حتى ولو كانت جرة‪.‬‬

‫‪ – 3‬الرأس الخالية من األمراض‬

‫ذات يوم طلب جحا من ابنه أن يذهب إلى الجزار ويشتري له رأس عجل مشوية‪ .‬وبالفع ل ذهب ابن‬

‫جحا إلى الجزار وقال له أريد أن اشتري رأس عجل ثم قم بشوائها ً‬


‫جيدا‪ .‬وكان الجزار شهيرً ا بم ا يقدم ه من‬

‫طعام لذيذ له رائحة شهية‪ ،‬وبينما الول د في طريق ه إلى الع ودة‪ .‬ومع ه رأس العج ل المش وية ف إذا ب ه يش عر‬

‫بالجوع من الرائحة الشهية التي تنبعث من رأس العجل المشوية‪ .‬فقال لنفسه ربما أتذوق بعضًا منه ا قب ل أن‬

‫أصل إلى البيت‪ ،‬وبالفعل جلس الولد في ظل إحدى الشجرات‪ .‬وأخذ يأكل العين من الرأس واألس نان وبعض‬

‫ً‬
‫مندهش ا إلى ال رأس وس أل‬ ‫اللحم من الرأس‪ ،‬وعندما وصل إلى البيت‪ .‬وأعطى ال رأس إلى جح ا نظ ر جح ا‬
‫ولده‪ :‬ما الذي حدث يا ولدي لرأس العجل؟ فقال له الولد‪ :‬لقد جئت لك بما طلبت‪ .‬ف رد علي ه جح ا وق ال ل ه‪:‬‬

‫أين عين العجل؟ فقال له الولد‪ :‬إن العجل يا أبي ك ان أعمى‪ ،‬فس أله جح ا‪ :‬وأين األذن ي ا ول دي؟‪ .‬ف رد علي ه‬

‫الولد وقال‪ :‬لألسف يا والدي كان العجل أصم‪ ،‬ثم سأله جحا‪ :‬وأين لسان العجل يا ول دي ؟‪ .‬ف رد علي ه الول د‪:‬‬

‫لقد كان العجل أخرس يا أبي‪ ،‬قال‪ :‬وأين لحم الرأس يا ولدي‪ :‬فرد عليه الولد‪ .‬وق ال ل ه‪ :‬لق د ك ان مجنو ًن ا ي ا‬

‫أبي‪ ،‬ف رد علي ه جح ا وق ال‪ :‬اذهب إلى الج زار واس تبدل م ا جئت ب ه‪ ,‬وق ل ل ه أري د رأس عج ل خالي ة من‬

‫األمراض‪.‬‬

‫‪ -4‬السلطان والشاعر‬

‫ً‬
‫خليفة أنشد قصيدة أمام مدعوويه وحاشيته‪ ،‬وكان بينهم شاعر‪ ،‬فبع د أن انتهى الس لطان من‬ ‫يُذكر أنّ‬

‫إلقاء قصيدته التفت إلى الشاعر وسأله‪ :‬هل أعجبتك القصيدة يا شاعر؟ أليست بليغة؟ فأجابه الش اعر‪ :‬ال أش م‬

‫بها رائحة البالغة وهللا! فغضب السلطان وأمر أن يُحبس ه ذا الش اعر في اإلص طبل م ع الخي ول والحم ير‪،‬‬

‫فظ ّل الشاعر محبوسا ً في اإلصطبل شهراً كامالً‪ ،‬ولمّا ُأفرج عنه السلطان وعاد إلى مجلسه عاد السلطان إلى‬

‫إلقاء الشعر‪ ،‬وقبل أن ينتهي من اإللقاء نهض الشاعر وه َّم ب الخروج من المجلس خلس ة‪ ،‬فلمح ه الس لطان ثم‬

‫سأله‪ :‬إلى أين يا شاعر؟ فأجاب الشاعر‪ :‬إلى اإلصطبل يا موالي!‬

‫‪ -5‬القردان والموز‬

‫يُحكى أنه كان في الغابة قردان صديقان أحدهما منحوس واألخر محظوظ بكل األشياء‪ ،‬وفي يوم من‬

