You are on page 1of 31

‫كواشف اإلشعاعات النووية‬

‫‪Nuclear Radiation Detectors‬‬

‫‪ 7-1‬مقدمة‬

‫تتطلب جميع القياسات النووية سواء في معامل البحوث أم محطات القوى النووية أو‬
‫غيرها ‪ ،‬توافر األجهزة الخاصة بتسجيل األنواع المختلفة من اإلشعاعات ‪ .‬وتعرف هذه‬
‫األجهزة بكواشف اإلشعاعات (‪ )radiation detectors‬وتستخدم الكواشف عموما لتحديد‬
‫نوع اإلشعاعات وقياس كمياتها وتحديد طاقاتها ‪ .‬ويتوقف نوع الكاشف المستخدم على عدة‬
‫عوامل أهمها ‪:‬‬

‫أ‪ -‬نوع الجسميات أو اإلشعاعات المطلوب الكشف عنها (جسميات مشحونة ثقيلة ‪ ،‬أو إلكترونات‬
‫‪ ،‬أو اإلشعاعات المطلوب الكشف عنها (جسميات مشحونة ثقيلة ‪ ،‬أو إلكترونات ‪ ،‬أو‬
‫اإلشعاعات سينية أو جاما أو نيوترونات) ‪.‬‬

‫ب‪ -‬طاقة هذه اإلشعاعات ‪.‬‬


‫ج‪ -‬شدة المكان الذي سيوضع فيه الكاشف المعين ‪.‬‬
‫ويقوم مبدأ الكشف عن اإلشعاعات في كثير من الكواشف على استخدام ظاهرة تأيين أو‬
‫إثارة اإلشعاعات لذرات أو جزئيات المادة عند المرور فيها ‪ .‬فعند مرور اإلشعاعات في مادة ما‬
‫يمكن إيجاد عدد األزواج اإللكترونية ـــ األيونية لمتكونة نتيجة للتأيين ‪ .‬وقد لوحظ أن القيمة‬
‫المتوسطة للطاقة الالزمة لتكوين زوج واحد ‪ w‬ال تعتمد على نوع اإلشعاعات أو طاقتها وإنما‬
‫تعتمد على نوع المادة وهي حوالي ‪ 35( 35eV‬إلكترون فولت) بالنسبة للهواء في الظروف‬
‫المعيارية ؛ لذا فإنه عند مرور بروتون طاقته ‪ 1Mev‬في هذا الهواء فإنه ُينتج عددًا من‬
‫األزواج مقداره ‪:‬‬

‫‪ (106 /35)=2.86 × 104‬زوج إلكترون ـــ أيون‬

‫وذلك على طول مدى هذا البروتون ‪ .‬ولما كانت شحنة اإللكترون أو األيون هي ‪C‬‬
‫‪−19‬‬
‫‪1.6 ×10‬‬
‫‪ ،‬فإن الشحنة الناتجة عن هذا البروتون في الهواء هي ‪:‬‬
‫‪ 2.86 ×10 4 ×1.6 ×10−19=4.58 ×10−15 C‬ويمكن قياس مثل هذه الشحنة بسهولة ‪.‬‬

‫وأما بالنسبة للجسميات المتعادلة كالنيوترونات فهي ال تؤين المادة عند المرور فيها ولكنها يمكن‬
‫أن تؤدي إلى انطالق جسيم مشحون (بروتون أو جسيم ألفا) يعرف بالجسيم الثانوي أو النواة‬
‫المرتدة (‪ )recoil nucleus‬ويحمل هذا الجسيم جزءًا كبيرًا من طاقة النيوترون الساقط‬
‫فيؤدي بذلك إلى تأين المادة وتكوين األزواج اإللكترونية ــــ األيونية ‪.‬‬

‫وفي حالة إشعاعات جاما تقوم اإللكترونات الثانوية الناتجة عن األثر الكهروضوئي أو‬
‫أثر كومبتون أو إنتاج األزواج بعملية تأين المادة وتكوين األزواج اإللكترونية األيونية فيها ‪.‬‬
‫وهناك أنواع أخرى من الكواشف تعتمد في عملها على حدوث بعض التغيرات‬
‫الكيميائية في المادة ‪ .‬وبقياس هذه التغيرات الناتجة يمكن الكشف عن كمية اإلشعاعات ‪ .‬وتتميز‬
‫مثل هذه األنواع من الكواشف بحساسية ضعيفة ؛ لذا فإنها ال تستخدم إال في المجاالت‬
‫اإلشعاعية شديدة الكثافة ‪ .‬وهناك أنواع أخرى من كواشف النيوترونات تقوم على أساس قياس‬
‫النشاط اإلشعاعي للمادة بعد مرور النيوترونات فيها ‪ .‬فمن المعروف أنه عند مرور‬
‫النيوترونات في المادة يمتص منها جزء فتتحول بعض ذرات المادة إلى نظائر مشعة ‪ .‬وبقياس‬
‫النشاط اإلشعاعي لهذه النظائر المستحثة يمكن معرفة كثافة النيوترونات الساقطة ‪.‬‬

‫‪ 7-2‬حركة اإللكترونات واأليونات في الغازات‬

‫‪Motion of Electrons and Ions in Gases‬‬

‫عند مرور اإلشعاعات في الغاز تتكون أزواج إلكترونية ـــ أيونية ‪ .‬وتكون كل من‬
‫اإللكترونات واأليونات حرة الحركة ‪ .‬ونتيجة لهذه الحركة تتصادم كل من اإللكترونات‬
‫واأليونات مع ذرات أو جزئيات الغاز الذي تتحرك فيه ‪ .‬ويتناسب متوسط المسار الحر‬
‫لإللكترونات أو األيونات في الغاز المعين تناسبًا عكسيًا مع عدد جزئيات الغاز في وحدة الحجوم‬
‫( متوسط المسار الحر هو عبارة عن متوسط المسافة التي يتحركها الجسيم دون تصادم ) ‪.‬‬
‫ويبلغ متوسط المسار الحر في الظروف القياسية للضغط والحرارة (حوالي ‪)10−5 −10−4 cm‬‬
‫بالنسبة لمعظم الغازات ( الظروف القياسية للضغط هي ‪ mm Hg 760‬وللحرارة هي (‪°20‬‬
‫‪ C‬وعمومًا يكون اتجاه حركة اإللكترونات واأليونات عشوائيا ‪.‬‬

‫‪ 7-2-1‬الحركة االنسياقية ‪Drift motion‬‬

‫عند وجود الغاز تحت تأثير مجال كهربي شدته ‪ ε‬تتحرك االلكترونات حركة انسياقيه‬
‫تحت تأثير هذا المجال وفي اتجاه معاكس التجاهه ‪ .‬كما تتحرك األيونات الموجبة حركة‬
‫انسياقيه كذلك ولكن في اتجاه المجال ‪ .‬ويمكن تحديد السرعة المتوسطة للحركة االنسياقية من‬
‫العالقة ‪:‬‬
‫‪ε‬‬
‫‪v=μ‬‬
‫‪P‬‬
‫(‪)7-1‬‬

‫حيث ‪ v‬هي سرعة الحركة االنسياقية ‪ ε ،‬شدة المجال الكهربي ‪ P ،‬ضغط الغاز ‪ .‬وتعرف ‪μ‬‬
‫بالحركية ‪ ( mobility‬أي القدرة على الحركة ) وهي تتوقف على نوع الغاز كما تعتمد على‬
‫‪ε‬‬
‫كل ‪ P , ε‬وتكون ‪ μ‬صغيرة عندما تكون قيمة ‪ P‬صغيرة ‪ ،‬ولكنها تصبح ثابتة عندما تصبح‬
‫‪ε‬‬
‫قيمة ‪ P‬كبيرة ‪ .‬وتصل السرعة االنسياقية لإللكترونات ‪ v‬حوالي ‪ 106 −107 cm/s‬عندما تكون‬
‫‪ε‬‬
‫‪ P‬في حدود ‪10V/(cm×mm Hg .‬‬

‫‪ 7-2-2‬االلتصاق ‪Attachment‬‬
‫هناك ظاهرة أخرى تحدث أثناء حركة اإللكترونات واأليونات في الغاز ‪ .‬فعند تصادم‬
‫اإللكترون الحر مع جزيء متعادل (أو ذرة) من جزيئات الغاز يمكن أن يلتصق هذا اإللكترون‬
‫مع الجزيء ( أو الذرة ) المتعادل ويتكون بالتالي جزيء سالب ‪ .‬وتعرف هذه الظاهرة باسم‬
‫االلتصاق ‪.‬‬

‫ويعرف معامل االلتصاق ‪ h‬بأنه عبارة عن احتمال حدوث االلتصاق عند تصادم‬
‫إلكترون واحد بجزيء متعادل ‪ .‬ويعتمد هذا المعامل على نوع الغاز وتصل قيمته بالنسبة‬
‫لألكسجين وبخار الماء والغازات الهالوجينية األخرى حوالي ‪ 10−3‬وهي قيمة كبيرة ‪ .‬ويؤدي‬
‫االلتصاق إلى فقد اإللكترونات الحرة من مجموعة اإللكترونات الناتجة عن التأيين ؛ لذا فإنه‬
‫يجب مقاومته حتى ال ُيفقد جزء كبير من هذه اإللكترونات ‪ .‬لهذا السبب يجب عدم استخدام‬
‫الغازات الهالوجينية أو األكسجين أو بخار الماء في بعض أنواع الكواشف الغازية ‪.‬‬

‫‪ 7-2-3‬إعادة االلتحام ‪Recombination‬‬

‫عند وجود اإللكترون السالب واأليون الموجب بالقرب من بعضهما فإنه يمكن أن يعيدا‬
‫التحامهما مكونين بذلك ذرة أو جزيئا متعادال ‪ .‬وتعرف هذه الظاهرة باسم إعادة االلتحام (‬
‫‪ )recombination‬ويتناسب معدل إعادة االلتحام (أي عدد مرات إعادة االلتحام في وحدة‬
‫الحجوم وفي وحدة الزمن ) تناسبا طرديا مع شدة كل من اإللكترونات ‪ -n‬واأليونات ‪ +n‬ويمكن‬
‫تحديده من العالقة ‪:‬‬
‫¿‪dn+¿ dn−‬‬
‫‪dt‬‬
‫=‬
‫‪dt‬‬
‫‪=−αn +¿n‬‬ ‫¿¿‪−‬‬ ‫¿‬ ‫¿¿‬ ‫(‪)7-2‬‬

‫حيث ‪ α‬ثابت يعرف باسم معامل إعادة االلتحام وتتراوح قيمته للهواء بين ‪ 10−10 ، 10−7‬وذلك‬
‫عندما تكون الشحنات السالبة والموجبة موزعة توزيعًا متجانسا ‪.‬‬

‫أما إذا كانت الشحنات مركزة في منطقة ما (كما يحدث عندما تكون اإللكترونات ــ واأليونات‬
‫على طول أثر الجسيمات المشحونة ) يزداد معامل إعادة االلتحام زيادة واضحة ‪.‬‬

‫ويجدر اإلشارة إلى أن حركية اإللكترونات أكبر بكثير من حركية األيونات ‪ .‬كذلك فإن حركية‬
‫اإللكترونات ‪ ،‬ال تؤدي إلى حدوث تغير ملموس في ضغط الغاز أو في شدة المجال الكهربي ‪.‬‬

‫‪ 7-3‬التيار اإللكتروني واأليوني في الغازات‬

‫‪Electron and ion currents in gases‬‬

‫يمثل انتقال اإللكترونات واأليونات في الغازات انتقاًال للشحنة الكهربية ‪ .‬وهذا بدوره‬
‫هو بمثابة مرور تيار كهربي شدته ‪ I‬يمكن تحديده من العالقة التالية ‪:‬‬
‫‪I =I +¿+I‬‬ ‫¿¿‪−‬‬ ‫¿‬ ‫(‪)7-3‬‬

‫حيث ‪ -I+ ، I‬عبارة عن شدة التيار األيوني واإللكتروني على الترتيب ‪.‬‬
‫وعموما ‪ ،‬يمكن مرور تيار كهربي في الغاز حتى في حالة عدم وجود مجال كهربي‬
‫وذلك بسبب ظاهرة االنتشار (‪ ، )diffusion‬حيث تنتشر كل من اإللكترونات واأليونات من‬
‫الوسط األكثر تركيزًا إلى الوسط األقل تركيزًا ‪.‬‬

‫ويتكون نتيجة لهذا االنتشار تيار كهربي شدته لأليونات هي ‪:‬‬


‫‪I D+ ¿=−eD‬‬ ‫¿‪dn +‬‬ ‫¿‬ ‫(‪)7-4‬‬
‫¿‪+‬‬ ‫¿¿‬
‫‪dx‬‬

‫‪I D−¿=−eD‬‬ ‫¿ ‪dn −‬‬ ‫¿‬ ‫(‪)7-5‬‬


‫¿‪−‬‬ ‫¿¿‬
‫‪dx‬‬

‫¿‪dn+‬‬
‫فهو معدل‬ ‫حيث ‪ +D- , D‬معامل االنتشار لأليونات ولإللكترونات على التوالي ‪ .‬أما ¿‬
‫‪dx‬‬
‫‪dn‬‬
‫تغير شدة األيونات بتغير المسافة ‪ dx−¿ ¿ ،‬هو معدل تغير شدة اإللكترونات بتغير المسافة ‪.‬‬

‫أما في حالة وجود مجال كهربي شدته ‪ ε‬تتحرك كل من األيونات واإللكترونات حركة‬
‫انسياقيه تحت تأثير هذا المجال باإلضافة إلى الحركة االنتشارية ‪ .‬وينتج عن هذه الحركة‬
‫االنسياقية مرور تيار كهربي شدته لأليونات هي‪:‬‬
‫‪I ε+¿=en‬‬ ‫¿ ¿ ¿‪+ ¿v +‬‬ ‫¿‬ ‫(‪)7-6‬‬
‫‪I ε−¿=e n‬‬
‫¿ ¿ ¿‪−¿v −‬‬ ‫¿‬

‫حيث ¿¿ ‪ v−¿¿ ، v+‬هي السرعات االنسياقية لكل من األيونات واإللكترونات على التالي‪.‬‬

‫وبذلك يمكن إيجاد شدة التيار الكلي الناتج عن كل من االنتشار والمجال الكهربي ‪ .‬لكل‬
‫من اإللكترونات واأليونات وذلك بجمع مركباته األربعة المختلفة (من ‪ 4-7‬حتى ‪ .)7-7‬أي‬
‫أن‬
‫¿ ¿ ‪I =e‬‬ ‫(‪)7-8‬‬

‫‪ 7-4‬الكواشف الغازية ‪gas detectors‬‬

‫يقوم مبدأ عمل الكواشف الغازية على تجميع الشحنات الكهربية ( اإللكترونات واأليونية‬
‫) الناتجة عن تأين ذرات أو جزئيات الغاز عند مرور اإلشعاعات المؤينة فيه ‪ .‬وبقياس الشحنة‬
‫الكهربائية الناتجة أو التيار الناتج عنها يمكن الكشف عن مرور اإلشعاعات في الغاز ‪ .‬وتنقسم‬
‫الكواشف الغازية إلى ثالثة أنواع رئيسة هي غرفة التأين ‪ ،‬العدادات التناسبية ‪ ،‬وعدادات جيجر‬
‫ـــ مولر ‪.‬‬

