You are on page 1of 151

1

‫الغامض‬ ‫ُ‬
‫الفارس ِ‬

‫‪2‬‬
3
‫حي انرصف دانك وايغ من (السپت‬ ‫الصيف الخفيف ن‬ ‫ن‬ ‫رش رذاذ المطر‬
‫ي‬
‫الحجري)‪.‬‬
‫الحرب العجوز (رعد)‪ ،‬وايغ بجانبه عىل حصانه الصغي‬ ‫ي‬ ‫ركب دانك حصانه‬
‫ر‬ ‫والشاب والذي ّ‬ ‫ّ‬
‫(مايسي)‪ .‬عىل ظهر‬ ‫سماه (مطر)‪ ،‬ويقودان بغلهما‬ ‫الرسي ع‬
‫ولفت فراشيهما‪ ،‬وخيمتهما‪،‬‬‫(مايسي) حزمت درع دانك‪ ،‬وكتب ايغ‪ ،‬ر‬ ‫ُ‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫ومالبسهما‪ ،‬وعدة رشائح سميكة من اللحم البقري المملح‪ ،‬ونصف إبريق‬
‫ن‬
‫جلديتي من الماء‪ .‬أبقت قبعة قش ايغ القديمة‬ ‫ن‬
‫وقربتي‬ ‫من المزر‪،‬‬
‫الصت قد شق‬ ‫ً‬
‫محميا من المطر‪ .‬كان‬ ‫العريضة الحواف والمرنة رأس البغل‬
‫ي‬ ‫ن‬
‫(مايسي)‪ .‬أما قبعة قش ايغ الجديدة فكانت عىل رأسه هو‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ألذب‬ ‫ن‬
‫فتحتي ي‬
‫فتحت اإلذن‪ ،‬بدت القبعتان متشابهتان بالنسبة لدانك‪.‬‬ ‫ر‬ ‫وباستثناء‬
‫ي‬

‫‪4‬‬
‫ُ‬ ‫حي ر‬ ‫توقف ايغ بحصانه بحدة ن‬
‫اقيبا من بوابات البلدة‪ ،‬وفوق البوابة خزق‬
‫خازوق حديدي‪ ،‬وقد بدى من هيئته عىل أنه حديث‪ .‬بدا‬ ‫ٍ‬ ‫رأس خائن عىل‬
‫الجيف قد بدأت بالفعل‬ ‫ن ً‬ ‫ً‬ ‫ر‬
‫اللحم أكي توردا من كونه أخرصا‪ ،‬لكن غربان ِ‬
‫متي‪،‬‬ ‫ومخر ن‬ ‫ّ‬ ‫ممز ن‬
‫قتي‬ ‫شفت الرجل الميت ووجنتيه ّ‬ ‫كل من رَ‬ ‫باألكل منه‪ .‬كانت ٌّ‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫بنيتي تبكيان دموعا حمراء بطيئة‪ ،‬بينما اختلطت‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫فتحتي‬ ‫وكانت عيناه‬
‫ً‬ ‫ى‬ ‫َّ‬
‫قطرات المطر بالدم المتيبس‪ .‬تدّل فم الرجل الميت مفتوحا‪ ،‬وكأنه‬
‫ّ‬
‫ُيخاطب المسافرين العابرين من تحته عي البوابة محذ ًرا‪.‬‬
‫«قديما ن يف‬
‫ً‬ ‫كان دانك قد رأى مثل هذه المشاهد من قبل‪ .‬وقال ليغ‬
‫مرة ر ًأسا من عىل الخازوق‬ ‫صبيا‪ ،‬شقت ّ‬ ‫ًّ‬ ‫(كينجزلندينج) عندما كنت‬
‫وانيع الرأس‪ ،‬بعد أن‬ ‫مباشة»‪ .‬نف الواقع‪ ،‬كان فييت هو من تسلق الجدار ن‬
‫ر‬ ‫ر‬
‫ألف به ً‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫ن‬
‫اكضي‪،‬‬ ‫حي جاء الحرس ر‬ ‫أرضا ن‬ ‫قاَل راف وبودينق بأنه لن يجرؤ‪ ،‬لكنه ر‬
‫فارس سارق‪ .‬أو ربما كان‬ ‫متمرد ما أو‬ ‫ّ‬ ‫للورد‬ ‫وكان دانك هو من التقطه «كان‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫يبف الرأس ر ًأسا‪ .‬كلها تبدو متشابهة بعد بضعة ّأيام عىل‬ ‫مجرد قاتل عادي‪ .‬ر‬
‫َّ‬
‫أس رليوي ع فتيات (جحر‬ ‫الثالثة الر َ‬ ‫خازوق»‪ .‬لقد استخدم هو وأصدقاؤه‬
‫الياغيث)‪ .‬كانوا يطاردونهن عي األزقة ويجيونهن عىل إعطاء الرأس قبلة‬
‫كثيا كما يذكر‪ .‬لم تكن هنالك‬ ‫قبل أن يطلقوا شاحهن‪ .‬لقد ُقبل ذلك الرأس ً‬
‫فتاة ن يف (كينجزلندينج) يمكنها الركض برسعة راف‪ .‬من األفضل أل يسمع‬
‫ٌ‬ ‫ى‬
‫وحوش صغية هؤلء‬ ‫ايغ هذا الجزء‪ .‬وفكر دانك‪ :‬راف‪ ،‬وفييت‪ ،‬وبودينق‪.‬‬
‫حت تحول لون‬ ‫الثالثة‪ ،‬وأنا األسوأ بينهم‪ .‬احتفظ هو وأصدقاؤه بالرأس ر‬
‫يتفسخ‪ .‬وسلب هذا المتعة ن يف مطاردة الفتيات‪ ،‬لذلك‬ ‫اللحم إّل األسود وبدأ ّ‬
‫تبف ن يف القدر‪ .‬وقال‬ ‫البت وألقوا ما ر‬ ‫ن‬
‫اقتحموا ذات ليلة متجرا لقدور الحساء ي‬
‫ً‬
‫ويتحول اللحم‬ ‫ّ‬ ‫«دائما ما تبحث الغربان عن العينان‪ .‬ثم يتقعر الخدان‪،‬‬ ‫ً‬ ‫ليغ‬
‫إنت أعرف هذا الوجه»‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ن‬
‫إّل اللون األخرص‪ .»...‬ثم ضيق عينيه «انتظر‪ .‬ي‬
‫وقال ايغ «أنت تعرفه يا سيدي‪ .‬قبل ثالثة أيام‪ .‬السپتون األحدب الذي‬
‫الدام»‪.‬‬ ‫ي‬ ‫سمعناه يخطب ضد اللورد الغراب‬
‫وفكر‪ :‬لقد كان رجال مقدسا أقسم للسبعة‪ ،‬ر‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫حت ولو كان‬ ‫لقد تذكر حينها‪.‬‬
‫تجمع ن يف ساحة السوق‬ ‫يحرض للخيانة‪ ،‬وأعلن األحدب للحشد الذي ّ‬ ‫ّ‬
‫أيضا‪ٌّ .‬‬
‫ظل‬ ‫«يداه ملطختان باألحمر من دم أخيه‪ ،‬ودماء أبناء أخيه الصغار ً‬
‫جاء بإمرته ليخنق أبناء األمي ڤالر الشجاع ن يف بطن أمهم‪ .‬أين أمينا الشاب‬
‫اآلن؟ أين أخوه ماتاريس العزيز؟ أين ذهب الملك الطيب دايرون‪ ،‬وبايلور‬
‫جميعا‪ ،‬كل واحد منهم‪ ،‬ومع‬ ‫ً‬ ‫كاش الرماح الشجاع؟ لقد حضت بهم القبور‬

‫‪5‬‬
‫ً‬
‫ذلك ل يزال هو صامدا‪ ،‬هذا الطائر الشاحب ذو المنقار الدموي الذي‬
‫يجثم عىل كتف الملك ايريس وينعق ن يف أذنه‪ .‬عالمة الجحيم عىل وجهه‬
‫وف عينه الفارغة‪ ،‬وقد جلب لنا الجفاف والوباء والبطش‪ .‬أقول لكم‬ ‫ن‬
‫ي‬
‫الحقيف عي البحر‪ .‬هنالك سبعة آلهة وسبع ممالك‪،‬‬ ‫ر‬ ‫تمردوا‪ ،‬وتذكروا ملكنا‬ ‫ّ‬
‫ي‬
‫ي األسود سبعة أبناء! انهضوا‪ ،‬أيها السادة والسيدات‪ .‬قوموا‬ ‫وأنجب التن ن‬
‫الدام‪ ،‬ذلك‬ ‫اب‬ ‫ر‬ ‫الغ‬ ‫وأسقطوا‬ ‫داء‪،‬‬ ‫ل‬ ‫أيها الفرسان الشجعان والفالحون ُ‬
‫الج‬
‫ي‬
‫المشعوذ الخبيث‪ ،‬لئال ُيلعن أبناءكم وأبناء أبناءكم اّل األبد»‪.‬‬
‫ى‬
‫وفكر دانك‪ :‬كل كلمة كانت خيانة‪ .‬ومع ذلك‪ ،‬كانت من الصدمة بأن يراه‬
‫الفارغي‪ .‬وقال دانك «أجل‪ ،‬هذا هو‪،‬‬ ‫ن‬ ‫هنا‪ ،‬مع وجود حفر ن يف محاجر عينيه‬
‫َ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫لنضع هذه البلدة خلفنا»‪ .‬أعىط (رعد) لمسة يستحثه‬ ‫سبب وجيه آخر‬
‫بها‪ ،‬وركب هو وايغ عي بوابات (السپت الحجري)‪ ،‬يستمعان إّل صوت‬
‫المطر الخفيف‪.‬‬
‫وتذكر األحجية‪ :‬كم عينا يملك اللورد الغراب الدام؟ ألف ع ني‪ ٌ ،‬ن‬ ‫ى‬
‫وعي‬ ‫ي‬ ‫ً‬
‫واحدة‪َّ .‬ادىع البعض أن يد الملك كان تلميذا للفنون السوداء‪ ،‬وأن بإمكانه‬
‫حت‪ .‬قال‬ ‫تغيي وجهه‪ ،‬أن يضع وجه كلب أعور‪ ،‬أو أن يتحول إّل ضباب رَّ‬
‫َ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫الناس بأن قطعانا من الذئاب الرمادية الهزيلة طاردت أعداءه‪ ،‬وتتجسس‬
‫َّ‬
‫الجيف لصالحه وتهمس باألشار ن يف أذنه‪ .‬لم يشك دانك بأن معظم‬ ‫غربان ِ‬
‫ُ َّ‬ ‫ُ‬ ‫الحكايات َّ‬
‫الدام‬
‫ي‬ ‫ألحد أن يشك بأن الغراب‬ ‫ٍ‬ ‫مجرد حكايات‪ ،‬ولكن ل يمكن‬
‫لديه مخيون ن يف كل مكان‪.‬‬
‫برسة‬ ‫كل من ر‬ ‫قديما نف (كينجزلندينج)‪ .‬كانت ٌّ‬ ‫ً‬ ‫لقد رأى الرجل مرة بأم عينيه‬
‫ي‬
‫وشعر بريندن ريڤرز بيضاء كالعظام‪ ،‬وعينه ‪ -‬كان لديه واحدة فقط‪،‬‬
‫واألخرى فقدها بسبب أخيه غي الشقيق الفولذ األليم ن يف حقل العشب‬
‫الدم‪ .‬وعىل وجنته ورقبته كان يحمل الوحمة ر‬ ‫َّ‬
‫الت‬
‫ي‬ ‫األحمر ‪ -‬كانت حمراء مثل‬
‫ُ‬
‫أكسبته اسمه‪.‬‬
‫َ‬ ‫عندما صارت البلدة وراءهما ً‬
‫سء‪ ،‬قطع‬ ‫ي‬ ‫«عمل‬ ‫وقال‬ ‫دانك‬ ‫تنحنح‬ ‫تماما‪،‬‬
‫الكلمات هواء»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫رؤوس السپتونات‪ .‬كل ما فعله هو الكالم‪.‬‬
‫ً‬ ‫ٌ‬
‫هواء يا سيدي‪ .‬وبعضها خيانة»‪ .‬كان ايغ نحيفا مثل‬ ‫«بعض الكلمات‬
‫ومرفقي‪ ،‬ولكن كان لديه فم‪.‬‬ ‫ن‬ ‫عىص‪ ،‬مجموعة من الضلوع‬
‫حقيف اآلن»‪.‬‬ ‫ر ٍّ‬ ‫«تتحدث كأمي‬
‫ي‬

‫‪6‬‬
‫ً‬
‫أخذ ايغ تلك عىل أنها إهانة‪ ،‬وقد كانت كذلك «ربما كان سپتونا‪ ،‬لكنه كان‬
‫ر ُ‬
‫سيدي‪ .‬لم يكن الجفاف ذنب اللورد الغراب ا ي‬
‫لدام‪ ،‬ول‬ ‫ينرس األكاذيب يا‬
‫مرض الربيع العظيم ً‬
‫أيضا»‪.‬‬
‫ر‬
‫الحمف‬ ‫«ربما يكون األمر كذلك‪ ،‬ولكن إذا بدأنا بقطع رؤوس جميع‬
‫ن‬
‫والكاذبي‪ ،‬فإن نصف مدن الممالك السبع ستكون فارغة»‪.‬‬

‫بعد ستة أيام‪ ،‬كان المطر مجرد ذكرى‪.‬‬


‫وتنهد عندما‬‫برسته‪ّ .‬‬ ‫سيته ليستمتع بدفء ضوء الشمس عىل ر‬ ‫نزع دانك ر‬
‫وشذي كأنفاس عذراء‪ ،‬وقال ليغ «الماء‪.‬‬ ‫ٌّ‬ ‫ٌ‬
‫ومنعش‬ ‫نسيم خفيف‪ٌ ،‬‬
‫بارد‬ ‫ٌ‬ ‫جاء‬
‫هل تشمه؟ ل يمكن أن تكون البحية بعيدة اآلن»‪.‬‬
‫َّ‬ ‫(مايسي) يا سيدي‪ .‬إنه ر ن‬ ‫ر‬ ‫ن‬
‫ني»‪ .‬وشد ايغ لجام البغل‬ ‫يمكنت شمه هو‬ ‫ي‬ ‫«كل ما‬
‫ّ‬ ‫ر‬
‫(مايسي) قد توقف ليجتث العشب عىل جانب الطريق‪ ،‬كما‬ ‫بقسوة‪ .‬كان‬
‫كان يفعل من وقت آلخر‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫«هنالك حانة قديمة عىل ِضفاف البحية»‪ .‬كان دانك قد توقف هنالك‬
‫ً‬
‫ذات مرة عندما كان مرافقا للرجل العجوز «اعتاد السي أرلن أن يقول بأنهم‬
‫جيدا‪ .‬قد يكون بإمكاننا تذوقه بينما ننتظر المركب»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫مزرا ًّ‬ ‫يخمرون ً‬
‫بنيا‬
‫أعطاه ايغ نظرة متفائلة «لبلع الطعام يا سيدي؟»‪.‬‬
‫«وماذا سيكون ذلك الطعام؟»‪.‬‬
‫وعاء من الحساء؟ أيا‬ ‫ٌ‬ ‫«شيحة من الشوي؟ قليًل من البط‪،‬‬ ‫وقال الصت ر‬
‫ي‬
‫كان ما لديهم يا سيدي»‪.‬‬
‫الحي‪ ،‬كانا يعيشان‬‫ن‬ ‫آخر وجبة ساخنة لهما كانت قبل ثالثة أيام‪ .‬ومنذ ذلك‬
‫ر ٌ‬ ‫ر ُ‬
‫وشائح من لحم البقر المملح القديم‬ ‫الت تسقطها األشجار‪،‬‬ ‫عىل الفاكهة ي‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫القاس كالخشب‪ .‬وفكر دانك‪ :‬سيكون من الجيد أن نضع بعضا من الطعام‬ ‫ي‬
‫ٌ ًّ‬
‫جدا‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ر‬
‫ىص شماَل ذلك الجدار بعيد‬ ‫بالم ي‬ ‫الحقيف يف بطوننا قبل أن نبدأ‬ ‫ي‬
‫أيضا»‪.‬‬ ‫واقيح ايغ «يمكننا قضاء الليلة ً‬ ‫ر‬
‫«هل يريد سيدي فر ًاشا من الريش؟»‪.‬‬
‫يف بالغرض يا سيدي»‪.‬‬ ‫شاعرا باإلهانة «القش سوف ن‬ ‫ً‬ ‫وقال ايغ‪،‬‬
‫ي‬
‫نقود لألشة»‪.‬‬ ‫ن‬
‫يكف من ٍ‬ ‫«ليس لدينا ما ي‬
‫فىص واحد‪ ،‬وذلك العقيق‬ ‫بنسا‪ ،‬وثالثة نجوم‪ ،‬وأيل ن ٌّ‬ ‫وعرسون ً‬ ‫«لدينا اثنان ر‬
‫ي‬
‫القديم المتشقق يا سيدي»‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫حك دانك أذنه «اعتقدت بأنه كان لدينا عملتان فضيتان»‪.‬‬
‫اشييت الخيمة‪ .‬واآلن لدينا واحدة»‪.‬‬ ‫حت ر‬ ‫«كان لدينا بالفعل‪ ،‬ر‬
‫أي منها إذا بدأنا بالنوم ن يف الحانات‪ .‬هل تريد مشاركة ش ٍير‬ ‫«لن يكون لدينا ٌّ‬
‫«لست أرغب بهذا‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫مع بائع متجول وتستيقظ مع براغيثه؟»‪ .‬ونخر دانك‬
‫معجبي بالغرباء‪ .‬سننام تحت‬ ‫ن‬ ‫اغيت الخاصة يب‪ ،‬وهم ليسوا‬ ‫ر‬
‫لدي بر ي‬
‫النجوم»‪.‬‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫ووافق ايغ «النجوم مناسبة‪ .‬ولكن األرض صلبة يا سيدي‪ ،‬وأحيانا يكون‬
‫من اللطيف أن تحصل عىل وسادة لرأسك»‪.‬‬
‫جيدا بقدر ما يريده أي فارس‪ ،‬ولكن ن‬ ‫ً‬
‫بي‬ ‫«الوسائد لألمراء»‪ .‬كان ايغ مرافقا‬
‫تني‪ ،‬ل َ‬ ‫ى‬
‫يترصف كاألمراء‪ .‬وفكر دانك‪ :‬لدى الصت دم ن‬ ‫ّ‬ ‫ر‬
‫تنس‬ ‫ي‬ ‫كان‬ ‫وأخرى‬ ‫ة‬ ‫في‬
‫ً‬
‫هذا أبدا‪ .‬كان لدى دانك دم متسول عن نفسه‪ ...‬أو هكذا اعتادوا أن يخيوه‬
‫سيشنق ل محالة «ربما‬ ‫قديما نف (جحر الياغيث)‪ ،‬إذا لم يخيوه بأنه ُ‬ ‫ً‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫لكنت لن أضيع مبلغا‬ ‫يمكننا تحمل تكلفة بعض من المزر وعشاء ساخن‪ ،‬ن‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬
‫جيدا عىل فراش‪ .‬نحن بحاجة إّل حفظ بنساتنا من أجل المًلح»‪ .‬يف آخر‬
‫مرة عي فيها البحية‪ ،‬لم يكلف العبور سوى بضعة قطع نحاسية‪ ،‬لكن هذا‬
‫أكي تكلفة منذ ذلك‬ ‫كان قبل ست سنوات‪ ،‬أو ربما سبع‪ .‬وأصبح كل رسء ر‬
‫ي‬
‫الحي‪.‬‬ ‫ن‬
‫حذاب للعبور»‪.‬‬ ‫ً‬
‫ي‬ ‫استخدام‬ ‫يمكننا‬ ‫ا‪،‬‬ ‫«حسن‬ ‫قال ايغ‬
‫ى‬
‫قال دانك «يمكننا‪ ،‬لكننا لن نفعل»‪ .‬استخدام الحذاء خطي‪ .‬وفكر‪:‬‬
‫أصلعا مصادفة‪ .‬كان‬ ‫ً‬ ‫ينترس الكالم‪ .‬لم يكن مرافقه‬ ‫دائما ما ر‬ ‫سينترس الكالم‪ً .‬‬ ‫ر‬
‫لمع كالذهب المطروق‪،‬‬ ‫وشعر ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ليغ عينان أرجوانيتان من ڤالييا القديمة‪،‬‬
‫معا‪ .‬كان ترك ذلك الشعر ينمو بمثابة وضع‬ ‫وخيوط من الفضة منسوجة ً‬
‫ً‬
‫ثالب الرؤوس‪ .‬وكانت هذه أوقاتا محفوفة بالمخاطر ن يف‬ ‫ر‬ ‫ن‬
‫وس مزي ٍن بتني ً ي‬
‫ّ‬
‫دب ر ٍ‬
‫ويسيوس‪ ،‬و‪ ...‬حسنا‪ ،‬كان من األفضل عدم المخاطرة «كلمة أخرى عن‬

‫‪8‬‬
‫َّ‬ ‫ن‬
‫اللعي‪ ،‬وسوف أقوم بصفعك بشدة لدرجة أنك ستطي فوق‬ ‫حذائك‬
‫ُ‬
‫البحية»‪.‬‬

‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬


‫«أفضل أن أسبح يا سيدي»‪ .‬كان ايغ يسبح جيدا‪ ،‬عىل عكس دانك‪.‬‬
‫يقيب عي الطريق خلفنا‪.‬‬ ‫استدار الصت من فوق شجه «سيدي؟ أحدهم ر‬
‫ي‬
‫أتسمع الخيول؟»‪.‬‬
‫«جماعة كبية‪ .‬وفن‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫«لست ًّ‬
‫ي‬ ‫أصما»‪ .‬كان بإمكان دانك أن يرى غبارهم أيضا‬
‫عجلة من أمرهم»‪.‬‬
‫خارجي عن القانون يا سيدي؟»‪ .‬نهض ايغ من‬ ‫ن‬ ‫«أتظن بأنهم قد يكونون‬
‫طبع َّ‬
‫الص يت‪.‬‬ ‫ً‬
‫أكي من كونه خائفا‪ .‬كان هذا هو ُ‬ ‫ً‬
‫متلهفا ر‬ ‫فوق الركاب‪،‬‬
‫هدوءا‪ .‬اللوردات فقط هم من‬ ‫ً‬ ‫«كانوا الخارجون عن القانون ليكونوا ر‬
‫أكي‬
‫خ النصل ن يف‬ ‫ُ ن‬
‫يصدرون الكثي من الضجيج»‪ .‬هز دانك مقبض سيفه لي ي‬
‫ونيكهم يمرون‪ .‬هنالك لوردات‬ ‫الغمد «ومع ذلك‪ ،‬سنبتعد عن الطريق ر‬
‫أبدا أن تكون ً‬ ‫ن َّ ً‬
‫حذرا قليًل‪ .‬لم ُتعد الطرق‬ ‫ولوردات من نوع آخر»‪ .‬لن يرص‬
‫آمنة كما كانت عندما جلس الملك دايرون الطيب عىل العرش الحديدي‪.‬‬
‫رن ُ‬ ‫ّ‬
‫بانياع ترسه ووضعه عىل‬ ‫شوكية‪ .‬وقام دانك‬ ‫اختبأ هو وايغ خلف شجية‬
‫ً‬
‫قديما‪ ،‬طويًل وثقيًل‪ ،‬عىل شكل طائرة ورقية‪ ،‬مصنوعا من‬ ‫ً‬ ‫ذراعه‪ .‬كان ُت ً‬
‫رسا‬
‫ّ‬
‫ومؤط ًرا بالحديد‪.‬‬ ‫خشب الصنوبر‬
‫‪9‬‬
‫اليس الذي حطمه اإلنش‬ ‫اشياه نف (السپت الحجري) ليحل محل ر‬ ‫كان قد ر‬
‫تقاتًل‪ .‬لم يكن لدى دانك الوقت ن‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫الكاف إلعادة رسم‬ ‫الطويل إّل شظايا ن‬
‫حي‬
‫ي‬ ‫َّ‬ ‫َّ‬
‫شعار مالكه‬ ‫َ‬ ‫الس ِاقط‪ ،‬لذا فال يزال يحمل‬ ‫والنجم َّ‬ ‫خاصته‬ ‫ردار‬ ‫الد‬ ‫شجرة‬
‫ِ‬ ‫ٌ‬
‫ئيبا ورماديا تحت شجرة إعدام‪ .‬لم يكن‬ ‫ً‬ ‫األخي‪ :‬رجل مشنوق يتأرجح ك ً‬‫ٌ‬
‫ً‬
‫رخيصا‪.‬‬ ‫رُ‬ ‫ً‬
‫اليس كان‬ ‫شعارا قد يختاره لنفسه‪ ،‬ولكن‬
‫ن‬
‫اليافعي‬ ‫اكبي خالل لحظات‪ :‬اثنان من اللوردات الصغار‬ ‫مر أول الر ن‬ ‫ّ‬
‫الراكب عىل الحصان‬ ‫زوجا من األحصنة الرسيعة‪ .‬ارتدى الشخص َّ‬ ‫يمتطيان ً‬
‫ش‬ ‫ي‬‫مطلية بالذهب ومفتوحة الوجه ذات ثالث َ‬
‫ر‬ ‫ّ‬ ‫الكستناب خوذة فولذية‬
‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫َ‬
‫واف وجه‬ ‫ّ‬ ‫‪.‬‬
‫ش مماثلة ي‬ ‫طويلة ‪ -‬بيضاء‪ ،‬وحمراء‪ ،‬وذهبية وقد زينت ثالث ري ٍ‬
‫والذهت‪ .‬وتموجت‬ ‫باألزرق‬ ‫ا‬ ‫ًّ‬
‫مكسو‬ ‫حصانه‪ .‬وكان الفحل األسود بجانبه‬
‫ي‬ ‫ً‬
‫ً‬
‫جنب انطلق‬ ‫كسوته مع ري ح انطالقه بينما اندفع متجاوزا إياهما‪ .‬وجنبا إّل ٍ‬
‫برسعة بجانبهما‪ ،‬وهما يهتفان ويضحكان‪ ،‬ومعاطفهما الطويلة‬ ‫ٍ‬ ‫الراكبان‬
‫تنساب وراءهما‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫أكي‪ ،‬عىل رأس صف طويل‪ .‬كانت هنالك دستتان‬ ‫لورد ثالث برزانة ر‬ ‫تبعهما ٌ‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ن‬
‫التابعي معهم‪ ،‬ساسة للخيول وطهاة وخدم‪ ،‬كل هؤلء لخدمة ثالث‬ ‫من‬
‫نشابيات عىل أحصنتهم‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫وحامىل‬ ‫ن‬
‫مسلحي‬ ‫فرسان‪ ،‬باإلضافة إّل رجال‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫المحملة بدروعهم وخيامهم ومؤنهم‪ ،‬كان ترس‬ ‫ّ‬ ‫ودستة من عربات الجر‬
‫تقاّل داكن ومرسوم عليه ثالث قالع سوداء‪.‬‬ ‫اللورد معل ًقا عىل شجه‪ ،‬بر ٌّ‬
‫ي‬
‫عرف دانك هذا الشعار‪ ،‬ولكن من أين؟ كان اللورد الذي يحمله رجًل كبياً‬
‫ّ‬
‫عابس ومزموم الفم‪ ،‬بلحية مشذبة يختلط فيها األبيض واألسود‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ن يف السن‪،‬‬
‫ى‬
‫وفكر دانك‪ :‬ربما كان ن يف (مروج آشفورد)‪ .‬أو ربما خدمنا ن يف قلعته عندما‬
‫ً‬
‫كنت مرافقا للسي آرلن‪ .‬كان الفارس المتجول العجوز قد خدم ن يف العديد‬
‫حت أن دانك ل‬ ‫من الحصون والقالع المختلفة خالل تلك السنوات‪ ،‬ر‬
‫يستطيع تذكر نصفها‪.‬‬
‫بتجه ٍم إّل شجية األشواك «أنت‪ .‬يا‬ ‫أوقف اللورد حصانه بفظاظة ونظر ّ‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫حامىل النشابيات‬ ‫أظهر نفسك»‪ .‬وخلفه مرر اثنان من‬ ‫َ ن‬
‫ي‬ ‫من يف ن الشجية‪ِ ،‬‬
‫قوسا يف نشابتيهما وواصل الباقون طريقهم‪.‬‬ ‫ً‬
‫ٌ‬ ‫ن‬ ‫ُ‬
‫اليمت متكئة عىل‬ ‫خطا دانك عي العشب الطويل‪ ،‬وترسه عىل ذراعه‪ ،‬ويده‬
‫وأحمرا من الغبار الذي َ‬
‫أثارته‬ ‫ً‬ ‫قناعا ً‬
‫بنيا‬ ‫مقبض سيفه الطويل‪ .‬كان وجهه ً‬
‫َ ًّ‬ ‫ً‬
‫الخيول‪ ،‬وكان عاريا من الخرص إّل رأسه‪ .‬كان يعرف بأن منظره بدا رثا‪،‬‬
‫َ‬
‫مشاكل‬ ‫ولكن قد يكون حجمه هو ما جعل اآلخرين يتوقفون «ل نرغب بأي‬
‫مقدما إياه إّل األمام‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫افف»‪ .‬وأشار إّل ايغ‬ ‫ر‬
‫يا سيدي‪ .‬إننا اثنان فقط‪ ،‬أنا ومر ي‬
‫تدىع بأنك فارس؟»‪.‬‬ ‫ي‬ ‫«مرافقك؟ هل‬
‫ى‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫الت كان ينظر الرجل إليه بها‪ .‬وفكر‪ :‬هاتان العينان‬ ‫لم ترق لدانك الطريقة ي‬
‫بإمكانها أن تسلخ رجًل‪ .‬بدا من الحكمة أن يرفع يده عن سيفه «أنا فارس‬
‫متجول‪ ،‬أبحث عن الخدمة»‪.‬‬
‫الشء نفسه‪ .‬قد يكون درعك تنبأ‬ ‫«كل فارس سارق قمت بشنقه قال ر‬
‫ًّ‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ًٍ‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬ ‫ً‬
‫بذلك مسبقا أيها الفارس إذا كنت فارسا حقا مشنقة ورجل مشنوق هل‬ ‫‪...‬‬
‫شعارك؟»‪.‬‬‫ُ‬ ‫هذا هو‬
‫اليس»‪.‬‬ ‫«ل‪ ،‬يا سيدي‪ .‬أحتاج إّل إعادة طالء ر‬
‫«لماذا؟ هل نهبته من عىل جثة؟»‪.‬‬
‫ى‬ ‫«لقد ر‬
‫بمبلغ جيد»‪ .‬وفكر‪ :‬ثالث قالع سوداء عىل خلفية‬ ‫ٍ‬ ‫اشييته‪ ،‬و‬
‫ً‬
‫برتقالية‪ ...‬أين رأيتها من قبل؟ «أنا لست سارقا»‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫َ‬
‫كانت عينا اللورد عبارة عن رقائق من الصوان «كيف حصلت عىل هذه‬
‫قطع من سوط؟»‪.‬‬ ‫الندبة عىل خدك؟ ٌ‬
‫وجه ليس من شأنك يا سيدي»‪.‬‬ ‫ي‬ ‫«من خنجر‪ .‬إل أن‬
‫شأب»‪.‬‬ ‫«أنا من أحدد ما هو من ن‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫ن‬
‫بحلول ذلك الوقت‪ ،‬عاد الفارسان األصغر سنا مهرولي لييا ما الذي أخر‬
‫جورم»‬ ‫الحصان األسود «ها أنت ذا يا‬ ‫الراكب عىل‬ ‫مجموعتهما‪ ،‬وصاح َّ‬
‫ي‬ ‫ِ‬
‫َ‬
‫وانساب‬ ‫مالمح جميلة‪.‬‬ ‫ٌّ‬
‫شاب نحيل ورشيق‪ ،‬بوجه مليح ومحلوق‪ ،‬وذو ِ‬
‫سيته الضيقة مصنوعة من الحرير‬ ‫شعره األسود الالمع عىل ياقته‪ .‬كانت ر‬
‫صليب‬‫ٌ‬ ‫الذهت‪ .‬وعىل صدره ُطرز‬ ‫ي‬ ‫الغامق‪ ،‬وحوافها من الساتان‬ ‫األزرق ِ‬
‫المربعي األول والثالث للصليب‪ ،‬وسيف‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫بخيوط ذهبية‪ ،‬بكمنجة ذهبية يف‬
‫َّ‬ ‫ّ‬
‫كس ريته‬ ‫المربعي الثا نب والرابع‪ .‬واتخذت عيناه اللون األزرق الداكن ُ‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫ذهت ن يف‬ ‫ي‬
‫«خش ألي أنك سقطت من عىل حصانك‪.‬‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫ر‬ ‫الضيقة‪ ،‬والتمعت بفضول‬ ‫ّ‬
‫ملموسا‪ ،‬كنت عىل وشك أن أت ُ‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫يبدو ّل ُع ً‬
‫عداه بغباري»‪ .‬وسأل الفارس‬ ‫ذرا‬ ‫ي‬
‫ِّ‬
‫الكستناب «من هذين اللصان؟»‪.‬‬ ‫ي‬ ‫عىل الحصان‬
‫ُ‬
‫انزعج ايغ من اإلهانة «ليس لديك الحق بأن تطلق علينا ِل ّص ن‬ ‫َ‬
‫ي يا سيدي‪،‬‬
‫عندما رأينا غباركم ظننا بأنكم خارجون عن القانون‪ ،‬وهذا هو السبب‬
‫الوحيد الذي جعلنا نختت‪ .‬هذا هو السي دانكن الطويل‪ ،‬وأنا مرافقه»‪.‬‬
‫أكي مما كانوا ليعيونه لنقيق ضفدع‪ .‬وقال‬ ‫اهتماما ر‬ ‫ً‬ ‫لم ُي ِعر اللوردات لذلك‬
‫مغف ٍل رأيته عىل اإلطالق»‪.‬‬ ‫ّ‬
‫فارس الريشات الثالثة «أعتقد أن هذا هو أكي‬
‫ُُ‬ ‫ن نٌ‬ ‫ٌ‬
‫أس ذو شعر مجعد لونه كالعسل الداكن «سبعة‬ ‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫تحت‬ ‫مكتي‬ ‫وجه‬ ‫كان له‬
‫المفجع الذي‬ ‫أقدام ل تنقصها بوصة‪ ،‬أراهن عىل ذلك‪ .‬يا لصوت الرتطام ُ‬
‫أرضا»‪.‬‬ ‫سيحدثه عندما يسقط ً‬ ‫ُ‬
‫ى‬
‫شعر دانك بالدم يحتقن إّل وجهه‪ .‬وفكر‪ :‬سوف تخرس رهانك‪ .‬ن يف آخر مرة‬
‫ُ‬ ‫ِق َ‬
‫يس بها طوله‪ ،‬قال ايمون أخ ايغ بأنه أقل ببوصة واحدة من سبعة أقدام‪.‬‬
‫ُ‬
‫الحرب أيها الفارس‬ ‫ي‬ ‫ك‬ ‫حصان‬ ‫وقال اللورد الصغي ذو الريش «هل هذا هو‬
‫أفيض أنه يمكننا ذبحه من أجل اللحم»‪.‬‬ ‫العمالق؟ ر‬
‫ِ‬
‫ن‬
‫قال الفارس ذو الشعر األسود «غالبا ما ينش اللورد ألي لباقته‪ ،‬أرجو منك‬ ‫ً‬
‫ألي‪ ،‬سوف تستميح العفو من السي‬ ‫أن تسامح كلماته الفظة يا سيدي‪ .‬ن‬
‫دانكن»‪.‬‬
‫ن‬ ‫‪َ .‬‬ ‫حسنا‪ ،‬إذا كان ّ‬ ‫ً‬
‫سامحتت يا سيدي؟»‪ .‬ولم ينتظر الرد‪ ،‬بل‬ ‫ًي‬ ‫هال‬ ‫ذلك‬ ‫عىل‬ ‫ي‬ ‫«‬
‫الكستناب وانطلق راكضا عىل الطريق‪.‬‬ ‫ي‬ ‫استدار بحصانه‬

‫‪12‬‬
‫ر‬
‫وبف اآلخر «هل أنت متجه إّل الزفاف يا سيدي؟»‪.‬‬
‫ي‬

‫ذب ناصيته‪ .‬لكنه قاوم تلك‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ر‬


‫سء ما يف نيته جعل دانك يرغب يف ج ِ‬ ‫ي‬
‫الرغبة‪ ،‬وقال «نحن هنا من أجل المركب يا سيدي اللورد»‪.‬‬
‫جورم‬ ‫أيضا‪ ...‬ولكن اللوردات الوحيدون الموجودون هنا هما‬ ‫«ونحن ً‬
‫ٌي‬ ‫ٌ‬
‫مترسد مثلك‪.‬‬ ‫متجول ر‬ ‫ٌ‬
‫فارس‬ ‫السفيه الذي تركنا للتو‪ ،‬ن‬
‫ألي كوكشاو‪ .‬أنا‬ ‫وذلك َّ‬
‫ُ‬
‫الكمنج»‪.‬‬
‫ي‬ ‫أدىع السي جون‬
‫ً‬
‫اسما قد يتخذه فارس متجول‪ ،‬ولكن دانك لم َير فارسا متجوَل‬ ‫كان ذلك ً‬
‫ى‬ ‫ً ى‬
‫بتأل ٌ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫الذهت‬
‫ي‬ ‫ياج‬ ‫الس‬ ‫فارس‬ ‫إنه‬ ‫‪:‬‬ ‫دانك‬ ‫ر‬ ‫وفك‬ ‫كهذا‪،‬‬ ‫ق‬ ‫مسلحا أو راكبا‬ ‫مهندما أو‬
‫واسم مر ر‬
‫افف ايغ»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫سم‪.‬‬
‫ي‬ ‫«أنت تعرف ا ي‬
‫‪13‬‬
‫رت بلقائكما يا سيدي‪ .‬تعال واركب معنا إّل (الجدران البيضاء)‪ ،‬واكرس‬ ‫«ش ُ‬ ‫ُ‬
‫بعضا من الرماح لمساعدة اللورد ربيويل ن يف الحتفال بزفافه الجديد‪ .‬أراهن‬ ‫ً‬
‫أداء جيد عن نفسك»‪.‬‬ ‫بأنه يمكنك تقديم ٍ‬
‫ن‬ ‫ى‬
‫بإمكاب‬
‫ي‬ ‫لم يقم دانك بأي نزال بالرمح منذ (مروج آشفورد)‪ .‬وفكر‪ :‬إذا كان‬
‫ً‬
‫الفوز ببعض من الفديات‪ ،‬فسوف نأكل جيدا ن يف الرحلة شماَل‪ ،‬لكن اللورد‬
‫ذو القالع الثالثة عىل درعه قال «يجب أن يكون السي دانكن ن يف طريقه‬
‫لرحلته‪ ،‬ونحن ً‬
‫أيضا»‪.‬‬
‫اهتماما «أود أن أقارع السيوف معك يا‬ ‫ً‬ ‫الكمنج للرجل األكي‬ ‫ي‬ ‫لم ُي ِعر جون‬
‫ً‬ ‫سيدي‪ .‬لقد جربت رجاَل من أراض وأجناس عديدة‪ ،‬ن‬
‫لكنت لم أجرب أبدا‬ ‫ي‬ ‫ٍ ً ٍ‬
‫كبيا أيضا؟»‪.‬‬ ‫أحدا بحجمك‪ ،‬هل كان والدك ً‬ ‫ً‬
‫«لم أعرف والدي قط يا سيدي»‪.‬‬
‫أيضا»‪ .‬التفت‬ ‫مت قبل أوانه ً‬ ‫«أنا حزين لسماع ذلك‪ .‬لقد ُسلب والدي ن‬
‫ي‬
‫منج إّل سيد القالع الثالثة «يجب أن نطلب من السي دانكن النضمام‬ ‫الك ي‬
‫إّل رفقتنا البهيجة»‪.‬‬
‫«نحن لسنا بحاجة ألمثاله»‪.‬‬
‫ن‬
‫المتجولي‬ ‫ضاعت الكلمات من دانك‪ .‬ل ُيطلب عادة من الفرسان‬
‫وفكر دانك‪ :‬سيكون ن‬ ‫ى‬ ‫ن‬
‫بيت‬
‫ي‬ ‫نبيىل المولد‪.‬‬ ‫المفلسي الركوب مع كبار اللوردات ي‬
‫أكي‪ .‬بالنظر اّل طول طابورهم‪ ،‬فإن اللورد‬ ‫مشيكة ر‬ ‫وبي خدمهم أشياء ر‬ ‫ن‬
‫كوكشاو والكمنج قد جلبوا ساسة لخيولهم‪ ،‬وطهاة إلطعامهم‪ ،‬ومر ن‬
‫افقي‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫لتنظيف أسلحتهم‪ ،‬وحرسا للدفاع عنهم‪ .‬أما دانك فلديه ايغ‪.‬‬
‫تعت؟ أمثاله الكبيون؟ انظر إّل‬ ‫ٍ ن‬
‫أمثال ي‬ ‫الكمنج «أمثاله؟ أي‬
‫ي‬ ‫وضحك‬
‫حجمه‪ ،‬نريد رجاَل أقوياء‪ .‬المحاربون اليافعون قيمتهم أكي من األسماء‬
‫كثيا»‪.‬‬‫العتيقة‪ ،‬لقد سمعت هذه المقولة ً‬
‫أقل القليل عن هذا الرجل‪ .‬قد يكون قاطع‬ ‫الحمف‪ .‬أنت تعرف َّ‬ ‫ر‬ ‫«من‬
‫الدام»‪.‬‬
‫ي‬ ‫طريق‪ ،‬أو أحد جواسيس اللورد الغراب‬
‫ن‬
‫سيدي الحق يف التكلم‬ ‫جاسوسا ألحد‪ ،‬وليس لدى ّ‬ ‫ً‬ ‫قال دانك «أنا لست‬
‫جنوبا ن يف دورن»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫أصم أو ّ‬‫عت وكأن نت ٌّ‬ ‫ن‬
‫ميت أو بعيد‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫«جنوبا ن يف دورن سيكون مكانا‬ ‫ً‬ ‫بعي العتبار‬ ‫أخذته تلك العينان القاسيتان ن‬
‫إذب للذهاب إّل هنالك»‪.‬‬ ‫جيدا لك أيها الفارس‪ .‬لديك ن‬ ‫ً‬
‫ي‬

‫‪14‬‬
‫ٌ‬ ‫اهتماما‪ ،‬فلديه ٌ‬
‫روح عجوز قاسية‪ ،‬إنه يشك ن يف‬ ‫ً‬ ‫الكمنج «ل تعره‬ ‫ي‬ ‫قال‬
‫جورم‪ ،‬لدي شعور جيد اتجاه هذا الرجل‪ .‬سي دانكن‪ ،‬هل ستأبر‬ ‫الجميع‪.‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫معنا إّل (الجدران البيضاء)؟»‪.‬‬
‫«سيدي‪ ،‬أنا‪ .»...‬كيف يمكنه مشاركة معسكر مع مثل هؤلء؟ رجالهم‬
‫الذين يخدمونهم ينصبون شادقاتهم‪ ،‬والساسة يمشطون خيولهم‪ ،‬وكان‬
‫ً‬
‫مشويا أو ِق َط ًعا من اللحم‪ ،‬بينما‬
‫ً‬ ‫طهاتهم ليقدموا لكل واحد منهم ديكا‬
‫الصلب «ل أستطيع»‪.‬‬ ‫المملح ُ‬ ‫ائحا من اللحم البقري ُ‬ ‫يقضم دانك وايغ رش ً‬
‫وقال اللورد ذو القالع الثالثة «كما ترى‪ ،‬إنه يعرف مكانه‪ ،‬وهو ليس معنا»‪.‬‬
‫وأدار حصانه نحو الطريق «واآلن اللورد كوكشاو متقد ٌم بنصف فرسخ»‪.‬‬
‫«أعتقد ن‬
‫ج دانك ابتسامة‬ ‫أنت يجب أن أطارده مرة أخرى»‪ .‬أعىط الكمن ي‬ ‫ي‬
‫رمج‬ ‫أتمت ذلك‪ .‬أود أن أجرب‬ ‫سنلتف مرة أخرى ً‬
‫يوما ما‪ .‬ن‬ ‫ر‬ ‫اعتذارية «ربما‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫عليك»‪.‬‬
‫أخيا «حظا ً‬ ‫ً‬ ‫يرد ً‬ ‫ردا عىل ذلك‪ ،‬واستطاع أن َّ‬ ‫لم يعرف دانك ماذا يقول ً‬
‫طيبا‬
‫اليال يا سيدي»‪ .‬ولكن بحلول ذلك الوقت كان السي جون قد‬ ‫نف مضامي ن ن‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫ي‬
‫‪.‬‬ ‫‪.‬‬
‫دار بحصانه ليلحق بالطابور ركب اللورد األكي وراءه كان دانك سعيدا‬ ‫َ‬
‫عيناه القاسيتان ُتعجبه‪ ،‬ول غطرسة اللورد ن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫ألي‪ .‬كان‬ ‫لرؤية ظهره‪ .‬لم تكن‬
‫أيضا‪.‬‬‫لطيفا بدرجة كافية‪ ،‬ولكن كان هنالك رسء غريب بشأنه ً‬ ‫ً‬
‫ي‬ ‫الكمنج‬
‫ي‬
‫َ‬
‫وقال ليغ بينما كانا يشاهدان غبار رحيلهم «كمنجتان وسيفان‪ ،‬وصليب‬
‫عائلة هذه؟»‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫محفور‪ ،‬أي‬

‫‪15‬‬
‫مطلقا ن يف أي لفافة للرموز»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫«ليس ًّأيا منها يا سيدي‪ .‬لم َأر هذا ال َ‬
‫شعار‬
‫وفكر دانك‪ :‬قد يكون ً‬ ‫ى‬
‫فارسا متجوَل عىل كل حال‪ .‬كان دانك قد صمم‬
‫الت تسم تانسيل‬ ‫ر‬ ‫ن‬
‫شعاره يف ( ًمروج آشفورد)‪ ،‬عندما ُ سألته محركة الدم ي‬
‫عما يريد رسمه عىل ترسه «هل كان اللورد األكي من آل‬ ‫الطويلة جدا ّ‬
‫قالعا عىل تروسهم‪ ،‬ولم تكن أراضيهم‬ ‫فراي؟»‪ .‬حمل أفراد عائلة فراي ً‬
‫بعيدة من هنا‪.‬‬
‫خلفية‬‫ّ‬ ‫شعار آل فراي برجان أزرقان متصالن بجرس عىل‬ ‫دور ايغ عينيه « ُ‬ ‫ّ‬
‫تقاّل يا سيدي‪ .‬هل رأيت‬ ‫رمادية‪ .‬أما تلك فثالث قالع سوداء عىل حقل بر ي‬
‫جرسا؟»‪.‬‬ ‫ً‬
‫«وف المرة القادمة ر‬ ‫ليضايقت فقط ن‬ ‫ن‬ ‫‪ّ:‬‬ ‫ى‬
‫الت‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫هذا‬ ‫يفعل‬ ‫ه‬ ‫إن‬ ‫دانك‬ ‫ر‬ ‫وفك‬ ‫«ل»‪.‬‬
‫تدور فيها عينيك نحوي‪ ،‬سأقوم بصفعك عىل أذنك بشدة لدرجة أنها‬ ‫ّ‬
‫ستنقلب داخل رأسك لألبد»‪.‬‬
‫ً‬
‫شعر بالتوبيخ «لم أقصد أبدا—»‪.‬‬ ‫بدا ايغ وكأنه َ‬
‫«ل أهتم بما قصدته‪ .‬فقط قل يّل من كان»‪.‬‬
‫«چورمون پيك‪ ،‬سيد (ستاربايك)»‪.‬‬
‫ً‬
‫حقا؟»‪.‬‬ ‫جنوبا ن يف المرىع‪ ،‬أليس كذلك؟ هل لديه ثالث قالع‬ ‫ً‬ ‫«وتقع تلك‬
‫«فقط عىل ترسه يا سيدي‪ .‬كان آلل پيك ثالث قالع فيما ن‬ ‫ُ‬
‫مىص‪ ،‬لكنهم‬
‫اثنتي منهم»‪.‬‬ ‫ن‬ ‫فقدوا‬
‫ن‬
‫قلعتي؟»‪.‬‬ ‫ُ‬
‫«وكيف تفقد‬
‫للتني األسود يا سيدي»‪.‬‬ ‫ن‬ ‫«حي تقاتل‬ ‫ن‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫مجددا‪.‬‬ ‫«أوه»‪ .‬شعر دانك بالغباء‪ .‬وفكر‪ :‬هذا األمر‬
‫البالد‪ ،‬الذين جعلوا‬ ‫وأخواته‬ ‫الفاتح‬ ‫ون‬ ‫ايغ‬ ‫ُ‬
‫أسالف‬ ‫مئت عام‪ ،‬حكم‬ ‫ر‬
‫ِ‬ ‫لمدة ي‬
‫الممالك السبع واحدة وصنعوا العرش الحديدي‪ .‬كانت راياتهم الملكية‬
‫عرس ً‬ ‫أحمرا عىل خلفية سوداء‪ .‬وقبل ستة ر‬ ‫ً‬ ‫تنينا ر‬ ‫ً‬
‫عاما‪،‬‬ ‫ثالب الرؤوس‪،‬‬ ‫ي‬ ‫تحمل‬
‫نغل للملك ايغون الرابع ُيدىع دايمون بالكفاير ّ‬
‫بتمر ٍد ضد أخيه‬ ‫ابن ٌ‬ ‫ثار ٌ‬
‫أيضا‪ ،‬لكنه‬ ‫التني ذي الرؤوس الثالثة عىل راياته ً‬ ‫ن‬ ‫ىع‪ .‬استخدم دايمون‬ ‫ر‬
‫الرس ي‬

‫‪16‬‬
‫عكس األلوان‪ ،‬كما يفعل العديد من النغول‪ .‬انته تمرده ن يف حقل العشب‬
‫أسه ِم اللورد‬ ‫األحمر‪ ،‬حيث مات دايمون وابناه التوأمان تحت مطر من ُ‬
‫الدام‪ .‬من نجا من أولئك المتمردين وركع ُع ِ ن يف عنه‪ ،‬ولكن بعضهم‬ ‫ي‬ ‫الغراب‬
‫ذهبا‪ .‬وأعىط جميعهم رهائن‬ ‫ً‬
‫اض‪ ،‬وبعضهم فقد ألقابا‪ ،‬وبعضهم ً‬ ‫فقد أر ن َ‬
‫ي‬
‫لمستقبىل‪.‬‬
‫ي‬ ‫لضمان ولئهم ا‬
‫ى‬
‫وفكر‪ :‬ثالث قالع سوداء عىل خلفية برتقالية «أتذكر اآلن‪ .‬لم يحب السي‬
‫ً‬
‫أرلن التحدث عن حقل العشب األحمر أبدا‪ ،‬ولكنه أخي ن يب مرة ن يف إحدى‬
‫سكراته كيف مات ابن أخته»‪ .‬كاد يستطيع أن يسمع صوت الرجل العجوز‬
‫مرة أخرى‪ ،‬أن يشم النبيذ ن يف أنفاسه «روجر من شجرة البنسات‪ ،‬كان هذا‬
‫ُ‬
‫يحمل‬ ‫شائك كان يستخدمه لورد‬ ‫اسمه‪ُ .‬حطم رأسه بواسطة صولجان‬
‫ٍ‬ ‫ى‬
‫ثالث قالع عىل ترسه»‪ .‬وفكر دانك‪ :‬اللورد چورمون پيك‪ .‬الرجل العجوز‬
‫لم يعرف اسمه قط‪ .‬أو لم يرغب بمعرفته‪ .‬بحلول ذلك الوقت‪ ،‬لم يكن‬
‫أكي من عمود من الغبار األحمر ن يف‬ ‫اللورد پيك وجون الكمنج وجماعتهما ر‬
‫ي‬
‫ً‬ ‫ر‬ ‫ى‬
‫المدىع‪ ،‬وهؤلء الذين‬ ‫ي‬ ‫مات‬ ‫‪.‬‬‫ا‬ ‫عام‬ ‫عرس‬ ‫ستة‬ ‫قبل‬ ‫ذلك‬ ‫كان‬ ‫‪:‬‬ ‫ر‬ ‫وفك‬ ‫األفق‪.‬‬
‫ف عنهم‪ .‬عىل أي حال‪ ،‬ل عالقة يّل بذلك‪.‬‬ ‫تبعوه ُ نفيوا أو ُع ن َ‬
‫ي‬ ‫ركبا ر‬
‫الشج‪ .‬بعد نصف‬ ‫ي‬ ‫لفية دون تحدث‪ ،‬يستمعان إّل صياح الطيور‬ ‫ِ‬
‫ر‬
‫فرسخ‪ ،‬تنحنح دانك وقال «لقد قال بيويل‪ .‬هل أراضيه قريبة؟»‪.‬‬ ‫َ‬
‫«عىل الجانب البعيد من البحية يا سيدي‪ .‬كان اللورد ربيويل قيم المال‬
‫عندما جلس الملك ايغون عىل العرش الحديدي‪ .‬جعله الملك دايرون يده‪،‬‬
‫خرص‬ ‫متموج من األ ن‬ ‫ّ‬ ‫ج‬ ‫مزي‬ ‫عن‬ ‫عبارة‬ ‫ه‬ ‫ُ‬
‫شعار‬ ‫‪.‬‬‫طويلة‬ ‫ة‬ ‫ولكن ليس ر‬
‫لفي‬
‫َ ّ‬ ‫ٍ‬
‫التباه بمعرفته رموز النبالة «هل‬ ‫ي‬ ‫واألبيض واألصفر يا سيدي»‪ .‬أحب ايغ‬
‫صديق لوالدك؟»‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫هو‬
‫الثاب للورد‬ ‫ن‬ ‫كن يأب له ودا قط‪ .‬لقد حارب‬ ‫ًّ‬ ‫عبس ايغ بوجهه «لم ُي َّ‬
‫البن ي‬ ‫ربيويل نف صف المدىع وابنه األكي نف صف الملك نف َّ‬
‫التمرد‪ .‬وب هذه‬ ‫ي‬ ‫ن ي‬ ‫ً ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫الطريقة كان متأكدا من أن يكون يف الجانب الفائز‪ .‬ولم يقاتل اللورد بيويل‬
‫ألي منهما»‪.‬‬ ‫ٍّ‬
‫سم البعض ذلك حكمة»‪.‬‬ ‫ي‬ ‫«قد ُي‬
‫جبنا»‪.‬‬‫ً‬
‫«أب يسميها‬ ‫ىي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫وفكر‪ :‬بالطبع سيفعل‪ .‬كان األمي مايكار رجال قاسيا‪ ،‬وفخورا‪ ،‬ومليئا‬
‫بالزدراء «يجب علينا المرور ب (الجدران البيضاء) للوصول إّل (طريق‬

‫‪17‬‬
‫الملوك)‪ِ .‬ل َم ل نمأل بطوننا؟»‪ .‬مجرد الفكرة كانت كافية لجعل أحشاءه‬
‫تقرقر «ربما يحتاج أحد ضيوف الزفاف لحرس ن‬
‫حي يعود إّل قلعته»‪.‬‬
‫«لقد قلت بأننا ذاهبون إّل الشمال»‪.‬‬
‫يبعد ألف‬ ‫«لقد صمد الجدار ثمانية آلف سنة‪ ،‬وسيصمد ر‬
‫لفية أطول‪ .‬إنه ُ‬
‫نرغب ببعض الفضة ن يف كيس نقودنا»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫َ‬
‫وسوف‬ ‫فرسخ من هنا إّل هناك‪،‬‬
‫ّ‬
‫المسن عابس‬ ‫ً‬
‫كان دانك يتخيل نفسه فوق (رعد)‪ ،‬مسقطا ذلك اللورد ُ‬
‫ً‬
‫شعورا ً‬ ‫ى‬ ‫ُ‬
‫حلوا‪.‬‬ ‫الوجه ذو القالع الثالث عىل ترسه‪ .‬وفكر دانك‪ :‬سيكون ذلك‬
‫ُ‬ ‫يمكنت أن أقول له عندما ر‬
‫ن‬
‫يأب ليدفع فدية ترسه وأسلحته "لقد هزمك‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الصت الذي قتلته"‪.‬‬
‫ي‬ ‫الصت الذي حل محل‬
‫ي‬ ‫مرافق السي أرلن العجوز‪،‬‬
‫سيحب الرجل العجوز ذلك‪.‬‬
‫«أنت ل تفكر نف دخول مضامي ن ن‬
‫اليال‪ ،‬أليس كذلك يا سيدي؟»‪.‬‬ ‫ي‬
‫«ربما حان الوقت»‪.‬‬
‫«لم يحن يا سيدي»‪.‬‬
‫ى‬
‫«ربما حان الوقت لمنحك صفعة جيدة عىل أذنك»‪ .‬وفكر دانك‪ :‬سأحتاج‬
‫ن‬
‫فديتي ودفع واحدة فقط‪ ،‬فسنأكل‬ ‫ن‬
‫بإمكاب جمع‬ ‫فقط للفوز ن نبي ن‬
‫الي‪ .‬إذا كان‬
‫ٌ‬
‫التحام جماىع‪ ،‬فقد ر‬
‫ي‬
‫اشيك فيه»‪ .‬حجم‬ ‫ي‬ ‫كالملوك لمدة عام «إذا كان هنالك‬
‫الجماىع مما‬
‫ي‬ ‫وقوة دانك من شأنها أن تخدمه بشكل أفضل ن يف اللتحام‬
‫كانت ستخدمه نف مضامي ن ن‬
‫اليال‪.‬‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫جماىع يف حفل زفاف يا‬ ‫ٌ‬
‫«ليس من المألوف أن يكون هنالك التحام‬
‫ي‬
‫سيدي»‪.‬‬
‫«ولكن من المألوف أن تكون هناك وليمة‪ .‬لدينا طريق طويل لنقطعه‪ِ .‬ل َم‬
‫مرة واحدة؟»‪.‬‬‫ل ننطلق وبطوننا ممتلئة ّ‬

‫‪18‬‬
‫كانت الشمس منخفضة ن يف الغرب بحلول الوقت الذي ر َأيا فيه البحية‪،‬‬
‫والذهت‪ ،‬وساطعة كصفيحة من النحاس‬ ‫باللوني األحمر‬ ‫ن‬ ‫ومياهها تلمع‬
‫ي‬ ‫َ‬
‫المطروق‪ .‬وعندما لمحا أبراج الحانة فوق بعض أشجار الصفصاف‪ ،‬ارتدى‬
‫سيته المتعرقة مرة أخرى وتوقف لرش بعض الماء عىل وجهه‪.‬‬ ‫دانك ر‬
‫وغسل غبار الطريق قدر استطاعته ومرر أصابعه المبللة عي شعره الكثيف‬
‫بالشمس‪ .‬لم يكن هنالك ر‬ ‫ّ‬
‫سء يمكنه فعله حيال حجمه‪ ،‬أو‬ ‫الموخوط‬
‫َّ‬ ‫ي‬ ‫ِر ى‬
‫الت علمت عىل خده‪ ،‬لكنه أراد أن يقلل من مظهر الفارس الضاري‬ ‫الندبة ي‬
‫قاطع الطريق‪.‬‬
‫ممتد وواسع‪ّ ،‬‬ ‫ٌ‬
‫دة باألخشاب‬ ‫مشي ٍ‬ ‫كانت الحانة أكي مما كان يتوقع‪ ،‬مكان‬
‫ووضع طريق من األلواح‬ ‫مبت عىل أعمدة فوق الماء‪ُ .‬‬ ‫وذات أبراج‪ ،‬نصفها ن ٌّ‬
‫ي‬ ‫ِ‬
‫العبارة‪ ،‬لكن ل َّ‬
‫حت مرس َّ‬ ‫العريضة فوق ضفة البحية الموحلة ر‬ ‫َّ‬
‫العبارة ول‬
‫رجالها كانوا ن يف المكان‪ .‬عىل الجانب اآلخر من الطريق كان هنالك إسطبل‬
‫جدار من الحجر الجاف بالفناء‪ ،‬لكن البوابة‬ ‫ٌ‬ ‫ويحيط‬ ‫مسقوف بالقش‪ُ .‬‬ ‫ٌ‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫رن‬
‫«اعي‬ ‫وحوضا للري‪ .‬وقال دانك ليغ‬ ‫وجدا ً‬
‫بيا‬ ‫كانت مفتوحة‪ .‬ن يف الداخل‪،‬‬
‫كثيا‪ .‬سأسأل عن بعض الطعام»‪.‬‬ ‫ترسب ً‬ ‫بالحيوانات‪ ،‬لكن احرص عىل أل ر‬
‫وجد صاحبة الحانة تكنس السلم‪ .‬وسألته المرأة «هل أتيت من أجل‬
‫العبارة؟ لقد فات األوان‪ .‬الشمس بدأت تغرب‪ ،‬ول يحب نيد العبور ليًل‬ ‫ّ‬
‫بدرا‪ .‬سيعود ن يف الصباح الباكر»‪.‬‬ ‫إل إذا كان القمر ً‬
‫ً‬
‫ثمنا؟»‪.‬‬ ‫ن‬
‫تعرفي كم يطلب‬ ‫«هل‬
‫وعرسة لخيولكم»‪.‬‬ ‫«ثالث بنسات لكل واحد منكم‪ ،‬ر‬
‫«لدينا حصانان وبغل»‪.‬‬
‫أيضا»‪.‬‬ ‫عرسة للبغال ً‬ ‫«إنها ر‬
‫أكي مما كان يأمل أن‬ ‫وثالثي‪ ،‬ر‬
‫ن‬ ‫جمع دانك المبلغ ن يف رأسه ووصل لستة‬
‫بنسي‪ ،‬وستة للخيول»‪.‬‬‫ن‬ ‫«ف آخر مرة عي ُت بها كان المبلغ فقط‬ ‫ي‬
‫ُينفقه ن‬
‫ن‬
‫«ناقش هذا مع نيد‪ ،‬ل شأن يّل يف هذا‪ .‬إذا كنت تبحث عن فراش‪ ،‬فليس‬
‫شاوب وكوستاين حاشيتهما‪ .‬الحانة‬ ‫ن‬ ‫أحرص اللوردين‬ ‫لدي ما أقدمه لك‪ .‬لقد ن‬
‫ي‬
‫ممتلئة حد النفجار»‪.‬‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫«هل اللورد پيك هنا أيضا؟»‪ .‬وفكر‪ :‬لقد قتل مرافق السي أرلن «كان مع‬
‫الكمنج»‪.‬‬
‫ي‬ ‫اللورد كوكشاو وجون‬

