You are on page 1of 17

‫قتطفات من الجزء األول لكتاب "نقد الخطاب الدينى" لـ نصر حامد ابو زيد‬

‫‪Agustus 2013 pukul 17.47 12‬‬

‫مقتطفات من الجزء األول لكتاب "نقد الخطاب الدينى" لـ نصر حامد ابو زيد‬

‫المعركة فى حقيقتها اذن معركة قديمة فى الفكر الحديث وهى ليست مجرد معركة‬
‫حول قراءة النصوص الدينية او حول تأويلها بل هى معركة شاملة تدور على جميع‬
‫المستويات االجتماعية واالقتصادية والسياسية ‪ .‬معركة تقودها قوى الخرافة‬
‫واالسطورة باسم الدين والتمسك بالمعانى الحرفية للنصوص الدينية وتحاول قوى‬
‫العقالنية المتقدمة ان تنازل االسطورة والخرافة احيانا ً على ارضها وألن النزال‬
‫غالبا ً ما يتم بآليات السجال االيدولوجى دون البدء فى تحقيق وعى علمى بطبيعة‬
‫النصوص الدينية وبطرائق تأويلها وقرائتها ‪ .‬تظل الغلبة على هذا المستوى من‬
‫السجال للخطاب الدينى ‪.‬‬
‫‪-----------------------------------------------------‬‬

‫ان عملية النصب الكبرى االخيرة التى ال مثيل لها فى التاريخ البشرى التى تمت‬
‫باسم االسالم لم يكن لها ان تحقق ما حققته دون تمهيد االرض بخطاب يكرس‬
‫االسطورة والخرافة ويقتل العقل وكانت االسطورة ان التقوى تجلب البركة وتدر‬
‫الربح الوفيثر وهى اسطورة وقع فى أحابيلها الشيطانية ال العامة واألميون فقط بل‬
‫ومتعلمون ومثقفون وعلماء واقتصاديون وليس مهما ً أن يكون محركهم للوقوع فى‬
‫األحبولة االيمان أو الطمع مادام غياب المنطق والعقل بما فى ذلك العقل النفعى‬
‫الخالص ‪.‬‬

‫‪------------------------------------------------------‬‬

‫ليست العلمانية فى جوهرها سوى التأويل الحقيقى والفهم العلمى للدين وليست‬
‫مايروج له المبطلون من أنها اإللحاد الذى يفصل الدين عن المجتمع والحياة ‪.‬‬
‫‪-------------------------------------------------------‬‬

‫ان الخطاب الدينى يخلط عن عمد وبوعى ماكر خبيث بين فصل السلطة السياسية‬
‫عن الدين وفصل الدين عن المجتمع والحياة ‪ .‬الفصل االول ممكن وضرورى‬
‫وحققته اوروبا بالفعل فخرجت من ظالم العصور الوسطى الى رحاب العلم والتقدم‬
‫والحرية اما الفصلـ الثانى فصل الدين عن المجتمع والحياة فهو وهم يروج له‬
‫الخطاب الدينى فى محاربته العلمانية وليكرس اتهامه لها بااللحاد ؟‬

‫‪----------------------------------------------------------‬‬

‫من يملك قوى فصم الدين عن المجتمع او الحياة او اية قوة تستطيع تنفيذ هذا القرار‬
‫اذا امكن له الصدور ؟‬

‫‪----------------------------------------------------------‬‬
‫الهدف الذى يسعى اليه الخطاب الدينى من ذلك الخلط الماكر والخبيث واضح ال‬
‫يخفى على احد ‪:‬‬

‫" ان يجمع اصحابه المصلحة فى انتاجه بين قوة الدين وقوة الدولة وبين السلطة‬
‫السياسية والسلطة الدينية ويزعمون فوق ذلك كله ان االسالم الذى ينادون به ال‬
‫يعترف بالكهنوت وال يقبله !‬

‫‪--------------------------------------------------------------‬‬

‫" ان المسئولين ال يردون على هللا حكما ً وال ينكرون لإلسالم مبدأ " وهى عبارة‬
‫مراوغة تدين وتبرىء فى الوقت نفسه ‪ .‬انها فى ظاهرها تبرىء وهى من حيث هذا‬
‫المظهر موجهة للعامة ‪ .‬أما من حيث الحقيقة معناها وداللتها فهى تدين ‪ .‬ان اعتماد‬
‫العبارة فى صياغتها على النفى يوهم انها تثبت بطريق المخالفة براءة الحكام مما‬
‫تتهمهم به الجماعات االسالمية لكن الحقيقة ان العبارة تنفى عن الحكام صفة الكفر‬
‫لتنسب اليهم بهذه الصياغة صفة " العصيان " ماداموا اليردون احكام االسالم وال‬
‫مبادئه وهم فى الوقت نفسه ال يطبقونها ‪.‬‬

