Professional Documents
Culture Documents
7-1مقدمة
تتطلب جميع القياسات النووية سواء في معامل البحوث أم محطات القوى النووية أو
غيرها ،توافر األجهزة الخاصة بتسجيل األنواع المختلفة من اإلشعاعات .وتعرف هذه
األجهزة بكواشف اإلشعاعات ( )radiation detectorsوتستخدم الكواشف عموما لتحديد
نوع اإلشعاعات وقياس كمياتها وتحديد طاقاتها .ويتوقف نوع الكاشف المستخدم على عدة
عوامل أهمها :
أ -نوع الجسميات أو اإلشعاعات المطلوب الكشف عنها (جسميات مشحونة ثقيلة ،أو إلكترونات
،أو اإلشعاعات المطلوب الكشف عنها (جسميات مشحونة ثقيلة ،أو إلكترونات ،أو
اإلشعاعات سينية أو جاما أو نيوترونات) .
وذلك على طول مدى هذا البروتون .ولما كانت شحنة اإللكترون أو األيون هي C
−19
1.6 ×10
،فإن الشحنة الناتجة عن هذا البروتون في الهواء هي :
2.86 ×10 4 ×1.6 ×10−19=4.58 ×10−15 Cويمكن قياس مثل هذه الشحنة بسهولة .
وأما بالنسبة للجسميات المتعادلة كالنيوترونات فهي ال تؤين المادة عند المرور فيها ولكنها يمكن
أن تؤدي إلى انطالق جسيم مشحون (بروتون أو جسيم ألفا) يعرف بالجسيم الثانوي أو النواة
المرتدة ( )recoil nucleusويحمل هذا الجسيم جزءًا كبيرًا من طاقة النيوترون الساقط
فيؤدي بذلك إلى تأين المادة وتكوين األزواج اإللكترونية ــــ األيونية .
وفي حالة إشعاعات جاما تقوم اإللكترونات الثانوية الناتجة عن األثر الكهروضوئي أو
أثر كومبتون أو إنتاج األزواج بعملية تأين المادة وتكوين األزواج اإللكترونية األيونية فيها .
وهناك أنواع أخرى من الكواشف تعتمد في عملها على حدوث بعض التغيرات
الكيميائية في المادة .وبقياس هذه التغيرات الناتجة يمكن الكشف عن كمية اإلشعاعات .وتتميز
مثل هذه األنواع من الكواشف بحساسية ضعيفة ؛ لذا فإنها ال تستخدم إال في المجاالت
اإلشعاعية شديدة الكثافة .وهناك أنواع أخرى من كواشف النيوترونات تقوم على أساس قياس
النشاط اإلشعاعي للمادة بعد مرور النيوترونات فيها .فمن المعروف أنه عند مرور
النيوترونات في المادة يمتص منها جزء فتتحول بعض ذرات المادة إلى نظائر مشعة .وبقياس
النشاط اإلشعاعي لهذه النظائر المستحثة يمكن معرفة كثافة النيوترونات الساقطة .
عند مرور اإلشعاعات في الغاز تتكون أزواج إلكترونية ـــ أيونية .وتكون كل من
اإللكترونات واأليونات حرة الحركة .ونتيجة لهذه الحركة تتصادم كل من اإللكترونات
واأليونات مع ذرات أو جزئيات الغاز الذي تتحرك فيه .ويتناسب متوسط المسار الحر
لإللكترونات أو األيونات في الغاز المعين تناسبًا عكسيًا مع عدد جزئيات الغاز في وحدة الحجوم
( متوسط المسار الحر هو عبارة عن متوسط المسافة التي يتحركها الجسيم دون تصادم ) .
ويبلغ متوسط المسار الحر في الظروف القياسية للضغط والحرارة (حوالي )10−5 −10−4 cm
بالنسبة لمعظم الغازات ( الظروف القياسية للضغط هي mm Hg 760وللحرارة هي (°20
Cوعمومًا يكون اتجاه حركة اإللكترونات واأليونات عشوائيا .
عند وجود الغاز تحت تأثير مجال كهربي شدته εتتحرك االلكترونات حركة انسياقيه
تحت تأثير هذا المجال وفي اتجاه معاكس التجاهه .كما تتحرك األيونات الموجبة حركة
انسياقيه كذلك ولكن في اتجاه المجال .ويمكن تحديد السرعة المتوسطة للحركة االنسياقية من
العالقة :
ε
v=μ
P
()7-1
حيث vهي سرعة الحركة االنسياقية ε ،شدة المجال الكهربي P ،ضغط الغاز .وتعرف μ
بالحركية ( mobilityأي القدرة على الحركة ) وهي تتوقف على نوع الغاز كما تعتمد على
ε
كل P , εوتكون μصغيرة عندما تكون قيمة Pصغيرة ،ولكنها تصبح ثابتة عندما تصبح
ε
قيمة Pكبيرة .وتصل السرعة االنسياقية لإللكترونات vحوالي 106 −107 cm/sعندما تكون
ε
Pفي حدود 10V/(cm×mm Hg .
7-2-2االلتصاق Attachment
هناك ظاهرة أخرى تحدث أثناء حركة اإللكترونات واأليونات في الغاز .فعند تصادم
اإللكترون الحر مع جزيء متعادل (أو ذرة) من جزيئات الغاز يمكن أن يلتصق هذا اإللكترون
مع الجزيء ( أو الذرة ) المتعادل ويتكون بالتالي جزيء سالب .وتعرف هذه الظاهرة باسم
االلتصاق .
ويعرف معامل االلتصاق hبأنه عبارة عن احتمال حدوث االلتصاق عند تصادم
إلكترون واحد بجزيء متعادل .ويعتمد هذا المعامل على نوع الغاز وتصل قيمته بالنسبة
لألكسجين وبخار الماء والغازات الهالوجينية األخرى حوالي 10−3وهي قيمة كبيرة .ويؤدي
االلتصاق إلى فقد اإللكترونات الحرة من مجموعة اإللكترونات الناتجة عن التأيين ؛ لذا فإنه
يجب مقاومته حتى ال ُيفقد جزء كبير من هذه اإللكترونات .لهذا السبب يجب عدم استخدام
الغازات الهالوجينية أو األكسجين أو بخار الماء في بعض أنواع الكواشف الغازية .
عند وجود اإللكترون السالب واأليون الموجب بالقرب من بعضهما فإنه يمكن أن يعيدا
التحامهما مكونين بذلك ذرة أو جزيئا متعادال .وتعرف هذه الظاهرة باسم إعادة االلتحام (
)recombinationويتناسب معدل إعادة االلتحام (أي عدد مرات إعادة االلتحام في وحدة
الحجوم وفي وحدة الزمن ) تناسبا طرديا مع شدة كل من اإللكترونات -nواأليونات +nويمكن
تحديده من العالقة :
¿dn+¿ dn−
dt
=
dt
=−αn +¿n ¿¿− ¿ ¿¿ ()7-2
حيث αثابت يعرف باسم معامل إعادة االلتحام وتتراوح قيمته للهواء بين 10−10 ، 10−7وذلك
عندما تكون الشحنات السالبة والموجبة موزعة توزيعًا متجانسا .
أما إذا كانت الشحنات مركزة في منطقة ما (كما يحدث عندما تكون اإللكترونات ــ واأليونات
على طول أثر الجسيمات المشحونة ) يزداد معامل إعادة االلتحام زيادة واضحة .
ويجدر اإلشارة إلى أن حركية اإللكترونات أكبر بكثير من حركية األيونات .كذلك فإن حركية
اإللكترونات ،ال تؤدي إلى حدوث تغير ملموس في ضغط الغاز أو في شدة المجال الكهربي .
يمثل انتقال اإللكترونات واأليونات في الغازات انتقاًال للشحنة الكهربية .وهذا بدوره
هو بمثابة مرور تيار كهربي شدته Iيمكن تحديده من العالقة التالية :
I =I +¿+I ¿¿− ¿ ()7-3
حيث -I+ ، Iعبارة عن شدة التيار األيوني واإللكتروني على الترتيب .
وعموما ،يمكن مرور تيار كهربي في الغاز حتى في حالة عدم وجود مجال كهربي
وذلك بسبب ظاهرة االنتشار ( ، )diffusionحيث تنتشر كل من اإللكترونات واأليونات من
الوسط األكثر تركيزًا إلى الوسط األقل تركيزًا .
¿dn+
فهو معدل حيث +D- , Dمعامل االنتشار لأليونات ولإللكترونات على التوالي .أما ¿
dx
dn
تغير شدة األيونات بتغير المسافة dx−¿ ¿ ،هو معدل تغير شدة اإللكترونات بتغير المسافة .
أما في حالة وجود مجال كهربي شدته εتتحرك كل من األيونات واإللكترونات حركة
انسياقيه تحت تأثير هذا المجال باإلضافة إلى الحركة االنتشارية .وينتج عن هذه الحركة
االنسياقية مرور تيار كهربي شدته لأليونات هي:
I ε+¿=en ¿ ¿ ¿+ ¿v + ¿ ()7-6
I ε−¿=e n
¿ ¿ ¿−¿v − ¿
حيث ¿¿ v−¿¿ ، v+هي السرعات االنسياقية لكل من األيونات واإللكترونات على التالي.
وبذلك يمكن إيجاد شدة التيار الكلي الناتج عن كل من االنتشار والمجال الكهربي .لكل
من اإللكترونات واأليونات وذلك بجمع مركباته األربعة المختلفة (من 4-7حتى .)7-7أي
أن
¿ ¿ I =e ()7-8
يقوم مبدأ عمل الكواشف الغازية على تجميع الشحنات الكهربية ( اإللكترونات واأليونية
) الناتجة عن تأين ذرات أو جزئيات الغاز عند مرور اإلشعاعات المؤينة فيه .وبقياس الشحنة
الكهربائية الناتجة أو التيار الناتج عنها يمكن الكشف عن مرور اإلشعاعات في الغاز .وتنقسم
الكواشف الغازية إلى ثالثة أنواع رئيسة هي غرفة التأين ،العدادات التناسبية ،وعدادات جيجر
ـــ مولر .
هي عبارة عن كاشف غازي ( )gas detectorلإلشعاعات .ويقوم على تجميع األزواج
اإللكترونية ـــ األيونية الناتجة عن اإلشعاعات في شكل تيار كهربي وقياس هذا التيار .وتتكون
غرفة التأين عموما من قطبين معدنيين موصلين بطرفي منبع جهد عال .وقد يتخذ القطبان أشكاال
مختلفة ولكن في معظم األحيان يكون القبطان على شكل ألواح مستوية .ويوضع القطبان داخل
إناء مفرغ من الهواء الجوي ويمأل بالغاز المطلوب حتى ضغط معين .ويتوقف ضغط الغاز
واألبعاد الهندسية للقطبين عموما على نوع الجسيمات المطلوب الكشف عنها وعلى طاقاتها .
ويستخدم في بعض غرف التأين الهواء الجوي العادي .
