You are on page 1of 18

‫مجلة االجتهاد القضائي ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الثالث عشر ‪ -‬ديسمبر ‪6102‬‬

‫ظروف التشديد في جـرائم العـنف ضد المرأة‬

‫األستاذة الدكتورة حسينة شرون‬


‫أستاذة التعليم العالي‬
‫مخبر أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع‬
‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬
‫جامعة بسكرة ( الجزائر )‬

‫مخبر أثر االجتهاد القضائي على حركة التشريع ــــــــــ جامعة محمد خيضر بسكرة‬
‫ظروف التشديد في جـرائم العـنف ضد المرأة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫تعد ظاهرة العنف ضد املرأة من الظواهر العاملية‪ ،‬اليت ال لخوو مناا تجمع‪ ،،‬إن‬
‫كا هناك اخمالف كبري يف حجم هذه الظاهرة من تجمع‪ ،‬آلخر بسبب االخمالف يف‬
‫األسباب إاخلوفيات إاإليديولوجيات‪ ،‬باإلضافة نىل كو هذه الظاهرة من الظواهر‬
‫املسسمرة اليت يصعب معرفة حجعاا احلقيقي بدقة‪ ،‬بسبب عدم المبويغ عناا من ناحية‪،‬‬
‫إعدم القدرة عوى المبويغ عناا من ناحية أخرى‪.‬‬
‫بناء عوى ما سبق كا لزاما المصدي لوعنف األسري ععوما إالعنف ضد املرأة عوى‬
‫إجه اخلصوص من خالل جترمياا عوى اعمبار أ القانو اجلنائي هو أقوى المشريعات‬
‫ملكافحة الظواهر اخلطرية اليت تثبت الدراسات إالواق‪ ،‬انمشارها إاسمفحاهلا‪ ،‬إعدم‬
‫كفاية األليات القانونية األخرى يف احلد مناا‪.‬‬
‫إاملشرع اجلزائري عوى غرار الكثري من المشريعات قام بالمدخل المشريعي‬
‫لمجرمي العنف ضد النساء من خالل تعديوه لقانو العقوبات مبوجب القانو ‪01 – 01‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 01‬ديسعرب ‪ ، 6101‬بسن نصوص جنائية جترم خمموف صور العنف ضد املرأة‬
‫م‪ ،‬تشديد العقوبات املرتبطة هبا‪ ،‬باعمبار أ مسألة جترمي العنف بشكل عام ليست‬
‫باجلديدة يف أحكام قانو العقوبات‪.‬‬
‫إبناء عويه فإننا سنحاإل من خالل هذه الورقة تبيا صور جرائم العنف ضد‬
‫املرأة‪ ،‬إظرإف المشديد اليت أقرها املشرع اجلنائي يف ظل تعديل قانو العقوبات‪ ،‬إذلك‬
‫م‪ ،‬مقارنماا بالصور اجملرمة من العنف املسمقر الععل هبا من قبل يف قانو العقوبات‪،‬‬
‫إهذا كإجابة عن اإلشكالية الرئيسية لودراسة اليت تدإر حول‪ :‬هل تشديد العقوبات‬
‫كاف لوحده لردع العنف ضد املرأة؟‬
‫إقسعنا بذلك دراسمنا عوى حمورين أساسيني‪ :‬األإل منه يدإر حول صور جرائم‬
‫العنف ضد املرأة قبل إبعد تعديل قانو العقوبات‪ ،‬أما احملور الثاين فخصصناه لظرإف‬
‫المشديد املرتبطة جبرائم العنف ضد املرأة‪.‬‬
‫المحور األول‪ :‬صور جرائم العنف ضد المرأة قبل وبعد تعديل ‪01 – 01‬‬
‫سوف نمطرق يف هذا احملور األإل نىل تبيا ماهية أععال العنف يف قانو‬
‫العقوبات اجلزائري (أإال)‪ ،‬مث بيا األسباب اليت دفعت نىل جترمي العنف املرتكب ضد‬
‫املرأة يف القانو ‪( 01 – 01‬ثانيا)‪.‬‬

‫‪- 192 -‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬د حسينة شرون – جامعة بسكرة (الجزائر)‬
‫أإال ‪ /‬ماهية أععال العنف يف قانو العقوبات اجلزائري‪:‬‬
‫بالرجوع لومطور المارلخي جلرائم العنف املنصوص عوياا يف قانو العقوبات‬
‫اجلزائري‪ ،‬البد عو ينا الرجوع نىل تطورها يف قانو العقوبات الفرنسي الذي كا يعاقب‬
‫عوى الضرب إاجلرإح الععدية ضعن جرمية السب املادي أإ احلركي‪ ،‬متيزا له عن السب‬
‫الكالمي أإ املكموب‪ ،‬إيف قانو العقوبات لعام ‪ 1971‬أضاف عقوبة لوضرب إاجلرح نذا‬
‫أدى نىل عجز عن الععل يمجاإز أربعني يوما‪ ،‬كعا أضاف هلعا جرمية بمر األعضاء‪ ،‬إيف‬
‫قانو ‪ 1111‬أصبح يعاقب عوى العجز عن الععل نذا جتاإز عشرين يوما‪ ،‬إيف قانو‬
‫‪ 1181‬أصبح املشرع الفرنسي مييز بني جرمية القمل الععدي إجرمية الضرب إاجلرح‬
‫املؤدي نىل الوفاة دإ قصد نحداثاا‪ ،‬مث جاء قانو ‪ 11‬ماي ‪ 1188‬الذي جيرم إيعاقب‬
‫عوى الضرب إاجلرح إأععال العنف ‪ Violences‬إالمعدي ‪ ،Voies de fait‬الذي اعمعد‬
‫المقسيم الرباعي جلرائم العنف الععدي‪ ،‬إمل يموقف املشرع الفرنسي عند هذا المعديل‪،‬‬
‫بل خفض مدة العجز نىل مثانية أيام بعدما كانت عشرين يوما إذلك يف تعديل ‪،1791‬‬
‫إيف قانو ‪ 11‬فيفري ‪ 1711‬حذف عبارة اجلرح لكوهنا نميجة نما لوضرب أإ أععال‬
‫العنف األخرى‪ ،‬إبعد صدإر قانو العقوبات اجلديد لسنة ‪ 1771‬ختوى املشرع الفرنسي‬
‫عن كل املصطوحات ليسمبدهلا مبصطوح إاحد هو أععال العنف‪ ،‬إاملشرع اجلزائري رغم‬
‫اعمعاده هذه المسعية‪ ،‬نال أنه يف صوب املادة يسمععل المقسيم الرباعي‪.‬‬
‫حيث جاءت املادة ‪ 182‬من قانو العقوبات اجلزائري مندرجة حتت عنوا أععال‬
‫العنف الععدية‪ ،‬إنصت عوى أنه‪" :‬كل من أحدث ععدا جرإحا لوغري أإ ضربه أإ ارتكب‬
‫أي ععل آخر من أععال العنف أإ االعمداء يعاقب باحلبس‪ ،"...‬إهذه املادة تبني أ‬
‫املشرع اجلزائري ال يزال يعمعد المقسيم الرباعي جلرائم العنف الععدي(‪ ،)1‬إسوف‬
‫حناإل فيعا يوي أ نمبيا خمموف صور العنف املنصوص عوياا يف قانو العقوبات‬
‫اجلزائري قبل تعديل ‪ ،)2(17 – 19‬مث نمطرق لوظرإف اليت تشدد فياا العقوبة يف‬
‫جرائم العنف سواء تعوق األمر بالظرإف املوضوعية أإ الشخصية‪.‬‬
‫‪ – 1‬صور أععال العنف يف صورته البسيطة‪:‬‬
‫سوف نمطرق فيعا يوي لوصور األساسية اليت يقوم هبا العنف ضد األفراد‪ ،‬إهي‬
‫أرب‪ ،‬صور هي‪ :‬الضرب‪ ،‬اجلرح‪ ،‬أععال العنف األخرى‪ ،‬المعدي حسب ما أإرده املشرع‬
‫اجلزائري‪.‬‬

