Professional Documents
Culture Documents
كيمياء المحبة
كيمياء المحبة
تأليف
محمدي الريشهري
1
الباب الول :الخصائص
الفصل الول
حياته
ول د العب د الص الح رج ب عل ى نكوكوي ان المع روف بـ )جن اب الش يخ()س ماحة
الش يخ( ،أو )س ماحة الش يخ( أو الش يخ رج ب عل ي الخي اط ،ع ام 1300هـ.ق )
1262للهجرة الشمسية ( في طهران ،وك ان وال ده )مش هدي ب اقر( ع امل بس يط
وحينما بلغ رجب علي الثانية عشر من عمره توفي والده وتركه وحيدا Cبل ش يق
ول شقيقة.
هذا ما حصلنا عليه من المعلومات حول فتره طفولة الش يخ إل أن ه شخص يا ق ال
نقل عن لسان والدته :
)حينما كنت في بطني ج اء وال دك – ال ذي ك ان يعم ل ف ي مطع م ل بيع الكب اب –
ذات ليل ة بكب اب إل ى من زل ف أردت أن آك ل من ه إل إن ك أخ ذت تتح رك بش دة
وترفس برجليك في بطني فراودني شعور بوجوب المتناع عن تن اول ش ئ م ن
ذلك الطعام وامتنعت عن الك ل وس ألت وال داك .......فق ال :الحقيق ة ه ي أنن ي
جلب ت ه ذا الطع ام ب دون عل م وإذن ص احب المطع م .فل م آك ل ش يئا من ه( وه ذه
الحكاية تدل على أن والد الشيخ لم تك ن ل ه ص فات ج ديرة بال ذكر .وق د نق ل ع ن
سماحة الشيخ أن )إحسان أبيه وإطع امه لح د أولي اء ا أدى إل ى أن يخ رج ه و
من صلب هذا الب( وهكذا من ا عليه ا به ذا المول ود .ك ان للش يخ م ن الولد
خمسة أبناء وأربع بنات توفيت إحداهن في سن مبكرة.
داره
كانت للشيخ دار بسيطة مبنية باللبن ورثها من أبيه تقع في مدينة طه ران ش ارع
مول وي زق اق س ياه ه ا ) زق اق الش هيد منتظ ري حالي ا( .وع اش فيه ا إل ى آخ ر
حياته.
يقول ابنه :عندما كانت تمط ر الس ماء ك ان المط ر ين زل م ن ش قوق الس قف إل ى
داخ ل الغرف ة وجاءن ا ذات ي وم أح د ض باط الجي ش برفق ة بع ض الشخص يات
ورأى وض عنا بع ض الوان ي تح ت قط رات المط ر المتس اقطة ف ذهب واش ترى
قطعتي أرض ووصف مكانهما لوالدي وقال :لقد اش تريت قطع تي أرض واح دة
لكم وواحدة لي فقال أبي) :إن ما لدينا يكفينا(
2
ونقل ابنه الخر :حينما تحسنت أموري المعاشية قلت لبي :لدي أرب ع تومان ات
وهذه الدار المبنية باللبن تباع بستة عشر تومان ا Cائذن ل ي أن اش تري دارا Cجدي دة
في حي )شهباز( فرد علي قائل:C
C
) متى ما شئيت اذهب واشتر دارا لك أما بالنسبة لي فهذا المكان يناسبني(
وبعد زواجي بنيت غرف تين ف ي الط ابق العل ى وقل ت لب ي :ي ا وال دي العزي ز،
هناك شخصيات رفيعة المس توى ت أتي للق ائك فاجع ل م ن ه اتين الغرف تين مكان ا
لهذه اللقاءات فقال ) :كل ل حاجة لذلك وكل من يريدني علي ه أن ي أتي إل ى ه ذه
الغرفة ويجلس على هذا البساط المتواض ع( ك انت الغرف ة ال تي يس كنها ص غيره
وفيها بساط قديم ومنضدة قديمة للخياطة.
والمثير للعجب هنا هو أن الشيخ أجر بعد عدة س نوات واح دة م ن غ رف منزل ه
لسائق يدعى )مشهدي يد ا( بمبلغ عشرين تومان ا Cش هريا Cإل ى أن ول دت زوج ة
المستأجر طفلة سماها الشيخ )معص ومة( وعن دما ك ان س ماحته ي ؤذن ويقي م ف ي
أذنيها وضع تومانين في قماطها وقال :
)ياسيد يد ا لقد ازدادت نفقاتك حاليا Cيمكنك أن تدفع لي م ن الن فص اعدا مبل غ
C
ثمانية عشر تومانا Cبدل العشرين تومانا.(C
ثيابه
C
ك ان س ماحة الش يخ يرت دي عل ى ال دوام ثياب ا بس يطة ونظيف ة وك ان ال زي ال ذي
يرتدي شبيها بزي علماء الدين فهو كان يرتدي باللبادة ويضع على رأسه طاقي ة
وعلى كتفيه عباءة.
كان الشيخ يقصد التقرب إلى ا حتى في ارتداء الثياب وقد ارت دى العب اءة ذات
مرة من أجل إعجاب الخرين فعوتب على أثر ذل ك ف ي ع الم المعن ى وق د روى
بنفسه ذلك الموقف قائل: C
) إن النفس أعجوبة فقد رأيت في إحدى الليالي أنني محجوب عن الحض ور ف ي
ع الم المعن ى فتقص يت أس باب ذل ك وفهم ت بع د اللح اح أنن ي ف ي عص ر الي وم
الف ائت حينم ا ج اء اح د أعي ان طه ران لزي ارتي ق ال ل ي أن ه يح ب أن يص لي
المغ رب والعش اء جماع ة مع ي فارت ديت أثن اء الص لة عب اءتي لغ رض ني ل
إعجابه(.
طعامه
لم يكن الشيخ يعتن ي بالطع ام اللذي ذ وإنم ا ك ان يتن اول ف ي أك ثر الحي ان أطعم ة
3
بس يطة كالبطاط ا والمحل بي وي برك عن د الجل وس عل ى الم ائدة ويت وجه ص وب
القبل ة ويتن اول الطع ام منحني ا Cوك ان أك ثر أحيان ا Cيحم ل الم اعون بي ده ويتن اول
الطعام بشهية كاملة وكان في بعض الحالت يضع بعضا من طعامه في م اعون
القريب منه ولم يكن يتكلم أثناء الطعام وكان الخرون ل يتكلمون احتراما Cله .
كان إذا دعاه أح د إل ى تن اول الطع ام ف ي منزل ه يل بي ال دعوة أو يرفض ها حس ب
الحالة .
ومع ذلك فإنه كان في أكثر الحيان ل يرد دعوة الصدقاء ورغم معرفته بت أثير
الطعام عل ى روح النس ان والتغي رات ال تي يص يبها م ن ج راء الطع ام لكن ه م ع
ذلك لم يكن يمتنع عن تناول أطعمة السوق.
كان ذات ي وم متوجه ا Cإل ى مدين ة مش هد وه و ف ي القط ار إذ ش عر بعم ى ب اطني
وبعد التوسل بينوا له أن ذلك العمى الباطني جاء نتيجة لشرب شاي القطار.
الفصل الثاني
عمله
الخياطة واحدة من العمال المحببة في السلم .وكان لقمان الحكيم يمارس هذه
الحرفة وجاء في الحديث عن رسول ا )ص( أنه قال :
) عمل البرار من الرجال الخياطة وعمل البرار من النساء الغزل(
كان الشيخ يحترف الخياطة كعمل يرتزق منه للكد على عياله ولهذا عرف باس م
الشيخ رجب علي الخياط ول بأس بالشارة إلى أن داره التي سبق الحديث عنها
كانت بمثابة محل لعمله أيضا.
يقول أحد أبناء الشيخ في هذا الصدد :في بداية المر كانت لبي غرف ة ف ي خ ان
لستراحة القوافل يمارس فيها عمل ه كخي اط وج اء مال ك الغرف ة ذات ي وم وق ال
لوالدي ل أقبل على بقائك في هذه الغرفة فما كان منه إل أن أخلى له الغرفة ف ي
اليوم التالي بل نقاش ول مطالبة تعويض وسلمه إياها ونقل منضدة الخياطة إلى
الدار ووضعها في غرفة قريبه من الباب متخذا Cإياها كمحل لعمله.
4
رسول )ص( قال:
) من أكل من كد يده كان يوم القيامة في عداد النبياء ويأخد ثواب النبياء(
وقال في حديث آخر :
) العبادة عشرة أجزاء تسعة أجزاء في طلب الحلل(
ينقل أحد أصدقاء الشيخ قائل :Cل أنسى أنني رأيت الشيخ في السوق ف ي ي وم م ن
أيام الصيف وك ان ل ونه يمي ل إل ى الص فرة م ن ش دة الض عف .وبع د أن أش ترى
بعض لوازم الخياطة هم بالذهاب إلى المن زل فقل ت ل ه حب ذا ل و تأخ ذ قس طا م ن
الراحة إذ يبدو أن حالتك الصحية ليست على ما يرام فقال لي:
) وكيف أدبر شؤون عائلتي(
5
بمبلغ خمسه وثلثين ريال Cفجاء الزبون واخذ العب اءة وذه ب وبع دما ابتع د قليلC
رأيت والدي قد ركض وراءه واستوقفه وأعطاه خمسه ريالت وق ال :ظنن ت أن
هذه العباءة تأخذ منى وقتا Cأكثر ولكنها استغرقت وقتا Cأقل مما توقعت.
جزاء النصاف
النصاف في كل شئ وخاصة في التعامل مع الزبائن م ن جمل ة الم ور المهم ة
ال تي أك دها الس لم ك ثيرا Cورد ف ي ح ديث ع ن الم ام عل ي )ع( ان ه ق ال
) النص اف أفض ل الفض ائل ( ) ....إن أعظ م المثوب ة مثوب ة النص اف( ولك ي
نع رف م دى ت أثير النص اف ف ي التعام ل ف ي بن اء ال ذات النس انية وأن العناي ة
التي لقيها س ماحة الش يخ م ن قب ل ا تع الى ل م ت أته م ن غي ر اس تحقاق فل ب أس
بالتأمل في الحكاية التالية:
كان أحد العلماء يتمنى رؤي ة الم ام المنتظ ر )ع( وك ان يت ألم ك ثيرا Cلع دم تحق ق
ه ذه المني ة ف دأب م دة طويل ة عل ى ممارس ة الرياض ة الروحي ة وك ان م ن
المع روف بي ن طلب العل وم الديني ة وفض لء الروض ة العلوي ة ف ي النج ف
الش رف أن ك ل م ن ي زور مس جد الس هلة أربعي ن ليل ة أربع اء متواص لة بل
انقط اع ويص لي المغ رب والعش اء هن اك يحظ ى برؤي ة الم ام المنتظ ر )ع(
فاستمر هذا العالم به ذه العم ال م دة مدي دة لكن ه ل م ين ل غ ايته ث م إن ه التج أ إل ى
العلوم الغريبة وأسرار الحروف والعداد وانكب على تروي ض نفس ه إل أن ه ل م
يحصل على أية نتيجة ولكن بما أنه كان يسهر اللي الي ويتهج د ف ي الس حار فق د
صقلت نفسه وصفا ضميره وأصبح يتمتع بش ئ م ن النوراني ة وك ان ينق دح أم ام
بصره في بعض المواقف بريق يض ئ ل ه طريق ه فك انت ت أتيه جذب ة ي رى عل ى
أثرها حقائق ويسمع أصواتا Cمتناهية في البعد.وفي إح دى ه ذه الح الت قب ل ل ه:
ل ن يتس نى ل ك رؤي ة إم ام الزم ان )ع( بالس فر إل ى تل ك المدين ة ك ان محفوف ا
بالمصاعب ولكن خونتها الرغبة في بلوغ المقصود
6
سوق الحدادين فقم واذهب لرؤيته الن ،نهضت مسرعا نحو دكان الحداد فرأيته
بالشكل الذي رأيته في عالم الخلسة ووقفت على بابه فإذا المام ص احب الزم ان
عليه السلم جالسا هناك يتحدث مع الشيخ بانشراح وود.
فلما سلمت عليه أجابني وأشار إلي بلزوم الصمت والنظر فقط إذ إنه م ف ي حال ة
سير معنوي
7
العجوز في وضع اضطراري لم يشتروا منها القفل حتى بثلثة شاهيات أما ه ذا
الرجل فقد دفع لها سبعة شاهيات فل يمر أسبوع وأنا آتيه واتفقده.
الفصل الثالث
اليثار
من أب رز الخص ال ال تي تتمي ز به ا حي اة الش يخ رج ب عل ي الخي اط ه ي اليث ار
وإعانة المساكين في الوقت الذي كان يعاني فيه هو شخصيا م ن ض نك المعيش ة
والحاديث الشريفة تصف اليثار والتواضع بأنهم ا م ن أفض ل العم ال وأعل ى
مراتب اليمان ومكارم الخلق.
ومع أن الشيخ كان يحصل على أجور كسب قليلة من عمل ه ف ي الخياط ة إل أن ه
كان يتمتع بنصب وافر من فضيلة اليث ار ف ي نف س ال وقت ال ذي ك ان يكاب د في ه
الع وز والفاق ة والحقيق ة أن حكاي ات ه ذا الرج ل الله ي ف ي اليث ار والتض حية
مثيرة للدهشة وتنطوي على مضامين تربوية سامية.
8
إيثار للجار المفلس
نقل لنا أحد أبناء الشيخ يقول :أيقظني أبي ذات ليلة من النوم وحملن ا كيس ين م ن
الرز حملت أنا واحد وحمل هو الخر وأخذناهما إلى دار أغنى رجل في حارتنا
وأعط اه إياهم ا ق ائل : Cي ا أخ ي لب د وإن ك تت ذكر أن النجلي ز دع وا الن اس إل ى
سفارتهم ووزعوا عليهم الرز ولكنهم أخ ذوا ف ي مقاب ل ك ل حب ة حفن ة ول زال وا
جاثمين على صدور الناس.
وبهذا المزاح أعطيناه الرز ورجعنا إلى الدار وفي صاح اليوم التالي ناداني أب ي
وقال:
)يا محمود اذهب واشتر لنا مقدارا Cمن الرز مع زيت اللية بقيمة ريالين وأعطه
لوالدتك لكي تطبخ لنا دم بختك للغذاء(
كانت أعمال أبي غير واضحة بالنسبة لي في حينها ولماذا حمل كل ما ل دينا م ن
ال رز إل ى أغن ى رج ل ف ي الح ارة ف ي حي ن كن ا نش تري أرخ ص أن واع ال رز
المجروش لغداء ذلك اليوم؟
وعملت بعد حين أن ذلك الرجل قد أص ابته انتكاس ة مالي ة وأفل س وك ان ق د دع ا
جماعة من أصدقائه لوليمة يقيمها يوم الجمعة وبعدما أعطيناه الرز أقام ف ي ي وم
الجمعة وليمة فاخرة لهم.
9
الفصل الرابع
عبادته
C
كانت الطريقة ال تي يتبعه ا الش يخ ف ي س لوكه تختل ف اختلف ا ج ذريا ع ن مس لك
م دعي الطريق ة فه و ل م يكم ن يتع رف بأي ة فرق ة م ن ف رق التص وف وك انت
طريقته تقوم على التعبد التام بتعاليم أهل البيت عليهم السلم .
وهكذا فإنه كان يهتم اهتماما Cكبيرا Cبالمستحبات فضل Cعن الواجبات.
كان يستيقظ عادة في السحار وبعد بزوغ الش مس يأخ ذ قس طا Cم ن الراح ة لم دة
س اعة أو نص ف س اعة وك ان ف ي بع ض الحي ان يأخ ذ قس طا Cم ن الراح ة بع د
الظهر.
وم ع أن الش يخ ك ان ص احب كش ف وش هود غي ر أن ه ك ان يق ول )ل توقن وا
بالمكاش فات ول تعتم دوا عليه ا إطلق ا Cوإنم ا يج ب أن تتخ ذوا م ن أق وال الئم ة
وأفعالهم قدوة لكم على الدوام(.
كان في المجالس العامة يؤكد أهمية التعبد والعمل بالحكام اللي ة مس تدل Cبالي ة
الكريم ة ﴿إن تنص روا ا ينص ركم ويثب ت أق داكم﴾ .ويق ول ) إن ا غن ي ع ن
العباد واذكروا ا واعملوا بأحكامه وتمسكوا بسنة رسوله(
ويقول أيضا ) Cالعمل بالحكام اللهية يؤدي إلى سمو البشرية ورقيها(.
وكان يكرر هذا القول مرات عديدة ) :الدين الحق هو هذا الدين ال ذي يق ال ف وق
المن ابر ولك ن ينقص ه ش يئان :الخلص وح ب ا وه ذان الش يئان لب د م ن
إضافتهما إلى الخطب والكلمات(.
تقليده
ك ان الش يخ بحك م مس لكه التعب دي ملق دا Cف ي الحك ام حي ث ك ان يقل د آي ة ا
حجت)رضي ا عنه( – أحد مراجع التقليد ف ي عص ره -وق ال ف ي س بب تقلي ده
لهذا المرجع دون سواه:
10
)ذهبت إلى قم وشاهدت مراجع التقليد ووجدت أن أبعدهم ع ن اله وى ه و الس يد
حجت(
وجاء عنه في قول آخر) :وجدت قلبه خاليا Cمن الحب والرئاسة(.
كان الشيخ يحذر أصدقائه من الف رق ال تي انحرف ت ع ن ه ذا الطري ق يق ول أح د
أصدقائه أنه سأل الشيخ عن إحدى تلك الفرق فقال :
)كن ت ف ي ك ربلء فرأي ت أعض اء فرق ة يس يرون والش يطان ممس ك بزم ام
الشخص الذي يتقدمهم فسألت من هؤلء؟ فقيل لي :إنهم (...
كان سماحة الشيخ يعتقد أن الذين يبتعدون ع ن طريق ة أه ل ال بيت عليه م الس لم
ف ي الس لوك – ح تى وإن بلغ وا مقام ات عالي ة عل ى الص عيد الروح ي بس بب
ممارستهم للرياضة الروحية – تغلق أبواب معرفة الحقيقة في وجوههم.
نقل لنا أحد أبناء الشيخ :ذهبت ذات مره برفقة أبي إلى جبل )بي بي ش هر ب انو(
وف ي الطري ق التقين ا شخص ا Cم ن أه ل الرياض ة الروحي ة وك ان ي دعي بع ض
الدعاءات فس أله أب ي ) :م ا ه ي حص يلة رياض تك( انحن ى ذل ك الرج ل والتق ط
حجرا Cمن الرض وحوله إلى كمثرى وقال لبي تفضل ”كل!
فقال أبي ) :حسنا Cلقد فعلت ه ذا العم ل ل ي ولك ن ق ل ل ي م اذا عمل ت ل؟ وم اذا
قدمت له(؟
وعندما سمع المرتاض هذه الكلمات من أبي بكى!
أهمية العمل ل
نقل لنا أحد أصدقائه الشيخ أنه قال :
) كنت أقضي في الليالي في مس جد )الجمع ة( بطه ران أص حح ق راءة الم ؤمنين
لس ورتي الحم د والخلص وف ي إح دى اللي الي تش اجر طفلن وج اء المغل وب
منهما وجلس إلى جانبي ك ي يحتم ي ب ي م ن خص مه ف انتهزت الفرص ة وس ألته
هل تجي د ق راءة س ورتي الحم د والخلص واس تغرق ه ذا العم ل ك ل وق تي ف ي
تلك الليلة.
وف ي الليل ة التالي ة ج اءني دروي ش وق ال ل ي :إنن ي أتق ن عل م الكيمي اء والس يميا
والهيمي ا والليمي ا وأن ا عل ى اس تعداد أن أهبه ا ل ك ولك ن بش رط أن تهبن ي ث واب
عملك في الليلة الماضية!
فقلت له) :ل لو كانت هذه العلوم ذات فائدة لما وهبتها لي(
11
إل ى جمي ع الكم الت والمقام ات المعنوي ة وك ان يع ارض إل ى أبع د الح دود ك ل
رياضة ل تتماشى مع السنة ومع طريقة المذهب.
وق د نق ل أح د محبي ة :دأب ت م دة م ن الزم ن عل ى ممارس ة الرياض ة الروحي ة
وأفردت لنفسي غرفة للذكر والتهجد والنوم أيضا Cمع تزل Cزوج تي العلوي ة وبع د
أربع ة أو خمس ة أش هر ج اءني أح د الص دقاء ودع اني لرؤي ة س ماحة الش يخ
وذهبنا إلى داره وبعد أن طرقنا الباب خرج الشيخ وبمجرد أن رآني قال:
) أتريد أن أتكلم(؟!
فأطرقت رأسي إلى الرض وإذا بالشيخ يقول:
) ما ه ذا التص رف ال ذي تتبع ه م ع زوجت ك وتهجره ا به ذه الص ورة؟ دع عن ك
الرياضة والذكار ،اذه ب واش تر علب ة حل وى وخ ذها إل ى عائلت ك وأد ص لتك
في وقتها مع التعقيبات المتع ارفه( ث م أش ار الش يخ إل ى الح اديث ال تي تؤك د أن
من يعمل أربعين يوما Cبإخلص تنفجر ينابيع الحكمة من قلبه قائل ) Cاستنادا” إل ى
هذه الحاديث إذا عمل المرء بواجباته الدينية أربعين يوما Cيحصل له قطع ا Cن ور
خاص(.
وبناء على توصية الشيخ ترك ذلك الرجل الروحية وعاد إلى حياته الطبيعية.
الفصل الخامس
أخلقه
كان الشيخ في غاية الرأفة وطلقة المحيا وحسن الخلق والوقار والدب.
وكان إذا جلس في مجلس ثنى ركبتيه ول يتكى على متكأ وإنما يجلس بعيدا Cع ن
المتكأ إلى حد ما ولم يكن يصافح أح د ويس حب ي ده قبل ه ك ان عل ى درج ة عالي ة
12
من السكينة وكان بشوشا Cفي أثناء الكلم ونادرا Cما يغضب ولك ن إذا اع تراه ف ي
مثل هذه الحالة يخرج من الدار ول يقر له قرار حتى يتغلب على نفسه وغض به
ثم يرجع إلى داره
المسألة المهمة التي كانت موضع اهتم ام الش يخ ف ي حس ن الخلق وك ان ك ثيراC
ما يوصي الخرين بها هي أن الم رء يج ب أن يتص ف بحس ن الخلق وبحس ن
السلوك مع الناس وقال في هذا الصدد:
) إن التواضع وحسن الخلق يجب أن يكون ل ولي س ري اء ول لغ رض كس ب
الناس(
كان الشيخ قليل الكلم وكان يستدل من حركاته وسكناته على أنه ف ي حال ة ذك ر
وتفكر وتوجه إلى ا كان أول وآخ ر كلم ه ف ي ا ول وك انت نظرات ه تع رف
ب المرء ب ال وك ل م ن ينظ ر إلي ه يت ذكر رب ه وحينم ا ك انوا يس ألونه ف ي بع ض
الحيان :أين كنت؟ كان يقول ) عند مليك مقتدر(!