‫‪ 7-4-1‬غرفة التأين ‪ionization chamber‬‬

‫هي عبارة عن كاشف غازي (‪ )gas detector‬لإلشعاعات ‪ .‬ويقوم على تجميع األزواج‬
‫اإللكترونية ـــ األيونية الناتجة عن اإلشعاعات في شكل تيار كهربي وقياس هذا التيار ‪ .‬وتتكون‬
‫غرفة التأين عموما من قطبين معدنيين موصلين بطرفي منبع جهد عال‪ .‬وقد يتخذ القطبان أشكاال‬
‫مختلفة ولكن في معظم األحيان يكون القبطان على شكل ألواح مستوية ‪ .‬ويوضع القطبان داخل‬
‫إناء مفرغ من الهواء الجوي ويمأل بالغاز المطلوب حتى ضغط معين ‪ .‬ويتوقف ضغط الغاز‬
‫واألبعاد الهندسية للقطبين عموما على نوع الجسيمات المطلوب الكشف عنها وعلى طاقاتها ‪.‬‬
‫ويستخدم في بعض غرف التأين الهواء الجوي العادي ‪.‬‬

‫ويبين شكل (‪ )1-7‬رسما تخطيطيا لغرفة تأين ذات قطبين مستويين ‪ ،‬موصلة بمنبع الجهد العالي‬
‫الالزم لتغذية أقطابها ‪ .‬ويعرف القطب المتصل بجهاز قياس التيار بالمجمع أو األنود ‪ ،‬ويختلف‬
‫الجهد الواقع على هذا القطب باختالف التيار المار فيه ‪ .‬أما القطب اآلخر فيقع عادة تحت تأثير‬
‫جهد عال ‪( V‬جهد المنبع) ويعرف بقطب الجهد العالي ‪ .‬يثبت القطبان باستخدام مواد عازلة‬
‫كهربيا في اإلناء الخارجي للغرفة ‪ .‬ويستخدم في العديد من غرف التأين حلقتان تعرفان بالحلقتين‬
‫الحارستين (‪ .)guard rings‬ويمكن تحقق الحلقات الحارسة بفصل الجزءين الطرفيين من‬
‫القطب المجمع عن القطب نفسه بحيث ال تون المسافة الفاصلة كبيرة ‪ .‬ويجب أن يكون جهد‬
‫الحلقات الحارسة قريبًا من جهد القطب المجمع ‪ .‬والغرض من هذه الحلقات الحارسة هو تشكيل‬
‫المجال الكهربي بالقرب من أطراف القطب المجمع وبحيث تكون خطوط قوى المجال الكهربي‬
‫بين قطب الجهد العالي والقطب المجمع عند الطرفين خطوطا مستقيمة وموازية للخطوط التي في‬
‫الوسط ‪ .‬ويؤدي ذلك إلى تحديد حجم الغرفة التي تجمع منها الشحنات الكهربية تحديدًا دقيقا‬
‫ويعرف هذا الحجم ( والمبين على الشكل ‪ 1-7‬بين الخطين المتقطعين ) بالحجم الفعال أو الحجم‬
‫الحساس للغرفة ‪.‬‬

‫وعند مرور اإلشعاعات بين قطبي الغرفة تؤدي هذه اإلشعاعات إلى تأيين الغاز ويتم‬
‫تجميع الشحنات الناتجة عن التأين داخل الحجم الفعال على المجمع ( حيث إن األيونات‬
‫واإللكترونات المتكونة خارج هذا الحجم تتجمع على الحلقات الحارسة وتمر مباشرة إلى األرض‬
‫)‪ .‬وعند إهمال االنتشار وإعادة االلتحام يكون التيار الناتج عن تجميع الشحنات من الحجم الفعال‬
‫على المجمع هو‬

‫‪I s=e∫ N o ( τ ) dτ‬‬ ‫(‪)7-9‬‬

‫حيث ) ‪ N o (τ‬هو عدد األزواج الناتجة في وحدة الحجم في الثانية الواحدة ‪ ,‬ويؤخذ التكامل‬
‫بالنسبة للحجم الفعال كله ‪ .‬وهذه العالقة صحيحة إذا كان ) ‪ N o (τ‬ثابت بالنسبة للزمن ( أي أن‬
‫عدد الجسيمات التي تدخل الغرفة ثابتة بالنسبة للزمن ) ‪.‬‬

‫وتعنى هذه العالقة أن الشحنات التي تتكون نتيجة التأين في الحجم الفعال يتم تجميعها‬
‫بالكامل على المجمع ويعرف التيار في هذه الحالة باسم تيار التشبع (‪Is )saturation current‬‬

‫ويمكن إهمال كل من تيار االنتشار وإعادة االلتحام عندما تكون شدة المجال بين األقطاب‬
‫( أي فرق الجهد بينهما ) كبيرة ‪ .‬عندئذ تصبح المعادلة (‪ )9-7‬صحيحة‪ .‬أما إذا كان فرق الجهد‬
‫صغيرًا أو كان الغاز المستخدم من الغازات الهالوجينية أو األكسجين أو بخار الماء فإن إعادة‬
‫االلتحام تلعب دورا مهما وخصوصا بالنسبة للغازات الهالوجينية ‪ .‬لذا فإنه يجب أن يوضع التيار‬
‫المفقود نتيجة إعادة االلتحام أو نتيجة لاللتصاق في االعتبار ‪ .‬وبالنسبة لغرف التأين ذات‬
‫بسبب إعادة االلتحام من العالقة التالية‬ ‫األقطاب المستوية فإنه يمكن حساب التيار المفقود ¿ ¿‬
‫‪:‬‬
‫¿¿‬ ‫(‪)7-10‬‬

‫‪ v−¿, v‬هي السرعات االنسياقية لكل من‬ ‫¿ ¿‪+‬‬ ‫¿‬ ‫حيث ‪ Is‬هو تيار التشبع ‪ d ،‬هي المسافة بين القطبين و‬
‫األيونات واإللكترونات على التوالي ‪.‬‬

‫أما بالنسبة لالنتشار فيمكن أن يؤدي إلى فقد نسبة أخرى من التيار وذلك ألن االنتشار‬
‫يمكن أن يحدث في أي اتجاه ‪ .‬ويمكن تحديد قيمة الجزء المفقود ¿ ¿ بسبب االنتشار من العالقة‬
‫¿¿‬ ‫(‪)7-11‬‬

‫حيث ‪ K‬ثابت بولتسمان ‪ T ،‬درجة الحرارة المطلقة ‪ V ،‬فرق الجهد بين القطبين ‪ ε ،‬عبارة عن‬
‫النسبة بين الطاقة المتوسطة لأليونات في حالة وجود المجال وبدونه ‪ .‬ويوضح شكل (‪)2-7‬‬
‫العالقة بين التيار المتجمع ‪ I‬وفرق الجهد ‪ V‬بين القطبين ‪ .‬وتعرف هذه العالقة باسم المميزة‬
‫الفولت – أمبيرية لغرفة التأين ‪ .‬ويعتمد شكل هذه المميزة على األبعاد الهندسية للغرفة وعلى نوع‬
‫الغاز المستخدم وضغطه ونوع اإلشعاعات المارة وشدتها ‪ .‬ويتضح تأثير هذه العوامل من شكل (‬
‫‪ )2-7‬والخاص بغرفة تأين اسطوانية الشكل والذي يوضح المميزة الفولت أمبيرية لنوعين من‬
‫الغاز عند شدتين مختلفتين إلشعاعات جاما ‪ .‬وفي حالة البروتونات والجسيمات المشحونة الثقيلة‬
‫يلعب إعادة االلتحام دورًا أكثر أهمية نظرًا ألن التأين النوعي لهذه الجسميات كبير للغاية ‪،‬‬
‫وبالتالي ال يحدث التشبع إال عند جهود أعلى ‪.‬‬

‫‪ 7-4-2‬خصائص غرف التأين ‪:‬‬

‫تستخدم جميع غرف التأين عند قيم الجهود التي تحقق تيار التشبع وهو ما يعرف‬
‫بالهضبة (‪ . )plateau‬ونظرا لبساطتها وسهولة تشغيلها فإنه يمكن تصميم غرف بأشكال وأحجام‬
‫مختلفة واستخدامها لقياس جميع أنواع اإلشعاعات بما في ذلك إشعاعات جاما والنيوترونات ‪.‬‬
‫وعموما ‪ ،‬يمكن استخدام غرف التأين لقياس القيمة المتوسطة للتيار الناتج عن عدد من الجسيمات‬
‫أو لقياس نبضات التيار ( أو الجهد) الناتج عن مرور جسيم واحد ‪ .‬ويعرف هذا النظام األخير‬
‫لتشغيل غرفة التأين بالنظام النبضي وهو غالبا ما يستخدم عند قياس الشدة اإلشعاعية الضعيفة أو‬
‫عند قياس طاقة اإلشعاعات ‪ .‬وعموما ‪ ،‬يمكن استخدام غازات مختلفة داخل الغرفة ‪ .‬لكن بالنسبة‬
‫للغرف النبضية يفضل استخدام الغازات الخاملة تحت ضغوط معينة وذلك لضمان تجميع‬
‫اإللكترونات وتكوين النبضة بسرعة وفي أقصر زمن ممكن وذلك حتى تتم عملية التسجيل خالل‬
‫زمن قصير وتصبح الغرفة جاهزة الستقبال جسيم آخر وتسجيله ‪.‬‬

‫وعند تصميم غرف التأين لألغراض المختلفة يجب توجيه عناية خاصة إلى نوعية العازالت‬
‫المستخدمة لعزل األقطاب عن بعضها وعن جسم الغرفة وخاصة العازل المستخدم لتثبيت وعزل‬
‫المجمع ‪ .‬فيجب أن تكون مادة العازل ذات مقاومة عالية جدًا ‪ .‬ويرجع السبب في ذلك إلى أن‬
‫التيار الناتج عن مرور الجسيم يكون صغيرا ‪ .‬فإذا كانت مقاومة العازل بين القطبين غير كافية‬
‫فإنه يمكن يتسرب بين القطبين تيار يعرف باسم تيار التسرب ( ‪ )Leakage current‬قيمته‬
‫‪V‬‬
‫=‪I e‬‬
‫هي ‪R c :‬‬

‫حيث ‪ v‬جهد المنبع ‪ Rc‬مقاومة العازل (شكل ‪ . )3-7‬فإذا كانت مقاومة العازل في حدود‬
‫‪ 1013 Ω‬وفرق الجد بين القطبين ‪ 100V‬يمر تيار تسرب ‪ I e‬في العازل مقداره‬

‫‪100 V‬‬ ‫‪−11‬‬


‫‪13‬‬
‫‪=10 A=10 pA‬‬
‫‪10 Ω‬‬

‫وهذا تيار كبير جدًا بالنسبة للتيار الناتج عن الجسيم‬


‫النووي ‪ Ic‬لذا يجب أن يكون العازل المستخدم ذا‬
‫مقاومة عالية بحيث ال تقل عن ‪10 −10‬‬
‫‪16‬‬ ‫‪17‬‬

‫شكل (‪ )3-7‬تيار التسرب ‪ Ie‬في غرفة التأين‬

‫ويمكن أن يزداد تيار التسرب حتى مع استخدام‬


‫عازل ذي مقاومة عالية وذلك خالل سطح العازل بسبب امتصاص السطح لبخار الماء أو ألي‬
‫شوائب أخرى ؛ لذا يجب المحافظة على سطح العازل نظيفا وجافا وخاليا تماما من أية خدوش‬
‫مهما انت صغيرة‪.‬‬

‫كذلك تلعب الحلقات الحارسة دورًا آخر باإلضافة إلى دورها األساسي ( وهو تشكيل خطوط‬
‫القوى لتحديد الحجم الفعال) ‪ .‬فهذه الحلقات تمنع اإللكترونات واأليونات التي تتكون على جانبي‬
‫الحجم الفعال من التجمع على العازل حتى ال تؤثر هذه الشحنات على شكل المجال في الحجم‬
‫الفعال وحتى ال تؤدي إلى زيادة تيار التسرب‪.‬‬

‫‪ 7-4-3‬منحنى االستجابة الديناميكي لغرفة التأين‬

‫يمكن النظر إلى أي غرفة تأين من الناحية اإللكترونية على أنها عبارة عن مقاومة ‪Rc‬‬
‫(مقاومة العازل بين القطبين) ‪ .‬ولما كان القطبان يشكالن سطحين متوازيين فإنه يمكن اعتبارهما‬
‫مكثفا سعته ‪( Cc‬كالمبين على شكل ‪ 4-7‬أ بالخط المتقطع ) ‪ .‬وهكذا تتميز أي غرفة تأين بمقاومة‬
‫داخلية ‪ Re‬وسعة ذاتية ‪. Ce‬‬

‫لذا يمكن اعتبار أن السعة الكلية للغرفة وجهاز القياس هي ‪ C=Cc +Ce‬والمقاومة لهما هي‬
‫)‪R=Rc Re/ (Rc +Re‬‬

‫لذا ينتج عن تيار الغرفة فرق جهد ‪ V‬على مدخل الجهاز يمكن تحديده من قانون كيرشوف‬
‫كاآلتي ‪:‬‬
‫‪dV‬‬
‫‪RI =V + Rc‬‬ ‫(‪)7-12‬‬
‫‪dt‬‬
‫وبحل هذه المعادلة التفاضلية يمكن إيجاد كيفية تغير الجهد على مدخل الجهاز كدالة في‬
‫الزمن حيث نجد أن الجهد ‪ v‬عبارة عن‬
‫‪−t / RC‬‬
‫‪V =RI (1−e‬‬ ‫)‬ ‫(‪)7-13‬‬

‫وتعرف ‪ RC‬بثبات الزمن للدائرة الكهربية ‪ .‬وكلما كان هذا الثابت ‪ RC‬صغيرا وصل الجهد إلى‬
‫قيمة التشبع بسرعة ( المنحنى ‪ 1‬بشكل ‪ . )5-7‬أما عند زيادة قيمة ‪ RC‬يصل الجهد إلى قيمة‬
‫التشبع بعد زمن أكبر (المنحنى ‪ )2‬على الشكل ) ‪.‬‬

‫منحنى‬ ‫شكل (‪)5-7‬‬


‫الديناميكي‬ ‫االستجابة‬
‫لغرفة التأين‬

‫‪ 7-4-4‬استخدام غرف التأين للكشف عن اإلشعاعات المختلفة‬

‫يمكن تصميم غرف تأين للكشف عن األنواع المختلفة من اإلشعاعات ‪ .‬ويتوقف حجم الغرفة‬
‫ومواصفاتها وضغط الغاز بداخلها على نوع اإلشعاعات المطلوب الكشف عنها وعلى طاقة هذه‬
‫اإلشعاعات ؛ لذا فإنه يمكن تقسيم غرف التأين من حيث نوع اإلشعاعات إلى اآلتي ‪:‬‬

