You are on page 1of 68

‫مقدمة عن اإلشعاع والمادة‬

‫اإلشعاع‪ ‬طاقة تطلق في شكل موجات أو جسيمات صغيرة من مادة ما وله أشكال عديدة مثل‬
‫أشعة الشمس وأشعة‪ ‬الضوء‪ ‬و‪ ‬األشعة السينية‪ ‬وأشعة غاما‪ ‬واإلشعاع) الصادر من‪ ‬المفاعالت‬
‫النووية‪ ‬و‪ ‬الضوء‪ ‬بحد ذاته إشعاع يطلقه‪ ‬اإللكترون‪ ‬المرتبط) في‪ ‬ذرة ‪.‬‬
‫‪ 1-1‬تقسم االشعاعات الى نوعين ‪:‬‬
‫‪1-1-1‬اإلشعاعات المؤينة ‪  :‬‬
‫طِلق ه ذرات معين ة وينتق ل على هيئ ة موج ات‬ ‫اإلش عاع الم ؤين ه و ن وع من الطاق ة تُ ْ‬
‫كهرومغناطيس ية (أش عة غام ا أو األش عة الس ينية) أو على هيئ ة جس يمات (نيترون ات‪ ،‬بيت ا أو‬
‫ألف ا)‪ .‬ويس مى ه ذا التفك ك التلق ائي لل ذرات النش اط اإلش عاعي‪ ،‬وتُعت بر الطاق ة الزائ دة المنبعث ة‬
‫أثناء هذا التفكك شكالً من أشكال اإلشعاع المؤين ‪.‬‬
‫‪1-1-2‬اإلشعاعات غير المؤينة ‪  :‬‬
‫وهي اإلشعاعات التي لها منشأ كهربائي أو مغناطيسي أو ميكانيكي او حراري او ضوئي…‬
‫الخ وتعتبر ه ذه اإلش عاعات اق ل خط را من اش عاعات الن وع االول ومث ال على ذل ك إش عاعات‬
‫الحقل المغناطيسي واألشعة تحت الحمراء ‪.‬‬
‫جمي ع الم واد تت ألف من ذرات‪ ،‬ت تركز ك ل كتل ة ال ذرة تقريب اً في الن واة‪ ،‬ال تي تت ألف من‬
‫بروتون ات ذات ش حنة كهربي ة موجب ة ونيوترون ات متعادل ة الش حنة الكهربائي ة‪ ،‬وت دور ح ول‬
‫الن واة جزيئ ات ذات ش حنة كهربائي ة س البة‪ ،‬تس مى اإللكترون ات ‪ ،‬ولل ذرات ع دد متس او من‬
‫البروتون ات واإللكترون ات وش حنتها الكهربائي ة متعادل ة‪ ،‬ويش كل إجم الي ع دد البروتون ات‬
‫والنيوترونات كتلة الذرة‪ ،‬والتي تسمى عدد الكتلة ‪)1(.‬‬
‫‪ 1-2‬اكتشاف النشاط االشعاعي ‪:‬‬

‫اكتشف ظاهرة النشاط االشعاعي لبعض العناصر مصادفة وكان ذلك عام ‪1896‬م بواسطة‬
‫بيكريل الذي كان يدرس اثر الفلورة (‪ )Fluorescence‬علي االفالم الفوتوغرافية الحساسة‬
‫فقد كان يلف المادة المتفلورة (‪ )Fluorescent‬في ورق أسود ثم يضعها فوق الفيلم الحساس‬
‫في معزل عن الضوء‪ .‬ثم اكتشف ان االفالم الحساسة قد تأثرت ومن ثم عرف بعد ذلك أن‬
‫هذا التأثير ال عالقة له بظاهرة الفلورة أو اشعة ‪ X‬التي اكتشفت عام ‪1895‬م اذ وجد ان‬
‫جميع امالح اليورانيوم تعطي نفس التأثير مع العلم ان بعض منها ال تحدث له فلورة ‪ .‬ومن‬
‫ثم وصل الي نتيجة مفادها ان هناك نوع من االشعاع ينطلق من هذه المواد ويؤثر علي‬
‫االلواح الحساسة ثم اكتشف فيما بعد ان بعض المواد الطبيعية األخرى كالراديوم تحدث تأثيرا‬
‫مماثال ‪.‬ومن ثم اطلق علي هذه المواد (المواد المشعة )واطلق علي الظاهرة نفسها النشاط‬
‫االشعاعي (‪ )Radioactivity‬او الفاعلية االشعاعية‪.‬‬
‫كما أكتشف بيكريل بعد ذلك أن هذا اإلشعاع لع المقدرة على تأين الهواء كما تفعل أشعة‬
‫‪ X‬وبالتالي استخدمت هذه الخاصية للكشف عن اإلشعاع بدالً من طريقة الكشف عنه‬
‫باستخدام األفالم الحساسة ‪)2(.‬‬
‫‪ 1-3‬أنواع اإلشعاع ‪:‬‬
‫بعد أن تأكد انطالق اإلشعاع من بعض المواد أجريت محاوالت للتعرف على أنواع‬
‫األشعة المنطلقة من المادة وتم ذلك بوضع قطعة من مادة مشبعة كالراديوم أو الثوريوم‬
‫في حفرة واقي رصاصي ‪ ،‬حيث يخرج اإلشعاع من فتحة ضيقة ليخترق مجاالً مغناطيسياً‬
‫يتجه خارجاً من صفحة الكتاب نحو القارئ وبتطبيق قاعدة اليد اليسرى نجد أن اإلشعاع‬
‫الخارج من المادة المشعة قد أنقسم إلى ثالثة أقسام رئيسية هي ‪:‬‬
‫‪ -1‬أشعة اتجهت نحو اليمين ( أشعة ‪) α‬‬
‫‪ -2‬أشعة اتجهت نحو اليسار ( أشعة ‪) β‬‬

‫‪ -3‬أشعة لم تنحرف وسارت في خط مستقيم ( أشعة ‪) γ‬‬


‫ويمكننا التحقق بفحص اللوح الفوتو غرافي الحساس نالحظ أن انحراف األشعة‬
‫نحو الشمال أو اليمين يدل على أن هذه األشعة هي عبارة عن جسيمات مشحونة أما‬
‫األشعة التي لم تعاني من انحرافاً فهي إشعاع كهرومغناطيسي ‪.‬‬
‫عند فحص اللوح الفوتوغرافي نجد ان جسيمات ( ‪ )α‬تحدث بقعة سوداء عند نقطة‬
‫معينة على اللوح مما يدل على أنها ذات طاقة محددة ‪ ,‬أما جسيمات ( ‪ ) β‬فتحدثامتداداً من‬
‫النقاط على اللوح مما يدل على انها ذات طاقات مختلفة تبدأ من الصفر إلى قيمة عظمى‬
‫معينة حيث يعتمد مسار الجسيمات المشحونه على كل من شحنتها وكتلتها وطاقتها‬
‫باإلضافه إلى المجال المغناطيسي (‪ )B‬عندما تتحرك شحنة ‪ q‬بسرعة قدرها ‪ v‬في مجال‬
‫مغناطيسي ‪ B‬فإنها سوف تأخذ مساراً دائرياً بنصف قطر قدرة ‪ Rm‬حيث ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪v‬‬
‫(‪)1-1‬‬ ‫‪m‬‬ ‫‪=qvB‬‬
‫‪Rm‬‬
‫حيث ‪ m‬هي كتلة الجسيم ( الشحنة ) الحظ هنا أننا اعتبرنا أن الشحنة تدخل إلى‬
‫المجال بزاوية قدرها ‪ 90°‬درجة معه ومنها ينتج أن ‪:‬‬
‫‪mv‬‬
‫(‪)1-2‬‬ ‫= ‪Rm‬‬
‫‪qB‬‬
‫فإذا أخذنا ‪ B‬بالتسال (‪ )T‬والشحنة ‪ q‬بالكولوم ‪ ))C‬والكتلة ‪ M‬بالكيلو جرام‬
‫والسرعة (‪ )m/s‬فإن ‪ Rm‬تقدر باألمتار كما يمكن إستخدام المجال الكهربي أيضاً‬
‫للتعرف على انواع اإلشعاع المختلفة ‪ ,‬فعندما يدخل اإلشعاع إلى منطقة المجال الكهربي (‬
‫‪ )E‬فإن الجسيمات المشحونة تتجه نحو القطب المخالف لها في الشحنة ومن ثم تتحرك‬
‫أشعة (‪ )α‬نحو اليمين (القطب السالب) بينما جسيمات ‪ β‬المشحونة بالشحنة السالبة تتجه‬
‫نحو اليسار (القطب الموجب) ‪ ،‬نالحظ هنا ان جسيمات ‪ α‬تأخذ مساراً واحداً تقريباً وذلك‬
‫ألنها جسيمات وحيدة الطاقة أما جسيمات ‪ β‬فتأخذ مسارات متصلة تقريباً ‪ ,‬وذلك ألن‬
‫هناك توزيعاً لطاقة هذة الجسيمات حيث تأخذ طاقة مختلفة بدءاً بقيمة صغرى تساوي‬
‫صفر حتى تصل انتهاءاً بطاقة عظمى معينة ‪ ,‬أما إشعاع جاما فيمر دون أن يعاني أي‬
‫إنحراف كما في حالة الحركه في المجال المغناطيسي ‪.‬‬
‫ويمكن تعيين نصف قطر مسار الشحنة في المجال الكهربي (‪ )E‬حيث نجد أن ‪:‬‬
‫‪2‬‬
‫‪v‬‬
‫(‪)1-3‬‬ ‫‪m =qE‬‬
‫‪Rm‬‬
‫حيث‪ R E‬هي نصف قطر المسار‬
‫حيث ‪R E= Rm‬‬

‫ومن ثم فإن ‪:‬‬


‫‪2‬‬
‫‪mv‬‬
‫(‪)1-4‬‬ ‫= ‪Rm‬‬
‫‪qE‬‬
‫فإذا قدرت ‪ q‬بالكولوم و ‪ m‬بالكيلو جرام و ‪( v‬متر‪/‬ثانيه) و ‪( E‬بالنيوتن‪/‬كولوم) أو‬
‫(فولت‪/‬متر) فإن ‪ R E‬تقدر باألمتار بإستخدام المعادلتين (‪)2-1‬و(‪ )4-1‬وبالتالي نجد أن ‪:‬‬
‫‪Rm E‬‬
‫(‪)1-5‬‬ ‫=‬
‫‪RE VB‬‬
‫وإ ذا عرفت قيمة كل من ‪ E,B‬فإن بقياس ‪ Rm‬و‪ R E‬يمكن تحديد ‪ V‬وبالتالي معرفة طاقة‬
‫‪m‬‬
‫الجسيمات اإلشعاعية وأيضاً بمعرفة ‪ V‬وبالتالي معرفة النسبة (( ‪ q‬أي النسبة بين الكتلة‬
‫والشحنة(‪. )2‬وسنتطرق الى انواع لإلشعاع النشط وهي كالتالي ‪:‬‬
‫‪1-3-1‬جسيم الفا ‪ :‬‬
‫ويعد‬
‫لتحول نووي‪ُ ،‬‬
‫جسيم ذو شحنة موجبة‪ ،‬وطاقة عالية تطلقه نواة ذرة مشعة‪ ،‬عندما تخضع ُّ‬
‫طا‬
‫معا ارتبا ً‬
‫جسيم ألفا مطابقًا لنواة ذرة الهيليوم‪ ،‬ويتألف من بروتونين وإ لكترونين يرتبطان ً‬
‫وثيقًا‪ ،‬ويزن ُجسيم ألفا أكثر من جسيم بيتا بـ ‪ 7،000‬مرة‪ ،‬وينتقل جسيم ألفا لمسافة قصيرة‬
‫بسبب كتلته الضخمة‪ ،‬فعلى سبيل المثال ينتقل جسيم ألفا النموذجي إلى مسافة ال تزيد عن‬
‫‪5‬سم في الهواء‪ .‬أثبتت القياسات الدقيقة لطاقة جسيمات ألفا المنبعثة من المصادر المشعة أن‬
‫هذه الطاقة تقع في نطاق ضيق حوالي ‪ , ))MeV 9-4‬ولكل مصدر من هذه المصادر طيف‬
‫خاص به‪.‬‬
‫المدى والطاقة لجسيمات ألفا ‪:‬‬
‫تفقد جسيمات ألفا طاقتها عند مرورها في المادة نتيجة للتصادمات التي تحدث مع ذرات تلك‬
‫المادة ‪ ,‬فجسيمات ألفا ذات الطاقة ‪ MeV 5‬تحث تقريباً ‪ 5×106 /35=1.4 × 105‬تأيناً في‬
‫المادة قبل أن تفقد كل طاقتها ‪ ,‬وقرب نهاية المسار فإن جسيم ألفا قد يكتسب او يفقد إلكتروناً‬
‫واحداً أو إلكترونين ‪ ,‬وتتكرر هذه العملية عدة مرات وفي النهاية يكتسب الجسيم إلكترونين‬
‫بصفة دائمة ويصبح ذرة هيليوم متعادلة ‪.‬‬
‫ويميزه عن غيره ‪ ,‬ويتكون هذا الطيف من عدد قليل من الطاقات المحددة ‪.‬‬
‫‪1-3-2‬جسيمات بيتا ‪:‬‬
‫وهي عبارة عن إلكترونات حيث تطلق بعض النوى المشعة إلكترونات عادية تحمل شحنات‬
‫كهربائي ة س البة‪ ،‬لكن البعض اآلخ ر يطل ق بوزيترون ات وهي إلكترون ات ذات ش حنة موجب ة‪،‬‬
‫وتنتقل جسيمات بيتا بسرعة تقارب سرعة الضوء ويستطيع بعضها أن ينفذ خالل ‪13‬ملم من‬
‫ب‪.‬ج َس ّيم َب ْيت ا إلك ترون يتول د عن ن واة ذرة إش عاعية أثن اء تعرض ها لعملي ة تح ّول ن ووي‪،‬‬
‫الخش ُ‬
‫ومعظم جسيمات بيتا ذات شحنات سالبة تتكون عندما يتحول نيوترون إلى بروتون‪ ،‬وبعضها‬
‫بوزيترون ات موجب ة تنتج عن تح ول ال بروتون‪ ،‬وجس يمات بيت ا بالغ ة الص غر‪ ،‬إذ تع ادل فق ط‬
‫‪ 1/1840‬من جس م ال بروتون‪ .‬وتمكنه ا طاقته ا العالي ة من االنطالق في الج و لمس افات بعي دة‬
‫واختراق المواد الصلبة التي يعادل سمكها عدة مليمترات‪ ،‬ويقيس العلماء طاقة جسيمات بيتا‬
‫بحساب المدى الذي تأخذه في اختراق مواد معينة‪.‬‬
‫وجد بالتجربة أن طيف جسيمات بيتا يتكون من جزئيين ‪ ,‬الجزء األول طيف متصل أو‬
‫مستمر وفيه تتغير طاقة الجسيمات من قيم صغيره حتى قيمه عظمى ‪ ,‬والجزء الثاني عبارة‬
‫عن طيف خطي ناتج عن التحول الداخلي ويكون هذا الطيف متراكباً مع الطيف المستمر ‪.‬‬
‫المدى والطاقة لجسيمات بيتا ‪:‬‬
‫يستخدم األلومنيوم كثيراً المتصاص جسيمات بيتا ‪ ,‬والعالقة بين مدى الجسيمات وطاقتها في‬
‫حالة األلومنيوم تعطى ب‪:‬‬
‫‪¿ E<3 MeV R=0.542E-0.133‬‬ ‫‪0.8 MeV‬‬
‫‪E 0.15 MeV < E< 0.8 MeV R=0.407‬‬
‫‪1.38‬‬

‫‪ 1-3-3‬أشعة جاما ‪ :‬‬


‫تنطلق اشعة جاما نتيجة لحركة الشحنات داخل النواة فعندما تتحرك الشحنة يحدث حولها‬
‫مجاال مغنطيسيا ومن ثم يمكن ان تنشأ موجات كهرومغناطيسية بطاقة معينة تحكمها طبيعا‬
‫وسرعة الشحنة فمثال يمكن ان يتم انتقال البروتون بين القشور النووية مما ينتج عنه اشعاع‬
‫جاما الحظ هنا ان انطالق اشعة جاما ال يصاحبه أي تغيير في العدد الذري أو الوزن الذري‬
‫للعنصر‪.‬‬
‫كهربائيا‪ ،‬وتشبه هذه األشعة السينية‪ ،‬إال أنها تكون في‬
‫ً‬ ‫وهي أشعة غير مشحونة أي متعادلة‬
‫طول موجي أصغر‪ ،‬وهذه األشعة هي فوتونات (جسيمات اإلشعاع‬ ‫الغالب ذات ٍ‬
‫ٍ‬
‫بدرجة أكبر من‬ ‫الكهرومغنطيسي)‪ ،‬وتنتقل بسرعة الضوء حيث تخترق أشعة جاما األجسام‬
‫جسيمات ألفا أو بيتا‪ .‬وألشعة جاما طول موجي أقصر من الطول الموجي لألشعة السينية‪ ،‬كما‬
‫أيضا‪ ،‬تنتج األشعة السينية خالل عدة عمليات مختلفة مرتبطة‬‫أنهما يختلفان في أصلهما ً‬
‫باإللكترونات التي تدور حول نواة الذرة بينما تنبعث أشعة جاما من النواة نفسها‪.‬‬
‫ربما تحمل أشعة جاما ماليين اإللكترون فولت من الطاقة وباستطاعتها اختراق أنواع عديدة‬
‫من المواد‪ ،‬ولكن باستطاعة بعض المواد امتصاص أشعة جاما‪ ،‬على سبيل المثال‪ ،‬تستطيع‬
‫شريحة من الحديد سمكها ‪1،3‬سم امتصاص ‪ %50‬من أشعة جاما ذات مليون إلكترون فولت‪.‬‬
‫وتعادل هذه القدرة االمتصاصية قدرة ‪10‬سم من المياه أو ‪ 0،65‬سم من الرصاص‪.‬‬
‫امتصاص أشعة جاما ‪:‬‬
‫تتغير شدة الشعاع من أشعة جاما تغيراً أسياً مع سمك الوسط الماص وذلك تبعاً للمعادلة ‪:‬‬
‫‪−μx‬‬
‫‪I =I 0 e‬‬

‫حيث ‪ I 0 :‬شدة األشعه الساقطة أي عدد األشعه الساقطه على وحدة المساحات من المادة‬
‫الماصة و ‪ I‬شدة األشعة النافذة ‪ ,‬أي عدد األشعه النافذة من وحدة المساحات و ‪ x‬سمك‬
‫شريحة المادة و ‪ μ‬مقدار ثابت لكل مادة يتوقف على طاقة أشعة جاما الساقطة عليها ويسمى‬
‫بمعامل االمتصاص الخطي للمادة والنسبة المئوية للشدة النافذة إلى الشدة األصلية تساوي‬
‫‪ e− μx ×100‬ومقدار األشعة الممتصه داخل المادة تساوي ‪/‬‬
‫‪− μx‬‬
‫‪I 0−I=I 0 (1−e‬‬ ‫)‬

‫والنسبة المئوية للشدة الممتصة إلى الشدة األصلية تساوي ‪:‬‬


‫‪( 1−e−μx ) × 100‬‬
‫ويشترط لتطبيق معادلة االمتصاص ما يلي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬أن تكون أشعة جاما ذات طاقة واحدة ‪. Monoenergetic beam‬‬

‫ب ‪ -‬أن يكون سمك الوسط الماص صغيراً جداً ‪. thin absorber‬‬


‫ج‪ -‬أن يكون شعاع جاما ضيقاً ومجمعاً ‪. Narrow and collimated beam‬‬
‫وتنطبق) معادلة األمتصاص أيضا ً في حالة أشعة ‪. X‬‬
‫زمن انحالل كم جاما ‪:‬‬

‫بخالف كمات رونتجن وكمات الضوء المرئي تسمى الفوتونات المنبعثه من النوى كمات جاما‬
‫‪ ,‬إن إشعاع كمات جاما هو العملية األساسيه لتحرر النواة من فائض الطاقه ‪ ,‬إذا لم تكن هذه‬
‫الطاقة تتعدى طاقة ربط النيوكلون في النواة ‪ ,‬وال يحدث تكون الفوتون إال تحت تأثير القوى‬
‫الكهرومغناطيسيه ويصاحبه إعادة توزيع الشحنه الكهربيه في النواة (إنتقاالت كهربيه) أو‬
‫العزوم المغناطيسيه ليس فقط الذاتيه النيوكلونيه بل وكذلك المدارية (انتقاالت مغناطيسيه) ‪,‬‬
‫وفي هذه الحاله البد وأن يتغير اتحاه لف (مغزلية) النواه أو مركبته ألن كم جاما يحمل معه‬
‫عزماً ميانيكا ‪ I‬مساوياً الوحدة على األقل ‪ ,‬ويسمى اإلشعاع الذي له ‪ I =1‬إشعاع ثنائي القطب‬
‫ويساوي زمن حياة النواه المشعه لكم ثنائي القطب ‪ 10−14‬ثانيه تقريباً ‪ ,‬أي أن انبعاث كم جاما‬
‫يأتي لحظياً تقريباً إثر تكون الحاله المستثاره للنواه ‪)2 (.‬‬
‫‪ 1-3-4‬شعاع البروتون أو النيوترون ‪:‬‬
‫ق د تك ون طاق ة الن واة كافي ة النطالق بروت ون أو ني وترون منه ا ويعتم د ذل ك على طاق ة الن واة‬
‫وال تركيب الن ووي له ا وطاق ة تراب ط ه ذه النيوكليون ات ب النواة حيث ينطل ق ال بروتون أو‬
‫النيوترون بطاقة معينة وحيث أن هذه الجسيمات لها مقدرة على التأين فإننا رأينا أن نضعها‬
‫ض من اإلش عاع الن ووي باعتب ار أن ذل ك اإلش عاع ذي الطاق ة العالي ة وال تي تمكن ه من إح داث‬
‫أيونات في المادة عند تفاعله معها ‪.‬‬
‫‪ 1-3-5‬شظايا االنشطار ‪:‬‬
‫كم ا يمكن للن واة المث ارة أثن ا محاوالته ا للتخلص من طاقاته ا الزائ دة أن تنش طر إلى ن واتين‬
‫أص غر من الن واة األم فيم ا يع رف بتفاع ل االنش طار الن ووي وهن ا تنقس م الن واة إلى ن واتين‬
‫تتحرك ان بطاق ة معين ة وحيث أن ه ذه األنوي ة هي جس يمات مش حونة فإنه ا تك ون ق ادرة على‬
‫إحداث أيونات في المادة ومن ثم يمكن وضعها ضمن النشاط اإلشعاعي للمادة ‪)2(.‬‬

‫‪ 1-4‬مصادر اإلشعاعات المؤينة ‪:‬‬

‫هناك العديد من مصادر اإلشعاع المختلفة التي يمكن أن يتعرض لها اإلنسان ويمكن إجمال‬
‫هذه المصادر تحت االقسام التالية ‪:‬‬
‫‪ 1-4-1‬إشعاع الوسط المحيط الطبيعي (إشعاع الجوار) ‪:‬‬
‫وهذا يشتمل القسمين الرئيسين التالين ‪-:‬‬
‫‪ -1‬اإلشعاع الخارجي ‪-:‬‬
‫أ‪ -‬اإلشعاع الكوني ‪:‬‬
‫يأتي إلينا هذا اإلشعاع من الفضاء الخارجي من مصادر ال زالت مجهولة نسبياً حتى اآلن‬
‫ويتكون هذا اإلشعاع عموماً من جسيمات مشحونة (غالباً بروتونات) مع وجود حوالي ‪%10‬‬
‫من جسيمات وبعض األنوية الثقيلة األخرى تتحرك بطاقات عالية جداً كما توجد الكترونات‬
‫وبروتونات وجسيمات بنيوترينو حيث تنطلق بعض هذه الجسيمات المشحونة من الشمس‬
‫بطاقة تتراوح بين ‪ 1‬إلى ‪ 200‬م‪.‬أ‪.‬ق بينما تنطلق بعض المركبات األخرى تتفاعل مع المجال‬
‫المغناطيسي الغير منتظم لألرض ومن ثم يعمل هذا المجال على انحرافها بعيداً عن سطح‬
‫األرض‪.‬‬
‫وتتغير كمية اإلشعاع التي تصل إلى األرض بتغير االرتفاع عن سطح األرض ولهذا‬
‫تتعرض الرحالت الجوية الشاهقة االرتفاع إلى نسبة أعلى من اإلشعاع من الطيران العادي‬
‫ويمتص الغالف الجوي بعضاً من البروتونات بينما يقوم البعض اآلخر بتفاعالت مع هذا‬
‫الغالف ينتج عنها العديد من الجسيمات اإلشعاعية‪.‬‬
‫لقد وجد أن معدل الجرعات الناتجة في هذه الحالة بقدر بما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬مركبات ناتجة عن التأيين المباشر تعطي ‪38‬ملير م‪/1‬سنة‬
‫‪ -2‬مركبات ناتجة عن النيوترونات تعطي‪3‬ملير ‪1‬م‪/‬سنة‬

‫ب‪ -‬المواد المشعة الطبيعية ‪:‬‬


‫وهذه تشمل تلك العناصر المشعة الموجودة في الطبيعة وهناك حوالي ‪ 70‬عنصراً‬ ‫‪-1‬‬

‫منها تشمل مناجم اليورانيوم والثوريوم والراديوم‪ .‬كما و ينطلق غاز الرادون المشع‬

‫في مناجم الفحم وغيرها‪ .‬وتعتمد على اإلشعاع هنا على نظام التهوية وتركيب‬

‫األبنية الهندسي وتتوزع هذه المواد في قشرة األرض ومن ثم تشكل هذه مصدر‬

‫‪2‬‬
‫‪65m WI‬‬ ‫‪.( 3) m‬‬ ‫الطاقة الجيولوجية التي تولد فيضاً من الطاقة قدره حوالي‬

