You are on page 1of 22

‫الدور االستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسات االقتصادية‬

‫الدور االستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسات االقتصادية‬


‫لحمر عباس‬
‫أستاذ حماضر بكلية العلوم االقتصادية‪ ،‬التجارية وعلوم التسيري‪ ،‬جامعة مستغامن‪ -‬اجلزائر‪،‬‬
‫الربيد االلكرتوين‪abbess.lahmar@univ-mosta.dz :‬‬

‫الملخص‪:‬‬

‫المحيط الجديد الذي استحدثته تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت كان له أثر كبير على المؤسسة‬
‫االقتصادية خاصة في الهيكل والتنظيم والعمل‪ ،‬وهي تتوجه حاليا لتطوير األداء وتغيير طبيعة األنشطة‬
‫والخدمات‪ ،‬وتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت هي األساس في تقوية العالقات بين الشركاء ‪ ،‬وذات أهمية‬
‫إستراتيجية بالنسبة للمؤسسات‪ ،‬فاالنترنت تسمح بربط مختلف وحدات المؤسسة مع خلق وسط عمل‬
‫جماعي قائم على التكامل والترابط‪.‬‬

‫تهدف هذه الورقة البحثية إلى دراسة مسألة الدور االستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪،‬‬
‫من خالل التطرق إلى دورها في خلق القيمة واإلبداع في تنظيم العمل‪ ،‬وكذلك اآلثار الناجمة عن‬
‫استخدام هذه التكنولوجيا‪ ،‬باإلضافة إلى تطبيقات االنترنت واالنترانيت والشبكات التي سمحت بتحسين‬
‫أكدت نتائج الدراسة على‬ ‫عملية االتصال واتخاذ الق اررات من جهة‪ ،‬وزيادة المرونة من جهة أخرى‪.‬‬
‫أن تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت هي وسيلة فعالة في خدمة إستراتيجية المؤسسات تعمل على خلق‬
‫النوعية والقيمة والتمايز‪.‬‬

‫‪Abstract:‬‬

‫‪The new environment developed by ICT has had a significant impact on‬‬
‫‪the enterprise particularly, in the structure, organization and work. Iit is currently‬‬

‫‪1‬‬
‫الدور االستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسات االقتصادية‬

moving towards the development of performance and changing the nature of


activities and services. ICT is the basis for the strengthening of the relationships
between stakeholder. It has a strategic importance for business. For example,
the Internet makes it possible to link the different units of the enterprise with the
creation of a collective environment based on interdependence.

The purpose of this research is to examine the strategic role of


information and communication, by focusing on its value creation aim and
innovation in enterprise activity, as well as the effects of the use of this
technology. In addition to Internet and Intranet applications and networks have
enabled the process to improve communication, decision-making and flexibility
rising.

The findings of the study confirmed that ICT has an effective means of
serving the enterprise strategy in creating quality, value and differentiation.

:‫مقدمة‬
،‫عرف المناخ االقتصادي العالمي طفرة تحول من اقتصاد اإلنتاج إلى اقتصاد المعرفة والمعلومات‬
‫وكان ذلك نتيجة تسارع وتيرة اإلبداعات التكنولوجية التي أدت إلى قفزات كبيرة في استخدام وتطبيق أدوات‬
‫وتقنيات مختلفة من بينها تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت التي كانت لها تأثيرات كبيرة على االقتصاد‬
،‫والمجتمع وحتى على المؤسسات التي أصبحت تواجه ضغوطا متزايدة نحو إحداث التغيير والتطوير‬
‫باعتبار أن هذه ال تكنولوجيا مكنت المؤسسات والشركات من إيجاد منهج عمل سليم وواقعي يساعد على‬
‫ في الوقت الذي أصبحت فيه طرق وأساليب اإلنتاج والتنظيم‬،‫تحقيق الكفاءة والجودة وحسن التسيير‬
‫ وارتبطت االستراتيجيات بمناهج تنظيم المؤسسات والتنسيق الخارجي مع الشركاء واالنتماء‬،‫متجددة‬

2
‫الدور االستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسات االقتصادية‬

‫القطاعي‪ ،‬فاستخدامات تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في ممارسة األعمال يمكن أن تترجم إرادة‬
‫المؤسسة باإلدارة الفعالة لهياكلها‪ ،‬فلقد جلبت مستجدات كثيرة وجعلت األساليب التقليدية المعمول بها تفقد‬
‫أهميتها‪ ،‬ودفعت إلى البحث عن أساليب جديدة تسمح بالتأقلم مع المتغيرات‪ ،‬خاصة في الوقت الذي‬
‫أخذت فيه المعلومات مكانة هامة في عملية اتخاذ الق اررات ورسم التوجهات اإلستراتيجية الكبرى‬
‫للمؤسسات‪ ،‬وما يفسر ذلك الدور المتزايد لشبكة االنترنت التي أصبحت تشكل مورد استراتيجي هام‪،‬‬
‫فتطبيقاتها المختلفة تعتبر كعامل إعادة التنظيم الداخلي ومع التقدم في تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‬
‫توسع استخدام الشبكات في تأهيل الموارد اإلستراتيجية وذلك نتيجة تأثير الضغط التكنولوجي والتطور من‬
‫حيت القدرات العالية‪ ،‬التكاليف‪ ،‬االنتشار الواسع للشبكات ذات النطاق العري‪ ،،‬وهذا ما يجعل تكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصاالت كمصدر للميزة التنافسية‪.‬‬

‫‪ .1‬تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت مورد إستراتيجي للمؤسسات‪.‬‬


‫أكدت العديد من الدراسات التي أجريت على الميزة اإلستراتيجية لتكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصاالت‪ ،‬أن نسبة كبيرة من المؤسسات تعتبر تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت تحديا استراتيجيا‬
‫وتولي لها إدارتها العامة أهمية قصوى‪ ،‬ومما يدل على وجودها في المؤسسات هو نسبة االستخدام لعدد‬
‫من التطبيقات‪ ،‬كما أن تأثير هذه التكنولوجيا على عمليات ووظائف المؤسسة يختلف حسب نوع إعادة‬
‫التشكيل الذي تتبناه المؤسسة‪ ،‬وهناك خمسة مستويات إلعادة التشكيل وهي[‪:]1‬‬
‫االستغالل المحلي والداخلي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬االندماج المحلي لمختلف الوظائف‪،‬‬
‫‪ ‬إعادة هندسة عمليات االدارة‪،‬‬
‫‪ ‬إعادة هندسة شبكات االدارة‪،‬‬
‫‪ ‬إعادة تعريف محفظة األعمال‪.‬‬
‫بشكل عام‪ ،‬فإن المستوى األول يتعلق مثال بأتمتة النشاط اإلداري (الفواتير) أو اإلنتاج‪ ،‬وتطبيق‬
‫التسويق المباشر‪ ،‬أما المستوى الثاني يمتد للتطبيقات المحلية ويدخل تنسيق التطبيقات ومعلومات المصالح‬
‫‪3‬‬
‫الدور االستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسات االقتصادية‬

‫التجارية والمخزون (جاهزية االنتاج مثال)‪ ،‬ويركز المستوى الثالث على إعادة هندسة عمليات اإلدارة بهدف‬
‫جعل إعادة التشكيل عملية حقيقية في الممارسات اإلدارية وطريقة العمل‪ ،‬أما المستوى الرابع إعادة هندسة‬
‫شبكات التسيير واإلدارة يكون من منظور المؤسسة التكامل والتقارب مع الموردين والمقاولين من الباطن‬
‫ودعم عمليات التوزيع ‪ ،‬وتبادل البيانات واالنفتاح على الشركاء من خالل الشبكات الخارجية‪ ،‬ويستند‬
‫المستوى الخامس على إعادة تعريف محفظة األعمال للمؤسسة وتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في هذه‬
‫الحالة هي محور تنمية وتطوير األنشطة التي تضاعف رقم األعمال‪.‬‬