‫‪- 193 -‬‬


‫ظروف التشديد في جـرائم العـنف ضد المرأة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫أ ‪ -‬الضرب‪:‬‬
‫يعرف الضرب عوى أنه صدمة متارس من طرف شخص عوى آخر‪ ،‬نما بصفة‬
‫مباشرة بواسطة الوكم باليد أإ الرأس أإ الركل بواسطة الرجل‪ ،‬أإ بصفة غري مباشرة‬
‫بواسطة آلة أإ سالح كالعصا أإ احلجارة أإ مؤخرة سالح ناري‪ ،‬إال يشمرط يف هذه‬
‫الصدمة أ تمرك آثار جسعانية‪ ،‬إال أ تمسم بنوع خمصص من العنف(‪ ،)3‬إقيام جرمية‬
‫الضرب ال يبىن عوى األضر ار اليت حيققاا‪ ،‬ففعل الضرب معاقب عويه يف حد ذاته‪ ،‬إهو‬
‫ما ذهبت نليه احملكعة العويا يف قرارها الصادر يف ‪ 18‬نوفعرب ‪.)4(1712‬‬
‫ب ‪ -‬اجلرح‪:‬‬
‫(‪)5‬‬
‫عوى أ اجلرح هو متزيق أنسجة اجلسد‪،‬‬ ‫تكاد جتع‪ ،‬املراج‪ ،‬الوغوية إالفقاية‬
‫إبالمايل فإ فعل اجلرح هو كل سووك من شأنه نحداث هذا المعزيق جبسد اجملين عويه‪،‬‬
‫فاجلسد ما هو نال تجعوعة من اخلاليا املمصوة إاملمالصقة املكونة لنسيج اجلسم‪ ،‬إجرح‬
‫هذا النسيج ليس نال فك أإ تقطي‪ ،‬ما بني خاليا اجلسم املمصوة‪ ،‬فاجلرح ال يمحقق نال نذا‬
‫متزقت األنسجة‪ ،‬إيدخل يف مفاوم هذا المعزيق القطوع إالرضوض إالكسور إالمعزقات‬
‫اجلودية إالعضوية‪ ،‬إالكدمات إالمسوخات إاحلرإق سواء كانت ظاهرية سطحية أإ كانت‬
‫داخوية ععيقة أصابت األنسجة الداخوية‪ ،‬سواء اتصل هذا المعزق بالسطح إظار أإ مل‬
‫يمصل‪ ،‬إال يام يف اجلرح الوسيوة املسمععوة‪ ،‬فقد تكو لكعة من اليد مزقت اجلفن‪ ،‬أإ‬
‫ركوة أإقعت اجملين عويه فمسو بعض جوده‪ ،‬أإ اسمخدام أداة قاطعة كالسكني‪ ،‬أإ راضة‬
‫كاحلجر إالعصا‪ ،‬أإ إاخزة كاإلبرة‪ ،‬أإ حىت باسمخدام حيوا كمحريش كوب عوى اجملين‬
‫عويه(‪ .)6‬غري أننا نعيب عوى اسمخدام هذا المقسيم إالمفريق بني الضرب إاجلرح‪ ،‬أنه من‬
‫حيث بناء الصورة النعوذجية جلرائم العنف‪ ،‬فإ الضرب ال يعمرب نال الفعل إاجلرح ال‬
‫يعمرب نال النميجة الصادرة عن فعل الضرب عوى إجه المععيم‪ ،‬نذ أ هناك حاالت ال‬
‫ينجر فيه عن الضرب نحداث جرإح‪ ،‬إقد حتدث اجلرإح دإ ضرب‪.‬‬
‫ج ‪ -‬أععال العنف األخرى‪:‬‬
‫إيقصد هبا توك األععال اليت تصيب جسم الضحية دإ أ تؤثر عويه‪ ،‬إمثال‬
‫ذلك دف‪ ،‬شخص فيسقط أرضا أإ مسك شخص من شعره‪ ،‬أإ قص شعر شخص عنوة‪ ،‬أإ‬
‫ملس امرأة عوى إجااا أإ جذب شخص من أذنه أإ أنفه أإ لوي ذراع شخص‪ ،‬إكذلك‬
‫البصق عوى الوجوه أإ سكب كوب ماء عوياا أإ نثرها بالمرتب‪ ،‬فاذه األفعال ال ترقى كواا‬

‫‪- 194 -‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬د حسينة شرون – جامعة بسكرة (الجزائر)‬
‫نىل درجة الضرب أإ اجلرح(‪ .)7‬إم‪ ،‬هذا المقسيم يصبح اجلزء هو الكل عندما يوظف‬
‫املشرع مصطوح جرائم العنف يف المعريف جبرائم العنف‪ ،‬إكا األجدر أ يمرك اجملال‬
‫إاسعا لوقاضي يف تقدير إقوع هذا النوع من االعمداءات من خالل بيا حمل االعمداء يف‬
‫اجلرمية فقط‪ ،‬إيكفي أ يصبح النص عوى الشكل المايل‪" :‬كل اعمداء عوى السالمة‬
‫اجلسدية"‪ .‬إيزداد األمر تعقيدا عندما نمطرق لونوع األخري املمعوق بالمعدي‪ ،‬إهو ما‬
‫سنبينه يف النقطة المالية‪.‬‬
‫د ‪ -‬المعدي‪:‬‬
‫يذهب الشراح نىل أ املقصود بالمعدي يف نص املادة ‪ 182‬من قانو العقوبات هو‬
‫تجعوع األععال املادية اليت ال تصيب جسم الضحية مباشرة‪ ،‬غري أهنا تسبب هلا‬
‫انزعاجا أإ رعبا شديدا من شأنه أ يؤدي نىل اضطراب يف قواها اجلسدية إالعقوية‪،‬‬
‫إمثال هذه األععال نطالق عيار ناري من أجل ختويف شخص أإ ترهيبه بشار مسدس يف‬
‫إجاه أإ ترإيعه بواسطة سكني أإ عصا‪ ،‬أإ نرسال قاذإرات يف ظرف لشخص أإ نرسال‬
‫أكفا له أإ صور هلا(‪ ،)8‬إاملدقق يف األمثوة اليت يضرهبا الفقه يف تجال بيا أععال‬
‫المعدي جيد أهنا تقمرب أكثر نىل الماديد إالمخويف أكثر من اقمراهبا نىل معىن العنف‬
‫الذي ميس بالسالمة اجلسدية‪ ،‬إن كا هذا األمر جيد تربيرا له فيعا يمعوق بالسالمة‬
‫اجلسدية اليت ال تقمصر عوى السالمة املادية بل متمد كذلك لوسالمة النفسية إالعقوية‪،‬‬
‫اليت جاء المنصيص عوياا يف بعض نصوص قانو العقوبات‪ ،‬عوى أهنا نوع من أنواع‬
‫السالمة اجلسدية‪ .‬إعوى ذلك جند أ الكثري من المشريعات قد اخموفت يف تسعيماا‬
‫ألععال المعدي إأععال العنف األخرى نىل جانب الضرب إاجلرح‪ ،‬فعناا من أطوق عوياا‬
‫تسعية اإليذاء إاإليذاء اخلفيف‪ ،‬إمناا من يسعياا جرائم األذى(‪.)9‬‬
‫إبالرجوع نىل نص املادة ‪ 182‬من قانو العقوبات اجلزائري‪ ،‬جند أععال العنف‬
‫املشار نلياا ال تأخذ عقوبة إاحدة بل ختموف حبسب خطورة النميجة اليت حتدثاا‬
‫أععال العنف‪ ،‬حبيث أ أع عال العنف قد أخذت كل أإصاف اجلرمية‪ ،‬فقد تشكل خمالفة‬
‫نذا مل تؤد أععال العنف نىل نحداث أي مرض أإ عجز عن الععل أإ أدت نىل عجز كوي‬
‫عن الععل ملدة مساإية أإ أقل من مخسة عشر يوما بناء عوى كا أإردته املادة ‪ 221‬من‬
‫قانو العقوبات‪ ،‬إقد توصف أععال العنف بأهنا جنحة‪ ،‬نذا أدت نىل مرض أإ عجز كوي‬
‫عن ال ععل ملدة تزيد عن مخسة عشر يوما إفقا ملا جاء يف املادة ‪ 182‬فقرة ‪ 11‬من قانو‬