‫‪ -2‬اإلشعاع الداخلي ‪-:‬‬


‫ويتمثل هذا اإلشعاع في النظائر المشعة الموجودة في العناصر التي يتكون منها جسم اإلنسان‬
‫كالبوتاسيوم الذي يحوي البوتاسيوم ‪ 40‬المشع والكربون والذي يشمل الكربون ‪ 14‬المشع كما‬
‫يوجد هناك اإلشعاع داخلي ينتج من مواد مشعة يأخذها اإلنسان كجزء من العالج أو‬
‫التشخيص الطبي باستخدام المواد المشعة ال يختلف تأثير المادة داخل الجسم أو خارجه إال من‬
‫خالل االختالف في توزيع الجرعات اإلشعاعية وتنتج هذه االختالفات عن عاملين رئيسيين ‪:‬‬
‫أ) مي ل البعض العناص ر الكيمائي ة إلى التمرك ز في أن واع معين من الخالي ا أو األنس جة‬
‫فمثالً م ا يمي ل البلوتوني وم واالسترانش يوم إلى االس تقرار في العظ ام بينم ا يمي ل الي ود إلى‬
‫االستقرار في الغدة الدرقية‪.‬‬
‫ب) توهين اإلشعاع الخارجي اختالفات األعماق المختلفة في جسم اإلنسان‪.‬‬
‫وعندما تدخل المادة المشعة إلى جسم اإلنسان فإن اإلشعاع الناتج سيحدث أضرارا لألنسجة‬
‫أك بر من تل ك ال تي ينتجه ا اإلش عاع الن اتج من مص در خ ارجي حيث نج د هن ا أن التع رض‬
‫لإلشعاع هو عملية مستمرة يتحكم فيها كمية المادة المشعة التي ترتبط بمعدل تحلل العناصر‬
‫واستخراجي الحيوي‪ .‬كما وأن النسيج المعرض لإلشعاع ال يفصله عن حاجز أو درع‪.‬‬
‫وهذه الحالة ذات أهمية خاص في حالة جسيمات ألفا وجسيمات ‪ B‬المنخفضة الطاقة اللتين ال‬
‫تتمكنان من اختراق الجسم للوصول إلى النسيج الحساس‪ .‬ومن ثم تتمكنان من فقد طاقتهما‬
‫الكلية داخل النسيجة ‪)3(.‬‬
‫‪ 1-4-2‬إشعاع من صنع اإلنسان ‪-:‬‬
‫وينقسم إلى األقسام التالية ‪:‬‬
‫أ‪ -‬اإلشعاعات الطبية ‪:‬‬
‫وتمثل هذه أعلى معدل لإلشعاع الذي يتعرض له اإلنسان ‪ ،‬عن طريق‬
‫االستخدامات الطبية (أشعة ‪ X‬وغيرها) التي تشمل في الطرق اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -1‬التشخيص اإلشعاعي ‪.‬‬
‫‪ -2‬العالج اإلشعاعي ‪.‬‬
‫ب‪ -‬الغبار النووي الناتج عن التفجيرات النووية ‪.‬‬
‫وهذه تمثل المخلفات اإلشعاعي الناتج عن التفجيرات النووية منذ قنبلتي هيروشيما ونجازاكي‬
‫كما وتنتج الكثير من هذه المخلفات نظراً للتجارب النووية التي ال تزال تجربها الكثير من‬
‫الدول لتحسين ترساناتها النووية وتنطلق إلى الغالف الجوي نظائر كثيرة ناتجة عن هذه‬
‫التفجيرات مثل‪:‬‬
‫‪14‬‬ ‫‪137‬‬ ‫‪90‬‬
‫‪ C ، Cs ، Sr‬وغيرها وينتج عن جرعات تتراوح بين ‪ 1-8‬ملير ‪1‬م‪/‬سنه‬

‫ج‪ -‬إشعاعات أخرى تنتج من استعماالت اإلنسان ‪:‬‬


‫يساهم تلوث البيئة باإلشعاع واالستخدامات الطبية لهذا اإلشعاع وكذلك الغبار والنووي‬
‫بحوالي ‪ %99‬من مجموع الجرعات المعرض لها اإلنسان بينما ينتج الباقي عن الصناعات‬
‫النووي واستخدامات الطاقة النووية والساعات المضيئة‪..‬الخ‬
‫ومن ثم يجب أال تزداد الجرعات اإلشعاعية الناتجة عن استخدامات المفاعالت النووية‬
‫للحصول على الطاقة عن أكثر من ‪0.5‬ملير ‪1‬م‪/‬سنة‪ .‬وهكذا نجد أن التعرض لإلشعاع يتم إما‬
‫عن طريق مصدر خارج جسم اإلنسان إما عن طريق‪ .‬التنفس أو البلع أو االمتصاص خالل‬
‫طبقة الجلد‪ ،‬أو تكون قد أدخلت بواسطة الحقنة الطبية أو وسائل العالج‪/‬التشخيص المختلفة‪.‬‬
‫ولسوء الحظ فأنه ال يستطيع اإلنسان أن يحس بهذه المادة المشعة التي دخلت إلى الجسم إال‬
‫في الحاالت المركزة حيث يمكن أن تحدث حروق للجلد ومن ثم يجب استخدام األجهزة لتحيد‬
‫الخطر‪)3(.‬‬
‫فإذا كان مصدر اإلشعاع خارج الجسم فإنه يمكن إنقاص جرعة التعرض بعد طرق منها ‪:‬‬
‫أ) تغليف مصدر اإلشعاع (مفاعل أو معجل وغير ذلك)‪.‬‬

‫ب) تقليل زمن التعرض لإلشعاع ‪.‬‬


‫ج) إبعاد المصدر عن اإلنسان باستخدام أجهزة التحكم عن بعد ‪.‬‬
‫أما الجرعات الداخلية ‪:‬‬
‫أ) النظافة الصارمة ‪.‬‬
‫ب) عدم التعامل المباشر مع المادة المشعة (لمسها أو غير ذلك)‪.‬‬
‫ج) التهويد المضبوطة لمنع احتماالت استنشاق الغازات المشعة أو الغبار ‪ ..‬الخ‬

‫‪ 1-5‬االشعة السينية ‪:‬‬


‫‪ 1-5-1‬اكتشاف األشعة السينية ‪:‬‬
‫يف عام ‪ 1895‬اكتشف عامل أملاين امسه ويليام رونتجن‪ Wilhelm Roentgen‬اشعة أكس بينما كان جيري‬
‫جتربة تسليط شعاع إلكرتوين على أنبوبة تأين غازي‪gas dischargetube .‬‬
‫الحظ العامل رونتجن أن الشاشة الفوسفورية‪ W‬يف املخترببدأت تتوهج عند سقوط شعاع اإللكرتونات عليها‪ .‬هذه‬
‫النتيجة يف حد ذاهتا مل تكن مدهشة حيث كان من املعلوم‪ W‬أن الشاشة الفوسفورية تتوهج بفعل الشعاع‬
‫اإللكرتوين ‪ ،‬ولكن رونتجن أحاط األنبوبة املفرغة بألواح سوداء مسيكة لتتمكن من حجب االشعاع‬
‫الكهرومغناطيسي‪ W‬املنبعث من األنبوبة املفرغة ‪ ،‬كما وضع عدة أجسام بني األنبوبة والشاشة الفوسفورية ‪ ،‬وكانت‬
‫النتيجة أن الشاشة الفوسفورية الزالت تتوهج !‬
‫وحىت يتأكد من أن هناك أشعة جديدة هي اليت اخرتقت تلك األجسام ووصلت للشاشة الفوسفورية قام رونتجن‬
‫بتجربة إضافية وهي أنه وضع يده أمام األنبوبة املفرغة وشاهد على الشاشة الفوسفورية صورة لعظام يده‪.‬‬
‫رونتجن اكتشف أعظم وأهم إجنازطيب يف تاريخ البشرية وهوالتشخيص بإستخدام أشعةاكس اليت تسمح لألطباء‬
‫بتشخيص الكسور يف العظام بدون إجراء عملية جراحية‪ .‬كما تستخدم أشعة اكس للكشف‪ W‬عن األجسام الغريبة‬
‫يف جسم اإلنسان وتطورالتشخيص بأشعة اكس لتمكن األطباء من تصويراألوعية الدموية واألعضاء البيولوجية يف‬
‫جسم االنسان‪.‬‬
‫‪ 1-5-2‬ماهية األشعة السينية ‪:‬‬
‫األشعة السينية هي عبارة عن موجات كهرومغناطيسية تختلف عن موجة الضوء المرئي‬
‫بطول الموجة فقط إذ أن ذبذبة أي أشعة سينية أعلى من ذبذبة الضوء المرئي وبالتالي فإن‬
‫الطاقة التي تحملها أكبر من تلك التي يحملها أي ضوء مرئي وتجدر المالحظة إلى كل ماقيل‬
‫حول ازدواجية طبيعة الضوء (موجية وجسيمية) يبقى صحيحاً في ميدان األشعة السينية ‪.‬‬
‫إن كل قوانين البصريات الهندسية والبصريات الفيزيائية تسري على األشعة السينية مع بعض‬
‫المميزات الخاصة والمتعلقة بتفاعل األشعة السينية مع المادة نظراً لقصر طول الموجة‬
‫وضخامة كمية الطاقة التي يحملها الفوتون السيني نسبياً ‪ ,‬فطول الموجة السينية يوازي تقريباً‬
‫قطر الذرة من ناحية والمسافة بين الذرات المتواجدة في المادة الصلبة من ناحية أخرى‬
‫والطاقة التي تحملها أشعة إكس موازية للطاقة الالزمة إلستخراج إلكترون من الطبقات‬
‫الداخلية في الذرة بينما الطاقة التي يحملها الضوء العادي (الفوتون) توازي الطاقة الالزمة‬
‫لفصل إلكترون من الطبقات الخارجية ‪.‬‬
‫وتجدر المالحظة إلى مسار األشعة السينيه ال ينكسر عملياً عند مروره من مادة إلى أخرى ‪,‬‬
‫كما هو الحال بالنسبة للضوء المرئي ‪ .‬إن طول موجة األشعة السينية أقصر بكثير من طول‬
‫أي أشعة مرئية ‪.‬‬
‫إن التشابة من حيث الطبيعة بين الضوء وبين األشعة السينية والفرق بينهما من حيث طول‬
‫الموجة وإ مكانية استعمال هذة األشعة الجديدة لفحص وإ دراك األجسام الصغيرة ‪.‬‬
‫وتنتج األشعة السينية من إنتقال إلكترون مداري ذي طاقة عالية إلى مدار ذي طاقة (واطئه)‬
‫وبذلك تختلف عن أشعة جاما حيث تنتج من التفاعالت النووية في النواة ‪.‬‬
‫يمكن الحصول على األشعة السينية بواسطة أنبوب توليد األشعة السينية ذلت المعجالت‬
‫الخطية حيث أن استعمال المعجالت تمكننا من الحصول على األشعة السينية بطاقات عالية‬
‫جداً‪.‬‬
‫ويزداد إمتصاص األشعة السينية كأشعة جاما عند مرورها بالمواد الثقيلة مثل الرصاص ‪(.‬‬
‫‪)4‬‬
‫‪ 1-5-3‬خصائص األشعة; السينية ‪:‬‬
‫نستطيع أن نلخص خصائص األشعة السينية بما يلي ‪:‬‬
‫‪ -1‬االشعة السينية تنساب أو تسير بخط مستقيم وبسرعة مساوية لسرعة الضوء ‪.‬‬
‫‪ -2‬ال تتأثر األشعة السينية بوجود) مجال مغناطيسي) أو مجال كهربي وهذا يدل على أنها ال‬
‫تحمل أي شحنة كهربائية ‪.‬‬
‫‪ -3‬تؤثر على أفالم التصوير وتسبب في اسوداد مستحلبات التصوير) الضوئي ‪.‬‬
‫‪ -4‬تسبب فلورة أو فسفرة بعض االجسام ويعتمد على هذة الظاهرة في شاشات التنظير‬
‫االشعاعي والشاشات) الداعمة التي تكون علي تماس مع افالم التصوير) الشعاعي ‪.‬‬
‫‪ -5‬لها تأثير ضوئي) كيماوي) ‪.‬‬
‫‪ -6‬تحدث تغيرات بيولوجية في جسم االنسان ‪.‬‬
‫‪ -7‬تتشابة أشعة جاما واألشعة السينية تماما ً فيما عدا مصدر االنطالق فإذا ان المصدر‬
‫نوى الذرات سميت األشعة بأشعة جاما واما إذا كان مصدرها) خارج نواة الذرات‬
‫سميت باألشعة السينية ‪.‬‬
‫‪ -8‬عندما تخترق األشعة السينية تخانة من النسيج الرخوة كالجسم البشري مثالً يتولد‬
‫إشعاع منتشر يصدر في إتجاهات الفراغ كافة خالفا ً لإلشعاع الرئيس الذي ينشأ حصراً‬
‫عن الصمام ‪.‬‬
‫‪ -9‬تنقسم األشعة السينية إلى نوعبن هما ‪:‬‬
‫أ) أشعة قليلة الطاقه (‪)Soft x-ray‬‬
‫أشعة عالية الطاقة ‪))Hard x-ray‬‬ ‫ب)‬

‫‪ -10‬لها القدرة على التأين وتؤدي إلى تأين الغازات التي تعبرها بإستخدام حجرات التأين ‪.‬‬
‫‪ 1-5-4‬أنواع األشعة السينية ‪:‬‬
‫هناك نوعان من األشعة السينية يمكن الحصول عليها اآلن والتفريق بين هذين النوعين يعود‬
‫بشكل أساسي إلى طريقة الحصول على كل منها ‪.‬‬

‫األشعة السينية البيضاء ‪: ))Soft x-ray‬‬ ‫‪.1‬‬

‫أو الطيف غير المتقطع ‪ ,‬وكلمة بيضاء ال تعني اللون األبيض وإ نما تعني إحتوتء هذا الطيف‬
‫على أشعة سينية مختلفة الذبذبة وطول الموجة ‪.‬‬
‫ويمكن الحصول على األشعة السينية البيضاء بإخضاع أنبوبة األشعة لتوتر منخفض نسبياً ‪.‬‬
‫‪ .2‬األشعة السينية الخاصة (‪: )Hard x-ray‬‬
‫هي وليست أشعة خاصة بكل معدن ومكونة من عدة أضواء كل منها أحادي طول الموجة‬
‫تجتمع في عدة مجموعات وطول موجة كل ضوء منها يتعلق بالعدد الذري للعنصر الذي ولده‬
‫‪.‬‬
‫‪ 1-5-5‬فوائد واستخدامات االشعة السينية ‪:‬‬
‫يستخدم اإلشعاع في مختلف أنواع األنشطة الطبية والتجارية والص""ناعية‪ ،‬ففي التطبيق""ات الطبي""ة‬
‫يتم اس"""تخدام" اإلش"""عاع في التص"""وير وقي"""اس" وظ"""ائف األيض وعالج الس"""رطان‪ ،‬وتتض"""من‬
‫االستخدامات الصناعية التصوير" اإلشعاعي ألغراض فحص اللحام واألنابيب والم""واد" المص "نَّعة‬
‫األخرى ومقاييس الكثافة لمراقبة عمليات التصنيع ومقاييس مس"توى الس"وائل لقي"اس الت"دفق" وفي‬
‫أنظمة التحليل لقياس المكونات‪ ،‬اما التطبيقات التجارية فتشتمل على أجهزة التعقيم لقتل البكتيري""ا‬
‫و ُمسبِّبات األمراض‪ ،‬ومقاييس كثافة الترب"ة إلنش""اء الط"رق الس""ريعة‪ ،‬ومحط""ات الطاق"ة النووي"ة‬
‫لتوليد الطاقة‪.‬‬
‫في المجال الطبي تستخدم في تصوير" العظ""ام وتحدي"د" مواق""ع الكس""ور‪ ،‬ك""ذلك تس""تخدم" في مج""ال‬
‫تحديد المناطق المتسوسة في االسنان وتستخدم ايضا في تحديد االماكن ال""تي تتواج""د فيه""ا الطل""ق‬
‫الن""اري ومواق "ع" االجس""ام الص""لبة مث""ل الش""ظايا‪ ،‬ومن ض""من اس""تخدامات االش""عة الس""ينية في‬
‫المطارات حيث يتم مراقبة حقائب المسافرين بحثا عن االسلحة‪ ،‬كما ويمكن اس""تخدامها في عالج‬
‫بعض انواع االورام السرطانية والقضاء عليها اما الخاليا السليمة فهي تستعيد حيويتها" بع""د ف""ترة‬
‫نقاهة‪.‬‬
‫وفي مج""ال الفن اس""تخدمت للتع""رف على أس""اليب الرس""امين والتمي""يز" بين اللوح""ات الحقيقي""ة‬
‫واللوح""ات المزيف""ة‪ ،‬وذل""ك ألن األل""وان المس""تعملة في اللوح""ات القديم""ة تحت""وي" على كث""ير من‬
‫المركبات المعدنية التي تمتص األشعة السينية‪ ،‬وأما األلوان المستعملة في اللوح""ات الحديث""ة فهي‬
‫مركبات عضوية تمتص األشعة السينية بنسبة أقل‪.‬‬
‫مادة التباين التصوير الفلوروسكوبي‪Contrast Media‬‬
‫‪ ‬عند تعرض المريض لألشعة السينية ال يظهر" أي"ة أث"ار لألوعي"ة الدموي""ة أو لألعض"اء االخ""رى‬
‫مثل الكبد او المعدة أو األمعاء‪ ،‬وإلظهار" أي""ة من تل""ك األعض""اء في ص""ورة أش""عة اكس بغ""رض‬
‫تشخيص مرض ما فإن المريض يحقن بمادة ‪  contrast media‬مثل مادة تباين الباريوم‪ ‬‬
‫تتكون مادة التباين هذه من سائل يمتص أش""عة اكس بكف""اءة أعلى من األنس""جة المحيط""ة ب""ه فعن""د‬
‫حقن المريض بالباريم السائل في الوريد" تصبح األوعية الدموية قادرة على امتصاص أشعة اكس‬
‫مما ينتج عنه ص""ورة لألوعي""ة الدموي""ة على فيلم أش""عة اكس‪ ،‬ويس""مى التص""وير" بحقن الم""ريض‬
‫بم"ادة التب"اين بالفلوروس"كوبي‪ .‬ي ص"ورة أش"عة اكس لجس"مه نقاه"ة‪ .‬كم"ا ويمكن اس"تخدامها في‬
‫عالج بعض انواع االورام" السرطانية والقض"اء عليه"ا ام"ا الخالي"ا الس"ليمة فهي تس"تعيد وض"عها‬
‫الطبيعي بعد فترة من النقاهة ‪.‬‬
‫‪ 1-5-6‬مضار االشعة السينية ‪:‬‬
‫هناك نوعان من اآلثار التي تظهر" على االشخاص الذين تعرضوا" لإلشعاع ‪:‬‬
‫• آثار تظهر على الشخص مباشرة بعد تعرضه لجرعة إشعاعية أعلى من الحد المسموح به‬
‫• آثار تظهر على الشخص بعد فترة من الزمن من تعرضه لإلشعاع في شكل أمراض سرطانية‬
‫تنتمي األشعة السينية إلى (اإلشعاعات المؤينة) أي تسبب في تأين الوسط" الذي تمر فيه من خالل‬
‫احداث تغيرات في الجزيئات والحمض النووي" للخاليا الحية والتعرض لجرعة من االشعاع‬
‫مهما كانت صغيرة يكون فيها احتمال تحول أحد الخاليا الى خاليا سرطانية لذلك يؤخذ هذا‬
‫االحتمال لحدوث السرطان في االعتبار عند استخدام األشعة السينية في التشخيص أو في العالج‪،‬‬
‫ويجب مراعاة عدم تعرض المرأة الحامل لإلشعاع اال في حالة الضرورة القصوى" ‪) 4(.‬‬

‫تفاعل االشعاعات المتبادل مع المادة‬


‫‪2-1‬مقدمة‬
‫يستعرض هذا الباب للتفاعل المتبادل بين اإلشعاعات والمادة والمقصود بكلمة‬
‫اإلشعاعات هنا هو جميع أنواع اإلشعاعات كالجسيمات المشحونة الثقيلة (جسيمات ألفا‬
‫والبروتونات والنيوترونات) والجسيمات المشحونة الخفيفة (كاإللكترونات والبروتونات)‪.‬‬
‫وال يتعرض هذا الباب للتفاعالت النووية التي قد تحدثها اإلشعاعات في المادة ولكنه يقتصر‬
‫على دراسة التأثير المجهري (الماكروسكوبي) المتبادل بين اإلشعاعات في المادة أو اختراقها‬
‫لها ونظراً الختالف هذه التأثير باختالف نوع اإلشعاعات واختالف طاقتها فسوف يدرس‬
‫تأثير كل نوع على حده‪.‬‬

‫‪ 2-2‬التفاعل المتبادل بين الجسيمات المشحونة والمادة‪:‬‬


‫‪ 1- 2-2‬انتقال الطاقة بين الجسيمات للمادة‪:‬‬

‫عند سقوط الجسيمات المشحونة الثقيلة كجسيمات ألفا والبروتونات‬


‫والديوترونات وغيرها على المادة تنتقل طاقة هذه الجسيمات إلى المادة بالتدريج إلى أن‬
‫تتوقف الجسيمات الساقطة ‪.‬ويتم هذا االنتقال أساسا عن طريق التصادمات المرنة مع‬
‫الكترونات ذرات المادة التي من خاللها الجسيمات المشحونة الساقطة واإللكترونات إثارة‬
‫لهذه الذرات (أي انتقال أحد الكترونات الذرة من مداره إلى مدار أخر ذي طاقة أعلى)أو‬
‫تأينها (أي انفصال الكثير من ذرته تماماً) وهكذا يحدث تأين ابتدائي لذرات المادة وهو ذلك‬
‫التأين الناتج عن الجسيمات الثقيلة ذاتها‪ .‬ويمثل هذا التأين االبتدائي حوالي ‪ %30‬من‬
‫إجمالي التأين الناتج عن توقف الجسيم المشحون في المادة‪ .‬وأما بالنسبة الباقية وهي‬
‫حوالي ‪ %70‬من إجمالي التأين فتعرف بالتأين الثانوي وهو ناتج عن الكترونات االبتدائي‬
‫التي تنطلق بسرعات عالية نسيباً‪ ,‬فتؤدي بدورها إلى التأين المادة وتسمي االلكترونات‬
‫الثانوية باسم الكترونات دالتا‪ .‬وهكذا تفقد الجسيمات المشحونة الثقيلة طاقتها بالتدريج مع‬
‫تغلغلها داخل المادة وتقل بالتالي سرعاتها إلى أن تصبح قريبة من سرعة الكترونات المدار‬
‫‪ K‬لذرة الجسيم الساقط‪ ,‬فيحدث عندئذ تبادل بين اإللكترونات المدارية لذرات المادة‬
‫والكترونات التأين الناتجة عن الجسيم الساقط وقد يصل عدد هذه التبادالت إلى ‪ 310‬مرة‬

‫قبل أن يتحول الجسيم الساقط إلى ذرة متعادلة‪.‬‬


‫وهكذا يتكون نتيجة التأين الذرة الواحدة زوج الكتروني‪ -‬أيوني ويمكن قياس العدد‬
‫الكلي ‪ n‬لألزواج االلكترونية‪ -‬االيونية الناتجة عن كل من التأين االبتدائي والثانوي وذلك‬
‫باستخدام الطرق التجريبية المختلفة ومعرفة كل من طاقة الجسيمات المشحونة الساقطة ‪E‬‬
‫وعدد األزواج ‪ n‬فإنه يمكن حساب القيمة المتوسطة ‪ W‬للطاقة الالزمة لتكوين زوج‬
‫الكتروني – أيوني واحد من العالقة التالية‪:‬‬
‫(‪)2-1‬‬
‫__‬
‫‪W=E /n‬‬

‫__‬
‫ولقد وجد أن قيمة ‪ W‬الالزمة لتكوين زوج واحد تعتمد اعتماد واضحاُ على نوع المادة‬
‫لكنها ال تعتمد على طاقة الجسيمات الساقطة أو على طبيعة هذه الجسيمات كما وجدان‬
‫قيمة ‪ W‬تكون صغيرة جدا فهي تساوي ‪ 35‬إلكترون فولت بالنسبة للهواء في الظروف‬
‫المعيارية من الضغط ودرجة الحرارة‪.‬‬
‫وهذا يعني أن الجسيمات الساقطة تتعرض لعدد كبير للغاية من التصادمات قبل أن تتوقف‬
‫وعند فقد هذه الكمية الصغيرة من الطاقة في كل تصادم فإن الجسيمات الساقطة ال تغير‬
‫اتجاه مسارها‪ ,‬وهذا هو السبب في أن أثر (‪ )The track‬الجسيمات المشحونة الثقيلة في‬
‫المادة يكون عبارة عن خط مستقيم كذلك‪ ,‬يالحظ أن طول األثر للجسيمات المشحونة الثقيلة‬
‫يعتمد على طاقة هذه الجسيمات ونوعها ونوع المادة‪ ,‬وبالنسبة للنوع نفسه من الجسيمات‬
‫والمادة تكون أطوال آثار لجسيمات المشحونة الثقيلة واحد تقريباً طالما كانت طاقتها‬
‫واحدة‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن الجسيمات المشحونة الساقطة تتفاعل مع نوى المادة التي تمر‬
‫خاللها‪ .‬إال أن هذا يعتبر مهمة كوسيلة من وسائل فقد الطاقة حيث أن احتمال التصادم مع‬
‫النوى أقل بكثير جداُ من احتمال التصادم مع اإللكترونات‪.‬‬

‫‪ 2-3‬مدى الجسيمات المشحونة الثقيلة‪:‬‬

‫مدى الجسيم المشحون في مادة ما هو عبارة عن طول المسافة المستقيمة التي‬


‫يقطعها الجسيم في اتجاه سقوطه في هذه المادة‪ .‬ولما كان أثر الجسيم الثقيل عبارة عن خط‬
‫مستقيم فإن مدى الجسيم الثقيل هو نفسه عبارة عن أثر هذا الجسيم في المادة‪ .‬وقد ذكر في‬
‫البند السابق أن طول األثر للجسيمات المعينة يكون واحدا تقريبا طالما كانت طاقتها‬
‫االبتدائية واحدة‪ .‬ولكن يجب مالحظة أن تصادم الجسيم الساقط مع االلكترونات عملية‬
‫إحصائية بحته‪ .‬فقد تختلف المسافة بين التصادمات وبالتالي يختلف طول األمتار اختالفا‬
‫طفيفا‪ ,‬مما يؤدي إلى حدوث اختالف طفيف في المدى كجسيمات من النوع نفسه وذوي‬
‫الطاقة الواحدة‪ .‬ويعرف هذا االختالف أو التراوح في مدى الجسيمات ذات الطاقة الواحدة‬
‫بالتبعثر في المدى (‪.)stragg ling‬وعند قياس مدى الجسيمات ألفا في الهواء (وذلك‬
‫بقياس عدد جسيمات ألفا التي تسجل عند مسافات مختلفة من مصدر هذه الجسيمات‪،‬‬
‫شريطة أن تكون جسيمات ألفا الخارجية من المصدر في شكل حزمة ضيقة ومتوازية)‬
‫تكون الصور كالمبينة في الشكل (‪ )1-3‬بالمنحني (أ) وبتفاضل هذا المنحني ينتج منحني‬
‫جديد (ب) يعرف باسم المنحني التفاضلي للتبعثر وهو يوضح طبيعة التبعثر في المدى‬
‫ويسمى المقدار ‪ R‬المبين بالشكل بالمدى المتوسط(‪ )mean range‬ويعتبر نصف‬
‫للمنحني (ب) والذي يقاس عند (‪)e=1/2.71/1‬من أقص ارتفاع لهذا‬ ‫العرض ‪ΔR‬‬
‫كان التبعثر في المدى كبير أو‬ ‫المنحني وسيطاً مهما لقياس قيمة التبعثر فكلما زاد ‪ΔR‬‬
‫العكس صحيح‪ ،‬ولقياس مدى الجسيمات الثقيلة في الغازات واألجسام الصلبة فإنه يفضل‬
‫تثبيت كل من المصدر والكاشف على مسافة مناسبة في حيز مفرغ من الهواء الجوي ثم‬
‫يتم إدخال الغاز المعين بضغوط مختلفة‪ ،‬ويحسب عدد الجسيمات التي تسجل في الكاشف‬
‫عند كل ضغط ويزداد الضغط حتى يتوقف الكاشف عن تسجيل الجسيمات‬

‫وترسم العالقة بين معدل العد وضغط الغاز فنحصل على منحنى مشابها للمنحنى (أ) ثم‬
‫يتحول الضغوط المختلفة عند مسافة ثابتة إلى مسافات مختلفة عند ضغط ثابت مساو‬
‫للظروف الطبيعية‪ ,‬فنحصل على عالقة بين معدل العد ‪ N‬والمسافة‪ R‬كالمبينة بالشكل‬
‫(‪ )1-3‬والسبب في إتباع ذلك األسلوب هو المحافظة على قيمة زاوية رؤية الكاشف‬
‫للمصدر ثابتة‪.‬‬
‫أما بالنسبة للمواد الصلبة فيقاس المدى بعد تثبيت كل من المصدر والكاشف في حيز مفرغ‬
‫ثم يوضح سمك صغير من المادة أوالً ويزاد السمك بالتدريج إلى أن يتوقف الكاشف تماما‬
‫عن العد ثم ترسم العالقة بين معدل العد والسمك المقابل للمادة‪)5( .‬‬

