You are on page 1of 5

‫املادة‪ :‬اإلسالم يف الغرب (اإلسالمفوبيا)‬

‫التتيب والتنسيق‪ :‬هدايت هللا تورسن زاده‬

‫اإلسالموفوبيا (املفهوم‪ ،‬املظاهر‪ ،‬األسباب و كيفية املواجهة) و مرصد األزهر ملكافحة‪....‬‬

‫ماهية و مفهوم إسالموفوبيا‪:‬‬


‫هو مصطلح ظهر حديثا يف اجملتمعات الغربية معناه ‪ :‬التحامل والكراهية جتاه املسلمني‪ ،‬أو اخلوف منهم‬
‫؛ كذلك يشري املصطلح إىل املمارسات العنصرية ضد املسلمني يف الغرب‪ ،‬ويُ َعرفه البعض على أنه حتيز‬
‫ضد املسلمني أو شيطنة للمسلمني‪.‬‬
‫مظاهر إسالمفوبيا‪:‬‬
‫من مظاهر اإلسالموفوبيا تشدد سفارات الدول الغربية يف منح أتشريات دخول املسلمني والعرب إليها‬
‫والوقوف بشدة ‪ -‬مبا يف ذلك سن القوانني ‪ -‬ضد مظاهر حتجب النساء وتنقبهن وعدم التصريح ببناء‬
‫مآذن للمساجد يف سويسرا‪ .‬كذلك نشر رسومات كاريكاتورية ابلصحف ووسائل االعالم تسىء إىل‬
‫املسلمني ونشر صور منطية لرجال مسلمني ذوى حلى كثيفة ووجوه غاضبة متجهمة أو لنساء مسلمات‬
‫خيتفني ابلكامل وراء مالبسهن السوداء وربط هذا مبوضوعات تتحدث عن االرهاب والتحذير من أسلمة‬
‫أورواب هبجرة املسلمني إليها وتكاثرهم فيها‪ .‬كما اندى البعض يف الوالايت املتحدة األمريكية حبرق املصاحف‬
‫وعارضوا اقامة مركز إسالمي ابلقرب من موقع مركز التجارة العاملى بنيويورك علما أبن الوالايت املتحدة‬
‫تكاد تقصر معتقل جوانتامنو على املسلمني بعد أحداث ‪ 11‬سبتمرب ‪.2001‬‬
‫أسباب اإلسالموفوبيا‪:‬‬
‫‪ .1‬اجلهـل ابإلســالم‪:‬‬
‫قال تعاىل ‪ ” :‬بل كذبوا مبا مل حييطوا بعلمه وملا أيهتم أتويله ” يونس ‪ ، 39‬فاإلنسان يف العادة مييل إىل‬
‫معاداة ما جيهل‪ ،‬بوصفه يشكل خطراً غامضاً حيسن االحرتاس منه وجتنبه‪ ،‬وكما قيل الناس أعداء ما جيهلون‬
‫‪،‬وهذا ما قد يفسر خوف الكثريين من اإلسالم وميلهم إىل معاداته والنفور منه‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫املادة‪ :‬اإلسالم يف الغرب (اإلسالمفوبيا)‬
‫التتيب والتنسيق‪ :‬هدايت هللا تورسن زاده‬

