Professional Documents
Culture Documents
الفارس الغامض - الجزء الثالث
الفارس الغامض - الجزء الثالث
الغامض ُ
الفارس ِ
2
3
حي انرصف دانك وايغ من (السپت الصيف الخفيف ن ن رش رذاذ المطر
ي
الحجري).
الحرب العجوز (رعد) ،وايغ بجانبه عىل حصانه الصغي ي ركب دانك حصانه
ر والشاب والذي ّ ّ
(مايسي) .عىل ظهر سماه (مطر) ،ويقودان بغلهما الرسي ع
ولفت فراشيهما ،وخيمتهما،(مايسي) حزمت درع دانك ،وكتب ايغ ،ر ُ ر
ي
ومالبسهما ،وعدة رشائح سميكة من اللحم البقري المملح ،ونصف إبريق
ن
جلديتي من الماء .أبقت قبعة قش ايغ القديمة ن
وقربتي من المزر،
الصت قد شق ً
محميا من المطر .كان العريضة الحواف والمرنة رأس البغل
ي ن
(مايسي) .أما قبعة قش ايغ الجديدة فكانت عىل رأسه هو. ر ألذب ن
فتحتي ي
فتحت اإلذن ،بدت القبعتان متشابهتان بالنسبة لدانك. ر وباستثناء
ي
4
ُ حي ر توقف ايغ بحصانه بحدة ن
اقيبا من بوابات البلدة ،وفوق البوابة خزق
خازوق حديدي ،وقد بدى من هيئته عىل أنه حديث .بدا ٍ رأس خائن عىل
الجيف قد بدأت بالفعل ن ً ً ر
اللحم أكي توردا من كونه أخرصا ،لكن غربان ِ
متي، ومخر ن ّ ممز ن
قتي شفت الرجل الميت ووجنتيه ّ كل من رَ باألكل منه .كانت ٌّ
ً ي
بنيتي تبكيان دموعا حمراء بطيئة ،بينما اختلطت ن ن
فتحتي وكانت عيناه
ً ى َّ
قطرات المطر بالدم المتيبس .تدّل فم الرجل الميت مفتوحا ،وكأنه
ّ
ُيخاطب المسافرين العابرين من تحته عي البوابة محذ ًرا.
«قديما ن يف
ً كان دانك قد رأى مثل هذه المشاهد من قبل .وقال ليغ
مرة ر ًأسا من عىل الخازوق صبيا ،شقت ّ ًّ (كينجزلندينج) عندما كنت
وانيع الرأس ،بعد أن مباشة» .نف الواقع ،كان فييت هو من تسلق الجدار ن
ر ر
ألف به ً ي َ
ن
اكضي، حي جاء الحرس ر أرضا ن قاَل راف وبودينق بأنه لن يجرؤ ،لكنه ر
فارس سارق .أو ربما كان متمرد ما أو ّ للورد وكان دانك هو من التقطه «كان
ٍ ٍ
يبف الرأس ر ًأسا .كلها تبدو متشابهة بعد بضعة ّأيام عىل مجرد قاتل عادي .ر
َّ
أس رليوي ع فتيات (جحر الثالثة الر َ خازوق» .لقد استخدم هو وأصدقاؤه
الياغيث) .كانوا يطاردونهن عي األزقة ويجيونهن عىل إعطاء الرأس قبلة
كثيا كما يذكر .لم تكن هنالك قبل أن يطلقوا شاحهن .لقد ُقبل ذلك الرأس ً
فتاة ن يف (كينجزلندينج) يمكنها الركض برسعة راف .من األفضل أل يسمع
ٌ ى
وحوش صغية هؤلء ايغ هذا الجزء .وفكر دانك :راف ،وفييت ،وبودينق.
حت تحول لون الثالثة ،وأنا األسوأ بينهم .احتفظ هو وأصدقاؤه بالرأس ر
يتفسخ .وسلب هذا المتعة ن يف مطاردة الفتيات ،لذلك اللحم إّل األسود وبدأ ّ
تبف ن يف القدر .وقال البت وألقوا ما ر ن
اقتحموا ذات ليلة متجرا لقدور الحساء ي
ً
ويتحول اللحم ّ «دائما ما تبحث الغربان عن العينان .ثم يتقعر الخدان، ً ليغ
إنت أعرف هذا الوجه». ن ّ ن
إّل اللون األخرص .»...ثم ضيق عينيه «انتظر .ي
وقال ايغ «أنت تعرفه يا سيدي .قبل ثالثة أيام .السپتون األحدب الذي
الدام». ي سمعناه يخطب ضد اللورد الغراب
وفكر :لقد كان رجال مقدسا أقسم للسبعة ،ر ً ى
حت ولو كان لقد تذكر حينها.
تجمع ن يف ساحة السوق يحرض للخيانة ،وأعلن األحدب للحشد الذي ّ ّ
أيضاٌّ .
ظل «يداه ملطختان باألحمر من دم أخيه ،ودماء أبناء أخيه الصغار ً
جاء بإمرته ليخنق أبناء األمي ڤالر الشجاع ن يف بطن أمهم .أين أمينا الشاب
اآلن؟ أين أخوه ماتاريس العزيز؟ أين ذهب الملك الطيب دايرون ،وبايلور
جميعا ،كل واحد منهم ،ومع ً كاش الرماح الشجاع؟ لقد حضت بهم القبور
5
ً
ذلك ل يزال هو صامدا ،هذا الطائر الشاحب ذو المنقار الدموي الذي
يجثم عىل كتف الملك ايريس وينعق ن يف أذنه .عالمة الجحيم عىل وجهه
وف عينه الفارغة ،وقد جلب لنا الجفاف والوباء والبطش .أقول لكم ن
ي
الحقيف عي البحر .هنالك سبعة آلهة وسبع ممالك، ر تمردوا ،وتذكروا ملكنا ّ
ي
ي األسود سبعة أبناء! انهضوا ،أيها السادة والسيدات .قوموا وأنجب التن ن
الدام ،ذلك اب ر الغ وأسقطوا داء، ل أيها الفرسان الشجعان والفالحون ُ
الج
ي
المشعوذ الخبيث ،لئال ُيلعن أبناءكم وأبناء أبناءكم اّل األبد».
ى
وفكر دانك :كل كلمة كانت خيانة .ومع ذلك ،كانت من الصدمة بأن يراه
الفارغي .وقال دانك «أجل ،هذا هو، ن هنا ،مع وجود حفر ن يف محاجر عينيه
َ ٌ ٌ
لنضع هذه البلدة خلفنا» .أعىط (رعد) لمسة يستحثه سبب وجيه آخر
بها ،وركب هو وايغ عي بوابات (السپت الحجري) ،يستمعان إّل صوت
المطر الخفيف.
وتذكر األحجية :كم عينا يملك اللورد الغراب الدام؟ ألف ع ني ٌ ،ن ى
وعي ي ً
واحدةَّ .ادىع البعض أن يد الملك كان تلميذا للفنون السوداء ،وأن بإمكانه
حت .قال تغيي وجهه ،أن يضع وجه كلب أعور ،أو أن يتحول إّل ضباب رَّ
َ ٍ ً ُ
الناس بأن قطعانا من الذئاب الرمادية الهزيلة طاردت أعداءه ،وتتجسس
َّ
الجيف لصالحه وتهمس باألشار ن يف أذنه .لم يشك دانك بأن معظم غربان ِ
ُ َّ ُ الحكايات َّ
الدام
ي ألحد أن يشك بأن الغراب ٍ مجرد حكايات ،ولكن ل يمكن
لديه مخيون ن يف كل مكان.
برسة كل من ر قديما نف (كينجزلندينج) .كانت ٌّ ً لقد رأى الرجل مرة بأم عينيه
ي
وشعر بريندن ريڤرز بيضاء كالعظام ،وعينه -كان لديه واحدة فقط،
واألخرى فقدها بسبب أخيه غي الشقيق الفولذ األليم ن يف حقل العشب
الدم .وعىل وجنته ورقبته كان يحمل الوحمة ر َّ
الت
ي األحمر -كانت حمراء مثل
ُ
أكسبته اسمه.
َ عندما صارت البلدة وراءهما ً
سء ،قطع ي «عمل وقال دانك تنحنح تماما،
الكلمات هواء». ُ رؤوس السپتونات .كل ما فعله هو الكالم.
ً ٌ
هواء يا سيدي .وبعضها خيانة» .كان ايغ نحيفا مثل «بعض الكلمات
ومرفقي ،ولكن كان لديه فم. ن عىص ،مجموعة من الضلوع
حقيف اآلن». ر ٍّ «تتحدث كأمي
ي
6
ً
أخذ ايغ تلك عىل أنها إهانة ،وقد كانت كذلك «ربما كان سپتونا ،لكنه كان
ر ُ
سيدي .لم يكن الجفاف ذنب اللورد الغراب ا ي
لدام ،ول ينرس األكاذيب يا
مرض الربيع العظيم ً
أيضا».
ر
الحمف «ربما يكون األمر كذلك ،ولكن إذا بدأنا بقطع رؤوس جميع
ن
والكاذبي ،فإن نصف مدن الممالك السبع ستكون فارغة».
7
حك دانك أذنه «اعتقدت بأنه كان لدينا عملتان فضيتان».
اشييت الخيمة .واآلن لدينا واحدة». حت ر «كان لدينا بالفعل ،ر
أي منها إذا بدأنا بالنوم ن يف الحانات .هل تريد مشاركة ش ٍير «لن يكون لدينا ٌّ
«لست أرغب بهذا. ُ مع بائع متجول وتستيقظ مع براغيثه؟» .ونخر دانك
معجبي بالغرباء .سننام تحت ن اغيت الخاصة يب ،وهم ليسوا ر
لدي بر ي
النجوم».
ً َ
ووافق ايغ «النجوم مناسبة .ولكن األرض صلبة يا سيدي ،وأحيانا يكون
من اللطيف أن تحصل عىل وسادة لرأسك».
جيدا بقدر ما يريده أي فارس ،ولكن ن ً
بي «الوسائد لألمراء» .كان ايغ مرافقا
تني ،ل َ ى
يترصف كاألمراء .وفكر دانك :لدى الصت دم ن ّ ر
تنس ي كان وأخرى ة في
ً
هذا أبدا .كان لدى دانك دم متسول عن نفسه ...أو هكذا اعتادوا أن يخيوه
سيشنق ل محالة «ربما قديما نف (جحر الياغيث) ،إذا لم يخيوه بأنه ُ ً
ً ي
لكنت لن أضيع مبلغا يمكننا تحمل تكلفة بعض من المزر وعشاء ساخن ،ن
ن ّ ي ٍ ً
جيدا عىل فراش .نحن بحاجة إّل حفظ بنساتنا من أجل المًلح» .يف آخر
مرة عي فيها البحية ،لم يكلف العبور سوى بضعة قطع نحاسية ،لكن هذا
أكي تكلفة منذ ذلك كان قبل ست سنوات ،أو ربما سبع .وأصبح كل رسء ر
ي
الحي. ن
حذاب للعبور». ً
ي استخدام يمكننا ا، «حسن قال ايغ
ى
قال دانك «يمكننا ،لكننا لن نفعل» .استخدام الحذاء خطي .وفكر:
أصلعا مصادفة .كان ً ينترس الكالم .لم يكن مرافقه دائما ما ر سينترس الكالمً . ر
لمع كالذهب المطروق، وشعر ٍ ٍ ليغ عينان أرجوانيتان من ڤالييا القديمة،
معا .كان ترك ذلك الشعر ينمو بمثابة وضع وخيوط من الفضة منسوجة ً
ً
ثالب الرؤوس .وكانت هذه أوقاتا محفوفة بالمخاطر ن يف ر ن
وس مزي ٍن بتني ً ي
ّ
دب ر ٍ
ويسيوس ،و ...حسنا ،كان من األفضل عدم المخاطرة «كلمة أخرى عن
8
َّ ن
اللعي ،وسوف أقوم بصفعك بشدة لدرجة أنك ستطي فوق حذائك
ُ
البحية».
10
أكي ،عىل رأس صف طويل .كانت هنالك دستتان لورد ثالث برزانة ر تبعهما ٌ
ٌ ٌ ن
التابعي معهم ،ساسة للخيول وطهاة وخدم ،كل هؤلء لخدمة ثالث من
نشابيات عىل أحصنتهم، ّ وحامىل ن
مسلحي فرسان ،باإلضافة إّل رجال
ُ ي
المحملة بدروعهم وخيامهم ومؤنهم ،كان ترس ّ ودستة من عربات الجر
تقاّل داكن ومرسوم عليه ثالث قالع سوداء. اللورد معل ًقا عىل شجه ،بر ٌّ
ي
عرف دانك هذا الشعار ،ولكن من أين؟ كان اللورد الذي يحمله رجًل كبياً
ّ
عابس ومزموم الفم ،بلحية مشذبة يختلط فيها األبيض واألسود. ٌ ن يف السن،
ى
وفكر دانك :ربما كان ن يف (مروج آشفورد) .أو ربما خدمنا ن يف قلعته عندما
ً
كنت مرافقا للسي آرلن .كان الفارس المتجول العجوز قد خدم ن يف العديد
حت أن دانك ل من الحصون والقالع المختلفة خالل تلك السنوات ،ر
يستطيع تذكر نصفها.
بتجه ٍم إّل شجية األشواك «أنت .يا أوقف اللورد حصانه بفظاظة ونظر ّ
ٍ
ّ
حامىل النشابيات أظهر نفسك» .وخلفه مرر اثنان من َ ن
ي من يف ن الشجيةِ ،
قوسا يف نشابتيهما وواصل الباقون طريقهم. ً
ٌ ن ُ
اليمت متكئة عىل خطا دانك عي العشب الطويل ،وترسه عىل ذراعه ،ويده
وأحمرا من الغبار الذي َ
أثارته ً قناعا ً
بنيا مقبض سيفه الطويل .كان وجهه ً
َ ًّ ً
الخيول ،وكان عاريا من الخرص إّل رأسه .كان يعرف بأن منظره بدا رثا،
َ
مشاكل ولكن قد يكون حجمه هو ما جعل اآلخرين يتوقفون «ل نرغب بأي
مقدما إياه إّل األمام. ًّ افف» .وأشار إّل ايغ ر
يا سيدي .إننا اثنان فقط ،أنا ومر ي
تدىع بأنك فارس؟». ي «مرافقك؟ هل
ى ر ُ
الت كان ينظر الرجل إليه بها .وفكر :هاتان العينان لم ترق لدانك الطريقة ي
بإمكانها أن تسلخ رجًل .بدا من الحكمة أن يرفع يده عن سيفه «أنا فارس
متجول ،أبحث عن الخدمة».
الشء نفسه .قد يكون درعك تنبأ «كل فارس سارق قمت بشنقه قال ر
ًّ ي ٍ ًٍ
. . ً
بذلك مسبقا أيها الفارس إذا كنت فارسا حقا مشنقة ورجل مشنوق هل ...
شعارك؟».ُ هذا هو
اليس». «ل ،يا سيدي .أحتاج إّل إعادة طالء ر
«لماذا؟ هل نهبته من عىل جثة؟».
ى «لقد ر
بمبلغ جيد» .وفكر :ثالث قالع سوداء عىل خلفية ٍ اشييته ،و
ً
برتقالية ...أين رأيتها من قبل؟ «أنا لست سارقا».
11
َ
كانت عينا اللورد عبارة عن رقائق من الصوان «كيف حصلت عىل هذه
قطع من سوط؟». الندبة عىل خدك؟ ٌ
وجه ليس من شأنك يا سيدي». ي «من خنجر .إل أن
شأب». «أنا من أحدد ما هو من ن
ّ ً ي
َ َ ن
بحلول ذلك الوقت ،عاد الفارسان األصغر سنا مهرولي لييا ما الذي أخر
جورم» الحصان األسود «ها أنت ذا يا الراكب عىل مجموعتهما ،وصاح َّ
ي ِ
َ
وانساب مالمح جميلة. ٌّ
شاب نحيل ورشيق ،بوجه مليح ومحلوق ،وذو ِ
سيته الضيقة مصنوعة من الحرير شعره األسود الالمع عىل ياقته .كانت ر
صليبٌ الذهت .وعىل صدره ُطرز ي الغامق ،وحوافها من الساتان األزرق ِ
المربعي األول والثالث للصليب ،وسيف ن ن
بخيوط ذهبية ،بكمنجة ذهبية يف
َّ ّ
كس ريته المربعي الثا نب والرابع .واتخذت عيناه اللون األزرق الداكن ُ
ي
ن ذهت ن يف ي
«خش ألي أنك سقطت من عىل حصانك. ن َ ر الضيقة ،والتمعت بفضول ّ
ملموسا ،كنت عىل وشك أن أت ُ ي ً يبدو ّل ُع ً
عداه بغباري» .وسأل الفارس ذرا ي
ِّ
الكستناب «من هذين اللصان؟». ي عىل الحصان
ُ
انزعج ايغ من اإلهانة «ليس لديك الحق بأن تطلق علينا ِل ّص ن َ
ي يا سيدي،
عندما رأينا غباركم ظننا بأنكم خارجون عن القانون ،وهذا هو السبب
الوحيد الذي جعلنا نختت .هذا هو السي دانكن الطويل ،وأنا مرافقه».
أكي مما كانوا ليعيونه لنقيق ضفدع .وقال اهتماما ر ً لم ُي ِعر اللوردات لذلك
مغف ٍل رأيته عىل اإلطالق». ّ
فارس الريشات الثالثة «أعتقد أن هذا هو أكي
ُُ ن نٌ ٌ
أس ذو شعر مجعد لونه كالعسل الداكن «سبعة ٍ ر تحت مكتي وجه كان له
المفجع الذي أقدام ل تنقصها بوصة ،أراهن عىل ذلك .يا لصوت الرتطام ُ
أرضا». سيحدثه عندما يسقط ً ُ
ى
شعر دانك بالدم يحتقن إّل وجهه .وفكر :سوف تخرس رهانك .ن يف آخر مرة
ُ ِق َ
يس بها طوله ،قال ايمون أخ ايغ بأنه أقل ببوصة واحدة من سبعة أقدام.
ُ
الحرب أيها الفارس ي ك حصان وقال اللورد الصغي ذو الريش «هل هذا هو
أفيض أنه يمكننا ذبحه من أجل اللحم». العمالق؟ ر
ِ
ن
قال الفارس ذو الشعر األسود «غالبا ما ينش اللورد ألي لباقته ،أرجو منك ً
ألي ،سوف تستميح العفو من السي أن تسامح كلماته الفظة يا سيدي .ن
دانكن».
ن َ . حسنا ،إذا كان ّ ً
سامحتت يا سيدي؟» .ولم ينتظر الرد ،بل ًي هال ذلك عىل ي «
الكستناب وانطلق راكضا عىل الطريق. ي استدار بحصانه
12
ر
وبف اآلخر «هل أنت متجه إّل الزفاف يا سيدي؟».
ي
14
ٌ اهتماما ،فلديه ٌ
روح عجوز قاسية ،إنه يشك ن يف ً الكمنج «ل تعره ي قال
جورم ،لدي شعور جيد اتجاه هذا الرجل .سي دانكن ،هل ستأبر الجميع.
ي ي
معنا إّل (الجدران البيضاء)؟».
«سيدي ،أنا .»...كيف يمكنه مشاركة معسكر مع مثل هؤلء؟ رجالهم
الذين يخدمونهم ينصبون شادقاتهم ،والساسة يمشطون خيولهم ،وكان
ً
مشويا أو ِق َط ًعا من اللحم ،بينما
ً طهاتهم ليقدموا لكل واحد منهم ديكا
الصلب «ل أستطيع». المملح ُ ائحا من اللحم البقري ُ يقضم دانك وايغ رش ً
وقال اللورد ذو القالع الثالثة «كما ترى ،إنه يعرف مكانه ،وهو ليس معنا».
وأدار حصانه نحو الطريق «واآلن اللورد كوكشاو متقد ٌم بنصف فرسخ».
«أعتقد ن
ج دانك ابتسامة أنت يجب أن أطارده مرة أخرى» .أعىط الكمن ي ي
رمج أتمت ذلك .أود أن أجرب سنلتف مرة أخرى ً
يوما ما .ن ر اعتذارية «ربما
ي ي
عليك».
أخيا «حظا ً ً يرد ً ردا عىل ذلك ،واستطاع أن َّ لم يعرف دانك ماذا يقول ً
طيبا
اليال يا سيدي» .ولكن بحلول ذلك الوقت كان السي جون قد نف مضامي ن ن
ً َ ي
. .
دار بحصانه ليلحق بالطابور ركب اللورد األكي وراءه كان دانك سعيدا َ
عيناه القاسيتان ُتعجبه ،ول غطرسة اللورد ن ُ ُ
ألي .كان لرؤية ظهره .لم تكن
أيضا.لطيفا بدرجة كافية ،ولكن كان هنالك رسء غريب بشأنه ً ً
ي الكمنج
ي
َ
وقال ليغ بينما كانا يشاهدان غبار رحيلهم «كمنجتان وسيفان ،وصليب
عائلة هذه؟». ٍ محفور ،أي
15
مطلقا ن يف أي لفافة للرموز». ً «ليس ًّأيا منها يا سيدي .لم َأر هذا ال َ
شعار
وفكر دانك :قد يكون ً ى
فارسا متجوَل عىل كل حال .كان دانك قد صمم
الت تسم تانسيل ر ن
شعاره يف ( ًمروج آشفورد) ،عندما ُ سألته محركة الدم ي
عما يريد رسمه عىل ترسه «هل كان اللورد األكي من آل الطويلة جدا ّ
قالعا عىل تروسهم ،ولم تكن أراضيهم فراي؟» .حمل أفراد عائلة فراي ً
بعيدة من هنا.
خلفيةّ شعار آل فراي برجان أزرقان متصالن بجرس عىل دور ايغ عينيه « ُ ّ
تقاّل يا سيدي .هل رأيت رمادية .أما تلك فثالث قالع سوداء عىل حقل بر ي
جرسا؟». ً
«وف المرة القادمة ر ليضايقت فقط ن ن ّ: ى
الت
ي ي ي هذا يفعل ه إن دانك ر وفك «ل».
تدور فيها عينيك نحوي ،سأقوم بصفعك عىل أذنك بشدة لدرجة أنها ّ
ستنقلب داخل رأسك لألبد».
ً
شعر بالتوبيخ «لم أقصد أبدا—». بدا ايغ وكأنه َ
«ل أهتم بما قصدته .فقط قل يّل من كان».
«چورمون پيك ،سيد (ستاربايك)».
ً
حقا؟». جنوبا ن يف المرىع ،أليس كذلك؟ هل لديه ثالث قالع ً «وتقع تلك
«فقط عىل ترسه يا سيدي .كان آلل پيك ثالث قالع فيما ن ُ
مىص ،لكنهم
اثنتي منهم». ن فقدوا
ن
قلعتي؟». ُ
«وكيف تفقد
للتني األسود يا سيدي». ن «حي تقاتل ن
ً ى
مجددا. «أوه» .شعر دانك بالغباء .وفكر :هذا األمر
البالد ،الذين جعلوا وأخواته الفاتح ون ايغ ُ
أسالف مئت عام ،حكم ر
ِ لمدة ي
الممالك السبع واحدة وصنعوا العرش الحديدي .كانت راياتهم الملكية
عرس ً أحمرا عىل خلفية سوداء .وقبل ستة ر ً تنينا ر ً
عاما، ثالب الرؤوس، ي تحمل
نغل للملك ايغون الرابع ُيدىع دايمون بالكفاير ّ
بتمر ٍد ضد أخيه ابن ٌ ثار ٌ
أيضا ،لكنه التني ذي الرؤوس الثالثة عىل راياته ً ن ىع .استخدم دايمون ر
الرس ي
16
عكس األلوان ،كما يفعل العديد من النغول .انته تمرده ن يف حقل العشب
أسه ِم اللورد األحمر ،حيث مات دايمون وابناه التوأمان تحت مطر من ُ
الدام .من نجا من أولئك المتمردين وركع ُع ِ ن يف عنه ،ولكن بعضهم ي الغراب
ذهبا .وأعىط جميعهم رهائن ً
اض ،وبعضهم فقد ألقابا ،وبعضهم ً فقد أر ن َ
ي
لمستقبىل.
ي لضمان ولئهم ا
ى
وفكر :ثالث قالع سوداء عىل خلفية برتقالية «أتذكر اآلن .لم يحب السي
ً
أرلن التحدث عن حقل العشب األحمر أبدا ،ولكنه أخي ن يب مرة ن يف إحدى
سكراته كيف مات ابن أخته» .كاد يستطيع أن يسمع صوت الرجل العجوز
مرة أخرى ،أن يشم النبيذ ن يف أنفاسه «روجر من شجرة البنسات ،كان هذا
ُ
يحمل شائك كان يستخدمه لورد اسمهُ .حطم رأسه بواسطة صولجان
ٍ ى
ثالث قالع عىل ترسه» .وفكر دانك :اللورد چورمون پيك .الرجل العجوز
لم يعرف اسمه قط .أو لم يرغب بمعرفته .بحلول ذلك الوقت ،لم يكن
أكي من عمود من الغبار األحمر ن يف اللورد پيك وجون الكمنج وجماعتهما ر
ي
ً ر ى
المدىع ،وهؤلء الذين ي مات .ا عام عرس ستة قبل ذلك كان : ر وفك األفق.
ف عنهم .عىل أي حال ،ل عالقة يّل بذلك. تبعوه ُ نفيوا أو ُع ن َ
ي ركبا ر
الشج .بعد نصف ي لفية دون تحدث ،يستمعان إّل صياح الطيور ِ
ر
فرسخ ،تنحنح دانك وقال «لقد قال بيويل .هل أراضيه قريبة؟». َ
«عىل الجانب البعيد من البحية يا سيدي .كان اللورد ربيويل قيم المال
عندما جلس الملك ايغون عىل العرش الحديدي .جعله الملك دايرون يده،
خرص متموج من األ ن ّ ج مزي عن عبارة ه ُ
شعار .طويلة ة ولكن ليس ر
لفي
َ ّ ٍ
التباه بمعرفته رموز النبالة «هل ي واألبيض واألصفر يا سيدي» .أحب ايغ
صديق لوالدك؟». ٌ هو
الثاب للورد ن كن يأب له ودا قط .لقد حارب ًّ عبس ايغ بوجهه «لم ُي َّ
البن ي ربيويل نف صف المدىع وابنه األكي نف صف الملك نف َّ
التمرد .وب هذه ي ن ي ً ي ي
ر
الطريقة كان متأكدا من أن يكون يف الجانب الفائز .ولم يقاتل اللورد بيويل
ألي منهما». ٍّ
سم البعض ذلك حكمة». ي «قد ُي
جبنا».ً
«أب يسميها ىي
ً ً ً
وفكر :بالطبع سيفعل .كان األمي مايكار رجال قاسيا ،وفخورا ،ومليئا
بالزدراء «يجب علينا المرور ب (الجدران البيضاء) للوصول إّل (طريق
17
الملوك)ِ .ل َم ل نمأل بطوننا؟» .مجرد الفكرة كانت كافية لجعل أحشاءه
تقرقر «ربما يحتاج أحد ضيوف الزفاف لحرس ن
حي يعود إّل قلعته».
«لقد قلت بأننا ذاهبون إّل الشمال».
يبعد ألف «لقد صمد الجدار ثمانية آلف سنة ،وسيصمد ر
لفية أطول .إنه ُ
نرغب ببعض الفضة ن يف كيس نقودنا».
ُ َ
وسوف فرسخ من هنا إّل هناك،
ّ
المسن عابس ً
كان دانك يتخيل نفسه فوق (رعد) ،مسقطا ذلك اللورد ُ
ً
شعورا ً ى ُ
حلوا. الوجه ذو القالع الثالث عىل ترسه .وفكر دانك :سيكون ذلك
ُ يمكنت أن أقول له عندما ر
ن
يأب ليدفع فدية ترسه وأسلحته "لقد هزمك
ي ي
الصت الذي قتلته".
ي الصت الذي حل محل
ي مرافق السي أرلن العجوز،
سيحب الرجل العجوز ذلك.
«أنت ل تفكر نف دخول مضامي ن ن
اليال ،أليس كذلك يا سيدي؟». ي
«ربما حان الوقت».
«لم يحن يا سيدي».
ى
«ربما حان الوقت لمنحك صفعة جيدة عىل أذنك» .وفكر دانك :سأحتاج
ن
فديتي ودفع واحدة فقط ،فسنأكل ن
بإمكاب جمع فقط للفوز ن نبي ن
الي .إذا كان
ٌ
التحام جماىع ،فقد ر
ي
اشيك فيه» .حجم ي كالملوك لمدة عام «إذا كان هنالك
الجماىع مما
ي وقوة دانك من شأنها أن تخدمه بشكل أفضل ن يف اللتحام
كانت ستخدمه نف مضامي ن ن
اليال.
ن ي
جماىع يف حفل زفاف يا ٌ
«ليس من المألوف أن يكون هنالك التحام
ي
سيدي».
«ولكن من المألوف أن تكون هناك وليمة .لدينا طريق طويل لنقطعهِ .ل َم
مرة واحدة؟».ل ننطلق وبطوننا ممتلئة ّ
18
كانت الشمس منخفضة ن يف الغرب بحلول الوقت الذي ر َأيا فيه البحية،
والذهت ،وساطعة كصفيحة من النحاس باللوني األحمر ن ومياهها تلمع
ي َ
المطروق .وعندما لمحا أبراج الحانة فوق بعض أشجار الصفصاف ،ارتدى
سيته المتعرقة مرة أخرى وتوقف لرش بعض الماء عىل وجهه. دانك ر
وغسل غبار الطريق قدر استطاعته ومرر أصابعه المبللة عي شعره الكثيف
بالشمس .لم يكن هنالك ر ّ
سء يمكنه فعله حيال حجمه ،أو الموخوط
َّ ي ِر ى
الت علمت عىل خده ،لكنه أراد أن يقلل من مظهر الفارس الضاري الندبة ي
قاطع الطريق.
ممتد وواسعّ ، ٌ
دة باألخشاب مشي ٍ كانت الحانة أكي مما كان يتوقع ،مكان
ووضع طريق من األلواح مبت عىل أعمدة فوق الماءُ . وذات أبراج ،نصفها ن ٌّ
ي ِ
العبارة ،لكن ل َّ
حت مرس َّ العريضة فوق ضفة البحية الموحلة ر َّ
العبارة ول
رجالها كانوا ن يف المكان .عىل الجانب اآلخر من الطريق كان هنالك إسطبل
جدار من الحجر الجاف بالفناء ،لكن البوابة ٌ ويحيط مسقوف بالقشُ . ٌ
ً َ
رن
«اعي وحوضا للري .وقال دانك ليغ وجدا ً
بيا كانت مفتوحة .ن يف الداخل،
كثيا .سأسأل عن بعض الطعام». ترسب ً بالحيوانات ،لكن احرص عىل أل ر
وجد صاحبة الحانة تكنس السلم .وسألته المرأة «هل أتيت من أجل
العبارة؟ لقد فات األوان .الشمس بدأت تغرب ،ول يحب نيد العبور ليًل ّ
بدرا .سيعود ن يف الصباح الباكر». إل إذا كان القمر ً
ً
ثمنا؟». ن
تعرفي كم يطلب «هل
وعرسة لخيولكم». «ثالث بنسات لكل واحد منكم ،ر
«لدينا حصانان وبغل».
أيضا». عرسة للبغال ً «إنها ر
أكي مما كان يأمل أن وثالثي ،ر
ن جمع دانك المبلغ ن يف رأسه ووصل لستة
بنسي ،وستة للخيول».ن «ف آخر مرة عي ُت بها كان المبلغ فقط ي
ُينفقه ن
ن
«ناقش هذا مع نيد ،ل شأن يّل يف هذا .إذا كنت تبحث عن فراش ،فليس
شاوب وكوستاين حاشيتهما .الحانة ن أحرص اللوردين لدي ما أقدمه لك .لقد ن
ي
ممتلئة حد النفجار».
ى ً
«هل اللورد پيك هنا أيضا؟» .وفكر :لقد قتل مرافق السي أرلن «كان مع
الكمنج».
ي اللورد كوكشاو وجون
19
«أخذهم نيد للجانب األخر ن يف آخر رحلة له» .تفحصت دانك من رأسه اّل
أخمص قدميه «هل أنت من ضمن مجموعتهم؟».
ُ
تخرج من سء» .كانت رائحة طيبة «التقينا بهم عىل الطريق ،هذا كل ر
ي
نوافذ الحانة ،مما جعل فم دانك يسيل «قد نود ً
بعضا مما تشوينه ،إذا لم
مكلفا للغاية». ً
يكن
ً ُ ّ ن
وقالت المرأة «إنه ن
خيير بري ،متبل جيدا ويقدم مع البصل والفطر واللفت
المهروس».
«يمكننا الستغناء عن اللفت .بضعة رشائح من الخ ن نيير الي ّي وإبريق من
ستطلبي مقابل ذلك؟ وربما ن ستف بغرضنا .كم ن ّ ن
البت الجيد خاصتكم ن ي المزر ي
يمكننا الحصول عىل مكان يف أرضية اسطبلكم للنوم خالل الليل؟».
كانت هذه غلطة «السطبالت للخيول .لهذا نسميهم اسطبالت .أنت كبي
مي فقط» .وجرفت لكنت ل أرى لك إل قد ن كحصان ،أقر لك بهذا ،ن
ُ ي ن
مت إطعام كل الممالك ن
مكنستها يف وجهه إلبعاده ن«ل يمكن أن ي ًتوقع ي
أجعل اللوردات يقولون بأن َ لضيوف ،ومزري أيضا .لن ي الي ير السبع .ن ن
الخي
ي
.
الطعام والمزر نفذا من عندي قبل أن يشبعوا البحية مليئة باألسماك،
المحتالي اآلخرين يخيمون بالقرب من جذوع األشجار. ن وستجد بعض
تثق بهم «قد تثق بهم» .وأوضحت نيتها أنها ل ُ فرسان متجولون ،إذا كنت ُ
ً
يكون لديهم طعام ليشاركونه .ل شأن يّل ن يف ذلك .ارحل بعيدا اآلن ،لدي
حت عمل ألنجزه» .أغلقت الباب بخبطة قوية خلفها ،قبل أن يفكر دانك ر
أن يسألها أين قد يجد هذه الجذوع.
سف الخيول ،ينقع قدميه ن يف الماء وي هوي ي
جالسا عىل حوض ر ً وجد ايغ
خي ًيرا يا سيدي؟ أشم رائحة لحم ن
وجهه بقبعته المرنة الكبية «هل يشوون ن
خيير». نن
خي ًيرا عندما يكون «خيير بري ،ولكن من يريد ن ن قال دانك بصوت كئيب ن ن
مملح لذيذ؟». ٌ ٌّ
بقري لديه لحم
حذاب بدال من ذلك يا يمكنت من فضلك أن آكل ن «هل ايغ وجه م و َّ
تجه
ي ًي
أكي سماكة». جديدا من لحم البقر المملح .إنه ر ُ زوجا سيدي؟ سأصنع ً
قال دانك محاوَل أل يبتسم «ل .ل يمكنك أن تأكل حذائك .ولكن كلمة
قبضت .أخرج قدميك من هذا الحوض». ر واحدة إضافية بعدها وستأكل
ً ي
سفلية «اسحب بعضا ّ اوية
وجد خوذته الكبية عىل البغل ورماها إّل ايغ بز ٍ
ّ
من الماء من البي ونقع اللحم البقري» .كان اللحم البقري ليكرس أسنانك ما
20
ن َّ
حي ُينقع ن يف المزر ،لكن الماء لفية طويلة .يكون طعمه أفضل لم تنقعه ر
ُ
أرغب بأن أتذوق أيضا ،لست الس رف ً
سيف بالغرض «ل تستخدم حوض َّ ن
ي ي
قدميك».
حسن الطعم يايحر ُك أصابع قدميه «قدماي ل يمكن إل أن ُت ّ قال ايغ وهو ّ
سيدي» .ولكنه فعل ما ُطلب منه.
نَ .
وه
ي انهم ني ايغ لمح لم يكن من الصعب العثور عىل الفرسان المتجولي
تومض ن يف الغابة عىل طول شاط البحية ،واتجها نحوها ،وهما يقودان
الصت خوذة دانك تحت ذراع واحده، ي الحيوانات وراءهما .حمل
تتخضخض مع كل خطوة يخطوها .بحلول ذلك الوقت كانت الشمس ُ
ذكرى حمراء ن يف الغرب .وشعان ما بدأت األشجار بالتساع ،ووجدا
ً
بستانا من الويروود .لم َ
يبق نفسيهما فيما كان يجب أن يكون ن يف السابق
منه سوى حلقة من جذوع األشجار البيضاء ومجموعة متشابكة من جذور
الت كانت األشجار قائمة عليها عندما حكم ر
ظهر األماكن ي شاحبة كالعظام ُلت
ر
ويسيوس. أطفال الغابة ن يف
ن ن َ نَ
حفرة نار ،ويمرران
ِ من قرببال مقرفصي رجلي اوجد وبي جذوع الويروود
قربة نبيذ من يد إّل يد .كانت خيولهما تجتث عىل العشب خلف البستان،
ُ ّ
وقد كدست تروسهما ودروعهما ن يف أكوام مرتبة .جلس رجل أصغر ن يف السن
21
َ الثني اآلخرين ،وظهره عىل شجرة كستناء. ن ً
وصاح دانك بصوت بعيدا عن
ً
مبتهج «أهًل بكم أيها السادة» .لم يكن من الحكمة أبدا أن تفاخ رجاَل
والفت اسمه ايغ .هل يمكننا ر اسم السي دانكن الطويل. مسلحي «أنا ن
ي
مشاركة نيانكم؟».
َ ّ بدين نف منتصف العمر ليحييهم ،مر ً ٌ َ
تديا مالبس مرقعة. ٌ ي نهض رجل
َ ُ
وأحاطت شعيات بلون الزنجبيل الفاقع وجهه «شرنا بلقائكما يا سي
أيضا .ايغ ،أليس ومرحب بك بالتأكيد ،وصبيك ً ٌّ دانكن .أنت شخص كبي...
ُ
كذلك؟ ما نوع هذا السم يا ترى؟».
يع نضورة عدم البوح بأن ايغ هو «اسم مخترص يا سيدي» .كان ايغ ي
اختصار لسم ايغون .ليس لرجال ل يعرفهم «بالفعل .ما الذي حدث
لشعرك؟».
ى
الصت.
ي أيها الجذور ديدان كانت بأنها هأخي .الجذور ديدان : دانك ر وفك
الت ً أمانا ،الحكاية ر ً كانت هذه ه الحكاية ر
غالبا ما يقولنها ...عىل ً ي األكي ي
ً ُ ّ
الرغم من أن ايغ يقرر أحيانا بأن يلعب بعضا من األلعاب الطفولية.
ّ
فروسي ر يت». ً
حليقا ر «لقد حلقته يا سيدي .أنوي أن ر
حت أكسب أبف
ٌ
الضباب .تحت شجرة الكستناء ي المستنقع قط كايل، السي أنا . نبيل د «تعه
هناك يجلس السي جليندون ،آه ،بول .وهنا لديك السي ماينارد پلوم
الطيب». ّ
ٌ ن ُ
قريب من اللورد ذب ايغ لمسمع السم «پلوم ...هل أنت انتصبت أ ي
فسييس پلوم يا سيدي؟».