‫غرف التأين لجسميات ألفا والجسيمات المشحونة الثقيلة‬ ‫أ‪-‬‬

‫حيث إن القدرة االختراقية لجسيمات ألفا والجسيمات المشحونة الثقيلة األخرى صغيرة فإن‬
‫هذه الجسيمات تمتص بالكامل في جدار الغرفة وال تمر إلى داخلها ‪ .‬لذا فإنه يجب عمل نافذة في‬
‫الغرفة لدخول هذه الجسيمات منها ‪ .‬وتصنع النافذة عموما من مادة خفيفة كالبريليوم أو المواد‬
‫العضوية الخفيفة وتكون في شكل غشاء رقيق جدًا ( أقل من ‪ 1‬ميللي جرام ‪ /‬سم‪ ) 2‬حتى ال‬
‫يمتص الغشاء جزءًا كبرا من طاقة الجسميات على أن يتحمل فرق الضغط الواقع عليه والناتج‬
‫عن اختالف ضغط الغاز داخل الغرفة والضغط الجوي خارجها ‪.‬‬

‫ويستخدم هذا النوع من الغرف للكشف عن جسيمات ألفا ‪ .‬وتتميز هذه الغرف بحساسيتها‬
‫حيث يمكنها الكشف عن التلوث الضعيف الذي ال يزيد نشاطه اإلشعاعي عن جسيم واحد في‬
‫الدقيقة ‪.‬‬
‫ب‪-‬غرف التأين لجسيمات بيتا‬

‫من المعروف أن قدرة جسيمات بيتا على االختراق كبيرة حيث يصل مداها في الهواء الجوي‬
‫إلى عدة أمتار ؛ لذا فإن ضغط الغاز داخل الغرفة يجب أن يكون كبيرًا حتى تتوقف هذه‬
‫الجسيمات بالكامل داخل الغرفة ‪ .‬وللسبب نفسه فإنه تستخدم نوافذ ذات سمك أكبر لتتحمل فرق‬
‫الضغط داخل الغرفة وخارجها ‪.‬‬

‫ج‪-‬غرف التأين إلشعاعات جاما‬

‫نظرا للقدرة االختراقية الفائقة إلشعاعات جاما فإنه ال يلزم وجود نافذة لغرف التأين الخاصة‬
‫بالكشف عن هذه اإلشعاعات ‪ .‬ونظرا لصغر احتمال حدوث كل من األثر الكهروضوئي أو أثر‬
‫كومبتون أو إنتاج األزواج داخل الغاز فإن السطح الداخلي للغرفة يبطن بطبقة رقيقة من‬
‫الرصاص ( لكبر عدده الذري) وذلك ليزيد من احتمال حدوث أي من هذه العمليات الثالث في‬
‫الرصاص وانطالق اإللكترون إلى داخل الغاز للقيام بالتأيين ‪ .‬وجدير بالذكر أن جزءًا قليال من‬
‫إشعاعات جاما هو الذي يؤدي إلى انطالق هذه اإللكترونات ‪ .‬أما الجزء اآلخر فيمر من الغرفة‬
‫دون أن يترك أي أثر وال يسجل فيها ‪ .‬لذلك تتميز جميع كواشف إشعاعات جاما بمعامل مهم‬
‫يعرف باسم كفاءة الكاشف ‪.‬‬

‫كفاءة الكاشف ‪ : Detector Effeciency‬هي عبارة عن نسبة عدد اإلشعاعات المسجلة في‬
‫الكاشف إلى العدد الكلي لإلشعاعات الساقطة عليه ‪ .‬وتتناسب كفاءة غرفة التأين الخاصة بالكشف‬
‫على حجم الغرفة وعلى نوع الغاز المستخدم في العداد وضغطه وعلى نوع المادة المبطنة للغرفة‬
‫‪.‬‬

‫وتتراوح كفاءة غرف التأين إلشعاعات جاما بين عدة أجزاء من األلف إلى عدة أجزاء من‬
‫المائة ‪.‬‬

‫د‪-‬غرف التأين للنيوترونات‪:‬‬

‫عند مرور النيوترونات في المادة فإنه ال ينتج عنها أي تأين ؛ لذا فإنه من الضروري إيجاد‬
‫وسيلة لتوليد الجسيمات المشحونة بفعل النيوترونات ‪ ،‬حيث تؤدي هذه الجسيمات المشحونة إلى‬
‫عملية التأين ‪ .‬ولهذا الغرض يوضع داخل الكاشف النيوتروني مادة من المواد التي يمكن أن‬
‫ينطلق منها بروتونات أو جسيمات ألفا نتيجة حدوث تفاعالت نووية مختلفة ‪ .‬لذا يستخدم في‬
‫العديد من غرف التأين الخاصة بالكشف عن النيوترونات غاز ثالث فلوريد البورون ‪. BF3‬‬

‫فعند سقوط النيوترونات على هذا الغاز يتفاعل بعضها مع البورون وينتج عن ذلك انطالق‬
‫جسيمات ألفا طبقا للتفاعل التالي ‪:‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪7‬‬
‫‪n+ 5 B → 3 Li +α‬‬
‫ويقوم جسيم ألفا بتأيين الغاز ‪ .‬وجدير بالذكر أن كفاءة الكاشف النيوتروني تكون صغيرة وتتوقف‬
‫على عوامل كثيرة منها طاقة النيوترونات وكثافة الغاز وحجم الغرفة ‪ .‬وال تستخدم نوافذ في‬
‫الكواشف النيوترونية بسبب قدرة النيوترونات الفائقة على اختراق جدار الغرفة ‪.‬‬

‫‪ 7-4-5‬غرف التأين النبضية ‪Pulse-type ionization chamber‬‬

‫تستخدم غرف التأين النبضية لدراسة كل جسيم على حدة ‪ ،‬أي عند تعاقب الجسيمات أو‬
‫اإلشعاعات الساقطة الواحد تلو اآلخر بفارق زمني يسمح باالنتهاء من تسجيل الجسيم السابق ؛‬
‫لذا يجب أن يكون زمن استمرار النبضة الكهربية (‪ )pulse-duration‬الناتجة عن الجسيم‬
‫صغير جدا وذل للتمييز بين الجسيمات المتتابعة ‪ .‬ويعتمد زمن استمرار النبضة على ثابت الزمن‬
‫‪ RC‬للغرفة وجهاز القياس وعلى المسافة بين القطبين ‪ .‬ومن الواضح أن زمن استمرار النبضة‬
‫وجهدها يعتمدان اعتمادا كبيرا على مكان حدوث التأين بالنسبة للمجمع ‪ ،‬أي على وضع واتجاه‬
‫أثر الجسيم ‪ .‬فإذا كان األثر قريبا من المجمع فهذا يعني وصول اإللكترونات بسرعة إلى هذا‬
‫القطب وبالتالي عدم فقد أي منها أثناء االنتقال ‪ ،‬مما يؤدي إلى ظهور نبضة جهد عالية على‬
‫المخرج ‪ .‬أما إذا مر جسيم آخر بالطاقة نفسها بعيدا عن المجمع فإن اإللكترونات الناتجة على‬
‫طول أثره تستغرق وقتا طويال للوصول إلى المجمع ويضيع جزء منها بسبب التصادمات مع‬
‫جزئيات الغاز ‪.‬‬

‫مما يؤدي إلى إضعاف النبضة الجهدية الخارجة ‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك فإن جهد النبضة‬
‫وزمن استمرارها يتوقفان على زمن وصول كل من اإللكترونات إلى المجمع واأليونات إلى‬
‫قطب الجهد العالي ‪ .‬ولما كانت حركة اإللكترونات سريعة (سرعتها حوالي ‪ 6 10‬م‪/‬ثانية)‬
‫وحركة األيونات بطيئة (سرعتها حوالي ‪ 3 10‬م‪ /‬ثانية) فإن الجهد الناتج عن المركبة اإللكترونية‬
‫يصل إلى أقصى قيمة له خالل زمن قصير (في حدود ‪ 10‬ـــ‪ 6‬ثانية) أما الجهد الناتج عن المركبة‬
‫األيونية فيصل إلى أقصى قيمة له خالل زمن كبير (حوالي ‪ 10‬ـــ‪ 3‬ثانية) ‪.‬‬

‫وبالنسبة للغرفة ذات األقطاب المستوية يمن تحديده من العالقة‬


‫‪ne vt‬‬
‫=) ‪V ( t‬‬ ‫(‪)7-14‬‬
‫‪Cd‬‬

‫حيث ‪ n‬عد اإللكترونات أو األيونات ‪ v‬هي السرعة االنسياقية لإللكترونات أو األيونات ‪C ،‬‬
‫السعة الداخلية للغرفة ‪ d ،‬المسافة بين القطبين ‪ .‬ويبين شكل (‪ )6-7‬كيفية تغير جهد كل من‬
‫المركبة األيونية والمركبة اإللكترونية لغرفة تأين كدالة في الزمن‪.‬‬

‫وتعكس هذه العالقة اختالف جهد النبضة باختالف السرعات االنسياقية لإللكترونات‬
‫واأليونات ‪ .‬لذا تعتبر غرفة التأين من هذا النوع بطيئة ‪ .‬ويمكن عمل أنواع أخرى سريعة وذلك‬
‫باستخدام شبكة معدنية تثبت بين المجمع وقطب الجهد العالي وتكون أقرب إلى المجمع (شكل ‪-7‬‬
‫‪ )7‬ويكون جهد هذه الشبكة واقعا بين الصفر (جهد المجمع) والجهد العالي ‪ V‬ويؤدي إدخال هذه‬
‫الشبكة إلى خفض السعة ‪ C‬بين مسار الجسيم والقطب المجمع ‪ ،‬وعدم اعتماد جهد النبضة على‬
‫موقع أثر الجسيم بالنسبة للمجمع ‪ .‬وبالتالي تصبح العالقة بين جهد المركبة اإللكترونية وبين‬
‫الزمن كالمبين بالمنحنى (‪ )3‬على الشكل (‪. )6-7‬‬
‫شكل (‪ )6-7‬تغير جهد كل من المركبة اإللكترونية (‪ )1‬والمركبة األيونية (‪ )2‬لغرفة تأين كدالة‬
‫في الزمن ‪ t‬وتغير جهد كل من المركبة اإللكترونية (‪ )3‬بعد وضع الشبكة المعدنية ‪.‬‬

‫وهكذا يجب أن تحتوي غرف التأين النبضية على شبكة ويجب أن تمأل بغاز من النوع الذي‬
‫ال تتكون فيه أيونات سالبة ‪ .‬لذا يفضل استخدام الغازات الخاملة في هذا النوع من الغرف ‪ .‬كذلك‬
‫يجب أن يكون فرق الجهد بين القطبين كبيرا (عند نهاية الهضبة في شكل ‪ )6-7‬وذلك لكي تكون‬
‫السرعة االنسياقية لإللكترونات ثابتة وال تعتمد على فرق الجهد بين القطبين ‪ .‬ويستخدم غاز‬
‫األرجون في معظم هذه الغرف ‪ .‬ويضاف إليه عادة نسبة صغيرة من غاز ثاني أكسيد الكربون‬
‫( حوالي ‪ )%5‬وذلك لضمان بقاء السرعة االنسياقية ثابتة وعدم زيادتها بزيادة فرق الجهد بين‬
‫القطبين‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن غرف التأين النبضية ال يستخدم عموما للكشف عن جسيمات بيتا‬
‫وذلك بسبب صغر التأين النوعي ‪ S‬لهذه الجسيمات ‪ ،‬مما يؤدي إلى إنتاج عدد قليل من‬
‫اإللكترونات نتيجة جسيم بيتا واحد ‪ ،‬وبالتالي يون التيار الناتج ضعيفا ويصعب تكبيره وتسجيله‪.‬‬

‫‪ 7-4-6‬القدرة التحليلية للطاقة ‪: Energy resolving power‬‬

‫من أهم خصائص غرف التأين النبضية الخاصية المعروفة باسم القدرة التحليلية للطاقة (‬
‫‪ )energy resolving power‬فعند سقوط عدد من الجسيمات ذات طاقة واحدة على نافذة‬
‫الغرفة فإن هذه الجسيمات تعبر النافذة إلى داخل الغرفة باختالف طفيف في طاقاتها وذلك بسبب‬
‫حدوث تبعثر في طاقة الجسيمات ذات المختلفة ‪ .‬وفضًال عن ذلك فإنه حتى في حالة دخول هذه‬
‫الجسيمات إلى الغرف بالطاقة نفسها (مثل إشعاعات جاما) فإن كل جسيم منها يون عددا مختلفا‬
‫من األزواج اإللكترونية األيونية ؛ وذلك ألن عملية التأين عملية إحصائية بحتة ‪ .‬كذلك فإنه عند‬
‫انتقال اإللكترونات إلى المجمع يمكن أن يضيع بعضها بسبب التصادمات مع ذرات الغاز ‪.‬‬
‫وبالتالي فإن الجسيمات ذات الطاقة الواحدة يمكن أن تنتج نبضات كهربية يختلف تيارها‬
‫( جهدها) اختالفا طفيفا ‪.‬‬

‫‪ 7-5‬العدادات التناسبية ‪Proportional Counters‬‬

‫عند زيادة فرق الجهد بين قطبي غرف التأين إلى قيم عالية يبدأ التيار في الزيادة السريعة‬
‫فوق قيمة التشبع ‪ Is‬ويعود السبب في ذلك إلى أن اإللكترونات الناتجة عن التأين والواقعة تحت‬
‫تأثير فرق الجهد تكتسب طاقة حركة تتناسب مع قيمة فرق الجهد الذي تجتازه ‪ .‬وعند زيادة فرق‬
‫الجهد تزيد الطاقة التي تكتسبها هذه اإللكترونات فتصبح (اإللكترونات) قادرة على تأيين ذرات‬
‫جديدة من الغاز ‪ ،‬وبالتالي تكوين مجموعة ثانوية من األزواج اإللكترونية ـــ األيونية تنضم‬
‫للمجموعة في الحركة بتأثير الجهد ‪ ،‬وبالتالي تكتسب طاقة جديدة فيؤدي إلى مرحلة جديدة من‬
‫التأين الثانوي ‪ .‬وهكذا فإن اإللكترونات الناتجة عن التأين األولى بفعل الجسيم النووي يتبعها عدة‬
‫مراحل تأين ثانوي تؤدي إلى مضاعفة عدد اإللكترونات‪ .‬وهذه المراحل المتتابعة من التأين‬
‫الثانوي الناتج عن الجهد الكبير تختلف اختالفا تاما عن مفهوم التأين الثانوي الناتج عن جسيمات‬
‫بيتا ذات الطاقة العالية والذي يحدث دون النظر لشدة المجال ‪.‬‬

‫وينتج عن التأين تكاثر هائل لعدد اإللكترونات ‪ .‬وباإلضافة إلى ذلك فعند تصادم اإللكترونات‬
‫المعجلة بجزئيات الغاز أو عند حدوث إعادة التحام بين األعداد الهائلة من اإللكترونات واأليونات‬
‫يمكن أن تنطلق فوتونات ( أشعة سينية ) نتيجة إلثارة هذه الجزئيات عند التصادم ‪ .‬ويمكن أن‬
‫تؤدي هه الفوتونات إلى تحرير عدد آخر من اإللكترونات من سطح قطب الجهد العالي أو من‬
‫جزئيات الغاز التي يكون جهد تأينها صغيرا ( في حالة وجود خليط من الغازات ) ‪ .‬وبذلك يمكن‬
‫أن تشترك الفوتونات في عملية التأين الثانوي ‪ .‬وبالتالي تنتشر عملية التأين في الحجم الكلي للغاز‬
‫ويحدث ما يشبه التفرغ الكهربي للغاز (‪. )gas discharge‬‬