‫‪ 2-4‬التفاعل المتبادل بين اإللكترونات والمادة‪:‬‬


‫‪2-5‬انتقال الطاقة من اإللكترونات للمادة‪:‬‬

‫عندما تكون طاقة اإللكترونات الساقطة (أقل من ‪ 2/1‬ميغا إلكترون فولت) أي‬
‫تفقد هذه اإللكترونات طاقاتها عن طريق إثارة اإللكترونات المدارية لذرات المادة أو تأين‬
‫هذه الذرات بنفس أسلوب انتقال الطاقة من الجسيم الثقيل إلى المادة‪ ،‬وتبلغ نسبة التأين‬
‫االبتدائي في حالة اإللكترونات هو حوالي ‪ %20‬والباقي ناتج عن التأين الثانوي‪ .‬ونظراً ألن‬
‫كتلة اإللكترون صغيرة للغاية بالنسبة لكتلة الجسيم الثقيل تكون سرعة اإللكترونات كبيرة‬
‫للغاية بالمقارنة بسرعة الجسيم الثقيل الذي يكون له نفس الطاقة‪ .‬وهذا يعني أن زمن بقاء‬
‫اإللكترون بالقرب من ذرات المادة يكون صغيراً للغاية‪ ،‬مما يؤدي إلى انخفاض التأين‬
‫النوعي ‪ .S‬فإذا كان التأين النوعي لجسيمات ألفا يبلغ عدة آالف في بداية األثر ويضاعف‬
‫عند نهايته‪ ،‬فيالحظ أن التأين النوعي لإللكترونات ال يتعدي ‪ 10‬في بداية األثر ويصل إلى‬
‫حوالي المائة عن نهايته‪.‬‬
‫وطبقا لقوانين بقاء الطاقة والزخم(حفظ الطاقة والزخم) فإنه عند تصادم الجسيم‬
‫الثقيل مع إلكترون المادة تنتقل نسبة ضئيلة جداً من طاقة الجسيم إلى اإللكترون ال تتجاوز‬
‫‪ 4m/m‬حيث ‪ m‬كتلة الجسيم الثقيل‪.‬أما عند تصادم اإللكترون الساقط مع إلكترون المادة‬
‫فيمكن أن تصل قيمة الطاقة المنتقلة من اإللكترون الساقط إلى إلكترون المادة نصف طاقة‬
‫اإللكترون الساقط في التصادم الواحد‪ .‬أي أنه في حالة اإللكترونات هناك احتمال االنتقال‬
‫كمية كبيرة من طاقة اإللكترون الساقط في التصادم الواحد إلى احد االلكترونات المدارية‪.‬‬
‫ويؤدي هذا إلى زيادة التبعثر في حالة االلكترونات‪ ،‬بحيث يكون‪ ،‬عادة‪ ،‬أكبر بكثير من‬
‫التبعثر في حالة الجسيمات الثقيلة وباإلضافة إلى ذلك فإنه نظرا لصغر كتلة اإللكترون فإن‬
‫التصادمات بين اإللكترون الساقط والكترونات ونوى المادة قد تؤدي إلى انكسار مسار‬
‫اإللكترون الساقط‪ .‬لذا يكون آثر اإللكترون الساقط في المادة عادة عبارة عن خط منكسر‪.‬‬
‫وعند زيادة طاقة االلكترونات الساقطة فإنه باإلضافة إلى فقد الطاقة عن طريق‬
‫التصادمات الالمرنة(إثارة وتأين ذرات المادة) يمكن أن تفقد اإللكترونات الساقطة طاقتها في‬
‫صورة إشعاعات تعرف باسم إشعاعات األنكباح (‪)bresmss trahlung radiation‬‬
‫وتقوم العملية األخيرة (أي فقد الطاقة باإلشعاع)بالدور األساسي في فقد طاقة االلكترونات‬
‫الساقطة كلما زادت طاقة هذه االلكترونات‪ .‬وتفقد البوزيترونات طاقتها باألسلوب نفسه‪ ،‬إال‬
‫أنه يوجد فرق جوهري بين البوزيترونات وااللكترونات عند نهاية األثر فبعد أن يفقد‬
‫البوزيترونات طاقته عند نهاية األثر فإنه عند اصطدامه بإلكترون بفتيان معا (اإللكترون‬
‫والبوز يترون) مكونين بذلك فوتونين من فوتونات جاما‪ ،‬وهي الظاهرة المعروفة بتالشي‬
‫المادة والمادة المضادة عند تالقيهما (‪. )annihilation‬‬

‫‪ 2-6‬فقد الطاقة بالتصادمات غير المرنة‪:‬‬

‫ال تختلف نظريات انتقال الطاقة في حالة االلكترونات عن طريق التصادمات‬


‫غير المرنة (اإلثارة والتأين)عن مثيالتها بالنسبة للجسيمات المشحونة الثقيلة ويمكن الحصول‬

‫)‬ ‫على القيمة النظرية لقدرة اإليقاف لاللكترونات عندما تكون طاقتها صغيرة( ¿ ¿ ‪E‬‬
‫بالمقارنة بطاقة السكون لها وذلك من العالقة التالية‪:‬‬

‫) (‬
‫‪−‬‬
‫‪dE‬‬
‫=‬
‫‪4 πe4‬‬
‫‪dX m v 2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪ZN [ 1n‬‬
‫‪m0 v 2‬‬
‫‪2I‬‬ ‫) (‬
‫] ‪+ 0. 15‬‬
‫(‪)2-2‬‬
‫‪2‬‬
‫أما إذا كانت طاقة اإللكترونات كبيرة ¿ ‪ E ¿m0 C‬تكون القيمة النظرية لقدرة اإليقاف هي‪:‬‬

‫) (‬
‫‪−‬‬
‫‪dE‬‬
‫=‬
‫‪2 πe 4‬‬
‫‪dX m c2‬‬
‫‪0‬‬
‫‪ZN [1 n‬‬
‫‪m0 c 2‬‬
‫‪2I‬‬ ‫) (‬
‫] ‪+ 0 .15‬‬
‫(‪)3-2‬‬

‫‪2-7‬فقد الطاقة باإلشعاع‪:‬‬

‫طبقا لقوانين الكهرو ديناميكا‪ ،‬فإنه عند تعجيل (تسريع) جسيم مشحون فإن هذا‬
‫الجسيم يصدر إشعاعات كهرومغناطسية تتناسب شدتها مع مربع العجلة(التسارع)‪ .‬وعند‬
‫مرور الكترون بالقرب من نواة شحنتها ‪ Z‬فإن مساره ينحرف وهذا االنحراف هو بمثابة‬
‫التعجيل‪ .‬وينتج عن هذا التعجيل إشعاعات كهرومغناطيسية تعرف باسم إشعاعات االنكباح‬
‫تؤدي إلى فقد الكترون لجزء من طاقته‪ .‬وال يحدث هذا الفقد للطاقة على نواة الذرة فحسب‪،‬‬
‫وإ نما يحدث كذلك على االلكترونات المدارية للذرة‪.‬‬
‫وطيف إشعاعات االنكباح طيف مستمر‪ ،‬وهي تصاحب تفكك بيتا كما تصدر عن جميع أنابيب‬
‫األشعة السينية عند فقد االلكترونات لطاقتها على مادة المصعد (األنود)‪ .‬ولحساب الطاقة التي‬
‫يفقدها إلكترون في شكل إشعاع انكباح على وحدة الطول من المسار داخل المادة ستخدم‬
‫العالقة التالية‪:‬‬

‫(‪)2-4‬‬
‫‪4‬‬

‫) (‬
‫‪−‬‬
‫‪dE‬‬
‫‪dx‬‬ ‫‪rad‬‬
‫⌈=‬
‫‪4 ZX ( Z+ 1)e NE‬‬
‫‪2‬‬
‫‪137 m 0 c 2‬‬
‫] ‪⌉ [ Ln(183 Z −1 /2 )+0 . 125‬‬
‫وهذه العالقة التي تمثل قدرة اإليقاف عن طريق اإلشعاع صالحة مادامت طاقة اإللكترونات‬
‫‪2‬‬
‫كبيرة أي ( ‪ .) E >> m0 c‬أما اذا كانت طاقة اإللكترونات صغيرة فإنه يمكن إهمال فقد الطاقة‬
‫عن طريق اإلشعاع وهكذا فإن قدرة اإليقاف الكلية بالنسبة لإللكترونات هي‪-:‬‬
‫(‪)2-5‬‬

‫(‬ ‫‪−‬‬
‫‪dE‬‬
‫‪dx‬‬ ‫( )‬
‫‪tat‬‬
‫‪= −‬‬
‫‪dE‬‬
‫‪dX‬‬ ‫( )‬
‫‪inel‬‬
‫‪+ −‬‬
‫‪dE‬‬
‫‪dX‬‬ ‫)‬‫‪rad‬‬

‫ويوضح شكل (‪ )2-3‬كيفية تغير قدرة اإليقاف عن طريق التصادمات غير المرنة‬
‫وكذلك القدرة الكلية‬ ‫‪ (−dE/dX )inel‬وعن طريق اإلشعاع‬

‫كدالة من طاقة اإللكترونات الساقطة‪.‬‬


‫حيث يمثل المحور األفقي نسبة طاقة اإللكترونات الساقطة ‪ E‬إلى طاقة‬
‫السكون لإللكترون ‪ M0C2‬ويتمثل المنحنى (‪ )a‬قدرة اإليقاف بالتصادمات غير المرنة‬
‫لمنحنى (‪ )b‬قدرة اإليقاف باإلشعاع أما منحنى (‪ )c‬المستمر فيمثل القدرة الكلية لإليقاف‪)5(.‬‬
‫‪2-8‬التفاعل المتبادل بين إشعاعات جاما إلى المادة‪:‬‬
‫‪ 2-8-1‬انتقال الطاقة من إشعاعات جاما الى المادة‪:‬‬
‫تختلف أساليب انتقال الطاقة من أشعاعات جاما الى المادة اختالفا جوهريا عن تلك‬
‫االساليب التي تنتقل بها الجسيمات المشحونة الى المادة‪ .‬فعندما يسقط فوتون جاما على المادة‬
‫فانه يمكن أن يفقد طاقته ويمنحها للمادة عن طريق أحدى العمليات الثالثة الرئيسية التالية‪:‬‬
‫أ‪ -‬التأثير الكهروضوئي‪:‬‬
‫خالله يفقد فوتون جاما بالكامل ويمنحها ألحد االلكترونات شديدة األرتباط‬
‫بنواه ذرة من ذرات الماده أي ألحد الكترونات القشيرات ( المدارات) الداخليه للذرة وبالتالي‬
‫يفني هذا الفوتون‪.‬‬
‫ب‪ -‬تأثير كومبتون‪:‬‬
‫خالله يفقد فوتون جاما جزءا من طاقته ويمنحها ألحد االلكترونات الحرة أو‬
‫ضعيفه االرتباط بالذرة (أي ألحد الكترونات المدارات الخارجية للذرة) وبالتالي ينحرف هذا‬
‫الفوتون عن مساره ‪.‬‬
‫ج‪ -‬أنتاج األزواج‪:‬‬

‫يمكن أن يحدث عندما يقترب الفوتون اقترابا كبيرا من نواة الذرة ويتفاعل مع‬
‫المجال الكهربي الشديد لها ‪.‬وخالل هذا التفاعل يفقد فوتون جاما طاقته بالكامل منتجا زوجا‬
‫إلكترونيا _ بوزيترونيا ‪ ،‬وبالتالي يفنى هذا الفوتون واليمكن أن يحدث هذا النوع من التفاعل‬
‫مع المجال الكهربائي لنواه الذره اال أذا كانت طاقه الفوتون أعلى من ‪1.022‬الكترون‬
‫فولت ‪،‬وهي الطاقه الالزمة ألنتاج كتلتي السكون لكل من اإللكترون والبوز وترون‪.‬‬
‫وينبغي التأكيد على أن العمليتين األولى والثانية يمكن ان تحدثان عند جميع طاقات‬
‫األشعاعات الكهرومغناطيسية بما في ذلك األشعة السينيه (‪ )x-ray‬واشعاعات االنكباح ‪ .‬أما‬
‫العملية الثالثه فال يمكن أن تحدث أال اذا تجاوزت طاقة االشعة الكهرومغناطيسيه الطاقه‬
‫المحددة أعاله وباالضافة الى ذلك هناك عدة عمليات نووية أخرى للتفاعل بين أشعاعات جاما‬
‫واالشعه السينية في المادة ‪.‬‬
‫‪ 2-9‬توهين إشعاعات جاما في المادة‪:‬‬

‫عند سقوط حزمة متوازية من إشعاعات جاما واألشعة السينية على المادة الممتصة‬
‫يخرج الفوتون الذي يتفاعل مع أحد ذرات المادة ‪ -‬بأي من العمليات الثالث ‪ -‬من الحزمة‬
‫وذلك بسبب امتصاص طاقته بالكامل وفنائه (خالل عمليتي التأثير الكهروضوئي أو إنتاج‬
‫األزواج)‪ ،‬أو بسبب تشتته أو انحرافه عن مساره (تأثير كومبتون)‪ .‬بذلك يكون عدد الفوتونات‬
‫مع سميك المادة‬
‫‪N0‬‬ ‫‪ dN‬التي تخرج من الحزمة متناسبا طرديا مع عدد الفوتونات الساقطة‬
‫الموهنة (الممتصة) ‪ dx‬أي أن‬

‫‪dN=−μ N0dx‬‬ ‫‪))2-6‬‬

‫هو ثابت التناسب ويعرف باسم معامل التوهين الخطي و هو يختلف قليالً عن‬ ‫‪μ‬‬ ‫حيث‪:‬‬
‫معامل االمتصاص الخطي‪ .‬أما اإلشارة السالبة فتعني تناقص عدد الفوتونات التي تخترق‬
‫المادة كلما زادت مسافة التغلغل في المادة (أي زيادة عدد الفوتونات الخارجة من الحزمة كلما‬
‫زاد سمك المادة الممتصة)‪ .‬وعموما جرى العرف على استخدام شدة اإلشعاعات ‪ I‬بدال من‬
‫عدد الفوتونات ‪ N‬لذلك يفضل كتابة المعادلة ‪ )2-)6‬في الشكل التالي‪:‬‬

‫‪dI=−μI 0 dx‬‬ ‫(‪)7-2‬‬


‫عند تكامل طرفي المعادلة (‪ )3-7‬نحصل على العالقة المعروفة التالية ‪:‬‬

‫‪I=−I 0 e−μX‬‬ ‫(‪)8-2‬‬

‫هي شدة اإلشعاعات الساقطة على المادة‪ I ،‬هي شدة اإلشعاعات التي‬
‫‪I0‬‬ ‫حيث‪:‬‬
‫اخترقت المادة مقداره ‪ X‬وال تشمل أية إشعاعات ثانوية قد تنتج بسبب التفاعل داخل هذا‬

‫على طاقة إشعاعات جاما‬ ‫‪μ‬‬ ‫السمك‪ .‬وكما سيتضح فيما بعد يعتمد معامل التوهين الخطي‬
‫وعلى نوع المادة‪ .‬لذلك‪ ،‬فإنه عندما تحتوي حزمة إشعاعات جاما على خليط من طاقات‬
‫مختلفة فإنه يمكن حساب شدة اإلشعاعات المخترقة لكل طاقة على حدة باستخدام العالقة (‪-8‬‬
‫‪ )2‬وبذلك تصبح الشدة‪ .‬الكلية بعد االختراق هي ‪:‬‬

‫‪It=∑ I oi e‬‬
‫‪−μ i ( E ) x‬‬

‫‪i‬‬ ‫(‪)2-9‬‬
‫ويرتبط معامل التوهين الخطي ‪ μ‬بعدد الذرات ‪ n‬الموجودة في ‪1‬سم‪ 3‬من المادة‬
‫لتفاعل الفوتونات مع المادة‪.‬‬ ‫‪σ‬‬ ‫الممتصة بالمقطع العرضي الكلي (‪)E‬‬
‫فمعدل التوهين بالنسبة للتفاعل (أي التوهين في ‪ 1‬سم من المادة) يتناسب مع شدة الفوتونات‬
‫الساقطة ‪ I 0‬ومع كل من عدد الذرات في وحدة الحجم (سم) ‪ ،n‬والمقطع العرضي الكلي ‪σ‬‬
‫أي أن‬

‫‪−dI /dx=nσ (E ) I 0‬‬ ‫(‪) 10-2‬‬


‫وبمقارنة هذه العالقة األخيرة بالعالقة (‪ )2-7‬يتضح‬
‫) ‪μ( E )=nσ ( E‬‬ ‫(‪)11-2‬‬

‫و عبارة عن حاصل ضرب عدد الذرات في ‪1‬سم‪ 3‬من‬ ‫‪μ‬‬ ‫أي أن معامل التوهين الخطي‬
‫عند الطاقة المعينة ‪E.‬‬ ‫‪σ‬‬ ‫المادة في المقطع العرضي الكلي (‪)E‬‬
‫التفاعل ما بأنه احتمال حدوث هذا‬ ‫‪σ‬‬ ‫وقد سبق تعريف المقطع العرضي (‪)E‬‬
‫التفاعل اذا سقط جسيم واحد على ذرة واحدة موجودة في مقطع مساحته ‪ 1‬سم‪.2‬‬
‫ولما كانت إشعاعات جاما تتفاعل مع المادة عن طريق العمليات الثالثة المذكورة فإن تعريف‬
‫المقطع العرضي الكلي لها هو عبارة من مجموع المقاطع العرضية لكل نوع على حدة’ أي‬
‫أن‬
‫)‪σ ( E )=σ ph( E )+σc ( E)+σp( E‬‬ ‫(‪) 12-2‬‬
‫حيث ‪ ، σp( E ) ، σc ( E) ، σ ph( E) :‬هي المقاطع العرضية للتأثير الكهروضوئي‬
‫‪μ‬‬ ‫وتأثير كومبتون وإ نتاج األزواج بالترتيب لذا‪ ،‬فإنه يمكن كتابة معامل التوهين الخطي‬
‫كالتالي‪:‬‬
‫} ) ‪μ( E )=n { σ ph( E)+σc( E )+σp ( E‬‬
‫أي أن‬
‫‪μ( E )=μ ph+ηc+μp‬‬

‫لمادة معينة عند طاقة معينة ‪ E‬هو عبارة‬ ‫‪μ‬‬ ‫أي أن معامل لتوهين الخطي‬

‫‪ ،‬وتأثير‬ ‫‪μ ph‬‬ ‫عن مجموع معامالت التوهين الجزئية لكل من التأثير الكهروضوئي‬

‫عند هذه الطاقة وكثير ما يستخدم معامالت توهين‬ ‫‪μp‬‬ ‫وإ نتاج األزواج‬ ‫‪μe‬‬ ‫كومبتون‬
‫أخرى تعرف باسم معامل التوهين الكتلي أو معامل التوهين الذري‪)5 (.‬‬
‫وترتبط هذه المعامالت األخيرة بمعامل التوهين الخطي بالعالقات التالية‪:‬‬

‫) ‪μ mass=μ /p (cm2/gm‬‬ ‫(‪) 13-2‬‬

‫)‪μ atom =( μ /p).( A/Na‬‬ ‫(‪)14-2‬‬

‫‪2-10‬التشتت النووي التجاوبي وأثر موسباور ‪:‬‬

‫باإلضافة إلى األساليب الرئيسة السابقة يمكن أن تحدث عدة أنواع أخرى من‬
‫التفاعالت المتبادلة بين إشعاعات جاما وبين المادة‪ ،‬تفقد عن طريقها هذه اإلشعاعات طاقتها‬
‫ومن أمثلة هذه التفاعالت ما يعرف باسم التفاعل النووي بالفوتونات حيث تمتص النواة‬
‫الفوتون الساقط وينتج عن هذا االمتصاص خروج جسيم من النواة كالنيوترون أو البروتون أو‬
‫غيرها كذلك يعتبر التشتت النووي ألتجاوبي للفوتونات أحد أنوع تفاعالت الفوتونات الساقطة‬
‫مع المادة وتعتبر جميع هذه التفاعالت مهملة من جهة نظر امتصاص المادة للفوتونات وذلك‬
‫لصغر مقاطعها العريضة بالمقارنة بكل من التأين الكهروضوئي أو تشتت كومبتون أو إنتاج‬
‫األزواج‪.‬‬
‫ومع ذلك يعتبر التشتت النووي ألتجاوبي ذا أهمية خاصة الرتباطه بالظاهرة‬
‫المعروفة باسم تأثير موسباور ويتلخص التشتت النووي ألتجاوبي في أنه إذا كانت طاقة‬
‫الفوتون الساقط تماثل طاقة اإلثارة ألحد مستويات(حاالت النواة الطاقية) يمكن أن تمتص‬
‫النواة هذا الفوتون وتنتقل بذلك من الحالة األرضية إلى الحالة المثارة ذات الطاقة المحددة‬
‫ويقال في هذه الحالة إنه حدث للفوتون امتصاص تجاوبي في النواة فإذا انبعث الفوتون من‬
‫جديد من النواة المثارة (حتى تعود إلى الحالة األرضية) كانت طاقته أقل بمقدار ضئيل للغاية‬
‫من طاقة الفوتون الممتص حيث تحمل النواة المرتدة هذه الطاقة الصغيرة للغاية والمعرفة‬
‫باسم طاقة االرتداد‪.‬‬
‫لذلك فإن هذا الفوتون المنبعث من جديد من النواة ال يمكن أن يعاد امتصاصه بواسطة‬
‫نواة من النوع نفسه ألن طاقته أصبحت أقل من طاقة االمتصاص ألتجاوبي‪ ،‬ولما كانت طاقة‬
‫االرتداد صغيرة للغاية فإنه يمكن أن يعاد امتصاص الفوتون المنبعث إذا أضيف للنواة المماثلة‬
‫طاقة تساوي تماما طاقة االرتداد‪ .‬وتعرف هذه الظاهرة باسم تأثير موسباور‪ ،‬ويعتبر تأثير‬
‫موسبارر فائق الحساسية ألي تغيرات طفيفة في طاقة الفوتون المنبعث نظراً لصغر طاقته‬
‫االرتداد وبسبب حساسيته الفائقة يستخدم تأثير موسباور في إجراء القياسات التي تتطلب‬
‫حساسية عالية‪.‬‬

‫‪2-11‬التفاعل المتبادل بين النيوترونات والمادة‪:‬‬

‫النيوترونات وهي عبارة عن جسيم متعادل الشحنة كتلته ‪ 1.0866‬و ك ذ (‬


‫‪ 939.52‬ميغا إلكترون من فولت) وتصنف النيوترونات تبعا لطاقتها الحركية إلى األنواع‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬نيوترونات حرارية ‪ :‬هي النيوترونات التي تقل طاقتها الحركية عن حوالي ‪ 1‬الكترون‬
‫فولت‪.‬‬
‫‪ -‬نيوترونات بطيئة‪ :‬هي التي تتراوح طاقتها) بين ‪ 1‬إلكترون فولط) ‪ 0.1‬كيلو إلكترون‬
‫فولت‪.‬‬

‫‪ -‬نيوترونات بينية الطاقة‪ :‬هي النيوترونات التي تتراوح طاقتها بين ‪20 ، 0.1‬كيلو‬
‫إلكترون فولت‪.‬‬
‫‪ -‬نيوترونات سريعة‪ :‬هي النيوترونات التي تتراوح طاقتها بين ‪ 10 ، 0.2‬ميغا إلكترون‬
‫فولت‪.‬‬
‫‪ -‬نيوترونات عالية الطاقة‪ :‬هي النيوترونات التي تزيد طاقتها على ‪ 10‬ميغا إلكترون فولت‪.‬‬

‫ونظرا لعدم وجود شحنة للنيوترون فإنه يتميز بخصائص تختلف كثيراً عن‬
‫خصائص الجسيمات المشحونة ومن هذه الخصائص أنه ال يمكن تعجيله(تسريعه) وال يمكن‬
‫أن يؤين النيوترون ذرات المادة وال يبحث عنه أية تفاعالت كهروستاتيكية مع النواة أو‬
‫اإللكترونات لذا فإنه إن لم يتفاعل على النيوترون تفاعالً نووياً مع نوى الذرات تكون المادة‬
‫بالنسبة لهذا النيوترون كالفراغ‪ ,‬مما يجعل له قدرة كبيرة على اختراق المادة‪ .‬ويتفكك‬
‫النيوترون تلقائياً بعد خروجه من النواة إلى بروتون وجسيم بيتا ونيوترينو مضادة وفقا لتفاعل‬
‫التفكك‪:‬‬

‫‪V‬‬
‫‪−‬‬
‫‪0‬‬ ‫‪+‬‬ ‫‪−‬‬
‫‪n → p +B +‬‬ ‫(‪)15-2‬‬
‫ويبلغ عمره النصفي ‪ 15‬دقيقة‪)5(.‬‬
‫‪ 1‬مقدمة عن فسيولوجية اإلنسان‪-:‬‬ ‫‪-3‬‬
‫إن معرفة فسيولوجية اإلنسان ووظائف أعضاء جسم اإلنسان وأجهزته المختلفة‪,‬‬

‫ضرورية لفهم طرق وصول المواد المشعة ألعضاء الجسم وتوزيعها داخله‪ .‬وعموماً‬

‫يتكون جسم اإلنسان من عدة أعضاء وأجهزة تقوم كل منها بوظيفة معينة وأهم األجهزة‬

‫الالزمة لفهم كيفية توزيع المواد المشعة في الجسم هي الجهاز الدوري _الجهاز التنفسي‬

‫_الجهاز الهضمي‪]5[.‬‬

‫‪ 3-1-1‬الجهاز الدوري ‪:‬‬

‫هو عبارة عن داره مغلقة من األنابيب ينتقل خاللها الدم من القلب إلى جميع أجزاء‬

‫الجسم ثم يعود من هذه األجزاء إلى القلب فيدفع إلى الرئتين ثم يعود إلى القلب مرة أخرى‪.‬‬

‫والقلب عبارة عن مضختين‪ .‬تقوم المضخة اليسرى بدفع الدم المحمل باألكسجين‬

‫والغذاء خالل الشرايين إلى جميع أنسجة الجسم‪ .‬وعند مرور الدم في الشعيرات الدموية‬

‫تحدث عملية تباد يتنقل خاللها األكسجين والغذاء الخاليا في حين تنتقل الفضالت وثاني‬

‫أكسيد الكربون من الخاليا إلى الدم ثم يعود الدم في األوردة إلى القلب وأما المضخة اليمنى‬

‫من القلب فتضخ الدم من خالل الشريان الرئوي إلى الرئتين حيث يطرد ثاني أكسيد‬

‫الكربون ويؤكسد الدم ثم يعود من جديد خالل األوردة الرئوية إلى القلب‪.‬‬

‫ويحتوي جسم اإلنسان كامل النمو على حوالي ‪ 5‬لترات ويتكون الدم من ثالثة‬

‫أنواع ومن الخاليا هي ‪:‬‬

‫الخاليا الحمراء والخاليا البيضاء والصفائح الدموية ويقوم كل منها بوظيفة معينة‪.‬‬

‫فتقوم الخاليا الحمراء بنقل األكسجين والغذاء الذي تحتاجها خاليا الجسم‪.‬‬
‫وتقوم الخاليا البيضاء بمهاجمة الميكروبات لذا فهي عبارة عن وسيلة للدفاع ضدها‪.‬‬

‫وأما الصفائح الدموية فمهمتها تكوين الجلطة الدموية عند حدوث أي جروح تمنع النزيف‪.‬‬

