You are on page 1of 11

‫الكالم على حديث‪( :‬نحن بنو الن َّْضر بن كِنَانة‪ ،‬ال نَ ْق ُفو ُأ َّمنا‪ ،‬وال نَنْت َِفي من أبينا)‬

‫ورد سؤال من بعض اإلخوة الكرام يسأل عن قول حضرةِ موالنا الشيخ رشيد أحمد الجنجوهي‬
‫رحمه اهلل تعالى‪ ،‬يف جزء له يف «التفسير»‪ :‬أن ابن ماجه روى يف «السنن» أن األشعث بن قيس ﭬ‬
‫لما جاء إلى النبي ﷺ قال له‪ :‬يا رسول اهلل ألست منا؟ (وكان هذا السؤال بسبب أن سائر العرب من‬
‫قريش إلى كندة بنو إسماعيل) فقال له ﷺ‪« :‬ال تتهم أخوالنا بالزنا‪ ،‬وال ت ِ‬
‫نف نسبنا من آبائنا‪ ،‬نحن‬
‫أوالد النضر» فتأمل أنه لما كان يف هذا اللفظ من اإليهام البعيد‪ ،‬فنهاه النبي ﷺ عنه بصيغة النفي‪.‬‬
‫ما معنى هذه الرواية؟‬
‫فنبدأ أوال بالكالم التفصيلي على رواية ابن ماجه‪ ،‬ثم نعود إلى سياق كالم الشيخ الجنجوهي‬
‫لنفهم المقصود‪.‬‬

‫أخرج اإلمام ابن ماجه يف «السنن» (برقم ‪ )2612‬يف كتاب الحدود‪ ،‬باب َمن نَ َفى رجال من‬
‫رسول اهلل ﷺ يف َو ْفد كِنْدَ ة‪ ،‬وال َي َروين إال‬ ‫َ‬ ‫أتيت‬
‫قبيلته‪ ،‬من حديث األشعث بن قيس ﭬ قال‪ُ :‬‬
‫فقلت‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬أ َل ْستُم منا؟ فقال‪« :‬نحن بنو النَّ ْضر بن كِنَانة‪ ،‬ال نَ ْق ُفو ُأ َّمنا‪ ،‬وال نَنْتَ ِفي‬
‫ُ‬ ‫أفض َلهم‪،‬‬
‫برجل نَ َفى رجال من قريش من النضر بن‬
‫من أبينا» قال‪ :‬فكان األشعث بن قيس يقول‪« :‬ال أو َتي ُ‬
‫كِنَانة إال َج َلد ُته الحدَّ » وأخرجه بنحوه أحمد (‪.)21839‬‬

‫شرح الحديث‪:‬‬
‫[‪ ]1‬جاء يف «مرشد ذوي ِ‬
‫الح َجا والحاجة إلى سنن ابن ماجه» ‪:246/15‬‬

‫رسول اهلل ﷺ يف وفد كِنْدةَ) ‪ -‬بكسر الكاف وسكون النون ‪ -‬قبيلة‬


‫َ‬ ‫(قال) األشعث‪( :‬أتيت‬

‫مشهورة من العرب‪ ،‬نُ ِسبوا إلى أمهم؛ أي‪ :‬جئته مع الوافدين عليه من قبيلة كندة (وال َي َروين) أي‪:‬‬

‫(فقلت‪ :‬يا‬
‫ُ‬ ‫وال َي ْح َسبُني أولئك الوافدون؛ أي‪ :‬ال يظنونني (إال) أين (أفض ُلهم) و َأعق ُلهم و َأ ُ‬
‫علمهم‬

‫‪1‬‬
‫معاشر بني كِنَانة (منا) أي‪ :‬من بني قيس؛ أي‪ :‬أليست سير ُتكم وعاد ُتكم من‬
‫َ‬ ‫ألستُم) يا‬
‫رسول اهلل ْ‬
‫عادتنا وسيرتِنا؛ ألن عاد َة العرب واحدة؟ (فقال) له رسول اهلل ﷺ‪( :‬نحن بنو النضر بن كنانة ال نَ ْق ُفو‬

‫ُأ َّمنا) ‪ -‬بتقديم القاف على الفاء ‪ -‬أي‪ :‬ال نَتْ َب ُع ُأ َّمنا باالنتساب إليها‪ ،‬وال نقطع َش َر َفها وفض َلها‪ ،‬بل‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫ب إلى نَسبِها (وال نَنْتَفي) أي‪ :‬وال نَق َطع َ‬
‫نس َبنا (من أبينا)‬ ‫نعرف فض َلها وشر َفها يف حق نفسها وال نَنْتَس ُ‬
‫وننتسب إليه‪.‬‬
‫ُ‬ ‫نجعل نسبنا من ِ‬
‫نسب أبينا‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫بل‬

‫ِ‬
‫لنسب‬ ‫لنسب أبينا‪ ،‬وأنتم بخالفنا؛ ألَنَّ ُكم تجع ُلون نسبَكم تاب ًعا‬
‫ِ‬ ‫والحاصل‪َ :‬أنَّنا ن ُ‬
‫َجعل نسبَنا تاب ًعا‬

‫أمكم‪ ،‬وتقطعون نسبَكم عن أبيكم‪ ،‬وتنتسبون إلى أمكم‪ .‬انتهى الشرح‬

‫أقول‪ :‬قول الشارح «أي‪ :‬أليست سير ُتكم وعاد ُتكم من عادتنا وسيرتِنا؛ ألن عاد َة العرب‬

‫واحدة؟» خطأ سيتضح من النظر يف الروايات األخرى للقصة‪.‬‬

‫[‪ ]2‬ويف «إنجاح الحاجة شرح سنن ابن ماجه»‪« :‬ال نقفو أمنا ‪ »...‬إلخ بتقديم القاف على الفاء‪،‬‬
‫من َق َفا يق ُفو َق ْفوا و ُق ُفوا‪ ،‬وهو ال َق ْذف بال ُفجور صريحا‪ ،‬ورميا بأمر قبيح‪ ،‬فغَر ُضه ﷺ أنا ال ن ِ‬
‫َقذف‬ ‫َ‬ ‫َ ًْ‬ ‫ً‬ ‫ّ‬
‫أ َّمنا بإلحاق الن ََّسب بمن ليس منه‪ ،‬وذلك ُمقتَض للنفي من اآلباء أيضا‪ ،‬فلذلك أكَّدَ ه ﷺ بقوله‪« :‬وال‬

‫ننتفي من آبائنا»‪.‬‬

‫حي من اليمن‪ ،‬ألنه َكنَد أباه ب ُك ْفران النعمة ولحق‬ ‫َ‬ ‫وكِندة بالكسر‪َ ُ :‬‬
‫لقب ثور بن ُعفير أبي ّ‬
‫بأخواله‪.‬‬

‫والنضر بن كنانة أبو قريش‪ ،‬ولذلك قيل‪ :‬إن النضر بن كنانة اجت ََمع يف ثوبه يوما‪ ،‬فقالوا‪ :‬ت َق َّرش‪،‬‬

‫لتجم ِعهم إلى الحرم‪ ،‬وقيل غير ذلك‪ .‬انتهى من «إنجاح‬


‫ُّ‬ ‫والتقرش‪ :‬االجتماع‪ ،‬وقيل‪ُ :‬س ُّموا بذلك‬
‫ُّ‬
‫الحاجة»‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫[‪ ]3‬وقال السندي يف حاشيته على «مسند أحمد» (‪ :)161/36‬قوله‪« :‬ألستم منا؟» قيل‪ :‬قال‬

‫ذلك ألن النبي ﷺ كانت له َجدَّ ة من كندة‪ ،‬هي أم كِ َالب بن ُم َّرة‪.‬‬

‫وقوله‪« :‬ال نقفو أمنا» أي‪ :‬ال نتبع األمهات يف االنتساب ونرتك اآلبا َء‪ ،‬بل نس ُبنا إلى اآلباء دون‬

‫األمهات دائما‪ ،‬وقيل‪ :‬معناه‪ :‬ال ن َّتهمها وال نقذفها‪ ،‬من‪َ :‬ق َفاه‪ :‬إذا قذفه بما ليس فيه‪.‬‬

‫روايات أخرى للقصة‪:‬‬

‫قال صاحب «أنيس الساري تخريج أحاديث فتح الباري» ‪:5510/ 8‬‬

‫للحديث شاهد عن ‪ُ -1‬ج ْف ِشيش الكندي و ‪ -2‬عن ابن شهاب الزهري و ‪ -3‬عن عبد الرحمن‬

‫بن المغيرة بن الحارث بن أبي ذئب و ‪ -4‬عن عمران بن موسى بن طلحة بن عبيد اهلل‬

‫‪ -1‬فأما حديث ُج ْف ِشيش‪ :‬فأخرجه الطرباين يف «الكبير» (‪ )2190‬و«الصغير» (‪ )219‬وأبو نعيم‬

‫الج ْف ِشيش قال‪ :‬جاء‬


‫يف «الصحابة» (‪ )1711‬والخطيب يف «األسماء المبهمة» (ص ‪ ... )352‬عن ُ‬
‫أنت منَّا‪ ،‬وا َّد َع ْو ُه(‪ ،)1‬فقال رسول اهلل ﷺ ‪« :‬ال نَ ْق ُفو ُأ َّمنَا‪ ،‬وال‬
‫قوم من كندة إلى رسول اهلل ﷺ فقالوا‪َ :‬‬