‫فإذا كان احتمال تكوين إلكترون كهروضوئي بواسطة اإللكترون الواحد هو ‪ γ‬وكان عدد‬
‫اإللكترونات الثانوية الناتجة عن تصادم إلكترون واحد بالذرات هو ‪ n ، n γ‬عبارة عن عدد‬
‫اإللكترونات الكهر>وضوئية الناتجة عن ‪ n‬إلكترون ثانوي ‪ ،‬ثم يتضاعف هذا العدد بفعل‬
‫التصادمات مكونا ‪ n2 γ‬إلكترون ثانويا ‪ .‬وهذا العدد األخير يؤدي بدوره إلى تكوين ‪n2 γ2‬‬
‫إلكترون كهروضوئي ‪ .‬وبجمع جميع عناصر هذه المتوالية الهندسية وقسمته على عدد‬
‫اإللكترونات االبتدائية يمكن إيجاد معامل التضاعف ‪ M‬وهو ‪:‬‬
‫‪n‬‬
‫=‪M‬‬ ‫(‪)7-16‬‬
‫‪1−n γ‬‬

‫ويبين معامل التضاعف ‪ M‬عدد مرات تضاعف اإللكترونات االبتدائية (أي الناتجة عن‬
‫الجسيم النووي ذاته)‪ .‬فإذا كانت قيمة ‪ n γ>>1‬فيصبح معامل تضاعف العداد مساويا ‪M=n‬‬
‫ويكون هذا التضاعف ناتجا عن التأين الثانوي فقط وال تلعب الفوتونات دورا ملحوظا في التأين ‪،‬‬
‫وبالتالي يمكن إهمالها واعتبار قيمة ‪ γ‬مساوية للصفر ‪ .‬ويسمى العداد في هذه الحالة بالعداد‬
‫التناسبي (‪ )proportional counter‬نظرا ألن العدد الكلي لإللكترونات الثانوية يتناسب مع‬
‫عدد اإللكترونات االبتدائية الناتجة عن الجسيم النووي ‪.‬‬
‫وهكذا فإنه عند زيادة الفرق الجهد بين القطبين فيما بعد عتبة التشبع ( النقطة ‪ a‬على الشكل‬
‫‪ )9-7‬لغرفة التأين يبدأ العداد في العمل كعداد تناسبي ‪.‬‬

‫ويبين شكل (‪ )9-7‬منطقة الجهود التي يتحقق عندها تشغيل العداد في المنطقة التناسبية وهي‬
‫المنقطة ‪ . 2‬وفي هذه المنطقة يزداد التيار زيادة كبيرة (من ‪ )1‬إلى ‪ 10000‬مرة) حسب قيمة ‪V‬‬
‫وعلى الرغم من زيادة التيار فإنه يستمر متناسبًا مع عدد األزواج اإللكترونية األيونية الناتجة عن‬
‫الجسيم النووي أي متناسبا مع طاقة هذه الجسيم‪.‬‬

‫‪-1‬منطقة غرفة التأين ‪.‬‬


‫‪-2‬منطقة العداد التناسبي ‪.‬‬
‫‪-3‬منطقة عداد غايغر ـــ ميولر‬

‫شكل (‪ )9-7‬العالقة بين الجهد والتيار في العدادات‬

‫فعند دخول جسمين ذوي طاقتين مختلفتين ‪( E2 < E1‬شكل ‪ )9-7‬ينتج عنها تياران مختلفان سواء‬
‫في منطقة غرفة التأين أم في منطقة العداد التناسبي ‪ ،‬مما يمكن من فصل هاتين الطاقتين ‪ .‬وفي‬
‫نهاية منطقة العداد التناسبي يصبح من الصعب تمييز الطاقات المختلفة ‪.‬‬

‫ويمكن من حيث المبدأ أن تكون العدادات التناسبية مستوية األقطاب ولكنها تجهز على شكل‬
‫اسطوانة (شكل ‪ )10-7‬حيث يقوم السلك المحوري الرفيع بدور المجمع (األنود) ‪ .‬لذا فهو يوصل‬
‫بالقطب الموجب لمنبع الجهد العالي ‪ .‬أما جسم األسطوانة فيوصل باألرض (أي بالقطب السالب‬
‫لمنبع الجهد) وتتجمع عليه األيونات الموجبة ‪ .‬وفي حالة وجود نافذة يمكن أن تكون هذه النافذة‬
‫على الجدار األسطواني أو في القاع ‪ .‬أما السعة ‪ C‬فالغرض منها منع وصول الجهد المستمر من‬
‫منبع الجهد إلى جهاز القياس ‪.‬‬

‫شكل (‪ )10-7‬العداد التناسبي‬


‫وبالنسبة للعداد األسطواني يمكن إيجاد شدة المجال الكهربي ‪ ε‬في أي نقطة بداخله تبعد‬
‫مسافة ‪ r‬عن محور األسطوانة وذلك باستخدام العالقة المعروفة التالية‪:‬‬
‫‪V‬‬
‫=‪ε‬‬ ‫(‪)7-17‬‬
‫)‪r 1 n(b/a‬‬

‫حيث ‪ V‬هو جهد المجمع ( األنود ) ‪ b ،‬هو نصف القطر الداخلي لألسطوانة ‪ a ،‬هو نصف قطر‬
‫السلك المحوري ‪ .‬فإذا كان جهد السلك ‪ 1000v ، b=1cm ، a=0.01cm‬تصل شدة المجال‬
‫على مسافة ‪ 0.01cm‬من السلك حوالي ‪ . 6000v/cm‬لذا نجد أن التأين الثانوي يحدث أساسا‬
‫بالقرب من سلك األنود ‪.‬‬
‫أما إذا تكونت اإللكترونات االبتدائية بعيدا عن األنود فإنها تتحرك أوال بفعل المجال في اتجاه‬
‫المجمع ثم تبدأ مراحل التأين الثانوي عند اقترابها منه ( في حدود ‪ 0.1cm‬من مركزه ) ‪.‬‬

‫‪ 7-5-2‬زمن التأخير ‪Delay time‬‬

‫يجب التنويه بحدوث تأثير زمني بين لحظة دخول الجسيم للعداد وخروج النبضة الجهدية ‪.‬‬
‫وهذا التأخير ناتج عن زمن مرور اإللكترونات األولية من مكان تكونها داخل العداد إلى أن‬
‫تقترب من المجمع ‪ .‬وبالتالي يعتمد زمن التأخير (‪ )delay time‬على مكان مرور الجسيم‬
‫النووي ويمكن حساب قيمته القصوى من نصف القطر الداخلي لألسطوانة والسرعة االنسياقية‬
‫¿¿‪ v−‬لإللكترونات كالتالي ‪:‬‬

‫‪b‬‬
‫=‪t d‬‬
‫‪d‬‬

‫ومن أهم عيوب العدادات التناسبية اعتماد معامل التضاعف ‪ M‬على الجهد مما يؤدي إلى‬
‫اختالف جهد النبضة الخارجة عند حدوث تغير طفيف في جهد المنبع ؛ لذا يجب الحرص على‬
‫استخدام منبع جهد ذي استقراريه عالية (‪)highly stabilized‬‬

‫‪ 7-6‬عدادات جايجر ــــ مولر ‪Geiger – Muller Counters‬‬

‫عند زيادة الجهد بين قطبي العداد التناسبي إلى ما بعد منطقة التناسب ( فيما بعد النقطة ‪b‬‬
‫على شكل ‪ )9-7‬يزداد معامل التضاعف ‪ M‬زيادة هائلة وبالتالي يزداد التيار زيادة طارئة ( شكل‬
‫‪ . )9-7‬ويرجع السبب في ذلك إلى زيادة احتمال انطالق الفوتونات فوق البنفسجية عند تصادم‬
‫اإللكترونات بجزئيات الغاز وتكوين إلكترونات كهروضوئية ( أي زيادة قيمة االحتمال ‪. ) γ‬‬
‫وعند هذه الجهود العالية تصبح هذه الفوتونات هي المسئول األساسي عن اإللكترونات الثانوية ‪.‬‬
‫وينتشر التأين الثانوي في جميع أنحاء العداد وبالتالي يصل العداد إلى حالة التفريغ الكهربي وينتج‬
‫عن ذلك تيار كبير للغاية دون النظر لعدد اإللكترونات األولية ‪ .‬ويعرف العداد عند هذه الجهود‬
‫باسم عداد جيجر ـــــ مولر ( وهما مكتشفاه)‪.‬‬
‫وبالرجوع إلى العالقة (‪ )16-7‬يالحظ أن هذا األمر يتحقق عندما تصبح قيمة ‪. n γ-1‬‬
‫عندئذ يصبح معامل التضاعف ‪ M‬عبارة عن ما ال نهاية أي‬
‫‪n‬‬
‫=‪M‬‬ ‫∞=‬
‫‪1−1‬‬

‫وفي هذه الحالة فإن جهد النبضة لم يعد يتوقف على عدد اإللكترونات األولية الناتجة عن‬
‫الجسيم النووي ‪ .‬إذا أنه يكفي تكون زوج واحد إلكتروني ـــ أيوني لبدء عملية التفريغ وظهور‬
‫جهد النبضة ‪ .‬وبالتالي يالحظ أن جهد النبضة لم يعد يتوقف على طاقة الجسيم النووي المسبب‬
‫لها ؛ لذا ال يستخدم عداد جيجر ـــ مولر لتحديد طاقة الجسيمات النووية وإنما يستخدم فقط‬
‫لتسجيل عدد هذه الجسيمات دون النظر لطاقاتها ‪.‬‬

‫وبمجرد بدء التأين والتفريغ الكهربي ال يتوقف مرور التيار داخل العداد ذاتيا وإنما يستمر‬
‫حتى في حالة عدم وصول جسيمات نووية جديدة ؛ لذا فإنه يجب إيقاف عملية التفريغ داخل العداد‬
‫ليكون جاهزا الستقبال جسيم جديد وتسجيله ‪ .‬ويوجد نوعان من عدادات جيجر ـــ مولر يختلفان‬
‫باختالف طريقة وقف التفريغ وهما عدادات ذات إطفاء خارجي واألخرى ذات إطفاء ذاتي ‪.‬‬

‫‪ 7-6-1‬عداد جايجر ذات اإلطفاء الخارجي‬

‫‪Non-self quenching G.M. counters‬‬

‫عندما ُيمأل العداد بغاز خامل ( مثل األرجون) تؤدي الفوتونات فوق البنفسجية إلى انطالق‬
‫اإللكترونات الكهروضوئية من الكاثود ( األسطوانة الخارجية ) وليس من ذرات األرجون ‪.‬‬
‫وتتحرك جميع اإللكترونات في اتجاه األنود (شكل ‪ )10-7‬الذي تتكون حوله سحابه أيونية إلى‬
‫ظهور نبضة على المقاومة ‪ . Ro‬وعند وصول هذه السحابة األيونية إلى الكاثود تنتج فوتونات‬
‫فوق بنفسجية جديدة وإلكترونات ثانوية فيستمر التيار في المرور وال يتوقف ‪ .‬وهكذا يستمر‬
‫مرور التيار طالما بقي الجهد عاليا ولم يتم تخفيضه بأي وسيلة خارجية ‪.‬‬

‫ولتخفيض قيمة الجهد يمكن اختيار ‪ Ro‬كبيرة للغاية‬


‫( في حدود ¿ فعند تحرك السحابة األيونية بعيدًا عن األنود ينخفض جهد األنود بما يعادل ‪ IRo‬أي‬
‫أن جهد األنود عند تحرك السحابة األيونية يصبح‬
‫‪ Va =V-IRo‬حيث ‪ I‬تيار السحابة األيونية ‪ .‬فإذا كانت قيمة ‪ Ro‬كبيرة ينخفض جهد األنود بحيث‬
‫يصبح أقل من الجهد الالزم الستمرار التفريغ ( أقل من ‪ Vb‬شكل‪ . )9-7‬لذلك فإنه عند وصول‬
‫السحابة األيونية للكاثود يكون الجهد أقل من الحد الالزم الستمرار التفريغ وبالتالي يطفأ العداد ‪.‬‬
‫فإذا كان زمن انتقال األيونات داخل العداد ‪ 200μs‬وسعته الداخلية في حدود ‪ 10pF‬يجب أن‬
‫يكون قيمة ‪ Ro‬في حدود ‪ . 4 ×108 Ω‬وبعد أن يطفأ العداد يكون جهد األنود أقل من الجهد الالزم‬
‫لتشغيله في منطقة جايجر ‪ .‬فيبدأ هذا الجهد في الزيادة من جديد إلى أن يصل إلى القيمة األصلية‬
‫‪ V‬بعد زمن كبير بالمقارنة بثابت الزمن ‪ ( Ro Co‬بعد حوالي ‪ 10‬ــ‪ 3‬ثانية) وخالل هذا الوقت‬
‫الذي يستعيد فيه العداد جهده على األنود يكون العداد غير مستعد الستقبال جسيمات جديدة ‪ .‬ولو‬
‫دخل جسيم إلى العداد خالل هذا الزمن فإنه يمكن أن يسجل ولكن تكون النبضة الناتجة صغيرة‬
‫للغاية بحيث ال يحس بها الجهاز اإللكتروني التالي ‪ .‬وتعرف هذه الفترة الزمنية باسم فترة‬
‫االسترجاع (‪. )recovery time‬ويالحظ أن أهم عيوب هذا النوع من العدادات هو كبر فترة‬
‫االسترجاع ( حوالي ‪ 10‬ـــ‪. ) 3‬‬

‫‪ 7-6-2‬عدادات ذات اإلطفاء الذاتي ‪Self-quenching G.M.counters‬‬

‫ويتميز هذا النوع من العدادات بعدم وجود مقاومة كبيرة لخفض جهد األنود وإنما تستخدم‬
‫مقاومة صغيرة ‪ .‬وبذلك يبقى الجهد ثابتا على األنود وال ينخفض إلى ما دون حد جهد جايجر ‪.‬‬
‫ولحدوث اإلطفاء في هذا النوع من العدادات يمأل العداد بخليط من غاز األرجون (حوالي ‪90‬‬
‫‪ )%‬وبخار مركب متعدد الذرات مثل الكحول أو األسيتون (حوالي ‪ )%10‬وعند دخول الجسيم‬
‫النووي يحدث التأين االبتدائي ثم تتبعه مجموعة التأينات الثانوية بالقرب من األنود وانطالق‬
‫الفوتونات فوق البنفسجية التي تؤدي إلى اإللكترونات الكهروضوئية باألسلوب نفسه المتبع في‬
‫عدادات جايجر السابقة ‪ .‬ولكن يحدث اختالف في هذه العدادات ويرجع أساسا إلى قابلية بخار‬
‫الكحول أو األسيتون العالية المتصاص الفوتونات فوق البنفسجية وبذلك تمتص هذه الفوتونات في‬
‫الغاز وال تصل إلى الكاثود ‪ .‬وبذلك تكون اإللكترونات الكهروضوئية صادرة عن جزئيات بخار‬
‫الكحول وليس عن ذرات ماد الكاثود المعنية ‪ .‬ونظرا للقابلية العالية المتصاص الفوتونات في‬
‫جزئيات الكحول وتأينها فإن هذه الفوتونات ال تبتعد كثيرا عن األنود وينحصر التفريغ الكهربي‬
‫بالقرب منه ‪ .‬وهكذا تتحرك السحابة األيونية الموجبة التي تصل إلى الكاثود كليا من أيونات‬
‫جزئيات الكحول أو األسيتون وذلك المتصاص الفوتونات بواسطة هذه الجزئيات وكذلك ألنه عند‬
‫تحرك أيون أرجون موجب في اتجاه الكاثود فإنه يكتسب إلكترونا عند اصطدامه بجزيء الكحول‬
‫المتعادل الذي يتحول بدوره إلى أيون موجب (ألن طاقة ارتباط اإللكترون بذرة األرجون أعلى‬
‫من طاقة ارتباط االلكترون بجزيء الكحول )‪ .‬وعند وصول أيونات الكحول الموجبة إلى الكاثود‬
‫فإنها ال تؤدي إلى انبعاث إلكترون ثانوية من مادة الكاثود وبالتالي يحدث ذاتيا ‪ .‬وهكذا يمكن‬
‫تلخيص دور جزئيات الغاز المتعددة الذرات مثل بخار الكحول أو األسيتون في اآلتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬منع وصول الفوتونات إلى الكاثود وبالتالي منع انطالق اإللكترونات الكهروضوئية منه ‪.‬‬
‫‪ -2‬منع وصول أيونات األرجون الموجبة إلى الكاثود وبالتالي منع انبعاث اإللكترونات الثانوية‬
‫منه ‪.‬‬

