Professional Documents
Culture Documents
تقديم الكتاب
أبو حامد الغزالي (ت 505هـ)
كلمة في (شروح جواهر القلوب)
مقدمة المؤلف
الفصل األول :كيمياء الذهب
الفصل الثاني :في معرفة النفس
الفصل الثالث :الوقوف على الحقيقة
الفصل الرابع :حقيقة القلب
الفصل الخامس :معرفة عسكر القلب
الفصل السادس :المعرفة وأسبابها
الفصل السابع :األخالق
الفصل الثامن :القهارمة
الفصل التاسع :صفات البهائم
الفصل العاشر :عجائب عالم الغيب
الفصل الحادي عشر :روزنة القلب
الفصل الثاني عشر :األنبياء وخصائصهم
الفصل الثالث عشر :في شرف القلب
الفصل الرابع عشر :معرفة درجات النبوة
الفصل الخامس عشر :العلم حجاب لهذا الطريق
الفصل السادس عشر :السعادة في معرفة اهلل
الفصل السابع عشر :في معرفة جوهر القلب
الفصل الثامن عشر :جوهر القلب وعظمته
الفصل التاسع عشر :صفات الحق من صفات
النفس
الفصل العشرون :علم الحق وتنزيهه
ب – منزلته العلمية:
بعد أن اطلعنا على نشأة الغزالي وشيوخه
ورحالته ،البد ان نتطرق إلى التنوية عن منزلته
العلمية،
حيث ان للغزالي منزلته المشهورة والبارزة بين
العلماء،
سواء في عصره الذي عاش فيه ،او العصور التي
تلته.
وقد الزمته هذه الشهرة حتى وقتنا الحاضر
الذي نحن نعيش فيه.
وكذلك ستبقى نظرة األجيال المقبلة إلى منزلته
محاطة باالجالل واإلكبار والمتابعة.
فقد خاض في فنون شتى من العلوم والمعارف
المختلفة المواضيع،
وقد أوتي موهبة ممتازة وفائقة من سعة األفق،
وقوة البيان ،والتعمق في االستنتاج،
كما ألف كثيرا من الكتب والرسائل في علوم
عديدة كذلك،
كالفلسفة وعلم الكالم والفقه والتصوت
واألخالق والتربية ..الخ.
جـ – مؤلفاته
أما عن كتب ابو حامد الغزالي ،فقد وضع رحمه
اهلل كثيرا من الرسائل والكتب والتصانيف،
اذ كان رحمه اهلل من المعدودين ممن اشتهر
بغزارة التصنيف والتأليف،
وفي مواضيع مختلفة كما أشرنا سابقا.
ومن أهم كتبه ورسائله المتداولة:
احياء علوم الدين ،المنقذ من الضالل ،تهافت
الفالسفة ،مشكاة األنوار،
معيار العلم في المنطق ،ميزان العمل ،فيصل
التفرقة بين االسالم والزندقة،
القسطاس المستقيم ،قواعد العقائد في
التوحيد ،منهاج العارفين،
كيمياء السعادة ،الجام العوام عن علم الكالم،
معراج السالكين،
ورسائل وكتب ومصنفات أخرى غيرها.
2
كلمة في (شروح جواهر القلوب)
رسالة كيمياء السعادة للغزالي وهي
في شرح عجائب القلب
فائدة:
كيمياء السعادة :هي (تهذيب النفس باجتناب
الرذائل وتزكيتها عنه ،واكتساب الفضائل
وتحليتها بها)
وتنقسم آلي:
-1كيمياء العوام :وهي (استبدال المتاع
األخروي الباقي بالحطام الدنيوي الفاني).
-2كيمياء الخواص :وهي (تخليص القلب
عن الكون باستئثار المكون).
مقدمة المؤلف
بسم اهلل الرحمن الرحيم وبه ثقتي،
الحمد اهلل كثيرا ،والشكر والمنة بعدد نجوم
السماء،
وقطر المطر ،وورق الشجر ،ورمل القفار
ودواب األرض والسماء.
