Professional Documents
Culture Documents
حققه وأسند آياته إلي سورها وذكر موجزا لترجمة حياة المؤلف
حسين ناظم الحلواني ) الرفاعي (
المحتويات:
مقدمة
ترجمة السيد أحمد الرفاعي الكبير
سلسلة الطريق بين الرسول rوبين حفيده السيد احمد الكبير الرفاعى
بعض المشهورين من تلميذه ,ومن ينتسب اليه بالطريق
كراماته
زوجاته وأولده
وفاته
البرهان المؤيد ) المقدمة (
البرهان المؤيد ) المحتوى (
نشأته علمه ومشايخه رضي ال عنه :درس القرآن العظيم وأتم حفظه وترتيله
علي الشيخ الصالح الورع المقرئ الشيخ عبنند السننميع الحننر بننوني بقريننة حسننن ) مننن
أعمال واسط العراق ( وكان له من العمر سبع سنين وفي هذه السنة توفي أبوه في
بغداد وبعد وفاة والده كفله خاله الباز الشهب الشيخ منصننور البطننائحى ,ونقلننه
ووالدته وأخوته إلي بلدة نهر دقلي ) من أعمال واسط ( وأدخله علي المننام العلمننة
الفقيه المقرئ المفسر المحدث الواعظ الصوفي الكبير الشننأن الشننيخ أبنني الفضننل
علي الواسطي رضي ال عنه ,فتولي أمره ,وقننام بننتربيته وتننأديبه وتعليمننه فننبرع
بالعلوم النقلية والعقلية وأحرز قصب السبق علي أقرانه
وكان يلزم درس خاله الشيخ أبي بكر شيخ وقته وسلطان علمننا ,زمننانه كمننا
كان يتردد علي حلقة خاله الشيخ منصور الرباني ويتلقي بعض العلنوم عنن الشنيخ
عبد الملك الحر بوني حفظ كتاب التنبيه ) فقه شافعي ( للمام أبي اسحق الشيرازي
علي ظاهر قلب وشرحه شرحا جليل ) يقال انه ضاع في واقعة التتار ( واسننتغرق
أوقاته بجمع المعارف الدينية وقد أفاض ال عليه من لدنه علمنا خاصنا حنتى رجنع
مشايخه إليه ,وتأدب مؤدبوه بين يديه
وفي العشرين من عمره أجازه شيخه الشيخ الشيخ أبو الفضل علي محدث واسط
وشيخها إجازة عامة بجميع علننوم الشننريعة والطريقننة وألبسننه خرقتننه المباركننة
وأعظم شأنه ,ولقبه بننأبي العلميننن ) الظنناهر والبنناطن ( وانعقنند عليننه فنني حينناة
مشايخه الجماع ,واتفقت كلمتهم علي عظم شأنه ورفعة قدره
أقام بنهر دقلي مدة يسيرة ,ثم رجع إلي رواق أبيه في قريننة حسننن فأشننتهر
كل الشتهار
وفي الثامن والعشرين من عمره عهد إليه خاله الشيخ منصور بمشيخة الشننيوخ,
ومشيخة الروقة والربط المنسوبة إلية وأمره بالقامة في أم عبيدة برواق حده لمننه
الشيخ يحيى النجاري ) والد الشيخ منصور( فأقام فيها وتصدر علي سجادة الرشنناد
بذلك العام – وهو العام الذي توفي فيه خاله الشيخ منصور
ولما كان له من العمر خمس وثلثون سنة ,أحصيت الرقاع التي وردت إليننه مننن
مريديه الذين دخلوا الخلوة المحرمية فزادت عن سبعماية ألف رقعة
دروسه كان رضي ال عنه ليفترعن تعليم الناس سنة المصطفي صلي ال علينه
وسلم وأسرار القرآن ويقول :تجارة العارف الدللة علي ال ,وسوق القلننب إلنني ال ن
وكان يقرأ دروس الفقه ,والحديث ,والتفسير ,والعقائد ,كل يوم صباحا ومسنناء
غير الثنين والخميس بعد الظهر فننإنه يجلننس فيهمننا الننواعظ الجننامع ويلقنني علنني
الناس كلما يذهل العقول ,ويدهش اللباب ,ويخطف القلوب ولم يسبقه من بعنند
النبي صلي ال عليه وسلم وأصحابه والئمة أل ثني عشر من أهل بيته الطاهر عليهننم
الرضوان والسلم سابق ولم يلحقه لحق
وكان إذا جلس علي كرسيه للدرس أحاطت به أئمة العلماء ,وفحننول الخطبنناء
والمرشدون ,والكثير الكثير من الخواص والعوام فإذا أخننذ بالتحنندث جننرى العلننم
علنني لسننانه كننالبحر المتنندفق ,فيننذهل العننارفين ببلغتننه وسننعة علمننه ويخننرس
الجاحدين والمارقين بقوة حججه فالدباء تأخذ نصيبها من فصاحته ,والعلماء من
معارفه والفلسفة من تحقيقه وحكمه ,والولياء من حقائقه ومواهبه
وفي رسالة سواد العينين في مناقب المام أبي العلمين للمام الرافعي أخننبرني
الفقيه العالم الكبير بقية الصالحين قننال :كنننت فنني أم عبيننده زائرا عننند السننيد
احمد الرفاعي فني رواقنه وحنوله منن الزائرينن أكنثر منن منائة آلنف إنسنان ,منهنم
المراء ,والعلماء ,والشيوخ ,والعامة وقد احتفننل بإطعننامهم وحسننن البشننر لهننم
كل علي حاله وكان يصعد الكرسي بعد الظهر فيعظ الناس ,والنناس حلقنا حلقنا
حوله فصعد الكرسي بعد ظهر خميس وفي مجلسه وعاظ واسط ,وجم غفيننر مننن
علماء العراق ,وأكابر القوم فبادر قوم بأسئلة من التفسير ,وآخرون بأسننئلة مننن
الحديث ,وجماعة من الفقه وجماعة من الخلف ,وجماعننة مننن الصننول ,وجماعننة مننن
علوم أخرى فأجاب علي مائتي سؤال من علوم شتى ولم يتغير حاله حال الجننواب ,ول
ظهر عليه أثر الحدة فأخذتني الحيرة مننن سننائليه ,فقمننت وقلننت :أمننا كفنناكم
هذا ؟ وال لو سألتموه عن كل علم دون لجابكم بإذن ال بل تكلف فتبسننم وقننال :
دعهننم أبننا زكريننا فليسننألوني قبننل أن يفقنندوني ,فننإن النندنيا زوال ,والن محننول
الحوال فبكى الناس ,وتلطم المجلس بأهله وعل الضجيج ,ومات في المجلس خمس
رجال واسلم من الصابئين والنصارى واليهود ) (8آلف رجل أو أكثر وتنناب أربعننون
آلف رجل فبعد أن صلى صلة العصر بالننناس ,قننام ابننن جننرادة الواسننطي ,ووقننف
تجاهه وقال مرتجل :
له المآثر والفعال بالشرف ياأيها السيد الندب الذي شهدت
فأنعم بذاك السبق والخلف خلقت جدك خير الخلق العالي
فافخر غدا ياأخا العليا لدي السلف وأنت معجزة يا ابن الرسول له
مؤلفاته :له رضى ال عنه مؤلفننات كننثيرة ومتنوعننة فقند اكثرهنا فني موقعنة
التتار وماوصل الينا علمه هو :معاني بسم ال الرحمن الرحيم ,تفسير سورة القنندر ,
الرواية ) حديث ( الطريق إلي ال ,حاله أهل الحقيقننة مننع ال ن الصننراط المسننتقيم ,
البهجة ,النظام الخاص لهل الختصاص ,المجالس الحمديننة كتنناب الحكيننم شننرح
التنبيه ) فقه شافعي ( راتب الرفاعي ) طبع في الهند سنة ( 131المصننباح المنيننر
في ورد السيد الرفاعي الكبير السر المصون وهو حزب السيد أحمد الرفاعي ) طبع
في بيروت ( 1887البرهان المؤيد
أخلقه :نشأ رضي ال عنه وترعرع في دور العلم ,فكننانت معاشننرته للعلمنناء
والصحاء فاهتدي بهدي القرآن وسار علي سنة جده خير النام صلي ال عليه وسنلم
فكان طريقه العمل بالكتاب والسنة وبما كان عليننه أصننحاب رسننول الن صننلي الن
عليه وسلم فكان لمشددا ول موسننعا ,يسنلك الطريننق الوسننط ويقنول :نحنن أمنة
وسط ولهذا كان يحب التوسط بالرخص للمبتدئين كي ل تشمئز نفوسننهم ويحننب
الخذ بالعزائم لهل النهايات وكان بشننا متواضننعا حليمننا ,متحمل للذى ,صننبورا
علي المكارة ,ليجننرد لنفسننه قننط ,ولينتصننر لهننا ,بننل يحننب الن ,ويبغننض لن ,
وليشافه أحد بما يكننره ,فننإذا اتضننح لننه الحننق تبعننه وتننرك نفسننه وأهلننه وولننده
ويقول :نحن عندنا القريننب والغريننب فنني الن سننواء ,ويقننول :مننن لننم يتبننع الحننق
انقيادا لهوي في نفسه فهو من الضلل بمكان كان ينهنني عننن كننثرة اسننتعمال
المباحات ,وعن كثرة الكل ,وعن كثرة النوم ,ويحرض علي قيام الليل ,ومن نظمه
بذلك :تعود سهر الليل فإن النوم خسران ولتركن إلنني الننذنب فعقننبي الننذنب
نيران – وقم للواحد الفرد فللقرآن خلن – ينننام الغافننل السنناهي ومننا فنني القننوم
وسنان – ويلهو المعرض اللهي وعند القوم أحزان – هم وال ن فتيننان إذا مننا قيننل
فتيان كان يأمر بمباعدة أهل الشطح والغلو ,والترفع ,والدعاوى العريضة ,ويحذر
الناس منهم ويقول :هؤلء قطاع الطريق فاحذروهم ,وكننان يكننره أصننحاب القننول
بالوحدة المطلقة وكان يكره اصحاب الخوض بالكلم علي الننذات الصننفات ويقننول :
هؤلء قوم أخذتهم البدعننة مننن سننروجهم ,إينناكم ومجالسننتهم وكننان يقننول اتبننع
ولتبتدع ,فإن اتبعت بلغت النجاة وصرت من أهل السننلمة وإن ابتنندعت هلكننت
وأخيرا فما ذكرته عن أخلقه هو غيض من فيض حقيقتها رضي ال عنه ومن أراد
أن يعرفها مفصلة فليقرأ كتابه " البرهان المؤيد "
تواضعه :كان يخنندم نفسننه ,ويخصننف نعلننه ,ويجمننع الحطننب وبشننده بحبننل
مدخر له عند بعننض خنندامه ,فيحملننه إلنني بيننوت الرامننل والمسنناكين والمرضنني ,
وأصحاب الحاجات ويقدم للعميان نعالهم ,ويقودهم – اذا لقي منهم أناسا – إلنني
محل مطلوبهم ويكرم الشيوخ ,ويوحي بإكرامهم ويقول :قال النبي صلي ال عليه
وسلم " من أكرم ذا شيبة – يعني مسلما – سخر الن لننه مننن يكرمننه عننند شننيبته "
وكنان يمشنى إلني المجننذومين ,والزمنني ,ويغسنل ثينابهم ويحمننل لهنم الطعننام ,
ويأكل معهم ,ويجالسهم ,ويسألهم الدعاء ويقول الزيننارة لمثننل هننؤلء واجبننة ل
مستحبة وإذا سمع بمريض في قرية – ولو علي بعد – يمضي إليه ويعوده وكننان
يداوي الكلب ويقول :الشفقة علي خلق ال مما يقرب العبد إلي ال وكننان يننرأف
باليتيم ,ويبكي لحال الفقراء ويفرح لفرحهم ,ويتواضع لهم كل التواضننع ,ويعنند
نفسه منهم ويقول في المحافل :إن عدت أصحاب الحرف ,وذهبت كل حرفه زمرة
زمرة ,فأنا فقير في زمرة الفقراء
مر يوما علي صبيان يتخاصمون فخلص بينهم وقننال لحنندهم :ابننن مننن أنننت ؟
فقال له :وايش فضولك ؟ فصار يرددها ويقول :أدبتني ياولدي جزاء ال خيرا
قال مشايخ أهل عصره :كل ما حصل لبن الرفاعي مننن المقامننات إنمننا هننو مننن
كننثرة شننفقته علنني الخلننق ,وذل نفسننه رضنني ال ن عنننه وكننان يعظننم العلمنناء ,
والفقهاء ,ويحترمهم ,ويأمر بتعظيمهم واحترامهم ,ويقول :هولء أركننان المننة
وقادتها
زهده ووعده وسلمة طويته :كان متجردا من الدنيا وما ادخر شننيئا قننط
وكان ل يجمع بين لبس قميص لفي صيف ول في شتاء منع أن رينع أملكنه ,وحبناس
رواقه الشريف اكثر من ريع أملك المراء والكبراء وكل مايحصل منها ينفقه في
سبيل ال تعالي علي فقراء الرواق ووارديه من المسننلمين ,ويبقنني أولده ل يملكننون
شيئا من عرض الدنيا بل هم كآحاد فقراء الرواق قال الشيخ عبدالصنمد الحربنوني
أحد وكلء الرواق الحمدي العامر :فنني سنننة 567هجريننة بلننغ ريننع أملك السننيد
أحمد وأوقافه المحبوسة علي رواقه هذه السنة تسعماية ألف درهم فضه ديننواني ,
وعشرين ألف قطعة ذهب وجاء في هذه السنة باسننم جنابننة الشننريف مننن القنناليم
ثمنانون ألنف رداء ,وخمسنون النف تمشننكة ,وعشننرون النف مسنح عجمني ,واثنتننان
وثلثننون الننف عمامننة كتننان ,واحنندى عشننرة الننف قطعننة ذهننب دوانيقيننة ( وألننف
وسبعماية كساء هندي ,وها هنو الينوم غسننل ثنوبه بشناطئ نهنر النرواق واسنتتر
بفوطته ,وأخذ ثوبه علي عصا ينشفه ليلبسه ,ولم يكن في خزانة رواقننه ول درهننم
واحنند وكننل الننذي ذكرتننه لننك تصنندق بننه علنني الضننعفاء ,ووهبننه للمسننتحقين ,
والسننائلين ,والفقننراء والمسنناكين كننان يقننول :الزهنند أسنناس الحننوال المرضننية
والمراتب السنية وهننو أول القاصنندين إلنني الن عننز وجننل ,والمنقطعيننن إلنني الن ,
والراضين عن ال ,والمتوكلين علي ال وكان يقول :لسان الورع ينندعو إلنني تننرك
الفات ولسان التعبد يدعو إلي دوام الجتهاد ,ولسان المحبة ينندعو إلنني الننذوبان
والهيماء وكان يقول :كم طيرت طقطقننة النعننال حننول الرجننال مننن رأس ,وكننم
أذهبت من دين وكان إذا رأي علي فقير جبة صوف يقول له :ياولدي ,إنظري بزي
من تزييت ,وإلي من قد انتسبت لبسننت لبسننة النبينناء ,وتخليننت بحليننة التقينناء
هذا زي العارفين فاسننلك فيننه مسننالك المقربيننن وإلفانزعننة كننان ل يجننازي قننط
السيئة بالسيئة وكان يقول :ليحصل للعبد صفاء الصدر حتي ل يبقي فيه شننيء منن
وكننان يقننول :طريقنني الخبث ل للعدو ,ول لصديق ول لحد من خلق ال عز وجننل
دين بل بدعة ,وعمل بل كسل ,ونية بل فساد ,وصدق بل كذب ,وحال بل رياء
**********************
سلسلة الطريق
بين رسول ال صلي ال عليه وسلم وبين حفيده السيد احمنند الكننبير الرفنناعى
رضي ال عنه
أخذ الطريق رضي ال عنه بالسند المتصل بالنبي صلي ال عليه وسلم منن أربنع
طرق :
الطريق الول :السيد أحمند الرفناعي ) منن ( الشنيخ منصنور الربناني البطنائحي
) من ( الشيخ أبي المنصور الطيب ) خال ام وابن عمة الشيخ منصننور ( ) مننن ( الشننيخ
يحيى النجاري ) من ( الشيخ أبي القرمزي ) من ( الشيخ أبي القاسم السندوسي ) مننن (
الشيخ رويم البغدادي ) من ( الشيخ ابي القاسم الجنيد البغدادي ) من ( الشيخ سننري
السقطي ) من ( الشيخ معروف الكرخي ) من ( المام علنني بننن موسنني الرضنني ) مننن (
والده المام موسي الكاظم ) من ( والده المام جعفر الصادق ) مننن ( والننده محمنند
الباقر ) من ( والده المام زينن العابندين علني ) منن ( والنده المنام الحسنين ) منن (
والده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ) من ( ابنن عمنه رسنول الن صنلي الن علينه
وسلم
الطريق الثاني :السيد أحمد الكبير الرفاعي ) من خاله الشيخ منصور الرباني )
من( والده الشيخ يحيى النجاري) من ( والده الشيخ موسي بن سعيد النصنناري ) مننن (
والده الشيخ كامل النصاري ) من ( والده الشيخ يحيى الكبير النصنناري ) مننن ( شننيخ
الصوفية أبي بكر بن موسي الواسطى ) من ( الشيخ أبي القاسم الجنيد البغدادي ثننم
بالسند المتصل بالطريق الول
الطريننق الثننالث :السننيد أحمنند الكننبير الرفنناعي ) مننن ( الشننيخ علنني القننارئ
الواسطى ) من ( الشيخ أبي الفضل بن كامل الواسطي ) مننن الشننيخ غلم ابننن تركننان
) من ( الشيخ علي الروزباري ) من ( الشيخ علي العجمي ) من ( الشيخ أبي بكر الشبلي
من الشيخ أبي القاسم الجنيد البغدادي ) من ( الشننيخ سننري السننقطي ) مننن ( الشننيخ
معروف الكرخي ) من ( الشننيخ داود الطننائي ) مننن ( الشننيخ حننبيب العجمنني ) مننن (
الشيخ أبي سعيد الحسن البصري ) من ( أمير المؤمنين علي بن أبي طننالب رضنني الن
عنه ) من ( النبي صلي ال عليه وسلم
الطريق الرابع :
السيد أحمد الكبير الرفاعي ) من ( خاله الشيخ منصننور الربنناني ) مننن ( الشننيخ
محني الندين أبنو محمند الشنبنكي ) منن ( الشنيخ بكنر الهنوازني البطنائحى ) منن (
) الخليفة أبي بكر الصديق رضي ال عنه بالمنام ( ) مننن ( المننام سننهل بننن عبنندال
التستري ) من ( الشيخ ذو النون المصري ) من ( الشيخ اسنرافيل المغربني ) منن ( أبني
عبيدال محمد حبيشة التابعي ) من ( جابر النصاري الصحابي ) منن ( أمينر المنؤمنين
علي بن أبي طالب رضي ال عنه ) من ( النبي صلي ال عليه وسلم
بعض المشهورين من تلميذه ,ومن ينتسب اليه بالطريق :قال ابننن المهننذب
في كتننابه " عجننائب واسننط " بلغننت خلفنناء السننيد أحمنند الرفنناعي رضنني الن عنننه
وخلفاؤهم 18ألفا حال حياته ولننم يكننن فنني بلد المسننلمين المعمننورة مدينننة أو
بليدة أو قطر تخلو ربوعه وزواياه من محبيه وتلمذته العارفين المرضيين رضي النن
عنهم أجمعين
ومن جليل فضنله أن غنالب أعينان القطنناب المشنهورين فنني القطنار السننلمية
ينتهون اليه من طريننق الخرقننة علنني الغننالب ولننذلك كننان يلقننب بشننيخ الطننرائق .
