You are on page 1of 27

‫عثم ان بن ف ودي ه و مج دد وع الم دين نيج يري ك ان م الكي الم ذهب وأش عري العقي دة‬

‫متصوفا على الطريقة القادرية‪.‬‬

‫نشأته‬

‫ود ِي) بن عثمان بن صالح بن هارون بن محمد ُغ ْرطُ بن‬ ‫هو عثمان بن محمد الملقب بـ(فـُ ُ‬
‫اب بن موس ى ُج ُك ُّ‬
‫ـل‪ .‬ويلقّب بـابن‬ ‫ِ‬
‫ب بن أي وب بن ماس ران بن ب وب ب َ‬ ‫ب بن محم د َس ْم ُ‬
‫ُج ّ‬
‫يخ أو َش يهُو (بلس ان هوس ا)‪ ،‬الـقادري‪ ،‬الع الم‬
‫ف ودي‪ ،‬أم ير المؤم نين‪ ،‬ش يخ اإلس الم‪ ،‬ش ُ‬
‫مجدد الدين‪ ،‬اإلمام‪ ،‬الخليفة‪ ،‬ويكنى بـأبي محمد‪.‬‬
‫الرباني‪ ،‬الغوث الصمداني‪ ،‬عالمة الدنيا‪ّ ،‬‬

‫ولد في قرية مرات‪ ،‬الواقعة حاليا في جمهورية النيجر‪ ،‬وذلك في حوالي عام ( ‪1169‬هـ‬
‫الموافق ‪1754‬م)‪.‬‬

‫أن ‪ %85‬من علمائ ه ك انوا‬ ‫نش أ الش يخ في أس رة متدين ة ومثقف ة بثقاف ة علمي ة عالي ة‪ ،‬حيث ّ‬
‫بين اآلباء واألجداد واألعمام‪ ،‬وقد كان بينهم ‪ -‬منذ صغره ‪ -‬مشتغال بالدعوة إلى اهلل‪.‬‬

‫أبناؤه‬

‫الشيخ محمد سعد‪ :‬وهو أكبرهم‪ ،‬نشأ فتعلم القرآن‪ ،‬وقرأ النحو والتصريف‪ ،‬وفسر القرآن‬
‫والح ديث‪ ،‬وق د ظه رت في ه البرك ة والنجاب ة‪ ،‬ومن تالمي ذه أخ وه محم د بلل و‪ ،‬أخ ذ عن ه في‬
‫علم النح و خالص ة ابن مال ك (األلفي ة)‪ ،‬ح تى انتهى إلى ب اب جم ع التكس ير‪ ،‬وك ان يفس ر‬
‫القرآن في شهر رمضان‪.‬‬

‫نب‪ ،‬وهو‪.." :‬العالم العالمة‪ ،‬الجامع بين الشريعة والحقيقة‪ ،‬الصوفي‪ ،‬لكنه‬
‫الشيخ محمد ثَــ ُ‬
‫يتوحش عن الخلق أحيانا‪ ،‬وينقبض ثم يفيق أحيانا"‪.‬‬

‫الشيخ محمد بللو‪ ،‬كان يقول عن نفسه‪.." :‬كنت منذ نشأت وقرأت القرآن وتعلمت العلم‪،‬‬
‫الزمت الش يخ أتص فّح أحوال ه وأس تمع إلى مقال ه‪ ،‬وأن ا غالم ح دث‪ ،‬ح تى حص ل لي من‬
‫بركة الشيخ ما سار به الركبان‪ ،‬وحدث به السمار في العمران‪ ..‬وأخذت عن الشيخ الوالد‬
‫التفسير وأصول الدين والحديث‪ ،‬وقرأت عليه «اإلنسان الكامل» في الحقيقة‪ ،‬وأخذت عنه‬
‫علوما جمة‪ ،‬وفوائد كثيرة‪ ،‬واشتهرت بين الطلبة – مع الملل والكالل – وصحبت الشيخ‬
‫دو‪ ،‬وأنجعت‪ ،‬وأنفقت بق در الطاق ة على الموس ع‬
‫ووازرت ه‪ ،‬وقمت ب أموره‪ ،‬وجاه دت الع ّ‬
‫قدره وعلى المقتر قدره"‪.‬‬

‫الشيخ عبد القادر‪.‬‬

‫الشيخ علي الشاذلي‪.‬‬

‫الشيخ أبوبكر‪.‬‬

‫الشيخ محمد البخاري‪.‬‬

‫الشيخ عمر‪.‬‬

‫الشيخ محمد حاج‪.‬‬

‫الشيخ الحسن‪.‬‬

‫العالمة أسماء‪.‬‬

‫العالمة خديجة‪.‬‬

‫شيوخه‬

‫والده الشيخ محمد فودي‪ :‬أخذ عنه القرآن الكريم‪.‬‬

‫والدته حواء بنت محمد بن عثمان‪.‬‬

‫جدته رقية بنت العالم محمد بن سعد‪.‬‬

‫دو ال َكَب ِو ّ‬
‫ي‪ :،‬أخذ عنه العشرينيات ونحوها‪.‬‬ ‫ِ‬
‫الشيخ عثمان المعروف بب ُ‬
‫الش يخ عب د ال رحمن بن َحـمـَّــدا‪ :‬أخ ذ عن ه في علم النح و خالص ة الكافي ة الش افية (األلفي ة)‪،‬‬
‫البن مالك‪.‬‬
‫عم ه وخال ه الش يخ عثم ان المع روف بب ُدور بن األمين بن عثم ان‪ :‬أخ ذ عن ه في الفق ه‬
‫المالكي‪ :‬المختصر في الفقه للخليل بن إسحاق المالكي المصري‪.‬‬

‫الشيخ العالمة أبو األمانة جبريل بن عمر‪ :‬صحبه نحو سنة‪ :‬إخذ عنه الكثير من العلوم‪،‬‬
‫وأجازه جميع مروياته في‪ :‬القرآن الكري ـ ــم‪ ،‬الصحاح الستة‪ ،‬فقه المذاهب األربعة‪ ،‬الشمائل‬
‫لإلمام الترمذي‪ ،‬الموطأ لإلمام مالك‪ ،‬الجامع الصغير لجالل الدين السيوطي‪ ،‬كتاب الشفا‬
‫للقاض ي عي اض اليحص بي‪ ،‬دالئ ل الخ يرات للش يخ محم د بن س ليمان الج زولي‪ ،‬أح زاب‬
‫الشيخ أبي الحسن الشاذلي القادري‪ ،‬وألبسه الخرقة الصوفية القادرية بسنده المتصل إلى‬
‫الشيخ عبد القادر الجيالني‪.‬‬

‫ابن خاله الشيخ أحمد بن محمد بن األمين‪ :‬أخذ عنه التفسير‪.‬‬

‫الش يخ العالم ة هاش م الزنف ري‪ :‬س مع من ه تفس ير الق رآن من أول ه إلى آخ ره‪ ،‬وص حبه في‬
‫ذلك الوقت أخوه الشيخ عبد اهلل بن فودي‪.‬‬

‫خال ه وعم ه الش يخ الح اج محم د بن راج بن م ُّ‬


‫ودب‪ :‬أخ ذ عن ه في علم الح ديث الص حيح‬
‫دي األص ل أبي‬ ‫ِ‬
‫الم َدني الس ْن ّ‬
‫لإلم ام البخ اري‪ ،‬وأج ازه جمي ع مرويات ه مم ا أخ ذه من ش يخه َ‬
‫الحسن علي‪.‬‬

‫أقوال بعض العلماء العارفين عنه‬

‫الش يخ ولدي د أو ولون د (ت وفي بع د عام ‪1000‬هـ بقلي ل)‪ :‬قي ل أن ه ق ال لجماعت ه‪" :‬ق د أظلكم‬
‫يجدد الدين‪ ،‬ويحي السنة‪ ،‬ويقيم الملة‪ ،‬فمن‬
‫زمان ولي من أولياء اهلل يظهر في هذه البالد‪ّ ،‬‬
‫أدرك ه فليتبع ه‪ ،‬فعالمت ه‪ :‬أن ه يجاه د أوال باللس ان‪ ،‬ح تى يتبع ه أك ثر الم وفقين‪ ،‬ثم يجاه د‬
‫رجن أم ير (برن و) من داره كم ا أخرجون ا من ديارن ا‪،‬‬
‫بالس نان‪ ،‬ويمل ك ه ذه البالد‪ ،‬وليخ ّ‬
‫ويملكها"‪.‬‬
‫يرم (ت‪1160‬هـ)‪ :‬روى عن ه الثق اة بس نده إلى الش يخ‬
‫الش يخ العالم ة الط اهر بن إب راهيم ف َّ‬
‫ولدي د الم ذكور أن ه ق ال‪" :‬ق د أظلكم زم ان ولي من أولي اء اهلل‪ ،‬يظه ر في ه ذه البالد‪ ،‬يج ّدد‬
‫الدين للبرية‪ ،‬ويفشى العلم‪ ،‬وينصر السُّنة"‪.‬‬