ن ً ر
كتفي واعيف السي ماينارد «من بعيد» .كان رجًل طويًل ونحيفا وذو
حرصةأنت أشك بأن ن كت ناب طويل أملس «عىل الرغم من ن منحنيتي ،وشعر ّ ن
ي ي
سيعيف بذلك .قد يقول البعض بأنه من اليقوق الحلو ،بينما أنا من ر اللورد
بنفسجيا كلون اسمه ،لكن حوافه تآكلت وكان ً الحامض» .كان معطف پلوم
ٌ مصبوغا بال مهارةَّ . ً
دبوس من اللؤلؤ القمري عىل الكتف ،كبي كبيضة وثبته
ً ً
وقميصا من الجلد المبقع دجاجة .عدا ذلك ،كان قد ارتدى شواَل خشنا
البت. ن
باللون ي
22
ٌّ
بقري مملح». قال دانك «لدينا لحم
قال كايل القط «السي ماينارد لديه كيس من التفاح ،ولدي مخلل البيض
معا لدينا ما يصنع وليمة! تفضل بالجلوس يا سيدي .لدينا عجباً ،
ً والبصل.
حت ر
سنبف هنا ر مجموعة رائعة من جذوع األشجار لتناسب راحتك.
ّ
حدس .هنالك عبارة واحدة فقط ،ي
وه ي منتصف الصباح ،إذا لم يخىط
ن
جميعا .يجب أن يعي اللوردات ومن معهمً يكف لنقلنا
ليست كبية بما ي
أوال».
«ساعدب بالخيول»ً .
ومعا نزعا شج (رعد) ،و(مطر)، ن قال دانك ليغ
ي
ر
و(مايسي).
ُ ُ ُ
وفقط عندما أطعمت الحيوانات وأسقيت وق ّيدت لليلة ،قبل دانك قربة
ر
«حت النبيذ الحامض الت قدمها له السي ماينارد .وقال كايل القط ر
النبيذ ي
23
سنرسب أفضل أنواع النبيذ المعتق ن يف (الجدران أفضل من ل رسء ،ر
ي
البيضاء) .يقال بأن اللورد بيويل لديه أفضل أنواع النبيذ شمال (الكرمة). ر
رجل ر ٌّ سابقا ،كما كان جده قبله ،ويقال بأنه ٌ ً ً
تف عالوة ي للملك ايد لقد كان
وغت جدا». ً عىل ذلك ،ن
ّ ي
فيض عليه أن يتخذ نض ًعا وقال ماينارد پلوم «ثروته كلها من األبقارُ ،ي ر
ً
شعار له .آل ربيويل هؤلء لديهم حليب يرسي ن يف عروقهم ،وآل ٍ منتفخا ك
ً
وجامع
ي الماشية للصوص ا زفاف فراي ليسوا أفضل منهم .سيكون هذا
ن
التني عمالت كبي اّل آخر .عندما ثار الرصائب ،حيث ينضم ُم ُ
قرقع ن
ٍ
ً ً
األسود ،أرسل لورد األبقار هذا ابنا واحدا إّل دايمون واآلخر إّل دايرون،
ى
أحد من آل ربيويل ن يف الجانب الفائز .كالهما لقيا حتفهما ٍ وجود من د ليتأك
وتوف أصغر أبناءه يف الربيع .ولهذا قرر هذه ن ن ن يف حقل العشب األحمر،
ً ي
الزيجة الجديدة .ما لم تعطه هذه الزوجة الجديدة ابنا ،فسيموت اسم
ربيويل معه».
وشحذ السي جليندون بول سيفه ّ َ
مرة أخرى بحجر «وهذا ما يجب».
المشحذ «المحارب يكره الجبناء».
جعل الزدراء ن يف صوته دانك يتفحص الشاب بنظرة أقرب .كانت مالبس
ويش مظهرها السي جليندون من قماش جيد ،لكنها بالية وغي متناسبة ،ر
ي
البت الغامق للخارج من تحت بأنها رخيصة .وبرز َت خصالت من الشعر ن
ً ي
قصيا ومكتيا ،وله عينان صغيتان ن ن ً خوذته الحديدية القصية .كان ر
الفت
قريبتان من بعضهما ،وكتفان غليظان ،وذراعان شديدتان .كانا حاجباه
موسم ربيع ُممطر ،وأنفه منتفخ ،وذقنه بارز .وكان ِ أشعثان مثل يرقات بعد
عرسة ً وفكر دانك :قد يكون ذو ستة ر ى ًّ
عاما .ولكنه ل يزيد عن ثمانية شابا.
افقا لول أن السي كايل أطلق عليه ً ً َ
فارسا .وكان ليحس ُبه مر عرسة .كان دانك ر
للفت بثور عىل خديه بدال من الشوارب. ر
مت وأنت فارس؟». وسأله دانك «منذ ر
بت السي نص ن «منذ رفية كافية .سأكمل نصف عام عندما يكتمل القمر .لقد ّ
ي
فارسا ،وشهدت دستتان من مورجان دونستابل من (شاللت الحاوي) ً
ولدب .لقد ركبت ر ولكنت كنت أتدرب عىل الفروسية منذ ن نصيب، الناس ّ
الت
ي
أمش ،يوأسقطت سن رجل بالغ من رأسه قبل أن أفقد أياً حصانا قبل أن ر ً
ٍ ن ً ي ن
أسناب .أنوي أن أصنع يّل صيتا يف (الجدران البيضاء) وأفوز ببيضة ي من
ن
التني».
24
حقا؟» .لقد مات آخر ن ً ن
تني منذ ه جائزة البطل؟ «بيضة التني؟ أهذه ي
نصف قرن .كان السي أرلن قد رأى ذات مرة مجموعة من بيضها .وقال
الرجل العجوز لدانك :لقد كانت صلبة كالحجر ،لكنها جميلة المنظر
تني؟».«كيف أمكن للورد ربيويل أن يحصل عىل بيضة ن
وقال السي ماينارد پلوم «قدم الملك ايغون البيضة لوالد أبيه بعد أن
استضافه ليلة ن يف قلعته القديمة».
وسأل دانك «هل كانت مكافأة لفعل شجاع ما؟».
وضحك السي كايل «قد يسميها البعض بذلكُ .يقال بأن اللورد ربيويل
السابق كان لديه ثالث بنات صغيات عذراوات عندما جاء جاللته إليه.
َ
ملكيي ن يف بطونهن الصغية .كان ن ٌ
نغول ّ
لثالثتهن وبحلول الصباح ،أصبح
هذا عمل ليلة ساخنة».
ضاجعَ سمع دانك مثل هذه األحاديث من قبل .كان ايغون الغي جدير قد
نصف عذراوات البالد وأنجب الكثي من النغول منهن عىل ما يبدو .واألسوأ
وضيع جميعا عىل فراش موته. ً من ذلك ،أن الملك القديم قد رشعهم
ي
المولد الذين ُولدوا لخادمات الحانات ،والعاهرات ،وبنات الرعاة ،والنغول
جميعا نغوَل للملك ً العظماء الذين كانت أمهاتهم نبيالت المولد «سنكون
القديم ايغون إذا كانت نصف هذه الحكايات صحيحة».
وقال السي ماينارد ساخ ًرا «ومن قال بأننا لسنا كذلك؟».
تأب معنا إّل (الجدران البيضاء) يا سي ر
وقال السي كايل بإلحاح «عليك أن ي
دانكن ،من المؤكد أن حجمك سيلفت انتباه بعض اللوردات .وقد تجد
سيحرص جوفري كازويل حفل ن أنت سأفعل، خدمة جيدة هنالك .أعلم ن
ي
الزفاف هذا ،سيد (جرس العلقم) .عندما كان ن يف الثالثة من عمره صنعت له
اخرصاري كنت سيفه األول .نحته من خشب الصنوبر ليناسب يده .نف أيام ن
ي
بسيف ألبيه».ن ا ُم ً
قسم
ً ي
وسأل السي ماينارد «هل كان سيفك ذاك منحوتا من خشب الصنوبر
أيضا؟».ً
ى
تحىل كايل القط بالسماحة ليضحك «كان ذلك السيف من الفولذ الجيد،
ً
أؤكد لك .سأكون سعيدا لستعماله مرة أخرى ن يف خدمة القنطور .سي
اليالت بالرمح ،انضم إلينا ن يف ترغب بالمشاركة نف ن ن
ي
ُ حت إذا لم تكن دانكن ،ر
وليمة الزفاف .سيكون هنالك مغنون وموسيقيون وب هلوانيون وحواة وفرقة
من األقزام الهز ن
ليي».
25
وقال دانك مقط ًبا وجهه «أمامنا أنا وايغ رحلة طويلة .نحن متجهون شماَل
وينيفيل) .اللورد بيون ستارك يجمع السيوف ليطرد الكراكنات من إّل ( ر
شواطئه إّل األبد».
ً
وقال السي ماينارد «الجو هنالك بارد جدا بالنسبة يّل ،إذا كنت تريد قتل
لنسي يقومون ببناء السفن للرد عىل ر الكراكنات فاذهب إّل الغرب .فآل
الحديديي ن يف عقر جزرهم .هكذا تضع نهاية لداجونن هجوم الرجال
ً
نفعا ،فقط عليه أن ُيفلت عائدا إّل غرايجويِ .قتاله عىل اليابسة لن ُيجدي ً
البحر .عليك أن تغلبه ن يف الماء».
ي ن يف البحر لم كانت تلك ه الحقيقة ،لكن احتمالية قتال الرجال الحديدي ن
ّ ي ى
وه تبحر يكن دانك ليتطلع إليها .فقد جرب ذلك عىل (السيدة البيضاء) ،ي
من دورن إّل (البلدة القديمة) ،عندما ارتدى درعه ليساعد الطاقم عىل صد
بعض المغيين .كانت المعركة فضيعة ودامية ،وكاد أن يسقط ن يف الماء.
َ
لتكون نهايته. وكانت هذه
ً
وأعلن السي كايل القط «يجب أن يتعلم العرش درسا من آل ستارك وآل
لنسي ،إنهم يقاتلون عىل األقل .ماذا الذي يفعلونه آل تارغييان؟ يختت ر
عار خالل قاعات رً ر الملك ايريس ن
ويمش األمي ريجال نمتبخيا وهو ٍ ي بي كتبه،
واجما يف (قلعة الصيف)».ً القلعة الحمراء ،ويجلس األمي مايكار
26
ً
مرسورا ات تطفو ن يف الليل .كان دانك
شار ٍ
كان ايغ يحث النار ً
بعصا ليطلق ر
وفكر :ربما تعلم ً ى
أخيا أن يمسك لسانه لرؤيته يتجاهل ذكر اسم والده.
هذا.
27
قال السي كايل «نعم ،من الممكن ذلك ،لكن الكثي سيحبون بعودة
الت ر الفولذ األليم .الغراب
الدام هو أصل كل مشاكلنا ،الدودة البيضاء ي ي
تنخر ن يف قلب المملكة».
متذكرا السپتون األحدب ن يف (السپت الحجري) ً عبس دانك بوجهه، و َ
«كلمات مثل هذه يمكن أن تكلف الرجل رأسه .قد يقول البعض أنك
تتحدث عن خيانة».
وسأل كايل القط «كيف من الممكن أن تكون الحقيقة خيانة؟ ن يف أيام
الملك دايرون ،لم يكن الرجل يخاف التعبي عن رأيه ،ولكن اآلن؟» .وأطلق
الدام وضع الملك ايريس عىل العرش الحديدي، ساخرا «الغراب ً ً
نخيا
ّ ي
دموية ٌ
حرب مت؟ ايريس ضعيف ،وعندما يموت ستكون هنالك ولكن إّل ر
بي اللورد ريڤرز واألمي مايكار من أجل التاج ،اليد ضد الوريث». ن
صديف، ر يا ايجلر األمي نسيت «لقد خفيفة ة بني ماينارد السي ض اعي و ر
ي يأب بعد ايريس نف ّ ر
خط الوراثة ،وليس مايكار ،وأطفاله من بعده». ي ي
عجبا ،أنا ل أحمل ضغينة اتجاهه ،ولكن الرجل ً «رايجل ركيك العقل.
ً مفيدا رً
أكي لو مات ،وتوأمه أيضا ،لكن سواء ماتوا بسبب صولجان سيكون
الدام.»...
ي مايكار الشائك أو تعاويذ الغراب
وعال
ٍ مجلجل حي تحدث ايغ بصوت وفكر دانك :فلينقذنا السبعة .ن
ٍ ً ُ
يرصه هو ول أبناءه». جدا .ولن ن «األمي مايكار هو أخ األمي رايجل .ويحبه
فت ،هؤلء الفرسان ل يريدون ًأيا من «صمتا يا ر ً ً
مزمجرا وصاح دانك
آرائك».
«يمكنت التحدث إذا أردت». ن
ى ي
وفكر دانك :فمك هذا سيجعلك ُ تقتل ً
يوما قال دانك «كال .ل يمكنك».
أيضا عىل األرجح. ما .وأنا ً
لفية كافية عىل ما أعتقد .رشيحة لكل «لقد ُن ّقع هذا اللحم البقري المملح ر
واحد من أصدقائنا ،وكن ش ًيعا ن يف ذلك».
الصت .وبدال احمر وجه ايغ ،ر ّ
قلب أن يرد عليه ن ينبضة ًٍ
وخش دانك لنصف
فت يف الحادية ساخطا كما يمكن ألي ر بنظرة متجهمة ،كان من ذلك ،ن َ
رض
ً ٍ ً ي
عرس أن يكون ساخطا .وقال «حسنا يا سيدي» .وهو يلتقط اللحم من ر
داخل خوذة دانك .لمع رأسه الحليق بحمرة ن يف ضوء النار وهو يوزع اللحم
البقري المملح.
28
وانشغل بها .وقد حول النقع اللحم من خشب إّل جلد َ أخذ دانك قطعته
ن ن ن ً ل ر
الخيير أكي .امتصه من إحدى الزوايا متذوقا الملح ومحاوَل أل يفكر يف
ُ
المشوي ن يف الحانة ،وعصارته تطقطق ويقطر الدهن منه.
فضل ومع توغل الغسق ،انطلق الذباب والعث القارص من البحيةّ .
الذباب أن ُيزعج خيولهم ،لكن العث كان له شهية للحم اإلنسان .كانت
ه الجلوس بالقرب من النار، الطريقة الوحيدة لتجنب التعرض للعض
ُ يُ : ً ى
قاطبا حاجبيه هل تطبخ أم تلتهم ،واآلن هذا وتنفس الدخان .وفكر دانك
واقيب من النار.خيار صعب .وحك ذراعيه ر
حامضا ً
وقويا .رشب ً شعان ما جاءت قربة النبيذ مرة أخرى .كان النبيذ
الضباب) يتحدث عن ي دانك طويًل ،ثم مرر القربة ،بينما بدأ قط (المستنقع
كيف أنه أنقذ حياة سيد (جرس العلقم) خالل تمرد آل بالكفاير «عندما
حصاب والخونة ن يف كل مكان من ي
ن سقط حامل راية اللورد أرموند ،قفزت من
حولنا—».
وقال جليندون بول «سيدي ،من هم هؤلء الخونة؟».
«قصدت رجال بالكفاير».
لمع ضوء النار عىل الفولذ الذي ن يف يد السي جليندون .كانت البثور عىل
وجهه ملتهبة بلون أحمر كالقروح المفتوحة ،وكل عصب فيه اشتد بإحكام
ن
التني األسود». كوتر نشابية «لقد قاتل يأب ن يف صف َ
أحمر أم أسود؟ لم يكن سؤاَل تسأله لرجل. َ َ
ونخر دانك :هذا مرة أخرى.
فكان دائما ما يسبب المتاعب «أنا متأكد من أن السي كايل لم يقصد أي
إهانة لوالدك».
التني األحمر ن ووافق السي كايل عىل ذلك «ول أي إهانة ،إنها حكاية قديمة،
جميعا إخوة ً فت .نحنواألسود .ليس من الحكمة أن نتقاتل عليها اآلن يا ر
متجولون هنا».
بدا أن السي جليندون يزن كلمات القط ليى ما إذا كان يتعرض للسخرية
ً
«لم يكن دايمون بالكفاير خائنا قط .لقد أعطاه الملك القديم السيف .رأى
الجدارة ن يف دايمون رغم أنه ولد نغًل .وإل لماذا وضع بالكفاير ن يف يده بدَل
أيضا .كان دايمون هو الرجل من دايرون؟ كان ينوي أن تكون المملكة له ً
األفضل».
حل الصمت .كان بإمكان دانك أن يسمع طقطقة النار الخافتة .وكان و ّ
يشعر بالعث يزحف عىل مؤخرة رقبته ،وصفعه ،وهو يراقب ايغ ،آمًل أن
29
ً
صت
ي مجرد «كنت سيتحدث آخر أحد ل أن بدا عندما وقال .ساكنا يظل
ً عندما قاتلوا ف حقل العشب األحمر ،ن ن
لكنت كنت مرافقا لفارس قاتل مع ي ي
. ً ً ن
التني األحمر ،ولحقا خدمت آخرا حارب لألسود كان هنالك رجال
ن
الجانبي». شجعان عىل كال
ردد كايل القط بصوت خافت قليًل «رجال شجعان». و ّ
حت يتمكن كل منهم من رؤية الشعار المرسوم وأدار جليندون بول ترسه ،ر
باللوني األحمر واألصفر عىل خلفية ن عليه «بل أبطال» .كرة نارية متوهجة
سوداء كالليل «لقد جئت من دم بطل».
وقال ايغ «أنت ابن الكرة النارية».
كانت تلك أول مرة يرون فيها ابتسامة السي جليندون.
الصت عن كثب «كيف يمكن أن تكون؟ كم ي تفحص السي كايل القط
كويني بول—». رن عمرك؟ لقد مات
داخىل يعيش
ي ولدب ،ولكنه ن يفي
ر أكمل الجملة السي جليندون قائًل «—قبل
ن
جميعا يف (الجدران البيضاء)،ً ودس سيفه ن يف غمده «سأريكم َّ مرة أخرى».
ن
التني». عندما أفوز ببيضة
30
أثبت اليوم التاّل صحة نبوءة السي كايل .لم يكن مركب نيد ً
كبيا بما فيه
ن ي
الكفاية لستيعاب كل أولئك الذين رغبوا يف العبور ،لذلك يجب عىل
وشاوب العبور أوال مع حاشيتهما .تطلب ذلك عدة ن اللوردين كوستاين
ي
أكي من ساعة .كانت هنالك السهول رحالت ،استغرقت كل واحدة منها ر
الت سيتم إنزالها عىل ر ر
الت يجب مواجهتها ،والخيول والعربات ي الطينية ي
األلواح الخشبية ،وتحميلها عىل القارب ،وتفريغها مرة أخرى عىل الجانب
لوردات عىل
ٍ أكي عندما دخال ن يف نزاع
اآلخر للبحية .أبطأ اللوردان األمور ر
احتج بأنه أفضل ً
نسبا. ّ ًّ ن
شاوب األكي سنا ،لكن كوستاين
ي األسبقية .كان
31
سء يمكن أن يفعله دانك حيال ذلك سوى أن ينتظر ر
لم ريكن هنالك ي
حذاب». ويحي .وقال ايغ «يمكننا أن نذهب أوال إذا سمحت يّل باستخدام ّ
ي ن
وشاوب
ي أجاب دانك «نستطيع ،لكننا لن نفعل .اللوردين كوستاين
موجودان هنا من قبلنا .باإلضافة اّل أنهما لوردات».
وتجهم وجه ايغ «لوردات متمردين».
عبس دانك بوجهه «ماذا تقصد؟».
ن ً ن
شاوب بصفه ،ووالد ي التني األسود .حسنا ،كان اللورد «لقد كانوا بصف
اللورد كوستاين .اعتدت أنا وايمون خوض المعركة عىل طاولة المايسير
شعار كوستاين مقسم ُ مرسومي ورايات صغية. ن الخرصاء بجنود ن ميالكوين
اّل أرب ع ،ربعان فيهما كأس فضية عىل خلفية سوداء والربعان اآلخران
عليهما وردة سوداء عىل خلفية ذهبية .تلك الراية كانت يسار جيش
ً
متأثرا شاوب مع الفولذ األليم ن يف الميمنة ،وكاد أن يموت ي
ن دايمون .كان
بجراحه».
منقىص .هما هنا اآلن ،أليس كذلك؟ لذا فقد ركعا ،وعفا ن «تاري خ قديم
ي
عنهما الملك دايرون».
«نعم ،ولكن—».
الصت «أمسك لسانك». شفت أغلق دانك ر
ي ي
وأمسك ايغ لسانه.
ف مبتعدة ر ُ
شاوب تجد ُ ن
حت ظهر اللورد ي لم تكد آخر حمولة قارب من رجال
والليدي سمولوود عند المرفأ مع حاشيتهما ،لذا فعليهم النتظار مرة
أخرى.
المتجولي تلك الليلة ،كان من السهل توقع ذلك .احتفظ ن لم تستمر رفقة
ًّ
السي جليندون بصحبته لنفسه ،حيث كان صعب المراس وشكاكا .ر
افيض
كايل القط أنه سيحل منتصف النهار قبل أن ُيسمح لهم بالصعود عىل
ى َ
فصل نفسه عن اآلخرين ليحاول أن يتملق للورد سمولوود، العبارة ،لذا فقد
أمىص السي ماينارد وقته فن يملك معرفة قصية معه .بينما ن ُ
ي والذي كان
النميمة مع صاحبة الحانة.
سء ما حول «ابق بعي ًدا عن ذلك الشخص» .كان هنالك ر َ وحذر دانك ايغ
ي ً
فارسا سارقا عىل حد علمنا». پلوم أثار قلقه «قد يكون ً
32
أكي إثارة لالهتماميبدو أن التحذير لم يساعد إل عىل جعل السي ماينارد ر
ً بالنسبة إّل ايغ «لم أعرف قط ً
فارسا سارقا .هل تعتقد بأنه ينوي شقة
ن
التني؟». بيضة
ً ّ . ٌ
«أنا متأكد من أن اللورد ربيويل سيحرص عىل حراسة البيضة جيدا» حك
دانك عضات العث عىل رقبته «هل تعتقد بأنه قد يعرضها ن يف الوليمة؟ أود
إلقاء نظرة عىل واحدة».
خاصت يا سيدي ،ولكنها ن يف (قلعة الصيف)».ي
ر «سأريك
الصت ،متسائال إذا ما كانت
ي «خاصتك؟ بيضة تنينك؟» .وعبس دانك عىل
هذه دعابة ما «من أين أتت؟».
تني يا سيدي .لقد وضعوها ن يف مهدي». «من ن
ن
تناني». «هل تريد صفعة عىل األذن؟ ل يوجد
تني مجموعة من خمس بيوض، «نعم ،ولكن هنالك بيوض .لقد ترك آخر ن
ر
إخوب
ي ولديهم المزيد ن يف (دراغونستون) ،بيوض قديمة من قبل الرقصة.
أيضا .بيضة ايريون تبدو كما لو أنها مصنوعة من الذهب جميعهم لديهم ً
ن
وأخرص ،وتدور ألوانها ر
بيضت لونها أبيض والفضة ،تتخللها عروق من النار.
ي
كالدوامات».
33
ى
«بيضة تنينك» .وفكر :لقد وضعوها ن يف مهده .اعتاد دانك عىل ايغ لدرجة
ى
تني ن يف
وفكر :بالطبع سيضعون بيضة ن أنه ينش أحيانا أن ايغون كان ً
أميا.
ً
داع لذكر هذه البيضة حيث يكون هنالك أي ٍ هناك ليس ا، «حسن مهده
شخص يمكنه سماعك».
ن
التناني. ً
«يوما ما ستعود َ
خفض ايغ صوته «أنا لست ً
غبيا يا سيدي» .و
أخ دايرون بذلك ،وقرأ الملك ايريس ذلك ن يف نبوءة .ربما ستكون ن
لقد حلم ي
الت ستفقس .سيكون ذلك ر ً
ائعا». ر ر
ه ي بيضت ي
ً ي
«حقا؟» .كان لدى دانك شكوكه.
34
الت ر
ه ي ولكن ليس ايغ «اعتدت أنا وايمون عىل التظاهر نبأن بيوضنا ي
ستفقس .وإذا فقست فسيكون بإمكاننا أن نطي يف السماء عىل ظهر
التناني ،مثل ايغون األول وأخواته». ن
«نعم ،وإذا مات جميع الفرسان اآلخرين ن يف المملكة ،فسأكون قائد الحرس
الملك .إذا كانت هذه البيوض ثمينة للغاية ،فلماذا يتخىل اللورد ربيويل عن ي
بيضته؟».
«ليي المملكة كم هو ثري؟». ُ
ّ
«أعتقد ذلك» .وحك دانك رقبته مرة أخرى ونظر إّل السي جليندون بول،
ى
وفكر دانك :لن ن
يف هذا ي الذي كان يشد أربطة شجه بينما ينتظر المركب.
ً
الحصان بالغرض أبدا .كانت مطية السي جليندون عبارة عن حصان أقعس
ً
الظهر ،ضئيل الحجم وعجوزا «ماذا تعرف عن والده؟ لماذا دعوه بالكرة
النارية؟».
كويني بول قيم السالح ن يف (القلعة رن «لعصبيته وشعره األحمر .كان السي
وعلم والدي وأعمام كيف يقاتلون .والنغول العظماء ً ى
أيضا .وعد ي الحمراء).
الملك ،لذا جعل الكرة النارية زوجته تنضم ي الملك ايغون ربيقيته إّل الحرس
ٌ إّل األخوات الصامتات ،ولكن ن
حي أصبح هنالك مكان شاغر ،مات الملك
وعي الملك دايرون السي ويالم وايلد بدال منه .يقول والدي بأن ايغون ّ ن
الكرة النارية ساهم بإقناع دايمون بالكفاير عىل المطالبة بالتاج بقدر ما
الملك
ي ساهم بها الفولذ األليم ،وأنقذه عندما أرسل دايرون الحرس
ً
لعتقاله .ولحقا ،قتل الكرة النارية اللورد ليفورد عند بوابات (لنسپورت)
ً
وأرسل األسد الرمادي عائدا ليختت داخل الصخرة .وعىل تقاطع (نهر
ً
الماندر) ،قتل أبناء الليدي نپيوز واحدا تلو اآلخر .يقولون بأنه عفا عن حياة
لطفا بأمه».ً
أصغرهم
ن ر
كويني ر
كان عىل دانك أن يعيف «كانت تلك شهامة منه .هل مات السي
ن يف حقل العشب األحمر؟».
35
ً
ام سهام سهما ن يف حلقه عندماأجاب ايغ «بل قبل ذلك يا سيدي ،وضع ر ي
ليرسب .كان مجرد رجل عادي ،ل أحد ماء ر ّ
ترجل من حصانه قرب مجرى ٍ
يعرف من كان».
«هؤلء الرجال العاديون يمكن أن يكونوا خطرين عندما يضعون ن يف
رؤوسهم فكرة البدء بقتل اللوردات واألبطال» .رأى دانك المركب يزحف
ببطء عي البحية
آت». «ها هو ٍ
بىطء .هل سنذهب إّل (الجدران البيضاء) يا سيدي؟». «إنه ي
ن
التني هذه» .وابتسم دانك «إذا فزت بدورة «لم ل؟ أريد أن أرى بيضة َ
المباريات ،فسيكون لدى كلينا بيضة ن
تني».
ٍّ
بشك. ونظر إليه ايغ
«ماذا؟ لماذا تنظر إّل بهذه الطريقة؟».
لكنت أحتاج ألن أتعلم أن«يمكنت أن أخيك يا سيدي ،ن
ن لصت بجدية
ي ي ن وقال ا ي
لساب».
ي أمسك
ن
المتجولي تحت الملح* ،أقرب إّل األبواب من لقد أجلسوا الفرسان
المنصة.
بباف القالع ،حيث بنيت قبل كانت (الجدران البيضاء) جديدة مقارنة ر
ي
.
الحاّل أطلق عليها العامة الذين عاما فقط عىل يد جد سيدهابعي ً
أر ن
ي
يعيشون بالقرب منها اسم بيت الحليب ،ألن جدرانها وحصونها وأبراجها
استخرج من الواديكانت مصنوعة من الحجر األبيض المزين بعنايةُ ،
ُ
ونقل عي الجبال بتكلفة كبية .ن يف الداخل ،كانت هنالك أرضيات وأعمدة
ُ ّ
الحليت المعرق بالذهب؛ ونحتت العوارض الخشبية ي من الرخام األبيض
الت ن يف السقف من جذوع الويروود الشاحبة كالعظام .لم يستطع دانك أن ي
ر
يبدأ ن يف تخيل تكلفة كل ذلك.
36
الت عرفها. جدا مقارنة ببعض القاعات األخرى ر ً
ي ولكن القاعة لم تكن كبية
َّ
وفكر دانك بينما أخذ مكانه عىل الدكة ن ى
بي السي ماينارد پلوم وكايل القط:
عىل األقل ُس ِمح لنا الدخول تحت السقف .عىل الرغم من عدم دعوتهم،
اليحيب بالثالثة ن يف الوليمة برسعة كافية؛ فقد يجلب سوء الحظ أن تم ر
ترفض استضافة فارس ن يف يوم زفافك.
أكي صعوبة .وسمع دانك وكيل ولكن السي جليندون الشاب واجه ً
وقتا ر
اللورد ربيويل يقول له بصوت عا ٍل «لم يكن للكرة النارية ابن قط» .ورد
ُ
الصت بغضب ،وذكر اسم السي مورجان دونستابل عدة مرات ،لكن ي
الوكيل ظل مرصا وعندما لمس السي جليندون مقبض سيفه ،ظهرت . ًّ
ٌ
المسلحي وهم يحملون ال ِحراب ن يف أيديهم ،ولوهلة بدا ن دستة من الرجال
أشقر كبيٍ فارس
ٍ أنه سيكون هنالك إراقة دماء .لم ُينقذ الموقف إل تدخل
ً ً
يدىع كي يب پيم .كان دانك بعيدا جدا ليسمع ،لكنه رأى پيم يضع ذراعه
ً ً
كتف الوكيل ويغمغم ن يف أذنه ضاحكا .عبس الوكيل ،وقال شيئا للسي ن
حول ي
الصت إّل األحمر الداكن .اعتقد دانك وهو يشاهد أنه وجه ل جليندون َّ
حو
ى ي
. : .
يبدو كما لو أنه عىل وشك البكاء وفكر هذا ،أو أنه سيقتل شخص ما بعد
أخيا إّل قاعة القلعة.كل ذلك ،دخل الفارس الشاب ً
37
ى
وفكر دانك :لو كانت لديك ن
أدب فكرة عن هويته ألجلسته فوق المنصة عىل
العرش المبطن بالوسائد .لم يرق لدانك شكل المر ن
افقي اآلخرين .قليل
ن
مقاتلي منهم كانوا صبية ن يف سن ايغ ،لكن معظمهم كانوا من كبار السن،
مي اتخذوا منذ رفية طويلة خيار خدمة فارس بدال من أن يصبحوا مخرص نن
حقا؟ يتطلب لقب الفروسية ر ٌ ً ى ً
أكي واحدا .وفكر دانك :هل كان لديهم خيار
ودرعا ً
ً ً ً
أيضا ،وكان من الفروسية والمهارة ن يف السالح؛ يتطلب حصانا وسيفا
مكلفا .وقال ليغ قبل أن رييكه لتلك الرفقة ُ ً
«صن لسانك .هؤلء كل ذلك
رجال بالغون ،ولن يتقبلوا وقاحتك بلطف .اجلس وتناول الطعام واستمع،
فقد تتعلم بعض األشياء».
ً
أما بالنسبة لدانك فقد كان سعيدا بالبتعاد عن الشمس الحارقة ،مع كأس
حت الفارس المتجول قد يسأم من مضغ كل نبيذ أمامه وفرصة لمىل بطنه .ر
قضمه من الطعام لمدة نصف ساعة .ن يف األسفل هنا تحت الملح ،سيكون
فاخرا ،ولكن لن يكون هنالك نقص فيه .تحت ً أكي من كونه بسيطا ر ً الطعام
ً
الملح كان مكانا جيدا بما فيه الكفاية لدانك.
لكن كيياء الفالح هو عار اللوردات الصغار ،كما اعتاد الرجل العجوز أن
ّ
بعصبية «ل يمكن أن يقول .قال السي جليندون بول للوكيل المساعد
مناسبا ّل» .كان قد ارتدى ر ً ً
سية نظيفة للوليمة ،ورداء ي ا مكان يكون هذا
ُ ي والياقة ،ر أنيقا مع الدانتيل الذهت عند ّ
الكم ن ً ً
وشيط أحمر وكرات ي قديما
ّ ٌ
آل بول البيضاء مخيطة عىل الصدر «هل تعرف من كان والدي؟».
ولورد عظيم ،ليس لدي شك ،لكن ٌ «فارس نبيل ٌ وقال الوكيل المساعد
ن
الشء نفسه ينطبق عىل الكثيين هنا .من فضلك اجلس يف مقعدك أو ر
ّ ٌ ي
ان بالنسبة يّل». ارحل يا سيدي .وكال األمرين سي
بفم متجهم .كانت ر ن يف النهاية أخذ
الباف منهمٍ ، الصت مكانه تحت الملح مع ي ي
القاعة البيضاء الطويلة تمتىل بينما تزاحم المزيد من الفرسان عىل الدكك.
تنبأ به دانك ،ومن النظر اّل مظهرهم يبدو أن بعض كان الحشد أكي مما ّ
الضيوف قطعوا مسافة طويلة للغاية .لم يتواجد هو وايغ حول الكثي من
اللوردات والفرسان منذ (مروج آشفورد) ،ولم تكن هنالك أي طريقة
وفكر :كان يجب علينا ر ى يحرص ً لتخمي من قد ن ن
نبف بالخارج وننام تاليا.
تحت األشجار .إذا تم التعرف ي
عىل...
38
خادم رغيف ن ٌ ً
خي أسم ٍر عىل كان دانك ممتنا لذلك التشتيت ،عندما وضع
السفىل
ي القماش أمام كل منهم .قسم الرغيف فتحا بالطول ،وأفرغ النصف
بائتا ،ولكن مقارنة بلحم البقر المملح كصحن ،وأكل الجزء العلوي .لقد كان ً
الرصوري نقعها ن يف البية أو فقد كانت كالمهلبية .عىل األقل لم يكن من ن
الحليب أو الماء لجعلها طرية بدرجة كافية ليمضغها.
ولحظ السي ماينارد پلوم ،بينما كان اللورد ڤارويل وجماعته يتقدمون ن يف
عالية ن يف أعىل القاعة «سي دانكن، ٍ تكريم
ٍ صف متجاوزينهم باتجاه أماكن ٍّ
كبيا من النتباه .هؤلء الفتيات عىل المنصة ل يبدو يبدو أنك تجذب ً
قدرا ً
يرين رجال بهذا أنهن يستطعن أن يرفعن أعينهن عنك .سأراهن أنهن لم َ
حت وأنت جالس ،فأنت أطول بنصف رأس من أي رجل الحجم من قبل .ر
ن يف القاعة».
ن ن
يعت أنه حت دانك كتفيه .لقد اعتاد أن يحدق به الناس ،ولكن هذا ل ي
أحب ذلك «دعهم ينظرون».
قال السي ماينارد «هذا هو الثور العجوز أسفل المنصة ،يطلقون عليه رجًل
سء فيه .أنت عمالق مقارنة به». ر ً
ه أكي ي ضخما ،لكن يبدو يّل أن بطنه ي
الجالسي عىل الدكة «بالفعل يا سيدي» .كان رجًل ن قال أحد رفاقهم
واألخرص .كانت عيناه صغيتان ثاقبتان، ن شاحباً ،
كئيبا ،يرتدي الرمادي ً
قريبتان من بعضهما تحت حواجب رفيعة مقوسة .بلحية سوداء أنيقة
«ف ساحة نزال كهذه ،يجب أن ن
تحيط بفمه لتعويض انحسار شعره ي
ن
المنافسي». يجعلك حجمك وحده أحد أجرس
يأب». ر
قال رجل آخر ،أسفل الدكة «لقد سمعت أن وحش آل براكن قد ي
األخرص والرمادي «ل أعتقد ذلك ،هذه مجرد نزالت ن وقال الرجل ذو اللون
بي األوراق. حرصة اللورد .نزال نف الساحة لتدوينه ن تافهة لالحتفال بزفاف ن
ي
ل يكاد يستحق عناء أمثال أوثو براكن».
ييلأخذ السي كايل القط رشبة من النبيذ «أراهن عىل أن سيدي ربيويل لن ن ن
أيضا .سوف يهتف ألبطاله من مقصورة ن يف الظل». اليال ً
لساحة ن ن
«إذا سيى أبطاله يسقطون ،ن ً ً
وفي وتباه السي جليندون بول متفاخرا
النهاية ،سوف يسلم بيضته يّل».
أوضح السي كايل للرجل الجديد «السي جليندون هو ابن الكرة النارية ،هل
لنا رشف اسمك يا سيدي؟».
«السي أوثور أندرليف .ابن شخص ل أهمية له».
39
ً وم ن ألبسة أندرليف من قماش جيد ،وكانت ونظيفة ُ ُ
عتت بها جيدا كانت
ن ّ
فىص عىل شكل حلزون معطفه «إذا ولكن بتصميم بسيط .وثبت مشبك ي
كان رمحك يساوي لسانك يا سي جليندون ،فسيكون بإمكانك أن تنافس
هذا الرجل الكبي هنا».
نظر جليندون إّل دانك بينما كان النبيذ ُيسكب «إذا تواجهنا ،فسوف
يهمت كم هو كبي». ن يسقط .ل
ر ً ي
خادما يمأل كأس النبيذ خاصته .وقال معيفا «أنا أفضل ً شاهد دانك
بالسيف من الرمح ،بل وأفضل مع فأس قتال .هل سيكون هنالك التحامٌ
الجماىع ،وكان يعلم أنه ي جماىع هنا؟» .سينفعه حجمه وقوته ن يف اللتحام ٌّ
ي
يعىط أفضل ما لديه .أما المبارزة بالرمح فمسألة أخرى. ي يمكن أن
ً
جماىع؟ ن يف زفاف؟ لن يكون ذلك لئقا». ً
ي مصدوما «التحام بدا السي كايل
جماعيا ،كما ً ً
التحاما وضحك السي ماينارد ضحكة مكتومة «الزفاف يعتي
ميوج». يمكن أن يخيك أي رجل ر ن
اليال بالرمح ،ولكن خش أنه لن يكون هنالك إل ن ن وضحك السي أوثور «أ ر
ن ً
ذهبيا لخاش ً ثالثي تنينا التني ،وعد اللورد ربيويل ن باإلضافة اّل بيضة
التر ن ن ر
المبارزة النهائية ،وعرسة لكل من الفرسان المهزومي يف الجولة ي
تسبقها».
