You are on page 1of 234

‫ـ‪1‬ـ‬

‫ـ‪2‬ـ‬
‫ـ‪3‬ـ‬
‫ـ‪4‬ـ‬
‫بسم اهلل الرحمن الرحيم‬
‫احلمد هلل ؛ خلق االنسـ ــان وعلمه البيـ ــان ‪ ،‬ونصـ ــلي ونسـ ــلم على رسـ ــول اهلل بلغ الرسـ ــالة‬
‫وادى األمانه وصدع باحلق املبني ‪ ،‬وبعد ‪...‬‬
‫إن اإلحتفــاء بــذكرى أعالم عمــان هــدف نبيل تســعى الســلطنة جــادة إىل حتقيقه يف ضــوء‬
‫حرصــها على اســتثارة مهة البــاحثني الجتالء الصــورة املشــرقة ال جمادنا العمانية وحث شــبابنا على‬
‫القيام بدورهم اإلجيايب الفاعل حنو دراسات جادة تالمس اجلانب اإلبداعي لرتاثنا ؛ وهــذا اهلدف‬
‫جيب وضــعهـ يف احلســبان يف إطــار التواصل بني األصــالة واملعاصــرة ؛ ليكــون تناولنا للــرتاث احلافز‬
‫امللهم مسـ ـ ــتهدفا من قبل فئـ ـ ــات اجملتمع بكاملها وتنـ ـ ــوع مشـ ـ ــارهبا العمرية والفكرية ؛ راجنب من‬
‫خالل هــذا املفهــوم أن يكــون هــذا اإلصــدار حــول منظومة اخلليل بن أمحد الفراهيــدي النحوية ؛‬
‫بدارسة وحتقيق األستاذ الـدكتور أمحد عفيفي اسـتاذ النحو والصـرف والعــروض بكلية دار العلـوم‬
‫جبامعة الق ــاهرة حاليا (‪ )1‬اض ــاءة جدي ــدة ح ــول فكر ه ــذا الع ــامل العم ــاين ال ــذي جتاوز بعقله اجملرد‬
‫وفكره الرياضي النري اسوار اإلقليمية ليــرتبع على دست العلــوم اللغوية والصــوتية بل هو على حد‬
‫مفهــومـ علمــاء اللســانيات املعاصــرين مبثابة الكمــبيوتر لعصــره ومؤسس البحث النظــري والتطــبيقي‬
‫يف مجع املادة اللغوية ‪ ،‬حيث اس ـ ـ ـ ـ ــتطاع مبا تـ ـ ـ ـ ـ ــوفر لديه من بنية ذهنية متكاملة أن ي ـ ـ ـ ـ ــثري املكتبة‬
‫العربية واالسالمية بأروع ما خلفته احلضارات االنسانية وهو حبق رائد البحث يف األصوات ويف‬
‫بنية الكلمة والنحو والت ــأليف املعجمي مث هو ف ــوق كل ه ــذا وذاك أول من وضع واس ــتنبط حبور‬
‫الشــعر العــريب ‪ ،‬ونكــاد الجنانب احلقيقة إذا ما ذهبنا إىل القــول بــأن اخلليل بن أمحد الفراهيــدي ‪،‬‬
‫ـري لالمة العربية واالســالمية التحمت عــربه اجلســوم إىل جــانب االفئــدة ؛ فتح تــرك هلذه‬ ‫فتح فكـ ّ‬
‫األمة مرياثا ثقافيا هائال ما زالت اشعاعاته النرية حافلة جبوانب العطاء واإلبداع‪.‬‬
‫وإنه جلميل أن ي ــأيت ه ــذا كله يف اط ــار ح ــرص وس ــعي وزارة ال ــرتاث الق ــومي والثقافة إىل‬
‫جتديد ال ــدماء يف ش ــرايني تراثنا العم ــاين ليبقى ـ ـ كما عه ــدناه ـ ـ حيا مع ــاىف حيمل يف أعطافه طاقة‬
‫فكرية متجددة وألقا وقادا وقوة متمكنة قادرة على استيعاب قضايانا املعاصرة‪.‬‬
‫المنتدى األدبي‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬نـ ــواة هـ ــذا اإلصـ ــدار حماضـ ــرة ثقافية حتمل نفس العنـ ــوان واملبحث القاها الـ ــدكتور أمحد مصـ ــطفى عفيفي من كلية‬
‫اآلداب جبامعة السلطان قابوس ‪ ،‬مبقر املنتدى األديب مساء يوم الثالثاء ‪ 1995 / 6 / 20‬م‪.‬‬

