Professional Documents
Culture Documents
قتطفات من الجزء الأول لكتاب
قتطفات من الجزء الأول لكتاب
مقتطفات من الجزء األول لكتاب "نقد الخطاب الدينى" لـ نصر حامد ابو زيد
المعركة فى حقيقتها اذن معركة قديمة فى الفكر الحديث وهى ليست مجرد معركة
حول قراءة النصوص الدينية او حول تأويلها بل هى معركة شاملة تدور على جميع
المستويات االجتماعية واالقتصادية والسياسية .معركة تقودها قوى الخرافة
واالسطورة باسم الدين والتمسك بالمعانى الحرفية للنصوص الدينية وتحاول قوى
العقالنية المتقدمة ان تنازل االسطورة والخرافة احيانا ً على ارضها وألن النزال
غالبا ً ما يتم بآليات السجال االيدولوجى دون البدء فى تحقيق وعى علمى بطبيعة
النصوص الدينية وبطرائق تأويلها وقرائتها .تظل الغلبة على هذا المستوى من
السجال للخطاب الدينى .
-----------------------------------------------------
ان عملية النصب الكبرى االخيرة التى ال مثيل لها فى التاريخ البشرى التى تمت
باسم االسالم لم يكن لها ان تحقق ما حققته دون تمهيد االرض بخطاب يكرس
االسطورة والخرافة ويقتل العقل وكانت االسطورة ان التقوى تجلب البركة وتدر
الربح الوفيثر وهى اسطورة وقع فى أحابيلها الشيطانية ال العامة واألميون فقط بل
ومتعلمون ومثقفون وعلماء واقتصاديون وليس مهما ً أن يكون محركهم للوقوع فى
األحبولة االيمان أو الطمع مادام غياب المنطق والعقل بما فى ذلك العقل النفعى
الخالص .
------------------------------------------------------
ليست العلمانية فى جوهرها سوى التأويل الحقيقى والفهم العلمى للدين وليست
مايروج له المبطلون من أنها اإللحاد الذى يفصل الدين عن المجتمع والحياة .
-------------------------------------------------------
ان الخطاب الدينى يخلط عن عمد وبوعى ماكر خبيث بين فصل السلطة السياسية
عن الدين وفصل الدين عن المجتمع والحياة .الفصل االول ممكن وضرورى
وحققته اوروبا بالفعل فخرجت من ظالم العصور الوسطى الى رحاب العلم والتقدم
والحرية اما الفصلـ الثانى فصل الدين عن المجتمع والحياة فهو وهم يروج له
الخطاب الدينى فى محاربته العلمانية وليكرس اتهامه لها بااللحاد ؟
----------------------------------------------------------
من يملك قوى فصم الدين عن المجتمع او الحياة او اية قوة تستطيع تنفيذ هذا القرار
اذا امكن له الصدور ؟
----------------------------------------------------------
الهدف الذى يسعى اليه الخطاب الدينى من ذلك الخلط الماكر والخبيث واضح ال
يخفى على احد :
" ان يجمع اصحابه المصلحة فى انتاجه بين قوة الدين وقوة الدولة وبين السلطة
السياسية والسلطة الدينية ويزعمون فوق ذلك كله ان االسالم الذى ينادون به ال
يعترف بالكهنوت وال يقبله !
--------------------------------------------------------------
" ان المسئولين ال يردون على هللا حكما ً وال ينكرون لإلسالم مبدأ " وهى عبارة
مراوغة تدين وتبرىء فى الوقت نفسه .انها فى ظاهرها تبرىء وهى من حيث هذا
المظهر موجهة للعامة .أما من حيث الحقيقة معناها وداللتها فهى تدين .ان اعتماد
العبارة فى صياغتها على النفى يوهم انها تثبت بطريق المخالفة براءة الحكام مما
تتهمهم به الجماعات االسالمية لكن الحقيقة ان العبارة تنفى عن الحكام صفة الكفر
لتنسب اليهم بهذه الصياغة صفة " العصيان " ماداموا اليردون احكام االسالم وال
مبادئه وهم فى الوقت نفسه ال يطبقونها .
--------------------------------------------------------------
الخالف بين المعتدلين والمتطرفين يكمن فى تكفير الحكم والمجتمع وهو خالف
هامشى وليس خالفا ً جوهريا ً .