‫‪19‬‬
‫«أخذهم نيد للجانب األخر ن يف آخر رحلة له»‪ .‬تفحصت دانك من رأسه اّل‬
‫أخمص قدميه «هل أنت من ضمن مجموعتهم؟»‪.‬‬
‫ُ‬
‫تخرج من‬ ‫سء»‪ .‬كانت رائحة طيبة‬ ‫«التقينا بهم عىل الطريق‪ ،‬هذا كل ر‬
‫ي‬
‫نوافذ الحانة‪ ،‬مما جعل فم دانك يسيل «قد نود ً‬
‫بعضا مما تشوينه‪ ،‬إذا لم‬
‫مكلفا للغاية»‪.‬‬ ‫ً‬
‫يكن‬
‫ً ُ ّ‬ ‫ن‬
‫وقالت المرأة «إنه ن‬
‫خيير بري‪ ،‬متبل جيدا ويقدم مع البصل والفطر واللفت‬
‫المهروس»‪.‬‬
‫«يمكننا الستغناء عن اللفت‪ .‬بضعة رشائح من الخ ن نيير الي ّي وإبريق من‬
‫ستطلبي مقابل ذلك؟ وربما‬ ‫ن‬ ‫ستف بغرضنا‪ .‬كم‬ ‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ن‬
‫البت الجيد خاصتكم ن ي‬ ‫المزر ي‬
‫يمكننا الحصول عىل مكان يف أرضية اسطبلكم للنوم خالل الليل؟»‪.‬‬
‫كانت هذه غلطة «السطبالت للخيول‪ .‬لهذا نسميهم اسطبالت‪ .‬أنت كبي‬
‫مي فقط»‪ .‬وجرفت‬ ‫لكنت ل أرى لك إل قد ن‬ ‫كحصان‪ ،‬أقر لك بهذا‪ ،‬ن‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫مت إطعام كل الممالك‬ ‫ن‬
‫مكنستها يف وجهه إلبعاده ن«ل يمكن أن ي ًتوقع ي‬
‫أجعل اللوردات يقولون بأن‬ ‫َ‬ ‫لضيوف‪ ،‬ومزري أيضا‪ .‬لن‬ ‫ي‬ ‫الي‬ ‫ير‬ ‫السبع‪ .‬ن ن‬
‫الخي‬
‫ي‬
‫‪.‬‬
‫الطعام والمزر نفذا من عندي قبل أن يشبعوا البحية مليئة باألسماك‪،‬‬
‫المحتالي اآلخرين يخيمون بالقرب من جذوع األشجار‪.‬‬ ‫ن‬ ‫وستجد بعض‬
‫تثق بهم «قد‬ ‫تثق بهم»‪ .‬وأوضحت نيتها أنها ل ُ‬ ‫فرسان متجولون‪ ،‬إذا كنت ُ‬
‫ً‬
‫يكون لديهم طعام ليشاركونه‪ .‬ل شأن يّل ن يف ذلك‪ .‬ارحل بعيدا اآلن‪ ،‬لدي‬
‫حت‬ ‫عمل ألنجزه»‪ .‬أغلقت الباب بخبطة قوية خلفها‪ ،‬قبل أن يفكر دانك ر‬
‫أن يسألها أين قد يجد هذه الجذوع‪.‬‬
‫سف الخيول‪ ،‬ينقع قدميه ن يف الماء وي هوي‬ ‫ي‬
‫جالسا عىل حوض ر‬ ‫ً‬ ‫وجد ايغ‬
‫خي ًيرا يا سيدي؟ أشم رائحة لحم‬ ‫ن‬
‫وجهه بقبعته المرنة الكبية «هل يشوون ن‬
‫خيير»‪.‬‬ ‫نن‬
‫خي ًيرا عندما يكون‬ ‫«خيير بري‪ ،‬ولكن من يريد ن ن‬ ‫قال دانك بصوت كئيب ن ن‬
‫مملح لذيذ؟»‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ٌّ‬
‫بقري‬ ‫لديه لحم‬
‫حذاب بدال من ذلك يا‬ ‫يمكنت من فضلك أن آكل‬ ‫ن‬ ‫«هل‬ ‫ايغ‬ ‫وجه‬ ‫م‬ ‫و َّ‬
‫تجه‬
‫ي‬ ‫ًي‬
‫أكي سماكة»‪.‬‬ ‫جديدا من لحم البقر المملح‪ .‬إنه ر ُ‬ ‫زوجا‬ ‫سيدي؟ سأصنع ً‬
‫قال دانك محاوَل أل يبتسم «ل‪ .‬ل يمكنك أن تأكل حذائك‪ .‬ولكن كلمة‬
‫قبضت‪ .‬أخرج قدميك من هذا الحوض»‪.‬‬ ‫ر‬ ‫واحدة إضافية بعدها وستأكل‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫سفلية «اسحب بعضا‬ ‫ّ‬ ‫اوية‬
‫وجد خوذته الكبية عىل البغل ورماها إّل ايغ بز ٍ‬
‫ّ‬
‫من الماء من البي ونقع اللحم البقري»‪ .‬كان اللحم البقري ليكرس أسنانك ما‬

‫‪20‬‬
‫ن َّ‬
‫حي ُينقع ن يف المزر‪ ،‬لكن الماء‬ ‫لفية طويلة‪ .‬يكون طعمه أفضل‬ ‫لم تنقعه ر‬
‫ُ‬
‫أرغب بأن أتذوق‬ ‫أيضا‪ ،‬لست‬ ‫الس رف ً‬
‫سيف بالغرض «ل تستخدم حوض َّ‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫قدميك»‪.‬‬
‫حسن الطعم يا‬‫يحر ُك أصابع قدميه «قدماي ل يمكن إل أن ُت ّ‬ ‫قال ايغ وهو ّ‬
‫سيدي»‪ .‬ولكنه فعل ما ُطلب منه‪.‬‬

‫ن‪َ .‬‬
‫وه‬
‫ي‬ ‫انهم‬ ‫ني‬ ‫ايغ‬ ‫لمح‬ ‫لم يكن من الصعب العثور عىل الفرسان المتجولي‬
‫تومض ن يف الغابة عىل طول شاط البحية‪ ،‬واتجها نحوها‪ ،‬وهما يقودان‬
‫الصت خوذة دانك تحت ذراع واحده‪،‬‬ ‫ي‬ ‫الحيوانات وراءهما‪ .‬حمل‬
‫تتخضخض مع كل خطوة يخطوها‪ .‬بحلول ذلك الوقت كانت الشمس‬ ‫ُ‬
‫ذكرى حمراء ن يف الغرب‪ .‬وشعان ما بدأت األشجار بالتساع‪ ،‬ووجدا‬
‫ً‬
‫بستانا من الويروود‪ .‬لم َ‬
‫يبق‬ ‫نفسيهما فيما كان يجب أن يكون ن يف السابق‬
‫منه سوى حلقة من جذوع األشجار البيضاء ومجموعة متشابكة من جذور‬
‫الت كانت األشجار قائمة عليها عندما حكم‬ ‫ر‬
‫ظهر األماكن ي‬ ‫شاحبة كالعظام ُلت‬
‫ر‬
‫ويسيوس‪.‬‬ ‫أطفال الغابة ن يف‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫َ‬ ‫نَ‬
‫حفرة نار‪ ،‬ويمرران‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫قرب‬‫بال‬ ‫مقرفصي‬ ‫رجلي‬ ‫ا‬‫وجد‬ ‫وبي جذوع الويروود‬
‫قربة نبيذ من يد إّل يد‪ .‬كانت خيولهما تجتث عىل العشب خلف البستان‪،‬‬
‫ُ ّ‬
‫وقد كدست تروسهما ودروعهما ن يف أكوام مرتبة‪ .‬جلس رجل أصغر ن يف السن‬
‫‪21‬‬
‫َ‬ ‫الثني اآلخرين‪ ،‬وظهره عىل شجرة كستناء‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ً‬
‫وصاح دانك بصوت‬ ‫بعيدا عن‬
‫ً‬
‫مبتهج «أهًل بكم أيها السادة»‪ .‬لم يكن من الحكمة أبدا أن تفاخ رجاَل‬
‫والفت اسمه ايغ‪ .‬هل يمكننا‬ ‫ر‬ ‫اسم السي دانكن الطويل‪.‬‬ ‫مسلحي «أنا‬ ‫ن‬
‫ي‬
‫مشاركة نيانكم؟»‪.‬‬
‫َ ّ‬ ‫بدين نف منتصف العمر ليحييهم‪ ،‬مر ً‬ ‫ٌ‬ ‫َ‬
‫تديا مالبس مرقعة‪.‬‬ ‫ٌ ي‬ ‫نهض رجل‬
‫َ ُ‬
‫وأحاطت شعيات بلون الزنجبيل الفاقع وجهه «شرنا بلقائكما يا سي‬
‫أيضا‪ .‬ايغ‪ ،‬أليس‬ ‫ومرحب بك بالتأكيد‪ ،‬وصبيك ً‬ ‫ٌّ‬ ‫دانكن‪ .‬أنت شخص كبي‪...‬‬
‫ُ‬
‫كذلك؟ ما نوع هذا السم يا ترى؟»‪.‬‬
‫يع نضورة عدم البوح بأن ايغ هو‬ ‫«اسم مخترص يا سيدي»‪ .‬كان ايغ ي‬
‫اختصار لسم ايغون‪ .‬ليس لرجال ل يعرفهم «بالفعل‪ .‬ما الذي حدث‬
‫لشعرك؟»‪.‬‬
‫ى‬
‫الصت‪.‬‬
‫ي‬ ‫أيها‬ ‫الجذور‬ ‫ديدان‬ ‫كانت‬ ‫بأنها‬ ‫ه‬‫أخي‬ ‫‪.‬‬‫الجذور‬ ‫ديدان‬ ‫‪:‬‬ ‫دانك‬ ‫ر‬ ‫وفك‬
‫الت ً‬ ‫أمانا‪ ،‬الحكاية ر‬ ‫ً‬ ‫كانت هذه ه الحكاية ر‬
‫غالبا ما يقولنها‪ ...‬عىل‬ ‫ً ي‬ ‫األكي‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫الرغم من أن ايغ يقرر أحيانا بأن يلعب بعضا من األلعاب الطفولية‪.‬‬
‫ّ‬
‫فروسي ر يت»‪.‬‬ ‫ً‬
‫حليقا ر‬ ‫«لقد حلقته يا سيدي‪ .‬أنوي أن ر‬
‫حت أكسب‬ ‫أبف‬
‫ٌ‬
‫الضباب‪ .‬تحت شجرة الكستناء‬ ‫ي‬ ‫المستنقع‬ ‫قط‬ ‫كايل‪،‬‬ ‫السي‬ ‫أنا‬ ‫‪.‬‬ ‫نبيل‬ ‫د‬ ‫«تعه‬
‫هناك يجلس السي جليندون‪ ،‬آه‪ ،‬بول‪ .‬وهنا لديك السي ماينارد پلوم‬
‫الطيب»‪.‬‬ ‫ّ‬
‫ٌ‬ ‫ن‬ ‫ُ‬
‫قريب من اللورد‬ ‫ذب ايغ لمسمع السم «پلوم‪ ...‬هل أنت‬ ‫انتصبت أ ي‬
‫فسييس پلوم يا سيدي؟»‪.‬‬
‫ن‬ ‫ً‬ ‫ر‬
‫كتفي‬ ‫واعيف السي ماينارد «من بعيد»‪ .‬كان رجًل طويًل ونحيفا وذو‬
‫حرصة‬‫أنت أشك بأن ن‬ ‫كت ناب طويل أملس «عىل الرغم من ن‬ ‫منحنيتي‪ ،‬وشعر ّ‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫سيعيف بذلك‪ .‬قد يقول البعض بأنه من اليقوق الحلو‪ ،‬بينما أنا من‬ ‫ر‬ ‫اللورد‬
‫بنفسجيا كلون اسمه‪ ،‬لكن حوافه تآكلت وكان‬ ‫ً‬ ‫الحامض»‪ .‬كان معطف پلوم‬
‫ٌ‬ ‫مصبوغا بال مهارة‪َّ .‬‬ ‫ً‬
‫دبوس من اللؤلؤ القمري عىل الكتف‪ ،‬كبي كبيضة‬ ‫وثبته‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫وقميصا من الجلد المبقع‬ ‫دجاجة‪ .‬عدا ذلك‪ ،‬كان قد ارتدى شواَل خشنا‬
‫البت‪.‬‬ ‫ن‬
‫باللون ي‬

‫‪22‬‬
‫ٌّ‬
‫بقري مملح»‪.‬‬ ‫قال دانك «لدينا لحم‬
‫قال كايل القط «السي ماينارد لديه كيس من التفاح‪ ،‬ولدي مخلل البيض‬
‫معا لدينا ما يصنع وليمة! تفضل بالجلوس يا سيدي‪ .‬لدينا‬ ‫عجبا‪ً ،‬‬
‫ً‬ ‫والبصل‪.‬‬
‫حت‬ ‫ر‬
‫سنبف هنا ر‬ ‫مجموعة رائعة من جذوع األشجار لتناسب راحتك‪.‬‬
‫ّ‬
‫حدس‪ .‬هنالك عبارة واحدة فقط‪ ،‬ي‬
‫وه‬ ‫ي‬ ‫منتصف الصباح‪ ،‬إذا لم يخىط‬
‫ن‬
‫جميعا‪ .‬يجب أن يعي اللوردات ومن معهم‬‫ً‬ ‫يكف لنقلنا‬
‫ليست كبية بما ي‬
‫أوال»‪.‬‬
‫«ساعدب بالخيول»‪ً .‬‬
‫ومعا نزعا شج (رعد)‪ ،‬و(مطر)‪،‬‬ ‫ن‬ ‫قال دانك ليغ‬
‫ي‬
‫ر‬
‫و(مايسي)‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫وفقط عندما أطعمت الحيوانات وأسقيت وق ّيدت لليلة‪ ،‬قبل دانك قربة‬
‫ر‬
‫«حت النبيذ الحامض‬ ‫الت قدمها له السي ماينارد‪ .‬وقال كايل القط‬ ‫ر‬
‫النبيذ ي‬
‫‪23‬‬
‫سنرسب أفضل أنواع النبيذ المعتق ن يف (الجدران‬ ‫أفضل من ل رسء‪ ،‬ر‬
‫ي‬
‫البيضاء)‪ .‬يقال بأن اللورد بيويل لديه أفضل أنواع النبيذ شمال (الكرمة)‪.‬‬ ‫ر‬
‫رجل ر ٌّ‬ ‫سابقا‪ ،‬كما كان جده قبله‪ ،‬ويقال بأنه ٌ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫تف عالوة‬ ‫ي‬ ‫للملك‬ ‫ا‬‫يد‬ ‫لقد كان‬
‫وغت جدا»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عىل ذلك‪ ،‬ن‬
‫ّ‬ ‫ي‬
‫فيض عليه أن يتخذ نض ًعا‬ ‫وقال ماينارد پلوم «ثروته كلها من األبقار‪ُ ،‬ي ر‬
‫ً‬
‫شعار له‪ .‬آل ربيويل هؤلء لديهم حليب يرسي ن يف عروقهم‪ ،‬وآل‬ ‫ٍ‬ ‫منتفخا ك‬
‫ً‬
‫وجامع‬
‫ي‬ ‫الماشية‬ ‫للصوص‬ ‫ا‬ ‫زفاف‬ ‫فراي ليسوا أفضل منهم‪ .‬سيكون هذا‬
‫ن‬
‫التني‬ ‫عمالت كبي اّل آخر‪ .‬عندما ثار‬ ‫الرصائب‪ ،‬حيث ينضم ُم ُ‬
‫قرقع‬ ‫ن‬
‫ٍ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫األسود‪ ،‬أرسل لورد األبقار هذا ابنا واحدا إّل دايمون واآلخر إّل دايرون‪،‬‬
‫ى‬
‫أحد من آل ربيويل ن يف الجانب الفائز‪ .‬كالهما لقيا حتفهما‬ ‫ٍ‬ ‫وجود‬ ‫من‬ ‫د‬ ‫ليتأك‬
‫وتوف أصغر أبناءه يف الربيع‪ .‬ولهذا قرر هذه‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن يف حقل العشب األحمر‪،‬‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫الزيجة الجديدة‪ .‬ما لم تعطه هذه الزوجة الجديدة ابنا‪ ،‬فسيموت اسم‬
‫ربيويل معه»‪.‬‬
‫وشحذ السي جليندون بول سيفه ّ‬ ‫َ‬
‫مرة أخرى بحجر‬ ‫«وهذا ما يجب»‪.‬‬
‫المشحذ «المحارب يكره الجبناء»‪.‬‬
‫جعل الزدراء ن يف صوته دانك يتفحص الشاب بنظرة أقرب‪ .‬كانت مالبس‬
‫ويش مظهرها‬ ‫السي جليندون من قماش جيد‪ ،‬لكنها بالية وغي متناسبة‪ ،‬ر‬
‫ي‬
‫البت الغامق للخارج من تحت‬ ‫بأنها رخيصة‪ .‬وبرز َت خصالت من الشعر ن‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫قصيا ومكتيا‪ ،‬وله عينان صغيتان‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ً‬ ‫خوذته الحديدية القصية‪ .‬كان ر‬
‫الفت‬
‫قريبتان من بعضهما‪ ،‬وكتفان غليظان‪ ،‬وذراعان شديدتان‪ .‬كانا حاجباه‬
‫موسم ربيع ُممطر‪ ،‬وأنفه منتفخ‪ ،‬وذقنه بارز‪ .‬وكان‬ ‫ِ‬ ‫أشعثان مثل يرقات بعد‬
‫عرسة ً‬ ‫وفكر دانك‪ :‬قد يكون ذو ستة ر‬ ‫ى‬ ‫ًّ‬
‫عاما‪ .‬ولكنه ل يزيد عن ثمانية‬ ‫شابا‪.‬‬
‫افقا لول أن السي كايل أطلق عليه ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫فارسا‪ .‬وكان‬ ‫ليحس ُبه مر‬ ‫عرسة‪ .‬كان دانك‬ ‫ر‬
‫للفت بثور عىل خديه بدال من الشوارب‪.‬‬ ‫ر‬
‫مت وأنت فارس؟»‪.‬‬ ‫وسأله دانك «منذ ر‬
‫بت السي‬ ‫نص ن‬ ‫«منذ رفية كافية‪ .‬سأكمل نصف عام عندما يكتمل القمر‪ .‬لقد ّ‬
‫ي‬
‫فارسا‪ ،‬وشهدت دستتان من‬ ‫مورجان دونستابل من (شاللت الحاوي) ً‬
‫ولدب‪ .‬لقد ركبت‬ ‫ر‬ ‫ولكنت كنت أتدرب عىل الفروسية منذ‬ ‫ن‬ ‫نصيب‪،‬‬ ‫الناس ّ‬
‫الت‬
‫ي‬
‫أمش‪ ،‬يوأسقطت سن رجل بالغ من رأسه قبل أن أفقد أياً‬ ‫حصانا قبل أن ر‬ ‫ً‬
‫ٍ‬ ‫ن‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫أسناب‪ .‬أنوي أن أصنع يّل صيتا يف (الجدران البيضاء) وأفوز ببيضة‬ ‫ي‬ ‫من‬
‫ن‬
‫التني»‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫حقا؟»‪ .‬لقد مات آخر ن‬ ‫ً‬ ‫ن‬
‫تني منذ‬ ‫ه جائزة البطل؟‬ ‫«بيضة التني؟ أهذه ي‬
‫نصف قرن‪ .‬كان السي أرلن قد رأى ذات مرة مجموعة من بيضها‪ .‬وقال‬
‫الرجل العجوز لدانك‪ :‬لقد كانت صلبة كالحجر‪ ،‬لكنها جميلة المنظر‬
‫تني؟»‪.‬‬‫«كيف أمكن للورد ربيويل أن يحصل عىل بيضة ن‬
‫وقال السي ماينارد پلوم «قدم الملك ايغون البيضة لوالد أبيه بعد أن‬
‫استضافه ليلة ن يف قلعته القديمة»‪.‬‬
‫وسأل دانك «هل كانت مكافأة لفعل شجاع ما؟»‪.‬‬
‫وضحك السي كايل «قد يسميها البعض بذلك‪ُ .‬يقال بأن اللورد ربيويل‬
‫السابق كان لديه ثالث بنات صغيات عذراوات عندما جاء جاللته إليه‪.‬‬
‫َ‬
‫ملكيي ن يف بطونهن الصغية‪ .‬كان‬ ‫ن‬ ‫ٌ‬
‫نغول‬ ‫ّ‬
‫لثالثتهن‬ ‫وبحلول الصباح‪ ،‬أصبح‬
‫هذا عمل ليلة ساخنة»‪.‬‬
‫ضاجع‬‫َ‬ ‫سمع دانك مثل هذه األحاديث من قبل‪ .‬كان ايغون الغي جدير قد‬
‫نصف عذراوات البالد وأنجب الكثي من النغول منهن عىل ما يبدو‪ .‬واألسوأ‬
‫وضيع‬ ‫جميعا عىل فراش موته‪.‬‬ ‫ً‬ ‫من ذلك‪ ،‬أن الملك القديم قد رشعهم‬
‫ي‬
‫المولد الذين ُولدوا لخادمات الحانات‪ ،‬والعاهرات‪ ،‬وبنات الرعاة‪ ،‬والنغول‬
‫جميعا نغوَل للملك‬ ‫ً‬ ‫العظماء الذين كانت أمهاتهم نبيالت المولد «سنكون‬
‫القديم ايغون إذا كانت نصف هذه الحكايات صحيحة»‪.‬‬
‫وقال السي ماينارد ساخ ًرا «ومن قال بأننا لسنا كذلك؟»‪.‬‬
‫تأب معنا إّل (الجدران البيضاء) يا سي‬ ‫ر‬
‫وقال السي كايل بإلحاح «عليك أن ي‬
‫دانكن‪ ،‬من المؤكد أن حجمك سيلفت انتباه بعض اللوردات‪ .‬وقد تجد‬
‫سيحرص جوفري كازويل حفل‬ ‫ن‬ ‫أنت سأفعل‪،‬‬ ‫خدمة جيدة هنالك‪ .‬أعلم ن‬
‫ي‬
‫الزفاف هذا‪ ،‬سيد (جرس العلقم)‪ .‬عندما كان ن يف الثالثة من عمره صنعت له‬
‫اخرصاري كنت‬ ‫سيفه األول‪ .‬نحته من خشب الصنوبر ليناسب يده‪ .‬نف أيام ن‬
‫ي‬
‫بسيف ألبيه»‪.‬‬‫ن‬ ‫ا‬ ‫ُم ً‬
‫قسم‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫وسأل السي ماينارد «هل كان سيفك ذاك منحوتا من خشب الصنوبر‬
‫أيضا؟»‪.‬‬‫ً‬
‫ى‬
‫تحىل كايل القط بالسماحة ليضحك «كان ذلك السيف من الفولذ الجيد‪،‬‬
‫ً‬
‫أؤكد لك‪ .‬سأكون سعيدا لستعماله مرة أخرى ن يف خدمة القنطور‪ .‬سي‬
‫اليالت بالرمح‪ ،‬انضم إلينا ن يف‬ ‫ترغب بالمشاركة نف ن ن‬
‫ي‬
‫ُ‬ ‫حت إذا لم تكن‬ ‫دانكن‪ ،‬ر‬
‫وليمة الزفاف‪ .‬سيكون هنالك مغنون وموسيقيون وب هلوانيون وحواة وفرقة‬
‫من األقزام الهز ن‬
‫ليي»‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫وقال دانك مقط ًبا وجهه «أمامنا أنا وايغ رحلة طويلة‪ .‬نحن متجهون شماَل‬
‫وينيفيل)‪ .‬اللورد بيون ستارك يجمع السيوف ليطرد الكراكنات من‬ ‫إّل ( ر‬
‫شواطئه إّل األبد»‪.‬‬
‫ً‬
‫وقال السي ماينارد «الجو هنالك بارد جدا بالنسبة يّل‪ ،‬إذا كنت تريد قتل‬
‫لنسي يقومون ببناء السفن للرد عىل‬ ‫ر‬ ‫الكراكنات فاذهب إّل الغرب‪ .‬فآل‬
‫الحديديي ن يف عقر جزرهم‪ .‬هكذا تضع نهاية لداجون‬‫ن‬ ‫هجوم الرجال‬
‫ً‬
‫نفعا‪ ،‬فقط عليه أن ُيفلت عائدا إّل‬ ‫غرايجوي‪ِ .‬قتاله عىل اليابسة لن ُيجدي ً‬
‫البحر‪ .‬عليك أن تغلبه ن يف الماء»‪.‬‬
‫ي ن يف البحر لم‬ ‫كانت تلك ه الحقيقة‪ ،‬لكن احتمالية قتال الرجال الحديدي ن‬
‫ّ‬ ‫ي ى‬
‫وه تبحر‬ ‫يكن دانك ليتطلع إليها‪ .‬فقد جرب ذلك عىل (السيدة البيضاء)‪ ،‬ي‬
‫من دورن إّل (البلدة القديمة)‪ ،‬عندما ارتدى درعه ليساعد الطاقم عىل صد‬
‫بعض المغيين‪ .‬كانت المعركة فضيعة ودامية‪ ،‬وكاد أن يسقط ن يف الماء‪.‬‬
‫َ‬
‫لتكون نهايته‪.‬‬ ‫وكانت هذه‬
‫ً‬
‫وأعلن السي كايل القط «يجب أن يتعلم العرش درسا من آل ستارك وآل‬
‫لنسي‪ ،‬إنهم يقاتلون عىل األقل‪ .‬ماذا الذي يفعلونه آل تارغييان؟ يختت‬ ‫ر‬
‫عار خالل قاعات‬ ‫رً‬ ‫ر‬ ‫الملك ايريس ن‬
‫ويمش األمي ريجال نمتبخيا وهو ٍ‬ ‫ي‬ ‫بي كتبه‪،‬‬
‫واجما يف (قلعة الصيف)»‪.‬‬‫ً‬ ‫القلعة الحمراء‪ ،‬ويجلس األمي مايكار‬

‫‪26‬‬
‫ً‬
‫مرسورا‬ ‫ات تطفو ن يف الليل‪ .‬كان دانك‬
‫شار ٍ‬
‫كان ايغ يحث النار ً‬
‫بعصا ليطلق ر‬
‫وفكر‪ :‬ربما تعلم ً‬ ‫ى‬
‫أخيا أن يمسك لسانه‬ ‫لرؤيته يتجاهل ذكر اسم والده‪.‬‬
‫هذا‪.‬‬

‫الدام‪ ،‬إنه يد الملك‪ ،‬لكنه ل‬


‫ي‬ ‫نفش فأنا ألوم الغراب‬
‫ي‬ ‫وتابع السي كايل «عن‬
‫رُ‬ ‫ً‬
‫تنرس الكراكنات اللهب والرعب أعىل وأسفل (بحر‬ ‫يفعل شيئا‪ ،‬بينما‬
‫الغروب)»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وهز السي ماينارد كتفيه قائًل «إن عينه مثبتة عىل تايروش‪ ،‬حيث يجلس‬
‫يبف سفن‬ ‫المنف‪ ،‬ويتآمر مع أبناء دايمون بالكفاير‪ .‬لذلك ر‬
‫ن‬ ‫ف‬‫الفولذ األليم ن‬
‫ي‬ ‫ني‬
‫الملك قريبة يف متناول يده‪ ،‬لئال يحاولوا العبور»‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫قال السي كايل «نعم‪ ،‬من الممكن ذلك‪ ،‬لكن الكثي سيحبون بعودة‬
‫الت‬ ‫ر‬ ‫الفولذ األليم‪ .‬الغراب‬
‫الدام هو أصل كل مشاكلنا‪ ،‬الدودة البيضاء ي‬ ‫ي‬
‫تنخر ن يف قلب المملكة»‪.‬‬
‫متذكرا السپتون األحدب ن يف (السپت الحجري)‬ ‫ً‬ ‫عبس دانك بوجهه‪،‬‬ ‫و َ‬
‫«كلمات مثل هذه يمكن أن تكلف الرجل رأسه‪ .‬قد يقول البعض أنك‬
‫تتحدث عن خيانة»‪.‬‬
‫وسأل كايل القط «كيف من الممكن أن تكون الحقيقة خيانة؟ ن يف أيام‬
‫الملك دايرون‪ ،‬لم يكن الرجل يخاف التعبي عن رأيه‪ ،‬ولكن اآلن؟»‪ .‬وأطلق‬
‫الدام وضع الملك ايريس عىل العرش الحديدي‪،‬‬ ‫ساخرا «الغراب‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫نخيا‬
‫ّ‬ ‫ي‬
‫دموية‬ ‫ٌ‬
‫حرب‬ ‫مت؟ ايريس ضعيف‪ ،‬وعندما يموت ستكون هنالك‬ ‫ولكن إّل ر‬
‫بي اللورد ريڤرز واألمي مايكار من أجل التاج‪ ،‬اليد ضد الوريث»‪.‬‬ ‫ن‬
‫صديف‪،‬‬ ‫ر‬ ‫يا‬ ‫ايجل‬‫ر‬ ‫األمي‬ ‫نسيت‬ ‫«لقد‬ ‫خفيفة‬ ‫ة‬ ‫بني‬ ‫ماينارد‬ ‫السي‬ ‫ض‬ ‫اعي‬ ‫و ر‬
‫ي‬ ‫يأب بعد ايريس نف ّ‬ ‫ر‬
‫خط الوراثة‪ ،‬وليس مايكار‪ ،‬وأطفاله من بعده»‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫عجبا‪ ،‬أنا ل أحمل ضغينة اتجاهه‪ ،‬ولكن الرجل‬ ‫ً‬ ‫«رايجل ركيك العقل‪.‬‬
‫ً‬ ‫مفيدا ر‬‫ً‬
‫أكي لو مات‪ ،‬وتوأمه أيضا‪ ،‬لكن سواء ماتوا بسبب صولجان‬ ‫سيكون‬
‫الدام‪.»...‬‬
‫ي‬ ‫مايكار الشائك أو تعاويذ الغراب‬
‫وعال‬
‫ٍ‬ ‫مجلجل‬ ‫حي تحدث ايغ بصوت‬ ‫وفكر دانك‪ :‬فلينقذنا السبعة‪ .‬ن‬
‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫يرصه هو ول أبناءه»‪.‬‬ ‫جدا‪ .‬ولن ن‬ ‫«األمي مايكار هو أخ األمي رايجل‪ .‬ويحبه‬
‫فت‪ ،‬هؤلء الفرسان ل يريدون ًأيا من‬ ‫«صمتا يا ر‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مزمجرا‬ ‫وصاح دانك‬
‫آرائك»‪.‬‬
‫«يمكنت التحدث إذا أردت»‪.‬‬ ‫ن‬
‫ى‬ ‫ي‬
‫وفكر دانك‪ :‬فمك هذا سيجعلك ُ تقتل ً‬
‫يوما‬ ‫قال دانك «كال‪ .‬ل يمكنك»‪.‬‬
‫أيضا عىل األرجح‪.‬‬ ‫ما‪ .‬وأنا ً‬
‫لفية كافية عىل ما أعتقد‪ .‬رشيحة لكل‬ ‫«لقد ُن ّقع هذا اللحم البقري المملح ر‬
‫واحد من أصدقائنا‪ ،‬وكن ش ًيعا ن يف ذلك»‪.‬‬
‫الصت‪ .‬وبدال‬ ‫احمر وجه ايغ‪ ،‬ر‬ ‫ّ‬
‫قلب أن يرد عليه ن ي‬‫نبضة ٍ‬‫ً‬
‫وخش دانك لنصف‬
‫فت يف الحادية‬ ‫ساخطا كما يمكن ألي ر‬ ‫بنظرة متجهمة‪ ،‬كان‬ ‫من ذلك‪ ،‬ن َ‬
‫رض‬
‫ً‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬ ‫ي‬
‫عرس أن يكون ساخطا‪ .‬وقال «حسنا يا سيدي»‪ .‬وهو يلتقط اللحم من‬ ‫ر‬
‫داخل خوذة دانك‪ .‬لمع رأسه الحليق بحمرة ن يف ضوء النار وهو يوزع اللحم‬
‫البقري المملح‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫وانشغل بها‪ .‬وقد حول النقع اللحم من خشب إّل جلد‬ ‫َ‬ ‫أخذ دانك قطعته‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ً‬ ‫ل ر‬
‫الخيير‬ ‫أكي‪ .‬امتصه من إحدى الزوايا متذوقا الملح ومحاوَل أل يفكر يف‬
‫ُ‬
‫المشوي ن يف الحانة‪ ،‬وعصارته تطقطق ويقطر الدهن منه‪.‬‬
‫فضل‬ ‫ومع توغل الغسق‪ ،‬انطلق الذباب والعث القارص من البحية‪ّ .‬‬
‫الذباب أن ُيزعج خيولهم‪ ،‬لكن العث كان له شهية للحم اإلنسان‪ .‬كانت‬
‫ه الجلوس بالقرب من النار‪،‬‬ ‫الطريقة الوحيدة لتجنب التعرض للعض‬
‫ُ‬ ‫ي‪ُ :‬‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫قاطبا حاجبيه هل تطبخ أم تلتهم‪ ،‬واآلن هذا‬ ‫وتنفس الدخان‪ .‬وفكر دانك‬
‫واقيب من النار‪.‬‬‫خيار صعب‪ .‬وحك ذراعيه ر‬
‫حامضا ً‬
‫وقويا‪ .‬رشب‬ ‫ً‬ ‫شعان ما جاءت قربة النبيذ مرة أخرى‪ .‬كان النبيذ‬
‫الضباب) يتحدث عن‬ ‫ي‬ ‫دانك طويًل‪ ،‬ثم مرر القربة‪ ،‬بينما بدأ قط (المستنقع‬
‫كيف أنه أنقذ حياة سيد (جرس العلقم) خالل تمرد آل بالكفاير «عندما‬
‫حصاب والخونة ن يف كل مكان من‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫سقط حامل راية اللورد أرموند‪ ،‬قفزت من‬
‫حولنا—»‪.‬‬
‫وقال جليندون بول «سيدي‪ ،‬من هم هؤلء الخونة؟»‪.‬‬
‫«قصدت رجال بالكفاير»‪.‬‬
‫لمع ضوء النار عىل الفولذ الذي ن يف يد السي جليندون‪ .‬كانت البثور عىل‬
‫وجهه ملتهبة بلون أحمر كالقروح المفتوحة‪ ،‬وكل عصب فيه اشتد بإحكام‬
‫ن‬
‫التني األسود»‪.‬‬ ‫كوتر نشابية «لقد قاتل يأب ن يف صف‬ ‫َ‬
‫أحمر أم أسود؟ لم يكن سؤاَل تسأله لرجل‪.‬‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫ونخر دانك‪ :‬هذا مرة أخرى‪.‬‬
‫فكان دائما ما يسبب المتاعب «أنا متأكد من أن السي كايل لم يقصد أي‬
‫إهانة لوالدك»‪.‬‬
‫التني األحمر‬ ‫ن‬ ‫ووافق السي كايل عىل ذلك «ول أي إهانة‪ ،‬إنها حكاية قديمة‪،‬‬
‫جميعا إخوة‬ ‫ً‬ ‫فت‪ .‬نحن‬‫واألسود‪ .‬ليس من الحكمة أن نتقاتل عليها اآلن يا ر‬
‫متجولون هنا»‪.‬‬
‫بدا أن السي جليندون يزن كلمات القط ليى ما إذا كان يتعرض للسخرية‬
‫ً‬
‫«لم يكن دايمون بالكفاير خائنا قط‪ .‬لقد أعطاه الملك القديم السيف‪ .‬رأى‬
‫الجدارة ن يف دايمون رغم أنه ولد نغًل‪ .‬وإل لماذا وضع بالكفاير ن يف يده بدَل‬
‫أيضا‪ .‬كان دايمون هو الرجل‬ ‫من دايرون؟ كان ينوي أن تكون المملكة له ً‬
‫األفضل»‪.‬‬
‫حل الصمت‪ .‬كان بإمكان دانك أن يسمع طقطقة النار الخافتة‪ .‬وكان‬ ‫و ّ‬
‫يشعر بالعث يزحف عىل مؤخرة رقبته‪ ،‬وصفعه‪ ،‬وهو يراقب ايغ‪ ،‬آمًل أن‬

‫‪29‬‬
‫ً‬
‫صت‬
‫ي‬ ‫مجرد‬ ‫«كنت‬ ‫سيتحدث‬ ‫آخر‬ ‫أحد‬ ‫ل‬ ‫أن‬ ‫بدا‬ ‫عندما‬ ‫وقال‬ ‫‪.‬‬‫ساكنا‬ ‫يظل‬
‫ً‬ ‫عندما قاتلوا ف حقل العشب األحمر‪ ،‬ن‬ ‫ن‬
‫لكنت كنت مرافقا لفارس قاتل مع‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ن‬
‫التني األحمر‪ ،‬ولحقا خدمت آخرا حارب لألسود كان هنالك رجال‬
‫ن‬
‫الجانبي»‪.‬‬ ‫شجعان عىل كال‬
‫ردد كايل القط بصوت خافت قليًل «رجال شجعان»‪.‬‬ ‫و ّ‬
‫حت يتمكن كل منهم من رؤية الشعار المرسوم‬ ‫وأدار جليندون بول ترسه‪ ،‬ر‬
‫باللوني األحمر واألصفر عىل خلفية‬ ‫ن‬ ‫عليه «بل أبطال»‪ .‬كرة نارية متوهجة‬
‫سوداء كالليل «لقد جئت من دم بطل»‪.‬‬
‫وقال ايغ «أنت ابن الكرة النارية»‪.‬‬
‫كانت تلك أول مرة يرون فيها ابتسامة السي جليندون‪.‬‬
‫الصت عن كثب «كيف يمكن أن تكون؟ كم‬ ‫ي‬ ‫تفحص السي كايل القط‬
‫كويني بول—»‪.‬‬ ‫رن‬ ‫عمرك؟ لقد مات‬
‫داخىل يعيش‬
‫ي‬ ‫ولدب‪ ،‬ولكنه ن يف‬‫ي‬
‫ر‬ ‫أكمل الجملة السي جليندون قائًل «—قبل‬
‫ن‬
‫جميعا يف (الجدران البيضاء)‪،‬‬‫ً‬ ‫ودس سيفه ن يف غمده «سأريكم‬ ‫َّ‬ ‫مرة أخرى»‪.‬‬
‫ن‬
‫التني»‪.‬‬ ‫عندما أفوز ببيضة‬

‫‪30‬‬
‫أثبت اليوم التاّل صحة نبوءة السي كايل‪ .‬لم يكن مركب نيد ً‬
‫كبيا بما فيه‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫الكفاية لستيعاب كل أولئك الذين رغبوا يف العبور‪ ،‬لذلك يجب عىل‬
‫وشاوب العبور أوال مع حاشيتهما‪ .‬تطلب ذلك عدة‬ ‫ن‬ ‫اللوردين كوستاين‬
‫ي‬
‫أكي من ساعة‪ .‬كانت هنالك السهول‬ ‫رحالت‪ ،‬استغرقت كل واحدة منها ر‬
‫الت سيتم إنزالها عىل‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫الت يجب مواجهتها‪ ،‬والخيول والعربات ي‬ ‫الطينية ي‬
‫األلواح الخشبية‪ ،‬وتحميلها عىل القارب‪ ،‬وتفريغها مرة أخرى عىل الجانب‬
‫لوردات عىل‬
‫ٍ‬ ‫أكي عندما دخال ن يف نزاع‬
‫اآلخر للبحية‪ .‬أبطأ اللوردان األمور ر‬
‫احتج بأنه أفضل ً‬
‫نسبا‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ًّ‬ ‫ن‬
‫شاوب األكي سنا‪ ،‬لكن كوستاين‬
‫ي‬ ‫األسبقية‪ .‬كان‬

‫‪31‬‬
‫سء يمكن أن يفعله دانك حيال ذلك سوى أن ينتظر‬ ‫ر‬
‫لم ريكن هنالك ي‬
‫حذاب»‪.‬‬ ‫ويحي‪ .‬وقال ايغ «يمكننا أن نذهب أوال إذا سمحت يّل باستخدام‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫ن‬
‫وشاوب‬
‫ي‬ ‫أجاب دانك «نستطيع‪ ،‬لكننا لن نفعل‪ .‬اللوردين كوستاين‬
‫موجودان هنا من قبلنا‪ .‬باإلضافة اّل أنهما لوردات»‪.‬‬
‫وتجهم وجه ايغ «لوردات متمردين»‪.‬‬
‫عبس دانك بوجهه «ماذا تقصد؟»‪.‬‬
‫ن‬ ‫ً‬ ‫ن‬
‫شاوب بصفه‪ ،‬ووالد‬ ‫ي‬ ‫التني األسود‪ .‬حسنا‪ ،‬كان اللورد‬ ‫«لقد كانوا بصف‬
‫اللورد كوستاين‪ .‬اعتدت أنا وايمون خوض المعركة عىل طاولة المايسير‬
‫شعار كوستاين مقسم‬ ‫ُ‬ ‫مرسومي ورايات صغية‪.‬‬ ‫ن‬ ‫الخرصاء بجنود‬ ‫ن‬ ‫ميالكوين‬
‫اّل أرب ع‪ ،‬ربعان فيهما كأس فضية عىل خلفية سوداء والربعان اآلخران‬
‫عليهما وردة سوداء عىل خلفية ذهبية‪ .‬تلك الراية كانت يسار جيش‬
‫ً‬
‫متأثرا‬ ‫شاوب مع الفولذ األليم ن يف الميمنة‪ ،‬وكاد أن يموت‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫دايمون‪ .‬كان‬
‫بجراحه»‪.‬‬
‫منقىص‪ .‬هما هنا اآلن‪ ،‬أليس كذلك؟ لذا فقد ركعا‪ ،‬وعفا‬ ‫ن‬ ‫«تاري خ قديم‬
‫ي‬
‫عنهما الملك دايرون»‪.‬‬
‫«نعم‪ ،‬ولكن—»‪.‬‬
‫الصت «أمسك لسانك»‪.‬‬ ‫شفت‬ ‫أغلق دانك ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫وأمسك ايغ لسانه‪.‬‬
‫ف مبتعدة ر‬ ‫ُ‬
‫شاوب تجد ُ‬ ‫ن‬
‫حت ظهر اللورد‬ ‫ي‬ ‫لم تكد آخر حمولة قارب من رجال‬
‫والليدي سمولوود عند المرفأ مع حاشيتهما‪ ،‬لذا فعليهم النتظار مرة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫المتجولي تلك الليلة‪ ،‬كان من السهل توقع ذلك‪ .‬احتفظ‬ ‫ن‬ ‫لم تستمر رفقة‬
‫ًّ‬
‫السي جليندون بصحبته لنفسه‪ ،‬حيث كان صعب المراس وشكاكا‪ .‬ر‬
‫افيض‬
‫كايل القط أنه سيحل منتصف النهار قبل أن ُيسمح لهم بالصعود عىل‬
‫ى‬ ‫َ‬
‫فصل نفسه عن اآلخرين ليحاول أن يتملق للورد سمولوود‪،‬‬ ‫العبارة‪ ،‬لذا فقد‬
‫أمىص السي ماينارد وقته فن‬ ‫يملك معرفة قصية معه‪ .‬بينما ن‬ ‫ُ‬
‫ي‬ ‫والذي كان‬
‫النميمة مع صاحبة الحانة‪.‬‬
‫سء ما حول‬ ‫«ابق بعي ًدا عن ذلك الشخص»‪ .‬كان هنالك ر‬ ‫َ‬ ‫وحذر دانك ايغ‬
‫ي‬ ‫ً‬
‫فارسا سارقا عىل حد علمنا»‪.‬‬ ‫پلوم أثار قلقه «قد يكون ً‬

‫‪32‬‬
‫أكي إثارة لالهتمام‬‫يبدو أن التحذير لم يساعد إل عىل جعل السي ماينارد ر‬
‫ً‬ ‫بالنسبة إّل ايغ «لم أعرف قط ً‬
‫فارسا سارقا‪ .‬هل تعتقد بأنه ينوي شقة‬
‫ن‬
‫التني؟»‪.‬‬ ‫بيضة‬
‫ً ‪ّ .‬‬ ‫ٌ‬
‫«أنا متأكد من أن اللورد ربيويل سيحرص عىل حراسة البيضة جيدا» حك‬
‫دانك عضات العث عىل رقبته «هل تعتقد بأنه قد يعرضها ن يف الوليمة؟ أود‬
‫إلقاء نظرة عىل واحدة»‪.‬‬
‫خاصت يا سيدي‪ ،‬ولكنها ن يف (قلعة الصيف)»‪.‬‬‫ي‬
‫ر‬ ‫«سأريك‬
‫الصت‪ ،‬متسائال إذا ما كانت‬
‫ي‬ ‫«خاصتك؟ بيضة تنينك؟»‪ .‬وعبس دانك عىل‬
‫هذه دعابة ما «من أين أتت؟»‪.‬‬
‫تني يا سيدي‪ .‬لقد وضعوها ن يف مهدي»‪.‬‬ ‫«من ن‬
‫ن‬
‫تناني»‪.‬‬ ‫«هل تريد صفعة عىل األذن؟ ل يوجد‬
‫تني مجموعة من خمس بيوض‪،‬‬ ‫«نعم‪ ،‬ولكن هنالك بيوض‪ .‬لقد ترك آخر ن‬
‫ر‬
‫إخوب‬
‫ي‬ ‫ولديهم المزيد ن يف (دراغونستون)‪ ،‬بيوض قديمة من قبل الرقصة‪.‬‬
‫أيضا‪ .‬بيضة ايريون تبدو كما لو أنها مصنوعة من الذهب‬ ‫جميعهم لديهم ً‬
‫ن‬
‫وأخرص‪ ،‬وتدور ألوانها‬ ‫ر‬
‫بيضت لونها أبيض‬ ‫والفضة‪ ،‬تتخللها عروق من النار‪.‬‬
‫ي‬
‫كالدوامات»‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ى‬
‫«بيضة تنينك»‪ .‬وفكر‪ :‬لقد وضعوها ن يف مهده‪ .‬اعتاد دانك عىل ايغ لدرجة‬
‫ى‬
‫تني ن يف‬
‫وفكر‪ :‬بالطبع سيضعون بيضة ن‬ ‫أنه ينش أحيانا أن ايغون كان ً‬
‫أميا‪.‬‬
‫ً‬
‫داع لذكر هذه البيضة حيث يكون هنالك أي‬ ‫ٍ‬ ‫هناك‬ ‫ليس‬ ‫ا‪،‬‬ ‫«حسن‬ ‫مهده‬
‫شخص يمكنه سماعك»‪.‬‬
‫ن‬
‫التناني‪.‬‬ ‫ً‬
‫«يوما ما ستعود‬ ‫َ‬
‫خفض ايغ صوته‬ ‫«أنا لست ً‬
‫غبيا يا سيدي»‪ .‬و‬
‫أخ دايرون بذلك‪ ،‬وقرأ الملك ايريس ذلك ن يف نبوءة‪ .‬ربما ستكون‬ ‫ن‬
‫لقد حلم ي‬
‫الت ستفقس‪ .‬سيكون ذلك ر ً‬
‫ائعا»‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ه ي‬ ‫بيضت ي‬
‫ً ي‬
‫«حقا؟»‪ .‬كان لدى دانك شكوكه‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الت‬ ‫ر‬
‫ه ي‬ ‫ولكن ليس ايغ «اعتدت أنا وايمون عىل التظاهر نبأن بيوضنا ي‬
‫ستفقس‪ .‬وإذا فقست فسيكون بإمكاننا أن نطي يف السماء عىل ظهر‬
‫التناني‪ ،‬مثل ايغون األول وأخواته»‪.‬‬ ‫ن‬
‫«نعم‪ ،‬وإذا مات جميع الفرسان اآلخرين ن يف المملكة‪ ،‬فسأكون قائد الحرس‬
‫الملك‪ .‬إذا كانت هذه البيوض ثمينة للغاية‪ ،‬فلماذا يتخىل اللورد ربيويل عن‬ ‫ي‬
‫بيضته؟»‪.‬‬
‫«ليي المملكة كم هو ثري؟»‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ّ‬
‫«أعتقد ذلك»‪ .‬وحك دانك رقبته مرة أخرى ونظر إّل السي جليندون بول‪،‬‬
‫ى‬
‫وفكر دانك‪ :‬لن ن‬
‫يف هذا‬ ‫ي‬ ‫الذي كان يشد أربطة شجه بينما ينتظر المركب‪.‬‬
‫ً‬
‫الحصان بالغرض أبدا‪ .‬كانت مطية السي جليندون عبارة عن حصان أقعس‬
‫ً‬
‫الظهر‪ ،‬ضئيل الحجم وعجوزا «ماذا تعرف عن والده؟ لماذا دعوه بالكرة‬
‫النارية؟»‪.‬‬
‫كويني بول قيم السالح ن يف (القلعة‬ ‫رن‬ ‫«لعصبيته وشعره األحمر‪ .‬كان السي‬
‫وعلم والدي وأعمام كيف يقاتلون‪ .‬والنغول العظماء ً‬ ‫ى‬
‫أيضا‪ .‬وعد‬ ‫ي‬ ‫الحمراء)‪.‬‬
‫الملك‪ ،‬لذا جعل الكرة النارية زوجته تنضم‬ ‫ي‬ ‫الملك ايغون ربيقيته إّل الحرس‬
‫ٌ‬ ‫إّل األخوات الصامتات‪ ،‬ولكن ن‬
‫حي أصبح هنالك مكان شاغر‪ ،‬مات الملك‬
‫وعي الملك دايرون السي ويالم وايلد بدال منه‪ .‬يقول والدي بأن‬ ‫ايغون ّ ن‬
‫الكرة النارية ساهم بإقناع دايمون بالكفاير عىل المطالبة بالتاج بقدر ما‬
‫الملك‬
‫ي‬ ‫ساهم بها الفولذ األليم‪ ،‬وأنقذه عندما أرسل دايرون الحرس‬
‫ً‬
‫لعتقاله‪ .‬ولحقا‪ ،‬قتل الكرة النارية اللورد ليفورد عند بوابات (لنسپورت)‬
‫ً‬
‫وأرسل األسد الرمادي عائدا ليختت داخل الصخرة‪ .‬وعىل تقاطع (نهر‬
‫ً‬
‫الماندر)‪ ،‬قتل أبناء الليدي نپيوز واحدا تلو اآلخر‪ .‬يقولون بأنه عفا عن حياة‬
‫لطفا بأمه»‪.‬‬‫ً‬
‫أصغرهم‬
‫ن‬ ‫ر‬
‫كويني‬ ‫ر‬
‫كان عىل دانك أن يعيف «كانت تلك شهامة منه‪ .‬هل مات السي‬
‫ن يف حقل العشب األحمر؟»‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫ً‬
‫ام سهام سهما ن يف حلقه عندما‬‫أجاب ايغ «بل قبل ذلك يا سيدي‪ ،‬وضع ر ي‬
‫ليرسب‪ .‬كان مجرد رجل عادي‪ ،‬ل أحد‬ ‫ماء ر‬ ‫ّ‬
‫ترجل من حصانه قرب مجرى ٍ‬
‫يعرف من كان»‪.‬‬
‫«هؤلء الرجال العاديون يمكن أن يكونوا خطرين عندما يضعون ن يف‬
‫رؤوسهم فكرة البدء بقتل اللوردات واألبطال»‪ .‬رأى دانك المركب يزحف‬
‫ببطء عي البحية‬
‫آت»‪.‬‬ ‫«ها هو ٍ‬
‫بىطء‪ .‬هل سنذهب إّل (الجدران البيضاء) يا سيدي؟»‪.‬‬ ‫«إنه ي‬
‫ن‬
‫التني هذه»‪ .‬وابتسم دانك «إذا فزت بدورة‬ ‫«لم ل؟ أريد أن أرى بيضة‬ ‫َ‬
‫المباريات‪ ،‬فسيكون لدى كلينا بيضة ن‬
‫تني»‪.‬‬
‫ٍّ‬
‫بشك‪.‬‬ ‫ونظر إليه ايغ‬
‫«ماذا؟ لماذا تنظر إّل بهذه الطريقة؟»‪.‬‬
‫لكنت أحتاج ألن أتعلم أن‬‫«يمكنت أن أخيك يا سيدي‪ ،‬ن‬
‫ن‬ ‫لصت بجدية‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬ ‫وقال ا ي‬
‫لساب»‪.‬‬
‫ي‬ ‫أمسك‬

‫ن‬
‫المتجولي تحت الملح*‪ ،‬أقرب إّل األبواب من‬ ‫لقد أجلسوا الفرسان‬
‫المنصة‪.‬‬
‫بباف القالع‪ ،‬حيث بنيت قبل‬ ‫كانت (الجدران البيضاء) جديدة مقارنة ر‬
‫ي‬
‫‪.‬‬
‫الحاّل أطلق عليها العامة الذين‬ ‫عاما فقط عىل يد جد سيدها‬‫بعي ً‬
‫أر ن‬
‫ي‬
‫يعيشون بالقرب منها اسم بيت الحليب‪ ،‬ألن جدرانها وحصونها وأبراجها‬
‫استخرج من الوادي‬‫كانت مصنوعة من الحجر األبيض المزين بعناية‪ُ ،‬‬
‫ُ‬
‫ونقل عي الجبال بتكلفة كبية‪ .‬ن يف الداخل‪ ،‬كانت هنالك أرضيات وأعمدة‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫الحليت المعرق بالذهب؛ ونحتت العوارض الخشبية‬ ‫ي‬ ‫من الرخام األبيض‬
‫الت ن يف السقف من جذوع الويروود الشاحبة كالعظام‪ .‬لم يستطع دانك أن‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫يبدأ ن يف تخيل تكلفة كل ذلك‪.‬‬

‫الجتماىع للنبالء ن يف العصور الوسىط‪ ،‬حيث تم وضع الملح‪ ،‬وهو سلعة‬


‫ي‬ ‫الهرم‬
‫ي‬ ‫*مصطلح مشتق من التسلسل‬
‫ثمينة‪ ،‬ن يف منتصف مائدة الطعام‪ .‬كان أصحاب الرتب النبيلة يجلسون "فوق الملح"‪ ،‬أي أقرب إّل رب البيت‬
‫أدب يجلسون "تحته"‪.‬‬
‫الميل‪ ،‬بينما كان أولئك الذين هم نف وضع اجتماىع ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫وسيدة ن ن‬

‫‪36‬‬
‫الت عرفها‪.‬‬ ‫جدا مقارنة ببعض القاعات األخرى ر‬ ‫ً‬
‫ي‬ ‫ولكن القاعة لم تكن كبية‬
‫َّ‬
‫وفكر دانك بينما أخذ مكانه عىل الدكة ن‬ ‫ى‬
‫بي السي ماينارد پلوم وكايل القط‪:‬‬
‫عىل األقل ُس ِمح لنا الدخول تحت السقف‪ .‬عىل الرغم من عدم دعوتهم‪،‬‬
‫اليحيب بالثالثة ن يف الوليمة برسعة كافية؛ فقد يجلب سوء الحظ أن‬ ‫تم ر‬
‫ترفض استضافة فارس ن يف يوم زفافك‪.‬‬
‫أكي صعوبة‪ .‬وسمع دانك وكيل‬ ‫ولكن السي جليندون الشاب واجه ً‬
‫وقتا ر‬
‫اللورد ربيويل يقول له بصوت عا ٍل «لم يكن للكرة النارية ابن قط»‪ .‬ورد‬
‫ُ‬
‫الصت بغضب‪ ،‬وذكر اسم السي مورجان دونستابل عدة مرات‪ ،‬لكن‬ ‫ي‬
‫الوكيل ظل مرصا وعندما لمس السي جليندون مقبض سيفه‪ ،‬ظهرت‬ ‫‪.‬‬ ‫ًّ‬
‫ٌ‬
‫المسلحي وهم يحملون ال ِحراب ن يف أيديهم‪ ،‬ولوهلة بدا‬ ‫ن‬ ‫دستة من الرجال‬
‫أشقر كبي‬‫ٍ‬ ‫فارس‬
‫ٍ‬ ‫أنه سيكون هنالك إراقة دماء‪ .‬لم ُينقذ الموقف إل تدخل‬
‫ً ً‬
‫يدىع كي يب پيم‪ .‬كان دانك بعيدا جدا ليسمع‪ ،‬لكنه رأى پيم يضع ذراعه‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كتف الوكيل ويغمغم ن يف أذنه ضاحكا‪ .‬عبس الوكيل‪ ،‬وقال شيئا للسي‬ ‫ن‬
‫حول ي‬
‫الصت إّل األحمر الداكن‪ .‬اعتقد دانك وهو يشاهد أنه‬ ‫وجه‬ ‫ل‬ ‫جليندون َّ‬
‫حو‬
‫ى‬ ‫ي‬
‫‪.‬‬ ‫‪:‬‬ ‫‪.‬‬
‫يبدو كما لو أنه عىل وشك البكاء وفكر هذا‪ ،‬أو أنه سيقتل شخص ما بعد‬
‫أخيا إّل قاعة القلعة‪.‬‬‫كل ذلك‪ ،‬دخل الفارس الشاب ً‬

‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ن‬


‫وكيل مساعد بغطرسة‬ ‫المسكي محظوظا للغاية‪ ،‬أخيهم‬ ‫لم يكن ايغ‬
‫الصت إّل الداخل «القاعة الكيى للوردات‬‫ي‬ ‫عندما حاول دانك إحضار‬
‫ن‬
‫والفرسان‪ .‬لقد أعددنا طاولت ف الفناء الداخىل للمر ن‬
‫افقي والخدم‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫المسلحي»‪.‬‬ ‫والرجال‬

‫‪37‬‬
‫ى‬
‫وفكر دانك‪ :‬لو كانت لديك ن‬
‫أدب فكرة عن هويته ألجلسته فوق المنصة عىل‬
‫العرش المبطن بالوسائد‪ .‬لم يرق لدانك شكل المر ن‬
‫افقي اآلخرين‪ .‬قليل‬
‫ن‬
‫مقاتلي‬ ‫منهم كانوا صبية ن يف سن ايغ‪ ،‬لكن معظمهم كانوا من كبار السن‪،‬‬
‫مي اتخذوا منذ رفية طويلة خيار خدمة فارس بدال من أن يصبحوا‬ ‫مخرص ن‬‫ن‬
‫حقا؟ يتطلب لقب الفروسية ر‬ ‫ٌ ً‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫أكي‬ ‫واحدا‪ .‬وفكر دانك‪ :‬هل كان لديهم خيار‬
‫ودرعا ً‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أيضا‪ ،‬وكان‬ ‫من الفروسية والمهارة ن يف السالح؛ يتطلب حصانا وسيفا‬
‫مكلفا‪ .‬وقال ليغ قبل أن رييكه لتلك الرفقة ُ‬ ‫ً‬
‫«صن لسانك‪ .‬هؤلء‬ ‫كل ذلك‬
‫رجال بالغون‪ ،‬ولن يتقبلوا وقاحتك بلطف‪ .‬اجلس وتناول الطعام واستمع‪،‬‬
‫فقد تتعلم بعض األشياء»‪.‬‬
‫ً‬
‫أما بالنسبة لدانك فقد كان سعيدا بالبتعاد عن الشمس الحارقة‪ ،‬مع كأس‬
‫حت الفارس المتجول قد يسأم من مضغ كل‬ ‫نبيذ أمامه وفرصة لمىل بطنه‪ .‬ر‬
‫قضمه من الطعام لمدة نصف ساعة‪ .‬ن يف األسفل هنا تحت الملح‪ ،‬سيكون‬
‫فاخرا‪ ،‬ولكن لن يكون هنالك نقص فيه‪ .‬تحت‬ ‫ً‬ ‫أكي من كونه‬ ‫بسيطا ر‬ ‫ً‬ ‫الطعام‬
‫ً‬
‫الملح كان مكانا جيدا بما فيه الكفاية لدانك‪.‬‬
‫لكن كيياء الفالح هو عار اللوردات الصغار‪ ،‬كما اعتاد الرجل العجوز أن‬
‫ّ‬
‫بعصبية «ل يمكن أن‬ ‫يقول‪ .‬قال السي جليندون بول للوكيل المساعد‬
‫مناسبا ّل»‪ .‬كان قد ارتدى ر‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫سية نظيفة للوليمة‪ ،‬ورداء‬ ‫ي‬ ‫ا‬ ‫مكان‬ ‫يكون هذا‬
‫ُ‬ ‫ي والياقة‪ ،‬ر‬ ‫أنيقا مع الدانتيل الذهت عند ّ‬
‫الكم ن‬ ‫ً ً‬
‫وشيط أحمر وكرات‬ ‫ي‬ ‫قديما‬
‫ّ ٌ‬
‫آل بول البيضاء مخيطة عىل الصدر «هل تعرف من كان والدي؟»‪.‬‬
‫ولورد عظيم‪ ،‬ليس لدي شك‪ ،‬لكن‬ ‫ٌ‬ ‫«فارس نبيل‬ ‫ٌ‬ ‫وقال الوكيل المساعد‬
‫ن‬
‫الشء نفسه ينطبق عىل الكثيين هنا‪ .‬من فضلك اجلس يف مقعدك أو‬ ‫ر‬
‫ّ ٌ‬ ‫ي‬
‫ان بالنسبة يّل»‪.‬‬ ‫ارحل يا سيدي‪ .‬وكال األمرين سي‬
‫بفم متجهم‪ .‬كانت‬ ‫ر‬ ‫ن يف النهاية أخذ‬
‫الباف منهم‪ٍ ،‬‬ ‫الصت مكانه تحت الملح مع ي‬ ‫ي‬
‫القاعة البيضاء الطويلة تمتىل بينما تزاحم المزيد من الفرسان عىل الدكك‪.‬‬
‫تنبأ به دانك‪ ،‬ومن النظر اّل مظهرهم يبدو أن بعض‬ ‫كان الحشد أكي مما ّ‬
‫الضيوف قطعوا مسافة طويلة للغاية‪ .‬لم يتواجد هو وايغ حول الكثي من‬
‫اللوردات والفرسان منذ (مروج آشفورد)‪ ،‬ولم تكن هنالك أي طريقة‬
‫وفكر‪ :‬كان يجب علينا ر‬ ‫ى‬ ‫يحرص ً‬ ‫لتخمي من قد ن‬ ‫ن‬
‫نبف بالخارج وننام‬ ‫تاليا‪.‬‬
‫تحت األشجار‪ .‬إذا تم التعرف ي‬
‫عىل‪...‬‬

