You are on page 1of 12

‫أوال‪ -‬تعريف وباء الكوليرا‪:‬‬

‫الكوليرا مرض شديد الفوعة إلى أقصى حد ويمكن أن يتسبب في اإلصابة بإسهال مائي حاد‪ ،‬وهو يستغرق‬
‫فترة تتراوح بين ‪ 12‬ساعة و‪ 5‬أيام لكي تظهر أعراضه على الشخص عقب تناوله أطعمة ملوثة أو شربه‬
‫مياه ملوثة‪ . 2‬وتصيب الكوليرا األطفال والبالغين على حد سواء ويمكن أن تودي بحياتهم في غضون‬
‫ساعات إن لم تُعالج‪.‬‬

‫‪ ‬إكتشاف الوباء ‪:‬‬

‫‪_1‬روبرت كوخ مكتشف الوباء‬

‫يعد مرض الكوليرا من األمراض الغارقة في القدم‪ ،‬إذ تأثرت به الشعوب في شتى‬
‫أنحاء العالم طيلة التاريخ‪ .‬وتصف كتابات أبقراط (‪ 460‬إلى ‪ 377‬قبل الميالد)‬
‫وكتابات العلماء الهنود مرضا قد يكون مرض الكوليرا‪.‬‬
‫وكان الطبيب البريطاني جون سنو أول من أثبت في القرن التاسع عشر أنه يمكن منع‬
‫انتقال الكوليرا إلى حد كبير عن طريق توفير مياه الشرب النظيفة للناس‪ .‬ففي انتشار‬
‫وبائي للمرض في لندن في عام ‪ ،1854‬توصل سنو إلى أن مضخة ما في شارع برود‬
‫ستريت كانت هي مصدر العدوى‪ .‬وفعال تم احتواء الوباء بمجرد استبدال عتلة‬
‫المضخة‪.‬‬

‫اكتشف عالم الجراثيم األلماني روبرت كوخ جرثومة الكوليرا في عام ‪ ،1883‬أثناء‬
‫انتشار وبائي في مصر‪ .‬ويعني الشطر األول من اسم الجرثومة أنها تهتز أثناء‬
‫حركتها‪.‬‬

‫ومنذ عام ‪ ،1817‬شهد العالم ‪ 7‬حاالت انتشار شامل للمرض‪ ،‬كان مصدرها جميعا‬
‫مستودع الكوليرا المتوطن في شبه القارة الهندية‪ .‬وقعت الحاالت الست األولى بين‬
‫عامي ‪ 1817‬و‪ ،1923‬وأثرت ‪ 5‬منها في أوروبا بينما وصلت ‪ 4‬منها إلى الواليات‬
‫المتحدة مسببة ‪ 150‬ألف حالة وفاة في عام ‪ 1832‬و‪ 50‬ألف وفاة في عام ‪.1866‬‬

‫أما حالة االنتشار الشاملة السابعة – واألولى في القرن العشرين – فقد بدأت في عام‬
‫‪ ،1961‬وبحلول عام ‪ 1991‬كانت قد وصلت إلى ‪ 5‬قارات ومازالت مستمرة إلى يومنا‬
‫هذا‪.‬‬

‫أسباب الوباء وأعراضه‪:‬‬

‫• أوال األسباب‪:‬‬

‫تنتج عدوى الكوليرا بسبب أحد أنواع البكتيريا‪ ،‬يسمى ضمة الكوليرا‪ .‬اآلثار المميتة للمرض هي نتيجة لسم‬
‫تفرزه البكتيريا في األمعاء الدقيقة‪ .‬يتسبب السم في إفراز الجسم لكميات هائلة من الماء‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫اإلسهال وفقدان سريع للسوائل واألمالح (الكهارل)‪.‬‬

‫قد ال تسبب بكتيريا الكوليرا المرض لدى جميع األشخاص الذين يتعرضون لها‪ ،‬لكنها ال تزال تمرر‬
‫البكتيريا في البراز ‪ ،‬وهي يمكن أن تلوث الطعام وإمدادات المياه‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫مصادر المياه الملوثة هي المصدر الرئيسي لعدوى الكوليرا‪ .‬قد توجد البكتيريا في‪:‬‬

‫سطح التربة أو مياه اآلبار‪ .‬اآلبار العامة الملوثة هي مصادر متكررة لتفشي الكوليرا على نطاق واسع‪.‬‬
‫األشخاص الذين ي عيشون في ظروف مزدحمة بدون مرافق صرف صحي مناسبة معرضون للخطر بشكل‬
‫خاص‪.‬‬

