You are on page 1of 4

‫الزمن يف العبادة املسيحية‬

‫د‪ .‬جورج عوض إبراهيم‬

‫أ ـ مفهوم الزمن عند اليواننيني‬


‫مستمرا وعودة‬
‫ا‬ ‫دائرًي ىف عالقته ابلفساد واملوت‪ ،‬إذ كان الزمن ىف نظرهم دور ااان‬
‫لقد كان الزمن عند اليواننيني ا‬
‫أزلية‪ ،1‬لذا كانت املعادلة املسيطرة‪" :‬فساد ـ موت ـ والدة اثنية"‪ .‬وىف هذا اإلطار فإن أصحاب الدًيانت القدمية البدائية‬
‫كان لديهم اشتياق دائم إىل عامل املثاليات‪ ،‬عامل اآلهلة‪ ،‬عامل اخللود‪ ،‬اشتياق إىل الزمن املقدس الذى له قيمة حقيقية‪.‬‬
‫ألن العامل احلاضر‪ ،‬ىف نظرهم‪ ،‬هو فاسد وجنس‪ .‬يسيطر عليه الدوران أو التكرار "فساد ـ موت ـ والدة اثنية"‪ ،‬لذلك فإن‬
‫دائما ملاضى اآلهلة واألبطال‪ .‬إذ أن العامل احلاضر ال ميلك أي إمكانية للتغيري والقداسة‪.‬‬
‫اإلنسان البدائى كان يشتاق ا‬
‫والدًينة عندهم بطقوسها املقدسة تقدم اإلمكانية ملسرية جتديدية بواسطة اهلروب من العامل‪ .‬ابلطقوس املقدسة يتحقق‬
‫التشبّه اب لنماذج أو األمثلة األصيلة‪ ،‬وانتقال اإلنسان إىل املاضى اجمليد‪ .‬إذن داخل العبادة‪ ،‬لدى العامل الوثىن‪ ،‬تبطل‬
‫قوة الزمن النجس والتاريخ الفاسد‪ ،‬وكانت العبادة‪ ،‬ىف نظرهم‪ ،‬هى الرجاء الوحيد إلجياد خمرج من الدوران الالهنائى‬
‫للزمن النجس‪ ،‬زمن احلياة احلاضرة‪.‬‬
‫لقد دعم الفالسفة اليواننيون هذا املعتقد‪ ،‬خاصة أفالطون وأعطوا حمتوى فلسفي هلذه اخلربة الدينية األسطورية‬
‫مما قاد اإلنسان لالعتقاد ابملناداة برفض التاريخ وإلغاء الزمن العاملى‪.‬‬
‫ب ـ الزمن ىف املسيحية‬
‫أما االختالف اجلذري للمسيحية عن هذه األفكار ابلنسبة للزمن والتاريخ يرجع إىل مفهوم اخلالص املسيحي‪.‬‬
‫هرواب من الزمن والعامل‪ ،‬بل هو انتصار على الشر املوجود ىف العامل‪ .‬إن العامل كخليقة هللا‬
‫فاخلالص ىف املسيحية ليس ا‬

