You are on page 1of 5

‫البي لمدينة المهدية سنة ‪1554‬م‬

‫محاولة تشكيل السور ر‬


‫بحث لحسان علية‬
‫تدمبه قبل مغادرتهم للمدينة سنة ‪1555‬م‪.‬‬
‫البي الذي حرص اإلسبان عىل ر‬ ‫الت كانت بالمهدية وشمال إفريقيا‪ ،‬سورها ر‬
‫المبان الدفاعية ي‬
‫ي‬ ‫لعل أعظم‬
‫الغرن (صورة رقم ‪.)4‬‬
‫ري‬ ‫الجنون‬
‫ري‬ ‫ج‬‫للب‬
‫ر‬ ‫المحاذي‬ ‫البحري‬ ‫السور‬ ‫عب‬
‫ر‬ ‫إىل‬ ‫مهدية‬‫ال‬ ‫دخول‬ ‫من‬ ‫يتمكنوا‬ ‫ولم‬ ‫خرقه‬ ‫عىل‬ ‫مدفعيتهم‬ ‫عجزت‬ ‫حيث‬
‫لتجسيم عمارة مدينة المهدية قبل هدمها إثر الحملة اإلسبانية‪.‬‬ ‫إعتمدت ً‬
‫غالبا عىل أعمال ألكساندر رلبين‬
‫العشين وقد تخصص يف العمارة اإلسالمية‪.‬‬ ‫المشف عىل اآلثار ف تونس ف الخمسينيات والستينيات القرن ر‬ ‫رلبين كان المعماري الرئيس ر‬ ‫ف‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫الفاطم يف بداية الستينات من القرن العشين‪.‬‬ ‫الجامع‬ ‫بناء‬ ‫إعادة‬ ‫عىل‬ ‫ف‬ ‫كما قام بحفريات جدية بالمهدية ر‬
‫وأش‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫ينتم إىل السور العظيم الذي‬ ‫ي‬ ‫اعتبه أصيل الحقبة الفاطمية‪ ،‬أي‬
‫البي‪ ،‬اكتشف رلبين شمال الجدار بقايا برج زاوية متعدد األضالع ر‬
‫فيما يخص السور ر‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫الفاطم األول عبيد هللا المهدي‪ .‬قد يبدو هذا الشكل غريبا يف تلك الفبة‪ ،‬لكن كان بالقرب من المهدية مبت يعرف باسم برج عريف‬ ‫بناه الخليفة‬
‫ي‬
‫‪.‬‬ ‫ر‬ ‫‪.‬‬
‫(صورة رقم ‪ ،)3‬وكانت أبراج زاويته مثمنة األضالع تمكن المسافرون يف القرن التاسع عش من وصف آخر بقاياه ويعود هذا البناء إىل الفبة الزيرية أو‬
‫الفاطمية‪.‬‬