ً تناني قد ر ن تناني ليست بهذا السوء .ر ن وفكر دانك :ر ى
تشيي حصانا عرسة عرسة
عرسة تشيي ر صغيا لكيال يحتاج دانك إّل ركوب (رعد) إل نف القتال .قد ر ً
ً ي
مخي ٌط عليه ادقا يليق بفارسّ ، درعا من الصفائح المعدنية ليغ ،وش تناني ً ن
ً ن ن ًّ وفكر :رى
مشويا ولحم تعت أوزا ي تناني ةعرس شجرة دانك ونجمه الساقط.
خيير وفطائر حمام. نن
أيضا ،ألولئك وقال السي أوثور وهو يفرغ صحنه «هنالك فديات للفوز بها ً
الذين يفوزون بمبارياتهم ،وسمعت شائعات بأن بعض الرجال يضعون
مغرما بالمخاطرة ،ولكن ً الرهانات عىل المبارزات .اللورد ربيويل نفسه ليس
بي ضيوفه ،هنالك بعضهم من الذين يراهنون بمبالغ عالية». من ن
حت دخل أميوز ربيويل ،مع صخب األبواق اآلتية من رشفة لم يكد يتكلم ر
الباقي بينما كان ربيويل يرافق عروسه ن المغنيي .نهض دانك عىل قدميه مع ن
متأبطا ذراعها .كانت ً الجديدة عىل سجادة مايرية منقوشة إّل المنصة
حديثا ،واللورد زوجها فن ً عرسة من عمرها وقد َ الفتاة نف الخامسة ر
ي أزهرت ي
ً ً ٌ ّ ر ن
ه وردية اللون وكان هو رماديا .كان معطف الخمسي وميمل حديثا .كانت ي
40
المتموج .بدا المعطف ّ باألخرص واألبيض واألصفر ن العروس ُيجر وراءها،
جدا ،ر ً ًّ
حت أن دانك تساءل كيف أمكنها أن تتحمل ارتدائه .بدا حارا وثقيًل
ن
الكتاب. أيضا ،بلغده الثقيل وشعره الخفيف حارا وثقيًل ًاللورد ربيويل ً
ي ً
تبعهما والد العروس وراءها ،يدا بيد مع ابنه الصغي .كان اللورد فراي من
ن ً ً
ذقن ذو
ٍ بال صت
ي يثه رو والرمادي، األزرق باللوني ا أنيق ا، نحيف المعي رجال
ً
أرب ع أعوام ،وكان أنفه يقطر مخاطا .جاء اللوردان كوستاين وريز يّل بعد
ذلك ،مع زوجتيهما ،وبنات اللورد ربيويل من زوجته األوّل .تبعهم بنات
فراي مع أزواجهن .ثم جاء اللورد چورمون پيك .ثم اللوردان سمولوود
مًلك األر ن ّ ً ن
اض .لمح ي والفرسان ا شأن وشاوب .والعديد من اللوردات األقل ي
مخمورا ن يف
ً وألي كوكشاو .بدا اللورد ن
ألي ن الكمنج
ي دانك من بينهم جون
رسم.
ي أكوابه ،عىل الرغم من أن الوليمة لم تبدأ بعد بشكل
بحلول الوقت الذي توزعوا فيه جميعهم عىل المنصة ،كانت الطاولة
العالية مزدحمة كازدحام الدكك .جلس اللورد ربيويل وعروسه عىل وسائد
ّ ّ
ناعمة ممتلئة عىل عرش مزدوج من خشب البلوط المذهب .ووزع البقية
41
اس طويلة بأذر ٍع منحوتة بشكل فاخر .وعىل الجدار خلفهما،ي أنفسهم ن يف كر
ن ى
التوأمي، علقت رايتان كبيتان تدلتا من العوارض الخشبية :برجا فراي
المتموج آلل ربيويل.
ّ ن
واألخرص واألبيض واألصفر أزرق عىل خلفية رمادية،
كان عىل اللورد فراي أن يبدأ النخوب «نخب الملك!» .بهذا بدأ ،ببساطة.
أمسك السي جليندون بكوب نبيذه فوق طشت الماء* .وطرق دانك كأسه
أيضا .ثم رشبوا. بكأس جليندون ،ثم بكأس السي أوثور والبقية ً
«نخب اللورد ربيويل ،مضيفنا الكريم ،عش األب أن ُ أعلن فراي بعد ذلك
َ
وأبناء عديدين». ُّ
يمده بعمر طويل
رشبوا مرة أخرى.
ابنت العزيزة .عش األم أن تجعلها «نخب الليدي ربيويل ،العروس العذراء ،ر ُ
ً ي
خصبة» .أعىط فراي ابتسامة للفتاة «أريد حفيدا قبل نهاية العام .وسوف
ر
حلوب». ً يروق ّل التوائم بشكل أفضل ،لذا ن
ي خىص الزبدة جيدا الليلة يا
ي ي
ر
دق الضحك عاليا إّل العوارض الخشبية ،وشب الضيوف مرة أخرى .كان ً
ً
ن
بمعت أن *كان تقليدا ن يف بريطانيا ،حيث كانت جماعة الجاكوبايت يرفعون كؤوسهم فوق الماء،
ن
المنفيي إّل فرنسا وليسوا آل هانوفر المسيطرين عىل الحكم. ملوكهم هم آل ستيوارت
42
ً
وحلوا. ً
وأحمرا النبيذ ً
غنيا
ن
ثم قال اللورد فراي «وهذا نخب يد الملك ،بريندن ًريڤرز .عش أن ي
يىصء
وشب مع اللورد مصباح العجوز طريقه إّل الحكمة» .رفع كأسه عاليا ر
ربيويل وعروسه واآلخرين عىل المنصة .أما تحت الملح ،قلب السي
جليندون كأسه ليسكب ما به عىل األرض.
سء لنبيذ جيد». وقال ماينارد پلوم «إهدار ي
ن
األقربي ،اللورد الغراب قاتىل ر
وقال السي جليندون «أنا ل أشب نخب ي
الدام مشعوذ ونغل». ي
حد ما «لقد ُولد نغًل ،لكن والده الملك جعله رشعياً ٍّ
ِ وافقه السي أوثور إّل
وشب طويًل ،كما فعل السي ماينارد والعديد من اآلخرين ن
يحترص» .ر وهو
ن يف القاعة .لكن عدد كبي إّل حد ما خفضوا أكوابهم ،أو قلبوها رأسا عىل
ً
ى
وفكر :كم ً
عينا يملك عقب كما فعل بول .كان كأس دانك ثقيًل ن يف يده.
وعي واحدة. عي ،ن اللورد الغراب الدام؟ ألف ن
ر يً َ
توالت النخوب واحدا بعد اآلخر ،بعضها اقيحه اللورد فراي وبعضها
الحام للورد اللورد الشاب، تىل اللورد نخب بوا ش اقيحه آخرون .لقد ر ر
ي ي
ربيويل ،والذي كان قد اعتذر عن حضور الزفاف وشبوا بصحة ليو الشوكة
ر .
الطويلة ،سيد (هايغاردن) ،والذي أشيع بأنه مريض .لقد رشبوا لذكرى
سأشب لهم بكل شور .ر متذكرا :أجل ،ر ً ى
اقيح موتاهم الشجعان .وفكر دانك
«إلخوب الشجعان! أعلم بأنهم ر الكمنج النخب األخي السي جون
ي ي
يبتسمون الليلة!».
43
الت ستكون ن يف الغد،ر ً ر
لم يكن دانك ينوي أن يرسب كثيا ،مع وجود المبارزة ي
لكن الكؤوس امتألت من جديد بعد كل نخب ،ووجد أن لديه شهية
ً ً
أبدا ً ر
كوبا من النبيذ أو قرنا للرسب .قال له السي أرلن ذات مرة «ل ترفض
حيام من المزر ،فقد يمر عام قبل أن ترى آخر» .وقال لنفسه :من عدم ال ر
أل رترسب نخب العروس والعريس ،ومن الخطي أل رترسب نخب الملك
ن
ويده بوجود الغرباء يف كل مكان .لحسن الحظ ،كان نخب الكم ي
نج هو
ر
األخي .نهض اللورد بيويل متثاقًل ليشكرهم عىل قدومهم ووعدهم بمبارزة
جيدة ن يف الغد «لتبدأ الوليمة!».
44
خيير صغي عىل المائدة العالية؛ وطاووس مشوي ن يف ريشه. ُقدم لحم ن ن
مزينة باللوز المطحون .ول لقمة من ذلك نزلت تحت وسمكة كراك كبية ّ
خيير مملح ،منقوع فن ي
الخيير الصغي ،حصلوا عىل لحم ن ن الملح .بدال من ن ن
ي
ومتبل برائحة طيبة .بدال من الطاووس ،حصلوا عىل ديوك حليب اللوز ّ
مشوية ،مقرمشة ولذيذة وبنية ،محشوة بالبصل واألعشاب والفطر
قطعا من سمك القد األبيض والكستناء المحمص .بدال من الكراك ،أكلوا ً
ي رّ ن
الت لم ر
المقرس يف لفائف المعجنات ،مع نوع من الصلصة البنية اللذيذة ي
تمييها .عالوة عىل ذلك ،كانت هنالك عصيدة بازلء؛ ن يستطع دانك
واللفت بالزبدة ،والجزر مع العسل .وجبنة بيضاء مخمرة كانت رائحتها
ً قوية كرائحة بينيس من ر
اليس ن
البت .أكل دانك جيدا ،لكن طوال الوقت كان ي
تحسبا لذلك ،وضع نصف ً يتساءل ما الذي كان يحصل عليه ايغ ن يف الفناء.
الجي كريهن الخي ،وقليل منن ديك مشوي ن يف جيب معطفه ،مع بعض قطع
الرائحة.
بينما كانوا يأكلون ،مألت األبواق والكمنجات الهواء بإيقاعات رائعة ،وتحول
الحديث إّل نزال الغد .قال أوثور أندرليف ،الذي بدا بأنه يعرف هؤلء
«يحىط السي فر ن ن ً ن
عال عىل طول انكلي فراي بتقدير ٍ المحليي جيدا األبطال
األخرص) ،هذا هو عىل المنصة ،عم العروس .ول يجب التقليل من ن (الفرع
لوكاس نايالند من (مستنقع الساحرة) ،ول السي مورتيمور بوجز من (الرأس
البيت وأبطال
ِ المتصدع) .عدى ذلك ،ستكون هذه دورة لفرسان أهل
بي هؤلء ،عىل الرغم األخرص هما األفضل من ن ن ر
وجاليي القرية .كي يب پيم
ً
ٌ
شخص من أنهما ليسا ندا لزوج ابنة اللورد ربيويل ،توم هيدل األسود .إنه
45
لحرصة اللورد بقتل ثالثة من لعيُ .يقال بأنه فاز بيد البنة الكيى ن ن
كاسي يّل روك) من عىل حصانه». الخاطبي اآلخرين ،ومرة أسقط سيد ( ر ن
وسأل سي ماينارد «ماذا؟ تايبولت الشاب؟».
«ل ،األسد الرمادي العجوز ،الذي مات ن يف الربيع».
هكذا تحدث الرجال عن أولئك الذين لقوا حتفهم خالل مرض الربيع
عرسات اآللف ن يف الربيع ،من بينهم ملك العظيم .مات نف الربيع .مات ر
ي
ن
اليافعي. واثني من األمراء ن
قال كايل القط «ل تستحقر السي بوفورد بلوار ،لقد قتل الثور العجوز
بعي رجال ن يف حقل العشب األحمر». أر ن
ى
وقال السي ماينارد «وكل عام يزداد عدد الذين يقتلهم .أيام بلوار قد ولت.
اليمت ن يف ُحكم
ن ن
وسمي ،وعينه ٌ
ضعيف ن
الستي، انظر اليه .لقد تجاوز
العمياء».
«ل تشغلوا بالكم بالبحث ن يف القاعة عن البطل ،ها أنا أقف أيها السادة.
متعوا ناظركم».
الكمنج يقف أمامه ونصف ابتسامة عىل ي استدار دانك ليجد السي جون
ُّ ر
ذات كمان شفتيه .كانت سيته الضيقة المصنوعة من الحرير األبيض ِ
ً
فضفاضان طويالن مبطنان بالساتان األحمر ،كانت نهايتهما طويلة جدا
ى
حيث تدلت إّل أسفل متجاوزة ركبتيه.
ُعقدت سلسلة فضية ثقيلة عىل صدره ،مرصعة بجمشت ضخم داكن
ى
يتناسب مع لونه مع عينيه .وفكر دانك :قيمة هذه السلسلة تساوي قيمة
سء أملكه. ر
َّكل ي
وهيج بثوره «من أنت لتظهر كل هذا لون النبيذ خدي سي جليندون ّ
لتباه؟». ي ا
الكمنج». «يسمونت جون ن
ي ي
موسيف أم محارب؟». ر «هل أنت
ني
أغان عذبة إما بالرمح أو القوس المصقول. بإمكاب أن أصنع ٍ ي «يصادف أنه
غامض .هل فارس يات تحتاج إّل ٍّ
ٍ ٍ كل زفاف يحتاج إّل مغن ،وكل دورة مبار ٍ
ليضعت عىل المنصة، ن طيبا بما ن
يكف يمكنت النضمام إليكم؟ كان ربيويل ً ن
ي ي ي
المتجولي عىل السيدات الورديات ن زمالب من الفرسان لكنت أفضل صحبة ن
ً ي ي
الكمنج عىل كتف دانك «كن صديقا ي المسني» .و ّربت
ن البدينات والرجال
ً ً
جيدا وافسح يّل مكانا يا سي دانكن».
46
ً
افسح له دانك مكانا «لقد فوت الطعام يا سيدي».
«ل يهم .أعرف أين مطابخ ربيويل .ولكن ل يزال هناك بعض النبيذ كما
الكمنج كاليتقال والليمون الحامض ،مع رائحة ي آمل؟» .كانت رائحة
الرسقية الغريبة .جوزة الطيب ربما ،لم يستطع دانك خفيفة لبعض التوابل ر
يمي .ما الذي يعرفه عن جوزة الطيب؟ أن ّ ن
ى
للكمنج «تفاخرك ن يف غي محله». ي قال السي جليندون
ً
عىل أن أستميح منك العذر يا سيدي .ل أرغب أبدا ن يف اإلساءة «حقا؟ ًإذا ًّ
ي
ابن من أبناء الكرة النارية». إّل أي ٍ
فاجأ ذلك الشاب «أنت تعرف من أكون؟».
آمل». «ابن والدك ،كما ُ
قال السي كايل القط «انظروا ،كعكة الزفاف».
كان هنالك ستة من فتيان المطابخ يدفعونها عي األبواب ،عىل عربة
عريضة ذات عجالت .كانت الكعكة بنية اللون ومقرمشة وهائلة ،وكان
وضبات مكتومة .نزل اللورد صياح ونعيق ن ٌ تأب من داخلها، هنالك ضوضاء ر
ن ي
والليدي ربيويل من المنصة ليقابالها والسيف يف يديهما وعندما قطعاها
.
حول القاعة .ن يف ولئم الزفافات انفجر منها نصفمئة طائر ليطي ُ ُ وفتحت،
حرصها دانك ،كانت الكعكات تمأل بالحمام والعصافي ،ولكن الت نر
األخرى ي
بداخل هذه كان هنالك طيور الزرياب األزرق وطائر قية السماء ،وحمام
وعصافي ،والطيور المحاكية والعندليب ،والعصافي البنية الصغية وببغاء
نوعا من الطيور». وعرسون ً أحمر كبي .وقال السي كايل «واحد ر
نوعا من فضالت الطيور». وعرسون ً وقال السي ماينارد «واحد ر
«ليس لديك شاعرية ن يف قلبك يا سيدي».
«وأنت لديك براز عىل كتفك».
نظف ر ى
ه الطريقة الصحيحة ي «هذه تهسي وقال السي كايل بازدر ٍاء بينما
ر
الحقيف فيه العديد من
ي ه رمزية للزواج ،والزواج لمىل كعكة .الكعكة ي
األشياء -الفرح والحزن واأللم والرسور والحب والشهوة والولء .لذا فمن
ً
المناسب أن يكون هناك أنواع كثية من الطيور .ل أحد يعرف أبدا ما الذي
ستجلبه له الزوجة الجديدة».
وقال پلوم «فرجها ،وإل ما الهدف؟».
47
تزحزح دانك للخلف من عىل الطاولة «أنا بحاجة إّل شمة هواء» .ولكنه ن يف
الحقيقة كان يحتاج إّل التبول ،ولكن ن يف رفقة رفيعة مثل هذه ،كان
تأدبا «استأذنكم».أكي ً الحديث عن الهواء ر
قريبا ،ول قال الكمنج «أشع بالعودة يا سيدي .هنالك بهلوانيون سيأتون ً
ي
تريد أن يفوتك اإلضجاع».
ن يف الخارج ،لفحت رياح الليل دانك كلسان وحش عظيم ما .بدا أن األرض
الصلبة ن يف الفناء تتحرك تحت قدميه ...أو ربما كان هو من ريينح.
جيمتفر ن اليال نف وسط الساحة الخارجيةُ .ورفعت منصة ّ ُنصبت مضامي ن ن
ي
ر
لك يكون اللورد بيويل وضيوفه خشبية من ثالث ًطوابق تحت الجدران ،ي
مظللي جيدا عىل مقاعدهم المبطنة بالوسائد .كان هنالك خيام عىل ن الكبار
اليال ،حيث يمكن للفرسان ارتداء دروعهم ،مع وجود طرف مضامي ن ن ن
ٌ ي
رفوف من رماح المباريات موضوعة وجاهزة .عندما رفعت الرياح الالفتات
ً للحظة ،استطاع دانك شم رائحة الجص عىل حاجز ن ن
اليال .انطلق بحثا عن
الصت إّل قيم ي الساحة الداخلية .كان عليه أن يبحث عن ايغ ويرسل
اليال .كان ذلك واجب المرافق. المباريات ليدخله نف قوائم ن ن
َ ي
كانت (الجدران البيضاء) غريبة بالنسبة إليه ،وبطريقة ما تاه دانك .وجد
نفسه خارج األوجرة ،حيث التقطت كالب الصيد رائحته وبدأت ن يف النباح
ى
حلف ،أو أنها تريد الديك المشوي الذي ن يف ي
فكر :تريد أن تمزق ر والعواء .و
عابرا السپت .مرت امرأة معطف .عاد من نفس الطريق الذي جاء منه ً ن
ي
وه تلهث ضاحكة ،وفارس أصلع يطاردها بصعوبة .استمر كض مرسعة تر ُ
ي
حت اضطرت المرأة ن يف النهاية إّل العودة ومساعدته. الرجل نف السقوط ،ر
ى ي
وفكر دانك :يجب أن أتسلل إّل السپت وأطلب من السبعة أن يجعلوا
ى
خصم األول ،ولكن ذلك سيكون إ ًثما .وفكر :ما أحتاجه ي ذلك الفارس هو
ً
حقا هو مرحاض وليس صالة .كانت هنالك بعض الشجيات القريبة ،تحت
ى
وفكر :ن
ستف تلك بالغرضّ .
وتلمس ي ُسل ٍم من األدراج الحجرية الباهتة.
حت اإلنفجار .واستمر طريقه ورائهم وحل شواله .كانت مثانته ممتلئة ر
بالتبول طويًل.
ن يف مكان ما فوقه ،انفتح باب .سمع دانك وقع أقدام عىل األدراج ،وكشط
األحذية عىل الحجر «...لقد وضعت أمامنا وليمة للشحاذين ،من دون
الفولذ األليم…».
48
«فلي ِنك الفولذ األليم نفسه ،ل يمكن الوثوق صوت مألوف بإضار َ ٌ وقال
حت هو .بعض النتصارات ستجلبه عي الماء بالرسعة بأي نغل ،ول ر
الكافية».
ى
وفكر دانك :اللورد پيك .وحبس دانك أنفاسه ...وبوله.
«الحديث عن النتصارات أسهل من الفوز بها» .كان لهذا المتحدث صوت
أعمق من صوت پيك ،صوت جهوري هادر مع حدة من العصبية «كان دم
أيضا.البقي ُة ً
سيتوقعون ّ ّ ُ
الصت سيملكه .وكذا أن ع
ّ
يتوق الحليب العجوز
ي
المنمقة والكياسة ل يمكن أن تعوض عن ذلك». ّ الكلمات
رص عىل أن البيضة ستفقس .لقد حلم «تني سيعوض عن ذلك .األمي ُم ٌّ ن
ر ن
الت
خ بكل السيوف ي بهذا ،كما حلم مرة بموت أخويه .سيفوز تني ي
نريدها».
ً ر ن ر
الدام ليس بعيدا عن ي سء آخر .أؤكد لك أن الغراب سء ،والحلم ي «التني ي
الصت ابن أبيه؟». وليس حالم .هل .
ي األحالم نحن بحاجة إّل محارب ُ
نفش بذلك .حالما نحصل عىل عت ن ن
ي ودعت أ ِ يي «فقط قم بدورك كما وعدت
ذهب ربيويل وسيوف آل فراي ،ستتبعهما (هارنهال) ،ثم آل براكن .أوثو
يعرف أنه ل يمكنه أن يأمل بالصمود.»...
49
50
ً
مجددا .هز المتحدثي .بدأ بول دانك بالتدفق ن تالشت األصوات مع ابتعاد
عمن كانوا يتحدثون؟ ابنُ قضيبه وأعاد ربط أربطته .وتمتم «ابن أبيه»ّ .
الكرة النارية؟
بحلول الوقت الذي خرج فيه من تحت األدراج ،كان اللوردان عىل الجانب
مناديا ،يك يجعلهما يظهران وجهيهما، ً اآلخر من الفناء .كاد أن يرصخ فيهما
ً . لكنه أعاد التفكي ن
سالح ونصف سكران عالوة عىل ٍ ال وب
ِ ا وحيد كان ذلك ف ي
ً ر ى
ذلك .وفكر :ربما أكي من النصف وقف هنالك عابسا للحظة ،ثم عاد إّل .
القاعة.
نف الداخل ،قدمت آخر وجبة وبدأ َ ّ ُ
المرح .عزفت إحدى بنات اللورد فراي ي
"قلبان ينبضان كواحد" عىل القيثارة العالية ،بشكل ست للغاية .قام بعض
لفية ،وقام بعض لعت الخفة بإلقاء مشاعل مشتعلة عىل بعضهم البعض ر
ن ن ي
البهلواني بحركة العجلة الدوارة يف الهواء .بدأ ابن أخ اللورد فراي يف الغناء ن
"الدب ،الدب ،الجميلة والدب" بينما كان السي كي يب پيم يدق اإليقاع عىل
حت صارت القاعة بأكملها الطاولة بملعقة خشبية .انضم إليه آخرون ،ر
وبت ومغىط بالشعر!» .غاب اللورد كازويل عن تجأر «دب! دب! أسود ن
ي
الوىع عىل الطاولة ووجهه ن يف بركة من النبيذ ،وبدأت الليدي ڤارويل ن يف ي
تماما من سبب حزنها. متأكدا ً ً
البكاء ،غي أنه لم يكن أحد
الغت أفسح مجاَل ن كان النبيذ يتدفق طوال الوقت .نبيذ الكرمة
األحمر ي ن
وف الحقيقة ،لم يكن الكمنج ،ي ي المحىل المعتق ،أو هذا ما قاله ي للنبيذ
ً
لدانك أن يفرق بينهم .كان هنالك أيضا الهيبوكراس* ،كان عليه أن يجرب
ى ً
كأسا من ذلك .وفكر :قد يمر عام قبل أن أحصل عىل آخر .الفرسان
رجال طيبون ،بدأوا يتحدثون عن نساء ٌ المتجولون اآلخرون ،وجميعهم
ً
ه تانسيل الليلة .كان يعرف ي أين يتساءل نفسه دانك وجد .ا سابق عرفوهن
مكان الليدي روهان – بفراشها يف قلعة كولدموت ،والسي يوستاس العجوز ن
بجانبها ،يشخر من خالل شاربه – لذا حاول أل يفكر فيها .وتساءل :هل
يوما؟ فكرا ب ً
فرقة من األقزام مدهوبن ٌ ي ُ
ي خرجت عندما بوقاحة الكئيبة تأمالته طعت ق
خشت ذو عجالت ليطاردوا مهرج اللورد يرخي الوجه مندفعة من بطن ن ن
ُ ي
نف بمثانات خنازير منفوخة تخرج ُ
يرصبونه بع ٍ بي الطاولت ،وهم ن ربيويل ن
ٌ صوتا ً ً
فضا كلما أصابته نضبة.
داف متبل بالقرفة والسكر. * نبيذ ن
51
ضحك رآه دانك منذ سنوات ،وضحك مع البقية .كان س ٍء ُم ر ر
ٍ كان هذا أكي ي
عجبا بترصفاتهم الهزلية لدرجة أنه انضم إليهمً ،
لكما ابن اللورد فراي ُم ً
أكي ضحكة ضيوف حفل الزفاف بمثانة استعارها من قزم .كان لدى الطفل ر
مزعجة سمعها دانك عىل اإلطالق ،زوبعة عالية وحادة من الضحك جعلته
ى
بت
ي
وفكر دانك :إذا نض ن الصت عىل ركبته لمعاقبته ،أو رميه ن يف بي. ي يريد أخذ
الفت الذي جعل هذا بتلك المثانة ،فقد أفعلها .وقال السي ماينارد «ها هو ر
صارخا. ً
الزواج يحصل» .بينما مر القنفذ
الكمنج كأس نبيذ فار ٍغ ،ومأله خادم عابر. ي «كيف ذلك؟» .رفع
نظر السي ماينارد نحو المنصة حيث كانت العروس تطعم زوجها الكرز
حرصة اللورد أول من يدهن الزبدة عىل هذه البسكويته .قالوا إن «لن يكون ن
(التوأمتي) .كانت تتسلل أسفًل ن خادم ن يف
ٍ عذرية عروسه قد ُسلبت من ِق َبل
إّل المطابخ لمقابلته .ولألسف ،ذات ليلة تسلل أخوها الصغي هذا وراءها.
متشابك األرجل واألذرع ،أطلق ضخة ،وجاء الطهاة ي وعندما رآهما
وساقيها متعانقان عىل لوح من ِ حرصة الليدي والحراس يركضون ووجدوا ن
العجي ،وكالهما عاريان كيوم ولدتهما، ن الرخام حيث يقوم الطباخ بفرد
حت أخمص قدميهما». بالطحي من رأسيهما ر ن ومغطيان
ر ً
اض واسعة فكر دانك :ل يمكن أن يكون هذا صحيحا .كان للورد بيويل أر ٍ
ييوج من فتاة دنسها خادم مطبخ ويتخىل وأوان من الذهب األصفرِ .ل َم قد ر ن
ٍ
عن بيضة تنينه لالحتفال بالزيجة؟ لم يكونوا آل فراي سادة (المعي) أنبل
ً
من آل ربيويل .إنهم يملكون جرسا بدال من األبقار ،وكان هذا هو الختالف
ى
الوحيد .وفكر دانك :اللوردات .من يمكنه أن يفهمهم؟ أكل دانك بعض
ى المكرسات وفكر فيما سمعه بينما كان ّ
يتبول .وفكر :دانك المخمور ،ما
آخرا من الهيبوكراس ،بما أن األول كان كأسا ً الذي تعتقد أنك سمعته؟ أخذ ً
ن لذيذا .ثم ر ً
المتشابكتي وأغلق عينيه للحظة ألف رأسه فوق ذراعيه طعمه
لييحهما من الدخان.
واقفي عىل أقدامهم ن عندما فتحهما مرة أخرى ،كان نصف ضيوف الزفاف
عاليا لدرجةصخبا ً ً وهم يهتفون «اضجعوهم! اضجعوهم!» .كانوا يثيون
ً ّ
تضمن تانسيل الطويلة جدا واألرملة أنهم أيقظوا دانك من حلم جميل
ّ
الحمراء .ورنت الهتافات «اضجعوهم! اضجعوهم!» .وجلس دانك وفرك
عينيه.
52
انكلي فراي ،وكان يحملها عي الممر، بي ذراىع السي فر ن كانت العروس ن
ي
والرجال واألولد يحومون حوله .أحاطت السيدات الجالسات عىل الطاولة
العالية باللورد ربيويل .تعافت الليدي ڤارويل من حزنها وكانت تحاول
سحب سيادته من عىل كرسيه ،بينما خلعت إحدى بناته حذاءيه وخلعت
ً
سيته .كان ربيويل يتخبط عليهن بال جدوى ضاحكا .كان امرأة من آل فراي ر
كرا ...لذا كاد أن يسقط أكي ُس ً سكر ًانا كما رأى دانك ،وكان السي فر ن
انكلي ر
الكمنج ليوقفه ي العروس .وقبل أن يدرك دانك ما كان يحدث ،جره جون
عىل قدميه .وصاح «هنا! دع العمالق يحملها!».
سلم برج والعروس تتلوى ن ى ُ آخر ر
بي ذراعيه. ٍ يصعد كان أنه هو ره يذك ء سي ُ
لم يكن يدري كيف استطاع تثبيت قدميه .لم تكن الفتاة ثابتة ،وكان هنالك
ّ
بالطحي وعجنها ن رجال حولهم ن يف كل مكانُ ،يلقون أقذع النكات عن رشها ٌ
جيدا بينما كانوا يخلعون مالبسها .انظم األقزام كذلك .تزاحموا حول ر ً
سافي
ويرصبون ساقيه بمثاناتهم .كل ما كان دانك ،وهم يرصخون ويضحكون ن
يتعي عليهم. بوسعه فعله هو أل ر
أدب فكرة عن مكان غرفة نوم اللورد ربيويل ،لكن الرجال لم يكن لدى دانك ن
الحي ،كانت ن وف ذلك حت وصل إّل هنالك ،ن اآلخرين دفعوه وحثوه ر
ي
وه شبه عارية ،باستثناء جورب ساقها محمرة الوجه ،وتقهقه ّ العروس
ً ي
محمر الوجه أيضا، ّ اليرسى ،والذي نج بطريقة ما من الصعود .كان دانك
وإنما لم يكن ذلك بسبب مجهود.
واضحا ألي شخص ينظر ،ولكن لحسن ً كان من الممكن أن يكون انتصابه
األعي عىل العروس .لم تكن الليدي ربيويل تشبه ن الحظ ،كانت جميع
بي ذراعيه جعل دانك يفكر فن أبدا ،لكن كونها تتلوى نصف عارية ن ً
ي تانسيل
ً ى
األخرى .وفكر دانك :كان اسمها تانسيل الطويلة جدا ،ولكنها لم تكن
جدا بالنسبة إّل .تساءل ّ ً
عما إذا كان سيجدها مرة أخرى .مرت بعض ي طويلة
ى َُ
اللياّل عندما اعتقد بأنه حلم بوجودها فقط .وفكر :كال ،أيها األخرق ،لقد ي
حلمت بأنها معجبة بك فقط.
كانت غرفة نوم اللورد ربيويل كبية وفاخرة عندما وجدها .غىط سجاد
مايري األرضيات ،واشتعلت مئة شمعة معطرة ن يف جميع أنحاءها ،ووقفت
حت أنه كان للغرفة مرصعة بالذهب واألحجار الكريمة بجانب الباب .ر در ٌع ّ
موضوع نف تجويف حجري صغي ن ٌ
الخارخ.
ي الجدار في ٍ ي مرحاضها الخاص،
53
عندما وضع دانك العروس ً
أخيا عىل فراش زواجها ،قفز قزم بجانبها
كنوع من المداعبة .أطلقت الفتاة ضخة حادة ،وزأر
ٍ وأمسك أحد ثدييها
حرصةضاحكي ،وأمسك دانك القزم من ياقته وسحبه وهو يركل ن
ن الرجال
الليدي .كان يحمل الرجل الصغي عي الغرفة ليخرجه من الباب عندما رأى
ن
التني. بيضة
كان اللورد ربيويل قد وضعها عىل وسادة مخملية سوداء فوق قاعدة
رخامية .كانت أكي بكثي من بيضة الدجاجة ،إل أنها ليست كبية كما كان
54
يتصورها .غطت قشور حمراء جميلة سطحها ،التمعت ساطعة كالجواهر
تحت نور المصابيح والشموع .أسقط دانك القزم والتقط البيضة ،فقط
ى
ليشعر بها للحظة .كانت أثقل مما كان يتوقع .وفكر :يمكنك تحطيم رأس
ً
القرسة أبدا .كانت القشور ناعمة تحت أصابعه ،وبدا رجل بهذه ،ولن ُ تكرس ر
ى
الغت يتألأل وهو يقلب البيضة ن يف يديه .وفكر :الدم
ن
أن اللون األحمر العميق ي
أيضا ،ودوائر بسواد منتصف واللهب ،ولكن كانت هنالك بقع ذهبية فيها ً
الليل.
ٌ
فارس لم يعرفه «هنا ،أنت! ما الذي تعتقد بأنك تفعله يا سيدي؟» .كان
ينظر إليه بغضب ،رجل ضخم بلحية سوداء كالفحم وذو دمامل ،لكن
فعم بالغضب .وأدرك ٌ
عميقُ ،م ٌ ٌ
صوت الصوت هو الذي جعله يرمش،
دانك :لقد كان هو الرجل الذي مع پيك ،حينها قال الرجل «ضع ذلك
ً
بعيدا عن كنوز ن ً
حرصة اللورد، جانبا .سأشكرك عىل إبقاء أصابعك المدهنة
ن
ستتمت لو أنك فعلت». أو أقسم بالسبعة عىل أنك
55
كر كحال دانك ،لذلك بدا من الحكمة أن ُ ن
لم يكن الفارس اآلخر يف حالة س ٍ
يفعل ما قاله .وضع البيضة عىل وسادتها بحذر شديد ومسح أصابعه عىل
ٌ ى
كمه «لم أقصد أي نضر يا سيدي» .وفكر :دانك األخرق ،بليد كجدار
ً
متجاوزا الرجل ذو اللحية السوداء وخرج من الباب. قلعة .واندفع
كانت هنالك ضوضاء نف قمة السلم ،صيحات سعيدة وضحكات ّ
أنثوية.
ن ي
ر
يجلي اللورد بيويل لعروسه .لم يكن لدانك رغبة يف مقابلتهم، ن كانن النساء
ييل ،ووجد نفسه عىل سطح اليج تحت النجوم، لذلك صعد بدال من أن ن ن
والقلعة الشاحبة تتألأل تحت ضوء القمر من حوله.
ى
كان يشعر بالدوار من النبيذ ،ولذلك اتكأ عىل السور .وفكر :هل سأمرض؟
الخشت ن
والتني التني؟ تذكر عرض تانسيل للدمن لماذا ذهب ولمس بيضة
ي
الذي بدأ المشاكل كلها هناك ن يف (آشفورد) .جعلت الذكرى دانك يشعر
ن ى بالذنب ،كما كانت تفعل ً
صالحي لقوا دائما .وفكر دانك :ثالثة رجال
ّ
متجول .لم يكن األمر منطقيا لهٌ ،
أمر لم مرصعهم ،ل ُينقذوا قدم فارس
56
ى
وفكر :خذ ً
درسا من ذلك ،أيها األخرق .ليس من حق أمثالك أن يفهمه قط.
ن
التناني أو بيضهم. يعبثوا مع
«تبدو وكأنها مصنوعة من الثلج».
ً ً
مبتسما وهو يرتدي حريره الكمنج واقفا خلفه،
ي التفت دانك .كان جون
وثيابه المصنوعة من قماش الذهب «ما هو المصنوع من الثلج؟».
«القلعة .كل ذلك الحجر األبيض نف ضوء القمر .هل ذهبت شمال ( ُ
العنق) ي
ن ر
قبل يا سي دانكن؟ قيل يّل بأن الثلوج تتساقط هنالك حت يف الصيف. من ُ
هل رأيت الجدار من قبل؟».
ى
«ل ،سيدي» .وفكر دانك :لماذا يتحدث عن الجدار؟ «هذا هو المكان
ذاهبي إليه ،أنا وايغ .شماَل إّل ( ر
وينيفيل)». ن الذي كنا
ليتت أستطيع النضمام إليكم .يمكنك أن ن
تدلت عىل الطريق». ن
ي « ي
«الطريق؟» .وعقد دانك حاجبيه «إنه عىل طريق الملوك .إذا بقيت عىل
الطريق وواصلت التقدم شماَل ،فال يمكنك تفويته».
الكمنج «أعتقد ذلك ...عىل الرغم من أنك قد تتفاجأ بما يمكن أن
ي ضحك
ته بعض الرجال» .ذهب إّل السور و ُّ
أطل بالنظر حول القلعة «يقولون يفو
ن
الشماليي قوم همجيون ،وغاباتهم مليئة بالذئاب». بأن هؤلء
«سيدي؟ لماذا أتيت إّل هنا؟».
يعي عىل .إنه يصبح ُم ً
زعجا عندما عت ،ولم أرغب بأن ر ن ن
ي «ألي كان يبحث ي
ً
مغادرا من حجرة النوم المليئة بالرعب تلك يرسب .رأيتك تنسحب ر
وانسحبت من بعدك .لقد رشبت الكثي من النبيذ ،أقر لك بهذا ،ولكن ليس
يكف لمواجهة ربيويل عا ًريا» .وابتسم لدانك ابتسامة مبهمة «لقد
ي
بما ن
ر
ألتف بك حت .وعندما رأيتك عىل ر
حلمت بك يا سي دانكن .قبل أن ي
الطريق ،عرفت وجهك عىل الفور .كما ولو أننا كنا أصدقاء قدام».
57
ى
شعر دانك بأغرب شعور حينها ،كما لو كان قد عاش كل هذا من قبل .وفكر
أحالم ليست مثل أحالمك يا سي دانكن. إنت حلمت بك .و ن
ي دانك :قال ي
أحالم حقيقية .وقال بصوت غليظ من النبيذ «هل حلمت يب؟ أي نوع ي
من األحالم؟».
عجبا ،حلمت بأنك اكتسيت باألبيض من رأسك اّل أخمص قال الكمنج « ً
ي
ي. كتفي العريض نن شاحب ينسدل من عىل هذين ال ٌ ٌ
طويل ٌ
قدميك ،ومعطف
ًّ
محلفا ن ً سيفا ً ً
الملك ،أعظم فارس ي الحرس في ا أخ سيدي، يا ا أبيض لقد كنت
ن يف كل الممالك السبع ،ولم تعش ألي غرض آخر سوى حراسة وخدمة
وإرضاء ملكك» .ووضع يده عىل كتف دانك «لقد حلمت بنفس هذا
الحلم ،أعلم بأنك فعلت».
وفكر :نف المرة األوّل ر ى ً
الت سمح يّل الرجل ي ي صحيحا. لقد فعل ،كان ذلك
الملك». حرس ال ف فت يحلم بالخدمة ن العجوز بحمل سيفه «كل ر
ي ي
«ومع ذلك ،يكي سبعة فتيان فقط لرتداء المعطف األبيض .هل يسعدك
واحدا منهم؟». ً
أن تكون
الت بدأت ت ُ ر
عجن كتفه «ربما ،أو ربما «أنا؟» .أزال دانك يد اللورد الصغي ،و ي
الملك يخدمون مدى الحياة ،وأقسموا عىل أل يتخذوا ىي ل» .فرسان الحرس
أرضا .وفكر دانك :قد أجد تانسيل مرة أخرى ً
يوما ماِ .ل َم ل زوجة أو يملكوا ً
يكون يّل زوجة وأبناء؟ «ل يهم ما أحلم به .الملك فقط هو من يمكنه أن
الملك». حرس ال ف ارسا ن ينصب ف ً
ي ي
َُ « ًإذا أعتقد أن هذا ن
عىل الحصول عىل العرش .أفضل أن أعلمك ي أن يعت
ي
العزف عىل الكمنجة عىل هذا».
