You are on page 1of 8

‫االسم‪ :‬خالد أبو العز‬

‫البلد‪ :‬مصر‪ -‬المنصورة‬

‫ال ُم َحقِّق وال ُمقنَّع‬


‫‪.‬مرحبًا بالضيفين‪ :‬السيد جميل والشيخ عبد القادر ‪-‬‬

‫‪:‬خارج الغرفة‬
‫ُ‬
‫لست ‪-‬‬ ‫غفران شخصٌ متمرد وعصب ّي لذلك أنا‬
‫‪.‬متعجب لما سيفعل اآلن‬
‫ماذا سيفعل يا علي؟ ‪-‬‬
‫ال تخف لن يؤ ِذهما‪ ..‬هو دعاهما بحُجة النقاش لكنهُ ‪-‬‬
‫سيحت ُّد باألمر إلى جلسة استجواب‪ :‬سيمنعهم من‬
‫الخروج إاّل بعد اإلجابة على جميع أسئلته وبعد‬
‫االعتذار لهُ عن ُكل ما مضى‪ ،‬سيُ َع ِّزز شعورهما‬
‫بالفزع قلياًل عن طريق الضغط النفسي وخفت‬
‫األضواء وإطالق التهديدات‪..‬هذا ما جناهُ من علم‬
‫‪.‬النفس الجنائي‬
‫هل فعل تلك االستجوابات مع أح ٍد من قبل؟ ‪-‬‬
‫نعم؛ إنها الوسيلة المفضلة لديه لالنتقام‪ :‬بعض ‪-‬‬
‫الرهبة المزعومة إلى جانب ال ِعتاب والنقاش باإلكراه‬
‫لسالم نتج عن‬
‫ٍ‬ ‫ومن ثم يُطلق صراح عد ِّوه ُممهِّ ًدا إما‬
‫‪.‬النقاش أو لعدا ٍء جديد خرج من َر ِحم اإلكراه‬
‫‪:‬داخل الغرفة‬
‫من فضلكما أتمنى أن يتسمع صدركما لحديثي اليوم ‪-‬‬
‫بال مقاطعة وبالترتيب سأتبادل الحديث أوالً معك سيد‬
‫لغط من‬
‫جميل وثانيًا معك يا شيخنا الجليل بال أي ٍ‬
‫‪.‬فضلكما‬
‫‪.‬أماءا بالموافقة وطلب منه جميل أن يبدأ الحديث‬
‫أواًل يا سيد جميل وصدقني سؤالي هذا من داخل ‪-‬‬
‫الموضوع‪ :‬لماذا أجبت دعوتي اليوم للحديث رغم أنك‬
‫نادر االستجابة لدعوات اآلخرين؟‬
‫‪-‬اعتبرني‪ s‬قد منحتك‪ s‬الفرصة‪ ..‬استغلها إ ًذا ‪-‬يبتسم ‪-‬‬
‫ول َي الشرف سيدي‪ ..‬لكن أخبرني ما رأيك في ما ‪-‬‬
‫يُثار حولك من ُذ القِ َدم بصدد نرجسيتك‪ s‬وا ِّدعائك الكمال؟‬
‫ال شيء‪ ،‬القافلة تسير‪ s‬فلماذا أوقفها؟ ‪-‬‬
‫‪.‬توقفها للرد ‪-‬‬
‫طلُني عن حياتي ‪-‬‬ ‫لن يفيدني الرد في شيء بل سيع ِّ‬
‫‪.‬ومهما توقفت لن أرضي الجميع أب ًدا‬
‫لكن ألم تخشى أن ينفر منك الجميع بسبب هذا األمر؟ ‪-‬‬
‫ُ‬
‫نحن سبعة مليار إنسان يا غفران فمن البديه ّي أن من ‪-‬‬
‫سيذهب سيأتي غيره ومن يذهب هو الخاسر ما رأيك‬