كان كثير البكاء في مجالس الدعاء ويبكي كلما قرئت قصائد من أشعار )ح افظ(
أو )طاقديس( وكان قادرا Cفي أثناء البكاء على التبسم أو الضحك أو التح دث بم ا
يبعد الضجر عن الخرين وكان شديد الح ب لمي ر الم ؤمنين )ع( إذ ك ان يح وم
حول نوره كما تحوم الفراشة حول ضوء الشمعة وكان حينم ا يجل س يك رر بي ن
فتره وأخرى ذكر )يا علي أدركني(
تواضعه
يقول الدكتور فرزام في هذا المجال :ك ان الش يخ ش ديد التواض ع ف ي س لوكه م ع
الخري ن وك ان إذا طرق ت ب اب ال دار يب ادر ه و إل ى فتحه ا وي أذن للق ادمين
بالدخول وحينما كنا نزوره كان يستقبلنا ف ي غرف ة عمل ه ال تي ك ان فيه ا بس اطة
الخياطة.
زرته في إحدى المرات في فصل الشتاء فجاء برمانتين وقدم لي واحدة وقال
بل تكلف ول تكبر ) ﹸكل يا عزيزي حم يد( لم
تكن هناك أية نزعة استكبارية في نفسه ويبدو وكأنه ل يفرق بين ذاته وغيره
إذا قدم لحد نصيحة فإنما كان يقدمها له من باب الرشاد والهداية وأداء
الواجب كان على الدوام يجلس عند الباب ويرحب بالقادمين.
نق ل ل ي أح د تلمي ذه :عن دما ك ان ي أتي برفق ة أص حابه ل م يك ن يتق دمهم ف ي
الدخول.
وينقل آخر :ذهبنا برفق ة الش يخ إل ى مش هد وتوجهن ا نح و ض ريح الم ام الرض ا
13
) ع( فلقينا الشاعر حيد على المعروف )معج زة( – وه و نج ل المرح وم مي رزا
أحمد مرشد جلوئي – فرمى بنفسه كالمجنون عند ق دمي الش يخ! وأراد أن يض ع
قدم الشيخ على عينه فقال له:
تعص ربك بهذا العمل واخجل من هذا التصرف فمن أك ون ‹ ) يا عديم الغيرة! ل
أنا حتى تفعل معي هذا الفعل (
14
احترامه لجميع الناس
كان الشيخ يحترم السادات بل ويحترم جمي ع الن اس ف إذا م ا أخط أ أح د أم امه ل م
يك ن ي ؤنبه أم ام الخري ن ول يعت بره بس وء فعل ه وإنم ا ك ان يتظ اهر مع ه
بالممازحة والملطفة.
أخلقه في السفر
س افر الش يخ ط وال عم ره المب ارك إل ى مش هد وكاش ان واص فهان ومازن دان
وكرمانشاه وس فره الوحي د إل ى خ ارج البلد ه و س فره إل ى الع راق فق ط لزي ارة
العتبات المقدس ة وق د ت رك ف ي تل ك ال رحلت – ال تي ك انت تج ري ع ادة برفق ة
الصدقاء -ذكريات ومواقف ذات انعكاسات منها بأخلق السفر فحسب.
وصفه مرافقوه ف ي أس فاره ب أنه ك ان حس ن الخلق ف ي الس فر ويتص ف بالنق اء
وطي ب المعش ر فل م يك ن يف رق بي ن ذات ه وبي ن تلمي ذ ومحبب ة ف إذا ك انت هن اك
حقائب يجب أتحمل مكان يش ارك ف ي حمله ا أيض ا Cويعط ي م ا علي ه م ن نفق ات
السفر.
15
الفصل السادس
انتظار الفرج
من جملة الخص ائص الب ارزة ف ي شخص ية س ماحة الش يخ حب ه وولؤه الخ اص
لمام زمائنا -أرواحنا فداه -وانتظار فرجه وظهوره وكان يقول في هذا المعنى:
)يدعي معظم الناس أنهم يحبون إمام الزمان )صلوات ا عليه( أك ثر م ن حبه م
لنفسهم والحقيقة هي أنهم ليسوا كذلك لنن ا ل و كن ا نحب ه أك ثر م ن حبن ا لنفس نا
لعملن ا ل ه ل لنفس نا علين ا أن ن دعو ا جمعي ا Cأن يزي ل موان ع ظه وره ويوح د
قلوبنا مع قلبه المبارك(.
مطلبه المهم
ينقل أحد أصدقاء الشيخ :ل م أش عر ط وال ص حبتي للش يخ ب أنه ك ان ل ديه مطل ب
مهم سوى تعجيل فرج صاحب الزمان )ع( وكان كثيرا Cم ا يح ث الص دقاء ب أن
ل يطلب وا م ن ا ش يئا Cس وى التعجي ل ب أمر إم ام الزم ان وك انت حال ة النتظ ار
ل ديه عل ى درج ة م ن الق وة بحي ث إن ه إذا س مع شخص ا Cيتح دث ع ن ف رج ول ي
العصر)ع( نراه يتغير حاله ويجهش بالبكاء.
16
النبي داود)ع( إلى أن في القصة درسا Cله(.
كان سماحته الشيخ يؤكد ويقول) :كن في انتظار ول ي العص ر)ع( بك ل وج ودك
واقرن حالة النتظار بمشيئة ا(.
17
بانو( قرب مدينة ري ومتى ما توجهت إلى قبره رأيت إمام الزمان علي ه الس لم
هناك(.
الفصل السابع
الشعر
ك ان الش يخ يمي ل إل ى الش عار العرفاني ة والخلقي ة إل ى أبع د الح دود وك انت
مواعظه في معظم الوقات تتخللها أشعار تربوية وكان يعير اهتما Cفائقا Cلش عار
) حافظ( وثنائيات )طاقديس( وكان يبكي عند سماع شئ من تلك الشعار.
كانت لع علقة كبيرة بكتاب ثنائي ات طاق ديس وك ان يق ول )ل و ك ان ف ي المدين ة
كتاب "طاقديس" للمل أحمد النراقي لشتريته بكل ما أملك(.
ذك ر ال دكتور " أب و الحس ن الش يخ " ال ذي ك ان عل ى معرف ة وثيق ة بالش يخ من ذ
سنوات طويلة :كان الشيخ على معرفة عميقة بحافظ ويجيد تفسير أشعاره.
وق ال ال دكتور حم دي ف رزام ح ول رأي الش يخ ف ي الش عر والش عراء وخاص ة
حافظ:
تعرف ت بالش يخ بواس طة ال دكتور كوي ا من ذ ع ام 1373هـ .ق )1333هـ .ش(
وم ا كن ا نجل س مع ه مجلس ا Cإل وأس مع من ه أش عارا Cجميل ة وذات مغ زى عمي ق
وك ان الش يخ مغرم ا Cبح افظ أيم ا غ رام وق د س ألته ذات م رة ع ن س بب غرام ه
بحافظ فقال:
C
)إن لح افظ باع ا ط ويل Cف ي الج انب المعن وي وأج د ف ي ش عره بي ان الحق ائق
المعنوية وبعد الذوق العرفاني(
كان الشيخ يميل إلى حافظ أكثر من ميله لبقية الشعراء ويكثر م ن ذك ره أش عاره
وإذا كان يريد تنبيه أو تحذير أحد فإنه كان يستشهد بشعر حافظ.
كان الشيخ يشبه الدنيا بالعجوز وكان في بعض المواق ف يلتف ت ف ي مجلس ه إل ى
أحد محببة ويقول له:
)أراك قد ابتليت بهذه العجوز مرة أخرى(
ثم يقرأ بعد ذلك بيت شعر لحافظ يقول فيه ما معناه:
18
مصائدها(.
وكان يفصح عن هذه القوال بأسلوب الض حك والم زاح وف ي مج ال النه ي ع ن
العجب كان يقرأ البيت التالي:
وك ان م ن خلل قراءت ه له ذه الش عار يح دث تغي را Cعميق ا Cك بيرا Cف ي قل وب
أصحابه كنا في عص ر أح د الي ام برفق ة الش يخ ف ي دار أح د محبي ة وك انت ف ي
ال دار ص الة واس عة فجل س ه و ق رب الب اب وأنش د قص يدة معروف ة لح افظ تب دأ
بالبيت التالي:
رأيه في مولوي
كان سماحة الشيخ يعت بر الش اعر ح افظ الش يرازي م ن أولي اء ا ويتح دث ع ن
مكانته الرفيعة في البرزخ أما بالنس بة لمول وي فق د ك ان ل ه في ه رأي آخ ر حي ث
ك ان يق ول عن ه ) :إن ه يع اني ف ي ال برزخ( وينق ل عن ه اح د تلمي ذه أن ه ق ال:
19
) أردت أن أقر كتاب "المثنوي" فرأي ت ف ي ع الم المعن ى شخص ا Cأم امي وآخ ر
ورائي ويق ول أح دهما للخ ر :ل ت دعه ين ام ففك رت ف ي نفس ي وقل ت :لم اذا ل
يقولن :ل تدعه ينام عند قراءتي للقرآن؟ لهذا وضعت الكتاب جانبا(C
20
لكن قدمه أعرج وضعيف
لقد درس الفقه والحكمة لكن جهلة
لم ينقص وصار عالما Cلكنه لم يصبح إنسانا C
ما هو العلم؟ معرفة الخير من الشر
وما هو العقل؟ أن يملك المرء زمام نفسه
فإذا لم تملك زمـــــــام نفسك
فما فائدة معرفة الخير والشر
ومتى كانت معرفة السكنجبين وحده
كافية لدفع الصفراء أيها الحبيب اللطيف
وإذا كنت تعرف حلوة السكر
حسنا Cمتى يصير فمــك حلواC
رأينا ضرورة تأجيل الحكم على الشاعر مولوي إلى فرص ة أخ رى والمؤل ف ل
يريد في هذا الموضع الدلء نظره فيه نفيا Cأو إثبات ا Cوإنم ا ك انت الغاي ة م ن نق ل
مكاشفة آية ا ال بروجرودي وأش عار المرح وم النراق ي ه ي تأكي د أن الش يخ ل م
ينف رد ف ي رأي ه ه ذا ف ي م ا يخ ص مول وي وغنم ا تش اركه ف ي ه ذا العتق اد
شخصيات علمية بارزة.
وكنت اعتقد أن هذا الكلم يمثل قمة البلغة ف ي وص ف تت ابع النع م اللهي ة إل ى
أن رأيت في الصحيفة السجادية العبارة التالية )شكري إياك من نعمك(.
21
الفصل الثامن
السياسة
لم يتدخل سماحة الشيخ ف ي ع الم السياس ة بي د أن ه ك ان يع ارض النظ ام البهل وي
المقيت والمتسلط على الش ؤون السياس ة معارض ة ش ديدة كم ا أن ه ك ان يع ارض
مصدق أيضا بينما كان يكثر من الثناء على آية ا الكاش اني ويق ول ) إن ب اطنه
بمثابة ماء السبيل(.
تنبؤاته
ق ال أح د أبن اء الش يخ ف ي ي وم 17ش وال 1370هـ.ق )30تي ر م ن ع ام
1330هـ .ش( حينما جاء أبي إلى المنزل أجهش بالبكاء وقال:
) لقد أطفأ سيد الشهيد عليه السلم هذه النار بعباءته وحال دون وقوع هذا البلء
لقد كانوا عازمين على قتل الكثير من الناس وأن آي ة ا الكاش اني ل ن ينج ح ف ي
علمه ولكن سيأتي من بعده سيد آخر ويكون النصر حليفه( .وقد اتضح بعد حي ن
أن المقصود من السيد الثاني هو سماحة المام السيد الخميني رحمة ا عليه
22
ناصر الدين شاه في البرزخ
أما ما يتعلق بحالة ناصر الدين شاه القاجاري في ع الم ال برزخ فق د نق ل لن ا أح د
تلميذ الشيخ أنه قال:
)أطلقوا روحه في احد أيام الجمعة وفي ليلة السبت أخذوه دفع ا Cإل ى مق ره وك ان
يتوسل إلى الموكلين به قائل :Cل تأخذوني وحينما رآن ي ق ال ل ي :ل و كن ت أعل م
بهذا المصير لما رغبت في ملذات الدنيا(
الفصل الول
التربية اللهية
ل حاجة لبيان ما بلغه الش يخ م ن كم ال المعن وي لم ن عرف ه ع ن ق رب أو س مع
عمن عرفوه.
أم ا الس ؤال الساس ي ال ذي يتب ادر إل ى الذه ان ح ول ه ذه الشخص ية المعنوي ة
الك برى فه و :كي ف تس نى له ذا الرج ل البل وغ ه ذه المرتب ة النس انية الس امية؟
وكيف وصل شخص لم يكتسب شيئا Cمن العل وم المتداول ة ف ي الح وزة والجامع ة
23
إلى هذه المنزلة بحيث استفادت من برك ات ه دايته النخب ة المتعلم ة م ن منتس بي
الحوزة والجامع ة فض ل Cع ن ع وام الن اس؟! وبعب ارة أخ رى م ا ه و س ر القف زة
التي أتاحت للشيخ إحراز هذا النجاح الب اهر؟ وم ن ه و الس تاذ ال ذي ترب ى ه ذا
الرجل في مدرسته ومن هو معلمه المعنوي؟
معلموه
مع ان سماحة الشيخ لم يكتسب شيئا Cم ن العل وم المتداول ة ف ي الح وزة والجامع ة
إل أنه أدرك بعض أكابر العلم والمعرفة والمعنويات ممن يمكن اعتبارهم بمثابة
الساتذة بالنسبة له من أمث ال المرح وم آي ة ا محم د عل ي الش اه آب ادي – أس تاذ
المام الخميني )قدس( – والمرحوم آية ا الميرزا محمد تقي البافقي والمرحوم
آية ا الميرزا جمال الصفهاني.
وحض ر س ماحة الش يخ دروس ع المين ك بيرين آخري ن هم ا الس يد عل ى المفس ر
والس يد عل ي الغ روي وه و مفس ر وإم ام جماع ة مس جد ف ي محل ة سلس بيل ف ي
طهران.
تك ون ل دى الش يخ إلم ام ت ام ب القرآن الكري م والح اديث الش ريفة م ن خلل ه ذه
المعلوم ات واخ ذ ي ترجم ويفس ر الق رآن والح اديث والدعي ة ف ي المج الس ال تي
كان يقيمها ويبين لها معاني بديعة قلما يلتفت إليها الخرون.
ومعنى هذا فإن ما عند سماحة الشيخ من اطلع ف ي المع ارف الس لمية يع زى
إلى أخذه عن هؤلء العلماء الك ابر وأمث الهم بي د أن التح ول المعن وي أو القف زة
المعنوية التي حصلت عنده يجب البحث عن أسباب أخرى لها فذلك التحول كان
يشير إليه س ماحته بق وله ) :م ا ك ان ل ي أس تاذ( ينق ل أح د مح بي الش يخ أن ه ك ان
يقول ) :ما كان لي أستاذ إل أنني كنت احض ر مج الس ال وعظ ال تي ك ان يقيمه ا
المرحوم الشيخ محمد تقي البافقي في ضريح الس يد عب د العظي م الحس ني رحم ه
ا ليل Cفقد كان رجل Cم ن أه ل الب اطن وق د نظ ر ذات ليل ة إل ى المجل س وت وجه
إلى بالقول ) إنك ستبلغ مرتبة رفيعة(
بداية التحول
يتعقد المؤلف أن سر القفزة الب ارزة والتح ول المص يري ف ي حي اة الش يخ يع زى
إل ى حادث ة م ثيرة وقع ت للش يخ وه ي حادث ة تحت وي عل ى ك ثير م ن ال دروس
والعبر.
فق د وقع ت للش يخ ف ي مطل ع ش بابه حادث ة مش ابهة لحادث ة الن بي يوس ف )ع(
وكانت الحادثة وما استتبعها بمثابة نموذج للتوحيد الفعلي إذ يستدل منها على أن
24
م ا ورد ف ي آخ ر قص ة )ع( م ن قول ة تع الى﴿ :إن ه م ن يت ق ويص بر ف إن ا ل
يضيع أجر المحسنين﴾ تعتبر قاع دة عام ة ول تخت ص ب النبي يوس ف )ع( وح ده
وت بين ه ذه القص ة أيض ا Cأن م ا ورد ف ي خت ام القص ة الن بي يوس ف م ن ق وله
تعالى ﴿ولما بلغ أشده ءآتينه حكما وعلما وك ذلك نج زي المحس نين﴾ يعت بر أيض ا
قاعدة عامة وان كل أهل الخير والحسان سيؤتون نور الحكمة والعلم اللهي.
25
كيفية التربية اللهية
وهكذا استجاب ا دعا شاب استدرج إلى المصيدة حينما طلب من ربه ف ي ذل ك
الجو المغري قائل ) Cاللهم اصطنعني لنفسك( وأح دث ذل ك منعطف ا Cمص يريا Cف ي
حياته وهو منعطف ل يستطيع إدراكه الناس الماديون ال ذين ل ي رون إل ظ اهر
المور وطوى رجب علي بهذه القفزة مسيرة مئة عام بين ليلة وضحاها وتحول
إلى الشيخ رجب علي الخياط أو كمال قال الشاعر :
26
الفصل الثاني
المداد الغيبي
جاء في نهج البلغة أن المام عليا ) Cع( قال ) :وما برح ل – عزت آلؤه – في
البرهة بعد البرهة وفي أزمان الفترات عباد ناجاهم في فكره م وكلمه م ف ي ذات
عقولهم فاستصبحوا بنور يقظة في البصار والسماع ولفئدة(...
27
هذا نتيجة تفكيرك بالمكروه الذي خطر ببالك!
فقلت :ولكنني لم أقترف ذنبا C
فقيل لي :ولذلك رفسة الجمل لم تصبك.
وانتهت هذه القضية وكنا في أيام الجمعة نقيم مجلسا Cوامت د بن ا المجل س ف ي أح د
اليام إلى قريب الظهر فقال صاحب الدار وبقية الصدقاء تتناولون الغ ذاء هن ا؟
فقلن ا نع م وتغ ذينا مع ا Cوف ي الس بوع الت الي امت د بن ا المجل س إل ى الظه ر أيض ا C
ومدوا الخوان المائدة أكثر تنوعا Cمما كانت عليه في السبوع الماضي وتكررت
ه ذه الحال ة ع دة أس ابيع وف ي إح دى الم رات امتلت الم ائدة ب أنواع مختلف ة م ن
الطعام وفي وسطها قالب زبد ق د جل ب النظ ار فخط ر بب الي ...أن ه ذه الم ائدة
أقيم ت م ن أجل ي وإنن ي أن ا أس اس المجل س وإنم ا دع ي بقي ة الص دقاء بس ببي
وعلى هذا المبنى فإنني أولى من غيري بأكل هذا الزبد .وانطلقا Cمن هذه الفكرة
28
تن اولت خ بزا Cوبينم ا أم د ي دي لخ ذ الزب د وإذا أرى بلع م ب ن ب اعورا واقف ا ف ي
زاوية الغرفة ينظر إلي ضاحكا ” فسحبت يدي.
محبة الولد في ا
قال سماحة الشيخ في إحدى المرات ) رأيت في إحدى اللي الي حجاب ا Cل أس تطيع
اختراقه والوصول إلى محبوبي فاستطلعت حقيق ة الم ر ووج دت بع د التض رع
إلى ا أن ذلك الحجاب جاء نتيجة لمشاعر الحب التي خطرت في ذهني عص ر
أمس حينما كن ت أمع ن النظ ر لقام ة ول دي الجميل ة وقي ل ل ي أن يج ب أن يك ون
حبك إياه ل فاستغفرت ربي(...
29
الفصل الثالث
الكمال المعنوي
هناك حديث مشهور يعرف عند أه ل المعرف ة بح ديث ) التق رب بالنواف ل( وه و
حديث نقله مح دثو الش يعة والس نة – بش ئ م ن التف اوت – ع ن رس ول ا )ص(
أنه قال) :قال ا عزوجل ...م ا تق رب إل ي عب د بش ئ أح ب إل ى مم ا افترض ت
عليه وإنه ليتقرب إلي بالنافلة حتى أحبه ف إذا أحببت ه كن ت س معه ال ذي يس مع ب ه
وبصره الذي يبصر به ولسانه الذي ينط ق ب ه وي ده ال تي يبط ش به ا :إن دع اني
أجبته وإن سألني أعطيته(
والمقصود بالنافلة في أحاديث )التقرب بالنوافل( ه ي جمي ع العم ال ال تي يؤديه ا
النس ان دون الواجب ات وتك ون س ببا Cف ي س مو حركت ه باتج اه الكم ال المطل ق
والمقصود السمى للنسانية.
يس تطيع النس ان -اس تنادا Cإل ى ه ذه الح اديث – أن يتق رب م ن خلل العم ال
الصالحة إلى ا خطوة خطوة إلى أن يبلغ الغاي ة القص وى للعبودي ة بحي ث تك اد
عينه ل ترى شيئا Cإل ل ول تسمع أذنه شيئا Cإل ل ول يتلف ظ لس انه بش ئ إل ف ي
سبيل ا ول يطلب قلبه شيئا Cإل ا.
وبعبارة أخرى إذا ذابت إرادة المرء ف ي إرادة ا يص ير ا – كم ا يفي د التع بير
الوارد في أحاديث التقرب بالنوافل – عينه وأذنه ولس انه وقلب ه إل ى أن ين ال ف ي
ختام المط اف ج وهر العبودي ة وه و الربوبي ة وه ذا م ا ع بر عن ه س ماحة الش يخ
بقوله:
إذا كانت العين تبصر في سبيل ا تصبح )عين ا( وإذا كانت الذن تس مع ف ي
سبيل ا تصبح )أذن ا( وإذا كانت اليد تعمل في سبيل ا تص بح )ي د ا( إل ى
ان يصل المر إلى القلب فيكون عرش ا حيث قيل:
)قلب المؤمن عرش الرحمان(
C
وقال المام الحسين )ع( )جعلت قلوب أولئك مسكنا لمشيئك(
يستدل من خلل الدراسة الدقيق ة والمنص فة لح وال الش يخ أن التح ول المعن وي
الذي حصل في حياته بسبب إعراض ه ع ن الش هوات ف ي س بيل ا -فض ل عم ا
لقيه من التربية اللهية واللهام والمداد الغيبي -هو الذي رفعه إلى هذه الدرج ة
م ن الكم ال المعن وي ولع ل ه ذا ه و الس ر الك امن م ن وراء ولع ه بتردي د ه ذه
البيات:
جمالك هو الذي أرشدني في مدرسة الزل
30
وكرم لطفك أوقعني في محبتك
ونفسي المارة مالية ل رتكاب الباطل
لكن فيضك أنقذني من مخالبها
تفكره في التوحيد
نقل أحد تلميذ الشيخ -ممن كان على صلة به مدة تناهز ثلثي ن س نة -أن ه ذه ب
ذات مره بأمر من سماحة الشيخ لزيارة آية ا الكوهس تاني فق ال ض من كلم ه:
كل ما كان لدى المرح وم الش يخ رج ب عل ي الخي اط إنم ا ه و التوحي د لن ه ك ان
كثير التفكر في التوحيد.
فناؤه في ا
وص ف ال دكتور حمي د ف رزام -ال ي اس تفاد م ن مج الس الش يخ لس نوات طويل ة-
الشيخ على النحو التالي :كان الشيخ علي نكوكويان رحمه ا عارف ا Cورع ا Cوق د
وصل على أثر تهذيب نفس ه وص فاء ب اطنه إل ى مق ام الفن اء ف ي ا والبق اء ب ال
وبل غ بفض ل عمل ه بأحك ام الش ريعة والس لوك ف ي مقام ات وأح وال الطريق ة
وبفضل ا ورعايته حب•ه ا عزوجل منزل الحقيقة.
