You are on page 1of 61

‫البرهان المؤيد‬

‫للغوث الكبير سيد أهل الطريقة والحقيقة‬


‫سيدنا ومولنا أحمد الرفاعي الكبير‬
‫قدس ال سره‬
‫المتوفي ‪ 578‬هجرية‬

‫قدم له المرشد الكبير‬


‫الشيخ محمد الهاشمي‬
‫طبعة جديدة محققة‬

‫بين درجة أحاديثه‬


‫العالم الفاضل ‪ -‬المحدث الكبير – الشيخ‬
‫عبدال الهرري الحبشي‬
‫نزيل دمشق‬

‫حققه وأسند آياته إلي سورها وذكر موجزا لترجمة حياة المؤلف‬
‫حسين ناظم الحلواني ) الرفاعي (‬
‫المحتويات‪:‬‬

‫مقدمة‬
‫ترجمة السيد أحمد الرفاعي الكبير‬
‫سلسلة الطريق بين الرسول ‪ r‬وبين حفيده السيد احمد الكبير الرفاعى‬
‫بعض المشهورين من تلميذه ‪ ,‬ومن ينتسب اليه بالطريق‬
‫كراماته‬
‫زوجاته وأولده‬
‫وفاته‬
‫البرهان المؤيد ) المقدمة (‬
‫البرهان المؤيد ) المحتوى (‬

‫بسم ال الرحمن الرحيم‬


‫الحمد ل وحده ‪ .‬والصلة والسلم علي من لنبي بعده ’ وبعد فكثير من الننناس‬
‫يحبون الصوفية والصوفيين ‪ ,‬والقليل من يبغضهم ) حتى وصل الحقنند عننند شننرذمة‬
‫منهم إلي درجة التكفير ( بمجننرد نقننل شننطحة مننن شننطحات بعضننهم ‪ ,‬أو سننماع‬
‫ذرية دست على أحدهم ولذلك حصل عندي ميل لقراءة كتنناب مننن كتننب التصننوف‬
‫قصد الطلع علي هذا العلم وفهنم شنيء عننه ‪ ,‬فوقننع نظننري علني كتنناب البرهننان‬
‫المؤيد )جمع هذا الكتاب الشيخ عبد السننميع الهاشننمي مننن مجننالس شننيخه المننام‬
‫الرفاعي( فوجدته قد عرف )عرف الغزالي التصوف بأنه " تجريد القلب ل ن تعننالي ‪,‬‬
‫واحتقار ما سواه " ولذلك سمي بننه أخننذا مننن الصننفاء لتصننفية القلننوب كمننا قيننل ‪:‬‬
‫وليس يشهر بالصوفي فير فتي صافي فصوفي حتى سننمي الصننوفي( التصننوف وشننرحه‬
‫شرحا يسر أنصاره ويخرس أعداءه فبذلت جهدي كي أجد النسخة الخطية الصننلية‬
‫في مكتبات تركيا وسورية وغيرهما فلم أعثر عليها ‪ ,‬بل عثرت علي ثلث طبعننات‬
‫الولى طبع الستانة والثانيننة طبننع القنناهرة والثالثننة طبننع حلننب وفنني المننذكورة‬
‫أخطاء مطبعية باليات والكلمات وفنني بعضننها نقننص فنني الكلم أيضننا ‪ :‬فراجعننت‬
‫اليات ووضعت لكل آية رقمها وأسندتها إلي سورتها وصححت الغلط بمساعدة‬
‫فضيلة المحدث الكبير الشيخ عبد ال الحبشني الهنرري نزينل دمشنق وقند تفضنل‬
‫أيضا فبين درجة أكثر الحاديث الواردة في الكتاب وإتماما للفائدة فقد ذكننرت‬
‫ترجمة للسيد الرفاعي ‪ ,‬وموجزا من تاريخ حياته‬
‫أسأل ال الهداية والبعد عن الزيغ والشطط لي وللمسلمين أجمعين‬
‫ترجمة السيد احمد الكبير الرفاعي‬
‫مولده ولد رضي ال عنه في قرية حسن بالبطائح – من أعمال واسننط العننراق –‬
‫سنة ‪512‬هن وفي السابعة من عمننره تننوفي أبننوه فنني بغننداد ‪ ,‬فكفلننه خنناله السننيد‬
‫منصور الرباني البطائحي ورباه فأحسن تربيته‬
‫نسبه الشريف من جهنة أبينه ‪ :‬منذكور فنني مقدمنة البرهننان لتلميننذه الشننيخ‬
‫شرف الدين بن عبد السميع الهاشمي الواسطي – جامع كتاب البرهان – ولذلك لننم‬
‫أذكره هنا‬
‫نسبه الشريف من جهة أمه ‪ :‬السيد أحمد الكبير الرفاعي ابن السيدة فاطمننة‬
‫النصارية ) وتتصل من جهة أمها السيدة رابعة بنت السيدعبدال الطاهر إلي المام‬
‫الحسين بن علي بن أبي طالب رضي ال عنهم ( بنت الشيخ يحيننى النجنناري مننن جهننة‬
‫أمه أيضا فهو يحيى بن علوية – ويقال ‪ :‬عالية – بنت الحسن اللع بن محمنند يحيننى‬
‫بن الحسين مالك اليمن ومكة ابن القاسم أبى محمد الرسي بن إبراهيم طبننا طبننا بننن‬
‫إسماعيل بن إبراهينم الغمنر بنن الحسنن المثنني بنن المنام الحسنن السنبط بنن أمينر‬
‫المؤمنين علي بن أبى طالب رضي ال عنهم‬
‫نسبه لبي بكر الصديق رضي ال عنه ‪ :‬يتصل نسبه أيضننا بننأمير المننؤمنين أبننى‬
‫بكر الصديق رضي ال عنه من جهة جده المننام جعفننر الصننادق ‪ ,‬لن أم المننام هنني‬
‫فروة بنت القاسم بن محمد بن أبي بكر الصديق رضي ال عنه‬

‫نشأته علمه ومشايخه رضي ال عنه ‪ :‬درس القرآن العظيم وأتم حفظه وترتيله‬
‫علي الشيخ الصالح الورع المقرئ الشيخ عبنند السننميع الحننر بننوني بقريننة حسننن ) مننن‬
‫أعمال واسط العراق ( وكان له من العمر سبع سنين وفي هذه السنة توفي أبوه في‬
‫بغداد وبعد وفاة والده كفله خاله الباز الشهب الشيخ منصننور البطننائحى ‪ ,‬ونقلننه‬
‫ووالدته وأخوته إلي بلدة نهر دقلي ) من أعمال واسط ( وأدخله علي المننام العلمننة‬
‫الفقيه المقرئ المفسر المحدث الواعظ الصوفي الكبير الشننأن الشننيخ أبنني الفضننل‬
‫علي الواسطي رضي ال عنه ‪ ,‬فتولي أمره ‪ ,‬وقننام بننتربيته وتننأديبه وتعليمننه فننبرع‬
‫بالعلوم النقلية والعقلية وأحرز قصب السبق علي أقرانه‬
‫وكان يلزم درس خاله الشيخ أبي بكر شيخ وقته وسلطان علمننا ‪ ,‬زمننانه كمننا‬
‫كان يتردد علي حلقة خاله الشيخ منصور الرباني ويتلقي بعض العلنوم عنن الشنيخ‬
‫عبد الملك الحر بوني حفظ كتاب التنبيه ) فقه شافعي ( للمام أبي اسحق الشيرازي‬
‫علي ظاهر قلب وشرحه شرحا جليل ) يقال انه ضاع في واقعة التتار ( واسننتغرق‬
‫أوقاته بجمع المعارف الدينية وقد أفاض ال عليه من لدنه علمنا خاصنا حنتى رجنع‬
‫مشايخه إليه ‪ ,‬وتأدب مؤدبوه بين يديه‬
‫وفي العشرين من عمره أجازه شيخه الشيخ الشيخ أبو الفضل علي محدث واسط‬
‫وشيخها إجازة عامة بجميع علننوم الشننريعة والطريقننة وألبسننه خرقتننه المباركننة‬
‫وأعظم شأنه ‪ ,‬ولقبه بننأبي العلميننن ) الظنناهر والبنناطن ( وانعقنند عليننه فنني حينناة‬
‫مشايخه الجماع‪ ,‬واتفقت كلمتهم علي عظم شأنه ورفعة قدره‬
‫أقام بنهر دقلي مدة يسيرة ‪ ,‬ثم رجع إلي رواق أبيه في قريننة حسننن فأشننتهر‬
‫كل الشتهار‬
‫وفي الثامن والعشرين من عمره عهد إليه خاله الشيخ منصور بمشيخة الشننيوخ‪,‬‬
‫ومشيخة الروقة والربط المنسوبة إلية وأمره بالقامة في أم عبيدة برواق حده لمننه‬
‫الشيخ يحيى النجاري ) والد الشيخ منصور( فأقام فيها وتصدر علي سجادة الرشنناد‬
‫بذلك العام – وهو العام الذي توفي فيه خاله الشيخ منصور‬
‫ولما كان له من العمر خمس وثلثون سنة ‪ ,‬أحصيت الرقاع التي وردت إليننه مننن‬
‫مريديه الذين دخلوا الخلوة المحرمية فزادت عن سبعماية ألف رقعة‬
‫دروسه كان رضي ال عنه ليفترعن تعليم الناس سنة المصطفي صلي ال علينه‬
‫وسلم وأسرار القرآن ويقول ‪:‬تجارة العارف الدللة علي ال ‪ ,‬وسوق القلننب إلنني ال ن‬
‫وكان يقرأ دروس الفقه ‪ ,‬والحديث ‪ ,‬والتفسير ‪ ,‬والعقائد ‪ ,‬كل يوم صباحا ومسنناء‬
‫غير الثنين والخميس بعد الظهر فننإنه يجلننس فيهمننا الننواعظ الجننامع ويلقنني علنني‬
‫الناس كلما يذهل العقول ‪ ,‬ويدهش اللباب‪ ,‬ويخطف القلوب ولم يسبقه من بعنند‬
‫النبي صلي ال عليه وسلم وأصحابه والئمة أل ثني عشر من أهل بيته الطاهر عليهننم‬
‫الرضوان والسلم سابق ولم يلحقه لحق‬
‫وكان إذا جلس علي كرسيه للدرس أحاطت به أئمة العلماء ‪ ,‬وفحننول الخطبنناء‬
‫والمرشدون ‪ ,‬والكثير الكثير من الخواص والعوام فإذا أخننذ بالتحنندث جننرى العلننم‬
‫علنني لسننانه كننالبحر المتنندفق ‪ ,‬فيننذهل العننارفين ببلغتننه وسننعة علمننه ويخننرس‬
‫الجاحدين والمارقين بقوة حججه فالدباء تأخذ نصيبها من فصاحته ‪ ,‬والعلماء من‬
‫معارفه والفلسفة من تحقيقه وحكمه ‪ ,‬والولياء من حقائقه ومواهبه‬
‫وفي رسالة سواد العينين في مناقب المام أبي العلمين للمام الرافعي أخننبرني‬
‫الفقيه العالم الكبير بقية الصالحين قننال ‪ :‬كنننت فنني أم عبيننده زائرا عننند السننيد‬
‫احمد الرفاعي فني رواقنه وحنوله منن الزائرينن أكنثر منن منائة آلنف إنسنان ‪ ,‬منهنم‬
‫المراء ‪ ,‬والعلماء ‪ ,‬والشيوخ ‪ ,‬والعامة وقد احتفننل بإطعننامهم وحسننن البشننر لهننم‬
‫كل علي حاله وكان يصعد الكرسي بعد الظهر فيعظ الناس ‪ ,‬والنناس حلقنا حلقنا‬
‫حوله فصعد الكرسي بعد ظهر خميس وفي مجلسه وعاظ واسط ‪ ,‬وجم غفيننر مننن‬
‫علماء العراق ‪ ,‬وأكابر القوم فبادر قوم بأسئلة من التفسير ‪ ,‬وآخرون بأسننئلة مننن‬
‫الحديث ‪ ,‬وجماعة من الفقه وجماعة من الخلف ‪ ,‬وجماعننة مننن الصننول ‪ ,‬وجماعننة مننن‬
‫علوم أخرى فأجاب علي مائتي سؤال من علوم شتى ولم يتغير حاله حال الجننواب ‪ ,‬ول‬
‫ظهر عليه أثر الحدة فأخذتني الحيرة مننن سننائليه ‪ ,‬فقمننت وقلننت ‪ :‬أمننا كفنناكم‬
‫هذا ؟ وال لو سألتموه عن كل علم دون لجابكم بإذن ال بل تكلف فتبسننم وقننال ‪:‬‬
‫دعهننم أبننا زكريننا فليسننألوني قبننل أن يفقنندوني ‪ ,‬فننإن النندنيا زوال ‪ ,‬والن محننول‬
‫الحوال فبكى الناس ‪ ,‬وتلطم المجلس بأهله وعل الضجيج ‪ ,‬ومات في المجلس خمس‬
‫رجال واسلم من الصابئين والنصارى واليهود )‪ (8‬آلف رجل أو أكثر وتنناب أربعننون‬
‫آلف رجل فبعد أن صلى صلة العصر بالننناس ‪ ,‬قننام ابننن جننرادة الواسننطي ‪ ,‬ووقننف‬
‫تجاهه وقال مرتجل ‪:‬‬
‫له المآثر والفعال بالشرف‬ ‫ياأيها السيد الندب الذي شهدت‬
‫فأنعم بذاك السبق والخلف‬ ‫خلقت جدك خير الخلق العالي‬
‫فافخر غدا ياأخا العليا لدي السلف‬ ‫وأنت معجزة يا ابن الرسول له‬
‫مؤلفاته‪ :‬له رضى ال عنه مؤلفننات كننثيرة ومتنوعننة فقند اكثرهنا فني موقعنة‬
‫التتار وماوصل الينا علمه هو ‪ :‬معاني بسم ال الرحمن الرحيم ‪,‬تفسير سورة القنندر ‪,‬‬
‫الرواية ) حديث ( الطريق إلي ال‪ ,‬حاله أهل الحقيقننة مننع ال ن الصننراط المسننتقيم ‪,‬‬
‫البهجة ‪ ,‬النظام الخاص لهل الختصاص‪ ,‬المجالس الحمديننة كتنناب الحكيننم شننرح‬
‫التنبيه ) فقه شافعي ( راتب الرفاعي ) طبع في الهند سنة ‪ ( 131‬المصننباح المنيننر‬
‫في ورد السيد الرفاعي الكبير السر المصون وهو حزب السيد أحمد الرفاعي ) طبع‬
‫في بيروت ‪ ( 1887‬البرهان المؤيد‬
‫أخلقه ‪ :‬نشأ رضي ال عنه وترعرع في دور العلم ‪ ,‬فكننانت معاشننرته للعلمنناء‬
‫والصحاء فاهتدي بهدي القرآن وسار علي سنة جده خير النام صلي ال عليه وسنلم‬
‫فكان طريقه العمل بالكتاب والسنة وبما كان عليننه أصننحاب رسننول الن صننلي الن‬
‫عليه وسلم فكان لمشددا ول موسننعا‪ ,‬يسنلك الطريننق الوسننط ويقنول ‪ :‬نحنن أمنة‬
‫وسط ولهذا كان يحب التوسط بالرخص للمبتدئين كي ل تشمئز نفوسننهم ويحننب‬
‫الخذ بالعزائم لهل النهايات وكان بشننا متواضننعا حليمننا ‪ ,‬متحمل للذى ‪ ,‬صننبورا‬
‫علي المكارة ‪ ,‬ليجننرد لنفسننه قننط ‪ ,‬ولينتصننر لهننا ‪ ,‬بننل يحننب الن ‪ ,‬ويبغننض لن ‪,‬‬
‫وليشافه أحد بما يكننره ‪ ,‬فننإذا اتضننح لننه الحننق تبعننه وتننرك نفسننه وأهلننه وولننده‬
‫ويقول ‪ :‬نحن عندنا القريننب والغريننب فنني الن سننواء ‪ ,‬ويقننول ‪ :‬مننن لننم يتبننع الحننق‬
‫انقيادا لهوي في نفسه فهو من الضلل بمكان كان ينهنني عننن كننثرة اسننتعمال‬
‫المباحات ‪ ,‬وعن كثرة الكل ‪ ,‬وعن كثرة النوم ‪ ,‬ويحرض علي قيام الليل ‪ ,‬ومن نظمه‬
‫بذلك ‪ :‬تعود سهر الليل فإن النوم خسران ولتركن إلنني الننذنب فعقننبي الننذنب‬
‫نيران – وقم للواحد الفرد فللقرآن خلن – ينننام الغافننل السنناهي ومننا فنني القننوم‬
‫وسنان – ويلهو المعرض اللهي وعند القوم أحزان – هم وال ن فتيننان إذا مننا قيننل‬
‫فتيان كان يأمر بمباعدة أهل الشطح والغلو ‪ ,‬والترفع ‪ ,‬والدعاوى العريضة ‪ ,‬ويحذر‬
‫الناس منهم ويقول ‪ :‬هؤلء قطاع الطريق فاحذروهم ‪ ,‬وكننان يكننره أصننحاب القننول‬
‫بالوحدة المطلقة وكان يكره اصحاب الخوض بالكلم علي الننذات الصننفات ويقننول ‪:‬‬
‫هؤلء قوم أخذتهم البدعننة مننن سننروجهم ‪,‬إينناكم ومجالسننتهم وكننان يقننول اتبننع‬
‫ولتبتدع ‪ ,‬فإن اتبعت بلغت النجاة وصرت من أهل السننلمة وإن ابتنندعت هلكننت‬
‫وأخيرا فما ذكرته عن أخلقه هو غيض من فيض حقيقتها رضي ال عنه ومن أراد‬
‫أن يعرفها مفصلة فليقرأ كتابه " البرهان المؤيد "‬
‫تواضعه ‪:‬كان يخنندم نفسننه ‪ ,‬ويخصننف نعلننه ‪ ,‬ويجمننع الحطننب وبشننده بحبننل‬
‫مدخر له عند بعننض خنندامه ‪ ,‬فيحملننه إلنني بيننوت الرامننل والمسنناكين والمرضنني ‪,‬‬
‫وأصحاب الحاجات ويقدم للعميان نعالهم ‪ ,‬ويقودهم – اذا لقي منهم أناسا – إلنني‬
‫محل مطلوبهم ويكرم الشيوخ ‪ ,‬ويوحي بإكرامهم ويقول ‪ :‬قال النبي صلي ال عليه‬
‫وسلم " من أكرم ذا شيبة – يعني مسلما – سخر الن لننه مننن يكرمننه عننند شننيبته "‬
‫وكنان يمشنى إلني المجننذومين ‪ ,‬والزمنني ‪ ,‬ويغسنل ثينابهم ويحمننل لهنم الطعننام ‪,‬‬
‫ويأكل معهم ‪ ,‬ويجالسهم ‪ ,‬ويسألهم الدعاء ويقول الزيننارة لمثننل هننؤلء واجبننة ل‬
‫مستحبة وإذا سمع بمريض في قرية – ولو علي بعد – يمضي إليه ويعوده وكننان‬
‫يداوي الكلب ويقول ‪ :‬الشفقة علي خلق ال مما يقرب العبد إلي ال وكننان يننرأف‬
‫باليتيم ‪ ,‬ويبكي لحال الفقراء ويفرح لفرحهم ‪ ,‬ويتواضع لهم كل التواضننع ‪ ,‬ويعنند‬
‫نفسه منهم ويقول في المحافل ‪ :‬إن عدت أصحاب الحرف ‪ ,‬وذهبت كل حرفه زمرة‬
‫زمرة ‪ ,‬فأنا فقير في زمرة الفقراء‬
‫مر يوما علي صبيان يتخاصمون فخلص بينهم وقننال لحنندهم ‪ :‬ابننن مننن أنننت ؟‬
‫فقال له ‪ :‬وايش فضولك ؟ فصار يرددها ويقول ‪ :‬أدبتني ياولدي جزاء ال خيرا‬
‫قال مشايخ أهل عصره ‪ :‬كل ما حصل لبن الرفاعي مننن المقامننات إنمننا هننو مننن‬
‫كننثرة شننفقته علنني الخلننق ‪ ,‬وذل نفسننه رضنني ال ن عنننه وكننان يعظننم العلمنناء ‪,‬‬
‫والفقهاء ‪ ,‬ويحترمهم ‪ ,‬ويأمر بتعظيمهم واحترامهم ‪ ,‬ويقول ‪ :‬هولء أركننان المننة‬
‫وقادتها‬
‫زهده ووعده وسلمة طويته ‪ :‬كان متجردا من الدنيا وما ادخر شننيئا قننط‬
‫وكان ل يجمع بين لبس قميص لفي صيف ول في شتاء منع أن رينع أملكنه ‪ ,‬وحبناس‬
‫رواقه الشريف اكثر من ريع أملك المراء والكبراء وكل مايحصل منها ينفقه في‬
‫سبيل ال تعالي علي فقراء الرواق ووارديه من المسننلمين ‪ ,‬ويبقنني أولده ل يملكننون‬
‫شيئا من عرض الدنيا بل هم كآحاد فقراء الرواق قال الشيخ عبدالصنمد الحربنوني‬
‫أحد وكلء الرواق الحمدي العامر ‪ :‬فنني سنننة ‪ 567‬هجريننة بلننغ ريننع أملك السننيد‬
‫أحمد وأوقافه المحبوسة علي رواقه هذه السنة تسعماية ألف درهم فضه ديننواني ‪,‬‬
‫وعشرين ألف قطعة ذهب وجاء في هذه السنة باسننم جنابننة الشننريف مننن القنناليم‬
‫ثمنانون ألنف رداء ‪ ,‬وخمسنون النف تمشننكة ‪ ,‬وعشننرون النف مسنح عجمني ‪ ,‬واثنتننان‬
‫وثلثننون الننف عمامننة كتننان ‪ ,‬واحنندى عشننرة الننف قطعننة ذهننب دوانيقيننة ( وألننف‬
‫وسبعماية كساء هندي ‪ ,‬وها هنو الينوم غسننل ثنوبه بشناطئ نهنر النرواق واسنتتر‬
‫بفوطته ‪ ,‬وأخذ ثوبه علي عصا ينشفه ليلبسه ‪ ,‬ولم يكن في خزانة رواقننه ول درهننم‬
‫واحنند وكننل الننذي ذكرتننه لننك تصنندق بننه علنني الضننعفاء ‪ ,‬ووهبننه للمسننتحقين ‪,‬‬
‫والسننائلين ‪ ,‬والفقننراء والمسنناكين كننان يقننول ‪ :‬الزهنند أسنناس الحننوال المرضننية‬
‫والمراتب السنية وهننو أول القاصنندين إلنني الن عننز وجننل ‪ ,‬والمنقطعيننن إلنني الن ‪,‬‬
‫والراضين عن ال ‪ ,‬والمتوكلين علي ال وكان يقول ‪ :‬لسان الورع ينندعو إلنني تننرك‬
‫الفات ولسان التعبد يدعو إلي دوام الجتهاد ‪ ,‬ولسان المحبة ينندعو إلنني الننذوبان‬
‫والهيماء وكان يقول ‪ :‬كم طيرت طقطقننة النعننال حننول الرجننال مننن رأس ‪ ,‬وكننم‬
‫أذهبت من دين وكان إذا رأي علي فقير جبة صوف يقول له ‪ :‬ياولدي ‪ ,‬إنظري بزي‬
‫من تزييت ‪ ,‬وإلي من قد انتسبت لبسننت لبسننة النبينناء ‪ ,‬وتخليننت بحليننة التقينناء‬
‫هذا زي العارفين فاسننلك فيننه مسننالك المقربيننن وإلفانزعننة كننان ل يجننازي قننط‬
‫السيئة بالسيئة وكان يقول ‪ :‬ليحصل للعبد صفاء الصدر حتي ل يبقي فيه شننيء منن‬
‫وكننان يقننول ‪ :‬طريقنني‬ ‫الخبث ل للعدو ‪ ,‬ول لصديق ول لحد من خلق ال عز وجننل‬
‫دين بل بدعة ‪ ,‬وعمل بل كسل ‪ ,‬ونية بل فساد ‪ ,‬وصدق بل كذب ‪ ,‬وحال بل رياء‬
‫**********************‬

‫سلسلة الطريق‬
‫بين رسول ال صلي ال عليه وسلم وبين حفيده السيد احمنند الكننبير الرفنناعى‬
‫رضي ال عنه‬

‫أخذ الطريق رضي ال عنه بالسند المتصل بالنبي صلي ال عليه وسلم منن أربنع‬
‫طرق ‪:‬‬
‫الطريق الول ‪ :‬السيد أحمند الرفناعي ) منن ( الشنيخ منصنور الربناني البطنائحي‬
‫) من ( الشيخ أبي المنصور الطيب ) خال ام وابن عمة الشيخ منصننور ( ) مننن ( الشننيخ‬
‫يحيى النجاري ) من ( الشيخ أبي القرمزي ) من ( الشيخ أبي القاسم السندوسي ) مننن (‬
‫الشيخ رويم البغدادي ) من ( الشيخ ابي القاسم الجنيد البغدادي ) من ( الشيخ سننري‬
‫السقطي ) من ( الشيخ معروف الكرخي ) من ( المام علنني بننن موسنني الرضنني ) مننن (‬
‫والده المام موسي الكاظم ) من ( والده المام جعفر الصادق ) مننن ( والننده محمنند‬
‫الباقر ) من ( والده المام زينن العابندين علني ) منن ( والنده المنام الحسنين ) منن (‬
‫والده أمير المؤمنين علي بن أبي طالب ) من ( ابنن عمنه رسنول الن صنلي الن علينه‬
‫وسلم‬
‫الطريق الثاني ‪ :‬السيد أحمد الكبير الرفاعي ) من خاله الشيخ منصور الرباني )‬
‫من( والده الشيخ يحيى النجاري) من ( والده الشيخ موسي بن سعيد النصنناري ) مننن (‬
‫والده الشيخ كامل النصاري ) من ( والده الشيخ يحيى الكبير النصنناري ) مننن ( شننيخ‬
‫الصوفية أبي بكر بن موسي الواسطى ) من ( الشيخ أبي القاسم الجنيد البغدادي ثننم‬
‫بالسند المتصل بالطريق الول‬
‫الطريننق الثننالث ‪ :‬السننيد أحمنند الكننبير الرفنناعي ) مننن ( الشننيخ علنني القننارئ‬
‫الواسطى ) من ( الشيخ أبي الفضل بن كامل الواسطي ) مننن الشننيخ غلم ابننن تركننان‬
‫) من ( الشيخ علي الروزباري ) من ( الشيخ علي العجمي ) من ( الشيخ أبي بكر الشبلي‬
‫من الشيخ أبي القاسم الجنيد البغدادي ) من ( الشننيخ سننري السننقطي ) مننن ( الشننيخ‬
‫معروف الكرخي ) من ( الشننيخ داود الطننائي ) مننن ( الشننيخ حننبيب العجمنني ) مننن (‬
‫الشيخ أبي سعيد الحسن البصري ) من ( أمير المؤمنين علي بن أبي طننالب رضنني الن‬
‫عنه ) من ( النبي صلي ال عليه وسلم‬
‫الطريق الرابع ‪:‬‬
‫السيد أحمد الكبير الرفاعي ) من ( خاله الشيخ منصننور الربنناني ) مننن ( الشننيخ‬
‫محني الندين أبنو محمند الشنبنكي ) منن ( الشنيخ بكنر الهنوازني البطنائحى ) منن (‬
‫) الخليفة أبي بكر الصديق رضي ال عنه بالمنام ( ) مننن ( المننام سننهل بننن عبنندال‬
‫التستري ) من ( الشيخ ذو النون المصري ) من ( الشيخ اسنرافيل المغربني ) منن ( أبني‬
‫عبيدال محمد حبيشة التابعي ) من ( جابر النصاري الصحابي ) منن ( أمينر المنؤمنين‬
‫علي بن أبي طالب رضي ال عنه ) من ( النبي صلي ال عليه وسلم‬

‫بعض المشهورين من تلميذه ‪ ,‬ومن ينتسب اليه بالطريق ‪ :‬قال ابننن المهننذب‬
‫في كتننابه " عجننائب واسننط " بلغننت خلفنناء السننيد أحمنند الرفنناعي رضنني الن عنننه‬
‫وخلفاؤهم ‪ 18‬ألفا حال حياته ولننم يكننن فنني بلد المسننلمين المعمننورة مدينننة أو‬
‫بليدة أو قطر تخلو ربوعه وزواياه من محبيه وتلمذته العارفين المرضيين رضي النن‬
‫عنهم أجمعين‬
‫ومن جليل فضنله أن غنالب أعينان القطنناب المشنهورين فنني القطنار السننلمية‬
‫ينتهون اليه من طريننق الخرقننة علنني الغننالب ولننذلك كننان يلقننب بشننيخ الطننرائق ‪.‬‬
‫واستاذ الجماعة ‪ ,‬والشيخ الكبير وسيد العارفين الي ىخر ما هنالك مننن القننارب‬
‫ومننن الننذين ينتمننون اليننه ويعولننون فنني الخرقننة عليننه الشننيخ الحننافظ عننز النندين‬
‫الفاروئي ‪ ,‬والشيخ عقيل المنبجي ‪ ,‬والشيخ حياة بن قيس الحراننني ‪ ,‬والقطننب السننيد‬
‫أحمد البدوي ‪ ,‬والقطب الشيخ ابراهيم الدسننوقي ‪ ,‬والقطننب أبننو الحسننن الشنناذلي ‪,‬‬
‫والقطب الشيخ مزيد الشيباني ) والد القطننب سننعد النندين الجبنناوي ( والشننيخ نجننم‬
‫الدين الصفهاني ) شيخ الدسوقي ( والشيخ أحمد علوان اليماني ‪ ,‬والمام الشعراني ‪,‬‬
‫والحافظ جلل الدين السيوطي ‪ ,‬والشيخ علي الخواص وغيرهم كثيرون من القطنناب‬
‫والعلماء ومشايخ الطرق‬

