Professional Documents
Culture Documents
ﻣﺬﻛﺮة ﻣﺎﺳﺘﺮ
ﻟﻐﺔ و ٔدب ﻋﺮﰊ
دراﺳﺎت ﻟﻐﻮﯾﺔ
ﻟﺴﺎﻧﯿﺎت ﻋﺮﺑﯿﺔ
رﰴ :ع 2019/ 09 30
اﻟطﺎﻟﺑﺔ
ﻣﺮوة رﺣﺎل
2019/06/22 ﯾﻮم:
ﻟﺠﻨﺔ اﻟﻤﻨﺎﻗﺸﺔ:
رﺋﯾﺳﺎ ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة أ .ﻣﺢ أ آﺳﯾﺎ ﺟرﯾوي
ﻣﺷرﻓﺎ و ﻣﻘررا ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة أ .ﻣﺢ ب أﺣﻣد ﺗﺎوﻟﯾﻠﯾت
ﺗﻌﺗﺑر اﻟﻠﻐﺔ وﻋﺎء اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ واﻟﺣﺿﺎرة وﻣن أﻗدر اﻟوﺳﺎﺋل ﻋﻠﻰ ﻧﻘﻠﻬﺎ ﻋﺑر اﻟﻌﺻور ﻣن
ﺟﯾل إﻟﻰ ﺟﯾل ،وﻫﻲ وﺳﯾﻠﺔ ﻟﻠﺗواﺻل واﻻﺑﻼغ واﻟﺗﻌﺑﯾر ﺑﯾن اﻷﻓراد ﻓﻲ اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ،إذ ﺗﺗﯾﺢ
ﻟﻣﺗﻛﻠّﻣﯾﻬﺎ اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن آراﺋﻬم وأﺣﺎﺳﯾﺳﻬم وأﻓﻛﺎرﻫم ﺑﺻورة طﺑﯾﻌﯾﺔ ،ﻣﺣﻘّﻘﯾن ﺑذﻟك ذواﺗﻬم
ووﺟودﻫم .وﻧظ ار ﻟﻬذﻩ اﻟﻣﻛﺎﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﺣظﯾت ﺑﻬﺎ اﻟﻠﻐﺔ ،ﻛﺎﻧت ﻣﺣطّ اﻫﺗﻣﺎم ﻋﻠﻣﺎﺋﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا
اﻟﻣﺟﺎل ،ﻟذﻟك ﻓﻘد ظﻬرت اﻟﻣدارس واﻟﻣذاﻫب ،واﺧﺗﻠﻔت ﻓﻲ طرﯾﻘﺔ ﺗﻧﺎوﻟﻬﺎ ﻟظواﻫرﻫﺎ
اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ،ﻓﻛﺎن ﺗرﻛﯾزﻫم ﻋﻠﻰ دراﺳﺔ اﻟﺟﻣﻠﺔ ،اﻟﺗﻲ ظﻠّت ﻟﻔﺗرة زﻣﻧﯾﺔ طوﯾﻠﺔ ﺗﻣﺛّل أﻛﺑر وﺣدة
ﻟﺳﺎﻧﯾﺔ ﻗﺎﺑﻠﺔ ﻟﻠﺗﺣﻠﯾل اﻟﻠﻐوي؛ ﻷن اﻻﻧﺳﺎن ﯾﺗواﺻل ﺑواﺳطﺔ اﻟﻛﻠﻣﺎت واﻟﺟﻣل وﻣﺎ ﯾﻌﺗرﯾﻬﺎ
ﻣن ﻋﻼﻗﺎت ﺗﺗراﺑط ﺑﻬﺎ ﺑواﺳطﺔ أدوات وﻗراﺋن ﻟﻔظﯾﺔ وﻣﻌﻧوﯾﺔ ،ﻣﻣﺎ دﻋﺎ إﻟﻰ اﻫﺗﻣﺎﻣﻬم
ﻣﺗوﺻﻠﯾن
ّ اﻟﻛﺑﯾر ﺑﻬﺎ ودراﺳﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﻬﺎ اﻷرﺑﻌﺔ )ﺻوﺗﯾﺔ ،ﺻرﻓﯾﺔ ،ﻧﺣوﯾﺔ ،دﻻﻟﯾﺔ(،
أن اﻟﺟﻣﻠﺔ ﻫﻲ أﻛﺑر وﺣدة ﻟﻐوﯾﺔ ﯾﻣﻛن ﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ إﻟﻰ ﻣﻛوﻧﺎﺗﻬﺎ اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ.
إﻟﻰ ّ
ﺗﺗﻌدى ﻓﻲ دراﺳﺗﻬﺎ ّإﻻ ﺣدود اﻟﺟﻣﻠﺔ ،إﻟﻰ أن ﺑدأت
ﻓﺑﻘﯾت اﻟﻠﺳﺎﻧﯾﺎت زﻣﻧﺎ طوﯾﻼ ﻻ ّ
ﻣؤﺷرات ظﻬور ﻋﻠم ﺟدﯾد ُﯾﻌﻧﻰ ﻓﯾﻪ ﺑدراﺳﺔ اﻟﻧص ،ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻩ ِوﺣدة دﻻﻟﯾﺔ ﻣﺗﻛﺎﻣﻠﺔّ ،
وﻣﻣﺎ ﻻ
أن اﻟﻣﻧطﻠق اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻬذا اﻟﻌﻠم ﺑدأ ﻣﻊ " ﻫﺎرﯾس" ) ، (Harrisﻓﻲ
ﺧﻼف ﻓﯾﻪ ﺑﯾن اﻟﻠﺳﺎﻧﯾﯾن ّ
ﻗدم ﻛﺗﺎﺑﻪ )ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺧطﺎب( ،ودﻋﺎ ﻓﯾﻪ إﻟﻰ
ﺑداﯾﺔ اﻟﻧﺻف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ،ﺣﯾﻧﻣﺎ ّ
ﺗﺟﺎوز اﻟﻘُﺻور اﻟذي وﻗﻌت ﻓﯾﻪ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻠﻐوﯾﺔ اﻟوﺻﻔﯾﺔ واﻟﻣﺗﻣﺛﻠﺔ ﻓﻲ ﻗﺻر اﻟدراﺳﺔ
ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣل واﻟﻌﻼﻗﺎت ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾن أﺟزاء اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟواﺣدة ،واﻟﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﻠﻐﺔ واﻟﻣوﻗف
اﻹﺟﺗﻣﺎﻋﻲ.
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس ﻓﻘد ﻧﺷﺄ ﻋﻠم ﺟدﯾد ﯾﻬﺗم ﺑدراﺳﺔ اﻟﻧﺻوص وﺗﺣﻠﯾﻠﻬﺎ وﻫو ﻣﺎ
ُﯾﻌرف اﻟﯾوم ﺑﻠﺳﺎﻧﯾﺎت اﻟﻧص أو ﻋﻠم ﻟﻐﺔ اﻟﻧص أو ﻧظرﯾﺔ اﻟﻧص ،أو ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻧﺻﻲ
وﻧﺣو اﻟﻧص ...إذ ﺗﺟﺎوز ﻫذا اﻟﻌﻠم ﻣﺳﺗوى اﻟﺟﻣﻠﺔ إﻟﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﻧص ،وﺗﺑﻠورت ﻣﻧﺎﻫﺟﻪ
ﺗطور ﻫذا اﻟﻌﻠم ﻓﻲ اﻟﺳﺑﻌﯾﻧﯾﺎت ﻣن اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ﻋﻠﻰ
ﻣﻧذ ﺳﺗﯾﻧﯾﺎت اﻟﻘرن اﻟﻌﺷرﯾن ،ﺛم ّ
داﯾﻚ ) ،(V ,Diksودي ﺑﻮﺟﺮاﻧﺪ )(De,Beaugrand أﯾدي ﻋﻠﻣﺎء ﻛﺑﺎر ﻣﺛل :ﻓﺎن
أ
ﻣﻘﺪﻣﺔ.....................................................................................................
وﯾﺑﺣث ﻫذا اﻟﻔرع اﻟﻠﺳﺎﻧﻲ اﻟﺟدﯾد ﻋن ﻣﻣﯾزات اﻟﻧص ﻣن ﺣﯾث ﺗﻣﺎﺳﻛﻪ واﻟوﺳﺎﺋل اﻟﺗﻲ
ﺗﺟﻌل ﻣﻧﻪ ﻧﺻﺎ ﻣﻧﺳﺟﻣﺎ ﻣﺗراﺑطﺎ .ﻓﻛﺎن اﻟﻬدف اﻟرﺋﯾﺳﻲ ﻣن ﻫذا اﻟﻌﻠم ﻫو اﻟﺑﺣث ﻋن
ﺗﻣﺎﺳك اﻟﻧﺻوص وﺗراﺑط أﺟزاﺋﻬﺎ ﻟﺗﻛون ِوﺣدة ﻛﻠّﯾﺔ ﺗؤدي أﻏراﺿﺎ ﻣﻌﯾﻧﺔ ﻓﻲ ﺳﯾﺎﻗﺎت
ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ .وﻻ ﯾﺗﺄﺗّﻰ ذﻟك إﻻ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷدوات " ﻛﺎﻹﺣﺎﻟﺔ " ﺑوﺳﺎﺋﻬﺎ اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ
ﻓﻌﺎل ﻓﻲ اﻟﺗواﺻل اﻟﻣﺳﺗﻣر داﺧل اﻟﻧص أو اﻟﺧطﺎبّ .إﻧﻬﺎ أﻛﺛر اﻟظواﻫر
واﻟﺗﻲ ﺗﻘوم ﺑدور ّ
ﺗﻣد ﺟﺳور اﻟﺗواﺻل
اﻟﻠﻐوﯾﺔ اﻧﺗﺷﺎ ار ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص ،ﻻ ﺗﻛﺎد ﺗﺧﻠو ﻣﻧﻬﺎ ﺟﻣﻠﺔ أو ﻧص؛ ﻓﻬﻲ ّ
ﺑﯾن أﺟزاء اﻟﻧص اﻟﻣﺗﺑﺎﻋدة وﺗٌوﺻل اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣراد ﻟﻠﻘﺎرئ.
وﻣن ﻫذﻩ اﻟﻣﻧطﻠﻘﺎت ﻓﻘد ﺟﺎء ﻣوﺿوع ﺑﺣﺛﻲ ﻣوﺳوﻣﺎ ﺑـ" :اﻹﺣﺎﻟﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ
ﺗﻣﺎﺳك اﻟﻧص اﻟﺷﻌري ﺗﻧﺎﻫﯾد اﻟﻧﻬر ﻟﻌﺎﻣر ﺷﺎرف أﻧﻣوذﺟﺎ" وذﻟك ﻟﻠﻛﺷف ﻋن دور
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ رﺑط أﺟزاء اﻟﻧص وﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻣﺎﺳك واﻟﺗﻼﺣم ﺑﯾن أﺟزاﺋﻪ ،وﺑﯾﺎن ﺳﻣﺔ اﻟﻧﺻﯾﺔ
ﻣن ﺧﻼل اﻟرﺑط ﺑﺎﻹﺣﺎﻟﺔ وﺗﺑﺳﯾط ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ وأﻧواﻋﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻘﺎرئ ،واﻟوﻗوف ﻋﻠﻰ ﻣدى
إﺳﻬﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗراﺑط اﻟﻧﺻﻲ ﻓﻲ ﻗﺻﺎﺋد دﯾوان ﺗﻧﺎﻫﯾد اﻟﻧﻬر.
وﻣن أﺳﺑﺎب اﺧﺗﯾﺎر ﻫذا اﻟﻣوﺿوع ﻛذﻟك ﺣﺿور ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟدواﻋﻲ أﻫﻣﻬﺎ:
اﻟﻧﺻﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﺧﺎﺻﺔ.
-اﻟﻣﯾل إﻟﻰ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﺑﺻﻔﺔ ﻋﺎﻣﺔ ،واﻟﻠﺳﺎﻧﯾﺔ ّ
اﻟﻧﺻﻲٕ ،واﺑراز ﻧﺻﯾﺔ اﻟﻧﺻوص
-ﺛراء اﻟﻧص اﻟﺷﻌري ﺑﺎﻟﻛﺛﯾر ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻻﺗﺳﺎق ّ
اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﺷﻌرﯾﺔ.
ّ -ﺗطﺑﯾق ﻣﺎ ﺟﺎء ﺑﻪ ﻫذا اﻟﻌﻠم ﻋﻠﻰ
وﻋﻠﻰ ﻫذا اﻷﺳﺎس واﻧطﻼﻗﺎ ﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻟﻣوﺿوع ،ﻛﺎﻧت اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ اﻟرﺋﯾﺳﯾﺔ
اﻟﻣطروﺣﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﺣث ﯾﺛﯾرﻫﺎ اﻻﺳﺗﻔﺳﺎر اﻵﺗﻲ :ﻛﯾف ﺳﺎﻫﻣت اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق
اﻟﻣدوﻧﺔ اﻟﺷﻌرﯾﺔ ؟
ّ اﻟﺗراﺑط واﻟﺗﻣﺎﺳك اﻟﻧﺻﻲ ﻓﻲ
وﺗﻔرﻋت ﻋن ﻫذﻩ اﻹﺷﻛﺎﻟﯾﺔ ﺗﺳﺎؤﻻت أﺧرى ،ﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ اﻵﺗﻲ:
ّ
.1ﻣﺎ ﻣﻔﻬوم اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻟﻐﺔ واﺻطﻼﺣﺎ ؟ وﻣﺎ ﻫﻲ أﻧواﻋﻬﺎ ؟ وﻣﺎ ﻣﻔﻬوﻣﻬﺎ ﻋﻧد اﻟﻘداﻣﻰ؟
.2ﻛﯾف ﺳﺎﻫﻣت اﻟﺿﻣﺎﺋر ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗراﺑط اﻟﻧﺻﻲ ﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟدﯾوان؟
اﻟﻣدوﻧﺔ واﻧﺳﺟﺎﻣﻬﺎ؟
ّ .3ﻣﺎ ﻣدى ﺗﺄﺛﯾر أﺳﻣﺎء اﻹﺷﺎرة ﻓﻲ ﺗﻼﺣم ﻣﻘطوﻋﺎت
ب
ﻣﻘﺪﻣﺔ.....................................................................................................
ج
ﻣﻘﺪﻣﺔ.....................................................................................................
د
ﻣﻘﺪﻣﺔ.....................................................................................................
أود ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘﺎم ،أن أﺗﻘدم ﺑﺧﺎﻟص ﺷﻛري واﻣﺗﻧﺎﻧﻲ وﺗﻘدﯾري ﻟﻸﺳﺗﺎذ اﻟﻣﺷرف
و ّ
اﻟدﻛﺗور "أﺣﻣد ﺗﺎوﻟﯾﻠﯾت" اﻟذي ﻋرﻓت ﻣﻧﻪ طول اﻟﺻﺑر ،واﺗﺳﺎع اﻟﺻدر وﺣﺳن اﻟﺧﻠق،
ﺗﺣﻣل ﻣﻌﻲ ﻋﻧﺎء اﻟﺑﺣث وﺻﻌوﺑﺎﺗﻪ ﺣﻘﺎ ،ﻓﻛﺎﻧت ﻟﻪ
وﻛﺛرة اﻹرﺷﺎد واﻟﻧﺻﺢ واﻟﺗوﺟﯾﻪ؛ ﻓﻘد ّ
اﻟﯾد اﻟطوﻟﻰ ﻓﻲ إﺗﻣﺎﻣﻪ ،ﻟﻘد أراد ﻟﻬذا اﻟﻌﻣل اﻟﻌﻠﻣﻲ اﺳﺗﻘﺎﻣﺔ ودﻗﺔ ،ﺑﻌﯾدا ﻋن اﻟﻐﻣوض
واﻟﻐﻠط ) (...ﻓﻠﻪ ﻣﻧﻲ ﺟزﯾل اﻟﺷﻛر ﻋﻠﻰ ﻧﺻﺎﺋﺣﻪ اﻟﻘّﯾﻣﺔ اﻟﺗﻲ أﺳداﻫﺎ ﻟﻲ ﻣﻧذ ﺑداﯾﺔ
اﻟﻣوﺟﻪ ،وﻧﻌم اﻷﺳﺗﺎذ ﻓﻠﻪ
ّ اﻹﻧﺟﺎز إﻟﻰ ﻧﻬﺎﯾﺗﻪ إﻧﻪ ﻧﻌم اﻟﻣﺣﻔﱢز ﻟﻠﻌﻣل و ّ
اﻟﺟد واﻹﺟﺗﻬﺎد ،وﻧﻌم
ﻣﻧﻲ ﺧﺎﻟص اﻹﻣﺗﻧﺎن واﻟﻌرﻓﺎن ،وﺟزاﻩ اﷲ ﺧﯾر اﻟﺟزاء ،وأداﻣﻪ ذﺧ ار ﻟﻸﺟﯾﺎل.
ه
ﻣﺪﺧﻞ:
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻔﻬﻮم واﻟﺘﻘﺴﻴﻢ.
-1ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻹﺣﺎﻟﺔ.
أ .ﻟﻐﺔ.
ب.اﺻﻄﻼﺣﺎ.
-2اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻋﻨﺪ اﻟﻘﺪاﻣﻰ.
-3أﻧﻮاع اﻹﺣﺎﻟﺔ.
أ .اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻴﺔ أو اﻟﻨﺼﻴﺔ.
-إﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﺳﺎﺑﻖ أو ﻣﺘﻘﺪم
-إﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻻﺣﻖ أو ﻣﺘﺄﺧﺮ
ب .اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺨﺎرﺟﻴﺔ أو اﻟﻤﻘﺎﻣﻴﺔ
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻔﻬﻮم واﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻣﺪﺧﻞ
.1ﻣﻔﻬوم اﻹﺣﺎﻟﺔ:
أ .ﻟﻐﺔ:
اﻟﺣ ْول :اﻟﺳﻧﺔ ،وﺣﺎل ﻋﻠﯾﻪ
اﻟﺻﺣﺎح ﻟﻠﺟوﻫري)ت 393ه( ﻓﻲ ﻣﺎدةَ » : ﺟﺎء ﻓﻲ ّ
ﻣر ،...وﺣﺎل ﻋن اﻟﻌﻬد َﺣ ُؤوﻻ :اﻧﻘﻠب ،وﺣﺎل ﻟوﻧﻪ ،أي ﺗﻐﯾر واﺳود ،...
اﻟﺣول :أي ّ
ﺗﺣرك ،وﻛذﻟك ﻛل ُﻣﺗَ َﺣول ﻋن
ﺗﺣول ،وﺣﺎل اﻟﺷﺧص :أي ّوﺣﺎل إﻟﻰ ﻣﻛﺎن آﺧر :أي ّ
)(1
اﻟﺗﺣول :اﻟﺗﻧﻘل ﻣن ﻣوﺿﻊ إﻟﻰ ﻣوﺿﻊ.«...
ﺣﺎﻟﻪ ،و ّ
وﻓﻲ " ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻠﻐﺔ " ﻻﺑن ﻓﺎرس )ت 395ه(»:اﻟﺣﺎء واﻟواو واﻟﻼم أﺻل واﺣد،
ﻓﺎﻟﺣول اﻟﻌﺎم ،وذﻟك أﻧﻪ ﯾﺣول ،أي ﯾدور ) (...ﯾﻘﺎل :ﺣﺎل اﻟرﺟل ﻓﻲ
ْ وﻫو ﺗﺣرك ﻓﻲ دور،
ﻣﺗن ﻓرﺳﻪ ﯾﺣول ﺣوﻻً َو َﺣ ُؤوًﻻ ،إذا وﺛب ﻋﻠﯾﻪ ،وأﺣﺎل أﯾﺿﺎ ،وﺣﺎل اﻟﺷﺧص ﯾﺣول ،إذا
اﺳﺗَ َﺣْﻠت اﻟﺷﺧص ،أي ﻧظرت ﻫل ﯾﺗﺣرك
ﻣﺗﺣول ﻋن ﺣﺎﻟﺔ ،وﻣﻧﻪ ْ
ّ ﺗﺣرك ،وﻛذﻟك ﻛل
)(2
.«...
وورد ﻓﻲ ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب " ﻻﺑن ﻣﻧظور" )ت 711ه( ﻓﻲ ﻣﺎدة ﺣول » :واﻟﻣﺣﺎل ﻣن
ﻣﺣوال،
وﺣوﻟﻪ :ﺟﻌﻠﻪ ﻣﺣﺎﻻً :وأﺣﺎل أﺗﻰ ﺑﻣﺣﺎل ،ورﺟل ْاﻟﻛﻼم :ﻣﺎ ُﻋد َل ﺑﻪ ﻋن وﺟﻬﻪ ّ
وﺣؤوﻻً
ﻛﺛﯾر ُﻣﺣﺎل اﻟﻛﻼم ،....وﯾﻘﺎل :أﺣْﻠت اﻟﻛﻼم أُﺣﯾﻠﻪ إذا أﻓﺳدﺗﻪ ...ﺣﺎل اﻟﺷﻲء ﺣوًﻻ ُ
ُ
وأﺣﺎل ،اﻷﺧﯾرة ﻋن اﺑن اﻷﻋراﺑﻲ ،ﻛﻼﻫﻣﺎ ﺗﺣول وﻓﻲ اﻟﺣدﯾث :ﻣن أﺣﺎل دﺧل اﻟﺟﻧﺔ ،ﯾرﯾد
)(3
ﺗﺣول ﻣن اﻟﻛﻔر ﻋﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻌﺑد إﻟﻰ اﻹﺳﻼم«.
ﻣن أﺳﻠم ﻷﻧﻪ ّ
ﻣﻣﺎ ﺗﻘدم ﯾﺗﺿﺢ أن اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻠﻐوي ﻟﻺﺣﺎﻟﺔ ﯾدور ﺣول ﻣﻌﻧﻰ اﻟﺗّﻐﯾر واﻟﺗّﺣول؛ وذﻟك
ﻣﺎ ﻧﺟدﻩ ﻓﻲ اﻻﺻطﻼح اﻗﺗراﺑﺎ وﺗﻧﺎﺳﺑﺎ.
)(1
وﺻﺣﺎح اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺗﺢ :أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻐﻔور ﻋطﺎر ،دار اﻟﻌﻠم ﻟﻠﻣﻼﯾﯾن ،ﺑﯾروت -ﻟﺑﻧﺎن،
اﻟﺻﺣﺎح ﺗﺎج اﻟﻠﻐﺔ ّ
اﻟﺟوﻫريّ ،
ط،4،1990ج ،4ص ،1681-1679ﻣﺎدة)ﺣول(.
)(2
اﺑن ﻓﺎرس ،ﻣﻘﺎﯾﯾس اﻟﻠﻐﺔ ،ﺗﺢ :إﺑراﻫﯾم ﺷﻣس اﻟدﯾن ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺑﯾروت-ﻟﺑﻧﺎن،ط1429 ،2ه2008 -م،
ج ،1ص.327ﻣﺎدة)ﺣول(.
)(3اﺑن ﻣﻧظور ،ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ،دار ﺻﺎدر ،ﺑﯾروت-ﻟﺑﻧﺎن ،ط ،1994 ،4ﻣﺞ ،11ص ،190-186ﻣﺎدة)ﺣول(.
8
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻔﻬﻮم واﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻣﺪﺧﻞ
ب .اﺻطﻼﺣﺎ:
ﺗﻌﺗﺑر اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻣﺎدة أوﻟﯾﺔ ﯾﺗّﻛﺊ ﻋﻠﯾﻬﺎ ﻣﺣﻠل اﻟﻧص ،وذﻟك ﻹﺛﺑﺎت ﻣدى اﺗﺳﺎق
ﻧﺻﻪ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻧﺻ ار ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻹﺗﺳﺎﻗﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص» ،إذ ﺗﺗوﻓر ﻛل طﺑﯾﻌﺔ
)(1
ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺎﺻر ﺗﻣﻠك ﺧﺎﺻﺔ اﻹﺣﺎﻟﺔ«.
وﻗد أﺷﺎر "روﺑرت دي ﺑوﺟراﻧد" ﻓﻲ ﺗﻌرﯾﻔﻪ ﻟﻺﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ» :اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻌﺑﺎرات ﻣن
)(2
ﺟﻬﺔ ،وﺑﯾن اﻷﺷﯾﺎء واﻟﻣواﻗف ﻓﻲ اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ اﻟذي ﺗﺷﯾر إﻟﯾﻪ اﻟﻌﺑﺎرات«.
ﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﺣﺎل ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺻر آﺧر ﻣﺣﺎل إﻟﯾﻪ إﻣﺎ داﺧل اﻟﻧص أو
ﺧﺎرﺟﻪ ،ﻟﻔﻬﻣﻪ ،وﻻ ﯾﺗم ﻓﻬم ﺑﻌض اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻓﻲ اﻟﻧص إﻻ ﻣن ﺧﻼل رﺑطﻬﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟم
اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﺧﺎرج اﻟﻧص ،أو رﺑطﻬﺎ ﺑﺎﻟﺳﺎﺑق أواﻟﻼﺣق داﺧل اﻟﻧص.
وﻓﯾﻣﺎ ﻧﻘﻠﻪ ﺑﻌض اﻟدارﺳﯾن ﻋن اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻓﻘﯾل ﻫﻲ» :ﺗرﻛﯾب ﻟﻐوي ﯾﺷﯾر إﻟﻰ ﺟزء ﻣﺎ
ُذﻛر ﺻراﺣﺔ أو ﺿﻣﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﻧص اﻟذي ﯾﺗﺑﻌﻪ أو اﻟذي ﯾﻠﯾﻪ«) ،(3ﻓﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن ﻛل
ﻋﻧﺻر ﻓﻲ اﻟﻧص ﯾﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺻر آﺧر ﯾﻔﺳرﻩ وﯾوﺿﺣﻪ ،ﺑﺣﯾث ﻻ ﯾﻣﻛن ﻓﻬم اﻷول إﻻ
أن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻹﺣﺎﻟﯾﺔ ﻻ ﺗﻣﺗﻠك دﻻﻟﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﻓﻲ ذاﺗﻬﺎ ﺑل
ﺑﺎﻟﻌودة ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﺣﯾل إﻟﯾﻪ ،و ّ
ﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻋﻧﺎﺻر أﺧرى.
وأورد "أﺣﻣد اﻟﻣﺗوﻛل " ﻛذﻟك ﺗﻌرﯾﻔﺎ ﻟﻺﺣﺎﻟﺔ ﻓﻘﺎل» :اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻋﻼﻗﺔ ﺗﻘوم ﺑﯾن اﻟﺧطﺎب وﻣﺎ
)(4
اﻟﻣﺗﺧﯾل أو ﻓﻲ ﺧطﺎب ﺳﺎﺑق أو ﻻﺣق«. ّ ﯾﺣﯾل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺧطﺎب إذ ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ أو
ﻓﻬﻧﺎ ﻗد طرق أﻧواع اﻹﺣﺎﻻت ﺳواء اﻟﻧﺻﯾﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ أو ﺑﻌدﯾﺔ ،أو اﻟﻣﻘﺎﻣﯾﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ،
واﻟﺗﻲ ﺳﯾﺄﺗﻲ اﻟﺗﻔﺻﯾل ﻓﯾﻬﺎ ﻻﺣﻘﺎ.
واﻹﺣﺎﻟﺔ ﻋﻧد"ﺳﻌﯾد ﺣﺳن ﺑﺣﯾري" ﻫﻲ»:إﺣدى اﻷﺑﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺷﻛل ﻣﻧﻬﺎ اﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻛﻠﯾﺔ
ﻟﻠﻧص ،ﻓﺎﻟﺑﻧﯾﺔ اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻧظﺎم ﻣن اﻟﺑﻧﻰ ،ﻛل ﺑﻧﯾﺔ ﻟﻬﺎ ﻗواﻋدﻫﺎ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺗﻘﯾم ﺑﻬﺎ وﺟﻬﺎ ﻣن
)(1ﻣﺣﻣد ﺧطﺎﺑﻲ ،ﻟﺳﺎﻧﯾﺎت اﻟﻧص ﻣدﺧل إﻟﻰ اﻧﺳﺟﺎم اﻟﺧطﺎب ،اﻟﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء،
اﻟﻣﻐرب ،ط ،2006 ،2ص.17
)(2دي ﺑوﺟراﻧد ،اﻟﻧص واﻟﺧطﺎب واﻹﺟراء ،ﺗر :ﺗﻣﺎم ﺣﺳﺎن ،ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب ،اﻟﻘﺎﻫرة-ﻣﺻر ،ط1418 ،1ه1998 ،م،
ص.122
)(3
ﻧﻌﯾﻣﺔ ﺳﻌدﯾﺔ ،اﻟﺧطﺎب اﻟﺷﻌري ﻋﻧد ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺎﻏوط دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻣن ﻣﻧظور ﻟﺳﺎﻧﯾﺎت اﻟﻧص ،رﺳﺎﻟﺔ دﻛﺗوراﻩ)
ﻣﺧطوط( ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ،ﺑﺳﻛرة 2010-2009 ،م ،ص.260
)(4أﺣﻣد اﻟﻣﺗوﻛل ،اﻟﺧطﺎب وﺧﺻﺎﺋص اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ دراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟوظﯾﻔﺔ واﻟﺑﻧﯾﺔ واﻟﻧﻣط ،ﻣﻧﺷورات اﻻﺧﺗﻼف ،اﻟﺟزاﺋر،
ط1،1431ه2010-م ،ص.73
9
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻔﻬﻮم واﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻣﺪﺧﻞ
)(1
أن»دراﺳﺔ اﻟﻌﻼﻗﺎت
ﺧﺎﺻﺎ ﻟﻺﺣﺎﻟﺔ ،إذ ّ
ّ ﺗﺻو ار
ّ وﺟوﻩ اﻟﻧص« ،وﻗدم ﺗﻧﯾﯾر )(L,Tesniere
)(1ﺳﻌﯾد ﺣﺳن ﺑﺣﯾري ،دراﺳﺎت ﻟﻐوﯾﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﺑﻧﯾﺔ واﻟدﻻﻟﺔ ،ﻣﻛﺗب اﻵداب ،اﻟﻘﺎﻫرة-ﻣﺻر ،ط،1
1426ه2005-م ،ص.97-96
)(2اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص.98
)(3اﻟرﺿﻲ اﻷﺳﺗراﺑﺎدي ،ﺷرح اﻟرﺿﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ،ﺗﺻﺣﯾﺢ وﺗﻌﻠﯾق ﯾوﺳف ﺣﺳن ﻋﻣر ،ﻣﻧﺷورات ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻗﺎرﯾوﻧس،
ﺑﻧﻐﺎزي-ﻟﯾﺑﯾﺎ ،ط1996 ،2م ،ج ،2ص.404
)(4
ﺗﺢ :ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ اﺑن ﻫﺷﺎم اﻷﻧﺻﺎري ،ﻣﻐﻧﻲ اﻟﻠﺑﯾب ﻋن ﻛﺗب اﻷﻋﺎرﯾب،
اﻟﻌﺻرﯾﺔ،ﺑﯾروت ـ ﻟﺑﻧﺎن ) ،دط( 1411 ،ﻫـ ـ1991م ،ج ، 2ص .573
10
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻔﻬﻮم واﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻣﺪﺧﻞ
ﯾﻔﺳرﻩ ،ذﻟك
إن اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻋﻧد اﻟﻧﺣﺎة واﻟﻠﻐوﯾﯾن ﻫﻲ» :اﻹﻧﺗﻘﺎل ﻣن ﻋﻧﺻر ﻛﻧﺎﺋﻲ إﻟﻰ ﻣرﺟﻊ ّ
أن اﻟﻛﻧﺎﺋﯾﺎت ،ﻛﺎﻟﺿﻣﺎﺋر واﻷﺳﻣﺎء اﻟﻣوﺻوﻟﺔ وأﺳﻣﺎء اﻹﺷﺎرة ،ﻣﺑﻬﻣﺔ ﻣن ﺣﯾث دﻻﻟﺗﻬﺎ
)(1
اﻟﻣﻌﺟﻣﯾﺔ وﻻ ﯾﻣﻛن اﻟﺗواﺻل ﺑﻬﺎ إﻻ إذا ُﻋرف ﻣرﺟﻌﻬﺎ ﻣن داﺧل اﻟﻧص أو ﺧﺎرﺟﻪ.«...