‫‪--------------------------------------------------------------‬‬
‫الخالف بين المعتدلين والمتطرفين يكمن فى تكفير الحكم والمجتمع وهو خالف‬
‫هامشى وليس خالفا ً جوهريا ً ‪.‬‬

‫‪-------------------------------------------------------‬‬

‫ان التكفير فى الحقيقة يمثل ايضا ً الى جانب الحاكمية والنص عنصراً اساسيا ً فى بنية‬
‫الخطاب الدينى بشقيه المعتدل والمتطرف على السواء ‪ .‬غاية االمر انه واضح معلن‬
‫فى خطاب المتطرفين ‪ .‬كامن خفى فى خطاب المعتدلين ‪.‬‬

‫‪-----------------------------------------------------‬‬

‫تكفير المجتمع والحاكم بل كل المجتمعات والحكام واالنطمة على وجه االرض قد‬
‫بدأ فى عالمنا العربى المعاصر فى كتابات " سيد قطب " استنادا الى مفهوم الحاكمية‬
‫‪.‬‬

‫‪---------------------------------------------------------‬‬
‫التكفير ظل مبدأ محايثا ً للخطاب الدينى المعاصر حينا ً ويظهر حينا ً اخر اعتماداً على‬
‫قرب المتحدثين به او بعدهم من جهاز السلطة ‪.‬‬

‫‪-------------------------------------------------------‬‬

‫ليت علماءنا يتعلمون من الموقف المستنير لبعض رجال الكنيسة الذين رفضوا بشدة‬
‫المطالبة مجرد المطالبة بوقف عرض احدى الروايات السينمائية " االغراء االخير‬
‫فى حياة المسيح " او مصادرتها بدعوى انها تعرض صورة للمسيح تتناقض مع ما‬
‫ورد فى النصوص الدينية وكانت وجهة نظر هؤالء الرجالـ المستنيرين ان‬
‫المسيحين المؤمنون انفسهم قادرون اذا ارادوا على اسقاط هذه الرواية باإلمتناع عن‬
‫مشاهدتها ومقاطعة العرض وهكذا يتخلى رجال الكنيسة عن منطق " الوصاية "‬
‫والذى يصر رجال الدين عندنا على ممارسة العقول والقلوب ‪.‬‬

‫‪------------------------------------------------------------‬‬
‫الجميع يتحدثون عن االسالم بألف والم العهد دون ان يخامر احدهم أدنى تردد‬
‫ويدرك انه يطرح فى الحقيقة فهمه هو لإلسالم أو لنصوصه وحتى اإلستناد آلراء‬
‫القدماء وإلجتهاداتهم أصبح هو اآلخر استناداً الى اإلسالم الذى كثيراً ما تضاف له‬
‫صفة " الصحيح " فصالً له عن " الذائف " الذى يمثل اجتهاداً آخر !‬

‫‪----------------------------------------------------------------‬‬

‫شذرات من كتاب نقد الخطاب الديني (نصر حامد أبو زيد)‬


‫• إن علم “تحليل الخطاب” يركز على الدالالت التي يمكن إستنباطها من األقوال‪،‬‬
‫ألن تلك الدالالت تمارس تأثيرها على المتلقي سواء كانت دالالت مقصودة أم كانت‬
‫غير مقصودة‪875.‬‬
‫• إن عملية النصب الكبرى تلك لم يكن يمكن لها أن تتحقق دون تمهيد األرض‬
‫بخطاب يكرس األسطورة والخرافة ويقتل العقل‪.‬‬
‫• حسب طرحه لجوهر العلمانية – والذي قد يُختلف فيه معه – ‪“ :‬ليست في‬
‫جوهرها سوى التأويل الحقيقي والفهم العلمي للدين‪ ،‬وليست ما يروج له المبطلون‬
‫من أنها اإللحاد الذي يفصل الدين عن الدولة والحياة‪.‬‬
‫• من أهم مبادي الفكر العلماني أنه ال سلطان على العقل إال العقل‪.‬‬
‫• الجميع يتحدثون عن اإلسالم دون أن يخامر أحدهم أدنى تردد ويدرك أن يطرح‬
‫في الحقيقة فهمه هو لإلسالم أو لنصوصه‪.‬‬
‫• إن آلية “رد الظواهر إلى مبدأ واحد” تكاد تكون آلية فاعلة في معظم جوانب‬
‫الخطاب الديني‪.‬‬
‫• إن هذا الخطاب ال يتحمل أي خالف جذري‪ ،‬وان اتسع صدره لبعض الخالفاتـ‬
‫الجزئية‪،‬وكيف يحتمل اإلختالف الجذري وهو يزعم إمتالكه للحقيقة الشاملة المطلقة‬
‫؟‬
‫• العلم اإللهي في حقيقته علم إنساني‪ ،‬بمعنى أنه يتحول إلى علم إنساني بالفهم‬
‫والتأويل‪.‬‬