‫المأكوالت البحرية‪ .‬يمكن أن يعرضك تناول األسماك القشرية النيئة أو غير المطبوخة جيدًا‪ ،‬وخاصة‬
‫األسماك القشرية‪ ،‬التي تأتي من أماكن معينة‪ ،‬لإلصابة ببكتيريا الكوليرا‪ .‬وقد تم تتبع أحدث حاالت الكوليرا‬
‫ووجد أنها تُعزى إلى المأكوالت البحرية من خليج المكسيك‪.‬‬ ‫في الواليات المتحدة ُ‬

‫متكررا لعدوى الكوليرا‬


‫ً‬ ‫مصدرا‬
‫ً‬ ‫الفواكه والخضروات النيئة‪ .‬تعد الفواكه والخضروات النيئة غير المقشرة‬
‫في المناطق التي توجد بها الكوليرا‪ .‬في البلدان النامية‪ ،‬يمكن أن تلوث األسمدة أو مياه الري التي تحتوي‬
‫على مياه الصرف الصحي الخام الخضار والثمار في الحقل‪.‬‬

‫الحبوب‪ .‬في المناطق التي تنتشر فيها الكوليرا على نطاق واسع‪ ،‬يمكن للحبوب مثل األرز والدخن الملوثة‬
‫بعد الطهي التي تُحفَظ في درجة حرارة الغرفة لعدة ساعات أن تنمو فيها بكتيريا الكوليرا‪.‬‬

‫‪ ‬امرأة مصابة بالوباء‬

‫ثانيا األعراض‪:‬‬
‫ال يمرض أغلب المصابين ببكتيريا الكوليرا (فيبريو كوليرا) وال يعرفون أنهم أصيبوا بالعدوى‬
‫من األساس‪ .‬ولكن بالنظر لحقيقة أن بكتيريا الكوليرا توجد في برازهم لفترة تتراوح ما بين‬
‫سبعة أيام و‪ 14‬يو ًما‪ ،‬فبإمكانهم نقل العدوى لآلخرين عن طريق المياه الملوثة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أعراض أغلب حاالت الكوليرا تكون عبارة عن إسهال بسيط أو معتدل يصعب تفرقته عن‬
‫اإلسهال الناتج عن أية مشكلة صحية أخرى‪ .‬بينما يصاب البعض اآلخر بمؤشرات وأعراض‬
‫شديدة للكوليرا‪ ،‬غالبًا ما تظهر خالل عدة أيام من اإلصابة بالعدوى‪.‬‬

‫من أعراض عدوى الكوليرا‪:‬‬

‫كبيرا لسوائل الجسم — قد‬ ‫اإلسهال‪ .‬يحدث اإلسهال الناتج عن الكوليرا فجأة ً وقد يسبِّب فقدانًا ً‬
‫يصل لربع غالون (حوالي ‪ 1‬لتر) في الساعة‪ .‬عادةً ما يبدو اإلسهال الناتج عن الكوليرا باهتًا‪،‬‬
‫وحليبيًّا ويشبه مياه األرز‪.‬‬

‫الغثيان والقيء‪ .‬يحدث القيء في المراحل األولى من الكوليرا ويمكن أن يدوم لساعات‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الجفاف‪ .‬يحدث الجفاف بعد ساعات من ظهور أعراض الكوليرا وتتراوح حدته من بسيط‬
‫لحاد‪ .‬فقدان ‪ %10‬أو أكثر من وزن الجسم يعني حدوث جفاف حاد‪.‬‬

‫من مؤشرات وأعراض الجفاف بسبب الكوليرا سهولة االستثارة‪ ،‬واإلرهاق‪ ،‬وغور العينين‪،‬‬
‫وجفاف الفم‪ ،‬والعطش الشديد‪ ،‬وجفاف وذبول الجلد الذي عند قرصه يعود ببطء لموضعه‬
‫التبول أو انعدامه‪ ،‬انخفاض ضغط الدم‪ ،‬واضطراب ضربات القلب‪.‬‬
‫األصلي‪ ،‬قلة ُّ‬

‫أسباب انتشار الوباء‪:‬‬


‫ما سبب انتشار وباء الكوليرا؟‬

‫الكوليرا هي عدوى معوية حادة تنشأ بسبب تناول طعام أو ماء ملوثان ببكتيريا الضمة‬
‫الكوليرية (‪ . )Vibrio Cholerae‬يمكن أن تنتقل عن طريق المياه أو الطعام الملوث‪ ،‬و تنتشر‬
‫بسرعة في المناطق ذات الوصول المحدود إلى الخدمات األساسية مثل المياه النظيفة‬
‫والصرف الصحي والرعاية الصحية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫• منطقة تعاني من انتشار الوباء في سوريا‬