ﻧوﻩ اﻟﻠﻐوﯾون إﻟﻰ اﻹﺣﺎﻟﺔ ) (Referenceﻣن ﺣﯾث أﻧﻬﺎ أداة ﻛﺛﯾرة اﻟﺷﯾوع واﻟﺗداول
وﻗد ّ
ﻓﻲ اﻟرﺑط ﺑﯾن اﻟﺟﻣل واﻟﻌﺑﺎرات اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺄﻟف ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻧﺻوص»،وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن أن ﺻﺎﺣب
"دﻻﺋل اﻻﻋﺟﺎز" ﻟم ﯾﻔرد ﺑﺎﺑﺎ ﻟﻺﺣﺎﻟﺔ ﻣﺛﻠﻣﺎ أﻓرد ﺑﺎﺑﺎ ﻟﻠﻔﺻل واﻟوﺻل ،إﻻ أﻧﻪ ﻋرض ﻟﻬذﻩ
ﯾد وﻫو ﻣﺳرعٌ" ،ﻓﻬﻲ ﻣن
اﻷداة ﻋرﺿﺎ ﺳرﯾﻌﺎ دوﻧﻣﺎ ﻗﺻد ،ﻋﻧدﻣﺎ ﻣﺛّل ﺑﻘوﻟﻬم" :ﺟﺎءﻧﻲ ز ٌ
ﺣﯾث اﻟدﻻﻟﺔ واﻟﻠﻔظ ﻧظﯾر ﻗوﻟﻬم ﺟﺎءﻧﻲ زﯾد وزﯾد ﻣﺳرع .وﻋﻘّب ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻣؤﻛدا أن
اﻟﺿﻣﯾر ﻫو أﻏﻧﻰ ﻋن ﺗﻛرﯾر زﯾد ،ﯾﻘول :وذﻟك أﻧك إذا أﻋدت ذﻛر زﯾد ،ﻓﺟﺋت ﺑﺿﻣﯾرﻩ
اﻟﻣﻧﻔﺻل اﻟﻣرﻓوع ،ﻛﺎن ﺑﻣﻧزﻟﺔ أن ﺗﻌﯾد اﺳﻣﻪ ﺻرﯾﺣﺎ ،ﻛﺄﻧك ﺗﻘول ﺟﺎءﻧﻲ زﯾد وزﯾد
)(2
ﻣﺳرع«.
ﻣﺗﺟدر ﻓﻲ اﻟﺗراث اﻟﻌرﺑﻲ؛ ﻫذا وﯾﺷﯾر
ّ ﯾﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ أن ﻣوﺿوع اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻫو ﻋﻧﺻر
اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻠﻐوﯾﯾن واﻟﻧﺣوﯾﯾن اﻟﻘداﻣﻰ إﻟﯾﻬﺎ ﻟﻛن ﻟم ﯾذﻛروﻫﺎ ﺑﻬذا اﻻﺳم؛ ﺑل ﺗﻧﺎوﻟوا ظﺎﻫرة
اﻟﻔﻌﺎل
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﻣﺧﺗﻠف ﻣﺳﺗوﯾﺎﺗﻬﺎ اﻟداﺧﻠﯾﺔ واﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻋن طرﯾق دراﺳﺗﻬم ﻟﻠﺿﻣﺎﺋر ودورﻫﺎ ّ
ﻓﻲ اﻟرﺑط ﺑﯾن ﻣﺗواﻟﯾﺔ اﻟﺟﻣل ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﺑﻌض داﺧل اﻟﻧص.
وﻻ ﺗﺗﺷ ّﻛل اﻹﺣﺎﻟﺔ إﻻ ﺑﺗظﺎﻓر ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر،إذ ﻻ ﯾﺗﺣﻘق اﻟرﺑط اﻹﺣﺎﻟﻲ ﻓﻲ
ﺣددﻫﺎ "
اﻟﻧﺻوص إﻻ ﻣن ﺧﻼل ﺗوﻓر ﺟﻣﻠﺔ ﻣن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺗﻲ ﺗﺳﻬم ﻓﻲ ﺗراﺑطﻪ وﻗد ّ
)(3
أﺣﻣد ﻋﻔﯾﻔﻲ" ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
أ -اﻟﻣﺗﻛﻠم أو اﻟﻛﺎﺗب ﺻﺎﻧﻊ اﻟﻧص :وﺑﻘﺻدﻩ اﻟﻣﻌﻧوي ﺗﺗم اﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ أراد ،ﺣﯾث ﯾﺷﯾر
ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧص إﻟﻰ أن " اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻋﻣل إﻧﺳﺎﻧﻲ").(4واﻟﻣﺗﻛﻠم ﻫو اﻟﻌﻧﺻر اﻷﺳﺎﺳﻲ اﻟذي ﺗﺟرى
ﺑﻪ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﺧﺎطب وﻫو أﯾﺿﺎ ﻣن »وﻗﻊ اﻟﻛﻼم ﻣن ﻗﺻدﻩ ٕوارادﺗﻪ واﻋﺗﻘﺎدﻩ واﻟذي ﯾدل ﻋﻠﻰ
)(1رزﯾق ﺑوزﻏﺎﯾﺔ ،ورﻗﺎت ﻓﻲ ﻟﺳﺎﻧﯾﺎت اﻟﻧص ،دار اﻟﻣﺛﻘف ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر ،ط1439 ،1ه2018-م ،ص.74
)(2إﺑراﻫﯾم ﻣﺣﻣود ﺧﻠﯾل ،ﻓﻲ اﻟﻠﺳﺎﻧﯾﺎت و ﻧﺣو اﻟﻧص ،دار ﻣﯾﺳرة ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ و اﻟطﺑﺎﻋﺔ ،ﻋﻣﺎن ـ اﻷردن،
ط1427،1ﻫـ ـ 2007م،ص .227
)(3
ﯾﻧظر:أﺣﻣد ﻋﻔﯾﻔﻲ ،اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻧﺣو اﻟﻧص ،ﻛﻠﯾﺔ دار اﻟﻌﻠوم ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎﻫرة )،دط( ) ،د ت ( ،ص 12، 11
)(4
ﯾﻧظر :دي ﺑوﺟراﻧد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص . 173
11
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻔﻬﻮم واﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻣﺪﺧﻞ
ذﻟك أن أﻫل اﻟﻠﻐﺔ ﻣﺗﻰ ﻋﻠﻣوا واﻋﺗﻘدوا وﻗوع اﻟﻛﻼم ﺑﺣﺳب أﺣوال أﺣدﻧﺎ وﺻﻔوﻩ ﺑﺎﻧﻪ
)(1
ﻣﺗﻛﻠم ،وﻣﺗﻰ ﻟم ﯾﻌﻠﻣوا ذﻟك ،أو ﯾﻌﺗﻘدوﻩ ﻟم ﯾﺻﻔوﻩ«.
ﯾﺗﺟﺳد إﻣﺎ ظﺎﻫ ار أو ﻣﻘد ار
ّ ب -اﻟﻠﻔظ اﻟﻣﺣﯾل ) اﻟﻌﻧﺻر اﻹﺣﺎﻟﻲ( :ﻫذا اﻟﻌﻧﺻر ﯾﻧﺑﻐﻲ أن
وﯾﻐﯾرﻧﺎ ﻣن اﺗﺟﺎﻩ إﻟﻰ اﺗﺟﺎﻩ ﺧﺎرج اﻟﻧص أو
ﺳﯾﺣوﻟﻧﺎ ّ
ّ ﻛﺎﻟﺿﻣﯾر أو اﻹﺷﺎرة ،وﻫو اﻟذي
داﺧﻠﻪ )إﺣﺎﻟﺔ داﺧﻠﯾﺔ ﻧﺻﯾﺔ ،أو إﺣﺎﻟﺔ ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣﻘﺎﻣﯾﺔ(.
إﻣﺎ ﺧﺎرج اﻟﻧص أو داﺧﻠﻪ ﻣن ﻛﻠﻣﺎت أو
ج -اﻟﻣﺣﺎل إﻟﯾﻪ )ﻋﻧﺻر اﻹﺷﺎري( :وﻫو ﻣوﺟود ّ
ﻋﺑﺎرات أو دﻻﻻت ،وﺗﻔﯾد ﻣﻌرﻓﺔ اﻹﻧﺳﺎن ﺑﺎﻟﻧص وﻓﻬﻣﻪ ﻟﻠوﺻول إﻟﻰ اﻟﻣﺣﺎل إﻟﯾﻪ .أو ﻫو
اﻟﺑﺎث واﻟﻣﺗﻠﻘﻲ واﻟذي ﺑدوﻧﻪ ﻻ ﯾﻣﻛن ﻟﻠرﺳﺎﻟﺔ أن ﺗﻔﻬم أو
ّ »ﻧﺳق اﻟﻘواﻋد اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾن
)(2
ﺗؤول«.
د -اﻟﻌﻼﻗﺔ ﺑﯾن اﻟﻠﻔظ اﻟﻣﺣﯾل واﻟﻣﺣﺎل ﻋﻠﯾﻪ :اﻟﻣﻔروض أن ﯾﻛون اﻟﺗطﺎﺑق ﺣﺎﺻﻼ ﺑﯾن
اﻟﻠﻔظ اﻟﻣﺣﯾل واﻟﻣﺣﺎل ﻋﻠﯾﻪ ،ﺑﻣﻌﻧﻰ أن اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺗﺄﺗﻲ ﻋن طرﯾق أﻟﻔﺎظ واﺟﺑﺔ اﻟﺻدق،
)(3
ﺑوﺻف اﻟﻣﺣﺎل إﻟﯾﻪ ﺷﯾﺋﺎ ﻣوﺟودا ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻟواﻗﻊ واﻟﺣﻘﯾﻘﺔ.
.3أﻧواع اﻹﺣﺎﻟﺔ:
ﯾﻘﺳم "ﻣﺣﻣد ﺧطّﺎﺑﻲ" اﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻧوﻋﯾن رﺋﯾﺳﯾﯾن» :اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻘﺎﻣﯾﺔـ ،واﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﺻﯾﺔ، ّ
)(4
وﺗﺗﻔرع اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ إﻟﻰ :إﺣﺎﻟﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ ٕواﺣﺎﻟﺔ ﺑﻌدﯾﺔ«.
وﻗد ﻣﺛّﻠﻬﺎ "ﻣﺣﻣد ﺧطﺎﺑﻲ"ﺑﻬذا اﻟﻣﺧطط:
اﻹﺣـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺎﻟﺔ
اﻟﻧﺻﯾﺔ(
) ّ )اﻟﻣﻘﺎﻣﯾﺔ(
إﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ داﺧل اﻟﻧص إﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﺧﺎرج اﻟﻧص
)(1اﺑن ﺳﻧﺎن اﻟﺧﻔﺎﺟﻲ ،ﺳر اﻟﻔﺻﺎﺣﺔ ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﻟﺑﻧﺎن ،ط ،1982 ،1ص .44
)(2ﻋﻣر أوﻛﻼن ،اﻟﻠﻐﺔ و اﻟﺧطﺎب ،إﻓرﯾﻘﯾﺎ اﻟﺷرق ،اﻟﻣﻐرب )،د ط( )،د ت( ،ص . 49
)(3
ﯾﻧظر :أﺣﻣد ﻋﻔﯾﻔﻲ ،ااﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .16
)(4ﻣﺣﻣد ﺧطﺎﺑﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .17
12
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻔﻬﻮم واﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻣﺪﺧﻞ
)(1
ﯾﺗﺑﯾن ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻣﺧطط أن اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن:
ّ
إﻣﺎ إﺣﺎﻟﺔ ﺧﺎرج اﻟﻧص أو اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ ،واﺻطﻼﺣﺎ ﺗﺳﻣﻰ ﺑـ،"Exphora" :
وﺗﺳﻣﻰ أﯾﺿﺎ "اﻟﻣﻘﺎﻣﯾﺔ" "Situationnel؛ وﻓﯾﻬﺎ ﯾﻠﺗزم اﻟﻘﺎرئ أو اﻟﻣﺳﺗﻣﻊ اﻹﻟﺗﻔﺎت ﺧﺎرج
اﻟﻧص ﻟﻠﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﺣﺎل إﻟﯾﻪٕ .واﺣﺎﻟﺔ داﺧل اﻟﻧص أو إﺣﺎﻟﺔ داﺧﻠﯾﺔ ،وﺗﻌرف
اﺻطﻼﺣﺎ ﺑـ"Endaphora" :؛ وﻫﻲ ﺗﻘﻊ داﺧل اﻟﻧص ،ﺑﺣﯾث ﯾﺷﯾر ﻓﯾﻬﺎ اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﺣﯾل
إﻟﻰ ﻋﻧﺻر آﺧر ﻣﺗﻘدم ﻋﻠﯾﻪ وﻫﻧﺎ ﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﻘﺑﻠﯾﺔ " ،"Anaphoraأو ﯾﺷﯾر إﻟﻰ
ﺑﺎﻟﻧﺻﯾﺔ
ﻋﻧﺻر آﺧر ﯾﻠﺣﻘﻪ وﺗﺳﻣﻰ ﺑﺎﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑﻌدﯾﺔ " ،"Cataphoraوﺗﻌرف أﯾﺿﺎ ّ
" "Textualوﻫﻲ ﻋﻛس اﻷوﻟﻰ ،وﯾﺳﻬم اﻟﺳﯾﺎق اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ ﻓﻬﻣﻬﺎ؛ ﺣﯾث ﯾﻛون اﻟﻌﻧﺻر
اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ ﻣوﺟودا ﻓﻲ ﻋﺎﻟم اﻟﻧص.
ﻛﻣﺎ أﺷﺎر "ﺣﺳن ﺑﺣﯾري" ﻓﻲ ﺗﻘﺳﯾﻣﻪ ﻟﻺﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﻫذا اﻟﻧﺣو إﻟﻰ أن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن
)(2
ﺣددوا ﻣﺳﺗوﯾﯾن أﺳﺎﺳﯾﯾن ﻫﻣﺎ:
ّ
اﻟﻣﺳﺗوى اﻷول :ﻫو ﺧﺎرﺟﻲ ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ وﺟود ذات اﻟﻣﺧﺎطب ﺧﺎرج اﻟﻧص وﺗﺗوﻓر ﻓﯾﻪ
إﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺎرج اﻟﻠﻐﺔ.
اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺛﺎﻧﻲ :ﻫو داﺧﻠﻲ ﯾﺧﺗص ﺑﺎﻟﻧص اﻟﻣدروس وﻋﻧﺎﺻر اﻹﺷﺎرة ﺗﺣﯾل إﻟﻰ ﻋﻧﺎﺻر
ﻣوﺟودة داﺧل اﻟﻧص ،واﻹﺣﺎﻟﺔ ﻫﻧﺎ ﺗﻛون ﻟﻐوﯾﺔ ﺗﻧﻘﺳم إﻟﻰ ﻗﺑﻠﯾﺔ وﺑﻌدﯾﺔ.
أ -اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ أو اﻟﻧﺻﯾﺔ ":"Exophora
ﯾﻘوي أواﺻروﻫﻲ إﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻣﻠﻔوظ داﺧل اﻟﻧص أو داﺧل اﻟﻠﻐﺔ ،وﻫﻲ راﺑط ﻗوي ّ
)(3
اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺗﺑﺎﻋدة .وﺗﻌﺗﺑر »اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﺻﯾﺔ ظﺎﻫرة ﻟﻐوﯾﺔ ﻣﻧﻔردة وﻣﺟﺎﻻ ﺑﺣﺛﯾﺎ«.
وﻟﻺﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﺻﯾﺔ دور ﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﺧﻠق ﺗراﺑط ﻛﺛﯾر ﻣن ﺟزﺋﯾﺎت اﻟﻧص؛ وﺗﻬﺗم ﺑﺎﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻹﺣﺎﻟﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺣﻘق داﺧل اﻟﻧص ،ﺳواء أﻛﺎﻧت ﺑﺎﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻣﺎ ﺳﺑق أم ﺑﺎﻹﺷﺎرة إﻟﻰ ﻣﺎ
ﺳوف ﯾﺄﺗﻲ؛ ﻓﻬﻲ»إﺣﺎﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻠﻐوﯾﺔ اﻟواردة ﻓﻲ اﻟﻣﻠﻔوظ ،ﺳﺎﺑﻘﺔ ﻛﺎﻧت أم ﻻﺣﻘﺔ؛
)(1ﯾﻧظر :ﻧﺎدﯾﺔ رﻣﺿﺎن اﻟﻧﺟﺎر ،ﻋﻠم ﻟﻐﺔ اﻟﻧص و اﻷﺳﻠوب ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﺣورس اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ) ،د
ط(،2013 ،ص ،33وﯾﻧظر :ﻣﺣﻣد ﺧطﺎﺑﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ،17وﯾﻧظر :ﻋزة ﺷﺑل ﻣﺣﻣد ،ﻋﻠم ﻟﻐﺔ اﻟﻧص،
ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻵداب ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ط1430 ،2ه ـ 2009م ،ص .177
)(2ﺳﻌﯾد ﺣﺳن ﺑﺣﯾري ،دراﺳﺎت ﻟﻐوﯾﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ،ص ، 102 ، 101و ﺻﺑﺣﻲ إﺑراﻫﯾم اﻟﻔﻘﻲ ،ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻧﺻﻲ ﺑﯾن
اﻟﻧظرﯾﺔ و اﻟﺗطﺑﯾق ،دار ﻗﺑﺎء ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ و اﻟﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﻘﺎﻫرة ـ ﻣﺻر ،ط1431 ، 1ه ـ 2000م ،ص . 70
)(3ﺳﻌﯾد ﺣﺳن ﺑﺣﯾري ،ﻋﻠم ﻟﻐﺔ اﻟﻧص ﻧﺣو آﻓﺎق ﺟدﯾدة ،ﻣﻛﺗﺑﺔ زﻫراء اﻟﺷرق ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ط ،2007 ،1ص211
13
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻔﻬﻮم واﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻣﺪﺧﻞ
)(1اﻷزﻫر اﻟزﻧﺎد ،ﻧﺳﯾﺞ اﻟﻧص ﺑﺣث ﻓﯾﻣﺎ ﯾﻛون ﺑﻪ اﻟﻣﻠﻔوظ ﻧﺻﺎ ،اﻟﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ،اﻟﻣﻐرب ،ط،1
)د.ت( ،ص.118
)(2
ﻣﺣﻣودﺑوﺳﺗﺔ ،اﻻﺗﺳﺎق واﻻﻧﺳﺟﺎم ﻓﻲ ﺳورة اﻟﻛﻬف ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر )ﻣﺧطوط( ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج ﻟﺧﺿر-ﺑﺎﺗﻧﺔ،
،2008،2009ص.63
)(3راﻧﯾﺎ ﻓوزي ﻋﯾﺳﻰ ،ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻧﺻﻲ رﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎﺣظ ﻧﻣوذﺟﺎ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ) ،د.ط( ،2014 ،ص.122
)(4
ﯾﻧظر :ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن إﻛﯾدر ،اﻟﺗﻌﻠﯾق ﻋﻧد ﻋﺑد اﻟﻘﺎﻫر اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ دراﺳﺔ ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺎﺳك اﻟﻧﺻﻲ ،دار ﻛﻧوز اﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻟﻠﻧﺷر
واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن-اﻷردن ،ط ،2018 ،1ص.167
)(5ﺑراون وﯾول ،ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺧطﺎب ،ﺗر :ﻣﺣﻣد ﻟطﻔﻲ اﻟزﻟﯾطﻧﻲ ،ﺗﻊ :ﻣﻧﯾر اﻟﺗرﯾﻛﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻠك ﺳﻌود ،اﻟﺳﻌودﯾﺔ) ،د.ط(،
)د.ت( ،ص.230
14
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻔﻬﻮم واﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻣﺪﺧﻞ
ﻋدﻫﺎ " إﻟﻬﺎم أﺑو ﻏزاﻟﺔ" و"ﻋﻠﻲ ﺧﻠﯾل أﺣﻣد" ﺑﺄﻧﻬﺎ» :اﻹﺷﺎرة اﻟﻼﺣﻘﺔ؛ أي اﺳﺗﻌﻣﺎل
ﻛﻣﺎ ّ
ﺷﻛل ﺑدﯾل ﻻﺣق ﻟﺗﻌﺑﯾر ﯾﺷﺎرﻛﻪ ﻓﻲ اﻟﻣدﻟول« (1).أي ﺗﺣدﯾد اﻟﻣرﺟﻊ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻹﺣﺎﻟﺔ
ﯾﺳﺗدﻋﻲ ﻣﻧﺎ اﻟﻌودة إﻟﻰ اﻟوراء ﺣﯾث ﯾذﻛر اﻟﻣﺣﺎل إﻟﯾﻪ.
اﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻻﺣق أو ﻣﺗﺄﺧر ":"Cataphora
وﺗﺳﻣﻰ "ﺑﺎﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑﻌدﯾﺔ"؛» وﻫﻲ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻛﻠﻣﺔ أو ﻋﺑﺎرة ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻛﻠﻣﺔ أﺧرى أو ﻋﺑﺎرة
﴿ ﴾
أﺧرى ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻻﺣﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﻧص أو اﻟﻣﺣﺎدﺛﺔ .وﻣﺛﺎﻟﻪ ﻗوﻟﻪ ﺗﻌﺎﻟﻰ :
)(2
]اﻹﺧﻼص[1/ﻓﺎﻟﺿﻣﯾر )ﻫو( ﯾﺣﯾل إﻟﻰ ﻟﻔظ اﻟﺟﻼﻟﺔ اﷲ«.
وﻫﻧﺎك ﻣن ﯾﺳﻣﯾﻬﺎ »اﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ اﻷﻣﺎم«)(3وﻫﻲ ﻋﻛس اﻷوﻟﻰ؛ إذ ﯾﺷﯾر اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻠﻐوي
اﻟﻣﺣﯾل إﻟﻰ ﻋﻧﺻر آﺧر ﺑﻌدﻩ ﻓﻲ اﻟﻧص ،وﺗﻌرف أﯾﺿﺎ ﺑﺄﻧﻬﺎ»:اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻛﻠﻣﺔ أو ﻋﺑﺎرة
)(4
ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻛﻠﻣﺔ أﺧرى أو ﻋﺑﺎرة أﺧرى ﺳوف ﺗﺳﺗﻌﻣل ﻻﺣﻘﺎ ﻓﻲ اﻟﻧص أو اﻟﻌﺑﺎرة.«...
وﯾﻌرﻓﻬﺎ ﺑﻘوﻟﻪ» :ﻋﻧﺎﺻر ﻟﻐوﯾﺔ ﺗﺷﯾر إﻟﻰوﯾﺳﻣﯾﻬﺎ "ﻓﺎﻟﺢ اﻟﻌﺟﻣﻲ" رواﺑط إﺷﺎرﯾﺔ ّ
ﻣﻌﻠوﻣﺎت ﺗﺎﻟﯾﺔ ﻓﻲ داﺧل ﺳﯾﺎق اﻟﻘول ،ﻟﯾﺳت ﻟﻬﺎ اﻟوظﯾﻔﺔ اﻟﻔرﻋﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺗّﺻف ﺑﻬﺎ اﻟرواﺑط
)(5
اﻹﺣﺎﻟﯾﺔ؛ إذ ﻻ ﺗﻧوب ﻋن ﻟﻔظ ﺳﺎﺑق ،وﺗرﻣز إﻟﻰ دﻻﻟﺔ ﺳﯾﻣﯾﺎﺋﯾﺔ ﺑﻣﻔردﻫﺎ«.
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن ﻛﺛﯾ ار ﻣن ﻋﻠﻣﺎء اﻟﻧص ﻻ ﯾﺧﺗﻠﻔون ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﻣﻔﻬوم اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑﻌدﯾﺔ،
ﻓﺟﻠّﻬم ﯾﺗﻔﻘون ﻓﻲ أﻧﻬﺎ اﺳﺗﻌﻣﺎل ﻛﻠﻣﺔ أو ﻋﺑﺎرة ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻛﻠﻣﺔ أﺧرى ﺗﺎﻟﯾﺔ ﻟﻬﺎ ،وﯾﺗﺣدد
ﻣﻔﺳرﻩ ،وﺗﺄﺧر
ذﻟك ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳﯾﺎق .وﻫﻲ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﺑدأ ﺗﻘدم اﻟﻌﻧﺻر اﻹﺣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ّ
اﻟﻌﻧﺻر اﻹﺷﺎري ﻋن اﻟﻌﻧﺻر اﻹﺣﺎﻟﻲ .إذ ﻧﺟد اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑﻌدﯾﺔ ﺗﻘوم ﻋﻠﻰ اﯾﺿﺎح ﺷﻲء ﻻ
ﻧﻌﻠﻣﻪ أو ﻣﺷﻛوك ﻓﯾﻪ ،وﺗﺟﻠب اﻧﺗﺑﺎﻩ اﻟﻘﺎرئ ﻓﯾظل ﯾﺑﺣث ﻋن ﻣرﺟﻊ اﻟﺿﻣﯾر وﯾﻠﺟﺄ إﻟﻰ
ﻗراءة اﻟﻧص ﻋدة ﻣرات ﻟﯾﺑﺣث ﻋن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺣﻘّﻘﺔ ﻟﻼﺗﺳﺎق واﻟﺗراﺑط اﻟﻧﺻﻲ.
)(1إﻟﻬﺎم أﺑو ﻏزاﻟﺔ وﻋﻠﻲ ﺧﻠﯾل أﺣﻣد ،ﻣدﺧل إﻟﻰ ﻋﻠم ﻟﻐﺔ اﻟﻧص ،دار اﻟﻛﺗﺎب ،ﻧﺎﺑﻠس ،ط1413 ،1ه1993 ،م،
ص.92
)(2داﻟﯾﺎ أﺣﻣد ﻣوﺳﻰ ،اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺷﻌر أدوﻧﯾس ،دار اﻟﺗﻛوﯾن ﻟﻠﺗﺄﻟﯾف واﻟﺗرﺟﻣﺔ واﻟﻧﺷر ،دﻣﺷق-ﺳورﯾﺎ ،ط،2010 ،1
ص.82
)(3ﺑراون وﯾول ،ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺧطﺎب ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.230
)(4ﺻﺑﺣﻲ اﺑراﻫﯾم اﻟﻔﻘﻲ ،ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻧﺻﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.40
)(5ﺟﻣﻌﺎن ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم ،إﺷﻛﺎﻻت اﻟﻧص اﻟﻣداﺧﻠﺔ أﻧﻣوذﺟﺎ دراﺳﺔ ﻟﺳﺎﻧﯾﺔ ﻧﺻﯾﺔ ،اﻟﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ ،اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء،
ط ،2009 ،1ص.351
15
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻔﻬﻮم واﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻣﺪﺧﻞ
)(1
اﻟﻣﻌري":
ّ وﻣﺛﺎل اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑﻌدﯾﺔ ﻣن اﻟ ّﺷﻌر اﻟﻌرﺑﻲ ﻗول "أﺑﻲ اﻟﻌﻼء
ب ﻓﻲ ازدﯾﺎد
اﻏ َ
ب إﻻّ ﻣن َر َ
َﺟ ُ ﻓﻣﺎ أَع
ﺗﻌب ﻛﻠّﻬَﺎ اﻟﺣﯾﺎة َ
ٌ
إﺣﺎﻟﺔ ﺑﻌدﯾﺔ
ﻓﺎﻟﺿﻣﯾر اﻟﻣﺗﺻل )اﻟﻬﺎء( ﻓﻲ )ﻛﻠﻬﺎ( ﯾﺣﯾل إﺣﺎﻟﺔ داﺧﻠﯾﺔ ﺑﻌدﯾﺔ إﻟﻰ ﻛﻠﻣﺔ اﻟﺣﯾﺎة؛
ﻣﻔﺳر اﻟﺿﻣﯾر.
وﻫذﻩ اﻟﻛﻠﻣﺔ ﺑﻣﻧزﻟﺔ اﻟﻌﻧﺻر اﻹﺷﺎري أو ّ
)(2
وﯾﻣﻛن أن ﻧوﺿﺢ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﺑﯾن اﻹﺣﺎﻟﺗﯾن ﻓﻲ اﻟﺷﻛل اﻟﺗﺎﻟﻲ:
اﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻣﺗﺄﺧر ﻓﻲ ﻣﻘﺎﺑل اﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻣﺗﻘدم
ﻣﻔﺳر(
ﻋﻧﺻر إﺣﺎﻟﺔ +ﻋﻧﺻر إﺷﺎرة ) ّ ﻣﻔﺳر(
ﻋﻧﺻر إﺷﺎرة +ﻋﻧﺻر إﺣﺎﻟﺔ) ّ
وﻗد ﺗﺣﺻل اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑﻌدﯾﺔ أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻟﺿﻣﺎﺋر أو ﻣﺎ ﯾﻌرف ﻋﻧد اﻟﻘداﻣﻰ ﺑﺿﻣﯾر اﻟﺷﺄن
﴿
ﺗﻌﺎﻟﻰ : ﻛﻣﺎ ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ
]﴾ اﻟﻣؤﻣﻧون [100/ﯾﺗﺟﻠّﻰ ﻟﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻵﯾﺔ اﻟﺿﻣﯾر
ﻓﻲ ) ّأﻧﻬﺎ( اﻟذي ﯾدل ﻋﻠﻰ ﻟﻔظ ﺑﻌدﻩ وﻫﻲ )ﻛﻠﻣﺔ(.
أ .اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ أو اﻟﻣﻘﺎﻣﯾﺔ ":"Exophora
وﻫﻲ إﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻫو ﺧﺎرج اﻟﻧص؛ ﺣﯾث ﯾﺄﺗﻲ اﻟﻣﺗﻛﻠم ﺑﺿﻣﯾر ﯾدل ﺑﻪ ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻟم
ﻓﯾﻌرﻓﻬﺎ "ﺗﻣﺎم ﺣﺳﺎن"
ﯾﺳﺑق ذﻛرﻩ ،ﻟﻛن ﻧﺗﻌرف ﻋﻠﯾﻪ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳﯾﺎق أو اﻟﻣﻘﺎم اﻟﺧﺎرﺟﻲّ .