‫▬ إن تحليل الخطابـ يهتم أساسا ً بالبعد التداولي للغة‪ ،‬أي بما تقوم به من تأثير من‬
‫خالل اإلتصال‪،‬ـ وهذا ينفي عنه تماما ً التفتيش في النيات والضمائر‪،‬ـ أو الدخول في‬
‫عالم قبل “القول”‪ .‬ولذلك يسمى نفسه “علم تحليل الخطاب”ـ وينبو عن إستخدام‬
‫مصطلح “تحليل األفكار” ألن هذا األخير يوهم الدخول في نوايا المتكلم ويتوهم‬
‫الوصول إلى المقصد األصلي قبل الكالم‪ ،‬وهذا فارق هام جداً يستحق التأكيد‬
‫واإلبراز‪ .‬صــ‪28‬‬

‫▬ هذا هو الفارق بين “العقل الغيبي” و “العقل الديني”‪ ،‬في حين يجد األول تفسيراً‬
‫لكل شيء في اإليمان‪ ،‬يسعى الثاني للكشف عن األسباب المباشرة للظواهر دون أن‬
‫يتخلى عن “اإليمان”‪ .‬والواقع أن العقل الغيبي هو العقل المستريح القابل ألي تفسير‬
‫يضع يافطة اإليمان‪ .‬صــ‪36‬‬

‫▬ أصحاب مقول “القدم” يقفون عن اإللهي ويتصورون للقرآن وجوداً أزليا ً في‬
‫اللوح المحفوظ خارج التاريخ‪ ،‬أي أن للقرآن وجوداً خارج مصالح البشر وخارج‬
‫قوانين عالقتهم اإلجتماعية‪ .‬ومثل هذا التصور ينتج (الكهنوت) بكل تفاصيله وظالله‬
‫الكنسية في العصور الوسطى‪ .‬صــ‪48‬‬
‫[الخطاب الديني المعاصر ‪ ..‬آلياته ومنطلقاته الفكرية]‬

‫اآلليات‪..‬‬

‫▬ ال يقوم الخطابـ الديني بإلغاء المسافة المعرفية بين “الذات” و “الموضوع” فقط‪،‬‬
‫بل يتجاوز ذلك إلى إدعاء – ضمني – بقدرته على تجاوز كل الشروط والعوائق‬
‫الوجودية والمعرفية والوصول إلى القصد اإللهي الكامن في هذه النصوص‪ .‬وفي‬
‫هذا اإلدعاء الخطير ال يدرك الخطاب الديني المعاصر أنه يدخل منطقة شائكة هي‬
‫منطقة “الحديث بإسم هللا”‪ ،‬وهي المنطقة التي تحاشى الخطابـ اإلسالمي – على‬
‫طول تاريخه عدا استثناءات قليلة ال يعتد بها – مقاربة تخومها‪ .‬ومن العجيب أن‬
‫الخطاب المعاصر يعيب هذا المسلك ويندد به في حديثه عن موقف الكنيسة من العلم‬
‫والعلماء في القرون الوسطى‪ .‬صــ‪78‬‬

‫▬ إن الحديث عن إسالم واحد ثابت المعنى‪ ،‬ال يبلغه إال العلماء‪ ،‬يمثل جزءاً من‬
‫بنية آلية أوسع في الخطاب الديني‪ .‬وليست هذه اآللية من البساطة والبداهة التي تبدو‬
‫بها في الوجدان والشعور الديني العادي والطبيعي‪ ،‬بل نجدها في الخطاب الديني‬
‫ذات ابعاد خطيرة تهدد المجتمع‪ ،‬وتكاد تشل فاعلية “العقل” في شئون الحياة والواقع‪.‬‬
‫ويعتمد الخطاب الديني في توظيفه لهذه اآللية على ذلك الشعور الديني العادي‪،‬‬
‫فيوظفها على أساس أنها إحدى مسلمات العقيدة التي ال تناقش‪ .‬وإذا كانت كل العقائد‬
‫تؤمن بأن العالم مدين في وجوده إلى علة أولي أو مبدأ أول – هو هللا في اإلسالم –‬
‫فإن الخطاب الديني – ال العقيدة – هو الذي يقوم بتفسير كل الظواهر الطبيعية‬
‫واإلجتماعية‪ ،‬بردها جميعها إلى ذلك المبدأ األول‪ .‬إنه يقوم بإحالل “هللا” في الواقه‬
‫العيني المباشر‪ ،‬ويرد كل ما يقع فيه‪ .‬وفي هذا اإلحالل يتم – تلقائيا ً – نفي اإلنسان‪،‬‬
‫كما يتم إلغاء “القوانين” الطبيعية واإلجتماعية‪ ،‬ومصادرة أية معرفة ال سند لها من‬
‫الخطاب الديني‪ ،‬أو من سلطة العلماء‪ .‬صــ‪81‬‬