‫كراماته‬
‫واثبتن للوليا الكرامه ومن نفاها فانبذن كلمننه كننل ماصننح أن يكننون معجننزة‬
‫لنبي صح أن يكون كرامة لولي ‪:‬‬
‫والكرامات ثابتة لم ينكرها غير جاهل بمعجزات النبياء التي أيد ال بها نبوة‬
‫النبياء ورسالة الرسل ‪ -‬وبخوارق العادات ) الكرامات ( الننتي حصنلت مننن عبنناد الن‬
‫الصالحين وأوليائه المتقين فضنل منن الن وكرمنا وكنثيرا منا ينكنر بعنض ضنعاف‬
‫اليمان كرامات حصلت من الصننحابه وكبننار التننابعيين وتننابعيهم لعنندم موافقتهننا‬
‫لمداركهم مع أن العلم والمخترعات الحديثة قد أثبتت لنننا أشننياء مننا كنننا نتصننور‬
‫وقوعها لو لم ننظر إليها باعيننا ‪ ,‬ونلمسها بأيدينا ‪ ,‬ونسمع أصواتها بآذاننا من‬
‫كان يصدق مانراه الن في التليفزيون ؟ يقف الرجننل فنني محطننه البننث بعينندا عنننا ‪,‬‬
‫محجوبا بجدران سميكة ومسافات بعيدة ‪ .‬فيراه كل منا ويسننمع حننديثه وهننو فنني‬
‫غرفته ومثله أشياء كثيرة يحتاج ذكرها وشرحها إلي مجلدات كثيرة‬
‫السيد أ حمد الكبير الرفاعي المشهور بعلمه الغزير وزهده وورعه ‪ ,‬وعبادته‬
‫وتقننواه ‪ ,‬أحنند أولئك الننذين أنعننم النن وتكرمننا عليهننم بكننثير مننن الكرامننات‬
‫المشهورة والمدون كثير منها في الكتب وأشهر كراماته وأعلهننا شننأنا تقننبيله‬
‫يد جده المصطفي صلي ال عليه وسلم وقنند تلقاهننا الننناس خلفننا عننن سننلف حننتي‬
‫بلغت مبلغ التواتر وإن التصانيف التي ذكرتها ووصلت إلي علمنننا هني) منذكورة‬
‫في كتاب لباب المعاني ص ‪:( 43‬‬
‫ترياق المحبين للحافظ تقي الدين الواسطي‬
‫نزهة المجالس للصفوري‬
‫النفحة المسكية للفاروثي‬
‫سوادالعينين‬
‫للرافعي القزويني‬
‫الوظائف الحمدية للصياد‬
‫البهجة الكبري للحافظ محمدبنقاسم الواسطي‬
‫ربيع العاشقين للخطيب الحدادي‬
‫أم البراهين للحافظ محمد بن قاسم لحاج الواسطي‬
‫التنوير للحافظ جلل السيوطي‬
‫الشرف المحتم للحافظ السيوطي‬
‫طبقات الكواكب الدرية للمحدث المناوي‬
‫كتاب السرار الرحمانية للعارف الصاوي المصري‬
‫التذكرة للشيخ العطار‬
‫النجم السباعي للعيد روس الحسيني‬
‫للعلمة ابي القاسم البرزنجي‬ ‫إجابة الداعي‬
‫شرح الشفاء الشريف للخفاجي‬
‫للمام الشعراني‬ ‫مناقب الصالحين‬
‫للشيخ علي الواسطي‬ ‫خزانة السير‬
‫روضة العيان للموصلي‬
‫قاموس العاشقين للشيخ عبدالمنعم العاني نزيل دمشق‬
‫صحاح الخبار للسيد سراج الدين الرفاعي‬
‫مقدمة البرهان المؤيد للشيخ شرف الدين العباس الواسطي‬

‫قال المام عزالدين الفاروثي )مذكورة في كتاب لباب المعاني ص ‪( 43‬‬


‫في كتابه ارشاد المسلمين ‪ :‬أخبرني أبي الحافظ محي الدين أبو اسحق عن أبيه‬
‫الشيخ عمر ) الفاروثي ( أنه قال ‪ :‬كنت مع سننيدنا ومفزعنننا وشننيخنا السننيد أحمنند‬
‫الكبير الرفاعي الحسيني رضي ال عنه عننام حجننه الول وذلننك سنننة خمننس وخمسننين‬
‫وخمسمائة وقد دخل المدينة يوم دخوله اليها قوافل الزوار مننن الشننام والعننراق ‪,‬‬
‫واليمن والمغرب ‪ ,‬والحجاز ‪ ,‬وبلد العجم ‪ ,‬وقد زادوا عن تسعين ألفا فلما أشننرف‬
‫علي المدينة المنورة ترجل عننن مطيتننه ومشنني حافيننا إلنني أن وصننل الحننرم الشننريف‬
‫المحمنندي ‪ ,‬ولزال حننتي وقننف تجنناه الحجننرة العطننرة النوويننة فقننال ‪ :‬السننلم عليننك‬
‫ياجدي فقال له " وعليك السلم ياولدي " سمع كلمه الشننريف كننل مننن فنني الحننرم‬
‫النبوي فتواجد لهذه المنحة العظيمة ‪ ,‬والنعمة الكبري ‪ ,‬وحننن وأن ‪ ,‬وبكنني وجثننا‬
‫علي ركبتيه مرتعدا ثم قام وقال ‪:‬‬
‫تقبل الرض عني وهي نائيتي‬ ‫في حالة البعد روحي كنت أرسلها‬
‫فامدد يمينك كي تحظى بها شفتي‬ ‫وهذه دولة الشباح قد حضرت‬
‫فمد له رسول ال صلي ال عليه وسلم يده الشريفة النورانية مننن قننبره الزهننر‬
‫الكريم فقبلها والناس ينظرون وقد كان في الحرم الشريف اللوف حين خروج اليد‬
‫الطاهرة المحمدينة وكنان منن اكنابر العصنر فيمنن حضنر الشنيخ حيناة بنن قينس‬
‫الحراني ‪ ,‬والشيخ عدي بن مسافر ‪ ,‬والشيخ عقيل المنبجي ‪ ,‬وهؤلء لبسوا خرقة السيد‬
‫احمد رضي ال عنه وعنهم بذلك اليوم ‪ ,‬واندرجوا بسلك اتباعه وكان فيمن حضر‬
‫الشيخ احمد الكبير ازعفراني ‪ ,‬والشيخ عبدالقادر الجيلني ‪ ,‬والشيخ أحمنند الزاهنند‬
‫النصاري ‪ ,‬والشيخ شرف الدين بن عبدالسميع الهاشمي العباسنني ‪ ,‬وخلئق وكلهننم‬
‫تبركوا وتشرفوا برؤيا اليد المحمدية بننبركته رضنني ال ن عنننه وبننايعوه هننم ومننن‬
‫حضر علي المشيخة عليهم وعلي أتباعهم رحمهم ال ومن نعم ال ن علنني أن والنندي‬
‫رحمه ال توجه من الفناروث سننة ‪ 662‬إلني أم عبيندة وعمنري ينوئذ ثمناني سننين‬
‫فحملني معه للزيارة والتشرف بالموسم الحمدي فدخلنا أم عبيدة في خلفة شيخنا‬
‫ومولنا السيد شمي الدين محمد الرفاعي سننبط النفننس النفيسننة الرفاعيننة ‪ ,‬فننأفرد‬
‫لوالدي غرفة فنني الننرواق ‪ ,‬وقنند ضننرب الوفننود والمحبننون لخصنناص والخيننام حنول ام‬
‫عبيدة وقد امتلت الصحارى والبلد والنواحي من الزوار ففنني يننوم الجمعننة فتحننوا‬
‫قبة المشهد الشريف الحمدي ‪ ,‬وجاء الناس ألوفا ألوفا فأخننذ أبنني بينندي ووقفنننا ‪,‬‬
‫وإذ بشيخ كبير السن ‪ ,‬جليل القدر فحملني والدي إليه ‪ ,‬وقبل والدي يننده ‪ ,‬وأمرننني‬
‫فقبلت يده ‪ ,‬وسأله لي وله الدعاء فدعا لنا ومشنني ‪ ,‬فقننال لنني والنندي ‪ :‬هننذا الشننيخ‬
‫أحمد بن عبدالمحمود الربعي ‪ ,‬هو من الذين كنانو عنام منندت يند النننبي صنلي الن‬
‫عليه وسلم للسيد أحمد الرفاعي رضي الن عنننه ‪ ,‬ورآهننا وتشننرف برؤيتهننا وبعنند‬
‫قليل جاء شيخ آخر ففعل والدي كما فعل أول وقبل يده وأمرني بتقبيل يده ‪ ,‬وبعد‬
‫انصرافه للزيارة قال لي ‪ :‬وهذا من حجاج عام مد اليد وهو الشيخ مبارك بن جعفننر‬
‫الونيوي وبعد قليل ‪ ,‬جاء شيخ آخر ‪ ,‬ففعل والدي كننالول وبعنند ذهننابه قننال لنني ‪:‬‬
‫وهذا من حجاج عام مد اليد ‪ ,‬وهو الشيخ عبدالرحمن بننن علنني النندعيبيني ثننم جنناء‬
‫رجل آخر ففعل والدي كالول ‪ ,‬وبعد ذهابه قال لي ‪ :‬وهذا مننن أولئك ‪ ,‬وهننو الحنناج‬
‫رمضان بن عبدالبر بن عبدربه ثم جاء رجل آخر فقبل يده وفعل كما فعل بننالول‬
‫وبعد ذهابه للزيارة قال لي ‪ :‬وهذا منهم ‪ ,‬وهو الشيخ الجليل عبدالمحسن النصنناري‬
‫الواسطي رضي ال عنه ورأيت الناس يزدحمنون علني كنل واحند مننه يقبلنون ينديه‬
‫وقدميه ‪ ,‬ويعلو النحيب والبكاء من الجميع ‪ ,‬وذلك لتذكار عهد اليد الشننريفة ‪,‬‬
‫ومن مدت له رضي ال عنه‬
‫زوجاته وأولده ‪ :‬تزوج رضي ال عنننه الشنيخة الصننالحة خديجنة النصننارية بننت‬
‫الشيخ أبي بكر بن يحيى النجنناري النصنناري ‪ ,‬فأولنندها فاطمننة وزينننب ثننم تننوفيت‬
‫خديجة فتزوج اختا الزاهدة العابدة رابعة ‪ ,‬فأولدها صننالحا قطننب النندين ‪ ,‬مننات‬
‫في حياة والدة وعمره سبع عشرة ‪ ,‬سنة ولم يتزوج وقال الشيخ علي الحنندادي ‪ :‬بننل‬
‫تزوج وأعقب ولدا اسمه منصور وأما فاطمة بنت السيد أحمد الكبير فقد زوجهننا‬
‫أبوها بابن أخته ‪ ,‬وابن عمه مهذب الدولة ابن سيف الدين عثمننان ‪ .‬فأولنندها المننام‬
‫الكبير محي الدين ابرهيم العزب ‪ ,‬ونجم الدين أحمد الخضر ‪ ,‬وأمننا زينننب فزجهننا‬
‫ابن عمتها وابنن ابنن عنم أبيهنا ممهدالدولنة عبندالرحيم و فأولندها شنمس لندين‬
‫محمد ‪ ,‬وقطب الدين أحمد ‪ ,‬وأبا الحسن علي ‪ ,‬وعز النندين أحمنند الصننياد ‪ ,‬وأحمنند‬
‫أبا القاسم وأبا الحس ‪ ,‬وبنتين وانتشرت ذريتهم في البلد السلمية‬

‫وفاته ‪ :‬في السادسة والستين من عمره مرض بداء البطن ) السننهال الشننديد (‬
‫وبقي مريضا أكثر من شهر وكان مع خطننورة مرضننه متحمل للم الشننديدة بنندون‬
‫تأوه أوشكوي مستمرا علي تأدية فرائضه ومواظبا علي فعل ما اعتاد القيام بننه مننن‬
‫الطاعات والعبادات بقدر استطاعته إلي أن توفي رضي ال عنه ينوم الخمينس الثناني‬
‫عشر من شهر جمادي الول عام ‪ 578‬هجرية ودفن في قبة جده لمننه الشننيخ يحيننى‬
‫النجاري في بلدته أم عبيدة رحمه ال وأعلي مقامه في الجنة‬

‫البرهان المؤيد‬
‫لصاحب مد اليد ‪ ,‬مولنا القطب الغوث السيد أحمد الكبير الرفاعي رضي النن‬
‫عنه‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫مقدمة الواسطي تلميذ المؤلف‬
‫الحمدل حمدا يننوافي نعمننه ‪ ,‬ويكننافئ مزيننده ‪ ,‬والصننلة والسننلم علنني النندرة‬
‫النوبية الفريدة ‪ ,‬روح جسننم الوجننود ‪ ,‬وعلننة كننل موجننود ‪ ,‬سننيدنا ومولنننا ‪ ,‬وقننرة‬
‫عيوننا ونبينا الرسول المكرم ‪ ,‬حبيب الرحمن محمد صلي ال عليه وسلم ‪ :‬وعلي ىلننه‬
‫وأصحابه ‪ ,‬وعترته وأحبابه ‪ ,‬وتابعيه بإحسان إلي يوم الدين ‪ ,‬آمين آمين‬
‫)أما بعد ( فيقول العبد الفقير الي رحمة الن ‪ ,‬شننرف النندين بننن عبدالسننميع‬
‫الهاشمي الواسطي كان ال له ‪ ,‬وغفر بفضله ذنبه وزل ‪,‬قد تلقينا مه جننم غفيننر‬
‫من المحبين ‪ ,‬والخوان الصالحين هذا الكتاب المبارك ‪ ,‬رواية من فم شيخنا وملجئنا‬
‫بركة السلم ‪ ,‬وأستاذ الخواص والعوام ‪ ,‬القطب الغوث المقنندم ‪ ,‬الننذي امتننازه ال ن‬
‫علي أوليائه بتقبيل يد النبي صلي ال عليه وسلم ‪ ,‬صاحب اليادي الجليلة ‪ ,‬والخننوارق‬
‫الجزيلة ‪ ,‬حامل الخفيفة والقيلة ‪ ,‬سيدنا الشيخ الكبير السيدأحمد ‪ ,‬ابن السيد أبي‬
‫الحسن علي الرفاعي رضي ال عنه ‪ ,‬ابن السيد يحيى ‪,‬ابن السيد ألثابت ‪ ,‬ابننن السننيد‬
‫الحازم ‪ ,‬ابن السيد احمد ابن السيد علي ‪ ,‬ابن السيد أبي المكارم الحسن المعننروف‬
‫برفاعة المكي ‪ ,‬ابن السيد المهدي ‪ ,‬ابننن السننيد محمنند أبنني القاسننم ‪ ,‬ابننن السننيد‬
‫الحسن ‪ ,‬ابن السيد الحسين ‪ ,‬ابن السيد احمد ‪ ,‬ابن السيد موسي الثاني ‪ ,‬ابننن المننام‬
‫ابراهيم المرتضي ‪ ,‬ابن المام موسي الكاظم ‪ .‬ابن المام جعفننر الصننادق ‪ ,‬ابننن المننام‬
‫محمد الباقر ‪ ,‬ابن المام علي زين العابدين ‪ ,‬ابننن امننام المسننلمين ‪ ,‬وزبنندة آل النننبي‬
‫الميننن ‪ ,‬الننذي امتحننن بننأنواع البلء ‪ ,‬أميننر المننؤمنين أبنني عبنندال المننام الحسننين –‬
‫الشهيد بكربلء ‪ ,‬ابن سيد المة وسند الئمنة ‪ ,‬زوج البتنول وصنهر الرسنول ‪ ,‬النذي‬
‫قدره كاسمه حسن وعلي ‪ ,‬أمير المؤمنين أبي الحسنننين المننام علنني رضنني الن عنننه‬
‫وعنهم أجمعين وذلك سنة ست وخمسين وخمسمائة ‪ ,‬السنة التي عاد بها من سننفر‬
‫حجه المبارك قدس ال أسراره ‪ ,‬وضاعف إرشاده وأنواره ‪ ,‬في رباطه الشننريف بننأم‬
‫عبيدة علي كرسي وعظه في مجالس معدودة ‪ ,‬جمعناها في هذا الجننزء وسننميناه "‬
‫البرهان المؤيد لصاحب مداليد " مولنا الغننوث الشننريف الرفنناعي أحمنند وهننا هنني‬
‫كما تلقيناها منه رضي ال عنه قال نفعنا ال به‬