حبه ل عزوجل
وقال أحد تلميذ الش يخ ف ي وص فه :ك ان المرح وم الش يخ مم ن س خر وج وده ل
حيث لم ير في الوجود إل ا وكان يرى ا في كل شئ وكل ما يق وله فه و ع ن
ا وكان ا هو أول كلمه وآخره فقد كان عبدا Cمحبا Cلرب ه وله ل ال بيت عليه م
الس لم وم ن الط بيعي أن التق ديس يختل ف ع ن الح ب والش يخ رج ب عل ي ك ان
محب ا Cوك ان أب رز ص فة في ه ه ي ح ب ا والعم ل ل وم ن يحب ون ف ي الم ور
المعنوية تظهر آثار تلك المحبة في أعينهم ول م تك ن عين ا الش يخ عيني ن ع اديتين
وإنما كان يبدو وكأنه ل يرى غير ا.
ك ان يعت بر ك ل ل ذة بغي ر ا ذنب ا Cفك ان ف ي أي ام الص يف الش ديدة الح ر يت برد
بمروحة يدوية وما إن شعر بالبرد قال:
) أستغفرك من كل لذة بغير ذكرك ومن كل راح ة بغي ر أنس ك وم ن ك ل س رور
بغير قربك ومن كل شغل بغير طاعتك(
ووصف واحد آخر من تلميذ مدى حبه ل عل ى النح و الت الي :ك ان الش يخ عل ى
درجة من الحب ل بحيث إنه لم يكن على اس تعداد للتح دث ع ن غي ر ا إل بم ا
ه و ض روري م ن الكلم وك ان ف ي بع ض الحي ان يض رب مثل Cقص ة مجن ون
ليل ى حي ث ل م يك ن قي س ب ن المل وح الع امري يطي ق س ماع كلم آخ ر س وى م ا
31
يخص ليلى :ويقال :إن قيس سئل ذات مره :هل الحق مع علي )ع( أم مع عمر؟
فقال الحق مع ليلى وكان الشيخ يقول ) :حتى لو كانت ه ذه القص ة ل علق ة له ا
بالحقيقة فهي تقرب الحقيقة إلى الذهان(.
منزلته الرفيعة
لقد بلغ هذا الفتى الخياط من خلل حبه ل وكمال إخلصه أسمى منزل ة ووص ل
إلى الغاية العليا وهذا يعنى -كما ورد في الحديث -أنه سلك طريقا غي ر الطري ق
المتعارفة لبلوغ كمالت ومقامات أهل المعرفة.
جاء في حديث عن المام الصادق )ع( انه قال:
)إن أولي اللباب الذين عملوا بالفكرة حتى ورثوا منه حب ا -إلى أن قال -فإذا
بل غ ه ذه المنزل ة جع ل ش هوته ومحبت ه ف ي خ القه ف إذا فع ل ذل ك ن زل المنزل ة
الكبرى فعاين ربه في قلبه وورث الحكم ة بغي ر م ا ورث ه الحكم اء وورث العل م
بغي ر م ا ورث ه العلم اء وورث الص دق بغي ر م ا ورث ه الص ديقون إن الحكم اء
ورثوا الصدق بالخشوع وطول العبادة
رؤيته للمكلوت
إن رؤية ملكوت السماوات والرض ببص رة القل ب تعت بر مقدم ة لمرتب ة رفيع ة
من عين اليقين وهو ما يحصل عن مشاهدة العيان كمن مشى ووقف على ساحل
البحر وعاينه.
Ÿ ”
ض ول‹ي•كون• ‹من• ال ”موق‹ن‹ين• ﴾
‹ رŸ• ت •وال ”
﴿ •و •ك •ذل‹ك ن” ‹رى إ‹ب •ر ‹هي •م •ملكوت الس •م •و ‹
• Ÿ
ج اء ف ي ح ديث ع ن رس ول )ص( أن ه ق ال) :ل ول أن الش ياطين يحوم ون عل ى
قلوب بني آدم لنظروا إلى ملكوت(
وك ل ال ذين اس تنفذوا أنفس هم م ن مك ائد النف س والش يطان تنكش ف الحج ب ع ن
قلوبهم فيستطيعون مشاهدة ملك وت الس ماوات والرض ف ي ص ف )أول و العل م(
32
وإلى جانب الملئكة.
Ÿ ” ”
﴿ ش ‹ه •د ا” أ•نه” ل إ‹ل•ه• إ‹ل ه” •و •و ال •مل•ئ •كة •و أولوا ال ‹عل ‹م﴾
Ÿ ” Ÿ
ينق ل أح د تلمي ذ الش يخ ق ائل :Cس ألت المرح وم الح اج المق دس ه ل ص حيح أن
رسول )ص( قال:
)لول أن الشياطين يحومون على قلوب بني آدم لنظروا إلى الملكوت(؟
فقال :نعم
قلت :وهل ترى أن ملكوت السماء والرض؟
فقال :ل ولكن الشيخ رجب علي الخياط كان يرى ذلك
الشيخ في سن الستين
نقل عن المرحوم الشيخ عبد الكريم حامد :أن الشيخ في سن الستين كان حالة إذا
أمعن النظر فيما يريد عرف كل ما يريد.
33
فقال :وماذا غير التعليم؟
قلت :أستاذ في الجامعة وأدرس.
قال :ل ولكن أرى انك تشتغل أشياء كروية الشكل!
فتفاجأت من كلم الشيخ وقل ت:نع م من ذ س نوات طويل ة وأن ا أش تغل ف ي ص ناعة
)كرات جغرافية( وأبيعها لتمشية أموري المعاشية ول أحد يعلم بهذا!
ثم بدأ ال دكتور ف رزام يتح دث ع ن ذكري اته ف ي ه ذا المج ال تأي دا Cلكلم ال دكتور
محققي قائل :Cنعم مواقف كثيرة من ه ذا الن وع ول و أردت التح دث عنه ا كله ا ل
ستلزم ذلك أطنانا Cمن الورق فنتيجة لجهود الشيخ في تهذيب نفسه وصفاء باطنه
يرى بكل بساطة أش ياء ك ثيرة ويبينه ا ب دون )الس تغراق ف ي بح ر المكاش فة( –
كما يقول العرفاء المتصوفة -حيث صرح م رات عدي دة أم ام مح بيه ،ق ائل) :Cي ا
أصدقائي لقد من ا علي بكرامة فأنا أشاهد الشخاص وهم في عالم البرزخ(
وبهذه المناسبة سأذكر في ما يلي عدة مواقف من هذا النوع:
34
الثالث :أراه يشيب رأسه ولحيته:
قبل حوالي أربعين سنة شعرت بضعف في القلب وأحسست بأن حالتي الص حية
خطيرة فخبرت الدكتور كويا بأن وض عي لي س عل ى م ا ي رام وم ن المحتم ل أن
...ويبدو أن الدكتور كويا أخبر الشيخ أثناء غيابي بحالتي الصحية فقال له:
)ليكن مطئمن البال فإنني أرى شعر رأسه ولحيته سيبيض شيبا(C
والظاهر انه قال أيضا ) Cسيبلغ من العمر سبعين أو ثمانين سنة(
والحمد ل فقد تجاوزت الن السبعين من عمري
وسأعرض عن ذكر أمثال هذه المطالب تجنب ا Cللطال ة وانتق ل إل ى ذك ر مط الب
أسمى من مرتبة رؤية المور والشياء:
35
الكثير من أهل الباطن لهذا الغرض ولكن دون جدوى.
وف ي ي وم م ن الي ام اع ترتني حال ة ش ديدة م ن القل ق فأعط اني أح د الش خاص
عنوان سماحة الش يخ فقص دته وق ابلته وحينم ا رآن ي تأم ل قليل Cوق ال) :زوجت ك
في أمريكا وستعود بعد أسبوعين فل تقلق عليها(
وهذا ه و م ا حص ل تمام ا C؛ إذ ك انت زوج تي ف ي أمريك ا ث م ع ادت 0وبع د ه ذه
الحادثة كنت في أغلب اليام أمر عل ى الش يخ بع د انته اء عمل ي ف ي الجامع ة ث م
أذهب بعد ذلك إلى البيت.
وقال الدكتور أبو الحسن شيخ في اللقاء الذي أجري معه بتاريخ 15ربي ع الول
1415هـ.ق )11/5/1375هـ.ش( حول تدوين هذا الكتاب:ذهبنا معه في يوم من
الي ام إل ى المنطق ة )ب س قلع ة( واس تأجرنا ل ه حم ارا Cهن اك فركب ه وأخ ذت أن ا
بزمام الحمار أقوده وقلت في نفسي ماذا ينفعني عملي كأس تاذ ف ي الجامع ة؟! إذا
أردت أن أصبح أستاذا Cيجب علي أن أسلك هذا الطري ق وأقتف ي أث ر ه ذا الرج ل
خطوة خطوة لكون مثل ه .وف ي إح دى الم رات ذهب ت مع ه إل ى ك ربلء ودخلن ا
الحمام هناك ودلكت له ظهره ففي صحبتي للشيخ كنت أشعر بالبهجة.
36
ما أردته قد تحقق
حكى لنا الس يد إبراهي م الموس وي الزنج انجي ق ائل Cف ي ع ام 1373هـ.ق )بهم ن
عام 1333هـ.ش( سافرت مع ع ائلتي إل ى الع راق بع د تعيين ي معاون ا Cلمحاس ب
إدارة الجوازات اليرانية في بغداد وقبل يومين من اندلع الث ورة العراقي ة ض د
النظام الملكي رجعت برفقة عائلتي إلى إي ران إل أن وال داتي وأح د أولدي بقي ا
في مدينة الكاظمية وفي اليوم الت الي أعلن ت وك الت النب اء خ بر ان دلع الث ورة
العراقية وقد أغلقت الحدود فانتابتني حالة قلق شديد عل ى وال دتي وول دي الل ذين
تركتهما هناك وراجعت السفارة العراقية بطه ران م رات عدي دة للحص ول عل ى
تأشير الدخول إلى العراق وكان هناك أشخاصا Cآخرون في حالة مشابهة لح التي
وقد راجعوا السفارة وتلقوا منها ردا Cسلبيا.C
أدى سماع ال ردود الس لبية إل ى تف اقم قلق ي واق ترنت تل ك الي ام م ع ش هر مح رم
فتوجهت بهذه المناسبة إلى قم وذهبت لزيارة ضريح الس يدة المعص ومة ووقف ت
عن د رأس الس يدة معص ومة وأخ ذت أتوس ل إل ى ا وص ليت الص لة الخاص ة
بالم ام موس ى ب ن جعف ر)ع( متوس ل Cب ه للحص ول عل ى تأش يرة ال دخول بع د
يومين عدت إلى طهران وكان لي زميل اسمه احم د في ض المه دوي طل ب من ي
يوم ذاك إع داد لق اء لب ن عم ه المرح وم س ماحة الحج ة ض ياء ال دين في ض
المهدوي مع سماحة الشيخ رجب علي الخياط فذهبت برفق ة الش يخ ض ياء ال دين
إلى منزل الشيخ ودخلنا إل ى غرفت ه المتواض عة ال تي ك ان نص فها مفروش ا Cفق ط
طل ب م ن الش يخ ق راءة س ورة الخلص س بع م رات إذ ك ان س ماحته ش ديد
العتقاد بالعدد س بعة ث م ب دأ بالتح دث وبينم ا ك ان منش غل ف ي ال وعظ والرش اد
التفت إلي وقال:
)لقد زرت خير زيارة وقد استجيبت دعوتك وآثارها واضحة وأسألك الدعاء(
فسألته :أي زيارة تقصد؟
قال) :زيارة لقم(
وواصل حديثه في الوعظ والرشاد
37
مبهما Cفي نظري وفي اليوم التالي شرحت لزميلي أحم د في ض المه دوي م ا دار
في لقاء المس وسألته ما هي قضيه ال دعاء ال ذي يك ثر من ه الح اج ض ياء ال دين
على أحد الشخاص؟ فقال :ابن عمي الحاج ضياء ال دين ل ديه اب ن يحم ل أقك اراC
شيوعية ولهذا يدعوا عليه بعد كل الصلة!
أما م ا يخ ص اس تجابة دع وتي ال تي أش ار إليه ا أثن اء كلم ه فق د أدرك ت س رها
حينما راجعت السفارة العراقي ة بع د ي ومين فعن دما وص لت إل ى الس فارة ورآن ي
الموظف ق ال ل ي :أعطن ي ج واز س فرك لختم ه! وخت م ج وازي ب الختم الملك ي
الس ابق وش طب عل ى كلم ة )الجمهوري ة( وك ان تص رف ه ذا الموظ ف م دعاة
لدهشة الحاضرين وبعد حصول الموافقة سافرت إلى بغداد وتبين لي أن ص حفيا C
أمريكيا واحد فقط استطاع أن يدخل إلى بغداد قلبي.
تكلمه مع النباتات
”
نقل أحد تلميذ الشيخ ان ه ق ال) :إن النبات ات حي ه أيض ا وأن ا أتح دث معه ا وه ي
تصرح لي بخواصها(.
38
استجابة دعاء الشيخ
C
ذكر أحمد أصدقاء الشيخ أن أحد تلميذ الشيخ كانت زوجته عاقرا وطرق جميع
البواب ولك ن دون ج دوى إل ى أن طل ب م ن الش يخ أن يرش ده إل ى س بيل للح ل
وقال :أريد ولدا Cليكون خلفا Cلي بعد مماتي.
فقال له الشيخ) :س أعطيك الج واب فيم ا بع د( مض ت م دة م ن الزم ن ل م أع رف
ماذا أجاب الشيخ تلميذه إلى أن دعني ذات مره إلى وليمة فسألته :وما سبب ه ذه
الوليمة؟
فق ال ل ي :لق د رزقن ي ا بنت ا Cفت ذكرت كلم الش يخ ال ذي دار ف ي مجل س الش يخ
وسألته هل أستجيب دعاء الشيخ؟ قال نعم أستجيب ولكن بشرط قلت كي ف؟ ق ال
ش رط عل ي أن أذب ح ف ي ي وم ميلد الطفل ة م ن ك ل ع ام عجل Cف ي قري ة "م زار
السيد أبي الحس ن" -وه ي قري ة تابع ة لمدين ة ري -وأوزع ه له الي تل ك القري ة
واليوم هو مرور السنة الولى من ذلك الشرط.
وقد وفى بالشرط مدة سبع سنوات وفي السنة الثامنة كان في الخارج تعذر علي ه
الوف اء بعه ده فت وفيت الطفل ة ف ي تل ك الس نة فت ألم عليه ا ك ثيرا Cوف ي أح د الي ام
أردت الذهاب إلى مجلس الشيخ فقل ت ل ه :ه ل بإمكان ك أن ت ذهب مع ي إل ى دار
الشيخ هذه الليلة؟
فقال :نعم
C
ذهبت قبله وشرحت للشيخ أن فلنا مت ألم لوف اة طفلت ه فق ال) :وم اذا فع ل؟ ألي س
من صفات المسلم الوفاء بالعهد؟ إنه لم يف بعهده(.
وبعد أن جاء صاحبنا مازحه الش يخ قليل Cث م ق ال ل ه ) :ل تت ألم ف إن ا عوض ك
عنها بعدة قصور في الجنة ولكن إياك أن تهدمها(.
39
غرفتين متداخلتين وأموالك موجودة في الغرفة الثانية ملفوفة في قماش حري ري
أحمر إلى جانب التن ور فادخ ل وخ ذ الم ال وأخ رج وس وف ي دعونك إل ى تن اول
الشاي فل تضغ لهم واخرج مسرعا.(C
قصدت العنوان الذي ذكره لي الش يخ -وإذا ه و من زل خ ادمي -فظ ن أنن ي جئت
برفق ة رج ال الش رطة وقص دت الغرف ة الثاني ة فوج دت الم ال حي ث وص ف ل ي
الش يخ فأخ ذته ودع اني ص احب المن زل لتن اول الش اي ولكنن ي ص رخت ف ي
وجوهم وخرجت.
C
كان مجموع المبلغ مئة تومان فجئت بنصفه إلى الشيخ ردا لجميله ووضعته بين
يديه ودموعي تتساقط على خدي تع بيرا Cلش كري لكن ه رف ض أن يأخ ذ من ه ش يئا C
وبعد التوسل اللحاح وافق الشيخ على أخذ مبل غ عش رين تومان ا Cولك ن ل لنفس ه
بل أعاده إلي وقال) :توجد عدة عوائل فقيرة أذكر لك أسماءها وهي بحاج ة إل ى
ش راء الث اث ل زواج بناته ا يج ب علي ك ال ذهاب وش راء م ا ه و ض روري له م
وإيص اله إل ى دوره م وتس لمه بأي ديهم ويج ب أن تق وم به ذه المهم ة بنفس ك ول
توكلها إلى شخص آخر( .ولك يأخذ الشيخ ريال Cواحد لنفسه!
40
ثواب من غض نظره
ونقل شخص آخر :كانت لدي سيارة أجرة وكن ت متجه ا Cفيه ا م ن مي دا "س باه"-
حاليا -نحو الجنوب فرأيت سيدة طويل ة القام ة وجميل ة ترت دي "ج ادر" أش ارت
لي بالتوقف فوقفت وغضضت بصري واستغفرت رب ي فركب ت وأوص لتها إل ى
مقصدها وفي اليوم التالي جئت إلى الشيخ فقال لي وكأنه ق د ش اهد ذل ك الموق ف
عن قرب )من ك انت تل ك الس يدة الطويل ة ال تي نظ رت إليه ا ث م ص رفت وجه ك
عنها؟ فبغض بصرك عنها ادخر ل ك رب ك قص را Cف ي الجن ة وحوري ة تش به تل ك
السيدة(.
41
قال أح د أص دقاء الش يخ ذهبن ا ذات م رة برفق ة الش يخ إل ى مدين ة مش هد وعن دما
دخلنا إلى مرق د الم ام الرض ا )ع( رأين ا إل ى ج انب ش باك الض ريح ش ابا Cيبك ي
ويصرخ ويقسم على المام بحق والدته.
فقال لي الشيخ) :أذهب وقل له قضيت حاجتك فاذهب(.
فتقدمت إليه وقل ت ل ه م ا ق اله الش يخ فش كرني وذه ب فس ألت الش يخ ع ن قض ية
فقال ) :هذا الشاب يحب فتاة ويريد الزواج منها ول يعطونها له فجاء إلى المام
الرضا )ع( يتوسل به فقال المام الرضا )ع( لقد تمت القضية فليذهب(
ل تغضب
يقول أحد تلميذ الشيخ جرى بيني وبين أحد المتدينين ذات يوم نقاش في السوق
حول موضوع ديني علمي وقدمت له الدل ة الك ثيرة لكن ه ل م يقتن ع به ا فغض بت
لذلك وانصرفت.
وبعد ساعة جئت إل ى الش يخ وم ا أن رآن ي ق ال ) :ه ل حص لت ح دة بين ك وبي ن
شخص آخر(؟
فقصصت عليه ما جرى بيننا فقال ) :ل تغضب في مثل هذه الحالت ولتكن ل ك
أسوة بأسلوب الئمة الطه ار عليه م الس لم وإذا رأي ت الط رف الخ ر ل يتقب ل
فاقطع الكلم(.
42
مطرقا Cويسير وهو مبتسم وبقيتا تسيران معنا عدة خطوات ثم غابتا عن النظار
فجأة فسألت أبي عنهما فقال ) :كانتا شيطانتين(.
الفصل الول
43
مستفيضة على كتاب "مصباح الهداية" تعتبر بحد ذاتها دورة كاملة في العرف ان
النظري والعلمي.
التقي هذا الستاذ الكبير وهو في سن الستين سماحة الشيخ رجب علي الخياط.
وحينما ذهبت لزيارة الشيخ قال لي):لقد جاءني أستاذك جلل الدين همائي وبع د
أن تحدثت معه تغير حاله وانقلب رأسا Cعلى عقب وضرب بيه على جبهت ه ن دما C
وحسرة وحدث نفسه ق ائل :Cي ا للعج ب لق د س لكت طريق ا Cخط ا Cعل ى م دى س تين
عاما(!C
أجل كان كلم الشيخ على قدر ممن الت أثير بحي ث جع ل الس تاذ هم ائي -م ع م ا
يتصف من مرتبة علميه عرفانية رفيعة يفقد -صوابه غفر ا لهما.
وكان الشيخ يقول في أثناء مجلس الدعاء):يا أصدقائي إن ما أح دثكم ب ه ه و ف ي
غاية دروس العرفان(
وقال تلميذ آخر من تلميذه :كانت دروس الشيخ تبدل النحاس إلى ذهب.
وعلى هذه الساس فإن القضية الولى ال تي تس توجب الهتم ام ف ي ق درة الش يخ
على التهذيب تكمن في الكشف عن سر هيمنته على الط رف المخ اطب ومعرف ة
السلوب الذي يتبعه في التعليم والتربية والتهذيب.
التهذيب بالعمل
تذهب الروايات إلى أن الشرط الساس ي ف ي نح اج لتعلي م والتربي ة ه و التط بيق
العلمي لعلم الخلق بالرشادات التي يطرحها على التلمذة .قال أمير المؤمنين
)ع( في هذا المضمار:
C
)من نصب نفسه للناس إمام ا فعلي ه أن يب دأ بتعلي م نفس ه قب ل تعلي م غي ره وليك ن
تأديبه بسيرته بلسانه(.
والسر الساسي في تأثير الشيخ وق درته عل ى الته ذيب ه و امتث اله لوص ية أمي ر
المؤمنين)ع( هذه ودعوته إلى ا بالعلمل قبل القول فهو إذا كان ي دعو الخري ن
إلى التوحيد العلمي فقد حطم بذلك ﴿ءأرباب متفرقون﴾ .وعلى رأسهم صنم نفس ه
وإذا ك انت يح ث عل ى الخري ن عل ى الخلص ف ي جمي ع العم ال فق د ك انت
جميع حركاته وسكنا Cل .وإذا كان يغفل لحظة كان الباري تع الى يرف ده بالتس ديد
وبالنحو الذي كان يقول فيه:
)كل إبرة كنت أغرسها في القماش لغير ا كانت تنغرس في يدي(!
وإذا كان يحض الخرين على محب ة ا ف إنه ف ان بنفس ه ف ي محب ة ا كالفراش ة
ف ي دورانه ا ح ول الش معة وإذا ك ان يح ث الخري ن الحس ان واليث ار وخدم ة
الن اس فه و نفس ه ك ان س باقا Cف ي ه ذا المي دان وإذا ك ان يص ف ال دنيا "العج وز"
44
ويحذر الخرين من التعل ق به ا ف إن حي اة الزه د ال تي ك ان يعيش ها تمث ل أفض ل
دليل على إعراضه وعدم رغبته في هذه العجوز.
وأخيرا Cوليس آخرا Cفإنه إذا ك ان ي دعو الخري ن لمحارب ة أه وائهم ف ي س بيل ا
فهو شخصيا Cكان في الخط الول لهذه الجبه ة وخ رج بنج اح م ن ذل ك المتح ان
العسير الذي تعرض له مثلما خرج منه النبي يوسف )ع( بنجاح.
أساليبه التربوية
يمكن تقسيم الساليب التربوية التي اتبعها الشيخ في تربية تلميذ إلى نوعين من
الساليب وهما:
-1السلوب التربوي في المجالس العامة
-2السلوب التربوي في المواقف الخاصة.
45
يقول أحد تلميذ :إنه كان يقرأ هذه البيات بنح و يستعص ي عل ى حب س دم وعي
وفي أعقاب ذلك يقرأ بشكل رائع واحدة من المناجاة الخمس عشر المنسوبة إل ى
المام زين العابدين )ع(.