‫‪).‬الرتمجة اليواننية‪ ،‬أثينا‪1 O. Cullmann, Christ and Time, Philadelphia 1964 (1980‬‬
‫شرا ىف حد ذاته‪ ،‬بل سيادة اخلطية فيه هي الشر بعينه‪ .‬فالعامل والتاريخ ال يُلغيان ىف املسيحية بل يتجددان‪.‬‬
‫ليس هو ا‬
‫العامل والزمن هم ىف املسيحية‪ ،‬خليقة هللا الثالوث‪ ،‬من العدم‪ .‬فالعامل والزمن هلما بداية وهناية ومعينني أن يكوان ىف حالة‬
‫ملء "ملا جاء ملء الزمان" (غال‪ ،)4:4‬هلما مسرية َخ ِّطّية طولية وليست دائرية‪ ،‬مسريهتما ليست هبا حوادث متكررة بل‬
‫فريدة وحقيقية‪ ،‬خالصية "مرة واحدة"‪ .‬ومركز هذه املسرية الطولية اخلَ ِّطّية هو املسيح‪ ،‬الذى يعطى لكل حلظة زمنية‬
‫أمهية خالصية (‪2‬كو‪" .) 2:6‬اآلن وقت قبول" "اليوم هو يوم خالص"‪ .‬مبجيء املسيح بدأت بداية النهاية‪ ،‬والدخول‬
‫إىل األمور األ خروية‪ .‬يقول األب جورج فلورفسكى [اقرتب ملكوت السموات والنهاية احلامسة ستأتى ىف اجمليء الثاين‪.‬‬
‫الكلمة املتجسد حاضر ابستمرار يف الكنيسة ويف عبادهتا لكى ّيوجه "جسده" حنو املستقبل‪ ،‬حنو اآلتى اثنية ابجملد ليدين‬
‫األحياء واألموات]‪.2‬‬
‫دائما أخروي أي حنو النهاية‪ ،‬وموقف الكنيسة جتاه الزمن يستقي حمتواه من هذه‬ ‫إن التطلع املسيحي هو ا‬
‫واقعا بال زمن‪ ،‬بل ستكون جتلياا للعامل احلاضر الذي خلقه هللا "يف البدء"‪ ،‬أي يف بدء‬
‫احلقيقة‪ .‬فاخلليقة اجلديدة لن تكون ا‬
‫متقاطعا مع الزمن‬
‫ا‬ ‫الزمن والتاريخ‪ .‬يف الكنيسة يتم جتاوز املفهوم اخلطي الطويل للزمن‪ ،‬ألن الزمن الكنسي يصبح فيها‬
‫األبدي‪ ،‬وهكذا أيخذ الزمن بع ادا أمسى‪ ،‬من فوق‪ .‬فنحن ال نقود أنفسنا حنو ملكوت هللا‪ ،‬بل املسيح وملكوته قد أتيا‬
‫"من فوق" إلينا‪ ،‬لقد اقرتب منا ملكوت هللا‪ .‬املسيح‪ ،‬كمخلص‪ ،‬أييت ليقابلنا ىف كل حلظة من حياتنا‪ .‬لذا فهو جيعل زمننا‬