‫‪ .1.1‬قيمة تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسات‪.‬‬


‫وفقا لكل من )‪ ،(Schubert and Leimstoll ,2007‬هناك نوعان من المدارس الفكرية‪،‬‬
‫المدرسة األولى ترى أن تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت تضيف قيمة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪،‬‬
‫وهي باسم ما يعرف بنظريات بورتر)‪ ،(BORTER‬والمدرسة الثانية وهي من المدارس المعروف باسم‬
‫نظريات ميلر )‪ (MILLAR‬تعتقد أنها ال تضيف أي قيمة ألنها سلعة تماما مثل الكهرباء وهي متاحة‬
‫للجميع[‪ ،]2‬وبشكل عام يبدوا أن الشركات التي توظف تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وفقا لعوامل‬
‫النجاح الحاسمة‪ ،‬لديها أقل فرصة أفضل من أن تصبح ناجحة تجاريا (‪)Taylor and Murphy, 2004‬‬
‫وعوامل النجاح الحاسمة هي كما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬الدافع والخبرة والمهارات االدارية‪،‬‬
‫‪ ‬الخبرة في إدارة النمو‪،‬‬
‫الحصول على الموارد(االموال‪ ،‬التكنولوجيا‪ ،‬العنصر البشري)‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬االبتكار والتجديد‪ ،‬الميزة التنافسية باإلضافة إلى المرونة‪،‬‬
‫‪ ‬اتصال وثيق مع العمالء‪،‬‬
‫‪ ‬التركيز على االرباع بدل من المبيعات‪،‬‬
‫‪ ‬الطلب القوي‪ ،‬والتشغيل في سوق النمو‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الدور االستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسات االقتصادية‬

‫ومن أجل تحقيق عوامل النجاح الحاسمة المذكورة سابقا ينبغي على المؤسسات االقتصادية‬
‫والشركات التي تبحث عن النمو واالستم اررية والبقاء في المحيط التنافسي الشروع فيما يلي‪:‬‬
‫‪ ‬البحث عن الحاجة إلى إستراتيجية واضحة في مجال تبني واستخدام هذه التكنولوجيا‪،‬‬
‫‪ ‬التأكد من محاذاة إستراتيجية تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت مع إستراتيجية أعمال المؤسسة‪،‬‬
‫التأكد من المهارات المناسبة وتحديد الدور الذي تلعبه هذه المهارات في مجال نجاح المشاريع‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫وتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت كان لها دور كبير في تطوير الطرق التقليدية لإلنتاج بزيادة القيمة‬
‫ال مضافة في تصميم المنتوج‪ ،‬خاصة وأن التخطيط للمنتج هو أكثر مرد ودية باإلضافة إلى تصميمه‬
‫واعداد برنامج دعم في التصنيع ومراقبة الجودة وادارة صورة العالمة‪ ،‬فلقد أعطت هذه التكنولوجيا دفعة‬
‫كبيرة لهذا النظام وتقلصت مدة التطوير حتى أصبحنا نتحدث اليوم عن هندسة متتالية[‪ ،]3‬وبفضل تطور‬
‫الشبكات اكتسبت المؤسسات نشاط أكبر يمهد لها الطريق لالنفتاح على مختلف المستويات‪ ،‬حيث‬
‫أصبحت تمتلك وسائل متطورة تمكنها من التحرر من قيد الزمان والمكان‪ ،‬وتسمح لها بخلق حلفاء‬
‫وعالقات شراكة من خالل الروابط اإللكترونية‪.‬‬

‫‪ .2.1‬دواعي اعتماد تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسات االقتصادية‪.‬‬


‫أكدت العديد من الدراسات التي أجريت في الواليات المتحدة األمريكية أن تكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصاالت تساهم في دفع القدرة التنافسية للمؤسسات وذلك نظ ار لما تتمتع به من إمكانيات هامة مست‬
‫مختلف مجاالت العمل والتنظيم‪ ،‬األمر الذي دفع بالمؤسسات إلى تبني هذه التكنولوجيا واعتمادها‪ ،‬ويعد‬
‫هذا االعتماد ضرورة حتمية كونها وسيلة لإلنفراد والتميز عن باقي المنافسين‪ ،‬فالمؤسسات التي تمتلك‬
‫تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت تستطيع الوصول إلى األسواق العالمية والى العمالء وبأرخص األسعار‪،‬‬
‫واالختيار الذي تتبعه في هذا المجال يرتكز على ثالثة عوامل وهي[‪:]4‬‬
‫استم اررية التقدم التكنولوجي‪ ،‬بمعني اإلجراءات التي تتبعها المؤسسة للحفاظ على تقدمها على‬ ‫‪‬‬
‫المنافسين‪،‬‬

‫‪5‬‬
‫الدور االستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسات االقتصادية‬

‫المزايا الخاصة بالمؤسسة بكونها األولى في تتبني هذه التكنولوجيا الجديدة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫المساوئ التي تتحملها المؤسسة عند تبني تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫هذه العوامل الثالثة تتفاعل لتحديد االختيار الجيد الذي يجب أن تأخذه المؤسسة‪ ،‬فالتقدم‬
‫التكنولوجي يمكن أن يتحول إلى مزايا تنافسية دائمة حتى ولو كانت المؤسسة متبوعة بالمنافسين‪ ،‬وهذا‬
‫يظهر ع ند اعتماد تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت األمر الذي يحمل مسألة اختيار اللحظة وتأثيرها على‬
‫المزايا والمساوئ التنافسية وكذلك العوائق في الدخول والحركة‪ ،‬كما أن من دوافع اللجوء إلى هذه‬
‫التكنولوجيات كونها ترتبط بـتسهيل ممارسة األعمال وابعاد األعباء والمتاعب الناتجة عن الطرق التقليدية‪،‬‬
‫باإلضافة إلى التطبيقات الجيدة ومزاولة اليقظة التكنولوجية التي تمثل مجموع النشاطات التي تسمح بمراقبة‬
‫المحيط وجمع المعلومات عن التطورات واالبتكارات التكنولوجيا ونقلها إلى متخذي الق اررات على مستوى‬
‫المؤسسة‪.‬‬
‫وتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت تساعد على تسهيل هذه النشاطات وعلى تحليل ومراقبة المحيط‬
‫الذي تتواجد فيه المؤسسة مع نشر المعلومات والحصول عليها ومعالجتها بغر‪ ،‬اتخاذ أحسن الق اررات‬
‫وهنا تبرز أهميتها في التقليل من مصاعب البحث والتطوير‪ ،‬وفي تحديث وتطوير إدارة األعمال حيث‬
‫تؤدي إلى خلق مجاالت عمل ونشاطات متنوعة‪ ،‬ويمكن مالحظة هذا من خالل ما يلي‪:‬‬
‫تساعد على توفير قوة عمل فعلية داخل التنظيم؛‬ ‫‪‬‬
‫زيادة قنوات االتصال اإلداري بين مختلف اإلدارات؛ وتقليص حجم التنظيمات اإلدارية؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬تحقيق رقابة فعالة في العمليات التشغيلية؛‬
‫‪ ‬توفير الوقت خاصة لإلدارة العليا والتفرغ لواجبات أكثر أهمية؛‬
‫تساعد على جعل االتصال أسرع وأكثر كفاءة وأداء وأقل تكلفة؛‬ ‫‪‬‬
‫توفير المعلومات الدقيقة والحديثة لدعم اتخاذ القرار؛‬ ‫‪‬‬
‫توفير إجراءات مبسطة إلدارة الموارد وبالتالي فعالية أكبر وأفضل؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬زيادة كفاءة استغالل المخزون؛‬

