Professional Documents
Culture Documents
شواظ من نار PDF
شواظ من نار PDF
Uploaded by
Ashraf ghalebOriginal Title
Copyright
Available Formats
Share this document
Did you find this document useful?
Is this content inappropriate?
Report this DocumentCopyright:
Available Formats
شواظ من نار PDF
شواظ من نار PDF
Uploaded by
Ashraf ghalebCopyright:
Available Formats
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
١
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
اﻟﺬ ﻧ ﺐ اﻟﻘ ﺪ ﯾﻢ ﻻ ﯾﻔ ﺎر ﻗ ﻨ ﺎ
ﺣ ﺘ ﻰ و إ ن د ﻓ ﻨ ﺎ ه أ و ﺳ ﻜ ﺘ ﻨ ﺎ ﻋ ﻨ ﮫ و ﺗ ﻮ ﻗ ﻔ ﻨ ﺎ ﻋ ﻦ اﺳ ﺘ ﺬ ﻛ ﺎر ه
ﻻ أﺣ ﺪ ﯾ ﻨ ﺴ ﻰ . .ﯾ ﻤ ﻜ ﻨ ﻚ أن ﺗ ﺘ ﻨ ﺎ ﺳ ﻰ . .ﻟ ﻜ ﻨ ﻚ ﻟﻦ ﺗ ﻨ ﺴ ﻰ أ ﺑ ﺪ ا ً
ﺧ ﺎ ﺻ ﺔ ﺗ ﻠ ﻚ ا ﻟ ﺬ ﻛ ﺮ ﯾ ﺎ ت ا ﻟ ﻤ ﺤ ﻔ ﻮ ر ة ﻓ ﻲ ﺿ ﻤ ﺎ ﺋﺮ ﻧ ﺎ و ا ﻟ ﻤ ﻨ ﺤ ﻮ ﺗ ﺔ ﻋ ﻠ ﻰ
ﺟ ﻨ ﺒ ﺎ ت ﻋ ﻘﻮ ﻟﻨ ﺎ ﺑﺮ ﯾﺸ ﺔ اﻷ ﻟﻢ و ﻣ ﺤ ﺒﺮ ة اﻟﻈ ﻠﻢ ..
أﺳﺎﻣﺔ اﻟﻤﺴﻠﻢ
٢
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
ﺑﻞ ﯾﻼﺣﻖ
٣
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
ﺺ..
و ﯾﻘ ﺘـ ّ
٤
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
ﻗﺮار إزاﻟﺔ
ھﺎﺗﻒ ﻣﻨﺰﻟﻲ ﺛﺎﺑﺖ ﯾﺮن..
.ﯾﻠﺘﻘﻂ اﻟﺴﻤﺎﻋﺔ رﺟﻞ ﻓﻲ ﻣﻨﺘﺼﻒ اﻟﺨﻤﺴﯿﻦ ﻣﻦ ﻋﻤﺮه...
»ﻧﻌﻢ ﺗﻔﻀﻞ أﻧﺎ )ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ(«..
ﺗﻠﻘﻰ )ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ( ﺧﺒﺮ إﻧﮭﺎء إﺟﺮاءات إزاﻟﺔ ﻣﻨﺰل أﺑﯿﮫ اﻟﺮاﺣﻞ ﻓﻲ ﺣﯿﮭﻢ
اﻟﻘﺪﯾﻢ اﻟﺬي ﺗﺮﻛﮫ ﻣﻊ إﺧﻮﺗﮫ ﻣﻨﺬ ﺳﻨﻮات طﻮﯾﻠﺔ وأﺧﺒﺮه ﻣﻮظﻒ اﻟﺒﻠﺪﯾﺔ اﻟﺬي
ﺗﻮاﺻﻞ ﻣﻌﮫ أن أﻣﺎﻣﮫ ﻣﮭﻠﺔ أﺳﺒﻮﻋﯿﻦ ﻷﺧﺬ أي ﻣﺘﻌﻠﻘﺎت ﺗﺨﺼﮭﻢ ﻣﻨﮫ ﻗﺒﻞ اﻟﺒﺪء
ﺑﺎﻟﮭﺪم.
٥
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
ﺷﻜﺮ )ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ( وأﺧﺒﺮه ﺑﺄﻧﮫ ﺳﻮف ﯾﺒﻠﻎ ﺑﻘﯿﺔ اﻟﻮرﺛﺔ .ﺑﻌﺪ إﻧﮭﺎﺋﮫ اﻟﻤﻜﺎﻟﻤﺔ ﺗﻮاﺻﻞ ﻣﻊ
أﺧﺘﮫ )ﻋﺎﺋﺸﺔ( اﻟﺘﻲ ﺗﺄﺗﻲ ﺑﻌﺪه ﻓﻲ ﺗﺮﺗﯿﺐ إﺧﻮﺗﮫ ﺳﻨﺎ ً وﻗﺪ أﻛﻤﻠﺖ ﻋﺎﻣﮭﺎ اﻟﺜﺎﻣﻦ واﻷرﺑﻌﯿﻦ
ﻗﺒﻞ ﻋﺪة أﺷﮭﺮ وﺗﻌﻤﻞ ﻣﺪﯾﺮة ﻹﺣﺪى اﻟﻤﺪارس اﻟﺜﺎﻧﻮﯾﺔ.
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﻣﺟﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﺗﺻﺎل أﺧﯾﮭﺎ اﻷﻛﺑر ﻋﺑر اﻟﮭﺎﺗف اﻟﻣﺗﻧﻘل:
»أھﻼً أﺧﻲ ..ﻛﯾف ﺣﺎﻟك وﺣﺎل ﻋﺎﺋﻠﺗك؟«
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :ﺟﻣﯾﻌﻧﺎ ﺑﺧﯾر وﷲ اﻟﺣﻣد ...ﻛﯾف ﺣﺎﻟِك أﻧ ِ
ت وﺑﻧﺎﺗِك ...وﺣﺎل
إﺧوﺗﻲ؟
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :اﻟﺣﻣد ..Oﺑﻧﺎﺗﻲ ﺗزوﺟن ﺟﻣﯾﻌﺎ ً وأﺧوﻧﺎ )ﻓﮭد( ﺑدأ ﻣﺷروﻋﮫ اﻟﺧﺎص
وﯾﻔﻛر ﺑﺎﻟزواج واﻧﺗﻘل ﻟﺷﻘﺔ ﺧﺎﺻﺔ ﻗﺑل ﻋدة أﺷﮭر ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن رﻓﺿﻲ إﻻ أﻧﮫ
أﺻر ﻋﻠﻰ ذﻟك
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن() :ﻓﮭد( ﻟم ﯾﻌد طﻔﻼً ﻟﻘد ﻗﺎرب ﻋﻠﻰ إﻛﻣﺎل اﻷرﺑﻌﯾن ﻣن ﻋﻣره
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ﺳﯾظل دوﻣﺎ ً ﻓﻲ ﻧظري أﺧﻲ اﻟﺻﻐﯾر اﻟﻣﺷﺎﻛس.
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :ﻣﺎذا ﻋن )ﺑﻧدر(؟
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ھو اﻵﺧر ﺗرﻛﻧﺎ وﻓﺿل ﺳﻛن اﻟﺟﺎﻣﻌﺔ .ھذه ﺳﻧﺗﮫ اﻷﺧﯾرة ﻓﻲ ﻛﻠﯾﺔ
اﻟطب ..ﻟم ﯾﺑَق ﻣﻌﻲ ﺳوى آﺧر اﻟﻌﻧﻘود أﺧﺗﻧﺎ )ﺳﺎرة( وﻟن أﺗرﻛﮭﺎ ﺗرﺣل إﻻ
ﻟﺑﯾت زوﺟﮭﺎ.
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﺿﺎﺣﻛﺎ ً :ھﻲ ﻻ ﺗزال ﻓﻲ اﻟﻣرﺣﻠﺔ اﻟﺛﺎﻧوﯾﺔ واﻟوﻗت ﻣﺑﻛر ﻋﻠﻰ
ذﻟك.
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ﻓﻲ ﻛل اﻷﺣوال ھﻲ ﻣن ﺑﻘﻲ ﻣﻌﻲ ﺑﻌد زواج ﺑﻧﺎﺗﻲ ورﺣﯾل زوﺟﻲ
رﺣﻣﮫ ﷲ .اﻟﺑﯾت أﺻﺑﺢ ﻣوﺣﺷﺎ ً ﻋﻠﻰ ﺑدوﻧﮭم.
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :أﺷﯾﺎء ﻛﺛﯾرة ﺣدﺛت وﻻ ﻋﻠم ﻟﻲ ﺑﮭﺎ ﺧﺎﺻﺔ ﻣوﺿوع ﺗرك )ﻓﮭد(
و )ﺑﻧدر( اﻟﻣﻧزل.
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﻣﻣﺎزﺣﺔ :ﻟو ﻛﻧت ﺗﺳﺄل ﻋﻧﺎ ﻟﻌرﻓت أﺧﺑﺎرﻧﺎ.
٦
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :ﺗﻌرﻓﯾن أن طﺑﯾﻌﺔ ﻋﻣﻠﻲ ﻓﻲ اﻟﺗﺟﺎرة ﻻ ﺗﻌطﯾﻧﻲ وﻗﺗﺎ ً ﺣﺗﻰ ﻷرى
ﻋﺎﺋﻠﺗﻲ اﻟﺧﺎﺻﺔ.
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ﻧﺣن ﻋﺎﺋﻠﺗك أﯾﺿﺎ ً ..وﺑﺎﻟﻣﻧﺎﺳﺑﺔ أﻧﺎ وﺑﻘﯾﺔ إﺧوﺗك ﻣﺎ زﻟﻧﺎ ﻧﺟﺗﻣﻊ ﺑﺷﻛل
أﺳﺑوﻋﻲ ﻛل ﺟﻣﻌﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻐداء ﻋﻧدي وھم داﺋﻣو اﻟﺳؤال ﻋﻧك.
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :أﻋﺗرف ﺑﺗﻘﺻﯾري وﺳﺄﺣﺎول ﺑذل ﺟﮭد أﻛﺑر ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﻘﺑل ﻷﻛون
ﻣﺗواﺻﻼً ﻣﻌﻛم أﻛﺛر.
9
)ﻋﺎ&ﺸﺔ( :ﺳ,ﺴﻌﺪ 0ﺬﻟﻚ ﻛﺜ67ا.
)ﻋ:ﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ( :ﺗﻠﻘBﺖ اﻟﻴﻮم اﺗﺼﺎﻻ ﻣﻦ اﻟ:ﻠﺪJﺔ Kﺸﺄن ﻣ 6N Nﻟﻨﺎ اﻟﻘﺪJﻢ.
)ﻋﺎﺋﺸﺔ( ﺑﺤﺰن :ھﻞ ﻗﺮروا إزاﻟﺘﮫ؟
)ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ( :ﻧﻌﻢ وﺳﯿﺒﺪؤون ﺑﻌﺪ ﻋﺪة أﯾﺎم.
)ﻋﺎﺋﺸﺔ( :أﻧﺎ ﻻ أﻓﮭﻢ ﻟﻢ واﻓﻘﺖ ﻋﻠﻰ ذﻟﻚ ..ﻧﺤﻦ ﻟﺴﻨﺎ ﺑﺤﺎﺟﺔ ﻟﻤﺒﻠﻎ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ
ﻓﺠﻤﯿﻌﻨﺎ ﻣﯿﺴﻮر واﻟﺤﺎل.
)ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ( :ﻟﻢ ﯾﻜﻦ ﺧﯿﺎر اﻟﺮﻓﺾ ﻣﻄﺮوﺣﺎ ً واﻟﻤﺴﺄﻟﺔ ﻟﯿﺴﺖ ﻣﺴﺄﻟﺔ ﻣﺎل ھﻨﺎك
ﻣﺸﺮوع ﻛﺒﯿﺮ ﻟﺘﻄﻮﯾﺮ اﻟﻤﻨﺎطﻖ واﻷﺣﯿﺎء وﺳﯿﺘﻢ إزاﻟﺔ ﺟﻤﯿﻊ اﻟﻤﻨﺎزل اﻟﻘﺪﯾﻤﺔ ﻓﯿﮭﺎ
ﺳﻮاء واﻓﻘﻨﺎ أم ﻻ وﻣﺒﻠﻎ اﻟﺘﻌﻮﯾﺾ ﻣﺠﺮد إﺟﺮاء روﺗﯿﻨﻲ وھﻮ ﻟﯿﺲ ﺳﯿﺌﺎ ً
ﺑﺎﻟﻤﻨﺎﺳﺒﺔ.
)ﻋﺎﺋﺸﺔ( ﺑﻨﺒﺮة ﻣﮭﻤﻮﻣﺔ :ﺟﻤﯿﻊ ذﻛﺮﯾﺎت طﻔﻮﻟﺘﻨﺎ ﺳﻮف ﺗﻤﺴﺢ ..أﺷﻌﺮ ﺑﺤﺰن
ﻛﺒﯿﺮ.
)ﻋﺒﺪ اﻟﺮﺣﻤﻦ( :طﺮأت ﻋﻠﻰ ﺑﺎﻟﻲ ﻓﻜﺮة اﻵن ..ﻣﺎ رأﯾﻚ أن ﻧﻨﻘﻞ اﺟﺘﻤﺎع ﻏﺪاء
اﻟﺠﻤﻌﺔ ﻋﻨﺪك ھﺬا اﻷﺳﺒﻮع ﻟﻤﻨﺰﻟﻨﺎ اﻟﻘﺪﯾﻢ ﻗﺒﻞ أن ﯾﺰال ﻛﻲ ﻧﺴﺘﺬﻛﺮ
٧
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
أﯾﺎﻣﻨﺎ اﻟﺨﻮاﻟﻲ ﻓﯿﮫ.
)ﻋﺎﺋﺸﺔ( ﺑﺴﻌﺎدة :ﻓﻜﺮة راﺋﻌﺔ!
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :وﯾﻣﻛﻧِك أﻧ ِ
ت أو أي أﺣد ﻣن إﺧوﺗﻲ أﺧذ أي ﺷﻲء ﺗرﯾدوﻧﮫ ﻣن
ھﻧﺎك .
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ﺳﺄﺗواﺻل ﻣﻌﮭم وأﺧﺑرھم ﺑﺎﺗﻔﺎﻗﻧﺎ وﺳوف أﻋد اﻟﻌدة ﻛﻠﮭﺎ وﺳﻧﻧﺗظرك
ھﻧﺎك ﺑﻌد ﺻﻼة اﻟﺟﻣﻌﺔ ..ﻻ ﺗﺗﺄﺧر أو ﺗﻌﺗذر ﻧﺣن ﻣﺷﺗﺎﻗون ﻟرؤﯾﺗك.
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :ﺑﺈذن ﷲ ﺳﺄﻛون ﻣﺗواﺟدا ً ﻓﻲ اﻟﻣوﻋد.
ﺣّل ﯾوم اﻟﺟﻣﻌﺔ واﺟﺗﻣﻊ اﻹﺧوة اﻟﺧﻣﺳﺔ ﻓﻲ ﻣﻧزل أﺑﯾﮭم اﻟطﯾﻧﻲ اﻟﻛﺑﯾر ﻓﻲ ﺣﯾﮭم
اﻟﻘدﯾم ذي اﻟﻔﻧﺎء اﻟواﺳﻊ واﻟﺳﻘف اﻟﻣﻔﺗوح وﺟﻠﺳوا ﺣول طﺎوﻟﺔ ﺧﺷﺑﯾﺔ ﺻﻐﯾرة
وزع ﺣوﻟﮭﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻛراﺳﻲ اﻟﺑﻼﺳﺗﯾﻛﯾﺔ اﻟﺑﯾﺿﺎء ﻣﺳﺗذﻛرﯾن أﯾﺎﻣﮭم
اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ اﻟﺗﻲ ﺧﻠت.
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﻣﺗﺄﻣﻠﺔ اﻟﺟدران اﻟطﯾﻧﯾﺔ ﺣوﻟﮭﺎ» :رﺣم ﷲ أﻣﻲ وأﺑﻲ ..ﻛﺎﻧﺎ ﯾرﻓﺿﺎن
أن ﻧﻠﻌب ﻓﻲ اﻟﺷﺎرع وﻻ ﯾﺳﻣﺣﺎن ﻟﻧﺎ ﺑﺗﺟﺎوز ھذا اﻟﻔﻧﺎء«..
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( وھو ﯾﺣﺗﺳﻲ اﻟﺷﺎي :ﺧوﻓﮭﺎ ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻛﺎن ﻣﺑررا ً ..ﻛﻧﺎ أﺷﻘﯾﺎء ﺟدا ً
)ﺳﺎرة( ﻣﻣﺎزﺣﺔ :ﺗﺣدﺛوا ﻋن أﻧﻔﺳﻛم أﻧﺎ ﻛﻧت ﺻﻐﯾرة وﻟم أﺗﺳﺑب ﺑﺎﻟﻣﺷﻛﻼت.
)ﻓﮭد( ﻣﺑﺗﺳﻣﺎ :ﺑﺎﻟطﺑﻊ ھذا اﻟﻛﻼم ﻻ ﯾﻧطﺑق ﻋﻠﻰ )ﺑﻧدر( ..ﻟﻘد ذاق أﺑﻲ ﻣﻧﮫ
اﻷﻣرﯾن
)ﺑﻧدر( :ﻣن ﻣﻧﺎ ﻛﺎن ﯾﺗﺳﻠل إﻟﻰ اﻟﺧﺎرج ﻟﻠﻌب اﻟﻛرة ﻓﻲ اﻟﺷﺎرع وﻛﺷف أﻣره
ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺳر إﻧﺎرة ﺟﺎرﻧﺎ اﻟذي ﺳﺎﻗﮫ ﻣن أذﻧﮫ ﻷﺑﻲ؟
)ﻓﮭد( ﺿﺎﺣﻛﺎ ً :ﻟﻘد ﻛﻧت ﻣﺟرد ﻣراھق ﺻﻐﯾر ..ادﻓن اﻟﻣﺎﺿﻲ وﻻ ﺗﺗﺣدث ﻋﻧﮫ
رﺟﺎء!
٨
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
) ﺑﻧدر( :أذﻛر أﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﻧﻔﺳﮭﺎ اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺗﻲ ﻗرر أﺑﻲ ﺗرك اﻟﺣﺎرة ﻓﯾﮭﺎ ...أﻋﺗﻘد
أﻧك أﻧت ﻣن ﻛﺎن اﻟﺳﺑب
ﺿﺣك اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﻘﺻﺔ وﻗﺻص ﻛﺛﯾرة أﺧرى ﻛﺎﻧوا ﯾﺳﺗذﻛروﻧﮭﺎ
وﯾرووﻧﮭﺎ ﺑﻌﺿﮭم ﻋﻠﻰ ﺑﻌض وﺧﻼل ذﻟك طرق اﻟﺑﺎب ﻓﻘﺎل )ﺑﻧدر( وھو ﯾﻧﮭض
ﻣن ﻣﻛﺎﻧﮫ:
»ﯾﺑدو أن اﻟﻐداء ﻗد وﺻل«.
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ﻣﺎ زﻟت ﻻ أرى ﺣﺎﺟﺔ ﻟطﻠب اﻟﻐداء ﻣن اﻟﻣطﻌم ..أﻧﺎ و )ﺳﺎرة( ﻛﺎن
ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ أن ﻧﻌد طﻌﺎم اﻟﻐداء
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :ﻧﺣن ھﻧﺎ ﻟﻼﺳﺗﻣﺗﺎع ﺑوﻗﺗﻧﺎ واﻟﺣدﯾث ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﻧﺎ ..ﻻ ﻧرﯾد أن
ﺗﻧﺷﻐﻼ ﺑﺎﻟطﺑﺦ
)ﺳﺎرة( ﺿﺎﺣﻛﺔ :وأﻧﺎ أؤﯾد أﺧﻲ اﻷﻛﺑر وﺑﻘوة!
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ﺑﺎﻟطﺑﻊ ﺗﺗﻔﻘﯾن ﻣﻌﮫ ﻓﺄﻧ ِ
ت ﺗرﯾدﯾن اﻟﺗﻣﻠص ﻣن اﻟﻌﻣل ﻓﻲ اﻟﻣطﺑﺦ..
ﻋﺎﺟﻼً أم آﺟﻼً ﯾﺟب أن ﺗﺗﻘﻧﻲ اﻟطﮭﻲ.
)ﺳﺎرة( ﻣﺑﺗﺳﻣﺔ :أﻋرف ﻗﺻدك ﯾﺎ أﺧﺗﻲ اﻟﻛﺑﯾرة ﻟﻛن ﻣن ﺳﯾﺗزوﺟﻧﻲ ﯾﺟب أن
ﯾﺗﻔﮭم أﻧﻲ ﻻ أﺟﯾد اﻟطﺑﺦ.
)ﻓﮭد( :ﻣن ﺳﯾﺗزوﺟك ﯾﺟب أن ﯾﺗﻔﮭم أﺷﯾﺎء ﻛﺛﯾرة.
)ﺳﺎرة( وھﻲ ﺗﻠﻛزه :ﻣﺎذا ﺗﻘﺻد؟!
اﺟﺗﻣﻊ اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻋﻠﻰ ﻣﺎﺋدة أرﺿﯾﺔ ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ وﺧﻼل ﺗﻧﺎوﻟﮭم ﻟﻠﻐداء ﻗﺎل
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :طﻌم اﻟﻠﺣم ﻣﻣﯾز ﺟدا ً ﯾﺎ )ﺑﻧدر( ..ﻣن أﯾن أﺣﺿرﺗﮫ؟
٩
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﺑﻧدر( :ﻣن ﺳوق اﻟﻣواﺷﻲ ..ﻧﮭﺿت ﺑﺎﻛرا ً ﻛﻲ أﻟﺣق ﻋﻠﻰ أﺟود ﻣﺎ ﯾﻌرض ﻗﺑل
أن ﯾﺑﺎع.
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :اﻟﺧروف ﺻﻐﯾر اﻟﺣﺟم.
)ﺑﻧدر( ﺿﺎﺣﻛﺎ ً :ﻷﻧﮫ ﺻﻐﯾر اﻟﺳن! ﺗﻌﺎرﻛت ﻣﻊ ﺷﺎب ﻟﻠﺣﺻول ﻋﻠﯾﮫ وﻓﻲ
اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ظﻔرت ﺑﮫ.
)ﺳﺎرة( :ﻣﺎ ھذا اﻟﺧروف اﻟذي ﯾﺳﺗﺣق اﻟﻌراك؟
)ﺑﻧدر( :ھو اﻵﺧر ﻛﺎن ﯾﺑﺣث ﻋن ﺧروف ﺻﻐﯾر ..ﻗﺎل ﺑﺎﻧﮫ ﯾرﯾد ﺷراءه ﻟﻌﻣﺗﮫ.
)ﻓﮭد( واﺿﻌﺎ ً ﻟﻘﻣﺔ ﻓﻲ ﻓﻣﮫ :ﻛل ھذه اﻟﺗﻔﺎﺻﯾل ﺟﻣﻌﺗﮭﺎ ﻣن ﻋراك؟
)ﺑﻧدر( ﺑﺎﺳﻣﺎ ً :ﻻ ﻻ ..ﺷﺟﺎرﻧﺎ ﺗﺣول ﻟﺣوار ودي ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻣطﺎف وﻗد ﺗﻌرﻓت
ﻋﻠﯾﮫ وﺳﺎﻋدﺗﮫ ﻛذﻟك ﻓﻲ اﻟﺑﺣث ﻋن ﺧروف آﺧر ﺣﺗﻰ وﺟده واطﻣﺄﻧﻧت.
)ﺳﺎرة( ﺿﺎﺣﻛﺔ :أﺻﺑﺣﺗﮭﺎ ﺻدﯾﻘﯾن إذا!
)ﺑﻧدر( :ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻧﻌم ..ﺗﺑﺎدﻟﻧﺎ أرﻗﺎم ھواﺗﻔﻧﺎ ووﻋدﻧﻲ ﺑﺎﻻﺗﺻﺎل ﻋﻠّﻲ ﺑﻌد
ﻋﺷرة أﯾﺎم ﻋﻧد ﻋودﺗﮫ ﻣن رﺣﻠﺔ ﺧﻠوﯾﺔ ﯾﻘوم ﺑﮭﺎ ﻣﻊ ﻋﺎﺋﻠﺗﮫ.
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﺑﻧﺑرة ﺣزﯾﻧﺔ» :ﻗﺿﺎء وﻗت ﻣﻊ اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ ﺷﻲء ﺟﻣﯾل ..ﻟم أﻛن
أﻋرف أﻧﻲ أﻓوت اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻣﺗﻌﺔ ﺑﻌدم اﻟﻠﻘﺎء ﺑﻛم ..أﺣﺎدﯾﺛﻛم ھذه ﺗﺟﻠب
اﻟﺳرور واﻟدفء ﻟﻘﻠﺑﻲ ..أﺗﻣﻧﻰ ﺑﺣق أﻻ ﺗﻧﻘطﻊ ھذه اﻟﻌﺎدة اﻟﺟﻣﯾﻠﺔ وأن ﻧورﺛﮭﺎ
ﻷﺑﻧﺎﺋﻧﺎ ..ﺳوف أﺣﺿر أﺑﻧﺎﺋﻲ اﻷﺳﺑوع اﻟﻘﺎدم ...ﻣﺎ رأﯾك ﯾﺎ )ﻋﺎﺋﺷﺔ(؟«
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﺿﺎﺣﻛﺔ :ﻻ ،أرﺟوك ﻻ ﺗﻔﻌل! اﺟﺗﻣﺎﻋﻧﺎ اﻷﺳﺑوﻋﻲ ھو ﻣﮭرﺑﻲ اﻟوﺣﯾد
ﻣن ﺑﻧﺎﺗﻲ وأﺣﻔﺎدي اﻟذﯾن ﯾﻐزوﻧﻧﻲ ﻓﻲ ﻣﻧزﻟﻲ طﯾﻠﺔ أﯾﺎم اﻷﺳﺑوع ..ﻟﻧﺑﻘﮭﺎ ﺑﯾﻧﻧﺎ
ﻓﻘط ..وﻧرﺗب ﻟﻘﺎء ﺧﺎﺻﺎ ً ﺑﮭم ﻓﻲ ﯾوم آﺧر ﻧﺗﻔق ﻋﻠﯾﮫ ﻻﺣﻘﺎ ً ..ھﻛذا أﻓﺿل.
١٠
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﻓﮭد( ﻣﻣﺎزﺣﺎ ً أﺧﺗﮫ اﻟﻛﺑرى :ھل اﻟﺣﯾﺎة اﻟﻌﺎﺋﻠﯾﺔ ﻣﺗﻌﺑﺔ ﻟﮭذا اﻟﺣد ﯾﺎ أﺧﺗﻲ؟ ﻻ
ﺗﺧﯾﻔﯾﻧﻲ أﻛﺛر ﻓﻘد ﺗرددت ﺳﻧوات طوﯾﻠﺔ ﻓﻲ اﻹﻗدام ﻋﻠﻰ اﻟزواج.
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( وھﻲ ﺗﺿﻊ ﻟﻘﻣﺔ ﻓﻲ ﻓﻣﮭﺎ ﺑﺎﺳﻣﺔ :ﻻ ﺗﺳﺄﻟﻧﻲ ﻛﻲ ﻻ أﺿطر ﻟﻠﻛذب
ﻋﻠﯾك.
)ﺑﻧدر( ﺑﺗﮭﻛم :ﻻ ﺗﺣﺎول أن ﺗﻘﻧﻌﻧﺎ أن ﺗرددك ھو ﺑﺳﺑب رﻗﺔ ﻣﺷﺎﻋرك اﻟﺧﺎﺋﻔﺔ
ﻣن اﻻرﺗﺑﺎط.
)ﻓﮭد( واﻛزا ً أﺧﺎه اﻷﺻﻐر ﺑﻛوﻋﮫ :اﺧرس أﻧت!
)ﺳﺎرة( ﺑﺗﺳﺎؤل :ﻋن ﻣﺎذا ﺗﺗﺣدﺛﺎن؟
ﺗﺑﺳم )ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( وﻗﺎل :إﺧوﺗﻲ اﻟﺻﻐﺎر ﻟم ﯾﺗﻐﯾروا.
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( وھﻲ ﺗﺷرب ﺑﻌض اﻟﻣﺎء :ھذا ﻷن ﻋﻘوﻟﮭم ﻟم ﺗﻠﺣق ﺑﺄﺟﺳﺎدھم
ﻧﮭض )ﺑﻧدر( ﻣن ﻣﻛﺎﻧﮫ وھو ﯾﻘول :اﻟﺣﻣد ..Oﻣﺎﺋدة داﺋﻣﺔ ﺑﺈذن ﷲ.
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﺑﺗﻌﺟب :إﻟﻰ أﯾن؟ أﻧت ﻟم ﺗﺗﻧﺎول ﺷﯾﺋﺎ ً!
)ﺳﺎرة( ﻏﺎﻣزة ﺑﻌﯾﻧﮭﺎ :اﺗرﻛﮫ ﻓﮭو ﯾﺗﺑﻊ ﺣﻣﯾﺔ ﻏذاﺋﯾﺔ ﻣﻧذ ﻓﺗرة.
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﺑﻘﻠق :ﻟﻣﺎذا؟! ھل أﻧت ﺑﺧﯾر؟ ھل ﺗﻌﺎﻧﻲ ﻣن ﺷﻲء؟
)ﺑﻧدر( ﺿﺎﺣﻛﺎ ً :ﻣﺎ ﺑﻛﻣﺎ؟ ﻣﺟرد ﺗﺧﻔﯾف ﻣن اﻟدھون ﻻ أﻛﺛر.
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( واﻟﻘﻠق ﻻ ﯾزال ﯾﺧﺎﻟﺟﮭﺎ :اﺻدﻗﻧﻲ اﻟﻘول ..ﻣﺎ ﺑك؟
)ﺑﻧدر( ﻣﺑﺗﺳﻣﺎ ً :أﻗﺳم ﻟك أﻧﻲ ﻻ أﻋﺎﻧﻲ ﻣن ﺷﻲء.
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ﻻ أﺻدﻗك!
١١
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﺑﻧدر( ﺑﺗﺟﮭم ﻟـ )ﺳﺎرة( :ھل أﻧ ِ
ت ﺳﻌﯾدة اﻵن؟!
)ﺳﺎرة( وھﻲ ﺗﺗﻧﺎول ﻟﻘﻣﺔ ﻣن اﻷرز ﺿﺎﺣﻛﺔ :ﻧﻌم!
)ﺑﻧدر( ﻣﻘﺑﻼً رأس أﺧﺗﮫ اﻟﻛﺑرى» :ﺻدﻗﯾﻧﻲ ﻻ ﯾوﺟد ﺷﻲء ﺳوى أﻧﻲ أﺣﺎول
ﺗﺧﻔﯾف وزﻧﻲ ﻗﻠﯾﻼً«.
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﻣﺷﯾرا ً ﺑﻛﻔﮫ اﻟﻘﺎﺑﺿﺔ ﻋﻠﻰ ﻟﻘﻣﺔ اﻷرز» :أﻛﻣل طﻌﺎﻣك اﻵن
وﺧﻔف وزﻧك ﻻﺣﻘﺎ ً«..
)ﺑﻧدر( واﺿﻌﺎ ً ﻛﻔﮫ ﻋﻠﻰ ﺑطﻧﮫ :ﻟﻘد ﺷﺑﻌت ﺻدﻗوﻧﻲ.
)ﻓﮭد( ﻧﺎھﺿﺎ ً ھو اﻵﺧر :اﻟﺣﻣد .O
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :أﯾن ﺳﺗذھب أﻧت اﻵﺧر؟! ﻣﺎ ﺑﻛم اﻟﯾوم؟!
)ﻓﮭد( ﻣﺑﺗﺳﻣﺎ ً :ﻣﺎ ﺑِك أﻧ ِ
ت ﯾﺎ أﺧﺗﻲ؟ ﻟﻘد ﺷﺑﻌﻧﺎ.
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﺗﻛﻣل طﻌﺎﻣﮭﺎ ﻣﺗذﻣرة :ﯾﺄﻛﻠون ﻣﺛل اﻟﻌﺻﺎﻓﯾر وﯾﻘوﻟون ﺷﺑﻌﻧﺎ!
ﺳﺎر )ﺑﻧدر( و )ﻓﮭد( ﻟﻠﻣطﺑﺦ ﻟﯾﻐﺳﻼ أﯾﺎدﯾﮭﻣﺎ وھﻣﺎ ﯾﺿﺣﻛﺎن ﻋﻠﻰ ﻗﻠق أﺧﺗﮭﻣﺎ
اﻟﻛﺑرى ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ ودار ھذا اﻟﺣوار ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ﻋﻧد اﻟﻣﻐﺳﻠﺔ.
)ﻓﮭد( ﺿﺎﺣًﻛﺎ :ھل رأﯾت ﻗﻠق أﺧﺗك اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﯾﮫ؟ )ﺑﻧدر( ﻣﺳﺗﺧدﻣﺎ ً ﻋﻠﺑﺔ اﻟﻣﻧﺎدﯾل:
»ﺑﺻراﺣﺔ ﻻ أﻣﺎﻧﻌﮫ ﻓﮭو ﯾذﻛرﻧﻲ ﺑﻘﻠق أﻣﻲ رﺣﻣﮭﺎ ﷲ .ﻟﻘد ورﺛت ﻣﻧﮭﺎ ﺗﻠك
اﻟﻌﺎدة«...
)ﻓﮭد( ﻧﺎﻓﺿﺎ ً ﻗطرات اﻟﻣﺎء ﻣن ﯾدﯾﮫ» :أﻧﺎ ﻟم أﻛن أﺳﺗﻣﺗﻊ ﺑﻘﻠق أﻣﻲ اﻟﻣﺑﺎﻟﻎ ﻓﯾﮫ
ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻓﻘد ﺣرﻣﻧﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻛﺄطﻔﺎل«.
)ﺑﻧدر( ﯾﻣد ﻋﻠﺑﺔ اﻟﻣﻧﺎدﯾل ﻷﺧﯾﮫ :ﺣرﻣك ﻣن ﻣﺎذا؟ ﻟﻘد ﻋﺷﻧﺎ طﻔوﻟﺗﻧﺎ ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل..
١٢
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﻓﮭد( ﻣﺎﺳﺣﺎ ً ﻓﻣﮫ وﯾدﯾﮫ ﺑﺎﻟﻣﻧدﯾل :ﺑﺎﻟﻧﺳﺑﺔ ﻟﻲ ﺣرﻣت ﻣن اﻟﻠﻌب ﻣﻊ أﺻدﻗﺎﺋﻲ
)ﺑﻧدر( :أﺻدﻗﺎؤك ﻛﺎﻧوا أﺻدﻗﺎء ﺳوء واﻟﺣﻣد Oأن أﺑﻲ وأﻣﻲ ﻣﻧﻌﺎك ﻣن
ﻣﺻﺎﺣﺑﺗﮭم
)ﻓﮭد( ﻣﻌﯾدا ﻋﻠﯾﺔ اﻟﻣﻧﺎدﯾل ﻟﻣﻛﺎﻧﮭﺎ" :ﻟﻘد ﻛﺎن ﻣﺎﺿﻲ واﻧﺗﮭﻰ وﻻ ﻓﺎﺋدة ﻣن ﺗذﻛره
واﻟﺗﺣﺳر ﻋﻠﯾﮫ ..ﺛم إﻧﮫ ﺑﻌد اﻧﺗﻘﺎﻟﻧﺎ ﻟﻠﺑﯾت اﻟﺟدﯾد ﻟم أﺟد اﻟﻣﺗﻌﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ اﻟﺗﻲ ﻛﻧت
أﺟدھﺎ ﻓﻲ أزﻗﺔ ﺣﯾﻧﺎ اﻟﻘدﯾم ھذا.
)ﺑﻧدر( ﺑﺎﺳﻣﺎ ً :إذا ﻛﻧت ﻻ ﺗزال ﺗرﯾد اﻟﻠﻌب ﻓﻲ اﻟﺷﺎرع ﻓﺎﻟﻔرﺻﺔ ﻣﺗﺎﺣﺔ.
)ﻓﮭد( :ﻣﺎذا ﺗﻘﺻد؟
)ﺑﻧدر( :ﻟﻘد رأﯾت ﻛرﺗك اﻟﻘدﯾﻣﺔ ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ أﻣﻲ ﺣﯾﻧﻣﺎ ﺻﻌدت ﻟﮭﺎ ﻋﻧد وﺻوﻟﻲ
ﻷﺳﺗﻌﯾد ﺑﻌض اﻟذﻛرﯾﺎت ..ﻣﺎ رأﯾك؟
ت اﻵن.
)ﻓﮭد( :ﻋن أي ﻛرة ﺗﺗﺣدث؟ ﻻ ﺑد وأﻧﮭﺎ ﺑﺎﻟﯾﺔ وﺗﺣوﻟت ﻟﻔﺗﺎ ٍ
)ﺑﻧدر( :ﻻ ..ھﻲ ﺗﺣﺗﺎج ﻟﻠﻧﻔﺦ ﻓﻘط ..ھﯾﺎ ﻟﻧﺣﺿرھﺎ وﻟﻧﻘﻧﻊ )ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن(
ﺑﻣﺷﺎرﻛﺗﻧﺎ اﻟﻠﻌب أﯾﺿﺎ ً.
)ﻓﮭد( :ﺗﻘﻧﻊ )ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﺑﺄن ﯾﻠﻌب؟ ھذه ﺳﺗﻛون ﺳﺎﺑﻘﺔ.
ﺻﻌد اﻻﺛﻧﺎن ﻟﻠطﺎﺑق اﻟﻌﻠوي وﻋﻧد دﺧوﻟﮭﺎ اﻟﻐرﻓﺔ رأى )ﻓﮭد( اﻟﻛرة ﻓﻲ إﺣدى
زواﯾﺎھﺎ ﻓﺳﺎر ﻧﺣوھﺎ واﻟﺗﻘطﮭﺎ ﺑﺎﺳﻣﺎ ً وھو ﯾﻘول» :ھذه اﻟﻛرة ﺗﺣﻣل ذﻛرﯾﺎت
ﻛﺛﯾرة «...
)ﺑﻧدر( ﺑﺗﻌﺟب :ﻏرﯾﺑﺔ..
)ﻓﮭد( ﻣﻠﺗﻔﺗﺎ ﻧﺣو أﺧﯾﮫ :ﻣﺎ اﻷﻣر؟
)ﺑﻧدر( :اﻟﻛرة ﻋﻧدﻣﺎ رأﯾﺗﮭﺎ ھذا اﻟﺻﺑﺎح ﻛﺎﻧت ﻓﻲ اﻟﺟﮭﺔ اﻷﺧرى ﻣن اﻟﻐرﻓﺔ
وأﻧﺎ ﻟم أﺣرﻛﮭﺎ
١٣
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﻓﮭد( وھو ﯾرﻣﻲ اﻟﻛرة ﻟﻸﻋﻠﻰ وﯾﻠﺗﻘطﮭﺎ ﺑﯾن ﯾدﯾﮫ:
»اﻟﻣﮭم أﻧﮭﺎ ﻻ ﺗزال ﻣوﺟودة ..ھﯾﺎ ﻟﻧﻧﻔﺧﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﺣطﺔ اﻟﻘرﯾﺑﺔ ﻣن ﻣﻧزﻟﻧﺎ!«
)ﺑﻧدر( ﻣﺷﯾرا ً ﻟﻠﻣﻛﺎن اﻟذي ﻛﺎﻧت اﻟﻛرة ﻣرﻛوﻧﺔ ﻓﯾﮫ :ﻣﺎ ھذه اﻟورﻗﺔ؟
وﺿﻊ )ﻓﮭد( اﻟﻛرة ﺗﺣت إﺑطﮫ واﻟﺗﻘط اﻟورﻗﺔ ﻗﺎﺋﻼً :ھذه ﺻورة وﻟﯾﺳت ورﻗﺔ.