واستاذ الجماعة ,والشيخ الكبير وسيد العارفين الي ىخر ما هنالك مننن القننارب
ومننن الننذين ينتمننون اليننه ويعولننون فنني الخرقننة عليننه الشننيخ الحننافظ عننز النندين
الفاروئي ,والشيخ عقيل المنبجي ,والشيخ حياة بن قيس الحراننني ,والقطننب السننيد
أحمد البدوي ,والقطب الشيخ ابراهيم الدسننوقي ,والقطننب أبننو الحسننن الشنناذلي ,
والقطب الشيخ مزيد الشيباني ) والد القطننب سننعد النندين الجبنناوي ( والشننيخ نجننم
الدين الصفهاني ) شيخ الدسوقي ( والشيخ أحمد علوان اليماني ,والمام الشعراني ,
والحافظ جلل الدين السيوطي ,والشيخ علي الخواص وغيرهم كثيرون من القطنناب
والعلماء ومشايخ الطرق
كراماته
واثبتن للوليا الكرامه ومن نفاها فانبذن كلمننه كننل ماصننح أن يكننون معجننزة
لنبي صح أن يكون كرامة لولي :
والكرامات ثابتة لم ينكرها غير جاهل بمعجزات النبياء التي أيد ال بها نبوة
النبياء ورسالة الرسل -وبخوارق العادات ) الكرامات ( الننتي حصنلت مننن عبنناد الن
الصالحين وأوليائه المتقين فضنل منن الن وكرمنا وكنثيرا منا ينكنر بعنض ضنعاف
اليمان كرامات حصلت من الصننحابه وكبننار التننابعيين وتننابعيهم لعنندم موافقتهننا
لمداركهم مع أن العلم والمخترعات الحديثة قد أثبتت لنننا أشننياء مننا كنننا نتصننور
وقوعها لو لم ننظر إليها باعيننا ,ونلمسها بأيدينا ,ونسمع أصواتها بآذاننا من
كان يصدق مانراه الن في التليفزيون ؟ يقف الرجننل فنني محطننه البننث بعينندا عنننا ,
محجوبا بجدران سميكة ومسافات بعيدة .فيراه كل منا ويسننمع حننديثه وهننو فنني
غرفته ومثله أشياء كثيرة يحتاج ذكرها وشرحها إلي مجلدات كثيرة
السيد أ حمد الكبير الرفاعي المشهور بعلمه الغزير وزهده وورعه ,وعبادته
وتقننواه ,أحنند أولئك الننذين أنعننم النن وتكرمننا عليهننم بكننثير مننن الكرامننات
المشهورة والمدون كثير منها في الكتب وأشهر كراماته وأعلهننا شننأنا تقننبيله
يد جده المصطفي صلي ال عليه وسلم وقنند تلقاهننا الننناس خلفننا عننن سننلف حننتي
بلغت مبلغ التواتر وإن التصانيف التي ذكرتها ووصلت إلي علمنننا هني) منذكورة
في كتاب لباب المعاني ص :( 43
ترياق المحبين للحافظ تقي الدين الواسطي
نزهة المجالس للصفوري
النفحة المسكية للفاروثي
سوادالعينين
للرافعي القزويني
الوظائف الحمدية للصياد
البهجة الكبري للحافظ محمدبنقاسم الواسطي
ربيع العاشقين للخطيب الحدادي
أم البراهين للحافظ محمد بن قاسم لحاج الواسطي
التنوير للحافظ جلل السيوطي
الشرف المحتم للحافظ السيوطي
طبقات الكواكب الدرية للمحدث المناوي
كتاب السرار الرحمانية للعارف الصاوي المصري
التذكرة للشيخ العطار
النجم السباعي للعيد روس الحسيني
للعلمة ابي القاسم البرزنجي إجابة الداعي
شرح الشفاء الشريف للخفاجي
للمام الشعراني مناقب الصالحين
للشيخ علي الواسطي خزانة السير
روضة العيان للموصلي
قاموس العاشقين للشيخ عبدالمنعم العاني نزيل دمشق
صحاح الخبار للسيد سراج الدين الرفاعي
مقدمة البرهان المؤيد للشيخ شرف الدين العباس الواسطي
وفاته :في السادسة والستين من عمره مرض بداء البطن ) السننهال الشننديد (
وبقي مريضا أكثر من شهر وكان مع خطننورة مرضننه متحمل للم الشننديدة بنندون
تأوه أوشكوي مستمرا علي تأدية فرائضه ومواظبا علي فعل ما اعتاد القيام بننه مننن
الطاعات والعبادات بقدر استطاعته إلي أن توفي رضي ال عنه ينوم الخمينس الثناني
عشر من شهر جمادي الول عام 578هجرية ودفن في قبة جده لمننه الشننيخ يحيننى
النجاري في بلدته أم عبيدة رحمه ال وأعلي مقامه في الجنة
البرهان المؤيد
لصاحب مد اليد ,مولنا القطب الغوث السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي النن
عنه
بسم ال الرحمن الرحيم
مقدمة الواسطي تلميذ المؤلف
الحمدل حمدا يننوافي نعمننه ,ويكننافئ مزيننده ,والصننلة والسننلم علنني النندرة
النوبية الفريدة ,روح جسننم الوجننود ,وعلننة كننل موجننود ,سننيدنا ومولنننا ,وقننرة
عيوننا ونبينا الرسول المكرم ,حبيب الرحمن محمد صلي ال عليه وسلم :وعلي ىلننه
وأصحابه ,وعترته وأحبابه ,وتابعيه بإحسان إلي يوم الدين ,آمين آمين
)أما بعد ( فيقول العبد الفقير الي رحمة الن ,شننرف النندين بننن عبدالسننميع
الهاشمي الواسطي كان ال له ,وغفر بفضله ذنبه وزل ,قد تلقينا مه جننم غفيننر
من المحبين ,والخوان الصالحين هذا الكتاب المبارك ,رواية من فم شيخنا وملجئنا
بركة السلم ,وأستاذ الخواص والعوام ,القطب الغوث المقنندم ,الننذي امتننازه ال ن
علي أوليائه بتقبيل يد النبي صلي ال عليه وسلم ,صاحب اليادي الجليلة ,والخننوارق
الجزيلة ,حامل الخفيفة والقيلة ,سيدنا الشيخ الكبير السيدأحمد ,ابن السيد أبي
الحسن علي الرفاعي رضي ال عنه ,ابن السيد يحيى ,ابن السيد ألثابت ,ابننن السننيد
الحازم ,ابن السيد احمد ابن السيد علي ,ابن السيد أبي المكارم الحسن المعننروف
برفاعة المكي ,ابن السيد المهدي ,ابننن السننيد محمنند أبنني القاسننم ,ابننن السننيد
الحسن ,ابن السيد الحسين ,ابن السيد احمد ,ابن السيد موسي الثاني ,ابننن المننام
ابراهيم المرتضي ,ابن المام موسي الكاظم .ابن المام جعفننر الصننادق ,ابننن المننام
محمد الباقر ,ابن المام علي زين العابدين ,ابننن امننام المسننلمين ,وزبنندة آل النننبي
الميننن ,الننذي امتحننن بننأنواع البلء ,أميننر المننؤمنين أبنني عبنندال المننام الحسننين –
الشهيد بكربلء ,ابن سيد المة وسند الئمنة ,زوج البتنول وصنهر الرسنول ,النذي
قدره كاسمه حسن وعلي ,أمير المؤمنين أبي الحسنننين المننام علنني رضنني الن عنننه
وعنهم أجمعين وذلك سنة ست وخمسين وخمسمائة ,السنة التي عاد بها من سننفر
حجه المبارك قدس ال أسراره ,وضاعف إرشاده وأنواره ,في رباطه الشننريف بننأم
عبيدة علي كرسي وعظه في مجالس معدودة ,جمعناها في هذا الجننزء وسننميناه "
البرهان المؤيد لصاحب مداليد " مولنا الغننوث الشننريف الرفنناعي أحمنند وهننا هنني
كما تلقيناها منه رضي ال عنه قال نفعنا ال به
فأولدها
بسم ال الرحمن الرحيم
الحمدل حمدا يرضاه لذاته ,والصلة والسلم علي سيد مخلوقناته ,ورضني الن
عن الصحابة والل ,وأتباعهم من أهل الشرع والحال ,والسلم علينننا وعلنني عبنناد ال ن
الصالحين
)أي سادة ( الزهد أول قدم القاصدين الي ال عز وجل ,وأساسه التقوي ,وهنني
خوف ال رأس الحكمة ,وجماع كل ذلك حسن متابعة إمام الروح والشباح ,السننيد
المكرم ,رسول ال صلي ال عليه وسننلم وأول طريننق المتابعننة حسننن القنندوة عمل
بحديث " إنما العمال بالنيات " )عن امير المؤمنين عمر بن الخطنناب رضنني ال ن عنننه
عن النبي صلي ال عليه وسلم متفق علي صحته رواه البخاري ومسلم " رياض الصالحين
" ( أل ترون أن رسول ال صلي ال عليه وسلم كيف قال لرجل ,قال له يارسنول الن :
رجل يريد الجهاد وهو يبتغي عرضا من الدنيا ,فقال له رسول ال ن صننلي ال ن عليننه
وسلم " ل أجر له " ) اخرجه احمد والحاكم وحسنه ( فننأعظم ذلننك الننناس ,فقننالوا
للرجل :عد لرسول ال صلي ال عليه وسلم فلعلك لم تفهمه ,فقال الرجل يارسول
ال رجل يريد الجهاد في سبيل ال ,وهو يبتغي من عرض الدنيا فقال " :ل أجر
له " رواه الثقات وصححوه فمننن هننذا ومثلننه علمنننا أن نتننائج العمننل تحسننن وتقبننح
بالنيننة فعنناملو ال ن بحسننن النيننات ,واتقننوه فنني الحركننات والسننكنات ,وصننونوا
عقائدكم من التمسنك بظناهر ماتشنابه منن الكتناب والسننة ,لن ذلنك منن أصنول
الكفر قال تعالي ) فأما الذين فني قلنوبهم زينغ فيتبعنون منا تشنابه مننه ابتغناء
الفتنة وابتغاء تأويله ( )آل عمران ( 7والواجب عليكننم وعلنني مكلننف فنني المتشننابه
اليمان بأنه من عند ال ,أنزله علي عبده سيدنا رسول ال صننلي ال ن عليننه وسننلم
وما كلفنا سبحانه وتعالي تفصيل علم تأويله قال جلت عظتة ) ومننا يعلننم تأويلننة إل
ال والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عننند ربنننا ( ) آل عمننران (7فسننبيل
المتقين من السلف تنزيه ال تعالي عما دل عليه ظاهره,وتفويض معناه المراد منننه
إلي الحق تعالي وتقدس وبهذا سننلمة النندين سننئل بعننض العننارفين عننن الخننالق
تقدست اسماؤه فقال للسائل :إن سألت عن ذاته ,فليس كمثله شيء وإن سألت
عن صفاته ,فهو أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وإن سألت عننن
هاَدِة ُهَو ال ّ َرْحَماُن ال ّ َرِحي نُم الحشننر ِ ِ
ل اّلَذي َل ِإلََه ِإ ّ َل ُهَو َعالُم اْلَغْيِب َوال ّ َش َ
اسمه فن ُهَو ا ّ َ ُ
ك ّ َل يَْوٍم ُهَو ِفنني َشنْأٍن ( الرحمننن ( 29وقنند جمننع
وإن سألت عن فعله فن ) ُ ( 21
إمامنا الشافعي رضي ال عنه جميع ماقيل في التوحيد بقوله :من انتهض لمعرفننة
مدبره فانتهي إلي موجود ينتهي إليه فكره فهنو مشننبه وإن إطمنأن إلني العنندم
الصرف ,فهو معطنل وإن اطمنأن لموجنود ,واعنترف بنالعجز عنن إدراكننة فهنو
موحد
"أي سادة " :-نزهوا ال عن سمات المحدثين ,وصننفات المخلننوقين وطهننروا
عقائدكم من تفسير معني الستواء في حقه تعننالي بالسننتقرار ,كاسننتواء الجسننام
علني الجسنام المسنتلزم للحلنول ,تعنالي الن عنن ذلنك وايناكم والقنول بالفوقينة
والسلفية ,والمكان واليد والعين بالجارحة ,والنزول بالتيان والنتقننال فننإن كننل مننا
جاء في الكتاب والسنة مما يدل ظاهره علي ما ذكر ,فقد جاء في الكتاب والسنننة
مثله مما يؤيد المقصود فما بقي إل ما قاله صننلحاء السننلف :وهننو اليمننان بظنناهر
كل ذلك ورد علم المراد إلنني الن ورسننوله ,مننع تنزيننه البنناري تعننالي عننن الكيننف
وسمات الحدوث وعلي ذلك درج الئمة وكل ما وصف ال ن بننه نفسننه فنني كتننابه
فتفسيره قراءته والسكوت عنه ليس لحد أن يفسره إل ال تعالي ورسوله ولكم
حمل المتشابه علي ما يوافق أصل المحكم لنه اصننل الكتنناب والمتشننابه ل يعننارض
المحكم سأل رجل المام مالكا بن أنس رضي ال عنه عن قوله تعالي )ال ّ َرْحَماُن َعَلننى
اْلَعْرِش اْسَتَوى ) طننه ( ( 5فقننال :السننتواء غيننر مجهننول والكيننف غيننر معقننول
واليمان به واجب والسؤال عنه بدعة ومننا أراك إل مبتنندعا وأمننر بننه أن يخننرج
وقال إمامنا الشافعي رضي ال عنه لما سئل عن ذلك آمنت بل تشبيه ,وصنندقت بل
تمثيل ,واتهمت نفسي في الدراك ,وأمسكت عننن الخننوض فيننه كننل المسنناك
وقال المام أبو حنيفة رضي ال عنه :من قال ل أعننرف الن أ فنني السننماء هننو أم فنني
الرض ؟ فقد كفر لن هذا القول يوهم أن للحق مكانا ,ومن توهم أن للحق مكانا
فهو مشبه وسئل المام أحمد رضي ال عنه عن الستواء فقال :استوي كما أخبر ,
ل كما يخطر للبشر وقال المام ابن المام جعفر الصادق عليه السلم :مننن زعننم أن
ال في شيء ,أو من شيء ,فقد أشرك إذ لو كان علي شننيء لكننان محمننول ولننو
كان في شيء لكان محصورا ولو كان من شيء لكان محدثا
" أي سادة " أطلبو ال بقلوبكم ,هو أقرب إليكم من حبل الوريد أحاط بكل
شيء علما
الدين النصيحة إذا قلتم :لإله إلال ,فقولوها بالخلص الخالص من الغيرية ,
ومن خطورات التشبيه والكيفية والتحتية والفوقيننة والبعديننة والقربيننة وخننذوا
نتائج العمال بخالص النية فقد قال سيد البرية عليه أفضل الصلة والسلم والتحيننة
) إنما العمال بالنيات وإنما لكل امريء مانوي فمن كانت هجرتننه إلنني الن ورسننوله
فهجرته إلي ال ورسوله ومن كانت هجرتننه إلنني دنيننا يصننيبها أو امننرأة ينكحهننا
فهجرته إلي ماهاجر إليه ( )عن أمير المؤمنين عمر بنن الخطناب رضني الن عننه عنن
النبي صلي ال عليه وسلم متفق علي صحته رواه البخاري ومسلم ( أحكمو أعمننالكم
علي الركان الخمسة التي بني عليها السلم قال رسننول الن صننلي الن عليننه وسننلم
) بني السلم علنني خمننس شنهادة أن ل إلننه إل الن وأن محمنندا رسننول الن وإقننام
الصلة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان ( عن آبى عبنندالرحمن عبنندال بننن
عمر رضي الن عنهمنا عنن رسنول الن صنلي الن علينه وسنلم رواه البخناري ومسنلم
) الربعين حديث النووية ( إياكم ومحدثات المور قال عليه الصلة والسننلم ) :مننن
أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهور رد ( عن أم المننؤمنين السننيدة عائشننة رضنني
ال عنهما عن النبي صلي ال عليننه وسننلم رواه البخنناري ومسننلم ) الربعيننن حننديث
النووية ( عاملوا ال بالتقوي وعاملو الخلق بالصدق وحسن الخلق عنناملو أنفسننكم
ضننوا اْل َْيَمنناَن د ا َّ ِ
ل ن ِإ َ
ذا َعاَه نْدتُْم َوَل َتنُق ُ بالمخالفة ,وقفوا عند الحدود )وأَوُفوا ِبعْه ِ
َ َ ْ
بْعد تَو ِ
كي ِ
دَها ) النحل ( 91 َ َ ْ
إياكم والكذب علي ال والخلق فإن الندعوي كنذب علني الن وخلقنه كنل
العبودية معرفة مقام العبدية الذين عمل بالوامر ,واجتناب عن النواهي ,وخضوع
وانكسار في المرين العمل بالوامر يقرب إلي ال والجتناب عن النواهي خوف مننن
ال طلب القرب بل أعمال ,محال وأي محال الخوف مع الجرأة فضيحة أطلبوا ال ن
بمتابعة رسوله صلي ال عليه وسلم وإياكم وسلوك طرينق الن بنالنفس والهنوي
فمن سلك الطريق بنفسه ضل في أول قدم
"أي سادة " عظموا شأن نبيكم هو البرزخ الوسط الفارق بينن الخلنق والحنق
عبدال حبيب ال ,رسول ال ,أكمل خلق الن ,أفضنل رسنل الن ,النداعي الني الن
المخبر عن ال ,الخذ من ال ,باب الكل إلي الحظيرة الرحمانيننة وسننيلة الكننل إلنني
الحظيرة الصمدانية ومن اتصل به اتصل ومن انفصل عنه انفصل قال صننلوات النن
وتسليماته )ليؤمن أحكننم حننتي يكنون هننواه تبعننا لمننا جئت بنه ( عننن أبنني محمنند :
عبدال بن عمرو بن العاص عن النبي صلي ال عليه وسلم حديث صحيح ) الربعيننن
حديث النووية(
"أي سادة " إعلموا أن نبوة نبينا صلي ال عليه وسلم باقية بعد وفاته كبقائها
حال حياته ,إلي أن يرث ال الرض ومننن عليهننا وجمننع الخلننق مخنناطبون بشننريعته
الناسخة لجميع الشرائع ومعجزاته باقية وهي القرآن قال تعالي )ُقْل لَِئْن اْجَتَمَعْت
ضهْم لِبْعنن ٍ
ضنن ُ ذا اْلُقْرآِن َل يَْأُتوَن ِبِمْثِلِه َولَْو َ
كاَن ب َْع ُ ن َعَلى أَْن يَْأُتوا ِبِمْثِل َه َ
ا ْ ِلنُس َواْلِج ّ ُ
َ
َظِهيًرا ) السراء ( 88
" أي سادة " مننن رد أخبنناره الصننادقة كمننن رد كلم الن تعننالي آمنننا بننال,
وبكتاب ال ,وبكل ماجاء به نبينا محمد رسول ال صلي ال عليه وسلم قال تعننالي
ِ
هَدى َويَّتَِبْع َغْيَر َسنِبيِل اْلُمنْؤِمِنيَن نُنَوّلِه َمننا
د َما تَبَّيََن لَُه اْل ُ)ومن يَشاِقْق الرسوَل ِمن بْع ِ
ْ َ َّ ُ ََ ْ ُ
صيًرا ( )النساء ( 115أفضل الصننحابة سننيدنا أبننو بكننر تَو ّ َلى ونُصِلِه جهّنَم وساَءْت م ِ
َ َ َ َ َ َ َ ْ َ
رضي ال عنه ,ثم سيدنا عمر الفاروق رضي ال عنه ,ثم عثمان ذو النورين رضي ال
عنه ,ثم علي المرتضي كرم ال وجهه ورضي عنه والصحابة رضي ال عنهم كلهنم
علي هدي روي عنه عليه الصلة والسلم أنه قال ) أصحابي كالنجوم بننأيهم اقتننديتم
اهتديتم ( رواه ابن عبدالبر والبيهقي وهو ضعيف من جهة السننند ,وقننال الجننوهري
إن هذا الحديث حسن خلفا لمن نازع فيه يجب المساك عما شجر بينهم وذكر
محاسنهم ,ومحبتهم ,والثناء عليهم ,رضي ال عنهم أجمعين فأخبوهم وتبركوا
بذكرهم ,واعملوا علي التخلق بأخلقهم قال النبي عليه السلم لصحابه ) :أوصيكم
بتقوي ال والسمع والطاعة ,وإن تأمر عليكم عبد فننإنه مننن يعننض منكننم فسننيري
اختلفا كثيرا ,فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشنندين المهننديين عضنوا عليهننا
بالنواجذ ,وإياكم ومحدثات المورفإن كل بدعة ضللة ( عن أبي نجيع العرباض بن
سارية رضي ال عنه عن النبي صلي ال عليه وسلم رواه أبو داود ,والترمذي ,وقننال
:حديث حسن صحيح ) الربعيننن حننديث النوويننة ( ونننوروا كننل قلننب مننن قلننوبكم
بمحبة آله الكرام عليهم السننلم فهننم أنننوار الوجننود اللمعننة وشننموس السننعود
كْم َعَلْي نِه أَْج نًرا ِإ ّ َل اْلَم نَو ّ َدَة ِفنني اْلُقْرب َننى( ) الشننوري
الطالعة قال تعالي ُ ):قْل َل أَْسأَلُ ُ
(22وقال صلي ال عليه وسلم )ال ال في أهل بيننتي ( ) رواه النندولبي فنني الذريننة
الطاهرة ,وهو صحيح ( من أراد ال به خيرا ألزمنه وصنيه ننبيه فني آلنه فنأحبهم
واعتني بشأنهم وعظمهم وحماهم وصان حماهم وكان لهم مراعيا ,ولحقوق رسوله
فيهم راعيا المرء مع من أحب ومن أحب ال أحب رسول ال ومن أحب رسول ال
أحب آل رسول ال صلي ال عليه وسلم ومن أحبهم كان معهننم وهننم مننع أبيهننم
عليه الصلة والسلم قدموهم عليكم ول تقدموهم وأعينننوهم وأكرمننوهم يعننود
خير ذلك عليكم
ل َل َخوٌف عَليِهم وَل ُهم يحَزُنوَن)(62اّلَن ِ
ذيَن إلصقو بأولياء ال )أََل ِإ ّ َن أَولِياَء ا ّ َ ِ
ْ َ ْ َ ْ ْ َ ْ ْ َ
كاُنوا يَّتَُقوَن ( ) يونس 62و ( 63الولي من واد ال ,وآمننن بننه واتقنناه فل آَمُنوا َو َ
تحادو من واد ال جاء في بعض الكتننب اللهيننة ) مننن آذى لني وليننا فقند آذنتنه
بالحرب ( ) رواه المام أحمد في مسنده وهو صحيح وروي عننن أبني هرينرة عنن النننبي
الحننديث رواه صلي ال عليه وسلم بلفظ ) إن ال تعالي قننال :مننن عننادى لنني وليننا
البخاري ) الربعين حديث النبوي( ال يغار لوليائه وينتقنم لهنم منن ينؤذيهم
ويكرمهم بصون محبيهم وعون من يلوذ فيهننم هننم أخننص المخنناطبين بآيننة ) 5
صفحة ) 28السجدة فصلت ( 31عليكننم بمحبتهننم والتقننرب إليهننم تحصننل
ل ن ُه نْم اْلُمْفِلُحننوَن
ل أََل ِإ ّ َن ِحْزب ا ّ َ ِ
َ لكم بهم البركة كونوا معهم ) ,أُْولَِئ َ
ك ِحْزب ا ّ َ ِ
ُ
) المجادلة ( 22
" أي سادة " حدوا المراتب وإياكم والغلو أنزلو الناس منازلهم أشرف الننوع
النساني النبياء عليهم الصلة والسلم وأشرف النبياء نبينا محمنند صننلي الن عليننه
وسلم وأشراف الخلق بعده آله وأصحابه وأشراف الخلق بعدهم التابعون أصحاب
خير القرون هذا علي وجه الجمال وأما علي وجه الفراد ,فالنص النننص ,وإينناكم
والخذ بالرأي فما هلك من هلك إل بالرأي هننذا النندين ليحكننم فيننه بننالرأي أبنندا
حكموا آراءكم في المباحات)َفِإْن تََناَزْعُتم ِفي َشيٍء َفر ُدوُه ِإَلى ا ّ َ ِ
ل َوال ّ َرُسننوِل ) النسنناء ُ ّ ْ ْ
( 59إياكم وتفضنيل بعضنهم علني بعنض رفننع الن تعننالي بعضنهم علني بعننض
