You are on page 1of 3

‫‪gak boleh menikah‬‬

‫المهذب في فقة اإلمام الشافعي للشيرازي (‪)442 /2‬‬ ‫‪‬‬

‫فصل‪ :‬وأما غير اليهود والنصارى من أهل الكتاب كمن يؤمن بزبور داود عليه السالم وصحف شيث فال يح ل للمس لم أن ينكح‬
‫حرائرهم وال أن يطأ إماءهم بملك اليمين ألنه قيل إن ما معهم ليس من كالم هللا عز وجل وإنما هو شيء ن زل ب ه جبري ل علي ه‬
‫السالم كاألحكام التي نزل بها على النبي صلى هللا عليه وسلم من غير القرآن وقيل إن الذي معهم ليس بأحكام وإنما هي مواعظ‬
‫ُأ‬
‫والدليل عليه قوله تعالى‪ِ{ :‬إ َّن َما ْن ِز َل ْال ِك َتابُ َعلَى َطاِئ َف َتي ِ‬
‫ْن‬

‫‪istidlal‬‬

‫الحاوي الكبير (‪)221 /9‬‬ ‫‪‬‬

‫اِئر ِه ْم َم َع ْالقُ ْد َر ِة‬ ‫َأ‬ ‫ِين غ ير اِإْل َما ِم َّي ِة م َِن ِّ‬ ‫اِئر ِه ْم َفالَّذِي َعلَ ْي ِه ُج ْمهُو ُر الص ََّحا َب ِة َوال َّت ِابع َ‬
‫اح َح َر ِ‬ ‫الش ي َعةِ‪َّ ،‬ن ُه ْم َم َن ُع وا مِنْ ِن َك ِ‬ ‫أما ِن َكا ُح َح َر ِ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫اًل‬ ‫اَل‬ ‫اح ْالم ُْس لِ َما ِ‬
‫َّ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ِص ِم الك َواف ِِر) {الممتحن ة‪ )10 :‬وقول ه ت َع الى‪{ :‬ال تت ِخ ذوا ال َي ُه و َد‬ ‫َ‬ ‫{وال تم ِْس كوا ِبع َ‬ ‫َ‬ ‫ِبق ْولِ ِه ت َع الى‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫اس ت ِْد‬
‫ت ْ‬ ‫َعلَى ِن َك ِ‬
‫ان َق الُوا‪َ :‬وَأِل َّن ُه ْم َوِإنْ َك ا ُنوا َأهْ َل‬ ‫َأْل‬
‫ارى َأ ْولِ َيا َء} (المائدة‪ )51 :‬اآلية قالوا‪ :‬وألن بغضهم يمنع من نكاح نس ائهم كعب دة ا ْو َث ِ‬ ‫ص َ‬ ‫وال َّن َ‬
‫صارُوا َبعْ َد َن ْس ِخ ِه فِي‬ ‫ك َ‬ ‫َ‬ ‫هَّللا‬
‫منزل فكتابهم مغير َم ْنسُوخ َو َما َن َس َخ ُه ُ َت َعالَى ارْ َت َف َع ُح ْك ُم ُه َفلَ ْم ُي َفرَّ ْق َب ْي َن ُه َو َبي َْن َما لَ ْم َي ُكنْ ‪َ ،‬ف َكذلِ َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٍ‬ ‫ِك َتا ٍ‬
‫ب‬
‫اب مِنْ َق ْبلِ ُك ْم إذاَ‬ ‫َ‬
‫ِين وت وا ال ِكت َ‬ ‫ُ‬ ‫ُأ‬ ‫َّ‬