‫فأولدها‬
‫بسم ال الرحمن الرحيم‬
‫الحمدل حمدا يرضاه لذاته ‪ ,‬والصلة والسلم علي سيد مخلوقناته ‪ ,‬ورضني الن‬
‫عن الصحابة والل ‪ ,‬وأتباعهم من أهل الشرع والحال ‪ ,‬والسلم علينننا وعلنني عبنناد ال ن‬
‫الصالحين‬
‫)أي سادة ( الزهد أول قدم القاصدين الي ال عز وجل ‪ ,‬وأساسه التقوي ‪ ,‬وهنني‬
‫خوف ال رأس الحكمة ‪ ,‬وجماع كل ذلك حسن متابعة إمام الروح والشباح ‪ ,‬السننيد‬
‫المكرم ‪ ,‬رسول ال صلي ال عليه وسننلم وأول طريننق المتابعننة حسننن القنندوة عمل‬
‫بحديث " إنما العمال بالنيات " )عن امير المؤمنين عمر بن الخطنناب رضنني ال ن عنننه‬
‫عن النبي صلي ال عليه وسلم متفق علي صحته رواه البخاري ومسلم " رياض الصالحين‬
‫" ( أل ترون أن رسول ال صلي ال عليه وسلم كيف قال لرجل ‪ ,‬قال له يارسنول الن ‪:‬‬
‫رجل يريد الجهاد وهو يبتغي عرضا من الدنيا ‪ ,‬فقال له رسول ال ن صننلي ال ن عليننه‬
‫وسلم " ل أجر له " ) اخرجه احمد والحاكم وحسنه ( فننأعظم ذلننك الننناس ‪ ,‬فقننالوا‬
‫للرجل ‪ :‬عد لرسول ال صلي ال عليه وسلم فلعلك لم تفهمه ‪ ,‬فقال الرجل يارسول‬
‫ال رجل يريد الجهاد في سبيل ال ‪ ,‬وهو يبتغي من عرض الدنيا فقال ‪ " :‬ل أجر‬
‫له " رواه الثقات وصححوه فمننن هننذا ومثلننه علمنننا أن نتننائج العمننل تحسننن وتقبننح‬
‫بالنيننة فعنناملو ال ن بحسننن النيننات ‪ ,‬واتقننوه فنني الحركننات والسننكنات ‪ ,‬وصننونوا‬
‫عقائدكم من التمسنك بظناهر ماتشنابه منن الكتناب والسننة ‪ ,‬لن ذلنك منن أصنول‬
‫الكفر قال تعالي ) فأما الذين فني قلنوبهم زينغ فيتبعنون منا تشنابه مننه ابتغناء‬
‫الفتنة وابتغاء تأويله ( )آل عمران ‪ ( 7‬والواجب عليكننم وعلنني مكلننف فنني المتشننابه‬
‫اليمان بأنه من عند ال ‪ ,‬أنزله علي عبده سيدنا رسول ال صننلي ال ن عليننه وسننلم‬
‫وما كلفنا سبحانه وتعالي تفصيل علم تأويله قال جلت عظتة ) ومننا يعلننم تأويلننة إل‬
‫ال والراسخون في العلم يقولون آمنا به كل من عننند ربنننا ( ) آل عمننران ‪ (7‬فسننبيل‬
‫المتقين من السلف تنزيه ال تعالي عما دل عليه ظاهره‪,‬وتفويض معناه المراد منننه‬
‫إلي الحق تعالي وتقدس وبهذا سننلمة النندين سننئل بعننض العننارفين عننن الخننالق‬
‫تقدست اسماؤه فقال للسائل ‪ :‬إن سألت عن ذاته ‪ ,‬فليس كمثله شيء وإن سألت‬
‫عن صفاته ‪ ,‬فهو أحد صمد لم يلد ولم يولد ولم يكن له كفوا أحد وإن سألت عننن‬
‫هاَدِة ُهَو ال ّ َرْحَماُن ال ّ َرِحي نُم الحشننر‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ل اّلَذي َل ِإلََه ِإ ّ َل ُهَو َعالُم اْلَغْيِب َوال ّ َش َ‬
‫اسمه فن ُهَو ا ّ َ ُ‬
‫ك ّ َل يَْوٍم ُهَو ِفنني َشنْأٍن ( الرحمننن ‪ ( 29‬وقنند جمننع‬
‫وإن سألت عن فعله فن ) ُ‬ ‫‪( 21‬‬
‫إمامنا الشافعي رضي ال عنه جميع ماقيل في التوحيد بقوله ‪ :‬من انتهض لمعرفننة‬
‫مدبره فانتهي إلي موجود ينتهي إليه فكره فهنو مشننبه وإن إطمنأن إلني العنندم‬
‫الصرف ‪ ,‬فهو معطنل وإن اطمنأن لموجنود ‪ ,‬واعنترف بنالعجز عنن إدراكننة فهنو‬
‫موحد‬
‫"أي سادة " ‪ :-‬نزهوا ال عن سمات المحدثين ‪ ,‬وصننفات المخلننوقين وطهننروا‬
‫عقائدكم من تفسير معني الستواء في حقه تعننالي بالسننتقرار ‪ ,‬كاسننتواء الجسننام‬
‫علني الجسنام المسنتلزم للحلنول ‪ ,‬تعنالي الن عنن ذلنك وايناكم والقنول بالفوقينة‬
‫والسلفية ‪ ,‬والمكان واليد والعين بالجارحة ‪ ,‬والنزول بالتيان والنتقننال فننإن كننل مننا‬
‫جاء في الكتاب والسنة مما يدل ظاهره علي ما ذكر ‪ ,‬فقد جاء في الكتاب والسنننة‬
‫مثله مما يؤيد المقصود فما بقي إل ما قاله صننلحاء السننلف ‪ :‬وهننو اليمننان بظنناهر‬
‫كل ذلك ورد علم المراد إلنني الن ورسننوله ‪,‬مننع تنزيننه البنناري تعننالي عننن الكيننف‬
‫وسمات الحدوث وعلي ذلك درج الئمة وكل ما وصف ال ن بننه نفسننه فنني كتننابه‬
‫فتفسيره قراءته والسكوت عنه ليس لحد أن يفسره إل ال تعالي ورسوله ولكم‬
‫حمل المتشابه علي ما يوافق أصل المحكم لنه اصننل الكتنناب والمتشننابه ل يعننارض‬
‫المحكم سأل رجل المام مالكا بن أنس رضي ال عنه عن قوله تعالي )ال ّ َرْحَماُن َعَلننى‬
‫اْلَعْرِش اْسَتَوى ) طننه ‪ ( ( 5‬فقننال ‪ :‬السننتواء غيننر مجهننول والكيننف غيننر معقننول‬
‫واليمان به واجب والسؤال عنه بدعة ومننا أراك إل مبتنندعا وأمننر بننه أن يخننرج‬
‫وقال إمامنا الشافعي رضي ال عنه لما سئل عن ذلك آمنت بل تشبيه ‪ ,‬وصنندقت بل‬
‫تمثيل ‪ ,‬واتهمت نفسي في الدراك ‪ ,‬وأمسكت عننن الخننوض فيننه كننل المسنناك‬
‫وقال المام أبو حنيفة رضي ال عنه ‪ :‬من قال ل أعننرف الن أ فنني السننماء هننو أم فنني‬
‫الرض ؟ فقد كفر لن هذا القول يوهم أن للحق مكانا ‪ ,‬ومن توهم أن للحق مكانا‬
‫فهو مشبه وسئل المام أحمد رضي ال عنه عن الستواء فقال ‪ :‬استوي كما أخبر ‪,‬‬
‫ل كما يخطر للبشر وقال المام ابن المام جعفر الصادق عليه السلم ‪ :‬مننن زعننم أن‬
‫ال في شيء ‪ ,‬أو من شيء ‪ ,‬فقد أشرك إذ لو كان علي شننيء لكننان محمننول ولننو‬
‫كان في شيء لكان محصورا ولو كان من شيء لكان محدثا‬
‫" أي سادة " أطلبو ال بقلوبكم ‪ ,‬هو أقرب إليكم من حبل الوريد أحاط بكل‬
‫شيء علما‬
‫الدين النصيحة إذا قلتم ‪ :‬لإله إلال ‪ ,‬فقولوها بالخلص الخالص من الغيرية ‪,‬‬
‫ومن خطورات التشبيه والكيفية والتحتية والفوقيننة والبعديننة والقربيننة وخننذوا‬
‫نتائج العمال بخالص النية فقد قال سيد البرية عليه أفضل الصلة والسلم والتحيننة‬
‫) إنما العمال بالنيات وإنما لكل امريء مانوي فمن كانت هجرتننه إلنني الن ورسننوله‬
‫فهجرته إلي ال ورسوله ومن كانت هجرتننه إلنني دنيننا يصننيبها أو امننرأة ينكحهننا‬
‫فهجرته إلي ماهاجر إليه ( )عن أمير المؤمنين عمر بنن الخطناب رضني الن عننه عنن‬
‫النبي صلي ال عليه وسلم متفق علي صحته رواه البخاري ومسلم ( أحكمو أعمننالكم‬
‫علي الركان الخمسة التي بني عليها السلم قال رسننول الن صننلي الن عليننه وسننلم‬
‫) بني السلم علنني خمننس شنهادة أن ل إلننه إل الن وأن محمنندا رسننول الن وإقننام‬
‫الصلة وإيتاء الزكاة وحج البيت وصوم رمضان ( عن آبى عبنندالرحمن عبنندال بننن‬
‫عمر رضي الن عنهمنا عنن رسنول الن صنلي الن علينه وسنلم رواه البخناري ومسنلم‬
‫) الربعين حديث النووية ( إياكم ومحدثات المور قال عليه الصلة والسننلم ‪) :‬مننن‬
‫أحدث في أمرنا هذا ماليس منه فهور رد ( عن أم المننؤمنين السننيدة عائشننة رضنني‬
‫ال عنهما عن النبي صلي ال عليننه وسننلم رواه البخنناري ومسننلم ) الربعيننن حننديث‬
‫النووية ( عاملوا ال بالتقوي وعاملو الخلق بالصدق وحسن الخلق عنناملو أنفسننكم‬
‫ضننوا اْل َْيَمنناَن‬ ‫د ا َّ ِ‬
‫ل ن ِإ َ‬
‫ذا َعاَه نْدتُْم َوَل َتنُق ُ‬ ‫بالمخالفة ‪ ,‬وقفوا عند الحدود )وأَوُفوا ِبعْه ِ‬
‫َ‬ ‫َ ْ‬
‫بْعد تَو ِ‬
‫كي ِ‬
‫دَها ) النحل ‪( 91‬‬ ‫َ َ ْ‬
‫إياكم والكذب علي ال والخلق فإن الندعوي كنذب علني الن وخلقنه كنل‬
‫العبودية معرفة مقام العبدية الذين عمل بالوامر ‪ ,‬واجتناب عن النواهي ‪ ,‬وخضوع‬
‫وانكسار في المرين العمل بالوامر يقرب إلي ال والجتناب عن النواهي خوف مننن‬
‫ال طلب القرب بل أعمال ‪ ,‬محال وأي محال الخوف مع الجرأة فضيحة أطلبوا ال ن‬
‫بمتابعة رسوله صلي ال عليه وسلم وإياكم وسلوك طرينق الن بنالنفس والهنوي‬
‫فمن سلك الطريق بنفسه ضل في أول قدم‬
‫"أي سادة " عظموا شأن نبيكم هو البرزخ الوسط الفارق بينن الخلنق والحنق‬
‫عبدال حبيب ال ‪ ,‬رسول ال ‪ ,‬أكمل خلق الن ‪ ,‬أفضنل رسنل الن ‪ ,‬النداعي الني الن‬
‫المخبر عن ال ‪,‬الخذ من ال ‪ ,‬باب الكل إلي الحظيرة الرحمانيننة وسننيلة الكننل إلنني‬
‫الحظيرة الصمدانية ومن اتصل به اتصل ومن انفصل عنه انفصل قال صننلوات النن‬
‫وتسليماته )ليؤمن أحكننم حننتي يكنون هننواه تبعننا لمننا جئت بنه ( عننن أبنني محمنند ‪:‬‬
‫عبدال بن عمرو بن العاص عن النبي صلي ال عليه وسلم حديث صحيح ) الربعيننن‬
‫حديث النووية(‬
‫"أي سادة " إعلموا أن نبوة نبينا صلي ال عليه وسلم باقية بعد وفاته كبقائها‬
‫حال حياته ‪ ,‬إلي أن يرث ال الرض ومننن عليهننا وجمننع الخلننق مخنناطبون بشننريعته‬
‫الناسخة لجميع الشرائع ومعجزاته باقية وهي القرآن قال تعالي )ُقْل لَِئْن اْجَتَمَعْت‬
‫ض‬‫هْم لِبْعنن ٍ‬
‫ضنن ُ‬ ‫ذا اْلُقْرآِن َل يَْأُتوَن ِبِمْثِلِه َولَْو َ‬
‫كاَن ب َْع ُ‬ ‫ن َعَلى أَْن يَْأُتوا ِبِمْثِل َه َ‬
‫ا ْ ِلنُس َواْلِج ّ ُ‬
‫َ‬
‫َظِهيًرا ) السراء ‪( 88‬‬
‫" أي سادة " مننن رد أخبنناره الصننادقة كمننن رد كلم الن تعننالي آمنننا بننال‪,‬‬
‫وبكتاب ال ‪,‬وبكل ماجاء به نبينا محمد رسول ال صلي ال عليه وسلم قال تعننالي‬
‫ِ‬
‫هَدى َويَّتَِبْع َغْيَر َسنِبيِل اْلُمنْؤِمِنيَن نُنَوّلِه َمننا‬
‫د َما تَبَّيََن لَُه اْل ُ‬‫)ومن يَشاِقْق الرسوَل ِمن بْع ِ‬
‫ْ َ‬ ‫َّ ُ‬ ‫ََ ْ ُ‬
‫صيًرا ( )النساء ‪ ( 115‬أفضل الصننحابة سننيدنا أبننو بكننر‬ ‫تَو ّ َلى ونُصِلِه جهّنَم وساَءْت م ِ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ َ َ‬ ‫َ ْ‬ ‫َ‬
‫رضي ال عنه ‪ ,‬ثم سيدنا عمر الفاروق رضي ال عنه ‪ ,‬ثم عثمان ذو النورين رضي ال‬
‫عنه ‪ ,‬ثم علي المرتضي كرم ال وجهه ورضي عنه والصحابة رضي ال عنهم كلهنم‬
‫علي هدي روي عنه عليه الصلة والسلم أنه قال ) أصحابي كالنجوم بننأيهم اقتننديتم‬
‫اهتديتم ( رواه ابن عبدالبر والبيهقي وهو ضعيف من جهة السننند‪ ,‬وقننال الجننوهري‬
‫إن هذا الحديث حسن خلفا لمن نازع فيه يجب المساك عما شجر بينهم وذكر‬
‫محاسنهم ‪ ,‬ومحبتهم ‪ ,‬والثناء عليهم ‪ ,‬رضي ال عنهم أجمعين فأخبوهم وتبركوا‬
‫بذكرهم ‪ ,‬واعملوا علي التخلق بأخلقهم قال النبي عليه السلم لصحابه ‪) :‬أوصيكم‬
‫بتقوي ال والسمع والطاعة ‪ ,‬وإن تأمر عليكم عبد فننإنه مننن يعننض منكننم فسننيري‬
‫اختلفا كثيرا ‪ ,‬فعليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشنندين المهننديين عضنوا عليهننا‬
‫بالنواجذ ‪ ,‬وإياكم ومحدثات المورفإن كل بدعة ضللة ( عن أبي نجيع العرباض بن‬
‫سارية رضي ال عنه عن النبي صلي ال عليه وسلم رواه أبو داود ‪ ,‬والترمذي ‪ ,‬وقننال‬
‫‪ :‬حديث حسن صحيح ) الربعيننن حننديث النوويننة ( ونننوروا كننل قلننب مننن قلننوبكم‬
‫بمحبة آله الكرام عليهم السننلم فهننم أنننوار الوجننود اللمعننة وشننموس السننعود‬
‫كْم َعَلْي نِه أَْج نًرا ِإ ّ َل اْلَم نَو ّ َدَة ِفنني اْلُقْرب َننى( ) الشننوري‬
‫الطالعة قال تعالي ‪ُ ):‬قْل َل أَْسأَلُ ُ‬
‫‪ (22‬وقال صلي ال عليه وسلم )ال ال في أهل بيننتي ( ) رواه النندولبي فنني الذريننة‬
‫الطاهرة ‪ ,‬وهو صحيح ( من أراد ال به خيرا ألزمنه وصنيه ننبيه فني آلنه فنأحبهم‬
‫واعتني بشأنهم وعظمهم وحماهم وصان حماهم وكان لهم مراعيا ‪ ,‬ولحقوق رسوله‬
‫فيهم راعيا المرء مع من أحب ومن أحب ال أحب رسول ال ومن أحب رسول ال‬
‫أحب آل رسول ال صلي ال عليه وسلم ومن أحبهم كان معهننم وهننم مننع أبيهننم‬
‫عليه الصلة والسلم قدموهم عليكم ول تقدموهم وأعينننوهم وأكرمننوهم يعننود‬
‫خير ذلك عليكم‬
‫ل َل َخوٌف عَليِهم وَل ُهم يحَزُنوَن)‪(62‬اّلَن ِ‬
‫ذيَن‬ ‫إلصقو بأولياء ال )أََل ِإ ّ َن أَولِياَء ا ّ َ ِ‬
‫ْ َ ْ‬ ‫َ ْ ْ َ‬ ‫ْ‬ ‫ْ َ‬
‫كاُنوا يَّتَُقوَن ( ) يونس ‪ 62‬و ‪ ( 63‬الولي من واد ال ‪ ,‬وآمننن بننه واتقنناه فل‬ ‫آَمُنوا َو َ‬
‫تحادو من واد ال جاء في بعض الكتننب اللهيننة ) مننن آذى لني وليننا فقند آذنتنه‬
‫بالحرب ( ) رواه المام أحمد في مسنده وهو صحيح وروي عننن أبني هرينرة عنن النننبي‬
‫الحننديث رواه‬ ‫صلي ال عليه وسلم بلفظ ) إن ال تعالي قننال ‪ :‬مننن عننادى لنني وليننا‬
‫البخاري ) الربعين حديث النبوي( ال يغار لوليائه وينتقنم لهنم منن ينؤذيهم‬
‫ويكرمهم بصون محبيهم وعون من يلوذ فيهننم هننم أخننص المخنناطبين بآيننة ) ‪5‬‬
‫صفحة ‪ ) 28‬السجدة فصلت ‪ ( 31‬عليكننم بمحبتهننم والتقننرب إليهننم تحصننل‬
‫ل ن ُه نْم اْلُمْفِلُحننوَن‬
‫ل أََل ِإ ّ َن ِحْزب ا ّ َ ِ‬
‫َ‬ ‫لكم بهم البركة كونوا معهم ‪) ,‬أُْولَِئ َ‬
‫ك ِحْزب ا ّ َ ِ‬
‫ُ‬
‫) المجادلة ‪( 22‬‬
‫" أي سادة " حدوا المراتب وإياكم والغلو أنزلو الناس منازلهم أشرف الننوع‬
‫النساني النبياء عليهم الصلة والسلم وأشرف النبياء نبينا محمنند صننلي الن عليننه‬
‫وسلم وأشراف الخلق بعده آله وأصحابه وأشراف الخلق بعدهم التابعون أصحاب‬
‫خير القرون هذا علي وجه الجمال وأما علي وجه الفراد ‪ ,‬فالنص النننص ‪ ,‬وإينناكم‬
‫والخذ بالرأي فما هلك من هلك إل بالرأي هننذا النندين ليحكننم فيننه بننالرأي أبنندا‬
‫حكموا آراءكم في المباحات)َفِإْن تََناَزْعُتم ِفي َشيٍء َفر ُدوُه ِإَلى ا ّ َ ِ‬
‫ل َوال ّ َرُسننوِل ) النسنناء‬ ‫ُ ّ‬ ‫ْ‬ ‫ْ‬
‫‪ ( 59‬إياكم وتفضنيل بعضنهم علني بعنض رفننع الن تعننالي بعضنهم علني بعننض‬
‫درجات لكن ليعرفها غيره ومن ارتضي من رسول أينندوا هننذه العصننابة بننترك‬
‫الدعوي شيدوا أركان هذه الطريقة المحمدية بإحياء السنة وإمانتة البدعة‬
‫" أي سادة الفقير علني الطريننق منادام علننس السننة فمننتي حادعنهننا زل عنن‬
‫الطريق قيل لهذه الطائفة ‪ :‬الصوفية ‪ ,‬واختلفت الناس في سبب التسمية وسببها‬
‫غريب ل يعرفه الكثير من الفقراء ‪ ,‬وهو إن جماعة من مصر يقال لهم بنو الصوفة‬
‫وهو الغوص بن مر بن أدبن طابخة الربيط كانت أمه ل يعيش لهننا ولنند فنننذرت‬
‫إن عاش لها ولد لتربطن برأسه صوفة ‪ ,‬وتجعله ربيط الكعبة وقد كانو يجيننزون‬
‫الحاج‪ ,‬إلي أن من ال بظهور السلم فأسلموا وكننانوا عبننادا ونقننل عننن بعضننهم‬
‫حديث رسول ال صلي ال عليه وسلم فمننن صننحبهم سننمي بالصننوفي وكننذلك مننن‬
‫صحب من صحبهم أو تعبد ولبس الصوف مثلهم ينسبونه إليهم فيقننال ‪ :‬صننوفي‬
‫ونوع الفقراء السباب فمنهم من قال التصوف الصفاء زمنهم من قال ‪ :‬المصافاة‬
‫وغير ذلك وكله صننحيح مننن حيننث معننناه لن أهننل هننذه الخرقننه الننتزموا الصننفاء‬
‫والمصافاة ‪ ,‬وعملوا بالداب الظاهرة وقالوا ‪ :‬إنها تدل علي الداب الباطنننة وقننالوا ‪:‬‬
‫احسن أدب الظاهر عنوان أدب الباطن وقالوا ‪ :‬من لم يعرف أدب الظاهر ل يننؤتمن‬
‫علي أدب الباطن كل الداب منحصرة في متابعة النبي صلي ال عليننه وسننلم قننول‬
‫وفعل ‪ ,‬وحال وخلقا فالصوفي آدابه تدل علي مقامه زنوا أقننواله وأفعنناله وأحننواله‬
‫وأخلقه بميزان الشرع ‪ ,‬يعلم لديكم ثقل ميزانه وخفته خلننق النننبي القننرآن قننال‬
‫تعالي )ما َفرْطَنا ِفي اْل ِ‬
‫كَتاِب ِمْن َشْيٍء ) النعننام ‪ ( 38‬ومننن الننتزم الداب الظنناهرة‬ ‫َ َّ‬
‫دخل في جنسية القوم وحسب في عدادهم) وفنني نسننخة فنني أعنندادهم ( ومننن لننم‬
‫يلتزم الداب الظاهرة فهو فيهم غير ‪ ,‬ل يلتبس حاله عليهم ‪ ,‬لن اسننتعمال الداب‬
‫دليل الجنسية ‪ ,‬بل تكون علة الضم ‪ ,‬قال رويم ‪ :‬التصننوف كلننه أدب ‪ ,‬وهننذا الدب‬
‫الذي أشارت اليه الطائفة أدب الشرع ‪ ,‬كن متشرعا ودع حاسدك يكذب عليننك ‪,‬‬
‫وينسب ما يحب إليك‬
‫إذا كنت عند ال غير مريب‬ ‫ولست أبالي من زماني بريبة‬
‫فما ضرني واش أتي بغريب‬ ‫إذا كان سري عند ربي منزها‬
‫"أيها السالك " إياك ورؤية النفس ‪ ,‬إياك والغرور ‪ ,‬إياك والكبر ‪ ,‬فننإن كننل‬
‫ذلك مهلك مادخل ساحة القرب من استصغر الناس واستعظم نفسه من أنا ومننن‬
‫أنت ؟ " أي أخي " كل واحد منا مسيكين ‪ ,‬أولننه مضننغة وآخننره جيفننة شننرف هننذا‬
‫العرض جوهر العقل العقل ما عقل النفس وأوقفها عننند حندها ‪ ,‬فنإذا لنم يكنن‬
‫عقل المرء عاقل لنفسه ‪,‬موقفا لها عند حنندها فنني أخننذها وردهننا فليننس بعقننل‬
‫وإذا لم يكن عقل المرء عاقل لنفسه ‪ ,‬موقفننا لهننا عننند حندها فني أخننذها وردهنا‬
‫فليس بعقل وإذا حرم المرء الجوهر ذهب شرفه وبقي عرضا ثقيل كثيفا ل يليق‬
‫لمرتبة عزيزة ‪ ,‬ول لمنصب نفيس ‪ ,‬وإذا تم عقله وكمننل صنار الحكننم فينه للجننوهر‬
‫المحض ‪ ,‬فصلح أنيكون علي تيجان الملوك والكاسرة وأول مراتب العقننل النخلع‬
‫عن النانية الكاذبة والدعوي الباطلة ‪ ,‬وصولة الفتق والرتق ‪,‬والوهب والسننلب ‪ ,‬وإذا‬
‫حكمه المقام وصار صفه عليه أيضا ‪,‬فاللزم عليه أن يعرف مبتدأه الطيني ومنتهاه‬
‫الترابي وأن يقف بين هنذه البنداءة والنهايننة بمنا يناسنبهما مننن قنول وفعنل ‪ ,‬لن‬
‫واعظ ال في قلب كنل رجنل مسنلم منن لنم يكنن لنه منن نفسنه واعنظ لنم تنفعنه‬
‫المواعظ كيف ينتفع بالموعظة مننن كننان قلبننه غننافل ؟ قننال سننهل ‪ :‬الغفلننة سننواد‬
‫القلب ‪ ,‬وقال السيد المين صلي ال عليه وسلم من حديث ) أل وإن في الجسد مضغة‬
‫إذا صلحت صح الجسد كله ‪ ,‬وإذا فسدت فسد الجسد كله أل وهي القلننب ( ) عننن‬
‫أبي عبدال ‪ :‬النعمان بن بشير رضي ال عنهما عن النننبي صنلي الن عليننه وسننلم مننن‬
‫حديث أوله ) إن الحلل بين ‪ ,‬والحرام بين ( الحديث رواه البخاري ومسننلم ) الربعيننن‬
‫حديث النووية (‬
‫" أي أخي " – تنتفع من موعظتي وأنتفع من موعظتك إذا أخلننص كننل منننا )أي‬
‫أخي ( ‪ ,‬أنت أحسن مني ‪ ,‬زحمتك ذلة التلقي ‪ ,‬وأنا أخذتني سكرة التعليم )أي أخي‬
‫( ‪ ,‬إن أنا غلبت نفسنني المسننكينة ‪ ,‬وقلننت لهننا ‪ :‬علمننك الن وأوجننب عليننك تعليننم‬
‫الخوان ‪ ,‬وكاتم العلم يلجم بلجام من نار فتعبك لك قفي عند حدك ‪ ,‬ربما كننان‬
‫فيهم من هو عند الن أجننل منننك ‪ ,‬أخفنناه عنننك ليختننبرك وبعنند ذلننك سننكنت‬
‫ثائرتها الكاذبننة ‪ ,‬وعرفننت قنندرها ‪ ,‬ووقفننت عننند طورهننا ‪ ,‬فلهننا الحننظ الوفننر ‪,‬‬
‫وكذلك أنت‬
‫" أي سننادة " إن غلبننت نفسننك وألزمتهننا التعليننم ‪ ,‬وذبحننت الهننوي بسننكين‬
‫الفتداء ‪ ,‬وأخذت الحكمة غاضا طرفك عن شنرفك وعلمنك وحسنبك وأبيننك ومالنك‬
‫وحالك فقد فزت فوزا عظيما ‪ ,‬ومن لم يحاسب نفسه عننن كننل نفننس ويتهمهننا لننم‬
‫يثبت عندنا في ديوان الرجال‬
‫" أي سادة " أنا لست بشيخ ‪ ,‬لست بمقدم علي هذا الجمع ‪ ,‬لست بواعظ لست‬
‫بمعلم حشرت مع فرعون وهامان إن خطر لي أني شيخ علي أحد من خلق النن إل أن‬
‫يتغمدني ال برحمته ‪ ,‬فأكون كآحاد المسلمين ‪ ,‬مت مسلما ول تبال ‪ ,‬السلم حبننل‬
‫الوصله الي ال ‪ ,‬لو عبنندال غيننر المسننلم بعبننادة الثقليننن بعينند عننن الن مغضننوب‬
‫دي‬‫عليه ولو أتي العبد المسلم بذنوب الثقلين له من ال حظ العبودية )ُق نْل ياِعبننا ِ‬
‫َ َ‬
‫ل يَْغِفُر ال ّ‬
‫ذُُنوَب َجِميًعا ِإ ّ َنننُه‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫اّلَذيَن أَْسَرُفوا َعَلى أَْنُفسِهْم َل تَْقنَُطوا مْن َرْحَمة اَّل ِإ ّ َن ا ّ َ َ‬
‫ُهَو اْلَغُفوُر ال ّ َرِحيُم ( ) الزمر ‪ ( 53‬أحكمو رابطة الوصننلة مننع الن بشننرائط السننلم "‬
‫المسلم من سلم المسلمون من يده ولسانه " عننن ابنني هريننرة رضنني الن عنننه حننديث‬
‫صحيح رواه البخاري وغيره‬
‫أين أهل الصندق النذين ينأمرون النناس بنالبر وينأتمرون بنه ؟ أينن اهنل اليمنان‬
‫الكامل الذين يطلبون الحكمة ول يقف نظرهم عننند موضننعها ؟ مننن كمننال اليمننان‬
‫والصدق وعظك نفسك ‪ ,‬ونفعك غيرك ‪ ,‬وأخننذك الحكمننة أننني وجنندتها كننل‬
‫الفقراء ورجال هذه الطائفة خير مني أنا حمينند اللش أنننا لش اللش ‪ ,‬لكننن الحننق‬
‫يقال الصوفي من صفي سره من كدورات الكوان وما رأي لنفسننه علنني غيننره مزيننة‬
‫هكذا كتب ال وحكم وهذا وال خلق عبيده الذين طهرهم من رؤيننة غيننره ‪ ,‬أي‬
‫أخي أنت غيننر ‪ ,‬ونفسننك غيننر وغيننرك غيننر كننل مننا أدركننه بصننرك واختلننج‬
‫بشكله وكيفيته سرك فهو غير ربنا ل تكيفه الفكار ‪ ,‬ول تدركه البصار‬
‫" أي أخي " أخاف عليك من الفرح بالكرامة وإظهارهننا الولينناء يسننتترون مننن‬
‫الكرامة كاستتار المرأة من دم الحيض‬
‫"أي أخي " الكرامة عزيزة بالنسبة إلي المكرم ليسننت بشننيء بالنسننبة لنننا لن‬
‫هذا الكرام لما ورد من باب الكريم عظم وعز وتلقته القلوب بالءجلل ولما تحننول‬
‫لفظ النسبة إلي العبد هان المر ‪ ,‬واستتر الكامل من هذه النسبة الننتي تحننول أمرهننا‬
‫من باب قديم إلي باب حادث خيفة إستحسان النسبة الثانية ‪ ,‬فإن قبولها سم قاتل‬
‫كلنا عار إل من كساه كلنا جائع إل من أطعمه كلنننا ضننال إل مننن هننداه ليننس‬
‫للعاقل إل قرع باب الكريم فنني الشنندة والرخنناء المخلننوق ضننعف ‪ ,‬عجننز ‪ ,‬فقننر ‪,‬‬
‫حاجة ‪ ,‬عدم محض‬
‫أكرم ال أحبابه المتقين ‪ ,‬وأظهر علي أيننديهم الخننوارق ‪ ,‬وأينندهم بننروح مننن‬
‫عنده ‪ ,‬ورفع منارهم فاشتغلوا به تعالي عن كل ذلك خافوا الن فأسننكنهم جنننة‬
‫ِ‬
‫قربه وأكرمهم إذا نزلوا به بالنظر إلي وجهه الكريم )َوأَ ّ َمننا َمنْن َخنناَف َمَقنناَم َربّنِه‬
‫هَوى)‪َ(40‬فِإ ّ َن اْلَجّنََة ِهَي اْلَمْأَوى ( ) النازعننات ‪ ( 41 – 40‬شننر‬ ‫هى الّنَْفَس َعْن اْل َ‬
‫َونَ َ‬
‫الهوي رؤيننة الغيننار ‪ ,‬والشننتغال عننن الخننالق بنالمخلوق مننا الننذي يننراه العاقننل مننن‬
‫الشتغال بغيره ؟ القول بتأثيرغيره في كل أثره ما ‪ ,‬قليننل أو كننثير كلني أو جننزئي‬
‫قال رسول ال ‪  ‬لعبدال بن عباس رضي ال عنهما " ياغلم إني أعلمننك‬ ‫شرك‬
‫كلمات إحفظ ال يحفظك إحفظ ال تجده تجاهك إذا سالت فاسنأل الن وإذا‬
‫استعنت فاسننتعن بننال واعلننم أن المننة لننو اجتمعننت علنني أن ينفعننوك بشننيء لننم‬
‫ينفعوك إل بشيء قد كتبه ال لك وإن اجتمعو علي أن يضروك بشيء لم يضننروك‬
‫بشيء قد كتبنه الن عليننك رفعنت القلم وجفننت الصنحف " رواه الترمننذي وقنال ‪:‬‬
‫حديث حسن صحيح ) الربعين حديث للنووي (‬
‫" أي سادة " تفرقت الطوائف شيعا وحميد بقي مننع أهننل الننذل والنكسننار ‪,‬‬
‫ك ِ‬
‫ذًبا‬ ‫والمسكنة والضطرار إياكم والكذب علي ال )ومن أَْظَلم ِممن اْفَترى َعَلى ا ّ َ ِ‬
‫ل َ‬ ‫َ‬ ‫ُ َّ ْ‬ ‫ََ ْ‬ ‫ِ‬
‫كاِفِريَن ) العنكبوت ‪ ( 68‬ينقلون‬ ‫َ‬ ‫ل‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫ل‬ ‫وى‬ ‫ْ‬
‫ث‬ ‫م‬ ‫م‬‫َ‬ ‫ن‬
‫َ َ َّ َ ً‬‫ه‬‫ج‬ ‫ِ‬
‫في‬ ‫س‬‫ذََب ِباْلَح ّ ّ َ َ ُ ْ َ‬
‫ي‬‫َ‬ ‫ل‬‫َ‬ ‫أ‬ ‫ه‬ ‫َ‬ ‫ء‬‫جا‬ ‫ما‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫ق‬ ‫ك ّ‬
‫أَْو َ‬
‫عن الحلج أنه قال ‪ :‬أنا الحق أخطأ بوهمه لوكان علي الحننق مننا قننال ‪ :‬أنننا الحننق‬
‫يذكرون له شعرا يوهم الوحدة ‪ ,‬كل ذلك ومثله باطل ما أراه رجل واصل أبدا ما‬
‫أراه شرب ما أراه حضر ‪ ,‬ماأراه سمع إل رنننة أو طنينننا فأخننذه الننوهم مننن حننال إلنني‬
‫حال من ازداد قربا ولم يزدد خوفا فهو ممكور إياكم والقول بهذه القاويننل ‪,‬‬
‫السلف علي الحدود بل تجنناوز بننال عليكننم هننل يتجنناوز‬ ‫إن هي إل أباطيل‬
‫الحد إل الجاهل ‪ ,‬هل ينندرس عنننوة فنني الجننب إل العمنني ؟ مننا هننذا التطنناول وذلننك‬
‫المتطاول ساقط بالجوع ‪ ,‬ساقط بالعطش ‪ ,‬ساقط بننالنوم ‪ ,‬سنناقط بننالوجع ‪ ,‬سنناقط‬
‫بالفاقة ‪ ,‬ساقط بالهرم ‪ ,‬ساقط بالعناء أين هننذا التطنناول مننن صنندمة صننوت )لَِمنْن‬
‫ك اْلَيْوَم ) غافر ) المنؤمن ‪ ( 17‬العبند منتي تجناوز حنده منع إخنوانه يعند فني‬
‫اْلُمْل ُ‬
‫الحشرة ناقصا التجاوز علم نقص ينشر علي رأس صاحبه ‪ ,‬يشننهد عليننه بالنندعوي‬
‫يشهد عليه بالغفلة ‪ ,‬يشهد عليه بالزهو يشهد عليننه بالحجنناب يتحنندث القننوم‬
‫بالنعم لكن مع ملحظة الحدود الشننرعية الحقننوق اللهيننة تطلبهننم فنني كننل قننول‬
‫وفعل الولية ليست بفرعونية ول بنمرودية قال فرعون ‪ :‬أنا ربكم العلني وقنال‬
‫قائد الولياء وسيد النبياء صلي الن عليننه وسننلم " لسننت بمليننك " ) اول الحننديث "‬
‫هون عليك فأني لست بملك انما أنا ابن امرأة من قريش كانت تأكل القديد " رواه‬
‫ابن ماجة والحناكم عنن ابني مسنعود البندري والحناكم عنن جرينر ) الفتنح الكنبير (‬
‫حديث صحيح نزع ثوب التعالي والمرة والفوقية كيف يتجرأ علي ذلك العارفون‬
‫ها اْلُمْجِرُموَن ) يس ‪ ( 59‬وصف الفتقار إلنني ال ن وصننف‬ ‫وال يقول )َواْمَتاُزوا اْلَيْوَم أَّيُ َ‬
‫ل ن ُه نَو اْلَغِن ن ّ ُي اْلَحِمي نُد‬ ‫المؤمنين قال تعالي ‪) :‬ياأَيُها ال ّ َناُس أَْنُتم اْلُفَقراُء ِإَلى ا ّ َ ِ‬
‫ل ن َوا ّ َ ُ‬ ‫َ‬ ‫ْ‬ ‫َ ّ َ‬
‫) فاطر ‪ ( 15‬هذا الذي أقوله علم القوم تعلمو هذا العلم فإن جذبات الرحمن في‬
‫هذا الزمان قلت إصرفوا الشكوي إلي ال في كل أمر العاقل ل يشكو ل إلي ملك‬
‫ول إلي سلطان العاقل كل أعماله ل‬
‫" أي سادة " ماقلت لكم إل مافعلته وتخلقت به ‪ ,‬فل حجة لكم علنني إذا رأيتننم‬
‫واعظا أو قاصا أو مدرسا فخذوا منه كلم ال تعالي ‪ ,‬وكلم رسننوله صنلي الن علينه‬
‫وسلم ‪ ,‬وكلم أثمة الدين الذين يحكمون عدل ‪ ,‬ويقولون حقا ‪ ,‬واطرحننوا مننازاد وإن‬
‫أتي بمالم يأت به رسول ال صلي ال عليه وسلم فاضربوا بنه وجهننه الحننذر الحننذر‬
‫من مخالفة أمر النبي العظيم صلوات ال وسلمه عليه قال تعنالي )َفْليحنذَر ا ّ َلن ِ‬
‫ذيَن‬ ‫َ ْ ْ‬