‫‪- 195 -‬‬


‫ظروف التشديد في جـرائم العـنف ضد المرأة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫العقوبات اجلزائري دائعا‪ ،‬كعا ميكن أ تشكل أععال العنف جناية‪ ،‬نذا أدت نىل نحداث‬
‫عاهة مسمدمية أإ بمر أحد األعضاء حسب املادة ‪ 182‬فقرة ‪ 18‬عقوبات‪ ،‬أإ نذا أدت‬
‫نىل إفاة دإ قصد نحداثاا حسب ما قررته املادة ‪ 182‬فقرة ‪ 12‬عقوبات من قانو‬
‫العقوبات‪.‬‬
‫‪ – 2‬ظرإف تشديد عقوبات جرائم العنف‪:‬‬
‫تشدد العقوبات يف كل األحوال املذكورة آنفا‪ ،‬نذا ما إجد ظرف سبق اإلصرار أإ‬
‫المرصد عند ارتكاب اجلرمية حسب ما جاء يف املادتني ‪ 188 ،189‬من قانو العقوبات‬
‫عوى الموايل‪ ،‬كعا تشدد العقوبات كذلك عوى جرائم العنف بالنظر نىل صفة يف الضحية‬
‫اليت يق‪ ،‬عوياا االعمداء‪ ،‬فنصت املادة ‪ 189‬من قانو العقوبات عوى تشديد العقوبات نذا‬
‫ارتكبت جرائم العنف ضد األصول‪ ،‬إنفس األمر نذا ما اتكبت أععال العنف ضد األطفال‬
‫دإ السادسة عشر من الععر حسب ما جاء يف املادة ‪ 187‬عقوبات‪ .‬إتزداد شدة العقوبة‬
‫نذا كا اجلاين من أصول الطفل أإ ممن هلم عويه سوطة حسب ما قررته املادة ‪ 191‬من‬
‫قانو العقوبات دائعا(‪.)11‬‬
‫يبدإا لنا جويا أ املشرع اجلزائري قد جعل من صفة اجملين عويام نحدى ظرإف‬
‫المشديد‪ ،‬إتمعوق هذه الصفة هنا بصفة األبوة‪ ،‬أي أ صفة األبوة تعمرب ظرفا مشددا‬
‫لوعقوبة يف جرائم االعمداء عن طريق أععال العنف‪ ،‬إيعمرب المشري‪ ،‬اجلزائري من بني‬
‫المشريعات القويوة اليت أخذت بمأثري هذه الصفة يف قيعة العقوبة بالزيادة‪ .‬فعن‬
‫المشريعات اليت أخذت بمأثري صفة األصول يف عقوبة جرائم العنف نذكر المشري‪،‬‬
‫األردين الذي شدد عقوبة هذه الصورة من جرائم العنف‪ ،‬حيث أ جرمية اإليذاء‬
‫بالضرب إاجلرح نذا إقعت عوى أحد األصول تشدد العقوبة إفقا لوعادة ‪ 889‬عقوبات‬
‫أردين(‪ ،)11‬كعا جند أ املادة ‪ 18 /927‬من قانو العقوبات الوبناين‪ ،‬نصت هي األخرى‬
‫عوى تشديد العقوبة يف هذه احلالة‪ ،‬كعا شددت املادة ‪ 212‬من قانو العقوبات العراقي‬
‫عقوبة االعمداء بالضرب إاجلرح إاإليذاء نذا كا اجملين عويه من أصول اجلاين(‪.)12‬‬
‫إال يوجد مقابل هلذا الظرف يف قانو العقوبات املصري(‪.)13‬‬
‫كعا جند أ املشرع اجلزائري قد اسمثىن من أععال العنف املعاقب عوياا‪ ،‬اإليذاء‬
‫اخلفيف‪ ،‬إهذا االسمثناء مرتبط أساسا حبق المأديب املعنوح لآلباء تقوميا لسووك‬
‫األبناء‪ ،‬إهذا بشرط أ ال يوحق هذا العنف أذى معمربا بالفرع‪ ،‬إجند أ هذا األمر من‬

‫‪- 196 -‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬د حسينة شرون – جامعة بسكرة (الجزائر)‬
‫قبيل الضرب اخلفيف‪ ،‬إاملن‪ ،‬من الطعام مدة قصرية إالوطم اخلفيف‪ ،‬إهذا اإليذاء‬
‫مسعوح به قانونا إشرعا(‪ ،)14‬تبقى لنا نقطة أخرية يف الركن املادي البد من اإلشارة‬
‫نلياا‪ ،‬إهي سن الضحية‪ ،‬فوكي تكو أععال العنف املنصوص عوياا يف املادة ‪ 187‬عقوبات‬
‫ممعيزة عن أععال العنف العادية‪ ،‬البد أ يقل سن الضحية عن سمة عشر سنة‪ ،‬إال‬
‫ينطبق هذا النص عوى الذين بوغوا هذا السن أإ جتاإزإه حىت إن كانوا ال يسمطيعو‬
‫محاية أنفسام بسبب نقص عقوي أإ نعاقة جسدية(‪ .)15‬إهذا االخمالف يف سن احلعاية‬
‫يثري الكثري من املشاكل الععوية‪ ،‬خصوصا عند ارتباط قانو العقوبات م‪ ،‬غريه من‬
‫القوانني فيعا يمعوق بالسن القانونية لوحعاية‪ ،‬عوى غرار السن املقررة يف القانو املدين‬
‫أإ يف قانو األسرة‪ ،‬لذلك جند أ السن املعربة عن القصور يف القانو اجلنائي حتماج‬
‫نىل نعادة نظر بشكل تجعل‪.‬‬
‫إبالنظر نىل المشديد يف العقوبة الوارد يف املواد ‪ 191 ،191 ،191 ،187‬من‬
‫قانو العقوبات اجلزائري إمقارنماا باملادة ‪ 182‬عقوبات‪ ،‬جند أ املشرع قد شدد‬
‫عقوبات أععال العنف مرتني‪ ،‬فاملرة األإىل نذا كا اجملين عويه قاصرا دإ السادسة‬
‫عشر (املواد ‪ 191 ،191 ،187‬عقوبات)‪ .‬إاملرة الثانية نذا كا اجلاين من أصول اجملين‬
‫عويه أإ ممن هلم رعاية عويه‪ ،‬إهذا ما تقرر يف املادة ‪ 191‬عقوبات‪ ،‬إال جند أي فرق بني‬
‫املادتني ‪ 187‬إ‪ 191‬يف أركاهنعا نال يف اشمراط صفة يف اجلناة‪ ،‬إهي أ يكونوا من‬
‫األصول الشرعيني لوعجين عويه‪ ،‬إهم األب إاألم إاألجداد إاجلدات إن عووا‪ ،‬أإ أ‬
‫يكونوا ممن هلم سوطة عويه مثل الوصي أإ القيم‪ ،‬أإ ممن يمولو رعايمه‪ ،‬إيدخل يف ذلك‬
‫كل حاض ن لوطفل أإ ممكفل به أإ معوم أإ مرب أإ مدرب أإ أي شخص آخر أإكوت له‬
‫ماعة رعاية الطفل كاخلادمة أإ اجلارة اليت حترس الطفل أثناء غياب أهوه(‪.)16‬‬
‫إما ميكن قوله تعويقا عوى تشديد العقوبة عوى األصول إمن يف حكعام يف حالة‬
‫ارتكاهبم عنفا ضد طفل قاصر‪ ،‬من أ المشديد املكرس يف املادة ‪ 191‬عقوبات‪ ،‬ما هو نال‬
‫تعقيد ال طائل من إرائه‪ ،‬إضرره لوعجمع‪ ،‬أكثر من نفعه‪ ،‬إكا كافيا لو قام املشرع‬
‫بمطبيق املادة ‪ 182‬عقوبات عوى األصول إغريهم ممن يمولو رعاية الطفل‪ ،‬إاحلجة يف‬
‫ذلك أ املادة ‪ 191‬من قانو العقوبات مقمبسة من القانو الفرنسي إهي موافقة لطبيعة‬
‫تجمععام‪ ،‬إطبيعة تجمععنا إمفاوم األسرة فيه عوى خالف ما هو عويه اجملمع‪ ،‬الفرنسي‪،‬‬
‫ذلك أننا نعمز باإلجناب إكثرة الولد يف األسرة‪ ،‬إميكن لنا المعدد يف الزإجات من أجل‬