‫‪6‬‬
‫الدور االستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسات االقتصادية‬

‫عقلنة الوظائف الموجودة وتغيير الهيكل التنظيمي للمؤسسة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫وينظر إلى تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت كأي جزء آخر من األعمال كالتسويق واإلنتاج وادارة‬
‫الموارد البشرية‪ ،‬واذا تم إدارة هذه التكنولوجيات بصورة ذكية فإنها تعطي للمؤسسة ميزة تنافسية إستراتيجية‬
‫وفوائد عديدة خاصة في مجال رفع مستوى األداء‪ ،‬دقة البيانات‪ ،‬تقليص اإلجراءات‪ ،‬واالستخدام األمثل‬
‫للطاقات البشرية‪ ،‬ومن ثم تقليص العجز والركود في المؤسسة وخلق الحركية والنشاط خاصة بالنسبة‬
‫للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة‪.‬‬

‫‪ .2‬أثر تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت على المؤسسة االقتصادية‪.‬‬


‫لقد كانت تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت حتى سنة ‪ 2000‬إحدى أهم محركات النمو‬
‫[‪]5‬‬
‫والدراسة التي قام‬ ‫االقتصادي الحالي من خالل خلق القيمة‪ ،‬مناصب الشغل‪ ،‬استثمارات‪ ،‬أرباح اإلنتاجية‬
‫بها )‪ (KERSENTI‬حول أثر أنظمة المعلومات واالتصاالت على اإلنتاجية في ‪ 25‬بلد من ‪ OCDE‬من‬
‫كل التوقعات‪ ،‬وهذا رغم وجود بع‪،‬‬
‫سنة ‪ 1957‬إلى سنة ‪ ،1997‬خلص إلى أن هذا األثر عظيم وفاق ّ‬
‫التأثيرات على تنظيم العمل في المؤسسات مثل مشكل الشعور باالنتماء للمنظمة نتيجة العمل عن بعد أو‬
‫العمل من المنازل‪ ،‬باإلضافة إلى مشكل التجهيزات التكنولوجية المتطورة التي تسمح بالمتابعة الدقيقة‬
‫للمستخدمين في تنقالتهم‪ ،‬حيث يذكر تقرير المنظمة العالمية للعمل أنه هناك مراقبة متزايدة مطبقة على‬
‫أن‬
‫األجراء‪ ،‬مثل كمي ار المراقبة‪ ،‬مراقبة الهواتف‪ ،‬الحواسب على الشبكات‪ ،‬البطاقة الممغنطة‪ ،‬ويذكر التقرير ّ‬
‫هذه الممارسات تمس ‪ %80‬من األجراء في الو‪.‬م‪.‬أ [‪.]6‬‬

‫‪ .1.2‬تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت وخلق القيمة‪.‬‬


‫تأخذ تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت مركز الصدارة في عملية إعادة الهيكلة الحالية‪ ،‬لتحليل‬
‫النتائج التنظيمية واإلستراتيجية الستعمال هذه التكنولوجيا‪ ،‬وقد عر‪ ،‬كل من ‪(SOULIE and ROUX‬‬

‫‪7‬‬
‫الدور االستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسات االقتصادية‬

‫مفهوم سلسلة القيمة عند بورتر‪ ،‬وأضافوا تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت كوظيفة دعم‬ ‫)‪,1992‬‬
‫خامسة‪ ،‬ووفقا لذلك فإن أجهزة الكمبيوتر واالتصاالت تساعد على تغيير جدري في عملية خلق القيمة‪.‬‬

‫الشكل رقم ‪ :01‬سلسلة القيمة والتقنيات المتصلة بالمعلومات‪.‬‬

‫‪Source: SOULIE, D. ROUX, D. (1992), Gestion, P. 406.‬‬


‫لقد تبين من خالل دراسة تحليل القيمة أن تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت لها تأثير على جميع‬
‫األنشطة الرئيسية‪ ،‬ومن المرجح أن تدعم هامش الربح في الشركة وموقعها التنافسي‪ ،‬وبالنسبة ألنشطة‬
‫الدعم تنطبق على تجهيزات اإلعالم اآللي والبنية التحتية للشبكات‪ ،‬وتطوير الموارد البشرية‪ ،‬فتقنيات‬
‫العمل التعاوني تسمح اليوم بالتطور عن بعد بالتعامل مع شركاء جدد‪ ،‬واستراتيجيات تكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصاالت تنظم خدمات اإلمداد والتموين والشراء عبر الخط‪ ،‬أما فيما يتعلق باألنشطة الرئيسية فأنظمة‬
‫التخزين والتسليم تكون مؤتمتة والعملية اإلنتاجية تكون مرنة وعمليات االتصال ونقل األوامر واعداد‬
‫الطلبات يمكن أن تكون عبر األنظمة الشبكية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫الدور االستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسات االقتصادية‬

‫بشكل عام كل أنشطة سلسلة القيمة تضم عنصرين‪ ،‬األجهزة (تحويل المواد‪ ،‬نقل السلع‪ ،‬تنقالت‬
‫األفراد‪...‬الخ)‪ ،‬أما العنصر الثاني معلوماتي ويشمل (تجميع‪ ،‬توزيع‪ ،‬معالجة المعلومة)‪ ،‬ومن المرجح أن‬
‫يكون هذا العنصر بدرجة كبيرة نتيجة زيادة تأثير تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ ،‬كما أن كل منتوج أو‬
‫خدمة نهائية يضم هذين العنصرين (األجهزة والمعلوماتية)‪ ،‬خاصة وأن المنتجات المعلوماتية تعرف تطو ار‬
‫ملحوظا سواء تعلق األمر بالمنتوج أو الخدمة‪ ،‬فالحواسب اآللية تباع بضمانات مع إنشاء قيمة للعمالء‬
‫والزبائن‪ ،‬وتظهر مكاسب تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في العالقة مع الشركاء وتنفيذ االستراتيجيات‬
‫العامة‪.‬‬
‫ففي داخل المؤسسة خلق القيمة يعتمد على التنسيق بين أنشطة تكنولوجيا المعلومات واالتصال‬
‫التي تسمح بتنمية وتقوية قدرات التنسيق الداخلي بين الوظائف‪ ،‬ويمكن أن تكون مصد ار لتحسين المهارات‪،‬‬
‫وهذه الكفاءة في التنسيق يمكن أن تكون كذلك مصدر للميزة التنافسية‪ ،‬أما فيما بين المؤسسات فترتبط‬
‫قيمة الموردين‪ ،‬الشركاء والموزعين‪ ،‬وتساعد تكنولوجيا المعلومات‬ ‫سلسلة قيمة المؤسسة بسلسلة‬
‫واالتصاالت في تعديل سلسلة قيمة المؤسسة نتيجة استخراج بع‪ ،‬األنشطة واالستعانة بأطرف‬
‫خارجية‪ ،‬وبالتالي قد يكون هناك إعادة تكوين سلسلة القيمة[‪.]7‬‬
‫وتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت تعزز مهارات التنسيق بين المؤسسات حيت تسمح بتقوية‬
‫االستراتيجية العامة التي تتبعها المؤسسة‪ ،‬وهكدا فإن المؤسسة التي اختارت استراتيجية الحجم و التكلفة‬
‫المنخفضة تكون م وجهه نحو نظام معلوماتي فعال ألتمتة االنتاج الضخم وتجميع المشتريات والرقابة‬
‫الدقيقة فالمؤسسات تتبع حاليا استراتيجية التمايز لذلك تضع نظام معلوماتي إلضفاء الطابع الشخصي‬
‫وتطوير الموقع على شبكة االنترنت لخدمة صورة العالمة التجارية للمؤسسة‪.‬‬