ويبين شكل ( )1-7رسما تخطيطيا لغرفة تأين ذات قطبين مستويين ،موصلة بمنبع الجهد العالي
الالزم لتغذية أقطابها .ويعرف القطب المتصل بجهاز قياس التيار بالمجمع أو األنود ،ويختلف
الجهد الواقع على هذا القطب باختالف التيار المار فيه .أما القطب اآلخر فيقع عادة تحت تأثير
جهد عال ( Vجهد المنبع) ويعرف بقطب الجهد العالي .يثبت القطبان باستخدام مواد عازلة
كهربيا في اإلناء الخارجي للغرفة .ويستخدم في العديد من غرف التأين حلقتان تعرفان بالحلقتين
الحارستين ( .)guard ringsويمكن تحقق الحلقات الحارسة بفصل الجزءين الطرفيين من
القطب المجمع عن القطب نفسه بحيث ال تون المسافة الفاصلة كبيرة .ويجب أن يكون جهد
الحلقات الحارسة قريبًا من جهد القطب المجمع .والغرض من هذه الحلقات الحارسة هو تشكيل
المجال الكهربي بالقرب من أطراف القطب المجمع وبحيث تكون خطوط قوى المجال الكهربي
بين قطب الجهد العالي والقطب المجمع عند الطرفين خطوطا مستقيمة وموازية للخطوط التي في
الوسط .ويؤدي ذلك إلى تحديد حجم الغرفة التي تجمع منها الشحنات الكهربية تحديدًا دقيقا
ويعرف هذا الحجم ( والمبين على الشكل 1-7بين الخطين المتقطعين ) بالحجم الفعال أو الحجم
الحساس للغرفة .
وعند مرور اإلشعاعات بين قطبي الغرفة تؤدي هذه اإلشعاعات إلى تأيين الغاز ويتم
تجميع الشحنات الناتجة عن التأين داخل الحجم الفعال على المجمع ( حيث إن األيونات
واإللكترونات المتكونة خارج هذا الحجم تتجمع على الحلقات الحارسة وتمر مباشرة إلى األرض
) .وعند إهمال االنتشار وإعادة االلتحام يكون التيار الناتج عن تجميع الشحنات من الحجم الفعال
على المجمع هو
حيث ) N o (τهو عدد األزواج الناتجة في وحدة الحجم في الثانية الواحدة ,ويؤخذ التكامل
بالنسبة للحجم الفعال كله .وهذه العالقة صحيحة إذا كان ) N o (τثابت بالنسبة للزمن ( أي أن
عدد الجسيمات التي تدخل الغرفة ثابتة بالنسبة للزمن ) .
وتعنى هذه العالقة أن الشحنات التي تتكون نتيجة التأين في الحجم الفعال يتم تجميعها
بالكامل على المجمع ويعرف التيار في هذه الحالة باسم تيار التشبع (Is )saturation current
ويمكن إهمال كل من تيار االنتشار وإعادة االلتحام عندما تكون شدة المجال بين األقطاب
( أي فرق الجهد بينهما ) كبيرة .عندئذ تصبح المعادلة ( )9-7صحيحة .أما إذا كان فرق الجهد
صغيرًا أو كان الغاز المستخدم من الغازات الهالوجينية أو األكسجين أو بخار الماء فإن إعادة
االلتحام تلعب دورا مهما وخصوصا بالنسبة للغازات الهالوجينية .لذا فإنه يجب أن يوضع التيار
المفقود نتيجة إعادة االلتحام أو نتيجة لاللتصاق في االعتبار .وبالنسبة لغرف التأين ذات
بسبب إعادة االلتحام من العالقة التالية األقطاب المستوية فإنه يمكن حساب التيار المفقود ¿ ¿
:
¿¿ ()7-10
v−¿, vهي السرعات االنسياقية لكل من ¿ ¿+ ¿ حيث Isهو تيار التشبع d ،هي المسافة بين القطبين و
األيونات واإللكترونات على التوالي .
أما بالنسبة لالنتشار فيمكن أن يؤدي إلى فقد نسبة أخرى من التيار وذلك ألن االنتشار
يمكن أن يحدث في أي اتجاه .ويمكن تحديد قيمة الجزء المفقود ¿ ¿ بسبب االنتشار من العالقة
¿¿ ()7-11
حيث Kثابت بولتسمان T ،درجة الحرارة المطلقة V ،فرق الجهد بين القطبين ε ،عبارة عن
النسبة بين الطاقة المتوسطة لأليونات في حالة وجود المجال وبدونه .ويوضح شكل ()2-7
العالقة بين التيار المتجمع Iوفرق الجهد Vبين القطبين .وتعرف هذه العالقة باسم المميزة
الفولت – أمبيرية لغرفة التأين .ويعتمد شكل هذه المميزة على األبعاد الهندسية للغرفة وعلى نوع
الغاز المستخدم وضغطه ونوع اإلشعاعات المارة وشدتها .ويتضح تأثير هذه العوامل من شكل (
)2-7والخاص بغرفة تأين اسطوانية الشكل والذي يوضح المميزة الفولت أمبيرية لنوعين من
الغاز عند شدتين مختلفتين إلشعاعات جاما .وفي حالة البروتونات والجسيمات المشحونة الثقيلة
يلعب إعادة االلتحام دورًا أكثر أهمية نظرًا ألن التأين النوعي لهذه الجسميات كبير للغاية ،
وبالتالي ال يحدث التشبع إال عند جهود أعلى .
تستخدم جميع غرف التأين عند قيم الجهود التي تحقق تيار التشبع وهو ما يعرف
بالهضبة ( . )plateauونظرا لبساطتها وسهولة تشغيلها فإنه يمكن تصميم غرف بأشكال وأحجام
مختلفة واستخدامها لقياس جميع أنواع اإلشعاعات بما في ذلك إشعاعات جاما والنيوترونات .
وعموما ،يمكن استخدام غرف التأين لقياس القيمة المتوسطة للتيار الناتج عن عدد من الجسيمات
أو لقياس نبضات التيار ( أو الجهد) الناتج عن مرور جسيم واحد .ويعرف هذا النظام األخير
لتشغيل غرفة التأين بالنظام النبضي وهو غالبا ما يستخدم عند قياس الشدة اإلشعاعية الضعيفة أو
عند قياس طاقة اإلشعاعات .وعموما ،يمكن استخدام غازات مختلفة داخل الغرفة .لكن بالنسبة
للغرف النبضية يفضل استخدام الغازات الخاملة تحت ضغوط معينة وذلك لضمان تجميع
اإللكترونات وتكوين النبضة بسرعة وفي أقصر زمن ممكن وذلك حتى تتم عملية التسجيل خالل
زمن قصير وتصبح الغرفة جاهزة الستقبال جسيم آخر وتسجيله .
وعند تصميم غرف التأين لألغراض المختلفة يجب توجيه عناية خاصة إلى نوعية العازالت
المستخدمة لعزل األقطاب عن بعضها وعن جسم الغرفة وخاصة العازل المستخدم لتثبيت وعزل
المجمع .فيجب أن تكون مادة العازل ذات مقاومة عالية جدًا .ويرجع السبب في ذلك إلى أن
التيار الناتج عن مرور الجسيم يكون صغيرا .فإذا كانت مقاومة العازل بين القطبين غير كافية
فإنه يمكن يتسرب بين القطبين تيار يعرف باسم تيار التسرب ( )Leakage currentقيمته
V
=I e
هي R c :
حيث vجهد المنبع Rcمقاومة العازل (شكل . )3-7فإذا كانت مقاومة العازل في حدود
1013 Ωوفرق الجد بين القطبين 100Vيمر تيار تسرب I eفي العازل مقداره
كذلك تلعب الحلقات الحارسة دورًا آخر باإلضافة إلى دورها األساسي ( وهو تشكيل خطوط
القوى لتحديد الحجم الفعال) .فهذه الحلقات تمنع اإللكترونات واأليونات التي تتكون على جانبي
الحجم الفعال من التجمع على العازل حتى ال تؤثر هذه الشحنات على شكل المجال في الحجم
الفعال وحتى ال تؤدي إلى زيادة تيار التسرب.
يمكن النظر إلى أي غرفة تأين من الناحية اإللكترونية على أنها عبارة عن مقاومة Rc
(مقاومة العازل بين القطبين) .ولما كان القطبان يشكالن سطحين متوازيين فإنه يمكن اعتبارهما
مكثفا سعته ( Ccكالمبين على شكل 4-7أ بالخط المتقطع ) .وهكذا تتميز أي غرفة تأين بمقاومة
داخلية Reوسعة ذاتية . Ce
لذا يمكن اعتبار أن السعة الكلية للغرفة وجهاز القياس هي C=Cc +Ceوالمقاومة لهما هي
)R=Rc Re/ (Rc +Re
لذا ينتج عن تيار الغرفة فرق جهد Vعلى مدخل الجهاز يمكن تحديده من قانون كيرشوف
كاآلتي :
dV
RI =V + Rc ()7-12
dt
وبحل هذه المعادلة التفاضلية يمكن إيجاد كيفية تغير الجهد على مدخل الجهاز كدالة في
الزمن حيث نجد أن الجهد vعبارة عن
−t / RC
V =RI (1−e ) ()7-13
وتعرف RCبثبات الزمن للدائرة الكهربية .وكلما كان هذا الثابت RCصغيرا وصل الجهد إلى
قيمة التشبع بسرعة ( المنحنى 1بشكل . )5-7أما عند زيادة قيمة RCيصل الجهد إلى قيمة
التشبع بعد زمن أكبر (المنحنى )2على الشكل ) .
يمكن تصميم غرف تأين للكشف عن األنواع المختلفة من اإلشعاعات .ويتوقف حجم الغرفة
ومواصفاتها وضغط الغاز بداخلها على نوع اإلشعاعات المطلوب الكشف عنها وعلى طاقة هذه
اإلشعاعات ؛ لذا فإنه يمكن تقسيم غرف التأين من حيث نوع اإلشعاعات إلى اآلتي :
حيث إن القدرة االختراقية لجسيمات ألفا والجسيمات المشحونة الثقيلة األخرى صغيرة فإن
هذه الجسيمات تمتص بالكامل في جدار الغرفة وال تمر إلى داخلها .لذا فإنه يجب عمل نافذة في
الغرفة لدخول هذه الجسيمات منها .وتصنع النافذة عموما من مادة خفيفة كالبريليوم أو المواد
العضوية الخفيفة وتكون في شكل غشاء رقيق جدًا ( أقل من 1ميللي جرام /سم ) 2حتى ال
يمتص الغشاء جزءًا كبرا من طاقة الجسميات على أن يتحمل فرق الضغط الواقع عليه والناتج
عن اختالف ضغط الغاز داخل الغرفة والضغط الجوي خارجها .
ويستخدم هذا النوع من الغرف للكشف عن جسيمات ألفا .وتتميز هذه الغرف بحساسيتها
حيث يمكنها الكشف عن التلوث الضعيف الذي ال يزيد نشاطه اإلشعاعي عن جسيم واحد في
الدقيقة .