‫‪ .2‬اخللط بني الدين اإلسالمي وواقع املسلمني‪:‬‬


‫ليس من اخلايف على أحد أن األمة اإلسالمية تعاين منذ قرون عديدة واقعاً مأزوماً على خمتلف األصعدة‬
‫واملستوايت‪ :‬السياسية واالقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫‪ .3‬تبين صورة منطية سلبية للمسلمني‪:‬‬
‫وهذا يظهر واضحاً متاماً يف حالة اإلسالم واملسلمني‪ ،‬إذ يتم حتميل اإلسالم مسؤولية السلوك غري السوي‬
‫الذي يصدر عن بعض املسلمني‪.‬‬
‫‪ .4‬سوء تطبيق البعض لإلسالم من اجلماعات اليت تتبىن تيار التشدد والعنف والقتل والذبح‪:‬‬
‫وجاءت التفجريات املدوية على أهداف مدنية يف عدد من البلدان الغربية ‪ ،‬كفرنسا ‪ ،‬والوالايت املتحدة‬
‫األمريكية ‪ ،‬وبريطانيا ‪،‬وإسبانيا‪ ،‬اليت تبنتها هذه اجلماعات اليت تزعم انتماءها لإلسالم‪ ،‬لتصب يف تيار‬
‫تصعيد املخاوف من اإلسالم‪ ،‬ولتعطي للمرتبصني هبذا الدين املزيد من املربرات حملاربته وتضييق اخلناق‬
‫عليه‪ ،‬حبجة مسؤوليته املباشرة عن توليد اإلرهاب واإلرهابيني ‪!.‬‬
‫‪ .5‬الدور اإلعالمي الالحيادي‪:‬‬
‫يقوم اإلعالم بدور كبري يف زايدة مساحة الفوبيا من اإلسالم بتضخيم األحداث وتكبري األمور واستقاء‬
‫املعلومات من مصادر غري حيادية ‪ ،‬وينبغي التنبه إىل أن مضمون التغطيات اإلخبارية ولغة التقارير اإلعالمية‬
‫متيل غالبا إىل الرتكيز على األمور اليت تطبع مفاهيم سلبية عن اإلسالم‪ ،‬مثل الصراع يف الشرق األوسط‪،‬‬
‫والقضااي املرتبطة ابإلرهاب والتطرف‪ ،‬ويسهم كل هذا يف تكوين اآلراء عن اإلسالم واملسلمني يف العامل‬
‫الغريب‪ ،‬وهو ما يقود إىل اخلوف املرضي من اإلسالم أو “اإلسالموفوبيا‪”.‬‬

‫‪2‬‬
‫املادة‪ :‬اإلسالم يف الغرب (اإلسالمفوبيا)‬
‫التتيب والتنسيق‪ :‬هدايت هللا تورسن زاده‬

‫كيفية مواجهة ظاهرة اإلسالموفوبيا؟‬


‫‪ .1‬مضاعفة اجلهود لتعريف الناس بديننا‪:‬‬
‫قد يكون من أفضل السبل ملواجهة ظاهرة اخلوف من اإلسالم بعث احلياة يف اجلوانب احلضارية لذلك‬
‫الدين‪ ،‬عرب إبراز أبعاده املشرقة وجتليتها للعامل‪.‬إن هناك حاجة ملحة للتعرف إىل اإلسالم‪ ،‬من جانب أبنائه‬
‫أوالً‪ ،‬متهيداً لتعريف العامل به‪.‬وهذا يتطلب جهوداً صادقة لتعريف الناس جبوهر دينهم وتعاليمه احلقيقية‪.‬‬
‫وال شك أنه إذا كان تشويه صورة اإلسالم والتخويف منه يؤثران سلبا على ثقافتنا وحضارتنا‪ ،‬فإن السعي‬
‫احلثيث حنو التصدي لظاهرة اإلسالموفوبيا ومواجهتها والعمل على حتسني الصورة وتصحيحها يعد واجبا‬
‫دينيا وضرورة ثقافية ‪ ،‬فضال عن كونه مطلبا واقعيا متليه مسؤولية تبليغ حقائق اإلسالم إىل من جيهلها أو‬
‫يعاند يف معرفتها واالقتناع هبا‪.‬‬