‫‪- 197 -‬‬


‫ظروف التشديد في جـرائم العـنف ضد المرأة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ذلك‪ ،‬فإذا سايرنا املشرع الفرنسي يف نعدام األب الذي ضرب ابنه حىت املوت أإ سجناه‬
‫عوى ا لمأبيد أإ لفمرة طويوة‪ ،‬فعن يعيل األسرة إمن يامم بشؤإهنا؟ فاحلكعة تقمضي‬
‫معاموة الوالد اجلاين بعقوبة أخف بدل المشديد عويه‪ ،‬إال يرى الدكمور مكي دردإس أ‬
‫النظام العام سوف يمضرر من هذه الرأفة‪ ،‬كعا يضيف أ الشريعة اإلسالمية – دين‬
‫اجملمع‪ ،‬اجلزائري – ال ترى بالقصا ص من أصول اجملين عويه‪ ،‬فاي تكمفي بالمعزير‪ ،‬كعا‬
‫أ يف قمل األصول (األب إاألم خصوصا) نهدار حلقوق األإالد اآلخرين يف أبوهتم‪ ،‬بل أ‬
‫السجن املؤبد إفقا هلذا املنطق ال يصوح أ يكو عقوبة يف حق الوالد اجلاين(‪ .)17‬يف‬
‫حني جند أ بعض اجملمععات تغفل هذه اخلصوصية إال تأخذ باحلعاية اخلاصة‬
‫لألطفال من جرائم العنف‪ ،‬سواء كا مسوطا عويام من طرف أجانب أإ من طرف‬
‫األصول‪ ،‬إمثال ذلك القانو املصري إكذا القانو الكندي‪ ،‬فاعا لخضعا االعمداء عوى‬
‫األطفال القصر بالضرب إاجلرح نىل نفس القواعد اليت حتكم ضرب إجرح شخص بالغ‬
‫دإ تفرقة(‪.)18‬‬
‫ثانيا ‪ /‬أسباب المعديل املمعوقة بالقانو ‪:01 - 01‬‬
‫سبق لنا أ بينا أ املشرع اجلزائري قبل تعديل سنة ‪ ،6101‬قد أخذ جبعوة من‬
‫الصور املمعوقة جبرائم العنف‪ ،‬سواء من حيث صورهتا البسيطة أإ املشددة‪ ،‬إالحظنا‬
‫بشكل جوي أنه ال يوجد أي خصوصية لوعرأة يف جرائم العنف‪ ،‬حيث أهنا كضحية ميكن‬
‫أ ينظر نلياا كبالغة أإ قاصرة‪ ،‬إينظر نىل حجم الضرر الواق‪ ،‬عوياا‪ ،‬إصفماا كأصل أإ‬
‫كفرع تأخذ كذلك يف السياق العام دإ متييز بيناا إبني الرجل أإ الطفل من الذكور‪.‬‬
‫غري أنه أثناء مناقشة مشرإع جترمي العنف ضد املرأة مبجوس األمة‪ ،‬قدمت‬
‫تجعوعة من المربيرات اإلحصائية‪ ،‬مفادها أ قضايا العنف ضد املرأة قد زادت بشكل‬
‫موفت لالنمباه أمام احملاكم‪ ،‬األمر الذي جعل من نصدار قانو خاص بالعنف ضد املراة‬
‫حمعية متوياا الظرإف‪ ،‬حيث مت تسجيل ‪ 7707‬قضية خالل سنة ‪ 6102‬تمعوق‬
‫باالعمداء بني األزإاج‪ ،‬إ‪ 0611‬قضية ممعوقة باعمداء عوى املرأة من أحد أقارهبا‪ ،‬إ‪727‬‬
‫قضية اعمداء عوى من املرأة من طرف زمالئاا‪ ،‬كعا أشارت االحصائيات ععوما أنه يف‬
‫نطار العنف ضد املرأة يف جرائم األشخاص قد بوغت سمة عشر ألف قضية(‪ )01‬خالل ذات‬
‫السنة‪ ،‬أي السنة اليت سبقت نصدار هذا القانو ‪.‬‬

‫‪- 198 -‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬د حسينة شرون – جامعة بسكرة (الجزائر)‬
‫كعا يالحظ أنه يف أسباب عرض مشرإع القانو أشار ممثل احلكومة نىل أ‬
‫مراجعة قانو العقوبات مشوت عددا من األحكام املمعوقة بمجرمي العنف ضد املرأة‬
‫مبخموف أشكاله‪ :‬اجلسدي‪ ،‬الوفظي‪ ،‬اجلنسي‪ ،‬االقمصادي‪ ،‬إأشار صراحة أ هذه الععوية‬
‫جاءت يف نطار املواءمة اليت تقمضياا دسمورية القوانني‪ ،‬إهذا يف نشارة ضعنية يف ذلك‬
‫(‪)61‬‬
‫ألحكام املادة ‪ 00‬مكرر اليت تضعنت مبدأ دسموري جديد ممعوق بالمعييز‬ ‫الوقت‬
‫اإلجيايب‪ ،‬إأإضح يف ذات الوقت أ هذا المعديل الدسموري جاء من أجل تكييف المشري‪،‬‬
‫الوطين م‪ ،‬المزامات اجلزائر الدإلية‪ ،‬إأ المعديالت جاء تدإر بني جترمي العنف‬
‫الزإجي‪ ،‬محاية املرأة من المعسف اجلنسي‪ ،‬تشديد العقوبة عوى جرمية المحرش‬
‫اجلنسي إتوسي‪ ،‬نطاق المجرمي يف هذه اجلرمية‪ ،‬إكذا جترمي مضايقة املرأة يف األماكن‬
‫الععومية‪ .‬إفند الوزير كل ما يدإر من تساؤالت حول هذا القانو مؤكدا أنه ال يمعارض‬
‫هنائيا م‪ ،‬أحكام الشريعة اإلسالمية إتقاليد إقيم اجملمع‪ ،‬اجلزائري إثقافمه‪ ،‬مؤكدا أ‬
‫الدإلة أكثر حرصا عوى متاسك األسرة اجلزائرية إترقية حقوق املرأة يف ذات الوقت‪.‬‬
‫حيث انه خبصوص جرمية الضرب إاجلرح فإ قانو العقوبات قبل هذا المعديل كا‬
‫يعاقب دإ المقيد بضابط خصوصية األسرة‪ ،‬إأ ما يقدمه هذا القانو هو نمكانية‬
‫الصفح من قبل الضحية –الذي مل يكن موجودا يف قانو العقوبات‪ -‬إهذا ما يعمربه‬
‫ضعانا إحفاظا عوى اسمعرارية الرابطة الزإجية إمحاية لألسرة من المفكك(‪.)60‬‬
‫غري أ هذا المدخل عوى الرغم مما حيعوه من إجاهة قانونية ظاهرة‪ ،‬نال أ‬
‫نعيب عويه عديد النقاط اليت نوجزها فيعا يوي‪:‬‬
‫ن االدعاء بمكريس املبادئ الدسمورية يف نصوص قانو العقوبات‪ ،‬ال لخوو من‬
‫املغالطة القانونية‪ ،‬حيث أ المعييز املنصوص عويه يف الدسمور يف ذلك الوقت ال يعدإ أ‬
‫يكو متييزا نجيابيا لوعرأة يف نطار تعزيز إترقية ممارسماا لوحقوق السياسية‪ ،‬إهو ما‬
‫متخض عنه القانو رقم ‪ ،10 - 06‬احملدد لكيفيات توسي‪ ،‬حظوظ متثيل املرأة يف‬
‫اجملالس املنمخبة(‪ ،)66‬إهو ما جاء يف نطار ما يعرف بنظام الكوتا‪ ،‬إبالمايل فإ المعويل‬
‫عوى ما جاء يف الدسمور يكو غري تجد يف تربير المعديالت املمعوقة بالقانو ‪،01 – 01‬‬
‫املمعوق أساسا جبرائم العنف البعيدة كل البعد عن ممارسة احلقوق السياسية‪.‬‬
‫ن االعمعاد عوى تكييف المشري‪ ،‬اجلزائري إفقا ملقمضيات المزام الدإلة عوى‬
‫الصعيد الدإيل مبا جاء يف االتفاقيات الدإلية‪ ،‬هو قول مردإد من حيث أ األصل أ‬

‫‪- 199 -‬‬


‫ظروف التشديد في جـرائم العـنف ضد المرأة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫القانو ععوما إالقانو اجلنائي عوى إجه اخلصوص يعرب عن تطوعات اجملمع‪ ،‬اجلزائري‬
‫مبا حيعوه من خصوصية‪ ،‬إليس تطوعات اجملمع‪ ،‬الدإيل مبا حيعوه من تنوع‪ ،‬فالقانو‬
‫جيب أ ال يربر باإلمالءات الدإلية بالقدر الذي ينبغي فيه المركيز عوى املربرات‬
‫الداخوية الواقعية‪ ،‬اليت تمعاشى إالبيئة اليت سوف يطبق فياا القانو ‪.‬‬
‫أما االعمعاد عوى عدم خمالفة أحكام الشريعة إالقيم السائدة يف اجملمع‪،‬‬
‫اجلزائري إثقافمه‪ ،‬ففيه ما يقال خبصوص موضوع المأديب الذي تفرضه السوطة‬
‫األدبية لوزإج عوى زإجمه إلألب عوى ابنمه(‪ ،)60‬فاملوضوع ال يؤخذ تجردا عن إاق‪ ،‬أ‬
‫الشريعة اإلسالمية إما يسري عويه العرف كذلك يف اجملمع‪ ،‬اجلزائري يسعحا بالمأديب‬
‫يف احلدإد املرسومة شرعا‪.‬‬
‫هذا فضال عن النقائص اليت شابت القانو ‪ 01 – 01‬نفسه‪ ،‬يف بعض النقاط مناا‬
‫ما تعوق باجلانب املوضوعي‪ ،‬إمناا ما تعوق جبانب اإلجراءات‪ ،‬نذكر من ذلك غعوض‬
‫املفاهيم املسمععوة من قبل املشرع فيعا لخص مسألة مضايقة املرأة يف مكا ععومي‪ ،‬فعا‬
‫هي الضوابط اليت يمقيد هبا القاضي يف تقرير إجود اجلرمية من عدمه؟ إبالنسبة‬
‫إلجراء الصفح‪ ،‬الذي إض‪ ،‬حلعاية األسرة من المفكك‪ ،‬فإنه يف غري حموه ذلك أ هذه‬
‫اجلرائم جيب أ تقوم عوى شكوى‪ ،‬أل الصفح نجراء بعدي أي بعد حتريك الدعوى‬
‫الععومية‪ ،‬إهنا ال مي كن احلديث عن محاية األسرة بل يمحول نىل إرقة ابمزاز بني‬
‫األزإاج‪ ،‬أما الشكوى فاي نجراء قبوي ال ميكن لونيابة العامة حتريك الدعوى نال‬
‫بوجوده‪ ،‬إهنا يسمطي‪ ،‬املمضرر أ يواز بني مصوحة محاية أسرته ن كا هناك أمل يف‬
‫اسمعرارها إبني محاية حقوقه ن اتضح أنه ال مناص من حتريك الدعوى الععومية‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬ظروف التشديد المرتبطة بجرائم العنف ضد المرأة‬