درجات لكن ليعرفها غيره ومن ارتضي من رسول أينندوا هننذه العصننابة بننترك
الدعوي شيدوا أركان هذه الطريقة المحمدية بإحياء السنة وإمانتة البدعة
" أي سادة الفقير علني الطريننق منادام علننس السننة فمننتي حادعنهننا زل عنن
الطريق قيل لهذه الطائفة :الصوفية ,واختلفت الناس في سبب التسمية وسببها
غريب ل يعرفه الكثير من الفقراء ,وهو إن جماعة من مصر يقال لهم بنو الصوفة
وهو الغوص بن مر بن أدبن طابخة الربيط كانت أمه ل يعيش لهننا ولنند فنننذرت
إن عاش لها ولد لتربطن برأسه صوفة ,وتجعله ربيط الكعبة وقد كانو يجيننزون
الحاج ,إلي أن من ال بظهور السلم فأسلموا وكننانوا عبننادا ونقننل عننن بعضننهم
حديث رسول ال صلي ال عليه وسلم فمننن صننحبهم سننمي بالصننوفي وكننذلك مننن
صحب من صحبهم أو تعبد ولبس الصوف مثلهم ينسبونه إليهم فيقننال :صننوفي
ونوع الفقراء السباب فمنهم من قال التصوف الصفاء زمنهم من قال :المصافاة
وغير ذلك وكله صننحيح مننن حيننث معننناه لن أهننل هننذه الخرقننه الننتزموا الصننفاء
والمصافاة ,وعملوا بالداب الظاهرة وقالوا :إنها تدل علي الداب الباطنننة وقننالوا :
احسن أدب الظاهر عنوان أدب الباطن وقالوا :من لم يعرف أدب الظاهر ل يننؤتمن
علي أدب الباطن كل الداب منحصرة في متابعة النبي صلي ال عليننه وسننلم قننول
وفعل ,وحال وخلقا فالصوفي آدابه تدل علي مقامه زنوا أقننواله وأفعنناله وأحننواله
وأخلقه بميزان الشرع ,يعلم لديكم ثقل ميزانه وخفته خلننق النننبي القننرآن قننال
تعالي )ما َفرْطَنا ِفي اْل ِ
كَتاِب ِمْن َشْيٍء ) النعننام ( 38ومننن الننتزم الداب الظنناهرة َ َّ
دخل في جنسية القوم وحسب في عدادهم) وفنني نسننخة فنني أعنندادهم ( ومننن لننم
يلتزم الداب الظاهرة فهو فيهم غير ,ل يلتبس حاله عليهم ,لن اسننتعمال الداب
دليل الجنسية ,بل تكون علة الضم ,قال رويم :التصننوف كلننه أدب ,وهننذا الدب
الذي أشارت اليه الطائفة أدب الشرع ,كن متشرعا ودع حاسدك يكذب عليننك ,
وينسب ما يحب إليك
إذا كنت عند ال غير مريب ولست أبالي من زماني بريبة
فما ضرني واش أتي بغريب إذا كان سري عند ربي منزها
"أيها السالك " إياك ورؤية النفس ,إياك والغرور ,إياك والكبر ,فننإن كننل
ذلك مهلك مادخل ساحة القرب من استصغر الناس واستعظم نفسه من أنا ومننن
أنت ؟ " أي أخي " كل واحد منا مسيكين ,أولننه مضننغة وآخننره جيفننة شننرف هننذا
العرض جوهر العقل العقل ما عقل النفس وأوقفها عننند حندها ,فنإذا لنم يكنن
عقل المرء عاقل لنفسه ,موقفا لها عند حنندها فنني أخننذها وردهننا فليننس بعقننل
وإذا لم يكن عقل المرء عاقل لنفسه ,موقفننا لهننا عننند حندها فني أخننذها وردهنا
فليس بعقل وإذا حرم المرء الجوهر ذهب شرفه وبقي عرضا ثقيل كثيفا ل يليق
لمرتبة عزيزة ,ول لمنصب نفيس ,وإذا تم عقله وكمننل صنار الحكننم فينه للجننوهر
المحض ,فصلح أنيكون علي تيجان الملوك والكاسرة وأول مراتب العقننل النخلع
عن النانية الكاذبة والدعوي الباطلة ,وصولة الفتق والرتق ,والوهب والسننلب ,وإذا
حكمه المقام وصار صفه عليه أيضا ,فاللزم عليه أن يعرف مبتدأه الطيني ومنتهاه
الترابي وأن يقف بين هنذه البنداءة والنهايننة بمنا يناسنبهما مننن قنول وفعنل ,لن
واعظ ال في قلب كنل رجنل مسنلم منن لنم يكنن لنه منن نفسنه واعنظ لنم تنفعنه
المواعظ كيف ينتفع بالموعظة مننن كننان قلبننه غننافل ؟ قننال سننهل :الغفلننة سننواد
القلب ,وقال السيد المين صلي ال عليه وسلم من حديث ) أل وإن في الجسد مضغة
إذا صلحت صح الجسد كله ,وإذا فسدت فسد الجسد كله أل وهي القلننب ( ) عننن
أبي عبدال :النعمان بن بشير رضي ال عنهما عن النننبي صنلي الن عليننه وسننلم مننن
حديث أوله ) إن الحلل بين ,والحرام بين ( الحديث رواه البخاري ومسننلم ) الربعيننن
حديث النووية (
" أي أخي " – تنتفع من موعظتي وأنتفع من موعظتك إذا أخلننص كننل منننا )أي
أخي ( ,أنت أحسن مني ,زحمتك ذلة التلقي ,وأنا أخذتني سكرة التعليم )أي أخي
( ,إن أنا غلبت نفسنني المسننكينة ,وقلننت لهننا :علمننك الن وأوجننب عليننك تعليننم
الخوان ,وكاتم العلم يلجم بلجام من نار فتعبك لك قفي عند حدك ,ربما كننان
فيهم من هو عند الن أجننل منننك ,أخفنناه عنننك ليختننبرك وبعنند ذلننك سننكنت
ثائرتها الكاذبننة ,وعرفننت قنندرها ,ووقفننت عننند طورهننا ,فلهننا الحننظ الوفننر ,
وكذلك أنت
" أي سننادة " إن غلبننت نفسننك وألزمتهننا التعليننم ,وذبحننت الهننوي بسننكين
الفتداء ,وأخذت الحكمة غاضا طرفك عن شنرفك وعلمنك وحسنبك وأبيننك ومالنك
وحالك فقد فزت فوزا عظيما ,ومن لم يحاسب نفسه عننن كننل نفننس ويتهمهننا لننم
يثبت عندنا في ديوان الرجال
" أي سادة " أنا لست بشيخ ,لست بمقدم علي هذا الجمع ,لست بواعظ لست
بمعلم حشرت مع فرعون وهامان إن خطر لي أني شيخ علي أحد من خلق النن إل أن
يتغمدني ال برحمته ,فأكون كآحاد المسلمين ,مت مسلما ول تبال ,السلم حبننل
الوصله الي ال ,لو عبنندال غيننر المسننلم بعبننادة الثقليننن بعينند عننن الن مغضننوب
ديعليه ولو أتي العبد المسلم بذنوب الثقلين له من ال حظ العبودية )ُق نْل ياِعبننا ِ
َ َ
ل يَْغِفُر ال ّ
ذُُنوَب َجِميًعا ِإ ّ َنننُه ِ ِ ِ ِ ِ
اّلَذيَن أَْسَرُفوا َعَلى أَْنُفسِهْم َل تَْقنَُطوا مْن َرْحَمة اَّل ِإ ّ َن ا ّ َ َ
ُهَو اْلَغُفوُر ال ّ َرِحيُم ( ) الزمر ( 53أحكمو رابطة الوصننلة مننع الن بشننرائط السننلم "
المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه " عننن ابنني هريننرة رضنني الن عنننه حننديث
صحيح رواه البخاري وغيره
أين أهل الصندق النذين ينأمرون النناس بنالبر وينأتمرون بنه ؟ أينن اهنل اليمنان
الكامل الذين يطلبون الحكمة ول يقف نظرهم عننند موضننعها ؟ مننن كمننال اليمننان
والصدق وعظك نفسك ,ونفعك غيرك ,وأخننذك الحكمننة أننني وجنندتها كننل
الفقراء ورجال هذه الطائفة خير مني أنا حمينند اللش أنننا لش اللش ,لكننن الحننق
يقال الصوفي من صفي سره من كدورات الكوان وما رأي لنفسننه علنني غيننره مزيننة
هكذا كتب ال وحكم وهذا وال خلق عبيده الذين طهرهم من رؤيننة غيننره ,أي
أخي أنت غيننر ,ونفسننك غيننر وغيننرك غيننر كننل مننا أدركننه بصننرك واختلننج
بشكله وكيفيته سرك فهو غير ربنا ل تكيفه الفكار ,ول تدركه البصار
" أي أخي " أخاف عليك من الفرح بالكرامة وإظهارهننا الولينناء يسننتترون مننن
الكرامة كاستتار المرأة من دم الحيض
"أي أخي " الكرامة عزيزة بالنسبة إلي المكرم ليسننت بشننيء بالنسننبة لنننا لن
هذا الكرام لما ورد من باب الكريم عظم وعز وتلقته القلوب بالءجلل ولما تحننول
لفظ النسبة إلي العبد هان المر ,واستتر الكامل من هذه النسبة الننتي تحننول أمرهننا
من باب قديم إلي باب حادث خيفة إستحسان النسبة الثانية ,فإن قبولها سم قاتل
كلنا عار إل من كساه كلنا جائع إل من أطعمه كلنننا ضننال إل مننن هننداه ليننس
للعاقل إل قرع باب الكريم فنني الشنندة والرخنناء المخلننوق ضننعف ,عجننز ,فقننر ,
حاجة ,عدم محض
أكرم ال أحبابه المتقين ,وأظهر علي أيننديهم الخننوارق ,وأينندهم بننروح مننن
عنده ,ورفع منارهم فاشتغلوا به تعالي عن كل ذلك خافوا الن فأسننكنهم جنننة
ِ
قربه وأكرمهم إذا نزلوا به بالنظر إلي وجهه الكريم )َوأَ ّ َمننا َمنْن َخنناَف َمَقنناَم َربّنِه
هَوى)َ(40فِإ ّ َن اْلَجّنََة ِهَي اْلَمْأَوى ( ) النازعننات ( 41 – 40شننر هى الّنَْفَس َعْن اْل َ
َونَ َ
الهوي رؤيننة الغيننار ,والشننتغال عننن الخننالق بنالمخلوق مننا الننذي يننراه العاقننل مننن
الشتغال بغيره ؟ القول بتأثيرغيره في كل أثره ما ,قليننل أو كننثير كلني أو جننزئي
قال رسول ال لعبدال بن عباس رضي ال عنهما " ياغلم إني أعلمننك شرك
كلمات إحفظ ال يحفظك إحفظ ال تجده تجاهك إذا سالت فاسنأل الن وإذا
استعنت فاسننتعن بننال واعلننم أن المننة لننو اجتمعننت علنني أن ينفعننوك بشننيء لننم
ينفعوك إل بشيء قد كتبه ال لك وإن اجتمعو علي أن يضروك بشيء لم يضننروك
بشيء قد كتبنه الن عليننك رفعنت القلم وجفننت الصنحف " رواه الترمننذي وقنال :
حديث حسن صحيح ) الربعين حديث للنووي (
" أي سادة " تفرقت الطوائف شيعا وحميد بقي مننع أهننل الننذل والنكسننار ,
ك ِ
ذًبا والمسكنة والضطرار إياكم والكذب علي ال )ومن أَْظَلم ِممن اْفَترى َعَلى ا ّ َ ِ
ل َ َ ُ َّ ْ ََ ْ ِ
كاِفِريَن ) العنكبوت ( 68ينقلون َ ل
ْ ِ
ل وى ْ
ث م مَ ن
َ َ َّ َ ًهج ِ
في سذََب ِباْلَح ّ ّ َ َ ُ ْ َ
يَ لَ أ ه َ ءجا ماَ ل ق ك ّ
أَْو َ
عن الحلج أنه قال :أنا الحق أخطأ بوهمه لوكان علي الحننق مننا قننال :أنننا الحننق
يذكرون له شعرا يوهم الوحدة ,كل ذلك ومثله باطل ما أراه رجل واصل أبدا ما
أراه شرب ما أراه حضر ,ماأراه سمع إل رنننة أو طنينننا فأخننذه الننوهم مننن حننال إلنني
حال من ازداد قربا ولم يزدد خوفا فهو ممكور إياكم والقول بهذه القاويننل ,
السلف علي الحدود بل تجنناوز بننال عليكننم هننل يتجنناوز إن هي إل أباطيل
الحد إل الجاهل ,هل ينندرس عنننوة فنني الجننب إل العمنني ؟ مننا هننذا التطنناول وذلننك
المتطاول ساقط بالجوع ,ساقط بالعطش ,ساقط بننالنوم ,سنناقط بننالوجع ,سنناقط
بالفاقة ,ساقط بالهرم ,ساقط بالعناء أين هننذا التطنناول مننن صنندمة صننوت )لَِمنْن
ك اْلَيْوَم ) غافر ) المنؤمن ( 17العبند منتي تجناوز حنده منع إخنوانه يعند فني
اْلُمْل ُ
الحشرة ناقصا التجاوز علم نقص ينشر علي رأس صاحبه ,يشننهد عليننه بالنندعوي
يشهد عليه بالغفلة ,يشهد عليه بالزهو يشهد عليننه بالحجنناب يتحنندث القننوم
بالنعم لكن مع ملحظة الحدود الشننرعية الحقننوق اللهيننة تطلبهننم فنني كننل قننول
وفعل الولية ليست بفرعونية ول بنمرودية قال فرعون :أنا ربكم العلني وقنال
قائد الولياء وسيد النبياء صلي الن عليننه وسننلم " لسننت بمليننك " ) اول الحننديث "
هون عليك فأني لست بملك انما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد " رواه
ابن ماجة والحناكم عنن ابني مسنعود البندري والحناكم عنن جرينر ) الفتنح الكنبير (
حديث صحيح نزع ثوب التعالي والمرة والفوقية كيف يتجرأ علي ذلك العارفون
ها اْلُمْجِرُموَن ) يس ( 59وصف الفتقار إلنني ال ن وصننف وال يقول )َواْمَتاُزوا اْلَيْوَم أَّيُ َ
ل ن ُه نَو اْلَغِن ن ّ ُي اْلَحِمي نُد المؤمنين قال تعالي ) :ياأَيُها ال ّ َناُس أَْنُتم اْلُفَقراُء ِإَلى ا ّ َ ِ
ل ن َوا ّ َ ُ َ ْ َ ّ َ
) فاطر ( 15هذا الذي أقوله علم القوم تعلمو هذا العلم فإن جذبات الرحمن في
هذا الزمان قلت إصرفوا الشكوي إلي ال في كل أمر العاقل ل يشكو ل إلي ملك
ول إلي سلطان العاقل كل أعماله ل
" أي سادة " ماقلت لكم إل مافعلته وتخلقت به ,فل حجة لكم علنني إذا رأيتننم
واعظا أو قاصا أو مدرسا فخذوا منه كلم ال تعالي ,وكلم رسننوله صنلي الن علينه
وسلم ,وكلم أثمة الدين الذين يحكمون عدل ,ويقولون حقا ,واطرحننوا مننازاد وإن
أتي بمالم يأت به رسول ال صلي ال عليه وسلم فاضربوا بنه وجهننه الحننذر الحننذر
من مخالفة أمر النبي العظيم صلوات ال وسلمه عليه قال تعنالي )َفْليحنذَر ا ّ َلن ِ
ذيَن َ ْ ْ
ذاٌب أَِليٌم ) النور ( 63كان العننراق هم ِفْتنٌَة أَو ي ِ ِ ِ ِ
هْم َع َ
صيبَ ُ ْ ُ يَُخالُفوَن َعْن أَْمِره أَْن تُصيبَ ُ ْ
أخنناذة ) فاتنننة ( المشننايخ ,وغيبننة العننارفين ) منندفن ( مننات القننوم النن النن
بمتابعتهم اخلفوهم بحسن التخلق اعقبوهم بصحة الصدق ل تلبسوا ثننوب قننوله
هوا ِ تعالي " َفَخَلَف ِمن بْع ِ
دِهْم َخْلٌف أَ َ
ت َفَسْوَف يَْلَقْوَن َغ ّ ًيا " ضاُعوا ال ّ َصَلَة َواّتَبَُعوا ال ّ َش َ َ ْ َ
) مريم ( 59
"أي إخواني " ل تخجلوني غدا بين يدي العزيز سنبحانه وقند سنبقكم أصنحاب
العمال المرضيات كل نفس مننن أنفنناس الفقيننر أعننز مننن الكننبريت الحمننر إينناكم
وضياع الوقات ,فإن الوقت سيف إن لم يقطعه الفقير قطعننه قننال تعننالي َ) :وَمنْن
ِ
هَو لَُه َقِريٌن ) الزخرف ( عليكنم بنالدب يْعُش َعْن ِ
ذْكِر ال ّ َرْحَماِن نَُقّي ْ
ض لَُه َشْيَطاًنا َف ُ َ
فإن الدب باب الرب حكي عن سعيد بن المسنيب أننه قنال :منن لنم يعنرف منال
عليه في نفسه ,ولنم يتنأدب بنأمره ونهينه كنان منن الدب فني عزلنة قنال الن
ل ِمْن ِعبا ِ
دِه اْلُعَلَماُء ) فاطر( سئل الحسن البصري رضي الن عنننه تعالي ِ :إّن ََما يَْخَشى ا ّ َ َ
َ
عن أنفع الدب فقال :التفقه في الدين ,والزهد في النندنيا والمعرفننة بحقننوق الن
تعالي علي عبده وقال سهل بن عبنندال رضنني الن عنننه :مننن قهننر نفسننه بننالدب
عبدال بالخلص ومن الدب أيضا الدب مننع المشننايخ فننإن مننن لننم يحفننظ قلننوب
المشايخ سلط ال عليه الكلب التي تؤذية أدب صحبة من فوقك الخدمة ومن هنو
مثلك إل يتار والفتوة ومن دونك الشفقة والتربية والمناصحة صننحبة العننارف مننع
ال ن بالموافقننة ومننع الخلننق بالمناصننحة ومننع النفننس بالمخالفننة ومننع الشننيطان
بالعداوة إنكار العبد نعمة ال من موجبات السلب أنا من الذين ل خننوف عليهننم
ول هم يحزنون إن ال إذا وهب عبده ما استردها شكر النعمة معرفننة قنندرها
من أراد أن تدوم نعمته فليعرف قدرها ومن أراد أن يعرف قدرها فليشننكرها
الشكر ما قاله الجنيد رضي ال عنه وهو :أن ل يستعين العبد بنعمتننه تعننالي علنني
معصيته
" الشكر " وقوف القلب علنني جننادة الدب مننع المنعننم " الشننكر " أن يتقنني
العبد ربه حق تقاته وذلننك أن يطناع فل يعصنني ويننذكر فل ينسنني ويشننكر فل
يكفر الشننكر اجتننناب مننا يغضننب المنعننم تعننالي الشننكر رؤيننة المنعننم ل رؤيننة
النعمة قالت عائشة رضي ال عنها ) أتاني رسول ال صلي ال عليه وسلم في ليلة ,
فدخل معي في لحافي حتي مس جلدي جلده ثم قال لي :ينا بننت ابني بكنر ذرينني
أتعبد لربي قلت :إني أحب قربك ,وأذننت لنه ,فقنام إلني قربنة منن مناء فتوضنأ
وأكثرصب الماء ثم قام يصلي ,فبكي حتي سالت دمننوعه علنني صنندره ,ثننم ركننع
فبكي ,ثم سجد فبكي ,ثم رفع رأسه فبكي فلم يزل كذلك حتي جاء بلل فآذنه
بالصلة فقلت :يارسول ال ,مايبكيك وقد غفر ال لك ما تقدم مننن ذنبننك ومننا
تأخر ؟ أفل أكون عبدا شكورا )حديث صحيح رواه محمد بن نصر فنني قيننام الليننل (
قال داود عليه السننلم :أي رب كيننف أشننكرك وشننكري لننك نعمننة مننن عننندك ؟
فأوحي ال اليه ) :الن شكرتني ( الشكر طلب المنعم ورفض النندنيا ومننا فيهننا
طلب المنعم يصح بالزهد والزهد من ترك الدنيا ول يبالي من أخذها قننال أميننر
المؤمنين علي رضوان ال عليه وسلمه
لست أعرف حالها دنيا تخادعني كأني
وأنا اجتنبت حللها ذم الل÷ حرامها
فكففتها وشمالها بسطت إلي يمينها
فوهبت جملتها لها ورأيتها محتاجة
قال العارفون :الزهد قصر المل ليس بكل الغليظ ول لبس العبنناء مننن زهنند
ك ال ن ّ َداُر اْلِخ نَرُةفي الدنيا وكل ال به ملكا يغرس الحكمة في قلبه قال تعالي )ِتْل َ
ض َوَل َفَساًدا َواْلَعاِقبَُة ِلْلُمّتَِقيَن ) القصص ( 83 ذيَن َل يُِريُدوَن ُعُل ًوا ِفي اْل َْر ِ
ّ
نَجعُلها لِّلَ ِ
ْ َ َ
والعاقبة للتقوي كل الخير جعله ال في بيت وجعل مفتاحه التقوي قال ال تعالي
ِ
هْم أَْجَرُهْم كٍر أَْو ُأنَثى َوُهَو ُمْؤِمٌن َفَلنُْحِيَيّنَُه َحَياًة َطّيبًَة َولَنَْجِزيَّنَ ُ )َمْن َعِمَل َصالًِحا ِمْن َ
ذ َ
كاُنوا يَْعَمُلوَن ) النحل ( 97 ِبأَْحَسِن َما َ
" أي سادة " أحذركم الدنيا وأحذركم رؤية الغيار المننر صننعب ,والناقنند
بصير إياكم وهنذه البطنالت إينناكم وهننذه الغفلت إينناكم والعنوالم إيناكم
والمحدثات أطلبوا الكل من ترك الكل نال الكل ومن أراد الكنل فناته الكننل
كل ما أنتم عليه من الطلننب ل يصننلحه إل تركننه والوقننوف وراءه وحنندوا المطلننوب
تندرج تحت توحيدكم كل المطالب من حصل له ال حصل له كل شيء ومن فاته
ال فاته كل شيء بال عليكم هذه المعرفة تمر؟ هيهات هيهات من خننرج عننن
نفسه وغيره ,وصفع أبهة طبعه ,تخلص من قيد الجهل ليس المننر كمننا تظنننون
اجبة صوف ,وتاج ,وثوب قصير ,جبة حزن وتاج صدق ,وثوب توكل وقد عرفتنم
:العارف ل يخلو ظاهره من بوارق الشريعة ,وبنناطنه مننن نينران المحبنة يقنف منع
المر ,ول ينحرف عن الطريق وقلبه يتقلب علي جمر الوجد وجد إيمننان ,ووقننوفه
إذعان ) الحسان أن تعبد ال كأنك تراه فإن لم تكن تننراه تننراه فننإنه يننراك ( عننن
عمر بن الخطاب رضي ال عنه أول الحديث بينما نحن جلوس عند رسننول الن صننلي
ال عليه وسلم واللفظ أعله في البخاري ومسلم متفق عليه
أمامه وقوف من يراه وهو ل تخفي عليه خافية ,علم ,وأمر ,وإرادة ,وبعدها
المكان ,وبعد المكان التكننوين ,وبعننده التكليننف ,وبعنندة الفصننل أو الوصننل
صدق العبودية أن يسلم لسيدة الفقيننر إذا انتصننر لنفسننه تعننب ,وإذا سننلم المننر
لموله نصره من غير عشيرة ول أهل أقامنا ال أثمة الدعوة إليننه بالنيابننة عننن نبيننة
صلي ال عليه وسلم من اقتدي بنا سلم ومن أناب إلي ال بنا غنم الحق يقال :نحن
أهل بيت ما أراد سلبنا سالب إل وسلب ول نبح علينا كلب إل وجننرب ولهننم علنني
لن يُنَداِفُع َعنْن
ضربنا ضارب إل وضرب ولتعالي علي حائطنا حائط إل وخننرب )ِإ ّ َن ا ّ َ َ
اّلَ ِ
ذيَن آَمُنوا ) الحج ) ( 38الّنَِب ّ ُي أَْوَلى ِباْلُمْؤِمِنيَن ِمْن أَْنُفِسِهْم ) الحزاب ( 6إنكننار
بوارق الرواح جهل بمدد الفتاح ل تعطيل لكلمة ال ) ال الذي نزل الكتاب وهننو
يتننولي الصننالحين ( يتننولي أمننورهم وأمننور مننناديهم ,ومننن ينننزل بننناديهم ,حننال
حياتهم وبعد مماتهم ,بلحوق علم منهم العبد إذا كننان راحمننا يسننتر النننائم ول
يذكر له ذلننك يوصننل الخيننر إلنني الفقيننر ول يعرفننه الخننبر الن الرحمننن الرحيننم
العظيم الكريم ,ينتصر لعبده الولي من حيث ل يدري يرزقه من حيث ل يحتسب
تعصمه جبال عنايته من ماء غرق الكدار والقتدار تدفع عنه وعننن محننبيه القندار
بالقدار ل به ولكن له التنننزلت المحكمننة ,ليننس لهننا مننن دون الن كاشننفة مننن
اعتصم بال عصم ومن وقف مع الغيار ندم قال سيدى الشيخ منصور الرباني رضي
ال عنه -:العتصام بال ثقتك به ,وتنزيه خواطرك عن غينره : -القنوم أرشندونا ,
دلونا علي الطريننق ,كشننفوا لنننا حجنناب الغلق عننن خننزائن درر الكتنناب والسنننة