والحمد هلل الذي صفته
الوحدة والجالل ،والكبرياء والعظمة ،
والعال ،والمجد ،والبهاء ،خاصيته
ليس لمخلوق علم بكمال جالله ،وليس ألحد
طريق الى معرفة حقيقته ،اال هو،
بل اإلقرار بالعجز عن معرفته منتهى معرفة
الصديقين،
والوصول آلي االقرار بالتقصير في مجده
وثنائه ،نهاية ثناء المالئكة واألنبياء،
وغاية عقل العقالء في مبادئ اشراق جالله
حائرة ،
ومنتهى السالكين والمريدين في طلب القرب
من حضرة جالله دهشه،
قطع الطمع في أصل ادراكه تعطيل دعوى
كمال معرفته من الجمال تشبيه وتمثيل،
نصيب جميع األعين من مالحظة جمال ذاته
تحيير،
وثمرة جميع العقول من النظر لعجائب صنعه
تقصير ،معرفة ضرورية.
.حاشا هلل أن يكون ألحد ان يهجس في ضميره
كنه عظمته ،وجالل ذاته،
وما هي وحاشا هلل سبحانه
ان لقلب ما لحظة واحدة من عجائب صفة
معرفته ،فيعلم وجوده،
بل ال يعلم ،حتى يعلم جميع آثار قدرته ،وحد
أنواع عظمته،
وجميع البدائع والغرائب من حكمته،
وكل ما عليه جمال حضرته ،والكل منه ،والكل
به ،ولكن الكل هو،
فليس شيء له وجود على الحقيقة اال هو،
وجميع األشياء موقوفة على وجوده..
والصالة على المصطفى صلى اهلل عليه وسلم
سيد األنبياء ،
وممهد الطريق وأمين أسرار الربوبية ومختار
الحضرة اإللهية.
وعلى أصحابه ..وأهل بيته..
فان كل واحد منهم ،قدوة األمة ،ومظهر طريق
الشريعة .
أما بعد
فان اآلدمي ما خلق للعب والهزل ،بل أمره
عظيم ،وخطر كبير،
فانه وان لم يكن أزليا ،فهو أبدي ،وان كان
قالبه ترابيا سفليا،
فحقيقة روحه رباني علوي،
وجوهره وان كان في االبتداء ممتزجا ومتعلقا
بصيغة بهيمة وسبعية وشيطانية،
فاذا وضع في بوطقة المجاهدة ،صار طاهرا،
من االخالط واللوث،
صالحا لجواز بحضرة الربوبية،
ومرتقيا من أسف سافلين آلي أعلى عليين ،كله
صعود وهبوط،
وكذلك شغله وديدنه ،وأسفل السافلين
المختص به ان يكون نازال،
في مقام البهائم والسباع ،صار أسير الشهوة
والغضب،
وأعلى عليين المختص في الوصول آلي
درجات المالئكة ،
والخالص من يد الشهوة والغضب،
فيتأسرهما جميعا ،ويصيران ملكا له،
فاذا وصل آلي هذا الملك صلح لعبادة حضرة
اإللهية ،
وهذا الصلوح حق المالئكة وكما درجة
اآلدمي،
واذا حصل اليسير من جمال حضرة اإللهية فال
يقدر ان يصبر عنه ساعة واحدة،
ونصيبه من ذلك الجمال يصير جنته ،باطنها جنة
المعرفة،
ظاهرها جنة الحس،
وتلك الجنة التي من نصيب العين والبطن
والفرج نظيره جنة منحصرة،
وان كان جوهر اآلدمي في أول خلقته ناقصا
وخسيسا،
فال سبيل ان يرتقي من درجة النقصان آلي
درجة الكال اال بالمجاهدة والمعالجة .
