You are on page 1of 5

‫مظهر عيل‬

‫رمق التسجيل‪FSL/LLB/F17-5228:‬‬
‫المادة‪ :‬عقودالمعاوضات والتبرعات‬
‫كيفية توزيع األرابح واخلسائر يف رشكة‬
‫الوجوه يف الفقه اإلساليم‪.‬‬
‫كيفية توزيع األرباح والخسائر في شركة الوجوه في الفقه اإلسالمي‬
‫وفيه ثالثة مباحث‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬توزيع األرباح في الفقه اإلسالمي ‪.‬‬


‫المبحث الثاني‪ :‬توزيع الخسائر في الفقه اإلسالمي‪.‬‬
‫المبحث الثالث‪ :‬استحقاق الربح بالضمان في الفقه اإلسالمي‬

‫المبحث األول‪ :‬توزيع األرباح في الفقه اإلسالمي‬


‫اختلف الفقهاء المجيزون لشركة الوجوه (الحنفية والحنابلة) في توزيع األرباح على‬
‫قولين‪-:‬‬
‫القول األول‪ :‬ذهب الحنفية( ‪ )1‬والقاضي وابن عقيل من الحنابلة( ‪ )2‬إلى أنه ينبغي أن يشترط‬
‫الش ريكان ال ربح على ق در اش تراط المل ك في المش ترى( ‪ ،)3‬ف إن ش رطا أن المش ترى بينهم ا‬
‫نصفان والربح كذلك‪ ،‬ال يجوز أن يتفاضال فيه( ‪ ،)4‬لئال يأخذ ربح ما لم يضمن ( ‪ ،)5‬ف إن أراد‬
‫أحد‬
‫الشريكين التفاوت في الربح فينبغي أن يشترط التفاوت في ملك المشترى‪ ،‬بأن يكون ألحدهما‬
‫الثلث ولآلخر الثلثان حتى يك ون لك ل واح د منهم ا ال ربح بق در ملك ه( ‪ ،)6‬وه ذا ألن ال ربح ال‬
‫يستحق إال بالمال أو العمل أو الضمان‪)7(.‬‬
‫ومن المعل وم أن التف اوت في مل ك المش ترى يك ون في ش ركة العن ان‪ ،‬فيك ون ال ربح على ق در‬
‫اشتراط الملك في المشترى‪.‬‬
‫أما شركة المفاوضة فيكون الربح بالتساوي‪ ،‬ألن ملك المشترى بين الشريكين مناصفة‪،‬‬
‫وذلك إذا توفرت شروط المفاوضة‪)8(.‬‬

‫وقد نصت المادة ( ‪ ) 1402‬من مجلة األحكام العدلية علي‪ ((:‬تكون حصة كل واحد من‬
‫الشريكين في الربح بقدر حصته من المال المشترى‪ ،‬فإذا شرط ألحدهما زيادة عن حصته في‬
‫المال المشترى‪ ،‬فالشرط لغو‪ ،‬ويقسم الربح بينهم ا بنس بة مق دار حص تهما في الم ال المش ترى‪،‬‬
‫مثال إذا شرط أن تكون األشياء المش تراة مناص فة فيك ون ال ربح أيض ا مناص فة‪ ،‬وإن ش رط أن‬
‫تكون ثلثين وثلثا‪ ،‬فيكون الربح أيضا ثلثين وثلثا‪ ،‬لكن إذا شرط تقسيم الربح ثلثًا وثلثين م ع كون ه‬
‫ق د ش رط أن تك ون األش ياء المش تراة مناص فة‪ ،‬فال يعت بر ه ذا الش رط‪ ،‬ويقس م ال ربح بينهم ا‬
‫مناصفة))‪.‬‬
‫القول الثاني عند الحنابلة‪ :‬الربح على ما شرطه الشريكان‪ ،‬وهذا ما نص عليه جماهير‬
‫األصحاب ‪ ،‬لقوله صّلى هللا عليه وسّلم‪ ":‬المسلمون عند شروطهم"‬
‫وألن عقدها مبني على الوكالة‪ ،‬فيتغير بما أذن فيه‪.‬‬
‫أي إنه ال يشترط كون ربح كل واحد منهما على قدر ماله‪ ،‬بل يصح أن يكون ألحدهما ثلث‬
‫المال ونصف الربح مثال‪ ،‬كشركة العنان‪ .‬ألن أحدهما قد يكون أوثق عند التجار وأبصر‬
‫بالتجارة من اآلخر‪ ،‬وألنها منعقدة على عمل وغيره‪.‬‬
‫والراجح هو القول األول‪ ،‬ألن زيادة الربح على قدر الملك يعد ربح ما لم يضمن‪.‬‬