ﺑﻘوﻟﻪ»:إﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﺧﺎرج اﻟﻧص ﻟﻌﻧﺻر ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻌﺎﻟم«) (3وﯾﻌﻧﻲ ذﻟك أن اﻟﻧص ﯾظل
ﻓﻲ ﻗﺿﺎءﻩ ﻣرﺗﺑطﺎ ﺑﺎﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،وﺑﻣﻛوﻧﺎت اﻟطﺑﯾﻌﺔ واﻟﺣﯾﺎة ﺑواﺳطﺔ اﻷﻟﻔﺎظ.
وﯾذﻛر "اﻷزﻫر اﻟزﻧﺎد" ﻓﻲ ﺗﻌرﯾﻔﺔ ﻟﻺﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻘﺎﻣﯾﺔ ﺑﺄﻧﻬﺎ»:إﺣﺎﻟﺔ ﻋﻧﺻر ﻟﻐوي إﺣﺎﻟﻲ
ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺻر إﺷﺎري ﻏﯾر ﻟﻐوي ﻣوﺟود ﻓﻲ اﻟﻣﻘﺎم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،وﯾﻣﻛن أن ﯾﺷﯾر ﻋﻧﺻر ﻟﻐوي
)(1ﻣﺻطﻔﻰ زﻣﺎش ،اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ "دﯾوان اﻟﺟزاﺋر" ﻟﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟﻌﯾﺳﻰ دراﺳﺔ ﻧﺻﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻵداب واﻟﻠﻐﺎت،
ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة ،2014-2013 ،ص.34
)(2ﺳﻌﯾد ﺣﺳن ﺑﺣﯾري ،دراﺳﺎت ﻟﻐوﯾﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ،ص.105
)(3ﺗﻣﺎم ﺣﺳﺎن ،اﺟﺗﻬﺎدات ﻟﻐوﯾﺔ ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ط2007 ،1م ،ص.366
16
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻔﻬﻮم واﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻣﺪﺧﻞ
إﻟﻰ اﻟﻣﻘﺎم ذاﺗﻪ ﻓﻲ ﺗﻔﺎﺻﯾﻠﻪ أو ﯾﺣﯾل ﻣﺟﻣﻼ؛ إذ ﯾﻣﺛ ّل ﻛﺎﺋﻧﺎ أو ﻣرﺑﻌﺎ ﻣوﺟودا ﻣﺳﺗﻘﻼ
)(1
ﺑﻧﻔﺳﻪ ﻓﻬو ﯾﻣﻛن أن ﯾﺣﯾل ﻋﻠﯾﻪ اﻟﻣﺗﻛﻠم«.
وﻣن ﻫﻧﺎ ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أن ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن أﻧواع اﻹﺣﺎﻟﺔ ،ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﺳﯾﺎق اﻟﺣﺎل،
واﻟوﻗﺎﺋﻊ اﻟﺗﻲ ﯾﺧﻠو ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻧص ،ﻓﻼ ﯾﻣﻛن ﻟﻧﺎ ﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺣﺎل إﻟﯾﻪ ﺑﺳﻬوﻟﺔ ﺑل ﯾﺟب اﻟﻧظر
ﻓﻲ ﻛل اﻟظروف اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ اﻟﻣﺣﯾطﺔ ﺑﻪ ،ﯾﻘول "دي ﺑوﺟراﻧد" ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺷﺄن»:ﺗﻌﺗﻣد اﻹﺣﺎﻟﺔ
ﻟﻐﯾر ﻣذﻛور ﻓﻲ اﻷﺳﺎس ﻋﻠﻰ ﺳﯾﺎق اﻟﻣوﻗف ) ،(Contextﺷﺄﻧﻬﺎ ﻓﻲ ذﻟك ﺷﺄن اﻹﺣﺎﻟﺔ
)(2
ﻟﻣذﻛور ﺳﺎﺑق واﻹﺣﺎﻟﺔ ﻟﻣﺗﺄﺧر«.
أﻣﺎ "ﻫﺎﻟﯾداي" و"رﻗﯾﺔ ﺣﺳن" ﻓﺈن اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻘﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ ﻧظرﻫﻣﺎ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ »ﺧﻠق
)(3
اﻟﻧص ،ﻟﻛوﻧﻬﺎ ﺗرﺑط اﻟﻠﻐﺔ ﺑﺳﯾﺎق اﻟﻣﻘﺎم إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﺗﺳﺎﻗﻪ ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر«.
وﻋﻠﯾﻪ ﻓﺈن اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻘﺎﻣﯾﺔ ﺗﺳﻬم ﻓﻲ اﻧﺗﺎج اﻟﻧص ،ﻷﻧﻬﺎ ﺗرﺑط اﻟﻠﻐﺔ ﺑﺳﯾﺎق اﻟﻣﻘﺎم،
وﻫﻲ ﻻ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ اﺗﺳﺎق اﻟﻧﺻوص ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ﻋﻠﻰ ﻋﻛس اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﺻﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻘوم
ﻓﻌﺎل ﻓﻲ اﺗﺳﺎق اﻟﻧص وﺗﻼﺣم أﺟزاﺋﻪ.
ﺑدور ّ
ﻛﻣﺎ أن اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻘﺎﻣﯾﺔ »ﺗﺷﻣل اﻟﻣﺳﺗوى اﻟﺧﺎرﺟﻲ اﻟذي ﯾﻘوم ﻋﻠﻰ وﺟود ذات
)(4
اﻟﻣﺧﺎطب ﺧﺎرج اﻟﻧص ،وﻻ ﯾﺳﺗﻘﯾم اﻟﻧص ﺑﺈﻏﻔﺎﻟﻪ«.
وﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أﻧﻬﺎ إﺣﺎﻟﺔ ﻋﻧﺻر ﻟﻐوي إﺣﺎﻟﻲ ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺻر إﺷﺎري ﻏﯾر ﻟﻐوي ،ﻣوﺟود
اﻟﻣﻘﺎم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،وﯾﺣﺗﺎج ﻫذا اﻟﻧوع ﻣن اﻹﺣﺎﻻت أﺣﯾﺎﻧﺎ إﻟﻰ »ﺟﻬد أﻛﺑر ﻟﻠﻛﺷف ﻋﻧﻬﺎ،
واﯾﺿﺎح ﻛﯾﻔﯾﺗﻬﺎ وﺗﺄوﯾل اﻟﻌﻧﺻر ﻏﯾر اﻟﻠﻐوي اﻟذي ﯾﺣﻛﻣﻬﺎ ،اﻟذي ﯾﻘﻊ ﺧﺎرج اﻟﻧص
)(5
وﯾﺳﺗﻌﺎن ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾرﻩ ﺑﺎﻟﺳﯾﺎق أو اﻟﻣﻘﺎم اﻟﺧﺎرﺟﻲ أو اﻹﺷﺎرات اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﯾﻪ«.
ﻓﻬﻲ ﺗﺗوﻗف ﻋﻠﻰ ﻣﻌرﻓﺔ ﺳﯾﺎق اﻟﺣﺎل أو اﻷﺣداث واﻟﻣواﻗف اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾط ﺑﺎﻟﻧص،
ﻓﻬﻲ ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎم اﻟﺗداوﻟﻲ اﻟﻣﺣﯾط ﺑﺎﻟﻧص ،وﻟﻪ أﺛرﻩ اﻟﺣﺎﺳم ﻓﻲ ﺗﺄوﯾﻠﻬﺎ وﺗﺣدﯾد ﻣﻌﺎﻧﯾﻬﺎ
17
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻔﻬﻮم واﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻣﺪﺧﻞ
)(1
ﻣﺛﺎل ذﻟك ﻗوﻟﻪ ودﻻﻻﺗﻬﺎ» ،ﻓﺑدون اﻟﺳﯾﺎق ﻧﻘف ﻋﺎﺟزﯾن أﻣﺎم ﺗﻔﺳﯾر ﻣﺎ ﯾﻘﺎل«
ﺗﻌﺎﻟﻰ]﴾ ﴿:اﻟﻘدر[1 /
ﻓﻧﻼﺣظ أن اﻟﺿﻣﯾر)اﻟﻬﺎء( ﯾﻌود ﻋﻠﻰ اﻟﻘرآن اﻟﻛرﯾم اﻟذي أُﻧزل ﻓﻲ ﻟﯾﻠﺔ اﻟﻘدر،
وﻟﻛﻧﻪ ﻟم ﯾذﻛر ﻓﻲ اﻵﯾﺔ إﻧﻣﺎ ﻋرﻓﻧﺎﻩ ﻣن اﻟﺳﯾﺎق اﻟﺧﺎرﺟﻲ .وﻣن ﻫﻧﺎ ﺗﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أﻫﻣﯾﺔ
اﻟﺳﯾﺎق ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ إدراك ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻧﺻوص.
أﻣﺎ ﻋن اﻟﻣدى اﻹﺣﺎﻟﻲ ﻓﺗﻧﻘﺳم اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎر اﻟﻣدى اﻟذي ﯾﻔﺻل ﺑﯾن اﻟﻌﻧﺻر
)(2
اﻟﻣﺣﯾل واﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﺣﺎل إﻟﯾﻪ إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن:
إﺣﺎﻟﺔ ذات اﻟﻣدى اﻟﻘرﯾب :وﺗﻛون ﻋﻠﻰ ﻣﺳﺗوى اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟواﺣدة ﺣﯾث ﺗﺟﻣﻊ ﺑﯾن اﻟﻌﻧﺻر
وﻣﻔﺳرﻩ.
ّ اﻹﺣﺎﻟﻲ
إﺣﺎﻟﺔ ذات اﻟﻣدى اﻟﺑﻌﯾد :وﺗﻛون ﺑﯾن اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ أو اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟﻣﺗﺑﺎﻋدة ﻓﻲ ﻓﺿﺎء
اﻟﻧص واﻹﺣﺎﻟﺔ.
ﻛذﻟك ﻧﺟد ﻧوع آﺧر ﻣن اﻹﺣﺎﻻت أطﻠق ﻋﻠﯾﻪ اﻟﺑﺎﺣﺛﺎن" ﻫﺎﻟﯾداي" و"رﻗﯾﺔ ﺣﺳن"
ﻣﺻطﻠﺢ "اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣوﺳﻌﺔ"؛ »وﻫو إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ اﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﺟﻣﻠﺔ ﺑﺄﻛﻣﻠﻬﺎ أو ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ ﻣن
)(3
اﻟﺟﻣل«.
وﻣن اﻟﺗﻧوﯾﻌﺎت اﻟﺗﻲ ﺗﺧﺗص ﺑﻬﺎ اﻹﺣﺎﻟﺔ أﯾﺿﺎ ﻧﺟد "اﻷزﻫر اﻟزﻧﺎد"ﯾﻘﺳﻣﻬﺎ ﺣﺳب
)(4
اﻟﻣﻔﺳر وﻫﻣﺎ:
ّ ﻧوع
ﻣﻔﺳر دال ﻋﻠﻰ ذات أو ﻣﻔﻬوم ﻣﻔرد،
إﺣﺎﻟﺔ ﻣﻌﺟﻣﯾﺔ :ﺗﺟﻣﻊ ﻛل اﻹﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﻌود ﻋﻠﻰ ّ
وﻫﻲ ﻣﺗوﻓرة ﻓﻲ ﻛل اﻟﻧﺻوص )وﻫذا ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أﻧﻬﺎ ﺿرورﯾﺔ( ،وﯾﻘﺗرح ﻟﻬﺎ ﻣﻘﺎﺑﻼ ﻣن
اﻟﻼﺗﯾﻧﯾﺔ).(Lexophora
ﻣﻔﺳر ﻫو ﻣﻘطﻊ ﻣنإﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘطﻌﯾﺔ أو ﻧﺻﯾﺔ :وﺗﺟﻣﻊ ﻛل اﻹﺣﺎﻻت اﻟﺗﻲ ﺗﻌود ﻋﻠﻰ ّ
ﻣﻠﻔوظ )ﺟﻣﻠﺔ أو ﻧص أو ﻣرّﻛب ﻧﺣوي( ،وﺗﺗوﻓر ﻓﻲ ﻧﺻوص دون أﺧرى وﻣﻘﺎﺑﻠﻬﺎ
ﺑﺎﻷﺟﻧﺑﯾﺔ ).(Texophora
18
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﻴﻦ اﻟﻤﻔﻬﻮم واﻟﺘﻘﺴﻴﻢ ﻣﺪﺧﻞ
وﯾﺿﯾف "أﺣﻣد ﻋﻔﯾﻔﻲ" ﻧوﻋﺎ آﺧ ار ﻣن اﻹﺣﺎﻟﺔ ﯾطﻠق ﻋﻠﯾﻪ "اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑﯾﻧﯾﺔ")*(؛ وﻫﻲ
»اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﺗوﺟد ﺧﺎرج اﻟﻧص او داﺧﻠﻪ ﺑﺷﻛل ﻣﺑﺎﺷر ،ﺑل ﯾﻣﻛن ان ﺗﺄﺗﻲ ﻣن طرﯾق
اﻹﯾﺣﺎء ،وﻗد أطﻠق ﻋﻠﯾﻪ "اﻟﻣﻌطﻰ اﻟﺟدﯾد"؛ ﺣﯾث ﻻ ﯾذﻛر ﺻراﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﻧص اﻟﻣﺣﺎل إﻟﯾﻪ،
ﺑل ﯾﻔﻬم ﻣن ﺳﯾﺎق اﻟﺣوار ،واﻟدﻟﯾل ﻋﻠﻰ وﺟودﻩ ﯾﻛون داﺧل اﻟﻧص؛ ﻏﯾر أﻧﻪ ﻟم ﯾذﻛر
)(1
ﺑﺻراﺣﺔ ﻓﻼ ﻫﻲ ﻣذﻛورة داﺧل اﻟﻧص وﻻ ﻫﻲ ﻣن اﻟﻣوﻗف وﺣدﻩ«.
19
اﻟﻔﺼﻞ اﻷول:
ﺗﻣﻬﯾد
ﻟﻺﺣﺎﻟﺔ وﺳﺎﺋل ﻣﺗﻧوﻋﺔ وأدوات ﻻ ﯾﺗﺣﻘق ﺗﻣﺎﺳك اﻟﻧص إﻻ ﺑوﺟودﻫﺎ ،وﻫﻲ »ﻻ
ﺗﻣﻠك دﻻﻟﺔ ﻣﺳﺗﻘﻠﺔ ﺑذاﺗﻬﺎ ﺑل ﯾﺟب اﻟرﺟوع إﻟﻰ ﻋﻧﺎﺻر أﺧرى ﺳواء داﺧل اﻟﻧص أو
ﺧﺎرﺟﻪ ﻟﺗﺣدﯾد اﻟﻣﺣﺎل إﻟﯾﻪ ،وﻗد اﺧﺗﻠف اﻟدارﺳون ﻓﻲ ﺗﺳﻣﯾﺗﻬﺎ ،ﻓﻣﻧﻬم ﻣن ﺳﻣﺎﻫﺎ "أﻟﻔﺎظ
ﻛﻧﺎﺋﯾﺔ" ﻣﻌﺗﺑ ار اﻟﺿﻣﯾر أﻫم أﻧواﻋﻬﺎ«) ، (1وﻣﻧﻬم ﻣن أطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ أدوات ﻛﻣﺎ ﻫو اﻟﺷﺄن ﻋﻧد
"ﻫﺎﻟﯾداي" و"رﻗﯾﺔ ﺣﺳن" ﻓﯾﻣﺎ ﻧﻘﻠﻪ ﺑﻌض اﻟدارﺳﯾن اﻟﻐرﺑﯾﯾن وذﻟك ﻓﻲ ﻗوﻟﻬﻣﺎ» :ﻫﻲ
اﻷدوات اﻟﺗﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻓﻲ ﻓﻬﻣﻧﺎ ﻟﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ اﻟﺧﺎص ،ﺑل ﻋﻠﻰ إﺳﻧﺎدﻫﺎ إﻟﻰ ﺷﻲء
)(2
ﻌد رﻛﯾزة ﻣﻬﻣﺔ وأﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ
ﻓﻲ اﻟوﺳﺎﺋل اﻹﺣﺎﻟﯾﺔ ﺑﯾن اﻟدارﺳﯾن إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗ ّ آﺧر.«...
ﺗﻣﺎﺳك اﻟﻧﺻوص ،وﻻ ﯾﺗم اﻟﺗراﺑط واﻟﺗﻼﺣم ﺑﯾن أﺟزاﺋﻬﺎ إﻻ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل واﻟﺗﻲ
ﺗﺳﻣﻰّ أدوات اﻻﺗﺳﺎق اﻹﺣﺎﻟﻲ"»،وﻫﻲ ﺣﺳب "ﻫﺎﻟﯾداي" و"رﻗﯾﺔ ﺣﺳن" ﺛﻼث وﺳﺎﺋل:
اﻟﺿﻣﺎﺋر وأﺳﻣﺎء اﻹﺷﺎرة وأدوات اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ«) ،(3وﻫﻧﺎك ﻣن ﺣﺻرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﺿﻣﺎﺋر وأﺳﻣﺎء
اﻹﺷﺎرة ﻓﻘط.
ورﻏم ﻫذا اﻟﺗﻌدد ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد ﺗﻠك اﻟوﺳﺎﺋل ،ﺳﻧﻛﺗﻔﻲ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻔﺻل ﺑﻌرﺿﺎﻟوﺳﺎﺋل
اﻷﻛﺛر اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ وﺷﯾوﻋﺎ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ وﻫﻲ :اﻟﺿﻣﺎﺋر وأﺳﻣﺎء اﻹﺷﺎرة واﻷﺳﻣﺎء
)*(
اﻟﺳﻣﺎت ،واﻟﻣﻣﯾزات ﻣﺎ ﯾﻣﻛن وﺻﻔﻪ ﺑﺎﻹﺧﺗﻼف
ّ و اﻟﺧﺻوﺻﯾﺎت ﻣن ﻟﻬﺎ إذ اﻟﻣوﺻوﻟﺔ.
ﺑﯾن اﻟﻌرﺑﯾﺔ و اﻟﻠﻐﺎت اﻷﺟﻧﺑﯾﺔ.
)(1
دي ﺑوﺟراﻧد ، ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.320
)(2ﺑراون وﯾول ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.230
)(3
ﯾﻧظر :ﻣﺣﻣد ﺧطﺎﺑﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .18
)*(
ﻫذﻩ اﻷدوات اﻟﺛﻼث أﻛﺛر ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻠﺗﻣﺎﺳك اﻟﻧص ﻟذى ﺳﯾﻛون ﺗرﻛﯾزﻧﺎ ﻋﻠﯾﻬﺎ وﻫﻧﺎك ﻣن اﻟﺑﺎﺣﺛﯾن ﻣن أﺿﺎﻓوا وﺳﺎﺋل
إﺣﺎﻟﯾﺔ أﺧرى ﻣﺛل :اﻟﺗﻛرار) ،ال( اﻟﺗﻌرﯾف ،وأدوات اﻟﻣﻘﺎرﻧﺔ..وﻏﯾرﻫﺎ.
22
آﻟﯾﺎت اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﻣﯾرﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻣﺎﺳك ﻗﺻﺎﺋد دﯾوان "ﺗﻧﺎﻫﯾد اﻟﻧﻬر" اﻟﻔﺻل اﻷول
.1اﻟﺿﻣﺎﺋر
ﻟﻠﺿﻣﺎﺋر دور ﻫﺎم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻣﺎﺳك اﻟﻧﺻﻲ ،إذ ﺗﻧوب ﻋن اﻷﺳﻣﺎء واﻟﻌﺑﺎرات
وﺗﻌد ﻋﻧﺻ ار ﻣن ﻋﻧﺎﺻر اﻟرﺑط اﻟﻧﺣوي ﻓﻬﻲ ﺗرﺑط أﺟزاء اﻟﻧص ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﺑﻌض
واﻟﺟﻣلّ ،
ﻓﺗﺣدث ﺑذﻟك اﻧﺳﺟﺎﻣﺎ وﺗوازﻧﺎ ﺑﯾن ﻋﻧﺎﺻرﻩ؛ ﻓﺗﺳﻬم اﻟﺿﻣﺎﺋر ﻓﻲ إزاﻟﺔ اﻟﻐﻣوض واﻹﺑﻬﺎم
ﯾﻌد اﻟرﺑط
وﺗﻌد ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟواﺳطﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺑط ﺑﯾﻧﻬﺎ؛ إذ ّ
ّ ﻋن اﻟﻌدﯾد ﻣن اﻷﻟﻔﺎظ واﻟﺟﻣل،
أن
ﺑﺎﻟﺿﻣﯾر »ﺑدﯾﻼ ﻹﻋﺎدة اﻟذﻛر أﯾﺳر ﻣن اﻹﺳﺗﻌﻣﺎل ،وأدﻋﻰ إﻟﻰ اﻟﺧﻔّﺔ واﻹﺧﺗﺻﺎر ،ﺑل ّ
)(1
اﻟﺿﻣﯾر إن اﺗﺻل ﻓﻘد أﺿﺎف إﻟﻰ اﻟﺧﻔّﺔ واﻻﺧﺗﺻﺎر ﻋﻧﺻ ار ﺛﺎﻟﺛﺎ وﻫو اﻻﻗﺗﺻﺎر«.
وﻗﺑل أن ﻧﺳوق اﻟﺣدﯾث ﺣول اﻟﺿﻣﺎﺋر ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻣﺎﺳك اﻟﻧﺻﻲ ﻟﻘﺻﺎﺋد اﻟدﯾوان ،ﻣن
اﻟﺟدﯾر أن ﻧﺳوق ﺑﻌﺿﺎ ﻣﻧﻬﺎ ﻋن ﺗﻌرﯾﻔﻬﺎ ﻟﻐﺔ واﺻطﻼﺣﺎ.
ﻟﻘد ﺟﺎء ﻓﻲ ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب "ﻻﺑن ﻣﻧظور" :أن اﻟﺿﻣﯾر ﻣرّﻛب ﻟﻐوي ُﯾﻌﻧﻰ ﺑﻪ ﻟﻐﺔ
اﻟﺳر وداﺧل اﻟﺧﺎطر،
وﻟﺣﺎق اﻟﺑطن ..واﻟﺿﻣﯾر ّ ر ،اﻟ ﱡ
ﺿ ْﻣ ُر ،اﻟﻬُزال َ ﺿ َﻣ َر ،اﻟ ﱡ
ﺿ ْﻣ ُ ﻓﯾﻘﺎلَ » :
)(2
واﻟﺟﻣﻊ اﻟﺿﻣﺎﺋر ..واﻟﺿﻣﺎﺋر ﻣن اﻟﻣﺎل اﻟذي ﻻ ﯾرﺟﻊ رﺟوﻋﻪ«.
أﻣﺎ اﻟﺿﻣﯾر ﻓﻲ اﺻطﻼح اﻟﻧﺣﺎة اﻟﻌرب ﻫو» :اﺳم ﺟﺎﻣد ﯾدل ﻋﻠﻰ ﻣﺗﻛﻠم أو
ّ
)(3
ﻓﺎﻟﺿﻣﯾر ﺑذﻟك ﯾﺷﯾر إﻟﻰ اﻟﻣﺗﻛﻠم أو اﻟﻣﺧﺎطب أو اﻟﻐﺎﺋب ﻓﻬو »ﻣﺎ ﻣﺧﺎطب أو ﻏﺎﺋب«.
ُوﺿﻊ ﻟﻣﺗﻛﻠم أو ﻣﺧﺎطب أو ﻏﺎﺋب ﺗﻘدم ذﻛرﻩ ﻟﻔظﺎ أو ﻣﻌﻧﻰ أو ﺣﻛﻣﺎ«(4).واﻟﺿﻣﯾر ﻣن
ﻣﺳﻣﻰ ﻛﺎﻻﺳم وﻻ ﻋﻠﻰ
ﺣﯾث اﻟﺗﻌرﯾف و اﻟﺗﻧﻛﯾر ،ﻫو أﻗوى أﻧواع اﻟﻣﻌﺎرف »وﻻ ﯾدل ﻋﻠﻰ ّ
اﻟﻣوﺻوف ﺑﺎﻟﺣدث ﻛﺎﻟﺻﻔﺔ ،وﻻ ﺣدﺛوزﻣن ﻛﺎﻟﻔﻌل ،ﻓﺎﻟﺿﻣﯾر ﻛﻠﻣﺔ ﺟﺎﻣدة ﺗدل ﻋﻠﻰ ﻋﻣوم
)(5
اﻟﺣﺎﺿر واﻟﻐﺎﺋب دون دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ ﺧﺻوص اﻟﻐﺎﺋب أو اﻟﺣﺎﺿر«.
)(1
اﻟﻧﺻﻲ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻠﺳﺎﻧﻲ ﻟﻠﺧطﺎب ،دار ﺟرﯾر ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﻋﻣﺎن-
ﺧﻠﯾل ﺑن ﯾﺎﺳر اﻟﺑطﺎﺷﻲ ،اﻟﺗراﺑط ّ
اﻷردن ،ط1430 ،1ه2009 -م ،ص.167
)(2اﺑن ﻣﻧظور ،ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب،ج ،4ص)،491،492ﻣﺎدة:ﺣول(.
)(3ﻋﺑﺎس ﺣﺳن ،اﻟﻧﺣو اﻟواﻓﻲ ،دار اﻟﻣﻌﺎرف ،ﻣﺻر) ،د ،ط( ،1974 ،ص.217
)(4
اﻟرﺿﻰ اﻷﺳﺗراﺑﺎدي ،ﺷرح اﻟﻛﺎﻓﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧﺣو ،دار اﻟﻛﺗب اﻟﻌﻠﻣﯾﺔ ،ﺑﯾروت -ﻟﺑﻧﺎن ،ج) ،2د ،ت( ،ص.401
)(5
ﻧﻌﻣﺎن ﺑوﻗرة ،اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻟﺳﺎﻧﯾﺎت اﻟﻧص ،ﺟدا ار ﻟﻠﻛﺗﺎب اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،ﻋﻣﺎن -اﻷردن ،ط1429 ،1ه-
2009م ،ص.122
23
آﻟﯾﺎت اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﻣﯾرﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻣﺎﺳك ﻗﺻﺎﺋد دﯾوان "ﺗﻧﺎﻫﯾد اﻟﻧﻬر" اﻟﻔﺻل اﻷول
)(1
ﺑراون و ﯾول ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .256
)(2ﯾﻧظر :ﻣﺣﻣد ﺧطﺎﺑﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .18
)(3أﺣﻣد ﻋﻔﯾﻔﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .23
)(4
ﯾﻧظر :ﺗﻣﺎم ﺣﺳﺎن،اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ و ﻣﺑﻧﺎﻫﺎ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ،اﻟﻣﻐرب ) ،د،ط( ، 1994،ص
.109
24
آﻟﯾﺎت اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﻣﯾرﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻣﺎﺳك ﻗﺻﺎﺋد دﯾوان "ﺗﻧﺎﻫﯾد اﻟﻧﻬر" اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﺿﻣﺎﺋر
)(1
ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي اﻟﺷﻬري ،اﺳﺗراﺗﯾﺟﯾﺎت اﻟﺧطﺎب ﻣﻘﺎرﺑﺔ ﻟﻐوﯾﺔ ﺗداوﻟﯾﺔ ،دار اﻟﻛﺗﺎب اﻟﺟدﯾد اﻟﻣﺗﺣدة ،ﺑﯾروت-ﻟﺑﻧﺎن ،ط،1
، 2004ص .45
)(2
،ﺟدة -اﻟﺳﻌودﯾﺔ ،ط1400 ، 7ه
ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي اﻟﻔﺿﻠﻲ ،ﻣﺧﺗﺻر اﻟﻧﺣو ،دار اﻟﺷروق ﻟﻠﻧﺷر و اﻟﺗوزﯾﻊ و اﻟطﺑﺎﻋﺔ ّ
1980-م ،ص .44
25
آﻟﯾﺎت اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﻣﯾرﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻣﺎﺳك ﻗﺻﺎﺋد دﯾوان "ﺗﻧﺎﻫﯾد اﻟﻧﻬر" اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﺿرورﯾﺔ »ﺑل اﻟذات اﻟﻣﺣورﯾﺔ ﻓﻲ اﻧﺗﺎج اﻟﺧطﺎب؛ ﻷﻧﻪ ﻫو اﻟذي ﯾﺗﻠﻔظ ﺑﻪ ﻣن أﺟل
)(1
اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﻣﻘﺎﺻد ﻣﻌﯾﻧﺔ«.
ﻟﻘد اﺳﺗﻌﻣل اﻟﺷﺎﻋر ﺿﻣﺎﺋر اﻟﻣﺗﻛﻠم ﻓﻲ ﻣﻌظم ﻗﺻﺎﺋدﻩ ﻟﻺﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﺧﺎرج اﻟﻧص ،ﺣﯾث
ﯾﺗﺣدث اﻟﺷﺎﻋر ﻋن ﻧﻔﺳﻪ ﻣﺑﯾﻧﺎ ﻟﻧﺎ ﻣﺷﺎﻋرﻩ اﺗّﺟﺎﻩ ﻣﺣﺑوﺑﺗﻪ ،وﻓﻲ ﻗﺻﺎﺋد أﺧرى ﯾﺗﺣدث ﻋن
ﻛﺛرة اﺷﺗﯾﺎﻗﻪ ﻟﻬﺎ ،وﻗد ﺟﺎءت ﻣﻌظم ﻫذﻩ اﻹﺣﺎﻻت ﻣﻘﺎﻣﯾﺔ ،ﯾﺗوﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻷﻣر ﻣﺣﺎوﻟﺔ
اﯾﺟﺎدﻫﺎ ﺧﺎرج اﻟﻧص ﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺣﺎل ﻋﻠﯾﻪ ،وﺗﻔﻬم ﻣن ﺳﯾﺎق اﻟﻛﻼم.
ﻣﻧﺎ( ﯾﻘول:ﻓﻔﻲ ﻗﺻﯾدة )ﻣن أﺳرف ّ
اﺣﻪ وﺗَﺄﻟﱡ ِﻣﻲ
ت أ ْﻓر ُ
ﺎﺻﻣ ْ
وﺗَ َﺧ َ وﺻ َر َﻣ ْﻌﻠَ ِﻣﻲإِّﻧﻲ ْاﻧﺗَظَرﺗُ ِك ﻣ ْﻧ ُذ ﺣ ِ
ْ ُ ُ
ف ِﻓﻲ َد ِﻣﻲ
اﺻ ِق ﯾرُﻛض ﻛﺎﻟﻌو ِ
ََ واﻟ ﱠﺷ ْو ُ َ ْ ُ ﻼﻣﻲ وأَ ْﺣزاﻧِﻲ َﻣ ِﻌﻲ أﺣ ِ ت ْ ﻓَ َرَﻛ ْﺑ ُ
اﻟﻣﺗََﺑ ﱢﺳم ِ ِ ِِ ِ ﯾل ﺗََرﻓﱠِﻘﻲ اﻟﺟ ِﻣ ِ ﯾﺎ ِط ْﻔﻠَﺔَ ِ
َﻫ ْﻣﺳﻲ إﻟَ ْﯾك ﺑ َد ْﻣﻌﻪ ُ اﻟوﻟَﻪ َ َ
ِ ِ )(2 ِ
ﻗص َﻣوﺳﻣﻲ اﺳﻣﻬَﺎ َﻟﯾ ْر َ
ﺗَْﺑﻛﻲ َﻣ َو َ ِﻋ ْﺷ ِﻘﻲ َﺑ َﻼﺑِﻠُﻪ ﺗُ َﻐ ﱢرُد ِﺧ ْﻔَﯾﺔً
اﺳﺗﻌﻣل اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﺑﯾﺎت اﻟﺿﻣﯾر اﻟﻣﺗﺻل )اﻟﯾﺎء( ﻓﻲ )ﻣﻌﻠﻣﻲ ،ﺗﺄﻟﻣﻲ،
أﺣﻼﻣﻲ ،أﺣزاﻧﻲ ،دﻣﻲ ،ﻫﻣﺳﻲ ،ﻋﺷﻘﻲ ،ﻣوﺳﻣﻲ( ،ﻟﯾﺣﯾل إﻟﻰ ﻧﻔﺳﻪ إﺣﺎﻟﺔ ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻧﻔﻬﻣﻬﺎ
ﻣن ﺳﯾﺎق اﻟﻛﻼم ،ﻓﺎﻟﺿﻣﺎﺋر اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ ﻫﻧﺎ ﺗﻌﺗﺑر ﻋﻧﺎﺻر إﺣﺎﻟﯾﺔ ﺗﺣﯾﻠﻧﺎ إﻟﻰ ﺧﺎرج اﻟﻧص،
وﯾﺗطﻠب ﻣﻧﺎ اﻹﻟﺗﻔﺎت ﺧﺎرﺟﻪ ﻟﯾﺗﺿﺢ ﻣﻌﻧﺎﻩ.