‫في تبنّى هذا‬
‫‪-‬المبدأ؟‪-‬يبتسم‪s‬‬
‫عظيم‪ ،‬حسنًا تُرى ما أصل تلك اإلشاعة في رأيك؟ ‪-‬‬
‫أنني نرجس ّي؟ ‪-‬‬
‫‪.‬نعم ‪-‬‬
‫‪.‬ال أدري وأخبرتك‪ s‬أنني ال أهتم أن أدرى حتى ‪-‬‬
‫‪.‬أعتق ُد أنك نرجسيًا بالفعل ‪-‬‬
‫‪.‬إ ًذا هذا اعتقادك ولك الحرية ‪-‬‬
‫هل تعتقد‪ s‬أنت أنك ُم َّدعي للكمال؟ ‪-‬‬
‫ال‪..‬ال أعتقد ذلك وال أعتقد أنني كام ٌل لكن ما أج ُده ‪-‬‬
‫ث به ما المان ُع في ذلك يا شيخ عبد‬‫مكتماًل بداخلي ُأح ِّد ُ‬
‫القادر؟‬
‫من فضلك سيد جميل ال أريد أن نؤرِّ ق شيخنا اآلن ‪-‬‬
‫ألن حديثي معه سوف يطول فيما بعد‪ ..‬إ ًذا في َم تعتقد‬
‫أنك مكتمل يا سيدي؟‬
‫حسنًا بالنسبة للمدينة هُنا أعتقد أن هللا أعطاني ما لم ‪-‬‬
‫ضا العلم فأنت ترى‬
‫ُعط أغلب سكانها مثل‪ ..‬المال واي ً‬ ‫ي ِ‬
‫‪..‬كيف هي عقلية الناس هنا‬
‫نعم توقف هنا كيف هي عقلية الناس أخبرني؟ ‪-‬‬
‫ذاخرة بال َعطَن؛ ترى أساليب الحديث في قمة ‪-‬‬
‫االنحدار وكأننا‪ s‬في قري ٍة ريفية وترى همجية الشباب‬
‫‪..‬وجهلهم العتيق‬
‫ضا إ ًذا سيادتك تؤمن أن عقليتك ترنو ‪-‬‬
‫نتوقف هنا أي ً‬
‫‪.‬على جميع عقول شباب المدينة بما فيهم أنا‬
‫‪.‬نعم ‪-‬‬
‫لماذا ترى أنك أفضل منّي مثاًل إ ًذا؟ ‪-‬‬
‫إنه‪ ..‬إنه الواقع فكلما تتقدم بك السن تصبح أكثر ‪-‬‬
‫‪.‬خبرةً وثقافة واتزانًا وأيضًا قُربًا من الدين‬
‫من فضلك ال تُعمم على الدين والثقافة ألن سقطاتِك ‪-‬‬
‫‪.‬وسقطات شيخنا هُنا مؤجلة آلخر الحديث‬
‫ومن أنت يا نَ ِك َرة‪ s‬لتُحاسبني على سقطاتي كم عمرك ‪-‬‬
‫!حتى لتتحدث‬
‫عظيم أنت تبني الحديث بمقياس العمر وهذا من ‪-‬‬
‫وعثاء الجهل‪َ ..‬من سيادتك لتُع ِّمم نظريتك‪ s‬أن األكبر‬
‫سنًا أكبر حُسنًا؟‬
‫أنا ليس لدي وقت إلكمال الحديث معك دعني ‪-‬‬
‫‪..‬أخرج‬
‫موصدان األبواب‪ s‬من الخارج يُراقبا‬
‫ِ‬ ‫علي وزميله‬
‫‪.‬االستجواب في صمت‬
‫يؤسفني سيدي أن أخبرك أنك لن تخرج من هنا حتى ‪-‬‬
‫ُأنهي حديثي ألن اندفاعك هذا دلياًل على قلة احترامك‬
‫‪.‬لي وبال ِء حُجتك رجا ًء اجلس ودعني أنتهي‬