‫الصالحة ّأم هانئ الفالنية‪ ،‬روي أنها قالت‪" :‬يظهر في هذا القطر السوداني ولي من أولي اء‬
‫اهلل‪ ،‬يج دد ال دين ويحي الس نة ويقيم الملّ ة ويتبع ه الموفق ون‪ ،‬ويش تهر في اآلف اق ذك ره‪،‬‬
‫ويقت دي الع ام والخ اص ب أمره‪ ،‬ويش تهر المنتس بون إلي ه بالجماع ة‪ ،‬ومن عالمتهم‪ :‬أنهم ال‬
‫يعتنون برعي البقر كعادة الفالتيين‪ ،‬ومن أدرك ذلك الزمان فليتبعه"‪.‬‬

‫الشيخ مختار بن أحمد الكنتي القادري‪ ،‬روي أنه قال‪.." :‬سيدنا عثمان بن فودي ولي من‬
‫حق‪ ،‬وسيملك هذه البالد"‪.‬‬
‫أولياء اهلل‪ ،‬وجهاده ّ‬

‫التبص ر في‬
‫ّ‬ ‫الشيخ العالمة عبد اهلل بن فودي كان يقول عن أخيه‪.." :‬وحصل لي بحمد اهلل‬
‫ال دين من فيض ان ن وره‪ ،‬ومن تؤاليف ه المفي دة العربي ة والعجمي ة‪ ،‬فم ا ألّ ف كتاب ا من أول‬
‫تؤاليفه إلى اآلن إال كنت أول من نقله عنه غالبا‪ ،‬وصحبته حضرا وسفرا؛ ما فارقته مذ‬
‫أنا يافع إلى أن حصل لي اآلن قريب من خمسين سنة‪ ،‬والحمد هلل على ذلك"‪.‬‬

‫الش يخ العالم ة محم د بلل و‪ ،‬يق ول عن وال ده‪" :‬ك ان ص لبا في ال دين‪ ،‬ال تأخ ذه في اهلل لوم ة‬
‫الئم‪ ،‬يحكم بالقس ط والع دل ول و في الق ربى‪ ،‬ال تأخ ذه حمي ة الجاهي ة‪ ،‬ب ل ال يزي غ عن‬
‫الحق"‪.‬‬

‫وزراؤه‬

‫الش يخ عم ر الكم وني‪ ،‬وه و‪.." :‬ص احبه التقي الرض ي‪ ،‬الص وفي‪ ..‬ص احب اإلش ارات‬
‫السنية‪ ،‬والعبارات الجميلة‪ ،‬صحب الشيخ أوال‪ ،‬وآزره وخدمه‪ ،‬وله عند الشيخ مكانة"‪.‬‬

‫الشيخ أبو محمد عبد اهلل بن فودي (شقيقه)‪ ،‬وهو‪.." :‬وزيره األكبر‪ ،‬وركنه األبهر‪ ..‬العالم‬
‫العالمة‪ ،‬النظار الفهامة‪ ،‬شيخنا البركة المصنف المفسر المحدث‪ ،‬الراوية الحافظ‪ ،‬المقرئ‬
‫المجود‪ ،‬النحوي اللغوي‪.‬‬
‫ّ‬
‫ثنب‪ :‬وه و‪ ..." :‬الع الم العالم ة‪ ،‬الفقي ه النبي ه‪ ،‬إم ام المس جد‪ ،‬من أص حاب‬
‫الش يخ محم د ُ‬
‫الشيخ‪ ،‬ولي أمر خطة اإلمامة والقضاء‪ ،‬واستشهد بـ(ننشو)"‪.‬‬

‫مؤلفاته‬

‫‪.1‬اتباع السنة وترك البدعة‪.‬‬

‫‪.2‬اتباع الكتاب والسنة واإلجماع‪ ،‬ودليل اجتناب البدعة لمن يدين اإلسالم‪.‬‬

‫‪.3‬األجوبة المحررة من األسئلة المقررة في وثيقة شيصمص‪.‬‬

‫‪.4‬إحياء السنة وإ خماد البدعة‪.‬‬

‫‪.5‬آداب العبادات والعادات‪.‬‬

‫‪.6‬إرشادات فقهية‪.‬‬

‫‪.7‬أرشاد اإلخوان إلى أحكام خروج النسوان‪.‬‬

‫‪.8‬إرشاد االمة إلى تيسير الملة‪.‬‬

‫‪.9‬إرشاد السالك الرباني إلى أحوال عبد القادر الجيالني‪.‬‬

‫‪.10‬إرشاد العباد إلى أهم مسائل الجهاد‪.‬‬

‫‪.11‬إرشاد أهل التفريط واإلفراط إلى الصراط‪.‬‬

‫‪.12‬أسانيد الضعيف المتشفع بمشافعة أحمد الشريف‪.‬‬

‫‪.13‬أسانيد الفقير المعترف بالعجز والتقصير في بعض ما أخذ بالقراءة أو اإلجازة‪.‬‬

‫‪.14‬األصول التي في كتاب العالمة أحمد زروق‪.‬‬

‫‪.15‬أصول الدين‪.‬‬

‫‪.16‬أصول الشريعة‪.‬‬
‫‪.17‬أصول الطريق‪.‬‬

‫‪.18‬أصول العدل لوالة األمور وأهل الفضل‪.‬‬

‫‪.19‬أصول الوالية وشروطها‪.‬‬

‫‪.20‬إعداد الدعاة‪.‬‬

‫‪.21‬إفادة اإلخوان‪.‬‬

‫علي فيما أمروا الناس به وما نهوهم عنه‪.‬‬


‫‪.22‬إفهام المنكرين ّ‬
‫‪.23‬اقتباس العلم‪.‬‬

‫‪.24‬اهلل إن دار تريم فيداج دورما (قصيدة بالفالنية)‪.‬‬

‫‪.25‬أمر أشراط الساعة‪.‬‬

‫‪.26‬األمر بالمعروف والنهي عن المنكر‪.‬‬

‫‪.27‬األمر بمواالة المؤمنين والنهي عن مواالة الكافرين‪.‬‬

‫‪.28‬إن غت اهلل (قصيدة بالفالنية)‪.‬‬

‫‪.29‬إن دوم ينغ اهلل همايتا (قصيدة بالفالنية)‪.‬‬

‫‪.30‬اهلل شاهيد (قصيدة بافالنية)‪.‬‬

‫‪.31‬بسم اهلل يا رحمن (بالفالنية)‪.‬‬

‫‪.32‬بنج غد (بالفالنية)‪.‬‬

‫‪.33‬بنج هوسا (بالفالنية)‪.‬‬

‫‪.34‬بيان البدع الشيطانية التي أحدثها الناس في أبواب الملة المحمدية‪.‬‬

‫‪.35‬بيان وجوب الهجرة على العباد وبيان نصب اإلمام وإ قامة الجهاد‪.‬‬
‫‪.36‬بيان وجوب الهجرة وتحريم مواالة الكفرة‪.‬‬

‫‪.37‬تبت حقيقة (بالفالنية)‪.‬‬

‫‪.38‬تبشير األمة األحمدية لبيان بعض المناقب القادرية‪.‬‬

‫‪.39‬تبصرة المبتدئ وتذكرة المنتهي‪.‬‬

‫‪.40‬تحذير أهل اإليمان من التشبيه بأهل الكفر والعصيان‪.‬‬

‫‪.41‬تحذير اإلخوان من المهدية الموعودة آخر الزمان‪.‬‬

‫‪.42‬تحفة الحبيب للحبيب‪.‬‬

‫‪.43‬تحقيق العصمة لجميع طبقات هذه األمة‪.‬‬

‫‪.44‬تخميس أيا من له إعالء العالء‪.‬‬

‫‪.45‬تخميس تكدوم اهلل (بالفالنية)‪.‬‬

‫‪.46‬ترغيب عباد اهلل في حفظ علوم دين اهلل‪.‬‬

‫‪.47‬ترويح األمة ببيان تيسير الملة‪.‬‬

‫‪.48‬تطبيب قلوب األمة األحمدية بذكر بعض القصائد األحمدية‪.‬‬

‫‪.49‬تعليم اإلخوان باألمور التي كفرنا بها ملوك السودان‪.‬‬

‫‪.50‬تلخيص أسرار كالم المحاسبي‪.‬‬

‫‪.51‬تمييز المسلمين من الكافرين‪.‬‬

‫‪.52‬تمييز أهل السنة وأنصار الرحمن‪.‬‬

‫‪.53‬تنبيه اإلخوان على أحوال أرض السودان‪.‬‬


‫‪.54‬تنبيه اإلخوان على جواز اتخاذ المجلس ألجل تعليم النسوان علم فروض األعيان من‬
‫دين اهلل تعالى الرحمن‪.‬‬