ى
«أنت سكران» .وفكرُ :الغراب ُي َعي ُالغداف بلونه األسود.
ٌ
«سكران عىل نحو رائع .النبيذ يجعل كل األشياء ممكنة يا سي دانكن .أظن
إلها باللون األبيض ،ولكن إذا كان اللون ل يناسبك ،فربما تفضل أنك ستبدو ً
لوردا؟». أن ُتصبح ً
58
ُ
وضحك دانك ن يف وجهه «كال ،أفضل أن تنمو يّل أجنحة زرقاء كبية وأطي.
أحدهم محتمل مثله مثل اآلخر».
ر
الحقيف ل يسخر من ملكه أبدا» .بدا ن
مت .الفارس
ي «واآلن أنت تسخر ي
ً
مجروحا «آمل أن تضع المزيد من الثقة فيما أخيك به عندما ترى الكمنج
ي
ن
التني يفقس».
59
خ؟ ماذا؟ هنا؟». ن ن
«سوف يفقس تني؟ تني ي
ً «لقد حلمت به .هذه القلعة البيضاء الشاحبة ،وأنت ،و ن
تني يخرج منبثقا
تماما كما حلمت ذات مرة بموت أخواي .كانامن بيضة ،حلمت بكل رسءً ،
ي
عىل، ن ر ن
يف الثانية عرس من عمري هما ،وكنت يف السابعة فقط ،لذلك ضحكا ي
أحالم».
ي والعرسين ،وأثق ن يف
ر وماتا .أنا اآلن ن يف الثانية
كان دانك يتذكر دورة مباريات أخرى ،ويتذكر كيف سار تحت أمطار الربيع
ن ُ
وبتني
ٍ بك حلمت لقد : ايغ أخ الخفيفة مع أمي صغي آخر .وقال له دايرون
ًّ ٌ
وضخم ،بأجنحة كبية جدا تستطيع تغطية هذه ّميت .وحش عظيم
ميتا .وقد مات
حيا وكان ّ
التن ُ ني ً َ
خرجت ًّ المروج .وقد سقط فوقك ،ولكنك
ن
المسكي .كانت األحالم أرضية خادعة إذا اعتمدت عليها. فعًل ،بايلور
للكمنج «كما تقول يا سيدي .استأذنك».
ي وقال
«إّل أين أنت ذاهب يا سيدي؟».
60
ٌ
ان كالكلب». «إّل شيري ،ألنام .أنا سكر
«كن كلت ًإذا يا سيدي .الليل ينبض بالوعود .يمكننا أن نعوي ً
معا ونوقظ ي
اآللهة بنفسها».
ن
مت؟».
«ما الذي تريده ي
ً
أحالم ل تكذب يا سي دانكن.
ي .عاليا «سيفك .سأجعلك ي
رجىل ،وأرفعك
سوف تحصل عىل ذلك المعطف األبيض ،ويجب أن أحصل أنا عىل بيضة
ً
واضحا .ربما ستفقس أحالم ذلك ن
التني .ل بد يّل من ذلك ،فقد جعلت
ي
البيضة ،وإل.»...
وخلفهم ،انفتح الباب بعنف «ها هو ذا يا سيدي» .صعد اثنان من الرجال
المسلحي إّل السطح .كان اللورد چورمون پيك وراءهما ر
مباشة. ن
61
عجبا ،ما الذي تفعله ن
ً ّ ً
نوم يا
ي غرفة ف
ي .ورم
ي ج« ا قالكمنج متشد
ي وقال
سيدي؟».
ٌ
«إنه سطح يا سيدي ،وقد رشبت الكثي من النبيذ» .وأشار اللورد چورمون
بحركة حادة ،وتقدم الحراس إّل األمام «اسمح لنا بمساعدتك للذهاب
للرسير .أرجو أن تتذكر أن لديك نزال ن يف الغد .يمكن لكي يب پيم أن يكون
ً
خطيا». ً
خصما
«كنت آمل أن أتنازل مع السي دانكن العزيز هنا».
ً
غل «ربما لحقا .ولكن نزالك األول أوقعك ن يف مواجهة
ونظر پيك إّل دانك ب ٍّ
ِ
السي كي يب پيم».
«إذن يجب أن يسقط پيم! يجب أن يسقطوا جميعا! الفارس الغامض
المنافسي وترقص العجائب ن يف أعقابه».
ن ينترص عىل جميع
الكمنج من ذراعه ،ونادى بينما كانا يقودانه أسفل
ي قام أحد الحراس بأخذ
األدراج «سي دانكن ،يبدو أن علينا أن ر
نفيق».
ً
مزمجرا «أيها بف اللورد چورمون وحده عىل السطح مع دانك .وقال ر
ي
تم َّد يدك داخل فم ن
تني؟». الفارس المتجول ،ألم تعلمك والدتك قط أل ُ
ر
دب قط يا سيدي».
«لم أعرف وال ي
«هذا من شأنه أن يفرس األمر .بماذا وعدك؟».
«لوردية .معطف أبيض .أجنحة زرقاء كبية».
«هذا هو وعدي لك :ثالثة أقدام من الفولذ البارد تمر عي بطنك إذا
تحدثت بكلمة واحدة عما حدث للتو».
ّ هز دانك رأسه لتصفية ذهنه .لكن لم يجدي األمر ً
نفعا .و ن
انحت بشدة
الفء عىل حذاءي پيك .ولعنه قيأ .تناثر بعض ر ً
ضاغطا عىل خرصه ،وت َّ
ي
باشمياز «فرسان متجولون .ليس لديك مكان هنا .ليس ألي ن اللورد ،وصاح
62
حقيف أن يكون بتلك الفظاظة لدرجة أن ي ن
حرص بدون دعوة ،لكن ر فارس
ي
أنتم مخلوقات التجول.»...
مرغوبي ن يف أي مكان ونظهر ن يف كل مكان يا سيدي» .لقد جعل
ن «نحن لسنا
جريئا ،وإل لكان قد أمسك لسانه .ومسح فمه بظهر يده.ً
النبيذ دانك
«حاول أن تتذكر ما قلته لك أيها الفارس .لن يحدث لك ٌ
خي عىل اإلطالق
ّ إذا لم تفعل ذلك» .ونفض اللورد پيك ر
الفء من عىل حذائه .ثم رحل .اتكأ
ي
ً ر
دانك عىل السور مرة أخرى ،وتساءل من هو األكي جنونا ،اللورد چورمون
الكمنج.
ي أم
ٌ ر
بف أحدبحلول الوقت الذي وجد فيه طريق عودته إّل القاعة ،لم يكن قد ي
من رفاقه إل ماينارد پلوم .وأراد أن يعرف «هل كان هنالك دقيق عىل
حلماتها عندما أزلت حمالة صدرها؟».
نفيا ،وسكب لنفسه ً
كوبا آخر من النبيذ ،وتذوقه ،وقرر بأنه هز دانك رأسه ً
قد رشب بما فيه الكفاية.
ً
وأشة ن يف الثكنات
غرفا نف القلعة للوردات والليديهاتّ ،
ي ويل وجد وكالء ر
بي
ن ن
لباف الضيوف الختيار بي فراش من القش يف القبو أو بقعة لحاشيتهم .كان ر
ي
ُ
من األرض أسفل الجدران الغربية لينصبوا شادقاتهم الخاصة بهم .لم تكن
الت حصل عليها دانك ر ر
المصنوعة من قماش األشعة و ي
ً
الخيمة المتواضعة
ن يف (السپت الحجري) شادقا ،ولكنها جنبتهما من المطر والشمس.
ن
مستيقظي ،وتوهجت الجدران كان هنالك بعض من جيانه ل يزالون
الحريرية لرسادقاتهم مثل الفوانيس الملونة ن يف الليل .جاء الضحك من
داخل شادق أزرق مغىط بأزهار عباد الشمس ،وأصوات حب من أخرى
ً
بعيدا قليًل عن اآلخرين. َ والبنفسج.
نصب ايغ خيمتهما ي مخططة باألبيض
مايسي) والحصانان اآلخران مقيدان ن يف مكان قريب ،وكانت درع دانك
ر كان (
وأسلحته موضوعة بعناية عىل جدران القلعة .وعندما تسلل إّل الرسادق،
63
مي ًبعا بجانب شمعة ،ورأسه يلمع وهو يحدق ن يف
وجد مرافقه يجلس ر
كتاب.
64
«لفافة للرموز يا سيدي».
«هل تبحث عن الكمنج؟ لن تجده .إنهم ل يضعون الفرسان المتجول ن
ي ي
ن يف تلك القوائم ،ل يضعون إل اللوردات واألبطال».
«لم أكن أبحث عنه .لقد رأيت بعض الرموز األخرى ن يف الساحة ...اللورد
سندرلند هنا يا سيدي .إنه يحمل رؤوس ثالث سيدات شاحبات ،عىل
ّ
متموجة». خلفية ن
خرصاء وزرقاء
ً
جزرا ن يف (الخليج
حقا؟» .كانت األخوات الثالث ً «رجل من األخوات؟
ً
بواليعا للخطيئة الطويل) .سمع دانك سپتونات يقولون بأن الجزر كانت
ويسيوس «لقد ر للمهربي ن يف
ن ه أشهر وكر والجشع .كانت (بلدة األخوات) ي
قريب لعروس ربيويل الجديدة». ٌ قطع مسافة طويلة .لبد أنه
«إنه ليس كذلك يا سيدي».
«إذا فهو هنا من أجل الوليمة .إنهم يأكلون السمك ن يف األخوات الثالث،
ن
أليس كذلك؟ قد يسأم الرجل من السمك .هل حصلت عىل ما ي
يكف من
ن
الجي» .وفتش ً
وبعضا من أحرصت لك نصف ديك مشوي، الطعام؟ ن
دانك ن يف جيب معطفه.
مدسوسا ن يف الكتاب «قاتل
ً ً
ضلوعا يا سيدي» .كان أنف ايغ «لقد أطعمونا
ن
التني األسود يا سيدي». اللورد سندرلند ن يف صف
«مثل السي يوستاس العجوز؟ لم يكن بهذا السوء ،أليس كذلك؟».
قال ايغ «ل يا سيدي ،لكن.»...
ً
بعيدا مع ن ن
خيهم اليابس التني» .وضع دانك الطعام «لقد رأيت بيضة
ولحم البقر المملح «كانت حمراء ن يف الغالب .هل يمتلك اللورد الغراب
تني ً
أيضا؟». الدام بيضة ن
ي
وخفض ايغ كتابه « ِول َم قد يحصل عىل واحدة؟ إنه وضيع المولد».
65
َ
الدام وليد حرام ،ولكنه
ي «ولد نغًل ،وليس وضيع المولد» .لقد ُولد الغراب
ن
الجانبي .كان دانك عىل وشك إخبار ايغ عن الرجال كان نبيال عىل كال
الذين سمعهم عندما لحظ وجهه «ما الذي حدث لشفتك؟».
«بسبب شجار يا سيدي».
ن
«دعت أراها».
ي
«نزفت قليًل فقط .لقد وضعت بعض النبيذ عليها».
«من كنت تتشاجر معه؟».
«بعض المر ن
افقي اآلخرين .قالوا—».
«ل تهتم بما قالوه .بماذا أخيتك؟».
الصت شفته المشقوقة لساب وأل أفتعل المشاكل» .لمس ن «أن أمسك
ي ي
«ولكنهم وصفوا أب بقاتل أ ن
قربي». ي
ً ى
وفكر دانك :وهو كذلك بالفعل يا رفت ،إل ن
أنت ل أظنه كان متعمدا .قال
ي
دانك ليغ نصفمئة مرة أل يأخذ مثل هذه الكلمات عىل محمل الجد.
وفكر :أنت تعلم الحقيقة .فليكن ذلك ً
كافيا .لقد سمعوا ً ى
كالما مثل هذا من
قبل ،ن يف الخمارات والحانات الرديئة ،وحول نيان المخيمات ن يف الغابات.
لقد عرفت البالد كلها كيف قتل صولجان األمي مايكار الشائك أخاه بايلور
ً
ً
متوقعا كاش الرماح ن يف (مروج آشفورد) .وكان الحديث عن المؤامرات شيئا
«لو كانوا يعرفون أن األمي مايكار هو والدك ،لما قالوا مثل هذه األشياء».
ً ى
وفكر :خلف ظهرك ،أجل ،لكن ليس ن يف وجهك أبدا «وماذا قلت لهؤلء
افقي اآلخرين ،بدال من أن تمسك لسانك؟». المر ن
ً
بدا ايغ مرتبكا «بأن موت األمي بايلور كان مجرد حادث مؤسف .وعندما
قلت بأن األمي مايكار أحب أخاه بايلور ،قال مرافق السي أدام بأنه أحبه
حت الموت ،وقال مرافق السي مالور بأنه ينوي أن يحب أخاه ايريس ر
بالطريقة نفسها .كان ذلك عندما نضبته .نضبته بقوة».
66
تتماس مع تلك الشفة المتورمة.ر أضبك أنا بقوة .أذن متورمة «يجب أن ن
كان والدك ليفعل المثل لو كان هنا .هل تعتقد أن األمي مايكار بحاجة إّل
مع؟». ُ ر
فت صغي ليدافع عنه؟ ما الذي قاله لك عندما أرسلك ي
ّ
مشقة». همة أو بصفت مرافقك ،وأ ََّل أ ن
تواب عن أي ُم ّ ر إخالص «أن اخدمك ب
ي ٍ
يضا؟». «وماذا أ ً
ُ ُ
قواني الملك ،وقواعد الفروسية ،وأطيعك وأنت». ن «أن أطيع
يضا؟». «وماذا أ ً
ّ ً ً ر ُ الصت ر وقال ّ
بف شعري محلوقا أو مصبوغا ،وأَل أقول واضح «أن أ ي ٍ دٍ دبي ي
الحقيف». ر َ
اسم رجل
ي ي ألي ٍ
النبيذ الذي رشبه ذلك َّ
الص يت؟». َّ
وأومأ دانك بر ِأسه «ما مقدار
َّ
الشعي». يرس ُب بية «كان ر
ٌ ُ ه ال ر يت تتحدث. َّ
هواء يا ايغ .فقط دعها الكلمات ي عي الش «أترى؟ كانت بية
تتبعي ور َاءك». رُ
ن تمش عىل َ ر ُ كان َّ
الكلمات هواء.
ِ «بعض ي قدم ي ناد الع
ِ من تلة ك الص يت
خونة يا سيدي». ُ و ُ
ٍ بعضها خيانة .هذه دورة
ُ ً «ماذا؟ كلهم؟» .و َّ
صحيحا ،فقد كان ذلك منذ هز دانك رأسه «إذا كان هذا
َ زمن طويل .لقد َ
هربوا أو ُع ِ ن يف
قاتلوا معه ُ ني األسود ،وأولئك الذين مات الت ن
ٍ
ر َ ً
عنهم .وليس صحيحا ما قلته .لقد قاتل أبناء اللورد بيويل عىل كال
الجانب ن
ي».
خائن يا سيدي». َ
نصف «هذا يجعله
ٍ
ُ َ عرس ً
«منذ ستة ر َ
اعتدل دانك ،وذهبت سكرة النبيذ .وشعر عاما» .و
بالغضب ،وأقرب للوىع «وكيل اللورد ربيويل هو قيم ال ُمبارياتٌ ،
رجل ي
ن ن َ
اسم لقوائم اليال .كال ،انتظر...
ي دخلاسمه كوسجروف .ابحث عنه وأ ِ
67
اسم» .مع وجود الكثي من اللوردات ن يف المكان ،قد يتذكر أحدهم
ي اسحب
ِ
بصفت فارسر ن
«أدخلت السي دانكن الطويل من (مروج آشفورد)
ي ي ُ
غامض ن يف دورة مباريات.
ٍ فارس
ٍ ظهور العامة المشانق»َّ .
أحب
وضع ايغ إصبعه عىل شفته المتورمة «فارس المشانق يا سيدي؟».
«نسبة إّل ال ريس».
«أجل ،ولكن.»...
َ
وقرص دانك واحدة». لليلة «اذهب وافعل كما قلت .لقد قر َ
أت ما ن
ٍ يكف ٍ ي
َّ
الشمعة ن
بي إبهامه وسبابته. فتيل
69
ى َ
خطوة .جعل صوت تحطم الرماح دانك يجفل .وفكر :الكثي من النبيذ
الليلة الماضية ،والكثي من الطعام .كانت لديه بعض الذكريات الضبابية
الكمنج واللورد پيك عىل ي عن حمل العروس عىل األدراج ،ومقابلة جون
ى
السطح .وفكر :ما الذي كنت أفعله عىل السطح؟ تذكر بأنه كان هنالك
سء من هذا القبيل ،ولكن... ر ن ن
حديث عن التناني ،أو بيوض التني ،أو ي
ً ً َ
هديرا وجزء منه كان أنينا .رأى دانك قطع ضجيج حلم يقظته ،جزء منه كان
اليال ،بينما تدحرج حت نهاية مضمار ن ن الحصان الذهت يهرول بال راكب ر
ى ي
بضعف عىل األرض .وفكر :نزالن آخران قبل دوري. ٍ السي هاربريت پيج
وكلما أشع ن يف أن ُيسقط السي أوثور من عىل حصانه ،كلما استطاع نزع
باردا ،وأن يرتاح .يجب أن يكون لديه ما ل وبا ً مرس ً درعه أشع ،وأن يتناول ر
يقل عن ساعة قبل أن ينادوه مرة أخرى.
يستدىع ل ن
متفرجي ال منصة أعىل إّل الضخم ويل بي صعد منادي اللورد ر
ي
َ
التاليي .ونادى «السي أرجريف المقدام ،فارس من (ن ِ ن يت) ،ن يف ن المتناز ن
لي
خدمة اللورد ربيويل من (الجدران البيضاء) .السي جليندون فالورز ،فارس
شت موجة من الضحك اخرجا وأثبتا بسالتكما» .و َ (الصفاصف الهرية)ُ .
ن
المتفرجي. عي منصة
ّ ً ً
بيت ُمخ نرصم ،يرتدي أهل ٍ ِ
ُ
فارس ،ا نمتغض ا نحيف كان السي أرجريف رجًل
ً ً
كسوة .كان دانك يعرف هذا النوع من ٍ درعا رمادية اللون ،ويركب حصانا بال
ٌ ُ ٌ
أقوياء مثل الجذور القديمة ويعرفون ما يجب رجال ِمثله الرجال من قبل،
اكبا عىل فرسه البائسة، عليهم فعله .كان خصمه السي جليندون الشاب ،ر ً
حديدية ثقيل من الحلقات المعدنية ،وخوذة قصيٍة قميص ب ا و ً
مدرع
ٍ ٍ ٍ
ى ُ
مكشوفة الوجه .وعىل ذراعه ،أظهر ترسه شعار أبيه الناري .وفكر دانك:
واف صدر وخوذة مناسبة .نضبة عىل رأسه أو صدره يمكن أنر
يحتاج إّل ي
ُ ترديه قتيًل وهو يرتدي ً
درعا كهذا.
70
ً
وبوضوح عىل طريقة تقديمه .واستدار بمطيته
ٍ ا حانق كان السي جليندون
ن يف دائرة غاضبة ،وضخ «أنا جليندون بول ،ولست جليندون فالورز .اسخر
ى ن ُ ن
إنت أحذرك ،لدي دم بطل» .لم يكلفمت عىل مسؤوليتك أيها المنادي .ي ي
المنادي نفسه عناء الرد عليه ،لكن المزيد من الضحك قابل ر
اعياض
عال «لماذا يضحكون عليه؟ هل هوبصوت ٍ
ٍ الفارس الشاب .وتساءل دانك
ً
نغل إذا؟» .كان فالورز هو اللقب الذي يطلق عىل النغول المولودين من
نبيلي ن يف المرىع «وماذا كان كل هذا الكالم عن (الصفاصف
ن أبوين
الهرية)؟».
«يمكنت أن أكتشف ذلك يا سيدي». ن قال ايغ
ي
خوذب؟» .خفض السي أرجريف ر «ل .ليس هذا من شأننا .هل لديك
ي
والسي جليندون رمحيهما أمام اللورد والليدي ربيويل .رأى دانك ربيويل
بشء ن يف أذن عروسه .ثم بدأت الفتاة تضحك. ر
يميل وي همس ي
ُ
71
ِّ
«نعم يا سيدي» .ارتدى ايغ قبعته المرنة ليظلل عينيه ويبعد الشمس عن
رأسه الحليق .أحب دانك أن يضايق الصت بشأن تلك القبعة ،لكنه ن
تمت ي ى
اآلن أن يكون لديه مثلها .وفكر :قبعة من القش أفضل من قبعة من
الحديد تحت هذه الشمس .أز َاح شعره عن عينيه ،ووضع الخوذة الكبية
واف عنقه .كانت البطانة تفوح برائحة ر ن يف مكانها
بهدوء بكلتا يديه ،وربطها ب ي
ٍ
العرق القديم ،وكان بإمكانه أن يشعر بثقل كل هذا الحديد عىل رقبته
وكتفيه .وخفق رأسه من نبيذ الليلة الماضية.
وقال ايغ «لم يفت األوان عىل النسحاب يا سيدي .إذا فقدت (رعد)
ودرعك.»...
ى
فستنته مسي ر يب كفارس .سأله دانك « ِول َم قد أخرس؟» .سار
ي :ر وفك
ن
متعاكسي من مضمار ن
اليال ن ن
النهايتي ال أرجريف والسي جليندون عىل
ٌ
فارس هنا قد أنت أواجه العاصفة الضاحكةُ .أيوجد ن
«ليس األمر كما لو ي
يسبب يّل المتاعب؟».
ً
«تقريبا كلهم يا سيدي».
مت ر ن
بعرس «أدين لك بصفعة عىل األذن عىل كالمك هذا .السي أوثور أكي ي
واف وجهه .ولم يكن لدى سنوات وبنصف حجم» .أنزل السي أرجريف ر
ي ي
ن
واف وجه ن
لييله. ر
السي جليندون ي
«إنك لم تركب ن يف نز ٍال منذ (مروج آشفورد) يا سيدي».
ُ ى
وفكر :ر
يجب بالتأكيد .كان يأخذ فت وقح «لقد تدربت» .ليس بإخالص كما
حي يستطيع نف الركوب نف طواويس التدريب أو مضامي ن ن
اليال دوره ن
ى ي ّ ي
ً ّ
الفردية ن
حي تكون متوفرة .وأحيانا كان يأمر ايغ أن يتسلق شجرة ويعلق
يرصب عليه برمحه. حت ن ً
جيدا ر رسا أو حلقة برميل أسفل جذع ّ
مثبت ُت ً
ٍ
وقال ايغ «أنت أفضل بالسيف من الرمح ،وبفأس أو صولجان ،هنالك
القليل َّ
ممن يضاهون قوتك».
72
أكي .وقال موض ًحا يكف من الحقيقة نف ذلك إلزعاج دانك ر ن
ي كان هنالك ما ي
«ل توجد منافسة عىل السيوف أو الصولجان» .بينما بدأ ُ
ابن الكرة النارية
ترس». ن
والسي أرجريف المقدام هجومهما «اذهب وأحرص ي
حرص ال ريس.تجهم ايغ بوجهه ،ثم ذهب ل ُي ن
ً ّ
عي الساحة ،أصاب رمح السي أرجريف ترس السي جليندون ثم ارتد ،تاركا
ذنب نف ترسه .ولكن رأس رمح بول أصاب منتصف ر ُ َّ
واف
ي ي حفرة عىل الم
كل من صدر خصمه بقوة كبية لدرجة أنها قطعت حزام الرسج .سقط ٌّ
ى الياب .كان دانك مذهوَل ً الفارس وشجه عىل ر
رغما عنه .وفكر دانك:
الصت ُيجيد المبارزة كما ُيجيد التحدث .تساءل إذا كان ذلك كفيًل ي
َّ
ليجعلهم يتوقفون عن الضحك عليه.
َ ن
يكف لجعل دانك يجفل .ومرة أخرى صعد المنادي إّل عال بما ي رن بوق ٍ
وحام ي مكانه «السي جوفري سليل آل كازويل ،سيد (جرس العلقم)
الضباب .اخرجا وأثبتا بسالتكما». ي المخاضات .السي كايل ،قط المستنقع
ً ًّ
قديما ورثا ،مع العديد من كان درع السي كايل من نوعية جيدة ولكنه كان
اليال الخدوش والنبعاجات .وقال لدانك وايغ وهو نف طريقه إّل مضامي ن ن
ُ ي
عىل يا سي دانكن .لقد أرسلت ضد اللورد كازويل، «كانت األم رحيمة َّ
ي
الرجل ذاته الذي أتيت لرؤيته».
بشعور أسوأ من دانك هذا الصباح ٍ شخص ن يف الميدان أن يشعر ٍ إذا كان ألي
وىع ن يف الوليمة .قال دانك فسيكون السي كازويل ،ىالذي أسكر نفسه بال ي
عجيب أن يتمكن من الجلوس عىل شجه بعد الليلة الماضية. ٌ «إنه ٌ
ألمر
رص لك يا سيدي». َّ
الن ُ
وعاء
غب ب ٍ ابتسم السي كايل ابتسامة حريرية «أوه ،كال .عىل القط الذي ير ُ
ومت يظهر مخالبه يا سي دانكن .إذا مت يخرخر ر من القشدة أن يعرف ر
بسيط فسأسقط ٍ تكاك
ٍ بمجرد اح ّ درىع ولو حرصة اللورد عىل أصاب رمح ن
ُ ي
ثت عىل حصاب ودرىع إليه ،سأ ن ن هاويا عىل األرض .بعد ذلك ،عندما ُأ ِ ن
حرص ً
ي ي ي
73
ِّ ن
حرصة اللورد وكم زادت براعته منذ أن صنعت له سيفه األول .سوف يذكره
هذا يب ،وقبل انقضاء اليوم سأكون رجل كازويل مرة أخرى ،فارس من
(جرس العلقم)».
كاد دانك أن يقول :ل يوجد رشف ن يف هذا ،لكنه عض لسانه بدال من ذلك.
داف بجوار لن يكون السي كايل أول فارس متجول يستبدل رشفه بمكان ن
ً ً ًّ
سيئا ،إذا كنت تفضل ذلك». النار .وتمتم «كما تقول .حظا سعيدا لك .أو
عرسين ً
عاما ،إل أنه كان اللورد جوفري كازويل ً
شابا هزيال يبلغ من العمر ر
أكي إثارة لإلعجاب ن يف درعه مما كان عليه الليلةلبد من اإلقرار بأنه بدا ر
الماضية عندما كان وجهه ن يف بركة من النبيذُ .رسم القنطور األصفر عىل
َ
قوسا طويًلَّ .زين القنطور نفسه الكسوة الحريرية ُترسه ،وهو يسحب ً
ى َّ ى
البيضاء لحصانه ،وتألق فوق خوذته بالذهب األصفر .وفكر دانك :عىل
ً الرجل الذي َّيتخذ القنطور ً
شعارا له أن يركب حصانا بطريقة أفضل من
هذه .لم يكن دانك يعرف إذا ما كان السي كايل ً
بارعا بالرمح ،ولكن من
طريقة جلوس اللورد كازويل عىل حصانه ،بدا كما لو أن سعاَل ع ً
اليا قد
ى
يطيح به .وفكر :كل ما يجب عىل القط فعله هو تجاوزه برسعة فائقة.
اقة إّل أعىل الرسج ُ
أمسك ايغ بلجام (رعد) بينما كان دانك يثب بخر ٍ
ً
منتظرا ،كان بإمكانه أن يشعر ً
جالسا هنالك ّ
القوي .وبينما كان المرتفع
ى
بالعيون موجهة عليه .وفكر :إنهم يتساءلون عما إذا كان الفارس المتجول
ً
جدا. ً
الكبي جيدا .تساءل دانك عن ذلك بنفسه .وسيعرف ذلك قريبا
وفيا لكلمته .كان رمح اللورد كازويل يتأرجح عىل كان قط المستنقع الضباب ً
ي
طول الطريق عي الميدان ،والسي كايل لم يكن يصوب بشكل جيد .لم
الرجلي حصانه وهو يخبب .عىل الرغم من ذلك ،فقد سقط ن يرفع أي من
ى
القط عندما صادف أن رأس رمح اللورد جوفري نضب كتفه .وفكر دانك:
ظننت أن كل القطط تهبط برشاقة عىل أقدامها ،بينما تدحرج الفارس
أحرصظل رمح اللورد كازويل غي مكسور .وعندما ن اليابّ .المتجول نف ر
ً ي
ً ً ن
حصانه عندهم ،دفعه عاليا يف الهواء مرارا وتكرارا ،كما لو أنه قد هزم ليو
74
الشوكة الطويلة أو العاصفة الضاحكة .ونزع القط خوذته وذهب ليطارد
حصانه.
ى ن ُ
الصت .مرر ذراعه اليرسى ي له مه سل و .»رس ي ت أعطت
ي وقال دانك ليغ «
خالل األحزمة وأغلق يده حول القبضة .كان وزن ترس الطائرة الورقية
ً
مطمئنا ،عىل الرغم من أن طوله جعله من الصعب حمله ،وجعلته رؤية
ٌ ى
الرجل المشنوق مرة أخرى يشعر بعدم الرتياح .وفكر :هذه رموز تنذر
ن ى بالشؤم .وقرر إعادة طالء ر
يمنحت
ي أن عش : صىل اليس بأشع ما يمكن .و
ونرصا ش ًيعا ،بينما كان منادي ربيويل يصعد الدرج مرة سلسا ًالمحارب نزاَل ً
ّ
أخرى .ورن صوته «السي أوثور أندرليف ،فارس المشانق .اخرجا وأثبتا
بسالتكما».
يسلم دانك رمح مباريات «كن ح ً ى ّ
ذرا ،يا سيدي» .وهو وحذره ايغ وهو
وينته برأس حديدي مستدير عرس ً
قدما اثت ر مدبب بطول ن عمود خشت ّ
ي ي ي
ى
عىل شكل قبضة مغلقة «المرافقون اآلخرون يقولون بأن سي أوثور يتحىل
جيد .وبأنه شي ع». ثبات ّ
ب ٍ
ً
ونخر دانك «شي ع؟ إنه يضع حلزونا عىل ترسه .إّل أي حد يمكن أن يكون
ومش الحصان ببطء إّل األمام ،ورمحه ش ًيعا؟» .همز (رعد) بكعبيه ر
ى
منتصب .وفكر :انتصار واحد ولن أكون أسوأ من ذي قبل .انتصاران سوف
ً
كثيا عىل أن آمله ن يف مثل هذه
شيئا ً ن
متقدمي .اإلنتصاران ليسا يجعالننا
ً
الرفقة .كان محظوظا ن يف القرعة عىل األقل .كان بإمكانه بسهولة أن يقع ن يف
محىل آخر .تساءل
ي مواجهة الثور العجوز أو السي كي يب پيم أو أي بطل
ً
عمدا باختيار الفرسان المتجول ن
ي ضد دانك عما إذا كان قيم المباريات يقوم
يعاب أي لورد من عار الخسارة أمام واحد منهم ن يف
ي
بعضهم البعض ،لكيال ن
ن ى
الجولة األوّل .وفكر دانك :هذا ل يهم .عدو واحد يف كل مرة ،هذا ما اعتاد
يشغلت اآلن.ن الرجل العجوز عىل قوله ً
دائما .السي أوثور هو كل ما يجب أن
ي
75
المتفرجي ،حيث جلس اللورد والليدي ربيويل عىل
ن تواجها تحت منصة
ُ وسائدهما نف ّ
ظل جدران القلعة .كان اللورد فراي بجانبهما ،وي هزهز ابنه ذو ي ِ
ّ ٌّ ُ
المىلء بالمخاط عىل ركبته .كان هنالك صف من الخادمات يروحون
ر ر األنف ي
عليهم ،ومع ذلك كانت سية اللورد بيويل المصنوعة من اإلستيق مبقعة
أشعثا بسبب العرق .كانت تبدو ر ّ ً
محية تحت ذراعيه .وكان شعر سيدته
و َضجرة ،ولم تكن تشعر بالرتياح .ولكن عندما رأت دانك ،أبرزت صدرها
بطريقة جعلت وجهه يحمر تحت خوذته .وخفض رمحه لها وللورد زوجها،
طيبا .وأطبقت زوجته عىل تمت لهما ربيويل نزاَل ً المثل .ن
وفعل السي أوثور ِ
لسانها.
لقد حان الوقت .ركض دانك بحصانه إّل نهاية أرض المضمار الجنوبية،
قدما .كان خصمه يتخذ موقعه ً
أيضا .كان فحله الرمادي ثماني ً
ن عىل بعد
76
أكي ً
شبابا وحيوية .ارتدى السي أوثور صفائح أصغر من (رعد) ،ولكنه كان ر
ى معدنية ن
خرصاء ومصقولة ،وحلقات معدنية فضية .وتدلت رأشطة من
ن
األخرص والرمادي من عىل خوذته الخفيفة المدورة ،وحمل ترسه الحرير
ن ٌ ٌ ى ً ً ن
األخرص حلزونا فضيا .وفكر دانك :درع جيد وحصان جيد ي
يعت فدية جيدة
إذا استطعت أن أسقطه.
انطلق (رعد) إّل األمام وهو يركض ببطء .أدار دانك رمحه إّل اليسار وأنزله
الخشت بينه
ي إّل أسفل ،ولذلك ُوجه الرمح فوق رأس الحصان والحاجز
قرفص دانك إّلَ يحم جانب جسمه األيرس. ن
وبي خصمه .كان ترسه
ى ي
األمام ،وساقاه مشدودتان بينما كان (رعد) ينطلق عي المضمار .وفكر
ٌ ٌ
وحش واحد من الدم دانك :نحن واحد ،رجل ،وحصان ،ورمح ،نحن
والخشب والحديد.
ٌ ُ
سحب من الغبار من حوافر حصانه كان السي أوثور ينطلق بقوة ،وأثيت
الرمادي .وعندما تبقت أربعون ياردة بينهما ،همز دانك (رعد) ليكض
بشكل مستقيم. محه عىل الحلزون ن
الفىص رووجه رأس ُبأقىص شعةَّ .
ٍ ي ِ
ر
الشمس المتجهمة ،والغبار ،والحرارة ،والقلعة ،واللورد بيويل وعروسه،
الكمنج والسي ماينارد ،الفرسان ،والمرافقون والخدم ،العامة ،جميعهم ي
َ ً
اختفوا ،ولم يتبق إل الخصم .لمس المهماز مجددا ،وركض (رعد) .كان ّ
ييايد مع كل خطوة من أقدام الحصان الحلزون يندفع باتجاههما ،وحجمه ر ن
الرمادي الطويلة ..ولكن أمامه جاء رمح السي أوثور بقبضته الحديدية.
وفكر دانكّ :إن ُ ترس قوي ،سيتحمل ترس ن ى
الرصبة .فقط الحلزون هو ما ي ي
ن
يهم ،ناضب الحلزون وسيكون اليال يّل.
ن
77
وعندما تبقت ر
عرس ياردات بينهما ،رفع السي أوثور رأس رمحه إّل أعىل.
ّ
أذب دانك بينما نضب رمحه ،وشعر بالتأثي ن يف ذراعه
رن صوت تحطم نف ن
ي ي
ن ُ َ ن
.
وه تصيب مكانها ضبته قبضة السي أوثور وكتفه ،ولكنه لم ير الرصبة ي
كل من الرجل والحصان وراءها. مباشة ،وحملت قوة ٍّ
بي عينيه ر الحديدية ن
78
ً ً
مستلقيا عىل ظهره .محدقا بقناطر السقف المقنطر استيقظ دانك
ّ
المرتفع .وللحظة لم يكن يعلم أين كان أو كيف وصل إّل هنا .تردد صدى
وجوه أمامه؛ السي أرلن العجوز ،وتانسيل ٌ األصوات ن يف رأسه ،وظهرت
ً
جدا ،بينيس من ر
اليس ن
البت ،األرملة الحمراء ،بايلور كاش الرماح،
ي الطويلة
ى
اليال ن يف
إيريون األمي الساطع ،والليدي ڤايث المجنونة والحزينة ،ثم تذكر ن ن
ن
الحي واللحظة :الحرارة ،والحلزون ،والقبضة الحديدية موجهة عىل
وجهه .تأوه وانقلب عىل أحد كوعيه .جعلت الحركة جمجمته تدق كطبل
حرب كبي.ٍ
ُ
قب ن يف رأسه، كانتا تعمالن نعىل األقل .ولم يكن يمكنه الشعور ٍ
بث ِكال عينيه
ن ً ّ
قبو ما كما رأى ،وبراميل النبيذ والمزر يف كل ٍ مما كان جيدا .لقد كان يف
وفكر دانك :عىل األقل الجو ٌ ى
والرساب ن يف متناول اليد .كان بارد هنا ،ر جانب.
َ
طعم الدم يف فمه ،وشعر دانك بطعنة من الخوف ،لو أنه قضم لسانه ن
ً ً
بصوت مبحوح «طاب ٍ فسيكون أحمقا عالوة عىل كونه بليدا .وقال
صباحك» .فقط ليسمع صوته .تردد صدى الكلمات عىل السقف .حاول
دانك أن ينهض عىل قدميه ،إل أن المجهود جعل القبو يدور حوله .وقال
ٌّ
مسن قريب منه «عىل مهلك ،عىل مهلك» .وظهر ٌ
رجل ٌ صوت مرتعش ٌ
أروابا رمادية كشعره الطويل .وحول تديا ً أحدب الظهر بجانب الفراش ،مر ً
ً َ
مايسي ذات معادن عديدة .كان وجهه هر ًما ومجعدا، ر عنقه ُوضعت سلسلة
ودعت أفحص ن «ابق ً
ثابتا، وغطت الثنايا كال جانت أنفه الكبي كالمنقار َ ّ
ي ً ي
بي إبهامه ممسكا إياهما ن ن
اليمت. عي دانك اليرسى ،ثم عينيك» .ونظر نف ن
ي
وسبابته.
يؤلمت».ن أس «ر
ً ي ي
بي كتفيك يا سيدي .خذ ممتنا عىل أنه ل يزال ن ساخرا «كن ً المايسي ر قال
ً
هذا ،قد يساعدك هذا نوعا ما ،راشبه».
المرسوب الكريه وتمكن من أل أجي دانك نفسه عىل أن يبتلع كل قطرة من ر
ماسحا فمه بظهر يده «دورة المباريات .أخي ن يب ،ما الذي ً يبصقه ،وقال
حدث بها؟».