عرفونا حكمة الدب مع ال ورسوله هننم القننوم ل يشننفى جليسننهم مننن آمننن بننال
وعرف شأن رسوله أحبهم واتبعهم
" أي سادة " القوم بننايعوا الن بصنندق النيننات وخننالص الطويننات علنني كننثرة
المجاهدات ,وملزمة المراقبات والطاعات ,و الصبر علي جميع المكروهننات ,وقننال
لن َعَلْينِه ) الحننزاب ( 23بننادروا
سبحانه وتعالي فيهم )ِرَجاٌل َصنَدُقوا َمننا َعاَهنُدوا ا ّ َ َ
ركوب العزائم بالعزم ,وقوة الحزم ,فهجروا المنننام و وتركننو الشننراب والطعننام ,
وقاموا ال بالخدمة في حنادس الليل والظلم ,وخدموا بالخشننوع والسننهر والقيننام ,
والركننوع و السننجود والصننيام وتمللننوا فنني محنناريبهم بيننن ينندي محبننوبهم لنيننل
مطلوبهم ,حتي وصلوا إلي مقام القرب ومحل النس ,وظهر لهننم سننر قننوله تعننالي
)ِإ ّ َنا َل نُ ِ
ضيُع أَْجَر َمْن أَْحَسَن َعَمًل ) الكهف ( 3فأعطنناهم الدرجننة العليننا ,والمحننل
الدني ولريب فالقريب من القريب قريب ,والمحننب عننند أحبنناب الحننبيب حننبيب
حبيب لهم ,حبيب لمحبيهم ,محبوب عند ال ترفعه بركه محبته إلنني المحبوبيننة
ما شاء ال كان
" أي سادة " عليكم بالتقرب من أولياء ال من ولي والى ال والي ال ن ومننن
عادي ولي ال عادي ال من أحب عدوك ,هل تحبه يننا أخنني ؟ لوالن الن أغيرمننن
الخلق ,ويفعل وينتقم ويقهر م أحب محبك هل تبغضننه ؟ ل والن الن أكننرم مننن
الخلق يحسن ويجعل وينعم ويكرم وهو أكرم الكرمين ,وأرحننم الراحميننن نعننم
ال تعالي تذكر من قربته من العزيز فهو قريب ومن أبعدته عنه فهننو بعينند
أيها البعيد عنا ,الممقوت منا ,ماكان هننذا منننك يامسننكين لننو كننان لنننا فيننك
مقصد يشهد بحسن استعدادك وخالص حبك إلي ال ,اهلننه ,اجتننذبناك إليننا ,
وحسبناك علينا ,شئت وال – لكن الحق يقال :حظك منعك وعدم استعدادك
قطعك لو حسبناك منا ما تباعدت عنا خذ مني يا أخي علم القلب خذ مني علم
الذوق خذ مني علم الشوق أين أنت ني يا أخا الحجاب كشف لي قلبك
" أي أخي " لو سمعت نصننحي لتبعتننني ل تقننل لننو أخننذتني تبعتننك أنننا علنني
النصيحة وأنت علني كنل حنال علينك أن تسنمع وتتبنع اعمنل بطاعنة الن ,وارض
بقضاء ال واستأنس بذكر ال تكننن مننن أصننفياء الن مننن عننرف الن زال همننه
العارف من هاجر وتجرد من الخلق
" أي سادة " المغبون من أنفق عمره في غير طاعننة الن والزاهنند مننن تننرك
كل شيء يشغل عن ال والمقبل من أقبل إلي ال وذو المروءة من لننم ينننزل بنندون
ال والقوي من استقوي بال عليكم بتجريد التوحيد ,وهو :فقدان رؤية ما سواه
لوحدانيته إن قلت يا أل ,فقنند ذكرتننه باسننمه العظننم ,ولكننن حرمننت هننبيته ,
لنك تقول من حيث أنت ل من حيث هو الغني الكننبر النننس بننه سننبحانه وتعننالي
والفاقة العظمى دوام النس بالموتي وأغلظ حجب القلوب السننتناد إلنني المربننوب
ك لَ ِ
ذْكَرى لَِمْن َ
كاَن لَُه َقْلٌب ( ) ق 37 ذلِ َمعدن المعرفة القلب قال تعالي ِ) :إ ّ َن ِفي َ
ِ
ِ ِ ِ
ها مْن تَْقَوى اْلُقُلوِب ) الحج ( 32 ( وقال تعالي َ :وَمْن يَُعّظْم َشَعائَر اَّل َفِإّن َ َ
" أي سادة " – من يتق ال بحفظ السر عن آفات اللتفات إلي السننوى يجعنل لنه
مخرجا من حجب البعاد ,ويرزقه المشنناهده والوصننلة مننن حيننث ل يحتسننب سننبب
معرفة العبد ربه معرفة العبد نفسه من عرف نفسه فقد عرف ربه ,مننن عننرف
نفسه لربه أفني كليته بربه أوحي ال إلي داود عليه السلم :أل من عرفني أرادني
وطلبنى ومن طلبنى وجدنى ومن وجدنة لم يختر علي حبيبا سواى
عجبت لمن يقول ذكرت ربي وهل أنسي فأذكر من نسيت
ولول ماء وصللك ما حييت أموت إذا ذكرتك ثم أحيا
فكم أحيا عليك وكم أموت فأحيا بالمني وأموت شوقا
فما نفد الشراب وما رويت شربت الحب كأسا بعد كأس
" عليكم أي سادة " بذكر ال فإن الذكر مغناطيس الوصل ,وحبل القننرب
من ذكر ال طاب بال ومن طاب بال وصننل إلنني الن ذكننر الن يثبننت فنني القلننب
ببركة الصحبة المرء علي دين خليله عليكم بنا صحبتنا ترياق مجننرب ,والبعنند
عنا سم قاتل أي محجوب :تزعم أنك اكتفيت عنا بعلمك ما الفائدة مننن علننم بل
عمل ؟ ما الفائدة من عمل بل إخلص ؟ الخلص علي حافة طريق الخطر مننن ينهننض
بك إلي العمل ؟ من يداويك م سم الرياء ؟ من يدلك علي الطريق القويم ) وفي نسخة
ِ
كْنُتنْم َل تَْعَلُمنوَن ) النحننل ِ
ذْكر ِإْن ُ اخري " المين ( بعنند الخلص ؟ )َفاْسنأَُلوا أَْهنَل الن ّ
( 43هكذا أنبأنا العليم الخننبير تظننن أنننك مننن أهننل الننذكر مننا حرمننت ثمننرة
الفكر صدك حجابك قطعك عملك قننال عليننه الصننلة والسننلم ) :اللهننم إننني
أعننوذ بننك مننن علننم ل ينفننع ( ) رواه الترمننذي باسننناد صننحيح ( لزم أبوابنننا أي
محجوب :فإن كل درجة وآونة تمضي لك في أبوابنا درجننة وإنابننة إلنني الن تعننالي
صحت إنابتنا إلي ال قال تعالي )َواّتَِبْع َسِبيَل َمْن أََناَب ِإلَ ن ّ َي ( ) لقمننان ( 15أيهننا
المتصوف ,لم هذه البطالة ,صرصوفيا حتي نقول لك :أيها الصوفي " أي حبيننبي "
تظن أن هذه الطريقة تورث مننن أبيننك ,تسلسننل مننن جنندك تأتيننك باسننم بكننر
وعمرو تصر لك فنني وثيقننة نسننبك تنقننش لننك علنني جيننب خرقتننك علنني طننرف
تاجك حسبت هذه البضاعة ثوب شعر ,وتاجا وعكازا ولقا ,وعمامة كننبيرة ,وزيننا
صالحا ,ل وال إن ال ل ينظر ألي كننل هننذا ينظننر إلنني قلبننك كيننف يفننرغ فيننه
سننره ,وبركننة قربننه وأنننت غافننل عنننه بحجنناب التنناج ,بحجنناب الخرقننة ,بحجنناب
السبحة ,بحجاب العصا ,بحجاب المسوح إيش هذا العقل الخالي من نور المعرفة ؟
إيش هذا الرأس الخالي من جوهر العقل ؟ ما علمت بأعمال الطائفننة وتلبننس لباسننهم
يا مسكين
" يا أخي " لو كلفت قلبك لباس الخشننية ,وظنناهرك لبنناس الدب ,ونفسننك
لباس الذل ,وأنانيتك لباس المحو ,ولسانك لباس الذكر وتخلصت من هذه الحجب
,وبعدها تلبست بهذه الثياب كان أولي لك ثم أولي لكن كيننف يقننال لننك هننذا
القول و أنت تظن أن تاجك كتاج القوم ,وثوبك كثننوبهم كل الشننكال مؤتلفننة ,
والقلوب مختلفة لو كنت علي بصننيرة مننن أمننرك خلعننت أبنناك وأمننك ,وجنندك
وعمك ,وقميصك وتاجننك ,وسننريرك ومعراجننك ,وأتيتنننا بننال لن وبعنند حسننن
الدب لبست وأظنك بعد الدب تقطع نفسننك عننن الثننوب والعننوارض القاطعننة
أي :مسكين
تمشي مع وهمك ,مع خيالننك ,مننع كننذبك ,مننع عجبننك وغننرورك ,وتحمننل
وكيف يكون ذلننك تعلننم علننم التواضننع نجاسة أنانيتك ,وتظن أنك علي شيء
تعلم علم الحيرة تعلم علم المسكنة والنسكار
" أي بطال " تعلمت علم الكبر تعلمت علم الدعوة تعلمت علم التعنالي إينش
حصلت لك من كل ذلك ؟ تطلب هذه الدنيا الجايفة بظنناهر حننال الخننرة لننبئس مننا
صنعت ما أنت إل كمشننتري النجاسننة بالنجاسننة كيننف تغفننل نفسننك بنفسننك ,
وتكذب علي نفسك وأبنناء جنسنك ؟ ل يقننرب المحنب منن محبنوبه حننتي يبعند مننن
عدوه رمي بعض المريدين ركوته في بعض البار ليسننتقي المنناء فخرجننت مملننوءة
بالذهب ,فخرجت مملوءة بالذهب ,فرمي بها في البئر ,وقننل :ينناعزيزي وحقننك ل
أريد غيرك من أثبت نفسه مريدا صار مرادا من أثبت نفسه طالبننا صننار مطلوبننا
من عكف علي الباب دخل الرحاب ومن أحسن القصد بعد الدخول تصدر في غرفنة
الوصلة دخل علي كرم ال وجهه ورضي عنه مسجد رسول ال صلي ال عليه وسننلم
فرأي أعرابيا في المسجد يقول :إلهي أريد مننك شنويهة ورأي أبننا بكننر الصنديق
رضي ال عنه في زاوية أخري يقول :إلهي أريدك شتان ما بيننن المراديننن شننتان
مابين الهمتين تلعب المال بالعقول ,تلعب بالهم كل يطيننر بجننناح همتننه إلنني
ك ٌّل يَْعَمُل
أمله ومقصد قلبه فإذا بلغ غاية همته وقف فلم يجاوزها قال تعالي ُ ) :
كَلِتِه ) السراء ( 84أي علي نيته وهمته
عَلى َشا ِ
َ
" أي أخي " ل تجعل غنايه همتنك ,ومنتهني قصندك أن تمنر علني المناء ,أ و
تطير في الهواء يصنع الطير والحوت ما أردت طر بجناح همتك إلي مال غاية له
العارف المتمكن ل شيء عنده من العرش إلي الثري أعظم من سروره بربننه والجنننة
وكل ما فيها في جنب سروره بربنه أصنغر مننن خردلننة ملقاهنة فنني أرض فلة مننن
خساسننة النفننس ودننناءة الهمننة وقلننة المعرفننة اشننتغالك بالنعمننة عننن المنعننم
العارفون تجردوا عن الدارين ,وطلبو رب العننالمين تجننردو عننن النفننس والولنند
أوحي ال تعالي إلي يعقوب عليه السلم لما قننال :يننا أسننفا علنني يوسننف إلنني مننتي
تذكر يوسننف ,أيوسننف خلقننك ,أو رزقننك أو أعطنناك النبننوة ؟ فبعزتنني لننو كنننت
ذكرتني ,واشتغلت بي عن ذكر غيري لرجت عنك من ساعتك فعلم يعقوب عليه
السلم أنه مخطيء في ذكره يوسف فأمسك لسانه عننن ذكننره قننال موسنني عليننه
السلم إلهي أقريب أنت فأناجيك أم بعيد فأناديك ؟ فقال ال تعالي :أنا جليننس
لمن ذكرني ,وقريب ممن أنس بي أقرب إليه من حبل الوريد
" أي سادة " قال أهل ال رضي ال عنهم :من ذكر ال فهو علي نور من ربه ,
وعلي طمأنينة من قلبه ,وعلي سلمة من عندوه وقنالوا :ذكنر الن طعنام الننروح
والثناء عليه تعالي شرابها والحياء منه لباسها وقالوا :منناتنعم المتنعمننون بمثننل
أنسه ,ول تلذذ المتلذذون بمثل ذكننره وجنناء فنني بعننض الكتننب اللهيننة أن الن
تعالي قال ) :من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في مل ذكرته
في مل ومن ذكرني من حيث هو ذكرته من حيث أنا ومن ذكرني من حيننث هننو
أعطيته من حيث أنا القوم شننغلهم ذكننره ومقصنندهم هننو يننرون أن الحننوادث
الكونية تقوم بقضائه وقدره فل يعارضونها ل بقلب ول بلسان )ِإ ّ َن اّلَ ِ
ذيَن اّتََق نْوا ِإ َ
ذا
صُروَن ( ) العراف ( 200قال ابنن ذا ُهم مب ِ هْم َطاِئٌف ِمْن ال ّ َشْيَطاِن تَذَ ّ َ
كُروا َفِإ َ ْ ُ ْ َم ّ َس ُ
عباس رضي ال عنهما -:ما من مؤمن إل وعلي قلبه شننيطان ,إذا ذكننر ال ن خنننس ,
وإذا نسي ال وسوس –
" أي سادة " لو أن العالم فريقان :فريق يبخرني بالند والعنبر ,وفريننق يقننرض
لحمي بمقاريض من نار ,مننا نقننص هننؤلء عننندي ,ول زاد هننؤلء عننندي ,لعلمنني أن
ذلك من مجاري القدار إذا قطعتم حبل المعارضة بسكين التسليم له ذكرتمنوه
جاء في الخبر ) أذكر ال حتي يقولوا مجنون (
"أي سادة " هذه الخيالت الباطلننة أخننذتكم مننن واد إلنني واد وهننذه الحجننب
الغليظة حولتكم من مقام إلي مقام ليست الهمة أن يقف الرجل عند حجننابه بننل
الهمة أن يفتق شراع الحجاب ,ويتدلي إلني الرحناب صنوارم الهمنم تفنل مننال يمنر
بالوهام حجب القلوب ل تشق إل بسهام القلننوب قننال علنني أميننر المننؤمنين عليننه
السلم :
دواؤك منك وما تبصر وداؤك فيك وما تشعر
وتزعم الكبر العقل وقد انطوى بك ومنن العنالم المطنوي فيننك يظهنر لنك
جرمك الذي استصغرته إذا لول وصول جرمك الي الغاية الننتي تحيننط بنذلك العنالم
الكبر ,وتليق له لما صار محل للعالم المذكور فخذ بالهمة العلية علي مقدار ما
بلغه جرم هيكلك من الحاطة بالعننالم الكننبر الننذي يمتنند شننعاع مننادته إلنني كننل
مقنام وتنتهنني بنوارق رسننله إلني كنل حضنرة وتشننق عننزائم مننداركه صنف كنل
معمعة ,وبلغ نجاب فكرته إلي كل حضرة به ال يعطنني ويمنننع ويصننل ويقطننع ,
ويفرق ويجمع ,ويضع ويرفع وعليه جعل مدار الكوان وهو أول مخلوق من المننواد
الكننبري الدميننة أنبأنننا الحننبيب الكريننم ,والسننيد العظيننم ,عليننه صننوات النن
وتسليمه )إن أول ما خلق ال العقل ( ) قال ابن حبان في روضة العقلء غير صننحيح
لكن قال الزبيدي فني شنرح الحيناء وقند ورد فني العقنل أحناديث صنححها بعنض
الئمة فإذا علمتم ما انطوى فيكم عظمتم شأن ذواتكننم ,واحتفلتننم بننإعلء شننرف
صننفاتكم حننتي تسننمو عننن منزلننة الحجنناب ,بننالقوة ,بالجمننال ,بالمننال ,بالهننل ,
بالعشيرة ,بالمنصب ,بالرياسة قال إمامنا الشافعي رضي ال عنه :
أذل من الجلوس علي الكناسة وكل رياسة من غير علم
العقل عاقل العلم ل يتم شرف العلم للمخلوق إل بالعقل قننال جماعننة بننإعلء
قدر العلم علي العقننل لننوكن ذلننك بالنسننبة إلنني الن لن العلننم صننفته تعننالي ,
والعقل صفه المخلوق وأما بالنسبة إلي ال لن العلم صفته تعالي ,والعقننل صننفه
المخلوق وأما بالنسبة إلي علمنننا وعقلنننا ,فعقلنننا أجننل مرتبننة ,وأرفننع منزلننة مننن
علمنا إذا لول العقل لما تم لنا العلم العاقل يكبو ويصرع ,ولكن يؤهل له النجاح
,ويرجي له الخير والحمق يصرع ويكبو ويخشننى عليننه القطيعننة وعنندم النجنناح
العاقل من فهم حكمة الدين بلغنا عن المام علي أمير المؤمنين كننرم ال ن وجهننه
ورضي ال عنه أنه قال :كل عقل لم يحظ بالدين فليس بعقل وكل دين لننم يحننظ
بالعقل فليس بدين هذا الدين أتنني بأحكننام ألزمنننا المبلننغ عليننه الصننلة والسننلم
العمل بها ووعد والوعيد فإذا تريض العقل بالعمل والجتننناب) جنناء فنني بعننض
الطبعات ) الجتناب عنها ( يصل إلي الحاطة بسر الوعد والوعيد
" أي سادة " تفكرو اهل من عقل ذكي قر بطبع سننليم يجهننل حكمننة الوامننر
والنواهي الدينية ويردهننا ؟ ل والن بننل كننل عاقننل ذكنني العقننل ,سننليم الطبننع ,
تعطف أشعة عقله علي عتبه بنناب المننر والنهنني ,علمننا بجمعهننابين خيننري النندنيا
والخرة ومابقي عندكم إل ما جاء في الوعد مننن فضننل الن وكرمننه ,وفيننه أبحنناث
علية ,تذكر عجائب قدرته تعالى ,وما جاء في الوعيد من بطش ال وعنندله وفيننه
أبحاث غامضة تذكر غرائب عظمة اللوهية يشهد علي كونها طبعك وحجابننك ,
وفهمك وفكننرك وكننل منناتراه مننن المشننهودات الكونيننة :العلويننة والسننفلية ,
حجبك عن حقيقة كشفها عدم استعدادك ,وقلة قابليتك وقطيعتننك ,ودننناءة
همتك أين الرياضة التي جلت عن مرآة عقلك غيار غفلتننك ؟ أيننن متابعتننة النندليل
العظم صلي ال عليه وسلم بكل ما جناء بنه قنول وفعل ,وحنال وخلقنا ؟ هنات هنذه
النقننود وأطلننب بعنندها البضنناعة أيصننح لبننواب الملننك أن ينكننر علنني جلسننه مننا
يننذكرونه مننن زينننة داره ,وأمتعننة بيتننه وحسننن ألبسننته وأوانيننه واسننلحته
ومخزوناته ,وشدة عقابه وبطشه في مننن يغضننب عليننه ,وكننثرة عننوائده وفننوائده
وإحسانه إلي من يحبه ويقربنه ,كينف يصنح ذلنك للبنواب ,وهنو مسنكين محجنوب
بماهو فيه من عقله ,أن يجتهد لحراز رتبة المجالسة كي يرى ما رآه جلس الملك ؟
هذا أجمل من إنكاره ,وأعم مكرمة وأحسن حال ,وأسننلم عاقبننة وأصننلح شننأنا إذا
طبعت مرآة بصيره القلب برتاكم صدأ الغفلة عن الرب تنوارت وجنوه الحقنائق عنن
بواطن الفهام وامتنع عنها إنفاذ نور اللهام فأظلم وجننه البيننان بتصنناعد أنجننزة
الخيالت وغمامات الوهام ما يغني الشمس عن المكفوف مع كمال إشراقها ,ومنناله
عيون تقبل منه نورها وبرهانها ومايجدي فرط الشراق مع ضعف الحداق نحن فنني
موقف إشراق شمس القدرة وعيون أفهامننا ضنعيفة وبغمامنات الغفلنة محتجبنة
فما عيون تصلح لرؤية ذلك الجمال ول قلوب تحمل مهابة تلك العظمة وعزة ذلننك
الجلل كلنننا تجننري بنننا سننبل الفننناء ,وتقننذفنا فنني أغننوار غاياتنننا المغيبننة عنننا ,
المحجوبة ذوننا ,كلنا تجري سفن المناينا بريناح حرصننا وشنراع أطماعننا فني بحنار
آمالنا وتقذفنا في لجج آجالنا ,وهمومنا موكلة بقضاء مهماتنننا عننن عاجننل أمورنننا ,
وأيدى الحوادث تتلعب بنا وهواتف الفناء تزعجنا
ورحي المنية تطحن الناسي في غفلتهم
حصن لمن يتحصن ما دون دائرة الرحي
كونُننوا يُنْدِر ّ ُ
كْم كل يوم ينادى ملك الموت من بين أيدينا ومننن خلفنننا )أَْينََمننا تَ ُ
كنُتْم ِفي ب ُُروٍج ُمَشّيََدٍة ) النساء ( وظلمات أجداثنا تنتظر ولوج أجسادنا ت َولَْو ُ
اْلَمْو ُ
,ونحن غرفي في غمرة غفلتنا ,وسكرة شننهواتنا " فيننا أيهننا العاقننل " إلنني مننتي
تصرف نفسك عن طريق النجاة إلنني سننبيل المعنناطب والمهلكننات وتصننرفها عننن
فسحة الطاعات إلي مضايق المخالفننات ؟ وتعرضننها لمننا بيننن يننديها وتسننقيها مننن
كؤوس الخطيئات وأدناس السيئات ؟ وتوردها موارد الفتن والفات ؟
"أي أخي " العمر قصير والناقد بصير وإلي ال المصير
يا أيها المعدود أنفاسه لبد يوما أن يتم العدد
وليلة تأتي بل يوم غد لبد من يوم بل ليلة
" أي سادة " الفكر أول أعمال النبي صلي ال عليننه وسننلم كننان قبننل فرضننية
المفروضات عبادته التفكننر فنني آلء الن ومصنننوعاته ,حننتي كلننف مننا كلننف عليننه
صلوات ال وسلمه فعليكم بالتفكر في آلء ال ,وأخذ العننبرة مننن الفكننرة ,فننإن
الفكرة إذا خلت من العبرة بقيت وسواسا وخيال وإذا أنتجت العبرة بقيت واعظننا
وحكمة أحكموا العمال بعنند التفكننر علنني أصننل صننحيح وأحكمننوا الخلق بعنند
العمال علي طريق مليح وزينوا كل ذلنك بالنينة وخنذوا بحبنال السنخاء فنإنه منن
علمات الزهد ,وأقول هو باب الزهد وأقول إذا صح وعلت طبقتننه :كننل الزهنند
ذيَن يُْؤِمُنوَن ِباْلَغْيِب َويُِقيُموَن ال ّ َصننَلَة وهو أول قدم القاصدين إلي ال قال تعالي )اّلَ ِ
ك َوِبنناْلِخَرِة ك َوَما أُْنِزَل ِمْن َقْبِلنن َ وِمما رَزْقَناُهم ينِفُقوَن)(3واّلَ ِ
ذيَن يُْؤِمُنوَن ِبَما أُْنِزَل ِإلَْي َ َ ْ ُ َ َّ َ
ِ
ك ُهْم اْلُمْفلُحوَن ) البقننرة 3و 4و ( 5 ِ ِ ِ
ك َعَلى ُهًدى مْن َربِّهْم َوأُْولَئ َ ِ ِ
ُهْم ُيوقُنوَن)(4أُْولَئ َ
أيدو عقدة حبل الوصلة مع ال بغض الطرف عمنا تنراه أبصناركم منن النكنس عنند
ِ ِ
ِ ِ
كْسنُه فنني اْلَخْلنق أََفَل
الخلق طمعا بتعمير الحق فننإنه تعننالي يقننول َوَمنْن نَُعّمنْرُه نُنَ ّ
يَْعِقُلننوَن ) يننس ( 68ل تجعلننوا منتهنني أنظنناركم وغايننة أبصنناركم رؤيننة الخلننق
ملوكهم وأواسننطهم والطبقننة السننفلي منهننم علنني حننال واحنند فنني العجننز والفقننر
والمسكنة حجب قامت علي العيون ستر بها الخالق خلقه ,وقضنني فيهننم بننأمره
فالعاقل من أدرك هذا الشأن وأعرض عن الحجاب والمحجوب ,والتجأ إلي المقيننم
القديم الذي ل تأخذه سنة ول نوم )أََل لَُه اْلَخْلُق َواْل َْمُر ) العراف ( 54ل تطلقوا ألسن
العلماء ومعها قلوب الجبابرة ,وجراءة الزنادقننة ,وفجننور الكفننرة إذا أطقلتننم
اللسن أمسكو ا الجوارح والقلوب عن كل ما يغضب الملك العدل اللطيننف الخننبير