ﻛذﻟك ﻧﺟد ﺿﻣﯾر اﻟﻣﺗﻛﻠم اﻟﻣﺗﺻل )اﻟﺗﺎء( ﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻘﺻﯾدة ﻣن ﺧﻼل ﻗول اﻟﺷﺎرع:
َﻋَﻧ ًﺎﺑﺎ ﺗَﻬُ ﱡم ﻟِﺗَْرﺗَ ِﻣﻲ
تأْ َﻣﺎ ُﺧ ْﻧ ُ ت ﻓَﺎﻛﻬﺗِﻲ ﺑَِﻧﺳ ِﻲ ﺟ ِﻣ ٍ
ﯾﻠﺔ ْ َ َ َوﱠزْﻋ ُ
َﻋﻠﱢﻲ أ َُرِاﻓﻊُ أ َْو أَ ُﺟ ُ ﺑﻣﺎء ُﺳ َؤاﻟِﻬَﺎ
ِ )(3
ود ﺑِﺄ ْ
َﺳﻬُم ت ذاﻛرﺗﻲ َ َو َﺳﻘَْﯾ ُ
ﻓﺎﻟﺿﻣﯾر اﻟﻣﺗﺻل )اﻟﺗﺎء( أو ﺗﺎء اﻟﻣﺗﻛﻠم ﻫﻧﺎ ﻓﻲ )وزﻋت ،ﺧﻧت ،ﺳﻘﯾت( ،أﺣﺎﻹﺣﺎﻟﺔ
ﻣﻘﺎﻣﯾﺔ ﺗﻌود ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﻋر )اﻟذات اﻟﻣﺗﻛﻠﱢﻣﺔ( ،وﻫﻲ ﻋﻧﺎﺻر ﺗﺣﯾل إﻟﻰ ﺧﺎرج اﻟﻧص .وﻛذﻟك
26
آﻟﯾﺎت اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﻣﯾرﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻣﺎﺳك ﻗﺻﺎﺋد دﯾوان "ﺗﻧﺎﻫﯾد اﻟﻧﻬر" اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﺿﻣﯾر اﻟﻣﺳﺗﺗر )أﻧﺎ( ﻓﻲ )ﻋﻠّﻲ ،أراﻓﻊ ،أﺟود( اﺳﺗﻌﻣﻠﻬﺎ اﻟﺷﺎﻋر ﻟﯾﺣﯾل ﺑﻬﺎ إﻟﻰ ﻧﻔﺳﻪ
ك-ﺳﺎﻫﻣت ﻓﻲ رﺑط
إﺣﺎﻟﺔ ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣﻘﺎﻣﯾﺔ ﺗٌﻔﻬم ﻣن اﻟﺳﯾﺎق ،وﻛل ﻫذﻩ اﻹﺣﺎﻻت -ﻻﺷ ّ
اﻟﻧص ﺑﻌﺎﻟﻣﻪ اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،وذﻟك ﺑﺗﻔﺳﯾرﻩ ٕواﺣﺎﻟﺗﻪ إﻟﻰ اﻟﺷﺎﻋر.
و ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ:
ﻟﻣﺎ َﺷ َﺎرﻓَﺗﻧِﻲ أَ ْﻧ ُﺟ ِﻣﻲ
ت ّﺟﻌ ُ
َوَر ْ روب َو َﺟوِﻓﻬﺎاء اﻟ ﱡد ِ ﻣد َ
ت أَ َ ﻓﺗﱠ ْﺷ ُ
وم ﺑِ َﻣ ْﺑ َﺳِم
ﺂن اﻟﱡﻧ ُﺟ ِ أﻫرام اﻟ ﱠﺳﻣ ِ
ط َت َﺷ ْ
ور َﺳ ْﻣ ُ
َ ﺎء ُﻣ َﻌﱢر ًﺟﺎ ت ْ َ َ ﺎﺻ ْر ُ
َﺣ َ
ﻣﺳﺗَﻠﻬَِم وﻋﻠَﻰ َﺧَﯾ ٍ طر ٍ ﻬﯾ ِﺎم أﻟ َ
ﺎل َﺑ ِﺎرٍع ْ ﯾﻘﺔ ف َ ﻟت ﻓﻲ اﻟﺗﱢ ََﻏﺎز ُ
اﻟﻣﺗََرﻧِِم
ت ْأﻧ ُﺷودةُ ُ
ﺗوﱠرَﻣ ْ
ﻓَ َ روف ﺗَﺄﻟﱡ ِﻣﻲ
ﺻوﺗِﻲ ُﺣ َ ت ﻓﻲ َ ﺳﺟ ُ
وَﻧ ْ
ﻗد ﺟ ْﺋﺗُﻬَﺎ ﺑﺗﻔﻬﱡِم أ َْﻧ ِت اﻟﺗﱢﻲ ْ اﻟﺟ َوى
ﯾد َ
ت ﻓﻲ َذاﺗِﻲ ﺗََﻧ ِ
ﺎﻫ َ أَ ْوﻗَ ْﻔ ُ
)(1
ت ِﻓﻲ َﻗ ْﻠﺑِﻲ َﻏ َو َاﯾﺔَ ُﻣ ْﻐ َرِم
و َﺣَﺑ ْﺳ ُ ﻧﻰ
اﻟﻣ َ
ِ ِ
أﺣ َﻼﻣﻲ َﻋﻠَﻰ َﻛﺗف ُ
ت ْ ِ َﻋﻠﱠ ْﻘ ُ
ﻧﺗﺻور ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻹﺣﺎﻻت ﻛﺎﻵﺗﻲ:
ّ ٌﯾﻣﻛن أن
ﻓﺗﺷت
رﺟﻌت
ﺣﺎﺻرت
اﻟﺷﺎﻋر رﺳﻣت
ﻏﺎزﻟت
ﻧﺳﺟت
أوﻗﻔت
ﻋﻠﻘت
إﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎﻣﯾﺔ
ﻋﻧﺻر إﺷﺎري ﻋﻧﺎﺻر إﺣﺎﻟﯾﺔ
27
آﻟﯾﺎت اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﻣﯾرﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻣﺎﺳك ﻗﺻﺎﺋد دﯾوان "ﺗﻧﺎﻫﯾد اﻟﻧﻬر" اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻣن ﺧﻼل ﻫذا اﻟﻣﺧطط اﻟﺑﯾﺎﻧﻲ ﯾﺗّﺿﺢ أنّ اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻹﺣﺎﻟﯾﺔ ودﻻﻻﺗﻬﺎ ٕواﺳﻬﺎﻣﺎﺗﻬﺎ
ﻓﻲ اﻟﺗﻣﺎﺳك اﻟﻧﺻﻲ ﺟﻌﻠت اﻟﻧص ﻣﺗﻣﺎﺳﻛﺎ ،ﻓﺟﺎء ﺿﻣﯾر اﻟﻣﺗﻛﻠم اﻟﻣﺗﺻل )اﻟﺗﺎء(
اﻟﻣﺧﺗص ﺑﺎﻟرﻓﻊ ﻓﻲ )ﻓﺗﺷت ،رﺟﻌت ،ﺣﺎﺻرت ،(....وﻛﻠﻬﺎ إﺣﺎﻻت ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺗﻌود إﻟﻰ
إﺣﺎﻟﺔ ﺑﻌدﯾﺔ
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾت ﻧﻠﻣﺳﺈﺣﺎﻟﺔ ﺑﻌدﯾﺔ ﺑواﺳطﺔ ﺿﻣﯾر اﻟﻣﺗﻛﻠم اﻟﻣﻧﻔﺻل )أﻧﺎ( واﻟذي أﺣﺎﻟﻧﺎ ﻣﺑﺎﺷرة
إﻟﻰ ﻣذﻛور ﻻﺣق ﺑﻌدﻩ ﻫو ) اﻟﻣﺎء( و)اﻟﻐﺿب( ،ﻓﻬﻲ إﺣﺎﻻت ﯾﻬﺗدي إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎرئ
ﻟﻠﺗّوﺻل إﻟﻰ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟذي أرادﻩ اﻟﺷﺎﻋر ﺑﻛل ﺳﻬوﻟﺔ وﯾﺳر؛ ﻣﻣﺎ ﯾؤدي إﻟﻰ اﻟﺗراﺑط
واﻻﺗﺳﺎق ﺑﯾن أﺟزاء اﻟﻧص،وﻛذﻟك ﻗول اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ ﻗﺻﯾدة )أﻧﺛﻰ اﻟﻛﻼم(:
)(3
ﺻﱢﺑﻲ َﺣَﻧ َﺎﻧ ِك واﻟﻠﱠظَﻰ وﺗَ َﻌ ﱠرِﻣﻲ
ُ ب أََﻧﺎ .....وأﻧﺎ ﻓَ ِﻣﻲ
ُﯾﺗْ ٌم أََﻧﺎُ .....ﻋ ْﺷ ٌ
28
آﻟﯾﺎت اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﻣﯾرﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻣﺎﺳك ﻗﺻﺎﺋد دﯾوان "ﺗﻧﺎﻫﯾد اﻟﻧﻬر" اﻟﻔﺻل اﻷول
)(1
اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص.22
)(2اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ،ص .26
29
آﻟﯾﺎت اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﻣﯾرﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻣﺎﺳك ﻗﺻﺎﺋد دﯾوان "ﺗﻧﺎﻫﯾد اﻟﻧﻬر" اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻗﺻﺎﺋﻧﺎ
ﻓﯾﻧﺎ
اﻟﻣﺣﺑوﺑﺔ
أﯾﺎﻣﻧﺎ
ﻋواطﻔﻧﺎ
ﺳﺣﺎﺑﺎﺗﻧﺎ
ﻋﻧﺎﺻر إﺣﺎﻟﯾﺔ ﻋﻧﺻر ﺧﺎرﺟﻲ
إﺣﺎﻟﺔ ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣﻘﺎﻣﯾﺔ
ﻣن ﻫﻧﺎ ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن اﻟﺷﺎﻋر ُﯾﺣﺗﻣل ّأﻧﻪ ﻗد ﺧﺎطب اﻟواﺣد ﻣﺧﺎطﺑﺔ اﻟﺟﻣﺎﻋﺔ،
ﻓﺎﻟﺿﻣﯾر اﻟﻣﺗﺻل )ﻧﺎ( اﻟﺧﺎص ﺑﺟﻣﺎﻋﺔ اﻟﻣﺗﻛﻠﻣﯾن رﺑﻣﺎ ﯾدل ﻋﻠﻰ اﻟﺗﻛرار ،وﻟﻛن ﻻﻧﺳﺟﺎم
اﻟﻧص وﺗﻣﺎﺳك أﺟزاﺋﻪ ﻟم ﯾﺗﻛرر اﻟﻠﻔظ ،وﻫذا ﺧﻠف اﺑداﻋﺎ ﻓﻲ اﻟدﻻﻟﺔ واﺗﺳﺎﻗﺎ ﻓﻲ اﻟﻧص.
ﺗﺟﺳدت ﻣن ﺧﻼل
ﺗﺑﯾن ﻟﻧﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎطﻊ اﻟﺳﺎﻟﻔﺔ اﻟذﻛر ،أن اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻘﺎﻣﯾﺔ ّ
و ّ
اﺳﺗﻌﻣﺎل اﻟﺿﻣﺎﺋر اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺎﻟﻣﺗﻛﻠم؛ اﻟﺗﻲ أﺣﺎﻟت ﻛﻠﻬﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﻋر "ﻋﺎﻣر
ﺷﺎرف" ،ورﺑطت اﻟﻧص ﺑﺎﻟواﻗﻊ اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،وﻛذﻟك أﺣﺎل اﻟﺿﻣﯾر اﻟﻣﻧﻔﺻل اﻟﺧﺎص
ﺑﺎﻟﺟﻣﺎﻋﺔ )ﻧﺎ( إﻟﻰ ﺧﺎرج اﻟﻧص وﻋﺎد ﻋﻠﻰ ﻣﺣﺑوﺑﺔ اﻟﺷﺎﻋر ،ﻓﺄﺳﻬﻣت ﻫذﻩ اﻹﺣﺎﻻت ﻓﻲ
اﻟﻧص ورﺑطﻪ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،وﻣ ّﻛﻧت اﻟﻘﺎرئ ﻣن اﻟﻔﻬم
ﺗﺣﻘﯾق اﻹﺗﺳﺎق وﺗوﺳﯾﻊ دﻻﻟﺔ ّ
ﻣن ﺧﻼل ﺗﺄوﯾل اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﻓﯾﻪ ورﺑطﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎم اﻟﺧﺎرﺟﻲ.
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺿﻣﯾر اﻟﻣﺧﺎطب: ب.
ﯾوﺟﻪ إﻟﯾﻪ
اﻟﻣﻘﺻود ﺑﺎﻟﻣﺧﺎطَب ﻫو اﻟطرف اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗواﺻل» ،وﻫو اﻟذي ّ
اﻟﻣرﺳل أو اﻟﻣﺗﻛﻠم ﺧطﺎﺑﻪ ،ﺑﺣﯾث ﯾﺳﺗﺣﺿر اﻟﻣرﺳل ذﻫﻧﯾﺎ اﻟﻣرﺳل إﻟﯾﻪ ،وﯾﻛون ﺣﺎﺿ ار
)(1
أن
ﯾﻬم ﻓﻲ ﺣرﻛﯾﺔ اﻟﺧطﺎب ﺑﯾن اﻟﻣرﺳل واﻟﻣرﺳل إﻟﯾﻪ« ؛ وﯾﺑدو ّ ﻓﻲ ذﻫﻧﻪ وﻫذا ﻣﺎ ّ
اﻹﺑﻼغ ﻻ ﯾﻛﺗﻣﻺﻻ ﺑوﺟود ﻣﺧﺎطب أو ﻣﺗﻠ ٍ
ق ﯾﺗﺄﺛر ﺑﻣﻔﺎﻫﯾم وﻣﻌﺎﻧﯾﻪ ،وﺗﺗﻣﺛل ﺿﻣﺎﺋرﻩ
)(1
ﯾﻧظر :ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي اﻟﺷﻬري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .48
30
آﻟﯾﺎت اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﻣﯾرﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻣﺎﺳك ﻗﺻﺎﺋد دﯾوان "ﺗﻧﺎﻫﯾد اﻟﻧﻬر" اﻟﻔﺻل اﻷول
اﻟﻣﺣﺑوﺑﺔ ،إﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎﻣﯾﺔ ﺧﺎرﺟﯾﺔ ،ﻓﺟﻌل اﻟﻧﻬر ﻟﻔظﺎ داﻻ ﻋﻠﻰ اﻟﺻراع اﻟذي ﯾﺳود وﺟداﻧﻪ،
ورﻣ از ﻟﻠﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﺣﺑﻪ واﺷﺗﯾﺎﻗﻪ اﻟداﺋم ،ﻓﺳﺎﻫﻣت ﻫذﻩ اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻘﺎﻣﯾﺔ ﻓﻲ رﺑط اﻟﻧص
ﺑﺎﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ.
وﻟم ﯾﻛﺗف اﻟ ّﺷﺎﻋر ﺑذﻟك؛ ّإﻧﻣﺎ وظّف ﺿﻣﯾر اﻟﻣﺧﺎطب اﻟﻣﻧﻔﺻل ) ّإﯾ ِ
ﺎك( ،اﻟذي أﺣﺎل
ﺑﻪ إﻟﻰ ﺧﺎرج اﻟﻧص ،ﻣﺣﻘﻘﺎ ﺑذﻟك إﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎﻣﯾﺔ ،ﻓﺎﻟﺷﺎﻋر ﯾﺻف ﺣزﻧﻪ اﻟﺷدﯾد ﻋﻠﻰ ﻓراق
ﻣﺣﺑوﺑﺗﻪ وﻫﺟراﻧﻬﺎ ﻟﻪ ،ﻣﻣﺎ أﺿﻔﻰ ذﻟك اﻟﺿﻣﯾر ﻋﻧﺻر ﺟﻣﺎﻟﯾﺎّ ﻓﻲ اﻟﺑﻧﺎء اﻟﻠﻐوي ﻟﻠﻧص.
وﻣﻣﺎ ﯾﺗﺿﺢ ﻟﻧﺎ أﯾﺿﺎ ﻣن ﺧﻼل ﺿﻣﯾر اﻟﻣﺧﺎطب اﻟﻣﺗﺻل اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﺟﻣﻊ )أﻧﺗم(،
اﻟﺷﺎﻋرﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎﻣﯾﺔ إﻟﻰ ﻣﺣﺑوﺑﺗﻪ ،اﻟﺗﻲ ﺧﺎطﺑﻬﺎ ﺑﺿﻣﯾر اﻟﺟﻣﻊ دﻻﻟﺔ ﻋﻠﻰ
ٕا اﻟذي أﺣﺎل ﺑﻪ
آﻫﺎﺗﻪ وﺗﺄﻟﻣﻪ ﻟﻔراﻗﻬﺎ ،واﻟﺻراع اﻟذي ﯾﺳود ﻗﻠﺑﻪ ﻟﻔﻘداﻧﻬﺎ ،ﻓﺄﺳﻬم ﻫذا اﻟﺿﻣﯾر ﻓﻲ ﻓﻬم اﻟﻧص
ﻣن ﺧﻼل ﺗﺄوﯾل ﻋﻧﺎﺻرﻩ اﻟﻠﻐوﯾﺔ ،ورﺑط ﺑﺎﻟﺳﯾﺎق اﻟﺧﺎرﺟﻲ.
31
آﻟﯾﺎت اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﻣﯾرﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻣﺎﺳك ﻗﺻﺎﺋد دﯾوان "ﺗﻧﺎﻫﯾد اﻟﻧﻬر" اﻟﻔﺻل اﻷول
)(1
اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص .20
)(2اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ،ص .11
32
آﻟﯾﺎت اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﻣﯾرﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻣﺎﺳك ﻗﺻﺎﺋد دﯾوان "ﺗﻧﺎﻫﯾد اﻟﻧﻬر" اﻟﻔﺻل اﻷول
ِ
آﯾﺎﺗك، أﻧت ،اﻟﻛﺎف( ﻓﻲ ) ِ
أﻧت، ﻧﻼﺣظ ﻣن ﺧﻼل ﻫذﻩ اﻷﺑﯾﺎت أن ﺿﻣﯾر اﻟﻣﺧﺎطب ) ِ
أﺷﻛﺎﻟك ،أﻟو ِ
اﻧك (...ﻛﻠﻬﺎ ﺗرﺗﺑط ﺑﺎﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﺣﺎل إﻟﯾﻪ واﻟﻣﻔﺳر ﻟﻬﺎ ،وﻫو "ﻣﺣﺑوﺑﺔ اﻟﺷﺎﻋر"، ِ
وذﻟك ﻣﺎ ﺣﻘق إﺣﺎﻻت ﻣﻘﺎﻣﯾﺔ رﺑطت اﻟﻧص ﺑﻔﺿﺎء اﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،ﻓﻧﺟد أن اﻟﺷﺎﻋر
اﺳﺗﻌﻣل ﺿﻣﯾر اﻟﻣﺧﺎطب اﻟﻣﺗﺻل ،أو ﻛﺎف اﻟﺧطﺎب ﻣﺗﻐزﻻ ﺑﻣﺣﺑوﺑﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﺳرﻗت ﻗﻠﺑﻪ،
وﻣﻌﺑ ار ﻋن ﺷدة ﺣﺑﻪ ﻟﻬﺎ ﻣﻣﺎ أدى ذﻟك إﻟﻰ رﺑط اﻟﻧص ﺑﺳﯾﺎق اﻟﻣﻘﺎم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،ﻟﺗﺣﻘﯾق
اﻟﻣﺗﺄﻟّﻣﺔ ﻣن اﻟ ّﺷوق و اﻟﻬُﯾﺎم
اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ و ﻣﺷﺎﻋرﻩ ُ
أﻣﻠﺗﻬﺎ ﻋﻠﯾﻪ ﺣﺎﻻﺗﻪ ّ
ﺟوة اﻟﺗﻲ ْ
أﻏراﺿﻪ اﻟﻣر ّ
ﻧﺣو ﻣﺣﺑوﺑﺗﻪ.
وﻓﻲ ﻗﺻﯾدة )ﺗﺳﺎؤﻻت( ﻗول اﻟﺷﺎﻋر:
ﺳ َﻣﺎحﻟﻠﺣﻘﯾﻘَﺔ َﯾﺎ َ اﻟﺣﻘﯾﻘَﺔ َ ﻗُوﻟﻲ ُ ﺑﺎﻟﻣﻔَﺎﺗِن أَم ِرﻣﺎح
وﻧك َ
ﻫ ِذي ﺟﻔُ ُ ِ
ُ ً
ﯾن َﺣ َداﺋِﻘًﺎ ﻓَ ْﺟ ًار ﺗَُﺑﺎح ِِ
ﻟﻠﻌﺎﺷﻘ ََ وﻣﺔ َﻣن ُﻣﺷﺗَﻬﻰ
وﺿﺔ َﻣر ُﺷ َ
أَم َر َ
اﻹﻣﺎرةَ و ِ
اﻟو َﺷﺎح ِ ِ ِ ﺣرك و ْﺣدﻩ ﻓﻲ ﻫ ِاﻟﺳﺣر ِﺳ ِ
ِ
اﻟﺟﺎﺣدﯾن ﻟك َ ﻓﻲ َ ﺎﻣﻪ َ َ ُ ُ
ﺣﺎﺻرَﻫﺎ ِ
اﻧزَﯾﺎح َ ت ِﻓﻲ اﻟﱠﻧ ِ
ﺳﻲ ﺎﻟﻣ ْ
ﺗﺣ ََو َ ﺎﻋﻬﺎ
أَ ْﺣ َزُاﻧَﻧﺎ اﻵن ْاﻧﺗَﻬت أَ ْو َﺟ ُ
)(1
ورةً...ﻟَ ِك َﻫ ﱠزﻧِﻲ َﺑ ْو ٌح ُﻣَﺑﺎح َﻣ ْﻛ ُﺳ َ اﻟﺟ ْﻣ ُر َﺟ ْﻣ ُر ِك َﯾ ْﺷﺗَ ِﻬﻲ ﺗَْﻧ ِﻬ َ
ﯾدةً َو َ
وﻫﻧﺎ اﺳﺗﺧدم اﻟﺷﺎﻋر ﺿﻣﯾر اﻟﻣﺧﺎطب )اﻟﻛﺎف( ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻷول ﻟﻺﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ
ﻋﻧﺻر ﻣذﻛور ﻻﺣﻘﺎ وﻫو "ﺳﻣﺎح" ،ﻋﻠﻰ ﺳﺑﯾل اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺑﻌدﯾﺔ ،ﻓﻲ ﺣﯾن اﺳﺗﻌﻣل ﻧﻔس
ِ
ﺟﻣرك (...ﻟﯾﺣﯾﻠﻧﺎ إﻟﻰ ﻋﻧﺻر ﺳﺎﺑق وﻫو "ﺳﻣﺎح" ﺳﺣركِ ،
ﻟك، ِ اﻟﺿﻣﯾر ﻓﻲ ﻛل ﻣن )
ﻣﺣﻘﻘﺎ ﺑذﻟك إﺣﺎﻟﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻛرر ذات اﻟﺿﻣﯾر ﻓﻲ اﻟﻘﺻﯾدة وﻛل ﻫذﻩ اﻹﺣﺎﻻت اﻟﻘﺑﻠﯾﺔ
واﻟﺑﻌدﯾﺔ ﺗﻌود ﻋﻠﻰ ﻣﻔﺳﱢر واﺣد وﻫو اﻻﺳم اﻟﻣؤﻧث "ﺳﻣﺎح"؛ ﻓﺄﺳﻬﻣت ﻫذﻩ اﻹﺣﺎﻻت ﻓﻲ
رﺑط اﻷﺑﯾﺎت ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﺑﻌض ،وﺟﻌﻠﻬﺎ ﻛﺗﻠﺔ ﻣﺗﻣﺎﺳﻛﺔ اﻷﺟزاء.
)(1
اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص .32
33
آﻟﯾﺎت اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﻣﯾرﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻣﺎﺳك ﻗﺻﺎﺋد دﯾوان "ﺗﻧﺎﻫﯾد اﻟﻧﻬر" اﻟﻔﺻل اﻷول
)(1
اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص .38
34
آﻟﯾﺎت اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﻣﯾرﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻣﺎﺳك ﻗﺻﺎﺋد دﯾوان "ﺗﻧﺎﻫﯾد اﻟﻧﻬر" اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻧﻬرك
ﺻﻣﺗك
اﳉﻤﻴﻠﺔ اﻧﺳﯾﺎﺑك
إﻟﯾك
ﻋﻠﯾك
إﺣﺎﻟﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ ﺣﻧﯾﻧك
ﻋﻧﺻر ﻣﻔﺳر ﻋﻧﺎﺻر إﺣﺎﻟﯾﺔ
ج -اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺿﻣﺎﺋر اﻟﻐﺎﺋب:
ﺗﻌد اﻟﺿﻣﺎﺋر ﻣن »اﻟﻌﻼﻣﺎت اﻟﻠﻐوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﻻ ﯾﺗﺣدد ﻣرﺟﻌﻬﺎ إﻻ ﻓﻲ ﺳﯾﺎق اﻟﺧطﺎب
اﻟﺗداوﻟﻲ ،ﻷﻧﻬﺎ ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻣن أي ﻣﻌﻧﻰ ﻓﻲ ذاﺗﻬﺎ ،ﻓﻌﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ارﺗﺑﺎطﻬﺎ ﺑﻣرﺟﻊ ،إﻻ أﻧﻪ
)(1
وﻧﺟد ﺿﻣﯾر اﻟﻐﺎﺋب أﻛﺛر اﻟﺿﻣﺎﺋر ﻏﻣوﺿﺎ ،وﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻣرﺟﻊ ﻣرﺟﻊ ﻏﯾر ﺛﺎﺑت«.
ﯾﻔﺳرﻩ وﯾوﺿﺢ اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣراد ﻣﻧﻪ.
ّ
ﻫن"" ،إﯾﺎﻩ"" ،إﯾﺎﻫﺎ"" ،إﯾﺎﻫﻣﺎ"،
»وﺿﻣﺎﺋر اﻟﻐﺎﺋب ﻫﻲ "ﻫو"" ،ﻫﻲ"" ،ﻫﻣﺎ"" ،ﻫم"ّ " ،
إﯾﺎﻫن" ،و"اﻟﻬﺎء" ﻧﺣو" :رأﯾﺗﻪ ورأﯾﺗﻬﺎ" و"اﻷﻟف" ،ﻧﺣو" :ﻗﺎﻣﺎ" ،و"اﻟواو" ،ﻧﺣو:
"إﯾﺎﻫم"ّ " ،
)(2
"ﻗﺎﻣوا" ،و"اﻟﻧون" ،ﻧﺣو" :ﻗﻣن"«.
ﻧﻼﺣظ ﺗﻧوع اﻹﺣﺎﻻت ﺑﺎﺳﺗﻌﻣﺎل ﺿﻣﺎﺋر اﻟﻐﺎﺋب اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ واﻟﻣﻧﻔﺻﻠﺔ ﻓﻲ دﯾوان
"ﻋﺎﻣر ﺷﺎرف" ﺗﻧﺎﻫﯾد اﻟﻧﻬر ،ﻓﻘد ﺟﺎء ﺑﻬﺎ اﻟﺷﺎﻋر ﻟﯾﺣﻛم ﺑﻧﯾﺔ ﻗﺻﺎﺋدﻩ وﯾﺟﻌﻠﻬﺎ ﻟﺣﻣﺔ واﺣدة
ﻣﻧﺳﺟﻣﺔ اﻷﺟزاء ﻋن طرﯾق اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﻬﺎ ﺧﺎرج اﻟﻧص أو داﺧﻠﻪ.