)ﺑﻧدر( ﻣﻘﺗرﺑﺎ ً ﻣن أﺧﯾﮫ :ﺻورة؟
)ﻓﮭد( ﻣﻣﻌﻧﺎ ً اﻟﻧظر ﻓﯾﮭﺎ ﺑﺎﺳﻣﺎ ً:
ﻧﻌم ..ﺻورة ﻗدﯾﻣﺔ ﻷﻣﻲ وأﺑﻲ ﻓﻲ ﻓﻧﺎء اﻟﻣﻧزل ﻣﻊ )ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( و )ﻋﺎﺋﺷﺔ(..
»ﻛم ﻋﻣر ھذه اﻟﺻورة؟«
)ﺑﻧدر( :أﺧوك )ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﻓﻲ اﻟﺻورة ﯾﺑدو أﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﺧﺎﻣﺳﺔ ﻋﺷرة...
ﻣﻌﻧﻰ ذﻟك أن اﻟﺻورة ﻟﮭﺎ أﻛﺛر ﻣن أرﺑﻌﯾن ﻋﺎﻣﺎ ً
)ﻓﮭد( ﺿﺎﺣﻛﺎ ً :اﻧظر ﻟﺷﻛل )ﻋﺎﺋﺷﺔ(! ﻛﺎﻧت ﺳﻣﯾﻧﺔ ﺟدا ً وﺑﺷﻌر ﻣﻧﻛوش!
)ﺑﻧدر( ﻣﺑﺗﺳﻣﺎ :ﻧﻌم .ﻛﺎﻧت ﻻ ﺗزال ﻓﻲ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ أو اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ﻣن اﻟﻌﻣر ﻋﻠﻰ ﻣﺎ
أﻋﺗﻘد
)ﺑﻧدر( ﻗﺎﻟﺑﺎ ً ظﮭر اﻟﺻورة :ﻣن اﻟﺗﻘط اﻟﺻورة؟ )ﻓﮭد( :ﻏﺎﻟﺑﺎ ً ﺧﺎﻟﻲ )ﺻﺎﻟﺢ( ﻓﮭو
ﻣن ﻛﺎن ﯾﮭوى اﻷﺟﮭزة اﻟﺣدﯾﺛﺔ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت
)ﺑﻧدر( ﻣﺷﯾرا ً ﻟﺷﻲء ﺧﻠف أﺧﺗﮫ )ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﻓﻲ اﻟﺻورة :ﻣن ھذا؟
)ﻓﮭد( وھو ﯾﻣﻌن اﻟﻧظر أﻛﺛر وﯾﻣﺳﺢ ﺑﺄﺻﺑﻌﮫ ﺑﻌض اﻟﺗراب اﻟﻣﺟﺗﻣﻊ ﻋﻠﻰ
اﻟﺻورة» :ﻛﺄﻧﮫ ﺻﺑﻲ ﺻﻐﯾر»...
)ﺑﻧدر( :وﺟﮭﮫ ﻏﯾر ﻣﺄﻟوف؟
١٤
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﻓﮭد( :ﻟﯾس ﻣن أﻓراد اﻟﻌﺎﺋﻠﺔ.
)ﺑﻧدر( ﻣﺗﻔﻛرا ً ﺧﻼل ﺗﺣدﯾﻘﮫ ﺑﺎﻟﺻورة :ﺻﺣﯾﺢ
)ﻓﮭد( :ﻟﻌﻠﮫ ﻣن أطﻔﺎل اﻷﺻدﻗﺎء أو اﻟﺟﯾران
)ﺑﻧدر( :ھل ﺗﻣزح؟ ھل ﻧﺳﯾت ﻛﯾف ﻛﺎن أھﻠﻧﺎ ﺻﺎرﻣﯾن ﺑﺷﺄن ﻋدم اﺧﺗﻼطﻧﺎ
ﺑﺄﺣد ﺧﺻوﺻﺎ ً أطﻔﺎل اﻟﺟﯾران؟
)ﻓﮭد( ﻣﺣدﻗﺎ ً ﺑﺎﻟﺻﺑﻲ ﺧﻠف أﺧﺗﮫ ﺑﺎﻟﺻورة :ﻣن ﯾﻛون إذا؟ وﻟم ھو ﺑﺎﻟﺻورة
ﻣﻌﮭم؟
)ﺑﻧدر( :إذا ﻛﺎن ھﻧﺎك أﺣد ﯾﻣﻛﻧﮫ ﺣل ھذا اﻟﻠﻐز ﻓﮭﻲ أﺧﺗﻲ )ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﻷﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت
اﻷﻛﺛر اﺧﺗﻼطﺎ ً ﺑﺄطﻔﺎل اﻟﺣﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﻠﻌب ﻣﻌﮭم ﻟﻌﺑﺔ اﻟﻣدرﺳﺔ ﻗﺑل أن
ﺗﻣﻧﻌﮭﺎ أﻣﻲ ﻣن اﻟﺧروج .ھل ﺗذﻛر ﻗﺻﺻﮭﺎ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺗروﯾﮭﺎ ﻋن ھذا اﻷﻣر؟
)ﻓﮭد( ﺿﺎﺣﻛﺎ ً" :ﻧﻌم ﺻﺣﯾﺢ! أﺧﺗك )ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﻛﺎﻧت ﺗﻣﻠك ﻣؤھﻼت اﻻﻧﺧراط
ﺑﺳﻠك اﻟﺗﻌﻠﯾم ﻣﻧذ ﻧﻌوﻣﺔ أظﺎﻓرھﺎ"
)ﺑﻧدر( ﯾﺄﺧذ اﻟﺻورة ﻣن ﯾد أﺧﯾﮫ ﻣﺑﺗﺳﻣﺎ ً :ھﯾﺎ ﻟﻧﻧزل وﻧﺳﺄﻟﮭﺎ إذا
ﻧزل اﻻﺛﻧﺎن ﻟﻔﻧﺎء اﻟﻣﻧزل ﺣﯾث وﺟدا ﺑﻘﯾﺔ إﺧوﺗﮭﺎ ﻣﺟﺗﻣﻌﯾن ﯾﺣﺗﺳون اﻟﺷﺎي اﻟذي
أرﻏﻣت )ﻋﺎﺋﺷﺔ( أﺧﺗﮭﺎ )ﺳﺎرة( ﻋﻠﻰ إﻋداده وﺗﻘدﯾﻣﮫ ﻛﺟزء ﻣن ﻋﻣﻠﯾﺔ ﺗدرﯾﺑﮭﺎ
ﻋﻠﻰ ﻣﮭﺎم اﻟﻣطﺑﺦ وﻋﻧدﻣﺎ رآھﻣﺎ أﺧوھﻣﺎ اﻷﻛﺑر ﻗﺎل :أﯾن ﻛﻧﺗﮭﺎ؟
)ﻓﮭد( راﻣﯾﺎ ً اﻟﻛرة وﺳط اﻟﻔﻧﺎء :ﻛﻧﺎ ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ أﻣﻲ وأﺑﻲ!
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﺑﺣزن :أﻧﺎ ﻟم أﻗَو ﺣﺗﻰ ھذا اﻟﯾوم ﻋﻠﻰ اﻟﺻﻌود ودﺧوﻟﮭﺎ ﺑﻌد وﻓﺎﺗﮭﻣﺎ.
أﺧﺗﻧق ﺑﺣزﻧﻲ وأﺑﻛﻲ ﻛﺎﻷطﻔﺎل.
)ﺑﻧدر( وھو ﯾﻣد ﻟﮭﺎ اﻟﺻورة :اﻧظري ﻣﺎذا وﺟدﻧﺎ ﻓﯾﮭﺎ.
١٥
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
أﺧذت )ﻋﺎﺋﺷﺔ( اﻟﺻورة وﻧظرت إﻟﯾﮭﺎ وﻣﺎ أن رأت ﻣﺣﺗواھﺎ ﺣﺗﻰ وﺿﻌت ﻛﻔﮭﺎ
ﻋﻠﻰ ﻓﻣﮭﺎ وﺑدأت ﺗدﻣﻊ...
)ﺳﺎرة( وھﻲ ﺗراﻗب أﺧﺗﮭﺎ اﻟﻛﺑﯾرة ﺗﺑﻛﻲ :ﻣﺎ ھذه اﻟﺻور.
)ﻓﮭد( ﻣﺑﺗﺳﻣﺎ ً :ﺻورة ﻗدﯾﻣﺔ ﻷﻣﻲ وأﺑﻲ.
أﺧذت )ﺳﺎرة( اﻟﺻورة ﻣن ﯾد أﺧﺗﮭﺎ ﺑﺣﻣﺎس :ﺻﺣﯾﺢ؟!
)ﺑﻧدر( ﻣﺑﺗﮭﺟﺎ ً :ﻧﻌم
)ﺳﺎرة( ﺿﺎﺣﻛﺔ :ﻣن ھذه اﻟﺳﻣﯾﻧﺔ ذات اﻟﺷﻌر اﻟﻣﻧﻛوش؟!
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( وھو ﯾﺄﺧذ اﻟﺻورة ﻣن ﯾدھﺎ ﺑﺎﺳﻣﺎ ً :أرﯾﻧﻲ ...
أﻣﻌن )ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( اﻟﻧظر ﻓﻲ اﻟﺻورة ﻟﺛوان ﺛم اﺑﺗﺳم ﺑﺣزن ﻗﺎﺋﻼً:
»ﻛﺎﻧت أﯾﺎﻣﺎ ً ﺟﻣﯾﻠﺔ ..ھذه اﻟﺻورة اﻟﺗﻘطﮭﺎ ﺧﺎﻟﻛم )ﺻﺎﻟﺢ( ﺑﺎﻟﺔ اﻟﺗﺻوﯾر اﻟﺟدﯾدة
اﻟﺗﻲ اﺷﺗراھﺎ ﺑﻌد ﺗرﻗﯾﺗﮫ ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت «...
)ﻓﮭد( :أﻟم ﯾﻼﺣظ أﺣدﻛم ﺷﯾﺋﺎ ً ﻓﻲ اﻟﺻورة؟
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( وھﻲ ﺗﻣﺳﺢ دﻣوﻋﮭﺎ :ﻛﻧت ﺳﻣﯾﻧﺔ أﻋرف ﻻ داﻋﻲ ﻟﻠﺗﻠﻣﯾﺢ!
)ﺑﻧدر( :ﻻ ﻻ .ﺷﯾﺋﺎ ً آﺧر...
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﻣﻣﻌﻧﺎ ً ﺑﺎﻟﺻورة أﻛﺛر :ﻻ .ﻻ ﯾوﺟد ﺷﻲء ..إﻟﻰ ﻣﺎذا ﺗﺷﯾران؟
)ﻓﮭد( ﯾدﻧو ﻣن أﺧﯾﮫ وﯾﺷﯾر ﺑﺳﺑﺎﺑﺗﮫ ﻟﻠﺻﺑﻲ اﻟواﻗف ﺧﻠف )ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﻓﻲ اﻟﺻورة:
ھذا اﻟﺻﺑﻲ .ھل ﯾﺗذﻛره أﺣد ﻣﻧﻛﻣﺎ؟
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﺑﻧﺑرة اﺳﺗﻐراب :ﻻ .ﻻ أذﻛره
١٦
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﺗﺄﺧذ اﻟﺻورة ﻣن ﯾد )ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :دﻋﻧﻲ أَر...
)ﻓﮭد( :أﻧﺎ و )ﺑﻧدر( ﻧﻌﺗﻘد أﻧِك اﻟوﺣﯾدة اﻟﺗﻲ ﯾﻣﻛﻧﮭﺎ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ اﻟﺻﺑﻲ
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( وھﻲ ﺳﺎرﺣﺔ ﻓﻲ اﻟﺻورة وﺗﮭز رأﺳﮭﺎ ﺑﺎﻟﻧﻔﻲ :ﻻ .ﻟم أره ﻣن ﻗﺑل..
)ﺑﻧدر( :ﻛﯾف ﻻ ﺗذﻛراﻧﮫ؟ ﻣن ﯾﻛون إذا وﻟم ھو ﻓﻲ اﻟﺻورة ﻣﻌﻛﻣﺎ؟
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :اﻟﻣوﺿوع ﻣﺿﻰ ﻋﻠﯾﮫ أﻛﺛر ﻣن أرﺑﻌﯾن ﻋﺎﻣﺎ ً .ﻟم ﺗﺳﺄل اﻵن؟
)ﻓﮭد( :أي ﻣوﺿوع؟
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﺑﺧﻠﯾط ﻣن اﻟﺗوﺗر واﻟﻐﺿب :ﻣوﺿوع اﻟﺻورة
)ﺑﻧدر( ﻣﺳﺗﻐرﺑﺎ ً ﻣن ﺳﺧط أﺧﺗﮫ:
»ﻻ ﯾوﺟد ﻣوﺿوع ﯾﺎ أﺧﺗﻲ .ﻧﺣن ﻧﺳﺄل ﻓﻘط ﻋن ھذا اﻟﺻﺑﻲ ﻷﻧﮫ«...
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﻧﺎھﺿﺎ ً ﻣن ﻣﻛﺎﻧﮫ :ﻟﻘد ﺗذﻛرت أن ﻟدي ﻣوﻋدا ً ﻣﮭﻣﺎ ً...
ﺷﻛرا ً ﻟﻛم ﻋﻠﻰ اﻟﻐداء اﻟﺟﻣﯾل ..ﻣوﻋدﻧﺎ اﻟﺟﻣﻌﺔ اﻟﻘﺎدم ﺑﻣﻧزل )ﻋﺎﺋﺷﺔ(
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( وھﻲ ﺗﺗﺑﻊ أﺧﺎھﺎ :ﺧذﻧﻲ ﻣﻌك أﻧﺎ أﯾﺿﺎ ً ﻟدي ارﺗﺑﺎط
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﻟـ )ﺳﺎرة( :ھل ﺳﺗﺄﺗﯾن ﻣﻌﻧﺎ أم ﺳﺗﻌودﯾن ﻣﻊ أﺧوﯾك؟
)ﺳﺎرة( ﻧﺎھﺿﺔ ھﻲ اﻷﺧرى :ﻻ ،ﺳﺄﻋود ﻣﻌك ﯾﺎ أﺧﻲ ﻓﻠدي اﺧﺗﺑﺎر ﻣﮭم ﻏدا ً
وأرﯾد أن آﺧذ ﻗﯾﻠوﻟﺔ ﻛﻲ أﺗﻣﻛن ﻣن اﻟﺳﮭر ﻟﻼﺳﺗﻌداد ﻟﮫ
)ﻓﮭد( ﺑﺗﻌﺟب ﺷدﯾد :إﻟﻰ أﯾن أﻧﺗم ذاھﺑون ﺟﻣﯾﻌﺎ ً؟! اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻣﺎ زال ﻓﻲ أوﻟﮫ!
)ﺑﻧدر( وھو ﯾﺷﺎرﻛﮫ اﻟﻌﺟب :ﻧﻌم ﻣﺎ ﺑﻛم؟ ھل ﺿﺎﯾﻘﻧﺎﻛم ﺑﺷﻲء؟
١٧
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﻣﺑﺗﺳﻣﺎ ً :ﻻ أﺑدا ً ﻟﻛﻧﻲ ﺣﻘﺎ ً ﺗذﻛرت أن ﻟدي اﺟﺗﻣﺎﻋﺎ ً ﻣﮭﻣﺎ ً ﻣﻊ أﺣد
اﻟﺗﺟﺎر
ت؟
)ﻓﮭد( ﻟـ )ﻋﺎﺋﺷﺔ( :وأﻧ ِ
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( وھﻲ ﺗﻠﺑس ﻋﺑﺎءﺗﮭﺎ» :أﻧﺎ أﯾﺿﺎ ً ﻣرﺗﺑطﺔ ﻣﻊ إﺣدى ﺑﻧﺎﺗﻲ ﻟﻠذھﺎب
ﻟﻠﺳوق .ﻻ ﺗﻧﺳﯾﺎ أن ﺗﻐﻠﻘﺎ اﻷﺑواب ﻋﻧد رﺣﯾﻠﻛﻣﺎ« ...
)ﺳﺎره( :ھل آﺧذ ﻣﻌﻲ اﻟﺷﺎي واﻟﻘﮭوة ﯾﺎ أﺧﺗﻲ؟
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﺳﺎﺋرة ﻧﺣو ﺑﺎب اﻟﺧروج ﺧﻠف )ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن(» :ﻻ ،اﺗرﻛﯾﮭﺎ ﻷﺧوﯾك
وھﻣﺎ ﺳﯾﻌﯾداﻧﮭﺎ ﻣﻌﮭﻣﺎ«...
ﺧرج اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺗﺎرﻛﯾن )ﻓﮭد( و )ﺑﻧدر( ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ دھﺷﺔ ﻣن رﺣﯾﻠﮭم اﻟﻣﻔﺎﺟﺊ وﻋﻠﻰ
ﻋﺟﺎﻟﺔ...
١٨
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
١٩
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
ذﻛﺮﯾﺎت ﻣﻄﻤﻮرة
»إﻧﮭﻣﺎ ﯾﺧﻔﯾﺎن ﺷﯾﺋ ًﺎ ﻣﺎ«...
ﻗﺎﻟﮭﺎ )ﻓﮭد( ﻣﺣدﻗﺎ ً ﺑدرﻓﺔ ﺑﺎب اﻟﻣﻧزل اﻟﻣﺷرﻋﺔ ﺑﻌد ﺧروج إﺧوﺗﮫ..
)ﺑﻧدر( وھو ﯾﺷﺎرﻛﮫ اﻟﻧظر :أﺗﻔق ﻣﻌك .ھل رأﯾت ﻛﯾف ﻛﺎﻧت ردة ﻓﻌﻠﮭﻣﺎ ﺑﻌد
ﻣﺷﺎھدة اﻟﺻورة؟
٢٠
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﻓﮭد( :ﻟﯾس اﻟﺻورة ..ﺑل اﻟﺻﺑﻲ اﻟﻣﺟﮭول ..أﻋﺗﻘد أﻧﮭﻣﺎ ﯾﻌرﻓﺎﻧﮫ ﻟﻛﻧﮭﻣﺎ ﻻ
ﯾرﯾدان اﻹﻗرار ﺑذﻟك ﻟﺳﺑب ﻣﺎ
)ﺑﻧدر( :ﻣﺎذا ﻋﻧك أﻧت؟ أﻻ ﺗذﻛر ﺷﯾﺋﺎ ً؟
)ﻓﮭد( :ﻛﯾف أذﻛر ..ھذه اﻟﺻورة اﻟﺗﻘطت ﻗﺑل وﻻدﺗﻲ ﺑﺛﻼث ﺳﻧوات ﺗﻘرﯾﺑﺎ ً
)ﺑﻧدر( ﻣﺗوﺟﮭﺎ ً ﻷﺣد اﻟﻛراﺳﻲ اﻟﺑﻼﺳﺗﯾﻛﯾﺔ ﺟﺎﻟﺳﺎ ً ﻋﻠﯾﮫ واﺿﻌﺎ ً ﺳﺎﻗﺎ ً ﻋﻠﻰ ﺳﺎق:
س اﻷﻣر«... »ﻻ ﯾوﺟد أﺣد ﻏﯾر ھﻣﺎ ﯾﻣﻛﻧﮫ إﺧﺑﺎرﻧﺎ ﺑﺎﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟذا اﻧ َ
)ﻓﮭد( ﻣﺳﺗدﯾرا ً ﻧﺣو أﺧﯾﮫ اﻟذي ﺑدأ ﯾﺳﻛب ﻟﻧﻔﺳﮫ ﺑﻌض اﻟﻘﮭوة:
"ﻟو ﻛﺎﻧت اﻟﺻورة اﻟﺗﻘطت ﺧﺎرج اﻟﻣﻧزل ﻟﺗﻐﺎﺿﯾت ﻋن اﻷﻣر ﻟﻛن ﻛوﻧﮭﺎ أﺧذت
داﺧﻠﮫ وﻣﻊ ﺻﺑﻲ ﻏرﯾب ﺗﺛﯾر ﻓﺿوﻟﻲ ﺑﺷدة ﺧﺎﺻﺔ ﻣﻊ ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﻌرﻓﺗﻲ ﺑﺻراﻣﺔ
أﺑﻲ ﻓﻲ ﻣﺳﺄﻟﺔ دﺧول اﻟﻐرﺑﺎء ﻣﻧزﻟﻧﺎ.
)ﺑﻧدر( ﻣرﺗﺷﻔًﺎ ﺑﻌض اﻟﻘﮭوة:
»رﺑﻣﺎ ﻧﺣن ﻧﺑﺎﻟﻎ ﺑﺎﻟﺗﻔﻛﯾر وﺗﺣﻠﯾل اﻟﻣوﺿوع .اﻟﻧﺎس ﯾﺗﻐﯾرون ..ﻟﻌل أﺑﻲ ﻟم ﯾﻛن
ھﻛذا ﻓﻲ ﺷﺑﺎﺑﮫ وﺑﻌد وﻻدﺗك ﺗﻐﯾر ﻛل ﺷﻲء«...
)ﻓﮭد( :ھل ﺗظن ذﻟك؟
)ﺑﻧدر( واﺿﻌﺎ ً اﻟﻛوب ﻋﻠﻰ ﺳطﺢ اﻟطﺎوﻟﺔ:
»ﻧﻌم .رﺑﻣﺎ ﯾﻛون ھذا اﻟﻔﺗﻰ اﺑﻧﺎ ً ﻷﺣد اﻟﺑﺎﻋﺔ اﻟﻣﺗﺟوﻟﯾن اﻟذﯾن ﯾطرﻗون اﻷﺑواب
وﺻﺎدف وﺟوده ذﻟك اﻟﯾوم ﺧﻼل اﻟﺗﻘﺎط اﻟﺻورة ووﻗف ﺧﻠﻔﮭم دون أن
ﯾﺷﻌروا ...اﻟﺗﺻوﯾر ﻛﺎن أﻋﺟوﺑﺔ ﻣن اﻷﻋﺎﺟﯾب ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت وﻛل ﻣن ﯾرى
آﻟﺔ ﺗﺻوﯾر ﻣرﻓوﻋﺔ ﺗﺳﺗﻌد ﻟﻠﺗﺻوﯾر ﯾﻘف ﻓﻲ اﻟﻣﺷﮭد ﺳواء ﻟﮫ ﻋﻼﻗﺔ أم ﻻ«...
)ﻓﮭد( وﻛﺄﻧﮫ ﺗذﻛر ﺷﯾﺋ ًﺎ ﻣﮭﻣﺎ :وﺟدﺗﮭﺎ!!
)ﺑﻧدر( :ﻣﺎذا؟
٢١
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﻓﮭد( ﺑﺣﻣﺎس :ﺧﺎﻟﻲ )ﺻﺎﻟﺢ(! ھو ﻣن ﺳﯾﺧﺑرﻧﺎ ﺑﺣﻘﯾﻘﺔ ھذا اﻟﺻﺑﻲ!
)ﺑﻧدر( :ﺻﺣﯾﺢ ﻣﻣﻛن ..ھو ﻣن اﻟﺗﻘطﮭﺎ ﻛﻣﺎ ﻗﺎل )ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن(
)ﻓﮭد( وﺣﻣﺎﺳﺗﮫ ﺗﺗﺄﺟﺞ أﻛﺛر :ﻟﻧذھب ﻟﮫ اﻵن وﻧﺳﺄﻟﮫ!
)ﺑﻧدر( ﻧﺎھﺿﺎ ً ﻣن ﻣﻘﻌده :ھل ﺗظن أﻧﮫ ﺳﯾﺗذﻛر؟ ﺧﺎﻟك اﻵن ﺗﺟﺎوز اﻟﺳﺑﻌﯾن ﻋﺎﻣﺎ ً
وﺗﻌرض ﻟﺟﻠطﺗﯾن
)ﻓﮭد( :ﻣﺎ اﻟﺿرر ﻓﻲ اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ؟
)ﺑﻧدر( :ﻻ ﺿرر أﺑدا ً ..ﻟﻛن ﻟﻧﻠﺗف ﺑﻌد اﻟﻌﺷﺎء وﻧزره ﻓﻠدي ﻣﺷوار ﻣﮭم أرﯾد
اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮫ ﻗﺑﻠﮭﺎ ..أﻧﺎ ﺳوف أﻣر ﺑك ﺑﺳﯾﺎرﺗﻲ
)ﻓﮭد( :ﺳﺄﻛون ﺑﺎﻧﺗظﺎرك وﻗﺗﮭﺎ ﻓﻲ ﺷﻘﺗﻲ.
ﺑﻌد ﺻﻼة اﻟﻌﺷﺎء ﺗوﺟﮫ اﻻﺛﻧﺎن ﻟﺑﯾت ﺧﺎﻟﮭم اﻟﻣﻘﯾم ﻣﻊ إﺣدى ﺑﻧﺎﺗﮫ ﻟﻛﺑر ﺳﻧﮫ
ﻟﺗﻌﺗﻧﻲ ﺑﮫ ﺧﻼل ﻣرﺿﮫ اﻟﻣزﻣن وﺑﻌد وﺻوﻟﮭﺎ طرﻗﺎ ﺑﺎب ﻣﺟﻠﺳﮫ اﻟﻣﻔﺗوح ﺣﯾث
ﻛﺎن ﯾﻘﺿﻲ ﻣﻌظم وﻗت اﻟﻣﺳﺎء ودﺧﻼ ﻋﻠﯾﮫ وﺑﻌد ﻣﺎ رﺣب ﺑﮭﻣﺎ زوج اﺑﻧﺗﮫ
وﻗﺑﻼ رأس ﺧﺎﻟﮭﻣﺎ ﺟﻠﺳﺎ ﺑﺟﺎﻧﺑﮫ ﯾﺣﺎدﺛﺎﻧﮫ ﻟﺑﻌض اﻟوﻗت وﯾﺳﺄﻻن ﻋن أﺣواﻟﮫ .ﻟم
ﯾﺗﻣﻛﻧﺎ ﻣن اﻟﺗطرق ﻟﻣوﺿوع اﻟﺻورة واﻟﺳﺑب اﻟﺣﻘﯾﻘﻲ ﻟﻠزﯾﺎرة ﻟوﺟود زوج اﺑﻧﺔ
ﺧﺎﻟﮭم ﻣﻌﮭم ﻟذا وﻋﻧدﻣﺎ ﻧﮭض ﻹﺣﺿﺎر اﻟﺷﺎي واﻟﻘﮭوة اﺳﺗﻐﻼ اﻟﻔرﺻﺔ ﺑﺳرﻋﺔ
وﻓﺗﺣﺎ اﻟﻣوﺿوع ﻣﻌﮫ ﻣﺑﺎﺷرة.
)ﻓﮭد( وھو ﯾدﻋك ﯾد ﺧﺎﻟﮫ ﺑرﻓق :ﻛﯾف ﺣﺎﻟك ﯾﺎ ﺧﺎﻟﻲ )ﺻﺎﻟﺢ(؟
)ﺻﺎﻟﺢ( ﺑﺻوت ﻣرھق وأﻋﯾن ﺷﺑﮫ ﻣﻐﻣﺿﺔ:
»أھﻼً وﺳﮭﻼً ﺑﺎﺑﻧﻲ أﺧﺗﻲ ...ﻟم ﻛل ھذه اﻟﻐﯾﺑﺔ؟ ھل ﻧﺳﯾﺗﮭﺎ أن ﻟﻛﻣﺎ ﺧﺎﻻً ﯾﺷﺗﺎق
ﻟرؤﯾﺗﻛم؟«
٢٢
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﺑﻧدر( :ﻧﻌﺗرف ﺑﺄﻧﻧﺎ ﻣﻘﺻران ﻟﻛﻧﻧﺎ ﺳﻌﯾدان ﺑرؤﯾﺗك ﺑﺻﺣﺔ وﻋﺎﻓﯾﺔ )ﺻﺎﻟﺢ(:
اﻟﺣﻣد Oﻋﻠﻰ ﻛل ﺣﺎل
)ﺑﻧدر( :ﻛﯾف ﺣﺎل اﻷﺑﻧﺎء؟
)ﺻﺎﻟﺢ( :ﺟﻣﯾﻌﮭم ﺑﺧﯾر وﷲ اﻟﺣﻣد
)ﻓﮭد( :ﻛﯾف ﺣﺎل اﺑﻧك ﺳﺎﻣﻲ؟ ھل ﺗﺧرج؟
)ﺻﺎﻟﺢ( :ﺳﺎﻣﻲ ﻣن؟
دﻧﺎ )ﺑﻧدر( ﻧﺣو أذن أﺧﯾﮫ وھﻣس ﻟﮫ ﻗﺎﺋﻼً :اﻟﺧﺎل ﻻ ﯾذﻛر أﺑﻧﺎءه ﻓﻛﯾف ﺳﯾذﻛر
اﻟﺻﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺻورة؟
)ﻓﮭد( ﻣﺧرﺟﺎ ً اﻟﺻورة ﻣن ﺟﯾﺑﮫ :ﻻ ﻋﻠﯾك ﺳﻧرى..
وﺿﻊ )ﻓﮭد( اﻟﺻورة أﻣﺎم ﻧظر ﺧﺎﻟﮫ اﻟذي أﻣﺳك طرﻓﮭﺎ وﺑدأ ﯾﻧظر إﻟﯾﮭﺎ ﺑﺄﻋﯾن
ﺗرﻣش ﺑﺳرﻋﺔ...
)ﻓﮭد( :ھل ﺗذﻛر ھذه اﻟﺻورة ﯾﺎ ﺧﺎل؟ أﻧت ﻣن اﻟﺗﻘطﮭﺎ ..ﻓﻲ ﻣﻧزﻟﻧﺎ ﺑﺎﻟﺣﻲ
اﻟﻘدﯾم ..ھل ﺗذﻛر؟
)ﺻﺎﻟﺢ( ﺑﺣﻣﺎس ﻣﻔﺎﺟﺊ وﺻوت ﻣرﺗﻔﻊ :ﺳﻌد اﻟدﺑﺎس! ﺳﻌد اﻟدﺑﺎس!
أﺧذ )ﻓﮭد( اﻟﺻورة ﻣن ﯾد ﺧﺎﻟﮫ ﺑﺳرﻋـ ﺑﺳرﻋﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻌﺎﻟﻰ ﺻوﺗﮫ ﺑﺎﻟﺻراخ
وﻗﺎل» :ھدئ ﻣن روﻋك ﯾﺎ ﺧﺎل!«
ﺑدأ )ﺻﺎﻟﺢ( ﺑﺎﻟﺑﻛﺎء و )ﻓﮭد( ﯾﻧظر ﻟـ )ﺑﻧدر( ﺑﺎﺳﺗﻐراب..
ﺗﺣدث اﻟﺧﺎل ﻣن وراء دﻣوﻋﮫ وﺑﺻوت ﻣرﺗﻔﻊ ﻗﻠﯾﻼ وﻗﺎل» :ﺣرق ﻗﻠﺑﮭﺎ
وﺣرﻗت ﻗﻠوﺑﮭم ...ﺣرق ﻗﻠﺑﮭﺎ وﺣرﻗت ﻗﻠوﺑﮭم!«
٢٣
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﺑﻧدر( ﺑﺗوﺗر :ﻣﺎ ﺑﮫ اﻟﺧﺎل؟
)ﻓﮭد( :اﻟﺻورة أﺷﻌﻠت ذاﻛرة ﻣؤﻟﻣﺔ ﻓﯾﻣﺎ ﯾﺑدو
ﺳﻛت )ﺻﺎﻟﺢ( ﻓﺟﺄة واﻟﺗﻔت إﻟﯾﮭﻣﺎ وﻗﺎل ﻣﺑﺗﺳﻣﺎ ً ﺑﻛل ﺗرﺣﯾب:
»أھﻼً وﺳﮭﻼً ﺑﺎﺑﻧﻲ أﺧﺗﻲ ..ﻟم ﻛل ھذه اﻟﻐﯾﺑﺔ؟ ھل ﻧﺳﯾﺗﮭﻣﺎ أن ﻟﻛﻣﺎ ﺧﺎﻻً ﯾﺷﺗﺎق
ﻟرؤﯾﺗﻛﻣﺎ؟«
)ﺑﻧدر( ﺑﺗﮭﻛم :ﯾﺑدو أن اﻟﺧﺎل ﻗد ﻗﺎم ﺑﺈﻋﺎدة ﺗﺷﻐﯾل واﺳﺗﻌﺎدة اﻟﻧظﺎم...
)ﻓﮭد( ﻛﺎﺗﻣﺎ ً ﺿﺣﻛﺔ ﺑﺎﻏﺗﺗﮫ :اﺧرس وﻻ ﺗﺳﺗﮭزئ ﺑﺧﺎﻟك.
)ﺻﺎﻟﺢ( :ﻛﯾف ﺣﺎل أﻣك؟
)ﺑﻧدر( ﺑﺑرود :أﻣﻲ ﺗوﻓﯾت ﯾﺎ ﺧﺎل..
ﻋﺎود )ﺻﺎﻟﺢ( اﻟﺑﻛﺎء ﻣرة أﺧرى وﺑﺻورة أﻗوى...
)ﻓﮭد( ﺑﺗﺟﮭم :ﻣﺎذا ﻛﻧت ﺳﺗﺧﺳر ﻟو أﻧك ﻗﻠت ﻟﮫ إﻧﮭﺎ ﺑﺧﯾر؟!
)ﺑﻧدر( زاﻓرا ً :ﻟن ﻧﺳﺗطﯾﻊ اﻟﺣﺻول ﻋﻠﻰ ﺷﻲء واﻟﺧﺎل ﺑﮭذه اﻟﺣﺎﻟﺔ
أﻏﻣض )ﺻﺎﻟﺢ( ﻋﯾﻧﯾﮫ وأﺳﻧد ظﮭره ﻟﻠوﺳﺎدة ﺧﻠﻔﮫ وﺑدا أﻧﮫ ﺳﯾﺄﺧذ ﻏﻔوة
)ﻓﮭد( ﺑﻘﻠق :ھل ﺗﻌﺗﻘد أﻧﮫ ﺑﺧﯾر؟
)ﺑﻧدر( ﻣﺑﺗﺳﻣﺎ ً ﺑﺣزن :اﻟﺧﺎل ﻛﺑر ﺑﺎﻟﺳن ﻓﻘط ..ھﯾﺎ ﻟﻧذھب
ﻧﮭض اﻻﺛﻧﺎن وﺧﻼل ﻧﮭوﺿﮭﻣﺎ دﺧل زوج اﺑﻧﺔ )ﺻﺎﻟﺢ( ﺣﺎﻣﻼً ﺻﯾﻧﯾﺔ اﻟﺷﺎي
واﻟﻘﮭوة وﻗﺎل ﺑﺎﻧدھﺎش» :إﻟﻰ أﯾن؟! ﻟﻘد وﺻﻠﺗﮭﺎ ﻟﻠﺗو!«
٢٤
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﻓﮭد( :ﻧﻌﺗذر ..ﺳوف ﻧزور اﻟﺧﺎل ﻓﻲ وﻗت آﺧر ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﻛون ﻣرﺗﺎﺣﺎ ً
ﺑﻌد رﻛوﺑﮭﺎ اﻟﺳﯾﺎرة وﺿﻊ )ﺑﻧدر( ﻗﺑﺿﺗﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻘود وﺣدق أﻣﺎﻣﮫ ﻗﺎﺋﻼ:
»ﻣﺎ ﻗﺻﺔ »ﺳﻌد اﻟد ﱠﺑﱠﺎس« اﻟذي ﻛﺎن اﻟﺧﺎل ﯾﺻرخ ﺑﺎﺳﻣﮫ؟ ھل ﺗﻌﺗﻘد أﻧﮫ اﻟﺻﺑﻲ
اﻟذي ﻛﺎن ﻓﻲ اﻟﺻورة؟«
)ﻓﮭد( ﻣﺧرﺟﺎ ً ھﺎﺗﻔﮫ اﻟﻣﺣﻣول ﻣن ﺟﯾﺑﮫ دون اﻛﺗراث :ﻻ أﻋرف..
)ﺑﻧدر( :ﺑﻣن ﺳﺗﺗﺻل؟
)ﻓﮭد( ﺧﻼل إﺟراء اﺗﺻﺎل ﻣﺎ وﻋﯾﻧﺎه ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺔ اﻟﮭﺎﺗف :ﺧذﻧﻲ ﻓﻘط ﻟﺷﻘﺗﻲ..
أرﯾد أن أﻧﺎم
)ﺑﻧدر( :ﺗﻧﺎم؟ اﻟوﻗت ﻻ ﯾزال ﻣﺑﻛرا ً ..إﻧﮭﺎ اﻟﺛﺎﻣﻧﺔ واﻟﻧﺻف ﻣﺳﺎًء
)ﻓﮭد( :أﻋرف ﻟﻛﻧﻲ ﻣﻧﮭك
)ﺑﻧدر( :ﻣﺎذا ﻋن ﻗﺻﺔ اﻟﺻورة؟
)ﻓﮭد( واﺿﻌﺎ ً اﻟﮭﺎﺗف ﻋﻠﻰ أذﻧﮫ ﻣوﺟﮭﺎ ً ﻧظره ﻷﺧﯾﮫ :ﻟم ﯾﻌد ھﻧﺎك ﻗﺻﺔ.
س اﻷﻣراﻧ َ
ﻗﺎد )ﺑﻧدر( اﻟﺳﯾﺎرة وأﻗل أﺧﺎه ﻟﺷﻘﺗﮫ وﺑﻌد ﺗرﺟﻠﮫ ﻣﻧﮭﺎ أﺳﻧد ذراﻋﯾﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻧﺎﻓذة
اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ وﻗﺎل» :ﻛﺎﻧت ﻣﻐﺎﻣرة ﺟﻣﯾﻠﺔ ..ذﻛرﺗﻧﻲ ﺑﺄﻻﻋﯾﺑﻧﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﻧﺎ
ﺻﻐﺎرا ً«...
)ﺑﻧدر( ﺑﺎﺳﻣﺎ ً :ﻻ ﺗﻐب طوﯾﻼً ﻋﻧﺎ وﺗﻐرق ﻓﻲ ﻣﺷروﻋك اﻟﺟدﯾد
)ﻓﮭد( ﺿﺎﺣﻛﺎ ً :أي ﻣﺷروع ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺗﻘﺻد؟
)ﺑﻧدر( :أﯾﺎ ً ﻛﺎن ..أراك اﻷﺳﺑوع اﻟﻘﺎدم ﻋﻧد )ﻋﺎﺋﺷﺔ(
٢٥
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﻓﮭد( ﯾﮭز رأﺳﮫ ﺑﺎﻟﻣواﻓﻘﺔ :ﺳﺄﻛون ﺣﺎﺿرا ً ﺑﺈذن ﷲ ..ﺗﺻﺑﺢ ﻋﻠﻰ ﺧﯾر ﻗﺎد
)ﺑﻧدر( ﺳﯾﺎرﺗﮫ ﻣﺑﺗﻌدا ً ﻋن اﻟﻌﻣﺎرة اﻟﺳﻛﻧﯾﺔ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺳﺎر )ﻓﮭد( ﻧﺣو ﻣدﺧﻠﮭﺎ ﻟﻠﺗوﺟﮫ
ﻟﺷﻘﺗﮫ ﻓﻲ اﻟطﺎﺑق اﻟﺳﺎﺑﻊ.