ب-غرف التأين لجسيمات بيتا
من المعروف أن قدرة جسيمات بيتا على االختراق كبيرة حيث يصل مداها في الهواء الجوي
إلى عدة أمتار ؛ لذا فإن ضغط الغاز داخل الغرفة يجب أن يكون كبيرًا حتى تتوقف هذه
الجسيمات بالكامل داخل الغرفة .وللسبب نفسه فإنه تستخدم نوافذ ذات سمك أكبر لتتحمل فرق
الضغط داخل الغرفة وخارجها .
نظرا للقدرة االختراقية الفائقة إلشعاعات جاما فإنه ال يلزم وجود نافذة لغرف التأين الخاصة
بالكشف عن هذه اإلشعاعات .ونظرا لصغر احتمال حدوث كل من األثر الكهروضوئي أو أثر
كومبتون أو إنتاج األزواج داخل الغاز فإن السطح الداخلي للغرفة يبطن بطبقة رقيقة من
الرصاص ( لكبر عدده الذري) وذلك ليزيد من احتمال حدوث أي من هذه العمليات الثالث في
الرصاص وانطالق اإللكترون إلى داخل الغاز للقيام بالتأيين .وجدير بالذكر أن جزءًا قليال من
إشعاعات جاما هو الذي يؤدي إلى انطالق هذه اإللكترونات .أما الجزء اآلخر فيمر من الغرفة
دون أن يترك أي أثر وال يسجل فيها .لذلك تتميز جميع كواشف إشعاعات جاما بمعامل مهم
يعرف باسم كفاءة الكاشف .
كفاءة الكاشف : Detector Effeciencyهي عبارة عن نسبة عدد اإلشعاعات المسجلة في
الكاشف إلى العدد الكلي لإلشعاعات الساقطة عليه .وتتناسب كفاءة غرفة التأين الخاصة بالكشف
على حجم الغرفة وعلى نوع الغاز المستخدم في العداد وضغطه وعلى نوع المادة المبطنة للغرفة
.
وتتراوح كفاءة غرف التأين إلشعاعات جاما بين عدة أجزاء من األلف إلى عدة أجزاء من
المائة .
عند مرور النيوترونات في المادة فإنه ال ينتج عنها أي تأين ؛ لذا فإنه من الضروري إيجاد
وسيلة لتوليد الجسيمات المشحونة بفعل النيوترونات ،حيث تؤدي هذه الجسيمات المشحونة إلى
عملية التأين .ولهذا الغرض يوضع داخل الكاشف النيوتروني مادة من المواد التي يمكن أن
ينطلق منها بروتونات أو جسيمات ألفا نتيجة حدوث تفاعالت نووية مختلفة .لذا يستخدم في
العديد من غرف التأين الخاصة بالكشف عن النيوترونات غاز ثالث فلوريد البورون . BF3
فعند سقوط النيوترونات على هذا الغاز يتفاعل بعضها مع البورون وينتج عن ذلك انطالق
جسيمات ألفا طبقا للتفاعل التالي :
10 7
n+ 5 B → 3 Li +α
ويقوم جسيم ألفا بتأيين الغاز .وجدير بالذكر أن كفاءة الكاشف النيوتروني تكون صغيرة وتتوقف
على عوامل كثيرة منها طاقة النيوترونات وكثافة الغاز وحجم الغرفة .وال تستخدم نوافذ في
الكواشف النيوترونية بسبب قدرة النيوترونات الفائقة على اختراق جدار الغرفة .
تستخدم غرف التأين النبضية لدراسة كل جسيم على حدة ،أي عند تعاقب الجسيمات أو
اإلشعاعات الساقطة الواحد تلو اآلخر بفارق زمني يسمح باالنتهاء من تسجيل الجسيم السابق ؛
لذا يجب أن يكون زمن استمرار النبضة الكهربية ( )pulse-durationالناتجة عن الجسيم
صغير جدا وذل للتمييز بين الجسيمات المتتابعة .ويعتمد زمن استمرار النبضة على ثابت الزمن
RCللغرفة وجهاز القياس وعلى المسافة بين القطبين .ومن الواضح أن زمن استمرار النبضة
وجهدها يعتمدان اعتمادا كبيرا على مكان حدوث التأين بالنسبة للمجمع ،أي على وضع واتجاه
أثر الجسيم .فإذا كان األثر قريبا من المجمع فهذا يعني وصول اإللكترونات بسرعة إلى هذا
القطب وبالتالي عدم فقد أي منها أثناء االنتقال ،مما يؤدي إلى ظهور نبضة جهد عالية على
المخرج .أما إذا مر جسيم آخر بالطاقة نفسها بعيدا عن المجمع فإن اإللكترونات الناتجة على
طول أثره تستغرق وقتا طويال للوصول إلى المجمع ويضيع جزء منها بسبب التصادمات مع
جزئيات الغاز .
مما يؤدي إلى إضعاف النبضة الجهدية الخارجة .وباإلضافة إلى ذلك فإن جهد النبضة
وزمن استمرارها يتوقفان على زمن وصول كل من اإللكترونات إلى المجمع واأليونات إلى
قطب الجهد العالي .ولما كانت حركة اإللكترونات سريعة (سرعتها حوالي 6 10م/ثانية)
وحركة األيونات بطيئة (سرعتها حوالي 3 10م /ثانية) فإن الجهد الناتج عن المركبة اإللكترونية
يصل إلى أقصى قيمة له خالل زمن قصير (في حدود 10ـــ 6ثانية) أما الجهد الناتج عن المركبة
األيونية فيصل إلى أقصى قيمة له خالل زمن كبير (حوالي 10ـــ 3ثانية) .
حيث nعد اإللكترونات أو األيونات vهي السرعة االنسياقية لإللكترونات أو األيونات C ،
السعة الداخلية للغرفة d ،المسافة بين القطبين .ويبين شكل ( )6-7كيفية تغير جهد كل من
المركبة األيونية والمركبة اإللكترونية لغرفة تأين كدالة في الزمن.
وتعكس هذه العالقة اختالف جهد النبضة باختالف السرعات االنسياقية لإللكترونات
واأليونات .لذا تعتبر غرفة التأين من هذا النوع بطيئة .ويمكن عمل أنواع أخرى سريعة وذلك
باستخدام شبكة معدنية تثبت بين المجمع وقطب الجهد العالي وتكون أقرب إلى المجمع (شكل -7
)7ويكون جهد هذه الشبكة واقعا بين الصفر (جهد المجمع) والجهد العالي Vويؤدي إدخال هذه
الشبكة إلى خفض السعة Cبين مسار الجسيم والقطب المجمع ،وعدم اعتماد جهد النبضة على
موقع أثر الجسيم بالنسبة للمجمع .وبالتالي تصبح العالقة بين جهد المركبة اإللكترونية وبين
الزمن كالمبين بالمنحنى ( )3على الشكل (. )6-7
شكل ( )6-7تغير جهد كل من المركبة اإللكترونية ( )1والمركبة األيونية ( )2لغرفة تأين كدالة
في الزمن tوتغير جهد كل من المركبة اإللكترونية ( )3بعد وضع الشبكة المعدنية .
وهكذا يجب أن تحتوي غرف التأين النبضية على شبكة ويجب أن تمأل بغاز من النوع الذي
ال تتكون فيه أيونات سالبة .لذا يفضل استخدام الغازات الخاملة في هذا النوع من الغرف .كذلك
يجب أن يكون فرق الجهد بين القطبين كبيرا (عند نهاية الهضبة في شكل )6-7وذلك لكي تكون
السرعة االنسياقية لإللكترونات ثابتة وال تعتمد على فرق الجهد بين القطبين .ويستخدم غاز
األرجون في معظم هذه الغرف .ويضاف إليه عادة نسبة صغيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون
( حوالي )%5وذلك لضمان بقاء السرعة االنسياقية ثابتة وعدم زيادتها بزيادة فرق الجهد بين
القطبين.
وتجدر اإلشارة إلى أن غرف التأين النبضية ال يستخدم عموما للكشف عن جسيمات بيتا
وذلك بسبب صغر التأين النوعي Sلهذه الجسيمات ،مما يؤدي إلى إنتاج عدد قليل من
اإللكترونات نتيجة جسيم بيتا واحد ،وبالتالي يون التيار الناتج ضعيفا ويصعب تكبيره وتسجيله.
من أهم خصائص غرف التأين النبضية الخاصية المعروفة باسم القدرة التحليلية للطاقة (
)energy resolving powerفعند سقوط عدد من الجسيمات ذات طاقة واحدة على نافذة
الغرفة فإن هذه الجسيمات تعبر النافذة إلى داخل الغرفة باختالف طفيف في طاقاتها وذلك بسبب
حدوث تبعثر في طاقة الجسيمات ذات المختلفة .وفضًال عن ذلك فإنه حتى في حالة دخول هذه
الجسيمات إلى الغرف بالطاقة نفسها (مثل إشعاعات جاما) فإن كل جسيم منها يون عددا مختلفا
من األزواج اإللكترونية األيونية ؛ وذلك ألن عملية التأين عملية إحصائية بحتة .كذلك فإنه عند
انتقال اإللكترونات إلى المجمع يمكن أن يضيع بعضها بسبب التصادمات مع ذرات الغاز .
وبالتالي فإن الجسيمات ذات الطاقة الواحدة يمكن أن تنتج نبضات كهربية يختلف تيارها
( جهدها) اختالفا طفيفا .
عند زيادة فرق الجهد بين قطبي غرف التأين إلى قيم عالية يبدأ التيار في الزيادة السريعة
فوق قيمة التشبع Isويعود السبب في ذلك إلى أن اإللكترونات الناتجة عن التأين والواقعة تحت
تأثير فرق الجهد تكتسب طاقة حركة تتناسب مع قيمة فرق الجهد الذي تجتازه .وعند زيادة فرق
الجهد تزيد الطاقة التي تكتسبها هذه اإللكترونات فتصبح (اإللكترونات) قادرة على تأيين ذرات
جديدة من الغاز ،وبالتالي تكوين مجموعة ثانوية من األزواج اإللكترونية ـــ األيونية تنضم
للمجموعة في الحركة بتأثير الجهد ،وبالتالي تكتسب طاقة جديدة فيؤدي إلى مرحلة جديدة من
التأين الثانوي .وهكذا فإن اإللكترونات الناتجة عن التأين األولى بفعل الجسيم النووي يتبعها عدة
مراحل تأين ثانوي تؤدي إلى مضاعفة عدد اإللكترونات .وهذه المراحل المتتابعة من التأين
الثانوي الناتج عن الجهد الكبير تختلف اختالفا تاما عن مفهوم التأين الثانوي الناتج عن جسيمات
بيتا ذات الطاقة العالية والذي يحدث دون النظر لشدة المجال .
