You are on page 1of 2

‫المحاضرة السابعة‬

‫(تابع لما سبق )‬


‫كان كافن يري أن المسيح علي الصليب هو ذبيحة ‪ ,‬وكاهن قدم' نفسه ذبيحة ‪ ,‬وكان كذلك علي الصليب ملكا بإنتصاره‬
‫علي الموت فحول الصليب إلنتصار ‪ .‬حاول كالفن أن ينظر' للحدث هذا من وجهات نظر متعددة ( بأبعاد مختلفة )‬
‫وكذلك علي الصليب كيف نري المسيح نبي ؟ ‪.‬‬
‫في العقيدة نمارس الالهوت بأن نكمل تفكيرنا بأن نقدر ما فات لكن تصلح مانراه ضعف أو نقص ‪.‬‬
‫من ناحية مكانة المسيح الثالثية األبعاد أعطانا كالفن إطار لنفكر فيه بأن ننظر لكل حدث في حياته من ناحية كونه ملك‬
‫ونبي وكاهن ‪ ,‬ولكن لم يتحدث عن دور المسيح كنبي علي الصليب ‪.‬‬
‫كارل بارت ‪ :‬البد أن نكمل العمل الذي بدأه كالفن والدور' النبوي كان واضحا جدا علي الصليب ‪ ,‬إذ في موت المسيح‬
‫علي الصليب أعلن حب هللا و طبيعته الحقيقية وبذلك نري الثالثة أدوار للمسيح علي الصليب ‪.‬‬
‫هذا التكامل بين األدوار مهم جدا عندما ننظر لحياة المسيح فنفهم ما عمله ونفهم األمور المدعوين لها ‪.‬‬
‫إميل برونر' أفادنا في حديثه عن الطبيعة المشتركة التي فيها كل دور يدعم الدور' اآلخر‬
‫يقول برونر' ‪ :‬في كالم المسيح كان ملك ومصالح ‪ ,‬وعندما يذكر برونر كالم المسيح فإنه يشير للدور النبوي' ‪ ,‬وعندما‬
‫تحدث كنبي كان كاهنا أو مصالح وكان ملكا يتكلم بسلطانه ‪.‬‬
‫دورالملك كان يعلن النبي والحمل الذبيح (الكاهن ) ‪ ,‬وفي كهنوته أعلن شخص هللا و أكد علي مجده ‪.‬‬
‫أي أن برونر أكد علي ظهور كل األدوار' الثالثة في المسيح ‪ .‬وهذا مهم جدا في الحديث عن عقيدة االختيار ‪.‬‬
‫من األخطاء الشائعة أن نفكر في اإلختيار' من جهة دور واحد للمسيح ( كملك ) وننسي' دوره ككاهن وكنبي ‪.‬‬
‫ندرك دور المسيح كنبي في الصليب أعلن حقيقة شخص هللا ‪ ,‬إذا تحدثنا عن اإلختيار نتحدث ليس فقط عن هللا القدير بل‬
‫أيضا عن هللا الذي ظهر في المسيح يسوع' ‪.‬‬
‫إن مكانة المسيح الثالثية األبعاد هي عقيدة مشيخية واضحة ‪.‬‬
‫كان كالفن أصغر من لوثر ‪ ,‬وقرأ' كثيرا مما كتبه لوثر وكتب أكثر منه بل تمكن من تطوير ما كتبه لوثر ‪.‬‬
‫مكانة المسيح الثالثية هي طريقة نري بها المسيح بصورة أشمل ‪ ,‬فلنفكر في حياة المسيح وكيف أن هذه األدوار تظهر‬
‫في حياتنا ‪ ,‬فهو سيظل كاهن ونبي وملك ‪ .‬لكنه دعانا لنكون كذلك في عالمنا اليوم ‪.‬‬
‫ال يمكنا أن نخدم بإخالص دون أن نعكس طبيعة المسيح الشاملة ‪.‬‬

‫التبرير والتقديس‬

‫التقديس‬ ‫التبرير‬
‫الجزء من الكل (تطعيم نباتي )‬ ‫البر الممنوح‬ ‫البر‬
‫إثم الخطية قد نزع ( كما في البراءة في المحكمة ) تزال بقعة الخطية‬ ‫الخطية‬
‫نرغب في هللا وما يريده لنا‬ ‫العالقة بين هللا والجنس البشري قبول هللا لإلنسان ( ألننا نلبس المسيح )‬
‫شخصية جديدة أمام هللا‬ ‫مكانة جديدة أمام هللا‬ ‫الجديد‬
‫التركيز هنا علي المحبة‬ ‫التركيز هنا علي اإليمان‬

‫مرتبطين ببعض لكنهما يتميزان عن بعضهما ‪.‬‬


‫يعلم الفكر المصلح بأن الخالص المسيحي هو إختبار ثنائي األبعاد يتضمن التبرير' والتقديس ‪ ,‬وال يكون خالصا إذا فقد‬
‫أحد هذين الركنين ‪ .‬هو إختبار نعمة هللا في شكل قوة تغير الحياة فهو رحمة ‪ ,‬وقوة ‪ .‬واألساس' فيه نعمة هللا ‪.‬‬
‫التداخل في العالقة بينهما قضية أساسية في الالهوت ‪.‬‬
‫تحدث كالفن عن الخالص المسيحي بقوله ‪:‬‬
‫بقبولنا ليسوع المسيح نستقبل نعمة مزدوجة واحدة ‪:‬‬
‫‪ ‬أوال نتصالح مع هللا من خالل المسيح الذي بال عيب فيكون لنا في السماء ال قاضيا بل أب محب كريم ‪,‬‬
‫‪ ‬وثانيا' عندما نتقدس بروح المسيح نحصد حياة الكمال والطهارة في حياتنا ‪.‬‬