‫‪38‬‬
‫خادم رغيف ن‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬
‫خي أسم ٍر عىل‬ ‫كان دانك ممتنا لذلك التشتيت‪ ،‬عندما وضع‬
‫السفىل‬
‫ي‬ ‫القماش أمام كل منهم‪ .‬قسم الرغيف فتحا بالطول‪ ،‬وأفرغ النصف‬
‫بائتا‪ ،‬ولكن مقارنة بلحم البقر المملح‬ ‫كصحن‪ ،‬وأكل الجزء العلوي‪ .‬لقد كان ً‬
‫الرصوري نقعها ن يف البية أو‬ ‫فقد كانت كالمهلبية‪ .‬عىل األقل لم يكن من ن‬
‫الحليب أو الماء لجعلها طرية بدرجة كافية ليمضغها‪.‬‬
‫ولحظ السي ماينارد پلوم‪ ،‬بينما كان اللورد ڤارويل وجماعته يتقدمون ن يف‬
‫عالية ن يف أعىل القاعة «سي دانكن‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫تكريم‬
‫ٍ‬ ‫صف متجاوزينهم باتجاه أماكن‬ ‫ٍّ‬
‫كبيا من النتباه‪ .‬هؤلء الفتيات عىل المنصة ل يبدو‬ ‫يبدو أنك تجذب ً‬
‫قدرا ً‬
‫يرين رجال بهذا‬ ‫أنهن يستطعن أن يرفعن أعينهن عنك‪ .‬سأراهن أنهن لم َ‬
‫حت وأنت جالس‪ ،‬فأنت أطول بنصف رأس من أي رجل‬ ‫الحجم من قبل‪ .‬ر‬
‫ن يف القاعة»‪.‬‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫يعت أنه‬ ‫حت دانك كتفيه‪ .‬لقد اعتاد أن يحدق به الناس‪ ،‬ولكن هذا ل ي‬
‫أحب ذلك «دعهم ينظرون»‪.‬‬
‫قال السي ماينارد «هذا هو الثور العجوز أسفل المنصة‪ ،‬يطلقون عليه رجًل‬
‫سء فيه‪ .‬أنت عمالق مقارنة به»‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ً‬
‫ه أكي ي‬ ‫ضخما‪ ،‬لكن يبدو يّل أن بطنه ي‬
‫الجالسي عىل الدكة «بالفعل يا سيدي»‪ .‬كان رجًل‬ ‫ن‬ ‫قال أحد رفاقهم‬
‫واألخرص‪ .‬كانت عيناه صغيتان ثاقبتان‪،‬‬ ‫ن‬ ‫شاحبا‪ً ،‬‬
‫كئيبا‪ ،‬يرتدي الرمادي‬ ‫ً‬
‫قريبتان من بعضهما تحت حواجب رفيعة مقوسة‪ .‬بلحية سوداء أنيقة‬
‫«ف ساحة نزال كهذه‪ ،‬يجب أن‬ ‫ن‬
‫تحيط بفمه لتعويض انحسار شعره ي‬
‫ن‬
‫المنافسي»‪.‬‬ ‫يجعلك حجمك وحده أحد أجرس‬
‫يأب»‪.‬‬ ‫ر‬
‫قال رجل آخر‪ ،‬أسفل الدكة «لقد سمعت أن وحش آل براكن قد ي‬
‫األخرص والرمادي «ل أعتقد ذلك‪ ،‬هذه مجرد نزالت‬ ‫ن‬ ‫وقال الرجل ذو اللون‬
‫بي األوراق‪.‬‬ ‫حرصة اللورد‪ .‬نزال نف الساحة لتدوينه ن‬ ‫تافهة لالحتفال بزفاف ن‬
‫ي‬
‫ل يكاد يستحق عناء أمثال أوثو براكن»‪.‬‬
‫ييل‬‫أخذ السي كايل القط رشبة من النبيذ «أراهن عىل أن سيدي ربيويل لن ن ن‬
‫أيضا‪ .‬سوف يهتف ألبطاله من مقصورة ن يف الظل»‪.‬‬ ‫اليال ً‬
‫لساحة ن ن‬
‫«إذا سيى أبطاله يسقطون‪ ،‬ن‬ ‫ً ً‬
‫وف‬‫ي‬ ‫وتباه السي جليندون بول متفاخرا‬
‫النهاية‪ ،‬سوف يسلم بيضته يّل»‪.‬‬
‫أوضح السي كايل للرجل الجديد «السي جليندون هو ابن الكرة النارية‪ ،‬هل‬
‫لنا رشف اسمك يا سيدي؟»‪.‬‬
‫«السي أوثور أندرليف‪ .‬ابن شخص ل أهمية له»‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫ً‬ ‫وم ن‬ ‫ألبسة أندرليف من قماش جيد‪ ،‬وكانت ونظيفة ُ‬ ‫ُ‬
‫عتت بها جيدا‬ ‫كانت‬
‫ن‬ ‫ّ‬
‫فىص عىل شكل حلزون معطفه «إذا‬ ‫ولكن بتصميم بسيط‪ .‬وثبت مشبك ي‬
‫كان رمحك يساوي لسانك يا سي جليندون‪ ،‬فسيكون بإمكانك أن تنافس‬
‫هذا الرجل الكبي هنا»‪.‬‬
‫نظر جليندون إّل دانك بينما كان النبيذ ُيسكب «إذا تواجهنا‪ ،‬فسوف‬
‫يهمت كم هو كبي»‪.‬‬ ‫ن‬ ‫يسقط‪ .‬ل‬
‫ر ً‬ ‫ي‬
‫خادما يمأل كأس النبيذ خاصته‪ .‬وقال معيفا «أنا أفضل‬ ‫ً‬ ‫شاهد دانك‬
‫بالسيف من الرمح‪ ،‬بل وأفضل مع فأس قتال‪ .‬هل سيكون هنالك التحامٌ‬
‫الجماىع‪ ،‬وكان يعلم أنه‬ ‫ي‬ ‫جماىع هنا؟»‪ .‬سينفعه حجمه وقوته ن يف اللتحام‬ ‫ٌّ‬
‫ي‬
‫يعىط أفضل ما لديه‪ .‬أما المبارزة بالرمح فمسألة أخرى‪.‬‬ ‫ي‬ ‫يمكن أن‬
‫ً‬
‫جماىع؟ ن يف زفاف؟ لن يكون ذلك لئقا»‪.‬‬ ‫ً‬
‫ي‬ ‫مصدوما «التحام‬ ‫بدا السي كايل‬
‫جماعيا‪ ،‬كما‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫التحاما‬ ‫وضحك السي ماينارد ضحكة مكتومة «الزفاف يعتي‬
‫ميوج»‪.‬‬ ‫يمكن أن يخيك أي رجل ر ن‬
‫اليال بالرمح‪ ،‬ولكن‬ ‫خش أنه لن يكون هنالك إل ن ن‬ ‫وضحك السي أوثور «أ ر‬
‫ن ً‬
‫ذهبيا لخاش‬ ‫ً‬ ‫ثالثي تنينا‬ ‫التني‪ ،‬وعد اللورد ربيويل‬ ‫ن‬ ‫باإلضافة اّل بيضة‬
‫الت‬‫ر‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ر‬
‫المبارزة النهائية‪ ،‬وعرسة لكل من الفرسان المهزومي يف الجولة ي‬
‫تسبقها»‪.‬‬
‫ً‬ ‫تناني قد ر‬ ‫ن‬ ‫تناني ليست بهذا السوء‪ .‬ر‬ ‫ن‬ ‫وفكر دانك‪ :‬ر‬ ‫ى‬
‫تشيي حصانا‬ ‫عرسة‬ ‫عرسة‬
‫عرسة‬ ‫تشيي ر‬ ‫صغيا لكيال يحتاج دانك إّل ركوب (رعد) إل نف القتال‪ .‬قد ر‬ ‫ً‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫مخي ٌط عليه‬ ‫ادقا يليق بفارس‪ّ ،‬‬ ‫درعا من الصفائح المعدنية ليغ‪ ،‬وش‬ ‫تناني ً‬ ‫ن‬
‫ً‬ ‫ن ن ًّ‬ ‫وفكر‪ :‬ر‬‫ى‬
‫مشويا ولحم‬ ‫تعت أوزا‬ ‫ي‬ ‫تناني‬ ‫ة‬‫عرس‬ ‫شجرة دانك ونجمه الساقط‪.‬‬
‫خيير وفطائر حمام‪.‬‬ ‫نن‬
‫أيضا‪ ،‬ألولئك‬ ‫وقال السي أوثور وهو يفرغ صحنه «هنالك فديات للفوز بها ً‬
‫الذين يفوزون بمبارياتهم‪ ،‬وسمعت شائعات بأن بعض الرجال يضعون‬
‫مغرما بالمخاطرة‪ ،‬ولكن‬ ‫ً‬ ‫الرهانات عىل المبارزات‪ .‬اللورد ربيويل نفسه ليس‬
‫بي ضيوفه‪ ،‬هنالك بعضهم من الذين يراهنون بمبالغ عالية»‪.‬‬ ‫من ن‬
‫حت دخل أميوز ربيويل‪ ،‬مع صخب األبواق اآلتية من رشفة‬ ‫لم يكد يتكلم ر‬
‫الباقي بينما كان ربيويل يرافق عروسه‬ ‫ن‬ ‫المغنيي‪ .‬نهض دانك عىل قدميه مع‬ ‫ن‬
‫متأبطا ذراعها‪ .‬كانت‬ ‫ً‬ ‫الجديدة عىل سجادة مايرية منقوشة إّل المنصة‬
‫حديثا‪ ،‬واللورد زوجها فن‬ ‫ً‬ ‫عرسة من عمرها وقد َ‬ ‫الفتاة نف الخامسة ر‬
‫ي‬ ‫أزهرت‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ن‬
‫ه وردية اللون وكان هو رماديا‪ .‬كان معطف‬ ‫الخمسي وميمل حديثا‪ .‬كانت ي‬

‫‪40‬‬
‫المتموج‪ .‬بدا المعطف‬ ‫ّ‬ ‫باألخرص واألبيض واألصفر‬ ‫ن‬ ‫العروس ُيجر وراءها‪،‬‬
‫جدا‪ ،‬ر‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬
‫حت أن دانك تساءل كيف أمكنها أن تتحمل ارتدائه‪ .‬بدا‬ ‫حارا وثقيًل‬
‫ن‬
‫الكتاب‪.‬‬ ‫أيضا‪ ،‬بلغده الثقيل وشعره الخفيف‬ ‫حارا وثقيًل ً‬‫اللورد ربيويل ً‬
‫ي‬ ‫ً‬
‫تبعهما والد العروس وراءها‪ ،‬يدا بيد مع ابنه الصغي‪ .‬كان اللورد فراي من‬
‫ن‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫ذقن ذو‬
‫ٍ‬ ‫بال‬ ‫صت‬
‫ي‬ ‫يثه‬ ‫ر‬‫و‬ ‫والرمادي‪،‬‬ ‫األزرق‬ ‫باللوني‬ ‫ا‬ ‫أنيق‬ ‫ا‪،‬‬ ‫نحيف‬ ‫المعي رجال‬
‫ً‬
‫أرب ع أعوام‪ ،‬وكان أنفه يقطر مخاطا‪ .‬جاء اللوردان كوستاين وريز يّل بعد‬
‫ذلك‪ ،‬مع زوجتيهما‪ ،‬وبنات اللورد ربيويل من زوجته األوّل‪ .‬تبعهم بنات‬
‫فراي مع أزواجهن‪ .‬ثم جاء اللورد چورمون پيك‪ .‬ثم اللوردان سمولوود‬
‫مًلك األر ن‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ن‬
‫اض‪ .‬لمح‬ ‫ي‬ ‫والفرسان‬ ‫ا‬ ‫شأن‬ ‫وشاوب‪ .‬والعديد من اللوردات األقل‬ ‫ي‬
‫مخمورا ن يف‬
‫ً‬ ‫وألي كوكشاو‪ .‬بدا اللورد ن‬
‫ألي‬ ‫ن‬ ‫الكمنج‬
‫ي‬ ‫دانك من بينهم جون‬
‫رسم‪.‬‬
‫ي‬ ‫أكوابه‪ ،‬عىل الرغم من أن الوليمة لم تبدأ بعد بشكل‬

‫بحلول الوقت الذي توزعوا فيه جميعهم عىل المنصة‪ ،‬كانت الطاولة‬
‫العالية مزدحمة كازدحام الدكك‪ .‬جلس اللورد ربيويل وعروسه عىل وسائد‬
‫ّ‬ ‫ّ‬
‫ناعمة ممتلئة عىل عرش مزدوج من خشب البلوط المذهب‪ .‬ووزع البقية‬
‫‪41‬‬
‫اس طويلة بأذر ٍع منحوتة بشكل فاخر‪ .‬وعىل الجدار خلفهما‪،‬‬‫ي‬ ‫أنفسهم ن يف كر‬
‫ن‬ ‫ى‬
‫التوأمي‪،‬‬ ‫علقت رايتان كبيتان تدلتا من العوارض الخشبية‪ :‬برجا فراي‬
‫المتموج آلل ربيويل‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ن‬
‫واألخرص واألبيض واألصفر‬ ‫أزرق عىل خلفية رمادية‪،‬‬

‫كان عىل اللورد فراي أن يبدأ النخوب «نخب الملك!»‪ .‬بهذا بدأ‪ ،‬ببساطة‪.‬‬
‫أمسك السي جليندون بكوب نبيذه فوق طشت الماء*‪ .‬وطرق دانك كأسه‬
‫أيضا‪ .‬ثم رشبوا‪.‬‬ ‫بكأس جليندون‪ ،‬ثم بكأس السي أوثور والبقية ً‬
‫«نخب اللورد ربيويل‪ ،‬مضيفنا الكريم‪ ،‬عش األب أن‬ ‫ُ‬ ‫أعلن فراي بعد ذلك‬
‫َ‬
‫وأبناء عديدين»‪.‬‬ ‫ُّ‬
‫يمده بعمر طويل‬
‫رشبوا مرة أخرى‪.‬‬
‫ابنت العزيزة‪ .‬عش األم أن تجعلها‬ ‫«نخب الليدي ربيويل‪ ،‬العروس العذراء‪ ،‬ر‬ ‫ُ‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫خصبة»‪ .‬أعىط فراي ابتسامة للفتاة «أريد حفيدا قبل نهاية العام‪ .‬وسوف‬
‫ر‬
‫حلوب»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫يروق ّل التوائم بشكل أفضل‪ ،‬لذا ن‬
‫ي‬ ‫خىص الزبدة جيدا الليلة يا‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫دق الضحك عاليا إّل العوارض الخشبية‪ ،‬وشب الضيوف مرة أخرى‪ .‬كان‬ ‫ً‬
‫ً‬
‫ن‬
‫بمعت أن‬ ‫*كان تقليدا ن يف بريطانيا‪ ،‬حيث كانت جماعة الجاكوبايت يرفعون كؤوسهم فوق الماء‪،‬‬
‫ن‬
‫المنفيي إّل فرنسا وليسوا آل هانوفر المسيطرين عىل الحكم‪.‬‬ ‫ملوكهم هم آل ستيوارت‬

‫‪42‬‬
‫ً‬
‫وحلوا‪.‬‬ ‫ً‬
‫وأحمرا‬ ‫النبيذ ً‬
‫غنيا‬
‫ن‬
‫ثم قال اللورد فراي «وهذا نخب يد الملك‪ ،‬بريندن ًريڤرز‪ .‬عش أن ي‬
‫يىصء‬
‫وشب مع اللورد‬ ‫مصباح العجوز طريقه إّل الحكمة»‪ .‬رفع كأسه عاليا ر‬
‫ربيويل وعروسه واآلخرين عىل المنصة‪ .‬أما تحت الملح‪ ،‬قلب السي‬
‫جليندون كأسه ليسكب ما به عىل األرض‪.‬‬
‫سء لنبيذ جيد»‪.‬‬ ‫وقال ماينارد پلوم «إهدار ي‬
‫ن‬
‫األقربي‪ ،‬اللورد الغراب‬ ‫قاتىل‬ ‫ر‬
‫وقال السي جليندون «أنا ل أشب نخب ي‬
‫الدام مشعوذ ونغل»‪.‬‬ ‫ي‬
‫حد ما «لقد ُولد نغًل‪ ،‬لكن والده الملك جعله رشعياً‬ ‫ٍّ‬
‫ِ‬ ‫وافقه السي أوثور إّل‬
‫وشب طويًل‪ ،‬كما فعل السي ماينارد والعديد من اآلخرين‬ ‫ن‬
‫يحترص»‪ .‬ر‬ ‫وهو‬
‫ن يف القاعة‪ .‬لكن عدد كبي إّل حد ما خفضوا أكوابهم‪ ،‬أو قلبوها رأسا عىل‬
‫ً‬
‫ى‬
‫وفكر‪ :‬كم ً‬
‫عينا يملك‬ ‫عقب كما فعل بول‪ .‬كان كأس دانك ثقيًل ن يف يده‪.‬‬
‫وعي واحدة‪.‬‬ ‫عي‪ ،‬ن‬ ‫اللورد الغراب الدام؟ ألف ن‬
‫ر‬ ‫يً‬ ‫َ‬
‫توالت النخوب واحدا بعد اآلخر‪ ،‬بعضها اقيحه اللورد فراي وبعضها‬
‫الحام للورد‬ ‫اللورد‬ ‫الشاب‪،‬‬ ‫تىل‬ ‫اللورد‬ ‫نخب‬ ‫بوا‬ ‫ش‬ ‫اقيحه آخرون‪ .‬لقد ر‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ربيويل‪ ،‬والذي كان قد اعتذر عن حضور الزفاف وشبوا بصحة ليو الشوكة‬
‫ر‬ ‫‪.‬‬
‫الطويلة‪ ،‬سيد (هايغاردن)‪ ،‬والذي أشيع بأنه مريض‪ .‬لقد رشبوا لذكرى‬
‫سأشب لهم بكل شور‪ .‬ر‬ ‫متذكرا‪ :‬أجل‪ ،‬ر‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫اقيح‬ ‫موتاهم الشجعان‪ .‬وفكر دانك‬
‫«إلخوب الشجعان! أعلم بأنهم‬ ‫ر‬ ‫الكمنج النخب األخي‬ ‫السي جون‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫يبتسمون الليلة!»‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫الت ستكون ن يف الغد‪،‬‬‫ر‬ ‫ً‬ ‫ر‬
‫لم يكن دانك ينوي أن يرسب كثيا‪ ،‬مع وجود المبارزة ي‬
‫لكن الكؤوس امتألت من جديد بعد كل نخب‪ ،‬ووجد أن لديه شهية‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أبدا ً‬ ‫ر‬
‫كوبا من النبيذ أو قرنا‬ ‫للرسب‪ .‬قال له السي أرلن ذات مرة «ل ترفض‬
‫حيام‬ ‫من المزر‪ ،‬فقد يمر عام قبل أن ترى آخر»‪ .‬وقال لنفسه‪ :‬من عدم ال ر‬
‫أل رترسب نخب العروس والعريس‪ ،‬ومن الخطي أل رترسب نخب الملك‬
‫ن‬
‫ويده بوجود الغرباء يف كل مكان‪ .‬لحسن الحظ‪ ،‬كان نخب الكم ي‬
‫نج هو‬
‫ر‬
‫األخي‪ .‬نهض اللورد بيويل متثاقًل ليشكرهم عىل قدومهم ووعدهم بمبارزة‬
‫جيدة ن يف الغد «لتبدأ الوليمة!»‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫خيير صغي عىل المائدة العالية؛ وطاووس مشوي ن يف ريشه‪.‬‬ ‫ُقدم لحم ن ن‬
‫مزينة باللوز المطحون‪ .‬ول لقمة من ذلك نزلت تحت‬ ‫وسمكة كراك كبية ّ‬
‫خيير مملح‪ ،‬منقوع فن‬ ‫ي‬
‫الخيير الصغي‪ ،‬حصلوا عىل لحم ن ن‬ ‫الملح‪ .‬بدال من ن ن‬
‫ي‬
‫ومتبل برائحة طيبة‪ .‬بدال من الطاووس‪ ،‬حصلوا عىل ديوك‬ ‫حليب اللوز ّ‬
‫مشوية‪ ،‬مقرمشة ولذيذة وبنية‪ ،‬محشوة بالبصل واألعشاب والفطر‬
‫قطعا من سمك القد األبيض‬ ‫والكستناء المحمص‪ .‬بدال من الكراك‪ ،‬أكلوا ً‬
‫ي‬ ‫رّ ن‬
‫الت لم‬ ‫ر‬
‫المقرس يف لفائف المعجنات‪ ،‬مع نوع من الصلصة البنية اللذيذة ي‬
‫تمييها‪ .‬عالوة عىل ذلك‪ ،‬كانت هنالك عصيدة بازلء؛‬ ‫ن‬ ‫يستطع دانك‬
‫واللفت بالزبدة‪ ،‬والجزر مع العسل‪ .‬وجبنة بيضاء مخمرة كانت رائحتها‬
‫ً‬ ‫قوية كرائحة بينيس من ر‬
‫اليس ن‬
‫البت‪ .‬أكل دانك جيدا‪ ،‬لكن طوال الوقت كان‬ ‫ي‬
‫تحسبا لذلك‪ ،‬وضع نصف‬ ‫ً‬ ‫يتساءل ما الذي كان يحصل عليه ايغ ن يف الفناء‪.‬‬
‫الجي كريه‬‫ن‬ ‫الخي‪ ،‬وقليل من‬‫ن‬ ‫ديك مشوي ن يف جيب معطفه‪ ،‬مع بعض قطع‬
‫الرائحة‪.‬‬
‫بينما كانوا يأكلون‪ ،‬مألت األبواق والكمنجات الهواء بإيقاعات رائعة‪ ،‬وتحول‬
‫الحديث إّل نزال الغد‪ .‬قال أوثور أندرليف‪ ،‬الذي بدا بأنه يعرف هؤلء‬
‫«يحىط السي فر ن‬ ‫ن‬ ‫ً‬ ‫ن‬
‫عال عىل طول‬ ‫انكلي فراي بتقدير ٍ‬ ‫المحليي جيدا‬ ‫األبطال‬
‫األخرص)‪ ،‬هذا هو عىل المنصة‪ ،‬عم العروس‪ .‬ول يجب التقليل من‬ ‫ن‬ ‫(الفرع‬
‫لوكاس نايالند من (مستنقع الساحرة)‪ ،‬ول السي مورتيمور بوجز من (الرأس‬
‫البيت وأبطال‬
‫ِ‬ ‫المتصدع)‪ .‬عدى ذلك‪ ،‬ستكون هذه دورة لفرسان أهل‬
‫بي هؤلء‪ ،‬عىل الرغم‬ ‫األخرص هما األفضل من ن‬ ‫ن‬ ‫ر‬
‫وجاليي‬ ‫القرية‪ .‬كي يب پيم‬
‫ً‬
‫ٌ‬
‫شخص‬ ‫من أنهما ليسا ندا لزوج ابنة اللورد ربيويل‪ ،‬توم هيدل األسود‪ .‬إنه‬

‫‪45‬‬
‫لحرصة اللورد بقتل ثالثة من‬ ‫لعي‪ُ .‬يقال بأنه فاز بيد البنة الكيى ن‬ ‫ن‬
‫كاسي يّل روك) من عىل حصانه»‪.‬‬ ‫الخاطبي اآلخرين‪ ،‬ومرة أسقط سيد ( ر‬ ‫ن‬
‫وسأل سي ماينارد «ماذا؟ تايبولت الشاب؟»‪.‬‬
‫«ل‪ ،‬األسد الرمادي العجوز‪ ،‬الذي مات ن يف الربيع»‪.‬‬
‫هكذا تحدث الرجال عن أولئك الذين لقوا حتفهم خالل مرض الربيع‬
‫عرسات اآللف ن يف الربيع‪ ،‬من بينهم ملك‬ ‫العظيم‪ .‬مات نف الربيع‪ .‬مات ر‬
‫ي‬
‫ن‬
‫اليافعي‪.‬‬ ‫واثني من األمراء‬ ‫ن‬
‫قال كايل القط «ل تستحقر السي بوفورد بلوار‪ ،‬لقد قتل الثور العجوز‬
‫بعي رجال ن يف حقل العشب األحمر»‪.‬‬ ‫أر ن‬
‫ى‬
‫وقال السي ماينارد «وكل عام يزداد عدد الذين يقتلهم‪ .‬أيام بلوار قد ولت‪.‬‬
‫اليمت ن يف ُحكم‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫وسمي‪ ،‬وعينه‬ ‫ٌ‬
‫ضعيف‬ ‫ن‬
‫الستي‪،‬‬ ‫انظر اليه‪ .‬لقد تجاوز‬
‫العمياء»‪.‬‬
‫«ل تشغلوا بالكم بالبحث ن يف القاعة عن البطل‪ ،‬ها أنا أقف أيها السادة‪.‬‬
‫متعوا ناظركم»‪.‬‬
‫الكمنج يقف أمامه ونصف ابتسامة عىل‬ ‫ي‬ ‫استدار دانك ليجد السي جون‬
‫ُّ‬ ‫ر‬
‫ذات كمان‬ ‫شفتيه‪ .‬كانت سيته الضيقة المصنوعة من الحرير األبيض ِ‬
‫ً‬
‫فضفاضان طويالن مبطنان بالساتان األحمر‪ ،‬كانت نهايتهما طويلة جدا‬
‫ى‬
‫حيث تدلت إّل أسفل متجاوزة ركبتيه‪.‬‬
‫ُعقدت سلسلة فضية ثقيلة عىل صدره‪ ،‬مرصعة بجمشت ضخم داكن‬
‫ى‬
‫يتناسب مع لونه مع عينيه‪ .‬وفكر دانك‪ :‬قيمة هذه السلسلة تساوي قيمة‬
‫سء أملكه‪.‬‬ ‫ر‬
‫َّكل ي‬
‫وهيج بثوره «من أنت لتظهر كل هذا‬ ‫لون النبيذ خدي سي جليندون ّ‬
‫لتباه؟»‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ا‬
‫الكمنج»‪.‬‬ ‫«يسمونت جون‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫موسيف أم محارب؟»‪.‬‬ ‫ر‬ ‫«هل أنت‬
‫ني‬
‫أغان عذبة إما بالرمح أو القوس المصقول‪.‬‬ ‫بإمكاب أن أصنع ٍ‬ ‫ي‬ ‫«يصادف أنه‬
‫غامض‪ .‬هل‬ ‫فارس‬ ‫يات تحتاج إّل‬ ‫ٍّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫كل زفاف يحتاج إّل مغن‪ ،‬وكل دورة مبار ٍ‬
‫ليضعت عىل المنصة‪،‬‬ ‫ن‬ ‫طيبا بما ن‬
‫يكف‬ ‫يمكنت النضمام إليكم؟ كان ربيويل ً‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫المتجولي عىل السيدات الورديات‬ ‫ن‬ ‫زمالب من الفرسان‬ ‫لكنت أفضل صحبة‬ ‫ن‬
‫ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الكمنج عىل كتف دانك «كن صديقا‬ ‫ي‬ ‫المسني»‪ .‬و ّربت‬
‫ن‬ ‫البدينات والرجال‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫جيدا وافسح يّل مكانا يا سي دانكن»‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ً‬
‫افسح له دانك مكانا «لقد فوت الطعام يا سيدي»‪.‬‬
‫«ل يهم‪ .‬أعرف أين مطابخ ربيويل‪ .‬ولكن ل يزال هناك بعض النبيذ كما‬
‫الكمنج كاليتقال والليمون الحامض‪ ،‬مع رائحة‬ ‫ي‬ ‫آمل؟»‪ .‬كانت رائحة‬
‫الرسقية الغريبة‪ .‬جوزة الطيب ربما‪ ،‬لم يستطع دانك‬ ‫خفيفة لبعض التوابل ر‬
‫يمي‪ .‬ما الذي يعرفه عن جوزة الطيب؟‬ ‫أن ّ ن‬
‫ى‬
‫للكمنج «تفاخرك ن يف غي محله»‪.‬‬ ‫ي‬ ‫قال السي جليندون‬
‫ً‬
‫عىل أن أستميح منك العذر يا سيدي‪ .‬ل أرغب أبدا ن يف اإلساءة‬ ‫«حقا؟ ًإذا ّ‬‫ً‬
‫ي‬
‫ابن من أبناء الكرة النارية»‪.‬‬ ‫إّل أي ٍ‬
‫فاجأ ذلك الشاب «أنت تعرف من أكون؟»‪.‬‬
‫آمل»‪.‬‬ ‫«ابن والدك‪ ،‬كما ُ‬
‫قال السي كايل القط «انظروا‪ ،‬كعكة الزفاف»‪.‬‬
‫كان هنالك ستة من فتيان المطابخ يدفعونها عي األبواب‪ ،‬عىل عربة‬
‫عريضة ذات عجالت‪ .‬كانت الكعكة بنية اللون ومقرمشة وهائلة‪ ،‬وكان‬
‫وضبات مكتومة‪ .‬نزل اللورد‬ ‫صياح ونعيق ن‬ ‫ٌ‬ ‫تأب من داخلها‪،‬‬ ‫هنالك ضوضاء ر‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫والليدي ربيويل من المنصة ليقابالها والسيف يف يديهما وعندما قطعاها‬
‫‪.‬‬
‫حول القاعة‪ .‬ن يف ولئم الزفافات‬ ‫انفجر منها نصفمئة طائر ليطي ُ ُ‬ ‫وفتحت‪،‬‬
‫حرصها دانك‪ ،‬كانت الكعكات تمأل بالحمام والعصافي‪ ،‬ولكن‬ ‫الت ن‬‫ر‬
‫األخرى ي‬
‫بداخل هذه كان هنالك طيور الزرياب األزرق وطائر قية السماء‪ ،‬وحمام‬
‫وعصافي‪ ،‬والطيور المحاكية والعندليب‪ ،‬والعصافي البنية الصغية وببغاء‬
‫نوعا من الطيور»‪.‬‬ ‫وعرسون ً‬ ‫أحمر كبي‪ .‬وقال السي كايل «واحد ر‬
‫نوعا من فضالت الطيور»‪.‬‬ ‫وعرسون ً‬ ‫وقال السي ماينارد «واحد ر‬
‫«ليس لديك شاعرية ن يف قلبك يا سيدي»‪.‬‬
‫«وأنت لديك براز عىل كتفك»‪.‬‬
‫نظف ر‬ ‫ى‬
‫ه الطريقة الصحيحة‬ ‫ي‬ ‫«هذه‬ ‫ته‬‫سي‬ ‫وقال السي كايل بازدر ٍاء بينما‬
‫ر‬
‫الحقيف فيه العديد من‬
‫ي‬ ‫ه رمزية للزواج‪ ،‬والزواج‬ ‫لمىل كعكة‪ .‬الكعكة ي‬
‫األشياء ‪ -‬الفرح والحزن واأللم والرسور والحب والشهوة والولء‪ .‬لذا فمن‬
‫ً‬
‫المناسب أن يكون هناك أنواع كثية من الطيور‪ .‬ل أحد يعرف أبدا ما الذي‬
‫ستجلبه له الزوجة الجديدة»‪.‬‬
‫وقال پلوم «فرجها‪ ،‬وإل ما الهدف؟»‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫تزحزح دانك للخلف من عىل الطاولة «أنا بحاجة إّل شمة هواء»‪ .‬ولكنه ن يف‬
‫الحقيقة كان يحتاج إّل التبول‪ ،‬ولكن ن يف رفقة رفيعة مثل هذه‪ ،‬كان‬
‫تأدبا «استأذنكم»‪.‬‬‫أكي ً‬ ‫الحديث عن الهواء ر‬
‫قريبا‪ ،‬ول‬ ‫قال الكمنج «أشع بالعودة يا سيدي‪ .‬هنالك بهلوانيون سيأتون ً‬
‫ي‬
‫تريد أن يفوتك اإلضجاع»‪.‬‬
‫ن يف الخارج‪ ،‬لفحت رياح الليل دانك كلسان وحش عظيم ما‪ .‬بدا أن األرض‬
‫الصلبة ن يف الفناء تتحرك تحت قدميه‪ ...‬أو ربما كان هو من ريينح‪.‬‬
‫جي‬‫متفر ن‬ ‫اليال نف وسط الساحة الخارجية‪ُ .‬ورفعت منصة ّ‬ ‫ُنصبت مضامي ن ن‬
‫ي‬
‫ر‬
‫لك يكون اللورد بيويل وضيوفه‬ ‫خشبية من ثالث ًطوابق تحت الجدران‪ ،‬ي‬
‫مظللي جيدا عىل مقاعدهم المبطنة بالوسائد‪ .‬كان هنالك خيام عىل‬ ‫ن‬ ‫الكبار‬
‫اليال‪ ،‬حيث يمكن للفرسان ارتداء دروعهم‪ ،‬مع وجود‬ ‫طرف مضامي ن ن‬ ‫ن‬
‫ٌ‬ ‫ي‬
‫رفوف من رماح المباريات موضوعة وجاهزة‪ .‬عندما رفعت الرياح الالفتات‬
‫ً‬ ‫للحظة‪ ،‬استطاع دانك شم رائحة الجص عىل حاجز ن ن‬
‫اليال‪ .‬انطلق بحثا عن‬
‫الصت إّل قيم‬ ‫ي‬ ‫الساحة الداخلية‪ .‬كان عليه أن يبحث عن ايغ ويرسل‬
‫اليال‪ .‬كان ذلك واجب المرافق‪.‬‬ ‫المباريات ليدخله نف قوائم ن ن‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫كانت (الجدران البيضاء) غريبة بالنسبة إليه‪ ،‬وبطريقة ما تاه دانك‪ .‬وجد‬
‫نفسه خارج األوجرة‪ ،‬حيث التقطت كالب الصيد رائحته وبدأت ن يف النباح‬
‫ى‬
‫حلف‪ ،‬أو أنها تريد الديك المشوي الذي ن يف‬ ‫ي‬
‫فكر‪ :‬تريد أن تمزق ر‬ ‫والعواء‪ .‬و‬
‫عابرا السپت‪ .‬مرت امرأة‬ ‫معطف‪ .‬عاد من نفس الطريق الذي جاء منه ً‬ ‫ن‬
‫ي‬
‫وه تلهث ضاحكة‪ ،‬وفارس أصلع يطاردها بصعوبة‪ .‬استمر‬ ‫كض مرسعة‬ ‫تر ُ‬
‫ي‬
‫حت اضطرت المرأة ن يف النهاية إّل العودة ومساعدته‪.‬‬ ‫الرجل نف السقوط‪ ،‬ر‬
‫ى ي‬
‫وفكر دانك‪ :‬يجب أن أتسلل إّل السپت وأطلب من السبعة أن يجعلوا‬
‫ى‬
‫خصم األول‪ ،‬ولكن ذلك سيكون إ ًثما‪ .‬وفكر‪ :‬ما أحتاجه‬ ‫ي‬ ‫ذلك الفارس هو‬
‫ً‬
‫حقا هو مرحاض وليس صالة‪ .‬كانت هنالك بعض الشجيات القريبة‪ ،‬تحت‬
‫ى‬
‫وفكر‪ :‬ن‬
‫ستف تلك بالغرض‪ّ .‬‬
‫وتلمس‬ ‫ي‬ ‫ُسل ٍم من األدراج الحجرية الباهتة‪.‬‬
‫حت اإلنفجار‪ .‬واستمر‬ ‫طريقه ورائهم وحل شواله‪ .‬كانت مثانته ممتلئة ر‬
‫بالتبول طويًل‪.‬‬
‫ن يف مكان ما فوقه‪ ،‬انفتح باب‪ .‬سمع دانك وقع أقدام عىل األدراج‪ ،‬وكشط‬
‫األحذية عىل الحجر «‪...‬لقد وضعت أمامنا وليمة للشحاذين‪ ،‬من دون‬
‫الفولذ األليم…»‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫«فلي ِنك الفولذ األليم نفسه‪ ،‬ل يمكن الوثوق‬ ‫صوت مألوف بإضار َ‬ ‫ٌ‬ ‫وقال‬
‫حت هو‪ .‬بعض النتصارات ستجلبه عي الماء بالرسعة‬ ‫بأي نغل‪ ،‬ول ر‬
‫الكافية»‪.‬‬
‫ى‬
‫وفكر دانك‪ :‬اللورد پيك‪ .‬وحبس دانك أنفاسه‪ ...‬وبوله‪.‬‬
‫«الحديث عن النتصارات أسهل من الفوز بها»‪ .‬كان لهذا المتحدث صوت‬
‫أعمق من صوت پيك‪ ،‬صوت جهوري هادر مع حدة من العصبية «كان دم‬
‫أيضا‪.‬‬‫البقي ُة ً‬
‫سيتوقعون ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫الصت سيملكه‪ .‬وكذا‬ ‫أن‬ ‫ع‬
‫ّ‬
‫يتوق‬ ‫الحليب العجوز‬
‫ي‬
‫المنمقة والكياسة ل يمكن أن تعوض عن ذلك»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫الكلمات‬
‫رص عىل أن البيضة ستفقس‪ .‬لقد حلم‬ ‫«تني سيعوض عن ذلك‪ .‬األمي ُم ٌّ‬ ‫ن‬
‫ر‬ ‫ن‬
‫الت‬
‫خ بكل السيوف ي‬ ‫بهذا‪ ،‬كما حلم مرة بموت أخويه‪ .‬سيفوز تني ي‬
‫نريدها»‪.‬‬
‫ً‬ ‫ر‬ ‫ن ر‬
‫الدام ليس بعيدا عن‬ ‫ي‬ ‫سء آخر‪ .‬أؤكد لك أن الغراب‬ ‫سء‪ ،‬والحلم ي‬ ‫«التني ي‬
‫الصت ابن أبيه؟»‪.‬‬ ‫وليس حالم‪ .‬هل‬ ‫‪.‬‬
‫ي‬ ‫األحالم نحن بحاجة إّل محارب ُ‬
‫نفش بذلك‪ .‬حالما نحصل عىل‬ ‫عت‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫ودعت أ ِ ي‬‫ي‬ ‫«فقط قم بدورك كما وعدت‬
‫ذهب ربيويل وسيوف آل فراي‪ ،‬ستتبعهما (هارنهال)‪ ،‬ثم آل براكن‪ .‬أوثو‬
‫يعرف أنه ل يمكنه أن يأمل بالصمود‪.»...‬‬

‫‪49‬‬
50
‫ً‬
‫مجددا‪ .‬هز‬ ‫المتحدثي‪ .‬بدأ بول دانك بالتدفق‬ ‫ن‬ ‫تالشت األصوات مع ابتعاد‬
‫عمن كانوا يتحدثون؟ ابنُ‬ ‫قضيبه وأعاد ربط أربطته‪ .‬وتمتم «ابن أبيه»‪ّ .‬‬
‫الكرة النارية؟‬
‫بحلول الوقت الذي خرج فيه من تحت األدراج‪ ،‬كان اللوردان عىل الجانب‬
‫مناديا‪ ،‬يك يجعلهما يظهران وجهيهما‪،‬‬ ‫ً‬ ‫اآلخر من الفناء‪ .‬كاد أن يرصخ فيهما‬
‫ً‬ ‫‪.‬‬ ‫لكنه أعاد التفكي ن‬
‫سالح ونصف سكران عالوة عىل‬ ‫ٍ‬ ‫ال‬ ‫وب‬
‫ِ‬ ‫ا‬ ‫وحيد‬ ‫كان‬ ‫ذلك‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ر‬ ‫ى‬
‫ذلك‪ .‬وفكر‪ :‬ربما أكي من النصف وقف هنالك عابسا للحظة‪ ،‬ثم عاد إّل‬ ‫‪.‬‬
‫القاعة‪.‬‬
‫نف الداخل‪ ،‬قدمت آخر وجبة وبدأ َ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫المرح‪ .‬عزفت إحدى بنات اللورد فراي‬ ‫ي‬
‫"قلبان ينبضان كواحد" عىل القيثارة العالية‪ ،‬بشكل ست للغاية‪ .‬قام بعض‬
‫لفية‪ ،‬وقام بعض‬ ‫لعت الخفة بإلقاء مشاعل مشتعلة عىل بعضهم البعض ر‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫البهلواني بحركة العجلة الدوارة يف الهواء‪ .‬بدأ ابن أخ اللورد فراي يف الغناء‬ ‫ن‬
‫"الدب‪ ،‬الدب‪ ،‬الجميلة والدب" بينما كان السي كي يب پيم يدق اإليقاع عىل‬
‫حت صارت القاعة بأكملها‬ ‫الطاولة بملعقة خشبية‪ .‬انضم إليه آخرون‪ ،‬ر‬
‫وبت ومغىط بالشعر!»‪ .‬غاب اللورد كازويل عن‬ ‫تجأر «دب! دب! أسود ن‬
‫ي‬
‫الوىع عىل الطاولة ووجهه ن يف بركة من النبيذ‪ ،‬وبدأت الليدي ڤارويل ن يف‬ ‫ي‬
‫تماما من سبب حزنها‪.‬‬ ‫متأكدا ً‬ ‫ً‬
‫البكاء‪ ،‬غي أنه لم يكن أحد‬
‫الغت أفسح مجاَل‬ ‫ن‬ ‫كان النبيذ يتدفق طوال الوقت‪ .‬نبيذ الكرمة‬
‫األحمر ي‬ ‫ن‬
‫وف الحقيقة‪ ،‬لم يكن‬ ‫الكمنج‪ ،‬ي‬ ‫ي‬ ‫المحىل المعتق‪ ،‬أو هذا ما قاله‬ ‫ي‬ ‫للنبيذ‬
‫ً‬
‫لدانك أن يفرق بينهم‪ .‬كان هنالك أيضا الهيبوكراس*‪ ،‬كان عليه أن يجرب‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫كأسا من ذلك‪ .‬وفكر‪ :‬قد يمر عام قبل أن أحصل عىل آخر‪ .‬الفرسان‬
‫رجال طيبون‪ ،‬بدأوا يتحدثون عن نساء‬ ‫ٌ‬ ‫المتجولون اآلخرون‪ ،‬وجميعهم‬
‫ً‬
‫ه تانسيل الليلة‪ .‬كان يعرف‬ ‫ي‬ ‫أين‬ ‫يتساءل‬ ‫نفسه‬ ‫دانك‬ ‫وجد‬ ‫‪.‬‬‫ا‬ ‫سابق‬ ‫عرفوهن‬
‫مكان الليدي روهان – بفراشها يف قلعة كولدموت‪ ،‬والسي يوستاس العجوز‬ ‫ن‬
‫بجانبها‪ ،‬يشخر من خالل شاربه – لذا حاول أل يفكر فيها‪ .‬وتساءل‪ :‬هل‬
‫يوما؟‬ ‫فكرا ب ً‬
‫فرقة من األقزام مدهوبن‬ ‫ٌ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬
‫ي‬ ‫خرجت‬ ‫عندما‬ ‫بوقاحة‬ ‫الكئيبة‬ ‫تأمالته‬ ‫طعت‬ ‫ق‬
‫خشت ذو عجالت ليطاردوا مهرج اللورد‬ ‫ير‬‫خي‬ ‫الوجه مندفعة من بطن ن ن‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫نف بمثانات خنازير منفوخة تخرج‬ ‫ُ‬
‫يرصبونه بع ٍ‬ ‫بي الطاولت‪ ،‬وهم ن‬ ‫ربيويل ن‬
‫ٌ‬ ‫صوتا ً‬ ‫ً‬
‫فضا كلما أصابته نضبة‪.‬‬
‫داف متبل بالقرفة والسكر‪.‬‬ ‫* نبيذ ن‬

‫‪51‬‬
‫ضحك رآه دانك منذ سنوات‪ ،‬وضحك مع البقية‪ .‬كان‬ ‫س ٍء ُم‬ ‫ر ر‬
‫ٍ‬ ‫كان هذا أكي ي‬
‫عجبا بترصفاتهم الهزلية لدرجة أنه انضم إليهم‪ً ،‬‬
‫لكما‬ ‫ابن اللورد فراي ُم ً‬
‫أكي ضحكة‬ ‫ضيوف حفل الزفاف بمثانة استعارها من قزم‪ .‬كان لدى الطفل ر‬
‫مزعجة سمعها دانك عىل اإلطالق‪ ،‬زوبعة عالية وحادة من الضحك جعلته‬
‫ى‬
‫بت‬
‫ي‬
‫وفكر دانك‪ :‬إذا نض ن‬ ‫الصت عىل ركبته لمعاقبته‪ ،‬أو رميه ن يف بي‪.‬‬ ‫ي‬ ‫يريد أخذ‬
‫الفت الذي جعل هذا‬ ‫بتلك المثانة‪ ،‬فقد أفعلها‪ .‬وقال السي ماينارد «ها هو ر‬
‫صارخا‪.‬‬ ‫ً‬
‫الزواج يحصل»‪ .‬بينما مر القنفذ‬
‫الكمنج كأس نبيذ فار ٍغ‪ ،‬ومأله خادم عابر‪.‬‬ ‫ي‬ ‫«كيف ذلك؟»‪ .‬رفع‬
‫نظر السي ماينارد نحو المنصة حيث كانت العروس تطعم زوجها الكرز‬
‫حرصة اللورد أول من يدهن الزبدة عىل هذه البسكويته‪ .‬قالوا إن‬ ‫«لن يكون ن‬
‫(التوأمتي)‪ .‬كانت تتسلل أسفًل‬ ‫ن‬ ‫خادم ن يف‬
‫ٍ‬ ‫عذرية عروسه قد ُسلبت من ِق َبل‬
‫إّل المطابخ لمقابلته‪ .‬ولألسف‪ ،‬ذات ليلة تسلل أخوها الصغي هذا وراءها‪.‬‬
‫متشابك األرجل واألذرع‪ ،‬أطلق ضخة‪ ،‬وجاء الطهاة‬ ‫ي‬ ‫وعندما رآهما‬
‫وساقيها متعانقان عىل لوح من‬ ‫ِ‬ ‫حرصة الليدي‬ ‫والحراس يركضون ووجدوا ن‬
‫العجي‪ ،‬وكالهما عاريان كيوم ولدتهما‪،‬‬ ‫ن‬ ‫الرخام حيث يقوم الطباخ بفرد‬
‫حت أخمص قدميهما»‪.‬‬ ‫بالطحي من رأسيهما ر‬ ‫ن‬ ‫ومغطيان‬
‫ر‬ ‫ً‬
‫اض واسعة‬ ‫فكر دانك‪ :‬ل يمكن أن يكون هذا صحيحا‪ .‬كان للورد بيويل أر ٍ‬
‫ييوج من فتاة دنسها خادم مطبخ ويتخىل‬ ‫وأوان من الذهب األصفر‪ِ .‬ل َم قد ر ن‬
‫ٍ‬
‫عن بيضة تنينه لالحتفال بالزيجة؟ لم يكونوا آل فراي سادة (المعي) أنبل‬
‫ً‬
‫من آل ربيويل‪ .‬إنهم يملكون جرسا بدال من األبقار‪ ،‬وكان هذا هو الختالف‬
‫ى‬
‫الوحيد‪ .‬وفكر دانك‪ :‬اللوردات‪ .‬من يمكنه أن يفهمهم؟ أكل دانك بعض‬
‫ى‬ ‫المكرسات وفكر فيما سمعه بينما كان ّ‬
‫يتبول‪ .‬وفكر‪ :‬دانك المخمور‪ ،‬ما‬
‫آخرا من الهيبوكراس‪ ،‬بما أن األول كان‬ ‫كأسا ً‬ ‫الذي تعتقد أنك سمعته؟ أخذ ً‬
‫ن‬ ‫لذيذا‪ .‬ثم ر‬ ‫ً‬
‫المتشابكتي وأغلق عينيه للحظة‬ ‫ألف رأسه فوق ذراعيه‬ ‫طعمه‬
‫لييحهما من الدخان‪.‬‬
‫واقفي عىل أقدامهم‬ ‫ن‬ ‫عندما فتحهما مرة أخرى‪ ،‬كان نصف ضيوف الزفاف‬
‫عاليا لدرجة‬‫صخبا ً‬ ‫ً‬ ‫وهم يهتفون «اضجعوهم! اضجعوهم!»‪ .‬كانوا يثيون‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫تضمن تانسيل الطويلة جدا واألرملة‬ ‫أنهم أيقظوا دانك من حلم جميل‬
‫ّ‬
‫الحمراء‪ .‬ورنت الهتافات «اضجعوهم! اضجعوهم!»‪ .‬وجلس دانك وفرك‬
‫عينيه‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫انكلي فراي‪ ،‬وكان يحملها عي الممر‪،‬‬ ‫بي ذراىع السي فر ن‬ ‫كانت العروس ن‬
‫ي‬
‫والرجال واألولد يحومون حوله‪ .‬أحاطت السيدات الجالسات عىل الطاولة‬
‫العالية باللورد ربيويل‪ .‬تعافت الليدي ڤارويل من حزنها وكانت تحاول‬
‫سحب سيادته من عىل كرسيه‪ ،‬بينما خلعت إحدى بناته حذاءيه وخلعت‬
‫ً‬
‫سيته‪ .‬كان ربيويل يتخبط عليهن بال جدوى ضاحكا‪ .‬كان‬ ‫امرأة من آل فراي ر‬
‫كرا‪ ...‬لذا كاد أن يسقط‬ ‫أكي ُس ً‬ ‫سكر ًانا كما رأى دانك‪ ،‬وكان السي فر ن‬
‫انكلي ر‬
‫الكمنج ليوقفه‬ ‫ي‬ ‫العروس‪ .‬وقبل أن يدرك دانك ما كان يحدث‪ ،‬جره جون‬
‫عىل قدميه‪ .‬وصاح «هنا! دع العمالق يحملها!»‪.‬‬
‫سلم برج والعروس تتلوى ن‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫آخر ر‬
‫بي ذراعيه‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫يصعد‬ ‫كان‬ ‫أنه‬ ‫هو‬ ‫ره‬ ‫يذك‬ ‫ء‬ ‫س‬‫ي‬ ‫ُ‬
‫لم يكن يدري كيف استطاع تثبيت قدميه‪ .‬لم تكن الفتاة ثابتة‪ ،‬وكان هنالك‬
‫ّ‬
‫بالطحي وعجنها‬ ‫ن‬ ‫رجال حولهم ن يف كل مكان‪ُ ،‬يلقون أقذع النكات عن رشها‬ ‫ٌ‬
‫جيدا بينما كانوا يخلعون مالبسها‪ .‬انظم األقزام كذلك‪ .‬تزاحموا حول ر‬ ‫ً‬
‫ساف‬‫ي‬
‫ويرصبون ساقيه بمثاناتهم‪ .‬كل ما كان‬ ‫دانك‪ ،‬وهم يرصخون ويضحكون ن‬
‫يتعي عليهم‪.‬‬ ‫بوسعه فعله هو أل ر‬
‫أدب فكرة عن مكان غرفة نوم اللورد ربيويل‪ ،‬لكن الرجال‬ ‫لم يكن لدى دانك ن‬
‫الحي‪ ،‬كانت‬ ‫ن‬ ‫وف ذلك‬ ‫حت وصل إّل هنالك‪ ،‬ن‬ ‫اآلخرين دفعوه وحثوه ر‬
‫ي‬
‫وه شبه عارية‪ ،‬باستثناء جورب ساقها‬ ‫محمرة الوجه‪ ،‬وتقهقه‬ ‫ّ‬ ‫العروس‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫محمر الوجه أيضا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫اليرسى‪ ،‬والذي نج بطريقة ما من الصعود‪ .‬كان دانك‬
‫وإنما لم يكن ذلك بسبب مجهود‪.‬‬
‫واضحا ألي شخص ينظر‪ ،‬ولكن لحسن‬ ‫ً‬ ‫كان من الممكن أن يكون انتصابه‬
‫األعي عىل العروس‪ .‬لم تكن الليدي ربيويل تشبه‬ ‫ن‬ ‫الحظ‪ ،‬كانت جميع‬
‫بي ذراعيه جعل دانك يفكر فن‬ ‫أبدا‪ ،‬لكن كونها تتلوى نصف عارية ن‬ ‫ً‬
‫ي‬ ‫تانسيل‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫األخرى‪ .‬وفكر دانك‪ :‬كان اسمها تانسيل الطويلة جدا‪ ،‬ولكنها لم تكن‬
‫جدا بالنسبة إّل‪ .‬تساءل ّ‬ ‫ً‬
‫عما إذا كان سيجدها مرة أخرى‪ .‬مرت بعض‬ ‫ي‬ ‫طويلة‬
‫ى‬ ‫َُ‬
‫اللياّل عندما اعتقد بأنه حلم بوجودها فقط‪ .‬وفكر‪ :‬كال‪ ،‬أيها األخرق‪ ،‬لقد‬ ‫ي‬
‫حلمت بأنها معجبة بك فقط‪.‬‬
‫كانت غرفة نوم اللورد ربيويل كبية وفاخرة عندما وجدها‪ .‬غىط سجاد‬
‫مايري األرضيات‪ ،‬واشتعلت مئة شمعة معطرة ن يف جميع أنحاءها‪ ،‬ووقفت‬
‫حت أنه كان للغرفة‬ ‫مرصعة بالذهب واألحجار الكريمة بجانب الباب‪ .‬ر‬ ‫در ٌع ّ‬
‫موضوع نف تجويف حجري صغي ن‬ ‫ٌ‬
‫الخارخ‪.‬‬
‫ي‬ ‫الجدار‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫مرحاضها الخاص‪،‬‬

‫‪53‬‬
‫عندما وضع دانك العروس ً‬
‫أخيا عىل فراش زواجها‪ ،‬قفز قزم بجانبها‬
‫كنوع من المداعبة‪ .‬أطلقت الفتاة ضخة حادة‪ ،‬وزأر‬
‫ٍ‬ ‫وأمسك أحد ثدييها‬
‫حرصة‬‫ضاحكي‪ ،‬وأمسك دانك القزم من ياقته وسحبه وهو يركل ن‬
‫ن‬ ‫الرجال‬
‫الليدي‪ .‬كان يحمل الرجل الصغي عي الغرفة ليخرجه من الباب عندما رأى‬
‫ن‬
‫التني‪.‬‬ ‫بيضة‬

‫كان اللورد ربيويل قد وضعها عىل وسادة مخملية سوداء فوق قاعدة‬
‫رخامية‪ .‬كانت أكي بكثي من بيضة الدجاجة‪ ،‬إل أنها ليست كبية كما كان‬

‫‪54‬‬
‫يتصورها‪ .‬غطت قشور حمراء جميلة سطحها‪ ،‬التمعت ساطعة كالجواهر‬
‫تحت نور المصابيح والشموع‪ .‬أسقط دانك القزم والتقط البيضة‪ ،‬فقط‬
‫ى‬
‫ليشعر بها للحظة‪ .‬كانت أثقل مما كان يتوقع‪ .‬وفكر‪ :‬يمكنك تحطيم رأس‬
‫ً‬
‫القرسة أبدا‪ .‬كانت القشور ناعمة تحت أصابعه‪ ،‬وبدا‬ ‫رجل بهذه‪ ،‬ولن ُ تكرس ر‬
‫ى‬
‫الغت يتألأل وهو يقلب البيضة ن يف يديه‪ .‬وفكر‪ :‬الدم‬
‫ن‬
‫أن اللون األحمر العميق ي‬
‫أيضا‪ ،‬ودوائر بسواد منتصف‬ ‫واللهب‪ ،‬ولكن كانت هنالك بقع ذهبية فيها ً‬
‫الليل‪.‬‬

‫ٌ‬
‫فارس لم يعرفه‬ ‫«هنا‪ ،‬أنت! ما الذي تعتقد بأنك تفعله يا سيدي؟»‪ .‬كان‬
‫ينظر إليه بغضب‪ ،‬رجل ضخم بلحية سوداء كالفحم وذو دمامل‪ ،‬لكن‬
‫فعم بالغضب‪ .‬وأدرك‬ ‫ٌ‬
‫عميق‪ُ ،‬م ٌ‬ ‫ٌ‬
‫صوت‬ ‫الصوت هو الذي جعله يرمش‪،‬‬
‫دانك‪ :‬لقد كان هو الرجل الذي مع پيك‪ ،‬حينها قال الرجل «ضع ذلك‬
‫ً‬
‫بعيدا عن كنوز ن‬ ‫ً‬
‫حرصة اللورد‪،‬‬ ‫جانبا‪ .‬سأشكرك عىل إبقاء أصابعك المدهنة‬
‫ن‬
‫ستتمت لو أنك فعلت»‪.‬‬ ‫أو أقسم بالسبعة عىل أنك‬
‫‪55‬‬
‫كر كحال دانك‪ ،‬لذلك بدا من الحكمة أن‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫لم يكن الفارس اآلخر يف حالة س ٍ‬
‫يفعل ما قاله‪ .‬وضع البيضة عىل وسادتها بحذر شديد ومسح أصابعه عىل‬
‫ٌ‬ ‫ى‬
‫كمه «لم أقصد أي نضر يا سيدي»‪ .‬وفكر‪ :‬دانك األخرق‪ ،‬بليد كجدار‬
‫ً‬
‫متجاوزا الرجل ذو اللحية السوداء وخرج من الباب‪.‬‬ ‫قلعة‪ .‬واندفع‬
‫كانت هنالك ضوضاء نف قمة السلم‪ ،‬صيحات سعيدة وضحكات ّ‬
‫أنثوية‪.‬‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫يجلي اللورد بيويل لعروسه‪ .‬لم يكن لدانك رغبة يف مقابلتهم‪،‬‬ ‫ن‬ ‫كانن النساء‬
‫ييل‪ ،‬ووجد نفسه عىل سطح اليج تحت النجوم‪،‬‬ ‫لذلك صعد بدال من أن ن ن‬
‫والقلعة الشاحبة تتألأل تحت ضوء القمر من حوله‪.‬‬

‫ى‬
‫كان يشعر بالدوار من النبيذ‪ ،‬ولذلك اتكأ عىل السور‪ .‬وفكر‪ :‬هل سأمرض؟‬
‫الخشت‬ ‫ن‬
‫والتني‬ ‫التني؟ تذكر عرض تانسيل للدم‬‫ن‬ ‫لماذا ذهب ولمس بيضة‬
‫ي‬
‫الذي بدأ المشاكل كلها هناك ن يف (آشفورد)‪ .‬جعلت الذكرى دانك يشعر‬
‫ن‬ ‫ى‬ ‫بالذنب‪ ،‬كما كانت تفعل ً‬
‫صالحي لقوا‬ ‫دائما‪ .‬وفكر دانك‪ :‬ثالثة رجال‬
‫ّ‬
‫متجول‪ .‬لم يكن األمر منطقيا له‪ٌ ،‬‬
‫أمر لم‬ ‫مرصعهم‪ ،‬ل ُينقذوا قدم فارس‬

‫‪56‬‬
‫ى‬
‫وفكر‪ :‬خذ ً‬
‫درسا من ذلك‪ ،‬أيها األخرق‪ .‬ليس من حق أمثالك أن‬ ‫يفهمه قط‪.‬‬
‫ن‬
‫التناني أو بيضهم‪.‬‬ ‫يعبثوا مع‬
‫«تبدو وكأنها مصنوعة من الثلج»‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مبتسما وهو يرتدي حريره‬ ‫الكمنج واقفا خلفه‪،‬‬
‫ي‬ ‫التفت دانك‪ .‬كان جون‬
‫وثيابه المصنوعة من قماش الذهب «ما هو المصنوع من الثلج؟»‪.‬‬
‫«القلعة‪ .‬كل ذلك الحجر األبيض نف ضوء القمر‪ .‬هل ذهبت شمال ( ُ‬
‫العنق)‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ر‬
‫قبل يا سي دانكن؟ قيل يّل بأن الثلوج تتساقط هنالك حت يف الصيف‪.‬‬ ‫من ُ‬
‫هل رأيت الجدار من قبل؟»‪.‬‬
‫ى‬
‫«ل‪ ،‬سيدي»‪ .‬وفكر دانك‪ :‬لماذا يتحدث عن الجدار؟ «هذا هو المكان‬
‫ذاهبي إليه‪ ،‬أنا وايغ‪ .‬شماَل إّل ( ر‬
‫وينيفيل)»‪.‬‬ ‫ن‬ ‫الذي كنا‬
‫ليتت أستطيع النضمام إليكم‪ .‬يمكنك أن ن‬
‫تدلت عىل الطريق»‪.‬‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫« ي‬
‫«الطريق؟»‪ .‬وعقد دانك حاجبيه «إنه عىل طريق الملوك‪ .‬إذا بقيت عىل‬
‫الطريق وواصلت التقدم شماَل‪ ،‬فال يمكنك تفويته»‪.‬‬
‫الكمنج «أعتقد ذلك‪ ...‬عىل الرغم من أنك قد تتفاجأ بما يمكن أن‬
‫ي‬ ‫ضحك‬
‫ته بعض الرجال»‪ .‬ذهب إّل السور و ّ‬‫ُ‬
‫أطل بالنظر حول القلعة «يقولون‬ ‫يفو‬
‫ن‬
‫الشماليي قوم همجيون‪ ،‬وغاباتهم مليئة بالذئاب»‪.‬‬ ‫بأن هؤلء‬
‫«سيدي؟ لماذا أتيت إّل هنا؟»‪.‬‬
‫يعي عىل‪ .‬إنه يصبح ُم ً‬
‫زعجا عندما‬ ‫عت‪ ،‬ولم أرغب بأن ر‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫«ألي كان يبحث ي‬
‫ً‬
‫مغادرا من حجرة النوم المليئة بالرعب تلك‬ ‫يرسب‪ .‬رأيتك تنسحب‬ ‫ر‬
‫وانسحبت من بعدك‪ .‬لقد رشبت الكثي من النبيذ‪ ،‬أقر لك بهذا‪ ،‬ولكن ليس‬
‫يكف لمواجهة ربيويل عا ًريا»‪ .‬وابتسم لدانك ابتسامة مبهمة «لقد‬
‫ي‬
‫بما ن‬
‫ر‬
‫ألتف بك حت‪ .‬وعندما رأيتك عىل‬ ‫ر‬
‫حلمت بك يا سي دانكن‪ .‬قبل أن ي‬
‫الطريق‪ ،‬عرفت وجهك عىل الفور‪ .‬كما ولو أننا كنا أصدقاء قدام»‪.‬‬