دائما بهذه القتالت ،كان الرجال يسقطون الت تحدث ً ر
«الحماقة ًنفسها ي
بالعىص .كرس ابن أخ اللورد سمولوود ّ بعضهم بعضا من عىل أحصنتهم
ي
79
يزّل تحت حصانه ،ولكن لم ُيقتل معصمه ،وتحطمت رجل السي إدين ٌر ي
لدي مخاوف عليك يا سيدي». حت اآلن ،إل أنه كان ّ أحد ر ٌ
ٌّ
محشو حصاب؟» .كان ل يزال يشعر برأسه وكأنه ن «هل سقطت من عىل
ي
غبيا كهذا .ندم دانك عىل بأكمله بالخشب ،وإل لما كان قد سأل سؤاَل ً
هز أعىل األسوار. سؤاله فور أن خرجت الكلمات منه «بصوت اصطدام ّ
ٍ
ن
أكي المصدومي ،وكان محيم كانوا ر وأولئك الذين راهنوا عليك بمبلغ ر
ٍ ٍ ً
أنت لم أطرده ،فال ن لو عندك ا ً
جالس ليبفر وكان ، ا وحزين مرافقك م ً
هموما
ي
مداسي هنا .لقد ذكرته بواجبه». ن بأطفال
ٍ أرغب
أيضا «أي واجب؟». محتاجا إّل التذكي ً ً وجد دانك نفسه
«مطيتك يا سيدي ،وأسلحتك ودرعك».
ى ً ً ً
متذكرا «نعم» .كان الص يت مرافقا جيدا ،وكان يعرف المتطلب قال دانك
ى
منه .وفكر دانك :لقد خرست سيف الرجل العجوز والدرع الذي صنعه يّل
بايت الفولذي.
عىل أن أمنحك أيضا ،وقال ّل بأن َّ «كان صديقك الكمنج يسأل عنك ً
ي ي ضفته ً ي
أيضا». أفضل رعاية ،لقد ِ
َ ن ن ر
تعتت يب؟» .ثت دانك أصابع يد سيفه ،وجميعها بدت ي «منذ مت وأنت
ن ى
يؤلمت ،واعتاد السي أرلن بأن يقول ي ما هو أس ي ر فقط : دانك ر وفك تعمل.
أنت لم أستخدمه عىل أي حال. ن
ي
ُ «منذ أرب ع ساعات ،بقراءة الساعة الشمسية».
فارس أصيب ًٍ ساعات بذلك السوء .كان قد سمع حكاية عن ٍ لم تكن أرب ع
ًّ حت أنه نام ألر ن بقوة ر
عام واستيقظ ليجد نفسه مسنا ومصابا بالضمور بعي ٍ
الثاب؟» .ربما سيفوز الحلزون بياله ن «هل تعلم إذا ما فاز السي أوثور ن ن
ي
بالدورة ،وقد يقلل هذا من ألم الخسارة لو قال دانك لنفسه بأنه خرس أمام
فارس ن يف الميدان. ٍ أفضل
عم للعروس. «ذلك الشخص؟ بالطبع فعل ،أمام السي آدام فراي ،ابن ٍّ
حرصة الليدي عندما سقط السي آدام ،واضطرت ورمح واعدُ .أغم عىل ن ٌ
ُ ي
للحصول عىل المساعدة للعودة إّل غ َرفها».
ر ّ َ
المايسي ساعده أجي دانك نفسه عىل أن ينهض ،وترنح عندما فعلها ،ولكن
عىل.».. يجب .. أن ثابتا «أين مالبش؟ يجب أن أذهبَّ .
عىل يبف ً عىل أن ر
ي ي ي
هاما» .و َ
أشار «إذا كنت ل تستطيع التذكر ،فال يمكن أن يكون األمر ًّ
«أقيح عليك أن تتفادى األطعمة الدسمة المايسي حركة غاضبة ر ر
80
ن
ولكنت تعلمت منذ والمرسوبات القوية والمزيد من ن
الرصبات ن
بي عينيك... ر
ي
ّ
يصمون آذانهم عن سماع الحكمة .اذهب ،اذهب. طويل أن الفرسان زمن
ٍ ٍ
ن
ألعتت بهم». ر
لدي حمف آخرون ّ
ي
ى
صقرا يحلق بدوائر عريضة خالل السماء الزرقاء ً ن يف الخارج ،لمح دانك
بعض من الغيوم كانت تتجمع نف ر
الرسق، ٌ الساطعة .شعر بالحسد اتجاهه.
ي
سندان بينما
ٍ داكنة كمزاج دانك .كانت الشمس تدق عىل رأسه كمطرقة عىل
اليال .بدا وكأن األرض تتحرك تحت مجددا إّل ساحات ن نً وجد دانك طريقه
ّ
قدميه ...أو ربما كان ريين ُح فقط .كاد أن يسقط مر ن
تي وهو يصعد أدراج
صع إّل ايغ.وفكر دانك :كان يجب عىل أن ُ أ ن ى
القبو،
ي ي
ببطء عي الساحة الخارجية حول أطراف الحشود. ٍ قطع دانك طريقه
متعرجا بينما اتكأ ً يمش ألي كوكشاو البدين ر وهنالك نف الساحة ،كان اللورد ن
ٌ ٌ ي ي
عىل مرافقي ،النرص األخي للشاب جليندون بول .وأمسك مرافق ثالث ن
المنادي «السي جون خوذته ،و َري ُشها الثالثة الفخورة مكسورة .صاح ُ
مقسمٌ ن
التوأمتي)، فارس من (ٌ انكلي سليل آل فراي، الكمنج ،السي فر ن
َ ي
لسيد المعي .اخرجا وأثبتا بسالتكما». ّ
الكمنج األسود هرول حصان يسع دانك إل أن يقف ويشاهد بينما َ لم َ
ٌ ي
سيوف امة من الحرير األزرق عليها َّ
الكبي إّل الساحة ،وكسوته كدو ٍ
أيضا ،والصفائح ر ر واف صدره مصقوَل باألزرق ً ر ٌ
تف
الت ي ي وكمنجات ذهبية .كان ي
ًّ
مطليا كعبيه وكتفيه وساقيه وركبتيه .وكان قميص حلقاته المعدنية
رف ن ٍّ قشا ذو ُ ً ً ً بالذهب .ركب السي فر ن
فىص
ي ٍ ع مي ا رمادي ا حصان انكلي
الفىص ودرعه الفضية ،وحمل شعار مسيسلُ ،ليطابق لباسه من الحرير ن ر
ّ ي
اليجان التوأمان آلل فراي عىل ترسه ومعطفه وعدة حصانه .انطلقا مر ًارا
ووب خ دانك نفسه: يتفرج إل أنه لم ُيشاهد أي رسءّ . وتكر ًارا ،وقف دانك ّ
ي ٍ
ً ٌ
دانك األخرق ،بليد كجدار قلعة .كان يضع حلزونا عىل ترسه ،كيف يمكنك
ً
شخص يضع حلزونا عىل ترسه؟
ٍ أن تخرس من
81
ى
اقي َب خطوة واحدة من بيضة
وفكر دانك :لقد ر الساقط عىل النهوض.
تنينه ،وأين أنا؟
متوجها إّل البوابة الخلفية ،صادف دانك رفقة األقزام الذين كانواً بينما كان
ن يف وليمة الليلة الماضية وهم يتجهزون للرحيل .كانوا يربطون أحصنتهم
بخييرهم الخشت ذو العجالت ،وبعربة أخرى ذات تصميم ر
أكي القزمة ن ن
ٍ ٌ ي
واحد منهم أصغر من اآلخر. بساطة .كان هنالك ستة منهم كما رأى ،وكل
ً ًّ
قصارا جدا مما جعل التفريق قد يكون بعضهم أطفاَل ،إل أن جميعهم كانوا
مرحا وهم يرتدون شاويًل من جلد صعبا .نف ضوء النهار ،كانوا أقل ً
ً بينهم
ن ي
ن
المهرجي. الحصان ومعاطف خشنة ذات قلنسوة مما كانوا عليه يف ثياب
وقال دانك عىل سبيل التهذيب «طاب صباحكم ،أأنتم ذاهبون إّل
يعت هذا بأنها قد تمطر». الرسق ،وقد نغيوم نف ر
ٌ الطريق؟ هنالك
ي ي
82
ى ر
ه نظرة ساخطة من القزم األقبح .وفكر الت تلقاها ي
كانت اإلجابة الوحيدة ي
دانك :هل كان هذا هو الواحد الذي نزعته من عىل الليدي ربيويل ليلة
ٌ
البارحة؟ وعن قرب ،كانت رائحة الرجل الصغي كمرحاض .نفحة واحدة من
رائحته جعلت دانك ُيرسع الخىط.
83
المش نف بيت الحليب وكأنه يأخذ من دانك كما أخذ منه ّ
مرة هو وايغ بدا ر
ي ي
ً ر
ليعيا رمال دورن .أبف جدارا بجانبه ،وكان يتك عليه من ى ٍ
وقت إّل آخر،
وف كل مرة أدار فيها رأسه بدا العالم وكأنه يسبح حوله .وفكر :رشاب، ن
ُ ي
أحتاج رش ًابا من الماء ،وإل فمن المحتمل أن أسقط.
مر بجانبه أين يجد أقرب بي ،وهنالك وجد كايل القط، سائس ٌّ أخيه
ن
متهدلتي خفيض مع ماينارد پلوم .كانت كتفا السي كايل بصوت
ٍ يتحدث
ٍ
من الحزن ،ولكنه رفع عينيه عند ر
اقياب دانك «سي دانكن؟ لقد سمعنا
تحترص». ن بأنك ميت ،أو
ن َ َ
«ليتت كنت كذلك». ي ودلك دانك ِصدغيه
يعرفت. ن . ً ّ
ي لم كازويل اللورد ا جيد الشعور هذا «أعرف كايل السي د وتنه
عقىل. وكأنت قد فقدت ن عندما أخيته كيف نحت سيفه األول ،حدق يب
ي ي ٌ
لفرسان بالضعف الذي أظهرت ٍ وقال بأنه ل يوجد مكان ن يف (جرس العلقم)
ودرىع. ر
أسلحت نفش به» .وضحك القط ِضحكة مريرة «ولكنه أخذ
ي ي ً ي
ومطيت أيضا ،ماذا سأفعل؟». ر
ً ٌ ي
نظام يتطلب حصانا ر
لم يكن لدى دانك إجابة له ،فحت المحارب الغي
ي ً
ليكبه ،ويجب عىل المرتزقة أن يمتلكوا سيفا ليبيعوه .وقال دانك بينما
حصانا ً ً
آخرا ،فالممالك السبع مليئة سحب الدلو إّل أعىل «سوف تجد
وضم يديه ومألهما بالماء، ّ آخرا ليسلحك». لوردا ً باألحصنة .وسوف تجد ً
وشب. ر
شابا ًّ واحدا؟ أنا لست ًّ ً ُ «لورد ٌ ٌ
وقويا مثلك ،ولست تعرف آخر ،نعم .هل
يفضل فرسانه دائما .اللورد ربيويل ّ بضخامتك .الرجال الضخام مطلوبون ً
ضخاما .خذ توم هيدل ذاك كمثال .هل رأيته وهو ينازل بالرمح؟ لقد أسقط ً
ر
والكمنج
ي الشء نفسه، صت الكرة النارية نفعل ي رجل واجهه .إل أن ي كل ٍ
حصاب .إنه يرفض أن يأخذ فدية، أسقطت من ن كذلك .ليته كان هو من
ي ر ي
التني ...هذه وصداقة خصومه ن بش ٍء أكي من بيضة ر
يقول بأنه ل يرغب ي
الساقطي .وردة الفروسية ،هذا الشخص». ن
الصت يجهز «تعت هراء الفروسية .هذا ن وضحك السي ماينارد پلوم
ي ي
تهب رياحها». خي لنا جميعنا أن نرحل من هنا قبل أن َّ لعاصفةٌ ،
وقال دانك «إنه ل يأخذ فدية؟ هذه بادرة نبيلة».
84
وقال السي ماينارد «البادرات النبيلة تصبح سهلة عندما يكون كيس نقودك
درس هنا إذا كنت تتحىل باإلدراك ن ٌ . ً
الكاف لتعرفه يا
ي هنالك بالذهب ا مليئ
لك ترحل». ً
سي دانكن .الوقت ليس متأخرا ي
«أرحل؟ أرحل إّل أين؟».
(وينيفيل) أو (قلعة الصيف) أو ر وهز السي ماينارد كتفيه «إّل أي مكان، ّ
(آشاي) خلف الظالل .هذا ل يهم طالما أنه ليس هنا .خذ حصانك ودرعك
واخرج من البوابة الخلفية .ولن يفقدك أحد ،لدى الحلزون نزاله القادم
اليالت». ليفكر به ،والبقية أعينهم مركزة عىل ن ن
مسلحا ولديه حصان ً أغرت دانك .طالما أنه كان ولوهلة كانت الفكرة قد َ
ى ٍ
ّ ر
بشكل ما .وبدونهما لم يكن أكي من مجرد شحاذ .وفكر ً
فهو ل يزال فارسا
ٍ
دانك :شحاذ ضخم ،ولكن ًشحاذ ىعىل أي حال .ولكن أسلحته ودرعه ً ي
تنتم
للسي أوثور اآلن ،و(رعد) أيضا .وفكر دانك :من األفضل أن أكون شحاذا
سارقا .لقد كان كليهما نف (جحر الياغيث) ،عندما َ ً
صاحب ي عىل أن أكون
فييت ،وراف ،وبودينق .ولكن الرجل العجوز أنقذه من تلك الحياة .كان
لقياح پلوم ،وبما يعلم ما الذي كان السي آرلن من شجرة البنسات ليقوله ر
«حت الفارس المتجول لديه رشفه». ر أن السي آرلن ميت ،قالها دانك له
وشفك سليم أم أن تعيش وهو ملوث؟ كال، «هل تفضل بأن تموت ر
صبيك واهرب يا فارس المشانق ،قبل أن اعفت ،أعلم ما ستقوله .خذ ّ ن
ي
يصبح شعارك هو قدرك».
الكمنج؟
ي بحلم مثل جون ٍ ووقف دانك «وكيف تعرف قدري؟ هل حلمت
ما الذي تعرفه عن ايغ؟».
بعيدا عن نً خي للبيوض أن ر وقال پلوم «أعلم أنه ٌ
القىل( .الجدران ي أواب
ي تبف
ً ً
للصت».ي ا مناسب ا مكان البيضاء) ليست
ن
وسأله دانك «كيف أبليت يف نزالك يا سيدي؟».
ّ
تتصور اليال ،فقد كانت النذور سيئة .من «أوه ،لم أخاطر بدخول مضامي ن ن
ن ُ
التني يا ترى؟». بأنه سيحصل عىل بيضة
فكر دانكُ : ى
لست أنا «السبعة يعلمون .أما أنا فال».
تخمينا يا سيدي ،لديك عينان». ً « ر
افيض
ى
«الكمنج؟».ي للحظة دانك ر فك
«جيد ،هل يمكنك أن تفرس أسباب تخمينك؟».
«أنا فقط ...لدي شعور».
85
ٌ ً
طفل يكونون
رجل أو ٍ
سء ،لكل ٍ وقال ماينارد پلوم «وأنا نأيضا .شعور ي
ّ
كمنجينا». بالحماقة الكافية ليقفوا يف طريق
ى ّ
كان ايغ يمشط وينظف شعر (رعد) خارج خيمتهما ،ولكن عينيه كانتا
ى
وفكر دانك :لم يستطع الصت تقب َ ن
سقوط.
ي ل ي شاردتي،
ً
أصلعا مثلك». استمر ْرت فسيصبح (رعد)
َ وصاح دانك ن
«كف ،لو
غت أن
لحلزون ي
ٍ أسقط ايغ الفرشاة وقال «سيدي؟ كنت أعلم أنه ل يمكن
يقدر عىل قتلك»ّ .
وطوقه بذراعيه.
86
ر
المايسي الصت المرنة ووضعها عىل رأسه «قال قش قبعة دانك َ
التقط
ي
بدرىع».
ي بأنك هربت
ر ُ ى ً رن
واف صدركي وصقلت درعك، فت نظ «لقد بسخط امجدد قبعته ايغ ع اني
ن
وعنقك وساقيك يا سيدي ،ولكن خوذتك متصدعة ومنبعجة حيث ضب
رأس رمح السي أوثور .سيكون عليك أن تطرقها عند صانع سالح».
87
ى
«دع السي أوثور يطرقها ،إنها ملكه اآلن» .وفكر دانك :بال سيف ،وبال
حصان ،وبال درع .ربما سيسمح يّل هؤلء األقزام بأن أنضم إّل فرقتهم.
ً ً
مضحكاّ ، سيكون هذا ً
ستة أقزام يلكمون عمالقا بمثانات الخنازير. منظرا
لكه ً ُ
ونتمت له التوفيق ن يف ن مع ،سوف نأخذهم إليه ي تعال .ا أيض «(رعد) ِم
نزالته القادمة».
«اآلن يا سيدي؟ ألن تذهب ُلتفدي (رعد)؟».
الخراف؟». الصت؟ بالحىص وروث ِ ي «بماذا أيها
ى
«لقد فكرت بهذا يا سيدي ،إذا كان بإمكانك أن تستعي—».
وقاطعه دانك «ل أحد سيعي ن يب هذا القدر من المال يا ايغِ ،ول َم يفعلون؟
عصا حت جاء حلزون يحمل ً فارسا رسم نفسه ً ماذا أكون غي أحمق كبي ّ
ٍ ٍ
كاد أن يحطم رأسه؟».
(مايسي). ر ً
وقال ايغ «حسنا ،يمكنك أن تأخذ (مطر) .وسأعود لركوب
سوف نذهب إّل (قلعة الصيف) .ويمكنك أن تخدم ن يف أهل بيت والدي،
ٌ
صغي
ٍ وحصان
ٍ جواد
ٍ عىل تحصل أن يمكنك باألحصنة، مليئة إن اسطبالته
ً
أيضا».
طيبة ،ولكن ل يمكن لدانك أن يعود ذليًل إّل (قلعة كانت نية ايغ ّ
ومهزوما ،يبحث عن الخدمة وهو ل ً ً
مفلسا الصيف) ،ليس بهذه الطريقة،
ن ٌ سيفا ر ً
ولكنت ل
ي منك، طيب هذا ، الصت
ي «أيها وقال ليعرضه، حت يملك
أرغب بأي فتات من عىل طاولة السيد والدك ول من اسطبالته ً ُ
أيضاّ .ربما ٍ
دائما أن يذهب خلسة لينضم إّل ر
حان وقت أن نفيق» .يمكن لدانك ً
يفضلون الرجال حرس المدينة نف (لنسپورت) أو (البلدة القديمة) ،وكانوا ّ
ن ى ي
عارضة يف كل ٍ أس بكلالضخام من أجل هذا .وفكر دانك :لقد خبطت ر ي
ن
ليكسبت حت (كينجزلندينج) .ربما حان الوقتخان من (لنسپورت) رٍ
ي ً
بليد فقط .إل أن رجال الحراسة ل
أس ٍحجم بعضا من المال بدَل من ر ٍ
ي
ى َ يملكون مر ن
افقي «لقد علمتك كل ما أستطيع تعليمك إياه ،وكان هذا قليًل
جدا .سيكون من األفضل لك أن يحرص ّ ً
مناسب عىل تدريبك،
ٍ سالح
ٍ م قي
مسن ما ،يعرف ّ
أي نهاية يمسك بها الرمح». ٌّ ٌ ٌ
فارس شديد
سالح مناسب ،أرغب بك أنت فقط .ماذا لو وقال ايغ «ل أرغب ّ
بقيم
ٍ
استخدمت—».
88
ر
أسلحت، ً
مجددا .اذهب واجمع «كال ،لن تفعل هذا ،ولن أسمع عنه
ي ر
تحياب .األمور الصعبة ل تزداد إل
ي سنقدمهم إّل السي أوثور مع أطيب
صعوبة عندما تؤجلها».
ٌّ
متهدل كقبعته الكبية المصنوعة من القش «نعم ركل ايغ األرض ،ووجهه
يا سيدي ،كما تقول».
ٌ ً ً
بسيطا جدا ،صندوق مرب ٌع ضخم من من الخارج ،كان ش ِادق السي أوثور
ُ
بحبال مصنوعة من الق َّنب. األشعة قاتم اللون ً قماش ر
ٍ مثبتا إّل األرض
ٌ
علم رمادي طويل ،وكان هذا فىص السارية المركزية فوق ٍ حلزون ن ٌّ
ي و ّزين
يي الوحيد فقط. الي ن رن
ممسكا بزمام (رعد) .كان الجواد ن ً َ
البت
ى ي الصت
ي كان .هنا» «ابق قال دانك ليغ
حت ،وفكر المهيئ ر ر وبيسه الجديد محمًل بأسلحة دانك ودرعه ،ر الكبي ّ
كفارس غامض «لن نفش بها الت أثبت فارس المشانق ،يا للتعاسة ر ُ دانك:
َّ ٍ ي ي
وانحت ليدخل من خالل الباب المسدل. ن أتأخر طويًل» .خفض رأسه
ً
الخارخ قد تركه متفاجئا لرؤية وسائل الراحة والرفاهية ي كان مظهر الرسادق
بسجادات مايرية منسوجة، ٍ داخله .كانت األرض تحت قدميه مفروشة
ّ وو َ وغنية باأللوانُ .
ضعت طاولة خشبية مزخرفة مزودة باألرجل محاطة ٍّ
مغىط بالوسائد. المحشو بالريش ى ّ
اس المعسكرات .كان ِ
الفراش بكر ي
ببخور عطري. ٌ
ٍ واشتعلت مبخرة
ٌ ً
جالسا عىل الطاولة وكومة من الذهب والفضة أمامه، كان السي أوثور
ٌ
مربوش وإبريق من النبيذ عند مرفقه ،وكان يعد النقود مع مرافقهٌ ،
رجل ٌ
ٌ ن
وقت إّل آخر كان الحلزون يعض إحدى قريب يف العمر من دانك .ومن ٍ
َّ ينج واحدة ً ّ
أمام الكثي ي أن جانبا ،وسمعه دانك يقول «أرى العمالت ،أو ي
ألعلمك إياه يا ويل ،هذه العملة مثقوبة ،واألخرى مكشوطة ،وماذا عن
بي أصابعه «انظر إّل العمالت قبل أن هذه؟» .ورقصت قطعة ذهبية ن
التني وهو يدور ن يف الهواء ،وحاول ن تأخذها .هاك ،أخي ن يب ماذا ترى» .طار
ويل بأن يمسك به ،ولكنه ار ّتد من عىل أصابعه وسقط عىل األرض.
تي قبل أن ييل عىل ركبتيه لك يجده ،وعندما فعل قلبه مر ن واضطر بأن ن ن
ٌ ي
تني عىل وجه وملك عىل يقول «هذه عملة جيدة يا سيدي ،هنالك ن
اآلخر.»...
89
وألف أندرليف نظرة عىل دانك «الرجل المشنوق .من الجيد رؤيتك تتحرك ر
وتعلم مر ر ى ً أنت قتلتك .هل ستسدي َّ ن ر
افف
ي ا معروف إّلي يا سيدي ،كنت أخش ي
أعط العملة للسي دانكن يا ويل». ن
التناني؟ ِ طبيعة
ن ن ى ً
حصاب،
ي أسقطت مني لم يكن لدى دانك خيارا إل أن يأخذها ،وفكر :لقد
متجهما ،وضع العملة عىل راحة ً مت مزحة له ً
أيضا؟ هل يجب أن يجعل ن
الوجهي ،وتذوقها ً ي
أيضا «إنها ذهب ،غي مكشوط ول ن يده ،وتفحص كال
أيضا يا سيدي ،ما الخطب سليما ،كنت آلخذها ً ً مثقوب .والوزن يبدو
بها؟».
«الملك».
شابا ،ومحلوق الوجه، أخذ دانك نظرة عن كثب .كان الوجه عىل العملة ًّ
ملتحيا عىل عملته ،كما كان الملك القديم ايغون ً ووسيما .كان الملك ايريس ً
أيضا ،ولكن أيضا ،بينما كان الملك دايرون الذي جاء بينهما محلوق الوجه ً ً
مهيئة بما فيه الكفاية لتكون من قبل هذا لم يكن هو .ولم تكن العملة ر
ى
عهد ايغون الغي جدير .حملق دانك ن يف الكلمة تحت الرأس ،وفكر :ستة
التناني األخريات ،كانت األحرف تقول ن أحرف .وبدت نفس ما كان يراه عىل
دايرون ،ولكن دانك كان يعرف وجه دايرون الطيب ،وهذا لم يكن هو،
ً ً
غريبا ن يف شكل الحرف الرابع ،إنه لم شيئا ً مجددا ،وجد ولكن عندما نظر
يكن« ...دايمون» .خرجت الكلمات منه بدون تفكي «إنها تقول دايمون،
ملك ُيدىع دايمون ،ما عدا—». ٌ
ولكن لم يكن هنالك
المدىع .أصدر دايمون بالكفاير عملته الخاصة خالل التمرد». ي «—
ذهبا فالبد أنه سيكون بجودة هذه ذهبا ،وإذا كان ً يبف ً وجادله ويل «ولكنه ر
التناني األخريات يا سيدي» .نضبه الحلزون عىل جانب رأسه «أيها ن
المعتوه ،نعم ،إنه ذهب ،ذهب خونة ،ذهب متمردين .من الخيانة أن
تمتلك عملة كهذه ،وخيانة مضاعفة أن تمررها وتتداول بها ،سوف أحتاج
وجه .أنا وهذا عن «اغرب ا ً
مجدد وضب الرجل إّل أن أصهر هذه» .ن
ي
الفارس الطيب لدينا شؤون لنتناقش فيها».
وقتا ن يف الخروج من الرسادق ،وقال السي أوثور بأدب «اجلس لم يبذر ويل ً
من فضلك ،هل ترغب بكوب من النبيذ؟» .هنا ن يف شادقه الخاص ،يبدو
مختلفا مما كان عليه ن يف الوليمة. ً
أندرليف رجًل
90
حلزون يختت نف قوقعته «كالً ، ٌ
شكرا لك» .ورم العملة إّل ي وتذكر دانك:
ى ً
مجددا ،وفكر :ذهب خونه ،ذهب بالكفاير .قال ايغ بأن هذه السي أوثور
للصت باعتذار. ولكت لم أستمع له .كان يدين دورة خونة ،ن
ي ي
كوبي بالنبيذ وناول ن أض أندرليف «نصف كوب ،تبدو ن يف حاجة إليه» .ومأل ّ
أكي من كونه ً تاجرا ر واحدا إّل دانك .كان يبدو ً ً
فارسا وهو ل يرتدي درعه
أفيض». «لقد جئت لتتنازل كما ر
قبل دانك النبيذ ،ربما سيساعد رأسه بأن يتوقف عن الدق بعنف «نعم،
ر
تحياب». أطيب مع خذها، ، ودرىع ر
وأسلحت ن
حصاب أحرصت لقد ن
ي ي ي ي
ابتسم السي أوثور «واآلن أقول لك بأنك ركبت ن يف المضمار ببسالة».
يب منك تساءل دانك إذا ما كانت (بسالة) طريقة نبيلة لقول (خراقة) «ط ٌ
ِ
أن تقول هذا ،ولكن—».
اءة نٌ
مت لو سألتك ي سمع يا سيدي .هل ستكون جر ي «أعتقد أنك أخطأت
كيف نلت فروسيتك يا سيدي؟».
«وجدب السي أرلن من شجرة البنسات ن يف (جحر الياغيث) وأنا ألحق ي
ن
ن ُ
الخنازير كان مرافقه القديم قد قتل يف حقل العشب األحمر ،ولذلك احتاج .
سيعلمت استخدام ن بأنه ن
ووعدب يعتت بمطيته وينظف درعه. إّل شخص ن
ي ي ي ٍ
السيف والرمح وكيفية ركوب حصان إذا قبلت وخدمته ،وهكذا فعلت».
ولكت لو كنت مكانك كنت ألترك الجزء المتعلق ن «حكاية جميلة...
ي
بالخنازير .أين السي أرلن هذا اآلن؟».
«لقد مات ،وأنا من دفنه».
«أرى هذا ،هل أخذته إّل دياره ن يف شجرة البنسات؟».
أعلم أين تقع» .لم َير دانك قط شجرة بنسات الرجل العجوز. «لم ُأكن ُ
تحدث السي أرلن عنها ،مثلما لم يكن دانك ّ ّ ً
مياَل للحديث عن نادرا ما
لك يستطيع أن الغرب، يواجه (جحر الياغيث) «لقد دفنته نف منحدر ٍّ
تل
ي ي
ً
كرس المعسكرات محذرا تحت ثقل وزنه. ّ
وه تغرب» .وض
ي يرى الشمس ي
91
92
ُ ٌ ّ ً ر َ
أفضل من حصانك، درىع الخاص ،وحصان بف السي أوثور جالسا «لدي ي ي
وكيس من الصفائح جوز وخائر القوى ُ
ٍ ناكد وع ٍ حصان ٍ ٍ لماذا أرغب ب
الحديدية المطعوجة ودر ٍع صدئ؟».
وقال دانك بنيٍة من الغضب «بايت الفولذي هو من صنع هذه الدرع.
ًّ ن
درىع ،والفولذ ي عىل الصدأ من رقعة هنالك وليس ا، د واعتت ايغ بها جي
جي ٌد وقوي». ّ
طبيع. ًّ ٌّ ّ
ي حجم ذو رجل
ٍ أي عىل اجد «قوي وثقيل ،وكبي وتذمر السي أوثور
كبي بشكل غي اعتيادي يا دانكن الطويل .وبالنسبة إّل حصانك ،فإنه أنت ٌ
جدا عىل أن ُيؤكل». ً جدا عىل أن ُ ُ ٌّ ً
وقاس ٍ ب، ك
ر ي مسن
ٌ ًّ ر
ودرىع كبية كما ن ي يكون، أن عىل اعتاد كما ا شاب ليس «(رعد) دانك ف واعي
تقول ،ولكن يمكنك أن تبيعها .هنالك العديد من الحدادين يف (لنسپورت)
بي يديك». و(كينجزلندينج) الذين سيأخذونها من ن
«بع ررس قيمتها عىل األرجح .وفقط ليصهرونها من أجل وقال السي أوثور ُ
ه ما أحتاجها ،وليس الحديد القديم. المعدن .كال ،إنها الفضة الجميلة ي
ترغب بأن تدفع فدية أسلحتك لتستعيدها أم ُ عملة البالد .واآلن ،هل
ل؟».
خط ّ
دور دانك كوب النبيذ بيده .لقد كان فضة خالصةُ ،ور ّصع ٌّ متجه ًماّ ، ّ
قويا عىل أيضا ،وكان ًّ ذهبيا ًًّ من الحلزونات الذهبية حول الحافة .كان النبيذ
ً ن
األماب أسماكا ،نعم .سأدفع بكل شور ،ولكن—». ي اللسان «لو كانت
أيلي ليتشابكا بقرونهما». «ليس لديك ن
يمكنت أن أدفع ن ا، ً
مجدد ودرىع حصابن «إذا أمكنك ...أمكنك أن ُتعيد َّ
إّل
ي ي ي ي ً
لحقا ،بمجرد أن أجد النقود». الفدية
ُ ً َ
مستمتعا «وأين ستجدها يا ترى؟». بدا الحلزون
لورد ما ،أو »...كان من الصعب أن ُيخرج ن ن
يمكنت أن أدخل يف خدمة ٍ ي «
ولكنتن فقد جعلته يبدو كشحاذ «قد يأخذ هذا بضعة أعوام،
ي الكلماتُ ،
سأدفع لك ،أقسم عىل هذا».
كفارس؟». ر َ
ٍ فك «عىل ش
ٍّ
توقيع عىل رق». ن ّ
ي «يمكنت أن أضع ي واحمر وجه دانك
ُ و ّ
قطعة من ورق؟ لن ٍ متجول عىل ٍ فارس
ٍ «خربشة دور السي أوثور عيناه
أكي من هذا». مؤخرب ،ول ر ر ن
تنفعت إل بمسح ٌ ً ي ي
فارس متجول أيضا». ٌ «أنت
93
تهينت .أنا أر ُ ن َ
نفش ،هذا ي إل رجًل أخدم ول يد ر أ حيث كب ي أنت «واآلن
ُ
صحيح ...ولكن مضت سني عديدة منذ آخر مرة نمت فيها تحت سياج. ٌ ن
ُ مريحة ر ٌ ُ
أفضل من قد تقابله عىل أكي .أنا فارس مباريات، أجد أن الحانات
اإلطالق».
غاضبا «األفضل؟ قد ل يتفق العاصفة الضاحكة يا ً جعل تكيه دانك
ن
سيدي ،ول ليو الشوكة الطويلة ،ول وحش براكن .يف (مروج آشفورد) لم
مشهورا؟». ً أحد عن الحلزوناتَ ، ٌ
ً ُ يات ٍ ر مبا بطل كنت إذا هذا لم يتحدث
ُ ّ ن
نفش بطًل؟ هذا يجلب يّل شهرة وصيتا ،أفضل أن ي أسم ي سمعتت
ي «هل
اّل القادم ،نعم، أصاب بالجدري عىل هذا .أشكرك ،ولكن ل .سوف أفوز ن ن
بي يً
اليال األخي سوف أسقط .لدى ربيويل ثالثون تنينا للفارس الذي ولكن نف ن ن
ر ي
سيف بالغرض بالنسبة يّل مع بعض الفديات ذات المبلغ ... ن يأب ثانيا ،هذا ً
ر ي ي
الكبي ،ومداخيل مراهناب» .وأشار إّل كومة األيائل الفضية والتنانين
ً ًّ ن ي
ً .
الذهبية عىل الطاولة «أنت تبدو رجًل يف صحة جيدة ،وكبيا جدا دائما ما
اليال يعت القليل والقليل نف ن ن الحمف ،عىل الرغم من أنه ن ر الحجم بهر ُ
ي
ي ي
واحد ضدي. قادرا عىل أن يحصل عىل احتمالت ثالثة إّل بالرمح .كان ويل ً
ٍ
شاوب احتمالية خمسة إّل واحد ،األحمق» .والتقط أيًل ن وأعىط اللورد
ي
بنقرة من أصابعه الطويلة «سوف يسقط الثور العجوز فضيا وجعله يدور ًّ
ٍ
الحي .وستكون ن الهرية) ،إذا عاش إّل ذلك تاليا ،ثم فارس (الصفاصف ّ ً
جيدة ضد كليهما .العامة احتمالت ّ ه ،يجب أن أحصل عىل
ٍ اآلراء مثل ما ي
يحبون أبطال قريتهم».
دم بطل». واندفع دانك قائًل «لدى السي جليندون ُ
لثني إّل واحد ،بينما ن «أوه ،آمل هذا .يجب أن يكون دم البطل ً
كافيا
احتمالت أقل .يتحدث السي جليندون عن والده ٍ يجلب دم العاهرات
بذكر أمه؟ ر ن ّ
يأب ِ المزعوم يف كل فرصة سانحة ،ولكن هل لحظت بأنه ل ي
جيت ،وأطلقوا ن
اسمها ي لسبب وجيه .كان قد ُولد لتابعة مخيمات ،كان ٍ وذلك
ر ن البنس الواحد ،ر ُ عليها ن
الت
وف ًالليلة ي األحمر .ي حت ساحة العشب جيتي
بجيت
ي
ن حت أنها ُعرفت لحقا سبقت المعركة ،ضاجعت رجاَل كثيين ر
العشب األحمر .حصل الكرة النارية عليها قبل ذلك ،ل أشك ن يف هذا ،ولكن
أيضا .يبدو يّل أن صديقنا جليندون الشء نفسه ً ر
رجل آخر ي فعل مئة ً ٍ
ر
حت». كبيا .إنه ل يمتلك الشعر األحمر ر يفيض شيئا ً
وفكر دانكُ : ى
بطل «إنه يقول بأنه فارس». ٍ دم
94
ٌ
ماخور ُيدىع
ٍ الصت وأخته ن يف ي «أوه ،هذا القدر صحيح عىل األقل .نشأ
ن ُ ن
اعتني العاهرات البنس الواحد، الهرية) ّ .وبعد أن ماتت ي
جيت
ّ
(الصفاصف
الت اختلقتها أمه ،بكونه نطفة الكرة ر األخريات بهم ،ولق ن ن
الحكاية ي ٌّ
الصت
ي ي
النارية ،وكان هنالك مر ٌ
الصت تدريبه، ي وأعىط بالجوار، يعيش مسن افق
بكل بساطة ،مقابل المزر والفرج ،ولكن كونه مجرد وكان األمر هكذا ّ
فارسا ،عىل ُكل حال، مرافق ،لم يكن بإمكانه تنصيب النغل الصغي ً
ٌ
شخص نصف عام ،وأعجب صادفت مجموعة من الفرسان الماخور قبل
ِ
معي يدىع السي مورجان دونستابل ُبأخت السي جليندون بينما كان فن ن
ي
نزوة ُسكره ،وصادف أن األخت كانت ل تزال عذراء ،ولم يكن لدى
نصب السي مورجان أخاها دونستابل قيمة بكورتها .وتم عقد صفقةّ ،
ً فارسا هنالك نف (الصفاصف الهرية) ،أمام ر ً
عرسين شاهدا ،وبعد ذلك ي
أخذته األخت الصغية إّل أعىل وجعلته يقطف زهرتها .وها نحن ذا».
ً أي فارس يمكنه أن ينصب ً
فارسا .عندما كان مرافقا للسي أرلن ،سمع ٍ
بتهديد أو بمعروف ما أو رجال آخرين اشيوا فروسيتهم ر حكايات عن دانك
ٍ ٍ ٍ ٍ
ً
بكيس من العمالت الفضية ،ولكنه لم يسمع أبدا ببكورة أخت ،وسمع ٍ
نفسه يقول «هذه مجرد حكاية ،ل يمكن أن تكون صحيحة».
ً
يدىع بأنه كان هنالك ،شاهدا عىل ي «لقد سمعتها من كي يب پيم ،الذي
عاهرة أم كليهما، ُ
بطل أم ابن ُ
«ابن كتفيه أوثور السي التنصيب»ّ .
وهز
ٍ ٍ
الصت». يواجهت فسيسقط ن عندما
ي ي
آخرا». خصما ً ً «قد تعطيك القرعة
رجل آخر .سوف ّ ُ ٌ ً ّ
س السي أوثور حاجبا «كوسجروف مغرم بالفضة ُكأي ٍ أقع ن
قو
الصت ،هل تريد أن تراهن عىل هذا؟». ي ثم العجوز، الثور مواجهة ف ي
: ر
سء ألراهن به» لم يكن دانك يعلم ما الذي ضايقه أكي أن . ٌ ر َ
«ليس لدي ي
الت ر يعلم أن الحلزون كان ر
يرس قيم المباريات ليحصل عىل المواجهات ُ ي ي
يرغب بها ،أو أن يدرك أن الرجل َر ِغب بمواجهته .ثم وقف «لقد قلت ما
درىع». وجميع لكك، م وسيف ن حصابن جئت ألقوله.
ي ِ ي ي
شبك الحلزون أصابعه ً َ
معا «ربما هنالك طريقة أخرى .أنت لست بدون و
شفت السي أوثور حينما َ مواهب ،فأنت تسقط بشكل رائع» .ولمعت ر
ي ٍ ُ ٍ
خدمت». ر ابتسم «سوف أعيك مطيتك ودرعك ...إذا قبلت دخول
ًي
لم يفهم دانك «خدمتك؟ أي نوع من الخدمة؟ إن لديك مرافقا .هل تريد
أن تضع حامية ن يف قلعة ما؟».
