You are on page 1of 3

‫ن هو الخطاط البارع عثمان بن علي أفندي‪"...

‬الحافظ عثمان "‬


‫******************************************‬
‫مقدمة‪.‬‬
‫‪-----‬‬
‫هو خطاط عثماني ‪ ،‬ولد في اآلستانة‪ .‬تعلم الخط على الشيخ درويش علي ثم‬
‫على صويولجي‪ ،‬ثم قلّد حمد هللا األماسي‪ .‬علّم السلطان مصطفى الثاني‬
‫والسلطان أحمد الثالث فنال حظوه‪ .‬أصيب بالفالج وتوفي سنة ‪ 1111‬هـ‪.‬‬
‫كتب خمسة وعشرين مصحفا‪ ،‬وهو من ابتكر الزخرفة المعروفة بالحلية‬
‫الشريفة‬

‫حباته‬
‫‪-------‬‬

‫عمل كمؤذن في جامع خاصكي‪ .‬وقد حفظ القرآن وهو صبي فعرف باسم‬
‫“الحافظ عثمان”‪.‬‬
‫ولد الحافظ عثمان سنة ‪ 1642‬م‪ ،‬ونشأ في القسطنطينية عاصمة الخالفة‬
‫اإلسالمية ومقر العلماء يومئذ‪.‬وقد بدأ الحافظ عثمان يميل إلى الفقه واألدب‬
‫وأخذ يتقرب من العلماء ورجال الدين واغلبهم يومئذ يحسنون الخط‬
‫ويجيدونه فأحب الخط العربي وبدأت مواهبه فيه تتفتح‪.‬الحافظ يتعلم قواعد‬
‫الخط العربيأخذ قواعد الخط العربي وأصوله عن الشيخ درويش علي الكاتب‬
‫الرومي الشهير المتوفى سنة ‪.1673‬‬
‫حتى إذا استأنس الحافظ عثمان بخطه واستقامت حروفه وسطوره بفضل‬
‫همته العالية وعشقه الدائم وحسن تقليده لخطوط األئمة المجودين في الخط‬
‫العربي ممن سبقوه‪.‬عند ذلك اتصل الحافظ عثمان بالكاتبين البارعين‬
‫الشهيرين “صويولجي زادة مصطفى وإسماعيل نفس زادة” فواصل عليهما‬
‫الدراسة الفنية حتى تخرج بهما خطاطا بارعا ال يشق له غبار وال يقوم أمامه‬
‫احد من الخطاطين المعاصرين له‪.‬إن الخطاط “درويش علي” كان قد وصل‬
‫الى سن الشيخوخة فلم يستطع ان ينشغل بالخطاط عثمان كما يجب فأرسله‬
‫إلى “صويولجى زادة مصطفى األيوبي توفي سنة‪ 1685/‬م ‪ ،‬وكان الحافظ‬
‫واحداً من أبرز طالبه واستطاع ان ينال اإلجازة من أستاذه الجديد وهو ما‬
‫يزال في الثامنة عشرة من عمره كما أخذ عن خطاطين آخرين‪.‬كان الحافظ‬
‫عثمان حاد الذكاء ذا بصيرة نافذة شغوفا بفنون الخط العربي عالي الهمة‬
‫صبوراً ذا أناة ودأب وقد أعانته هذه الخصال على استيعاب فنون الخط‬
‫العربي وأسراره‪ ..‬فبرع فيه غاية البراعة وسلمت إليه مقاليد البراعة وأعطاه‬
‫هللا الشهرة الذائعة حتى تفوق على اقرأنه وشيوخه والنابغين من أهل عصره‬
‫من أرباب الخط‪.‬واشتهر اشتهار الشمس وذاع صيته في اآلفاق وأقبلت الدنيا‬
‫عليه وابتسمت له األيام‪.‬وتنافس الناس في اقتناء خطوطه وبيعت سطوره‬
‫بأغلى األثمان ورغب الكبار من القوم في خطه‪.‬‬

‫ان الحافظ عثمان قد وهبه هللا تعالى قدرة فائقة وكفاءة نادرة المثال واستعدادا‬
‫على تطوير الخط العربي وتحسينه وتهذيب قواعده وأوضاع حروفه‪.‬‬
‫حتى أصبح مدرسة خاصة له قاعدته المتميزة خاصة في خط النسخ ولم‬
‫يصل إلى مرتبته احد في وقته والى يومنا هذا وقد نبغ مئات الخطاطين من‬
‫األتراك في خط النسخ بصورة خاصة ولكن لم يصل إلى مرتبة الحافظ احد‬
‫منهم أبدا‪.‬‬

‫وان نابغة العراق المرحوم هاشم محمد البغدادي‪ -‬على علو مكانته وحسن‬
‫ضبطه كان من أشد المعجبين بخطوط الحافظ عثمان في المصاحف‪.‬وفي‬
‫سنة ‪ 1694‬نصب الحافظ معلما للسلطان (مصطفى خان العثماني) فأخذ عنه‬
‫السلطان فنون الخط العربي وأحبه كثيرا وتعلق به قلبه وقد أصدر السلطان‬
‫أمره باعطائه قضاء ديار بكر‪.‬‬

‫أما إجالل الخطاطين األتراك للحافظ عثمان واحترامهم له وتقديرهم لمنزلته‬


‫وشعورهم تجاهه بالتسليم لزعامته فقد جاوز الحد‪ ..‬بحيث أصبحوا يعتقدون‬
‫أن ال أحد من الناس يستحق أن ينال درجة الحافظ عثمان ولو أجاد كما أجاد‬
‫الحافظ وكانوا يقومون عند ذكر اسمه احتراما له‪.‬‬
‫إن الحافظ عثمان قد وفقه هللا تعالى لكتابة المصحف الشريف حتى كتب‬
‫(خمسة وعشرين مصحفا) في غاية الحسن والجمال واإلتقان والتنسيق‬
‫وتهافت الناس على خطه وطبع مصحفه الذي كتبه‪.‬وقد طبع مصحفه مئات‬
‫الطبعات في مختلف األقطار اإلسالمية وانتشر في العالم اإلسالمي وفاق‬
‫الطبقات السابقة والالحقة ولم يقاربه احد من خطاطي المصاحف حتى صار‬
‫الناس ينسبون المصحف إليه فيقولون (مصحف الحافظ عثمان) وذلك‬
‫لشهرته ووضوح سطوره وحروفه وحسن تنسيقه وجمال خطه‪.‬‬

‫يعد الحافظ عثمان أول خطاط يكتب “الحلية النبوية” على شكل لوحة يمكن‬
‫تعليقها على الجدران‪.‬ويعتبر الحافظ عثمان من المع المجددين في الخط‬
‫العربي وقد أخذ عنه الخط خلق كثير وكان صاحب مالطفة وتودد‪ ،‬طيب‬
‫النفس‪ ،‬يغلب عليه الصالح والورع والدين‪.‬وبقي الخطاطون ينسجون على‬
‫منواله ويسيرون على منهجه‪.‬‬

‫وفي سنة ‪ 1695‬م أصيب الحافظ عثمان بالفالج وبقي مريضا به ثالث‬
‫سنوات‪.‬توفي رحمه هللا في القسطنطينية سنة ‪ 1698‬ودفن في رباط (قوجه‬
‫مصطفى باشا)‪.‬كتبت على قبره لوحة رائعة ذكر فيها‪ :‬انه كان رئيس‬
‫الخطاطين وبوفاته انطوى علم من أعالم الخط العربي خدم هذا الفن واخلص‬
‫له غاية اإلخالص‪.‬‬
‫عرض أق‬

You might also like