‫‪57‬‬
‫ى‬
‫شعر دانك بأغرب شعور حينها‪ ،‬كما لو كان قد عاش كل هذا من قبل‪ .‬وفكر‬
‫أحالم ليست مثل أحالمك يا سي دانكن‪.‬‬ ‫إنت حلمت بك‪ .‬و‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫دانك‪ :‬قال ي‬
‫أحالم حقيقية‪ .‬وقال بصوت غليظ من النبيذ «هل حلمت يب؟ أي نوع‬ ‫ي‬
‫من األحالم؟»‪.‬‬
‫عجبا‪ ،‬حلمت بأنك اكتسيت باألبيض من رأسك اّل أخمص‬ ‫قال الكمنج « ً‬
‫ي‬
‫ي‪.‬‬ ‫كتفي العريض ن‬‫ن‬ ‫شاحب ينسدل من عىل هذين ال‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫طويل‬ ‫ٌ‬
‫قدميك‪ ،‬ومعطف‬
‫ًّ‬
‫محلفا ن‬ ‫ً‬ ‫سيفا ً‬ ‫ً‬
‫الملك‪ ،‬أعظم فارس‬ ‫ي‬ ‫الحرس‬ ‫ف‬‫ي‬ ‫ا‬ ‫أخ‬ ‫سيدي‪،‬‬ ‫يا‬ ‫ا‬ ‫أبيض‬ ‫لقد كنت‬
‫ن يف كل الممالك السبع‪ ،‬ولم تعش ألي غرض آخر سوى حراسة وخدمة‬
‫وإرضاء ملكك»‪ .‬ووضع يده عىل كتف دانك «لقد حلمت بنفس هذا‬
‫الحلم‪ ،‬أعلم بأنك فعلت»‪.‬‬
‫وفكر‪ :‬نف المرة األوّل ر‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫الت سمح يّل الرجل‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫صحيحا‪.‬‬ ‫لقد فعل‪ ،‬كان ذلك‬
‫الملك»‪.‬‬ ‫حرس‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫فت يحلم بالخدمة ن‬ ‫العجوز بحمل سيفه «كل ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫«ومع ذلك‪ ،‬يكي سبعة فتيان فقط لرتداء المعطف األبيض‪ .‬هل يسعدك‬
‫واحدا منهم؟»‪.‬‬ ‫ً‬
‫أن تكون‬
‫الت بدأت ت ُ‬ ‫ر‬
‫عجن كتفه «ربما‪ ،‬أو ربما‬ ‫«أنا؟»‪ .‬أزال دانك يد اللورد الصغي‪ ،‬و ي‬
‫الملك يخدمون مدى الحياة‪ ،‬وأقسموا عىل أل يتخذوا‬ ‫ىي‬ ‫ل»‪ .‬فرسان الحرس‬
‫أرضا‪ .‬وفكر دانك‪ :‬قد أجد تانسيل مرة أخرى ً‬
‫يوما ما‪ِ .‬ل َم ل‬ ‫زوجة أو يملكوا ً‬
‫يكون يّل زوجة وأبناء؟ «ل يهم ما أحلم به‪ .‬الملك فقط هو من يمكنه أن‬
‫الملك»‪.‬‬ ‫حرس‬ ‫ال‬ ‫ف‬ ‫ارسا ن‬ ‫ينصب ف ً‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫َُ‬ ‫« ًإذا أعتقد أن هذا ن‬
‫عىل الحصول عىل العرش‪ .‬أفضل أن أعلمك‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫يعت‬
‫ي‬
‫العزف عىل الكمنجة عىل هذا»‪.‬‬
‫ى‬
‫«أنت سكران»‪ .‬وفكر‪ُ :‬الغراب ُي َعي ُالغداف بلونه األسود‪.‬‬
‫ٌ‬
‫«سكران عىل نحو رائع‪ .‬النبيذ يجعل كل األشياء ممكنة يا سي دانكن‪ .‬أظن‬
‫إلها باللون األبيض‪ ،‬ولكن إذا كان اللون ل يناسبك‪ ،‬فربما تفضل‬ ‫أنك ستبدو ً‬
‫لوردا؟»‪.‬‬ ‫أن ُتصبح ً‬

‫‪58‬‬
‫ُ‬
‫وضحك دانك ن يف وجهه «كال‪ ،‬أفضل أن تنمو يّل أجنحة زرقاء كبية وأطي‪.‬‬
‫أحدهم محتمل مثله مثل اآلخر»‪.‬‬

‫ر‬
‫الحقيف ل يسخر من ملكه أبدا»‪ .‬بدا‬ ‫ن‬
‫مت‪ .‬الفارس‬
‫ي‬ ‫«واآلن أنت تسخر ي‬
‫ً‬
‫مجروحا «آمل أن تضع المزيد من الثقة فيما أخيك به عندما ترى‬ ‫الكمنج‬
‫ي‬
‫ن‬
‫التني يفقس»‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫خ؟ ماذا؟ هنا؟»‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫«سوف يفقس تني؟ تني ي‬
‫ً‬ ‫«لقد حلمت به‪ .‬هذه القلعة البيضاء الشاحبة‪ ،‬وأنت‪ ،‬و ن‬
‫تني يخرج منبثقا‬
‫تماما كما حلمت ذات مرة بموت أخواي‪ .‬كانا‬‫من بيضة‪ ،‬حلمت بكل رسء‪ً ،‬‬
‫ي‬
‫عىل‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫ن‬
‫يف الثانية عرس من عمري هما‪ ،‬وكنت يف السابعة فقط‪ ،‬لذلك ضحكا ي‬
‫أحالم»‪.‬‬
‫ي‬ ‫والعرسين‪ ،‬وأثق ن يف‬
‫ر‬ ‫وماتا‪ .‬أنا اآلن ن يف الثانية‬

‫كان دانك يتذكر دورة مباريات أخرى‪ ،‬ويتذكر كيف سار تحت أمطار الربيع‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫وبتني‬
‫ٍ‬ ‫بك‬ ‫حلمت‬ ‫لقد‬ ‫‪:‬‬ ‫ايغ‬ ‫أخ‬ ‫الخفيفة مع أمي صغي آخر‪ .‬وقال له دايرون‬
‫ًّ‬ ‫ٌ‬
‫وضخم‪ ،‬بأجنحة كبية جدا تستطيع تغطية هذه‬ ‫ّميت‪ .‬وحش عظيم‬
‫ميتا‪ .‬وقد مات‬
‫حيا وكان ّ‬
‫التن ُ ني ً‬ ‫َ‬
‫خرجت ًّ‬ ‫المروج‪ .‬وقد سقط فوقك‪ ،‬ولكنك‬
‫ن‬
‫المسكي‪ .‬كانت األحالم أرضية خادعة إذا اعتمدت عليها‪.‬‬ ‫فعًل‪ ،‬بايلور‬
‫للكمنج «كما تقول يا سيدي‪ .‬استأذنك»‪.‬‬
‫ي‬ ‫وقال‬
‫«إّل أين أنت ذاهب يا سيدي؟»‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫ٌ‬
‫ان كالكلب»‪.‬‬ ‫«إّل شيري‪ ،‬ألنام‪ .‬أنا سكر‬
‫«كن كلت ًإذا يا سيدي‪ .‬الليل ينبض بالوعود‪ .‬يمكننا أن نعوي ً‬
‫معا ونوقظ‬ ‫ي‬
‫اآللهة بنفسها»‪.‬‬
‫ن‬
‫مت؟»‪.‬‬
‫«ما الذي تريده ي‬
‫ً‬
‫أحالم ل تكذب يا سي دانكن‪.‬‬
‫ي‬ ‫‪.‬‬‫عاليا‬ ‫«سيفك‪ .‬سأجعلك ي‬
‫رجىل‪ ،‬وأرفعك‬
‫سوف تحصل عىل ذلك المعطف األبيض‪ ،‬ويجب أن أحصل أنا عىل بيضة‬
‫ً‬
‫واضحا‪ .‬ربما ستفقس‬ ‫أحالم ذلك‬ ‫ن‬
‫التني‪ .‬ل بد يّل من ذلك‪ ،‬فقد جعلت‬
‫ي‬
‫البيضة‪ ،‬وإل‪.»...‬‬
‫وخلفهم‪ ،‬انفتح الباب بعنف «ها هو ذا يا سيدي»‪ .‬صعد اثنان من الرجال‬
‫المسلحي إّل السطح‪ .‬كان اللورد چورمون پيك وراءهما ر‬
‫مباشة‪.‬‬ ‫ن‬

‫‪61‬‬
‫عجبا‪ ،‬ما الذي تفعله ن‬
‫ً‬ ‫ّ ً‬
‫نوم يا‬
‫ي‬ ‫غرفة‬ ‫ف‬
‫ي‬ ‫‪.‬‬‫ورم‬
‫ي‬ ‫ج‬‫«‬ ‫ا‬ ‫ق‬‫الكمنج متشد‬
‫ي‬ ‫وقال‬
‫سيدي؟»‪.‬‬
‫ٌ‬
‫«إنه سطح يا سيدي‪ ،‬وقد رشبت الكثي من النبيذ»‪ .‬وأشار اللورد چورمون‬
‫بحركة حادة‪ ،‬وتقدم الحراس إّل األمام «اسمح لنا بمساعدتك للذهاب‬
‫للرسير‪ .‬أرجو أن تتذكر أن لديك نزال ن يف الغد‪ .‬يمكن لكي يب پيم أن يكون‬
‫ً‬
‫خطيا»‪.‬‬ ‫ً‬
‫خصما‬
‫«كنت آمل أن أتنازل مع السي دانكن العزيز هنا»‪.‬‬
‫ً‬
‫غل «ربما لحقا‪ .‬ولكن نزالك األول أوقعك ن يف مواجهة‬
‫ونظر پيك إّل دانك ب ٍّ‬
‫ِ‬
‫السي كي يب پيم»‪.‬‬
‫«إذن يجب أن يسقط پيم! يجب أن يسقطوا جميعا! الفارس الغامض‬
‫المنافسي وترقص العجائب ن يف أعقابه»‪.‬‬
‫ن‬ ‫ينترص عىل جميع‬
‫الكمنج من ذراعه‪ ،‬ونادى بينما كانا يقودانه أسفل‬
‫ي‬ ‫قام أحد الحراس بأخذ‬
‫األدراج «سي دانكن‪ ،‬يبدو أن علينا أن ر‬
‫نفيق»‪.‬‬
‫ً‬
‫مزمجرا «أيها‬ ‫بف اللورد چورمون وحده عىل السطح مع دانك‪ .‬وقال‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫تم َّد يدك داخل فم ن‬
‫تني؟»‪.‬‬ ‫الفارس المتجول‪ ،‬ألم تعلمك والدتك قط أل ُ‬
‫ر‬
‫دب قط يا سيدي»‪.‬‬
‫«لم أعرف وال ي‬
‫«هذا من شأنه أن يفرس األمر‪ .‬بماذا وعدك؟»‪.‬‬
‫«لوردية‪ .‬معطف أبيض‪ .‬أجنحة زرقاء كبية»‪.‬‬
‫«هذا هو وعدي لك‪ :‬ثالثة أقدام من الفولذ البارد تمر عي بطنك إذا‬
‫تحدثت بكلمة واحدة عما حدث للتو»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫هز دانك رأسه لتصفية ذهنه‪ .‬لكن لم يجدي األمر ً‬
‫نفعا‪ .‬و ن‬
‫انحت بشدة‬
‫الفء عىل حذاءي پيك‪ .‬ولعنه‬ ‫قيأ‪ .‬تناثر بعض ر‬ ‫ً‬
‫ضاغطا عىل خرصه‪ ،‬وت َّ‬
‫ي‬
‫باشمياز «فرسان متجولون‪ .‬ليس لديك مكان هنا‪ .‬ليس ألي‬ ‫ن‬ ‫اللورد‪ ،‬وصاح‬

‫‪62‬‬
‫حقيف أن يكون بتلك الفظاظة لدرجة أن ي ن‬
‫حرص بدون دعوة‪ ،‬لكن‬ ‫ر‬ ‫فارس‬
‫ي‬
‫أنتم مخلوقات التجول‪.»...‬‬
‫مرغوبي ن يف أي مكان ونظهر ن يف كل مكان يا سيدي»‪ .‬لقد جعل‬
‫ن‬ ‫«نحن لسنا‬
‫جريئا‪ ،‬وإل لكان قد أمسك لسانه‪ .‬ومسح فمه بظهر يده‪.‬‬‫ً‬
‫النبيذ دانك‬
‫«حاول أن تتذكر ما قلته لك أيها الفارس‪ .‬لن يحدث لك ٌ‬
‫خي عىل اإلطالق‬
‫ّ‬ ‫إذا لم تفعل ذلك»‪ .‬ونفض اللورد پيك ر‬
‫الفء من عىل حذائه‪ .‬ثم رحل‪ .‬اتكأ‬
‫ي‬
‫ً‬ ‫ر‬
‫دانك عىل السور مرة أخرى‪ ،‬وتساءل من هو األكي جنونا‪ ،‬اللورد چورمون‬
‫الكمنج‪.‬‬
‫ي‬ ‫أم‬

‫ٌ‬ ‫ر‬
‫بف أحد‬‫بحلول الوقت الذي وجد فيه طريق عودته إّل القاعة‪ ،‬لم يكن قد ي‬
‫من رفاقه إل ماينارد پلوم‪ .‬وأراد أن يعرف «هل كان هنالك دقيق عىل‬
‫حلماتها عندما أزلت حمالة صدرها؟»‪.‬‬
‫نفيا‪ ،‬وسكب لنفسه ً‬
‫كوبا آخر من النبيذ‪ ،‬وتذوقه‪ ،‬وقرر بأنه‬ ‫هز دانك رأسه ً‬
‫قد رشب بما فيه الكفاية‪.‬‬
‫ً‬
‫وأشة ن يف الثكنات‬
‫غرفا نف القلعة للوردات والليديهات‪ّ ،‬‬
‫ي‬ ‫ويل‬ ‫وجد وكالء ر‬
‫بي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫لباف الضيوف الختيار بي فراش من القش يف القبو أو بقعة‬ ‫لحاشيتهم‪ .‬كان ر‬
‫ي‬
‫ُ‬
‫من األرض أسفل الجدران الغربية لينصبوا شادقاتهم الخاصة بهم‪ .‬لم تكن‬
‫الت حصل عليها دانك‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫المصنوعة من قماش األشعة و ي‬
‫ً‬
‫الخيمة المتواضعة‬
‫ن يف (السپت الحجري) شادقا‪ ،‬ولكنها جنبتهما من المطر والشمس‪.‬‬
‫ن‬
‫مستيقظي‪ ،‬وتوهجت الجدران‬ ‫كان هنالك بعض من جيانه ل يزالون‬
‫الحريرية لرسادقاتهم مثل الفوانيس الملونة ن يف الليل‪ .‬جاء الضحك من‬
‫داخل شادق أزرق مغىط بأزهار عباد الشمس‪ ،‬وأصوات حب من أخرى‬
‫ً‬
‫بعيدا قليًل عن اآلخرين‪.‬‬ ‫َ‬ ‫والبنفسج‪.‬‬
‫نصب ايغ خيمتهما‬ ‫ي‬ ‫مخططة باألبيض‬
‫مايسي) والحصانان اآلخران مقيدان ن يف مكان قريب‪ ،‬وكانت درع دانك‬
‫ر‬ ‫كان (‬
‫وأسلحته موضوعة بعناية عىل جدران القلعة‪ .‬وعندما تسلل إّل الرسادق‪،‬‬

‫‪63‬‬
‫مي ًبعا بجانب شمعة‪ ،‬ورأسه يلمع وهو يحدق ن يف‬
‫وجد مرافقه يجلس ر‬
‫كتاب‪.‬‬

‫«قراءة الكتب عىل ضوء الشمعة ستجعلك أعم»‪ .‬ظلت القراءة ً‬


‫لغزا‬
‫بالنسبة لدانك‪ ،‬رغم أن ر‬
‫الفت حاول تعليمه‪.‬‬
‫«أحتاج إّل ضوء الشمعة ألرى الكلمات يا سيدي»‪.‬‬
‫ً‬
‫«هل تريد صفعة عىل األذن؟ ما هذا الكتاب؟»‪ .‬رأى دانك ألوانا فاقعة‬
‫بي الحروف‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫تروس صغية ملونة مختبئة ن‬ ‫عىل الصفحة‪،‬‬

‫‪64‬‬
‫«لفافة للرموز يا سيدي»‪.‬‬
‫«هل تبحث عن الكمنج؟ لن تجده‪ .‬إنهم ل يضعون الفرسان المتجول ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ن يف تلك القوائم‪ ،‬ل يضعون إل اللوردات واألبطال»‪.‬‬
‫«لم أكن أبحث عنه‪ .‬لقد رأيت بعض الرموز األخرى ن يف الساحة‪ ...‬اللورد‬
‫سندرلند هنا يا سيدي‪ .‬إنه يحمل رؤوس ثالث سيدات شاحبات‪ ،‬عىل‬
‫ّ‬
‫متموجة»‪.‬‬ ‫خلفية ن‬
‫خرصاء وزرقاء‬
‫ً‬
‫جزرا ن يف (الخليج‬
‫حقا؟»‪ .‬كانت األخوات الثالث ً‬ ‫«رجل من األخوات؟‬
‫ً‬
‫بواليعا للخطيئة‬ ‫الطويل)‪ .‬سمع دانك سپتونات يقولون بأن الجزر كانت‬
‫ويسيوس «لقد‬ ‫ر‬ ‫للمهربي ن يف‬
‫ن‬ ‫ه أشهر وكر‬ ‫والجشع‪ .‬كانت (بلدة األخوات) ي‬
‫قريب لعروس ربيويل الجديدة»‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫قطع مسافة طويلة‪ .‬لبد أنه‬
‫«إنه ليس كذلك يا سيدي»‪.‬‬
‫«إذا فهو هنا من أجل الوليمة‪ .‬إنهم يأكلون السمك ن يف األخوات الثالث‪،‬‬
‫ن‬
‫أليس كذلك؟ قد يسأم الرجل من السمك‪ .‬هل حصلت عىل ما ي‬
‫يكف من‬
‫ن‬
‫الجي»‪ .‬وفتش‬ ‫ً‬
‫وبعضا من‬ ‫أحرصت لك نصف ديك مشوي‪،‬‬ ‫الطعام؟ ن‬
‫دانك ن يف جيب معطفه‪.‬‬
‫مدسوسا ن يف الكتاب «قاتل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫ضلوعا يا سيدي»‪ .‬كان أنف ايغ‬ ‫«لقد أطعمونا‬
‫ن‬
‫التني األسود يا سيدي»‪.‬‬ ‫اللورد سندرلند ن يف صف‬
‫«مثل السي يوستاس العجوز؟ لم يكن بهذا السوء‪ ،‬أليس كذلك؟»‪.‬‬
‫قال ايغ «ل يا سيدي‪ ،‬لكن‪.»...‬‬
‫ً‬
‫بعيدا مع ن‬ ‫ن‬
‫خيهم اليابس‬ ‫التني»‪ .‬وضع دانك الطعام‬ ‫«لقد رأيت بيضة‬
‫ولحم البقر المملح «كانت حمراء ن يف الغالب‪ .‬هل يمتلك اللورد الغراب‬
‫تني ً‬
‫أيضا؟»‪.‬‬ ‫الدام بيضة ن‬
‫ي‬
‫وخفض ايغ كتابه « ِول َم قد يحصل عىل واحدة؟ إنه وضيع المولد»‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫َ‬
‫الدام وليد حرام‪ ،‬ولكنه‬
‫ي‬ ‫«ولد نغًل‪ ،‬وليس وضيع المولد»‪ .‬لقد ُولد الغراب‬
‫ن‬
‫الجانبي‪ .‬كان دانك عىل وشك إخبار ايغ عن الرجال‬ ‫كان نبيال عىل كال‬
‫الذين سمعهم عندما لحظ وجهه «ما الذي حدث لشفتك؟»‪.‬‬
‫«بسبب شجار يا سيدي»‪.‬‬
‫ن‬
‫«دعت أراها»‪.‬‬
‫ي‬
‫«نزفت قليًل فقط‪ .‬لقد وضعت بعض النبيذ عليها»‪.‬‬
‫«من كنت تتشاجر معه؟»‪.‬‬
‫«بعض المر ن‬
‫افقي اآلخرين‪ .‬قالوا—»‪.‬‬
‫«ل تهتم بما قالوه‪ .‬بماذا أخيتك؟»‪.‬‬
‫الصت شفته المشقوقة‬ ‫لساب وأل أفتعل المشاكل»‪ .‬لمس‬ ‫ن‬ ‫«أن أمسك‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫«ولكنهم وصفوا أب بقاتل أ ن‬
‫قربي»‪.‬‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫وفكر دانك‪ :‬وهو كذلك بالفعل يا رفت‪ ،‬إل ن‬
‫أنت ل أظنه كان متعمدا‪ .‬قال‬
‫ي‬
‫دانك ليغ نصفمئة مرة أل يأخذ مثل هذه الكلمات عىل محمل الجد‪.‬‬
‫وفكر‪ :‬أنت تعلم الحقيقة‪ .‬فليكن ذلك ً‬
‫كافيا‪ .‬لقد سمعوا ً‬ ‫ى‬
‫كالما مثل هذا من‬
‫قبل‪ ،‬ن يف الخمارات والحانات الرديئة‪ ،‬وحول نيان المخيمات ن يف الغابات‪.‬‬
‫لقد عرفت البالد كلها كيف قتل صولجان األمي مايكار الشائك أخاه بايلور‬
‫ً‬
‫ً‬
‫متوقعا‬ ‫كاش الرماح ن يف (مروج آشفورد)‪ .‬وكان الحديث عن المؤامرات شيئا‬
‫«لو كانوا يعرفون أن األمي مايكار هو والدك‪ ،‬لما قالوا مثل هذه األشياء»‪.‬‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫وفكر‪ :‬خلف ظهرك‪ ،‬أجل‪ ،‬لكن ليس ن يف وجهك أبدا «وماذا قلت لهؤلء‬
‫افقي اآلخرين‪ ،‬بدال من أن تمسك لسانك؟»‪.‬‬ ‫المر ن‬
‫ً‬
‫بدا ايغ مرتبكا «بأن موت األمي بايلور كان مجرد حادث مؤسف‪ .‬وعندما‬
‫قلت بأن األمي مايكار أحب أخاه بايلور‪ ،‬قال مرافق السي أدام بأنه أحبه‬
‫حت الموت‪ ،‬وقال مرافق السي مالور بأنه ينوي أن يحب أخاه ايريس‬ ‫ر‬
‫بالطريقة نفسها‪ .‬كان ذلك عندما نضبته‪ .‬نضبته بقوة»‪.‬‬

‫‪66‬‬
‫تتماس مع تلك الشفة المتورمة‪.‬‬‫ر‬ ‫أضبك أنا بقوة‪ .‬أذن متورمة‬ ‫«يجب أن ن‬
‫كان والدك ليفعل المثل لو كان هنا‪ .‬هل تعتقد أن األمي مايكار بحاجة إّل‬
‫مع؟»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ر‬
‫فت صغي ليدافع عنه؟ ما الذي قاله لك عندما أرسلك ي‬
‫ّ‬
‫مشقة»‪.‬‬ ‫همة أو‬ ‫بصفت مرافقك‪ ،‬وأ ََّل أ ن‬
‫تواب عن أي ُم ّ‬ ‫ر‬ ‫إخالص‬ ‫«أن اخدمك ب‬
‫ي‬ ‫ٍ‬
‫يضا؟»‪.‬‬ ‫«وماذا أ ً‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫قواني الملك‪ ،‬وقواعد الفروسية‪ ،‬وأطيعك وأنت»‪.‬‬ ‫ن‬ ‫«أن أطيع‬
‫يضا؟»‪.‬‬ ‫«وماذا أ ً‬
‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫الصت ر‬ ‫وقال ّ‬
‫بف شعري محلوقا أو مصبوغا‪ ،‬وأَل أقول‬ ‫واضح «أن أ ي‬ ‫ٍ‬ ‫د‬‫ٍ‬ ‫د‬‫بي‬ ‫ي‬
‫الحقيف»‪.‬‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫اسم‬ ‫رجل‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ألي ٍ‬
‫النبيذ الذي رشبه ذلك َّ‬
‫الص يت؟»‪.‬‬ ‫َّ‬
‫وأومأ دانك بر ِأسه «ما مقدار‬
‫َّ‬
‫الشعي»‪.‬‬ ‫يرس ُب بية‬ ‫«كان ر‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ه ال ر يت تتحدث‪.‬‬ ‫َّ‬
‫هواء يا ايغ‪ .‬فقط دعها‬ ‫الكلمات‬ ‫ي‬ ‫عي‬ ‫الش‬ ‫«أترى؟ كانت بية‬
‫تتبعي ور َاءك»‪.‬‬ ‫رُ‬
‫ن‬ ‫تمش عىل َ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫كان َّ‬
‫الكلمات هواء‪.‬‬
‫ِ‬ ‫«بعض‬ ‫ي‬ ‫قدم‬ ‫ي‬ ‫ناد‬ ‫الع‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫تلة‬ ‫ك‬ ‫الص يت‬
‫خونة يا سيدي»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫و ُ‬
‫ٍ‬ ‫بعضها خيانة‪ .‬هذه دورة‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫«ماذا؟ كلهم؟»‪ .‬و َّ‬
‫صحيحا‪ ،‬فقد كان ذلك منذ‬ ‫هز دانك رأسه «إذا كان هذا‬
‫َ‬ ‫زمن طويل‪ .‬لقد َ‬
‫هربوا أو ُع ِ ن يف‬
‫قاتلوا معه ُ‬ ‫ني األسود‪ ،‬وأولئك الذين‬ ‫مات الت ن‬
‫ٍ‬
‫ر‬ ‫َ‬ ‫ً‬
‫عنهم‪ .‬وليس صحيحا ما قلته‪ .‬لقد قاتل أبناء اللورد بيويل عىل كال‬
‫الجانب ن‬
‫ي»‪.‬‬
‫خائن يا سيدي»‪.‬‬ ‫َ‬
‫نصف‬ ‫«هذا يجعله‬
‫ٍ‬
‫ُ‬ ‫َ‬ ‫عرس ً‬
‫«منذ ستة ر َ‬
‫اعتدل دانك‪ ،‬وذهبت سكرة النبيذ‪ .‬وشعر‬ ‫عاما»‪ .‬و‬
‫بالغضب‪ ،‬وأقرب للوىع «وكيل اللورد ربيويل هو قيم ال ُمباريات‪ٌ ،‬‬
‫رجل‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫اسم لقوائم اليال‪ .‬كال‪ ،‬انتظر‪...‬‬
‫ي‬ ‫دخل‬‫اسمه كوسجروف‪ .‬ابحث عنه وأ ِ‬

‫‪67‬‬
‫اسم»‪ .‬مع وجود الكثي من اللوردات ن يف المكان‪ ،‬قد يتذكر أحدهم‬
‫ي‬ ‫اسحب‬
‫ِ‬
‫بصفت فارس‬‫ر‬ ‫ن‬
‫«أدخلت‬ ‫السي دانكن الطويل من (مروج آشفورد)‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ُ‬
‫غامض ن يف دورة مباريات‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫فارس‬
‫ٍ‬ ‫ظهور‬ ‫العامة‬ ‫المشانق»‪َّ .‬‬
‫أحب‬
‫وضع ايغ إصبعه عىل شفته المتورمة «فارس المشانق يا سيدي؟»‪.‬‬
‫«نسبة إّل ال ريس»‪.‬‬
‫«أجل‪ ،‬ولكن‪.»...‬‬
‫َ‬
‫وقرص دانك‬ ‫واحدة»‪.‬‬ ‫لليلة‬ ‫«اذهب وافعل كما قلت‪ .‬لقد قر َ‬
‫أت ما ن‬
‫ٍ‬ ‫يكف ٍ‬ ‫ي‬
‫َّ‬
‫الشمعة ن‬
‫بي إبهامه وسبابته‪.‬‬ ‫فتيل‬

‫رأشقت الشمس الحارة القاسية بعناد‪.‬‬


‫ارتفعت موجات حرارة ملتمعة عىل حجارة القلعة البيضاء‪ .‬كانت رائحة‬
‫َّ‬
‫الممزق‪ ،‬ولم تكن هنالك أي نسمة من‬ ‫الهواء كاألرض المحروقة ُ‬
‫والعشب‬
‫‪68‬‬
‫ن‬
‫باألخرص‬ ‫الري ح لتحرك الرايات المتدلية من عىل الحصن وبوابات الحراسة‪،‬‬
‫واألبيض واألصفر‪.‬‬
‫ألف الفحل رأسه‬ ‫هتاجا‪ ،‬بطريقة ناد ًرا ما رآها دانك من قبل‪ .‬ر‬ ‫كان (رعد) م ً‬
‫حت أنه كشف أسنانه‬ ‫يوثق حزام شجه‪ .‬ر‬ ‫ُ‬ ‫من جانب إّل آخر بينما كان ايغ‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ى‬
‫الصت‪ .‬وفكر دانك‪ :‬الجو حار جدا‪ ،‬حار جدا بالنسبة‬ ‫ي‬ ‫المربعة الكبية عىل‬
‫حت ن يف أفضل‬ ‫إلنسان أو دابة‪ .‬ل يتمتع الحصان الحرب بمزاج هادئ ر‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫ى‬
‫األوقات‪ .‬وفكر‪ :‬األم نفسها ستكون بمزاج متعكر يف هذه الحرارة‪.‬‬
‫ً‬
‫جوادا‬ ‫آخرا‪ .‬ركب السي هاربريت‬ ‫شوطا ً‬ ‫نف وسط الساحة‪ ،‬بدأ المتنازلن ً‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫بثعابي آل پيج الحمراء والبيضاء‪ ،‬وكان‬ ‫ذهبيا مدرعا باللون األسود ومزينا‬
‫ً‬
‫يمتىط حصانا ضا ًربا للحمرة‪ ،‬حملت كسوته الحريرية شعار‬ ‫ي‬
‫السي فر ن‬
‫انكلي‬
‫اثني‪ ،‬وانفجر‬‫اليجان التوأمان آلل فراي‪ .‬انقسم الرمح األحمر واألبيض إّل ن‬
‫أي منهما‪ .‬تصاعد‬ ‫التف الفارسان‪ ،‬ولكن لم يسقط ٌّ‬ ‫حي ر‬ ‫األزرق إّل شظايا ن‬
‫متفرجي ومن والحراس عىل جدران القلعة‪ ،‬ولكنها‬ ‫ن‬ ‫ٌ‬
‫هتاف من منصة ال‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫كانت هتافات قصية وضعيفة ومكتومة‪ .‬وفكر‪ :‬الجو حار جدا للهتاف‪ .‬قام‬
‫ى‬
‫دانك بمسح العرق من جبينه‪ .‬وفكر‪ :‬الجو حار جدا للن نيال بالرمح‪ .‬كان رأسه‬
‫كوب أفوز بهذا ن ن‬ ‫ى‬
‫وفكر‪ :‬اتر ن‬
‫اليال وواحد آخر‪ ،‬وسأكون‬ ‫ي‬ ‫ينبض مثل الطبل‪.‬‬
‫اضيا‪.‬‬ ‫ر ً‬

‫اليال‪ ،‬وألقيا بقايا رمحيهما‬‫نهايت مضمار ن ن‬


‫ر‬ ‫دار الفارسان بحصانيهما عند‬
‫ى‬ ‫ي‬
‫حززة‪ ،‬كان هذا الزوج الرابع الذي كرساه‪ .‬وفكر دانك‪ :‬ثالثة أزواج كثية‬ ‫الم ّ‬
‫جدا أصًل‪ .‬تماطل دانك عن ارتداء درعه بقدر ما استطاع‪ ،‬ومع ذلك فقد‬
‫شعر بالفعل بمالبسه الداخلية تلتصق بجلده تحت فولذه‪ .‬وقال لنفسه‪،‬‬
‫ً‬
‫متذكرا القتال عىل (السيدة البيضاء)‪ :‬هنالك أشياء أسوأ من الغرق بالعرق‪.‬‬
‫ً‬
‫متدفقي عىل جانبها‪ .‬كان غارقا ن يف الدم‬
‫ن‬ ‫عندما جاء الرجال الحديدي ن‬
‫ي‬
‫عندما انته ذلك اليوم‪.‬‬
‫مرة أخرى‪.‬‬‫رماحا جديدة نف يديهما‪ ،‬همز پيج وفراي مطيتيهما ّ‬ ‫بعد أن أخذا ً‬
‫ي‬
‫تل من األرض الجافة المتشققة من تحت حوافر خيولهما مع كل‬ ‫تطايرت ُك ٌ‬

‫‪69‬‬
‫ى‬ ‫َ‬
‫خطوة‪ .‬جعل صوت تحطم الرماح دانك يجفل‪ .‬وفكر‪ :‬الكثي من النبيذ‬
‫الليلة الماضية‪ ،‬والكثي من الطعام‪ .‬كانت لديه بعض الذكريات الضبابية‬
‫الكمنج واللورد پيك عىل‬ ‫ي‬ ‫عن حمل العروس عىل األدراج‪ ،‬ومقابلة جون‬
‫ى‬
‫السطح‪ .‬وفكر‪ :‬ما الذي كنت أفعله عىل السطح؟ تذكر بأنه كان هنالك‬
‫سء من هذا القبيل‪ ،‬ولكن‪...‬‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫حديث عن التناني‪ ،‬أو بيوض التني‪ ،‬أو ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫هديرا وجزء منه كان أنينا‪ .‬رأى دانك‬ ‫قطع ضجيج حلم يقظته‪ ،‬جزء منه كان‬
‫اليال‪ ،‬بينما تدحرج‬ ‫حت نهاية مضمار ن ن‬ ‫الحصان الذهت يهرول بال راكب ر‬
‫ى‬ ‫ي‬
‫بضعف عىل األرض‪ .‬وفكر‪ :‬نزالن آخران قبل دوري‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫السي هاربريت پيج‬
‫وكلما أشع ن يف أن ُيسقط السي أوثور من عىل حصانه‪ ،‬كلما استطاع نزع‬
‫باردا‪ ،‬وأن يرتاح‪ .‬يجب أن يكون لديه ما ل‬ ‫وبا ً‬ ‫مرس ً‬ ‫درعه أشع‪ ،‬وأن يتناول ر‬
‫يقل عن ساعة قبل أن ينادوه مرة أخرى‪.‬‬
‫يستدىع‬ ‫ل‬ ‫ن‬
‫متفرجي‬ ‫ال‬ ‫منصة‬ ‫أعىل‬ ‫إّل‬ ‫الضخم‬ ‫ويل‬ ‫بي‬ ‫صعد منادي اللورد ر‬
‫ي‬
‫َ‬
‫التاليي‪ .‬ونادى «السي أرجريف المقدام‪ ،‬فارس من (ن ِ ن يت)‪ ،‬ن يف‬ ‫ن‬ ‫المتناز ن‬
‫لي‬
‫خدمة اللورد ربيويل من (الجدران البيضاء)‪ .‬السي جليندون فالورز‪ ،‬فارس‬
‫شت موجة من الضحك‬ ‫اخرجا وأثبتا بسالتكما»‪ .‬و َ‬ ‫(الصفاصف الهرية)‪ُ .‬‬
‫ن‬
‫المتفرجي‪.‬‬ ‫عي منصة‬
‫ّ ً‬ ‫ً‬
‫بيت ُمخ نرصم‪ ،‬يرتدي‬ ‫أهل ٍ‬ ‫ِ‬
‫ُ‬
‫فارس‬ ‫‪،‬‬‫ا‬ ‫ن‬‫متغض‬ ‫ا‬ ‫نحيف‬ ‫كان السي أرجريف رجًل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫كسوة‪ .‬كان دانك يعرف هذا النوع من‬ ‫ٍ‬ ‫درعا رمادية اللون‪ ،‬ويركب حصانا بال‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫أقوياء مثل الجذور القديمة ويعرفون ما يجب‬ ‫رجال ِمثله‬ ‫الرجال من قبل‪،‬‬
‫اكبا عىل فرسه البائسة‪،‬‬ ‫عليهم فعله‪ .‬كان خصمه السي جليندون الشاب‪ ،‬ر ً‬
‫حديدية‬ ‫ثقيل من الحلقات المعدنية‪ ،‬وخوذة قصيٍة‬ ‫قميص‬ ‫ب‬ ‫ا‬ ‫و ً‬
‫مدرع‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ى‬ ‫ُ‬
‫مكشوفة الوجه‪ .‬وعىل ذراعه‪ ،‬أظهر ترسه شعار أبيه الناري‪ .‬وفكر دانك‪:‬‬
‫واف صدر وخوذة مناسبة‪ .‬نضبة عىل رأسه أو صدره يمكن أن‬‫ر‬
‫يحتاج إّل ي‬
‫ُ ترديه قتيًل وهو يرتدي ً‬
‫درعا كهذا‪.‬‬

‫‪70‬‬
‫ً‬
‫وبوضوح عىل طريقة تقديمه‪ .‬واستدار بمطيته‬
‫ٍ‬ ‫ا‬ ‫حانق‬ ‫كان السي جليندون‬
‫ن يف دائرة غاضبة‪ ،‬وضخ «أنا جليندون بول‪ ،‬ولست جليندون فالورز‪ .‬اسخر‬
‫ى‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫إنت أحذرك‪ ،‬لدي دم بطل»‪ .‬لم يكلف‬‫مت عىل مسؤوليتك أيها المنادي‪ .‬ي‬ ‫ي‬
‫المنادي نفسه عناء الرد عليه‪ ،‬لكن المزيد من الضحك قابل ر‬
‫اعياض‬
‫عال «لماذا يضحكون عليه؟ هل هو‬‫بصوت ٍ‬
‫ٍ‬ ‫الفارس الشاب‪ .‬وتساءل دانك‬
‫ً‬
‫نغل إذا؟»‪ .‬كان فالورز هو اللقب الذي يطلق عىل النغول المولودين من‬
‫نبيلي ن يف المرىع «وماذا كان كل هذا الكالم عن (الصفاصف‬
‫ن‬ ‫أبوين‬
‫الهرية)؟»‪.‬‬
‫«يمكنت أن أكتشف ذلك يا سيدي»‪.‬‬ ‫ن‬ ‫قال ايغ‬
‫ي‬
‫خوذب؟»‪ .‬خفض السي أرجريف‬ ‫ر‬ ‫«ل‪ .‬ليس هذا من شأننا‪ .‬هل لديك‬
‫ي‬
‫والسي جليندون رمحيهما أمام اللورد والليدي ربيويل‪ .‬رأى دانك ربيويل‬
‫بشء ن يف أذن عروسه‪ .‬ثم بدأت الفتاة تضحك‪.‬‬ ‫ر‬
‫يميل وي همس ي‬
‫ُ‬

‫‪71‬‬
‫ِّ‬
‫«نعم يا سيدي»‪ .‬ارتدى ايغ قبعته المرنة ليظلل عينيه ويبعد الشمس عن‬
‫رأسه الحليق‪ .‬أحب دانك أن يضايق الصت بشأن تلك القبعة‪ ،‬لكنه ن‬
‫تمت‬ ‫ي‬ ‫ى‬
‫اآلن أن يكون لديه مثلها‪ .‬وفكر‪ :‬قبعة من القش أفضل من قبعة من‬
‫الحديد تحت هذه الشمس‪ .‬أز َاح شعره عن عينيه‪ ،‬ووضع الخوذة الكبية‬
‫واف عنقه‪ .‬كانت البطانة تفوح برائحة‬ ‫ر‬ ‫ن يف مكانها‬
‫بهدوء بكلتا يديه‪ ،‬وربطها ب ي‬
‫ٍ‬
‫العرق القديم‪ ،‬وكان بإمكانه أن يشعر بثقل كل هذا الحديد عىل رقبته‬
‫وكتفيه‪ .‬وخفق رأسه من نبيذ الليلة الماضية‪.‬‬
‫وقال ايغ «لم يفت األوان عىل النسحاب يا سيدي‪ .‬إذا فقدت (رعد)‬
‫ودرعك‪.»...‬‬
‫ى‬
‫فستنته مسي ر يب كفارس‪ .‬سأله دانك « ِول َم قد أخرس؟»‪ .‬سار‬
‫ي‬ ‫‪:‬‬‫ر‬ ‫وفك‬
‫ن‬
‫متعاكسي من مضمار ن‬
‫اليال‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫النهايتي ال‬ ‫أرجريف والسي جليندون عىل‬
‫ٌ‬
‫فارس هنا قد‬ ‫أنت أواجه العاصفة الضاحكة‪ُ .‬أيوجد‬ ‫ن‬
‫«ليس األمر كما لو ي‬
‫يسبب يّل المتاعب؟»‪.‬‬
‫ً‬
‫«تقريبا كلهم يا سيدي»‪.‬‬
‫مت ر‬ ‫ن‬
‫بعرس‬ ‫«أدين لك بصفعة عىل األذن عىل كالمك هذا‪ .‬السي أوثور أكي ي‬
‫واف وجهه‪ .‬ولم يكن لدى‬ ‫سنوات وبنصف حجم»‪ .‬أنزل السي أرجريف ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫واف وجه ن‬
‫لييله‪.‬‬ ‫ر‬
‫السي جليندون ي‬
‫«إنك لم تركب ن يف نز ٍال منذ (مروج آشفورد) يا سيدي»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ى‬
‫وفكر‪ :‬ر‬
‫يجب بالتأكيد‪ .‬كان يأخذ‬ ‫فت وقح «لقد تدربت»‪ .‬ليس بإخالص كما‬
‫حي يستطيع نف الركوب نف طواويس التدريب أو مضامي ن ن‬
‫اليال‬ ‫دوره ن‬
‫ى‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫الفردية ن‬
‫حي تكون متوفرة‪ .‬وأحيانا كان يأمر ايغ أن يتسلق شجرة ويعلق‬
‫يرصب عليه برمحه‪.‬‬ ‫حت ن‬ ‫ً‬
‫جيدا ر‬ ‫رسا أو حلقة برميل أسفل جذع ّ‬
‫مثبت‬ ‫ُت ً‬
‫ٍ‬
‫وقال ايغ «أنت أفضل بالسيف من الرمح‪ ،‬وبفأس أو صولجان‪ ،‬هنالك‬
‫القليل َّ‬
‫ممن يضاهون قوتك»‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫أكي‪ .‬وقال موض ًحا‬ ‫يكف من الحقيقة نف ذلك إلزعاج دانك ر‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫كان هنالك ما ي‬
‫«ل توجد منافسة عىل السيوف أو الصولجان»‪ .‬بينما بدأ ُ‬
‫ابن الكرة النارية‬
‫ترس»‪.‬‬ ‫ن‬
‫والسي أرجريف المقدام هجومهما «اذهب وأحرص ي‬
‫حرص ال ريس‪.‬‬‫تجهم ايغ بوجهه‪ ،‬ثم ذهب ل ُي ن‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫عي الساحة‪ ،‬أصاب رمح السي أرجريف ترس السي جليندون ثم ارتد‪ ،‬تاركا‬
‫ذنب نف ترسه‪ .‬ولكن رأس رمح بول أصاب منتصف ر‬ ‫ُ َّ‬
‫واف‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫حفرة عىل الم‬
‫كل من‬ ‫صدر خصمه بقوة كبية لدرجة أنها قطعت حزام الرسج‪ .‬سقط ٌّ‬
‫ى‬ ‫الياب‪ .‬كان دانك مذهوَل ً‬ ‫الفارس وشجه عىل ر‬
‫رغما عنه‪ .‬وفكر دانك‪:‬‬
‫الصت ُيجيد المبارزة كما ُيجيد التحدث‪ .‬تساءل إذا كان ذلك كفيًل‬ ‫ي‬
‫َّ‬
‫ليجعلهم يتوقفون عن الضحك عليه‪.‬‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫يكف لجعل دانك يجفل‪ .‬ومرة أخرى صعد المنادي إّل‬ ‫عال بما ي‬ ‫رن بوق ٍ‬
‫وحام‬ ‫ي‬ ‫مكانه «السي جوفري سليل آل كازويل‪ ،‬سيد (جرس العلقم)‬
‫الضباب‪ .‬اخرجا وأثبتا بسالتكما»‪.‬‬ ‫ي‬ ‫المخاضات‪ .‬السي كايل‪ ،‬قط المستنقع‬
‫ً ًّ‬
‫قديما ورثا‪ ،‬مع العديد من‬ ‫كان درع السي كايل من نوعية جيدة ولكنه كان‬
‫اليال‬ ‫الخدوش والنبعاجات‪ .‬وقال لدانك وايغ وهو نف طريقه إّل مضامي ن ن‬
‫ُ ي‬
‫عىل يا سي دانكن‪ .‬لقد أرسلت ضد اللورد كازويل‪،‬‬ ‫«كانت األم رحيمة َّ‬
‫ي‬
‫الرجل ذاته الذي أتيت لرؤيته»‪.‬‬
‫بشعور أسوأ من دانك هذا الصباح‬ ‫ٍ‬ ‫شخص ن يف الميدان أن يشعر‬ ‫ٍ‬ ‫إذا كان ألي‬
‫وىع ن يف الوليمة‪ .‬قال دانك‬ ‫فسيكون السي كازويل‪ ،‬ىالذي أسكر نفسه بال ي‬
‫عجيب أن يتمكن من الجلوس عىل شجه بعد الليلة الماضية‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫«إنه ٌ‬
‫ألمر‬
‫رص لك يا سيدي»‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الن ُ‬

‫وعاء‬
‫غب ب ٍ‬ ‫ابتسم السي كايل ابتسامة حريرية «أوه‪ ،‬كال‪ .‬عىل القط الذي ير ُ‬
‫ومت يظهر مخالبه يا سي دانكن‪ .‬إذا‬ ‫مت يخرخر ر‬ ‫من القشدة أن يعرف ر‬
‫بسيط فسأسقط‬ ‫ٍ‬ ‫تكاك‬
‫ٍ‬ ‫بمجرد اح‬ ‫ّ‬ ‫درىع ولو‬ ‫حرصة اللورد عىل‬ ‫أصاب رمح ن‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫ثت عىل‬ ‫حصاب ودرىع إليه‪ ،‬سأ ن‬ ‫ن‬ ‫هاويا عىل األرض‪ .‬بعد ذلك‪ ،‬عندما ُأ ِ ن‬
‫حرص‬ ‫ً‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫‪73‬‬
‫ِّ‬ ‫ن‬
‫حرصة اللورد وكم زادت براعته منذ أن صنعت له سيفه األول‪ .‬سوف يذكره‬
‫هذا يب‪ ،‬وقبل انقضاء اليوم سأكون رجل كازويل مرة أخرى‪ ،‬فارس من‬
‫(جرس العلقم)»‪.‬‬
‫كاد دانك أن يقول‪ :‬ل يوجد رشف ن يف هذا‪ ،‬لكنه عض لسانه بدال من ذلك‪.‬‬
‫داف بجوار‬ ‫لن يكون السي كايل أول فارس متجول يستبدل رشفه بمكان ن‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬
‫سيئا‪ ،‬إذا كنت تفضل ذلك»‪.‬‬ ‫النار‪ .‬وتمتم «كما تقول‪ .‬حظا سعيدا لك‪ .‬أو‬
‫عرسين ً‬
‫عاما‪ ،‬إل أنه‬ ‫كان اللورد جوفري كازويل ً‬
‫شابا هزيال يبلغ من العمر ر‬
‫أكي إثارة لإلعجاب ن يف درعه مما كان عليه الليلة‬‫لبد من اإلقرار بأنه بدا ر‬
‫الماضية عندما كان وجهه ن يف بركة من النبيذ‪ُ .‬رسم القنطور األصفر عىل‬
‫َ‬
‫قوسا طويًل‪َّ .‬زين القنطور نفسه الكسوة الحريرية‬ ‫ُترسه‪ ،‬وهو يسحب ً‬
‫ى‬ ‫َّ‬ ‫ى‬
‫البيضاء لحصانه‪ ،‬وتألق فوق خوذته بالذهب األصفر‪ .‬وفكر دانك‪ :‬عىل‬
‫ً‬ ‫الرجل الذي َّيتخذ القنطور ً‬
‫شعارا له أن يركب حصانا بطريقة أفضل من‬
‫هذه‪ .‬لم يكن دانك يعرف إذا ما كان السي كايل ً‬
‫بارعا بالرمح‪ ،‬ولكن من‬
‫طريقة جلوس اللورد كازويل عىل حصانه‪ ،‬بدا كما لو أن سعاَل ع ً‬
‫اليا قد‬
‫ى‬
‫يطيح به‪ .‬وفكر‪ :‬كل ما يجب عىل القط فعله هو تجاوزه برسعة فائقة‪.‬‬
‫اقة إّل أعىل الرسج‬ ‫ُ‬
‫أمسك ايغ بلجام (رعد) بينما كان دانك يثب بخر ٍ‬
‫ً‬
‫منتظرا‪ ،‬كان بإمكانه أن يشعر‬ ‫ً‬
‫جالسا هنالك‬ ‫ّ‬
‫القوي‪ .‬وبينما كان‬ ‫المرتفع‬
‫ى‬
‫بالعيون موجهة عليه‪ .‬وفكر‪ :‬إنهم يتساءلون عما إذا كان الفارس المتجول‬
‫ً‬
‫جدا‪.‬‬ ‫ً‬
‫الكبي جيدا‪ .‬تساءل دانك عن ذلك بنفسه‪ .‬وسيعرف ذلك قريبا‬
‫وفيا لكلمته‪ .‬كان رمح اللورد كازويل يتأرجح عىل‬ ‫كان قط المستنقع الضباب ً‬
‫ي‬
‫طول الطريق عي الميدان‪ ،‬والسي كايل لم يكن يصوب بشكل جيد‪ .‬لم‬
‫الرجلي حصانه وهو يخبب‪ .‬عىل الرغم من ذلك‪ ،‬فقد سقط‬ ‫ن‬ ‫يرفع أي من‬
‫ى‬
‫القط عندما صادف أن رأس رمح اللورد جوفري نضب كتفه‪ .‬وفكر دانك‪:‬‬
‫ظننت أن كل القطط تهبط برشاقة عىل أقدامها‪ ،‬بينما تدحرج الفارس‬
‫أحرص‬‫ظل رمح اللورد كازويل غي مكسور‪ .‬وعندما ن‬ ‫الياب‪ّ .‬‬‫المتجول نف ر‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ن‬
‫حصانه عندهم‪ ،‬دفعه عاليا يف الهواء مرارا وتكرارا‪ ،‬كما لو أنه قد هزم ليو‬

‫‪74‬‬
‫الشوكة الطويلة أو العاصفة الضاحكة‪ .‬ونزع القط خوذته وذهب ليطارد‬
‫حصانه‪.‬‬
‫ى‬ ‫ن ُ‬
‫الصت‪ .‬مرر ذراعه اليرسى‬ ‫ي‬ ‫له‬ ‫مه‬ ‫سل‬ ‫و‬ ‫‪.‬‬‫»‬‫رس‬ ‫ي‬ ‫ت‬ ‫أعطت‬
‫ي‬ ‫وقال دانك ليغ «‬
‫خالل األحزمة وأغلق يده حول القبضة‪ .‬كان وزن ترس الطائرة الورقية‬
‫ً‬
‫مطمئنا‪ ،‬عىل الرغم من أن طوله جعله من الصعب حمله‪ ،‬وجعلته رؤية‬
‫ٌ‬ ‫ى‬
‫الرجل المشنوق مرة أخرى يشعر بعدم الرتياح‪ .‬وفكر‪ :‬هذه رموز تنذر‬
‫ن‬ ‫ى‬ ‫بالشؤم‪ .‬وقرر إعادة طالء ر‬
‫يمنحت‬
‫ي‬ ‫أن‬ ‫عش‬ ‫‪:‬‬ ‫صىل‬ ‫اليس بأشع ما يمكن‪ .‬و‬
‫ونرصا ش ًيعا‪ ،‬بينما كان منادي ربيويل يصعد الدرج مرة‬ ‫سلسا ً‬‫المحارب نزاَل ً‬
‫ّ‬
‫أخرى‪ .‬ورن صوته «السي أوثور أندرليف‪ ،‬فارس المشانق‪ .‬اخرجا وأثبتا‬
‫بسالتكما»‪.‬‬
‫يسلم دانك رمح مباريات «كن ح ً‬ ‫ى‬ ‫ّ‬
‫ذرا‪ ،‬يا سيدي»‪ .‬وهو‬ ‫وحذره ايغ وهو‬
‫وينته برأس حديدي مستدير‬ ‫عرس ً‬
‫قدما‬ ‫اثت ر‬ ‫مدبب بطول ن‬ ‫عمود خشت ّ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ى‬
‫عىل شكل قبضة مغلقة «المرافقون اآلخرون يقولون بأن سي أوثور يتحىل‬
‫جيد‪ .‬وبأنه شي ع»‪.‬‬ ‫ثبات ّ‬
‫ب ٍ‬
‫ً‬
‫ونخر دانك «شي ع؟ إنه يضع حلزونا عىل ترسه‪ .‬إّل أي حد يمكن أن يكون‬
‫ومش الحصان ببطء إّل األمام‪ ،‬ورمحه‬ ‫ش ًيعا؟»‪ .‬همز (رعد) بكعبيه ر‬
‫ى‬
‫منتصب‪ .‬وفكر‪ :‬انتصار واحد ولن أكون أسوأ من ذي قبل‪ .‬انتصاران سوف‬
‫ً‬
‫كثيا عىل أن آمله ن يف مثل هذه‬
‫شيئا ً‬ ‫ن‬
‫متقدمي‪ .‬اإلنتصاران ليسا‬ ‫يجعالننا‬
‫ً‬
‫الرفقة‪ .‬كان محظوظا ن يف القرعة عىل األقل‪ .‬كان بإمكانه بسهولة أن يقع ن يف‬
‫محىل آخر‪ .‬تساءل‬
‫ي‬ ‫مواجهة الثور العجوز أو السي كي يب پيم أو أي بطل‬
‫ً‬
‫عمدا باختيار الفرسان المتجول ن‬
‫ي ضد‬ ‫دانك عما إذا كان قيم المباريات يقوم‬
‫يعاب أي لورد من عار الخسارة أمام واحد منهم ن يف‬
‫ي‬
‫بعضهم البعض‪ ،‬لكيال ن‬
‫ن‬ ‫ى‬
‫الجولة األوّل‪ .‬وفكر دانك‪ :‬هذا ل يهم‪ .‬عدو واحد يف كل مرة‪ ،‬هذا ما اعتاد‬
‫يشغلت اآلن‪.‬‬‫ن‬ ‫الرجل العجوز عىل قوله ً‬
‫دائما‪ .‬السي أوثور هو كل ما يجب أن‬
‫ي‬

‫‪75‬‬
‫المتفرجي‪ ،‬حيث جلس اللورد والليدي ربيويل عىل‬
‫ن‬ ‫تواجها تحت منصة‬
‫ُ‬ ‫وسائدهما نف ّ‬
‫ظل جدران القلعة‪ .‬كان اللورد فراي بجانبهما‪ ،‬وي هزهز ابنه ذو‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ّ‬ ‫ٌّ‬ ‫ُ‬
‫المىلء بالمخاط عىل ركبته‪ .‬كان هنالك صف من الخادمات يروحون‬
‫ر‬ ‫ر‬ ‫األنف ي‬
‫عليهم‪ ،‬ومع ذلك كانت سية اللورد بيويل المصنوعة من اإلستيق مبقعة‬
‫أشعثا بسبب العرق‪ .‬كانت تبدو ر ّ‬ ‫ً‬
‫محية‬ ‫تحت ذراعيه‪ .‬وكان شعر سيدته‬
‫و َضجرة‪ ،‬ولم تكن تشعر بالرتياح‪ .‬ولكن عندما رأت دانك‪ ،‬أبرزت صدرها‬
‫بطريقة جعلت وجهه يحمر تحت خوذته‪ .‬وخفض رمحه لها وللورد زوجها‪،‬‬
‫طيبا‪ .‬وأطبقت زوجته عىل‬ ‫تمت لهما ربيويل نزاَل ً‬ ‫المثل‪ .‬ن‬
‫وفعل السي أوثور ِ‬
‫لسانها‪.‬‬

‫لقد حان الوقت‪ .‬ركض دانك بحصانه إّل نهاية أرض المضمار الجنوبية‪،‬‬
‫قدما‪ .‬كان خصمه يتخذ موقعه ً‬
‫أيضا‪ .‬كان فحله الرمادي‬ ‫ثماني ً‬
‫ن‬ ‫عىل بعد‬
‫‪76‬‬
‫أكي ً‬
‫شبابا وحيوية‪ .‬ارتدى السي أوثور صفائح‬ ‫أصغر من (رعد)‪ ،‬ولكنه كان ر‬
‫ى‬ ‫معدنية ن‬
‫خرصاء ومصقولة‪ ،‬وحلقات معدنية فضية‪ .‬وتدلت رأشطة من‬
‫ن‬
‫األخرص والرمادي من عىل خوذته الخفيفة المدورة‪ ،‬وحمل ترسه‬ ‫الحرير‬
‫ن‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ن‬
‫األخرص حلزونا فضيا‪ .‬وفكر دانك‪ :‬درع جيد وحصان جيد ي‬
‫يعت فدية جيدة‬
‫إذا استطعت أن أسقطه‪.‬‬

‫وانطلق صوت بوق‪.‬‬

‫انطلق (رعد) إّل األمام وهو يركض ببطء‪ .‬أدار دانك رمحه إّل اليسار وأنزله‬
‫الخشت بينه‬
‫ي‬ ‫إّل أسفل‪ ،‬ولذلك ُوجه الرمح فوق رأس الحصان والحاجز‬
‫قرفص دانك إّل‬‫َ‬ ‫يحم جانب جسمه األيرس‪.‬‬ ‫ن‬
‫وبي خصمه‪ .‬كان ترسه‬
‫ى‬ ‫ي‬
‫األمام‪ ،‬وساقاه مشدودتان بينما كان (رعد) ينطلق عي المضمار‪ .‬وفكر‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫وحش واحد من الدم‬ ‫دانك‪ :‬نحن واحد‪ ،‬رجل‪ ،‬وحصان‪ ،‬ورمح‪ ،‬نحن‬
‫والخشب والحديد‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫سحب من الغبار من حوافر حصانه‬ ‫كان السي أوثور ينطلق بقوة‪ ،‬وأثيت‬
‫الرمادي‪ .‬وعندما تبقت أربعون ياردة بينهما‪ ،‬همز دانك (رعد) ليكض‬
‫بشكل مستقيم‪.‬‬ ‫محه عىل الحلزون ن‬
‫الفىص‬ ‫ر‬‫ووجه رأس ُ‬‫بأقىص شعة‪َّ .‬‬
‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ِ‬
‫ر‬
‫الشمس المتجهمة‪ ،‬والغبار‪ ،‬والحرارة‪ ،‬والقلعة‪ ،‬واللورد بيويل وعروسه‪،‬‬
‫الكمنج والسي ماينارد‪ ،‬الفرسان‪ ،‬والمرافقون والخدم‪ ،‬العامة‪ ،‬جميعهم‬ ‫ي‬
‫َ‬ ‫ً‬
‫اختفوا‪ ،‬ولم يتبق إل الخصم‪ .‬لمس المهماز مجددا‪ ،‬وركض (رعد)‪ .‬كان‬ ‫ّ‬
‫ييايد مع كل خطوة من أقدام الحصان‬ ‫الحلزون يندفع باتجاههما‪ ،‬وحجمه ر ن‬
‫الرمادي الطويلة‪ ..‬ولكن أمامه جاء رمح السي أوثور بقبضته الحديدية‪.‬‬
‫وفكر دانك‪ّ :‬إن ُ ترس قوي‪ ،‬سيتحمل ترس ن‬ ‫ى‬
‫الرصبة‪ .‬فقط الحلزون هو ما‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫يهم‪ ،‬ناضب الحلزون وسيكون اليال يّل‪.‬‬
‫ن‬

‫‪77‬‬
‫وعندما تبقت ر‬
‫عرس ياردات بينهما‪ ،‬رفع السي أوثور رأس رمحه إّل أعىل‪.‬‬
‫ّ‬
‫أذب دانك بينما نضب رمحه‪ ،‬وشعر بالتأثي ن يف ذراعه‬
‫رن صوت تحطم نف ن‬
‫ي ي‬
‫ن‬ ‫ُ‬ ‫َ ن‬
‫‪.‬‬
‫وه تصيب مكانها ضبته قبضة السي أوثور‬ ‫وكتفه‪ ،‬ولكنه لم ير الرصبة ي‬
‫كل من الرجل والحصان وراءها‪.‬‬ ‫مباشة‪ ،‬وحملت قوة ٍّ‬
‫بي عينيه ر‬ ‫الحديدية ن‬

‫‪78‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مستلقيا عىل ظهره‪ .‬محدقا بقناطر السقف المقنطر‬ ‫استيقظ دانك‬
‫ّ‬
‫المرتفع‪ .‬وللحظة لم يكن يعلم أين كان أو كيف وصل إّل هنا‪ .‬تردد صدى‬
‫وجوه أمامه؛ السي أرلن العجوز‪ ،‬وتانسيل‬ ‫ٌ‬ ‫األصوات ن يف رأسه‪ ،‬وظهرت‬
‫ً‬
‫جدا‪ ،‬بينيس من ر‬
‫اليس ن‬
‫البت‪ ،‬األرملة الحمراء‪ ،‬بايلور كاش الرماح‪،‬‬
‫ي‬ ‫الطويلة‬
‫ى‬
‫اليال ن يف‬
‫إيريون األمي الساطع‪ ،‬والليدي ڤايث المجنونة والحزينة‪ ،‬ثم تذكر ن ن‬
‫ن‬
‫الحي واللحظة‪ :‬الحرارة‪ ،‬والحلزون‪ ،‬والقبضة الحديدية موجهة عىل‬
‫وجهه‪ .‬تأوه وانقلب عىل أحد كوعيه‪ .‬جعلت الحركة جمجمته تدق كطبل‬
‫حرب كبي‪.‬‬‫ٍ‬
‫ُ‬
‫قب ن يف رأسه‪،‬‬ ‫كانتا تعمالن نعىل األقل‪ .‬ولم يكن يمكنه الشعور ٍ‬
‫بث‬ ‫ِكال عينيه‬
‫ن‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫قبو ما كما رأى‪ ،‬وبراميل النبيذ والمزر يف كل‬ ‫ٍ‬ ‫مما كان جيدا‪ .‬لقد كان يف‬
‫وفكر دانك‪ :‬عىل األقل الجو ٌ‬ ‫ى‬
‫والرساب ن يف متناول اليد‪ .‬كان‬ ‫بارد هنا‪ ،‬ر‬ ‫جانب‪.‬‬
‫َ‬
‫طعم الدم يف فمه‪ ،‬وشعر دانك بطعنة من الخوف‪ ،‬لو أنه قضم لسانه‬ ‫ن‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫بصوت مبحوح «طاب‬ ‫ٍ‬ ‫فسيكون أحمقا عالوة عىل كونه بليدا‪ .‬وقال‬
‫صباحك»‪ .‬فقط ليسمع صوته‪ .‬تردد صدى الكلمات عىل السقف‪ .‬حاول‬
‫دانك أن ينهض عىل قدميه‪ ،‬إل أن المجهود جعل القبو يدور حوله‪ .‬وقال‬
‫ٌّ‬
‫مسن‬ ‫قريب منه «عىل مهلك‪ ،‬عىل مهلك»‪ .‬وظهر ٌ‬
‫رجل‬ ‫ٌ‬ ‫صوت مرتعش‬ ‫ٌ‬
‫أروابا رمادية كشعره الطويل‪ .‬وحول‬ ‫تديا ً‬ ‫أحدب الظهر بجانب الفراش‪ ،‬مر ً‬
‫ً‬ ‫َ‬
‫مايسي ذات معادن عديدة‪ .‬كان وجهه هر ًما ومجعدا‪،‬‬ ‫ر‬ ‫عنقه ُوضعت سلسلة‬
‫ودعت أفحص‬ ‫ن‬ ‫«ابق ً‬
‫ثابتا‪،‬‬ ‫وغطت الثنايا كال جانت أنفه الكبي كالمنقار َ‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫ً‬ ‫ي‬
‫بي إبهامه‬ ‫ممسكا إياهما ن‬ ‫ن‬
‫اليمت‪.‬‬ ‫عي دانك اليرسى‪ ،‬ثم‬ ‫عينيك»‪ .‬ونظر نف ن‬
‫ي‬
‫وسبابته‪.‬‬
‫يؤلمت»‪.‬‬‫ن‬ ‫أس‬ ‫«ر‬
‫ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫بي كتفيك يا سيدي‪ .‬خذ‬ ‫ممتنا عىل أنه ل يزال ن‬ ‫ساخرا «كن‬ ‫ً‬ ‫المايسي‬ ‫ر‬ ‫قال‬
‫ً‬
‫هذا‪ ،‬قد يساعدك هذا نوعا ما‪ ،‬راشبه»‪.‬‬
‫المرسوب الكريه وتمكن من أل‬ ‫أجي دانك نفسه عىل أن يبتلع كل قطرة من ر‬
‫ماسحا فمه بظهر يده «دورة المباريات‪ .‬أخي ن يب‪ ،‬ما الذي‬ ‫ً‬ ‫يبصقه‪ ،‬وقال‬
‫حدث بها؟»‪.‬‬
‫دائما بهذه القتالت‪ ،‬كان الرجال يسقطون‬ ‫الت تحدث ً‬ ‫ر‬
‫«الحماقة ًنفسها ي‬
‫بالعىص‪ .‬كرس ابن أخ اللورد سمولوود‬ ‫ّ‬ ‫بعضهم بعضا من عىل أحصنتهم‬
‫ي‬