‫‪ 7-6-3‬شكل النبضة والزمن الميت وزمن االسترجاع لعداد اإلطفاء الذاتي ‪:‬‬

‫تتكون نبضة التيار الناتجة على مخرج عداد جايجر ذي اإلطفاء الذاتي األيونية فقط ‪.‬‬
‫وتتحرك السحابة األيونية في اتجاه الكاثود مكونه شكال اسطوانيًا رفيعا في أي لحظة ‪.‬‬
‫ويستعرض شكل (‪ )12-7‬الشكل التجريبي‬
‫للنبضة من العداد ذي اإلطفاء الذاتي ( الخط‬
‫المتصل ‪ )1‬وكذلك الشكل النظري الناتج عن‬
‫المركبة األيونية ‪ .‬ويعتمد زمن امتداد النبضة‬
‫على األبعاد الهندسية للعداد ‪ .‬كما يعتمد شكلها‬
‫على مكان حدوث التأين االبتدائي بالنسبة‬
‫لألنود ‪ .‬فكلما بعد أثر الجسيم النووي عن األنود زاد االمتداد الزمني للنبضة وقلت القيمة‬
‫القصوى للتيار الناتج عنها ( الخط المتصل ‪. )2‬‬

‫(‪ )1‬الشكل التجريبي للنبضة من العّد اد ذي اإلطفاء الذاتي ‪.‬‬


‫(‪ )2‬ابتعاد أثر الجسيم النووي عن األّنود ‪.‬‬

‫شكل (‪ )12-7‬الشكل التجريبي للنبضة من العداد ذي اإلطفاء الذاتي ‪.‬‬

‫الزمن الميت ‪: Dead time‬‬

‫أثناء عملية التضاعف اإللكتروني وانتقال السحابة األيونية من حول األنود إلى الكاثود يكون‬
‫العداد غير حساس الستقبال القطبين في هذا الوقت وبمجرد وصول السحابة األيونية للكاثود‬
‫يسترجع األنود جهده بسرعة وتعود شدة المجال بين القطبين إلى قيمتها األصلية ‪ .‬ويعرف الزمن‬
‫بين لحظة دخول الجسيم النووي ووصول الجهد على األنود إلى عتبة جايجر( النقطة ‪ b‬شل ‪-7‬‬
‫‪ )9‬بالزمن الميت للعداد (‪ )dead time‬وخالل هذا الزمن يكون العداد غير حساس لتسجيل أي‬
‫جسم آخر ‪.‬‬

‫‪ 7-6-4‬زمن االسترجاع ‪:Recovery time‬‬

‫أما الفترة الزمنية بين وصول الجهد إلى عتبة جايجر ووصوله إلى القيمة القصوى فتعرف‬
‫بزمن االسترجاع (‪ . )recovery time‬وتعتبر هذه الفترة صغيرة بالنسبة للعدادات ذات اإلطفاء‬
‫الذاتي (حوالي ‪ 10 × 5‬ـــ‪ )6‬ثانية وذلك بسبب صغر قيمة المقاومة ‪ Ro‬وخالل زمن االسترجاع‬
‫يستطيع العداد تسجيل الجسيم النووي ولكن يكون تيار ( أو جهد) النبضة أقل ‪.‬‬

‫وعموما ‪ ،‬تختلف عدادات جايجر باختالف الغرض المخصص له ‪ .‬فتوجد منها أنواع ذات‬
‫نوافذ وأخرى بدونها وذلك تبعا لنوع الجسيمات أو اإلشعاعات المطلوب الكشف عنها ‪ .‬وهناك‬
‫أنواع يستخدم فيها غاز ثالث فلوريد البورون ‪ BF3‬أو يعمل فيها نافذة من مادة البورون‬
‫الستخدامها للكشف عن النيوترونات ‪.‬‬

‫‪ 7-7‬الغرفة السحابية ‪Cloud Chamber‬‬

‫تعتبر الغرفة السحابية من أقدم الوسائل المستخدمة للكشف عن الجسيمات المشحونة‬


‫بالرؤية المباشرة حيث استخدمها ويلسون ألول مرة عام ‪1912‬م ‪ .‬ويبين شكل (‪ )13-7‬رسما‬
‫توضيحيًا للغرفة السحابية حيث يمأل الفراغ الداخلي للغرفة بالهواء النقي تماما من الغبار‬
‫والمشبع ببخار الماء عند درجة الغرفة ‪.‬‬

‫وعند تحرك المكبس فجأ وبسرعة عالية إلى أسفل يحدث تمدد مفاجئ لخليط الهواء وبخار الماء‬
‫مما يؤدي إلى االنخفاض المفاجئ في درجة حرارة الخليط ويصبح بخار الماء في حالة ما فوق‬
‫التشبع ‪ .‬فإذا مرت في هذه اللحظة جسيمات مشحونة وأدت إلى تكوين أزواج الكترونية أيونية‬
‫داخل الفراغ الداخلي ‪ C‬يتكثف بخار الماء فوق المتشبع على األيونات ويظهر أثر لقطرات الماء‬
‫المتكثفة على األيونات بطول أثر الجسيمات المشحونة ‪ .‬ويمكن رؤية هذه القطرات وبالتالي أثر‬
‫الجسيم إما بالعين المجردة أو بالتصوير في هذه اللحظة وذلك بإدخال ضوء من فتحة جانبية‬
‫والتصوير خالل الغطاء الشفاف العلوي للغرفة ‪ .‬وبعد التصوير يعاد المكبس إلى وضعه‬
‫األصلي‪ ،‬ويتم توصيل جهد بالغرفة لسحب األيونات من داخلها فتصبح الغرفة بذلك مستعدة‬
‫لدورة قياسات أخرى ‪ .‬وعموما يتم تجهيز الغرفة بأدوات آلية لسحب المكبس والتصوير وإعادة‬
‫المكبس بحيث تتم الدورة بأكملها وتصبح الغرفة جاهزة آليًا ‪.‬‬

‫شكل (‪ )13-7‬الغرفة السحابية‬

‫وتعريف نسبة التشبع ‪ S‬هو‬


‫‪Pf‬‬
‫=‪S‬‬
‫‪Pi‬‬
‫(‪)7-21‬‬

‫حيث ‪ Pi ، Pf‬هو الضغط بعد وقبل التمدد على الترتيب كذلك فإن نسبة التمدد ‪ E‬هي‬
‫‪τf‬‬
‫=‪E‬‬
‫‪τi‬‬
‫(‪)7-22‬‬

‫حيث ‪ Tf ، Ti‬حجم الغرفة بعد وقبل التمدد على الترتيب ‪ .‬وبالنسبة لخليــط الهــواء وبخــار المــاء‬
‫يحــدث التكثــف على األيونــات الســالبة فقــط إذا كــانت قيمــة ‪ E‬محصــورة بين ‪ 1.31-1.25‬ولكن‬
‫يحدث التكثف على كل من األيونــات الســالبة والموجبــة إذا كــانت قيمــة ‪ E‬محصــورة بين ‪-1.31‬‬
‫‪ . 1.38‬أمـا إذا زادت ‪ E‬على ‪ 1.38‬فيحـدث التكثـف في الفـراغ كلـه دون النظـر لوجـود أيونـات‬
‫وتتكون سحابة داخل التجويف بأكمله ‪ .‬لذا فإنه يفضل أن تكــون قيمــة ‪ E‬في حــدود ‪ 1.35‬بالنســبة‬
‫لخليط الهواء وبخار الماء ‪ .‬أما بالنسبة لخليط األرجون والكحول فإنه يمكن الحصول على أفضــل‬
‫صورة عندما تكون ‪ E=1.10‬حيث يحدث التكثف على كل من األيونات الموجبة والسالبة ‪.‬‬

‫ويمكن اســتخدام الغرفــة الســحابية في تحديــد شــحنة الجســيم واندفاعــه وبالتــالي طاقتــه ‪ .‬فــإذا‬
‫تعرض الفراغ الداخلي للغرفة بعد التمدد مباشرة لمجال مغناطيسي كثافة فيضه ‪ B‬ينحرف مســار‬
‫الجسيمات المشحونة تحت تأثير المجال المغناطيسي ويصبح المسار عبــارة عن جــزء من محيــط‬
‫دائرة نصف قطرها ‪ . R‬وتحكم هذا المسار العالقة المعروفة التالية والخاصة بحركــة الجســيمات‬
‫المشحونة في المجال المغناطيسي‬
‫‪mv=qBR‬‬ ‫(‪)7-23‬‬

‫حيث ‪ m‬هي كتلة الجسيم النووي ‪ v ،‬سرعته و ‪ q‬شحنته ‪ .‬ويحدد اتجاه االنحراف نوع الشــحنة ‪.‬‬
‫كذلك فإنه يمكن تحديد طاقة الجسيم من طول األثر ‪.‬‬

‫ومن أهم عيوب الغرف السحابية هو قصر الزمن الحساس ( حــوالي نصــف ثانيــة)‪ .‬والــزمن‬
‫الحساس عبارة عن زمن استمرار القطرات المكثفة حيث إن هذه القطرات تتبخر من جديد بســبب‬
‫وصول الحرارة إليها من خارج الغرفة‪.‬‬

‫‪ 7-8‬غرفة االنتشار ‪Diffusion Chamber‬‬

‫نظرًا لصغر الزمن الحساس للغرفة السحابية فقد تم تطوير غرفة جديدة عــام ‪1936‬م تعــرف‬
‫بغرفة االنتشار (شكل ‪ )14-7‬وتتكــون الغرفــة من إنــاءين أحــدهما علــوي واآلخــر ســفلي ‪ .‬ويمأل‬
‫اإلناء العلوي بسائل مثل الكحول الميثيلي (‪ )methyl alcohol‬نظرًا ألن بخـاره قابـل للتكثـف ‪.‬‬
‫وتكون درجة حرارة هذا اإلنــاء هي درجــة حــرارة الغرفــة‪ .‬أمــا اإلنــاء الســفلي فيجب تبريــده إلى‬
‫حوالي ‪ C° 60‬ــ وذلك باستخدام خليط من الكحول الميثيلي وثاني أكسيد الكربون المتصلب ( أي‬
‫في حالة صلبة) ‪ .‬فيؤدي ذلك إلى تدرج درجة الحرارة بين اإلناء الســفلي والعلــوي ‪ .‬وعنــد تبخــر‬
‫السائل الموجود باإلناء العلوي ينتشر هذا البخار إلى أسـفل بسـبب انخفـاض درجـة الحـرارة عنـد‬
‫القاع ؛ لذا يكون البخار في حالة مــا فــوق التشــبع في المنطقــة الســفلي من الغرفــة ‪ .‬وعنــد مــرور‬
‫جسيم مشحون في هذه المنطقة وتكوين األيونات يتكثف بخار عليها مكونا قطرات السائل وبالتالي‬
‫يمكن تصوير أثر الجسيم ‪ .‬وإلعداد الغرفة لدورة قياسات جديدة يجب سحب األيونات من داخلهــا‬
‫باســتخدام مجــال كهــربي ‪ .‬وتتمــيز هــذه الغرفــة عن ســابقتها بكــبر الــوقت الحســاس (حــوالي ‪10‬‬
‫ثوان) ‪.‬‬

‫وتستخدم هذه الغرف عموما لتسجيل الجسيمات النووية المشحونة ذات الطاقات العاليــة ؛ لــذا‬
‫يجب أن يــون ضــغط الغــاز بــداخلها كبــيرا جــدًا ويصــل إلى حــوالي ‪ 20atm‬حــتى تقــف هــذه‬
‫الجسيمات ذات الطاقة العالية بداخلها ‪.‬‬

‫شكل (‪ )14-7‬غرفة االنتشار‬


‫‪ 7-9‬الغرفة الفقاعية ‪Bubble Chamber‬‬

‫تم تصميم أول غرفة فقاعية عام ‪1952‬م ‪ .‬ويقوم مبدأ عمل هذه الغرفة على اســتخدام ظــاهرة‬
‫تكوين الفقاعات عند تسخين السوائل تسخينا فائقـًا ‪ ،‬ويــبين شــكل (‪ )15-7‬رســما تخطيطـًا لغرفــة‬
‫فقاعية ‪ .‬وتمأل الغرفة عموما بسائل هيـدروجين ‪( H‬أو هليـوم ‪ He‬أو كسـينون ‪ ) Xe‬عنـد درجـة‬
‫حــــــــــــــــــــــــــرارة تــــــــــــــــــــــــــتراوح بين((‪ C°246-‬للهيــــــــــــــــــــــــــدروجين ‪،‬‬
‫(‪ )20°C-‬لسائل الكسينون ‪ .‬ويتم تسخين السائل إلى درجة حرارة أعلى من نقطــة غليانــه ولكنــه‬
‫يبقى في الطور السائل (وال يتحول إلى بخار ) عن طريق استخدام ضغط خارجي عال جدًا (عدة‬
‫عشرات من الضغط الجوي حسب نوع السائل) ‪ .‬وعند تخفيض الضغط فجــأة فــإن الســائل الفــائق‬
‫التسخين ال يبدأ في الغليان في الحال وإنمـا تمـر فــترة معينـة دون حـدوث الغليـان ‪ .‬وعنـد مـرور‬
‫جسيم مشحون خالل هذه الفترة في الغرفة فإنه يؤدي إلى تأيين السائل ‪ ،‬وتنمو فقاعــات على هــذه‬
‫األيونات في خالل زمن مقداره حوالي (‪ 10 )2s-10‬ـــ‪ 2‬ثانية ‪ ،‬وهكذا تتكون فقاعات على طــول‬
‫مسار الجســيم المشــحون ويتم تصــوير هــذه الفقاعــات وســحب األيونــات بواســطة مجــال كهــربي‬
‫وزيادة الضغط من جديد قبل بدء غليان السائل ‪ .‬وتصبح الغرفة جاهزة لتســجيل جســيمات أخــرى‬
‫بعد عدة ثوان قليلة ‪ .‬والزمن الحساس لهذه الغرفة هو عبارة عن الفترة من لحظــة خفض الضــغط‬
‫الخارجي على الغرفة إلى لحظة بدء غليان السائل ( ويجب أال يحدث الغليان وذلك بزيادة الضغط‬
‫إلى قيمته األولية ) ‪ .‬ولزيادة الزمن الحساس يجب أن يكون جدار الغرفة الداخلي ناعما تماما وأن‬
‫يون السائل نقيا للغاية وإال انخفض الزمن الحساس إلى حوالي (‪ 10 )2s-10‬ـــ‪ 3‬ثانية ‪.‬‬