‫‪ .2.2‬تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت واإلبداع في تنظيم العمل‪.‬‬


‫تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت لها تأثيرات كبيرة على طبيعة عمل المؤسسات‪ ،‬فعلى مستوى‬
‫صنع القرار في إطار الشراء االلكتروني تسمح في بع‪ ،‬الحاالت بمركزية اتخاذ الق اررات المتعلقة باختيار‬

‫‪9‬‬
‫الدور االستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسات االقتصادية‬

‫الموردين‪ ،‬والمركزية الق اررات بالنسبة للطلبات التي أجريت في كل مصلحة أو قسم‪ ،‬وفي الميدان التجاري‬
‫يمكن أن تتضاعف وتزداد قواعد الالمركزية‪ ،‬ومن الواضح جدا أن تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت لها‬
‫تأثير معياري وهي قوية في توجيه المؤسسة ونشر اإلجراءات‪ ،‬أما من حيث المرونة يظهر التأثير هنا من‬
‫ناحيتين‪ ،‬أوال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت تسمح للمؤسسة بالتكيف في الوقت الحقيقي فيما يتعلق‬
‫بتحسين القدرة على االستجابة للمتطلبات األساسية(السرعة في األداء)‪ ،‬أما من الناحية الثانية فتكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصاالت بالنسبة لتطوير اإلجراءات المعنية تشكل أيضا عامل االستقرار والصالبة‪.‬‬
‫وحاليا التأقلم مع أساليب اإلدارة الجديدة يستند في المقام األول على استجابة ومرونة المؤسسة‪،‬‬
‫فالمحيط الذي أوجدته تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت يتطلب العمل الجماعي نتيجة للتغيرات التي‬
‫لوحظت في أسلوب العمل والتنظيم من خالل االعتماد المتزايد على تكنولوجيا المعلومات واالتصال من‬
‫طرف المؤسسات المعاصرة التي وجدت نفسها وجها لوجه أما حتمية التغيير نتيجة لعدة عوامل أهمها ما‬
‫يلي‪:‬‬
‫التحول من ميزة التخصص وتقسيم العمل إلى نمط تنظيمي يقوم على أساس التكامل والتعاون؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬الالمركزية وتعدد مراكز اتخاذ القرار وتقليص المستويات الرأسية؛‬
‫التوسع في توزيع المهام واالختصاصات أفقيا بدال من توزيع السلطة رأسيا؛‬ ‫‪‬‬
‫التحول من التنظيم السلمي إلى التنظيم الشبكي واألفقي؛‬ ‫‪‬‬
‫التحول من نظم الرقابة والضبط إلى نظم الضبط الذاتي؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬اعتماد المؤسسات على وحدات صغيرة تنشط بشكل مرن وتستفيد من التدفق السريع للمعلومات؛‬
‫االتجاه نحو المزيد من االستقاللية للعمالن والسماح لهم بالمشاركة في عملية اتخاذ القرار؛‬ ‫‪‬‬
‫زيادة أهمية المهارات والكفاءات البشرية في مجال المعلوماتية؛‬ ‫‪‬‬
‫مرونة وحركية التنظيم الهيكلي للمؤسسات؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬تزايد االهتمام بالمعطيات الالمادية أكثرمن المعطيات المادية؛‬
‫ظهور التعلم االلكتروني والتكوين الذاتي عن طريق الشبكات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪10‬‬
‫الدور االستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسات االقتصادية‬

‫فلقد غيرت تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت من طبيعة األسواق‪ ،‬وقدمت أشكال جديدة للتسويق‬
‫واإلعالن ونماذج جديدة للعالقات التي تربط العمالء والموردين والرؤساء بالمرؤوسين‪ ،‬حيث أصبح من‬
‫الممكن التنظيم على أساس محلي والعمل على أساس عالمي‪ ،‬فتكنولوجيا االنترنت واألنظمة الشبكية‬
‫سهلت التنسيق والتعاون بين فرق ووحدات العمل المتباعدة جغرافي‪ ،‬وبالتالي فإن تطور العمل عن بعد‬
‫حطم الحدود بين الحياة المهنية والحياة الخاصة فهو يلغي في بع‪ ،‬األحيان الحاجة إلى أماكن في‬
‫المؤسسة بمضاعفة العمال المتحركين المرتبطين بالمؤسسة من خالل حواسبهم النقالة[‪ ،]8‬كما تحول الدعم‬
‫والتموين في المؤسسة تحوال عميقا‪ ،‬وتغير فضاء أنظمة الق اررات وكل شركاء المؤسسة هم في عالقة دائمة‬
‫مع متخذي القرار واألعوان االقتصاديين‪ ،‬من أجل الممارسة والعمل الجماعي[‪.]9‬‬
‫إن اإلبداعات الناجمة عن تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت غيرت الروابط بين الشركاء‪،‬‬
‫فالهواتف الذكية غيرت مثال االتصال الداخلي بين شركات الخطوط الجوية مع زبائنها فهؤالء بإمكانهم‬
‫تسجيل أنفسهم من منازلهم ويتلقون بطاقات الحجز على أجهزتهم النقالة‪ ،‬واذا أخذنا قطاع النقل العمومي‬
‫بفرنسا نجد أن مؤسسات النقل كانت وظيفتها تقتصر على نقل المسافرين والزبائن من النقطة أ مثال إلى‬
‫النقطة ب في ظروف جيدة مع الحرص على أمنهم وسالمتهم‪ ،‬ويبدو أن هذه الرؤية لوظيفة المؤسسة هي‬
‫محضة‪ ،‬لذلك وجهت بع‪ ،‬االنتقادات من طرف األقلية من إطارات المؤسسة الذين كانت لديهم نظرة‬
‫إستراتيجية مبنية على التطور التكنولوجي‪ ،‬وقالوا لدينا مفاتيح المدينة ومن الضروري وجود رؤية إستراتيجية‬
‫واضحة وفقا للدور الذي يمكن أن تلعبه تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في تطوير إستراتيجية الشركة‬
‫في تقديم الخدمة للزبائن[‪ ،]10‬وبذلك أصبح للمؤسسة موقع على شبكة االنترنت يقدم خدماته فيما يتعلق‬
‫بمواقيت الوصول واالنطالق‪ ،‬وبإمكان المسافرين الحصول على تذاكر الحجز والسفر عن طريق هواتفهم‬
‫النقالة‪.‬‬
‫لقد سمحت تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت بتزايد الثروة وتنوع العرو‪ ،‬والخدمات المقدمة‪ ،‬فمن‬
‫خالل موقع إلكتروني بسيط أصبح منتوج المؤسسة مرئيا لكل العالم‪ ،‬وبإمكان الشركاء االقتصاديين‬
‫التواصل مع الزبائن وابالغهم بأهم التغيرات والمعلومات التي يحتاجونها‪ ،‬فالمواقع مثل تويتر وفيسبوك‬

‫‪11‬‬
‫الدور االستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسات االقتصادية‬

‫ويوتيب (‪ ،)TWITER, FACEBOOK, YOUTUB‬متواجدان دائما ويساهمان في تعديل طريقة البحث‬