وينتج عن التأين تكاثر هائل لعدد اإللكترونات .وباإلضافة إلى ذلك فعند تصادم اإللكترونات
المعجلة بجزئيات الغاز أو عند حدوث إعادة التحام بين األعداد الهائلة من اإللكترونات واأليونات
يمكن أن تنطلق فوتونات ( أشعة سينية ) نتيجة إلثارة هذه الجزئيات عند التصادم .ويمكن أن
تؤدي هه الفوتونات إلى تحرير عدد آخر من اإللكترونات من سطح قطب الجهد العالي أو من
جزئيات الغاز التي يكون جهد تأينها صغيرا ( في حالة وجود خليط من الغازات ) .وبذلك يمكن
أن تشترك الفوتونات في عملية التأين الثانوي .وبالتالي تنتشر عملية التأين في الحجم الكلي للغاز
ويحدث ما يشبه التفرغ الكهربي للغاز (. )gas discharge
فإذا كان احتمال تكوين إلكترون كهروضوئي بواسطة اإللكترون الواحد هو γوكان عدد
اإللكترونات الثانوية الناتجة عن تصادم إلكترون واحد بالذرات هو n ، n γعبارة عن عدد
اإللكترونات الكهر>وضوئية الناتجة عن nإلكترون ثانوي ،ثم يتضاعف هذا العدد بفعل
التصادمات مكونا n2 γإلكترون ثانويا .وهذا العدد األخير يؤدي بدوره إلى تكوين n2 γ2
إلكترون كهروضوئي .وبجمع جميع عناصر هذه المتوالية الهندسية وقسمته على عدد
اإللكترونات االبتدائية يمكن إيجاد معامل التضاعف Mوهو :
n
=M ()7-16
1−n γ
ويبين معامل التضاعف Mعدد مرات تضاعف اإللكترونات االبتدائية (أي الناتجة عن
الجسيم النووي ذاته) .فإذا كانت قيمة n γ>>1فيصبح معامل تضاعف العداد مساويا M=n
ويكون هذا التضاعف ناتجا عن التأين الثانوي فقط وال تلعب الفوتونات دورا ملحوظا في التأين ،
وبالتالي يمكن إهمالها واعتبار قيمة γمساوية للصفر .ويسمى العداد في هذه الحالة بالعداد
التناسبي ( )proportional counterنظرا ألن العدد الكلي لإللكترونات الثانوية يتناسب مع
عدد اإللكترونات االبتدائية الناتجة عن الجسيم النووي .
وهكذا فإنه عند زيادة الفرق الجهد بين القطبين فيما بعد عتبة التشبع ( النقطة aعلى الشكل
)9-7لغرفة التأين يبدأ العداد في العمل كعداد تناسبي .
ويبين شكل ( )9-7منطقة الجهود التي يتحقق عندها تشغيل العداد في المنطقة التناسبية وهي
المنقطة . 2وفي هذه المنطقة يزداد التيار زيادة كبيرة (من )1إلى 10000مرة) حسب قيمة V
وعلى الرغم من زيادة التيار فإنه يستمر متناسبًا مع عدد األزواج اإللكترونية األيونية الناتجة عن
الجسيم النووي أي متناسبا مع طاقة هذه الجسيم.
فعند دخول جسمين ذوي طاقتين مختلفتين ( E2 < E1شكل )9-7ينتج عنها تياران مختلفان سواء
في منطقة غرفة التأين أم في منطقة العداد التناسبي ،مما يمكن من فصل هاتين الطاقتين .وفي
نهاية منطقة العداد التناسبي يصبح من الصعب تمييز الطاقات المختلفة .
ويمكن من حيث المبدأ أن تكون العدادات التناسبية مستوية األقطاب ولكنها تجهز على شكل
اسطوانة (شكل )10-7حيث يقوم السلك المحوري الرفيع بدور المجمع (األنود) .لذا فهو يوصل
بالقطب الموجب لمنبع الجهد العالي .أما جسم األسطوانة فيوصل باألرض (أي بالقطب السالب
لمنبع الجهد) وتتجمع عليه األيونات الموجبة .وفي حالة وجود نافذة يمكن أن تكون هذه النافذة
على الجدار األسطواني أو في القاع .أما السعة Cفالغرض منها منع وصول الجهد المستمر من
منبع الجهد إلى جهاز القياس .
حيث Vهو جهد المجمع ( األنود ) b ،هو نصف القطر الداخلي لألسطوانة a ،هو نصف قطر
السلك المحوري .فإذا كان جهد السلك 1000v ، b=1cm ، a=0.01cmتصل شدة المجال
على مسافة 0.01cmمن السلك حوالي . 6000v/cmلذا نجد أن التأين الثانوي يحدث أساسا
بالقرب من سلك األنود .
أما إذا تكونت اإللكترونات االبتدائية بعيدا عن األنود فإنها تتحرك أوال بفعل المجال في اتجاه
المجمع ثم تبدأ مراحل التأين الثانوي عند اقترابها منه ( في حدود 0.1cmمن مركزه ) .
يجب التنويه بحدوث تأثير زمني بين لحظة دخول الجسيم للعداد وخروج النبضة الجهدية .
وهذا التأخير ناتج عن زمن مرور اإللكترونات األولية من مكان تكونها داخل العداد إلى أن
تقترب من المجمع .وبالتالي يعتمد زمن التأخير ( )delay timeعلى مكان مرور الجسيم
النووي ويمكن حساب قيمته القصوى من نصف القطر الداخلي لألسطوانة والسرعة االنسياقية
¿¿ v−لإللكترونات كالتالي :
b
=t d
d
ومن أهم عيوب العدادات التناسبية اعتماد معامل التضاعف Mعلى الجهد مما يؤدي إلى
اختالف جهد النبضة الخارجة عند حدوث تغير طفيف في جهد المنبع ؛ لذا يجب الحرص على
استخدام منبع جهد ذي استقراريه عالية ()highly stabilized
عند زيادة الجهد بين قطبي العداد التناسبي إلى ما بعد منطقة التناسب ( فيما بعد النقطة b
على شكل )9-7يزداد معامل التضاعف Mزيادة هائلة وبالتالي يزداد التيار زيادة طارئة ( شكل
. )9-7ويرجع السبب في ذلك إلى زيادة احتمال انطالق الفوتونات فوق البنفسجية عند تصادم
اإللكترونات بجزئيات الغاز وتكوين إلكترونات كهروضوئية ( أي زيادة قيمة االحتمال . ) γ
وعند هذه الجهود العالية تصبح هذه الفوتونات هي المسئول األساسي عن اإللكترونات الثانوية .
وينتشر التأين الثانوي في جميع أنحاء العداد وبالتالي يصل العداد إلى حالة التفريغ الكهربي وينتج
عن ذلك تيار كبير للغاية دون النظر لعدد اإللكترونات األولية .ويعرف العداد عند هذه الجهود
باسم عداد جيجر ـــــ مولر ( وهما مكتشفاه).
وبالرجوع إلى العالقة ( )16-7يالحظ أن هذا األمر يتحقق عندما تصبح قيمة . n γ-1
عندئذ يصبح معامل التضاعف Mعبارة عن ما ال نهاية أي
n
=M ∞=
1−1
وفي هذه الحالة فإن جهد النبضة لم يعد يتوقف على عدد اإللكترونات األولية الناتجة عن
الجسيم النووي .إذا أنه يكفي تكون زوج واحد إلكتروني ـــ أيوني لبدء عملية التفريغ وظهور
جهد النبضة .وبالتالي يالحظ أن جهد النبضة لم يعد يتوقف على طاقة الجسيم النووي المسبب
لها ؛ لذا ال يستخدم عداد جيجر ـــ مولر لتحديد طاقة الجسيمات النووية وإنما يستخدم فقط
لتسجيل عدد هذه الجسيمات دون النظر لطاقاتها .
وبمجرد بدء التأين والتفريغ الكهربي ال يتوقف مرور التيار داخل العداد ذاتيا وإنما يستمر
حتى في حالة عدم وصول جسيمات نووية جديدة ؛ لذا فإنه يجب إيقاف عملية التفريغ داخل العداد
ليكون جاهزا الستقبال جسيم جديد وتسجيله .ويوجد نوعان من عدادات جيجر ـــ مولر يختلفان
باختالف طريقة وقف التفريغ وهما عدادات ذات إطفاء خارجي واألخرى ذات إطفاء ذاتي .
عندما ُيمأل العداد بغاز خامل ( مثل األرجون) تؤدي الفوتونات فوق البنفسجية إلى انطالق
اإللكترونات الكهروضوئية من الكاثود ( األسطوانة الخارجية ) وليس من ذرات األرجون .
وتتحرك جميع اإللكترونات في اتجاه األنود (شكل )10-7الذي تتكون حوله سحابه أيونية إلى
ظهور نبضة على المقاومة . Roوعند وصول هذه السحابة األيونية إلى الكاثود تنتج فوتونات
فوق بنفسجية جديدة وإلكترونات ثانوية فيستمر التيار في المرور وال يتوقف .وهكذا يستمر
مرور التيار طالما بقي الجهد عاليا ولم يتم تخفيضه بأي وسيلة خارجية .
ويتميز هذا النوع من العدادات بعدم وجود مقاومة كبيرة لخفض جهد األنود وإنما تستخدم
مقاومة صغيرة .وبذلك يبقى الجهد ثابتا على األنود وال ينخفض إلى ما دون حد جهد جايجر .
ولحدوث اإلطفاء في هذا النوع من العدادات يمأل العداد بخليط من غاز األرجون (حوالي 90
)%وبخار مركب متعدد الذرات مثل الكحول أو األسيتون (حوالي )%10وعند دخول الجسيم
النووي يحدث التأين االبتدائي ثم تتبعه مجموعة التأينات الثانوية بالقرب من األنود وانطالق
الفوتونات فوق البنفسجية التي تؤدي إلى اإللكترونات الكهروضوئية باألسلوب نفسه المتبع في
عدادات جايجر السابقة .ولكن يحدث اختالف في هذه العدادات ويرجع أساسا إلى قابلية بخار
الكحول أو األسيتون العالية المتصاص الفوتونات فوق البنفسجية وبذلك تمتص هذه الفوتونات في
الغاز وال تصل إلى الكاثود .وبذلك تكون اإللكترونات الكهروضوئية صادرة عن جزئيات بخار
الكحول وليس عن ذرات ماد الكاثود المعنية .ونظرا للقابلية العالية المتصاص الفوتونات في
جزئيات الكحول وتأينها فإن هذه الفوتونات ال تبتعد كثيرا عن األنود وينحصر التفريغ الكهربي
بالقرب منه .وهكذا تتحرك السحابة األيونية الموجبة التي تصل إلى الكاثود كليا من أيونات
جزئيات الكحول أو األسيتون وذلك المتصاص الفوتونات بواسطة هذه الجزئيات وكذلك ألنه عند
تحرك أيون أرجون موجب في اتجاه الكاثود فإنه يكتسب إلكترونا عند اصطدامه بجزيء الكحول
المتعادل الذي يتحول بدوره إلى أيون موجب (ألن طاقة ارتباط اإللكترون بذرة األرجون أعلى
من طاقة ارتباط االلكترون بجزيء الكحول ) .وعند وصول أيونات الكحول الموجبة إلى الكاثود
فإنها ال تؤدي إلى انبعاث إلكترون ثانوية من مادة الكاثود وبالتالي يحدث ذاتيا .وهكذا يمكن
تلخيص دور جزئيات الغاز المتعددة الذرات مثل بخار الكحول أو األسيتون في اآلتي :
-1منع وصول الفوتونات إلى الكاثود وبالتالي منع انطالق اإللكترونات الكهروضوئية منه .