‫‪-2‬آل تصوير‬ ‫‪-1‬لوح شفاف‬


‫‪-4‬هيدروجين سائل‬ ‫‪-3‬ملفات مغناطيسية‬

‫وتتميز هذه الغرفة على سابقتها باآلتي ‪:‬‬

‫‪-1‬اســتخدام ســوائل ذات كثافــة عاليــة بــدال من الغــازات ‪ ،‬وبالتــالي يمكن اســتخدامها لتســجيل‬
‫الجسيمات النووية ذات الطاقات العالية (عدة آالف‪.)MeV‬‬
‫‪ -2‬قصر زمن إعدادها لدورة القياسات التالية (عدة ثوان)‪.‬‬
‫‪ -3‬إمكانية استخدام أبعاد كبيرة للسائل بحيث يقع مدى الجسيم النووي بالكامل داخل السائل ‪.‬‬

‫لذا فإنه يفضل اســتخدام غرفــة الفقاعــات عنــد إجــراء الدراســات النوويــة في مجــال الطاقــات‬
‫العالية ‪.‬‬
‫‪ 7-10‬الكواشف الوميضية ‪Scintillation Detectors‬‬

‫‪ 7-10-1‬مكونات الكاشف الوميضي‬

‫عند سقوط الجسيمات المشحونة أو اإلشعاعات الســينية أو إشــعاعات جامــا على مــواد معينــة‬
‫مثل أيوديد الصوديوم ‪ NaI‬أو أيويد السيزيوم ‪ CsI‬أو األنثراســين ‪ ،‬أو اإلســتلبين أو غيرهــا ينتج‬
‫عن ذلك وميض ضوئي ‪ .‬وتعرف هذه األنثراسين ‪ ،‬او اإلستلبين أو غيرها ينتج عن ذلــك وميض‬
‫ضــوئي ‪ .‬وتعــرف هــذه المــواد باســم المــواد الوميضــية ( ‪ )scintillators‬ولقــد اســتخدمت هــذه‬
‫الظاهرة في الكشف عن اإلشعاعات النووية بجميع أنواعها وتحديد طاقاتها ‪.‬‬

‫ويتكون الكاشف الوميضي (شكل ‪ )16-7‬من عدة أجزاء أساسية هي المادة الوميضية‬
‫وأنبوب توصيل الضوء (‪ )light pipe‬والعاكس الضوئي (‪ ، )light reflector‬وأنبوب‬
‫التضاعف الفوتوني (‪. )photomultiplier tube‬‬

‫فعند سقوط اإلشعاعات أو الجسيمات النووية على المادة الوميضية تصدر هذه المادة ومضة‬
‫ضوئية ‪ .‬وتنتقل الومضة الضوئية عبر أنبوب توصيل الضوء إلى الكاثود الضوئي (‬
‫‪ )photocathode‬ألنبوب التضاعف الفوتوني ‪.‬‬

‫أما دور العاكس الضوئي فهو عكس الضوء الواقع عليه وإعادته إلى الكاثود الضوئي‬
‫لألنبوب حتى ال يضيع جزء من الضوء الناتج عن الجسيم ‪.‬‬

‫وعند سقوط الضوء على الكاثود الضوئي تنطلق منه إلكترونات تبعًا لظاهرة االنبعاث‬
‫الكهروضوئي ‪ ،‬ثم يتضاعف عدد اإللكترونات تضاعفًا فائقًا داخل أنبوب التضاعف الفوتوني ‪.‬‬
‫وتصل اإللكترونات في النهاية إلى أنود (مجمع) أنبوب التضاعف منتجة بذلك نبضة كهربية على‬
‫مخرج األنبوب ‪.‬‬

‫‪-2‬أنبوب توصيل الضوء‬ ‫‪-1‬المادة الوميضية‬

‫‪-4‬العاكس الضوئي‬ ‫‪-3‬الغالف الخارجي‬

‫‪-S‬المصدر المشع‬ ‫‪-PMT‬أنبوب التضاعف‬

‫شكل (‪ )16-7‬الكاشف الوميضي‬

‫وهكذا يمكن تلخيص عملية الكشف باستخدام الكواشف الوميضية في مراحل ست مرتبة كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -1‬امتصاص طاقة الجسيم النووي داخل المادة الوميضية مما يؤدي إلى إثارة أو تأين هذه الطاقة‬
‫‪.‬‬
‫‪ -2‬تحول الطاقة الممتصة في المادة إلى ضوء خالل العملية الوميضية ‪.‬‬
‫‪ -3‬انتقال الفوتونات الضوئية وانبعاث إلكترونات منه ‪.‬‬
‫‪ -4‬تضاعف عدد اإللكترونات داخل أنبوب التضاعف ‪.‬‬
‫‪ -5‬تجمع هذه اإللكترونات عند أنود األنبوب وتكون شحنة كهربية عليه ‪.‬‬

‫وترتبط الشحنة الكهربائية ‪ Q‬المتجمعة على أنود األنبوب بطاقة الجسيم الساقط ‪ E‬بالعالقة‬
‫التالية ‪:‬‬
‫‪Q=eMn ph=eMCTGSE‬‬

‫حيث ‪ e‬شحنة اإللكترون ‪ M ،‬معامل التضاعف في األنبوب ‪ n ph ،‬عدد اإللكترونات الصادرة من‬
‫الكاثود الضوئي ‪ C ،‬هي كفاءة المادة الوميضية ( أي نسبة الفوتونات‬
‫الضوئية التي تخرج منها إلى الفوتونات المتكونة ) ‪ F ،‬هي شفافية أنبوب التوصيل ‪ S ،‬حساسية‬
‫الكاثود الضوئي ( أي عدد اإللكترونات الصادرة منه لكل إلكترون فولت من طاقة اإللكترونات‬
‫الساقطة ) ‪ .‬وتعتبر جميع هذه المعامالت ثابتة للكاشف الواحد عند الجهد الواحد ؛ لذا يتضح أن‬
‫الشحنة الكهربائية المتكونة على مخرج أنبوب التضاعف تتناسب طرديًا مع طاقة الجسيم‬
‫الساقط ‪.‬‬

‫‪ 7-10-2‬أنواع المواد الوميضية ‪Types of scintillators‬‬

‫يستخدم في الوقت الحالي عدد كبير من المواد الوميضية ‪ .‬وتختلف خصائص هذه المواد‬
‫اختالفا كبيرًا ‪ .‬ويبين جدول (‪ )1-7‬بعض أسماء المواد الوميضية شائعة االستخدام وخصائصها‪.‬‬

‫جدول (‪ )1-7‬خصائص بعض المواد الوميضية‬


‫زمن التفكك‬ ‫طول موجة الضوء المنبعث‬ ‫كثافتها (جم‪/‬سم‪)3‬‬ ‫اسم المادة الوميضية‬
‫(بالثانية) ‪τ‬‬ ‫(انجستروم)‬
‫ـــ‪8‬‬
‫‪10× 2.7‬‬ ‫‪4400‬‬ ‫‪1.25‬‬ ‫بللورة اإلنثراسين (مادة عضوية)‬
‫ــ‪9‬‬
‫‪10× 3-5‬‬ ‫‪4100‬‬ ‫‪1.15‬‬ ‫بللورة الستيلبين (مادة عضوية)‬
‫ـــ‪7‬‬
‫‪10×2.5‬‬ ‫‪4100‬‬ ‫‪3.67‬‬ ‫يوديد الصوديوم المزود بالتاليوم ‪NaI‬‬
‫)‪(TI‬‬
‫ــ‪5‬‬
‫‪10‬‬ ‫‪4500‬‬ ‫‪4.10‬‬ ‫كبريتيد الخارصين المزود بالفضة ‪Zn‬‬
‫)‪S(Ag‬‬

‫ويجب أن تتوافر في المادة الوميضية الجيدة الخصائص التالية ‪:‬‬

‫‪ -1‬كفاءة عالية في تحويل طاقة الجسيم النووي إلى طاقة ضوئية ‪.‬‬
‫‪ -2‬شفافية تامة للمادة بالنسبة لإلشعاعات الصادرة منها ‪.‬‬
‫‪-3‬صغر زمن التفكك ‪.‬‬
‫فبمجرد دخول اإلشعاعات النووية إلى المادة الوميضية تثار المادة وتبدأ في إصدار‬
‫الفوتونات الضوئية ‪ .‬ويتغير عدد الفوتونات كدالة من الزمن طبقا للعالقة التالية ‪:‬‬
‫‪−t / τ‬‬
‫‪n=no (1−e‬‬ ‫)‬ ‫(‪)7-25‬‬

‫حيث ‪ n‬عدد الفوتونات الصادرة بعد زمن مقداره ‪ t‬من لحظة دخول اإلشعاعات النووية‪ n o ،‬العدد‬
‫الكلي للفوتونات الصادرة ‪ .‬أما ‪ τ‬فهو عبارة عن الزمن الالزم إلصــدار )‪ (1−e−1‬من الفوتونــات‬
‫أي ‪ % 63‬منها ‪ .‬ويعرف هذا الزمن باسم زمن التفكك ‪ .‬أما الخصائص األخرى للمادة الوميضية‬
‫كالكثافة والشكل والحجم وحالة المادة فتختلف باختالف الغرض من الكاشف والجسيمات النوويــة‬
‫وتوضع المادة الوميضية عادة داخل حافظة محكمة القفل وذلك لحمايتها من‬ ‫وطاقاتها ‪.‬‬
‫الصدمات ومنع وصول الضوء إليها ولمنعهــا من التميــع بفعــل الرطوبــة الجويــة ‪ .‬وتغطي المــادة‬
‫الوميضية (من جميع الجوانب عدا الجانب المتصل بــاألنبوب الضــوئي) بطبقــة رقيقــة من أكســيد‬
‫الماغنسيوم (‪ )MgO‬تعمل كعاكس للضوء ‪ .‬أما الجانب المتصل باألنبوب الضوئي فيغطي بطبقة‬
‫متجانسة السمك من الزجاج النقي وذلك لوصــول الضــوء إلى الكــاثود الضــوئي ‪ .‬وعنــد اســتخدام‬
‫المادة الوميضية للكشف عن الجســيمات المشــحونة الثقيلــة أو جســيمات بيتــا يجب عمــل نافــذة في‬
‫الحافظة من شرائح رقيقة من األلومنيوم وذلك لمنع وصول الضوء من الخارج وفي الوقت نفســه‬
‫تسمح بمرور هذه الجسيمات ‪.‬‬

‫‪ 7-10-5‬استخدام الكواشف الوميضية ‪:‬‬

‫تستخدم الكواشف الوميضية للكشف عن جميع أنواع اإلشعاعات النووية وتسجيلها باألسلوب‬
‫النبضي وتحديد طاقاتها ‪ .‬ولهذا الغرض يستخدم كاشف وميضي مكون من مادة وميضيه مناسبة‬
‫للنوع المعين من اإلشعاعات وأنبوب تضاعف فوتوني ‪ .‬ويوصل مخرج األنبوب ( األنود )‬
‫بدائرة إلكترونية تعرف باسم التابع الباعثي أو المكبر األولى (‪ )preamplifier‬ويجب تجميع‬
‫هذه الدائرة على قاعدة األنبوب مباشرة وذلك لمنع فقد نسبة من التيار عند سحبه لمسافات بعيدة ‪.‬‬
‫كذلك يتم تجميع مقسم الجهد (‪ )potential divider‬الالزم لتوزيع الجهد على الدينودات‬
‫المختلفة على هذه القاعدة نفسها ‪ .‬وتؤخذ نبضات الجهد الخارجة من التابع الباعثي أو المكبر‬
‫األولي للعد والتحليل في أجهزة أخرى ‪ .‬ويتم تغذية أنبوب التضاعف بمنبع جهد عالي ذي‬
‫استقراريه عالية ‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أنه يؤخذ أحيانًا مخرجان من أنبوب التضاعف ‪ ،‬األول من األنود ويكون‬
‫تياره سالبًا نظرًا ألنه ناتج عن وصول اإللكترونات السالبة لألنود والمخرج اآلخر من أحد‬
‫الدينودات األخيرة ويكون تياره موجبًا نظرًا ألنه ناتج عن خروج عدد من اإللكترونات من هذا‬
‫الدينود ‪ .‬ويكون عادة جهد النبضة السالبة من األنود ‪.‬‬

‫أ‪-‬استخدام الكواشف الوميضية للكشف عن جسيمات ألفا والجسيمات المشحونة الثقيلة ‪.‬‬

‫ويفضل في هذه الكواشف استخدام بلورة وميضيه من كبريتيد الخارصين المنشط بالفضة‬
‫)‪ ، ZnS(Ag‬وتتميز هذه البلورة بكفاءة عالية لتحويل طاقة جسيمات ألفا والجسيمات الثقيلة‬
‫األخرى إلى طاقة ضوئية ‪ .‬ومن الجانب اآلخر فإن أهم عيوب هذه البلورة هو ضعف شفافيتها ‪.‬‬
‫ولكن نظرا لصغر مدى الجسيمات المشحونة الثقيلة فإنه يستخدم سمك صغير من هذه المادة‬
‫(حوالي واحد ملليمتر ) مما يجعل ضعف الشفافية غير ذي أهمية ‪ .‬ويمكن ترسيب كبريتيد‬
‫الخارصين مباشرة على زجاج أنبوب التضاعف الفوتوني دون الحاجة ألنبوب توصيل الضوء ‪.‬‬

‫ب‪-‬استخدام الكواشف الوميضية للكشف عن إشعاعات جاما واإلشعاعات السينية‪:‬‬

‫يستخدم عموما في هذا النوع من الكواشف بلورة يوديد الصوديوم المنشطة بالثاليوم‬

‫(‪ NaI )TI‬كمادة وميضيه ‪.‬ويفضل استخدام هذا النوع من البلورات مع اإلشعاعات السينية‬
‫وإشعاعات جاما بسبب كفاءتها العالية نظرا لكبر كثافتها وعدده الذري ‪ .‬وتعتمد كفاءة الكاشف‬
‫على كل من سمك البلورة وطاقة اإلشعاعات فعند الطاقة المعينة تزداد الكفاءة كلما زاد السمك ‪.‬‬
‫وأما بالنسبة للسمك المعين فتقل الكفاءة بالنسبة لكل من األثر الكهروضوئي وأثر كومبتون بزيادة‬
‫الطاقة وتزداد الكفاءة بالنسبة إلنتاج األزواج كلما زادت الطاقة ‪ .‬وعموما ‪ ،‬فإن كفاءة الكواشف‬
‫الوميضية بالنسبة إلشعاعات جاما تعتبر أعلى من كفاءة العدادات الغازية لهذا النوع من‬
‫اإلشعاعات بحوالي عدة عشرات أو حتى عدة مئات من المرات ‪.‬‬