ﻣﻧذ وﻗوف )ﻓﮭد( أﻣﺎم اﻟﻣﺻﻌد وﻛﺑﺳﮫ ﻟزر ﺟﻠﺑﮫ ﻣن اﻟطواﺑق اﻟﻌﻠﯾﺎ اﻧﺗﺎﺑﮫ ﺷﻌور
ﻏرﯾب ..ﺧﻠﯾط ﻣن اﻟﺗوﺟس واﻟرﯾﺑﺔ ﻟم ﯾﺟد ﻟﮫ ﻣﺑرًرا أو ﺳﺑﺑًﺎ ﻟﻛﻧﮫ ﺷﻌور ﺧﺎﻟﺟﮫ
وﺗﺻﺎﻋد ﻛﻠﻣﺎ ﺗﻘدم أﻛﺛر ﻓﺑﻌد دﺧوﻟﮫ ﻟﻠﻣﺻﻌد وﺿﻐطﮫ ﻋﻠﻰ داﺋرة اﻟطﺎﺑق )(٧
ﻟم ﯾﻐﻠق اﻟﺑﺎب ﻓﻲ اﻟﺣﺎل ﻛﻣﺎ ھو ﻣﻌﺗﺎد وﻣﮭﻣﺎ ﻛرر اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺑﻘﻲ اﻟﻣﺻﻌد
ﻣﻔﺗوﺣﺎ ً ﻋﻠﻰ ﻣﺻراﻋﯾﮫ ﻓﮭم ﺑﺎﻟﺧروج ﻣﻧﮫ ﻻﺳﺗﺧدام اﻟﺳﻼﻟم ﻟﻛن وﻓﺟﺄة اﻧﺗﻔﺿت
اﻷﺑواب وأﻏﻠﻘت أﻣﺎﻣﮫ.
وﺑدأ اﻟﻣﺻﻌد ﺑﺎﻟﺗﺣرك ﻟﻸﻋﻠﻰ .ﻻﺣظ )ﻓﮭد( أن اﻟﻣﺑﻧﻰ ﻛﺎن ھﺎدﺋﺎ ﺑﺷﻛل ﻻﻓت
وﻋﻠﻰ ﻏﯾر اﻟﻌﺎدة ﻓﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أﻧﮫ أﻋزب إﻻ أن ﺗﻠك اﻟﻌﻣﺎرة ﯾﻘطﻧﮭﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن
اﻟﻌواﺋل وأﺻواﺗﮭم وﺗﺣرﻛﺎﺗﮭم ﻛﺎﻧت ﺗﺿﻔﻲ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻛﺎن ﻧوﻋﺎ ً ﻣن اﻟﺣﯾوﯾﺔ وﻛل
ذﻟك ﻓﻘد واﻧﻌدم ﺗﻠك اﻟﻠﯾﻠﺔ ﻟﻛن اﻷﻣر ﻟم ﯾﺛر ﻗﻠﻘﮫ وﻋزا ذﻟك ﻟﻠﻣﺻﺎدﻓﺔ ﻻ أﻛﺛر.
ﺗوﻗف اﻟﻣﺻﻌد ﻋﻧد طﺎﺑﻘﮫ وﻓﺗﺢ ﺑﺎﺑﮫ ﻟﯾرى أن اﻟﻣﻣر اﻟﻣؤدي ﻟﺷﻘﺗﮫ ﻣظﻠم
ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل .ﺑﻘﻲ ﻋدة ﺛوان وﺳط اﻟﻣﺻﻌد وﻟم ﯾﺧرج ﻣﺣﺎوﻻً اﺳﺗﻛﺷﺎف اﻟﻣﻣر
ﺑﻧظره ﻟﻛﻧﮫ ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎﯾﺔ ﻗرر اﻟﺗﻘدم ﻣﺳﺗﻌﯾﻧﺎ ً ﺑﺿوء اﻟﻛﺷﺎف ﻓﻲ ھﺎﺗﻔﮫ ﻣﺎ أن ﺧرج
ﻣن اﻟﻣﺻﻌد ﺣﺗﻰ أﻏﻠق اﻟﺑﺎب ﺧﻠﻔﮫ ﻣﺣوﻻً اﻟﻣﻛﺎن ﻟﻌﺗﻣﺔ ﻛﺎﻣﻠﺔ وھذا اﻷﻣر ﻟم
ﯾﻛن ﻣﻧطﻘﯾ‡ﺎ ﻛذﻟك ﻷن ﺑﻌض اﻟﺷﻘق اﻟﻣﺟﺎورة ﻟﮫ ﻣن اﻟﻣﻔﺗرض أن ﯾﺻدر ﻣﻧﮭﺎ
ﺑﻌض اﻟﺿوء ﻣن ﺧﻼل اﻟﺷﻘوق أﺳﻔل أﺑواﺑﮭﺎ ﻟﻛن ذﻟك ﻟم ﯾﺣدث وﻛﺄن ﺗﻠك
اﻟﺷﻘق ﺧﺎوﯾﺔ وﻣﮭﺟورة.
ﺗﺟﺎھل )ﻓﮭد( ﻛل اﻷﻣور اﻟﻣرﯾﺑﺔ ﺣوﻟﮫ وﺗوﺟﮫ ﻟﺑﺎب ﺳﻛﻧﮫ ووﻗف أﻣﺎﻣﮫ ﻣﺧرﺟﺎ
ﺳﻠﺳﻠﺔ ﻣﻔﺎﺗﯾﺣﮫ اﻟﺗﻲ ﻛﺳر رﻧﯾن ﺧﻠﺧﻠﺗﮭﺎ اﻟﮭدوء اﻟﻣزﻋﺞ ﻓﻲ اﻟﻣﻣر وﻓﺗﺢ ﺑﺎب
اﻟﺷﻘﺔ ودﺧل ﺑﺣذر ﻟﯾﺟدھﺎ ﻣظﻠﻣﺔ ھﻲ اﻷﺧرى ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أﻧﮫ ﯾﺗرك اﻷﻧوار
ﻣﺿﺎءة داﺋﻣﺎ ً ﻋﻧد ﺧروﺟﮫ ﺣﺗﻰ وإن ﻛﺎن ذﻟك ﻓﻲ اﻟﻧﮭﺎر ﻓﺑدأ ﯾﺷك ﺑﺄن ھﻧﺎك
ﻟﺻﺎ ً ﻗد اﻗﺗﺣم ..اﻟﻣﻛﺎن وﻋﺑث ﻓﻲ ﺷﻘﺗﮫ ﻓﻣد ﯾده ﺟﺎﻧﺑﺎ ً ﻣﺗﺣﺳﺳﺎ ً اﻟﺟدار ﺑﺣﺛﺎ ً ﻋن
ﻗﺎﺑس اﻟﻧور ﻟﯾﺷﻌﻠﮫ .ﻓﺗﺢ )ﻓﮭد( أﻧوار ﻏرﻓﺔ اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ واﻟﺗﻔت ﯾﻣﯾﻧﺎ ً وﺷﻣﺎﻻً ﻟﺗﻔﻘد
اﻟﻣﻛﺎن ﺧﻼل وﻗوﻓﮫ ﻋﻧد اﻟﻣدﺧل وظﻼم اﻟﻣﻣر ﺧﻠﻔﮫ ﻗد ازداد ﺣﻠﻛﺔ.
٢٦
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
ﺑﻌد أن أﺧذ أول ﺧطوة ﻟوﺳط اﻟﺷﻘﺔ ﺑدأت أﻧوار ﻏرﻓﺔ اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ﺑﺎﻟرﻣش ﺑﺷﻛل
ﺳرﯾﻊ وﻣﺗﻛرر ﻗﺑل أن ﺗﻌﺎود اﻻﺳﺗﻘرار ﻣﻣﺎ زاد ﻣن ﻛﺛﺎﻓﺔ اﻟﺗوﺗر ﻓﻲ ﺻدر
)ﻓﮭد( اﻟذي ھم ﺑﺎﻟﺗوﺟﮫ ﻟﻐرﻓﺔ ﻧوﻣﮫ ﻟﯾﻧﺗﮭﻲ ﻣن ھذا اﻟﯾوم ﺑﺎﻟﺧﻠود ﻟﻠﻧوم ﻟﻛن
اﺳﺗوﻗﻔﮫ ﺳﻣﺎع ﺻوت ﺧﻔﯾض وﺳط ذﻟك اﻟﮭدوء اﻟﺻﺎرخ ..ﺻوت ﺗﺣرك ﻣﻔﺗﺎح
ﻗﺎﺑس اﻟﻧور ﺑﺎﻟﻣطﺑﺦ اﻟذي أﺿﺎء ﺟزءا ً ﻣن اﻟﻣﻣر اﻟﻣؤدي ﻟﻐرﻓﺗﮫ وﻗف )ﻓﮭد(
ﯾراﻗب اﻟﺿوء اﻟذي ﺑﺳط ﻋﻠﻰ أرض اﻟﻣﻣر أﻣﺎم ﺑﺎب اﻟﻣطﺑﺦ اﻟﻣﻔﺗوح وھو ﻓﻲ
ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﺟزع واﻟرھﺑﺔ ﻟﻛن ذﻟك ﻟم ﯾﺛﻧﮫ ﻋن اﺳﺗﻛﺷﺎف اﻷﻣر واﻟﺗﻘدم ﺑﺧطوات
ﺑطﯾﺋﺔ وﺣذرة ﺑﺄﻋﯾن ﻣﺗرﻗﺑﺔ ﺣﺗﻰ وﻗف أﻣﺎم اﻟﻣدﺧل ورأى ﻣﻧظرا ً ﺗرﻛﮫ ﻣﺗﺳﻣرا ً
وﻣﺣدﻗﺎ ً ﺑرﻋب ﺷدﯾد.
رأى ﻣﺎ ﯾﺷﺑﮫ اﻟﺻﺑﻲ اﻟﺻﻐﯾر ﺗﻠطﺦ ﺟﺳده ﺑﻣﺎدة ﺳوداء وظﮭره ﻣدار ﻟﮫ .ﺑدأت
ﯾد )ﻓﮭد( ﺑﺎﻻرﺗﺟﺎف وھو ﯾﺷﺎھد ذﻟك اﻟﺻﺑﻲ ﯾدﯾر رأﺳﮫ ﻧﺣوه ﻛﺎﺷﻔﺎ ً ﻋن وﺟﮭﮫ
اﻟﻣﺷوه ﺑﻌدد ﻣن اﻟﺟروح واﻟﻛدﻣﺎت اﻟﻣﺗﻌﻔﻧﺔ أﺗﺑﻌﮭﺎ ﺑﺎﺑﺗﺳﺎﻣﺔ ﻧﺎﻗﺻﺔ اﻷﺳﻧﺎن .ﺷد
)ﻓﮭد( ﺑﻘﺑﺿﺗﮫ ھﺎﺗﻔﮫ وﺑدأ ﯾﺣﺎول ھز ظﮭره ﻟﺣث ﺟﺳده ﻋﻠﻰ اﻟﮭرب ﻟﻛن
ﺻﺎﻋﻘﺔ اﻟرﻋب اﻟﺗﻲ أﺻﺎﺑﺗﮫ ﺷﻠت أطراﻓﮫ ﻣﺎﻧﺣﺔ اﻟوﻗت اﻟﻛﺎﻓﻲ ﻟذﻟك اﻟﺻﺑﻲ أن
ﯾﺑدأ ﺑﺎﻟﺳﯾر ﻧﺣوه راﻓﻌﺎ ً ﻛﻔﮫ ﺑﺎﺳﻣﺎ ً ﺑﻔم ﺳﺎﻟت ﻣﻧﮫ ﻣﺎدة ﺳوداء ﻟزﺟﺔ وھو ﯾﻘول
ﺑﺻوت ﻣﺗذﺑذب وﻣﺧﯾف» :أرﯾد أن أﻟﻌب ﻣﻌك؟«
أطﻠق )ﻓﮭد( ﺻرﺧﺔ ﻣدوﯾﺔ ﻗﺑل أن ﺗﺣط ﯾد اﻟﺻﺑﻲ ﻋﻠﯾﮫ وﺗﻣﻛن ﺑﻌدھﺎ ﻣن ﻛﺳر
ﺟﻣود ﺟﺳده واﻟﺟري ﺑﺳرﻋﺔ ھﺎرﺑﺎ ً وﻟم ﯾﺗوﻗف ﻋن اﻟﮭروﻟﺔ ﺣﺗ ﱠﻰ أﺻﺑﺢ وﺳط
اﻟﺷﺎرع ﻋﻧد ﻣدﺧل اﻟﻌﻣﺎرة وﺑﻌد أن اﻟﺗﻘط أﻧﻔﺎﺳﮫ ﻣدﯾده ﻓﻲ ﺟﯾﺑﮫ ﻟﯾﺗﺻل ﺑـ
)ﺑﻧدر( ﻓﺗذﻛر أﻧﮫ أﺳﻘط ھﺎﺗﻔﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﻣر ﺧﻼل ھروﺑﮫ ﻓوﺟﮫ ﻧظره ﻟﻣﺣطﺔ وﻗود
ﻗرﯾﺑﺔ ﻣﻧﮫ وﻗرر اﻟﺳﯾر ﻧﺣوھﺎ ﻟﻠﺑﺣث ﻋن وﺳﯾﻠﺔ ﻣﺎ ﻟﻠﺗواﺻل ﻣﻊ أﺧﯾﮫ.
ﻓﻲ ﺗﻠك اﻷﺛﻧﺎء وﺻل )ﺑﻧدر( ﻟﺑواﺑﺔ اﻟﺳﻛن اﻟﺟﺎﻣﻌﻲ ﺣﯾث ﻛﺎن ﯾﻘﯾم ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ
ﻣﺷﺗرﻛﺔ ﻣﻊ أﺣد زﻣﻼﺋﮫ وﺑﻌد ﺗوﻗﻔﮫ ﻋﻧد ﻧﻘطﺔ اﻟﺗﺣﻘق ﻣن ھوﯾﺔ اﻟزاﺋرﯾن أﺧرج
ﺑطﺎﻗﺔ اﻟﺗﻌرﯾف اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﮫ وﻣدھﺎ ﻟﻠﺣﺎرس اﻟذي ﻛﺎﻧت ﺗرﺑطﮫ ﺑﮫ ﻋﻼﻗﺔ ﺟﯾدة
ﻓﺄﺧذھﺎ ﻣﻧﮫ وﻗﺎل ﺑﻧﺑرة ﻣﺳﺗﻐرﺑﺔ :ﻣﺗﯽ ﺧرﺟت؟
)ﺑﻧدر( ﺑﺎﺳﻣﺎ ً :ﻣﺛل ﻛل ﯾوم ﺟﻣﻌﺔ ..أول اﻟﺻﺑﺎح ﻛﻲ أﺷﺎرك ﻋﺎﺋﻠﺗﻲ اﺟﺗﻣﺎﻋﮭم
اﻷﺳﺑوﻋﻲ
٢٧
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)اﻟﺣﺎرس( :ﻻ ﻟم أﻗﺻد ذﻟك ..أﻗﺻد ﻣﺗﻰ ﺧرﺟت ﺑﻌد ﻋودﺗك؟
)ﺑﻧدر( ﺑﺎﺳﺗﻐراب :ﻋودﺗﻲ؟ أﻧﺎ ﻟم أﻋد ﻣﻧذ ﺧروﺟﻲ ﺻﺑﺎﺣﺎ ً إﻻ اﻵن.
)اﻟﺣﺎرس( :ﻛف ﯾﺎ )ﺑﻧدر( ﻋن أﻻﻋﯾﺑك ..ھل ھذه إﺣدى ﻣزﺣﺎﺗك اﻟﺳﺧﯾﻔﺔ؟
)ﺑﻧدر( :أﻻﻋﯾب ﻣﺎذا؟
)اﻟﺣﺎرس( ﻣﺷﯾرا ً ﻟﻠﻣﺑﻧﻰ اﻟﺳﻛﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺑﻌد ﻣﻧﮫ ﺑﺎﻟﺑطﺎﻗﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﯾده :ﻗﺑل ﺳﺎﻋﺗﯾن
ﺷﺎھدﺗك ﺑﻌﯾﻧﻲ ﺗﺳﯾر ﻧﺣو اﻟﻣﺑﻧﻰ..
)ﺑﻧدر( ﺑﺗﻌﺟب :أﺳﯾر؟
)اﻟﺣﺎرس( :ﻧﻌم ..أﺗﯾت ﻋﻧد اﻟﺑواﺑﺔ ﻣﺷﯾﺎ ً وأﺧﺑرﺗﻧﻲ ﺑﺄن ﺳﯾﺎرﺗك ﺗﻌرﺿت ﻟﻌطل
ﻣﺎ وأﻧك ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠدﺧول ﺑﺳرﻋﺔ ﻟﺟﻠب ﺷﻲء ﻣﮭم
)ﺑﻧدر( :ھذا ﻟم ﯾﺣدث ..ﺛم ﻛﯾف ﺳﻣﺣت ﻟﻲ ﺑﺎﻟدﺧول ﺑدون ﺑطﺎﻗﺔ؟
)اﻟﺣﺎرس( ﻣﺗﻔﻛرا ً :ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أذﻛر ﻟﻘد أﺑرزﺗﮭﺎ ﻟﻲ
)ﺑﻧدر( ﺑﺗﮭﻛم :ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗذﻛر؟ ﻣن ﻣﻧﺎ ﯾﺗﻼﻋب ﺑﺎﻵﺧر اﻵن؟ اﻓﺗﺢ اﻟﺑواﺑﺔ ودﻋﻧﻲ
أﻟﺣق ﻋﻠﻰ ﻣﺎ ﺗﺑﻘﻰ ﻣن ﺳﺎﻋﺎت اﻟﻠﯾل ﻷﻧﺎم
)اﻟﺣﺎرس( ﻣﻌﯾدا ً اﻟﺑطﺎﻗﺔ ﻟﮫ :أﻧﺎ ﻻ أﺗﻼﻋب ﺑك ..أﻧﺎ ﻣﺗﯾﻘن ﻣن أﻧك ﻛﻧت ھﻧﺎ ﻗﺑل
ﺳﺎﻋﺗﯾن
)ﺑﻧدر( ﻣﺣرﻛﺎ ً ﺳﯾﺎرﺗﮫ :وأﻧﺎ ﻣﺗﯾﻘن ﻣن أﻧك ﺑﺣﺎﺟﺔ ﻟﻠﻧوم ﻣﺛﻠﻲ
أوﻗف )ﺑﻧدر( ﺳﯾﺎرﺗﮫ ﻓﻲ اﻟﻣواﻗف اﻟﻣﺧﺻﺻﺔ وﺗرﺟل ﻣﻧﮭﺎ وﺳﺎر ﻧﺣو ﻣدﺧل
اﻟﺳﻛن اﻟطﻼﺑﻲ ﻣﺗوﺟﮭﺎ ً ﻟﻐرﻓﺗﮫ ﻓﻲ اﻟطﺎﺑق اﻟﺛﺎﻟث ﻣﺳﺗﺧدﻣﺎ ً اﻟﺳﻼﻟم ﻷن اﻟﻣﺑﻧﻰ
ﻟم ﯾﻛن ﺑﮫ ﻣﺻﻌد ﻛﮭرﺑﺎﺋﻲ ﻟﻘدم ﺗﺻﻣﯾﻣﮫ .ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن اﻟوﻗت ﻟم ﯾﻛن ﻣﺗﺄﺧرا ً
٢٨
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
وﺗﺟﺎوز ﻓﻘط اﻟﺗﺎﺳﻌﺔ ﺑﻌدة دﻗﺎﺋق إﻻ أن أروﻗﺔ ﻛل طﺎﺑق ﺗﺟﺎوزه ﻛﺎﻧت ھﺎدﺋﺔ
وﺷﺑﮫ ﺧﺎﻟﯾﺔ ﻋدا ﻣن ﺑﻌض اﻟطﻼب اﻟذﯾن ﺳﺎروا ﺑﮭدوء ﻣن ﻏرﻓﺔ ﻷﺧرى وھذا
ﻟم ﯾﻛن ﻣﺄﻟوﻓﺎ ً ﻓﻲ ﻣﺑﻧﻰ ﻛﮭذا وﻓﻲ اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ ﻋزا ذﻟك إﻟﻰ أﻧﮫ ﯾوم ﺟﻣﻌﺔ
وأﻏﻠب اﻟطﻼب ﻣن ﺧﺎرج اﻟﻣدﯾﻧﺔ ﯾﺳﺎﻓرون ﻟزﯾﺎرة أھﺎﻟﯾﮭم ﻓﻠم ﯾﻛﺗرث ﻛﺛﯾرا ً
ﻟﺗﻠك اﻟﻣﻼﺣظﺔ.
وﺻل )ﺑﻧدر( ﻟﺑﺎب ﻏرﻓﺗﮫ ووﺟد أﻧﮫ ﻣﻔﺗوح ﺟزﺋﯾﺎ ً وھذا أﻣر طﺑﯾﻌﻲ ﻛذﻟك ﻓﻲ
ﻣﺛل ھذه اﻟﻣﺑﺎﻧﻲ اﻟﺳﻛﻧﯾﺔ ﺧﺎﺻﺔ وأن ھﻧﺎك ﻣن ﯾﺷﺎرﻛﮫ اﻟﻐرﻓﺔ وﺗردد اﻟطﻼب
ﺑﯾن ﻏرف ﺑﻌﺿﮭم وﺑﻌض ﻋﺎدة ﻣﺄﻟوﻓﺔ وﻣﺗﻛررة وﯾﻔﺿل اﻟﺑﻌض ﺗرك اﻟﻐرف
ﻣﻔﺗوﺣﺔ ﻛﻲ ﻻ ﯾﺗﻛﺑد ﻋﻧﺎء اﻟﻧﮭوض ﻟﻔﺗﺢ اﻟﺑﺎب ﻟﻛل طﺎرق .ﻋﻧد دﺧوﻟﮫ اﻟﻐرﻓﺔ
ﺷﻌر )ﺑﻧدر( ﺑﺣر ﺷدﯾد ﻣﻐﺎﯾر ﻟﻠﺟو اﻟﻌﺎم وﻋزا ذﻟك ﻟﺟﮭﺎز اﻟﺗﻛﯾﯾف اﻟﻣطﻔﺄ وﺑدأ
ﺑﺧﻠﻊ ﻣﻼﺑﺳﮫ ﻟﻼﺳﺗﻌداد ﻟﻠﻧوم وﺧﻼل ﻗﯾﺎﻣﮫ ﺑذﻟك رﻣق ﺑﻧظره ﺳرﯾر زﻣﯾﻠﮫ ووﺟد
أﻧﮫ ﻧﺎﺋم ﻋﻠﯾﮫ ﻣﺗﻛورا ً ﺑﺑطﺎﻧﯾﺔ ﺛﻘﯾﻠﺔ ﻓﻘﺎل ﺑﺧﻠﯾط ﻣن اﻻﺳﺗﻐراب واﻟﺗﮭﻛم» :ھل
ﺟﻧﻧت؟ ﻛﯾف ﺗﻧﺎم ﻓﻲ ھذا اﻟﺟو اﻟﺣﺎر ﺑﺗﻠك اﻟﺑطﺎﻧﯾﺔ؟ ھل أﻧت ﻣرﯾض؟«
ﻟم ﯾﺟب زﻣﯾﻠﮫ أو ﯾﺗﺣرك ﻓﺗﺑﺳم )ﺑﻧدر( وأﻛﻣل ﺗﺑدﯾل ﻣﻼﺑﺳﮫ وأﺧرج ﻣﻔﺎﺗﯾﺣﮫ
وﻣﺣﻔظﺗﮫ ﻣن ﺟﯾﺑﮫ ووﺿﻌﮭﻣﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺿدة ﺛم ﻣد ذراﻋﮫ ﻣﻐﻠﻘﺎ ً اﻟﺑﺎب اﻟﻣﺷرع
وﻗﺑل أن ﯾﺗوﺟﮫ ﻟﺳرﯾره ﺳﻣﻊ ﺻوت ﺳﻘوط ﺷﻲء ﻓﻲ دورة اﻟﻣﯾﺎه اﻟﻣﺷﺗرﻛﺔ ﺑﯾﻧﮫ
وﺑﯾن ﺻﺎﺣﺑﮫ ﻓﻲ اﻟﻐرﻓﺔ ﻓوﺟﮫ ﻧظره ﻟﺑﺎب اﻟﺣﻣﺎم أﺗﺑﻌﮫ ﺑﺑﻌض اﻟﺧطوات ﻧﺣوه.
ﻓﺗﺢ اﻟﺑﺎب وأﺷﻌل اﻹﻧﺎرة ﻟﻛﻧﮫ ﻟم ﯾﺗﻘدم أﻛﺛر وﺑﻘﻲ ﯾﺟول ﺑﻧظره ﺑﺣﺛﺎ ً ﻋﻣﺎ ﺳﻘط
وﻟم ﯾﻌﺛر ﻋﻠﻰ ﺷﻲء ﻓﮭم ﺑﺈﻏﻼق اﻟﺑﺎب ﻟﻛن وﻗﺑل أن ﯾطﺑق درﻓﺗﮫ ﺳﻣﻊ ﻗﮭﻘﮭﺔ
ﺑﺳﯾطﺔ ﻓﻔﺗﺣﮫ ﻣرة أﺧرى وﻗﺎل» :ھل ﯾوﺟد أﺣد؟!«
ﻟم ﯾﺟزع )ﺑﻧدر( ﻛﺛﯾرا ً ﻷﻧﮫ ﻣن اﻟﻣﺄﻟوف أﯾﺿﺎ ً أن ﯾﺳﺗﺧدم ﺑﻌض اﻟطﻼب ﻣن
اﻟﻐرف اﻷﺧرى دورات اﻟﻣﯾﺎه ﻟزﻣﻼﺋﮭم ﻋﻧدﻣﺎ ﺗﻛون ﺣﻣﺎﻣﺎﺗﮭم ﻣﺷﻐوﻟﺔ ﻓﮭذا
اﻟﻧوع ﻣن اﻻﻗﺗﺣﺎم ﻟﻠﺧﺻوﺻﯾﺔ أﻣر ﻣﻌﺗﺎد ﻟذا ﻟم ﯾﺧطر ﺑﺑﺎﻟﮫ أن ﻣﺎ ﯾﺣدث ﯾدﻋو
ﻟﻠﺧوف أو اﻟﻘﻠق ﻟﻛن ﻣﺎ ﺣدث ﺑﻌدھﺎ ﻏﯾر ﻛل ذﻟك ﻓﻘد ﺗﺣرﻛت ﻣﻘﺎﺑض اﻟﺻﻧﺑور
ﻓﺟﺄة ﻣﺣدﺛﺔ ﺻرﯾرا ً ﺣﺎدا ً وأﺧذ اﻟﻣﺎء ﯾﻧﮭﻣر ﺑﻐزارة ﻣﻣﺎ دﻓﻌﮫ ﻟﻠﺗﻘدم وإﻏﻼﻗﮭﺎ
وﻣﺎ أن ﻓﻌل ﺣﺗﻰ ﻋﺎدت اﻟﺿﺣﻛﺎت اﻟﺧﻔﯾﻔﺔ وﻛﺎﻧت آﺗﯾﺔ ﻣن ﺧﻠﻔﮫ ﻓﺎﻟﺗﻔت وراءه
وﻟم ﯾر ﺷﯾﺋﺎ ً.
ﻓﻲ ﺧﺿم ذﻟك اﻟﺗوﺗر اﻟﻣﺗﺻﺎﻋد ﻓﻲ ﻗﻠﺑﮫ ﺳﻣﻊ ﺻوﺗﺎ ً آﺧر آﺗﯾﺎ ً ﻣن وﺳط اﻟﻐرﻓﺔ
ﻟﻣﺎ ﺑدا ﻟﮫ ﻛﺻوت ﺻﺑﻲ ﺻﻐﯾر ﯾﻘول» :أرﯾد أن أﻟﻌب ﻣﻌك«...
٢٩
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
ﻟم ﯾﺗردد )ﺑﻧدر( ﺑﺎﻟﺧروج ﻣن اﻟﺣﻣﺎم ﺑﺧطوات ﻣﺗﺳﺎرﻋﺔ ﻟﺗﻔﻘد اﻷﻣر ﻓﺷﺎھد أن
ﺑﺎب ﻏرﻓﺗﮫ ﻗد ﻓﺗﺢ ودرﻓﺗﮫ ﻗد وﺻﻠت ﻵﺧر ﻣداھﺎ ﻓﺗوﺟﮫ ﻧﺣو ﺻﺎﺣﺑﮫ ووﺿﻊ
ﯾده ﻋﻠﯾﮫ وھزه ﺑرﻓق ﻣﺣﺎوﻻً إﯾﻘﺎظﮫ ﻟﻛن ﻟم ﯾﺳﺗﺟب ﻓرﻓﻊ اﻟﻐطﺎء ﻣن ﻋﻠﻰ
وﺟﮭﮫ ﻟﯾﺗﻔﺎﺟﺄ ﺑﺄن ﻣن ﻛﺎن ﻣﺳﺗﻠﻘﯾﺎ ً ﻋﻠﻰ اﻟﻔراش ﺷﺧص ﯾﺷﺑﮭﮫ ﺗﻣﺎﻣﺎ ً ،ﺑل ﻣطﺎﺑق
ﻋﺎ ﻟﻠوراء وﻗﺑل أن ﯾﻘوم ﺑﺄي ردة ﻓﻌل أﺧرى ﺳﻣﻊ دﺑﯾب ﻟﮫ ﺑﺎﻟﻣﻼﻣﺢ ﻓﻘﻔز ﺟز ً
ﺟري ﻓﻲ اﻟﻣﻣر ﻓوﺟﮫ ﻧظره ﻟﻔﺗﺣﺔ اﻟﺑﺎب اﻟﻣﺷرع ﻟﯾﻠﻣﺢ ﺧﯾﺎﻻً ﻟﻣﺎ ﯾﺷﺑﮫ اﻟرﺟل
اﻟﻘﺻﯾر ﯾﺧطف أﻣﺎﻣﮫ ﻣﮭروﻻً وﺗزاﻣن ذﻟك ﻣﻊ ﻧﮭوض ﺷﺑﯾﮭﮫ ﻣن اﻟﻔراش ﺑﺑطء.
ﺧﺎرت ﻗوى )ﺑﻧدر( وﺳﻘط ﻋﻠﻰ ﻗﻔﺎه ﺑﻌد أن ﻓﻘد اﻟﺳﯾطرة ﻋﻠﻰ ﺳﯾﻘﺎﻧﮫ وأﺧذ
ﺑﺎﻟزﺣف ﻣﺳﺗﻌﯾﻧﺎ ً ﺑﯾدﯾﮫ ﻟﻠوراء ﺣﺗﻰ اﻟﺗﺻق ظﮭره ﺑﺈﺣدى زواﯾﺎ اﻟﻐرﻓﺔ وھو
ﯾراﻗب ذﻟك اﻟرﺟل ﯾﻧﮭض وﯾﺳﯾر ﺑﺑطء ﺧﺎرﺟﺎ ً ﻣن اﻟﻣﻛﺎن .ﺣل اﻟﮭدوء ﻓﻲ ﻛل
اﻷرﺟﺎء وﯾﻘﻲ )ﺑﻧدر( ﻣﻛﺎﻧﮫ ﯾرﺗﺟف ﺧوﻓﺎ ً ﻟﯾﻧﺗﻔض ﻣﺟددا ً ﻣﻔزوﻋﺎ ً ﻋﻧدﻣﺎ رن
ھﺎﺗﻔﮫ اﻟﻧﻘﺎل ﻓﻲ ﺟﯾﺑﮫ ﻓﺄﺧرﺟﮫ ﻟﯾرى رﻗﻣﺎ ً ﻏرﯾﺑﺎ ً ﻟم ﯾﺗﻌرف ﻋﻠﯾﮫ وﺧﻼل ﺗﺣدﯾﻘﮫ
ﺑﺎﻟرﻗم ﻋﻠﻰ اﻟﺷﺎﺷﺔ ﻣﺗﻔﻛرا ً ﻓﻲ ﺧﯾﺎر اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻣن ﻋدﻣﮫ ﺳﻣﻊ اﻟﺻوت ﯾﺣدﺛﮫ
ﻣﺟددا ً وھو ﯾﻘول» :ﻟﻣﺎذا ﻻ ﺗرﯾد اﻟﻠﻌب ﻣﻌﻲ...؟«
رﻓﻊ رأﺳﮫ ﻟﯾرى ﺻﺑﯾّﺎ ً ﺻﻐﯾرا ً ﺑﻣﻼﺑس ﻣﻠطﺧﺔ ﺑﻣﺎدة ﺳوداء ﻟزﺟﺔ ووﺟﮭﮫ ﻣﺷوه
ﺑﻌدة ﺟروح ﻣﺗﻌﻔﻧﺔ ﯾﺗﺑﺳم ﻟﮫ ﺑﻔم ﻓﻘد ﺑﻌض أﺳﻧﺎﻧﮫ.
أطﻠق )ﺑﻧدر( ﺻرﺧﺔ ﻗوﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺷﺎھد ذﻟك اﻟﻣﻧظر وﻗﺑض ﺑﻛل ﻗوﺗﮫ ﻋﻠﻰ ھﺎﺗﻔﮫ
ﺧﻼل ﺻراﺧﮫ ﻣﻣﺎ أدى ﻟﻔﺗﺢ اﻟﺧط ﻋﻠﻰ اﻟﻣﺗﺻل.
ﺟرى اﻟﺻﺑﻲ وھو ﯾﺿﺣك ﻋﺎﺋدا ً ﻟﻠﻣﻣر ﺗﺎرﻛﺎ ً )ﺑﻧدر( ﯾﺑﻛﻲ وﯾﺷﮭق ﺑﻘوة
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺣﺎﻟﺗﮫ ﺗﻠك ﻻﺣظ أن ﻋداد اﻟﺛواﻧﻲ ﻋﻠﻰ ﺷﺎﺷﺗﮫ ﯾﺗﺣرك ﻓرﻓﻊ
اﻟﺳﻣﺎﻋﺔ ووﺿﻌﮭﺎ ﻋﻧد أذﻧﮫ وﻗﺑل أن ﯾﻘول ﺷﯾﺋﺎ ً ﺳﻣﻊ ﺻوت )ﻓﮭد( ﯾﺣدﺛﮫ ﺑﻘﻠق
ﺷدﯾد» :ھل أﻧت ﺑﺧﯾر؟! ﻣﺎ ﺑك؟! ﻟم ﺗﺻرخ ؟!«
أﺟﺎب )ﺑﻧدر( ﺑﻧﺑرة ﺧﺎﻟطﮭﺎ اﻟﺑﻛﺎء واﻻﻧﮭﯾﺎر) :ﻓﮭد(؟! أﯾن أﻧت؟! ﻣن أﯾن
ﺗﺗﺻل؟!
)ﻓﮭد( :ﻣن اﻟﻣﺣطﺔ اﻟﻣﻘﺎﺑﻠﺔ ﻟﻣﻧزﻟﻲ! ھل ﻋدت ﻟﻠﺳﻛن؟!
)ﺑﻧدر( وھو ﻣﺳﺗﻣر ﺑﺎﻟﺑﻛﺎء :ﻧﻌم وأرﯾد اﻟﺧروج!
)ﻓﮭد( :ﺣﺳﻧﺎ ً! اﺑق ﻣﻛﺎﻧك وﻻ ﺗﺗﺣرك! ﺳوف آﺗﻲ اﻟﯾك!
٣٠
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﺑﻧدر( ﻣﺳﺗﻌﯾدًا ﺑﻌض ﺗرﻛﯾزه :ﻻ! أﻧﺎ ﻣن ﺳﯾﺄﺗﯾك! أﯾن أﻧت؟
)ﻓﮭد( :أﺧﺑرﺗك ..ﻣﺣطﺔ اﻟوﻗود اﻟﻘرﯾﺑﺔ ﻣن ﺳﻛﻧﻲ ..ھل أﻧت واﺛق ﻣن أﻧك
ﺑﺧﯾر؟
)ﺑﻧدر( ﻧﺎھﺿﺎ ً ﻣن ﻣﻛﺎﻧﮫ وظﮭره ﻻ ﯾزال ﻣﻠﺗﺻﻘﺎ ً ﺑﺎﻟﺟدار وﻋﯾﻧﺎه ﻋﻠﻰ ﻣدﺧل
اﻟﻐرﻓﺔ:
»ﻧﻌم ..اﻧﺗظرﻧﻲ ھﻧﺎك أﻧﺎ ﻗﺎدم إﻟﯾك«..
)ﻓﮭد( ﻗﺑل أن ﯾﻧﮭﻲ اﻻﺗﺻﺎل :ﺣﺳﻧﺎ ً ..ﻛن ﺣذرا ً
أﻏﻠق )ﺑﻧدر( ھﺎﺗﻔﮫ ووﺿﻌﮫ ﻓﻲ ﺟﯾﺑﮫ وﺳﺎر ﺑﺣذر وﺗوﺗر ﺷدﯾدﯾن ﻧﺣو ﻣﺧرج
اﻟﻐرﻓﺔ آﺧذا ً ﻣﻔﺎﺗﯾﺣﮫ وﻣﺣﻔظﺗﮫ ﻓﻲ طرﯾﻘﮫ وﻋﻧد وﺻوﻟﮫ ﻟﻌﺗﺑﺔ اﻟﺑﺎب أطل ﺑرأﺳﮫ
ﻣن اﻟﻔﺗﺣﺔ واﻟﺗﻔت ﯾﻣﯾﻧﺎ ً وﺷﻣﺎﻻً ﻗﺑل أن ﯾﺗوﺟﮫ ﻧﺣو اﻟﺳﻼﻟم اﻟﻣؤدﯾﺔ ﻟﻠطواﺑق
اﻟﺳﻔﻠﯾﺔ .ﺑﻌد اﻧﺗﺻﺎف اﻟطرﯾق ﺑﮫ ﻧزوﻻً وﺗﺣدﯾدا ً ﻋﻧد ﺑداﯾﺔ اﻟطﺎﺑق اﻟﺛﺎﻧﻲ وﻗﻌت
ﻋﯾﻧﮫ ﻋﻠﻰ ﻛرة ﺗﺗدﺣرج ﺗﺟﺎھﮫ .ﻟم ﺗﺧﻔﮫ ﺣرﻛﺔ ﺗﻠك اﻟﻛرة ﻏﯾر اﻟﻣﻧطﻘﯾﺔ ﻟﻛن ﻣﺎ
أﺛﺎر ﻓزﻋﮫ ﺑﺣق ھو أﻧﮭﺎ
ﻧﻔﺳﮭﺎ اﻟﻛرة اﻟﺗﻲ وﺟدھﺎ ﻣﻊ )ﻓﮭد( ﻓﻲ ﺑﯾﺗﮭم اﻟﻘدﯾم ذﻟك اﻟﺻﺑﺎح .أﺧذ ﻧﻔﺳﺎ ً ﻋﻣﯾﻘﺎ ً
وزﻓره ﻣﺗﺟﺎوزا ً ﺗﻠك اﻟﻛرة اﻟﻣﺗدﺣرﺟﺔ ﻣﻛﻣﻼً ﺳﯾره ﻧزوﻻً ﻟﻠطﺎﺑق اﻷول وﻗﺑل
أن ﯾﺗوﺟﮫ ﻟﺑداﯾﺔ اﻟﺳﻼﻟم اﻟﻣؤدﯾﺔ ﻟﻠطﺎﺑق اﻷرﺿﻲ ﻟﻠﻧزول ﻣﻧﮭﺎ ظﮭر ذﻟك اﻟﺻﺑﻲ
أﺳﻔﻠﮭﺎ وﺷﺎھده ﯾﺻﻌد اﻟﺳﻼﻟم ﻣﺗوﺟﮭﺎ ً ﻧﺣوه .ﻟم ﯾﺳﺗطﻊ )ﺑﻧدر( ﺗﺟﺎھل ﻣﺎ ﯾﺣدث
أﻣﺎم ﻋﯾﻧﯾﮫ وﺟرى ﻋﺎﺋدا ً ﻟﻠطﺎﺑق اﻷول ﺣﯾث ﺷﺎھد اﻟﻛرة ووﻗف ﯾراﻗب ﻧﮭﺎﯾﺔ
اﻟﺳﻼﻟم وھو ﯾﺗﻧﻔس ﺑﺛﻘل ﺣﺗﻰ أﻗﺑل اﻟﺻﺑﻲ اﻟذي ﺗوﻗف راﻓﻌﺎ ً ذراﻋﯾﮫ.