-2منع وصول أيونات األرجون الموجبة إلى الكاثود وبالتالي منع انبعاث اإللكترونات الثانوية
منه .
7-6-3شكل النبضة والزمن الميت وزمن االسترجاع لعداد اإلطفاء الذاتي :
تتكون نبضة التيار الناتجة على مخرج عداد جايجر ذي اإلطفاء الذاتي األيونية فقط .
وتتحرك السحابة األيونية في اتجاه الكاثود مكونه شكال اسطوانيًا رفيعا في أي لحظة .
ويستعرض شكل ( )12-7الشكل التجريبي
للنبضة من العداد ذي اإلطفاء الذاتي ( الخط
المتصل )1وكذلك الشكل النظري الناتج عن
المركبة األيونية .ويعتمد زمن امتداد النبضة
على األبعاد الهندسية للعداد .كما يعتمد شكلها
على مكان حدوث التأين االبتدائي بالنسبة
لألنود .فكلما بعد أثر الجسيم النووي عن األنود زاد االمتداد الزمني للنبضة وقلت القيمة
القصوى للتيار الناتج عنها ( الخط المتصل . )2
أثناء عملية التضاعف اإللكتروني وانتقال السحابة األيونية من حول األنود إلى الكاثود يكون
العداد غير حساس الستقبال القطبين في هذا الوقت وبمجرد وصول السحابة األيونية للكاثود
يسترجع األنود جهده بسرعة وتعود شدة المجال بين القطبين إلى قيمتها األصلية .ويعرف الزمن
بين لحظة دخول الجسيم النووي ووصول الجهد على األنود إلى عتبة جايجر( النقطة bشل -7
)9بالزمن الميت للعداد ( )dead timeوخالل هذا الزمن يكون العداد غير حساس لتسجيل أي
جسم آخر .
أما الفترة الزمنية بين وصول الجهد إلى عتبة جايجر ووصوله إلى القيمة القصوى فتعرف
بزمن االسترجاع ( . )recovery timeوتعتبر هذه الفترة صغيرة بالنسبة للعدادات ذات اإلطفاء
الذاتي (حوالي 10 × 5ـــ )6ثانية وذلك بسبب صغر قيمة المقاومة Roوخالل زمن االسترجاع
يستطيع العداد تسجيل الجسيم النووي ولكن يكون تيار ( أو جهد) النبضة أقل .
وعموما ،تختلف عدادات جايجر باختالف الغرض المخصص له .فتوجد منها أنواع ذات
نوافذ وأخرى بدونها وذلك تبعا لنوع الجسيمات أو اإلشعاعات المطلوب الكشف عنها .وهناك
أنواع يستخدم فيها غاز ثالث فلوريد البورون BF3أو يعمل فيها نافذة من مادة البورون
الستخدامها للكشف عن النيوترونات .
وعند تحرك المكبس فجأ وبسرعة عالية إلى أسفل يحدث تمدد مفاجئ لخليط الهواء وبخار الماء
مما يؤدي إلى االنخفاض المفاجئ في درجة حرارة الخليط ويصبح بخار الماء في حالة ما فوق
التشبع .فإذا مرت في هذه اللحظة جسيمات مشحونة وأدت إلى تكوين أزواج الكترونية أيونية
داخل الفراغ الداخلي Cيتكثف بخار الماء فوق المتشبع على األيونات ويظهر أثر لقطرات الماء
المتكثفة على األيونات بطول أثر الجسيمات المشحونة .ويمكن رؤية هذه القطرات وبالتالي أثر
الجسيم إما بالعين المجردة أو بالتصوير في هذه اللحظة وذلك بإدخال ضوء من فتحة جانبية
والتصوير خالل الغطاء الشفاف العلوي للغرفة .وبعد التصوير يعاد المكبس إلى وضعه
األصلي ،ويتم توصيل جهد بالغرفة لسحب األيونات من داخلها فتصبح الغرفة بذلك مستعدة
لدورة قياسات أخرى .وعموما يتم تجهيز الغرفة بأدوات آلية لسحب المكبس والتصوير وإعادة
المكبس بحيث تتم الدورة بأكملها وتصبح الغرفة جاهزة آليًا .
حيث Pi ، Pfهو الضغط بعد وقبل التمدد على الترتيب كذلك فإن نسبة التمدد Eهي
τf
=E
τi
()7-22
حيث Tf ، Tiحجم الغرفة بعد وقبل التمدد على الترتيب .وبالنسبة لخليــط الهــواء وبخــار المــاء
يحــدث التكثــف على األيونــات الســالبة فقــط إذا كــانت قيمــة Eمحصــورة بين 1.31-1.25ولكن
يحدث التكثف على كل من األيونــات الســالبة والموجبــة إذا كــانت قيمــة Eمحصــورة بين -1.31
. 1.38أمـا إذا زادت Eعلى 1.38فيحـدث التكثـف في الفـراغ كلـه دون النظـر لوجـود أيونـات
وتتكون سحابة داخل التجويف بأكمله .لذا فإنه يفضل أن تكــون قيمــة Eفي حــدود 1.35بالنســبة
لخليط الهواء وبخار الماء .أما بالنسبة لخليط األرجون والكحول فإنه يمكن الحصول على أفضــل
صورة عندما تكون E=1.10حيث يحدث التكثف على كل من األيونات الموجبة والسالبة .
ويمكن اســتخدام الغرفــة الســحابية في تحديــد شــحنة الجســيم واندفاعــه وبالتــالي طاقتــه .فــإذا
تعرض الفراغ الداخلي للغرفة بعد التمدد مباشرة لمجال مغناطيسي كثافة فيضه Bينحرف مســار
الجسيمات المشحونة تحت تأثير المجال المغناطيسي ويصبح المسار عبــارة عن جــزء من محيــط
دائرة نصف قطرها . Rوتحكم هذا المسار العالقة المعروفة التالية والخاصة بحركــة الجســيمات
المشحونة في المجال المغناطيسي
mv=qBR ()7-23
حيث mهي كتلة الجسيم النووي v ،سرعته و qشحنته .ويحدد اتجاه االنحراف نوع الشــحنة .
كذلك فإنه يمكن تحديد طاقة الجسيم من طول األثر .
ومن أهم عيوب الغرف السحابية هو قصر الزمن الحساس ( حــوالي نصــف ثانيــة) .والــزمن
الحساس عبارة عن زمن استمرار القطرات المكثفة حيث إن هذه القطرات تتبخر من جديد بســبب
وصول الحرارة إليها من خارج الغرفة.
نظرًا لصغر الزمن الحساس للغرفة السحابية فقد تم تطوير غرفة جديدة عــام 1936م تعــرف
بغرفة االنتشار (شكل )14-7وتتكــون الغرفــة من إنــاءين أحــدهما علــوي واآلخــر ســفلي .ويمأل
اإلناء العلوي بسائل مثل الكحول الميثيلي ( )methyl alcoholنظرًا ألن بخـاره قابـل للتكثـف .
وتكون درجة حرارة هذا اإلنــاء هي درجــة حــرارة الغرفــة .أمــا اإلنــاء الســفلي فيجب تبريــده إلى
حوالي C° 60ــ وذلك باستخدام خليط من الكحول الميثيلي وثاني أكسيد الكربون المتصلب ( أي
في حالة صلبة) .فيؤدي ذلك إلى تدرج درجة الحرارة بين اإلناء الســفلي والعلــوي .وعنــد تبخــر
السائل الموجود باإلناء العلوي ينتشر هذا البخار إلى أسـفل بسـبب انخفـاض درجـة الحـرارة عنـد
القاع ؛ لذا يكون البخار في حالة مــا فــوق التشــبع في المنطقــة الســفلي من الغرفــة .وعنــد مــرور
جسيم مشحون في هذه المنطقة وتكوين األيونات يتكثف بخار عليها مكونا قطرات السائل وبالتالي
يمكن تصوير أثر الجسيم .وإلعداد الغرفة لدورة قياسات جديدة يجب سحب األيونات من داخلهــا
باســتخدام مجــال كهــربي .وتتمــيز هــذه الغرفــة عن ســابقتها بكــبر الــوقت الحســاس (حــوالي 10
ثوان) .
وتستخدم هذه الغرف عموما لتسجيل الجسيمات النووية المشحونة ذات الطاقات العاليــة ؛ لــذا
يجب أن يــون ضــغط الغــاز بــداخلها كبــيرا جــدًا ويصــل إلى حــوالي 20atmحــتى تقــف هــذه
الجسيمات ذات الطاقة العالية بداخلها .
تم تصميم أول غرفة فقاعية عام 1952م .ويقوم مبدأ عمل هذه الغرفة على اســتخدام ظــاهرة
تكوين الفقاعات عند تسخين السوائل تسخينا فائقـًا ،ويــبين شــكل ( )15-7رســما تخطيطـًا لغرفــة
فقاعية .وتمأل الغرفة عموما بسائل هيـدروجين ( Hأو هليـوم Heأو كسـينون ) Xeعنـد درجـة
حــــــــــــــــــــــــــرارة تــــــــــــــــــــــــــتراوح بين(( C°246-للهيــــــــــــــــــــــــــدروجين ،
( )20°C-لسائل الكسينون .ويتم تسخين السائل إلى درجة حرارة أعلى من نقطــة غليانــه ولكنــه
يبقى في الطور السائل (وال يتحول إلى بخار ) عن طريق استخدام ضغط خارجي عال جدًا (عدة
عشرات من الضغط الجوي حسب نوع السائل) .وعند تخفيض الضغط فجــأة فــإن الســائل الفــائق
التسخين ال يبدأ في الغليان في الحال وإنمـا تمـر فــترة معينـة دون حـدوث الغليـان .وعنـد مـرور
جسيم مشحون خالل هذه الفترة في الغرفة فإنه يؤدي إلى تأيين السائل ،وتنمو فقاعــات على هــذه
األيونات في خالل زمن مقداره حوالي ( 10 )2s-10ـــ 2ثانية ،وهكذا تتكون فقاعات على طــول
مسار الجســيم المشــحون ويتم تصــوير هــذه الفقاعــات وســحب األيونــات بواســطة مجــال كهــربي
وزيادة الضغط من جديد قبل بدء غليان السائل .وتصبح الغرفة جاهزة لتســجيل جســيمات أخــرى
بعد عدة ثوان قليلة .والزمن الحساس لهذه الغرفة هو عبارة عن الفترة من لحظــة خفض الضــغط
الخارجي على الغرفة إلى لحظة بدء غليان السائل ( ويجب أال يحدث الغليان وذلك بزيادة الضغط
إلى قيمته األولية ) .ولزيادة الزمن الحساس يجب أن يكون جدار الغرفة الداخلي ناعما تماما وأن
يون السائل نقيا للغاية وإال انخفض الزمن الحساس إلى حوالي ( 10 )2s-10ـــ 3ثانية .