ويقول آخر :لم أر في مجالس دعاء الشيخ من هو أكثر بكا Cء منه فه و ك ان يبك ي
بكا Cء مريرا Cيفتت الكباد.
وبعد انتهاء الدعاء وتناول الشاي كان يبدأ كلمته في الوعظ والرشاد كان الشيخ
على رجة عالية من حس ن البي ان وك ان يح اول عل ى ال دوام أن ينق ل ف ي كلم اته
حصيلة ما أدركه من القرآن والحاديث وما توصل إليه من حق ائق حولهم ا إل ى
الخري ن ك ان يخ اطب الحاض رين ف ي مجلس ه بكلم ة )أيه ا الرفق اء( وت دور
المح اور الس لمية لكلم ه ح ول موض وعات التوحي د والخلص وح ب ا
وحضور القلب والنس ب ال وخدم ة الن اس والتوس ل بأه ل ال بيت عليه م الس لم
وانتظ ار الف رج والتح ذير م ن ح ب ال دنيا وم ن الناني ة وه وى النف س وه ذا م ا
سنتحدث عنه بالتفصيل في الفصول اللحقة إن شاء ل تعالى.
قال الدكتور ثباتي حول بداية معرفته بالشيخ وكيفية مجالسه ما يلي :تعرفت ف ي
السنوات الخيرة من مرحلة الثانوية بالش يخ بواس طة ال دكتور عب د العل ي كوب ا-
الذي يحمل شهادة الدكتوراه في الفيزي اء الذري ة م ن فرنس ا -وبقي ت أت ردد عل ى
مجالسه مدة عش ر س نوات .ك انت ذات نط اق مح دود ويحض رها ع دد قلي ل م ن
الش خاص وتتس م مجالس ه بط ابع خصوص ي أك ثر م ن الط ابع الع ام وم تى م ا
ازداد عدد الحاضرين وش ارك ف ي المجل س أش خاص غرب اء ك ان يؤج ل ح ديثه
الخ اص إل ى وق ت آخ ر ومعن ى ه ذا أن ه ل م يك ن راغب ا Cف ي كس ب المزي د م ن
التلميذ والمحبين.
لم تكن مجالسه تتضمن سوى بضع كلمات ونصائح ومواعظ تعقبها ع ادة ق راءة
الدعية وكانت بعض الكلمات مكررة تقريبا Cولكن تتسم بطابع روحي يبع د الكل ل
والملل عن نفس النسان مهما تكررت على سمعه.
ومثل كلماته في روعة البيان كمثل كلم ات الق رآن ال تي مهم ا أك ثر النس ان م ن
تلوتها يراها غضة وكأنه لم يسمعها من قبل.
كان مجلسه يتصف بالبعد الروحي بحيث أن أحد لم يكن يتحدث فيه عن القضايا
الدنيوي ة والمادي ة وإذا تح دث فيه ا أح د ع ن ش ؤون اعتيادي ة ك ان الخ رون
يش عرون بالش مئزاز م ن ح ديثه .ك انت أح اديث س ماحته تنص ب عل ى أب واب
القرب إلى ا وحب ا والسير إلى ا وكان يلخص موضوع السير إلى ا في
كلمتين ويقول:
)يجب أن تغير مرشدك من الن أي كل ما كن ت تفعل ه إل ى يوم ك ه ذا إنم ا ك ان
46
لنفسك ويجب عليك من الن فص اعدا Cأن تفع ل ك ل ش ئ ف ي س بيل ا وه ذا ه و
أقرب الطرق إلى ا "اسحق ذاتك واحتضن محبوبك"(.
ك ل المنطلق ات الذاتي ة ف ي وج ود النس ان مبعثه ا ح ب النف س وم ال ل م يتح ول
النسان إلى محب ا فإنه ل يبلغ المرتبة الرفيعة ومعنى ما قاله الشاعر:
وكان يقول ) :قيمة كل امرئ بمق دار م ا يري ده ف إذا ك ان يري د ا فقيمت ه مطلق ة
وإذا كان يريد الدنيا فقيمته بقدر ما يطلب(
ل تق ل قل بي يري د ك ذا وك ذا ولك ن انظ ر إل ى م ا يري ده ا ف إذا أردت أن ت دعو
الناس إلى وليمة فهل تدعو إليها كل من يريده ا أم تدعو إليها م ن تري ده أن ت؟
وما دم ت منق ادا Cله وائك النفس ية فل ن تبل غ أي ة مرتب ة القل ب بي ت ا فل تفتح ه
لحد غيره ويج ب أن يك ون الحك م في ه ل لغي ر فق د س ئل الم ام عل ي )ع( كي ف
بلغت هذه المرتبة؟
قال) :جلست عند بوابة قلبي فلم أدخل فيه غير ا(.
وكان بع د النته اء م ن كلمت ه يق دم للحاض رين ش يئا Cم ن الم أكولت ث م تب دأ م ن
بع دها المناج اة وك انت مناج اته تستص غي الذان لس ماعها وح الته تس تميل
البصار لرؤيتها كان يقرأ الدعية على سجيته من غير تكلف وكان دعاؤه أشبه
ما يكون بمغازلة حبيب لحبيبه وكأنه أم تبحث عن ولدها المفق ود ك ان يبك ي م ن
صميم قلبه ويئن وهو يتحدث مع ا.
كان يشعر أحيان ا Cوك أن تل ك الدعي ة تتخلله ا مكاش فات تظه ر آثاره ا وعلئمه ا
بين طيات كلماته وحالته وكان يأمل من أصدقائه أن تنكشف لهم رؤية الملئكة
47
والئمة عليهم الس لم مث ل تل ك المج الس فل ذا ك ان أحيان ا يع تريه الذى لن ه ل م
يرهم قد وصلوا إلى المستوى المطلوب الذي يأمله منهم.
حينم ا ك ان يع ود أح د م ن الزي ارة ك ان أول س ؤال ي وجهه ل ه) :ه ل ش اهدت
صاحب الضريح الذي زرته(
بع ض تلمي ذ ح الفهم النج اح وحص لت له م ح الت معنوي ة ومكاش فات أم ا
الخرون فبقوا يتعثرون في مسيرتهم وراءه وعلى ك ل ح ال ف إن مناج اته ك انت
تتسم بالشوق والح رارة فه و ك ان ي درك عم ق معن ى تل ك الدعي ة ويؤك د ك ثيراC
أهمية ما يرد فيها من عبارات ويعمد إلى تكرارها أحيانا Cويوضح معانيها أحيانا C
أخ رى.وك ان يك ثر م ن ق راءة دع اء )يستش ير( والمناج اة الخم س عش رة وك ان
يعتقد أن دعاء يستشير أشبه ما يكون بمغازلة الحبيب لحبيبه.
أما في أيام فكان يقل من الكلم ويكثر من قراءة مصيبة أهل البيت عليهم السلم
من كتاب )طاقديس( ويبكي ثم يبدأ بعدها بالمناجاة.
48
ترتديه وقد اشتريت قماشه بمبلغ مئة تومان للمتر الواحد ل تقل اشتريت المتر
منه بمئة تومان بل قل :أعطانيه ا قدم ا ول تقدم نفسك(.
49
ونظ را Cلك ثرة تواف د أمث ال ه ؤلء أمث ال الش خاص أخ ذت حكوم ة الش اه تنظ ر
بعين الشك والريبة إلى مجالس الشيخ فدست له ذا الغ رض أح د جلوزته ا وه و
الرائد )حسن ايل بيكي( فحضر ف ي مج الس الش يخ باس م مس تعار ك ي ل يع رف
ومهمته إخبار السلطة بحضور تلك الشخصيات الحكومية عند الشيخ.
وعندما دخل ذلك الشرطي إلى المجلس قال الش يخ ض من م واعظه للحاض رين:
) توجه وا إل ى ربك م ول تعط وا لغي ره مج ا Cل إل ى قل وبكم لن القل ب م رآة وإذا
تلوثت بقعة صغيرة منها تظهر بوضوح للبصار ف البعض يعم ل كش رطي أم ن
ويأتي باسم مستعار فمثل Cيكون اسمه حسن ويأتي باسم آخر.
أث ارت ه ذه الجمل ة الدهش ة ل دى ه ذا الش رطي ال ذي ل م يك ن أح د يع رف اس مه
الحقيقي وت أثر ك ثيرا Cبه ذا الكلم وعل ى أث ره اس تقال -كم ا ينق ل -م ن العم ل ف ي
جهاز السافاك )جهاز المن(.
التوجيهات الخاصة
من الخصائص البارزة التي يتصف بها الستاذ والمعلم الكام ل ف ي الس لوك إل ى
ا ه ي تق ديم التوجيه ات التربوي ة ف ي ض وء متطلب ات الس الك ف ي المراح ل
المختلفة للسلوك وهذا ما ل يمكن إنجازه في المجالس العامة وأمام الخرين.
50
فالطيب مهما يك ن متخصص ا Cوص احب تجرب ة طويل ة فل يمكن ه معالج ة جمي ع
المرض ى ال ذين يراجع ونه بوص فة واح دة وب دواء واح د فلك ل مري ض دواؤه
الخاص وحتى من الممكن أن يصف لشخص ين مص ابين بم رض واح د دواءي ن
مختلفين بناء على بعض السباب والموجبات وهكذا الح ال أيض ا ف ي م ا يخ ص
معالجة أمراض الروح.
C
أستاذ الخلق يعتبر في الواقع طبيا لروح النسان ول يمكنه معالجة الم راض
الخلقية طبع ا Cإل بع د معرف ة ج ذورها وأس بابها الص لية أول Cوأن يك ون ل ديه
الدواء المناسب لها ثانيا .C
ك ان النبي اء عليه م الس لم بص فتهم المعلمي ن الص ليين لتربي ة نف وس الن اس
يتصفون بهذه الصفة إذ كانوا يشخصون المتطلبات العامة للمجتم ع البش ري ف ي
شتى المجالت وليس هذا فحسب بل كانوا على معرفة تامة بالمتطلبات الخاصة
لكل واحد من أبناء الئمة.
وصف لنا المام علي )ع( هذه الخاصة التي ك ان يتص ف به ا رس ول ا )ص(
بقوله ) :طبيب دوار بطبه قد احكم مراهمه وأحمى مواسمه يضع من ذلك حي ث
الحاجة إلية :من قلوب عمى وآذان صم وألس نة بك م متب ع ب دوائه مواض ع الغفل ة
ومواطن الحيرة(.
والعلم اء الرب انيون-باعتب ارهم خلف اء النبي اء والولي اء -يتحمل ون أيض ا به ذه
الصفة وهم كم ا ج اء ف ي كلم أمي ر الم ؤمنين )ع( )هج م به م العل م عل ى حقيق ة
البصيرة وباشروا روح اليقين ...أولئك وا القلون عددا Cوالعظمون قدرا(C
51
المعاصي ومصائب الحياة
C C
يرى السلم أن للمعاصي التي يقترفها النسان دورا أساسيا في ما ي واجهه م ن
مت اعب ومص ائب ف ي الحي اة فه ا ه و الق رآن الكري م يص رح﴿ :وم ا أص بكم م ن
مصيبة فبما كسبت أيديكم﴾
قال أمير المؤمنين)ع( ف ي تفس ير الي ة) :توق وا ال ذنوب فم ا م ن بلي ة ول نق ص
رزق إل بذنب حتى الخدش والكبوة والمصيبة قال ا عزوجل﴿ وما أصبكم م ن
مصيبة فبما كسبت أيديكم﴾.
لو آمن النسان حق اليمان بأن ما يقترفه من ال ذنوب والمعاص ي تنعك س علي ه
اللم والمصائب ليس في حياته الخروية فحسب ب ل وح تى ف ي حي اته الدنيوي ة
أيضا Cلما أقدم على أية معص ية ولم ا تعم د التي ان ب أي عم ل قبي ح وكلم ا ترس خ
هذا اليمان توفرت الرضية المناسبة لبناء النسان الصالح أكثر فأكثر.
كان سماحة الشيخ يرى ببصيرته اللهية ورؤيته البرزخية الترابط الموجود بين
المعاصي ومصائب الحياة وكان من خلل بيانها للناس يحل بعضا Cمن المش اكل
والمصائب ال تي يع اني منه ا المجتم ع واتخ ذ م ن ه ذا الس لوب وس يلة لته ذيبهم
وهدايتهم نحو الكمال النساني.
52
إيذاء الطفال
ق ال أح د تلمي ذ الش يخ :ف ي أح د الي ام ب ال ابن ي ال ذي يبل غ م ن العم ر س نتين-
وعمره الن أربع ون س نة -عل ى الف راش فض ربته ام ة ض ربا Cمبرح ا Cح تى ك اد
ينقطع نفسه وبعد ذلك بساعة ارتفعت حرارة بدنها ارتفاعا Cوالدواء حوالي ستين
تومانا ” ف ي تل ك الظ روف القتص ادية الص عبة ول م تنخف ض حرارته ا ب ل أخ ذت
ترتف ع أك ثر فراجعن ا الط بيب ثاني ة ودفعن ا ه ذه الم رة أربعي ن تومان ا Cلغ رض
معالجتها وكان هذا المبلغ بالنسبة لي مبلغا Cضخما Cفي وقتها.
وفي الليل ركب سماحة الشيخ في سيارتي لن ذهب إل ى المجل س وك انت زوج تي
في السيارة قلت إن زوجتي ارتفعت درجة حرارته ا وأخ ذتها إل ى الطي ب ولك ن
دون جدوى.
فنظ ر الش يخ وت وجه ب الكلم إل ى زوج تي ق ائل ) :Cالطف ال ل يض ربون بتل ك
الص ورة اس تغفري رب ك وطي بي خ اطر الطف ل واسترض يه واش تري ل ه ش يئا C
تتحسن حالتك(.
إيذاء الزوجة
ونق ل التلمي ذ أيض ا Cكن ا ذات ي وم برفق ة الش يخ ف ي دار الس يد )راد من ش(.فقل ت
للشيخ توفي والدي في عام 1352هـ.ق وأريد أن أرى حالته في البرزخ
قال الشيخ )اقرأ سورة الحمد(
ثم تأمل قليل Cوقال) :ل يسمحون له بالمجيء فهو متورط مع زوجته(
قلت :كلم زوجته إن أمكن .فقال) :جاءت زوجة أبيك(
كانت امرأة قروية تزوج أب ي بع د زواج ه منه ا ع دة زوج ات أخري ات فهج رت
أبي إلى آخر حياتها فكان أبي إذا دخل من باب تخرج هي من الباب الخر.
قلت للشيخ :اسألها ماذا يجب أن افعل لها حتى ترضى عن أبي؟
فقال :يجب أن تطعم بطونا Cجائعة.
قلت :كم يجب أن اطعم
قال :مئة شخص
C
قل ت :ه ذا ع دد ك بير بالنس بة ل ي وأخي را وافق ت عل ى أربعي ن شخص ا وبع د
الموافق ة ق ال الش يخ ) :لق د ج اء ص وت أبي ك فم ا إن وافق ت تل ك الم رأة ح تى
أفرجوا عن أبيك وه و يق ول :ق ل لبن ي ه ذا لم اذا تزوج ت امرأتي ن؟ انظ ر إل ى
البلء الذي حل بي يجب عليك مراعاة العدالة بين زوجتيك(.
وينقل شخص آخر من أصدقاء الشيخ سألت سماحة الشيخ حالة أبي ف ي ال برزخ
فقال) :متورط مع أمك(.
53
ورأي ت أن كلم ه ك ان ص حيحا Cإذ إن أب ي ت زوج ام رأة أخ رى ول م تك ن أم ي
راضية عنه فقصدت أمي واسترضيتها وزرت سماحة الشيخ في فرص ة أخ رى
فلما رآني قال) :ما أجمل أن يصلح المرء بين شخصين لقد ارتاح أبوك(.
إيذاء الزوج
نقل أحد تلميذ الشيخ قائل Cكانت هن اك ام رأة زوجه ا س يد عل وي وم ن أص دقاء
الشيخ وكانت تؤذيه كثيرا Cوبعد مدة توفيت
تلك المرأة وحضر سماحة الشيخ أثناء دفنها ث م ق ال فيم ا بع د) :ك انت روح ه ذه
المرأة في جدال مع نفسها نعم أموت فما الذي يحص ل؟ وعن دما ح ل وق ت دفنه ا
تجسدت أعمالها عل ى ص ورة كل ب أس ود مف ترس وم ا إن علم ت أن ه ذا الكل ب
يدفن معها تنبه ت إل ى عظ م البلء ال ذي جننت ه عل ى نفس ها خلل حياته ا فب دأت
تصرخ وتتضرع ولما رأيته ا عل ى تل ك الح ال طلب ت م ن ذل ك العل وي أن يعف و
عنها ولجلي قد عفا عنها فذهب الكلب ودفنت في قبرها(.
سخط الخت
C C
نقل أحد أبناء الشيخ قائل :كان أحد المهندس ين يعم ل مق اول ف ي بن اء ال بيوت ث م
يبيعها وفي إحدى المرات بنى مئة دار وتراكمت علي ه نتيج ة ل ذلك دي ون ك ثيرة
ومر بظروف اقتصادية عصبية وصدر حكم بإلقاء القبض عليه فجاء إلى والدي
وقال أصبحت متخفيا Cلكيل يراني أحد ول استطيع ال ذهاب إل ى داري خوف ا Cم ن
إلقاء القبض علي
فتوجه الشيخ لحظة ثم قال):اذهب واسترض أختك(.
فقال المهندس :أختي راضية عني
قال الشيخ):مل أنها ساخطة عليك(.
فكر المهندس لحظة ثم قال :نعم لقد توفي وال دي وت رك إرث ا Cوك ان س همها أل ف
وخمسمئة تومان وقد تذكرت الن لم ادفعه لها.
ذه ب ث م بع د م دة ج اء وق ال لوال دي :دفع ت لخ تي مبل غ خمس ة الف توم ان
واسترضيها سكت والدي قليل Cثم قال:
)تقول:إنها ل زالت غير راضية عليك ...هل لدى أختك دار(؟
قال المهندس :كل بل تسكن في دار مستأجرة
قال الشيخ):اذهب وملكها دارا Cمن أفضل ال دور ال تي بنيته ا ث م تع ال لن رى م اذا
نستطيع أن نفعل(.
قال المهندس):يا سماحة الشيخ لي شريك في هذه الدور فكيف أعطيها داراC؟
54
قال الشيخ) :أنا ل أدري أختك الن لزالت ساخطة عليك(.
وأخيرا Cذهب الرجل وأعطي أخته م ن تل ك ال دور ونق ل معه ا الث اث وع اد إل ى
أبي.
فقال الشيخ ) :الن صلحت المور(
وفي اليوم التالي توفق إلى بيع ثلثة من تلك الدور وتخلص من الض ائقة المالي ة
التي وقع فيها.
إهمال الخت
أفلس أحد التجار وأخذ يشكو حالته لصديقة ويحدثه عن وضعه المالي وف ي تل ك
الثناء مر سماحة الشيخ أمام دكانه فقال له ص ديقه :أع رض مش كلتك عل ى ه ذا
الرجل فقال التاجر :ل أعرفه
وبع د إص رار ص ديقة ذه ب الت اجر إل ى الش يخ وبع د التحي ة والس لم ق ال ل دي
مشكلة أود أن أعرضها على سماحتكم ثم شرح حالته للشيخ فقال له الش يخ وه و
مطرق رأسه:
)أنت إنسان عديم الرحمة قد مرت أربعة أشهر عل ى وف اة زوج أخت ك ول م تتفق د
وضعها ول وضع أطفالها وهذا هو سبب الفلس الذي تمر به(.
قال التاجر :يوجد بينا خلف
فقال ) :هذا هو أساس مشكلتك وأنت أعرف بأمرك(.
ع اد الت اجر إل ى ص ديقه وح دثه بم ا ج رى ث م اش ترى بع ض الل وازم المنزلي ة
وذهب إلى منزله أخته فاسترضاها وانحلت مشكلته.
سخط الم
صدر حكم بإعدام عدة أشخاص ومن بينه م ش اب فج اء أق ارب ذل ك الش اب إل ى
الشيخ وطلبوا منه مساعدتهم للعثور على ح ل لتخلي ص ه ذا الش اب م ن الع دام
فقال لهم الشيخ ) :مشكلته هي سخط والدته عليه(.
فذهبوا إل ى وال دته وس ألوها ع ن الس بب فق الت إنن ي دع وت ل ه ولك ن بل نتيج ة
فقالوا لها إن سماحة الشيخ يقول إنك ساخطة عليه.
قالت :صحيح كما يقول فهو حديث عهد بالزواج وفي أحد اليام جمع ت الخ وان
ووضعت الوان ي ف ي الص ينية وأعطيته ا لزوجت ه لتأخ ذها إل ى المطب خ فأخ ذها
من يدها وقال لي :ما جئت بها لتكون خادمة لك.
وعل ى كل ح ال فف ي النهاي ة رض يت الم ع ن ابنه ا دع ت ل ه وف ي الي وم الت الي
أعلن انه حكم عليه خطأ وأطلق سراحه
55
كسر قلب الخت
نقل أحد أصدقاء الشيخ :أنه أصيب بم رض عض ال ول م تنفع ه الدوي ة ف أخبرت
الشيخ أن والدي مريض وقد مرت عليه سنه كاملة وه و طري ح الف راش فس ألني
الشيخ ) :هل لك عمة(.
قلت :نعم
فقال) :مشكلتك مع عمتك وإذا دعت له يشفى من مرضه(
فطلبت من عمتي الدعاء لوالدي ففعلت ولكن والدي لم تتحسن حالته الصحية
ع دت إل ى الش يخ وأخ برته أن عم تي ق د رض يت ع ن وال دي ولك ن ل م يحص ل
تحسن في صحته
فقدم لي الشيخ توجيهات للحسان إلى أولدها اليتام الربع ة وق ال) :ث ن تطل ب
منهم بعد ذلك الدعاء لبيك(.
ففعلت ما أمرني به الشيخ وسألت عم تي بع د ذل ك ع ن س بب س خطها عل ى أب ي
فقالت بعد وفاة زوجي أخ ذني أب وك أن ا وأولدي الربع ة للعي ش مع ه ف ي دارك م
وفي أحد اليام حصل شجار بين ي وبي ن أم ك ولم ا دخ ل أب وك ووج دنا نتش اجر
طردني أنا وأولدي من الدار! فشعرت في ذلك الموقف بانكسار شديد.
وبعد أن تمكنت من استرضاء عمتي تحسنت الحالة الصحية لوالدي غير أن ه ل م
يش ف ش فا Cء تام ا Cفع دت إل ى الش يخ وش رحت ل ه الحال ة ف أمرني ه ذه الم رة
بالحسان إلى أحد السادات فتحسنت حالة والدي الصحية تماما .C
56
إيذاء العلوية
كان سماحة الشيخ ذات يوم في دار أح د مح بيه إذ ج اءه ع دد م ن م وظفي دائرة
الض رائب لزي ارته فق ال أح دهم للش يخ إن ه أص يب ب دنه بحك ة وق د عج ز ع ن
معالجتها.
C
فتأمل الشيخ قليل وقال) :آذيت علوية(؟!
فقال الشخص :هن يأتين ويجلسن وراء طاول ة العم ل ويش غلن أنفس هن بالحياك ة
وإذا تكلمنا معهن يجهشن بالبكاء!
واتضح أن تلك العلوية تعمل موظفة في الدائرة المالية وقد آذاها بكلمه
وقال الشيخ) :لن تذهب عنك الحكة ما لم تعتذر منها(.