-------------------------------------------------------
ان التكفير فى الحقيقة يمثل ايضا ً الى جانب الحاكمية والنص عنصراً اساسيا ً فى بنية
الخطاب الدينى بشقيه المعتدل والمتطرف على السواء .غاية االمر انه واضح معلن
فى خطاب المتطرفين .كامن خفى فى خطاب المعتدلين .
-----------------------------------------------------
تكفير المجتمع والحاكم بل كل المجتمعات والحكام واالنطمة على وجه االرض قد
بدأ فى عالمنا العربى المعاصر فى كتابات " سيد قطب " استنادا الى مفهوم الحاكمية
.
---------------------------------------------------------
التكفير ظل مبدأ محايثا ً للخطاب الدينى المعاصر حينا ً ويظهر حينا ً اخر اعتماداً على
قرب المتحدثين به او بعدهم من جهاز السلطة .
-------------------------------------------------------
ليت علماءنا يتعلمون من الموقف المستنير لبعض رجال الكنيسة الذين رفضوا بشدة
المطالبة مجرد المطالبة بوقف عرض احدى الروايات السينمائية " االغراء االخير
فى حياة المسيح " او مصادرتها بدعوى انها تعرض صورة للمسيح تتناقض مع ما
ورد فى النصوص الدينية وكانت وجهة نظر هؤالء الرجالـ المستنيرين ان
المسيحين المؤمنون انفسهم قادرون اذا ارادوا على اسقاط هذه الرواية باإلمتناع عن
مشاهدتها ومقاطعة العرض وهكذا يتخلى رجال الكنيسة عن منطق " الوصاية "
والذى يصر رجال الدين عندنا على ممارسة العقول والقلوب .
------------------------------------------------------------
الجميع يتحدثون عن االسالم بألف والم العهد دون ان يخامر احدهم أدنى تردد
ويدرك انه يطرح فى الحقيقة فهمه هو لإلسالم أو لنصوصه وحتى اإلستناد آلراء
القدماء وإلجتهاداتهم أصبح هو اآلخر استناداً الى اإلسالم الذى كثيراً ما تضاف له
صفة " الصحيح " فصالً له عن " الذائف " الذى يمثل اجتهاداً آخر !
----------------------------------------------------------------
▬ إن تحليل الخطابـ يهتم أساسا ً بالبعد التداولي للغة ،أي بما تقوم به من تأثير من
خالل اإلتصال،ـ وهذا ينفي عنه تماما ً التفتيش في النيات والضمائر،ـ أو الدخول في
عالم قبل “القول” .ولذلك يسمى نفسه “علم تحليل الخطاب”ـ وينبو عن إستخدام
مصطلح “تحليل األفكار” ألن هذا األخير يوهم الدخول في نوايا المتكلم ويتوهم
الوصول إلى المقصد األصلي قبل الكالم ،وهذا فارق هام جداً يستحق التأكيد
واإلبراز .صــ28
▬ هذا هو الفارق بين “العقل الغيبي” و “العقل الديني” ،في حين يجد األول تفسيراً
لكل شيء في اإليمان ،يسعى الثاني للكشف عن األسباب المباشرة للظواهر دون أن
يتخلى عن “اإليمان” .والواقع أن العقل الغيبي هو العقل المستريح القابل ألي تفسير
يضع يافطة اإليمان .صــ36
▬ أصحاب مقول “القدم” يقفون عن اإللهي ويتصورون للقرآن وجوداً أزليا ً في
اللوح المحفوظ خارج التاريخ ،أي أن للقرآن وجوداً خارج مصالح البشر وخارج
قوانين عالقتهم اإلجتماعية .ومثل هذا التصور ينتج (الكهنوت) بكل تفاصيله وظالله
الكنسية في العصور الوسطى .صــ48
[الخطاب الديني المعاصر ..آلياته ومنطلقاته الفكرية]
اآلليات..