‫[‪]5‬‬

‫‪ 3-1-2‬الجهاز التنفسي‪:‬‬

‫تتلخص عملية التنفس في التخلص من ثاني أكسيد الكربون وبخار الماء والحصول‬

‫على األكسجين الالزم وتحدث هذه العملية في الرئتين عند مرور الدم في شعيراتها تتم‬

‫عملية التبادل في الشعيرات القريبة من الحويصالت الهوائية‪ .‬ويحتاج اإلنسان البالغ إلى‬

‫حوالي ‪ 20‬متراً مكعباً من الهواء في اليوم ويستهلك نصفها تقريباً خالل ساعات العمل‬

‫الثمانية‬

‫وأثناء عملية التنفس يستنشق اإلنسان مواد غريبة كثيرة تكون في حالة غازية أو في‬

‫شكل غبار فإذا كانت المواد في حالة غازية فإنها تمر مع الهواء إلى الدم بنسب كبيرة أو‬

‫صغيرة حسب سرعة ذوبانها في الدم‪ .‬وإ ذا كانت هذه المواد في شكل غبار فإنه يترسب‬

‫جزء منها في الرئتين ويخرج الجزء اآلخر مع الزفير أو يتعلق في الجزاء العلوي من‬

‫الجهاز التنفسي وبالتالي‪.‬‬

‫يتم بلعها مع الطعام ويعتمد سلوك المواد المترسبة في الرئتين على سرعة ذوبانها فإذا‬

‫كانت سريعة الذوبان وتسير مع الدم‪ .‬أما أذا كانت بطيئة الذوبان فإنها تعلق في الرئتين‬

‫لمدة طويلة قد تصل إلى عدة شهور‪ .‬وبذلك يتضح أن الجهاز التنفسي يعتبر أحد المداخل‬

‫الرئيسية لدخول المواد المشعة ثم انتقالها للدم ومنه إلى أعضاء الجسم المختلفة‪]5[ .‬‬

‫‪ 3-1-3‬الجهاز الهضمي‪:‬‬
‫يتكون الجهاز الهضمي من البلعوم والمرئي والمعدة والثني عشر واألمعاء الدقيقة‬

‫واألمعاء الغليظة‪ .‬ويتحول الغذاء في هذا الجهاز بفعل األنزيمات الهاضمة إلى صور‬

‫بسيطة ومناسبة المتصاص وتوصله إلى الدم ومنه إلى خاليا الجسم فتحصل بذلك على‬

‫الطاقة الالزمة لالحتراق والغذاء الالزم للنمو وإ عادة بناء الخاليا‪ .‬وأما الغذاء الذي لم‬

‫يمتص وكذلك البكتريا والخاليا الميتة التي تلفظها األمعاء فتخرج جسيماً في شكل فضالت‬

‫صلبة (براز)‬

‫وأما الفضالت السائلة وهي الفضالت واألمالح الذائبة في الماء والتي تتكون داخل‬

‫الخلية فيتم إخراجها عن طريق الكليتين والمسالك البولية وعند بلع المواد المشعة تمر مع‬

‫الطعام عبر الجهاز الهضمي فإذا كانت هذه المواد من النوع الذي يذوب بفعل األنزيمات‬

‫المختلفة فإنها تمتص مع الغذاء وتصل إلى الدم الذي يوزعها على جميع أجزاء الجسم‬

‫ويمكن أن تتركز في أعضاء معينة وأما المواد الغير قابلة للذوبان فإنها تمر عبر الجهاز‬

‫الهضمي كله وتقوم بتشعيع هذا الجهاز أثناء مرورها فيه وخاصة األمعاء‪]5[ .‬‬

‫‪ 3-1-4‬الخلية الحية‪:‬‬

‫تتكون جميع أعضاء الكائنات الحية من وحدات دقيقة تعرف بالخلية‪ .‬وأهم مكونات‬

‫الخلية هي النواة والسائل المحيط بها والمعروف باسم السيتوبالزم وجدار الخلية كما هو‬

‫موضح من الشكل‪.‬‬
‫‪ -2‬السيتوبالزم‬ ‫‪ -1‬جدار الخلية‬

‫‪ -4‬النواة‬ ‫‪ -3‬جدار النواة‬

‫ويعتبر السيتوبالزم بمثابة المصنع للخلية في حين تحتوي النواة‪ ,‬جميع المعلومات‬

‫الالزمة لقيام الخلية بوظيفتها وتكاثرها‪ .‬فالسيتوبالزم يقوم بتحويل الغذاء الذي يصله إلى‬

‫طاقة وجزيئات صغيرة‪ .‬وتتحول هذه الجزيئات الصغيرة فيما بعد إلى جزيئات أكثر تعقيد‪،‬‬

‫وهي التي تحتاجها الخلية لعمليات التجديد واالنقسام‪ .‬أما النواة فتحتوي على‬

‫الكروموسومات والتي تعتبر تراكيب سلسلة طويلة من الجينات ويحتوي خلية اإلنسان على‬

‫حوالي ‪ 46‬كروموسوماً وتكون الجينات من حامض ديوكسي ريبونيوكليك (‪ )DRN‬ومن‬

‫جزيئات بروتينية وتحمل جميع المعلومات التي تحمل الصفات الوراثية‪.‬‬

‫وتقوم الخاليا بتكاثر للمحافظة على النوع وتعويض ما يموت منها‪ .‬ويتراوح عمر الخلية‬

‫(بالتالي معدل انقسامها أو تكاثرها في اإلنسان) بين عدة ساعات وعدة سنوات وذلك حسب‬

‫نوع الخلية‪ .‬ويحدث التكاثر عادة بطريقتين ‪:‬‬

‫األولى هي التكاثر الالجنسي ويحدث في خاليا الجسم العادية حيث يتضاعف عدد‬

‫الكروموسومات طوليا ثم تنقسم الخلية األصلية إلى خليتين متشابهتين تماما للخلية األصلية‪.‬‬

‫الثانية هي التكاثر الجنسي وهو نوع خاص يحدث بين نوع من الخاليا تعرف باسم خاليا‬

‫التكاثر الجنسي وهي الحيوان المنوي في الذكر والبويضة في األنثى ويحدث هذا النوع من‬

‫التكاثر مرة واحدة خالل دورة حياة الخلية فعند تالقي الحيوان المنوي مع البويضة يتحدان‬

‫وتتجمع كروموسوماتها مكونين بذلك خلية جديدة تحتوي على الجينات (المواد الوراثية)‬

‫من كال الوالدين وتتكون بذلك البويضة المخصبة‪]5[ .‬‬


‫‪ 3-2-1‬تفاعل اإلشعاعات مع الخلية‪:‬‬

‫عند سقوط اإلشعاعات المؤينة على الخلية فإنها تؤدي إلى تأين بعض مكوناتها‬

‫وخصوصا جزيئات الماء الذي يمثل الجزاء األكبر في أي خلية حية‪ .‬ويؤدي تأين جزيئات‬

‫الماء إلى حدوث تغيرات كيمائية تؤدي بدورها إلى أحدث تغيرات في تركيب الخلية‪.‬‬

‫ويمكن أن تظهر نتائج هذه التغيرات في اإلنسان في شكل أعراض إكلينيكية كالمرض‬

‫بالسرطان على المدى الطويل‪ .‬وهكذا تؤدي اإلشعاعات المؤينة إلى إتالف الخلية‪.‬‬

‫من خالل عدة مراحل مختلفة ومعقدة نوجزها فيما يلي‪]5[ :‬‬

‫‪ 3-2-2‬المرحلة الفيزيائية‪:‬‬

‫وهي تتم خالل زمن قصير جداً (حوالي ‪ 16-10‬ثانية) وفيها تنتقل الطاقة من النوع‬

‫المعين من اإلشعاعات إلى جزيئات الماء بالخلية ويحدث التأين طبقاً للتفاعل التالي‪:‬‬

‫إشعاعات‬
‫‪+‬‬ ‫‪−‬‬
‫‪H2o‬‬ ‫→‬ ‫‪H2o +e‬‬
‫‪+‬‬
‫في هو اإللكترون السالب‪]5[ .‬‬ ‫‪e‬‬
‫‪−‬‬
‫هو أيون الماء الموجب‬
‫‪H2o‬‬ ‫حيث‬

‫‪ 3-2-3‬المرحلة الفيزو كيمائية‪:‬‬

‫وتتم هذه المرحلة خالل زمن قصير حوالي (‪ 6-10‬ثانية) بعد حدوث التأين ويحدث‬

‫خاللها تفاعل األيونات الموجبة والسالبة مع جزيئات الماء األخرى فينتج من هذا التفاعل‬

‫عدة مركبات جديدة‪ .‬فعلي سبيل المثال يمكن أن يتحلل أيون الماء الموجب مكوناً أيون‬

‫هيدروجين ‪ +H‬وهيدروكسيد ‪ OH‬طبقاً لآلتي‪:‬‬


‫‪+‬‬ ‫‪+‬‬
‫‪H 2 o → OH + H‬‬
‫أما اإللكترون السالب ‪ -e‬فيمكن أن يتحدد مع جزيء ماء متعادل مكوناً بذلك أيون‬

‫ماء سالباً أي‪.‬‬

‫‪−‬‬ ‫‪−‬‬
‫‪e +H2o →H2 o‬‬
‫وهكذا تؤدي هذه التفاعالت إلى تكوين‬

‫‪−‬‬ ‫‪+‬‬
‫‪.H ، oH ، oH‬‬ ‫‪،‬‬ ‫‪H‬‬ ‫كل من‬

‫موجود دائما في الماء‬ ‫‪oH −‬‬ ‫والهيدروكسيد‬ ‫‪H+‬‬ ‫وأيونات الهيدروجين‬

‫وال تشترك عموماً في أحداث تفاعالت مثالية وأما بالنسبة للنواتج األخرى وهي‬

‫الهيدروجين ‪ H‬والهيدروكسيد ‪ oH‬فهي معروفة بنشاطها الكيمائي الشديد‪ .‬كذلك يمكن أن‬

‫يتكون ناتج وهو نوعه اكسيد الهيدروجين الذي يعتبر عامالً مؤكسدا قوياً وذلك طبقاً‬

‫للتفاعل التالي‬

‫‪oH +oH → H 2 o2‬‬

‫‪ 3-2-4‬المرحلة الكيمائية‪:‬‬

‫وتستغرق هذه المرحلة عدة ثوان ويتم خاللها تفاعل نواتج المرحلة السابقة وهي‬

‫فمثالً يمكن أن‬


‫‪H 2 o2‬‬ ‫الهيدروجين ‪ H‬والهيدروكسيد ‪ oH‬ونوعه أكسيد الهيدروجين‬
‫يتفاعل هذه النواتج مع الجزيئات المعقدة التي تتكون منها الكروموسومات فتتحد معها أو‬

‫تؤدي إلى تكسير تراكيبها التسلسلية الطويلة وأحدث بعض التغيرات في الجينات‪]5[.‬‬
‫‪ 3-2-5‬المرحلة البيولوجية ‪:‬‬

‫ويتراوح زمن هذه المرحلة بين عدة دقائق وعدة عشرات السنوات‪ .‬وتبدأ في هذه‬

‫المرحلة ظهور آثار التغيرات الكيمائي التي حدثت في الخلية‪ .‬وبعض هذه اآلثار هي‪:‬‬

‫‪ -1‬موت الخلية‪.‬‬

‫‪ -2‬منع أو تأخر انقسام الخلية أو زيادة معدل انقسامها‪.‬‬

‫‪ -3‬حدوث تغيرات مستديمة في الخلية تنتقل وراثياً إلى الخاليا الوليدة‪]5[.‬‬

‫وهكذا فإن آثار اإلشعاعات على اإلنسان والكائنات الحية األخرى ناتجة عن إتالف‬

‫الخاليا‪.‬‬

‫ويمكن أن تتجلى هذه اآلثار في الشخص نفسه‪ .‬التعرض لإلشعاع نتيجة إتالف الخاليا‬

‫العادية لجسمه وتعرف هذه اآلثار عندئذ اآلثار الذاتية كذألك يمكن أن تنتقل هذه اآلثار إلى‬

‫األبناء أو األجيال التالية للشخص المتعرض وتعرف باآلثار الوراثية‪.‬‬


‫كواشف اإلشعاعات النووية‬
‫‪Nuclear Radiation Detectors‬‬
‫‪ 4-1‬مقدمة‬
‫تتطلب جميع القياسات النووية سواء في معامل البحوث أم محطات القوى النووية أو‬
‫غيرها ‪ ،‬توافر األجهزة الخاصة بتسجيل األنواع المختلفة من اإلشعاعات ‪ .‬وتعرف هذه‬
‫األجهزة بكواشف اإلشعاعات (‪ )radiation detectors‬وتستخدم الكواشف عموما لتحديد‬
‫نوع اإلشعاعات وقياس كمياتها وتحديد طاقاتها ‪ .‬ويتوقف نوع الكاشف المستخدم على عدة‬
‫عوامل أهمها ‪:‬‬
‫أ‪ -‬نوع الجسميات أو اإلشعاعات المطلوب الكشف عنها (جسميات مشحونة ثقيلة ‪ ،‬أو‬
‫إلكترونات ‪ ،‬أو اإلشعاعات المطلوب الكشف عنها (جسميات مشحونة ثقيلة ‪ ،‬أو إلكترونات ‪،‬‬
‫أو اإلشعاعات سينية أو جاما أو نيوترونات) ‪.‬‬
‫ب‪ -‬طاقة هذه اإلشعاعات ‪.‬‬
‫ج‪ -‬شدة المكان الذي سيوضع فيه الكاشف المعين ‪.‬‬
‫ويقوم مبدأ الكشف عن اإلشعاعات في كثير من الكواشف على استخدام ظاهرة تأيين‬
‫أو إثارة اإلشعاعات لذرات أو جزئيات المادة عند المرور فيها ‪ .‬فعند مرور اإلشعاعات في‬
‫مادة ما يمكن إيجاد عدد األزواج اإللكترونية ـ ـ األيونية لمتكونة نتيجة للتأيين ‪ .‬وقد لوحظ أن‬
‫القيمة المتوسطة للطاقة الالزمة لتكوين زوج واحد ‪ w‬ال تعتمد على نوع اإلشعاعات أو‬
‫طاقتها وإ نما تعتمد على نوع المادة وهي حوالي ‪ 35( 35eV‬إلكترون فولت) بالنسبة للهواء‬
‫في الظروف المعيارية ؛ لذا فإنه عند مرور بروتون طاقته ‪ 1Mev‬في هذا الهواء فإنه ُينتج‬
‫عدداً من األزواج مقداره ‪:‬‬
‫‪ (106 / 35)=2.86 × 104‬زوج إلكترون ـ ـ أيون‬
‫وذلك على طول مدى هذا البروتون ‪ .‬ولما كانت شحنة اإللكترون أو األيون هي‬
‫‪ ، 1.6 ×10−19 C‬فإن الشحنة الناتجة عن هذا البروتون في الهواء هي ‪:‬‬

‫‪ 2.86 ×10 4 × 1.6 ×10−19 =4.58 ×10−15 C‬ويمكن قياس مثل هذه الشحنة بسهولة ‪.‬‬
‫وأما بالنسبة للجسميات المتعادلة كالنيوترونات فهي ال تؤين المادة عند المرور فيها ولكنها‬
‫يمكن أن تؤدي إلى انطالق جسيم مشحون (بروتون أو جسيم ألفا) يعرف بالجسيم الثانوي أو‬
‫النواة المرتدة (‪ )recoil nucleus‬ويحمل هذا الجسيم جزءاً كبيراً من طاقة النيوترون‬
‫الساقط فيؤدي بذلك إلى تأين المادة وتكوين األزواج اإللكترونية ـ ـ األيونية ‪.‬‬
‫وفي حالة إشعاعات جاما تقوم اإللكترونات الثانوية الناتجة عن األثر الكهروضوئي أو‬
‫أثر كومبتون أو إنتاج األزواج بعملية تأين المادة وتكوين األزواج اإللكترونية األيونية فيها ‪.‬‬
‫وهناك أنواع أخرى من الكواشف تعتمد في عملها على حدوث بعض التغيرات‬
‫الكيميائية في المادة ‪ .‬وبقياس هذه التغيرات الناتجة يمكن الكشف عن كمية اإلشعاعات ‪.‬‬
‫وتتميز مثل هذه األنواع من الكواشف بحساسية ضعيفة ؛ لذا فإنها ال تستخدم إال في المجاالت‬
‫اإلشعاعية شديدة الكثافة ‪ .‬وهناك أنواع أخرى من كواشف النيوترونات تقوم على أساس قياس‬
‫النشاط اإلشعاعي للمادة بعد مرور النيوترونات فيها ‪ .‬فمن المعروف أنه عند مرور‬
‫النيوترونات في المادة يمتص منها جزء فتتحول بعض ذرات المادة إلى نظائر مشعة ‪.‬‬
‫وبقياس النشاط اإلشعاعي لهذه النظائر المستحثة يمكن معرفة كثافة النيوترونات الساقطة ‪.‬‬
‫‪ 4-2‬حركة اإللكترونات واأليونات في الغازات‬
‫‪Motion of Electrons and Ions in Gases‬‬
‫عند مرور اإلشعاعات في الغاز تتكون أزواج إلكترونية ـ ـ أيونية ‪ .‬وتكون كل من‬
‫اإللكترونات واأليونات حرة الحركة ‪ .‬ونتيجة لهذه الحركة تتصادم كل من اإللكترونات‬
‫واأليونات مع ذرات أو جزئيات الغاز الذي تتحرك فيه ‪ .‬ويتناسب متوسط المسار الحر‬
‫لإللكترونات أو األيونات في الغاز المعين تناسباً عكسياً مع عدد جزئيات الغاز في وحدة‬
‫الحجوم ( متوسط المسار الحر هو عبارة عن متوسط المسافة التي يتحركها الجسيم دون‬
‫تصادم ) ‪ .‬ويبلغ متوسط المسار الحر في الظروف القياسية للضغط والحرارة (حوالي‬
‫‪ )10−5 −10−4 cm‬بالنسبة لمعظم الغازات ( الظروف القياسية للضغط هي ‪mm Hg 760‬‬

‫وللحرارة هي (‪ C°20‬وعموماً يكون اتجاه حركة اإللكترونات واأليونات عشوائيا ‪.‬‬


‫‪ 4-2-1‬الحركة االنسياقية ‪Drift motion‬‬
‫عند وجود الغاز تحت تأثير مجال كهربي شدته ‪ ε‬تتحرك االلكترونات حركة انسياقيه‬
‫تحت تأثير هذا المجال وفي اتجاه معاكس التجاهه ‪ .‬كما تتحرك األيونات الموجبة حركة‬
‫انسياقيه كذلك ولكن في اتجاه المجال ‪ .‬ويمكن تحديد السرعة المتوسطة للحركة االنسياقية من‬
‫العالقة ‪:‬‬
‫‪ε‬‬
‫‪v=μ‬‬
‫‪P‬‬
‫(‪)7-1‬‬
‫حيث ‪ v‬هي سرعة الحركة االنسياقية ‪ ε ،‬شدة المجال الكهربي ‪ P ،‬ضغط الغاز ‪ .‬وتعرف ‪μ‬‬
‫بالحركية ‪ ( mobility‬أي القدرة على الحركة ) وهي تتوقف على نوع الغاز كما تعتمد على‬
‫‪ε‬‬
‫كل ‪ P , ε‬وتكون ‪ μ‬صغيرة عندما تكون قيمة ‪ P‬صغيرة ‪ ،‬ولكنها تصبح ثابتة عندما تصبح‬
‫‪ε‬‬
‫قيمة ‪ P‬كبيرة ‪ .‬وتصل السرعة االنسياقية لإللكترونات ‪ v‬حوالي ‪ 106 −107 cm/s‬عندما تكون‬
‫‪ε‬‬
‫‪ P‬في حدود ‪10V/(cm×mm Hg .‬‬
‫‪ 4-2-2‬االلتصاق ‪Attachment‬‬
‫هناك ظاهرة أخرى تحدث أثناء حركة اإللكترونات واأليونات في الغاز ‪ .‬فعند تصادم‬
‫اإللكترون الحر مع جزيء متعادل (أو ذرة) من جزيئات الغاز يمكن أن يلتصق هذا‬
‫اإللكترون مع الجزيء ( أو الذرة ) المتعادل ويتكون بالتالي جزيء سالب ‪ .‬وتعرف هذه‬
‫الظاهرة باسم االلتصاق ‪.‬‬
‫ويعرف معامل االلتصاق ‪ h‬بأنه عبارة عن احتمال حدوث االلتصاق عند تصادم‬
‫إلكترون واحد بجزيء متعادل ‪ .‬ويعتمد هذا المعامل على نوع الغاز وتصل قيمته بالنسبة‬
‫لألكسجين وبخار الماء والغازات الهالوجينية األخرى حوالي ‪ 10−3‬وهي قيمة كبيرة ‪ .‬ويؤدي‬
‫االلتصاق إلى فقد اإللكترونات الحرة من مجموعة اإللكترونات الناتجة عن التأيين ؛ لذا فإنه‬
‫يجب مقاومته حتى ال ُيفقد جزء كبير من هذه اإللكترونات ‪ .‬لهذا السبب يجب عدم استخدام‬
‫الغازات الهالوجينية أو األكسجين أو بخار الماء في بعض أنواع الكواشف الغازية ‪.‬‬
‫‪ 4-2-3‬إعادة االلتحام ‪Recombination‬‬
‫عند وجود اإللكترون السالب واأليون الموجب بالقرب من بعضهما فإنه يمكن أن‬
‫يعيدا التحامهما مكونين بذلك ذرة أو جزيئا متعادال ‪ .‬وتعرف هذه الظاهرة باسم إعادة االلتحام‬
‫(‪ )recombination‬ويتناسب معدل إعادة االلتحام (أي عدد مرات إعادة االلتحام في وحدة‬
‫‪+‬‬‫الحجوم وفي وحدة الزمن ) تناسبا طرديا مع شدة كل من اإللكترونات ‪ -n‬واأليونات ‪n‬‬
‫ويمكن تحديده من العالقة ‪:‬‬
‫¿‪dn+¿ dn−‬‬
‫=‬ ‫‪=−αn +¿n‬‬ ‫¿‬ ‫¿¿‬ ‫(‪)4-2‬‬
‫‪dt‬‬ ‫‪dt‬‬ ‫¿¿‪−‬‬

‫حيث ‪ α‬ثابت يعرف باسم معامل إعادة االلتحام وتتراوح قيمته للهواء بين ‪ 10−10 ، 10−7‬وذلك‬
‫عندما تكون الشحنات السالبة والموجبة موزعة توزيعاً متجانسا ‪.‬‬
‫أما إذا كانت الشحنات مركزة في منطقة ما (كما يحدث عندما تكون اإللكترونات ـ واأليونات‬
‫على طول أثر الجسيمات المشحونة ) يزداد معامل إعادة االلتحام زيادة واضحة ‪.‬‬
‫ويجدر اإلشارة إلى أن حركية اإللكترونات أكبر بكثير من حركية األيونات ‪ .‬كذلك فإن‬
‫حركية اإللكترونات ‪ ،‬ال تؤدي إلى حدوث تغير ملموس في ضغط الغاز أو في شدة المجال‬
‫الكهربي ‪.‬‬
‫‪ 4-3‬التيار اإللكتروني واأليوني في الغازات‬
‫‪Electron and ion currents in gases‬‬
‫يمثل انتقال اإللكترونات واأليونات في الغازات انتقاالً للشحنة الكهربية ‪ .‬وهذا بدوره‬
‫هو بمثابة مرور تيار كهربي شدته ‪ I‬يمكن تحديده من العالقة التالية ‪:‬‬
‫‪I =I +¿+ I‬‬ ‫¿ ¿‪−‬‬ ‫¿‬ ‫(‪)4-3‬‬
‫حيث ‪ -I+ ، I‬عبارة عن شدة التيار األيوني واإللكتروني على الترتيب ‪.‬‬
‫وعموما ‪ ،‬يمكن مرور تيار كهربي في الغاز حتى في حالة عدم وجود مجال كهربي‬
‫وذلك بسبب ظاهرة االنتشار (‪ ، )diffusion‬حيث تنتشر كل من اإللكترونات واأليونات من‬
‫الوسط األكثر تركيزاً إلى الوسط األقل تركيزاً ‪.‬‬
‫ويتكون نتيجة لهذا االنتشار تيار كهربي شدته لأليونات هي ‪:‬‬
‫‪I D+¿=−eD‬‬ ‫¿‪dn +‬‬ ‫¿‬ ‫(‪)4-4‬‬
‫¿‪+‬‬ ‫¿¿‬
‫‪dx‬‬

‫‪I D−¿=−eD‬‬ ‫¿‪dn −‬‬ ‫¿‬ ‫(‪)4-5‬‬


‫¿‪−‬‬ ‫¿¿‬
‫‪dx‬‬

‫¿‪dn+‬‬
‫فهو معدل‬ ‫حيث ‪ +D- , D‬معامل االنتشار لأليونات ولإللكترونات على التوالي ‪ .‬أما ¿‬
‫‪dx‬‬
‫‪dn‬‬
‫تغير شدة األيونات بتغير المسافة ‪ −¿ ¿ ،‬هو معدل تغير شدة اإللكترونات بتغير المسافة ‪.‬‬
‫‪dx‬‬
‫أما في حالة وجود مجال كهربي شدته ‪ ε‬تتحرك كل من األيونات واإللكترونات‬
‫حركة انسياقيه تحت تأثير هذا المجال باإلضافة إلى الحركة االنتشارية ‪ .‬وينتج عن هذه‬
‫الحركة االنسياقية مرور تيار كهربي شدته لأليونات هي‪:‬‬
‫‪I ε+¿=en‬‬ ‫¿ ¿ ¿‪+ ¿v +‬‬ ‫¿‬ ‫‪)4-6‬‬
‫‪I ε−¿=e n‬‬
‫¿ ¿¿‪−¿v −‬‬ ‫¿‬