‫نَنْتَفي من أبينا‪ ،‬نحن من ولد النضر بن كنانة»‪.‬‬

‫‪ -2‬وأما حديث الزهري‪ :‬فقال َم ْع َمر بن راشد‪ :‬عن الزهري قال‪ :‬جاء وفدُ كند َة إلى رسول اهلل‬

‫العباس‬ ‫ﷺ ‪ ...‬فقالوا للنبي ﷺ‪ :‬أنتم بنو عبد منَاف منا‪ ،‬أنتم بني آك ِل المرار‪ ،‬فقال لهم‪ِ « :‬‬
‫ناس ُبوا‬
‫َ‬ ‫َُ‬ ‫َ‬
‫غيرك‪ ،‬قال‪« :‬فال‪ ،‬نحن بنو النضر بن كنانة‪ ،‬ال نق ُفو أ َّمنا‪ ،‬وال نَدَّ ِعي‬ ‫ِ‬
‫وأبا سفيان» فقالوا‪ :‬ال نُنَاسب َ‬
‫لغير أبينا»‪ .‬أخرجه عبد الرزاق (‪ )19952‬عن معمر به‪.‬‬

‫ورواه أبو محمد عبد اهلل بن محمد بن ربيعة ال ُقدَ امي‪ ،‬عن مالك بن أنس‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬عن أنس‬
‫بن مالك وعن أبي بكر بن عبد الرحمن بن الحارث بن هشام قاال‪ :‬بلغ النبي ﷺ ّ‬
‫أن رجاال من كندة‬ ‫َّ‬

‫)‪ (1‬أي نسبوه إلى كندة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫العباس وأبو سفيان بن حرب إذا َق ِدما المدينة ليأ َمنَا‬
‫ُ‬ ‫يزعمون أنّه منهم‪ ،‬فقال‪« :‬إنما كان يقول ذاك‬

‫في من آبائنا‪ ،‬نحن بنو النضر بن كنانة ‪ .»...‬أخرجه البيهقي يف «الدالئل» ‪174/ 1‬‬
‫بذلك‪ ،‬وإنا لن نَنْتَ َ‬
‫–‪.175‬‬

‫‪ -3‬وأما حديث عبد الرحمن بن المغيرة‪ :‬فأخرجه ابن سعد (‪ )23 /1‬عن َم ْعن بن عيسى‬
‫القزاز‪ ،‬أنا ابن أبي ذئب‪ ،‬عن أبيه أنّه قيل لرسول اهلل ﷺ‪ّ :‬‬
‫إن هاهنا ناسا من كندة يزعمون أنك منهم‪،‬‬

‫فقال‪« :‬إنّما ذلك شيء كان يقوله العباس بن عبد المطلب وأبو سفيان بن حرب ليأ َمنا باليَ َمن‪ ،‬معاذ‬

‫اهلل أن نُزَ ني أ َّمنا أو نق ُفو أبانا(‪ ،)2‬نحن بنو النضر بن كنانة‪ ،‬من قال غير ذلك فقد َك َذب»‪.‬‬

‫‪ -4‬وأما حديث عمران بن موسى‪ :‬فأخرجه أبو أحمد الحاكم يف «الكنى» (‪ )343 /4‬عن أبي‬
‫العباس الثقفي‪ ،‬ثنا عبد اهلل بن مطيع‪ ،‬ثنا هشيم‪ ،‬عن رجل من بني عبس‪ ،‬عن عمران بن موسى‪ّ :‬‬
‫أن‬
‫وفد كندة لما قدموا على رسول اهلل ﷺ قال أبو الخير الج ِ‬
‫فشيش‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬أنتم منا يا بني هاشم‪،‬‬ ‫ُ‬ ‫َّ‬
‫قال‪« :‬كذبتم‪ ،‬نحن بنو النضر بن كنانة‪ ،‬ال نقفوا أمنا وال ننتفي من أبينا»‪ .‬انتهى من «أنيس الساري»‪.‬‬

‫‪ -5‬ويف «دالئل النبوة» للبيهقي ‪ ... :370/5‬حدثني الزهري‪ ،‬قال‪ :‬قدم األشعث بن قيس على‬