‫قدما (‪11.2‬م) وبه ستة‬ ‫المؤشات التالية‪ :‬سماكة السور ‪ً 40‬‬ ‫ر‬ ‫يعط‬ ‫البية سنة ‪1555‬م والذي‬ ‫تدمب األسوار ر‬ ‫يشب أ‪ .‬رلبين إىل رواية مرمول الذي شهد ر‬ ‫ثم ر‬
‫ي‬
‫الرئيس (باب الفتوح أو السقيفة‬ ‫المدخل‬ ‫كان‬ ‫الجنوب)‬ ‫من‬ ‫الصحيح‬ ‫(االتجاه‬ ‫ق‬ ‫البج الثان من ر‬
‫الش‬ ‫ي ر‬ ‫ف‬ ‫قدما‪،‬‬ ‫‪40‬‬ ‫ب‬ ‫السور‬ ‫خارج‬ ‫بارزة‬ ‫سميكة‬ ‫أبراج‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الت ترتطم بها أمواج البحر عالية ومستديرة‪ ،‬وتشتمل جميعها عىل أبواب‬ ‫حي كانت األبراج ي‬ ‫الكحلة)‪ .‬كانت األبراج يف وسط السور مربعة الشكل يف ر‬
‫وه منخفضة الطول بحيث ال يدخل إليها إىل بعد اإلنحناء‪ ٠‬ويمثل كل برج قلعة مستقلة بذاتها‪ .‬ويوجد يف أعىل هذا الحصن‬ ‫صغبة مصفحة بالحديد ي‬ ‫ر‬
‫األمام أبراج‬ ‫بالسور‬ ‫‪.‬‬‫لجنود‬ ‫ا‬ ‫وغرف‬ ‫الحاكم‬ ‫غرف‬ ‫كانت‬ ‫اج‬ ‫ر‬ ‫األب‬ ‫خواء‬ ‫وبي‬
‫ر‬ ‫الجدارين‬ ‫هذين‬ ‫بي‬ ‫ر‬ ‫الحقول‪،‬‬ ‫عىل‬ ‫واآلخر‬ ‫المدينة‬ ‫عىل‬ ‫أحدهما‬ ‫ف‬ ‫يش‬ ‫ر‬ ‫ان‬ ‫ر‬ ‫سو‬
‫ي‬
‫جانت (باب بقة)‪ .‬يذكر إبن ر‬
‫األثب أنه كان يوجد أرب ع أبراج‬ ‫وف وسطه باب ر ي‬ ‫بحيث يوافق ثالثة أبراج منه برجان من السور األول‪ ،‬أي أن أبراجه تسعة ي‬
‫‪.‬‬
‫تابعي للسور البحري وهذا موافق لرواية مرمول بينما تخالف رواية البكري ما ذكره مرمول‬ ‫ر‬ ‫والجنون‬
‫ري‬ ‫الشماىل‬
‫ي‬ ‫البجان يف الحدين‬ ‫معتبا ر‬
‫البي ر‬ ‫بالسور ر‬
‫ً‬
‫البي أو أن‬‫الرئيس وثمانية يف الزيادة‪ .‬إما أن البكري كان مخطئا بشأن عدد أبراج السور ر‬ ‫ي‬ ‫السور‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫منها‬ ‫ثمانية‬ ‫برجا‪،‬‬ ‫‪16‬‬ ‫عىل‬ ‫ية‬
‫الب‬ ‫ر‬ ‫األسوار‬ ‫تشتمل‬ ‫حيث‬
‫كثبة‪ ،‬هجرت ألول مرة يف عهد‬ ‫كثبة منذ بنائه‪ ،‬حت هدمه يف سنة‪1555‬م‪ .‬فالمهدية عرفت تقلبات ر‬ ‫هذا الحصن قد خضع لبميمات وتعديالت ر‬
‫حواىل ‪947‬م‪ ،‬ثم لجأ لها الزيريون سنة ‪1057‬م وأعادوا ترميم منشآتها حت استوىل نورمان صقلية عىل المدينة سنة ‪1148‬م‪ ،‬وهو‬ ‫ي‬ ‫المنصور بن القائم‬
‫الحفصيي‪ ،‬المرة األوىل يف عهد الخليفة النارص سنة‬
‫ر‬ ‫اإلدريس بأنها "لم تعد ما كانت عليه"‪ .‬رممت أسوارها مر رتي تحت حكم‬ ‫ي‬ ‫الوقت الذي وصفه‬
‫تفرجي كذلك عرفت المهدية العديد من الحروب والغزوات نذكر منها حصار أبو يزيد صاحب الحمار‬ ‫‪.‬‬ ‫ر‬ ‫‪1205‬م‪ ،‬والثانية سنة ‪1360‬م عىل يد الوزير ابن‬
‫يحت للمهدية سنة ‪1135‬م‪ ،‬الموحدون يدخلون المدينة سنة‬ ‫ر‬ ‫غزو‬ ‫م‪،‬‬‫‪1088‬‬ ‫سنة‬ ‫للمهدية‬ ‫اإليطاليي‬
‫ر‬ ‫احتالل‬ ‫سنة ‪944‬م‪ ،‬مذبحة الشيعة سنة ‪1016‬م‪،‬‬
‫المسيحيي سنة ‪1180‬م‪ ،‬استعادة الموحدين للمدينة سنة ‪1198‬م‪ ،‬حصار المهدية سنة ‪1205‬م‪ ،‬الغزو‬ ‫ر‬ ‫‪1160‬م‪ ،‬نهب المدينة وحرقها من قبل‬
‫العثمان درغوث رئيس عىل المدينة سنة ‪1540‬م‪.‬‬ ‫ي‬ ‫الصليت سنة ‪1390‬م‪ ،‬استالء‬ ‫ري‬