‫‪79‬‬
‫يزّل تحت حصانه‪ ،‬ولكن لم ُيقتل‬ ‫معصمه‪ ،‬وتحطمت رجل السي إدين ٌر ي‬
‫لدي مخاوف عليك يا سيدي»‪.‬‬ ‫حت اآلن‪ ،‬إل أنه كان ّ‬ ‫أحد ر‬ ‫ٌ‬
‫ٌّ‬
‫محشو‬ ‫حصاب؟»‪ .‬كان ل يزال يشعر برأسه وكأنه‬ ‫ن‬ ‫«هل سقطت من عىل‬
‫ي‬
‫غبيا كهذا‪ .‬ندم دانك عىل‬ ‫بأكمله بالخشب‪ ،‬وإل لما كان قد سأل سؤاَل ً‬
‫هز أعىل األسوار‪.‬‬ ‫سؤاله فور أن خرجت الكلمات منه «بصوت اصطدام ّ‬
‫ٍ‬
‫ن‬
‫أكي المصدومي‪ ،‬وكان‬ ‫محيم كانوا ر‬ ‫وأولئك الذين راهنوا عليك بمبلغ ر‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬
‫أنت لم أطرده‪ ،‬فال‬ ‫ن‬ ‫لو‬ ‫عندك‬ ‫ا‬ ‫ً‬
‫جالس‬ ‫ليبف‬‫ر‬ ‫وكان‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫وحزين‬ ‫مرافقك م ً‬
‫هموما‬
‫ي‬
‫مداسي هنا‪ .‬لقد ذكرته بواجبه»‪.‬‬ ‫ن‬ ‫بأطفال‬
‫ٍ‬ ‫أرغب‬
‫أيضا «أي واجب؟»‪.‬‬ ‫محتاجا إّل التذكي ً‬ ‫ً‬ ‫وجد دانك نفسه‬
‫«مطيتك يا سيدي‪ ،‬وأسلحتك ودرعك»‪.‬‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫متذكرا «نعم»‪ .‬كان الص يت مرافقا جيدا‪ ،‬وكان يعرف المتطلب‬ ‫قال دانك‬
‫ى‬
‫منه‪ .‬وفكر دانك‪ :‬لقد خرست سيف الرجل العجوز والدرع الذي صنعه يّل‬
‫بايت الفولذي‪.‬‬
‫عىل أن أمنحك‬ ‫أيضا‪ ،‬وقال ّل بأن َّ‬ ‫«كان صديقك الكمنج يسأل عنك ً‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ضفته ً‬ ‫ي‬
‫أيضا»‪.‬‬ ‫أفضل رعاية‪ ،‬لقد‬ ‫ِ‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ر‬
‫تعتت يب؟»‪ .‬ثت دانك أصابع يد سيفه‪ ،‬وجميعها بدت‬ ‫ي‬ ‫«منذ مت وأنت‬
‫ن‬ ‫ى‬
‫يؤلمت‪ ،‬واعتاد السي أرلن بأن يقول‬ ‫ي‬ ‫ما‬ ‫هو‬ ‫أس‬ ‫ي‬ ‫ر‬ ‫فقط‬ ‫‪:‬‬ ‫دانك‬ ‫ر‬ ‫وفك‬ ‫تعمل‪.‬‬
‫أنت لم أستخدمه عىل أي حال‪.‬‬ ‫ن‬
‫ي‬
‫ُ‬ ‫«منذ أرب ع ساعات‪ ،‬بقراءة الساعة الشمسية»‪.‬‬
‫فارس أصيب‬ ‫ًٍ‬ ‫ساعات بذلك السوء‪ .‬كان قد سمع حكاية عن‬ ‫ٍ‬ ‫لم تكن أرب ع‬
‫ًّ‬ ‫حت أنه نام ألر ن‬ ‫بقوة ر‬
‫عام واستيقظ ليجد نفسه مسنا ومصابا بالضمور‬ ‫بعي ٍ‬
‫الثاب؟»‪ .‬ربما سيفوز الحلزون‬ ‫بياله ن‬ ‫«هل تعلم إذا ما فاز السي أوثور ن ن‬
‫ي‬
‫بالدورة‪ ،‬وقد يقلل هذا من ألم الخسارة لو قال دانك لنفسه بأنه خرس أمام‬
‫فارس ن يف الميدان‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫أفضل‬
‫عم للعروس‪.‬‬ ‫«ذلك الشخص؟ بالطبع فعل‪ ،‬أمام السي آدام فراي‪ ،‬ابن ٍّ‬
‫حرصة الليدي عندما سقط السي آدام‪ ،‬واضطرت‬ ‫ورمح واعد‪ُ .‬أغم عىل ن‬ ‫ٌ‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫للحصول عىل المساعدة للعودة إّل غ َرفها»‪.‬‬
‫ر‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫المايسي ساعده‬ ‫أجي دانك نفسه عىل أن ينهض‪ ،‬وترنح عندما فعلها‪ ،‬ولكن‬
‫عىل‪.»..‬‬ ‫يجب‬ ‫‪..‬‬ ‫أن‬ ‫ثابتا «أين مالبش؟ يجب أن أذهب‪َّ .‬‬
‫عىل‬ ‫يبف ً‬ ‫عىل أن ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫هاما»‪ .‬و َ‬
‫أشار‬ ‫«إذا كنت ل تستطيع التذكر‪ ،‬فال يمكن أن يكون األمر ًّ‬
‫«أقيح عليك أن تتفادى األطعمة الدسمة‬ ‫المايسي حركة غاضبة ر‬ ‫ر‬

‫‪80‬‬
‫ن‬
‫ولكنت تعلمت منذ‬ ‫والمرسوبات القوية والمزيد من ن‬
‫الرصبات ن‬
‫بي عينيك‪...‬‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫ّ‬
‫يصمون آذانهم عن سماع الحكمة‪ .‬اذهب‪ ،‬اذهب‪.‬‬ ‫طويل أن الفرسان‬ ‫زمن‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ن‬
‫ألعتت بهم»‪.‬‬ ‫ر‬
‫لدي حمف آخرون‬ ‫ّ‬
‫ي‬

‫ى‬
‫صقرا يحلق بدوائر عريضة خالل السماء الزرقاء‬ ‫ً‬ ‫ن يف الخارج‪ ،‬لمح دانك‬
‫بعض من الغيوم كانت تتجمع نف ر‬
‫الرسق‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫الساطعة‪ .‬شعر بالحسد اتجاهه‪.‬‬
‫ي‬
‫سندان بينما‬
‫ٍ‬ ‫داكنة كمزاج دانك‪ .‬كانت الشمس تدق عىل رأسه كمطرقة عىل‬
‫اليال‪ .‬بدا وكأن األرض تتحرك تحت‬ ‫مجددا إّل ساحات ن ن‬‫ً‬ ‫وجد دانك طريقه‬
‫ّ‬
‫قدميه‪ ...‬أو ربما كان ريين ُح فقط‪ .‬كاد أن يسقط مر ن‬
‫تي وهو يصعد أدراج‬
‫صع إّل ايغ‪.‬‬‫وفكر دانك‪ :‬كان يجب عىل أن ُ أ ن‬ ‫ى‬
‫القبو‪،‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ببطء عي الساحة الخارجية حول أطراف الحشود‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫قطع دانك طريقه‬
‫متعرجا بينما اتكأ‬ ‫ً‬ ‫يمش‬ ‫ألي كوكشاو البدين ر‬ ‫وهنالك نف الساحة‪ ،‬كان اللورد ن‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫عىل مرافقي‪ ،‬النرص األخي للشاب جليندون بول‪ .‬وأمسك مرافق ثالث‬ ‫ن‬
‫المنادي «السي جون‬ ‫خوذته‪ ،‬و َري ُشها الثالثة الفخورة مكسورة‪ .‬صاح ُ‬
‫مقسم‬‫ٌ‬ ‫ن‬
‫التوأمتي)‪،‬‬ ‫فارس من (‬‫ٌ‬ ‫انكلي سليل آل فراي‪،‬‬ ‫الكمنج‪ ،‬السي فر ن‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫لسيد المعي‪ .‬اخرجا وأثبتا بسالتكما»‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الكمنج األسود‬ ‫هرول حصان‬ ‫يسع دانك إل أن يقف ويشاهد بينما َ‬ ‫لم َ‬
‫ٌ‬ ‫ي‬
‫سيوف‬ ‫امة من الحرير األزرق عليها‬ ‫َّ‬
‫الكبي إّل الساحة‪ ،‬وكسوته كدو ٍ‬
‫أيضا‪ ،‬والصفائح ر ر‬ ‫واف صدره مصقوَل باألزرق ً‬ ‫ر‬ ‫ٌ‬
‫تف‬
‫الت ي‬ ‫ي‬ ‫وكمنجات ذهبية‪ .‬كان ي‬
‫ًّ‬
‫مطليا‬ ‫كعبيه وكتفيه وساقيه وركبتيه‪ .‬وكان قميص حلقاته المعدنية‬
‫رف ن ٍّ‬ ‫قشا ذو ُ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫بالذهب‪ .‬ركب السي فر ن‬
‫فىص‬
‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ع‬ ‫مي‬ ‫ا‬ ‫رمادي‬ ‫ا‬ ‫حصان‬ ‫انكلي‬
‫الفىص ودرعه الفضية‪ ،‬وحمل شعار‬ ‫مسيسل‪ُ ،‬ليطابق لباسه من الحرير ن‬ ‫ر‬
‫ّ‬ ‫ي‬
‫اليجان التوأمان آلل فراي عىل ترسه ومعطفه وعدة حصانه‪ .‬انطلقا مر ًارا‬
‫ووب خ دانك نفسه‪:‬‬ ‫يتفرج إل أنه لم ُيشاهد أي رسء‪ّ .‬‬ ‫وتكر ًارا‪ ،‬وقف دانك ّ‬
‫ي ٍ‬
‫ً‬ ‫ٌ‬
‫دانك األخرق‪ ،‬بليد كجدار قلعة‪ .‬كان يضع حلزونا عىل ترسه‪ ،‬كيف يمكنك‬
‫ً‬
‫شخص يضع حلزونا عىل ترسه؟‬
‫ٍ‬ ‫أن تخرس من‬

‫تهليل من حوله‪ .‬وعندما رفع دانك عينيه رأى أن السي‬


‫ًٍ‬ ‫سمع صوت‬
‫ترجل من حصانه ليساعد خصمه‬ ‫انكلي كان ساقطا‪ ،‬وأن الكمنج قد ّ‬
‫فر ن‬
‫ي‬

‫‪81‬‬
‫ى‬
‫اقي َب خطوة واحدة من بيضة‬
‫وفكر دانك‪ :‬لقد ر‬ ‫الساقط عىل النهوض‪.‬‬
‫تنينه‪ ،‬وأين أنا؟‬

‫متوجها إّل البوابة الخلفية‪ ،‬صادف دانك رفقة األقزام الذين كانوا‬‫ً‬ ‫بينما كان‬
‫ن يف وليمة الليلة الماضية وهم يتجهزون للرحيل‪ .‬كانوا يربطون أحصنتهم‬
‫بخييرهم الخشت ذو العجالت‪ ،‬وبعربة أخرى ذات تصميم ر‬
‫أكي‬ ‫القزمة ن ن‬
‫ٍ‬ ‫ٌ‬ ‫ي‬
‫واحد منهم أصغر من اآلخر‪.‬‬ ‫بساطة‪ .‬كان هنالك ستة منهم كما رأى‪ ،‬وكل‬
‫ً ًّ‬
‫قصارا جدا مما جعل التفريق‬ ‫قد يكون بعضهم أطفاَل‪ ،‬إل أن جميعهم كانوا‬
‫مرحا وهم يرتدون شاويًل من جلد‬ ‫صعبا‪ .‬نف ضوء النهار‪ ،‬كانوا أقل ً‬
‫ً‬ ‫بينهم‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫المهرجي‪.‬‬ ‫الحصان ومعاطف خشنة ذات قلنسوة مما كانوا عليه يف ثياب‬
‫وقال دانك عىل سبيل التهذيب «طاب صباحكم‪ ،‬أأنتم ذاهبون إّل‬
‫يعت هذا بأنها قد تمطر»‪.‬‬ ‫الرسق‪ ،‬وقد ن‬‫غيوم نف ر‬
‫ٌ‬ ‫الطريق؟ هنالك‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫‪82‬‬
‫ى‬ ‫ر‬
‫ه نظرة ساخطة من القزم األقبح‪ .‬وفكر‬ ‫الت تلقاها ي‬
‫كانت اإلجابة الوحيدة ي‬
‫دانك‪ :‬هل كان هذا هو الواحد الذي نزعته من عىل الليدي ربيويل ليلة‬
‫ٌ‬
‫البارحة؟ وعن قرب‪ ،‬كانت رائحة الرجل الصغي كمرحاض‪ .‬نفحة واحدة من‬
‫رائحته جعلت دانك ُيرسع الخىط‪.‬‬
‫‪83‬‬
‫المش نف بيت الحليب وكأنه يأخذ من دانك كما أخذ منه ّ‬
‫مرة هو وايغ‬ ‫بدا ر‬
‫ي ي‬
‫ً‬ ‫ر‬
‫ليعيا رمال دورن‪ .‬أبف جدارا بجانبه‪ ،‬وكان يتك عليه من ى ٍ‬
‫وقت إّل آخر‪،‬‬
‫وف كل مرة أدار فيها رأسه بدا العالم وكأنه يسبح حوله‪ .‬وفكر‪ :‬رشاب‪،‬‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫أحتاج رش ًابا من الماء‪ ،‬وإل فمن المحتمل أن أسقط‪.‬‬

‫مر بجانبه أين يجد أقرب بي‪ ،‬وهنالك وجد كايل القط‪،‬‬ ‫سائس ّ‬‫ٌ‬ ‫أخيه‬
‫ن‬
‫متهدلتي‬ ‫خفيض مع ماينارد پلوم‪ .‬كانت كتفا السي كايل‬ ‫بصوت‬
‫ٍ‬ ‫يتحدث‬
‫ٍ‬
‫من الحزن‪ ،‬ولكنه رفع عينيه عند ر‬
‫اقياب دانك «سي دانكن؟ لقد سمعنا‬
‫تحترص»‪.‬‬ ‫ن‬ ‫بأنك ميت‪ ،‬أو‬
‫ن‬ ‫َ‬ ‫َ‬
‫«ليتت كنت كذلك»‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ودلك دانك ِصدغيه‬
‫يعرفت‪.‬‬ ‫ن‬ ‫‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫لم‬ ‫كازويل‬ ‫اللورد‬ ‫ا‬ ‫جيد‬ ‫الشعور‬ ‫هذا‬ ‫«أعرف‬ ‫كايل‬ ‫السي‬ ‫د‬ ‫وتنه‬
‫عقىل‪.‬‬ ‫وكأنت قد فقدت‬ ‫ن‬ ‫عندما أخيته كيف نحت سيفه األول‪ ،‬حدق يب‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ٌ‬
‫لفرسان بالضعف الذي أظهرت‬ ‫ٍ‬ ‫وقال بأنه ل يوجد مكان ن يف (جرس العلقم)‬
‫ودرىع‪.‬‬ ‫ر‬
‫أسلحت‬ ‫نفش به»‪ .‬وضحك القط ِضحكة مريرة «ولكنه أخذ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ي‬
‫ومطيت أيضا‪ ،‬ماذا سأفعل؟»‪.‬‬ ‫ر‬
‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ي‬
‫نظام يتطلب حصانا‬ ‫ر‬
‫لم يكن لدى دانك إجابة له‪ ،‬فحت المحارب الغي‬
‫ي‬ ‫ً‬
‫ليكبه‪ ،‬ويجب عىل المرتزقة أن يمتلكوا سيفا ليبيعوه‪ .‬وقال دانك بينما‬
‫حصانا ً‬ ‫ً‬
‫آخرا‪ ،‬فالممالك السبع مليئة‬ ‫سحب الدلو إّل أعىل «سوف تجد‬
‫وضم يديه ومألهما بالماء‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫آخرا ليسلحك»‪.‬‬ ‫لوردا ً‬ ‫باألحصنة‪ .‬وسوف تجد ً‬
‫وشب‪.‬‬ ‫ر‬
‫شابا ًّ‬ ‫واحدا؟ أنا لست ًّ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫«لورد ٌ‬ ‫ٌ‬
‫وقويا مثلك‪ ،‬ولست‬ ‫تعرف‬ ‫آخر‪ ،‬نعم‪ .‬هل‬
‫يفضل فرسانه‬ ‫دائما‪ .‬اللورد ربيويل ّ‬ ‫بضخامتك‪ .‬الرجال الضخام مطلوبون ً‬
‫ضخاما‪ .‬خذ توم هيدل ذاك كمثال‪ .‬هل رأيته وهو ينازل بالرمح؟ لقد أسقط‬ ‫ً‬
‫ر‬
‫والكمنج‬
‫ي‬ ‫الشء نفسه‪،‬‬ ‫صت الكرة النارية نفعل ي‬ ‫رجل واجهه‪ .‬إل أن ي‬ ‫كل ٍ‬
‫حصاب‪ .‬إنه يرفض أن يأخذ فدية‪،‬‬ ‫أسقطت من‬ ‫ن‬ ‫كذلك‪ .‬ليته كان هو من‬
‫ي‬ ‫ر ي‬
‫التني‪ ...‬هذه وصداقة خصومه‬ ‫ن‬ ‫بش ٍء أكي من بيضة‬ ‫ر‬
‫يقول بأنه ل يرغب ي‬
‫الساقطي‪ .‬وردة الفروسية‪ ،‬هذا الشخص»‪.‬‬ ‫ن‬
‫الصت يجهز‬ ‫«تعت هراء الفروسية‪ .‬هذا‬ ‫ن‬ ‫وضحك السي ماينارد پلوم‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫تهب رياحها»‪.‬‬ ‫خي لنا جميعنا أن نرحل من هنا قبل أن َّ‬ ‫لعاصفة‪ٌ ،‬‬
‫وقال دانك «إنه ل يأخذ فدية؟ هذه بادرة نبيلة»‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫وقال السي ماينارد «البادرات النبيلة تصبح سهلة عندما يكون كيس نقودك‬
‫درس هنا إذا كنت تتحىل باإلدراك ن‬ ‫ٌ‬ ‫‪.‬‬ ‫ً‬
‫الكاف لتعرفه يا‬
‫ي‬ ‫هنالك‬ ‫بالذهب‬ ‫ا‬ ‫مليئ‬
‫لك ترحل»‪.‬‬ ‫ً‬
‫سي دانكن‪ .‬الوقت ليس متأخرا ي‬
‫«أرحل؟ أرحل إّل أين؟»‪.‬‬
‫(وينيفيل) أو (قلعة الصيف) أو‬ ‫ر‬ ‫وهز السي ماينارد كتفيه «إّل أي مكان‪،‬‬ ‫ّ‬
‫(آشاي) خلف الظالل‪ .‬هذا ل يهم طالما أنه ليس هنا‪ .‬خذ حصانك ودرعك‬
‫واخرج من البوابة الخلفية‪ .‬ولن يفقدك أحد‪ ،‬لدى الحلزون نزاله القادم‬
‫اليالت»‪.‬‬ ‫ليفكر به‪ ،‬والبقية أعينهم مركزة عىل ن ن‬
‫مسلحا ولديه حصان‬ ‫ً‬ ‫أغرت دانك‪ .‬طالما أنه كان‬ ‫ولوهلة كانت الفكرة قد َ‬
‫ى‬ ‫ٍ‬
‫ّ‬ ‫ر‬
‫بشكل ما‪ .‬وبدونهما لم يكن أكي من مجرد شحاذ‪ .‬وفكر‬ ‫ً‬
‫فهو ل يزال فارسا‬
‫ٍ‬
‫دانك‪ :‬شحاذ ضخم‪ ،‬ولكن ًشحاذ ىعىل أي حال‪ .‬ولكن أسلحته ودرعه ً ي‬
‫تنتم‬
‫للسي أوثور اآلن‪ ،‬و(رعد) أيضا‪ .‬وفكر دانك‪ :‬من األفضل أن أكون شحاذا‬
‫سارقا‪ .‬لقد كان كليهما نف (جحر الياغيث)‪ ،‬عندما َ‬ ‫ً‬
‫صاحب‬ ‫ي‬ ‫عىل أن أكون‬
‫فييت‪ ،‬وراف‪ ،‬وبودينق‪ .‬ولكن الرجل العجوز أنقذه من تلك الحياة‪ .‬كان‬
‫لقياح پلوم‪ ،‬وبما‬ ‫يعلم ما الذي كان السي آرلن من شجرة البنسات ليقوله ر‬
‫«حت الفارس المتجول لديه رشفه»‪.‬‬ ‫ر‬ ‫أن السي آرلن ميت‪ ،‬قالها دانك له‬
‫وشفك سليم أم أن تعيش وهو ملوث؟ كال‪،‬‬ ‫«هل تفضل بأن تموت ر‬
‫صبيك واهرب يا فارس المشانق‪ ،‬قبل أن‬ ‫اعفت‪ ،‬أعلم ما ستقوله‪ .‬خذ ّ‬ ‫ن‬
‫ي‬
‫يصبح شعارك هو قدرك»‪.‬‬
‫الكمنج؟‬
‫ي‬ ‫بحلم مثل جون‬ ‫ٍ‬ ‫ووقف دانك «وكيف تعرف قدري؟ هل حلمت‬
‫ما الذي تعرفه عن ايغ؟»‪.‬‬
‫بعيدا عن ن‬‫ً‬ ‫خي للبيوض أن ر‬ ‫وقال پلوم «أعلم أنه ٌ‬
‫القىل‪( .‬الجدران‬ ‫ي‬ ‫أواب‬
‫ي‬ ‫تبف‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫للصت»‪.‬‬‫ي‬ ‫ا‬ ‫مناسب‬ ‫ا‬ ‫مكان‬ ‫البيضاء) ليست‬
‫ن‬
‫وسأله دانك «كيف أبليت يف نزالك يا سيدي؟»‪.‬‬
‫ّ‬
‫تتصور‬ ‫اليال‪ ،‬فقد كانت النذور سيئة‪ .‬من‬ ‫«أوه‪ ،‬لم أخاطر بدخول مضامي ن ن‬
‫ن ُ‬
‫التني يا ترى؟»‪.‬‬ ‫بأنه سيحصل عىل بيضة‬
‫فكر دانك‪ُ :‬‬ ‫ى‬
‫لست أنا «السبعة يعلمون‪ .‬أما أنا فال»‪.‬‬
‫تخمينا يا سيدي‪ ،‬لديك عينان»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫« ر‬
‫افيض‬
‫ى‬
‫«الكمنج؟»‪.‬‬‫ي‬ ‫للحظة‬ ‫دانك‬ ‫ر‬ ‫فك‬
‫«جيد‪ ،‬هل يمكنك أن تفرس أسباب تخمينك؟»‪.‬‬
‫«أنا فقط‪ ...‬لدي شعور»‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫طفل يكونون‬
‫رجل أو ٍ‬
‫سء‪ ،‬لكل ٍ‬ ‫وقال ماينارد پلوم «وأنا نأيضا‪ .‬شعور ي‬
‫ّ‬
‫كمنجينا»‪.‬‬ ‫بالحماقة الكافية ليقفوا يف طريق‬

‫ى‬ ‫ّ‬
‫كان ايغ يمشط وينظف شعر (رعد) خارج خيمتهما‪ ،‬ولكن عينيه كانتا‬
‫ى‬
‫وفكر دانك‪ :‬لم يستطع الصت تقب َ‬ ‫ن‬
‫سقوط‪.‬‬
‫ي‬ ‫ل‬ ‫ي‬ ‫شاردتي‪،‬‬
‫ً‬
‫أصلعا مثلك»‪.‬‬ ‫استمر ْرت فسيصبح (رعد)‬
‫َ‬ ‫وصاح دانك ن‬
‫«كف‪ ،‬لو‬
‫غت أن‬
‫لحلزون ي‬
‫ٍ‬ ‫أسقط ايغ الفرشاة وقال «سيدي؟ كنت أعلم أنه ل يمكن‬
‫يقدر عىل قتلك»‪ّ .‬‬
‫وطوقه بذراعيه‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫ر‬
‫المايسي‬ ‫الصت المرنة ووضعها عىل رأسه «قال‬ ‫قش‬ ‫قبعة‬ ‫دانك‬ ‫َ‬
‫التقط‬
‫ي‬
‫بدرىع»‪.‬‬
‫ي‬ ‫بأنك هربت‬
‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫رن‬
‫واف صدرك‬‫ي‬ ‫وصقلت‬ ‫درعك‪،‬‬ ‫فت‬ ‫نظ‬ ‫«لقد‬ ‫بسخط‬ ‫ا‬‫مجدد‬ ‫قبعته‬ ‫ايغ‬ ‫ع‬ ‫اني‬
‫ن‬
‫وعنقك وساقيك يا سيدي‪ ،‬ولكن خوذتك متصدعة ومنبعجة حيث ضب‬
‫رأس رمح السي أوثور‪ .‬سيكون عليك أن تطرقها عند صانع سالح»‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫ى‬
‫«دع السي أوثور يطرقها‪ ،‬إنها ملكه اآلن»‪ .‬وفكر دانك‪ :‬بال سيف‪ ،‬وبال‬
‫حصان‪ ،‬وبال درع‪ .‬ربما سيسمح يّل هؤلء األقزام بأن أنضم إّل فرقتهم‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مضحكا‪ّ ،‬‬ ‫سيكون هذا ً‬
‫ستة أقزام يلكمون عمالقا بمثانات الخنازير‪.‬‬ ‫منظرا‬
‫لكه ً‬ ‫ُ‬
‫ونتمت له التوفيق ن يف‬ ‫ن‬ ‫مع‪ ،‬سوف نأخذهم إليه‬ ‫ي‬ ‫تعال‬ ‫‪.‬‬‫ا‬ ‫أيض‬ ‫«(رعد) ِم‬
‫نزالته القادمة»‪.‬‬
‫«اآلن يا سيدي؟ ألن تذهب ُلتفدي (رعد)؟»‪.‬‬
‫الخراف؟»‪.‬‬ ‫الصت؟ بالحىص وروث ِ‬ ‫ي‬ ‫«بماذا أيها‬
‫ى‬
‫«لقد فكرت بهذا يا سيدي‪ ،‬إذا كان بإمكانك أن تستعي—»‪.‬‬
‫وقاطعه دانك «ل أحد سيعي ن يب هذا القدر من المال يا ايغ‪ِ ،‬ول َم يفعلون؟‬
‫عصا‬ ‫حت جاء حلزون يحمل ً‬ ‫فارسا ر‬‫سم نفسه ً‬ ‫ماذا أكون غي أحمق كبي ّ‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫كاد أن يحطم رأسه؟»‪.‬‬
‫(مايسي)‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ً‬
‫وقال ايغ «حسنا‪ ،‬يمكنك أن تأخذ (مطر)‪ .‬وسأعود لركوب‬
‫سوف نذهب إّل (قلعة الصيف)‪ .‬ويمكنك أن تخدم ن يف أهل بيت والدي‪،‬‬
‫ٌ‬
‫صغي‬
‫ٍ‬ ‫وحصان‬
‫ٍ‬ ‫جواد‬
‫ٍ‬ ‫عىل‬ ‫تحصل‬ ‫أن‬ ‫يمكنك‬ ‫باألحصنة‪،‬‬ ‫مليئة‬ ‫إن اسطبالته‬
‫ً‬
‫أيضا»‪.‬‬
‫طيبة‪ ،‬ولكن ل يمكن لدانك أن يعود ذليًل إّل (قلعة‬ ‫كانت نية ايغ ّ‬
‫ومهزوما‪ ،‬يبحث عن الخدمة وهو ل‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫مفلسا‬ ‫الصيف)‪ ،‬ليس بهذه الطريقة‪،‬‬
‫ن‬ ‫ٌ‬ ‫سيفا ر‬ ‫ً‬
‫ولكنت ل‬
‫ي‬ ‫منك‪،‬‬ ‫طيب‬ ‫هذا‬ ‫‪،‬‬ ‫الصت‬
‫ي‬ ‫«أيها‬ ‫وقال‬ ‫ليعرضه‪،‬‬ ‫حت‬ ‫يملك‬
‫أرغب بأي فتات من عىل طاولة السيد والدك ول من اسطبالته ً‬ ‫ُ‬
‫أيضا‪ّ .‬ربما‬ ‫ٍ‬
‫دائما أن يذهب خلسة لينضم إّل‬ ‫ر‬
‫حان وقت أن نفيق»‪ .‬يمكن لدانك ً‬
‫يفضلون الرجال‬ ‫حرس المدينة نف (لنسپورت) أو (البلدة القديمة)‪ ،‬وكانوا ّ‬
‫ن‬ ‫ى‬ ‫ي‬
‫عارضة يف كل‬ ‫ٍ‬ ‫أس بكل‬‫الضخام من أجل هذا‪ .‬وفكر دانك‪ :‬لقد خبطت ر ي‬
‫ن‬
‫ليكسبت‬ ‫حت (كينجزلندينج)‪ .‬ربما حان الوقت‬‫خان من (لنسپورت) ر‬‫ٍ‬
‫ي‬ ‫ً‬
‫بليد فقط‪ .‬إل أن رجال الحراسة ل‬
‫أس ٍ‬‫حجم بعضا من المال بدَل من ر ٍ‬
‫ي‬
‫ى َ‬ ‫يملكون مر ن‬
‫افقي «لقد علمتك كل ما أستطيع تعليمك إياه‪ ،‬وكان هذا قليًل‬
‫جدا‪ .‬سيكون من األفضل لك أن يحرص ّ‬ ‫ً‬
‫مناسب عىل تدريبك‪،‬‬
‫ٍ‬ ‫سالح‬
‫ٍ‬ ‫م‬ ‫قي‬
‫مسن ما‪ ،‬يعرف ّ‬
‫أي نهاية يمسك بها الرمح»‪.‬‬ ‫ٌّ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫فارس شديد‬
‫سالح مناسب‪ ،‬أرغب بك أنت فقط‪ .‬ماذا لو‬ ‫وقال ايغ «ل أرغب ّ‬
‫بقيم‬
‫ٍ‬
‫استخدمت—»‪.‬‬

‫‪88‬‬
‫ر‬
‫أسلحت‪،‬‬ ‫ً‬
‫مجددا‪ .‬اذهب واجمع‬ ‫«كال‪ ،‬لن تفعل هذا‪ ،‬ولن أسمع عنه‬
‫ي‬ ‫ر‬
‫تحياب‪ .‬األمور الصعبة ل تزداد إل‬
‫ي‬ ‫سنقدمهم إّل السي أوثور مع أطيب‬
‫صعوبة عندما تؤجلها»‪.‬‬
‫ٌّ‬
‫متهدل كقبعته الكبية المصنوعة من القش «نعم‬ ‫ركل ايغ األرض‪ ،‬ووجهه‬
‫يا سيدي‪ ،‬كما تقول»‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫بسيطا جدا‪ ،‬صندوق مرب ٌع ضخم من‬ ‫من الخارج‪ ،‬كان ش ِادق السي أوثور‬
‫ُ‬
‫بحبال مصنوعة من الق َّنب‪.‬‬ ‫األشعة قاتم اللون ً‬ ‫قماش ر‬
‫ٍ‬ ‫مثبتا إّل األرض‬
‫ٌ‬
‫علم رمادي طويل‪ ،‬وكان هذا‬ ‫فىص السارية المركزية فوق ٍ‬ ‫حلزون ن ٌّ‬
‫ي‬ ‫و ّزين‬
‫يي الوحيد فقط‪.‬‬ ‫الي ن‬ ‫رن‬
‫ممسكا بزمام (رعد)‪ .‬كان الجواد ن‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫البت‬
‫ى ي‬ ‫الصت‬
‫ي‬ ‫كان‬ ‫‪.‬‬‫هنا»‬ ‫«ابق‬ ‫قال دانك ليغ‬
‫حت‪ ،‬وفكر‬ ‫المهيئ ر‬ ‫ر‬ ‫وبيسه الجديد‬ ‫محمًل بأسلحة دانك ودرعه‪ ،‬ر‬ ‫الكبي ّ‬
‫كفارس غامض «لن‬ ‫نفش بها‬ ‫الت أثبت‬ ‫فارس المشانق‪ ،‬يا للتعاسة ر‬ ‫ُ‬ ‫دانك‪:‬‬
‫َّ‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫وانحت ليدخل من خالل الباب المسدل‪.‬‬ ‫ن‬ ‫أتأخر طويًل»‪ .‬خفض رأسه‬
‫ً‬
‫الخارخ قد تركه متفاجئا لرؤية وسائل الراحة والرفاهية‬ ‫ي‬ ‫كان مظهر الرسادق‬
‫بسجادات مايرية منسوجة‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫داخله‪ .‬كانت األرض تحت قدميه مفروشة‬
‫ّ‬ ‫وو َ‬ ‫وغنية باأللوان‪ُ .‬‬
‫ضعت طاولة خشبية مزخرفة مزودة باألرجل محاطة‬ ‫ٍّ‬
‫مغىط بالوسائد‪.‬‬ ‫المحشو بالريش ى‬ ‫ّ‬
‫اس المعسكرات‪ .‬كان ِ‬
‫الفراش‬ ‫بكر ي‬
‫ببخور عطري‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫ٍ‬ ‫واشتعلت مبخرة‬
‫ٌ‬ ‫ً‬
‫جالسا عىل الطاولة وكومة من الذهب والفضة أمامه‪،‬‬ ‫كان السي أوثور‬
‫ٌ‬
‫مربوش‬ ‫وإبريق من النبيذ عند مرفقه‪ ،‬وكان يعد النقود مع مرافقه‪ٌ ،‬‬
‫رجل‬ ‫ٌ‬
‫ٌ ن‬
‫وقت إّل آخر كان الحلزون يعض إحدى‬ ‫قريب يف العمر من دانك‪ .‬ومن ٍ‬
‫َّ‬ ‫ينج واحدة ً‬ ‫ّ‬
‫أمام الكثي‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫جانبا‪ ،‬وسمعه دانك يقول «أرى‬ ‫العمالت‪ ،‬أو ي‬
‫ألعلمك إياه يا ويل‪ ،‬هذه العملة مثقوبة‪ ،‬واألخرى مكشوطة‪ ،‬وماذا عن‬
‫بي أصابعه «انظر إّل العمالت قبل أن‬ ‫هذه؟»‪ .‬ورقصت قطعة ذهبية ن‬
‫التني وهو يدور ن يف الهواء‪ ،‬وحاول‬ ‫ن‬ ‫تأخذها‪ .‬هاك‪ ،‬أخي ن يب ماذا ترى»‪ .‬طار‬
‫ويل بأن يمسك به‪ ،‬ولكنه ار ّتد من عىل أصابعه وسقط عىل األرض‪.‬‬
‫تي قبل أن‬ ‫ييل عىل ركبتيه لك يجده‪ ،‬وعندما فعل قلبه مر ن‬ ‫واضطر بأن ن ن‬
‫ٌ‬ ‫ي‬
‫تني عىل وجه وملك عىل‬ ‫يقول «هذه عملة جيدة يا سيدي‪ ،‬هنالك ن‬
‫اآلخر‪.»...‬‬

‫‪89‬‬
‫وألف أندرليف نظرة عىل دانك «الرجل المشنوق‪ .‬من الجيد رؤيتك تتحرك‬ ‫ر‬
‫وتعلم مر ر‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫أنت قتلتك‪ .‬هل ستسدي َّ‬ ‫ن‬ ‫ر‬
‫افف‬
‫ي‬ ‫ا‬ ‫معروف‬ ‫إّل‬‫ي‬ ‫يا سيدي‪ ،‬كنت أخش ي‬
‫أعط العملة للسي دانكن يا ويل»‪.‬‬ ‫ن‬
‫التناني؟ ِ‬ ‫طبيعة‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫حصاب‪،‬‬
‫ي‬ ‫أسقطت من‬‫ي‬ ‫لم يكن لدى دانك خيارا إل أن يأخذها‪ ،‬وفكر‪ :‬لقد‬
‫متجهما‪ ،‬وضع العملة عىل راحة‬ ‫ً‬ ‫مت مزحة له ً‬
‫أيضا؟‬ ‫هل يجب أن يجعل ن‬
‫الوجهي‪ ،‬وتذوقها ً‬ ‫ي‬
‫أيضا «إنها ذهب‪ ،‬غي مكشوط ول‬ ‫ن‬ ‫يده‪ ،‬وتفحص كال‬
‫أيضا يا سيدي‪ ،‬ما الخطب‬ ‫سليما‪ ،‬كنت آلخذها ً‬ ‫ً‬ ‫مثقوب‪ .‬والوزن يبدو‬
‫بها؟»‪.‬‬
‫«الملك»‪.‬‬
‫شابا‪ ،‬ومحلوق الوجه‪،‬‬ ‫أخذ دانك نظرة عن كثب‪ .‬كان الوجه عىل العملة ًّ‬
‫ملتحيا عىل عملته‪ ،‬كما كان الملك القديم ايغون‬ ‫ً‬ ‫ووسيما‪ .‬كان الملك ايريس‬ ‫ً‬
‫أيضا‪ ،‬ولكن‬ ‫أيضا‪ ،‬بينما كان الملك دايرون الذي جاء بينهما محلوق الوجه ً‬ ‫ً‬
‫مهيئة بما فيه الكفاية لتكون من قبل‬ ‫هذا لم يكن هو‪ .‬ولم تكن العملة ر‬
‫ى‬
‫عهد ايغون الغي جدير‪ .‬حملق دانك ن يف الكلمة تحت الرأس‪ ،‬وفكر‪ :‬ستة‬
‫التناني األخريات‪ ،‬كانت األحرف تقول‬ ‫ن‬ ‫أحرف‪ .‬وبدت نفس ما كان يراه عىل‬
‫دايرون‪ ،‬ولكن دانك كان يعرف وجه دايرون الطيب‪ ،‬وهذا لم يكن هو‪،‬‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫غريبا ن يف شكل الحرف الرابع‪ ،‬إنه لم‬ ‫شيئا ً‬ ‫مجددا‪ ،‬وجد‬ ‫ولكن عندما نظر‬
‫يكن‪« ...‬دايمون»‪ .‬خرجت الكلمات منه بدون تفكي «إنها تقول دايمون‪،‬‬
‫ملك ُيدىع دايمون‪ ،‬ما عدا—»‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫ولكن لم يكن هنالك‬
‫المدىع‪ .‬أصدر دايمون بالكفاير عملته الخاصة خالل التمرد»‪.‬‬ ‫ي‬ ‫«—‬
‫ذهبا فالبد أنه سيكون بجودة هذه‬ ‫ذهبا‪ ،‬وإذا كان ً‬ ‫يبف ً‬ ‫وجادله ويل «ولكنه ر‬
‫التناني األخريات يا سيدي»‪ .‬نضبه الحلزون عىل جانب رأسه «أيها‬ ‫ن‬
‫المعتوه‪ ،‬نعم‪ ،‬إنه ذهب‪ ،‬ذهب خونة‪ ،‬ذهب متمردين‪ .‬من الخيانة أن‬
‫تمتلك عملة كهذه‪ ،‬وخيانة مضاعفة أن تمررها وتتداول بها‪ ،‬سوف أحتاج‬
‫وجه‪ .‬أنا وهذا‬ ‫عن‬ ‫«اغرب‬ ‫ا‬ ‫ً‬
‫مجدد‬ ‫وضب الرجل‬ ‫إّل أن أصهر هذه»‪ .‬ن‬
‫ي‬
‫الفارس الطيب لدينا شؤون لنتناقش فيها»‪.‬‬
‫وقتا ن يف الخروج من الرسادق‪ ،‬وقال السي أوثور بأدب «اجلس‬ ‫لم يبذر ويل ً‬
‫من فضلك‪ ،‬هل ترغب بكوب من النبيذ؟»‪ .‬هنا ن يف شادقه الخاص‪ ،‬يبدو‬
‫مختلفا مما كان عليه ن يف الوليمة‪.‬‬ ‫ً‬
‫أندرليف رجًل‬

‫‪90‬‬
‫حلزون يختت نف قوقعته «كال‪ً ،‬‬ ‫ٌ‬
‫شكرا لك»‪ .‬ورم العملة إّل‬ ‫ي‬ ‫وتذكر دانك‪:‬‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫مجددا‪ ،‬وفكر‪ :‬ذهب خونه‪ ،‬ذهب بالكفاير‪ .‬قال ايغ بأن هذه‬ ‫السي أوثور‬
‫للصت باعتذار‪.‬‬ ‫ولكت لم أستمع له‪ .‬كان يدين‬ ‫دورة خونة‪ ،‬ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫كوبي بالنبيذ وناول‬ ‫ن‬ ‫أض أندرليف «نصف كوب‪ ،‬تبدو ن يف حاجة إليه»‪ .‬ومأل‬ ‫ّ‬
‫أكي من كونه ً‬ ‫تاجرا ر‬ ‫واحدا إّل دانك‪ .‬كان يبدو ً‬ ‫ً‬
‫فارسا وهو ل يرتدي درعه‬
‫أفيض»‪.‬‬ ‫«لقد جئت لتتنازل كما ر‬
‫قبل دانك النبيذ‪ ،‬ربما سيساعد رأسه بأن يتوقف عن الدق بعنف «نعم‪،‬‬
‫ر‬
‫تحياب»‪.‬‬ ‫أطيب‬ ‫مع‬ ‫خذها‪،‬‬ ‫‪،‬‬ ‫ودرىع‬ ‫ر‬
‫وأسلحت‬ ‫ن‬
‫حصاب‬ ‫أحرصت‬ ‫لقد ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ابتسم السي أوثور «واآلن أقول لك بأنك ركبت ن يف المضمار ببسالة»‪.‬‬
‫يب منك‬ ‫تساءل دانك إذا ما كانت (بسالة) طريقة نبيلة لقول (خراقة) «ط ٌ‬
‫ِ‬
‫أن تقول هذا‪ ،‬ولكن—»‪.‬‬
‫اءة ن‬‫ٌ‬
‫مت لو سألتك‬ ‫ي‬ ‫سمع يا سيدي‪ .‬هل ستكون جر‬ ‫ي‬ ‫«أعتقد أنك أخطأت‬
‫كيف نلت فروسيتك يا سيدي؟»‪.‬‬
‫«وجدب السي أرلن من شجرة البنسات ن يف (جحر الياغيث) وأنا ألحق‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫ن‬ ‫ُ‬
‫الخنازير كان مرافقه القديم قد قتل يف حقل العشب األحمر‪ ،‬ولذلك احتاج‬ ‫‪.‬‬
‫سيعلمت استخدام‬ ‫ن‬ ‫بأنه‬ ‫ن‬
‫ووعدب‬ ‫يعتت بمطيته وينظف درعه‪.‬‬ ‫إّل شخص ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬
‫السيف والرمح وكيفية ركوب حصان إذا قبلت وخدمته‪ ،‬وهكذا فعلت»‪.‬‬
‫ولكت لو كنت مكانك كنت ألترك الجزء المتعلق‬ ‫ن‬ ‫«حكاية جميلة‪...‬‬
‫ي‬
‫بالخنازير‪ .‬أين السي أرلن هذا اآلن؟»‪.‬‬
‫«لقد مات‪ ،‬وأنا من دفنه»‪.‬‬
‫«أرى هذا‪ ،‬هل أخذته إّل دياره ن يف شجرة البنسات؟»‪.‬‬
‫أعلم أين تقع»‪ .‬لم َير دانك قط شجرة بنسات الرجل العجوز‪.‬‬ ‫«لم ُأكن ُ‬
‫تحدث السي أرلن عنها‪ ،‬مثلما لم يكن دانك ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫مياَل للحديث عن‬ ‫نادرا ما‬
‫لك يستطيع أن‬ ‫الغرب‪،‬‬ ‫يواجه‬ ‫(جحر الياغيث) «لقد دفنته نف منحدر ٍّ‬
‫تل‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫كرس المعسكرات محذرا تحت ثقل وزنه‪.‬‬ ‫ّ‬
‫وه تغرب»‪ .‬وض‬
‫ي‬ ‫يرى الشمس ي‬

‫‪91‬‬
92
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫ر َ‬
‫أفضل من حصانك‪،‬‬ ‫درىع الخاص‪ ،‬وحصان‬ ‫بف السي أوثور جالسا «لدي ي‬ ‫ي‬
‫وكيس من الصفائح‬ ‫جوز وخائر القوى‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ناكد وع ٍ‬ ‫حصان ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫لماذا أرغب ب‬
‫الحديدية المطعوجة ودر ٍع صدئ؟»‪.‬‬
‫وقال دانك بنيٍة من الغضب «بايت الفولذي هو من صنع هذه الدرع‪.‬‬
‫ًّ‬ ‫ن‬
‫درىع‪ ،‬والفولذ‬ ‫ي‬ ‫عىل‬ ‫الصدأ‬ ‫من‬ ‫رقعة‬ ‫هنالك‬ ‫وليس‬ ‫ا‪،‬‬ ‫د‬ ‫واعتت ايغ بها جي‬
‫جي ٌد وقوي»‪.‬‬ ‫ّ‬
‫طبيع‪.‬‬ ‫ًّ‬ ‫ٌّ‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫حجم‬ ‫ذو‬ ‫رجل‬
‫ٍ‬ ‫أي‬ ‫عىل‬ ‫ا‬‫جد‬ ‫«قوي وثقيل‪ ،‬وكبي‬ ‫وتذمر السي أوثور‬
‫كبي بشكل غي اعتيادي يا دانكن الطويل‪ .‬وبالنسبة إّل حصانك‪ ،‬فإنه‬ ‫أنت ٌ‬
‫جدا عىل أن ُيؤكل»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫جدا عىل أن ُ‬ ‫ُ ٌّ ً‬
‫وقاس‬ ‫ٍ‬ ‫ب‪،‬‬ ‫ك‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫مسن‬
‫ٌ‬ ‫ًّ‬ ‫ر‬
‫ودرىع كبية كما‬ ‫ن ي‬ ‫يكون‪،‬‬ ‫أن‬ ‫عىل‬ ‫اعتاد‬ ‫كما‬ ‫ا‬ ‫شاب‬ ‫ليس‬ ‫«(رعد)‬ ‫دانك‬ ‫ف‬ ‫واعي‬
‫تقول‪ ،‬ولكن يمكنك أن تبيعها‪ .‬هنالك العديد من الحدادين يف (لنسپورت)‬
‫بي يديك»‪.‬‬ ‫و(كينجزلندينج) الذين سيأخذونها من ن‬
‫«بع ررس قيمتها عىل األرجح‪ .‬وفقط ليصهرونها من أجل‬ ‫وقال السي أوثور ُ‬
‫ه ما أحتاجها‪ ،‬وليس الحديد القديم‪.‬‬ ‫المعدن‪ .‬كال‪ ،‬إنها الفضة الجميلة ي‬
‫ترغب بأن تدفع فدية أسلحتك لتستعيدها أم‬ ‫ُ‬ ‫عملة البالد‪ .‬واآلن‪ ،‬هل‬
‫ل؟»‪.‬‬
‫خط‬ ‫ّ‬
‫دور دانك كوب النبيذ بيده‪ .‬لقد كان فضة خالصة‪ُ ،‬ور ّصع ٌّ‬ ‫متجه ًما‪ّ ،‬‬ ‫ّ‬
‫قويا عىل‬ ‫أيضا‪ ،‬وكان ًّ‬ ‫ذهبيا ً‬‫ًّ‬ ‫من الحلزونات الذهبية حول الحافة‪ .‬كان النبيذ‬
‫ً‬ ‫ن‬
‫األماب أسماكا‪ ،‬نعم‪ .‬سأدفع بكل شور‪ ،‬ولكن—»‪.‬‬ ‫ي‬ ‫اللسان «لو كانت‬
‫أيلي ليتشابكا بقرونهما»‪.‬‬ ‫«ليس لديك ن‬
‫يمكنت أن أدفع‬ ‫ن‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ً‬
‫مجدد‬ ‫ودرىع‬ ‫حصاب‬‫ن‬ ‫«إذا أمكنك‪ ...‬أمكنك أن ُتعيد َّ‬
‫إّل‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ً‬
‫لحقا‪ ،‬بمجرد أن أجد النقود»‪.‬‬ ‫الفدية‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫مستمتعا «وأين ستجدها يا ترى؟»‪.‬‬ ‫بدا الحلزون‬
‫لورد ما‪ ،‬أو‪ »...‬كان من الصعب أن ُيخرج‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫يمكنت أن أدخل يف خدمة ٍ‬ ‫ي‬ ‫«‬
‫ولكنت‬‫ن‬ ‫فقد جعلته يبدو كشحاذ «قد يأخذ هذا بضعة أعوام‪،‬‬
‫ي‬ ‫الكلمات‪ُ ،‬‬
‫سأدفع لك‪ ،‬أقسم عىل هذا»‪.‬‬
‫كفارس؟»‪.‬‬ ‫ر َ‬
‫ٍ‬ ‫فك‬ ‫«عىل ش‬
‫ٍّ‬
‫توقيع عىل رق»‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫«يمكنت أن أضع‬ ‫ي‬ ‫واحمر وجه دانك‬
‫ُ‬ ‫و ّ‬
‫قطعة من ورق؟ لن‬ ‫ٍ‬ ‫متجول عىل‬ ‫ٍ‬ ‫فارس‬
‫ٍ‬ ‫«خربشة‬ ‫دور السي أوثور عيناه‬
‫أكي من هذا»‪.‬‬ ‫مؤخرب‪ ،‬ول ر‬ ‫ر‬ ‫ن‬
‫تنفعت إل بمسح ٌ ً ي‬ ‫ي‬
‫فارس متجول أيضا»‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫«أنت‬

‫‪93‬‬
‫تهينت‪ .‬أنا أر ُ‬ ‫ن‬ ‫َ‬
‫نفش‪ ،‬هذا‬ ‫ي‬ ‫إل‬ ‫رجًل‬ ‫أخدم‬ ‫ول‬ ‫يد‬ ‫ر‬ ‫أ‬ ‫حيث‬ ‫كب‬ ‫ي‬ ‫أنت‬ ‫«واآلن‬
‫ُ‬
‫صحيح‪ ...‬ولكن مضت سني عديدة منذ آخر مرة نمت فيها تحت سياج‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫مريحة ر‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬
‫أفضل من قد تقابله عىل‬ ‫أكي‪ .‬أنا فارس مباريات‪،‬‬ ‫أجد أن الحانات‬
‫اإلطالق»‪.‬‬
‫غاضبا «األفضل؟ قد ل يتفق العاصفة الضاحكة يا‬ ‫ً‬ ‫جعل تكيه دانك‬
‫ن‬
‫سيدي‪ ،‬ول ليو الشوكة الطويلة‪ ،‬ول وحش براكن‪ .‬يف (مروج آشفورد) لم‬
‫مشهورا؟»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫أحد عن الحلزونات‪َ ،‬‬ ‫ٌ‬
‫ً ُ‬ ‫يات‬ ‫ٍ‬ ‫ر‬ ‫مبا‬ ‫بطل‬ ‫كنت‬ ‫إذا‬ ‫هذا‬ ‫لم‬ ‫يتحدث‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ن‬
‫نفش بطًل؟ هذا يجلب يّل شهرة وصيتا‪ ،‬أفضل أن‬ ‫ي‬ ‫أسم‬ ‫ي‬ ‫سمعتت‬
‫ي‬ ‫«هل‬
‫اّل القادم‪ ،‬نعم‪،‬‬ ‫أصاب بالجدري عىل هذا‪ .‬أشكرك‪ ،‬ولكن ل‪ .‬سوف أفوز ن ن‬
‫بي ي‬‫ً‬
‫اليال األخي سوف أسقط‪ .‬لدى ربيويل ثالثون تنينا للفارس الذي‬ ‫ولكن نف ن ن‬
‫ر ي‬
‫سيف بالغرض بالنسبة يّل مع بعض الفديات ذات المبلغ‬ ‫‪...‬‬ ‫ن‬ ‫يأب ثانيا‪ ،‬هذا‬ ‫ً‬
‫ر‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫الكبي‪ ،‬ومداخيل مراهناب»‪ .‬وأشار إّل كومة األيائل الفضية والتنانين‬
‫ً ًّ‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫‪.‬‬
‫الذهبية عىل الطاولة «أنت تبدو رجًل يف صحة جيدة‪ ،‬وكبيا جدا دائما ما‬
‫اليال‬ ‫يعت القليل والقليل نف ن ن‬ ‫الحمف‪ ،‬عىل الرغم من أنه ن‬ ‫ر‬ ‫الحجم‬ ‫بهر‬ ‫ُ‬
‫ي‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫واحد ضدي‪.‬‬ ‫قادرا عىل أن يحصل عىل احتمالت ثالثة إّل‬ ‫بالرمح‪ .‬كان ويل ً‬
‫ٍ‬
‫شاوب احتمالية خمسة إّل واحد‪ ،‬األحمق»‪ .‬والتقط أيًل‬ ‫ن‬ ‫وأعىط اللورد‬
‫ي‬
‫بنقرة من أصابعه الطويلة «سوف يسقط الثور العجوز‬ ‫فضيا وجعله يدور‬ ‫ًّ‬
‫ٍ‬
‫الحي‪ .‬وستكون‬ ‫ن‬ ‫الهرية)‪ ،‬إذا عاش إّل ذلك‬ ‫تاليا‪ ،‬ثم فارس (الصفاصف ّ‬ ‫ً‬
‫جيدة ضد كليهما‪ .‬العامة‬ ‫احتمالت ّ‬ ‫ه‪ ،‬يجب أن أحصل عىل‬
‫ٍ‬ ‫اآلراء مثل ما ي‬
‫يحبون أبطال قريتهم»‪.‬‬
‫دم بطل»‪.‬‬ ‫واندفع دانك قائًل «لدى السي جليندون ُ‬
‫لثني إّل واحد‪ ،‬بينما‬ ‫ن‬ ‫«أوه‪ ،‬آمل هذا‪ .‬يجب أن يكون دم البطل ً‬
‫كافيا‬
‫احتمالت أقل‪ .‬يتحدث السي جليندون عن والده‬ ‫ٍ‬ ‫يجلب دم العاهرات‬
‫بذكر أمه؟‬ ‫ر‬ ‫ن ّ‬
‫يأب ِ‬ ‫المزعوم يف كل فرصة سانحة‪ ،‬ولكن هل لحظت بأنه ل ي‬
‫جيت‪ ،‬وأطلقوا‬ ‫ن‬
‫اسمها ي‬ ‫لسبب وجيه‪ .‬كان قد ُولد لتابعة مخيمات‪ ،‬كان‬ ‫ٍ‬ ‫وذلك‬
‫ر‬ ‫ن‬ ‫البنس الواحد‪ ،‬ر‬ ‫ُ‬ ‫عليها ن‬
‫الت‬
‫وف ًالليلة ي‬ ‫األحمر‪ .‬ي‬ ‫حت ساحة العشب‬ ‫جيت‬‫ي‬
‫بجيت‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫حت أنها ُعرفت لحقا‬ ‫سبقت المعركة‪ ،‬ضاجعت رجاَل كثيين ر‬
‫العشب األحمر‪ .‬حصل الكرة النارية عليها قبل ذلك‪ ،‬ل أشك ن يف هذا‪ ،‬ولكن‬
‫أيضا‪ .‬يبدو يّل أن صديقنا جليندون‬ ‫الشء نفسه ً‬ ‫ر‬
‫رجل آخر ي‬ ‫فعل مئة ً ٍ‬
‫ر‬
‫حت»‪.‬‬ ‫كبيا‪ .‬إنه ل يمتلك الشعر األحمر ر‬ ‫يفيض شيئا ً‬
‫وفكر دانك‪ُ :‬‬ ‫ى‬
‫بطل «إنه يقول بأنه فارس»‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫دم‬

‫‪94‬‬
‫ٌ‬
‫ماخور ُيدىع‬
‫ٍ‬ ‫الصت وأخته ن يف‬ ‫ي‬ ‫«أوه‪ ،‬هذا القدر صحيح عىل األقل‪ .‬نشأ‬
‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫اعتني العاهرات‬ ‫البنس الواحد‪،‬‬ ‫الهرية) ّ‪ .‬وبعد أن ماتت ي‬
‫جيت‬
‫ّ‬
‫(الصفاصف‬
‫الت اختلقتها أمه‪ ،‬بكونه نطفة الكرة‬ ‫ر‬ ‫األخريات بهم‪ ،‬ولق ن ن‬
‫الحكاية ي‬ ‫ٌّ‬
‫الصت‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫النارية‪ ،‬وكان هنالك مر ٌ‬
‫الصت تدريبه‪،‬‬ ‫ي‬ ‫وأعىط‬ ‫بالجوار‪،‬‬ ‫يعيش‬ ‫مسن‬ ‫افق‬
‫بكل بساطة‪ ،‬مقابل المزر والفرج‪ ،‬ولكن كونه مجرد‬ ‫وكان األمر هكذا ّ‬
‫فارسا‪ ،‬عىل ُكل حال‪،‬‬ ‫مرافق‪ ،‬لم يكن بإمكانه تنصيب النغل الصغي ً‬
‫ٌ‬
‫شخص‬ ‫نصف عام‪ ،‬وأعجب‬ ‫صادفت مجموعة من الفرسان الماخور قبل‬
‫ِ‬
‫معي يدىع السي مورجان دونستابل ُبأخت السي جليندون بينما كان فن‬ ‫ن‬
‫ي‬
‫نزوة ُسكره‪ ،‬وصادف أن األخت كانت ل تزال عذراء‪ ،‬ولم يكن لدى‬
‫نصب السي مورجان أخاها‬ ‫دونستابل قيمة بكورتها‪ .‬وتم عقد صفقة‪ّ ،‬‬
‫ً‬ ‫فارسا هنالك نف (الصفاصف الهرية)‪ ،‬أمام ر‬ ‫ً‬
‫عرسين شاهدا‪ ،‬وبعد ذلك‬ ‫ي‬
‫أخذته األخت الصغية إّل أعىل وجعلته يقطف زهرتها‪ .‬وها نحن ذا»‪.‬‬
‫ً‬ ‫أي فارس يمكنه أن ينصب ً‬
‫فارسا‪ .‬عندما كان مرافقا للسي أرلن‪ ،‬سمع‬ ‫ٍ‬
‫بتهديد أو‬ ‫بمعروف ما أو‬ ‫رجال آخرين اشيوا فروسيتهم‬ ‫ر‬ ‫حكايات عن‬ ‫دانك‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫ً‬
‫بكيس من العمالت الفضية‪ ،‬ولكنه لم يسمع أبدا ببكورة أخت‪ ،‬وسمع‬ ‫ٍ‬
‫نفسه يقول «هذه مجرد حكاية‪ ،‬ل يمكن أن تكون صحيحة»‪.‬‬
‫ً‬
‫يدىع بأنه كان هنالك‪ ،‬شاهدا عىل‬ ‫ي‬ ‫«لقد سمعتها من كي يب پيم‪ ،‬الذي‬
‫عاهرة أم كليهما‪،‬‬ ‫ُ‬
‫بطل أم ابن‬ ‫ُ‬
‫«ابن‬ ‫كتفيه‬ ‫أوثور‬ ‫السي‬ ‫التنصيب»‪ّ .‬‬
‫وهز‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫الصت»‪.‬‬ ‫يواجهت فسيسقط‬ ‫ن‬ ‫عندما‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫آخرا»‪.‬‬ ‫خصما ً‬ ‫ً‬ ‫«قد تعطيك القرعة‬
‫رجل آخر‪ .‬سوف‬ ‫ّ‬ ‫ُ ٌ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫س السي أوثور حاجبا «كوسجروف مغرم بالفضة ُكأي ٍ‬ ‫أقع ن‬
‫قو‬
‫الصت‪ ،‬هل تريد أن تراهن عىل هذا؟»‪.‬‬ ‫ي‬ ‫ثم‬ ‫العجوز‪،‬‬ ‫الثور‬ ‫مواجهة‬ ‫ف‬ ‫ي‬
‫‪:‬‬ ‫ر‬
‫سء ألراهن به» لم يكن دانك يعلم ما الذي ضايقه أكي أن‬ ‫‪.‬‬ ‫ٌ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫«ليس لدي ي‬
‫الت‬ ‫ر‬ ‫يعلم أن الحلزون كان ر‬
‫يرس قيم المباريات ليحصل عىل المواجهات ُ ي‬ ‫ي‬
‫يرغب بها‪ ،‬أو أن يدرك أن الرجل َر ِغب بمواجهته‪ .‬ثم وقف «لقد قلت ما‬
‫درىع»‪.‬‬ ‫وجميع‬ ‫لكك‪،‬‬ ‫م‬ ‫وسيف‬ ‫ن‬ ‫حصاب‬‫ن‬ ‫جئت ألقوله‪.‬‬
‫ي‬ ‫ِ‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫شبك الحلزون أصابعه ً‬ ‫َ‬
‫معا «ربما هنالك طريقة أخرى‪ .‬أنت لست بدون‬ ‫و‬
‫شفت السي أوثور حينما‬ ‫َ‬ ‫مواهب‪ ،‬فأنت تسقط بشكل رائع»‪ .‬ولمعت ر‬
‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫خدمت»‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ابتسم «سوف أعيك مطيتك ودرعك‪ ...‬إذا قبلت دخول‬
‫ًي‬
‫لم يفهم دانك «خدمتك؟ أي نوع من الخدمة؟ إن لديك مرافقا‪ .‬هل تريد‬
‫أن تضع حامية ن يف قلعة ما؟»‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫ُ‬
‫«ربما‪ ،‬لو كان لدي قلعة‪ .‬ولكن ن يف الحقيقة‪ ،‬أنا أفضل حانة جيدة القالع‬
‫‪.‬‬
‫تواجهت ن يف‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫ه أن‬‫الت أطلبها منك ي‬
‫ر‬
‫الخدمة ي‬ ‫تكلف الكثي لالعتناء بها‪ .‬كال‪،‬‬
‫ستكف‪ .‬يمكنك فعل هذا‪ ،‬أليس كذلك؟‬ ‫ن‬ ‫عرسون‬ ‫ات إضافية‪ ،‬ر‬
‫ي‬ ‫بضع دور ٍ‬
‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ُ‬
‫سوف تحصل عىل ع ررس أرباخ‪ ،‬وف المستقبل أعدك أن ن‬
‫أضب صدرك‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫العريض هذا وليس رأسك»‪.‬‬
‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫حصاب؟»‪.‬‬ ‫من‬ ‫ن‬
‫لتسقطت‬ ‫معك‬ ‫سافر‬ ‫أ‬ ‫أن‬ ‫«تريدب‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬

‫‪96‬‬
‫ضخم‪ ،‬ل أحد سيعتقد عىل اإلطالق‬ ‫ٌ‬ ‫ضحك السي أوثور برسور «أنت رجل‬
‫ً‬ ‫مسنا ن ّ‬ ‫ًّ‬
‫محت الكتف ويضع حلزونا عىل ترسه يستطيع أن‬ ‫ّي‬ ‫أن رجًل‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫شعارا جديدا بالمناسبة‪ ،‬هذا الرجل‬ ‫يسقطك»‪ .‬ثم حك ذقنه «أنت تحتاج‬
‫ً‬
‫أقر لك بهذا‪ ،‬ولكن‪ ...‬حسنا‪ ،‬إنه ُيشنق‪،‬‬ ‫رو ٌع بما فيه الكفاية‪ّ ،‬‬ ‫المشنوق ُم ّ‬
‫ً‬ ‫أليس كذلك؟ ٌ‬
‫ميت ومهزوم‪ .‬تحتاج شيئا رأشس منه‪ ،‬ربما رأس دب‪ ،‬أو‬
‫ٌ‬
‫جمجمة‪ ،‬أو ثالثة جماجم‪ ،‬سيكون هذا أفضل‪ .‬أو رضيع مخوزق عىل‬
‫وترب لحية‪ .‬كلما كنت رأشس‬ ‫حربة‪ .‬ويجب أن تدع شعرك ينمو طويًل ّ‬
‫ي‬
‫أكي مما‬ ‫وأشعث كلما كان أفضل‪ .‬هنالك دورات مباريات صغي ٌة مثل هذه ر‬
‫ٍ‬
‫ر‬ ‫ن‬ ‫ر‬
‫يكف لرساء‬ ‫الت سأحصل عليها سوف نرب ح ما ي‬ ‫تعرف‪ .‬ومع الحتمالت ي‬
‫تني قبل—»‪.‬‬ ‫بيضة ن‬
‫ٌ‬
‫درىع‪ ،‬وليس رش ن يف‪ .‬سوف‬ ‫ي‬ ‫فقدت‬ ‫لقد‬ ‫لألمل؟‬ ‫فاقد‬ ‫بأنت‬ ‫ن‬
‫عت ي‬
‫نّ‬
‫«هل عرف ي‬
‫ُ‬
‫أكي من ذلك»‪.‬‬ ‫وأسلحت‪ ،‬وليس ر‬ ‫ر‬ ‫تحصل عىل (رعد)‬
‫ً‬ ‫ي‬ ‫ُ‬
‫يختال بنفسه يصبح شحاذا يا سيدي‪ .‬يمكنك أن تفعل أشياء أسوأ‬ ‫«من‬
‫ً‬
‫يمكنت أن أعلمك شيئا أو ن‬ ‫ن‬
‫اثني عن‬ ‫ي‬ ‫مع‪ .‬وعىل األقل‬ ‫ي‬ ‫بكثي من الركوب‬
‫س ٍء ن يف الوقت الراهن»‪.‬‬ ‫ر‬
‫مدرك بأي ي‬ ‫ٍ‬ ‫اليال بالرمح‪ .‬وعن كونك جاهًل َ‬
‫غي‬ ‫نن‬
‫تظهرب بمظهر األحمق»‪.‬‬ ‫ن‬ ‫«سوف‬
‫ي‬
‫الحمف يجب أن يأكلوا»‪ .‬أراد دانك أن يهشم‬ ‫ر‬ ‫وحت‬ ‫باكرا‪ .‬ر‬ ‫«لقد فعلت هذا ً‬
‫لحلزون عىل‬ ‫الت عىل وجهه «واآلن أرى سبب وضعك‬ ‫ر‬
‫ٍ‬ ‫تلك البتسامة ي‬
‫ً‬
‫حقيقيا»‪.‬‬ ‫ترسك‪ .‬أنت لست ً‬
‫فارسا‬
‫حقيف‪ ،‬هل أنت أعم لدرجة أنك ل تستطيع رؤية‬ ‫ر‬ ‫كأحمق‬ ‫«إنك تتحدث‬
‫ي‬ ‫ٍ‬
‫جانبا «هل تعلم َلم‬ ‫الخطر المحيط بك؟»‪ .‬ووضع السي أوثور كوبه ً‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫أصبتك حيث فعلت يا سيدي؟»‪ .‬ونهض عىل قدميه‪ ،‬ولمس دانك بخف ٍة‬
‫ٌ‬
‫أس ُرمح موضوع هنا كان ليسقطك عىل األرض‬ ‫عىل منتصف صدره «ر ُ‬
‫ُ‬
‫توجيهها‪...‬‬ ‫والرصبة من الصعب‬ ‫هدف أصغر‪ ،‬ن‬ ‫ٌ‬ ‫بالرسعة نفسها‪ .‬الرأس‬
‫ُ‬
‫أكي احتماَل بأن تكون مميتة‪ .‬لقد دفع يّل ألصيبك هنالك»‪.‬‬ ‫ولكنها ر‬
‫تعت؟»‪.‬‬ ‫«دفع لك؟»‪ .‬وتملص دانك منه «ماذا ن‬ ‫ُ‬
‫ٌ‬ ‫‪ٌ .‬‬ ‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬
‫تناني أعطيت مقدما‪ ،‬وأربعة موعودة عندما تموت مبلغ زهيد‬ ‫ً‬ ‫ن‬ ‫«ست‬
‫ر‬ ‫ً‬
‫بالنسبة لحياة فارس‪ .‬كن ممتنا عىل هذا‪ ،‬فلو عرض أكي فلربما وضعت‬
‫ُ‬
‫رمج خالل فرجة رؤيتك»‪.‬‬ ‫ي‬ ‫رأس‬
‫ُ ٌ‬ ‫َ‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫لك أموت؟ لم‬ ‫مجددا‪ ،‬وفكر دانك‪ :‬لم قد يدفع أحد ي‬ ‫ن‬
‫ُ شعر دانك بالدوار‬
‫شخص يف (الجدران البيضاء)‪ .‬وبالطبع لم يكرهه أحد بهذا‬ ‫ٍ‬ ‫ألحق أذى بأي‬

‫‪97‬‬
‫ُ‬
‫المنف عي البحر الضيق «من‬ ‫ن‬ ‫القدر إل أخ ايغ ايريون‪ ،‬واألمي الساطع ن يف‬
‫الذي دفع لك؟»‪.‬‬
‫ن‬
‫وجية من‬ ‫خادم الذهب وقت رشوق الشمس‪ ،‬بعد رفية‬ ‫ٌ‬ ‫رجل‬‫«أحرص ٌ‬‫ن َ‬
‫تحديد قيم المباريات للمواجهات‪ .‬كان وجهه ى‬
‫مغىط‪ ،‬ولم ينطق باسم‬
‫سيده»‪.‬‬
‫وقال دانك «ولكن لماذا؟»‪.‬‬
‫مجددا «أعتقد بأنه لديك أعداء ر‬
‫أكي‬ ‫ً‬ ‫«لم أسأل»‪ .‬ومأل السي أوثور كوبه‬
‫مما تعتقد يا سي دانكن‪ ،‬وكيف ل؟ هنالك البعض ّ‬
‫ممن يقولون بأنك‬
‫سبب كل الكروب»‪.‬‬
‫ُ‬
‫بيد باردة تعترص قلبه «قل ما تعنيه»‪.‬‬ ‫شعر دانك ٍ‬
‫ُ‬
‫حاضا ن يف (مروج آشفورد)‪ ،‬ولكن‬ ‫هز الحلزون كتفيه وقال «ربما لم أكن ن ً‬ ‫ّ‬
‫وملج‪ .‬وأنا أتبع دورات المباريات من بعيد بإخالص‪،‬‬ ‫عيش‬ ‫اليالت ه ر‬ ‫نن‬
‫ي‬ ‫ري‬ ‫ي‬
‫المايسيات وهم يتبعون النجوم‪ .‬وأعرف كيف أصبح فارسٌ‬ ‫كإخالص‬
‫ن‬
‫سببا يف محاكمة السبع يف (مروج آشفورد)‪ ،‬مما نتج عنها‬ ‫ن‬ ‫معي ً‬ ‫ن‬ ‫ٌ‬
‫متجول‬
‫َ‬
‫أجلس السي أوثور نفسه‬ ‫موت بايلور كاش الرماح عىل يد أخيه مايكار»‪.‬‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫محبوبا من الجميع‪ .‬واألمي الساطع لديه‬ ‫ومد رجليه «كان األمي بايلور‬
‫فكر نف ن‬ ‫ى‬ ‫ٌ‬ ‫أصدقاء ً‬
‫عرض يا سيدي‪ .‬قد‬‫ي‬ ‫ً ي‬ ‫‪.‬‬ ‫نفيه‬ ‫سبب‬ ‫ينسوا‬ ‫لن‬ ‫أصدقاء‬ ‫ا‪،‬‬ ‫أيض‬
‫المخاط خلفه‪ ،‬ولكن بعضا من المخاط لن يسبب‬ ‫أثرا من ُ‬ ‫رييك الحلزون ً‬
‫تحيق»‪.‬‬ ‫التناني‪ ،‬يجب أن تتوقع أن ر‬ ‫ن‬ ‫للرجل أذى‪ ...‬بينما لو رقصت مع‬
‫ر ُ‬
‫أكي ظلمة عندما خرج دانك من شادق الحلزون‪ .‬أصبحت‬ ‫بدا النهار‬
‫ً‬
‫اسودادا‪ ،‬وكانت الشمس تنخفض إّل‬ ‫حجما ر‬
‫وأكي‬ ‫ً‬ ‫الغيوم نف ر‬
‫الرسق أكي‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫ُ‬
‫الغرب‪ ،‬ملقية ظالَل طويلة يف الساحة‪ .‬وجد دانك المرافق ويل يتفحص‬
‫أقدام (رعد)‪.‬‬
‫وسأله «أين ايغ؟»‪.‬‬
‫«الصت األصلع؟ وكيف يّل أن أعرف؟ لقد هرب إّل مكان ما»‪.‬‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ن‬
‫وقرر دانك‪ :‬لم يستطع أن يودع (رعد)‪ .‬سوف يكون يف الخيمة مجددا مع‬ ‫ّ‬
‫رف بجانب‬ ‫محزمة بعناية نف ٍّ‬
‫كتبه‪ .‬ولكنه لم يكن‪ .‬كانت الكتب هنالك‪ّ ،‬‬
‫ي‬
‫الصت‪ .‬هنالك‬
‫ي‬ ‫لفافة نوم ايغ‪ .‬ولكن لم يكن هنالك أي عالمة عىل وجود‬
‫س ٌء خاط هنا‪ ،‬يستطيع دانك الشعور به‪ .‬لم يكن من عادة ايغ أن يتجول‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫إذن منه‪.‬‬ ‫دون ٍ‬

‫‪98‬‬
‫مسلحان أشعثان ر‬ ‫ى‬
‫ادق‬
‫ٍ‬ ‫ش‬ ‫خارج‬ ‫الشعي‬ ‫نبيذ‬ ‫بان‬ ‫يرس‬ ‫كان هنالك رجالن‬
‫ً‬
‫أقدام منهما‪ ،‬وغمغم أحدهما «‪...‬حسنا‪ً ،‬تبا لهذا‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫مخطط عىل بعد بضعة‬
‫ُ‬ ‫ٌّ‬
‫أخرصا عندما طل َعت الشمس‪،‬‬ ‫العشب ن ً‬ ‫إّل‪ .‬كان‬‫ي‬ ‫بالنسبة‬ ‫كافية‬ ‫ة‬ ‫كانت مر‬
‫نعم‪ .»...‬وقطع كالمه عندما وكزه الرجل اآلخر‪ ،‬وفقط حينها لحظ دانك‬
‫«سيدي؟»‪.‬‬ ‫ّ‬
‫افف؟ إنه يدىع ايغ»‪.‬‬ ‫ر‬
‫«هل رأيتما مر ي‬
‫مت‪،‬‬ ‫ن‬ ‫ٌ‬
‫حك الرجل الزغب الرمادي تحت أحد أذنيه «أذكره‪ ،‬لديه شعر أقل ي‬
‫وفم أكي ثالث مرات من حجمه‪ .‬أحد الصبية اآلخرين أدماه قليًل‪ ،‬ولكن‬ ‫ٌ‬
‫هذا كان ن يف الليلة الماضية‪ ،‬ولم أره من بعدها يا سيدي»‪.‬‬
‫وقال رفيقه «لقد أخافه ذلك من العودة هنا»‪.‬‬
‫يبف‬‫مجددا‪ ،‬فأخيه أن ر‬ ‫ً‬ ‫وأعىط دانك هذا الواحد نظرة قاسية «إذا عاد‬
‫وينتظرب هنا»‪.‬‬ ‫ن‬
‫ي‬
‫«نعم يا سيدي‪ ،‬سنفعل هذا»‪.‬‬
‫وفكر دانك‪ :‬ربما ذهب فقط لك يشاهد ن ن‬ ‫ى‬
‫اليالت‪ .‬توجه دانك نحو أرضيات‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ى‬ ‫ّ‬ ‫نن‬
‫اليال‪ .‬بينما مر بالسطبالت رأى السي جليندون بول‪ ،‬ينظف جوادا ذو ٍ‬
‫لون‬
‫حصاب الجديد؟ أرسل اللورد كوستاين مرافقه‬ ‫ن‬ ‫عجبك‬ ‫ي‬ ‫أسمر محمر «هل ُ‬
‫ُ‬ ‫ّ ي‬ ‫ٍ‬
‫لك»‪.‬‬ ‫ن‬
‫ولكنت أخيته بأن يوفر ذهبه‪ .‬أنوي أن ابقيها ِم ي‬ ‫ي‬ ‫ليفديها‪،‬‬
‫حرصة اللورد»‪.‬‬ ‫يرض هذا ن‬ ‫«لن ن َ‬
‫ٌّ‬ ‫ي‬
‫ترس‪ ،‬وقال يّل‬ ‫«حرصة اللورد قال بأنه ليس لدي حق بوضع كرة نارية عىل‬ ‫ن‬
‫ي‬
‫حرصة‬ ‫الهرية)‪ ،‬ن‬ ‫أن شعاري يجب أن يكون مجموعة من أشجار (الصفاصف ّ‬
‫اللورد يمكنه أن ينيك نفسه»‪.‬‬
‫تجرع من عىل نفس هذه‬ ‫لم يكن بوسع دانك إل أن يبتسم‪ .‬كان قد ّ‬
‫ر ّ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫الت قدمت له من أمثال األمي الساطع‬ ‫الطاولة‪ ،‬مبتلعا األطباق المرة نفسها ي‬
‫بنوع ما من القرابة مع الفارس الشاب ذو‬ ‫ٍ‬ ‫والسي ستفون فوسواي‪ .‬شعر‬
‫وفكر دانك‪ :‬عىل حد علم‪ ،‬قد تكون أم عاهرة ً‬ ‫ّ‬ ‫ى‬
‫أيضا «كم‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫المزاج الشائك‪.‬‬
‫ً‬
‫حصانا كسبته؟»‪.‬‬
‫يدين يّل‬ ‫وهز السي جليندون كتفيه «لم ُأعد أدري‪ .‬ل يزال مورتيمور بوجز ُ‬ ‫ّ‬
‫بواحد‪ .‬قال بأنه يفضل أن يأكل حصانه عىل أن رييك نغل عاهرة يركبها‪،‬‬
‫ّ‬
‫أتصور‬ ‫إّل‪ ،‬إنها مليئة بالثقوب اآلن‪.‬‬ ‫وضب درعه بمطرقة قبل أن يرسلها ّ‬ ‫ن‬
‫ً‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ن‬
‫أكي من كونه‬ ‫حزينا ر‬ ‫بإمكاب أن أكسب شيئا ما من المعدن»‪ .‬بدا صوته‬ ‫أنه‬
‫ي‬

‫‪99‬‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ ُ‬ ‫ً‬
‫عملت‬ ‫نشأت به‪.‬‬ ‫اسطبل قرب ال ‪ ...‬الخان الذي‬ ‫غاضبا «كان هنالك‬
‫ُ‬ ‫كنت ً‬ ‫هنالك عندما ُ‬
‫صبيا‪ ،‬وعندما أستطيع كنت آخذ األحصنة خلسة‬
‫طي ًبا مع األحصنة‪ ،‬واألفراس‪،‬‬ ‫دائما ما كنت ّ‬ ‫عندما ينشغل أصحابها‪ً .‬‬
‫وأحصنة الجر‪ ،‬واألحصنة القزمة‪ ،‬وأحصنة العربات‪ ،‬وأحصنة الحرث‪،‬‬
‫حت جياد الصحراء الدورنية‪ .‬هذا‬ ‫جميعا‪ ،‬ر‬‫ً‬ ‫واألحصنة الحربية‪ .‬لقد ركبتها‬
‫بنفش‪ .‬اعتقدت بأنه‬ ‫رماخ‬ ‫علمت كيف أصنع‬ ‫ن‬ ‫الرجل العجوز الذي عرفته‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫بأنت‬ ‫ر‬ ‫ٌ‬ ‫جميعا مدى بر ر‬ ‫ً‬
‫لديهم اختيار إل أن يعيفوا ي‬ ‫ر‬
‫اعت فلن يكون‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫إذا أريتهم‬
‫ُ‬
‫حت اآلن‪ ،‬لن يعيفوا»‪.‬‬ ‫ابن أب‪ ،‬ولكنهم لن يعيفوا‪ ،‬ر‬
‫ي‬
‫‪.‬‬
‫النظر عما تفعله ولكن‬
‫ى‬ ‫ً‬ ‫«وبعضهم لن يفعل‪ ،‬بغض ُ‬ ‫وقال له دانك‬
‫‪َّ ...‬‬
‫الن ُ‬
‫صالحي»‪ .‬وفكر لوهلة‬ ‫ن‬ ‫اس ليسوا سواسية‪ ،‬لقد قابلت أناسا‬ ‫اآلخرون‬
‫تنته دورة المباريات‪ ،‬أنا وايغ ننوي الذهاب شماَل‪ ،‬ونخدم ن يف‬ ‫ي‬ ‫«عندما‬
‫تأبر‬
‫الحديديي‪ .‬يمكنك أن َ‬ ‫ن‬ ‫ضد‬ ‫ستارك‬ ‫آل‬ ‫صف‬ ‫ف‬ ‫ن‬ ‫ونقاتل‬ ‫فيل)‬‫(ويني‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫َّ‬ ‫ي‬
‫ٌّ‬ ‫ٌ‬
‫معنا»‪ .‬كان السي آرلن دائما ما يقول بأن الشمال عالم خاص بأكمله ومن‬
‫‪.‬‬ ‫ً‬
‫ُ‬ ‫أحد هنالك حكاية ن‬ ‫ٌ‬
‫البنس الواحد وفارس‬ ‫جيت‬
‫ي‬ ‫غي المحتمل أن يعرف‬
‫ى‬ ‫(الصفاصف ّ‬
‫الهرية)‪ .‬وفكر دانك‪ :‬ل أحد سيسخر منك هنالك‪ ،‬سوف‬
‫يعرفونك بسيفك فقط‪ ،‬ويحكمون عليك بقيمتك‪.‬‬
‫أرغب بفعل هذا؟ هل تقول يّل بأن‬ ‫ُ‬ ‫«ول َم‬
‫جليندون بارتياب ِ‬ ‫ً‬
‫نظر إليه السي‬
‫عىل أن أهرب بعيدا وأختت؟»‪.‬‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫‪.‬‬ ‫َ‬ ‫‪..‬‬
‫«كال‪ ،‬فقط ظننت أن نكون سيفان بدَل من واحد لم تعد الطرق آمنة‬
‫سابقا»‪.‬‬‫ً‬
‫كما كانت عليه‬
‫وقال الصت عىل مضض «هذا صحيح بالفعل‪ ،‬ولكن والدي قد ُوعد ّ‬ ‫ٌ‬
‫مرة‬ ‫ي‬
‫الملك‪ ،‬وأنوي أن أحصل عىل المعطف األبيض الذي لم‬ ‫بي الحرس‬ ‫بمكان ن‬‫ٍ‬
‫ي‬
‫يحصل له ارتدائه»‪.‬‬
‫ر‬ ‫ٌ‬
‫فرصت أنا‪.‬‬‫ي‬ ‫كاد دانك أن يقول‪ :‬لديك فرصة لرتداء المعطف األبيض بقدر‬
‫لقد ُو ِلدت من تابعة مخيمات‪ ،‬وأنا خرجت من مجاري (جحر الياغيث)‪.‬‬
‫الصت لن‬ ‫ولكن‬ ‫‪.‬‬‫باأللقاب‬ ‫اكلتنا‬‫ش‬ ‫عىل‬ ‫هم‬ ‫من‬ ‫بتكريم‬ ‫غدقون‬ ‫ي‬ ‫الملوك ل ُ‬
‫ي‬
‫ُ‬
‫سالحك‬ ‫يتقبل هذه الحقيقة بصدر رحب‪ .‬وقال بدَل من ذلك ُ‬
‫«فليمنح‬ ‫ٍ‬ ‫ّ ً‬
‫القوة إذا»‪.‬‬
‫يكن قد ذهب ر‬ ‫ُ‬
‫أكي من بضعة أقدام عندما ناداه السي جليندون «سي‬ ‫لم‬
‫ّ‬
‫عىل أل أكون بهذه الحدة‪ .‬كانت ي‬
‫أم تقول بأن عىل‬ ‫انتظر‪ .‬أنا‪ ...‬كان ي‬
‫ى‬
‫دانكن‪،‬‬
‫الصت وكأنه يكافح إليجاد الكلمات «جاء‬
‫ي‬ ‫الفارس التح يىل بالكياسة»‪ .‬بدا‬

‫‪100‬‬
‫ً‬
‫عىل مكانا ن يف (ستارپايك)‪.‬‬ ‫إّل لي ناب بعد نزاّل األخي‪ ،‬وعرض ّ‬
‫ي‬ ‫ٌ ي‬ ‫ي‬
‫اللورد پيك ّ‬
‫ي‬
‫ر‬
‫وقال بأن هنالك عاصفة قادمة من النوع الذي لم تشهد له ويسيوس مثيًل‬
‫ورجال ليحملوها‪ .‬رجاَل أوفياء‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫سيوف‬
‫ٍ‬ ‫لمدة جيل‪ ،‬وأنه سيحتاج إّل‬
‫يعرفون كيف ُيطيعون»‪.‬‬
‫كان دانك يستطيع التصديق بالكاد‪ .‬جعل چورمون پيك احتقاره للفرسان‬
‫ولكن العرض‬ ‫ّ‬ ‫واضحا للعيان‪ ،‬سواء عىل الطريق أو عىل السطح‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ن‬
‫المتجولي‬
‫لورد عظيم‪ .‬ولكن‪ ...‬ولكنه ليس رجًل قد أثق‬ ‫تابا «پيك ٌ‬ ‫سخيا‪ ،‬وقال مر ً‬ ‫ًّ‬ ‫كان‬
‫به عىل ما أظن»‪.‬‬
‫سيقبلت ن يف خدمته‪ ...‬ولكن‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ثمن‪ .‬قال بأنه‬ ‫واحتقن الصت «كال‪ .‬كان هنالك ٌ‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫َ‬
‫ولب أوَل‪ .‬وسوف يحرص عىل أن أقع ن يف مواجهة‬ ‫ي‬ ‫ثبت‬ ‫أ‬ ‫عىل أن‬ ‫ي‬ ‫يجب‬
‫أنت سأخرس»‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫صديقه الكمنج نف ن ن‬
‫مت أن أقسم ي‬ ‫التاّل‪ .‬وأراد ي‬ ‫ي‬ ‫اليال‬ ‫ي ي‬ ‫ّ‬
‫ً‬ ‫ر‬
‫صدقه دانك‪ .‬كان يعلم أنه من المفيض أن يكون مصدوما‪ ،‬إل أنه بطريقة‬
‫ما لم يكن كذلك «وماذا قلت؟»‪.‬‬
‫قادرا عىل أن أخرس أمام الكمنج ر‬ ‫بأن نت قد ل أكون ً‬ ‫ّ‬
‫حت وإن حاولت‪،‬‬ ‫ي‬ ‫«قلت ي‬
‫وأنت قد أسقطت رجاَل من أحصنتهم كانوا أفضل منه بكثي‪ .‬وأن بيضة‬ ‫ن‬
‫ي‬
‫ينته اليوم»‪ .‬ورسم بول ابتسامة واهية عىل‬ ‫لك قبل أن‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫ستكون ِم ي‬ ‫ُ‬
‫التني‬
‫نعتت باألحمق حينها‪ ،‬وقال يّل‬ ‫يكن هذا الجواب الذي َر ِغب به‪ ،‬ن‬ ‫وجهه «لم‬
‫ي‬ ‫ّ‬
‫أصدقاء عديدون‪ ،‬وأنا‬‫ٌ‬ ‫للكمنج‬ ‫توخ الحذر‪ ،‬قال بأن‬ ‫أن من األفضل ّل ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ليس لدي أحد»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ٌ‬
‫بمجرد‬ ‫وضع دانك يده عىل كتفه واعترصه «لديك واحد يا سيدي‪ ،‬واثنان‬
‫أن أجد ايغ»‪.‬‬
‫ً‬
‫الجيد معرفة أنه ل يزال هنالك‬ ‫مستحسنا «من ّ‬ ‫الصت ن يف عينيه وأومأ‬ ‫ي‬ ‫ونظر‬
‫ن‬
‫الحقيقيي»‪.‬‬ ‫الفرسان‬ ‫بعض من‬ ‫ٌ‬
‫ِ‬

‫حصل دانك عىل أول نظرة جيدة له عىل السي تومارد هيدل بينما كان‬
‫يبحث عن ايغ وسط الحشد حول مضامي ن ن‬
‫اليال‪ .‬كان ممتىل الجسم‬
‫معدنية‬ ‫صدر كاليميل‪ .‬ارتدى زوج ابنة اللورد ربيويل صفائح‬ ‫وذو‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ً‬
‫وعريض‬
‫ٍ‬ ‫ٍ‬
‫شيطان ما‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫المغىل‪ ،‬وخوذة مصقولة مصاغة عىل شكل‬ ‫ي‬ ‫سوداء فوق الجلد‬
‫أشبار من (رعد)‪،‬‬ ‫ومغىط بالحراشف‪ .‬كان حصانه أطول بثالثة‬ ‫ّ‬ ‫فاغرا ُ‬
‫فاه‬ ‫ً‬
‫ٍ‬
‫بقميص من الحلقات المعدنية‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫وأثقل بحجرين‪ ،‬دابة كالوحش ًمدرعة ّ ٍ‬
‫أكي من هرولة‬‫جعله وزن كل هذا الحديد بطيئا‪ ،‬لم تتعد شعة هيدل ر‬

‫‪101‬‬
‫اليال‪ ،‬إل أن هذا لم يمنعه من أن ُيجهز عىل السي كالرنس‬
‫عندما بدأ ن ن‬
‫ّ‬
‫تشارلتون برسعة‪ .‬وبينما ُحمل تشارلتون من الساحة عىل نقالة‪ ،‬أزال هيدل‬
‫ً‬
‫وأصلعا‪ ،‬ولحيته سوداء ومربعة‪،‬‬ ‫ً‬
‫عريضا‬ ‫خوذته الشيطانية‪ .‬كان رأسه‬
‫وتقرحت الدمامل الحمراء الغاضبة عىل خده ُ‬
‫وعنقه‪.‬‬ ‫ّ‬

‫َ‬
‫عرف دانك هذا الوجه‪ .‬كان هيدل هو الفارس الذي هدر عليه ن يف غرفة‬
‫التني‪ .‬وهو الرجل ذو الصوت العميق الذي سمعه‬‫ن‬ ‫النوم عندما لمس بيضة‬
‫يتحدث مع اللورد پيك‪.‬‬
‫َ‬ ‫ن‬ ‫ّ‬
‫عرضت أمامنا وليمة‬ ‫الكلمات إّل ذاكرته‪ ...‬لقد‬
‫ِ‬ ‫من‬ ‫فوض‬ ‫قت‬‫تدف‬
‫للشحاذين‪ ...‬هل الصت ُ‬
‫ابن أبيه‪ ...‬الفولذ األليم‪ ...‬يحتاج إّل السيف‪ ...‬ذو‬
‫ُ‬ ‫ّي‬
‫الصت ابن أبيه‪ ...‬أؤكد لك أن الغراب‬
‫ي‬ ‫دم الحليب العجوز يتوقع‪ ...‬هل‬
‫بعيدا عن األحالم‪ ...‬هل الصت ُ‬‫ً‬
‫ابن أبيه؟‬ ‫ي‬ ‫الدام ليس‬
‫ي‬
‫ن‬
‫المتفرجي‪ ،‬متسائًل إذا ما وجد ايغ طريقة ما ليأخذ‬ ‫أمعن النظر ن يف منصة‬
‫للصت‪ .‬كانا ربيويل‬
‫ي‬
‫مكانه المالئم ن‬
‫بي النبالء‪ .‬إل أنه لم يكن هنالك إي إشارة‬
‫أيضا‪ ،‬رغم أن زوجة ربيويل كانت ل تزال ن يف مقعدها‪ ،‬تبدو‬ ‫غائبي ً‬
‫ن‬ ‫وفراي‬
‫ر‬ ‫ى‬
‫ضجرة ومضطربة‪ .‬وتفكر دانك‪ :‬هذا غريب‪ .‬هذه قلعة بيويل‪ ،‬وهذا هو‬
‫ٌ‬ ‫لعروسه‪ ،‬وهذه ن ن‬
‫اليالت مقامة عىل رشفهم‪ .‬أين من‬ ‫ِ‬ ‫زفافه‪ ،‬وفراي ٌأب‬
‫الممكن أن يكونوا قد ذهبوا؟‬

‫ظل عىل وجه دانك‬‫دوى صوت المنادي «السي أوثور أندرليف»‪ .‬وزحف ٍّ‬ ‫ّ‬
‫ٌ َّ‬
‫بينما ابتلعت غيمة الشمس «السي ثيومور من آل بلوار‪ ،‬الثور العجوز‪،‬‬
‫ٌ‬
‫فارس من التاج األسود‪ .‬اخرجا وأثبتا بسالتكما»‪.‬‬

‫مهيبا ن يف درعه ذات اللون األحمر الدموي‪ ،‬وقرون‬ ‫ً‬


‫ظهورا ً‬ ‫صنع الثور العجوز‬
‫ُ‬
‫ثور سوداء تطل ُع من خوذته‪ .‬إل أنه احتاج إّل مساعدة مرافق مفتول‬ ‫ٍ‬
‫الت كان رأسه دائماً‬
‫واقيحت الطريقة ر‬‫العضالت ليستطيع امتطاء حصانه‪ ،‬ر‬
‫ي‬
‫صائبا بخصوص عينه‪ .‬ومع‬ ‫ً‬ ‫ما يدور بها بينما يركب أن السي ماينارد كان‬
‫ً‬
‫حماسيا بينما دخل إّل الساحة‪.‬‬ ‫ذلك‪ ،‬ر‬
‫تلف الرجل تهليًل‬

‫‪102‬‬
‫يب أن هذا ما كان يفضله‪ .‬ن يف الجولة األوّل‪ ،‬كال‬‫عىل عكس الحلزون‪ ،‬ول ر َ‬
‫وف الثانية‪ ،‬كرس الثور العجوز رمحه عىل‬ ‫الفارسي نضبا نضبات خفيفة‪ .‬ن‬
‫ن‬
‫ي‬ ‫ٍ‬
‫ر‬ ‫ً‬ ‫ن‬
‫الشء نفسه حدث‬ ‫نترس السي أوثور‪ ،‬بينما أخطأت ّضبة الحلزون تماما‪ .‬ي‬
‫يف الجولة الثالثة‪ ،‬وهذه المرة ترنح السي أوثور وكأنه عىل وشك أن يسقط‪.‬‬
‫اليال نلييد من الحتمالت ن يف المرة‬‫وأدرك دانك‪ :‬إنه يتظاهر‪ .‬إنه يماطل نف ن ن‬
‫ي‬
‫ن‬
‫القادمة‪ .‬كان عليه فقط أن ينظر نظرة شيعة حوله ليى ويل يف عمله‪،‬‬
‫يكسب المراهنات لسيده‪ .‬وفقط حينها خطر له بأنه كان بإمكانه أن يمأل‬ ‫ُ‬
‫ى‬ ‫ن‬
‫اثنتي عىل حساب الحلزون‪ .‬وفكر دانك‪ :‬دانك‬ ‫كيس نقوده بعملة أو‬
‫ٌ‬
‫بليد كجدار قلعة‪.‬‬ ‫األخرق‪،‬‬
‫ُ‬
‫أس رمح‬ ‫ٍ‬ ‫سقط الثور العجوز ن يف الجولة الخامسة‪ ،‬أصيب عىل جانبه بر‬
‫ى‬
‫مباشة ن يف صدره‪ .‬تعلقت قدمه ن يف ركابه‬ ‫انسل بياعة من عىل ترسه ليصيبه ر‬ ‫ّ‬
‫بعي ياردة عي الساحة قبل أن يستطيع رجاله‬ ‫وسحب ألر ن‬ ‫بينما سقط‪ُ ،‬‬
‫ر‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫المايسي‪ .‬بدأت‬ ‫مجددا لتحمله إّل‬ ‫السيطرة عىل حصانه‪ .‬وجاءت النقالة‬
‫ً‬
‫بعض من قطرات المطر بالسقوط بينما ُحمل بلوار بعيدا‪ .‬جعلت قميصه‬ ‫ٌ‬
‫ى‬ ‫ى‬
‫قاتما حيث سقطت‪ .‬شاهد دانك دون أي تعبي‪ ،‬فقد كان ُيفكر بايغ‪ .‬وفكر‬ ‫ً‬
‫عدوي الرسي استطاع الوصول إليه؟ كان هذا معقوَل كأي‬ ‫دانك‪ :‬ماذا لو أن ّ‬
‫مع فال يجب أن يكون هو‬ ‫ٌ‬
‫خالف‬ ‫الصت بريء‪ .‬إذا كان ألحد ما‬ ‫س ٍء آخر‪.‬‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫من يتحمل عواقبه‪.‬‬
‫ى‬
‫الكمنج يتسلح من أجل نزاله القادم عندما وجده دانك‪.‬‬
‫ي‬ ‫كان السي جون‬
‫افقي ل أقل كانوا يعتنون به‪ ،‬يربطون درعه عليه ويفحصون شج‬ ‫ثالثة مر ن‬
‫ألي كوكشاو بالقرب‪ ،‬ر‬
‫وعدة حصانه‪ ،‬بينما جلس اللورد ن‬ ‫ّ‬
‫يرسب النبيذ‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫مكدوما ونكدا‪ ،‬وعندما رأى دانك بصق نبيذه‪،‬‬ ‫المخفف بالماء‪ ،‬ويبدو‬
‫جاعًل النبيذ يقطر عىل صدره «كيف من الممكن أنك ل تزال عىل قيد‬
‫الحياة؟ لقد حطم الحلزون رأسك»‪.‬‬
‫قاس كالحجر كما كان‬ ‫أس ٍ‬‫«صنع يّل بايت الفولذي خوذة قوية وجيدة‪ ،‬ور ي‬
‫السي أرلن يقول»‪.‬‬
‫ُ‬
‫ضحك الكمنج «ل تلق باَل ن‬
‫أللي‪ ،‬لقد أسقطه نغل الكرة النارية من‬ ‫ِ‬ ‫ي‬
‫حصانه عىل مؤخرته السمينة الصغية‪ .‬ولذا قرر اآلن بأنه يكره جميع‬
‫ن‬
‫المتجولي»‪.‬‬ ‫الفرسان‬

‫‪103‬‬
‫ً‬ ‫وقال ن‬
‫ألي كوكشاو بإضار «ذلك المخلوق المأفون ذو البثور ليس ابنا‬
‫زفاف‬ ‫لكويني بول‪ ،‬لم يكن يجب أن ُيسمح له بالمنافسة‪ .‬لو أن هذا كان ن‬ ‫رن‬
‫ي‬
‫ألمرت بجلده بسبب وقاحته»‪.‬‬
‫ٌ‬
‫قال السي جون «أي عذر ٍاء ستقبل بالزواج بك؟ ووقاحة بول مسألة أقل‬
‫ر‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫لجاليي‬ ‫إزعاجا من عبوسك ُ‪ .‬سي دانكن‪ ،‬هل قد تكون صديقا بالمصادفة‬
‫األخرص؟ يجب أن أسقطه من حصانه ً‬
‫قريبا»‪.‬‬ ‫ن‬
‫أعرف الرجل يا سيدي»‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫لم يشك دانك بهذا «ل‬
‫ن‬
‫والخي؟»‪.‬‬ ‫بعضا من الزيتون‬ ‫كوبا من النبيذ؟ ً‬ ‫سترسب ً‬ ‫«هل ر‬
‫«فقط أرغب بكلمة يا سيدي»‪.‬‬
‫الت تريدها‪ ،‬دعنا نذهب إّل‬ ‫«يمكنك أن تحصل عىل كل الكلمات ر‬
‫َ‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫ألي‪ .‬الحقيقة‬ ‫«ابق هنا يا ن‬ ‫الكمنج مدخل الرسادق له‬ ‫ادف»‪ .‬وأمسك‬
‫ني‬ ‫ش ي‬
‫أنك تحتاج إّل أن تقتصد يف أكل الزيتون»‪.‬‬
‫يقتلك‪،‬‬ ‫لم‬ ‫أوثور‬ ‫السي‬ ‫أن‬ ‫ُ‬
‫«علمت‬ ‫دانك‬ ‫إّل‬ ‫الكمنج‬ ‫التفت‬ ‫الداخل‪،‬‬ ‫ف‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫ي‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ي‬
‫قريبا‪ .‬بمجرد أن أسقطه‬ ‫يواجهت ً‬ ‫ن‬ ‫أن‬ ‫الحلزون‬ ‫وعىل‬ ‫‪.‬‬‫ا‬ ‫أبد‬ ‫خىط‬
‫ً‬ ‫ي‬ ‫فأحالم ل ُ‬
‫ت‬ ‫ي‬
‫من حصانه سأطالب بعودة درعك وأسلحتك إليك‪ ،‬وجوادك أيضا‪ ،‬رغم‬
‫واحدا كهدية ن‬ ‫ً‬
‫مت؟»‪« .‬أنا‪ ...‬كال‪ ...‬ل‬ ‫ي‬ ‫أنك تستحق مطية أفضل‪ .‬هل ستأخذ‬
‫ً‬ ‫ن‬
‫يمكنت فعل هذا»‪ .‬جعلت هذه الفكرة دانك مرتبكا «ل أقصد أن أكون‬ ‫ي‬
‫الد ُ‬‫َّ‬ ‫ناكرا للجميل‪ ،‬ولكن‪.»...‬‬ ‫ً‬
‫ين هو ما يقلقك‪ ،‬فنح هذا الخاطر من‬ ‫«إذا كان‬
‫ُ‬
‫ه ما أريدها يا سيدي‪ ،‬بل صداقتك‪ .‬كيف يمكنك‬ ‫ليست فضتك ني‬ ‫رأسك‪.‬‬
‫ً‬
‫فرساب دون حصان؟»‪ .‬وارتدى السي جون قفازيه من‬ ‫ي‬ ‫من‬ ‫ا‬‫واحد‬ ‫أن تكون‬
‫وثت أصابعه‪.‬‬ ‫الفولذ ن‬
‫افف مفقود»‪.‬‬ ‫«مر ر‬ ‫ُ‬
‫ي‬
‫«ربما هرب مع فتاة؟»‪.‬‬
‫أبدا بإرادته الخاصة‪.‬‬ ‫ر ن ً‬ ‫‪.‬‬ ‫ٌ ً‬
‫كت‬ ‫ي‬ ‫يي‬ ‫لن‬ ‫وهو‬ ‫سيدي‬ ‫يا‬ ‫الفتيات‬ ‫عىل‬ ‫ا‬‫جد‬ ‫«ايغ صغي‬
‫جثت‪ .‬حصانه ل يزال‬ ‫ر‬ ‫ر ُ‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ر‬
‫بجانت حت تيد ي‬ ‫ي‬ ‫فسيبف‬ ‫أحترص‪،‬‬ ‫وحت وإن كنت‬
‫هنا‪ ،‬وبغلنا ً‬
‫أيضا»‪.‬‬
‫رجاّل أن يبحثوا عنه‪ ،‬إذا كنت تريد ذلك»‪.‬‬ ‫«يمكنت أن أطلب من‬ ‫ن‬
‫دورة للخونة‪ .‬لم ُيعجب دانك ُ‬ ‫ي‬ ‫ٌ‬ ‫ي‬ ‫ى‬
‫وقع هذه الكلمة «أنت‬ ‫رجاّل‪،‬‬
‫ي‬ ‫‪:‬‬ ‫دانك‬ ‫ر‬ ‫وفك‬
‫فارسا متجوَل»‪.‬‬ ‫لست ً‬

‫‪104‬‬
‫علمت هذا منذ‬ ‫الكمنج بالشقاوة الصبيانية «كال‪ .‬ولكنك ِ‬ ‫ي‬ ‫ُ‬
‫امتألت ابتسامة‬
‫عىل "سيدي" منذ أن تقابلنا عىل الطريق‪،‬‬ ‫البداية‪ .‬لقد كنت تطلق ي‬
‫لماذا؟»‪.‬‬
‫ٌ‬ ‫ى‬
‫«بسبب طريقة كالمك‪ ،‬ومظهرك‪ ،‬وترصفاتك»‪ .‬وفكر‪ :‬دانك األخرق‪ ،‬بليد‬
‫بعض األشياء‪.»...‬‬‫َ‬ ‫كجدار قلعة «أعىل السطح ليلة البارحة‪ ،‬لقد قلت‬
‫ننتم‬ ‫أعت كل كلمة قلتها‪ .‬نحن‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫«يجعلت النبيذ أتحدث ً‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫ولكنت كنت ي‬ ‫ي‬ ‫كثيا‪،‬‬ ‫ي‬
‫أحالم ل تكذب»‪.‬‬ ‫ي‬ ‫إّل بعضنا البعض‪ ،‬أنت وأنا‪.‬‬
‫وقال دانك «قد ل تكذب أحالمك‪ ،‬ولكنك أنت تفعل‪ .‬جون ليس اسمك‬
‫الحقيف‪ ،‬أليس كذلك؟»‪.‬‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫الكمنج بالخبث «كال»‪.‬‬ ‫ي‬ ‫التمعت عينا‬
‫ى‬
‫وفكر دانك‪ :‬لديه عينا ايغ‪.‬‬
‫قريبا ألولئك الذين هم ن يف حاجة لمعرفته»‪.‬‬ ‫الحقيف ً‬
‫ي‬
‫ر‬ ‫«سيكشف اسمه‬ ‫ُ‬
‫عابسا «أنا أحذرك أيها الفارس‬ ‫ً‬ ‫دخل اللورد چورمون پيك الرسادق‬
‫المتجول—»‪.‬‬
‫جورم‪ .‬السي دانكن معنا‪ ،‬أو سينضم‬ ‫ني‬ ‫الكمنج «أوه‪ ،‬كفاك من هذا يا‬ ‫ي‬ ‫وقال‬
‫ُ‬
‫قريبا‪ .‬لقد أخيتك‪ ،‬لقد حلمت به»‪ .‬ف الخارج‪ ،‬نفخ بوق ُ‬ ‫ُ‬ ‫إلينا ً‬
‫المنادي‪،‬‬ ‫ي‬
‫تعذرب‬ ‫ن‬ ‫اليالت‪ .‬أرجو أن‬ ‫يستدعونت إّل ساحة ن ن‬ ‫ن‬ ‫الكمنج رأسه «إنهم‬ ‫وأدار‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ر‬
‫يا سي دانكن‪ ،‬يمكننا أن نستكمل حديثنا بعد أن أتخلص من السي جاليي‬
‫األخرص»‪.‬‬ ‫ن‬
‫فليمنح سالحك القوة»‪ .‬كانت عىل سبيل المجاملة ل غي‪.‬‬ ‫وقال دانك « ُ‬
‫ُ‬ ‫ر‬
‫بف اللورد چورمون بعد أن غادر السي جون «ستكون أحالمه سبب هالكنا‬ ‫ي‬
‫جميعا»‪.‬‬ ‫ً‬
‫جاليي؟ هل كانت‬ ‫س السي ر‬ ‫وسمع دانك نفسه يقول «كم ىكلف منك رَلي ر َ‬
‫ي‬
‫الفضة كافية أم أنه يتطلب الذهب؟»‪« .‬أرى أن أحدهم بدأ يتكلم»‪ .‬جلس‬
‫دستة من الرجال نف الخارج‪ ،‬ن‬ ‫ٌ‬
‫ينبع‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫اس المعسكرات «لدي‬ ‫پيك عىل أحد كر ي‬
‫عىل أن أستدعيهم إّل هنا وأجعلهم يشقون حلقك أيها الفارس»‪.‬‬ ‫ي‬
‫«ول َم ل تفعلها؟»‪.‬‬ ‫ِ‬
‫«لن يرض جاللته بهذا»‪.‬‬ ‫ن‬
‫تني أسودٌ‬ ‫ى‬ ‫ً‬
‫وفكر‪ :‬جاللته‪ .‬شعر دانك وكأن أحدا قد لكمه ف بطنه‪ ،‬وفكر‪ ٌ :‬ن‬
‫ن‬ ‫ى‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫وقريبا حقل ُعشب َ‬
‫أحمر آخر‪ .‬لم يكن العشب‬ ‫ً‬ ‫آخر‪ّ ،‬‬
‫تمرد بالكفاير آخر‪.‬‬
‫ٍ‬
‫ً‬
‫أحمرا عندما طلعت الشمس «لماذا أقمتم هذا الزفاف؟»‪.‬‬

‫‪105‬‬
‫تدف فراشه‪ ،‬واللورد فراي‬ ‫«كان اللورد ربيويل يرغب بزوجة جديدة وشابة ن‬
‫ّ‬ ‫لديه ابنة مدنسة ً‬
‫نوعا ما‪ ،‬ووفر وزواجهما حجة مقبولة لبعض اللوردات‬
‫المدعوين هنا حاربوا‬ ‫ّ‬ ‫مشيكة بالجتماع‪ ،‬معظم هؤلء‬ ‫أهداف ر‬ ‫ٌ‬ ‫الذين لهم‬
‫التني األسود‪ ،‬والبقية لديهم سبب ليمتعضوا من حكم الغراب‬ ‫ن‬ ‫من أجل‬
‫اللذين تغذيهم ضغائنهم وطموحاتهم الخاصة‪ .‬معظمنا كان لديه‬ ‫الدام‪ ،‬أو ُ‬
‫ي‬
‫المستقبىل‪ ،‬ولكن‬
‫ي‬ ‫أبناء وبنات أخذوا إّل (كينجزلندينج) لنمنحهم ولءنا‬
‫معظم الرهائن ماتوا ن يف مرض الربيع العظيم‪ ،‬وأيدينا ليست مربوطة بعد‬
‫محب للكتب وليس محا ًربا‪.‬‬ ‫ٌّ‬ ‫اآلن‪ ،‬ووقتنا قد حان‪ .‬ايريس ضعيف‪ ،‬رجل‬
‫والعامة بالكاد يعرفونه‪ ،‬وما يعرفونه عنه ل يعجبهم‪ .‬ولورداته يحبونه أقل‬
‫ُ ّ‬ ‫ً‬
‫ضعيفا مثله ً‬ ‫منهم ً‬
‫أيضا‪ ،‬هذا صحيح‪ ،‬ولكن عندما هدد‬ ‫أيضا‪ .‬كان والده‬
‫أبناء ليدافعوا عنه ن يف ساحة المعركة‪ ،‬بايلور ومايكار‪،‬‬
‫عرشه كان لديه ٌ‬
‫ً‬
‫موجودا بعد اآلن‪،‬‬ ‫المطرقة والسندان‪ ...‬ولكن بايلور كاش الرماح ليس‬
‫خالف مع الملك واليد»‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫عابس ن يف قلعة الصيف‪ ،‬ن يف‬
‫ٌ‬ ‫واألمي مايكار‬

‫‪106‬‬
107
‫ٌ‬
‫متجول أحمق ابنه المفضل ن‬ ‫أحرص ٌ‬ ‫ى‬
‫وفكر دانك‪ :‬نعم‪ ،‬واآلن ن‬
‫بي أيدي‬ ‫فارس‬
‫أعداءه‪ ،‬هل من طريقة أفضل لضمان أن األمي لن يتحرك من (قلعة‬
‫الصيف)؟‬
‫ً‬
‫ضعيفا»‪ .‬ر‬
‫واعيف اللورد پيك قائًل «كال‪،‬‬ ‫الدام‪ ،‬إنه ليس‬
‫ي‬ ‫«هنالك الغراب‬
‫ً‬
‫ولكن ل يوجد أحد يحب مشعوذا‪ ،‬وقاتلوا األقارب ملعونون نف ن‬
‫أعي اآللهة‬ ‫ي‬
‫الدام‬ ‫ضعف أو هزيمة سيذوب رجال الغراب‬ ‫ٍ‬ ‫ر‬
‫والبرس‪ .‬وعند أول عالمة‬
‫ي‬
‫خ هنا‬ ‫ن‬
‫نكثلوج الصيف‪ ،‬وإذا تحقق الحلم الذي حلم به األمي‪ ،‬وفقس تني ي‬
‫يف (الجدران البيضاء)‪.»...‬‬
‫ُ‬
‫وأكمل دانك جملته «إذا فالعرش ِملكك»‪.‬‬
‫ُ‬
‫خادم متواضع»‪ .‬ونهض‬ ‫ٍ‬ ‫مجرد‬ ‫أنا‬ ‫ه‪،‬‬ ‫لك‬ ‫وقال اللورد جورمون پيك «بل ِم‬
‫كدليل‬
‫ٍ‬ ‫قائًل «ل تحاول أن تغادر القلعة أيها الفارس‪ ،‬وإذا فعلت‪ ،‬فسآخذها‬
‫ً‬ ‫عىل الخيانة‪ُ ،‬‬
‫وستدان عليها بحياتك‪ .‬لقد مضينا بعيدا عىل أن رنياجع‬
‫اآلن»‪.‬‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫كانت السماء الرمادية كالرصاص تمطر رذاذا شديدا بينما أخذ جون‬
‫ن‬
‫المتعاكستي من‬ ‫ن‬
‫النهايتي‬ ‫رماحا جديدة ن يف‬
‫األخرص ً‬ ‫ن‬ ‫جاليي‬‫الكمنج والسي ر‬
‫ي‬
‫المضمار‪ .‬كان بعض ضيوف الزفاف يتدفقون اتجاه القاعة الكيى‪،‬‬
‫متدثرين تحت ثيابهم الثقيلة‪.‬‬
‫أبيضا‪ .‬و ّزينت ريشة متدلية خوذته‪ ،‬وريشة‬ ‫اكبا فحًل ً‬ ‫جاليي ر ً‬ ‫كان السي ر‬
‫ّ‬ ‫مماثلة عىل ر‬
‫واف وجه حصانه‪ .‬وكانت عباءته مرقعة بمربعات عديدة من‬ ‫ي‬
‫‪.‬‬ ‫ن‬
‫النسيج‪ ،‬كل واحد منها يحمل درجة مختلفة من األخرص وجعلت الزخارف‬
‫خرصاء فاتحة‬ ‫واف ساقيه وقفازيه يلمعان‪ .‬وحمل ترسه تسع نجوم ن‬ ‫الذهبية ر‬
‫ٍ‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ر‬
‫عىل خلفية خرصاء كالكرفس وحت لحيته كانت مصبوغة باألخرص‪ ،‬عىل‬ ‫‪.‬‬ ‫ن‬
‫تقليد رجال تايروش عي البحر الضيق‪.‬‬
‫ٌ‬
‫مرات هاجم هو والكمنج ومعهما رماح ّ‬
‫موجهة‪ ،‬الفارس المرقع‬ ‫ي‬ ‫تسع ّ ٍ‬
‫باألخرص واللورد الشاب الصغي ذو السيوف الذهبية والكمنجات‪ ،‬وتسع‬ ‫ن‬
‫تلي‪ ،‬وانطلق‬ ‫مرات تحطمت رماحهما‪ .‬وبحلول الدورة الثامنة بدأت األرض نُ‬ ‫ّ‬
‫الكمنج أن‬ ‫وف التاسعة كاد‬ ‫الجوادان الكبيان خالل برك من ماء المطر‪ ،‬ن‬
‫ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬
‫يسقط من حصانه‪ ،‬إل أنه استعاد توازنه قبل أن يسقط‪ .‬ونادى ضاحكا‬
‫ن‬ ‫ن ٌ‬
‫تسقطت يا سيدي»‪.‬‬‫ي‬ ‫أن‬ ‫كدت‬ ‫لقد‬ ‫جيدة‪،‬‬ ‫بة‬ ‫«ض‬
‫بي المطر «سأفعلها ً‬
‫قريبا»‪.‬‬ ‫األخرص من ن‬‫ن‬ ‫وصاح الفارس‬

‫‪108‬‬
‫ً‬
‫بعيدا‪ ،‬وناوله مر ٌ‬ ‫نى‬
‫افق‬ ‫المشىط‬ ‫الكمنج رمحه‬
‫ي‬ ‫«كال‪ ،‬ل أظن هذا»‪ .‬رم‬
‫جديدا‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫واحدا‬
‫جاليي بال جدوى عىل‬ ‫كانت الدورة التالية ه األخية‪ .‬خدش رمح السي ر‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫الكمنج‪ ،‬بينما ضب السي جون الفارس األخرص يف منتصف صدره‬ ‫ن‬ ‫ترس‬
‫بشكل مستقيم وأسقطه من عىل شجه‪ّ ،‬‬ ‫ي‬
‫وحط عىل األرض بقوة لتتناثر‬ ‫ٍ‬
‫برق بعيد‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ن‬
‫وف الرسق‪ ،‬شاهد دانك ومضة ٍ‬ ‫المياه الموحلة‪ .‬ي‬
‫تفرغ برسعة بينما تدافع العامة واللوردات الصغار‬ ‫المتفرجي ُ‬
‫ن‬ ‫كانت منصة‬
‫ّ‬ ‫حد سواء ليبتعدوا عن المطر‪ .‬وغمغم ن‬ ‫ٍّ‬
‫ألي كوكشاو بينما انسل بجانب‬ ‫عىل‬
‫ات من المطر جعلت جميع اللوردات‬ ‫دانك «انظر كيف يهربون‪ .‬بضع قطر ٍ‬
‫طلبا للمأوى‪ .‬ماذا سيفعلون عندما تهب‬ ‫صائحي ً‬‫ن‬ ‫الشجعان يذهبون‬
‫ُ‬
‫العاصفة الحقيقية يا ترى؟»‪.‬‬
‫وفكر‪ :‬العاصفة الحقيقية‪ .‬كان دانك يعلم أن اللورد ن‬ ‫ى‬
‫ألي لم يكن يتكلم عن‬
‫ن‬ ‫وفكر دانك‪ :‬ما الذي يريده هذا؟ هل ّ‬ ‫ى‬
‫يصاحبت؟‬
‫ي‬ ‫أن‬ ‫فجأة‬ ‫ر‬ ‫قر‬ ‫الطقس‪.‬‬
‫دوى الرعد عىل مسافة بعيدة‬ ‫مجددا‪ ،‬وصاح بينما ّ‬ ‫ً‬ ‫صعد المنادي منصته‬
‫فارس من فرسان (الجدران) البيضاء‪ ،‬ن يف خدمة اللورد‬ ‫ٌ‬ ‫«السي تومارد هيدل‪،‬‬
‫ربيويل‪ .‬السي أوثور أندرليف‪ .‬اخرجا وأثبتا بسالتكما»‪.‬‬
‫اختلس دانك النظر إّل السي أوثور ن يف الوقت المناسب ليى ابتسامة‬
‫وفكر دانك‪ :‬ليس هذا ن ن‬ ‫ى‬ ‫ر‬
‫اليال الذي دفع من أجله‪ .‬لقد‬ ‫تتالس‪.‬‬ ‫الحلزون‬
‫ٌ‬ ‫ّ‬ ‫ى‬
‫شخص‬ ‫خدعه ّقيم المباريات‪ ،‬ولكن لماذا؟ وفكر‪ :‬لقد تدخل أحدهم‪،‬‬
‫ى‬ ‫ُيقدره كوسجروف ر‬
‫أكي من أوثور أندرليف‪ .‬تفكر دانك بهذا للحظات‪،‬‬
‫س ٍء ن يف الحال‪ :‬إنهم ل يعرفون أن أوثور ل ينوي الفوز بالدورة‪،‬‬ ‫ر‬
‫وأدرك كل ي‬
‫إنهم يرونه كخطر‪ ،‬ولذلك أرادوا من توم األسود أن ُيزيله من طريق‬
‫جزء من مؤامرة پيك‪ ،‬ويمكن أن ُيعتمد عليه بأن‬‫الكمنج‪ .‬هيدل نفسه ٌ‬
‫ي‬
‫ر‬
‫يخرس عندما تدعو الحاجة‪ ،‬وهذا لم ييك إل‪...‬‬
‫ً‬
‫غاضبا ليصعد أدراج‬ ‫وفجأة كان اللورد پيك بنفسه يقطع الساحة الموحلة‬
‫ً‬
‫صائحا «لقد تمت خيانتنا‪.‬‬ ‫منصة ُ‬
‫المنادي ومعطفه يرفرف وراءه‪ .‬وقال‬
‫ن‬
‫التني!»‪.‬‬ ‫جاسوس بيننا‪ ،‬لقد ُشقت بيضة‬
‫ٌ‬ ‫الدام‬
‫ي‬ ‫لدى الغراب‬

‫‪109‬‬
‫«بيضت؟ كيف من الممكن أن يحدث‬ ‫ر‬ ‫الكمنج بمطيته‬ ‫استدار السي جون‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ً‬
‫ونهارا»‪.‬‬ ‫بف ُح ّر ًاسا خارج غرفة نومه ليًل‬ ‫هذا؟ اللورد ربيويل ُي ر‬
‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ي‬
‫سم قاتله قبل أن‬ ‫واحدا منهم ّ‬ ‫وأعلن اللورد پيك «لقد قتلوا‪ .‬إل أن‬
‫يموت»‪.‬‬
‫يتهمت؟ دستة من الرجال رأوه يلمس بيضة‬ ‫ن‬ ‫وتساءل دانك‪ :‬هل ينوي أن‬
‫ي‬
‫التني ليلة البارحة‪ ،‬عندما حمل الليدي ربيويل إّل فراش اللورد زوجها‪.‬‬ ‫ن‬
‫متهما «ها هو يقف هنالك‪ .‬ابن العاهرة‪ ،‬اقبضوا‬ ‫ً‬ ‫ُوجه إصبع اللورد چورمون‬
‫عليه»‪.‬‬
‫ولوهلة‬
‫ٍ‬ ‫ن يف نهاية المضمار‪ ،‬رفع السي جليندون بول عينيه ن يف حيٍة من أمره‪.‬‬
‫ما لم يكن يبدو عليه أنه يدرك ما يحدث‪ ،‬إّل أن شاهد الرجال يندفعون‬
‫الصت برسعة أكي مما كان يتخيلها دانك‪.‬‬ ‫تحرك‬ ‫عليه من كل جانب‪ .‬حينها ّ‬
‫ي‬
‫استل نصف سيفه من غمده عندما ّ‬
‫لف الرجل األول ذراعه حول‬ ‫ّ‬ ‫كان قد‬
‫عندئذ هجم عليه اثنان‬ ‫ُ‬
‫عنقه‪ .‬استطاع بول أن يفلت من قبضته‪ ،‬ولكن‬
‫ٍ‬
‫ّ‬
‫رجال آخرون‬ ‫ٌ‬ ‫إضافيان منهم‪ .‬ارتطما به ومرغاه ن يف الوحل‪ ،‬واحتشد حولهم‬
‫وهم يرصخون ويركلون‪ .‬وأدرك دانك‪ :‬كان من الممكن أن يكون هذا أنا‪.‬‬
‫عاجز كما كان ن يف (آشفورد)‪ ،‬ن يف اليوم الذي أخيوه أن عليه أن‬ ‫ٌ‬ ‫وشعر كأنه‬
‫يفقد ًيدا وقدما‪.‬‬
‫ً‬
‫ً‬ ‫َ‬ ‫جذبه ن‬ ‫َ‬
‫«ابق بعيدا عن هذا إذا كنت تريد أن تجد‬ ‫ألي كوكشاو إّل الوراء‬
‫مرافقك»‪.‬‬
‫والتفت دانك إليه «ما الذي تعنيه؟»‪.‬‬
‫الصت»‪.‬‬ ‫ُ‬
‫أين أجد ن ي‬ ‫ُ‬
‫«قد أعرف‬
‫«أين؟»‪ .‬لم يكن دانك يف مز ٍاج للحيل‪.‬‬
‫‪110‬‬
‫ى‬
‫ن‬
‫رجلي‬ ‫مكبًل ن‬
‫بي‬ ‫بقسوة عىل قدميه‪،‬‬ ‫ٍ‬ ‫ن يف نهاية الساحة‪ُ ،‬دفع السي جليندون‬
‫مصطبغا بالوحل ن‬ ‫ً‬ ‫‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ن‬
‫البت من‬‫ىي‬ ‫كان‬ ‫ة‬ ‫قصي‬ ‫وخوذات‬
‫ٍ‬ ‫ا‬ ‫دروع‬ ‫مسلحي يرتديان‬
‫كل من الدم وماء المطر عىل وجنتيه‪ ،‬وفكر دانك‪:‬‬ ‫خرصه إّل كاحله‪ ،‬وانهمر ٌّ‬
‫ترجل توم األسود من حصانه أمام األسي «أين البيضة؟»‪.‬‬ ‫دم بطل‪ .‬بينما ّ‬
‫«ول َم قد أشق البيضة؟ كنت عىل وشك أن أفوز‬ ‫َ‬
‫تقاطر الدم من فم بول ِ‬
‫بها»‪.‬‬
‫ى‬
‫وفكر دانك‪ :‬نعم‪ ،‬وهذا ما لم يكونوا ليسمحوا به‪.‬‬
‫مدرعة‪ ،‬وقال اللورد پيك ً‬
‫آمرا‬ ‫نضب توم األسود بول عىل وجهه بقبضة ّ‬
‫ٍ‬
‫«ابحثوا ن يف شجه‪ .‬أراهن أننا سنجد بيضة التني ملفوفة ومخفية فيه»‪.‬‬
‫ن‬
‫ن‬
‫مع إذا كنت ترغب‬ ‫وخفض اللورد ألي صوته «وهذا ٌ ما سيفعلونه‪ .‬تعال ي‬
‫بإيجاد مرافقك‪ .‬ليس هنالك وقت أفضل من اآلن‪ ،‬بينما يكونون جميعهم‬
‫مشغولي»‪ .‬ولم ينتظر ًّ‬
‫ردا‪.‬‬ ‫ن‬
‫خطوات واسعة بجانب اللورد الصغي‬ ‫ٍ‬ ‫اضطر دانك أن يتبعه‪ ،‬وجعلته ثالث‬
‫«لو سببت ليغ أي أذى—»‪.‬‬
‫وتحرك دانك‬ ‫ّ‬ ‫«الصبية ل يروقون يّل‪ .‬من هذا الطريق‪ .‬تحرك برسعة اآلن»‪.‬‬
‫مدخل مقنطر‪ ،‬ونزل مجموعة من األدراج الموحلة‪ ،‬ودارا حول‬ ‫ٍ‬ ‫وراءه‪ ،‬خالل‬
‫ن‬
‫قريبي من‬ ‫يخطوان خالل ِب َر ٍك بينما سقط المطر حولهما‪ِ .‬بق َيا‬ ‫َ‬ ‫منعطف ما‪.‬‬‫ٍ‬
‫أخيا يف ساحة مغلقة‪ ،‬حيث كانت‬ ‫ن‬ ‫الجدران‪ ،‬مستيين بالظالل‪ .‬توقفا ً‬ ‫ر‬
‫المباب عىل كل جانب‪ ،‬وفوقهم‬ ‫ن‬ ‫اصت‬‫الرصف مستوية وزلقة‪ ،‬وتر ّ‬ ‫حجارة َّ‬
‫ي‬
‫نوافذ مغلقة ُأسدلت الستائر عليها‪ .‬ن‬ ‫ٌ‬
‫وف منتصف الساحة كان‬ ‫ى ي‬ ‫كانت هنالك‬
‫ٌ‬ ‫ٍّ‬ ‫ً‬
‫حجري منخفض‪ .‬وفكر‪ :‬مكان منعزل‪ .‬لم يكن‬ ‫بجدار‬
‫ٍ‬ ‫هنالك بي‪ ،‬محاطا‬
‫يعجبه إحساس هذا المكان‪ .‬جعلته غريزته القديمة يمد يده إّل مقبض‬
‫ى‬
‫سيفه قبل أن يتذكر أن الحلزون قد كسب سيفه‪ .‬وبينما تحسس وركه‬
‫ن َ‬
‫سكي ينغ ُز أسفل ظهره‬ ‫المفيض أن ُيعلق غمده‪ ،‬شعر برأس‬ ‫ر‬ ‫حيث كان من‬
‫ّ‬
‫لطباخ ربيويل ليقلونها من أجل‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫عىل وسأقتلع كليتك وأعطيها‬ ‫«التفت ّ‬
‫ي‬
‫الوليمة»‪.‬‬