-1اســتخدام ســوائل ذات كثافــة عاليــة بــدال من الغــازات ،وبالتــالي يمكن اســتخدامها لتســجيل
الجسيمات النووية ذات الطاقات العالية (عدة آالف.)MeV
-2قصر زمن إعدادها لدورة القياسات التالية (عدة ثوان).
-3إمكانية استخدام أبعاد كبيرة للسائل بحيث يقع مدى الجسيم النووي بالكامل داخل السائل .
لذا فإنه يفضل اســتخدام غرفــة الفقاعــات عنــد إجــراء الدراســات النوويــة في مجــال الطاقــات
العالية .
7-10الكواشف الوميضية Scintillation Detectors
عند سقوط الجسيمات المشحونة أو اإلشعاعات الســينية أو إشــعاعات جامــا على مــواد معينــة
مثل أيوديد الصوديوم NaIأو أيويد السيزيوم CsIأو األنثراســين ،أو اإلســتلبين أو غيرهــا ينتج
عن ذلك وميض ضوئي .وتعرف هذه األنثراسين ،او اإلستلبين أو غيرها ينتج عن ذلــك وميض
ضــوئي .وتعــرف هــذه المــواد باســم المــواد الوميضــية ( )scintillatorsولقــد اســتخدمت هــذه
الظاهرة في الكشف عن اإلشعاعات النووية بجميع أنواعها وتحديد طاقاتها .
ويتكون الكاشف الوميضي (شكل )16-7من عدة أجزاء أساسية هي المادة الوميضية
وأنبوب توصيل الضوء ( )light pipeوالعاكس الضوئي ( ، )light reflectorوأنبوب
التضاعف الفوتوني (. )photomultiplier tube
فعند سقوط اإلشعاعات أو الجسيمات النووية على المادة الوميضية تصدر هذه المادة ومضة
ضوئية .وتنتقل الومضة الضوئية عبر أنبوب توصيل الضوء إلى الكاثود الضوئي (
)photocathodeألنبوب التضاعف الفوتوني .
أما دور العاكس الضوئي فهو عكس الضوء الواقع عليه وإعادته إلى الكاثود الضوئي
لألنبوب حتى ال يضيع جزء من الضوء الناتج عن الجسيم .
وعند سقوط الضوء على الكاثود الضوئي تنطلق منه إلكترونات تبعًا لظاهرة االنبعاث
الكهروضوئي ،ثم يتضاعف عدد اإللكترونات تضاعفًا فائقًا داخل أنبوب التضاعف الفوتوني .
وتصل اإللكترونات في النهاية إلى أنود (مجمع) أنبوب التضاعف منتجة بذلك نبضة كهربية على
مخرج األنبوب .
وهكذا يمكن تلخيص عملية الكشف باستخدام الكواشف الوميضية في مراحل ست مرتبة كاآلتي:
-1امتصاص طاقة الجسيم النووي داخل المادة الوميضية مما يؤدي إلى إثارة أو تأين هذه الطاقة
.
-2تحول الطاقة الممتصة في المادة إلى ضوء خالل العملية الوميضية .
-3انتقال الفوتونات الضوئية وانبعاث إلكترونات منه .
-4تضاعف عدد اإللكترونات داخل أنبوب التضاعف .
-5تجمع هذه اإللكترونات عند أنود األنبوب وتكون شحنة كهربية عليه .
وترتبط الشحنة الكهربائية Qالمتجمعة على أنود األنبوب بطاقة الجسيم الساقط Eبالعالقة
التالية :
Q=eMn ph=eMCTGSE
حيث eشحنة اإللكترون M ،معامل التضاعف في األنبوب n ph ،عدد اإللكترونات الصادرة من
الكاثود الضوئي C ،هي كفاءة المادة الوميضية ( أي نسبة الفوتونات
الضوئية التي تخرج منها إلى الفوتونات المتكونة ) F ،هي شفافية أنبوب التوصيل S ،حساسية
الكاثود الضوئي ( أي عدد اإللكترونات الصادرة منه لكل إلكترون فولت من طاقة اإللكترونات
الساقطة ) .وتعتبر جميع هذه المعامالت ثابتة للكاشف الواحد عند الجهد الواحد ؛ لذا يتضح أن
الشحنة الكهربائية المتكونة على مخرج أنبوب التضاعف تتناسب طرديًا مع طاقة الجسيم
الساقط .
يستخدم في الوقت الحالي عدد كبير من المواد الوميضية .وتختلف خصائص هذه المواد
اختالفا كبيرًا .ويبين جدول ( )1-7بعض أسماء المواد الوميضية شائعة االستخدام وخصائصها.
-1كفاءة عالية في تحويل طاقة الجسيم النووي إلى طاقة ضوئية .
-2شفافية تامة للمادة بالنسبة لإلشعاعات الصادرة منها .
-3صغر زمن التفكك .
فبمجرد دخول اإلشعاعات النووية إلى المادة الوميضية تثار المادة وتبدأ في إصدار
الفوتونات الضوئية .ويتغير عدد الفوتونات كدالة من الزمن طبقا للعالقة التالية :
−t / τ
n=no (1−e ) ()7-25
حيث nعدد الفوتونات الصادرة بعد زمن مقداره tمن لحظة دخول اإلشعاعات النووية n o ،العدد
الكلي للفوتونات الصادرة .أما τفهو عبارة عن الزمن الالزم إلصــدار ) (1−e−1من الفوتونــات
أي % 63منها .ويعرف هذا الزمن باسم زمن التفكك .أما الخصائص األخرى للمادة الوميضية
كالكثافة والشكل والحجم وحالة المادة فتختلف باختالف الغرض من الكاشف والجسيمات النوويــة
وتوضع المادة الوميضية عادة داخل حافظة محكمة القفل وذلك لحمايتها من وطاقاتها .
الصدمات ومنع وصول الضوء إليها ولمنعهــا من التميــع بفعــل الرطوبــة الجويــة .وتغطي المــادة
الوميضية (من جميع الجوانب عدا الجانب المتصل بــاألنبوب الضــوئي) بطبقــة رقيقــة من أكســيد
الماغنسيوم ( )MgOتعمل كعاكس للضوء .أما الجانب المتصل باألنبوب الضوئي فيغطي بطبقة
متجانسة السمك من الزجاج النقي وذلك لوصــول الضــوء إلى الكــاثود الضــوئي .وعنــد اســتخدام
المادة الوميضية للكشف عن الجســيمات المشــحونة الثقيلــة أو جســيمات بيتــا يجب عمــل نافــذة في
الحافظة من شرائح رقيقة من األلومنيوم وذلك لمنع وصول الضوء من الخارج وفي الوقت نفســه
تسمح بمرور هذه الجسيمات .
تستخدم الكواشف الوميضية للكشف عن جميع أنواع اإلشعاعات النووية وتسجيلها باألسلوب
النبضي وتحديد طاقاتها .ولهذا الغرض يستخدم كاشف وميضي مكون من مادة وميضيه مناسبة
للنوع المعين من اإلشعاعات وأنبوب تضاعف فوتوني .ويوصل مخرج األنبوب ( األنود )
بدائرة إلكترونية تعرف باسم التابع الباعثي أو المكبر األولى ( )preamplifierويجب تجميع
هذه الدائرة على قاعدة األنبوب مباشرة وذلك لمنع فقد نسبة من التيار عند سحبه لمسافات بعيدة .
كذلك يتم تجميع مقسم الجهد ( )potential dividerالالزم لتوزيع الجهد على الدينودات
المختلفة على هذه القاعدة نفسها .وتؤخذ نبضات الجهد الخارجة من التابع الباعثي أو المكبر
األولي للعد والتحليل في أجهزة أخرى .ويتم تغذية أنبوب التضاعف بمنبع جهد عالي ذي
استقراريه عالية .
وتجدر اإلشارة إلى أنه يؤخذ أحيانًا مخرجان من أنبوب التضاعف ،األول من األنود ويكون
تياره سالبًا نظرًا ألنه ناتج عن وصول اإللكترونات السالبة لألنود والمخرج اآلخر من أحد
الدينودات األخيرة ويكون تياره موجبًا نظرًا ألنه ناتج عن خروج عدد من اإللكترونات من هذا
الدينود .ويكون عادة جهد النبضة السالبة من األنود .
أ-استخدام الكواشف الوميضية للكشف عن جسيمات ألفا والجسيمات المشحونة الثقيلة .
ويفضل في هذه الكواشف استخدام بلورة وميضيه من كبريتيد الخارصين المنشط بالفضة
) ، ZnS(Agوتتميز هذه البلورة بكفاءة عالية لتحويل طاقة جسيمات ألفا والجسيمات الثقيلة
األخرى إلى طاقة ضوئية .ومن الجانب اآلخر فإن أهم عيوب هذه البلورة هو ضعف شفافيتها .
ولكن نظرا لصغر مدى الجسيمات المشحونة الثقيلة فإنه يستخدم سمك صغير من هذه المادة
(حوالي واحد ملليمتر ) مما يجعل ضعف الشفافية غير ذي أهمية .ويمكن ترسيب كبريتيد
الخارصين مباشرة على زجاج أنبوب التضاعف الفوتوني دون الحاجة ألنبوب توصيل الضوء .
يستخدم عموما في هذا النوع من الكواشف بلورة يوديد الصوديوم المنشطة بالثاليوم
( NaI )TIكمادة وميضيه .ويفضل استخدام هذا النوع من البلورات مع اإلشعاعات السينية
وإشعاعات جاما بسبب كفاءتها العالية نظرا لكبر كثافتها وعدده الذري .وتعتمد كفاءة الكاشف
على كل من سمك البلورة وطاقة اإلشعاعات فعند الطاقة المعينة تزداد الكفاءة كلما زاد السمك .
وأما بالنسبة للسمك المعين فتقل الكفاءة بالنسبة لكل من األثر الكهروضوئي وأثر كومبتون بزيادة
الطاقة وتزداد الكفاءة بالنسبة إلنتاج األزواج كلما زادت الطاقة .وعموما ،فإن كفاءة الكواشف
الوميضية بالنسبة إلشعاعات جاما تعتبر أعلى من كفاءة العدادات الغازية لهذا النوع من
اإلشعاعات بحوالي عدة عشرات أو حتى عدة مئات من المرات .
على الرغم من أن جميع أنواع المواد الوميضية تعتبر حساسة بالنسبة لجسيمات بيتا بدرجات
متفاوتة إال أنه يفضل دائمًا استخدام المواد الوميضية العضوية للكشف عن هذه الجسيمات .
