You are on page 1of 24

Unsold Cell Phones Are Being Sold At Surprising Prices.

(Click for Results)


Unsold Cell Phones Are Being Sold At Surprising Prices. (Click for Results)
Cell Phones | Search Ads | Sponsored
Unsold Laptops Are Being Sold for Almost Nothing (Take a Look at the Prices)
Unsold Laptops Are Being Sold for Almost Nothing (Take a Look at the Prices)
Laptops | Search Ads | Sponsored
Houses For Sale In Dubai Might Surprise You! See Prices
Houses For Sale In Dubai Might Surprise You! See Prices
Dubai Villas | Sponsored
credit icon
‫القائمة الرئيسية‬

‫ويكيبيديا‬
‫ابحث في ويكيبيديا‬
‫إنشاء حساب‬
‫دخول‬

‫أدوات شخصية‬
‫المحتويات‬
‫المقدمة‬
‫التعريف بالخوارج‬
‫أسماء الخوارج‬
‫خلفية‬
‫النشأة‬
‫المبادئ العامة للخوارج‬
‫رأيهم في اإلمامة‬
‫موقفهم من علي بن أبي طالب‬
‫ الكبيرة‬W‫خلود صاحب‬
‫الخوارج الحرورية ومسألة الحاكمية‬
‫مناظرة ابن عباس للخوارج‬
‫أحاديث عن الخوارج‬
‫ظهور الخوارج من عالمات الساعة الصغرى‬
‫فرق الخوارج‬
‫األزارقة‬
‫النجدات‬
‫الصفرية‬
‫العجاردة‬
‫الميمونية‬
‫الثعالبة‬
‫اإلباضية‬
‫أصحاب طاعة ال يُراد هللا بها‬
‫دول الخوارج‬
‫حكم الخوارج‬
‫انظر أيضا‬
‫المصادر‬
‫وصالت خارجية‬
‫خوارج‬

‫مقالة‬
‫نقاش‬
‫اقرأ‬
‫تعديالت معلقة‬
‫عدّل‬
‫تاريخ‬

‫أدوات‬
‫‪.‬هذه المقالة اختصاصية وهي بحاجة لمراجعة خبير في مجالها‬
‫من ويكيبيديا‪ ،‬الموسوعة الحرة‬

‫الخوارج‬

‫‪.‬شعار فرقة المُحكمة‪ W‬إحدي فرق الخوارج‬


‫‪.‬شعار فرقة المُحكمة‪ W‬إحدي فرق الخوارج‬
‫تعديل مصدري ‪ -‬تعديل طالع توثيق القالب‬
‫جزء من سلسلة مقاالت حول‬
‫اإلسالم‬
‫‪Allah-eser-green New version.png‬‬
‫العقيدة‬
‫اإليمانتوحيد اللهاإليمان بالمالئكةاإليمان بالكتب السماويةاإليمان بالرسل واألنبياءاإليمان باليوم اآلخراإليمان بالقضاء والقدر‬
‫أركان اإلسالم‬
‫شهادة أن ال إله إال هللا وأن محمد رسول اللهإقامة‪ W‬الصالةإيتاء الزكاةصوم رمضانالحج‬
‫مصادر التشريع‬
‫القرآن الكريمالسنة النبويةأحاديث أهل البيتإجماع أقوال العلماءالقياساالجتهاد‬
‫شخصيات‪ W‬محورية‬
‫محمد رسول اللهإبراهيم رسول اللهاألنبياءأهل البيتالصحابةالخلفاء الراشدوناألئمةأمهات‪ W‬المؤمنين‬
‫طوائف إسالمية‬
‫أهل السنة والجماعة السلفيةاألشعريةالماتريديةالشيعة الزيديةاإلماميةالخوارج األزارقةالنجداتالصفريةاإلباضيةكالمية‪W‬‬
‫المرجئةالمعتزلةالجهميةالحروريةفرق أخرى‬
‫تاريخ إسالمي‬
‫مدن مقدسة‬
‫مكة المكرمةالمدينة المنورةالقدس الشريف‬
‫مواقع مقدسة‬
‫المسجد الحرامالمسجد‪ W‬النبويالمسجد األقصى‬
‫الخالفة اإلسالمية‬
‫الخالفة الراشدةالخالفة األمويةالخالفة العباسيةالخالفة‪ W‬القرطبيةالخالفة الموحديةالخالفة الفاطميةالخالفة العثمانية‬
‫الفتوحات اإلسالمية‬
‫مكةالشامفارسمصرالمغرباألندلسالغالما وراء النهرالسندالقسطنطينيةجنوب إيطالياالهند‬
‫أعياد ومناسبات‬
‫األعياد في اإلسالم‬
‫عيد الفطرعيد األضحى‬
‫مناسبات إسالمية‬
‫ذكرى المولد النبويذكرى عاشوراءاحتفال رأس السنة الهجريةإحياء ليلة القدرإحياء ليلة النصف من شعبانذكرى اإلسراء والمعراج‬
‫اإلسالم حسب البلد‬
‫اإلسالم حسب البلد‬
‫اإلسالم في أوروبااإلسالم في أفريقيااإلسالم في آسيااإلسالم في األمريكتيناإلسالم في أوقيانوسيا‬
‫انظر أيضا ً‬
‫األمة اإلسالميةالثقافة اإلسالميةاإلسالم واألديان األخرىالعالم اإلسالميالعمل الصالح‬
‫شعار بوابة بوابة اإلسالم‬
‫عنت‬
‫‪Question book-new.svg‬‬
‫هذه المقالة بحاجة لمراجعة خبير مختص في مجالها‪ .‬يرجى من المختصين في مجالها مراجعتها وتطويرها‪( .‬أبريل ‪)2019‬تعرَّ ف على‬
‫‪.‬طريقة التعامل مع هذه المسألة من أجل إزالة هذا القالب‬
‫ارج اسم أطلقه مخالفو فرقة قديمة محسوبة على اإلسالم كانوا يسمون أنفسهم بـ«أهل اإليمان»‪ ،‬وهي أول فرقة ظهرت في اإلسالم‬ ‫َ‬
‫الخ َو ِ‬
‫علي يد ذو الخويصرة التميمي[‪ ،]1‬واشتهرت بالخروج بالسيف علي عثمان بن عفان وقتله[‪ ،]2‬وخروجهم بالسيف على علي بن أبي‬
‫طالب بعد معركة صفين سنة ‪37‬هـ؛ لرفضهم التحكيم بعد أن عرضوه عليهم وقتل علي بن أبي طالب عبر ضرب عنقه وهو يصلي علي‬
‫يد عبد الرحمن بن ملجم المذحجي ثأراً لقتلى جيش الخوارج في معركة النهروان‪ ]7[]6[]5[]4[]3[.‬وقد عرف الخوارج على مدى‬
‫تاريخهم بالمغاالة في الدين وبالتكفير والتطرف‪ ،‬كما عرفوا بالصدق الشديد كونهم يعتبرون الكذب من الكبائر المُكفرة ولذلك كان يثق‬
‫علماء الحديث برواة الخوارج فيقول أبو داوود‪« :‬ليس في أصحاب األهواء أصح حديثا من الخوارج‪ ،‬ثم ذكر عمران بن حطان وأبا‬
‫حسان»‪ ] 8[،‬وقد عرفوا أيضا بكثرة الصالة والصيام وقراءة القرآن فيقول النبي ﷺ‪« :‬يحقر أحدكم صالته مع صالتهم وصيامه مع‬
‫صيامهم يقرءون القرآن ال يجاوز تراقيهم»‪ ] 9[،‬وأهم عقائدهم‪ :‬تكفير أصحاب الكبائر‪ ،‬ويقولون بخلودهم في النار‪ ،‬وكفروا عثمان وعلي‬
‫وطلحة والزبير وعائشة‪ ،‬ويقولون بالخروج بالسيف على الحكام الظالمين والفاسقين وهذا الرأي يتفق مع بعض علماء أهل السنة الذين‬
‫يرون جواز الخروج بالسيف علي الحاكم الظالم الجائر كابن حجر العسقالني احتجاجا بالقراء الذين خرجوا علي الحجاج بن يوسف‬
‫الثقفي وأهل المدينة في الحرة‪ ] 12[]11[]10[،‬وهم فرق شتى‪ .‬ويلقب الخوارج بالحرورية والنواصب والمارقة والبغاة والمك ِّفرة‬
‫والشكاكية‪ W‬والشراة والم َُح ِّك مة‪ ،‬والسبب الذي من أجله سموا خوارج ألنهم خرجوا على أئمة الحق والعدل‪ ]15[]14[]13[،‬وسموا شراة‬
‫ألنهم قالوا شرينا أنفسنا في طاعة هللا‪ ،‬أي بعناها بالجنة‪ ،‬وسموا المكفرة لتكفيرهم أصحاب الكبائر كالسارقين والزناة وشاربي الخمر‬
‫والقول بخلودهم في النار كالكفار‪ ،‬وسموا البغاة ألنهم يبغون علي المسلمين ويقتلونهم بغير الحق‪ ،‬وسموا مارقة وذلك للحديث النبوي الذي‬
‫أنبأ بأنه سيوجد مارقة من الدين كما يمرق السهم من الرمية‪ ،‬إال أنهم ال يرضون بهذا اللقب ألنهم يعتبرون أنفسهم على الهدى والحق وأما‬
‫الح َكمين (عمرو بن العاص وأبو موسى األشعري) وقالوا ال حكم إال هلل‪ .‬ولقد توالت‬ ‫غيرهم فإنهم أهل كفر‪ ،‬وسموا المحكمة‪ W‬إلنكارهم َ‬
‫األحداث بعد ذلك بين علي والذين خرجوا عليه بالسيف‪ ،‬ومحاولته إقناعهم بالحجة والرد علي شبهاتهم‪ W‬عبر مناظرة بن عباس لجيشهم‬
‫فعاد أكثرهم وتابوا إال قلة‪ ] 16[،‬ثم قيام الحرب وهزيمتهم وهروبهم إلى سجستان وحضرموت‪ ،‬وبعثهم من جديد وتكوين فرق كانت لها‬
‫صوالت وجوالت من حين آلخر لقتال الحكام واألئمة المسلمين الشرعيين‪ ]19[]18[]17[]17[.‬ومنهج التعامل معهم‪ W‬كما قال اإلمام‬
‫الشافعي «ولو أن قوما ً أظهروا رأي الخوارج وتجنبوا جماعات الناس وكفروهم لم يحلل بذلك قتالهم ألنهم على حرمة اإليمان لم يصيروا‬
‫إلى الحال التي أمر هللا عز وجل بقتالهم فيها ‪َ .‬بلَ َغنا أن عليا ً ‪ -‬رضي هللا تعالى عنه ‪ -‬بينما هو يخطب إذ سمع تحكيما من ناحية المسجد ‪:‬‬
‫ال حكم إال هللا عز وجل ‪ .‬فقال علي ‪ -‬رضي هللا تعالى عنه ‪ : -‬كلمة حق أريد بها باطل ‪ ،‬لكم علينا ثالث ‪ :‬ال نمنعكم مساجد‪ W‬هللا أن‬
‫تذكروا فيها اسم هللا ‪ ،‬وال نمنعكم الفيء ما كانت أيديكم مع أيدينا ‪ ،‬وال نبدؤكم بقتال ‪ ». .‬وقال الشافعي كذلك «أخبرنا عبد الرحمن بن‬
‫الحسن بن القاسم األزرقي الغساني عن أبيه أن عديا ً كتب لعمر بن عبد العزيز أن الخوارج عندنا يسبونك ‪ .‬فكتب إليه عمر بن عبد‬
‫العزيز ‪ :‬إن سبوني فسبوهم أو اعفوا عنهم ‪ ،‬وإن أشهروا السالح فأشهروا عليهم ‪ ،‬وإن ضربوا فاضربوهم» وقال علي بن أبي طالب‬
‫«إن خالفوا إمامًا عداًل فقاتلوهم‪ ،‬وإن خالفوا إمامًا جائرً ا فال تقاتلوهم؛ فإن لهم مقالً»‪ ،‬وعامل علي بن أبي طالب الخوارج قبل الحرب‬
‫يمثلوا بقتيل‪]21[]20[.‬‬ ‫ُدبرً ا أو يذففوا على جريح أو ِّ‬
‫وبعدها معاملة المسلمين فما إن انتهت المعركة حتى أصدر أمره في جنده أال يتبعوا م ِ‬
‫[‪]22‬‬
‫وال يعد كل من يخرج علي الحاكم بالسيف من الخوارج فهناك أهل حق وهم من خرجوا بالسيف علي الحكام الظالمين والذين يتركون‬
‫العمل بالسنة النبوية والحدود ويحلون شرب الخمر والزنا كما قال ابن حجر العسقالني‪« :‬وقس ٌم خرجوا غضبًا للدين‪ ،‬من أجل َجور الوالة‬
‫و َترْ ك عملِهم بال ُّسنة النبوية؛ فهؤالء أه ُل ٍّ‬
‫حق‪ ،‬ومنهم‪ :‬الحسين بن علي‪ ،‬وأهل المدينة في الحرَّ ة‪ ،‬والقرَّ اء الذين خرجوا على الحجَّ اج»[‬
‫‪]24[]23‬‬

‫ترك اإلمام إقام َة قاعد ٍة من قواعد الدين؛ كإقام‪ W‬الصالة‪ ،‬وصوم رمضان‪ ،‬وإقامة الحدود‪ ،‬و َم َنع من ذلك‪ ،‬وكذلك‪:‬‬‫َ‬ ‫وقال كذلك القرطبي‪« :‬لو‬
‫اس إليها‪ ،‬فالجمهور‪ :‬على أنه‬ ‫َّ‬ ‫ً‬
‫ابتدع بدعة‪ ،‬ودعا الن َ‬
‫َ‬ ‫ْ‬
‫رب الخمر والزنا‪ ،‬ولم يمنع منهما‪ ،‬ال يُختلف في وجوب َخل ِعهِ‪ ،‬فأمَّا لو‬
‫ش َ‬‫أباح ُ‬
‫لو َ‬
‫ي ُْخلَع»[‪]25‬‬

‫وهناك البغاة وهم من يخرجون بالسيف من أجل الملك فقط فقال بن حجر العسقالني «وقسم خرجوا لطلب الملك فقط سواء كانت فيهم‬
‫شبهة أم ال وهم البغاة»[‪]26‬‬

‫وقد ظهرت فرق أخري بسبب الخوارج مثل فرقة المرجئة التي نشأت للرد عليهم فأخرجت العمل من اإليمان ليكون أهل القبلة جميعا‬
‫مؤمنين مهما كانت أعمالهم‪]28[]27[.‬‬

‫التعريف بالخوارج‬
‫قال الشهرستاني في الملل والنحل‪« :‬كل من خرج على اإلمام الحق الذي اتفقت الجماعة عليه يسمى خارجياً‪ ،‬سواء كان الخروج في أيام‬
‫الصحابة على األئمة الراشدين أو كان بعدهم على التابعين لهم بإحسان واألئمة في كل زمان»‪ .‬وزاد ابن حزم في الفصل في الملل‬
‫واألهواء والنحل بأن اسم الخارجي يلحق كل من أشبه الخارجين على اإلمام علي أو شاركهم في آرائهم في أي زمن‪ .‬وهو يتفق مع‬
‫تعريف الشهرستاني‪ ]29[.‬وعرفهم الدكتور علي عبد الفتاح المغربي في كتابه (الفرق الكالمية اإلسالمية) بأنهم هم الذين خرجوا على‬
‫علي بن أبي طالب وهم حزب سياسي ديني‪ ،‬قام في وجه السلطة القائمة من أجل الدين كما فهموه‪ ،‬وهم ال يعدون أنفسهم خارجين عن‬
‫الدين بل خارجين من أجل الدين‪ ،‬ومن أجل إقامة شرع هللا‪ ،‬متمسكين بمبدأ األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪ ،‬ولقد تشبثوا بهذا المبدأ‬
‫وتطبيقه‪ ،‬حتى أصبح عالمة من عالماتهم‪ ،‬وراموا إلى إقامة دولة إسالمية تقوم على الدين وأحكامه‪]19[.‬‬

‫أسماء الخوارج‬

‫صورة عام ‪ 1909‬لنهر النهروان في سامراء بالعراق التي نشبت فيها الحرب بين جيش الخوارج المُحكمة بقيادة عبد هللا بن وهب‬
‫الراسبي وذو الخويصرة التميمي وعبد هللا بن شجرة وجيش الخالفة الراشدة بقيادة علي بن أبي طالب والحسن بن علي واألشعث بن‬
‫‪.‬قيس‬
‫أطلق الخوارج على أنفسهم أهل اإليمان‪ ،‬أو جماعة المؤمنين‪ ،‬بينما أطلق عليهم مخالفوهم اسم «الخوارج» لخروجهم على الخليفة علي‬
‫بن أبي طالب‪ ،‬وثوراتهم المتعددة‪ .‬ولما شاع هذا االسم عليهم وكان يستخدم بصفته وص ًفا سلب ًّيا‪ ،‬قبلوا به ولكنهم فسروه على أنه‪ :‬خروج‬
‫‪.‬على أئمة الجور والفسق وأن خروجهم إنما هو جهاد في سبيل هللا‬

‫وللخوارج أسماء كثيرة‪ ،‬بعضها يقبلونه وبعضها يرفضونه‪ ،‬ومن تلك األسماء‪]30[:‬‬

‫الخوارج‪ :‬أشهر أسمائهم‪ W،‬قال أبو الحسن األشعري في مقاالت اإلسالميين‪« :‬والسبب الذي ُسمّوا له خوارج؛ خروجهم على علي بن أبي‬
‫‪».‬طالب‬
‫الحرورية‪ :‬نسبة إلى حروراء‪ ،‬بلدة قرب الكوفة‪ .‬ويقال لمن يعتقد مذهب الخوارج حروري ألن أول فرقة منهم خرجوا على علي بها‬
‫فاشتهروا بالنسبة إليها وهم فرق كثيرة‪ .‬ووردت هذه التسمية في قول السيدة عائشة‪« :‬أحرورية أنت» قالته للمرأة التي استشكلت قضاء‪W‬‬
‫‪.‬الحائض والصوم دون الصالة‬
‫الشراة‪ :‬نسبة إلى الشراء المذكور في اآلية (‪ )111‬من سورة التوبة‪(.‬إن هللا اشترى من المؤمنين أنفسهم وأموالهم بأن لهم الجنة يقاتلون‬
‫‪.‬في سبيل هللا فيقتلون ويُقتلون) وهم يفتخرون بهذه التسمية ويسمون من عداهم بذوي الجعائل‪ :‬أي يقاتلون من أجل الجُعْ ل الذي بذل لهم‬
‫‪،‬الشكاكية‪ :‬وذلك أنهم لما رفضوا التحكيم‪ ،‬قالوا لعلي‪ :‬شككت‪ W‬في أمرك وحكمت عدوك من نفسك‬
‫‪.‬البغاة‪ :‬بسبب بغيهم علي المسلمين وقتلهم لهم بغير الحق‬
‫‪.‬المكفرة‪ :‬لتكفير المسلمين بالكبائر والمعاصي وبما ليس كفرً ا أو معصية كالتحكيم‬
‫المارقة‪ :‬وهذه التسمية من خصوم الخوارج‪ ،‬لتنطبق عليهم أحاديث المروق الواردة في الصحيحين في مروقهم من الدين كمروق السهم‬
‫‪.‬من الرمية‬
‫الم َُح ِّك مة‪ :‬من أول أسمائهم التي أطلقت عليهم وقيل أن السبب في إطالقه عليهم إما لرفضهم تحكيم الحكمين وإما لتردادهم شعارهم «ال‬
‫‪».‬حكم إال هلل‬
‫‪.‬النواصب‪ :‬وأما تسميتهم بالنواصب فلمبالغتهم في نصب العداء لعلي بن أبي طالب وألبنائه الحسن والحسين‬
‫‪.‬أهل النهروان‪ :‬نسبة إلى معركة النهروان إحدى المعارك التي خاضوها في حروبهم‬
‫خلفية‬
‫الخوارج هي فرقة كالمية إسالمية‪ ،‬نشأت في نهاية عهد الخليفة عثمان بن عفان وبداية عهد الخليفة علي بن أبي طالب‪ ،‬نتيجة الخالفات‪W‬‬
‫السياسية التي بدأت في عهده‪ .‬تتصف هذه الفرقة بأنها أشد الفرق دفاعا عن مذهبها وتعصبا آلرائها‪ ،‬كانوا يدعون بالبراءة والرفض‬
‫للخليفة عثمان بن عفان‪ ،‬وعلي بن أبي طالب‪ ،‬والحكام من بني أمية‪ ،‬كسبب لتفضيلهم حكم الدنيا‪ ،‬على إيقاف االحتقان بين المسلمين‪.‬‬
‫أصر الخوارج على االختيار والبيعة في الحكم‪ ،‬مع ضرورة محاسبة‪ W‬أمير المسلمين على كل صغيرة‪ ،‬كذلك عدم حاجة األمة اإلسالمية‬
‫لخليفة زمن السلم‪ .‬لقد وضع الخليفة علي بن أبي طالب منهجا قويما في التعامل مع هذه الطائفة‪ ،‬تمثل هذا المنهج في قوله للخوارج‪« :‬أال‬
‫إن لكم عندي ثالث خالل ما كنتم معنا‪ :‬لن نمنعكم مساجد هللا‪ ،‬وال نمنعكم فيئا ما كانت أيديكم مع أيدينا‪ ،‬وال نقاتلكم حتى تقاتلونا»[‪]31‬‬
‫وهذه المعاملة إذا ما التزموا جماعة المسلمين ولم تمتد أيديهم إليها بالبغي والعدوان‪ ،‬أما إذا امتدت أيديهم إلى حرمات المسلمين فيجب‬
‫دفعهم‪ W‬وكف أذاهم عن المسلمين‪ ،‬وهذا ما فعله أمير المؤمنين علي رضي هللا عنه حين قتل الخوارج عبد هللا بن خباب بن األرت وبقروا‬
‫بطن جاريته‪ ،‬فطالبهم رضي هللا عنه بقتلته فأبوا‪ ،‬وقالوا كلنا قتله وكلنا مستحل دمائكم ودمائهم‪ ،‬ثم قيام الحرب وهزيمتهم وهروبهم إلى‬
‫سجستان وحضرموت ثم مقتل علي بن أبي طالب علي يد عبدالرحمن بن ملجم‪]32[.‬‬