‫ذاٌب أَِليٌم ) النور ‪ ( 63‬كان العننراق‬ ‫هم ِفْتنٌَة أَو ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هْم َع َ‬
‫صيبَ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫يَُخالُفوَن َعْن أَْمِره أَْن تُصيبَ ُ ْ‬
‫أخنناذة ) فاتنننة ( المشننايخ ‪ ,‬وغيبننة العننارفين ) منندفن ( مننات القننوم النن النن‬
‫بمتابعتهم اخلفوهم بحسن التخلق اعقبوهم بصحة الصدق ل تلبسوا ثننوب قننوله‬
‫هوا ِ‬ ‫تعالي " َفَخَلَف ِمن بْع ِ‬
‫دِهْم َخْلٌف أَ َ‬
‫ت َفَسْوَف يَْلَقْوَن َغ ّ ًيا "‬ ‫ضاُعوا ال ّ َصَلَة َواّتَبَُعوا ال ّ َش َ َ‬ ‫ْ َ‬
‫) مريم ‪( 59‬‬
‫"أي إخواني " ل تخجلوني غدا بين يدي العزيز سنبحانه وقند سنبقكم أصنحاب‬
‫العمال المرضيات كل نفس مننن أنفنناس الفقيننر أعننز مننن الكننبريت الحمننر إينناكم‬
‫وضياع الوقات ‪ ,‬فإن الوقت سيف إن لم يقطعه الفقير قطعننه قننال تعننالي ‪َ) :‬وَمنْن‬
‫ِ‬
‫هَو لَُه َقِريٌن ) الزخرف ( عليكنم بنالدب‬ ‫يْعُش َعْن ِ‬
‫ذْكِر ال ّ َرْحَماِن نَُقّي ْ‬
‫ض لَُه َشْيَطاًنا َف ُ‬ ‫َ‬
‫فإن الدب باب الرب حكي عن سعيد بن المسنيب أننه قنال ‪ :‬منن لنم يعنرف منال‬
‫عليه في نفسه ‪ ,‬ولنم يتنأدب بنأمره ونهينه كنان منن الدب فني عزلنة قنال الن‬
‫ل ِمْن ِعبا ِ‬
‫دِه اْلُعَلَماُء ) فاطر( سئل الحسن البصري رضي الن عنننه‬ ‫تعالي ‪ِ :‬إّن ََما يَْخَشى ا ّ َ َ‬
‫َ‬
‫عن أنفع الدب فقال ‪ :‬التفقه في الدين ‪ ,‬والزهد في النندنيا والمعرفننة بحقننوق الن‬
‫تعالي علي عبده وقال سهل بن عبنندال رضنني الن عنننه ‪ :‬مننن قهننر نفسننه بننالدب‬
‫عبدال بالخلص ومن الدب أيضا الدب مننع المشننايخ فننإن مننن لننم يحفننظ قلننوب‬
‫المشايخ سلط ال عليه الكلب التي تؤذية أدب صحبة من فوقك الخدمة ومن هنو‬
‫مثلك إل يتار والفتوة ومن دونك الشفقة والتربية والمناصحة صننحبة العننارف مننع‬
‫ال ن بالموافقننة ومننع الخلننق بالمناصننحة ومننع النفننس بالمخالفننة ومننع الشننيطان‬
‫بالعداوة إنكار العبد نعمة ال من موجبات السلب أنا من الذين ل خننوف عليهننم‬
‫ول هم يحزنون إن ال إذا وهب عبده ما استردها شكر النعمة معرفننة قنندرها‬
‫من أراد أن تدوم نعمته فليعرف قدرها ومن أراد أن يعرف قدرها فليشننكرها‬
‫الشكر ما قاله الجنيد رضي ال عنه وهو ‪ :‬أن ل يستعين العبد بنعمتننه تعننالي علنني‬
‫معصيته‬
‫" الشكر " وقوف القلب علنني جننادة الدب مننع المنعننم " الشننكر " أن يتقنني‬
‫العبد ربه حق تقاته وذلننك أن يطناع فل يعصنني ويننذكر فل ينسنني ويشننكر فل‬
‫يكفر الشننكر اجتننناب مننا يغضننب المنعننم تعننالي الشننكر رؤيننة المنعننم ل رؤيننة‬
‫النعمة قالت عائشة رضي ال عنها ) أتاني رسول ال صلي ال عليه وسلم في ليلة ‪,‬‬
‫فدخل معي في لحافي حتي مس جلدي جلده ثم قال لي ‪ :‬ينا بننت ابني بكنر ذرينني‬
‫أتعبد لربي قلت ‪ :‬إني أحب قربك ‪ ,‬وأذننت لنه ‪ ,‬فقنام إلني قربنة منن مناء فتوضنأ‬
‫وأكثرصب الماء ثم قام يصلي ‪ ,‬فبكي حتي سالت دمننوعه علنني صنندره ‪ ,‬ثننم ركننع‬
‫فبكي ‪ ,‬ثم سجد فبكي ‪ ,‬ثم رفع رأسه فبكي فلم يزل كذلك حتي جاء بلل فآذنه‬
‫بالصلة فقلت ‪ :‬يارسول ال ‪ ,‬مايبكيك وقد غفر ال لك ما تقدم مننن ذنبننك ومننا‬
‫تأخر ؟ أفل أكون عبدا شكورا )حديث صحيح رواه محمد بن نصر فنني قيننام الليننل (‬
‫قال داود عليه السننلم ‪ :‬أي رب كيننف أشننكرك وشننكري لننك نعمننة مننن عننندك ؟‬
‫فأوحي ال اليه ‪ ) :‬الن شكرتني ( الشكر طلب المنعم ورفض النندنيا ومننا فيهننا‬
‫طلب المنعم يصح بالزهد والزهد من ترك الدنيا ول يبالي من أخذها قننال أميننر‬
‫المؤمنين علي رضوان ال عليه وسلمه‬
‫لست أعرف حالها‬ ‫دنيا تخادعني كأني‬
‫وأنا اجتنبت حللها‬ ‫ذم الل÷ حرامها‬
‫فكففتها وشمالها‬ ‫بسطت إلي يمينها‬
‫فوهبت جملتها لها‬ ‫ورأيتها محتاجة‬
‫قال العارفون ‪ :‬الزهد قصر المل ليس بكل الغليظ ول لبس العبنناء مننن زهنند‬
‫ك ال ن ّ َداُر اْلِخ نَرُة‬‫في الدنيا وكل ال به ملكا يغرس الحكمة في قلبه قال تعالي )ِتْل َ‬
‫ض َوَل َفَساًدا َواْلَعاِقبَُة ِلْلُمّتَِقيَن ) القصص ‪( 83‬‬ ‫ذيَن َل يُِريُدوَن ُعُل ًوا ِفي اْل َْر ِ‬
‫ّ‬
‫نَجعُلها لِّلَ ِ‬
‫ْ َ َ‬
‫والعاقبة للتقوي كل الخير جعله ال في بيت وجعل مفتاحه التقوي قال ال تعالي‬
‫ِ‬
‫هْم أَْجَرُهْم‬ ‫كٍر أَْو ُأنَثى َوُهَو ُمْؤِمٌن َفَلنُْحِيَيّنَُه َحَياًة َطّيبًَة َولَنَْجِزيَّنَ ُ‬ ‫)َمْن َعِمَل َصالًِحا ِمْن َ‬
‫ذ َ‬
‫كاُنوا يَْعَمُلوَن ) النحل ‪( 97‬‬ ‫ِبأَْحَسِن َما َ‬
‫" أي سادة " أحذركم الدنيا وأحذركم رؤية الغيار المننر صننعب ‪ ,‬والناقنند‬
‫بصير إياكم وهنذه البطنالت إينناكم وهننذه الغفلت إينناكم والعنوالم إيناكم‬
‫والمحدثات أطلبوا الكل من ترك الكل نال الكل ومن أراد الكنل فناته الكننل‬
‫كل ما أنتم عليه من الطلننب ل يصننلحه إل تركننه والوقننوف وراءه وحنندوا المطلننوب‬
‫تندرج تحت توحيدكم كل المطالب من حصل له ال حصل له كل شيء ومن فاته‬
‫ال فاته كل شيء بال عليكم هذه المعرفة تمر؟ هيهات هيهات من خننرج عننن‬
‫نفسه وغيره ‪ ,‬وصفع أبهة طبعه ‪ ,‬تخلص من قيد الجهل ليس المننر كمننا تظنننون‬
‫اجبة صوف ‪ ,‬وتاج ‪ ,‬وثوب قصير ‪ ,‬جبة حزن وتاج صدق ‪ ,‬وثوب توكل وقد عرفتنم‬
‫‪ :‬العارف ل يخلو ظاهره من بوارق الشريعة ‪ ,‬وبنناطنه مننن نينران المحبنة يقنف منع‬
‫المر ‪ ,‬ول ينحرف عن الطريق وقلبه يتقلب علي جمر الوجد وجد إيمننان ‪ ,‬ووقننوفه‬
‫إذعان ) الحسان أن تعبد ال كأنك تراه فإن لم تكن تننراه تننراه فننإنه يننراك ( عننن‬
‫عمر بن الخطاب رضي ال عنه أول الحديث بينما نحن جلوس عند رسننول الن صننلي‬
‫ال عليه وسلم واللفظ أعله في البخاري ومسلم متفق عليه‬
‫أمامه وقوف من يراه وهو ل تخفي عليه خافية ‪ ,‬علم ‪ ,‬وأمر ‪ ,‬وإرادة ‪ ,‬وبعدها‬
‫المكان ‪ ,‬وبعد المكان التكننوين ‪ ,‬وبعننده التكليننف ‪ ,‬وبعنندة الفصننل أو الوصننل‬
‫صدق العبودية أن يسلم لسيدة الفقيننر إذا انتصننر لنفسننه تعننب ‪ ,‬وإذا سننلم المننر‬
‫لموله نصره من غير عشيرة ول أهل أقامنا ال أثمة الدعوة إليننه بالنيابننة عننن نبيننة‬
‫صلي ال عليه وسلم من اقتدي بنا سلم ومن أناب إلي ال بنا غنم الحق يقال ‪ :‬نحن‬
‫أهل بيت ما أراد سلبنا سالب إل وسلب ول نبح علينا كلب إل وجننرب ولهننم علنني‬
‫لن يُنَداِفُع َعنْن‬
‫ضربنا ضارب إل وضرب ولتعالي علي حائطنا حائط إل وخننرب )ِإ ّ َن ا ّ َ َ‬
‫اّلَ ِ‬
‫ذيَن آَمُنوا ) الحج ‪) ( 38‬الّنَِب ّ ُي أَْوَلى ِباْلُمْؤِمِنيَن ِمْن أَْنُفِسِهْم ) الحزاب ‪ ( 6‬إنكننار‬
‫بوارق الرواح جهل بمدد الفتاح ل تعطيل لكلمة ال ) ال الذي نزل الكتاب وهننو‬
‫يتننولي الصننالحين ( يتننولي أمننورهم وأمننور مننناديهم ‪ ,‬ومننن ينننزل بننناديهم ‪ ,‬حننال‬
‫حياتهم وبعد مماتهم ‪ ,‬بلحوق علم منهم العبد إذا كننان راحمننا يسننتر النننائم ول‬
‫يذكر له ذلننك يوصننل الخيننر إلنني الفقيننر ول يعرفننه الخننبر الن الرحمننن الرحيننم‬
‫العظيم الكريم ‪ ,‬ينتصر لعبده الولي من حيث ل يدري يرزقه من حيث ل يحتسب‬
‫تعصمه جبال عنايته من ماء غرق الكدار والقتدار تدفع عنه وعننن محننبيه القندار‬
‫بالقدار ل به ولكن له التنننزلت المحكمننة ‪ ,‬ليننس لهننا مننن دون الن كاشننفة مننن‬
‫اعتصم بال عصم ومن وقف مع الغيار ندم قال سيدى الشيخ منصور الرباني رضي‬
‫ال عنه ‪ -:‬العتصام بال ثقتك به ‪ ,‬وتنزيه خواطرك عن غينره ‪ : -‬القنوم أرشندونا ‪,‬‬
‫دلونا علي الطريننق ‪ ,‬كشننفوا لنننا حجنناب الغلق عننن خننزائن درر الكتنناب والسنننة‬
‫عرفونا حكمة الدب مع ال ورسوله هننم القننوم ل يشننفى جليسننهم مننن آمننن بننال‬
‫وعرف شأن رسوله أحبهم واتبعهم‬
‫" أي سادة " القوم بننايعوا الن بصنندق النيننات وخننالص الطويننات علنني كننثرة‬
‫المجاهدات ‪ ,‬وملزمة المراقبات والطاعات ‪ ,‬و الصبر علي جميع المكروهننات ‪ ,‬وقننال‬
‫لن َعَلْينِه ) الحننزاب ‪ ( 23‬بننادروا‬
‫سبحانه وتعالي فيهم )ِرَجاٌل َصنَدُقوا َمننا َعاَهنُدوا ا ّ َ َ‬
‫ركوب العزائم بالعزم ‪ ,‬وقوة الحزم ‪ ,‬فهجروا المنننام و وتركننو الشننراب والطعننام ‪,‬‬
‫وقاموا ال بالخدمة في حنادس الليل والظلم ‪ ,‬وخدموا بالخشننوع والسننهر والقيننام ‪,‬‬
‫والركننوع و السننجود والصننيام وتمللننوا فنني محنناريبهم بيننن ينندي محبننوبهم لنيننل‬
‫مطلوبهم ‪ ,‬حتي وصلوا إلي مقام القرب ومحل النس ‪ ,‬وظهر لهننم سننر قننوله تعننالي‬
‫)ِإ ّ َنا َل نُ ِ‬
‫ضيُع أَْجَر َمْن أَْحَسَن َعَمًل ) الكهف ‪ ( 3‬فأعطنناهم الدرجننة العليننا ‪ ,‬والمحننل‬
‫الدني ولريب فالقريب من القريب قريب ‪ ,‬والمحننب عننند أحبنناب الحننبيب حننبيب‬
‫حبيب لهم ‪ ,‬حبيب لمحبيهم ‪ ,‬محبوب عند ال ترفعه بركه محبته إلنني المحبوبيننة‬
‫ما شاء ال كان‬
‫" أي سادة " عليكم بالتقرب من أولياء ال من ولي والى ال والي ال ن ومننن‬
‫عادي ولي ال عادي ال من أحب عدوك ‪ ,‬هل تحبه يننا أخنني ؟ لوالن الن أغيرمننن‬
‫الخلق ‪ ,‬ويفعل وينتقم ويقهر م أحب محبك هل تبغضننه ؟ ل والن الن أكننرم مننن‬
‫الخلق يحسن ويجعل وينعم ويكرم وهو أكرم الكرمين ‪ ,‬وأرحننم الراحميننن نعننم‬
‫ال تعالي تذكر من قربته من العزيز فهو قريب ومن أبعدته عنه فهننو بعينند‬
‫أيها البعيد عنا ‪ ,‬الممقوت منا ‪ ,‬ماكان هننذا منننك يامسننكين لننو كننان لنننا فيننك‬
‫مقصد يشهد بحسن استعدادك وخالص حبك إلي ال ‪,‬اهلننه ‪ ,‬اجتننذبناك إليننا ‪,‬‬
‫وحسبناك علينا ‪ ,‬شئت وال – لكن الحق يقال ‪ :‬حظك منعك وعدم استعدادك‬
‫قطعك لو حسبناك منا ما تباعدت عنا خذ مني يا أخي علم القلب خذ مني علم‬
‫الذوق خذ مني علم الشوق أين أنت ني يا أخا الحجاب كشف لي قلبك‬
‫" أي أخي " لو سمعت نصننحي لتبعتننني ل تقننل لننو أخننذتني تبعتننك أنننا علنني‬
‫النصيحة وأنت علني كنل حنال علينك أن تسنمع وتتبنع اعمنل بطاعنة الن ‪ ,‬وارض‬
‫بقضاء ال واستأنس بذكر ال تكننن مننن أصننفياء الن مننن عننرف الن زال همننه‬
‫العارف من هاجر وتجرد من الخلق‬
‫" أي سادة " المغبون من أنفق عمره في غير طاعننة الن والزاهنند مننن تننرك‬
‫كل شيء يشغل عن ال والمقبل من أقبل إلي ال وذو المروءة من لننم ينننزل بنندون‬
‫ال والقوي من استقوي بال عليكم بتجريد التوحيد ‪ ,‬وهو ‪ :‬فقدان رؤية ما سواه‬
‫لوحدانيته إن قلت يا أل ‪ ,‬فقنند ذكرتننه باسننمه العظننم ‪ ,‬ولكننن حرمننت هننبيته ‪,‬‬
‫لنك تقول من حيث أنت ل من حيث هو الغني الكننبر النننس بننه سننبحانه وتعننالي‬
‫والفاقة العظمى دوام النس بالموتي وأغلظ حجب القلوب السننتناد إلنني المربننوب‬
‫ك لَ ِ‬
‫ذْكَرى لَِمْن َ‬
‫كاَن لَُه َقْلٌب ( ) ق ‪37‬‬ ‫ذلِ َ‬‫معدن المعرفة القلب قال تعالي ‪ِ) :‬إ ّ َن ِفي َ‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ها مْن تَْقَوى اْلُقُلوِب ) الحج ‪( 32‬‬ ‫( وقال تعالي ‪َ :‬وَمْن يَُعّظْم َشَعائَر اَّل َفِإّن َ َ‬
‫" أي سادة " – من يتق ال بحفظ السر عن آفات اللتفات إلي السننوى يجعنل لنه‬
‫مخرجا من حجب البعاد ‪ ,‬ويرزقه المشنناهده والوصننلة مننن حيننث ل يحتسننب سننبب‬
‫معرفة العبد ربه معرفة العبد نفسه من عرف نفسه فقد عرف ربه ‪ ,‬مننن عننرف‬
‫نفسه لربه أفني كليته بربه أوحي ال إلي داود عليه السلم ‪ :‬أل من عرفني أرادني‬
‫وطلبنى ومن طلبنى وجدنى ومن وجدنة لم يختر علي حبيبا سواى‬
‫عجبت لمن يقول ذكرت ربي وهل أنسي فأذكر من نسيت‬
‫ولول ماء وصللك ما حييت‬ ‫أموت إذا ذكرتك ثم أحيا‬
‫فكم أحيا عليك وكم أموت‬ ‫فأحيا بالمني وأموت شوقا‬
‫فما نفد الشراب وما رويت‬ ‫شربت الحب كأسا بعد كأس‬
‫" عليكم أي سادة " بذكر ال فإن الذكر مغناطيس الوصل ‪ ,‬وحبل القننرب‬
‫من ذكر ال طاب بال ومن طاب بال وصننل إلنني الن ذكننر الن يثبننت فنني القلننب‬
‫ببركة الصحبة المرء علي دين خليله عليكم بنا صحبتنا ترياق مجننرب ‪ ,‬والبعنند‬
‫عنا سم قاتل أي محجوب ‪ :‬تزعم أنك اكتفيت عنا بعلمك ما الفائدة مننن علننم بل‬
‫عمل ؟ ما الفائدة من عمل بل إخلص ؟ الخلص علي حافة طريق الخطر مننن ينهننض‬
‫بك إلي العمل ؟ من يداويك م سم الرياء ؟ من يدلك علي الطريق القويم ) وفي نسخة‬
‫ِ‬
‫كْنُتنْم َل تَْعَلُمنوَن ) النحننل‬ ‫ِ‬
‫ذْكر ِإْن ُ‬ ‫اخري " المين ( بعنند الخلص ؟ )َفاْسنأَُلوا أَْهنَل الن ّ‬
‫‪ ( 43‬هكذا أنبأنا العليم الخننبير تظننن أنننك مننن أهننل الننذكر مننا حرمننت ثمننرة‬
‫الفكر صدك حجابك قطعك عملك قننال عليننه الصننلة والسننلم ‪ ) :‬اللهننم إننني‬
‫أعننوذ بننك مننن علننم ل ينفننع ( ) رواه الترمننذي باسننناد صننحيح ( لزم أبوابنننا أي‬
‫محجوب ‪ :‬فإن كل درجة وآونة تمضي لك في أبوابنا درجننة وإنابننة إلنني الن تعننالي‬
‫صحت إنابتنا إلي ال قال تعالي )َواّتَِبْع َسِبيَل َمْن أََناَب ِإلَ ن ّ َي ( ) لقمننان ‪ ( 15‬أيهننا‬
‫المتصوف ‪ ,‬لم هذه البطالة ‪ ,‬صرصوفيا حتي نقول لك ‪ :‬أيها الصوفي " أي حبيننبي "‬
‫تظن أن هذه الطريقة تورث مننن أبيننك ‪ ,‬تسلسننل مننن جنندك تأتيننك باسننم بكننر‬
‫وعمرو تصر لك فنني وثيقننة نسننبك تنقننش لننك علنني جيننب خرقتننك علنني طننرف‬
‫تاجك حسبت هذه البضاعة ثوب شعر ‪ ,‬وتاجا وعكازا ولقا ‪ ,‬وعمامة كننبيرة ‪ ,‬وزيننا‬
‫صالحا ‪ ,‬ل وال إن ال ل ينظر ألي كننل هننذا ينظننر إلنني قلبننك كيننف يفننرغ فيننه‬
‫سننره ‪ ,‬وبركننة قربننه وأنننت غافننل عنننه بحجنناب التنناج ‪ ,‬بحجنناب الخرقننة ‪ ,‬بحجنناب‬
‫السبحة ‪ ,‬بحجاب العصا ‪ ,‬بحجاب المسوح إيش هذا العقل الخالي من نور المعرفة ؟‬
‫إيش هذا الرأس الخالي من جوهر العقل ؟ ما علمت بأعمال الطائفننة وتلبننس لباسننهم‬
‫يا مسكين‬
‫" يا أخي " لو كلفت قلبك لباس الخشننية ‪ ,‬وظنناهرك لبنناس الدب ‪ ,‬ونفسننك‬
‫لباس الذل ‪ ,‬وأنانيتك لباس المحو ‪ ,‬ولسانك لباس الذكر وتخلصت من هذه الحجب‬
‫‪ ,‬وبعدها تلبست بهذه الثياب كان أولي لك ثم أولي لكن كيننف يقننال لننك هننذا‬
‫القول و أنت تظن أن تاجك كتاج القوم ‪ ,‬وثوبك كثننوبهم كل الشننكال مؤتلفننة ‪,‬‬
‫والقلوب مختلفة لو كنت علي بصننيرة مننن أمننرك خلعننت أبنناك وأمننك ‪ ,‬وجنندك‬
‫وعمك ‪ ,‬وقميصك وتاجننك ‪ ,‬وسننريرك ومعراجننك ‪ ,‬وأتيتنننا بننال لن وبعنند حسننن‬
‫الدب لبست وأظنك بعد الدب تقطع نفسننك عننن الثننوب والعننوارض القاطعننة‬
‫أي ‪:‬مسكين‬
‫تمشي مع وهمك ‪ ,‬مع خيالننك ‪ ,‬مننع كننذبك ‪ ,‬مننع عجبننك وغننرورك ‪ ,‬وتحمننل‬
‫وكيف يكون ذلننك تعلننم علننم التواضننع‬ ‫نجاسة أنانيتك ‪ ,‬وتظن أنك علي شيء‬
‫تعلم علم الحيرة تعلم علم المسكنة والنسكار‬
‫" أي بطال " تعلمت علم الكبر تعلمت علم الدعوة تعلمت علم التعنالي إينش‬
‫حصلت لك من كل ذلك ؟ تطلب هذه الدنيا الجايفة بظنناهر حننال الخننرة لننبئس مننا‬
‫صنعت ما أنت إل كمشننتري النجاسننة بالنجاسننة كيننف تغفننل نفسننك بنفسننك ‪,‬‬
‫وتكذب علي نفسك وأبنناء جنسنك ؟ ل يقننرب المحنب منن محبنوبه حننتي يبعند مننن‬
‫عدوه رمي بعض المريدين ركوته في بعض البار ليسننتقي المنناء فخرجننت مملننوءة‬
‫بالذهب ‪ ,‬فخرجت مملوءة بالذهب ‪ ,‬فرمي بها في البئر ‪ ,‬وقننل ‪ :‬ينناعزيزي وحقننك ل‬
‫أريد غيرك من أثبت نفسه مريدا صار مرادا من أثبت نفسه طالبننا صننار مطلوبننا‬
‫من عكف علي الباب دخل الرحاب ومن أحسن القصد بعد الدخول تصدر في غرفنة‬
‫الوصلة دخل علي كرم ال وجهه ورضي عنه مسجد رسول ال صلي ال عليه وسننلم‬
‫فرأي أعرابيا في المسجد يقول ‪ :‬إلهي أريد مننك شنويهة ورأي أبننا بكننر الصنديق‬
‫رضي ال عنه في زاوية أخري يقول ‪ :‬إلهي أريدك شتان ما بيننن المراديننن شننتان‬
‫مابين الهمتين تلعب المال بالعقول ‪ ,‬تلعب بالهم كل يطيننر بجننناح همتننه إلنني‬
‫ك ٌّل يَْعَمُل‬
‫أمله ومقصد قلبه فإذا بلغ غاية همته وقف فلم يجاوزها قال تعالي ‪ُ ) :‬‬
‫كَلِتِه ) السراء ‪ ( 84‬أي علي نيته وهمته‬
‫عَلى َشا ِ‬
‫َ‬
‫" أي أخي " ل تجعل غنايه همتنك ‪ ,‬ومنتهني قصندك أن تمنر علني المناء ‪ ,‬أ و‬
‫تطير في الهواء يصنع الطير والحوت ما أردت طر بجناح همتك إلي مال غاية له‬
‫العارف المتمكن ل شيء عنده من العرش إلي الثري أعظم من سروره بربننه والجنننة‬
‫وكل ما فيها في جنب سروره بربنه أصنغر مننن خردلننة ملقاهنة فنني أرض فلة مننن‬
‫خساسننة النفننس ودننناءة الهمننة وقلننة المعرفننة اشننتغالك بالنعمننة عننن المنعننم‬
‫العارفون تجردوا عن الدارين ‪ ,‬وطلبو رب العننالمين تجننردو عننن النفننس والولنند‬
‫أوحي ال تعالي إلي يعقوب عليه السلم لما قننال ‪ :‬يننا أسننفا علنني يوسننف إلنني مننتي‬
‫تذكر يوسننف ‪ ,‬أيوسننف خلقننك ‪ ,‬أو رزقننك أو أعطنناك النبننوة ؟ فبعزتنني لننو كنننت‬
‫ذكرتني ‪ ,‬واشتغلت بي عن ذكر غيري لرجت عنك من ساعتك فعلم يعقوب عليه‬
‫السلم أنه مخطيء في ذكره يوسف فأمسك لسانه عننن ذكننره قننال موسنني عليننه‬
‫السلم إلهي أقريب أنت فأناجيك أم بعيد فأناديك ؟ فقال ال تعالي ‪ :‬أنا جليننس‬
‫لمن ذكرني ‪ ,‬وقريب ممن أنس بي أقرب إليه من حبل الوريد‬
‫" أي سادة " قال أهل ال رضي ال عنهم ‪ :‬من ذكر ال فهو علي نور من ربه ‪,‬‬
‫وعلي طمأنينة من قلبه ‪ ,‬وعلي سلمة من عندوه وقنالوا ‪ :‬ذكنر الن طعنام الننروح‬
‫والثناء عليه تعالي شرابها والحياء منه لباسها وقالوا ‪ :‬منناتنعم المتنعمننون بمثننل‬
‫أنسه ‪ ,‬ول تلذذ المتلذذون بمثل ذكننره وجنناء فنني بعننض الكتننب اللهيننة أن الن‬
‫تعالي قال ‪ ) :‬من ذكرني في نفسه ذكرته في نفسي ومن ذكرني في مل ذكرته‬
‫في مل ومن ذكرني من حيث هو ذكرته من حيث أنا ومن ذكرني من حيننث هننو‬
‫أعطيته من حيث أنا القوم شننغلهم ذكننره ومقصنندهم هننو يننرون أن الحننوادث‬
‫الكونية تقوم بقضائه وقدره فل يعارضونها ل بقلب ول بلسان )ِإ ّ َن اّلَ ِ‬
‫ذيَن اّتََق نْوا ِإ َ‬
‫ذا‬
‫صُروَن ( ) العراف ‪ ( 200‬قال ابنن‬ ‫ذا ُهم مب ِ‬ ‫هْم َطاِئٌف ِمْن ال ّ َشْيَطاِن تَذَ ّ َ‬
‫كُروا َفِإ َ ْ ُ ْ‬ ‫َم ّ َس ُ‬
‫عباس رضي ال عنهما ‪ -:‬ما من مؤمن إل وعلي قلبه شننيطان ‪ ,‬إذا ذكننر ال ن خنننس ‪,‬‬
‫وإذا نسي ال وسوس –‬
‫" أي سادة " لو أن العالم فريقان ‪ :‬فريق يبخرني بالند والعنبر ‪ ,‬وفريننق يقننرض‬
‫لحمي بمقاريض من نار ‪ ,‬مننا نقننص هننؤلء عننندي ‪ ,‬ول زاد هننؤلء عننندي ‪ ,‬لعلمنني أن‬
‫ذلك من مجاري القدار إذا قطعتم حبل المعارضة بسكين التسليم له ذكرتمنوه‬
‫جاء في الخبر ) أذكر ال حتي يقولوا مجنون (‬
‫"أي سادة " هذه الخيالت الباطلننة أخننذتكم مننن واد إلنني واد وهننذه الحجننب‬
‫الغليظة حولتكم من مقام إلي مقام ليست الهمة أن يقف الرجل عند حجننابه بننل‬
‫الهمة أن يفتق شراع الحجاب ‪ ,‬ويتدلي إلني الرحناب صنوارم الهمنم تفنل مننال يمنر‬
‫بالوهام حجب القلوب ل تشق إل بسهام القلننوب قننال علنني أميننر المننؤمنين عليننه‬
‫السلم ‪:‬‬
‫دواؤك منك وما تبصر وداؤك فيك وما تشعر‬
‫وتزعم الكبر العقل وقد انطوى بك ومنن العنالم المطنوي فيننك يظهنر لنك‬
‫جرمك الذي استصغرته إذا لول وصول جرمك الي الغاية الننتي تحيننط بنذلك العنالم‬
‫الكبر ‪ ,‬وتليق له لما صار محل للعالم المذكور فخذ بالهمة العلية علي مقدار ما‬
‫بلغه جرم هيكلك من الحاطة بالعننالم الكننبر الننذي يمتنند شننعاع مننادته إلنني كننل‬
‫مقنام وتنتهنني بنوارق رسننله إلني كنل حضنرة وتشننق عننزائم مننداركه صنف كنل‬
‫معمعة ‪ ,‬وبلغ نجاب فكرته إلي كل حضرة به ال يعطنني ويمنننع ويصننل ويقطننع ‪,‬‬
‫ويفرق ويجمع ‪ ,‬ويضع ويرفع وعليه جعل مدار الكوان وهو أول مخلوق من المننواد‬
‫الكننبري الدميننة أنبأنننا الحننبيب الكريننم ‪ ,‬والسننيد العظيننم ‪ ,‬عليننه صننوات النن‬
‫وتسليمه )إن أول ما خلق ال العقل ( ) قال ابن حبان في روضة العقلء غير صننحيح‬
‫لكن قال الزبيدي فني شنرح الحيناء وقند ورد فني العقنل أحناديث صنححها بعنض‬
‫الئمة فإذا علمتم ما انطوى فيكم عظمتم شأن ذواتكننم ‪ ,‬واحتفلتننم بننإعلء شننرف‬
‫صننفاتكم حننتي تسننمو عننن منزلننة الحجنناب ‪ ,‬بننالقوة ‪ ,‬بالجمننال ‪ ,‬بالمننال ‪ ,‬بالهننل ‪,‬‬
‫بالعشيرة ‪ ,‬بالمنصب ‪ ,‬بالرياسة قال إمامنا الشافعي رضي ال عنه ‪:‬‬
‫أذل من الجلوس علي الكناسة‬ ‫وكل رياسة من غير علم‬
‫العقل عاقل العلم ل يتم شرف العلم للمخلوق إل بالعقل قننال جماعننة بننإعلء‬
‫قدر العلم علي العقننل لننوكن ذلننك بالنسننبة إلنني الن لن العلننم صننفته تعننالي ‪,‬‬
‫والعقل صفه المخلوق وأما بالنسبة إلي ال لن العلم صفته تعالي ‪ ,‬والعقننل صننفه‬
‫المخلوق وأما بالنسبة إلي علمنننا وعقلنننا ‪ ,‬فعقلنننا أجننل مرتبننة ‪ ,‬وأرفننع منزلننة مننن‬
‫علمنا إذا لول العقل لما تم لنا العلم العاقل يكبو ويصرع ‪ ,‬ولكن يؤهل له النجاح‬
‫‪ ,‬ويرجي له الخير والحمق يصرع ويكبو ويخشننى عليننه القطيعننة وعنندم النجنناح‬
‫العاقل من فهم حكمة الدين بلغنا عن المام علي أمير المؤمنين كننرم ال ن وجهننه‬
‫ورضي ال عنه أنه قال ‪ :‬كل عقل لم يحظ بالدين فليس بعقل وكل دين لننم يحننظ‬
‫بالعقل فليس بدين هذا الدين أتنني بأحكننام ألزمنننا المبلننغ عليننه الصننلة والسننلم‬
‫العمل بها ووعد والوعيد فإذا تريض العقل بالعمل والجتننناب) جنناء فنني بعننض‬
‫الطبعات ) الجتناب عنها ( يصل إلي الحاطة بسر الوعد والوعيد‬
‫" أي سادة " تفكرو اهل من عقل ذكي قر بطبع سننليم يجهننل حكمننة الوامننر‬
‫والنواهي الدينية ويردهننا ؟ ل والن بننل كننل عاقننل ذكنني العقننل ‪ ,‬سننليم الطبننع ‪,‬‬
‫تعطف أشعة عقله علي عتبه بنناب المننر والنهنني ‪ ,‬علمننا بجمعهننابين خيننري النندنيا‬
‫والخرة ومابقي عندكم إل ما جاء في الوعد مننن فضننل الن وكرمننه ‪ ,‬وفيننه أبحنناث‬
‫علية ‪,‬تذكر عجائب قدرته تعالى ‪ ,‬وما جاء في الوعيد من بطش ال وعنندله وفيننه‬
‫أبحاث غامضة تذكر غرائب عظمة اللوهية يشهد علي كونها طبعك وحجابننك ‪,‬‬
‫وفهمك وفكننرك وكننل منناتراه مننن المشننهودات الكونيننة‪ :‬العلويننة والسننفلية ‪,‬‬
‫حجبك عن حقيقة كشفها عدم استعدادك ‪ ,‬وقلة قابليتك وقطيعتننك ‪ ,‬ودننناءة‬
‫همتك أين الرياضة التي جلت عن مرآة عقلك غيار غفلتننك ؟ أيننن متابعتننة النندليل‬
‫العظم صلي ال عليه وسلم بكل ما جناء بنه قنول وفعل ‪ ,‬وحنال وخلقنا ؟ هنات هنذه‬
‫النقننود وأطلننب بعنندها البضنناعة أيصننح لبننواب الملننك أن ينكننر علنني جلسننه مننا‬
‫يننذكرونه مننن زينننة داره ‪ ,‬وأمتعننة بيتننه وحسننن ألبسننته وأوانيننه واسننلحته‬
‫ومخزوناته ‪ ,‬وشدة عقابه وبطشه في مننن يغضننب عليننه ‪ ,‬وكننثرة عننوائده وفننوائده‬
‫وإحسانه إلي من يحبه ويقربنه ‪ ,‬كينف يصنح ذلنك للبنواب ‪ ,‬وهنو مسنكين محجنوب‬
‫بماهو فيه من عقله ‪ ,‬أن يجتهد لحراز رتبة المجالسة كي يرى ما رآه جلس الملك ؟‬
‫هذا أجمل من إنكاره ‪ ,‬وأعم مكرمة وأحسن حال ‪ ,‬وأسننلم عاقبننة وأصننلح شننأنا إذا‬
‫طبعت مرآة بصيره القلب برتاكم صدأ الغفلة عن الرب تنوارت وجنوه الحقنائق عنن‬
‫بواطن الفهام وامتنع عنها إنفاذ نور اللهام فأظلم وجننه البيننان بتصنناعد أنجننزة‬
‫الخيالت وغمامات الوهام ما يغني الشمس عن المكفوف مع كمال إشراقها ‪ ,‬ومنناله‬
‫عيون تقبل منه نورها وبرهانها ومايجدي فرط الشراق مع ضعف الحداق نحن فنني‬
‫موقف إشراق شمس القدرة وعيون أفهامننا ضنعيفة وبغمامنات الغفلنة محتجبنة‬
‫فما عيون تصلح لرؤية ذلك الجمال ول قلوب تحمل مهابة تلك العظمة وعزة ذلننك‬
‫الجلل كلنننا تجننري بنننا سننبل الفننناء ‪ ,‬وتقننذفنا فنني أغننوار غاياتنننا المغيبننة عنننا ‪,‬‬
‫المحجوبة ذوننا ‪ ,‬كلنا تجري سفن المناينا بريناح حرصننا وشنراع أطماعننا فني بحنار‬
‫آمالنا وتقذفنا في لجج آجالنا ‪ ,‬وهمومنا موكلة بقضاء مهماتنننا عننن عاجننل أمورنننا ‪,‬‬
‫وأيدى الحوادث تتلعب بنا وهواتف الفناء تزعجنا‬
‫ورحي المنية تطحن‬ ‫الناسي في غفلتهم‬
‫حصن لمن يتحصن‬ ‫ما دون دائرة الرحي‬
‫كونُننوا يُنْدِر ّ ُ‬
‫كْم‬ ‫كل يوم ينادى ملك الموت من بين أيدينا ومننن خلفنننا )أَْينََمننا تَ ُ‬
‫كنُتْم ِفي ب ُُروٍج ُمَشّيََدٍة ) النساء ( وظلمات أجداثنا تنتظر ولوج أجسادنا‬ ‫ت َولَْو ُ‬
‫اْلَمْو ُ‬
‫‪ ,‬ونحن غرفي في غمرة غفلتنا ‪ ,‬وسكرة شننهواتنا " فيننا أيهننا العاقننل " إلنني مننتي‬
‫تصرف نفسك عن طريق النجاة إلنني سننبيل المعنناطب والمهلكننات وتصننرفها عننن‬
‫فسحة الطاعات إلي مضايق المخالفننات ؟ وتعرضننها لمننا بيننن يننديها وتسننقيها مننن‬
‫كؤوس الخطيئات وأدناس السيئات ؟ وتوردها موارد الفتن والفات ؟‬
‫"أي أخي " العمر قصير والناقد بصير وإلي ال المصير‬
‫يا أيها المعدود أنفاسه لبد يوما أن يتم العدد‬
‫وليلة تأتي بل يوم غد‬ ‫لبد من يوم بل ليلة‬
‫" أي سادة " الفكر أول أعمال النبي صلي ال عليننه وسننلم كننان قبننل فرضننية‬
‫المفروضات عبادته التفكننر فنني آلء الن ومصنننوعاته ‪ ,‬حننتي كلننف مننا كلننف عليننه‬