‫‪.55‬تنبيه األمة على قرب هجوم أشراط الساعة‪.‬‬

‫‪.56‬تنبيه الجماعة على أحكام الشفاعة‪.‬‬

‫‪.57‬تنبي الحكام‪.‬‬

‫أن اهلل معروف بالفطرة‪.‬‬


‫‪.58‬تنبيه الطلبة على ّ‬
‫‪.59‬تنبيه الغافلين‪.‬‬

‫‪.60‬تنبيه الغافلين على حكم تاريخ الدنيا‪.‬‬

‫‪.61‬تنبيه الغافلين وأحاديث السلف الصالح‪.‬‬

‫‪.62‬تنبيه الغافلين وتنظيم األخبار وبديع اآلثار‪.‬‬

‫‪.63‬تنبيه أهل الفهوم على وجوب اجتناب الشعوذة والنجوم‪.‬‬

‫‪.64‬تنزيه ربنا القدوس على كل ما يخطر في النفوس‪.‬‬

‫‪.65‬توفيق المسلمين على حكم مذاهب المجتهدين الذين كانوا من أهل السنة المتقين‪.‬‬

‫‪.66‬جمع قصص فيها ذكر بعض أبيات المحصل البن زكريا‪.‬‬

‫‪.67‬حصن اإلفهام من جيوش األوهام‪.‬‬

‫‪.68‬حقيقة اإليمان واإلسالم‪.‬‬

‫‪.69‬حكم جهاد بالد الهوسا‪.‬‬

‫‪.70‬الحمد هلل دوكلماج بسراك (بالفالنية)‪.‬‬

‫‪.71‬الخبر الهادي إلى أمر اإلمام المهدي‪.‬‬


‫‪.72‬دالية الشيخ عثمان (القصيدة الدالية)‪.‬‬

‫‪.73‬دعوات الشيخ‪.‬‬

‫‪.74‬دعوة العباد إلى كتاب اهلل‪.‬‬

‫‪.75‬دالئل الشيخ عثمان‪.‬‬

‫‪.76‬دواء الوسواس والغفالت في الصالة وقراءة القرآن والدعوات‪.‬‬

‫‪.77‬دوليايل (قصيدة بالفالنية)‪.‬‬

‫‪.78‬رجوع الشيخ السنوسي عن التشديد إلى التقليد في قواعد التوحيد‪.‬‬

‫‪.79‬رسالة إلى الشيخ محمد األمين الكانمي‪.‬‬

‫‪.80‬رسالة إلى يعقوب في مدح القرآن الكريم‪.‬‬

‫‪.81‬رفع االشتباه‪.‬‬

‫‪.82‬رفع الشبهات بالتشبه بالكفرة والظلمة‪.‬‬

‫‪.83‬سراج اإلخوان في أهم ما يحتاج إليه في هذا الزمان‪.‬‬

‫‪.84‬السلسل الذهبية للسادة الصوفية‪.‬‬

‫‪.85‬السالسل القادرية‪.‬‬

‫‪.86‬سوق األمة إلى اتباع السنة‪.‬‬

‫‪.87‬سوق الصديقين إلى حضرة القدس‪.‬‬

‫‪.88‬شفاء الغليل فيما أشكل من كالم شيخ شيوخنا جبريل‬

‫‪.89‬شفاء الناس من الداء‪.‬‬

‫‪.90‬شفاء النفوس‪.‬‬
‫‪.91‬شمس اإلخوان يستضيئون به بها في أصول األديان‪.‬‬

‫‪.92‬طريق الجنة‪.‬‬

‫‪.93‬عدد الداعي إلى دين اهلل‪.‬‬

‫‪.94‬عقيدة العوام‪.‬‬

‫‪.95‬علوم المعاملة‪.‬‬

‫‪.96‬عمدة البيان في العلوم التي وجبت على األعيان‪.‬‬

‫‪.97‬عمدة العباد فيما يدعي اهلل به من جهة الصالة والصوم وتالوة القرآن‪.‬‬

‫‪.98‬عمدة العلماء‪.‬‬

‫‪.99‬عمدة المتعبدين‪.‬‬

‫‪.100‬فائدة‪.‬‬

‫‪.101‬الفتاوى للسائل‪.‬‬

‫‪.102‬فتح البصائر لتحقيق علوم البواطن والظواهر‪.‬‬

‫‪.103‬الفرق بين علم أصول الدين وبيان علم الكالم‪.‬‬

‫‪.104‬الفرق بين والية أهل اإلسالم وبين والية أهل الكفر‪.‬‬

‫‪.105‬فكافكار (بالفالنية)‪.‬‬

‫‪.106‬فند نور (بالفالنية)‪.‬‬

‫‪.107‬قصيدة الشيخ عثمان إلى [الشيخ] مختار الكنتي‪.‬‬

‫‪.108‬قطع الخصام الذي يقع بين طلبة علم الكالم‪.‬‬

‫‪.109‬قواعد الصالج إلى الفالح‪.‬‬


‫‪.110‬قواعد الصالة‪.‬‬

‫‪.111‬قواعد طلب الوصول إلى اهلل‪.‬‬

‫‪.112‬كتاب اآلداب‪.‬‬

‫‪.113‬كتاب األصول التي في كتاب العالمة المحاسبي‪.‬‬

‫‪.114‬كتاب التفرقة بين الوعاظ المهتدين وبين الوعاظ المذمومين‪.‬‬

‫‪.115‬كتاب الفرق‪.‬‬

‫‪.116‬كتاب المسائل‪.‬‬

‫‪.117‬كتاب الورد‪.‬‬

‫‪.118‬كتاب مدة الدنيا‪.‬‬

‫‪.119‬كشف ما عليه العمل من األحوال‪.‬‬

‫‪.120‬كف الطالبين عن تكفير عوام المسلمين‪.‬‬

‫‪.121‬كفاية المسلمين‪.‬‬

‫‪.122‬كفاية المهتدين‪.‬‬

‫‪.123‬المحظورات‪.‬‬

‫‪.124‬مديت اهلل جنلك جيد وسيلة (بالفالنية)‪.‬‬

‫‪.125‬مرآت الطالب في مسند أبواب دين اهلل الوهاب‪.‬‬

‫‪.126‬مرآت الفرائض‪.‬‬

‫‪.127‬مسائل مهمة يحتاج إلى معرفتها أهل السودان‪.‬‬

‫‪.128‬مصباح المهتدين‪.‬‬
‫‪.129‬مصباح أهل هذه األزمان من أهل بالد السودان‪.‬‬

‫‪.130‬معراج العوام إلى سماء علم الكالم‪.‬‬

‫‪.131‬ملخص من أسرار كالم الشيخ الفقيه المحاسبي‪.‬‬

‫‪.132‬منهاج العابدين‪.‬‬

‫‪.133‬مواضع أوهام الطلبة في كتب الكالم لعلماء الملة‪.‬‬

‫‪.134‬مورنور (بالفالنية)‪.‬‬

‫‪.135‬حيتي بند كموج (بالفالنية)‪.‬‬

‫‪.136‬ميتيم اهلل (بالفالنية)‪.‬‬

‫‪.137‬ميتيم اهلل يا محمود (بالفالنية)‪.‬‬

‫‪.138‬ميتيم اهلل يا حواب غيتي (بالفالنية)‪.‬‬

‫‪.139‬نجم اإلخوان يهتدون به بإذن اهلل في أمور الزمان‪.‬‬

‫‪.140‬نصائح األمة المحمدية لبيان الفرق الشيطانية التي ظهرت في بالدنا السودانية‪.‬‬

‫‪.141‬نصيحة أهل الزمان ألهل السودان من األعراب واألعجام في جميع البلدان‪.‬‬

‫‪.142‬نور األلباب‪.‬‬

‫‪.143‬هداية الطالبين‪.‬‬

‫‪.144‬هداية الطالب‪.‬‬

‫‪.145‬هل لي مسير نحو طيبة‪.‬‬

‫‪.146‬وثيقة اإلخوان لتبيين دالالت وجوب اتباع الكتاب والسنة واإلجماع‪.‬‬

‫‪.147‬وثيقة الجواب على سؤال دليل منع خروج النساء‪.‬‬


‫‪.148‬وثيقة إلى جماعة المسلمين‪.‬‬

‫‪.149‬وثيقة أهل السودان‪.‬‬

‫‪.150‬ولما بلغت ستا وثالثين سنة‪.‬‬

‫‪.151‬ولما بلغت (في الورد العثماني القادري)‪.‬‬

‫‪.152‬يا اهلل (قصيدة بالفالنية)‪.‬‬

‫وفاته‬

‫توفي عام (‪1232‬هـ)‪ ،‬الموافق (‪1817‬م)‪ ،‬بعد مرض استمر به سنة‪ ،‬وعمره (‪ )63‬سنة‪،‬‬
‫وخلفه ابنه الشيخ اإلمام محمد َبللو‪.‬‬