‫رسول اهلل ﷺ يف ثمانين أو ستين راكبا من كندة‪ ،‬فدخلوا عليه جميعهم‪....‬‬

‫الم َرار‪ ،‬قال ‪ :‬فضحك رسول‬ ‫ِ‬


‫وأنت اب ُن آك ِل ُ‬
‫الم َرار َ‬
‫ثم قال األشعث‪ :‬يا رسول اهلل نحن بنو آك ِل ُ‬
‫تاجرين‬ ‫ب ربيع َة بن الحارث‪،‬‬ ‫اهلل ﷺ ‪ ،‬ثم قال‪ِ « :‬‬
‫ناس ُبوا هبذا النَّ َس ِ‬
‫والعباس بن عبد المطلب‪ ،‬كانا َ‬
‫َ‬
‫الم َرار‪ ،‬يتعزَّ زُ ون بذلك يف‬ ‫ِ‬
‫وكانا إذا سارا بأرض العرب ُسئال‪ :‬من أين أن ُتما؟ قاال‪ :‬نحن بنو آكل ُ‬
‫الم َرار من كندة كانوا ُم ُلوكا‪ ،‬نحن بنو النضر بن كنانة‬
‫العرب‪ ،‬و َيد َفعون به عن أنفسهم‪ ،‬ألن بني آكل ُ‬
‫ال نقفو أمنا وال ننتفي من أبينا»‪.‬‬

‫)‪ (2‬أي ال نرمي أمنا بالزنا وال نقذف أبانا بالفجور‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -6‬ويف «جامع معمر بن راشد» ‪:‬‬

‫‪ - 19952‬أخربنا عبد الرزاق‪ ،‬عن معمر‪ ،‬عن الزهري‪ ،‬قال‪ :‬قدم على النبي ﷺ وفد من كندة‪،‬‬

‫وعليهم ِج َباب يمانية‪ ،‬قد َك ُّفوا أكمامها وجيوهبا بالحرير‪ ،‬فس َّلموا عليه‪ ،‬فقال النبي ﷺ‪« :‬ألستم‬

‫مسلمين؟» ‪ ،‬قالوا‪ :‬بلى‪ ،‬قال‪« :‬فما شأن هذا الحرير؟» ‪ ،‬قال‪ :‬فنزعوه حينئذ من أكمامهم وجيوهبم‪،‬‬

‫الم َرار ‪ -‬حي من كندة‪ ،‬كان بينهم وبين بني‬


‫ثم قالوا للنبي ﷺ ‪ :‬أنتم بني عبد مناف منَّا‪ ،‬أنتم بني آكل ُ‬
‫عبد مناف ِخ ْلطة يف الجاهلية ‪ -‬فقال لهم النبي ﷺ‪« :‬اذهبوا إلى عباس وأبي سفيان يناسبوكم» قالوا‪:‬‬

‫ال‪ ،‬بل أنت‪ ،‬قال‪« :‬فنحن بنو النضر بن كنانة‪ ،‬ال نفقو أمنا‪ ،‬وال ندَّ عي لغير أبينا»‪.‬‬

‫‪ -7‬ويف «سيرة ابن هشام » ‪:585/ 2‬‬

‫قال ابن إسحاق‪ :‬وقدم على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم األشعث بن قيس‪ ،‬يف وفد كندة‪،‬‬

‫فحدثني الزهري بن شهاب أنه قدم على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم يف ثمانين راكبا من كندة‪،‬‬

‫فدخلوا على رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم مسجده ‪...‬‬

‫ثم قال له األشعث بن قيس‪ :‬يا رسول اهلل‪ :‬نحن بنو آكل المرار‪ ،‬وأنت ابن آكل المرار‪ ،‬قال‪:‬‬

‫العباس بن عبد المطلب‪ ،‬وربيع َة‬ ‫فتبسم رسول اهلل صلى اهلل عليه وسلم‪ ،‬وقال‪ِ :‬‬
‫«ناسبُوا هبذا النَّ َسب‬
‫َ‬
‫بن الحارث»‪.‬‬

‫فسئال ممن هما؟ قاال‪:‬‬ ‫وكان العباس وربيعة رج َلين ِ‬


‫تاج َرين‪ ،‬وكانا إذا شاعا يف بعض العرب ُ‬
‫( ‪)3‬‬

‫الم َرار‪ ،‬يتعزَّ زان بذلك(‪ ،)4‬وذلك أن كندة كانوا ملوكا‪.‬‬


‫نحن بنو آكل ُ‬

‫)‪ (3‬أي انتشرا وسافرا‪.‬‬


‫)‪ (4‬يطلبان العزة عند الناس ِ‬
‫ورفعة المكانة‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ثم قال لهم‪« :‬ال‪ ،‬بل نحن بنو النضر بن كنانة‪ ،‬ال نقفو أمنا‪ ،‬وال ننتفي من أبينا» فقال األشعث‬

‫بن قيس‪ :‬هل فرغتم يا معشر كندة؟ واهلل ال أسمع رجال يقولها إال ضربتُه ثمانين‪.‬‬

‫‪ -8‬ويف «تاريخ المدينة» البن ش َّبة ‪:545/ 2‬‬

‫الج ْف ِشيش‪ :‬يا رسول اهلل‪ ،‬إنا‬


‫وروى الكلبي‪ :‬أن وفد كندة قدموا على رسول اهلل ﷺ ‪ ...‬فقال ُ‬
‫نزعم أنكم من ال ُع ُمور ُع ُمور كندة(‪ ،)5‬فيقال‪ :‬إن النبي ﷺ قال‪« :‬ذاك شيء كان يقوله العباس وأبو‬