‫▬ ورغم هذا الموقف اإلنتقائي “النفعي” من التراث – أو ربما بسببه – ال يتورع‬


‫الخطاب الديني عن التفاخرـ بهذا الجانب الذي يرفضه من التراث‪ ،‬ولكن هذا التفاخر‬
‫ينحصر في مجال المقارنة بين أوروبا القرون الوسطى وبين حضارة المسلمين‪،‬‬
‫وكيف تأثرت اوروبا بمنهج التفكير العقلي عند المسلمين خاصة في مجال العلوم‬
‫الطبيعية‪ .‬وليست هذه المباهاة في حقيقتها إال مبرراً يطرحه الخطاب الديني يسمح‬
‫للمسلم بـ”استيراد” الثمرات المادية للتقدم األوربي والثورة الصناعية بوصفها‬
‫“بضاعتنا رُدت إلينا”‪ .‬إننا – طبقا ً للخطاب الديني – نسترد ثمرات “المنهج‬
‫التجريبي” الذي أخذته أوروبا عن أسالفنا‪ ،‬لكننا ال نأخذ عنها ما سوى ذلك من‬
‫“كفر” والعياذ باهلل‪ ،‬يقصد العلمانية‪ ،‬ذلك ألن اوروبا قطعت ما بين المنهج الذي‬
‫اقتبسته وبين أصوله اإلعتقادية اإلسالمية‪ ،‬وشردت بعيداً عن هللا في أثناء شرودها‬
‫عن الكنيسة‪ ،‬التي كانت تستطيل على الناس بغيا ً وعدوانا ً بإسم هللا‪ .‬وهكذا يخضع‬
‫اإلنجاز األوروبي لمثل ما خضع له التراث من إنتقائية ونفعية‪ .‬صــ‪87‬‬

‫▬ وهكذا فالخطابـ الديني حين يزعم إمتالكه وحده للحقيقة المطلقة ال يقبل الخالف‬
‫في الرأي إال ما كان في الجزئيات والتفاصيل‪،‬ـ وهنا يبدو تسامحه وإتساع صدره‬
‫واضحا ً ومثيراً لإلعجاب‪ ،‬يتسع للتشدد والتنطع‪ ،‬بل وللتطرف‪ ،‬ولكن الخالف إذا‬
‫تجاوز السطح إلى األعماق والجذور احتمي الخطاب الديني بدعوى الحقيقة المطلقة‬
‫الشاملة التي يمثلها‪ ،‬ولجأ إلى لغة الحسم واليقين والقطع‪ ،‬وهنا يذوب الغشاء الوهمي‬
‫الذي يتصور البعض أنه يفصل بين اإلعتدال والتطرف‪ .‬صــ‪90‬‬
‫▬ يبدو إهدار البعد التاريخي في تصور التطابق بين مشكالت الحاضر وهمومه‬
‫وبين مشكالت الماضي وهمومه‪ ،‬وإفتراض إمكانية صالحية حلول الماضي للتطبيق‬
‫على الحاضر‪ .‬ويكون اإلستناد إلى سلطة السلف والتراث‪ ،‬وإعتماد نصوصهم‬
‫بوصفها نصوصا ً أولية تتمتع بذات قداسة النصوص األولية‪ ،‬تكثيفا ً آللية إهدار البعد‬
‫التاريخي‪ ،‬وكلتا اآلليتين تساهم في تعميق إغتراب اإلنسان والتستر على مشكالت‬
‫الواقع الفعلية في الخطاب الديني‪.‬صــ‪95‬‬

‫المنطلقات الفكرية‪..‬‬

‫▬ إن اإلسالم جاء في نظر الخطاب الديني ليحرر اإلنسان‪ ،‬لكن فهم هذا الخطابـ‬
‫للتحرر الذي جاء به اإلسالم يتم إختزاله في نقل مجال الحكامية من العقل البشري‬
‫إلى الوحي اإللهي ‪“ :‬إن إعالن ربوبية هللا وحده للعالمين معناها الثورة الشاملة على‬
‫حاكمية البشر في كل صورها وأشكالها وأنظمتها وأوضاعها‪ ،‬والتمرد الكامل على‬
‫كل وضع في أرجاء األرض‪ ،‬الحكم فيه للبشر بصورة من الصور‪ ،‬أو بتعبير‬
‫مرادف ‪ :‬األلوهية فيه للبشر في صورة من الصور‪ ،‬ذلك أن الحكم الذي مرد األمر‬
‫فيه إلى البشر ومصدر السلطات فيه هم البشر هو تأليه للبشر يجعل بعضهم لبعض‬
‫أربابا ً من دون هللا”‪ .‬صــ‪105‬‬