‫إفقا ملا جاء يف القانو ‪ 01 – 01‬فقد تعددت أشكال العنف ضد املرأة‪ ،‬سواء‬
‫بصفماا زإجة أإ ابنة أإ أما أإ امرأة‪ ،‬إلعل أكثر أنواع العنف ضد النساء شيوعا هو ما‬
‫يطوق عويه اصطالح العنف الزإجي‪ ،‬إالذي يعرف بأنه ممارسة الضرب إاجلرح أنواع‬
‫العنف األخرى‪ ،‬مما يمسبب يف حدإث نيذاء جسدي أإ عاطفي أإ نفسي عوى أحد‬
‫الزإجني إيف الغالب يكو موجاا ضد الزإجة‪.‬‬

‫‪- 200 -‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬د حسينة شرون – جامعة بسكرة (الجزائر)‬
‫إهذا السووك العدإاين املمسم باسمخدام القوة يمخذ صورا إأشكاال خمموفة‪ ،‬مناا‬
‫االعمداء عوى املرأة يف الغالب بالوفظ أإ اهلجر أإ االممناع عن االنفاق أإ بالضرب أإ‬
‫بالطرد من املزنل أإ االعمداء اجلنسي أإ المعذيب اجلسدي ليصل نىل أكثر أشكال العنف‬
‫قوة إهو القمل‪.‬‬
‫إعويه ميكن أ نعرف العنف ضد النساء ععوما بأنه‪" :‬كل سووك أإ ععل ممععد‬
‫إممكرر يف بعض الصور‪ ،‬يصدر من قبل الرجل جتاه املرأة مما يمسبب يف نحداث األذى‬
‫إالضرر سواء كا جسديا ماديا أإ نفسيا أإ جنسيا عوياا"‪.‬‬
‫إبالنظر نىل السياسة اجلديدة املماجة من قبل املشرع فيعا لخص ختصيص املرأة‬
‫حبعاية نوعية يف اجلرائم العنف‪ ،‬إبالنظر نىل تداخل العديد من الصور املسمحدثة‬
‫إالعقوبات املشددة الواردة يف القانو ‪ ،01 – 01‬حاإلنا أ نض‪ ،‬اجلدإل املوايل حماإلة‬
‫منا لميسري ما أدخوه املشرع من تعديالت‪.‬‬
‫مالحظات‬ ‫العقوبة األصوية‬ ‫النص (ق ع ج)‬ ‫اجلرمية‬
‫نذا مل ينشأ عن اجلرمية أي مرض أإ عجز كوي عن‬ ‫حبس من سنة‬ ‫‪ 622‬مكرر‬ ‫الضرب‬
‫الععل‬ ‫نىل ثالث سنوات‬ ‫إاجلرح‬
‫سنمني نىل مخس نذا نشأ عجز كوي عن الععل ملدة تزيد عن ‪ 01‬يوما‬
‫(النص العام سنة نىل مخس سنوات إالغرامة)‬ ‫سنوات‬
‫السجن من ‪ 01‬نذا نشأ عن اجلرمية بمر أحد األعضاء أإ احلرما‬
‫من اسمععاله أإ فقد البصر إلحدى العينني أإ أية‬ ‫نىل ‪ 61‬سنة‬
‫عاهة مسمدمية أخرى (النص العام السجن من مخس‬
‫نىل ‪ 01‬سنوات)‬
‫نذا أفضت اجلرمية نىل إفاة دإ قصد نحداثاا‬ ‫السجن املؤبد‬
‫(النص العام السجن من ‪ 01‬نىل ‪ 61‬سنة)‬
‫ال يسمفيد اجلاين من ظرإف المخفيف نذا كانت‬
‫الضحية حامال أإ معاقة أإ ارتكبت اجلرمية حبضور‬
‫األبناء أإ حتت الماديد بالسالح يف احلالمني ‪2 ،0‬‬
‫احلبس من سنة الفاعل هو الزإج أإ الزإج السابق (العنف الزإجي)‬ ‫‪ 622‬مكرر ‪10‬‬ ‫المعدي‬
‫سواء كا الفاعل مقيم اإ غري مقيم م‪ ،‬الضحية‪.‬‬ ‫نىل ثالث سنوات‬ ‫إالعنف‬
‫ال يسمفيد اجلاين من ظرإف المخفيف نذا كانت‬ ‫الوفظي أإ‬
‫الضحية حامال أإ معاقة أإ ارتكبت اجلرمية حبضور‬ ‫النفسي‬
‫األبناء أإ حتت الماديد بالسالح‪.‬‬ ‫املمكرر‬

‫‪- 201 -‬‬


‫ظروف التشديد في جـرائم العـنف ضد المرأة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫احلبس من سمة العقوبة املقررة منذ تعديل ‪ 12 – 60‬هي احلبس من‬ ‫‪001‬‬ ‫ترك‬
‫أشار نىل سنمني شارين نىل سنة إالغرامة من ‪ 61111‬نىل‬ ‫األسرة‬
‫من ‪011111‬دج‪ ،‬م‪ ،‬حذف عبارة "م‪ ،‬عوعه بأهنا حامل"‬ ‫إالغرامة‬
‫نىل‬ ‫‪11111‬‬
‫‪611111‬دج‬
‫احلبس من سمة جرمية مسمحدثة يف تعديل ‪01 – 01‬‬ ‫االسمغالل ‪ 001‬مكرر‬
‫الفاعل هو الزإج (الرجل) إالضحية هي الزإجة‬ ‫أشار نىل سنمني‬ ‫املايل‬
‫(املرأة)‬ ‫باالكراه‬
‫اإ‬
‫المخويف‬
‫من الفعل اإلجرامي فعل أإ قول أإ نشارة ختدش احلياء‬ ‫احلبس‬ ‫‪ 000‬مكرر ‪6‬‬ ‫العنف‬
‫شارين نىل سمة تضاعف العقوبة نذا كانت الضحية قاصر دإ سن‬ ‫اجلنسي‬
‫إالغرامة السادسة عشر‬ ‫أشار‬
‫من ‪ 61111‬نىل‬
‫‪ 011111‬دج‬
‫احلبس من سنة سواء كا هذا املساس خوسة أإ بالعنف أإ الماديد‬ ‫‪ 000‬مكرر ‪0‬‬ ‫املساس‬
‫نىل ثالث سنوات إتشدد العقوبة نىل احلبس من سنمني نىل مخس‬ ‫باحلرمة‬
‫من سنوات إالغرامة من ‪ 611111‬نىل ‪ 111111‬دج نذا‬ ‫إالغرامة‬ ‫اجلنسية‬
‫كا الفاعل من احملارم‪ ،‬أإ نذا كانت الضحية قاصر‬ ‫نىل‬ ‫‪011111‬‬
‫دإ سن ‪ 02‬سنة‪ ،‬أإ نذا سال ارتكاب اجلرمية ضعف‬ ‫‪ 111111‬دج‬
‫الضحية أإ مرضاا أإ نعاقماا أإ عجزها البدين أإ‬
‫الذهين‪ ،‬إيف حالة العود تضاعف العقوبة‪.‬‬
‫أضافت هذه املادة أفعال تجرمة ممعوقة بكل لفظ أإ‬ ‫احلبس من سنة‬ ‫‪ 020‬مكرر‬ ‫المحرش‬
‫نىل ثالث سنوات تصرف حيعل طاب‪ ،‬أإ احياء جنسي‬ ‫اجلنسي‬
‫من‬ ‫إالغرامة‬
‫نىل‬ ‫‪011111‬‬
‫‪ 011111‬دج‬
‫من خالل هذا اجلدإل نقف عوى مجوة من املالحظات ممعوقة بالمجرمي اإ‬
‫العقوبات املقررة سواء املسمحدثة أإ المشديد‪ ،‬سوف حناإل فيعا يوي بيا أمهاا‪:‬‬
‫بالنسبة جلرمية الضرب إاجلرح يف نطار ما يسعى بالعنف الزإجي‪ ،‬نالحظ أ‬
‫املشرع مل يصرح بأ العنف جيب أ يكو موجه ضد الزإجة‪ ،‬غري أنه يسمفاد من كوعة‬