‫ماذا تريد؟ هل هذه إحدى اعتداءات المجرمين؟ هل ‪-‬‬
‫أنا ُمحتج ٌز هنا؟‬
‫‪ُ .‬محتج ٌز لدقائق فقط حتى إنهاء األمر ‪-‬‬
‫ماذا تريد؟ تريد أن تخبرني أنني ُم ّدعي؟ إ ًذا أنا ‪-‬‬
‫! ُم َّدعي ان ِه األمر‬
‫ت ‪-‬‬‫نت بال سقطا ٍ‬ ‫أنت ُم َّدعي ومغرور‪..‬أتعلم؟ إن ُك َ‪s‬‬
‫َ‬
‫جليِّة لما دعوتك باال ِّدعاء لكنك في حياتك الشخصية‬
‫أنت تح ُكم بالمظاهر على‬ ‫تفعل عكس ما تتغنّى‪ s‬به‪َ :‬‬
‫بأحكام سطحية ج ًدا وهالمية أال تتذ َّكر حينما‬
‫ٍ‬ ‫الجميع‬
‫صلِّين األول إيمانًا منك بعدم‬ ‫ِّ‬
‫صف ال ُم َ‬ ‫كنت تُبعدني من‬
‫َ‪s‬‬
‫ص َغر‬
‫استحقاقي لثوابه واستحقاقك أنت؟ وما المقياس؟ ِ‬
‫ف وبالغ‪ ،‬أال تتذكر‬ ‫صر قامتي رغم أنني ُمكلَّ ٌ‬‫سنّي وقِ َ‬
‫حينما أخبرك والدي أنني وأصدقائي عائدين من‬
‫ظن " إذا لم تكن قد رأيتهم إ ًذا فقد‬ ‫الصالة فأجبت بسو ٍء ٍ‬
‫"ال يكونوا‪ s‬قد ذهبوا للمسجد أصاًل‬
‫أما عن السقطات الجليَّة فأنت تقول أنك أكثر منّي‬
‫حكمةً وثقافة واتزانًا فلماذا إ ًذا تفعل ما ال أفعله أنا؟‬
‫ما هو؟ ‪-‬‬
‫ت في عمري يا ُمشاغب‪ُ ..‬أ ِ‬
‫قس ُم لك ‪-‬‬ ‫تتصابى مع فتيا ٍ‬
‫أنني ال أتصابى مثلك‪ ..‬إ ًذا مقياسُك لألمور َخ ِرب‬
‫‪.‬انتهى‪ s‬النقاش‬
‫إ ًذا هذا دوري يا غفران يا بُني؟ ‪-‬‬
‫نعم يا شيُخنا واختصا ًرا للوقت هو نفس الموضوع ‪-‬‬
‫ت طفيفة‬
‫‪.‬مع اختالفا ٍ‬
‫ق لك أن تر ِّوع مؤمنًا مثلك ‪-‬‬
‫!ال يح ُ‬
‫ع أح ًدا لكن هو من احت َّد عل ّي‪ ...‬أنا أري ُد أن ‪-‬‬‫أنا ال أر ِّو ُ‬
‫أخبرك يا شيخنا أنَّك ُمرائي مع كامل احترامي لك انت‬
‫تُرائي الناس في أداء الصدقات وتتفاخر على منبرك‬
‫بحسناتك وكأنك‪ s‬في مسابقة وأيضًا تُراعي مظهرك‬
‫الخارجي‪ :‬اللحية والجلباب القصير وحتّى لدرجة أنك‬
‫ضا‪ ..‬أنا أذ ُك ُر من فرط‬ ‫تأ ُمرنا بال ُّسنَن كما لو كانت فر ً‬
‫تطفلِك حينما وبَّختني وقتما كان جلبابي طويل! سيدي‬
‫من فضلك ال تفعل بينك وبين نفسك عكس ما تقول ها؟‬
‫‪.‬ال أريد ذكر ما تفعل‬
‫لماذا ُكل هذا اإلرهاق؟ ‪-‬‬
‫‪.‬الكاتب‪ s‬يريد ذلك ‪-‬‬

You might also like