‫▬ يتفق الخطاب الديني على أن النصوص قابلة لتجدد الفهم وإختالف اإلجتهاد في‬
‫الزمان والمكان‪ ،‬لكنه ال يتجاوز فهم الفقهاءـ لهذه الظاهرة‪ ،‬ولذلك يقصرها على‬
‫النصوص التشريعية دون نصوص العقائد‪ ،‬أو القصص‪ ،‬وعلى هذا التحديد لمجال‬
‫اإلجتهاد يؤسس الخطاب الديني لمقولة صالحية الشريعة لكل زمان ومكان‪،‬‬
‫ويعارض إلى حد التكفير اإلجتهاد في مجال العقائد أو القصص الديني‪ .‬صــ‪118‬‬
‫[التراث بين التأويل والتلوين]‬

‫▬ يناقش علماء القرآن الداللة اإلصطالحية لمفهوم التأويل عادة بمقارنته بداللة‬
‫مصطلح آخر هو “التفسير” ويحددون العالقة بينهما بأنها عالقة العام بالخاص‪،‬ـ إذ‬
‫يتعلق التفسيرعندهم بالرواية بينما يتعلق التأويل بالدراية‪ ،‬وبعبارة أخرى يتعلق‬
‫التفسير بــ”النقل” في حين يتعلق “التأويل” بــ”العقل”‪ .‬صــ‪141‬‬

‫▬ إن تفرقة القدماء بين نمطين من التأويل أحدهما مقبول واآلخر مذموم يمكن أن‬
‫تمثل – بعد نفي أساسها األيديولوجي وتأصيل أساسها اإلبستمولوجي – أساسا ً طيبا ً‬
‫لتفرقتنا هنا بين التأويل والتلوين‪ .‬إن التعامل مع النصوص ‪،‬أو تأويلها‪،‬يجب أن‬
‫ينطلق من زاويتين ال ُتغني إحداهما عن األخرى‪ ،‬خاصة إذا كنا نتحدث عن‬
‫نصوص تراثية‪ :‬الزاوية األولى‪ ،‬زاوية التاريخ بالمعنى السسيولوجي لوضع‬
‫النصوص في سياقها من أجل اكتشاف داللتها األصلية‪ ،‬ويدخل في ذلك السياق‬
‫التاريخي‪ ،‬وبالطبع السياق اللغوي الخاص لتلك النصوص‪ ،‬والزاوية الثانية زاوية‬
‫السياق اإلجتماعي والثقافي الراهن الذي يمثل دافع التوجه إلى تأويل – أو باألحرى‬
‫إعادة تأويل – تلك النصوص‪ ،‬وذلك من أجل التفرقة بين الداللة األصلية التاريخية‬
‫وبين “المغزى” الذي يمكن إستنباطه من تلك الداللة‪ .‬صــ‪142‬‬

‫▬ إن كل الحجج النقلية هي في الحقيقة تركيب للنصوص على فرد معين‪،‬‬


‫وإستعمال لنص الوحي كنبوة أو توجيه ثم إختيار واقعة تاريخية معين كتحقيق لهذه‬
‫النبوة‪ ،‬وتحقيق لهذا التوجيه‪ ،‬ولذلك هطأ في التفسير إذ ال يجوز إسقاط الحاضر‬
‫على الماضي وقراءته فيه‪ .‬صــ‪159‬‬
‫[قراءة النصوص الدينية]‬

‫▬ هناك المظاهر اإلطالقية والقداسة في المحاوالت التي تبذل في شكل مؤتمرات‬


‫وندوات ومؤلفات موضوعات جميعا ً ما يطلقون عليه اسم “األسلمة” في جميع‬
‫مجاالت النشاط اإلنساني‪ ،‬وإذا كانت الدعوة إلى أسلمة القوانين باإلحتكام إلى‬
‫الشريعة اإلسالمية أمراً مفهوما ً في سياق تاريخنا الثقافي – رغم الخالف حول‬
‫مجاالت التطبيق وآلياته – فإن الدعوة إلى أسلمة العلوم واآلداب والفنون دعوة‬
‫ظاهرها الرحمة وباطنها العذاب‪ .‬إنها دعوة تؤدي إلى تحكيم الفكر الديني الخاضع‬
‫لمالبسات الزمان والمكان والموقف اإلجتماعي في مجاالت فكرية‪ ،‬عقلية وإبداعية‪،‬‬
‫لم تتعرض لها النصوص الدينية‪ ،‬وإن حاول الفكر الديني دائما ً بطرق تأويلية ملتوية‬
‫أن يستنطق النصوص الدينية بما يراه في المجاالتـ المشار إليها‪.‬صــ‪198‬‬