‫ص نات م َِن الذ َ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫ت َوالمُحْ ِ‬ ‫َ‬
‫ص نات م َِن المُْؤ ِمن ا ِ‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫{والمُحْ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ٌأ‬ ‫َ‬
‫اب لهُ‪َ ،‬و َه ذا خط لِق ْولِ ِه ت َع الى‪َ :‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ِكت َ‬‫َ‬ ‫اَل‬ ‫ح ُْك ِم َمنْ‬
‫{والَ‬ ‫اح ِت ِه‪َ .‬فِإنْ قِي َل‪َ :‬ف َه َذا َم ْنسُو ٌخ ِب َق ْولِ ِه َت َع الَى‪َ :‬‬ ‫ت َفدَ َّل َعلَى ِإ َب َ‬ ‫اح ْالمُْؤ ِم َنا ِ‬ ‫ُأ‬
‫آ َت ْي ُتمُوهُنَّ ج َ‬
‫ُورهُنَّ ) {المائدة‪َ )5 :‬ف َج َم َع َبي َْن ِن َكاح ِِهنَّ َو ِن َك ِ‬
‫اب مِنْ‬ ‫ِين وتوا ال ِك َت َ‬ ‫ُ‬ ‫ُأ‬ ‫َّ‬
‫ت م َِن الذ َ‬ ‫ص َنا ِ‬ ‫{والمُحْ َ‬ ‫َ‬
‫ت َحتى يُْؤ مِنَّ } (البقرة‪ )221 :‬متقدمة‪ ،‬ألنها من سورة البقرة‪َ ،‬و َق ْولهُ‪َ :‬‬ ‫َّ‬ ‫ُت ْن ِكحُوا ال ُم ْش ِر َكا ِ‬
‫ون‬ ‫ْس َي ُج و ُز َأنْ َي ُك َ‬ ‫آن‪َ ،‬و ْال ُم َت َأ ِّخ ُر ه و الناس خ للتق دم َولَي َ‬ ‫َق ْب ِل ُك ْم} متأخرة؛ ألنها من سورة المائدة وهي مِنْ آخ ِِر َم ا َن َز َل م َِن ْالقُ رْ ِ‬
‫ات م َِن‬ ‫ص َن ُ‬ ‫{والمُحْ ِ‬ ‫وخا ِب َق ْولِ هِ‪َ :‬‬ ‫ت َح َّتى ُي ْؤ مِنَّ } َم ْن ُس ً‬ ‫{والَ َت ْن ِك ُح وا الم ُْش ِر َكا ِ‬ ‫ب َي ُكونُ َق ْولُ هُ‪َ :‬‬ ‫ْال ُم َت َق ِّد ُم َناسِ ًخا ل ِْل ُم َتَأ ِّخ ِر‪َ ،‬ف َعلَى َه َذا ْال َج َوا ِ‬
‫ت َح َّتى ُي ْؤ مِنَّ )‬ ‫َّاس‪.‬والجواب الث اني‪ :‬أن قول ه‪{ :‬الَ ُت ْن ِك ُح وا الم ُْش ِر َكا ِ‬ ‫ْن َعب ٍ‬ ‫اب مِنْ َق ْبلِ ُك ْم) {المائدة‪َ )5 :‬و َه َذا َق ْو ُل اب ِ‬ ‫ِين ُأو ُتوا ال ِك َت َ‬ ‫الَّذ َ‬
‫اض يًا َعلَى‬ ‫ون َق ِ‬ ‫اب مِنْ َق ْبلِ ُك ْم} َخ اصٌّ ‪َ ،‬و ْال َخ اصُّ مِنْ ُح ْك ِم ِه َأنْ َي ُك َ‬ ‫ِين و ُتوا ال ِك َت َ‬ ‫ُأ‬ ‫ات م َِن الَّذ َ‬ ‫{والمُحْ صِ َن ُ‬ ‫{البقرة‪َ )221 :‬عا ٌم َو َق ْولَهُ‪َ :‬‬
‫ت َح َّتى ُي ْؤ مِنَّ ) {البق رة‪)221 :‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬ ‫َأ‬ ‫َأ‬