95
ُ
«ربما ،لو كان لدي قلعة .ولكن ن يف الحقيقة ،أنا أفضل حانة جيدة القالع
.
تواجهت ن يف
ي
ن ه أنالت أطلبها منك ي
ر
الخدمة ي تكلف الكثي لالعتناء بها .كال،
ستكف .يمكنك فعل هذا ،أليس كذلك؟ ن عرسون ات إضافية ،ر
ي بضع دور ٍ
ُ ن ُ
سوف تحصل عىل ع ررس أرباخ ،وف المستقبل أعدك أن ن
أضب صدرك ي ي
العريض هذا وليس رأسك».
ن ُ ن
حصاب؟». من ن
لتسقطت معك سافر أ أن «تريدب
ي ي ي
96
ضخم ،ل أحد سيعتقد عىل اإلطالق ٌ ضحك السي أوثور برسور «أنت رجل
ً مسنا ن ّ ًّ
محت الكتف ويضع حلزونا عىل ترسه يستطيع أن ّي أن رجًل
ً ً
شعارا جديدا بالمناسبة ،هذا الرجل يسقطك» .ثم حك ذقنه «أنت تحتاج
ً
أقر لك بهذا ،ولكن ...حسنا ،إنه ُيشنق، رو ٌع بما فيه الكفايةّ ، المشنوق ُم ّ
ً أليس كذلك؟ ٌ
ميت ومهزوم .تحتاج شيئا رأشس منه ،ربما رأس دب ،أو
ٌ
جمجمة ،أو ثالثة جماجم ،سيكون هذا أفضل .أو رضيع مخوزق عىل
وترب لحية .كلما كنت رأشس حربة .ويجب أن تدع شعرك ينمو طويًل ّ
ي
أكي مما وأشعث كلما كان أفضل .هنالك دورات مباريات صغي ٌة مثل هذه ر
ٍ
ر ن ر
يكف لرساء الت سأحصل عليها سوف نرب ح ما ي تعرف .ومع الحتمالت ي
تني قبل—». بيضة ن
ٌ
درىع ،وليس رش ن يف .سوف ي فقدت لقد لألمل؟ فاقد بأنت ن
عت ي
نّ
«هل عرف ي
ُ
أكي من ذلك». وأسلحت ،وليس ر ر تحصل عىل (رعد)
ً ي ُ
يختال بنفسه يصبح شحاذا يا سيدي .يمكنك أن تفعل أشياء أسوأ «من
ً
يمكنت أن أعلمك شيئا أو ن ن
اثني عن ي مع .وعىل األقل ي بكثي من الركوب
س ٍء ن يف الوقت الراهن». ر
مدرك بأي ي ٍ اليال بالرمح .وعن كونك جاهًل َ
غي نن
تظهرب بمظهر األحمق». ن «سوف
ي
الحمف يجب أن يأكلوا» .أراد دانك أن يهشم ر وحت باكرا .ر «لقد فعلت هذا ً
لحلزون عىل الت عىل وجهه «واآلن أرى سبب وضعك ر
ٍ تلك البتسامة ي
ً
حقيقيا». ترسك .أنت لست ً
فارسا
حقيف ،هل أنت أعم لدرجة أنك ل تستطيع رؤية ر كأحمق «إنك تتحدث
ي ٍ
جانبا «هل تعلم َلم الخطر المحيط بك؟» .ووضع السي أوثور كوبه ً
ّ ُ
أصبتك حيث فعلت يا سيدي؟» .ونهض عىل قدميه ،ولمس دانك بخف ٍة
ٌ
أس ُرمح موضوع هنا كان ليسقطك عىل األرض عىل منتصف صدره «ر ُ
ُ
توجيهها... والرصبة من الصعب هدف أصغر ،ن ٌ بالرسعة نفسها .الرأس
ُ
أكي احتماَل بأن تكون مميتة .لقد دفع يّل ألصيبك هنالك». ولكنها ر
تعت؟». «دفع لك؟» .وتملص دانك منه «ماذا ن ُ
ٌ ٌ . ي ّ ُ
تناني أعطيت مقدما ،وأربعة موعودة عندما تموت مبلغ زهيد ً ن «ست
ر ً
بالنسبة لحياة فارس .كن ممتنا عىل هذا ،فلو عرض أكي فلربما وضعت
ُ
رمج خالل فرجة رؤيتك». ي رأس
ُ ٌ َ ى ً
لك أموت؟ لم مجددا ،وفكر دانك :لم قد يدفع أحد ي ن
ُ شعر دانك بالدوار
شخص يف (الجدران البيضاء) .وبالطبع لم يكرهه أحد بهذا ٍ ألحق أذى بأي
97
ُ
المنف عي البحر الضيق «من ن القدر إل أخ ايغ ايريون ،واألمي الساطع ن يف
الذي دفع لك؟».
ن
وجية من خادم الذهب وقت رشوق الشمس ،بعد رفية ٌ رجل«أحرص ٌن َ
تحديد قيم المباريات للمواجهات .كان وجهه ى
مغىط ،ولم ينطق باسم
سيده».
وقال دانك «ولكن لماذا؟».
مجددا «أعتقد بأنه لديك أعداء ر
أكي ً «لم أسأل» .ومأل السي أوثور كوبه
مما تعتقد يا سي دانكن ،وكيف ل؟ هنالك البعض ّ
ممن يقولون بأنك
سبب كل الكروب».
ُ
بيد باردة تعترص قلبه «قل ما تعنيه». شعر دانك ٍ
ُ
حاضا ن يف (مروج آشفورد) ،ولكن هز الحلزون كتفيه وقال «ربما لم أكن ن ً ّ
وملج .وأنا أتبع دورات المباريات من بعيد بإخالص، عيش اليالت ه ر نن
ي ري ي
المايسيات وهم يتبعون النجوم .وأعرف كيف أصبح فارسٌ كإخالص
ن
سببا يف محاكمة السبع يف (مروج آشفورد) ،مما نتج عنها ن معي ً ن ٌ
متجول
َ
أجلس السي أوثور نفسه موت بايلور كاش الرماح عىل يد أخيه مايكار».
ً ّ
محبوبا من الجميع .واألمي الساطع لديه ومد رجليه «كان األمي بايلور
فكر نف ن ى ٌ أصدقاء ً
عرض يا سيدي .قدي ً ي . نفيه سبب ينسوا لن أصدقاء ا، أيض
المخاط خلفه ،ولكن بعضا من المخاط لن يسبب أثرا من ُ رييك الحلزون ً
تحيق». التناني ،يجب أن تتوقع أن ر ن للرجل أذى ...بينما لو رقصت مع
ر ُ
أكي ظلمة عندما خرج دانك من شادق الحلزون .أصبحت بدا النهار
ً
اسودادا ،وكانت الشمس تنخفض إّل حجما ر
وأكي ً الغيوم نف ر
الرسق أكي
ن ي
ُ
الغرب ،ملقية ظالَل طويلة يف الساحة .وجد دانك المرافق ويل يتفحص
أقدام (رعد).
وسأله «أين ايغ؟».
«الصت األصلع؟ وكيف يّل أن أعرف؟ لقد هرب إّل مكان ما». ي
ً ن
وقرر دانك :لم يستطع أن يودع (رعد) .سوف يكون يف الخيمة مجددا مع ّ
رف بجانب محزمة بعناية نف ٍّ
كتبه .ولكنه لم يكن .كانت الكتب هنالكّ ،
ي
الصت .هنالك
ي لفافة نوم ايغ .ولكن لم يكن هنالك أي عالمة عىل وجود
س ٌء خاط هنا ،يستطيع دانك الشعور به .لم يكن من عادة ايغ أن يتجول ي
ر
إذن منه. دون ٍ
98
مسلحان أشعثان ر ى
ادق
ٍ ش خارج الشعي نبيذ بان يرس كان هنالك رجالن
ً
أقدام منهما ،وغمغم أحدهما «...حسناً ،تبا لهذا، ٍ مخطط عىل بعد بضعة
ُ ٌّ
أخرصا عندما طل َعت الشمس، العشب ن ً إّل .كاني بالنسبة كافية ة كانت مر
نعم .»...وقطع كالمه عندما وكزه الرجل اآلخر ،وفقط حينها لحظ دانك
«سيدي؟». ّ
افف؟ إنه يدىع ايغ». ر
«هل رأيتما مر ي
مت، ن ٌ
حك الرجل الزغب الرمادي تحت أحد أذنيه «أذكره ،لديه شعر أقل ي
وفم أكي ثالث مرات من حجمه .أحد الصبية اآلخرين أدماه قليًل ،ولكن ٌ
هذا كان ن يف الليلة الماضية ،ولم أره من بعدها يا سيدي».
وقال رفيقه «لقد أخافه ذلك من العودة هنا».
يبفمجددا ،فأخيه أن ر ً وأعىط دانك هذا الواحد نظرة قاسية «إذا عاد
وينتظرب هنا». ن
ي
«نعم يا سيدي ،سنفعل هذا».
وفكر دانك :ربما ذهب فقط لك يشاهد ن ن ى
اليالت .توجه دانك نحو أرضيات ي
ً ى ّ نن
اليال .بينما مر بالسطبالت رأى السي جليندون بول ،ينظف جوادا ذو ٍ
لون
حصاب الجديد؟ أرسل اللورد كوستاين مرافقه ن عجبك ي أسمر محمر «هل ُ
ُ ّ ي ٍ
لك». ن
ولكنت أخيته بأن يوفر ذهبه .أنوي أن ابقيها ِم ي ي ليفديها،
حرصة اللورد». يرض هذا ن «لن ن َ
ٌّ ي
ترس ،وقال يّل «حرصة اللورد قال بأنه ليس لدي حق بوضع كرة نارية عىل ن
ي
حرصة الهرية) ،ن أن شعاري يجب أن يكون مجموعة من أشجار (الصفاصف ّ
اللورد يمكنه أن ينيك نفسه».
تجرع من عىل نفس هذه لم يكن بوسع دانك إل أن يبتسم .كان قد ّ
ر ّ ّ ً
الت قدمت له من أمثال األمي الساطع الطاولة ،مبتلعا األطباق المرة نفسها ي
بنوع ما من القرابة مع الفارس الشاب ذو ٍ والسي ستفون فوسواي .شعر
وفكر دانك :عىل حد علم ،قد تكون أم عاهرة ً ّ ى
أيضا «كم ي ي المزاج الشائك.
ً
حصانا كسبته؟».
يدين يّل وهز السي جليندون كتفيه «لم ُأعد أدري .ل يزال مورتيمور بوجز ُ ّ
بواحد .قال بأنه يفضل أن يأكل حصانه عىل أن رييك نغل عاهرة يركبها،
ّ
أتصور إّل ،إنها مليئة بالثقوب اآلن. وضب درعه بمطرقة قبل أن يرسلها ّ ن
ً ي ً ن
أكي من كونه حزينا ر بإمكاب أن أكسب شيئا ما من المعدن» .بدا صوته أنه
ي
99
ُ ُ ٌ ُ ً
عملت نشأت به. اسطبل قرب ال ...الخان الذي غاضبا «كان هنالك
ُ كنت ً هنالك عندما ُ
صبيا ،وعندما أستطيع كنت آخذ األحصنة خلسة
طي ًبا مع األحصنة ،واألفراس، دائما ما كنت ّ عندما ينشغل أصحابهاً .
وأحصنة الجر ،واألحصنة القزمة ،وأحصنة العربات ،وأحصنة الحرث،
حت جياد الصحراء الدورنية .هذا جميعا ،رً واألحصنة الحربية .لقد ركبتها
بنفش .اعتقدت بأنه رماخ علمت كيف أصنع ن الرجل العجوز الذي عرفته
ي ي ي
ن
بأنت ر ٌ جميعا مدى بر ر ً
لديهم اختيار إل أن يعيفوا ي ر
اعت فلن يكون ي ر
إذا أريتهم
ُ
حت اآلن ،لن يعيفوا». ابن أب ،ولكنهم لن يعيفوا ،ر
ي
.
النظر عما تفعله ولكن
ى ً «وبعضهم لن يفعل ،بغض ُ وقال له دانك
َّ ...
الن ُ
صالحي» .وفكر لوهلة ن اس ليسوا سواسية ،لقد قابلت أناسا اآلخرون
تنته دورة المباريات ،أنا وايغ ننوي الذهاب شماَل ،ونخدم ن يف ي «عندما
تأبر
الحديديي .يمكنك أن َ ن ضد ستارك آل صف ف ن ونقاتل فيل)(ويني ر
ي َّ ي
ٌّ ٌ
معنا» .كان السي آرلن دائما ما يقول بأن الشمال عالم خاص بأكمله ومن
. ً
ُ أحد هنالك حكاية ن ٌ
البنس الواحد وفارس جيت
ي غي المحتمل أن يعرف
ى (الصفاصف ّ
الهرية) .وفكر دانك :ل أحد سيسخر منك هنالك ،سوف
يعرفونك بسيفك فقط ،ويحكمون عليك بقيمتك.
أرغب بفعل هذا؟ هل تقول يّل بأن ُ «ول َم
جليندون بارتياب ِ ً
نظر إليه السي
عىل أن أهرب بعيدا وأختت؟». ي
ُ . َ ..
«كال ،فقط ظننت أن نكون سيفان بدَل من واحد لم تعد الطرق آمنة
سابقا».ً
كما كانت عليه
وقال الصت عىل مضض «هذا صحيح بالفعل ،ولكن والدي قد ُوعد ّ ٌ
مرة ي
الملك ،وأنوي أن أحصل عىل المعطف األبيض الذي لم بي الحرس بمكان نٍ
ي
يحصل له ارتدائه».
ر ٌ
فرصت أنا.ي كاد دانك أن يقول :لديك فرصة لرتداء المعطف األبيض بقدر
لقد ُو ِلدت من تابعة مخيمات ،وأنا خرجت من مجاري (جحر الياغيث).
الصت لن ولكن .باأللقاب اكلتناش عىل هم من بتكريم غدقون ي الملوك ل ُ
ي
ُ
سالحك يتقبل هذه الحقيقة بصدر رحب .وقال بدَل من ذلك ُ
«فليمنح ٍ ّ ً
القوة إذا».
يكن قد ذهب ر ُ
أكي من بضعة أقدام عندما ناداه السي جليندون «سي لم
ّ
عىل أل أكون بهذه الحدة .كانت ي
أم تقول بأن عىل انتظر .أنا ...كان ي
ى
دانكن،
الصت وكأنه يكافح إليجاد الكلمات «جاء
ي الفارس التح يىل بالكياسة» .بدا
100
ً
عىل مكانا ن يف (ستارپايك). إّل لي ناب بعد نزاّل األخي ،وعرض ّ
ي ٌ ي ي
اللورد پيك ّ
ي
ر
وقال بأن هنالك عاصفة قادمة من النوع الذي لم تشهد له ويسيوس مثيًل
ورجال ليحملوها .رجاَل أوفياء، ٍ سيوف
ٍ لمدة جيل ،وأنه سيحتاج إّل
يعرفون كيف ُيطيعون».
كان دانك يستطيع التصديق بالكاد .جعل چورمون پيك احتقاره للفرسان
ولكن العرض ّ واضحا للعيان ،سواء عىل الطريق أو عىل السطح. ً ن
المتجولي
لورد عظيم .ولكن ...ولكنه ليس رجًل قد أثق تابا «پيك ٌ سخيا ،وقال مر ً ًّ كان
به عىل ما أظن».
سيقبلت ن يف خدمته ...ولكن ي
ن ثمن .قال بأنه واحتقن الصت «كال .كان هنالك ٌ
ُ ي
َ
ولب أوَل .وسوف يحرص عىل أن أقع ن يف مواجهة ي ثبت أ عىل أن ي يجب
أنت سأخرس». ن ن صديقه الكمنج نف ن ن
مت أن أقسم ي التاّل .وأراد ي ي اليال ي ي ّ
ً ر
صدقه دانك .كان يعلم أنه من المفيض أن يكون مصدوما ،إل أنه بطريقة
ما لم يكن كذلك «وماذا قلت؟».
قادرا عىل أن أخرس أمام الكمنج ر بأن نت قد ل أكون ً ّ
حت وإن حاولت، ي «قلت ي
وأنت قد أسقطت رجاَل من أحصنتهم كانوا أفضل منه بكثي .وأن بيضة ن
ي
ينته اليوم» .ورسم بول ابتسامة واهية عىل لك قبل أن ن
ي ستكون ِم ي ُ
التني
نعتت باألحمق حينها ،وقال يّل يكن هذا الجواب الذي َر ِغب به ،ن وجهه «لم
ي ّ
أصدقاء عديدون ،وأناٌ للكمنج توخ الحذر ،قال بأن أن من األفضل ّل ن
ي ي ي
ليس لدي أحد».
ّ ٌ
بمجرد وضع دانك يده عىل كتفه واعترصه «لديك واحد يا سيدي ،واثنان
أن أجد ايغ».
ً
الجيد معرفة أنه ل يزال هنالك مستحسنا «من ّ الصت ن يف عينيه وأومأ ي ونظر
ن
الحقيقيي». الفرسان بعض من ٌ
ِ
حصل دانك عىل أول نظرة جيدة له عىل السي تومارد هيدل بينما كان
يبحث عن ايغ وسط الحشد حول مضامي ن ن
اليال .كان ممتىل الجسم
معدنية صدر كاليميل .ارتدى زوج ابنة اللورد ربيويل صفائح وذو ا، ً
وعريض
ٍ ٍ
شيطان ما.
ٍ المغىل ،وخوذة مصقولة مصاغة عىل شكل ي سوداء فوق الجلد
أشبار من (رعد)، ومغىط بالحراشف .كان حصانه أطول بثالثة ّ فاغرا ُ
فاه ً
ٍ
بقميص من الحلقات المعدنية. ّ ّ
وأثقل بحجرين ،دابة كالوحش ًمدرعة ّ ٍ
أكي من هرولةجعله وزن كل هذا الحديد بطيئا ،لم تتعد شعة هيدل ر
101
اليال ،إل أن هذا لم يمنعه من أن ُيجهز عىل السي كالرنس
عندما بدأ ن ن
ّ
تشارلتون برسعة .وبينما ُحمل تشارلتون من الساحة عىل نقالة ،أزال هيدل
ً
وأصلعا ،ولحيته سوداء ومربعة، ً
عريضا خوذته الشيطانية .كان رأسه
وتقرحت الدمامل الحمراء الغاضبة عىل خده ُ
وعنقه. ّ
َ
عرف دانك هذا الوجه .كان هيدل هو الفارس الذي هدر عليه ن يف غرفة
التني .وهو الرجل ذو الصوت العميق الذي سمعهن النوم عندما لمس بيضة
يتحدث مع اللورد پيك.
َ ن ّ
عرضت أمامنا وليمة الكلمات إّل ذاكرته ...لقد
ِ من فوض قتتدف
للشحاذين ...هل الصت ُ
ابن أبيه ...الفولذ األليم ...يحتاج إّل السيف ...ذو
ُ ّي
الصت ابن أبيه ...أؤكد لك أن الغراب
ي دم الحليب العجوز يتوقع ...هل
بعيدا عن األحالم ...هل الصت ًُ
ابن أبيه؟ ي الدام ليس
ي
ن
المتفرجي ،متسائًل إذا ما وجد ايغ طريقة ما ليأخذ أمعن النظر ن يف منصة
للصت .كانا ربيويل
ي
مكانه المالئم ن
بي النبالء .إل أنه لم يكن هنالك إي إشارة
أيضا ،رغم أن زوجة ربيويل كانت ل تزال ن يف مقعدها ،تبدو غائبي ً
ن وفراي
ر ى
ضجرة ومضطربة .وتفكر دانك :هذا غريب .هذه قلعة بيويل ،وهذا هو
ٌ لعروسه ،وهذه ن ن
اليالت مقامة عىل رشفهم .أين من ِ زفافه ،وفراي ٌأب
الممكن أن يكونوا قد ذهبوا؟
ظل عىل وجه دانكدوى صوت المنادي «السي أوثور أندرليف» .وزحف ٍّ ّ
ٌ َّ
بينما ابتلعت غيمة الشمس «السي ثيومور من آل بلوار ،الثور العجوز،
ٌ
فارس من التاج األسود .اخرجا وأثبتا بسالتكما».
102
يب أن هذا ما كان يفضله .ن يف الجولة األوّل ،كالعىل عكس الحلزون ،ول ر َ
وف الثانية ،كرس الثور العجوز رمحه عىل الفارسي نضبا نضبات خفيفة .ن
ن
ي ٍ
ر ً ن
الشء نفسه حدث نترس السي أوثور ،بينما أخطأت ّضبة الحلزون تماما .ي
يف الجولة الثالثة ،وهذه المرة ترنح السي أوثور وكأنه عىل وشك أن يسقط.
اليال نلييد من الحتمالت ن يف المرةوأدرك دانك :إنه يتظاهر .إنه يماطل نف ن ن
ي
ن
القادمة .كان عليه فقط أن ينظر نظرة شيعة حوله ليى ويل يف عمله،
يكسب المراهنات لسيده .وفقط حينها خطر له بأنه كان بإمكانه أن يمأل ُ
ى ن
اثنتي عىل حساب الحلزون .وفكر دانك :دانك كيس نقوده بعملة أو
ٌ
بليد كجدار قلعة. األخرق،
ُ
أس رمح ٍ سقط الثور العجوز ن يف الجولة الخامسة ،أصيب عىل جانبه بر
ى
مباشة ن يف صدره .تعلقت قدمه ن يف ركابه انسل بياعة من عىل ترسه ليصيبه ر ّ
بعي ياردة عي الساحة قبل أن يستطيع رجاله وسحب ألر ن بينما سقطُ ،
ر ً ّ
المايسي .بدأت مجددا لتحمله إّل السيطرة عىل حصانه .وجاءت النقالة
ً
بعض من قطرات المطر بالسقوط بينما ُحمل بلوار بعيدا .جعلت قميصه ٌ
ى ى
قاتما حيث سقطت .شاهد دانك دون أي تعبي ،فقد كان ُيفكر بايغ .وفكر ً
عدوي الرسي استطاع الوصول إليه؟ كان هذا معقوَل كأي دانك :ماذا لو أن ّ
مع فال يجب أن يكون هو ٌ
خالف الصت بريء .إذا كان ألحد ما س ٍء آخر. ر
ي ي ي
من يتحمل عواقبه.
ى
الكمنج يتسلح من أجل نزاله القادم عندما وجده دانك.
ي كان السي جون
افقي ل أقل كانوا يعتنون به ،يربطون درعه عليه ويفحصون شج ثالثة مر ن
ألي كوكشاو بالقرب ،ر
وعدة حصانه ،بينما جلس اللورد ن ّ
يرسب النبيذ
ً ً
مكدوما ونكدا ،وعندما رأى دانك بصق نبيذه، المخفف بالماء ،ويبدو
جاعًل النبيذ يقطر عىل صدره «كيف من الممكن أنك ل تزال عىل قيد
الحياة؟ لقد حطم الحلزون رأسك».
قاس كالحجر كما كان أس ٍ«صنع يّل بايت الفولذي خوذة قوية وجيدة ،ور ي
السي أرلن يقول».
ُ
ضحك الكمنج «ل تلق باَل ن
أللي ،لقد أسقطه نغل الكرة النارية من ِ ي
حصانه عىل مؤخرته السمينة الصغية .ولذا قرر اآلن بأنه يكره جميع
ن
المتجولي». الفرسان
103
ً وقال ن
ألي كوكشاو بإضار «ذلك المخلوق المأفون ذو البثور ليس ابنا
زفاف لكويني بول ،لم يكن يجب أن ُيسمح له بالمنافسة .لو أن هذا كان ن رن
ي
ألمرت بجلده بسبب وقاحته».
ٌ
قال السي جون «أي عذر ٍاء ستقبل بالزواج بك؟ ووقاحة بول مسألة أقل
ر ً ً
لجاليي إزعاجا من عبوسك ُ .سي دانكن ،هل قد تكون صديقا بالمصادفة
األخرص؟ يجب أن أسقطه من حصانه ً
قريبا». ن
أعرف الرجل يا سيدي». ُ ّ
لم يشك دانك بهذا «ل
ن
والخي؟». بعضا من الزيتون كوبا من النبيذ؟ ً سترسب ً «هل ر
«فقط أرغب بكلمة يا سيدي».
الت تريدها ،دعنا نذهب إّل «يمكنك أن تحصل عىل كل الكلمات ر
َ ي ر
ألي .الحقيقة «ابق هنا يا ن الكمنج مدخل الرسادق له ادف» .وأمسك
ني ش ي
أنك تحتاج إّل أن تقتصد يف أكل الزيتون».
يقتلك، لم أوثور السي أن ُ
«علمت دانك إّل الكمنج التفت الداخل، ف ن
ُ ي ً ُ ي
قريبا .بمجرد أن أسقطه يواجهت ً ن أن الحلزون وعىل .ا أبد خىط
ً ي فأحالم ل ُ
ت ي
من حصانه سأطالب بعودة درعك وأسلحتك إليك ،وجوادك أيضا ،رغم
واحدا كهدية ن ً
مت؟»« .أنا ...كال ...ل ي أنك تستحق مطية أفضل .هل ستأخذ
ً ن
يمكنت فعل هذا» .جعلت هذه الفكرة دانك مرتبكا «ل أقصد أن أكون ي
الد َُّ ناكرا للجميل ،ولكن.»... ً
ين هو ما يقلقك ،فنح هذا الخاطر من «إذا كان
ُ
ه ما أريدها يا سيدي ،بل صداقتك .كيف يمكنك ليست فضتك ني رأسك.
ً
فرساب دون حصان؟» .وارتدى السي جون قفازيه من ي من اواحد أن تكون
وثت أصابعه. الفولذ ن
افف مفقود». «مر ر ُ
ي
«ربما هرب مع فتاة؟».
أبدا بإرادته الخاصة. ر ن ً . ٌ ً
كت ي يي لن وهو سيدي يا الفتيات عىل اجد «ايغ صغي
جثت .حصانه ل يزال ر ر ُ ر ن ر
بجانت حت تيد ي ي فسيبف أحترص، وحت وإن كنت
هنا ،وبغلنا ً
أيضا».
رجاّل أن يبحثوا عنه ،إذا كنت تريد ذلك». «يمكنت أن أطلب من ن
دورة للخونة .لم ُيعجب دانك ُ ي ٌ ي ى
وقع هذه الكلمة «أنت رجاّل،
ي : دانك ر وفك
فارسا متجوَل». لست ً
104
علمت هذا منذ الكمنج بالشقاوة الصبيانية «كال .ولكنك ِ ي ُ
امتألت ابتسامة
عىل "سيدي" منذ أن تقابلنا عىل الطريق، البداية .لقد كنت تطلق ي
لماذا؟».
ٌ ى
«بسبب طريقة كالمك ،ومظهرك ،وترصفاتك» .وفكر :دانك األخرق ،بليد
بعض األشياء.»...َ كجدار قلعة «أعىل السطح ليلة البارحة ،لقد قلت
ننتم أعت كل كلمة قلتها .نحن ن ن «يجعلت النبيذ أتحدث ً ن
ي ولكنت كنت ي ي كثيا، ي
أحالم ل تكذب». ي إّل بعضنا البعض ،أنت وأنا.
وقال دانك «قد ل تكذب أحالمك ،ولكنك أنت تفعل .جون ليس اسمك
الحقيف ،أليس كذلك؟». ر
ي
الكمنج بالخبث «كال». ي التمعت عينا
ى
وفكر دانك :لديه عينا ايغ.
قريبا ألولئك الذين هم ن يف حاجة لمعرفته». الحقيف ً
ي
ر «سيكشف اسمه ُ
عابسا «أنا أحذرك أيها الفارس ً دخل اللورد چورمون پيك الرسادق
المتجول—».
جورم .السي دانكن معنا ،أو سينضم ني الكمنج «أوه ،كفاك من هذا يا ي وقال
ُ
قريبا .لقد أخيتك ،لقد حلمت به» .ف الخارج ،نفخ بوق ُ ُ إلينا ً
المنادي، ي
تعذرب ن اليالت .أرجو أن يستدعونت إّل ساحة ن ن ن الكمنج رأسه «إنهم وأدار
ي ي ي
ر
يا سي دانكن ،يمكننا أن نستكمل حديثنا بعد أن أتخلص من السي جاليي
األخرص». ن
فليمنح سالحك القوة» .كانت عىل سبيل المجاملة ل غي. وقال دانك « ُ
ُ ر
بف اللورد چورمون بعد أن غادر السي جون «ستكون أحالمه سبب هالكنا ي
جميعا». ً
جاليي؟ هل كانت س السي ر وسمع دانك نفسه يقول «كم ىكلف منك رَلي ر َ
ي
الفضة كافية أم أنه يتطلب الذهب؟»« .أرى أن أحدهم بدأ يتكلم» .جلس
دستة من الرجال نف الخارج ،ن ٌ
ينبع
ي ي اس المعسكرات «لدي پيك عىل أحد كر ي
عىل أن أستدعيهم إّل هنا وأجعلهم يشقون حلقك أيها الفارس». ي
«ول َم ل تفعلها؟». ِ
«لن يرض جاللته بهذا». ن
تني أسودٌ ى ً
وفكر :جاللته .شعر دانك وكأن أحدا قد لكمه ف بطنه ،وفكر ٌ :ن
ن ى
ُ ي
وقريبا حقل ُعشب َ
أحمر آخر .لم يكن العشب ً آخرّ ،
تمرد بالكفاير آخر.
ٍ
ً
أحمرا عندما طلعت الشمس «لماذا أقمتم هذا الزفاف؟».
105
تدف فراشه ،واللورد فراي «كان اللورد ربيويل يرغب بزوجة جديدة وشابة ن
ّ لديه ابنة مدنسة ً
نوعا ما ،ووفر وزواجهما حجة مقبولة لبعض اللوردات
المدعوين هنا حاربوا ّ مشيكة بالجتماع ،معظم هؤلء أهداف ر ٌ الذين لهم
التني األسود ،والبقية لديهم سبب ليمتعضوا من حكم الغراب ن من أجل
اللذين تغذيهم ضغائنهم وطموحاتهم الخاصة .معظمنا كان لديه الدام ،أو ُ
ي
المستقبىل ،ولكن
ي أبناء وبنات أخذوا إّل (كينجزلندينج) لنمنحهم ولءنا
معظم الرهائن ماتوا ن يف مرض الربيع العظيم ،وأيدينا ليست مربوطة بعد
محب للكتب وليس محا ًربا. ٌّ اآلن ،ووقتنا قد حان .ايريس ضعيف ،رجل
والعامة بالكاد يعرفونه ،وما يعرفونه عنه ل يعجبهم .ولورداته يحبونه أقل
ُ ّ ً
ضعيفا مثله ً منهم ً
أيضا ،هذا صحيح ،ولكن عندما هدد أيضا .كان والده
أبناء ليدافعوا عنه ن يف ساحة المعركة ،بايلور ومايكار،
عرشه كان لديه ٌ
ً
موجودا بعد اآلن، المطرقة والسندان ...ولكن بايلور كاش الرماح ليس
خالف مع الملك واليد». ٍ عابس ن يف قلعة الصيف ،ن يف
ٌ واألمي مايكار
106
107
ٌ
متجول أحمق ابنه المفضل ن أحرص ٌ ى
وفكر دانك :نعم ،واآلن ن
بي أيدي فارس
أعداءه ،هل من طريقة أفضل لضمان أن األمي لن يتحرك من (قلعة
الصيف)؟
ً
ضعيفا» .ر
واعيف اللورد پيك قائًل «كال، الدام ،إنه ليس
ي «هنالك الغراب
ً
ولكن ل يوجد أحد يحب مشعوذا ،وقاتلوا األقارب ملعونون نف ن
أعي اآللهة ي
الدام ضعف أو هزيمة سيذوب رجال الغراب ٍ ر
والبرس .وعند أول عالمة
ي
خ هنا ن
نكثلوج الصيف ،وإذا تحقق الحلم الذي حلم به األمي ،وفقس تني ي
يف (الجدران البيضاء).»...
ُ
وأكمل دانك جملته «إذا فالعرش ِملكك».
ُ
خادم متواضع» .ونهض ٍ مجرد أنا ه، لك وقال اللورد جورمون پيك «بل ِم
كدليل
ٍ قائًل «ل تحاول أن تغادر القلعة أيها الفارس ،وإذا فعلت ،فسآخذها
ً عىل الخيانةُ ،
وستدان عليها بحياتك .لقد مضينا بعيدا عىل أن رنياجع
اآلن».
ً ً ُ
كانت السماء الرمادية كالرصاص تمطر رذاذا شديدا بينما أخذ جون
ن
المتعاكستي من ن
النهايتي رماحا جديدة ن يف
األخرص ً ن جالييالكمنج والسي ر
ي
المضمار .كان بعض ضيوف الزفاف يتدفقون اتجاه القاعة الكيى،
متدثرين تحت ثيابهم الثقيلة.
أبيضا .و ّزينت ريشة متدلية خوذته ،وريشة اكبا فحًل ً جاليي ر ً كان السي ر
ّ مماثلة عىل ر
واف وجه حصانه .وكانت عباءته مرقعة بمربعات عديدة من ي
. ن
النسيج ،كل واحد منها يحمل درجة مختلفة من األخرص وجعلت الزخارف
خرصاء فاتحة واف ساقيه وقفازيه يلمعان .وحمل ترسه تسع نجوم ن الذهبية ر
ٍ ي
ن ر
عىل خلفية خرصاء كالكرفس وحت لحيته كانت مصبوغة باألخرص ،عىل . ن
تقليد رجال تايروش عي البحر الضيق.
ٌ
مرات هاجم هو والكمنج ومعهما رماح ّ
موجهة ،الفارس المرقع ي تسع ّ ٍ
باألخرص واللورد الشاب الصغي ذو السيوف الذهبية والكمنجات ،وتسع ن
تلي ،وانطلق مرات تحطمت رماحهما .وبحلول الدورة الثامنة بدأت األرض نُ ّ
الكمنج أن وف التاسعة كاد الجوادان الكبيان خالل برك من ماء المطر ،ن
ً ي ي ٍ
يسقط من حصانه ،إل أنه استعاد توازنه قبل أن يسقط .ونادى ضاحكا
ن ن ٌ
تسقطت يا سيدي».ي أن كدت لقد جيدة، بة «ض
بي المطر «سأفعلها ً
قريبا». األخرص من نن وصاح الفارس
108
ً
بعيدا ،وناوله مر ٌ نى
افق المشىط الكمنج رمحه
ي «كال ،ل أظن هذا» .رم
جديدا. ً ً
واحدا
جاليي بال جدوى عىل كانت الدورة التالية ه األخية .خدش رمح السي ر
ن ي
ن
الكمنج ،بينما ضب السي جون الفارس األخرص يف منتصف صدره ن ترس
بشكل مستقيم وأسقطه من عىل شجهّ ، ي
وحط عىل األرض بقوة لتتناثر ٍ
برق بعيد. ر ن
وف الرسق ،شاهد دانك ومضة ٍ المياه الموحلة .ي
تفرغ برسعة بينما تدافع العامة واللوردات الصغار المتفرجي ُ
ن كانت منصة
ّ حد سواء ليبتعدوا عن المطر .وغمغم ن ٍّ
ألي كوكشاو بينما انسل بجانب عىل
ات من المطر جعلت جميع اللوردات دانك «انظر كيف يهربون .بضع قطر ٍ
طلبا للمأوى .ماذا سيفعلون عندما تهب صائحي ًن الشجعان يذهبون
ُ
العاصفة الحقيقية يا ترى؟».
وفكر :العاصفة الحقيقية .كان دانك يعلم أن اللورد ن ى
ألي لم يكن يتكلم عن
ن وفكر دانك :ما الذي يريده هذا؟ هل ّ ى
يصاحبت؟
ي أن فجأة ر قر الطقس.
دوى الرعد عىل مسافة بعيدة مجددا ،وصاح بينما ّ ً صعد المنادي منصته
فارس من فرسان (الجدران) البيضاء ،ن يف خدمة اللورد ٌ «السي تومارد هيدل،
ربيويل .السي أوثور أندرليف .اخرجا وأثبتا بسالتكما».
اختلس دانك النظر إّل السي أوثور ن يف الوقت المناسب ليى ابتسامة
وفكر دانك :ليس هذا ن ن ى ر
اليال الذي دفع من أجله .لقد تتالس. الحلزون
ٌ ّ ى
شخص خدعه ّقيم المباريات ،ولكن لماذا؟ وفكر :لقد تدخل أحدهم،
ى ُيقدره كوسجروف ر
أكي من أوثور أندرليف .تفكر دانك بهذا للحظات،
س ٍء ن يف الحال :إنهم ل يعرفون أن أوثور ل ينوي الفوز بالدورة، ر
وأدرك كل ي
إنهم يرونه كخطر ،ولذلك أرادوا من توم األسود أن ُيزيله من طريق
جزء من مؤامرة پيك ،ويمكن أن ُيعتمد عليه بأنالكمنج .هيدل نفسه ٌ
ي
ر
يخرس عندما تدعو الحاجة ،وهذا لم ييك إل...
ً
غاضبا ليصعد أدراج وفجأة كان اللورد پيك بنفسه يقطع الساحة الموحلة
ً
صائحا «لقد تمت خيانتنا. منصة ُ
المنادي ومعطفه يرفرف وراءه .وقال
ن
التني!». جاسوس بيننا ،لقد ُشقت بيضة
ٌ الدام
ي لدى الغراب
109
«بيضت؟ كيف من الممكن أن يحدث ر الكمنج بمطيته استدار السي جون
ي ي
ً
ونهارا». بف ُح ّر ًاسا خارج غرفة نومه ليًل هذا؟ اللورد ربيويل ُي ر
ً ُ ي
سم قاتله قبل أن واحدا منهم ّ وأعلن اللورد پيك «لقد قتلوا .إل أن
يموت».
يتهمت؟ دستة من الرجال رأوه يلمس بيضة ن وتساءل دانك :هل ينوي أن
ي
التني ليلة البارحة ،عندما حمل الليدي ربيويل إّل فراش اللورد زوجها. ن
متهما «ها هو يقف هنالك .ابن العاهرة ،اقبضوا ً ُوجه إصبع اللورد چورمون
عليه».
ولوهلة
ٍ ن يف نهاية المضمار ،رفع السي جليندون بول عينيه ن يف حيٍة من أمره.
ما لم يكن يبدو عليه أنه يدرك ما يحدث ،إّل أن شاهد الرجال يندفعون
الصت برسعة أكي مما كان يتخيلها دانك. تحرك عليه من كل جانب .حينها ّ
ي
استل نصف سيفه من غمده عندما ّ
لف الرجل األول ذراعه حول ّ كان قد
عندئذ هجم عليه اثنان ُ
عنقه .استطاع بول أن يفلت من قبضته ،ولكن
ٍ
ّ
رجال آخرون ٌ إضافيان منهم .ارتطما به ومرغاه ن يف الوحل ،واحتشد حولهم
وهم يرصخون ويركلون .وأدرك دانك :كان من الممكن أن يكون هذا أنا.
عاجز كما كان ن يف (آشفورد) ،ن يف اليوم الذي أخيوه أن عليه أن ٌ وشعر كأنه
يفقد ًيدا وقدما.