‫أي أن النعمة المزدوجة الواحدة هي نعمة الخالص في المسيح ‪.‬‬


‫علم كل من متي ومرقس' ولوقا عن ألوهية المسيح وآمنوا بصعوده ‪ ,‬وبكونه إله حقيقي ‪ ,‬وأكدوا' علي إنسانيته ‪.‬‬
‫بينما علم يوحنا بِإنسانية المسيح وأكد علي الهوته ‪.‬‬
‫التبرير يمكن تعريفه ‪ :‬أن هللا يعتبر الخاطيء بار علي أساس وحيد هو بر المسيح وحده ‪ .‬أي أن اإلثم قد رفع ‪:‬‬
‫(رو‪ 24 :3‬ـ ‪ 16 : 5 , 24 :4 , 26‬ـ ‪. ) 21‬‬
‫لفظ التبرير يأتي من صورة شخص أمام القاضي في المحكمة ‪ ,‬ويعلن القاضي أنه بريء أمام المحكمة ‪.‬‬
‫هو حالة أعطيت للشخص من وجهة نظر المحكمة ‪.‬‬
‫في حين يتحدث الكتاب المقدس عن صور أخري توضح عمل المسيح في حياتنا ‪.‬‬
‫أكد اإلصالح علي الصورة القضائية ‪.‬‬
‫كالفن ‪ :‬التبرير' هو محور الديانة المسيحية ‪ ,‬أي مركز تدور المسيحية حوله مثل مفصل الباب الذي إذا فسد اليعمل الباب ‪.‬‬
‫إذا لم تدرك العالقة مع هللا وحكمه عليك فليس هناك أساس تبني عليه خالصك ‪ ,‬واليكن هناك أساس تكريس هلل ‪.‬‬

‫وجهة النظر المشيخية‪ +‬في التبرير‪:‬‬


‫‪1‬ـ التبرير بالنعمة وحدها فال أحد فينا يستحق أن يكون بارا أمام هللا ألن الجميع أخطأوا ‪:‬‬
‫يؤمن المشيخيون أننا كخطاه غير قادرين علي إصالح وضعنا مع هللا أو أن نحصل علي الخالص ‪ ,‬والنعمة يمنحنا إياها‬
‫هللا عندما يأتي إلينا وثير' إستجابتنا ‪.‬‬
‫تؤكد عقيدة االختيار أن التبرير بنعمة هللا فقط ‪ ,‬وليس من أعمالنا أو قوة إرادتنا ‪.‬‬
‫من هو هللا ؟ نراه في وجه يسوع المسيح ‪.‬‬
‫‪2‬ـ التبرير مؤسس علي المسيح يسوع وحده ‪:‬‬
‫إتبع كالفن تصوير' بولس الرسول في ( غل ‪ ) 27 : 3‬في الحديث عن المعمودية‪ ,‬أن الشخص الذي يعمد يلبس المسيح ‪.‬‬
‫بر المسيح يلفنا مثل الرداء ‪ ,‬علي عكس التقديس ‪.‬‬
‫اليتم التبرير في لحظة ‪ ,‬هللا اليبرر جزئيا لذلك فالمؤمنون الذين يلبسون طهارة المسيح يظهروا' أمام هللا في السماء ‪.‬‬
‫أي مؤمن يقف أمام هللا بهذه الطريقة فيكون الكل متساويين أمام هللا ألن الكل يرتدي ثوب بر هللا ‪.‬‬
‫ونحن لنا ثقة كاملة في بر المسيح الذي نلبسه ‪.‬‬
‫من األمور التي دعا إليها المصلحون أننا ال نصلي للقديسين ‪ ,‬ليس ألنهم غير موجودين' أو ألن أحدهم أفضل من‬
‫اآلخرين ‪ ,‬بل إن الرعاه يمكنهم أن يتحدثوا' أفضل من القديسين ‪.‬‬
‫‪3‬ـ التبرير هو من بر ممنوح لنا ‪:‬‬
‫من أحد عوامل التبرير هو البر الممنوح الذي نتمتع به ‪ ,‬أعطي لنا من مصدر خارجنا في الحقيقة نحن أبرار بهذا المنح ‪.‬‬
‫لقد تبررنا علي أساس الثمن الذي دفعه المسيح علي الصليب ‪.‬‬
‫‪4‬ـ التبرير يعني أن المؤمن يظل خاطئا' كل حياته ‪:‬‬
‫لذا البد من الصراع مع الخطية ‪ ,‬بناء علي بر المسيح إعتبرنا' مبررين أمام هللا ‪ ,‬أعطينا حرية وثقة تسمح لنا أن ننمو في‬
‫القداسة بقوة الروح القدس ‪.‬‬
‫تحت ثوب بر المسيح يريدنا' هللا أن ننمو في القداسة ‪..... .‬‬

‫التقديس‬

You might also like