‫أساليب الوقاية من عدوى الكوليرا‪:‬‬

‫عدم شرب أو إستعمال مياه غير مأمونة‪/‬سليمة‬

‫غسل اليدين بالماء والصابون لمدة ال تقل عن عشرين ثانية‬

‫طهي الطعام بشكل جيد جدا‬

‫عدم تناول الغذاء المكشوف للحشرات والذباب‬

‫‪6‬‬
‫االهتمام بنظافة المساكن وخاصة دورات المياه وأماكن القمامة‬

‫عدم الشرب من نفس اإلناء مع اآلخرين‬

‫الحفاظ على النظافة الشخصية ونظافة األغذية‬

‫غسل الفواكه والخضار بشكل جيد‬

‫عدم تناول اللحوم النيئة‬

‫تعقيم المياه المستخدمة للشرب والغسيل والطهي من خالل‪:‬‬

‫الغليان لمدة عشر دقائق‬

‫المعالجة بالكلور‬

‫عند ظهور حالة الكوليرا يجب‪:‬‬

‫عزل المريض والتخلص من البراز بالطرق الصحية‪.‬‬

‫تعقيم جميع المواد الملوثة مثل المالبس والشراشف عن طريق إستعمال الكلور والماء‪.‬‬

‫تنظيف وتعقيم األيدي التي تالمس المريض المصاب بالكوليرا أو مالبسه‪ ،‬الشراشف وغيرها‪،‬‬
‫بالمياه المكولرة أو غيرها من العوامل الفعالة المضادة للجراثيم‪.‬‬

‫مراقبة األشخاص المخالطين للمريض لمدة خمسة أيام من آخر احتكاك بالمريض‪.‬‬

‫يتم التعقيم بواسطة الكلور (الخالي من الرائحة المعطرة والذي يحتوي على ‪ % 5,25‬كلور)‪.‬‬

‫التشخيص والعالج‪:‬‬
‫ؤشرات وأعراض اإلصابة الحادة بالكوليرا في المناطق التي تَشيع‬ ‫على الرغم من وضوح ُم ِّ‬
‫التعرف على البكتيريا في عيِّنة براز‪.‬‬
‫ُّ‬ ‫فيها العدوى‪ ،‬الطريقة الوحيدة للتأ ُّكد من التشخيص هي‬

‫‪7‬‬
‫ت ُ َم ِّكن اختبارات الكوليرا السريعة باستخدام عصا القياس األطباء في المناطق النائية لسرعة‬
‫التأ ُّكد من تشخيص الكوليرا‪ .‬يُساعد التأكيد السريع في خفض معدالت الوفيات في بداية تفشي‬
‫الكوليرا‪ ،‬ويُؤدِّي إلى تد ُّخالت ِّ‬
‫مبكرة للصحة العامة للسيطرة على التفشي‪.‬‬

‫العالج‪:‬‬

‫تستلزم الكوليرا عال ًجا فوريًّا؛ حيث إن المرض قد يسبِّب الوفاة في غضون ساعات‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ ‬تعويض السوائل‪ .‬يك ُمن الهدف في استبدال السوائل والكهارل المفقودة باستخدام‬
‫عرف بأمالح تعويض السوائل عن طريق الفم‬ ‫محلول بسيط لتعويض السوائل يُ َ‬

‫(‪ .)ORS‬يتوافر محلول أمالح تعويض السوائل عن طريق الفم على هيئة‬
‫مسحوق يمكن تحضيره بالماء المغلي أو المعبأ‪.‬‬
‫دون تعويض السوائل‪ ،‬يموت حوالي نصف األشخاص المصابين بالكوليرا‪.‬‬
‫تنخفض الوفيات إلى أقل من ‪ ٪1‬بالعالج‪.‬‬

‫‪ ‬السوائل الوريدية‪ .‬يمكن مساعدة معظم األشخاص المصابين بالكوليرا عن طريق‬


‫تعويض السوائل الفموي وحده‪ ،‬ولكن األشخاص ال ُمصابين بالجفاف الشديد قد‬
‫ضا‪.‬‬
‫يحتاجون إلى سوائل وريدية أي ً‬
‫‪ ‬المضادات الحيوية‪ .‬بالرغم من كونها جز ًءا غير ضروري من عالج الكوليرا‪،‬‬
‫فإن بعض المضادات الحيوية يمكن أن تحد من اإلسهال المرتبط بالكوليرا‬
‫ضا شديدًا‪.‬‬
‫وتقصر من فترة استمراره في األشخاص المرضى مر ً‬
‫ِّ‬