أحسن حال مع ال ,وأحسن مع الناس وأحسن معكننم فنني انفسننكم إذا خلننوتم ,إذا
جلوتم ,إذا متم ,إذا بعثتم ,إذا سئلتم هذا الكتاب ل يغادر صغيرة ول كننبيرة
إل أحصاها ال يعلم خائنة العين وما تخفى الصدور ال ال أحذركم ال امتثال
,ويحننذركم ال ن نفسننه أمننرا فقننابلوا النصننيحة بننالقبول وقننابلوا المننر المطنناع
بالمتثال وإياكم ومحاربة ال ,فما فاز مننن حنناد الن ول ذل مننن والنني ال ن )أََل ِإ ّ َن
أَولِياَء ا ّ َ ِ
ل َل َخْوٌف َعَلْيِهْم َوَل ُهْم يَْحَزُنوَن ) يونس (62 ْ َ
صحت أسانيد أولياء ال إلي رسول ال صلي ال عليه وسلم " تلقن منه أصننحابه
كلمة التوحيد جماعة وفرادى ,واتصلت بهم سلسل القننوم قننال :شننداد بننن أوس :
كنا عند النبي صلي ال عليه وسلم فقال :النبي صلي ال عليننه وسننلم ) هننل فيكننم
غريب ؟ -يعني من أهل الكتاب – قلنننا ل يارسننول الن فننأمر بغلننق البنناب وقننال :
ارفعو أيديكم وقولوا :ل إله إل ال فرفعنا أيدينا وقلنننا :ل إلننه إل ال ن ثننم قننال
الحمد ل اللهننم إنننك بعثتننني بهننذه الكلمننة ,وأمرتننني بهننا ,ووعنندتني عليهننا
الجنة ,وإنك ل تخلف الميعاد ثم قال صلي ال عليه وسلم :أل ابشروا فإن ال قنند
غفر لكم ( ) رواه الطبراني والمام احمد والننبزاز وغيرهننم واسننناده حسننن ) رسنناة
النصننرة النوبيننة ص ( 41وحسنننه الجلل السننيوطى فنني الحنناوي ( هننذا وجننه تلينننه
صلوات ال وسلمه عليه أصننحابه جماعننة وأمننا تفينننه عليننه الصننلة والسننلم جمعننة
منهم فرادى ,فقد صح أن عليا رضي ال عنه ) سننأل النننبي صننلي الن عليننه وسننلم
فقال :يارسول ال دلني علي أقرب الطرق إلي ال وأسهلها علي عبنناده و وأفضننلها
عند ال تعالى فقال صلي ال عليه وسلم )أفضل ما قلت أنا والنننبيون مننن قبلنني :ل
إله إل ال ولو أن السننموات السننبع والرضننين السننبع فنني كفننة ,ول إلننه إل الن فنني
كفة ,لرجحت بهم ل إلننه إل الن ( ) رواه ابننن عابنندين فني ثبتننه مختصننرا عنننه هنننا
وقال :الكوراني زيادة في الحديث في مسالك البرار وقد أثبتننه بعننض المحنندثين
ونفاه بعضهم وممن اثبته المقدسي في المختارة ,كما رجح ذلك الحافظ ابن حجننر
وصححه وقواه كما اثبته جمع من المتصوفة فيهم من هو جامع بين الحديث والفقننه
كالجيلني والسهر وردي وغيرهما ثم قال رسول ال صلي ال عليه وسلم ) ل تقننوم
الساعة وعلي وجه الرض من يوقل :ال ,الن ( )وفنني نسننخة ) ل إلننه إل الن ( فقننال
رضي ال عنه كيف أذكر يارسول ال ؟ فقال عليه الصننلة والسننلم :أغمنض عينيننك
واسمع مني ثلث مرات ثم قل أنت ثلث مرات وأنا أسمع فقال صلي ال ن عليننه وسننلم
لإله إل ال ,ثلث مرات مغمضا عينيه ,رافعا صننوته ,وعلنني يسننمع ثننم قننال علنني
رضي ال عنه :ل إله إل ال ,ثلث مرات مغمضا عينيه رافعا صوته والنبي صننلي الن
عليه وسلم يسمع ( وعلي هننذا تسلسننل أمننر القننوم وصننح توحينندهم وتجننردوا عننن
الغيار بالكلية ,وأسقطوا وهم التأثير من الثار وردوها بينند اعتقننادهم الخننالص
إلي المؤثر وقاموا علي قنندم السننتقامة فكملننت معرفتهننم ,وعلننت طريقتهننم
فعاملوا ال كما عاملوه ,تحصل لكم المناسبة مع القوم ,ويتم نظام أمركم وراءهم
,فتكون أقدامكم علي أقدامكم القوم سمعوا وطننابوا ولكنهننم سننمعوا أحسننن
القول فاتبعوه وسمعوا غيننر الحسننن فنناجتنبوه تحلقننوا وفتحننوا مجننالس الننذكر
وتواجدوا وطابت نفوسهم وصننعدت أرواحهننم لحننت عليهننم بننوارق الخلص حنناله
ذكرهم وسماعهم تري أن أحدهم كالنائب علي حال الحاضننر كالحاضننر علنني حننال
الغائب ,يهتزون اهتزاز الغصان التي تحركت بالوارد ل بنفسنها يقولنون :ل إلنه
إل ال ول تشتغل قلوبهم بسواه يقولون ال ,ول يعبدون إل إياه يقولون :هننو
وربه ل بغيره يتباهون إذا غناهم الحادي يسمعون منه التننذاكر ,فتعلننو همتهننم
في الذكار لك أن تقول يا أخي الذكر عبادة فما الذي أوجب أن يذكر في حلقتننه
كلم العاشقين واسماء الصالحين ؟ ولكن يقال لك :الصلة أجل العبادات يتلي فيها
كلم ال وفيه الوعد والوعيد ويقال في تحية الصننلة :السننلم عليكننم أيهننا النننبي
ورحمة ال وبركاتة ,والسلم علينا وعلي عباد ال الصالحين – مننا أشننرك المصننلي ,
ول خرج عن بساط عبادته ,ول عن حند عبنودتيه وكنذلك النذاكر ,سنمع الحنادى
يذكر اللقاء ,فطاب بطلب لقاء ربه من أحننب لقنناء الن أحننب الن لقنناءه سننمع
لحادي يذكر الفراق ,فتأهب للموت ,وتفرغ من حب الدنيا حب الدنيا رأس كل
خطيئة سمع الحادي يذكر الصالحين ,فتقرب بحب أحباب ال إلي ال هننذه مننن
الطرق التي بعدد أنفاس الخلئق إلي ال
فأطار منهم أنفسا وقلوبا غني بهم حادي الحبة في الدجي
زهمو أرادوا الواحد المطلوبا فأراد مقطوع الجناح بثينة
" نعم يؤاخذ الكاذب " يحرم عليه السماع يلزم بعدم الحضننور فنني مجالسننه
حننتي يصنندق أيننن أولئك ؟ كننادوا ينندخلون أعننداد الملئك غلبننوا نفوسننهم
فاضمحلت وطنناروا بأجنحننة الرواح فسننارت بهننم ودنننت فتنندلت وقليننل منناهم
أخصلصوا ,فتخلصوا من قيد الرقية ,ووصلوا إلي مقام الحرية منناملكتهم الغيننار ,
كل بل هم الحرار كل الحرار كانوا وبانوا رحم ال القائل :
أن تري مقلتاي طلعة حر أتمني علي الزمان محال
ماقلت لك يا أخي :ذهب القوم لسناءة ظنن بأهنل النوقت ولكنن القنول علني
الغالب :نحن في زمان عمت به الجهالة ,وكثرت به البطالننة ,وفشننت فيننه النندعوي
الكاذبة ,ونقلت فيه الخبار المزخرفة إيش نعمل ؟ تحرد علني منن ؟ أكنثر النناس
سلكوا هذه الطرق دارهم مادمت في دارهم ؟ وحيهم مادمت في حيهم ولكننن
ما الفائدة من مداراة تأخذهم بها العزة ومن تحية تمكن فيهم الغفلننة إصنندع
بما تؤمر ,وأعرض عن الجاهيلين ,وأمر بالعرف
إيش أعمل بالسماع الذي رقص فيه الراقص بغير قلب ,ونجاسة النفس لطختة
؟ كيف يحسب برقصه ونقصه من الذاكرين ؟
بين الخلئق والقرآن يلعنه ورب تال تل القرآن مجتهدا
ل ملئكة جرد تحت العننرش يرقصننون ويننذكرونه تعننالي ويهننتزون لننذكره
هذه أرواح رقصت بننال الن وأنننت يننا مسننكين ترقننص بنفسننك لنفسننك أولئك
الذاكرون ,وأنت المغبون المفتون سمي القوم الهز بالذكر رقصننا إذا كننان وارد
الهننزة مننن الننروح ,فنسننبوا الرقننص للننروح ل للجسننم ,وإل فننأين الراقصننون ؟ وأيننن
الذاكرون ؟ طلب هؤلء حق وطلب هؤلء ضلل
شتان بين مشرق ومغرب سارت مشرقة سرت مغربا
الراقصون كذابون والذاكرون مذكورون بين الملعون والمحبوبننون عظيننم
إذا دخلتم مجننالس الننذكر فراقبننوا المننذكور ,واسننمعوا بننأذن واعيننة إذا ذكننر
الحادي أسماء الصالحين فألزموا أنفسكم اتباعهم لتكونننوا معهننم المننرء مننع مننن
أحب أوجبوا عليكم التخلق باخلقهم خذوا عنهم الحنال ,والوجند الحنق الوجند
الحق وجدان الحق ل تعملوا بالهوي ل أقول لكم أني أكننره السننماع لتحققنني فنني
مقام سماع القول واتبنناع أحسنننه ولكننن أقننول لكننم :إننني أكننره السننماع للفقننراء ,
القاصرين عن هذه المرتبة لما فيه من البليننات الموقعننة فنني أشنند الخطيئات وإذا
كان ول بد فمن حادي أمين مخلننص ,يمنندح الحننبيب عليننه السننلم ويننذكر بننال ,
ويذكر الصالحين ,وهننناك وقفننوا وعلنني المرشنند العننارف أن يأخننذ مننن السننماع
الحصة اللزمة ويفيضها علي قلوب أهل حضرته بإذن ال وقدرته فإن الحال يسري
كسريان الرائحة في المشام ,ونقطة الخلص إكسير
" الرجل من يربي بحاله ل من يربي بمقاله " وإذا جمع بين الحال والمقننال فهننو
الرجل الكمل أخننذتم هننذه المننواكب عنندة لقمننع شننوكة الكننافرين والصننابئين ,
وأصحاب الزيغ ,والذين في قلوبهم مرض في هذه البقاع لرهننابهم ,ولعلء كلمننة
الدين ,وتشييد شرف المسلمين أحنتم العمل إن حسنت معه النيننة كمننل الخيننر
إن أرجعتم كنل أحنوالكم إلني الكتناب والسننة ولنو منن بناب ,وإل فبئسنت الحنوال
والعمال والقوال بل أقول إذا ساءت المذاهب لفنرق بينكنم وبيننن أولئك القنوم إل
بالعلمة والعمامة فكونوا من القوم أحباب ال ,وأهل باب ال ,ل من القنوم أعنداء
ال المبعودين عن ال
"أي سادة " إياكم والدجالية إياكم والشيطانية إياكم والطرق الننتي تقننود
إلي كل الوصفين أخجلوا الشيطان بخالص اليمان خربوا بيع الدجل بيد الصدق
" الطريق واضح " صنلة وصننوم ,وحننج وزكنناة والتوحينند والشننهادة برسننالة
الرسول عليه الصلة والسلم أ ول الركان واجتناب المحرمات حال المننؤمن مننع الن ,
وهذا هو الطريق ومن حال المؤمن مع ال أيضا ذكر ال تعالي كننثيرا ومننن أدب
الذكر صدق العزيمة وكمال الخضوع والنكسار والنخلع عن الطوار والوقننوف
علي قدم العبودية بننالتمكن الخننالص والنخلع عننن الطننوار والوقننوف علنني قنندم
العبودية بالتمكن الخالص والتدرع بدرع الجلل حتي إذا رأي الذاكر رجل كننافر
أيقن أنه يذكر ال بصدق التجرد عن غيره وكل من رآه هابه وسننقط مننن بننوارق
هيبته علي قلب الرايء مايجعل هشننيم خننواطره الفاسنندة هبنا منثننورا وإذا كننان
المر علي غير هذا المنوال ,فأحسنه بالنسبة إلي العامننة التمكنننن ,وضننبط القننول ,
وجمع الدب الباطني والظاهري مهما أمكن ,وكف الطرف عن النظر إلي أحد
اللهم اجعلنا ممن ركبت علي جوارحهم من المراقبة غلظ القيود وأقمت علي
سرائرهم من المشاهدة دقائق الشهود فهجننم عليهننم نشننر الرقيننب مننع القيننام
والقعود ,فنكسوا رؤوسهم من الخجل ,وجباهم للسجود ,وفرشولفرط ذلهم علي
بابك نواعم الخدود ,فأعطيتهم برحمتك غاية المقصود وصننلي الن علنني سننيدنا
محمد وعلي آله وصحبه وسلم
اتبع آثار السلف ايش أنا حتي أدعو لننك ؟ " يا فقير " اقتد بالقرآن المجيد
ما مثلي إل كمثل ناموسننة علنني الحننائط ل قنندر لهننا حشننرت منع فرعننون وهامننان
وقارون ,وأخذني ما أخذهم إن كان خطر لنني فنني سننري أننني شننيخ هننذا الجمننع ,أو
مقدمهم ,أو من يحكم عليهم ,أو ثبت عننندي أننني فقيننر منهننم وكيننف تنندعوه
نفسه إلي ذلك من هو ل شيء ,ول يصلح لشيء ,ول يعد بشيء ؟
" أي سادة " ل تضيعوا أوقاتكم بما ليننس لكننم بننه راحننة ,فمننا مضنني منكننم
نفس إل وهو معدود عليكم إياكم وما تغترون به ,واحفظوا أوقاتكم وقلوبكم ,
فإن أعز الشياء الوقت والقلب فإذا اهملتم الوقت ),في نسخة أخري :ضيعتم بدل
أعميتم ( وأعميتم القلب فقنند ذهبننت منكننم الفننوائد واعلمننوا أن الننذنوب تعمنني
القلوب وتسودها وتسوؤها وتمرضها مكتوب في التننوراة " فنني كننل قلننب مننؤمن
نائحة تنوح عليه وفي كل قلب منافق مغن يغني وفي قلب العارف موضع ليسننره
أبدا وفي قلب المنافق موضع ليغمه أبدا "
" أي سادة " أنتم تذكرون ال في هذا الرواق ,وتتواجنندون وتهننتزون فيقننول
الفقهاء المحجوبون :رقص الفقراء ويقول العارفون :رقننص الفقننراء فمننن كننان
منكم وجده كاذبا ,وقصده فاسنندا ,وذكننره مننن اللسننان مننع كمننح الطننرف إلنني
الغيار ,فهو رقاص كما قننال الفقهنناء ,وصنندق عليننه ماقننالوا ومننن كننان منكننم
ذيَن يَْسَتِمُعوَن اْلَقْوَل َفَيّتَِبُعوَن وجده صادقا ,وقصده صالحا ,عمل بقوله تعالي ) :اّلَ ِ
أَْحَسنَُه ) الزمر ( 18وكان من الذين إذا سنمعوا القنول قصندوا المننراد منن القنول ,
ك ِم نْن ب َِننني آَدَم وهو الجابة لداعي ال فيالزل كما قال تعالي فيهم )َوِإ ْ
ذ أََخذَ َربّ ُن َ
ِ ِ
ك نْم َقنناُلوا ب ََلننى ) العننراف هَدُهْم َعَلى َأنُفِسِهْم أَلَْسُت ِبَربّ ُ ْ
ذ ّ َّ ُ ْ َ َ
ش َ أو م هتَ ي ر ِمْن ُظ ُ
هوِرِهْم ُ
( 171فسمع مننن سننمع بل حنند ول رسننم ول صننفة فثبتننت حلوة السننماع فيهننم
بتردد فلما خلق ال تعالي آدم عليه السلم وكونه ,وأظهر ذريتننه إلنني النندنيا ,
ظهر ذلك السر المصون المكنون فيهم فإذا سمعو نغمننة طيبننة ,وقننول حسنننا ,
وأولئك هننم العننارفون بننال طارت همهم إلي الصل الذي سمعوه من ذلك النننداء
تعالي في الزل ,المتحابون فيه ,المننتزاورون لجلننه ,الننذاكرون المهيمننون بننه عننن
غيره فذلك الفقير يقال له ذاكر رقصت روحه ,وصحت عزيمته ,وكمل عقلننه ,
وابيضننت صننحيفته ,وأخننذ مننن روحننه ,وصننحت عزيمتننه ,وكمننل عقلننه ,وابيضننت
صحيفته ,وأخذ من السماع الحظ المكنون ,ونشر السننر المطننوي فيننه لن السننماع
موجود سره في طبع كل ذي روح يسننمع ,وكننل جنننس يسننمع بمننا يوافننق طبعننه ,
ويفهم من السماع ما تنهي إليه همته أم تري الطفل إذا سمع الحدو طننرب ونننام
والجمال إذا حداها الحادي سارت ونسيت ألم الثقل ؟
" جاء في الثار "أن ال ما خلق السموات والرض ألنذ مننن صنوت إسنرافيل علينه
السلم فإذا قرأ في السماء قطع علي أهل السننموات السننبع ذكرهننم وتسننبيحهم
لما أهبط ال آدم إلي الرض بكي ثلثماه عام فأوحي الن تعننالي إليننه :ينناآدم فيننم
بكاؤك ؟ ومننا جزعننك ؟ فقننال يننارب لسننت أبكنني شننوقا إلنني جنتننك ول خوفننا مننن
نارك وإنما بكائي شوقا إلي الملئكة المتواجدين حول العرش ,سبعين ألف صننف
جرد مرد يرقصون ويتواجدون ويدورون حول العرش ,وينند كننل واحنند منهننم بينند
صاحبه ,وهم يقولون جل الملك ملكنا لول ملكنا هلكنا من مثلنا وأنت إلهنننا ؟
ومن مثلنا وأنت حبيبنا ومستغاثنا ؟ وذلك دأبهم إلي يوم القيامة فأوحي ال تعالي
إليه يا آدم :إرفع رأسك وانظر إليهم فرفع رأسه إلي السماء فنظر إلي الملئكننة
وهم يرقصون حول العرش جبرائيل رأسهم ,وميكائيل قوالهم فلما رآهم سننكن
هْم ِفي َرْو َ
ضٍة يُْحبَُروَن )الننروم ( 15أي روعه وأنينه وقيل في تفسير قوله تعالي َ) :ف ُ
يسمعون هذا أساس مقاصد العارفين في السماع والتواجد وهذا العطاء مننا هننو
بالرقص المحرم كما يزعم بعض الجهلء من ممقوتي الفقراء هذا العطاء يحصننل
لرجل يملننك خنناطره ؟ ول يجننول بقلبننه وسننواس ,ول يلتفننت إلنني عننرض مننن أعننراض
الكوان ول يقصد ال ال جلت عظته ومن كان ملطخا بأوسناخ الوسنواس وأدنناس
الطبع عليه أن يذكر ال محافظا على أدب القننول والحركننه مهمننا أمكننن وأن ل
يخوض بحر الدعوي الكاذبة ويدعي منزلة القوم ألم يعلم بأن ال يري؟ وال ن غيننور
وبهذا القدر كفاية
" أي سادة " كونوا مع الشرع في آدابكننم كلهننا ظنناهرا أو باطنننا فننإن مننن
كان مع الشرع ظاهرا وباطنا كان ال حظه ونصيبه ومن كننان ال ن حظننه ونصننيبه
كان من اهل مقعد صدق عندد مليك مقتدر
" أي سننادة " منكننم الفقهنناء والعلمنناء أيضننا ولكننم مجننالس وعننظ ودروس
تقرؤونهننا وأحكننام شننرعية تننذكرونها وتعلمونهننا الننناس إينناكم أن تكونننوا
كالمنخل يخنرج الندقيق الطيننب ويمسننك لنفسننه النخالنة وأنننت كننذلك تخرجننون
الحكمننة مننن أفننواهكم ويبقنني الغننل فنني قلننوبكم تطننالبون حينئذ بقننوله تعننالي
ِ
كْم ) البقرة ( 44إذا أحب ال عبدا جعننل فنني )أَتَْأُمُروَن ال ّ َناَس ِباْلِبّر َوَتنَسْوَن َأنُفَس ُ
قلبه الرأفة والشفقة لسائر المخلوقات وعننو كفننه السننخاء ,وقلبننه الرأفننة ,ونفسننه
السماحة ,وبصره بعيوب نفسه حتي يستصغرها ول يراها شيئا العارف حزيننن إذا
فرح الناس ,كئيب من غير ياس فرحه فلينل ,وبكنناؤه طوينل مطلنوبه محبنوبه
وهمه عيوبه وذنوبه
وماسررت به والواحد الصمد الناس في العيد قد سروا وقد فرحو
أغمضت عيني ولم أنظر إلي أحد لما تيقنت أني ل أعاينكم
بننذلت نفسنني ,ولننم أتننرك طريقننا إل سننلكته وعرفننت صننحته بصنندق النيننة
والمجاهدة ,فلم أجد أقرب وأوضح وأحب من العمل بالسنة المحمدية والتخلق بخننق
أهل الذل والنكسار والحيرة والفتقار كان الصديق الكبر السيد ابوبكر رضي النن
عنه يقننول الحمنندل الننذي لننم يجعننل الوصننول إليننه إل بننالعجز -والعجننز عننن درك
إلدراك إدراك روي أن ال تعالي قال لموسنني علينه السننلم " :ياموسنني ائتننني بمننا
ليس في خزائني " مملوءة كبرياء وعزا وجلل وجبروتا ولكن ائتني بالذل والنكسار
والمسكنة فأنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي ياموسي ماتقرب المتقربون إلنني
بأعظم من ذلك "
" أي سادة " من الخشية تكون المحاسبة ومن المحاسبة تكننون المراقبننة ومننن
المراقبة يكون دوام الشغل بال فإن أغبط الننناس فنني زماننننا مننؤمن عننرف زمننانه ,
وحفظ لسانه ,ولزم شأنه ,وكان من الصنالحية قلنت لسنيدي عبندالملك لخرننوتي
قدس ال سره :أوصني قال لي :يا أحمد ,ملتفت ل يصل ,ومشكك ل يفلح ,ومننن
لم يعرف من نفسه النقصان فكل أوقاته نقصان فبقيت سنة أردد وصننيه الشننيخ
وما يخطر لي خاطر إل أذكرها فيزول عني ثم زرته في السنة الخننري ولمننا أردت
الخروج من عنده قلت له :أي سيدي ,أوصني فقال لي :يننا أحمنند ,مننا أقبننح العلننة
والجفاء بالحباء فخرجت من عنده وصرت أرددها سنة بالطباء ,والجهل باللباء
علي نفسي وانتفعت به وبوصيته العالم العارف عظيم السياسة لنفسننه بالمخافننة
من ال ,والمراقبة له وإذا أراد أن يتكلم بكلم اعتننبره قبننل أن يخرجننه مننن فيننه ,
فإن فيه صلحا أخرجه ,وال ضم فمه عليه لما جاءت به الروايات -:لسانك أسنندك
ان حرسته حرسك وان أطلقته رفسك العارف كلمه ينقي الصدأ ,وصمته يصرف
الردى يأمر بالمعروف لهله ,وينهي عن المنكر وفعلننه قننال تعننالي )َل َخْينَر ِفنني
كِثيٍر ِمْن نَْجواُهْم ِإ ّ َل مْن أَمر ِبصَدَقٍة أَْو مْعُرو ٍ
ف أَْو ِإْصَلٍح ب َْيَن ال ّ َناِس ) النساء ( 113 َ
َ َ َ َ َ َ
من عرف ال زاد أدبه معه من تقرب إلي ال عظيم خوفة من ال
أخبرني القاضي المقري المام الصالح سيدي علي أبو الفضل الواسطي بسنده الي
الخطيب البغدادي ,بسلسله إلي أبي الجارود العيسي :أن جننابر ابننن عبنندال رضنني
ال عنه زعنهم أجمعين قال :بلغني حديث فني القصناص ,وكنان صناحب الحنديث
بمصر فاشتريت بعيرا ,وشددت عليه رحل ,ثم سننرت شنهرا حنتي وردت مصنر
فسألت عن صاحب الحديث ,فدللت عليه فإذا باب لط )في نسخة فإذا هو باب لط
( فقرعت الباب ,فخرج إلي مملوك أسود فقلت :ها هنا أبننوفلن ؟ فسننكت عننني ,
فدخل فقال لموله :بالباب أعرابي يطلبك فقال :إذهب إليه فقل لننه :مننن أنننت ؟
فقلت :أنا جابر بن عبدال صاحب رسول ال صلي ال عليه وسلم قال :فخننرج إلنني
فرحب بي ,وأخذ بيدي ,ثم قال لي :من أين ؟ أمن أهل العراق ؟ قلت :نعم ,بلغننني