وكما ان الكيمياء التي توصل الصفر والنحاس
في الصفاء والنظافة
آلي قوم الذهب الخالص ،امر عسير،
وكل أحد ال يعرفه!! فكذلك جوهر الكيمياء
الذي هو جوهر األدمي من الخسة البهيمة آلي
الصفاء ونفاسة المالئكة ،
ال يوصل اليها ،حتى يوصل آلي السعادة
األبدية اال عسير أيضا،
وال يعرفه كل أحد،
الفصل األول
كيمياء الذهب
اعلم أن كيمياء الذهب ال يصل اليها كل
عجول،
وانما يكون في خزائن الملوك والرؤساء
موجودة،
وخزائن اهلل سبحانه في السماء جواهر
المالئكة وفي األرض قلوب األنبياء عليهم
السالم،
وكل من طلب هذه الكيمياء من غير حضرة
النبوة ،غلط الطريق ،وأخر أمره آلي التدليس،
وحاصل موسم حالة الظن والتخمين والتمني،
ويظهر في القيامة إفالسه ،ويبين تدليسه،
ويفتضح في ظنونه
ص ُر َك ال َْي ْو َم ب ف
َ كَ اءَط ك ِ
غ ويقال( :فَ َك َش ْفنَا َع ْن َ
َ ََ
يد) [ق]22 : َح ِد ٌ
أول الكتاب:
بيان عنون اإلسالم ،وهو أربعة:
األول :معرفة النفس.
اعلم ان مفتاح معرفة اهلل سبحانه وتعالى معرفة
النفس ،ولهذا قيل
من عرف نفسه ،عرف ربه.
وقال تعالى( :سنُ ِر ِيهم آياتِنَا في األَفَ ِ
اق َوفي َ ْ َ
أَ ْن ُف ِس ِه ْم) [فصلت.]53 :
وعلى الجملة ال شيء أقرب اليك منك ،فإذا لم
تعرف نفسك كيف تعرف سواك؟
ولقد غلط من ظن انه قد عرفها ،إذ ال يصلح
من عرفها ان يكون غير عارف بالحق تعالى،
وانما يعرف من ظاهرك أعضاءك فقط ،وذلك
انك اذا جعت أكلت،
وإذا غضبت انتقمت ،وإذا انعظت نكحت،
وأنت في ذلك والبهائم في حد سوا ء..
الفصل الثاني
في معرفة النفس
الفصل الثالث
الوقوف على الحقيقة
أعلم انه ال يمكن الوقوف على حقيقة ،ما ،
حتى تعلم وجوده ،وتعرف حقيقته،
وانه ماذا!! وتعرف عسكره من هو!! ثم تعرف
عالقته ما هي!!
ثم تعرف صفته ،وكيف تحصل له معرفة اهلل
سبحانه!! وكيف يصل الى هذه السعادة،
وقد أشرنا آلي كل واحد مما ذكرنا ،وذكرنا
طرقا منه،
الفصل الرابع
حقيقة القلب
أما حقيقة القلب ،وماهيته ،واي شيء صفته!!
فلم يرخص الشرع في ذكره ،ولم يرخص
رسول اهلل (ص) في ذكره أيضا..
وح قُ ْل
الر ِ
ك َع ْن ّ
وقد قال اهلل سبحانهَ ( :ويَ ْسئَلونَ َ
وح ِم ْن أ َْم ِر َربِّي) [اإلسراء،]85 :
الر ُ
ُّ
فلم يؤذن له في اكثر من هذا ،وهو ان يقول
ان الروح من األمور اإللهية،
فانه من عالم األمر ،وهلل الخلق واألمر ،وكل ما
للمقدار والكمية اليه طريق،
فيقال هو من عالم الخلق ،والخلق في أصل
اللغة بمعنى التقدير،
وقلب اآلدمي ليس له مقدار ،وال كمية ،ولهذا
ال يقبل االنقسام،
اذ لو جاز ان يتجزأ ،او ينقسم ،لكان بعضه،
جاهال بشيء ،واآلخر عالما به،
ومحال أن يكون عالما جاهال بشيء واحد في
حال واحد.
واعلم انه وان كان غير قابل للقسم ،فهو
مخلوق،
إذ ،اإلبداع أيضا ،يطلق عليه اسم الخلق لما
يطلق على التقدير بالخلق.
.فاذا بهذا المعنى ،هو من جملة عالم الخلق،
وبالمعنى ،اآلخر ،من عالم التقدير ،
إذ هو عبارة عن أشياء ال طريق للمسامحة اليها
للمقدار..