‫يلبس األبدية يف كل حلظة‪ .‬لقد أتت األبدية "يف املسيح" يف التاريخ‪ .‬املسيح مبجيئه إىل العامل منح لنا القيامة واحلياة‬
‫(يو‪ .)23:11‬إن ملكوت هللا ميثل معايشة هللا لنا هنا ىف هذه احلياة‪.‬‬
‫ج ـ الزمن الليتورجى‬
‫إن املفهوم الليتورجي للزمن يُعاش كحاضر مستمر وممتد حنو املستقبل‪ ،‬إنه زمن اخلالص‪ .‬الزمن ـ ىف اخلربة‬
‫التعبدية الكنسية ـ ال يعمل كماضى وحاضر ومستقبل‪ ،‬لكن كـ"اآلن" وهو "حاضر" خالص‪ ،‬فالزمن والطبيعة يتجددان‬
‫صوره حدث‬
‫ىف الكنيسة‪ .‬فالكنيسة تعيش جتلى اخلليقة واإلنسان ىف املكان والزمان "الليتورجى"‪ .‬هذا‪ ،‬ابلضبط‪ ،‬ما ّ‬
‫جتلى املسيح على جبل طابور‪ ،‬إذ لدينا ىف جتلى املسيح على جبل طابور صورة للزمن الليتورجى‪ .‬الزمن الليتورجى يُعاش‬
‫كإدغام للماضى واحلاضر واملستقبل‪ ،‬داخل حاضر االشرتاك ىف جمد هللا‪.‬‬
‫إن االستخدامات املستمرة‪ ،‬ىف العبادة لصيغة املضارع مثل‪[ :‬هذا هو اليوم الذى صنعه الرب فلنفرح ونبتهج‬
‫فيه]‪ ،‬تشري إىل معايشة ملء احلاضر الليتورجى حلوادث التدبري اإلهلي‪ .‬والكالم هنا ليس على التكرار التارخيى حلوادث‬
‫التدبري اإلهلى‪ ،‬ألهنا حدثت "مرة واحدة" ىف سياق اترخيى معني وال يتكرر‪ .‬لكن "صريورهتا ىف احلاضر" تعىن أن نعمة هللا‬
‫متنح إمكانية للمؤمنني بن حييوا هذه األحداث كما لو كانوا حاضرين وقت حدوث هذه األحداث‪ .‬هذه احلوادث هلا‬
‫فاعلية ليس فقط ىف املستقبل ولكن ألبرار العهد القدمي "ىف املاضى" بنزول املسيح إىل اجلحيم‪ ،‬وذلك ألن املسيح هو‬
‫ضا يُسمع اإلجنيل ىف الكنيسة ويُعاش ابلنعمة‬
‫مركز التاريخ وىف الوقت نفسه هو سيد التاريخ ىف كل فرتاته الزمنية‪ .‬أي ا‬
‫موجه للذين يسمعونه ىف احلاضر‪ .‬إن الزمن الليتورجى‬
‫ليس على أساس أنه ُكتب ألُانس ىف املاضى ولكن على أنه ّ‬