‫ج‪-‬استخدام الكواشف الوميضية للكشف عن جسيمات بيتا ‪:‬‬

‫على الرغم من أن جميع أنواع المواد الوميضية تعتبر حساسة بالنسبة لجسيمات بيتا بدرجات‬
‫متفاوتة إال أنه يفضل دائمًا استخدام المواد الوميضية العضوية للكشف عن هذه الجسيمات ‪.‬‬

‫ويرجع السبب في ذلك إلى اآلتي ‪:‬‬

‫‪ -1‬صعوبة استخدام بلورة يوديد الصوديوم المنشطة بالثاليوم )‪ NaI(T1‬للكشف عن‬


‫اإللكترونات نظرا لضرورة عزل هذه البلورة عن الهواء الجوي بواسطة حافظة‬
‫محكمة القفل ‪ ،‬وبالتالي صعوبة عمل النافذة ‪.‬‬
‫‪ -2‬يعتبر الوزن الذري الكبير لبلورة يوديد الصوديوم من أهم عيوبها بالنسبة للكشف عن‬
‫جسيمات بيتا حيث ينتج عنه نسبة عالية من تشتت هذه الجسيمات للخلف (‪back-‬‬
‫‪ )scattering‬في مادة البلورة ‪.‬‬

‫د‪-‬استخدام الكواشف الوميضية للكشف عن النيوترونات ‪:‬‬

‫يوجد في الوقت الحالي عدة مواد وميضية للكشف عن النيوترونات ‪ .‬ويتم الكشف عنها من‬
‫خالل الجسيمات المشحونة الناتجة عن تفاعل النيوترونات مع المادة الوميضية‪ .‬وبالنسبة‬
‫للنيوترونات الحرارية تستخدم أي من مادتي الليثيوم ‪ Li‬أو البورون ‪ B‬حيث تتفاعل النيوترونات‬
‫الحرارية مع أي من هاتين المادتين منتجة جسيمات ألفا بطاقة كبيرة ‪ ،‬كما أن المقطع العرضي‬
‫لهذه التفاعالت يعتبر كبيرا مما يؤدي إلى زيادة كفاءة الكاشف ‪.‬‬

‫لذا تستخدم عادة بلورة يوديد الليثيوم المنشطة بالثاليوم )‪ LiI(T1‬للكشف عن النيوترونات‬
‫الحرارية ‪ .‬وتتميز هذه البلورة بخواص مشابهة لخواص بلورة يوديد الصوديوم ‪ .‬وفي بعض‬
‫الكواشف النيوترونية األخرى تستخدم بلورة مكونة من خليط من مركبات الليثيوم أو البورون مع‬
‫كبريتيد الخارصين ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للنيوترونات السريعة فإنه يفضل الكشف عنها باستخدام البروتونات المرتدة عند‬
‫تشتت هذه النيوترونات على الهيدروجين ‪ .‬ولهذا الغرض تجهز البلورة في شكل خليط من‬
‫حبيبات كبريتيد الخارصين ‪ ZnS‬والشمع الحتوائه على نسبة عالية من الهيدروجين ‪ .‬وتعتبر هذه‬
‫البلورة من أنسب البلورات للكشف عن النيوترونات السريعة ‪ .‬وتوجد عدة أنواع أخرى من‬
‫كواشف النيوترونات السريعة التي تعتمد أساسا في عملها على التفاعل (‪ . )n,γ‬ويستخدم لهذا‬
‫الغرض عدة مواد ذات مقاطع عرضية عالية لهذا النوع من التفاعل مثل األنديوم والذهب حيث‬
‫تحدث التفاعالت التالية ‪:‬‬
‫‪115‬‬ ‫‪116‬‬
‫→‪¿+ n‬‬
‫‪49‬‬ ‫‪49‬‬ ‫‪¿+ γ‬‬
‫‪197‬‬ ‫‪198‬‬
‫‪79‬‬ ‫→ ‪Au+n‬‬ ‫‪79‬‬ ‫‪Au+γ‬‬

‫وتعتبر المواد الناتجة عن التفاعل وهي ‪ In ، 198 Au 116‬مصادر مشعة لجسيمات بيتا ‪.‬‬
‫وبقياس النشاط اإلشعاعي لهذا المصادر يمكن الكشف عن النيوترونات السريعة وتحديد عددها ‪.‬‬

‫‪ 7-11‬الكواشف شبه الموصلة ‪Semiconductor (Solid State) Detectors‬‬

‫حدث في السنوات األخيرة تحول كبير من الكواشف الغازية والوميضية إلى الكواشف‬
‫المجهزة من أشباه الموصالت خاصة في مجال البحوث النووية عند الطاقات المنخفضة ‪ .‬ويرجع‬
‫السبب في ذلك إلى المزايا العديدة التي تتمتع بها هذه الكواشف التي سيرد ذكرها ‪ .‬وهناك تشابه‬
‫كبير بين عمل الكواشف المجهزة من أشباه الموصالت وعمل غرفة التأين ‪ .‬ففي غرفة التأين‬
‫تؤين اإلشعاعات جزئيات الغاز مكونة بذلك أزواجا إلكترونية أيونية يمكن تجميعها والحصول‬
‫بالتالي على نبضة كهربية‪ .‬أما في الكواشف المجهزة من أشباه الموصالت فتؤين اإلشعاعات‬
‫ذرات المادة الصلبة شبه الموصلة مثل السليكون أو الجرمانيوم مكونة بذلك أزواجا إلكترونية ـــ‬
‫ثقبيه يمكن تجميعها والحصول بالتالي على نبضة كهربية ‪ .‬وتبلغ القيمة المتوسطة للطاقة الالزمة‬
‫لتكوين زوج إلكتروني ـــ ثقبي في مادتي السليكون أو الجرمانيوم حوالي ‪ ( 3.5eV‬في حين أن‬
‫هذه القيمة حوالي ‪ 35eV‬في الهواء ) ؛ لذا فإن الشحنة المتكونة عن الجسيم النووي نفسه في‬
‫السليكون أو الجرمانيوم تبلغ تقريبا عشرة أضعاف الشحنة المتكونة في الهواء مما يؤدي بدوره‬
‫إلى قدرة تحليلية فائقة للكواشف المجهزة من أشباه المواصالت ‪ ،‬وبتالي إلى دقة تحديد طاقة‬
‫الجسيمات النووية ‪ .‬ونظرا ألن مدى الجسيمات النووية في المواد الصلبة أقل بكثير منه في‬
‫الغازات فإنه يمكن استخدام كواشف من مواد صلبة بأعماق صغيرة ‪ .‬ويؤدي هذا بدوره إلى‬
‫صغر الزمن الالزم لتجميع الشحنات الكهربية وبالتالي إلى قدرة تحليلية زمنية عالية بالنسبة لهذا‬
‫النوع من الكواشف‪.‬‬

‫‪ 7-11-1‬ثنائي الملتقى الثقبي اإللكتروني ‪P-N junction diode‬‬

‫تتميز ذرات المواد رباعية التكافؤ مثل السليكون والجرمانيوم بوجود أربعة إلكترونات في‬
‫المدار الخارجي ‪ .‬وعندما تكون مادة السليكون أو الجرمانيوم في حالة متبلورة تنتظم ذرات المادة‬
‫في نظام هندسي بحيث ترتبط كل ذرة مع أربع ذرات متجاورة بواسطة إلكترونات التكافؤ‬
‫األربعة ؛ لذا فإنه عند درجة حرارة الصفر المطلق يكون كل إلكترون من إلكترونات التكافؤ‬
‫األربعة مرتبطا في الوقت نفسه بذرتين وهما الذرة األم والذرة المجاورة ‪ ،‬وال توجد بذلك أي‬
‫إلكترونات حرة في الماد ‪ .‬لذا تكون المادة عازلة تمامًا ‪ .‬ولتحرير أحد اإللكترونات األربعة من‬
‫ترابطه بالذرتين في البلورة يجب منحه طاقة تصل إلى حوالي ‪ 0.72eV‬في حالة الجرمانيوم و‬
‫‪ 1.12eV‬في حالة السليكون‪.‬‬

‫وعند وجود البلورة في درجة حرارة الغرفة أي ‪ C(298°K)°25‬تكتسب بعض إلكترونات‬


‫التكافؤ في المادة هذه القيمة المطلوبة من الطاقة فتحرر هذه اإللكترونات وتصبح حرة تاركة في‬
‫مكانها ثقبا موجبًا ‪ .‬وهكذا يتكون زوج إلكتروني ـــ ثقبي يؤدي إلى التوصيل الكهربي للمادة ‪.‬‬
‫ولكن عدد األزواج اإللكترونية الثقبية في المادة يكون قليال للغاية وال يتجاوز زوجا واحدا لكل‬
‫‪ 1011‬ذرة للجرمانيوم وزوجا واحدا لكل ‪ 1013‬ذرة للسليكون ‪ .‬لذا تكون التوصيلية الكهربية للمادة‬
‫النقية شبه الموصلة صغيرة‪ .‬أي أن مقاومتها تكون عالية ‪ .‬وتجدر اإلشارة إلى أن مقاومة‬
‫السليكون تكون أعلى عادة بحوالي مائة مرة من مقاومة الجرمانيوم عند درجة حرارة الغرفة‬
‫نظرا ألن عدد األزواج اإللكترونية الثقبية في حالة السليكون تكون أقل منها في حالة الجرمانيوم‪.‬‬

‫وتسمى هذه األزواج الناتجة عن المادة النقية بحامالت الشحنة الذاتية ‪.‬‬

‫ولزيادة عدد الحامالت الحرة وبالتالي زيادة توصيلية البلورة يمكن إضافة نسبة صغيرة‬
‫للغاية من شوائب خماسية التكافؤ إلى مادة السليكون أو الجرمانيوم النقي ‪ .‬فعند إضافة نسبة من‬
‫ذرات خماسية التكافؤ مثل الفسفور ‪( P‬أو الزرنيخ ‪ ) As‬إلى السليكون ( أو الجرمانيوم) النقي‬
‫ترتبط ذرة الفسفور ( أو الزرنيخ) في البلورة بأربعة إلكترونات مع أربع من ذرات السليكون‬
‫مكونة بذلك الروابط التساهمية األربعة المطلوبة ويبقى اإللكترون الخامس دون ترابط مع أي‬
‫ذرة فيصبح حرا ويشترك في التوصيل الكهربي ‪.‬‬

‫وتعرف الذرات خماسية التكافؤ في هذه الحالة بالذرات الواهبة (‪ )donor‬حيث أنها وهبت‬
‫إلكترونا حرا ‪ .‬وتسمى المادة شبه الموصلة في هذه الحالة بالمادة اإللكترونية (‪n-type‬‬
‫‪ )material‬ألن اإللكترونات تكون هي غالبية الحامالت للشحنة أما الثقوب فال يوجد منها إال‬
‫الذاتية وتعرف عندئذ بالحامالت األقلية ‪.‬‬

‫كذلك يمكن زيادة التوصيل الكهربي للمادة وذلك بغرس شوائب من مواد ثالثية التكافؤ‬
‫كالبورون ‪ B‬أو الجاليوم ‪ . Ga‬فعندم تكون البلورة ذات الشوائب ترتبط ذرة البورون بإلكتروناتها‬
‫التكافؤية الثالثة مع ثالث ذرات سليكون مجاورة مكونة بذلك ثالث روابط تساهمية ‪ .‬ولتكوين‬
‫الرابطة الرابعة تستأثر ذرة البورون بأحد اإللكترونات من إحدى ذرات السليكون المجاورة ‪.‬‬
‫وبذلك يتكون في ذرة السليكون المجاورة ثقب موجب الشحنة ‪ .‬وتسمى ذرات المادة الثالثية‬
‫التكافؤ في هذه الحالة بالذرات المتقبلة (‪ )acceptor‬حيث إنها تستقبل إلكترون من ذرة مجاورة‬
‫مكونة بذلك ثقب ‪ .‬تعرف المادة شبه الموصلة في هذه الحالة بالمادة ثقبية التوصيل (‪P-type‬‬
‫‪ )material‬حيث إن الثقوب تمثل غالبية الحامالت في هذه المادة أما اإللكترونات فال منها إال‬
‫الذاتية وهي بذلك تمثل الحامالت األقلية ‪.‬‬

‫وتضاف الشوائب عموما بنسب صغيرة جدا (حوالي ذرة واحدة لكل مليون ذرة سليكون أو‬
‫جرمانيوم نقي) ‪ .‬وعند إضافة الشوائب الخماسية إلى جزء من المادة النقية والشوائب الثالثية إلى‬
‫الجزء اآلخر من المادة النقية يتكون ما يعرف باسم ثنائي الوصلة أو ثنائي الملتقى (‪P-N‬‬
‫‪ )junction diode‬كالمبين في شكل (‪ . )19-7‬وعند الملتقى تنتقل إلكترونات التوصيل الحرة‬
‫من المادة اإللكترونية إلى المادة الثقبية (بظاهرة االنتشار) تاركة خلفها األيونات الموجبة ‪ .‬كما‬
‫تنتقل الثقوب الموجبة (بالظاهرة نفسها ) من المنطقة الثقبية إلى المنطقة اإللكترونية تاركة خلفها‬
‫األيونات السالبة ‪ .‬وبذلك تتكون على جانبي الملتقى منطقة تعرف باسم المنطقة المنزوعة الشحنة‬
‫(‪ )depletion layer‬تكون خالية تمامًا من الشحنات الكهربائية (سواء اإللكترونات أو‬
‫الثقوب ) ‪ .‬وتعتبر هذه المنطقة عازلة تماما ويتكون فيها مجال كهربي شدته ‪ ε‬ناتج عن األيونات‬
‫الموجبة والسالبة غير القابلة للحركة الرتباط كل منها بأربع روابط تساهمية مع أربع ذرات‬
‫مجاورة ‪ .‬وفي حالة عدم توصيل جهد كهربي بطرفي الثنائي يتراوح عرض منطقة الملتقى بين‬
‫‪ 10−5 cm ، 10−3‬وذلك تبعا لنسب تركيز الشوائب ‪ .‬فكلما زاد تركيز الشوائب قل العرض‬
‫والعكس صحيح ‪ .‬وعند توصيل جهد مباشر بين طرفي الثنائي يقل عرض هذه المنطقة ويصبح‬
‫مساويا للصفر عند حوالي ‪ 0.5V‬ويمر تيار كبير يعرف بالتيار المباشر ‪ .‬أما عند توصيل جهد‬
‫بالتيار العكسي للثنائي ‪ .‬وال يعتمد التيار العكسي على قيمة الجهد العكسي وإنما تكون قيمته ثابتة‬
‫(طالما كان الجهد العكسي أعلى من حوالي ‪ ، )0.5V‬وإنما يعتمد على درجة الحرارة حيث أنه‬
‫ناتج عن اإللكترونات والثقوب الذاتية الناتجة عن المادة شبه الموصلة النقية ‪ .‬لذا يكون التيار‬
‫العكسي في حالة الجرمانيوم أعلى بكثير منه في حالة السليكون ‪ .‬ويتم توصيل الجهد المباشر‬
‫بتوصيل القطب الموجب لمنبع الجهد بالمادة الثقبية والقطب السالب بالمادة اإللكترونية ‪ ،‬أما‬
‫الجهد العكسي ‪ ،‬فهو كالمبين في شكل (‪ )19-7‬حيث يوصل القطب الموجب بالمادة اإللكترونية‬
‫والقطب السالب بالمادة الثقبية ‪.‬‬