‫سفيان إذا َق ِدما عليكم‪ ،‬نحن بنو النضر بن كنانة‪ ،‬ال نقفوا أمنا‪ ،‬وال ندع أبانا»‪.‬‬

‫التعليق على الرواية‪:‬‬

‫الوفود‪ ،‬لكثرة الوافدين‬


‫‪ -1‬هذه القصة وقعت يف السنة التاسعة للهجرة‪ ،‬ويسمى هذا العام بعام ُ‬
‫من قبائل العرب الذين قدموا المدينة‪ ،‬والتقوا برسول اهلل ﷺ‪.‬‬

‫لوفد كِندَ ة من اليمن‪ ،‬وكانوا نحو ستين أو ثمانين رجال‪.‬‬


‫‪ -2‬وقعت هذه القصة َ‬

‫الحرير‪ ،‬لكن‬
‫َ‬ ‫إنكار النبي ﷺ على وفد كندة ُلبْ َسهم‬
‫ُ‬ ‫‪ -3‬ورد يف بعض الروايات يف بداية القصة‬

‫بعض الروايات األخرى اختصرت القصة واقتصرت على مسألة االنتساب إلى كندة‪.‬‬

‫‪ -4‬كان المتكلم الذي تحدث مع النبي ﷺ من وفد كندة هو األشعث بن قيس ﭬ أو صحابي‬
‫وبعض الروايات عم ِ‬
‫مت القائل‪ ،‬ونس َب ْت‬ ‫ُ‬ ‫آخر اسمه الج ِ‬
‫فشيش الكندي‪ ،‬ويف اسمه اختالف كثير‪.‬‬ ‫َ‬
‫َّ‬ ‫ُ‬
‫القول إلى وفد كندة بدون تعيين القائل‪.‬‬

‫غيره ورد بألفاظ مختلفة يف الروايات‪:‬‬


‫‪ -5‬السؤال الذي طرحه األشعث أو ُ‬

‫‪ -‬يا رسول اهلل‪ ،‬أ َل ْستُم منا؟ (ابن ماجه)‬

‫)‪ (5‬أظن «ال ُع ُمور» جمع َعمرو‪ ،‬وتكرر يف نسب كندة ذكر هذا االسم‪ ،‬فالمراد‪ :‬أنك من أوالد ال ُم َس َّمين «عمرو»‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫الم َرار (مصنف عبد الرزاق وجامع معمر)‬
‫‪ -‬أنتم بنو عبد َمنَاف منا‪ ،‬أنتم بني آك ِل ُ‬

‫‪ -‬يا رسول اهلل‪ ،‬أنتم منا يا بني هاشم (أبو أحمد الحاكم)‬

‫الم َرار (ابن هشام ودالئل النبوة)‬ ‫ِ‬


‫وأنت اب ُن آك ِل ُ‬
‫الم َرار َ‬
‫‪ -‬يا رسول اهلل نحن بنو آك ِل ُ‬

‫‪ -‬يا رسول اهلل‪ ،‬إنا نزعم أنكم من ال ُع ُمور ع ُُمور كندة (تاريخ ابن شبة)‬

‫النبي ﷺ إلى بني كندة؟‬


‫‪ -6‬ما هو سبب نسبة المتحدث من وفد كندة َّ‬

‫السبب األول‪ :‬أن إحدى جدات النبي ﷺ كانت من كِندة‪ ،‬وهي أم كِالب بن ُم َّرة‪ ،‬وأهنا هي‬

‫التي أرادها األشعث بن قيس يف قوله‪« :‬يا رسول اهلل‪ ،‬أ َل ْستُم منا؟» ذكر هذا السبب ُّ‬
‫الس َهيلي يف‬

‫«الروض األُنف» ‪ 490/7‬وابن القيم يف «زاد المعاد» ‪ 539/3‬وابن سيد الناس يف «عيون األثر»‬

‫‪ 301/2‬وصاحب «السيرة الحلبية» ‪ 319/3‬والسندي يف «حاشيته على المسند» (‪.)161/36‬‬

‫وذكر السهيلي يف «الروض األنف» أن أم كالب بن مرة هي‪َ :‬د ْعد بنت َس ِرير بن ثعلبة بن‬

‫الحارث الكندي‪ ،‬وذكر قوال آخر‪ :‬أن دعد بنت سرير الكندية هي جدة كالب أي أم أمه وليست أمه‪،‬‬

‫وأن اسم أم كالب هو هند كما ذكر ابن إسحاق‪ .‬يعني أن أم كالب بن مرة هي‪ :‬هند بنت دعد بن‬

