You are on page 1of 9

‫الثقب األسود‬

The Black hole


‫ربما سمعت أحدهم يقول ‪" ،‬لقد أصبح مكتبي‬
‫ثقًب ا أسود!" ربما تكون قد شاهدت برنامًج ا لعلم‬
‫الفلك عىل التلفزيون أو قرأت مقااًل في مجلة عن‬
‫الثقوب السوداء‪ .‬استحوذت هذه األشياء‬
‫الغريبة عىل خيالنا منذ أن تنبأت بها نظرية‬
‫أينشتاين للنسبية العامة في عام‪.1915‬‬


‫ما هي الثقوب السوداء؟ هل هم حقا‬
‫موجودون؟ كيف نجدهم؟ في هذه المقالة‬
‫سوف ندرس الثقوب السوداء ونجيب عىل كل‬
‫هذه األسئلة!‬


‫ما هو الثقب األسود؟‬
‫هذا الكائن هو اآلن ثقب أسود ويختفي‬ ‫الثقب األسود هو ما يتبقى عندما يموت‬
‫حرفيًا عن األنظار‪ .‬نظًر ا ألن جاذبية اللب‬ ‫نجم ضخم‪.‬‬
‫قوية جًد ا ‪ ،‬فإن اللب يغرق في نسيج‬ ‫

‫الزمكان ‪ ،‬ممايخلق فجوة في الزمكان ‪ -‬وهذا‬ ‫إذا كنت قد قرأت كيف تعمل النجوم ‪،‬‬
‫هو سبب تسمية الجسم بالثقب األسود‪.‬‬ ‫فأنت تعلم أن النجم هو مفاعل اندماجي‬

‬ ‫ضخم ومدهش‪ .‬نظًر ا ألن النجوم ضخمة‬
‫يصبح اللب هو الجزء المركزي من الثقب‬ ‫جًد ا ومكونةمن الغاز ‪ ،‬فهناك مجال جاذبية‬
‫األسود الذي يسمى التفرد‪ُ .‬ي طلق عىل فتح‬ ‫مكثف يحاول دائًم ا انهيار النجم‪ .‬تفاعالت‬
‫الحفرة اسم أفق الحدث‪.‬‬ ‫االندماج التي تحدث في القلب تشبه قنبلة‬

‬ ‫اندماجية عمالقة تحاول تفجير النجم‪.‬‬
‫يمكنك التفكير في أفق الحدث عىل أنه فم‬ ‫التوازن بين قوى الجاذبية والقوى‬
‫الثقب األسود‪ .‬بمجرد أن يمر شيء ما في‬ ‫المتفجرة هو ما يحدد حجم النجم‪.‬‬
‫أفق الحدث ‪ ،‬فإنه يختفي إىل األبد‪.‬‬ ‫

‫بمجرددخول أفق الحدث ‪ ،‬تتوقف جميع‬ ‫عندما يموت النجم ‪ ،‬تتوقف تفاعالت‬
‫"األحداث" (نقاط في الزمكان) ‪ ،‬وال يمكن‬ ‫االندماج النووي ألن الوقود لهذه التفاعالت‬
‫ألي شيء (حتى الضوء) الهروب‪ُ .‬ي طلق عىل‬ ‫يحترق‪ .‬في الوقت نفسه ‪ ،‬تسحب جاذبية‬
‫نصف قطر أفق الحدث اسم‬ ‫النجمالمواد إىل الداخل وتضغط عىل اللب‪.‬‬
‫‪ Schwarzschild radius‬عىل اسم‬ ‫ومع انضغاط اللب ‪ ،‬فإنه يسخن ويؤدي في‬
‫عالم الفلك ‪، Karl Schwarzschild‬‬ ‫النهاية إىل انفجار مستعر أعظم تنفجر فيه‬
‫الذي أدى عمله إىل نظرية الثقوب السوداء‪.‬‬ ‫المادة واإلشعاع في الفضاء‪ .‬ما تبقى هو‬
‫اللب المضغوط للغاية والهائل للغاية‪.‬‬
‫جاذبية اللب قوية لدرجة أنه حتى الضوء ال‬
‫يستطيع الهروب‪.‬‬
‫تاريخ‬
‫تم اقتراح مفهوم الشيء الذي ال يمكن للضوء الهروب منه (عىل سبيل المثال ‪،‬‬
‫الثقب األسود) من قبل بيير سيمون البالس في عام‪ .1795‬وباستخدام نظرية الجاذبية‬
‫لنيوتن ‪ ،‬حسب البالس أنه إذا تم ضغط جسم ما في نصف قطر صغير بما يكفي ‪ ،‬فإن‬
‫الهروب ستكون سرعة هذا الجسم أسرع من سرعة الضوء‪.‬‬
‫أنواع الثقوب السوداء‬