ﻓﻔﻲ ﻗﺻﯾدة "أوﺟﺎع اﻟﻧﺻر"ﻣن اﻟدﯾوان ﯾﻘول اﻟﺷﺎﻋر:
ﺣر ﻣﻧﻬﺎ ﺗَﺟﻠﱠﻰ وِﻓﯾﻬﺎ ﯾﺳ ُ ِ اﻟﺳ ِﻼل ِ
َﯾﺎ ِطﻔﻠﺔً ﻓﻲ َﺟ ِ
ﺟد اﻟﺳ ُ َ ْ َ َ ﺣر َﺳﺎﺟدةُ
)(3 َﻏَﻧﻰ ﺑِﻬﺎ وﻟﻬﺎ ِﻓﯾﻬﺎ ْاﻧﺗَﻬﻰ ِ
اﻟﺷ ْﻌ ُر َوﺻ ِﺎﻓﻬَﺎ ﻟَﻐﺔً
َ َ َ َ ﺳن ﻓﻲ أ َ
اﻟﺣ ُ
ﺎﻓس ُ ﺗََﻧ َ
35
آﻟﯾﺎت اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﻣﯾرﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻣﺎﺳك ﻗﺻﺎﺋد دﯾوان "ﺗﻧﺎﻫﯾد اﻟﻧﻬر" اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻧﺟد ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﺑﯾﺎت؛ إﺣﺎﻟﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺿﻣﯾر اﻟﻐﺎﺋب اﻟﻣﺗﺻل )ﻫﺎ( ﻓﻲ )ﻣﻧﻬﺎ،
ﻓﯾﻬﺎ ،أوﺻﺎﻓﻬﺎ ،ﺑﻬﺎ ،ﻟﻬﺎ ،ﻓﯾﻬﺎ( اﻟذي أﺣﺎﻟﻧﺎ إﻟﻰ اﺳم ﺳﺎﺑق )طﻔﻠﺔ( ﻓﺄﺳﻬم ﻓﻲ رﺑط اﻷﺑﯾﺎت
ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﺑﻌض؛ ﻓﻐرض اﻟﺷﺎﻋر ﻫﻧﺎ اﻟﺗﻐزل ﺑﻣﺣﺑوﺑﺗﻪ ﻣن أﺟل اﻟﺗﻌﺑﯾر ﻋن ﺣﺑﻪ اﻟﺷدﯾد،
ﻓﺎﺳﺗﻌﻣل ﺿﻣﯾر اﻟﻐﺎﺋب اﻟﻣؤﻧث ﻟﯾﺣﯾل ﺑﻪ إﻟﻰ ﻣﺣﺑوﺑﺗﻪ ،ﺳﻧﻛﺗﻔﻲ ﺑﺿﺑطﻬﺎ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺟدول
ﻛﺎﻟﺗﺎﻟﻲ:
ﻧوع اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﺣﺎل إﻟﯾﻪ اﻟﻣﺣﯾل
إﺣﺎﻟﺔ داﺧﻠﯾﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ. اﻟطﻔﻠﺔ ﻣﻧﻬﺎ
إﺣﺎﻟﺔ داﺧﻠﯾﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ. اﻟطﻔﻠﺔ ﻓﯾﻬﺎ
إﺣﺎﻟﺔ داﺧﻠﯾﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ. اﻟطﻔﻠﺔ أوﺻﺎﻓﻬﺎ
إﺣﺎﻟﺔ داﺧﻠﯾﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ. اﻟطﻔﻠﺔ ﺑﻬﺎ
إﺣﺎﻟﺔ داﺧﻠﯾﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ. اﻟطﻔﻠﺔ ﻟﻬﺎ
إﺣﺎﻟﺔ داﺧﻠﯾﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ. اﻟطﻔﻠﺔ ﻓﯾﻬﺎ
ﻓﺎﻟﺿﻣﯾر اﻟﻣﺗﺻل )اﻟﻬﺎء( ﺣﻘق إﺣﺎﻻت ﻧﺻﯾﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ ،وﻟﻣﺣﺎل إﻟﯾﻪ )طﻔﻠﺔ( ﺟﺎء
ﻣﻧﺎدى،ﻋﻧﺻ ار ﻣﻔﺳ ار ﻟﻠﻌﻧﺻر اﻟﻣﺣﯾل اﻟﻼﺣق وﻫو اﻟﺿﻣﯾر اﻟﻣﺗﺻل )اﻟﻬﺎء( ،ﻓﺄﺳﻬم ﺑﺷﻛل
ﻓﻌﺎل ﻓﻲ اﺗﺳﺎق اﻟﻣﻘﺎطﻊ ورﺑط أﺟزاﺋﻬﺎ ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﺑﻌض ،ﻓﺟﺎء دور ﻫذﻩ اﻟﺿﻣﺎﺋر ﺗﺟﻧﺑﺎ
ّ
ﻟﻠﺗﻛرار واﺧﺗﺻﺎ ار ﻟﻠﻛﻼم.
وﻛذﻟك ﻗول اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ ﻗﺻﯾدة )ﻣن أﺳرف ﻣﻧﺎ(:
إﺣﺎﻟﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ
)(1
اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص .6
36
آﻟﯾﺎت اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﻣﯾرﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻣﺎﺳك ﻗﺻﺎﺋد دﯾوان "ﺗﻧﺎﻫﯾد اﻟﻧﻬر" اﻟﻔﺻل اﻷول
ﻓﻲ ﺿﻣﯾر اﻟﻐﺎﺋب اﻟﻣﺗﺻل )اﻟﻬﺎء( ﻓﻲ )أﻓراﺣﻪ( ،واﻟذي أﺣﺎﻟﻧﺎ إﻟﻰ ﻣذﻛور ﺳﺎﺑق وﻫو
اﻟﻣ ْﻌﻠَم( ﻣﺣﻘﻘﺎ ﺑذﻟك إﺣﺎﻟﺔ ﻧﺻﯾﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ؛ ﻓﺄﺳﻬﻣت ﻫذﻩ اﻹﺣﺎﻻت ﻓﻲ إﺣداث ﺗراﺑط ﺑﯾن
) َ
ﺻدر وﻋﺟز اﻟﺑﯾت اﻷول ،وأدت إﻟﻰ اﺗﺳﺎق اﻟﻧص.
وﻓﻲ ﻗﺻﯾدة )ﻋذاﺑﺎﺗﻲ( ﻗول اﻟﺷﺎﻋر:
اﻟﻐ ِد ِ
)(1
ﯾر ﺿﻲ ِﻓﻲ اﻟَ َ
ﻣدى َﺷﻔَﺔُ َ وﺗَﻣ ِ
ْ
ﺳﺣﺎﺑﺎﺗِﻲ ﯾ َﻐ ِﺎزﻟُﻬﺎ اﻟﺗَ َد ِ
اﻋﻲ َََ ُ َ
إﺣﺎﻟﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ
ﻧﺟد اﻟﺿﻣﯾر اﻟﻐﺎﺋب اﻟﻣﺗﺻل )اﻟﻬﺎء( ﯾﻌود ﻋﻠﻰ ﻣذﻛور ﻗﺑﻠﻪ ﻫو )ﺳﺣﺎﺑﺎﺗﻲ( ،وﻗد
اﺳﺗﻌﻣل اﻟﺿﻣﯾر ﺗﺟﻧﺑﺎ ﻟﻠﺗﻛرار اﻟذي ﯾؤدي إﻟﻰ ﻣﻠل اﻟﻘﺎرئ ،ﻣﻣﺎ ّأدى إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻣﺎﺳك
ﻟﻠﻧص.
ﺑﯾن اﻷﺟزاء اﻟﺗّرﻛﯾﺑﯾﺔ ّ
وﻓﻲ ﻧﻔس اﻟﻘﺻﯾدة أﯾﺿﺎ ﻧﻠﺣظ إﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎﻣﯾﺔ ﺗﻔﻬم ﻣن اﻟﺳﯾﺎق ،ﻓﻲ ﻗوﻟﻪ:
ﺎﺷﻘًﺎ ِﻓﻲ َزْﻣ َﻬ ِر ِ
ﯾر ﻋ ِ
َ وﺗَ ْﻣ َرح ﺗُ َﻌ ِذ ُﺑﻧِﻲ وﺗَ ْﻛ َرع ِﻣن َﻋﺑِﯾـ ـ ـ ِـري
َﻛﻬرَﺑﺎءك ِﻓﻲ ُﺷ ُﻌ ِ
ور زرعُ
وﺗَ َ ﺎت اﻟﻘَ َواﻓﻲ ﻧﺳﺞ ِﻣن ﻋذاﺑ ِ
َ َ
ِ
َوﺗَ ُ
)(2
َﻣل َﻛﺑِ ِ
ﯾر َﻋﻠَﻰ أَﻣل َﻋﻠﻰ أ َ ﺎﻻت اﻟﺗَﺷ ِﻬﻲ ﻔﻌ َ
ﺗرﺣ ُل َﻛ ْﺎﻧ َ
َو َ
واﻟﻣﻼﺣظ ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﺑﯾﺎت ﺟﻣﯾﻌﻬﺎ وﺟود إﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎﻣﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل ﺿﻣﯾر اﻟﻐﺎﺋب اﻟﻣﺳﺗﺗر
)ﻫﻲ( ،ﻓﻲ ﻛل ﻣن )ﺗﻛرع ،ﺗﻣرح ،ﺗﻧﺳﺞ ،ﺗزرع (...اﻟﺗﻲ أﺣﺎﻟت إﻟﻰ ﻋﻧﺻر إﺷﺎري ﻣﻘﺎﻣﻲ
ﻣﻔﺳر ﻟﻬﺎ وﻫو )اﻟﻣﺣﺑوﺑﺔ( ،ﻓﺎﻟﺷﺎﻋر ﯾﺻف ﻟﻧﺎ ﺣﺎﻟﺗﻪ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌﺎﻧﻲ ﻣﻧﻬﺎ ﻧﺗﯾﺟﺔ ﻫﺟر
اﻟﺣﺑﯾﺑﺔ .ﻓﺳﻣﺣت ﻫذﻩ اﻹﺣﺎﻻت ﻟﻠﻘﺎرئ ﺑﺗﺄوﯾل ﻫذﻩ اﻟﺿﻣﺎﺋر وﺗﻔﺳﯾرﻫﺎ ورﺑطﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎم
اﻟﺧﺎرﺟﻲ اﻋﺗﻣﺎدا ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻌرﻓﯾﺔ ﻟﻪ.
37
آﻟﯾﺎت اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﻣﯾرﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻣﺎﺳك ﻗﺻﺎﺋد دﯾوان "ﺗﻧﺎﻫﯾد اﻟﻧﻬر" اﻟﻔﺻل اﻷول
38
آﻟﯾﺎت اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﻣﯾرﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻣﺎﺳك ﻗﺻﺎﺋد دﯾوان "ﺗﻧﺎﻫﯾد اﻟﻧﻬر" اﻟﻔﺻل اﻷول
ورَﻫﺎاﻟﻣ َدى ُﻧ ُ ﯾﺢ َ َﻣﺗَﻰ َﯾﺳﺗَﺑِ ُ َﻓِﻠﻲ َﺳَﻧ َوات ِﺟﻔَﺎفَ ...وِﻟﻲ
َﺳ ُرَﻫﺎ ِ ﺻﺑِﻲ اﻷ ََﻣﺎﻧِﻲ اﻟﺗِﻲ ﻟَم ﺗَ ُﻌد
ﻟَﻘَد ﺗَ َم ﻣن َﺳَﻧﺔ أ ْ ﻓَ ُ
ﺻ ـ ـ ـ ـ َـﺑ َﺎﺑﺎﺗِﻪ َﻻ َﻣﻬَ ـ ـ ــﺎ ﻋ ـُ ـ ـ ْذ َرَﻫﺎ
َ
َﻛﻣﺎ ﻋ ِ
ﺎﺷ ٍ
ق َوﻟَﻪ َ َ َو ِطﯾﺑِﻲ
)(1
إِ َذا َﻣﺎ َﻛَﺑﺎ ِﻓﻲ َﻓ ِﻣﻲ َﻧ ْﻬ َرَﻫﺎ اء َﻗ ْﻠﺑِﻲ َﺷ َذا
ﺣر ُ
ﺻ َ
َ ق َﺳﺗُ ِ
ور ُ
ﻫذا اﻟﻣﻘطﻊ ﻧﻼﺣظ أﻧﻪ ﺗﺿﻣن إﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎﻣﯾﺔ ﻋن طرﯾق اﻟﺿﻣﯾر اﻟﻣﺗﺻل ﻟﻠﻐﺎﺋب
)ﻫﺎ( ،ﻓﻲ ﻛل ﻣن )ﻧورﻫﺎ ،أﺳرﻫﺎ ،ﻋذرﻫﺎ .(...اﻟﺗﻲ ﺗﺣﯾل إﻟﻰ ﻋﻧﺻر إﺷﺎري ﻣﻘﺎﻣﻲ ﻣﻔﺳر
ﻟﻬﺎ وﻫو )ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺷﺎﻋر( ،ﻓﺎﻟﺷﺎﻋر اﺑن ﺑﯾﺋﺔ ﺻﺣراوﯾﺔ اﻋﺗﺑرﻫﺎﻧﺑﺿﺎ ﻟﻠﺣﯾﺎةوﻟﺣظﺔ ِﻟوﻻدة
أن ﻗﻠﺑﻪ ﻛﺎن ﺧﺎﻟﯾﺎ ﻣﻘﻔّ ار ﺻﺑت ﻣﺎءﻫﺎ ﻓﯾﻪ ﻓﺄورﻗت ﺻﺣراءﻩ واﺧﺿرت ،وأﺻﺑﺣت
ﻗﺻﺎﺋدﻩ،و ّ
دوﺣﺔ ﻏﻧﺎء ﺗﺟذو ﺑﺄطﯾب اﻟرواﺋﺢ.
وﻧﻠﻣس أﯾﺿﺎ؛ إﺣﺎﻟﺔ ﻧﺻﯾﺔ ﺑﻌدﯾﺔ ﯾﺣﻘﻘﻬﺎ ﺿﻣﯾر اﻟﺷﺄن؛ ﻷن ﻣرﺟﻌﻪ ﯾﻛون ﻣﺗﺄﺧر
ﻋدﻩ اﻟﻧﺣﺎة
ﻋﻧﻪ ﻟﻔظﺎ ورﺗﺑﺔ ،وﻻ ﯾﺗﻘدم ﻋﻧﻪ ﻣرﺟﻌﻪ أﺑدا ﻷﻧﻪ اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟﻣﻔﺳرة ﻟﻪ .ﻓﻘد ّ
»ﺿﻣﯾر ﻏﺎﺋب ﯾﺗﻘدم اﻟﺟﻣﻠﺔ وﯾﻔﺳرﻩ ﻣﺎ ﯾﺄﺗﻲ ﺑﻌدﻩ ،واﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﻌدﻩ ﺗﻔﺳﯾ ار ﻟﻪ ،وﯾﺄﺗﻲ
)(2
ﺑﻬدف إﺛﺎرة اﻻﻧﺗﺑﺎﻩ ﻏﻠﻰ ﻣﺎ ﯾﻠﯾﻪ ﻓﻲ ﻣواﺿﻊ اﻟﺗﻔﺧﯾم واﻟﺗﻌظﯾم«.
وﻗد وظّﻔﻪ اﻟﺷﺎﻋر ﻛذﻟك ﻓﻲ ﻗﺻﯾدة "أوﺟﺎع اﻟﻧﺻر" إذ ﯾﻘول ﻓﯾﻬﺎ:
39
آﻟﯾﺎت اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﻣﯾرﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻣﺎﺳك ﻗﺻﺎﺋد دﯾوان "ﺗﻧﺎﻫﯾد اﻟﻧﻬر" اﻟﻔﺻل اﻷول
)(1
ﱠم ﻫو ﻣﻬرﺟﺎن ﻣ ِ ِ
ش َﻻ َﯾﺗََرﺳ ُ
دﻫ ُ َُ َ َ َ ُ ُ وﺣﻪُ
ﺳت أَﻧ ُﻛ ُر َﺑ َ
ﺎن ﻟَ ُ
ﻬر َﺟ ٌ
ﻟﻲ َﻣ َ
إﺣﺎﻟﺔ ﺑﻌدﯾﺔ
ﻓﻘد أﺣﺎل اﻟﺿﻣﯾر اﻟﻣﻧﻔﺻل )ﻫو( إﺣﺎﻟﺔ ﻧﺻﯾﺔ ﺑﻌدﯾﺔ إﻟﻰ ﻋﻧﺻر إﺷﺎري ذﻛر ﻣﺗﺄﺧ ار
ﻋﻧﻪ ،ﻣﻣﺎ أﺿﻔﻰ ذﻟك ﻧوﻋﺎ ﻣن اﻟﺗﻧﺎﻏم واﻟﺗﻼﺣم ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘطﻊ.
اﻟﻧﺻﻲ؛
ﻔﻌﺎل ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻣﺎﺳك ّ
ﻧﺳﺗﺷف ﻣﻣﺎ ﺳﺑق؛ أن اﻟﺿﻣﺎﺋر ﻛﺎن ﻟﻬﺎ اﻟدور اﻟ ّ
ّ ﻓ
ﯾﺻور ﻟﻧﺎ ﺣﺎﻟﺗﻪ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ
ّ ﺧﺎﺻﺔ ﺿﻣﺎﺋر اﻟﻣﺗﻛﻠم )أﻧﺎ( اﻟﻌﺎﺋد ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﻋر ،اﻟذي ﻛﺎن
اﻟﻧﺣوي
ﯾﻌﺑر ﻋن ﻣﻛﻧوﻧﺎﺗﻪ اﻟداﺧﻠﯾﺔ .وﻗﺎﻣت ﻫذﻩ اﻟﻌﻧﺎﺻر ﻛﻠّﻬﺎ ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟرﺑط ّ
اﻟﻣﺿطرﺑﺔ و ّ
ﺑﯾن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺣﯾﻠﺔ و اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺣﺎل إﻟﯾﻬﺎ ،ﻓﻛﺎن ﺣﺿورﻫﺎ ﺿرورﯾﺎ ّأدى إﻟﻰ ﺗﺣﻘﯾق
اﻻﻧﺳﺟﺎم و اﻟﺗراﺑط ﺑﯾن أﺟزاء اﻟﻧص ﻟﯾﺷ ّﻛل ﺑﻧﯾﺔ ﻛﻠّﯾﺔ ﻣﺗﻣﺎﺳﻛﺔ ﻣن ﺣﯾث اﻟﻣﻌﻧﻰ و
اﻟﻣﺑﻧﻰ.
40
اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻹﺷﺎرة واﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺻﻮﻟﺔ ودورﻫﻤﺎ ﻓﻲ
ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻗﺼﺎﺋﺪ دﻳﻮان "ﺗﻨﺎﻫﻴﺪ اﻟﻨﻬﺮ" ﻟﻌﺎﻣﺮ ﺷﺎرف
ﺗﻤﻬﻴﺪ
أوﻻ -اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻹﺷﺎرﻳﺔ
-1إﺣﺎﻟﺔ اﻹﺷﺎرﻳﺎت اﻟﻤﻜﺎﻧﻴﺔ
-2إﺣﺎﻟﺔ اﻹﺷﺎرﻳﺎت اﻟﺰﻣﺎﻧﻴﺔ
ﺛﺎﻧﻴﺎ -اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﻤﻮﺻﻮﻟﻴﺔ
-1اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺻﻮﻟﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ
-2اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺻﻮﻟﺔ اﻟﻤﺸﺘﺮﻛﺔ
ﺛﺎﻟﺜﺎ -أﻫﻤﻴﺔ اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﺳﻚ اﻟﻨﺼﻮص
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻹﺷﺎرة واﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺻﻮﻟﺔ ودورﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻗﺼﺎﺋﺪ دﻳﻮان "ﺗﻨﺎﻫﻴﺪ اﻟﻨﻬﺮ" ﻟﻌﺎﻣﺮ ﺷﺎرف اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :
ﺗﻣﻬﯾد
ﺗﻌﺗﺑر أﺳﻣﺎء اﻹﺷﺎرة واﻷﺳﻣﺎء اﻟﻣوﺻوﻟﺔ إﻟﻰ ﺟﺎﻧب اﻟﺿﻣﺎﺋر أﻛﺛر اﻟوﺳﺎﺋل ﺷﯾوﻋﺎ
ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﻟﻣﺎ ﻟﻬﺎ ﻣن دور ﻓﻌﺎل ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗراﺑط اﻟﻧﺻﻲ ،وﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻼﻗﺎت
اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﻓﻲ اﻟوﺣدات اﻟﻧﺻﯾﺔ .وﻗد أطﻠق ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻧﺣﺎة اﺳﻣﺎ ﺧﺎﺻﺎ ﻫو اﻟﻣﺑﻬﻣﺎت؛ ﻷن ﻛل
ﺛﻣﺔ ﺗﻛﺗﻣل
ﯾﻔﺳرﻩ وﯾوﺿﺢ دﻻﻟﺗﻪ ،وﯾﻛﺷف ﻏﻣوﺿﻪ وﻣن ّ
ﻣﻧﻬﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻋﻧﺻر آﺧر ّ
ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻻﺗﺻﺎل ﺑﯾن اﻟﻣﺗﺧﺎطﺑﯾن.
43
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻹﺷﺎرة واﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺻﻮﻟﺔ ودورﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻗﺼﺎﺋﺪ دﻳﻮان "ﺗﻨﺎﻫﻴﺪ اﻟﻨﻬﺮ" ﻟﻌﺎﻣﺮ ﺷﺎرف اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :
.1اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻹﺷﺎرﯾﺔ
ﺗﻌﺗﺑر أﺳﻣﺎء اﻹﺷﺎرة وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺳﺎق اﻹﺣﺎﻟﯾﺔ ،ﻧظ ار ﻷﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق
اﻟﺗراﺑط اﻟﻧﺻﻲ ورﺑط أﺟزاء اﻟﻧص ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﺑﻌض ،ﻓﻬﻲ ﺑذﻟك ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻣﺛل اﻟﺿﻣﺎﺋر ،ﻷن
ﻣﻔﺳر ﯾوﺿﺣﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﺗﺑرز أﻫﻣﯾﺗﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧص؛ وذﻟك ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺟﻌل
ﻛل ﻣﻧﻬﻣﺎ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ّ
ﯾﻔﺳر اﺳم اﻹﺷﺎرة )اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﺣﯾل( وﯾزﯾل ﻋﻧﻪ
اﻟﻘﺎرئ داﺋم اﻟﺑﺣث ﻋن اﻟﻣﺣﺎل إﻟﯾﻪ اﻟذي ّ
إﺑﻬﺎﻣﻪ ،ﻓﻬﻲ ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ اﻟﺟﺳر اﻟﻣﺗّﺻل ﺑﯾن اﻷﺟزاء اﻟﻣﺗﺑﺎﻋدة ﻓﻲ ﻓﺿﺎء اﻟﻧص.
ﻋرﻓﻬﺎ ا ّﻟﻧﺣﺎة ﻣﻧﻬم "اﺑن ﻫﺷﺎم اﻷﻧﺻﺎري" )761ه( اﻟذي ﻗﺎل؛ ّإﻧﻬﺎ » :ﻣﺎ
وﻗد ّ
اﻟﻣﺳﻣﻰ ،ﺗﻘول ﻣﺷﯾ ار إﻟﻰ زﯾد ﻣﺛل )ﻫذا( ﻓﺗد ّل ﻟﻔظﺔ )ذا(
ّ ﻣﺳﻣﻰ ٕواﺷﺎرة إﻟﻰ ذﻟك
د ّل ﻋﻠﻰ ّ
)(1
ﻓﻬﻲ ﻣن اﻟﻣﺑﻬﻣﺎت ﻷﻧﻬﺎ »ﺗﻘﻊ ﻋﻠﻰ ﻛل ﻋﻠﻰ ذات زﯾدـ ،وﻋﻠﻰ اﻹﺷﺎرة ﻟﺗﻠك اﻟ ّذات«.
)(2
ﻓﻬﻲ ﺷﻲء ،وﻷﻧﻬﺎ ﻻ ﺗﺧﺗص ﺑﺷﻲء دون ﺷﻲء وﯾﻠزﻣﻬﺎ اﻟﺑﯾﺎن ﺑﺎﻟﺻﻔﺔ ﻋﻧد اﻹﻟﺑﺎس«.
ﺗﻌد ﻣن اﻟﻣﻌﺎرف .وﻫﻲ »ﻋﻧﺎﺻر
ﻣﻌﯾن ﻛﻲ ّ
ﻻﺑد ﻟﻬﺎ ﻣن ّ
أﻟﻔﺎظ ﻻ دﻻﻟﺔ ﻟﻬﺎ ﻓﻲ ذاﺗﻬﺎ ﺑل ّ
)(3
ﻓﻬﻲ ﺗﺳﺗﻌﻣل إﺷﺎرﯾﺔ ﻻ ﺗﺣﯾل إﻟﻰ ذات اﻟﻣرﺟﻊ اﻟذي ﺗﺣﯾل إﻟﯾﻪ اﻹﺣﺎﻻت اﻟﺿﻣﯾرﯾﺔ«.
ﻣﺛل ﺑﺎﻗﻲ اﻟرواﺑط اذ ﺗرﺑط وﺗﺻل ﺑﯾن أﺟزاء اﻟﺟﻣﻠﺔ ،ﻓﻘد ﻋ ّدﻫﺎ "اﺑن ﻫﺷﺎم اﻷﻧﺻﺎري"
)(4
و ﺗﻌﺗﺑر أﺳﻣﺎء اﻹﺷﺎرة ذات ﻗﯾﻣﺔ إﺣﺎﻟﯾﺔ »وﺳﯾﻠﺔ ﻟرﺑط اﻟﺟﻣﻠﺔ ﺑﻣﺎ ﻫﻲ ﺧﺑر ﻋﻧﻪ«.
ﻛﺑرى ﻓﻬﻲ اﻟﺗﻲ »ﺗُﺳﻬم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻣﺎﺳك ،وﺗﺗﺟﺎور ﻓﻲ ﻗدرﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق ﺗﻣﺎﺳك
اﻟﺿﻣﺎﺋر اﻟﺷﺧﺻﯾﺔ؛ ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺣﯾل ﻗﺑﻠﯾﺎ ﻟﺟﻣﻠﺔ أو ﻣﺗﺗﺎﻟﯾﺔ أو ﺟزء ﻣن ﻧص ﺑﺄﻛﻣﻠﻪ ،ﻛﻣﺎ أﻧﻬﺎ
)(5
ﺗرﺑط ﺟزءا ﻻﺣﻘﺎ ﺑﺟزء ﺳﺎﺑق«.
)(1
اﺑن ﻫﺷﺎم اﻷﻧﺻﺎري ،ﺷرح ﺷذور اﻟذﻫب ﻓﻲ ﻣﻌرﻛﺔ ﻛﻼم اﻟﻌرب ،دار اﻟطﻼﺋﻊ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ واﻟﺗﺻدﯾر ،اﻟﻘﺎﻫرة) ،د.ط(،
،2004ص.172
)(2ﻋﺛﻣﺎن ﻣﺣﻣد أﺣﻣد أﺑو ﺻﯾﻧﻲ ،ﻧﺣو اﻟﻧص "دراﺳﺔ ﺗطﺑﯾﻘﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺳورة اﻟﻧور" ،ﻋﻠم اﻟﻛﺗب اﻟﺣدﯾث ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،إرﺑد-اﻷردن،
ط ،2005 ،1ص.52
)(3
ﻧﻌﻣﺎن ﺑوﻗرة ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.87
)(4اﺑن ﻫﺷﺎم اﻷﻧﺻﺎري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.321
)(5
إﺑراﻫﯾم ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﷲ ﻣﻔﺗﺎح ،اﻟﺗﻣﺎﺳك اﻟﻧﺻﻲ ﻟﻼﺳﺗﺧدام اﻟﻠﻐوي ﻓﻲ ﺷﻌر اﻟﺧﻧﺳﺎء ،ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب اﻟﺣدﯾث ،إرﺑد -اﻷردن ،ط،1
،2015ص.25
44
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻹﺷﺎرة واﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺻﻮﻟﺔ ودورﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻗﺼﺎﺋﺪ دﻳﻮان "ﺗﻨﺎﻫﻴﺪ اﻟﻨﻬﺮ" ﻟﻌﺎﻣﺮ ﺷﺎرف اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :
)(1
ﻻﺑد ﻣن ﺗوﻓّرﻫﺎ وﻫﻲ:
واﻹﺷﺎرة ﻟﻬﺎ أرﻛﺎن ّ
اﻟﻣﺷﯾر= اﻟﻣﺗﻛﻠّم
ُ -
ﯾﺑﯾن ﻣدﻟوﻻ ﻋﻠﯾﻪ ﺑﺎﺳﻣﻪ(.
-اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ= اﻟﺷﻲء ﻓﻲ اﻟﺧﺎرج )وﻗد ّ
-اﻟﻣﺷﺎر ﻟﻪ ﺑﺎﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ= اﻟﻣﺧﺎطَب
-اﻟﻣﺷﺎر ﺑﻪ= ﻋﺑﺎرة اﻹﺷﺎرة )اﻟﻠﻔظ اﻟذي ﺗﺗﺣﻘق ﺑﻪ(
-ﻋﻣل اﻹﺷﺎرة= اﻟﺣﺎﺻل ﻣﻌﻧﻰ وﺧﺎرﺟﺎ ﻣن اﻹﺷﺎرة.
وﻣﻔﺳرﻩ إﻟﻰ
ّ وﺗﻧﻘﺳم أﺳﻣﺎء اﻹﺷﺎرة ﺑﺎﻋﺗﻣﺎد اﻟﻣدى اﻟﻔﺎﺻل ﺑﯾن اﻟﻌﻧﺻر اﻹﺣﺎﻟﻲ
)(2
ﻧوﻋﯾن:
اﻟﻧوع اﻷول :إﺣﺎﻟﺔ ذات ﻣدى ﻗرﯾب؛ وﺗﺟري ﻓﻲ ﻣﺳﺗوى اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟواﺣدة ﺣﯾث ﻻ ﺗوﺟد
ﻓواﺻل ﺗرﻛﯾﺑﯾﺔ ُﺟﻣﻠﯾﺔ.
اﻟﻧوع اﻟﺛﺎﻧﻲ :إﺣﺎﻟﺔ ذات ﻣدى ﺑﻌﯾد؛ وﻫﻲ ﺗﺟري ﺑﯾن اﻟﺟﻣل اﻟﻣﺗﺻﻠﺔ او اﻟﻣﺗﺑﺎﻋدة ﻓﻲ
ﻓﺿﺎء اﻟﻧص ،وﻫﻲ ﺗﺗﺟﺎوز اﻟﻔواﺻل أو اﻟﺣدود اﻟﺗرﻛﯾﺑﯾﺔ اﻟﻘﺎﺋﻣﺔ ﺑﯾن اﻟﺟﻣل.
اﻟﻧﺣﺎة ﻣن وﺟد أن ﻫﻧﺎك أﺳﻣﺎء إﺷﺎرة ﺗدل ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻔرد واﻟﻣﺛﻧﻰ واﻟﺟﻣﻊ ،ﺣﯾث ﻗﺎل
وﻣن ّ
"ﺳﺑوﯾﻪ" )180ه(» :واﻷﺳﻣﺎء اﻟﻣﺑﻬﻣﺔ ﻫذا ،وﻫذان ،وﻫذﻩ ،وﻫﺎﺗﺎن ،وﻫؤﻻء ،وذﻟك ،وذاﻧك،
)(3
وﺗﻠك ،وﺗﺎﻧك ،وﺗﯾك ،وأوﻟﺋك«.
)(4
وﯾﻣﻛن أن ﻧﻣﺛّل ﺗﻘﺳﯾم ﺳﯾﺑوﯾﻪ ﻟﻠﺿﻣﺎﺋر ﺑﺎﻟﺟدول اﻟﺗﺎﻟﻲ:
)(1
ﯾﻧظر :ﻣﺣﻣد اﻟﺷﺎوش ،أﺻول ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺧطﺎب ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻧﺣوﯾﺔ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗوزﯾﻊ ،ﺗوﻧس ،ﻣﺟﻠد ،1ط،1،2001
ص .1062،1063
)(2ﯾﻧظر:ﻋﺛﻣﺎن أﺑو زﻧﯾد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص .120
)(3
ﺳﯾﺑوﯾﻪ ،اﻟﻛﺗﺎب ،ﺗﺢ :ﻋﺑد اﻟﺳﻼم ﻫﺎرون ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻟﺧﺎﻧﺟﻲ )،د،ط()،دـ،ت(،ج،1ص.78
)(4
ﯾﻧظر:اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص .78
45
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻹﺷﺎرة واﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺻﻮﻟﺔ ودورﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻗﺼﺎﺋﺪ دﻳﻮان "ﺗﻨﺎﻫﻴﺪ اﻟﻨﻬﺮ" ﻟﻌﺎﻣﺮ ﺷﺎرف اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :
اﻟﺿﻣﺎﺋر
ﻓﻣﻬﻣﺎ ﺗﻧوﻋت أﻧواع اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻹﺷﺎرﯾﺔ وﺗﻌددت وظﺎﺋف أدواﺗﻬﺎ؛ ﻓﺗﺑﻘﻰ ﻟﻬﺎ اﻟوظﯾﻔﺔ
اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ وﻫﻲ ﻋﻘد ﺻﻠﺔ وطﯾدة ﺑﯾن أﺟزاء اﻟﻧص ،وﺻﻧﻊ وﺣدة ﻧﺻﯾﺔ ﻣﺗﻣﺎﺳﻛﺔ اﻷﺟزاء،
اﻟﺑﻌد ﻋن اﻟﺗﻛرار ﻣﺛﻠﻬﺎ ﻣﺛل اﻟﺿﻣﺎﺋر ﻓﻲ ذﻟك ،ﻓﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﺣﻘﯾق
ﻛﻣﺎ ﺗﻔﯾد اﻻﺧﺗﺻﺎر و ُ
اﻟﺗﻣﺎﺳك اﻟﻧﺻﻲ ورﺑط أﺟزاء اﻟﻧص اﻟﻣﺗﺑﺎﻋدة.