‫في األوقات المعاصرة‪ ،‬الخوارج مستمرون في الظهور إلى آخر الزمان‪]33[.‬‬

‫الخوارج هو مصطلح تاريخي مقتبس من أحاديث تنسب إلى الرسول محمد وبعض الصحابة‪ ]34[ ،‬وقد أطلق مصطلح الخوارج على‬
‫ثالثة مجموعات من المسلمين خالل فترات زمنية مختلفة‪ ،‬معارضة سياسية تخرج على الحاكم‪ ،‬وطائفة دينية منحرفة تفسر الدين بشكل‬
‫مغلوط وتستبيح دماء‪ W‬المسلمين‪ ،‬وغالة متشددين يكفرون المسلمين‪ ،‬واستعمل مصطلح «الخوارج» أيضا من باب تكفير المسلمين‬
‫المعارضين‪ ،‬فالجماعة السياسية المعارضة المتمردة على الحاكم يتم قتالها وإبادتها بتهمة انتماءها للخوارج وخروجها على الحاكم‪،‬‬
‫وتاريخيا ً ظهر مصطلح الخوارج بعد فتنه مقتل عثمان خالل الحرب األهلية األولى بين علي ومعاوية والزبير ومعارضيهم والتي قتل فيها‬
‫‪ 100‬ألف مسلم‪ ،‬وتربط المصادر التراثية بين حفظة القرآن في شبة الجزيرة العربية وبين الثوار المصريين الذين قتلو عثمان وبين أهل‬
‫النهروان واتباع علي المنشقين عنه وتقول انهم خوارج‪ ،‬ويرى بعض المشايخ أن المعني بالخوارج هم القرامطة الذين سرقوا الحجر‬
‫األسود وقتلوا ‪ 30‬ألف مسلم من أهل مكة والحجاج‪ ،‬ويرى البعض ان الخوارج هم الخارجين من ملة اإلسالم الذين يخرجون على‬
‫‪.‬المسلمين بالسيف‪ ،‬ويرى آخرون ان مصطلح «الخوارج» باطل وان تلك األحاديث ضعيفة‬

‫كان أغلب الخوارج من «القراء» أي حفظة القرآن الكريم‪ ،‬وقد بايعوا علي بن أبي طالب بعد مقتل عثمان بن عفان‪ .‬ثم خرج معاوية في‬
‫جيش لمالقاة عليّ وكانت موقعة صفين‪ .‬كاد جيش معاوية القادم من الشام أن ينهزم أمام جيش علي القادم من العراق فأمر عمرو بن‬
‫العاص (قائد الجيش الشامي) الجيش‪ :‬برفع المصاحف على أسنة الرماح‪ ،‬ثم طلبوا التحكيم لكتاب هللا‪ .‬شعر علي بن أبي طالب أن هذه‬
‫خدعة لكنه قبل وقف القتال احتراما للقرآن الكريم وأيضا نتيجة رغبته في حقن الدماء‪ ،‬وبعد توقف القتال والتفاهم على أن يمثل أبو موسى‬
‫األشعري عليا بن أبي طالب ويمثل عمرو بن العاص معاوية بن أبي سفيان‪ ،‬وحددوا موعداً للتحكيم وفي طريق عودتهم إلى العراق خرج‬
‫إثنا عشر ألف رجل من جيش علي يرفضون فكرة التحكيم بينه وبين معاوية بن أبي سفيان في النزاع‪ .‬لقد رأوا أن كتاب هللا قد «حكم»‬
‫في أمر هؤالء «البغاة» (يقصدون معاوية وأنصاره) ومن ثم فال يجوز تحكيم الرجال ‪-‬عمرو بن العاص وأبو موسى األشعري‪ -‬فيما‬
‫«حكم» فيه «هللا» صاحوا قائلين‪« :‬ال حكم إال هلل»‪ .‬ومن هنا أطلق عليهم «الم َُح ِّكمة»‪ .‬ما كان من عليّ إال أن علق على عبارتهم تلك‬
‫قائال‪« :‬إنها كلمة حق يراد بها باطل»‪ .‬بعد اجتماع عمرو بن العاص وأبو موسى األشعري نتج عنه «تضعيف لشرعية عليّ » و«تعزيز‬
‫لموقف معاوية»‪ ،‬ازداد الم َُح ِّكمة‪ W‬يقينا بسالمة موقفهم وطالبوا عليّا برفض التحكيم ونتائجه والتحلل من شروطها‪ ،‬والنهوض لقتال معاوية‪.‬‬
‫ولكن علي بن أبي طالب رفض ذلك قائال‪« :‬ويحكم! أبعد الرضا والعهد والميثاق أرجع؟ أبعد أن كتبناه ننقضه؟ إن هذا ال يحل»‪ .‬وهنا‬
‫‪.‬انشق الم َُح ِّكمة‪ W‬عن عليّ ‪ ،‬واختاروا لهم أميرا من األزد وهو عبد هللا بن وهب الراسبي‬
‫النشأة‬
‫لقد كانت نشأة الخوراج نتيجة لألحداث السياسية‪ ،‬واستحوذت تلك األحداث على اهتمامتهم‪ ،‬فانشغلوا في المقاومة والحروب والثورة على‬
‫السلطة القائمة‪ ،‬والمعارك التي قامت‪ W‬بينهم وبين مخالفيهم‪ ،‬وفضالً عن ذلك فهم أصحاب سلوك عملي في العبادة‪ ،‬كل ذلك جعلهم أهل‬
‫عمل ال نظر‪ ،‬لذا قل الجانب النظري عندهم‪ ،‬مما يجعل إنتاجهم في المسائل الكالمية قليالً‪ ،‬لكنه ليس منعدماً‪ ،‬حيث أن هذه المواقف‬
‫العملية قد استندت إلى أساس اعتقادي نظري‪ .‬ولقد ذكر ابن النديم أسماء متكلميهم‪ ،‬ومنهم اليمان بن رباب وكان أوالً ثعلبيا ً ثم انتقل إلى‬
‫قوم البيهسية‪ ،‬وكان نظاراً متكلما ً مصنفا ً للكتب‪ ،‬وله في ذلك كتاب المخلوق‪ ،‬وكتاب التوحيد‪ ،‬وكتاب أحكام المؤمنين‪ ،‬وكتاب الرد على‬
‫المعتزلة في القدر‪ ،‬وكتاب المقاالت‪ ،‬وكتاب إثبات إمامة أبي بكر والرد على المرجئة‪ ،‬وكتاب الرد على حماد بن أبي حنيفة‪ ،‬ومنهم يحيى‬
‫بن كامل بن طليحة الخدري‪ ،‬وكان أباضيا ً‪ ،‬وله كتاب في المسائل التي جرت بينه وبين جعفر بن حرب‪ ،‬وفي الرد على الغالة وطوائف‬
‫الشيعة‪ ،‬ومنهم عبد هللا بن يزيد كان أباضيا ً ومن أكابر الخوراج ومتكلميهم‪ ،‬وله كتاب في التوحيد‪ ،‬والرد على المعتزلة‪ ،‬والرد على‬
‫الرافضة‪ ،‬ومن رؤساء اإلباضية إبراهيم بن إسحاق اإلباضي وله من الكتب الرد على القدرية وكتاب اإلمامة‪ ،‬ويشير هذا إلى وجود‬
‫المصنفات الكالمية عند الخوارج وأنهم اهتموا بالرد على مخالفيهم‪]36[]35[.‬‬

‫ولقد اهتم الخوارج بضرورة أن تكون معرفة هللا تعالى أول وأهم كل شيء‪ ،‬حيث أنها ينبني عليها اإليمان‪ ،‬ومعرفة هللا ورسله وشرعه‬
‫أمر واجب وضروري وال يعذر فيه أحد كما هو عند فرقة النجدات من الخوراج‪ ،‬ورأي «المعلومية» من «العجاردة» أيضا ً أن من لم‬
‫يعلم هللا لجميع أسمائه فهو جاهل‪ ،‬بينما تقول «المجهولية» من «العجاردة» أن من علم هللا ببعض أسمائه لم يجهله‪ ،‬وهذا يبين ضرورة‬
‫معرفة هللا جملة أو تفصيالً‪ ،‬لكن ال خالف بينهم على ضرورة معرفة هللا‪ ]37[.‬ولقد فرقت «الحفصية» من اإلباضية بين معرفة هللا‬
‫وغيره‪ ،‬وبين الشرك والكفر‪ ،‬فمن عرف هللا وكفر بما دون ذلك كالرسول والشريعة فهو كافر برئ من الشرك‪ ،‬ومن جهل هللا وأنكره فهو‬
‫مشرك‪ ] 38[.‬بينما نجد «البيهسية» ترى ضرورة معرفة هللا ورسله وكتبه ومعرفة الحرام‪ ،‬وما جاء فيه الوعيد‪ ،‬ومن ذلك ما يجب من‬
‫معرفته تفصيليا ً ومنه ما ينبغي أن يعرف باسمه‪ ،‬لكن الجهل عندهم بالدين أو اقتراف الذنوب يؤدي إلى الشرك‪]39[.‬‬

‫وكل هذه النصوص تشير إلى ضرورة معرفة هللا وكتبه ورسله وشرائعه‪ ،‬على الجملة أو التفصيل‪ ،‬وأن المقصر في ذلك يكون مشركا ً‬
‫عند بعضهم‪ ،‬أو كافراً عند البعض اآلخر بينهم‪ .‬وهذا يعني ضرورة أن يقوم اإليمان على المعرفة‪ ،‬وقد أولوها أهمية خاصة‪ ،‬وجعلوها‬
‫أساسا ً للعمل‪ ،‬فنجد «المكرمية» تقول بأن تارك الصالة كافر لجهله باهلل تعالى وكذلك سائر الكبائر‪ ،‬بل لقد وحدوا بين معرفة هللا تعالى‬
‫وطاعته بحيث أن من يعرف هللا تعالى ال يقدم على معصيته‪ ،‬وهذا القول قريب من قول سقراط بأن الفضيلة علم والرذيلة جهل‪]40[.‬‬
‫ويذكر أبو الحسن األشعري أن الخوارج ال يرون على الناس فرضا ً ما لم تأتهم الرسل وأن الفرائض تلزم بالرسل واحتجوا بقول هللا عز‬
‫وجل‪( :‬وما كنا معذبين حتى نبعث رسوال)‪ ،‬وأنه ال حجة هلل على الخلق في التوحيد إال بالخبر‪ ،‬أي ما يقوم مقام الخبر من إشارة وإيماء‪[.‬‬
‫‪]41‬‬

‫وعن موقفهم من صفات هللا تعالى‪ ،‬فيذكر أبو الحسن األشعري أن قولهم في التوحيد مثل قول المعتزلة‪ ،‬وهم جميعا ً يقولون بخلق القرآن‪،‬‬
‫وفرقة اإلباضية منهم تخالف المعتزلة في اإلرادة فقط‪ ،‬فهم يقولون إن هللا سبحانه لم يزل مريداً لمعلوماته التي تكون أن تكون‪ ،‬ولمعلوماته‬
‫التي ال تكون أال تكون‪ ،‬والمعتزلة ‪ -‬إال بشر بن المعتمر ‪ -‬ينكرون ذلك‪ ]42[.‬ووفقا ً لرأي األشعري يمكن القول بأن الخوراج ترى رأي‬
‫المعتزلة بعدم زيادة الصفات عن الذات‪ ،‬وأنها ليست شيئا ً سوى الذات فهي عين الذات أو أحوال لها أو مجرد اعتبارات ذهنية تفهم بها‬
‫الذات‪ .‬أما عن موقفهم من القدر وخلق أفعال العباد‪ ،‬فمنهم من يقول بقول المعتزلة ومنهم من يقول بقول أهل السنة‪]43[]36[.‬‬

‫المبادئ العامة للخوارج‬


‫تنوعت فرق الخوراج وقد ذكر عبد القاهر البغدادي أن فرقها تربو على العشرين فرقة‪ ،‬وال شك أن كثرة هذه الفرق يعني اختالفها فيما‬
‫بينها في بعض األمور التفصيلية‪ ،‬لكن يجمعها بعض المبادئ‪ ،‬ومن أهم المبادئ التي يقول بها معظم الخواراج‪]44[:‬‬

‫رأيهم في اإلمامة‬
‫موضوع اإلمامة قد استحوذ على فكر الخوارج‪ ،‬ولم تكن الشيعة وحدها هي التي تهتم بذلك المبدأ‪ ،‬إذ أن حول هذا المبدأ واالختالف فيه‬
‫كانت نشأة الخوارج أيضا ً‪ .‬يرى الخوارج وجوب اإلمامة ما عدا فرقة النجدات‪ ،‬ويقول ابن حزم‪" :‬اتفق جميع أهل السنة وجميع المرجئة‬
‫وجميع الشيعة وجميع الخوراج على وجوب اإلمامة‪ ،‬وأن األمة واجب عليها االنقياد إلمام عادل يقيم فيهم أحكام هللا ويسوسهم بأحكام‪W‬‬
‫الشريعة التي أتي بها رسول هللا ﷺ ‪ ،‬حاشا النجدات من الخوارج فإنهم قالوا‪ :‬ال يلزم الناس فرض اإلمامة إنما عليهم أن يتعاطوا الحق‬
‫فيما بينهم"‪ ] 45[.‬ولقد علق الخوارج أهمية كبيرة على اإلمامة‪ ،‬ورأوا في صالحها صالحا لألمة‪ ،‬وفي فسادها فساد األمة‪ ،‬حتى أن‬
‫البيهسية منهم يرون أنه إذا كفر اإلمام كفرت الرعية بأسرها‪]46[.‬‬

‫وعن شروط اإلمامة‪ W‬فيرى الخوارج أنه يجوز أن يكون اإلمام غير قرشياً‪ ،‬وليس بالزم أن يكون اإلمام قرشياً‪ ،‬فيذكر الشهرستاني أنهم‬
‫جوزوا أن تكون اإلمامة في غير قريش‪ ،‬وكل ما ينصبونه برأيهم‪ ،‬وعاشر الناس على ما مثلوا له من العدل واجتناب الجور كان إماماً‪[.‬‬
‫‪ ] 47: Ra‬وتمسك الخوارج بأن القرآن لم يذكر نسل معين يكون منه اإلمام‪ ،‬بل اشترط العدل فقط في الحاكم‪ ،‬فيقول هللا تعالى‬
‫ان ‪bracket.png‬‬ ‫اس َأنْ َتحْ ُكمُوا ِب ْال َع ْد ِل ِإنَّ هَّللا َ ِن ِعمَّا َيع ُ‬
‫ِظ ُك ْم ِب ِه ِإنَّ هَّللا َ َك َ‬ ‫ِإنَّ هَّللا َ َيْأ ُم ُر ُك ْم َأنْ ُتَؤ دُّوا اَأْل َما َنا ِ‬
‫ت ِإلَى َأهْ لِ َها َوِإ َذا َح َكمْ ُت ْم َبي َْن ال َّن ِ‬
‫ازعْ ُت ْم فِي َشيْ ٍء َف ُردُّوهُ ِإلَى هَّللا ِ ‪َ Aya-58.png‬سمِي ًعا بَصِ يرً ا‬ ‫ِين آ َم ُنوا َأطِ يعُوا هَّللا َ َوَأطِ يعُوا الرَّ سُو َل َوُأولِي اَأْلمْ ِر ِم ْن ُك ْم َفِإنْ َت َن َ‬ ‫َيا َأ ُّي َها الَّذ َ‬
‫ك َخ ْي ٌر َوَأحْ َسنُ َتْأ ِوياًل‬ ‫هَّلل‬
‫ون ِبا ِ َو ْال َي ْو ِم اآْل خ ِِر َذلِ َ‬ ‫ُول ِإنْ ُك ْن ُت ْم ُتْؤ ِم ُن َ‬ ‫فليس في هذا تحديد لقبيلة ‪َ Aya-59.png La bracket.png.‬والرَّ س ِ‬
‫معينة‪ ،‬فعلى هذا فالقرآن لم يشترط أن يكون اإلمام من قريش أو غير قريش فالمعنى يدل على العموم‪ ،‬وال يجوز تخصيصه بقريش‬
‫احتجاجا ً بالحديث الذي ذكره أبو بكر الصديق يوم بيعة السقيفة‪ ،‬وهو قول الرسول ﷺ‪« :‬األئمة من قريش» وأن ذلك الحديث يخصص‬
‫لفظ العموم ويقيده‪ ،‬ويجعل األئمة من قريش‪ ،‬وذلك لورود أحاديث أخرى ال تحمل هذا المعنى وال تقيد العموم الذي أطلقه القرآن بال تقييد‪،‬‬
‫وذكروا أحاديث أخرى مخالفة للحديث الذي ذكره أبو بكر منها قول الرسول ﷺ ‪« :‬أن أمر عليكم عبد مجدع‪ ،‬يقودكم بكتاب هللا فاسمعوا‬
‫له وأطيعوا» لذا فال وجه لتقييد العام‪ .‬وما ذهب إليه الخوارج في جواز أن تكون اإلمامة في غير قريش مخالف لرأي الشيعة التي تقول‬
‫بإمامة علي بن أبي طالب وهو قرشي‪ ،‬وال تخرج اإلمامة من أوالده‪ ،‬وإن خرجت فبظلم يكون من غيره‪ ،‬أو بتقية من عنده‪ ]48[.‬وأيضا ً‬
‫خالف ما ذهب إليه أهل السنة والجماعة من أن من شروط اإلمامة أن يكون اإلمام قرشياً‪ ،‬واحتجوا بحديث أبو بكر وقالوا أيضا ً بحديث‬
‫آخر للرسول‪« :‬قدموا قريشا ً وال تتقدموها»‪ ] 49[.‬لكننا نجد من بين متكلمي األشاعرة من يقول بانتفاء شرط القرشية في اإلمامة كالقاضي‬
‫الباقالني‪]50[.‬‬