‫إذا مر جسم ما في الغالف الجوي ‪ ،‬فال يزال‬ ‫يوجد نوعان من الثقوب السوداء‪:‬‬
‫من الممكن طرده من الثقب األسود عن‬ ‫

‫طريق اكتساب الطاقة من دوران الثقب‪.‬‬ ‫‪ -1‬شوارزشيلد ‪ -‬ثقب أسود غير دوار‬

‬ ‫‪ -2‬كير ‪ -‬ثقب أسود دوار‬
‫ومع ذلك ‪ ،‬إذا عبر جسم ما أفق الحدث ‪،‬‬ ‫

‫فسيتم امتصاصه في الثقب األسود ولن‬ ‫ثقب شوارزشيلد هو أبسط ثقب أسود‪،‬‬
‫يهرب أبًد ا‪ .‬ما يحدث داخل الثقب األسود‬ ‫حيث اللب ال يدور‪ ،‬هذا النوع من الثقوب‬
‫غيرمعروف‪ .‬حتى نظرياتنا الحالية للفيزياء ال‬ ‫السوداء ليس له سوى أفق للحدث‪.‬‬
‫تنطبق في محيط التفرد‪.‬‬ ‫

‫ثقب كير األسود‪ ،‬الذي ربما يكون الشكل‬
‫األكثر شيوًعا في الطبيعة ‪ ،‬يدور ألن النجم‬
‫الذي تشكل منه كان يدور‪ .‬عندما ينهار‬
‫النجمالدوار ‪ ،‬يستمر اللب في الدوران ‪،‬‬
‫وهذا ينتقل إىل الثقب األسود (الحفاظ عىل‬
‫الزخم الزاوي)‪.‬‬


‫يحتوي ثقب كير األسود عىل األجزاء التالية‪:‬‬


‫التفرد ‪ -‬النواة المنهارة‬
‫أفق الحدث ‪ -‬فتحة الحفرة‬
‫إيرجوسفير ‪ -‬منطقة مشوهة عىل شكل‬
‫بيضة حول أفق الحدث (يحدث التشوه‬
‫بسبب دوران الثقب األسود ‪ ،‬والذي‬
‫"يسحب" الفضاءالمحيط به)‪.‬‬
‫الحد الثابت ‪ -‬الحد الفاصل بين الغالف‬
‫الجوي والفضاء الطبيعي‬
‫كيف نكتشف الثقوب السوداء؟‬
‫فمن الممكن أن يكون الثقب األسود هو‬ ‫عىل الرغم من أننا ال نستطيع رؤية الثقوب‬
‫الذي يسبب الحركة‪ .‬ثم تقدر كتلة الثقب‬ ‫السوداء ‪ ،‬إال أنه يمكننا اكتشاف أو تخمين‬
‫األسود من خالل النظر إىل تأثيره عىل الجسم‬ ‫وجود الثقوب السوداء من خالل قياس‬
‫المرئي‪.‬‬ ‫تأثيرها عىل األشياء من حولها‪.‬‬
‫يمكن استخدام التأثيرات التالية‪:‬‬


‫تقديرات الكتلة من األجسام التي تدور‬
‫حول ثقب أسود أو تتصاعد في اللب‬
‫آثار عدسة الجاذبية‬
‫اإلشعاع المنبعث‬