‫األيام اتفق القردان على أن يذهبا إلى مزرعة على مقربة منهم ا لجلب الم وز وتناول ه‪ ،‬ووض عا خط ة ل ذلك‬

‫تقتضي أن يبقى القرد المنحوس على األرض فيما يصعد الق رد المحظ وظ إلى ش جرة الم وز ليقطف ه ويلقي ه‬
‫للمنحوس في األسفل‪ .‬رأى المزارع القردان وهما يسرقان الموز فأمسك القرد المنحوس وأبرحه ضربا ً فيم ا‬

‫هرب القرد المحظوظ وهو يمسك قطف الموز‪ ،‬وفي الم رة الثاني ة تك رر م ا حص ل وأب رح الم زارع الق رد‬

‫المنحوس ضربا ً أيضاً‪ ،‬إلى أن قرر الق ردان أن يتب ادال األدوار فص عد الق رد المنح وس ليقط ف الم وز ه ذه‬

‫المرة‪ ،‬فيما بقي المحظوظ على األرض‪ ،‬وعندما رآهما المزارع أمسك القرد المحظوظ ليضربه‪ ،‬إاّل أ ّنه قرر‬

‫أن يضرب القرد الموجود في أعلى الشجرة هذه المرة ال الموجود في أسفلها كم ا يفع ل دائم ا‪ ،‬وب ذلك ُأب رح‬

‫القرد المنحوس ضربا ً للمرة الثالثة على التوالي فيما ف ّر القرد المحظوظ ض احكاً‪ .‬العج وز ذو ال ذقن الطوي ل‬

‫يحكى أنّ شابا ً ثرثاراً رأي شيخا ً كبيراً ذو دقن طويلة غزاها الشيب يجلس مرّ ة على ب اب س وق‪ ،‬ف أراد ه ذا‬

‫الشاب أن يبدأ معه حديثا ً يسليه به‪ ،‬فأتى إليه وسلّم عليه وقال له‪ :‬هل بس ؤال ي ا عم؟ فق ال ل ه الش يخ الكب ير‪:‬‬

‫تفضّل يا بني‪ ،‬فقال الشاب‪ :‬أتضع ذقنك هذه فوق اللحاف عند نومك يا ع ّم اه أم تحت ه؟ س كت العج وز بره ة‬

‫ّ‬
‫يتفطن لما يفعله به عند نومه من قبل‪ ،‬ل ّكنه وعده أن يالح ظ‬ ‫ولم يعرف لسؤال هذا الشاب جواباً؛ ذلك أل ّنه لم‬

‫ما هو فاعل به عندما ينام الليلة‪ .‬في الصباح انطلق العجوز باحث ا ً عن الش اب في الس وق بك ل عزم ه‪ ،‬ول ّم ا‬

‫لقيه سلّم عليه وانهال عليه ضربا ً وقال له‪ :‬أربعون عاما ً وأنا أحمل ذقني أينم ا حللت وال أش عر من ه بثِق ل ال‬

‫في نوم‪ ،‬وال في طعام وال في شراب‪ ،‬أ ّم ا الليل ة فق د جاف اني الن وم ولم أع رف ل ه طري ق‪ ،‬إن رفعته ا ف وق‬

‫اللحاف أحسست بأنني مشنوق‪ ،‬وإن وضعتها تحت اللحاف أحسست ب أنني مخن وق‪ ،‬ف اذهب ال ب ارك هللا في‬

‫أعدائك وال سلّطك بثرثرتك هذه على أحد‪ .‬حب ٌل بطول الرّ مح َق دِم رج ل م رّ ة لق ٍ‬
‫اض ليحكم في أم ره‪ ،‬فس أله‬

‫القاضي‪ :‬ما تهمتك يا رجل؟ فقال له الرجل بهدوء‪ :‬ال شيء يا سيدي سوى أ ّنني س رقت حبالً بط ول ال رّ مح‪،‬‬

‫فقال القاضي مستغرباً‪ :‬وهل قُ ّدمت للمحاكمة بتهمة سرقة هذا الحبل القصير؟ فطأطأ الرجل رأسه وق ال‪ :‬نعم‬

‫يا سيدي‪ ،‬فقد كان في آخر الحبل بقرة‪.‬‬

You might also like