‫دعوته اإلصالحية‬

‫إن دعوة الشيخ ابن فودي ليست تقليدا أو تأثرا بدعوة أحد‪ ،‬بل هي تنفيذ أمر اهلل تع الى في‬ ‫ّ‬
‫الم ْن َك ِر)‪ ،‬وأمر‬ ‫ِ‬ ‫الخ ْي ِر وَيْأمر َ ِ‬ ‫ِإ‬
‫ون َع ِن ُ‬
‫الم ْع ُروف َو ْينهَ َ‬
‫ون ب َ‬ ‫ُأمةٌ َي ْد ُع ْو َن لَى َ َ ُ ُ‬
‫(وْلتَ ُكن ِّم ْن ُك ْم َّ‬
‫قوله‪َ :‬‬
‫نبي ه ﷺ في قول ه‪( :‬من رأى منكم منك را فليغ يره بي ده‪ ،‬ف إن لم يس تطع فبلس انه‪ ،‬ف إن لم‬
‫يستطع فبقلبه‪ ،‬وذلك أضعف اإليمان)‪ ،‬وقد أشار ابن فودي بنفسه إلى ذلك فيما روى عنه‬
‫الشيخ محمد َبللو بقوله‪.." :‬وأخبرني أنه حين حصل له الجذب اإللهي‪ ،‬ببركة الص الة على‬
‫أمده‬
‫النبي صلى اهلل عليه وسلم ‪ -‬إذ كان يواظب عليها من غير ملل وال كلل وال فترة ‪ّ -‬‬
‫وجده الرسول صلى‬
‫اهلل بفيض األنوار بواسطة الشيخ عبد القادر الجيلي رضي اهلل عنه‪ّ ،‬‬
‫اهلل علي ه وس لم‪ ،‬فش اهد من عج ائب الملك وت‪ ...‬وكس اه الح ق س بحانه وتع الى حلّ ة ال دعوة‬
‫وتوجه تاج الهداية واإلرشاد إليه‪ ،‬فنادى مناد الحضرة‪( :‬يا أيها الناس أجيبوا داعي‬
‫إليه‪ّ ،‬‬
‫وأهله من‬
‫اهلل) مرات‪ ،‬ليتأتى له اإلرشاد والدعوة‪ ...‬فقام بما قلّده الحق سبحانه وتعالى به‪ّ ،‬‬
‫الدعوة إليه والداللة عليه‪ ،‬فجعل يدعو إلى اهلل ويد ّل عليه‪."..‬‬
‫أسبابها‬

‫تتمثل في فساد مجتمعه مجتمع الهوسا بانتشار الفسق والجهل فيه‪ ،‬وابتعاد عامة المسلمين‬
‫عن تعاليم دينهم الحقيقية؛ فقد وجد في هذه البالد من أنواع الكفر والعصيان أمورا فظيعة‪،‬‬
‫وأح واال ش نيعة‪ ،‬ح تى ال يك اد يوج د فيه ا من ص ّح إيمان ه إال الن ادر القلي ل‪ ،‬وال يوج د في‬
‫صور لنا الشيخ محمد َبلُّلو طبقات الكفار‬ ‫غالبها من يعرف التوحيد ويحسن العبادات‪ .‬وقد ّ‬
‫المشركين‪ ،‬وحال ما تبقّى من شعائر اإلسالم والمسلمين في ذلك الوقت؛ وهي على النحو‬
‫التالي‪:‬‬

‫"كف ار‪ ،‬يعب دون األحج ار والجن‪ ،‬ويص رحون على أنفس هم ب الكفر‪ ،‬وال يص لون‪ ،‬وال‬
‫يص ومون‪ ،‬وال يزك ون‪ ،‬ويس ّبون اهلل‪ ،‬ويقول ون في حق ه م ا ال يلي ق في جناب ه األعلى‪،‬‬
‫وه ؤالء غ الب عام ة الس ودانيين ال ذين يق ال لهم‪ :‬ماغ ذاوا [ ‪ ،]Maguzawa‬وبعض عت ات‬
‫الفالتيين والتوارك"‪.‬‬

‫يقرون بالتوحيد‪ ،‬ويصلّون ويصومون ويز ّك ون‪ ،‬من غير استكمال شروط‪ ،‬بل يأتون‬‫"قوم ّ‬
‫في ذلك كله بالرسم والعالمة‪ ،‬مع أنهم يخلطون هذه األعمال بأعمال الكفر الذي ورثوه‬
‫من آبائهم وأجدادهم‪ ،‬وبعضهم من قبل نفسه‪ ..‬وغالب ملوك هذه البالد وجنودهم وأطبائهم‬
‫وعلماؤهم من هذا القبيل"‪.‬‬

‫فهم "منهمك ون في المعاصي الجاهلية‪ ،‬متأنس ين بها‪ ،‬جارين فيها مجرى المباح ات‪ ،‬حتى‬
‫كأنه ا لم ي رد فيه ا نهي‪ ،‬وهي خص ال كث يرة أق اموا عليه ا‪ ،‬وه ؤالء أك ثر عام ة الفالن يين‪،‬‬
‫وبعض مسلمي السودان"‪.‬‬

‫"ق وم مؤمن ون ع ارفون بالتوحي د كم ا ينبغي‪ ،‬محس نون للوض وء والغس ل والص الة والزك اة‬
‫والصوم‪ ،‬عاملين بذلك كما ينبغي‪ ،‬وهؤالء النادر القليل"‪.‬‬
‫فبه ذه األس باب تمس ك الش يخ ابن ف ودي‪ ،‬فق ام بتجدي د ال دين عن طري ق‪ :‬إرش اد الن اس إلى‬
‫طاعة اهلل تعالى‪ ،‬وتصحيح عقائدهم‪ ،‬وتعليمهم أصول وأحكام دينهم‪ ،‬وهدم العوائد الردية‪،‬‬
‫وإ خماد البدع الشيطانية‪ ،‬وإ حياء السنة المحمدية‪ ،‬فسارع إليه الناس‪ ،‬فجعل الناس يدخلون‬
‫في اإلسالم أفواجا‪.‬‬

‫تدريسه‬

‫كان له مجلسين‪ :‬أحدهما للتدريس واآلخر للوعظ واإلرشاد‪:‬‬

‫وبث عل وم الح ديث والفق ه والتص وف‬


‫مجلس الت دريس‪ :‬يق وم في ه بتفس ير الق رآن الك ريم ّ‬
‫وغيرها‪ ،‬وذلك يوميا بعد صالتي العصر والعشاء‪.‬‬

‫مجلس الوع ظ واإلرش اد‪ :‬ك ان يخ رج ل ه ليل ة ك ل جمع ة‪ ،‬أو في بعض اللي الي‪ ،‬وك ان‬
‫يحضره جمع غفير؛ رجاال ونساء‪ ،‬وكثيرا ما يخرج إلى القرى القريبة والبلدان المجاورة‬
‫ط ِقل)‪.‬‬
‫ويمكث فيها أياما أو شهورا ثم يرجع إلى قريته ( َ‬

‫وكان يستفتح كالمه بخطبتين‪:‬‬

‫خطبة الشيخ عبد القادر الجيالني‪ ،‬يقول ابنه الشيخ اإلمام محمد بللو‪" :‬كان رضي اهلل عنه‬
‫يس تفتح كالم ه في مجلس الوع ظ بخطب ة إمام ه الش يخ عب د الق ادر الجيلي رض ي اهلل عن ه‬
‫وهي‪ :‬الحم د هلل رب الع المين – ويس كت – ثم يق ول‪ :‬الحم د هلل ع دد خلق ه‪ ،‬ورض ا نفس ه‪،‬‬
‫وزن ة عرش ه‪ ،‬وم داد كلمات ه‪ ،‬ومنتهى علم ه‪ ،‬وجمي ع م ا ش اء‪ ،‬وذرأ وب رأ ع الم الغيب‬
‫والش هادة ال رحمن ال رحيم المل ك الق دوس العزي ز الحكيم‪ ،‬أش هد أن ال إل ه إال اهلل وح ده ال‬
‫وأن‬
‫ش ريك ل ه‪ ،‬ل ه المل ك ول ه الحم د‪ ،‬يحي ويميت بي ده الخ ير وه و على ك ل ش يء ق دير‪ّ ،‬‬
‫محم دا عب ده ورس وله‪ ،‬أرس له باله دى ودين الح ق ليظه ره على ال دين كل ه ول و ك ره‬
‫المش ركون‪ ،‬اللهم اص لح اإلم ام واألم ة‪ ،‬وال راعي والرعي ة‪ ،‬وألِّف بين قل وبهم ب الخيرات‪،‬‬
‫وادف ع ش ّر بعض هم عن بعض‪ ،‬اللهم أنت الع الم ب ذنوبنا فاغفره ا‪ ،‬وأنت الع الم بعيوبن ا‬
‫فاس ترها‪ ،‬ال ترن ا حيث نهيتن ا‪ ،‬وال تفق دنا من حيث أمرتن ا‪ ،‬أعزن ا بالطاع ة وال ت ذلنا‬
‫بالمعص ية‪ ،‬واش غلنا ب ك عمن س واك‪ ،‬واقط ع عن ا ك ل ق اطع يقطعن ا عن ك‪ ،‬وألهمن ا ذك رك‬
‫وشكرك وحسن عبادتك ولزوم طاعتك‪ .‬ثم يشير إلى تلقاء وجهه بأصبعه ويقول‪ :‬الإله إال‬
‫اهلل‪ ،‬م ا ش اء اهلل ال ق وة إال باهلل العلي العظيم‪ ،‬اللهم ال تحيين ا في غفل ة‪ ،‬وال تأخ ذنا على‬
‫غ رة ((ربن ا ال تؤاخ ذنا إن نس ينا أو أخطأن ا ربن ا وال تحم ل علين ا إص را كم ا حملت ه على‬
‫الذين من قبلنا ربنا وال تحملنا ماال طاقة لنا به واعف عنا واغفر لنا وارحمنا أنت موالنا‬
‫فانصرنا على القوم الكافرين))"‪.‬‬