‫‪- 202 -‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬د حسينة شرون – جامعة بسكرة (الجزائر)‬
‫"معاقة"‪ ،‬املدرجة يف نص املادة ‪ 622‬مكرر من قانو العقوبات‪ ،‬اليت تنصرف لألنثى دإ‬
‫الذكر‪ .‬إنالحظ بأ املشرع قصر فعل االعمداء يف هذه اجلرمية عوى الضرب إاجلرح‬
‫دإ غريه من أنواع العنف‪ ،‬كعا مل يشمرط لقيام هذه اجلرمية تكرار الفعل‪ ،‬نذ يكفي أ‬
‫يقوم به اجلاين مرة إاحدة‪ ،‬شريطة حتقق األضرار املنصوص عوياا يف ذات املادة كعا مل‬
‫يشمرط قيام الزإجية أثناء االعمداء فيكفي أ يكو اجلاين زإجا أإ زإجا سابقا‪ .‬كعا‬
‫نالحظ كذلك أنه ال يسمفيد اجلاين من ظرإف المخفيف نذا أدى االعمداء نىل بمر أحد‬
‫األعضاء أإ احلرما من اسمععاله أإ فقد البصر إلحدى العينني أإ أية عاهة مسمدمية‬
‫أخرى أإ نذا أفضت اجلرمية نىل إفاة دإ قصد نحداثاا‪ ،‬كعا ال يسمفيد اجلاين من‬
‫ظرإف المخفيف نذا كانت الضحية حامال أإ معاقة أإ ارتكبت اجلرمية حبضور األبناء‬
‫أإ حتت الماديد بالسالح‪ ،‬إنالحظ بأ املشرع قد شدد العقوبات باملقارنة م‪ ،‬جرائم‬
‫العنف األخرى حيث رف‪ ،‬من احلد األدىن إاألقصى إإصل بالعقوبة حلد السجن املؤبد‪،‬‬
‫خالفا ملا هو مععول به يف القواعد العامة من قانو العقوبات يف جرائم العنف الععدي‪.‬‬
‫بالنسبة لومعدي أإ العنف الوفظي أإ النفسي‪ ،‬نالحظ بأ املشرع اشمرط منذ‬
‫البداية تكرار الفعل لكي تقوم اجلرمية‪ ،‬األمر الذي جيعواا جرمية اعمياد‪ ،‬إن مل ينص‬
‫املشرع عوى عدد املرات اليت يق‪ ،‬هبا المكرار ‪ ،‬فإ املععول به قضائيا يف جرائم االعمياد‬
‫عوى الععوم هو تكرار الفعل مرتني عوى األقل إهو أدىن حد لومكرار‪ .‬كعا اشمرط املشرع‬
‫صراحة أ يق‪ ،‬الفعل من الزإج إيشمرط قيام الرابطة الزإجية فال يكفي أ يكو‬
‫املعمدي زإجا سابقا عوى غرار ما أخذ به املشرع يف املادة السابق حتويواا‪ .‬أما خبصوص‬
‫النميجة اإلجرامية فيجب أ متس كرامة الضحية أإ أ متس سالمماا البدنية أإ‬
‫النفسية‪ ،‬إهو ما يدفعنا نىل المساؤل عن مدلول كوعة الكرامة‪ ،‬إعن ما هية األضرار‬
‫النفسية‪ ،‬إكيفية حتديدها‪ ،‬خاصة أ املشرع يف هذه اجلرمية مل حيدد حدا معينا‬
‫لوعجز سواء اجلزئي أإ الكوي‪.‬‬
‫بالنسبة جلرمية ترك مقر الزإجية‪ ،‬نشري نىل أ املشرع قد حافظ تقريبا عوى‬
‫ذات األحكام املععول هبا سابقا‪ ،‬فحافظ عوى مدة الشارين لقيام جرمية المرك‪ ،‬إاشمرط‬
‫كذلك ضرإرة المخوي عن كافة االلمزامات األدبية إاملادية املمرتبة عن السوطة األبوية‬
‫أإ الوصاية ا لقانونية‪ ،‬إهذا دإ سبب جدي‪ ،‬نذ افمرض سوء النية يف املمام بالمرك إهو‬
‫الذي يق‪ ،‬عويه عبء تقدمي السبب اجلدي الذي حال دإ متكينه من مباشرة المزاماته‬

‫‪- 203 -‬‬


‫ظروف التشديد في جـرائم العـنف ضد المرأة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫جتاه أسرته ‪ ،‬إاالخمالف الوحيد يكعن يف ترك الزإجة‪ ،‬حيث كا يشمرط يف القانو‬
‫قبل المعديل أ تكو الزإجة حامال‪ ،‬أما إفقا ملا جاء يف القانو اجلديد‪ ،‬فإ مسألة‬
‫احلعل غري مشمرطة‪ ،‬إهو ما يدفعنا نىل المساؤل عن سبب المجرمي إالعوة منه‪ ،‬حيث أ‬
‫األمر كا مقبوال بالنسبة لوحامل عوى اعمبار أ احلعل هو ما يزيد من ضعفاا‪ ،‬كعا أنه‬
‫يف املقابل ال عقاب عوى الزإجة اليت تمرك زإجاا دإ سبب جدي‪ ،‬إهو ما ميس مببدأ‬
‫املساإاة يف القانو اجلنائي‪.‬‬
‫بالنسبة جلرمية العنف املايل أإ االقمصادي كعا يسعيه البعض‪ ،‬هي جرمية‬
‫مسمحدثة يف المشري‪ ،‬اجلزائري‪ ،‬إنعمقد بأنه تكعوة ملا كا املشرع قد بدأ فيه فعال يف‬
‫قانو األسرة ملا نص عوى نمكانية توحيد الذمة املالية لوزإجني‪ ،‬عوى خالف األصل‬
‫الثابت يف الشريعة اإلسالمية اليت تقر باسمقالل الذمة املالية لوزإجة عن زإجاا‪،‬‬
‫إاحلديث يف هذا املقام عن ممابعة الزإج الذي يأخذ أموال زإجمه بالقوة أإ اإلكراه‪،‬‬
‫إكذا تعديل األحكام املمعوقة بالسرقات العائوية يف ذات القانو ‪ ،‬اليت أصبح من املعكن‬
‫املمابعة اجلزائية عوى السرقة بني الزإجني‪ ،‬يصب كوه يف تقويد النظم الغربية‪،‬‬
‫إاالبمعاد تدرجييا عن األصل الثابت إالقيم املمرسخة يف اجملمع‪ ،‬اجلزائري اليت‬
‫اسمواعاا مباشرة من الشرع اإلسالمي‪.‬‬
‫بالنسبة جلرمية املضايقة اليت ختدش احلياء بالنسبة لوعرأة يف مكا ععومي‪،‬‬
‫ن الحظ منذ البداية سطحية األلفاظ إعدم دقماا‪ ،‬األمر الذي جيعل من السوطة‬
‫القضائية إاسعة يف تجال تقرير اإلدانة أإ الرباءة‪ ،‬حبيث ال يوجد أي ضابط يقيد‬
‫معىن املضايقة‪ ،‬إمما ال شك فيه أ تكوين القاضي إالبيئة اليت يق‪ ،‬فياا الفعل إزمن‬
‫ذلك إغريها الكثري من الظرإف مما ميكن أ جيعل من الفعل جرمية أإ غري ذلك‪.‬‬
‫بالنسبة لوعساس باحلياء اجلنسي‪ ،‬نعمقد بأ العنف اجلنسي أصبح له من‬
‫املدلوالت الكثري يف ظل المأثر مبا جاء يف االتفاقيات الغربية اليت تبين أفكارها عوى‬
‫اجملمععات املمحررة جنسيا‪ ،‬إهو ما جيعل مسألة اإلحياء اجلنسي ذات دالالت خمموفة‬
‫مثواا مثل املضايقة‪ ،‬إنالحظ أ املشرع نضافة نىل ذلك يساإي بني الفعل املرتكب خوسة‪،‬‬
‫إالفعل املرتكب باسمععال العنف إاإلكراه أإ الماديد‪ ،‬إمن الناحية القانونية‪ ،‬دائعا ما‬
‫كا املشرع مييز بني عقوبات اجلرائم اليت ترتكب بالعنف أإ من دإ عنف‪.‬‬