‫الكتلة‬
‫عىل سبيل المثال ‪ ،‬في قلب المجرة ‪NGC‬‬ ‫تحتوي العديد من الثقوب السوداء عىل‬
‫‪ ، 4261‬يوجد قرص بني حلزوني الشكل يدور‪.‬‬ ‫أجسام حولها ‪ ،‬ومن خالل النظر إىل سلوك‬
‫القرص بحجم نظامنا الشمسي ‪ ،‬لكنه يزن‪1.2‬‬ ‫الكائنات يمكنك اكتشاف وجود ثقب أسود‪.‬‬
‫مليار ضعف وزن الشمس‪ .‬قد تشير هذه‬ ‫يمكنك بعد ذلك استخدام قياسات حركة‬
‫الكتلة الضخمة للقرص إىل وجود ثقب أسود‬ ‫األجسام حول الثقب األسود المشتبه به‬
‫داخل القرص‪.‬‬ ‫لحساب كتلة الثقب األسود‪.‬‬
‫ما تبحث عنه هو نجم أو قرص غاز يتصرف‬
‫كما لو كان هناك كتلة كبيرة في الجوار‪.‬‬
‫عىل سبيل المثال ‪ ،‬إذا كان للنجم المرئي‬
‫أو قرص الغاز حركة "متذبذبة" أو تدور ولم‬
‫يكن هناك سبب واضح لهذه الحركة وكان‬
‫للسبب غير المرئي تأثير يبدو أنه ناتج عن‬
‫جسم كتلته أكبر من ثالثة الكتل الشمسية‬
‫(أكبر من أن تكون نجًم ا نيوترونًي ا)‬
‫عدسة الجاذبية‬
‫في الصورة ‪ ،‬حدث سطوع‬ ‫تنبأت نظرية النسبية العامة‬
‫‪ MACHO-96-BL5‬عندما مرت‬ ‫ألينشتاين أن الجاذبية يمكن أن تثني‬
‫عدسة جاذبية بينها وبين األرض‪.‬‬ ‫الفضاء‪ .‬تم تأكيد ذلك الحًق ا خالل‬
‫عندما نظر تلسكوب هابل الفضائيإىل‬ ‫كسوف الشمس عندما تم قياس‬
‫الجسم ‪ ،‬رأى صورتين للكائن قريبين‬ ‫موضع النجم قبل الكسوف وأثناءه‬
‫من بعضهما البعض ‪ ،‬مما يشير إىل‬ ‫وبعده‪ .‬تغير موقع النجم ألن الضوء‬
‫تأثير عدسة الجاذبية‪ .‬كان الجسم‬ ‫المنبعث من النجم كان منحنًي ا بفعل‬
‫المتداخل غيرمرئي‪ .‬لذلك ‪ ،‬استنتج‬ ‫جاذبية الشمس‪ .‬لذلك ‪ ،‬يمكن‬
‫أن ثقًب ا أسود قد مر بين األرض‬ ‫لجسم ذي جاذبية هائلة (مثل مجرة​‬
‫والجسم‪.‬‬ ‫أو ثقب أسود) بين األرض وجسم‬
‫بعيد أن يحول الضوء من الجسم‬
‫البعيد إىل بؤرة ‪،‬تماًم ا مثل العدسة‪.‬‬
‫يمكن رؤية هذا التأثير في الصورة‬
‫أدناه‪.‬‬

‫ُت ظهر هذه الصور سطوع ‪MACHO-96-BL5‬‬


‫من التلسكوبات األرضية (يسار) وتلسكوب هابل‬
‫الفضائي (يمين)‪.‬‬
‫اإلشعاع المنبعث‬


‫باإلضافة إىل األشعة السينية ‪ ،‬يمكن‬ ‫عندما تسقط مادة في ثقب أسود من‬
‫للثقوب السوداء أيًض ا إخراج المواد‬ ‫نجم مصاحب ‪ ،‬يتم تسخينها إىل ماليين‬
‫بسرعات عالية لتكوين نفاثات‪ .‬وقد‬ ‫درجات كلفن وتتسارع‪ .‬تنبعث المواد‬
‫لوحظت العديد منالمجرات بهذه‬ ‫شديدة الحرارةمن األشعة السينية ‪ ،‬والتي‬
‫النفاثات‪ .‬حالًي ا ‪ُ ،‬ي عتقد أن هذه المجرات‬ ‫يمكن الكشف عنها بواسطة تلسكوبات‬
‫بها ثقوب سوداء هائلة (مليارات الكتل‬ ‫األشعة السينية مثل مرصد شاندرا لألشعة‬
‫الشمسية) في مراكزها تنتج‬ ‫السينية الذي يدورحوله‪.‬‬
‫النفاثاتباإلضافة إىل انبعاثات راديوية قوية‪.‬‬ ‫