‫األرض يف الفبة الفاطمية باالعتماد عىل نص مارمول المتأخر وال يمكن‬


‫ي‬ ‫تقودنا هذه النصوص التاريخية إىل االعتقاد بأنه ال يمكننا استعادة حالة السور‬
‫اإليطاليي عند احتاللهم للمدينة سنة ‪1088‬م‪ .‬لذلك ستكون‬
‫ر‬ ‫المؤرخي‬
‫ر‬ ‫الت تتعارض مع روايات أخرى معارصة له كرواية أحد‬ ‫الوثوق يف رواية البكري ي‬
‫الت سبقت هدمه يف نهاية الحملة اإلسبانية عىل المهدية‪ ،‬أي سنة ‪1554‬م‪.‬‬ ‫البي‪ ،‬للفبة ي‬ ‫محاولت لتشكيل السور ر‬
‫ي‬
‫األرض سأعتمد عىل نص مارمول المؤرخ سنة ‪1554‬م وعلى حفريات رلبين المنجزة سنة ‪1960‬م‪.‬‬ ‫ي‬ ‫الستعادة حالة السور‬
‫مبا وسمك الجدار ب ‪11.2‬م‪ .‬به ستة أبراج سميكة بارزة‬ ‫يقدر رلبين معتمدا عىل حفرياته وعىل رواية مرمول طول اإلجماىل للسور األرض ب ‪ً 175‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫برجي مثمنة‬
‫ر‬ ‫الرئيس (باب الفتوح أو السقيفة الكحلة) عرضه ‪22.4‬م‪ .‬يف األطراف‬ ‫الشق كان المدخل‬ ‫البج الثان من ر‬
‫خارج السور ب ‪11.2‬م‪ ،‬يف ر‬
‫يً‬ ‫ي‬
‫الت تصف بقايا‬ ‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫األضالع بطول ‪6.5‬م للضلع الواحد يمثل المخطط ‪ 1‬أبعاد السور وفقا لوصف مرمول ولكن بالرجوع للمصادر المكتوبة والصور ي‬
‫الت وصفها مرمول‪ ،‬باستثناء برج باب‬‫الغرن لمدينة المهدية (صورة رقم ‪ ،)2‬نستنتج بأن األبراج المربعة داخل السور لم تكن بالضخامة ي‬
‫ري‬ ‫السور‬
‫السقيفة الكحلة الذي لم يتبق منه إىل الجزء الذي كان متصل بالجدار كما يوضح رسم رلبين (مخطط رقم ‪ .)5‬ربما كان حجمها مطابق لوصف مرمول‬
‫الجنون‬
‫ري‬ ‫والبج المرب ع‬
‫الشماىل الثالث ر‬
‫ي‬ ‫لكن الجزء البارز من الجدار ال يتجاوز نصف ما ذكره مرمول (مخطط رقم ‪ .)2‬بذلك أفبض بأن ما تبق من ر‬
‫البج‬
‫(صورة رقم ‪ )2‬إىل الجزء المتصل بالجدار‪.‬‬
‫تجسيم حالة السور البري لمدينة المهدية سنة ‪1554‬م عمل لحسان علية (صورة رقم ‪)1‬‬

‫السور البري سنة ‪ 1849‬شارل د شسيرون (صورة رقم ‪)2‬‬

‫برج عريف (صورة رقم ‪)3‬‬


‫الفتحة التي أحدثتها ضربات المدفعية اإلسبانية في السور البحري (صورة رقم ‪)4‬‬

‫أبعاد السور البري الرئيسي سنة ‪1554‬م حسب رواية مرمول سنة ‪1554‬م (مخطط رقم ‪)1‬‬

‫أبعاد السور البري الرئيسي سنة ‪1554‬م حسب تصور حسان علية (مخطط رقم ‪)2‬‬
‫تجسيم حالة السور البري لمدينة المهدية حسب تصور ألكسندر ليزين (مخطط رقم ‪)3‬‬

‫نموذج للسقية الكحلة حسب تصور ألكسندر ليزين (مخطط رقم ‪)4‬‬
‫رسم ألكسندر ليزين للسقيفة الكحلة قبل وبعد تفجيرها سنة ‪1554‬م (مخطط رقم ‪)5‬‬

‫)مخطط رقم ‪(6‬‬

‫أسوار المهدية قبل هدمها سنة ‪1555‬م (مخطط رقم ‪Source gallica.bnf.fr/bibliothèque nationale de France )7‬‬

You might also like