Professional Documents
Culture Documents
Untitled
Untitled
حباته
-------
عمل كمؤذن في جامع خاصكي .وقد حفظ القرآن وهو صبي فعرف باسم
“الحافظ عثمان”.
ولد الحافظ عثمان سنة 1642م ،ونشأ في القسطنطينية عاصمة الخالفة
اإلسالمية ومقر العلماء يومئذ.وقد بدأ الحافظ عثمان يميل إلى الفقه واألدب
وأخذ يتقرب من العلماء ورجال الدين واغلبهم يومئذ يحسنون الخط
ويجيدونه فأحب الخط العربي وبدأت مواهبه فيه تتفتح.الحافظ يتعلم قواعد
الخط العربيأخذ قواعد الخط العربي وأصوله عن الشيخ درويش علي الكاتب
الرومي الشهير المتوفى سنة .1673
حتى إذا استأنس الحافظ عثمان بخطه واستقامت حروفه وسطوره بفضل
همته العالية وعشقه الدائم وحسن تقليده لخطوط األئمة المجودين في الخط
العربي ممن سبقوه.عند ذلك اتصل الحافظ عثمان بالكاتبين البارعين
الشهيرين “صويولجي زادة مصطفى وإسماعيل نفس زادة” فواصل عليهما
الدراسة الفنية حتى تخرج بهما خطاطا بارعا ال يشق له غبار وال يقوم أمامه
احد من الخطاطين المعاصرين له.إن الخطاط “درويش علي” كان قد وصل
الى سن الشيخوخة فلم يستطع ان ينشغل بالخطاط عثمان كما يجب فأرسله
إلى “صويولجى زادة مصطفى األيوبي توفي سنة 1685/م ،وكان الحافظ
واحداً من أبرز طالبه واستطاع ان ينال اإلجازة من أستاذه الجديد وهو ما
يزال في الثامنة عشرة من عمره كما أخذ عن خطاطين آخرين.كان الحافظ
عثمان حاد الذكاء ذا بصيرة نافذة شغوفا بفنون الخط العربي عالي الهمة
صبوراً ذا أناة ودأب وقد أعانته هذه الخصال على استيعاب فنون الخط
العربي وأسراره ..فبرع فيه غاية البراعة وسلمت إليه مقاليد البراعة وأعطاه
هللا الشهرة الذائعة حتى تفوق على اقرأنه وشيوخه والنابغين من أهل عصره
من أرباب الخط.واشتهر اشتهار الشمس وذاع صيته في اآلفاق وأقبلت الدنيا
عليه وابتسمت له األيام.وتنافس الناس في اقتناء خطوطه وبيعت سطوره
بأغلى األثمان ورغب الكبار من القوم في خطه.
ان الحافظ عثمان قد وهبه هللا تعالى قدرة فائقة وكفاءة نادرة المثال واستعدادا
على تطوير الخط العربي وتحسينه وتهذيب قواعده وأوضاع حروفه.
حتى أصبح مدرسة خاصة له قاعدته المتميزة خاصة في خط النسخ ولم
يصل إلى مرتبته احد في وقته والى يومنا هذا وقد نبغ مئات الخطاطين من
األتراك في خط النسخ بصورة خاصة ولكن لم يصل إلى مرتبة الحافظ احد
منهم أبدا.
وان نابغة العراق المرحوم هاشم محمد البغدادي -على علو مكانته وحسن
ضبطه كان من أشد المعجبين بخطوط الحافظ عثمان في المصاحف.وفي
سنة 1694نصب الحافظ معلما للسلطان (مصطفى خان العثماني) فأخذ عنه
السلطان فنون الخط العربي وأحبه كثيرا وتعلق به قلبه وقد أصدر السلطان
أمره باعطائه قضاء ديار بكر.
يعد الحافظ عثمان أول خطاط يكتب “الحلية النبوية” على شكل لوحة يمكن
تعليقها على الجدران.ويعتبر الحافظ عثمان من المع المجددين في الخط
العربي وقد أخذ عنه الخط خلق كثير وكان صاحب مالطفة وتودد ،طيب
النفس ،يغلب عليه الصالح والورع والدين.وبقي الخطاطون ينسجون على
منواله ويسيرون على منهجه.
وفي سنة 1695م أصيب الحافظ عثمان بالفالج وبقي مريضا به ثالث
سنوات.توفي رحمه هللا في القسطنطينية سنة 1698ودفن في رباط (قوجه
مصطفى باشا).كتبت على قبره لوحة رائعة ذكر فيها :انه كان رئيس
الخطاطين وبوفاته انطوى علم من أعالم الخط العربي خدم هذا الفن واخلص
له غاية اإلخالص.
عرض أق