‫عن المعلومة‪ ،‬وهذا فر‪ ،‬على الشركات والمؤسسات إعادة النظر والتفكير في طريقة العمل وعر‪،‬‬
‫أداة فريدة من نوعها‬ ‫الخدمات والمنتجات‪ ،‬وفي كل الحاالت فإن تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‬
‫للوصول إلى المعلومات ومفيدة في التطبيقات اليومية‪ ،‬ويظهر ذلك من خالل ما يلي[‪:]11‬‬
‫االستفادة من مستوى جيد من المعلومات التشغيلية والمؤسساتية؛‬ ‫‪‬‬
‫سهولة البحث عن المعلومة والسرعة في الوصول إليها؛‬ ‫‪‬‬
‫‪ ‬تطوير بنية االتصاالت؛ والعمل المشترك من خالل الشبكات؛‬
‫تسهيل الربط بين الموظفين المتباعدين جغرافيا؛‬ ‫‪‬‬
‫كسر الحواجز بين األشخاص والخدمات؛‬ ‫‪‬‬
‫إدارة المعلومات ببساطة واالستفادة من تبادل المعارف‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إن تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت هي قناة جديدة لنقل وبث المعلومة كانت لها انعكاسات‬
‫إيجابية على طبيعة عمل المؤسسات فهي تساهم في تسهيل نقل المعلومة‪ ،‬كما أحدثت انقالب كبير في‬
‫العالقات بين الزبائن والموردين‪ ،‬ومنه فإن قرار االستثمار في الوسائل المرتبطة بهذه التكنولوجيا ليس قرار‬
‫كل المهن سواء تعلق األمر بالتسويق‪ ،‬التجار‪ ،‬أو‬
‫تنظيمي رغم أن اإلعالم اآللي واالتصاالت هي في قلب ّ‬
‫اإلنتاجية[‪ ، ]12‬بل أصبح قرار إستراتيجي كبير إذ يجب أن يكون هناك إطالع على الفرص والتهديدات‬
‫وادماج تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في الوقت المناسب‪ ،‬ألنها أعطت فرصة للوصول إلى تخطيط‬
‫الموارد‪.‬‬

‫‪ .3‬شبكات المؤسسة‪.‬‬
‫أدت تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت إلى توسيع النطاق الجغرافي للمنظمة وانشاء المؤسسات‬
‫وغيرت من طبيعة األسواق وقدمت‬
‫االفتراضية‪ ،‬وتقديم شكل جديد للعالقات بين الرؤساء والمرؤوسين ّ‬
‫نماذج جديدة للسيطرة في عالقات العميل‪/‬المورد‪ ،‬وأصبح من الممكن التنظيم على أساس محلي والعمل‬

‫‪12‬‬
‫الدور االستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسات االقتصادية‬

‫على أساس عالمي‪ ،‬فقد سهلت تطبيقات مثل البريد اإللكتروني من قيام تنسيق دقيق بين فرق عمل متناثرة‬
‫جغرافيا‪ ،‬كما أن تطور العمل عن بعد حطم الحدود فهو يلغي في بع‪ ،‬األحيان الحاجة إلى أماكن في‬
‫المؤسسة بمضاعفة العمال المتحركين‪ ،‬فاألنظمة الشبكية أدت إلى حدوث ثورة في أسلوب عمل المؤسسات‬
‫واألفراد والى ظهور تغيرات جذرية في طريقة ممارسة األنشطة كما تحولت المؤسسات الحديثة إلى‬
‫مؤسسات أعمال إلكترونية تستخدم الشبكات على نطاق واسع في األغرا‪ ،‬التجارية أبرزها حصول الزبائن‬
‫على ردود فورية عن استفساراتهم‪.‬‬

‫‪ .3.2‬شبكة االنترنت في خدمة إستراتيجيات المؤسسة‪.‬‬


‫لقد سمحت تكنولوجيا االنترنت للمؤسسات بإيجاد سوق عظيمة افتراضية على المستوى العالمي‬
‫تعمل بصورة مستمر‪ ،‬وهو ما أعطى بعد كبير لممارسة التجارة اإللكترونية‪ ،‬كما مكنت المؤسسات من‬
‫االستفادة من مجموعة واسعة من العمليات بشكل أفضل وأسرع وادارة الموارد بأكثر كفاءة‪ ،‬فاألنظمة‬
‫المعلوماتية التي تدمج خدمات االنترنت استطاعت خلق سالسل للقيمة متزامنة للغاية تسمى ب"شبكات‬
‫القيمة" وهي تشمل مجموعة من المؤسسات المستقلة والمترابطة فيما بينها تستعمل االنترنت لتنسيق سالسل‬
‫[‪]13‬‬
‫‪ ،‬وقد اكتشف المفكر األمريكي ‪(James Martin,‬‬ ‫قيمة كل منها من أجل خدمة استراتيجياتها العامة‬
‫)‪ 2000‬مفهوم « ‪ » Cyberentreprise‬حيث يربط بين التطور التكنولوجي واالقتصاد العالمي وحسبه‬
‫[‪]14‬‬
‫فالمؤسسات التي تستخدم االنترنت تعتبر وليدة التنظيم‬ ‫يعتبر من الضروري خلق تنظيمات جديدة‬
‫الجديد وقد فهمت أن هدفها هو البيع أي تمركز أنظمتها انطالقا من زبائنها‪ ،‬إذ يجب أن تغير مناهجها‬
‫بالنظر إلى اإلمكانيات التي تقدما شبكة االنترنت والتي تسمح بما‬
‫التنظيمية وأن تطور منتجاتها وخدماتها ّ‬
‫يلـي[‪:]15‬‬
‫توسيع نظامها المعلوماتي إلى الشركاء والزبائن بمنحهم مجال اتصال مرتبط بالمؤسسة؛‬ ‫‪‬‬

‫خلق وعر‪ ،‬المعلومة بطريقة بسيطة وسريعة على الصعيد العالمي؛‬ ‫‪‬‬

‫من خالل موزع الويب يمكن للمؤسسة أن تنفتح على العالم وتصبح مرئية إلكترونيا؛‬ ‫‪‬‬

‫‪13‬‬
‫الدور االستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسات االقتصادية‬

‫بساطة استعمال االنترنت وتفاعالتها قد خلقت جدول اتصال مفضل للمؤسسات؛‬ ‫‪‬‬

‫إن األبعاد التجارية والتسويقية هي المحرك األساسي من وراء استخدام شبكة االنترنت كمحور‬
‫استراتيجي للنشاط‪ ،‬وهناك بع‪ ،‬المؤسسات التي تذهب إلعداد الطلبات وتسديد الفواتير عبر شبكة‬
‫االنترنت التي تعمل أيضا على تحسين العالقة مع الزبائن‪ ،‬فاالنترنت وسيلة تفاعلية بين المؤسسات من‬
‫جهة وبينها وبين زبائنها الحاليين والمرتقبين من جهة أخرى‪ ،‬وحتى بين المؤسسات فيما بينها‪ ،‬وقد أدركت‬
‫العديد من الشركات أن مستقبل التسويق والمبيعات يكمن في االنترنت‪ ،‬ولذلك سارعت إلى االستثمار فيها‬
‫بهدف اكتساب الخبرة مبكرا‪ ،‬والمؤسسة التي اختارت هذا المنهج تمتلك إمكانيات حقيقية بالمقارنة مع‬
‫منافسيها الذين لم يقوموا بنفس المسيرة‪ ،‬فالخدمات عبر االنترنت هي وسيلة جيدة في خدمة اإلستراتيجية‬
‫التسويقية للمنظمة ‪ ،‬وهي تسمح بوضع شكل جديد لالتصاالت مع الزبائن واإلجابة على تساؤالتهم‬
‫باستعمال خدمات البريد االلكتروني [‪.]16‬‬

‫الشكل رقم ‪ :02‬البريـد اإللكتروني في مركز إشكاليات المؤسسـة‪.‬‬

‫إلتقـاط‬ ‫إتصـال‬
‫من الفـم إىل األذن‬ ‫‪EMAIL‬‬
‫الصفقـات‬
‫خدمات ما بعد البيع للزبائن‬
‫صرب اآلراء‬