ﺑﺎﺳطﺎ ً ﻛﻔوﻓﮫ .ﺷﻌر )ﺑﻧدر( ﺑﺄن ﻧﮭﺎﯾﺗﮫ ﻗد أوﺷﻛت وأﻧﮫ ﻟن ﯾﺧرج ﺳﺎﻟﻣﺎ ً ﻣن
اﻟﻣﺑﻧﻰ ﻟذا وﻓﻲ ﻟﺣظﺔ ﯾﺄس أﻣﺳك ﺑﺎﻟﻛرة ورﻛﻠﮭﺎ ﺗﺟﺎه اﻟﺻﺑﻲ ﺑﻘوة وﻣﺎ أن
ارﺗطﻣت ﺑوﺟﮭﮫ ﺣﺗﻰ أطﻠق ﺿﺣﻛﺎت ﻋﺎﻟﯾﺔ وﻣﺧﯾﻔﺔ ﺑﺻوت ﻣﺣﺷرج وﻛﺄﻧﮫ
ﯾﻐرق ﺗﺑدد ﺑﻌدھﺎ ﺧﯾﺎﻟﮫ واﺿﻣﺣل ﻓﻲ اﻟﮭواء وﻛﺄﻧﮫ دﺧﺎن ﻣﺗطﺎﯾر
اﻧﺗﮭز )ﺑﻧدر( اﻟﻔرﺻﺔ وﻟم ﯾﻔﻛر طوﯾﻼً ﻓﯾﻣﺎ ﺣدث وﺟرى ﺑﻛل ﺳرﻋﺗﮫ وﻟم
ﯾﺗوﻗف ﺣﺗﻰ ﺧرج ﻣن ﺑواﺑﺔ اﻟﻣﺑﻧﻰ ورﻛب ﺳﯾﺎرﺗﮫ وأدار ﻣﺣرﻛﮭﺎ وﻗﺑل أن
ﯾﺗﺣرك ﻣن اﻟﻣواﻗف ﻟﻣﺢ اﻟﺻﺑﻲ ﯾﺧرج ﻣن اﻟﺳﻛن ھو اﻵﺧر وﯾﺳﯾر ﺗﺟﺎھﮫ .ﻟم
٣١
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
ﯾﺗردد )ﺑﻧدر( ﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وﻗﺎد ﺳﯾﺎرﺗﮫ ﻧﺣو اﻟﺑواﺑﺔ اﻟرﺋﯾﺳﺔ وﻗﺑل أن ﯾﺻل إﻟﯾﮭﺎ
اﻋﺗرض اﻟﺻﺑﻲ طرﯾﻘﮫ وظﮭر وﺳط اﻟطرﯾق ﻓﻠم ﯾﺗوﻗف ،ﺑل زاد ﻣن ﺳرﻋﺗﮫ
ودھﺳﮫ ﺑﺳﯾﺎرﺗﮫ اﻟﺗﻲ اھﺗزت ﺑﻘوة وﻛﺄﻧﮭﺎ ﻗد ﺗﺟﺎوزت ﻣطﺑّﺎ ً ﻛﺑﯾرا ً .ﺑواﺑﺔ ﺳﻛن
اﻟطﻼب ﻓﻲ اﻟﻌﺎدة ﻻ ﺗطﻠب ﻣن اﻟﺧﺎرﺟﯾن اﻟﺗوﻗف ﻟﻠﺗﺣﻘق ﻣن ھوﯾﺗﮭم ﻟذا اﺳﺗﻣر
)ﺑﻧدر( ﺑﺎﻻﻧطﻼق ﺑﺄﻗﺻﻰ ﺳرﻋﺔ ﻣﺗوﺟﮭﺎ ً ﻟﻠﻣﺣطﺔ اﻟﺗﻲ ﻗﺎل )ﻓﮭد( ﺑﺄﻧﮫ ﯾﻧﺗظره
ﻋﻧدھﺎ .
ﺻوت ﺻﻔﯾر ﻓراﻣل ﺳﯾﺎرة ﯾﺻدح ﻓﻲ اﻟﻣﻛﺎن ﻋﻧدﻣﺎ أوﻗف )ﺑﻧدر( ﺳﯾﺎرﺗﮫ أﻣﺎم
اﻟﻣﺣطﺔ ﻟﯾظﮭر )ﻓﮭد( ﺟرﯾﺎ ً ﻧﺣو أﺧﯾﮫ اﻟﻣراﻗب ﻟﮫ وﻗﺑﺿﻧﺎه ﺗﺷدان ﻋﻠﻰ ﻣﻘود
اﻟﺳﯾﺎرة ﺑﻘوة .رﻛب )ﻓﮭد( وﻣﺎ أن أﻏﻠق اﻟﺑﺎب ﺧﻠﻔﮫ ﺣﺗﻰ ﺻﺎح ﻓﯾﮫ )ﺑﻧدر( ﻗﺎﺋﻼً:
»ﻣﺎ اﻟذي ﯾﺣدث؟!«
أﻣﺿﻰ اﻻﺛﻧﺎن ﻋدة دﻗﺎﺋق ﯾﺗﺣدﺛﺎن وﯾﺗﺑﺎدﻻن ﻓﯾﮭﺎ اﻷﺣداث اﻟﺗﻲ ﻋﺻﻔت ﺑﮭﻣﺎ
ﻓﻲ اﻟﺳﺎﻋﺎت اﻷﺧﯾرة ووﺻﻼ ﻻﺳﺗﻧﺗﺎج ﻣﺷﺗرك..
)ﺑﻧدر( :ذﻟك اﻟﺻﺑﻲ اﻟذي ظﮭر ﻟﻲ وﻟك ..أﻧﺎ واﺛق ﻣن أﻧﮫ ﻧﻔﺳﮫ اﻟﺻﺑﻲ اﻟذي
ﻛﻧﺎ ﻧﺑﺣث ﻋﻧﮫ
)ﻓﮭد( :ﺗﻘﺻد اﻟﺻﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺻورة؟
)ﺑﻧدر( :ھو ﺑﻌﯾﻧﮫ
)ﻓﮭد( :ﻣﺎذا ﺗرﯾد أن ﺗﻘول؟ أن ﺷﺑﺣﮫ ﯾطﺎردﻧﺎ؟ وﻟﻣﺎذا؟
)ﺑﻧدر( :اﻹﺟﺎﺑﺔ ﻋﻧد )ﻋﺎﺋﺷﺔ( و )ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ..ﯾﺟب أن ﻧواﺟﮭﮭﻣﺎ ﻓﻲ أﺳرع
وﻗت وﻧﺟﺑرھﻣﺎ ﻋﻠﻰ ﻗول اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ
)ﻓﮭد( :ﺣﻘﯾﻘﺔ ﻣﺎذا؟
)ﺑﻧدر( ﻣﺣرﻛﺎ ً ﺳﯾﺎرﺗﮫ :ﺣﻘﯾﻘﺔ »ﺳﻌد اﻟد ﱠﺑﱠﺎس«..
ﺑﻌد اﺑﺗﻌﺎدھﻣﺎ ﻋن اﻟﻣﺣطﺔ ﻟﻣﺳﺎﻓﺔ ﺑﺳﯾطﺔ ﻗﺎل )ﻓﮭد( :إﻟﻰ أﯾن أﻧت ذاھب اﻵن؟
)ﺑﻧدر( وﻧظره ﻋﻠﻰ اﻟطرﯾق أﻣﺎﻣﮫ وﺑوﺟﮫ ﻣﺗﺟﮭم:
٣٢
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
»ﻟﻣﻧزل )ﻋﺎﺋﺷﺔ( ..أرﯾد اﻟﺣدﯾث ﻣﻌﮭﺎ ﺑدون وﺟود )ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن(«..
)ﻓﮭد( :ﻟﻣﺎذا؟
)ﺑﻧدر( :ﻷﻧﮫ ﻣن اﻟواﺿﺢ أﻧﮭﻣﺎ ﯾﻌرﻓﺎن ﺷﯾﺋﺎ ً و)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﻟن ﯾﻘر ﺑذﻟك
ووﺟوده ﺳوف ﯾؤﺛر ﻋﻠﻰ أﺧﺗﻧﺎ اﻟﻛﺑرى ﻟﻛن ﻟو ﺗﺣدﺛﻧﺎ ﻣﻌﮭﺎ وﺣدھﺎ ﻓﻘد ﺗﺗﻣﻛن
ﻣن ﺣﺛﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﻛﺷف ﺳر ھذا اﻟﺻﺑﻲ
)ﻓﮭد( ﻣﺗﺣﺳﺳﺎ ً ﺟﯾﺑﮫ :أﻋطﻧﻲ ھﺎﺗﻔك ..ﻟﻘد ﻧﺳﯾت ھﺎﺗﻔﻲ ﻓﻲ اﻟﺷﻘﺔ
)ﺑﻧدر( ﻣﺧرﺟﺎ ً ھﺎﺗﻔﮫ ﻣن ﺟﯾﺑﮫ :ﺑﻣن ﺳﺗﺗﺻل؟
)ﻓﮭد( آﺧذا ً ھﺎﺗف أﺧﯾﮫ :ﺑـ )ﺳﺎرة(...
)ﺑﻧدر( ﻣوﺟﮭﺎ ً ﻧظره ﻟﺳﺎﻋﺔ اﻟﺳﯾﺎرة اﻟﺗﻲ ﺗﺟﺎوزت اﻟﻌﺎﺷرة ﺑﻌدة دﻗﺎﺋق :ﻻ
ﺗﺧﺑرھﺎ ﺑﺷﻲء ﻋﻣﺎ ﻧﻧوي اﻟﻘﯾﺎم ﺑﮫ ..ﻓﻘط ﻗل ﻟﮭﺎ ﺑﺄﻧﻧﺎ ﻗﺎدﻣﺎن ﻟزﯾﺎرة اﻋﺗﯾﺎدﯾﺔ
)ﻓﮭد( واﻟﮭﺎﺗف ﻋﻧد أذﻧﮫ وﻧظره ﺗﺟﺎه أﺧﯾﮫ :إﻧﮭﺎ ﻻ ﺗﺟﯾب ..ﻟﻌﻠﮭﺎ ﻧﺎﻣت
)ﺑﻧدر( :ﮐﯾف ﻧﺎﻣت؟ ﻟﻘد ﻗﺎﻟت ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺳﺗﺳﮭر اﻟﻠﯾﻠﺔ ﻟﺗذاﻛر ﻻﺧﺗﺑﺎرھﺎ ﻏدا ً
)ﻓﮭد( ﻣﻧﮭﯾﺎ ً اﻟﻣﻛﺎﻟﻣﺔ :رﺑﻣﺎ وﺿﻌﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟوﺿﻊ اﻟﺻﺎﻣت ﻛﻲ ﻻ ﯾزﻋﺟﮭﺎ أﺣد
ﺧﻼل ﻣذاﻛرﺗﮭﺎ
)ﺑﻧدر( :ﻻ ﯾﮭم ..ﻟﻘد اﻗﺗرﺑﻧﺎ ﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل.
٣٣
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
٣٤
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
اﻟﺪﺑﻖ اﻷﺳﻮد
ﻓﻲ اﻟطﺎﺑق اﻟﺛﺎﻧﻲ ﻣن ﻣﻧزل )ﻋﺎﺋﺷﺔ( اﺳﺗﻠﻘت )ﺳﺎرة( ﻋﻠﻰ ﺳرﯾرھﺎ ﺗﺗﺻﻔﺢ
ﺑﺗﻣﻠﻣل اﻟﻣﻧﮭﺞ اﻟذي ﺳﺗﺧﺗﺑر ﻓﯾﮫ ﺻﺑﺎح اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ وھﻲ ﺗﻧﺻت اﻟﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن
اﻷﻏﺎﻧﻲ اﻟﻣﻔﺿﻠﺔ ﻟﮭﺎ ﻋﺑر ﺳﻣﺎﻋﺎت ﺻﻐﯾرة ﻓﻲ أذﻧﮭﺎ وﺧﻼل ﻗﯾﺎﻣﮭﺎ ﺑذﻟك
ﺷﻌرت أن ھﻧﺎك ﺻوﺗﺎ ً آﺧر ﻓﻲ اﻟﻐرﻓﺔ ﺗداﺧل ﻣﻊ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺳﻣﻊ ﻓﺄوﻗﻔت
اﻟﻣوﺳﯾﻘﻰ واﻟﺗﻔﺗت ﺣوﻟﮭﺎ ﻣﺗﻔﻘدة اﻟﻣﻛﺎن ﺑﻧظرھﺎ ﻟﻛﻧﮭﺎ ﻟم ﺗر أو ﺗﺳﻣﻊ أي أﻣر
ﺧﺎرج ﻋن اﻟﻣﺄﻟوف .أزاﻟت إﺣدى اﻟﺳﻣﺎﻋﺎت ﻣن أذﻧﮭﺎ ﻟﻠﺗﺣﻘق وﻟم ﺗﺳﻣﻊ ﺳوى
اﻟﮭدوء اﻟﺗﺎم ﻓﺄﻋﺎدﺗﮭﺎ واﺳﺗﻣرت ﻓﻲ اﻟﻘﯾﺎم ﺑﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﻘوم ﺑﮫ ﻟﻛن ﻟم ﺗﻣض دﻗﯾﻘﺔ
ﺣﺗﻰ أﺣﺳت ﻣﺟددًا أن ھﻧﺎك ﺻوﺗﺎ ً ﻣن اﻟﺧﺎرج ﯾﺗداﺧل ﻣﻊ ﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺳﻣﻌﮫ ﻋﺑر
اﻟﺳﻣﺎﻋﺎت ﻓﺧﻠﻌت اﻟﺳﻣﺎﻋﺔ ﻣرة أﺧرى واﻋﺗدﻟت ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺗﮭﺎ وﺣﺎوﻟت اﻟﺗرﻛﯾز
واﻹﻧﺻﺎت أﻛﺛر ﺑﺎﻟﺑﻘﺎء ﻣدة أطول ﻟﻠﺗﺛﺑت ﻟﻛﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﺳﻣﻊ أي ﺷﻲء ﯾؤﻛد ﺷﻛوﻛﮭﺎ
ﻓﻘﺎﻟت ﻣﺣدﺛﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ» :ﻛﺎن ﯾﺟدر ﺑﻲ اﻟﻧوم ظﮭرا ً ﻛﻣﺎ ﺧططت ﻣﺳﺑﻘﺎ ً ..ﯾﺑدو أﻧﻲ
أﺣﺗﺎج ﺑﻌض اﻟﻘﮭوة اﻟﺳوداء ..ﺑدأت أﻓﻘد ﻋﻘﻠﻲ«...
٣٥
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
ﻋﺎودت اﻻﺳﺗﻠﻘﺎء ﻋﻠﻰ اﻟﺳرﯾر ووﺟﮭت ﻧظرھﺎ ﻟﺻﻔﺣﺔ اﻟﻛﺗﺎب اﻟﻣﻔﺗوح ﺑﯾن
ﯾدﯾﮭﺎ وﻗﺑل أن ﺗﮭم :ﺑﺈﻋﺎدة اﻟﺳﻣﺎﻋﺔ ﻷذﻧﮭﺎ اھﺗز ﺑﺎب اﻟﻐرﻓﺔ ﺑﻘوة وﻛﺄن ﺷﯾﺋﺎ ً ﻗد
ارﺗطم ﺑﮫ ﻓرﻣت اﻟﻛﺗﺎب ﻋﻠﻰ اﻟﻔراش وﺻرﺧت» :ﻣن ھﻧﺎك؟!«
ﺷﻌرت )ﺳﺎرة( ﺑﺎﻟرﻋب ﻷﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت وﻗﺗﮭﺎ وﺣدھﺎ ﻓﻲ اﻟﻣﻧزل ﺑﻌد ﺧروج أﺧﺗﮭﺎ
اﻟﻛﺑرى ﻓﻲ ﻣﺷوار ﻣﺎ...
أﻏﻠﻘت اﻟﻛﺗﺎب ووﺿﻌﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺳرﯾر وﻧﮭﺿت ﻣن ﻣﻛﺎﻧﮭﺎ وﺳﺎرت ﻧﺣو اﻟﺑﺎب
وﻧظراﺗﮭﺎ اﻟﻣﺗوﺟﺳﺔ ﻣﻧﺻﺑﺔ ﻋﻠﯾﮫ ووﻗﻔت أﻣﺎﻣﮫ ﺗﺗﺄﻣﻠﮫ ﺑﺧﻠﯾط ﻣن اﻟﻌﺟب واﻟﺗوﺗر
وﻗﺎﻣت ﺑرﻓﻊ ﻛﻔﮭﺎ ووﺿﻌﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺳطﺢ اﻟﺑﺎب اﻟﺳﺎﻛن ﻣﺗﻔﻛرة ﻓﻲ ﺧﯾﺎراﺗﮭﺎ وﻗﺑل
أن ﺗﻘرر اھﺗز ﻣﺟددا ً ﺑﻘوة أﻛﺑر دﻓﻌﺗﮭﺎ ﻟﻠﺗراﺟﻊ ﻋدة ﺧطوات ﻟﻠوراء ﻣﻐطﯾﺔ ﻓﻣﮭﺎ
ﻟﻛﺑت ﺻرﺧﺔ ﺑﺎﻏﺗﺗﮭﺎ .اﺳﺗﻣر اﻟﺑﺎب ﺑﺎﻻھﺗزاز واﻻرﺗﺟﺎف ﺗﺑﻌﮫ ﺗﺣرك ﺑطﻲء
ﻟﻣﻘﺑﺿﮫ وﻛﺄن أﺣدا ً ﯾﺣﺎول ﻓﺗﺣﮫ ﻓﺎﺗﺳﻌت ﻋﯾﻧﺎھﺎ وھﻲ ﺗﺷﺎھد ذﻟك اﻟﻣﻧظر
وﺟرت ﺗﺑﺣث ﻋن ھﺎﺗﻔﮭﺎ اﻟذي ﺗرﻛﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﺳرﯾر وھﻣت ﺑﺎﻻﺗﺻﺎل ﻋﻠﻰ أﺧﺗﮭﺎ
ﻟﻛن وﻗﺑل أن ﺗﻔﻌل اﺻطدﻣت درﻓﺔ اﻟﺑﺎب ﺑﻘوة ﻓﻲ اﻟﺟدار واﻧطﻔﺄت أﻧوار
اﻟﻐرﻓﺔ ﻟﻛن أﻧوار اﻟﻣﻣر ﺑﻘﯾت ﻣﺿﺎءة ﻛﺎﺷﻔﺔ ﻋن ﺻﺑﻲ ﺻﻐﯾر ﯾﻘف ﻋﻧد اﻟﻣدﺧل
ﻟم ﺗﺗﺿﺢ ﻣﻼﻣﺣﮫ ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل ﻟﻛن ﺻوﺗﮫ اﻟﻣوﺟﮫ ﻟﮭﺎ ﻛﺎن واﺿﺣﺎ ً وھو ﯾﻘول:
»أرﯾد اﻟﻠﻌب ﻣﻌك«..
ﻟم ﺗﺗﻣﺎﻟك )ﺳﺎرة( ﻧﻔﺳﮭﺎ وﺧرت ﻣﻐﺷﯾﺎ ً ﻋﻠﯾﮭﺎ وﻓﻘدت اﻟوﻋﻲ..
ﻓﺗﺣت ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ ﺑﻌد وﻗت ﻣﺟﮭول ﻟﮭﺎ ووﺟدت أن ﻻ ﺷﻲء ﺗﻐﯾر ﺣوﻟﮭﺎ ...ﻓﺎﻟﻐرﻓﺔ
ﻻ ﺗزال ﻣظﻠﻣﺔ وﻧور اﻟﻣﻣر اﻟﻣﺿﺎء أﻧﺎر ﺟزءا ً ﻣﻧﮭﺎ ﻣن ﺧﻼل اﻟﺑﺎب اﻟﻣﺷرع
ﻓﻧﮭﺿت ﺑﺑطء وﺣذر ﺣﺎﻣﻠﺔ ھﺎﺗﻔﮭﺎ ﺑﯾﻣﯾﻧﮭﺎ وﻧظرھﺎ ﯾﺣدق ﺑﻣدﺧل اﻟﻐرﻓﺔ وھﻲ
ﺗﺳﯾر ﻧﺣوه وإﺣدى اﻟﺳﻣﺎﻋﺎت ﺗﺗدﻟﻰ ﻣن أذﻧﮭﺎ .ﺧرﺟت ﻣن اﻟﻐرﻓﺔ وﺳﺎرت
ﺑﺎﺗﺟﺎه اﻟﺳﻼﻟم اﻟﻣؤدﯾﺔ ﻟﻠطﺎﺑق اﻟﺳﻔﻠﻲ ﺑﻌد ﻣﺎ ﺗﺛﺑﺗت ﻣن ﺧﻠو اﻟﻣﻣر ﻣن أي أﺣد
وﻛﺎن ھدﻓﮭﺎ ھو اﻟﺧروج ﻣن اﻟﻣﻧزل ﺑﻧﺎء اﻟﺧﺎرﺟﻲ ﺑﺄﺳرع وﻗت ﻟﻛﻧﮭﺎ ﻓوﺟﺋت
ﺑﺄن اﻷﺑواب واﻟﻧواﻓذ ﻧﻘﻠﺔ ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﻛن ﻛذﻟك ﺳﺎﺑﻘﺎ ً.
ﺑﻌد ﻋدة ﻣﺣﺎوﻻت ﯾﺎﺋﺳﺔ ﻹدارة ﻣﻘﺑض ﺑﺎب اﻟﻣﻧزل اﻟداﺧﻠﻲ اﺳﺗدارت وأﻟﺻﻘت
ظﮭرھﺎ ﺑﮫ وﺟﺎﻟت ﺑﻧظرھﺎ ﺣوﻟﮭﺎ وھﻲ ﺗﺗﻧﻔس ﺑﺛﻘل ﺗﺗﻔﺣص ﻏرﻓﺔ اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ
اﻟﻛﺑﯾرة اﻟﺗﻲ ﺣط ﻋﻠﯾﮭﺎ ھدوء وﺳﻛون ﺧﺎﻧﻘﺎن وﻟم ﯾﻛن ﯾﺳﻣﻊ ﺳوى دﻗﺎت ﻋﻘرب
اﻟﺛواﻧﻲ ﻟﺳﺎﻋﺔ ﺣﺎﺋط ﻗدﯾﻣﺔ ﻣﻌﻠﻘﺔ ﺑﺟﺎﻧﺑﮭﺎ .ﻛﺳر ذﻟك اﻟﮭدوء ﺑﺻوت دﺑدﺑﺔ ﺑطﯾﺋﺔ
٣٦
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
أﺗت ﻓﺟﺄة ﻣن اﻟطﺎﺑق اﻟﻌﻠوي وﻛﺎﻧت ﺗﻠك اﻷﺻوات ﺗزداد ﻓﻲ اﻟﻘوة وﺗﻘﺗرب
ﺗدرﯾﺟﯾﺎ ً ﻣﻧﮭﺎ واﺗﺿﺢ أﻧﮭﺎ ﻟﺷﻲء ﯾﺻطدم ﺑﻌﺗﺑﺎت اﻟﺳﻠم وﺑﻌد ﻋدة ﺛوان ظﮭر
ذﻟك اﻟﺷﻲء وھو ﻛرة ﻗدﯾﻣﺔ رﺛﺔ ﺗرﺗطم ﻋﻠﻰ اﻟدرﺟﺎت ﻧزوﻻ ﺣﺗﻰ اﺻطدﻣت
ﺑﺎﻟﻌﺗﺑﺔ اﻷﺧﯾرة وﺗدﺣرﺟت ﻧﺣوھﺎ ﻓﺎﻗﺷﻌر ﺑدﻧﮭﺎ وھﻲ ﺗراﻗﺑﮭﺎ ﺗدﻧو ﻣﻧﮭﺎ وﺗﺗوﻗف
ﻗﺑل ﻣﻼﻣﺳﺔ أطراف أﺻﺎﺑﻊ أﻗداﻣﮭﺎ اﻟﺣﺎﻓﯾﺔ وﻣﺎ زاد ﻣن رھﺑﺗﮭﺎ ھو وﺟود ﺑﻌض
اﻟﻧﻘﺎط اﻟﺳوداء اﻟﻠزﺟﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﻛرة وﺑﯾﻧﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺗﻔﺣص ﺗﻠك اﻟﻧﻘﺎط ﺑوﺟﮫ
ﻣﺗﻌﺟب وﻣﺗرھب ﺳﻣﻌت ﺻوت اﻟﺻﺑﻲ اﻟذي ﺣدﺛﮭﺎ ﺳﺎﺑﻘﺎ ً ﻓﻲ اﻟﻐرﻓﺔ ﯾﻛرر
ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻟﺟﻣﻠﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻗﺎﺋﻼً ﻣن ﺧﻼل اﻟﺳﻣﺎﻋﺔ ﻓﻲ أذﻧﮭﺎ:
»أرﯾد اﻟﻠﻌب ﻣﻌك «...
ﺻرﺧت )ﺳﺎرة( ﺑﻘوة وﺷدت اﻟﺳﻣﺎﻋﺔ ﻣن أذﻧﮭﺎ ورﻣت ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض
وﺟرت ﻧﺣو اﻟﻣطﺑﺦ وﺳﺣﺑت أﺣد اﻟﺳﻛﺎﻛﯾن وھﻲ ﺗﺑﻛﻲ ﺑﺷدة ورﻓﻌت ھﺎﺗﻔﮭﺎ
ﻟﺗﺗﺻل ﺑﺎﻟﺷرطﺔ ﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗوﻗﻔت ﻋﻧدﻣﺎ ﺷﺎھدت ﻣﻧظرا ً ﺟﻣد اﻟدم ﻓﻲ ﻋروﻗﮭﺎ وﺷل
ﻋﺎ .ﺷﺎھدت ﺑﺎب اﻟﻔرن ﯾﻔﺗﺢ ﺑﺑطء ﻣﺣدﺛﺎ ً ﺻرﯾرا ً ﺣﺎدا ً أطل ﻋﻠﻰ أطراﻓﮭﺎ ﺟز ً
أﺛره ذﻟك اﻟﺻﺑﻲ ﺑرأﺳﮫ وﺗﻣﻛﻧت وﻗﺗﮭﺎ ﻣن رؤﯾﺔ ﺗﻔﺎﺻﯾل وﺟﮭﮫ وﺟزء ﻣن
ﺟﺳده وھﻲ ﻧﻔﺳﮭﺎ اﻟﺗﻲ ﺷﺎھدھﺎ أﺧواھﺎ ﻣن ﻗﺑﻠﮭﺎ ..ﺻﺑﻲ ﺻﻐﯾر ﺑﻣﻼﺑس ﻣﻠطﺧﺔ
ﺑﻣﺎدة ﺳوداء ﻟزﺟﺔ وﻋﻠﻰ وﺟﮭﮫ آﺛﺎر اﻟﺗﻌﻔن وﻣﻌظم أﺳﻧﺎﻧﮫ ﻣﻔﻘودة.
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن اﻟرﻋب اﻟذي ھﺟم ﻋﻠﻰ ﺻدرھﺎ وأطﺑق ﻋﻠﻰ ﻗﻠﺑﮭﺎ ﻛﺎن أﻛﺑر ﻣﻣﺎ
ﺗﺣﺗﻣل إﻻ أﻧﮭﺎ ﻟم ﺗﻔﻘد ﺗوازﻧﮭﺎ وﺟرت ﻧﺣو اﻟﻔرن وأﻏﻠﻘﺗﮫ ﻣدﯾرة اﻟﻣﻘﺑس ﻣﺷﻌﻠﺔ
اﻟﻧﺎر وﺳطﮫ ﺑدأ اﻟﺻﺑﻲ ﺑﺎﻟﺻراخ واﻟﻌوﯾل واﻟﺿرب ﻋﻠﻰ ﺑﺎﺑﮫ اﻟﺻﻐﯾر ﺑﻌﻧف
ﺻﺎﺣﺑﮫ ارﺗﻌﺎش واھﺗزاز ﻓﻲ أﻧوار اﻟﻣﻧزل ﻛﻠﮭﺎ ﻗﺑل أن ﯾﺗوﻗف ﻛل ﺷﻲء ﻓﻲ
اﻟوﻗت ﻧﻔﺳﮫ.
..اﻟﺻراخ ..اﻷﻧوار ..اﻟﻣوﻗد...
ﻛﻠﮭﺎ ﺗوﻗﻔت دﻓﻌﺔ واﺣدة ﺗﺎرﻛﺔ )ﺳﺎرة( اﻟﻣﻣﺳﻛﺔ ﺑﺎﻟﺳﻛﯾن ﺑﯾد وھﺎﺗﻔﮭﺎ ﺑﺎﻟﯾد
اﻷﺧرى واﻗﻔﺔ ﻓﻲ ظﻼم داﻣس ﻟﻌدة ﺛوان ﺑﺟﺑﯾن ﻣﺗﻌرق ﻗﺑل أن ﺗﺗﺄﻗﻠم ﻋﯾﻧﺎھﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺗﻣﺔ ﻟﺗﺗﻣﻛن ﻣن رؤﯾﺔ اﻟطرﯾق اﻟﻣؤدي ﻟﻐرﻓﺔ اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ﻟﺗﺳﯾر ﻣﺟددا ً ﻧﺣو
ﻣﺧرج اﻟﻣﻧزل اﻟداﺧﻠﻲ ﻹﻋﺎدة اﻟﻣﺣﺎوﻟﺔ وھذه اﻟﻣرة ﺗﻣﻛﻧت ﻣن إدارة اﻟﻣﻘﺑض
ﻟﻛن وﻗﺑل أن ﺗﻔﺗﺢ اﻟﺑﺎب ﺳﺣﺑﮭﺎ ﺷﻲء ﻣﺎ ﺑﻘوة ﻟﻠﺧﻠف ورﻣﻰ ﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ إﺣدى
اﻷراﺋك ﻣﺳﻘطﺎ ﻣن ﯾدﯾﮭﺎ اﻟﺳﻛﯾن واﻟﮭﺎﺗف اﻟذي ﺑدأ ﯾرن وﺷﺎﺷﺗﮫ اﻟﻣﺿﺎءة
أظﮭرت اﺳم )ﺑﻧدر(.
٣٧
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
وﺻل أﺧواھﺎ ﻋﻧد ﻣﻧزل أﺧﺗﮭﻣﺎ اﻟﻛﺑرى )ﻋﺎﺋﺷﺔ( وﺗرﺟﻼ ﻣن اﻟﺳﯾﺎرة ﻋﻠﻰ
اﻟﻔور وﻋﻧد وﻗوﻓﮭﻣﺎ أﻣﺎم اﻟﺑﺎب وﻗﺑل أن ﯾطرﻗﮫ أﺣدھﻣﺎ ﻗﺎل )ﻓﮭد( ﻣﺗﺳﺎﺋﻼً ﺑﻌد
ﻣﺎ رﻓﻊ ﻧظره ﻟﻸﻋﻠﻰ:
ﻟم ﻛل أﻧوار اﻟﻣﻧزل ﻣطﻔﺄة؟ ھل اﻟﻛﮭرﺑﺎء ﻣﻘطوﻋﺔ ﻋن اﻟﺣﻲ؟
)ﺑﻧدر( وﻧظره ﻋﻠﻰ ﺑﻘﯾﺔ ﺑﯾوت اﻟﺣﺎرة :ﻻ ..ﻓﻘط ﻣﻧزل )ﻋﺎﺋﺷﺔ(
)ﻓﮭد( طﺎرﻗﺎ ً اﻟﺑﺎب ﺑﻘﺑﺿﺗﮫ) :ﻋﺎﺋﺷﺔ(! )ﺳﺎرة(! اﻓﺗﺣﺎ اﻟﺑﺎب!
)ﺑﻧدر( :ﻟم ﻻ ﺗﺳﺗﺧدم اﻟﺟرس؟
)ﻓﮭد( وھو ﻣﺳﺗﻣر ﺑﺎﻟطرق ﺑﻌد ﻣﺎ أدار ﻧظره ﻧﺣو أﺧﯾﮫ وﻗﺎل ﻣﺗﮭﻛﻣﺎ ً:
ﻛﯾف دﺧﻠت ﻛﻠﯾﺔ اﻟطب؟
)ﺑﻧدر( وھو ﯾﺷﺎرﻛﮫ اﻟطرق :ﺣﺳﻧﺎ ً ..ﺣﺳﻧﺎ ً ..ﻻ ﺗﻠﻣﻧﻲ ﻓﮭذه اﻟﻠﯾﻠﺔ ﻟﯾﺳت طﺑﯾﻌﯾﺔ
ﺑﻌد ﻣﺣﺎوﻻت ﻋدة ﻓﻘد اﻻﺛﻧﺎن اﻷﻣل ﺑﺄن ﯾﺗﻠﻘﯾﺎ إﺟﺎﺑﺔ.
)ﺑﻧدر( :ﻟﻌﻠﮭﻣﺎ ﺧرﺟﺗﺎ
)ﻓﮭد( :وأﯾن ﺳﺗذھﺑﺎن ﻓﻲ ھذه اﻟﺳﺎﻋﺔ؟ ...وﻣﻊ ﻣن؟ ...ﻻ ...ﻓﮭﺎ ﻟم ﺗﻌﺗﺎدا ﻋﻠﻰ
اﻟﺧروج ﻓﻲ ﻣﺛل ھذا اﻟوﻗت
)ﺑﻧدر( :وﻣﺎ أدراك أﻧت ﺑﻌواﺋدھﻣﺎ؟ ﻟﻘد اﻧﺗﻘﻠت ﻟﺷﻘﺗك ﻣﻧذ أﻛﺛر ﻣن أرﺑﻌﺔ
أﺷﮭر ..اﻟﻛﺛﯾر ﻗد ﯾﺣدث ﺧﻼل ذﻟك
)ﻓﮭد( ﺑﺗﺟﮭم :ھل ﺗﻠﻣﺢ إﻟﻰ أﻧﻲ ﻻ أﻋرف ﺷﯾﺋﺎ ً ﻋﻧﮭﻣﺎ؟
!
ﻗﺑل أن ﯾﺟﯾب )ﺑﻧدر( ﻋﻠﻰ أﺧﯾﮫ ﺳﻣﻊ اﻻﺛﻧﺎن ﺻوت ﻗﻔل اﻟﺑﺎب ﯾﺗﺣرك ﺗﺑﻌﺗﮫ
ﺣرﻛﺔ درﻓﺗﮫ ﺑﺑطء ﺻﺎﺣﺑﮭﺎ ﺻرﯾر ﻣﺧﯾف وﻟم ﺗﺗوﻗف ﺣرﻛﺗﮫ ﺣﺗﻰ ﻓﺗﺢ اﻟﺑﺎب
ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل..
٣٨
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
ﻧظر اﻻﺛﻧﺎن ﻟوﺳط اﻟﻣﻧزل اﻟﻣظﻠم ﺛم وﺟﮭﺎ أﻧظﺎرھﻣﺎ ﺑﻌﺿﮭﺎ ﻟﺑﻌض ﺑﺄﻋﯾن
ﻣﺗرھﺑﺔ وﻟم ﯾﻘل أﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺷﯾﺋﺎ ً ﻟﻌدة ﺛوان ﺣﺗﻰ ﻛﺳر )ﻓﮭد( اﻟﺻﻣت ﻗﺎﺋﻼً :ھل
ﺗظن ...؟
)ﺑﻧدر( ﻣﻘﺎطﻌﺎ ً ﺑﺻوت راﺟف وﺧﻔﯾض:
»ﻻ ﺗزرع أي أﻓﻛﺎر ﺑرأﺳﻲ .ﻟﻧدﺧل ﻓﻘط وﻟﻧطﻣﺋن ﻋﻠﻰ أﺧﺗﯾﻧﺎ«..
دﺧل اﻷﺧﺎن ﻟوﺳط اﻟﻣﻧزل اﻟﻣظﻠم وﺑﻌد ﺗﻔﻘد وﺟﯾز ﻓﻲ اﻟﻌﺗﻣﺔ اﺷﺗﻌﻠت أﻧوار
اﻟﻣﻧزل ﻛﻠﮭﺎ دﻓﻌﺔ واﺣدة ﻓﻘﺎل )ﺑﻧدر( ﺑﻌد ﻣﺎ رﻓﻊ رأﺳﮫ ﻟﻸﻋﻠﻰ:
ﯾﺑدو أن اﻟﻛﮭرﺑﺎء ﻋﺎدت...
)ﻓﮭد( ﺟﺎﺋﻼً ﺑﻧظره ﻣﺗﻔﺣﺻﺎ ً اﻟﻣﻛﺎن :وھل ﻛﺎﻧت ﻣﻘطوﻋﺔ ﻣن اﻷﺳﺎس؟
)ﺑﻧدر( :ﻣﺎذا ﺗﻘﺻد؟
)ﻓﮭد( ﺑﻧﺑرة ﻣرﺗﻔﻌﺔ ﻣﺷﯾرا ً ﺑﺳﺑﺎﺑﺗﮫ ﻟﻣدﺧل ﻏرﻓﺔ اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ :اﻧظر!
ﺟرى )ﻓﮭد( وﻣن ﺧﻠﻔﮫ )ﺑﻧدر( ﻟوﺳط ﻏرﻓﺔ اﻟﻣﻌﯾﺷﺔ ﺑﻌد ﻣﺎ ﻟﻣﺣﺎ أﺛﺎﺛﮭﺎ اﻟﻣﻘﻠوب
وﺷﺎھدا أﺧﺗﮭﻣﺎ ﻣﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻓﺎﻗدة ﻟﻠوﻋﻲ وﻣﻊ اﻗﺗراﺑﮭﺎ ﻣﻧﮭﺎ أﻛﺛر ﻻﺣظﺎ
أن وﺟﮭﮭﺎ وﻣﻼﺑﺳﮭﺎ ﺗﻐطت ﺑﻣﺎدة ﺳوداء ﻟزﺟﺔ وﺑﻌد أن ﺣﻣل )ﻓﮭد( رأﺳﮭﺎ ﺑﻛﻔﮫ
ووﺿﻌﮫ ﻋﻠﻰ ﺣﺟره ﻣﺳﺢ ﺑﺄﻧﺎﻣﻠﮫ ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﻣﺎدة وﻗﺎل ﻣﺣدﺛﺎ ً ﻧﻔﺳﮫ ﺑﺻوت
ﻣﺳﻣوع ﻷﺧﯾﮫ :ﻣﺎ ھذا؟ :ﻣﺎ اﻟذي ﺣدث ھﻧﺎ؟
)ﺑﻧدر( ﺑﻘﻠق :ھل ﻣﺎﺗت؟
)ﻓﮭد( ﻣﻘرﺑﺎ ً أذﻧﮫ ﻣن أﻧﻔﮭﺎ :ﻻ ..إﻧﮭﺎ ﻻ ﺗزال ﺗﺗﻧﻔس!
)ﺑﻧدر( :ھﯾﺎ ﻟﻧﺄﺧذھﺎ ﻟﻠﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﻓﻲ اﻟﺣﺎل!
ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺔ ﺑدأت )ﺳﺎرة( ﺗﺳﻌل وﻛﺄﻧﮭﺎ ﻏرﯾق ﻗد اﺳﺗﻧﺷق اﻟﮭواء ﻟﻠﺗو..
٣٩
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﻓﮭد( ﻣﺎﺳﺣﺎ ً ﻋﻠﻰ ﺟﺑﯾﻧﮭﺎ :ھل أﻧ ِ
ت ﺑﺧﯾر؟ أﯾن )ﻋﺎﺋﺷﺔ(؟ )ﺳﺎرة( ﻓﺎﺗﺣﺔ ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ
ﺑﺑطء ﺑوﺟﮫ ﺗﺎﺋﮫ :أﯾن أﻧﺎ؟
ت ﻓﻲ ﻣﺄﻣن اﻵن ..ھل ﺗذﻛرﯾن ﺷﯾﺋﺎ ً ﻣﻣﺎ ﺣدث ھﻧﺎ؟
)ﺑﻧدر( :أﻧ ِ
)ﺳﺎرة( :ﻛﺎن ﯾﻼﺣﻘﻧﻲ...