‫(‪)1‬الشيخ نظام وجماعة من علماء الهند‪ :‬الفتاوى الهندي‪66‬ة في م‪66‬ذهب اإلم‪66‬ام األعظم أبي حنيف‪66‬ة‬
‫النعمان‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪. 327‬‬
‫(‪ )2‬المرداوي‪ :‬اإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف على مذهب اإلمام احمد بن حنبل‪ ،‬ج‬
‫‪ ،5‬ص ‪ ، 416‬ط ‪ ،1‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ 1997،‬م‪.‬‬
‫(‪)3‬الشيخ نظام وجماعة من علماء الهند‪ :‬الفتاوى الهندية في مذهب اإلمام األعظم أبي حنيفة‬
‫النعمان‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪. 327‬‬
‫(‪)4‬العيني‪ :‬البناية في شرح الهداية‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪. 127‬‬
‫(‪)5‬المرداوي‪ :‬اإلنصاف في معرفة الراجح من الخالف على مذهب اإلمام احمد بن حنبل‪ ،‬ج‬
‫‪ ،5‬ص ‪ ، 416‬ط ‪ ،1‬بيروت‪ :‬دار الكتب العلمية‪ 1418 ،‬ه‪ 1997 -‬م‪.‬‬
‫(‪)6‬السرخسي‪ :‬المبسوط‪ ،‬ج ‪ ، 11‬ص ‪. 154‬‬
‫(‪)7‬العيني‪ :‬البناية في شرح الهداية‪ ،‬ج ‪ ،6‬ص ‪. 127‬‬
‫(‪)8‬الكواكبي‪ :‬الفوائد السمية في شرح النظم المسمى بالفرائد السنية‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪. 161-160‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬توزيع‪ 6‬الخسائر في الفقه اإلسالمي‬


‫توزع الخسارة عند من أجاز ش ركة الوج وه بمق دار حص ة الش ريكين في الم ال‪ ،‬حيث ورد في‬
‫كتاب شرح منتهى اإلرادات للبهوتي "أن الوضيعة أي الخسران بتلف‪ ،‬أو بيع بنقصان عما‬
‫اشترى به على قدر الملك‪ ،‬فمن له فيه ثلثان فعليه ثلثا الوضيعة ومن له الثلث فعليه ثلثها سواء‬
‫كان الربح بينهما كذلك أو مثال‪ ،‬ألن الوض يعة نقص رأس الم ال وه و مختص بمالك ه في وزع‬
‫بينهم على قدر الحصص"(‪)1‬‬
‫ضا أن مجلة األحكام العدلية في المادة ( ‪ ) 1403‬تنص على أن‪-:‬‬ ‫ونرى أي ً‬
‫" يقسم الضرر والخسارة في كل حال بنسبة مقدار حصة الشريكين في المال المشترى سواء‬
‫باشرا عقد الشراء معًا‪ ،‬أو باشره أحدهما فقط‪ ،‬فمثال إذا تضرر شريكا شركة وجوه في بيعهما‬
‫وشرائهما‪ ،‬فإذا كان عقد الشركة على أن يكون المال المشترى مناصفة بينهما فيقسم الضرر‬
‫ضا‪ ،‬وإذا عقدا الشركة على كون الحصة في المال المشتري ثلثين وثلثا‪،‬‬ ‫والخسارة بالتساوي أي ً‬
‫يقسم الضرر والخسارة أيضا ثلثين وثلثا‪ ،‬سواء اش تريا الم ال ال ذي خس را في ه م ًع ا‪ ،‬أو اش تراه‬
‫أحدهما للشركة فقط " (‪)2‬‬