وقد ذهب قوم آلي ان الروح قديم ،ومن ظن ان
الروح قديم فقد غلط..
وذهب آخرون آلي انه عرض ،وقد غلطوا
ايضا،
فان العرض ال يقوم بنفسه ،بل هو تبع،
والروح أصل اآلدمي وما عداه تبع ،فكيف
يكون عرضا!!
الفصل الخامس
معرفة عسكر القلب
اعلم ان معرفة تفاصيل عسكر القلب طويلة،
وتعلم مقصودك بمثال :اعلم ان مثل البدن مثل
بلد ،واليد والرجل واألعضا ء
مثال أهله ،والشهوة كعامل الخراج ،والغضب
مثل الشحنة ،وهو صاحب المظالم،
والقلب ملكها ،والعقل وزيره ،وللملك حاجة
آلي هؤالء كلهم بسبب أحوال الملك،
لكن الشهوة التي هي مثل عامل الخراج كذاب
فضولي
مخلط مخالف للوزير الذي هو العقل بكل ما
بقوله،
وتمنيه أبدا ان تنقص أموال المملكة بحجة
الخراج،
وهو الغضب الذي هو الشحنة ،شرير ،وهو أبدا
محب القتل والشر،
وقلما يشاور ملك البلد ووزيره ،والعامل
الكذاب يعزل،
وال يمكن لكل ما يقوله مخالفة الوزير ،وال
يسمع منه،
الفصل السادس
المعرفة وأسبابها
قد علمت بينة هذه الجملة التي أسلفناها امام
الشهوة والغضب،
انما خلقنا ألجل الطعام والشراب ،وحفظ
البدن ،فإذا ،هاذان ،االثنان،
خادمان للبدن في الطعام والشرب اللذين هما
علفه ،وخلق البدن ليحمل الحواس،
وخلقت الحواس خدما للعقل ،ليكونوا شبكة
له،
ليعلم عجائب صنع اهلل عز وجل بها.
الفصل السابع
األخالق
اعلم ان لقلب اآلدمي مع كل واحد من العساكر
التي في باطنه عالقة
يظهر له من كل واحد خلف وصفة ،وبعض
األخالق الردية الردية المهلكة له،
وبعضها أحسن ،توصله آلي السعادة.
وجملة تلك األخالق وان كانت جملة كثيرة
كمالها يصير آلي أربعة أقسام من األخالق:
أخالق البهائم .
وأخالق السباع.
وأخالق الشياطين.
وأخالق المالئكة .
فسبب وضع الشهوة يفعل أفعال البهائم
كإظهار الشرة عند األكل،
وبسبب وضع الغضب فيه يفعل أفعال الكلب
والذئب واألسد،
مثل الضرب والقتل والوقوع في الخلق باليد
واللسان،
وبسبب ما فيه من المكر والحيلة والتلبيس
والتخليط وإرادة الفتن بين الخلق يفعل فعل
الشياطين،
وبسبب ما فيه من العل يفعل أفعال المالئكة ،
مثل :محبة العلم ،والصالح،
والحمية من األفعال الخسيسة ،ويفرح بمعرفة
األشيا ء الجميلة،
ويرى العيب والجهل وعدم المعرفة،
وعلى الحقيقة ان في جلسة اآلدمي أربعة أشيا
ء ،كلب ،وخنزير ،وجني ،وملك..
فان الكلب ال يذم من أجل صورته بل ألجل
الصفة التي فيه،
وبها يقع الشره والخوض في األشيا ء القبيحة
القذرة ،
وحقيقة الكلبية ،وكذلك حقيقة الشيطان
والملك..
وهذا ما قلناه من هذا المعنى
الفصل الثامن
القهارمة
فاذا علمت ان في باطن هؤالء األربعة:
القهارمة ،
فكن موافقا بحركاتك وسكناتك ،حتى تتبين
في طاعة من أنت منهم.