‫حيث ¿ ¿‪ v−¿¿ ، v+‬هي السرعات االنسياقية لكل من األيونات واإللكترونات على التالي‪.‬‬
‫وبذلك يمكن إيجاد شدة التيار الكلي الناتج عن كل من االنتشار والمجال الكهربي ‪.‬‬
‫لكل من اإللكترونات واأليونات وذلك بجمع مركباته األربعة المختلفة (من ‪ 4-7‬حتى ‪.)7-7‬‬
‫أي أن‬
‫¿¿ ‪I =e‬‬ ‫(‪)4-8‬‬
‫‪ 4-4‬الكواشف; الغازية ‪gas detectors‬‬
‫يقوم مبدأ عمل الكواشف الغازية على تجميع الشحنات الكهربية ( اإللكترونات‬
‫واأليونية ) الناتجة عن تأين ذرات أو جزئيات الغاز عند مرور اإلشعاعات المؤينة فيه ‪.‬‬
‫وبقياس الشحنة الكهربائية الناتجة أو التيار الناتج عنها يمكن الكشف عن مرور اإلشعاعات‬
‫في الغاز ‪ .‬وتنقسم الكواشف الغازية إلى ثالثة أنواع رئيسة هي غرفة التأين ‪ ،‬العدادات‬
‫التناسبية ‪ ،‬وعدادات جيجر ـ ـ مولر ‪.‬‬
‫‪ 4-4-1‬غرفة التأين ‪ionization chamber‬‬
‫هي عبارة عن كاشف غازي (‪ )gas detector‬لإلشعاعات ‪ .‬ويقوم على تجميع‬
‫األزواج اإللكترونية ـ ـ األيونية الناتجة عن اإلشعاعات في شكل تيار كهربي وقياس هذا‬
‫التيار ‪ .‬وتتكون غرفة التأين عموما من قطبين معدنيين موصلين بطرفي منبع جهد عال‪ .‬وقد‬
‫يتخذ القطبان أشكاال مختلفة ولكن في معظم األحيان يكون القبطان على شكل ألواح مستوية ‪.‬‬
‫ويوضع القطبان داخل إناء مفرغ من الهواء الجوي ويمأل بالغاز المطلوب حتى ضغط معين ‪.‬‬
‫ويتوقف ضغط الغاز واألبعاد الهندسية للقطبين عموما على نوع الجسيمات المطلوب الكشف‬
‫عنها وعلى طاقاتها ‪ .‬ويستخدم في بعض غرف التأين الهواء الجوي العادي ‪.‬‬
‫ويبين شكل (‪ )41-‬رسما تخطيطيا لغرفة تأين ذات قطبين مستويين ‪ ،‬موصلة بمنبع الجهد‬
‫العالي الالزم لتغذية أقطابها ‪ .‬ويعرف القطب المتصل بجهاز قياس التيار بالمجمع أو األنود ‪،‬‬
‫ويختلف الجهد الواقع على هذا القطب باختالف التيار المار فيه ‪ .‬أما القطب اآلخر فيقع عادة‬
‫تحت تأثير جهد عال ‪( V‬جهد المنبع) ويعرف بقطب الجهد العالي ‪ .‬يثبت القطبان باستخدام‬
‫مواد عازلة كهربيا في اإلناء الخارجي للغرفة ‪ .‬ويستخدم في العديد من غرف التأين حلقتان‬
‫تعرفان بالحلقتين الحارستين (‪ .)guard rings‬ويمكن تحقق الحلقات الحارسة بفصل الجزءين‬
‫الطرفيين من القطر ب المجمع عن القطب نفسه بحيث ال تون المسافة الفاصلة كبيرة ‪ .‬ويجب‬
‫أن يكون جهد الحلقات الحارسة قريباً من جهد القطب المجمع ‪ .‬والغرض من هذه الحلقات‬
‫الحارسة هو تشكيل المجال الكهربي بالقرب من أطراف القطب المجمع وبحيث تكون خطوط‬
‫قوى المجال الكهربي بين قطب الجهد العالي والقطب المجمع عند الطرفين خطوطا مستقيمة‬
‫وموازية للخطوط التي في الوسط ‪ .‬ويؤدي ذلك إلى تحديد حجم الغرفة التي تجمع منها‬
‫الشحنات الكهربية تحديداً دقيقا ويعرف هذا الحجم ( والمبين على الشكل‪ 1-4‬بين الخطين‬
‫المتقطعين ) بالحجم الفعال أو الحجم الحساس للغرفة ‪.‬‬
‫وعند مرور اإلشعاعات بين قطبي الغرفة تؤدي هذه اإلشعاعات إلى تأيين الغاز ويتم‬
‫تجميع الشحنات الناتجة عن التأين داخل الحجم الفعال على المجمع ( حيث إن األيونات‬
‫واإللكترونات المتكونة خارج هذا الحجم تتجمع على الحلقات الحارسة وتمر مباشرة إلى‬
‫األرض )‪ .‬وعند إهمال االنتشار وإ عادة االلتحام يكون التيار الناتج عن تجميع الشحنات من‬
‫الحجم الفعال على المجمع هو‬
‫‪I s=e∫ N o ( τ ) dτ‬‬ ‫(‪)4-9‬‬
‫حيث ) ‪ N o (τ‬هو عدد األزواج الناتجة في وحدة الحجم في الثانية الواحدة ‪ ,‬ويؤخذ التكامل‬
‫بالنسبة للحجم الفعال كله ‪ .‬وهذه العالقة صحيحة إذا كان ) ‪ N o (τ‬ثابت بالنسبة للزمن ( أي أن‬
‫عدد الجسيمات التي تدخل الغرفة ثابتة بالنسبة للزمن ) ‪.‬‬
‫وتعنى هذه العالقة أن الشحنات التي تتكون نتيجة التأين في الحجم الفعال يتم تجميعها‬
‫بالكامل على المجمع ويعرف التيار في هذه الحالة باسم تيار التشبع (‪)saturation current‬‬
‫‪Is‬‬
‫ويمكن إهمال كل من تيار االنتشار وإ عادة االلتحام عندما تكون شدة المجال بين‬
‫األقطاب ( أي فرق الجهد بينهما ) كبيرة ‪ .‬عندئذ تصبح المعادلة (‪ )9-4‬صحيحة‪ .‬أما إذا كان‬
‫فرق الجهد صغيراً أو كان الغاز المستخدم من الغازات الهالوجينية أو األكسجين أو بخار‬
‫الماء فإن إعادة االلتحام تلعب دورا مهما وخصوصا بالنسبة للغازات الهالوجينية ‪ .‬لذا فإنه‬
‫يجب أن يوضع التيار المفقود نتيجة إعادة االلتحام أو نتيجة لاللتصاق في االعتبار ‪ .‬وبالنسبة‬
‫لغرف التأين ذات األقطاب المستوية فإنه يمكن حساب التيار المفقود ¿ ¿ بسبب إعادة االلتحام‬
‫من العالقة التالية ‪:‬‬
‫¿¿‬ ‫(‪)4-10‬‬
‫‪ v−¿, v‬هي السرعات االنسياقية لكل‬ ‫¿¿‪+‬‬ ‫¿‬ ‫حيث ‪ Is‬هو تيار التشبع ‪ d ،‬هي المسافة بين القطبين و‬
‫من األيونات واإللكترونات على التوالي ‪.‬‬
‫أما بالنسبة لالنتشار فيمكن أن يؤدي إلى فقد نسبة أخرى من التيار وذلك ألن االنتشار‬
‫يمكن أن يحدث في أي اتجاه ‪ .‬ويمكن تحديد قيمة الجزء المفقود ¿ ¿ بسبب االنتشار من‬
‫العالقة‬
‫¿¿‬ ‫(‪)4-11‬‬
‫حيث ‪ K‬ثابت بولتسمان ‪ T ،‬درجة الحرارة المطلقة ‪ V ،‬فرق الجهد بين القطبين ‪ ε ،‬عبارة‬
‫عن النسبة بين الطاقة المتوسطة لأليونات في حالة وجود المجال وبدونه ‪ .‬ويوضح شكل (‪-7‬‬
‫‪ )2‬العالقة بين التيار المتجمع ‪ I‬وفرق الجهد ‪ V‬بين القطبين ‪ .‬وتعرف هذه العالقة باسم‬
‫المميزة الفولت – أمبيرية لغرفة التأين ‪ .‬ويعتمد شكل هذه المميزة على األبعاد الهندسية‬
‫للغرفة وعلى نوع الغاز المستخدم وضغطه ونوع اإلشعاعات المارة وشدتها ‪ .‬ويتضح تأثير‬
‫هذه العوامل من شكل (‪ )2-7‬والخاص بغرفة تأين اسطوانية الشكل والذي يوضح المميزة‬
‫الفولت أمبيرية لنوعين من الغاز عند شدتين مختلفتين إلشعاعات جاما ‪ .‬وفي حالة‬
‫البروتونات والجسيمات المشحونة الثقيلة يلعب إعادة االلتحام دوراً أكثر أهمية نظراً ألن‬
‫التأين النوعي لهذه الجسميات كبير للغاية ‪ ،‬وبالتالي ال يحدث التشبع إال عند جهود أعلى ‪.‬‬
‫‪ 4-4-2‬خصائص غرف التأين ‪:‬‬
‫تستخدم جميع غرف التأين عند قيم الجهود التي تحقق تيار التشبع وهو ما يعرف‬
‫بالهضبة (‪ . )plateau‬ونظرا لبساطتها وسهولة تشغيلها فإنه يمكن تصميم غرف بأشكال‬
‫وأحجام مختلفة واستخدامها لقياس جميع أنواع اإلشعاعات بما في ذلك إشعاعات جاما‬
‫والنيوترونات ‪ .‬وعموما ‪ ،‬يمكن استخدام غرف التأين لقياس القيمة المتوسطة للتيار الناتج عن‬
‫عدد من الجسيمات أو لقياس نبضات التيار ( أو الجهد) الناتج عن مرور جسيم واحد ‪.‬‬
‫ويعرف هذا النظام األخير لتشغيل غرفة التأين بالنظام النبضي وهو غالبا ما يستخدم عند‬
‫قياس الشدة اإلشعاعية الضعيفة أو عند قياس طاقة اإلشعاعات ‪ .‬وعموما ‪ ،‬يمكن استخدام‬
‫غازات مختلفة داخل الغرفة ‪ .‬لكن بالنسبة للغرف النبضية يفضل استخدام الغازات الخاملة‬
‫تحت ضغوط معينة وذلك لضمان تجميع اإللكترونات وتكوين النبضة بسرعة وفي أقصر‬
‫زمن ممكن وذلك حتى تتم عملية التسجيل خالل زمن قصير وتصبح الغرفة جاهزة الستقبال‬
‫جسيم آخر وتسجيله ‪.‬‬
‫وعند تصميم غرف التأين لألغراض المختلفة يجب توجيه عناية خاصة إلى نوعية‬
‫العازالت المستخدمة لعزل األقطاب عن بعضها وعن جسم الغرفة وخاصة العازل المستخدم‬
‫لتثبيت وعزل المجمع ‪ .‬فيجب أن تكون مادة العازل ذات مقاومة عالية جداً ‪ .‬ويرجع السبب‬
‫في ذلك إلى أن التيار الناتج عن مرور الجسيم يكون صغيرا ‪ .‬فإذا كانت مقاومة العازل بين‬
‫القطبين غير كافية فإنه يمكن يتسرب بين القطبين تيار يعرف باسم تيار التسرب ( ‪Leakage‬‬
‫‪V‬‬
‫=‪I e‬‬
‫‪ )current‬قيمته هي ‪R c :‬‬
‫حيث ‪ v‬جهد المنبع ‪ Rc‬مقاومة العازل (شكل ‪ . )3-7‬فإذا كانت مقاومة العازل في حدود‬
‫‪ 1013 Ω‬وفرق الجد بين القطبين ‪ 100V‬يمر تيار تسرب ‪ I e‬في العازل مقداره‬
‫‪100V‬‬
‫‪13‬‬
‫‪=10−11 A=10 pA‬‬
‫‪10 Ω‬‬
‫وهذا تيار كبير جداً بالنسبة للتيار الناتج عن‬
‫الجسيم النووي ‪ Ic‬لذا يجب أن يكون العازل‬
‫المستخدم ذا مقاومة عالية بحيث ال تقل عن‬
‫‪1016−10 17‬‬

‫شكل (‪ )3-4‬تيار التسرب ‪ Ie‬في غرفة‬


‫التأين‬
‫ويمكن أن يزداد تيار التسرب حتى مع استخدام عازل ذي مقاومة عالية وذلك خالل سطح‬
‫العازل بسبب امتصاص السطح لبخار الماء أو ألي شوائب أخرى ؛ لذا يجب المحافظة على‬
‫سطح العازل نظيفا وجافا وخاليا تماما من أية خدوش مهما انت صغيرة‪.‬‬
‫كذلك تلعب الحلقات الحارسة دوراً آخر باإلضافة إلى دورها األساسي ( وهو تشكيل‬
‫خطوط القوى لتحديد الحجم الفعال) ‪ .‬فهذه الحلقات تمنع اإللكترونات واأليونات التي تتكون‬
‫على جانبي الحجم الفعال من التجمع على العازل حتى ال تؤثر هذه الشحنات على شكل‬
‫المجال في الحجم الفعال وحتى ال تؤدي إلى زيادة تيار التسرب‪.‬‬
‫‪ 4-4-3‬منحنى االستجابة الديناميكي لغرفة التأين‬
‫يمكن النظر إلى أي غرفة تأين من الناحية اإللكترونية على أنها عبارة عن مقاومة ‪Rc‬‬
‫(مقاومة العازل بين القطبين) ‪ .‬ولما كان القطبان يشكالن سطحين متوازيين فإنه يمكن‬
‫اعتبارهما مكثفا سعته ‪( Cc‬كالمبين على شكل ‪ 4-7‬أ بالخط المتقطع ) ‪ .‬وهكذا تتميز أي‬
‫غرفة تأين بمقاومة داخلية ‪ Re‬وسعة ذاتية ‪. Ce‬‬
‫لذا يمكن اعتبار أن السعة الكلية للغرفة وجهاز القياس هي ‪ C=Cc +Ce‬والمقاومة لهما‬
‫هي)‪R=Rc Re/ (Rc +Re‬‬
‫لذا ينتج عن تيار الغرفة فرق جهد ‪ V‬على مدخل الجهاز يمكن تحديده من قانون‬
‫كيرشوف كاآلتي ‪:‬‬
‫‪dV‬‬
‫‪RI =V + Rc‬‬
‫‪dt‬‬
‫(‪)4-12‬‬
‫وبحل هذه المعادلة التفاضلية يمكن إيجاد كيفية تغير الجهد على مدخل الجهاز كدالة في‬
‫الزمن حيث نجد أن الجهد ‪ v‬عبارة عن‬
‫) ‪V =RI (1−e−t /RC‬‬ ‫(‪)4-13‬‬
‫وتعرف ‪ RC‬بثبات الزمن للدائرة الكهربية ‪ .‬وكلما كان هذا الثابت ‪ RC‬صغيرا وصل الجهد‬
‫إلى قيمة التشبع بسرعة ( المنحنى ‪ 1‬بشكل ‪ . )45-‬أما عند زيادة قيمة ‪ RC‬يصل الجهد إلى‬
‫قيمة التشبع بعد زمن أكبر (المنحنى ‪ )2‬على الشكل ) ‪.‬‬

‫منحنى‬ ‫شكل (‪)5-4‬‬


‫الديناميكي‬ ‫االستجابة‬
‫لغرفة التأين‬

‫استخدام;‬ ‫‪4-4-4‬‬
‫للكشف عن‬ ‫غرف التأين‬
‫اإلشعاعات المختلفة‬
‫يمكن تصميم غرف تأين للكشف عن األنواع المختلفة من اإلشعاعات ‪ .‬ويتوقف حجم‬
‫الغرفة ومواصفاتها وضغط الغاز بداخلها على نوع اإلشعاعات المطلوب الكشف عنها وعلى‬
‫طاقة هذه اإلشعاعات ؛ لذا فإنه يمكن تقسيم غرف التأين من حيث نوع اإلشعاعات إلى‬
‫اآلتي ‪:‬‬
‫أ‪ -‬غرف التأين لجسميات ألفا والجسيمات المشحونة الثقيلة‬

‫حيث إن القدرة االختراقية لجسيمات ألفا والجسيمات المشحونة الثقيلة األخرى صغيرة فإن‬
‫هذه الجسيمات تمتص بالكامل في جدار الغرفة وال تمر إلى داخلها ‪ .‬لذا فإنه يجب عمل نافذة‬
‫في الغرفة لدخول هذه الجسيمات منها ‪ .‬وتصنع النافذة عموما من مادة خفيفة كالبريليوم أو‬
‫المواد العضوية الخفيفة وتكون في شكل غشاء رقيق جداً ( أقل من ‪ 1‬ميللي جرام ‪ /‬سم‪) 2‬‬
‫حتى ال يمتص الغشاء جزءاً كبرا من طاقة الجسميات على أن يتحمل فرق الضغط الواقع‬
‫عليه والناتج عن اختالف ضغط الغاز داخل الغرفة والضغط الجوي خارجها ‪.‬‬
‫ويستخدم هذا النوع من الغرف للكشف عن جسيمات ألفا ‪ .‬وتتميز هذه الغرف بحساسيتها‬
‫حيث يمكنها الكشف عن التلوث الضعيف الذي ال يزيد نشاطه اإلشعاعي عن جسيم واحد في‬
‫الدقيقة ‪.‬‬

‫ب‪-‬غرف التأين لجسيمات بيتا‬


‫من المعروف أن قدرة جسيمات بيتا على االختراق كبيرة حيث يصل مداها في الهواء‬
‫الجوي إلى عدة أمتار ؛ لذا فإن ضغط الغاز داخل الغرفة يجب أن يكون كبيراً حتى تتوقف‬
‫هذه الجسيمات بالكامل داخل الغرفة ‪ .‬وللسبب نفسه فإنه تستخدم نوافذ ذات سمك أكبر لتتحمل‬
‫فرق الضغط داخل الغرفة وخارجها ‪.‬‬
‫ج‪-‬غرف التأين إلشعاعات جاما‬
‫نظرا للقدرة االختراقية الفائقة إلشعاعات جاما فإنه ال يلزم وجود نافذة لغرف التأين الخاصة‬
‫بالكشف عن هذه اإلشعاعات ‪ .‬ونظرا لصغر احتمال حدوث كل من األثر الكهروضوئي أو‬
‫أثر كومبتون أو إنتاج األزواج داخل الغاز فإن السطح الداخلي للغرفة يبطن بطبقة رقيقة من‬
‫الرصاص ( لكبر عدده الذري) وذلك ليزيد من احتمال حدوث أي من هذه العمليات الثالث‬
‫في الرصاص وانطالق اإللكترون إلى داخل الغاز للقيام بالتأيين ‪ .‬وجدير بالذكر أن جزءاً‬
‫قليال من إشعاعات جاما هو الذي يؤدي إلى انطالق هذه اإللكترونات ‪ .‬أما الجزء اآلخر فيمر‬
‫من الغرفة دون أن يترك أي أثر وال يسجل فيها ‪ .‬لذلك تتميز جميع كواشف إشعاعات جاما‬
‫بمعامل مهم يعرف باسم كفاءة الكاشف ‪.‬‬
‫كفاءة الكاشف ‪ : Detector Effeciency‬هي عبارة عن نسبة عدد اإلشعاعات المسجلة في‬
‫الكاشف إلى العدد الكلي لإلشعاعات الساقطة عليه ‪ .‬وتتناسب كفاءة غرفة التأين الخاصة‬
‫بالكشف على حجم الغرفة وعلى نوع الغاز المستخدم في العداد وضغطه وعلى نوع المادة‬
‫المبطنة للغرفة ‪.‬‬
‫وتتراوح كفاءة غرف التأين إلشعاعات جاما بين عدة أجزاء من األلف إلى عدة أجزاء من‬
‫المائة ‪.‬‬
‫د‪-‬غرف التأين للنيوترونات‪:‬‬
‫عند مرور النيوترونات في المادة فإنه ال ينتج عنها أي تأين ؛ لذا فإنه من الضروري‬
‫إيجاد وسيلة لتوليد الجسيمات المشحونة بفعل النيوترونات ‪ ،‬حيث تؤدي هذه الجسيمات‬
‫المشحونة إلى عملية التأين ‪ .‬ولهذا الغرض يوضع داخل الكاشف النيوتروني مادة من المواد‬
‫التي يمكن أن ينطلق منها بروتونات أو جسيمات ألفا نتيجة حدوث تفاعالت نووية مختلفة ‪.‬‬
‫لذا يستخدم في العديد من غرف التأين الخاصة بالكشف عن النيوترونات غاز ثالث فلوريد‬
‫البورون ‪. BF3‬‬
‫فعند سقوط النيوترونات على هذا الغاز يتفاعل بعضها مع البورون وينتج عن ذلك‬
‫انطالق جسيمات ألفا طبقا للتفاعل التالي ‪:‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪n+ 5 B → 3 Li +α‬‬

‫ويقوم جسيم ألفا بتأيين الغاز ‪ .‬وجدير بالذكر أن كفاءة الكاشف النيوتروني تكون صغيرة‬
‫وتتوقف على عوامل كثيرة منها طاقة النيوترونات وكثافة الغاز وحجم الغرفة ‪ .‬وال تستخدم‬
‫نوافذ في الكواشف النيوترونية بسبب قدرة النيوترونات الفائقة على اختراق جدار الغرفة ‪.‬‬
‫‪ 4-4-5‬غرف التأين النبضية ‪Pulse-type ionization chamber‬‬
‫تستخدم غرف التأين النبضية لدراسة كل جسيم على حدة ‪ ،‬أي عند تعاقب الجسيمات أو‬
‫اإلشعاعات الساقطة الواحد تلو اآلخر بفارق زمني يسمح باالنتهاء من تسجيل الجسيم‬
‫السابق ؛ لذا يجب أن يكون زمن استمرار النبضة الكهربية (‪ )pulse-duration‬الناتجة عن‬
‫الجسيم صغير جدا وذل للتمييز بين الجسيمات المتتابعة ‪ .‬ويعتمد زمن استمرار النبضة على‬
‫ثابت الزمن ‪ RC‬للغرفة وجهاز القياس وعلى المسافة بين القطبين ‪ .‬ومن الواضح أن زمن‬
‫استمرار النبضة وجهدها يعتمدان اعتمادا كبيرا على مكان حدوث التأين بالنسبة للمجمع ‪ ،‬أي‬
‫على وضع واتجاه أثر الجسيم ‪ .‬فإذا كان األثر قريبا من المجمع فهذا يعني وصول‬
‫اإللكترونات بسرعة إلى هذا القطب وبالتالي عدم فقد أي منها أثناء االنتقال ‪ ،‬مما يؤدي إلى‬
‫ظهور نبضة جهد عالية على المخرج ‪ .‬أما إذا مر جسيم آخر بالطاقة نفسها بعيدا عن المجمع‬
‫فإن اإللكترونات الناتجة على طول أثره تستغرق وقتا طويال للوصول إلى المجمع ويضيع‬
‫جزء منها بسبب التصادمات مع جزئيات الغاز ‪.‬‬
‫مما يؤدي إلى إضعاف النبضة الجهدية الخارجة ‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك فإن جهد النبضة‬
‫وزمن استمرارها يتوقفان على زمن وصول كل من اإللكترونات إلى المجمع واأليونات إلى‬
‫قطب الجهد العالي ‪ .‬ولما كانت حركة اإللكترونات سريعة (سرعتها حوالي ‪ 6 10‬م‪/‬ثانية)‬
‫‪3‬‬
‫م‪ /‬ثانية) فإن الجهد الناتج عن المركبة‬ ‫وحركة األيونات بطيئة (سرعتها حوالي ‪10‬‬
‫اإللكترونية يصل إلى أقصى قيمة له خالل زمن قصير (في حدود ‪ 10‬ـ ـ‪ 6‬ثانية) أما الجهد‬
‫ـ ـ‪3‬‬
‫ثانية) ‪.‬‬ ‫الناتج عن المركبة األيونية فيصل إلى أقصى قيمة له خالل زمن كبير (حوالي ‪10‬‬
‫وبالنسبة للغرفة ذات األقطاب المستوية يمن تحديده من العالقة‬
‫‪ne vt‬‬
‫=)‪V (t‬‬ ‫(‪)4-14‬‬
‫‪Cd‬‬
‫حيث ‪ n‬عد اإللكترونات أو األيونات ‪ v‬هي السرعة االنسياقية لإللكترونات أو األيونات ‪C ،‬‬
‫السعة الداخلية للغرفة ‪ d ،‬المسافة بين القطبين ‪ .‬ويبين شكل (‪ )46-‬كيفية تغير جهد كل من‬
‫المركبة األيونية والمركبة اإللكترونية لغرفة تأين كدالة في الزمن‪.‬‬
‫وتعكس هذه العالقة اختالف جهد النبضة باختالف السرعات االنسياقية لإللكترونات‬
‫واأليونات ‪ .‬لذا تعتبر غرفة التأين من هذا النوع بطيئة ‪ .‬ويمكن عمل أنواع أخرى سريعة‬
‫وذلك باستخدام شبكة معدنية تثبت بين المجمع وقطب الجهد العالي وتكون أقرب إلى المجمع‬
‫(شكل ‪ )7-4‬ويكون جهد هذه الشبكة واقعا بين الصفر (جهد المجمع) والجهد العالي ‪V‬‬
‫ويؤدي إدخال هذه الشبكة إلى خفض السعة ‪ C‬بين مسار الجسيم والقطب المجمع ‪ ،‬وعدم‬
‫اعتماد جهد النبضة على موقع أثر الجسيم بالنسبة للمجمع ‪ .‬وبالتالي تصبح العالقة بين جهد‬
‫المركبة اإللكترونية وبين الزمن كالمبين بالمنحنى (‪ )3‬على الشكل (‪. )6-4‬‬

‫شكل (‪ )6-4‬تغير جهد كل من المركبة اإللكترونية (‪ )1‬والمركبة األيونية (‪ )2‬لغرفة تأين‬