C
ونقل شخص آخر ع ن تلمي ذ الش يخ قص ة مش ابهة له ذه ق ائل :كن ا جالس ين م ع
الشيخ في باحة دار أحد الصدقاء وكان من بي ن الحاض رين ش خص ذا منص ب
حك ومي رفي ع ك ان يش ارك ف ي مج الس الش يخ وك انت رجل ة مص ابة بم رض
يفرض عليه مدها أثناء الجلوس فالتفت إلى الشيخ وهو في تلك الحالة وقال له:
يا سماحة الشيخ إنني مصاب بألم ف ي رجل ي ومس تمر عل ى معالجته ا من ذ ثلث
سنوات ولكن دون جدوى
C
طل ب الش يخ م ن الحاض رين كالع ادة ق راءة س ورة الفاتح ة ث م تأم ل قليل وق ال:
) لقد حصل هذا اللم في رجلك منذ اليوم الذي صرخت فيه بوجه كاتبة الطابع ة
ووبختها بسبب سوء طباعتها وكانت امرأة علوية فآذيتها وأبكيته ا ويج ب علي ك
حاليا Cأن تبحث عنها وتعتذر منها وتسترضيها حتى يزول اللم من رجلك(.
فقال الرجل :كلمك صحيح لقد كانت المرأة تعمل كاتب ة طابع ة ف ي ال دائرة وق د
صرخت بوجهها وبكت.
غصب حق عجوز
فقد أحد تلميذ الشيخ حالته المعنوية بعد تناول وجبة من الطعام فاستنجد بالش يخ
لتقص ي العل ة فق ال ل ه) :س بب ذل ك ه و الكب اب ال ذي أكلت ه ودف ع ثمن ه الت اجر
الفلني لن هذا التاجر كان قد غصب حق عجوز(.
إهانة الخرين
قال أحد تلميذ الشيخ كنا نسير ذات يوم برفقة الشيخ في زقاق )إمام زاده يح ي(
وفجأة اصطدم شخص يركب دراجة هوائي ة بأح د الم ارة فأه ان الش خص الم ار
راكب الدراجة الهوائية قائل Cله يا حمار.
قال الشيخ) :تحول باطنه راكب الدراجة إلى حمار رأسا.(C
57
وينقل عنه تلميذ آخر من تلميذه أنه قال) :كنت مارا Cفي أحد الي ام أم ام الس وق
ورأيت عربة تسير وزمام الحصان بيد الح وذي وفج أة م ر ش خص أم ام العرب ة
فص اح ب ه الح وذي ي ا حص ان فرأي ت الح وذي تح ول فج أة إل ى حص ان وانقس م
الزمام إلى زمامين(.
القسوة مع الحيوانات
دين السلم يذم القس وة ح تى م ع الحيوان ات ول يجي ز للمس لم إي ذاء الحي وان أو
ح تى س به وله ذا ق ال رس ول )ص( ف ي ح ديث ل ه) :ل و غف ر لك م م ا ت أتون إل ى
البهائم لغفر لكم كثيرا.(C
وم ع أن الس لم يجي ز ذب ح الحيوان ات المحلل ة لك ل لحومه ا إل أن له ذا الذب ح
آدابا Cيجب مراعاتها بحيث تؤدي إلى تقليل ألم الحيوان إلى أدنى حد ممك ن وم ن
جملة ذلك هو أل يذبح الحيوان أمام الحيوان آخر فق د ج اء ف ي ح ديث ع ن أمي ر
المؤمنين )ع( أنه قال ) :ل تذبح الشاة عند الشاة ول الجزور عن د الج زور وه و
ينظر إليه(.
وقد نهى السلم بش دة ع ن ذب ح ص غار الحيوان ات أم ام أنظ ار أمهاته ا لن ه ذا
العمل ينم عن غاية القسوة وتنعكس آثاره السلبية المدمرة على حياة من يفعله.
ينقل احد تلميذ الشيخ أن قصابا Cجاء ذات يوم إلى الشيخ وقال طفلي على وش ك
أن يموت فما أصنع؟
”
فقال له الشيخ )قد ذبحت عجلً Cأمام أمه(.
فأخذ القصاب يترجى الشيخ لعله يساعده على إنقاذ طفله من الموت.
فقال له الشيخ):ل يمكن فهي تقول قد ذبح ابني ويجب أن يموت ابنه(.
الفصل الثاني
أساس بناء الذات
)الفلح( هو المعنى الجامع لك ل الكم الت النس انية وس بيل الوص ول إلي ه -كم ا
يرى القرآن الكريم -يتخلص في بناء الذات وتزكية النفس فقد أكد الب اري تع الى
بعد أن أقسم بأشياء كثيرة﴿ :قد أفلح من زكاها﴾.
جميع ما جاء به النبياء من قبل ا تعالى لهداية النس ان إنم ا ه و مقدم ة للفلح
ولزهادر الطاقات النسانية وأهم المسائل الساسية في مجال تزكية النفس ه ي
أن يفكر المرء من أين يبدأ وما هو أساس بناء الذات؟
ك ان النبي اء يؤك دون أن العم ل الساس ي لبن اء ال ذات والخط وة الول ى عل ى
58
طريق ة تزكي ة النف س ه و )التوحي د( وانطلق ا Cم ن ه ذه الرؤي ة فق د ك ان الش عار
الول لجميع النبياء هو كلمة )ل إله إل ا(.
﴿وما أرسلنا من قبلك من رسول إل نوحى إليه أنه لإله إل أنا فاعبدون﴾.
وكان أول خطاب للرسول)ص( إلى الن اس ) :ي ا أيه ا الن اس قول وا ل إل ه إل ا
تفلحوا(.
ولكن التلفظ بكلمة التوحيد وحده ل يكفي بل إن أساس بناء هو الذات وما يوجب
الفلح والنجاح وازدهار الكمالت النسانية هو حقيقة التوحيد والتوحيد الحقيقي
وأبرز دليل على بلوغ النسان لحقيقة التوحيد بمفهومه الواقعي والكامل ه و ان ه
يستطيع الشهادة على وحدانية ا هو والملئكة والذات اللهية:
﴿ش ‹ه •د ا” أ•نه” ل إ‹ل•ه• إ‹ل ه” •و •و Ÿال •مل•ئ •كة” •و أ”ول”وا Ÿال ‹ع Ÿل ‹م ﴾
وقد وصف الشيخ أحد تلميذه بالقول :كان رحمه ا يبذل قصارى جهده لني ل )
ل إله إل ا( وتحمل في سبيل بلوغ حقيقة هذه الكلمة الطيبة.
وقال آخر :كان سماحته متخصص ا Cف ي ه ذا المج ال وك ان يس عى بك ل جه ده أن
يوص ل الخري ن إل ى م ا وص ل إلي ه م ن أج ل أن يبل غ بتلمي ذ مرحل ة التوحي د
الحضوري.
ك ان الش يخ رج ب عل ي الخي اط يق ول ف ي ه ذا المعن ى )أس اس بن اء ال ذات ه و
التوحي د فك ان يري د تش يد بن اء لب د وأن يك ون الس اس ال ذي يبن ي علي ه أساس ا C
سليما Cورص ينا Cوإذا ل م يك ن القاع دة رص ينة ومتين ة ل يك ون البن اء موض ع ثق ة
واطمئنان إذ يجب على السالك أن يبدأ مسيرته بالتوحيد فقد كانت الكلم ة الول ى
لجمي ع النبي اء ه ي كلم ة )ل إل ه إل ا( وم ا ل م ي درك النس ان حقيق ة التوحي د
ويؤمن بعدم وجود مؤثر آخر في الكون غي ر ا وأن ك ل ش ئ ف ان إل وج ه ول
يتسنى له بلوغ مرتبة الكمال النساني فالنسان يس تطيع م ن خلل إدراك حقيق ة
التوحيد التوجه إلى ا بكل وجوده(.
وكان يقول أيضا ) :Cإذ أردت يناديك رب ك فعلي ك أن تن ال قس طا م ن المعرف ة ث م
C
تتعامل معه(.
)حينما نقول "ل إله إل ا" يجب أن نقوله ا ع ن ص دق وإخلص وم ا ل م يتخ ل
المرء عن ص نم نفس ه وه واه ل يمك ن أن يك ون موح دا Cأو أن يك ون ص ادقا Cف ي
قول ل إله إل ا فمعنى "الله" هو ما يستهوي قلب النسان وكل ما يهواه قل ب
النسان هو إلهه .وعندما نق ول" :ل إل ه إل ا" ل ب د وأن نقوله ا بش وق الق رآن
كله يعود إلى كلمة ل إله إل ا والنسان يج ب أن يبل غ مرحل ة ل يبق ى فيه ا أي
أثر في قلبه سوى هذه الكلمة ويفرغ عن قلبه كل ما سواها﴿ :ق” ‹ل ا” ث”م •ذر Ÿه” Ÿم ف ى
ض ‹ه Ÿم ي• Ÿل •عب”ون• ﴾.
•خو‹ Ÿ
59
فالنسان شجرة التوحيد وثمارها ظه ور الص فات اللهي ة وه و م ا ل م يثم ر فه و
غي ر كام ل لن ح د كم ا النس ان ه و أن يص ل إل ى ا أي أن يك ون مظه راC
لصفات الحق عليكم بالسعي لحياء صفات ا فيكم ا تع الى كري م فكون وا أنت م
كرم اء أيض ا Cوه و رحي م فكون وا أنت م رحم اء وه و س تار فكون وا أنت م س تارين
أيضا .(...C
)إن م ا ينف ع النس ان ه و التحل ي بالص فات اللهي ة ولي س هن اك م ن ش ئ -ح تى
السم العظم -يؤثر في النسان كتأثيرها(.
)إذا استغرق النسان في التوحيد تشمله عناية ربه في كل لحظة برعاي ة خاص ة
لم يكن يحظى بها من قبل وتبقى هذه الرعاية تتجدد له في كل لحظة(.
60
سلمة التوحيد ويقول في هذا المعنى:
)كل الكلم يدور حول هذا الصنم الكبير الموجود بين جنبيك(.
وقال سماحة الم ام الخمين ي-رحم ه ا -ذل ك الرج ل المحن ك والحكي م والخ بير
أيضا Cفي هذا المعنى:
)أم الصنام هو صنم النفس وما لم يحط م ه ذا الص نم الق وي الك بير فلي س هن اك
من سبيل للسير نحو ا جل وعل ومن العسير ج دا Cأن يحط م ه ذا الص نم أو أن
يروض هذا الشيطان(.
وإذا تغلب النسان في هذا الصرع على هذا الصنم يكون قد أحرز نصرا Cس احقا C
في حياته.
ولعل هذا المعنى هو أقرب الطرق إلى ا كما نقل أبو حمزة الثمالي ع ن لس ان
الم ام س يد الم ام س يد الس اجدين)ع( ف ي ق وله) :وأن الراح ل إلي ك قري ب
المسافة(.
61
حيدر قلي سردار الكابلي فذهبنا إليه ودخلنا إلى داره وجلسنا ثم بعد أن قدمت له
سماحة الشيخ مرت فترة من الصمت ثم قال المرحوم الكابلي :ي ا س ماحة الش يخ
قولوا لنا شيئا Cنستفيد منه ؟ فقال الشيخ
)وماذا أقول لمن يعتمد على معلوم اته ومكتس باته أك ثر م ن اعتم اده عل ى فض ل
ا(!
C
بق ي المرح وم الك ابلي ص امتا ع دة لحظ ات ث م رف ع عم امته م ن ف وق رأس ه
ووضعها على الكرسي وأخذ يضرب رأسه بالحائط إلى درجة أني رقق ت لح اله
وأردت السراع لمنعه إل أن الشيخ أجلسني وقال ....) :لقد جئت لق ول ل ه ه ذا
الكلم وأرجع(.
62
ل يكن أبوك صنما jلك.
نقل حج ة الس لم والمس لمين الس يد محم د عل ي الميلن ي نج ل الفقي ه والمرج ع
الجليل المرحوم آي ة ا الس يد محم د ه ادي الميلن ي -رض وان ا تع الى علي ه-
لقا Cء لسماحة الشيخ مع والده الكريم على النحو التالي:
لقد من الباري تعال على سماحة الشيخ رجب علي الخي اط ببص يرة ناف ذة بس بب
إع راض نفس ه ع ن المح ارم وع دم معص يته ل وق د نج ح ف ي ته ذيب ثل ة م ن
أصدقائه على حب ا والخلص له.
كان شديد الحب لوالدي ونظرا Cلسابق معرف تي ب ه ف إنني كن ت أزوره ف ي بع ض
المرات وأحض ر مجالس ه ال تي ك انت تب دأ ع ادة بتلوة آي ات م ن الق رآن الكري م
وذكر مجموعة الحاديث الشريفة وأستفيد أحيان ا Cم ن الم واعظ ال تي ك ان يع دها
للسالكين.
وفي إحدى السنوات قدم إلى مدينة مشهد لغرض الزيارة ونزل في فن دق ط وس
الواقع في شارع )بست بال( .فدعاه والدي فدعاه في يوم من اليام لتن اول طع ام
الغداء في دارنا وكان حضور سماحة الش يخ ف ي دارن ا م دعاة للبهج ة والس رور
لدى والدي ...بقيا يتحدثان إل ى قبي ل الغ رب التف ت س ماحة الش يخ إل ى ف ي ذل ك
المجلس وقال) :احذر ل يكن أبوك صنما ” لك(.
وقال لبي ) :انتبه لكي ل يكون ولدك سببا Cليجاد المتاعب والمصائب لك(.
وفي أثناء حضور الش يخ خط رت ف ي ذهن ي فك رة وه ي ه ل م ن أن الممك ن أن
يحظى النسان بالدنيا والخرة معاC؟
فالتفت إلى الشيخ قائل ) :Cأكثر من قراءة الي ة ف ي ال دعاء ﴿ •ربن• ا •ءات‹ن• ا ف ى ال دني•اŸ
•حسن•ة• Cو فى ال• ‹خ •ر ‹ة •حسن•ة﴾C
عدت برفقة الشيخ إلى الفندق ووجدنا أن الشاعر حيدر معج زة )ص احب دي وان
الشعر( كان موجودا Cفي الفندق في انتظار س ماحة الش يخ ودع اه إل ى الغ ذاء ف ي
ظهر يوم غد .ل م يواف ق الش يخ ف ي بداي ة الم ر عل ى تلبي ة ال دعوة إل أن ه أص ر
على تلبية الشيخ الدعوة فقبل منه ثم جاء حيدر معج زة إل ى وال دي ودع اه أيض ا C
إلى طعام الغذاء وذهبت أنا ووالدي إلى دار حي در معج زة وج اء س ماحة الش يخ
رجب علي مع شخصين من رفاقه في السفر .
واستمرت الجلسة في ذلك اليوم إلى قريب المغرب.
63
زلل التوحي د الخ الص كتحطي م ص نم النف س واجتث اث ج ذور الش رك الخف ي
والظاهر في وجودة؟
وجواب سماحة الش يخ ع ن ه ذا الس ؤال ه و) :ف ي رأي ه ذا العب د أن م ن يطل ب
طريق الخلص والوصول إلى مرتبة الكم ال الحقيق ي واس تلهام مع اني التوحي د
يجب عليه التمسك بأربعة أشياء هي:
الفصل الرابع
إخلص أولياء ا
من جملة المسائل الساسية التي كان سماحة الشيخ يؤكد أهميتها كثيرا Cفي تعلي م
وتربية تلميذه ه ي مس ألة الخلص ولي س الخلص ف ي العقي دة والعب ادة فق ط
وإنما في جميع المور والعمال.
كان يؤكد دائما Cأن) :الدين الح ق ه و ه ذا ال ذي يق ال ف وق المن ابر ولكن ه ينقص ه
شيئان :أحدهما الخلص والخر هو محب ة ا فه ذان العنص ر يج ب إض افتهما
إلى مواد الخطب والكلمات(.
كل العمال ل
من الكلمات القيمة والتربوية لسماحة الشيخ هو قوله):كل ش ئ جمي ل وحس ن إذا
كان ل(.
C
وكان أحيانا يشير إلى ماكن ة خي اطته ويق ول) :انظ روا إل ى ماكن ة الخياط ة ه ذه
ك ل واح دة م ن قطعه ا الص غيرة والك بيرة تحم ل العلم ة الخاص ة بمص نعها ...
يري دون أن يقول وا إن أص غر قطع ة ف ي ه ذه الماكن ة يج ب أن تحم ل علم ة
مصنعنا Cوالنسان المؤمن أيضا Cيجب أن تكون كل أعماله ذات صبغة إلهية(.
ففي مدرسة الشيخ التربوية يج ب عل ى الس الك أن يتأم ل قب ل التي ان ب أي عم ل
فإن لم يكن العمل مشروعا Cفليتركه امتثال Cلنهي ا وإن كان مشروعا Cوليس ف ي
64
أدائه أثر للهواء والميول النفسية فليؤده ف ي س بيل ا وإن ك ان مش روعا Cولك ن
تشوبه أهواء نفسية فيجب عليه الستغفار من ميوله النفسية أول Cثم يؤدي العم ل
بعد ذلك في سبيل ا(.
كل ونم ل
استنادا Cإلى وصية الرسول )ص( لبي ذر رضي ا عنه.
)يا أباذر ليكن لك في كل شئ نية صالحة حتى النوم والكل( ،كان الشيخ يؤك د
على لتلميذه أنه:
)يجب أن تكون العمال كلها ل حتى الكل والنوم(.
ويضيف قائل) Cمتى ما شربت فنجان الشاي هذا بقصد القربة إلى ا يتنور قلبك
بنور ا ولكن إذا شربته من أجل نفسك فيكون كما أردت(.
قال آية ا محمد رضا مه دوي كن ي :ف ي بداي ة ش روعي بدراس ة العل وم الديني ة
أردت ف ي أح د الي ام ش راء ث وب جدي د -لعي د للمرح وم بره ان الث وب ال ذي
استعرته منه -فذهبت إلى رج ل ي دعى الش يخ رج ب عل ي الخي اط وك ان عم ري
آن ذاك ح والي أرب ع عش رة أو خم س عش رة س نة فأخ ذت ل ه قماش ا Cوك ان مح ل
عمله في داره ف ي غرف ة قريب ه م ن الب اب جلس ت بع ض ال وقت فج اء وق ال ل ي
)حسنا Cماذا تريد أن تصبح(؟
قلت :أريد أن أكون طالب علوم دينية.
C
قال :أتريد أن تكون طالب علوم دينية أم تريد أن تكون إنسانا(؟
تعجبت من كلمه فقلت في نفسي كيف يخاطبني هذا الرجل بمثل هذه اللهجة إل
أنه استدرك قائل:C
)ل تستاء فدراسة العلوم الدينية أمر جيد ولك ن يج ب أن يك ون ه دفك أن تص بح
شابا•ً Cولم تتدنس بالمعاصي أن ل تنسى الهدف اللهي كل عمل تؤديه يج ب أن
يكون ل وحتى إذا تناولت الـ)جلوكباب( تناوله بقصد تقوية بدنك على عب ادة ا
ول تنس هذه النصيحة طوال عمرك(.
خيwط ل
كان الشيخ يقول للسكافي ) :حينما تخيط حذاء أغ رس الب رة في ه ف ي س بيل ا
هذا أول Cثم أتقن عملك وخيطه خياطة متينة بحيث ل يتمزق بسرعة(.
وكان يقول للخياط) :أتقن مل غرزه إبرة واجعلها في سبيل ا(.
65
تعال ل
وصف أحد تلمي ذ الش يخ وص اياه ف ي الخلص عل ى النح و الت الي ك ان الش يخ
يقول ) عن دما ت أتي إل ى هن ا –أي دار الش يخ -تع ال ف ي س بيل ا وإذا جئت م ن
أجلي فأنت خسران(.
كانت حالته عجيبة فهو كان يدعو الناس ل ل إلى نفسه.
انفخ في سبيل ا
يق ول نج ل الش يخ :ك ان الش يخ عب د الكري م حام د تلمي ذا Cجي دا Cلوال دي وف ي اح د
اليام كان ينفخ المكواة-حيث كانت المكواة تس خن يوم ذاك بح رارة الفح م -فق ال
أبي) :يا عبد الكريم أتعرف كيف تنفخ في المكواة(.
فقال :ل يا سيدي العزيز وكيف انفخ فيها؟
قال أبي :دور شفتيك كالزهرة وانفخ في سبيل ا(.
أحبب ل
يق ول أح د تلمي ذ الش يخ ق ال ل ي الش يخ ف ي مجلس ي خ اص) :فك رك مش غول
بالمكان الفلني وهذا أمر جيد ولكن يجب أن يكون ل(.
وفي أحد اليام كن ت عن ده وأن ا وأح د أص دقائي فأش ار إل ى قل ب ص ديقي وق ال :
)أرى هنا ابنين أو بنتين وهذا أمر جيد ولكن القلب مكان ا ويجب أتكون محب ة
الولد ل(.
C
وكان يقول أيضا )أعمال النساك كله ا جي دة ولك ن يج ب عليه م فق ط تب ديل )أن ا(
بال(.
قبل ل
وص ف آي ة ا الفه ري وص ايا الش يخ ف ي الخلص عل ى النح و الت الي :ك ان
محور كلمه هو )أن العمل يجب أن يكون ل وكان يكرر على الدوام في كلم ه
"اعملوا ل اعملوا ل" إلى أن أصبح العمل ل ملكة عند تلمي ذه ومثل ه ف ي ذل ك
مث ل م روض الفي ل ال ذي يض رب رأس الفي ل عل ى ال دوام بالمطرق ة فه و ك ان
يضرب على فكر تلميذه أن العمل يجب أن يكون ل.
كان يورد أمثلة عن نفسه وعن الخرين في هذا المجال لتتولد حال ة الملك ة ل دى
المخاطبين وكان يؤكد للجميع في كل الحوال ) :أن العمل يجب أن يكون ل(.
فهو كان يقول) :حينما تذهب مسا Cء إلى دارك وتريد تقبيل زوجتك قبلها ل!
66
وكان يقول أيضا ) Cيجب أن يكون ا ماثل Cفي جميع زوايا حياة النسان(
وقد جاءت مقامات ومكاشفات الشخاص ال ذين ترب وا ف ي مدرس ة الش يخ نتيج ة
للعمل بهذه الوصايا والتعليمات.
الصلح ل
ذك ر أح د العلم اء المعاص رين وه و م ن أس اتذة الخلق والعرف ان ق ائل :Cس ألت
67
سماحة الشيخ رجب علي عن نفسي وكيف يرآني؟
فقال :يا سيدي أيه ا الش يخ الح اج قلب ك يمي ل إل ى الص لح ولك ن م ن أج ل ذات ك
فعليك أن تسعى ليكون صلحك ا.
انظر أيها القارئ العزيز كيف كان سماحة الشيخ يميز ببص يرته اللهي ة الح دود
الدقيق ة بي ن التوحي د والش رك وينب ه عليه ا ول يوج د طري ق آخ ر للوص ول إل ى
الحقيقة وجنة اللقاء سوى هذا الطريق.
زر ل
نقل احد تلمي ذ الش يخ ق ائل :Cف ي ي وم م ن الي ام قل ت للش يخ م ا رأي ك أن ن ذهب
سوية لزيارة المام الرضا )ع(
فقال لي :المر ليس بيدي.