‫‪Source : CLAUDE, P. et autres. (2003), L’e-mail marketing, Maxima,‬‬


‫‪Paris, P. 26.‬‬

‫ومن خالل شبكة االنترنت يمكن للمؤسسات عر‪ ،‬منتجاتها وخدماتها لشريحة واسعة من الزبائن‪،‬‬
‫كما شجعت على خلق أسواق جديدة وشكلت األساس لعدة أعمال‪ ،‬ومعظم المؤسسات الصغيرة تستخدم‬

‫‪14‬‬
‫الدور االستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسات االقتصادية‬

‫الشبكة كقناة اتصال وعالقة مع عمالئها‪ ،‬وبالتالي لم تعد الشبكة تظهر كأداة للتسويق فهي تساعد كذلك‬
‫على التموقع االستراتيجي للمؤسسات‪ ،‬وقد أكد كل من (‪ )MONNOYER et MQDRID, 2007‬أن‬
‫الموقع االلكتروني يظهر كمقدم للموارد التنظيمية واالستراتيجيات‪ ،‬وهناك تطابق بين تكنولوجيا المعلومات‬
‫والخيارات االستراتيجية‪ ،‬واالنترنت أصبحت أداة إستراتيجية بالنسبة للمؤسسات التي هي في مراحل متقدمة‬
‫من االستخدام‪ ،‬ومن الضروري هنا اإلشارة إلى النتائج التي توصل إليها كل من ‪(DANIEL et AL,‬‬
‫)‪ 2002‬و)‪ ،(ALDEBERT, 2008‬وفي تصنيف لدانيال تم تحديد أربعة مجموعات مقابلة ألربع مراحل‬
‫الستخدام تكنولوجيا االنترنت وتشمل هذه المراحل[‪:]17‬‬
‫‪ ‬المؤسسات تطور خدماتها األولية في مجال التجارة االلكترونية؛‬
‫‪ ‬استعمال البريد االلكتروني للتواصل مع العمالء والموردين والموظفين؛‬
‫‪ ‬إقامة مواقع ويب ترتكز على المعلومات وعلى تطوير وسائل التحكم عبر الخط؛‬
‫‪ ‬وضع طلبات الشراء عبر الخط‪ ،‬وتطوير وسائل الدفع عن طريق االنترنت‪.‬‬
‫وهذه المراحل تعتبر كخطوات رئيسية للتموقع الجيد ومنافسة المؤسسات الكبيرة‪ ،‬حيث يكون‬
‫للمؤسسة سلوك استباقي ‪ ،‬وتغيير حتى نظرة المستهلكين عن طريق الموقع على شبكة االنترنت‪ ،‬كما أن‬
‫المرحلة الرابعة واألخيرة تتوافق مع المؤسسات الرائدة في مجال األعمال االلكترونية وحسب تصنيف‬
‫(‪ ،(ALDEBERT, 2008‬فإنها تفر‪ ،‬خصائص محددة للغاية وهي أن المجهودات التجارية ليست فقط‬
‫نشاطات بسيطة للتوزيع‪ ،‬ولكن فرصة لخلق النوعية والقيمة؛ كما أن اإلداريون يهدفون من الناحية‬
‫اإلستراتيجية إلى التمايز والبحث عن االبتكار سواء في المنتجات والخدمات‪ ،‬وأيضا في أنواع العمالء‬
‫والتنظيم الداخلي للمؤسسة‪.‬‬

‫‪ .2.3‬المؤسسة بين االنترانيت واالكسترانيت‪.‬‬


‫االنترانيت عبارة عن شبكة معلوماتية محلية خاصة بمنظمة معينة تستعمل البروتوكاالت التي يبنى‬
‫عليها االنترنت‪ ،‬وتظهر مكتسباتها األساسية في تكاليفها المنخفضة وقدرتها على اإلجابة على المتطلبات‬
‫[‪]18‬‬
‫حيث تسمح بتبادل المعطيات وتقاسم الوثائق والعمل بالتعاون‬ ‫المتعددة والتطبيقات السريعة للمعلومة‬

‫‪15‬‬
‫الدور االستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسات االقتصادية‬

‫على المشاريع والوصول إلى قاعدة البيانات ولوائح القيادة واالجتماعات االفتراضية والبريد االلكتروني‬
‫وبالتالي تشجع الشفافية وسهولة االتصاالت الداخلية والعمل الجماعي‪ ،‬واذا كانت شبكة االنترانيت معدة‬
‫بشكل جيد فإنها تسمح ببناء منظمة ذكية تستطيع اتخاذ ق اررات دقيقة ومناسبة عن طريق استغالل التدفق‬
‫الهائل والسريع للمعلومات في تحقيق إستراتيجياتها وهذا باإلضافة إلى مزايا أخرى نذكر منها[‪:]19‬‬
‫التحكم في المعلومة الغير مهيكلة؛ وتطبيقات العمل الجماعي والتعاوني؛‬ ‫‪‬‬
‫إدارة تتمحور حول مشاريع على حسب أهداف المهن المعرفة؛‬ ‫‪‬‬
‫طرق جديدة في التنظيم تتأقلم مع آفاق المنافسة؛‬ ‫‪‬‬
‫أحسن موزع للزبائن وتعبئة قصوى للكفاءات؛ واستثمار المعارف التي تتعلق بالمدة‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫االقتصاد في الوقت وسرعة إصدار وتنفيذ األوامر والتعليمات‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫اقتصاد التكاليف المختلفة كتكاليف الهاتف والفاكس‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫توفير خدمات لعمال المؤسسة كالبريد االلكتروني‪ ،‬التحاور في الوقت الحقيقي‪...‬إلخ)‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫فلقد أصبحت ش بكة االنترانيت بالنسبة للعديد من المؤسسات العمود الفقري لسير العمل وبدأت‬
‫تستخدم بشكل واسع‪ ،‬وبوصولها أخذ الدليل الشكل االلكتروني ومنذ ذلك الحين أصبح تجديد المعلومات‬
‫ليس بالمشكل بالنسبة إلدارة الموارد البشرية حيث استطاعت هذه األخيرة من خالل التطبيقات االلكترونية‬
‫من تحسين متابعة إجراءات إدارة المستخدمين‪ ،‬وكذا تحقيق بحوث اآلراء الداخلية والتقارير المتعلقة‬
‫باالجتماعات وتوجد هناك تطبيقات أخرى لتقنيات االنترانيت والتي نذكر منها‪:‬‬

‫‪ ‬برامج العمل الجماعي‪:‬‬


‫[‪]20‬‬
‫من خالل تطبيقات العمل الجماعي يحصل األجراء على أرضية تعاون إلكتروني جد مهيكلة‬
‫وهذه األرضية تسمح بمتابعة وتسيير مشروع محدد انطالقا من تنظيم المهمة وتجزئة األدوار وصوال إلى‬
‫المتابعة المنهجية لمراحل تقدم المشروع‪ ،‬ومن أهم الوسائل المساهمة في العمل الجماعي‪ ،‬البريد‬

‫‪16‬‬
‫الدور االستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسات االقتصادية‬

‫[‪]21‬‬
‫والعمل الجماعي يساعد على التنسيق بين‬ ‫االلكتروني‪ ،‬برامج تدفق العمل‪ ،‬الندوات اإللكترونية والمرئية‬
‫المهمة والنظرة‪ ،‬والمحاور اإلستراتيجية الكبرى للمؤسسة‪.‬‬
‫الشكل رقم ‪ :03‬مراحل برنامج العمل الجماعي‪.‬‬