‫‪2 G. Florovsky, Eschatology in the Patristic Age, SPII (1957), 235-250.‬‬


‫للكنيسة هو حاضر جيمع املاضى واملستقبل ابالشرتاك املباشر للحضور اإلهلى‪ .‬وهكذا فال حتدث فقط وحدة بني األبعاد‬
‫ضا‬
‫الثالثة للزمن "املاضى واحلاضر واملستقبل" بل األحرى تتم وحدة املؤمنني ىف خربة االرتفاع فوق الزمن‪ .‬وهكذا أي ا‬
‫يتحول الزمن العاملى إىل زمن ليتورجى كنسي‪ ،‬زمن خالص‪ .‬لذلك فإن "الذكرى" هى عنصر جوهري لإلفخارستيا‪ ،‬أى‬
‫واضحا ىف صالة‬
‫ا‬ ‫حضور املسيح الفعلي والذى يعطي ديناميكية متفائلة للتاريخ‪" ،‬ارتقاء وشفاء وخالص"‪ .‬وهذا يظهر‬
‫التقدمة‪[ :‬أيها السيد الرب يسوع املسيح الشريك الذايت وكلمة اآلب غري الدنس املساوي له مع الروح القدس‪ ،‬أنت‬
‫هو اخلبز احلي الذى نزل من السماء‪ .‬سبقت أن جتعل ذاتك محالا بال عيب عن حياة العامل‪ .‬نسألك ونطلب من صالحك‬
‫ًي حمب البشر اظهر وجهك على هذا اخلبز وهذا الكأس‪ ،‬هذين اللذين وضعنامها على هذه املائدة الكهنوتية الت لك]‪.‬‬
‫مث يرمشهما‪[ :‬ابركهما‪ ،‬قدسهما‪ ،‬طهرمها‪ ،‬وانقلهما لكى يصري هذا اخلبز جسدك املقدس وهذا املزيج الذي يف هذه‬
‫مجيعا "ارتقاء وشفاء وخالص" ألنفسنا وأجسادان وأرواحنا ألنك أنت إهلنا الذى‬
‫الكأس يصري دمك الكرمي‪ ،‬وليكوان لنا ا‬
‫يليق لك اجملد ‪.3]...‬‬
‫إن الكنيسة العابدة كجسد املسيح ّتوحد أبعاد الزمن الثالثة ىف الزمن احلاضر "اآلىن" حلضور هللا داخل‬
‫الكنيسة‪ .‬فإن ذكرى املاضي تصبح ذكرى يف املسيح ورجاء املستقبل يصبح رجاء يف املسيح‪ ،‬إذ يقول األسقف يوحنا‬
‫زيزيوالس إن "ال شيء يكون ساكناا" ىف العبادة الكنسية‪" ،‬بل الكل يتحرك حنو األمام"‪.‬‬
‫دائما إىل الرجاء حنو ملء ملكوت هللا ىف الدهر اآلتى‪ .‬وهكذا تكون‬
‫إن الصلوات الليتورجية تلفت االنتباه ا‬
‫دائما حنو امللكوت‪ .‬فاإلفخارستيا "كذكرى" ليست جمرد رجوع إىل املاضي ابملعىن‬ ‫الكنيسة "شركة خروج" سائرة ا‬
‫كياان جدي ادا‪ ،‬وحياة الدهر اآلتى أصبحت شركة ىف النعمة‪" :‬وأما اإلميان‬
‫األفالطوىن‪ .‬لقد بَطُل املوت‪ ،‬واملستقبل اكتسب ا‬
‫فهو الثقة مبا يُرجى واإليقان بمور ال تُرى" (عب‪ .)1:11‬واجتاه الكنيسة انحية الشرق أثناء الصالة ليس فقط ذكرى‬
‫للفردوس األول ولكنه التفاتة حنو االجتاه الذى منه ننتظر جميء الرب اثنية ىف جمده (مت‪.)27:24‬‬
‫أ ـ الزمن يف اخلربة الليتورجية للكنيسة هو العيد‬
‫حيول الزمن إىل زمن هللا ويبطل‬
‫الزمن يف العبادة يصبح عي ادا‪ ،‬كذكرى ليتورجية لعطاًي هللا وحمبته للبشر‪ .‬العيد ّ‬
‫التمييز بني الزمن املقدس والزمن النجس‪ .‬إنه ملء احلياة اجلديدة يف الكنيسة‪ ،‬إنه جيعلنا نعيش احلدث اخلالصي وخربة‬
‫امللكوت اآليت‪ .‬العيد هو مبثابة "تذكر" للحدث اخلالصى و"ذكر" أى إعادة حضور فعلي هلذا احلدث‪ ،‬وهذا ال يعىن‬
‫جمرد تفكر ابلذهن للحدث اخلالصي بل هو شركة اختبارية حياتية حلدث العيد‪ .‬لذا يربط القديس غريغوريوس الالهوتى‬
‫"تذكر هللا" ابالستنارة القلبية وحضور فعلي لنعمة القداسة الروحية يف القلب‪.4‬‬
‫مستمرا إىل الواقع احلقيقى اجلديد‬
‫ا‬ ‫العيد عند املسيحيني األولني مل يكن جمرد "ذكرى اترخيية" بل كان دخوالا‬
‫الذي أوجده املسيح مبوته وقيامته‪ .‬وهذا يظهر يف حتديد يوم األحد‪ ،‬كأول يوم إلعادة اخللق "اخلليقة اجلديدة"‪ ،‬يوم‬
‫الدخول إىل امللكوت اآلتى‪ .‬لكن يف القرن الرابع‪ ،‬حدث عدم تكيف لإلدراك والوعى االسخاتولوجى ملفهوم العيد‪،‬‬