‫أما عن باقي الشروط الالزم توافرها في اإلمام‪ ،‬فال خالف كبير بين الخوارج وغيرهم في تلك الشروط‪ ،‬من ضرورة أن يكون عالما ً‬
‫بالدين مجتهداً فيه‪ ،‬وله خبرة بأمر الحروب‪ ،‬وإقامة العدل‪ ،‬عالوة على بعض الشروط العامة التي يجب توافرها فيه‪ ،‬كأن يكون مسلما ً‬
‫حراً‪ ،‬وسليم األعضاء‪ ،‬بالغاً‪ ،‬عاقالً‪ ،‬وأن يكون ذكراً فال تجوز إمامة امرأة‪ .‬وجميع الخوارج ‪ -‬فيما يروي عنهم إمام أهل السنة والجماعة‬
‫أبو الحسن األشعري ‪ -‬يقولون باستخدام السيف إلزالة أئمة الجور‪ ،‬ومنعهم أن يكونوا أئمة‪ .‬وتاريخ الخوارج كان تطبيقا ً عمليا ً لذلك‬
‫الرأي‪ ،‬فقد كانوا يجاهرون به في معظم األحيان‪ ،‬ويطبقونه كلما سنحت لهم الفرصة بذلك‪ ،‬ولم يقتصر األمر على ذلك‪ ،‬بل تبرأوا ممن‬
‫كان يوالي السلطان حتى ولو كان منهم‪]51[.‬‬

‫موقفهم من علي بن أبي طالب‬

‫‪.‬ا ُغتيل علي بن أبي طالب على يد أحد الخوارج يُدعى عبد الرحمن بن ملجم في ‪ 21‬رمضان ‪ 40‬هـ‪ 27 /‬يناير ‪ 661‬م في مسجد الكوفة‬
‫فرقة الخوارج نشأت من بين مؤيدي علي بن أبي طالب‪ ،‬وأنهم رأوا أنه اإلمام الشرعي لمبايعة أهل الحل والعقد له‪ ،‬وحاربوا معه في‬
‫موقعة الجمل‪ ،‬وظلوا على تأييدهم له ضد معاوية حتى ظهور التحكيم حيث ظهرت مواقفهم المتناقضة من قبول التحكيم ثم رفضه‬
‫والخروج على علي لقبوله‪ ،‬وكان هذا هو الخالف األول بينهم وبين علي‪ ،‬فعلي قبل التحكيم وهم قد رفضوه‪ ،‬وذلك ألنهم يرون أن عليا ً‬
‫هو الخليفة الشرعي ببيعة أهل الحل والعقد له‪ ،‬ومعاوية ليس كذلك‪ ،‬فيجب إذا سالم هو وجنده أن يدخل في طاعة علي الخليفة الشرعي‪،‬‬
‫وأن قوله تعالى‪( :‬وإن جنحوا للسلم فاجنح لها وتوكل على هللا) يدل على أن المسالم يدخل تحت إمرة الذي سالم له‪ ،‬وعلى هذا قد أخطأ‬
‫علي ألنه رضي بالتحكيم وألنه ح َّك م رجلين في النزاع‪ ،‬والواجب عليه أن ال يحكم الرجال‪ ،‬بل يطلب من معارضيه الدخول في طاعته بال‬
‫قيد وال شرط‪ .‬أما رأي علي في التحكيم‪ ،‬فقد ذكر أنه تأسى في ذلك بالرسول ﷺ في يوم الحديبية‪ ،‬ويفهم من هذا أن علي قد رضى‬
‫بالتحكيم حقنا ً للدماء‪ ،‬لكن الخوارج رأت في موافقة علي للتحكيم أنه كان غير متثبت من واليته لقبوله التحكيم‪ ،‬وأنهم ال يصح أن يكونوا‬
‫تحت إمرة رجل غير متثبت من بيعته‪ ،‬وأكثر من هذا أنهم ندموا لقتالهم معه أصحاب الجمل ألنهم قتلوا من ال يستحق القتل‪ .‬ولقد جرت‬
‫مناقشات بينهم وبين علي‪ ،‬وذلك لمحاولة علي إقناعهم بالحجة‪ ،‬وتروي كتب الفرق صورة هذه المناقشات التي ظهر فيها قوة حجة علي‬
‫ودليله‪ ،‬ورجوع أغلبهم عن موقف المعارضة‪ ،‬وبقاء أقلية منهم على رأيهم‪ .‬وهم يجمعون على كفر علي بن أبي طالب منذ قبوله التحكيم‪،‬‬
‫واختلفوا في هل كفره شرك أم ال؟!!! وهم يثبتون خالفة أبي بكر وعمر‪ ،‬وينكرون عثمان وعليا ً بعد التحكيم‪ ،‬ويكفرون معاوية بن أبي‬
‫سفيان وعمرو بن العاص وأبو موسى األشعري أقطاب التحكيم‪]52[.‬‬

‫خلود صاحب‪ W‬الكبيرة‬


‫يذكر أبو الحسن األشعري إجماع الخوارج على أن كل كبيرة كفر‪ ،‬إال «النجدات» فإنها ال تقول ذلك‪ ،‬وأجمعوا على أن هللا سبحانه يعذب‬
‫أصحاب الكبائر عذابا ً دائماً‪ ] 53[.‬وهذا الموقف المتشدد من الخوارج اتجاه أصحاب الذنوب‪ ،‬هو نتيجة العتبارين‪ :‬األول‪ :‬هو موقفهم‬
‫المتشدد والمتطرف في الدين‪ ،‬فقد كانوا أهل عبادة وتقوى‪ ،‬وتمسكوا بظواهر النصوص‪ ،‬ولم يقبلوا التهاون أو التفريط في حد من حدود‬
‫هللا‪ ،‬والثاني‪ :‬هو جعلهم العمل من اإليمان وركن من أركانه األساسية‪ ،‬فاإليمان عقد‪ ،‬والعمل أحد أركان هذا العقد‪ ،‬ومن أخل بأحد شروط‬
‫العقد‪ ،‬سقط العقد كله‪ ،‬وخرج من اإليمان إلى الكفر‪ ،‬وتعويل الخوارج على العمل‪ ،‬ألنهم أهل سلوك عملي‪ ،‬وليس الدين عندهم مجرد‬
‫اعتقاد نظري‪ ،‬بل البد من مطابقة السلوك لهذا االعتقاد‪ ،‬وهم قد جعلوا اإليمان تصديق بالقلب وإقرار باللسان وعمل باألركان‪ ،‬وهم‬
‫موافقون بذلك لرأي المعتزلة ولرأي معظم الفقهاء والمحدثين‪ ،‬لكنهم يؤكدون أهمية العمل‪ ،‬ويقولون بخروج صاحب الكبيرة من اإليمان‪،‬‬
‫وخلدوه في النار‪ .‬وموقف الخوارج من صاحب الكبيرة وخلوده في النار يوافق رأي المعتزلة‪ ،‬وإن افترقت عنهم المعتزلة في القول بأنه‬
‫ال يعذب عذاب الكافرين والتوقف عن تسميته‪ ،‬ويخالفون رأي أهل السنة في جواز العفو عن مرتكب الكبيرة وعدم خلوده في النار‪]54[.‬‬

‫الخوارج الحرورية ومسألة الحاكمية‬


‫المقاالت الرئيسة‪ :‬الحرورية وتوحيد الحاكمية‬
‫اتخذ الخوارج قديما ً مسألة الحاكمية ذريعة ومطية إلى تكفير العوام والحكام‪ ،‬وإعالن العصيان والخروج على األمة‪ ،‬وإلزام المسلمين‬
‫بقاعدة «من لم يك ِّف ر الكافر فهو كافر»‪ ،‬وهم أول نابتة أهل األهواء في اإلسالم كفروا أهل القبلة بالمعاصي وحكموا بتخليدهم في النار‪،‬‬
‫‪.‬واستحلوا دماءهم وأموالهم‪ ،‬حتى الصحابة من السابقين األولين‬

‫وقد خرجوا إلى حروراء وسموا بالحرورية‪ ،‬وسموا «الخوارج» لخروجهم على علي‪ ،‬وزعموا أنه من الخروج في سبيل هللا‪ ،‬وسموا‬
‫ضا ِة هَّللا ِ َوهَّللا ُ َرءُوفٌ ِب ْال ِع َبا ِد ‪: Ra bracket.png‬أنفسهم ال ُّشراة لقوله تعالى‬
‫اس َمنْ َي ْش ِري َن ْف َس ُه ا ْبتِغَا َء َمرْ َ‬
‫‪َ Aya-207.png‬وم َِن ال َّن ِ‬
‫‪:‬وكانوا قسمين ‪).‬سورة البقرة‪La bracket.png (207 :‬‬

‫أحدهما بالعراق في منطقة «البطائح» استولوا على كرمان وفارس وهددوا البصرة‪ ،‬وكان المهلب بن أبي صفرة صاحب البالء معهم‪،‬‬
‫‪.‬ومن رجالهم‪ :‬نافع بن األزرق وقطري بن الفجاءة‬
‫‪.‬وثانيهم بجزيرة العرب استولوا على اليمامة‪ ،‬وحضرموت‪ ،‬والطائف ومن أشهر أمرائهم‪ :‬أبو طالوت‪ ،‬ونجدة بن عامر‬
‫وقد كان أكثر الخوارج من أجالف األعراب الذين ألفوا شظف العيش والخشونة‪ ،‬وكانوا عُباداً زهاداً‪ ،‬يقومون الليل ويصومون النهار‪،‬‬
‫كما قال النبي ﷺ ‪« :‬يحقر أحدكم صالته مع صالتهم وصيامه مع صيامهم»‪ ،‬فلم ينفعهم شيء من ذلك إزاء فساد‪ W‬األصول والمشارب‪،‬‬
‫حيث غلب عليهم الجهل‪ ،‬فكانوا ال يميزون بين مراتب األحكام‪ ،‬فكان ما يفسدون في الدين أكثر مما يصلحون‪ .‬فقد لووا أعناق النصوص‪،‬‬
‫وأساءوا تنزيلها في غير محالها‪ ،‬حيث كفروا المسلمين‪ ،‬وسفكوا دماء األبرياء‪ ،‬ونهبوا أموالهم‪ ،‬وسبوا نساءهم وذراريهم‪ ،‬وأضعفوا أمر‬
‫‪: Ra‬الخالفة‪ ،‬وشغلوا األمة زمنا ً بحروبهم‪ .‬ألن منطلقهم في الفهم والعقيدة كان أعمى عن رؤية الحق‪ .‬كما قال هللا تعالى‬
‫ص ْنعًا ‪ Aya-103.png‬قُ ْل َه ْل ُن َن ِّبُئ ُك ْم ِباَأْل ْخ َس ِر َ‬
‫ين َأعْ َمااًل ‪bracket.png‬‬ ‫ُون َأ َّن ُه ْم يُحْ سِ ُن َ‬
‫ون ُ‬ ‫ض َّل َسعْ ُي ُه ْم فِي ْال َح َيا ِة ال ُّد ْن َيا َو ُه ْم َيحْ َسب َ‬ ‫الَّذ َ‬
‫ِين َ‬
‫]‪).[55‬سورة الكهف‪Aya-104.png La bracket.png (104-103 :‬‬

‫قال اإلمام الشاطبي في االعتصام‪« :‬ومما يوضح ذلك ما خرجه ابن وهب عن بكير أنه سأل نافعا‪ :‬كيف رأي ابن عمر في الحرورية؟‬
‫قال‪ :‬يراهم شرار خلق هللا إنهم انطلقوا إلى آيات أنزلت في الكفار فجعلوها على المؤمنين‪ .‬فسر سعيد بن جبير من ذلك‪ ،‬فقال‪ :‬مما يتبع‬
‫الحرورية من المتشابه قول هللا تعالى‪( :‬ومن لم يحكم بما أنزل هللا فأولئك هم الكافرون) ويقرنون معها‪( :‬ثم الذين كفروا بربهم يعدلون)‬
‫فإذا رأوا اإلمام يحكم بغير الحق قالوا‪ :‬قد كفر‪ ،‬ومن كفر عدل بربه ومن عدل بربه فقد أشرك‪ ،‬فهذه األمة مشركون فيخرجون فيقتلون ما‬
‫رأيت‪ ،‬ألنهم يتأولون هذه اآلية‪ .‬فهذا معنى الرأي الذي نبه عليه ابن عباس‪ ،‬وهو الناشئ عن الجهل بالمعنى الذي نزل القرآن فيه‪ .‬وقال‬
‫نافع‪ :‬إن ابن عمر كان إذا سئل عن الحرورية؟ قال‪ :‬يكفرون المسلمين‪ ،‬ويستحلون دماءهم وأموالهم‪ ،‬وينكحون النساء في عددهن‪ ،‬وتأتيهم‬
‫المرأة فينكحها الرجل منهم ولها زوج‪ ،‬فال أعلم أحداً أحق بالقتال منهم»‪]56[.‬‬

‫وكان أصل بدعتهم التنطع وسوء الفهم‪ ،‬في خالفهم مع علي رضي هللا عنه‪ ،‬حيث أنكروا عليه قبول التحكيم‪ ،‬وطلبوا منه الحكم على نفسه‬
‫بالكفر‪ ،‬أو نقض ما أبرمه مع معاوية‪ ،‬وقالوا‪« :‬ال حكم إال هلل» فصار ذلك شعاراً لهم وسموا «المح ِّكمة»‪ ،‬وخرجوا على علي رضي هللا‬
‫عنه بعد رجوعه من صفين‪ ،‬انحازوا إلى حروراء‪ ،‬وهم يومئذ اثنا عشر ألف مقاتل‪ ،‬بزعامة عبد هللا بن الكواء‪ ،‬وشبث بن ربعي‪ ،‬ثم‬
‫ناظرهم علي فرجع منهم ابن الكواء مع عشرة من الفرسان‪ ،‬وانحاز الباقون إلى النهروان وأمروا على أنفسهم عبد هللا بن وهب الراسبي‬
‫‪.‬وحرقوص بن زهير البجلي المعروف بذي الثدية‬
‫وقد غالوا في آرائهم‪ ،‬وجادلوا خصومهم بفصاحة وبيان‪ ،‬وأخذوهم بعنف وقوة‪ ،‬فلما يئسوا منه‪ ،‬اجتمعوا في منزل سليمان بن صرد‪،‬‬
‫وخطب خطيبهم يقول‪« :‬أما بعد‪ :‬فإنه ال ينبغي لقوم يؤمنون بالرحمن‪ ،‬وينيبون إلى حكم القرآن‪ ،‬أن تكون هذه الدنيا أثر عندهم من األمر‬
‫بالمعروف والنهي عن المنكر وقول الحق‪ ،‬فاخرجوا بنا إخواننا من هذه القرية الظالم أهلها‪ ،‬إلى بعض كور الجبال‪ ،‬أو إلى بعض هذه‬
‫‪».‬المدائن‪ ،‬منكرين هذه البدع المضللة‬

‫فكان ذلك منطلق الشر في األمة‪ ،‬ألنهم فارقوا الجماعة‪ ،‬وخرجوا على السواد األعظم‪ ،‬كما قال عمر بن عبد العزيز‪« :‬ما تناجى قوم دون‬
‫‪».‬جماعتهم إال كانوا على تأسيس ضاللة‬

‫ومن فواقرهم أنهم التقوا عبد هللا بن خباب بن األرت‪ ،‬فقالوا له حدثنا حديثا ً سمعته عن أبيك عن رسول هللا ﷺ فقال‪ :‬سمعت أبي يقول‪،‬‬
‫قال رسول هللا‪« :‬ستكون فتنة القاعد فيها خير من القائم‪ ،‬والقائم خير من الماشي‪ ،‬والماشي خير من الساعي‪ ،‬فمن استطاع أن يكون فيها‬
‫مقتوالً فال يكونن قاتالً » فشد عليه رجل من الخوارج بسيفه فقتله‪ ،‬فجرى دمه فوق ماء النهر كالشراك إلى الجانب اآلخر‪ ،‬ثم دخلوا منزله‬
‫فقتلوا ولده وجاريته أم ولده‪ ،‬ثم عسكروا بالنهروان فسار إليهم علي في أربعة آالف من أصحابه‪ ،‬فأرسل إليهم على أن سلموا قاتل عبد هللا‬
‫بن خباب فأرسلوا إليه‪ ،‬إنا كلنا قتله‪ ،‬ولئن ظفرنا بك قتلناك‪ ،‬وناظرهم ابن عباس قبل القتال فيما نقموا على علي من المسائل‪ ،‬ففل من‬
‫غربهم‪ ،‬ورجع منهم ثمانية آالف‪ ،‬وبقي منهم أربعة آالف‪]55[.‬‬

‫مناظرة ابن عباس للخوارج‬


‫لما خرجت الحرورية اجتمعوا في دار ‪ -‬على حدتهم ‪ -‬وأجمعوا أن يخرجوا على علي بن أبي طالب وأصحاب النبي ‪ -‬ﷺ ‪ -‬معه‪،‬‬
‫فاستأذن حبر األمة ابن عباس ‪ -‬رضي هللا عنهما ‪ -‬أمير المؤمنين في أن يكلمهم‪ ،‬فتخوف عليه منهم‪ ،‬فعزم عليه ابن عباس‪ ،‬وخرج إليهم‬
‫ليجادلهم بالحكمة ويدعوهم بالتي هي أحسن‪ ] 57[.‬وقد ورد الخبر عن ذلك من عدة طرق‪ ،‬منها ما أخرجه اإلمام عبد الرزاق الصنعاني‬
‫في مصنفه‪ ،‬عن عكرمة بن عمار‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا أبو زميل الحنفي‪ ،‬قال‪ :‬حدثنا عبد هللا بن عباس رضي هللا عنه‪ ،‬قال‪ :‬لما اعتزلت الحرورية‬
‫‪.‬فكانوا في دار على حدتهم‪ ،‬فقلت لعلي‪ :‬يا أمير المؤمنين! أبرد عن الصالة لعلي آتي هؤالء القوم فأكلمهم‬

‫‪.‬قال‪ :‬إني أتخوفهم عليك‬

‫‪.‬قلت‪ :‬كال إن شاء هللا تعالى‬

‫قال‪ :‬فلبست أحسن ما أقدر عليه من هذه اليمانية‪ ،‬قال‪ :‬ثم دخلت عليهم وهم قائلون في نحر الظهيرة‪ ،‬قال‪ :‬فدخلت على قوم لم أر قوما ً قط‬
‫‪.‬أشد اجتهاداً منهم‪ ،‬أيديهم كأنها ثفن اإلبل‪ ،‬ووجوههم معلمة من آثار السجود‬

‫قال‪ :‬فدخلت‪ ،‬فقالوا‪ :‬مرحبا بك يا ابن عباس! ما جاء بك؟‬

‫‪.‬قلت‪ :‬جئت أحدثكم عن أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم عليهم نزل الوحي‪ ،‬وهم أعلم بتأويله‬

‫‪.‬فقال بعضهم‪ :‬ال تحدثوه‪ ،‬وقال بعضهم‪ :‬وهللا لنحدثنه‬

‫قال‪ :‬قلت‪ :‬أخبروني ما تنقمون على ابن عم رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وختنه‪ ،‬وأول من آمن به وأصحاب رسول هللا صلى هللا عليه‬
‫وسلم معه؟‬

‫‪.‬قالوا‪ :‬ننقم عليه ثالثا ً‬

‫قال‪ :‬قلت‪ :‬وما هن؟‬

‫‪.‬قالوا‪ :‬أولهن أنه حكم الرجال في دين هللا‪ ،‬وقد قال هللا‪﴿ :‬إن الحكم إال هلل﴾ (سورة األنعام‪ :‬آية ‪)57‬‬
‫قال‪ :‬قلت‪ :‬وماذا؟‬

‫قالوا‪ :‬وقاتل ولم يسب‪ ،‬ولم يغنم‪ ،‬لئن كانوا كفاراً لقد حلت له أموالهم‪ ،‬ولئن كانوا مؤمنين لقد حرمت عليه دماؤهم؟‬