‫ْال َع ِام َوم َُخصَّصً ا َل ُه َس َوا ٌء َت َق َّد َم َعلَ ْي ِه ْو َت َّخ َر َع ْنهُ‪َ ،‬ف َعلَى َهذا َي ُك ونُ َق ْول هُ‪{ :‬والَ ُت ْن ِك ُح وا الم ُْش ِر َكا ِ‬
‫اس َم‬ ‫ب الش افعي‪َ ،‬وَأنَّ ْ‬ ‫الظا ِه ُر مِنْ َم ْذ َه ِ‬ ‫اب مِنْ َق ْبلِ ُك ْم) {المائدة‪َ )5 :‬و َه َذا ه َُو َّ‬ ‫ِين ُأو ُتوا ال ِك َت َ‬ ‫ات م َِن الَّذ َ‬ ‫{والمُحْ صِ َن ُ‬ ‫مخصوصا ِب َق ْولِهِ‪َ :‬‬
‫ان‪َ ،‬و َذ َه َ‬ ‫َأْل‬ ‫َأ‬
‫ينطلق َعلَى هْ ِل ْال ِك َتا ِ‬
‫ب غَ ْي ُرهُ م َِن الفقهاء‪ :‬إلى أن أهل الكتاب ينطل ق على اس م الكف ر‬ ‫ب َوغَ ي ِْر ِه ْم مِنْ َع َبدَ ِة ا ْو َث ِ‬ ‫ُ‬ ‫ال ِّشرْ كِ‬
‫ان َف َعلَى َه ذاَ‬ ‫َ‬ ‫َأْل‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫َ‬ ‫هَّللا‬
‫ينطلق َعلى َمنْ ل ْم ي َُوحِّ ِد َ َت َعالى َو ش َر َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫ُ‬ ‫ِّ‬ ‫َأ‬ ‫ِّ‬
‫ك ِب ِه غَ ْي َرهُ مِنْ َع َب َد ِة ا ْوث ِ‬ ‫وال ينطلق عليه اسْ ُم الشرْ كِ ‪َ ،‬و نَّ اسْ َم الشرْ كِ‬
‫ت َعلَى عمومه‪.‬ثم ي دل على ج وازه‬ ‫ُوخا ُث َّم ح ُْك ُم ُه َث ِاب ٌ‬ ‫ت َح َّتى يُْؤ مِنَّ } مخصُوصً ا َواَل َم ْنس ً‬ ‫ْال َق ْو ِل َي ُكونُ َق ْولُهُ‪{ :‬والَ ُت ْن ِكحُوا ال ُم ْش ِر َكا ِ‬
‫ُش رْ‬ ‫ت َفب ِّ‬ ‫َأ‬
‫ِين " ث َّم ْس لَ َم ْ‬ ‫ُ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫ت َيهُو ِديَّة َواسْ َت ْم َت َع ِب َه ا ِبمِل كِ ال َيم ِ‬ ‫ً‬ ‫ك َري َْحا َن َة َو َكا َن ْ‬ ‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َسلَّم َ ‪َ " :-‬ملَ َ‬ ‫ي َأنَّ ال َّن ِبيَّ ‪َ -‬‬ ‫رُو َ‬ ‫ِن َكاحه ْم َما ِ‬
‫ُ‬
‫ي َعنْ ُع َم َر َج َوازهُ‪َ ،‬و َعنْ‬ ‫َّ‬ ‫َأِل‬ ‫َ‬
‫بِِإسْ اَل ِم َها َفسُرَّ ِبهِ‪ ،‬ولو منع الدين منها لما استمتع بها ك َما ل ْم َيسْ ت ْمتِعْ ِب َوث ِن َّي ٍة َو ن ُه ِإجْ َما ُع الص ََّحا َبةِ‪ ،‬ر ُِو َ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ان َأ َّن ُه نكح‬ ‫ع ُْث َم َ‬