‫‪111‬‬
112
‫كات‬ ‫ن‬ ‫السكي عىل ظهر ر‬ ‫ن‬
‫«اتبعت إّل البي‪ ،‬ل حر ٍ‬ ‫ي‬ ‫سيته بثبات‬
‫ى‬
‫ضغطت‬
‫مفاجئة أيها الفارس»‪ .‬وفكر دانك‪ :‬إذا كان قد رم ايغ أسفل ذلك البي‪ ،‬فلن‬
‫ّ‬ ‫سكي لعبة صغي ً‬ ‫ُن‬
‫كافيا لينقذه‪ .‬تقدم دانك إّل األمام ببطء‪ ،‬وكان‬ ‫يكون‬
‫ن‬
‫بإمكانه الشعور بالغضب يتصاعد يف معدته‪.‬‬
‫ن‬
‫وتواجهت اآلن أيها‬ ‫اختف النصل الذي عىل ظهره «يمكنك أن تستدير‬ ‫ن‬
‫ي‬
‫الفارس المتجول»‪.‬‬
‫ن‬
‫التني؟»‪.‬‬ ‫واستدار دانك «سيدي‪ ،‬هل هذا يتعلق بشأن بيضة‬
‫أنت سأقف ً‬
‫جانبا‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫كنت تعتقد ي‬ ‫ُ‬
‫بالتني نفسه‪ ،‬هل‬
‫ّ‬
‫«كال‪ ،‬بل هذا يتعلق‬
‫ألي «لم يكن يجدر يب أن أثق بذلك‬ ‫وكرس السي ن‬ ‫وأتركك ترسقه؟»‪ .‬ر‬
‫مجددا‪ ،‬كل عملة»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ذهت‬ ‫الحلزون المأفون ليقتلك‪ .‬سوف أستعيد‬
‫ّ‬ ‫ي‬ ‫ى‬
‫المعطر ذو الوجه‬ ‫وفكر دانك‪ :‬أهذا هو؟ هذا اللورد الصغي البدين‬
‫يبك‬ ‫أم‬ ‫يضحك‬ ‫أن‬ ‫عليه‬ ‫هل‬ ‫يعلم‬ ‫يكن‬ ‫لم‬ ‫؟‬ ‫الرسي‬ ‫ي‬ ‫عدو‬ ‫الشاحب هو ّ‬
‫ي‬
‫استحق السي أوثور ذهبه‪ ،‬كل ما نف األمر أن لدي ر ًأسا ً‬
‫صلبا»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫«لقد‬
‫ي‬
‫«وهكذا يبدو‪ .‬تراجع اآلن»‪.‬‬
‫أخذ دانك خطوة إّل الوراء‪.‬‬
‫مجددا‪ .‬مرة أخرى»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫«مجددا‪.‬‬
‫تماما‪ ،‬وضغطت حجارته عىل أسفل ظهره‪.‬‬ ‫خطوة أخرى وكان البي وراءه ً‬ ‫ٌ‬
‫ً‬
‫«اجلس عىل الحافة‪ .‬لست خائفا من حمام بسيط‪ ،‬أليس كذلك؟ ل‬
‫مما أنت عليه اآلن»‪.‬‬ ‫أكي بلًل ّ‬ ‫يمكنك أن تكون ر‬
‫َ‬ ‫ن‬
‫يمكنت أن أسبح»‪ .‬أسند دانك يده عىل البي‪ .‬كانت الحجارة مبللة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫«ل‬
‫ّ‬
‫وتحرك أحدها تحت ضغط كفه‪.‬‬ ‫ّ‬
‫عىل أن أدفعك؟»‪.‬‬ ‫«يا للعار‪ .‬هل ستقفز أم ّأن ّ‬
‫ي‬
‫وه‬ ‫‪.‬‬ ‫ر‬
‫المطر ي‬ ‫ألف دانك نظرة شيعة إّل أسفل كان بإمكانه رؤية قطرات‬
‫قدما عىل األقل‪ ،‬كانت الجدران ّ‬ ‫ر‬
‫مغطاة بلزوجة‬ ‫عرسين ً‬ ‫تخيق الماء‪ .‬تحت ر‬
‫ُ‬
‫الطحالب «لم أسبب لك أي أذى»‪.‬‬
‫ً‬ ‫الملك‪ .‬أنت لست‬
‫جديرا‬ ‫ي‬ ‫لك‪ ،‬وسوف أقود حرسه‬ ‫«ولن تفعل‪ .‬دايمون ِم ي‬
‫بمعطف أبيض»‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫ن‬
‫أنت كذلك»‪ .‬تردد صدى السم يف رأس دانك‪ :‬دايمون‪ .‬ليس‬ ‫«لم ّأدع قط ب ن‬
‫ٌ‬ ‫ي‬
‫بليد كجدار قلعة‪.‬‬ ‫جون‪ .‬بل دايمون عىل اسم أبيه دانك األخرق‬
‫‪.‬‬
‫«أنجب دايمون بالكفاير سبعة أبناء‪ .‬واثنان ماتا عىل حقل العشب األحمر‪،‬‬
‫التوأمان‪.»...‬‬

‫‪113‬‬
‫ً‬
‫صغارا كانا‬ ‫«ايغون وايمون‪ ،‬أحمقان متنمران لعينان‪ ،‬مثلك ً‬
‫تماما‪ .‬عندما كنا‬
‫ُ‬
‫بكيت عندما أخذه الفولذ األليم‬ ‫معا‪ .‬لقد‬‫يستمتعان بتعذيت أنا ودايمون ً‬
‫ٌ‬ ‫ن‬ ‫ً‬ ‫ُي‬ ‫ن‬
‫عائد إّل الديار‪.‬‬ ‫المنف‪ ،‬وبكيت مجددا عندما أخي يب اللورد پيك بأنه‬ ‫إّل‬
‫ّ‬
‫ونش وجودي من األساس»‪ .‬ولوح كوكشاو بخنجره‬‫َ‬ ‫ولكنه بعد ذلك رآك‬
‫ي‬
‫‪114‬‬
‫مهددا «يمكنك أن تسقط ن يف الماء عىل حالتك هذه‪ ،‬أو يمكنك أن تسقط‬ ‫ً‬
‫تيف‪ ،‬أيهما ستختار؟»‪ .‬أطبق دانك يده عىل الحجر المخلوع‪ ،‬ولكنه‬ ‫وأنت ن ن‬
‫انقض السي ن‬ ‫ّ‬ ‫مخلوعا ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬
‫ألي قبل أن يستطيع‬ ‫تماما كما كان دانك يأمل‪.‬‬ ‫لم يكن‬
‫اخيق رأس النصل لحم ذراع‬ ‫جانبا‪ ،‬ولذلك ر‬ ‫ينيعه‪ ،‬والتوى دانك ً‬ ‫دانك أن ر ن‬
‫حرصة اللورد‪ ،‬وشعر‬ ‫ترسه‪ ،‬ثم تحرر الحجر بأكمله‪ .‬هوى به دانك عىل ن‬
‫ُ‬
‫الرصبة «لقد قلت البي‪ ،‬أليس كذلك؟»‪ .‬نضب‬ ‫بأسنانه تتحطم تحت ن‬
‫مجددا‪ ،‬وأسقط الحجر‪ ،‬وأمسك كوكشاو من‬ ‫ً‬ ‫اللورد الصغي عىل فمه‬
‫حت انكرست عظمة وسقط الخنجر عىل الحجارة «من‬ ‫معصمه ولواه ر‬
‫ّ‬ ‫بعدك‪ ،‬يا سيدي»‪ .‬خطا دانك ً‬
‫جانبا وشد اللورد الصغي من ذراعه وركله‬
‫عقب داخل البي‪ .‬وسمع‬ ‫عىل‬ ‫ا‬ ‫ألي ر ً‬
‫أس‬ ‫عىل أسفل ظهره‪ ،‬وسقط اللورد ن‬
‫ٍ‬
‫تطام بالماء‪.‬‬ ‫صوت ار ٍ‬
‫نعا يا سيدي»‪.‬‬ ‫«أحسنت ُص ً‬ ‫َ‬
‫شكل ذو قلنسوة‬ ‫ٌ‬ ‫تمييه هو‬ ‫ن‬ ‫بي المطر‪ ،‬كل ما كان بإمكانه‬ ‫التفت دانك‪ .‬ومن ن‬
‫ّ‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫نٌ‬
‫بيضاء شاحبة‪ .‬وفقط حينما تقدم الرجل إّل األمام اتخذ‬ ‫وعي وحيدة‬
‫المخف تحت القلنسوة المالمح المألوفة للسي ماينارد پلوم‪ .‬ولم‬ ‫ن‬ ‫وجهه‬
‫ي‬
‫ّ‬
‫دبوس من اللؤلؤ القمري الذي ثبت معطفه‬ ‫ر‬
‫العي الشاحبة أكي من‬ ‫ن‬ ‫تكن‬
‫ٍ‬
‫عىل كتفه‪.‬‬
‫ويصيح ً‬ ‫ُ‬ ‫ألي يركل ُ‬ ‫ُ‬ ‫أسفل البي‪ ،‬كان اللورد ن‬
‫طالبا النجدة «اغتيال!‬ ‫ويقاوم‬
‫فليساعدب أحدهم»‪.‬‬ ‫ن‬
‫ي‬
‫يقتلت»‪.‬‬ ‫ن‬ ‫وقال دانك «لقد حاول أن‬
‫ي‬
‫«سيفرس هذا كل هذا الدم»‪.‬‬ ‫ّ‬
‫«دم؟»‪ .‬ونظر إّل أسفل‪ .‬كانت ذراعه اليرسى حمراء من الكتف إّل‬
‫وسيته ملتصقة بجلده «أوه»‪.‬‬ ‫المرفق‪ ،‬ر‬
‫لم يتذكر دانك أنه سقط‪ ،‬ولكنه فجأة كان عىل األرض‪ ،‬وقطرات المطر‬
‫ألي من البي‪ ،‬إل أن‬ ‫أني اللورد ن‬ ‫تنهمر عىل وجه‪ .‬كان بإمكانه أن يسمع ن‬
‫نضمد هذه الذراع»‪ .‬ووضع‬ ‫ّ‬ ‫مقاومته أصبحت أضعف «يجب علينا أن‬
‫بنفش‪.‬‬ ‫يمكنت أن أرفعك‬‫ن‬ ‫السي ماينارد ذراعه أسفل دانك «انهض اآلن‪ .‬ل‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫َ‬
‫استخدم ساقيك»‪.‬‬
‫ألي‪ .‬سوف يغرق»‪.‬‬ ‫واستخدم دانك ساقيه «اللورد ن‬
‫الكمنج بالذات»‪.‬‬ ‫ي‬ ‫«لن يفقده أحد‪.‬‬
‫«كمنجيا»‪.‬‬‫ً‬ ‫شاحبا من األلم‬ ‫ً‬ ‫«إنه ليس»‪ .‬وشهق دانك‪،‬‬

‫‪115‬‬
‫ى‬ ‫«كال‪ .‬إنه دايمون سليل آل بالكفاير ن‬
‫الثاب من اسمه‪ ،‬أو هكذا سيلقب‬ ‫ي‬
‫ً‬ ‫ُ‬
‫نفسه إذا ما استطاع الحصول عىل العرش الحديدي‪ .‬ستكون متفاجئا‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫عندما تعرف كم من اللوردات يفضلون ملوكهم شجعانا وأغبياء‪ .‬دايمون‬
‫جيدا عىل حصان»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ٌّ‬
‫وجذاب ويبدو‬ ‫شاب‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫كانت األصوات من البي أقل خفوتا بالكاد من أن تسمع «أل يجب علينا أن‬
‫لحرصة اللورد؟»‪.‬‬ ‫نرم حبًل ن‬
‫ً‬ ‫ُي‬
‫‪.‬‬
‫«تنقذه اآلن لتعدمه لحقا؟ ل أظن هذا دعه يأكل الطبق الذي كان ينوي‬
‫عىل»‪ .‬قاده ماينارد پلوم عي الساحة‪ .‬ومن هذا‬ ‫ي‬ ‫تقديمه لك‪ ،‬تعال‪ ،‬اتك‬
‫ُ‬
‫غريب ن يف شكل مالمح السي ماينارد‪ .‬كلما أطال‬ ‫ٌ‬ ‫س ٌء‬ ‫ي‬
‫القرب‪ ،‬كان هنالك ر‬
‫أنت حثثتك عىل‬ ‫ن‬ ‫ستذكر‬ ‫أنك‬ ‫«أعتقد‬ ‫رؤيته‬ ‫يمكنه‬ ‫ما‬ ‫دانك النظر كلما ّ‬
‫قل‬
‫ي‬ ‫ثمنت رشفك ر‬
‫الرسيفة ل بأس بها‪،‬‬ ‫أكي من حياتك‪ .‬الميتة ر‬ ‫أن تهرب‪ ،‬ولكنك ّ‬
‫ولكن إذا كانت الحياة عىل المحك ليست حياتك‪ ،‬ماذا ستفعل؟ هل‬
‫ه نفسها يا سيدي؟»‪.‬‬ ‫ستكون إجابتك ي‬
‫«حياة من؟»‪ .‬وجاء صوت ارتطام ماء أخي من البي «ايغ؟ هل ن‬ ‫ُ‬
‫تعت‬
‫ي‬ ‫ٍ‬
‫ايغ؟»‪ .‬وأمسك دانك ذراع پلوم «أين هو؟»‪.‬‬
‫«مع اآللهة‪ .‬وأعتقد أنك ستعرف السبب»‪.‬‬
‫ى‬
‫بصوت‬
‫ٍ‬ ‫األلم الذي تلوى داخل دانك حينها جعله ينش ذراعه‪ ،‬وقال‬
‫كاألني «لقد حاول أن يستخدم حذاءه»‪.‬‬ ‫ن‬
‫أحرصه‬ ‫سي لوثار‪ ،‬والذي بدوره ن‬ ‫أظهر الخاتم للماي ر‬ ‫أيضا‪ .‬لقد َ‬ ‫خمنته ً‬ ‫«هذا ما ّ‬
‫ِ‬
‫شك عندما رآه‪ ،‬وبدأ يتساءل إذا ما‬ ‫تبول عىل شاويله بال ٍّ‬ ‫إّل ربيويل‪ .‬والذي ّ‬
‫الدام عن هذه‬ ‫ي‬ ‫كان قد اختار الجانب الخاط‪ ،‬وما مقدار معرفة الغراب‬
‫جدا"»‪ .‬وضحك پلوم‪.‬‬ ‫ٌ ًّ‬
‫ه "كثي‬ ‫المؤامرة‪ .‬واإلجابة عىل السؤال األخي ي‬
‫«من أنت؟»‪.‬‬
‫اقبك ويتساءل عن سبب وجودك ن يف‬ ‫كان ير ُ‬ ‫وقال ماينارد پلوم «صديق لك‪،‬‬
‫حت أعالجك»‪.‬‬ ‫ً‬
‫ابق صامتا ر‬ ‫جحر األفاىع هذا‪ .‬واآلن َ‬
‫كليهما طريقهما إّل خيمة دانك الصغية وهما ل يزالن متخفيان فن‬ ‫ي‬
‫ي‬ ‫قطعا‬
‫درا بالنبيذ‪،‬‬ ‫نارا‪ ،‬ومأل ق ً‬‫الظالل‪ .‬وبمجرد أن دخال أشعل السي ماينارد ً‬
‫ِ‬
‫سية دانك المبقعة بالدم‬ ‫كم ر‬ ‫ووضعه عىل النار ليغىل‪ ،‬وقال وهو يقطع ّ‬
‫ن‬ ‫ي‬ ‫ٌ‬
‫«جرح نظيف‪ .‬وعىل األقل ليس يف ذراع سيفك يبدو أن الطعنة أخطأت‬
‫‪.‬‬
‫العظم‪ ،‬ولكن ل يزال علينا أن ننظفه‪ ،‬أو أنك ستفقد الذراع»‪.‬‬

‫‪116‬‬
‫«هذا ل يهم»‪ .‬كانت معدة دانك مضطربة‪ ،‬وشعر وكأنه قد يتقيأ ن يف أي‬
‫لحظة «إذا مات ايغ—»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ً‬
‫«فاللوم عليك‪ .‬كان عليك أن ت ربف الصت بعيدا من هنا‪ .‬ن‬ ‫ُ‬
‫لكنت لم أقل بأنه‬ ‫ي‬ ‫ّي‬ ‫ي‬
‫ميت‪ ،‬قلت بأنه مع اآللهة‪ .‬هل لديك كتان نظيف؟ أو حرير؟»‪.‬‬ ‫ّ‬
‫الت حصلت عليها ن يف دورن‪ .‬ما الذي تعنيه بأنه مع‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫«سي يب‪ .‬السية ي‬
‫ر ر‬
‫اآللهة؟»‪.‬‬
‫يحي الوقت‪ِ .‬ذراعك أوَل»‪.‬‬ ‫نُ‬ ‫«سأخيك ن‬
‫حي‬
‫بدأ البخار يتصاعد من النبيذ بعد رفية قصية‪ ،‬ووجد السي ماينارد ر‬
‫سية‬
‫وسحب خنجره‬ ‫َ‬ ‫دانك الجيدة المصنوعة من الحرير‪ ،‬وتشممها بارتياب‪،‬‬
‫ّ‬
‫اعياضه‪ .‬وقال السي ماينارد بينما لف ثالث‬ ‫وبدأ بقطعها‪ ،‬وكتم دانك ر‬
‫رشائط من الحرير وأسقطها ن يف النبيذ «لم يكن أميوز ربيويل ما يمكنك أن‬
‫ٌ‬ ‫حازما ٌّ‬ ‫ً‬
‫قط‪ .‬كان لديه شكوك بخصوص هذه المؤامرة منذ‬ ‫تطلق عليه‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫وف هذا‬ ‫البداية‪ ،‬وتفاقمت شكوكه عندما ع ِلم أن الص يت ل يحمل السيف‪ .‬ي‬
‫تبف من‬ ‫اختف آخر ما ر‬ ‫خاصته‪ ،‬ومعها ن‬ ‫التني ّ‬‫ن‬ ‫الصباح اختفت بيضة‬
‫شجاعته»‪.‬‬
‫وقال دانك «لم يرسق السي جليندون البيضة‪ .‬لقد كان ن يف الساحة طوال‬
‫اليوم‪ ،‬ينازل بالرمح أو يشاهد نزالت اآلخرين»‪.‬‬
‫‪.‬‬ ‫«سيجد پيك البيضة ن‬ ‫ُ‬
‫يغىل‪ ،‬وارتدى‬ ‫ًي‬ ‫النبيذ‬ ‫كان‬ ‫حال»‬ ‫كل‬ ‫عىل‬ ‫شجه‬ ‫ف‬‫ي‬
‫ر‬ ‫ّ‬ ‫ّ ً‬
‫‪.‬‬
‫الجلد وقال «حاول أَل ترصخ» ثم أخرج شيطا من الحرير‬ ‫ِ‬ ‫من‬ ‫ا‬
‫از‬ ‫پلوم قف‬
‫المغىل وبدأ بتنظيف الجرح‪.‬‬ ‫ي‬ ‫خارج النبيذ‬
‫وضب بقبضته عىل فخذه‬ ‫وعض لسانه ن‬ ‫ّ‬ ‫ض أسنانه‬ ‫يرصخ دانك‪ .‬لقد ّ‬ ‫لم ُ‬
‫كدوما‪ ،‬ولكنه لم يرصخ‪ .‬واستخدم السي ماينارد‬ ‫ً‬ ‫تكف ألن رتيك‬ ‫ي‬
‫بقوة ن‬
‫ٍ‬
‫بإحكام حول ذراعه‪ .‬وسأل‬ ‫ً‬
‫المتبف من سيته الجيدة ليصنع ِضمادا وربطه‬ ‫ّ‬ ‫ر‬ ‫ر‬
‫ٍ‬ ‫ي‬
‫ُ‬
‫عندما انته «كيف شعورك اآلن؟»‪.‬‬
‫تجف دانك «أين ايغ؟»‪.‬‬ ‫جدا»‪ .‬وار َ‬ ‫ٌ ً‬
‫«فظيع‬
‫«لقد أخيتك‪ ،‬إنه مع اآللهة»‪.‬‬
‫ى‬ ‫ّ‬
‫ولف يده السليمة حول ُعنق پلوم «تكلم بوضوح‪ ،‬لقد‬ ‫مد دانك ذراعه ّ‬
‫الصت وإل سأكرس ُعنقك‬ ‫ي‬ ‫أجد‬ ‫أين‬ ‫ب‬ ‫ي‬
‫سئمت من الغمزات واللمحات‪ .‬أخي ن‬
‫صديقا أم ل»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫ن‬
‫اللعي‪ ،‬سواء أكنت‬
‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ن‬
‫مسلحا‪ .‬أهذا واضح‬ ‫وخي لك أن تذهب‬ ‫«ف السپت‪.‬‬ ‫وابتسم السي ماينارد ي‬
‫لك بما فيه الكفاية يا دانك؟»‪.‬‬

‫‪117‬‬
‫ه شادق السي أوثور‪.‬‬ ‫ي‬ ‫كانت محطته األوّل‬
‫ً‬ ‫تسلل دانك إّل الداخل لم يجد إل المر َ‬ ‫ى‬
‫منحنيا فوق حوض‬ ‫افق ويل‬ ‫وعندما‬
‫ً‬
‫مجددا؟ السي أوثور فن‬ ‫سيده الداخلية «أنت‬ ‫غسيل وينظف مالبس ّ‬
‫ي‬ ‫ٍ‬
‫الوليمة‪ .‬ما الذي تريده؟»‪.‬‬
‫ن ُ‬
‫رس»‪.‬‬
‫َي‬ ‫وت‬ ‫«سيف‬
‫ي‬
‫أحرصت الفدية؟»‪.‬‬ ‫«هل ن‬
‫«كال»‪.‬‬
‫ً‬
‫«إذا لماذا قد أدعك تأخذ عتادك؟»‪.‬‬
‫«إنت ن يف حاجة إليهم»‪.‬‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫ً‬
‫مقنعا»‪.‬‬ ‫سببا‬ ‫«ليس ً‬
‫ن‬
‫توقفت وسأقتلك»‪.‬‬ ‫أن‬ ‫حاول‬ ‫‪:‬‬ ‫ف‬ ‫«ما رأيك ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫وفغر ويل فاه «إنها هنالك»‪.‬‬

‫ً‬ ‫ى‬ ‫ّ‬


‫متأخرا‬ ‫توقف دانك خارج سپت القلعة‪ ،‬وفكر‪ :‬إذا شاءت اآللهة فلن أكون‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ًّ‬
‫مشدودا وموثقا بإحكام‬ ‫مجددا‪،‬‬ ‫جدا‪ .‬كان ُجراب سيفه ن يف مكانه المعتاد‬
‫حول خرصه‪ ،‬وربط ترس المشنقة ن يف ذراعه المصابة وحمله‪ ،‬كان وزنه‬
‫خش أن يرصخ لو‬ ‫يرسل نبضات من األلم نف كل خطوة يمشيها‪ ،‬وكان ي ر‬
‫ي‬ ‫َّ‬
‫أحد به‪ .‬ودفع األبواب ليفتحها بيده السليمة‪.‬‬ ‫احتك أي ٍ‬
‫ً‬
‫الت تألألت ن يف‬‫ي‬
‫وهادئا‪ ،‬ومضاء فقط بالشموع ر‬ ‫ا‬ ‫ً‬
‫معتم‬ ‫السپت‬ ‫كان‬ ‫الداخل‪،‬‬ ‫ف‬
‫ي‬
‫ن‬
‫أكي من غيه‪ ،‬كما كان متوقعاً‬ ‫ٌ‬
‫شموع ر‬ ‫‪.‬‬
‫مذابح السبعة كان لدى المحارب‬
‫خالل دورة مباريات‪ ،‬العديد من الفرسان يأتون هنا ليصلون من أجل القوة‬
‫اليال‪ ،‬كان مذبح الغريب‬ ‫والشجاعة قبل أن يغامروا بدخولهم مضامي ن ن‬
‫مكتنفا بالظالل‪ ،‬ولم يكن لديه إل شمعة ر‬ ‫ً‬
‫محيقة واحدة‪ ،‬األم واألب كالهما‬
‫كان لديهما عدة دستات من الشموع‪ ،‬والحداد والعذراء أقل‪ ،‬وتحت‬
‫خافضا رأسه ويصىل ً‬
‫طالبا‬ ‫ً‬ ‫ويل‬ ‫بي‬‫مصباح العجوز الساطع ركع اللورد أميوز ر‬
‫ي‬
‫الحكمة‪.‬‬
‫حت تحرك رجالن‬ ‫ولكنه لم يكن وحده‪ .‬لم يكد دانك أن يتوجه إليه ر‬
‫مسلحان ليقطعا طريقه‪ ،‬وكانت وجوههم صارمة تحت خوذهم القصية‪،‬‬
‫ن‬
‫باألخرص واألبيض واألصفر‬ ‫دروعا تحت معاطف مخططة‬ ‫ً‬ ‫كالهما ارتدى‬

‫‪118‬‬
‫المموج الذي يمثل الشعار الخاص بآل ربيويل‪ ،‬وقال أحدهم «توقف أيها يا‬
‫سيدي‪ ،‬ليس لديك شأن هنا»‪.‬‬
‫ن‬
‫سيجدب»‪.‬‬ ‫«بل لديه‪ ،‬لقد حذرتكم من أنه‬
‫ي‬
‫كان هذا صوت ايغ‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫عندما خرج من تحت ظالل األب ورأسه المحلوق يلمع تحت ضوء‬
‫يبك‬ ‫للصت‪ ،‬ليمسكه ويرفعه إّل أعىل وهو‬ ‫الشموع‪ ،‬كاد دانك أن يهرع‬
‫يى‬ ‫ر‬ ‫ن‬ ‫ي‬
‫بي ذراعيه‪ .‬ولكن ر‬
‫فرحا‪ ،‬ويحطمه ن‬‫ً‬
‫سء ما يف نية ايغ جعله ييدد‪ .‬وفكر‪:‬‬
‫ي‬ ‫ً‬
‫خائفا‪ ،‬لم أره قط وهو يبدو ً‬ ‫غاضبا ر‬
‫ً‬
‫صارما هكذا‪ ،‬واللورد‬ ‫أكي من كونه‬ ‫يبدو‬
‫سء غريب هنا‪.‬‬ ‫ربيويل عىل ركبتيه‪ ،‬هنالك ر‬
‫ن‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ر‬
‫وحت يف ضوء الشموع‬ ‫دفع اللورد بيويل نفسه ليقف عىل قدميه مجددا‪ ،‬ر‬
‫ورطبا‪ ،‬وقال لحرسه «دعوه يمر»‪ .‬وعندما‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫شاحبا‬ ‫الباهت‪ ،‬بدا جلده‬
‫للصت‪ ،‬لقد عرفت والده‬ ‫بالقياب «لم أسبب أي أذى‬ ‫ر‬ ‫تراجعوا اومأ لدانك‬
‫ي‬ ‫ً‬
‫سء من‬ ‫جيدا عندما كنت يد الملك‪ ،‬يجب أن يعلم األمي مايكار بأن ل ر‬
‫ي‬
‫تخطيىط»‪.‬‬
‫ي‬ ‫هذا كان من‬
‫ى‬
‫ووعده دانك «سوف يعلم»‪ .‬وفكر‪ :‬ما الذي يحدث هنا؟‬
‫«پيك‪ ،‬لقد كان كل هذا من صنعه‪ ،‬أقسم عىل هذا بالسبعة»‪ .‬ووضع اللورد‬
‫تقتلت لو كنت ً‬ ‫ن‬ ‫ً‬ ‫ر‬
‫كاذبا‪ ،‬لقد‬ ‫ي‬ ‫أن‬ ‫اآللهة‬ ‫«عش‬ ‫المذبح‬ ‫عىل‬ ‫واحدة‬ ‫ا‬‫يد‬ ‫ويل‬ ‫بي‬
‫ن‬
‫عىل أن أستبعده‪ ،‬وأحرص هذا‬ ‫ن‬
‫عىل أن أدعو‪ ،‬ومن يجب ي‬ ‫أخي يب من يجب ي‬
‫جزءا من أي خيانة‪ ،‬يجب أن‬ ‫الصت المدىع هنا‪ ،‬لم أرغب قط بأن أكون ً‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫حثت عىل ذلك‪ ،‬لن أنكر هذا‪ ،‬إنه زوج ابنتر‬ ‫تصدقت‪ .‬ولكن توم هيدل ن‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ر ي‬
‫ً‬ ‫ن‬
‫ابنت الكيى‪ ،‬ولكن يت لن أكذب‪ ،‬لقد كان جزءا من هذا»‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ن‬
‫الميوج من ي‬

‫‪120‬‬
‫قال ايغ «إنه نصيك‪ ،‬ولو كان له يد نف ذلك فأنت لك ً‬
‫أيضا»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ً ي‬ ‫أراد دانك أن يرصخ فيه‪َ :‬‬
‫ابق صامتا‪ ،‬لسانك المفلوت هذا سيقتلنا كلينا‪.‬‬
‫حاميت»‪.‬‬ ‫ر‬ ‫يقود‬ ‫هيدل‬ ‫تفهم‪،‬‬ ‫ل‬ ‫أنت‬ ‫سيدي‪،‬‬ ‫«يا‬ ‫ا‬ ‫ً‬
‫مفزوع‬ ‫ولكن ربيويل بدا‬
‫ي‬
‫حراس أوفياء»‪.‬‬ ‫ُ‬
‫بعض َّ‬ ‫وقال ايغ «يجب أن يكون لديك‬
‫ً‬
‫وقال اللورد ربيويل «هؤلء الرجال هنا‪ ،‬وغيهم القليل‪ ،‬لقد كنت متهاونا‪،‬‬
‫ً‬ ‫أعي ُ‬
‫ر‬
‫ف بهذا‪ ،‬ولكن ن يت لم أكن خائنا قط‪ ،‬أنا وفراي أضمرنا الشكوك حول‬
‫ى‬
‫مدىع اللورد پيك منذ البداية‪ ،‬إنه ل يحمل السيف! لو كان ابن أبيه لسلحه‬ ‫ي‬
‫‪..‬‬ ‫ن‬
‫الفولذ األليم ببالكفاير وأعطاه له‪ ،‬وكل هذا الحديث عن تني جنون‪،‬‬
‫بكمه «واآلن‬ ‫حرصة اللورد العرق من عىل وجهه ّ‬ ‫جنون وحماقة»‪ .‬مسح ن‬
‫‪121‬‬
‫الت حصل جدي عليها من الملك بنفسه‬ ‫التني ر‬
‫ن‬ ‫أخذوا البيضة‪ ،‬بيضة‬
‫كمكافأة بعد خدمته المخلصة‪ ،‬لكنها كانت نف مكانها عندما استيقظت فن‬ ‫ي‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫وحرس يقسمون بأنه ل أحد دخل أو خرج من الغرفة‪ ،‬من الممكن‬ ‫ي‬ ‫الصباح‪،‬‬
‫أن اللورد پيك قد رشاهم‪ ،‬ولكن ن يت ل أستطيع الجزم‪ ،‬إل أن البيضة اختفت‪،‬‬
‫ل ُب َّد أنها لديهم أو‪.»...‬‬
‫ً‬ ‫ى‬
‫ويسيوس‪ ،‬فإن‬ ‫ر‬ ‫مجددا ن يف‬ ‫خ‬ ‫ي‬ ‫تني‬‫التني فقس‪ .‬إذا ظهر ن‬ ‫ن‬ ‫أن‬ ‫أو‬ ‫‪:‬‬ ‫دانك‬ ‫ر‬ ‫وفك‬
‫النبالء والعامة عىل حد سوا سيحتشدون إّل أي أمي يستطيع الحصول‬
‫افف‪ ،‬إذا لم تكن‬ ‫عليه‪ ،‬وقال دانك «يا سيدي‪ ،‬أرغب بكلمة مع‪ ..‬مع مر ر‬
‫ي‬
‫تمانع»‪.‬‬
‫مجددا‪ .‬سحب‬ ‫ً‬ ‫ليصىل‬ ‫كع‬ ‫ور‬ ‫‪.‬‬‫»‬‫سيدي‬ ‫يا‬ ‫تريد‬ ‫«كما‬ ‫ويل‬ ‫بي‬‫وقال اللورد ر‬
‫ً‬ ‫ي‬
‫جانبا وجلس عىل ركبة واحدة ليتحدث معه وجها لوجه «سوف‬ ‫دانك ايغ ً‬
‫ر‬
‫المتبف‬ ‫ن‬
‫وستقىص‬ ‫أصفعك عىل أذنك صفعة تجعل رأسك يستدير للخلف‪،‬‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫من حياتك تبحث عن أين كنت»‪.‬‬
‫ى‬
‫«نعم‪ ،‬يجب عليك فعلها»‪ .‬تحىل ايغ بكياسة جعلته يخجل عىل األقل «أنا‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫ك أستطيع‬ ‫ي‬ ‫‪:‬‬ ‫دانك‬ ‫ر‬ ‫وفك‬ ‫‪.‬‬‫لوالدي»‬ ‫ا‬ ‫غداف‬ ‫آسف‪ ،‬لم أكن أنوي إل أن أرسل‬
‫الصت حسنة‪ .‬وألف دانك نظرة شيعة عىل المكان‬ ‫ر‬ ‫نية‬ ‫كانت‬ ‫‪،‬‬ ‫ا‬ ‫أن رأبف ً‬
‫فارس‬
‫ي‬
‫يصىل فيه ربيويل‪ .‬وقال «ماذا فعلت به؟»‪.‬‬ ‫ي‬ ‫الذي‬
‫«لقد أخفته يا سيدي»‪.‬‬
‫ينقىص‬‫«نعم‪ ،‬أستطيع رؤية هذا‪ ،‬سيكون لديه قشور نف ُركبتيه قبل أن ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الليل»‪.‬‬
‫ر‬
‫المايسي إليهم‬ ‫أحرص ن يب‬ ‫«لم أكن أعرف ما الذي يمكن أن أفعله غي هذا‪ .‬ن‬
‫بمجرد أن رأى خاتم والدي»‪.‬‬
‫«إليهم؟»‪.‬‬
‫أيضا‪ ،‬كان الجميع‬ ‫«اللورد ربيويل واللورد فراي‪ ،‬كان هنالك بعض الحرس ً‬
‫ن‬
‫التني»‪.‬‬ ‫عجا‪ ،‬فقد شق أحدهم بيضة‬ ‫مي ً‬ ‫نن‬
‫«ليس أنت كما آمل؟»‪.‬‬
‫ر‬
‫المايسي‬ ‫أنت ن يف ورطة عندما أرى‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫أسه «كال يا سيدي‪ ،‬علمت ي‬ ‫ونف ايغ بر‬
‫أنت شقتها‪ ،‬ولكن ن يت لم أعتقد‬ ‫خاتم للورد ربيويل‪ ،‬كنت أفكر بأن أقول ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الت تحدث فيها يأب عن‬ ‫ر‬ ‫‪.‬‬ ‫ن‬
‫ُ‬ ‫سيصدقونت حينها تذكرت المرة الوحيدة ي‬ ‫ي‬ ‫بأنهم‬
‫الدام‪ ،‬عن كيف أنه من األفضل أن تخيفهم بدَل‬ ‫سء قاله اللورد الغراب‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫من أن يخيفونك‪ ،‬لذلك قلت لهم بأن يأب أرسلنا إّل هنا ل يك نتجسس له‪،‬‬

‫‪122‬‬
‫وأنه نف طريقه إّل هنا مع جيش‪ ،‬وأنه من األفضل عىل ن‬
‫حرصة اللورد بأن‬ ‫ي‬
‫اخ ويتخىل عن هذه الخيانة أو سيكلفه هذا رأسه»‪.‬‬
‫يطلق ش ي‬
‫وابتسم ابتسامة خجلة «وقد نجح هذا أفضل مما توقعت يا سيدي»‪.‬‬

‫‪123‬‬
‫ترص أسنانه‪ .‬كان من‬‫حت ُ َّ‬‫أراد دانك أن ُيمسك الصت من كتفيه ويرجه ر‬
‫ي‬
‫الممكن أن يرصخ فيه‪ :‬هذه ليست لعبة‪ ،‬هذه مسألة حياة أو موت «هل‬
‫سمع اللورد فراي كل هذا ً‬
‫أيضا؟»‪.‬‬
‫وتمت للورد ربيويل السعادة ن يف زواجه وأعلن بأنه سيعود إّل‬
‫ن‬ ‫«نعم‪،‬‬
‫حرصة اللورد إّل هنا‬ ‫أحرصنا ن‬
‫التوأمتي) عىل الفور‪ ،‬كان ذلك عندما ن‬
‫ن‬ ‫(‬
‫لنصىل»‪.‬‬
‫ى ي‬
‫ر‬
‫فكر دانك فراي يستطيع الهرب‪ ،‬ولكن بيويل ل يملك هذا الختيار‪،‬‬‫‪:‬‬
‫مجء األمي مايكار مع‬
‫وعاجًل أو آجًل سيبدأ بالتساؤل نعن سبب عدم ي‬
‫جيشه «إذا علم اللورد پيك بأنك يف القلعة—»‪.‬‬
‫ُ‬
‫فتحت أبواب السپت الخارجية بقوة شديدة‪ ،‬والتفت دانك ليى توم‬
‫ً‬
‫غاضبا وهو يرتدي الدرع والصفائح المعدنية‪،‬‬ ‫هيدل األسود يحملق‬
‫تقطر من معطفه المغمور بالماء لتسقط عند قدميه‪.‬‬ ‫وقطرات المطر ُ‬
‫ن‬
‫مسلحي بال ِحراب والفؤوس‪،‬‬ ‫ن‬
‫المسلحي معه‪،‬‬ ‫ووقفت دستة من الرجال‬
‫َ‬ ‫َ‬
‫وأبيض عي السماء خلفهم‪ ،‬ونقش ظالَل مؤقتة عي‬ ‫ولمع اليق أزرق‬
‫ى‬ ‫ُ‬ ‫األرضية ذات الحجارة الشاحبة‪ّ .‬‬
‫وهبت الري ح المبللة وجعلت جميع‬
‫الشموع ن يف السپت ترقص‪.‬‬
‫كل ما سمح الوقت لدانك بالتفكي به هو‪ :‬أوه‪ ،‬بحق الجحائم السبع‬
‫الصت‪ ،‬خذوه»‪.‬‬
‫ي‬ ‫اللعينة‪ .‬قبل أن يقول هيدل «ها هو‬
‫نهض اللورد ربيويل عىل قدميه «كال‪ ،‬توقف‪ ،‬لن يعتدي أحد عىل هذا‬
‫الصت‪ .‬تومارد‪ ،‬ما المغزى من كل هذا؟»‪.‬‬
‫ي‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫التوى وجه هيدل بازدراء «ليس جميعنا يرسي الحليب يف عروقنا يا حرصة‬
‫الصت»‪.‬‬
‫ي‬ ‫اللورد‪ ،‬سوف آخذ‬
‫«أنت ل تفهم»‪ .‬تحول صوت ربيويل إّل رعشة قصية ومرتفعة «لقد‬
‫انته أمرنا‪ ،‬اللورد فراي رحل‪ ،‬وآخرون سيتبعونه‪ ،‬واألمي مايكار ر‬
‫سيأب‬
‫ي‬
‫ومعه جيش»‪.‬‬
‫الصت كرهينة»‪.‬‬ ‫ي‬ ‫«كل هذه أسباب تدعو ألخذ‬
‫ّ‬ ‫ر‬
‫دور مع اللورد پيك ومدعيه‪ ،‬أنا‬ ‫قال اللورد بيويل «كال‪ ،‬كال‪ .‬ل أرغب بأي ٍ‬
‫لن أقاتل»‪.‬‬

‫‪124‬‬
‫ود إّل سيده وقال «جبان»‪ .‬وبصق «قل ما تريده‪،‬‬ ‫نظر توم هيدل بي ٍ‬
‫ن‬ ‫ٌ‬
‫فىص ألول رجل‬‫سوف تقاتل أو تموت يا سيدي»‪ .‬وأشار إّل ايغ «أيل ي‬
‫يسيل دمه»‪.‬‬
‫ن‬
‫الشخصيي «أوقفوهم‪ ،‬هل‬ ‫«كال‪ ،‬كال»‪ .‬والتفت ربيويل إليه حرسه‬
‫تسمعونت؟ أنا آمركم‪ ،‬أوقفوهم»‪ .‬ولكن جميع الحرس توقفوا ن يف حية من‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫أمرهم‪ ،‬ول يعلمون من يجب أن يطيعون‪.‬‬
‫ً‬
‫بنفش إذا؟» واستل توم األسود سيفه‪.‬‬ ‫ي‬ ‫عىل أن أفعلها‬
‫«هل يجب ي‬
‫اب يا ايغ»‪.‬‬
‫ي‬ ‫فعل دانك المثل وقال «ابق ور‬
‫وصاح ربيويل «اتركا اسلحتكما‪ ،‬كليكما! لن أسمح بإراقة الدماء ن يف السپت!‬ ‫ّ‬
‫سي تومارد‪ ،‬هذا الرجل هو درع األمي المقسم‪ ،‬سوف يقتلك!»‪« .‬فقط إذا‬
‫عىل»‪ .‬وأظهر توم األسود أسنانه بابتسامة عريضة «لقد رأيته وهو‬ ‫سقط ي‬
‫يحاول أن يبارز بالرمح»‪.‬‬
‫ّ‬
‫وحذره دانك «أنا أفضل بالسيف»‪ .‬وأجاب هيدل بضحكة ساخرة‪،‬‬
‫وانطلق‪.‬‬

‫‪125‬‬
126
‫ودفع دانك ايغ خلفه بقوة والتف ليتصدى لفولذه‪ .‬وأوقف ن‬
‫الرصبة األوّل‬
‫اهياز سيف توم األسود وهو يهوي عىل ترسه والجرح‬ ‫بشكل جيد‪ ،‬ولكن ر ن‬
‫المضمد خلفه أرسل نبضة من األلم تكرس ذراعه‪ .‬وحاول أن يقطع رأس‬
‫ً‬
‫بعيدا عنها وعاد ن‬ ‫هيدل ًّ‬
‫يرصب وي هاجم‬ ‫ردا عليه‪ ،‬ولكن توم األسود تراجع‬
‫مجددا‪ ،‬استطاع دانك بالكاد أن يجهز ترسه ن يف الوقت المناسب‪ ،‬وتطايرت‬ ‫ً‬
‫شظايا خشب الصنوبر وضحك هيدل‪ ،‬وضغط ن يف هجومه‪ ،‬أسفل وأعىل‬
‫تلف دانك كل نضبة عىل ترسه‪ ،‬ولكن كل نضبة كانت عبارة‬ ‫ً‬
‫مجددا‪ ،‬ر‬ ‫وأسفل‬
‫ً‬
‫مستسلما للهجوم‪.‬‬ ‫عن ألم فظيع‪ ،‬ووجد دانك نفسه‬
‫وسمع ايغ يصيح «نل منه يا سيدي‪ ،‬نل منه‪ ،‬نل منه‪ ،‬إنه هنا»‪ .‬كان طعم‬
‫ً‬
‫مجددا‪ ،‬وغمرته‬ ‫الدم ن يف فم دانك‪ ،‬واألسوأ من ذلك أن جرحه قد انفتح‬
‫موجة من الدوار‪ .‬كان فولذ توم األسود يحول ترس الطائرة الورقية الطويل‬
‫ً‬
‫جيدا‪ ،‬أو ن‬ ‫ن‬ ‫إّل شظايا‪ ،‬وفكر دانك‪:‬‬
‫أنت هالك‬
‫ي‬ ‫فليحمت البلوط والحديد‬
‫ي‬
‫وذاهب إّل الجحيم‪ .‬قبل أن يتذكر بأن ترسه مصنوع من خشب الصنوبر‪.‬‬
‫تعي عىل ركبة واحدة وأدرك بأنه ل يملك‬ ‫اقيب ظهره من المذبح‪ ،‬ر‬ ‫عندما ر‬
‫ً‬
‫شيئا ليفعله‪.‬‬

‫‪127‬‬
‫الت ن يف عينيك أيها‬
‫ر‬ ‫ً‬
‫وقال توم األسود «أنت لست فارسا‪ .‬أهذه دموع ي‬
‫األحمق؟»‪.‬‬

‫وضب ربيسه أوَل عىل‬


‫وفكر دانك‪ :‬دموع األلم‪ .‬نهض دانك من عىل ركبته ن‬
‫خصمه‪.‬‬

‫‪128‬‬
‫تعي توم األسود إّل الخلف‪ ،‬ولكن بطريقة ما استطاع الحفاظ عىل ثباته‪،‬‬ ‫ر‬
‫يرصبه ربيسه مر ًارا وتكر ًارا‪ ،‬واستخدم حجمه وقوته‬ ‫ّ‬
‫انقض دانك عليه‪ ،‬ن‬ ‫و‬
‫ً‬
‫ليهاجم هيدل بينما قطعا نصف السپت‪ ،‬ورم ترسه بعيدا وطعن بسيفه‬
‫الطويل‪ ،‬وضخ هيدل بينما كان الفولذ يمر خالل الصوف والعضالت‬
‫عميقا داخل فخذه‪ .‬وهوى بسيفه بعنف‪ ،‬ولكن ن‬ ‫ً‬
‫الرصبة كانت يائسة‬
‫الرصبة مرة أخرى ووضع حمله كله ن يف‬ ‫وخرقاء‪ ،‬وترك دانك ترسه ر‬
‫يتلف ن‬
‫اإلجابة‪.‬‬

‫َّ‬
‫ترنح توم األسود خطوة إّل الوراء وحدق برعب إّل زنده وهو يتدّل عىل‬
‫ً‬
‫لهثا «أنت‪ .‬أنت‪ ،‬أنت‪.»...‬‬ ‫األرض تحت مذبح الغريب‪ .‬وقال‬
‫«لقد أخيتك»‪ .‬وطعنه دانك داخل حنجرته «أنا أفضل بالسيف»‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫المسلحي عائدين إّل المطر بينما تدفقت بركة من‬ ‫ن‬ ‫فر اثنان من الرجال‬ ‫ّ‬
‫ّ‬
‫ميددين‪ُ ،‬يلقون‬ ‫جثة توم األسود‪ .‬وأمسك اآلخرون حرابهم بقوة ر‬
‫ٍ‬ ‫ِ‬ ‫الدم من‬
‫ات مرتابة عىل دانك بينما انتظروا سيدهم يتحدث‪.‬‬ ‫نظر ٍ‬
‫َ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ر‬
‫استطاع بيويل ً‬
‫أخيا أن يقول «هذا‪ ...‬كان هذا ترصفا سيئا»‪ .‬والتفت إّل‬
‫ِّ‬ ‫دانك وايغ «يجب أن نرحل من ُ‬
‫(الجدران البيضاء) قبل أن يبلغ هذان‬
‫أكي مما‬‫بي الضيوف ر‬ ‫الثنان چورمون پيك بما حدث هنا‪ .‬إن لديه أصدقاء ن‬
‫الشماّل‪ ،‬سنغادر من هنالك دون أن يرانا‬ ‫ي‬ ‫لدي‪ .‬البوابة الخلفية ن يف الجدار‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫أحد‪ ...‬هلما‪ ،‬يجب أن نرسع»‪.‬‬
‫دس دانك سيفه نف غمده «ايغ‪ ،‬اذهب مع اللورد ربيويل»‪ .‬ووضع ذر ً‬
‫اعا‬ ‫ّ‬
‫ِ‬ ‫ي‬
‫ّ ّ‬ ‫وخفض صوته «ل َ‬ ‫َ‬
‫ىع الحاجة‪ .‬إرخ‬ ‫ي‬ ‫تد‬ ‫ا‬ ‫مم‬ ‫أطول‬ ‫معه‬ ‫تبق‬ ‫الصت‬
‫ي‬ ‫حول‬
‫ً‬
‫مجددا‪ .‬اذهب إّل‬ ‫حرصة اللورد ولءه‬‫َعنان (مطر) واهرب قبل أن يغي ن‬
‫(بركة العذارى)‪ ،‬إنها أقرب من (كينجزلندينج)»‪.‬‬
‫«وماذا عنك يا سيدي؟»‪.‬‬
‫عليك يب»‪.‬‬ ‫َ‬
‫«ل‬
‫ّ‬
‫«إن ن يت مرافقك»‪.‬‬
‫ستنال صفعة جيدة عىل‬ ‫ُ‬ ‫وقال دانك «نعم‪ .‬وسوف تفعل كما أقول لك وإل‬
‫األذن»‪.‬‬

‫‪130‬‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬
‫غادرت مجموعة من الرجال القاعة الكيى‪ ،‬وتوقفوا رفية كافية ليضعوا‬
‫خالل المطر‪ .‬كان الثور‬
‫بالخروج ُ‬ ‫قلنسواتهم فوق رؤوسهم قبل أن يغامروا‬
‫ً‬
‫العجوز من بينهم‪ ،‬واللورد كازويل الهزيل‪ ،‬سكرانا مرة أخرى‪ .‬كالهما تجاهال‬
‫ّ‬
‫دانك ومضيا ن يف طريقهما‪ .‬منحه السي مورتيمور بوجز نظرة فضولية‪ ،‬ولكنه‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫فضل أل يتحدث إليه‪ .‬ولكن أوثور أندرليف لم يكن خجوَل‪ ،‬وقال بينما كان‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫متأخرا يا سيدي‪ .‬وأراك تحمل سيفا‬ ‫يرتدي قفازاته «لقد جئت إّل الوليمة‬
‫ً‬
‫مجددا»‪.‬‬

‫‪131‬‬
‫همك»‪ .‬كان دانك قد‬ ‫تحصل عىل فديتك له إذا كان هذا كل ما ُي ّ‬ ‫«سوف ُ‬
‫المهيئ نف مكانه‪ ،‬وجعل معطفه يتدّل عىل ذراعه ُ‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫المصابة‬ ‫ي‬ ‫رسه‬ ‫ت‬ ‫ترك‬
‫جثت»‪.‬‬‫ر‬ ‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ُ ن‬
‫إذب بأن تنهب ي‬ ‫خف الدم «إل إذا ِمت‪ .‬حينها لك ي‬ ‫لي ي‬
‫أشمها أم أنها مجرد غباء؟ ِكال‬ ‫الت ّ‬ ‫ر‬ ‫َ‬
‫«أه البسالة ي‬ ‫وضحك السي أوثور ي‬
‫عرض يا سيدي»‪.‬‬ ‫متأخرا لتقبل ن‬ ‫ً‬ ‫سواء عىل ما أذكر‪ .‬الوقت ليس‬ ‫ٌ‬ ‫ائحتي‬‫ن‬ ‫الر‬
‫ي‬ ‫ر‬ ‫ّ‬
‫متأخر أكي مما تعتقد»‪ .‬ولم ينتظر من أندرليف أن‬ ‫ٌ‬ ‫وحذره دانك «بل إنه‬
‫لفتي‪ .‬كانت القاعة‬ ‫الض ن‬ ‫يجيب‪ ،‬وبدَل من ذلك تجاوزه داخًل من الباب ذو َّ‬
‫الرسفة ن يف‬ ‫المبتل‪ .‬وعىل ر‬ ‫ّ‬ ‫معبقة بروائح المزر والدخان والصوف‬ ‫الكيى ّ‬
‫وتردد الضحك من الموائد‬ ‫الموسيقيي بخفوت‪ّ .‬‬ ‫ّ ن‬ ‫بعض من‬ ‫ٌ‬ ‫عزف‬ ‫األعىل َ‬
‫ٍ‬
‫اب مع السي لوكاس‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫العالية‪ ،‬حيث كان السي كي يب پيم يلعب لعبة ش ٍ‬
‫بلهجة‬
‫ٍ‬ ‫نايالند‪ .‬وعىل المنصة‪ ،‬كان اللورد پيك يتحدث مع اللورد كوستاين‬
‫عروس أميوز ربيويل الجديدة لوحدها ن يف مقعدها‬ ‫ُ‬ ‫جادة‪ ،‬بينما جلست‬ ‫ّ‬
‫وف األسفل تحت الملح‪ ،‬وجد دانك السي كايل ُيغرق همومه ِبمزر‬ ‫العاّل‪ .‬ن‬
‫رّ‬ ‫ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫بيخنة ثخينة من الطعام الذي تبف من‬ ‫اللورد بيويل‪ .‬كان صحنه مليئا‬ ‫ر‬
‫ٍ‬
‫طعام كهذا ن يف‬ ‫ٍ‬ ‫البت‪ ،‬هكذا كانوا ُيطلقون عىل‬ ‫ي‬
‫عاء من ن‬ ‫الت قبلها‪ .‬و ٌ‬
‫ي‬
‫الليلة ر‬
‫واضحا أن السي كايل ل ُيطيقه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫محال أكل (كينجزلندينج)‪ .‬وكان‬ ‫ّ‬
‫مس‪ ،‬ولمعت طبقة رقيقة من الدهن‬ ‫أكي برودة عندما لم ُت ّ‬ ‫أصبحت اليخنة ر‬
‫البت‪.‬‬ ‫فوق ن‬
‫ّ‬ ‫ي‬
‫الدكة ليجلس بجانبه «سي كايل»‪.‬‬ ‫انسل دانك فوق‬ ‫ّ‬
‫المزر؟»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫تمايل السي كايل «سي دانكن‪ .‬هل ر‬
‫سترسب بعضا من ِ‬
‫س ٍء يحتاجه‪.‬‬ ‫ُ ر‬ ‫«كال»‪ .‬كان ِ‬
‫المزر هو آخر ي‬
‫سامحت‪ ،‬ولكنك تبدو—»‬ ‫ن‬ ‫بخي يا سيدي؟‬ ‫«هل أنت‬
‫ي‬ ‫ٍ‬ ‫ى‬
‫أشعر به «ما الذي فعلوه بجليندون بول؟»‪.‬‬ ‫أفضل مما ُ‬ ‫َ‬ ‫وفكر‪— :‬‬
‫عاهرة أم ل‪ ،‬لم‬ ‫«ابن‬‫وهز السي كايل رأسه ُ‬ ‫«لقد أخذوه إّل الزنازين»‪ّ .‬‬
‫ٍ‬ ‫ً‬
‫انطباعا بأنه سارق»‪.‬‬ ‫الصت‬ ‫عطت‬ ‫ُي ن‬
‫ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ّ‬
‫«إنه ليس سارقا»‪.‬‬
‫اعك‪ ...‬كيف‪.»...‬‬ ‫وحدق السي كايل به «ذر ُ‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫عابسا‪ .‬لقد نج اليوم من‬ ‫ً‬ ‫«بسبب خنجر»‪ .‬التفت دانك ليواجه المنصة‬
‫ى‬ ‫ّ‬
‫الموت مرتان‪ ،‬وكان يعلم أن ُمعظم الرجال سيكتفون بهذا‪ ،‬وفكر‪ :‬دانك‬
‫ٌ‬
‫بليد كجدار قلعة‪ .‬نهض عىل قدميه وصاح «جاللة الملك»‪.‬‬ ‫األخرق‪،‬‬

‫‪132‬‬
‫بعض الرجال عىل الدكك القريبة مالعقهم وأقفوا محادثاتهم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫وضع‬
‫والتفتوا لينظروا إليه‪.‬‬
‫‪ّ .‬‬ ‫ً‬
‫بصوت أعىل «جاللة الملك» وتقدم دانك بخىط‬ ‫ٍ‬ ‫مجددا‬ ‫وقال دانك‬
‫يمش فوق سجادة مايرية «دايمون»‪.‬‬ ‫واسعة متجها إّل المنصة‪ ،‬ر‬ ‫ً‬
‫َ‬ ‫ي‬
‫التفت الرجل‬ ‫صف من ن يف القاعة‪ .‬وعىل المائدة العالية‪،‬‬ ‫واآلن صمت ن ُ‬
‫ِ‬
‫ر‬ ‫ُ‬
‫كمنجيا ليبتسم له‪ .‬رأى دانك أنه ارتدى سية‬ ‫ً‬ ‫ُالذي أطلق عىل نفسه‬
‫ى‬
‫أرجوانية من أجل الوليمة‪ ،‬وفكر‪ :‬أرجوانية ُلتيز لون عينيه «سي دانكن‪.‬‬
‫مت؟»‪.‬‬ ‫مرسور لوجودك معنا‪ ،‬ما الذي تريده ن‬ ‫ٌ‬ ‫إنت‬ ‫ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫وقال دانك «العدالة‪ ،‬لجليندون بول»‪.‬‬
‫تردد صدى السم من عىل الجدران‪ ،‬ولنصف نبضة قلب كان وكأنما ّ‬
‫تحول‬ ‫ّ‬
‫وطفل ن يف القاعة إّل حجارة‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫رجل وامرأة‬ ‫كل ٍ‬
‫ُ‬
‫نضب اللورد كوستاين بقبضته عىل طاولة بعد ذلك وضخ «إنه الموت ما‬
‫ٌ‬ ‫يستحقه‪ ،‬وليس العدالة»‪ّ .‬‬
‫وكررت دستة أخرى من األصوات رأيه‪ .‬وأعلن‬
‫نغل المولد‪ ،‬وكل النغول سارقون‪ ،‬أو قد يكونون‬ ‫السي هاربيت پيج «إنه ُ‬
‫الد ُم هو ما سيحكم»‪.‬‬ ‫‪َّ .‬‬
‫أسوأ‬
‫ى‬ ‫ً‬
‫لوحدي هنا‪ .‬ولكن حينها نهض‬ ‫ِ‬ ‫ولوهلة كان دانك فاقدا لألمل‪ ،‬وفكر‪ :‬أنا‬ ‫ٍ‬
‫ُ‬
‫الصت نغًل أيها‬ ‫قدميه وهو يتمايل قليًل «قد يكون َّ ُ ي‬ ‫القط عىل‬ ‫السي كايل ِ‬
‫َّ‬ ‫ُ ُ‬
‫السادة‪ ،‬ولكنه نغل الكرة النارية‪ .‬وكما قال السي هاربيت‪ ،‬الدم هو ما‬
‫ُ‬ ‫سيحكم»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫أكي نّ‬ ‫قدر الكرة النارية ر‬ ‫ُ ّ‬ ‫َ‬
‫مت‪ .‬لن أصدق أن هذا‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫أحد‬ ‫«ل‬ ‫وقال‬ ‫يمون‬ ‫ا‬ ‫د‬ ‫س‬ ‫عب‬
‫رجال صالحين‬ ‫ني وقتل ثالثة‬ ‫الزائف من نطفته‪ .‬لقد شق بيضة الت ن‬ ‫الفارس َّ‬
‫ٍ‬
‫وهو يفعل ِفعلته»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫رجال قد قتلوا‬ ‫ٍ‬ ‫ثالثة‬ ‫كان‬ ‫إذا‬ ‫‪.‬‬‫ا‬ ‫أحد‬ ‫ل‬ ‫يقت‬ ‫ولم‬ ‫ا‬ ‫شيئ‬ ‫يرسق‬ ‫لم‬ ‫ه‬‫«إن‬ ‫وأض دانك‬
‫علم أن السي‬ ‫بقدر‬ ‫تعلم‬ ‫لتك‬ ‫جال‬ ‫‪.‬‬‫آخر‬ ‫مكان‬ ‫ف‬ ‫فابحث عن قاتلهم ن‬
‫ي‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ي‬
‫جليندون كان ن يف الساحة طوال اليوم‪ ،‬يركب نزاَل بعد اآلخر»‪.‬‬
‫واعيف دايمون «نعم‪ .‬كنت أتساءل عن هذا بنفش‪ .‬ولكن بيضة الت ن‬
‫ني‬ ‫ر‬
‫ي‬
‫بي أشياءه»‪.‬‬ ‫ُوجدت ن‬
‫ه اآلن؟»‪.‬‬ ‫ً‬
‫ي‬ ‫وأين‬ ‫ا؟‬ ‫«حق‬
‫ٌ‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ً‬
‫نهض اللورد چورمون پيك مهيبا بعيني باردتي «إنها بأمان‪ ،‬ومحروسة‬
‫همك هذا أيها الفارس؟»‪.‬‬ ‫جيدا‪ .‬ول َم قد ُي ّ‬ ‫ً‬
‫ِ‬