)(2
ﻗﺳم اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻣﺎء اﻹﺷﺎرة إﻟﻰ:
وﻣن اﻟدارﺳﯾن أﯾﺿﺎ ﻣن ّ
-إﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻣﺎء اﻹﺷﺎرة اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘرب ﺑﻣﺎ ﻟﯾس ﻛﺎف وﻻم
اﻟﺗوﺳط ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻪ اﻟﻛﺎف وﺣدﻫﺎ
ّ -إﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻣﺎء اﻹﺷﺎرة اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ
-إﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻣﺎء اﻹﺷﺎرة اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺑﻌد ﺑﻣﺎ ﻓﯾﻪ اﻟﻛﺎف واﻟﻼم ﻣﻌﺎ
)(1
ﻣﺣﻣد ﺧطﺎﺑﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص .19
)(2
ﯾﻧظر :ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻐﻼﯾﯾﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق،ص .84
46
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻹﺷﺎرة واﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺻﻮﻟﺔ ودورﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻗﺼﺎﺋﺪ دﻳﻮان "ﺗﻨﺎﻫﻴﺪ اﻟﻨﻬﺮ" ﻟﻌﺎﻣﺮ ﺷﺎرف اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :
ﻌد أﺳﻣﺎء اﻹﺷﺎرة وﺑﻌض ظروف اﻟزﻣﺎن واﻟﻣﻛﺎن ﻣن ﻣﺻﺎدر اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﻗﺻﺎﺋد
ﺗُ ّ
دﯾوان "ﺗﻧﺎﻫﯾد اﻟﻧﻬر" ،واﻟﺗﻲ ﺗﻣﺗﻠك اﻟﻘدرة ﻋﻠﻰ رﺑط اﻟﻧص داﺧﻠﯾﺎ وﺧﺎرﺟﯾﺎ .وﺳﻧﺣﺎول ﻓﻲ
ﻫذﻩ اﻟدراﺳﺔ رﺻد أﺳﻣﺎء اﻹﺷﺎرة ﻓﻲ ﺑﻌض ﻗﺻﺎﺋد اﻟدﯾوان ﻟﻣﻌرﻓﺔ ﻣدى إﺳﻬﺎﻣﻬﺎ ﻓﻲ
ﺗﺣﻘﯾق ﺗراﺑط ﻗﺻﺎﺋدﻩ وﺗﻣﺎﺳﻛﻬﺎ.
)(1
ﻋﺑﺎس ﺣﺳن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.273
)(2
ﻋﺑد اﻟﻬﺎدي اﻟﺷﻬري ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.80
)(3
اﻟدﯾوان ،ص.08
47
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻹﺷﺎرة واﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺻﻮﻟﺔ ودورﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻗﺼﺎﺋﺪ دﻳﻮان "ﺗﻨﺎﻫﻴﺪ اﻟﻨﻬﺮ" ﻟﻌﺎﻣﺮ ﺷﺎرف اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :
اﺳﺗﻌﺎن اﻟﺷﺎﻋر ﺑﺎﺳم اﻹﺷﺎرة )ﻫﻧﺎ( اﻟدال ﻋﻠﻰ اﻟﻘرب ،وظرف اﻟﻣﻛﺎن )ﺧﻠف( ﻟﻺﺷﺎرة
ﺗﺄزم ﺣﺎﻟﺗﻪ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ ،وﻫﻛذا ﯾﺗﺣدد اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﻣﻛﺎﻧﻲ ﻟﻠﻘﺻﯾدة
ﯾﻌﺑر ﻓﯾﻪ ﻋن ّ
إﻟﻰ اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ّ
ﺑواﺳطﺔ اﺳم اﻹﺷﺎرة )ﻫﻧﺎ( ﻣﺣﻘﻘﺎ ﺑذﻟك إﺣﺎﻟﺔ ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﺗﻔﻬم ﻣن ﺧﻼل اﻟﻣﻘﺎم اﻟﺧﺎرﺟﻲ،
ﻋدﻩ ﻋﻧﺻ ار أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻟرﺳم
ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﺷﻌرﻩ ،إذ ّ
ﺣﯾ از ّ
ﻓﺎﻟﻣﻛﺎن ﻋﻧد اﻟﺷﺎﻋر ﻋﺎﻣر ﺷﺎرف اﺣﺗل ّ
اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﯾرﯾد إﯾﺻﺎﻟﻬﺎ ﻟﻠﻘﺎرئ أو اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ،وﯾﻌﺗﺑر اﻟﻣﻛﺎن أﺣد اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﺟوﻫرﯾﺔ
واﻟﻣﻛوﻧﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗُﺑﻧﻰ ﻋﻠﯾﻪ اﻷﺣداث ﻓﻬﻧﺎك ﻣن ﯾرى أن »اﻟﻣﻛﺎن وﺳط ﻏﯾر
)(1
أي أﻧﻪ اﻟﻔﺿﺎء اﻟذي ﯾﺷﺗﻣل ﻋﻠﻰ ﻛل ﺷﻲء وﯾؤﺛر ﻓﻲ اﻟﺷﺎﻋر ﻣﺣدود ﯾﺷﺗﻣل اﻷﺷﯾﺎء«.
ﻓﯾﻧﻌﻛس ﻋن ﻣﺷﺎﻋرﻩ وأﺣﺎﺳﯾﺳﻪ ،ﻓﺎﺳم اﻹﺷﺎرة )ﻫﻧﺎ( ّﺑﯾن ﻟﻧﺎ اﻟﺗﻔﺎﻋل اﻟﻘﺎﺋم ﺑﯾن اﻟﺷﺎﻋر
ظل ﻣرﺗﺑطﺔ ﺑذﻟك اﻟﻣﻛﺎن
وﻗرب ﻟﻧﺎ اﻟﻣﺳﺎﻓﺔ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن ﻣﻧطﻘﺗﻪ ،ﻷن أﺣﺎﺳﯾﺳﻪ ﺗ ّ
واﻟﻣﻛﺎن ّ
وﻛذﻟك ﻗول اﻟﺷﺎﻋر ﻓﻲ ﻗﺻﯾدة "ﻟوﺣﺔ اﻟذﻛرى": اﻟذي ﯾﺣوي ﻣﺣﺑوﺑﺗﻪ.
)(2
ب ِ ي ِ ﻟﻠﺑِ ِ ﻬر ِﻣن ﻟَﻬَ ٍب؟
اك ُﻫَﻧﺎ َﻛﺎﻟﱠﻧ ِ
ﺿ ُﺎﻧﻪ ﻋَﻧ ُ
َﺣ َ
اﻟذي أ ْ ﺳﻛر ﱢ َﻣﺗَﻰ أ ََر ْ
ﻧﻼﺣظ أن اﻟﺷﺎﻋر وظف إﺣﺎﻟﺗﯾن اﻷوﻟﻰ ﻓﻲ اﺳم اﻹﺷﺎرة )ﻫﻧﺎ( اﻟذي أﺣﺎﻟﻧﺎ إﻟﻰ اﻟﻌﻧﺻر
اﻹﺷﺎري اﻟﺧﺎرﺟﻲ )اﻟﻣﻛﺎن( ﻣﺣﻘﻘﺎ ﺑذﻟك إﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎﻣﯾﺔ ﺗﻔﻬم ﻣن ﺳﯾﺎق اﻟﻛﻼم ،واﻟﺷﺎﻋر
ﺿﻣﻧﻬﺎ ﻣﺎ ﯾﺧﺗﻠﺞ ﻧﻔﺳﻪ ﻣن
أﺧرج ﻟﻔظﺔ )اﻟﻧﻬر( ﻣن دﻻﻟﺗﻬﺎ اﻷﺻﻠﯾﺔ ﻟﯾﺷﺣﻧﻬﺎ ﺑدﻻﻟﺔ أﺧرى ّ
وﻋﺑر ﺑﻬﺎ ﻋن ﻣﻛﻧوﻧﺎﺗﻪ اﻟداﺧﻠﯾﺔ وﻟوﻋﺔ اﻟﻔراق اﻟﺗﻲ ﺗﺣرق ﻗﻠﺑﻪ .ﻓﻘد أﺳﻬم اﺳم اﻹﺷﺎرة
آﻻم ّ
)ﻫﻧﺎ( ﻓﻲ رﺑط اﻟﻧص ﺑﺎﻟﻌﺎﻟم اﻟﺧﺎرﺟﻲ وﺗوﺳﯾﻊ دﻻﻟﺗﻪ ،وﻧﻠﻣس إﺣﺎﻟﺔ أﺧرى ﻓﻲ ﻟﻔظﺔ
)اﻟﺑﺳﻛري( اﻟﺗﻲ أﺣﺎﻟﺗﻧﺎ ﻣﺑﺎﺷرة إﻟﻰ ﻣﻧطﻘﺔ اﻟﺷﺎﻋر )ﺑﺳﻛرة( ،ﻓﻬﻲ إﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎﻣﯾﺔ ﺧﺎرﺟﯾﺔ
أدت إﻟﻰ إزاﻟﺔ اﻟﻐﻣوض وﻓﻬم ﻫذا اﻟﺑﯾت ﺑﻛل ﺳﻬوﻟﺔ ،ورﺑطت اﻟﻣﻛﺎن ﺑﺎﻟﺷﺎﻋر.
وﻓﻲ ﻗﺻﯾدة "ﻣن أﺳرف ﻣﻧﺎ" ﯾﻘول:
)(3
َﻫ َذا َر ُﺳوﻟِﻲ َﺳﻠﱢ ِﻣﻲ َوﺗَ َﺳﻠﱠ ِﻣﻲ اب َﻋﻠﻰ ﻓَ ِﻣﻲ ﯾﺎ َﺷﻬوة اﻟﺟﻣ ِل ِ
اﻟﻌ َذ ِ
َ َُ َ
إﺣﺎﻟﺔ ﺑﻌدﯾﺔ
)(1
ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻔﺗﺎح ،ﻣﺟﻠﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ اﻹﺳﻼﻣﯾﺔ ،ﺳﻠﺳﻠﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ ،ﻏزة -ﻓﻠﺳطﯾن ،ﻣﺞ ، 15ع،2007، 2ص.273
)(2اﻟدﯾوان ،ص.35
)(3
اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ،ص.9
48
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻹﺷﺎرة واﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺻﻮﻟﺔ ودورﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻗﺼﺎﺋﺪ دﻳﻮان "ﺗﻨﺎﻫﻴﺪ اﻟﻨﻬﺮ" ﻟﻌﺎﻣﺮ ﺷﺎرف اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :
اﺳﺗﻌﻣل اﻟﺷﺎﻋر ﻫﻧﺎ اﺳم إﺷﺎرة اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣﻔرد اﻟﻣذﻛر )ﻫذا( واﻟذي أﺣﺎﻟﻧﺎ إﻟﻰ ﻋﻧﺻر
ﻻﺣق ﺑﻌدﻩ )رﺳول( ،ﻣﺣﻘﻘﺎ ﺑذﻟك إﺣﺎﻟﺔ داﺧﻠﯾﺔ ﺑﻌدﯾﺔ ،ﻣﺣدﺛﺎ ﺗراﺑطﺎ ﻓﻲ أﺟزاء اﻟﺑﯾت
اﻟﺷﻌري ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﺑﻌض وﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد أرﻛﺎن اﻹﺷﺎرة ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
ﻫو اﻟﺷﺎﻋر اﻟﻣﺷﯾر
رﺳوﻟﻲ اﻟﻣﺷﯾر إﻟﯾﻪ
اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ أو اﻟﻘﺎرئ اﻟﻣﺷﺎر ﻟﻪ
ُ
اﺳم اﻹﺷﺎرة )ﻫذا( اﻟﻣﺷﺎر ﺑﻪ
ﺗﺣﻘﯾق اﻟرﺑط واﻻﺗﺳﺎق ﺑﯾن أﺟزاء اﻟﻧص وظﯾﻔﺔ اﻹﺷﺎرة
و اﺳﺗﺧدم اﻟﺷﺎﻋر ﻛذﻟك اﺳم اﻹﺷﺎرة اﻟﺧﺎص ﺑﺎﻟﻣﻔرد اﻟﻣؤﻧث ،ﻓﻲ ﻗﺻﯾدﺗﻪ "ﺗﺳﺎؤﻻت":
)(1اﻟدﯾوان ،ص.32
)(2
اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ،ص.37
49
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻹﺷﺎرة واﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺻﻮﻟﺔ ودورﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻗﺼﺎﺋﺪ دﻳﻮان "ﺗﻨﺎﻫﻴﺪ اﻟﻨﻬﺮ" ﻟﻌﺎﻣﺮ ﺷﺎرف اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :
اﻟﻛﻼم ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﺑﻌض ﻣن ﺧﻼل اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻪ ﺣرف اﻟﺟر )اﻟﺑﺎء( ،ﻣﻣﺎ أﺿﻔﻰ ﻧوﻋﺎ ﻣن
اﻟﺗراﺑط واﻻﻧﺳﺟﺎم ﺑﯾن أﺟزاء اﻟﻧص.
ب-اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻹﺷﺎرﯾﺔ اﻟزﻣﺎﻧﯾﺔ
ﺗﺗﺟﺳد وظﯾﻔﺔ اﻹﺷﺎرة اﻟﻰ اﻟزﻣن ﻟﻐوﯾﺎ ﻓﻲ ﻋﻣل »ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟوﺣدات اﻹﺷﺎرﯾﺔ اﻟزﻣﺎﻧﯾﺔ
ّ
ﺗﺳﻣﻰ ﻓﻲ اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ظروف اﻟزﻣﺎن ،وﻗﯾل ﻟﻸزﻣﻧﺔ واﻷﻣﻛﻧﺔ ظروف ﻷن اﻷﻓﻌﺎل
اﻟﺗﻲ ّ
)(1
ﻣﺗﻌددة ﺑﺣﺳب
ّ ﻓﻬﻲ وﺣدات ﺗُﺣﯾل إﻟﻰ أﺑﻧﯾﺔ زﻣﻧﯾﺔ ﺗوﺟد ﻓﯾﻬﺎ ﻓﺻﺎرت ﻛﺎﻷوﻋﯾﺔ ﻟﻬﺎ«.
اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟزﻣﺎن )اﻵن-اﻟﯾوم-ﺑﺎﻷﻣس-ﻏدا- اﻟﺳﯾﺎق اﻟذي ِ
ﺗرد ﻓﯾﻪ ،وﻣن أﺳﻣﺎء اﻹﺷﺎرة ّ
ﺗﺗﺣدد ﺑﺗﺣدﯾد اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﻟﻠﺳﯾﺎﻗﺎت اﻟﺗﻲ ِ
ﺗرد ﻓﯾﻬﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد ﯾوﻣﯾن-ﺑﻌد ﺳﺎﻋﺔّ (...
اﻟﺳﯾﺎق اﻟﻠﻐوي اﻟﻣﻧطوق.
ﻟﻘد اﺳﺗﺧدم اﻟﺷﺎﻋر "ﻋﺎﻣر ﺷﺎرف" ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻷدوات اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟزﻣﺎن ﻣرّﻛ از ﻋﻠﻰ
ﺣدد ﺑﻬﺎ اﻟﻣرﺟﻊ اﻟزﻣﻧﻲ اﻟذي ﯾﺣﺗل اﻟﻧص .ﻓﻣﺛﻼ ﻓﻲ ﻗﺻﯾدة "اﺷﺗﻬﺎء"ظروف اﻟزﻣﺎن اﻟﺗﻲ ّ
)(2
اح
اﻟﺻ ّد ْ ﻛﺎﻟﺑ ِ ﯾﻘول :ﻫﻣﺳﺎﺗُ ِك اﻵن ا ْﺷﺗﻬت ﺗَ ِ
ﻠﺑل ّ ت ُ وﺗﻣرَد ْ
ّ ﺑﻛﻲ ﻣﻌﻲ َ َ
ﻧﻼﺣظ ﻫﻧﺎ أن ظرف اﻟزﻣﺎن )اﻵن( أﺣﺎل إﻟﻰ ﻣذﻛور ﺳﺎﺑق ﻟﻪ )ﻫﻣﺳﺎﺗك( ﻣﺣﻘّﻘﺎ ﻟﻧﺎ
إﺣﺎﻟﺔ ﻧﺻﯾﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ أدت إﻟﻰ رﺑط أﺟزاء اﻟﻛﻼم .وﯾﻣﻛن ﺗﺣدﯾد أرﻛﺎن اﻹﺷﺎرة ﻛﻣﺎ ﯾﻠﻲ:
-اﻟﻣﺷﯾر = اﻟﺷﺎﻋر
-اﻟﻣﺷﯾر إﻟﯾﻪ = ﻫﻣﺳﺎﺗك
-اﻟﻣﺷﺎر ﻟﻪ = اﻟﻘﺎرئ
-اﻟﻣﺷﺎر ﺑﻪ = اﺳم اﻹﺷﺎرة )ظرف اﻟزﻣﺎن" اﻵن"(
-وظﯾﻔﺔ اﻹﺷﺎرة = ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺗﺳﺎق واﻟرﺑط ﺑﯾن أﺟزاء اﻟﻧص
ﻛذﻟك اﻟﺣﺎل ﻓﻲ ﻗﺻﯾدة "ﺗﻔﺗﺣﻲ" ﻗوﻟﻪ:
ِ ﻓَﺗَ ُ ِ
ﻟَن أَر ِﺟ َﻊ َ ﺷت َﻋﻧك وﻟَم أُﻋﻠن إِﻟﻰ أ َ
)(3
ب
ب اﻟﺗَ َﻌ ُ
ﺗﻌ َ
اﻵن َﺣﺗَﻰ َﯾ َ َﺣد
)(1
داﻟﯾﺎ أﺣﻣد ﻣوﺳﻰ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ،118ﻧﻘﻼ ﻋن :ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﻧﺣو ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق.153/1 ،
)(2
اﻟدﯾوان ،ص.40
)(3
اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ،ص.19
50
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻹﺷﺎرة واﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺻﻮﻟﺔ ودورﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻗﺼﺎﺋﺪ دﻳﻮان "ﺗﻨﺎﻫﻴﺪ اﻟﻨﻬﺮ" ﻟﻌﺎﻣﺮ ﺷﺎرف اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :
ﺟﺎء ظرف اﻟزﻣﺎن )اﻵن( ﻋﻧﺻ ار إﺷﺎرﯾﺎ اﻟذي ﯾﻣﺛّل إﺣﺎﻟﺔ ﺧﺎرﺟﯾﺔ )زﻣن اﻟﻛﻼم( ،ﻟﯾﺣﻘق
ﺑذﻟك إﺣﺎﻟﺔ ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣﻘﺎﻣﯾﺔ رﺑطت اﻟﻧص ﻣﻊ زﻣن اﻟﻣﺗﻛﻠم ،وﻓﺗﺣت أﻓق اﻟﺗّﺧﯾل و اﻟﺗّوﻗﻊ
ﻣﻣﺎ ّأدى إﻟﻰ ﺗﺿﻠﯾﻠﻪ ﻣن طرف
ﻋﻧد اﻟﻘﺎرئ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻻﻧﻬﺎﯾﺔ ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣرﺟﻊ اﻟزﻣﻧﻲّ ،
اﻟ ّﺷﺎﻋر.
وﻓﻲ ﻗﺻﯾدة "ﻋذاﺑﺎﺗﻲ" ﻗوﻟﻪ:
)(1
ـﺳ ُر ِ
ور ﺣﻣﻠُﻧِـ ـ ــﻲ ﻣﺳـ ـ ـ ـ ِ
وﯾ ِ ﺎﺣك ﻟﻠﺗَﺄ ِ
ﺣﻣﻠُﻧِﻲ ﺻـ ـ ـ ـ ـ ـ ــﺑ ِ
ﻓَﯾ ِ
ـﺎؤك ﻟﻠـ ـ ـ ـ ـ ُ
ََ ُ َﺳ ـ ـ ـ ـ ـ ــﻲ
َ َ َ َ
ﻓﻔﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾت ﻧﻼﺣظ أن ظرﻓﻲ اﻟزﻣﺎن )ﺻﺑﺎﺣك –ﻣﺳﺎؤك( ﯾﻣﺛﻼن ﻋﻧﺻ ار إﺷﺎرﯾﺎ
زﻣﺎﻧﯾﺎ ،وﻗد أﺣﺎل ﻛل ﻣﻧﻬﺎ إﻟﻰ ﻣذﻛور ﺑﻌدﻩ )اﻟﺗﺄﺳﻲ –اﻟﺳرور( ،ﻟﯾﺣﻘﻘﺎ ﻟﻧﺎ إﺣﺎﻟﺔ ﻧﺻﯾﺔ
ﻣﺣدد ﻋﻧد اﻟﻘﺎرئ ُﯾﻔﻬم ﻣن اﻟﻛﻼم ﺑﺳﻬوﻟﺔ وﯾﺳر؛ أي أﺻﺑﺢ
ﺑﻌدﯾﺔ ،واﻟﻣرﺟﻊ اﻟزﻣﻧﻲ ﻫﻧﺎ ّ
زﻣن اﻟﺗﻠﻔظ ﻛﺗﺎﺑﯾﺎ ﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ )ﺻﺑﺎﺣك –ﻣﺳﺎؤك(.
أﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﺻﯾدة "ﻣن أﺳرف ﻣﻧـ ــﺎ" ﻗوﻟﻪ: ّ
وﻣﺎ َﯾﺳﺗَ ِﺣﯾ ُل ﺗَﺄَﻗﻠُ ِﻣﻲ ِ
أَﻟﻘَﺎك َﯾ ً ت ﻓـِﻲ طﱠ ِ
ﺑﻊ اﻟﺗﱠﺄَﻗﻠُِم ُرﱠﺑ َـﻣﺎ َﺳ َرْﻓ ُ
أْ
َأﺑـﺣرت ﯾوﻣﺎ ِﻓـﻲ ﻣ َد ِ
اك اﻟ ُـﻣ ْﺑﻬَِم ﻓت ِﻓـﻲ َر ْﺳِم اﻟﻘوارب رﺑـﻣﺎ َﺳ َر ُ
َ َ َْ ً أْ
ِ )(2 ﻛت ﯾوﻣﺎ ﻣﻌ ِﺟ َز ِ
ات ﺗَ َﻛﺗُﻣﻲ َدر ُ َ ً ُ أَ ﻔﺳﯾر ِﺳﱢري ُرَﺑ َـﻣﺎ ﻓت ِﻓـﻲ ﺗَ ِ
ًﺳر ُأ ً
ﻓﺈن ﻛﻠﻣت )ﯾوﻣﺎ( ﻫﻧﺎ ﺟﺎءت ظرف زﻣﺎن ﺗﻛررت ﺛﻼث ﻣرات ﻓﻲ ﻫذﻩ اﻷﺑﯾﺎت ،دون أن
ّ
ﻣﺣدد ،ﻓﻬﻲ ﺑذﻟك
ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻣرﺟﻊ ﻣﻌﯾن؛ ﻓﻬﻲ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﻛل اﻷﯾﺎم وﻻ ﺗﺷﯾر إﻟﻰ ﯾوم ّ
ﻋﺎﺟزة ﻋن ﺗﺄدﯾﺔ وظﯾﻔﺗﻬﺎ اﻹﺷﺎرﯾﺔ .ﻓظرف اﻟزﻣﺎن )ﯾوﻣﺎ( أﺣﺎل إﻟﻰ زﻣن اﻟﻣﺗﻛﻠم »ﻓﻣن
اﻟﻣﻌﻠوم أن ظرف )اﻟﯾوم( ﻣن اﻹﺷﺎرﯾﺎت اﻟﻠﻐوﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗرﺗﺑط ﺑﻌﻼﻗﺔ ﻣﺟﺎورة ﻣﻊ زﻣن اﻟﻣﺗﻛﻠم
)(3
وﺑذﻟك ﻓظرف ﻌﺑر ﻋﻧﻪ ﻟﺳﺎﻧﯾﺎ ﻣﻘوﻟﻪ )أﻧﺎ –اﻵن –ﻫﻧﺎ(«.
)اﻟﻛﻼم( وﻣﻛﺎن ﺗﻠﻔّظﻪ اﻟذي ﯾ ّ
ﯾﺣدد ﻣرﺟﻊ اﻷداة
اﻟزﻣﺎن أﺣﺎل إﺣﺎﻟﺔ ﻣﻘﺎﻣﯾﺔ رﺑطت اﻟﻧص ﺑزﻣن اﻟﻣﺗﻛﻠم ،وﺟﻌﻠت اﻟﻘﺎرئ ّ
)(1اﻟدﯾوان ،ص.13
)(2
اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ،ص.7
)(3
إﺳﺗراﺗﺟﯾﺎت اﻟﺧطﺎب ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.61
51
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻹﺷﺎرة واﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺻﻮﻟﺔ ودورﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻗﺼﺎﺋﺪ دﻳﻮان "ﺗﻨﺎﻫﻴﺪ اﻟﻨﻬﺮ" ﻟﻌﺎﻣﺮ ﺷﺎرف اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :
52
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻹﺷﺎرة واﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺻﻮﻟﺔ ودورﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻗﺼﺎﺋﺪ دﻳﻮان "ﺗﻨﺎﻫﻴﺪ اﻟﻨﻬﺮ" ﻟﻌﺎﻣﺮ ﺷﺎرف اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :
)(1
ﯾﻧظر :اﻟﻣرﺟﻊ ﻧﻔﺳﻪ ،ص 162وﻣﺎ ﺑﻌدﻫﺎ.
)(2
ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻐﻼﯾﯾﻧﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.142
)(3
ﻋﺑﺎس ﺣﺳن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.341
53
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻹﺷﺎرة واﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺻﻮﻟﺔ ودورﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻗﺼﺎﺋﺪ دﻳﻮان "ﺗﻨﺎﻫﻴﺪ اﻟﻨﻬﺮ" ﻟﻌﺎﻣﺮ ﺷﺎرف اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :
وﯾﺑﯾن
وﺿﺣﻪ وﯾزﯾل إﺑﻬﺎﻣﻪ ّ
ﻓـﻬـو اﺳم ﻣﺑﻬم ﻻ دﻻﻟﺔ ﻟﻪ ﯾﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﻋﻧﺻر آﺧر ﯾ ّ
)(1
ﻣﻌﻧﺎﻩ» ،وﺻﻠﺔ اﻟﻣوﺻول داﺋﻣﺎ ﺟﻣﻠﺔ إﻣﺎ اﺳﻣﯾﺔ ٕواﻣﺎ ﻓﻌﻠﯾﺔ«.
ﻓﺻﻠﺔ اﻟﻣوﺻول ﻫﻲ ﻣﺎ ﯾزﯾل إﺑﻬﺎم وﻏﻣوض اﻻﺳم اﻟﻣوﺻول واﻟذي ﻻ ﯾﺗﺣدد ﻣدﻟوﻟﻪ إﻻ ِ
ﺑوﺟود ﻫذﻩ اﻟﺻﻠﺔ .وﯾﺷﺗَرط ﻛذﻟك ﺿﻣﯾر ﻋﺎﺋد ﻋﻠﻰ اﻻﺳم اﻟﻣوﺻول ﯾﻘوم ﺑﻌﻣﻠﯾﺔ اﻟرﺑط
ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن ﺻﻠﺗﻪ،
وﯾﺗﻣﻣﻬﺎ«(2) .ﺷرﯾطﺔ أن ﯾﻛون ﻫذا اﻟﺿﻣﯾر
ﻓﯾزﯾل ﻏﻣوﺿﻪ ﻷن »اﻟﻌﺎﺋد ﯾﻌﻠّﻘﻬﺎ ﺑﺎﻟﻣوﺻول ّ
ﻣطﺎﺑﻘﺎ ﻟﻠﻣوﺻول ﻓﻲ اﻟﻌدد واﻟﻧوع ،ﻧﺣو" :ﺟﺎء اﻟذي ﻗﺎل أﺑوﻩ" ،وﺑذﻟك ﻓﻘد »ﺟﺎء اﻻﺳم
اﻟﻣوﺻول ﻓﻲ رأي "ﻋﺑد اﻟﻘﺎﻫر اﻟﺟرﺟﺎﻧﻲ" ﻟﻠرﺑط ﺑﯾن اﻟﺷﯾﺋﯾن ﻛﻘول اﻟﻘﺎﺋل :ﻣررت ﺑزﯾد
)(3
وﻛون ﻓﻼن أﺑﺎﻩ«.
ﯾﺑﯾن اﻟﺧﺑرﯾن اﻟﻣرور ﺑزﯾدْ ،
اﻟذي أﺑوﻩ ﻓﻼن ،ﻓﻘد وﺻل اﻻﺳم اﻟذي ّ
وﺗﻧﻘﺳم اﻟﻣوﺻوﻻت إﻟﻰ ﻗﺳﻣﯾن:
أ .اﻟﻣوﺻوﻻت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ
اﻟﻣوﺻوﻻت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻫﻲ أﺳﻣﺎء ﺗﺧﺗص دﻻﻟﺗﻬﺎ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض اﻷﻧواع دون ﻏﯾرﻫﺎ ،ﻓﻣﺛﻼ
ﻧﺟد ﻟﻠﻣﻔرد اﻟﻣذﻛر أﻟﻔﺎظ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻪ ،وﻧﻔس اﻟﺣﺎل أﯾﺿﺎ ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻠﻣﻔرد اﻟﻣؤﻧﺛﺔ واﻟﻣﺛﻧﻰ
ﻧوﺿﺢ أﺷﻬر أﻟﻔﺎظ اﻟﻣوﺻوﻻت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ ﻓﻲ اﻟﻣﺧطط
ّ ﺑﻧوﻋﯾﻪ واﻟﺟﻣﻊ ﺑﻧوﻋﯾﻪ وﯾﻣﻛن أن
)(4
اﻟﺗﺎﻟﻲ:
54
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻹﺷﺎرة واﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺻﻮﻟﺔ ودورﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻗﺼﺎﺋﺪ دﻳﻮان "ﺗﻨﺎﻫﻴﺪ اﻟﻨﻬﺮ" ﻟﻌﺎﻣﺮ ﺷﺎرف اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :
اﻟﻣوﺻوﻻت اﻟﻣﺧﺗﺻﺔ
اﻟﻣﻔرد اﻟﻣذﻛر اﻟﻣﻔرد اﻟﻣؤﻧث اﻟﻣﺛﻧﻰ اﻟﻣذﻛر اﻟﻣﺛﻧﻰ اﻟﻣؤﻧث اﻟﺟﻣﻊ اﻟﻣذﻛر اﻟﺟﻣﻊ اﻟﻣؤﻧث
)(1
اﻟدﯾوان ،ص .8
55
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻹﺷﺎرة واﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺻﻮﻟﺔ ودورﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻗﺼﺎﺋﺪ دﻳﻮان "ﺗﻨﺎﻫﻴﺪ اﻟﻨﻬﺮ" ﻟﻌﺎﻣﺮ ﺷﺎرف اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :
وأﺣﺎل أﯾﺿﺎ اﻻﺳم اﻟﻣوﺻول )اﻟذي( ﻓﻲ ﻗﺻﯾدة "أﻧﺛﻰ اﻟﻛﻼم" ﻓﻲ ﻗول اﻟﺷﺎﻋر:
إﺣﺎﻟﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ
ﻓﺎﻟﻌﻧﺻر اﻹﺣﺎﻟﻲ )اﻟذي( ﺟﺎء ﺑﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣذﻛر ،أﺣﺎل ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺻر إﺷﺎري ﺳﺎﺑق ﻫو
)اﻟﻣﻌﻠم اﻟﺛﺎﻧﻲ( ،ﻣﺣﻘﻘﺎ ﺑذﻟك إﺣﺎﻟﺔ ﻧﺻﯾﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ أدت إﻟﻰ اﺗﺳﺎق ﻫذا اﻟﺑﯾت وﺗﻣﺎﺳﻛﻪ ﺑﻔﺿل
اﻻﺳم اﻟﻣوﺻول )اﻟذي(؛ ﻓﺎﻟﻣوﺻول ﻣﻊ ﺻﻠﺗﻪ أزاﻻ اﻟﻐﻣوض واﻹﺑﻬﺎم وﻛﺷﻔﺎ ﻋن اﻟﻣﻌﻧﻰ
ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺳطر اﻟﺷﻌري ،ﻣﻣﺎ أدى إﻟﻰ ﺗﻣﺎﺳك ﻟﺑﻧﺎﺗﻪ ﻓﻐدت ﻟﺣﻣﺔ واﺣدة.