‫شكل (‪ )19-7‬ثنائي الوصلة‬

‫‪ 11-2- 7‬كواشف السليكون ‪: Sillicon detectors‬‬

‫الكاشف السليكوني عبارة عن ثنائي ملتقى ثقبي إلكتروني ‪ .‬ويكون عرض المادة اإللكترونية‬
‫‪ 1μm‬حتى ال تفقد اإلشعاعات الساقطة جزءًا كبيرًا من طاقتها فيها ‪ .‬ونظرًا لصغر عرض المادة‬
‫اإللكترونية يجب أن يكون تركيز الشوائب الخماسية عاليا ‪ .‬وأما المادة الثقبية فيمكن أن تمتد‬
‫لعمق يصل إلى عدة ملليمترات ‪ .‬ويمكن إيجاد عرض منطقة الملتقى ‪ d‬عند تحييز الكاشف بجهد‬
‫عكسي من العالقة التالية ‪:‬‬
‫‪d=d n+ d p‬‬

‫‪ε √V‬‬ ‫‪ε √V‬‬


‫=‪d p‬‬ ‫‪، d n= 2 πeN‬‬ ‫حيث‬
‫‪2 πeN p‬‬ ‫‪n‬‬

‫حيث ‪ V‬هو جهد التحييز العكسي ‪ ε ،‬ثابت العزل للمادة ‪ e ،‬شحنة اإللكترون أو الثقب ‪ N n ،‬هي‬
‫شدة اإللكترونات في المنطقة اإللكترونية و ‪ N p‬شدة الثقوب في المنطقة الثقبية ‪.‬‬

‫وتعتبر منطقة الملتقى هي المنطقة الحساسة للكاشف ‪ .‬ويتناسب عدد األزواج اإللكترونية‬
‫الثقبية الناتج في هذه المنطقة عن الجسيم النووي الساقط تناسبا طرديا مع الطاقة التي يفقدها هذه‬
‫الجسيم في هذه المنطقة ‪ .‬ويتم سحب هذه األزواج وتجميعها تحت تأثير المجال الكهربي لمنطقة‬
‫الملتقى حيث تتجه اإللكترونات الناتجة إلى المنطقة اإللكترونية وتتجه الثقوب إلى المنطقة الثقبية‬
‫مما يؤدي إلى مرور تيار كهربي وظهور نبضة كهربية على مخرج الكاشف ‪.‬‬

‫وفي حالة اجتياز الجسيم النووي لمنطقة الملتقى ودخوله إلى المنطقة الثقبية فإنه يولد كذلك‬
‫أزواجا إلكترونية ثقبية في هذه المنطقة ‪ .‬ولكن هذه المنطقة ال تحتوي إال على عدد قليل جدًا من‬
‫اإللكترونات الحرة وعدد كبير جدًا من الثقوب ؛ لذا تتحرك الثقوب كعادتها في هذه المنطقة ولكن‬
‫اإللكترونات المتولدة يمكن أن تعيد اتحادها مع العدد الكبير من الثقوب فيضيع جزء كبير من‬
‫التيار ‪.‬‬

‫وبالتالي ال تتناسب الشحنة المتجمعة مع الطاقة التي يفقدها الجسيم في هذه المنطقة ‪ .‬كذلك‬
‫األمر بالنسبة للمنطقة اإللكترونية ‪ .‬فعند مرور الجسيم النووي فيما تتولد األزواج اإللكترونية‬
‫الثقبية ‪ .‬ولما كانت في هذه المنطقة عبارة عن أقلية واإللكترونات هي الغالبية فإنه يمكن أن تعيد‬
‫الثقوب المتكونة اتحادها مع اإللكترونات ‪ ،‬وبالتالي ‪ ،‬يفقد عدد كبير من هذه الثقوب ويضيع جزء‬
‫من التيار ‪ .‬لذا يجب أن يكون عرض المنطقة اإللكترونية صغيرا للغاية وأن يكون عرض منطقة‬
‫الملتقى كافيا بحيث يتوقف الجسيم النووي قبل الوصول إلى نهاية هذه المنطقة وذلك للمحافظة‬
‫على التناسب بين طاقة الجسيم النووي وعدد األزواج اإللكترونية الثقبية المتجمعة أي بين طاقة‬
‫الجسيم والنبضة الكهربية الناتجة على مخرج الكاشف ‪.‬‬

‫ويعتمد الزمن الالزم لتجميع األزواج اإللكترونية الثقبية على عدة عوامل مثل عرض منطقة‬
‫الملتقى ‪ ،‬وبالتالي على الجهد العكسي ‪ ،‬وعلى كثافة الشوائب ‪.‬‬

‫وتتحرك كل من الثقوب واإللكترونات تحت تأثير المجال الكهربي للملتقى وكذلك بفعل‬
‫الحركة الحرارية العشوائية ‪ .‬فالسرعة االنسياقية تحت تأثير المجال ‪ ε‬عبارة عن ‪ v=με‬وهي‬
‫تختلف لكل من الثقوب واإللكترونات الختالف الحركة ‪ μ‬لكل منها ‪ .‬والسرعة االنسياقية ألي من‬
‫الثقوب أو اإللكترونات ال تتعدى ‪ 107 cm/s‬مهما زاد الجهد ‪ .‬فإذا كان عرض منطقة الملتقى‬
‫حوالي ‪ 0.1cm‬فإن الزمن الالزم لتجميع الشحنة هو ‪ 10−8 s‬وهذا هو الحد األدنى لزمن تجميع‬
‫الشحنة وعموما يتوقف زمن نمو التيار من الصفر إلى أقصى قيمة له على عدة عوامل أخرى‬
‫مثل السعة الداخلية للثنائي (للكاشف) ومقاومته ‪.‬‬

‫ويتراوح هذا الزمن األخير بين ‪ 3 ×10−9−10−7 s‬للكواشف شبه الموصلة المختلفة ‪.‬‬

‫ويستخدم هذا النوع من الكواشف والمجهز أساسا من مادة السليكون للكشف عن الجسيمات‬
‫المشحونة الثقيلة كالبروتونات وجسيمات ألفا ‪ .‬وعموما ال تستخدم مادة الجرمانيوم في هذا النوع‬
‫من الكواشف نظرًا ألن التيار العكسي الناتج عن الحامالت األقلية في الجرمانيوم يمثل قيمة كبيرة‬
‫تقترب من التيار الناتج عن الجسم النووي الناتج عن الجسم النووي ‪ .‬وعند استعمال الجرمانيوم‬
‫في تجهيز مثل هذه الكواشف فإنه يجب خفض حرارته إلى حوال ‪( K°77‬أي حوالي ‪C°196‬‬
‫تحت الصفر المئوي ) حتى ال يتكون عدد كبير من الحامالت الذاتية ‪ ،‬وبالتالي حتى يمكن إهمال‬
‫قيمة التيار العكسي بالنسبة للتيار الناتج عن الجسيم النووي ‪.‬‬

‫‪ 7-11-3‬كواشف الجرمانيوم ــ ليثيوم ‪Germanium-lithium detectors‬‬

‫للكشف عن جسيمات بيتا وإشعاعات جاما فإنه يفضل استخدام مادة الجرمانيوم نظرًا لكثافتها‬
‫العالية وكبر عددها الذري ‪ .‬كذلك يجب أن يكون عرض المنطقة الحساسة (منطقة الملتقى) في‬
‫حدود عدة ملليمترات (‪ )3mm-1‬حتى تتوقف خاللها جسيمات بيتا أو اإللكترونات الناتجة عن‬
‫األثر الكهروضوئي إلشعاعات جاما ‪ .‬ولهذا الغرض يتم غرس ذرات من الليثيوم في مادة‬
‫الجرمانيوم وذلك لزيادة مقاومة المادة شبه الموصلة ‪ .‬فعند غرس ذرات الليثيوم في مادة‬
‫الجرمانيوم من النوع الثقبي يقل عدد الثقوب الغالبية فيها وبذلك تصبح توصيلتها قريبة من‬
‫توصيلية المادة النقية مما يؤدي بدوره إلى زيادة عرض منطقة الملتقى حتى عند الجهود العكسية‬
‫الصغيرة ‪ .‬ويتم غرس ذرات الليثيوم بطرق تكنولوجية مختلفة باستخدام جهود معينة ودرجات‬
‫حرارة محددة لفترات زمنية طويلة (حوالي عشرة أيام متصلة إلعداد ‪ cm 2‬من الجرمانيوم‬
‫المغروس بالليثيوم ) ‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن زيادة حجم المنطقة الحساسة (منطقة الملتقى) تؤدي بالتالي إلى زيادة‬
‫التيار العكسي وحيث إن هذا التيار يعتمد أساس على درجة حرارة المادة شبه الموصلة فإنه يجب‬
‫خفض قيمته وذلك بتبريد الجرمانيوم والسليكون حتى درجات حرارة منخفضة )‪(−196 ° C‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك فانه عند ترك الجرمانيوم المغروس بالليثيوم عند درجة حرارة الغرفة فإنه‬
‫حتى في حالة عدم توصيل الجهد العكسي يمكن أن يحدث انسياق لذرات الليثيوم فتتحرك نحو‬
‫السطح ‪ ،‬وبالتالي تفقد هذه الذرات من الجرمانيوم بفعل حركتها الحرارية ويتلف الكاشف ‪.‬‬
‫وتعتبر هذه المشكلة في غاية الخطورة بالنسبة للكواشف المجهزة من الجرمانيوم عنها بالنسبة‬
‫لتلك المجهزة من السليكون ‪ .‬لهذا يجب المحافظة على الكاشف باستمرار تحت درجة حرارة‬
‫منخفضة ‪ −196 ° C‬أي تحت تأثير حرارة النيتروجين السائل ‪ .‬كذلك فإنه من المفضل اإلبقاء‬
‫على الكاشف تحت تأثير جهد عكسي مع التبريد بشرط أال يتغير هذا الجهد العكسي تغيرا مفاجئًا‬
‫بالزيادة أو النقص ‪.‬‬

‫‪ 7-11-4‬أهم مزايا الكواشف شبه الموصلة ‪:‬‬


‫تتميز الكواشف المجهزة من أشباه المواصالت بالمقارنة بالكواشف الغازية والوميضية بعدة‬
‫مزايا أهمها ما يلي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬قدرة تحليلية عالية للطاقة حيث تصل القدرة التحليلية لكواشف الجرمانيوم ليثيوم إلى حوالي‬
‫‪ 1.8KeV‬بالنسبة إلشعاعات جامع ذات الطاقة ‪ 1332KeV‬والصادرة عن ‪ 60Co‬أما‬
‫كواشف الجسيمات المشحونة الثقيلة والمجهزة من السليكون فتصل قدرتها التحليلية إلى‬
‫حوالي ‪ ، %0.5‬وهذا أفضل بكثير من القدرة التحليلية لغرفة التأين ‪ .‬ويرجع السبب في‬
‫ذلك إلى زيادة عدد األزواج اإللكترونية الثقبية حوالي عشر مرات عن األزواج‬
‫اإللكترونية األيونية الناتجة في غرفة التأين مما يؤدي إلى نقص التوزيع اإلحصائي‬
‫النسبي في عدد األزواج ‪ .‬كذلك فإنه نتيجة لصغر حجم المنطقة الحساسة للكشاف شبه‬
‫الموصل فإن التوزيع الناتج عن احتمال فقد بعض األزواج ينخفض انخفاضا ملموسًا ‪.‬‬
‫ب‪ -‬وجود عالقة خطية بين طاقة الجسيم النووي والنبضة الكهربية الناتجة عنه على مدى واسع‬
‫من الطاقات طالما كان عرض المنطقة الحساسة كافيا ‪.‬‬

‫ج‪ -‬قصر زمن النبضة الكهربية الناتجة عن الجسيم بسبب صغر حجم المنطقة الحساسة ‪ .‬ويؤدي‬
‫ذلك إلى إمكانية عد وتحليل بمعدل عال للجسيمات يصل إلى حوالي ‪. 106 prticle/s‬‬

‫د‪ -‬إمكانية تغيير عرض المنطقة الحساسة وذلك بتغيير الجهد العكسي ‪.‬‬

‫هـ‪ -‬إمكانية فصل األنواع المختلفة من الجسيمات الساقطة على البروتونات وجسيمات ألفا مثال‬
‫يمكن اختيار جهد عكسي صغير (في حدود عدة فولتات) بحيث ال يزيد عرض المنطقة الحساسة‬
‫عن مدى جسيمات ألفا ‪ .‬ولكن البروتونات تمر من هذا العرض دون أن تفقد جزءًا ملموسا من‬
‫طاقتها فيتم بذلك تسجيل ألفا دون البروتونات‪.‬‬

‫و‪ -‬صغر حجم الكاشف وسهولة التعامل به ‪.‬‬

‫ز‪ -‬عدم الحساسية بالنسبة لتغير المجال المغناطيسي ‪.‬‬

‫ح‪ -‬إمكانية إعداد الكاشف على أشكال هندسية مختلفة كالكواشف ذات الثقب المحوري (‪annular‬‬
‫‪ )detectors‬وذلك إلجراء القياسات عند الزوايا القريبة من‪. °180‬‬

‫وتمكن المقارنة بين القدرة التحليلية للكواشف المجهزة من أشباه الموصالت والكواشف‬
‫الوميضية بالنظر إلى شكل (‪ )20-7‬حيث يظهر طيف إشعاعات جاما الصادرة عن نظير ‪60Co‬‬
‫(والذي يشع إشعاعات جاما بطاقتين هما ‪ ) 1173KeV, 1332KeV‬باستخدام كاشف‬
‫جرمانيومي وآخر وميضي ‪ .‬ويتضح من هذا الشكل القدرة التحليلية العالية للكواشف المجهزة من‬
‫أشباه الموصالت بالمقارنة بالكواشف الوميضية ‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى توجد للكواشف المجهزة من أشباه المواصالت بعض العيوب األساسية ‪.‬‬
‫وتتلخص هذه العيوب في اآلتي ‪:‬‬

‫أ‪ -‬عدم القدرة على استخدامها للكشف عن الجسيمات ذات المدى الطويل أي عند الطاقات العالية‬
‫‪.‬‬
‫ب‪ -‬قصر عمر الكاشف نسبيا وذلك بسبب حدوث تغيرات في تركيب المادة وخاصة عند السطح‬
‫وكذلك لحدوث تلف إشعاعي لها (‪ )radiation damage‬نتيجة تعرضها إلشعاعات‬
‫كثيفة ‪.‬‬

‫ج‪ -‬ضرورة التبريد وعدم إمكانية التشغيل عند درجات الحرارة المرتفعة ‪.‬‬

‫د‪ -‬زيادة زمن النبضة بالنسبة للكواشف ذات األحجام الكبيرة ‪.‬‬

‫شكل (‪ )20-7‬المقارنة بين القدرة التحليلية للكواشف من أشباه الموصالت (‪ )GeLi‬والكواشف‬


‫الوميضية )‪Na(T1‬‬

You might also like