Professional Documents
Culture Documents
عناصر الخطبة:
افتتاحية الخطبة:
بورَّ ﴿ُ:ال ِذي َخَل َق اْل َم ْو َت َواْل َحَيا َة لَِيْبُل َوُك ْم
الص ُِ ِ
الشكورُ،الحليُِمُ َ هللُِالكريُِمُ الحمدُ ُالحمدُهللُِ ُ، ُ
يك ُلهُُ، للا ُوحدهُ ُل ُشر َُ لُ ُ إله ُإ ُ
ل ُ َُأشهد ُأنُ ُ ُ
ور﴾ ُ[الملكُ ،]2ُ :و ُ يز اْل َغ ُف ُ َح َس ُن َع َم ًل َو ُه َو اْل َع ِز ُ
أَُّي ُك ْم أ ْ
حمدا ُعبدهُُ َعُي ِن َو َما ُت ْخ ِفي ُّ ِ
أشهد ُأنُ ُم ً ور﴾ ُ[غافرُ ،]19ُ :و ُ الص ُد ُ الرحيمُ ُالغفورَ﴿ُ ،ي ْعَل ُم َخائَن َة ْاْل ْ
يُُوخاتمُُُرسلِ ِهُ، هوُُصفوةُُالبارُِ النورَُ ُُ، ُِ
الرحمةُُو ِ المبعوثُُبالهدىُُو
ُ ورسولهُُ،ومصطفاهُُُوخليلهُُُ،
ُِ
بفضلهُ . المخصوصُمنهُُ
ُ وأمينهُُ
منثور
ًا لؤلؤا
أحمد ً
َ ُمِل ِه * في مد ِحإن َل ْم أ ْ ِ
الشعر ْ در
ال َدَّر ُّ
النشورُُ، ى ُيوم ُ ُِ
البعث ُو ِ ن ُتَِبعهم ُبإحسانُ ُإل ُ
وم ُ ُِ
وصحبه ُوالتابعينَ ُ ، صلى ُللا ُعليه ُوسلُم ُوعلى ُآله ُ
بعدُُ :
كثيراُ،أماُ ُ
تسليماُ ً
وسلمُ ً
نُ
تتقلبُبي ُ ياةُ ُِ
العبدُلُبُدُأنُ َُ أنُ َح َُ ِ
المحالُ،و َُالُ ِمنُُ
الح ُِ
امُ َ ضتُ ِحك َمةُُللاُُتَعالىُأ ُ
نُ َدو َُ اقتَ ُ
قالُ ِ
الشاع ُرُ نىُوَفقر؛ُ َُ
وغ ُ ِشدةُُورخاءُ،وعسرُُويسرُ،وَفرحُُوحزنُ،وراحةُُوتَعبِ ُ،
وص َحةُُومرضِ ُ،
ً َ َ َ َ
ِ
الحكيمُُ :
الثم ِانَية لإلنس ِ
ان َي َلقى َ َ الناس ُك ِ
له ْم *** وال ُبد ِ َث ِ
مانية َتجرِي على
افية اجتماع وُفرَقة *** وعسر ويسر ثم س ْقم وع ِ ِ
َ ُ ُْ ُْ ْ وهم و َ
ُسرور َ
آمَّنا
َن َيُقوُلوا َ َن ُي ْتَرُكوا أ ْ اس أ ْ َح ِس َب َّ
الن ُ إليمان ُالناس؛ ُقال ُتعالى﴿ُ :الم * أ َ ُِ تمحيص ُ
ُ وكل ُذلك ُ
ين َص َد ُقوا َوَلَي ْعَل َم َّن اْل َك ِاذ ِبين﴾ُ، وهم َال ي ْف َتُنو َن * وَلَق ْد َف َتَّنا َّال ِذين ِمن َقبلِ ِهم َفَليعَلم َّن َّ ِ
ّللا َّالذ َ
ُ َ ْ ْ ْ َْ َ َ ُ َ ُْ
ُِ
البتالءاتُ الش ِر َواْل َخ ْي ِر ِف ْتَن ًة َوِإَل ْيَنا ُتْر َج ُعو َن﴾ُ ،ومنُبين ُأكواُِمُتلك ُ
وك ْم ِب َّ
ويقولُ ُجل ُوعالَ ﴿ُ :وَنْبُل ُ َ
طرِائ َُ
ق ُ ِق َدَداُ، حث ِهم ُهذُا ُ َ الطيبةُ ،وهم ُفي ُب ِِ الحياة ُ مأن ُِ
ينة ُو ُِ السعادة ُوالط ِ ُِ نُ
ث ُالناسُ ُ َع ُ بح ُ ِ
َ المتنو َعةَ ُ ،ي َ
بُ َشتىُ،وَقليلُُ ِمنهمُ َمنُُيوَفقُُلله َدىُ،ويَيسرُُلليس َرى؛ُيقولُُجلُوعال﴿ُ:أَ َف َم ْن َي ْم ِشي ُم ِكًّبا وم ِ
ذاه َُ َ
ِ ِ ِ ِ
بح َانهُ﴿ُ:أَ َف َم ِن َّاتَب َع ِر ْض َو َ
ان َم ْن َي ْمشي َس ِوًّيا َعَلى صَراط ُم ْس َتقيم﴾ُ ،ويقولُ ُس َ َعَلى َو ْج ِهه أ ْ
َه َدى أ َّ
س اْل َم ِص ُير﴾ُ . ّللا َكمن باء ِبس َخط ِمن َّ ِ
ِ
اه َج َهَّن ُم َوبِْئ َ
ّللا َو َمأ َْو ُ َ َّ َ ْ َ َ َ
أحي ِان ِهُُ،وعلىُُ َجمي ُِعُ بدُُعنُُ ُِ
للاُُتَعالىُُفيُُكلُُ َ الع ُ َ رضىُُ َ أنُُ َي َ للاُِ ُُ:
الرضاُُياُُ ِعباُدُُ ُ
إنهُُ َ
كماُ َعرَفهُُ َبعضهمُ:هوُسكونُُ ِِ
الرضاُ َ
طاهَ ُ، نعهُُأوُأع َ أحوالهَ ُ،عافاهُُللاُُأوُابتالهُ،أفَقرهُُأوُأغ َناهَ ُ،م َ
قولُ
الرضاُُكماُُي ُ الخيرُُو ِ ُِ
درهَ ُُ، للاُُوَق َ
الخ َي َرَةُُُ،فيماُُقضاهُُُ ُ القلبُُلماُُاختارهُُُلكُُالربُُ،واليقينُُُأنُُ َُ
لبهُ
لَُُق ُ بابُُللاُُُاألعظمُُِ،وجنةُُُالدنياُُ،ومستراحُُُالع ِ
ابدينَ ُُ،منُُُ َم ُ هللاُ ُُ: اإلمام ابن القيمِ ِ
َ َ مه ُ رح ُ
ضاُ،ملُللاُُصد َرهُُأمًناُ ِ
وغ ًنىُُ . ِ
َ بالر َ َ
العنصر األول :الرضا أعظم أبواب السعادة.