‫صلوات ال وسلمه فعليكم بالتفكر في آلء ال ‪ ,‬وأخذ العننبرة مننن الفكننرة ‪ ,‬فننإن‬
‫الفكرة إذا خلت من العبرة بقيت وسواسا وخيال وإذا أنتجت العبرة بقيت واعظننا‬
‫وحكمة أحكموا العمال بعنند التفكننر علنني أصننل صننحيح وأحكمننوا الخلق بعنند‬
‫العمال علي طريق مليح وزينوا كل ذلنك بالنينة وخنذوا بحبنال السنخاء فنإنه منن‬
‫علمات الزهد ‪ ,‬وأقول هو باب الزهد وأقول إذا صح وعلت طبقتننه ‪ :‬كننل الزهنند‬
‫ذيَن يُْؤِمُنوَن ِباْلَغْيِب َويُِقيُموَن ال ّ َصننَلَة‬ ‫وهو أول قدم القاصدين إلي ال قال تعالي )اّلَ ِ‬
‫ك َوِبنناْلِخَرِة‬ ‫ك َوَما أُْنِزَل ِمْن َقْبِلنن َ‬ ‫وِمما رَزْقَناُهم ينِفُقوَن)‪(3‬واّلَ ِ‬
‫ذيَن يُْؤِمُنوَن ِبَما أُْنِزَل ِإلَْي َ‬ ‫َ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َ َّ َ‬
‫ِ‬
‫ك ُهْم اْلُمْفلُحوَن ) البقننرة ‪3‬و ‪4‬و ‪( 5‬‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك َعَلى ُهًدى مْن َربِّهْم َوأُْولَئ َ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ُهْم ُيوقُنوَن)‪(4‬أُْولَئ َ‬
‫أيدو عقدة حبل الوصلة مع ال بغض الطرف عمنا تنراه أبصناركم منن النكنس عنند‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كْسنُه فنني اْلَخْلنق أََفَل‬
‫الخلق طمعا بتعمير الحق فننإنه تعننالي يقننول َوَمنْن نَُعّمنْرُه نُنَ ّ‬
‫يَْعِقُلننوَن ) يننس ‪ ( 68‬ل تجعلننوا منتهنني أنظنناركم وغايننة أبصنناركم رؤيننة الخلننق‬
‫ملوكهم وأواسننطهم والطبقننة السننفلي منهننم علنني حننال واحنند فنني العجننز والفقننر‬
‫والمسكنة حجب قامت علي العيون ستر بها الخالق خلقه ‪ ,‬وقضنني فيهننم بننأمره‬
‫فالعاقل من أدرك هذا الشأن وأعرض عن الحجاب والمحجوب ‪ ,‬والتجأ إلي المقيننم‬
‫القديم الذي ل تأخذه سنة ول نوم )أََل لَُه اْلَخْلُق َواْل َْمُر ) العراف ‪ ( 54‬ل تطلقوا ألسن‬
‫العلماء ومعها قلوب الجبابرة ‪ ,‬وجراءة الزنادقننة ‪ ,‬وفجننور الكفننرة إذا أطقلتننم‬
‫اللسن أمسكو ا الجوارح والقلوب عن كل ما يغضب الملك العدل اللطيننف الخننبير‬
‫أحسن حال مع ال ‪ ,‬وأحسن مع الناس وأحسن معكننم فنني انفسننكم إذا خلننوتم ‪ ,‬إذا‬
‫جلوتم ‪ ,‬إذا متم ‪ ,‬إذا بعثتم ‪ ,‬إذا سئلتم هذا الكتاب ل يغادر صغيرة ول كننبيرة‬
‫إل أحصاها ال يعلم خائنة العين وما تخفى الصدور ال ال أحذركم ال امتثال‬
‫‪ ,‬ويحننذركم ال ن نفسننه أمننرا فقننابلوا النصننيحة بننالقبول وقننابلوا المننر المطنناع‬
‫بالمتثال وإياكم ومحاربة ال ‪ ,‬فما فاز مننن حنناد الن ول ذل مننن والنني ال ن )أََل ِإ ّ َن‬
‫أَولِياَء ا ّ َ ِ‬
‫ل َل َخْوٌف َعَلْيِهْم َوَل ُهْم يَْحَزُنوَن ) يونس ‪(62‬‬ ‫ْ َ‬
‫صحت أسانيد أولياء ال إلي رسول ال صلي ال عليه وسلم " تلقن منه أصننحابه‬
‫كلمة التوحيد جماعة وفرادى ‪ ,‬واتصلت بهم سلسل القننوم قننال ‪ :‬شننداد بننن أوس ‪:‬‬
‫كنا عند النبي صلي ال عليه وسلم فقال ‪ :‬النبي صلي ال عليننه وسننلم ) هننل فيكننم‬
‫غريب ؟ ‪ -‬يعني من أهل الكتاب – قلنننا ل يارسننول الن فننأمر بغلننق البنناب وقننال ‪:‬‬
‫ارفعو أيديكم وقولوا ‪ :‬ل إله إل ال فرفعنا أيدينا وقلنننا ‪ :‬ل إلننه إل ال ن ثننم قننال‬
‫الحمد ل اللهننم إنننك بعثتننني بهننذه الكلمننة ‪ ,‬وأمرتننني بهننا ‪ ,‬ووعنندتني عليهننا‬
‫الجنة ‪ ,‬وإنك ل تخلف الميعاد ثم قال صلي ال عليه وسلم ‪ :‬أل ابشروا فإن ال قنند‬
‫غفر لكم ( ) رواه الطبراني والمام احمد والننبزاز وغيرهننم واسننناده حسننن ) رسنناة‬
‫النصننرة النوبيننة ص ‪ ( 41‬وحسنننه الجلل السننيوطى فنني الحنناوي ( هننذا وجننه تلينننه‬
‫صلوات ال وسلمه عليه أصننحابه جماعننة وأمننا تفينننه عليننه الصننلة والسننلم جمعننة‬
‫منهم فرادى ‪ ,‬فقد صح أن عليا رضي ال عنه ) سننأل النننبي صننلي الن عليننه وسننلم‬
‫فقال ‪ :‬يارسول ال دلني علي أقرب الطرق إلي ال وأسهلها علي عبنناده و وأفضننلها‬
‫عند ال تعالى فقال صلي ال عليه وسلم )أفضل ما قلت أنا والنننبيون مننن قبلنني ‪ :‬ل‬
‫إله إل ال ولو أن السننموات السننبع والرضننين السننبع فنني كفننة ‪ ,‬ول إلننه إل الن فنني‬
‫كفة ‪ ,‬لرجحت بهم ل إلننه إل الن ( ) رواه ابننن عابنندين فني ثبتننه مختصننرا عنننه هنننا‬
‫وقال ‪ :‬الكوراني زيادة في الحديث في مسالك البرار وقد أثبتننه بعننض المحنندثين‬
‫ونفاه بعضهم وممن اثبته المقدسي في المختارة ‪ ,‬كما رجح ذلك الحافظ ابن حجننر‬
‫وصححه وقواه كما اثبته جمع من المتصوفة فيهم من هو جامع بين الحديث والفقننه‬
‫كالجيلني والسهر وردي وغيرهما ثم قال رسول ال صلي ال عليه وسلم ) ل تقننوم‬
‫الساعة وعلي وجه الرض من يوقل ‪ :‬ال ‪ ,‬الن ( )وفنني نسننخة ) ل إلننه إل الن ( فقننال‬
‫رضي ال عنه كيف أذكر يارسول ال ؟ فقال عليه الصننلة والسننلم ‪ :‬أغمنض عينيننك‬
‫واسمع مني ثلث مرات ثم قل أنت ثلث مرات وأنا أسمع فقال صلي ال ن عليننه وسننلم‬
‫لإله إل ال ‪ ,‬ثلث مرات مغمضا عينيه ‪ ,‬رافعا صننوته ‪ ,‬وعلنني يسننمع ثننم قننال علنني‬
‫رضي ال عنه ‪ :‬ل إله إل ال ‪ ,‬ثلث مرات مغمضا عينيه رافعا صوته والنبي صننلي الن‬
‫عليه وسلم يسمع ( وعلي هننذا تسلسننل أمننر القننوم وصننح توحينندهم وتجننردوا عننن‬
‫الغيار بالكلية ‪ ,‬وأسقطوا وهم التأثير من الثار وردوها بينند اعتقننادهم الخننالص‬
‫إلي المؤثر وقاموا علي قنندم السننتقامة فكملننت معرفتهننم ‪ ,‬وعلننت طريقتهننم‬
‫فعاملوا ال كما عاملوه ‪ ,‬تحصل لكم المناسبة مع القوم ‪ ,‬ويتم نظام أمركم وراءهم‬
‫‪ ,‬فتكون أقدامكم علي أقدامكم القوم سمعوا وطننابوا ولكنهننم سننمعوا أحسننن‬
‫القول فاتبعوه وسمعوا غيننر الحسننن فنناجتنبوه تحلقننوا وفتحننوا مجننالس الننذكر‬
‫وتواجدوا وطابت نفوسهم وصننعدت أرواحهننم لحننت عليهننم بننوارق الخلص حنناله‬
‫ذكرهم وسماعهم تري أن أحدهم كالنائب علي حال الحاضننر كالحاضننر علنني حننال‬
‫الغائب ‪ ,‬يهتزون اهتزاز الغصان التي تحركت بالوارد ل بنفسنها يقولنون ‪ :‬ل إلنه‬
‫إل ال ول تشتغل قلوبهم بسواه يقولون ال ‪ ,‬ول يعبدون إل إياه يقولون ‪ :‬هننو‬
‫وربه ل بغيره يتباهون إذا غناهم الحادي يسمعون منه التننذاكر ‪,‬فتعلننو همتهننم‬
‫في الذكار لك أن تقول يا أخي الذكر عبادة فما الذي أوجب أن يذكر في حلقتننه‬
‫كلم العاشقين واسماء الصالحين ؟ ولكن يقال لك ‪ :‬الصلة أجل العبادات يتلي فيها‬
‫كلم ال وفيه الوعد والوعيد ويقال في تحية الصننلة ‪ :‬السننلم عليكننم أيهننا النننبي‬
‫ورحمة ال وبركاتة ‪ ,‬والسلم علينا وعلي عباد ال الصالحين – مننا أشننرك المصننلي ‪,‬‬
‫ول خرج عن بساط عبادته ‪ ,‬ول عن حند عبنودتيه وكنذلك النذاكر‪ ,‬سنمع الحنادى‬
‫يذكر اللقاء ‪ ,‬فطاب بطلب لقاء ربه من أحننب لقنناء الن أحننب الن لقنناءه سننمع‬
‫لحادي يذكر الفراق ‪ ,‬فتأهب للموت ‪ ,‬وتفرغ من حب الدنيا حب الدنيا رأس كل‬
‫خطيئة سمع الحادي يذكر الصالحين ‪ ,‬فتقرب بحب أحباب ال إلي ال هننذه مننن‬
‫الطرق التي بعدد أنفاس الخلئق إلي ال‬
‫فأطار منهم أنفسا وقلوبا‬ ‫غني بهم حادي الحبة في الدجي‬
‫زهمو أرادوا الواحد المطلوبا‬ ‫فأراد مقطوع الجناح بثينة‬
‫" نعم يؤاخذ الكاذب " يحرم عليه السماع يلزم بعدم الحضننور فنني مجالسننه‬
‫حننتي يصنندق أيننن أولئك ؟ كننادوا ينندخلون أعننداد الملئك غلبننوا نفوسننهم‬
‫فاضمحلت وطنناروا بأجنحننة الرواح فسننارت بهننم ودنننت فتنندلت وقليننل منناهم‬
‫أخصلصوا ‪ ,‬فتخلصوا من قيد الرقية ‪ ,‬ووصلوا إلي مقام الحرية منناملكتهم الغيننار ‪,‬‬
‫كل بل هم الحرار كل الحرار كانوا وبانوا رحم ال القائل ‪:‬‬
‫أن تري مقلتاي طلعة حر‬ ‫أتمني علي الزمان محال‬
‫ماقلت لك يا أخي ‪ :‬ذهب القوم لسناءة ظنن بأهنل النوقت ولكنن القنول علني‬
‫الغالب ‪ :‬نحن في زمان عمت به الجهالة ‪ ,‬وكثرت به البطالننة ‪ ,‬وفشننت فيننه النندعوي‬
‫الكاذبة ‪ ,‬ونقلت فيه الخبار المزخرفة إيش نعمل ؟ تحرد علني منن ؟ أكنثر النناس‬
‫سلكوا هذه الطرق دارهم مادمت في دارهم ؟ وحيهم مادمت في حيهم ولكننن‬
‫ما الفائدة من مداراة تأخذهم بها العزة ومن تحية تمكن فيهم الغفلننة إصنندع‬
‫بما تؤمر ‪ ,‬وأعرض عن الجاهيلين ‪ ,‬وأمر بالعرف‬
‫إيش أعمل بالسماع الذي رقص فيه الراقص بغير قلب ‪ ,‬ونجاسة النفس لطختة‬
‫؟ كيف يحسب برقصه ونقصه من الذاكرين ؟‬
‫بين الخلئق والقرآن يلعنه‬ ‫ورب تال تل القرآن مجتهدا‬
‫ل ملئكة جرد تحت العننرش يرقصننون ويننذكرونه تعننالي ويهننتزون لننذكره‬
‫هذه أرواح رقصت بننال الن وأنننت يننا مسننكين ترقننص بنفسننك لنفسننك أولئك‬
‫الذاكرون ‪ ,‬وأنت المغبون المفتون سمي القوم الهز بالذكر رقصننا إذا كننان وارد‬
‫الهننزة مننن الننروح ‪ ,‬فنسننبوا الرقننص للننروح ل للجسننم ‪ ,‬وإل فننأين الراقصننون ؟ وأيننن‬
‫الذاكرون ؟ طلب هؤلء حق وطلب هؤلء ضلل‬
‫شتان بين مشرق ومغرب‬ ‫سارت مشرقة سرت مغربا‬
‫الراقصون كذابون والذاكرون مذكورون بين الملعون والمحبوبننون عظيننم‬
‫إذا دخلتم مجننالس الننذكر فراقبننوا المننذكور ‪ ,‬واسننمعوا بننأذن واعيننة إذا ذكننر‬
‫الحادي أسماء الصالحين فألزموا أنفسكم اتباعهم لتكونننوا معهننم المننرء مننع مننن‬
‫أحب أوجبوا عليكم التخلق باخلقهم خذوا عنهم الحنال ‪ ,‬والوجند الحنق الوجند‬
‫الحق وجدان الحق ل تعملوا بالهوي ل أقول لكم أني أكننره السننماع لتحققنني فنني‬
‫مقام سماع القول واتبنناع أحسنننه ولكننن أقننول لكننم ‪ :‬إننني أكننره السننماع للفقننراء ‪,‬‬
‫القاصرين عن هذه المرتبة لما فيه من البليننات الموقعننة فنني أشنند الخطيئات وإذا‬
‫كان ول بد فمن حادي أمين مخلننص ‪ ,‬يمنندح الحننبيب عليننه السننلم ويننذكر بننال ‪,‬‬
‫ويذكر الصالحين ‪ ,‬وهننناك وقفننوا وعلنني المرشنند العننارف أن يأخننذ مننن السننماع‬
‫الحصة اللزمة ويفيضها علي قلوب أهل حضرته بإذن ال وقدرته فإن الحال يسري‬
‫كسريان الرائحة في المشام ‪ ,‬ونقطة الخلص إكسير‬
‫" الرجل من يربي بحاله ل من يربي بمقاله " وإذا جمع بين الحال والمقننال فهننو‬
‫الرجل الكمل أخننذتم هننذه المننواكب عنندة لقمننع شننوكة الكننافرين والصننابئين ‪,‬‬
‫وأصحاب الزيغ ‪ ,‬والذين في قلوبهم مرض في هذه البقاع لرهننابهم ‪ ,‬ولعلء كلمننة‬
‫الدين ‪ ,‬وتشييد شرف المسلمين أحنتم العمل إن حسنت معه النيننة كمننل الخيننر‬
‫إن أرجعتم كنل أحنوالكم إلني الكتناب والسننة ولنو منن بناب ‪ ,‬وإل فبئسنت الحنوال‬
‫والعمال والقوال بل أقول إذا ساءت المذاهب لفنرق بينكنم وبيننن أولئك القنوم إل‬
‫بالعلمة والعمامة فكونوا من القوم أحباب ال ‪ ,‬وأهل باب ال ‪ ,‬ل من القنوم أعنداء‬
‫ال المبعودين عن ال‬
‫"أي سادة " إياكم والدجالية إياكم والشيطانية إياكم والطرق الننتي تقننود‬
‫إلي كل الوصفين أخجلوا الشيطان بخالص اليمان خربوا بيع الدجل بيد الصدق‬
‫" الطريق واضح " صنلة وصننوم ‪ ,‬وحننج وزكنناة والتوحينند والشننهادة برسننالة‬
‫الرسول عليه الصلة والسلم أ ول الركان واجتناب المحرمات حال المننؤمن مننع الن ‪,‬‬
‫وهذا هو الطريق ومن حال المؤمن مع ال أيضا ذكر ال تعالي كننثيرا ومننن أدب‬
‫الذكر صدق العزيمة وكمال الخضوع والنكسار والنخلع عن الطوار والوقننوف‬
‫علي قدم العبودية بننالتمكن الخننالص والنخلع عننن الطننوار والوقننوف علنني قنندم‬
‫العبودية بالتمكن الخالص والتدرع بدرع الجلل حتي إذا رأي الذاكر رجل كننافر‬
‫أيقن أنه يذكر ال بصدق التجرد عن غيره وكل من رآه هابه وسننقط مننن بننوارق‬
‫هيبته علي قلب الرايء مايجعل هشننيم خننواطره الفاسنندة هبنا منثننورا وإذا كننان‬
‫المر علي غير هذا المنوال ‪ ,‬فأحسنه بالنسبة إلي العامننة التمكنننن ‪ ,‬وضننبط القننول ‪,‬‬
‫وجمع الدب الباطني والظاهري مهما أمكن ‪ ,‬وكف الطرف عن النظر إلي أحد‬
‫اللهم اجعلنا ممن ركبت علي جوارحهم من المراقبة غلظ القيود وأقمت علي‬
‫سرائرهم من المشاهدة دقائق الشهود فهجننم عليهننم نشننر الرقيننب مننع القيننام‬
‫والقعود ‪ ,‬فنكسوا رؤوسهم من الخجل ‪ ,‬وجباهم للسجود ‪ ,‬وفرشولفرط ذلهم علي‬
‫بابك نواعم الخدود ‪ ,‬فأعطيتهم برحمتك غاية المقصود وصننلي الن علنني سننيدنا‬
‫محمد وعلي آله وصحبه وسلم‬
‫اتبع آثار السلف ايش أنا حتي أدعو لننك ؟‬ ‫" يا فقير " اقتد بالقرآن المجيد‬
‫ما مثلي إل كمثل ناموسننة علنني الحننائط ل قنندر لهننا حشننرت منع فرعننون وهامننان‬
‫وقارون ‪ ,‬وأخذني ما أخذهم إن كان خطر لنني فنني سننري أننني شننيخ هننذا الجمننع ‪ ,‬أو‬
‫مقدمهم ‪ ,‬أو من يحكم عليهم ‪ ,‬أو ثبت عننندي أننني فقيننر منهننم وكيننف تنندعوه‬
‫نفسه إلي ذلك من هو ل شيء ‪ ,‬ول يصلح لشيء ‪ ,‬ول يعد بشيء ؟‬
‫" أي سادة " ل تضيعوا أوقاتكم بما ليننس لكننم بننه راحننة ‪ ,‬فمننا مضنني منكننم‬
‫نفس إل وهو معدود عليكم إياكم وما تغترون به ‪ ,‬واحفظوا أوقاتكم وقلوبكم ‪,‬‬
‫فإن أعز الشياء الوقت والقلب فإذا اهملتم الوقت ‪ ),‬في نسخة أخري ‪ :‬ضيعتم بدل‬
‫أعميتم ( وأعميتم القلب فقنند ذهبننت منكننم الفننوائد واعلمننوا أن الننذنوب تعمنني‬
‫القلوب وتسودها وتسوؤها وتمرضها مكتوب في التننوراة " فنني كننل قلننب مننؤمن‬
‫نائحة تنوح عليه وفي كل قلب منافق مغن يغني وفي قلب العارف موضع ليسننره‬
‫أبدا وفي قلب المنافق موضع ليغمه أبدا "‬
‫" أي سادة " أنتم تذكرون ال في هذا الرواق ‪ ,‬وتتواجنندون وتهننتزون فيقننول‬
‫الفقهاء المحجوبون ‪ :‬رقص الفقراء ويقول العارفون ‪ :‬رقننص الفقننراء فمننن كننان‬
‫منكم وجده كاذبا ‪ ,‬وقصده فاسنندا ‪ ,‬وذكننره مننن اللسننان مننع كمننح الطننرف إلنني‬
‫الغيار ‪ ,‬فهو رقاص كما قننال الفقهنناء ‪ ,‬وصنندق عليننه ماقننالوا ومننن كننان منكننم‬
‫ذيَن يَْسَتِمُعوَن اْلَقْوَل َفَيّتَِبُعوَن‬ ‫وجده صادقا ‪ ,‬وقصده صالحا ‪ ,‬عمل بقوله تعالي ‪) :‬اّلَ ِ‬
‫أَْحَسنَُه ) الزمر ‪ ( 18‬وكان من الذين إذا سنمعوا القنول قصندوا المننراد منن القنول ‪,‬‬
‫ك ِم نْن ب َِننني آَدَم‬ ‫وهو الجابة لداعي ال فيالزل كما قال تعالي فيهم )َوِإ ْ‬
‫ذ أََخذَ َربّ ُن َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ك نْم َقنناُلوا ب ََلننى ) العننراف‬ ‫هَدُهْم َعَلى َأنُفِسِهْم أَلَْسُت ِبَربّ ُ‬ ‫ْ‬
‫ذ ّ َّ ُ ْ َ َ‬
‫ش‬ ‫َ‬ ‫أ‬‫و‬ ‫م‬ ‫ه‬‫ت‬‫َ‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫ِمْن ُظ ُ‬
‫هوِرِهْم ُ‬
‫‪ ( 171‬فسمع مننن سننمع بل حنند ول رسننم ول صننفة فثبتننت حلوة السننماع فيهننم‬
‫بتردد فلما خلق ال تعالي آدم عليه السلم وكونه ‪ ,‬وأظهر ذريتننه إلنني النندنيا ‪,‬‬
‫ظهر ذلك السر المصون المكنون فيهم فإذا سمعو نغمننة طيبننة ‪ ,‬وقننول حسنننا ‪,‬‬
‫وأولئك هننم العننارفون بننال‬ ‫طارت همهم إلي الصل الذي سمعوه من ذلك النننداء‬
‫تعالي في الزل ‪ ,‬المتحابون فيه ‪ ,‬المننتزاورون لجلننه ‪ ,‬الننذاكرون المهيمننون بننه عننن‬
‫غيره فذلك الفقير يقال له ذاكر رقصت روحه ‪ ,‬وصحت عزيمته ‪ ,‬وكمل عقلننه ‪,‬‬
‫وابيضننت صننحيفته ‪ ,‬وأخننذ مننن روحننه ‪ ,‬وصننحت عزيمتننه ‪ ,‬وكمننل عقلننه ‪ ,‬وابيضننت‬
‫صحيفته ‪ ,‬وأخذ من السماع الحظ المكنون ‪ ,‬ونشر السننر المطننوي فيننه لن السننماع‬
‫موجود سره في طبع كل ذي روح يسننمع ‪ ,‬وكننل جنننس يسننمع بمننا يوافننق طبعننه ‪,‬‬
‫ويفهم من السماع ما تنهي إليه همته أم تري الطفل إذا سمع الحدو طننرب ونننام‬
‫والجمال إذا حداها الحادي سارت ونسيت ألم الثقل ؟‬
‫" جاء في الثار "أن ال ما خلق السموات والرض ألنذ مننن صنوت إسنرافيل علينه‬
‫السلم فإذا قرأ في السماء قطع علي أهل السننموات السننبع ذكرهننم وتسننبيحهم‬
‫لما أهبط ال آدم إلي الرض بكي ثلثماه عام فأوحي الن تعننالي إليننه ‪ :‬ينناآدم فيننم‬
‫بكاؤك ؟ ومننا جزعننك ؟ فقننال يننارب لسننت أبكنني شننوقا إلنني جنتننك ول خوفننا مننن‬
‫نارك وإنما بكائي شوقا إلي الملئكة المتواجدين حول العرش ‪ ,‬سبعين ألف صننف‬
‫جرد مرد يرقصون ويتواجدون ويدورون حول العرش ‪ ,‬وينند كننل واحنند منهننم بينند‬
‫صاحبه ‪ ,‬وهم يقولون جل الملك ملكنا لول ملكنا هلكنا من مثلنا وأنت إلهنننا ؟‬
‫ومن مثلنا وأنت حبيبنا ومستغاثنا ؟ وذلك دأبهم إلي يوم القيامة فأوحي ال تعالي‬
‫إليه يا آدم ‪ :‬إرفع رأسك وانظر إليهم فرفع رأسه إلي السماء فنظر إلي الملئكننة‬
‫وهم يرقصون حول العرش جبرائيل رأسهم ‪ ,‬وميكائيل قوالهم فلما رآهم سننكن‬
‫هْم ِفي َرْو َ‬
‫ضٍة يُْحبَُروَن )الننروم ‪ ( 15‬أي‬ ‫روعه وأنينه وقيل في تفسير قوله تعالي ‪َ) :‬ف ُ‬
‫يسمعون هذا أساس مقاصد العارفين في السماع والتواجد وهذا العطاء مننا هننو‬
‫بالرقص المحرم كما يزعم بعض الجهلء من ممقوتي الفقراء هذا العطاء يحصننل‬
‫لرجل يملننك خنناطره ؟ ول يجننول بقلبننه وسننواس ‪ ,‬ول يلتفننت إلنني عننرض مننن أعننراض‬
‫الكوان ول يقصد ال ال جلت عظته ومن كان ملطخا بأوسناخ الوسنواس وأدنناس‬
‫الطبع عليه أن يذكر ال محافظا على أدب القننول والحركننه مهمننا أمكننن وأن ل‬
‫يخوض بحر الدعوي الكاذبة ويدعي منزلة القوم ألم يعلم بأن ال يري؟ وال ن غيننور‬
‫وبهذا القدر كفاية‬
‫" أي سادة " كونوا مع الشرع في آدابكننم كلهننا ظنناهرا أو باطنننا فننإن مننن‬
‫كان مع الشرع ظاهرا وباطنا كان ال حظه ونصيبه ومن كننان ال ن حظننه ونصننيبه‬
‫كان من اهل مقعد صدق عندد مليك مقتدر‬
‫" أي سننادة " منكننم الفقهنناء والعلمنناء أيضننا ولكننم مجننالس وعننظ ودروس‬
‫تقرؤونهننا وأحكننام شننرعية تننذكرونها وتعلمونهننا الننناس إينناكم أن تكونننوا‬
‫كالمنخل يخنرج الندقيق الطيننب ويمسننك لنفسننه النخالنة وأنننت كننذلك تخرجننون‬
‫الحكمننة مننن أفننواهكم ويبقنني الغننل فنني قلننوبكم تطننالبون حينئذ بقننوله تعننالي‬
‫ِ‬
‫كْم ) البقرة ‪ ( 44‬إذا أحب ال عبدا جعننل فنني‬ ‫)أَتَْأُمُروَن ال ّ َناَس ِباْلِبّر َوَتنَسْوَن َأنُفَس ُ‬
‫قلبه الرأفة والشفقة لسائر المخلوقات وعننو كفننه السننخاء ‪ ,‬وقلبننه الرأفننة ‪,‬ونفسننه‬
‫السماحة ‪ ,‬وبصره بعيوب نفسه حتي يستصغرها ول يراها شيئا العارف حزيننن إذا‬
‫فرح الناس ‪ ,‬كئيب من غير ياس فرحه فلينل ‪ ,‬وبكنناؤه طوينل مطلنوبه محبنوبه‬
‫وهمه عيوبه وذنوبه‬
‫وماسررت به والواحد الصمد‬ ‫الناس في العيد قد سروا وقد فرحو‬
‫أغمضت عيني ولم أنظر إلي أحد‬ ‫لما تيقنت أني ل أعاينكم‬
‫بننذلت نفسنني ‪ ,‬ولننم أتننرك طريقننا إل سننلكته وعرفننت صننحته بصنندق النيننة‬
‫والمجاهدة ‪,‬فلم أجد أقرب وأوضح وأحب من العمل بالسنة المحمدية والتخلق بخننق‬
‫أهل الذل والنكسار والحيرة والفتقار كان الصديق الكبر السيد ابوبكر رضي النن‬
‫عنه يقننول الحمنندل الننذي لننم يجعننل الوصننول إليننه إل بننالعجز‪ -‬والعجننز عننن درك‬
‫إلدراك إدراك روي أن ال تعالي قال لموسنني علينه السننلم ‪ " :‬ياموسنني ائتننني بمننا‬
‫ليس في خزائني " مملوءة كبرياء وعزا وجلل وجبروتا ولكن ائتني بالذل والنكسار‬
‫والمسكنة فأنا عند المنكسرة قلوبهم من أجلي ياموسي ماتقرب المتقربون إلنني‬
‫بأعظم من ذلك "‬
‫" أي سادة " من الخشية تكون المحاسبة ومن المحاسبة تكننون المراقبننة ومننن‬
‫المراقبة يكون دوام الشغل بال فإن أغبط الننناس فنني زماننننا مننؤمن عننرف زمننانه ‪,‬‬
‫وحفظ لسانه ‪ ,‬ولزم شأنه ‪ ,‬وكان من الصنالحية قلنت لسنيدي عبندالملك لخرننوتي‬
‫قدس ال سره ‪ :‬أوصني قال لي ‪ :‬يا أحمد ‪ ,‬ملتفت ل يصل ‪ ,‬ومشكك ل يفلح ‪ ,‬ومننن‬
‫لم يعرف من نفسه النقصان فكل أوقاته نقصان فبقيت سنة أردد وصننيه الشننيخ‬
‫وما يخطر لي خاطر إل أذكرها فيزول عني ثم زرته في السنة الخننري ولمننا أردت‬
‫الخروج من عنده قلت له ‪ :‬أي سيدي ‪ ,‬أوصني فقال لي ‪ :‬يننا أحمنند ‪ ,‬مننا أقبننح العلننة‬
‫والجفاء بالحباء فخرجت من عنده وصرت أرددها سنة‬ ‫بالطباء ‪ ,‬والجهل باللباء‬
‫علي نفسي وانتفعت به وبوصيته العالم العارف عظيم السياسة لنفسننه بالمخافننة‬
‫من ال ‪ ,‬والمراقبة له وإذا أراد أن يتكلم بكلم اعتننبره قبننل أن يخرجننه مننن فيننه ‪,‬‬
‫فإن فيه صلحا أخرجه ‪ ,‬وال ضم فمه عليه لما جاءت به الروايات ‪ -:‬لسانك أسنندك‬
‫ان حرسته حرسك وان أطلقته رفسك العارف كلمه ينقي الصدأ ‪ ,‬وصمته يصرف‬
‫الردى يأمر بالمعروف لهله ‪ ,‬وينهي عن المنكر وفعلننه قننال تعننالي )َل َخْينَر ِفنني‬
‫كِثيٍر ِمْن نَْجواُهْم ِإ ّ َل مْن أَمر ِبصَدَقٍة أَْو مْعُرو ٍ‬
‫ف أَْو ِإْصَلٍح ب َْيَن ال ّ َناِس ) النساء ‪( 113‬‬ ‫َ‬
‫َ‬ ‫َ َ َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫من عرف ال زاد أدبه معه من تقرب إلي ال عظيم خوفة من ال‬
‫أخبرني القاضي المقري المام الصالح سيدي علي أبو الفضل الواسطي بسنده الي‬
‫الخطيب البغدادي ‪ ,‬بسلسله إلي أبي الجارود العيسي ‪ :‬أن جننابر ابننن عبنندال رضنني‬
‫ال عنه زعنهم أجمعين قال ‪ :‬بلغني حديث فني القصناص ‪ ,‬وكنان صناحب الحنديث‬
‫بمصر فاشتريت بعيرا ‪ ,‬وشددت عليه رحل ‪ ,‬ثم سننرت شنهرا حنتي وردت مصنر‬
‫فسألت عن صاحب الحديث ‪ ,‬فدللت عليه فإذا باب لط )في نسخة فإذا هو باب لط‬
‫( فقرعت الباب ‪ ,‬فخرج إلي مملوك أسود فقلت ‪ :‬ها هنا أبننوفلن ؟ فسننكت عننني ‪,‬‬
‫فدخل فقال لموله ‪ :‬بالباب أعرابي يطلبك فقال ‪ :‬إذهب إليه فقل لننه ‪ :‬مننن أنننت ؟‬
‫فقلت ‪ :‬أنا جابر بن عبدال صاحب رسول ال صلي ال عليه وسلم قال ‪ :‬فخننرج إلنني‬
‫فرحب بي ‪ ,‬وأخذ بيدي ‪ ,‬ثم قال لي ‪ :‬من أين ؟ أمن أهل العراق ؟ قلت ‪ :‬نعم ‪ ,‬بلغننني‬
‫حديث في القصاص ‪ ,‬ول اعلم احدا ممن بقي أحفظ له منك فقننال ‪ :‬أجننل ‪ ,‬سننمعت‬
‫رسول ال صلي ال عليه وسلم يقول‪‬إن ال يبعثكم يوم القيامة حفاة ‪ ,‬عراة ‪ ,‬غرل‬
‫وهو عز وجل قائم علي عرشه ينادي بصننوت لننه رفيننع غيننر فظيننع يسننمع البعينند‬
‫كما يسمع القريب يقول ‪ :‬أنننا الننديان ل ظلننم عننندي وعزتنني وجللنني ل يجنناوزني‬
‫اليوم ظلم ظالم ولنو بلطننة كنف ‪ ,‬ولنو بضنربة يند علني يند ولقتضنن للجمنناء مننن‬
‫القرناء ولسألن الحجر ‪ :‬لم نكب الحجر ؟ ولسألن العود ‪ :‬لم خرش صنناحبه ؟ ) اول‬
‫الحديث صحيح وآخره متفق عليه وكلنه لنم يصنح لنه إسنناد ذكنر النبيهقي بنأن‬
‫ضُع اْلَمننَواِزيَن‬
‫أحاديث الصوت غير صحيحة ( في ذلك أنزل علي يعني في كتابي )َونَ َ‬
‫اْلِقْسَط لَِيْوِم اْلِقَياَمِة َفَل تُْظَلُم نَْفٌس َشْيًئا ) النبياء ‪ ( 47‬ثم قال رسول ال ن صننلي ال ن‬
‫علية وسلم ‪ ) :‬إن أخوف ما أخاف علي أمتي من بعنندي عمننل قننوم لننوط أل فليرتقننب‬
‫أمتي العذاب إذا كافأ الرجال بالرجال والنساء بالنساء ( ) عن جابر اخرجه ابن منناجه‬
‫والترمذي وقال حسن غريننب رواه الحنناكم وصننححه ) الزواجننر ( ورواه الننبيهقى فنني‬
‫السنن وقالوا سنده ضعيف ( هذا الحديث أظهر مال من العنندل بإثبننات القصنناص‬
‫فيمن ليس بمكلف كالبهائم وغيرها وأطلننق القننول عليننه عننز وجننل بالقيننام علنني‬
‫العرش يوم القيامة من غير تكييف ول تمثيل وأثبت الوعيد في اللننواط والسننحاق‬
‫العلم ل يكتم والحق يقال والشارع – روحنني الفننداء لقننبره المبننارك أوضننح لنننا ‪:‬‬
‫مالنا وما علينا تماما فالناجي من آمن به واتبع آمره والحذر والهلك لمن خالفه‬
‫بلغ كما أمر ومابقي لنا عليه حجة وهو صلي ال عليه وسلم صاحب الحجة القائمة‬
‫علي كل مكلف وبه قامت حجة ال علي خلقه هكذا قضى سبحانه وتعالي وقال‬
‫ِ‬
‫كَفننى ِبنناَّلِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كَفى ِباَّل َول ّ ًيا َو َ‬ ‫ذِبيَن َح ّ َتى نَْبَع َ‬
‫ث َرُسوًل ) السراء ‪َ) ( 15‬و َ‬ ‫ك ّ َنا ُمَع ّ‬
‫‪َ) :‬وَما ُ‬
‫صيًرا ) النساء ‪( 45‬‬ ‫نَ ِ‬
‫"أي سادة " من أحب ال علم نفسه التواضع وقطع عنها علئق النندنيا وآثننر‬
‫ال تعالي علي جميع أحواله واشتغل بذكره ولم يترك لنفسه رغبتة فيمننا سننوي‬
‫ال تعالي وقام بعبادته بحقائق السرار وخلع المنننابر والسننرة تواضننعا ل ن ‪ ,‬وإن‬
‫كانت يده طائلة إلي مثل ذلك ‪ ,‬وكان كمن قيل فيه ‪:‬‬
‫ترك المنابر والسرير تواضعا وله منابر لو يشا وسرير‬
‫يجبي إليه محامد وأجور‬ ‫ولغيره يحببي الخراج وإنما‬
‫"أي سادة " العبدية حقها النقطاع عن غير السيد بالكلية العبديننة تننرك‬
‫كل كلية وجزئية العبدية رد القصد عن طلننب كننل مزيننة العبديننة عندم رؤيننة‬
‫العبد لنفسه علني إخننوانه رفعننة أو فرفينة العبدينة الوقنوف عننندما حند للطيننة‬
‫الدمية العبدية الخشية والخضوع تحت مجنناري القنندار الربانيننة ل يكننون العبنند‬
‫عبدا كامل حتي يصل إلي مرتبة الحرية ‪ ,‬والتخلص من رق الغيار بالكلية‬
‫" أي سادة " ل تتخذوني دفة المكديننة ل تجعلننو رواقنني حرمننا ‪ ,‬وقننبري بعنند‬
‫موتي صنما دعوت ال أن يجعلني منفردا إليننه فنني النندنيا فحصننل مننع الجمعيننة‬
‫وعساني أصل إلي القصد إذا فارقت الدنيا إن صحت الجمعية مع ال فالكننل هيننن‬