‫الحاوي الكبير (‪)246 /9‬‬ ‫‪‬‬

‫مسألة‬

‫ب ِإاَّل لَِئ اَّل ُي ْف َت َن َعنُ ِد ْي ِن ِه َأ ْو ي ُْس َت َر َّق َولَ ُدهُ " َق ا َل ْال َم َاورْ دِيُّ ‪َ :‬و ُه َو‬ ‫قال الشافعي رحمه هللا تعالى‪ " :‬وال أكره نكاح ن َِسا َء َأهْ ِل ْال َحرْ ِ‬
‫ب ِب َن ا ًء‬ ‫ار ْال َحرْ ِ‬
‫اح َها فِي َد ِ‬ ‫ُّون ِن َك َ‬ ‫ب َوَأ ْب َط َل ْالع َِراقِي َ‬ ‫ار ْال َحرْ ِ‬ ‫دَار اِإْلسْ اَل ِم َودَ ِ‬
‫َأ‬
‫كما قال‪ :‬ال َيجُو ُز ل ِْلمُسْ ل ِِم نْ َي َت َزوَّ َج ْال ِك َت ِاب َّي َة ْال َحرْ ِب َّي َة فِي ِ‬
‫ْ‬
‫ِيحة؛ نَّ صِ حَّ َة ال َع ْق ِد َو َف َس ا َدهُ مُعْ َت َب ٌر ِبال َعاقِ ِد والمعق ود علي ه دون‬ ‫ْ‬ ‫َأِل‬ ‫ٌ‬ ‫ِي عِ ْندَ َنا َ‬ ‫ٌ‬
‫ب بَاطِ لَة َوه َ‬ ‫ْ‬ ‫َأ‬ ‫ُأ‬
‫صح َ‬ ‫ار ال َحرْ ِ‬ ‫َعلَى صُول ِِه ْم فِي نَّ ُعقُودَ دَ ِ‬
‫اب مِنْ َق ْبلِ ُك ْم} (المائ دة‪َ ):‬ولَ ْم ُي َف رِّ ْق؛ وألن الحري ة في إب احتهن‬ ‫ِين ُأو ُت وا ال ِك َت َ‬ ‫ت م َِن الّ ذ َ‬ ‫ص َنا ِ‬ ‫{والمُحْ َ‬ ‫الولد؛ َوَأِلنَّ هَّللا َ َت َع الَى َق ا َل‪َ :‬‬
‫ار اِإْل ْس اَل ِم َح َّل‬ ‫َأِل‬
‫اح؛ َو نَّ َمنْ َح َّل ِن َكا ُح َه ا فِي َد ِ‬ ‫الكتاب دون الدار‪ ،‬وألنه لما جاز وطئهن بالسبي‪ ،‬فأولى أن يجوز وطئهن ِبال ِّن َك ِ‬
‫َأ‬ ‫َأ‬ ‫ُأ‬
‫ْ‬ ‫اَّل‬
‫ور‪َ :‬ح ُد َها‪ :‬لَِئ ُيف َت َن َعنْ دِي ِن ِه ِب َه ا‪ْ ،‬و‬ ‫ص َّح ِن َك ا ُح ْال َحرْ ِب َّي ِة َف ُه َو عِ ْن دَ َنا َم ْك رُوهٌ ِلثَاَل ث ِة ُم ٍ‬
‫َ‬ ‫ب َك ْالمُسْ لِ َمةِ‪َ ،‬فِإ َذا َ‬ ‫ار ْال َحرْ ِ‬ ‫ِن َكا ُح َها فِي دَ ِ‬
‫صلَّى هَّللا ُ َعلَ ْي ِه َو َس لَّم َ‬