‫كدالة في الزمن ‪ t‬وتغير جهد كل من المركبة اإللكترونية (‪ )3‬بعد وضع الشبكة المعدنية ‪.‬‬
‫وهكذا يجب أن تحتوي غرف التأين النبضية على شبكة ويجب أن تمأل بغاز من النوع‬
‫الذي ال تتكون فيه أيونات سالبة ‪ .‬لذا يفضل استخدام الغازات الخاملة في هذا النوع من‬
‫الغرف ‪ .‬كذلك يجب أن يكون فرق الجهد بين القطبين كبيرا (عند نهاية الهضبة في شكل ‪-4‬‬
‫‪ )6‬وذلك لكي تكون السرعة االنسياقية لإللكترونات ثابتة وال تعتمد على فرق الجهد بين‬
‫القطبين ‪ .‬ويستخدم غاز األرجون في معظم هذه الغرف ‪ .‬ويضاف إليه عادة نسبة صغيرة من‬
‫غاز ثاني أكسيد الكربون ( حوالي ‪ )%5‬وذلك لضمان بقاء السرعة االنسياقية ثابتة وعدم‬
‫زيادتها بزيادة فرق الجهد بين القطبين‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن غرف التأين النبضية ال يستخدم عموما للكشف عن جسيمات بيتا‬
‫وذلك بسبب صغر التأين النوعي ‪ S‬لهذه الجسيمات ‪ ،‬مما يؤدي إلى إنتاج عدد قليل من‬
‫اإللكترونات نتيجة جسيم بيتا واحد ‪ ،‬وبالتالي يون التيار الناتج ضعيفا ويصعب تكبيره‬
‫وتسجيله‪.‬‬
‫‪ 4-4-6‬القدرة التحليلية للطاقة ‪: Energy resolving power‬‬
‫من أهم خصائص غرف التأين النبضية الخاصية المعروفة باسم القدرة التحليلية للطاقة (‬
‫‪ )energy resolving power‬فعند سقوط عدد من الجسيمات ذات طاقة واحدة على نافذة‬
‫الغرفة فإن هذه الجسيمات تعبر النافذة إلى داخل الغرفة باختالف طفيف في طاقاتها وذلك‬
‫بسبب حدوث تبعثر في طاقة الجسيمات ذات المختلفة ‪ .‬وفضالً عن ذلك فإنه حتى في حالة‬
‫دخول هذه الجسيمات إلى الغرف بالطاقة نفسها (مثل إشعاعات جاما) فإن كل جسيم منها يون‬
‫عددا مختلفا من األزواج اإللكترونية األيونية ؛ وذلك ألن عملية التأين عملية إحصائية بحتة ‪.‬‬
‫كذلك فإنه عند انتقال اإللكترونات إلى المجمع يمكن أن يضيع بعضها بسبب التصادمات مع‬
‫ذرات الغاز ‪ .‬وبالتالي فإن الجسيمات ذات الطاقة الواحدة يمكن أن تنتج نبضات كهربية‬
‫يختلف تيارها ( جهدها) اختالفا طفيفا ‪.‬‬
‫‪ 4-5‬العدادات التناسبية ‪Proportional Counters‬‬
‫عند زيادة فرق الجهد بين قطبي غرف التأين إلى قيم عالية يبدأ التيار في الزيادة السريعة‬
‫فوق قيمة التشبع ‪ Is‬ويعود السبب في ذلك إلى أن اإللكترونات الناتجة عن التأين والواقعة‬
‫تحت تأثير فرق الجهد تكتسب طاقة حركة تتناسب مع قيمة فرق الجهد الذي تجتازه ‪ .‬وعند‬
‫زيادة فرق الجهد تزيد الطاقة التي تكتسبها هذه اإللكترونات فتصبح (اإللكترونات) قادرة على‬
‫تأيين ذرات جديدة من الغاز ‪ ،‬وبالتالي تكوين مجموعة ثانوية من األزواج اإللكترونية ـ ـ‬
‫األيونية تنضم للمجموعة في الحركة بتأثير الجهد ‪ ،‬وبالتالي تكتسب طاقة جديدة فيؤدي إلى‬
‫مرحلة جديدة من التأين الثانوي ‪ .‬وهكذا فإن اإللكترونات الناتجة عن التأين األولى بفعل‬
‫الجسيم النووي يتبعها عدة مراحل تأين ثانوي تؤدي إلى مضاعفة عدد اإللكترونات‪ .‬وهذه‬
‫المراحل المتتابعة من التأين الثانوي الناتج عن الجهد الكبير تختلف اختالفا تاما عن مفهوم‬
‫التأين الثانوي الناتج عن جسيمات بيتا ذات الطاقة العالية والذي يحدث دون النظر لشدة‬
‫المجال ‪.‬‬
‫وينتج عن التأين تكاثر هائل لعدد اإللكترونات ‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك فعند تصادم‬
‫اإللكترونات المعجلة بجزئيات الغاز أو عند حدوث إعادة التحام بين األعداد الهائلة من‬
‫اإللكترونات واأليونات يمكن أن تنطلق فوتونات ( أشعة سينية ) نتيجة إلثارة هذه الجزئيات‬
‫عند التصادم ‪ .‬ويمكن أن تؤدي هه الفوتونات إلى تحرير عدد آخر من اإللكترونات من سطح‬
‫قطب الجهد العالي أو من جزئيات الغاز التي يكون جهد تأينها صغيرا ( في حالة وجود خليط‬
‫من الغازات ) ‪ .‬وبذلك يمكن أن تشترك الفوتونات في عملية التأين الثانوي ‪ .‬وبالتالي تنتشر‬
‫عملية التأين في الحجم الكلي للغاز ويحدث ما يشبه التفرغ الكهربي للغاز (‪)gas discharge‬‬
‫‪.‬‬
‫فإذا كان احتمال تكوين إلكترون كهروضوئي بواسطة اإللكترون الواحد هو ‪ γ‬وكان عدد‬
‫اإللكترونات الثانوية الناتجة عن تصادم إلكترون واحد بالذرات هو ‪ n ، n γ‬عبارة عن عدد‬
‫اإللكترونات الكهر>وضوئية الناتجة عن ‪ n‬إلكترون ثانوي ‪ ،‬ثم يتضاعف هذا العدد بفعل‬
‫التصادمات مكونا ‪ n2 γ‬إلكترون ثانويا ‪ .‬وهذا العدد األخير يؤدي بدوره إلى تكوين ‪n2 γ2‬‬
‫إلكترون كهروضوئي ‪ .‬وبجمع جميع عناصر هذه المتوالية الهندسية وقسمته على عدد‬
‫اإللكترونات االبتدائية يمكن إيجاد معامل التضاعف ‪ M‬وهو ‪:‬‬
‫‪n‬‬
‫=‪M‬‬
‫‪1−n γ‬‬
‫(‪)4-16‬‬
‫ويبين معامل التضاعف ‪ M‬عدد مرات تضاعف اإللكترونات االبتدائية (أي الناتجة عن‬
‫الجسيم النووي ذاته)‪ .‬فإذا كانت قيمة ‪ n γ>>1‬فيصبح معامل تضاعف العداد مساويا ‪M=n‬‬
‫ويكون هذا التضاعف ناتجا عن التأين الثانوي فقط وال تلعب الفوتونات دورا ملحوظا في‬
‫التأين ‪ ،‬وبالتالي يمكن إهمالها واعتبار قيمة ‪ γ‬مساوية للصفر ‪ .‬ويسمى العداد في هذه الحالة‬
‫بالعداد التناسبي (‪ )proportional counter‬نظرا ألن العدد الكلي لإللكترونات الثانوية‬
‫يتناسب مع عدد اإللكترونات االبتدائية الناتجة عن الجسيم النووي ‪.‬‬
‫وهكذا فإنه عند زيادة الفرق الجهد بين القطبين فيما بعد عتبة التشبع ( النقطة ‪ a‬على‬
‫الشكل ‪ )9-4‬لغرفة التأين يبدأ العداد في العمل كعداد تناسبي ‪.‬‬
‫ويبين شكل (‪ )9-4‬منطقة الجهود التي يتحقق عندها تشغيل العداد في المنطقة التناسبية وهي‬
‫المنقطة ‪ . 2‬وفي هذه المنطقة يزداد التيار زيادة كبيرة (من ‪ )1‬إلى ‪ 10000‬مرة) حسب قيمة‬
‫‪ V‬وعلى الرغم من زيادة التيار فإنه يستمر متناسباً مع عدد األزواج اإللكترونية األيونية‬
‫الناتجة عن الجسيم النووي أي متناسبا مع طاقة هذه الجسيم‪.‬‬

‫‪-1‬منطقة غرفة التأين ‪.‬‬


‫‪-2‬منطقة العداد التناسبي) ‪.‬‬
‫‪-3‬منطقة عداد غايغر ـــ ميولر‬

‫شكل (‪ )9-4‬العالقة بين الجهد والتيار في العدادات‬


‫فعند دخول جسمين ذوي طاقتين مختلفتين ‪( E2 < E1‬شكل ‪ )9-4‬ينتج عنها تياران مختلفان‬
‫سواء في منطقة غرفة التأين أم في منطقة العداد التناسبي ‪ ،‬مما يمكن من فصل هاتين‬
‫الطاقتين ‪ .‬وفي نهاية منطقة العداد التناسبي يصبح من الصعب تمييز الطاقات المختلفة ‪.‬‬
‫ويمكن من حيث المبدأ أن تكون العدادات التناسبية مستوية األقطاب ولكنها تجهز على‬
‫شكل اسطوانة (شكل ‪ )10-4‬حيث يقوم السلك المحوري الرفيع بدور المجمع (األنود) ‪ .‬لذا‬
‫فهو يوصل بالقطب الموجب لمنبع الجهد العالي ‪ .‬أما جسم األسطوانة فيوصل باألرض (أي‬
‫بالقطب السالب لمنبع الجهد) وتتجمع عليه األيونات الموجبة ‪ .‬وفي حالة وجود نافذة يمكن أن‬
‫تكون هذه النافذة على الجدار األسطواني أو في القاع ‪ .‬أما السعة ‪ C‬فالغرض منها منع‬
‫وصول الجهد المستمر من منبع الجهد إلى جهاز القياس ‪.‬‬

‫شكل (‪ )10-4‬العداد التناسبي‬

‫وبالنسبة للعداد األسطواني يمكن إيجاد شدة المجال الكهربي ‪ ε‬في أي نقطة بداخله تبعد‬
‫مسافة ‪ r‬عن محور األسطوانة وذلك باستخدام العالقة المعروفة التالية‪:‬‬
‫‪V‬‬
‫=‪ε‬‬ ‫(‪)4-17‬‬
‫)‪r 1 n( b/a‬‬
‫حيث ‪ V‬هو جهد المجمع ( األنود ) ‪ b ،‬هو نصف القطر الداخلي لألسطوانة ‪ a ،‬هو نصف‬
‫قطر السلك المحوري ‪ .‬فإذا كان جهد السلك ‪ 1000v ، b=1cm ، a=0.01cm‬تصل شدة‬
‫المجال على مسافة ‪ 0.01cm‬من السلك حوالي ‪ . 6000v/cm‬لذا نجد أن التأين الثانوي‬
‫يحدث أساسا بالقرب من سلك األنود ‪.‬‬
‫أما إذا تكونت اإللكترونات االبتدائية بعيدا عن األنود فإنها تتحرك أوال بفعل المجال في‬
‫اتجاه المجمع ثم تبدأ مراحل التأين الثانوي عند اقترابها منه ( في حدود ‪ 0.1cm‬من مركزه )‬
‫‪.‬‬
‫‪ 4-5-2‬زمن التأخير ‪Delay time‬‬
‫يجب التنويه بحدوث تأثير زمني بين لحظة دخول الجسيم للعداد وخروج النبضة‬
‫الجهدية ‪ .‬وهذا التأخير ناتج عن زمن مرور اإللكترونات األولية من مكان تكونها داخل العداد‬
‫إلى أن تقترب من المجمع ‪ .‬وبالتالي يعتمد زمن التأخير (‪ )delay time‬على مكان مرور‬
‫الجسيم النووي ويمكن حساب قيمته القصوى من نصف القطر الداخلي لألسطوانة والسرعة‬
‫االنسياقية ¿¿‪ v−‬لإللكترونات كالتالي ‪:‬‬
‫‪b‬‬
‫=‪t d‬‬
‫‪d‬‬
‫ومن أهم عيوب العدادات التناسبية اعتماد معامل التضاعف ‪ M‬على الجهد مما يؤدي إلى‬
‫اختالف جهد النبضة الخارجة عند حدوث تغير طفيف في جهد المنبع ؛ لذا يجب الحرص‬
‫على استخدام منبع جهد ذي استقراريه عالية (‪)highly stabilized‬‬
‫‪ 4-6‬عدادات جايجر ــــ مولر ‪Geiger – Muller Counters‬‬
‫عند زيادة الجهد بين قطبي العداد التناسبي إلى ما بعد منطقة التناسب ( فيما بعد النقطة ‪b‬‬
‫على شكل ‪ )9-4‬يزداد معامل التضاعف ‪ M‬زيادة هائلة وبالتالي يزداد التيار زيادة طارئة‬
‫( شكل ‪ . )9-4‬ويرجع السبب في ذلك إلى زيادة احتمال انطالق الفوتونات فوق البنفسجية‬
‫عند تصادم اإللكترونات بجزئيات الغاز وتكوين إلكترونات كهروضوئية ( أي زيادة قيمة‬
‫االحتمال ‪ . ) γ‬وعند هذه الجهود العالية تصبح هذه الفوتونات هي المسئول األساسي عن‬
‫اإللكترونات الثانوية ‪ .‬وينتشر التأين الثانوي في جميع أنحاء العداد وبالتالي يصل العداد إلى‬
‫حالة التفريغ الكهربي وينتج عن ذلك تيار كبير للغاية دون النظر لعدد اإللكترونات األولية ‪.‬‬
‫ويعرف العداد عند هذه الجهود باسم عداد جيجر ـ ـ ـ مولر ( وهما مكتشفاه)‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى العالقة (‪ )16-4‬يالحظ أن هذا األمر يتحقق عندما تصبح قيمة ‪n-1‬‬
‫‪ . γ‬عندئذ يصبح معامل التضاعف ‪ M‬عبارة عن ما ال نهاية أي‬
‫‪n‬‬
‫=‪M‬‬ ‫∞=‬
‫‪1−1‬‬
‫وفي هذه الحالة فإن جهد النبضة لم يعد يتوقف على عدد اإللكترونات األولية الناتجة عن‬
‫الجسيم النووي ‪ .‬إذا أنه يكفي تكون زوج واحد إلكتروني ـ ـ أيوني لبدء عملية التفريغ وظهور‬
‫جهد النبضة ‪ .‬وبالتالي يالحظ أن جهد النبضة لم يعد يتوقف على طاقة الجسيم النووي‬
‫المسبب لها ؛ لذا ال يستخدم عداد جيجر ـ ـ مولر لتحديد طاقة الجسيمات النووية وإ نما يستخدم‬
‫فقط لتسجيل عدد هذه الجسيمات دون النظر لطاقاتها ‪.‬‬
‫وبمجرد بدء التأين والتفريغ الكهربي ال يتوقف مرور التيار داخل العداد ذاتيا وإ نما يستمر‬
‫حتى في حالة عدم وصول جسيمات نووية جديدة ؛ لذا فإنه يجب إيقاف عملية التفريغ داخل‬
‫العداد ليكون جاهزا الستقبال جسيم جديد وتسجيله ‪ .‬ويوجد نوعان من عدادات جيجر ـ ـ مولر‬
‫يختلفان باختالف طريقة وقف التفريغ وهما عدادات ذات إطفاء خارجي واألخرى ذات إطفاء‬
‫ذاتي ‪.‬‬
‫‪ 4-6-1‬عداد جايجر ذات اإلطفاء الخارجي‬
‫‪Non-self quenching G.M. counters‬‬
‫عندما ُيمأل العداد بغاز خامل ( مثل األرجون) تؤدي الفوتونات فوق البنفسجية إلى‬
‫انطالق اإللكترونات الكهروضوئية من الكاثود ( األسطوانة الخارجية ) وليس من ذرات‬
‫األرجون ‪ .‬وتتحرك جميع اإللكترونات في اتجاه األنود (شكل ‪ )10-4‬الذي تتكون حوله‬
‫سحابه أيونية إلى ظهور نبضة على المقاومة ‪ . Ro‬وعند وصول هذه السحابة األيونية إلى‬
‫الكاثود تنتج فوتونات فوق بنفسجية جديدة وإ لكترونات ثانوية فيستمر التيار في المرور وال‬
‫يتوقف ‪ .‬وهكذا يستمر مرور التيار طالما بقي الجهد عاليا ولم يتم تخفيضه بأي وسيلة‬
‫خارجية ‪.‬‬
‫ولتخفيض قيمة الجهد يمكن اختيار ‪ Ro‬كبيرة للغاية‬
‫( في حدود ¿ فعند تحرك السحابة األيونية بعيداً عن األنود ينخفض جهد األنود بما يعادل ‪IRo‬‬
‫أي أن جهد األنود عند تحرك السحابة األيونية يصبح‬
‫‪ Va =V-IRo‬حيث ‪ I‬تيار السحابة األيونية ‪ .‬فإذا كانت قيمة ‪ Ro‬كبيرة ينخفض جهد األنود‬
‫بحيث يصبح أقل من الجهد الالزم الستمرار التفريغ ( أقل من ‪ Vb‬شكل‪ . )9-4‬لذلك فإنه عند‬
‫وصول السحابة األيونية للكاثود يكون الجهد أقل من الحد الالزم الستمرار التفريغ وبالتالي‬
‫يطفأ العداد ‪ .‬فإذا كان زمن انتقال األيونات داخل العداد ‪ 200μs‬وسعته الداخلية في حدود‬
‫‪ 10pF‬يجب أن يكون قيمة ‪ Ro‬في حدود ‪ . 4 ×108 Ω‬وبعد أن يطفأ العداد يكون جهد األنود‬
‫أقل من الجهد الالزم لتشغيله في منطقة جايجر ‪ .‬فيبدأ هذا الجهد في الزيادة من جديد إلى أن‬
‫ـ‪3‬‬
‫يصل إلى القيمة األصلية‪ V‬بعد زمن كبير بالمقارنة بثابت الزمن ‪ ( Ro Co‬بعد حوالي ‪10‬‬
‫ثانية) وخالل هذا الوقت الذي يستعيد فيه العداد جهده على األنود يكون العداد غير مستعد‬
‫الستقبال جسيمات جديدة ‪ .‬ولو دخل جسيم إلى العداد خالل هذا الزمن فإنه يمكن أن يسجل‬
‫ولكن تكون النبضة الناتجة صغيرة للغاية بحيث ال يحس بها الجهاز اإللكتروني التالي ‪.‬‬
‫وتعرف هذه الفترة الزمنية باسم فترة االسترجاع (‪. )recovery time‬ويالحظ أن أهم عيوب‬
‫هذا النوع من العدادات هو كبر فترة االسترجاع ( حوالي ‪ 10‬ـ ـ‪. ) 3‬‬
‫‪ 4-6-2‬عدادات ذات اإلطفاء الذاتي ‪Self-quenching G.M.counters‬‬
‫ويتميز هذا النوع من العدادات بعدم وجود مقاومة كبيرة لخفض جهد األنود وإ نما تستخدم‬
‫مقاومة صغيرة ‪ .‬وبذلك يبقى الجهد ثابتا على األنود وال ينخفض إلى ما دون حد جهد جايجر‬
‫‪ .‬ولحدوث اإلطفاء في هذا النوع من العدادات يمأل العداد بخليط من غاز األرجون (حوالي‬
‫‪ )% 90‬وبخار مركب متعدد الذرات مثل الكحول أو األسيتون (حوالي ‪ )%10‬وعند دخول‬
‫الجسيم النووي يحدث التأين االبتدائي ثم تتبعه مجموعة التأينات الثانوية بالقرب من األنود‬
‫وانطالق الفوتونات فوق البنفسجية التي تؤدي إلى اإللكترونات الكهروضوئية باألسلوب نفسه‬
‫المتبع في عدادات جايجر السابقة ‪ .‬ولكن يحدث اختالف في هذه العدادات ويرجع أساسا إلى‬
‫قابلية بخار الكحول أو األسيتون العالية المتصاص الفوتونات فوق البنفسجية وبذلك تمتص‬
‫هذه الفوتونات في الغاز وال تصل إلى الكاثود ‪ .‬وبذلك تكون اإللكترونات الكهروضوئية‬
‫صادرة عن جزئيات بخار الكحول وليس عن ذرات ماد الكاثود المعنية ‪ .‬ونظرا للقابلية‬
‫العالية المتصاص الفوتونات في جزئيات الكحول وتأينها فإن هذه الفوتونات ال تبتعد كثيرا‬
‫عن األنود وينحصر التفريغ الكهربي بالقرب منه ‪ .‬وهكذا تتحرك السحابة األيونية الموجبة‬
‫التي تصل إلى الكاثود كليا من أيونات جزئيات الكحول أو األسيتون وذلك المتصاص‬
‫الفوتونات بواسطة هذه الجزئيات وكذلك ألنه عند تحرك أيون أرجون موجب في اتجاه‬
‫الكاثود فإنه يكتسب إلكترونا عند اصطدامه بجزيء الكحول المتعادل الذي يتحول بدوره إلى‬
‫أيون موجب (ألن طاقة ارتباط اإللكترون بذرة األرجون أعلى من طاقة ارتباط االلكترون‬
‫بجزيء الكحول )‪ .‬وعند وصول أيونات الكحول الموجبة إلى الكاثود فإنها ال تؤدي إلى‬
‫انبعاث إلكترون ثانوية من مادة الكاثود وبالتالي يحدث ذاتيا ‪ .‬وهكذا يمكن تلخيص دور‬
‫جزئيات الغاز المتعددة الذرات مثل بخار الكحول أو األسيتون في اآلتي ‪:‬‬
‫‪ -1‬منع وصول الفوتونات إلى الكاثود وبالتالي منع انطالق) اإللكترونات الكهروضوئية منه ‪.‬‬
‫‪ -2‬منع وصول أيونات األرجون الموجبة إلى الكاثود وبالتالي منع انبعاث اإللكترونات الثانوية‬
‫منه ‪.‬‬

‫‪ 4-6-3‬شكل النبضة والزمن الميت وزمن االسترجاع لعداد اإلطفاء الذاتي ‪:‬‬
‫تتكون نبضة التيار الناتجة على مخرج عداد جايجر ذي اإلطفاء الذاتي األيونية فقط ‪.‬‬
‫وتتحرك السحابة األيونية في اتجاه الكاثود‬
‫مكونه شكال اسطوانياً رفيعا في أي لحظة ‪.‬‬
‫ويستعرض شكل (‪ )12-4‬الشكل التجريبي‬
‫للنبضة من العداد ذي اإلطفاء الذاتي ( الخط المتصل ‪ )1‬وكذلك الشكل النظري الناتج عن‬
‫المركبة األيونية ‪ .‬ويعتمد زمن امتداد النبضة على األبعاد الهندسية للعداد ‪ .‬كما يعتمد شكلها‬
‫على مكان حدوث التأين االبتدائي بالنسبة لألنود ‪ .‬فكلما بعد أثر الجسيم النووي عن األنود‬
‫زاد االمتداد الزمني للنبضة وقلت القيمة القصوى للتيار الناتج عنها ( الخط المتصل ‪. )2‬‬
‫(‪ )1‬الشكل التجريبي) للنبضة من الع ّداد ذي اإلطفاء الذاتي ‪.‬‬
‫(‪ )2‬ابتعاد أثر الجسيم النووي) عن األ ّنود ‪.‬‬

‫شكل (‪ )12-4‬الشكل التجريبي للنبضة من العداد ذي اإلطفاء الذاتي ‪.‬‬


‫الزمن الميت ‪: Dead time‬‬
‫أثناء عملية التضاعف اإللكتروني وانتقال السحابة األيونية من حول األنود إلى الكاثود‬
‫يكون العداد غير حساس الستقبال القطبين في هذا الوقت وبمجرد وصول السحابة األيونية‬
‫للكاثود يسترجع األنود جهده بسرعة وتعود شدة المجال بين القطبين إلى قيمتها األصلية ‪.‬‬
‫ويعرف الزمن بين لحظة دخول الجسيم النووي ووصول الجهد على األنود إلى عتبة‬
‫جايجر( النقطة ‪ b‬شل ‪ )9-7‬بالزمن الميت للعداد (‪ )dead time‬وخالل هذا الزمن يكون‬
‫العداد غير حساس لتسجيل أي جسم آخر ‪.‬‬
‫‪ 4-6-4‬زمن االسترجاع ‪:Recovery time‬‬
‫أما الفترة الزمنية بين وصول الجهد إلى عتبة جايجر ووصوله إلى القيمة القصوى‬
‫فتعرف بزمن االسترجاع (‪ . )recovery time‬وتعتبر هذه الفترة صغيرة بالنسبة للعدادات‬
‫ذات اإلطفاء الذاتي (حوالي ‪ 10 × 5‬ـ ـ‪ )6‬ثانية وذلك بسبب صغر قيمة المقاومة ‪ Ro‬وخالل‬
‫زمن االسترجاع يستطيع العداد تسجيل الجسيم النووي ولكن يكون تيار ( أو جهد) النبضة أقل‬
‫‪.‬‬
‫وعموما ‪ ،‬تختلف عدادات جايجر باختالف الغرض المخصص له ‪ .‬فتوجد منها أنواع‬
‫ذات نوافذ وأخرى بدونها وذلك تبعا لنوع الجسيمات أو اإلشعاعات المطلوب الكشف عنها ‪.‬‬
‫وهناك أنواع يستخدم فيها غاز ثالث فلوريد البورون ‪ BF3‬أو يعمل فيها نافذة من مادة‬
‫البورون الستخدامها للكشف عن النيوترونات ‪.‬‬
‫‪ 4-7‬الغرفة السحابية ‪Cloud Chamber‬‬
‫تعتبر الغرفة السحابية من أقدم الوسائل المستخدمة للكشف عن الجسيمات المشحونة‬
‫بالرؤية المباشرة حيث استخدمها ويلسون ألول مرة عام ‪1912‬م ‪ .‬ويبين شكل (‪)13-4‬‬
‫رسما توضيحياً للغرفة السحابية حيث يمأل الفراغ الداخلي للغرفة بالهواء النقي تماما من‬
‫الغبار والمشبع ببخار الماء عند درجة الغرفة ‪.‬‬
‫وعند تحرك المكبس فجأ وبسرعة عالية إلى أسفل يحدث تمدد مفاجئ لخليط الهواء وبخار‬
‫الماء مما يؤدي إلى االنخفاض المفاجئ في درجة حرارة الخليط ويصبح بخار الماء في حالة‬
‫ما فوق التشبع ‪ .‬فإذا مرت في هذه اللحظة جسيمات مشحونة وأدت إلى تكوين أزواج‬
‫الكترونية أيونية داخل الفراغ الداخلي ‪ C‬يتكثف بخار الماء فوق المتشبع على األيونات‬
‫ويظهر أثر لقطرات الماء المتكثفة على األيونات بطول أثر الجسيمات المشحونة ‪ .‬ويمكن‬
‫رؤية هذه القطرات وبالتالي أثر الجسيم إما بالعين المجردة أو بالتصوير في هذه اللحظة وذلك‬
‫بإدخال ضوء من فتحة جانبية والتصوير خالل الغطاء الشفاف العلوي للغرفة ‪ .‬وبعد التصوير‬
‫يعاد المكبس إلى وضعه األصلي‪ ،‬ويتم توصيل جهد بالغرفة لسحب األيونات من داخلها‬
‫فتصبح الغرفة بذلك مستعدة لدورة قياسات أخرى ‪ .‬وعموما يتم تجهيز الغرفة بأدوات آلية‬
‫لسحب المكبس والتصوير وإ عادة المكبس بحيث تتم الدورة بأكملها وتصبح الغرفة جاهزة‬
‫آلياً ‪.‬‬

‫شكل (‪ )13-4‬الغرفة السحابية‬


‫وتعريف نسبة التشبع ‪ S‬هو‬
‫‪Pf‬‬
‫=‪S‬‬
‫‪Pi‬‬
‫(‪)4-21‬‬
‫حيث ‪ Pi ، Pf‬هو الضغط بعد وقبل التمدد على الترتيب كذلك فإن نسبة التمدد ‪ E‬هي‬
‫‪τf‬‬
‫=‪E‬‬
‫‪τi‬‬
‫(‪)4-22‬‬
‫حيث ‪ Tf ، Ti‬حجم الغرفة بعد وقبل التمدد على الترتيب ‪ .‬وبالنسبة لخليط الهواء وبخار الماء‬
‫يحدث التكثف على األيونات السالبة فقط إذا كانت قيمة ‪ E‬محصورة بين ‪ 1.31-1.25‬ولكن‬
‫يح دث التكث ف على ك ل من األيون ات الس البة والموجب ة إذا ك انت قيم ة ‪ E‬محص ورة بين‬
‫‪ . 1.38-1.31‬أما إذا زادت ‪ E‬على ‪ 1.38‬فيحدث التكثف في الفراغ كله دون النظر لوج ود‬
‫أيون ات وتتك ون س حابة داخ ل التجوي ف بأكمل ه ‪ .‬ل ذا فإن ه يفض ل أن تك ون قيم ة ‪ E‬في ح دود‬
‫‪ 1.35‬بالنس بة لخلي ط اله واء وبخ ار الم اء ‪ .‬أم ا بالنس بة لخلي ط األرج ون والكح ول فإن ه يمكن‬
‫الحصول على أفضل صورة عندما تكون ‪ E=1.10‬حيث يحدث التكثف على كل من األيون ات‬
‫الموجبة والسالبة ‪.‬‬
‫ويمكن اس تخدام الغرف ة الس حابية في تحدي د ش حنة الجس يم واندفاع ه وبالت الي طاقت ه ‪ .‬ف إذا‬
‫تع رض الفراغ ال داخلي للغرف ة بع د التمدد مباشرة لمج ال مغناطيسي كثاف ة فيض ه ‪ B‬ينحرف‬
‫مس ار الجس يمات المش حونة تحت ت أثير المج ال المغناطيس ي ويص بح المس ار عب ارة عن ج زء‬
‫من محي ط دائ رة نص ف قطره ا ‪ . R‬وتحكم ه ذا المس ار العالق ة المعروف ة التالي ة والخاص ة‬
‫بحركة الجسيمات المشحونة في المجال المغناطيسي‬
‫‪mv=qBR‬‬ ‫(‪)4-23‬‬
‫حيث ‪ m‬هي كتل ة الجس يم الن ووي ‪ v ،‬س رعته و ‪ q‬ش حنته ‪ .‬ويح دد اتج اه االنح راف ن وع‬
‫الشحنة ‪ .‬كذلك فإنه يمكن تحديد طاقة الجسيم من طول األثر ‪.‬‬
‫ومن أهم عي وب الغ رف الس حابية ه و قص ر ال زمن الحس اس ( ح والي نص ف ثاني ة)‪.‬‬
‫والزمن الحساس عبارة عن زمن استمرار القطرات المكثفة حيث إن هذه القطرات تتبخر من‬
‫جديد بسبب وصول الحرارة إليها من خارج الغرفة‪.‬‬
‫‪ 4-8‬غرفة االنتشار ‪Diffusion Chamber‬‬
‫نظ راً لص غر ال زمن الحس اس للغرف ة الس حابية فق د تم تط وير غرف ة جدي دة ع ام ‪1936‬م‬
‫تعرف بغرفة االنتشار (شكل ‪ )14-7‬وتتكون الغرفة من إناءين أحدهما علوي واآلخر سفلي ‪.‬‬
‫ويمأل اإلناء العلوي بسائل مثل الكحول الميثيلي (‪ )methyl alcohol‬نظراً ألن بخاره قابل‬
‫للتكثف ‪ .‬وتكون درجة حرارة هذا اإلناء هي درجة حرارة الغرفة‪ .‬أما اإلناء السفلي فيجب‬
‫تبريده إلى حوالي ‪ C° 60‬ـ وذلك باستخدام خليط من الكحول الميثيلي وثاني أكسيد الكربون‬
‫المتص لب ( أي في حال ة ص لبة) ‪ .‬في ؤدي ذل ك إلى ت درج درج ة الح رارة بين اإلن اء الس فلي‬
‫والعل وي ‪ .‬وعن د تبخ ر الس ائل الموج ود باإلن اء العل وي ينتش ر ه ذا البخ ار إلى أس فل بس بب‬
‫انخف اض درج ة الح رارة عن د الق اع ؛ ل ذا يك ون البخ ار في حال ة م ا ف وق التش بع في المنطق ة‬
‫السفلي من الغرفة ‪ .‬وعند مرور جسيم مشحون في هذه المنطقة وتكوين األيونات يتكثف بخار‬
‫عليها مكونا قطرات السائل وبالتالي يمكن تصوير أثر الجسيم ‪ .‬وإلعداد الغرفة لدورة قياسات‬
‫جدي دة يجب س حب األيون ات من داخله ا باس تخدام مج ال كه ربي ‪ .‬وتتم يز ه ذه الغرف ة عن‬
‫سابقتها بكبر الوقت الحساس (حوالي ‪ 10‬ثوان) ‪.‬‬
‫وتستخدم هذه الغرف عموما لتسجيل الجسيمات النووية المشحونة ذات الطاقات العالية ؛‬
‫لذا يجب أن يون ضغط الغاز بداخلها كبيرا جداً ويصل إلى حوالي ‪ 20atm‬حتى تقف هذه‬
‫الجسيمات ذات الطاقة العالية بداخلها ‪.‬‬
‫شكل (‪ )14-4‬غرفة االنتشار‬