‫(‪)1‬البهوتي‪ :‬شرح منتهى‪ 6‬االرادات‪ ،‬ج ‪ ،2‬ص ‪.339‬‬


‫(‪)2‬مجلة األحكام العدلية‪ ،‬المادة ( ‪ ،) 1403‬ص ‪153‬‬

‫المبحث الثالث‬
‫استحقاق الربح بالضمان في الفقه اإلسالمي‬
‫واصطالحا‬
‫ً‬ ‫المطلب األول‪ :‬تعريف الضمان لغة‬
‫الضمان لغة‪ :‬يحتمل عدة معا ن‪ ،‬منها‪-:‬‬
‫(‪)1‬االلتزام‪ ،‬كما تقول‪ :‬ضمنت المال إذا التزمته‪.‬‬
‫(‪)2‬الكفالة‬
‫(‪)3‬التغريم‪ ،‬كما تقول‪ :‬ضمنته الشيء تضمينًا إذا غرمته‪ ،‬فالتزمه‪)1(.‬‬
‫الضمان في اصطالح الفقهاء‪( :‬ضم ذمة الكفيل إلى ذمة المكفول في المطالبة بنفس أو دين أو‬
‫حق)‪)2(.‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬معنى الضمان في شركة الوجوه‬
‫الشريك الذي يشتري العروض التجارية نسيئة‪ ،‬يعتبر مال ًكا لها بالشراء‪ ،‬ولو لم يسدد‬
‫ثمنها بعد‪ ،‬ألن البيع ولو ألجل‪ ،‬من العقود الناقلة للملكية‪ ،‬فيضمنها ضمان ملك‪ ،‬ويضمن تسديد‬
‫ثمنها لبائعها( ‪ ،)3‬فالضمان في شركة الوجوه يشمل الضمان األول (ضمان الملك) والثاني‬
‫(ضمان الدين) ويستحق الشريك الربح في الشركة بماله (ملكه) وضمانه‪.‬‬
‫فالمعنى األصلي للضمان هو‪ :‬االلتزام في الذمة‪.‬‬
‫فالضمان هو االلتزام‪ ،‬والتضمين هو اإللزام‪.‬‬
‫فضمان الملك هو ال تزام به ذا المل ك‪ ،‬وض مان ال دين أو الق رض ه و ال تزام بال دفع إذا لم ي دفع‬
‫المدين‬
‫أو المقترض‪ ،‬وضمان المشتريات المؤجلة الثمن في شركة الوجوه التزام بسداد الثمن‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬استحقاق الربح بالضمان في الفقه اإلسالمي‬


‫نصت مجلة األحكام العدلية في المادة ( ‪ ) 1400‬على أن‪ :‬استحقاق الربح في شركة الوجوه إنما‬
‫هو بالضمان (‪)4‬‬
‫فاستحقاق الربح في شركة الوجوه بالضمان‪ ،‬والضمان على قدر الملك في المشترى‪ ،‬ويبطل‬
‫شرط الفضل‪ ،‬ألن ال ربح الزائ د على ق در المل ك ربح م ا لم يض من فال يص ح اش تراطه ‪ .‬ومن‬
‫المعروف أن مذهبي الحنفية والحنابلة يجوزان أن تكون حصة الشريك ضمانًا‪.‬‬
‫وقد نصت مجلة األحكام العدلية في المادة ( ‪ ) 1347‬على أن‪ :‬استحقاق الربح أحيان ا بالمال أو‬
‫ضا بالضمان بحكم المادة ( ‪ " ) 85‬الخراج بالضمان"‪ ،‬والواردة في الحديث‬ ‫بالعمل وأحيانًا أي ً‬
‫النبوي الشريف(‪)5‬‬
‫ضا‪ ،‬أي كان ضمانه على المقترض‪ ،‬كان للمقترض غنمه‬ ‫مثال ذلك‪ :‬المال إذا قدمه صاحبه قر ً‬
‫وعليه غرمه‪ ،‬أي له خراجه في مقابل ضمانه‪.‬‬
‫ضا‪ ،‬أي كان ضمانه على رب المال نفسه‪ ،‬كان لرب المال غنمه‬ ‫أما إذا قدم المال صاحبه قرا ً‬
‫(حصته في القراض)‪ ،‬وعليه غرمه(خسارته)‪ ،‬فالخسارة المالية في القراض على رب المال‪،‬‬
‫وال يتحمل العامل فيها شيئ ‪.‬‬
‫ويرى الدكتور رفيق المص ري أن التحقي ق الفقهي أفض ى إلى أن الض مان المحض ليس حص ة‬
‫في الشركة‪ ،‬وذلك ألن الضمان تارة يتصل بالمال كما في شركة الوج وه‪ ،‬وت ارة يتص ل بالعم ل‬
‫كما في شركة الصنائع‪ ،‬فالوجيه في شركة الوجوه يمل ك فيض من‪ ،‬أي يمل ك البض اعة المش تراة‬
‫محض ا‪ ،‬وك ذلك‬
‫ً‬ ‫نس يئة فتك ون على ض مانه‪ ،‬فه و ض مان مل ك‪ ،‬أو ض مان م ال وليس ض مانًا‬
‫المقترض يملك القرض خالل المدة‪ ،‬فيضمن‪ ،‬فهو ضمان ملك‪ ،‬ف إذا ربح فل ه‪ ،‬وإذا خس ر فعلي ه‬
‫وكما ورد في مجلة األحكام العدلية في المادة ( ‪( ) 1346‬ضمان العمل نوع من العم ل)وقاع د ة‬
‫"الخراج بالضمان" الواردة في الحديث النبوي الشريف(‪ ،)6‬ال تخرج عن هذا المعنى‪ ،‬فالش يء‬
‫إذا كان له خراج (غلة)فخراجه لمالكه‪ ،‬وإذا هلك يكون ضمانه على مالكه‪ ،‬وفي مقاب ل ض مانه‪،‬‬
‫أي ملكه وضمانه‪ ،‬يكون لك خراج‪.‬‬