حديث في القصاص ,ول اعلم احدا ممن بقي أحفظ له منك فقننال :أجننل ,سننمعت
رسول ال صلي ال عليه وسلم يقولإن ال يبعثكم يوم القيامة حفاة ,عراة ,غرل
وهو عز وجل قائم علي عرشه ينادي بصننوت لننه رفيننع غيننر فظيننع يسننمع البعينند
كما يسمع القريب يقول :أنننا الننديان ل ظلننم عننندي وعزتنني وجللنني ل يجنناوزني
اليوم ظلم ظالم ولنو بلطننة كنف ,ولنو بضنربة يند علني يند ولقتضنن للجمنناء مننن
القرناء ولسألن الحجر :لم نكب الحجر ؟ ولسألن العود :لم خرش صنناحبه ؟ ) اول
الحديث صحيح وآخره متفق عليه وكلنه لنم يصنح لنه إسنناد ذكنر النبيهقي بنأن
ضُع اْلَمننَواِزيَن
أحاديث الصوت غير صحيحة ( في ذلك أنزل علي يعني في كتابي )َونَ َ
اْلِقْسَط لَِيْوِم اْلِقَياَمِة َفَل تُْظَلُم نَْفٌس َشْيًئا ) النبياء ( 47ثم قال رسول ال ن صننلي ال ن
علية وسلم ) :إن أخوف ما أخاف علي أمتي من بعنندي عمننل قننوم لننوط أل فليرتقننب
أمتي العذاب إذا كافأ الرجال بالرجال والنساء بالنساء ( ) عن جابر اخرجه ابن منناجه
والترمذي وقال حسن غريننب رواه الحنناكم وصننححه ) الزواجننر ( ورواه الننبيهقى فنني
السنن وقالوا سنده ضعيف ( هذا الحديث أظهر مال من العنندل بإثبننات القصنناص
فيمن ليس بمكلف كالبهائم وغيرها وأطلننق القننول عليننه عننز وجننل بالقيننام علنني
العرش يوم القيامة من غير تكييف ول تمثيل وأثبت الوعيد في اللننواط والسننحاق
العلم ل يكتم والحق يقال والشارع – روحنني الفننداء لقننبره المبننارك أوضننح لنننا :
مالنا وما علينا تماما فالناجي من آمن به واتبع آمره والحذر والهلك لمن خالفه
بلغ كما أمر ومابقي لنا عليه حجة وهو صلي ال عليه وسلم صاحب الحجة القائمة
علي كل مكلف وبه قامت حجة ال علي خلقه هكذا قضى سبحانه وتعالي وقال
ِ
كَفننى ِبنناَّلِ ِ ِ
كَفى ِباَّل َول ّ ًيا َو َ ذِبيَن َح ّ َتى نَْبَع َ
ث َرُسوًل ) السراء َ) ( 15و َ ك ّ َنا ُمَع ّ
َ) :وَما ُ
صيًرا ) النساء ( 45 نَ ِ
"أي سادة " من أحب ال علم نفسه التواضع وقطع عنها علئق النندنيا وآثننر
ال تعالي علي جميع أحواله واشتغل بذكره ولم يترك لنفسه رغبتة فيمننا سننوي
ال تعالي وقام بعبادته بحقائق السرار وخلع المنننابر والسننرة تواضننعا ل ن ,وإن
كانت يده طائلة إلي مثل ذلك ,وكان كمن قيل فيه :
ترك المنابر والسرير تواضعا وله منابر لو يشا وسرير
يجبي إليه محامد وأجور ولغيره يحببي الخراج وإنما
"أي سادة " العبدية حقها النقطاع عن غير السيد بالكلية العبديننة تننرك
كل كلية وجزئية العبدية رد القصد عن طلننب كننل مزيننة العبديننة عندم رؤيننة
العبد لنفسه علني إخننوانه رفعننة أو فرفينة العبدينة الوقنوف عننندما حند للطيننة
الدمية العبدية الخشية والخضوع تحت مجنناري القنندار الربانيننة ل يكننون العبنند
عبدا كامل حتي يصل إلي مرتبة الحرية ,والتخلص من رق الغيار بالكلية
" أي سادة " ل تتخذوني دفة المكديننة ل تجعلننو رواقنني حرمننا ,وقننبري بعنند
موتي صنما دعوت ال أن يجعلني منفردا إليننه فنني النندنيا فحصننل مننع الجمعيننة
وعساني أصل إلي القصد إذا فارقت الدنيا إن صحت الجمعية مع ال فالكننل هيننن
إذا صح منننه الوصننل فالكنل هيننن وكنل النذي فنوق الننتراب تننراب عليكنم بنه
ليضر وينفع ,ويصل ويقطع ,ويفرق ويجمننع ,ويعطنني ويمنننع , سبحانه وحقه
إل هو الوسنائل إلينه ل تنكنر ,والوسنائط ل تكفنر وإنمنا المنادة الكنبرى كلمنة
تقولها وتصل ,وهي أمنت بال فإذا أمنت به آمنت بكتابه وبرسوله وبكل ما جنناء
كْم ال ّ َرُسوُل َفُخن ُ
ذوُه َوَمننا به رسوله صلي ال عليه وسلم ,وعملت بقوله تعالي )َوَما آَتا ُ
هوا ) الحشر ( 7وعظمت الوسائل والوسائط التي تدلك علي ال كْم َعْنُه َفاْنَت ُ
ها ُ
نَ َ
ووحدت ال ووقفت علني البناب بسنائح الندموع ولثمنت الرض بالنذل والخضنوع
وعرفت إلي أين المصير والرجوع ,وتهيأت لما يليق بمقننام الملقنناة وأخلصننت فنني
أعمالك كلها فصرت إخلصا خالصا وبعدها تليق لك المراتب وتسح عليك سحب
المنواهب وعنود علينك عنوائد الكنرم وتمند لنك منوائد النعنم وتنشنر شنبكة
عرفانك علي الخلق حتي ل تبقي ول تذر وتصل دعوة نيابتك إلي الظهننور والبطننون
بإذن ال
" أي سننادة " عظمننو شننأن الفقهنناء والعلمنناء كتعظيمكننم شننأن الولينناء
والعرفاء ,فإن الطريق واحد وهؤلء وراث ظاهر الشريعة ,وحملة أحكامها الذين
يعملونها الناس وبها يصل الواصلون إلي ال إذا ل فننائدة بالسننعي والعمننل علنني
الطريق المغاير للشرع ولننو عبنندال العابنند خمسننمائة عننام بطريقننة غيننر شننرعية
فعبادته راجعة إليه ووزره عليه ول يقيم له ال يوم القيامة وزنا وركعتان مننن
فقيه في دينه أفضل عند ال من ألفي ركعة مننن فقيننر جاهننل فنني دينننه فإينناكم
وإهمال حقننوق العلمنناء وعليكننم بحسننن الظننن فيهننم جميعننا وأمننا أهننل التقننوى
منهم ,العاملون بما علمهنم الن ,فهنم الوليناء علني الحقيقنة فلتكنن حرمتهنم
عندكم محفوظة قال عليه الصلة والسلم ) من عمل بما يعلم ورثننه ال ن علننم مننالم
يعلم ( ) اسناده ضعيف وفي الخلية رواه ابو نعيم بلفظ :من عمل بما علننم أورثننه
ال تعالي علم مالم يعلم( وقال صلي ال عليه وسلم ) :العلماء ورثة النبياء () رواه
أحمد وابوداود والترمذي وآخرون وهو حديث صحيح ( الحديث هم سادات الناس
,وأشراف الخلق والدالون علي طريق الحق ل تقولوا كما يقول بعننض المتصننوفة :
نحن أهل الباطن ,وهم أهل الظاهر هذا الدين الجامع باطنه لب ظاهره ,وظاهره
ظرف باطنه لول الظاهر لما بطن لول الظاهر لما كان الباطن ولما صننح القلننب ل
يقوم بل جسد بل لول الجسد لفسد والقلب نور الجسد هننذا العلننم الننذي سننماه
بعضهم بعلم الباطن :هو إصلح القلب فالول عمننل بالركننان وتصننديق بالجنننان
إذا انفرد قلبك بحسن نيته ,وطهننارة طننويته ,وقتلننت وسننرقت وزينننت ,وأكلننت
الربا ,وشربت الخمر ,وكذبت وتكنبرت وأغلظنت القنول ,فمنا الفنائدة منن نيتنك
وطهارة قلبك ؟ وإذا عبدت ال وتعففت ,وصمت وصدقت وتواضعت وأبطن قلبننك
الرياء والفساد ,فما الفائدة من عملك ؟ فإذا تعيننن لننك أن البنناطن لننب الظنناهر
والظاهر ظرف الباطن ,ول فرق بينهما ,ول غني لكليهما عننن الخننر ,فقننل :نحننن
من أهل الظاهر وكأنك قلت :ومن أهل الباطن قل :نحن من أهننل ظنناهر الشننرع ,
وقد ذكرت باطن الحقيقة أي حالة باطنة للقوم لم يأمر ظاهر الشرع بعملها ؟ أي
حالة ظاهرة لم يأمر ظاهر الشرع بإصلح الباطن لهننا ؟ ل تعملننوا بننالفرق والتفريننق
بين الظاهر والباطن ,فإن ذلك زيف وبدعة ل تهملوا حقوق العلمنناء والفقهنناء ,
فننإن ذلننك جهنل وحمننق لتأخننذوا بحلوة العلنم وتبطلننو مننرارة العمننل فننإن تلننك
الحلوة ,ل تنفع بغير تلك المرارة وإن تلننك المننرارة تنتننج الحلوة البديننة )ِإّن َننا َل
ضيُع أَْجَر َمْن أَْحَسَن َعَمًل ) الكهف ( 30نص قرآني يشهد لكم بالمكافأة علنني نُ ِ
العمال والخلص أن يكون العمل ل ,ل لدنيا ول لخرة ,مع حسن الظن به سبحانه
وتعالي في كل حال من الحنوال ,وعمنل منن العمنال وقنول منن القنوال ,إيماننا بنه ,
وامتثال لمره ,وطلبا لمرضاته
" أي سادة " تقولون قال الحارث قال أبويزيد قال الحلج ما هذا الحال قبل
هذه الكلمات ؟ قولوا :قال الشافعي ,قال مالك ,قال أحمد ,قال نعمننان صننححوا
المعاملت البينية وبعدها تفكهوا بالمقولت الننزائدة قننال الحننارث وأبننو يزينند ل
وقنال الشنافعي ومالننك أنجننح الطننرق وأقنرب المسنالك شنيدوا ينقص ول يزيند
دعائم الشريعة بالعلم والعمل وبعدها ارفعوا الهمنة للغنواص منن أحكنام العلنم
وحكم العمل مجلس علم افضل من عبادة سبعين سنة – أي مننن العبننادات الننزائدة
عن المفروضات التي يتعبد الرجننل بهننا بغيننر علننم – )َهنْل يسنَتِوي اّلَن ِ
ذيَن يَْعَلُمننوَن َ ْ
ت َوال ّ ُننوُر ) الرعنند (16أشنياخ ظُلَمنا ُ واّلَ ِ
ذيَن َل يَْعَلُموَن ) الزمر )( 9أَْم َهْل تَْسَتِوي ال ّ ُ َ
الطريقة وفرسان ميادين الحقيقة يقولون لكم :خذوا بأذيال العلماء ل أقول لكم
تفلسفوا ولكن أقول لكم :تفقهوا ) الترغيب والترهيب ( متفق عليه ) :مننن يننرد
ال به خيرا يفقهه في الدين (
قال السخاري :قال شيخنا :ليس بثابت ولكن معناه صحيح ) ما اتخننذ ال ن وليننا
جاهل ( ولو اتخنذه لعنامه النولي ل يكنون جناهل فني فقنه ديننه يعنرف كينف
يصلي ,كيف يصوم ,كيف يزكي ,كيف يحج ,كيف يذكر يتقن علننم المعاملننة
مع ال فمثل هذا الرجل وإن كان أميا فهو عالم ول يقول له :جاهننل إل مننن جهننل
العلم المقصود ليس العلم علم البديع والبيان والدب الذي عناه الشعراء ,والجدل
والمناظرة العلم المختص علم ما أمر ال به ونهنني عننه والعلننم الجننامع الثننم علننم
التفسننير والحننديث والفقننه والفنننون اللفظيننة ,والقواعننج النظريننة الننتي وضننعت
وسماها واضعوها علومننا هنني فنننون تنندخل تحننت قننول القننائل :العلننم بالشننيء ول
الجهل به
" صموا أسماعكم عن علم الوحدة " وعلم الفلسفة ومننا شنناكلهما ,فننإن هننذه
العلوم مزالق القدام إلي النار ,حمانا ال وإياكم الظاهر – الظنناهر اللهننم إيمانننا
ذرُهم ِفي َخو ِ
ضِهْم يَْلَعُبوَن ) النعام ( 91 ْ ل ثُ ّ َم َ ْ ْ
كإيمان العجائز )ُقْل ا ّ َ ُ
" ل تقطعوا الوصلة مع العلماء " جالسوهم خذوا عنهم ل تقولوا :فلن غير
عامل خذوا من علمه واعملوا به ,ودعوه وعمله إلي الن الوليناء رضنني الن عنهنم
يأخذون الحكمة ل يبالون من أي لسان ظهرت وعلنني أي حجننر كتبننت ,وبواسننطة أي
ذا بننا ِ
طًل كنروَن ِفنني َخْلنِق ال َسنماوا ِ
ت َواْل َْر ِ
ض َربّ َنَننا َمننا َخَلْقنَت َهن َ َ ّ َ َ انسان وصلت ) َويََتَف ّ َ ُ
ك ) آل عمران ( 191الولياء قناطر الخلق يعبر الموفقون عليهم إلي ال ُسْبَحانَ َ
تعالي أولئك هم العاملون ,المخلصننون الخالصننون استخلصننهم تعننالي لعبننادته ,
وقربهم من حضرته ,فما حجب قلوبهم حجاب الغين طرفة عين أخرجو الننبين مننن
البين أقامو طلسم الكتم علي السنرار وقناموا اللينل ,وصناموا النهنار بعضنهم
غلب عليه الفكر ,وبعضهم غلب عليه الذكر ,وبعضهم جمع شتات المر )ِرَجنناٌل
ل ) النور ( 37أوصيكم كل الوصيه بعد علم َل تُْلِهيِهم ِتجارٌة وَل بيٌع َعْن ِ
ذْكِر ا ّ َ ِ
ْ َ َ َ َْ
واجبات الدين بصحبتهم ,فإنها ترياق مجننرب عننندهم رأس المننر كلننه عننندهم
الصدق والصفاء ,والذوق والوفاء والتجرد من الدنيا والتجرد من الخري ,والتجننرد
إلي المولي وهذه الخصال ل تحصل بالقراءة والدرس والمجالس ل تحصل إل بصننحبة
الشيخ العارف الذي يجمع بين الحال والمقال يندل بمقنناله ,وينهنض بحناله أولئك
هداهم ال فبهداهم اقتده
خاله الشيخ -كما ل كانت أو نقصانا – تظهر في أتباعه ومريديه بطنننا بعنند
بطن فإن كانت حالة كمال ,عل بها حننال الكامننل ,وزاد بهننا حننال الننناقص وإن
كانت حالة نقص ,نقص بها حال الكامل ,وذهنب بهننا حننال النناقص ,إل إن وهنب
الكريم فل تأثير للحوال إياكم وإبقاء أثر ينقص حننال كمننل أتبنناعكم ,ويننذهب
حال ناقصهم الرجل من تظهر آثاره بعده
قال الرجال :
فانظروا بعدنا إلي الثار إن آثارنا تدل علينا
أتركوا بعدكم أثر الذل والنكسار ,والتجرد من الدعوى ,والخروج من حيطننة
الستعلء ,والتذلل بباب المولي ,ومحبة الفقراء والعلماء ,وموافقة القدار بالتسليم
إلي ال ,والتمسك بسنة رسوله صلي ال عليه وسلم وإياكم والغننرة بننالوقت ,فمننا
هو عند العنارف بشنيء إل إذا لنم يصننرفه فني غيننر الطاعنة ويأخنذ منننه منا يثلنج
صدره أجل ) من سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلي يوم القيامة ومن سن
سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلي يوم القيامة ( رواه مسلم وعزاه النجننم
لمسلم وأحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة عن جرير بلفظ " من سننن فنني السننلم "
الخ
مابقي من قوم سليمان عليه السننلم أحنند ذهننب ملكننه ,ونسننخت شننريعته
ونبينا عليه أفضل الصلة والسلم ل يذهب شأنه ,ول تنسخ شننريعته بننإذن الن )ِإ ّ َن
لن َل يُْخِلنُف اْلِميَعنناَد ) آل عمننران ( 9وصننف سنليمان ننازعه وصننف الملننك الننديان ا َّ َ
هنناِر ) غننافر ) المننؤمن ( ( 16ووصننف النننبي ل اْلواِح ن ِ
د اْلَق ّ َ ِ ِ فطمسه )لَِمْن اْلُمْل ُ
ك اْلَيْوَم ّ َ َ
صلي ال عليه وسلم لما كان العبديننة ,أعننانه وصننف الربوبيننة فنندام ذكننره ,وعل
ك ِمْن ال ّ َناِس ) المائدة ( 67وقنند تننرون أن الملننوك وذراريهننم ل يْع ِ
صُم َ أمره )َوا ّ َ ُ َ
وحواشهم تذهب ,ورسومهم تنقلب ,والرعية علنني حالهنا هنؤلء ننازعتهم صننفة
الربةبية لما رأوا المالكية فزالوا وهؤلء صانتهم صفه الربوبية لما تحققننوا بمنزلننة
المملوكية فداموا قال سيدي الشيخ منصور :صحيفة حال الشيخ أتباعه لهننم مننن
حاله وخلقه شمة لبد أن تفعل أن تفعل كيننف كننانت ,إل إذا غلبهننا حننال سننماوي
اختص به التابع فربما يعلو منزلة شيخه ذلك الفضل من ال يؤتيه من يشنناء تننري
في أصحاب الحلج حب القول بالوحدة تري في أصحاب الجنينند رضنني الن عنننه حننب
الغماض ,والتكلم بالرقائق تري في أصحاب الجنيد رضي ال عنننه حننب الجمننع بيننن
لسان الطريقة والشريعة تري في أصحاب السلما باذي حب المعننالي لمننا كننان عليننه
من المنزلة ترى في اصحاب سيدي الشيخ أبي الفضل حب الوحدة إلي الن بالننذل لن
وللخلق وقد تنعكس هذه القاعندة فني البعننض ولكنن يكنون ذلنك بالختصنناص
ضنِل اْلع ِ
ظينِم ) البقننرة (105معننروف ِ ِ
َ ذو اْلَف ْ ل يَْخَتن ّ ُص ِبَرْحَمتنه َمنْن يََشنناُء َوا ّ َ ُ
لن ُ )َوا ّ َ ُ
الكرخي ,وداود الطائي ,والحسن البصري ,ومن تأدب بصحبتهم من هذه الطائفننة
رضي ال عنهم ,اختصروا أسباب السننير علنني كلمننتين :التمسننك بالشننرع ,وطلننب
الحق وحده هذه الشريعة أمامك
" أي أخي " أنظر كيف كان نبيك عليه أفضل الصننلوات التسننليمات ؟ وكيننف
قال ؟ وكيف خالق الناس برا وفاجرا ؟ واعمل بعمله ,وقل بقوله وتخلننق بخلقننه صننلي
ِ
ذْكِر ال عليه وسلم إن كنت ل تعلم فاسأل العلماء قال تعالي ) )َفاْس نأَُلوا أَْه نَل ال ن ّ
كْنُتْم َل تَْعَلُمننوَن ) النحننل ( 43يتحنندث القننوم بننالنعم اعترافننا بنعمننة المنعننم , ِإْن ُ
ذيَنوشكرا لها ,وحثا للناس علي العمل ,لتحصل لهم هذه البركة قل تعالي )واّلَن ِ
َ
هْم ُسبَُلَنا ) العنكبوت ( 69يقول المتحدث بالنعمة :أطلعني جاَهدوا ِفيَنا لَنَْه ِ
ديَّنَ ُ َ ُ
ربي علي كذا وعلمني كذا ,ووهبني من الخير والبركة كننذا ولكننن ل يقننول :أنننا
خير منكم نا أجل منكم أنا أشرف منكم هذه كلمات دعوي ,تكون من رعونه
النفس ,ينطق بها لسان الحمق ما الذي خيرننني عليننك ,وأجلننني وشننرفني ؟ صننلة
وصوم وغيرها من العبادات ؟ ليأمن مكر ال إل القوم الخاسرون لننول امتثننال قننوله
كُروا ِلي َوَل تَ ْ
كُفُروِني ) البقرة (152لخاط العاقل فمه بمخيط تعالي )َواْش ُ
" أي أخي " تفتخر بأبيك آدم عليه السلم الصفوة الولي .كفر أكننثر أولده
وكذلك أكثر النبياء والمرسلين تفتخر بعلمك إبليس حل كل عويص ,حننل وقننرأ
صحاف الموجودات تفتخر بمالك ,قارون هلك بمنناله تفتخننر بملكننك ,لننم يغننن
ملك فرعون عنه من ال شيئا ماهلك إبراهيم عليه السلم بعد أن تجرد إلي ربه
ما ذل موسي عليه السلم بعد أن فرش بساط ذله بيننن ينندي خننالقه ماضنناع شننأن
ك ) النبياء ( 87 يونس عليه السلم بعد أن فال بصدق اللتجاء )َل ِإلََه ِإ ّ َل أَْنَت ُسْبَحانَ َ
ماخاب يوسف عليه السلم بعد أن استسلم لقضننائه معتمنندا عليننه هكننذا النننبيون
كِلمنا ِ
ت ا َّ ِ
لن ِ ِ
هكنذا المرسنلون هكنذا الصنديقون هكنذا الصنالحون )َل تَْبنديَل ل َ َ
) يونس ( 64
"أي أخي " أين أنت ؟ في أي واد ؟ تهيم فنني وادي وهمننك ,تسننرح فنني ميننادين
قطيعتك ال ال بك أحننرص عليننك وال ن ,إن تنقطننع أخنناف عليننك أن تخننذل
اللهم إني أعوذ بك من القطع بعد الوصل "يننا أخنني " ل تحننرد مننني إذا انقطعننت
وأنت تظن الوصل ورأيننت أنننك عننالم وأنننت علنني طائفننة مننن الجهننل فقنند فاتننك
السوم ,وسبقك القنوم ,وعمننك اللنوم ل أقنول لكنم :انقطعنو عننن السنباب ,عنن
التجارة ,عن الصنعة ولكن أقول :انقطعوا عن الغفلننة والحننرام فنني كننل ذلننك ل
أقول لكم اهملوا الهل ,انقطعو عن الغفلة والحرام فنني كننل ذلننك ل أقننول لكننم
) غير موجود كلمة لكم في غير نسخة ( إياكم والشتغال بالهننل عننن ال ن فننوق مننا
يلزم بثيابكم تنكسر قلوب الفقراء من خلق ال وأقول :ل تظهننروا الزينننة فننوق
ما يلزم بثيابكم تنكسننر قلننوب الفقننراء وأخنناف أن يخننالطكم العجننب والغفلننة
ِ
وأقول نقو ثيابكم )َوتََعاَوُنوا َعَلى اْلِبّر َوالّتَْقَوى َوَل تََعاَوُنوا َعَلى ا ْ ِلْثِم َواْلُعنْدَواِن َواّتَُقننوا
ديُد اْلِعَقاِب ) العراف ( 32وأقننول نقننوا قلننوبكم وطهروهننا فننذلك اَّل ِإ ّ َن اَّل َش ِ
َ َ
أولي من تنقيننة الثينناب إن الن لينظننر إلنني ثينابكم ,ولكننن ينظنر إلني قلنوبكم
وكذلك ,أو مثل ذلك قال لنا سننيدنا عليننه أفضننل الصننلوات والتسننليمات ) حنناربوا
الشيطان ببعضننكم بنصننيحية بعضننكم بخلننق بعضننكم بحننال بعضننكم بقننال
ِ
بعضكم ( قال تعالي )َوتََعاَوُنوا َعَلى اْلِبّر َوالّتَْقنَوى َوَل تََعنناَوُنوا َعَلننى ا ْ ِلْثنِم َواْلُعنْدَواِن
ديد اْلِعَقنناِب ) المننائدة ( 2وقننال تعننالي )ِإ ّ َن اَّلن يِحن ُب اّلَن ِ ِ
ذيَن َ ُ ّ لن َشن ُ ل ِإ ّ َن ا ّ َ َ
َواّتَُقوا ا ّ َ َ
هْم ُبنَياٌن َمْرُصوٌص ) الصف ( 4يقاتلون النفننس كنني ل يَُقاِتُلوَن ِفي َسِبيِلِه َص ّ ًفا َ
كأَّن َ ُ
تشغلهم بشهواتها الدنية عن عبننادة الن يقنناتلون عنندو الن ل علء كلمننة الن
ل ُهْم اْلُمْفِلُحنوَن ) المجادلننة
ل أََل ِإ ّ َن ِحْزب ا ّ َ ِ
َ ونشر علم الدللة علي ال )أُْولَِئ َ
ك ِحْزب ا ّ َ ِ
ُ
( 22عظموا شأن العلم تعظيما يقوم بواجباته ,لنه ) وفي نسخ :درك ( أدرك
حقائق الشياء مسموعا ومعقول أعطوا اليمان حقه :فهو إقرار باللسان ,واعتقناد
بالجنننان إلزمننوا حكننم السننلم :فهننو متابعننة الشننريعة ,والعننراض عننن الطبيعننة
تحققوا بالمعرفة :فهي أن تعرفوا ال بالوحدانية طهننروا النيننة :فهنني الخطننرة