‫ـ‪5‬ـ‬
‫ـ‪6‬ـ‬
‫«من أحب أن ينظر إىل رجل خلق من الذهب واملسك فلينظر إىل اخلليل بن امحد»‬
‫سفيان الثوري‬
‫«اكلت الدنيا بعلم اخلليل وكتبه وهو يف خص ال يشعر به»‬
‫النضر بن شميل عن صاحبه كتاب‬
‫[اعالم العرب]‬
‫«كــان اخلليل بن امحد الفراهيــدي طبقة ال تــدرك حىت قيل ‪ :‬ان بعض امللــوك طلبه ليــؤدب‬
‫أوالده فأتــاه الرســول وبني يديه كسر يابسة يأكلها فقــال له ‪ :‬قل ملرســلك ما دام يلقى مثل هــذه‬
‫‪ ،‬ال حاجة به إليك»‬
‫ابن عماد الحنباي‬
‫كان اخلليل إماما يف علم النحو ‪ ،‬وهو الذي استنبط علم العروض واخرجه إىل الوجود ‪،‬‬
‫فحصر أقسامه يف مخس دوائر‪.‬‬
‫الوفيات‬

‫ـ‪7‬ـ‬
‫من أقوال الخليل‬
‫«أكمل ما يكـ ـ ـ ــون االنسـ ـ ـ ــان عقال وذهنا إذا بلغ أربعني سـ ـ ـ ــنة ‪ ،‬وهي السن اليت بعث اهلل‬
‫تعــاىل فيها حممــدا صـلّى اهلل عليه وسـلّم ‪ ،‬مث يتغري وينقص إذا بلغ ثالثا وســتني ســنة ‪ ،‬وهي السن‬
‫اليت قبض فيها رسول صلّى اهلل عليه وسلّم ‪ ،‬واصفى ما يكون ذهن االنسان يف وقت السحر»‪.‬‬
‫«ال يعلم اإلنسان خطأ معلم حىت جيالس غريه»‬
‫علي فيما جياوزه مهي»‬ ‫«اين اغلق بايب ّ‬