إن ُاألمة ُفي ُهذا ُالعصر ُالذي ُتموج ُفيه ُالفتن ُوتتنوع ُفيه ُالمحن ُوتتصارع ُفيه ُالشرورُ
لهيُأحوجُماُتكونُُإلىُقوةُالتمسكُبعرىُُاإليمانُ،وه ُ
يُبحاجةُإلىُأنُترىُُحقيقةُتقواهاُوإيمانهُاُ
س ُحقيقة ُالتوحيدُ ،فهذا ُنهاي ُة ُالمطاف ُوغايةُ ُالمقصُد ُالذي ُنحن ُبحاج ُةُ
ض ُالواقع ُلتالم ُ
على ُأر ُ
ب ُحتى ُتعوُد ُاألمة ُإلى ُبساط ُالريادة ُوالسيادةُ ،والرضاُُ ُمن ُأعظُمُ
إليه ُأكثر ُمن ُالطعام ُوالش ار ُ
حُ ُالعابدينُوجنةُالدنياُ،منُلمُيدخلُُعالم ُهُفيُالدنيُاُلمُيتذوقُُطعم ُهُ
بُالسعادةُ،وهوُمست ار ُ
أبوا ُ
بُُكلِهاُُ،إنهُُالرضُاُُباهللُُ-تباركُُوتعالىُُ-إن ُهُُقمةُُُاإليما ُ
نُ فيُُاآلخرةُُُ،وه ُوُُأعظمُُُأعمالُُالقلو ُ
وحالوتهُ ،يقول ُ-عليه ُالصالة ُوالسالم"ُ :-ذاق طعم اإليمان من رضي باهلل رباً وباإلسلم ديناً
وبمحمد رسوالً"ُ.أخرجهُمسلمُ .
ت ُباهلل ُربُاًُ
ومساء"ُ:رضي ُ
ًُ ن ُنقول ُصباحُاً ُ
وقُد ُأرشدنا ُالرسول ُ-صلى ُللا ُعليه ُوسلمُ -أ ُ
ثلث
لً"ُ ،فقال" :ما من عبد مسلم يقول حين يصبح وحين يمسي َ
وباإلسالم ُدينُاً ُوبمحمُد ُرسوُ
مرات :رضيت باهلل رباً وباإلسلم ديناً وبمحمد -صلى هللا عليه وسلم -نبياً إال كان حقاً على
هللا أن يرضيه يوم القيامه"ُ.أخرجهُأحمُدُ .
نُُيرضيكُُ،وقالُُ-عليهُُالصالُةُ
تُُكانُُحقُاًُُعلىُُللاُُأ ُ
تُُهذهُُالكلما ُ
فهنيئُاًُُلكُُ،إذاُُقل ُ
تُله ُالجنة"ُ .أخرج ُهُ
وبمحمدُنبيُاًُوجب ُ
ُ والسالم"ُ:-يا ُأبا ُسعيُدُ :من ُرضي ُباهلل ُربُاًُوباإلسالم ُدينُاًُ
مسلمُ.ومنُقالهاُأيضُاًُكماُفيُصحيحُمسلمُغفرُللاُل ُهُذنبهُُ .
تُ
ُفتأملُُ-ياُُعبُدُُللاُُ-عظيمُُالجزاءُُواألج ُرُُالذيُُيحصلُُعليهُُالمسلمُُإذاُُقا ُلُُهذهُُالكلما ُ
تُُتقولُُهذاُ
الثالثُُ،لكنُُه ُلُُهذاُُاألجرُُالعظيُمُُللذيُُيقولُُهذاُُالكالمُُبلسانهُُأمُُبأفعاله؟!ُُأن ُ
نُ
تُباهللُربُاًُأمُمجرُدُمقولةُُعلىُطرفُاللسان؟!ُم ُ
ومساءُ،فهلُرضي ُ
ً تُصباحُاًُ
ثُم ار ُ
الذكرُثال ُ
تُلهُالجنةُُ .
رضيُباهللُربُاًُوجب ُ
ُ