‫إذا صح منننه الوصننل فالكنل هيننن وكنل النذي فنوق الننتراب تننراب عليكنم بنه‬
‫ليضر وينفع ‪ ,‬ويصل ويقطع ‪ ,‬ويفرق ويجمننع ‪ ,‬ويعطنني ويمنننع ‪,‬‬ ‫سبحانه وحقه‬
‫إل هو الوسنائل إلينه ل تنكنر ‪ ,‬والوسنائط ل تكفنر وإنمنا المنادة الكنبرى كلمنة‬
‫تقولها وتصل ‪ ,‬وهي أمنت بال فإذا أمنت به آمنت بكتابه وبرسوله وبكل ما جنناء‬
‫كْم ال ّ َرُسوُل َفُخن ُ‬
‫ذوُه َوَمننا‬ ‫به رسوله صلي ال عليه وسلم ‪ ,‬وعملت بقوله تعالي )َوَما آَتا ُ‬
‫هوا ) الحشر ‪ ( 7‬وعظمت الوسائل والوسائط التي تدلك علي ال‬ ‫كْم َعْنُه َفاْنَت ُ‬
‫ها ُ‬
‫نَ َ‬
‫ووحدت ال ووقفت علني البناب بسنائح الندموع ولثمنت الرض بالنذل والخضنوع‬
‫وعرفت إلي أين المصير والرجوع ‪ ,‬وتهيأت لما يليق بمقننام الملقنناة وأخلصننت فنني‬
‫أعمالك كلها فصرت إخلصا خالصا وبعدها تليق لك المراتب وتسح عليك سحب‬
‫المنواهب وعنود علينك عنوائد الكنرم وتمند لنك منوائد النعنم وتنشنر شنبكة‬
‫عرفانك علي الخلق حتي ل تبقي ول تذر وتصل دعوة نيابتك إلي الظهننور والبطننون‬
‫بإذن ال‬
‫" أي سننادة " عظمننو شننأن الفقهنناء والعلمنناء كتعظيمكننم شننأن الولينناء‬
‫والعرفاء ‪ ,‬فإن الطريق واحد وهؤلء وراث ظاهر الشريعة ‪ ,‬وحملة أحكامها الذين‬
‫يعملونها الناس وبها يصل الواصلون إلي ال إذا ل فننائدة بالسننعي والعمننل علنني‬
‫الطريق المغاير للشرع ولننو عبنندال العابنند خمسننمائة عننام بطريقننة غيننر شننرعية‬
‫فعبادته راجعة إليه ووزره عليه ول يقيم له ال يوم القيامة وزنا وركعتان مننن‬
‫فقيه في دينه أفضل عند ال من ألفي ركعة مننن فقيننر جاهننل فنني دينننه فإينناكم‬
‫وإهمال حقننوق العلمنناء وعليكننم بحسننن الظننن فيهننم جميعننا وأمننا أهننل التقننوى‬
‫منهم ‪ ,‬العاملون بما علمهنم الن ‪ ,‬فهنم الوليناء علني الحقيقنة فلتكنن حرمتهنم‬
‫عندكم محفوظة قال عليه الصلة والسلم ) من عمل بما يعلم ورثننه ال ن علننم مننالم‬
‫يعلم ( ) اسناده ضعيف وفي الخلية رواه ابو نعيم بلفظ ‪ :‬من عمل بما علننم أورثننه‬
‫ال تعالي علم مالم يعلم( وقال صلي ال عليه وسلم ‪ ) :‬العلماء ورثة النبياء () رواه‬
‫أحمد وابوداود والترمذي وآخرون وهو حديث صحيح ( الحديث هم سادات الناس‬
‫‪ ,‬وأشراف الخلق والدالون علي طريق الحق ل تقولوا كما يقول بعننض المتصننوفة ‪:‬‬
‫نحن أهل الباطن ‪ ,‬وهم أهل الظاهر هذا الدين الجامع باطنه لب ظاهره ‪ ,‬وظاهره‬
‫ظرف باطنه لول الظاهر لما بطن لول الظاهر لما كان الباطن ولما صننح القلننب ل‬
‫يقوم بل جسد بل لول الجسد لفسد والقلب نور الجسد هننذا العلننم الننذي سننماه‬
‫بعضهم بعلم الباطن ‪ :‬هو إصلح القلب فالول عمننل بالركننان وتصننديق بالجنننان‬
‫إذا انفرد قلبك بحسن نيته ‪ ,‬وطهننارة طننويته ‪ ,‬وقتلننت وسننرقت وزينننت ‪ ,‬وأكلننت‬
‫الربا ‪ ,‬وشربت الخمر ‪ ,‬وكذبت وتكنبرت وأغلظنت القنول ‪ ,‬فمنا الفنائدة منن نيتنك‬
‫وطهارة قلبك ؟ وإذا عبدت ال وتعففت ‪ ,‬وصمت وصدقت وتواضعت وأبطن قلبننك‬
‫الرياء والفساد ‪ ,‬فما الفائدة من عملك ؟ فإذا تعيننن لننك أن البنناطن لننب الظنناهر‬
‫والظاهر ظرف الباطن ‪ ,‬ول فرق بينهما ‪ ,‬ول غني لكليهما عننن الخننر ‪ ,‬فقننل ‪ :‬نحننن‬
‫من أهل الظاهر وكأنك قلت ‪ :‬ومن أهل الباطن قل ‪ :‬نحن من أهننل ظنناهر الشننرع ‪,‬‬
‫وقد ذكرت باطن الحقيقة أي حالة باطنة للقوم لم يأمر ظاهر الشرع بعملها ؟ أي‬
‫حالة ظاهرة لم يأمر ظاهر الشرع بإصلح الباطن لهننا ؟ ل تعملننوا بننالفرق والتفريننق‬
‫بين الظاهر والباطن ‪ ,‬فإن ذلك زيف وبدعة ل تهملوا حقوق العلمنناء والفقهنناء ‪,‬‬
‫فننإن ذلننك جهنل وحمننق لتأخننذوا بحلوة العلنم وتبطلننو مننرارة العمننل فننإن تلننك‬
‫الحلوة ‪ ,‬ل تنفع بغير تلك المرارة وإن تلننك المننرارة تنتننج الحلوة البديننة )ِإّن َننا َل‬
‫ضيُع أَْجَر َمْن أَْحَسَن َعَمًل ) الكهف ‪ ( 30‬نص قرآني يشهد لكم بالمكافأة علنني‬ ‫نُ ِ‬
‫العمال والخلص أن يكون العمل ل ‪ ,‬ل لدنيا ول لخرة ‪ ,‬مع حسن الظن به سبحانه‬
‫وتعالي في كل حال من الحنوال ‪ ,‬وعمنل منن العمنال وقنول منن القنوال ‪ ,‬إيماننا بنه ‪,‬‬
‫وامتثال لمره ‪ ,‬وطلبا لمرضاته‬
‫" أي سادة " تقولون قال الحارث قال أبويزيد قال الحلج ما هذا الحال قبل‬
‫هذه الكلمات ؟ قولوا ‪ :‬قال الشافعي ‪ ,‬قال مالك ‪ ,‬قال أحمد ‪ ,‬قال نعمننان صننححوا‬
‫المعاملت البينية وبعدها تفكهوا بالمقولت الننزائدة قننال الحننارث وأبننو يزينند ل‬
‫وقنال الشنافعي ومالننك أنجننح الطننرق وأقنرب المسنالك شنيدوا‬ ‫ينقص ول يزيند‬
‫دعائم الشريعة بالعلم والعمل وبعدها ارفعوا الهمنة للغنواص منن أحكنام العلنم‬
‫وحكم العمل مجلس علم افضل من عبادة سبعين سنة – أي مننن العبننادات الننزائدة‬
‫عن المفروضات التي يتعبد الرجننل بهننا بغيننر علننم – )َهنْل يسنَتِوي اّلَن ِ‬
‫ذيَن يَْعَلُمننوَن‬ ‫َ ْ‬
‫ت َوال ّ ُننوُر ) الرعنند ‪ (16‬أشنياخ‬ ‫ظُلَمنا ُ‬ ‫واّلَ ِ‬
‫ذيَن َل يَْعَلُموَن ) الزمر ‪ )( 9‬أَْم َهْل تَْسَتِوي ال ّ ُ‬ ‫َ‬
‫الطريقة وفرسان ميادين الحقيقة يقولون لكم ‪ :‬خذوا بأذيال العلماء ل أقول لكم‬
‫تفلسفوا ولكن أقول لكم ‪ :‬تفقهوا ) الترغيب والترهيب ( متفق عليه‪ ) :‬مننن يننرد‬
‫ال به خيرا يفقهه في الدين (‬
‫قال السخاري ‪ :‬قال شيخنا ‪ :‬ليس بثابت ولكن معناه صحيح ) ما اتخننذ ال ن وليننا‬
‫جاهل ( ولو اتخنذه لعنامه النولي ل يكنون جناهل فني فقنه ديننه يعنرف كينف‬
‫يصلي ‪ ,‬كيف يصوم ‪ ,‬كيف يزكي ‪ ,‬كيف يحج ‪ ,‬كيف يذكر يتقن علننم المعاملننة‬
‫مع ال فمثل هذا الرجل وإن كان أميا فهو عالم ول يقول له ‪ :‬جاهننل إل مننن جهننل‬
‫العلم المقصود ليس العلم علم البديع والبيان والدب الذي عناه الشعراء ‪ ,‬والجدل‬
‫والمناظرة العلم المختص علم ما أمر ال به ونهنني عننه والعلننم الجننامع الثننم علننم‬
‫التفسننير والحننديث والفقننه والفنننون اللفظيننة ‪ ,‬والقواعننج النظريننة الننتي وضننعت‬
‫وسماها واضعوها علومننا هنني فنننون تنندخل تحننت قننول القننائل ‪ :‬العلننم بالشننيء ول‬
‫الجهل به‬
‫" صموا أسماعكم عن علم الوحدة " وعلم الفلسفة ومننا شنناكلهما ‪ ,‬فننإن هننذه‬
‫العلوم مزالق القدام إلي النار ‪ ,‬حمانا ال وإياكم الظاهر – الظنناهر اللهننم إيمانننا‬
‫ذرُهم ِفي َخو ِ‬
‫ضِهْم يَْلَعُبوَن ) النعام ‪( 91‬‬ ‫ْ‬ ‫ل ثُ ّ َم َ ْ ْ‬
‫كإيمان العجائز )ُقْل ا ّ َ ُ‬
‫" ل تقطعوا الوصلة مع العلماء " جالسوهم خذوا عنهم ل تقولوا ‪ :‬فلن غير‬
‫عامل خذوا من علمه واعملوا به ‪ ,‬ودعوه وعمله إلي الن الوليناء رضنني الن عنهنم‬
‫يأخذون الحكمة ل يبالون من أي لسان ظهرت وعلنني أي حجننر كتبننت ‪ ,‬وبواسننطة أي‬
‫ذا بننا ِ‬
‫طًل‬ ‫كنروَن ِفنني َخْلنِق ال َسنماوا ِ‬
‫ت َواْل َْر ِ‬
‫ض َربّ َنَننا َمننا َخَلْقنَت َهن َ َ‬ ‫ّ َ َ‬ ‫انسان وصلت ) َويََتَف ّ َ ُ‬
‫ك ) آل عمران ‪ ( 191‬الولياء قناطر الخلق يعبر الموفقون عليهم إلي ال‬ ‫ُسْبَحانَ َ‬
‫تعالي أولئك هم العاملون ‪ ,‬المخلصننون الخالصننون استخلصننهم تعننالي لعبننادته ‪,‬‬
‫وقربهم من حضرته ‪ ,‬فما حجب قلوبهم حجاب الغين طرفة عين أخرجو الننبين مننن‬
‫البين أقامو طلسم الكتم علي السنرار وقناموا اللينل ‪ ,‬وصناموا النهنار بعضنهم‬
‫غلب عليه الفكر ‪ ,‬وبعضهم غلب عليه الذكر ‪ ,‬وبعضهم جمع شتات المر )ِرَجنناٌل‬
‫ل ) النور ‪ ( 37‬أوصيكم كل الوصيه بعد علم‬ ‫َل تُْلِهيِهم ِتجارٌة وَل بيٌع َعْن ِ‬
‫ذْكِر ا ّ َ ِ‬
‫ْ َ َ َ َْ‬
‫واجبات الدين بصحبتهم ‪ ,‬فإنها ترياق مجننرب عننندهم رأس المننر كلننه عننندهم‬
‫الصدق والصفاء ‪ ,‬والذوق والوفاء والتجرد من الدنيا والتجرد من الخري ‪ ,‬والتجننرد‬
‫إلي المولي وهذه الخصال ل تحصل بالقراءة والدرس والمجالس ل تحصل إل بصننحبة‬
‫الشيخ العارف الذي يجمع بين الحال والمقال يندل بمقنناله ‪ ,‬وينهنض بحناله أولئك‬
‫هداهم ال فبهداهم اقتده‬
‫خاله الشيخ ‪ -‬كما ل كانت أو نقصانا – تظهر في أتباعه ومريديه بطنننا بعنند‬
‫بطن فإن كانت حالة كمال ‪ ,‬عل بها حننال الكامننل ‪ ,‬وزاد بهننا حننال الننناقص وإن‬
‫كانت حالة نقص ‪ ,‬نقص بها حال الكامل ‪ ,‬وذهنب بهننا حننال النناقص ‪ ,‬إل إن وهنب‬
‫الكريم فل تأثير للحوال إياكم وإبقاء أثر ينقص حننال كمننل أتبنناعكم ‪ ,‬ويننذهب‬
‫حال ناقصهم الرجل من تظهر آثاره بعده‬
‫قال الرجال ‪:‬‬
‫فانظروا بعدنا إلي الثار‬ ‫إن آثارنا تدل علينا‬
‫أتركوا بعدكم أثر الذل والنكسار ‪ ,‬والتجرد من الدعوى ‪ ,‬والخروج من حيطننة‬
‫الستعلء ‪ ,‬والتذلل بباب المولي ‪ ,‬ومحبة الفقراء والعلماء ‪ ,‬وموافقة القدار بالتسليم‬
‫إلي ال ‪ ,‬والتمسك بسنة رسوله صلي ال عليه وسلم وإياكم والغننرة بننالوقت ‪ ,‬فمننا‬
‫هو عند العنارف بشنيء إل إذا لنم يصننرفه فني غيننر الطاعنة ويأخنذ منننه منا يثلنج‬
‫صدره أجل ) من سنة حسنة فله أجرها وأجر من عمل بها إلي يوم القيامة ومن سن‬
‫سنة سيئة فعليه وزرها ووزر من عمل بها إلي يوم القيامة ( رواه مسلم وعزاه النجننم‬
‫لمسلم وأحمد والترمذي والنسائي وابن ماجة عن جرير بلفظ " من سننن فنني السننلم "‬
‫الخ‬
‫مابقي من قوم سليمان عليه السننلم أحنند ذهننب ملكننه ‪ ,‬ونسننخت شننريعته‬
‫ونبينا عليه أفضل الصلة والسلم ل يذهب شأنه ‪ ,‬ول تنسخ شننريعته بننإذن الن )ِإ ّ َن‬
‫لن َل يُْخِلنُف اْلِميَعنناَد ) آل عمننران ‪ ( 9‬وصننف سنليمان ننازعه وصننف الملننك الننديان‬ ‫ا َّ َ‬
‫هنناِر ) غننافر ) المننؤمن (‪ ( 16‬ووصننف النننبي‬ ‫ل اْلواِح ن ِ‬
‫د اْلَق ّ َ‬ ‫ِ ِ‬ ‫فطمسه )لَِمْن اْلُمْل ُ‬
‫ك اْلَيْوَم ّ َ َ‬
‫صلي ال عليه وسلم لما كان العبديننة ‪ ,‬أعننانه وصننف الربوبيننة فنندام ذكننره ‪ ,‬وعل‬
‫ك ِمْن ال ّ َناِس ) المائدة ‪ ( 67‬وقنند تننرون أن الملننوك وذراريهننم‬ ‫ل يْع ِ‬
‫صُم َ‬ ‫أمره )َوا ّ َ ُ َ‬
‫وحواشهم تذهب ‪ ,‬ورسومهم تنقلب ‪ ,‬والرعية علنني حالهنا هنؤلء ننازعتهم صننفة‬
‫الربةبية لما رأوا المالكية فزالوا وهؤلء صانتهم صفه الربوبية لما تحققننوا بمنزلننة‬
‫المملوكية فداموا قال سيدي الشيخ منصور ‪ :‬صحيفة حال الشيخ أتباعه لهننم مننن‬
‫حاله وخلقه شمة لبد أن تفعل أن تفعل كيننف كننانت ‪ ,‬إل إذا غلبهننا حننال سننماوي‬
‫اختص به التابع فربما يعلو منزلة شيخه ذلك الفضل من ال يؤتيه من يشنناء تننري‬
‫في أصحاب الحلج حب القول بالوحدة تري في أصحاب الجنينند رضنني الن عنننه حننب‬
‫الغماض ‪ ,‬والتكلم بالرقائق تري في أصحاب الجنيد رضي ال عنننه حننب الجمننع بيننن‬
‫لسان الطريقة والشريعة تري في أصحاب السلما باذي حب المعننالي لمننا كننان عليننه‬
‫من المنزلة ترى في اصحاب سيدي الشيخ أبي الفضل حب الوحدة إلي الن بالننذل لن‬
‫وللخلق وقد تنعكس هذه القاعندة فني البعننض ولكنن يكنون ذلنك بالختصنناص‬
‫ضنِل اْلع ِ‬
‫ظينِم ) البقننرة ‪ (105‬معننروف‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ذو اْلَف ْ‬ ‫ل يَْخَتن ّ ُص ِبَرْحَمتنه َمنْن يََشنناُء َوا ّ َ ُ‬
‫لن ُ‬ ‫)َوا ّ َ ُ‬
‫الكرخي ‪ ,‬وداود الطائي ‪ ,‬والحسن البصري ‪ ,‬ومن تأدب بصحبتهم من هذه الطائفننة‬
‫رضي ال عنهم ‪ ,‬اختصروا أسباب السننير علنني كلمننتين ‪ :‬التمسننك بالشننرع ‪ ,‬وطلننب‬
‫الحق وحده هذه الشريعة أمامك‬
‫" أي أخي " أنظر كيف كان نبيك عليه أفضل الصننلوات التسننليمات ؟ وكيننف‬
‫قال ؟ وكيف خالق الناس برا وفاجرا ؟ واعمل بعمله ‪ ,‬وقل بقوله وتخلننق بخلقننه صننلي‬
‫ِ‬
‫ذْكِر‬ ‫ال عليه وسلم إن كنت ل تعلم فاسأل العلماء قال تعالي ) )َفاْس نأَُلوا أَْه نَل ال ن ّ‬
‫كْنُتْم َل تَْعَلُمننوَن ) النحننل ‪ ( 43‬يتحنندث القننوم بننالنعم اعترافننا بنعمننة المنعننم ‪,‬‬ ‫ِإْن ُ‬
‫ذيَن‬‫وشكرا لها ‪ ,‬وحثا للناس علي العمل ‪ ,‬لتحصل لهم هذه البركة قل تعالي )واّلَن ِ‬
‫َ‬
‫هْم ُسبَُلَنا ) العنكبوت ‪ ( 69‬يقول المتحدث بالنعمة ‪ :‬أطلعني‬ ‫جاَهدوا ِفيَنا لَنَْه ِ‬
‫ديَّنَ ُ‬ ‫َ ُ‬
‫ربي علي كذا وعلمني كذا ‪ ,‬ووهبني من الخير والبركة كننذا ولكننن ل يقننول ‪ :‬أنننا‬
‫خير منكم نا أجل منكم أنا أشرف منكم هذه كلمات دعوي ‪ ,‬تكون من رعونه‬
‫النفس ‪ ,‬ينطق بها لسان الحمق ما الذي خيرننني عليننك ‪ ,‬وأجلننني وشننرفني ؟ صننلة‬
‫وصوم وغيرها من العبادات ؟ ليأمن مكر ال إل القوم الخاسرون لننول امتثننال قننوله‬
‫كُروا ِلي َوَل تَ ْ‬
‫كُفُروِني ) البقرة ‪ (152‬لخاط العاقل فمه بمخيط‬ ‫تعالي )َواْش ُ‬
‫" أي أخي " تفتخر بأبيك آدم عليه السلم الصفوة الولي ‪ .‬كفر أكننثر أولده‬
‫وكذلك أكثر النبياء والمرسلين تفتخر بعلمك إبليس حل كل عويص ‪ ,‬حننل وقننرأ‬
‫صحاف الموجودات تفتخر بمالك ‪ ,‬قارون هلك بمنناله تفتخننر بملكننك ‪ ,‬لننم يغننن‬
‫ملك فرعون عنه من ال شيئا ماهلك إبراهيم عليه السلم بعد أن تجرد إلي ربه‬
‫ما ذل موسي عليه السلم بعد أن فرش بساط ذله بيننن ينندي خننالقه ماضنناع شننأن‬
‫ك ) النبياء ‪( 87‬‬ ‫يونس عليه السلم بعد أن فال بصدق اللتجاء )َل ِإلََه ِإ ّ َل أَْنَت ُسْبَحانَ َ‬
‫ماخاب يوسف عليه السلم بعد أن استسلم لقضننائه معتمنندا عليننه هكننذا النننبيون‬
‫كِلمنا ِ‬
‫ت ا َّ ِ‬
‫لن‬ ‫ِ ِ‬
‫هكنذا المرسنلون هكنذا الصنديقون هكنذا الصنالحون )َل تَْبنديَل ل َ َ‬
‫) يونس ‪( 64‬‬
‫"أي أخي " أين أنت ؟ في أي واد ؟ تهيم فنني وادي وهمننك ‪ ,‬تسننرح فنني ميننادين‬
‫قطيعتك ال ال بك أحننرص عليننك وال ن ‪ ,‬إن تنقطننع أخنناف عليننك أن تخننذل‬
‫اللهم إني أعوذ بك من القطع بعد الوصل "يننا أخنني " ل تحننرد مننني إذا انقطعننت‬
‫وأنت تظن الوصل ورأيننت أنننك عننالم وأنننت علنني طائفننة مننن الجهننل فقنند فاتننك‬
‫السوم ‪ ,‬وسبقك القنوم ‪ ,‬وعمننك اللنوم ل أقنول لكنم ‪ :‬انقطعنو عننن السنباب ‪ ,‬عنن‬
‫التجارة ‪,‬عن الصنعة ولكن أقول ‪ :‬انقطعوا عن الغفلننة والحننرام فنني كننل ذلننك ل‬
‫أقول لكم اهملوا الهل ‪ ,‬انقطعو عن الغفلة والحرام فنني كننل ذلننك ل أقننول لكننم‬
‫) غير موجود كلمة لكم في غير نسخة ( إياكم والشتغال بالهننل عننن ال ن فننوق مننا‬
‫يلزم بثيابكم تنكسر قلوب الفقراء من خلق ال وأقول ‪ :‬ل تظهننروا الزينننة فننوق‬
‫ما يلزم بثيابكم تنكسننر قلننوب الفقننراء وأخنناف أن يخننالطكم العجننب والغفلننة‬
‫ِ‬
‫وأقول نقو ثيابكم )َوتََعاَوُنوا َعَلى اْلِبّر َوالّتَْقَوى َوَل تََعاَوُنوا َعَلى ا ْ ِلْثِم َواْلُعنْدَواِن َواّتَُقننوا‬
‫ديُد اْلِعَقاِب ) العراف ‪ ( 32‬وأقننول نقننوا قلننوبكم وطهروهننا فننذلك‬ ‫اَّل ِإ ّ َن اَّل َش ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫أولي من تنقيننة الثينناب إن الن لينظننر إلنني ثينابكم ‪ ,‬ولكننن ينظنر إلني قلنوبكم‬
‫وكذلك ‪ ,‬أو مثل ذلك قال لنا سننيدنا عليننه أفضننل الصننلوات والتسننليمات ) حنناربوا‬
‫الشيطان ببعضننكم بنصننيحية بعضننكم بخلننق بعضننكم بحننال بعضننكم بقننال‬
‫ِ‬
‫بعضكم ( قال تعالي )َوتََعاَوُنوا َعَلى اْلِبّر َوالّتَْقنَوى َوَل تََعنناَوُنوا َعَلننى ا ْ ِلْثنِم َواْلُعنْدَواِن‬
‫ديد اْلِعَقنناِب ) المننائدة ‪ ( 2‬وقننال تعننالي )ِإ ّ َن اَّلن يِحن ُب اّلَن ِ‬ ‫ِ‬
‫ذيَن‬ ‫َ ُ ّ‬ ‫لن َشن ُ‬ ‫ل ِإ ّ َن ا ّ َ َ‬
‫َواّتَُقوا ا ّ َ َ‬
‫هْم ُبنَياٌن َمْرُصوٌص ) الصف ‪ ( 4‬يقاتلون النفننس كنني ل‬ ‫يَُقاِتُلوَن ِفي َسِبيِلِه َص ّ ًفا َ‬
‫كأَّن َ ُ‬
‫تشغلهم بشهواتها الدنية عن عبننادة الن يقنناتلون عنندو الن ل علء كلمننة الن‬
‫ل ُهْم اْلُمْفِلُحنوَن ) المجادلننة‬
‫ل أََل ِإ ّ َن ِحْزب ا ّ َ ِ‬
‫َ‬ ‫ونشر علم الدللة علي ال )أُْولَِئ َ‬
‫ك ِحْزب ا ّ َ ِ‬
‫ُ‬
‫‪ ( 22‬عظموا شأن العلم تعظيما يقوم بواجباته ‪ ,‬لنه ) وفي نسخ ‪ :‬درك ( أدرك‬
‫حقائق الشياء مسموعا ومعقول أعطوا اليمان حقه ‪ :‬فهو إقرار باللسان ‪ ,‬واعتقناد‬
‫بالجنننان إلزمننوا حكننم السننلم ‪ :‬فهننو متابعننة الشننريعة ‪ ,‬والعننراض عننن الطبيعننة‬
‫تحققوا بالمعرفة ‪ :‬فهي أن تعرفوا ال بالوحدانية طهننروا النيننة ‪ :‬فهنني الخطننرة‬
‫فنني القلننب فل يطلننع عليهننا أحنند غيننر ال ن أتقنننوا الدب ‪ :‬فهننو وضننع الشننيئ‬
‫موضعه أو جزوا الموعظة ‪ :‬فهم إرشاد أصحاب الغفلت أبلغوا بالنصيحة ‪ :‬فهي‬
‫الطلع علي حفظ طريق الزهد أصدقوا في المحبة ‪ :‬فهي نسيان ماسننوي المحبننوب‬
‫أكملوا الدب في الدعاء ‪ :‬فهو رفننع الحاجننات إلنني رفيننع النندرجات شننيدوا منننار‬
‫التصوف ‪ :‬فهو ترك الختيار أتقنوا طريق العبودية ‪ :‬فهي ترك النندنيا ‪ ,‬وتننرك‬
‫الدعوي واحتمال البلوي ‪ ,‬وحب المولي مهدوا سبيل القرب ‪ :‬فهو النقطاع عن كننل‬
‫شيئ سوي ال تحققوا بالصدق ‪ ,‬فهو موافقة السر والعلنية عظمننوا قنندر نعمننة‬
‫العافيننة ‪ :‬فهنني نفننس بننال بلء ‪ ,‬ورزق بل عننناء ‪ ,‬وعمننل بل رينناء قفننوا عننند حنند‬
‫الستقامة ‪ :‬فهي أل يختار علي ال شيء تحروا الحلل ‪ :‬فهننو الننذي ل يضننمنه آكلننه‬
‫في الدنيا ‪ ,‬ول يؤاخذ لجله في الخره سددوا منهاج الطاعننة ‪ :‬فهنني طلننب رضنناء‬
‫ال في القوال ‪ ,‬والفعال ‪ ,‬والحوال خذوا بعروة الصننبر ‪ :‬فهننو إيقنناف القلننب عننند‬
‫حكم الرب طهروا العزلة والخلوة فهما التباعد عن أبننناء النندنيا بننترك الطمننع ‪,‬‬
‫وهجر اختلط الناسي قلبا و إن كان المرء بينهم بشخصه‬
‫أل إن الولي من ولي وجه عن النفس ‪ ,‬والشيطان ‪ ,‬والدنيا ‪ ,‬والهمى وولي وجهه‬
‫وقلبه إلي المولي وأعرض عن الخرة والولي ولم يطلب إل ال تعالي وإن القانع مننن‬
‫رضي بالقسمة ‪ ,‬واكتفي بالبلغة‬
‫" وأحذركم أوصافا وخصال " إياكم إياكم والتصاف بشيء منها ‪ ,‬فإنهننا السننم‬
‫النافع " أوصيكم " بتقوي ال والتباعد عن الخصال المذكورة وهي ) الحسد ( وهو‬
‫إرادة زوال نعم المحسود و ) الكننبر ( وهننو أن يننري المننرء نفسننه خيننرا مننن غيننره و‬
‫) الكذب ( وهو اختراع كلم علي خلف الواقع ‪ ,‬وقول قبيح عار عن صفة المنفعة‬
‫و ) الغيبة ( وهي بيان خبث البشننرية و ) الحننرص ( وهننو عنندم الشننبع مننن النندنيا و‬
‫) الغضب ( وهو غلين الدم لرادة النتقام و ) الرياء ( وهو الستبشار برؤية الغيار‬
‫و ) الظلم ( وهو متابعة النفنس علني ماتشننتهيه وأقنول لكننم ‪ :‬كوننوا دائمنا بيننن‬
‫الخوف والرجاء فالخوف ‪ :‬أن يخاف القلب من الن لمننا علننم مننن ذنننوبه والرجنناء ‪:‬‬