‫خطبت ه المش هورة (في رؤوس مؤلفات ه ورس ائله)‪ ،‬وهي‪ :‬الحم د هلل رب الع المين‪ ،‬وأفض ل‬
‫الصالة وأتم التسليم على سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين‪ ،‬ورضي اهلل تعالى عن‬
‫السادة التابعين‪ ،‬والعلماء العاملين‪ ،‬واألئمة األربعة المجتهدين‪ ،‬ومقلديهم إلى يوم الدين‪.‬‬

‫وربما ذكر بعد الخطبة حديث‪( :‬إنما األعمال بالنيات وإ نما لكل امرإ ما نوى)‪ .‬ثم يقول‪:‬‬
‫أصلحوا نياتكم في أموركم كلها‪ ،‬في العبادات وغيرها‪ ،‬فمن كان يصلي فليصل هلل‪ ،‬ومن‬
‫كان يصوم فليصم هلل‪ ،‬وهكذا في سائر العبادات‪ .‬وكان ال يضجر وال يسأم من سامعيه‪،‬‬
‫أن كثيرا منهم من العوام ذوي سوء أدب‪ ،‬كما ال يستحي أحدا منهم؛ وإ ن كانوا شيوخا‬
‫مع ّ‬
‫جلة أو علماء حسدة‪ ،‬بل يتكلم على الجميع‪ ،‬ال يواجه بخطابه أحدا دون آخر‪ ،‬وربما ألقى‬
‫سؤاال وهو في أثناء كالم فيسكت له فيجيب‪.‬‬

‫وكان كالمه في مجالسه العلمية يدور حول النقاط المهمة التالية‪:‬‬

‫أص ول ال دين‪ :‬يعلمهم حقيق ة اإليم ان باهلل تع الى ورس له وكتب ه والمالئك ة‪ ،‬وم ا يجب وم ا‬
‫يجوز وما يستحيل في حقه تعالى‪ ،‬وفي حق الرسل عليهم الصالة والسالم‪ ،‬وغير ذلك مما‬
‫يجب اإليم ان ب ه (على م ذهب أه ل الس نة والجماع ة)؛ كع ذاب الق بر والحس اب والص راط‬
‫والكوثر ودوام الجنة والنار ألهلها ورؤية اهلل تعالى‪.‬‬
‫الفق ه‪ :‬يعلم الن اس كيفي ة االس تبراء (االس تنجاء)‪ ،‬ويص ف لهم‪ :‬الوض وء والغس ل وال تيمم‬
‫والصالة والسهو والزكاة ووالصوم والحج واليمين والنذر والنكاح والبيع وغيرها‪.‬‬

‫التص وف‪ :‬يعلم الن اس حف ظ األعض اء الظ اهرة والباطن ة من المعاص ي‪ ،‬وص فات القلب‬
‫(المهلكات والمنجيات)‪ ،‬ليتحلى المسلم بالمنجيات ويتخلى عن المهلكات‪.‬‬

‫الحث على اتباع السنة واجتناب البدعة‪.‬‬


‫ّ‬

‫إخماد البدع والخرافات الشيطانية‪.‬‬

‫رد أوه ام طائف ة ظه رت في عص ره‪ :‬ك انوا يكف رون ك ل من لم يش تغل بالتوحي د على‬
‫ّ‬
‫منهجهم ونمطهم‪ ،‬وحرم وا نك اح وأك ل ذب ائح ع وام المس لمين‪ ،‬إال من ك ان على ش اكلتهم‪،‬‬
‫كم ا انتهك وا حرم ة خ واص المس لمين‪ ،‬وتن اولوا فقه اء وقتهم‪ ،‬ووقع وا في أه ل العلم‬
‫وال دين‪ ...‬حيث أل ف الش يخ أك ثر من خمس ين (‪ )50‬كتاب ا في ال رد عليهم‪ ،‬كم ا ل ه معهم‬
‫وقائع ومناظرات أجاد فيها وكشف عن ساق الحق والحقيقة‪.‬‬

‫رد أوه ام المتص وفة (أو غالة الص وفية)‪ :‬وق د ظه روا في ذل ك ال وقت ب دعوى الكش ف‬
‫والوالي ة‪ ،‬وانقبض وا في زي الوق ار والتقش ف – إرص ادا لل دنيا وحطامه ا ‪ -‬م ع أنهم لم‬
‫يعرفوا بعض ما يجب عليهم من فروض األعيان‪ ،‬فغروا من على شاكلتهم من الحمقى‪.‬‬

‫بث العلوم الشرعية‪ ،‬وتحرير المشكالت فيها‪.‬‬

‫مراحل تصوفه‬

‫والمقررة في مصنفات الشيخ عثمان بن فودي وأبنائه وتالميذه هي أنه نشأ‬‫ّ‬ ‫الحقيقة الثابتة‬
‫ص وفيا على منهج الش يخ عب د الق ادر الجيالني‪ ،‬وعلي ه ب نى دعوت ه اإلص الحية في بالد‬
‫هوسا إلى أن فتحها اهلل تعالى عليه‪ ،‬وأقام فيها إمبراطورية إسالمية عظيمة واألولى من‬
‫نوعها في التاريخ اإلسالمي اإلفريقي‪ ،‬وكذلك جميع أبنائه وإ خوانه‪.‬‬
‫مرحلة ما قبل الجهاد‪:‬‬

‫نع ني به ذه المرحل ة‪ :‬الثلث األول في حي ات ابن ف ودي‪ ،‬أي خالل ع ام (‪1754‬م ‪-‬‬
‫‪1774‬م)‪ ،‬وهي الفترة التي بدأ فيها كمريد في الطريقة القادرية‪ ،‬بعدما أخذها من شيخه‬
‫جبري ل بن عم ر‪ ،‬وال ذي لقن ه ه و وأخ وه عب د اهلل بن ف ودي (كلم ة التوحي د)‪ ،‬وألبس هما‬
‫الخرقة الصوفية القادرية‪ ،‬وأجازهما فيها بسنده المتصل إلى الشيخ عبد القادر الجيالني‪.‬‬

‫مرحلة الجهاد‪:‬‬

‫أ‌‪ -‬قُبي ل الجه اد‪ :‬نع ني به ذه المرحل ة‪ :‬الثلث الث اني في حي اة ابن ف ودي‪ ،‬أي خالل ع ام (‬
‫‪1774‬م – ‪1794‬م)‪ ،‬وهي الفترة التي بدأ استعداده في الجهاد ‪ -‬كما يخبرنا بذلك الشيخ‬
‫يحض هم‬
‫ّ‬ ‫عب د اهلل بن ف ودي ‪ -‬وذل ك لم ا رأى ك ثرة جماعت ه وطلبه ا مفارق ة الكف ار‪ ،‬فجع ل‬
‫الس الح‪ ،‬ويق ول لهم‪ :‬إن اس تعداد الس الح س نة‪ ،‬وجع ل ي دعو اهلل – متوس ال بش يخه‬
‫على ِّ‬
‫الجيالني ‪ -‬أن يري ه مل ك اإلس الم في ه ذه البالد الس ودانية‪ ،‬ونظم ذل ك في (قص يدته‬
‫فعربها الشيخ عبد اهلل في قوله‪ :‬يا رب عالم باطن كالظاهــر أجــب الذي‬
‫القادرية) العجمية‪ّ ،‬‬
‫يدعو بعبــد القادر إن كنت لم أحسن فشيخي محسن إني ل ُـمنتس ـ ـــب لعبد القادر أرني بدينك‬
‫غالب ا في ه ذه الـ ـبلدان مـــن درج ات عب د الق ادر ب‌‪ -‬أثن اء الجه اد‪ :‬حيث اش تعلت ن يران‬
‫الحرب بين جماعة الشيخ والكفار‪ ،‬وفي هذه المرحلة أيضا رأينا الشيخ عبد اهلل بن فودي‬
‫بأن الشيخ عثمان لم يزل يلّـقب بأحب األلقاب إليه وهو (القادري)‪ ،‬وذلك في معرض‬ ‫يقر ّ‬‫ّ‬
‫حديث ه عن انتص ارات الجيش ال ذي ق اده الش يخ محم د بلل و بن الش يخ عثم ان لـقتال كف ار‬
‫ــربون دي ار الكفـر إن نزل وا ب دار كف ر فس اءت ح ال ذي‬
‫(غ وار) الطغ اة‪ ،‬يق ول عنهم‪ :‬يخ ّ‬ ‫ُ‬
‫الدار أمامهم دع ـ ــوات القادري لنا أمامنا راجمات ج ـ ــمع كفار ويذكر لنا الشيخ عبد اهلل بن‬
‫وأن جه ادهم ق د أقيم‬
‫أن جم اعتهم ه ذه جيوش ا للطريق ة القادري ة‪ّ ،‬‬
‫ف ودي في أبي ات أخ رى‪ّ :‬‬
‫تحت رايتها‪ ،‬استمع إليه وهو يحدثنا عن انتصار جيشه الذي جهّ زه وقاده لـقتال أهل بالد‬
‫رم) الواقع ة وراء بح ر ( ُك وار)‪ ،‬حيث خ اض جيش ه الق ادري البح ر وس ار إلى بل د‬
‫(غ َ‬
‫و(ج وروري)‪ ،‬ففتحوه ا وقتل وا وس بوا ورجع وا إلى ال وطن‪ :‬وكفاره ا ق د ث َّل‬ ‫(س نبلقوا) ُ‬
‫َ‬
‫تشتت جـــمعها وح ّل‬
‫َ‬ ‫(جوروري)‬
‫ُ‬ ‫(س َنبلقوا) وزلّت به النعـ ُل كذلك‬
‫ت َ‬‫بالجيش عرشهـم فشتّــ َ‬
‫على أرجائها اُألسر والقـ ـتـل بأيدي جموع قادة قادري ـ ــة سيوف أمير المؤمنين به تعل ـ ــو‬