‫َ‬ ‫‪-‬‬ ‫يُّ‬ ‫ب‬ ‫َّ‬
‫ن‬
‫َ ِ‬ ‫ال‬ ‫ل‬ ‫ا‬‫ق‬‫َ‬ ‫د‬‫ْ‬ ‫َ‬
‫ق‬ ‫و‬ ‫‪،‬‬ ‫م‬ ‫ه‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫ن‬ ‫ْ‬
‫ي‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ل‬
‫ِ َ َ ََ ْ ِ ِِ َ ْ َ‬‫و‬ ‫ُ‬
‫ز‬ ‫ُ‬
‫ن‬ ‫ب‬ ‫م‬‫ه‬‫ُ‬ ‫ُ‬
‫د‬ ‫ا‬ ‫و‬ ‫س‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫ث‬ ‫ك‬‫ْ‬ ‫ي‬ ‫اَّل‬ ‫َئ‬‫ل‬ ‫ِي‪:‬‬
‫ن‬ ‫ا‬ ‫َّ‬
‫الث‬‫ِ‪.‬و‬ ‫ه‬ ‫ل‬ ‫ْ‬
‫ي‬ ‫م‬ ‫ة‬ ‫د‬ ‫َّ‬
‫َ ِ ِ ِشِ ِ َ ِ َ‬ ‫ب‬ ‫ه‬ ‫ت‬ ‫ج‬‫و‬ ‫ْ‬ ‫َ‬
‫ز‬ ‫ى‬ ‫َ‬ ‫ل‬‫ِإ‬ ‫ُو‬
‫ب‬ ‫صْ‬ ‫ي‬ ‫ل‬
‫َ َ‬ ‫ج‬
‫ُ‬ ‫الرَّ‬ ‫ِب َق ْو ِم َها‪َ ،‬فِإنَّ‬
‫ار الح رب ثغ ر َو ُت ْغ َن ُم‪َ ،‬ف ِإنْ ُس ِب َي َولَ ُدهُ لَ ْم‬ ‫َأِل‬
‫ِث‪ :‬لَِئ اَّل يُسْ َت َر َّق َولَ ُدهُ َو ُت ْس َبى َز ْو َج ُت هُ؛ نَّ َد َ‬ ‫"‪.‬والثال ُ‬ ‫َّ‬ ‫‪َ " :-‬منْ َك َّث َر َس َوادَ َق ْو ٍم َفه َُو ِم ْن ُه ْم َ‬
‫ت َز ْو َج ُت ُه َففِي ِه َق ْواَل ِن‪َ:‬أ َح ُد ُه َما‪َ :‬يجُو ُز اسْ تِرْ َقاقُ َها‪َ ،‬أِلنَّ َما َب ْي َن ُه َما مِنْ عقد النكاح هو ح ق ل ه عليه ا‬ ‫يُسْ َت َر َّق؛ َأِل َّن ُه حُرٌّ مُسْ لِ ٌم َوِإنْ س ُِب َي ْ‬
‫الثانِي‪َ :‬أ َّن ُه َق ْد ملك بعض ها بالنك اح فلم يج ز أن يس تهلك َعلَ ْي ِه‬
‫ُ‪.‬و َّ‬
‫ِن اسْ تِرْ َقاقِ َها َك َذل َِك ال ِّن َكاح َ‬
‫ان لَ ُه َعلَ ْي َها دَ يْنٌ لَ ْم يُمْ َنعْ م ِ‬
‫بالدين َولَ ْو َك َ‬
‫ار ِة ورقبتها بالشراء‪.‬‬ ‫َ‬
‫ك َمنافِ َع َها ِباِإْل َج َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫اق َك َما ل ْو َمل َ‬‫ِبااِل سْ تِرْ َق ِ‬
‫الحاوي الكبير (‪)82 /16‬‬ ‫‪‬‬