‫سرير‪.‬‬

‫والذين ذكروا هذا السبب يفسرون َ‬


‫قول النبي ﷺ‪« :‬ال نقفو أمنا» بأن المراد‪ :‬أن أم كالب وإن‬

‫كانت من كندة‪ ،‬لكننا ال نَتْ َبع األمهات يف االنتساب ونرتك اآلبا َء‪ ،‬بل نس ُبنا إلى اآلباء دون األمهات‬

‫دائما‪ .‬وهذا معنى قول السهيلي‪« :‬إن األشعث أصاب يف بعض قوله» أي أن النبي ﷺ لم ينكر على‬

‫األشعث‪ ،‬وإنما ذكر أن أوالد النضر ينتسبون إلى اآلباء دون األمهات‪.‬‬

‫السبب الثاين‪ :‬أن عم النبي ﷺ العباس بن عبد المطلب القرشي الهاشمي‪ ،‬وابن عم النبي ﷺ‬

‫ربيعة بن الحارث بن عبد المطلب القرشي الهاشمي كانا صدي َقين‪ ،‬وكانا ُيسافران بغرض التجارة‬

‫‪7‬‬
‫يف أنحاء الجزيرة‪ ،‬فكانا إذا ُسئال‪ :‬ممن أنتما؟ أي من أي قبائل العرب؟ فكانا يقوالن‪( :‬نحن بنو آكِ ِل‬

‫الم َرار هو لقب الحارث بن َع ْمرو بن ُح ْجر بن َع ْمرو‬ ‫ِ‬


‫الم َرار) يعني ينتسبان إلى قبيلة كندة‪ ،‬ألن آكل ُ‬
‫ُ‬
‫بن معاوية الكندي‪ ،‬أحد أجداد قبيلة كندة‪ ،‬وقيل‪ :‬بل لقب جده ُح ْجر بن عمرو‪.‬‬

‫الجوع‪ ،‬فأما هو فأكل من‬


‫ُ‬ ‫وسبب تلقيبه بذلك‪ :‬أنه كان يف نفر من أصحابه يف سفر فأصاهبم‬

‫الم َرارة) حتى َشبِـع ونَ َجا‪ ،‬وأما أصحابه فلم ُيطيقوا ذلك حتى هلك‬
‫الم َرار (وهو شجر شديد َ‬
‫ُ‬
‫الم َرار‪ ،‬كما يف «المحكم» ‪.250/10‬‬ ‫أكثرهم‪ ،‬ف َف َضل عليهم َ‬
‫بصبْره على أكله ُ‬ ‫ُ‬

‫توهم َوفد كندة أن قريشا من كندة‪ ،‬كما‬


‫الحاصل أن انتساب العباس وربيعة إلى كندة أ َّدى إلى ُّ‬
‫ذكر ابن كثير يف «البداية» ‪.85/5‬‬

‫أما سبب انتساب العباس وربيعة بن الحارث (ويف بعض الروايات بدله أبو سفيان بن حرب)‬

‫إلى كندة مع أهنم قرشيون‪ ،‬فورد لذلك سببان‪:‬‬

‫‪ -1‬يتعزَّ زان بذلك‪ ،‬أي يطلبان َم َعزَّ ة الناس ِ‬


‫ورفع َة المكانة يف نفوسهم‪ ،‬ألن كندة كانوا ملوكا‬

‫يف الجاهلية‪ ،‬فكأهنما يقوالن‪ :‬نحن أبناء الملوك‪.‬‬

‫‪ -2‬وليأ َمنَا بذلك‪ ،‬أي إذا ع ُِرف أهنما من كندة وليسا غريبين‪ ،‬فيأمنان بذلك من ُّ‬
‫تعرض الناس‬

‫لهما باألذى‪ ،‬أو ممن يكون بينه وبين قريش عداوة وشحناء‪.‬‬

‫ف بكون‬
‫التشر ُ‬
‫ُّ‬ ‫‪ -7‬أما غرض األشعث بن قيس من نسبة النبي ﷺ إلى كندة فهو على ما يبدو‬

‫العباس وأبا سفيان‪ ،‬فقالوا‪ :‬ال‬ ‫النبي ﷺ منهم‪ ،‬واهلل أعلم‪ .‬وأظنه هو معنى قول النبي ﷺ‪ِ :‬‬
‫«ناس ُبوا‬
‫َ‬
‫الشرف بنسبة العباس وأبي سفيان إليكم‪ ،‬كما كانا يقوالن عن أنفسهما‪،‬‬
‫َ‬ ‫غيرك»‪ .‬أي اطلبوا‬ ‫ِ‬
‫نُنَاسب َ‬
‫تشرف بنسبة أحد غيرك إلينا‪ ،‬واهلل أعلم‪.‬‬ ‫ِ‬
‫غيرك‪ ،‬أي ال ن َّ‬
‫فقال الوفد‪ :‬ال نُناسب َ‬