‫مقارنة بين حركته والوهابية السلفية‬

‫ي رى بعض الب احثين الغرب يين وبعض الع رب واألفارق ة أن الش يخ عثم ان ت أثر بال دعوة‬
‫الوهابية السلفية التي قام بها الشيخ محمد بن عبد الوهاب في شبه الجزيرة العربية‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫ثـمُبو بن عب د اهلل الفالني‪.." :‬قض ى تس ع عش رة س نة متنقال بين المدين ة المن ورة‬
‫‪.1‬الش يخ ْ‬
‫ومك ة المكرم ة‪ ،‬وع اد إلى أق دس ع ام (‪1207‬هـ‪1793-‬م) "‪.2 .‬الش يخ جبري ل بن عم ر‪:‬‬
‫"أدى فريضة الحج سنة (‪1210‬هـ‪1795-‬م)‪ ،‬واجتمع ببعض دعاة السلفية‪ ،‬ودرس بعض‬
‫يدرسها للناس في‬
‫مؤلفات مؤسس الدعوة الشيخ محمد بن عبد الوهاب‪ ،‬فتأثر بها‪ ،‬وجعل ّ‬
‫بالده‪."..‬‬

‫وهم ليس بع ده وهم‪ ،‬ف الفترة‬


‫والـقول بت أثر ه ذين الش يخين بالحرك ة الوهابي ة في الح رمين ٌ‬
‫دون وا تاريخه ا بأنفس هم) لم يكن له ذه ال دعوة وج ود في‬
‫ال تي مكث ا فيه ا هن اك (وال تي ّ‬
‫الح رمين ق ط‪ .‬ولم تل ق دع وة الش يخ ابن عب د الوه اب ترحيب ا ل دى علم اء الح رمين ح تى‬
‫أشد المقاومة؛ وألفوا في الرد عليها كتبا كثيرة‪ ،‬على رأسهم‬
‫ينقلها الحجاج‪ ،‬بل قاوموها ّ‬
‫رد‬
‫مفتي الحرم المكي الشيخ أحمد زيني دحالن (ت‪1304‬هـ) في كتابه المشهور «‪...‬في ال ّ‬
‫على الوهابية»‪.‬‬

‫كما قاومها الجيش المصري والتركي بطلب السلطان محمود الثاني الذي أصدر أمره إلى‬
‫محمد علي (والي مصر)‪ ،‬فاحتلوا العاصمة الوهابية (الدرعية) وخربوها وأسروا أميرهم‬
‫عبد اهلل بن سعود وأرسلوه إلى اآلستانة في عام (‪1233‬هـ)‪ ،‬وبقوا هناك خمس (‪ )5‬سنين‪،‬‬
‫فلم يكن له ذه ال دعوة اس تقرار في الح رمين ‪ -‬من ذ دخوله ا ‪ -‬إال بع د اس تيالء المل ك عب د‬
‫العزيز على مكة عام (‪1925‬م)‪ ،‬وذلك بعد وفات ابن فودي بـ(‪ )108‬سنة‪.‬‬

‫ثم هن اك تن اقض فيم ا أورده ه ذا (ال دكتور) من ت اريخ رحل ة الش يخ جبري ل إلى الح رمين‬
‫وت اريخ وفات ه؛ ف ذكر أن الش يخ جبري ل أدى فريض ة الحج ع ام (‪1210‬هـ ‪1795 -‬م)‪ ،‬ثم‬
‫ذكر عند ترجمته في الصفحة نفسها‪ :‬أنه توفي عام (‪1206‬هـ ‪1791 -‬م)‪ ،‬فعلى هذا كان‬
‫أدائه فريضة الحج بعد وفاته بـ(‪ )4‬سنوات!‬

‫ثـمبو بن الش يخ عب د اهلل‬


‫وأم ا مش ائخ الش يخ ابن ف ودي فلم يت أثروا بالوهابي ة‪ .1 :‬الش يخ ْ‬
‫أن والدة ال دعوة الوهابي ة في‬
‫الفالني‪ :‬إذا نظرن ا إلى م ا ذك ره الش يخ عب د اهلل بن ب از من ّ‬
‫مكة ك ان ع ام (‪1218‬هـ)‪ ،‬وفي المدينة عام (‪1220‬هـ)‪ ،‬ثم نظرنا إلى ما ذكره أص حاب‬
‫(س ْمبو) قض ى تس ع عش رة س نة هن اك‪ ،‬ورج ع إلى‬ ‫أن الش يخ َ‬
‫ه ذا ال رأي – بأنفس هم ‪ -‬من ّ‬
‫مدين ة أق دس ع ام (‪1207‬هـ‪1793-‬م)‪ ،‬يت ّبين لن ا ّأن ه ك ان في الح رمين من ذ ح والي ع ام (‬
‫‪1188‬هـ)‪ ،‬وحينئ ذ بقي ل دعوة ابن عب د الوه اب (‪ 30‬إلى ‪ )32‬س نة من ال والدة في‬
‫أغ دس وهو عام‪( :‬‬
‫الحرمين الشريفين‪ ،‬ثم إذا نظرنا إلى تاريخ رجوعه ووفاته في مدينة ْ‬
‫‪1207‬هـ)‪ ،‬نرى أن الدعوة الوهابية لم تدخل الحرمين إال بعد (‪ )13‬سنة بوفاته‪.‬‬

‫إن الشيخ ابن فودي قطع في دعوته شوطا طويال قبل رجوع هذا الشيخ من هذا السفر‪،‬‬ ‫ثم ّ‬
‫ب ل لم ينظ ر إلى وجه ه ق ط ح تى يأخ ذ عن ه أو يت أثر ب ه‪ ،‬يق ول الش يخ عب د اهلل بن ف ودي‪:‬‬
‫"‪..‬ثم بعد ذلك سمعنا برجوع خالنا ابن علي محمد ثنب [بن] عبد اهلل‪ ...‬ثم سمعنا أنه مات‬
‫في قرية (أقدس) قبل وصوله إلينا‪ ،"..‬فالقول – إذا ‪ -‬بأنه اجتمع مع الدعاة الوهابية في‬
‫الحرمين أو أنه نقل نزعتها للشيخ عثمان وهم‪.‬‬

‫‪ .2‬الش يخ جبري ل بن عم ر‪ :‬إن قي ل أن الش يخ جبري ل ت أثر بالوهابي ة أثن اء أدائ ه فريض ة‬
‫الحج ونقل نزعتها لتلميذه عثمان‪ ،‬فقد يفرض أن يكون هذا التأثر في حجته األولى؛ ولما‬
‫كان تاريخ هذه الرحلة غير مذكور في المصادر التي بين أيدينا‪ ،‬فقد يفرض أن تكون ‪-‬‬
‫في أق رب تق دير ‪ -‬قب ل ع ام (‪1188‬هـ‪1773 -‬م)‪ ،‬وال ذي ب دأ في ه ابن ف ودي دعوت ه‪،‬‬
‫فالدعوة الوهابية في هذا التاريخ (ال قبله) بقي من والدتها في الحرمين الشريفين حوالي (‬
‫‪ )32 - 30‬س نة‪ ،‬ألنه ا كم ا رأين ا س ابقا دخلت مك ة ع ام (‪1218‬هـ)‪ ،‬والمدين ة ع ام (‬
‫أن الش يخ جبري ل ت وفي في ح والي ع ام (‪1203‬هـ ‪1789 -‬م)‪ ،‬وذل ك قب ل‬
‫‪1220‬هـ)‪ ،‬ثم ّ‬
‫ظهور هذه الدعوة في الحرمين بـ(‪ 15‬إلى ‪ )17‬سنة بوفاته‪.‬‬