في البداي ة اس تغربت ه ذا الج واب :إذ كي ف يق ول إن أم ره لي س بي ده ولك ن بع د
برهة م ن الزم ن فهم ت أن العب د لي س ل ه إرادة الح ق وأعم اله منوط ة ب إذن ا
ورض اه وبع د م دة ج رى الح ديث ع ن الخلص وزي ارة الم ام الرض ا )ع(
فقال :
)من يذهب لزيارة الم ام الرض ا )ع( ل وجه ا تع الى م ن غي ر أن يك ون هن اك
غرض آخر فإن المام الرضا )ع( يستقبله.
ففي إحدى المرات التي زرت فيها المام الرضا )ع( ولم أضع نص ب عين ي إل
رضا ا حظيت بعناية منه صلوات ا عليه جعلني أهيم بحبه.
ولو كانت هذه المحبة عيانا Cتوصف لو ص فتها ل ك ولك ن إذا أردت مش اهدة ه ذه
المحبة عيانا Cعليك بتزكية نفسك لترى ما رأيته(.
آثار الخلص
ك ان الش يخ يؤك د ف ي كلم ه أن )م ن ك ان ل ك ان ا ل ه( وك ان يق ول ) :ك ن ل
ليكون ا وملئكته لك(.
وك ان يق ول أحيان ا ) Cح تى إذا ل م يوف ق النس ان إل ى أداء العم ل ف إن الكلم عن ه
يترك تأثيرا Cإيجابيا Cفي روح الشخص(
الهداية اللهية
ك ان الش يخ ي رى أن م ن البرك ات المهم ة للخلص ه و ني ل الهداي ة اللهي ة
الخاص ة وك ان يس تند ف ي رأي ه الي ة الكريم ة ﴿ •وال ‹ذين• •جه• د”وا ف‹ين• ا ل•ن Ÿه ‹دي•نه” Ÿم
سب”ل•ن•ا﴾ وكان يقول في بيان هذا المطلب:
68
)إذا قمت ل تصبح جميع عوالم الخلقة دليل Cلسبيك لن كمالها منوط بالفناء في ك
فهي تريد أن تقدم ما في قدرتها لكي تصل إلى كماله ا الحقيق ي وإذا ق ام النس ان
ل تصطف على طريقه كل عوالم الوجود لكي تقدم له كل ما لديها ولتكون دليلC
له إلى سواء السبيل(.
كان الشيخ يرى ضرورة التصاف بأعلى مراتب الخلص من أج ل الحص ول
على الهداية اللهية الخاصة :بمعنى أن ل يك ون للنس ان ه دف آخ ر م ن وراء
مساعيه إل ا تع الى ويج ب علي ه أن ل يض ع نص ب عيني ه ح تى قض ية كم اله
الذاتي فكان يقول في هذا المجال:
)مادام النسان يضع كماله الذاتي نصب عيني ه فه و ل يص ل إل ى الحقيق ة وله ذا
يجب عليه استفراغ م ا ف ي وس عه للوص ول إل ى ا فحينئذ يستخلص ه ا تع الى
لنفسه(.
رائحة ا في العمل
كان الشيخ يؤكد ) :إنك عندما تعرف ا يجب أن تكون كل أفعالك صادرة ع ن
إخلص وح ب وح تى كمال ك ال ذاتي ل تأخ ذه بنظ ر العتب ار ف النفس النس انية
حاذقة ومعقدة ول تترك صاحبها وشأنه وتري د إقح ام ذاته ا ف ي ك ل أعم اله ب أي
نحو كان.
ما دام النسان يجب ذاته ويهتم بها تبقى أعم اله ذات ص بغة نفس انية ولي س فيه ا
رائح ة إلهي ة ولكن ه إذا أبع د عن ه الناني ة وص ار طلب ا Cل تص بح أعم اله إلهي ة
وتنبع ث منه ا رائح ة ا .وه ذا ال رأي يوج د علي ه دلي ل ورد ف ي كلم الم ام
السجاد )ع( حيث قال) :ما أطيب طعم حبك(.
69
والشيطان مجاراتك في القوة وإنما يندحران أمامك(.
وك ان يق ول ) :ف ي ك ل نف س يستنش قه النس ان امتح ان ف انظر ه ل يب دأ ب دوافع
رحمانية أم تشوبه حوافز شيطانية(!
70
كنت أدرس ل
ينقل أحد تلميذ الشيخ عنه أنه قال:
)ش اركت جم اهير غفي رة ف ي تش ييع جن ازة آي ة ا العظم ى الس يد ال بروجردي
)رحمة ا عليه( وكان تشييعا Cفخما Cورأيت في عالم المعنى وكأنني سألته :كيف
حظيتم بكل هذا التكريم؟ فقال :كنت أدرس طلبة العلو الدينية ل(.
الفصل الخامس
ذكر أولياء ا
ك ان لس ماحة الش يخ ت وجيه رئيس ي ف ي م ا يخ ص ذك ر ا وك ان ف ي مختل ف
المناسبات يكرره ويؤكده.
والمهم في هذا التوجيه الذي سنشرحه فيما يأتي -وإن كان مقتبسا ” م ن الح اديث
السلمية-هو التجربة الذاتية للشيخ بشأنه.
مبدئيا Cتكتسب أقوال واستنتاجات هذا الرجل الله ي والعب د الص الح أهميته ا م ن
تجربة الباطنية
الحضور الدائم
ك ان الش يخ يح رص عل ى تربي ة تلمي ذه بالش كل ال ذي يجعله م يستش عرون
وحضور ا في كل حال وهذا في الحقيقة هو ما أشار إليه الحديث المهم والبناء
المنق ول ع ن رس ول ا )ص( ف ي ق وله) :أذك روا ا ذك را Cخ امل :Cوم ا ال ذكر
الخامل؟ قال :الذكر الخفي(.
71
وجاء عنه أنه قال في حديث آخر ):يفضل الذكر الخف ي ال ذي ل تس معه الحفظ ة
على الذي تسمعه سبعين ضعفا.(C
تكمن أهمية وأفضلية الذكر الخف ي عل ى ال ذكر العلن ي والجل ي ف ي دوره الفاع ل
والمصيري في بناء النس ان أن ال ذكر اللس اني س هل يس ير .وأم ا ال ذكر القل بي-
وخاصة ديمومته -فهو عسيرا Cوعلى هذا الساس وصفه المام محمد الب اقر)ع(
بأنه من أصعب العمال:
)ثلث من أشد ما عمل العب اد :إنص اف الم ؤمن م ن نفس ه ومواس اة الم رء أخ اه
وذك ر ا عل ى ك ل ح ال :وه و أن ي ذكر ا ع ز وج ل عن د المعص ية يه م به ا
فيحول ذكر ا بينه وبين تلك المعصية وهو قول ا عزوج ل ﴿ :إ‹ن ال ‹ذين• اتق• و Ÿا
طئف §من• الشيŸط ‹ن ت• •ذكر”وا ف•إ‹ •ذا ه”م م Ÿب ‹
صر”ون• ﴾. ¦ إ‹ •ذا •مسه” Ÿم
وورد في حديث آخر عن الم ام الص ادق )ع( وص ف في ه النص اف والمواس اة
والذكر الدائم بأنها من أصعب الواجبات اللهية وصرح بأن المراد م ن ذك ر ا
ليس هو الذكر اللساني وإن ك ان ال ذكر اللس اني يعت بر ه و الخ ر ذك را Cذك را Cل
قائل) :Cعن الحسن البزاز قال :ق ال ل ي الم ام الص ادق )ع( ) :ال أح دثك بأش د
ما فرض ا عزوجل على خلقه؟ ...إنص اف الن اس م ن نفس ك مواس اتك لخي ك
وذكر ا في كل م واطن أم ا إن ي ل أق ول :س بحان ا والحم د ل ول إل ه إل ا
وا أكبر وإن كان هذا م ن ذاك ولك ن ذك ر ا ف ي ك ل م وطن إذا هجم ت عل ى
طاعته أو معصيته(.
يبدوا من العسير جدا Cأن يرى المرء نفسه بين يدي ا في كل حال وإذا حص لت
له مثل هذه الحالة ل يمكن أن يتغلب عليه هوى نفسه والشيطان ويرغم انه عل ى
معصية ربه.
72
كفي عني
ونقل عنه أح د تلمي ذ أن ه ق ال ) :رأي ت نفس ي ف ي ع الم المعن ى فقل ت له ا كف ي
عني فقالت أل تعلم أنني ل أكف عنك حتى أوقعك في المهالك(.
ولعل هذه المكاشفة هي التي جعلت الشيخ مولعا Cبهذه البيات:
الفيض اللهي ينزل على القلب من خلل المداومة على ذكر ا وذكر ا حينما
يدخل إلى القلب أول ما يزيل عنه الوساوس الشيطانية والدران النفسية ويجعل ه
مستعدا Cلستقبال الفيض من الفياض المطلق.
يقول المام أمي ر الم ؤمنين )ع( ف ي ه ذا المج ال) :أض ل ص لح القل ب اش تغاله
بذكر ا (.
ومن خلل شعور النسان بالحضور الدائم عن د الب اري تع الى يتح رر م ن قي ود
النفس الشيطان وهذا التحرر هو علج له من كل الم راض النفس ية :حي ث ق ال
المام علي )ع( في هذا المعنى :
)ذكر ا مطردة الشيطان(.
)ذكر ا دواء أعلل النفوس(
)يا من اسمه دواء وذكره شفاء(.
المداومة على ذكر ا تفيض على القلب الحي اة النس انية وتني ره وتق وي ال روح
وتجعل الذاكر مأنوسا Cبذكر ا وتفيض تدريجا Cكيمياء المحبة على النسان.
قال المام علي )ع( ذاك العارف بال والمطلع على أمراض النفس البشرية في
هذا المجال) :من ذكر ا سبحانه أحيا ا قلبه ونور عقله ولبه(.
)مداومة الذكر قوت الرواح(.
)الذكر مفتاح النس(.
)من أكثر ذكر ا أحبه(
إن ما جاء في هذه الحاديث يمثل جانبا Cقليل Cم ن انعكاس ات ذك ر ا ال تي تع ود
بالخير والبركة على حياة النسان وبناء ذاته ولك ن يتض ح م ن خلل التأم ل ف ي
ما مر ذكره مدى أهمية اللحظة التي نقضيها ف ي ذك ر ا وم دى ض رر اللحظ ة
التي تمر علينا بدون ذكره.
73
ذكر ا عند النوم!
يقول الدكتور ثب اتي :دعان ا أح د الش خاص ذات ي وم لتن اول طع ام الغ داء وبع د
النتهاء أخذنا جمعيا Cقسطا Cمن الراحة فتمددت وغمض ت عين ي واس تغرقت ف ي
ذكر ا وكان سماحة الشيخ في مقابلي ولما رآني على تلك الحالة أوص ى س ائر
الصدقاء قائل) :حتى في النوم يجب أن تذكروا ا(.
نداء من البرزخ!
يقول أحد أصدقاء الشيخ :كنت ذات يوم عبد الشيخ وسمعته يق ول ) :رأي ت ش ابا C
ف ي ال برزخ يق ول :ل تعلم ون م اذا هن ا ف ي ال برزخ عن دما ت أتون إل ى هن ا
ستعلمون أن كل نفس تنفستموه في غير ذكر ا فهو في ضركم(.
الهتمام بذكرين
يق ول أح د مح بي س ماحة الش يخ :ك ان الش يخ يع بر أهمي ة ك بيرة "الس تغفار"
و"الصلة عل ى محم د وآل محم د علي ه وعليه م أفض ل الص لة والس لم" وك ان
يرى أن هذين الذكرين بمثابة الجناحين لتحليق السالك.
وكان سماحته يقول في هذا المجال) :ك ل م ن يك ثر ف ي حي اته م ن الص لة عل ى
النبي وآله يقبل رسول ا )ص( شفتيه عند الحتضار(.
74
كان سماحة الشيخ يوصي بالكثار من الذكر الخير للتغلب على النفس ويقول:
)أنا شخصيا Cكنت أكثر من هذا الذكر ودخلت عن ذل ك الطري ق وح تى إن ي ذات
يوم دأبت على قراءته إلى أن ماتت نفسي وقلت :يجب على مواصلة قراءته أن
يصبح وجودي عدما Cوقد غفلت فترة -بسبب متقضيات طبع البش ر -ع ن قراءت ه
وإذا بي أجد نفسي حية فمن الواضح إذا أن كل من تك ثر رغبت ه ف ي ال دنيا نفس ه
قوية وقراءة هذا الدعاء تفيد في التغلب على النفس(.
75
صيرا﴾C
ن ‹
76
وكان يقول )هذه الذكار اقرأها مشفوعة بالصلة على محمد وآل محمد(.
وإذا مرض أطفالنا ك ان يق ول ) :ق ل ي ا م ن اس مه دواء وذك ره ش فاء ص ل عل ى
محمد وآل محمد(.
الفصل السادس
دعاء أولياء ا
من جملة التوجيهات التربوية التي كان س ماحة الش يخ يؤك دها ه و تنظي م أوق ات
الخلوة مع ا وللدعاء والمناجاة وهو كان يعبر عنه بـ )الستعطاء عند باب ا(
ويؤكد قائل:C
)أدع ربك ساعة في كل ليلة وح تى إذا ل م يك ن ل ديك رغب ة ف ي ال دعاء ل ت ترك
الخلوة مع ا(.
وكان يقول أيضا :C
)ف ي يقظ ة الس حر والثل ث الخي ر م ن اللي ل آث ار عجيب ة فك ل م ا تطلب ه م ن ا
يمكنك الحصول عليه من خلل الدعاء في الس حار ل تقص روا ف ي ال دعاء ف ي
السحار لن كل ما هو موجود إنما هو موجود فيها والعاش ق ل ين ام ول يطل ب
سوى وصال المحبوب ووقت اللقاء وبلوغ الوصال يكون أثناء السحر(.
وهذا المعنى جاء في قول الشاعر:
77
أمير المؤمنين )ع( في مسجد الكوفة التي تبدأ بـ )اللهم إني أسالك الم ان ي وم ل
ينفع مال ول بنون( والمناجاة الخمس عشرة للمام السجاد)ع( ويوصي تلمي ذه
بقراءتها.
وكان يؤكد أهمية قراءة )مناج اة المفتقري ن( خاص ة و )مناج اة المري دين( وك ان
يقول ) :لكل واحد من هذه المناجاة الخمس عشرة فائدة خاصة(.
78
)كنت أسير ذات يوم في السوق فلقيني شخص فقير وسألني أن أعطيه شيئا Cفلم ا
م ددت ي دي ف ي جي بي لخ رج ل ه بع ض النق ود لمس ت قطع ة نقدي ة ري الين }دو
ريالي{ فتركتها وأخرجت )ده شاهي( وقدمته له .كان الوقت ظه را Cف دخلت إل ى
أحد المساجد لصلي وبعد النتهاء من الصلة رفعت يدي للدعاء قائل) :Cي ا ا(
وإذا بي أرى قطعة الريالين التي تركتها في جيبي قد عرضت أمامي(.
تظهر لنا خلل هذه المكاشفة عدة نقاط جديرة بالتأمل وهي:
.1تجسد الهوى على ص ورة الل ه كم ا ص رح الق رآن الكري م به ذا المعن ى ﴿أ•
ف• •ر •ءيŸت •م ‹ن ات •خ •ذ إ‹ل•ه•ه” ه• •واه”﴾.
.2يبتعد النسان عن عبودية ا على قدر انقياده لهوى نفس ه ب ل ويص بح عب داC
لما يهوى ومن هنا تحول الله في عالم المكاشفة إلى )ريالين(
.3تكون للنفاق قيم ة إذا أنف ق النس ان ش يئا Cيحب ه والم ؤمن يج ب أن يق دم ف ي
سبيل محبوبه مما له قيمة لديه وليس مما ل أهمية له عنده﴿ :ل•ن ت•ن•ال”وا Ÿال بر •ح تى
تحبون• ﴾ ت”نف‹ق”وا ‹مما ‹
79
)يا رفاق تعملوا التوسل إلي ه فه و يق ول م ن إم امكم انظ روا كي ف يتوس ل الم ام
إلى ا ويتضرع إليه فهو يقول :اللهم إنني إليك التجأت وبك ل ذت جئت لك ون
بجانبك جئت لعانقك فأنا أريدك(.
وكان سماحته يقول في دعائه ومناجاته:
)اللهم اجعل هذا مقدمة للوصول إليك(.
80
استغث بنداء من ل ناصر له!
كان سماحة الشيخ يقول:
)إذا وقفت للتضرع إلى ا في الليالي فاستغث بنداء من ل ناصر له وقل :إلهي
ل ق درة عل ى محارب ة نفس ي الم ارة وإنه ا ق د اث اقلت إل ى الرض ف أغثني
وخلصني من شر نفسي المارة واجعل واسطتك أهل البيت عليهم السلم(.
وك ان يق رأ ه ذه الي ة • ﴿ :م ا أ”ب• §ر ”
ئ ن• Ÿفس ى إ‹ن الن Ÿف س ل•م ا •رة” ب‹الس و ‹ء إ‹ل •م ا •ر ‹ح •م
•ربى﴾
زيارة عاشوراء
إحدى النقاط التي كان سماحة الشيخ يؤكد أهميتها في التوسل بأهل ال بيت عليه م
الس لم ه ي زي ارة عاش وراء وك ان يق ول ف ي ه ذا المعن ى )أوص وني ف ي ع الم
المعنى بقراءة زيارة عاشوراء(.
وكان هو يوصي الخرين ) ل تتركوا زيارة عاشوراء ما دمتم أحياء(.
وقد واصل أحد تلميذ الشيخ قراءة زيارة عاش وراء أربعي ن س نة امتث ال” ¦ً له ذه
الوصية.
81
الملح م ن ج انب بس اط ب ائه الخي ار وص عدنا الجب ل ولم ا وص لنا إل ى هن اك إل ى
هناك قال الشيخ:
)قوم وا لتن زل فق د أرجعون ا وه م يقول ون :ادفع وا ثم ن المل ح أول Cث م تع الوا
للمناجاة(.
استعداد المتضرع
من جملة النقاط الدقيقة التي يجب أن يلتف ت إليه ا المتض رع ه و أن يك ون هن اك
تناسب بين ما يطلبه من ا وبين ما لديه من استعداد نفسي فهو إذا ل م يك ن ل ديه
الستعداد النفسي اللزم قد يخلق لنفسه من خلل الدعاء مشكلة.
نق ل أح د أص دقاء الش يخ ق ائل :Cم رت عل ى أي ام عس يرة جعلتن ي ف ي حال ة م ن
الض جر والس تياء وف ي أح د الي ام س ألني الش يخ :م ا س بب ض جرك؟ فح دثته
بأمري.
فقال لي ) :أل تقرأ التعقيبات(؟
قلت :بلى
قال):وماذا تقرأ(
قلت :أقرأ دعاء الصباح لمير المؤمنين )ع(
قال ):أقرأ بدل دعاء الصباح سورة الحشر ودعاء العديلة في التعقيبات ك ي تح ل
مشكلتك(
فقلت له :ولماذا ل أقرأ دعاء الصباح؟
ق ال ) :ف ي ه ذا ال دعاء فق رات ونق اط يج ب أن يك ون للم رء مق درة واس تعداد
لتحملها :فأمير المؤمنين)ع( يطلب من ربه في هذا الدعاء الله م ه ب ل ي ألم ا Cل
أغفل معه عن ذكرك حتى تلك اللحظات.
ومعنى هذا أن دعاء الصباح يستلزم توفر الستعداد الخاص ب ه وأن ت بمس تواك
هذا لم يكن لديك الستعداد الكافي ل ه وله ذا ح دثت ل ك بع ض المش اكل فلب د أن
تقرأ بدل دعاء الصباح سورة الحشر ودعاء العديلة وستنحل مشاكلك بإذن ا(.
بدأت بعد ذلك بقراءة سورة الحشر ودعاء العديلة وبعد مدة استقرض ت م ن أح د
الصدقاء مبلغا Cفأقرضني عش رة آلف توم ان فاس تثمرتها بش راء دار وتحس نت
أموري تدريجا ”
أدب المتضرع
إحدى النقاط التي كان يوصي بها الشيخ تتعلق ب الدب ال ذي يج ب أن يتحل ى ب ه
المتضرع وقد نقل عن الدكتور حمدي فرزام في هذا الصدد أنه قال:
82
)يجب أن يكون المرء أثناء الدعاء خاضعا Cخاش عا Cيجل س جلس ة العب د ومتوجه ا C
إلى القبلة(.
وف ي إح دى الم رات ك انت رجل ي ت ؤلمني ف أردت أن أترب ع إل أن ه ق ال ل ي م ن
ورائي حيث كان يجلس في آخر الغرفة ...
)اجلس جلسة صحيحة أثناء الدعاء اجث على ركبتيك والتزم بالدب(.
الفصل السابع
إحسان أولياء ا
خدمة الناس من المسائل التربوية التي أكدتها الحاديث الشريفة غاية التأكيد فق د
ورد عن رسول ا )ص( أنه قال:
)خير الناس من انتفع به الناس(.
سر الخلقة
كان سماحة الشيخ يعير أهمية بالغة لهذا الصل التربوي ونق ل عن ه أح د تلمي ذ
أنه قال:
)كنت أنس مع ربي فتوسلت إليه أن يطلعني عل ى س ر الخلق ة ف أفهموني أن س ر
الخلقة هو الحسان إلى الناس(.
)بتقوى ا أمرتم وللحسان والطاعة خلقتم(.
قال أحد أصدقاء الشيخ :قلت في أحد اليام يا سيدي علمني شيئا Cينفعني شخصيا C
فلوى أذني وقال) :خدمة الناس خدمة الناس(!!
وكان سماحته يقول )إذا شئت الهتداء إل ى حقيق ة التوحي د علي ك بالحس ان إل ى
الناس فعبء التوحيد ثقيل وخطي ر ول م يق در أح د حمل ه إل الحس ان إل ى الن اس
يجعل قادرا Cعلى حمله(.
C
ومكان يقول في بع ض الحي ان يق ول مازح ا) :ف ي النه ار أحس ن خل ق ا وف ي
الليل اذهب إلى بابه للستجداء(.
قال المرحوم الفيض الكاشاني-رضوان ا عليه -في هذا المعنى:
وفي النهار كن عونا Cلذوي الهموم والعناء اقض الليل باك عند باب الله
83
والحس ان إل ى الن اس ه و النف اق عن د القت ار ق ال رس ول ا )ص( ف ي ه ذا
المضمار ) ثلث ة م ن حق ائق اليم ان :النف اق م ن القت ار وإنص افك الن اس م ن
نفسك وبذل العلم للمتعلم(.
C
وأشار حافظ الشيرازي إلى دور النفاق عند القتار في بناء النسان قائل :
صم وتصدق
قال أحد أصحاب المام الكاظم )ع( شكوت إلى المام الكاظم )ع( قلة ذات ي دي
وقل ت وا لق د عري ت ح تى بل غ م ن عري تي أن أب ا فلن ن زع ث وبين كان ا علي ه
وكسانيهما!
فقال لي صم وتصدق.
قلت أتصدق مما وصلني به إخواني وإن كان قليلC؟
قال )ع() :تصدق بما رزقك ا! ولو آثرت على نفسك(.
84
يعير أهمية فائقة للحسان ويعتبر هذا العمل واحدا Cمن الطرق القريب ة والم ؤثرة
ف ي الس ير إل ى ا بحي ث أن ه إذا رأى أح د ع اجزا Cف ي ال¦حس ان وأحس ن جه د
استطاعتك(
85
وكان السيد هو إمام جماعة في مسجد الحاج أمجد ف ي ش ارع آريان ا ف ذهبت ف ي
الحال إلى داره وقدمت له ذلك المبلغ.