)ﻓﮭد( :ﻣن؟ ﻣن ﻛﺎن ﯾﻼﺣﻘك؟
)ﺳﺎرة( :ﻻ أﻋرف ..ﺻﺑﻲ ﺻﻐﯾر ﻣﺧﯾف.
ﻧظر )ﻓﮭد( ﻟـ )ﺑﻧدر( وﻗﺎل :ﻟﻘد ﺗﻌرﺿت ﻟﻧﻔس ﻣﺎ ﺗﻌرﺿﻧﺎ ﻟﮫ
)ﺑﻧدر( :إﻧﮫ »ﺳﻌد اﻟد ﱠﺑﱠﺎس«.
)ﺳﺎرة( :ﺳﻌد ﻣن؟
)ﺑﻧدر( ﺟﺎﺛﯾﺎ ً ﻋﻧد أﺧﺗﮫ ﻣﺗﻔﺣﺻﺎ ً ﺣﺎﻟﺗﮭﺎ :ھل ﺗﺷﻌرﯾن ﺑﺄي ﻏﺛﯾﺎن أو ﺻداع؟
اﻋﺗدﻟت )ﺳﺎرة( ﻓﻲ ﺟﻠﺳﺗﮭﺎ ﻣﻼﺣظﺔ اﻟﻣﺎدة اﻟﺳوداء اﻟﻠزﺟﺔ اﻟﻣﻐطﯾﺔ ﻟﮭﺎ وﻗﺎﻟت:
»ﻻ .ﻣﺎ ھذه اﻟﻣﺎدة اﻟﻣﻠﺗﺻﻘﺔ ﺑﻲ؟«
ﻣﺳﺢ )ﺑﻧدر( ﺑﺳﺑﺎﺑﺗﮫ ﺑﻌض ﺗﻠك اﻟﻣﺎدة وھم ﺑﺗﻘرﯾﺑﮭﺎ ﻣن ﻓﻣﮫ ﻟﻛن )ﻓﮭد( أﻣﺳك
ﯾده وﻗﺎل :ﻣﺎذا ﺗﻔﻌل؟!
أﻛﻣل )ﺑﻧدر( ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﻘوم ﺑﮫ واﺿﻌﺎ ً ﺳﺑﺎﺑﺗﮫ ﻋﻠﻰ طرف ﻟﺳﺎﻧﮫ ﻣﺗذوﻗﺎ ً ﺗﻠك اﻟﻣﺎدة
اﻟﺳوداء..
راﻗﺑت )ﺳﺎرة( و)ﻓﮭد( أﺧﺎھﻣﺎ اﻟذي ﻗﺎل» :إﻧﮭﺎ ﺣﻠوة اﻟﻣذاق ..ﻛﺎﻟﻌﺳل
اﻷﺳود«...
٤٠
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
(ﻓﮭد( :ﻣﺎذا ﺗرﯾد أن ﺗﻘول؟
)ﺑﻧدر( ﻣوﺟﮭﺎ ً ﺣدﯾﺛﮫ ﻷﺧﺗﮫ :أﯾن )ﻋﺎﺋﺷﺔ(؟
)ﺳﺎرا( :ﺧرﺟت
)ﻓﮭد( ﺑﺎﺳﺗﻐراب :ﺧرﺟت؟ ﻓﻲ ھذه اﻟﺳﺎﻋﺔ؟ ...ووﺣدھﺎ؟
)ﺑﻧدر( :إﻟﻰ أﯾن ذھﺑت؟
)ﺳﺎرا( :ﻻ أﻋرف ..أﺧﺑرﺗﻧﻲ أن ﻟدﯾﮭﺎ ﻣﺷوارا ً ﻣﮭﻣﺎ ً وﻗد ﺗﺗﺄﺧر
)ﻓﮭد( :ﻛل ﻣﺎ ﺣدث اﻟﯾوم ﻟﯾس ﻣﺻﺎدﻓﺔ وھﻧﺎك ﺗراﺑط ﺑﯾﻧﮭﺎ ..أﻧﺎ ﻣﺗﯾﻘن ﻣن أن
ھﻧﺎك ﺷﯾﺋﺎ ً ﯾﺧﻔﯾﺎﻧﮫ ﻋﻠﯾﻧﺎ
)ﺑﻧدر( :ﻣن ﺗﻘﺻد؟
)ﻓﮭد() :ﻋﺎﺋﺷﺔ( و )ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ..ﻣﻧذ أن ﻋرﺿﻧﺎ ﻋﻠﯾﮭﻣﺎ ﺗﻠك
اﻟﺻورة ھذا اﻟﺻﺑﺎح واﻷﻣور ﻓﻲ ﺗدھور ﻣﺳﺗﻣر ..أﻧﺎ ﻣﺗﯾﻘن ﻣن أﻧﮭﻣﺎ ﯾﻣﻠﻛﺎن
اﻹﺟﺎﺑﺔ
)ﺳﺎرة( :ھل ﺗﻘﺻد أﻧﮭﻣﺎ ﯾﻌرﻓﺎن اﻟﺻﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺻورة؟
)ﻓﮭد( :ﻧﻌم ..وﻗد ﺗﺄﻛد اﻵن أﻧﮫ ھو ﻣن ھﺎﺟﻣﻧﺎ اﻟﻠﯾﻠﺔ
)ﺑﻧدر( :ﻧﻌم ﻟﻛن ﻟﻣﺎذا؟
)ﻓﮭد( ﻧﺎھﺿﺎ ً ﻣن ﻣﻛﺎﻧﮫ :ھذا ﻣﺎ ﺳﻧﺟﺑر أﺧوﯾﻧﺎ اﻟﻛﺑﯾرﯾن ﻋﻠﻰ إﺧﺑﺎرﻧﺎ ﺑﮫ
)ﺑﻧدر( :وأﯾن ﺳﻧﺟدھﻣﺎ ﻓﻲ ھذه اﻟﺳﺎﻋﺔ؟ ھل أﺗﺻل ﺑﮭﻣﺎ؟
٤١
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﻓﮭد( :ﻟن ﯾﺟﯾب أﺣد ﻣﻧﮭﻣﺎ ﻋﻠﯾك ..ﻟﻛن ﻟدي ﺣدس ﻗوي ﻋن ﻣﻛﺎن وﺟودھﻣﺎ
)ﺳﺎرة( :أﯾن؟
)ﺑﻧدر( ﻣﺳﺗوﻋﺑﺎ ً ﻗﺻد أﺧﯾﮫ :ﻣﻧزﻟﻧﺎ اﻟﻘدﯾم
٤٢
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
ﺳّﺮ اﻟﺠّﺮة
رﻛب اﻟﺛﻼﺛﺔ ﺳﯾﺎرة )ﺑﻧدر( ﺑﻌد ﻣﺎ اﻏﺗﺳﻠت )ﺳﺎرة( واﺳﺗﺑدﻟت ﻣﻼﺑﺳﮭﺎ وﻛﺎﻧت
اﻟﻧﯾﺔ ھﻲ أن ﯾﺄﺧذاھﺎ ﻟﺑﯾت أﺣد أﻗﺎرﺑﮭم ﻟﻛﻧﮭﺎ أﺻرت ﻋﻠﻰ ﻣراﻓﻘﺗﮭﻣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ
ﻋﻠﻣت ﺑﺄﻧﮭﻣﺎ ﯾﻧوﯾﺎن اﻟذھﺎب ﻟﻣﻧزﻟﮭم اﻟﻘدﯾم ﻹﺣﺳﺎﺳﮭم اﻟﻘوي ﺑﺄن ﻣﺎ ﯾﺣدث ﻟﮭم
ﻟﮫ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﮫ وأن )ﻋﺎﺋﺷﺔ( و)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﯾﺧﻔﯾﺎن ﺳّرا ً ﻣﺎ وأﻧﮭﻣﺎ ﻏﺎﻟﺑﺎ ً
ﻣوﺟودان ھﻧﺎك ﺧﻼل اﻟطرﯾق ﺣﻛت ﻟﮭﻣﺎ أﺧﺗﮭﻣﺎ ﻣﺎ ﺣدث ﻣﻌﮭﺎ ﺑﺎﻟﺗﻔﺻﯾل ﻣﻣﺎ
زاد ﯾﻘﯾﻧﮭﻣﺎ أن اﻷﻣر ﻟﮫ ﻋﻼﻗﺔ ﺑﺎﻟﺻﺑﻲ ﻓﻲ اﻟﺻورة ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد ﺗطﺎﺑق وﺻﻔﮭﺎ
ﻟﺷﻛﻠﮫ ﻣﻊ ﻣﺎ ﺷﮭداه ﺑﺄﻧﻔﺳﮭﻣﺎ.
ﻋﻧد وﺻوﻟﮭم ﻟﺣﯾﮭم اﻟﻘدﯾم واﻗﺗراﺑﮭم ﻣن ﺑﯾﺗﮭم اﻟطﯾﻧﻲ ظﮭرت ﻟﮭم ﻓﻲ اﻷﻓق
ﺳﯾﺎرة أﺧﯾﮭم اﻷﻛﺑر ﻓﻘﺎل )ﻓﮭد(:
ﻛﻣﺎ ﺗوﻗﻌت ..ﻛﻧت واﺛﻘﺎ ً ﻣن أﻧﻲ ﺳﺄﺟده ھﻧﺎ وأﻧﺎ واﺛق ﻣن أن )ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﻣﻌﮫ
)ﺳﺎرة( ﻣن اﻟﻣﻘﻌد اﻟﺧﻠﻔﻲ :ﻧﻌم ﻟﻛن ﻟﻣﺎذا ﻋﺎدا إﻟﻰ ھﻧﺎ؟
)ﺑﻧدر( :ھذا ﻣﺎ ﺳﻧﻌرﻓﮫ ﻣﻧﮭﻣﺎ اﻵن وﺳﻧﻌرف ﻣﺎ ھﻲ ﻋﻼﻗﺗﮭﻣﺎ ﺑذﻟك اﻟﺻﺑﻲ ﻓﻲ
اﻟﺻورة
٤٣
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﺳﺎرة( :وﻟو أﻧﻛرا ﻛﻣﺎ ﻓﻌﻼ اﻟﯾوم؟
)ﻓﮭد( ﻣﺧرﺟﺎ ً اﻟﺻورة ﻣن ﺟﯾﺑﮫ ﻣﺣدﻗﺎ ً ﺑﮭﺎ :ﻻ ﻣﺟﺎل ﻟﻺﻧﻛﺎر ﺑﻌد ﻣﺎ ﺷﺎھدﻧﺎ ﻣﺎ
ﺷﺎھدﻧﺎه ..ھﯾﺎ ﺑﻧﺎ.
)ﺳﺎرة( ﺑﺗردد :أﻧﺎ ﺧﺎﺋﻔﺔ.
)ﺑﻧدر( ﻣﻠﺗﻔﺗﺎ ً ﻧﺣو أﺧﺗﮫ :اﺑﻘﻲ ھﻧﺎ إذا ً ﺣﺗﻰ ﻧﻌود
)ﺳﺎرة( ﺑﺗوﺗر :ﺳﺄﺻﺎب ﺑﺎﻟرﻋب ﻟو ﺑﻘﯾت ھﻧﺎ وﺣدي!
ت ﻣن أﺻر ﻋﻠﻰ اﻟﻘدوم ﻣﻌﻧﺎ!
)ﺑﻧدر( ﺑﻌﺻﺑﯾﺔ :أﻧ ِ
)ﻓﮭد( ﻣﻌﯾدا اﻟﺻورة ﻟﺟﯾﺑﮫ :ھل ﺗرﯾدﯾن أن ﻧﻌﯾدك ﻟﻠﻣﻧزل؟
)ﺳﺎرة( :ﻻ ..أﻓﺿل اﻟﺑﻘﺎء ﻣﻌﻛﻣﺎ ﻋﻠﻰ أن أﻋود.
)ﺑﻧدر( ﻣوﺟﮭﺎ ﻧظره ﻷﺧﯾﮫ :ﻛﺎن ذﻟك اﻟﺣوار ﻣﺿﯾﻌﺔ ﻟﻠوﻗت أﻟﯾس ﻛذﻟك؟
)ﻓﮭد( ﻓﺎﺗﺣﺎ ً ﺑﺎﺑﮫ :ﻟﻧﺄﻣل أن اﻟﺣوار اﻟﺗﺎﻟﻲ ﺳﯾﻛون ﻣﺛﻣرا ً أﻛﺛر
)ﺳﺎرة( ﻣﺗﺟﮭﻣﺔ :ﻣﺎذا ﺗﻘﺻدان؟!
ﺗرﺟل اﻹﺧوة ﻣن اﻟﺳﯾﺎرة وﺳﺎروا ﻧﺣو ﻣﻧزﻟﮭم اﻟطﯾﻧﻲ اﻟﻘدﯾم ﻣﺗﺟﺎوزﯾن ﺳﯾﺎرة
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( اﻟﻣرﻛوﻧﺔ أﻣﺎﻣﮫ وﻋﻧد وﻗوﻓﮭم أﻣﺎم ﺑﺎﺑﮫ اﻟﺣدﯾدي اﻟﻛﺑﯾر ﻗﺎل
)ﺑﻧدر( وھو ﯾﺗﺄﻣل ﻧﻘوﺷﮫ :
"ﻣﺎذا اﻵن؟"
)ﻓﮭد( ﯾﺷﺎرﻛﮫ اﻟﺗﺄﻣل :ﻧطرق اﻟﺑﺎب ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أظن
ﺳﺎرت )ﺳﺎرة( ﺑﯾﻧﮭﻣﺎ ودﻓﻌت درﻓﺔ اﻟﺑﺎب وھﻲ ﺗﻘول :اﻟﺑﺎب ﻣﻔﺗوح ...
٤٤
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﻓﮭد( وھو ﯾﺗﺑﻊ أﺧﺗﮫ ﻟﻠداﺧل :ﻛﻧت أظﻧك ﺧﺎﺋﻔﺔ.
ﺑﻌد ﻋدة ﺧطوات ﻗﺎدﺗﮭم ﻟﻔﻧﺎء اﻟﻣﻧزل ذي اﻟﺳﻘف اﻟﻣﻔﺗوح وﺻﻠوا ﺣﯾث ﻛﺎﻧت
اﻟطﺎوﻟﺔ اﻟﺧﺷﺑﯾﺔ واﻟﻛراﺳﻲ اﻟﺑﻼﺳﺗﯾﻛﯾﺔ اﻟﺗﻲ اﺟﺗﻣﻌوا ﺣوﻟﮭﺎ ظﮭر ذﻟك اﻟﯾوم
وﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أن اﻷﻧوار ﻟم ﺗﻛن ﻣﺿﺎءة إﻻ أﻧﮭم وﺑﺳﺑب ﺿوء اﻟﻘﻣر اﻟﻣﻛﺗﻣل
ﺗﻣﻛﻧوا ﻣن رؤﯾﺔ ﺧﯾﺎل ﺷﺧﺻﯾن ﯾﺟﻠﺳﺎن ﺑﻌﺿﮭﻣﺎ ﺑﺟﺎﻧب ﺑﻌض) ..ﻋﺎﺋﺷﺔ( و
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ...
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﺑﻌد ﻣﺎ ﺗﻌرف ﻋﻠﻰ ﻣﻼﻣﺢ إﺧوﺗﮫ وﺑﻧﺑرة ﻣﺗﻌﺟﺑﺔ :ﻣﺎ اﻟذي أﺗﻰ
ﺑﻛم؟
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ﻣﺎذا ﺗﻔﻌﻠون ھﻧﺎ؟
)ﻓﮭد( :ﻛﻧت ﺳﺄﺳﺄﻟﻛﻣﺎ اﻟﺳؤال ﻧﻔﺳﮫ ..ﻣﺎ اﻟﺣﻛﺎﯾﺔ؟ ﺻﻣت اﻻﺛﻧﺎن ﺑﻌد ﻣﺎ ﺣدﻗﺎ
ﺑﻌﺿﮭﺎ ﺑﺑﻌض ﻟﺛواٍن أﻧزﻟت ﺑﻌدھﺎ )ﻋﺎﺋﺷﺔ( رأﺳﮭﺎ ﺗﺎرﻛﺔ )ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﯾﻘول:
»أﺗﯾﻧﺎ ﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﺑﻌض اﻷﻣور اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑﺈزاﻟﺔ اﻟﻣﻧزل ..ﻓﻘط ﻻ أﻛﺛر«...
)ﺑﻧدر( :ﻧرﯾد اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﯾﺎ أﺧﻲ ..اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ وﻻ ﻏﯾرھﺎ.
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﺑﺗﺟﮭم :ھل ﺗﺗﮭﻣﻧﻲ ﺑﺎﻟﻛذب؟! وﻋن أي ﺣﻘﯾﻘﺔ ﺗﺗﺣدث؟!
)ﻓﮭد( ﻣﺧرﺟﺎ اﻟﺻورة ﻣﻠوﺣﺎ ً ﺑﮭﺎ:
»ﻣﺎ ﺣﻛﺎﯾﺔ ھذا اﻟﺻﺑﻲ اﻟذي ﯾظﮭر ﺧﻠﻔك وﺧﻠف )ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﻓﻲ اﻟﺻورة؟ ﻟﻘد
ھﺎﺟﻣﻧﻲ أﻧﺎ و )ﺑﻧدر( و )ﺳﺎرة( اﻟﻠﯾﻠﺔ وﻧﺣن واﺛﻘون ﻣن أﻧﮫ اﻟﺻﺑﻲ ﻧﻔﺳﮫ ..وﻣﺎ
زاد ﻣن ﺛﻘﺗﻧﺎ اﺟﺗﻣﺎﻋﻛﻣﺎ اﻟﻣرﯾب ھﻧﺎ وﻓﻲ ھذه اﻟﺳﺎﻋﺔ ﻓﻲ ﻣﻧزﻟﻧﺎ اﻟﻘدﯾم ..ﻣﺎذا
ﺗﺧﻔﯾﺎن ﻋﻠﯾﻧﺎ؟«
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( ورأﺳﮭﺎ ﻻ ﯾزال ﻣﻧزﻻً وﻧظرھﺎ ﻟﺣﺟرھﺎ) :ﺳﻌد() ..ﺳﻌد( ﻋﺎد
)ﺳﺎرة( :ﻣن ﯾﻛون ﺳﻌد ھذا؟
٤٥
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﺑﻧدر( :ﺳﻌد اﻟدﺑﺎس ..أﻟﯾس ﻛذﻟك؟
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﺑﺎﻧدھﺎش :ﻛﯾف ﻋرﻓت اﺳﻣﮫ ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل؟
)ﻓﮭد( :ﺧﺎﻟﻲ )ﺻﺎﻟﺢ( أﺧﺑرﻧﺎ.
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( راﻓﻌﺔ رأﺳﮭﺎ وﺑﻧﺑرة ﻗﻠﻘﺔ :أﺧﺑرﻛﻣﺎ؟! أﺧﺑر ﻛﻣﺎ ﺑﻣﺎذا؟!
)ﺑﻧدر( :ﻟم ...
)ﻓﮭد( ﻣﻘﺎطﻌﺎ ً :أﺧﺑرﻧﺎ ﺑﻛل ﺷﻲء ﻟذا ﻟم ﯾﻌد ھﻧﺎك ﻓﺎﺋدة ﻣن إﺧﻔﺎء اﻷﻣر ﻋﻠﯾﻧﺎ
أﻛﺛر ..ﻧرﯾد ﻣﻌرﻓﺔ ﻛل ﺷﻲء وﺳﻣﺎﻋﮫ ﻣﻧﻛﻣﺎ اﻵن.
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( زاﻓرا ً :ﻟم ﻧﻛن ﻧرﯾد أن ﻧﺧﺑرﻛم ﺑﺎﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟﻧﺣﻣﯾﻛم
)ﺳﺎرة( :ﺗﺣﻣوﻧﻧﺎ ﻣن ﻣﺎذا؟
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :اﺟﻠﺳوا وﺳﺄﺣﻛﻲ ﻟﻛم ﻛل ﺷﻲء ﺟﻠس اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺣول اﻟطﺎوﻟﺔ
اﻟﺧﺷﺑﯾﺔ وأﻧﺻﺗوا ﻷﺧﯾﮭم اﻷﻛﺑر وھو ﯾروي ﺣﻛﺎﯾﺔ )ﺳﻌد اﻟدﺑﺎس( ...
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن() :ﺳﻌد( ﻛﺎن اﺑن ﺑﺎﺋﻌﺔ اﻟدﺑس ﻓﻲ ﺣﯾﻧﺎ وﻣن ھﻧﺎ أﺗت ﺗﺳﻣﯾﺗﮭم ﺑـ
)اﻟدﺑﺎس( ﻓذﻟك ﻟم ﯾﻛن ﻟﻘب ﻋﺎﺋﻠﺗﮭم ،ﺑل ﻟﻘﺑﺎ ً ارﺗﺑط ﺑﮭم ﺑﺳﺑب ﻣﮭﻧﺔ )أم ﺳﻌد(
وﻗد ﻛﺎﻧت اﻣرأة ﺗﺟول ﻋﻠﻰ اﻟﺑﯾوت ﻟﻌرض ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﮭﺎ اﻟﻣﻧزﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﺣﻠوﯾﺎت
واﻟﺗﻣور وﻣﺷﺗﻘﺎﺗﮭﺎ وﻛﺎن )ﺳﻌد( ﻓﺗﻰ ﯾﺗﯾﮭﺎ وﻧﺎدرا ً ﻣﺎ ﻧراه ﯾﺧﺎﻟط أطﻔﺎل اﻟﺣﻲ
ﻟﻠﻌب ﻣﻌﮭم ﻷن أﻣﮫ ﻻ ﺗﻔﺎرق .أﺑدا ً وﻻ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﮫ ﺑﺎﻟﺧروج أو اﻻﺑﺗﻌﺎد ﻋﻧﮭﺎ وﻟم
ﯾﻛن ﯾرى اﻟﺷﺎرع اﻻ ﺧﻼل ﺟوﻻﺗﮭﺎ ﺗﻠك ﻟذا ﻛﺎن ﯾﺗﺣﻣس ﻛﺛﯾرا ﻋﻧدﻣﺎ ﺗطﯾل أﻣﮫ
اﻟﺑﻘﺎء ﻓﻲ أﺣد اﻟﻣﻧﺎزل ﻟﻠﺗﻔﺎوض ﻋﻠﻰ اﻷﺳﻌﺎر ﻣﻊ زﺑﺎﺋﻧﮭﺎ وﯾﻘﺿﻲ ﺗﻠك اﻟدﻓﺎﺗر
اﻟﻣﻌدودة ﻓﻲ اﻟﺗﻌرف ﻋﻠﻰ أطﻔﺎل ذﻟك اﻟﻣﻧزل وﺳرﻗﺔ ﻟﺣظﺎت ﻣن اﻟﻠﻌب ﻣﻌﮭم
ﻗﺑل أن ﺗﻧﮭره وﺗرﺣل ﻣﻌﮫ ﻟﻣﻧزل آﺧر.
ﻟم ﺗﻛن )أم ﺳﻌد( أﻣﺎ ﻗﺎﺳﯾﺔ ﻟﻛن ﺧوﻓﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﺑﻧﮭﺎ اﻟوﺣﯾد ﻛﺎن ﻣﺑﺎﻟﻐﺎ ً ﻓﯾﮫ ﻟدرﺟﺔ
أﻧﮫ ﻋﻧدﻣﺎ ﺧرج ﯾوﻣﺎ ً ﻟﻠﻌب ﻣﻊ ﺑﻌض اﻟﺻﺑﯾﺔ اﻟﻣﺟﺗﻣﻌﯾن أﻣﺎم ﺑﯾﺗﮭم ﻓﻘدت رﺷدھﺎ
٤٦
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
وﻋﺎﻗﺑﺗﮫ ﺑﺷدة وﻋﺎﻗﺑت ﻛذﻟك اﻟﺑﯾوت اﻟﺗﻲ اﻧﺗﻣﻰ إﻟﯾﮭﺎ ھؤﻻء اﻷطﻔﺎل ﺑﺄن ﻣﻧﻌت
ﻋن أھﻠﮭم ﺑﯾﻊ ﻣﻧﺗﺟﺎﺗﮭﺎ ﻟﻣدة ﺷﮭر ﻛﺎﻣل.
ُﺣرم )ﺳﻌد( ﻣن اﻟدراﺳﺔ وﻗﺗﮭﺎ ﻛذﻟك ﻟﻠﺳﺑب ﻧﻔﺳﮫ ﻟذا ﻋﻧدﻣﺎ ﺷﺎھد أﺧﺗﻲ
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﯾوﻣﺎ ً ﺗﻠﻌب ﻟﻌﺑﺔ »اﻟﻣدرﺳﺔ« ﻣﻊ ﺑﻌض اﻟﻔﺗﯾﺔ واﻟﻔﺗﯾﺎت ﻓﻲ ﻓﻧﺎء ﻣﻧزﻟﻧﺎ
ﺗﺣﻣس ﻛﺛﯾرا ً وﺟﻠس ﻣﻌﮭم ﻣﺑﮭورا ً ﺑﯾﻧﻣﺎ ﻧﺎﻗﺷت أﻣﮫ ﻣﻊ أﻣﻲ ﺻﻔﻘﺔ ﺷراء ﺑﻌض
اﻟﺗﻣر وﺑﻌد ﻣﺎ اﻧﺗﮭت ﻧﺎدت ﻋﻠﯾﮫ ﻟﯾﻠﺣق ﺑﮭﺎ ﻟﻛﻧﮫ أﺑﻲ وﻟم ﯾﺳﺗﺟب ﻟﮭﺎ ﻣﻣﺎ دﻓﻌﮭﺎ
ﻟﻠﺳﯾر ﻧﺣوه وﺷده ﻣن ﯾده ﻟﻠرﺣﯾل ﻣﻌﮭﺎ ﻋﻧوة ﻟﻛﻧﮫ وﻋﻠﻰ ﻏﯾر اﻟﻌﺎدة ﺑﻛﻰ
وﺻرخ ﻓﯾﮭﺎ ﻗﺎﺋﻼً» :أرﯾد أن أﻟﻌب! اﺗرﻛﯾﻧﻲ«
ھّﻣت )أم ﺳﻌد( ﺑﺿرﺑﮫ ﻟﻛن أﻣﻲ ﺗدﺧﻠت وﺑﺣﻛم ﻋﻼﻗﺗﮭﺎ اﻟﺟﯾدة ﻣﻌﮭﺎ ﺗﻣﻛﻧت ﻣن
إﻗﻧﺎﻋﮭﺎ ﺑﺗرﻛﮫ ﻣﻌﻧﺎ ﺣﺗﻰ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﯾوم واﻟﻌودة ﻟﮫ ﻻﺣﻘﺎ ً ﺑﻌد ﻣﺎ ﺗﻧﺗﮭﻲ ﻣن ﺟوﻟﺗﮭﺎ.
ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﻣﻣﺎﻧﻌﺗﮭﺎ اﻟﺷدﯾدة ﻓﻲ اﻟﺑداﯾﺔ إﻻ أن ﻗﻠﺑﮭﺎ رق اﻟﺳﺑب ﻣﺎ وواﻓﻘت ﻋﻠﻰ
طﻠب أﻣﻲ ﺑﻌد أن ﻗطﻌت ﻟﮭﺎ وﻋودا ً ﻣﻐﻠظﺔ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺳﺗﻌﺗﻧﻲ ﺑﮫ وﻻ ﺗﺳﻣﺢ ﻟﮫ
ﺑﺎﻟﺧروج ﺣﺗﻰ ﺗﻌود) .رﺣﻠت أم ﺳﻌد( وﻣﻊ رﺣﯾﻠﮭﺎ اﻧطﻠق اﺑﻧﮭﺎ وﻟﻌب ﻣﻌﻧﺎ ...
ﻛﺎن ﯾﺿﺣك ﻛﺛﯾرا ً ..أذﻛر ذﻟك ﺟﯾدا ً ..ﻻ أﻋرف ھل ﻛﺎن ذﻟك ﺑﺳﺑب ﺳﻌﺎدﺗﮫ أم
أن ﻋﻘﻠﮫ ﻣﺻﺎب ﺑﺧﻠل ﻣﺎ ﺑﺳﺑب طرﯾﻘﺔ ﺗرﺑﯾﺔ أﻣﮫ اﻟﺧﺎﻧﻘﺔ ﻟﮫ.
ﻋﻠﻰ أي ﺣﺎل ..ﻗﺑل اﻟﻣﻐرب ﺑﻘﻠﯾل رﺣل ﺟﻣﯾﻊ اﻷطﻔﺎل وﻟم ﯾﺗﺑق ﺳواي أﻧﺎ
و)ﻋﺎﺋﺷﺔ( وﺑﺎﻟطﺑﻊ )ﺳﻌد( وﻋﻧدھﺎ زارﻧﺎ ﺧﺎﻟﻲ )ﺻﺎﻟﺢ( ﻟﯾ ُري أﺑﻲ ﻛﺎﻣﯾرﺗﮫ
اﻟﺟدﯾدة اﻟﺗﻲ اﺷﺗراھﺎ ﺣدﯾﺛﺎ ً وﻓﻲ ذﻟك اﻟﯾوم اﻟﺗﻘط ﻟﻧﺎ ﺗﻠك اﻟﺻورة ﻣﻊ )ﺳﻌد(..
اﻟﺻورة اﻟﺗﻲ ﻣﻌﻛم .
ﺳﻛت )ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن ﻋﻧد ھذه اﻟﻧﻘطﺔ ﻣن اﻟﻘﺻﺔ وﺑدا ﻋﻠﻰ وﺟﮭﮫ اﻟﮭم وﻛﺄﻧﮫ
ﺗذﻛر أﻣرا ً ﻧﺳﯾﮫ وﺳﺑب ﻟﮫ اﺳﺗذﻛﺎره ﺿﯾﻘﺎ ً ﺷدﯾدا ً ..ﺑﻘﻲ ﺳﺎرﺣﺎ ً ﺣﺗﻰ ﻗﺎطﻊ )ﻓﮭد(
ﺳرﺣﺎﻧﮫ ﺑﻘول:
»ﺛم ﻣﺎذا ﺣدث؟«
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﻣﺳﺗﺄﻧﻔﺎ ً ﺑﺗﺛﺎﻗل وﺻوت أﻗل ﺣﻣﺎﺳﺔ ﻟﻠﺣدﯾث» :ﺳﺋﻣﻧﺎ أﻧﺎ و
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﻣن اﻟﻠﻌب ﻣﻌﮫ ﻟﻛن )ﺳﻌد( ﻛﺎن ﻻ ﯾزال ﯾﺗﻘد ﺣﻣﺎﺳﺎ ً وﯾﺻر ﻋﻠﯾﻧﺎ
ﺑﺎﻻﺳﺗﻣرار وأراد ﻟﻌب اﻟﻛرة ﺗﺣدﯾدا ً وردد» :أرﯾد اﻟﻠﻌب! أرﯾد اﻟﻠﻌب!« أﺧﺑرﺗﮫ
ﺑﺄﻧﮫ ﯾﻣﻛﻧﮫ اﻻﺣﺗﻔﺎظ ﺑﺎﻟﻛرة ﻛﮭدﯾﺔ ﻣﻧﻲ ﻟﻛﻧﻲ ﻣﺗﻌب وﻻ أﺳﺗطﯾﻊ اﻟﻠﻌب ﻣﻌﮫ أﻛﺛر
ﻟﻛﻧﮫ أﺻر وأﺻر ﺣﺗﻰ«...
)ﺳﺎرة( :ﺣﺗﻰ ﻣﺎذا؟
٤٧
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :ﺣﺗﻰ ﺣدث ﻣﺎ ﺣدث .
ﺻﻣت اﻟﺛﻼﺛﺔ ﺑوﺟوه ﻣﺗﺳﺎﺋﻠﺔ وﻣﺗﻌﺟﺑﺔ ﻓﻘﺎﻟت )ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﺑﺻوت ﻣﺷﺣون
وﻣﺗﺣﺷرج ﺑﺎﻟدﻣوع اﻟﺗﻲ ﺑدأت ﺗﻧﮭﻣر ﻋﻠﻰ وﺟﻧﺗﯾﮭﺎ» :ﺣﺗﻰ ﻗﺗﻠﺗﮫ«...
)ﻓﮭد( وھو ﻣﺻدوم :ﻗﺗﻠﺗﮫ؟!
ت ﻟم ﺗﻘﺗﻠﻲ أﺣدًا ..اﻷﻣر ﻛﻠﮫ ﻛﺎن
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :ﻛﻔﻲ ﻋن ﺗﻛرار ھذا اﻟﻛﻼم ..أﻧ ِ
ﺣﺎدﺛﺎ ﻣؤﺳﻔًﺎ.
)ﺑﻧدر( :ﻋن ﻣﺎذا ﺗﺗﺣدﺛﺎن؟
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ﻛﻣﺎ ﻗﺎل أﺧﻲ ﻓﻘد ﺿﻘﻧﺎ ذرﻋﺎ ً ﺑﮫ وﺑﺈﺻراره ﻋﻠﻰ ﺣﺛﻧﺎ ﻟﻠﻌب ﻣﻌﮫ
وﺗﻛراره ﻟﺗﻠك اﻟﻌﺑﺎرة اﻟﻣزﻋﺟﺔ :
»أرﯾد اﻟﻠﻌب ﻣﻌﻛم .أرﯾد اﻟﻠﻌب ﻣﻌﻛم«
ﻓﺄﺧﺑرﺗﮫ إن ﻛﺎن ﯾرﯾد ﻣﻧﺎ اﻟﻠﻌب ﻣﻌﮫ ﻓﯾﺟب ﻋﻠﯾﮫ إﺣﺿﺎر ﺑﻌض اﻟدﺑس ﻟﻧﺎ ﻣن
ﻣﻧزل أﻣﮫ ..ﻛﻧت أرﯾده أن ﯾﻌود ﻟﻣﻧزﻟﮫ ﻛﻲ أرﺗﺎح ..ﻛﻧت أرﯾد اﻟﺗﺧﻠص ﻣﻧﮫ
وﻣن إزﻋﺎﺟﮫ ﻓﻘط..
ﺗوﻗﻔت )ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﻋن اﻟﻛﻼم وأﺟﮭﺷت ﺑﺎﻟﺑﻛﺎء...
)ﻓﮭد( :ﻛﯾف ﻣﺎت؟
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :رﺣل ﻣﺗوﺟﮭﺎ ً ﻟﻣﻧزﻟﮫ وﻟم ﯾرﺟﻊ ﺑﻌدھﺎ ﻋﺎدت أﻣﮫ ﻓﻲ اﻟﻣﻐرب،
ﻷﺧذه واﻧﻔﺟرت ﻏﺿﺑﺎ ً ﻓﻲ أﻣﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﻟم ﺗﺟده وھددﺗﮭﺎ وﺗوﻋدﺗﮭﺎ ﺑﺄﻧﮭﺎ ﺳﺗﻘﺗص
ﻣﻧﮭﺎ إن أﺻﺎب اﺑﻧﮭﺎ ﻣﻛروه ..وﻗد أﺻﺎﺑﮫ ...اﻟﺟرة ﻛﺎﻧت ﻛﺑﯾرة وﯾﺑدو أن
)ﺳﻌد( ﺣﺎول ﺗﺳﻠﻘﮭﺎ ﻹﺣﺿﺎر اﻟدﺑس ﻟﻧﺎ وﺳﻘط وﺳطﮭﺎ وﺣﺷر ﺑداﺧﻠﮭﺎ وﻣﺎت
ﻏرﻗﺎ ً ﻓﻲ اﻟدﺑس اﻷﺳود .ﺑﻌد ﻋودة أﻣﮫ ﻟﻣﻧزﻟﮭﺎ اﻛﺗﺷﻔت ﺟﺛﺗﮫ اﻟﻣﻘﻠوﺑﺔ ﻓﻲ اﻟﺟرة
اﻟﻔﺧﺎرﯾﺔ ﻋﻧدﻣﺎ رأت أﻗداﻣﮫ ﺗ ُطل ﻣن ﻓوھﺗﮭﺎ ﻓﺟن ﺟﻧوﻧﮭﺎ وأﺧرﺟت ﺟﺛﺗﮫ
اﻟﻣﻐطﺎة ﺑﺎﻟدﺑس وأﺧذت ﺗﺻرخ ﺑﻘوة ﺳﻣﻌﮭﺎ ﻣﻌظم ﺟﯾراﻧﮭﺎ .
ﺣﻣﻠﺗﮫ ﺑﻌدھﺎ ﺑﯾن ذراﻋﯾﮭﺎ وﺳﺎرت ﺑﮫ ﻧﺣو ﻣﻧزﻟﻧﺎ وھﻲ ﺗﺻرخ وﺗﻧوح ﻓﻲ
اﻟﺷﺎرع ﺟﺎذﺑﺔ ﻣﻌظم ﺳﻛﺎن اﻟﺣﻲ اﻟذﯾن ﺗﺟﻣﮭروا وﺳﺎروا ﺧﻠﻔﮭﺎ ووﻗﻔوا
٤٨
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
ﯾراﻗﺑوﻧﮭﺎ ﺑﻌد ﻣﺎ وﺿﻌت ﺟﺛﺔ اﺑﻧﮭﺎ اﻟﮭﺎﻣدة أﻣﺎم ﺑﺎب ﻣﻧزﻟﻧﺎ وھﻲ ﺗطرق ﺑﺎﺑﻧﺎ
ﺗﮭدد وﺗﺗوﻋد ﺑﺎﻻﻧﺗﻘﺎم ﺣﺗﻰ ﺧرج أﺑﻲ ﻟﮭﺎ وﺗﺷﺎﺟر ﻣﻌﮭﺎ واﺗﮭﻣﮭﺎ ﺑﺄﻧﮭﺎ ھﻲ
اﻟﻣﮭﻣﻠﺔ وأن ﻻ ﺣق ﻟﮭﺎ ﻋﻧدﻧﺎ وأﻏﻠق اﻟﺑﺎب ﻓﻲ وﺟﮭﮭﺎ ﻟﻛﻧﻲ ﻟن أﻧﺳﻰ آﺧر
ﻋﺑﺎرة ﺻرﺧت ﺑﮭﺎ ﺑﻌد ﻣﺎ ﻓﻌل ذﻟك .
)ﺳﺎرة( ﺑﺗوﺗر :ﻣﺎذا ﻗﺎﻟت؟
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﺑﻧﺑرة ﻣﺷﺑﻌﺔ ﺑﺎﻟﺧوف :ﻗﺎﻟت» :ﺣق ﺳﻌد ﻟن ﯾﺿﯾﻊ وﺳﺗذوق ﻣن اﻟﻛﺄس
ﻧﻔﺳﮭﺎ وﺳﺗرى أﺑﻧﺎءك ﯾﮭﻠﻛون أﻣﺎﻣك«...