‫فلو كان لهذا الزعم مسند صحيح‪ ،‬لكان أول من يسمع ذلك منه هو الشيخ عثمان نفسه أو‬
‫شقيقه عبد اهلل أو ابنهما محمد بللو ال غير‪ ،‬فلم يشر أحدهم إلى ما يشبه ذلك! علما بأنهم‬
‫تحدثوا عن هذه الرحلة‪ ،‬وذكروا الشخصيات التي اجتمع معها واستفاد منها في الحرمين؛‬
‫ولم ي رد من بينه ا ذك ر الش يخ ابن عب د الوه اب وال أح د تالمي ذه؛ ب ل ال ذين اجتم ع معهم‬
‫هناك وأخذ عنهم ‪ -‬كما ذكروا ‪ -‬من الصوفية‪.‬‬

‫ففي رحلته األولى‪ :‬كان في صحبة شيخه محمد بن الحاج‪ ،‬والذي توفي هناك ؛ لقيا الشيخ‬
‫يوسف الحفناوي الخلوتي (ت‪1178‬هـ)‪ ،‬وأخذا عنه‪ ،‬وفي الثانية‪ :‬صحبه فيها ابنه عمر؛‬
‫لقي ا الش يخ مرتض ى الزبي دي المص ري (ت‪1205‬هـ)‪ ،‬والزم ه الش يخ جبري ل م دة طويل ة‪،‬‬
‫وقد تأثر به أكثر من األول‪ ،‬ومما أخذ عنه كتابه المسمى‪« :‬ألفية السـَّـ َــند»‪ ،‬وأجازه جميع‬
‫مرويات ه في‪ :‬الق رآن الكريـ ـــم‪ ،‬الص حاح الس تة‪ ،‬فق ه الم ذاهب األربع ة‪ ،‬الش مائل لإلم ام‬
‫الترمذي‪ ،‬الموطأ لإلمام مالك‪ ،‬الجامع الصغير لجالل الدين السيوطي‪ ،‬كتاب الشفا للقاضي‬
‫عي اض اليحص بي‪ ،‬دالئ ل الخ يرات للش يخ محم د بن س ليمان الج زولي‪ ،‬أح زاب الش يخ أبي‬
‫الحسن الشاذلي القادري‪ ،‬وألبسه الخرقة الصوفية القادرية بسنده المتصل إلى الشيخ عبد‬
‫القادر الجيالني‪.‬‬

‫خصصوا بعض مصنفاتهم بذكر جميع ما أخذوا عن الشيخ جبريل علما وسلوكا‪،‬‬ ‫ثم أنهم ّ‬
‫فالش يخ عثم ان بن ف ودي؛ أورد في كتب ه‪« :‬أس انيد الفق ير» و«السالس ل الذهبي ة للس ادة‬
‫الصوفية» و«السالسل القادرية» ما أخذ عنه‪ ،‬ومن بينه ا‪ :‬الخرقة الصوفية واإلجازة في‬
‫الطريقة القادرية بسند شيخه مرتضى الزبيدي إلى الشيخ عبد القادر الجيالني وغيرها‪.‬‬

‫وك ذلك الش يخ عب د اهلل بن ف ودي؛ ذك ر في كتابي ه «إي داع النس وخ» أن من ض من م ا أخ ذ‬
‫عن ه‪ :‬كـتب أص ول الفق ه‪ ،‬وبعض مؤلفات ه‪ ،‬ولقّـ َـنـه كلم ة التوحي د م ع أخي ه الش يخ عثم ان‬
‫السند» نظم جميع ما أجازه لهما الشيخ جبريل؛ علما وسلوكا‪،‬‬
‫المتقدم‪ .‬وفي كتابه‪« :‬ضياء َ‬
‫وهو‪ :‬القرآن الكريـ ـــم‪ ،‬الصحاح الستة (بسنده عن الشيخ عبد الخالق عن شيخه محمد بن‬
‫الج زري عن الش يخ أحم د الص وفي‪ ،)..‬فق ه الم ذاهب األربع ة‪ ،‬الش مائل لإلم ام الترم ذي‪،‬‬
‫الموطأ لإلمام مالك‪ ،‬الجامع الصغير لجالل الدين السيوطي‪ ،‬كتاب الشفا للقاضي عياض‬
‫اليحص بي‪ ،‬دالئ ل الخ يرات للش يخ محم د بن س ليمان الج زولي‪ ،‬أح زاب الش يخ أبي الحس ن‬
‫الش اذلي الق ادري‪ ،‬وألبس ه الخرق ة الص وفية القادري ة بس نده المتص ل إلى الش يخ عب د الق ادر‬
‫الجيالني‪.‬‬
‫أثر أو تأثير في شخصية جبريل بن عم ر لظهر‬ ‫فلو كان للشيخ ابن عبد الوهاب أو دعوته ٌ‬
‫ذل ك جلي ا من خالل ه ذه المص ادر‪ ،‬فه ذه اآلراء جميعه ا ليس ت إال تل بيس الح ق بالباط ل‬
‫تم وا‬ ‫ق بِ َ ِ ِ‬ ‫((وال تَْلبِ ُس وْا َ‬
‫الح َّ‬
‫الباط ل َوتَ ْك ُ‬ ‫وكتم ان الح ق ال ذي ينبغي إثبات ه‪ ،‬واهلل تع الى يق ول‪َ :‬‬
‫ِ‬ ‫ِ ِ ِ‬ ‫ِ َِّ‬
‫ق َواتَّ َخ ُذوْا‬
‫الح َّ‬ ‫ين َكفَ ُروْا بِاْلَباط ِل لُي ْدح ُ‬
‫ض وْا بِ ه َ‬ ‫((وُي َج اد ُل الذ َ‬
‫ون))‪ ،‬ويقول‪َ :‬‬
‫الح َّ‬
‫ق َو َْأنتُ ْم تَ ْعلَ ُم َ‬ ‫َ‬
‫َآياتِي َو َما ُْأن ِذ ُروا ُه ُز َوا))‪.‬‬

‫أوجه االتفاق‪:‬‬

‫أن التش ابه في بعض نق اط منهجي ة اش تركت فيه ا ك ل من ال دعوتين‬


‫ي رى بعض الب احثين ّ‬
‫دليال على ت أثر دع وة الش يخ عثم ان بن ف ودي ب دعوة الش يخ ابن عب د الوه اب‪ ،‬وهي –‬
‫باإليجاز – تتمثل في‪:‬‬

‫الحكم بما أنزل اهلل تعالى‪.‬‬

‫االعتماد على الكتاب والسنة‪.‬‬

‫تنقية الدين من البدع ومظاهر الشرك باهلل تعالى‪.‬‬

‫العودة إلى منهج السلف الصالح‪.‬‬

‫‪.‬إحياء الجهاد‪.‬‬

‫ال يمكن أص الأن نس تغرب اش تراك ه ذين ال دعوتين في ه ذه النق اط الخمس ة‪ ،‬كم ا ال يمكن‬
‫ألنه ا هي اله دف األساس ي لك ل دع وة‬
‫االحتج اج به ا في إثب ات ت أثر أح دهما ب اآلخر؛ ّ‬
‫إصالحية صادقة‪ ،‬والمنهج الذي يجب أن يتبعه كل (آمر بالمعروف وناه عن المنكر)؛ بل‬
‫نس تغرب ك ل االس تغراب إذا فق دنا أح دها في دع وة الش يخ عثم ان بن ف ودي أو غ يره من‬
‫رج ال ال دعوة‪ ،‬فهي إذن ش ريعة من ش رائع اهلل تع الى‪ ،‬وليس م ذهبا أو منهج ا اختص ب ه‬
‫"إن جميع ما جاء عن‬
‫ألنه كما يقول الشيخ ابن فودي بنفسه‪ّ :‬‬
‫البعض عن البعض اآلخر‪ّ ،‬‬
‫الشارع ‪ -‬عليه الصالة والسالم ‪ -‬ال يسمى مذهبا ألحد‪ ،‬بل هو شريعة تجب إجابة كل‬
‫من دعى إليها"‪.‬‬

‫فقي ام الش يخ ابن ف ودي بال دعوة ليس إال امتث ال أم ر اهلل تع الى‪ ،‬ورس وله اهلل ﷺ كم ا نفهم‬
‫من كالم ه الس ابق‪ ،‬ثم تطبيق ا أله داف طريقت ه القادري ة المبني ة على ال دعوة إلى دين اهلل‬
‫الح َس َن ِة)) والمجادل ة ب التي هي أحس ن‪ ،‬وتنقي ة نف وس األم ة‪،‬‬
‫ظة َ‬‫الم ْو ِع َ‬ ‫ِ ِ‬
‫تع الى ((بالح ْك َم ة َو َ‬
‫وإ بعادها عن ظلمات الكفر والفسوق والعصيان؛ وقد طبـّق هذه األهداف كثير من خريجي‬
‫هذه المدرسة القادرية قبل وبعد مجيئ الشيخ ابن فودي‪ ،‬أمثال‪ :‬شيخ اإلسالم والمسلمين‬
‫تقي الدين أحمد ابن تيمية‪ ،‬وصالح الدين األيوبي (في المشرق اإلسالمي)‪ ،‬وشيخ اإلسالم‬
‫محم د بن عب د الك ريم المغيلي التلمس اني (ت‪912‬هـ)‪ ،‬والش يخ جبري ل بن عم ر (ت‬
‫‪1206‬هـ)‪ ،‬والشيخ مصطفى ماء العينين بن الشيخ محمد فاضل (ت‪1328‬هـ) في المغرب‬
‫اإلس المي‪ ،‬والش يخ محم د أحم د المه دي (ت‪1302‬هـ‪1885/‬م) في جمهوري ة الس ودان‪،‬‬
‫ب (ت‪1346‬هـ) في السنغال‪ ،‬وغيرهم‪.‬‬
‫والشيخ أحمد بـَ ْم َ‬