‫القيـام بالتشخـيص‬ ‫بداية املشروع‬


‫وضعه موقع التنفيذ وتقييم‬
‫احلل‬

‫حتضري املشروع‬
‫هناية املشروع‬ ‫تصميم وتطوير احلـلول‬

‫‪Source : MELLISA, S. (2000), Technologies de l’information et‬‬


‫‪management, hermès science publications, Paris, P. 36‬‬

‫‪ ‬برامج تدفقات العمل‪:‬‬


‫تعتبر برامج تدفق العمل من بين التطبيقات المعلوماتية إلدارة تدفق المعلومات‪ ،‬ويرتبط مفهومها‬
‫بمفهوم اإلدارة اإللكترونية للملفات‪ ،‬والتي تُمكن من حفظ وتسهيل حركة الوثائق اإللكترونية‪ ،‬من خالل‬
‫مجموعة من اإلجراءات التقنية التي تسمح بتعريف‪ ،‬إدارة‪ ،‬قيادة‪ ،‬وتنفيذ تدفق المعلومات داخل مجموعة‬
‫العمل‪.‬‬
‫‪ ‬برامج التسيير المندمج‪:‬‬
‫وهي مجموع ة متكاملة من البرامج الموحدة والتطبيقات المعتمدة على قواعد البيانات والتي يمكن أن‬
‫توضع بطريقة منعزلة‪ ،‬أو تكون مرتبطة بعضها ببع‪ ،،‬وتهدف إلى الربط المباشر لكل المعلومات‬

‫‪17‬‬
‫الدور االستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسات االقتصادية‬

‫والوظائف داخل نفس قاعدة البيانات وأتمتة بع‪ ،‬العمليات اليدوية واإلدارية‪ ،‬باإلضافة إلى إمكانية إدخال‬
‫المعلومة مرة واحدة فقط وبثها مباشرة عبر كل مستويات المؤسسة‪.‬‬

‫‪ ‬التسيير االلكتروني للوثائق‪:‬‬


‫يلعب دور هام في تسهيل عملية معالجة الوثائق وتخزينها ونقلها ومنه تقليل التكاليف والمواعيد‪،‬‬
‫[‪]22‬‬
‫وتتمثل األربـاح المباشـرة في انخفا‪،‬‬ ‫وتأتي أرباح التسيير اإللكتـروني من خالل التحكم في األرشيف‬
‫حجم األرشيف‪ ،‬وتكاليف الترتيب والطبع‪ ،‬و‪ %10‬من تكلفة الورق‪ ،‬وثلثي الوثائق الورقية المحفوظة‪ ،‬حيث‬
‫أن ‪ 1‬كلغ من الورق يحفظ في ‪ ،3MT‬أما األربـاح المدمجـة فتشمل انخفا‪ ،‬مدة الحصول على الوثائق‪،‬‬
‫وحسب تقرير المؤتمر العالمي إلدارة المعلومة المعد من طرف ‪ Strategy patners‬فإن أسباب تبني‬
‫التسيير اإللكتروني للوثائق هي ‪ %73‬ألجل تحسين خدمة الزبون‪ %52 ،‬تخفي‪ ،‬التكاليف‪ %48 ،‬تكامل‬
‫فعالة[‪.]23‬‬
‫المقاييس‪ %42 ،‬تخفي‪ ،‬زمن الوضع في السوق‪ %33 ،‬إمكانية بناء اقتصاديات ّ‬

‫‪ ‬مخازن المعطيات‪:‬‬
‫إن تطبيقات )‪ (Data mining‬تدخل ضمن استغالل المعطيات التاريخية وحفظها في‬
‫كما أن تطبيقات )‪ (Data warehouse‬يمكن أن ترتبط بالنشاط اليومي فهي تمد‬ ‫األرشيف‪،‬‬
‫بالتحاليل لكل المعطيات المجمعة حتّى يتمكن المسير من معالجة الطلبيات‪ ،‬وفي هذا اإلطار فإن‬
‫استجواب الملفات الماضية للزبائن تسمح بتجنب مثال أخذ طلبية زبون هو في حالة تأخر عن تسديد‬
‫مستحقات الطلبية السابقة‪ ،‬أو إعطاء قر‪ ،‬شخصي لزبون يدير منظمة هي في حالة إفالس‪.‬‬

‫االنترنيت للمؤسسات قدرات كبيرة في عر‪ ،‬واستثمار المعلومة ومعالجتها جماعيا‬


‫ا‬ ‫لقد أعطت‬
‫غير أن البع‪ ،‬أعاب على استقالليتها وابتعادها عن األطراف الخارجية‪ ،‬ولذلك اتسعت الشبكة وظهر‬
‫فضاء افتراضي مشترك يسمى اإلكسترانيت التي تعد نتاج لتزاوج كال من االنترنت واالنترانيت فهي‬
‫انترنيت مفتوحة على المحيط الخارجي للمؤسسات المتعاونة معها‪ ،‬حيث تسمح لشركاء األعمال‬
‫شبكة ا‬

‫‪18‬‬
‫الدور االستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسات االقتصادية‬

‫بالمرور عبر الجدران النارية التي تمنع ولوج الدخالء والوصول للبيانات (أو على األقل جزء منها)‪ ،‬وقد‬
‫يكون هؤالء شركاء األعمال موردين أو موزعين‪ ،‬أو عمالء‪ ،‬أو مراكز أبحاث‪ ،‬ويسمح اإلكسترانيت في‬
‫المؤسسة بـ ‪:‬‬

‫الخدمة الجيدة للزبائن أو الشركاء‪،‬‬ ‫‪‬‬

‫تحقيق اقتصاديات (بأقل طبع للوثائق على شكل أوراق)؛‬ ‫‪‬‬

‫الحصول على معطيات ديناميكية (مساعدة تقنية‪ ،‬معالجة المشاكل في الوقت المحدد عن بعد)؛‬ ‫‪‬‬

‫اقتراح معلومات فردية دائمة؛ واالتصال بمختلف المتعاملين مع المؤسسة؛‬ ‫‪‬‬

‫‪ ‬تخطيط العمل وادارة المخزونات؛‬


‫السماح لألجراء بالمحافظة على االتصال والعمل مع مؤسساتهم‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫الشكل رقم ‪ : 04‬التنظيم العام لشبكة االنترانيت واالكسترانيت‪.‬‬

‫قواعد املعطيات للمؤسسة‬


‫منتديات أو ساحات‬ ‫مـوردون‬
‫احلوار العمل اجلماعي‬ ‫مـوزع‬ ‫مـوزع‬ ‫بـنـوك‬
‫الشبكة اإلنرتانيت‪ -‬اإلكسرتانيت‬
‫اإلنرتانيت‬ ‫اإلكسترانيت‬ ‫ناقــلني‬
‫اإلجتماعات املرئية‬ ‫مـوزع‬
‫مؤسسات الزبائن‬
‫الربيد اإللكرتوين‪ ،‬العمل‬ ‫الــويب‬
‫برامج ضد التـطفل والدخول الغري‬
‫املسموح‬

‫مواقع االنرتنت‪ ،‬بريد‪ ،‬احلصول على‬


‫االنرتنت‬

‫‪Source : GILLES, B. CHRISTIAN, K. (2000), Economie d’entreprise, édition‬‬

‫‪Dalloz, Paris, P. 120.‬‬

‫‪19‬‬
‫الدور االستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسات االقتصادية‬