‫‪ 4-9‬الغرفة الفقاعية ‪Bubble Chamber‬‬


‫تم تص ميم أول غرف ة فقاعي ة ع ام ‪1952‬م ‪ .‬ويق وم مب دأ عم ل ه ذه الغرف ة على اس تخدام‬
‫ظ اهرة تك وين الفقاع ات عن د تس خين الس وائل تس خينا فائق اً ‪ ،‬وي بين ش كل (‪ )15-7‬رس ما‬
‫تخطيط اً لغرفة فقاعية ‪ .‬وتمأل الغرفة عموما بسائل هيدروجين ‪( H‬أو هليوم ‪ He‬أو كسينون‬
‫دروجين ‪،‬‬ ‫تراوح بين((‪ C°246-‬للهي‬ ‫رارة ت‬ ‫ةح‬ ‫د درج‬ ‫‪ ) Xe‬عن‬
‫(‪ )20°C-‬لس ائل الكس ينون ‪ .‬ويتم تس خين الس ائل إلى درج ة ح رارة أعلى من نقط ة غليان ه‬
‫ولكنه يبقى في الطور السائل (وال يتحول إلى بخار ) عن طريق استخدام ضغط خارجي عال‬
‫جداً (عدة عشرات من الضغط الجوي حسب نوع السائل) ‪ .‬وعند تخفيض الضغط فجأة فإن‬
‫السائل الفائق التسخين ال يبدأ في الغليان في الحال وإ نما تمر فترة معينة دون حدوث الغليان ‪.‬‬
‫وعند مرور جسيم مشحون خالل هذه الفترة في الغرفة فإنه يؤدي إلى تأيين السائل ‪ ،‬وتنمو‬
‫فقاعات على هذه األيونات في خالل زمن مقداره حوالي (‪ 10 )2s-10‬ـــ‪ 2‬ثانية ‪ ،‬وهكذا تتكون‬
‫فقاع ات على ط ول مس ار الجس يم المش حون ويتم تص وير ه ذه الفقاع ات وس حب األيون ات‬
‫بواسطة مجال كهربي وزيادة الضغط من جديد قبل بدء غليان السائل ‪ .‬وتصبح الغرفة جاهزة‬
‫لتس جيل جس يمات أخ رى بع د ع دة ث وان قليل ة ‪ .‬وال زمن الحس اس له ذه الغرف ة ه و عب ارة عن‬
‫الف ترة من لحظ ة خفض الض غط الخ ارجي على الغرف ة إلى لحظ ة ب دء غلي ان الس ائل ( ويجب‬
‫أال يحدث الغليان وذلك بزيادة الضغط إلى قيمته األولية ) ‪ .‬ولزيادة الزمن الحساس يجب أن‬
‫يك ون ج دار الغرف ة ال داخلي ناعم ا تمام ا وأن ي ون الس ائل نقي ا للغاي ة وإ ال انخفض ال زمن‬
‫الحساس إلى حوالي (‪ 10 )2s-10‬ـ ـ‪ 3‬ثانية ‪.‬‬

‫‪-2‬آل تصوير‬ ‫‪-1‬لوح شفاف‬


‫‪-4‬هيدروجين سائل‬ ‫‪-3‬ملفات مغناطيسية‬
‫وتتميز هذه الغرفة على سابقتها باآلتي ‪:‬‬
‫‪-1‬اس))تخدام) س))وائل ذات كثاف))ة عالي))ة ب))دال من الغ))ازات ‪ ،‬وبالت))الي) يمكن اس))تخدامها) لتس))جيل‬
‫الجسيمات النووية ذات الطاقات العالية (عدة آالف‪.)MeV‬‬
‫‪-2‬قصر زمن إعدادها لدورة القياسات التالية (عدة ثوان)‪.‬‬
‫‪-3‬إمكانية استخدام أبعاد كبيرة للسائل بحيث يقع مدى الجسيم النووي) بالكامل داخل السائل ‪.‬‬

‫لذا فإنه يفضل استخدام غرفة الفقاعات عند إجراء الدراسات النووية في مجال الطاقات‬
‫العالية ‪.‬‬
‫‪ 4-10‬الكواشف الوميضية ‪Scintillation Detectors‬‬
‫‪ 4-10-1‬مكونات الكاشف الوميضي‬
‫عند سقوط الجسيمات المشحونة أو اإلشعاعات السينية أو إشعاعات جاما على مواد معينة‬
‫مث ل أيودي د الص وديوم ‪ NaI‬أو أيوي د الس يزيوم ‪ CsI‬أو األنثراس ين ‪ ،‬أو اإلس تلبين أو غيره ا‬
‫ينتج عن ذلك وميض ضوئي ‪ .‬وتعرف هذه األنثراسين ‪ ،‬او اإلستلبين أو غيرها ينتج عن ذلك‬
‫وميض ضوئي ‪ .‬وتعرف هذه المواد باسم المواد الوميضية (‪ )scintillators‬ولقد استخدمت‬
‫هذه الظاهرة في الكشف عن اإلشعاعات النووية بجميع أنواعها وتحديد طاقاتها ‪.‬‬
‫ويتكون الكاشف الوميضي (شكل ‪ )16-4‬من عدة أجزاء أساسية هي المادة الوميضية‬
‫وأنبوب توصيل الضوء (‪ )light pipe‬والعاكس الضوئي (‪ ، )light reflector‬وأنبوب‬
‫التضاعف الفوتوني (‪. )photomultiplier tube‬‬
‫فعند سقوط اإلشعاعات أو الجسيمات النووية على المادة الوميضية تصدر هذه المادة‬
‫ومضة ضوئية ‪ .‬وتنتقل الومضة الضوئية عبر أنبوب توصيل الضوء إلى الكاثود الضوئي (‬
‫‪ )photocathode‬ألنبوب التضاعف الفوتوني ‪.‬‬
‫أما دور العاكس الضوئي فهو عكس الضوء الواقع عليه وإ عادته إلى الكاثود الضوئي‬
‫لألنبوب حتى ال يضيع جزء من الضوء الناتج عن الجسيم ‪.‬‬
‫وعند سقوط الضوء على الكاثود الضوئي تنطلق منه إلكترونات تبعاً لظاهرة االنبعاث‬
‫الكهروضوئي ‪ ،‬ثم يتضاعف عدد اإللكترونات تضاعفاً فائقاً داخل أنبوب التضاعف‬
‫الفوتوني ‪ .‬وتصل اإللكترونات في النهاية إلى أنود (مجمع) أنبوب التضاعف منتجة بذلك‬
‫نبضة كهربية على مخرج األنبوب ‪.‬‬
‫‪-2‬أنبوب توصيل الضوء‬ ‫‪-1‬المادة الوميضية‬
‫‪-4‬العاكس الضوئي‬ ‫‪-3‬الغالف الخارجي‬
‫‪-S‬المصدر المشع‬ ‫‪-PMT‬أنبوب التضاعف‬
‫شكل (‪ )16-4‬الكاشف الوميضي‬
‫وهكذا يمكن تلخيص عملية الكشف باستخدام الكواشف الوميضية في مراحل ست مرتبة‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫‪-1‬امتصاص طاقة الجسيم النووي داخل المادة الوميضية مما يؤدي إلى إثارة أو تأين هذه‬
‫الطاقة ‪.‬‬
‫‪-2‬تحول الطاقة الممتصة في المادة إلى ضوء خالل العملية الوميضية ‪.‬‬
‫‪-3‬انتقال الفوتونات الضوئية وانبعاث إلكترونات منه ‪.‬‬
‫‪-4‬تضاعف عدد اإللكترونات داخل أنبوب التضاعف ‪.‬‬
‫‪-5‬تجمع هذه اإللكترونات عند أنود األنبوب وتكون شحنة كهربية عليه ‪.‬‬

‫وترتبط الشحنة الكهربائية ‪ Q‬المتجمعة على أنود األنبوب بطاقة الجسيم الساقط ‪E‬‬
‫بالعالقة التالية ‪:‬‬
‫‪Q=eMn ph =eMCTGSE‬‬

‫حيث ‪ e‬شحنة اإللكترون ‪ M ،‬معامل التضاعف في األنبوب ‪ n ph ،‬عدد اإللكترونات الصادرة‬


‫من الكاثود الضوئي ‪ C ،‬هي كفاءة المادة الوميضية ( أي نسبة الفوتونات‬
‫الضوئية التي تخرج منها إلى الفوتونات المتكونة ) ‪ F ،‬هي شفافية أنبوب التوصيل ‪S ،‬‬
‫حساسية الكاثود الضوئي ( أي عدد اإللكترونات الصادرة منه لكل إلكترون فولت من طاقة‬
‫اإللكترونات الساقطة ) ‪ .‬وتعتبر جميع هذه المعامالت ثابتة للكاشف الواحد عند الجهد‬
‫الواحد ؛ لذا يتضح أن الشحنة الكهربائية المتكونة على مخرج أنبوب التضاعف تتناسب‬
‫طردياً مع طاقة الجسيم الساقط ‪.‬‬
‫‪ 4-10-2‬أنواع المواد الوميضية ‪Types of scintillators‬‬
‫يستخدم في الوقت الحالي عدد كبير من المواد الوميضية ‪ .‬وتختلف خصائص هذه المواد‬
‫اختالفا كبيراً ‪ .‬ويبين جدول (‪ )1-4‬بعض أسماء المواد الوميضية شائعة االستخدام‬
‫وخصائصها‪.‬‬
‫جدول (‪ )1-4‬خصائص بعض المواد الوميضية‬
‫زمن التفكك‬ ‫طول موجة الضوء‬ ‫كثافتها (جم‪/‬سم‪)3‬‬ ‫اسم المادة الوميضية‬
‫(بالثانية) ‪τ‬‬ ‫المنبعث (انجستروم)‬
‫ـ ـ‪8‬‬
‫‪10× 2.7‬‬ ‫‪4400‬‬ ‫‪1.25‬‬ ‫بللورة اإلنثراسين (مادة عضوية)‬
‫ـ‪9‬‬
‫‪10× 3-5‬‬ ‫‪4100‬‬ ‫‪1.15‬‬ ‫بللورة الستيلبين (مادة عضوية)‬
‫ـ ـ‪7‬‬
‫‪10×2.5‬‬ ‫‪4100‬‬ ‫‪3.67‬‬ ‫يوديد الصوديوم المزود بالتاليوم ‪NaI‬‬
‫)‪(TI‬‬
‫ـ‪5‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪4500‬‬ ‫‪4.10‬‬ ‫كبريتيد الخارصين المزود بالفضة ‪Zn‬‬
‫)‪S(Ag‬‬

‫ويجب أن تتوافر في المادة الوميضية الجيدة الخصائص التالية ‪:‬‬


‫‪-1‬كفاءة عالية في تحويل طاقة الجسيم النووي) إلى طاقة ضوئية ‪.‬‬
‫‪-2‬شفافية تامة للمادة بالنسبة لإلشعاعات الصادرة منها ‪.‬‬
‫‪-3‬صغر زمن التفكك ‪.‬‬

‫فبمجرد دخول اإلشعاعات النووية إلى المادة الوميضية تثار المادة وتبدأ في إصدار‬
‫الفوتونات الضوئية ‪ .‬ويتغير عدد الفوتونات كدالة من الزمن طبقا للعالقة التالية ‪:‬‬
‫‪n=no (1−e‬‬
‫‪−t / τ‬‬
‫)‬ ‫(‪)4-25‬‬
‫حيث ‪ n‬عدد الفوتونات الصادرة بعد زمن مقداره ‪ t‬من لحظة دخول اإلشعاعات النووية‪n o ،‬‬

‫الع دد الكلي للفوتون ات الص ادرة ‪ .‬أم ا ‪ τ‬فه و عب ارة عن ال زمن الالزم إلص دار )‪ (1−e−1‬من‬
‫الفوتونات أي ‪ % 63‬منها ‪ .‬ويعرف هذا الزمن باسم زمن التفكك ‪ .‬أما الخصائص األخرى‬
‫للمادة الوميضية كالكثافة والشكل والحجم وحالة المادة فتختلف باختالف الغرض من الكاشف‬
‫والجسيمات النووية وطاقاتها ‪ .‬وتوضع المادة الوميضية عادة داخل حافظة محكمة القفل‬
‫وذل ك لحمايته ا من الص دمات ومن ع وص ول الض وء إليه ا ولمنعه ا من التمي ع بفع ل الرطوب ة‬
‫الجوية ‪ .‬وتغطي المادة الوميضية (من جميع الجوانب عدا الجانب المتصل باألنبوب الضوئي)‬
‫بطبق ة رقيق ة من أكس يد الماغنس يوم (‪ )MgO‬تعم ل كع اكس للض وء ‪ .‬أم ا الج انب المتص ل‬
‫باألنبوب الضوئي فيغطي بطبقة متجانسة السمك من الزجاج النقي وذلك لوصول الضوء إلى‬
‫الكاثود الضوئي ‪ .‬وعند استخدام المادة الوميضية للكشف عن الجسيمات المشحونة الثقيلة أو‬
‫جسيمات بيتا يجب عمل نافذة في الحافظة من شرائح رقيقة من األلومنيوم وذلك لمنع وصول‬
‫الضوء من الخارج وفي الوقت نفسه تسمح بمرور هذه الجسيمات ‪.‬‬
‫‪ 4-10-5‬استخدام الكواشف الوميضية ‪:‬‬
‫تستخدم الكواشف الوميضية للكشف عن جميع أنواع اإلشعاعات النووية وتسجيلها‬
‫باألسلوب النبضي وتحديد طاقاتها ‪ .‬ولهذا الغرض يستخدم كاشف وميضي مكون من مادة‬
‫وميضيه مناسبة للنوع المعين من اإلشعاعات وأنبوب تضاعف فوتوني ‪ .‬ويوصل مخرج‬
‫األنبوب ( األنود ) بدائرة إلكترونية تعرف باسم التابع الباعثي أو المكبر األولى (‬
‫‪ )preamplifier‬ويجب تجميع هذه الدائرة على قاعدة األنبوب مباشرة وذلك لمنع فقد نسبة‬
‫من التيار عند سحبه لمسافات بعيدة ‪ .‬كذلك يتم تجميع مقسم الجهد (‪)potential divider‬‬
‫الالزم لتوزيع الجهد على الدينودات المختلفة على هذه القاعدة نفسها ‪ .‬وتؤخذ نبضات الجهد‬
‫الخارجة من التابع الباعثي أو المكبر األولي للعد والتحليل في أجهزة أخرى ‪ .‬ويتم تغذية‬
‫أنبوب التضاعف بمنبع جهد عالي ذي استقراريه عالية ‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أنه يؤخذ أحياناً مخرجان من أنبوب التضاعف ‪ ،‬األول من األنود‬
‫ويكون تياره سالباً نظراً ألنه ناتج عن وصول اإللكترونات السالبة لألنود والمخرج اآلخر من‬
‫أحد الدينودات األخيرة ويكون تياره موجباً نظراً ألنه ناتج عن خروج عدد من اإللكترونات‬
‫من هذا الدينود ‪ .‬ويكون عادة جهد النبضة السالبة من األنود ‪.‬‬
‫أ‪-‬استخدام الكواشف الوميضية للكشف عن جسيمات ألفا والجسيمات المشحونة الثقيلة ‪.‬‬
‫ويفضل في هذه الكواشف استخدام بلورة وميضيه من كبريتيد الخارصين المنشط بالفضة‬
‫)‪ ، ZnS(Ag‬وتتميز هذه البلورة بكفاءة عالية لتحويل طاقة جسيمات ألفا والجسيمات الثقيلة‬
‫األخرى إلى طاقة ضوئية ‪ .‬ومن الجانب اآلخر فإن أهم عيوب هذه البلورة هو ضعف‬
‫شفافيتها ‪ .‬ولكن نظرا لصغر مدى الجسيمات المشحونة الثقيلة فإنه يستخدم سمك صغير من‬
‫هذه المادة (حوالي واحد ملليمتر ) مما يجعل ضعف الشفافية غير ذي أهمية ‪ .‬ويمكن ترسيب‬
‫كبريتيد الخارصين مباشرة على زجاج أنبوب التضاعف الفوتوني دون الحاجة ألنبوب‬
‫توصيل الضوء ‪.‬‬
‫ب‪-‬استخدام; الكواشف; الوميضية للكشف عن إشعاعات جاما واإلشعاعات السينية‪:‬‬
‫يستخدم عموما في هذا النوع من الكواشف بلورة يوديد الصوديوم المنشطة بالثاليوم‬
‫(‪ NaI )TI‬كمادة وميضيه ‪.‬ويفضل استخدام هذا النوع من البلورات مع اإلشعاعات السينية‬
‫وإ شعاعات جاما بسبب كفاءتها العالية نظرا لكبر كثافتها وعدده الذري ‪ .‬وتعتمد كفاءة الكاشف‬
‫على كل من سمك البلورة وطاقة اإلشعاعات فعند الطاقة المعينة تزداد الكفاءة كلما زاد السمك‬
‫‪ .‬وأما بالنسبة للسمك المعين فتقل الكفاءة بالنسبة لكل من األثر الكهروضوئي وأثر كومبتون‬
‫بزيادة الطاقة وتزداد الكفاءة بالنسبة إلنتاج األزواج كلما زادت الطاقة ‪ .‬وعموما ‪ ،‬فإن كفاءة‬
‫الكواشف الوميضية بالنسبة إلشعاعات جاما تعتبر أعلى من كفاءة العدادات الغازية لهذا النوع‬
‫من اإلشعاعات بحوالي عدة عشرات أو حتى عدة مئات من المرات ‪.‬‬
‫ج‪-‬استخدام; الكواشف الوميضية للكشف عن جسيمات بيتا ‪:‬‬
‫على الرغم من أن جميع أنواع المواد الوميضية تعتبر حساسة بالنسبة لجسيمات بيتا‬
‫بدرجات متفاوتة إال أنه يفضل دائماً استخدام المواد الوميضية العضوية للكشف عن هذه‬
‫الجسيمات ‪.‬‬
‫ويرجع السبب في ذلك إلى اآلتي ‪:‬‬
‫‪-1‬صعوبة استخدام بلورة يوديد) الصوديوم) المنشطة بالثاليوم) )‪ NaI(T1‬للكشف عن‬
‫اإللكترونات نظرا لضرورة عزل هذه البلورة عن الهواء الجوي بواسطة حافظة‬
‫محكمة القفل ‪ ،‬وبالتالي صعوبة عمل النافذة ‪.‬‬
‫‪-2‬يعتبر الوزن الذري الكبير لبلورة يوديد) الصوديوم) من أهم عيوبها بالنسبة للكشف عن‬
‫جسيمات بيتا حيث ينتج عنه نسبة عالية من تشتت هذه الجسيمات للخلف (‪back-‬‬
‫‪ )scattering‬في مادة البلورة ‪.‬‬