▬ ال يقوم الخطابـ الديني بإلغاء المسافة المعرفية بين “الذات” و “الموضوع” فقط،
بل يتجاوز ذلك إلى إدعاء – ضمني – بقدرته على تجاوز كل الشروط والعوائق
الوجودية والمعرفية والوصول إلى القصد اإللهي الكامن في هذه النصوص .وفي
هذا اإلدعاء الخطير ال يدرك الخطاب الديني المعاصر أنه يدخل منطقة شائكة هي
منطقة “الحديث بإسم هللا” ،وهي المنطقة التي تحاشى الخطابـ اإلسالمي – على
طول تاريخه عدا استثناءات قليلة ال يعتد بها – مقاربة تخومها .ومن العجيب أن
الخطاب المعاصر يعيب هذا المسلك ويندد به في حديثه عن موقف الكنيسة من العلم
والعلماء في القرون الوسطى .صــ78
▬ إن الحديث عن إسالم واحد ثابت المعنى ،ال يبلغه إال العلماء ،يمثل جزءاً من
بنية آلية أوسع في الخطاب الديني .وليست هذه اآللية من البساطة والبداهة التي تبدو
بها في الوجدان والشعور الديني العادي والطبيعي ،بل نجدها في الخطاب الديني
ذات ابعاد خطيرة تهدد المجتمع ،وتكاد تشل فاعلية “العقل” في شئون الحياة والواقع.
ويعتمد الخطاب الديني في توظيفه لهذه اآللية على ذلك الشعور الديني العادي،
فيوظفها على أساس أنها إحدى مسلمات العقيدة التي ال تناقش .وإذا كانت كل العقائد
تؤمن بأن العالم مدين في وجوده إلى علة أولي أو مبدأ أول – هو هللا في اإلسالم –
فإن الخطاب الديني – ال العقيدة – هو الذي يقوم بتفسير كل الظواهر الطبيعية
واإلجتماعية ،بردها جميعها إلى ذلك المبدأ األول .إنه يقوم بإحالل “هللا” في الواقه
العيني المباشر ،ويرد كل ما يقع فيه .وفي هذا اإلحالل يتم – تلقائيا ً – نفي اإلنسان،
كما يتم إلغاء “القوانين” الطبيعية واإلجتماعية ،ومصادرة أية معرفة ال سند لها من
الخطاب الديني ،أو من سلطة العلماء .صــ81
▬ وهكذا فالخطابـ الديني حين يزعم إمتالكه وحده للحقيقة المطلقة ال يقبل الخالف
في الرأي إال ما كان في الجزئيات والتفاصيل،ـ وهنا يبدو تسامحه وإتساع صدره
واضحا ً ومثيراً لإلعجاب ،يتسع للتشدد والتنطع ،بل وللتطرف ،ولكن الخالف إذا
تجاوز السطح إلى األعماق والجذور احتمي الخطاب الديني بدعوى الحقيقة المطلقة
الشاملة التي يمثلها ،ولجأ إلى لغة الحسم واليقين والقطع ،وهنا يذوب الغشاء الوهمي
الذي يتصور البعض أنه يفصل بين اإلعتدال والتطرف .صــ90
▬ يبدو إهدار البعد التاريخي في تصور التطابق بين مشكالت الحاضر وهمومه
وبين مشكالت الماضي وهمومه ،وإفتراض إمكانية صالحية حلول الماضي للتطبيق
على الحاضر .ويكون اإلستناد إلى سلطة السلف والتراث ،وإعتماد نصوصهم
بوصفها نصوصا ً أولية تتمتع بذات قداسة النصوص األولية ،تكثيفا ً آللية إهدار البعد
التاريخي ،وكلتا اآلليتين تساهم في تعميق إغتراب اإلنسان والتستر على مشكالت
الواقع الفعلية في الخطاب الديني.صــ95
المنطلقات الفكرية..