‫اس تِعْ َمالُ ُه َما‬‫ان‪َ:‬أ َح ُد ُه َما‪َ :‬أنْ ُي ْمك َِن ْ‬


‫ضرْ َب ِ‬ ‫ِئل ال َّنسْ ِخ‪َ :‬وه َُو َأنْ َي ِردَ فِي ال َّشيْ ِء ْال َوا ِح ِد ُح ْك َم ِ‬
‫ان م ُْخ َتلِ َف ِ‬
‫ان‪َ :‬ف ُه َما َ‬ ‫َوَأمَّا ْالقِسْ ُم السَّادِسُ فِي دَ اَل ِ‬
‫ُوص اآْل َخ ِر‪َ ،‬ف َي ْقضِ ي ِباَأْل َخصِّ‬ ‫ُوم َأ َح ِد ِه َما َو ُخص ِ‬ ‫آْل‬ ‫َأ‬
‫ون َح ُد ُه َما َع َّم م َِن ا َخ ِر لِ ُعم ِ‬
‫ان‪َ:‬أ َح ُد ُه َما‪َ :‬أنْ َي ُك َ َأ‬ ‫َواَل َي َت َنا َفى اجْ ِت َما ُع ُه َما‪َ ،‬فه َُو َ‬
‫ضرْ َب ِ‬
‫ص َن ُ‬
‫ات‬ ‫{و ْالمُحْ َ‬ ‫احهُنَّ ‪َ :‬‬‫ت َح َّتى يُْؤ مِنَّ } [البقرة‪َ ]221 :‬و َقا َل فِي َمنْ َأ َبا َح ِن َك َ‬ ‫{وال َت ْن ِكحُوا ْال ُم ْش ِر َكا ِ‬‫َعلَى اَأْل َع ِّم َفيُسْ َت ْث َنى ِم ْن ُه َك َق ْولِ ِه َت َعالَى َ‬
‫ت ِإاَّل ْال ِك َت ِابيَّا ِ‬
‫ت‬ ‫ار َك َق ْولِ ِه َت َع الَى َواَل َت ْن ِك ُح وا ْالم ُْش ِر َكا ِ‬‫ص َ‬‫ك َف َ‬ ‫ض ى ِب َه ِذ ِه َعلَى ت ِْل َ‬ ‫اب مِنْ َق ْبلِ ُك ْم} [المائدة‪َ ]5 :‬ف َق َ‬ ‫ِين ُأو ُتوا ْال ِك َت َ‬ ‫م َِن الَّذ َ‬
‫ُوخا‪.‬‬‫ان ُعمُومًا َم ْخصُوصًا َولَ ْم َي ُكنْ َناسِ ًخا َواَل َم ْنس ً‬ ‫َف َك َ‬
‫تفسير ابن كثير ج ‪ 1 :‬ص ‪320 :‬‬ ‫‪‬‬
‫وقال ابن جرير‪ :‬حدثني موسى بن عبد الرحمن المسروقي‪ ،‬حدثنا محمد بن بشر‪ ،‬حدثنا سفيان بن سعيد‪ ،‬عن يزيد بن أبي زياد‪،‬‬
‫عن زيد بن وهب قال‪ :‬قال [لي] عمر بن الخطاب‪ :‬المسلم يتزوج النصرانية‪ ،‬وال يتزوج النصراني المسلمة‪ .‬قال‪ :‬وهذا أصح‬
‫إسنا ًد ا من األول ‪.‬ثم قال‪ :‬وقد حدثنا تميم بن المنتصر‪ ،‬أخبرنا إسحاق األزرق عن شريك‪ ،‬عن أشعث بن سوار‪ ،‬عن الحسن‪ ،‬عن‬
‫جابر بن عبد هللا قال‪ :‬قال رسول هللا صلى هللا عليه وسلم‪" :‬نتزوج نساء أهل الكتاب وال يتزوجون نساءنا"‪ .‬ثم قال‪ :‬وهذا الخبر ‪-‬‬
‫وإن كان في إسناده ما فيه ‪-‬فالقول به إلجماع الجميع من األمة على صحة القول به‪ .‬كذا قال ابن جرير‪ ،‬رحمه هللا‪ .‬إهـ‬
‫الفقه اإلسالمي وأدلته ج ‪ 7 :‬ص ‪153 :‬‬ ‫‪‬‬
‫يحرم باإلجماع زواج المسلمة بالكافر‪ ،‬لقوله تعالى‪{ :‬وال تنكحوا المشركين حتى يؤمنوا} [البقرة ‪ ]221 /2‬وقوله تعالى‪{ :‬فان ال‬
‫علمتموهن مؤمنات‪ ،‬فال ترجعوهن إلى الكفار‪ ،‬ال هن حل لهم‪ ،‬وال هم يحلون لهن} [الممتحنة ‪ ]10 /60‬وألن في هذا الزواج‬
‫خوف وقوع المؤمنة في الكفر؛ ألن الزوج يدعوها عادة إلى دينه‪ ،‬والنساء في العادة يتبعن الرجال فيما يؤثرون من األفعال‪،‬‬
‫ويقلدونهم في الدين‪ ،‬بدليل اإلشارة إليه في آخر اآلية‪{ :‬أولئك يدعون إلى النار} [البقرة ‪ ]221 /2‬أي يدعون المؤمنات إلى‬
‫الكفر‪ ،‬والدعاء إلى الكفر دعاء إلى النار؛ ألن الكفر يوجب النار‪ ،‬فكان زواج الكافر المسلمة سببا داعيا إلى الحرام‪ ،‬فكان حراما‬
‫باطال‪ .‬والنص وإن ورد في المشركين‪ ،‬لكن العلة وهي الدعاء إلى النار يعم الكفرة أجمع‪ ،‬فيتعمم الحكم بعموم العلة‪ .‬وعليه ال‬
‫يجوز زواج الكتابي بالمسلمة‪ ،‬كما ال يجوز رواج الوثني والمجوسي بالمسلمة أيضا؛ ألن الشرع قطع والية الكافرين عن‬
‫المؤمنين بقوله تعالى‪{ :‬ولن يجعل هللا للكافرين على المؤمنين سبيال} [النساء ‪ ]141 /4‬فلو جاز تزويج الكافر المؤمنة لثبت له‬
‫عليها سبيل‪ ،‬وهذا ال يجوز‪ .‬إهـ‬