‫قال‪ :‬قلت‪ :‬وماذا؟‬

‫‪.‬قالوا‪ :‬محا نفسه من أمير المؤمنين‪ ،‬فإن لم يكن أمير المؤمنين فهو أمير الكافرين‬

‫‪.‬قال‪ :‬قلت‪ :‬أرأيتم إن قرأت عليكم من كتاب هللا المحكم‪ ،‬وحدثتكم من سنة نبيه صلى هللا عليه وسلم ما ال تنكرون‪ ،‬أترجعون؟ قالوا‪ :‬نعم‬

‫قال‪ :‬قلت‪ :‬أما قولكم‪ :‬حكم الرجال في دين هللا‪ ،‬فإن هللا تعالى يقول‪﴿ :‬يا أيها الذين آمنوا ال تقتلوا الصيد وأنتم حرم﴾ إلى قوله‪﴿ :‬يحكم به ذوا‬
‫عدل منكم﴾ (سورة المائدة‪ :‬آية ‪ )95‬وقال في المرأة وزوجها‪﴿ :‬وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها﴾ (سورة‬
‫النساء‪ :‬آية ‪ )35‬أنشدكم هللا أحكم الرجال في حقن دمائهم وأنفسهم‪ ،‬وإصالح ذات بينهم أحق أم في أرنب ثمنها ربع درهم؟‬

‫‪.‬قالوا‪ :‬اللهم بل في حقن دمائهم‪ ،‬وإصالح ذات بينهم‪ ،‬قال‪ :‬أخرجت من هذه؟ قالوا‪ :‬اللهم نعم‬

‫قال‪ :‬وأما قولكم‪ :‬إنه قاتل ولم يسب ولم يغنم‪ ،‬أتسبون أمكم عائشة؟ أم تستحلون منها ما تستحلون من غيرها‪ ،‬فقد كفرتم‪ ،‬وإن زعمتم أنها‬
‫ليست أم المؤمنين فقد كفرتم وخرجتم من اإلسالم‪ ،‬إن هللا يقول‪﴿ :‬النبي أولى بالمؤمنين من أنفسهم وأزواجه أمهاتهم﴾ (سورة األحزاب‪ :‬آية‬
‫‪ )6.‬فأنتم مترددون بين ضاللتين‪ ،‬فاختاروا أيتهما شئتم‪ ،‬أخرجت من هذه؟‪ ،‬قالوا‪ :‬اللهم نعم‬

‫قال‪ :‬وأما قولكم‪ :‬محا نفسه من أمير المؤمنين‪ ،‬فإن رسول هللا صلى هللا عليه وسلم دعا قريشا ً يوم الحديبية على أن يكتب بينه وبينهم‬
‫كتابا ً‪ ،‬فقال‪ :‬اكتب‪ :‬هذا ما قاضى عليه محمد رسول هللا‪ ،‬فقالوا‪ :‬وهللا لو كنا نعلم أنك رسول هللا ما صددناك عن البيت‪ ،‬وال قاتلناك‪ ،‬ولكن‬
‫اكتب‪ :‬محمد بن عبد هللا‪ ،‬فقال‪ :‬وهللا إني لرسول هللا حقا وإن كذبتموني‪ ،‬اكتب يا علي‪ :‬محمد بن عبد هللا‪ ،‬فرسول هللا صلى هللا عليه وسلم‬
‫‪.‬كان أفضل من علي رضي هللا عنه‪ ،‬أخرجت من هذه؟ قالوا‪ :‬اللهم نعم‪ ،‬فرجع منهم عشرون ألفا ً وبقي منهم أربعة آالف‪ ،‬فقتلوا‬

‫وذكر الحافظ الهيثمي أن اإلمام الطبراني رواه وأن اإلمام أحمد روى بعضه قال‪ :‬ورجالهما رجال الصحيح‪ .‬وأخرجه الحافظ البيهقي‬
‫وذكر نحوه وفيه‪ :‬فرجع من القوم ألفان وقتل سائرهم على ضاللة‪ .‬وفي روايات أخرى أنهم كانوا أربعة آالف ثم زادوا حتى صاروا ستة‬
‫آالف أو ثمانية آالف على اختالف الروايات‪]58[.‬‬

‫وقد قاتلهم علي مع أعالم الصحابة في معركة النهروان عام ‪ 36‬هـ‪ .‬وصح عن أبي أمامة الباهلي رضي هللا عنه أنه وقف على قتالهم‬
‫ِيم السماء‪َ W،‬خ ْي ُر َق ْتلَى من َق َتلُوه»‪ُ ،‬ثم قرأ ﴿يوم‬ ‫َأ‬
‫من األزارقة في أبواب المدائن‪َ ،‬ف َقا َل‪« :‬كِالبُ النار كِالبُ النار ثالثاً‪َ ،‬شرُّ َق ْتلَى تحت د ِ‬
‫تبيض وجوه وتسود وجوه﴾ (سورة آل عمران‪ :‬آية ‪ ] 59[.)106‬ولذلك قال علي رضي هللا عنه لما رأى ما آلوا إليه‪« :‬إنه ليس من طلب‬
‫الحق فأخطأه كمن طلب الباطل فأدركه»‪ .‬وقد أبادهم يومئذ عن بكرة أبيهم‪ ،‬فلم يفلت منهم غير تسعة أنفس‪ ،‬صاروا منهم إلى سجستان‬
‫واليمن وعمان والجزيرة‪ ،‬ومن أتباعهم كان بقايا الخوارج في الجزيرة‪ .‬وقد تقرب زعيمهم عبد الرحمن بن ملجم إلى هللا‪ ،‬كما زعم‪ ،‬بقتل‬
‫علي بن أبي طالب‪ ،‬وطعنه وهو في المسجد يصلي‪ ،‬ومدحه بذلك عمران بن حطان الخارجي‪ .‬ورغم هزيمتهم في معركة النهروان‪ ،‬فقد‬
‫ظلوا شوكة في تاريخ الدولة اإلسالمية‪ ،‬وكبدوها الويالت في معارك متواصلة‪ ،‬ثم ضعف شأنهم في العصر العباسي‪ .‬وامتد تأثير أفكارهم‬
‫إلى العصر الحديث‪]55[.‬‬

‫أحاديث عن الخوارج‬
‫روى اإلمام البخاري في صحيحه أنه قيل للصحابي الجليل سهل بن حنيف‪ :‬هل سمعت‪ W‬النبي يقول في الخوارج شيئا؟ قال‪ :‬سمعته يقول‪،‬‬
‫الر ِميّة‬
‫‪.‬وأهوى بيده قبل العراق‪ :‬يخرج منه قوم يقرؤون القرآن‪ ،‬ال يجاوز تراقيهم‪ ،‬يمرقون من اإلسالم مروق السهم من َ‬
‫روى اإلمام البخاري في صحيحه عن الصحابي الجليل أبي سعي ٍد ال ُخ ْدري أنه قال‪ :‬بينما نحن عند رسول هللا وهو يقسم قسماً‪- W‬أي يقسم‬
‫ُ‬
‫وخسرت إن‬ ‫ُ‬
‫خبت‬ ‫ماالً ‪ ،-‬إذ أتاه ذو الخويصرة‪ ،‬وهو رجل من بني تميم‪ ،‬فقال‪ :‬يا رسول هللا اعدل! فقال‪ :‬ويلك! ومن يعدل إذا لم أعدل‪ ،‬قد‬
‫لم أكن أعدل‪ .‬فقال عمر‪ :‬يا رسول هللا إئذن لي فيه فأضرب عنقه؟ فقال‪ :‬دَ عهُ‪ ،‬فإن له أصحابا يحقر أحدكم صالته مع صالتهم وصيامه‬
‫مع صيامهم ‪-‬أي من شدة عبادتهم‪ ،-‬يقرؤون القرآن ال يجاوز تراقيهم ‪-‬والترقوة هي العظمة الناتئة أعلى الصدر أي يقرأون القرآن وال‬
‫‪..‬يفقهونه‪ ،-‬يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية‬
‫‪.‬قال أبو سعيد‪ :‬فأشه ُ‪W‬د أني سمعت‪ W‬هذا الحديث من رسول هللا‪ ،‬وأشه ُد أن عليا بن أبي طالب قاتلهم وأنا معه‬

‫روى اإلمام البخاري في صحيحه عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب أنه قال‪ :‬إذا حدثتكم عن رسول هللا حديثاً‪ ،‬فوهللا ألن َأ ِخ ّر من‬
‫السماء‪ W‬أحبّ إليّ من أنْ أكذب عليه‪ ،‬وإني سمعت‪ W‬رسول هللا يقول‪ :‬سيخرج قو ٌم في آخر الزمان‪ ،‬أحداث األسنان‪ ،‬سفهاء‪ W‬األحالم‪ ،‬يقولون‬
‫من خير قول البرية‪ ،‬ال يجاوز إيمانهم حناجرهم‪ ،‬يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية‪ ،‬فأينما لقيتموهم فاقتلوهم‪ ،‬فإن في َق ْتل ِِهم‬
‫‪.‬أجراً لِ َمنْ َق َتلَهم يوم القيامة‬
‫روى اإلمام الترمذي في سُننه بسند حسن عن الصحابي الجليل أبي ُأمامة األنصاري أنه رأى رؤوس الخوارج منصوبة في دمشق‪ ،‬فقال‬
‫أبو أمامة ‪-‬راويا ً عن رسول هللا ‪ :-‬كالب النار‪ ،‬شر قتلى تحت أديم السماء‪ ،‬خير قتلى من َق َتلوه‪ ،‬ثم قرأ‪﴿ :‬يوم تبيض وجوه وتسود وجوه﴾‬
‫إلى آخر اآلية‪ .‬فقيل ألبي أمامة‪ :‬أنت سمعته‪ W‬من رسول هللا ؟ قال ‪ :‬لو لم أسمعه إال مرة أو مرتين أو ثالثا ً أو أربعا ً –حتى ع ّد سبعاً– ما‬
‫‪.‬حد ّْث ُت ُكموه‬
‫َ‬
‫وروى اإلمام الهيثمي في المُجْ َم ع بسن ٍد رجاله ثقات عن سعيد بن جهمان أنه أتى الصحابي الجليل عبد هللا بن أبي أوفى ‪-‬وكان ضريراً‪-‬‬
‫فسل ّم عليه‪ ،‬فقال‪ :‬من أنت؟‬
‫فقال‪ :‬أنا سعيد بن جهمان قال‪ :‬ما فعل والدك؟ رد سعيد‪ :‬قتلته األزارقة ‪-‬وهي من فرق الخوارج‪ -‬فقال ‪ :‬لعن هللا األزارقة لعن هللا‬
‫األزارقة‪ ،‬سمعت رسول هللا يقول‪ :‬كالب النار فقال سعيد‪ :‬األزارقة وحدهم أو الخوارج كلها؟ قال بن أبي أوفى‪ :‬بل الخوارج كلها فقال‬
‫سعيد‪ :‬فإن السلطان يظلم الناس ويفعل بهم ويفعل فتناول بن أبي أوفى بيد سعيد بن جهمان َف َغ َم َزها غمزة شديدة‪ ،‬ثم قال‪ :‬يا ابن جهمان‬
‫عليك بالسواد األعظم‪ ،‬فإن كان السلطان يسمع منك فائته في بيته فأخبره بما تعلم ‪-‬أي انصحه وأبلغه ظلم من تحت يديه‪ -‬فإن َق ِب َل منك‬
‫‪.‬وإال َف َدعْ ُه فلست بأعلم منه‬

‫قال ابن كثير في تفسير قول هللا تعالى‪﴿ :‬هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات‪ W‬هن أم الكتاب وأخر متشابهات فأما الذين في‬
‫قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله وما يعلم تأويله إال هللا والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عند ربنا‬
‫وما يذكر إال أولو األلباب﴾ رقم‪ )7( :‬قال ابن كثير‪ :‬المتشابهات‪ W‬تحتمل داللتها موافقة المحكم وقد تحتمل شيئا آخر من حيث اللفظ‬
‫والتركيب ال من حيث المراد‪ ] 60[ ،‬وقال اإلمام أحمد‪ :‬حدثنا أبو كامل حدثنا حماد عن أبي غالب قال‪ :‬سمعت‪ W‬أبا أمامة يحدث عن النبي‬
‫ﷺ في قوله‪﴿ :‬فأما الذين في قلوبهم زيغ فيتبعون ما تشابه منه﴾ قال‪ :‬هم الخوارج" وفي قوله‪﴿ :‬يوم تبيض وجوه وتسود وجوه﴾ سورة آل‬
‫عمران آية‪ )106( :‬قال‪« :‬هم الخوارج»‪ ] 60[.‬وقال ابن كثير‪ :‬وهذا الحديث أقل أقسامه أن يكون موقوفا من كالم الصحابي‪ ،‬ومعناه‬
‫صحيح‪ ،‬فإن أول بدعة وقعت في اإلسالم فتنة الخوارج‪ ،‬وكان مبدؤهم بسبب الدنيا حين قسم رسول هللا ﷺ غنائم حنين‪ ،‬فكأنهم‪ W‬رأوا في‬
‫عقولهم الفاسدة أنه لم يعدل في القسمة‪ ،‬ففاجئوه بهذه المقالة‪ ،‬فقال قائلهم ‪-‬وهو ذو الخويصرة ‪ -‬بقر هللا خاصرته‪ -‬اعدل فإنك لم تعدل‪،‬‬
‫فقال له رسول هللا ﷺ ‪« :‬لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل أيأمنني على أهل األرض وال تأمنوني»‪ ،‬فلما قفا الرجل استأذن عمر بن‬
‫الخطاب ‪-‬وفي رواية‪ :‬خالد بن الوليد‪( -‬وال بعد في الجمع)‪ -‬رسول هللا في قتله‪ ،‬فقال‪« :‬دعه فإنه يخرج من ضئضئ هذا ‪-‬أي‪ :‬من جنسه‪-‬‬
‫قوم يحقر أحدكم صالته مع صالتهم وصيامه مع صيامهم‪ W،‬وقراءته مع قراءتهم ‪ ،‬يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية‪ ،‬فأينما‬
‫لقيتموهم فاقتلوهم‪ ،‬فإن في قتلهم أجرا لمن قتلهم»‪ ] 60[.‬ثم كان ظهورهم أيام علي بن أبي طالب‪ ،‬وقتلهم بالنهروان‪ ،‬ثم تشعبت منهم‬
‫شعوب وقبائل وآراء وأهواء ومقاالت ونحل كثيرة منتشرة‪ ،‬ثم نبعت القدرية‪ ،‬ثم المعتزلة ثم الجهمية وغير ذلك من البدع التي أخبر عنها‬
‫الصادق المصدوق في قوله‪« :‬وستفترق هذه األمة على ثالث وسبعين فرقة‪ ،‬كلها في النار إال واحدة» قالوا‪ :‬من هم يا رسول هللا؟ قال‪:‬‬
‫«من كان على ما أنا عليه وأصحابي»‪ .‬أخرجه الحاكم في مستدركه بهذه الزيادة‪ ]60[.‬وفي رواية عن حذيفة‪« :‬إن في أمتي قوما‬
‫يقرءون القرآن ينثرونه نثر الدقل‪ ،‬يتأولونه على غير تأويله»‪ ] 60[.‬عن ابن العاص عن رسول هللا ﷺ قال‪« :‬إن القرآن لم ينزل ليكذب‬
‫بعضه بعضا‪ ،‬فما عرفتم منه فاعملوا به‪ ،‬وما تشابه منه فآمنوا به»‪]60[.‬‬

‫عن جابر بن عبد هللا قال أتى رجل رسول هللا ﷺ بالجعرانة ‪-‬منصرفه من حنين‪ -‬وفي ثوب بالل‪ :‬فضة‪ ،‬ورسول هللا ﷺ يقبض منها «‬
‫يعطي الناس‪ ،‬فقال‪ :‬يا محمد اعدل‪ ،‬قال‪« :‬ويلك ومن يعدل إذا لم أكن أعدل لقد خبت وخسرت إن لم أكن أعدل» فقال عمر بن الخطاب‬
‫رضي هللا عنه‪ :‬دعني يا رسول هللا فأقتل هذا المنافق‪ ،‬فقال‪« :‬معاذ هللا أن يتحدث الناس أني أقتل أصحابي‪ ،‬إن هذا وأصحابه يقرءون‬
‫القرآن ال يجاوز حناجرهم‪ ،‬يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية»‪]61[.‬‬
‫قوله صلى هللا عليه وسلم‪« :‬يقرءون القرآن ال يجاوز حناجرهم» قال القاضي‪ :‬فيه تأويالن‪ :‬أحدهما‪ :‬معناه‪ :‬ال تفقهه قلوبهم وال ينتفعون‬
‫بما تلوا منه‪ ،‬وال لهم حظ سوى تالوة الفم والحنجرة والحلق إذ بهما تقطيع الحروف‪ ،‬الثاني‪ :‬معناه‪ :‬ال يصعد لهم عمل وال تالوة وال‬
‫‪.‬يتقبل‬

‫قوله صلى هللا عليه وسلم‪« :‬يمرقون منه كما يمرق السهم من الرمية» وفي الرواية األخرى‪« :‬يمرقون من اإلسالم»‪ ،‬وفي الرواية‬
‫األخرى‪« :‬يمرقون من الدين» قال القاضي‪ :‬معناه‪ :‬يخرجون منه خروج السهم إذا نفذ الصيد من جهة أخرى‪ ،‬ولم يتعلق به شيء منه‪،‬‬
‫والرمية هي الصيد المرمي‪ ،‬وهي فعيلة بمعنى مفعولة‪ .‬قال‪ :‬و«الدين» هنا هو اإلسالم‪ ،‬كما قال سبحانه وتعالى‪﴿ :‬إن الدين عند هللا‬
‫اإلسالم﴾ وقال الخطابي‪ :‬هو الطاعة أي‪ :‬من طاعة اإلمام‪ ،‬وفي هذه األحاديث دليل لمن يكفر الخوارج‪ ،‬قال القاضي عياض ‪ :‬قال‬
‫المازري‪ :‬اختلف العلماء في تكفير الخوارج‪ ،‬قال‪ :‬وقد كادت هذه المسألة تكون أشد إشكاال من سائر المسائل‪ ،‬ولقد رأيت أبا المعالي وقد‬
‫رغب إليه الفقيه عبد الحق ‪-‬رحمهما‪ W‬هللا تعالى‪ -‬في الكالم عليها فرهب له من ذلك‪ ،‬واعتذر بأن الغلط فيها يصعب موقعه؛ ألن إدخال‬
‫كافر في الملة وإخراج مسلم منها عظيم في الدين‪ ،‬وقد اضطرب فيها قول القاضي أبي بكر الباقالني‪ ،‬وناهيك به في علم األصول‪ ،‬وأشار‬
‫ابن الباقالني إلى أنها من المعوصات؛ ألن القوم لم يصرحوا بالكفر‪ ،‬وإنما قالوا أقواال تؤدي إليه‪ ،‬وأنا أكشف لك نكتة الخالف وسبب‬
‫اإلشكال‪ ،‬وذلك أن المعتزلي مثال يقول‪ :‬إن هللا تعالى عالم‪ ،‬ولكن ال علم له‪ ،‬وحي وال حياة له‪ .‬يوقع االلتباس في تكفيره؛ ألنا علمنا من‬
‫دين األمة ضرورة أن من قال‪ :‬إن هللا تعالى ليس بحي وال عالم كان كافرا‪ ،‬وقامت الحجة على استحالة كون العالم ال علم له‪ ،‬فهل نقول‪:‬‬
‫إن المعتزلي إذا نفى العلم نفى أن يكون هللا تعالى عالما‪ ،‬وذلك كفر باإلجماع وال ينفعه اعترافه بأنه عالم مع نفيه أصل العلم‪ ،‬أو نقول قد‬
‫اعترف بأن هللا تعالى عالم‪ ،‬وإنكاره العلم ال يكفره‪ ،‬وإن كان يؤدي إلى أنه ليس بعالم‪ ،‬فهذا موضع اإلشكال‪ .‬هذا كالم المازري ومذهب‬
‫الشافعي وجماهير أصحابه العلماء أن الخوارج ال يكفرون‪ ،‬وكذلك القدرية وجماهير المعتزلة وسائر أهل األهواء‪ ،‬قال الشافعي ‪ :‬أقبل‬
‫شهادة أهل األهواء إال الخطابية‪ ،‬وهم طائفة من الرافضة يشهدون لموافقيهم في المذهب بمجرد قولهم‪ ،‬فرد شهادتهم‪ W‬لهذا ال لبدعتهم‪ .‬وهللا‬
‫‪.‬أعلم‬