واعلم بالحقيقة انه تحصل لقلبك صفة من كل
حرفة تبقى معك وتأتي في صحبتك الى ذلك
العالم،
وتلك الصفات يقال لها األخالق ،وانما تنفتح
أنواره من هؤالء القهارمة،
فانك إن أطعت الشهوة الخنزيرية ظهرت فيك
الفصل التاسع
صفات البهائم
وال شك انك تقول اذا كانت صفات البهائم
والسباع والشياطين والمالئكة.
فمن اين علمتم صفة المالئكة ؟
وباي شيء يعلم انه انما خلق لتحصيل األخالق
الملكية دون باقي الصفات.
فاعلم انما تعلم ذلك اذا علمت ان اآلدمي
أشرف وأجمل من البهائم والسباع وغير ذلك،
وكل شيء أعطي كماال ،فذلك نهاية درجته،
وألجله خلق خلق،
الفصل العاشر
عجائب عالم الغيب
اما الظاهر
فهو قوة معرفة جملة الصناعات حتى يعمل
بها جملتها،
ويقرأ ما في الكتب ،ويتعلمها ،مثل الهندسة
والحساب والطب والنجوم وعلم الشريعة،
مع انه واحد في نفسه ال يقبل القسمة ،اذ يسع
فيه جميع العلوم،
بل كل العالم فيه ذره في بحر،
في لحظة واحدة يذهب في فكره نفسه
وحركتها من الثرى آلي العال،
ومن المشرق آلي المغرب مع علمه مساحة
السماوات ومقدار النجوم
حتى انه يعلم مساحة كم ذلك من ذراع ،
ويخرج المسك من البحر بالحيلة،
ويحيط الطير من الهوا ء آلي األرض ،ويسخر
الحيوانات القوية بنفسه
مثل الفيل واألسد والفرس ،وكل ما في العالم
من عجائب العلوم عنده..
وجملة هذه العلوم عنده انما تحصل من طريق
هذه الحواس الخمس،
وبهذا السبب كانت ظاهرة ،ولهذا خلق لها
طاعة الطريق،
وأعجب من هذا ان في باطن القلب روزنة
مفتوحة تحت ملكوت السماوات
كما ان في خارج القلب خمسة دروب مفتوحة
آلي عالم المحسوسات المسمى بالعالم
الجسماني،
اما عالم الملكوت فيسمى العالم الروحاني
وأكثر الخلق يلقبون العالم الجسماني
بالمحسوس وهذا مختصر باألصل ،
الفصل العشرون
علم الحق وتنزيهه
فاذا علم ذات الحق ،وعلم أيضا تنزيهه عن
اضافته الى مكان،
ومفتاح ذلك كله نفس اآلدمي ،فهاهنا أيضا باب
آخر يحتاج الى معرفته،
وذلك معرفة انفاذ في معرفته كيف هي ،وعلى
اي وجه يكون،
ومن يأمر من المالئكة ومن يأتمر ويقضي في
األمر،
وتحريك السماء ،والنجوم ،وارتباط أمور أهل
األرض بالسماوات،
والحق له على السموات بمفاتيح االرزاق،
وكيفية هذا ،وكيف هي،
وهذا باب عظيم في معرفة الحق تعالى وتسمى
هذه المعرفة االفعال،
ومفتاح هذا معرفة النفس،
وكيف انت تعرف ملك نفسك في مملكتك،
كيف تمضيه،
فكيف تريد ان تعرف ملك العالم؟
أوال اعرف واحدا من أفعالك ،مثال الكتابة،
فاذا أردت ان تكتب على الكاغد :بسم اهلل
الرحمن الرحيم،
فاول ما يظهر فيك رغبة وارادة ثم تظهر في
قلبك حركة واضطراب،
اعني هذا القلب الطاهر ،الذي هو لحم في
الجانب األيسر [من الصدر]
ويتحرك من هذا القلب جسم لطيف يصعد الى
الدماغ،
وهذا الجسم اللطيف تسميه االطباء روحا ،فانه
كمال قيمة الحسن والحركة،
وهذا روح آخر للبهائم مثله ،وللموت اليه
طريق،
تم