‫(‪)1‬مصطفى‪ ،‬ابراهيم وآخرون‪ :‬المعجم الوسيط ‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪ ، 544‬ابن منظور ‪ :‬لسان العرب‪،‬‬
‫ج ‪ ، 13‬ص ‪ 257‬الفيروزآبادي‪ ،‬محمد بن يعقوب‪ :‬القاموس المحيط‪ ،‬ج ‪ ،1‬ص ‪، 1564‬‬
‫بيروت‪ :‬مؤسسة الرسالة‪.‬‬
‫(‪)2‬شبير‪ ،‬محمد عثمان‪ :‬المعامالت المالية المعاصرة في الفقه اإلسالمي‪ ،‬ص ‪ ، 292‬ط ‪،4‬‬
‫عمان‪ :‬دار النفائس للنشر )والتوزيع‪ 1422 ،‬ه‪ 2001 ،‬م ( نقال عن نزيه حماد في كتابه معجم‬
‫المصطلحات‪.‬‬
‫(‪)3‬المصري‪ :‬نحو اقتصاد إسالمي‪/‬شركة‪ 6‬الوجوه دراسة تحليلية‪ ،‬ص ‪ ، 49‬قحف‪ ،‬منذر‪:‬‬
‫مفهوم التمويل في االقتصاداإلسالمي (تحليل فقهي واقتصادي) ‪,‬ص ‪ ، 35‬ط ‪ ،3‬البنك‬
‫اإلسالمي للتنمية‪ ،‬المعهد اإلسالمي للبحوث والتدريب‪،‬‬
‫‪ 1425‬ه‪ 2004 -‬م‪.‬‬
‫(‪)4‬مجلة األحكام العدلية‪ ،‬المادة ( ‪ ،) 1400‬ص ‪153‬‬
‫(‪)5‬النسائي‪ ،‬أحمد بن شعيب أبو عبد الرحمن( الوفاة‪ 303 :‬ه)‪ :‬السنن الكبرى‪ ،‬كتاب البيوع‪،‬‬
‫باب‪ :‬الخراج بالضمان‪) ،‬ج ‪ ،4‬ص ‪ ، 11‬رقم الحديث ( ‪( ،) 3081‬حديث حسن) ‪ ،‬ط ‪،1‬‬
‫تحقيق ‪ :‬د‪.‬عبد الغافر سليمان البنداري‪ ،‬بيروت ‪ :‬دار الكتب العلمية‪ 1411 ،‬ه‪ 1991 -‬م‬

You might also like