‫أوجه االختالف‪:‬‬

‫إن أصول دعوة الشيخ محمد ابن عبد الوهاب تختلف كثيرا عن دعوة ابن فودي‪ ،‬حيث أن‬ ‫ّ‬
‫ابن عبد الوهاب لم يقاتل في دعوته الكفار‪ ،‬فمجتمعه لم يزل يتمتع باإلسالم منذ عصره‬
‫صح إيمانه كما ذكر لنا‬
‫األول‪ ،‬عكس ما عليه مجتمع ابن فودي الذي يندر فيه رؤية من ّ‬
‫لرد المسلمين عما‬
‫الشيخ محمد بللو سابقا‪ .‬فقتال الشيخ ابن عبد الوهاب وجهاده ليس إال ّ‬
‫رآه كف را أو وس يلة إلى الش رك باهلل تع الى‪ ،‬كالس فر لزي ارة ق بر ن بي أو غ يره من‬
‫الص الحين‪ ،‬التوس ل أو االس تغاثة ب النبي أو غ يره من األنبي اء والص الحين‪ ،‬الغل و في م دح‬
‫الن بي ﷺ أو غ يره‪ ،...‬ف اعتبر ك ل عم ل ذل ك ك افرا مش ركا باهلل تع الى‪ ،‬ونحن عن دما‬
‫نتصفح آثار الشيخ ابن فودي ال نكاد نجد كتابا واحدا إال وقد توسل فيه بالنبي أو بجاهه‪،‬‬
‫بل كل ما كفر به الشيخ ابن عبد الوهاب فاعله له نماذج في مؤلفات ابن فودي‪ ،‬فهو إذن‬
‫عند أصحاب الطريقة الوهابية مبتدعا‪ ،‬بل كافرا مشركا باهلل عز وجل!‬

‫‪.1‬السفر لزيارة قبر النبي عليه الصالة والسالم‪:‬‬

‫شد الرحال والسفر ألجل زيارة قبر النبي ﷺ‪،‬‬


‫يقول مشائخ الطريقة الوهابية‪ :‬ال يجوز ّ‬
‫واس تدلوا بح ديث (ال تش ّد الرح ال إال إلى ثالث مس اجد‪ :‬المس جد الح رام ومس جدي ه ذا‬
‫والمسجد األقصى)‪ ،‬فإن نوى المسلم بشد الرحال زيارة القبر فقط فيحرم ذلك‪ ،‬وإ ن نوى‬
‫الدعاء عنده فهذا من اتخاذه عيدا؛ وهو من الشرك األصغر‪.‬‬

‫لكن غ يرهم من العلم اء المس لمين ومنهم الش يخ ابن ف ودي لم يفهم وا التح ريم في مج رد‬
‫زيارة القبر‪ ،‬إنما التحريم في السفر إلى مسجد غير هذه الثالثة بنية العبادة‪ ،‬والقبر ليس‬
‫مسجدا يعبد فيه‪ ،‬بل زيارتها سنة‪ ،‬ألن النبي عليه الصالة والسالم أمر بها في قوله‪( :‬كنت‬
‫نهيتكم عن زي ارة القب ور فزوروه ا‪ ،‬فإنه ا تزه د لكم ال دنيا وتزك ركم اآلخ رة)‪ ،‬وه و نفس ه‬
‫كان يزور قبور أصحابه كما جاءت به السنة‪ ،‬فكيف بزيارة قبر النبي ﷺ؟ فالشيخ ابن‬
‫فودي لم يكتب له زيارة النبي‪ ،‬لكنه ذكر شوقه وتمنى أن يشد رحاله لزيارة هذا القبر في‬
‫قص يدته المش هورة‪ :‬ه ل لي مس ير نح و طيب ة مـ ـ ـــسرعا ألزور قبـ ـ ـ ـ ـــر الهاش ـــمي محمـد ق د‬
‫كنت شوقا أن أطير لقب ـ ـ ـ ـــره ما لي سـ ـ ـــرور دون زورة أحمد قوموا بنا نسعى إلى شمس‬
‫اله دى نط وى الفال ل نزور قب ـ ـ ـ ـ ـــر محم د ش دوا إلى زين القيام ة س ـ ـــرجنا متم رغين ب ترب‬
‫ذاك المسجـ ــد‬

‫‪.2‬السفر لزيارة قبر الصالحين‪:‬‬


‫ذك ر الش يخ محم د بلل و أن ه ووال ده يش دان الرح ال لزي ارة قب ور مش ائخهم‪ ،‬ومنهم‪- :‬الش يخ‬
‫ـ(م ْرنون)‪ ،‬وبها قبره ُيزار‪ ،‬وقد زرته مرتين؛‬
‫العالمة محمد المنقوري‪ :‬يقول أنه "‪..‬توفي بـ َ‬
‫مرة مع الوالد"‪- .‬الشيخ عمر بن محمد بن أبوبكر الترودي‪ ،‬يقول‪.." :‬وبها قبره ظاهرا‬
‫ُي زار‪ ،‬وقدزرت ه م رارا"‪- .‬الش يخ علي جب (أس تاذ الش يخ جبري ل بن عم ر)‪ ،‬يق ول أن ه‪:‬‬
‫"توفي بِ َم َارنـُو‪ ،‬وبها قبره ظاهر‪ُ ،‬يزار"‪.‬‬

‫التوسل باألنبياء واألولياء‪:‬‬

‫التوس ل إلى اهلل تع الى بـ(الن بي علي ه الص الة والس الم أو بـجاهه أو بحق ه أو بمنزلت ه)‪ ،‬أو‬
‫التوسل بالصالحين عند الشيخ ابن عبد الوهاب بدعة ووسيلة إلى الشرك‪ ،‬لكن الشيخ ابن‬
‫ف ودي ي رى عكس ذل ك تمام ا‪ ،‬فالتوس ل ب النبي علي ه الص الة والس الم عن ده من أعظم م ا‬
‫يق رب العب د إلى اهلل‪ ،‬ب ل ه و قاع دة من قواع د الوص ول إلى اهلل تع الى‪ ،‬وق د توس ل ه و‬
‫وأخوه عبد اهلل بن فودي وجميع أبنائهم بالنبي وبجاهه وبحقه‪ ،‬وتوسلوا بالشيخ عبد القادر‬
‫الجيالني وغيره من الصالحين؛ وإ ليك نماذج منها‪:‬‬

‫ق محم د ن بي الرحم ة ص لى اهلل علي ه وس لم‬


‫‪-‬التوس ل ب النبي‪ ،‬وكيفيت ه أن تق ول‪" :‬اللهم بح ّ‬
‫صلني إليك"‪.‬‬

‫‪-‬التوس ل بجاه ه‪ ،‬يق ول في آخ ر ك ل ب اب من كتاب ه «إحي اء الس نة وإ خم اد البدع ة»‪ :‬اللهم‬


‫وفّقنا التباع سنة نبيك محمد ﷺ بجاهه عندك‪ .‬ويقول شعرا‪ :‬إني ذليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل بالعيوب مبرقع‬
‫أرجو الخالص بجاه هذا السيد إني عديم بالخطايا مكث ـ ـ ـ ـ ـ ــر ال ملجأ إال بـ ـ ـ ـ ـ ــجاه محمد‬
‫‪-‬التوسل بلصالحين‪:‬‬

‫ألف الشيخ ابن فودي قصيدة وسمها (القصيدة القادرية) بلغته الفالنية‪ ،‬وهو يتوسل فيها‬
‫إلى اهلل تع الى بالش يخ عب د الق ادر الجيالني‪ ،‬وعربه ا أخ وه الش يخ عب د اهلل في (‪ )40‬بيت ا‪،‬‬
‫أحمد في‬
‫َ‬ ‫ومطلعها ‪ :‬يا رب عالم باطن كال ـ ـ ــظاه ـ ـ ـ ــر أجـ ـ ــب الذي يدعو بعبــد القادر بركات‬
‫وجمت عند عب ـ ـ ــد القادر يا رب يا مت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفضال لعباده صلني بـ ـــفضلك‬
‫أمت َّ‬
‫بالد اهلل قـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد َّ‬
‫كنت لم‬
‫إن المسيئ لدى األكاب ـ ـ ـ ــر يلتجي فلجأت عند الشيخ عب ـــد القادر إن ُ‬‫عند عبد القادر ّ‬
‫لـمنتسب لـعبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـــد الق ادر ع َّربت م ا ألخي وش يخي عجمـة‬
‫أحس ن فش يخي محس ن إني ُ‬
‫متوسِّلين معاً بعب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــد القادر‬

You might also like