‫عن أبي سعيد الخدري قال بعث علي رضي هللا عنه وهو باليمن بذهبة في تربتها إلى رسول هللا ﷺ فقسمها‪ W‬رسول هللا ﷺ بين أربعة نفر«‬
‫األقرع بن حابس الحنظلي وعيينة بن بدر الفزاري وعلقمة بن عالثة العامري ثم أحد بني كالب وزيد الخير الطائي ثم أحد بني نبهان قال‬
‫فغضبت قريش فقالوا أتعطي صناديد نجد وتدعنا فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم إني إنما فعلت ذلك ألتألفهم فجاء‪ W‬رجل كث اللحية‬
‫مشرف الوجنتين غائر العينين ناتئ الجبين محلوق الرأس فقال‪ :‬اتق هللا يا محمد قال فقال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم فمن يطع هللا إن‬
‫عصيته أيأمنني على أهل األرض وال تأمنوني قال ثم أدبر الرجل فاستأذن رجل من القوم في قتله يرون أنه خالد بن الوليد فقال رسول هللا‬
‫صلى هللا عليه وسلم إن من ضئضئ هذا قوما يقرءون القرآن ال يجاوز حناجرهم يقتلون أهل اإلسالم ويدعون أهل األوثان يمرقون من‬
‫اإلسالم كما يمرق السهم من الرمية لئن أدركتهم ألقتلنهم قتل عاد»‪]62[.‬‬

‫ظهور الخوارج من عالمات الساعة الصغرى‬


‫َّاع ة‪ :‬خروج بعض الفرق المخالفة لمنهج النبي ﷺ وصحابته الكرام‪ ،‬ومن هؤالء فرق الخوارج؛ وقد أخبر عنهم النبي‬
‫من عالمات‪ W‬الس َ‬
‫‪.‬صلى هللا عليه وسلم‬

‫فقد أخرج البخاري ومسلم عن عبد هللا بن مسعود رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪« :‬يخرج آخر الزمان قوم‬
‫أحداث األسنان‪ ،‬سفهاء األحالم‪ ،‬يقرؤون القرآن ال يجاوز تراقيهم ‪ ،‬يقولون من قول خير البرية‪ ،‬يمرقون من الدين كما يمرق السهم من‬
‫»الرَّ ميَّة‬

‫‪ .‬وقد وصفهم النبي ﷺ بهذه الصفات في حديث آخر‪ ،‬وأضاف أنهم من شرار الخلق‬

‫وعن أنس رضي هللا عنه قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪« :‬سيكون في ُأ َّمتِي اختالف وفرقة‪ ،‬قوم يحسنون القيل‪ ،‬ويسيئون‬
‫الفعل‪ ،‬يقرءون القرآن‪ ،‬ال يجاوز تراقيهم‪ ،‬يمرقون من الدين مروق السهم من الرَّ ميَّة‪ ،‬ال يرجعون حتى يرت َّد السهم إلى فُوقه‪ ،‬وهم شرار‬
‫الخلق والخليقة‪ ،‬طوبى ل َم ن قتلهم وقتلوه‪ ،‬يدعون إلى كتاب هللا‪ ،‬وليسوا منه في شيء‪َ ،‬من قاتلهم كان أولى باهلل منهم‪ ،‬سيماهم التحالق»[‬
‫‪]63‬‬
‫‪.‬فهم قوم ي َّد عون العلم‪ ،‬ويجهدون أنفسهم بالعبادة‪ ،‬لكنهم يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّ ميَّة‬
‫عن أبي سعيد الخدري رضي هللا عنه قال‪« :‬بينما نحن عند رسول هللا صلى هللا عليه وسلم وهو يقسم قسماً‪ W،‬أتاه ذو الخويصرة ‪ ،‬فقال‪ :‬يا‬
‫رسول هللا‪ ،‬اعدل‪ ،‬فقال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬ويلك و َمن يعدل إذا لم أعدل‪ ،‬قد خبت وخسرتَ إن لم أكن أعدل‪ ،‬فقال عمر‪ :‬يا رسول هللا‪،‬‬
‫ائذن لي فيه فأضرب عنقه؟ فقال صلى هللا عليه وسلم‪ :‬دَ عْ هُ‪ ،‬فإن له أصحابا ً يحقر أحدكم صالته مع صالتهم‪ ،‬وصيامه مع صيامهم‪W،‬‬
‫يقرءون القرآن ال يتجاوز تراقيهم‪ ،‬يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرَّ ميَّة‪ ،‬ينظر إلى نصله فال يوجد فيه شيء‪ ،‬ثم ينظر إلى‬
‫رصافه فما يوجد فيه شيء‪ ،‬ثم ينظر إلى نضيه فال يوجد فيه شيء‪ ،‬ثم ينظر إلى قذذه فال يوجد فيه شيء‪ ،‬قد سبق الفرث والدم‪ ،‬آيتهم‬
‫رجل أسود إحدى عضديه مثل ثدي المرأة ومثل البضعة تدردر‪ ،‬ويخرجون على حين فرقة من الناس» ‪]64[.‬‬

‫فرق الخوارج‬
‫انقسمت‪ W‬الخوارج إلى فرق كثيرة يجمعها‪ W‬القول بالتبرأ من عثمان بن عفان وعلي بن أبي طالب‪ .‬وأهم هذه الفرق‪ :‬الم َُح ِّكمة‪ W،‬األزارقة‪،‬‬
‫النجدات‪ ،‬البيهسية‪ ،‬العجاردة‪ ،‬الثعالبة‪ ،‬والصفرية‪ ] 65[.‬والخالف بين هذه الفرق لم يكن في أمور خطيرة تؤدي إلى االنشقاق وتكوين‬
‫فرقة مستقلة‪ ،‬بل إن معظم نزاعاتهم كانت تدور في كثير من األحيان حول أمور فرعية‪]66[.‬‬

‫واإلمام عبد القاهر البغدادي في كتابه (الفرق بين الفرق) ذكر أنهم‪« :‬عشرون فرقة‪ ،‬وهذه أسماؤها‪ :‬المحكمة األولى واألزارقة والنجدات‬
‫والصفرية‪ ،‬ثم العجاردة المفترقة فرقا ً منها‪ :‬الخازمية والشعيبية والمعلومية والمجهولية وأصحاب طاعة ال يراد هللا تعالى بها‪ ،‬والصلتية‬
‫واألخنسية والشبيبية والشيبانية والمعبدية والرشيدية والمكرمية والحمزية والشمراخية واإلبراهيمية‪ ،‬والواقفة واإلباضية‪ ،‬واإلباضية منهم‬
‫افترقت فرقا ً معظمها‪ W‬فريقان‪ :‬حفصية وحارثية‪ .‬فأما اليزيدية من اإلباضية والميمونية من العجاردة فإنهما فرقتان من غالة الكفرة‬
‫الخارجين عن فرق األمة‪ ...‬وقد اختلفوا فيما يجمع الخوارج على افتراق مذاهبها‪ ،‬فذكر الكعبي في مقاالته‪ :‬أنّ الذي يجمع الخوارج على‬
‫افتراق مذاهبها إكفار علي وعثمان والحكمين‪ ،‬وأصحاب الجمل‪ ،‬وكل من رضي بتحكيم الحكمين‪ ،‬واإلكفار بارتكاب‪ W‬الذنوب‪ ،‬ووجوب‬
‫الخروج على اإلمام الجائر‪ .‬وقال شيخنا أبو الحسن‪ :‬الذي يجمعهما إكفار علي‪ ،‬وعثمان‪ ،‬وأصحاب الجمل‪ ،‬ومن رضي بالتحكيم وصوّ ب‬
‫الحكمين أو أحدهما‪ ،‬والخروج على السلطان الجائر»‪]68[]67[.‬‬

‫أما اإلمام الشهرستاني في كتابه (الملل والنحل) ذكر من فرقهم‪ :‬الم َُح ِّكمة‪ W‬األولى واألزارقة والنجدات العاذرية والبيهسية والعجاردة‬
‫(الصلتية والميمونية والحمزية والخلفية واألطرافية والشعيبية والحازمية) والثعالبة (األخنسية والمعبدية والرشيدية والشيبانية والمكرمية‬
‫والمعلومية والمجهولية والبدعية) واإلباضية (الحفصية والحارثية واليزيدية) والصفرية الزيادية‪]69[.‬‬

‫األزارقة‬
‫المقالة الرئيسة‪ :‬أزارقة‬

‫الدرهم العربي الساساني لزعيم األزارقة قطري بن الفجاءة‪ ،‬ضُرب حوالي ‪694‬م‪695-‬م ‪ ،‬مع شعار الخوارج «ال حكم إال هلل» على‬
‫الهامش‪ W‬المقابل‪ ،‬وقد أمتدت دولة األزارقة لتشمل األهواز وفارس وکرمان‪ .‬وقد عرف األزارقة بتكفير أصحاب الكبائر النهم لم يحكموا‬
‫‪.‬علي أنفسهم بما أنزل هللا‬
‫هم أتباع نافع بن األزرق الذي كان من بني حنيفة‪ ،‬وكانوا أشد فرق الخوارج عنفا ً وتطرفاً‪ ،‬وأكثرهم عدداً وأعزهم نفراً‪ ،‬وهم الذين تلقوا‬
‫الصدمات األولى من ابن الزبير واألمويين‪ ،‬وقد قاتل الخوارج بقيادة نافع قادة عبد هللا بن الزبير‪ ،‬وقادة األمويين تسع عشرة سنة‪ .‬وقد قتل‬
‫‪.‬نافع في ميدان القتال‪ ،‬ثم تولى بعده نافع بن عبيد هللا‪ ،‬ثم قطري بن الفجاءة‬

‫وفي عهد قطري كان الذي يحارب الخوارج من األمويين داهية قوادهم المهلب بن أبي صفرة‪ ،‬فكان قبل الواقعة التي يتقد بها يثير‬
‫خالفهم‪ W،‬فتحتدم المناقشة بينهم احتداما شديدا‪ ،‬ثم يلقاهم وهم على هذا الخالف؛ ولذا أخذ شأن الخوارج يضعف في عهد قطري هذا‪،‬‬
‫الختالفهم فرقا ً من جهة‪ ،‬وألثر هذا االختالف في مواقفهم في ميدان القتال من جهة ثانية‪ ،‬وتألب المسلمين عليهم من جهة ثالثة‪ ،‬وغلظتهم‬
‫‪.‬في معاملة مخالفيهم من جهة رابعة‪ .‬وقد سيطر األزارقة علي األهواز وبالد فارس وكرمان‬

‫وقد توالت هزائمهم على يد المهلب ومن جاء بعده من قواد األمويين حتى انتهى أمرهم‪]70[.‬‬

‫وقد استند األزارقة على عدد من المرتكزات العقائدية والفكرية التي اعتبروا أن اإليمان الكامل ال يكون إال بها وإن كانت مجرد أهواء‬
‫متطرفة‪ ،‬وبدعاً‪ ،‬وتتمثل فيما يلي‪]71[:‬‬
‫‪.‬أن مخالفيهم من أمة اإلسالم مشركون‪ ،‬ومن ال يسارع منهم إلى اعتناق مذهبهم يستحل دمه وماله‪ ،‬هو ونساؤه وأطفاله‬
‫ُك َق ْولُ ُه فِي ‪: Ra bracket.png‬كفر اإلمام علي بن أبي طالب ـ رضي هللا عنه ـ‪ ،‬وقالوا‪ :‬إن هللا أنزل في شأنه‬ ‫اس َمنْ يُعْ ِجب َ‬‫َوم َِن ال َّن ِ‬
‫ِص ِام‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫ْ‬ ‫هَّللا‬ ‫ْ‬
‫‪).‬سورة البقرة‪ Aya-204.png La bracket.png (204 :‬ال َح َيا ِة ال ُّد ْن َيا َو ُي ْش ِه ُد َ َعلَى َما فِي َقل ِب ِه َوه َُو لَ ُّد الخ َ‬
‫‪.‬إباحة قتل أطفال المخالفين لهم ونسائهم‪ ،‬وقد زعموا أن أطفال المشركين في النار وأن حكمهم حكم آبائهم‪ ،‬وكذلك أطفال المؤمنين‬
‫‪.‬زعموا أن من قام في دار الكفر فكافر‪ W‬ال يسعه إال الخروج‬
‫قالوا إن أبا بكر وعمر عمال بكتاب هللا وسنة الرسول ﷺ وكانا نموذجا ً صالحا ً للحكم الديني‪ ،‬أما عثمان بن عفان فقد ظ َّل صالحا ً خالل‬
‫السنوات الست األولى من حكمه‪ W،‬ثم خالف بعد ذلك حكم القرآن‪ ،‬وبدّل سنة الرسول ﷺ‪ ،‬فأصبح كافراً‪ ،‬أما علي فان سيرته حسنة‬
‫مرضية‪ ،‬وكان مثاالً للخليفة الصالح حتى نهاية معركة صفين‪ ،‬وقبوله بالتحكيم‪ ،‬فكفر في نظرهم‪ ،‬وصوّ بوا عمل عبد الرحمن بن ملجم‬
‫‪.‬المرادي في قتله‬
‫‪.‬ك ّف روا معاوية وعبد هللا بن عباس وطلحة والزبير وعائشة ومن كان معهم‪ W‬من أصحاب الجمل‬
‫‪.‬ك ّفروا كل من اشترك في معركة ص ّفين من الطرفين‪ ،‬وحكموا بخلودهم في النار‬
‫ال يحل لألزارقة أن يجيبوا أحداً من غيرهم إلى الصالة إذا دعاهم إليها‪ ،‬وال أن يأكلوا من ذبائحهم‪ ،‬وال يتزوجوا منهم‪ ،‬وال يتوارث‬
‫‪.‬الخارجي وغيره‬
‫‪.‬إسقاط الرجم على الزاني إذ ليس في القرآن ذكره‬
‫‪.‬أسقطوا حد القذف عمن قذف المحصنين من الرجال‪ ،‬مع وجوب الحد على قاذف المحصنات من النساء‬
‫‪.‬تجويزهم أن يبعث هللا تعالى نبيا ً يعلم أنه يكفر بعد نبوته‪ ،‬أو أنه كان كافراً قبل البعثة‬
‫‪: Ra‬التقية غير جائزة ال في قول وال في عمل خالفا ً للشيعة‪ ،‬ولو تعرضت النفس والمال والعرض لألخطار‪ ،‬مستدلين بقوله تعالى‬
‫اس ‪bracket.png‬‬ ‫ِب َعلَي ِْه ُم ْالقِ َتا ُل ِإ َذا َف ِر ٌ‬
‫يق ِم ْن ُه ْم َي ْخ َش ْو َن ال َّن َ‬ ‫الز َكا َة َفلَمَّا ُكت َ‬
‫صاَل َة َوآ ُتوا َّ‬ ‫ِين قِي َل لَ ُه ْم ُك ُّفوا َأ ْي ِد َي ُك ْم َوَأقِيمُوا ال َّ‬
‫َألَ ْم َت َر ِإلَى الَّذ َ‬
‫آْل‬
‫ب قُ ْل َم َتا ُع ال ُّد ْن َيا َقلِي ٌل َوا خ َِرةُ َخ ْي ٌر لِ َم ِن ا َّت َقى َواَل‬ ‫َك َخ ْش َي ِة هَّللا ِ َأ ْو َش َّد َخ ْش َية َو َقالوا َر َّب َنا لِ َم َك َتبْتَ َعلَ ْي َنا القِ َتا َل َل ْواَل َّخرْ َت َنا ِإلَى َج ٍل َق ِري ٍ‬
‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫ْ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َأ‬
‫‪).‬سورة النساء‪ُ Aya-77.png La bracket.png (77 :‬ت ْظلَم َ‬
‫ُون َفتِياًل‬
‫من ارتكب كبيرة من الكبائر‪َ ،‬ك َف َر ُك ْف َر ملة خرج به عن اإلسالم جملة‪ ،‬ويكون مخلداً في النار مع سائر الكفار‪ ،‬خالفا ً للمرجئة والمعتزلة‪،‬‬
‫‪.‬واستدلوا بكفر إبليس‪ ،‬وقالوا ما ارتكب إال كبيرة‪ ،‬حيث ُأمِر بالسجود آلدم فامتنع‬
‫‪.‬العمل بأوامر الدين من صالة وصيام وصدق وعدل جزء من اإليمان‬
‫‪.‬ليس اإليمان باالعتقاد وحده فمن اعتقد أن ال إله إال هللا‪ ،‬وأن محمداً رسول هللا‪ ،‬ثم لم يعمل بفروض الدين وارتكب الكبائر‪ ،‬فهو كافر‬
‫‪.‬أموال مخالفيهم حالل في كافة األحوال‬
‫‪.‬جحد األمانة لمخالفيهم التي أمر هللا تعالى بأدائها‪ ،‬وقالوا إن مخالفينا مشـركون‪ ،‬فال يلزمنا أداء أمانتنا إليهم‬
‫‪.‬يرون قطع يد السارق من المنكب في القليل والكثير‪ ،‬ولم يحددوا في السرقة نصابا ً‬
‫يرون وجوب وجود خليفة لقبوه أمير المؤمنين‪ ،‬واشترطوا فيه أن يكون أصلحهم دينا ً سواء أكان قرشيا ً أم غير قرشي‪ ،‬عربيا ً أم غير‬
‫‪.‬عربي‬
‫‪.‬رأوا وجوب عزل الخليفة إذا سار سيرة ال تتفق ومصلحة المسلمين‪ ،‬بأن جار أو ظلم‪ ،‬وإذا لم يعتزل في هذه الحالة‪ ،‬قوتل حتى يقتل‬
‫أوجب األزارقة امتحان من قصد عسكرهم‪ ،‬إذا ا ّد عى أنه منهم‪ ،‬بأن يُدفع إليه أسير من مخالفيهم‪ ،‬فيؤمر بقتله‪ ،‬فإن قتله صدَّقوا دعواه‪،‬‬
‫‪.‬وإن لم يقتله‪ ،‬قالوا إنه منافق ومشرك وقتلوه‬
‫اعتزل األزارقة جمهور المسلمين الذين عرّ فوهم باسم أهل الضاللة‪ ،‬فهاجروا من دار الحرب أو دار الخاطئين إلى دار الهجرة أو دار‬
‫‪.‬السالم‪ ،‬وهو اسم حاضرتهم التي كانت تتغير كثيراً‬
‫‪.‬إن اإلمامة ال تختص بشخص إال أن يجتمع فيه العلم والزهد‪ ،‬فإذا اجتمعا كان إماما ً‬
‫‪.‬يجب على المرأة الحائض أن تؤدي جميع أعمالها العبادية وال تنقص منها شيئا ً‬
‫‪.‬يجوز أن يبعث هللا تعالى نبيا ً يعلم أنه كافر بعد نبوته‪ ،‬أو كان كافراً قبل بعثته‬
‫‪.‬يحرم على الرجل قطع صالته حتى ولو سرق سارق ماله‪ ،‬أو فرسه أثناء صالته‬
‫النجدات‬
‫المقالة الرئيسة‪ :‬نجدات‬
‫أتباع نجدة بن عامر الحنفي‪ ،‬وكان السبب في رياسته وزعامته أن نافع بن األزرق لما أظهر البراءة من القعدة عنه بعد أن كانوا على‬
‫رأيه‪ ،‬وسماهم مشركين واستحل قتل أطفال مخالفيه ونسائهم‪ .‬وذهبوا إلى اليمامة فاستقبلهم نجدة بن عامر‪ .‬وأقاموا على إمامة نجدة إلى أن‬
‫اختلفوا في أمور نقموها منه‪ ،‬فلما اختلفوا صاروا ثالث فرق‪ :‬فرقة صارت مع عطية بن األسود الحنفي إلى سجستان‪ ،‬وفرقة صارت مع‬
‫أبي فديك‪ ،‬وفرقة عذروا نجدة في أحداثه وأقاموا على إمامته‪]69[.‬‬