‫‪133‬‬
‫سيدي‪ .‬فن‬ ‫«أحرصها إّل هنا‪ ،‬أود أن ُأ رلف نظرة أخرى عليها يا ّ‬ ‫ن‬ ‫وقال دانك‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫الليلة الماضية لم أرها إل للحظة قصية»‪.‬‬
‫رت أن هذا الفارس‬ ‫ضيق پيك عيناه وقال لدايمون «جاللة الملك‪ .‬تذك ُ‬ ‫ّ‬
‫وصل إّل (الجدران البيضاء) مع السي جليندون‪ ،‬دون دعوة‪ .‬قد‬ ‫َ‬ ‫المتجول‬
‫جزءا من هذا»‪.‬‬ ‫يكون ً‬
‫بي‬‫الت وجدها اللورد پيك ن‬ ‫ني ر‬ ‫تجاهل دانك هذا «جاللة الملك‪ ،‬بيضة الت ن‬
‫‪ُ .‬‬ ‫ي‬
‫يحرصها‬ ‫دعه ن‬ ‫كانت واحدة وضعها هو بنفسه هنالك‬
‫ر‬ ‫أشياء السي جليندون ُ‬
‫حجر مدهون»‪.‬‬ ‫يستطيع‪ ،‬أراهنك أنها ليست أكي من ن ٍ‬ ‫إّل هنا إذا كان‬
‫آن واحد‪ ،‬ونهض‬ ‫صوت بالحديث يف ٍ‬ ‫ٍ‬ ‫الفوض ن يف القاعة‪ ،‬وبدأ مئة‬ ‫ن‬ ‫اندلعت‬
‫ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ٌ‬
‫صغيا وتائها كما كان السي‬ ‫دستة من الفرسان عىل أقدامهم‪ .‬بدا دايمون‬
‫صديف؟»‪.‬‬ ‫ر‬ ‫ٌ‬ ‫ً‬
‫ُ ي‬ ‫يا‬ ‫ان‬ ‫تقريبا «هل أنت سكر‬ ‫جليندون عندما اتهم‬
‫ن‬ ‫ر‬ ‫وفكر‪ :‬ن‬ ‫ى‬
‫ولكنت لم‬‫ي‬ ‫الدم‪،‬‬ ‫بعض‬ ‫فقدت‬ ‫«لقد‬ ‫دانك‬ ‫ف‬‫واعي‬ ‫‪.‬‬ ‫كذلك‬ ‫كنت‬ ‫ليتت‬
‫ي‬
‫لما»‪.‬‬ ‫أفقد عقىل‪ .‬لقد اتهم السي جليندون ُظ ً‬
‫ن‬ ‫ي‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫وسأل دايمون يف حيٍة من أمره «لماذا؟ إذا كان بول لم يفعل أي ج ٍرم كما‬
‫حرصة اللورد بأنه فعل‪ ،‬وحاول أن ُيثبت ذلك‬ ‫ُترص أنت‪ِ ،‬فل َم قد يقول ن‬
‫بحجر مدهون؟»‪.‬‬ ‫ٍ‬
‫«ليبعده من طريقك لقد اشيى حرصة اللورد خصومك اآلخرين بالذهب‬ ‫ن‬ ‫ر‬ ‫‪.‬‬ ‫ُ‬
‫ُ‬
‫والوعود‪ ،‬ولكن بول لم يكن للبيع»‪.‬‬
‫صحيحا»‪.‬‬ ‫ً‬ ‫الكمنج «هذا ليس‬ ‫وتورد وجه‬ ‫ّ‬
‫ي‬
‫«بل هو صحيح‪ ،‬استدع السي جليندون واسأله بنفسك»‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ً‬
‫إئت بالنغل عىل الفور‪ ،‬واجلب بيضة‬ ‫پيك‪ِ ،‬‬ ‫«وهذا ما سأفعله تحديدا‪ .‬لورد‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ني ً‬ ‫الت ن‬
‫أيضا‪ ،‬أود أن أنظر إليها عن قرب»‪.‬‬
‫َّ‬ ‫ونظر چورمون پيك إّل دانك بمقت «جاللة الملك‪َّ ،‬‬
‫الص يت النغل‬ ‫ٍ‬
‫ر‬
‫بضع ساعات إضافية وسنحصل عىل العياف لك‪ ،‬ل أشك‬ ‫ُ‬ ‫ستجوب‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ُي‬
‫بهذا»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫ساعات‬
‫ٍ‬ ‫بضع‬ ‫َ‬
‫ستجوب‪.‬‬ ‫يعت بأنه ُيعذب بقوله ُي‬ ‫ن‬
‫وقال دانك «حرصة اللورد ي‬
‫ن‬
‫إضافية وسيع ريف السي جليندون بأنه قتل والد جاللتك ِوكال أخويك‬
‫أيضا»‪.‬‬ ‫ً‬
‫ٌ‬ ‫ً‬ ‫ً‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫تقريبا «كلمة إضافية واحدة وسأقتلع‬ ‫أحمرا‬ ‫«كف!»‪ .‬كان وجه اللورد پيك‬
‫لسانك من جذوره»‪.‬‬
‫وقال دانك «أنت تكذب‪ .‬هذه كلمتان»‪.‬‬

‫‪134‬‬
‫وكبلوه ن يف‬
‫تتحرس عىل كليهما‪ .‬خذوا هذا الرجل ّ‬‫ّ‬ ‫ووعد پيك «وسوف‬
‫الزنازين»‪.‬‬
‫ً‬
‫«كال»‪ .‬كان صوت دايمون هادئا عىل نحو خطي «أريد حقيقة هذا األمر‪.‬‬
‫واعيوا عىل السي جليندون ن يف‬ ‫سندرلند‪ ،‬ڤارويل‪ ،‬سمولوود‪ُ ،‬خذوا رجالكم ر‬
‫الزنازين‪ .‬وقدموه هنا عىل الفور‪ ،‬واحرصوا عىل أل يأتيه أذى‪ .‬وإذا حاول أي‬
‫رجل عرقلتكم أخيوه بأنكم تقومون بشؤون الملك»‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫وأجاب اللورد ڤارويل «كما تأمر»‪.‬‬
‫أب ليفعل‪ .‬السي جليندون يقف‬ ‫الكمنج «سأسوي المسألة كما كان ي‬
‫ي‬ ‫وقال‬
‫فارسا فإن له الحق بأن يدافع عن نفسه بقوة‬ ‫ائم ُمريعة‪ .‬وبصفته ً‬ ‫متهما بجر َ‬
‫ً‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫سالحه‪ .‬سوف أواجهه نف مضامي ن ن‬
‫تحكم بالذنب‬ ‫اليال‪ ،‬وأدع اآللهة‬ ‫ي‬
‫والياءة»‪.‬‬
‫ى‬
‫فكر دانك عندما طرح اثنان من رجال اللورد ڤارويل السي جليندون عا ًريا‬
‫مقدار أقل منه مما كان يملكه‬ ‫ٌ‬ ‫بطل أم ُدم عاهرة‪ ،‬لديه‬ ‫ٍ‬
‫عند قدميه‪ُ :‬‬
‫دم‬
‫سابقا‪.‬‬ ‫ً‬
‫ومتورما‪ ،‬والعديد من‬‫ً‬ ‫ً‬
‫مكدوما‬ ‫بوحشية‪ ،‬وكان وجهه‬ ‫ّ‬ ‫الصت قد نُضب‬ ‫ي‬ ‫كان‬
‫لحمه‬‫دما‪ ،‬وكان ُ‬ ‫مت ن ن‬
‫تي ً‬ ‫أسنانه كانت محطمة أو مفقودة‪ ،‬وكانت عينه ال ُي ن‬ ‫ّ‬
‫حرقوه بحدائد ساخنة‪.‬‬ ‫ومتشققا أعىل وأسفل صدره حيث ّ‬ ‫ً‬ ‫ً‬
‫أحمرا‬
‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ّ‬
‫«إنك ن‬
‫أمان اآلن‪ .‬ليس هنالك أحد هنا إل الفرسان‬ ‫ٍ‬ ‫ف‬
‫ي‬ ‫وهمس السي كايل‬
‫تعلم أننا ُمسالمون»‪ .‬كان دايمون قد أعطاهم‬ ‫المتجولون‪ ،‬واآللهة وحدها ُ‬
‫المايسي وأمرهم أن يضمدوا أي ُجروح قد ُي ن‬ ‫ر‬ ‫ُ‬
‫عاب السي جليندون منها‪،‬‬ ‫رف‬ ‫غ‬
‫ينن ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ً‬
‫جاهزا لدخول مضمار اليال‪ .‬نزعت ثالث‬ ‫وأن يحرصوا عىل أن يجعلوه‬
‫أظافر من يد بول اليرسى كما رأى دانك بينما كان يغسل الدم من عىل وجه‬
‫َ‬
‫سء «هل ُيمكنك أن تحمل‬ ‫ي‬
‫أكي من كل ر‬ ‫ويدي الصت‪ .‬وأقلقه هذا ر‬
‫ي‬
‫محا؟»‪.‬‬ ‫ُر ً‬
‫والبصاق من فم السي جليندون عندما حاول أن‬ ‫محا؟»‪ .‬تقاطر ال َّدم ُ‬ ‫«ر ً‬ ‫ُ‬
‫أصابع؟»‪.‬‬ ‫يتحدث «هل ّ‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫جميع‬ ‫لدي‬
‫أظافر فقط»‪.‬‬ ‫«عرسة‪ .‬ولكن سبعة ِ‬ ‫وقال دانك ر‬
‫أهو من‬ ‫وأومأ بول «كان توم األسود سيقطع أصابع‪ ،‬ولكن تم استدعاءه‪َ ،‬‬
‫ي‬ ‫ُ‬
‫سأقاتله؟»‪.‬‬
‫«كًل‪ ،‬لقد ُ‬ ‫ّ‬
‫قتلته»‪.‬‬

‫‪135‬‬
‫جعله هذا يبتسم «كان عىل أحدهم أن يفعلها»‪.‬‬
‫ر‬ ‫ُ‬
‫الحقيف هو—»‪.‬‬‫ي‬ ‫اسمه‬ ‫ولكن‬ ‫‪،‬‬ ‫الكمنج‬
‫ي‬ ‫بارز‬ ‫ت‬ ‫«سوف‬
‫ني األسود»‪ .‬وضحك السي جليندون‬ ‫وب‪ .‬الت ن‬ ‫ن‬
‫«دايمون‪ ،‬نعم‪ ،‬لقد أخي ي‬
‫رجله وبكل شور‪ ،‬كنت‬ ‫«لقد مات والدي من أجل والده‪ .‬كنت ِأل كون ُ‬
‫ُ‬ ‫ِ‬ ‫ُ‬
‫ن‬
‫بإمكاب أن‬ ‫ُ‬ ‫َ‬
‫ألقاتل من أجله‪ ،‬أقتل من أجله‪ ،‬أموت ألجله‪ ،‬ولكن لم يكن‬ ‫ُ‬
‫ي‬ ‫َ ًّ‬
‫بكوب من‬ ‫ّل‬ ‫ً‬
‫مكسورا «هل َ‬ ‫ا‬ ‫سن‬ ‫أخرس ألجله»‪ .‬وأدار رأسه وبصق‬
‫ٍ‬ ‫ي‬
‫النبيذ؟»‪.‬‬
‫أحرص قربة النبيذ»‪.‬‬ ‫«سي كايل‪ ِ ،‬ن‬
‫تعش كفتاة»‪.‬‬ ‫إّل‪ ،‬أنا أر ُ‬ ‫وبعمق‪ ،‬ثم مسح فمه «انظر ّ‬ ‫رشب الصت طويًل ُ‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫وعبس دانك «هل يزال بإمكانك أن تجلس عىل حصان؟»‪.‬‬ ‫َ‬
‫مج‬ ‫«ساعدب عىل الغتسال‪ ،‬واجلب ّل ُترس ُ‬
‫ور‬ ‫ن‬ ‫وقال السي جليندون‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫يمكنت فعله»‪.‬‬ ‫ن‬ ‫وشخ‪ ،‬وسوف ترى ما الذي‬
‫ي‬ ‫ي‬

‫‪136‬‬
‫اليوغ قبل أن يهدأ المطر بما فيه الكفاية ُليقام‬ ‫الفجر يوشك عىل ن‬ ‫ُ‬ ‫كان‬
‫ُ‬ ‫مستنقعا من الوحل َّ‬ ‫ً‬ ‫‪.‬‬ ‫نن‬
‫الرخو‪ ،‬لح بريقه تحت‬ ‫ِ‬ ‫القلعة‬ ‫ساحة‬ ‫كانت‬ ‫ال‬ ‫الي‬
‫ّ‬ ‫ُ ً‬ ‫َّ‬
‫أصابع شبحية‬ ‫ِ‬ ‫ضوء مئة شمعة‪ .‬ووراء الساحة‪ ،‬كان الضباب يرتفع‪ ،‬م ِ‬
‫طلقا‬
‫رُ‬
‫المحصنة‪ُ .‬معظم‬ ‫ّ‬ ‫برسفات القلعة‬ ‫الحجرية الشاحبة ُلتمسك‬ ‫ّ‬ ‫فوق الجدران‬
‫ولكن أولئك‬ ‫ّ‬ ‫المصيية الفائتة‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫ضيوف الزفاف اختفوا خالل الساعات‬
‫خشبية من‬‫ّ‬ ‫ألواح‬ ‫ً‬ ‫ن‬
‫عىل ٍ‬ ‫ً‬
‫المتفرجي مجددا وجلسوا‬
‫َ‬
‫الذين تبقوا صعدوا منصة‬
‫َ‬
‫محاطا بمجموعة من‬ ‫وقف السي چورمون پيك‪،‬‬ ‫الصنوبر المبتل‪ .‬وبينهم‬
‫ً‬
‫وفرسان آل بيته‪.‬‬‫ِ‬ ‫اللوردات األقل شأنا‬
‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫لقد َ‬
‫سنوات قليلة منذ أن كان دانك مرافقا للسي أرلن العجوز‪ ،‬ولم‬ ‫مضت‬
‫بط األبازيم عىل درع السي جليندون الغي‬ ‫ينس ما عليه أن يفعله‪ .‬لقد ر َ‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫بواف ُعنقه‪ ،‬وساعده بامتطاء حصانه‪ ،‬وناوله ترسه‪.‬‬ ‫ي‬
‫وثبت خوذته ر‬ ‫متماثل‪ّ ،‬‬
‫ولكن الكرة النارية‬ ‫ّ‬ ‫فرا عميقة ن يف الخشب‪،‬‬ ‫اليالت األوّل قد تركت ُح ً‬ ‫كانت ن ن‬
‫ٌ‬ ‫صغيا كايغ‪ٌّ ،‬‬ ‫ً‬ ‫ى‬ ‫المتوهجة ل تز ُ‬
‫خائف‬ ‫صت‬ ‫ي‬ ‫يبدو‬ ‫إنه‬ ‫‪:‬‬ ‫دانك‬ ‫ر‬ ‫وفك‬ ‫ال واضحة‪.‬‬
‫أيضا‪.‬‬ ‫الحمرة جافلة وتفتقر إّل الكسوة ً‬ ‫فرسه الضاربة إّل ُ‬ ‫حبط‪ .‬كانت ُ‬ ‫ُوم َ‬
‫ُ‬ ‫وفكر دانك‪ :‬كان عليه أن ر‬ ‫ى‬
‫يبف مع مطيته‪ ،‬قد تكون الفرس الضاربة إّل‬
‫حصان يعرفه‬ ‫َ‬
‫أفضل عىل‬ ‫الحمرة أفضل نسًل وأشع‪ ،‬ولكن الراكب ير ُ‬
‫كب‬ ‫ُ‬
‫ٍ‬ ‫ً‬
‫ٌ‬
‫غريب عليه‪.‬‬ ‫جيدا‪ ،‬وهذا الحصان‬
‫حرب»‪.‬‬ ‫ُ ‪ٌ .‬‬
‫ي‬ ‫رمح‬ ‫وقال السي جليندون «سأحتاج إّل رمح‬
‫ذهب دانك إّل الرفوف‪ .‬كانت الرماح الحربية أقرص وأثقل من رماح‬
‫اليالت األوّل‪ .‬ثمانية أقدام من خشب‬ ‫استخدمت نف جميع ن ن‬ ‫الت ُ‬ ‫المباريات ر‬
‫ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫ومرر يده‬‫واحدا وسحبه‪ّ ،‬‬ ‫َ‬
‫اختار دانك‬ ‫أس حديدي‪،‬‬ ‫الدردار َّ‬
‫ينته بر ٍ‬
‫ي‬ ‫الصلب‬
‫وخ به‪.‬‬ ‫ليحرص عىل عدم وجود رش‬ ‫َ‬ ‫عىل طوله‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫افف دايمون ُيناوله ُر ً‬ ‫ر‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫محا مماثًل‪ .‬لم يكن‬ ‫يف نهاية المضمار‪ ،‬كان أحد مر ي‬
‫كمنجيا بعد اآلن‪ ،‬وبدَل من السيوف الذهبية والكمنجات‪ ،‬كانت كسوة‬ ‫ًّ‬
‫ً‬
‫أسودا عىل‬ ‫ثالب الرؤوس آلل بالكفاير‪،‬‬ ‫ني ر‬ ‫حصانه الحرب اآلن ُتظهر الت ن‬
‫ً‬ ‫ي‬ ‫ي‬
‫خلفية حمراء‪ .‬كان األمي قد غسل الصبغة السوداء من شعره أيضا‪ ،‬ولذلك‬
‫ّ‬ ‫َّ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫يلمع كالمعدن المصقول ن يف‬ ‫والفضة‪ُ ،‬‬ ‫انسدل عىل ياقته كشًل ٍل من الذهب‬
‫شعر كهذا إذا ما تركه ينمو‪.‬‬ ‫سيكون لدى ايغ ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ضوء الشموع‪ .‬وأدرك دانك‪:‬‬
‫الصعب أن يتصور ايغ بهذه الطريقة‪ ،‬ولكن ً‬
‫يوما ما كان يعلم أن‬ ‫كان من َّ‬
‫يتقبله إذا ما عاش الثنان طويًل‪.‬‬ ‫عليه أن ّ‬

‫‪137‬‬
‫ً‬ ‫النغل ي ُ‬ ‫َّ‬ ‫ً‬ ‫المنادي ّ‬ ‫صعد ُ‬
‫متهما‬ ‫قف‬ ‫مجددا‪ ،‬وأعلن «السي جليندون‬ ‫منصته‬
‫ّ‬
‫بالرسقة والقتل‪ ،‬واآلن يتقدم ليثبت براءته بجسده‪ .‬دايمون سليل آل‬
‫لألنداليي والروينار والرجال‬‫ن‬ ‫ىع‬ ‫ر‬ ‫ن‬
‫الثاب من اسمه‪ ،‬الملك الرس ي‬ ‫بالكفاير ي‬
‫وحام البالد‪ ،‬يتقدم ُليثبت صحة اتهاماته‬ ‫ي‬ ‫السبع‬ ‫األوائل‪ ،‬سيد الممالك َّ‬
‫النغل جليندون»‪.‬‬ ‫َّ‬
‫ضد‬
‫ن‬
‫األعوام دفعة واحدة‪ ،‬ووجد دانك نفسه يف (مروج آشفورد)‬ ‫ُ‬ ‫عادت به‬ ‫َ‬
‫ِ‬
‫بلحظات إّل المعركة‬ ‫مجددا‪ ،‬يستمع إّل بايلور كاش الرماح قبل أن يخرجوا‬ ‫ً‬
‫ٍ‬
‫يات من الصف‬ ‫ُ‬ ‫َّ ن‬ ‫عىل حياته‪َ .‬‬
‫الحرب يف مكانه‪ ،‬والتقط رمح مبار ٍ‬ ‫ي‬ ‫مح‬ ‫الر‬ ‫أعاد‬
‫ٌ‬
‫عرس قدما‪ ،‬رفيع وأنيق ‪ -‬وقال للسي جليندون‬ ‫ً‬ ‫المقابل له ‪ -‬طوله اثنا ر‬
‫ّ‬
‫«استخدم هذا‪ .‬إنه هو الذي استخدمناه ن يف (آشفورد) خالل محاكمة‬
‫السبع»‪.‬‬
‫يقتلت»‪« .‬عليه أن ُيصيبك‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫أن‬ ‫ينوي‬ ‫إنه‬ ‫ا‪،‬‬ ‫ً‬
‫حربي‬ ‫ا‬ ‫مح‬‫«لقد اختار الكمنج ُر ً‬
‫ي‬
‫أبدا»‪.‬‬‫ً‬ ‫ّ‬ ‫ً‬
‫أوَل‪ .‬إذا كان توجيهك صحيحا فلن يمسك رأس رمحه‬
‫«إنت ل أعرف»‪.‬‬ ‫ن‬
‫ي‬
‫«أنا أعرف»‪.‬‬

‫‪138‬‬
‫واختطف السي جليندون الرمح منه‪ ،‬ودار بحصانه وركض به اتجاه‬ ‫َ‬
‫ً‬
‫المضمار «فليحفظ السبعة كلينا إذا»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫ن رّ‬
‫الوردية الباهتة‪ .‬نضب‬ ‫ّ‬ ‫اليق السماء‬ ‫شقت ألسنة َ‬ ‫الرسق‪،‬‬ ‫مكان ما يف‬
‫ٍ‬ ‫ن يف‬
‫ً‬ ‫ّ‬
‫وانقض كهزيم َّ‬ ‫َ‬
‫خافضا رمحه‬ ‫الرعد‪،‬‬ ‫ِ‬ ‫الذهت‪،‬‬
‫ي‬ ‫همازه‬ ‫م‬ ‫ب‬ ‫ه‬‫حصان‬ ‫دايمون‬
‫ُ‬ ‫َّ‬
‫الحرب ذو الرأس الحديدي المميت‪ .‬رفع السي جليندون ترسه وانطلق‬ ‫ي‬
‫َ‬
‫برسعة ليواجهه‪ ،‬موجها رمحه األطول فوق رأس فرسه ليضع ِحمله عىل‬ ‫ًّ‬
‫ٍ‬
‫َ‬ ‫ّ‬
‫ىع الشاب‪ .‬تطاير الوحل من حوافر حصانيهما‪ ،‬وبدا وكأن‬ ‫صدر المد ي‬
‫الشموع تزداد سطوعا بينما انطلق الفارسان بأقىص شعتيهما‪.‬‬ ‫ً‬
‫تحطم‪ ،‬وضخة‪ ،‬وصوت ارتطام‪.‬‬ ‫أغلق دانك عيناه‪ .‬وسمع صوت ّ‬
‫ُ‬
‫يرصخ ُ‬
‫بحرقة «ل‪ .‬لاااااا»‪ .‬ولنصف نبضة قلب كاد دانك‬ ‫وسمع اللورد پيك‬
‫الفحل األسود الكبي ُيبىط من‬ ‫ُ‬ ‫ً‬
‫مجددا‪ .‬كان‬ ‫يشعر باألس نحوه‪ .‬وفتح عيناه‬ ‫ُ‬
‫دون راكب‪ ،‬وقفز دانك وأمسكه من َعنانه‪ ،‬ن‬ ‫َ‬
‫وف نهاية المضمار‪،‬‬ ‫حركته وهو‬
‫يَ‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫ورفع ُرمحه المهشم‪ .‬هرع الرجال إّل‬ ‫دار السي جليندون بول بحصانه‬
‫‪139‬‬
‫ممرغ ن يف بركة‪ .‬وعندما‬
‫الساحة حيث سقط الكمنج بال حراك‪ ،‬ووجهه ّ‬
‫ي ِ‬
‫مغىط بالوحل من رأسه حتر‬‫قدميه‪ ،‬كان ى‬ ‫ساعدوه عىل النهوض عىل‬
‫أخمص قدميه‪.‬‬
‫ٌ‬
‫البت»‪ .‬وانفجرت موجة من الضحك ن يف الساحة‬ ‫ي‬
‫ني نّ‬
‫وصاح أحدهم «الت ن‬
‫(الجدران البيضاء)‪.‬‬‫الفجر عىل ُ‬
‫ُ‬ ‫عندما َبزغ‬
‫ُ‬
‫قلب فقط بينما كان دانك والسي‬‫ٍ‬ ‫نبضات‬ ‫ضع‬ ‫ب‬
‫ِ‬ ‫بعد‬ ‫األول‬ ‫البوق‬ ‫فخ‬ ‫ن‬ ‫لقد‬
‫َ‬
‫اليول من حصانه‪ .‬وأنذر ّ‬
‫الحراس عىل‬ ‫ن‬
‫كايل يساعدان السي جليندون عىل ن‬ ‫ُ‬
‫بي سديم‬ ‫ً‬
‫خارجا من ن‬ ‫ٌ‬
‫جيش خارج أسوار القلعة‪،‬‬ ‫ظهر‬ ‫َ‬
‫اآلخرين‪ .‬لقد َ‬ ‫األسوار‬
‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫الصباح‪ ،‬وقال دانك للسي كايل مندهشا «لم يكن ايغ يكذب بعد كل هذا»‪.‬‬

‫‪140‬‬
‫من (بركة العذارى) جاء اللورد موتون‪ ،‬ومن (شجرة الغدفان) جاء اللورد‬
‫ن‬ ‫ن‬
‫اض الملكية‬ ‫بالكوود‪ ،‬ومن (وادي الغسق) اللورد داركلي‪ .‬وأرسلت األر ي‬
‫روزب‪ ،‬وآل ستوكوورث‪ ،‬وآل‬ ‫ي‬ ‫حول (كينجزلندينج) آل هايفورد‪ ،‬وآل‬
‫المقسمي‪ ،‬والذين يقودهم ثالثة فرسان من‬‫ن‬ ‫ماس‪ ،‬مع سيوف الملك‬
‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ي‬
‫فرد من أسنان الغراب ومعهم أقواسهم‬ ‫ن‬
‫الملك‪ ،‬مدعمي بثالثمئة ٍ‬
‫ي‬ ‫الحرس‬
‫الطويلة البيضاء المصنوعة من خشب الويروود‪ .‬خرجت دانيال لوثستون‬
‫قوة كبية من الرجال من أبراجها المسكونة ن يف‬‫المجنونة بنفسها مع ً ٍ‬
‫ّ‬ ‫ُ‬
‫(هارنهال)‪ ،‬مرتدية درعا سوداء ناسبتها كقف ٍاز حديدي‪ .‬وكان شعرها الطويل‬
‫األحمر ر‬
‫مسيسًل‪.‬‬

‫‪141‬‬
‫المرسقة من عىل رؤوس خمسمئة رمح ر‬ ‫الشمس ر‬ ‫َّ‬
‫وعرسة‬ ‫انعكس ضوء‬
‫لون ُمبهج‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ّ‬
‫الح ىراب‪ ،‬تلونت الرايات الباهتة يف الليل بنصفمئة ٍ‬ ‫أضعافها من ِ‬
‫ُ‬
‫وحش‬ ‫خلفية سوداء كالليل‪،‬‬‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الملكيان عىل‬ ‫جميعا حلق التنينان‬ ‫ً‬ ‫وفوقها‬
‫َ‬
‫أحمر كالنار‪.‬‬ ‫َّ‬
‫الملك ايريس تارغييان األول العظيم ذو الثالث رؤوس‪،‬‬
‫ّ‬
‫قرمزية‪.‬‬ ‫ينفث ً‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫نارا‬ ‫أبيض ثائر‪،‬‬ ‫ووحش مجنح‬
‫وع ِلم دانك عندما رأى هذه الرايات‪ :‬ليس مايكار ن يف النهاية‪ .‬كانت رايات أمي‬ ‫َ‬
‫ُ‬
‫تناني ثالثية الرأس ن يف أرب ع مربعات‪ ،‬وهو ِشعار‬ ‫ن‬
‫ٍ‬ ‫ع‬ ‫ب‬
‫ر‬ ‫أ‬ ‫ظهر‬ ‫ت‬ ‫الصيف)‬ ‫(قلعة َّ‬
‫ُ‬
‫أبيض وحيد‬ ‫تني‬‫وأعلن نٌ‬
‫َ‬ ‫الراحل دايرون تارغييان ن‬
‫الثاب‪.‬‬ ‫البن الرابع للملك َّ‬
‫ي‬
‫حضور يد الملك‪ ،‬بريندن ريڤرز‪.‬‬
‫(الجدران البيضاء)‪.‬‬ ‫الدام بنفسه إّل ُ‬ ‫ُ َّ‬
‫ي‬ ‫جاء الغراب‬
‫َّ‬
‫انته تمرد آل بالكفاير األول عىل حقل العشب األحمر بالدم والمجد‪،‬‬
‫بخيبة أمل‪ .‬وأعلن دايمون الصغي من عىل‬ ‫ن‬
‫الثاب‬
‫ِ‬ ‫ُوانته تمرد آل بالكفاير ي‬
‫َ‬
‫«ليس‬ ‫الت أحاطت بهم‬ ‫الحديد ر‬ ‫حلقة‬ ‫أى‬ ‫ر‬ ‫أن‬ ‫بعد‬ ‫نة‬ ‫ّ‬
‫المحص‬ ‫رشفات القلعة‬
‫ي‬ ‫ِ‬
‫سوف نشق طريقنا من بينهم‬ ‫َ‬ ‫قضيتنا عادلة‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫بإمكانهم أن يخيفونا‪ ،‬ألن‬
‫ُ‬
‫بحزم إّل (كينجزلندينج)! انفخوا األبواق!»‪.‬‬ ‫ن‬ ‫كب ّ‬ ‫ونر ُ‬
‫ٍَ‬ ‫جهي‬ ‫مت‬
‫بصوت‬
‫ٍ‬ ‫وبدَل من ذلك‪ ،‬غمغم الفرسان واللوردات والرجال المسلحون‬
‫ى‬
‫خفيض إّل بعضهم البعض‪ ،‬وبدأ القليل منهم ينسلون خلسة إّل‬ ‫ٍ‬
‫فرة مخفية ما يعتقدون أنها ستبقيهم‬ ‫ّ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫السطبالت أو البوابة الخلفية أو ح ٍ‬
‫رجل‬ ‫ّ‬
‫كل‬ ‫بإمكان‬ ‫كان‬ ‫أسه‬ ‫ر‬ ‫فوق‬ ‫ورفعه‬ ‫سيفه‬ ‫يمون‬ ‫ا‬‫د‬ ‫ّ‬
‫استل‬ ‫بأمان‪ ،‬وعندما‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬
‫سنصنع حقل‬ ‫ىع «اليوم‬ ‫منهم أن يرى أنه ليس بالكفاير‪ .‬ووعدهم المد ي‬
‫عشب أحمر آخر»‪.‬‬
‫صت الكمنجات‪ ،‬إنتن‬ ‫«تبول عىل هذا يا ّ‬ ‫أشعث صارخا عليه ّ‬ ‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ورد ٍمرافقٌ‬ ‫ّ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ُأ ّ‬
‫فضل أن أعيش»‪.‬‬
‫ّ‬ ‫نف النهاية‪ ،‬خرج دايمون بالكفاير ن‬
‫ُ‬ ‫الجيش‬ ‫أمام‬
‫ُ‬ ‫ف‬ ‫وتوق‬ ‫لوحده‪،‬‬ ‫الثاب‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫ن‬ ‫ن‬ ‫ّ‬
‫الدام بي ٍال فردي «سوف أقاتلك‪ ،‬أو أقاتل‬ ‫ي‬ ‫الملك‪ ،‬وتحدى اللورد الغراب‬ ‫ي‬
‫‪.‬‬
‫نصي لك تكيث بأن تحدده» وبدَل من ذلك‪ ،‬أحاط‬ ‫ر‬ ‫الجبان ايريس‪ ،‬أو أي‬
‫ٍ‬
‫بأغالل ذهبية‪،‬‬ ‫وكبلوه‬‫رجال اللورد الغراب الدام وأسقطوه من حصانه‪ّ ،‬‬ ‫ُ‬ ‫به‬
‫ٍ‬ ‫ُ‬ ‫ني‬ ‫ُ‬
‫واحيقت‬ ‫ر‬ ‫الت حملها غرست يف األرض الموحلة وأشعلت بالنار‪،‬‬ ‫والراية ر‬
‫ي‬ ‫ّ‬
‫متلوية من الدخان‪ ،‬والذي ُيمكن أن ُيرى من‬ ‫لمدة طويلة‪ ،‬مرسلة أعمدة ّ‬
‫عىل بعد فراسخ عديدة حولهم‪.‬‬

‫‪142‬‬
‫َّ‬
‫رجل ن يف خدمة اللورد‬ ‫الد ُم الوحيد الذي ُسفك ذلك اليوم جاء عندما تباه ٌ‬
‫ِ‬
‫وقيل بأنه قال‬ ‫َ‬ ‫ڤارويل بكونه أحد ُمخيي الغراب الدام‪ ،‬وأنه سيكافأ ً‬
‫قريبا‪.‬‬ ‫ي‬
‫ن‬
‫الدورب»‪.‬‬ ‫وأشب األحمرَ‬ ‫أكون ُأضاجع العاهرات ر‬ ‫ُ‬
‫«عندما يدور القمر س‬
‫ي‬ ‫َّ‬
‫غرق رجل‬ ‫يشق أحد فرسان اللورد كوستاين حلقه‪ ،‬وقال بينما َ‬ ‫قبل أن‬‫َ‬
‫ليس دور ًنيا‪ ،‬ولكنه أحمر»‪.‬‬ ‫«اشب هذا‪ ،‬إنه َ‬ ‫ڤارويل بدمه ر‬
‫ودون ذلك‪ ،‬كان الصف الذي خرج متثاقًل خالل بوابات ُ‬ ‫َ‬
‫(الجدران البيضاء)‬
‫ً‬ ‫ً‬
‫أسلحة متألقة هادئا وبطيئا‪ ،‬قبل أن يربطوهم‬ ‫ٍ‬ ‫ُليلقوا أسلحتهم ن يف كومة‬
‫بعيدا لينتظروا ُ‬ ‫ً‬
‫الدام‪ .‬خرج دانك مع بقيتهم‪ ،‬مع‬ ‫ي‬ ‫اب‬‫ر‬ ‫الغ‬ ‫كم‬ ‫ح‬ ‫ويقودوهم‬
‫السي كايل القط وجليندون بول‪ ،‬كانوا قد بحثوا عن السي ماينارد لينضم‬
‫وقت ما من الليل‪.‬‬ ‫ن ن‬
‫إليهم‪ ،‬لكن پلوم اختف يف ٍ‬
‫َ‬ ‫ُ‬
‫الوقت ن يف آخر الظهية عندما وجد السي رولند كراكهول من‬ ‫لقد كان‬
‫بي السجناء اآلخرين «سي دانكن‪ .‬أين كنت تختت‬ ‫الحرس الملك دانك ن‬
‫ي‬ ‫ّ‬
‫مع إذا‬
‫بحق الجحائم السبع؟ كان اللورد ريڤرز يسأل عنك لساعات‪ ،‬تعال ي‬
‫سمحت»‪.‬‬
‫يخف ُق وراءه مع كل‬ ‫وقف دانك إّل جواره‪ ،‬كان معطف كراكهول الطويل ِ‬
‫آه يتفكر فن‬ ‫ُ‬
‫جعله مر ُ‬ ‫‪.‬‬ ‫هبة من الري ح‪ .‬كان ً‬ ‫ّ‬
‫ُ ي‬ ‫الثلج‬ ‫عىل‬ ‫القمر‬ ‫كنور‬ ‫ا‬ ‫أبيض‬
‫تحدث بها الكمنج وهم نف أعىل َّ‬ ‫ّ‬ ‫ر‬
‫السقف‪ :‬لقد حلمت بك‬ ‫ي‬ ‫ي‬ ‫الت‬‫الكلمات ي‬
‫ٌ‬
‫طويل‬ ‫ٌ‬
‫ومعطف‬ ‫حت أخمص كعبيك‪،‬‬‫وأنت ترتدي األبيض من رأسك ر‬
‫ً‬ ‫ن‬ ‫ن‬ ‫ٌ‬
‫العريضي‪ .‬وضحك دانك هازئا‬ ‫الكتفي‬ ‫شاحب ينسدل من عىل هذين‬
‫ّ‬ ‫ن‬ ‫وحلمت أ ً‬
‫َ‬ ‫ى‬
‫المتحجرة‪ ،‬واحتمال‬ ‫بتناني تفقس من بيوضها‬
‫ٍ‬ ‫ا‬ ‫يض‬ ‫نعم‪،‬‬ ‫‪:‬‬ ‫ر‬ ‫وفك‬
‫حدوث هذا كذاك‪.‬‬
‫ظل شجرة دردار فارعة‪.‬‬ ‫بعد نصف ميل من القلعة‪ ،‬تحت ّ‬ ‫كان شادق اليد ي ُ‬
‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ُ‬ ‫ٍ‬ ‫ٌ‬
‫الملوك ينهضون‬ ‫بالقرب‪ ،‬وفكر دانك‪:‬‬ ‫دستة من األبقار كانت ترىع ُ‬
‫العشب‬
‫ً‬ ‫َّ‬
‫والعامة ينشغلون بأمورهم‪ .‬كان شيئا اعتاد الرجل‬ ‫ويسقطون‪ ،‬واألبقار‬
‫وسأل السي رولند بينما تجاوزا مجموعة من األشى‬ ‫َ‬ ‫العجوز عىل قوله‪،‬‬
‫جالسي عىل العشب «ما الذي سيحدث بهم؟»‪« .‬سيؤخذون إّل‬ ‫ن‬
‫المسلحون ُ‬‫ى‬
‫سيفلتون‬ ‫(كينجزلندينج) من أجل المحاكمة‪ ،‬الفرسان والرجال‬
‫ن‬
‫الحامي فقط»‪.‬‬ ‫لورداتهم‬ ‫بأقل ن‬
‫األضار‪ ،‬فقد كانوا يتبعون‬ ‫ّ‬
‫ِ‬
‫«وماذا عن اللوردات؟»‪.‬‬
‫عما يعرفونه ويتنازلون‬ ‫عف عنه‪ ،‬طالما أنهم يقولون الحقيقة ّ‬ ‫سي ن‬ ‫ُ‬
‫«بعضهم ُ‬
‫ُ‬
‫المستقبىل‪ ،‬ولكن األمر سيكون أقش عىل‬ ‫ي‬ ‫ابنة لضمان ولئهم‬ ‫ابن أو ٍ‬ ‫عن ٍ‬

‫‪143‬‬
‫ُ ّ‬ ‫عفوا بعد حقل العشب األحمر‪ُ ،‬‬
‫بعضهم ُ‬ ‫الذين نالوا ً‬
‫ويحقق معه‪،‬‬ ‫سيسجن‬
‫وأسوأهم سيفقدون رؤوسهم»‪.‬‬
‫ُ‬
‫الغراب الدام قد بدأ بهذا بالفعل كما رأى دانك عندما ر َ‬
‫اقيبا من‬ ‫َ ي‬ ‫كان‬
‫شادقه‪ ،‬خوزقت الرؤوس المبتورة لچورمون پيك وتوم هيدل األسود عىل‬
‫‪ُ :‬‬ ‫ى‬ ‫وأحاطت بالمدخل‪ُ ،‬‬ ‫َ‬
‫وعرضت تروسهم وراءهم‪ .‬وفكر دانك ثالث‬ ‫الحراب‪،‬‬
‫ِ‬
‫خلفية ُبرتقالية‪َّ ،‬الرجل الذي قتل روچر من شجرة‬
‫ِقالع سوداء عىل ّ‬
‫ٍ‬
‫البنسات‪.‬‬
‫حت ن يف موته‪ ،‬كانت عينا اللورد چورمون قاسيتان وصارمتان‪ .‬أغلقهما دانك‬ ‫ر‬
‫ٌ‬
‫الغربان‬ ‫«ل َم فعلت هذا؟ ستأكلهما ِ‬ ‫بأصابعه‪ ،‬وسأل واحد من الحرس ِ‬
‫قريبا»‪.‬‬ ‫ً‬
‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫«كنت أدين له بهذا القدر»‪ .‬لو أن روچر لم يمت ن يف ذلك اليوم‪ ،‬فلم يكن‬
‫ّ‬ ‫تي عندما رآه ُيالحق ذلك ا ن ن‬ ‫الرجل العجوز لينظر لدانك مر ن‬
‫لخيير خالل أزقة‬
‫ً‬ ‫ميت ٌ‬ ‫ملك ٌ‬ ‫وفكر دانك‪ٌ :‬‬ ‫ى‬
‫لبن دون‬ ‫ٍ‬ ‫ا‬ ‫سيف‬ ‫أعىط‬ ‫ما‬ ‫قديم‬ ‫(كينجزلندنيج)‪.‬‬
‫والمسكي روچر ن يف قيه‪.‬‬ ‫ُن‬ ‫أقف هنا‬‫كل رسء‪ .‬واآلن أنا ُ‬ ‫اآلخر وبدأ هذا َّ‬
‫«اليد ينتظر»‪.‬‬ ‫ي ُ‬
‫وأمر رولند كراكهول‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ُ‬
‫تجاوزه دانك ليدخل ويصبح يف حضور اللورد بريندن ريڤرز‪ ،‬نغل ومشعوذ‬
‫ويد للملك‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫حديثا وارتدى مالبس أمر َاء كما ُ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬ ‫َ‬
‫يليق بابن ٍأخ‬ ‫استحم‬ ‫وقف ايغ أمامه‪ ،‬وقد‬
‫نبيذ‬ ‫ُ‬ ‫ّ‬ ‫ً‬ ‫للملك‪ .‬وبالقرب‪ ،‬كان اللورد فراي‬
‫كرس معسكرات وكوب ٍ‬ ‫ي‬ ‫جالسا عىل‬
‫ً‬
‫موجودا‬ ‫يتلوى ن يف ِحجره‪ .‬كان اللورد ربيويل‬ ‫البشع ّ‬ ‫ُ‬ ‫ن يف يده ووريثه الصغي‬
‫شاحب الوجه ويرتعد‪.‬‬ ‫َ‬ ‫أيضا‪...‬‬ ‫ً‬
‫ُ‬
‫دناءة عندما ُيثبت الخائن‬ ‫ُ‬
‫«الخيانة ل تصبح ّ‬
‫أقل‬ ‫كان اللورد ريڤرز يقول‬
‫بأنه جبان‪ .‬لقد سمعت ثغاءك يا لورد أميوز‪ ،‬وأنا أصدق كلمة من ن‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬
‫بي‬
‫عرسة‪ ،‬وعىل هذا سأسمح لك بأن تحتفظ ُبع ررس ثروتك‪ .‬يمكنك بأن‬ ‫ر‬
‫تجد السعادة بها»‪.‬‬ ‫بأن‬ ‫أتمت‬ ‫ن‬ ‫ا‪،‬‬ ‫أيض‬ ‫تحتفظ بزوجتك ً‬
‫ِ‬
‫ُ‬
‫بصوت ُمرتعش «و(الجدران البيضاء)؟»‪.‬‬ ‫وسأل ربيويل‬
‫ً رُ‬ ‫ٍ‬
‫ً‬ ‫«ت َ‬ ‫ُ‬
‫الملح عىل‬ ‫حجرا وأني ِ‬ ‫حجرا‬ ‫صادر إّل العرش الحديدي‪ .‬أنوي أن أهدمها‬
‫ٌ‬ ‫ى‬ ‫عرسين ً‬ ‫تقف عليها‪ .‬وخالل ر‬ ‫الت ُ‬ ‫األرض ر‬
‫عاما لن يتذكر أحد بأنه كان لها‬ ‫ي‬
‫ّ‬ ‫ر‬ ‫وجود من األساس‪ .‬ل يز ُ‬ ‫ٌ‬
‫الحمف المسنون والشبان الناقمون يؤدون‬ ‫ال‬
‫ليرعوا الورود عىل المكان الذي مات به‬ ‫زياراتهم لحقل العشب األحمر ن‬
‫معلما تذكا ًّريا ً‬ ‫ً‬ ‫َ‬
‫آخرا‬ ‫دايمون بالكفاير‪ .‬لن أسمح بأن تكون (الجدران البيضاء)‬

‫‪144‬‬
‫وجه أيها‬ ‫اغرب عن‬ ‫ولوح بيده الشاحبة «واآلن ُ‬ ‫للتني األسود»‪ّ .‬‬ ‫ن‬
‫ي‬
‫الرصصور»‪.‬‬
‫ُ‬ ‫متعيا‪ ،‬أعماه ُ‬ ‫«اليد كريم»‪ .‬وخرج ربيويل ر ً‬ ‫ُ‬
‫الحزن لدرجة أنه لم يبد عليه بأنه‬
‫مر‪.‬‬ ‫تعرف عىل دانك بينما ّ‬ ‫ّ‬
‫ّ‬ ‫إذب بالنرصاف ً‬ ‫َ ن‬
‫أيضا يا لورد فراي‪ .‬سوف نتحدث‬ ‫وأمر ًاللورد ريڤرز «لك ي‬
‫مجددا فيما بعد»‪.‬‬
‫وقاد فراي ابنه خارج الرسادق‪.‬‬ ‫سيدي»‪َ .‬‬ ‫«كما يأمر ّ‬
‫التفت ُيد الملك إّل دانك‪.‬‬ ‫َ‬ ‫وحينها فقط‬
‫ّ َ‬ ‫ى‬ ‫كان َ‬
‫وقاس‪ ،‬ولكن جلده كان ل يزال‬ ‫ٍ‬ ‫وجه مجعد‬ ‫أكي مما تذكره دانك‪ ،‬وذو ٍ‬
‫ّ‬
‫كل من ُعنقه وخده يحمالن الوحمة القبيحة‬ ‫شاحبا كالعظام‪ ،‬ول يزال ٌّ‬ ‫ً‬
‫ُ ُ ُ‬ ‫َ‬
‫البعض بأنها تشبه غر ًابا‪ .‬كانا حذاءيه أسودان‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫والت اعتقد‬ ‫ي‬
‫كبقعة النبيذ‪ ،‬ر‬
‫معطفا بلون الدخان‪ً ،‬‬ ‫ً‬ ‫ر‬
‫بدبوس عىل‬ ‫ً ٍ‬ ‫ا‬ ‫مثبت‬ ‫تدى‬ ‫ر‬ ‫ا‬ ‫وفوقها‬ ‫قرمزية‪،‬‬ ‫ته‬‫وسي‬
‫ر‬
‫شعره منسدَل عىل كتفيه‪ ،‬طويًل وأبيضا ومسيسًل‪،‬‬ ‫يد حديدية‪ .‬كان ُ‬ ‫شكل ٍ‬
‫ُ‬ ‫ن‬ ‫ّ‬
‫الت سل َبها منه‬ ‫ي‬
‫العي ر‬‫ن‬ ‫خف عينه المفقودة‪،‬‬ ‫ي‬ ‫كان قد مشطه إّل األمام ُلي‬
‫ً‬ ‫نُ‬ ‫الفولذ األليم نف حقل ُ‬
‫المتبقية حمر َاء جدا‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫العي‬ ‫العشب األحمر‪ ،‬وكانت‬
‫ن‬ ‫ٌ‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ي ً ُ‬ ‫ى‬
‫عي‪ ،‬وعي واحدة‪.‬‬ ‫ٌٍ‬ ‫ألف‬ ‫؟‬ ‫الدام‬
‫ي‬ ‫اب‬ ‫ر‬ ‫الغ‬ ‫ك‬ ‫يمل‬ ‫ا‬ ‫عين‬ ‫كم‬ ‫‪:‬‬ ‫دانك‬ ‫ر‬ ‫وفك‬
‫يب أن األمي مايكار كان لديه سبب مقنع ما ليسمح لبنه بأن‬ ‫ٌ‬ ‫وقال «ل ر َ‬
‫ّ‬ ‫يمكنت ّ‬ ‫ن‬ ‫ً‬
‫تضمن إيصاله إّل‬ ‫تصور أنه‬ ‫ي‬ ‫ل‬ ‫أنه‬ ‫إل‬ ‫متجول‪،‬‬ ‫لفارس‬‫ٍ‬ ‫ا‬ ‫افق‬ ‫يكون مر‬
‫ُ‬ ‫قلعة مليئة بالخونة الذي يدبرون للتمرد‪ ،‬كيف يمكن أن ر َ‬
‫آب إّل هنا ُوأجد‬ ‫ي‬ ‫ٍ‬
‫ّ‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫يريدب أن أصدق‬ ‫ي‬ ‫فاىع هذا يا سيدي؟ اللورد مؤخرة الزبدة‬ ‫قريت يف جحر األ ي‬ ‫ي‬
‫فارس‬
‫ٍ‬ ‫شكل‬
‫ِ‬ ‫أن األمي مايكار أرسلكما إّل هنا‪ ،‬لتكتشفا هذا التمرد عىل‬
‫ه حقيقة األمر؟»‪.‬‬ ‫غامض‪ .‬أهذه ي‬
‫أعت نعم يا سيدي‪ ،‬هذا ما‬ ‫ن‬
‫كبة واحدة «كال يا سيدي‪ ،‬ي‬ ‫وهوى دانك عىل ر ٍ‬
‫أعت ايغون‪ .‬األمي ايغون‪ .‬لذا فإن هذا الجزء صحيح‪ ،‬ولكنه‬ ‫قاله له ايغ‪ ،‬ن‬
‫ُ‬ ‫ي‬
‫ليس ما يمكنك أن تطلق عليه الحقيقة الصحيحة»‪.‬‬
‫ً‬
‫«أرى هذا‪ .‬إذا فأنتما الثنان علمتما عن هذه المؤامرة ضد التاج وقررتما أن‬
‫تحبطاها بنفسيكما‪ ،‬أهذا ما جرى؟»‪.‬‬
‫ُ‬
‫«ليس هذا كذلك‪ .‬بإمكانك القول‪ ...‬أننا دخلنا بينها دون أن ندرك ً‬
‫نوعا‬
‫ما»‪.‬‬
‫وعقد ايغ ذراعيه «أنا والسي دانكن جعلنا األمور نف متناول أيدينا َ‬ ‫َ‬
‫قبل أن‬ ‫ي‬
‫تظهر مع جيشك»‪.‬‬

‫‪145‬‬
‫وأضاف دانك «لقد حصلنا عىل بعض المساعدة يا سيدي»‪.‬‬ ‫َ‬
‫«فرسان متجولون»‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫سيدي‪ .‬السي كايل القط‪ ،‬وماينارد پلوم‪ ،‬والسي جليندون بول‪ .‬إنه‬ ‫«نعم يا ّ‬
‫ىع من حصانه»‪.‬‬ ‫‪ّ ...‬‬
‫الكمن الم ي‬
‫د‬
‫ُ‬
‫هو من أسقط‬
‫شخص بالفعل‪ .‬نغل‬
‫ٍ‬ ‫سمعت هذه الحكاية من نصفمئة‬ ‫«نعم‪ ،‬لقد‬
‫‪.‬‬‫وخائن»‬ ‫عاهرة‬ ‫من‬ ‫لد‬ ‫و‬ ‫ُ‬ ‫‪،‬‬ ‫)‬‫ة‬ ‫ّ‬
‫الهري‬ ‫فاصف‬ ‫الص‬ ‫( َّ‬
‫ُ‬ ‫ٍ‬
‫وأض ايغ «بل ُوِلد من األبطال‪ .‬وإذا كان من ضمن األشى فأريده أن يوجد‬
‫ُ‬ ‫ّ‬
‫كاف»‪.‬‬ ‫وي ن‬ ‫ويحرر ُ‬ ‫ّ‬
‫«ومن أنت لتخي َيد الملك بما يفعله؟»‪.‬‬
‫قريت»‪.‬‬
‫ي‬ ‫ولم يجفل ايغ «إنك تعرف من أنا يا‬
‫فيض عليك أن ّ‬ ‫ٌ‬
‫«مرافقك وقح يا سيدي‪ُ .‬ي ر‬ ‫وقال اللورد ريڤرز لدانك ُ‬
‫توبخه‬
‫عىل هذا»‪.‬‬
‫أمي ن يف النهاية»‪.‬‬ ‫حاولت يا سيدي‪ ،‬ولكنه ٌ‬ ‫ُ‬ ‫«لقد‬
‫ّ‬
‫وقال الغراب الدام «إنما هو تن ن‬
‫ي‪ .‬انهض يا سيدي»‪.‬‬ ‫ي‬
‫ونهض دانك‪.‬‬
‫الدام «لطالما كان هنالك أفراد من آل تارغييان يحلمون‬ ‫ي‬ ‫وقال الغراب‬
‫بأشياء وتتحقق‪ ،‬منذ قبل الغزو بزمن طويل‪ .‬لذلك يجب أل نكون‬
‫متفاجئي إذا ظهرت هذه الهبة ن يف فرد من أفراد آل بالكفاير من وقت إّل‬ ‫ن‬
‫ً‬
‫آخر‪ .‬حلم دايمون بأن تنينا سيولد ن يف (الجدران البيضاء)‪ ،‬وقد كان‪ ،‬ولكن‬
‫ى‬
‫األحمق أخطأ باأللوان»‪ .‬ونظر دانك إّل ايغ وفكر‪ :‬الخاتم‪ ،‬خاتم والده‪ ،‬إنه‬
‫محشوا ن يف حذاءه‪.‬‬ ‫ً‬ ‫عىل إصبعه وليس‬
‫يرغب بأن أعيدك إّل (كينجزلندينج)‬ ‫ُ‬ ‫مت‬ ‫ٌ ن‬
‫يڤرز ليغ «جزء ي‬ ‫اللورد ر‬ ‫ُ‬ ‫وقال‬
‫ضيف»‪.‬‬ ‫معنا‪ .‬وأبقيك نف البالط ك ‪ ...‬ن‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫يرض والدي بهذا»‪.‬‬ ‫«لن ن‬
‫ُ‬ ‫ُ‬
‫عىل أن أرسلك‬‫«أعتقد هذا‪ .‬لدى األمي مايكار‪ ...‬طبيعة‪ ...‬شائكة‪ .‬ربما ّ‬
‫ي‬ ‫ً‬
‫مجددا إّل (قلعة الصيف)»‪.‬‬
‫إنت مرافقه»‪.‬‬ ‫ن‬ ‫ن‬
‫«مكاب مع السي دانكن‪ .‬ي‬ ‫ي‬
‫«فليحفظكما السبعة‪ .‬كما ترغب‪ ،‬يمكنكما النرصاف»‪ .‬وقال ايغ «سنفعل‪،‬‬
‫بعضا من الذهب أوَل‪ ،‬السي دانكن يحتاجه ليدفع للحلزون‬ ‫ولكننا نحتاج ً‬
‫فديته»‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫مرة‬‫وضحك الغراب الدام «ما الذي حدث للصت المتواضع الذي قابلته ّ‬
‫ي‬ ‫ي‬ ‫ن‬
‫مرصفت أن يعطيكما ما‬ ‫ّ‬ ‫سآمر‬ ‫‪.‬‬ ‫ي‬‫أمي‬ ‫يا‬ ‫تقول‬ ‫كما‬ ‫(كينجزلندينج)؟‬ ‫ف‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫تريدان من الذهب‪ ،‬ولكن ن يف حدود المعقول»‪.‬‬
‫كقرض فقط‪ .‬سوف أرده لك»‪.‬‬ ‫ٍ‬ ‫وقال دانك بإضار «سآخذه‬
‫ُ‬
‫«عندما تتعلم كيف تنازل بالرمح بال شك»‪ .‬وضفهما اللورد ريڤرز‬
‫يشطب عىل األسماء بريشة‪.‬‬ ‫وفرد ر ًّقا‪ ،‬وبدأ ُ‬
‫َ‬ ‫بأصابعه‪،‬‬
‫ِّ‬
‫وأدرك دانك‪ :‬إنه ُيعلم عىل الرجال الذي سيموتون‪ .‬وقال ّ‬
‫«سيدي‪ ،‬لقد رأينا‬
‫ُ‬
‫ستقطع رأسه‬ ‫الكمنج‪ ...‬دايمون‪ ...‬هل‬
‫ي‬ ‫الرؤوس ن يف الخارج‪ .‬أهذا‪ ...‬هل‬
‫ً‬
‫أيضا؟»‪.‬‬

‫‪147‬‬
‫الرق «هذا األمر للملك ايريس‬ ‫ورفع اللورد الغراب الدام عينيه من عىل ّ‬
‫ً‬ ‫ٌ‬ ‫ي‬
‫ُ‬
‫ليقرره‪ ...‬ولكن لدى دايمون أربعة إخوة أصغر منه‪ ،‬وأخوات أيضا ولو‬
‫‪.‬‬
‫ن‬ ‫ُ‬ ‫يكف وأز ُ‬ ‫ً‬
‫أحمقا بما ن‬ ‫ُ‬
‫وسيلعنت‬
‫ي‬ ‫أمه‪،‬‬ ‫ستنعاه‬ ‫الجميل‪،‬‬ ‫أسه‬
‫ر‬ ‫لت‬ ‫ي‬ ‫كنت‬
‫‪.‬‬ ‫ُ‬ ‫ُ‬ ‫ن‬
‫بصفت قاتل أقربي‪ ،‬وسيتوج الفولذ األليم أخاه هايجون وهو‬‫َ‬ ‫ر‬ ‫أصدقاءه‬
‫ي‬

‫‪148‬‬
‫يبف عقبة ن يف طريق‬ ‫خ فهو ر‬ ‫ميت‪ ،‬يعتي دايمون الصغي بطًل‪ ،‬بينما وهو ّ‬
‫ي‬
‫ّ‬
‫ً ً‬ ‫نأخ نصف الشقيق‪ .‬ل يمكنه عىل اإلطالق أن ّ‬
‫يتوج ملكا ثالثا من آل‬ ‫ي‬
‫كعائق له وبجانب هذا‪ ،‬فإن رهينة نبيلة‬ ‫‪.‬‬ ‫ًّ‬
‫الثاب حيا‬ ‫ن‬
‫ٍ‬ ‫بالكفاير بينما ل يزال ي‬
‫مثله ستكون بهجة لبالطنا‪ ،‬ودليًل ح ًيا عىل رحمة وعطف جاللة الملك‬
‫ايريس»‪.‬‬
‫أيضا»‪.‬‬ ‫سؤال ً‬
‫ٌ‬ ‫وقال ايغ «لدي‬
‫مت ر‬ ‫ن‬ ‫ُ‬ ‫ى‬ ‫ً‬ ‫َ‬ ‫ُ‬
‫أكي‬ ‫«بدأت أفهم ِلم كان أبوك راغبا وبشدة أن يتخلص منك‪ .‬ماذا تريد ي‬
‫قريت؟»‪.‬‬
‫من هذا يا َ ي‬
‫حرس عىل األبواب‪ ،‬والمزيد من‬ ‫ٌ‬ ‫ني؟ كان هنالك‬ ‫«من الذي أخذ بيضة الت ن‬
‫ُ‬ ‫ً‬
‫الحرس عىل األدراج‪ ،‬من غي الممكن أن أحدا دخل غرفة نوم اللورد ربيويل‬
‫لحظ»‪.‬‬ ‫دون أن ُي َ‬
‫ى‬
‫وابتسم اللورد ريڤرز «لو كنت سأخمن‪ ،‬فسأقول أن أحدهم قد تسلق‬
‫داخل المرحاض»‪.‬‬
‫جدا عىل التسلق»‪.‬‬ ‫ُ ّ ٌ ً‬
‫«المرحاض ضيق‬
‫طفل أن يفعلها»‪.‬‬ ‫بإمكان ى ٍ‬
‫ِ‬ ‫«بالنسبة إّل رجل‪ ،‬ولكن‬
‫وعي واحدة‪ .‬لم ل‬ ‫ٌ‬
‫عي‪ ،‬ن‬ ‫ُ‬
‫واندفع دانك قائًل «أو قزم»‪ .‬وفكر دانك‪ :‬ألف ن‬ ‫َ‬
‫رقة من األقز ِام الهز ّلي ني؟‬ ‫ن‬
‫األعي ِلف ٍ‬ ‫بعض هذه‬‫ُ‬ ‫تنتم‬
‫ي‬

‫نهاية الجزء الثالث من فارس من الممالك َّ‬


‫السبع‬

‫‪149‬‬
‫إهداء من ر‬
‫المي ن‬
‫جمي‬
‫التميم‪ ،‬والوعل‬ ‫المصلح ّ‬
‫محمد الجابري‪ ،‬والذئب الهادئ عبدهللا‬ ‫ر‬
‫المايسي ُ‬ ‫إّل‬
‫ي‬
‫الوايىل‪ ،‬وذو اليد الذهبية مشعل‬ ‫ّ‬
‫الشمري‪ ،‬والذئب اليافع حسن‬ ‫المحيق سلطان‬ ‫ر‬
‫ي‬ ‫ّ‬ ‫ّ‬
‫الضاحك عمر‬ ‫ني الصغي فيصل‪ ،‬والذئب َّ‬ ‫الشمري‪ّ ،‬‬
‫والت ن‬ ‫العتيت‪ ،‬والدلو الكبي عادل‬
‫ي‬
‫الحرب‪ ،‬وملك الهمج صفوان‬ ‫ن‬
‫حرب‪ ،‬والوعل الذي رقص مع التناني صالح‬
‫ي‬ ‫ال ي‬
‫جي‪ ،‬والليث الهصور إبراهيم‬ ‫ر‬
‫الحبيش‪ ،‬والطائر الصغي ن‬ ‫األوجىل‪ ،‬واللورد سنو أدهم‬
‫ي‬ ‫ي‬
‫التميم‪ ،‬وقاتل العمالقة‬
‫ي‬ ‫إدريس‪ ،‬والذئبة الوحيدة هنوف‪ ،‬والصقر المجنح باسل‬
‫ن‬ ‫ّ‬ ‫ن‬
‫القاس‬
‫ي‬ ‫والتني‬ ‫ي‪،‬‬‫المطي‬ ‫يان‬ ‫ر‬ ‫العث‬ ‫والتني األسود أسامة‪ ،‬وفارس‬ ‫عبدهللا الشمري‪،‬‬
‫عىل‪.‬‬‫أمجد‪ ،‬والسندان جييل‪ ،‬وقائد حرس الليل ي‬

‫‪150‬‬
151

You might also like