ً
ً َ جذبه ن َ
«ابق بعيدا عن هذا إذا كنت تريد أن تجد ألي كوكشاو إّل الوراء
مرافقك».
والتفت دانك إليه «ما الذي تعنيه؟».
الصت». ُ
أين أجد ن ي ُ
«قد أعرف
«أين؟» .لم يكن دانك يف مز ٍاج للحيل.
110
ى
ن
رجلي مكبًل ن
بي بقسوة عىل قدميه، ٍ ن يف نهاية الساحةُ ،دفع السي جليندون
مصطبغا بالوحل ن ً . ً ن
البت منىي كان ة قصي وخوذات
ٍ ا دروع مسلحي يرتديان
كل من الدم وماء المطر عىل وجنتيه ،وفكر دانك: خرصه إّل كاحله ،وانهمر ٌّ
ترجل توم األسود من حصانه أمام األسي «أين البيضة؟». دم بطل .بينما ّ
«ول َم قد أشق البيضة؟ كنت عىل وشك أن أفوز َ
تقاطر الدم من فم بول ِ
بها».
ى
وفكر دانك :نعم ،وهذا ما لم يكونوا ليسمحوا به.
مدرعة ،وقال اللورد پيك ً
آمرا نضب توم األسود بول عىل وجهه بقبضة ّ
ٍ
«ابحثوا ن يف شجه .أراهن أننا سنجد بيضة التني ملفوفة ومخفية فيه».
ن
ن
مع إذا كنت ترغب وخفض اللورد ألي صوته «وهذا ٌ ما سيفعلونه .تعال ي
بإيجاد مرافقك .ليس هنالك وقت أفضل من اآلن ،بينما يكونون جميعهم
مشغولي» .ولم ينتظر ًّ
ردا. ن
خطوات واسعة بجانب اللورد الصغي ٍ اضطر دانك أن يتبعه ،وجعلته ثالث
«لو سببت ليغ أي أذى—».
وتحرك دانك ّ «الصبية ل يروقون يّل .من هذا الطريق .تحرك برسعة اآلن».
مدخل مقنطر ،ونزل مجموعة من األدراج الموحلة ،ودارا حول ٍ وراءه ،خالل
ن
قريبي من يخطوان خالل ِب َر ٍك بينما سقط المطر حولهماِ .بق َيا َ منعطف ما.ٍ
أخيا يف ساحة مغلقة ،حيث كانت ن الجدران ،مستيين بالظالل .توقفا ً ر
المباب عىل كل جانب ،وفوقهم ن اصتالرصف مستوية وزلقة ،وتر ّ حجارة َّ
ي
نوافذ مغلقة ُأسدلت الستائر عليها .ن ٌ
وف منتصف الساحة كان ى ي كانت هنالك
ٌ ٍّ ً
حجري منخفض .وفكر :مكان منعزل .لم يكن بجدار
ٍ هنالك بي ،محاطا
يعجبه إحساس هذا المكان .جعلته غريزته القديمة يمد يده إّل مقبض
ى
سيفه قبل أن يتذكر أن الحلزون قد كسب سيفه .وبينما تحسس وركه
ن َ
سكي ينغ ُز أسفل ظهره المفيض أن ُيعلق غمده ،شعر برأس ر حيث كان من
ّ
لطباخ ربيويل ليقلونها من أجل ي
ن عىل وسأقتلع كليتك وأعطيها «التفت ّ
ي
الوليمة».
111
112
كات ن السكي عىل ظهر ر ن
«اتبعت إّل البي ،ل حر ٍ ي سيته بثبات
ى
ضغطت
مفاجئة أيها الفارس» .وفكر دانك :إذا كان قد رم ايغ أسفل ذلك البي ،فلن
ّ سكي لعبة صغي ً ُن
كافيا لينقذه .تقدم دانك إّل األمام ببطء ،وكان يكون
ن
بإمكانه الشعور بالغضب يتصاعد يف معدته.
ن
وتواجهت اآلن أيها اختف النصل الذي عىل ظهره «يمكنك أن تستدير ن
ي
الفارس المتجول».
ن
التني؟». واستدار دانك «سيدي ،هل هذا يتعلق بشأن بيضة
أنت سأقف ً
جانبا ن ن
كنت تعتقد ي ُ
بالتني نفسه ،هل
ّ
«كال ،بل هذا يتعلق
ألي «لم يكن يجدر يب أن أثق بذلك وكرس السي ن وأتركك ترسقه؟» .ر
مجددا ،كل عملة». ً ذهت الحلزون المأفون ليقتلك .سوف أستعيد
ّ ي ى
المعطر ذو الوجه وفكر دانك :أهذا هو؟ هذا اللورد الصغي البدين
يبك أم يضحك أن عليه هل يعلم يكن لم ؟ الرسي ي عدو الشاحب هو ّ
ي
استحق السي أوثور ذهبه ،كل ما نف األمر أن لدي ر ًأسا ً
صلبا». ّ «لقد
ي
«وهكذا يبدو .تراجع اآلن».
أخذ دانك خطوة إّل الوراء.
مجددا .مرة أخرى». ً ً
«مجددا.
تماما ،وضغطت حجارته عىل أسفل ظهره. خطوة أخرى وكان البي وراءه ً ٌ
ً
«اجلس عىل الحافة .لست خائفا من حمام بسيط ،أليس كذلك؟ ل
مما أنت عليه اآلن». أكي بلًل ّ يمكنك أن تكون ر
َ ن
يمكنت أن أسبح» .أسند دانك يده عىل البي .كانت الحجارة مبللة، ي «ل
ّ
وتحرك أحدها تحت ضغط كفه. ّ
عىل أن أدفعك؟». «يا للعار .هل ستقفز أم ّأن ّ
ي
وه . ر
المطر ي ألف دانك نظرة شيعة إّل أسفل كان بإمكانه رؤية قطرات
قدما عىل األقل ،كانت الجدران ّ ر
مغطاة بلزوجة عرسين ً تخيق الماء .تحت ر
ُ
الطحالب «لم أسبب لك أي أذى».
ً الملك .أنت لست
جديرا ي لك ،وسوف أقود حرسه «ولن تفعل .دايمون ِم ي
بمعطف أبيض». ٍ
ن
أنت كذلك» .تردد صدى السم يف رأس دانك :دايمون .ليس «لم ّأدع قط ب ن
ٌ ي
بليد كجدار قلعة. جون .بل دايمون عىل اسم أبيه دانك األخرق
.
«أنجب دايمون بالكفاير سبعة أبناء .واثنان ماتا عىل حقل العشب األحمر،
التوأمان.»...
113
ً
صغارا كانا «ايغون وايمون ،أحمقان متنمران لعينان ،مثلك ً
تماما .عندما كنا
ُ
بكيت عندما أخذه الفولذ األليم معا .لقديستمتعان بتعذيت أنا ودايمون ً
ٌ ن ً ُي ن
عائد إّل الديار. المنف ،وبكيت مجددا عندما أخي يب اللورد پيك بأنه إّل
ّ
ونش وجودي من األساس» .ولوح كوكشاو بخنجرهَ ولكنه بعد ذلك رآك
ي
114
مهددا «يمكنك أن تسقط ن يف الماء عىل حالتك هذه ،أو يمكنك أن تسقط ً
تيف ،أيهما ستختار؟» .أطبق دانك يده عىل الحجر المخلوع ،ولكنه وأنت ن ن
انقض السي ن ّ مخلوعا ً ً ُ
ألي قبل أن يستطيع تماما كما كان دانك يأمل. لم يكن
اخيق رأس النصل لحم ذراع جانبا ،ولذلك ر ينيعه ،والتوى دانك ً دانك أن ر ن
حرصة اللورد ،وشعر ترسه ،ثم تحرر الحجر بأكمله .هوى به دانك عىل ن
ُ
الرصبة «لقد قلت البي ،أليس كذلك؟» .نضب بأسنانه تتحطم تحت ن
مجددا ،وأسقط الحجر ،وأمسك كوكشاو من ً اللورد الصغي عىل فمه
حت انكرست عظمة وسقط الخنجر عىل الحجارة «من معصمه ولواه ر
ّ بعدك ،يا سيدي» .خطا دانك ً
جانبا وشد اللورد الصغي من ذراعه وركله
عقب داخل البي .وسمع عىل ا ألي ر ً
أس عىل أسفل ظهره ،وسقط اللورد ن
ٍ
تطام بالماء. صوت ار ٍ
نعا يا سيدي». «أحسنت ُص ً َ
شكل ذو قلنسوة ٌ تمييه هو ن بي المطر ،كل ما كان بإمكانه التفت دانك .ومن ن
ّ ّ ُ ٌ نٌ
بيضاء شاحبة .وفقط حينما تقدم الرجل إّل األمام اتخذ وعي وحيدة
المخف تحت القلنسوة المالمح المألوفة للسي ماينارد پلوم .ولم ن وجهه
ي
ّ
دبوس من اللؤلؤ القمري الذي ثبت معطفه ر
العي الشاحبة أكي من ن تكن
ٍ
عىل كتفه.
ويصيح ً ُ ألي يركل ُ ُ أسفل البي ،كان اللورد ن
طالبا النجدة «اغتيال! ويقاوم
فليساعدب أحدهم». ن
ي
يقتلت». ن وقال دانك «لقد حاول أن
ي
«سيفرس هذا كل هذا الدم». ّ
«دم؟» .ونظر إّل أسفل .كانت ذراعه اليرسى حمراء من الكتف إّل
وسيته ملتصقة بجلده «أوه». المرفق ،ر
لم يتذكر دانك أنه سقط ،ولكنه فجأة كان عىل األرض ،وقطرات المطر
ألي من البي ،إل أن أني اللورد ن تنهمر عىل وجه .كان بإمكانه أن يسمع ن
نضمد هذه الذراع» .ووضع ّ مقاومته أصبحت أضعف «يجب علينا أن
بنفش. يمكنت أن أرفعكن السي ماينارد ذراعه أسفل دانك «انهض اآلن .ل
ي ي َ
استخدم ساقيك».
ألي .سوف يغرق». واستخدم دانك ساقيه «اللورد ن
الكمنج بالذات». ي «لن يفقده أحد.
«كمنجيا».ً شاحبا من األلم ً «إنه ليس» .وشهق دانك،
115
ى «كال .إنه دايمون سليل آل بالكفاير ن
الثاب من اسمه ،أو هكذا سيلقب ي
ً ُ
نفسه إذا ما استطاع الحصول عىل العرش الحديدي .ستكون متفاجئا
ً ى
عندما تعرف كم من اللوردات يفضلون ملوكهم شجعانا وأغبياء .دايمون
جيدا عىل حصان». ً ٌ ٌّ
وجذاب ويبدو شاب
ُ ً
كانت األصوات من البي أقل خفوتا بالكاد من أن تسمع «أل يجب علينا أن
لحرصة اللورد؟». نرم حبًل ن
ً ُي
.
«تنقذه اآلن لتعدمه لحقا؟ ل أظن هذا دعه يأكل الطبق الذي كان ينوي
عىل» .قاده ماينارد پلوم عي الساحة .ومن هذا ي تقديمه لك ،تعال ،اتك
ُ
غريب ن يف شكل مالمح السي ماينارد .كلما أطال ٌ س ٌء ي
القرب ،كان هنالك ر
أنت حثثتك عىل ن ستذكر أنك «أعتقد رؤيته يمكنه ما دانك النظر كلما ّ
قل
ي ثمنت رشفك ر
الرسيفة ل بأس بها، أكي من حياتك .الميتة ر أن تهرب ،ولكنك ّ
ولكن إذا كانت الحياة عىل المحك ليست حياتك ،ماذا ستفعل؟ هل
ه نفسها يا سيدي؟». ستكون إجابتك ي
«حياة من؟» .وجاء صوت ارتطام ماء أخي من البي «ايغ؟ هل ن ُ
تعت
ي ٍ
ايغ؟» .وأمسك دانك ذراع پلوم «أين هو؟».
«مع اآللهة .وأعتقد أنك ستعرف السبب».
ى
بصوت
ٍ األلم الذي تلوى داخل دانك حينها جعله ينش ذراعه ،وقال
كاألني «لقد حاول أن يستخدم حذاءه». ن
أحرصه سي لوثار ،والذي بدوره ن أظهر الخاتم للماي ر أيضا .لقد َ خمنته ً «هذا ما ّ
ِ
شك عندما رآه ،وبدأ يتساءل إذا ما تبول عىل شاويله بال ٍّ إّل ربيويل .والذي ّ
الدام عن هذه ي كان قد اختار الجانب الخاط ،وما مقدار معرفة الغراب
جدا"» .وضحك پلوم. ٌ ًّ
ه "كثي المؤامرة .واإلجابة عىل السؤال األخي ي
«من أنت؟».
اقبك ويتساءل عن سبب وجودك ن يف كان ير ُ وقال ماينارد پلوم «صديق لك،
حت أعالجك». ً
ابق صامتا ر جحر األفاىع هذا .واآلن َ
كليهما طريقهما إّل خيمة دانك الصغية وهما ل يزالن متخفيان فن ي
ي قطعا
درا بالنبيذ، نارا ،ومأل ق ًالظالل .وبمجرد أن دخال أشعل السي ماينارد ً
ِ
سية دانك المبقعة بالدم كم ر ووضعه عىل النار ليغىل ،وقال وهو يقطع ّ
ن ي ٌ
«جرح نظيف .وعىل األقل ليس يف ذراع سيفك يبدو أن الطعنة أخطأت
.
العظم ،ولكن ل يزال علينا أن ننظفه ،أو أنك ستفقد الذراع».
116
«هذا ل يهم» .كانت معدة دانك مضطربة ،وشعر وكأنه قد يتقيأ ن يف أي
لحظة «إذا مات ايغ—».
ّ ً
«فاللوم عليك .كان عليك أن ت ربف الصت بعيدا من هنا .ن ُ
لكنت لم أقل بأنه ي ّي ي
ميت ،قلت بأنه مع اآللهة .هل لديك كتان نظيف؟ أو حرير؟». ّ
الت حصلت عليها ن يف دورن .ما الذي تعنيه بأنه مع ر ر
«سي يب .السية ي
ر ر
اآللهة؟».
يحي الوقتِ .ذراعك أوَل». نُ «سأخيك ن
حي
بدأ البخار يتصاعد من النبيذ بعد رفية قصية ،ووجد السي ماينارد ر
سية
وسحب خنجره َ دانك الجيدة المصنوعة من الحرير ،وتشممها بارتياب،
ّ
اعياضه .وقال السي ماينارد بينما لف ثالث وبدأ بقطعها ،وكتم دانك ر
رشائط من الحرير وأسقطها ن يف النبيذ «لم يكن أميوز ربيويل ما يمكنك أن
ٌ حازما ٌّ ً
قط .كان لديه شكوك بخصوص هذه المؤامرة منذ تطلق عليه
ن ّ َ
وف هذا البداية ،وتفاقمت شكوكه عندما ع ِلم أن الص يت ل يحمل السيف .ي
تبف من اختف آخر ما ر خاصته ،ومعها ن التني ّن الصباح اختفت بيضة
شجاعته».
وقال دانك «لم يرسق السي جليندون البيضة .لقد كان ن يف الساحة طوال
اليوم ،ينازل بالرمح أو يشاهد نزالت اآلخرين».
. «سيجد پيك البيضة ن ُ
يغىل ،وارتدى ًي النبيذ كان حال» كل عىل شجه في
ر ّ ّ ً
.
الجلد وقال «حاول أَل ترصخ» ثم أخرج شيطا من الحرير ِ من ا
از پلوم قف
المغىل وبدأ بتنظيف الجرح. ي خارج النبيذ
وضب بقبضته عىل فخذه وعض لسانه ن ّ ض أسنانه يرصخ دانك .لقد ّ لم ُ
كدوما ،ولكنه لم يرصخ .واستخدم السي ماينارد ً تكف ألن رتيك ي
بقوة ن
ٍ
بإحكام حول ذراعه .وسأل ً
المتبف من سيته الجيدة ليصنع ِضمادا وربطه ّ ر ر
ٍ ي
ُ
عندما انته «كيف شعورك اآلن؟».
تجف دانك «أين ايغ؟». جدا» .وار َ ٌ ً
«فظيع
«لقد أخيتك ،إنه مع اآللهة».
ى ّ
ولف يده السليمة حول ُعنق پلوم «تكلم بوضوح ،لقد مد دانك ذراعه ّ
الصت وإل سأكرس ُعنقك ي أجد أين ب ي
سئمت من الغمزات واللمحات .أخي ن
صديقا أم ل». ً ن
اللعي ،سواء أكنت
ٌ ً ٌ ن
مسلحا .أهذا واضح وخي لك أن تذهب «ف السپت. وابتسم السي ماينارد ي
لك بما فيه الكفاية يا دانك؟».
117
ه شادق السي أوثور. ي كانت محطته األوّل
ً تسلل دانك إّل الداخل لم يجد إل المر َ ى
منحنيا فوق حوض افق ويل وعندما
ً
مجددا؟ السي أوثور فن سيده الداخلية «أنت غسيل وينظف مالبس ّ
ي ٍ
الوليمة .ما الذي تريده؟».
ن ُ
رس».
َي وت «سيف
ي
أحرصت الفدية؟». «هل ن
«كال».
ً
«إذا لماذا قد أدعك تأخذ عتادك؟».
«إنت ن يف حاجة إليهم». ي
ن
ً
مقنعا». سببا «ليس ً
ن
توقفت وسأقتلك». أن حاول : ف «ما رأيك ن
ي ي
وفغر ويل فاه «إنها هنالك».
118
المموج الذي يمثل الشعار الخاص بآل ربيويل ،وقال أحدهم «توقف أيها يا
سيدي ،ليس لديك شأن هنا».
ن
سيجدب». «بل لديه ،لقد حذرتكم من أنه
ي
كان هذا صوت ايغ.
119
عندما خرج من تحت ظالل األب ورأسه المحلوق يلمع تحت ضوء
يبك للصت ،ليمسكه ويرفعه إّل أعىل وهو الشموع ،كاد دانك أن يهرع
يى ر ن ي
بي ذراعيه .ولكن ر
فرحا ،ويحطمه نً
سء ما يف نية ايغ جعله ييدد .وفكر:
ي ً
خائفا ،لم أره قط وهو يبدو ً غاضبا ر
ً
صارما هكذا ،واللورد أكي من كونه يبدو
سء غريب هنا. ربيويل عىل ركبتيه ،هنالك ر
ن ً ي ر
وحت يف ضوء الشموع دفع اللورد بيويل نفسه ليقف عىل قدميه مجددا ،ر
ورطبا ،وقال لحرسه «دعوه يمر» .وعندما ً ً
شاحبا الباهت ،بدا جلده
للصت ،لقد عرفت والده بالقياب «لم أسبب أي أذى ر تراجعوا اومأ لدانك
ي ً
سء من جيدا عندما كنت يد الملك ،يجب أن يعلم األمي مايكار بأن ل ر
ي
تخطيىط».
ي هذا كان من
ى
ووعده دانك «سوف يعلم» .وفكر :ما الذي يحدث هنا؟
«پيك ،لقد كان كل هذا من صنعه ،أقسم عىل هذا بالسبعة» .ووضع اللورد
تقتلت لو كنت ً ن ً ر
كاذبا ،لقد ي أن اآللهة «عش المذبح عىل واحدة ايد ويل بي
ن
عىل أن أستبعده ،وأحرص هذا ن
عىل أن أدعو ،ومن يجب ي أخي يب من يجب ي
جزءا من أي خيانة ،يجب أن الصت المدىع هنا ،لم أرغب قط بأن أكون ً
ي ي
حثت عىل ذلك ،لن أنكر هذا ،إنه زوج ابنتر تصدقت .ولكن توم هيدل ن ن
ي ي ر ي
ً ن
ابنت الكيى ،ولكن يت لن أكذب ،لقد كان جزءا من هذا». ر ن
الميوج من ي
120
قال ايغ «إنه نصيك ،ولو كان له يد نف ذلك فأنت لك ً
أيضا».
ُ ً ي أراد دانك أن يرصخ فيهَ :
ابق صامتا ،لسانك المفلوت هذا سيقتلنا كلينا.
حاميت». ر يقود هيدل تفهم، ل أنت سيدي، «يا ا ً
مفزوع ولكن ربيويل بدا
ي
حراس أوفياء». ُ
بعض َّ وقال ايغ «يجب أن يكون لديك
ً
وقال اللورد ربيويل «هؤلء الرجال هنا ،وغيهم القليل ،لقد كنت متهاونا،
ً أعي ُ
ر
ف بهذا ،ولكن ن يت لم أكن خائنا قط ،أنا وفراي أضمرنا الشكوك حول
ى
مدىع اللورد پيك منذ البداية ،إنه ل يحمل السيف! لو كان ابن أبيه لسلحه ي
.. ن
الفولذ األليم ببالكفاير وأعطاه له ،وكل هذا الحديث عن تني جنون،
بكمه «واآلن حرصة اللورد العرق من عىل وجهه ّ جنون وحماقة» .مسح ن
121
الت حصل جدي عليها من الملك بنفسه التني ر
ن أخذوا البيضة ،بيضة
كمكافأة بعد خدمته المخلصة ،لكنها كانت نف مكانها عندما استيقظت فن ي
ي ي
وحرس يقسمون بأنه ل أحد دخل أو خرج من الغرفة ،من الممكن ي الصباح،
أن اللورد پيك قد رشاهم ،ولكن ن يت ل أستطيع الجزم ،إل أن البيضة اختفت،
ل ُب َّد أنها لديهم أو.»...
ً ى
ويسيوس ،فإن ر مجددا ن يف خ ي تنيالتني فقس .إذا ظهر ن ن أن أو : دانك ر وفك
النبالء والعامة عىل حد سوا سيحتشدون إّل أي أمي يستطيع الحصول
افف ،إذا لم تكن عليه ،وقال دانك «يا سيدي ،أرغب بكلمة مع ..مع مر ر
ي
تمانع».
مجددا .سحب ً ليصىل كع ور .»سيدي يا تريد «كما ويل بيوقال اللورد ر
ً ي
جانبا وجلس عىل ركبة واحدة ليتحدث معه وجها لوجه «سوف دانك ايغ ً
ر
المتبف ن
وستقىص أصفعك عىل أذنك صفعة تجعل رأسك يستدير للخلف،
ي ي
من حياتك تبحث عن أين كنت».
ى
«نعم ،يجب عليك فعلها» .تحىل ايغ بكياسة جعلته يخجل عىل األقل «أنا
ى ً
ك أستطيع ي : دانك ر وفك .لوالدي» ا غداف آسف ،لم أكن أنوي إل أن أرسل
الصت حسنة .وألف دانك نظرة شيعة عىل المكان ر نية كانت ، ا أن رأبف ً
فارس
ي
يصىل فيه ربيويل .وقال «ماذا فعلت به؟». ي الذي
«لقد أخفته يا سيدي».
ينقىص«نعم ،أستطيع رؤية هذا ،سيكون لديه قشور نف ُركبتيه قبل أن ن
ي ي
الليل».
ر
المايسي إليهم أحرص ن يب «لم أكن أعرف ما الذي يمكن أن أفعله غي هذا .ن
بمجرد أن رأى خاتم والدي».
«إليهم؟».
أيضا ،كان الجميع «اللورد ربيويل واللورد فراي ،كان هنالك بعض الحرس ً
ن
التني». عجا ،فقد شق أحدهم بيضة مي ً نن
«ليس أنت كما آمل؟».
ر
المايسي أنت ن يف ورطة عندما أرى ن ُ ن
أسه «كال يا سيدي ،علمت ي ونف ايغ بر
أنت شقتها ،ولكن ن يت لم أعتقد خاتم للورد ربيويل ،كنت أفكر بأن أقول ن
ي ي
الت تحدث فيها يأب عن ر . ن
ُ سيصدقونت حينها تذكرت المرة الوحيدة ي ي بأنهم
الدام ،عن كيف أنه من األفضل أن تخيفهم بدَل سء قاله اللورد الغراب ر
ي ي
من أن يخيفونك ،لذلك قلت لهم بأن يأب أرسلنا إّل هنا ل يك نتجسس له،
122
وأنه نف طريقه إّل هنا مع جيش ،وأنه من األفضل عىل ن
حرصة اللورد بأن ي
اخ ويتخىل عن هذه الخيانة أو سيكلفه هذا رأسه».
يطلق ش ي
وابتسم ابتسامة خجلة «وقد نجح هذا أفضل مما توقعت يا سيدي».
123
ترص أسنانه .كان منحت ُ َّأراد دانك أن ُيمسك الصت من كتفيه ويرجه ر
ي
الممكن أن يرصخ فيه :هذه ليست لعبة ،هذه مسألة حياة أو موت «هل
سمع اللورد فراي كل هذا ً
أيضا؟».
وتمت للورد ربيويل السعادة ن يف زواجه وأعلن بأنه سيعود إّل
ن «نعم،
حرصة اللورد إّل هنا أحرصنا ن
التوأمتي) عىل الفور ،كان ذلك عندما ن
ن (
لنصىل».
ى ي
ر
فكر دانك فراي يستطيع الهرب ،ولكن بيويل ل يملك هذا الختيار،:
مجء األمي مايكار مع
وعاجًل أو آجًل سيبدأ بالتساؤل نعن سبب عدم ي
جيشه «إذا علم اللورد پيك بأنك يف القلعة—».
ُ
فتحت أبواب السپت الخارجية بقوة شديدة ،والتفت دانك ليى توم
ً
غاضبا وهو يرتدي الدرع والصفائح المعدنية، هيدل األسود يحملق
تقطر من معطفه المغمور بالماء لتسقط عند قدميه. وقطرات المطر ُ
ن
مسلحي بال ِحراب والفؤوس، ن
المسلحي معه، ووقفت دستة من الرجال
َ َ
وأبيض عي السماء خلفهم ،ونقش ظالَل مؤقتة عي ولمع اليق أزرق
ى ُ األرضية ذات الحجارة الشاحبةّ .
وهبت الري ح المبللة وجعلت جميع
الشموع ن يف السپت ترقص.
كل ما سمح الوقت لدانك بالتفكي به هو :أوه ،بحق الجحائم السبع
الصت ،خذوه».
ي اللعينة .قبل أن يقول هيدل «ها هو
نهض اللورد ربيويل عىل قدميه «كال ،توقف ،لن يعتدي أحد عىل هذا
الصت .تومارد ،ما المغزى من كل هذا؟».
ي
ن ن
التوى وجه هيدل بازدراء «ليس جميعنا يرسي الحليب يف عروقنا يا حرصة
الصت».
ي اللورد ،سوف آخذ
«أنت ل تفهم» .تحول صوت ربيويل إّل رعشة قصية ومرتفعة «لقد
انته أمرنا ،اللورد فراي رحل ،وآخرون سيتبعونه ،واألمي مايكار ر
سيأب
ي
ومعه جيش».
الصت كرهينة». ي «كل هذه أسباب تدعو ألخذ
ّ ر
دور مع اللورد پيك ومدعيه ،أنا قال اللورد بيويل «كال ،كال .ل أرغب بأي ٍ
لن أقاتل».
124
ود إّل سيده وقال «جبان» .وبصق «قل ما تريده، نظر توم هيدل بي ٍ
ن ٌ
فىص ألول رجلسوف تقاتل أو تموت يا سيدي» .وأشار إّل ايغ «أيل ي
يسيل دمه».
ن
الشخصيي «أوقفوهم ،هل «كال ،كال» .والتفت ربيويل إليه حرسه
تسمعونت؟ أنا آمركم ،أوقفوهم» .ولكن جميع الحرس توقفوا ن يف حية من ي
ن
أمرهم ،ول يعلمون من يجب أن يطيعون.
ً
بنفش إذا؟» واستل توم األسود سيفه. ي عىل أن أفعلها
«هل يجب ي
اب يا ايغ».
ي فعل دانك المثل وقال «ابق ور
وصاح ربيويل «اتركا اسلحتكما ،كليكما! لن أسمح بإراقة الدماء ن يف السپت! ّ
سي تومارد ،هذا الرجل هو درع األمي المقسم ،سوف يقتلك!»« .فقط إذا
عىل» .وأظهر توم األسود أسنانه بابتسامة عريضة «لقد رأيته وهو سقط ي
يحاول أن يبارز بالرمح».
ّ
وحذره دانك «أنا أفضل بالسيف» .وأجاب هيدل بضحكة ساخرة،
وانطلق.
125
126
ودفع دانك ايغ خلفه بقوة والتف ليتصدى لفولذه .وأوقف ن
الرصبة األوّل
اهياز سيف توم األسود وهو يهوي عىل ترسه والجرح بشكل جيد ،ولكن ر ن
المضمد خلفه أرسل نبضة من األلم تكرس ذراعه .وحاول أن يقطع رأس
ً
بعيدا عنها وعاد ن هيدل ًّ
يرصب وي هاجم ردا عليه ،ولكن توم األسود تراجع
مجددا ،استطاع دانك بالكاد أن يجهز ترسه ن يف الوقت المناسب ،وتطايرت ً
شظايا خشب الصنوبر وضحك هيدل ،وضغط ن يف هجومه ،أسفل وأعىل
تلف دانك كل نضبة عىل ترسه ،ولكن كل نضبة كانت عبارة ً
مجددا ،ر وأسفل
ً
مستسلما للهجوم. عن ألم فظيع ،ووجد دانك نفسه
وسمع ايغ يصيح «نل منه يا سيدي ،نل منه ،نل منه ،إنه هنا» .كان طعم
ً
مجددا ،وغمرته الدم ن يف فم دانك ،واألسوأ من ذلك أن جرحه قد انفتح
موجة من الدوار .كان فولذ توم األسود يحول ترس الطائرة الورقية الطويل
ً
جيدا ،أو ن ن إّل شظايا ،وفكر دانك:
أنت هالك
ي فليحمت البلوط والحديد
ي
وذاهب إّل الجحيم .قبل أن يتذكر بأن ترسه مصنوع من خشب الصنوبر.
تعي عىل ركبة واحدة وأدرك بأنه ل يملك اقيب ظهره من المذبح ،ر عندما ر
ً
شيئا ليفعله.
127
الت ن يف عينيك أيها
ر ً
وقال توم األسود «أنت لست فارسا .أهذه دموع ي
األحمق؟».
128
تعي توم األسود إّل الخلف ،ولكن بطريقة ما استطاع الحفاظ عىل ثباته، ر
يرصبه ربيسه مر ًارا وتكر ًارا ،واستخدم حجمه وقوته ّ
انقض دانك عليه ،ن و
ً
ليهاجم هيدل بينما قطعا نصف السپت ،ورم ترسه بعيدا وطعن بسيفه
الطويل ،وضخ هيدل بينما كان الفولذ يمر خالل الصوف والعضالت
عميقا داخل فخذه .وهوى بسيفه بعنف ،ولكن ن ً
الرصبة كانت يائسة
الرصبة مرة أخرى ووضع حمله كله ن يف وخرقاء ،وترك دانك ترسه ر
يتلف ن
اإلجابة.
َّ
ترنح توم األسود خطوة إّل الوراء وحدق برعب إّل زنده وهو يتدّل عىل
ً
لهثا «أنت .أنت ،أنت.»... األرض تحت مذبح الغريب .وقال
«لقد أخيتك» .وطعنه دانك داخل حنجرته «أنا أفضل بالسيف».
129
المسلحي عائدين إّل المطر بينما تدفقت بركة من ن فر اثنان من الرجال ّ
ّ
ميددينُ ،يلقون جثة توم األسود .وأمسك اآلخرون حرابهم بقوة ر
ٍ ِ الدم من
ات مرتابة عىل دانك بينما انتظروا سيدهم يتحدث. نظر ٍ
َ ً ً ر
استطاع بيويل ً
أخيا أن يقول «هذا ...كان هذا ترصفا سيئا» .والتفت إّل
ِّ دانك وايغ «يجب أن نرحل من ُ
(الجدران البيضاء) قبل أن يبلغ هذان
أكي ممابي الضيوف ر الثنان چورمون پيك بما حدث هنا .إن لديه أصدقاء ن
الشماّل ،سنغادر من هنالك دون أن يرانا ي لدي .البوابة الخلفية ن يف الجدار
ُ ٌ
أحد ...هلما ،يجب أن نرسع».
دس دانك سيفه نف غمده «ايغ ،اذهب مع اللورد ربيويل» .ووضع ذر ً
اعا ّ
ِ ي
ّ ّ وخفض صوته «ل َ َ
ىع الحاجة .إرخ ي تد ا مم أطول معه تبق الصت
ي حول
ً
مجددا .اذهب إّل حرصة اللورد ولءهَعنان (مطر) واهرب قبل أن يغي ن
(بركة العذارى) ،إنها أقرب من (كينجزلندينج)».
«وماذا عنك يا سيدي؟».
عليك يب». َ
«ل
ّ
«إن ن يت مرافقك».
ستنال صفعة جيدة عىل ُ وقال دانك «نعم .وسوف تفعل كما أقول لك وإل
األذن».
130
ُ ٌ
غادرت مجموعة من الرجال القاعة الكيى ،وتوقفوا رفية كافية ليضعوا
خالل المطر .كان الثور
بالخروج ُ قلنسواتهم فوق رؤوسهم قبل أن يغامروا
ً
العجوز من بينهم ،واللورد كازويل الهزيل ،سكرانا مرة أخرى .كالهما تجاهال
ّ
دانك ومضيا ن يف طريقهما .منحه السي مورتيمور بوجز نظرة فضولية ،ولكنه
ُ ّ
فضل أل يتحدث إليه .ولكن أوثور أندرليف لم يكن خجوَل ،وقال بينما كان
ً ً
متأخرا يا سيدي .وأراك تحمل سيفا يرتدي قفازاته «لقد جئت إّل الوليمة
ً
مجددا».
131
همك» .كان دانك قد تحصل عىل فديتك له إذا كان هذا كل ما ُي ّ «سوف ُ
المهيئ نف مكانه ،وجعل معطفه يتدّل عىل ذراعه ُ ر ُ
المصابة ي رسه ت ترك
جثت».ر ن ّ ُ ن
إذب بأن تنهب ي خف الدم «إل إذا ِمت .حينها لك ي لي ي
أشمها أم أنها مجرد غباء؟ ِكال الت ّ ر َ
«أه البسالة ي وضحك السي أوثور ي
عرض يا سيدي». متأخرا لتقبل ن ً سواء عىل ما أذكر .الوقت ليس ٌ ائحتين الر
ي ر ّ
متأخر أكي مما تعتقد» .ولم ينتظر من أندرليف أن ٌ وحذره دانك «بل إنه
لفتي .كانت القاعة الض ن يجيب ،وبدَل من ذلك تجاوزه داخًل من الباب ذو َّ
الرسفة ن يف المبتل .وعىل ر ّ معبقة بروائح المزر والدخان والصوف الكيى ّ
وتردد الضحك من الموائد الموسيقيي بخفوتّ . ّ ن بعض من ٌ عزف األعىل َ
ٍ
اب مع السي لوكاس ر ُ
العالية ،حيث كان السي كي يب پيم يلعب لعبة ش ٍ
بلهجة
ٍ نايالند .وعىل المنصة ،كان اللورد پيك يتحدث مع اللورد كوستاين
عروس أميوز ربيويل الجديدة لوحدها ن يف مقعدها ُ جادة ،بينما جلست ّ
وف األسفل تحت الملح ،وجد دانك السي كايل ُيغرق همومه ِبمزر العاّل .ن
رّ ً ي ي
بيخنة ثخينة من الطعام الذي تبف من اللورد بيويل .كان صحنه مليئا ر
ٍ
طعام كهذا ن يف ٍ البت ،هكذا كانوا ُيطلقون عىل ي
عاء من ن الت قبلها .و ٌ
ي
الليلة ر
واضحا أن السي كايل ل ُيطيقه. ً محال أكل (كينجزلندينج) .وكان ّ
مس ،ولمعت طبقة رقيقة من الدهن أكي برودة عندما لم ُت ّ أصبحت اليخنة ر
البت. فوق ن
ّ ي
الدكة ليجلس بجانبه «سي كايل». انسل دانك فوق ّ
المزر؟». ً تمايل السي كايل «سي دانكن .هل ر
سترسب بعضا من ِ
س ٍء يحتاجه. ُ ر «كال» .كان ِ
المزر هو آخر ي
سامحت ،ولكنك تبدو—» ن بخي يا سيدي؟ «هل أنت
ي ٍ ى
أشعر به «ما الذي فعلوه بجليندون بول؟». أفضل مما ُ َ وفكر— :
عاهرة أم ل ،لم «ابنوهز السي كايل رأسه ُ «لقد أخذوه إّل الزنازين»ّ .
ٍ ً
انطباعا بأنه سارق». الصت عطت ُي ن
ً ي ي ّ
«إنه ليس سارقا».
اعك ...كيف.»... وحدق السي كايل به «ذر ُ ّ
ِ
عابسا .لقد نج اليوم من ً «بسبب خنجر» .التفت دانك ليواجه المنصة
ى ّ
الموت مرتان ،وكان يعلم أن ُمعظم الرجال سيكتفون بهذا ،وفكر :دانك
ٌ
بليد كجدار قلعة .نهض عىل قدميه وصاح «جاللة الملك». األخرق،
132
بعض الرجال عىل الدكك القريبة مالعقهم وأقفوا محادثاتهم، ُ َ
وضع
والتفتوا لينظروا إليه.
ّ . ً
بصوت أعىل «جاللة الملك» وتقدم دانك بخىط ٍ مجددا وقال دانك
يمش فوق سجادة مايرية «دايمون». واسعة متجها إّل المنصة ،ر ً
َ ي
التفت الرجل صف من ن يف القاعة .وعىل المائدة العالية، واآلن صمت ن ُ
ِ
ر ُ
كمنجيا ليبتسم له .رأى دانك أنه ارتدى سية ً ُالذي أطلق عىل نفسه
ى
أرجوانية من أجل الوليمة ،وفكر :أرجوانية ُلتيز لون عينيه «سي دانكن.
مت؟». مرسور لوجودك معنا ،ما الذي تريده ن ٌ إنت ن
ي ي
وقال دانك «العدالة ،لجليندون بول».
تردد صدى السم من عىل الجدران ،ولنصف نبضة قلب كان وكأنما ّ
تحول ّ
وطفل ن يف القاعة إّل حجارة. ٍ رجل وامرأة كل ٍ
ُ
نضب اللورد كوستاين بقبضته عىل طاولة بعد ذلك وضخ «إنه الموت ما
ٌ يستحقه ،وليس العدالة»ّ .
وكررت دستة أخرى من األصوات رأيه .وأعلن
نغل المولد ،وكل النغول سارقون ،أو قد يكونون السي هاربيت پيج «إنه ُ
الد ُم هو ما سيحكم». َّ .
أسوأ
ى ً
لوحدي هنا .ولكن حينها نهض ِ ولوهلة كان دانك فاقدا لألمل ،وفكر :أنا ٍ
ُ
الصت نغًل أيها قدميه وهو يتمايل قليًل «قد يكون َّ ُ ي القط عىل السي كايل ِ
َّ ُ ُ
السادة ،ولكنه نغل الكرة النارية .وكما قال السي هاربيت ،الدم هو ما
ُ سيحكم».