وقد سألت السيد فيما بعد عما جرى في ذلك الي وم فق ال ق دم عل ى ف ي ذل ك الي وم
ضيوف ولم يكن عندي شئ في البيت أق دمه له م ف دخلت غرف ة أخ رى وتوس لت
بصاحب الزمان-عجل ا فرجه -فوصلتني هذه الحوالة
وقال سماحة الشيخ )أمرني صاحب الزمان -صلوات ا عليه -قائل Cأرسل م الC
إلى السيد بهشتي بسرعة(.
الوصية بالطعام
بالضافة إلى الجهود التي كان سماحة الشيخ يبذلها بشكل مباشر أو غير مباش ر
للحسان إلى الناس وحل مشاكلهم فإنه ك ان يس تقبل الن اس ف ي داره المتواض عة
ف ي المناس بات المختلف ة وخاص ة ف ي العي اد الديني ة وك ان ي ولي أهمي ة خاص ة
له ل اليم ان م ن الحس ان وإطع ام الطع ام وك ان يوص ي عل ى ال دوام بالس عي
لبس ط م ائدة الطع ام ف ي ال دار وك ان ي رى أن تق ديم ثم ن ذل ك الطع ام إل ى
المحتاجين ليشتروا به طعاما Cلنفسهم ل يحمل خاصية الطعام نفسه.
قال الدكتور فرزام كان إطعام المساكين والفقراء من جملة الم ور ال تي يوص ي
بها الشيخ على الدوام وفي إحدى المرات قل ت ل ه ولم اذا ل نق دم الم ال ب دل Cم ن
الطعام؟
فقال) :ل تقديم الطعام شئ آخر وأثره أكبر(.
كان الجميع يعلمون أن سماحة الش يخ يق دم ف ي النص ف م ن ش بعان وجب ة طع ام
مكون ة م ن ال رز وال دجاج وك ان الخ اص والع ام ي أتون ويجلس ون عل ى البس ط
المهلل ة المفروش ة ف ي داره ويتن اولون م ن م ائدة إحس انه وك ان يح ترم الض يف
كثيرا Cول يتوانى عن إطعامه.
ك ان تأكي د الش يخ لهمي ة إطع ام أه ل اليم ان وبس ط م ائدة الحس ان ف ي ال دار
والتقيد بآداب الضيافة في وقت كان هو يعاني فيه من ضائقة مالية.
سيكفي إن شاء ل
في أحد المجالس حضر حشد غفير من الناس لتناول طعام الغذاء ف ي دار الش يخ
ح تى امتلت ال دار بالض يوف وم ع أنه م طبخ وا 24كيل و غرام ا Cم ن ال رز فق د
خش ي أه ل ال دار أن ل يكف ي الطع ام للحاض رين ولم ا اطل ع الش يخ عل ى س بب
قلقهم قال للطباخ ) وهو طالب علوم دينية قدم من قم(.
)يا سيدنا يا أبا الحسين ما هذا الذي يقولونه؟ ارفع غطاء القدر لرى(.
86
وأخذ بيده كمية من الرز وقال ) :سيكفي إن شاء ا(.
وقد كفى الطعام في ذلك المجلس لجميع الحاضرين بل وحتى الذين وقفوا خارج
البيت وقد اصطحبوا معهم ظروفهم فلم يرجع منهم أحد خالي اليدين.
87
وبعدما عثرت على العنوان وتوقفت أخرجت كيسا Cمن صرتها واستخرجت من ه
تومانين لتعطيني إياها فقلت لها :ل أري د من ك أج رة اذه بي ف ي أم ان ا فنزل ت
واستدرت عائدا” إلى عملي.
وفي اليوم التالي أو بعده بيومين ذهبت برفق ة أح د الص دقاء إل ى س ماحة الش يخ
فوجدناه جالسا Cفي غرفته المتواضعة تلك وكان عنده عدة أشخاص آخرين وبع د
التحية والسلم نظر إل ى الش يخ وق رأ م ا ف ي قل بي وق ال) :إن ك تنتظ ر ف ي لي الي
الجمعة أنت موجود(.
كان لدي برنامج في ما يتعلق بانتظار إمام الزمان-عجل ا تعالى فرجه -وك ان
مراده من جملة )أنت موجود( هو أنك ستكون موجودا Cعند ظهور ف رج ق ائم آل
محمد-عجل ا تع الى فرج ه -ونظ را Cلس ابق الفض ل والرحم ة ال تي م ن ا به ا
عل ى فق د أث ار كلم الش يخ ه ذا مش اعر جياش ة فين ا فبكي ت وبك ى الش يخ وبك ى
الخرون كثيرا.C
ثم قال لي الش يخ) :أتعل م م ا ج اء ب ك إل ى هن ا؟ القص يرة القام ة ال تي ركب ت ف ي
س يارتك ول م تأخ ذه منه ا أج رة ه ي ال تي دع ت ل ك وق د اس تجاب الب اري تع الى
دعاءها فيك وأرسلك إلى(.
88
إلى سماحة الشيخ وسألته ماذا أفعل؟ قال) :ل تغتم اش تر خروف ا Cواجم ع أربعي ن
عامل Cمن عمال الميدان واطبخ له م مرق ا Cواطل ب خطيب ا Cليق رأ تعزي ة لي دعو ل ه
وعندما يقول الربعون شخصا " Cآمي ن" سيش فى ول دك وف ي الي وم الت الي س يأتي
إلى البيت(.
وعلمت أشخاصا Cعديدين بهذه المسألة وحصلوا على مرادهم عن هذا الطريق.
مطر في الجفاف
نقل أحد أبناء الشيخ قائل :Cجاء عدد من فلحي مدينة س اري إل ى وال دي وق الوا:
لقد حصل جفاف ف ي س اري ويب س ك ل ش ئ والن اس يعيش ون ف ي ض يق وعن اء
فقال لهم) :اذبحوا بقرة وأطعموا الناس(.
فأرس لوا برقي ة م ن طه ران بذب ح بق رة وإطع ام أل ف ش خص وف ي أثن اء توزي ع
الطعام هطل مطر غزير إلى درجة أن المدعوين صعب عليهم الذهاب وه ذا م ا
أدى إل ى إيج اد علق ة بي ن أه الي تل ك المنطق ة م ع س ماحة الش يخ ودع ي ع دة
مرات إلى مجالس أقيمت في ساري.
89
على محالبها ولكنها كانت عاجزة عن إرضاعهم من فرط الجوع وك انت متألم ة
من تلك الحالة فأس رع الرج ل إل ى دك ان ي بيع الكب اب ف ي ذل ك الزق اق واش ترى
عدة سفافيد كباب ووضعها أمام الكلبة ...وفي سحر تلك من ا تعالى على ذلك
الشخص بشئ ل يقال(.
وأض اف راوي ه ذه الحكاي ة وم ع أن الش يخ ل م ي ذكر اس م ذل ك الش خص إل أن
القرائن تشير إلى أنه نفسه.
قال الدكتور فرزام :كانت نصيحة الش يخ ل ي عن د مفارق ة س ماحته وحمين ا كن ت
أقول له :هل من أمر؟ أو هل من وصية؟ أنه كان يقول) :ل تن س الحس ان إل ى
الخلق وحتى إلى الحيوانات(.
الحسان لوجه ا
المسألة الساسية في خدمة الناس م ن وجه ة نظ ر الش يخ ه ي داف ع تل ك الخدم ة
وكيفيتها فهو كان أنن ا يج ب أن نك ون ف ي خدم ة الن اس بالش كل ال ذي ك ان علي ه
أئمتنا والولياء اللهيون الذين لم يكن لهم هدف من خدمة الن اس إل مرض اة ا
وكانت خدمتهم للناس قربة ل وت أتي انطلق ا Cم ن حبه م ل ه وك ان س ماحته يق ول
في هذا المجال:
)الحسان إلى الخلق يجب أن يكون لوجه ا ﴿إ‹ن •ما ن” ‹
طع ”مك Ÿم ل‹ •وج‹ Ÿه ا‹﴾ كيف تدفع
نفق ات ول دك وتف ديه بنفس ك؟ وه ل بإمك ان الطف ل أن ي ؤدي لبي ه وأم ه عملC؟
الوالدان يحبان طفلهما وينفقان عليه من أجله ذاتيا Cفلم اذا ل تتعام ل م ع ا عل ى
هذا النحو؟! ولماذا تبقى تنتظر منه جزاء إحسانك إليه(؟!
90
ض وئها وه ي ق وله تعالى﴿ق” ل Ÿإ‹ن •م ا أ• ‹عظ ”ك م ب‹ •و ‹ح •د ¥ة أ•ن ت•ق”و ”م وا ل‹ •م Ÿثن ى •و
ف” •رد•ى﴾ المعي ار ف ي الس ير وف ق ه ذه الي ة ه و القي ام ل س واء ف ي العم ال
الجتماعية الخاصة أو العامة حاول أن يكون النجاح حليفك ف ي الخط وة الول ى
وذلك لن هذا العمل في سن الشباب أسهل وأنجح واستغل شبابك فب ل أن تش يب
كأبيك ففي مثل ه ذه الحال ة إم ا تبق ى ت راوح ف ي مكان ك وأم ا ترج ع إل ى ال وراء
وهذا يحتاج إلى المراقبة والمحاسبة.
فلو ملك أحد الجن والن س أو حص ل عليهم ا ب دافع إله ي ع ارف ب ال زاه د ف ي
الدنيا وإذا كانت دوافعه شيطانية فك ل م ا يحص ل علي ه يزي ده بع دا Cع ن ا ح تى
وإن كان بقدر مسبحة(.
الفصل الثامن
صلة أولياء ا
إحدى خصائص البارزة لدي من تربوا في مدرسة الشيخ هي حضور القلب ف ي
الصلة ولم يكن هذا إل لن الشيخ كان ل يأبه بالصلة الخالية من ال روح وك ان
يسعى لكي يكون أتباعه مصلين بمعنى الكلمة.
توجد ضمن توجيهات سماحة الشيخ بشأن الصلة أربع نقاط أساسية مستقاة م ن
النصوص القرآنية والحاديث الشريفة هي:
العشق: -1
كان س ماحة الش يخ يعتق د مثلم ا أن العاش ق يلت ذ م ن الح ديث م ع معش وقه ك ذلك
المصلي يجب أ يستشعر اللذة بالمناجاة مع ربه فهو نفسه كان عل ى ه ذه الش اكلة
وكذلك الحال بالنسبة لسائر الولياء.
وص ف رس ول ا )ص( ل ذته ف ي الص لة عل ى النح و الت الي) :جع ل ا -ج ل
ثناؤه -قرة عين ي ف ي الص لة وحب ب إل ي الص لة كم ا حب ب إل ى الج ائع الطع ام
وإلى الظمآن الماء وأن الجائع إذا أكل ش بع وأن الظم آن إذا ش رب روى وأن ا ل
أشبع من الصلة(.
قال أحد تلميذ الشيخ -وكان قد رافق ه ح والي ثلثي ن س نة -يش هد ا أنن ي كن ت
أراه في الصلة وكأنه عاشق يكلم معشوقه وهو ذائب ف ي الص لة وض ع خ اص
يسترعي النتباه وهم :المرحوم الشيخ رج ب عل ي الخي اط وآي ة ا الكوهس تاني
والشيخ حبيب الكلبايكاني في مشهد فه ؤلء الثلث ة ك انوا أعجوب ة فحينم ا يقف ون
للصلة كن ت أش اهد بالبص يرة اللهي ة أن الج و أص بح عل ى نح و آخ ر وأنه م ل
يلتفتون في أثناء الصلة إلى ما سوى ا.
91
الدب: -1
الت أدب بي ن ي دي ا ف ي أثن اء الص لة م ن الم ور ال تي يعيره ا الس لم أهمي ة
كبرى فقد قال المام السجاد )ع( في هذا المضمار:
)وحق الصلة أن تعلم أنها وفادة إلى ا ع ز وج ل وأن ك فيه ا ق ائم بي ن ي دي ا
عز وجل فإذا علمت ذل ك مق ام ال ذليل الحقي ر الراغ ب الراه ب الراج ي الخ ائف
المستكين المتضرع والمعظم لما كان يديه بالس كون والوق ار وتقب ل عليه ا بقلب ك
وتقيمها بحدود وحقوقها(.
وقال س ماحة الش يخ ع ن أدب المث ول بي ن ي دي ا ع ز وج ل) :الش يطان ي راود
النسان على الدوام يجب عليك أن تلتفت إلى عدم قطع التوجه إل ى ا وك ن ف ي
الصلة مؤدبا Cويجب أن تقف في حالة اس تعداد أم ام شخص ية ك بيرة فل تتح رك
حتى وإن وخزوك بإبرة(.
هذا الكلم قاله سماحة الشيخ لولده في جوابه ع ن س ؤال طرح ه عل ى أبي ه وه و
لم اذا تبتس م أحيان ا Cأثن اء الص لة؟ وق ال اب ن الش يخ أظ ن أن ه ك ان يتبج ح عل ى
الشيطان ويقول له :لن تقوى علي!
كان الش يخ يعتق د أن أي ة حرك ة مخالف ة للدب بي ن ي دي ا تع زى إل ى وسوس ة
الشيطان وكان يقول في ذلك:
)رأيت الشيطان يقبل الموضع الذي يحكه المصلي أثناء صلته(!
92
الركوع والسجود(؟
وحينما تقول ف ي التش هد) :أش هد أن ل إل ه إل ا وح ده ل ش ريك ل ه( ه ل تق ول
ذلك عن صدق؟
” •
أل توجد لديك أهواء نفسية؟! أل تهتم بغير ا؟! أل تعنى ﴿ •ء أر Ÿب•اب¦ مت•ف•ر§ قون• ﴾.
93
العلمي ة بينم ا ك ان كلم ه يأخ ذ بمس امع الحاض رين بحي ث إنن ي لزل ت أحتف ظ
بذكريات وكلمات الش يخ وم ن جمل ة الكلم ات ال تي بقي ت ف ي ب الي ه ي أن ه ك ان
يقول:
)أترك وا كلم ة "نح ن" ف المواطن ال تي تس ود فيه ا كلم ات "أن ا" و"نح ن" ش رك
هن اك ض مير واح د ح اكم وه و ض مير "ه و" وإذا تج اوزتم ه ذا الض مير
فالضمائر الخرى كلها شرك(.
حينما كان الشيخ يتفوه بهذه الكلمات كانت تأخذ مأخذها في قلب النسان وفكره.
الفصل التاسع
حج أولياء ا
ل م تت وفر للش يخ الس تطاعة المالي ة لداء فريض ة الح ج أب دا Cفه و ل م ي ذهب إل ى
زي ارة بي ت ا الح رام إل أن توجيه اته لبع ض الحج اج تظه ر أن ه ك ان عل ى
اطلع دقي ق بأس رار ح ج أولي اء ا فه و ك ان يعتق د أن الح ج الحقيق ي والكام ل
يتحق ق عن دما يك ون الح اج عاش قا Cلص احب ال بيت ليس تطيع إدراك المقاص د
الحقيقة لمناسك الحج ومن هنا فقد رد على اقتراح عرضه علي ه اح د الش خاص
بالذهاب إلى الحج سوية قائل) :Cاذهب وتعلم العشق ثم تعال لنذهب إلى مكة(.
94
أسافر مكة المكرمة -وهو أول سفر لي -وطلبت منه بعض التوجيهات فقال:
)اقرأ ابتداء من أول يوم سفرك إلى مدة أربعين يوما Cالية الشريفة:
ص Ÿد ¥
ق •و اج• Ÿعل ل ى ‹م ن ل د”نك ق •و أ• Ÿخ ‹رج Ÿنى Ÿ
مخ •ر •ج ‹ ﴿ •و ق”ل رب أ• Ÿد ‹خ Ÿلنى ”م Ÿد •خ •ل ‹
ص Ÿد ¥
صيرا﴾C Ÿ
سلطنا Cن ‹
لعلك تستطيع رؤية صاحب الزمان -عجل ا تعالى فرج ه -ث م أض اف ) :كي ف
يمكن أن يدعى أحد لزي ارة بي ت ول ي رى ص احب ال بيت لينص ب ك ل اهتمام ك
وتفكيرك على أنك ستزور إن ش اء ا ذل ك الوج ود المب ارك ف ي إح دى مراح ل
الحج(.
95
الموضع الوحيد الذي حظيت فيه بالمحبة
وبعد رجوعي من الح ج ذهب ت إل ى الش يخ وس ألته :أود أن أع رف ه ل حص لت
من حجي هذا نتيجة أم ل؟
)طأطئ رأسك واقرأ سورة الحمد مرة واحدة(.
ثم إنه تأمل لحظة وأخ ذ يص ف ل ي مع ال المس جد الح رام والموض ع ال ذي كن ت
أق ف في ه إل ى أن ق ال ) :الموض ع الوحي د ال ذي حظي ت في ه بالمحب ة ه و مق برة
البقيع التي كانت لك فيها مثل هذه المشاعر ودعوت بمثل هذه الدعية(.
لقد كان ما طلبته من ا مكشوفا Cلدى الشيخ.
وليمة الحج
وعند عودتي من الح ج دع وت الش يخ وجماع ة آخري ن لوليم ة طع ام أقمته ا ف ي
داري بمناسبة عودتي من الحج وأعددنا مائدة خاص ة تحت وي عل ى "جلوكب اب"
لسماحة الشيخ وع دد آخ ر م ن خ واص الص دقاء ف ي الط ابق العل ى -الش رفة-
ولما عرف الشيخ ذلك ناداني وقال:
)لماذا هذا التفاخر؟ ل تتكبر! ول تف رق بي ن الن اس إن ك ان عمل ك ه ذا ل انظ ر
للجميع بعين المساواة ولماذا تميز جماعة أخرى؟! أما بالنسبة لي فأنا اختلط م ع
الخرين وأنت يجب أن ل يميز بين الناس(.
أسرار الحج في كلم المام الخميني )رضوان ا تعالى عليه(
ومما يسترعي الهتمام ف ي ه ذا المج ال ه و أن أق وال س ماحة الش يخ ال تي بينه ا
استنادا Cإلى فهمه لفلسفة الح ج قريب ة ج دا Cمم ا ق ال الم ام الخمين ي -رض وان ا
تعالى عليه -في بيان البعاد العرفانية للحج ول ب أس هن ا بالش ارة إليه ا لتكمي ل
هذا الفصل:
96
المرات ب ح تى فن اء الع الم وتتض من التلبي ة جمي ع الفق رات الحتياطي ة
والس تحبابية ففيه ا تخص يص الحم د ب ال والنعم ة ب ه وتنف ي عن ه م رة أخ رى
الش ريك "إن الحم د والنعم ة ل ك والمل ك ل ش ريك ل ك لبي ك" وه ذه عن د أه ل
المعرفة غاية التوحيد وتعنى أن كل حمد ونعم ة ف ي ع الم الوج ود إنم ا ه و حم د
ا ونعمت ه بل ش ريك ويرتج ى ه ذا الموض ع واله دف العل ى ف ي ك ل موق ف
ومشعر وعمل وحركة وسكون وخلفه الشرك بالمعنى العم وه و م ا ابتلين ا ب ه
نحن الغافلون(.
سر الطواف
)الطواف حول بيت ا يدل على أنك ل تطوف حول شئ آخر غير ا(.
)وعند الطواف حول بيت ا الذي يعكس الحب للحق تعالى أفرغوا قل وبكم مم ا
سواه ونزهوا أنفوسكم أن تخشى أحدا Cغيره وإلى ج انب الح ب ل تع الى ت برؤوا
من الص نام الك بيرة والص غيرة وم ن الط واغيت وأتب اعهم ف ال تع الى وأولي اؤه
منهم وكل أحراز العالم منهم براء(.
مبايعة ا
)وعن د اس تلم الحج ر الس ود ب ايعوا ا عل ى أن تكون وا أع داء لع دائه وأع داء
رس وله والص الحين والح رار وارفض وا ط اعتهم وعب وديتهم أي ا ك انوا وأينم ا
كانوا واقتلعوا الخوف والض عف م ن قل وبكم اف إن كي د أع داء ا وعل ى رأس هم
الش يطان الك بر "أمريك ا" ض عيف مهم ا تفوق وا ف ي وس ائل القت ل وال دمار
والجرام(.
97
الشعور والعرفان في المشعر وعرفات
)واتجهوا إلى المشعر الحرام وعرفات بشعور وعرفان ولتطمئن قلوبكم ف ي ك ل
موق ف بوع د ا وحكوم ة المستض عفين وتفك روا بآي ات ا ف ي ص مت وس كنية
وفك روا ف ي إنق اذ المحرومي ن والمستض عفين م ن مخ الب الس تكبار الع المي
واطلبوا من ا تعالى انفتاح سبل النجاة في تلك المواقف الكريمة(.
رمي الجمرات
)أنتم تذهبون في هذا السفر لرجم الشيطان فإن كنت من جنود الش يطان -أع اذكم
ا -فأنتم ترجمون أنفسكم أيضا Cفيج ب أن تكون وا رحم انيين ك ي يك ون رجمك م
رجم جنود الرحم للشيطان(.
الفصل العاشر
خوف أولياء ا
أول سؤال يتبادر إلى الذهان بعد ط رح مس ألة محب ة ا بص فتها كيمي اء الحي اة
هو :إذا كان ا رحيما Cومحبوبا Cوبعد عشقه من المؤثرات في التكامل فلماذا ك ل
ه ذا التأكي د ف ي النص وص الس لمية لهمي ة خ وف ا والخش ية من ه؟ ولم اذا
اعت بر الق رآن أب رز ص فات العلم اء والخش ية م ن ا؟ وه ل تجتم ع المحب ة م ع
الخوف؟ والجواب على ذلك هو :نعم وسماحة الش يخ يض رب مثل Cطريف ا Cبش أن
اجتماع الخوف والحب ال ذي يتض ح لن ا م ن خلل ه ذا الفص ل ولك ن يج ب قب ل
ذلك معرفة ما هو المراد بالخوف من ا؟
معنى الخوف ا
النكتة الولى في تفسير الخوف من ا هي أن الخوف من ا معناه الخ وف م ن
الذنوب والمعاصي قال المام علي )ع(
98
)ل تخف إل ذنبك ل ترج إل ربك(.
ل تخف ا
نظر المام علي )ع( إلى رجل أثر الخوف عليه فقال له :ما بالك؟
فأجاب الرجل :إني أخاف ا
فقال له أمير الم ؤمنين )ع( ) ي ا عب د ا خ ف ذنوب ك وخ ف ع دل ا علي ك ف ي
مظالم عباده وأطعه في ما كلفك ول تعص ه ف ي م ا يص لحك ث م ل تخ ف ا بع د
ذلك فإنه ل يظلم أحدا Cول يعذبه فوق استحقاقه أبدا(C
خوف الفراق
وعلى ه ذا الس اس ل ينبغ ي لح د أن يخ اف م ن ا وإنم ا يج ب أن نخ اف م ن
أنفسنا حتى ل نقع ضحية-نتيجة سوء أعمالنا -بيد أن خوف أولياء ا م ن ج زاء
العمل السيئ يختلف عن خوف غيرهم لن الذين أخرجوا من قلوبهم محب ة غي ر
ا ل يطيعونه طمعا Cفي جنته ول خوفا Cمن ن اره وإنم ا يخش ون ن ار الف راق لن
ع ذاب ف راق ا عن دهم أش د م ن ع ذاب الن ار وله ذا ق ال إم ام أولي اء ا أمي ر
المؤمنين )ع( في المناجاة) :فلئن صيرتني للعقوب ات م ع أع دائك وجمع ت بين ي
وبي ن أه ل بلئك وفرق ت بين ي وبي ن أحب ائك وأولي ائك فهبن ي ي ا إله ي وس يدي
ومولي وربي صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك(.