‫▬ إن ما نعنيه بالوعي التاريخي العلمي بالنصوص الدينية يتجاوز اطروحات الفكر‬


‫الديني قديما ً وحديثاً‪ ،‬ويعتمد على إنجازاتـ العلوم اللغوية خاصة في مجال دراسة‬
‫النصوص‪ ،‬وإذا كان الفكر الديني يجعل قائل النصوص – هللا – محور إهتمامه‬
‫ونقطة إنطالقه فإننا نجعل المتلقي – اإلنسان – بكل ما يحيط به من واقع إجتماعي‬
‫تاريخي – هو نقطة البدء والميعاد‪ .‬إن معضلة الفكر الديني أنه يبدأ من تصورات‬
‫عقائدية مذهبية عن الطبيعة اإللهية والطبيعية اإلنسانية وعالقة كل منهما باألخرى‪،‬‬
‫وبعبارة أخرى نجد المعنى مفروضا ً على النصوص من خارجها‪،‬ـ وهو بالضرورة‬
‫معنى إنساني تاريخي يحاول الفكر الديني دائما ً أن يلبسه لباسا ً ميتافيزيقيا ً ليضفي‬
‫عليه طابع األبدية والسرمدية في آن واحد‪ .‬صــ‪200‬‬

‫▬ إذا كان الفكر الديني اإلسالمي ينكر على الفكر الديني المسيحي “توهم” طبيعة‬
‫مزدوجة للسيد المسيح‪ ،‬ويصر على طبيعته البشرية‪ ،‬فإن اإلصرار على الطبيعة‬
‫المزدوجة للنص القرآني وللنصوص الدينية بشكل عام يعد وقوعا ً في “التوهم”‬
‫نفسه‪ .‬وينتج في الحالتين عن إهدار الحقائق التاريخية الموضوعية المالبسة‬
‫للظاهرة‪ ،‬والتمسك باصلها الميتافيزيقي واإلصرار على أنه المفسر لها والمحدد‬
‫لطبيعتها‪ .‬ويعد “التوهم” من ثم حالة فكرية ثقافية تعكس موقفا ً أيديولوجيا ً في واقع‬
‫تاريخي محدد‪ .‬وإذا كان التوهم قد أدى إلى عبادة ابن اإلنسان في العقائد المسيحية‪،‬‬
‫فإنه قد أدى في العقائد اإلسالمية إلى القول بقدم القرآن وأزليته بوصفه صفة قديمة‬
‫من صفاتـ الذات اإللهية كما سبقت اإلشارة‪ ،‬وفي الحالتين يتم نفي اإلنسان وتغريبه‬
‫عن واقعه ال لحساب اإللهي والمطلق كما يبدو على السطح‪ ،‬بل لحساب الطبقة التي‬
‫يتم إحاللهاـ محل المطلق واإللهي‪ .‬صــ‪205‬‬

‫▬ إن القول بإلهية النصوص واإلصرار على طبيعتها اإللهية تلك يستلزم أن البشر‬
‫عاجزون بمناهجهم عن فهمها مالم تتدخل العناية اإللهية بوهب بعض البشر طاقات‬
‫خاصة تمكنهم من الفهم‪ ،‬وهذا بالضبط ما يقوله المتصوفة‪ .‬وهكذا تتحول النصوص‬
‫الدينية إلى نصوص مستغلقة على فهم اإلنسان العادي – مقصد الوحي وغايته –‬
‫وتصبح النصوص الدينية شفرة إلهية ال تحلها إال قوة إلهية خاصة‪ .‬صــ‪206‬‬