ّ أكي نّ قدر الكرة النارية ر ُ ّ َ
مت .لن أصدق أن هذا ي ي أحد «ل وقال يمون ا د س عب
رجال صالحين ني وقتل ثالثة الزائف من نطفته .لقد شق بيضة الت ن الفارس َّ
ٍ
وهو يفعل ِفعلته».
ُ ً ُ ً ّ ّ
رجال قد قتلوا ٍ ثالثة كان إذا .ا أحد ل يقت ولم ا شيئ يرسق لم ه«إن وأض دانك
علم أن السي بقدر تعلم لتك جال .آخر مكان ف فابحث عن قاتلهم ن
ي ُ ٍ ي
جليندون كان ن يف الساحة طوال اليوم ،يركب نزاَل بعد اآلخر».
واعيف دايمون «نعم .كنت أتساءل عن هذا بنفش .ولكن بيضة الت ن
ني ر
ي
بي أشياءه». ُوجدت ن
ه اآلن؟». ً
ي وأين ا؟ «حق
ٌ ن ن ً
نهض اللورد چورمون پيك مهيبا بعيني باردتي «إنها بأمان ،ومحروسة
همك هذا أيها الفارس؟». جيدا .ول َم قد ُي ّ ً
ِ
133
سيدي .فن «أحرصها إّل هنا ،أود أن ُأ رلف نظرة أخرى عليها يا ّ ن وقال دانك
ي ي
الليلة الماضية لم أرها إل للحظة قصية».
رت أن هذا الفارس ضيق پيك عيناه وقال لدايمون «جاللة الملك .تذك ُ ّ
وصل إّل (الجدران البيضاء) مع السي جليندون ،دون دعوة .قد َ المتجول
جزءا من هذا». يكون ً
بيالت وجدها اللورد پيك ن ني ر تجاهل دانك هذا «جاللة الملك ،بيضة الت ن
ُ . ي
يحرصها دعه ن كانت واحدة وضعها هو بنفسه هنالك
ر أشياء السي جليندون ُ
حجر مدهون». يستطيع ،أراهنك أنها ليست أكي من ن ٍ إّل هنا إذا كان
آن واحد ،ونهض صوت بالحديث يف ٍ ٍ الفوض ن يف القاعة ،وبدأ مئة ن اندلعت
ً ً َ ٌ
صغيا وتائها كما كان السي دستة من الفرسان عىل أقدامهم .بدا دايمون
صديف؟». ر ٌ ً
ُ ي يا ان تقريبا «هل أنت سكر جليندون عندما اتهم
ن ر وفكر :ن ى
ولكنت لمي الدم، بعض فقدت «لقد دانك فواعي . كذلك كنت ليتت
ي
لما». أفقد عقىل .لقد اتهم السي جليندون ُظ ً
ن ي
ُ ّ
وسأل دايمون يف حيٍة من أمره «لماذا؟ إذا كان بول لم يفعل أي ج ٍرم كما
حرصة اللورد بأنه فعل ،وحاول أن ُيثبت ذلك ُترص أنتِ ،فل َم قد يقول ن
بحجر مدهون؟». ٍ
«ليبعده من طريقك لقد اشيى حرصة اللورد خصومك اآلخرين بالذهب ن ر . ُ
ُ
والوعود ،ولكن بول لم يكن للبيع».
صحيحا». ً الكمنج «هذا ليس وتورد وجه ّ
ي
«بل هو صحيح ،استدع السي جليندون واسأله بنفسك».
َّ ً
إئت بالنغل عىل الفور ،واجلب بيضة پيكِ ، «وهذا ما سأفعله تحديدا .لورد
ُ ُ ني ً الت ن
أيضا ،أود أن أنظر إليها عن قرب».
َّ ونظر چورمون پيك إّل دانك بمقت «جاللة الملكَّ ،
الص يت النغل ٍ
ر
بضع ساعات إضافية وسنحصل عىل العياف لك ،ل أشك ُ ستجوب، َ ُي
بهذا».
ُ ّ
ساعات
ٍ بضع َ
ستجوب. يعت بأنه ُيعذب بقوله ُي ن
وقال دانك «حرصة اللورد ي
ن
إضافية وسيع ريف السي جليندون بأنه قتل والد جاللتك ِوكال أخويك
أيضا». ً
ٌ ً ً ُ ن
تقريبا «كلمة إضافية واحدة وسأقتلع أحمرا «كف!» .كان وجه اللورد پيك
لسانك من جذوره».
وقال دانك «أنت تكذب .هذه كلمتان».
134
وكبلوه ن يف
تتحرس عىل كليهما .خذوا هذا الرجل ّّ ووعد پيك «وسوف
الزنازين».
ً
«كال» .كان صوت دايمون هادئا عىل نحو خطي «أريد حقيقة هذا األمر.
واعيوا عىل السي جليندون ن يف سندرلند ،ڤارويل ،سمولوودُ ،خذوا رجالكم ر
الزنازين .وقدموه هنا عىل الفور ،واحرصوا عىل أل يأتيه أذى .وإذا حاول أي
رجل عرقلتكم أخيوه بأنكم تقومون بشؤون الملك». ٌ
وأجاب اللورد ڤارويل «كما تأمر».
أب ليفعل .السي جليندون يقف الكمنج «سأسوي المسألة كما كان ي
ي وقال
فارسا فإن له الحق بأن يدافع عن نفسه بقوة ائم ُمريعة .وبصفته ً متهما بجر َ
ً
ُ ُ سالحه .سوف أواجهه نف مضامي ن ن
تحكم بالذنب اليال ،وأدع اآللهة ي
والياءة».
ى
فكر دانك عندما طرح اثنان من رجال اللورد ڤارويل السي جليندون عا ًريا
مقدار أقل منه مما كان يملكه ٌ بطل أم ُدم عاهرة ،لديه ٍ
عند قدميهُ :
دم
سابقا. ً
ومتورما ،والعديد منً ً
مكدوما بوحشية ،وكان وجهه ّ الصت قد نُضب ي كان
لحمهدما ،وكان ُ مت ن ن
تي ً أسنانه كانت محطمة أو مفقودة ،وكانت عينه ال ُي ن ّ
حرقوه بحدائد ساخنة. ومتشققا أعىل وأسفل صدره حيث ّ ً ً
أحمرا
ُ ٌ ّ
«إنك ن
أمان اآلن .ليس هنالك أحد هنا إل الفرسان ٍ ف
ي وهمس السي كايل
تعلم أننا ُمسالمون» .كان دايمون قد أعطاهم المتجولون ،واآللهة وحدها ُ
المايسي وأمرهم أن يضمدوا أي ُجروح قد ُي ن ر ُ
عاب السي جليندون منها، رف غ
ينن ُ ٍ ً
جاهزا لدخول مضمار اليال .نزعت ثالث وأن يحرصوا عىل أن يجعلوه
أظافر من يد بول اليرسى كما رأى دانك بينما كان يغسل الدم من عىل وجه
َ
سء «هل ُيمكنك أن تحمل ي
أكي من كل ر ويدي الصت .وأقلقه هذا ر
ي
محا؟». ُر ً
والبصاق من فم السي جليندون عندما حاول أن محا؟» .تقاطر ال َّدم ُ «ر ً ُ
أصابع؟». يتحدث «هل ّ ّ
ي جميع لدي
أظافر فقط». «عرسة .ولكن سبعة ِ وقال دانك ر
أهو من وأومأ بول «كان توم األسود سيقطع أصابع ،ولكن تم استدعاءهَ ،
ي ُ
سأقاتله؟».
«كًل ،لقد ُ ّ
قتلته».
135
جعله هذا يبتسم «كان عىل أحدهم أن يفعلها».
ر ُ
الحقيف هو—».ي اسمه ولكن ، الكمنج
ي بارز ت «سوف
ني األسود» .وضحك السي جليندون وب .الت ن ن
«دايمون ،نعم ،لقد أخي ي
رجله وبكل شور ،كنت «لقد مات والدي من أجل والده .كنت ِأل كون ُ
ُ ِ ُ
ن
بإمكاب أن ُ َ
ألقاتل من أجله ،أقتل من أجله ،أموت ألجله ،ولكن لم يكن ُ
ي َ ًّ
بكوب من ّل ً
مكسورا «هل َ ا سن أخرس ألجله» .وأدار رأسه وبصق
ٍ ي
النبيذ؟».
أحرص قربة النبيذ». «سي كايل ِ ،ن
تعش كفتاة». إّل ،أنا أر ُ وبعمق ،ثم مسح فمه «انظر ّ رشب الصت طويًل ُ
ي ي
وعبس دانك «هل يزال بإمكانك أن تجلس عىل حصان؟». َ
مج «ساعدب عىل الغتسال ،واجلب ّل ُترس ُ
ور ن وقال السي جليندون
ي ي ي ي
يمكنت فعله». ن وشخ ،وسوف ترى ما الذي
ي ي
136
اليوغ قبل أن يهدأ المطر بما فيه الكفاية ُليقام الفجر يوشك عىل ن ُ كان
ُ مستنقعا من الوحل َّ ً . نن
الرخو ،لح بريقه تحت ِ القلعة ساحة كانت ال الي
ّ ُ ً َّ
أصابع شبحية ِ ضوء مئة شمعة .ووراء الساحة ،كان الضباب يرتفع ،م ِ
طلقا
رُ
المحصنةُ .معظم ّ برسفات القلعة الحجرية الشاحبة ُلتمسك ّ فوق الجدران
ولكن أولئك ّ المصيية الفائتة، ّ ضيوف الزفاف اختفوا خالل الساعات
خشبية منّ ألواح ً ن
عىل ٍ ً
المتفرجي مجددا وجلسوا
َ
الذين تبقوا صعدوا منصة
َ
محاطا بمجموعة من وقف السي چورمون پيك، الصنوبر المبتل .وبينهم
ً
وفرسان آل بيته.ِ اللوردات األقل شأنا
ً ٌ لقد َ
سنوات قليلة منذ أن كان دانك مرافقا للسي أرلن العجوز ،ولم مضت
بط األبازيم عىل درع السي جليندون الغي ينس ما عليه أن يفعله .لقد ر َ َ
ُ
بواف ُعنقه ،وساعده بامتطاء حصانه ،وناوله ترسه. ي
وثبت خوذته ر متماثلّ ،
ولكن الكرة النارية ّ فرا عميقة ن يف الخشب، اليالت األوّل قد تركت ُح ً كانت ن ن
ٌ صغيا كايغٌّ ، ً ى المتوهجة ل تز ُ
خائف صت ي يبدو إنه : دانك ر وفك ال واضحة.
أيضا. الحمرة جافلة وتفتقر إّل الكسوة ً فرسه الضاربة إّل ُ حبط .كانت ُ ُوم َ
ُ وفكر دانك :كان عليه أن ر ى
يبف مع مطيته ،قد تكون الفرس الضاربة إّل
حصان يعرفه َ
أفضل عىل الحمرة أفضل نسًل وأشع ،ولكن الراكب ير ُ
كب ُ
ٍ ً
ٌ
غريب عليه. جيدا ،وهذا الحصان
حرب». ُ ٌ .
ي رمح وقال السي جليندون «سأحتاج إّل رمح
ذهب دانك إّل الرفوف .كانت الرماح الحربية أقرص وأثقل من رماح
اليالت األوّل .ثمانية أقدام من خشب استخدمت نف جميع ن ن الت ُ المباريات ر
ً ي ي
ومرر يدهواحدا وسحبهّ ، َ
اختار دانك أس حديدي، الدردار َّ
ينته بر ٍ
ي الصلب
وخ به. ليحرص عىل عدم وجود رش َ عىل طوله
ُ ٍ
افف دايمون ُيناوله ُر ً ر ُ ن
محا مماثًل .لم يكن يف نهاية المضمار ،كان أحد مر ي
كمنجيا بعد اآلن ،وبدَل من السيوف الذهبية والكمنجات ،كانت كسوة ًّ
ً
أسودا عىل ثالب الرؤوس آلل بالكفاير، ني ر حصانه الحرب اآلن ُتظهر الت ن
ً ي ي
خلفية حمراء .كان األمي قد غسل الصبغة السوداء من شعره أيضا ،ولذلك
ّ َّ ّ َ
يلمع كالمعدن المصقول ن يف والفضةُ ، انسدل عىل ياقته كشًل ٍل من الذهب
شعر كهذا إذا ما تركه ينمو. سيكون لدى ايغ ٌ ُ ضوء الشموع .وأدرك دانك:
الصعب أن يتصور ايغ بهذه الطريقة ،ولكن ً
يوما ما كان يعلم أن كان من َّ
يتقبله إذا ما عاش الثنان طويًل. عليه أن ّ
137
ً النغل ي ُ َّ ً المنادي ّ صعد ُ
متهما قف مجددا ،وأعلن «السي جليندون منصته
ّ
بالرسقة والقتل ،واآلن يتقدم ليثبت براءته بجسده .دايمون سليل آل
لألنداليي والروينار والرجالن ىع ر ن
الثاب من اسمه ،الملك الرس ي بالكفاير ي
وحام البالد ،يتقدم ُليثبت صحة اتهاماته ي السبع األوائل ،سيد الممالك َّ
النغل جليندون». َّ
ضد
ن
األعوام دفعة واحدة ،ووجد دانك نفسه يف (مروج آشفورد) ُ عادت به َ
ِ
بلحظات إّل المعركة مجددا ،يستمع إّل بايلور كاش الرماح قبل أن يخرجوا ً
ٍ
يات من الصف ُ َّ ن عىل حياتهَ .
الحرب يف مكانه ،والتقط رمح مبار ٍ ي مح الر أعاد
ٌ
عرس قدما ،رفيع وأنيق -وقال للسي جليندون ً المقابل له -طوله اثنا ر
ّ
«استخدم هذا .إنه هو الذي استخدمناه ن يف (آشفورد) خالل محاكمة
السبع».
يقتلت»« .عليه أن ُيصيبك ي
ن أن ينوي إنه ا، ً
حربي ا مح«لقد اختار الكمنج ُر ً
ي
أبدا».ً ّ ً
أوَل .إذا كان توجيهك صحيحا فلن يمسك رأس رمحه
«إنت ل أعرف». ن
ي
«أنا أعرف».
138
واختطف السي جليندون الرمح منه ،ودار بحصانه وركض به اتجاه َ
ً
المضمار «فليحفظ السبعة كلينا إذا».
ّ ن رّ
الوردية الباهتة .نضب ّ اليق السماء شقت ألسنة َ الرسق، مكان ما يف
ٍ ن يف
ً ّ
وانقض كهزيم َّ َ
خافضا رمحه الرعد، ِ الذهت،
ي همازه م ب هحصان دايمون
ُ َّ
الحرب ذو الرأس الحديدي المميت .رفع السي جليندون ترسه وانطلق ي
َ
برسعة ليواجهه ،موجها رمحه األطول فوق رأس فرسه ليضع ِحمله عىل ًّ
ٍ
َ ّ
ىع الشاب .تطاير الوحل من حوافر حصانيهما ،وبدا وكأن صدر المد ي
الشموع تزداد سطوعا بينما انطلق الفارسان بأقىص شعتيهما. ً
تحطم ،وضخة ،وصوت ارتطام. أغلق دانك عيناه .وسمع صوت ّ
ُ
يرصخ ُ
بحرقة «ل .لاااااا» .ولنصف نبضة قلب كاد دانك وسمع اللورد پيك
الفحل األسود الكبي ُيبىط من ُ ً
مجددا .كان يشعر باألس نحوه .وفتح عيناه ُ
دون راكب ،وقفز دانك وأمسكه من َعنانه ،ن َ
وف نهاية المضمار، حركته وهو
يَ ّ َ
ورفع ُرمحه المهشم .هرع الرجال إّل دار السي جليندون بول بحصانه
139
ممرغ ن يف بركة .وعندما
الساحة حيث سقط الكمنج بال حراك ،ووجهه ّ
ي ِ
مغىط بالوحل من رأسه حترقدميه ،كان ى ساعدوه عىل النهوض عىل
أخمص قدميه.
ٌ
البت» .وانفجرت موجة من الضحك ن يف الساحة ي
ني نّ
وصاح أحدهم «الت ن
(الجدران البيضاء).الفجر عىل ُ
ُ عندما َبزغ
ُ
قلب فقط بينما كان دانك والسيٍ نبضات ضع ب
ِ بعد األول البوق فخ ن لقد
َ
اليول من حصانه .وأنذر ّ
الحراس عىل ن
كايل يساعدان السي جليندون عىل ن ُ
بي سديم ً
خارجا من ن ٌ
جيش خارج أسوار القلعة، ظهر َ
اآلخرين .لقد َ األسوار
ّ ُ ً ّ
الصباح ،وقال دانك للسي كايل مندهشا «لم يكن ايغ يكذب بعد كل هذا».
140
من (بركة العذارى) جاء اللورد موتون ،ومن (شجرة الغدفان) جاء اللورد
ن ن
اض الملكية بالكوود ،ومن (وادي الغسق) اللورد داركلي .وأرسلت األر ي
روزب ،وآل ستوكوورث ،وآل ي حول (كينجزلندينج) آل هايفورد ،وآل
المقسمي ،والذين يقودهم ثالثة فرسان منن ماس ،مع سيوف الملك
ُ ّ ي
فرد من أسنان الغراب ومعهم أقواسهم ن
الملك ،مدعمي بثالثمئة ٍ
ي الحرس
الطويلة البيضاء المصنوعة من خشب الويروود .خرجت دانيال لوثستون
قوة كبية من الرجال من أبراجها المسكونة ن يفالمجنونة بنفسها مع ً ٍ
ّ ُ
(هارنهال) ،مرتدية درعا سوداء ناسبتها كقف ٍاز حديدي .وكان شعرها الطويل
األحمر ر
مسيسًل.
141
المرسقة من عىل رؤوس خمسمئة رمح ر الشمس ر َّ
وعرسة انعكس ضوء
لون ُمبهج. ن ّ
الح ىراب ،تلونت الرايات الباهتة يف الليل بنصفمئة ٍ أضعافها من ِ
ُ
وحش خلفية سوداء كالليل،ّ ّ
الملكيان عىل جميعا حلق التنينان ً وفوقها
َ
أحمر كالنار. َّ
الملك ايريس تارغييان األول العظيم ذو الثالث رؤوس،
ّ
قرمزية. ينفث ً ُ ُ ٌ ٌ
نارا أبيض ثائر، ووحش مجنح
وع ِلم دانك عندما رأى هذه الرايات :ليس مايكار ن يف النهاية .كانت رايات أمي َ
ُ
تناني ثالثية الرأس ن يف أرب ع مربعات ،وهو ِشعار ن
ٍ ع ب
ر أ ظهر ت الصيف) (قلعة َّ
ُ
أبيض وحيد تنيوأعلن نٌ
َ الراحل دايرون تارغييان ن
الثاب. البن الرابع للملك َّ
ي
حضور يد الملك ،بريندن ريڤرز.
(الجدران البيضاء). الدام بنفسه إّل ُ ُ َّ
ي جاء الغراب
َّ
انته تمرد آل بالكفاير األول عىل حقل العشب األحمر بالدم والمجد،
بخيبة أمل .وأعلن دايمون الصغي من عىل ن
الثاب
ِ ُوانته تمرد آل بالكفاير ي
َ
«ليس الت أحاطت بهم الحديد ر حلقة أى ر أن بعد نة ّ
المحص رشفات القلعة
ي ِ
سوف نشق طريقنا من بينهم َ قضيتنا عادلة. ّ بإمكانهم أن يخيفونا ،ألن
ُ
بحزم إّل (كينجزلندينج)! انفخوا األبواق!». ن كب ّ ونر ُ
ٍَ جهي مت
بصوت
ٍ وبدَل من ذلك ،غمغم الفرسان واللوردات والرجال المسلحون
ى
خفيض إّل بعضهم البعض ،وبدأ القليل منهم ينسلون خلسة إّل ٍ
فرة مخفية ما يعتقدون أنها ستبقيهم ّ ُ ّ
السطبالت أو البوابة الخلفية أو ح ٍ
رجل ّ
كل بإمكان كان أسه ر فوق ورفعه سيفه يمون اد ّ
استل بأمان ،وعندما
ٍ ُ ّ
سنصنع حقل ىع «اليوم منهم أن يرى أنه ليس بالكفاير .ووعدهم المد ي
عشب أحمر آخر».
صت الكمنجات ،إنتن «تبول عىل هذا يا ّ أشعث صارخا عليه ّ ً ٌ ورد ٍمرافقٌ ّ
ي ي ُأ ّ
فضل أن أعيش».
ّ نف النهاية ،خرج دايمون بالكفاير ن
ُ الجيش أمام
ُ ف وتوق لوحده، الثاب
ي ي
ن ن ّ
الدام بي ٍال فردي «سوف أقاتلك ،أو أقاتل ي الملك ،وتحدى اللورد الغراب ي
.
نصي لك تكيث بأن تحدده» وبدَل من ذلك ،أحاط ر الجبان ايريس ،أو أي
ٍ
بأغالل ذهبية، وكبلوهرجال اللورد الغراب الدام وأسقطوه من حصانهّ ، ُ به
ٍ ُ ني ُ
واحيقت ر الت حملها غرست يف األرض الموحلة وأشعلت بالنار، والراية ر
ي ّ
متلوية من الدخان ،والذي ُيمكن أن ُيرى من لمدة طويلة ،مرسلة أعمدة ّ
عىل بعد فراسخ عديدة حولهم.
142
َّ
رجل ن يف خدمة اللورد الد ُم الوحيد الذي ُسفك ذلك اليوم جاء عندما تباه ٌ
ِ
وقيل بأنه قال َ ڤارويل بكونه أحد ُمخيي الغراب الدام ،وأنه سيكافأ ً
قريبا. ي
ن
الدورب». وأشب األحمرَ أكون ُأضاجع العاهرات ر ُ
«عندما يدور القمر س
ي َّ
غرق رجل يشق أحد فرسان اللورد كوستاين حلقه ،وقال بينما َ قبل أنَ
ليس دور ًنيا ،ولكنه أحمر». «اشب هذا ،إنه َ ڤارويل بدمه ر
ودون ذلك ،كان الصف الذي خرج متثاقًل خالل بوابات ُ َ
(الجدران البيضاء)
ً ً
أسلحة متألقة هادئا وبطيئا ،قبل أن يربطوهم ٍ ُليلقوا أسلحتهم ن يف كومة
بعيدا لينتظروا ُ ً
الدام .خرج دانك مع بقيتهم ،مع ي ابر الغ كم ح ويقودوهم
السي كايل القط وجليندون بول ،كانوا قد بحثوا عن السي ماينارد لينضم
وقت ما من الليل. ن ن
إليهم ،لكن پلوم اختف يف ٍ
َ ُ
الوقت ن يف آخر الظهية عندما وجد السي رولند كراكهول من لقد كان
بي السجناء اآلخرين «سي دانكن .أين كنت تختت الحرس الملك دانك ن
ي ّ
مع إذا
بحق الجحائم السبع؟ كان اللورد ريڤرز يسأل عنك لساعات ،تعال ي
سمحت».
يخف ُق وراءه مع كل وقف دانك إّل جواره ،كان معطف كراكهول الطويل ِ
آه يتفكر فن ُ
جعله مر ُ . هبة من الري ح .كان ً ّ
ُ ي الثلج عىل القمر كنور ا أبيض
تحدث بها الكمنج وهم نف أعىل َّ ّ ر
السقف :لقد حلمت بك ي ي التالكلمات ي
ٌ
طويل ٌ
ومعطف حت أخمص كعبيك،وأنت ترتدي األبيض من رأسك ر
ً ن ن ٌ
العريضي .وضحك دانك هازئا الكتفي شاحب ينسدل من عىل هذين
ّ ن وحلمت أ ً
َ ى
المتحجرة ،واحتمال بتناني تفقس من بيوضها
ٍ ا يض نعم، : ر وفك
حدوث هذا كذاك.
ظل شجرة دردار فارعة. بعد نصف ميل من القلعة ،تحت ّ كان شادق اليد ي ُ
ُ ى ُ ٍ ٌ
الملوك ينهضون بالقرب ،وفكر دانك: دستة من األبقار كانت ترىع ُ
العشب
ً َّ
والعامة ينشغلون بأمورهم .كان شيئا اعتاد الرجل ويسقطون ،واألبقار
وسأل السي رولند بينما تجاوزا مجموعة من األشى َ العجوز عىل قوله،
جالسي عىل العشب «ما الذي سيحدث بهم؟»« .سيؤخذون إّل ن
المسلحون ُى
سيفلتون (كينجزلندينج) من أجل المحاكمة ،الفرسان والرجال
ن
الحامي فقط». لورداتهم بأقل ن
األضار ،فقد كانوا يتبعون ّ
ِ
«وماذا عن اللوردات؟».
عما يعرفونه ويتنازلون عف عنه ،طالما أنهم يقولون الحقيقة ّ سي ن ُ
«بعضهم ُ
ُ
المستقبىل ،ولكن األمر سيكون أقش عىل ي ابنة لضمان ولئهم ابن أو ٍ عن ٍ
143
ُ ّ عفوا بعد حقل العشب األحمرُ ،
بعضهم ُ الذين نالوا ً
ويحقق معه، سيسجن
وأسوأهم سيفقدون رؤوسهم».
ُ
الغراب الدام قد بدأ بهذا بالفعل كما رأى دانك عندما ر َ
اقيبا من َ ي كان
شادقه ،خوزقت الرؤوس المبتورة لچورمون پيك وتوم هيدل األسود عىل
ُ : ى وأحاطت بالمدخلُ ، َ
وعرضت تروسهم وراءهم .وفكر دانك ثالث الحراب،
ِ
خلفية ُبرتقاليةَّ ،الرجل الذي قتل روچر من شجرة
ِقالع سوداء عىل ّ
ٍ
البنسات.
حت ن يف موته ،كانت عينا اللورد چورمون قاسيتان وصارمتان .أغلقهما دانك ر
ٌ
الغربان «ل َم فعلت هذا؟ ستأكلهما ِ بأصابعه ،وسأل واحد من الحرس ِ
قريبا». ً
ُ ُ ُ
«كنت أدين له بهذا القدر» .لو أن روچر لم يمت ن يف ذلك اليوم ،فلم يكن
ّ تي عندما رآه ُيالحق ذلك ا ن ن الرجل العجوز لينظر لدانك مر ن
لخيير خالل أزقة
ً ميت ٌ ملك ٌ وفكر دانكٌ : ى
لبن دون ٍ ا سيف أعىط ما قديم (كينجزلندنيج).
والمسكي روچر ن يف قيه. ُن أقف هناكل رسء .واآلن أنا ُ اآلخر وبدأ هذا َّ
«اليد ينتظر». ي ُ
وأمر رولند كراكهول
ٌ ٌ ُ ن ُ
تجاوزه دانك ليدخل ويصبح يف حضور اللورد بريندن ريڤرز ،نغل ومشعوذ
ويد للملك. ٌ
حديثا وارتدى مالبس أمر َاء كما ُ ً ّ َ
يليق بابن ٍأخ استحم وقف ايغ أمامه ،وقد
نبيذ ُ ّ ً للملك .وبالقرب ،كان اللورد فراي
كرس معسكرات وكوب ٍ ي جالسا عىل
ً
موجودا يتلوى ن يف ِحجره .كان اللورد ربيويل البشع ّ ُ ن يف يده ووريثه الصغي
شاحب الوجه ويرتعد. َ أيضا... ً
ُ
دناءة عندما ُيثبت الخائن ُ
«الخيانة ل تصبح ّ
أقل كان اللورد ريڤرز يقول
بأنه جبان .لقد سمعت ثغاءك يا لورد أميوز ،وأنا أصدق كلمة من ن ُ ُ
بي
عرسة ،وعىل هذا سأسمح لك بأن تحتفظ ُبع ررس ثروتك .يمكنك بأن ر
تجد السعادة بها». بأن أتمت ن ا، أيض تحتفظ بزوجتك ً
ِ
ُ
بصوت ُمرتعش «و(الجدران البيضاء)؟». وسأل ربيويل
ً رُ ٍ
ً «ت َ ُ
الملح عىل حجرا وأني ِ حجرا صادر إّل العرش الحديدي .أنوي أن أهدمها
ٌ ى عرسين ً تقف عليها .وخالل ر الت ُ األرض ر
عاما لن يتذكر أحد بأنه كان لها ي
ّ ر وجود من األساس .ل يز ُ ٌ
الحمف المسنون والشبان الناقمون يؤدون ال
ليرعوا الورود عىل المكان الذي مات به زياراتهم لحقل العشب األحمر ن
معلما تذكا ًّريا ً ً َ
آخرا دايمون بالكفاير .لن أسمح بأن تكون (الجدران البيضاء)
144
وجه أيها اغرب عن ولوح بيده الشاحبة «واآلن ُ للتني األسود»ّ . ن
ي
الرصصور».
ُ متعيا ،أعماه ُ «اليد كريم» .وخرج ربيويل ر ً ُ
الحزن لدرجة أنه لم يبد عليه بأنه
مر. تعرف عىل دانك بينما ّ ّ
ّ إذب بالنرصاف ً َ ن
أيضا يا لورد فراي .سوف نتحدث وأمر ًاللورد ريڤرز «لك ي
مجددا فيما بعد».
وقاد فراي ابنه خارج الرسادق. سيدي»َ . «كما يأمر ّ
التفت ُيد الملك إّل دانك. َ وحينها فقط
ّ َ ى كان َ
وقاس ،ولكن جلده كان ل يزال ٍ وجه مجعد أكي مما تذكره دانك ،وذو ٍ
ّ
كل من ُعنقه وخده يحمالن الوحمة القبيحة شاحبا كالعظام ،ول يزال ٌّ ً
ُ ُ ُ َ
البعض بأنها تشبه غر ًابا .كانا حذاءيه أسودان، ُ والت اعتقد ي
كبقعة النبيذ ،ر
معطفا بلون الدخانً ، ً ر
بدبوس عىل ً ٍ ا مثبت تدى ر ا وفوقها قرمزية، تهوسي
ر
شعره منسدَل عىل كتفيه ،طويًل وأبيضا ومسيسًل، يد حديدية .كان ُ شكل ٍ
ُ ن ّ
الت سل َبها منه ي
العي رن خف عينه المفقودة، ي كان قد مشطه إّل األمام ُلي
ً نُ الفولذ األليم نف حقل ُ
المتبقية حمر َاء جدا، ّ العي العشب األحمر ،وكانت
ن ٌ ن ُ ي ً ُ ى
عي ،وعي واحدة. ٌٍ ألف ؟ الدام
ي اب ر الغ ك يمل ا عين كم : دانك ر وفك
يب أن األمي مايكار كان لديه سبب مقنع ما ليسمح لبنه بأن ٌ وقال «ل ر َ
ّ يمكنت ّ ن ً
تضمن إيصاله إّل تصور أنه ي ل أنه إل متجول، لفارسٍ ا افق يكون مر
ُ قلعة مليئة بالخونة الذي يدبرون للتمرد ،كيف يمكن أن ر َ
آب إّل هنا ُوأجد ي ٍ
ّ ن ُ ن
يريدب أن أصدق ي فاىع هذا يا سيدي؟ اللورد مؤخرة الزبدة قريت يف جحر األ ي ي
فارس
ٍ شكل
ِ أن األمي مايكار أرسلكما إّل هنا ،لتكتشفا هذا التمرد عىل
ه حقيقة األمر؟». غامض .أهذه ي
أعت نعم يا سيدي ،هذا ما ن
كبة واحدة «كال يا سيدي ،ي وهوى دانك عىل ر ٍ
أعت ايغون .األمي ايغون .لذا فإن هذا الجزء صحيح ،ولكنه قاله له ايغ ،ن
ُ ي
ليس ما يمكنك أن تطلق عليه الحقيقة الصحيحة».
ً
«أرى هذا .إذا فأنتما الثنان علمتما عن هذه المؤامرة ضد التاج وقررتما أن
تحبطاها بنفسيكما ،أهذا ما جرى؟».
ُ
«ليس هذا كذلك .بإمكانك القول ...أننا دخلنا بينها دون أن ندرك ً
نوعا
ما».
وعقد ايغ ذراعيه «أنا والسي دانكن جعلنا األمور نف متناول أيدينا َ َ
قبل أن ي
تظهر مع جيشك».
145
وأضاف دانك «لقد حصلنا عىل بعض المساعدة يا سيدي». َ
«فرسان متجولون». ٌ
سيدي .السي كايل القط ،وماينارد پلوم ،والسي جليندون بول .إنه «نعم يا ّ
ىع من حصانه». ّ ...
الكمن الم ي
د
ُ
هو من أسقط
شخص بالفعل .نغل
ٍ سمعت هذه الحكاية من نصفمئة «نعم ،لقد
.وخائن» عاهرة من لد و ُ ، )ة ّ
الهري فاصف الص ( َّ
ُ ٍ
وأض ايغ «بل ُوِلد من األبطال .وإذا كان من ضمن األشى فأريده أن يوجد
ُ ّ
كاف». وي ن ويحرر ُ ّ
«ومن أنت لتخي َيد الملك بما يفعله؟».
قريت».
ي ولم يجفل ايغ «إنك تعرف من أنا يا
فيض عليك أن ّ ٌ
«مرافقك وقح يا سيديُ .ي ر وقال اللورد ريڤرز لدانك ُ
توبخه
عىل هذا».
أمي ن يف النهاية». حاولت يا سيدي ،ولكنه ٌ ُ «لقد
ّ
وقال الغراب الدام «إنما هو تن ن
ي .انهض يا سيدي». ي
ونهض دانك.
الدام «لطالما كان هنالك أفراد من آل تارغييان يحلمون ي وقال الغراب
بأشياء وتتحقق ،منذ قبل الغزو بزمن طويل .لذلك يجب أل نكون
متفاجئي إذا ظهرت هذه الهبة ن يف فرد من أفراد آل بالكفاير من وقت إّل ن
ً
آخر .حلم دايمون بأن تنينا سيولد ن يف (الجدران البيضاء) ،وقد كان ،ولكن
ى
األحمق أخطأ باأللوان» .ونظر دانك إّل ايغ وفكر :الخاتم ،خاتم والده ،إنه
محشوا ن يف حذاءه. ً عىل إصبعه وليس
يرغب بأن أعيدك إّل (كينجزلندينج) ُ مت ٌ ن
يڤرز ليغ «جزء ي اللورد ر ُ وقال
ضيف». معنا .وأبقيك نف البالط ك ...ن
ي ي
يرض والدي بهذا». «لن ن
ُ ُ
عىل أن أرسلك«أعتقد هذا .لدى األمي مايكار ...طبيعة ...شائكة .ربما ّ
ي ً
مجددا إّل (قلعة الصيف)».
إنت مرافقه». ن ن
«مكاب مع السي دانكن .ي ي
«فليحفظكما السبعة .كما ترغب ،يمكنكما النرصاف» .وقال ايغ «سنفعل،
بعضا من الذهب أوَل ،السي دانكن يحتاجه ليدفع للحلزون ولكننا نحتاج ً
فديته».
146
مرةوضحك الغراب الدام «ما الذي حدث للصت المتواضع الذي قابلته ّ
ي ي ن
مرصفت أن يعطيكما ما ّ سآمر . يأمي يا تقول كما (كينجزلندينج)؟ ف
ي ي
تريدان من الذهب ،ولكن ن يف حدود المعقول».
كقرض فقط .سوف أرده لك». ٍ وقال دانك بإضار «سآخذه
ُ
«عندما تتعلم كيف تنازل بالرمح بال شك» .وضفهما اللورد ريڤرز
يشطب عىل األسماء بريشة. وفرد ر ًّقا ،وبدأ ُ
َ بأصابعه،
ِّ
وأدرك دانك :إنه ُيعلم عىل الرجال الذي سيموتون .وقال ّ
«سيدي ،لقد رأينا
ُ
ستقطع رأسه الكمنج ...دايمون ...هل
ي الرؤوس ن يف الخارج .أهذا ...هل
ً
أيضا؟».
147
الرق «هذا األمر للملك ايريس ورفع اللورد الغراب الدام عينيه من عىل ّ
ً ٌ ي
ُ
ليقرره ...ولكن لدى دايمون أربعة إخوة أصغر منه ،وأخوات أيضا ولو
.
ن ُ يكف وأز ُ ً
أحمقا بما ن ُ
وسيلعنت
ي أمه، ستنعاه الجميل، أسه
ر لت ي كنت
. ُ ُ ن
بصفت قاتل أقربي ،وسيتوج الفولذ األليم أخاه هايجون وهوَ ر أصدقاءه
ي
148
يبف عقبة ن يف طريق خ فهو ر ميت ،يعتي دايمون الصغي بطًل ،بينما وهو ّ
ي
ّ
ً ً نأخ نصف الشقيق .ل يمكنه عىل اإلطالق أن ّ
يتوج ملكا ثالثا من آل ي
كعائق له وبجانب هذا ،فإن رهينة نبيلة . ًّ
الثاب حيا ن
ٍ بالكفاير بينما ل يزال ي
مثله ستكون بهجة لبالطنا ،ودليًل ح ًيا عىل رحمة وعطف جاللة الملك
ايريس».
أيضا». سؤال ً
ٌ وقال ايغ «لدي
مت ر ن ُ ى ً َ ُ
أكي «بدأت أفهم ِلم كان أبوك راغبا وبشدة أن يتخلص منك .ماذا تريد ي
قريت؟».
من هذا يا َ ي
حرس عىل األبواب ،والمزيد من ٌ ني؟ كان هنالك «من الذي أخذ بيضة الت ن
ُ ً
الحرس عىل األدراج ،من غي الممكن أن أحدا دخل غرفة نوم اللورد ربيويل
لحظ». دون أن ُي َ
ى
وابتسم اللورد ريڤرز «لو كنت سأخمن ،فسأقول أن أحدهم قد تسلق
داخل المرحاض».
جدا عىل التسلق». ُ ّ ٌ ً
«المرحاض ضيق
طفل أن يفعلها». بإمكان ى ٍ
ِ «بالنسبة إّل رجل ،ولكن
وعي واحدة .لم ل ٌ
عي ،ن ُ
واندفع دانك قائًل «أو قزم» .وفكر دانك :ألف ن َ
رقة من األقز ِام الهز ّلي ني؟ ن
األعي ِلف ٍ بعض هذهُ تنتم
ي
149
إهداء من ر
المي ن
جمي
التميم ،والوعل المصلح ّ
محمد الجابري ،والذئب الهادئ عبدهللا ر
المايسي ُ إّل
ي
الوايىل ،وذو اليد الذهبية مشعل ّ
الشمري ،والذئب اليافع حسن المحيق سلطان ر
ي ّ ّ
الضاحك عمر ني الصغي فيصل ،والذئب َّ الشمريّ ،
والت ن العتيت ،والدلو الكبي عادل
ي
الحرب ،وملك الهمج صفوان ن
حرب ،والوعل الذي رقص مع التناني صالح
ي ال ي
جي ،والليث الهصور إبراهيم ر
الحبيش ،والطائر الصغي ن األوجىل ،واللورد سنو أدهم
ي ي
التميم ،وقاتل العمالقة
ي إدريس ،والذئبة الوحيدة هنوف ،والصقر المجنح باسل
ن ّ ن
القاس
ي والتني ي،المطي يان ر العث والتني األسود أسامة ،وفارس عبدهللا الشمري،
عىل.أمجد ،والسندان جييل ،وقائد حرس الليل ي
150
151