‫د‪-‬استخدام; الكواشف; الوميضية للكشف عن النيوترونات ‪:‬‬


‫يوجد في الوقت الحالي عدة مواد وميضية للكشف عن النيوترونات ‪ .‬ويتم الكشف عنها‬
‫من خالل الجسيمات المشحونة الناتجة عن تفاعل النيوترونات مع المادة الوميضية‪ .‬وبالنسبة‬
‫للنيوترونات الحرارية تستخدم أي من مادتي الليثيوم ‪ Li‬أو البورون ‪ B‬حيث تتفاعل‬
‫النيوترونات الحرارية مع أي من هاتين المادتين منتجة جسيمات ألفا بطاقة كبيرة ‪ ،‬كما أن‬
‫المقطع العرضي لهذه التفاعالت يعتبر كبيرا مما يؤدي إلى زيادة كفاءة الكاشف ‪.‬‬
‫لذا تستخدم عادة بلورة يوديد الليثيوم المنشطة بالثاليوم )‪ LiI(T1‬للكشف عن النيوترونات‬
‫الحرارية ‪ .‬وتتميز هذه البلورة بخواص مشابهة لخواص بلورة يوديد الصوديوم ‪ .‬وفي بعض‬
‫الكواشف النيوترونية األخرى تستخدم بلورة مكونة من خليط من مركبات الليثيوم أو البورون‬
‫مع كبريتيد الخارصين ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للنيوترونات السريعة فإنه يفضل الكشف عنها باستخدام البروتونات المرتدة‬
‫عند تشتت هذه النيوترونات على الهيدروجين ‪ .‬ولهذا الغرض تجهز البلورة في شكل خليط‬
‫من حبيبات كبريتيد الخارصين ‪ ZnS‬والشمع الحتوائه على نسبة عالية من الهيدروجين ‪.‬‬
‫وتعتبر هذه البلورة من أنسب البلورات للكشف عن النيوترونات السريعة ‪ .‬وتوجد عدة أنواع‬
‫أخرى من كواشف النيوترونات السريعة التي تعتمد أساسا في عملها على التفاعل (‪. )n,γ‬‬
‫ويستخدم لهذا الغرض عدة مواد ذات مقاطع عرضية عالية لهذا النوع من التفاعل مثل‬
‫األنديوم والذهب حيث تحدث التفاعالت التالية ‪:‬‬
‫‪115‬‬ ‫‪116‬‬
‫‪49‬‬ ‫→ ‪¿+n‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪¿+ γ‬‬
‫‪197‬‬ ‫‪198‬‬
‫‪79‬‬ ‫→ ‪Au+n‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪Au+γ‬‬
‫‪116‬‬
‫‪ In ،‬مصادر مشعة لجسيمات بيتا ‪.‬‬ ‫‪198‬‬
‫‪Au‬‬ ‫وتعتبر المواد الناتجة عن التفاعل وهي‬
‫وبقياس النشاط اإلشعاعي لهذا المصادر يمكن الكشف عن النيوترونات السريعة وتحديد عددها‬
‫‪.‬‬
‫‪ 4-11‬الكواشف شبه الموصلة ‪Semiconductor (Solid State) Detectors‬‬
‫حدث في السنوات األخيرة تحول كبير من الكواشف الغازية والوميضية إلى الكواشف‬
‫المجهزة من أشباه الموصالت خاصة في مجال البحوث النووية عند الطاقات المنخفضة ‪.‬‬
‫ويرجع السبب في ذلك إلى المزايا العديدة التي تتمتع بها هذه الكواشف التي سيرد ذكرها ‪.‬‬
‫وهناك تشابه كبير بين عمل الكواشف المجهزة من أشباه الموصالت وعمل غرفة التأين ‪ .‬ففي‬
‫غرفة التأين تؤين اإلشعاعات جزئيات الغاز مكونة بذلك أزواجا إلكترونية أيونية يمكن‬
‫تجميعها والحصول بالتالي على نبضة كهربية‪ .‬أما في الكواشف المجهزة من أشباه‬
‫الموصالت فتؤين اإلشعاعات ذرات المادة الصلبة شبه الموصلة مثل السليكون أو الجرمانيوم‬
‫مكونة بذلك أزواجا إلكترونية ـ ـ ثقبيه يمكن تجميعها والحصول بالتالي على نبضة كهربية ‪.‬‬
‫وتبلغ القيمة المتوسطة للطاقة الالزمة لتكوين زوج إلكتروني ـ ـ ثقبي في مادتي السليكون أو‬
‫الجرمانيوم حوالي ‪ ( 3.5eV‬في حين أن هذه القيمة حوالي ‪ 35eV‬في الهواء ) ؛ لذا فإن‬
‫الشحنة المتكونة عن الجسيم النووي نفسه في السليكون أو الجرمانيوم تبلغ تقريبا عشرة‬
‫أضعاف الشحنة المتكونة في الهواء مما يؤدي بدوره إلى قدرة تحليلية فائقة للكواشف المجهزة‬
‫من أشباه المواصالت ‪ ،‬وبتالي إلى دقة تحديد طاقة الجسيمات النووية ‪ .‬ونظرا ألن مدى‬
‫الجسيمات النووية في المواد الصلبة أقل بكثير منه في الغازات فإنه يمكن استخدام كواشف‬
‫من مواد صلبة بأعماق صغيرة ‪ .‬ويؤدي هذا بدوره إلى صغر الزمن الالزم لتجميع الشحنات‬
‫الكهربية وبالتالي إلى قدرة تحليلية زمنية عالية بالنسبة لهذا النوع من الكواشف‪.‬‬
‫‪ 4-11-1‬ثنائي الملتقى الثقبي اإللكتروني ‪P-N junction diode‬‬
‫تتميز ذرات المواد رباعية التكافؤ مثل السليكون والجرمانيوم بوجود أربعة إلكترونات في‬
‫المدار الخارجي ‪ .‬وعندما تكون مادة السليكون أو الجرمانيوم في حالة متبلورة تنتظم ذرات‬
‫المادة في نظام هندسي بحيث ترتبط كل ذرة مع أربع ذرات متجاورة بواسطة إلكترونات‬
‫التكافؤ األربعة ؛ لذا فإنه عند درجة حرارة الصفر المطلق يكون كل إلكترون من إلكترونات‬
‫التكافؤ األربعة مرتبطا في الوقت نفسه بذرتين وهما الذرة األم والذرة المجاورة ‪ ،‬وال توجد‬
‫بذلك أي إلكترونات حرة في الماد ‪ .‬لذا تكون المادة عازلة تماماً ‪ .‬ولتحرير أحد اإللكترونات‬
‫األربعة من ترابطه بالذرتين في البلورة يجب منحه طاقة تصل إلى حوالي ‪ 0.72eV‬في حالة‬
‫الجرمانيوم و ‪ 1.12eV‬في حالة السليكون‪.‬‬
‫وعند وجود البلورة في درجة حرارة الغرفة أي ‪ C(298°K)°25‬تكتسب بعض‬
‫إلكترونات التكافؤ في المادة هذه القيمة المطلوبة من الطاقة فتحرر هذه اإللكترونات وتصبح‬
‫حرة تاركة في مكانها ثقبا موجباً ‪ .‬وهكذا يتكون زوج إلكتروني ـ ـ ثقبي يؤدي إلى التوصيل‬
‫الكهربي للمادة ‪ .‬ولكن عدد األزواج اإللكترونية الثقبية في المادة يكون قليال للغاية وال يتجاوز‬
‫زوجا واحدا لكل ‪ 1011‬ذرة للجرمانيوم وزوجا واحدا لكل ‪ 1013‬ذرة للسليكون ‪ .‬لذا تكون‬
‫التوصيلية الكهربية للمادة النقية شبه الموصلة صغيرة‪ .‬أي أن مقاومتها تكون عالية ‪ .‬وتجدر‬
‫اإلشارة إلى أن مقاومة السليكون تكون أعلى عادة بحوالي مائة مرة من مقاومة الجرمانيوم‬
‫عند درجة حرارة الغرفة نظرا ألن عدد األزواج اإللكترونية الثقبية في حالة السليكون تكون‬
‫أقل منها في حالة الجرمانيوم‪.‬‬
‫وتسمى هذه األزواج الناتجة عن المادة النقية بحامالت الشحنة الذاتية ‪.‬‬
‫ولزيادة عدد الحامالت الحرة وبالتالي زيادة توصيلية البلورة يمكن إضافة نسبة صغيرة‬
‫للغاية من شوائب خماسية التكافؤ إلى مادة السليكون أو الجرمانيوم النقي ‪ .‬فعند إضافة نسبة‬
‫من ذرات خماسية التكافؤ مثل الفسفور ‪( P‬أو الزرنيخ ‪ ) As‬إلى السليكون ( أو الجرمانيوم)‬
‫النقي ترتبط ذرة الفسفور ( أو الزرنيخ) في البلورة بأربعة إلكترونات مع أربع من ذرات‬
‫السليكون مكونة بذلك الروابط التساهمية األربعة المطلوبة ويبقى اإللكترون الخامس دون‬
‫ترابط مع أي ذرة فيصبح حرا ويشترك في التوصيل الكهربي ‪.‬‬
‫وتعرف الذرات خماسية التكافؤ في هذه الحالة بالذرات الواهبة (‪ )donor‬حيث أنها وهبت‬
‫إلكترونا حرا ‪ .‬وتسمى المادة شبه الموصلة في هذه الحالة بالمادة اإللكترونية (‪n-type‬‬
‫‪ )material‬ألن اإللكترونات تكون هي غالبية الحامالت للشحنة أما الثقوب فال يوجد منها إال‬
‫الذاتية وتعرف عندئذ بالحامالت األقلية ‪.‬‬
‫كذلك يمكن زيادة التوصيل الكهربي للمادة وذلك بغرس شوائب من مواد ثالثية التكافؤ‬
‫كالبورون ‪ B‬أو الجاليوم ‪ . Ga‬فعندم تكون البلورة ذات الشوائب ترتبط ذرة البورون‬
‫بإلكتروناتها التكافؤية الثالثة مع ثالث ذرات سليكون مجاورة مكونة بذلك ثالث روابط‬
‫تساهمية ‪ .‬ولتكوين الرابطة الرابعة تستأثر ذرة البورون بأحد اإللكترونات من إحدى ذرات‬
‫السليكون المجاورة ‪ .‬وبذلك يتكون في ذرة السليكون المجاورة ثقب موجب الشحنة ‪ .‬وتسمى‬
‫ذرات المادة الثالثية التكافؤ في هذه الحالة بالذرات المتقبلة (‪ )acceptor‬حيث إنها تستقبل‬
‫إلكترون من ذرة مجاورة مكونة بذلك ثقب ‪ .‬تعرف المادة شبه الموصلة في هذه الحالة بالمادة‬
‫ثقبية التوصيل (‪ )P-type material‬حيث إن الثقوب تمثل غالبية الحامالت في هذه المادة أما‬
‫اإللكترونات فال منها إال الذاتية وهي بذلك تمثل الحامالت األقلية ‪.‬‬
‫وتضاف الشوائب عموما بنسب صغيرة جدا (حوالي ذرة واحدة لكل مليون ذرة سليكون‬
‫أو جرمانيوم نقي) ‪ .‬وعند إضافة الشوائب الخماسية إلى جزء من المادة النقية والشوائب‬
‫الثالثية إلى الجزء اآلخر من المادة النقية يتكون ما يعرف باسم ثنائي الوصلة أو ثنائي الملتقى‬
‫(‪ )P-N junction diode‬كالمبين في شكل (‪ . )19-4‬وعند الملتقى تنتقل إلكترونات‬
‫التوصيل الحرة من المادة اإللكترونية إلى المادة الثقبية (بظاهرة االنتشار) تاركة خلفها‬
‫األيونات الموجبة ‪ .‬كما تنتقل الثقوب الموجبة (بالظاهرة نفسها ) من المنطقة الثقبية إلى‬
‫المنطقة اإللكترونية تاركة خلفها األيونات السالبة ‪ .‬وبذلك تتكون على جانبي الملتقى منطقة‬
‫تعرف باسم المنطقة المنزوعة الشحنة (‪ )depletion layer‬تكون خالية تماماً من الشحنات‬
‫الكهربائية (سواء اإللكترونات أو الثقوب ) ‪ .‬وتعتبر هذه المنطقة عازلة تماما ويتكون فيها‬
‫مجال كهربي شدته ‪ ε‬ناتج عن األيونات الموجبة والسالبة غير القابلة للحركة الرتباط كل‬
‫منها بأربع روابط تساهمية مع أربع ذرات مجاورة ‪ .‬وفي حالة عدم توصيل جهد كهربي‬
‫بطرفي الثنائي يتراوح عرض منطقة الملتقى بين ‪ 10−5 cm ، 10−3‬وذلك تبعا لنسب تركيز‬
‫الشوائب ‪ .‬فكلما زاد تركيز الشوائب قل العرض والعكس صحيح ‪ .‬وعند توصيل جهد مباشر‬
‫بين طرفي الثنائي يقل عرض هذه المنطقة ويصبح مساويا للصفر عند حوالي ‪ 0.5V‬ويمر‬
‫تيار كبير يعرف بالتيار المباشر ‪ .‬أما عند توصيل جهد بالتيار العكسي للثنائي ‪ .‬وال يعتمد‬
‫التيار العكسي على قيمة الجهد العكسي وإ نما تكون قيمته ثابتة (طالما كان الجهد العكسي‬
‫أعلى من حوالي ‪ ، )0.5V‬وإ نما يعتمد على درجة الحرارة حيث أنه ناتج عن اإللكترونات‬
‫والثقوب الذاتية الناتجة عن المادة شبه الموصلة النقية ‪ .‬لذا يكون التيار العكسي في حالة‬
‫الجرمانيوم أعلى بكثير منه في حالة السليكون ‪ .‬ويتم توصيل الجهد المباشر بتوصيل القطب‬
‫الموجب لمنبع الجهد بالمادة الثقبية والقطب السالب بالمادة اإللكترونية ‪ ،‬أما الجهد العكسي ‪،‬‬
‫فهو كالمبين في شكل (‪ )19-4‬حيث يوصل القطب الموجب بالمادة اإللكترونية والقطب‬
‫السالب بالمادة الثقبية ‪.‬‬

‫شكل (‪ )19-4‬ثنائي الوصلة‬


‫‪ 11-2- 4‬كواشف السليكون ‪: Sillicon detectors‬‬
‫الكاشف السليكوني عبارة عن ثنائي ملتقى ثقبي إلكتروني ‪ .‬ويكون عرض المادة‬
‫اإللكترونية ‪ 1μm‬حتى ال تفقد اإلشعاعات الساقطة جزءاً كبيراً من طاقتها فيها ‪ .‬ونظراً‬
‫لصغر عرض المادة اإللكترونية يجب أن يكون تركيز الشوائب الخماسية عاليا ‪ .‬وأما المادة‬
‫الثقبية فيمكن أن تمتد لعمق يصل إلى عدة ملليمترات ‪ .‬ويمكن إيجاد عرض منطقة الملتقى ‪d‬‬
‫عند تحييز الكاشف بجهد عكسي من العالقة التالية ‪:‬‬
‫‪d=d n+ d p‬‬
‫‪ε √V‬‬ ‫‪ε √V‬‬
‫=‪d p‬‬
‫‪2 πeN p‬‬
‫‪، d n= 2 πeN‬‬ ‫حيث‬
‫‪n‬‬

‫حيث ‪ V‬هو جهد التحييز العكسي ‪ ε ،‬ثابت العزل للمادة ‪ e ،‬شحنة اإللكترون أو الثقب ‪N n ،‬‬

‫هي شدة اإللكترونات في المنطقة اإللكترونية و ‪ N p‬شدة الثقوب في المنطقة الثقبية ‪.‬‬
‫وتعتبر منطقة الملتقى هي المنطقة الحساسة للكاشف ‪ .‬ويتناسب عدد األزواج اإللكترونية‬
‫الثقبية الناتج في هذه المنطقة عن الجسيم النووي الساقط تناسبا طرديا مع الطاقة التي يفقدها‬
‫هذه الجسيم في هذه المنطقة ‪ .‬ويتم سحب هذه األزواج وتجميعها تحت تأثير المجال الكهربي‬
‫لمنطقة الملتقى حيث تتجه اإللكترونات الناتجة إلى المنطقة اإللكترونية وتتجه الثقوب إلى‬
‫المنطقة الثقبية مما يؤدي إلى مرور تيار كهربي وظهور نبضة كهربية على مخرج الكاشف ‪.‬‬
‫وفي حالة اجتياز الجسيم النووي لمنطقة الملتقى ودخوله إلى المنطقة الثقبية فإنه يولد‬
‫كذلك أزواجا إلكترونية ثقبية في هذه المنطقة ‪ .‬ولكن هذه المنطقة ال تحتوي إال على عدد قليل‬
‫جداً من اإللكترونات الحرة وعدد كبير جداً من الثقوب ؛ لذا تتحرك الثقوب كعادتها في هذه‬
‫المنطقة ولكن اإللكترونات المتولدة يمكن أن تعيد اتحادها مع العدد الكبير من الثقوب فيضيع‬
‫جزء كبير من التيار ‪.‬‬
‫وبالتالي ال تتناسب الشحنة المتجمعة مع الطاقة التي يفقدها الجسيم في هذه المنطقة ‪.‬‬
‫كذلك األمر بالنسبة للمنطقة اإللكترونية ‪ .‬فعند مرور الجسيم النووي فيما تتولد األزواج‬
‫اإللكترونية الثقبية ‪ .‬ولما كانت في هذه المنطقة عبارة عن أقلية واإللكترونات هي الغالبية فإنه‬
‫يمكن أن تعيد الثقوب المتكونة اتحادها مع اإللكترونات ‪ ،‬وبالتالي ‪ ،‬يفقد عدد كبير من هذه‬
‫الثقوب ويضيع جزء من التيار ‪ .‬لذا يجب أن يكون عرض المنطقة اإللكترونية صغيرا للغاية‬
‫وأن يكون عرض منطقة الملتقى كافيا بحيث يتوقف الجسيم النووي قبل الوصول إلى نهاية‬
‫هذه المنطقة وذلك للمحافظة على التناسب بين طاقة الجسيم النووي وعدد األزواج اإللكترونية‬
‫الثقبية المتجمعة أي بين طاقة الجسيم والنبضة الكهربية الناتجة على مخرج الكاشف ‪.‬‬
‫ويعتمد الزمن الالزم لتجميع األزواج اإللكترونية الثقبية على عدة عوامل مثل عرض‬
‫منطقة الملتقى ‪ ،‬وبالتالي على الجهد العكسي ‪ ،‬وعلى كثافة الشوائب ‪.‬‬
‫وتتحرك كل من الثقوب واإللكترونات تحت تأثير المجال الكهربي للملتقى وكذلك بفعل‬
‫الحركة الحرارية العشوائية ‪ .‬فالسرعة االنسياقية تحت تأثير المجال ‪ ε‬عبارة عن ‪ v=με‬وهي‬
‫تختلف لكل من الثقوب واإللكترونات الختالف الحركة ‪ μ‬لكل منها ‪ .‬والسرعة االنسياقية ألي‬
‫من الثقوب أو اإللكترونات ال تتعدى ‪ 107 cm/s‬مهما زاد الجهد ‪ .‬فإذا كان عرض منطقة‬
‫الملتقى حوالي ‪ 0.1cm‬فإن الزمن الالزم لتجميع الشحنة هو ‪ 10−8 s‬وهذا هو الحد األدنى‬
‫لزمن تجميع الشحنة وعموما يتوقف زمن نمو التيار من الصفر إلى أقصى قيمة له على عدة‬
‫عوامل أخرى مثل السعة الداخلية للثنائي (للكاشف) ومقاومته ‪.‬‬
‫ويتراوح هذا الزمن األخير بين ‪ 3 ×10−9−10−7 s‬للكواشف شبه الموصلة المختلفة ‪.‬‬
‫ويستخدم هذا النوع من الكواشف والمجهز أساسا من مادة السليكون للكشف عن‬
‫الجسيمات المشحونة الثقيلة كالبروتونات وجسيمات ألفا ‪ .‬وعموما ال تستخدم مادة الجرمانيوم‬
‫في هذا النوع من الكواشف نظراً ألن التيار العكسي الناتج عن الحامالت األقلية في‬
‫الجرمانيوم يمثل قيمة كبيرة تقترب من التيار الناتج عن الجسم النووي الناتج عن الجسم‬
‫النووي ‪ .‬وعند استعمال الجرمانيوم في تجهيز مثل هذه الكواشف فإنه يجب خفض حرارته‬
‫إلى حوال ‪( K°77‬أي حوالي ‪ C°196‬تحت الصفر المئوي ) حتى ال يتكون عدد كبير من‬
‫الحامالت الذاتية ‪ ،‬وبالتالي حتى يمكن إهمال قيمة التيار العكسي بالنسبة للتيار الناتج عن‬
‫الجسيم النووي ‪.‬‬
‫‪ 4-11-3‬كواشف الجرمانيوم ــ ليثيوم ‪Germanium-lithium detectors‬‬
‫للكشف عن جسيمات بيتا وإ شعاعات جاما فإنه يفضل استخدام مادة الجرمانيوم نظراً‬
‫لكثافتها العالية وكبر عددها الذري ‪ .‬كذلك يجب أن يكون عرض المنطقة الحساسة (منطقة‬
‫الملتقى) في حدود عدة ملليمترات (‪ )3mm-1‬حتى تتوقف خاللها جسيمات بيتا أو‬
‫اإللكترونات الناتجة عن األثر الكهروضوئي إلشعاعات جاما ‪ .‬ولهذا الغرض يتم غرس‬
‫ذرات من الليثيوم في مادة الجرمانيوم وذلك لزيادة مقاومة المادة شبه الموصلة ‪ .‬فعند غرس‬
‫ذرات الليثيوم في مادة الجرمانيوم من النوع الثقبي يقل عدد الثقوب الغالبية فيها وبذلك تصبح‬
‫توصيلتها قريبة من توصيلية المادة النقية مما يؤدي بدوره إلى زيادة عرض منطقة الملتقى‬
‫حتى عند الجهود العكسية الصغيرة ‪ .‬ويتم غرس ذرات الليثيوم بطرق تكنولوجية مختلفة‬
‫باستخدام جهود معينة ودرجات حرارة محددة لفترات زمنية طويلة (حوالي عشرة أيام متصلة‬
‫إلعداد ‪ cm 2‬من الجرمانيوم المغروس بالليثيوم ) ‪.‬‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن زيادة حجم المنطقة الحساسة (منطقة الملتقى) تؤدي بالتالي إلى‬
‫زيادة التيار العكسي وحيث إن هذا التيار يعتمد أساس على درجة حرارة المادة شبه الموصلة‬
‫فإنه يجب خفض قيمته وذلك بتبريد الجرمانيوم والسليكون حتى درجات حرارة منخفضة‬
‫)‪ (−196 ° C‬باإلضافة إلى ذلك فانه عند ترك الجرمانيوم المغروس بالليثيوم عند درجة حرارة‬

‫الغرفة فإنه حتى في حالة عدم توصيل الجهد العكسي يمكن أن يحدث انسياق لذرات الليثيوم‬
‫فتتحرك نحو السطح ‪ ،‬وبالتالي تفقد هذه الذرات من الجرمانيوم بفعل حركتها الحرارية ويتلف‬
‫الكاشف ‪ .‬وتعتبر هذه المشكلة في غاية الخطورة بالنسبة للكواشف المجهزة من الجرمانيوم‬
‫عنها بالنسبة لتلك المجهزة من السليكون ‪ .‬لهذا يجب المحافظة على الكاشف باستمرار تحت‬
‫درجة حرارة منخفضة ‪ −196 °C‬أي تحت تأثير حرارة النيتروجين السائل ‪ .‬كذلك فإنه من‬
‫المفضل اإلبقاء على الكاشف تحت تأثير جهد عكسي مع التبريد بشرط أال يتغير هذا الجهد‬
‫العكسي تغيرا مفاجئاً بالزيادة أو النقص ‪.‬‬
‫‪ 4-11-4‬أهم مزايا الكواشف شبه الموصلة ‪:‬‬
‫تتميز الكواشف المجهزة من أشباه المواصالت بالمقارنة بالكواشف الغازية والوميضية‬
‫بعدة مزايا أهمها ما يلي ‪:‬‬
‫أ‪-‬قدرة تحليلية عالية للطاقة حيث تصل القدرة التحليلية لكواشف الجرمانيوم ليثيوم إلى حوالي‬
‫‪ 1.8KeV‬بالنسبة إلشعاعات جامع ذات الطاقة ‪ 1332KeV‬والصادرة عن ‪ 60Co‬أما‬
‫كواشف الجسيمات المشحونة الثقيلة والمجهزة من السليكون فتصل قدرتها) التحليلية إلى‬
‫حوالي ‪ ، %0.5‬وهذا أفضل بكثير من القدرة التحليلية لغرفة التأين ‪ .‬ويرجع السبب‬
‫في ذلك إلى زيادة عدد األزواج اإللكترونية الثقبية حوالي عشر مرات عن األزواج‬
‫اإللكترونية األيونية الناتجة في غرفة التأين مما يؤدي إلى نقص التوزيع اإلحصائي‬
‫النسبي في عدد األزواج ‪ .‬كذلك فإنه نتيجة لصغر حجم المنطقة الحساسة للكشاف شبه‬
‫الموصل فإن التوزيع الناتج عن احتمال فقد بعض األزواج ينخفض انخفاضا ملموسا ً ‪.‬‬
‫ب‪-‬وجود عالقة خطية بين طاقة الجسيم النووي) والنبضة الكهربية الناتجة عنه على مدى واسع‬
‫من الطاقات) طالما كان عرض المنطقة الحساسة كافيا ‪.‬‬

‫ج‪ -‬قصر زمن النبضة الكهربية الناتجة عن الجسيم بسبب صغر حجم المنطقة الحساسة ‪.‬‬
‫ويؤدي ذلك إلى إمكانية عد وتحليل بمعدل عال للجسيمات يصل إلى حوالي ‪. 106 prticle/s‬‬
‫د‪ -‬إمكانية تغيير عرض المنطقة الحساسة وذلك بتغيير الجهد العكسي ‪.‬‬
‫هـ‪ -‬إمكانية فصل األنواع المختلفة من الجسيمات الساقطة على البروتونات وجسيمات ألفا مثال‬
‫يمكن اختيار جهد عكسي صغير (في حدود عدة فولتات) بحيث ال يزيد عرض المنطقة‬
‫الحساسة عن مدى جسيمات ألفا ‪ .‬ولكن البروتونات تمر من هذا العرض دون أن تفقد جزءاً‬
‫ملموسا من طاقتها فيتم بذلك تسجيل ألفا دون البروتونات‪.‬‬
‫و‪ -‬صغر حجم الكاشف وسهولة التعامل به ‪.‬‬
‫ز‪ -‬عدم الحساسية بالنسبة لتغير المجال المغناطيسي ‪.‬‬
‫ح‪ -‬إمكانية إعداد الكاشف على أشكال هندسية مختلفة كالكواشف ذات الثقب المحوري (‬
‫‪ )annular detectors‬وذلك إلجراء القياسات عند الزوايا القريبة من‪. °180‬‬
‫وتمكن المقارنة بين القدرة التحليلية للكواشف المجهزة من أشباه الموصالت والكواشف‬
‫الوميضية بالنظر إلى شكل (‪ )20-7‬حيث يظهر طيف إشعاعات جاما الصادرة عن نظير‬
‫‪( 60Co‬والذي يشع إشعاعات جاما بطاقتين هما ‪ ) 1173KeV, 1332KeV‬باستخدام كاشف‬
‫جرمانيومي وآخر وميضي ‪ .‬ويتضح من هذا الشكل القدرة التحليلية العالية للكواشف المجهزة‬
‫من أشباه الموصالت بالمقارنة بالكواشف الوميضية ‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى توجد للكواشف المجهزة من أشباه المواصالت بعض العيوب األساسية ‪.‬‬
‫وتتلخص هذه العيوب في اآلتي ‪:‬‬
‫أ‪-‬عدم القدرة على استخدامها للكشف عن الجسيمات ذات المدى الطويل أي عند الطاقات‬
‫العالية ‪.‬‬
‫ب‪-‬قصر عمر الكاشف نسبيا وذلك بسبب حدوث تغيرات في تركيب المادة وخاصة عند‬
‫السطح وكذلك لحدوث تلف إشعاعي لها (‪ )radiation damage‬نتيجة تعرضها)‬
‫إلشعاعات كثيفة ‪.‬‬

‫ج‪ -‬ضرورة التبريد وعدم إمكانية التشغيل عند درجات الحرارة المرتفعة ‪.‬‬
‫د‪ -‬زيادة زمن النبضة بالنسبة للكواشف ذات األحجام الكبيرة ‪.‬‬

‫شكل (‪ )20-4‬المقارنة بين القدرة التحليلية للكواشف من أشباه الموصالت (‪)GeLi‬‬


‫والكواشف الوميضية )‪Na(T1‬‬

‫‪:‬مقدمة‬
‫لدراسة توهين اشعة جاما ال بد من حساب معامل االمتصاص الخطي والكتلي الشعة‬
‫جاما االحادية الطاقة بواسطة عدة مواد ماصة ومختلفة‪.‬وكما اسلفنا الذكر ان اشعة جاما تفقد‬
‫‪:‬طاقتها عند تفاعلها مع المادة بثالث طرق مختلفة وهي‬
‫التاثير الكهروضوئي‪- 1.‬‬
‫‪.‬تاثير او تشتت كومبتون ‪2-‬‬
‫‪.‬التوالد الزوجي ‪3-‬‬
‫وتقل اشعة جاما الساقطة( ) عند مرورها خالل شريحة رقيقة من المادة ولتكن ( ) طبقا‬
‫‪:‬للمعادلة‬
‫‪I ( x)=I 0 e−μx‬‬
‫‪. I 0‬شدة االشعة الساقطة بدون وضع الشريحة الماصة‬
‫)‪ ). I(x‬ة‪ ( c‬شدة االشعة بعد مرورها خالل سمك‬
‫معامل االمتصاص الخطي للمادة الماصة وهو يعتمد علي العدد الذري ( ) للمادة الماصة‬
‫‪. μ‬وعلي طاقة اشعة جاما الساقطة‬
‫ويشير معامل االمتصاص الخطي لمادة معينة علي معدل فقد الطاقة لكل وحدة طول من‬
‫المادة أي تشير الي خاصية االمتصاص بداللة السمك في حين ان معامل االمتصاص الكتلي‬
‫‪μ‬‬
‫تمثل كثافة المادة يشير الي خاصية االمتصاص بداللة كتلة المادة ‪ ρ .‬حيث‬ ‫‪ρ‬‬
‫ويكون معامل االمتصاص الخطي الكلي مساويا مجموع معامالت االمتصاص الثالث السابقة‬
‫لفقد الطاقة‪.‬ويعتمد معامل االمتصاص الخطي علي علي طاقة اشعة جاما الساقطة‪،‬وعلي‬
‫طبيعة المادة الماصة‪.‬وال بد ان نذكر كمية اخري ذات اهمية وتتعلق بهذا الموضوع وهي‬
‫سمك نصف الشدة‬
‫)‪ : ( x 1/ 2‬ويعرف بالسمك الالزم لتقليل شدة االشعة الساقطة الي النصف اي ان‬
‫ومعرفة قيمة معامل االمتصاص الكتلي وسمك النصف يساعدنا علي تعيين اشعة جاما‬
‫‪.‬باستخدام رسومان بيانية سنوضحها الحقا توضح عالقة هذه الكميات بطاقة اشعة جاما‬
‫والهدف االساسي في هذه التجربة معرفة كم من سمك العينات يعادل سمك الرصاص‬
‫‪.‬المستخدم في التوهين‬

‫‪ .‬عداد جايجر ‪-‬‬


‫) ( مصدر اشعة جاما ‪-‬‬
‫حامل‪-‬ماسك لالشعة‪-‬شرائح من (الرصاص‪-‬االلمنيوم‪-‬البالستيك‪ -‬الفويل‪-‬البولي – الفخار ‪-‬‬
‫‪ –.‬االسمنت –الزجاج)‪ -‬ميكروميتر لقياس سمك الشرائح‬
‫‪:‬خطوات العمل‬
‫نثبت عداد جايجر بعناية‪.‬نعين قراءة الخلفية االشعاعية وذلك قبل وضع المادة‬
‫المشعة ‪.‬نضبط المسافة بين الكاشف النووي والمصدر المشع ونشغل العداد وذلك لنحصل‬
‫علي جهد التشغيل الذي سوف نستخدمه في جميع التجارب الالحقة موضحة القراءات في‬
‫الجدول رقم (‪)1‬‬
‫نضع العينة الولي وهي شريحة من االسمنت وذلك بعد قياس سمكها بين المصدر المشع‬
‫وعداد جايجر وناخذ ثالثة قراءات واوجدنا متوسط هذه القراءات ولتكن ( ) ‪،‬وضعنا شريحة‬
‫اخري من االسمن معلومة السمك وذلك باضافة سمكها الي السمك السابق وليكن ( ) وسجلنا‬
‫ثالث قراءات لكل سمك واوجدنا المتوسط ‪.‬موضحة النتائج في الجدول رقم ( ) ‪.‬كرنا‬
‫الخطوة السابقة مع كل العينات الموجودة معنا ‪.‬موضح النتائج بجداول بترتيب الشرائح‬
‫‪.‬كالتالي ‪ :‬االسمنت‪ -‬االلمنيوم‪ -‬البالستيك –البولي –الرصاص‪ -‬الزجاج‪ -‬الفخار – الفويل‬
‫رسمنا العالقة بين ( ) وسمك الشريحة ( ) وحصلنا علي منحني كما هو مبين بالشكل‬
‫‪) (.‬وذلك لكل الشرائح كل علي حده‬
‫ورسمنا العالقة بين ( ) وسمك المادة ( ) وحصلنا علي خط مستقيم ميله عبارة عن معامل‬
‫‪:‬االمتصاص الخطي للمادة المستعملة حيث ان‬

‫) (وذلك موضح في الشكل رقم‬


‫اوجدنا سمك نصف الشدة ( ) لكل شريحة من الرسم البياني مع معلومية كثافة المواد‬
‫‪.‬المستخدمة في التجربة‬
‫‪:‬حسبنا معامل االمتصاص الكتلي لكل عينة ودونا النتائج كالتالي‬
‫‪-‬‬

You might also like