‫▬ ومن النصوص التي يجب أن تعتبر دالاللتها من قُبيل الشواهد التاريخي‬


‫النصوص الخاصة بالسحر والحسد والجن والشياطين‪ ،‬وقد حاولت بعض التفسيرات‬
‫الحديثة والعصرية تأويل الجن والشياطين على أساس من معطيات علم النفس‬
‫الفرويدي بصفة خاصة بأنها بعض القوى النفسية‪ ،‬ولكن هذه التأويالت لم تنطلق من‬
‫أية أسس معرفية عن طبيعة النصوص‪ ،‬بقدر ما كانت تهدف إلى غايات نفعية لنفي‬
‫التعارض بين الدين والعلم‪ .‬إنها محاولة تلفيقية ال تزال مستمرة في الخطاب الديني‬
‫وإن إتخذت صيغا ً أخرى مثل “أسلمة العلوم”‪ ،‬والفارق بين هذه الصيغة األخيرة‬
‫وبين سابقتها يتمثل في أن األخيرة تجعل اإلسالم نقطة إرتكازها للتوفيق‪ ،‬في حين‬
‫كانت األولى تجعل العلم نقطة اإلرتكاز‪ .‬صــ‪212‬‬
‫إن الفرق بين المعنى والمغزى من منظور دراستنا يتركز في بُعدين غير منفصلين ‪:‬‬
‫البعد األول أن المعنى ذو طابع تاريخي‪ ،‬أي أنه ال يمكن الوصول اليه إال بالمعرفة‬
‫الدقيقة لكل من السياق اللغوي الداخلي والسياق الثقافي اإلجتماعي الخارجي‪.‬‬
‫والمغزى – وإن كان ال ينفك عن المعنى بل يُالمسه وينطلق منه – ذو طابع‬
‫معاصر‪ ،‬بمعنى أنه محصلة لقراءة عصر غير عصر النص‪ .‬وإذا لم يكن المغزى‬
‫مالمسا ً للمعنى ومنطلقا ً من آفاقه تدخل القراءة داخل دائرة “التلوين” بقدر ما تتباعد‬
‫عن دائرة “التأويل”‪ .‬البعد الثاني للفرق بين المعنى والمغزى – وهو بعد يعد بمثابة‬
‫نتيجة للبعد األول – أن المعنى يتمتع بقدر ملحوظ من الثبات النسبي‪ ،‬والمغزى ذو‬
‫طابع متحرك مع تغير آفاق القراءة وإن كانت عالقته بالمعنى تضبط حركته‬
‫وترشدها‪ ،‬أو هكذا يجب أن تفعل‪.‬صــ‪221‬‬

‫إشكالياتـ نقد الخطاب الديني المُنجز المخالف للخطاب الم ّ‬


‫ُنزل (‪- )1‬‬
‫‪WhatsAppTwitterFacebookTelegramEmail‬المدينة‬
‫إشكاليات نقد الخطاب الديني المُنجز ‪https://www.al-madina.com/artic‬‬
‫المخالفـ للخطاب الم ّ‬
‫ُنزل (‪)1‬‬
‫سهيلة زين العابدين حماد‬
‫إشكالياتـ نقد الخطاب الديني المُنجز المخالف للخطاب الم ّ‬
‫ُنزل (‪)1‬‬
‫أستأذن الدكتور سعيد شبار أستاذ الفكر اإلسالمي والحضارة‪،‬ـ والعقيدة واألديان‬
‫المقارنة‪ ،‬بجامعة السلطان موالي سليمان‪ ،‬كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية بمدينة بني‬
‫ُنجز»‬
‫ُنزل‪ ،‬و»الخطاب الم َ‬ ‫مالل بالمغرب أن أقتبس منه مصطلحي «الخطاب الم ّ‬
‫الوارديْن في ورقته التي ق َّدمها إلى مؤتمر «إشكاليات نقد التراث وتجديد الخطاب‬
‫الديني» الذي عُقد في مراكش في مايو عام ‪ ،2014‬ومن أهم ما ُ‬
‫ط ِرح في هذا‬
‫المؤتمر ‪-‬في رأيي‪ -‬ما طرحه المُف ِّكر المغربي الدكتور سعيد شبار‪ ،‬في ورقته عن‬
‫ُ‬
‫حيث لفت إلى‬ ‫ُنجز»‪،‬‬
‫ُنزل‪ -‬الم َ‬ ‫مالمح األزمة في الخطاب الديني عبر ثنائية «الم َّ‬
‫ُنزل» المتصف بالكلية‬ ‫ضرورة الفصل في العالم اإلسالمي بين الخطابـ «الم َّ‬
‫ُنجز»‪،‬‬
‫والالمحدودية في الزمان والمكان‪ ،‬وطبيعته المطلقة‪ ،‬وبين «الخطاب الم َ‬
‫ت زمانية معينة أو مكانية خاصة‪ .‬واعتبر‬ ‫الموسوم بالنسبة والقصور الرتباطه بسياقا ٍ‬
‫«الشبار» أنّ الخلط الحاصلـ في التصور اإلسالمي اليوم بين هذا الخطاب‬
‫ُنجز»‪ ،‬يجعل الكثير من‬ ‫ُنزل» الحاملـ لكل الصفاتـ المطلقة‪ ،‬وبين الخطاب «الم َ‬ ‫«الم َّ‬
‫التياراتـ الدينية والطائفية والمذهبية تقدم خطاباتها وأفكارها على أساس أ ّنها الحقيقة‬
‫ُنزهة عن كل تشكيك أو نقاش‬ ‫‪.‬المُنزلة‪ ،‬الم َّ‬