‫‪ .2‬احلوار واالنفتاح والتواصل‪:‬‬


‫لتجلية هذا الضباب وإذابة جبال اجلليد وبني اجملتمعات اليت نعيش فيها ؛ ألن االحتقان والرتبص والتصادم‬
‫ليس جوا للتفاهم أو التعايش ؛ وذلك من خالل استثمار وسائل اإلعالم وتقنيات االتصال احلديثة يف‬
‫معاجلة ظاهرة اخلوف من اإلسالم‪ ،‬وتصحيح املفاهيم اخلاطئة من خالل تعزيز وتفعيل سبل احلوار احلضاري‬
‫مع الغرب‪ .‬وتعد الكتابة من األساليب النافعة واملفيدة يف هذا الشأن‪ ،‬من مقالة إىل قصيدة إىل كتاب‪،‬‬
‫إىل دراسة‪ ،‬إىل نشرة‪ ،‬إىل حبث‪ ،‬إىل تغريدة وخاطرة‪ ،‬وال ننس “الفيسبوك” والتوتري‪ ،‬فوسائل التواصل هذه‬
‫هلا أكرب األثر‪ ،‬يف الذب والضغط‪ ،‬والرد والبيان‪ ،‬فهذا يعد واجب الوقت اآلن‪.‬‬
‫‪ .3‬املواطنة‪:‬‬
‫الكثري منا اآلن يعيش هنا يف هذا البلد مستوطنا منذ عشرات السنني ولنا أبناءان الذين ولدوا ونشأوا‬
‫وترعرعوا هنا ومنا من امتد به املقام والعمر حىت صار جدا ‪ ،‬فأنت اآلن مواطن كندي تتمتع بكافة حقوقك‬
‫املرتتبة على هذا األمر ‪ ،‬وكما أن علينا واجبات فلنا حقوق ‪ ،‬ولسنا ضيوفا يف هذا البلد أو بدو نرحل‬

‫‪3‬‬
‫املادة‪ :‬اإلسالم يف الغرب (اإلسالمفوبيا)‬
‫التتيب والتنسيق‪ :‬هدايت هللا تورسن زاده‬

‫من مكان إىل آخر ‪ ،‬فأان وأنت جزء من هذا البلد ونسيجه وحضارته ؛ لست ضيفا وال جزءًا مبتورا وال‬
‫منعزال‪.‬‬
‫مرصد األزهر يسلط الضوء على مظاهر اإلسالموفوبيا يف الوالايت املتحدة بعد زايدة نسبة شكاوي‬
‫املسلمني منذ عام ‪2020‬‬
‫سلط مرصد األزهر ملكافحة التطرف يف أحدث تقاريره الضوء على ارتفاع معدالت العنف والتطرف‪،‬‬
‫فضال عن الزايدة املطردة لظاهرة اإلسالموفوبيا وتصاعد وترية العداء والكراهية جتاه اإلسالم واملسلمني‪،‬‬
‫ً‬
‫واليت اختذت شكل محالت تشويه إعالمية تكاد تكون ممنهجة وسلوكيات عدائية متكررة على أرض الواقع‪.‬‬
‫فقد اتبع املرصد رصد ألبرز مظاهر اإلسالموفوبيا ذلك املصطلح الذي يعكس التحامل على اإلسالم‬
‫واملسلمني‪ ،‬ويوحي ابستباحة االعتداء على األفراد بذريعة انتمائهم لإلسالم‪ .‬لكنه رأى أن هذه احلالة‬
‫العدائية جتاه املسلمني يف الغرب ليست وليدة السنوات األخرية فقط‪ ،‬بل املتتبع للسياق التارخيي لظاهرة‬
‫اإلسالموفوبيا (حىت قبل صياغة املصطلح بوقت طويل) جيدها تعود إىل أبعد من ذلك بكثري؛ ألهنا ببساطة‬
‫تتبىن صورة قدمية مغلوطة ومشوهة عن املسلمني‪ ،‬يغذيها يف الوقت احلايل صعود تيار اليمني املتطرف‬
‫ألهداف وأجندات خاصة‪ ،‬انهيك عن استغالل اآللة اإلعالمية يف أتجيج مشاعر الكراهية ضد املسلمني‬
‫يف الغرب‪.‬‬
‫زورا‪ ،‬وهي‬
‫يف املقابل أكد مرصد األزهر دور هجمات التنظيمات املتطرفة اليت تدعى انتساهبا لإلسالم ً‬
‫بدورها تسيء له وتساهم يف إذكاء الصورة النمطية املشوهة عن املسلمني‪ ،‬كذلك استغلت وسائل اإلعالم‬
‫الغربية‪ ،‬موجات اهلجرة واللجوء نتيجة اضطراب األوضاع األمنية‪ ،‬يف التصعيد ضد املسلمني من خالل‬
‫إاثرة خماوف املواطن الغريب من تقلص فرص العمل‪ ،‬وزايدة أعداد املسلمني وطمس اهلوية الغربية مبرور‬
‫الوقت‪.‬‬
‫لذلك مل يكن من املستغرب تكرار املطالب خبلع حجاب املسلمات‪ ،‬وحظر النقاب يف األماكن العامة‪،‬‬
‫انهيك عن مشاهد االعتداء اللفظي واجلسدي على املسلمات‪ ،‬والتعدي على دور العبادة اإلسالمية‬
‫ومضايقة املصلني‪ ،‬والتمييز يف أماكن العمل‪ ،‬والتحيز بشكل عام ضد املسلمني‪ .‬ووفق تقرير موقع (صوت‬