‫الصفرية‬
‫المقالة الرئيسة‪ :‬صفرية‬
‫أتباع زياد بن األصفر‪ ،‬وقيل نسبة إلى عبد هللا بن صفار أو النعمان بن صفر‪ .‬يقول عبد القاهر البغدادي في كتابه (الفرق بين الفرق)‪:‬‬
‫«‪..‬وقولهم في الجملة كقول األزارقة في أن أصحاب الذنوب مشركون‪ ،‬غير أن الصفرية ال يرون قتل أطفال مخالفيهم ونسائهم‪،‬‬
‫واألزارقة يرون ذلك‪ .‬وقد زعمت فرقة من الصفرية أن ما كان من األعمال عليه ح ٌّد واقع ال يسمى صاحبه إال باالسم الموضوع له كزان‬
‫وسارق وقاذف وقاتل عمد‪ ،‬وليس صاحبه كافراً وال مشركاً‪ ،‬وكل ذنب ليس فيه ح ٌّد كترك الصالة والصوم فهو كفر وصاحبه كافر‪ ،‬وإن‬
‫المؤمن المذنب يفقد اسم اإليمان في الوجهين جميعا ً‪ .‬وفرقة ثالثة من الصفرية قالت بقول من قال من البيهسية‪ :‬إن صاحب‪ W‬الذنب ال يحكم‬
‫عليه بالكفر حتى يرفع إلى الوالي فيحده‪ .‬فصارت الصفرية على هذا التقدير ثالث فرق»‪]72[.‬‬

‫وقال أبو الفتح الشهرستاني عن عقائدهم أنهم‪..« :‬لم يُك ّف روا القعدة عن القتال إذا كانوا موافقين في الدين واالعتقاد‪ ،‬ولم يُسقطوا الرجم‪،‬‬
‫ولم يحكموا بقتل أطفال المشركين وتكفيرهم وتخليدهم في النار‪ .‬وقالوا‪ :‬التقية جائزة في القول دون العمل‪ .‬وقالوا‪ :‬ما كان من األعمال‬
‫عليه حد واقع فال يتعدى بأهله االسم الذي لزمه به الحد‪ ،‬كالزنا والسرقة والقذف‪ ،‬فيسمى زانيا ً سارقا ً قاذفاً‪ W،‬ال كافراً مشركاً‪ ،‬وما كان من‬
‫الكبائر مما ليس فيه حد لعظم قدره مثل‪ :‬ترك الصالة والفرار من الزحف فإنه يكفر بذلك‪]73[.»..‬‬

‫العجاردة‬
‫المقالة الرئيسة‪ :‬عجاردة‬
‫العجاردة كلها أتباع عبد الكريم بن عجرد‪ ،‬وكان عبد الكريم من أتباع عطية بن األسود الحنفي‪ .‬وكانت العجاردة مفترقة عشر فرق‬
‫يجمعها القول بأن الطفل يُد َع ى إذا بلغ‪ ،‬وتجب البراءة منه قبل ذلك حتى يُدعى إلى اإلسالم أو يصفه هو‪ .‬وفارقوا األزارقة في شيء آخر‪،‬‬
‫وهو أن األزارقة استحلت أموال مخالفيهم بكل حال‪ ،‬والعجاردة ال يرون أموال مخالفيهم فيئا ً إال بعد قتل صاحبه‪ ،‬فكانت‪ W‬العجاردة على‬
‫هذه الجملة إلى أن افترقت فرقها‪]69[.‬‬

‫الميمونية‬
‫المقالة الرئيسة‪ :‬الميمونية‬
‫أصحاب ميمون بن خالد‪ ،‬كان من جملة العجاردة‪ ،‬إال أنه تفرد عنهم بإثبات القدر خيره وشره من العبد‪ ،‬وإثبات الفعل للعبد خلقا ً وإبداعاً‪،‬‬
‫وإثبات االستطاعة قبل الفعل‪ ،‬والقول بأن هللا تعالى يريد الخير دون الشر‪ ،‬وليس له مشيئة في معاصي العباد‪]69[.‬‬

‫الثعالبة‬
‫هم أتباع ثعلبة بن ُم ْشكان؛‪ W‬وهؤالء كانوا يقولون بإمامة عبد الكريم بن عجرد‪ ،‬ويقولون‪ :‬إنه كان اإلمام‪ ،‬إلى أن خالفه ثعلبة في التبرؤ من‬
‫أطفال المسلمين‪ ،‬وبسبب هذا الخالف‪ ،‬تبرأ أحدهما من صاحبه‪ ،‬وكان يكفر كل منهما صاحبه‪]69[.‬‬

‫اإلباضية‬
‫المقالة الرئيسة‪ :‬إباضية‬
‫هم أتباع عبد هللا بن إباض التميمي‪ ،‬عاش في النصف الثاني من القرن األول الهجري وهو تلميذ التابعي جابر بن زيد الذي يرى اإلباضية‬
‫المعاصرين أنه المؤسس األول للمذهب وأنهم نسبوا البن إباض ألنه أول من هجر باآلراء السياسية المعارضة للحكم األموي‪ .‬ويذكر عبد‬
‫الهادي التازي في دراسته «المغرب في خدمة التقارب العربي اإلفريقي»‪ ،‬أن أول دخول اإلسالم إلى أقاليم أفريقيا كان على يد اإلباضية‬
‫الذين كانوا يطاردون من الحكومات السنية التي هيمنت على شمال القارة اإلفريقية‪ ،‬فيهاجرون إلى قلب القارة وغربها‪]74[.‬‬

‫وقد انقسمت‪ W‬اإلباضية إلى أربع فرق هم‪ :‬الحفصية‪ ،‬الحارثية‪ ،‬اليزيدية‪ ،‬وأصحاب طاعة ال يراد بها إال هللا‪ .‬وقد أجمعوا على أن من دخل‬
‫في دين المسلمين وجبت عليه الشرائع واألحكام وقف على ذلك أو لم يقف‪ ،‬سمعه أو لم يسمعه‪ .‬كما قالوا إن من ورد عليه الخبر‪ ،‬عليه أن‬
‫يعلم ذلك بالخبر‪ .‬وقال بعضهم‪ :‬يجوز أن يخلق هللا رسوالً بال دليل‪ ،‬ويكلف العباد بما أوحى إليه‪ ،‬وال يجب عليه إظهار المعجزة‪ ،‬كما ال‬
‫يجب على هللا تعالى ذلك إلى أن يخلق دليالً ويظهر معجزة أو ال يفعل‪ .‬وهذا يعني أنه يكفي لتصديق الرسول والنبي قوله «أنا نبي»‬
‫و«أنا رسول»‪ .‬وهذا ما قالته الكرامية من بعد اإلباضية‪ .‬وهو ما ذكر في كتب الفرق عن تأثر الكرامية بالخوراج في مسألة النبوة‪]75[.‬‬

‫وقد ع ّد بعض الباحثين في الفرق اإلسالمية اإلباضية من طوائف الخوارج‪ ،‬ويرجع ذلك إلى ظروف النشأة ومعارضتهم سويا ً للحكم‬
‫األموي‪ ،‬إال أن اإلباضية أنفسهم ينفون تلك الصلة بل يذهب الفقيه والمؤرخ العماني سالم السيابي في كتابه «أصول المناهج في تمييز‬
‫اإلباضية عن الخوارج» إلى «أن الخوارج في حكم اإلباضية مشركون ألنهم يحرمون بعض ما أحل هللا ويحرمون بعض ما أحله هللا‬
‫وينكرون بعض الثوابت اإلسالمية في السنة»‪]74[.‬‬

‫ويتحدث السيابي عن موقف اإلباضية من الصحابة فيقول إن الخليفتين أبا بكر وعمر إمامان راضيان مرضيان توليا أمر المسلمين‬
‫بإجماع األمة‪ ،‬وأن عثمان قد أخذ اإلمامة وبايعه المسلمون‪ .‬ثم يضيف في كتابه «أصول المناهج في تمييز اإلباضية عن الخوارج»‪ ،‬أن‬
‫بعض المسلمين أخذوا على الخليفة عثمان بن عفان أشياء وانتقدوه في أخرى ثم أنكروا عليه أموراً حتى قتلوه‪ ،‬مؤكداً أن اإلباضية بريئون‬
‫من دمه وماله‪ .‬ويتابع‪« :‬ثم بايعوا علي بن أبي طالب على ما بايعوا عليه من قبله ثم اختلفوا عليه فشاركوه في سياسته وتالعبوا بأمره –‬
‫يقصد مشاركة معاوية له في الحكم‪ ،-‬إلى أن جاءه منهم من قتله –وهم الخوارج‪ ،-‬وأن اإلباضية لم يشاركوا في قتله والحكم هلل يوم‬
‫القيامة»‪]74[.‬‬

‫أصحاب طاعة ال يُراد هللا بها‬


‫زعم هؤالء أنه ال يص ُّح وجود طاعات كثيرة ممن ال يريد هللا تعالى بها‪ ،‬كما قال أبو الهذيل وأتباعه من القدرية‪]69[.‬‬

‫دول الخوارج‬
‫‪:‬أقامت‪ W‬فرقة الخوارج عدة دول أبرزها‬

‫دولة اإلباضية في عمان وهي باقية حتي اآلن‪]76[.‬‬


‫الدولة الرستمية أقامها‪ W‬الخوارج اإلباضية في بالد المغرب األوسط بين ‪ 776‬و‪909‬م‪ ،‬مقرها كان مدينة تاهرت أو تيهرت وهي حاليا‬
‫مدينة تيارت في الجزائر[‪]77‬‬
‫إمارة بني مدرار أقامها‪ W‬الخوارج الصفرية في سلجماسة‪ W‬بالمغرب [‪]78‬‬
‫دولة النجدات وشملت صنعاء جنوبا والبحرين والقطين[‪]79‬‬
‫دولة األزارقة شملت األهواز وفارس وکرمان‪]80[.‬‬
‫حكم الخوارج‬
‫‪:‬اختلف العلماء في حكم الخوارج‪ ،‬ومشهور القول فيهم أنهم على قسمين‬

‫‪.‬أنه كحكم أهل الردة‪ ،‬ألنهم ردوا السنة‪ ،‬وك ّفروا الصحابة‪ ،‬واستحلّوا دماء الموحدين‬
‫‪.‬أنه كحكم أهل البغي‪ ،‬ألنهم خرجوا لطلب الملك فقط‪ ،‬سواء كانت فيه شبهة أم ال‪ ،‬وهم البغاة‬
‫قال اإلمام محيي الدين النووي في شرحه لصحيح مسلم‪...« :‬قوله صلى هللا عليه وسلم‪( :‬فإذا لقيتموهم فاقتلوهم فإن في قتلهم أجراً) هذا‬
‫تصريح بوجوب قتال الخوارج والبغاة‪ ،‬وهو إجماع العلماء‪ ،‬قال القاضي (يعني القاضي عياض المالكي)‪ :‬أجمع العلماء‪ W‬على أن الخوارج‬
‫وأشباههم من أهل البدع والبغي متى خرجوا على اإلمام وخالفوا رأي الجماعة وشقوا العصا وجب قتالهم بعد إنذارهم‪ ،‬واالعتذار إليهم‪.‬‬
‫قال هللا تعالى‪( :‬فقاتلوا التي تبغي حتى تفيء إلى أمر هللا)‪ .‬لكن ال يجهز على جريحهم وال يتبع منهزمهم‪ ،‬وال يقتل أسيرهم‪ ،‬وال تباح‬
‫أموالهم‪ ،‬وما لم يخرجوا عن الطاعة وينتصبوا للحرب ال يقاتلون‪ ،‬بل يوعظون ويستتابون من بدعتهم وباطلهم‪ ،‬وهذا كله ما لم يكفروا‬
‫ببدعتهم‪ ،‬فإن كانت بدعة مما يكفرون به جرت عليهم أحكام المرتدين‪ ،‬وأما البغاة الذين ال يكفرون فيرثون ويورثون‪ ،‬ودمهم في حال‬
‫القتال هدر‪ ،‬وكذا أموالهم التي تتلف في القتال‪ ،‬واألصح أنهم ال يضمنون أيضا ً ما أتلفوه على أهل العدل في حال القتال من نفس ومال‪،‬‬
‫وما أتلفوه في غير حال القتال من نفس ومال ضمنوه‪ ،‬وال يحل االنتفاع بشيء من دوابهم وسالحهم في حال الحرب عندنا وعند الجمهور‪،‬‬
‫وجوزه أبو حنيفة‪ .‬وهللا أعلم»‪]81[.‬‬

‫وألجل ذلك قال اإلمام مالك في سائر أهل البدع‪« :‬يستتابون‪ ،‬فإن تابوا وإال ضربت أعناقهم»‪ .‬قال إسماعيل بن إسحاق‪« :‬رأى مالك قتل‬
‫الخوارج‪ ،‬وأهل القدر من أجل الفساد الداخل في الدين‪ ،‬كقطاع الطريق‪ ،‬فإن تابوا وإال قتلوا على إفسادهم»‪ .‬وال شك في أنهم يستحقون‬
‫النار‪ ،‬إن ماتوا على اعتقادهم الباطل في ألفاظ القرآن ومعانيه‪ ،‬ورد السنة الصحيحة الزائدة جملة‪ ،‬وتكفير جمهور الصحابة‪ ،‬واستحالل دم‬
‫المسلمين‪ .‬لقوله ﷺ ‪« :‬يمرقون من الدين كما يمرق السهم من الرمية»‪ .‬وقوله‪« :‬الخوارج كالب النار»‪ .‬وقوله‪« :‬هم شر الخلق‬
‫والخليقة»‪ ]82[.‬قال اإلمام أبي المظفر اإلسفراييني في (التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين)‪...« :‬والكفر ال‬
‫محالة الزم لهم لتكفيرهم أصحاب رسول هللا صلى هللا عليه وسلم»‪]83[.‬‬

‫لكن اإلمام جالل الدين السيوطي يورد أن لعلماء أهل السنة في تكفير الخوراج قولين مشهورين‪ ،‬المعتمد منهما عدم تكفيرهم‪ ،‬لكنهم‬
‫متفقون على قتالهم على الرغم من أنهم لم يكفروهم‪ ،‬إنما اعتبروهم عصاة وبغاة ومتمردين‪ .‬لذلك‪ ،‬ال يجوز بعد هزيمتهم في القتال أن‬
‫ُتغنم أموالهم و ُت سبى ذراريهم‪ ،‬وال يقتل مُدبرهم‪ ،‬ويستندون في ذلك على تصرف اإلمام علي معهم‪ W‬في معركة النهروان‪ ،‬ذلك أن اإلمام‬
‫ب حريمهم ولم يغنم أموالهم‪ ،‬رغم أن الذين خرجوا عليه قاتلوه واتهمُوه بالكفر‪ ،‬إال أن اإلمام علي وفقهاء الصحابة لم يكفروهم‪،‬‬
‫علي لم يس ِ‬
‫ً‬
‫ولم يعتبروهم من أهل الردة الخارجين من الملة‪ .‬ويعتبر تصرف اإلمام علي معهم‪ W‬مستند الشيعة في عدم اعتبارهم كفارا‪ .‬وذهب جمع من‬
‫الشيعة إلى تكفيرهم ألنهم أنكروا ضرورة الطاعة لإلمام وحاربوه‪ ،‬ولكن الحكم فيهم بعد قتالهم مختلف فيه‪]85[]84[.‬‬

‫وقد سئل علي بن أبي طالب رضي هللا عنه عن الخوارج فقيل له‪ :‬أكفار هم؟ قال‪ :‬من الكفر فروا‪ ،‬وفي رواية‪ :‬أمشركون هم؟ فقال‪ :‬من‬
‫الشرك فروا‪ .‬فقيل له‪ :‬أمنافقون هم؟ قال‪ :‬المنافقون ال يذكرون هللا إال قليالً ‪ ،‬فقيل له من هم إذن؟ قال‪ :‬إخواننا بغوا علينا فقاتلناهم ببغيهم‬
‫علينا‪ ،‬وفي رواية‪ :‬قوم بغوا علينا ف ُن صرنا عليهم‪ ،‬وفي رواية‪ :‬قوم أصابتهم فتنة فعموا فيها وصموا‪ .‬ذكره عبد الرزاق الصنعاني في‬
‫مصنفه‪ ،‬وابن أبي شيبة بسند صحيح‪ ،‬والبيهقي في السنن الكبرى‪ ،‬وابن كثير في البداية والنهاية وقال‪ :‬فهذا ما أورده ابن جرير وغيره في‬
‫هذا المقام‪]86[.‬‬

‫وهناك من الفقهاء والعلماء من كفر الخوارج مستدالً على ذلك ببعض األحاديث واالستدالالت‪ .‬وهناك من الفقهاء والعلماء من يرون عدم‬
‫تكفير الخوارج‪ ،‬منهم‪ :‬اإلمام الشافعي‪ ،‬القاضي عياض‪ ،‬والباقالني‪ ،‬والخطابي‪ ،‬وابن بطال‪ ،‬وأبو إسحاق الشاطبي‪ ،‬وغيرهم‪ ،‬فهؤالء‬
‫‪.‬تورعوا عن تكفير الخوارج‪ ،‬واعتبروهم فساقا ً غير كافرين‬

‫قال اإلمام النووي في شرح صحيح مسلم‪« :‬قال القاضي عياض ‪ -‬رحمه هللا تعالى ‪ :-‬قال المازري‪ :‬اختلف العلماء في تكفير الخوارج‪،‬‬
‫قال‪ :‬وقد كادت هذه المسألة تكون أشد إشكاالً من سائر المسائل‪ ،‬ولقد رأيت أبا المعالي وقد رغب إليه الفقيه عبد الحق ‪ -‬رحمهما هللا تعالى‬
‫‪ -‬في الكالم عليها فرهب له من ذلك‪ ،‬واعتذر بأن الغلط فيها يصعب موقعه؛ ألن إدخال كافر في الملة وإخراج مسلم منها عظيم في الدين‪،‬‬
‫وقد اضطرب فيها قول القاضي أبي بكر الباقالني‪ ،‬وناهيك به في علم األصول‪ ،‬وأشار ابن الباقالني إلى أنها من المعوصات؛ ألن القوم‬
‫لم يصرحوا بالكفر‪ ،‬وإنما قالوا أقواالً تؤدي إليه‪ ،‬وأنا أكشف لك نكتة الخالف وسبب اإلشكال‪ ،‬وذلك أن المعتزلي مثالً يقول‪ :‬إن هللا تعالى‬
‫عالم‪ ،‬ولكن ال علم له‪ ،‬وحي وال حياة له‪ .‬يوقع االلتباس في تكفيره؛ ألنا علمنا من دين األمة ضرورة أن من قال‪ :‬إن هللا تعالى ليس بحي‬
‫وال عالم كان كافراً ‪ ،‬وقامت الحجة على استحالة كون العالم ال علم له‪ ،‬فهل نقول‪ :‬إن المعتزلي إذا نفى العلم نفى أن يكون هللا تعالى‬
‫عالما ً‪ ،‬وذلك كفر باإلجماع وال ينفعه اعترافه بأنه عالم مع نفيه أصل العلم‪ ،‬أو نقول قد اعترف بأن هللا تعالى عالم‪ ،‬وإنكاره العلم ال‬
‫يكفره‪ ،‬وإن كان يؤدي إلى أنه ليس بعالم‪ ،‬فهذا موضع اإلشكال‪ .‬هذا كالم المازري ومذهب الشافعي وجماهير أصحابه العلماء أن‬
‫الخوارج ال يكفرون‪ ،‬وكذلك القدرية وجماهير المعتزلة وسائر أهل األهواء‪ ،‬قال الشافعي ‪ -‬رحمه هللا تعالى ‪ :-‬أقبل شهادة أهل األهواء إال‬
‫الخطابية‪ ،‬وهم طائفة من الرافضة يشهدون لموافقيهم في المذهب بمجرد قولهم‪ ،‬فرد شهادتهم لهذا ال لبدعتهم‪ .‬وهللا أعلم»‪]87[.‬‬