▬ إن اإلسالم جاء في نظر الخطاب الديني ليحرر اإلنسان ،لكن فهم هذا الخطابـ
للتحرر الذي جاء به اإلسالم يتم إختزاله في نقل مجال الحكامية من العقل البشري
إلى الوحي اإللهي “ :إن إعالن ربوبية هللا وحده للعالمين معناها الثورة الشاملة على
حاكمية البشر في كل صورها وأشكالها وأنظمتها وأوضاعها ،والتمرد الكامل على
كل وضع في أرجاء األرض ،الحكم فيه للبشر بصورة من الصور ،أو بتعبير
مرادف :األلوهية فيه للبشر في صورة من الصور ،ذلك أن الحكم الذي مرد األمر
فيه إلى البشر ومصدر السلطات فيه هم البشر هو تأليه للبشر يجعل بعضهم لبعض
أربابا ً من دون هللا” .صــ105
▬ يتفق الخطاب الديني على أن النصوص قابلة لتجدد الفهم وإختالف اإلجتهاد في
الزمان والمكان ،لكنه ال يتجاوز فهم الفقهاءـ لهذه الظاهرة ،ولذلك يقصرها على
النصوص التشريعية دون نصوص العقائد ،أو القصص ،وعلى هذا التحديد لمجال
اإلجتهاد يؤسس الخطاب الديني لمقولة صالحية الشريعة لكل زمان ومكان،
ويعارض إلى حد التكفير اإلجتهاد في مجال العقائد أو القصص الديني .صــ118
[التراث بين التأويل والتلوين]
▬ يناقش علماء القرآن الداللة اإلصطالحية لمفهوم التأويل عادة بمقارنته بداللة
مصطلح آخر هو “التفسير” ويحددون العالقة بينهما بأنها عالقة العام بالخاص،ـ إذ
يتعلق التفسيرعندهم بالرواية بينما يتعلق التأويل بالدراية ،وبعبارة أخرى يتعلق
التفسير بــ”النقل” في حين يتعلق “التأويل” بــ”العقل” .صــ141
▬ إن تفرقة القدماء بين نمطين من التأويل أحدهما مقبول واآلخر مذموم يمكن أن
تمثل – بعد نفي أساسها األيديولوجي وتأصيل أساسها اإلبستمولوجي – أساسا ً طيبا ً
لتفرقتنا هنا بين التأويل والتلوين .إن التعامل مع النصوص ،أو تأويلها،يجب أن
ينطلق من زاويتين ال ُتغني إحداهما عن األخرى ،خاصة إذا كنا نتحدث عن
نصوص تراثية :الزاوية األولى ،زاوية التاريخ بالمعنى السسيولوجي لوضع
النصوص في سياقها من أجل اكتشاف داللتها األصلية ،ويدخل في ذلك السياق
التاريخي ،وبالطبع السياق اللغوي الخاص لتلك النصوص ،والزاوية الثانية زاوية
السياق اإلجتماعي والثقافي الراهن الذي يمثل دافع التوجه إلى تأويل – أو باألحرى
إعادة تأويل – تلك النصوص ،وذلك من أجل التفرقة بين الداللة األصلية التاريخية
وبين “المغزى” الذي يمكن إستنباطه من تلك الداللة .صــ142
▬ إذا كان الفكر الديني اإلسالمي ينكر على الفكر الديني المسيحي “توهم” طبيعة
مزدوجة للسيد المسيح ،ويصر على طبيعته البشرية ،فإن اإلصرار على الطبيعة
المزدوجة للنص القرآني وللنصوص الدينية بشكل عام يعد وقوعا ً في “التوهم”
نفسه .وينتج في الحالتين عن إهدار الحقائق التاريخية الموضوعية المالبسة
للظاهرة ،والتمسك باصلها الميتافيزيقي واإلصرار على أنه المفسر لها والمحدد
لطبيعتها .ويعد “التوهم” من ثم حالة فكرية ثقافية تعكس موقفا ً أيديولوجيا ً في واقع
تاريخي محدد .وإذا كان التوهم قد أدى إلى عبادة ابن اإلنسان في العقائد المسيحية،
فإنه قد أدى في العقائد اإلسالمية إلى القول بقدم القرآن وأزليته بوصفه صفة قديمة
من صفاتـ الذات اإللهية كما سبقت اإلشارة ،وفي الحالتين يتم نفي اإلنسان وتغريبه
عن واقعه ال لحساب اإللهي والمطلق كما يبدو على السطح ،بل لحساب الطبقة التي
يتم إحاللهاـ محل المطلق واإللهي .صــ205