فنني القلننب فل يطلننع عليهننا أحنند غيننر ال ن أتقنننوا الدب :فهننو وضننع الشننيئ
موضعه أو جزوا الموعظة :فهم إرشاد أصحاب الغفلت أبلغوا بالنصيحة :فهي
الطلع علي حفظ طريق الزهد أصدقوا في المحبة :فهي نسيان ماسننوي المحبننوب
أكملوا الدب في الدعاء :فهو رفننع الحاجننات إلنني رفيننع النندرجات شننيدوا منننار
التصوف :فهو ترك الختيار أتقنوا طريق العبودية :فهي ترك النندنيا ,وتننرك
الدعوي واحتمال البلوي ,وحب المولي مهدوا سبيل القرب :فهو النقطاع عن كننل
شيئ سوي ال تحققوا بالصدق ,فهو موافقة السر والعلنية عظمننوا قنندر نعمننة
العافيننة :فهنني نفننس بننال بلء ,ورزق بل عننناء ,وعمننل بل رينناء قفننوا عننند حنند
الستقامة :فهي أل يختار علي ال شيء تحروا الحلل :فهننو الننذي ل يضننمنه آكلننه
في الدنيا ,ول يؤاخذ لجله في الخره سددوا منهاج الطاعننة :فهنني طلننب رضنناء
ال في القوال ,والفعال ,والحوال خذوا بعروة الصننبر :فهننو إيقنناف القلننب عننند
حكم الرب طهروا العزلة والخلوة فهما التباعد عن أبننناء النندنيا بننترك الطمننع ,
وهجر اختلط الناسي قلبا و إن كان المرء بينهم بشخصه
أل إن الولي من ولي وجه عن النفس ,والشيطان ,والدنيا ,والهمى وولي وجهه
وقلبه إلي المولي وأعرض عن الخرة والولي ولم يطلب إل ال تعالي وإن القانع مننن
رضي بالقسمة ,واكتفي بالبلغة
" وأحذركم أوصافا وخصال " إياكم إياكم والتصاف بشيء منها ,فإنهننا السننم
النافع " أوصيكم " بتقوي ال والتباعد عن الخصال المذكورة وهي ) الحسد ( وهو
إرادة زوال نعم المحسود و ) الكننبر ( وهننو أن يننري المننرء نفسننه خيننرا مننن غيننره و
) الكذب ( وهو اختراع كلم علي خلف الواقع ,وقول قبيح عار عن صفة المنفعة
و ) الغيبة ( وهي بيان خبث البشننرية و ) الحننرص ( وهننو عنندم الشننبع مننن النندنيا و
) الغضب ( وهو غلين الدم لرادة النتقام و ) الرياء ( وهو الستبشار برؤية الغيار
و ) الظلم ( وهو متابعة النفنس علني ماتشننتهيه وأقنول لكننم :كوننوا دائمنا بيننن
الخوف والرجاء فالخوف :أن يخاف القلب من الن لمننا علننم مننن ذنننوبه والرجنناء :
سكون الفؤاد بحسن الوعد وأديموا تصفية الروح بالرياضة ,وهي :استبدال الحالة
المذمومة بالحالة المحمودة
ِ
" إجعلوا المننر بننالمعروف والنهنني عننن المنكننر دينكننم )ِإ ّ َن الندين ِعْنند ا ّ َ ِ
لن َ ّ َ
ا ْ ِلْسَلُم )آل عمران " ( 19من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر فهننو خليفننة ال ن فنني
أرضه ,وخليفة رسوله ,وخليفة كتابه " كذا أخبرنا الصادق المصدوق عليه أفضل
الصلة والسلم وقال علي أمير المؤمنين عليننه السننلم :أفضننل الجهنناد بننالمعروف
والنهي عن المنكر ومن شان الفاسقين ,وغضب ل ,وجاهد في ال ,ولم يتبع غيننر
السلم دينا غفرال له مثل رجال السنة رضي ال عنهم وحال المننداهن فنني حنندود
ال تعالي والواقع فيها ,مثل قوم في سنفينة ,صنار بعضنهم فني أسنفلها ,وصنار
بعضهم في أعلها ,فقام رجل بيده فأس ينقر ) وفي نسخ :ينقر أسننفل السننفينة
في أسفلها فأتوه فقالوا :مالك ؟ فقال :لبد لي من الماء فإن أخننذوا عليننه ومنعننوه
أنجوا أنفسهم وإن تركوه أهلكوه ,وأهلكوا أنفسهم جاء في الخبر ) رواه المام
احمد وأبو داود وابن جلمه وابن حباب عننن جريننر بلفننظ " مننا مننن قننوم يعمننل فهننم
بالمعاصي ,إلي آخننر الحننديث " حننديث صننحيح " " ,مننا مننن قننوم عملننوا بالمعاصنني
وفيهم من يقدر أن ينكر عليهم فلم يفعل إل أوشننك أن يعمهننم الن بعننذاب مننن
عنده " وكان سفيان الثوري رضي ال عنه يقول :إذا كان الرجل محببا في جيرانننه ,
ومنن شناهد منكنرا ولنم ينكنره محمودا عنند إخنوانه فناعلم أننه منداهن أجنل
وسكت عنه فهو شريك فيه والمستمع شريك المغتاب وتجري في هذه المعاصي
المنبه عليها شرعا أل إن من خالط الناس كثرت معاصية وإن كان تقيا فنني نفسننه
إل أن يترك المداهنة ول تأخذه في ال لومة لئم ويشتغل بالحسبة والمنع
وأصل الحسبة الشرعية شيئان :أحدهما اللطف والرفق ,والبداءة بالوعظ علنني
سبيل اللين ,ل علي سبيل العنف والترفع ,فإن ذلك يؤكد داعيننة النفننس ,ويحمننل
العاصي علي المناكرة واليذاء وإذا كان الواعظ فظا سيء الخلق لسبيل له لحمقننه
علي دفع المناكرة يغضب لنفسه ويننترك النكننار لن عننز وجننل ,ويشننتغل بشننفاء
غليله من الموعوظ ,فيصننبر بننذلك عاصننيا جناء فنني الخننبر " ليننأمر بنالمعروف ول
ينهي عن المنكر إل رفيق فيما يأمر به ,رفيق فيما ينهي به حكيم فيما يأمر به
,حكيم فيما ينهي عنه " وبلغنا أن أحد الوعاظ وعظ المأمون العباسي رحمننه الن ,
وأغلظ عليه وعنفه فقال :يارجل إرفق ,فقد بعث ال من هو خيننر منننك إلنني مننن
ِ
هو شر مني ,فأمره بالرفق فيه بقوله تعالي َ) :فُقوَل لَنُه َقنْوًل لَّينًننا لََع ّ َلنُه يََتنذَ ّ َ
كُر أَْو
يَْخَشى ) طه ( 44
" أي سادة " أقول لكم :من ال علي فتخلقت بما أمرتكنم بنه وحثتكنم علينه
ولكن من البر أن ل تطلبو هذا الشرط من واعننظ وناصننح ول نظفننروا الشننيطان بكننم
بهذه الخصلة فتقولوا :ل نأمر بالمعروف حتي نعمل به كله ول ننهي عن المنكر
حتي نجتنبه كله إن هذا يؤدي إلي حسم بنناب الحسننبة فمننن ذا الننذي يعصننم مننن
المعاصي ؟ مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به كله وانهوا عن المنكر وإن لم تجتنبوه
كله كذا أمرنا نبينا عليه أكرم وأفضل صننلة الن وسننلمه وأقننول لكننم :مفتنناح
السعادة البدية القتداء برسول ال صلي ال عليه وسلم في جميع مصادره وموارده
,وهيئته وأكله وشربه وقعوده ,وقيننامه ونننومه وكلمننه ,حننتي يصننح لكننم التبنناع
المطلق بلغنا عن بعض الئمة أنه ما أكل البطيننخ لنننه لننم ينقننل لننه كيننف أكلننه
رسول ال صلي ال عليه وسلم وسننها بعضننهم فابتنندأ فنني لبننس الخننف باليسننري
فكفر عن ذلك بشيء من الحنطة وإياكم أن تقولوا :هذه الخصال من المننور الننتي
تتعلق بالعادات فتهملوها ,فإن إهمالها يغلق بابا عظيمننا مننن أبننواب السننعادة
وأما العبادات ,فل أعرف لعدم اتبنناعه عليننه الصننلة والسننلم فيهننا مننن عننذر إل أن
يحصل ذلك من كفر خفي ,أو حمق جلي حمانا ال وإياكم
" أي سادة " وال ما أظن أن علي بسناط الغننبراء صنناحب عقننل يميننز فيننه بيننن
الخبيث والطيب إل ويعتقد قلبه ويذعن لبه أن العبادة الننتي شننرعها الحننبيب عليننه
أفضل صلة ال وسلمه ,والعادة التي كان عليهننا هنني الحالننة المرضننية عننند الننرب
والخلننق ,وهنني الداب المقبولننة عننند الخننالق ,والمحبوبننة عننند المخلننوقين وبهننا
يطمئن القلب ,ويسكن الروع أي فرق ل يدركه العقل من حال المخمور والصنناحي ,
ومن حال السارق والمين ,ومن حال الكاذب والصادق ,ومن حننال الزاننني والعفيننف ,
ومن حال المتكبر و المتواضع ,ومن حال البخيل والسخي ,ومن حال الظننالم والعننادل ,
ومن حال المبطل والمحق ,ومن حال المغتناب والنبريء ,ومننن حنال القنادر والرحيننم ,
ومن حال العابد والنائم ,ومن حال الغافل والمتفكر ,ومن حننال الفنناجر والننبر ,ومننن
حال الكافر والمؤمن ؟ إن في ذلك ليات لولنني اللبنناب الن الن بالمتابعننة المحضننة
لهذا الرسول العظيم ,الذي جاء رحمة للعننالمين ,وحجننة علنني المخلننوقين ,ونعمننة
للموحدين إياكم ونسيان الموت فإنه ينتج من الغفلة ,وهي منن قلنه ذكنر الن ,
وذلك من قلة اليمان ,وأم ذلك الجهل ,وهنو منن الضنلل جناء فني بعنض الكتنب
اللهية :أن الحق تعالت ذاتننه يقننول :يننا ابننن آدم :بعننافيتي قننويت علنني طنناعتي
وبتوفيقي أديت فريضتي وبرزقي قويت علي معصيتي وبمشيءتي تشنناء مننا تشنناء
لنفسك وبنعمتي قمننت وقعنندت ورجعننت وفنني كنفنني أمسننيت وأصننبحت وفنني
فضلي عشت وفي نعمتي تقلبت ,وبعافيتي تجملت تنسنناني وتننذكر غيننري ,ولننم
تننؤد شننكري يننا ابننن آدم :المننوت يكشننف أسننرارك والقيامننة تتلننو أخبننارك
والعذاب يهتك أستارك إذا أذنبننت ذنبننا صنغيرا فل تنظننر إلنني صننغره ,ولكننن
انظر إلي من عصيت وإذا رزقت رزقا قليل فل تنظر إلي قلته ,ولكن انظر إلي مننن
رزقننك ول تحقننر الننذنب الصنغير ,فإنننك ل تنندري بننأي ذنننب عصننيتني ول تننأمن
مكري ,فإن مكري أخفي عليك من دبيب النملة علي الصخرة في الليلة المظلمننة يننا
ابن آدم ,هل عصيتني فذكرت غضبي فانتهيت ؟ وهل أديت فريضتي كما أمرتك ؟
وهل واسيت المساكين من مالك ؟ وهل أحسنت إلي من أساء إليك ؟ وهل غفرت لمن
ظلمك ؟ وهل وصلت من قطعك ؟ وهل أنصفت من خانك ؟ وهل كلمت من هجرك ؟
وهل أدبت ولدك ؟ وهننل أرضننيت جيرانننك ؟ وهننل سننألت العلمنناء عننن أمننر دينننك
ودنياك ؟ فإني ل أنظر معاشر الدمين إلي صوركم ,ول إلنني محاسنننكم وأحسننابكم
وأنسابكم ولكن أنظر إلي قلوبكم ,وأرضي بهذه الخصال عنكم
" أي سادة " هذه أمور تنكشف يوم القيامة ,يوم التغابن ,يوم الحاقة ,يننوم ل
ينطقون ول يؤذن لهم فيعتذروة يوم الطامة ,يوم الصيحة ,يننوم تشننيب الولنندان ,
يوم الزلزلة ,يوم القارعة ,يوم ينسف الجبال ,يوم ل تملك نفس لنفننس شننيأ والمننر
يومئذ ل
"أي سادة " جالسوا العلماء والعرفاء فإن للمجالسة أسرارا تقلب الجلس مننن
حال إلي حال ورد في السنة " من جلس مع ثمانية أصننناف زادة الن ثمانيننة أشننياء
) من كلم بعض السلف ول يصح مرفوعننا ( مننن جلننس مننع المننراء زاده ال ن الكننبر
وقساوة القلب ومن جلس مع الغنياء زاده ال الحرص في النندنيا ومننا فيهننا ومننن
جلس مع الفقراء زاده ال الرضا بما قسمه ال تعالي ومن جلس مننع الصننبيان زاده
ال اللهو واللعب ومن جلس مع النساء زاده ال الجهل والشهوة ومننن جلننس مننع
الصالحين زاده ال الرغبة في الطاعة ومن جلس مع العلماء زاده ال العلم والورع
ومن جلس مع الفساق زاده ال الننذنب وتسننويف التوبننة " وورد أيضننا :الصننحبة مننع
العاقل زيادة في الدين والنندنيا والخننرة والصننحبة مننع الحمننق نقصننان فنني النندين
والدنيا وحسرة وندامة عند الموت ,وخسارة في الخننرة " أي سننادة " ثلثننة لهننم
شفاعة – العالم – ولخادم – والفقير الصابر
"أي سننادة " خننذوا كننل وارد غيننبي وحننادث سننماوي بالبشننر والرحننب وكونننوا
قوموا بقضاء حوائج خلق الن مننا اسننتطعتم فننإن مننن قضنني لخيننه راضين عن ال
المؤمن حاجة في الدنيا قضي ال له سبعين حاجة في الخرة ارحمو عزيز قننوم ذل ,
وغني قوم افتقر أكثروا من الصدقة ,فإن ال يرفع بسببها البلء أكرموا الضيفان
,فإن ذلك كان من عبادته صلي ال عليه وسلم قبل أن يكلف خالقوا الننناس بخلننق
حسن ,فإن الخلق الحسن أفضل العمال يقال إذا لم تسمع الناس بمالك فسع الناس
بخلقك " رواه المستغفرى في المسلسلت وابن عساكر عن الحسن بن علنني ) كتنناب
كشف الخفا ( " أحسننن الحسننن الخلننق الحسننن " يبلننغ صنناحب الخلننق الحسننن رتبننة
الصائم القائم وهو علي فراشة نائم ,لن ذلك بعد المفروضات أفضل ما يتقننرب بننه
إلنني الن تعننالي إيننش تنفننع عبادتننك وأنننت مشننمئز ؟ كأنننك تمننن بهننا علنني الن
يامسيكين إن ال غني عن العالمين إذا عبدت ال فاعبد ال عاكفننا علنني بننابه ,
واقعا علي أعتابه ,خاضعا لسلطنته ,مقشعرا من هيبته ,معترفا بعجزك عن أداء
واجباته ,متجردا من رؤيننة نفسننك وعملننك وغيننر ذلننك ,قارعننا بنناب عزتننه وجللننه
بأكف ذلك واحتقارك ,وحينئذ يرجي لك القبول طهنر لسنانك منن لنوث الكلم
فيما ل يعنيك كي يرفع كلمك إلي حظيرة قدسه ,إلي الحضرة السماوية العرشية
التي جعلها جهننة الطلننب ,كمننا جعننل الكعبننة فنني الرض جهننة العبوديننة )ِإلَْينِه
ِ
كِلُم ال ّ َطّيُب ) فاطر ( 10إلي الجهة الننتي صننرف إليهننا همننه خلقننه ,إلنني يَْصَعُد اْل َ
محل تنزلت أمره ,ليأتيك أمره وكرمه ولطفه من العلو ,فتخضننع دونننه وتننراك
حقيرا سافل والسرار القرآنيننة واضننحة المفنناد بهننذا المعننني قننال تعننالي )َوِفنني
لنكْم َوَما ُتوَعنُدوَن ) الننذاريات ( 22وقننال تعننالت أسننماؤه )َوَمنْن يَّتَنِق ا ّ َ َ ال ّ َسَماِء ِرْزُق ُ
ث َل يَْحَتِسُب ) الطلق ( 2,3كن حاذقا يَْجَعْل لَُه َمْخَرًجا)َ(2ويَْرُزْقُه ِمْن َحْي ُ
" أي ولدي " إذا سمعت كلم أهل الحضرة فإنه ظاهر غامض تكلم سيد أهننل
الحكمة والبيان وأفصح نوع النسان صلي ال ن عليننه وسننلم بجوامننع الكلننم ,فننأوجز
وأفصح ,وأوضح وأغمض ,وهكذا ,وراثه وأتباعه ل تحرد مني يا أخي كل ماحننام
حول فكرك من رؤيا نفسك ,ومالننك وحسننبك ونسننبك ,وعلمننك وبلنندك وزوجننك
وولدك وعملك وفتحك وكرامتك ومزيتك ,فهو خاطر إن قننابلته بالخضننوع والننذل
والحمنند والشننكر والمسننكنة انقلننب فتحننا وإن قننابلته بننالعزة والكننبر والسننتعلء
والغفلة انقلننب قبحننا ووسواسننا وقطيعننة فتنندارك نفسننك ,وأصننلح شننأنك إذا
انقطعت عن عبادة سيدك تبكي عليك الرض التي عبندت الن عليهننا ,وكأنهنا
توددا إليك ,وأسفا عليك ,تقول قول القائل :
تزول وأن ودك ليزول وكنت أظن أن جبال رضوي
ولكن القلوب لها انقلب وحالت ابن آدم تستحيل
فإذا كانت الرض تحت عليك ,وتود سوق الخيننر إليننك ,فكيننف بلننك ؟ هننذا
الشأن أولي لك وأنت لو فقهت أولي به " بلغني " عن بعض إخواننننا رجننال العننر
أنه يقول :
عقدت بباب الدير عقدة زناري وقلت خذو الي من فقيه الحمي ثاري
إياكم والقول بمثل هذه القاويل يريد بذلك معاني أخري
ولكن أدبنا مع الدين ألزم حسن الظن يلزمنا بسيدنا الشيخ ,
ووقوفنا مع الحق أهم ل نعقد الزنار ,ول نمر علي باب الدير ,ونقبل يد
الفقيه ورجله ,ونطلب منه علم ديننا ,ونقول طلب الشيخ مقاصد
ويقول عوضا عما قال : سترها بهذه اللفاظ ,وليته لم يطلبها ,
حللت بباب الشرع عقدة زناري وطهرت بالفقه اللهي أسراري
وما الشرع إل الباب للوصل بالباري وما الدير والزنار إل ضللة
" نعم " حالة أهل الحب تأخذ القلب ,فيطيش العقننل ,فيتكلننم اللسننان كلم
من جن أو خمر أو غل دمه أو أغشي عليه فدعوا الرجل وربه وهذا يكفيه منكننم
وتمسكوا بالحبل المتين الذي من تمسك به لن يضل أبدا
هذه الكلمات ومثلها من الشطحات التي تتجاوز حنند التحنندث بالنعمننة ,مثننل
صاحبها كمثل رجل نام في بيت الخلء فرأي في منامه أنه يجلس علي سرير سلطنة
فلما استيقظ خجل وعرف مكانه
" ال ال " بالوقوف عند الحدود عضوا علي سنة السيد العظيم بالنواجذ
مالي وألفاظ زيد ووهم عمرو وبكر
من سر ذاك وسري وجه الشريعة أهدي
) من حديث ذكر في الصننحيحين واخرجننه احمنند والترمننذي والنسننائي عننن ابنني
سعيد الخدري رضي ال عنه "صدق ال وكذبت بطن أخيننك " "أي أخنني "كننل مننا
أنت فيه إن جئت بالحرام يتلي عليك إذا لقيت ربك َ) :وَمنْن يَْعَمنْل ِمْثَقناَل َ
ذ ّ َرٍة َشن ّ ًرا
يََره ) الزلزلة (8ل أقول لكم :ضاقت عليكم السبل ,وأخننذكم السننيل ,ورددتننم
عن باب الكريم ل وحقه تعالي بل سيظهر من كرمننه وإحسننانه ولطفننه وفضننله
غدا يوم القيامة ما يتطاول إليه طمع إبليس ,وظلمة الكافرين ولكن أقول لكننم :
دي ِ
د اْلِعَقاِب ) المؤمن ) غافر( (3فتقربوا ْ َ هو سبحانه َ) :غاِفِر ال ّ
ذَْنِب وَقاِبِل الّتَوِب َش ِ
من باب مغفرته بالتوبة والعمل المرضنني عنننده وتباعنندوا عننن بنناب عقننابه بننترك
معاصيه وخافوه خوف عالم بعطمته وقدرته ,وأضننمروا الرجنناء بننه ,رجنناء مننوقن
بكرمه ,وعميم إحسننانه ,فننإن رجنناء المننؤمن بقنندر خننوفه ,حننتي لننو وزنننا لمننا زاد
أحدهما عن الخر " ,المصير إلي ال " والرجننوع إليننه ,وكننل يعنود إلني معندنه ,
ها نُِعيننُد ُ
كْم ِ ِ
كْم َوفي َ
ها َخَلْقَنا ُ
ويستوفي أجله ,وتعود عليه المسألة ,قال تعالي )مْن َ
ها نُْخِرُج ُ
كْم َتاَرًة أُْخَرى ) طه : ( 55هننذه الحبننة الننتي تأكلونهننا نبتننت بننتراب ِ
َومْن َ
مثلكم ,كان لهم قوة وبأس شديد ,ذهبو ا وبانوا ,وكأنهم ما كانوا :
لرأي عليه من الجباه بساطا هذا تراب لو تفكره الفتي
وكأنما ذراته لو ميزت صيغت للسنة الولي أسفاطا
ندوس ألسنا وجباها ,وخدودا وشفاها ) َفاْعَتِبُروا َياُأوِلي اْل َبَْصاِر ) الحشر ( 2
هذه الدنيا وهذه أحوالها وهذه ديارها ورجالها بال عليكم هل بعنند هننذه
الفكرة ,وأخذ العبرة ,من طمع بها وبديارها ,وإصلحها وإعمارهننا ؟ أعمننر هننذا
الرواق حتي يسكنه صالح وإبراهيم وأبو القاسم والنساء ؟ أم أعمر بيتا أسكنه أنا إذا
فارقت الحباب ,وتوسدت التراب ؟ أهذا الرواق عمره أبي بخيله ورجله ,وأبقنناه لنني
من بعده ؟ ل وال بل ال وهب وأحسن ,وأكرم وتخنن هذه المنة مخصوصننة بني ؟
ل وال بل الدنيا يعطيها لمن يحننب ,ولمننن ل يحننب والخننرة ل يعطيهننا إل لمننن
يحب رزق أبي بيتا ومقاما ,وثوبا وطعامننا وأنننا كننذلك وأولدي وعيننالي فنني لننوح
غيبه المحفننوظ بعلمننه لهننم رزق وهكننذا جميننع الخلننق فعلم هننذه الخيننالت ,
وتطرق سبيل الضللت ؟ الكيس من خاف ربه ,ودان نفسه ,وعمل لما بعد المننوت
ِ
ِ ِ ِ ِ َ ِ كَتبَنا ِفي ال ّ َزبوِر ِمن بْع ِ
ض يَرُث َ
ها عَبادي ال ّ َصالُحوَن ) ذْكر أَّن اْل َْر َ د ال ّ ْ َ ُ قال تعالي)َولََقْد َ ْ
النبياء ( 105آية اختلف في تفسيرها الرجال إرث معنوي تحسن به القربننى مننن الن
للعبد إذا توسد الرض أو الصالحون لرثها وسياسة خلقه علنني مقتضنني اسننتحقاق
الخلق فإن العمال عين العمال أجل أعمالكم عملكننم ) لعلهننا :عمننالكم ( وكمننا
دِه َواْلَعاِقبَنُة ِلْلُمّتَِقينَن
هننا منْن يَشنناُء ِمنْن ِعبننا ِ
َ َ
تكونوا يولي عليكم )ِإ ّ َن اْل َر َ ِ ِ
ض َّل ُيوِرُث َ َ ْ
) العراف ( 128بينة علي ماذكر وفسرها جماعة بأرض الجنة والكل علي هدي
" أي أخي " أما تنظ الطفل إذا ولد يبرز إلي الدنيا قابضا كفه حرصا عليهننا
وإذا خرج باسطا كفه معترفا بفراغ يده من المر العارض الذي حرص عليه كفنني
بالموت واعظا كفي بالموت واعظا
قوافل القوم أهل العلم والعمل أبكي ومثلي من يبكي إذا سبقت
وإنني الخائف الباكي من الزلل بكاء قوم للقيا الوالهين به
"أي سننادة " منناتركت طريقننا صننعبا ,ول مسننلكا غضننا ,إل كشننفت قننناعه ,
ورفعت بأكف عساكر الهمة ستره المسدول وشراعه ودخلت علنني ال ن مننن كننل
باب ,فرأيت علي الكل ازدحاما عظيما ,فجئته من بنناب الننذل والنكسننار ,فرأيتننه