‫سكون الفؤاد بحسن الوعد وأديموا تصفية الروح بالرياضة ‪ ,‬وهي ‪ :‬استبدال الحالة‬
‫المذمومة بالحالة المحمودة‬
‫ِ‬
‫" إجعلوا المننر بننالمعروف والنهنني عننن المنكننر دينكننم )ِإ ّ َن الندين ِعْنند ا ّ َ ِ‬
‫لن‬ ‫َ‬ ‫ّ َ‬
‫ا ْ ِلْسَلُم )آل عمران ‪ " ( 19‬من أمر بالمعروف ونهي عن المنكر فهننو خليفننة ال ن فنني‬
‫أرضه ‪ ,‬وخليفة رسوله ‪ ,‬وخليفة كتابه " كذا أخبرنا الصادق المصدوق عليه أفضل‬
‫الصلة والسلم وقال علي أمير المؤمنين عليننه السننلم ‪ :‬أفضننل الجهنناد بننالمعروف‬
‫والنهي عن المنكر ومن شان الفاسقين ‪ ,‬وغضب ل ‪ ,‬وجاهد في ال ‪ ,‬ولم يتبع غيننر‬
‫السلم دينا غفرال له مثل رجال السنة رضي ال عنهم وحال المننداهن فنني حنندود‬
‫ال تعالي والواقع فيها ‪ ,‬مثل قوم في سنفينة ‪ ,‬صنار بعضنهم فني أسنفلها ‪ ,‬وصنار‬
‫بعضهم في أعلها ‪ ,‬فقام رجل بيده فأس ينقر ) وفي نسخ ‪ :‬ينقر أسننفل السننفينة‬
‫في أسفلها فأتوه فقالوا ‪ :‬مالك ؟ فقال ‪:‬لبد لي من الماء فإن أخننذوا عليننه ومنعننوه‬
‫أنجوا أنفسهم وإن تركوه أهلكوه ‪ ,‬وأهلكوا أنفسهم جاء في الخبر ) رواه المام‬
‫احمد وأبو داود وابن جلمه وابن حباب عننن جريننر بلفننظ " مننا مننن قننوم يعمننل فهننم‬
‫بالمعاصي ‪ ,‬إلي آخننر الحننديث " حننديث صننحيح " ‪ " ,‬مننا مننن قننوم عملننوا بالمعاصنني‬
‫وفيهم من يقدر أن ينكر عليهم فلم يفعل إل أوشننك أن يعمهننم الن بعننذاب مننن‬
‫عنده " وكان سفيان الثوري رضي ال عنه يقول ‪ :‬إذا كان الرجل محببا في جيرانننه ‪,‬‬
‫ومنن شناهد منكنرا ولنم ينكنره‬ ‫محمودا عنند إخنوانه فناعلم أننه منداهن أجنل‬
‫وسكت عنه فهو شريك فيه والمستمع شريك المغتاب وتجري في هذه المعاصي‬
‫المنبه عليها شرعا أل إن من خالط الناس كثرت معاصية وإن كان تقيا فنني نفسننه‬
‫إل أن يترك المداهنة ول تأخذه في ال لومة لئم ويشتغل بالحسبة والمنع‬
‫وأصل الحسبة الشرعية شيئان ‪ :‬أحدهما اللطف والرفق ‪ ,‬والبداءة بالوعظ علنني‬
‫سبيل اللين ‪ ,‬ل علي سبيل العنف والترفع ‪ ,‬فإن ذلك يؤكد داعيننة النفننس ‪ ,‬ويحمننل‬
‫العاصي علي المناكرة واليذاء وإذا كان الواعظ فظا سيء الخلق لسبيل له لحمقننه‬
‫علي دفع المناكرة يغضب لنفسه ويننترك النكننار لن عننز وجننل ‪ ,‬ويشننتغل بشننفاء‬
‫غليله من الموعوظ ‪ ,‬فيصننبر بننذلك عاصننيا جناء فنني الخننبر " ليننأمر بنالمعروف ول‬
‫ينهي عن المنكر إل رفيق فيما يأمر به ‪ ,‬رفيق فيما ينهي به حكيم فيما يأمر به‬
‫‪ ,‬حكيم فيما ينهي عنه " وبلغنا أن أحد الوعاظ وعظ المأمون العباسي رحمننه الن ‪,‬‬
‫وأغلظ عليه وعنفه فقال ‪ :‬يارجل إرفق ‪ ,‬فقد بعث ال من هو خيننر منننك إلنني مننن‬
‫ِ‬
‫هو شر مني ‪ ,‬فأمره بالرفق فيه بقوله تعالي ‪َ) :‬فُقوَل لَنُه َقنْوًل لَّينًننا لََع ّ َلنُه يََتنذَ ّ َ‬
‫كُر أَْو‬
‫يَْخَشى ) طه ‪( 44‬‬
‫" أي سادة " أقول لكم ‪ :‬من ال علي فتخلقت بما أمرتكنم بنه وحثتكنم علينه‬
‫ولكن من البر أن ل تطلبو هذا الشرط من واعننظ وناصننح ول نظفننروا الشننيطان بكننم‬
‫بهذه الخصلة فتقولوا ‪ :‬ل نأمر بالمعروف حتي نعمل به كله ول ننهي عن المنكر‬
‫حتي نجتنبه كله إن هذا يؤدي إلي حسم بنناب الحسننبة فمننن ذا الننذي يعصننم مننن‬
‫المعاصي ؟ مروا بالمعروف وإن لم تعملوا به كله وانهوا عن المنكر وإن لم تجتنبوه‬
‫كله كذا أمرنا نبينا عليه أكرم وأفضل صننلة الن وسننلمه وأقننول لكننم ‪ :‬مفتنناح‬
‫السعادة البدية القتداء برسول ال صلي ال عليه وسلم في جميع مصادره وموارده‬
‫‪ ,‬وهيئته وأكله وشربه وقعوده ‪ ,‬وقيننامه ونننومه وكلمننه ‪ ,‬حننتي يصننح لكننم التبنناع‬
‫المطلق بلغنا عن بعض الئمة أنه ما أكل البطيننخ لنننه لننم ينقننل لننه كيننف أكلننه‬
‫رسول ال صلي ال عليه وسلم وسننها بعضننهم فابتنندأ فنني لبننس الخننف باليسننري‬
‫فكفر عن ذلك بشيء من الحنطة وإياكم أن تقولوا ‪ :‬هذه الخصال من المننور الننتي‬
‫تتعلق بالعادات فتهملوها ‪ ,‬فإن إهمالها يغلق بابا عظيمننا مننن أبننواب السننعادة‬
‫وأما العبادات ‪ ,‬فل أعرف لعدم اتبنناعه عليننه الصننلة والسننلم فيهننا مننن عننذر إل أن‬
‫يحصل ذلك من كفر خفي ‪ ,‬أو حمق جلي حمانا ال وإياكم‬
‫" أي سادة " وال ما أظن أن علي بسناط الغننبراء صنناحب عقننل يميننز فيننه بيننن‬
‫الخبيث والطيب إل ويعتقد قلبه ويذعن لبه أن العبادة الننتي شننرعها الحننبيب عليننه‬
‫أفضل صلة ال وسلمه ‪ ,‬والعادة التي كان عليهننا هنني الحالننة المرضننية عننند الننرب‬
‫والخلننق ‪ ,‬وهنني الداب المقبولننة عننند الخننالق ‪ ,‬والمحبوبننة عننند المخلننوقين وبهننا‬
‫يطمئن القلب ‪ ,‬ويسكن الروع أي فرق ل يدركه العقل من حال المخمور والصنناحي ‪,‬‬
‫ومن حال السارق والمين ‪ ,‬ومن حال الكاذب والصادق ‪ ,‬ومن حننال الزاننني والعفيننف ‪,‬‬
‫ومن حال المتكبر و المتواضع ‪,‬ومن حال البخيل والسخي ‪ ,‬ومن حال الظننالم والعننادل ‪,‬‬
‫ومن حال المبطل والمحق ‪ ,‬ومن حال المغتناب والنبريء ‪ ,‬ومننن حنال القنادر والرحيننم ‪,‬‬
‫ومن حال العابد والنائم ‪ ,‬ومن حال الغافل والمتفكر ‪ ,‬ومن حننال الفنناجر والننبر ‪ ,‬ومننن‬
‫حال الكافر والمؤمن ؟ إن في ذلك ليات لولنني اللبنناب الن الن بالمتابعننة المحضننة‬
‫لهذا الرسول العظيم ‪ ,‬الذي جاء رحمة للعننالمين ‪ ,‬وحجننة علنني المخلننوقين ‪ ,‬ونعمننة‬
‫للموحدين إياكم ونسيان الموت فإنه ينتج من الغفلة ‪ ,‬وهي منن قلنه ذكنر الن ‪,‬‬
‫وذلك من قلة اليمان ‪ ,‬وأم ذلك الجهل ‪ ,‬وهنو منن الضنلل جناء فني بعنض الكتنب‬
‫اللهية ‪ :‬أن الحق تعالت ذاتننه يقننول ‪ :‬يننا ابننن آدم ‪ :‬بعننافيتي قننويت علنني طنناعتي‬
‫وبتوفيقي أديت فريضتي وبرزقي قويت علي معصيتي وبمشيءتي تشنناء مننا تشنناء‬
‫لنفسك وبنعمتي قمننت وقعنندت ورجعننت وفنني كنفنني أمسننيت وأصننبحت وفنني‬
‫فضلي عشت وفي نعمتي تقلبت ‪ ,‬وبعافيتي تجملت تنسنناني وتننذكر غيننري ‪ ,‬ولننم‬
‫تننؤد شننكري يننا ابننن آدم ‪ :‬المننوت يكشننف أسننرارك والقيامننة تتلننو أخبننارك‬
‫والعذاب يهتك أستارك إذا أذنبننت ذنبننا صنغيرا فل تنظننر إلنني صننغره ‪ ,‬ولكننن‬
‫انظر إلي من عصيت وإذا رزقت رزقا قليل فل تنظر إلي قلته ‪ ,‬ولكن انظر إلي مننن‬
‫رزقننك ول تحقننر الننذنب الصنغير ‪ ,‬فإنننك ل تنندري بننأي ذنننب عصننيتني ول تننأمن‬
‫مكري ‪ ,‬فإن مكري أخفي عليك من دبيب النملة علي الصخرة في الليلة المظلمننة يننا‬
‫ابن آدم ‪ ,‬هل عصيتني فذكرت غضبي فانتهيت ؟ وهل أديت فريضتي كما أمرتك ؟‬
‫وهل واسيت المساكين من مالك ؟ وهل أحسنت إلي من أساء إليك ؟ وهل غفرت لمن‬
‫ظلمك ؟ وهل وصلت من قطعك ؟ وهل أنصفت من خانك ؟ وهل كلمت من هجرك ؟‬
‫وهل أدبت ولدك ؟ وهننل أرضننيت جيرانننك ؟ وهننل سننألت العلمنناء عننن أمننر دينننك‬
‫ودنياك ؟ فإني ل أنظر معاشر الدمين إلي صوركم ‪,‬ول إلنني محاسنننكم وأحسننابكم‬
‫وأنسابكم ولكن أنظر إلي قلوبكم ‪ ,‬وأرضي بهذه الخصال عنكم‬
‫" أي سادة " هذه أمور تنكشف يوم القيامة ‪ ,‬يوم التغابن ‪ ,‬يوم الحاقة ‪ ,‬يننوم ل‬
‫ينطقون ول يؤذن لهم فيعتذروة يوم الطامة ‪ ,‬يوم الصيحة ‪ ,‬يننوم تشننيب الولنندان ‪,‬‬
‫يوم الزلزلة ‪ ,‬يوم القارعة ‪ ,‬يوم ينسف الجبال ‪ ,‬يوم ل تملك نفس لنفننس شننيأ والمننر‬
‫يومئذ ل‬
‫"أي سادة " جالسوا العلماء والعرفاء فإن للمجالسة أسرارا تقلب الجلس مننن‬
‫حال إلي حال ورد في السنة " من جلس مع ثمانية أصننناف زادة الن ثمانيننة أشننياء‬
‫) من كلم بعض السلف ول يصح مرفوعننا ( مننن جلننس مننع المننراء زاده ال ن الكننبر‬
‫وقساوة القلب ومن جلس مع الغنياء زاده ال الحرص في النندنيا ومننا فيهننا ومننن‬
‫جلس مع الفقراء زاده ال الرضا بما قسمه ال تعالي ومن جلس مننع الصننبيان زاده‬
‫ال اللهو واللعب ومن جلس مع النساء زاده ال الجهل والشهوة ومننن جلننس مننع‬
‫الصالحين زاده ال الرغبة في الطاعة ومن جلس مع العلماء زاده ال العلم والورع‬
‫ومن جلس مع الفساق زاده ال الننذنب وتسننويف التوبننة " وورد أيضننا ‪ :‬الصننحبة مننع‬
‫العاقل زيادة في الدين والنندنيا والخننرة والصننحبة مننع الحمننق نقصننان فنني النندين‬
‫والدنيا وحسرة وندامة عند الموت ‪ ,‬وخسارة في الخننرة " أي سننادة " ثلثننة لهننم‬
‫شفاعة – العالم – ولخادم – والفقير الصابر‬
‫"أي سننادة " خننذوا كننل وارد غيننبي وحننادث سننماوي بالبشننر والرحننب وكونننوا‬
‫قوموا بقضاء حوائج خلق الن مننا اسننتطعتم فننإن مننن قضنني لخيننه‬ ‫راضين عن ال‬
‫المؤمن حاجة في الدنيا قضي ال له سبعين حاجة في الخرة ارحمو عزيز قننوم ذل ‪,‬‬
‫وغني قوم افتقر أكثروا من الصدقة ‪ ,‬فإن ال يرفع بسببها البلء أكرموا الضيفان‬
‫‪ ,‬فإن ذلك كان من عبادته صلي ال عليه وسلم قبل أن يكلف خالقوا الننناس بخلننق‬
‫حسن ‪ ,‬فإن الخلق الحسن أفضل العمال يقال إذا لم تسمع الناس بمالك فسع الناس‬
‫بخلقك " رواه المستغفرى في المسلسلت وابن عساكر عن الحسن بن علنني ) كتنناب‬
‫كشف الخفا ( " أحسننن الحسننن الخلننق الحسننن " يبلننغ صنناحب الخلننق الحسننن رتبننة‬
‫الصائم القائم وهو علي فراشة نائم ‪ ,‬لن ذلك بعد المفروضات أفضل ما يتقننرب بننه‬
‫إلنني الن تعننالي إيننش تنفننع عبادتننك وأنننت مشننمئز ؟ كأنننك تمننن بهننا علنني الن‬
‫يامسيكين إن ال غني عن العالمين إذا عبدت ال فاعبد ال عاكفننا علنني بننابه ‪,‬‬
‫واقعا علي أعتابه ‪ ,‬خاضعا لسلطنته ‪ ,‬مقشعرا من هيبته ‪ ,‬معترفا بعجزك عن أداء‬
‫واجباته ‪ ,‬متجردا من رؤيننة نفسننك وعملننك وغيننر ذلننك ‪ ,‬قارعننا بنناب عزتننه وجللننه‬
‫بأكف ذلك واحتقارك ‪ ,‬وحينئذ يرجي لك القبول طهنر لسنانك منن لنوث الكلم‬
‫فيما ل يعنيك كي يرفع كلمك إلي حظيرة قدسه ‪ ,‬إلي الحضرة السماوية العرشية‬
‫التي جعلها جهننة الطلننب ‪ ,‬كمننا جعننل الكعبننة فنني الرض جهننة العبوديننة )ِإلَْينِه‬
‫ِ‬
‫كِلُم ال ّ َطّيُب ) فاطر ‪ ( 10‬إلي الجهة الننتي صننرف إليهننا همننه خلقننه ‪ ,‬إلنني‬ ‫يَْصَعُد اْل َ‬
‫محل تنزلت أمره ‪ ,‬ليأتيك أمره وكرمه ولطفه من العلو ‪ ,‬فتخضننع دونننه وتننراك‬
‫حقيرا سافل والسرار القرآنيننة واضننحة المفنناد بهننذا المعننني قننال تعننالي )َوِفنني‬
‫لن‬‫كْم َوَما ُتوَعنُدوَن ) الننذاريات ‪ ( 22‬وقننال تعننالت أسننماؤه )َوَمنْن يَّتَنِق ا ّ َ َ‬ ‫ال ّ َسَماِء ِرْزُق ُ‬
‫ث َل يَْحَتِسُب ) الطلق ‪ ( 2,3‬كن حاذقا‬ ‫يَْجَعْل لَُه َمْخَرًجا)‪َ(2‬ويَْرُزْقُه ِمْن َحْي ُ‬
‫" أي ولدي " إذا سمعت كلم أهل الحضرة فإنه ظاهر غامض تكلم سيد أهننل‬
‫الحكمة والبيان وأفصح نوع النسان صلي ال ن عليننه وسننلم بجوامننع الكلننم ‪ ,‬فننأوجز‬
‫وأفصح ‪ ,‬وأوضح وأغمض ‪ ,‬وهكذا ‪ ,‬وراثه وأتباعه ل تحرد مني يا أخي كل ماحننام‬
‫حول فكرك من رؤيا نفسك ‪ ,‬ومالننك وحسننبك ونسننبك ‪ ,‬وعلمننك وبلنندك وزوجننك‬
‫وولدك وعملك وفتحك وكرامتك ومزيتك ‪ ,‬فهو خاطر إن قننابلته بالخضننوع والننذل‬
‫والحمنند والشننكر والمسننكنة انقلننب فتحننا وإن قننابلته بننالعزة والكننبر والسننتعلء‬
‫والغفلة انقلننب قبحننا ووسواسننا وقطيعننة فتنندارك نفسننك ‪ ,‬وأصننلح شننأنك إذا‬
‫انقطعت عن عبادة سيدك تبكي عليك الرض التي عبندت الن عليهننا ‪ ,‬وكأنهنا‬
‫توددا إليك ‪ ,‬وأسفا عليك ‪ ,‬تقول قول القائل ‪:‬‬
‫تزول وأن ودك ليزول‬ ‫وكنت أظن أن جبال رضوي‬
‫ولكن القلوب لها انقلب وحالت ابن آدم تستحيل‬
‫فإذا كانت الرض تحت عليك ‪ ,‬وتود سوق الخيننر إليننك ‪ ,‬فكيننف بلننك ؟ هننذا‬
‫الشأن أولي لك وأنت لو فقهت أولي به " بلغني " عن بعض إخواننننا رجننال العننر‬
‫أنه يقول ‪:‬‬
‫عقدت بباب الدير عقدة زناري وقلت خذو الي من فقيه الحمي ثاري‬
‫إياكم والقول بمثل هذه القاويل‬ ‫يريد بذلك معاني أخري‬
‫ولكن أدبنا مع الدين ألزم‬ ‫حسن الظن يلزمنا بسيدنا الشيخ ‪,‬‬
‫ووقوفنا مع الحق أهم ل نعقد الزنار ‪ ,‬ول نمر علي باب الدير ‪ ,‬ونقبل يد‬
‫الفقيه ورجله ‪ ,‬ونطلب منه علم ديننا ‪ ,‬ونقول طلب الشيخ مقاصد‬
‫ويقول عوضا عما قال ‪:‬‬ ‫سترها بهذه اللفاظ ‪ ,‬وليته لم يطلبها ‪,‬‬
‫حللت بباب الشرع عقدة زناري وطهرت بالفقه اللهي أسراري‬
‫وما الشرع إل الباب للوصل بالباري‬ ‫وما الدير والزنار إل ضللة‬
‫" نعم " حالة أهل الحب تأخذ القلب ‪ ,‬فيطيش العقننل ‪ ,‬فيتكلننم اللسننان كلم‬
‫من جن أو خمر أو غل دمه أو أغشي عليه فدعوا الرجل وربه وهذا يكفيه منكننم‬
‫وتمسكوا بالحبل المتين الذي من تمسك به لن يضل أبدا‬
‫هذه الكلمات ومثلها من الشطحات التي تتجاوز حنند التحنندث بالنعمننة ‪ ,‬مثننل‬
‫صاحبها كمثل رجل نام في بيت الخلء فرأي في منامه أنه يجلس علي سرير سلطنة‬
‫فلما استيقظ خجل وعرف مكانه‬
‫" ال ال " بالوقوف عند الحدود عضوا علي سنة السيد العظيم بالنواجذ‬
‫مالي وألفاظ زيد ووهم عمرو وبكر‬
‫من سر ذاك وسري‬ ‫وجه الشريعة أهدي‬
‫) من حديث ذكر في الصننحيحين واخرجننه احمنند والترمننذي والنسننائي عننن ابنني‬
‫سعيد الخدري رضي ال عنه "صدق ال وكذبت بطن أخيننك " "أي أخنني "كننل مننا‬
‫أنت فيه إن جئت بالحرام يتلي عليك إذا لقيت ربك ‪َ) :‬وَمنْن يَْعَمنْل ِمْثَقناَل َ‬
‫ذ ّ َرٍة َشن ّ ًرا‬
‫يََره ) الزلزلة ‪ (8‬ل أقول لكم ‪ :‬ضاقت عليكم السبل ‪ ,‬وأخننذكم السننيل ‪ ,‬ورددتننم‬
‫عن باب الكريم ل وحقه تعالي بل سيظهر من كرمننه وإحسننانه ولطفننه وفضننله‬
‫غدا يوم القيامة ما يتطاول إليه طمع إبليس ‪ ,‬وظلمة الكافرين ولكن أقول لكننم ‪:‬‬
‫دي ِ‬
‫د اْلِعَقاِب ) المؤمن ) غافر(‪ (3‬فتقربوا‬ ‫ْ‬ ‫َ‬ ‫هو سبحانه ‪َ) :‬غاِفِر ال ّ‬
‫ذَْنِب وَقاِبِل الّتَوِب َش ِ‬
‫من باب مغفرته بالتوبة والعمل المرضنني عنننده وتباعنندوا عننن بنناب عقننابه بننترك‬
‫معاصيه وخافوه خوف عالم بعطمته وقدرته ‪ ,‬وأضننمروا الرجنناء بننه ‪ ,‬رجنناء مننوقن‬
‫بكرمه ‪ ,‬وعميم إحسننانه ‪ ,‬فننإن رجنناء المننؤمن بقنندر خننوفه ‪ ,‬حننتي لننو وزنننا لمننا زاد‬
‫أحدهما عن الخر ‪ " ,‬المصير إلي ال " والرجننوع إليننه ‪ ,‬وكننل يعنود إلني معندنه ‪,‬‬
‫ها نُِعيننُد ُ‬
‫كْم‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫كْم َوفي َ‬
‫ها َخَلْقَنا ُ‬
‫ويستوفي أجله ‪ ,‬وتعود عليه المسألة ‪ ,‬قال تعالي )مْن َ‬
‫ها نُْخِرُج ُ‬
‫كْم َتاَرًة أُْخَرى ) طه ‪ : ( 55‬هننذه الحبننة الننتي تأكلونهننا نبتننت بننتراب‬ ‫ِ‬
‫َومْن َ‬
‫مثلكم ‪ ,‬كان لهم قوة وبأس شديد ‪ ,‬ذهبو ا وبانوا ‪ ,‬وكأنهم ما كانوا ‪:‬‬
‫لرأي عليه من الجباه بساطا‬ ‫هذا تراب لو تفكره الفتي‬
‫وكأنما ذراته لو ميزت صيغت للسنة الولي أسفاطا‬
‫ندوس ألسنا وجباها ‪ ,‬وخدودا وشفاها ) َفاْعَتِبُروا َياُأوِلي اْل َبَْصاِر ) الحشر ‪( 2‬‬
‫هذه الدنيا وهذه أحوالها وهذه ديارها ورجالها بال عليكم هل بعنند هننذه‬
‫الفكرة ‪ ,‬وأخذ العبرة ‪ ,‬من طمع بها وبديارها ‪ ,‬وإصلحها وإعمارهننا ؟ أعمننر هننذا‬
‫الرواق حتي يسكنه صالح وإبراهيم وأبو القاسم والنساء ؟ أم أعمر بيتا أسكنه أنا إذا‬
‫فارقت الحباب ‪ ,‬وتوسدت التراب ؟ أهذا الرواق عمره أبي بخيله ورجله ‪ ,‬وأبقنناه لنني‬
‫من بعده ؟ ل وال بل ال وهب وأحسن ‪ ,‬وأكرم وتخنن هذه المنة مخصوصننة بني ؟‬
‫ل وال بل الدنيا يعطيها لمن يحننب ‪ ,‬ولمننن ل يحننب والخننرة ل يعطيهننا إل لمننن‬
‫يحب رزق أبي بيتا ومقاما ‪ ,‬وثوبا وطعامننا وأنننا كننذلك وأولدي وعيننالي فنني لننوح‬
‫غيبه المحفننوظ بعلمننه لهننم رزق وهكننذا جميننع الخلننق فعلم هننذه الخيننالت ‪,‬‬
‫وتطرق سبيل الضللت ؟ الكيس من خاف ربه ‪ ,‬ودان نفسه ‪ ,‬وعمل لما بعد المننوت‬
‫ِ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬ ‫َ‬ ‫ِ‬ ‫كَتبَنا ِفي ال ّ َزبوِر ِمن بْع ِ‬
‫ض يَرُث َ‬
‫ها عَبادي ال ّ َصالُحوَن )‬ ‫ذْكر أَّن اْل َْر َ‬ ‫د ال ّ‬ ‫ْ َ‬ ‫ُ‬ ‫قال تعالي)َولََقْد َ ْ‬
‫النبياء ‪ ( 105‬آية اختلف في تفسيرها الرجال إرث معنوي تحسن به القربننى مننن الن‬
‫للعبد إذا توسد الرض أو الصالحون لرثها وسياسة خلقه علنني مقتضنني اسننتحقاق‬
‫الخلق فإن العمال عين العمال أجل أعمالكم عملكننم ) لعلهننا ‪ :‬عمننالكم ( وكمننا‬
‫دِه َواْلَعاِقبَنُة ِلْلُمّتَِقينَن‬
‫هننا منْن يَشنناُء ِمنْن ِعبننا ِ‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫تكونوا يولي عليكم )ِإ ّ َن اْل َر َ ِ ِ‬
‫ض َّل ُيوِرُث َ َ‬ ‫ْ‬
‫) العراف ‪ ( 128‬بينة علي ماذكر وفسرها جماعة بأرض الجنة والكل علي هدي‬
‫" أي أخي " أما تنظ الطفل إذا ولد يبرز إلي الدنيا قابضا كفه حرصا عليهننا‬
‫وإذا خرج باسطا كفه معترفا بفراغ يده من المر العارض الذي حرص عليه كفنني‬
‫بالموت واعظا كفي بالموت واعظا‬
‫قوافل القوم أهل العلم والعمل‬ ‫أبكي ومثلي من يبكي إذا سبقت‬
‫وإنني الخائف الباكي من الزلل‬ ‫بكاء قوم للقيا الوالهين به‬
‫"أي سننادة " منناتركت طريقننا صننعبا ‪ ,‬ول مسننلكا غضننا ‪ ,‬إل كشننفت قننناعه ‪,‬‬
‫ورفعت بأكف عساكر الهمة ستره المسدول وشراعه ودخلت علنني ال ن مننن كننل‬
‫باب ‪ ,‬فرأيت علي الكل ازدحاما عظيما ‪ ,‬فجئته من بنناب الننذل والنكسننار ‪ ,‬فرأيتننه‬
‫خاليا ‪ ,‬فوصلت وحصلت مطلننوبى ‪ ,‬والطلب علنني البننواب أعطنناني ربنني مننن فضننله‬
‫ومواهبه مال عيننن رأت ‪ ,‬ول أذن سننمعت ‪ ,‬ول خطننر علنني قلننب بشننر مننن أهننل هننذا‬
‫العصر‬
‫وعدني رسول كرمه أن يأخننذ بينند مرينندي ومحننبي ومننن تمسننك بنني وبننذريتي‬
‫وخلفائي في مشارق الرض ومغاربها إلي يوم القيامة عننند انقطنناع الحيننل وبهننذا‬
‫جرت بيعة الروح ‪ ,‬ل يخلف ال وعده ل تصننح المكالمننة لمخلننوق مننع الخننالق بعنند‬
‫الننبيين والمرسننلين الننذين كلمهنم سنبحانه وحيننا أو منن وراء حجنناب وإنمننا وعند‬
‫إحسانه ينجلي الي قلننوب أوليننائه وأحبننابه بالرؤيننا المناميننة ‪ ,‬والواسننطة المحمديننة ‪,‬‬
‫واللهام الصحيح الذي ل يخالف ظاهر الشريعة الحمديننة بحننال مننن الحننوال وذلننك‬
‫فضل ال يؤتيه من يشاء‬
‫وأمة المختار مثل المطر‬ ‫مواهب الرحمن ل تنقضي‬
‫والهل للحكمة نوع البشر‬ ‫خزائن السر لحبابه‬
‫ويسبق الضويلع المنتظر‬ ‫قد يضلع السابق في سيره‬
‫اللهم زدني حكمة وفهما ومعرفة وعلما واجعلني والمسلمين مننن المحبننوبين‬
‫المقربين عندك ‪ ,‬المقتدين بينك ‪ ,‬إنننك تفعننل مننا تشناء ‪ ,‬وتحكنم ماترينند وأننت‬
‫أرحم الراحمين‬
‫" أي سننادة " عظمننوا نعمننة الطعننام والشننراب ‪ ,‬والثينناب والعافيننة ‪ ,‬والمننان‬