56
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻹﺷﺎرة واﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺻﻮﻟﺔ ودورﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻗﺼﺎﺋﺪ دﻳﻮان "ﺗﻨﺎﻫﻴﺪ اﻟﻨﻬﺮ" ﻟﻌﺎﻣﺮ ﺷﺎرف اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :
)(1
َﺳ ُرَﻫﺎ ٍ ﻓَﺻﺑﱢﻲ اﻷ ََﻣﺎﻧِﻲ اﻟﺗِﻲ ﻟَم ﺗَ ْ
ﻟَﻘَ ْد ﺗَ ﱠم ﻣن َﺳَﻧﺔ أ ْ ﻌد
إﺣﺎﻟﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ
ﻟﻘد اﻋﺗﻣد اﻟﺷﺎﻋر ﻫﻧﺎ اﻻﺳم اﻟﻣوﺻول )اﻟﺗﻲ( اﻟذي أﺣﺎل ﺑﻪ إﻟﻰ اﻟﻌﻧﺻر اﻹﺷﺎري
)اﻷﻣﺎﻧﻲ( ﻣﺣﻘﻘﺎ ﺑذﻟك إﺣﺎﻟﺔ ﻧﺻﯾﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ ،ﻏﯾر أن ﻫذا اﻟﻌﻧﺻر اﻹﺷﺎري اﻟذي أﺣﺎل إﻟﯾﻪ
ﻫذا اﻟﻌﻧﺻر اﻹﺣﺎﻟﻲ )اﻟﺗﻲ( ﻫو ﻣﻌروف ﻋﻧد اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ وﻫو ﻣﺣﺑوﺑﺔ اﻟﺷﺎﻋر اﻟﺗﻲ ﯾﺄﻣل
ﺑﻠﻘﯾﺎﻫﺎ ﯾﺗﻣﻧﻰ ﺗﺣﻘﯾق أﻣﻧﯾﺗﻪ ،ﻣﻣﺎ أدى ذﻟك إﻟﻰ ﺗﻣﺎﺳك وﺗراﺑط أﺟزاء ﻫذا اﻟﻧص؛ ﻓﻌﻛس
ﻫذا اﻟﺗﻣﺎﺳك ﺗﻼﺣﻣﺎ ﺑﯾن اﻟﺷﺎﻋر وأﻣﺎﻧﯾﻪ اﻟﺗﻲ ﯾﺄﻣل ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ وﻫو رأﯾت اﻟﻣﺣﺑوﺑﺔ.
اﻋﺗﻣد اﻟﺷﺎﻋر ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻣﺎء اﻟﻣوﺻوﻟﺔ )اﻟذي –اﻟﺗﻲ( ﻓﻲ رﺑط ﺟﻣل ﻫذا اﻟﻣﻘطﻊ ﻓﺎﻻﺳم
اﻟﻣوﺻول )اﻟﺗﻲ( ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻷول ﯾﺣﯾل إﻟﻰ )ﻣواﻋﯾدي( ،وﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟراﺑﻊ أﺣﺎل اﻻﺳم
اﻟﻣوﺻول )اﻟﺗﻲ( إﻟﻰ ﻣذﻛور ﻗﺑﻠﻪ )اﻟﺷﻣس( ،ﻓﺄدى ذﻟك إﻟﻰ اﺗﺳﺎق ﻫذﻩ اﻟﻣﻘﺎطﻊ ،ﻛذﻟك
اﻟﺣﺎل ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻼﺳم اﻟﻣوﺻول )اﻟذي( ﻓﻲ اﻟﺑﯾت اﻟﺧﺎﻣس اﻟذي أﺣﺎل إﺣﺎﻟﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ إﻟﻰ
)(1
اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص .17
)(2
اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ،ص .23
57
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻹﺷﺎرة واﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺻﻮﻟﺔ ودورﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻗﺼﺎﺋﺪ دﻳﻮان "ﺗﻨﺎﻫﻴﺪ اﻟﻨﻬﺮ" ﻟﻌﺎﻣﺮ ﺷﺎرف اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :
ﻣذﻛور ﻗﺑﻠﻪ ﻫو )اﻷﻓق(؛ وﻛل ذﻟك ﺑﻔﺿل اﻻﺳم اﻟﻣوﺻول واﻟﺿﻣﯾر اﻟذي اﻗﺗرن ﺑﺟﻣﻠﺔ
اﻟﺻﻠﺔ ،ﻓﻘﺎم ﺑرﺑطﻬﺎ ﺑﺎﻟﺟﻣل اﻟﻼﺣﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾﻌود ﻋﻠﯾﻬﺎ اﻟﻣوﺻول .ﻓرﺑط اﻻﺳم اﻟﻣوﺻول
)اﻟﺗﻲ( اﻟﻌﺎﺋد ﻋﻠﻰ )ﻣواﻋﯾدي( ﺑﺟﻣﻠﺔ اﻟﺻﻠﺔ )اﻧﺗﺑذت( ،ورﺑط اﻻﺳم اﻟﻣوﺻول اﻟذي ﺟﺎء
ﺑﺻﯾﻐﺔ اﻟﻣذﻛر )اﻟذي( اﻟﻌﺎﺋد ﻋﻠﻰ )اﻷﻓق( ﺑﺻﻠﺗﻪ )ﺧرت ،(....ﻣﻣﺎ ﺳﺎﻫم ذﻟك ﻓﻲ رﺑط
ﻫذا اﻟﻣﻘطﻊ اﻟﺷﻌري وﺟﺎءت ﻋﻧﺎﺻرﻩ اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﻣﺣﻛﻣﺔ اﻟﻧﺳﯾﺞ ،ﺷدﯾدة اﻟﺗراﺑط ،وﺧﻠق ﻧوﻋﺎ
ﻣن اﻻﺳﺗﻣ اررﯾﺔ اﻟدﻻﻟﯾﺔ ﻣن ﺧﻼل رﺑط اﻟﻣﻌﺎﻧﻲ.
وﻫﻲ ﻣوﺻوﻻت ﺻﺎﻟﺣﺔ ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻷﻧواع ،وﻻ ﯾﺧﺗص ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ ﻋﻠﻰ ﻧوع ﻣﻌﯾن ﺑل
)(1
ﺗﺻﻠﺢ ﻟﻛل اﻷﻧواع وﻣن أﺷﻬر أﻟﻔﺎظﻬﺎ:
ﻟﻠﻌﺎﻗل ﻣن
)(2
ﻘﻪ َﺷ ِﻘ ِﻲ
أَو ُﻛ ْﻧت ﻋﺑد اﺳﺗِﺑﺎﺣﺎت ﺑِ ِﻔ ِ
َ َْ َ َﺣﻼم ُﻣ ْﻧ َﺣ ِرﻓَﺎ َﺳﺗَ ِ
درُج اﻷ َ ﻧت أ ْ
َﻣﺎ ُﻛ ُ
أﺣﺎل اﻻﺳم اﻟﻣوﺻول )ﻣﺎ( ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘطﻊ إﺣﺎﻟﺔ ﺑﻌدﯾﺔ ﻋﻠﻰ ﺟﻣﻠﺔ اﻟﺻﻠﺔ اﻟﺗﻲ
ﺟﺎءت ﺑﻌدﻩ ﺑﺣﻛم ورود اﻟﻣرﺟﻊ داﺧل اﻟﻧص ،إذ أﺣﺎل اﻟﻌﻧﺻر اﻹﺣﺎﻟﻲ )ﻣﺎ( وﻫو
ﻣﻔﺳر ﻟﻪ وﻫو ﺟﻣﻠﺔ اﻟﺻﻠﺔ )ﻛﻧت أﺳﺗدرج،(...
اﻟﻌﻧﺻر اﻟﻣﺣﯾل ﻋﻠﻰ ﻋﻧﺻر إﺷﺎري ّ
ﻓﺳﺎﻫم ﻫذا ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗراﺑط ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ.
)(1
ﯾﻧظر :ﻋﺑﺎس ﺣﺳن ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .342
)(2
اﻟدﯾوان ،ص .12
58
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻹﺷﺎرة واﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺻﻮﻟﺔ ودورﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻗﺼﺎﺋﺪ دﻳﻮان "ﺗﻨﺎﻫﻴﺪ اﻟﻨﻬﺮ" ﻟﻌﺎﻣﺮ ﺷﺎرف اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :
)(1
اﻟﺑ ْﺣر وأََﻧﺎ ﻣن ﻫ ِ ﺿﺎﯾِﻘُﻧـِﻲ ﻓـِﻲ اﻟﺗِﯾﻪ ﱢ
ﺎﺟﻣـَﻧـﻲ َ
َ َ َ َ اﻟرﯾﺢ ﺗُ َ
و اﻟﻣﻼﺣظ ﻫﻧﺎ ﻓﻲ ﻫذا ،أن اﻻﺳم اﻟﻣوﺻول )ﻣن( ﻗد أﺳﻬم ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺗﺳﺎق واﻟرﺑط
اﻟﺷﻛﻠﻲ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﺻﻠﺔ ،ﻛذﻟك ﺿﻣﯾر اﻟﻣﺗﻛﻠم اﻟذي ﯾﻌود ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﻋر )اﻧﺎ( ،وذﻟك
ﻟﺗوﺿﯾﺢ اﻟﻣﻘﺻود ﻣﻧﻪ )اﻟﺿﻣﯾر أﻧﺎ( ٕوازاﻟﺔ اﻹﺑﻬﺎم ﻋﻧﻪ ﻓﻛﺷﻔت اﻟﺻﻠﺔ )ﻫﺎﺟﻣﻧﻲ(...
ﻏﻣوض اﻟﻣوﺻول )ﻣن( ،ووﺿﺣت ﻣﻌﻧﺎﻩ؛ ﻷﻧﻪ ﻻ ﯾﺗم ذﻟك إﻻ ﺑﻬﺎ ،ﻓﻛﺎن دور اﻟﻣوﺻول
ﻓﻲ اﺗﺳﺎق ﻫذا اﻟﻣﻘطﻊ ﻣن ﺧﻼل ﻋﻼﻗﺗﻪ ﻣﻊ ﺻﻠﺗﻪ ،ﻓﺄﺣﺎﻟﻧﺎ اﻟﻣوﺻول )ﻣن( إﺣﺎﻟﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ
إﻟﻰ )أﻧﺎ( اﻟﻣراد ﺑﻪ ﻫو اﻟﺷﺎﻋر ،واﻟﻌﻧﺻر اﻹﺣﺎﻟﻲ اﻟﻣﺗﻣﺛل ﻓﻲ اﻟﺿﻣﯾر اﻟﻣﺗﺻل )اﻟﯾﺎء(
أﺣﺎل إﺣﺎﻟﺔ ﻗﺑﻠﯾﺔ إﻟﻰ اﻟﻌﻧﺻر اﻹﺷﺎري اﻟذي أﺣﺎل إﻟﯾﻪ اﻟﻣوﺻول )ﻣن( ،ﻓﺄدى ﻫذا اﻷﺧﯾر
إﻟﻰ اﻟرﺑط ﺑﯾن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻟﻠﻐوﯾﺔ ﻓﻲ ﻫذا اﻟﻣﻘطﻊ ،واﻟوﺻل ﺑﯾن ﻣﺎ ﻗﺑﻠﻪ وﻣﺎ ﺑﻌدﻩ.
أﻣﺎ ﻓﻲ ﻗﺻﯾدة ﻣن "أﺳرف ﻣﻧﺎ" اﺳﺗﻌﻣل اﻟﺷﺎﻋر اﻻﺳم اﻟﻣوﺻول )ﻣﺎ( ﻓﻘﺎل:
ﻬر َﺟﻬَﱠﻧِم
ت َﺳ ْﻠ َوى ﺑَِﻧ ِ وطﻲ ﻓـِﻲ اﻟﻠَ َ
ﻧت ﯾوﻣﺎ ﺳﻘُ ِ
)(2
َﻏ َرﻗَ ْ
َﻣﺎ أ ْ ظﻰ ﻟَو أَﻋﻠَ ُ َ ً ُ
ﻟﺗﻔﺳرﻩ
ﻟﻘد ﺣدث اﻟرﺑط ﻓﻲ ﻫذا اﻟﺑﯾت ﺑﯾن اﻻﺳم اﻟﻣوﺻول )ﻣﺎ( وﺻﻠﺗﻪ اﻟﺗﻲ ﺑﻌدﻩ ّ
ﻣﻔﺳ ار ،وﻫﻲ اﻟﺗﻲ وﺿﺣت دﻻﻟﺔ ﻫذا
وﺗﺑﯾن ﻣﻌﻧﺎﻩ؛ ﻓﺟﺎءت ﻫذﻩ اﻟﺻﻠﺔ ﻋﻧﺻ ار إﺷﺎرﯾﺎ ّ
ّ
اﻟﻌﻧﺻر اﻹﺣﺎﻟﻲ )ﻣﺎ( وأزاﻟت اﻟﻐﻣوض ﻋﻧﻪ .وﻓﻲ اﻟﻘﺻﯾدة ذاﺗﻬﺎ ﯾﻘول اﻟﺷﺎﻋر:
)(3
ﺎن اﻟﻔَﺗَﻰ اﻟﻣﺗﱠ َﻔﺣِﱢم ِ ِ ﺳﺗَ َ ﱡ
ُﻟﺣ َ
َﻋﺷﻘُوا وأ َ ﺄس َﻣ ْن
ظل أ َْﻧﻔَﺎس اﻟﻘَﺻﺎﺋد َﻛ َ َ
وﺗﺗﺿﺢ ﻫﻧﺎ إﺣﺎﻟﺔ ﺑﻌدﯾﺔ ﺗﺟﺳدت ﻣن ﺧﻼل اﻻﺳم اﻟﻣوﺻول )ﻣن( ﻟﻠﻌﺎﻗل ورﺑطﻬﺎ
ﺑﺎﻟﺻﻠﺔ )ﻋﺷﻘوا( ،ﻣﻣﺎ أﺳﻬم ذﻟك ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻻﺗﺳﺎق واﻟرﺑط اﻟﺷﻛﻠﻲ ﺑﯾﻧﻪ وﺑﯾن اﻟﺻﻠﺔ،
)(1
اﻟﻣﺻدر اﻟﺳﺎﺑق ،ص .29
)(2
اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ،ص.09
)(3
اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ،ص.08
59
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻹﺷﺎرة واﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺻﻮﻟﺔ ودورﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻗﺼﺎﺋﺪ دﻳﻮان "ﺗﻨﺎﻫﻴﺪ اﻟﻨﻬﺮ" ﻟﻌﺎﻣﺮ ﺷﺎرف اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :
)(1
ب
ﺎﻣﻪ ُﻛ َر ٌ
ص أََﯾ ُ
ﺻ ُ
ﺎﻋﺎﺗُﻪ ُﻏ َ
َﺳ َ اﻟﻌ ِﺎم َﻣﺎ َﺣ ِﺳ ُﺑوا ِِ ِ
ﻬر ﯾـَ ُﻣر ﺑـﻣﺛل َ
َﺷ ٌ
أﺣﺎل ﻫذا اﻻﺳم اﻟﻣوﺻول )ﻣﺎ( إﺣﺎﻟﺔ ﺑﻌدﯾﺔ ﻋﺎدت ﻋﻠﻰ اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺟﺎءت ﺑﻌدﻩ،
وﺿﺣت دﻻﻟﺔ ﻫذا اﻟﻌﻧﺻر اﻹﺣﺎﻟﻲ )ﻣﺎ(
ﻓﻬذﻩ اﻟﺟﻣﻠﺔ )اﻟﺻﻠﺔ( "ﺣﺳﺑوا "...ﻫﻲ اﻟﺗﻲ ّ
وأزاﻟت إﺑﻬﺎﻣﻪ ،ﻓﺳﺎﻫم ذﻟك ﻓﻲ اﻟﺗراﺑط ﺑﯾﻧﻬﻣﺎ.
وأﺧﯾ ار ﻧﺳﺗﻧﺗﺞ أن اﻷﺳﻣﺎء اﻟﻣوﺻوﻟﺔ ﻣن اﻷدوات اﻟﺗﻲ ﺗﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﺗﻣﺎﺳك اﻟﻧص
واﺗﺳﺎﻗﻪ ،وﺗﺳﻬم ﻓﻲ ﻋودة اﻟﻛﻼم ﺑﻌﺿﻪ ﻋﻠﻰ ﺑﻌض ،وﻟﯾس ﻟﻬﺎ ﻣﻌﻧﻰ ﺧﺎص ﺑل ﺗﺗﺣدد
دﻻﻟﺗﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺎ ﺗﺣﯾل إﻟﯾﻪ.
ﻓﺄﻓﺿﻰ اﺳﺗﻌﻣﺎﻟﻬﺎ اﻟﻣﺗﻧوع ﻓﻲ دﯾوان "ﻋﺎﻣر ﺷﺎرف" إﻟﻰ اﻟﺗﻼﺣم واﻻرﺗﺑﺎط اﻟوﺛﯾق ﺑﯾن
أﺟزاﺋﻬﺎ ،وﺣﻘﻘت اﻟرﺑط ﺑﯾن اﻟﻣوﺻول وﺟﻣﻠﺔ اﻟﺻﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻌدﻩ؛ ﻛﺻﻠﺔ اﻟﺷﺎﻋر
ﺑﺄﻣﺎﻧﯾﻪ وأﻣﺎﻟﻪ اﻟﺗﻲ ﯾرﯾد ﺗﺣﻘﯾﻘﻬﺎ.
ﺗﻌد اﻹﺣﺎﻟﺔ أﯾﺿﺎ وﺳﯾﻠﺔ أﺳﺎﺳﯾﺔ ﯾﺗم ﻣن ﺧﻼﻟﻬﺎ ﺗﻌﻠق اﻟﻛﻼم ﺑﻌﺿﻪ ﺑﺑﻌض ،وأداة
ﻛﻣﺎ ّ
ﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ اﻟرﺑط ﺑﯾن اﻟﺟﻣل اﻟﺗﻲ ﺗﺗﺄﻟف ﻣﻧﻬﺎ اﻟﻧﺻوص .ﯾﻘول "اﻷزﻫر اﻟزﻧﺎد" ﻓﻲ ذﻟك:
»ﯾﻛﺗﻣل اﻟﻣﻠﻔوظ "ﻧﺻﺎ" ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﺗراﺑط أﺟ ازﺋﻪ ﺑﺎﻋﺗﻣﺎد اﻟرواﺑط اﻹﺣﺎﻟﯾﺔ ،وﻫذﻩ اﻟرواﺑط
)(1
اﻟﻣﺻدر ﻧﻔﺳﻪ ،ص .35
60
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻹﺷﺎرة واﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺻﻮﻟﺔ ودورﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻗﺼﺎﺋﺪ دﻳﻮان "ﺗﻨﺎﻫﻴﺪ اﻟﻨﻬﺮ" ﻟﻌﺎﻣﺮ ﺷﺎرف اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :
ﺗﺧﺗﻠف ﻣن ﺣﯾث ﻣداﻫﺎ وﻣﺟﺎﻟﻬﺎ؛ ﻓﺑﻌﺿﻬﺎ ﯾﻘف ﻓﻲ ﺣدود اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟواﺣدة ﯾرﺑط ﻋﻧﺎﺻر
اﻟواﺣد ﻣﻧﻬﺎ ﺑﺎﻵﺧر ،وﺑﻌﺿﻬﺎ ﯾﺗﺟﺎوز اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟواﺣدة إﻟﻰ ﺳﺎﺋر اﻟﺟﻣل ﻓﻲ اﻟﻧص ﻓﯾرﺑط
ﺑﯾن ﻋﻧﺎﺻرﻩ ﻣﻧﻔﺻﻠﺔ وﻣﺗﺑﺎﻋدة ﻣن ﺣﯾث اﻟﺗرﻛﯾب اﻟﻧﺣوي ،وﻟﻛن اﻟواﺣد ﻣﻧﻬﺎ ﻣﺗﺻل ﺑﻣﺎ
أﺷد اﻻﺗﺻﺎل ﻣن ﺣﯾث اﻟدﻻﻟﺔ واﻟﻣﻌﻧﻰ ،ﻓﺎﻹﺣﺎﻟﺔ
ﯾﻧﺎﺳﺑﻪ ّ
)(1
ﻋﺎﻣل ﯾﺣﻛم اﻟﻧص ﻛﺎﻣﻼ ﻓﻲ ﺗو ٍاز ﻣﻊ اﻟﻌﺎﻣل اﻟﺗرﻛﯾﺑﻲ واﻟﻌﺎﻣل اﻟزﻣﻧﻲ«.
ﻣﻬﻣﺔ ﻓﻲ اﻟرﺑط ﺑﯾن ﻋﻧﺎﺻر اﻟﻧص ﺷﻛﻼ وﻣﺿﻣوﻧﺎ ﻹﯾﺻﺎل اﻟﻣﻌﻧﻰ ﻓﺎﻹﺣﺎﻟﺔ أداة ّ
ِ
اﻟﻣﺳﺎﻫﻣﺔ ﻓﻲ ﺗﻣﺎﺳك اﻟﻧﺻوص اﻟﻣراد ،ﺳواء ﻛﺎﻧت ﻗﺑﻠﯾﺔ أو ﺑﻌدﯾﺔ ﻓﻬﻲ ﻣن أﻫم وﺳﺎﺋل
واﺗﺳﺎﻗﻬﺎ.
وﺗﻛﻣن أﻫﻣﯾﺔ اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﻧوﻋﯾﻬﺎ اﻟﻧﺻﯾﺔ و اﻟﻣﻘﺎﻣﯾﺔ؛ »ﻓﺎﻟﻣﻘﺎﻣﯾﺔ ﺗﺳﺎﻫم ﻓﻲ ﺧﻠق اﻟﻧص؛
)(2
ﻓﻌﺎل ﻓﻲ اﺗﺳﺎق اﻟﻧص«.
ﻷﻧﻬﺎ ﺗرﺑط اﻟﻠﻐﺔ ﺑﺎﻟﻣﻘﺎم ،ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﻘوم اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﺻﯾﺔ ﺑدور ّ
ﺗﺗﻠﺧص ﻫﻧﺎ وظﯾﻔﺔ اﻹﺣﺎﻟﺔ؛ ﻓﻲ اﺧﺗﺻﺎر اﻟﻛﻼم واﻗﺗﺻﺎد اﻟﺟﻬد واﺟﺗﻧﺎب اﻟﺗﻛرار اﻟذي
و ّ
أن اﻹﺣﺎﻟﺔ أداة ﺷﻛﻠﯾﺔ إﻻ أﻧﻬﺎ ﺗؤدي
ﯾؤدي إﻟﻰ ﻣﻠل اﻟﻘﺎرئ أو اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ .وﻋﻠﻰ اﻟرﻏم ﻣن ّ
دو ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ اﻹﺳﻬﺎم ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟﺗﻣﺎﺳك اﻟدﻻﻟﻲ ﻓﻬﻲ »ﺗﻧﺷﺊ اﻟﺗﻣﺎﺳك اﻟدﻻﻟﻲ وﯾﺳوغ
)(1
اﻷزﻫر اﻟزﻧﺎد ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .124
)(2
ﻣﺣﻣد ﺧطﺎﺑﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .17وﯾﻧظر :ﻛﻠﻣﺎﯾر وآﺧرون ،أﺳﺎﺳﯾﺎت ﻋﻠم ﻟﻐﺔ اﻟﻧص ﻣدﺧل إﻟﻰ ﻓروﺿﻪ و ﻧﻣﺎذﺟﻪ و
ﻋﻼﻗﺎﺗﻪ و طراﺋﻘﻪ وﻣﺑﺎﺣﺛﻪ ،ﺗر :ﺳﻌﯾد ﺣﺳن ﺑﺣﯾري ،ﺗﻊ :ﺳﻌﯾد ﺣﺳن ﺑﺣﯾري ،ﻣﻛﺗﺑﺔ زﻫراء اﻟﺷرق ،اﻟﻘﺎﻫرة-ﻣﺻر ،ط،2009 ،1
ص .253 ،252
(3
ﺣﺳﺎم أﺣﻣد ﻓرج ،ﻧظرﯾﺔ ﻋﻠم اﻟﻧص رؤﯾﺔ ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﻧص اﻟﻧﺛري ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻵداب ،اﻟﻘﺎﻫرة-ﻣﺻر ،ط1430 ،2ه-
2009م.
61
اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻤﺎء اﻹﺷﺎرة واﻷﺳﻤﺎء اﻟﻤﻮﺻﻮﻟﺔ ودورﻫﻤﺎ ﻓﻲ ﺗﻤﺎﺳﻚ ﻗﺼﺎﺋﺪ دﻳﻮان "ﺗﻨﺎﻫﻴﺪ اﻟﻨﻬﺮ" ﻟﻌﺎﻣﺮ ﺷﺎرف اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻧﻲ :
ورود ﺻﯾﻎ اﻹﺣﺎﻟﺔ ﯾﻣﻛن اﺛﺑﺎﺗﻪ ﻓﻲ ﻛل ﻧص اﻓﺗراض أن اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ إطﺎر اﻟﻌواﻣل اﻟﺗﻲ
ﺗـُﺣدث ﺗﻣﺎﺳك اﻟﻧص ﺗﺷﻐل ﻣﻛﺎﻧﺎ ﺑﺎر از ﺣﯾث ﯾﺗﻌﻠق اﻷﻣر ﺿﻣن ﻣﺎ ﯾﺗﻌﻠق ﻋﻧد إﻧﺷﺎء ﻧﺣو
)(1
ﻧﺻﻲ ﺑوﺻف اﻟﻧﺻﯾﺔ«.
ﻓﻠﻺﺣﺎﻟﺔ وظﺎﺋف ﻣﺗﻌددة أﺳﻬﻣت ﻛﻠﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻣﺎﺳك اﻟﻧﺻﻲ ،ورﺑط أواﺻر اﻟﻧص
)(2
ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﺑﻌض ،وﯾﻣﻛن ﺣﺻرﻫﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
)(1إﺑراﻫﯾم ﻣﺣﻣد ﻋﺑد اﷲ ﻣﻔﺗﺎح ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص ،23ﻧﻘﻼ ﻋن :ﻛﻠﻣﺎﯾر و آﺧرون ،ص .258
)(2
ﯾﻧظر :ﻋزة ﻣﺣﻣد ﺷﺑل ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص .120
)*(
اﻟﺳﯾﺎق :ﻣﺻطﻠﺢ ﯾﻌﻧﻲ اﻟﺳﯾﺎق أو اﻟﺗرﻛﯾب اﻟذي ﺗرد ﻓﯾﻪ اﻟﻛﻠﻣﺔ وﯾﺳﻬم ﻓﻲ ﺗﺣدﯾد اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣﺗﺻور ﻟﻬﺎ ،وﻫو ﻧوﻋﺎن :ﺳﯾﺎق
ﻟﻐوي وﺳﯾﺎق ﻏﯾر ﻟﻐوي اﻟذي ﯾﻌﻧﻲ ﻛل ﻣﺎ ﯾﺣﯾل ﻋﻠﻰ ﺧﺎرج اﻟﻧص أو ﻣﺎ ﺣوﻟﻪ ﻣن ﻣؤﺛرات ﺑﯾﺋﯾﺔ .ﯾﻧظر :ﻓطوﻣﺔ ﻟﺣﻣﺎدي ،ﺳﯾﺎق
واﻟﻧص اﺳﺗﻘﺻﺎء دور اﻟﺳﯾﺎق ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻣﺎﺳك اﻟﻧﺻﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻷداب واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر
ﺑﺳﻛرة ،ﻗﺳم اﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ ،ع ،3.2ﺟوان ،2008ص.03،04
)(3
ﯾﻧظر :ﻣﺣﻣد ﺧطﺎﺑﻲ ،اﻟﻣرﺟﻊ اﻟﺳﺎﺑق ،ص.52
62
اﻟﺨﺎﺗﻤـــــــــــــــــﺔ ......................................................................................
إذا ﻛﺎﻧت اﻟﺧﺎﺗﻣﺔ ﻟﯾﺳت ﺳوى إﯾذاﻧﺎ ﺑﻧﻬﺎﯾﺔ اﻟﺑﺣث؛ ﻓﺈﻧﻬﺎ ﺗﻣﺛّل اﻟﻧﻘطﺔ اﻟﺗﻲ َﻧﺷﻌر ﻋﻧدﻫﺎ
ﺗوﺻﻠت إﻟﯾﻬﺎ ﻣن ﺧﻼل ﻣﺣﺎوﻟﺔ اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋن
ّ أﻧﻪ ﯾﻧﺑﻐﻲ أن ﻧﻘف ﻋﻧد أﻫم اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﻲ
ﻣﺟﻣوﻋﺔ اﻟﺗﺳﺎؤﻻت اﻟﺗﻲ ﯾطرﺣﻬﺎ اﻟﺑﺣث واﻟﺗﻲ ﻧﻠﺧص أﻫﻣﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻧﺗﺎﺋﺞ اﻟﺗﺎﻟﯾﺔ:
-اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻣﺻطﻠﺢ ﺟدﯾد ﻓﻲ ﺳﺎﺣﺔ اﻟدراﺳﺎت اﻟﻠﻐوﯾﺔ اﻟﻣﻌﺎﺻرة ﻟﻛن ﻟﻪ ﺟذور ﻓﻲ ﺗراﺛﻧﺎ
اﻟﻌرﺑﻲ.