‫والواقع أن شبكة االكسترانيت تساهم في زيادة فعالية األعمال من خالل تحسين الجودة‪ ،‬وتوفر‬
‫مرونة عالية لالتصال الفوري مع مختلف الفئات وبأقل تكلفة وتصنف االكسترانيت إلى ما يلي‪:‬‬
‫اكسترانيت التوريد ‪ :‬تربط المستودعات الرئيسية للسلع مع المستودعات الفرعية بهدف إدارة العمل بصورة‬
‫تلقائية وفورية وللمحافظة على مستويات ثابتة من المخزون‪،‬‬
‫اكسترانيت التوزيع‪ :‬تمنح صالحيات للمتعاملين مستندة إلى حجم تعامالتهم وتقدم لهم خدمة الطلب‬
‫اإللكتروني مع التزويد الدائم بقوائم المنتجات الجديدة والمواصفات التقنية‪،‬‬
‫اكسترانيت التنافسية‪ :‬تعزز التنافس في القطاعات االقتصادية كما تمنح للمؤسسات باختالف أنواعها‬
‫فرصا متكافئة في مجال البيع والشراء وهذا بدوره يرفع من مستوى الخدمة‪.‬‬
‫وبمنظور عام فإن الهدف المشترك بين اإلكسترانيت واالنترانيت هو إدارة وتسهيل عملية االتصال‬
‫وسريان المعلومات داخل وخارج المؤسسة لممارسة األنشطة والخدمات بقدر من الكفاءة والمرونة‪ ،‬حيث‬
‫تسمح هذه األنظمة الشبكية بالوصول إلى المعلومات بطريقة أسرع وأكثر كفاءة وأقل تكلفة من األساليب‬
‫التقليدية المعتادة‪ ،‬فالدور الدقيق لشبكة االنترانيت واالكسترانيت في المؤسسة يظهر من خالل تطبيقاتها‬
‫المختلفة التي ال يمكن أن تفهم إلى في إطار واسع لوسائل تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت خاصة‬
‫الشبكات التي وضعت حلول عملية وسريعة إلدارة موارد المؤسسة‪.‬‬
‫الخاتمة‪:‬‬
‫لقد فتحت تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت مجاال واسعا أمام تدفق المعلومات عبر مسارات‬
‫عديدة‪ ،‬وأدخلت أنماط جديدة في التسيير‪ ،‬وسمحت بالقيام بأعمال ومهمات كان من المستحيل الوصول‬
‫إليها خالل السنوات القليلة الماضية‪ ،‬فظهور تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت أعطى إمكانيات هامة في‬
‫تنمية وتحسين الوظائف وتبسيط قنوات االتصال وتسهيل الحصول على المعلومات التي أصبحت تشكل‬
‫ثمينا في منظمات األعمال‪ ،‬فقد مكنت االنترنت العديد من المستعملين من إرسال واستقبال الرسائل‬
‫موردا ً‬
‫ً‬
‫في نفس الوقت مع خلق نوع من التفاعل بين المستخدمين وحتى بين المؤسسات فيما بينها من خالل‬
‫نظاما مفتوح ال يمكنها التطور واالستم اررية بدون متابعة التغيرات‬
‫ً‬ ‫الشبكات‪ ،‬وباعتبار أن المؤسسات كونها‬
‫الطارئة واعطاء أهمية للتطورات الحاصلة بهدف مسايرة وتيرة التغيير المفرو‪ ،،‬فاالعتماد على تكنولوجيا‬

‫‪20‬‬
‫الدور االستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسات االقتصادية‬

‫المعلومات واالتصاالت سمح بإدخال أساليب حديثة في ممارسة الوظائف ال تتطلب ضرورة تواجد العاملين‬
‫في مكان العمل‪ ،‬حيث يتم التواصل عن طريق الشبكات‪ ،‬وبذلك أصبحت تكنولوجيا المعلومات‬
‫واالتصاالت تحتل مكانة هامة في تحريك األنشطة‪ ،‬وهذا ما أعطى دفعة قوية للمؤسسات االقتصادية لتبني‬
‫هذه التكنولوجيا واالستفادة من تطبيقاتها المختلفة‪ ،‬غير أنه ينبغي أن تكون هناك إستراتيجية واضحة فيما‬
‫يتعلق باستعمال تكنولوجيا المعلومات واالتصاالت‪ ،‬ألن هذا االعتماد يجب أن يكون كاستجابة لحاجة‬
‫محددة تعود بالفائدة والفائدة هنا مرتبطة بكيفية االستعمال وما هو منتظر منها‪ ،‬ويجب أن تكون تكنولوجيا‬
‫المعلومات واالتصاالت كوسيلة إستراتيجية وليست غاية‪ ،‬وأن تكون المؤسسات من خالل تنظيمها وثقافتها‬
‫مستعدة ألن تتطور من خالل استحداثها ألساليب عمل جديدة ومسايرتها للتطورات الحاصلة‪.‬‬

‫الهوامش‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫‪. JEAN-PIERRE, H et Autres. (2008), Management stratégique et organisation,‬‬

‫‪Vuibert, Paris, P. 123.‬‬


‫‪2‬‬
‫‪. MODIMOGAL, L. KROEZE, J. (2011), "The role of ICT within small and medium‬‬
‫‪enterprises in gauteng", IBIMA publishing, South Africa, P.05.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪. BRAHM, P. (2003)," Les Tic dans les pays d’Asie en développement ", Revue‬‬
‫‪problèmes économiques, N° 2, 832, PP. 22-23.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪. MICHEL, P. (1999), L’avantage concurrentiel, Dunod, Paris, PP. 223-224.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪. JEAN, B. (2003), Les meilleurs pratiques de management, Éditions d’organisation,‬‬
‫‪Paris, P. 166.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪. FRANK, S. (1996), "Le Monde du travail bousculé", Revue problèmes économique,‬‬
‫‪n° 2, 464-2.465, P. 56.‬‬
‫‪7‬‬
‫‪. JEAN-PIERRE H et Autres, Op. Cit, P. 115.‬‬
‫‪8‬‬
‫‪. GILLES, B. CHRISTIAN, K. ( 2000), Economie d’entreprise, édition Dalloz, Paris,‬‬
‫‪P. 121.‬‬
‫‪9‬‬
‫‪. JEAN-LUC, C. SABINE, S. (2001), Organisation et gestion de l’entreprise, 2eme‬‬
‫‪édition, Dunod, Paris, P. 22.‬‬
‫‪21‬‬
‫الدور االستراتيجي لتكنولوجيا المعلومات واالتصاالت في المؤسسات االقتصادية‬

10
. ALBERT, D. DOUDJA, K. (2008), L’impact des TIC, Transport, Logistique,
Relation de service, Organisation, La documentation francaise, Paris, P. 62.
11
. FRANçOISE, A. (2011), TIC et Organisation du travail, L’harmattan, Paris, P. 19.
12
. JEAN B., Op. Cit, P. 166.
13
. LAUDON, K. LAUDON, J. (2003), Essentials of management information
systems, Prentice-Hall, New Jersey, P. 103.
14
.ANDREE, M. (1998), L’informatique dans l’entreprise, 2 nd ed., Refondue, Paris,
P. 106.
15
.SOLANGE, C .H. (2000), Sécurité Internet stratégie et technologie, (Ed), Dunod,
Paris, P.17.
16
. CLAIRE, B. (2001), Marketing direct sur Internet, 2 nd ed., Vuibert, Paris, P. 21.
17
. FAVRE-BONTE V. TRAN S., L’apport d’internet aux petites d’entreprises, Revue
internationale PME, Volume 26, 2013.
18
.MICHEL, G. (1998), L’intranet, (Ed), Economica, Paris, P. 22.
19
. SOLANGE, C.H., Op. Cit., P. 22.
20
. RODOLPHE, H. et WILLIAM, R. (1998), Intranet information et pouvoir partagés,
(Ed), Liaisons Rueil-Malmaison, P.80.
21
. JEAN-YVES, P. et SIMON, L. (2004), La gestion électronique documentaire, (Ed),
Dunod, PP. 247-248.
22
. JEAN-LOUIS, P. (1999), Systèmes d’information le point de vue des gestionnaires,
(Ed), Economica, Paris, P. 191.
23
. MICHEL, G., Op. Cit., P. 47.

22

You might also like