خاليا ,فوصلت وحصلت مطلننوبى ,والطلب علنني البننواب أعطنناني ربنني مننن فضننله
ومواهبه مال عيننن رأت ,ول أذن سننمعت ,ول خطننر علنني قلننب بشننر مننن أهننل هننذا
العصر
وعدني رسول كرمه أن يأخننذ بينند مرينندي ومحننبي ومننن تمسننك بنني وبننذريتي
وخلفائي في مشارق الرض ومغاربها إلي يوم القيامة عننند انقطنناع الحيننل وبهننذا
جرت بيعة الروح ,ل يخلف ال وعده ل تصننح المكالمننة لمخلننوق مننع الخننالق بعنند
الننبيين والمرسننلين الننذين كلمهنم سنبحانه وحيننا أو منن وراء حجنناب وإنمننا وعند
إحسانه ينجلي الي قلننوب أوليننائه وأحبننابه بالرؤيننا المناميننة ,والواسننطة المحمديننة ,
واللهام الصحيح الذي ل يخالف ظاهر الشريعة الحمديننة بحننال مننن الحننوال وذلننك
فضل ال يؤتيه من يشاء
وأمة المختار مثل المطر مواهب الرحمن ل تنقضي
والهل للحكمة نوع البشر خزائن السر لحبابه
ويسبق الضويلع المنتظر قد يضلع السابق في سيره
اللهم زدني حكمة وفهما ومعرفة وعلما واجعلني والمسلمين مننن المحبننوبين
المقربين عندك ,المقتدين بينك ,إنننك تفعننل مننا تشناء ,وتحكنم ماترينند وأننت
أرحم الراحمين
" أي سننادة " عظمننوا نعمننة الطعننام والشننراب ,والثينناب والعافيننة ,والمننان
والدين ,تدوم عليكم النعم صححو اليقين بإشارات الصالحين فإن نعم ال عليهم
هاطلة وسحب المدد إليهم متواصلة دلهم به عليه وقربهننم بنه إليننه وشننرح
صدورهم لليمان وجعلم أعيان نننوع النسننان وتعننرف إليهننم فعرفننوه ,وأحبهننم
َ ْ ذِلن َ
ك اْلَفنوُز اْلع ِ
ظينُم ) المننائدة ( 119إجعلننوا ضوا َعْننُه َ
هْم َوَر ُ
ل َعْن ُ ِ
وأحبوه )َرضَي ا ّ َ ُ
دعائم توكلكم علي ال رصننينة المبنناني ,وأسنناليب أدعيتكننم لن خالصننة المعنناني
وكونوا من النفس والشيطان علي حذر وخذوا بالحزم في كل أمننر فمننا خنناب مننن
شد مئزر الحزم بال ,وركب مطايا العزم إلي ال ماذا يقول الواعظ بعد قول ال
ك ّ ُل نَْفٍس ِبَما تَْسَعى ) طه ( 15ماذا يترجم المننوجز بعنند قننوله تعننالي )ُقنْل )لُِتْجَزى ُ
كَلِتِه ) السراء ( 84ماذا يعد المنبننه بعنند قننوله سننبحانه ِإّن َننا َل ك ٌّل يْعمُل عَلى َشا ِ
ُ َ َ َ
ضيُع أَْجَر َمْن أَْحَسَن َعَمًل ) الكهف ( 3ماذا يدقق المحذر بعد قوله تقدس شننأنه نُ ِ
ِ
)يَْعَلُم الّس ّ َر َوأَْخَفى ) طه ( 7يَْعَلُم َخاِئنََة اْل َْعُيِن َوَما تُْخِفي ال ّ ُصُدوُر ) غننافر)المننؤمن(
كْم َعْننُه هننا ُ كْم ال ّ َرُسننوُل َفُخن ُ
ذوُه َوَمننا نَ َ ( 19ماذا يوضح المر بعد قول ال َوَما آتَننا ُ
ذيَن يَُخالُِفوَن هوا ) الحشر ( 7ماذا يصدع الناهي بعد قوله سبحانه)َفْليحذَر اّلَ ِ َفاْنَت ُ
َ ْ ْ
ذاٌب أَِليٌم ) النور ( 6ماذا يرن اللبيب بعد هم ِفْتنٌَة أَو ي ِ ِ ِ
هْم َع َ
صيبَ ُ ْ ُ َعْن أَْمِره أَْن تُصيبَ ُ ْ
ذ ّ َرٍة َخْيًرا يََره)َ(7وَمنْن يَْعَمنْل ِمْثَقناَل َ
ذ ّ َرٍة َشن ّ ًرا َينَره قوله جل وعل )َفَمْن يَْعَمْل ِمْثَقاَل َ
كَتاُب َل َرْيَب ِفيِه ُهًدى ِلْلُمّتَِقيَن ) البقرة ( 2 , 1 ك اْل ِذلِ َ
) الزلزلة ( 8 , 7الم)َ (1
هذا كتاب ال حجة قائمة ,ومعجزة دائمة أنبأنا عما كان وما يكون وكشف لنا
كل سر مكنون من عمل به نجا وغنم ومن انحرف عنننه قطننع وننندم وهننذه سنننة
نبيه سيد الناجين ,ووسيلة المناجين ,محجة بيضنناء ,لضننلل بعنندها أبنندا وهننذا
ذيَن ُهنْم ُمْحِسنُنوَن ) النحننل ( 128تشننهد ذين اّتََقوا واّلَن ِ ِ
ْ َ ل َمَع اّلَ َ طريق القوم )ِإ ّ َن ا ّ َ َ
لهم بالمعية اللهية ,معية الختصاص ,ونهج منهج القوم ,وكان معهننم ,ودخننل
ل ُهْم اْلُمْفِلُحننوَن ) المجادلننة " ( 23ينناأخي " دع عنننك حزبهم فاز )أََل ِإ ّ َن ِحْزب ا ّ َ ِ
َ
طرق الوسواس واطرح الستئناس بالناس وكن مع ال وخذ لحكم والحكمننة عننن
كِثيًرا ) البقرة ( 269
كَمَة َفَقْد ُأوِتَي َخْيًرا َ
ت اْلِح ْكَمَة َمْن يََشاُء َوَمْن يُْؤ َ ال )يُْؤِتي اْلِح ْ
ليكن حظك لسانك ليكن منتهاك أن تكذب علي نفسك بحالك
وخدعت فيه وقلت شعري أحمر بدلت بالحنا بياضك أحمرا
عرج علي حرم القرب بقوة مطية الصدق ,قامعا صفوف الوهم بعساكر الهمة
,ملتفتا عن دوائر الكوان ,مشتغل بمراقبة المكون ,معتصما بحبله من القطيعة ,
حامل راية الفتقار إليه ,ضاربا طبل الذل بين يديه ,متجردا من حجاب الزوجة ,من
حجاب الولد ,من حجاب المال ,من حجاب وجودك ,من حجاب عبادتك ,من حجاب
يقظتك ,من حجاب غفلتك فإن رؤينناك اليقظننة غفلننة عظمنني وروينناك نننورك
ظلمة دهما :كل شيء لك حجاب ,فافتح منه بابا إلي المقصود وكل مقصود حائل
,فتجرد منه إلي المعبود
تعننس عبنند الزوجننه تعننس عبنند النندنيا تعننس عبنند النندرهم تعننس عبنند
الدينار تعس عبنند الكرامننة تعنس عبند الخلنق تعنس منن سنار للجننناب العلني
بالعزم الدني
عن عالم التفصيل والجمال سر للجناب بهمة مرفوعة
وارفع جنابك عن عبادة غيره بحقيقة الفعال والقوال
لن ُثن ّ َم اْسنَتَقاُموا تََتنَن ّ َزُل َعَلْيِهنْم اْلَمَلِئ َ ِ
كنُة أَ ّ َل تََخنناُفوا َوَل )ِإ ّ َن اّلَذيَن َقنناُلوا َربّ ُنَننا ا ّ َ ُ
كْنُتنْم ُتوَعنُدوَن ) فصننلت ) حننم السننجدة ( ( 3خننذ تَْحَزُنوا َوأَبِْشُروا ِباْلَجّنَنِة اّلَِتنني ُ
الموعظه من جوعك ,من عطشك ,من تحننول أحوالننك ,كننذلك حننال المخلننوقين ل
تفرح بلقلقة نحنو لسنانك وأننت منصننرف نحنو الغينار ل تطمئن لغائلننة فقهننك ,
وانكبابك عليه لصيد الدينار ل تنقطع بفلسفتك وأنت مفلس من محبته ل تقف
عند تصوفك وانت موصوف بالبعد عنه
صارت لداعي النفصال معالما كل العلوم إذا تخللها السوي
" أي سادة " الطريق إلي ال كطريق الرجل إلي البلدة الخننري ,فيننه الصننعود
والهبوط ,والعتدال والعوجاج ,والسهل والجبل ,الرض الفقراء التي خلت من المنناء
والسننكان والرض النضننرة الخضننرة الكننثيرة المينناه والشننجار والسننكان ,والبلنندة
المقصودة وراء ذلك كله فمن انقطع بلذة الصعود أو بذلننة الهبننوط ,أو براحننة
العتدال ,أو بتعب العوجاج ,فمن انقطع بلذة الصعود أو بذلة الهبوط ,أو براحنة
العتدال ,أو بتعب العوجاج ,أو بيسير السننهل ,أو بعيننر الجبننل ,أو بغصننة القفننر
ولوعة العطش ,أو بحلوة النضارة والخضرة و المياة والشجار ,والنس بالسكان بقنني
دون المقصود ومن لم يشتغل بكل ذلك ,حامل شدة الطريق إلي ال ,إن صننرفته
صعوبة الحوال عن محول الحوال ,وقلبته سننكرة إقبننال الخلننق عننن مقلننب القلننوب ,
فقنند فنناته الغننرض ,وبقننى دون مقصننوده ,وانقطننع بل ريننب وإن تننرك عقبننات
الطريق حلوها ومرها وراء ظهره فقد فاز فوزا عظيما
" أي سادة " أنا بايعت ال علي عرفات ,علنني تننرك الغننرض والنفننس والمننال
ناجي بعض الرجال ربه في المنننام فقننال :يننارب ,دلننني كيننف أصننل إليننك ؟ فجنناءه
الجننواب :اخلننع نفسننك وتعننال ذهننب موسنني عليننه السننلم يطلننب قابلننة لزوجتننه
ِ ِ
ٍ
هننا ِبَقبَنس ن
ْ ِ
م م ك
ُ تيِ آ لي ّ عَ ل رانا
َ تُ س َ ن آ ني الطاهرة ,وهي تعالج الطلق ,فقال لهله )ِإ ّ
َ ْ ً َ ْ
أَْو أَِجُد َعَلى ال ّ َناِر ُهًدى ) طه ( 1خننبرا مننن ذي هنندي يرشنندني كيننف أصنننع لجلننب
ِ
ك ) طننه 11و (12 ك َفنناْخَلْع نَْعَلْي ن َدي َياُموَسى)ِ(11إّني أَنَننا َربّ ُن َ القابلة )َفَلما أََتاَها ُنو ِ
َّ
دي اْلُمَق ّ َدِس ُطًوى ) طه ( 12عن رؤية الزوجة والنفس ك ِباْلوا ِ
َ نفسك وزوجتك )ِإّن َ َ
" أي سادة" واديكم المسجد إذا دخلتم فاخلعوا نعننال الغيريننة فننإن العبنند
يناجي ربه في الصلة ,فلينظر كيف يناجي ربه ,وكيف يقف في حضرة مخنناطبته ؟
تلك حضرة الحسان التي طرزتها أقلم التقديس بحديث " اعبد ال ن كأنننك تننراه ,
فإن لم تكن تراه فإنه يراك " ) رواه الشيخان وغيرهما من حديث عمر رضي ال عنه
( علمة جهلك اشتغالك بنفسك وأهلك ل أقول لك :دعهم علي حافننة الهمننال ,
وخذلك صومعة في الجبنال ,بنل أقنول لنك :تقنرب إلني الن بخدمنة عيالنك ,وروح
نفسك وطب بربك عن الكل فإن الربوبيه تقدست وجلت عن وصف المشناركة فني
كل حال ردت أعمال الشرك إلي المشركين وقبلت أعمال التوحيد من الموحنندين
ِ ِ ِ
كاَن يَْرُجوا لَِقاَء َربِّه َفْلَيْعَمْل َعَمًل
ل الّديُن اْلَخالُِص ) الزمر ( 1وقال تعالي )َفَمْن َ )أََل ِ ّ َ
ِ
َصالًِحا َوَل يُْشِرْك ِبِعَباَدِة َربِّه أََحًدا ) الكهف ( 11
"أي سننادة " إذا اسننتعنتم بعبنناد الن وأوليننائه فل تشننهدوا المعونننة والغاثننة
منهم ,فإن ذلك شرك ,ولكن اطلبوا من ال ن الحننوائج بمحبتننه لهننم " رب أشننعث
أغبر ذي طمرين مدفوع بالبواب ,لو أقسم علي ال لبره " ) رواه احمنند ومسننلم عننن
ابي هريرة رضي ال عنه ( صرفهم ال في الكوان ,وقلننب لهننم العيننان وجعلهننم
يقولون بإذنه للشيء كن فيكون عيسي عليه السلم خلننق طيننرا مننن الطيننن بننإذن
ال أحيي الموتي بإذن ال نبينا وحبيبنا سيد سادات النبياء محمنند عليننه أفضننل
الصلة والسلم حن الجذع إليه وسلمت الجمادات عليه وجمع الن بنه منناتفرق فنني
النبياء والمرسلين من المعجننزات وجننرت أسننرار معجزتننه فنني أولينناء أمتننه فهنني
للولياء كرامات تمر ,وله عليه الصلة والسلم معجزة تستمر
"أي ولدي " أي أخي ,إذا قلت :اللهننم إننني أسننألك برحمتننك ,فكأنننك قلننت :
لن
أسألك بولية عبدك الشيخ منصنور وغينره منن الوليناء ,لن الولينة اختصناص )َوا ّ َ ُ
ظيِم ) البقرة 105وآل عمننران (74فننإذا ضِل اْلع ِ ِ ِ
َ ذو اْلَف ْ يَْخَت ّ ُص ِبَرْحَمته َمْن يََشاُء َوا ّ َ ُ
ل ُ
إياك وإعطاء قدرة الراحم إلي المرحننوم ,فننإن الفعننل والقننوة والحننول لننه سننبحانه
والوسيلة رحمته التي اختص بها عبده الولي فتقرب برحمتننه وعنننايته الننتي اختننص
بها عبده الولي فتقرب برحمته ومحبته وعنايته التي اختص بها خواص عباده إليننه
عند حاجتك ووحده في كل فعل ,فهو غيور
"أي سننادة" مننن طننرق البنناب بالخضننوع فتننح لننه بننالقبول ومننن دخننل الرحنناب
بالنكسار جلس في بيت العننزة " أي أخنني " علينننك بملزمننة الشننرع بننأمر الظنناهر
والباطن ,وبحفظ القلب من نسيان ذكر ال وبخمة الفقراء والغرباء ,وبنندر دائمننا
بالسرعة للعمل الصالح من غير كسل ول ملل ,وقم فني مرضنناة الن ,وقننف فنني بنناب
ال .وعود نفسك القيام في الليل ,وسلمها من الرياء في العمل وأبك في خلواتك
وجلواتك علي ذنوبك الماضية
" ياولدي " إن الدنيا خيال ,وما فيها زوال ياولدي همة أبناء الدنيا دنياهم ,
وهمة أبناء الخرة آخرتهم وإياك والنندعوي الكاذبننة واتننرك الخننوض فنني بحننور
التوحيد واجعل اعتقادك اعتقادا ثبوتيا ل يتغير واشغل ذهنننك عننن الوسنناوس
الشيطانية وحذر نفسك من صماحبة صديق السوء ,فإن عاقبة مصنناحبته الندامننة ,
ذ ُفَلنًننا َخِليًل
والتأسف يوم القيامننة ,كمننا قننال الن تعننالي )يَنناَوْيَلِتي لَْيَتِننني لَنْم أَّتَِخن ْ
ك ب ُْعنَد اْلَمْشنِرَقْيِن َفِبْئَس اْلَقِرينُن ) الفرقان ( 28وقال ال تعالي )َينالَْيَت ب َْيِنني َوب َْيَنن َ
) الزخننرف ( 38فنناحفظ نفسننك مننن القريننن السننوء لكيل تخنناطبه متأسننفا علنني
مقارنته بين يدي ال بهاتين اليتين وهناك ندامتك ل تنفع ,وكلمك ل يسمع
" ياولدي " ماأكلته تفنيه ,وما لبسته تبليه ,ومنناعملته تلقيننه ,والتننوجه إلنني
ال حتم مقضي ,وفراق الحبة وعد مأتي ,والدنيا أولها ضعف وفتور ,وآخرها موت
وقبور ,لو بقي ساكنها ما خربت مساكنها فاربط قلبك بنال واعنرض عننن غينر
ال وسلم في جميع أحوالك ل واجعل سلوككك في كريننق الفقننراء بالتواضننع
واستقم بالخدمة علي قدم الشريعة واحفننظ نيتننك مننن دنننس الوسننواس وامسننك
القلب عن الميل إلي الناس
وكل خبزا يابسا,وماء مالحا من باب ال ولتأكنل لحمنا طرينا وعسنل منن بناب
غير ال وتمسك بسبب لمعيشتك بطريق الشرع من كسننب حلل واتننرك الحيلننة
بالسبب " وإياك من كسر خواطر الفقراء " وصل الرحم ,وأكننرم القننارب ,واعننف
عمن ظلمك ,وتواضع لمن تكبر عليك ,ول تتردد لبواب الوزراء والحكنام واكننثر
من زيارة الفقراء وأكثرمن زيارة القبور ولين كلمك للخلق ,وكلمهم علي قنندر
عقولهم وحسن خلقك وامتزج الناس الناس بحسن المزاج ,وأعنرض عنن الجنناهلين
وقم بقضاء حوائج اليتامي وأكرمهم وأكثر التردد لزيارة المتروكين من الفقراء ,
وبادر لخدمة الرامل ,وارحم ترحم وكننن مننع الن تننر الن معننك واجعننل الخلص
رفيقك في سائر القوال والفعال واجتهد بهداية الخلق لطريق الحق
" ول ترغب للكرامات وخوارق العادات " فإن الولينناء يسننتترون مننن الكرامننات
كما تستتر المأة من الحيض ولزم باب ال ) وفي نسخ :بباب ( ووجه قلبك لرسول
ال واجعل الستمداد من بابه العالي بواسطه شيخك المرشد وقم بخدمننة شننيخك
بالخلص من غير طلب ول أرب واذهب معه بمسلك الدب ,واحفظ غيبته ,واكثر
الخدمة في منزله ,وأقلل الكلم فيي حضرته ,وانظر له بنظر التعظيننم والوقننار ,ل
نظر التصغير والحتقار وقم بنصيحة الخننوان ,وألننف بيننن قلننوبهم وأصننلح بيننن
الننناس واجمننع الننناس – مهمننا اسننتطعت – علنني الن بطريقتننك ورغننب بالصنندق
للدخول في باب الفقراء ,والسننلوك بطريننق القننوم وعمننر قلبننك بالننذكر ,وجمننل
قالبك بالفكر ,ونور نيتك بالخلص ,واستعن بال ,واصبر علي مصائب ال ,وكننن
راضيا من ال ,وقل علي كل حال :الحمدل وأكثر الصننلوات علنني الرسننول الكننرم
صلي ال عليننه وسننلم وإن تحركننت نفسننك بالشننهوة أو الكننبر فصنم تطوعننا لن
واعتصم بحل ال واجلس في بيتك ,ول تكثر الخروج للسواق ومواضع الفننرج ,فمننن
ترك الفرج نال الفرج وأكرم ضيفك ,وارحم أهلك وولدك ,وزوجننك وخادمننك
واذكر ال في كل أمننر ,وأخلننص لن بالسننر والجهننر " واعمننل للخننرة عمل حسنننا "
ذرُهم ِفي َخو ِ
ضِهْم يَْلَعُبوَن ) النعننام ْ ل ُث ّ َم َ ْ ْ
واجعل عملك في الدنيا عمل الخرة )ُقْل ا ّ َ ُ
( 91هذه نصيحتي لك ,ولكل من سلك بطريقتى ,ولخننواني ولجميننع المسننلمين
والمحنبين كنثرهم الن تعنالي وأسنتغفر الن العظينم منن جمينع النذنوب خفيهنا
وجليها ,كبيرها وصغيرها ,وأتوب إليه إنه هو التواب الرحيم
" ياوليد" قال سيد النام صلي ال عليه وسلم ) منا أسنر عبند سنريرة إل ألبسنه
ال رداءها ,إن خيرا فخير ,وإن شرا فشر ( ) حديث ضننعيف رواه الخرائطنني فنني
اعتلل القلوب والسيوطي في الكبير وفني المنناوي رواه الطنبراني عنن جنندب ورمنز
السيوطي لحسنه
" ياولدى " قال سيد النام صلي ال عليننه وسننلم )إن الن يحننب العبنند التقنني ,
الغني ,الخفي ( )رواه المام احمد مسلم عن سيدنا سعد ابن أبنني وقنناص ) العزيننزي
علي الجامع الصغير ( حديث صحيح ياولدي :إن ملكت عقل حقيقيننا مننا ملننت إلنني
الدنيا وإن مالت لك ,لنها خائنة كذابة تضحك علي أهلهننا ,مننن مننال عنهننا سننلم
منها ,ومن مال إليها بلنني فيهننا وفنني الحننديث ) حننب النندنيا رأس كننل خطيئة (
) رواه البيهقي في الشعب بإسناد حسننن إلنني الحسننن البصننري رفعننه مرسننل وأورده
الدياسنني فنني الفننردوس وتبعننه ولننده اسننناد )سننخاري ( فكمننا أن حبهننا رأس كننل
خطيئة ,فكذلك بغضها ,والعراض عنها رأس كننل حسنننة هنني كالحيننة ,ليننن
لمسها ,قاتل سنمها لنذاتها سنريعة النزوال ,وأيامهنا قضني كالخينال فاشنغل
نفسك فيها بتقوي ال ول تغفل عن ذكره تعالي ذرة واحدة وإن طرقك طننارق
الغفلة ذرة فاستغفر ال ,وارجع لباب الملحظة واذكر ال ,واسننتح منننه راقبننه
في الخلوات والجلوات واحمده واشكره علي الفقر والغني واترك الغيار فما فنني
الدار غير ديار " يا ولدي " كن صوفيا صافيا ول تكننن صننوفيا منافقننا فتهلننك
التصوف الغراض عن غير ال ,وعدم شغل الفكر بننذات ال ن ,والتوكننل علنني ال ن ,
وإلقاء زمام الحال في باب التفويض ,وانتظار فتح باب الكرم ,والعتماد علنني فضننل
ال ,والخوف من ال في كل الوقات ,وحسن الظن به في جميع الحالت
" ياولدى " إذا تعلمت علما ,وسمعت نقل حسنا فاعمل به ,ول تكن من الننذين
يعلمون ول يعلمون ياولدي :نجاة العالم عمله يعلمه ,وهلكه ترك العمل ففنني
الحننديث )إن أشنند الننناس عننذابا ينوم القيامننة عننالم لننم ينفعنه الن بعلمننه ( ) رواه
الطبراني وابن عدي وابن ماجه عن أبنني هريننرة ) كشننف الخفننا ( فلتضننيع أوقاتننك
باللهو والطرب ,وسماع اللت ,وكلمات المضحكين اترك الفرح ,فإن الفرح في
الدنيا جنون ,والحزن فيها عقل ,وكمال الخلننود فيهننا محننال ,والنكبنناب عليهننا
جهل وضلل إجعل فكرك ياولدي مشغول بمن سفل قبلك من النبياء والمرسلين
,والجبابرة والسلطين ماتوا وكنأنهم منا كنانو هنم السنابقون ونحنن اللحقنون
فسر علي منهاج الصالحين لتحشر في زمرتهم ,ولتكون منن فرقتهنم )أُْولَِئ َ
ك ِحنْزُب
ل ُهْم اْلُمْفِلُحوَن ) المجادلة (22
ل أََل ِإ ّ َن ِحْزب ا ّ َ ِ
َ
ا َّ ِ
"أي سادة " سر الحقيقة ظاهر ,وعلم المعرفة منصوب وباب الوصول مفتوح
حجبكم عن رؤية هذه المعاني الشريفة حب الدنيا ونسننيان المننوت والعجننب ممننن
يعلم أنه يموت ,وكيف ينسي الموت ؟ والعجب ممن يعلم أنه مفارق الدنيا ,كيننف
ينكب عليها ؟ ويقطع أيامه بمحبتها ؟ والعجب ممن يعلم أنه راجع إلي ال ؟كيننف
ينحرف عنه ويلتفت لغيره ؟ وال غفلتكم هذه خطننب جسننيم ل حننول ول قننوة إل
بال العلي العظيم بالكذب تشرحون وفي بساتين الجهل تسرحون وبأمر الرزق
كْم َعبًَثننا تحتالون ومن العذاب تأمنون وكننأنكم منناقرأتم )أََفَحِسنْبُتْم أَّن ََمننا َخَلْقنَننا ُ
كْم ِإلَْيَنا َل تُْرَجُعوَن )المؤمنون ( 115أو كأنكم ماسننمعتم )َوَمننا َخَلْق نُت اْلِج ن ّ َ
ن َوأَّن َ ُ
هْم ِمْن ِرْزٍق َوَما أُِري نُد أَْن يُْطِعُمننوِني ) الننذاريات َوا ْ ِلنَس ِإ ّ َل لَِيْعبُُدوِني)َ(56ما أُِريُد ِمْن ُ
56و ( 57تكفل برزقكم ,فبحيلته اشتغلتم لم يتكفل لحد بالجنة .
اللهم اني اتوجة اليك بجاة نبيك محمد ) صلى ال علية وسلم ( وأسألك اللهننم
بأسمائك الحسني ،وبأسمك العظيم العظم الذي دعوتك بة ،ان تصننلى علننى النننبي
المي محمد ) صلى ال علية وسلم ( وعى آلننه ةأصننحابه الطبيننبين الطنناهرين ،وعلننى
جميع النبياء والمرسلين والولياء الصالحين ,والحمد ل رب العالمين .