‫والدين ‪ ,‬تدوم عليكم النعم صححو اليقين بإشارات الصالحين فإن نعم ال عليهم‬
‫هاطلة وسحب المدد إليهم متواصلة دلهم به عليه وقربهننم بنه إليننه وشننرح‬
‫صدورهم لليمان وجعلم أعيان نننوع النسننان وتعننرف إليهننم فعرفننوه ‪ ,‬وأحبهننم‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ذِلن َ‬
‫ك اْلَفنوُز اْلع ِ‬
‫ظينُم ) المننائدة ‪ ( 119‬إجعلننوا‬ ‫ضوا َعْننُه َ‬
‫هْم َوَر ُ‬
‫ل َعْن ُ‬ ‫ِ‬
‫وأحبوه )َرضَي ا ّ َ ُ‬
‫دعائم توكلكم علي ال رصننينة المبنناني ‪ ,‬وأسنناليب أدعيتكننم لن خالصننة المعنناني‬
‫وكونوا من النفس والشيطان علي حذر وخذوا بالحزم في كل أمننر فمننا خنناب مننن‬
‫شد مئزر الحزم بال ‪ ,‬وركب مطايا العزم إلي ال ماذا يقول الواعظ بعد قول ال‬
‫ك ّ ُل نَْفٍس ِبَما تَْسَعى ) طه ‪ ( 15‬ماذا يترجم المننوجز بعنند قننوله تعننالي )ُقنْل‬ ‫)لُِتْجَزى ُ‬
‫كَلِتِه ) السراء ‪ ( 84‬ماذا يعد المنبننه بعنند قننوله سننبحانه ِإّن َننا َل‬ ‫ك ٌّل يْعمُل عَلى َشا ِ‬
‫ُ َ َ َ‬
‫ضيُع أَْجَر َمْن أَْحَسَن َعَمًل ) الكهف ‪ ( 3‬ماذا يدقق المحذر بعد قوله تقدس شننأنه‬ ‫نُ ِ‬
‫ِ‬
‫)يَْعَلُم الّس ّ َر َوأَْخَفى ) طه ‪ ( 7‬يَْعَلُم َخاِئنََة اْل َْعُيِن َوَما تُْخِفي ال ّ ُصُدوُر ) غننافر)المننؤمن(‬
‫كْم َعْننُه‬ ‫هننا ُ‬ ‫كْم ال ّ َرُسننوُل َفُخن ُ‬
‫ذوُه َوَمننا نَ َ‬ ‫‪ ( 19‬ماذا يوضح المر بعد قول ال َوَما آتَننا ُ‬
‫ذيَن يَُخالُِفوَن‬ ‫هوا ) الحشر ‪ ( 7‬ماذا يصدع الناهي بعد قوله سبحانه)َفْليحذَر اّلَ ِ‬ ‫َفاْنَت ُ‬
‫َ ْ ْ‬
‫ذاٌب أَِليٌم ) النور ‪ ( 6‬ماذا يرن اللبيب بعد‬ ‫هم ِفْتنٌَة أَو ي ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫هْم َع َ‬
‫صيبَ ُ‬ ‫ْ ُ‬ ‫َعْن أَْمِره أَْن تُصيبَ ُ ْ‬
‫ذ ّ َرٍة َخْيًرا يََره)‪َ(7‬وَمنْن يَْعَمنْل ِمْثَقناَل َ‬
‫ذ ّ َرٍة َشن ّ ًرا َينَره‬ ‫قوله جل وعل )َفَمْن يَْعَمْل ِمْثَقاَل َ‬
‫كَتاُب َل َرْيَب ِفيِه ُهًدى ِلْلُمّتَِقيَن ) البقرة ‪( 2 , 1‬‬ ‫ك اْل ِ‬‫ذلِ َ‬
‫) الزلزلة ‪ ( 8 , 7‬الم)‪َ (1‬‬
‫هذا كتاب ال حجة قائمة ‪ ,‬ومعجزة دائمة أنبأنا عما كان وما يكون وكشف لنا‬
‫كل سر مكنون من عمل به نجا وغنم ومن انحرف عنننه قطننع وننندم وهننذه سنننة‬
‫نبيه سيد الناجين ‪ ,‬ووسيلة المناجين ‪ ,‬محجة بيضنناء ‪ ,‬لضننلل بعنندها أبنندا وهننذا‬
‫ذيَن ُهنْم ُمْحِسنُنوَن ) النحننل ‪ ( 128‬تشننهد‬ ‫ذين اّتََقوا واّلَن ِ‬ ‫ِ‬
‫ْ َ‬ ‫ل َمَع اّلَ َ‬ ‫طريق القوم )ِإ ّ َن ا ّ َ َ‬
‫لهم بالمعية اللهية ‪ ,‬معية الختصاص ‪ ,‬ونهج منهج القوم ‪ ,‬وكان معهننم ‪ ,‬ودخننل‬
‫ل ُهْم اْلُمْفِلُحننوَن ) المجادلننة ‪ " ( 23‬ينناأخي " دع عنننك‬ ‫حزبهم فاز )أََل ِإ ّ َن ِحْزب ا ّ َ ِ‬
‫َ‬
‫طرق الوسواس واطرح الستئناس بالناس وكن مع ال وخذ لحكم والحكمننة عننن‬
‫كِثيًرا ) البقرة ‪( 269‬‬
‫كَمَة َفَقْد ُأوِتَي َخْيًرا َ‬
‫ت اْلِح ْ‬‫كَمَة َمْن يََشاُء َوَمْن يُْؤ َ‬ ‫ال )يُْؤِتي اْلِح ْ‬
‫ليكن حظك لسانك ليكن منتهاك أن تكذب علي نفسك بحالك‬
‫وخدعت فيه وقلت شعري أحمر‬ ‫بدلت بالحنا بياضك أحمرا‬
‫عرج علي حرم القرب بقوة مطية الصدق ‪ ,‬قامعا صفوف الوهم بعساكر الهمة‬
‫‪ ,‬ملتفتا عن دوائر الكوان ‪ ,‬مشتغل بمراقبة المكون ‪ ,‬معتصما بحبله من القطيعة ‪,‬‬
‫حامل راية الفتقار إليه ‪ ,‬ضاربا طبل الذل بين يديه ‪ ,‬متجردا من حجاب الزوجة ‪ ,‬من‬
‫حجاب الولد ‪ ,‬من حجاب المال ‪ ,‬من حجاب وجودك ‪ ,‬من حجاب عبادتك ‪ ,‬من حجاب‬
‫يقظتك ‪ ,‬من حجاب غفلتك فإن رؤينناك اليقظننة غفلننة عظمنني وروينناك نننورك‬
‫ظلمة دهما ‪ :‬كل شيء لك حجاب ‪ ,‬فافتح منه بابا إلي المقصود وكل مقصود حائل‬
‫‪ ,‬فتجرد منه إلي المعبود‬
‫تعننس عبنند الزوجننه تعننس عبنند النندنيا تعننس عبنند النندرهم تعننس عبنند‬
‫الدينار تعس عبنند الكرامننة تعنس عبند الخلنق تعنس منن سنار للجننناب العلني‬
‫بالعزم الدني‬
‫عن عالم التفصيل والجمال‬ ‫سر للجناب بهمة مرفوعة‬
‫وارفع جنابك عن عبادة غيره بحقيقة الفعال والقوال‬
‫لن ُثن ّ َم اْسنَتَقاُموا تََتنَن ّ َزُل َعَلْيِهنْم اْلَمَلِئ َ‬ ‫ِ‬
‫كنُة أَ ّ َل تََخنناُفوا َوَل‬ ‫)ِإ ّ َن اّلَذيَن َقنناُلوا َربّ ُنَننا ا ّ َ ُ‬
‫كْنُتنْم ُتوَعنُدوَن ) فصننلت ) حننم السننجدة ( ‪ ( 3‬خننذ‬ ‫تَْحَزُنوا َوأَبِْشُروا ِباْلَجّنَنِة اّلَِتنني ُ‬
‫الموعظه من جوعك ‪ ,‬من عطشك ‪ ,‬من تحننول أحوالننك ‪ ,‬كننذلك حننال المخلننوقين ل‬
‫تفرح بلقلقة نحنو لسنانك وأننت منصننرف نحنو الغينار ل تطمئن لغائلننة فقهننك ‪,‬‬
‫وانكبابك عليه لصيد الدينار ل تنقطع بفلسفتك وأنت مفلس من محبته ل تقف‬
‫عند تصوفك وانت موصوف بالبعد عنه‬
‫صارت لداعي النفصال معالما‬ ‫كل العلوم إذا تخللها السوي‬
‫" أي سادة " الطريق إلي ال كطريق الرجل إلي البلدة الخننري ‪ ,‬فيننه الصننعود‬
‫والهبوط ‪ ,‬والعتدال والعوجاج ‪ ,‬والسهل والجبل ‪ ,‬الرض الفقراء التي خلت من المنناء‬
‫والسننكان والرض النضننرة الخضننرة الكننثيرة المينناه والشننجار والسننكان ‪ ,‬والبلنندة‬
‫المقصودة وراء ذلك كله فمن انقطع بلذة الصعود أو بذلننة الهبننوط ‪ ,‬أو براحننة‬
‫العتدال ‪ ,‬أو بتعب العوجاج ‪ ,‬فمن انقطع بلذة الصعود أو بذلة الهبوط ‪ ,‬أو براحنة‬
‫العتدال ‪ ,‬أو بتعب العوجاج ‪ ,‬أو بيسير السننهل ‪ ,‬أو بعيننر الجبننل ‪ ,‬أو بغصننة القفننر‬
‫ولوعة العطش ‪ ,‬أو بحلوة النضارة والخضرة و المياة والشجار ‪ ,‬والنس بالسكان بقنني‬
‫دون المقصود ومن لم يشتغل بكل ذلك ‪ ,‬حامل شدة الطريق إلي ال ‪ ,‬إن صننرفته‬
‫صعوبة الحوال عن محول الحوال ‪ ,‬وقلبته سننكرة إقبننال الخلننق عننن مقلننب القلننوب ‪,‬‬
‫فقنند فنناته الغننرض ‪ ,‬وبقننى دون مقصننوده ‪ ,‬وانقطننع بل ريننب وإن تننرك عقبننات‬
‫الطريق حلوها ومرها وراء ظهره فقد فاز فوزا عظيما‬
‫" أي سادة " أنا بايعت ال علي عرفات ‪ ,‬علنني تننرك الغننرض والنفننس والمننال‬
‫ناجي بعض الرجال ربه في المنننام فقننال ‪ :‬يننارب ‪ ,‬دلننني كيننف أصننل إليننك ؟ فجنناءه‬
‫الجننواب ‪ :‬اخلننع نفسننك وتعننال ذهننب موسنني عليننه السننلم يطلننب قابلننة لزوجتننه‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ٍ‬
‫هننا ِبَقبَنس‬ ‫ن‬
‫ْ‬ ‫ِ‬
‫م‬ ‫م‬ ‫ك‬
‫ُ‬ ‫تي‬‫ِ‬ ‫آ‬ ‫لي‬ ‫ّ‬ ‫ع‬‫َ‬ ‫ل‬ ‫را‬‫نا‬
‫َ‬ ‫ت‬‫ُ‬ ‫س‬ ‫َ‬ ‫ن‬ ‫آ‬ ‫ني‬ ‫الطاهرة ‪ ,‬وهي تعالج الطلق ‪ ,‬فقال لهله )ِإ ّ‬
‫َ‬ ‫ْ‬ ‫ً َ‬ ‫ْ‬
‫أَْو أَِجُد َعَلى ال ّ َناِر ُهًدى ) طه ‪ ( 1‬خننبرا مننن ذي هنندي يرشنندني كيننف أصنننع لجلننب‬
‫ِ‬
‫ك ) طننه ‪11‬و ‪(12‬‬ ‫ك َفنناْخَلْع نَْعَلْي ن َ‬‫دي َياُموَسى)‪ِ(11‬إّني أَنَننا َربّ ُن َ‬ ‫القابلة )َفَلما أََتاَها ُنو ِ‬
‫َّ‬
‫دي اْلُمَق ّ َدِس ُطًوى ) طه ‪ ( 12‬عن رؤية الزوجة والنفس‬ ‫ك ِباْلوا ِ‬
‫َ‬ ‫نفسك وزوجتك )ِإّن َ َ‬
‫" أي سادة" واديكم المسجد إذا دخلتم فاخلعوا نعننال الغيريننة فننإن العبنند‬
‫يناجي ربه في الصلة ‪ ,‬فلينظر كيف يناجي ربه ‪ ,‬وكيف يقف في حضرة مخنناطبته ؟‬
‫تلك حضرة الحسان التي طرزتها أقلم التقديس بحديث " اعبد ال ن كأنننك تننراه ‪,‬‬
‫فإن لم تكن تراه فإنه يراك " ) رواه الشيخان وغيرهما من حديث عمر رضي ال عنه‬
‫( علمة جهلك اشتغالك بنفسك وأهلك ل أقول لك ‪ :‬دعهم علي حافننة الهمننال ‪,‬‬
‫وخذلك صومعة في الجبنال ‪ ,‬بنل أقنول لنك ‪ :‬تقنرب إلني الن بخدمنة عيالنك ‪ ,‬وروح‬
‫نفسك وطب بربك عن الكل فإن الربوبيه تقدست وجلت عن وصف المشناركة فني‬
‫كل حال ردت أعمال الشرك إلي المشركين وقبلت أعمال التوحيد من الموحنندين‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫كاَن يَْرُجوا لَِقاَء َربِّه َفْلَيْعَمْل َعَمًل‬
‫ل الّديُن اْلَخالُِص ) الزمر ‪ ( 1‬وقال تعالي )َفَمْن َ‬ ‫)أََل ِ ّ َ‬
‫ِ‬
‫َصالًِحا َوَل يُْشِرْك ِبِعَباَدِة َربِّه أََحًدا ) الكهف ‪( 11‬‬
‫"أي سننادة " إذا اسننتعنتم بعبنناد الن وأوليننائه فل تشننهدوا المعونننة والغاثننة‬
‫منهم ‪ ,‬فإن ذلك شرك ‪ ,‬ولكن اطلبوا من ال ن الحننوائج بمحبتننه لهننم " رب أشننعث‬
‫أغبر ذي طمرين مدفوع بالبواب ‪ ,‬لو أقسم علي ال لبره " ) رواه احمنند ومسننلم عننن‬
‫ابي هريرة رضي ال عنه ( صرفهم ال في الكوان ‪ ,‬وقلننب لهننم العيننان وجعلهننم‬
‫يقولون بإذنه للشيء كن فيكون عيسي عليه السلم خلننق طيننرا مننن الطيننن بننإذن‬
‫ال أحيي الموتي بإذن ال نبينا وحبيبنا سيد سادات النبياء محمنند عليننه أفضننل‬
‫الصلة والسلم حن الجذع إليه وسلمت الجمادات عليه وجمع الن بنه منناتفرق فنني‬
‫النبياء والمرسلين من المعجننزات وجننرت أسننرار معجزتننه فنني أولينناء أمتننه فهنني‬
‫للولياء كرامات تمر‪ ,‬وله عليه الصلة والسلم معجزة تستمر‬
‫"أي ولدي " أي أخي ‪ ,‬إذا قلت ‪ :‬اللهننم إننني أسننألك برحمتننك ‪ ,‬فكأنننك قلننت ‪:‬‬
‫لن‬
‫أسألك بولية عبدك الشيخ منصنور وغينره منن الوليناء ‪,‬لن الولينة اختصناص )َوا ّ َ ُ‬
‫ظيِم ) البقرة ‪ 105‬وآل عمننران ‪ (74‬فننإذا‬ ‫ضِل اْلع ِ‬ ‫ِ ِ‬
‫َ‬ ‫ذو اْلَف ْ‬ ‫يَْخَت ّ ُص ِبَرْحَمته َمْن يََشاُء َوا ّ َ ُ‬
‫ل ُ‬
‫إياك وإعطاء قدرة الراحم إلي المرحننوم ‪ ,‬فننإن الفعننل والقننوة والحننول لننه سننبحانه‬
‫والوسيلة رحمته التي اختص بها عبده الولي فتقرب برحمتننه وعنننايته الننتي اختننص‬
‫بها عبده الولي فتقرب برحمته ومحبته وعنايته التي اختص بها خواص عباده إليننه‬
‫عند حاجتك ووحده في كل فعل ‪ ,‬فهو غيور‬
‫"أي سننادة" مننن طننرق البنناب بالخضننوع فتننح لننه بننالقبول ومننن دخننل الرحنناب‬
‫بالنكسار جلس في بيت العننزة " أي أخنني " علينننك بملزمننة الشننرع بننأمر الظنناهر‬
‫والباطن ‪ ,‬وبحفظ القلب من نسيان ذكر ال وبخمة الفقراء والغرباء‪ ,‬وبنندر دائمننا‬
‫بالسرعة للعمل الصالح من غير كسل ول ملل ‪ ,‬وقم فني مرضنناة الن ‪ ,‬وقننف فنني بنناب‬
‫ال ‪ .‬وعود نفسك القيام في الليل ‪ ,‬وسلمها من الرياء في العمل وأبك في خلواتك‬
‫وجلواتك علي ذنوبك الماضية‬
‫" ياولدي " إن الدنيا خيال ‪ ,‬وما فيها زوال ياولدي همة أبناء الدنيا دنياهم ‪,‬‬
‫وهمة أبناء الخرة آخرتهم وإياك والنندعوي الكاذبننة واتننرك الخننوض فنني بحننور‬
‫التوحيد واجعل اعتقادك اعتقادا ثبوتيا ل يتغير واشغل ذهنننك عننن الوسنناوس‬
‫الشيطانية وحذر نفسك من صماحبة صديق السوء ‪ ,‬فإن عاقبة مصنناحبته الندامننة ‪,‬‬
‫ذ ُفَلنًننا َخِليًل‬
‫والتأسف يوم القيامننة ‪ ,‬كمننا قننال الن تعننالي )يَنناَوْيَلِتي لَْيَتِننني لَنْم أَّتَِخن ْ‬
‫ك ب ُْعنَد اْلَمْشنِرَقْيِن َفِبْئَس اْلَقِرينُن‬ ‫) الفرقان ‪ ( 28‬وقال ال تعالي )َينالَْيَت ب َْيِنني َوب َْيَنن َ‬
‫) الزخننرف ‪ ( 38‬فنناحفظ نفسننك مننن القريننن السننوء لكيل تخنناطبه متأسننفا علنني‬
‫مقارنته بين يدي ال بهاتين اليتين وهناك ندامتك ل تنفع ‪ ,‬وكلمك ل يسمع‬
‫" ياولدي " ماأكلته تفنيه ‪ ,‬وما لبسته تبليه ‪ ,‬ومنناعملته تلقيننه ‪ ,‬والتننوجه إلنني‬
‫ال حتم مقضي ‪ ,‬وفراق الحبة وعد مأتي ‪ ,‬والدنيا أولها ضعف وفتور ‪ ,‬وآخرها موت‬
‫وقبور ‪ ,‬لو بقي ساكنها ما خربت مساكنها فاربط قلبك بنال واعنرض عننن غينر‬
‫ال وسلم في جميع أحوالك ل واجعل سلوككك في كريننق الفقننراء بالتواضننع‬
‫واستقم بالخدمة علي قدم الشريعة واحفننظ نيتننك مننن دنننس الوسننواس وامسننك‬
‫القلب عن الميل إلي الناس‬
‫وكل خبزا يابسا‪,‬وماء مالحا من باب ال ولتأكنل لحمنا طرينا وعسنل منن بناب‬
‫غير ال وتمسك بسبب لمعيشتك بطريق الشرع من كسننب حلل واتننرك الحيلننة‬
‫بالسبب " وإياك من كسر خواطر الفقراء " وصل الرحم ‪ ,‬وأكننرم القننارب ‪ ,‬واعننف‬
‫عمن ظلمك ‪ ,‬وتواضع لمن تكبر عليك ‪ ,‬ول تتردد لبواب الوزراء والحكنام واكننثر‬
‫من زيارة الفقراء وأكثرمن زيارة القبور ولين كلمك للخلق ‪ ,‬وكلمهم علي قنندر‬
‫عقولهم وحسن خلقك وامتزج الناس الناس بحسن المزاج ‪ ,‬وأعنرض عنن الجنناهلين‬
‫وقم بقضاء حوائج اليتامي وأكرمهم وأكثر التردد لزيارة المتروكين من الفقراء ‪,‬‬
‫وبادر لخدمة الرامل ‪ ,‬وارحم ترحم وكننن مننع الن تننر الن معننك واجعننل الخلص‬
‫رفيقك في سائر القوال والفعال واجتهد بهداية الخلق لطريق الحق‬
‫" ول ترغب للكرامات وخوارق العادات " فإن الولينناء يسننتترون مننن الكرامننات‬
‫كما تستتر المأة من الحيض ولزم باب ال ) وفي نسخ ‪ :‬بباب ( ووجه قلبك لرسول‬
‫ال واجعل الستمداد من بابه العالي بواسطه شيخك المرشد وقم بخدمننة شننيخك‬
‫بالخلص من غير طلب ول أرب واذهب معه بمسلك الدب ‪ ,‬واحفظ غيبته ‪ ,‬واكثر‬
‫الخدمة في منزله ‪ ,‬وأقلل الكلم فيي حضرته ‪ ,‬وانظر له بنظر التعظيننم والوقننار ‪ ,‬ل‬
‫نظر التصغير والحتقار وقم بنصيحة الخننوان ‪ ,‬وألننف بيننن قلننوبهم وأصننلح بيننن‬
‫الننناس واجمننع الننناس – مهمننا اسننتطعت – علنني الن بطريقتننك ورغننب بالصنندق‬
‫للدخول في باب الفقراء ‪ ,‬والسننلوك بطريننق القننوم وعمننر قلبننك بالننذكر‪ ,‬وجمننل‬
‫قالبك بالفكر ‪ ,‬ونور نيتك بالخلص ‪ ,‬واستعن بال ‪ ,‬واصبر علي مصائب ال ‪ ,‬وكننن‬
‫راضيا من ال ‪ ,‬وقل علي كل حال ‪ :‬الحمدل وأكثر الصننلوات علنني الرسننول الكننرم‬
‫صلي ال عليننه وسننلم وإن تحركننت نفسننك بالشننهوة أو الكننبر فصنم تطوعننا لن‬
‫واعتصم بحل ال واجلس في بيتك ‪ ,‬ول تكثر الخروج للسواق ومواضع الفننرج ‪ ,‬فمننن‬
‫ترك الفرج نال الفرج وأكرم ضيفك ‪ ,‬وارحم أهلك وولدك ‪ ,‬وزوجننك وخادمننك‬
‫واذكر ال في كل أمننر ‪ ,‬وأخلننص لن بالسننر والجهننر " واعمننل للخننرة عمل حسنننا "‬
‫ذرُهم ِفي َخو ِ‬
‫ضِهْم يَْلَعُبوَن ) النعننام‬ ‫ْ‬ ‫ل ُث ّ َم َ ْ ْ‬
‫واجعل عملك في الدنيا عمل الخرة )ُقْل ا ّ َ ُ‬
‫‪ ( 91‬هذه نصيحتي لك ‪ ,‬ولكل من سلك بطريقتى ‪ ,‬ولخننواني ولجميننع المسننلمين‬
‫والمحنبين كنثرهم الن تعنالي وأسنتغفر الن العظينم منن جمينع النذنوب خفيهنا‬
‫وجليها ‪ ,‬كبيرها وصغيرها ‪ ,‬وأتوب إليه إنه هو التواب الرحيم‬
‫" ياوليد" قال سيد النام صلي ال عليه وسلم ) منا أسنر عبند سنريرة إل ألبسنه‬
‫ال رداءها ‪ ,‬إن خيرا فخير ‪ ,‬وإن شرا فشر ( ) حديث ضننعيف رواه الخرائطنني فنني‬
‫اعتلل القلوب والسيوطي في الكبير وفني المنناوي رواه الطنبراني عنن جنندب ورمنز‬
‫السيوطي لحسنه‬
‫" ياولدى " قال سيد النام صلي ال عليننه وسننلم )إن الن يحننب العبنند التقنني ‪,‬‬
‫الغني ‪ ,‬الخفي ( )رواه المام احمد مسلم عن سيدنا سعد ابن أبنني وقنناص ) العزيننزي‬
‫علي الجامع الصغير ( حديث صحيح ياولدي ‪ :‬إن ملكت عقل حقيقيننا مننا ملننت إلنني‬
‫الدنيا وإن مالت لك ‪ ,‬لنها خائنة كذابة تضحك علي أهلهننا ‪ ,‬مننن مننال عنهننا سننلم‬
‫منها ‪ ,‬ومن مال إليها بلنني فيهننا وفنني الحننديث ) حننب النندنيا رأس كننل خطيئة (‬
‫) رواه البيهقي في الشعب بإسناد حسننن إلنني الحسننن البصننري رفعننه مرسننل وأورده‬
‫الدياسنني فنني الفننردوس وتبعننه ولننده اسننناد )سننخاري ( فكمننا أن حبهننا رأس كننل‬
‫خطيئة ‪ ,‬فكذلك بغضها ‪ ,‬والعراض عنها رأس كننل حسنننة هنني كالحيننة ‪ ,‬ليننن‬
‫لمسها ‪ ,‬قاتل سنمها لنذاتها سنريعة النزوال ‪ ,‬وأيامهنا قضني كالخينال فاشنغل‬
‫نفسك فيها بتقوي ال ول تغفل عن ذكره تعالي ذرة واحدة وإن طرقك طننارق‬
‫الغفلة ذرة فاستغفر ال ‪ ,‬وارجع لباب الملحظة واذكر ال ‪ ,‬واسننتح منننه راقبننه‬
‫في الخلوات والجلوات واحمده واشكره علي الفقر والغني واترك الغيار فما فنني‬
‫الدار غير ديار " يا ولدي " كن صوفيا صافيا ول تكننن صننوفيا منافقننا فتهلننك‬
‫التصوف الغراض عن غير ال ‪ ,‬وعدم شغل الفكر بننذات ال ن ‪ ,‬والتوكننل علنني ال ن ‪,‬‬
‫وإلقاء زمام الحال في باب التفويض ‪ ,‬وانتظار فتح باب الكرم ‪ ,‬والعتماد علنني فضننل‬
‫ال ‪ ,‬والخوف من ال في كل الوقات ‪ ,‬وحسن الظن به في جميع الحالت‬
‫" ياولدى " إذا تعلمت علما ‪ ,‬وسمعت نقل حسنا فاعمل به ‪ ,‬ول تكن من الننذين‬
‫يعلمون ول يعلمون ياولدي ‪ :‬نجاة العالم عمله يعلمه ‪ ,‬وهلكه ترك العمل ففنني‬
‫الحننديث )إن أشنند الننناس عننذابا ينوم القيامننة عننالم لننم ينفعنه الن بعلمننه ( ) رواه‬
‫الطبراني وابن عدي وابن ماجه عن أبنني هريننرة ) كشننف الخفننا ( فلتضننيع أوقاتننك‬
‫باللهو والطرب ‪ ,‬وسماع اللت ‪ ,‬وكلمات المضحكين اترك الفرح ‪ ,‬فإن الفرح في‬
‫الدنيا جنون ‪ ,‬والحزن فيها عقل ‪ ,‬وكمال الخلننود فيهننا محننال ‪ ,‬والنكبنناب عليهننا‬
‫جهل وضلل إجعل فكرك ياولدي مشغول بمن سفل قبلك من النبياء والمرسلين‬
‫‪ ,‬والجبابرة والسلطين ماتوا وكنأنهم منا كنانو هنم السنابقون ونحنن اللحقنون‬
‫فسر علي منهاج الصالحين لتحشر في زمرتهم ‪ ,‬ولتكون منن فرقتهنم )أُْولَِئ َ‬
‫ك ِحنْزُب‬
‫ل ُهْم اْلُمْفِلُحوَن ) المجادلة ‪(22‬‬
‫ل أََل ِإ ّ َن ِحْزب ا ّ َ ِ‬
‫َ‬
‫ا َّ ِ‬
‫"أي سادة " سر الحقيقة ظاهر ‪ ,‬وعلم المعرفة منصوب وباب الوصول مفتوح‬
‫حجبكم عن رؤية هذه المعاني الشريفة حب الدنيا ونسننيان المننوت والعجننب ممننن‬
‫يعلم أنه يموت ‪ ,‬وكيف ينسي الموت ؟ والعجب ممن يعلم أنه مفارق الدنيا ‪ ,‬كيننف‬
‫ينكب عليها ؟ ويقطع أيامه بمحبتها ؟ والعجب ممن يعلم أنه راجع إلي ال ؟كيننف‬
‫ينحرف عنه ويلتفت لغيره ؟ وال غفلتكم هذه خطننب جسننيم ل حننول ول قننوة إل‬
‫بال العلي العظيم بالكذب تشرحون وفي بساتين الجهل تسرحون وبأمر الرزق‬
‫كْم َعبًَثننا‬ ‫تحتالون ومن العذاب تأمنون وكننأنكم منناقرأتم )أََفَحِسنْبُتْم أَّن ََمننا َخَلْقنَننا ُ‬
‫كْم ِإلَْيَنا َل تُْرَجُعوَن )المؤمنون ‪ ( 115‬أو كأنكم ماسننمعتم )َوَمننا َخَلْق نُت اْلِج ن ّ َ‬
‫ن‬ ‫َوأَّن َ ُ‬
‫هْم ِمْن ِرْزٍق َوَما أُِري نُد أَْن يُْطِعُمننوِني ) الننذاريات‬ ‫َوا ْ ِلنَس ِإ ّ َل لَِيْعبُُدوِني)‪َ(56‬ما أُِريُد ِمْن ُ‬
‫‪56‬و ‪ ( 57‬تكفل برزقكم ‪ ,‬فبحيلته اشتغلتم لم يتكفل لحد بالجنة ‪.‬‬
‫اللهم اني اتوجة اليك بجاة نبيك محمد ) صلى ال علية وسلم ( وأسألك اللهننم‬
‫بأسمائك الحسني ‪ ،‬وبأسمك العظيم العظم الذي دعوتك بة ‪ ،‬ان تصننلى علننى النننبي‬
‫المي محمد ) صلى ال علية وسلم ( وعى آلننه ةأصننحابه الطبيننبين الطنناهرين ‪ ،‬وعلننى‬
‫جميع النبياء والمرسلين والولياء الصالحين ‪ ,‬والحمد ل رب العالمين ‪.‬‬

You might also like