‫‪ 3‬اخلوالجى املقدس‪.‬‬
‫‪4 P.G. 36, 345 B.‬‬
‫وهذا أثر على املفهوم احلقيقى للعيد‪ .‬والذي ساعد على عدم التكيف هذا ظهور ضرورات تبشريية جديدة‪ ،‬والت‬
‫تتطلب ضرورة إحالل أو استبدال لألعياد األممية جلموع املسيحيني اجلدد‪ .‬وأصبح كل عيد ُحيتفل به بطريقة خاصة‬
‫منفصلة عن املفهوم الليتورجى للسنة الطقسية ككل أي عن وحدة احلياة الليتورجية‪ .‬هكذا صار كل عيد له "هدف‬
‫ذاتى" مل يعد يرتبط حقيقة ابلزمن كملء له‪ ،‬كدهر جديد وظهور ملء امللكوت يف العامل‪ .‬أصبحت األعياد تُعاش‪ ،‬كما‬
‫يقول األب ألكسندر مشيمن كمجموعة من ”‪ “break-Throughs‬أى هى أحداث عاجلة هلا أمهية منفصلة داخل‬
‫عامل من نوع آخر‪ ،‬وذلك كشركة مع واقع ال يرتبط هبذا العامل‪ .5‬وكنيستنا القبطية الوارثة األمينة للكنيسة األوىل قد‬
‫احتفظت ابلفكر األول عن العيد الذي يرتبط بوعى الكنيسة بهنا هى نفسها العيد‪ ،‬كتحقيق للنهاية أى للبعد األخروى‬
‫داخل العامل‪ .‬إن الوعي األخروي القوي ال يُدمر الزمن العاملي‪ ،‬بل يُغريه إىل "زمن الكنيسة" إىل "زمن اخلالص"‪ .‬إن‬
‫عبادة الكنيسة مؤسسة على النظرة الالهوتية للزمن‪ ،‬مبفهوم ارتباط زمن هذا العامل مع زمن امللكوت‪ .‬لذلك فالكنيسة‬
‫ال متيز بني "أًيم مقدسة" و"أًيم عاملية"‪ ،‬مثل "يوم األحد املقدس" و"يوم العمل الغري مقدس"‪ ،‬بل على العكس تؤمن‬
‫مستمرا من الزمن العاملي‬
‫ا‬ ‫خضوعا‬
‫ا‬ ‫بن "يوم األحد" يقدس كل أًيم األسبوع‪ ،‬فكل يوم هو عيد يف الكنيسة‪ .‬وهذا يعن‬
‫لزمن امللكوت‪ .‬فكما قال بولس الرسول "إن كان أحد يف املسيح فهو خليقة جديدة‪ .‬األشياء العتيقة قد مضت هوذا‬
‫الكل صار جدي ادا" (‪2‬كو‪ .)17:5‬العيد أصبح دعوة للروحانية والنعمة والفرح املستمر‪" :‬وكانوا كل يوم يواظبون يف‬
‫اهليكل بنفس واحدة‪ .‬وإذ هم يكسرون اخلبز يف البيوت كانوا يتناولون الطعام اببتهاج وبساطة قلب" (أع‪ .)46:2‬إن‬
‫اإلفخارستيا هى قمة العيد الكنسي‪ ،‬هي األساس واإلطار الذي نرى فيه العيد‪ ،‬فهي حتول كل يوم إىل عيد‪ .‬وهذا يؤدي‬
‫بنا إىل احلديث عن أعياد القديسني‪...‬‬
‫أعياد القديسني‬
‫أعياد القديسني اليومية تساهم يف جتلي الزمن العاملى وحتويله إىل زمن مقدس‪ ،‬مثاالا للدهر اآلتى‪ .‬وكل يوم‬
‫يصري عيد "ذكرى" للقديسني ولألحداث اخلالصية‪ .‬إهنا معايشة مستمرة حلضور هللا يف العامل وإمكانية تقديس اإلنسان‪.‬‬
‫لقد نُظمت األعياد الكنسية يف القرن الرابع كما يقول ديكس ‪ 6.Dix‬لكن األعياد الكنسية مل تبتدع يف القرن الرابع‪،‬‬
‫بل منذ القرن األول ُحددت األعياد املسيحية بتأثري قوى من تقومي األعياد اليهودية‪ .‬واألعياد الكبرية األوىل للكنيسة‬
‫ضا بدرجة كبرية كتعبري عن حقائق اإلميان العظيمة واعرتاف هبا‪.‬‬
‫مل توضع فقط لذكرى حوادث اترخيية مقدسة ولكن أي ا‬
‫إن حمتوى كل عيد هو يف التحليل األخري حمتوى الهويت يشمل "اخلريستولوجيا" أى التعليم عن املسيح‪،‬‬
‫و"االكلسيولوجيا" أى التعليم عن الكنيسة‪ ،‬و"االسخاتولوجى" أى الكالم عن األمور املنتظرة الت ستحدث يف النهاية‪.‬‬
‫ضا يف نصوص التسابيح الت حتتوى على‬
‫وهذا احملتوى نستطيع أن نالحظه بوضوح يف الرتتيب الطقسى لكل عيد‪ ،‬وأي ا‬
‫عناصر غنية عقيدية توضح املعىن الالهوتى للعيد‪ .‬لذلك اُعتربت هذه النصوص مصادر للتقليد العقيدى للكنيسة‪.‬‬

‫‪5 A. schmmann 6. 202.‬‬


‫‪6 G. Dix, The shape of the liturgy. 333-347‬‬

You might also like