‫‪- 204 -‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬د حسينة شرون – جامعة بسكرة (الجزائر)‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫نذا سوعنا حبسن نية املشرع يف توفري محاية أكرب لوعرأة‪ ،‬فإ ما قدمه من نصوص‬
‫ال لخوو من العديد من النقائص إالمجاإزات اليت‬ ‫–‬ ‫إتعديالت ضعن القانو‬
‫نذكر مناا‪:‬‬
‫نذا كا املعين من جرائم العنف ضد النساء هو املرأة‪ ،‬فوعاذا ارتبطت اجلرائم يف‬
‫أصواا بالعنف الزإجي؟ أي أهنا جاءت مقمصرة عوى محاية الزإجة دإ األم إالبنت‬
‫إاألخت إاملرأة ععوما‪ ،‬فكا األجدر أ تشدد العقوبات يف كل احلاالت اليت تكو فياا‬
‫املرأة ضحية جلرمية من جرائم العنف‪.‬‬
‫مل يوضح املشرع حالة ارتكاب الزإج أععال الضرب إاجلرح املقمر م‪ ،‬سبق‬
‫إاملادة‬ ‫اإلصرار أإ المرصد‪ ،‬كظرف تشديد مركب كعا هو احلال يف نص املادة‬
‫من قانو العقوبات‪.‬‬
‫يطرح تساؤل عن سبب متييز املشرع جلرائم الضرب إاجلرح عن غريها من صور‬
‫العنف‪ ،‬حيث أ االعمداء الوفظي أإ النفسي يف بعض األحيا تكو أضراره إخيعة أكثر‬
‫من الضرب إاجلرح الذين خصاعا املشرع بمشديد العقوبة‪ ،‬إيف ذات السياق يطرح تساؤل‬
‫حول العقوبات الثابمة يف جرائم العنف الوفظي إالنفسي‪ ،‬اليت مل يربطاا املشرع بالضرر‬
‫الذي ميكن أ يق‪ ،‬عوى غرار ما فعوه يف العنف اجلسدي‪ ،‬إالبد لنا من أ نعرف السبب‬
‫احلقيقي إراء اشمراط تكرار الفعل يف جرائم العنف الوفظي إاجلسدي دإ غريها من‬
‫الصور‪.‬‬
‫يف األخري ارتأينا أ نذيل هذا الععل مبجعوعة من االقمراحات اليت نرى بأهنا‬
‫قد تععل عوى درء بعض النقائص يف هذا المعديل‪ ،‬نذكر مناا ما يوي‪:‬‬
‫ضرإرة نجياد إسائل إآليات إقائية يف اجملمع‪ ،،‬لنشر ثقافة االحمرام املمبادل‬
‫إترسي املبادئ إالقيم األخالقية اإلسالمية‪ ،‬فالمعويل عوى اجلانب الوقائي جد ماعل يف‬
‫خمموف القوانني اجلزائية‪.‬‬
‫ضرإرة ضبط املصطوحات إفك الغعوض الذي اكمنف الكثري من النصوص‬
‫املسمحدثة إاملعدلةإهذا جتسيدا ملبدأ الشرعية اجلنائية الذي يقمضي إضوح النص‬
‫اجلنائي‪ ،‬لريف‪ ،‬عبء المفسري عن القاضي اجلزائي‪.‬‬

‫‪- 205 -‬‬


‫ظروف التشديد في جـرائم العـنف ضد المرأة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫ا حلث عوى تشجي‪ ،‬ضحايا العنف بأشكاله عوى المبويغ حباالت المعرض لوعنف‪،‬‬
‫غري أنه نمعانا يف محاية األسرة جيب تقييد كل ما يمعوق هبا من جرائم بشكوى‪ ،‬حىت ال‬
‫يضي‪ ،‬عوى املضرإر فرصة املوازنة بني احملافظة عوى أسرته أإ معاقبة القريب املعمدي‪.‬‬
‫نشري نىل ضرإرة النص عوى الوجوء نىل املصاحلة اجلنائية أإ الوساطة قبل‬
‫الوجوء نىل القضاء لضعا اسمقرار أكرب لألسرة إاحلفاظ عوى كياهنا‪.‬‬
‫ينبغي عوى املشرع أ لخوق نوع من المجانس القانوين إذلك من خالل تعديل‬
‫قانو اإلجراءات اجلزائية عوى نثر تعديل قانو العقوبات‪ ،‬حىت ال تكو هناك هوة‬
‫بني هذين القانونني عوى إجه المحديد‪.‬‬
‫الهوامش‪:‬‬
‫(‪ )1‬بن شي حلسني‪ ،‬مذكرات يف القانو اجلزائي اخلاص‪ ،‬اجلزائر‪ :‬دار هومه‪ ،6111 ،‬ص ‪ .20‬أحسن‬
‫بوسقيعة‪ ،‬الوجيز يف القانو اجلنائي اخلاص‪،‬ج ‪ ،0‬اجلزائر‪ :‬دار هومة‪ ،6110 ،‬ص ‪ .27‬عبد احلويم بن‬
‫مشري‪ ،‬اجلرائم األسرية‪ :‬دراسة مقارنة بني الشريعة إالقانو ‪ ،‬أطرإحة دكموراه يف القانو اجلنائي‪،‬‬
‫جامعة بسكرة‪ ،6112 ،‬ص ‪.611‬‬
‫‪Michèle-Laure Rasset, Droit pénal spécial infractions des et contre les particuliers,‬‬
‫‪Paris : éditiobs Dalloz, 1997, P 260.‬‬
‫(‪ )2‬القانو ‪ ،01 – 01‬املؤرخ يف ‪ 01‬ديسعرب ‪ ،6101‬املعدل إاملمعم لألمر ‪ 012 – 22‬املمضعن قانو‬
‫العقوبات‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،70‬الصادرة بماري ‪ 01‬ديسعرب ‪.6101‬‬
‫(‪ )3‬مكي دردإس‪ ،‬القانو اجلنائي اخلاص يف المشري‪ ،‬اجلزائري‪ ،‬ج ‪ ،10‬قسنطينة‪ :‬ديوا املطبوعات‬
‫اجلامعية املطبعة اجلاوية‪ ،6111 ،‬ص ‪ .071‬عادل صديق‪ ،‬جرائم اجلرح إالضرب إنعطاء املواد‬
‫الضارة‪ ،‬القاهرة‪ :‬النسر الذهيب لوطباعة‪ ،0112 ،‬ص ص‪ .60 ،61 :‬إال يشمرط توجيه عدة ضربات‬
‫لوعجين عويه نذ تكفي الضربة الواحد لقيام اجلرمية‪ ،‬أنظر القرار غري منشور‪ ،‬موف رقم ‪ 01221‬مشار‬
‫نليه يف‪ :‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬مرج‪ ،‬سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫موف رقم ‪ ،02017‬بماري ‪ 12‬نوفعرب ‪ ،0122‬اجملوة القضائية‪ ،‬اجلزائر‪ :‬قسم الوثائق إالنشر‬ ‫(‪)4‬‬

‫لوعحكعة العويا‪ ،‬العدد‪ ،0121 ،10 ،‬ص ‪.000 – 000‬‬


‫(‪ )5‬أيب الفضل مجال الدين حمعد بن مكرم ابن منظور‪ ،‬لسا العرب‪ ،‬بريإت‪ :‬دار صادر‪ ،1771 ،‬ص ‪.266‬‬
‫حمعد زكي أبو عامر إسويعا عبد املنعم‪ ،‬قانو العقوبات اخلاص‪ ،‬بريإت‪ :‬منشورات احلويب احلقوقية‪،‬‬
‫‪ ،6112‬ص ص‪ .010 ،016 :‬نسحاق نبراهيم منصور‪ ،‬شرح قانو العقوبات اجلزائري جنائي خاص يف‬
‫اجلرائم ضد األشخاص إاألموال إأمن الدإلة‪ ،‬ط ‪ ،16‬اجلزائر‪ :‬ديوا املطبوعات اجلامعية‪ ،0122 ،‬ص‬
‫‪ .61‬عادل صديق‪ ،‬مرج‪ ،‬سابق‪ ،‬ص ‪ 00‬إما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )6‬عبد احلويم بن مشري‪ ،‬مرج‪ ،‬سابق‪ ،‬ص ‪.621‬‬