‫وقد يكون المراد‪ :‬اذكروا هذه النسب َة للعباس وأبي سفيان‪ ،‬ليبينا لكم حقيقتها‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪ -8‬وسبب عدم رضا النبي ﷺ نسبة نفسه إلى كندة‪ :‬يتضح من قوله‪« :‬ال نَ ْق ُفو ُأ َّمنا‪ ،‬وال نَنْت َِفي‬

‫من أبينا» على التفسيرين للفظ «نقفو» إما لكوهنا تخالف الطريقة السائدة عند العرب يف االنتساب‬

‫إلى اآلباء دون األمهات‪ ،‬أو أن من انتسب إلى غير أبيه‪ ،‬فقد انتفى من أبيه‪ ،‬و َق َّفى أ َّمه‪ ،‬أي‪ :‬رماها‬

‫بالفجور‪ ،‬كما ذكر ابن القيم يف «الزاد»‪ .‬وقد ورد عند ابن سعد (‪« : )23 /1‬معاذ اهلل أن نُزَ ني أ َّمنا أو‬

‫نق ُفو أبانا»‪.‬‬

‫وقد يكون السبب هو هني النبي ﷺ عن االنتساب إلى غير األب‪ ،‬وأظن أن هذا المعنى هو‬

‫الذي أراده اإلمام ابن ماجه‪ ،‬فقد عقد يف «سننه» قبل هذا الباب‪ :‬باب من ا َّدعى إلى غير أبيه أو تولى‬
‫َ‬
‫حديث ابن عباس‪ ،‬قال‪ :‬قال رسول اهلل ﷺ‪« :‬من انتَسب إلى غير أبيه‪ ،‬أو تولى‬ ‫غير مواليه‪ ،‬وذكر فيه‬

‫غير مواليه‪ ،‬فعليه لعنة اهلل والمالئكة والناس أجمعين» وحديث سعد وأبي بكرة أهنما سمعا النبي‬

‫ﷺ يقول‪« :‬من ا َّدعى إلى غير أبيه وهو يعلم أنه غير أبيه‪ ،‬فالجنة عليه حرام» وبنحوه حديث عبد اهلل‬

‫باب من نفى رجال من قبيلته‪ ،‬وذكر فيه رواية األشعث بن قيس‪.‬‬


‫بن عمرو‪ .‬ثم عقد َ‬

‫‪ -9‬ذكر اإلمام ابن القيم يف «زاد المعاد» ‪ 539/3‬عدة فوائد مستفادة من قصة األشعث بن‬

‫قيس‪ ،‬حيث قال‪ :‬ويف هذا من الفقه‪:‬‬

‫‪ -1‬أن من كان من ولد النضر بن كنانة‪ ،‬فهو من قريش‪.‬‬

‫المحرم استعما ُله‪ ،‬كثياب الحرير على الرجال‪ ،‬وأن ذلك ليس‬
‫َّ‬ ‫‪ -2‬وفيه‪ :‬جواز إتالف المال‬

‫بإضاعة‪.‬‬

‫الم َرار‪ :‬هو الحارث بن عمرو بن ُح ْجر بن‬


‫والم َرار‪ :‬هو شجر من شجر البوادي‪ ،‬وآكل ُ‬
‫‪ُ -3‬‬
‫عمرو بن معاوية بن كندة‪ ،‬وللنبي ﷺ َجدة من كندة مذكورة‪ ،‬وهي أم كِالب بن ُمرة‪ ،‬وإياها‬

‫أراد األشعث‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ -4‬وفيه‪ :‬أن من انتسب إلى غير أبيه‪ ،‬فقد انتفى من أبيه‪ ،‬وقفى أمه‪ ،‬أي‪ :‬رماها بالفجور‪.‬‬

‫‪ -5‬وفيها‪ :‬أن كندة ليسوا من ولد النضر بن كنانة‪.‬‬

‫‪ -6‬وفيه‪ :‬أن من أخرج رجال عن نسبه المعروف‪ُ ،‬جلِد حدَّ القذف‪.‬‬

‫هذا ما تيسر جمعه في توضيح رواية ابن ماجه‪ ،‬والعلم عند هللا‬

‫ونعود بعد هذا إلى إلى سياق كالم الشيخ الجنجوهي رحمه اهلل تعالى‪:‬‬

‫ِ ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫وهو أن الشيخ أورد قوله تعالى‪﴿ :‬ياأ ُّيها الَّذين آمنُوا ال ت ُقولُوا راعنا و ُقولُوا ا ْنظُ ْرنا و ْاسم ُعوا ول ْلكافرِين عذ ٌ‬
‫اب‬