‫‪batasan‬‬

‫فتح الوهاب (‪)76 /2‬‬ ‫‪‬‬


‫( ال يحل ) لمسلم ( نكاح كافرة ) ولو مجوسية وإن كان لها شبهة كتاب ( إال كتابية خالصة ) ذمية كانت أو حربية فيحل نكاحها‬
‫قال تعالى { وال تنكحوا المشركات حتى يؤمن } وقال { والمحصنات من الذين أوتوا الكتاب من قبلكم } أي حل لكم ( بكره )‬
‫ألنه يخاف من الميل إليها الفتنة في الدين والحربية أشد كراهة ألنها ليست تحت قهرنا وللخوف من إرقاق الولد حيث لم يعلم أنه‬
‫ولد مسلم وخرج بخالصة المتولدة من كتابي ونحو وثنية فتحرم كعكسه تغليبا للتحريم ( والكتابية يهودية أو نصرانية ) ال متمسكةـ‬
‫بزبور داود ونحوه كصحف شيث وإدريس وإبراهيم عليهم الصالة والسالم فال تحل لمسلم قيل ألن لك لم ينزل بنظم يدرس ويتلى‬
‫وإنما أوحى إليهم معانيه وقيل ألنه حكم ومواعظ ال أحكام وشرائع وفرق القفال بين الكتابية وغيرها بأن فيها نقصا واحدا وهو‬
‫كفرها وغيرها فيها نقصان الكفر وفساد الدين ( وشرطه ) أي حل نكاح الكتابية الخالصة ( في إسرائيلية ) نسبة إلى إسرائيل‬
‫وهو يعقوب بن إسحاق بن إبراهيم عليهم السالم ما زدته بقولي ( أن ال يعلم دخول أول آبائها في ذلك الدين بعد بعثة تنسخه )‬
‫وهي بعثة عيسى أو نبينا وذلك بأن علم دخوله فيه قبلها أو شك وإن علم دخوله فيه بعد تحريفه أو بعد بعثة ال تنسخه كبعثة من‬
‫بين عيسى وموسى لشرف نسبهم بخالف ما إذا علم دخوله فيه بعدها لسقوط فضيلته بها ( و ) في ( غيرها ) أي غير اإلسرائيلية‬
‫( أن يعلم ذلك ) أي دخول أول آبائها في ذلك الدين ( قبلها ) أي قبل بعثة تنسخه ( ولو بعد تحريفه إن تجنبوا المحرف ) وإن أفهم‬
‫كالم األصل المنع بعد التحريف مطلقا لتمسكهم بذلك الدين حين كان حقا بخالف ما إذا علم دخوله فيه بعدها وبعد تحريفه أو‬
‫بعدها وقبل تحريفه أو عكسه ولم يتجنبوا المحرف أو شك لسقوط فضيلته بالنسخ أو بالتحريف المذكور في غير األخيرة وأخذا‬
‫باألغلظ فيها ( وهي ) أي الكتابية الخالصة ( كمسلمةـ في نحو نفقة ) ككسوة وقسم وطالق بجامع الزوجية المقتضية لذلك ( فله‬
‫إجبارها ) كالمسلمة ( على غسل من حدث أكبر ) كحيض وجنابة ويغتفر عدم النية منها للضرورة كما في المسلمة المجنونة‬
‫( و ) على ( تنظيف ) بغسل وسخ من نجس ونحوه وباستحداد ونحوه ( و ) على ( ترك تناول خبيث ) كخنزير وبصل ومسكر‬
‫ونحوه لتوقف التمتع أو كماله على ذلك وتعبيري بنحو نفقة وتنظف وتناول خبيث أعم من تعبيره بنفقة وقسم وطالق وبغسل ما‬
‫نجس من أعضائها وبأكل خنزير ( وتحرم سامرية خالفت اليهود وصابئية خالفت النصارى في أصل دينهم أو شك ) في مخالفتها‬