يوجد في الوقت الحالي عدة مواد وميضية للكشف عن النيوترونات .ويتم الكشف عنها من
خالل الجسيمات المشحونة الناتجة عن تفاعل النيوترونات مع المادة الوميضية .وبالنسبة
للنيوترونات الحرارية تستخدم أي من مادتي الليثيوم Liأو البورون Bحيث تتفاعل النيوترونات
الحرارية مع أي من هاتين المادتين منتجة جسيمات ألفا بطاقة كبيرة ،كما أن المقطع العرضي
لهذه التفاعالت يعتبر كبيرا مما يؤدي إلى زيادة كفاءة الكاشف .
لذا تستخدم عادة بلورة يوديد الليثيوم المنشطة بالثاليوم ) LiI(T1للكشف عن النيوترونات
الحرارية .وتتميز هذه البلورة بخواص مشابهة لخواص بلورة يوديد الصوديوم .وفي بعض
الكواشف النيوترونية األخرى تستخدم بلورة مكونة من خليط من مركبات الليثيوم أو البورون مع
كبريتيد الخارصين .
أما بالنسبة للنيوترونات السريعة فإنه يفضل الكشف عنها باستخدام البروتونات المرتدة عند
تشتت هذه النيوترونات على الهيدروجين .ولهذا الغرض تجهز البلورة في شكل خليط من
حبيبات كبريتيد الخارصين ZnSوالشمع الحتوائه على نسبة عالية من الهيدروجين .وتعتبر هذه
البلورة من أنسب البلورات للكشف عن النيوترونات السريعة .وتوجد عدة أنواع أخرى من
كواشف النيوترونات السريعة التي تعتمد أساسا في عملها على التفاعل ( . )n,γويستخدم لهذا
الغرض عدة مواد ذات مقاطع عرضية عالية لهذا النوع من التفاعل مثل األنديوم والذهب حيث
تحدث التفاعالت التالية :
115 116
→¿+ n
49 49 ¿+ γ
197 198
79 → Au+n 79 Au+γ
وتعتبر المواد الناتجة عن التفاعل وهي In ، 198 Au 116مصادر مشعة لجسيمات بيتا .
وبقياس النشاط اإلشعاعي لهذا المصادر يمكن الكشف عن النيوترونات السريعة وتحديد عددها .
حدث في السنوات األخيرة تحول كبير من الكواشف الغازية والوميضية إلى الكواشف
المجهزة من أشباه الموصالت خاصة في مجال البحوث النووية عند الطاقات المنخفضة .ويرجع
السبب في ذلك إلى المزايا العديدة التي تتمتع بها هذه الكواشف التي سيرد ذكرها .وهناك تشابه
كبير بين عمل الكواشف المجهزة من أشباه الموصالت وعمل غرفة التأين .ففي غرفة التأين
تؤين اإلشعاعات جزئيات الغاز مكونة بذلك أزواجا إلكترونية أيونية يمكن تجميعها والحصول
بالتالي على نبضة كهربية .أما في الكواشف المجهزة من أشباه الموصالت فتؤين اإلشعاعات
ذرات المادة الصلبة شبه الموصلة مثل السليكون أو الجرمانيوم مكونة بذلك أزواجا إلكترونية ـــ
ثقبيه يمكن تجميعها والحصول بالتالي على نبضة كهربية .وتبلغ القيمة المتوسطة للطاقة الالزمة
لتكوين زوج إلكتروني ـــ ثقبي في مادتي السليكون أو الجرمانيوم حوالي ( 3.5eVفي حين أن
هذه القيمة حوالي 35eVفي الهواء ) ؛ لذا فإن الشحنة المتكونة عن الجسيم النووي نفسه في
السليكون أو الجرمانيوم تبلغ تقريبا عشرة أضعاف الشحنة المتكونة في الهواء مما يؤدي بدوره
إلى قدرة تحليلية فائقة للكواشف المجهزة من أشباه المواصالت ،وبتالي إلى دقة تحديد طاقة
الجسيمات النووية .ونظرا ألن مدى الجسيمات النووية في المواد الصلبة أقل بكثير منه في
الغازات فإنه يمكن استخدام كواشف من مواد صلبة بأعماق صغيرة .ويؤدي هذا بدوره إلى
صغر الزمن الالزم لتجميع الشحنات الكهربية وبالتالي إلى قدرة تحليلية زمنية عالية بالنسبة لهذا
النوع من الكواشف.
تتميز ذرات المواد رباعية التكافؤ مثل السليكون والجرمانيوم بوجود أربعة إلكترونات في
المدار الخارجي .وعندما تكون مادة السليكون أو الجرمانيوم في حالة متبلورة تنتظم ذرات المادة
في نظام هندسي بحيث ترتبط كل ذرة مع أربع ذرات متجاورة بواسطة إلكترونات التكافؤ
األربعة ؛ لذا فإنه عند درجة حرارة الصفر المطلق يكون كل إلكترون من إلكترونات التكافؤ
األربعة مرتبطا في الوقت نفسه بذرتين وهما الذرة األم والذرة المجاورة ،وال توجد بذلك أي
إلكترونات حرة في الماد .لذا تكون المادة عازلة تمامًا .ولتحرير أحد اإللكترونات األربعة من
ترابطه بالذرتين في البلورة يجب منحه طاقة تصل إلى حوالي 0.72eVفي حالة الجرمانيوم و
1.12eVفي حالة السليكون.
وتسمى هذه األزواج الناتجة عن المادة النقية بحامالت الشحنة الذاتية .
ولزيادة عدد الحامالت الحرة وبالتالي زيادة توصيلية البلورة يمكن إضافة نسبة صغيرة
للغاية من شوائب خماسية التكافؤ إلى مادة السليكون أو الجرمانيوم النقي .فعند إضافة نسبة من
ذرات خماسية التكافؤ مثل الفسفور ( Pأو الزرنيخ ) Asإلى السليكون ( أو الجرمانيوم) النقي
ترتبط ذرة الفسفور ( أو الزرنيخ) في البلورة بأربعة إلكترونات مع أربع من ذرات السليكون
مكونة بذلك الروابط التساهمية األربعة المطلوبة ويبقى اإللكترون الخامس دون ترابط مع أي
ذرة فيصبح حرا ويشترك في التوصيل الكهربي .
وتعرف الذرات خماسية التكافؤ في هذه الحالة بالذرات الواهبة ( )donorحيث أنها وهبت
إلكترونا حرا .وتسمى المادة شبه الموصلة في هذه الحالة بالمادة اإللكترونية (n-type
)materialألن اإللكترونات تكون هي غالبية الحامالت للشحنة أما الثقوب فال يوجد منها إال
الذاتية وتعرف عندئذ بالحامالت األقلية .
كذلك يمكن زيادة التوصيل الكهربي للمادة وذلك بغرس شوائب من مواد ثالثية التكافؤ
كالبورون Bأو الجاليوم . Gaفعندم تكون البلورة ذات الشوائب ترتبط ذرة البورون بإلكتروناتها
التكافؤية الثالثة مع ثالث ذرات سليكون مجاورة مكونة بذلك ثالث روابط تساهمية .ولتكوين
الرابطة الرابعة تستأثر ذرة البورون بأحد اإللكترونات من إحدى ذرات السليكون المجاورة .
وبذلك يتكون في ذرة السليكون المجاورة ثقب موجب الشحنة .وتسمى ذرات المادة الثالثية
التكافؤ في هذه الحالة بالذرات المتقبلة ( )acceptorحيث إنها تستقبل إلكترون من ذرة مجاورة
مكونة بذلك ثقب .تعرف المادة شبه الموصلة في هذه الحالة بالمادة ثقبية التوصيل (P-type
)materialحيث إن الثقوب تمثل غالبية الحامالت في هذه المادة أما اإللكترونات فال منها إال
الذاتية وهي بذلك تمثل الحامالت األقلية .
وتضاف الشوائب عموما بنسب صغيرة جدا (حوالي ذرة واحدة لكل مليون ذرة سليكون أو
جرمانيوم نقي) .وعند إضافة الشوائب الخماسية إلى جزء من المادة النقية والشوائب الثالثية إلى
الجزء اآلخر من المادة النقية يتكون ما يعرف باسم ثنائي الوصلة أو ثنائي الملتقى (P-N
)junction diodeكالمبين في شكل ( . )19-7وعند الملتقى تنتقل إلكترونات التوصيل الحرة
من المادة اإللكترونية إلى المادة الثقبية (بظاهرة االنتشار) تاركة خلفها األيونات الموجبة .كما
تنتقل الثقوب الموجبة (بالظاهرة نفسها ) من المنطقة الثقبية إلى المنطقة اإللكترونية تاركة خلفها
األيونات السالبة .وبذلك تتكون على جانبي الملتقى منطقة تعرف باسم المنطقة المنزوعة الشحنة
( )depletion layerتكون خالية تمامًا من الشحنات الكهربائية (سواء اإللكترونات أو
الثقوب ) .وتعتبر هذه المنطقة عازلة تماما ويتكون فيها مجال كهربي شدته εناتج عن األيونات
الموجبة والسالبة غير القابلة للحركة الرتباط كل منها بأربع روابط تساهمية مع أربع ذرات
مجاورة .وفي حالة عدم توصيل جهد كهربي بطرفي الثنائي يتراوح عرض منطقة الملتقى بين
10−5 cm ، 10−3وذلك تبعا لنسب تركيز الشوائب .فكلما زاد تركيز الشوائب قل العرض
والعكس صحيح .وعند توصيل جهد مباشر بين طرفي الثنائي يقل عرض هذه المنطقة ويصبح
مساويا للصفر عند حوالي 0.5Vويمر تيار كبير يعرف بالتيار المباشر .أما عند توصيل جهد
بالتيار العكسي للثنائي .وال يعتمد التيار العكسي على قيمة الجهد العكسي وإنما تكون قيمته ثابتة
(طالما كان الجهد العكسي أعلى من حوالي ، )0.5Vوإنما يعتمد على درجة الحرارة حيث أنه
ناتج عن اإللكترونات والثقوب الذاتية الناتجة عن المادة شبه الموصلة النقية .لذا يكون التيار
العكسي في حالة الجرمانيوم أعلى بكثير منه في حالة السليكون .ويتم توصيل الجهد المباشر
بتوصيل القطب الموجب لمنبع الجهد بالمادة الثقبية والقطب السالب بالمادة اإللكترونية ،أما
الجهد العكسي ،فهو كالمبين في شكل ( )19-7حيث يوصل القطب الموجب بالمادة اإللكترونية
والقطب السالب بالمادة الثقبية .
الكاشف السليكوني عبارة عن ثنائي ملتقى ثقبي إلكتروني .ويكون عرض المادة اإللكترونية
1μmحتى ال تفقد اإلشعاعات الساقطة جزءًا كبيرًا من طاقتها فيها .ونظرًا لصغر عرض المادة
اإللكترونية يجب أن يكون تركيز الشوائب الخماسية عاليا .وأما المادة الثقبية فيمكن أن تمتد
لعمق يصل إلى عدة ملليمترات .ويمكن إيجاد عرض منطقة الملتقى dعند تحييز الكاشف بجهد
عكسي من العالقة التالية :
d=d n+ d p
حيث Vهو جهد التحييز العكسي ε ،ثابت العزل للمادة e ،شحنة اإللكترون أو الثقب N n ،هي
شدة اإللكترونات في المنطقة اإللكترونية و N pشدة الثقوب في المنطقة الثقبية .