‫‪- 206 -‬‬


‫ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ أ‪ .‬د حسينة شرون – جامعة بسكرة (الجزائر)‬
‫(‪ )7‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬مرج‪ ،‬سابق‪ ،‬ص ‪ . 21‬حمعد زكي أبو عامر إسويعا عبد املنعم‪ ،‬مرج‪ ،‬سابق‪ ،‬ص‬
‫‪ .012‬رمسيس هبنام‪ ،‬قانو العقوبات جرائم القسم اخلاص‪ ،‬اإلسكندرية‪ :‬منشأة املعارف‪ ،6111 ،‬ص‬
‫‪ .211‬عباس أبو شامة عبد احملعود إحمعد األمني البشريي‪ ،‬العنف األسري يف ظل العوملة‪ ،‬مركز‬
‫الدراسات إالبحوث‪ :‬جامعة نايف العربية لوعووم األمنية‪ ،‬الرياض‪ ،6111 ،‬ص ‪.00‬‬
‫(‪ )8‬أحسن بوسقيعة‪ ،‬مرج‪ ،‬سابق‪ ،‬ص ص ‪ .11 ،21‬إجند أيضا من قبيل أععال المعدي نطالق أشعة ضارة‬
‫باجلسم أإ نطالق ننارة مبارة أمام العينني ليال‪ ،‬أإ نطالق الضوضاء الصوتية قرب األذ إليذائاا‪،‬‬
‫إكذلك حتريك سوم بشدة إفوقه عامل‪ ،‬أإ دف‪ ،‬سيارة يف اجتاه شخص‪ ،‬أإ رمي حجارة عوى سيارة يف‬
‫داخواا ركاب إاعمرب القضاء الفرنسي تعديا طالء طفل بزيت إس بعد جتريده من لباسه‪ ،‬إمناداة‬
‫شخص بصفة ممكررة بواسطة اهلاتف م‪ ،‬الماديد إالسب‪ ،‬إقضي أيضا بقيام جرمية المعدي يف حق من‬
‫نشر يف الصحف خربا كاذبا بوفاة شخص‪ .‬أنظر تجعل هذه املثوة يف‪ :‬عبد احلويم بن مشري‪ ،‬مرج‪،‬‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪ .620‬حمعد زكي أبو عامر إسويعا عبد املنعم‪ ،‬مرج‪ ،‬سابق‪ ،‬ص ‪ .012‬مكي دردإس‪ ،‬مرج‪،‬‬
‫سابق‪ ،‬ص ‪.070‬‬
‫(‪)9‬‬
‫بالرجوع لوقوانني العقابية جندها خمموفة يف تسعيماا ألععال العنف إالمعدي‪ ،‬فقانو العقوبات‬
‫اإليطايل يطوق عوى جرائم العنف مصطوح اإليذاء الشخصي‪ ،‬إالقانو البوجيكي يسمععل عبارة األذى‬
‫اجلسعاين‪ ،‬أما المشريعات العربية فنجد أ املشرع السوداين اسمععل مصطوح األذى‪ ،‬أما املشرع الوبناين‬
‫قد اسمعع ل نىل جانب الضرب إاجلرح مصطوح اإليذاء لومعبري عن أععال العنف األخرى إالمعدي‪ ،‬إهو‬
‫نفس ما أخذ به املشرع األردين‪ ،‬أما املشرع املصري فيض‪ ،‬نىل جنب جرائم الضرب إاجلرح جرمية‬
‫اإليذاء اخلفيف إهو كل ما مل يصل نىل حد الضرب إاجلرح إيعمرب يف قانو العقوبات من قبيل‬
‫املخالفات‪ .‬أنظر تفصيل ذلك يف‪ :‬حمعد سعيد منور‪ ،‬شرح قانو العقوبات القسم اخلاص اجلرائم‬
‫الواقعة عوى األشخاص‪ ،‬ج ‪ ،11‬ععا (األرد )‪ :‬الدار العوعية الدإلية لونشر إالموزي‪ ،‬إدار الثقافة لونشر‬
‫إالموزي‪ ،1111 ،،‬ص ‪ .001‬فوزية عبد السمار‪ ،‬شرح قانو العقوبات القسم اخلاص‪ ،‬ط ‪ ،16‬القاهرة‪:‬‬
‫دار الناضة العربية‪ ،6111 ،‬ص ‪ .211‬حمعد زكي أبو عامر إسويعا عبد املنعم‪ ،‬مرج‪ ،‬سابق‪ ،‬ص ‪010‬‬
‫إما بعدها‪ .‬عبد املوك جندي‪ ،‬املوسوعة اجلنائية‪ ،‬ط ‪ ،16‬بريإت‪ :‬دار العوم لوجعي‪ ،،‬دإ سنة نشر ‪ ،‬ص‬
‫‪.777‬‬
‫(‪ )11‬عبد احلويم بن مشري‪ ،‬مرج‪ ،‬سابق‪ ،‬ص ‪.626‬‬
‫(‪ )11‬أنظر يف ذلك‪ :‬حمعد سعيد منور‪ ،‬مرج‪ ،‬سابق‪ ،‬ص ‪ .022‬حمعد صبحي جنم إعبد الرمحا توفيق‪،‬‬
‫اجلرائم الواقعة عوى األشخاص إاألموال يف قانو العقوبات األردين‪ ،‬ععا (األرد )‪ :‬مطبعة الموفيق‪،‬‬
‫‪ ،0127‬ص ‪ 11‬إما بعدها‪.‬‬
‫(‪ )12‬فخري عبد الرزاق صوييب احلديثي‪ ،‬شرح قانو العقوبات القسم اخلاص‪ ،‬ط ‪ ،16‬بغداد‪ :‬املكمبة‬
‫القانونية‪ ،6117 ،‬ص ‪.612‬‬
‫(‪ )00‬عوي عبد القادر القاوجي‪ ،‬قانو العقوبات القسم اخلاص جرائم االعمداء عوى املصوحة العامة‬
‫إعوى اإلنسا إاملال‪ ،‬ط ‪ ،11‬بريإت‪ :‬منشورات احلويب احلقوقية‪ ،1111 ،‬ص ص‪.612 ،617 :‬‬

‫‪- 207 -‬‬


‫ظروف التشديد في جـرائم العـنف ضد المرأة ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ‬
‫(‪)02‬‬
‫عبد العزيز سعد‪ ،‬اجلرائم الواقعة عوى نظام األسرة‪ ،‬ط ‪ ،16‬اجلزائر‪ :‬الديوا الوطين لألشغال‬
‫المربوية‪ ،6116 ،‬ص ص‪ .010 ،011 :‬مكي دردإس‪ ،‬ج ‪ ،10‬مرج‪ ،‬سابق‪ ،‬ص ‪.026‬‬
‫(‪ )01‬بن شي حلسني‪ ،‬مرج‪ ،‬سابق‪ ،‬ص ‪.77‬‬
‫(‪ )02‬مكي دردإس‪ ،‬مرج‪ ،‬سابق‪ ،‬ص‪ .022 :‬عبد العزيز سعد‪ ،‬مرج‪ ،‬سابق‪ ،‬ص ‪ .010‬رنيه غارإ‪ ،‬موسوعة‬
‫قانو العقوبات العام إاخلاص‪ ،‬ج ‪ ،17‬ترمجة‪ :‬لني صالح مطر‪ ،‬بريإت‪ :‬منشورات احلويب احلقوقية‪،‬‬
‫‪ ،6110‬ص ‪.11‬‬
‫(‪ )07‬عبد احلويم بن مشري‪ ،‬مرج‪ ،‬سابق‪ ،‬ص ‪ ،671‬مكي دردإس‪ ،‬مرج‪ ،‬سابق‪ ،‬ص ‪.022‬‬
‫(‪ )02‬حمعود أمحد طه حمعود‪ ،‬احلعاية اجلنائية لوطفل اجملين عويه‪ ،‬الرياض‪ :‬أكادميية نايف العربية‬
‫لوعووم األمنية‪ ،1777 ،‬ص ‪.22‬‬
‫(‪ )01‬إزير العدل لوح يراف‪ ،‬عن قانو جترمي العنف ضد املرأة أمام أعضاء تجوس األمة‪ ،‬مقال عوى موق‪:،‬‬
‫‪http://www.al-fadjr.com/ar/index.php?news=321054‬‬
‫(‪ )61‬نشري نىل أ املادة ‪ 81‬مكرر املسمحدثة مبوجب المعديل الدسموري لسنة ‪ ،6112‬القانو ‪،01 – 12‬‬
‫املؤرخ يف ‪ 01‬نوفعرب ‪ ،6112‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،20‬الثادرة يف ‪ 02‬نوفعرب ‪ .6112‬قد أصبحت‬
‫حتعل رقم ‪ 01‬بعد تعديل ‪ .6102‬أنظر‪ :‬دسمور اجلعاورية اجلزائرية‪ ،‬املعدل بالقانو ‪ ،10 – 02‬املؤرخ‬
‫يف ‪ 12‬مارس ‪ ،6102‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،02‬الصادرة بماري ‪ 17‬مارس ‪ .6102‬كعا أضيفت مادة‬
‫أخرى هي املادة ‪ 02‬تصب يف ذات االجتاه – أي المعييز اإلجيايب ملصوحة املرأة ‪ ،-‬حيث جاءت مكرسة‬
‫حلق املناصفة بني الرجل إاملرأة يف تجال المشغيل إترقية املرأة يف مناصب املسؤإلية‪.‬‬
‫(‪ )60‬تدخل إزير العدل أمام تجوس األمة‪ ،‬مقال سابق‪.‬‬
‫(‪ )66‬القانو العضوي ‪ ،10 – 06‬املؤرخ يف ‪ 02‬صفر عام ‪ 0200‬هـ املوافق ‪ 06‬يناير سنة ‪ 6106‬احملدد‬
‫لكيفيات توسي‪ ،‬حظوظ متثيل املرأة يف اجملالس املنمخبة‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬العدد ‪ ،10‬السنة ‪،21‬‬
‫الصادرة يف ‪ 61‬صفر ‪ 0200‬هـ‪ ،‬املوافق لـ ‪ 02‬يناير ‪.6106‬‬
‫(‪ )60‬أنظر تفصيل ذلك يف‪ :‬عبد احلويم بن مشري‪" ،‬ضوابط تأديب الزإجة بني الشريعة إالقانو "‪ ،‬تجوة‬
‫املنمدى القانوين‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،‬العدد ‪ ،12‬أفريل ‪ ،6111‬ص ‪ 20‬إما بعدها‪.‬‬

‫‪- 208 -‬‬

You might also like