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :وﻟم ﺗﻛﺗف ﺑذﻟك ،ﺑل اﺳﺗدارت ﻧﺣو ﺳﻛﺎن اﻟﺣﻲ اﻟﻣﺗﺟﻣﮭرﯾن
ﺧﻠﻔﮭﺎ وھددﺗﮭم أﯾﺿﺎ ً ﺑﻘوﻟﮭﺎ :
»ﺟﻣﯾﻊ أﺑﻧﺎﺋﻛم ﺳﯾﮭﻠﻛون ...ﻟن ﯾﻌﯾش أي ﻣﻧﮭم ﺑﻌد ﺳﻌد!«
)ﺑﻧدر( :ﻟﻛﻧﻧﺎ ﻋﺷﻧﺎ ..ﻛﻼﻣﮭﺎ ﻛﺎن ﻣﺟرد ﺣدﯾث ﻓﺎرغ ﻓﻲ ﻟﺣظﺔ ﻏﺿب
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :ﻓﻲ اﻟواﻗﻊ ﻟﯾس ﺗﻣﺎﻣﺎ ً ..ﺑﻌد ذﻟك اﻟﯾوم ﺗوﻗﻔت )أم ﺳﻌد( ﻋن ﺑﯾﻊ
اﻟدﺑس وﻟم ﺗﺧرج ﻣن ﻣﻧزﻟﮭﺎ وﻟم ﺗﻘﺑل اﻟﻌزاء ﻓﻲ اﺑﻧﮭﺎ ﻟدرﺟﺔ أن أھﺎﻟﻲ اﻟﺣﻲ
ظﻧوا أﻧﮭﺎ ﻗد رﺣﻠت وھﺎﺟرت ﻟﻣﻛﺎن آﺧر ﺣﺗﻰ ﻟﻣﺣوھﺎ ﺑﻌد ﻣﺎ ﯾﻘﺎرب اﻟﺷﮭر ﻣن
ﺗﻠك اﻟﺣﺎدﺛﺔ ﺗﺧرج ﻣن ﺑﺎب ﺑﯾﺗﮭﺎ ﻟﺧﺎرج اﻟﺣﺎرة.
)ﻓﮭد( :وھل ﻋﺎدت؟
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ادﻋﻰ أﺣد اﻷﺷﺧﺎص أﻧﮭم رأوھﺎ ﺗﻌود ﻓﺟرا ً ﺑﺻﺣﺑﺔ رﺟل ﻏرﯾب
ﻣﻣﺎ أﺛﺎر ﺳﺧط اﻷھﺎﻟﻲ اﻟذﯾن ﻗرروا ﻣواﺟﮭﺗﮭﺎ ﺻﺑﺎح اﻟﯾوم اﻟﺗﺎﻟﻲ ﻟﻛﻧﮭم وﺑﻌد
اﻗﺗﺣﺎم اﻟﻣﻧزل ﻟم ﯾﺟدوا أي أﺛر ﻟﮭﺎ.
)ﺑﻧدر( :ھل ﻗﺗﻠﮭﺎ ذﻟك اﻟرﺟل اﻟذي أﻧت ﺑﺻﺣﺑﺗﮫ؟
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :ﻻ أﺣد ﯾﻌرف ..ﻟﻛن ﻣﺎ ﻟم ﯾﻛن طﺑﯾﻌﯾﺎ ً ھو ﺣﺎﻟﺔ ﻏرﻓﺗﮭﺎ
٤٩
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﻓﮭد( :ﻣﺎذا ﺗﻘﺻد؟
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :وﺟدوا ﻓﯾﮭﺎ اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟرﺳوﻣﺎت اﻟﻐرﯾﺑﺔ ﻋﻠﻰ اﻟﺟدران وﺑﻌض
اﻟطﯾور اﻟﻣذﺑوﺣﺔ ..اﻟﺑﻌض ﻗﺎل ﺑﺄﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت ﺗﺣﺎول أن ﺗﻌﯾد اﺑﻧﮭﺎ أو ﺗﺗواﺻل ﻣﻌﮫ
ﺑﺎﺳﺗﺧدام اﻟﺳﺣر واﻟرﺟل اﻟذي ﺻﺎﺣﺑﮭﺎ ﻛﺎن ﺳﺎﺣرا ً.
)ﺳﺎرة( :ھل ﺗم إﺑﻼغ اﻟﺷرطﺔ؟
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :ﻧﻌم ﻟﻛن ﻓﻲ ذﻟك اﻟوﻗت ﻟم ﯾﻛن ھﻧﺎك وﺳﺎﺋل ﻣﺗﻘدﻣﺔ ﻟﻠﺗﺣﻘق ﻣن
اﻷﻣر وﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ ﻟم ﯾﻛﺗرث أﺣد وﻛﺎن اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻗد ارﺗﺎﺣوا ﻣﻧﮭﺎ ..ﺣﺗﻰ ﺑدأت
ﺣﺎﻻت اﻻﺧﺗﻔﺎء.
)ﺑﻧدر( ﺣﺎﻻت اﺧﺗﻔﺎء ﻣﺎذا؟
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :اﻷطﻔﺎل ..ﺧﻼل اﻟﺳﻧوات اﻟﺗﻲ ﺗﻠت ﻣوﺗﮭﺎ وﻗﻌت ﻋدة ﺣوادث
ﺧطف اﻷطﻔﺎل اﻟﺣﻲ ﺑﻣﻌدل طﻔل أو طﻔﻠﯾن ﻛل ﻋﺎم
)ﺳﺎرة( :وﻣﺎ ﻋﻼﻗﺔ )أم ﺳﻌد( ﺑﺗﻠك اﻟﺣوادث؟ ﻟﻌﻠﮭﺎ ﻣﺟرد ﻣﺻﺎدﻓﺔ وﺷﻛوك ﻏﯾر
واﻗﻌﯾﺔ
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ﻟم ﺗﻛن ﺷﻛوﻛﺎ ً ،ﺑل ﯾﻘﯾﻧﺎ ً رأه اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺑﺄﻋﯾﻧﮭم ﻓﺑﻌد ﻋﺷر ﺳﻧوات ﻣن
ذﻟك اﻟﯾوم وﺗﺣدﯾدا ً ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻف أﺣد أﺷﮭر رﻣﺿﺎن اﻟﻣﺑﺎرك ﺧﻼل ﺟوﻟﺔ ﺛﻼﺛﺔ
أطﻔﺎل ﻣن ﺣﻲ ﻣﺟﺎور ﻟﻧﺎ ﻟﯾﻠﺔ »اﻟﻘرﻗﯾﻌﺎن« وطرﻗﮭم ﻟﺑﺎب )أم ﺳﻌد( وﻗﻌت
ﺣﺎدﺛﺔ ﻣؤﺳﻔﺔ ﻛﺷﻔت ﻟﻧﺎ اﻟﻛﺛﯾر ..ﻗﺻﺔ طوﯾﻠﺔ اﻧﺗﮭت ﺑﺧطف أﺣدھم ..ﻛﺎن اﺳﻣﮫ
)ﺑدر( ﻋﻠﻰ ﻣﺎ أظن ..اﺷﺗﺑك أﺑوه ﻣﻊ ﺧﺎطﻔﺗﮫ اﻟﺗﻲ وﺻﻔﮭﺎ ﺑﺄوﺻﺎف ﺷﺑﮫ ﻣطﺎﺑﻘﺔ
ﻟـ )أم ﺳﻌد( ﻟﻛن ﺑﺻورة أﺑﺷﻊ وأﻛﺛر وﺣﺷﯾﺔ وادﻋﻰ أﻧﮫ ﻗﺗﻠﮭﺎ ﻟﻛن اﻟﺷرطﺔ ﻟم
ﺗﺟد ﺟﺛﺗﮭﺎ أو أي أﺛر ﻟﮭﺎ ﻋﻧد دﺧوﻟﮭم اﻟﻣﻧزل وﺑﻌد ﺗﻠك اﻟﺣﺎدﺛﺔ ﻗرر أﺑﻲ اﻻﻧﺗﻘﺎل
ﻣن اﻟﺣﻲ ﺧﺎﺻﺔ ﺑﻌد ﻣﺎ اﻛﺗﺷف اﻷھﺎﻟﻲ ﺟﺛث ﺟﻣﯾﻊ اﻷطﻔﺎل اﻟﻣﻔﻘودﯾن ﻣﺗﺣﻠﻠﺔ
ﻓﻲ ﺟرات ﻓﺧﺎرﯾﺔ ﻓﻲ ﺳطﺢ ﻣﻧزﻟﮭﺎ .
)ﻓﮭد( :ﺻﺣﯾﺢ ..ﻛﻧت وﻗﺗﮭﺎ ﺻﻐﯾرا ً ﻟﻛﻧﻲ أذﻛر أﻧﻧﺎ اﻧﺗﻘﻠﻧﺎ ﻓﻲ رﻣﺿﺎن
٥٠
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :اﻧﺗﻘل اﻟﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﻧﺎس ﻋن اﻟﺣﻲ ﻓﻲ اﻟﺳﻧﺔ ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻓﻘد أﺛﺎر ﻣﺎ وﺟدوه
رﻋﺑﮭم وﺧﺷوا ﻋﻠﻰ أطﻔﺎﻟﮭم
)ﺑﻧدر( :ﻟﻛن إﻟﻰ اﻵن ﻻ أﻓﮭم ﻋﻼﻗﺔ ذﻟك ﺑـ )ﺳﻌد( ﻧﻔﺳﮫ ....
)ﺳﺎرة( ﺑﺧوف :ھل ﻣن ﯾطﺎردﻧﺎ ھو ﺷﺑﺢ )ﺳﻌد( أو روﺣﮫ ﻏﯾر اﻟﻣﺳﺗﻘرة؟
)ﻓﮭد( :ﻣﺎ ھذا اﻟﻛﻼم اﻟﻔﺎرغ؟ ﻻ ﯾوﺟد ﺷﻲء اﺳﻣﮫ أﺷﺑﺎح واﻟروح ﺑﻌد ﺧروﺟﮭﺎ
ﺗﻌود ﻟﺑﺎرﺋﮭﺎ
)ﺳﺎرة( :ﻣن اﻟذي ﯾطﺎردﻧﺎ إذا؟!
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﻣﺳﺗﺄﻧﻔﺎ ﺣدﯾﺛﮫ :
اﺑﺗﻌﺎدﻧﺎ ﻋن ﻣﻧزﻟﻧﺎ اﻟﻘدﯾم ﻟم ﯾﻧﮫ ﻛل اﻷﺣداث ﻓﻘد ﺑدأت أﻧﺎ وﻋﺎﺋﺷﺔ ﻧﺷﺎھد )ﺳﻌد(
ﯾظﮭر ﻟﻧﺎ ﺑﯾن اﻟﻔﯾﻧﺔ واﻷﺧرى ..
ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة ﻟم ﻧﻌد أطﻔﺎﻻً ﻓﺄﻧﺎ ﺗﺟﺎوزت اﻟﻌﺷرﯾن ﻣن ﻋﻣري وﻗﺗﮭﺎ ..ﻟم ﯾﻛن
ﯾﺗﻌرض ﻟﻧﺎ ﺑﺎﻷذى اﻟﺟﺳدي ﻟﻛﻧﮫ ﻛﺎن ﯾرﻋﺑﻧﺎ ﻛﻣﺎ أرﻋﺑﻛم اﻟﯾوم وﻣﮭﻣﺎ ﺣﺎوﻟﻧﺎ
ﺷرح ذﻟك وإﺧﺑﺎر أﻣﻲ وأﺑﻲ ﺑﮫ ﻛﺎﻧﺎ ﻻ ﯾﺻدﻗﺎﻧﻧﺎ وﯾﻌزوان ذﻟك ﻟﻠﺗﺟرﺑﺔ اﻟﺳﯾﺋﺔ
واﻟﺻدﻣﺔ اﻟﻧﻔﺳﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺗﻌرﺿﻧﺎ ﻟﮭﺎ ﯾوم ﻣوﺗﮫ وﺗﮭﺟم أﻣﮫ ﻋﻠﯾﻧﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﻧﺎ
ﺻﻐﯾرﯾن
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ﻟﻛن أﻣﻲ ﺻدﻗﺗﻧﺎ ﺑﻌد ﻓﺗرة...
)ﻓﮭد( :وﻣﺎ اﻟذي ﻏﯾر رأﯾﮭﺎ؟
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن ﺗﻔرق ﺳﻛﺎن ﺣﯾﻧﺎ اﻟﻘدﯾم إﻻ أن أﻣﻲ ﻛﺎﻧت ﻻ ﺗزال
ﺗﺗواﺻل ﻣﻊ ﺟﯾراﻧﻧﺎ اﻟﺳﺎﺑﻘﯾن وذﻛروا ﻟﮭﺎ أن ﻣﺎ ﻛﺎن ﯾﺣدث ﻣﻌﻧﺎ ﺣدث ﻣﻊ
أطﻔﺎﻟﮭم ﺑﻌد اﻧﺗﻘﺎﻟﮭم وﻻ ﯾزال ﯾﺣدث وﻣﻊ ذﻟك ﻟم ﺗﺧﺑرﻧﺎ ﺑﺎﻟﺣﻘﯾﻘﺔ إﻻ ﺑﻌد ﺳﻧوات
طوﯾﻠﺔ
٥١
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﺑﻧدر( :أﻧﺎ ﻣﺷوش ﺑﯾن )ﺳﻌد( وأﻣﮫ ..ھل ظﮭر ﻟﻛﻣﺎ ﻋﻧدﻣﺎ ﻛﻧﺗﮭﺎ ﺻﻐﯾرﯾن ﻗﺑل
ﺣﺎدﺛﺔ رﻣﺿﺎن؟
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ﻟم ﻧﺑدأ ﺑرؤﯾﺗﮫ إﻻ ﻻﺣﻘﺎ ً ﻓﻲ ﻣﻧزﻟﻧﺎ اﻟﺟدﯾد
)ﻓﮭد( :وﻗﺗﮭﺎ أﻧﺎ ﻛﻧت ﻣوﺟودا ً ..ﻟم ﯾظﮭر ﻟﻲ؟
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ﻻ أﻋرف ..ﻟﻛﻧﮫ ﺗﻌرض ﻟﻲ وﻟـ )ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﺑﺷﻛل ﻣﺗﻛرر
)ﺳﺎرة( :ھل اﺳﺗﻣر )ﺳﻌد( ﺑﻣطﺎردﺗﻛﻣﺎ طﯾﻠﺔ ﻛل ﺗﻠك اﻟﺳﻧﯾن؟
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ﻻ ..ﺗوﻗف ﻓﺟﺄة ..ﺑﻌد ﺳﻧﺗﯾن ﺗﻘرﯾﺑﺎ ً ﻣن اﻧﺗﻘﺎﻟﻧﺎ
)ﺑﻧدر( :وھل ﻋرﻓﺗﮭﺎ ﺳﺑب ﺗوﻗﻔﮫ؟
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :ﻧﻌم وﻻ..
)ﻓﮭد( :ﻣﺎذا ﺗﻘﺻد؟
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :ﻗﺑل وﻓﺎة أﺑﻲ ﺑﻌدة أﺷﮭر ﻛﻧﺎ ﻧﺗﺣدث أﻧﺎ وھو ﻋن ﻣﻧزﻟﻧﺎ اﻟﻘدﯾم
وﻋن إﻣﻛﺎﻧﯾﺔ ﺑﯾﻌﮫ ﻓوﺟدت ﺣدﯾﺛﻧﺎ ﻗد أﺧذ ﻣﻧﺣﻰ ﻣﺧﺗﻠﻔﺎ ً ﻋﻧدﻣﺎ اﺳﺗرﺟﻌت ﻣﻌﮫ
ﺗﻠك اﻟذﻛرﯾﺎت اﻟﻣؤﻟﻣﺔ وﺗﺣدﺛﻧﺎ ﻓﯾﮭﺎ ..أﺧﺑرﻧﻲ ﺑﺄﻧﮫ وﺑﻌد ﻧﻘﺎش ﻣﻊ أﻣﻲ
وﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺟﯾران اﻟذﯾن اﻧﺗﻘﻠوا ﻣن اﻟﺣﻲ ﺑﺷﺄن ﻣﺎ ﯾﺳﻣﻌوﻧﮫ ﻣن أﺑﻧﺎﺋﮭم
وﺑﻧﺎﺗﮭم وﺻﻠوا اﻟﻘﻧﺎﻋﺔ ﺑﺄن ھﻧﺎك أﻣرا ً ﻣرﯾﺑﺎ ً ﯾﺣدث ﻟﮭم وأن ظﮭور )ﺳﻌد( ﻟﻧﺎ
وﻟﮭم ﻟم ﯾﻛن ﻣﺟرد ﻣﺻﺎدﻓﺔ أو ﻣن ﻓﺑرﻛﺔ ﺧﯾﺎﻟﻧﺎ وأن ھﻧﺎك ﺳرا ً ﻣﺎ ﻓﺎﺗﻔق
اﻟرﺟﺎل ﻋﻠﻰ اﻻﺟﺗﻣﺎع ﺑﺷﻛل أﺳﺑوﻋﻲ ﻟﺑﺣث وﻣﻧﺎﻗﺷﺔ اﻷﻣر ﻓﯾﻣﺎ ﺑﯾﻧﮭم واﻛﺗﻔﻰ
اﻟﻧﺳﺎء ﺑﺗﺑﺎدل اﻟﻘﺻص واﻟﺣوادث ﻋﺑر اﻟﮭﺎﺗف.
ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻔﺗرة وﻛﻣﺎ ﻗﺎل أﺑﻲ اﺷﺗدت ھﺟﻣﺎت )ﺳﻌد( وطﺎﻟت اﻟﻛﺑﯾر واﻟﺻﻐﯾر
وﺗﺧطت اﻷﺑﻧﺎء ﻟﺗطﺎل اﻟﺟﻣﯾﻊ ..ﻟم ﯾﻠﺣق اﻷذى ﺑﺄﺣد ﻟﻛﻧﮫ ﺗﺳﺑب أﻛﺛر ﻣن ﻣرة
ﺑﺣﺎﻟﺔ اﻧﮭﯾﺎر ﻋﺻﺑﻲ ﻷﺣد اﻵﺑﺎء أو اﻷﻣﮭﺎت ﻟدرﺟﺔ أن أﺣدھم ﺗﻌرض ﻷزﻣﺔ
ﻗﻠﺑﯾﺔ ﻧﺟﺎ ﻣﻧﮭﺎ ﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗرﻛﺗﮫ ﻣﺷﻠوﻻً.
٥٢
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
اﻷﻣر ﺧرج ﻋن اﻟﺳﯾطرة ﻣﻊ ﺗﻘدم اﻷﯾﺎم ﻣﻣﺎ اﺿطرھم ﻟطﻠب ﻣﺳﺎﻋدة ﺧﺎرﺟﯾﺔ
واﻟﻠﺟوء ﻟﻣن ﻟدﯾﮭم ﺧﺑرة واﺧﺗﺻﺎص ﻓﻲ ﻣﺛل ﺗﻠك اﻷﻣور .
) ﺑﻧدر( :وھل ھﻧﺎك ﻣن ھم ﻣﺧﺗﺻون ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺟﺎل؟
ﺳﯾﻠﺟؤون ﻟﻣن ﻏﯾر ﷲ؟
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ﻛﺎن ذﻟك ﻧﻘطﺔ ﺧﻼف ﻛﻣﺎ ﻗﺎﻟت أﻣﻲ ..ﻓﺎﻟﺑﻌض اﻗﺗرح اﻟﻠﺟوء ﻟﺷﯾﺦ
دﯾن وآﺧرون أرادوا اﻟﺗواﺻل ﻣﻊ ﺳﺎﺣر ﻣﻌروف ﻓﻲ ﻣﻧطﻘﺗﻧﺎ.
)ﺳﺎرة( :ﺳﺎﺣر؟ ھذا ﻻ ﯾﺟوز!
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :اﻟﯾﺄس واﻟﺧوف ﻗد ﯾدﻓﻌﺎن اﻟﺑﻌض ﻻرﺗﻛﺎب اﻟﺣﻣﺎﻗﺎت
)ﻓﮭد( :وﻋﻠﻰ ﻣن اﺳﺗﻘروا واﺗﻔﻘوا؟
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :ﻟم ﯾﺣدث اﺗﻔﺎق ،ﺑل ﻧﺷب ﺷﺟﺎر ﻛﺑﯾر اﻧﺗﮭﻰ ﺑﻘرار أن ﯾﻠﺟﺄ ﻛل
ﺷﺧص إﻟﻰ ﻣن ﯾرﯾد وﯾﺛق ﺑﮫ وﺑﻣﺷورﺗﮫ
)ﺳﺎرة( :وﻣﺎذا ﻛﺎﻧت اﻟﻧﺗﯾﺟﺔ؟
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ﺗوﺳﻌت اﻟداﺋرة وﺗﻌﻘد اﻷﻣر أﻛﺛر ﻓﻔﻲ اﻟﻠﻘﺎء اﻟذي ﺗﻼ ذﻟك اﻻﺟﺗﻣﺎع
اﻧﻘﺳم اﻟﻣﺟﺗﻣﻌون ﻟﺛﻼث ﻓرق ..ﻛل ﻓرﻗﺔ أﺗت ﺣﺎﻣﻠﺔ ﻣﻌﮭﺎ ﺗﻔﺳﯾًرا وﺣﻼ ﻣن
ﻣﺻدر ﻣﺧﺗﻠف
)ﻓﮭد( :ﺛﻼﺛﺔ؟ ﻛﻧت أظن اﻟﺧﯾﺎرات ﻣﺣﺻورة ﺑﯾن ﺷﯾﺦ وﺳﺎﺣر
ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن :ھذا اﻻﺟﺗﻣﺎع ﻛﺎن ﺑﯾن اﻟرﺟﺎل واﻟﻧﺳﺎء ﺳواء ﻟﻠوﺻول ﻟﻘرار
ﻧﮭﺎﺋﻲ ..طرح اﻟﻔرﯾق اﻷول واﻟذي ﻛﺎن ﻣن ﺿﻣﻧﮫ أﺑوﻧﺎ وأﻣﻧﺎ ﻟﻠﺷﯾﺦ اﻟذي
ﺗواﺻﻠوا ﻣﻌﮫ وﻗدﻣوا ﻟﻠﺑﻘﯾﺔ ﺗﻔﺳﯾره ﻟﻣﺎ ﯾﺣدث ﻓﻘد أﺧﺑرھم ﺑﺄن ﻣن ﯾطﺎرد
أطﻔﺎﻟﮭم ھو ﻗرﯾن )ﺳﻌد( ﻷﻧﮫ ﻣﺎت ﺑطرﯾﻘﺔ ﺑﺷﻌﺔ وأﻣﮫ دﻓﻧﺗﮫ دون أن ﺗﻐﺳﻠﮫ أو
٥٣
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
ﺗﺻﻠﻲ ﻋﻠﯾﮫ وذﻟك اﻟﻘرﯾن أﺻﯾب ﺑﻧوع ﻣن اﻟﺟﻧون ﺟراء ذﻟك وﻗرر اﻻﻧﺗﻘﺎم
ﻣﻣن أﺳﺎؤوا إﻟﯾﮫ.
)ﻓﮭد( :وﻣﺎ ﻛﺎن ذاك اﻟﺣل اﻟذي اﻗﺗرﺣﮫ؟
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :أن ﺗﺻﻠﻰ ﺻﻼة اﻟﻣﯾت ﻋﻧد ﻗﺑره وإذا ﺗﻌذر ذﻟك ﺗﻘﺎم اﻟﺻﻼة ﻓﻲ
اﻟﻣﻛﺎن اﻟذي ﻣﺎت ﻓﯾﮫ ﻛﻲ ﺗﮭدأ ﺳرﯾرة ﻗرﯾﻧﮫ
)ﺑﻧدر( :وأﯾن ﻗﺑره؟
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :ﻻ أﺣد ﯾﻌرف ..أﻣﮫ ﺣﻣﻠت ﺟﺛﺗﮫ ﺑﻌد ﻣوﺗﮫ وﻟم ﯾرھﺎ أﺣد ﺑﻌدھﺎ
ﻟذا أﺻﺑﺢ اﻟﺣل ھو ﺑﺎﻟﺻﻼة ﻋﻧد اﻟﺟرة
ت ﻣﺗﯾﻘﻧﺔ ﻣن أن ھذا ﻛﻼم ﺷﯾﺦ دﯾن؟
)ﺳﺎرة( ﺑﻧﺑرة ﻣﺷﻛﻛﺔ :ھل أﻧ ِ
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :ھذا ﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ أﺑﻲ ﻟﻲ
)ﻓﮭد( :واﻟﻔرﯾق اﻟﺛﺎﻧﻲ؟ واﻟذي أﻓﺗرض أﻧﮭم ﻣن ذھﺑوا ﻟﻠﺳﺎﺣر
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :ﻧﻌم ..أﺧﺑرھم ﺑﺄن ﻣﺎ ﯾﺣدث ھو ﻧﺎﺗﺞ ﻋن اﺳﺗﻌﺎﻧﺔ )أم ﺳﻌد(
ﺑﺳﺎﺣر ﻟﯾﻌﻣل ﻟﮭﺎ ﻋﻣﻼً ﺧﺻت ﺑﮫ ﻛل أﺑﻧﺎء أھﺎﻟﻲ اﻟﺣﻲ وﻧﺳﻠﮭم اﻟﺣﺎﻟﻲ
واﻟﻣﺳﺗﻘﺑﻠﻲ وأن ھذا اﻟﻌﻣل ﺳﻠط ﻋﻠﯾﮭم ﺷﯾطﺎﻧﺎ ً ﻣؤذﯾﺎ ً وﻟن ﯾﮭدأ أو ﯾﺗوﻗف ﻋن
ﻣﻼﺣﻘﺔ أطﻔﺎﻟﮭم ﺣﺗﻰ ﯾﻘﺗص ﻣﻧﮭم ﺟﻣﯾﻌﺎ ً ﺣﺗﻰ وإن ﻛﺑروا واﻟﺣل اﻟذي ﻗدﻣﮫ ھو
ﺑﻛﺳر اﻟﺟرة اﻟﺗﻲ ﻣﺎت ﻓﯾﮭﺎ )ﺳﻌد( ﻷن اﻟﻌﻣل أذﯾب وﺳطﮭﺎ وﺑذﻟك ﯾﺑطل اﻟﺳﺣر
وﯾﺗﺣرر اﻟﺷﯾطﺎن ﻣن ﻋﻘده ورﺑﺎطﮫ
)ﺳﺎرة( :ﻛل ﺣل أﻏرب وأﺳوأ ﻣن اﻵﺧر.
)ﺑﻧدر( :ﻗﻠﺗﮭﺎ إن ھﻧﺎك ﻓرﯾﻘﺎ ً ﺛﺎﻟﺛﺎ ً ..ﻣﺎذا ﻛﺎن رأﯾﮭم؟
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ھؤﻻء ﻟﺟؤوا اﻟروﺣﺎﻧﻲ وﻗد ﻗدم ﻟﮭم ﻣﺷورة ﻣﺧﺗﻠﻔﺔ ﺗﻣﺎﻣﺎ ً
٥٤
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﺳﺎرة( :ﻣﺎذا ﯾﻌﻧﻲ روﺣﺎﻧﻲ؟
)ﻓﮭد( :ﺳﺎﺣر ﺗﺎﺋب) ..ﺑﻧدر( :أو ﺷﯾﺦ دﯾن ﯾﻣﻠك ﺑﻌض ﻋﻠوم اﻟﺳﺣر )ﻓﮭد(:
اﻟﺷﯾوخ ﻻ ﯾﺗﻌﺎﻣﻠون ﺑﺎﻟﺳﺣر
)ﺳﺎرة( :ﻣﺎذا ﯾﻌﻧﻲ روﺣﺎﻧﻲ؟
)ﺑﻧدر( :اﻹﻟﻣﺎم ﺑﺎﻟﺳﺣر ﯾﺧﺗﻠف ﻋن اﻟﺗﻌﺎﻣل ﺑﮫ.
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :ﻻ ﯾﮭم ﻣﺎذا ﯾﻛون ..اﻟﻣﮭم ﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ
)ﺳﺎرة( :وﻣﺎذا ﻗﺎل؟
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ﻛﻼﻣﮫ زاد ﻣن ﺣﯾرﺗﮭم أﻛﺛر ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أﻧﮭم اﺗﻔﻘوا ﻋﻠﻰ ﻣﺷورﺗﮫ
وھﻲ اﻟﺧﯾﺎر اﻟذي اﺧﺗﺎروه ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻣطﺎف ﻷﻧﮫ ذﻛر ﻟﮭم ﻣﺎ ﻗﺎﻟﮫ اﻟﺷﯾﺦ
واﻟﺳﺎﺣر ﻗﺑل أن ﯾﻌرف أﻧﮭم ﻟﺟؤوا إﻟﯾﮭﻣﺎ
)ﻓﮭد( ﺑﺎھﺗﻣﺎم :وﻣﺎ ﻛﺎﻧت ﻣﺷورﺗﮫ؟
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :ﻗﺎل :ﻟو ﻟﺟﺄﺗم ﻟﻠﺷﯾوخ ﻓﺳﯾﻧﺻﺣون ﺑﺻﻼة اﻟﻣﯾت وﻟو ﻟﺟﺄﺗم
ﻟﻠﺳﺣرة ﻓﺳﯾﺧﺑروﻧﻛم ﺑﺄﻧﮫ ﻣن أﻋﻣﺎل اﻟﺳﺣر وﺳﯾوﺟﮭوﻧﻛم ﻟﻛﺳر اﻟﺟرة وأﺣدھﻣﺎ
ﻣﺻﯾب ﻓﻲ ﺗﻔﺳﯾره ﻟﻛﻧﮫ ﻣﻌطوب ﻓﻲ ﻋﻼﺟﮫ ﻷﻧﮫ ھﻼك واﻵﺧر ﻣﺧطﺊ اﻟﺗﻔﺳﯾر
ﻟﻛن ﻋﻼﺟﮫ ﻋﯾن اﻟﺻواب وﺗطﺑﯾﻘﮫ ﻣﻧﺟﺎة
)ﺑﻧدر( :ھذا ﻟﻐز وﻟﯾس ﺣﻼ
)ﺳﺎرة( :ھل وﺿﺢ ﻟﮭم ﻣﺎذا ﯾﻘﺻد ﺑﻛﻼﻣﮫ؟
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :رﻓض أن ﯾﻘول أﻛﺛر ﻣن ذﻟك ﻟﻛﻧﮫ ﻟم ﯾﺑﺧل ﻋﻠﯾﮭم ﺑﺣل ﻣﺧﺗﻠف رأى
أﻧﮫ اﻟﺧﯾﺎر اﻷﻓﺿل ﻟﮭم.
٥٥
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﻓﮭد( :أﺷﻌر ﺑﺄن ﻛل واﺣد ﻣﻧﮭم ﯾروج ﻟﺳﻠﻌﺗﮫ ﻣﺳﺗﻐًﻼ ﺣﺎﺟﺗﮭم.
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :ﻛﺎﻧوا ﻋﺎﺟزﯾن وﻗﺗﮭﺎ وﺧﯾﺎراﺗﮭم ﻣﺣدودة ووﻗﺗﮭم ﺿﯾق
)ﺑﻧدر( :وﻣﺎ ﻛﺎن ذﻟك اﻟﺣل؟
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ﻧﺻﺣﮭم ﺑﺎﻟﺗوﻗف ﻋن اﻟﺣدﯾث ﻋن )ﺳﻌد( وﻋدم ذﻛره أو ذﻛر اﺳﻣﮫ
ﻧﮭﺎﺋﯾﺎ ً أو ﻣﻧﺎﻗﺷﺔ ﻣﺎ ﯾدور ﻓﻲ ﺑﯾوﺗﮭم ﻣﻊ أوﻻدھم أو ﺑﻌﺿﮭم وﺑﻌض ﻓﻲ ﺗﻠك
اﻻﺟﺗﻣﺎﻋﺎت اﻷﺳﺑوﻋﯾﺔ ..ﻗﺎل ﺑﺎﻟﺣرف:
»أﻣﯾﻧوا ذﻛره وذﻛراه وﺳﯾﻣوت ﻣﻌﮭﻣﺎ وﯾرﺣل ﻟﻛن ﻟو ﻋدﺗم ﻟذﻟك ﻓﯾﻌود..
ﺳﯾﻌود أﺷرس وأﺷد ﻣن ذي ﻗﺑل ووﻗﺗﮭﺎ ﻟن ﯾرﺣل إﻻ ﺑﺎﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺻﺣﯾﺣﺔ« ...
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :وﺑﺎﻟﻔﻌل ھذا ﻣﺎ ﻗﺎم ﺑﮫ اﻟﺟﻣﯾﻊ ﺑﻌد ﻣﺎ ﺗﻔرﻗوا ذﻟك اﻟﯾوم...
)ﺳﺎرة( :وھل ﻧﺟﺣت طرﯾﻘﺗﮫ؟
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :اﺳﺗﻣر )ﺳﻌد( ﺑﺎﻟظﮭور ﻟﮭم وﻷطﻔﺎﻟﮭم ﻟﻌدة أﺳﺎﺑﯾﻊ وﻣﻊ اﻟﺗﺟﺎھل
اﻟﻣﺳﺗﻣر ﻟﮫ وﻟﺷﻛوى أطﻔﺎﻟﮭم اﻟﻣرﻋوﺑﯾن ﺧﻔت وﺗﯾرة ﺗﻠك اﻟﺣوادث ﺷﯾﺋﺎ ً ﻓﺷﯾﺋﺎ ً
ﺣ ﺗ ﻰ ا ﺧ ﺗ ﻔ ت ﺑ ﺎ ﻟ ﻛ ﺎ ﻣ ل.
)ﻓﮭد( :ﺣﺗﻰ أﺛرﻧﺎھﺎ اﻟﯾوم ﺑﺎﻟﺻورة
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ﻧﻌم ..ﻟﻘد أﺣﯾﯾﺗﮭﺎ ذﻛراه وﻗد ﻋﺎد...
)ﺳﺎرة( :وﻣﺎ اﻟﺣل اﻵن؟
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :ھذا ﺳﺑب اﺟﺗﻣﺎﻋﻲ ﻣﻊ أﺧﺗﻛم ھﻧﺎ اﻟﯾوم ...ﻟﻘد ﺗﻌرض ﻟﻧﺎ ﻛذﻟك
ﺑﻌد ﻣﺎ اﻓﺗرﻗﻧﺎ ﺑﻌد اﻟﻐداء وﻛﺎن ﻻ ﻻ ﺑد أن ﻧﺟﺗﻣﻊ ﻟﻧﻘرر
)ﺑﻧدر( :ﺗﻘرران ﻣﺎذا؟
٥٦
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :أي اﻟطرﯾﻘﺗﯾن ھﻲ اﻟﻣﻧﺟﺎة وأﯾﮭﻣﺎ اﻟﻣﮭﻠﻛﺔ اﻟﻣﻧﺟﺎة وأﯾﮭﻣﺎ اﻟﻣﮭﻠﻛﺔ..
ﺻﻼة اﻟﻣﯾت أم ﻛﺳر اﻟﺟرة
)ﻓﮭد( :اﻟﺧﯾﺎر واﺿﺢ ..اﻟﺻﻼة ﺑﺎﻟطﺑﻊ
)ﺑﻧدر( :وﻣﺎ أدراك؟
)ﻓﮭد( :ﻻ ﻣﺿرة ﻣن إﻗﺎﻣﺔ اﻟﺻﻼة وﻗراءة اﻟﻘرآن
)ﺳﺎرة( :إﻗﺎﻣﺔ اﻟﻌﺑﺎدة ﺑطرﯾﻘﺔ ﺧﺎطﺋﺔ أو ﺷرﻛﯾﺔ ﻻ ﯾﻌﻧﻲ أﻧﮭﺎ ﺻﺣﯾﺣﺔ
)ﻓﮭد( :وأﯾن اﻟﺷرك ﻓﻲ اﻟﻣوﺿوع؟
)ﺑﻧدر( ﺑﻌﺻﺑﯾﺔ :ﺻﻼة اﻟﻣﯾت ﺗﻘﺎم ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺟد أو اﻟﻣﻘﺑرة وﻟﯾس أﻣﺎم ﺟرة
ﻓﺧﺎرﯾﺔ.
)ﻓﮭد( ﺑﺗﺟﮭم وﻧﺑرة ﺣﺎدة :إذا ﺗرﯾد ﺗﻧﻔﯾذ ﻛﻼم ﺳﺎﺣر ﻋﻠﻰ أن ﺗﺻﻠﻲ؟!
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﺑﮭدوء :ﻻ ﺗﺗﺟﺎدﻟوا ..ﺟﯾد أﻧﻛم أﺗﯾﺗم ..ﻛﻧﺎ أﻧﺎ و )ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﻓﻲ
ﺣﯾرة ﻟﻛن ﻗد ﺗﻧﺗﮭﻲ ﺑﻛم
)ﺳﺎرة( :ﻣﺎذا ﺗﻘﺻد ﯾﺎ أﺧﻲ؟
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :ﺳﻧﺻوت ..ﻛل واﺣد ﻣﻧﺎ ﯾﺧﺗﺎر اﻟطرﯾﻘﺔ اﻟﺗﻲ ﯾراھﺎ اﻷﻧﺳب
وﺳﻧﻘرر ﺑﻌدھﺎ ..أﻧﺎ أﻣﯾل ﻟﻠﺻﻼة.
)ﻓﮭد( :وأﻧﺎ ﻛذﻟك!
)ﺑﻧدر( راﻣﻘﺎ ً )ﻓﮭد( ﺑﺎﻣﺗﻌﺎض :أﻧﺎ أرى أن ﻧﻛﺳر اﻟﺟرة.
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﻣوﺟﮭﺎ ً ﻧظره ﻟـ )ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ﻣﺎذا ﻋﻧك؟
٥٧
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﺑﺣﯾرة ﺷدﯾدة :ﻻ أﻋرف..
)ﻓﮭد( :ﻛﯾف ﻻ ﺗﻌرﻓﯾن ..اﻟﺻﻼة ھﻲ اﻟﺧﯾﺎر اﻟﺻﺣﯾﺢ!
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :أﻋرف ﻟﻛن..
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :اﺧﺗﺎري ﻣﺎ ﯾﻣﯾل ﻟﮫ ﻗﻠﺑك ..ﻻ ﺗﻘﻠﻘﻲ
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ﻓﻲ اﻟﺣﻘﯾﻘﺔ أﺗﻔق ﻣﻊ )ﺑﻧدر(
)ﻓﮭد( ﺻﺎرﺧﺎ ً :ﻣﺎذا؟! ھل ﺟﻧﻧت؟!
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( راﻓﻌﺎ ً ﻛﻔﮫ ﻓﻲ وﺟﮫ أﺧﯾﮫ :ﻛف ﻋن ذﻟك ..ھذا ﺧﯾﺎرھﺎ ﻓﻲ ﺗﻠك
اﻟﻠﺣظﺔ ﺗوﺟﮭت أﻧظﺎر اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻟـ )ﺳﺎرة( واﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﺳﺗﺣﺳم اﻟﻘرار ﺑﺎﺧﺗﯾﺎرھﺎ
ﻓظﮭرت ﻋﻠﯾﮭﺎ ﻋﻼﻣﺎت اﻟﺗوﺗر واﻟﻘﻠق وﻗﺎﻟت:
»ﻟم وﺿﻌﺗﻣوﻧﻲ ﻓﻲ ھذا اﻟﻣﺄزق؟«
)ﻓﮭد( :أﻧت ﻋﺎﻗﻠﺔ وأﻋرف ﻣﺳﺑﻘﺎ ً ﻣﺎ ھو اﺧﺗﯾﺎرك
)ﺑﻧدر( :ﻻ ﺗﺣﺎول اﻟﺗﺄﺛﯾر ﻋﻠﯾﮭﺎ واﺗرﻛﮭﺎ ﺗﻘرر وﺣدھﺎ.