‫‪:‬يقول أبو إسحاق الشاطبي في االعتصام‬


‫وقد اختلفت األمة في تكفير هؤالء الفرق أصحاب البدع العظمى‪ .‬ولكن الذي يقوى في النظر وبحسب األثر عدم القطع خوارج‬
‫بتكفيرهم‪ .‬والدليل عليه عمل السلف الصالح فيهم‪ ،‬أال ترى إلى صنع علي ـ رضي هللا عنه ـ في الخوارج؟ وكونه عاملهم في قتالهم‬
‫معاملة‪ W‬أهل اإلسالم على مقتضى قول هللا تعالى‪( :‬وإن طائفتان من المؤمنين اقتتلوا فأصلحوا بينهما)‪ ،‬فإنه لما اجتمعت الحرورية وفارقت‬
‫الجماعة لم يهيجهم علي وال قاتلهم‪ ،‬ولو كانوا بخروجهم مرتدين لم يتركهم‪ ،‬لقوله عليه الصالة والسالم‪( :‬من بدل دينه فاقتلوه)‪ ،‬وألن أبا‬
‫‪.‬بكر ـ رضي هللا عنه ـ خرج لقتال أهل الردة ولم يتركهم‪ ،‬فدل ذلك على اختالف ما بين المسألتين‬
‫وأيضا ً‪ ،‬فحين ظهر معبد الجهني وغيره من أهل القدر لم يكن من السلف الصالح لهم إال الطرد واإلبعاد والعداوة والهجران‪ ،‬ولو كانوا‬
‫خرجوا إلى كفر محض ألقاموا عليهم الحد المقام على المرتدين‪ .‬وعمر بن عبد العزيز أيضا ً لما خرج في زمانه الحرورية بالموصل أمر‬
‫‪.‬بالكف عنهم على حد ما أمر به علي ـ رضي هللا عنه ـ‪ ،‬ولم يعاملهم معاملة‪ W‬المرتدين‬
‫ومن جهة المعنى! إنا وإن قلنا‪ :‬إنهم متبعون للهوى‪ ،‬ولما تشابه من الكتاب ابتغاء الفتنة وابتغاء تأويله‪ ،‬فإنهم ليسوا بمتبعين للهوى‬
‫بإطالق‪ ،‬وال متبعين لما تشابه من الكتاب من كل وجه‪ ،‬ولو فرضنا أنهم كذلك لكانوا كفاراً‪ ،‬إذ ال يتأتى ذلك من أحد في الشريعة إال مع‬
‫رد محكماتها‪ W‬عناداً ‪ ،‬وهو كفر‪ .‬وأما من صدق بالشريعة ومن جاء بها‪ ،‬وبلغ فيها مبلغا يظن به أنه متبع للدليل بمثله‪ ،‬ال يقال‪ :‬أنه صاحب‪W‬‬
‫هوى بإطالق ‪ .‬بل هو متبع للشرع في نظره لكن بحيث يمازجه الهوى في مطالبه من جهة إدخال الشبه في المحكمات بسبب اعتبار‬
‫‪.‬المتشابهات‪ ، W‬فشارك أهل الهوى في دخول الهوى في نحلته‪ ،‬وشارك أهل الحق في أنه ال يقبل إال ما دل عليه الدليل على الجملة‬

‫وأيضا ً‪ ،‬فقد ظهر منهم اتحاد القصد مع أهل السنة على الجملة من مطلب واحد‪ ،‬وهو االنتساب إلى الشريعة‪ .‬ومن أشد مسائل الخالف ـ‬
‫مثالً ـ مسألة إثبات الصفات حيث نفاها من نفاها‪ ،‬فإنا إذا نظرنا إلى مقاصد الفريقين وجدنا كل واحد منهما حائما ً حول حمى التنزيه ونفي‬
‫النقائص وسمات‪ W‬الحدوث‪ ،‬وهو مطلوب األدلة‪]56[.‬‬