وتعتبر منطقة الملتقى هي المنطقة الحساسة للكاشف .ويتناسب عدد األزواج اإللكترونية
الثقبية الناتج في هذه المنطقة عن الجسيم النووي الساقط تناسبا طرديا مع الطاقة التي يفقدها هذه
الجسيم في هذه المنطقة .ويتم سحب هذه األزواج وتجميعها تحت تأثير المجال الكهربي لمنطقة
الملتقى حيث تتجه اإللكترونات الناتجة إلى المنطقة اإللكترونية وتتجه الثقوب إلى المنطقة الثقبية
مما يؤدي إلى مرور تيار كهربي وظهور نبضة كهربية على مخرج الكاشف .
وفي حالة اجتياز الجسيم النووي لمنطقة الملتقى ودخوله إلى المنطقة الثقبية فإنه يولد كذلك
أزواجا إلكترونية ثقبية في هذه المنطقة .ولكن هذه المنطقة ال تحتوي إال على عدد قليل جدًا من
اإللكترونات الحرة وعدد كبير جدًا من الثقوب ؛ لذا تتحرك الثقوب كعادتها في هذه المنطقة ولكن
اإللكترونات المتولدة يمكن أن تعيد اتحادها مع العدد الكبير من الثقوب فيضيع جزء كبير من
التيار .
وبالتالي ال تتناسب الشحنة المتجمعة مع الطاقة التي يفقدها الجسيم في هذه المنطقة .كذلك
األمر بالنسبة للمنطقة اإللكترونية .فعند مرور الجسيم النووي فيما تتولد األزواج اإللكترونية
الثقبية .ولما كانت في هذه المنطقة عبارة عن أقلية واإللكترونات هي الغالبية فإنه يمكن أن تعيد
الثقوب المتكونة اتحادها مع اإللكترونات ،وبالتالي ،يفقد عدد كبير من هذه الثقوب ويضيع جزء
من التيار .لذا يجب أن يكون عرض المنطقة اإللكترونية صغيرا للغاية وأن يكون عرض منطقة
الملتقى كافيا بحيث يتوقف الجسيم النووي قبل الوصول إلى نهاية هذه المنطقة وذلك للمحافظة
على التناسب بين طاقة الجسيم النووي وعدد األزواج اإللكترونية الثقبية المتجمعة أي بين طاقة
الجسيم والنبضة الكهربية الناتجة على مخرج الكاشف .
ويعتمد الزمن الالزم لتجميع األزواج اإللكترونية الثقبية على عدة عوامل مثل عرض منطقة
الملتقى ،وبالتالي على الجهد العكسي ،وعلى كثافة الشوائب .
وتتحرك كل من الثقوب واإللكترونات تحت تأثير المجال الكهربي للملتقى وكذلك بفعل
الحركة الحرارية العشوائية .فالسرعة االنسياقية تحت تأثير المجال εعبارة عن v=μεوهي
تختلف لكل من الثقوب واإللكترونات الختالف الحركة μلكل منها .والسرعة االنسياقية ألي من
الثقوب أو اإللكترونات ال تتعدى 107 cm/sمهما زاد الجهد .فإذا كان عرض منطقة الملتقى
حوالي 0.1cmفإن الزمن الالزم لتجميع الشحنة هو 10−8 sوهذا هو الحد األدنى لزمن تجميع
الشحنة وعموما يتوقف زمن نمو التيار من الصفر إلى أقصى قيمة له على عدة عوامل أخرى
مثل السعة الداخلية للثنائي (للكاشف) ومقاومته .
ويتراوح هذا الزمن األخير بين 3 ×10−9−10−7 sللكواشف شبه الموصلة المختلفة .
ويستخدم هذا النوع من الكواشف والمجهز أساسا من مادة السليكون للكشف عن الجسيمات
المشحونة الثقيلة كالبروتونات وجسيمات ألفا .وعموما ال تستخدم مادة الجرمانيوم في هذا النوع
من الكواشف نظرًا ألن التيار العكسي الناتج عن الحامالت األقلية في الجرمانيوم يمثل قيمة كبيرة
تقترب من التيار الناتج عن الجسم النووي الناتج عن الجسم النووي .وعند استعمال الجرمانيوم
في تجهيز مثل هذه الكواشف فإنه يجب خفض حرارته إلى حوال ( K°77أي حوالي C°196
تحت الصفر المئوي ) حتى ال يتكون عدد كبير من الحامالت الذاتية ،وبالتالي حتى يمكن إهمال
قيمة التيار العكسي بالنسبة للتيار الناتج عن الجسيم النووي .
للكشف عن جسيمات بيتا وإشعاعات جاما فإنه يفضل استخدام مادة الجرمانيوم نظرًا لكثافتها
العالية وكبر عددها الذري .كذلك يجب أن يكون عرض المنطقة الحساسة (منطقة الملتقى) في
حدود عدة ملليمترات ( )3mm-1حتى تتوقف خاللها جسيمات بيتا أو اإللكترونات الناتجة عن
األثر الكهروضوئي إلشعاعات جاما .ولهذا الغرض يتم غرس ذرات من الليثيوم في مادة
الجرمانيوم وذلك لزيادة مقاومة المادة شبه الموصلة .فعند غرس ذرات الليثيوم في مادة
الجرمانيوم من النوع الثقبي يقل عدد الثقوب الغالبية فيها وبذلك تصبح توصيلتها قريبة من
توصيلية المادة النقية مما يؤدي بدوره إلى زيادة عرض منطقة الملتقى حتى عند الجهود العكسية
الصغيرة .ويتم غرس ذرات الليثيوم بطرق تكنولوجية مختلفة باستخدام جهود معينة ودرجات
حرارة محددة لفترات زمنية طويلة (حوالي عشرة أيام متصلة إلعداد cm 2من الجرمانيوم
المغروس بالليثيوم ) .
وتجدر اإلشارة إلى أن زيادة حجم المنطقة الحساسة (منطقة الملتقى) تؤدي بالتالي إلى زيادة
التيار العكسي وحيث إن هذا التيار يعتمد أساس على درجة حرارة المادة شبه الموصلة فإنه يجب
خفض قيمته وذلك بتبريد الجرمانيوم والسليكون حتى درجات حرارة منخفضة )(−196 ° C
باإلضافة إلى ذلك فانه عند ترك الجرمانيوم المغروس بالليثيوم عند درجة حرارة الغرفة فإنه
حتى في حالة عدم توصيل الجهد العكسي يمكن أن يحدث انسياق لذرات الليثيوم فتتحرك نحو
السطح ،وبالتالي تفقد هذه الذرات من الجرمانيوم بفعل حركتها الحرارية ويتلف الكاشف .
وتعتبر هذه المشكلة في غاية الخطورة بالنسبة للكواشف المجهزة من الجرمانيوم عنها بالنسبة
لتلك المجهزة من السليكون .لهذا يجب المحافظة على الكاشف باستمرار تحت درجة حرارة
منخفضة −196 ° Cأي تحت تأثير حرارة النيتروجين السائل .كذلك فإنه من المفضل اإلبقاء
على الكاشف تحت تأثير جهد عكسي مع التبريد بشرط أال يتغير هذا الجهد العكسي تغيرا مفاجئًا
بالزيادة أو النقص .
أ -قدرة تحليلية عالية للطاقة حيث تصل القدرة التحليلية لكواشف الجرمانيوم ليثيوم إلى حوالي
1.8KeVبالنسبة إلشعاعات جامع ذات الطاقة 1332KeVوالصادرة عن 60Coأما
كواشف الجسيمات المشحونة الثقيلة والمجهزة من السليكون فتصل قدرتها التحليلية إلى
حوالي ، %0.5وهذا أفضل بكثير من القدرة التحليلية لغرفة التأين .ويرجع السبب في
ذلك إلى زيادة عدد األزواج اإللكترونية الثقبية حوالي عشر مرات عن األزواج
اإللكترونية األيونية الناتجة في غرفة التأين مما يؤدي إلى نقص التوزيع اإلحصائي
النسبي في عدد األزواج .كذلك فإنه نتيجة لصغر حجم المنطقة الحساسة للكشاف شبه
الموصل فإن التوزيع الناتج عن احتمال فقد بعض األزواج ينخفض انخفاضا ملموسًا .
ب -وجود عالقة خطية بين طاقة الجسيم النووي والنبضة الكهربية الناتجة عنه على مدى واسع
من الطاقات طالما كان عرض المنطقة الحساسة كافيا .
ج -قصر زمن النبضة الكهربية الناتجة عن الجسيم بسبب صغر حجم المنطقة الحساسة .ويؤدي
ذلك إلى إمكانية عد وتحليل بمعدل عال للجسيمات يصل إلى حوالي . 106 prticle/s
د -إمكانية تغيير عرض المنطقة الحساسة وذلك بتغيير الجهد العكسي .
هـ -إمكانية فصل األنواع المختلفة من الجسيمات الساقطة على البروتونات وجسيمات ألفا مثال
يمكن اختيار جهد عكسي صغير (في حدود عدة فولتات) بحيث ال يزيد عرض المنطقة الحساسة
عن مدى جسيمات ألفا .ولكن البروتونات تمر من هذا العرض دون أن تفقد جزءًا ملموسا من
طاقتها فيتم بذلك تسجيل ألفا دون البروتونات.
ح -إمكانية إعداد الكاشف على أشكال هندسية مختلفة كالكواشف ذات الثقب المحوري (annular
)detectorsوذلك إلجراء القياسات عند الزوايا القريبة من. °180
وتمكن المقارنة بين القدرة التحليلية للكواشف المجهزة من أشباه الموصالت والكواشف
الوميضية بالنظر إلى شكل ( )20-7حيث يظهر طيف إشعاعات جاما الصادرة عن نظير 60Co
(والذي يشع إشعاعات جاما بطاقتين هما ) 1173KeV, 1332KeVباستخدام كاشف
جرمانيومي وآخر وميضي .ويتضح من هذا الشكل القدرة التحليلية العالية للكواشف المجهزة من
أشباه الموصالت بالمقارنة بالكواشف الوميضية .
ومن جهة أخرى توجد للكواشف المجهزة من أشباه المواصالت بعض العيوب األساسية .
وتتلخص هذه العيوب في اآلتي :
أ -عدم القدرة على استخدامها للكشف عن الجسيمات ذات المدى الطويل أي عند الطاقات العالية
.
ب -قصر عمر الكاشف نسبيا وذلك بسبب حدوث تغيرات في تركيب المادة وخاصة عند السطح
وكذلك لحدوث تلف إشعاعي لها ( )radiation damageنتيجة تعرضها إلشعاعات
كثيفة .
ج -ضرورة التبريد وعدم إمكانية التشغيل عند درجات الحرارة المرتفعة .
د -زيادة زمن النبضة بالنسبة للكواشف ذات األحجام الكبيرة .