)ﺳﺎرة( وھﻲ ﻓﻲ ﺣﯾرة ﺷدﯾدة :
ﻣن اﻷﺳﺎس ﻣﺎ اﻟذي ﯾﺿﻣن ﻟﻧﺎ أن ﺗﻠك اﻟﺟرة ﻻ ﺗزال ﻣوﺟودة ﺑﻌد ﻛل ﺗﻠك
اﻟﺳﻧوات ...؟ ﺳواء اﺧﺗرﻧﺎ ﻛﺳرھﺎ أو اﻟﺻﻼة ﻋﻧدھﺎ
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :ﻣﻧزل )أم ﺳﻌد( ﻗرﯾب ﻣن ھﻧﺎ وﺳوف ﯾﺗم إزاﻟﺗﮫ ﺧﻼل أﯾّﺎم ﻣﻊ
ﻲ ..ﯾﻣﻛﻧﻧﺎ اﻟﺗﺣﻘق ﻣن وﺟود اﻟﺟّرة ﻣن ﻋدﻣﮭﺎ ﺑﺄﻧﻔﺳﻧﺎ ..وھذه ﻗد
ﺑﻘﯾّﺔ ﺑﯾوت اﻟﺣ ّ
ﺗﻛون آﺧر ﻓرﺻﺔ ﻟﻧﺎ.
)ﺳﺎرة( :ﻓﻠﻧﺗرك اﻟﺑﻠدﯾﺔ إذا ً ﺗﻘوم ﺑﺎﻹزاﻟﺔ وﺗﮭدم اﻟﺑﯾت ﻋﻠﻰ اﻟﺟرة وﻧﺗﺣﺎﺷﻰ
اﻟوﻗوع ﻓﻲ اﻟﻣﺣظور
٥٨
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﻓﮭد( ﺑﻌﺑوس :وﻣﺎذا ﻟو ﻛﺎن ذﻟك ھو اﻟﺧﯾﺎر اﻟﺳﯾﺊ وﻓﺗﺢ ﻋﻠﯾﻧﺎ ﺑﺎب ﻻ ﯾﻣﻛن
إﻏﻼﻗﮫ ﻟﻸﺑد؟!
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :اﻷﻣر ﻻ ﺑد أن ﯾﻧﺗﮭﻲ ﺑطرﯾﻘﺔ أو أﺧرى ..واﻟﻠﯾﻠﺔ..
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( :ﻣﺎ ﻗرارك ﯾﺎ )ﺳﺎرة(؟
)ﺳﺎرة( ﻧﺎھﺿﺔ ﻣن ﻣﻘﻌدھﺎ ﺳﺎﺋرة ﺑﺿﻊ ﺧطوات ﻣﺑﺗﻌدة ﻋﻧﮭم ﺟﺎﺋﻠﺔ ﺑﻧظرھﺎ
ﺣوﻟﮭﺎ:
»ھل ﯾﺟب ﻋﻠﯾﻧﺎ اﻟﺣدﯾث ھﻧﺎ؟ اﻟﻣﻛﺎن ﻣوﺣش«
)ﻓﮭد( ﺑﻐﺿب :ﻻ وﻗت ﻟذﻟك اﻵن! اﺗﺧذي ﻗرارك
)ﺳﺎرة( ﻣﻐﻣﺿﺔ ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ واﺿﻌﺔ ﻛﻔوﻓﮭﺎ ﻋﻠﻰ أذﻧﯾﮭﺎ وظﮭرھﺎ ﻣدار ﻹﺧوﺗﮭﺎ:
»ﻻ ﺗﺣﻣﻠوﻧﻲ ﺗﻠك اﻟﻣﺳؤوﻟﯾﺔ!!«
ﻧﮭﺿت )ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﻣن ﻣﻛﺎﻧﮭﺎ ھﻲ اﻷﺧرى واﺣﺗﺿﻧت أﺧﺗﮭﺎ وﻗﺎﻟت ﻟـ )ﻓﮭد( ﺑﻧﺑرة
ﻣوﺑﺧﺔ:
ﻣﺎذا ﺗﻔﻌل! ﻻ ﺗﺣدﺛﮭﺎ ھﻛذا!
)ﻓﮭد( ﻣﺎﺳﺣﺎ ً وﺟﮭﮫ ﺑﻛﻔﮫ ﺑﺣﻧق ﺷدﯾد :ﻧﺣن ﻧﺿﯾﻊ اﻟوﻗت!
وﻗف )ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( وﻗﺎل ﻣﺣدﺛﺎ ً اﻟﺟﻣﯾﻊ :ھﯾﺎ ﺑﻧﺎ...
)ﺑﻧدر( :إﻟﻰ أﯾن؟
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( وھو ﯾﮭم ﺑﺎﻟﺳﯾر ﻟﺑﺎب اﻟﺧروج :ﻟﻣﻧزل )أم ﺳﻌد( ﺳﻧﻘرر ھﻧﺎك
)ﺳﺎرة( ﺑرﻋب ﻷﺧﺗﮭﺎ اﻟﻛﺑﯾرة :ﻻ أرﯾد اﻟذھﺎب إﻟﻰ ھﻧﺎك!
٥٩
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﻟـ )ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﺑﻌد أن ﻓﺗﺢ اﻟﺑﺎب :ھل ﻣن اﻟﺿروري أن ﺗﺄﺗﻲ
ﺟﻣﯾﻌﺎ ً؟
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﻣدﯾرا ً ﻧظره ﻧﺣوھﺎ ﻗﺑل أن ﯾﺧرج :ﻧﻌم ..ﻛﻠﻧﺎ ﺑﻼ اﺳﺗﺛﻧﺎء
ﺗﺑﻊ اﻟﺟﻣﯾﻊ أﺧﺎھم اﻷﻛﺑر وﺳﺎروا ﺧﻠﻔﮫ ﺑﯾن أزﻗﺔ اﻟﺣﻲ اﻟﻘدﯾم ﺣﺗﻰ وﻗﻔوا أﻣﺎم
ﻣﻧزل طﯾﻧﻲ ﺑﺑﺎب ﺣدﯾدي ﻣﺻﺑوغ ﺑﺎﻟﻠون اﻷﺧﺿر ﺗﺷﻌﺑت ﻓﯾﮫ ﺑﻌض ﻋروق
اﻟﺻدأ وﺣدﻗوا ﺑﮫ ﻟﺛوان ﺣﺗﻰ ﻗﺎل )ﻓﮭد( :ھل ھذا ...؟
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ﻧﻌم ..ﻣﻧزل )أم ﺳﻌد( ...
)ﺑﻧدر( :وﻛﯾف ﺳﻧدﺧل؟
ﺳﺎ اﻟﺑﺎب ﺑﻘدﻣﮫ ﻣﺣطﻣﺎ ً درﻓﺗﮫ اﻟﻣﺗﮭﺎﻟﻛﺔ :ﻣن اﻟﺑﺎب ﺑﺎﻟطﺑﻊ..
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( راﻓ ً
ﺗﻘدم اﻷخ اﻷﻛﺑر ﻧﺣو اﻟطرﯾق اﻟﻣظﻠم ﻣﺳﺗﻌﯾﻧﺎ ً ﺑﻛﺷﺎف ھﺎﺗﻔﮫ اﻟﻣﺣﻣول وﺗﺑﻌﮫ
اﻟﺑﻘﯾﺔ وﻗﺎﻣوا ﺑﺎﻟﻣﺛل ﻋدا )ﻓﮭد( اﻟذي ﻟم ﯾﻛن ھﺎﺗﻔﮫ ﺑﺣوزﺗﮫ .ﺑﻌد أن وﻟﺟوا ﻣن
ﺧﻼل اﻟﻣدﺧل وﺳﺎروا ﺧﻼل ﻣﻣر ﺿﯾق ﻣظﻠم داﺳت )ﺳﺎرة( ﻋﻠﻰ ﺷﻲء أﺻدر
ﺻوﺗﺎ ً ﻛﺎﻟﻘرﻣﺷﺔ دﻓﻊ اﻟﺟﻣﯾﻊ ﻟﺗوﺟﯾﮫ أﻧظﺎرھم وﻛﺷﺎﻓﺎﺗﮭم ﻧﺣوھﺎ ﻟﯾروا أﻧﮭﺎ ﻗد
وطﺋت ﻋﻠﻰ ﺳﻠﺔ ﻣن اﻟﺣﺻﯾر اﻟﺟﺎف ﺗﻔﺗت ﺗﺣت أﻗداﻣﮭﺎ.
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﺑﻧﺑرة ﻣﮭﻣوﻣﺔ:
»ﻛﺎﻧت )أم ﺳﻌد( ﺗﺳﺗﺧدﻣﮭﺎ ﻟﺗوزﯾﻊ اﻟﺣﻠوى ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻف رﻣﺿﺎن ﻋﻠﻰ أطﻔﺎل
اﻟﺣﻲ«.
اﺳﺗﺄﻧﻔوا ﺳﯾرھم ﺣﺗﻰ ﺗوﺳطوا اﻟﺑﯾت ذا اﻟﺳﻘف اﻟﻣﻔﺗوح وﻛﺎن أول ﻣﺎ اﺳﺗﻘﺑﻠﮭم
ﺑﻌد ان ﺗوﺳطوا ﺑﮭو اﻟﻣﻧزل ھو راﺋﺣﺔ ﻗوﯾﺔ ﻧﻔﺎذة أﺷﺑﮫ ﺑراﺋﺣﺔ اﻟﺧل
)ﻓﮭد( ﻣﻐطﯾﺎ ً أﻧﻔﮫ ﺑظﮭر ﯾده :ﻣﺎ ھذه اﻟراﺋﺣﺔ؟
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( راﻓﻌﺎ ً ﺿوء ھﺎﺗﻔﮫ ﻓوق رأﺳﮫ:
ﻟﻧﻔﺗرق وﻧﺑﺣث ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ اﻟﻐرف ﻋن اﻟﺟرة إن ﻛﺎﻧت ﻻ ﺗزال ﻣوﺟودة...
٦٠
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
ﺗﻔرق اﻹﺧوة ﻓﻲ ﺟﻣﯾﻊ أرﺟﺎء اﻟﻣﻧزل اﻟذي ﺗﻛون ﻣن طﺎﺑق واﺣد ﻓﻘط ﺣوى
ﺛﻼث ﻏرف وﺳﻠﻣﺎ ﺣﺟرﯾ‡ﺎ ﻣؤدﯾﺎ ﻟﺳطﺢ ﻣﻔﺗوح ﺻﻌده )ﺑﻧدر( ﺧﻠﻔﮫ )ﻓﮭد(
ﻟﯾﺳﺗﻛﺷﻔﺎه ﺗوﺟﮭت )ﻋﺎﺋﺷﺔ( و)ﺳﺎرة( ﻟﻠﻐرﻓﺔ وﻣن اﻷﻗرب ﻟﮭﻣﺎ ودﺧﻠﺗﺎھﺎ ﺑﻌد ﻣﺎ
دﻓﻌﺗﺎ ﺑﺎﺑﮭﺎ اﻟﺧﺷﺑﻲ ووﺟﮭﺗﺎ أﻧوار ھﺎﺗﻔﯾﮭﺎ اﻷرﺟﺎء اﻟﻐرﻓﺔ ﻟﺗﺻدﻣﺎ ﺑﻣﻧظر ﻣﺧﯾف
وﻣﻘزز .رأﺗﺎ ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﻣﻌﺎﻟﯾق اﻟﺣدﯾدﯾﺔ اﻟﺻدﺋﺔ ﻣﺗدﻟﯾﺔ ﻣن اﻟﺳﻘف ﻓﺧرﺟﺗﺎ
ﻋﻠﻰ اﻟﻔور ﺑﻌﺟﺎﻟﺔ.
ﻻﺣظ )ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( اﻟﺗوﺗر واﻟﺟزع ﻋﻠﻰ وﺟﮫ أﺧﺗﯾﮫ وﻗﺎل ﻟﮭﻣﺎ:
»ﻣﺎ ﺑﻛﻣﺎ؟ ھل وﺟدﺗﻣﺎ ﺷﯾﺋﺎ ً؟«
وﻗﺑل أن ﺗﺟﯾب أي ﻣﻧﮭﻣﺎ ﺳﻣﻌﺎ )ﻓﮭد( ﯾﻧﺎدي ﻋﻠﯾﮭم ﻣن اﻟﺳطﺢ ﻗﺎﺋﻼً :ﺗﻌﺎﻟوا ھﻧﺎ!
ﻟﻘد وﺟدﻧﺎھﺎ!
ﺻﻌد اﻟﺛﻼﺛﺔ اﻟﺳﻼﻟم اﻟﺣﺟرﯾﺔ وﻋﻧد وﺻوﻟﮭم ﻓوﺟﺋوا ﺑﻣﻧظر ﻏرﯾب ...
رأوا )ﺑﻧدر( و )ﻓﮭد( ﯾﻘﻔﺎن ﺑﯾن ﻣﺟﻣوﻋﺔ ﻣن اﻟﺟرار اﻟﻔﺧﺎرﯾﺔ ﻣﺻﻔوﻓﺔ ﻋﻠﻰ
اﻣﺗداد ﺟدار اﻟﺳطﺢ ﻟﻛن واﺣدة ﻣﻧﮭﺎ ﻛﺎﻧت أﻛﺑر ﺑﻛﺛﯾر ﻣن اﻟﺑﻘﯾﺔ ووﻗﻔت ﻓوق ﻣﺎ
ﯾﺷﺑﮫ اﻟﻘﺎﻋدة اﻟﺧﺷﺑﯾﺔ اﻟﻣرﺑﻌﺔ زادت ﻣن ارﺗﻔﺎﻋﮭﺎ أﻛﺛر .
ﻓﻘﺎﻟت )ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﺑﺧوف ووﺟل :
»ھذه ھﻲ اﻟﺟرة اﻟﺗﻲ ﻏرق ﻓﯾﮭﺎ )ﺳﻌد اﻟد ﱠﺑﱠﺎس( «...
ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺔ اﻧطﻠﻘت ﺿﺣﻛﺎت ﺑﺻوت ﺻﺑﻲ ﺻﻐﯾر أﺗت ﻣن اﻟطﺎﺑق اﻟﺳﻔﻠﻲ.
ﻗﻔزت )ﺳﺎرة( ﻋﻠﻰ أﺧﺗﮭﺎ اﻟﻛﺑﯾرة واﻧﮭﺎرت ﺑﺎﻟﺑﻛﺎء وھﻲ ﺗﻘول:
»ﻟﻧﺧرج ﻣن ھﻧﺎ!!«
ﺗﺣوﻟت اﻟﺿﺣﻛﺎت ﻓﺟﺄة ﻟﺻرﺧﺎت ﺗﺧﻠﻠﮭﺎ ﺑﻌض اﻟﻌﺑﺎرات ﻣﺛل :أرﯾد اﻟﻠﻌب
ﻣﻌﻛم» ..«..ﻻ أرﯾد اﻟﻌودة«..
)ﻓﮭد( ﺑﺗوﺗر ﺷدﯾد ﻷﺧوﯾﮫ :ﺣﺎن وﻗت اﺗﺧﺎذ اﻟﻘرار!
٦١
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
ﻟﻣﺢ )ﺑﻧدر( ﺣﺟرا ً ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻓﻘﺑض ﻋﻠﯾﮫ وھم ﺑﻛﺳر اﻟﺟرة ﻟﻛن )ﻓﮭد( أﻣﺳك
ﺳﺎﻋده وﻣﻧﻌﮫ ﻗﺎﺋﻼً :ﻟم ﻧﺳﻣﻊ ﻣن )ﺳﺎرة( ﺑﻌد!
ﺑدأت أﺻوات اﻟﺿﺣﻛﺎت واﻟﺻراﺧﺎت ﺗﻘﺗرب وﺗزداد وﺿوﺣﺎ ً وﻛﺄن ﻣطﻠﻘﮭﺎ
أﺧذ ﺑﺻﻌود اﻟﺳﻠم اﻟﺣﺟري ﺑﺑطء.
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﻣﺣﺎوﻟﺔ ﺣث أﺧﺗﮭﺎ اﻟﺻﻐﯾرة ﻋﻠﻰ اﻟﺣدﯾث :ھﯾﺎ ..أﺧﺑرﯾﻧﺎ ﺑﻘرارك!
)ﺳﺎرة( وﻗد دﺧﻠت ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻻﻧﮭﯾﺎر :ﻻ أﺳﺗطﯾﻊ! ﻻ أﺳﺗطﯾﻊ !
اﻧﻛﺳرت ﺟرة ﻣن اﻟﺟرار اﻟﺻﻐﯾرة وﺳﺎل ﻣﻧﮭﺎ ﻣﺎدة ﺳوداء ﻟزﺟﺔ ﺗﺑﻌﺗﮭﺎ ﺟرة
ﺛﺎﻧﯾﺔ ﻓﺛﺎﻟﺛﺔ واﺳﺗﻣرت اﻟﺟرار ﺑﺎﻟﺗﺣطم واﺣدة ﺗﻠو اﻷﺧرى ﺣﺗﻰ ﺑدأت اﻷرض
ﺗﺗﻐطﻰ ﺑﺎﻟﺳواد اﻟﺗﺎم واﻟﻣﺎدة اﻟﻠزﺟﺔ ﺗﺗﺣرك ﺑﮭدوء وﺛﺑﺎت ﻧﺣوھم.
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﻓﺎﻗدا ً ﻟﮭدوﺋﮫ :ﻟن أﻧﺗظر أﻛﺛر!
وﺟﮫ اﻷخ اﻷﻛﺑر وﺟﮭﮫ ﻧﺣو اﻟﺟرة وﻛﺑّر...
اﻧﺿم )ﻓﮭد( إﻟﯾﮫ وﻛﺑّر وراءه و )ﺑﻧدر( ﯾرﻗﺑﮭﺎ ﺑﺟزع ﻣﻣﺳﻛﺎ ً اﻟﺣﺟر ﺑﯾد وﺑﺎﻟﯾد
اﻷﺧرى وﺟﮫ اﻟﻛﺷﺎف ﻟﻠﺳﺎﺋل اﻷﺳود اﻟداﻧﻲ ﻣن أﻗداﻣﮭﻣﺎ وﺻوت ﺿﺣﻛﺎت
)ﺳﻌد( وﺻرﺧﺎﺗﮫ ﺑﺎﺗت أﻗرب ﻟدرﺟﺔ أﻧﮫ ﺑدا وﻛﺄﻧﮫ ﻣﻌﮭم ﻓﻲ اﻟﺳطﺢ .ﻛﺑر )ﻋﺑد
اﻟرﺣﻣن( اﻟﺗﻛﺑﯾرة اﻟﺛﺎﻧﯾﺔ وﻛﺑر وراءه )ﻓﮭد( واﻟﺳﺎﺋل اﻷﺳود ﻗد ﻏطﻰ أﻗداﻣﮭﻣﺎ
ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل وﺑدأ ﺑﺎﻟﺻﻌود ﻋﻠﻰ ﺳﯾﻘﺎﻧﮭﺎ ﻣﻠطﺧﺎ ً اﻟﺟزء اﻟﺳﻔﻠﻲ ﻣن ﻣﻼﺑﺳﮭﺎ وﻛﺎن
واﺿﺣﺎ ً أﻧﮭﻣﺎ ﯾﺗﺄﻟﻣﺎن ﻟﻛﻧﮭﺎ ﻟم ﯾﻘطﻌﺎ اﻟﺻﻼة.
ﺟرت )ﻋﺎﺋﺷﺔ( وﺷدت ﻣﻌﮭﺎ )ﺳﺎرة( ووﻗﻔﺗﺎ ﺑﺟﺎﻧب )ﺑﻧدر( ﻋﻧدﻣﺎ ﺳﻣﻌﺎ اﻟطﻔل
ﯾﺣدﺛﮭﺎ ﻣن وراﺋﮭﺎ ﺑﺻوت ﻏﻠﯾظ وﻣﺧﯾف ﺟدا ﻗﺎﺋﻼ» :ﻟم ﻻ ﺗرﯾدان اﻟﻠﻌب
ﻣﻌﻲ...؟!«
ﻛﺑّر )ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( اﻟﺗﻛﺑﯾرة اﻟﺛﺎﻟﺛﺔ ووﻗﺗﮭﺎ وﺻل اﻟﺳﺎﺋل اﻷﺳود اﻟﻠزج ﻟﻌﻧﻘﮫ ﻣﺛل
)ﻓﮭد( وﻟم ﯾﺑق ﺳوى رأﺳﯾﮭﻣﺎ اﻟراﺟﻔﯾن ووﺟوھﮭﻣﺎ اﻟداﻣﻌﺔ ﻣن اﻷﻟم اﻟذي
ﺿرب أﺟﺳﺎدھﻣﺎ ﺻرخ )ﺑﻧدر( ﻓﯾﮭﻣﺎ ﺑﺈﻧﮭﺎء اﻟﺻﻼة ﺑﺳرﻋﺔ ﻟﻛن وﻗﺑل أن ﯾﻘوم
)ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﺑﻧطق اﻟﺗﻛﺑﯾرة اﻷﺧﯾرة ﺗﻐطﻰ رأﺳﮫ ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل ﺑﺎﻟﺳواد واﻷﻣر ذاﺗﮫ
ﺣدث ﻣﻊ )ﻓﮭد( ﻟﯾﺳﻘطﺎ ﻣﺑﺎﺷرة ﻋﻠﻰ اﻷرض ﻣﻣﺎ دﻓﻊ )ﺳﺎرة( وﺑﺷﻛل ﻣﻔﺎﺟﺊ
ﻷﺧذ اﻟﺣﺟر ﻣن ﯾد )ﺑﻧدر( وﺿرب اﻟﺟرة ﺑﮫ وھﻲ ﺗﺻرخ وﺗﺑﻛﻲ .ﺗﮭﺎوت
٦٢
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
اﻟﺟرة اﻟطﯾﻧﯾﺔ وﺗﺣطﻣت ﻟﻘطﻊ ﺻﻐﯾرة أطﻠق ﻋﻠﻰ أﺛرھﺎ )ﺳﻌد اﻟد ﱠﺑﱠﺎس( ﻋوﯾﻼً
ﻣرﻋﺑﺎ ً وﻋﺎﻟﯾﺎ ً ﺣطم ﺑﻘﯾﺔ اﻟﺟرار اﻟﺻﻐﯾرة ورﻣﻰ ﺑﻣن ﺗﺑﻘﻰ ﻣن اﻟواﻗﻔﯾن أرﺿﺎ ً
ﻟﯾﻔﻘدوا اﻟوﻋﻲ ﻣﺑﺎﺷرة.
٦٣
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
اﻟﺸﺮ اﻟﻤﻘﯿﻢ واﻷرواح اﻟﺴﺎﻛﻨﺔ
»ھل ﻧﺟﺢ اﻷﻣر...؟«
ﻗﺎﻟﺗﮭﺎ )ﺳﺎرة( ﺑﻌد ﻣﺎ ﻓﺗﺣت ﻋﯾﻧﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ ﻏرﯾﺑﺔ ﻋﻠﯾﮭﺎ وھﻲ ﻣﺳﺗﻠﻘﯾﺔ ﻋﻠﻰ
ﺳرﯾر أﺑﯾض وأﺧﺗﮭﺎ اﻟﻛﺑرى )ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﺗﺟﻠس ﺑﺟﺎﻧﺑﮭﺎ ﻋﻠﻰ طرﻓﮫ
ﺗﻣﺳﺢ ﺟﺑﯾﻧﮭﺎ ﺑﺎﺳﻣﺔ وھﻲ ﺗﻘول:
ﻧﻌم ..ﻟﻘد اﻧﺗﮭﻰ ﻛل ﺷﻲء ..اﻧﺗﮭﻰ اﻟﻛﺎﺑوس..
)ﺳﺎرة( ﺑوﺟﮫ ﻣﺻﺎب ﺑﺑﻌض اﻟﻛدﻣﺎت واﻟﺟروح اﻟﻣطﯾﺑﺔ ﺑﺎﻟﺿﻣﺎدات:
اﯾن ﻧﺣن؟
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ
٦٤
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﺳﺎرة( ﺑﻘﻠق :ھل ﺣدث ﻷﺣد ﻣﻛروه؟
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ﻻ ..ﺟﻣﯾﻌﻧﺎ ﺑﺧﯾر ..أﻧت ﻓﻘط ﻟم ﺗﻔﯾﻘﻲ ﻋﻧدﻣﺎ ﺣﺎوﻟﻧﺎ إﯾﻘﺎظك ﻓﺟﻠﺑﻧﺎك
إﻟﻰ ھﻧﺎ وأﺧﺑرﻧﺎھم ﺑﺄﻧِك وﻗﻌت ﻋن اﻟﺳﻼﻟم وطﻣﺄﻧﻧﺎ اﻟطﺑﯾب ﺑﺄﻧك ﺑﺧﯾر وﻗد
ﺗﯾﻘﻧت ﻣن ﻛﻼﻣﮫ ﻋﻧدﻣﺎ اﺳﺗﯾﻘظت اﻵن
ﺗﺑﺳﻣت )ﺳﺎرة( وزﻓرت ﺑﺎرﺗﯾﺎح :اﻟﺣﻣد ...O
ھﻣت )ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﺑﺎﻟﻧﮭوض ﻟﻛن )ﺳﺎرة( اﺳﺗوﻗﻔﺗﮭﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ :ھل ﺳﺗرﻛﯾﻧﻧﻲ وﺣدي؟
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :ﻻ ﯾﺎ ﺣﺑﯾﺑﺗﻲ ..أﻧﺎ ذاھﺑﺔ ﻷﺣﺿر ﻟك ﺑﻌض اﻟطﻌﺎم ..اﻟطﺑﯾب ﺳﻣﺢ ﻟﻲ
ﺑﺄن أﺑﻘﻰ ﻣﻌك ﻛﻣراﻓﻘﺔ اﻟﯾوم
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﺑﺎﺳﻣﺔ :ﻣوﻋد ﺧروﺟك ﻏدا ً ..ﺳﻧذھب ﺟﻣﯾﻌﺎ ً ﻋﻧدﻣﺎ ﯾﺣﺿر
)ﺳﺎرة( ﺑﺧﻠﯾط ﻣن اﻟﺣزن واﻟﺗﻣﻠﻣل :أرﯾد اﻟﻌودة ﻟﻠﺑﯾت اﻵن إﺧوﺗك ﻟزﯾﺎرﺗك..
ﻣﺎ رأﯾك؟
ﺗﺑﺳﻣت )ﺳﺎرة( وھزت رأﺳﮫ ﺑﺎﻟﻣواﻓﻘﺔ.
ﺧرﺟت )ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﺗﺎرﻛﺔ أﺧﺗﮭﺎ اﻟﺻﻐﯾرة ﺗﺣدق ﺑﺳﺎﻋﺔ اﻟﺣﺎﺋط اﻟﺗﻲ أﺷﺎرت ﻟﻠﺛﺎﻧﯾﺔ
ﺻﺑﺎﺣﺎ ً ﺛم أدارت ﻧظرھﺎ ﻟﻠﻣﻧﺿدة ﺑﺟﺎﻧب ﺳرﯾرھﺎ ﻟﺗرى ھﺎﺗﻔﮭﺎ ﯾﻧﯾر ﺑﺻﻣت.
ﻣدت ﯾدھﺎ واﻟﺗﻘطﺗﮫ ورأت اﺳم )ﺑﻧدر( ﻓﻔﺗﺣﺗﮫ وﻗرﺑت اﻟﺳﻣﺎﻋﺔ ﻣن أذﻧﮭﺎ ﻗﺎﺋﻠﺔ:
»أھﻼً )ﺑﻧدر(«..
)ﺑﻧدر( :اﻟﺣﻣد Oأﻧك اﺳﺗﯾﻘظت ..ﻛﯾف ﺣﺎﻟك؟ )ﺳﺎرة( :ﺑﺧﯾر ..ﻟم رﺣﻠﺗم ﻗﺑل أن
أراﻛم ﺑﻧﻔﺳﻲ؟
)ﺑﻧدر( ﺷﻌر )ﻋﺑد اﻟرﺣﻣن( ﺑﺎﻟﺗﻌب وﻗرر اﻟرﺣﯾل ﺑﺎﻟرﻏم ﻣن أﻧﮫ ﻛﺎن ﻗﻠﻘﺎ ً ﻋﻠﯾك
ﺟدا ً ﻟﻛﻧﻧﺎ أﻗﻧﻌﻧﺎه ﺑﺄﻧﻧﺎ ﺳﻧﺗﺻل ﺑﮫ ﺣﺎل اﺳﺗﯾﻘﺎظك
٦٥
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﺳﺎرة( :ﻻ أﻧﺎ ﺑﺧﯾر ﻻ ﺗﺷﻐﻠوا ﺑﺎﻟﻛم ..اذھﺑوا وارﺗﺎﺣوا أﻧﺗم ﻛذﻟك وﺳﺄراﻛم ﻏدا ً
)ﺑﻧدر( ﺿﺎﺣﻛﺎ ً :ﻓﺎت اﻷوان ﻋﻠﻰ ذﻟك ﻓﺟﻣﯾﻌﻧﺎ ﻓﻲ اﻟطرﯾق إﻟﯾِك اﻵن ﻟﻛﻧﻧﺎ
اﺿطررﻧﺎ ﻟﻠﻌودة ﻟﻠﻣﻧزل ﻋﻠﻰ ﻋﺟﺎﻟﺔ ﻷن )ﻋﺎﺋﺷﺔ( أرادت إﺣﺿﺎر ﺑﻌض
اﻟﺣﺎﺟﯾﺎت اﻟﺧﺎﺻﺔ ﺑك ﻋﻧدﻣﺎ أﺧﺑرھﺎ اﻟطﺑﯾب ﺑﺄﻧك ﺳﺗﺑﯾﺗﯾن ﯾوﻣﺎ ً ﻓﻲ اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ
ﻟﻠﻣﻼﺣظﺔ
)ﺳﺎرة( :ﻧﻌم ﻟﻘد أﺧﺑرﺗﻧﻲ.
)ﺑﻧدر( ﺑﺎﺳﺗﻐراب :ﻣن أﺧﺑرك ﺑذﻟك؟
)ﺳﺎرة() :ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﺑﺎﻟطﺑﻊ.
)ﺑﻧدر( ﺑﺧﻠﯾط ﻣن اﻟﺗوﺟس واﻟرﯾﺑﺔ) :ﻋﺎﺋﺷﺔ( ...؟
)ﺳﺎرة( وھﻲ ﺗﺗﺑﺳم ﻟرؤﯾﺗﮭﺎ )ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﺗدﺧل ﻋﻠﯾﮭﺎ ﺣﺎﻣﻠﺔ ﺻﯾﻧﯾﺔ ﻣﻌدﻧﯾﺔ:
»ﻧﻌم ..ﺣﺳﻧﺎ ً ﻧﺣن ﺑﺎﻧﺗظﺎرﻛم ..ﻻ ﺗﺗﺄﺧروا«...
)ﺑﻧدر( ﺑﺗوﺗر ﺷدﯾد اﺳﻣﻌﯾﻧﻲ ﯾﺎ )ﺳﺎرة() ..ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﻟـ ...أﺧذت )ﻋﺎﺋﺷﺔ( اﻟﮭﺎﺗف
ﻣن ﯾد أﺧﺗﮭﺎ ووﺿﻌﺗﮫ ﻋﻧد أذﻧﮭﺎ وﻗﺎﻟت ﺿﺎﺣﻛﺔ:
ﻛف ﻋن إزﻋﺎﺟﮭﺎ ﯾﺎ )ﺑﻧدر( أﺧﺗك ﯾﺟب أن ﺗﺄﻛل اﻵن ﻛﻲ ﺗﻧﺎم ...ﺣﺎوﻟوا أن
ﺗﺻﻠوا ﻗﺑل أن ﺗﻐﻔو ﻣﺟددا ً...
أﻏﻠﻘت )ﻋﺎﺋﺷﺔ( اﻟﮭﺎﺗف ﺑﺈﺑﮭﺎﻣﮭﺎ ووﺿﻌﺗﮫ ﻋﻠﻰ اﻟﻣﻧﺿدة وﺟﻠﺳت ﻋﻠﻰ طرف
اﻟﺳرﯾر ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺗﺑﺳﻣت )ﺳﺎرة( وھﻲ ﺗﺗﺄﻣل اﻟﺻﯾﻧﯾﺔ اﻟﺗﻲ ﺑﺳطﺗﮭﺎ أﻣﺎﻣﮭﺎ ﻓوق
اﻟﻠﺣﺎف وﻗﺎﻟت :ﻣﺎ ھذا؟
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﻣﻣﺎزﺣﺔ :ھذا ﻣﺎ اﺳﺗطﻌت ﺳرﻗﺗﮫ ﻣن ﻣطﺑﺧﮭم
)ﺳﺎرة( راﻓﻌﺔ اﻟﻣﻠﻌﻘﺔ ﺿﺎﺣﻛﺔ :ﻛﻠﮭﺎ ﺣﻠوﯾﺎت
٦٦
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( وھﻲ ﺗﺗﺄﻣل أﺧﺗﮭﺎ وﺑﻧﺑرة ﺑﺎردة :وھل ھﻧﺎك أﺟﻣل ﻣن اﻟﺣﻠوﯾﺎت؟
)ﺳﺎرة( ﺧﻼل اﻧدﻣﺎﺟﮭﺎ ﺑﺗذوق اﻷﺻﻧﺎف دون أن ﺗرﻓﻊ ﻧظرھﺎ :ﺑﺎﻟطﺑﻊ ﻻ ..ﻟﻛﻧﻲ
ﺗوﻗﻌت أن ﺗﺟﻠﺑﻲ ﻟﻲ ﺷﯾﺋﺎ ً ذا ﻗﯾﻣﺔ ﻏذاﺋﯾﺔ أﻓﺿل
ﻓﻲ ﺗﻠك اﻟﻠﺣظﺔ رﻣﺷت اﻹﻧﺎرة ﻓﻲ اﻟﻐرﻓﺔ ﻣﻣﺎ دﻓﻊ )ﺳﺎرة( ﻟرﻓﻊ رأﺳﮭﺎ ﻓوﻗﮭﺎ
وھﻲ ﺗﻘول:
»أرﺟو أﻻ ﺗﻧﻘطﻊ اﻟﻛﮭرﺑﺎء ..أﺧذت ﻛﻔﺎﯾﺗﻲ ﻣن اﻟظﻠﻣﺔ ھذا اﻟﯾوم«
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( دون أن ﺗﺣﯾد ﺑﻧظرھﺎ ﻋن أﺧﺗﮭﺎ وﺑﺎﻟﺑرود ﻧﻔﺳﮫ ﺧﻼل اﺳﺗﻣرار رﻣش
اﻷﻧوار:
»ﺗﺟﺎھﻠﻲ اﻷﻧوار وأﻛﻣﻠﻲ طﻌﺎﻣك«..
)ﺳﺎرة( ﻣﻧزﻟﺔ رأﺳﮭﺎ ﻋن اﻟﺳﻘف ﻣوﺟﮭﺔ ﻧظرھﺎ ﻧﺣو )ﻋﺎﺋﺷﺔ(:
»ﻣﺎ ﺑك ﯾﺎ أﺧﺗﻲ ..ﺗﺑدﯾن ﻣﺗﻌﺑﺔ«
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( :أﻧﺎ ﻣﺗﻌﺑﺔ ﻣﻧذ ﺳﻧﯾن ..ﻣﻧذ رﺣﯾﻠﮫ. ...
)ﺳﺎرة( ﺑﺗﻌﺟب :رﺣﯾل ﻣن .زوﺟك؟
رﻣﺷت اﻷﻧوار ﻣﺟددا ً وﺧﻼﻟﮭﺎ ﺷﺎھدت )ﺳﺎرة( ﻣﻼﻣﺢ )ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﺗﺗﻐﯾر ﻟﺛوان
ﺧﻼل اﻟظﻠﻣﺔ اﻟﺧﺎطﻔﺔ ﻟوﺟﮫ ﺑﺷﻊ ..وﺟﮫ أﺷﺑﮫ ﺑﺎﻣرأة ﻋﺟوز ﺑوﺟﮫ ﻣﺟﻌد ﻗﺑﯾﺢ
ﻓﺎﻧﺗﻔﺿت ﻣﺳﻘطﺔ اﻟﻣﻠﻌﻘﺔ ﻣن ﯾدھﺎ ﻋﻠﻰ اﻷرض.
اﻟﺗﻘطت )ﻋﺎﺋﺷﺔ( اﻟﻣﻠﻌﻘﺔ وﻣدﺗﮭﺎ ﻟﮭﺎ وھﻲ ﺗﻘول» :أﻛﻣﻠﻲ طﻌﺎﻣك«.
)ﺳﺎرة( وﻋدم اﻻرﺗﯾﺎح ﯾﺗﺳﻠل ﻟﺻدرھﺎ :ﺷﺑﻌت.
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﺑﻧظرات ﺗزداد ﺣدة أﻛﻣﻠﻲ..
)ﺳﺎرة( ﻣﺎﺳﺣﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﻠﻘﮭﺎ :أرﯾد ﺑﻌض اﻟﻣﺎء وأﻋدك ﺑﺄﻧﻲ ﺳﺄﻛﻣل
٦٧
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﺑﺗﺟﮭم ﺑﺳﯾط وھﻲ ﺗﮭم ﺑﺎﻟﻧﮭوض ﻟﻠﺗوﺟﮫ ﻟﻠﺛﻼﺟﺔ اﻟﺻﻐﯾرة ﻓﻲ آﺧر
اﻟﻐرﻓﺔ:
»ﺳﺗﻛﻣﻠﯾن أﻛل ﻛل اﻟﺣﻠوى ﻓﻲ اﻟﺻﯾﻧﯾﺔ ﺷﺋت أم أﺑﯾت«...
ﺷﻌرت )ﺳﺎرة( ﺑﺎﻟرﻋب ﻣﻣﺎ ﯾﺣدث وﻋﻧدﻣﺎ أدارت )ﻋﺎﺋﺷﺔ( ظﮭرھﺎ ﻟﮭﺎ ﺑﻌد
ﻧﮭوﺿﮭﺎ اﻟﺗﻔﺗت ﻧﺣو ھﺎﺗﻔﮭﺎ ﻟﺗﺟده ﻣﺿﺎء ﺑﺎﺗﺻﺎل ﻣﺎ ..ﻣدت ﯾدھﺎ وأﺧذﺗﮫ..
وﻛﺎﻧت ﺻدﻣﺗﮭﺎ ﻛﺑﯾرة وﺧﺎﻧﻘﺔ ﻋﻧدﻣﺎ ﺷﺎھدت أن اﻟرﻗم اﻟﻣﺗﺻل ھو )ﻋﺎﺋﺷﺔ(
ﻓرﻓﻌت ﻧظرھﺎ ﻧﺣو أﺧﺗﮭﺎ اﻟﺗﻲ ﻛﺎﻧت ﻟﻠﺗو ﻗد ﻓﺗﺣت ﺑﺎب اﻟﺛﻼﺟﺔ وﻗﺎﻣت ﺑرﻓﻊ
اﻟﺳﻣﺎﻋﺔ ﺑﯾد راﺟﻔﺔ وﻓﺗﺣت اﻟﺧط وﻟم ﺗﻘل ﺷﯾﺋﺎ ً ﻟﻛﻧﮭﺎ ﺳﻣﻌت أﺧﺗﮭﺎ ﺗﺣدﺛﮭﺎ وھﻲ
ﺗﺑﻛﻲ ﻗﺎﺋﻠﺔ:
ت ﺑﺧﯾر؟! ﻣن ﻣﻌك؟! )ﺑﻧدر( ﯾﻘول«.. »ﻟم ﻻ ﺗردﯾن! ھل أﻧ ِ
أﻏﻠﻘت )ﺳﺎرة( اﻟﺧط ﻋﻧدﻣﺎ ﻟﻣﺣت اﻟﻣرأة اﻟﺗﻲ ﺗﯾﻘﻧت اﻵن أﻧﮭﺎ ﻟﯾﺳت أﺧﺗﮭﺎ ﺗﻐﻠق
ﺑﺎب اﻟﺑراد ﻋﺎﺋدة ﻧﺣوھﺎ ﺑﻘﺎرورة ﻣﺎء ﺻﻐﯾرة وﺧﺑﺄت اﻟﮭﺎﺗف ﺗﺣت اﻟﻠﺣﺎف
ﺟﻠﺳت اﻟﻣرأة اﻟﺗﻲ ﺗﺷﺑﮫ )ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﻋﻠﻰ طرف اﻟﺳرﯾر وﻣدت اﻟﻘﺎرورة ﻟﮭﺎ وھﻲ
ﺗﻘول» :ھﯾﺎ ﻟﺗﻛﻣﻠﻲ طﻌﺎﻣك«..