‫‪9‬‬
‫ويقصر‬
‫ِّ‬ ‫مكمالت الزنك الغذائية‪ .‬أظهرت األبحاث أن الزنك قد يحد من اإلسهال‬
‫ِّ‬ ‫‪‬‬
‫من فترة إصابة األطفال بالكوليرا‪.‬‬

‫االستعداد لموعدك‪:‬‬

‫مؤخرا من بلد تحدث فيه‬


‫ً‬ ‫اطلب رعاية طبية فورية إذا أُصبت بإسهال أو قيء حاد أو ُ‬
‫عدْت‬
‫الكوليرا‪.‬‬

‫إذا كنت تعتقد أنك تعرضت للكوليرا‪ ،‬ولكن أعراضك ليست شديدة‪ ،‬فاتصل بطبيب العائلة‪.‬‬
‫تأكد من القول أنك تشك في أن مرضك قد يكون كوليرا‪.‬‬

‫إليكَ بعض المعلومات لمساعدتكَ على االستعداد لموعدكَ الطبي‪:‬‬

‫عند تحديد موعدك‪ ،‬اسأل عما إذا كانت هناك قيود يجب عليك اتباعها قبل زيارتك‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫جهز قائمة بما يلي‪:‬‬

‫األعراض التي تظهر عليك‪ ،‬ومتى ظهرت ومدى حدتها‪.‬‬

‫آخر مرة تعرضت فيها لمصادر ال َعدوى المحتملة‪ .‬خاصة إذا كنت قد سافرت إلى الخارج‬
‫مؤخرا‪.‬‬
‫ً‬

‫ذاكرا الحاالت المرضية التي تُعالج منها‪.‬‬


‫ً‬ ‫معلوماتكَ الطبية الرئيسية‪،‬‬

‫جميع األدوية أو الفيتامينات أو المكمالت الغذائية األخرى التي تتناولها‪ ،‬بما في ذلك الجرعات‬

‫األسئلة التي ترغب في طرحها على طبيبك‬

‫تتضمن بعض األسئلة التي يجب أن تطرحها على طبيبك عن الكوليرا ما يلي‪:‬‬

‫هل هناك أسباب محتملة أخرى ألعراضي؟‬

‫ما االختبارات التي أحتاج إلى إجرائها؟‬

‫ما نهج العالج الذي توصي به؟‬

‫ما الفترة التي سأستغرقها للتحسن بعد بدء العالج؟‬

‫متى هي المدة التي تتوقعها حتى أتعافى تما ًما؟‬

‫متى أستطيع العودة للعمل أو المدرسة؟‬

‫هل أنا ُمعرض لخطر المضاعفات على المدى الطويل من الكوليرا؟‬

‫هل حالتي ُم ْعدِّية؟ كيف يمكنني تقليل خطر انتقال مرضي لآلخرين؟‬

‫ما الذي يمكنك القيام به في هذه األثناء؟‪:‬‬

‫‪11‬‬
‫حافظ على رطوبة جسمك‪ .‬يمكن استخدام محلول فموي لتعويض السوائل الناتجة عن اإلسهال‬
‫والقيء اللذين قد ينجمان عن اإلصابة بالكوليرا‪.‬‬

‫في الغالبية العظمى من الدول النامية‪ ،‬يمكنك شراء عبوات مساحيق أمالح تعويض السوائل‬
‫(‪ )ORS‬التي تقدمها منظمة الصحة العالمية لعالج اإلسهال والجفاف لدى األطفال المصابين‬
‫بمرض الكوليرا‪ .‬يُذاب هذا المسحوق في ماء شرب نقي أو في ماء مغلي حسب اإلرشادات‬
‫المدونة على عبوته‪.‬‬

‫إن لم تكن تلك المحاليل الفموية متاحة‪ ،‬فقم بعملها بنفسك من خالل مزج ربع زجاجة (سعة لتر‬
‫واحد) من المياه العادي أو المياه المغلية و‪ 6‬مالعق صغيرة (حوالي ‪ 30‬ملليلتر) من السُّكر‬
‫ونصف ملعقة صغيرة (نحو ‪ 2.5‬ملليلتر) من ِّملح الطعام‪.‬‬

‫‪12‬‬

You might also like