▬ إن القول بإلهية النصوص واإلصرار على طبيعتها اإللهية تلك يستلزم أن البشر
عاجزون بمناهجهم عن فهمها مالم تتدخل العناية اإللهية بوهب بعض البشر طاقات
خاصة تمكنهم من الفهم ،وهذا بالضبط ما يقوله المتصوفة .وهكذا تتحول النصوص
الدينية إلى نصوص مستغلقة على فهم اإلنسان العادي – مقصد الوحي وغايته –
وتصبح النصوص الدينية شفرة إلهية ال تحلها إال قوة إلهية خاصة .صــ206
ُنزل «الخطاب القرآني» ،و«الخطابـ المُنجز» المقصود به فالمقصود بالخطاب الم ّ
فهم بعض فقهاء المسلمين األوائل للنص القرآني ،وبناء أحكامهم الفقهية على ما
فهموه .وأنا أتفق تمامًا مع الدكتور شبار ،فاإلشكالية التي تواجهنا في تصحيح
ُمثل الخطاب الديني السائد في العالم اإلسالمي ،المبني الخطاب المُنجز ،الذي ي ِّ
بعضه على مفاهيم خاطئة لبعض اآليات القرآنية لتأثر مفسريها بموروثات
مجتمعاتهم الثقافية والفكرية ،ودعّموا تلك المفاهيم الخاطئة بأحاديث ضعيفة
وموضوعة ومفردة ،فكان من الخطاب المُنجز ما هو مخالف للخطاب الم ّ
ُنزل،
ورغم مخالفاته تلك يُؤخذ به ،ويُترك الم ّ
ُنزل ،وال يُكت َفى بهذا ،فإن نبّه أحد الباحثين،
أو المُفكرين ،أو العلماء إلى هذه المُخالفات يُتهم بالعلمنة واللبرلة ،وتنفيذ أجندة
معادية لإلسالم ،وأ ّنه يُش ّكل خطرً ا على الدين والمجتمع وأمنه ،وأمثلة مخالفة
:الخطابـ المُنجز للخطاب الم ّ
ُنزل كثيرة ،منها
القول بالناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم ،والمفهوم الخاطئ للجهاد في سبيل هللا- ،
القول بأن ال يُقتل المسلم بالكافر ،والفهم الخاطئ للسبايا وملك اليمين ،والحور
.العين ،وآيات الوصية ،واآليات المتعلقة بالمرأة وعالقاتها األسرية والزوجية
نسـ ْخ
وسأبدأ ِبـ«القول بالناسخ والمنسوخ في القرآن الكريم ،للفهم الخـاطئ آليـة (مَـا َن َ
ـر ِّم ْن َهــا َأ ْو م ِْثلِ َهــا* َأ َل ْم َتعْ َل ْم َأنَّ هَّللا َ َع َل ٰى ُكـ ِّل َش ـيْ ٍء َقـدِيرٌ) نس ـ َها َنـ ْأ ِ
ت ِب َخ ْيـ ٍ ِمنْ آ َيـ ٍة َأ ْو ُن ِ
(البقرة ،)106:فاآلية تتحـ ّدث عن نســخ مــا في شــريعة موســى عليــه الســالم ،وليس
نسخ القرآن لنفسه ،فظن بعض المفسرين أنّ القــرآن ينســخ نفســه ،وأضــاف البعض
أنّ الس ّنة قد تنسخ القرآن ،فبموجب هذا القول ألغى الخطاب المُنجــز اآليــات القرآنيــة
التي تدعو إلى حرية العقيــدة ،والحــوار مــع المخــالفين في الــدين والعقيــدة بــالتي هي
أحسن ،والصبر عليهم ،ومقاتلة من يقتلنا ،وأوجبــوا مقاتلــة كــل من ال يُـؤمن برســالة
محمد -صلى هللا عليه وسلم ،-كما نسخوا آيــة اإلحســان إلى األســرى ،وآيــة الوصــية
للوالد ْي ن واألقربين ،وغير ذلك من اآليات ،وجعلوا السنة تنسخ القرآن ،وهم بــأقوالهم
هذه تالعبوا بــالقرآن الكــريم ،وصــوّ روا الخــالق بأ ّنــه -حاشــا هللُ -مــتر ِّدد في أحكامــه
والسـالم يُعـ ّدل عليـه ،ويُلغي أحكامـه ،وألغـوا ّ وتشريعاته ،وأنّ الرسول عليه الصالة
أزلية كتابة القرآن كاماًل في اللوح المحفوظ ،وأ ّنه من عنــد هللا ،وبــذلك أوجــد هــؤالء
ـعون إلى دفــع شــباب المفسرون والقــائلون بالناســخ والمنســوخ مــبررً ا يُســاعد من يسـ ْ
اإلسالم إلى اإلرهاب ،أو اإللحاد إلى اإليقاع بهم في هذيْن المستنقعيْنle/567586.