قال سماحة الشيخ في تفسير الية الكريمة) :يدعون ربهم خوفا Cوطمعا (Cما يلي:
)ما هذا الخوف والطمع؟ إنه خوف من فراقه وطمع ف ي وص اله والقرين ة الدال ة
على هذا المعنى هي ق ول أمي ر الم ؤمنين )ع( ف ي دع اء كمي ل":فهبن ي ي ا إله ي
صبرت على عذابك فكيف أصبر على فراقك" وكذلك دع اء الم ام الس جاد )ع(
ووصلك مني نفسي وإليك شوقي.(...
وقال الفقيه العارف الشهير المرحوم المل أحمد النراقي في هذا المعنى ما يلي:
99
وأكوي بها وجهك وظهرك
لكن الرجال القوياء يخوفون الناس
بألم الفراق بألف طريقة
100
قال نجل الشيخ كان الشيخ يقول )اللهم اجعلنا سقط المتاع يأتي المش تري ويق ول
اشتري ما هو عاطل واشتري سقط المتاع! اللهم فاشترنا واقبلنا أيضا.(C
الفصل الول
101
الصبح صليت وتوجهت إل ى دار الس يد )راد من ش( عل ى وج ه الس رعة فس ألني
باستغراب عن سبب مجيئي في هذا الوقت المبكر فحدثته برؤياي.
كانت الساعة الخامسة صباحا Cوكان الجو ل يزال معتما Cفتوجهنا إل ى دار الش يخ
وفتح الشيخ الباب فدخلنا وجلسنا وجل س الش يخ أيض ا Cوق ال) :أي ن كنت م ف ي ه ذا
الصباح الباكر(.
لم أحدثه برؤي اي فاض طجع الش يخ عل ى ج انبه ووض ع ي ده تح ت رأس ه وق ال :
)تكلموا ...اقرؤوا شعرا!..C
فقرأ أحدنا:
ل يوم أجمل من أيام العشق
فصباح العشاق ل ليل له
الوقات الجميلة ما قضي مع الحبيب
والباقي كله عبث ل طائل فيه
102
وجلس وقال مبتسما ) Cمرحبا يا سيدي العزيز(.
ومد يده وقضى نحبه والبسمة على شفتيه!
والسلم عليه يوم ولد ويوم مات ويوم يبعث حيا .C
الفصل الثاني
ترميم الدار
أشير ابتداء إلى أن المرحوم حجت مع أنه كان أستاذي وحم اي إل أنن ي ل م أك ن
أتردد كثيرا Cعلى داره ول أتدخل في شؤون مرجعيت ه وك ان ه و ف ي عه د الس يد
البروجردي -رحمه ا تعالى -مرجعا Cوكان أك ثر مقل ديه م ن منطق ة آذربايج ان
103
وفي طه ران أيض ا Cك ان يرج ع إلي ه الذربايج انيون وغيره م وك ان ب دوره يق دم
لطبلة العلوم الدينية مرتبات شهرية وك انت ي ده مبس وطة إل ى ح د م ا ف ي وس عه
المالي .وتبرع أحد محبي الشيخ بإعادة بناء منزل الشيخ ول أتذكر اس م المت برع
عل ى وج ه الدق ة ولع ل اس مه )ج انجي( وف ي أوائل فص ل الش تاء ب دؤوا ب ترميم
المنزل فأزاحوا التراب من القسم الذي تقرر إعادة بن ائه وف ي القس م الخ ر ك ان
العمال يواصلون العمل في الترميم كحف ر البالوع ة ورص فها ب الحجر وم ا ش ابه
ذلك من العمال.
تقرر أن أموت
C
ذهبت في صباح أحد اليام لزيارته ووجدته ف ي داخ ل ال دار جالس ا عل ى س رير
ول م تك ن ح الته الص حية بالش كل الط بيعي فه و ك ان مص ابا Cبالته اب مزم ن ف ي
الرئة وهذا ما كان يسبب له ضيقا Cشديدا” في التنف س ف ي الج واء الب اردة .عن دما
بدأ الجو يميل إلى البرد آنذاك لم تكن ح الته س يئة أك ثر م ن المتع ارف كم ا يب دو
وعلمت أن ه ص رف العم ال والبن ائين وحينم ا س ألته لم اذا ص رفتهم؟ ق ال بلس ان
صريح وقاطع )لقد تقرر أم أموت فلم البناء بعدئذ(.
فلم أقل شيئا Cول أتذكر أني استغربت ذلك الجواب كثيرا ثم قال لي) :ي اعزيزي!
C
في هذه اليام القلئل تعال إلى هنا(.
وكان مراده أن ل أبتعد عنه كما كنت عليه في السابق.
104
للم ام أم ا الرض ال تي بن ي عليه ا فيم ا بع د قس م ك بير م ن مس جد الس يد
البروجردي فكان قد اشتراها لبناء مدرسة وكانت باس مه وق د كت ب ف ي الوص ية
أنها أيضا Cمن سهم المام ول تورث وإذا أرادها الس يد ال بروجردي لبن اء مس جد
تعطى له.
عل ى الظ اهر ك ان المبل غ الموج ود ف ي الص ندوق ه و ك ل الم ال ال ذي ل ديه وق د
امتنع منذ عدة أيام عن استلم الموال التي كانت تقدم ل ه كحق وق ش رعية ولك ن
يبدو أن السيد الزنجاني كان يستلم الحقوق الشعرية في تلك الفترة ودفع ف ي أول
الشهر الذي توفي فيه رواتب الش هرية ال تي ك ان يخرجه ا آي ة ا حج ت وبقي ت
هن اك ف ي جيب ه بض عة ري الت أخرجته ا ابنت ه -زوج تي -م ن جيب ه ووض عتها
تحت الوسادة كي تدفعها كصدقة عندما يشفى-وهذا العمل ك انت تق وم ب ه النس اء
في القديم -وكنت أنا على معرفة بهذه العادة.
ويبدو أن الصدقة ال تي ك انت ت دفع تحتج ز ك الرهن ول م يب ق النق ود إل تل ك ول م
يك ن ه و عل ى معرف ة بوجوده ا وحينم ا س لمني المبل غ ال ذي ك ان ف ي الص ندوق
ليصاله إلى موارده رفع يديه إلى السماء وقال:
C
)إلهي! أديت ما علي من التكاليف ،فكن لي عونا حين وفاتي(.
أموت ظهراj
كنت أتكلم معه بصراحة وأقوله يا سيدي ل م برر لك ل ه ذا الخ وف فه ذه الحال ة
المرض ية تعتري ك ف ي فص ل الش تاء ك ل ع ام ث م تش فى بع د ذل ك فق ال) :كل إن
موتي يكون ظهرا،(C
C
لم أتحدث معه بشئ وذهبت فورا لنفذ م ا أمرن ي ب ه وكن ت أخش ى أن ه إذا م ات
في ظهر هذا اليوم سيبقى مصير هذا المال مجهول Cفهل يجب إعطاؤه للورث ة أم
يجب إيصاله إلى موارده ولهذا السبب استأجرت عربة وأديت ما أمرني ب ه ول م
يتوف في ظهر ذلك اليوم
التفاؤل بالقرآن
C
وفي أح دي اللي الي طل ب مص حفا وفتح ه بتأم ل وذك ر فظه رت ل ه ف ي الص فحة
الولى الية الشريفة ﴿ل•ه” •د Ÿع •وة” الح •ً Ÿق§﴾ فبك ى وت وجه إل ى رب ه بكلم ل أت ذكره
وفي تلك الليلة أو الليلة التالية كسر ختمه.
105
معينا وقال) :تفضل يا سيد علي(.
وبعد فترة قصيرة عاد إلى حالته الطبيعية وكان ف ي الي ام الثلث ة الخي رة يك ثر
من الذكر والدعاء والتضرع وقرى له دعاء العديلة من قبلي أو شخص آخر -ل
أتذكر على وجه الدقة -وفي يوم وفاته ألقيت درس المكاسب باطمئنان ف ي ال دار
لن حالته كانت اعتيادية ول تدعو إلى القلق ثم ذهبت إلى الغرفة الصغيرة ال تي
كان راقدا Cفيها وكانت هناك ابنته-زوجتي -فقط وكان وجهة ص وب الج ار وه و
مشغول بالذكر والدعاء فق الت ل ي زوج تي :إن وال دي الي وم مض طرب ش يئا Cم ا
ويبدو أن سبب اضطرابه هو كثرة الذكر والدعاء.
سلمت عليه فرد علي السلم وقال) :أي أيام السبوع اليوم(؟
قلت :اليوم هو يوم السبت
قال):وهل ذهب السيد البروجردي إلى الدرس(؟
قلت نعم
فكرر القول عدة مرات من صميم قلبه) :الحمد ل(.
وتكلم أيضا Cبكلمات أخر لم نذكرها مراعاة للختصار.
106
وار( } باللغة التركية { و معناه )بل واسطة لم تكن هناك واسطة طبع ا ل م تك ن
هناك واسطة طبعا Cلم تكن هناك واسطة من يكون الواسطة(
وكان يقرأ بشأن الئمة من ولد الرسول )ص( وعلي )ع( الية الشريفة ﴿ض •رب
ا” •مث•ل Cكل‹ •مة Cطي§ب•ة• Cكش •ج •ر ¥ة طي§ب• ¥ة أ•صل”ه•ا ث•اب‹ ¦
ت •و ف•ر” Ÿعه•ا فى الس •ما ‹ء﴾.
وكنت أقف جانبا Cأنظر إلى ه ذا المش هد المعن وي الم ثير بك ل إعج اب وف ي تل ك
اللحظة خطر ببالي أن أقول له :يا سيدي ادع لنا ولكن الخجل منعني لسباب:
بقيت أنظر إلى هذا الموقف وإلى الحاضرين في الغرفة وهم السيد حس ن وابنت ه
وربما زوجته وسمعته يقول:
)إلهي كل معتقداتي قد أحضرتها وقد أودعتها عندك فأعدها إلي(.
كنت واقفا Cفي مكاني وهو عل ى تل ك الحال ة م ن الجل وس والتك اء متوجه ا Cنح و
القبلة وفي تلك الحالة انقطع نفسه فظنوا أن قلب ه ق د تش نج فقط روا ف ي فم ه ع دة
قط رات م ن م ادة الكرامي ن ورأي ت ال دواء س ال م ن ش دقيه فق د ت وفي ف ي تل ك
اللحظة
ول م يص ل بع د م اء الترب ة ول ح تى ع دة قط رات م ن الكرامي ن إل ى جه ازه
الهضمي.
فعلمت أن قد توفي فجئت إلى غرفة الستقبال وإذا ب ي أس مع ص وت الذان م ن
المدرسة الحجتية وك ذا وقع ت وف اته ف ي أول الظه ر وق د ق ال ف ي ي وم الربع اء
الماضي) :وفاتي -أو أمري -يكون ظهرا.(C
وفي الخت ام أض اف آي ة ا الح ائري ق ائل :Cفض ل عم ا تحت ويه ه ذه القص ة م ن
صورة واضحة عن إيمان راسخ فه ي تتض من أيض ا Cآي ات عجيب ة عدي دة يمك ن
الشارة إلى بعضها كالتي:
107
الفصل الثالث
108
السلم على الم
ث م س لم عل ى وال دته وق ال) :أن ا أش كرك ي ا أم ي عل ى م ا أرض عتنيه م ن حلي ب
طاهر(.
واستمرت هذه الحال ة لم دة س اعتين م ن بع د طل وع الش مس ث م زال الن ور ال ذي
كان يسطع من جسمه ورجع إلى حالته الطبيعية ورجع وجهه إل ى م ا ك ان علي ه
م ن الص فرار بس بب الم رض وف ي ي وم الح د الت الي أخ ذ يحتض ر ف ي تلكم ا
الساعتين وفاضت روحه بسكينة.
109
الفهرس
الباب الول :الخصائص2................................................................
الفصل الول2..........................................................................
حياته 2..............................................................................
داره2................................................................................
ثيابه3................................................................................
طعامه3.............................................................................
الفصل الثاني 4.........................................................................
عمله4...............................................................................
المواظبة على العمل4............................................................
إنصافه في أخذ الجرة 5.........................................................
جزاء النصاف6..................................................................
إنصاف الناس والتشرف بلقاء صاحب الزمان )ع(6.......................
المام صاحب الزمان )ع( في سوق الحدادين6..............................
إنصاف الشيخ بائع القفال7.....................................................
المام عليه السلم يتفقد الحداد 7................................................
الفصل الثالث 8.........................................................................
اليثار8.............................................................................
إيثار للناس على نفسه 8.........................................................
إيثار للجار المفلس9..............................................................
إيثاره في ليلة العيد9..............................................................
الفصل الرابع 10.......................................................................
عبادته10...........................................................................
تقليده10.............................................................................
أهمية العمل ل11.................................................................
مخالفته للرياضات غير الشرعية 11...........................................
اهتمامه بأداء الخمس 12.........................................................
الفصل الخامس12.....................................................................
أخلقه12...........................................................................
تواضعه13.........................................................................
110
إصلحه ذات البين14............................................................
احترامه الخاص لذرية رسول )ص(14.......................................
احترامه لجميع الناس15.........................................................
عدم اعتنائه بأصحاب المناصب 15............................................
أخلقه في السفر15...............................................................
الفصل السادس 16....................................................................
انتظار الفرج16...................................................................
مطلبه المهم16.....................................................................
النملة تسعى للوصول إلى الحبيب16..........................................
بلغوا سلمي لمام الزمان )ع( 17.............................................
شاب في عالم البرزخ17.........................................................
رجعة جماعة من المنتظرين 17................................................
إسكافي في مدينة ري17.........................................................
الفصل السابع 18......................................................................
الشعر18............................................................................
قراءته للشعار بصوت جميل 19..............................................
رأيه في مولوي19................................................................
آية ا البروجردي والمولوي 20...............................................
المل أحمد النراقي مولوي20...................................................
شعر للشيخ وذكرى21...........................................................
الفصل الثامن22.......................................................................
السياسة22..........................................................................
تنبؤاته22...........................................................................
مستقبل الثورة السلمية 22.....................................................
ناصر الدين شاه في البرزخ23.................................................
تحذيره من مدح السلطان الجائر23............................................
الباب الثاني :القفزة23...................................................................
الفصل الول23........................................................................
التربية اللهية23..................................................................
معلموه 24..........................................................................
بداية التحول24....................................................................
قصة شبيهة بقصة يوسف25....................................................
111
كيفية التربية اللهية26...........................................................
للقلب عين وأذن 26...............................................................
الفصل الثاني 27.......................................................................
المداد الغيبي 27..................................................................
جزاء التفكير بالمكروه 27.......................................................
العبرة من مصير بلعم بن باعوراء28.........................................
تبيت شبعانا Cوجارك جائع؟ 29..................................................
محبة الولد في ا29...........................................................
كثرة الكل تولد الحجب )حجاب الطعام(29..................................
الفصل الثالث 30.......................................................................
الكمال المعنوي30................................................................
تفكره في التوحيد31..............................................................
فناؤه في ا 31....................................................................
حبه ل عزوجل31................................................................
منزلته الرفيعة 32.................................................................
اختراقه لجميع العوالم 32........................................................
رؤيته للمكلوت32.................................................................
الشيخ في سن الستين33..........................................................
أين علمي من علمه؟!33.........................................................
سبب العلقة بين الدكتور )أبو الحسن شيخ( والشيخ الخياط35...........
السيارة جاهزة للحركة! 36......................................................
ما أردته قد تحقق37..............................................................
الدعاء على الغير يجلب الظلمة37.............................................
أخباره عن تواضع الزهد 38....................................................
تكلمه مع النباتات38..............................................................
رويته لمخترع المروحة38......................................................
استجابة دعاء الشيخ39...........................................................
إخباره عن المال المسروق39..................................................
رائحة التفاح الحمر40..........................................................
ثواب من غض نظره41.........................................................
النار في المال الحرام41.........................................................
عطب جهاز الموسيقى41........................................................
112
شاب عاشق يتوسل41............................................................
ل تغضب42.......................................................................
ما شأنك بلحيته42.................................................................
مواجهة وساوس الشيطان42....................................................
الباب الثالث :تهذيب النفوس43........................................................
الفصل الول43........................................................................
أسلوبه في تهذيب النفوس43....................................................
ستون عاما في الشتباه43.......................................................
التهذيب بالعمل44.................................................................
أساليبه التربوية45................................................................
تأكيد أهمية طاعة ا ومخالفة هوى النفس48................................
تشخيص الحالت الباطنية 49...................................................
أرض أباك أول50................................................................C
التوجيهات الخاصة50............................................................
أهمية المعلم الخبير51............................................................
المعاصي ومصائب الحياة52...................................................
الدين مسموح حتى لكم 52.......................................................
إيذاء الطفال53...................................................................
إيذاء الزوجة 53...................................................................
إيذاء الزوج54.....................................................................
سخط الخت 54...................................................................
إهمال الخت55...................................................................
سخط الم55.......................................................................
كسر قلب الخت56...............................................................
إيذاء ابن صاحب العمل 56......................................................
إيذاء العلوية57....................................................................
غصب حق عجوز57............................................................
إهانة الخرين57..................................................................
القسوة مع الحيوانات58..........................................................
الفصل الثاني 58.......................................................................
أساس بناء الذات58...............................................................
تطهير القلب من الشرك60......................................................
113
صارع نفسك61...................................................................
السفر لجل هذه النكتة61........................................................
استغفر ربك ألف مرة62.........................................................
الشرك وعبادة الشخصية62.....................................................
ل يكن أبوك صنما Cلك63........................................................
سبل الوصول إلى حقيقة التوحيد63...........................................
الفصل الرابع 64.......................................................................
إخلص أولياء ا 64.............................................................
كل العمال ل64.................................................................
كل ونم ل65.......................................................................
خيط ل65.........................................................................
تعال ل66..........................................................................
انفخ في سبيل ا 66..............................................................
أحبب ل66.........................................................................
قبل ل 66...........................................................................
ماذا فعلت ل؟!67.................................................................
الويل لي! الويل لي!67..........................................................
الصلح ل 67....................................................................
زر ل68............................................................................
آثار الخلص 68.................................................................
الهداية اللهية68..................................................................
رائحة ا في العمل69...........................................................
التغلب على الشيطان69..........................................................
انفتاح عين القلب 70..............................................................
البركات المادية والمعنوية 70...................................................
كنت أدرس ل71..................................................................
ا هو الذي أصلح لنا عملنا 71.................................................
الفصل الخامس71.....................................................................
ذكر أولياء ا71..................................................................
الحضور الدائم71.................................................................
سبيل التخلص من النفس الشيطان72..........................................
كفي عني 73.......................................................................
114
ذكر ا عند النوم! 74............................................................
نداء من البرزخ! 74..............................................................
خاصية بعض الذكار 74........................................................
الهتمام بذكرين 74...............................................................
التغلب على الهواء النفسية 74.................................................
التغلب على وسوسة الشيطان في النظر إلى امرأة أجنبية75..............
من أجل محبة ا75..............................................................
من أجل صفاء الباطن 75........................................................
من أجل رؤية صاحب الزمان)ع( أرواحنا فداه75..........................
أربعين ليلة في كل ليلة مئة مره76........................................... .
رؤية آية ا زيارتي لمام الزمان)ع( 76.....................................
رؤية البقال لمام الزمان)ع(76................................................
من أجل حل المشاكل وعلج المراض76...................................
من أجل إزالة الحراة والبرودة77.............................................
الفصل السادس 77....................................................................
دعاء أولياء ا77.................................................................
أدعية سماحة الشيخ 77...........................................................
اقرأ دعاء يستشير78.............................................................
تحجج على ا تعالى!78........................................................
قيمة البكاء والمناجاة78..........................................................
ريالن إجابة لـ )يا ا(78.......................................................
سبيل النس بال79...............................................................
ماذا نريد من ا؟79..............................................................
ماذا يريد العاشق من معشوقه؟80..............................................
استغث بنداء من ل ناصر له!81...............................................
فلسفة التوسل بأهل البيت عليهم السلم 81....................................
زيارة عاشوراء81................................................................
شروط استجابة الدعاء81........................................................
ادفعوا ثمن الملح81...............................................................
استعداد المتضرع82.............................................................
أدب المتضرع82.................................................................
الفصل السابع 83......................................................................
115
إحسان أولياء ا83...............................................................
سر الخلقة83.......................................................................
النفاق عند القتار 83............................................................
صم وتصدق 84...................................................................
الحسان إلى معيل عاطل84....................................................
الحسان إلى الخت85...........................................................
الشيخ وخدمة الناس85...........................................................
حوالة المام صاحب الزمان )ع( لمام الجماعة85.........................
الوصية بالطعام 86..............................................................
سيكفي إن شاء ل86..............................................................
البركة في خدمة الناس 87.......................................................
مقام حضرة عبد العظيم الحسني87............................................
بركة خدمة سائق وسيارة الجرة87...........................................
مساعدة العمى ونورانية القلب88.............................................
إطعام أربعين شخصا Cوشفاء مريض88.......................................
مطر في الجفاف89...............................................................
إطعام الب من أجل طلب البن 89............................................
بركات إشباع حيوان جائع89...................................................
الحسان لوجه ا 90.............................................................
كلم المام الخميني )قدس( في باب خدمة الناس90........................
الفصل الثامن91.......................................................................
صلة أولياء ا91................................................................
خادم المام الحسين )ع( لم تتأخر صلته حتى الن93.....................
الغضب آفة الصلة 94...........................................................
الفصل التاسع 94......................................................................
حج أولياء ا94...................................................................
توجيهات الشيخ للحجاج94......................................................
الموضع الوحيد الذي حظيت فيه بالمحبة96..................................
وليمة الحج 96.....................................................................
أسرار الحج في كلم المام الخميني )رضوان ا تعالى عليه(96.......
سر التلبية المكررة96............................................................
سر الطواف97....................................................................
116
مبايعة ا97.......................................................................
السعي للحصول على المحبوب97.............................................
الشعور والعرفان في المشعر وعرفات98....................................
سر التضحية في منى98.........................................................
رمي الجمرات98.................................................................
الفصل العاشر 98......................................................................
خوف أولياء ا98................................................................
معنى الخوف ا98...............................................................
ل تخف ا 99.....................................................................
خوف الفراق99...................................................................
الخوف من عدم رضا المحبوب100...........................................
الباب الرابع :الوفاة101.................................................................
الفصل الول101......................................................................
وفاة الشيخ رجب علي الخياط101.............................................
يوم قبل وفاته101.................................................................
رؤيا أحد تلميذ الشيخ101......................................................
الشيخ على فراش الوفاة102....................................................
مرحبا Cيا سيدي العزيز 102.....................................................
الليلة الولى في القبر103.......................................................
الفصل الثاني 103.....................................................................
وفاة آية ا حجت 103...........................................................
ترميم الدار 103...................................................................
تقرر أن أموت104...............................................................
إلهي أديت ما علي من التكاليف104...........................................
أموت ظهرا105..................................................................C
التفاؤل بالقرآن105...............................................................
تفضل يا سيدي علي 105........................................................
تربة المام الحسين )ع(106....................................................
وفاة الحاج الخوند تربتي108..................................................
أسبوع قبل الوفاة108.............................................................
السلم عليكم يا رسول ا108..................................................
السلم على الم109..............................................................
117
ل تؤذني يا حسين 109...........................................................
118