‫الوطن‬

‫‪:‬قال الشاعر أحمد شوقي‬

‫وطني لو شغلت بالخلد عنه‬
‫نازعتني إليه في الخلد نفسي‬
‫وهفا بالفؤاد في سلسبيل‬
‫ظمٌأ للسواد من عين شمس‬

‫الوطن هو مكان إقامة اإلنسان ومقره الذي إليه انتماؤه وُ لد به أم لم يولد‪ ،‬فحب الوطن والتوجّ ه في‬
‫المشاعر إليه شيء فطريٌّ ليس لنا فيه يد‪ ،‬كيف ال وفيه يجد اإلنسان األلفة ويشعر بالراحة‪ ،‬فهو الوطن‬
‫الذي س َكننا قبل أن نسكنه‪ ،‬ففي شوارع الوطن كبرنا وترعرعنا وفي مروجه الخضراء لعبنا وضحكنا‪،‬‬
‫‪.‬وفيه تذوقنا نكهة الفصول جميعها‬

‫قال الجاحظ‪" :‬كانت العرب إذا غزت أو سافرت حملت معها من تربة بلدها رمالً وعفراً لتستنشقه"‪،‬‬
‫فالقلب يعجز عن اإلفصاح عن حبه للوطن وإن طال عنه الكالم‪ ،‬إاّل أنّ الفعل هو خير وسيلة للتعبير عن‬
‫هذه المشاعر النقيّة‪ ،‬فألوطاننا علينا حق يتمثل في التصدي ألي خطر يحيط بها‪ ،‬ويدفعنا للحفاظ على‬
‫أمانها والحفاظ على ممتلكاتها العامة‪ ،‬ويدفعنا ألن نق ّدم كل ما فيه نماؤها وازدهارها‪ ،‬فنكون مواطنين‬
‫صالحين بارين بها‪ ،‬ونعمل على تطويرها ورفعتها ك ٌل بما يستطيع من علم وموهبة وخبرة‪ ،‬فنسعى للعلم‬
‫والتطوير واالبتكار‪ ،‬ونساعد بعضنا لتحقيق التكافل االجتماعي‪ ،‬ونحافظ على نظافة شوارعها وحدائقها‬
‫‪.‬ومؤسساتها لتزداد بهاء وجماالً‬

‫قال المصطفى ‪-‬صلى هللا عليه وسلم‪ -‬عن ابن عباس رضي هللا عنه حين قال‪( :‬عينان ال تمسهما النار‬
‫عين بكت من خشية هللا‪ ،‬وعين باتت تحرس في سبيل هللا)‪ ،‬فحماية الوطن وتطويره واجب على شبابه‬
‫‪.‬الغيّور ّ‬
‫حث عليه الدين ألهميته‪ ،‬ذلك ألنّ أوطاننا زهرة الروح ومهجة الفؤاد التي ال يليق بها أن تذبل‬