‫ُنزل «الخطاب القرآني»‪ ،‬و«الخطابـ المُنجز» المقصود به‬ ‫فالمقصود بالخطاب الم ّ‬
‫فهم بعض فقهاء المسلمين األوائل للنص القرآني‪ ،‬وبناء أحكامهم الفقهية على ما‬
‫فهموه‪ .‬وأنا أتفق تمامًا مع الدكتور شبار‪ ،‬فاإلشكالية التي تواجهنا في تصحيح‬
‫ُمثل الخطاب الديني السائد في العالم اإلسالمي‪ ،‬المبني‬ ‫الخطاب المُنجز‪ ،‬الذي ي ِّ‬
‫بعضه على مفاهيم خاطئة لبعض اآليات القرآنية لتأثر مفسريها بموروثات‬
‫مجتمعاتهم الثقافية والفكرية‪ ،‬ودعّموا تلك المفاهيم الخاطئة بأحاديث ضعيفة‬
‫وموضوعة ومفردة‪ ،‬فكان من الخطاب المُنجز ما هو مخالف للخطاب الم ّ‬
‫ُنزل‪،‬‬
‫ورغم مخالفاته تلك يُؤخذ به‪ ،‬ويُترك الم ّ‬
‫ُنزل‪ ،‬وال يُكت َفى بهذا‪ ،‬فإن نبّه أحد الباحثين‪،‬‬
‫أو المُفكرين‪ ،‬أو العلماء إلى هذه المُخالفات يُتهم بالعلمنة واللبرلة‪ ،‬وتنفيذ أجندة‬
‫معادية لإلسالم‪ ،‬وأ ّنه يُش ّكل خطرً ا على الدين والمجتمع وأمنه‪ ،‬وأمثلة مخالفة‬
‫‪:‬الخطابـ المُنجز للخطاب الم ّ‬
‫ُنزل كثيرة‪ ،‬منها‬

‫القول بالناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم‪ ،‬والمفهوم الخاطئ للجهاد في سبيل هللا‪- ،‬‬
‫القول بأن ال يُقتل المسلم بالكافر‪ ،‬والفهم الخاطئ للسبايا وملك اليمين‪ ،‬والحور‬
‫‪.‬العين‪ ،‬وآيات الوصية‪ ،‬واآليات المتعلقة بالمرأة وعالقاتها األسرية والزوجية‬
‫نسـ ْخ‬
‫وسأبدأ ِبـ«القول بالناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم‪ ،‬للفهم الخـاطئ آليـة (مَـا َن َ‬
‫ـر ِّم ْن َهــا َأ ْو م ِْثلِ َهــا* َأ َل ْم َتعْ َل ْم َأنَّ هَّللا َ َع َل ٰى ُكـ ِّل َش ـيْ ٍء َقـدِيرٌ)‬ ‫نس ـ َها َنـ ْأ ِ‬
‫ت ِب َخ ْيـ ٍ‬ ‫ِمنْ آ َيـ ٍة َأ ْو ُن ِ‬
‫(البقرة‪ ،)106:‬فاآلية تتحـ ّدث عن نســخ مــا في شــريعة موســى عليــه الســالم‪ ،‬وليس‬
‫نسخ القرآن لنفسه‪ ،‬فظن بعض المفسرين أنّ القــرآن ينســخ نفســه ‪ ،‬وأضــاف البعض‬
‫أنّ الس ّنة قد تنسخ القرآن‪ ،‬فبموجب هذا القول ألغى الخطاب المُنجــز اآليــات القرآنيــة‬
‫التي تدعو إلى حرية العقيــدة‪ ،‬والحــوار مــع المخــالفين في الــدين والعقيــدة بــالتي هي‬
‫أحسن‪ ،‬والصبر عليهم‪ ،‬ومقاتلة من يقتلنا‪ ،‬وأوجبــوا مقاتلــة كــل من ال يُـؤمن برســالة‬
‫محمد ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ ،-‬كما نسخوا آيــة اإلحســان إلى األســرى‪ ،‬وآيــة الوصــية‬
‫للوالد ْي ن واألقربين‪ ،‬وغير ذلك من اآليات‪ ،‬وجعلوا السنة تنسخ القرآن‪ ،‬وهم بــأقوالهم‬
‫هذه تالعبوا بــالقرآن الكــريم‪ ،‬وصــوّ روا الخــالق بأ ّنــه ‪-‬حاشــا هلل‪ُ -‬مــتر ِّدد في أحكامــه‬
‫والسـالم يُعـ ّدل عليـه‪ ،‬ويُلغي أحكامـه‪ ،‬وألغـوا‬ ‫ّ‬ ‫وتشريعاته‪ ،‬وأنّ الرسول عليه الصالة‬
‫أزلية كتابة القرآن كاماًل في اللوح المحفوظ‪ ،‬وأ ّنه من عنــد هللا‪ ،‬وبــذلك أوجــد هــؤالء‬
‫ـعون إلى دفــع شــباب‬ ‫المفسرون والقــائلون بالناســخ والمنســوخ مــبررً ا يُســاعد من يسـ ْ‬
‫اإلسالم إلى اإلرهاب‪ ،‬أو اإللحاد إلى اإليقاع بهم في هذيْن المستنقعيْن‪le/567586.‬‬

You might also like