‫‪4‬‬
‫املادة‪ :‬اإلسالم يف الغرب (اإلسالمفوبيا)‬
‫التتيب والتنسيق‪ :‬هدايت هللا تورسن زاده‬

‫اعتداال‬
‫ً‬ ‫خطااب أكثر‬
‫ً‬ ‫مؤخرا‪ ،‬يتبين الرئيس األمريكي احلايل "جو ابيدن"‬
‫أمريكا) عن حالة اإلسالموفوبيا ً‬
‫قائال‪ ":‬أعتقد أن اإلسالم‬
‫جتاه املسلمني مقارنة بسلفه "دوانلد ترامب" الذي صرح يف العام ‪201٦‬م ً‬
‫احتفاال مبناسبة عيد الفطر بعد توقف دام ست سنوات‪ .‬وقال‬
‫ً‬ ‫يكرهنا"‪ .‬وكان البيت األبيض قد نظم‬
‫(ابيدن) يف هذا احلفل‪ ":‬املسلمون جيعلون أمتنا أقوى كل يوم‪ ،‬حىت وهم ال يزالون يواجهون حتدايت‬
‫وهتديدات حقيقية يف جمتمعنا‪ ،‬مبا يف ذلك العنف املستهدف واإلسالموفوبيا"‪ .‬أييت التحول يف وقت خيشى‬
‫فيه املسلمون ابلوالايت املتحدة من ارتفاع وترية اإلسالموفوبيا‪ ،‬حيث أبلغ جملس العالقات األمريكية‬
‫اإلسالمية (كري) عن زايدة بنسبة (‪ )٪9‬يف عدد شكاوى احلقوق املدنية‪ ،‬اليت تلقاها من املسلمني يف‬
‫الوالايت املتحدة منذ عام ‪2020‬م‪ ،‬إذ تلقى حنو (‪ )٦720‬شكوى يف مجيع أحناء البالد‪ ،‬تتعلق بقضااي‪:‬‬
‫اهلجرة‪ ،‬والسفر‪ ،‬والتمييز‪ ،‬وإنفاذ القانون‪ ،‬وجتاوزات احلكومة‪ ،‬وحوادث الكراهية والتحيز‪ ،‬وحقوق‬
‫السجناء‪ ،‬واحلوادث املدرسية‪ ،‬وحرية التعبري‪.‬‬
‫ويف ختام التقرير جدد مرصد األزهر ملكافحة التطرف‪ ،‬النداء أبمهية احرتام التنوع الديين والثقايف والعرقي‬
‫بوصفها أساس تقدم اجملتمعات‪ ،‬وأن نشر رسائل الكراهية والتحريض على العنف ضد فئات معينة داخل‬
‫اجملتمع أمر غري مقبول على اإلطالق من املنظورين الديين واالجتماعي‪ ،‬ويتعارض مع تعاليم مجيع األداين‬
‫اليت تعزز التسامح والسالم وترفض الكراهية‪ .‬واإلسالم حيثنا بشكل خاص على احرتام اآلخر ومعتقداته‪،‬‬
‫وحيرم إيذاءه أو اإلساءة إليه أبي شكل من األشكال‪.‬‬

‫‪5‬‬

You might also like