‫ألِ ٌيم﴾ [البقرة‪ ]104 :‬وعلق عليها بقوله‪:‬‬

‫إن الشعراء أحيانا يذكرون لفظ (الصنم أو الوثن) ونحوه يكنون به عن المحبوب‪ ،‬والشاعر وإن كان‬

‫المجازي‪ ،‬إال أن هذه األلفاظ ال تخلو من إيهام سوء‬ ‫ِ‬


‫ال يقصد هبا المعنى الحقيقي‪ ،‬بل يريد المعنى َ‬
‫األدب واإلهانة واألذى يف حق اهلل تعالى وحق رسوله ﷺ‪.‬‬

‫وألجل هذا هنى اهلل سبحانه وتعالى الصحاب َة الكرام من قول‪ِ :‬‬
‫(راعنا) وأرشدهم إلى قول‪ُ ( :‬ان ُظرنا)‬
‫مع أن الصحابة ﭫ ما كانوا يقصدون – معا َذ اهلل – ذلك المعنى الذي كان ِ‬
‫يقصده اليهود‪ ،‬لكنه‬
‫كان ذريع ًة إلى اجرتاء اليهود على استعماله‪ ،‬وم ِ‬
‫وهما لإلساءة واألذى يف جناب الرسول ﷺ‪ ،‬لهذا‬ ‫ُ‬
‫ورد الحكم‪﴿ :‬ال تقولوا راعنا﴾‪.‬‬

‫رفع الصوت من الصحابة عند التحدُّ ث يف مجلس الرسول ﷺ بوجه قلة‬


‫وعلى هذا‪ :‬لم يكن ُ‬
‫والس ِ‬
‫جية‪ ،‬ولكن لما‬ ‫االحرتام واألذية – معاذ اهلل‪ -‬وإنما كانوا يرفعون الصوت على حسب العادة َّ‬
‫كان موهما لإلساءة وعدم رعاية الحرتام مقامه ﷺ جاء الحكم‪( :‬ياأ ُّيها الَّ ِذين آمنُوا ال ت ْرف ُعوا أ ْصواتك ُْم‬
‫ف ْوق ص ْو ِت النَّبِي وال ت ْجهروا له بِالْق ْو ِل كج ْهرِ ب ْع ِضكُم لِب ْعض ‪ )...‬اآلية‪ .‬وهو حكم ِ‬
‫واضح أنكم وإن لم‬ ‫ْ‬ ‫ُ ُ‬ ‫ِّ‬
‫تقصدوا برفعه اإلساءة لكنه ِ‬
‫يوجب َح َ‬
‫بط األعمال دون أن تشعروا بذلك‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫ونحوه ما ورد يف الحديث‪« :‬ال تكنوا بكنية أبي القاسم» فكانت هذه التكنية ممنوعة يف حياة الرسول‬
‫فيلتفت إليه الرسول ظانا أنه ِ‬
‫يقصده‬ ‫غير الرسول‪،‬‬ ‫ِ‬
‫ُ‬ ‫ﷺ ألج ِل أذية الرسول بأن ُينادي هبا أحد شخصًا َ‬
‫المنادي ما أراد إيذا َءه هبذا‪.‬‬
‫بالنداء‪ ،‬مع أن ُ‬

‫وروى ابن ماجه ‪ ...‬وذكر الشيخ هنا قصة األشعث بن قيس‪ ،‬وقد تكلمنا عليها‪.‬‬

‫حسن‪ ،‬وبعيد‬ ‫َ‬ ‫فالحاصل‪ :‬أن حضرة الشيخ الجنجوهي ِ‬


‫ِ‬
‫اللفظ إذا كان له معنيان‪ :‬قريب َ‬ ‫يقصد أن‬ ‫َ‬
‫ِ‬ ‫ِ‬
‫قبيحا‪ ،‬فالشريع ُة ُترشد إلى اجتنابِه حتى ال ُي َ‬
‫حمل على غير المعنى المقصود‪.‬‬ ‫ُيوهم معنى ً‬

‫مثل نسبة الشخص إلى غير أبيه أو إلى غير قبيلته‪ ،‬فإنه ي ِ‬
‫وهم أن المتحدث ينفي نَ َسبه من آبائه‬ ‫وذلك َ‬
‫ُ‬
‫ويتهم األمهات بالفجور‪ ،‬فنهى الشرع عنه لما فيه من اإليهام البعيد وإن كان ال ِ‬
‫يقصده المتكلم‪.‬‬

‫انتهى المرام‪.‬‬

‫رتبه العاجز‪ :‬محمد طلحة بالل أحمد منيار‪ ،‬عاشر المحرم ‪1445‬هـ الموافق ‪ 29‬يوليو ‪ 2023‬م‬

‫‪11‬‬

You might also like