‫أحد األمثلة عىل ذلك هو المجرة ‪M87‬‬ ‫يعتبر النجم ‪ Cygnus X-1‬مصدًر ا قوًيا‬
‫كما هو موضح أدناه‪:‬‬ ‫لألشعة السينية ويعتبر مرشًح ا جيًد ا‬
‫للثقب األسود‪ .‬كما في الصورة أعاله ‪،‬‬
‫تهب الرياح النجمية من النجم المرافق ‪،‬‬
‫‪ ، HDE 226868‬مادة عىل قرص التراكم‬
‫المحيط بالثقب األسود‪ .‬عندما تسقط‬
‫هذه المادة في الثقباألسود ‪ ،‬فإنها تصدر‬
‫أشعة سينية ‪ ،‬كما هو موضح في هذه‬
‫الصورة‪:‬‬

‫صورة باألشعة السينية لـ ‪Cygnus X-1‬‬


‫مأخوذة من مرصد ‪ Chandra X-ray‬الذي يدور حوله‬
‫ثقب أسود واحد ليس مثل البقية‬

‬ ‫

‫كما وصف عالم الفيزياء الفلكية نيل‬ ‫الثقوب السوداء الهائلة ‪ ،‬التي تنبأت بها‬
‫ديغراس تايسون العملية ذات مرة‪:‬‬ ‫نظرية النسبية العامة ألينشتاين ‪ ،‬يمكن أن‬
‫"أثناء تمددك ‪ ،‬يتم ضغطك ‪ -‬تنبثق عبر‬ ‫يكون لها كتل تساوي باليين الشمس‪ .‬من‬
‫نسيج الفضاء مثل معجون األسنان من‬ ‫المحتمل أن تختبئ هذه الوحوش الكونية في‬
‫خالل أنبوب‪".‬‬ ‫مراكز معظم المجرات‪ .‬تستضيف مجرة​‬

‬ ‫درب التبانة ثقًب ا أسود هائاًل خاًص ا بها‬
‫لكن الثقوب السوداء ليست بالضبط‬ ‫فيمركزها ُي عرف باسم القوس ‪ُ( * A‬ي نطق "أي‬
‫"مكانس كهربائية كونية" ‪ ،‬كما هو‬ ‫نجم") والذي يزيد حجمه عن أربعة ماليين‬
‫موضح غالًب ا في وسائل اإلعالم الشعبية‪.‬‬ ‫ضعف كتلة شمسنا‪.‬‬
‫يجب أن تزحف األجسام إىل حد ما قريًب ا‬ ‫

‫من أحدها لتفقد شد الحبل الجاذبي‬ ‫أصغر أعضاء عائلة الثقب األسود نظريون‬
‫هذا‪ .‬عىل سبيل المثال ‪ ،‬إذا تم استبدال‬ ‫حتى اآلن‪ .‬يشك علماء الفلك أيًض ا في وجود‬
‫شمسنا فجأة بثقب أسودمن نفس‬ ‫فئة من األجسام تسمى الثقوب‬
‫الكتلة ‪ ،‬فإن عائلة الكواكب لدينا‬ ‫السوداءمتوسطة الكتلة موجودة في الكون ‪،‬‬
‫ستستمر في الدوران دون إزعاج ‪ ،‬إذا‬ ‫عىل الرغم من أن األدلة عىل وجودها قابلة‬
‫كانت أقل دفًئ ا وإضاءة‪.‬‬ ‫للنقاش حتى اآلن‪.‬‬


‫بغض النظر عن حجمها األصلي ‪ ،‬يمكن‬
‫للثقوب السوداء أن تنمو طوال حياتها ‪،‬‬
‫فتلتقط الغاز والغبار من أي أجسام تزحف‬
‫علىمسافة قريبة جًد ا‪ .‬أي شيء يمر عبر أفق‬
‫الحدث ‪ ،‬النقطة التي يصبح عندها الهروب‬
‫مستحياًل ‪ ،‬هو نظرًيا مقدر له أن يكون معكًر ا‬
‫بفضل الزيادة الحادة في قوة الجاذبية عندما‬
‫تسقط في الثقب األسود‪.‬‬




‫من المهم أن نتذكر أن الثقوب السوداء ليست مكانس فراغ‬
‫كونية ‪ -‬فهي لن تلتهم كل شيء‪ .‬لذلك عىل الرغم من أننا ال‬
‫نستطيع رؤية الثقوب السوداء ‪ ،‬إال أن هناك دلياًل غير مباشر‬
‫عىل وجودها‪ .‬لقد ارتبطوا بالسفر عبر الزمن وثقوب الديدان‬
‫ويظلون أشياء رائعة في الكون‪.‬‬

‫مراجع‬
‫‪Howstuffworks‬‬
‫‪NASA‬‬
‫‪National geographic‬‬

You might also like