وﺗرﻣﻲ ﺑﮭﺎ ﺑﻘوة ﻟﻠﺣﺎﺋط اﻟﻣﻘﺎﺑل ﻟﺗرﺗطم ﺑﺳطﺣﮫ ﺑوﺟﮭﮭﺎ ﻣﺑﺎﺷرة وﺗﻛﺳر أﻧﻔﮭﺎ
اﻟذي ﺑدأ ﯾﻧزف ﺑﻐزارة ﻋﻠﻰ رداﺋﮭﺎ.
اﻟﻐرﻓﺔ ﻛﺎﻧت ﺷﺑﮫ ﻣظﻠﻣﺔ وﻟم ﯾﻧرھﺎ ﺳوى ﺑﻌض أﺷﻌﺔ اﻟﺿوء اﻟﻘﺎدم ﻣن اﻟﻣدﺧل
اﻟﻣؤدي ﻟﻣﻣر اﻟﻘﺳم اﻟذي ﺑدأت )ﺳﺎرة( ﺑﺎﻟزﺣف ﻧﺣوه ﺑﺟﺳد ﯾﺋن وﺟﻌﺎ واﻟﻌﺟوز
ﺗﺳﯾر ﺧﻠﻔﮭﺎ ﺑﺑطء ﻣﺗﺄﻣﻠﺔ ﻋﺟزھﺎ ﺑﺎﺳﻣﺔ ﺑﻌد ﻣﺎ أطﻠت ﺑرأﺳﮭﺎ ﻣن ﻓﺗﺣﺔ اﻟﺑﺎب
اﻧﺗﺑﮫ ﺑﻌض اﻟﻣﻣرﺿﺎت اﻟﻣﻧﺎوﺑﺎت ﻟﮭﺎ وﺟرﯾن ﻧﺣوھﺎ وأﻧﮭﺿﻧﮭﺎ وﺷﺎھدن اﻟدﻣﺎء
ﺗﻐطﻲ وﺟﮭﮭﺎ وﻟﺑﺎﺳﮭﺎ ﻓﻘﺎﻟت إﺣداھن:
»ﻣﺎ اﻟذي ﺣدث ﻟك؟!«
ﻗﺑل أن ﺗﺟﯾب ﻋﻠﯾﮭﺎ اﻣﺗدت ﯾد ﻣﺟﻌدة ﺑﺳرﻋﺔ ﺧﺎطﻔﺔ ﻣن اﻟﻐرﻓﺔ وﺳﺣﺑت إﺣدى
اﻟﻣﻣرﺿﺎت ﺗﺑﻌﮭﺎ ﺻرﺧﺎت اﺳﺗﻧﺟﺎد ﻋﺎﻟﯾﺔ ﻣﺧﺗﻠطﺔ ﺑﺑﻌض اﻟزﻣﺟرات اﻟﻣﺧﯾﻔﺔ
ﻣﺎ دﻓﻊ اﻟﺑﻘﯾﺔ ﻟﻠﮭرب ﻣن اﻟﻣﻛﺎن ﺗﺎرﻛﺎت )ﺳﺎرة( ﺗﺳﻧد ﻧﻔﺳﮭﺎ ﻋﻠﻰ ﺟدار اﻟﻣﻣر
وﺗﻛﻣل ھروﺑﮭﺎ ﺑﺑطء .ﺧرﺟت اﻟﻌﺟوز ﺑﻔم ﯾﻘطر دﻣﺎ ً ﺗﻠﺗﻔت ﯾﻣﯾﻧﺎ ً وﺷﻣﺎﻻً
ﻛﺎﻟوﺣش اﻟﺷﺑق ﻟﻠدم ﺣﺗﻰ وﻗﻌت ﻋﯾﻧﺎھﺎ اﻟﺑﯾﺿﺎوان ﻋﻠﻰ )ﺳﺎرة( اﻟﺗﻲ ﻗد ﺑﻠﻐت
اﻟﻣﺻﻌد واﺳﺗدﻋﺗﮫ ﺑﻛﺑس أﺣد أزراره وﺟﻠﺳت ﺑﺟﺎﻧﺑﮫ ﻓﻲ اﻧﺗظﺎر وﺻوﻟﮫ.
ﺗﺣرﻛت اﻟﻌﺟوز اﻟﻣﺳﻌورة ﻧﺣوھﺎ ﺣﺗﻰ وﻗﻔت أﻣﺎﻣﮭﺎ ﻣﻛﺷرة ﻋن أﺳﻧﺎﻧﮭﺎ اﻟﻘﺑﯾﺣﺔ
اﻟﻣﻠوﺛﺔ ﺑدﻣﺎء اﻟﻣﻣرﺿﺔ راﻓﻌﺔ ﻛﻔﯾﮭﺎ ذواﺗﻲ اﻷظﺎﻓر اﻟﻣﺗﺳﺧﺔ اﻟطوﯾﻠﺔ ﻓﻲ ﻧﯾﺔ
ﻟﺗﻣزﯾﻘﮭﺎ ﻟﻛﻧﮭﺎ ﺗوﻗﻔت ﻋﻧدﻣﺎ ﺳﻣﻌت ﺟرس اﻟﻣﺻﻌد ﯾرن ﻣﻌﻠﻧﺎ ﻋن وﺻوﻟﮫ.
٦٨
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
ﺗﺑﺎﻋدت درﻓﺗﺎ ﺑﺎب اﻟﻣﺻﻌد ﻛﺎﺷﻔﺎ ً ﻋن رﻛﺎﺑﮫ) ..ﻓﮭد() ..ﺑﻧدر( )...ﻋﺎﺋﺷﺔ(..
ﺻﺎﺣت اﻟﻌﺟوز ﻓﻲ وﺟوھﮭم ﻓﻣﺎ ﻛﺎن ﻣن اﻷﺧوﯾن ﺑﻌد رؤﯾﺗﮭﺎ ﻷﺧﺗﮭﺎ اﻟﺻﻐﯾرة
اﻟﻣﺻﺎﺑﺔ إﻻ أن ﻗﻔزا ﻋﻠﻰ ﺗﻠك اﻟﺷﻣطﺎء ﻣﺳﻘطﯾن إﯾﺎھﺎ أرﺿﺎ ً ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺟرت
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﻧﺣو أﺧﺗﮭﺎ اﻟﺻﻐﯾرة اﻟﻣرﻋوﺑﺔ ﺟﺎﻟﺳﺔ ﻋﻧدھﺎ ﻣﺣﺗﺿﻧﺔ إﯾﺎھﺎ وﻋﯾﻧﮭﺎ
ﻋﻠﻰ أﺧوﯾﮭﺎ اﻟﻠذﯾن دﺧﻼ ﻓﻲ ﺻراع ﻣﻊ ﺗﻠك اﻟﻣرأة اﻟﮭﺎﺋﺟﺔ.
ﻗوة ﺗﻠك اﻟﻌﺟوز ﻣﻛﻧﺗﮭﺎ ﻣن طرح )ﺑﻧدر( ﺟﺎﻧﺑﺎ ﺑﻠطﻣﺔ ﻗوﯾﺔ ﺑﯾد وﺑﺎﻟﯾد اﻷﺧرى
ﻗﺑﺿت ﻋﻠﻰ ﻋﻧق )ﻓﮭد( وﻏرﺳت أطراف أظﺎﻓرھﺎ ﻓﯾﮫ وﻗرﺑﺗﮫ ﻣن وﺟﮭﮭﺎ
ﻣﺑﺎﻋدة ﻋن ﻓﻛﯾﮭﺎ ﻓﻲ ﻧﯾﺔ ﻟﻘﺿﻣﮫ .ھرول )ﺑﻧدر( ﻧﺣو أﻗرب ﺷﻲء ﯾﺳﺗطﯾﻊ
اﻹﻣﺳﺎك ﺑﮫ وھﻲ أﺳطواﻧﺔ أﻛﺳﺟﯾن ﺧﺿراء ﻓﺎرﻏﺔ ﻓﻲ ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﻣﻣر اﻟذي ﺑدأ
ﯾﺣﺗﺷد ﺑﺎﻟﻣرﺿﻰ واﻷطﺑﺎء ﺟراء ﺻوت اﻟﻔوﺿﻰ اﻟﺗﻲ ﺟذﺑﺗﮭم.
ﻗﺑل أن ﺗطﺑق اﻟﻌﺟوز ﻋﻠﻰ ﻋﻧق )ﻓﮭد( ﺑﺄﺳﻧﺎﻧﮭﺎ وﺟدت ﻗﺎع اﻷﺳطواﻧﺔ ﯾﺿرب
رأﺳﮭﺎ ﻟﺗﺳﻘط أرﺿﺎ ً ﺗﺑﻌﮭﺎ ﻋدة ﺿرﺑﺎت أﺧرى ھﺷﻣت ﺟزء ﻣن وﺟﮭﮭﺎ وﺧﻼل
ذﻟك أﻣﺳﻛت ﺑﯾدﯾﮭﺎ ﺳﯾﻘﺎن )ﺑﻧدر( اﻟواﻗف ﻋـﻧد رأﺳﮭﺎ وﺳﺣﺑﺗﮫ ﺑﻘوة ﻟﺗوﻗﻌﮫ ﻋﻠﻰ
ﻗﻔﺎه.
ﻣﻼﻣﺢ اﻟﻌﺟوز ﺗﺣطﻣت ﺑﺎﻟﻛﺎﻣل وﺗﺣول وﺟﮭﮭﺎ ﻟﻘطﻌﺔ ﻣن اﻟﻠﺣم اﻟﻣﻌﺟون ﻟﻛن
ﻣﻊ ذﻟك ﻧﮭﺿت ﻣن ﻣﻛﺎﻧﮭﺎ ﺗﻠوح ﺑﺄظﺎﻓرھﺎ اﻟﺣﺎدة ﻧﺣوھم وﺧﻼل ﺗﻠوﯾﺣﮭﺎ
أﺻﺎﺑت ﺻدر )ﻓﮭد( وﻣزﻗت ﻣﻼﺑﺳﮫ وﻟﺣﻣﮫ ﻟﻛﻧﮫ ﻟم ﯾﮭﺗز أو ﯾﺗردد ﻓﻲ ﺣﻣل
اﻷﺳطواﻧﺔ اﻟواﻗﻌﺔ ﺑﺟﺎﻧب أﺧﯾﮫ وﺗوﺟﯾﮫ ﺿرﺑﺔ ﻗوﯾﺔ ﻟﺻدرھﺎ دﻓﻌﺗﮭﺎ ﻟﻠﺧﻠف
ﻣﻔرﻗﺔ ﺟﻣﻌﺎ ً ﻣن اﻟﻣﺗﺟﻣﮭرﯾن اﻟذﯾن ﺻرﺧوا وﺻﺎﺣوا رھﺑﺔ وﺟزﻋﺎ ً ﻣﻣﺎ ﯾﺣدث.
ﺑﻘﯾت اﻟﻌﺟوز اﻟﻣﺳﻌورة ﺗﺻرخ وﺗﺻدح وﺳط اﻟﻣﻣر ﺳﺧطﺎ ً ﻟﻔﻘداﻧﮭﺎ ﻣﻌظم
ﻗدرﺗﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻹﺑﺻﺎر ﻓﻣد )ﻓﮭد( ﯾده وأﻧﮭض أﺧﺎه وﻗﺎل ﻟﮫ:
»ھذه ﻓرﺻﺗك! اﺑﺗﻌد ﻋن ھﻧﺎ!«
)ﺑﻧدر( واﻗﻔﺎ ً ﺑﺟﺎﻧب أﺧﯾﮫ وﻧظره ﻋﻠﻰ اﻟﻣرأة اﻟﺗﻲ ﺑدأت ﺗﺳﯾر ﻧﺣوھم ﻣزﻣﺟرة:
»أﻧﺎ ﻟن أرﺣل ﻷي ﻣﻛﺎن ..ﻛن ﻣﺳﺗﻌدا ﻓﻘط!«
ﺷد )ﻓﮭد( ﻣن ﻗﺑﺿﺗﮫ ﻋﻠﻰ أﺳطواﻧﺔ اﻷﻛﺳﺟﯾن ﻣوﺟﮭﺎ ﻧظره ﻟﻠﻌﺟوز اﻟﺛﺎﺋرة:
»ﺣﺳﻧﺎ ً ..ﻣﺎذا ﺗﻧوي أن ﺗﻔﻌل؟«
٦٩
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
رﻛض )ﺑﻧدر ( ﺑﻛل ﺳرﻋﺗﮫ ﻧﺣو اﻟﻣرأة وﺑدأ ﯾوﺟﮫ ﻟﮭﺎ ﺳﯾﻼً ﻣن اﻟﻠﻛﻣﺎت
واﻟرﻓﺳﺎت ﺷﺗﺗﮭﺎ ﻗﻠﯾﻼً ﻟﻛﻧﮭﺎ وﺑﺳرﻋﺔ ﺧﺎطﻔﺔ ﻗﺑﺿت ﻋﻠﻰ وﺟﮭﮫ ﺑﻛﻔﮭﺎ ورﻣت
ﺑﮫ ﻓﻲ ﻏرﻓﺔ ﻣﺟﺎورة ودﺧﻠت ﺧﻠﻔﮫ ﻟﺗﺟﮭز ﻋﻠﯾﮫ ﻟﺣق )ﻓﮭد( ﺑﮭﻣﺎ ووﺟد أﺧﺎه
ﻣﻠﻘﻰ ﻋﻠﻰ اﻷرض ﯾزﺣف ﻟﻠﺧﻠف ھرﺑﺎ ً ﻣن ﺗﻠك اﻟﻌﺎزﻣﺔ ﻋﻠﻰ ﻗﺗﻠﮫ ﺣﺗﻰ اﺻطدم
ظﮭره ﺑﺎﻟﺟدار وﻓوﻗﮫ ﻧﺎﻓذة زﺟﺎﺟﯾﺔ ﻣﻐﻠﻘﺔ ﻗﺑل أن ﺗﻧزل اﻟﻌﺟوز أظﺎﻓرھﺎ ﻋﻠﻰ
)ﺑﻧدر( اﻟﻣﺣﺎﺻر ﺗﻠﻘت ﺿرﺑﺔ ﻋﻠﻰ رأﺳﮭﺎ ﻣن اﻟﺧﻠف ﺑﻘﺎع اﻷﺳطواﻧﺔ ﻓﺎﻟﺗﻔﺗت
وراءھﺎ ﺑﺑطء ﺑوﺟﮫ ﻣﺗﺟﮭم وﻧﺎزف ﻟﺗﺟد )ﻓﮭد( ﯾﻧظر إﻟﯾﮭﺎ ﺑﺟزع وارﺗﺑﺎك ﻟﻌدم
ﺗﺄﺛرھﺎ ﺑﺗﻠك اﻟﺿرﺑﺔ ﻟﻛن ﻗﺑل أن ﺗرد ﻋﻠﯾﮫ ﻓﺗﺢ )ﺑﻧدر( اﻟﻧﺎﻓذة وﺷدھﺎ ﻣن ﺷﻌرھﺎ
ﺣﺎﻧﯾﺎ ً رأﺳﮭﺎ ﻟﻠوراء ﻣﺑرزا ً ﻋﻧﻘﮭﺎ ﻟﻸﻣﺎم ﺻﺎرﺧﺎ ً ﻓﻲ أﺧﯾﮫ ﻗﺎﺋﻼً » :اﻵن!«
وﺟﮫ )ﻓﮭد( ﺿرﺑﺔ ﻗوﯾﺔ أﺧرى ﻟﻌﻧﻘﮭﺎ أﺗﺑﻌﮭﺎ ﺑﺿرﺑﺔ أﺧرى ﻟﺻدرھﺎ وﺛﺎﻟﺛﺔ
ﻟوﺟﮭﮭﺎ ﺣﺗﻰ أﺻﺑﺣت ﺗﺗرﻧﺢ ﻋﻧد طرف اﻟﻧﺎﻓذة اﻟﻣﻔﺗوﺣﺔ وﺧﻼل ذﻟك زﺣف
)ﺑﻧدر( ﻋﻠﻰ أطراﻓﮫ اﻷرﺑﻌﺔ ووﻗف ﺑﺟﺎﻧب أﺧﯾﮫ ﯾﺗﺄﻣل ﺗﻠك اﻟﻣﻣﺳوﺧﺔ وھﻲ
ﺗﻧزف وﺗﺿﺣك ﻗﺎﺋﻠﺔ:
»ﻋﺑﺛﺎ ً ﺗﺣﺎوﻟون ﻗﺗﻠﻲ ..أﻧﺗم ﻣن ﺳﯾﻐرق ﻓﻲ دﻣﺎﺋﻛم ﻛﻣﺎ ﻏرق )ﺳﻌد(! أﻧﺗم
ھﺎﻟﻛون وأﻧﺎ ﻣﺧﻠدة! ﻻ أرض ﺳﺄدﻓن ﺑﮭﺎ وﻻ ﺑﺣر ﺳﺄﻏرق ﻓﯾﮫ!«
أﻣﺳك )ﺑﻧدر( ﺑطرف اﻷﺳطواﻧﺔ اﻟﻣﺗدﻟﻲ وﻗﺎل» :ﻣﺎذا ﻋن اﻟﺳﻣﺎء؟ ...ھل
ﺗﺳﺗطﯾﻌﯾن اﻟطﯾران؟!«
ﻓﮭم )ﻓﮭد( ﻗﺻد أﺧﯾﮫ واﻧدﻓﻊ اﻻﺛﻧﺎن وﺿرﺑﺎھﺎ ﺑﺎﻷﺳطواﻧﺔ ﻋﻠﻰ وﺟﮭﮭﺎ داﻓﻌﯾن
ﺑﮭﺎ ﻣن اﻟﻧﺎﻓذة ﻟﺗﺳﻘط ﻣن ارﺗﻔﺎع ٩طواﺑق ﻣرﺗطﻣﺔ ﺑﺎﻷرض اﻟﺧرﺳﺎﻧﯾﺔ .أطل
اﻻﺛﻧﺎن ﯾﺗﺄﻣﻼن ﺟﺛﺗﮭﺎ اﻟداﻣﯾﺔ واﻟﺗﻲ ﺑدأ ﺑﻌض اﻟﻧﺎس ﻓﻲ اﻷﺳﻔل ﺑﺎﻻﻗﺗراب ﻣﻧﮭﺎ
ﺑﺣذر؟
)ﺑﻧدر( ﺑو ﺑوﺟﮫ ﻣﺗورم وﺟروح ﻧﺎزﻓﺔ ﻣراﻗﺑﺎ ً ﻣن اﻷﻋﻠﻰ :ﻣن ﻛﺎﻧت ﺗﻠك
اﻟﻣﺟﻧوﻧﺔ؟
)ﻓﮭد( راﻣﯾﺎ ً ﺑﺎﻷﺳطواﻧﺔ ﺟﺎﻧﺑﺎ ً ﻣﺎﺳﺣﺎ ً ﺟﺑﯾﻧﮫ ﺑظﮭر ﯾده وﻋﯾﻧﺎه ﻋﻠﻰ اﻟﺟﺛﺔ اﻟﻣﻠﻘﺎة
ﺑﺎﻷﺳﻔل» :أﻋﺗﻘد أﻧﮭﺎ«..
)ﻋﺎﺋﺷﺔ( ﻣن ﺧﻠﻔﮭﻣﺎ ﻣﻘﺎطﻌﺔ :أم ﺳﻌد ..أم )ﺳﻌد اﻟد ﱠﺑﱠﺎس(
أﻟﺗﻔت اﻷﺧوان ﻟﯾﺷﺎھدا أﺧﺗﯾﮭﻣﺎ واﻗﻔﺗﯾن ﺧﻠﻔﮭﻣﺎ ﺗﻧظران إﻟﯾﮭﻣﺎ وﻟم ﯾﺗﺑﺎدل أﺣد
ﻣﻧﮭم اﻟﺣدﯾث ،ﺑل اﻛﺗﻔوا ﺑﺎﻟﺳﯾر ﺑﻌﺿﮭم ﺗﺟﺎه ﺑﻌض واﻟﻌﻧﺎق وﺳط اﻟﻐرﻓﺔ .دﺧل
٧٠
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
اﻟﻣﺳﺗﺷﻔﻰ ﺑﺄﻛﻣﻠﮫ ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣن اﻟﻔوﺿﻰ ﺑﯾﻧﻣﺎ ﺳﻣﻊ ﺑﺗﺑﺎدل أﺣد ﺻوت ﺻﻔﺎرات
ﺳﯾﺎرات اﻟﺷرطﺔ اﻟﺗﻲ وﺻﻠت ﻟﻠﺗو.
٧١
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
٧٢
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
ﻧﮭﺎﯾﺔ اﻟﺤﯿﺎد
ﻣﻛﺗب اﻟﺗﺣﻘﯾﻘﺎت اﻟﺟﻧﺎﺋﯾﺔ ﻓﻲ ﻗﺳم اﻟﺷرطﺔ ﺑﻌد ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻠﯾل
ﻣدﯾر اﻟﻘﺳم ﯾراﺟﻊ ﻗﺿﯾﺔ وﺿﻌت ﻋﻠﻰ ﻣﻛﺗﺑﮫ ﻗﺑل ﻋدة ﺳﺎﻋﺎت
ﯾ ُطرق اﻟﺑﺎب ..ﯾﺄذن اﻟﻣدﯾر ﻟﻠطﺎرق ﺑﺎﻟدﺧول..
ﺷﺎب ﺻﻐﯾر ﻓﻲ ﻣﻧﺗﺻف اﻟﻌﺷرﯾن ﻣن اﻟﻌﻣر .
أطﻔﺄ اﻟﻣدﯾر اﻟﺳﯾﺟﺎرة اﻟﺗﻲ ﻛﺎن ﯾدﺧﻧﮭﺎ وﻗﺎل :أﻧت اﻟﻣﺣﻘق اﻟﺟدﯾد أﻟﯾس ﻛذﻟك؟
-ﺑﻠﻰ .ﻟﻘد أﺑﻠﻐوﻧﻲ ھذا اﻟﺻﺑﺎح ﺑﺄﻧﮫ ﺗم طﻠب...
٧٣
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
)ﻣدﯾر اﻟﻘﺳم( ﻣﻘﺎطﻌﺎ ً :ﻟم اﺳﺗﻘﻠت ﻣن ﻋـ ﻋﻣﻠك اﻟﺳﺎﺑق؟
-ﻣﺟرد ﻋدم ارﺗﯾﺎح .ﻻ ﺷﻲء ﯾﺧص ﻣن ﻛﻧت أﻋﻣل ﻣﻌﮭم
)ﻣدﯾر اﻟﻘﺳم( :وﻟم ﻟم ﺗﺑﺎﺷر وﺗﺣﺿر ھﻧﺎ ﻓﻲ اﻟﺻﺑﺎح؟ ﻣﺎ اﻟذي أﺗﻰ ﺑك ﻓﻲ ھذا
اﻟوﻗت اﻟﻣﺗﺄﺧر؟ ھل أﻧت ﻣﻌﺗوه؟
-ﻻ ﻻ .ﻟﻘد ﺣﺿرت ﺑﺎﻛرا ً ﻟﻛﻧﻲ ﻟم أﺟدك وﻛﻧت أرﯾد ﻣﻘﺎﺑﻠﺗك ﺷﺧﺻﯾّﺎ ً وﻗد
أﺧﺑروﻧﻲ ﺑﺄﻧك ﺗﺄﺗﻲ ﻓﻲ ھذا اﻟوﻗت وﻗد...
)ﻣدﯾر اﻟﻘﺳم( ﻣﻘﺎطﻌﺎ ً ﻣرة أﺧرى :ﻟوﻻ ﺗزﻛﯾﺔ اﻟﻣﺣﻘق )ﻧﺎدر( ﻟك ﻟﻣﺎ ﻗﺑﻠت
ﺑوﺟود ﺷﺧص ﻣﺛﻠك ﻓﻲ ﻗﺳﻣﻧﺎ
-أﻧﺎ آﺳف ﻟﻛﻧﻲ ظﻧﻧت.
)ﻣدﯾر اﻟﻘﺳم( راﻣﯾﺎ ً ﺑﺎﻟﻣﻠف اﻟذي ﻛﺎن ﯾﺗﺻﻔﺣﮫ ﺳﺎﺑﻘﺎ ً ﻋﻠﻰ اﻟطﺎوﻟﺔ أﻣﺎم اﻟﺷﺎب:
ﻻ ﺗﻛﺛر اﻟﻛﻼم م .ﺧذ ھذه اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻟﻔرﯾﻘك اﻟﺟدﯾد ﻓﻲ ﻗﺳﻣﻛم وﺳﻠﻣﮭﺎ ﻟرﺋﯾﺳك
واﺑدؤوا ﺑﺎﻟﺗﺣﻘﯾق ﻓﯾﮭﺎ ﻋﻠﻰ اﻟﻔور ..ھذه ﺳﻠﺳﻠﺔ ﺟراﺋم ﻗﺗل أطﻔﺎل ذات ﺗﺎرﯾﺦ
طوﯾل وأرﯾد ﺣﻠﮭﺎ ﻓﻲ اﻟﺣﺎل ..اﻟﻔﺎﻋﻠﺔ وﺧطف :ھرﺑت ﻣن آﺧر ﻣواﺟﮭﺔ ﺣدﺛت
ﻣﻌﮭﺎ ﻓﻲ ﻣﺳﺗﺷﻔﻰ اﻟﻣدﯾﻧﺔ اﻟﻣرﻛزي وﻣﺎ زال اﻟﺑﺣث ﻋﻧﮭﺎ ﺟﺎرﯾﺎ ﻟﻛن اﻹﻓﺎدات
اﻟﺗﻲ أﺧذﻧﺎھﺎ ﻣﻣن ﺗﻌرﺿوا ﻟﻠﮭﺟوم ﻏرﯾﺑﺔ وﺧﺎرﺟﺔ ﻋن اﺧﺗﺻﺎﺻﻧﺎ
ﻣد اﻟﺷﺎب ﯾده واﻟﺗﻘط اﻟﻣﻠف وﻧظر ﻟﻣﺎ ھو ﻣﻛﺗوب ﻋﻠﻰ ظﮭره وﻗرأ:
»اﻟﻘﺿﯾﺔ / ١٠٥أم ﺳﻌد«
ﺗﻌﺟب اﻟﺷﺎب وﻗﺎل :ﻟم أﻓﮭم ..أﻟﯾﺳت ﺟراﺋم اﻟﻘﺗل ﻣن اﺧﺗﺻﺎص ﻗﺳﻣﻛم ھذا؟
)ﻣدﯾر اﻟﻘﺳم( ﻣﺷﻌﻼً ﺳﯾﺟﺎرة ﻧﺎﻓﺧﺎ ً ﺳﺣﺎﺑﺔ ﻣن اﻟدﺧﺎن:
ﻟﯾس ھذا اﻟﻧوع ﻣن اﻟﻘﺿﺎﯾﺎ ..ھﻧﺎك ﻗﺳم ﯾﺗﻔرع ﻣن ﻗﺳﻣﻧﺎ ھذا أﻧﺷﺄﻧﺎه ﻗﺑل ﻋدة
أﺷﮭر ﻟﻠﺑت ﻓﻲ ﻣﺛل ھذه اﻟﺟراﺋم اﻟﺷﺎﺋﻛﺔ واﻟﻣﻌﻘدة وﯾرأﺳﮫ اﻟﻣﺣﻘق )ﻧﺎدر( وھو
اﻟذي طﻠﺑك ﺑﺎﻻﺳم ﻟﺗﻧﺿم ﻟﻔرﯾﻘﮫ ﺑﻌد ﻣﺎ ﻗرأ ﻣﻠﻔك وﺗﺣدث ﻣﻊ رﺋﯾﺳك اﻟﺳﺎﺑق ﻓﻲ
⟫ھﯾﺋﺔ ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﻔﺳﺎد واﻟرذﯾﻠﺔ⟪
٧٤
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
-ﺗرﺷﯾﺢ ﺷﺧص ﻛﺎﻟﻣﺣﻘق )ﻧﺎدر( ﻟﻲ ﺷرف ﺟﻠﯾل ﻓﺗﺎرﯾﺧﮫ ﻋظﯾم وﻣﺷﮭود ﻟﮫ
)ﻣدﯾر اﻟﻘﺳم( :ﻟذا ﻻ ﺗﺧذﻟﮫ ﻷﻧﻲ ﻛﻧت ﻣﻌﺎر ً
ﺿﺎ ﻟﺗرﺷﯾﺣك وﺳوف أﺳﺗﻐل أي
إﺧﻔﺎق ﻣﻧك ﻟﺗوﺑﯾﺧﮫ
-ﺳﺄﺑذل ﻗﺻﺎرى ﺟﮭدي ﻛﻲ ﻻ أﺧذل أﯾﺎ ً ﻣﻧﻛﻣﺎ
)ﻣدﯾر اﻟﻘﺳم( ﻣﻠوﺣﺎ ً ﺑﯾده ﻟﻠﺷﺎب :ﯾﻣﻛﻧك اﻻﻧﺻراف..
اﺳﺗدار اﻟﺷﺎب وھم ﺑﺎﻟرﺣﯾل ﺣﺎﻣﻼً ﻣﻠف اﻟﻘﺿﯾﺔ ﻣﻌﮫ ﻟﻛن اﻟﻣدﯾر اﺳﺗوﻗﻔﮫ وﻗﺎل:
اﻧﺗظر..
-ﻧﻌم ﯾﺎ ﺳﯾدي
)ﻣدﯾر اﻟﻘﺳم( ﻧﺎﻓﺧﺎ ً ﺳﺣﺎﺑﺔ ﻣن اﻟدﺧﺎن ﻣﺷﯾرا ً ﺑﺳﺑﺎﺑﺗﮫ ﻟوﺟﮫ اﻟﺷﺎب:
أﻟم ﺗﻛن ﻣﻠﺗﺣﯾﺎ؟
)اﻟﺷﺎب( ﻣﺎﺳﺣﺎ ً ﻋﻠﻰ ذﻗﻧﮫ ﺑﻛﻔﮫ :ﺑﻠﻰ ﻓﻲ اﻟﺳﺎﺑق ..ﻛﯾف ﻋرﻓت ذﻟك؟
)ﻣدﯾر اﻟﻘﺳم( :ﻣن ﺻورة ﻣﻠﻔك اﻟذي وﺻﻠﻧﺎ ﻣن اﻟﮭﯾﺋﺔ ..ﻟم ﺣﻠﻘﺗﮭﺎ؟
)اﻟﺷﺎب( :ﻻ ﯾوﺟد ﺳﺑب ﻣﺣدد ..ذھﺑت ﻣﻊ أﺷﯾﺎء ﻛﺛﯾرة ﻏﯾرھﺎ
(ﻣدﯾر اﻟﻘﺳم( :ﺣﺳﻧﺎ ً .ﻻ ﺗﺗﺄﺧر ﻋﻠﻰ ﻓرﯾﻘك
)اﻟﺷﺎب( :ھل ھم ﻣوﺟودون اﻵن؟ إﻧﮭﺎ ﻟﯾﺳت أوﻗﺎت اﻟﻌﻣل اﻟرﺳﻣﯾﺔ
ﻣدﯾر اﻟﻘﺳم :ﻓرﯾق ﻣﻛﺎﻓﺣﺔ اﻟﺟراﺋم اﻟﺧﺎرﻗﺔ ﯾﻌﻣل ﻋﻠﻰ ﻣدار ٢٤ﺳﺎﻋﺔ وﻟﯾس
ﻟﮭم ﻣواﻋﯾد ﻋﻣل ﻣﺣددة ..ﺳﺗﺟدھم ﻓﻲ اﻟطﺎﺑق اﻷﺧﯾر ﻣن ھذا اﻟﻣﺑﻧﻰ ..ﺑﺎﻟﺗوﻓﯾق
ﯾﺎ )ﺧﺎﻟد(.
٧٥
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
٧٦
ﺳﻌد اﻟدَﺑّﺎس
ﺗّم ﺗﺟﮭﯾز اﻟﻛﺗﺎب ﺑواﺳطﺔ //أﺑو ﻣطر.
ﺻﺔ ﺗﻛﻣﻠﺔ ﻓﻲ اﻟﺟزء اﻟﺛﺎﻧﻲ اﻟذي ﻟم ﯾﺻدر ﺑﻌد...
ھﻧﺎك ﻟﻠﻘ ّ
٧٧
You might also like
- 918Document80 pages918nooraomar1776No ratings yet
- PDF 20231126 155522 0000Document10 pagesPDF 20231126 155522 0000Marwa KaraNo ratings yet
- حياة تحطمتDocument82 pagesحياة تحطمتabdallah4561022No ratings yet
- الحوت الأزرقDocument213 pagesالحوت الأزرقAdil El Hafidallah100% (1)
- 100 رحلة حب لزوجتي riḥlat ḥubb li-zawjatay 100 by Rāwī, AḥmadDocument5 pages100 رحلة حب لزوجتي riḥlat ḥubb li-zawjatay 100 by Rāwī, Aḥmadniko nikitoNo ratings yet
- مؤيد جزء أول من ثنائية مؤيد ونورايDocument206 pagesمؤيد جزء أول من ثنائية مؤيد ونورايZahrai100% (1)
- الفريق هـDocument56 pagesالفريق هـمحمود هوارىNo ratings yet
- Jo9l JustpasteitDocument3 pagesJo9l Justpasteitشمس الشموسNo ratings yet
- Jo9l JustpasteitDocument3 pagesJo9l Justpasteitشمس الشموسNo ratings yet
- العصفور في القفصDocument81 pagesالعصفور في القفصrachida saoudiNo ratings yet
- UntitledDocument51 pagesUntitledsmanlg123No ratings yet
- فقه للمغتربين السيد السيستانيDocument332 pagesفقه للمغتربين السيد السيستانيkan123456No ratings yet
- مسرحية علشاني اناDocument4 pagesمسرحية علشاني اناKirolos YousefNo ratings yet
- انجليزي بلا تعقيد-1Document11 pagesانجليزي بلا تعقيد-1Mohamed AmerNo ratings yet
- عنتر بن شدادDocument40 pagesعنتر بن شدادKararNo ratings yet
- 2022أسطورة شجرة الأركانةDocument132 pages2022أسطورة شجرة الأركانةnana rihanaNo ratings yet
- معجزات البابا كيرلس السادس جزء 1http://www.jesusloves-you.com/Document27 pagesمعجزات البابا كيرلس السادس جزء 1http://www.jesusloves-you.com/Paul LawsonNo ratings yet
- جداول بلا ماءDocument64 pagesجداول بلا ماءMahmoud HafezNo ratings yet
- مكتبة الكتب - الهاتف الغريبDocument13 pagesمكتبة الكتب - الهاتف الغريبAmirNo ratings yet
- سلسلة سافاري في كتاب واحد - ساحر الكتبDocument4,042 pagesسلسلة سافاري في كتاب واحد - ساحر الكتبabdalrahman961100No ratings yet
- Gerund or InfinitiveDocument201 pagesGerund or InfinitiveHafsa BenazzouzNo ratings yet
- استمتع بحياتك PDFDocument201 pagesاستمتع بحياتك PDFAlix BoubanNo ratings yet
- استمتع بحياتك و - 190818213402 PDFDocument201 pagesاستمتع بحياتك و - 190818213402 PDFAbdulbari MisbahiNo ratings yet
- إستمتع بحياتكDocument201 pagesإستمتع بحياتكWESTNo ratings yet
- المزادDocument3 pagesالمزادKirolos YousefNo ratings yet
- مسابقة على جزء عمDocument63 pagesمسابقة على جزء عمLatefa BenkhaldiNo ratings yet
- رسائل حلوة وقصيرة زين سليم تمت الكتابة بوDocument2 pagesرسائل حلوة وقصيرة زين سليم تمت الكتابة بوMARCUS TNo ratings yet
- حتى لا تكون بثراDocument2 pagesحتى لا تكون بثراAhmed AhmedNo ratings yet
- مجنون ليلىDocument134 pagesمجنون ليلىsmyrly81No ratings yet
- الحقيبة التربوية الرمضانيةDocument70 pagesالحقيبة التربوية الرمضانيةAmalNo ratings yet
- Part 1Document102 pagesPart 1Pola SalibNo ratings yet
- إلى السوق PDFDocument6 pagesإلى السوق PDFMuhammad YusufNo ratings yet
- متحف الأرواحDocument90 pagesمتحف الأرواحMalak AhmedNo ratings yet
- 12. مراحل الصلاة (2) التعودDocument36 pages12. مراحل الصلاة (2) التعودstudentathciNo ratings yet
- إبـراهيم زيـدان - النوادر المطربةDocument168 pagesإبـراهيم زيـدان - النوادر المطربةAbdalla A. KolthoumNo ratings yet
- معالم تزكية النفوسDocument2 pagesمعالم تزكية النفوسAskriEinmNo ratings yet
- المقريزي - المجهول في حياة الرسولDocument0 pagesالمقريزي - المجهول في حياة الرسولMunmabi43% (7)
- زمن للسجن، أزمنة للحريةDocument154 pagesزمن للسجن، أزمنة للحريةmarwan32100% (2)
- قصاصات قابلة للحرقDocument17 pagesقصاصات قابلة للحرقأسماء الفراجينNo ratings yet
- الأسطورة سبعة - Mohamed TohamiDocument146 pagesالأسطورة سبعة - Mohamed TohamiHussein OthmanNo ratings yet
- الأسطورة سبعة - Mohamed TohamiDocument146 pagesالأسطورة سبعة - Mohamed TohamiMai ElshekhNo ratings yet
- الأسطورة سبعة - Mohamed TohamiDocument146 pagesالأسطورة سبعة - Mohamed Tohamiفاطمة محمد0% (1)
- 55-0117 كيف جاء الملاك إلي ومهمة تكليفه Vgr-AraDocument44 pages55-0117 كيف جاء الملاك إلي ومهمة تكليفه Vgr-AraLaïla SakhrajiNo ratings yet
- مغامرة رأس المملوك جابر 28327Document56 pagesمغامرة رأس المملوك جابر 28327aymen mansouriNo ratings yet
- PDFDocument130 pagesPDFغدر الزمن اوجعنيNo ratings yet
- Soal Tahdid Mustawa GontorDocument6 pagesSoal Tahdid Mustawa GontorYusril Asy'ariNo ratings yet
- PDFDocument409 pagesPDFÆyouß LmroukiNo ratings yet
- مسابقة جزء تباركDocument60 pagesمسابقة جزء تباركKhairunnisa DahlanNo ratings yet
- عالم الملكوتDocument6 pagesعالم الملكوتahmedshaggyNo ratings yet
- Fan Elta3meelDocument200 pagesFan Elta3meela1i1aNo ratings yet
- تاجر البندقية لكامل الكيلانيDocument44 pagesتاجر البندقية لكامل الكيلانيSamira SassiNo ratings yet
- شفرة من العالم الأخرDocument69 pagesشفرة من العالم الأخرsaraNo ratings yet
- السيد حافظ - إشاعةDocument41 pagesالسيد حافظ - إشاعةmostafaelkemary12No ratings yet
- انواع الحب الخمسه (1) -10202118155354912Document32 pagesانواع الحب الخمسه (1) -10202118155354912Hott MaillNo ratings yet
- Capture D'écran, Le 2023-01-23 À 07.09.02 PDFDocument41 pagesCapture D'écran, Le 2023-01-23 À 07.09.02 PDFRukaia NasifNo ratings yet
- مذكرات اوصمان صبري 1Document78 pagesمذكرات اوصمان صبري 1KurdishStudiesNo ratings yet
- نيويورك ٨٠Document92 pagesنيويورك ٨٠يوسف فرحان عبدNo ratings yet
- جرعة زائدةDocument60 pagesجرعة زائدةdubu ‘No ratings yet