‫خوارج‬
‫انظر أيضا‬
‫الحشاشون‬
‫فتنة القرامطة‬
‫المصادر‬
‫‪.‬مؤرشف من األصل في ‪ .11-07-2021‬اطلع عليه بتاريخ ‪". dorar.net. 15-04-2022‬الفصل الثالث‪ :‬نشأة الخوارج"‬
‫مؤرشف من األصل في ‪". www.islamweb.net.‬مقتل عثمان وموقف علي ومعاوية من قتلته ‪ -‬إسالم ويب ‪ -‬مركز الفتوى"‬
‫‪ .28-03-2022.‬اطلع عليه بتاريخ ‪28-03-2022‬‬
‫مؤرشف من األصل في ‪". islamqa.info. -2021‬مقتل أمير المؤمنين عليّ بن أبي طالب رضي هللا عنه ‪ - .‬اإلسالم سؤال وجواب"‬
‫‪ .03-10.‬اطلع عليه بتاريخ ‪28-03-2022‬‬
‫‪Al-Yaqoubi، Muhammad (2015). Refuting ISIS: A Rebuttal Of Its Religious And Ideological‬‬
‫‪. xvii–xviii. ISBN 978-1908224125.‬ص ‪Foundations. Sacred Knowledge.‬‬
‫‪.| Dr.‬نسخة محفوظة ‪ 02-08-2014‬على موقع واي باك مشين‪The Balance of Islam in Challenging Extremism‬‬
‫‪Usama Hasan| 2012| quilliam foundation‬‬
‫وكالة المخابرات المركزية‪ 5 .‬يونيو ‪ .2013‬مؤرشف من األصل في ‪ .06-05-2019‬اطلع ‪"CIA - The World Factbook".‬‬
‫‪.‬عليه بتاريخ ‪10-06-2013‬‬
‫‪.‬انظر‪ :‬المعجم العربي األساسي ‪ ،‬مادة ‪ :‬خرج‬
‫مؤرشف من األصل في ‪". www.islamweb.net.‬رواية البخاري عن الخوارج‪ ..‬إيضاح وبيان ‪ -‬إسالم ويب ‪ -‬مركز الفتوى"‬
‫‪ .09-10-2022.‬اطلع عليه بتاريخ ‪08-10-2022‬‬
‫‪.‬مؤرشف من األصل في ‪ .21-09-2022‬اطلع عليه بتاريخ ‪". dorar.net. 08-10-2022‬الموسوعة الحديثية"‬
‫مؤرشف من األصل ‪". www.kulalsalafiyeen.com.‬قول الحافظ بن حجر في الخروج على األئمة ! ‪{ -‬منتديات كل السلفيين}"‬
‫‪.‬في ‪ .28-03-2022‬اطلع عليه بتاريخ ‪28-03-2022‬‬
‫‪".‬من خرج على الحاكم الجائر المُضيِّع للحدود والحقوق ‪ -‬قضايا الحاكمية‪ W‬تأصيل وتوثيق ‪ -‬أبو فهر المسلم ‪ -‬طريق اإلسالم )‪"(22‬‬
‫‪.‬يوليو ‪ .2022‬مؤرشف من األصل في ‪ .08-07-2022‬اطلع عليه بتاريخ ‪web.archive.org. 8 20-09-2022‬‬
‫كتاب‪ :‬الفتح الرباني من فتاوى اإلمام الشوكاني‪ ،‬تأليف‪ :‬محمد بن علي الشوكاني‪ ،‬حققه وعلق عليه وخرج أحاديثه‪ :‬أبو مصعب محمد‬
‫‪ .‬صبحي بن حسن حالق‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة الجيل الجديد‪ ،‬صنعاء ‪ -‬اليمن‪ ،‬الجزء األول ‪ -‬المجلد األول‪ ،‬ص‪856 :‬‬
‫‪). Archived from the‬باإلنجليزية األمريكية( ‪". alsallabi.com‬موقف أمير المؤمنين علي من الخوارج والشيعة ‪"70 -‬‬
‫‪original on 2022-07-05. Retrieved 2022-07-05.‬‬
‫متى ظهر مصطلح "الخوارج"‪ ..‬أين هم اآلن وهل كفرهم أهل السنة؟"‪ .‬اليوم السابع‪ 3 .‬مايو ‪ .2020‬مؤرشف من األصل في ‪"-2022‬‬
‫‪ .08-10.‬اطلع عليه بتاريخ ‪22-07-2022‬‬
‫الخوارج‪..‬كل ما يجب ان تعرفه عن هذه الفرقة االسالمية التي نقلتنا من الخالفة الراشدة الى الحكم العاض؟"‪ .‬بوابة التاريخ اإلسالمي‪".‬‬
‫‪ 21.‬سبتمبر ‪ .2020‬مؤرشف من األصل في ‪ .27-07-2021‬اطلع عليه بتاريخ ‪05-07-2022‬‬
‫‪). Archived from the original on 2022-08-‬باإلنجليزية األمريكية( ‪". alsallabi.com‬معركة النهروان (‪ 38‬هـ) ‪"71 -‬‬
‫‪12. Retrieved 2022-08-12.‬‬
‫كيف نقاتل الخوارج؟! جـ(‪ )2‬واألخير"‪ .‬المجلس اإلسالمي السوري‪ 20 .‬يونيو ‪ .2015‬مؤرشف من األصل في ‪" .15-01-2017‬‬
‫‪.‬اطلع عليه بتاريخ ‪26-05-2022‬‬
‫‪.‬مؤرشف من األصل في ‪ .09-10-2017‬اطلع عليه بتاريخ ‪". dorar.net. 26-05-2022‬الفصل الرابع‪ :‬أسماء الخوارج"‬
‫كتاب‪ :‬الفرق الكالمية اإلسالمية (مدخل ودراسة)‪ ،‬تأليف‪ :‬علي عبد الفتاح المغربي‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبه وهبة‪ ،‬الطبعة الثانية‪1995 :‬م‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪170-169.‬‬
‫‪.‬معركة النهروان (‪ 38‬هـ)"‪ .‬مؤرشف من األصل في ‪ .13-11-2022‬اطلع عليه بتاريخ ‪"71 - 13-11-2022‬‬
‫صوت السلف ‪ /‬التكفير‪" :‬النشأة والتطور" (خطبة مقترحة) (‪ .")2‬مؤرشف من األصل في ‪ .13-11-2022‬اطلع عليه بتاريخ"‬
‫‪13-11-2022.‬‬
‫مؤرشف من األصل في ‪". www.islamweb.net. -11-2021‬منهج التعامل مع الخوارج المارقين ‪ -‬موقع مقاالت إسالم ويب"‬
‫‪ .20.‬اطلع عليه بتاريخ ‪06-05-2022‬‬
‫‪.‬مؤرشف من األصل في ‪ .08-07-2022‬اطلع عليه بتاريخ ‪"- 4". islamport.com. 06-07-2022‬‬
‫مؤرشف من ‪ ". www.islamweb.net.‬إسالم ويب ‪ -‬نيل األوطار ‪ -‬كتاب الحدود ‪ -‬باب قتال الخوارج وأهل البغي‪ -‬الجزء رقم‪"3‬‬
‫‪.‬األصل في ‪ .12-11-2020‬اطلع عليه بتاريخ ‪06-07-2022‬‬
‫‪".‬من خرج على الحاكم الجائر المُضيِّع للحدود والحقوق ‪ -‬قضايا الحاكمية تأصيل وتوثيق ‪ -‬أبو فهر المسلم )‪"(22‬‬
‫‪.‬مؤرشف من األصل في ‪ .08-07-2022‬اطلع عليه بتاريخ ‪ar.islamway.net. 06-07-2022‬‬
‫‪.‬مؤرشف من األصل في ‪ .06-08-2020‬اطلع عليه بتاريخ ‪"-". islamport.com. 06-07-2022‬‬
‫‪". web.archive.org. 16‬الدرر السنية ‪ -‬موسوعة الفرق ‪ -‬المبحث الثاني‪ :‬موقف شيخ اإلسالم ابن تيمية من المرجئة إجماال"‬
‫‪.‬أكتوبر ‪ .2017‬مؤرشف من األصل في ‪ .16-10-2017‬اطلع عليه بتاريخ ‪26-05-2022‬‬
‫‪". web.archive.org. 21‬ص‪ - 14‬كتاب شرح الطحاوية لخالد المصلح ‪ -‬تسمية مرجئة الفقهاء بذلك ‪ -‬المكتبة الشاملة الحديثة"‬
‫‪.‬أبريل ‪ .2022‬مؤرشف من األصل في ‪ .21-04-2022‬اطلع عليه بتاريخ ‪26-05-2022‬‬
‫كتاب‪ :‬فرق معاصرة تنتسب إلى اإلسالم وبيان موقف اإلسالم منها‪ ،‬تأليف‪ :‬غالب بن علي عواجي‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الناشر‪ :‬المكتبة‬
‫‪.‬العصرية الذهبية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪2001 :‬م‪ ،‬ص‪228-227 :‬‬
‫كتاب‪ :‬فرق معاصرة تنتسب إلى اإلسالم وبيان موقف اإلسالم منها‪ ،‬تأليف‪ :‬غالب بن علي عواجي‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الناشر‪ :‬المكتبة‬
‫‪.‬العصرية الذهبية‪ ،‬الطبعة الرابعة‪2001 :‬م‪ ،‬ص‪231-229 :‬‬
‫رواه البيهقي وابن أبي شيبة‬
‫سؤال رقم ‪ : 222934‬لماذا حارب علي رضي هللا عنه الخوارج؟ ‪ -‬موقع اإلسالم سؤال وجواب نسخة محفوظة ‪ 12‬أبريل ‪ 2016‬على‬
‫‪.‬موقع واي باك مشين‬
‫اإلسالم سؤال وجواب‪ ،‬سؤال رقم ‪ ، 224779‬الخوارج فرقة ضالة‪ ،‬تظهر فترة بعد فترة‪ ،‬ويستمر ظهورها حتى خروج الدجال‪،‬‬
‫صلَّى هللاُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّ َم َوه َُو َيقُولُ‪َ ( :‬ي ْخ ُر ُج َق ْو ٌم مِنْ‬
‫هللا َ‬ ‫هللا بْن َع ْم ٍرو قال‪َ :‬سمِعْ ُ‪W‬‬
‫ت َرسُو َل ِ‬ ‫"وروى أحمد (‪ )6952‬والحاكم (‪ )8558‬عن َعبْد ِ‬
‫او ُز َت َراقِ َي ُه ْم‪ُ ،‬كلَّ َما قُطِ َع َقرْ نٌ َن َشَأ َقرْ نٌ ‪َ ،‬ح َّتى َي ْخ ُر َج فِي َبقِ َّيت ِِه ُم ال َّدجَّ الُ) وصححه الشيخ أحمد شاكر‪0‬‬ ‫ُون ْالقُرْ َ‬
‫آن ال ي َُج ِ‬ ‫قِ َب ِل ْال َم ْش ِر ِق‪َ ،‬ي ْق َرء َ‬
‫فأفاد الحديث‪ :‬أن الخوارج فرقة من فرق األمة‪ ،‬وأنها سيستمر وجودها إلى آخر الزمان‪ ،‬غير أنها تظهر فترة بعد فترة‪ ،‬وكلما ظهرت‬
‫طائفة منهم قُ طعت‪ ،‬وانتهى أمرها‪ ،‬ثم تظهر طائفة أخرى‪ ....‬وهكذا‪ ،‬حتى يخرج الدجال في آخرهم‪ .‬وقد وردت في الخوارج نصوص‬
‫كثيرة‪ ،‬وآثار عن السلف‪ ،‬تتحدث عن صفاتهم‪ ،‬وجملة ذلك‪ :‬أنهم أحداث األسنان (صغار السن)‪ ،‬سفهاء‪ W‬األحالم‪ ،‬يقرؤون القرآن ال يجاوز‬
‫حناجرهم‪ ،‬أي‪ :‬ال يفهمونه وال يصل إلى قلوبهم‪ ،‬يخرجون من الدين كما يخرج السهم من الرمية‪ ،‬ثم ال يعودون فيه‪ .‬يقتلون أهل اإليمان‪،‬‬
‫ويدعون أهل األوثان‪ ،‬ويطعنون على أمرائهم‪ ،‬ويشهدون عليهم بالضالل‪ ،‬يدعون إلى كتاب هللا‪ ،‬وليسوا منه في شيء‪ ،‬وال يرون ألهل‬
‫العلم والفضل مكانة‪ ،‬ويظنون أنهم أعلم منهم باهلل ورسوله وكتابه‪ ،‬ويتشددون في العبادة‪ ،‬ويجتهدون فيها أشد االجتهاد‪ ،‬ولكن مع جهل‬
‫وقلة فقه‪ ،‬يكفرون كل من ارتكب كبيرة من المسلمين‪ 0‬فهذه صفاتهم كما جاءت في األحاديث ‪ ،‬وذكرها العلماء‪" ".‬نسخة مؤرشفة"‪.‬‬
‫‪.‬مؤرشف من األصل في ‪ .28-01-2018‬اطلع عليه بتاريخ ‪18-04-2018‬‬
‫‪.‬شرح النووي على مسلم نسخة محفوظة ‪ 13‬نوفمبر ‪ 2016‬على موقع واي باك مشين‬
‫‪.‬ابن النديم‪ ،‬الفهرست‪ ،‬ص‪259-258 :‬‬
‫كتاب‪ :‬الفرق الكالمية اإلسالمية (مدخل ودراسة)‪ ،‬تأليف‪ :‬الدكتور على عبد الفتاح المغربي‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبه وهبة‪ ،‬الطبعة الثانية‪:‬‬
‫‪1995.‬م‪ ،‬ص‪179-177 :‬‬
‫‪.‬أبو الحسن األشعري‪ ،‬مقاالت اإلسالميين واختالف المصلين‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 175 :‬و ‪179‬‬
‫‪.‬أبو الحسن األشعري‪ ،‬مقاالت اإلسالميين واختالف المصلين‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪183 :‬‬
‫‪.‬أبو الحسن األشعري‪ ،‬مقاالت اإلسالميين واختالف المصلين‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪194 :‬‬
‫‪.‬الشهرستاني‪ ،‬الملل والنحل‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪179 :‬‬
‫‪.‬أبو الحسن األشعري‪ ،‬مقاالت اإلسالميين واختالف المصلين‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪ 186 :‬و ‪206‬‬
‫‪.‬أبو الحسن األشعري‪ ،‬مقاالت اإلسالميين واختالف المصلين‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪203 :‬‬
‫‪.‬عبد القاهر البغدادي‪ ،‬الفرق بين الفرق‪ ،‬ص‪95-94 :‬‬
‫كتاب‪ :‬الفرق الكالمية اإلسالمية (مدخل ودراسة)‪ ،‬تأليف‪ :‬الدكتور على عبد الفتاح المغربي‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبه وهبة‪ ،‬الطبعة الثانية‪:‬‬
‫‪1995.‬م‪ ،‬ص‪177-172 :‬‬
‫‪.‬ابن حزم‪ ،‬الفصل في الملل والنحل‪ ،‬ج‪ ،4‬ص‪87 :‬‬
‫‪.‬الشهرستاني‪ ،‬الملل والنحل‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪171 :‬‬
‫‪.‬الشهرستاني‪ ،‬الملل والنحل‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪157 :‬‬
‫‪.‬الشهرستاني‪ ،‬الملل والنحل‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪195 :‬‬
‫‪.‬الجويني‪ ،‬اإلرشاد إلى قواطع األدلة في أصول االعتقاد‪ ،‬ص‪427-426 :‬‬
‫‪.‬ابن خلدون‪ ،‬المقدمة‪ ،‬ص‪174 :‬‬
‫‪.‬أبو الحسن األشعري‪ ،‬مقاالت اإلسالميين واختالف المصلين‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪204-179 :‬‬
‫‪.‬أبو الحسن األشعري‪ ،‬مقاالت اإلسالميين واختالف المصلين‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪167 :‬‬
‫‪.‬أبو الحسن األشعري‪ ،‬مقاالت اإلسالميين واختالف المصلين‪ ،‬ج‪ ،1‬ص‪168 :‬‬
‫‪.‬د‪ .‬علي عبد الفتاح المغربي‪ ،‬الفرق الكالمية اإلسالمية مدخل ودراسة‪ ،‬ص‪177-176 :‬‬
‫‪ .‬الحاكمية وظاهرة الغلو في الدين"‪ .‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية المغربية‪ .‬مؤرشف من األصل في ‪"04-01-2018‬‬
‫‪.‬االعتصام لإلمام الشاطبي"‪ .‬شبكة إسالم ويب‪ .‬مؤرشف من األصل في ‪"04-01-2018‬‬
‫‪.‬دعاة ضد التطرف"‪ .‬جريدة الحياة اللبنانية‪ .‬مؤرشف من األصل في ‪ .22-04-2020‬اطلع عليه بتاريخ أغسطس ‪"2020‬‬
‫كتاب‪ :‬الخلفاء الراشدون مواقف وعبر‪ ،‬إعداد‪ :‬عبد العزيز بن عبد هللا ال ُح َميدي‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الدعوة‪ ،‬تاريخ النشر‪2005 :‬م‪ ،‬ص‪:‬‬
‫‪676-674.‬‬
‫‪.‬مسند أحمد بن حنبل"‪ .‬شبكة إسالم ويب‪ .‬مؤرشف من األصل في ‪"04-01-2018‬‬
‫إسماعيل بن عمر بن كثير القرشي الدمشقي (‪ 1422‬هـ‪2002 /‬م)‪ .‬تفسير القرآن العظيم‪ ،‬تفسير سورة آل عمران‪ ،‬تفسير قوله تعالى‪:‬‬
‫‪ .‬هو الذي أنزل عليك الكتاب منه آيات محكمات الجزء الثاني [تفسير ابن كثير]‪ .‬دار طيبة‪ .‬ص‪ 7 .‬وما بعدها‬
‫يحيي بن شرف أبو زكريا النووي (‪ 1416‬هـ‪1996 /‬م)‪ .‬شرح النووي على صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الزكاة باب ذكر الخوارج وصفاتهم‬
‫‪.‬حديث رقم‪( )1063( :‬ط‪ .‬دار الخير)‪ .‬ص‪ 130 .‬و ‪131‬‬
‫يحيي بن شرف أبو زكريا النووي (‪ 1416‬هـ‪1996 /‬م)‪ .‬شرح النووي على صحيح مسلم‪ ،‬كتاب الزكاة باب ذكر الخوارج وصفاتهم‬
‫‪.‬حديث رقم‪( )1064( :‬ط‪ .‬دار الخير)‪ .‬ص‪ 131 .‬وما بعدها‬
‫"في "سنن أبي داود" و"سنن ابن ماجه" و"مستدرك الحاكم" و"مسند أحمد‬
‫)متفق عليه(‬
‫كتاب‪ :‬التجسيم عند المسلمين‪ :‬مذهب الكرامية‪ ،‬تأليف‪ :‬سهير محمد مختار‪ ،‬الناشر‪ :‬شركة اإلسكندرية للطباعة والنشر‪ ،‬سنة النشر‪:‬‬
‫‪1971.‬م‪ ،‬ص‪143 :‬‬
‫دراسة عن الفرق في تاريخ المسلمين(الخوارج والشيعة)‪-‬أحمد محمد جلي‪-‬مركز الملك فيصل للبحوث والدراسات‪ W‬اإلسالمية‪/‬الرياض ‪-‬‬
‫‪.‬ص‪69 :‬‬
‫كتاب‪ :‬الفرق بين الفرق‪ ،‬تأليف‪ :‬عبد القاهر البغدادي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد محيي الدين عبد الحميد‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة دار التراث‪/‬القاهرة‪-‬طبعة‪/‬‬
‫‪2007.‬م‪ ،‬ص‪81 :‬‬
‫كتاب‪ :‬الفرق بين الفرق وبيان الفرقة الناجية منهم‪ ،‬تأليف‪ :‬عبد القاهر البغدادي‪ ،‬دراسة وتحقيق‪ :‬محمد عثمان الخشت‪ W،‬الناشر‪ :‬مكتبة ابن‬
‫‪.‬سينا‪ ،‬ص‪72 :‬‬
‫‪ .‬أهم فرق الخوارج"‪ .‬مركز أبي الحسن األشعري للدراسات والبحوث العقدية‪ .‬مؤرشف من األصل في ‪"01-01-2018‬‬
‫‪ .‬كتاب‪ :‬تاريخ المذاهب اإلسالمية‪ ،‬تأليف‪ :‬محمد أبو زهرة‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الفكر العربي‪ ،‬ص‪76-77 :‬‬
‫انظر‪ :‬مقاالت اإلسالميين واختالف المصلين‪ ،‬لإلمام أبي الحسن األشعري‪ ،‬تح‪ :‬أحمد جاد‪ ،‬دار الحديث القاهرة‪ ،‬ص‪ .60-59:‬والملل‬
‫‪ .‬والنحل للشهرساني‪ ،‬صححه وعلق عليه األستاذ فهمي محمد‪ ،‬دار الكتب العلمية‪ ،‬ص‪115-113:‬‬
‫كتاب‪ :‬الفرق بين الفرق‪ ،‬تأليف‪ :‬عبد القاهر البغدادي‪ ،‬تحقيق‪ :‬محمد محيي الدين عبد الحميد‪ ،‬الناشر‪ :‬مكتبة دار التراث‪/‬القاهرة‪-‬طبعة‪/‬‬
‫‪2007.‬م‪ ،‬ص‪98-97 :‬‬
‫‪ .‬كتاب‪ :‬الملل والنحل‪ ،‬تأليف‪ :‬أبو الفتح الشهرستاني‪ ،‬الناشر‪ :‬دار ابن حزم‪/‬بيروت‪-‬الطبعة األولى‪2005/‬م‪ ،‬ص‪89 :‬‬
‫‪ .‬سلطنة عمان الهادئة‪ ..‬كيف يتعايش المتصارعون تحت حكم اإلباضية؟"‪ .‬موقع شبابيك‪ .‬مؤرشف من األصل في ‪"09-10-2018‬‬
‫كتاب‪ :‬التجسيم عند المسلمين‪ :‬مذهب الكرامية‪ ،‬تأليف‪ :‬سهير محمد مختار‪ ،‬الناشر‪ :‬شركة اإلسكندرية للطباعة والنشر‪ ،‬سنة النشر‪:‬‬
‫‪1971.‬م‪ ،‬ص‪145-143 :‬‬
‫مؤرشف من األصل في ‪ .12-10-2017‬اطلع عليه بتاريخ ‪". dorar.net. -03-2022‬المبحث األول‪ :‬دولة الخوارج (اإلباضية)"‬
‫‪28.‬‬
‫‪.‬مؤرشف من األصل في ‪ .25-02-2022‬اطلع عليه بتاريخ ‪". www.hukam.net. 09-05-2022‬الرستميون‪/‬بنو رستم"‬
‫إمارة بني مدرار الصفرية (بني واسول) بسجلماسة"‪ .‬تاريخ و حضارة المغرب‪ .‬مؤرشف من األصل في ‪tarikhe.me. "-10-2021‬‬
‫‪ .26.‬اطلع عليه بتاريخ ‪28-03-2022‬‬
‫‪.‬مؤرشف من األصل في ‪ .18-10-2018‬اطلع عليه بتاريخ ‪". dorar.net. 28-03-2022‬المطلب الثالث‪ :‬النجدات"‬
‫‪.‬مؤرشف من األصل في ‪ .16-08-2019‬اطلع عليه بتاريخ ‪". islamstory.com. 28-03-2022‬قصة اإلسالم | األزارقة"‬
‫‪.‬شرح النووي على مسلم (باب التحريض على قتل الخوارج)"‪ .‬شبكة إسالم ويب‪ .‬مؤرشف من األصل في ‪"10-06-2019‬‬
‫إدريس بن الضاوية‪ :‬الخوارج سماتهم وجامع أفكارهم"‪ .‬وزارة األوقاف والشؤون اإلسالمية المغربية‪ .‬مؤرشف من األصل في ‪"-2019‬‬
‫‪10-06.‬‬
‫كتاب‪ :‬التبصير في الدين وتمييز الفرقة الناجية عن الفرق الهالكين‪ ،‬تأليف‪ :‬اإلمام الكبير أبي المظفر اإلسفراييني‪ ،‬تحقيق‪ :‬كمال يوسف‬
‫‪.‬الحوت‪ ،‬الناشر‪ :‬عالم الكتب‪ ،‬الطبعة األولى‪1983 :‬م‪ ،‬ص‪45 :‬‬
‫كتاب‪ :‬األسس الدينية لألصولية في األديان اإلبراهيمية‪ ،‬تأليف‪ :‬فكري جواد عبد‪ ،‬وعبد األمير كاظم زاهد‪ ،‬الناشر‪ :‬دار الرافدين للطباعة‬
‫‪.‬والنشر والتوزيع‪2017 ،‬م‪ ،‬ص‪110 :‬‬
‫كتاب‪ :‬سطوة النص خطاب األزهر وأزمة الحكم‪ ،‬تأليف‪ :‬بسمة عبد العزيز‪ ،‬الناشر‪ :‬دار صفصافة للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة األولى‪:‬‬
‫‪2016.‬م‪ ،‬ص‪223 :‬‬
‫‪.‬البداية والنهاية"‪ .‬شبكة إسالم ويب‪ .‬مؤرشف من األصل في ‪"04-01-2018‬‬
‫‪.‬شرح النووي على مسلم (باب ذكر الخوارج وصفاتهم)"‪ .‬شبكة إسالم ويب‪ .‬مؤرشف من األصل في ‪"20-10-2018‬‬
‫وصالت خارجية‬
‫بوابة الحركات اإلسالمية‪« :‬الم َُح ِّكمة»‪ ..‬الخوارج رواد التكفير والتطرف‬
‫عنت‬
‫أعالم الخوارج‬
‫أزارقةإباضيةالحروريةالعطويةبيهسيةصفريةعجاردةنجدات‬
‫ابن الماحوزأبو فديكالحجاج التميميالغافقي بن حربالمستورد بن علفةالوليد بن طريف الشاري الشيبانيحوثرة بن وداعزياد بن خراش‬
‫العجليسهم بن غالب الهجيميشبيب الخارجيشوذب اليشكريشيبان بن سلمةعبد هللا بن أبي الحوساء الطائيشيبان بن عبد العزيزصالح بن‬
‫مسرح التميميعاصم بن جميل الورفجوميعبد الرحمن بن ملجمقريب بن مرة األزديزحاف بن زحر الطائيعبد هللا بن وهب الراسبيعروة بن‬
‫حدير التميميعطية بن األسودعمرو بن بكر التميميغزالة الشيبانيةقطري بن الفجاءةمرداس‪ W‬بن حدير التميميمسلم بن أبي كريمةملبد بن‬
‫حرملة الشيبانينافع بن األزرقنجدة بن عامر الحنفيعبيدة بن هالل اليشكري‬
‫عنت‬
‫مقالة مختارة اإلسالم‬
‫إيمان‬
‫اإليمان باهلل التوحيدمقالة جيدة اإليمان بالمالئكةاإليمان بالكتباإليمان بالرسل النبوةملة إبراهيممقالة مختارة محمداإليمان بالقدراإليمان‬
‫باآلخرة مقالة جيدة الجنةالنار‬
‫ال إطار‬
‫أركان‬
‫شهادتانصالةمقالة مختارة زكاةمقالة مختارة صيام شهر رمضانمقالة مختارة حج البيت‬
‫مصادر‬
‫مقالة مختارة القرآنالسنةمقالة مختارة األحاديثأخرى‬
‫تاريخ‬
‫مواقيتأهل البيتصحابةتابعون وتابعوهمخالفة‪ :‬مقالة مختارة راشدة‪ ،‬مقالة مختارة أموية‪ ،‬مقالة مختارة عباسية‪ ،‬مقالة مختارة فاطمية‪ ،‬مقالة‬
‫مختارة عثمانيةالفتوحاتحضارة‬
‫علوم‬
‫أدب‪ :‬شعربالددراسةحكمة‪ :‬بريةمسجدعلم‪ :‬مقالة مختارة كيمياء وخيمياء؛ مقالة جيدة طب وصيدلة؛ الفيزياء؛‬
‫اختراعالتمريضرياضةعيدفن‪ :‬عمارةتقويم‬
‫العلم في عصر الحضارة اإلسالمية‬
‫مقالة مختارة الفقهعلم التفسيرعلم الحديثأصول الدينمقالة مختارة علم الكالم‬
‫تفقه‬
‫بلوغذبحذميحاللحرامحرمةإحرامنكاحسراحاقتصاد‪ :‬صيرفة‪ ،‬مرابحة‪،‬‬
‫ربامخالقةصلواتحداستياكتيمموضوءأذانغسلطهرنجسرثةجزيةإصداقجهادعقيقة‬
‫طوائف‬
‫مقالة مختارة السنةالشيعةالخوارجاألحمدية القأديانيةالدروزالنصيرية‬
‫أخرى‬
‫مقالة جيدة الرايات واألعالم اإلسالمية‬
‫بوابة اإلسالم ‪Allah.svg‬تصنيفمشروع‬
‫عنت‬
‫طوائف اإلسالم‬
‫أهل السنة‬
‫أهل الحديث‬
‫األشاعرة‬
‫الماتريدية‬
‫صوفية‬
‫التيجانية • القادرية • الرفاعية • الرحمانية • الشاذلية • الدسوقية • السنوسية • النقشبندية • السيفية • البودشيشية‬
‫السلفية‬
‫سلفية وهابية • سلفية جهادية • سلفية حركية • سلفية تجريحية • سلفية علمية‬
‫الشيعة‬
‫اثنا عشرية‬
‫األصولية • اإلخبارية • الشيخية‪(:‬الكرمانية • اإلحقاقية)‬
‫اإلسماعيلية‬
‫النزارية • الحروفيَّة • المستعلية • الدروز الموحدون‬
‫الزيدية‬
‫زيدية • بترية‬
‫النصيرية (العلوية)‬
‫الخوارج‬
‫األزارقة • الصفرية • النجدات • العطوية • البيهسية • العجاردة • اإلباضية‬
‫إصالحيون‬
‫كالمية‬
‫المرجئة • المعتزلة • الجهمية • الحرورية • المشائية‬
‫ليبرالية‬
‫القرآنية‬
‫طوائف غير معترف بها كليًا أو جزئيًا‬
‫أحمدية‪(:‬أحمدية قاديانية • األحمدية الالهورية) • ذكرية • حركة أمة اإلسالم • المعبد المغربي العلمي في أمريكا • اتحاد الموثقين الدولي‬
‫عنت‬
‫مقالة مختارة علم الكالم‬
‫فرق وطوائف إسالمية‬
‫فرق كالمية سنية‬
‫الكالبيةاألشاعرةالماتريديةالظاهرية‬
‫فرق كالمية أخرى‬
‫الشيعةخوارجقدريةجبريةمرجئةجهميةالمعتزلةالكرامية‬
‫كتب‬
‫كتب كالمية سنية‬
‫الفقه األكبررسالة استحسان الخوض في علم الكالمكفاية العوام فيما يجب عليهم من علم الكالمنهاية اإلقدام في علم الكالمالغنية في‬
‫الكالماإلشارة‪ W‬في علم الكالمالمواقف في علم الكالمغاية‪ W‬المرام في علم الكالمأبكار األفكار في أصول الدينالشامل في أصول الدينلباب‬
‫المحصل في أصول الدينتبصرة األدلة في أصول الدينأصول الدين لعبد القاهر البغداديمعالم أصول الديناألربعين في أصول الدين للفخر‬
‫الرازيطوالع األنوار من مطالع األنظارمقدمات المراشد في علم العقائداألسرار العقلية في الكلمات النبويةمحصل أفكار المتقدمين‬
‫والمتأخرين من العلماء والحكماء‪ W‬والمتكلمينالمطالب العالية من العلم اإللهيحقائق التوحيد‬
‫كتب كالمية شيعية‬
‫تجريد العقائدكتاب التوحيد للشيخ الصدوق‬
‫كتب كالمية معتزلة‬
‫شرح األصول الخمسةالمغني في أبواب التوحيد والعدل‬
‫كتب ضد علم الكالم‬
‫الغنية عن الكالم وأهلهذم الكالم وأهلهبيان تلبيس الجهميةصون المنطق والكالم عن فن المنطق والكالم · إلجام العوام عن علم الكالم‬
‫موضوعات ذات صلة‬
‫أصول الدينالتوحيد في اإلسالمعقيدة إسالميةفلسفة إسالميةفكر إسالميجدليةبحث‪( W‬نظر)تقريب (كالم)علم الدفاععلم الخالفأهل الرأيالتفسير‬
‫بالرأيقياس الغائب على الشاهدالحجة الكونيةالجوهر الفردالسبرالتسلسلقديم (مصطلح إسالمي)الجبر والتفویضالحسن والقبح العقليينبرهان‬
‫العنايةبرهان اللطفدليل التمانعوالية تكوينيةأمر بين األمرينأمارةدور (منطق)‬
‫بوابة‪:‬علم الكالم ‪IslamSymbolAllahCompWhite.PNG‬تصنيف‪:‬علم الكالم‬
‫عنت‬
‫عالمات الساعة الصغرى‬
‫فتح بيت المقدسموتان يأخذ فيكم كقعاص الغنمظهور الفتنطهور الخوارجقذف (رمي بالزنا)ظهور نار من الحجازقتال الترككثرة النساء‪W‬‬
‫وقلة الرجالتعلم العلم لغير اللهعودة جزيرة العرب مروجا وأنهاراانحسار نهر الفرات عن جبل من الذهبفتنة االحالسفتنة السراءفتنة‬
‫الدهيماءكثرة القتلعمران بيت المقدسخراب المدينة المنورةخروج رجل من قحطانالجهجاهتطاول رعاة الشاة بالبنياناتباع سنن األمم‬
‫الماضيةفناء‪ W‬قبيلة قريشغزوة الهندخسف البيداءظهور المهديالملحمة الكبرىقتال اليهودفتح القسطنطينيةهدم الكعبة‬
‫عالمات الساعة في اإلسالم‬
‫أيقونة بوابةبوابة اإلسالم أيقونة بوابةبوابة التاريخ اإلسالمي أيقونة بوابةبوابة السياسة أيقونة بوابةبوابة إسالم سياسي أيقونة بوابةبوابة‬
‫علم الكالم‬
‫ضبط استنادي‪ :‬مكتبات وطنية‬
‫ألمانياإسرائيلفرنسا (بيانات)اليابانالواليات المتحدة‬
‫تصنيفات‪ :‬خوارججماعات إسالمويةعلم الكالم‬
‫‪.‬آخر تعديل لهذه الصفحة كان يوم ‪ 15‬مارس ‪ ،2023‬الساعة ‪04:27‬‬
‫‪.‬النصوص منشورة برخصة المشاع اإلبداعي‪ .‬طالع شروط االستخدام للتفاصيل‬
‫‪Wikimedia‬سياسة الخصوصيةحول ويكيبيدياإخالء مسؤوليةنسخة لألجهزة المحمولةالمطورونإحصائياتبيان تعريف االرتباطات‬
‫‪FoundationPowered by MediaWiki‬‬
‫‪You Might Also Like‬‬
‫‪Recommended by‬‬
‫‪Search Results For Broadband And Phone Deals‬‬
‫‪Search Results For Broadband And Phone Deals‬‬
srchoffer.com
Never Eat These 6 Cancer Causing Foods
Never Eat These 6 Cancer Causing Foods
BuzzFond
Vroom Vroom: The Fashion Collab Turning Car Scraps Into Couture
Vroom Vroom: The Fashion Collab Turning Car Scraps Into Couture
planetwoo.itv.com
[Pics] This Silo Home Is Only 180 Sq. Ft., But Wait Till You See The Inside!
[Pics] This Silo Home Is Only 180 Sq. Ft., But Wait Till You See The Inside!
BuzzFond
10 Signs Of Heart Disease Most People Ignore
10 Signs Of Heart Disease Most People Ignore
TheDecorIdeas

You might also like