-ﺗﻌد اﻹﺣﺎﻟﺔ أﻫم آﻟﯾﺎت اﻟﺗراﺑط اﻟﻧﺻﻲ ،ﻓﻬﻲ ﺗﻘوم ﺑرﺑط اﻟﻣﺗﻘدم ﺑﺎﻟﻣﺗﺄﺧر وﺳﺎﺑق
ﺑﺎﻟﻼﺣق.
-ﯾﺑرز دور اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻼﺣم واﻟﺗﻣﺎﺳك ﺑﯾن أﺟزاء اﻟﻧص ،وﻫﻲ ﺗﻌﺗﻣد ﻋﻠﻰ
ﯾوﺿﺣﻬﺎ ﻟﻧﺎ اﻟﺳﯾﺎق وﻫﻧﺎ ﺗﺳﻣﻰ إﺣﺎﻟﺔ ﻧﺻﯾﺔ وﺗﻛون إﻣﺎ ﻗﺑﻠﯾﺔ أو ﺑﻌدﯾﺔ.
ﻋﻧﺎﺻر ﻟﻐوﯾﺔ ّ
-ﺗﺳﺎﻫم اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﺻﯾﺔ ﻓﻲ ﺧﻠق اﻟﺗراﺑط ﺑﯾن ﺟزﯾﺋﺎت اﻟﻧص ،ﻛﻣﺎ ﺗُ ّﻌد راﺑطﺎ ﻗوﯾﺎ ﯾﻘوي
أواﺻر اﻟﻧص اﻟﻣﺗﺑﺎﻋدة.
-ﺗؤدي اﻹﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ رﺑط اﻟﻧص ﺑﺎﻟﻣﻘﺎم اﻟﺧﺎرﺟﻲ ،وﺗﺗطﻠب ﻣن اﻟﻘﺎرئ اﻟﻧظر ﺧﺎرج اﻟﻧص
ﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺣﺎل إﻟﯾﻪ ،وﻫذا ﯾؤدي إﻟﻰ ﺗﺄوﯾﻼت ﻋدﯾدة ﯾﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ اﻟﻘﺎرئ.
-اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻘﺎﻣﯾﺔ ﺗﻔﺗﺢ أﻓق ﺗوﻗّﻊ اﻟﻘﺎرئ إﻟﻰ ﻣﺎ ﻻﻧﻬﺎﯾﺔ.
-اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﺻﯾﺔ ﯾﺗوﺻل إﻟﻰ ﻓﻬﻣﻬﺎ إﻟﻰ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻣﺑﺎﺷرة ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳﯾﺎق اﻟﻠﻐوي ،أﻣﺎ
اﻟﻣﻘﺎﻣﯾﺔ ﯾﺗوﺻل إﻟﯾﻬﺎ ﺑطرﯾﻘﺔ ﻏﯾر ﻣﺑﺎﺷرة وﺗﺣﺗﺎج إﻟﻰ ﺟﻬد ﻟﻠﻛﺷف ﻋﻧﻬﺎ ٕواﯾﺿﺎح
ﻛﯾﻔﯾﺗﻬﺎ ،ﻛﻣﺎ ﺗﻠﻌب دو ار دﻻﻟﯾﺎ ﯾﺳﺎﻋد ﻋﻠﻰ إﯾﺻﺎل اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣراد ﻟﻠﻣﺗﻠﻘﻲ.
-ﻗﺎﻣت اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺑﻧﺎء ﻋﻧﺻر اﻟﺗﺷوﯾق وﺗﻛﺛﯾف اﻫﺗﻣﺎم اﻟﻘﺎرئ واﺷﻐﺎل ﻋﻘل اﻟﻣﺗﻠﻘﻲ ﻓﻲ
اﻟﺑﺣث ﻋن ﻣرﺟﻊ اﻷداة.
-ﻟﻺﺣﺎﻟﺔ دور أﺳﺎﺳﻲ ﻓﻲ اﻟﺗواﺻل اﻟﻣﺳﺗﻣر داﺧل اﻟﻧص.
-ﺗرﺑط اﻹﺣﺎﻟﺔ أﺟزاء اﻟﺟﻣﻠﺔ اﻟواﺣدة ﻣن ﻧﺎﺣﯾﺔ ،ورﺑط اﻟﺟﻣل ﺑﻌﺿﻬﺎ ﺑﺑﻌض داﺧل
اﻟﻧص ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى.
64
اﻟﺨﺎﺗﻤـــــــــــــــــﺔ ......................................................................................
-ﺗﻌﺗﺑر اﻹﺣﺎﻟﺔ أﻛﺛر اﻟظواﻫر اﻟﻠﻐوﯾﺔ اﻧﺗﺷﺎ ار ﻓﻲ اﻟﻧﺻوص ،ﻓﻬﻲ ﺗﻛﺳب اﻟﻛﻼم ﻗوة ﻓﻲ
اﻟﻣﻌﻧﻰ وﺗزﯾدﻩ اﺑداﻋﺎ ﻓﻲ اﻟﻧظم.
ﻓﻌﺎﻻ ﻓﻲ ﻟﺣﻣﺔ اﻟﻧص وﺗﻣﺎﺳﻛﻪ ،وﺗﻣﺛﻠت ﻫذﻩ اﻟوﺳﺎﺋل ﻓﻲ
-ﺗؤدي اﻟوﺳﺎﺋل اﻹﺣﺎﻟﯾﺔ دو ار ّ
اﻟﺿﻣﺎﺋر ،أﺳﻣﺎء اﻹﺷﺎرة ،اﻷﺳﻣﺎء اﻟﻣوﺻوﻟﺔ.
-ﺗﻌﺗﺑر اﻟﺿﻣﺎﺋر أﻫم وﺳﯾﻠﺔ ﻣن وﺳﺎﺋل اﻻﺗﺳﺎق اﻹﺣﺎﻟﯾﺔ ،ﻓﻼ ﯾﺧﻠو ﻧص ﻣن وﺟودﻫﺎ.
-ﺗﻠﻌب اﻟﺿﻣﺎﺋر دو ار أﺳﺎﺳﯾﺎ ﻓﻲ ﺗراﺑط اﻟﻧص وﺗﻣﺎﺳﻛﻪ ،وﺗﺟﻧب اﻟﻘﺎرئ اﻟﺗﻛرار ﻣن
ﺟﻬﺔ ،واﺷﻐﺎل ﻋﻘﻠﻪ ﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺣﺎل إﻟﯾﻪ ﻣن ﺟﻬﺔ أﺧرى ،ﻓﺗﺣدث ﺑذﻟك ﻣﺗﻌﺔ ﻓﻧﯾﺔ.
-ﻧﺎﻟت ﺿﻣﺎﺋر اﻟﻣﺗﻛﻠم ﻗَد ار ﻛﺑﯾ ار ﻓﻲ ﻗﺻﺎﺋد اﻟدﯾوان ،واﻟﺗﻲ أﺣﺎﻟﺗﻧﺎ ﻣﻌظﻣﻬﺎ إﺣﺎﻻت
ﯾﻌﺑر ﻋن ﺷدة ﺣﺑﻪ واﺷﺗﯾﺎﻗﻪ ﻟﻣﺣﺑوﺑﺗﻪ،
ﺧﺎرﺟﯾﺔ ﻣﻘﺎﻣﯾﺔ ﺗﻌود ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﻋر ،اﻟذي ﻛﺎن ّ
ﻣﻣﺎ أدى ذﻟك إﻟﻰ رﺑط أواﺻر اﻟﻧص وﺟﻌﻠﺗﻪ ﻧﺳﯾﺟﺎ ﻣﺣﻛﻣﺎ.
-اﻟﺿﻣﺎﺋر اﻛﺛر اﻷدوات اﻹﺣﺎﻟﯾﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ ﻓﻲ ﻗﺻﺎﺋد اﻟدﯾوان ﻹزاﻟﺔ اﻟﻠُﺑس واﻟﻐﻣوض
ﻋن اﻟﻧص اﻟﺷﻌري.
-ﻏﻠﺑﺔ اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣﻘﺎﻣﯾﺔ ﻋﻠﻰ اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﻧﺻﯾﺔ ،وﺗﻣﺛﻠت ﻓﻲ ﺿﻣﯾر اﻟﻣﺗﻛﻠم اﻟﻌﺎﺋد ﻋﻠﻰ
اﻟﺷﺎﻋر اﻟذي ﻛﺎن ﯾرﺻد ﻟﻧﺎ آﻫﺎﺗﻪ وﺣﻧﯾﻧﻪ ﻟﻣﺣﺑوﺑﺗﻪ وﺷدة ﺣﺑﻪ ﻟﻬﺎ.
-أﺳﻬﻣت اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﻧوﻋﯾﻬﺎ ﻓﻲ ﺗﻌﻠﯾق اﻟﻛﻼم ﺑﻌﺿﻪ ﺑﺑﻌض ،وﺗﻌﺗﺑر اﻟﺿﻣﺎﺋر أﻛﺛر
اﻷدوات ﺗﺣﻘﯾﻘﺎ ﻟﻠﺗﻣﺎﺳك واﻟﺗراﺑط.
-اﺳﺗﻌﻣل اﻟﺷﺎﻋر اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺿﻣﺎﺋر اﻟﻣﺧﺎطب ﻓﻲ رﺑط أواﺻر اﻟﻧص ،ﻓﻛﺎﻧت ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ
اﻟﺟﺳر اﻟواﺻل ﺑﯾن اﻟﺷﺎﻋر وﻣﺣﺑوﺑﺗﻪ ،ورﺑطت اﻟﻧص ﺑﺎﻟﻘﺎرئ ﻷﻧﻬﺎ ﺟﻌﻠﺗﻪ ﺣﺎﺿر
اﻟذﻫن ﻟﻣﻌرﻓﺔ اﻟﻣﺣﺎل إﻟﯾﻪ.
-أﺣﺎل اﻟﺷﺎﻋر ﺑﺿﻣﯾر اﻟﻣﺧﺎطب اﻟﻣؤﻧث اﻟﻌﺎﺋد ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺣﺑوﺑﺔ ،واﻟﻣﻼﺣظ ﻫﻧﺎ أن
ﻣﻌظم ﻗﺻﺎﺋد دﯾوان "ﺗﻧﺎﻫﯾد اﻟﻧﻬر" ﺳﻠّطت اﻷﺿواء ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ اﻟوطن اﻟذي
ﯾﺣﻣﯾﻪ ،ﻟﺗﻣﺛل ﺑﻌدﻫﺎ ﻣﻌﺎﻧﻲ اﻟﺣب واﻟﻌﺷق ،ﻓﺎﻟﻣرأة أﺧذت دو ار ﻫﺎﻣﺎ ﻓﻲ ﻧﺻوﺻﻪ
اﻟﺷﻌرﯾﺔ ﺑﺎﻋﺗﺑﺎرﻫﺎ ﻧواة اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ.
65
اﻟﺨﺎﺗﻤـــــــــــــــــﺔ ......................................................................................
-ﺳﺎﻫﻣت أﺳﻣﺎء اﻹﺷﺎرة ﻓﻲ ﻋﻣﻠﯾﺔ اﻟرﺑط اﻟﻘﺑﻠﻲ واﻟﺑﻌدي ،ﻓﺳﺎﻫﻣت ﺑذﻟك ﻓﻲ اﺗﺳﺎق
اﻟﻧص اﻟﺷﻌري.
-ﺗﺑرز أﻫﻣﯾﺔ اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻹﺷﺎرﯾﺔ ﻓﻲ اﻟﻧص اﻟﺷﻌري ﻷﻧﻬﺎ ﺗﺟﻌل اﻟﻘﺎرئ داﺋب اﻟﺑﺣث ﻋن
ﯾﻌﺑر ﻋن ﻗرب
ﯾﻔﺳر اﺳم اﻹﺷﺎرة وﯾزﯾل إﺑﻬﺎﻣﻪ ،ﻷن اﻟﺷﺎﻋر ّ
اﻟﻣﺣﺎل إﻟﯾﻪ اﻟذي ّ
ﻣﺣﺑوﺑﺗﻪ إﻟﻰ ﻗﻠﺑﻪ وﻧﻔﺳﻪ.
-ﻋﻣﻠت اﻹﺷﺎرﯾﺎت اﻟﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﻋﻠﻰ رﺑط اﻟﻧص ﺑﺎﻟﻣﻛﺎن ﻣن ﺧﻼل ﺗوظﯾف ظروف اﻟﻣﻛﺎن
اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻘرب.
-ﺳﺎﻫﻣت أﺳﻣﺎء اﻹﺷﺎرة اﻟداﻟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟزﻣﺎن ﻓﻲ ﺑﯾﺎن ﻣدى ُﺑﻌد اﻟﻣﺷﺎر إﻟﯾﻪ أو ﻗرﺑﻪ ﻣن
ﻓﺄدت ﺑذﻟك إﻟﻰ اﯾﺻﺎل اﻟﻣﻌﻧﻰ اﻟﻣراد ﻟﻠﻘﺎرئ.
اﻟﻣﺗﻛﻠمّ ،
-ﻛﺎن ﻟﻺﺣﺎﻟﺔ ﺑﺎﻟﻣوﺻول ﺣﺿورﻫﺎ ،ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻣﺎﺳك ﻗﺻﺎﺋد اﻟدﯾوان ،ﻓﻛﺎﻧت ﺑﻣﺛﺎﺑﺔ
اﻟﺟﺳر اﻟواﺻل ﺑﯾن أﺟزاء اﻟﻛﻼم اﻟﻣﺗﺑﺎﻋدة.
-ﻋﻣﻠت اﻷﺳﻣﺎء اﻟﻣوﺻوﻟﺔ ﻓﻲ إﺛراء دﻻﻟﺔ اﻟﻧص وﺑﻼﻏﺗﻪ ﻋﻼوة ﻋﻠﻰ دورﻫﺎ ﻓﻲ اﺗﺳﺎﻗﻪ
وﺗﻣﺎﺳﻛﻪ.
-أﺣﺎل اﻟﺷﺎﻋر ﺑﺎﻷﺳﻣﺎء اﻟﻣوﺻوﻟﺔ ﻟﯾﻌﻘد اﻟﺻﻠﺔ ﺑﯾن ﻛﻠﻣﺎت ﻧﺻﻪ ،راﺑطﺎ اﻟﺻﻠﺔ
ﺑﻣوﺻوﻟﻬﺎ ﻛﺻﻠﺗﻪ ﺑﻣﺣﺑوﺑﺗﻪ.
-اﺳﺗطﺎع اﻟﺷﺎﻋر ﺑﺷﺎﻋرﯾﺗﻪ و ﺷﻌورﻩ أن ﯾﺳﺗﻌﻣل اﻟﻠﻐﺔ اﺳﺗﻌﻣﺎﻻ رﺑط ﻓﯾﻪ ﺑﯾن ﺣﺎﻟﺗﻪ
اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ وﺑﯾن اﻟﻌﻧﺎﺻر اﻹﺣﺎﻟﯾﺔ ،ﻓﺄﺳﻣﺎء اﻹﺷﺎرة ﻟﻺﺷﺎرة إﻟﻰ ﻣﺣﺑوﺑﺗﻪ ،واﻟﻣوﺻوﻟﺔ ﻟوﺻﻠﻬﺎ
ﻟﺗﻘرب ﻣﻧﻬﺎ ﻟﻠﺗّﺧﻔﯾف ﻣن آﻻﻣﻪ و ُﻫﯾﺎﻣﻪ ،وﺑذﻟك ﻓﻘد رﺳم ﺻو اًر
ﺑﺎﻟذات اﻟﺷﺎﻋرة وﻣﺣﺎوﻟﺔ ا ّ
اﻟﻔﻧﯾﺔ.
إﺑداﻋﯾﺔ ﻧﺎﺑﻌﺔ ﻣن أﺣﺎﺳﯾﺳﻪ و ﻣﺷﺎﻋرﻩ ،ﻓﻛﺎن ﺻﺎدﻗﺎ ﻓﻲ ﻧﻘﻠﻪ ﻟﺗﺟرﺑﺗﻪ ّ
66
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ...............................................................................
ﺗﻣﺎم ﺣﺳﺎن،
-10اﺟﺗﻬﺎدات ﻟﻐوﯾﺔ ،ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب ،اﻟﻘﺎﻫرة ،ط.2007 ،1
-11اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻣﻌﻧﺎﻫﺎ وﻣﺑﻧﺎﻫﺎ ،دار اﻟﺛﻘﺎﻓﺔ ،اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ،اﻟﻣﻐرب) ،دط(.1994 ،
ﺟﻣﻌﺎن ﻋﺑد اﻟﻛرﯾم،
-12إﺷﻛﺎﻻت اﻟﻧص اﻟﻣداﺧﻠﺔ أﻧﻣوذﺟﺎ ،دراﺳﺔ ﻟﺳﺎﻧﯾﺔ ﻧﺻﯾﺔ ،اﻟﻣرﻛز اﻟﺛﻘﺎﻓﻲ اﻟﻌرﺑﻲ،
اﻟدار اﻟﺑﯾﺿﺎء ،ط.2009 ،1
اﻟﺟوﻫري)أﺑو ﻧﺻر ﺑن اﺳﻣﺎﻋﯾل ﺑن ﺣﻣﺎد ،ت393ه(،
اﻟﺻﺣﺎح ﺗﺎج اﻟﻠﻐﺔ وﺻﺣﺎح اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،ﺗﺣﻘﯾق أﺣﻣد ﻋﺑد اﻟﻐﻔور ﻋطﺎر ،دار اﻟﻌﻠم
ّ -13
ﻟﻠﻣﻼﯾﯾن ،ﺑﯾروت -ﻟﺑﻧﺎن ،ط.1990 ،4
ﺣﺳﺎم أﺣﻣد ﻓرج،
-14ﻧظرﯾﺔ ﻋﻠم اﻟﻧص رؤﯾﺔ ﻣﻧﻬﺟﯾﺔ ﻓﻲ ﺑﻧﺎء اﻟﻧص اﻟﻧﺛري ،ﻣﻛﺗﺑﺔ اﻵداب ،اﻟﻘﺎﻫرة-
ﻣﺻر ،ط1430 ،2ه2009-م.
ﺧﻠﯾل ﺑن ﯾﺎﺳر اﻟﺑطﺎﺷﻲ،
-15اﻟﺗراﺑط اﻟﻧﺻﻲ ﻓﻲ ﺿوء اﻟﺗﺣﻠﯾل اﻟﻠﺳﺎﻧﻲ ﻟﻠﺧطﺎب ،دار ﺟرﯾر ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ،
ﻋﻣﺎن -اﻷردن ،ط1430 ،1ه2009-م.
داﻟﯾﺎ أﺣﻣد ﻣوﺳﻰ،
-16اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ ﺷﻌر أدوﻧﯾس ،دار اﻟﺗﻛوﯾن ﻟﻠﺗﺄﻟﯾف واﻟﺗرﺟﻣﺔ واﻟﻧﺷر ،دﻣﺷق -ﺳورﯾﺎ،
ط2010 ،1م.
راﻧﯾﺎ ﻓوزي ﻋﯾﺳﻰ،
-17ﻋﻠم اﻟﻠﻐﺔ اﻟﻧﺻﻲ رﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎﺣظ أﻧﻣوذﺟﺎ ،اﻹﺳﻛﻧدرﯾﺔ) ،دط(.2014 ،
اﻟرﺑﻌﻲ ﺳﻼﻣﺔ،
-18ﻣوﺳوﻋﺔ اﻟﺷﻌر اﻟﺟزاﺋري ،دار اﻟﻬدى ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر ،ﻋﯾن ﻣﻠﯾﻠﺔ -اﻟﺟزاﺋر،
ط ،2002 ،1ج.1
رزﯾق ﺑوزﻏﺎﯾﺔ،
-19ورﻗﺎت ﻓﻲ ﻟﺳﺎﻧﯾﺎت اﻟﻧص دار اﻟﻣﺛﻘف ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻟﺟزاﺋر ،ط1439 ،1ه-
2018م.
72
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ...............................................................................
73
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ...............................................................................
74
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ...............................................................................
ﻣﺣﻣد اﻟﺷﺎوش،
-40أﺻول ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺧطﺎب ﻓﻲ اﻟﻧظرﯾﺔ اﻟﻧﺣوﯾﺔ ،اﻟﻣؤﺳﺳﺔ اﻟﻌرﺑﯾﺔ ﻟﻠﺗوزﯾﻊ ،ﺗوﻧس ،ط،1
2001م.
ﻣﺻطﻔﻰ اﻟﻐﻼﯾﯾﻧﻲ،
-41ﺟﺎﻣﻊ اﻟدروس اﻟﻌرﺑﯾﺔ ،دار اﻟﻔﻛر ﻟﻠطﺑﺎﻋﺔ واﻟﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،ﺑﯾروت -ﻟﺑﻧﺎن) ،دط(،
1427ه2007-م.
اﺑن ﻣﻧظور )ﺟﻣﺎل اﻟدﯾن ﺑن ﻣﻛرم ،ت711ه(،
-42ﻟﺳﺎن اﻟﻌرب ،دار ﺻﺎدر ،ﺑﯾروت -ﻟﺑﻧﺎن ،ط.1994 ،4
ﻧﺎدﯾﺔ رﻣﺿﺎن اﻟﻧﺟﺎر،
-43ﻋﻠم ﻟﻐﺔ اﻟﻧص واﻷﺳﻠوب ،ﻣؤﺳﺳﺔ ﺣورس اﻟدوﻟﯾﺔ ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ ،اﻻﺳﻛﻧدرﯾﺔ،
)دط(2013 ،م.
ﻧﻌﻣﺎن ﺑوﻗرة،
-44اﻟﻣﺻطﻠﺣﺎت اﻷﺳﺎﺳﯾﺔ ﻓﻲ ﻟﺳﺎﻧﯾﺎت اﻟﻧص ،ﺟدا ار ﻟﻠﻛﺗﺎب اﻟﻌﺎﻟﻣﻲ ،ﻋﻣﺎن-
اﻷردن ،ط1429 ،1ه2009-م.
اﺑن ﻫﺷﺎم اﻷﻧﺻﺎري )أﺑو ﻣﺣﻣد ﻋﺑد ﺑن ﯾوﺳف ت 771ه(،
-45ﺷرح ﺷذور اﻟذﻫب ﻓﻲ ﻣﻌرﻓﺔ ﻛﻼم اﻟﻌرب ،دار ﻟﻠﻧﺷر واﻟﺗوزﯾﻊ واﻟﺗﺻدﯾر ،اﻟﻘﺎﻫرة-
ﻣﺻر) ،دط(2004 ،م.
-46ﻣﻐﻧﻲ اﻟﻠﺑﯾب ﻋن ﻛﺗب اﻷﻋﺎرﯾب ،ﺗﺣﻘﯾق ﻣﺣﻣد ﻣﺣﻲ اﻟدﯾن ﻋﺑد اﻟﺣﻣﯾد ،اﻟﻣﻛﺗﺑﺔ
اﻟﻌﺻرﯾﺔ ،ﺑﯾروت -ﻟﺑﻧﺎن) ،دط(1411 ،ه1991 -م.
اﺑن ﯾﻌﯾش )ﻣوﻓق اﻟدﯾن ﯾﻌﯾش ﺑن ﻋﻠﻲ ،ت 643ه(،
-47ﺷرح اﻟﻣﻔﺻل ،ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب ،ﺑﯾروت -ﻟﺑﻧﺎن) ،دط() ،دت(.
ﺛﺎﻧﯾﺎ /اﻟﻛﺗب اﻟﻣﺗرﺟﻣﺔ.
ﺑراون )ﺟﯾﻠﯾﺎن( وﯾول )ﺟورج(،
-48ﺗﺣﻠﯾل اﻟﺧطﺎب ،ﺗرﺟﻣﺔ وﺗﻌﻠﯾق ﻣﺣﻣد ﻟطﻔﻲ اﻟزﻟﯾطﻲ وﻣﻧﯾر اﻟﺗرﯾﻛﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﻣﻠك
ﺳﻌود ،اﻟﺳﻌودﯾﺔ) ،دط() ،دت(.
75
ﻗﺎﺋﻤﺔ اﻟﻤﺼﺎدر واﻟﻤﺮاﺟﻊ...............................................................................
دي ﺑوﺟراﻧد،
-49اﻟﻧص واﻟﺧطﺎب واﻹﺟراء ،ﺗرﺟﻣﺔ ﺗﻣﺎم ﺣﺳﺎن ،ﻋﺎﻟم اﻟﻛﺗب ،اﻟﻘﺎﻫرة -ﻣﺻر ،ط،1
1418ه1998 -م.
ﻛﻠﻣﺎﯾر وآﺧرون،
-50أﺳﺎﺳﯾﺎت ﻋﻠم ﻟﻐﺔ اﻟﻧص ﻣدﺧل إﻟﻰ ﻓروﺿﻪ وﻧﻣﺎذﺟﻪ وﻋﻼﻗﺎﺗﻪ وطراﺋﻘﻪ وﻣﺑﺎﺣﺛﻪ ،ﺗرﺟﻣﺔ
وﺗﻌﻠﯾق ﺳﻌﯾد ﺣﺳن ﺑﺣﯾري ،ﻣﻛﺗﺑﺔ زﻫراء اﻟﺷرق ،اﻟﻘﺎﻫرة -ﻣﺻر ،ط2009 ،1م.
ﺛﺎﻟﺛﺎ /اﻟرﺳﺎﺋل اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ.
أﺣﻣد ﺗﺎوﻟﯾﻠﯾت،
-51اﻟﻌﻼﻣﺔ اﻟﻧﺣوﯾﺔ ﺑﯾن اﻟﺷﻛل واﻟوظﯾﻔﺔ دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻧﻘدﯾﺔ ﻓﻲ ﻣﻘوﻻت اﻟﻛﻼم اﻟﻌرﺑﻲ،
أطروﺣﺔ دﻛﺗوراﻩ ،ﺗﺧﺻص ﻋﻠوم اﻟﻠﺳﺎن اﻟﻌرﺑﻲ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة ،ﻗﺳم أدب
ﻋرﺑﻲ1439 ،ه2018 -م.
ﻣﺣﻣود ﺑوﺳﺗﺔ،
-52اﻻﺗﺳﺎق واﻻﻧﺳﺟﺎم ﻓﻲ ﺳورة اﻟﻛﻬف ،ﻣذﻛرة ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر )ﻣﺧطوط( ،ﺟﺎﻣﻌﺔ اﻟﺣﺎج
ﻟﺧﺿر -ﺑﺎﺗﻧﺔ2008 ،م2009-م.
ﻣﺻطﻔﻰ زﻣﺎش،
-53اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻓﻲ "دﯾوان اﻟﺟزاﺋر" ﻟﺳﻠﯾﻣﺎن اﻟﻌﯾﺳﻰ دراﺳﺔ ﻧﺻﯾﺔ ،رﺳﺎﻟﺔ ﻣﺎﺟﺳﺗﯾر ﻓﻲ اﻵداب
واﻟﻠﻐﺎت ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر ﺑﺳﻛرة.2014-2013 ،
ﻧﻌﯾﻣﺔ ﺳﻌدﯾﺔ،
-54اﻟﺧطﺎب اﻟﺷﻌري ﻋﻧد ﻣﺣﻣد اﻟﻣﺎﻏوط دراﺳﺔ ﺗﺣﻠﯾﻠﯾﺔ ﻣن ﻣﻧظور ﻟﺳﺎﻧﯾﺎت اﻟﻧص ،رﺳﺎﻟﺔ
دﻛﺗوراﻩ )ﻣﺧطوط( ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر-ﺑﺳﻛرة2009 ،م2010-م.
راﺑﻌﺎ /اﻟﻣﺟﻼت واﻟدورﯾﺎت.
ﻓطوﻣﺔ ﻟﺣﻣﺎدي،
-55اﻟﺳﯾﺎق واﻟﻧص اﺳﺗﻘﺻﺎء دور اﻟﺳﯾﺎق ﻓﻲ ﺗﺣﻘﯾق اﻟﺗﻣﺎﺳك اﻟﻧﺻﻲ ،ﻣﺟﻠﺔ ﻛﻠﯾﺔ اﻵداب
واﻟﻌﻠوم اﻹﻧﺳﺎﻧﯾﺔ واﻹﺟﺗﻣﺎﻋﯾﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺣﻣد ﺧﯾﺿر –ﺑﺳﻛرة ،ﻗﺳم اﻷدب اﻟﻌرﺑﻲ ،ع،2،3
ﺟوان 2008م.
ﺧﺎﻣﺳﺎ /اﻟﻣواﻗﻊ اﻹﻟﻛﺗروﻧﯾﺔ.
https:// m. facebook. Com , 09/06/2019, 14 :30.
76
ﻓﻬرس اﻟﻣوﺿوﻋﺎت
اﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﻣوﺿوع
أ -ه ﻣﻘدﻣﺔ
ﻣدﺧل :اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﯾن اﻟﻣﻔﻬوم واﻟﺗﻘﺳﯾم
08 -01ﻣﻔﻬوم اﻹﺣﺎﻟﺔ
08 ﻟﻐﺔ أ-
10-08 اﺻطﻼﺣﺎ ب-
12-10 -02اﻹﺣﺎﻟﺔ ﻋﻧد اﻟﻘداﻣﻰ
13-12 -03أﻧواع اﻹﺣﺎﻟﺔ
14-13 اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟداﺧﻠﯾﺔ أو اﻟﻧﺻﯾﺔ أ-
15-14 -إﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﺳﺎﺑق او ﻣﺗﻘدم
16-15 -إﺣﺎﻟﺔ إﻟﻰ ﻻﺣق او ﻣﺗﺄﺧر
19-16 اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺧﺎرﺟﯾﺔ أو اﻟﻣﻘﺎﻣﯾﺔ ب-
اﻟﻔﺻل اﻷول :آﻟﯾﺎت اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﺿﻣﯾرﯾﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻣﺎﺳك ﻗﺻﺎﺋد دﯾوان "ﺗﻧﺎﻫﯾد اﻟﻧﻬر"
ﻟﻌﺎﻣر ﺷﺎرف
22 ﺗﻣﻬﯾد
25-23 اﻟﺿﻣﺎﺋر
30-25 اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺿﻣﺎﺋر اﻟﻣﺗﻛﻠم أ-
35-30 اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺿﻣﺎﺋر اﻟﻣﺧﺎطب ب-
40-35 اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺿﻣﺎﺋر اﻟﻐﺎﺋب ج-
اﻟﻔﺻل اﻟﺛﺎﻧﻲ :اﻹﺣﺎﻟﺔ ﺑﺄﺳﻣﺎء اﻹﺷﺎرة واﻷﺳﻣﺎء اﻟﻣوﺻوﻟﺔ ودورﻫﺎ ﻓﻲ ﺗﻣﺎﺳك ﻗﺻﺎﺋد
دﯾوان "ﺗﻧﺎﻫﯾد اﻟﻧﻬر" ﻟﻌﺎﻣر ﺷﺎرف
43 ﺗﻣﻬﯾد
47-44 -01اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻻﺷﺎرﯾﺔ
50-47 إﺣﺎﻟﺔ اﻹﺷﺎرﯾﺎت اﻟﻣﻛﺎﻧﯾﺔ أ-
53-50 إﺣﺎﻟﺔ اﻹﺷﺎرﯾﺎت اﻟزﻣﺎﻧﯾﺔ ب-
54-53 -02اﻹﺣﺎﻟﺔ اﻟﻣوﺻوﻟﯾﺔ
78
ﻓﻬرس اﻟﻣوﺿوﻋﺎت
79