‫لهم فيه وإن وافقتهم في الفروع بخالف ما إذا خالفتهم في الفروع فقط ألنها مبتدعة فهي كمبتدعة أهل اإلسالم نعم إن كفرتها‬
‫اليهود والنصارى حرمت كما نقله في الروضة كأصلها عن اإلمام والسامرة طائفة من اليهود والصابئة طائفة من النصارى‬
‫وقولي أوشك من زيادتي وإطالق الصابئة على من قلنا هو المراد وتطلق أيضا على قوم هم أقدم من النصارى يعبدون الكواكب‬
‫السبعة ويضيفون اآلثار إليها وينفون الصانع المختار وهؤالء ال تحل مناكحتهم وال ذبيحتهم وال يقرون بالجزية وال ينافي ذلك‬
‫قول الرافعي في صابئة النصارى المخالفة لهم في األصول إنها تعبد الكواكب السبعة إلى آخر ما مر لجواز موافقتهم في ذلك‬
‫لألقدمين مع موافقتهم في الفروع للنصارى وهم مع الموجود في زمنهم من األقدمين سبب في استفتاء القاهر الفقهاء على عباد‬
‫الكواكب فأفتى اإلصطخري بقتلهم ( ومن انتقل من دين آلخر تعين ) عليه ( إسالم ) وإن كان كل منهما يقر أهله عليه ألنه أقر‬
‫ببطالن ما انتقل عنه وكان مقرا ببطالن ما انتقل إليه فإن أبى اإلسالم ألحق بمأمنه إن كان له أمان ثم هو حربي إن ظفرنا به‬
‫قتلناه ( فلو كان ) المنتقل ( امرأة ) كأن تنصرت يهودية ( لم تحل لمسلم ) كالمرتدة ( فإن كانت ) أي المنتقلة ( منكوحة‬
‫فكمرتدة ) تحته فيما يأتي وخرج بالمسلم الكافر فإنه إن كان يرى نكاح المنتقلة حلت له وإال فكالمسلم ( وال تحل مرتدة ) ألحد ال‬
‫من المسلمين ألنها كافرة ال تقر وال من الكفار لبقاء علقة اإلسالم فيها ( وردة ) من الزوجين أو أحدهما ( قبل دخول ) وما في‬
‫معناه من استدخال مني ( تنجز فرقة ) بينهما لعدم تأكد النكاح بالدخول أو ما في معناه ( وبعده ) توقفها ( فإن جمعهماـ إسالم في‬
‫العدة دام نكاح ) بينهما لتأكده بما ذكر ( وإال فالفرقة ) بينهما حاصلة ( من ) حين ( الردة ) منهما أو من أحدهما ( وحرم وطء )‬
‫في مدة التوقف لتزلزل ملك النكاح بالردة ( وال حد ) فيه لشبهة بقاء النكاح بل فيه تعزير وتجب العدة منه كما لو طلق زوجته‬
‫رجعيا ثم وطئها في العدة‬

‫المفصل في شرح الشروط العمرية (‪)116 /2‬‬ ‫‪‬‬

‫ما أهل الكتاب الحقيقيون؛ فهم أهل الكتاب الحقيقي‪ ،‬الكتاب الذي أنزله هللا تعالى من توراة وإنجيل‪ ،‬قبل التحريف‪.‬أما بعد‬
‫التحريف؛ فلم يعد أحدهما الكتاب الذي أنزله هللا‪ ،‬وال أتباع المحرف منهما أهل الكتاب الذين يؤمنون باهلل‪ ،‬إال وفق ما تعارف‬
‫عليه الكفار وزعموه ألنفسهم من أنهم أهل دين وإيمان‪ ،‬والعبرة بما في ديننا ال بما في أفواههم‪ ،‬كما علمت‪.‬‬

You might also like