‫ـ‪8‬ـ‬
‫من شعره‬
‫وقبلك داوى الطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبيب املريض ‪  ‬فعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاش املريض ومـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات الطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبيب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فكن مس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتعداـ ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدار الفن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء ‪  ‬ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي هو آت ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــريب‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫*********‬
‫يومها ‪  ‬وح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول إىل ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول وش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهر إىل ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهر‬ ‫مث‬ ‫ليلة‬ ‫اال‬ ‫هي‬ ‫وما‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫مطايا يقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربن اجلديد إىل البلى ‪  ‬ويـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدنني اشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالء الكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرام إىل القرب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ويـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرتكن أزواج الغيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور لغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــريه ‪  ‬ويقسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمنـ ما حيوي الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحيح من الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوفر‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫*********‬
‫‪  ‬ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــافر بال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي قض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــته الك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــواكب‬ ‫أين‬ ‫املنجم‬ ‫عين‬ ‫ابلغا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫عاملا أن ما يكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون وماكا ‪  ‬ن قض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء من املهيمن واجب‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـ‪9‬ـ‬
‫من منظومته النحوية‬
‫إين نظمت قص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيدة حربهتا ‪  ‬فيها كالم مونق وت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذوي املروءة والعقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ومل أكن ‪  ‬اال اىل امثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاهلم اتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ابياهتا ‪  ‬مثل القن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاة أقيم فيها األكعب‬ ‫يف‬ ‫عيب‬ ‫ال‬ ‫عربية‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫*********‬
‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاذا نطقت فال تكن حلّانة ‪  ‬فيظل يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخر من كالمك معـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫النحو رفع يف الكالم وبعضه ‪  ‬خفض وبعض يف التكلم ينصب‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫*********‬
‫النحو حبر ليس يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدرك قعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــره ‪  ‬وعر الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبيل عيونه ال تنضب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪  ‬فالقصد أبلغ يف األم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور وأذرب‬ ‫آذيه‬ ‫يف‬ ‫عمت‬ ‫ما‬ ‫إذا‬ ‫فاقصد‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫واسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتغن أنت ببعضه عن بعضه ‪  ‬ومن ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي علمت ال يتش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫*********‬
‫واس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتعجم الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاس الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي من بع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدهم ‪  ‬فكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأ ّن من طلب الفصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاحة مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذنب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫عج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزوا فق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالوا لو أردنا مثل ما ‪  ‬قد قلت قلنا ‪ ،‬إذ تقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول وتطلب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫لكن رفضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــناه وننطق بالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي ‪  ‬هنوى وينطق مثله من نصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالثعلب الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــازي إىل عنق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوده ‪  ‬ليناله فصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــغى وأعيا الثعلب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزرى عليهم وقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامض ‪  ‬وحلبّة منه ألذ واع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أو كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالعجوز وقد اريق طبيخها ‪  ‬قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالت هلم خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبز وملح أطيب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـ ‪ 10‬ـ‬
‫تقديم ‪:‬‬
‫حني تتجه الكتابة صـ ـ ـ ـ ــوب اخلليل بن أمحد عبقـ ـ ـ ـ ــري العربية ورائد الدراسـ ـ ـ ـ ــات اللغوية يف‬
‫ثقافتنا العربية قربا أو بعــدا فــإن قيمة ســامقة تقــدم للــرتاث اللغــوي ‪ ،‬فاخلليل مؤسسة متكاملة من‬
‫املع ــارف أحكم أمرها من خالل اكتم ــال نظريته املعرفية فرضا واس ــتعماال ‪ ،‬ف ــالعروض لديه ب ــدا‬
‫نظرية إيقاعية خيرج منها ويـ ـ ـ ــأيت إليها كل جهد شـ ـ ـ ــدا به املفكـ ـ ـ ــرون والدارسـ ـ ـ ــون حىت اليـ ـ ــوم ‪،‬‬
‫واملعجم العــريب لديه هيكل لبنــاء لغــوي حــوى الشــارد والــوارد ‪ ،‬والــواقعي واملتخيل ‪ ،‬فقد جــاء‬
‫بنـ ـ ــاء جتريـ ـ ــديا واقعيا بإمكانه أن حيكم لغـ ـ ــات األمم ال العربية وحـ ـ ــدها ‪ ،‬وإن كـ ـ ــانت صـ ـ ــالحيته‬
‫عب ه ـ ــذا الرجل يف‬ ‫للعربية ص ـ ــالحية ذوق وع ـ ــرف واس ـ ــتعمال ‪ ،‬ك ـ ــذلك األص ـ ــوات خترج من ّ‬
‫وضوح علمي يؤكد التجريب وحيكم الوصف بصدقه ودقته‪.‬‬
‫مل يقف ب ــاع اخلليل عند ه ــذه احلدود اللغوية اليت أص ــبح رائ ــدا ومؤسسا هلا ‪ ،‬وإمنا جتلت‬
‫ـوي منذ أن تتلمذ‬ ‫خطواته الراســخة يف مســار النحو حمكمة قواعد وأصــوال) والقــارئ لرتاثنا النحـ ّ‬
‫على يديه سيبويه حىت اآلن يدرك صدق ذلك‪.‬‬
‫ـوي ‪ ،‬ومن مث‬ ‫عـ ـ ـ ـ ــاش اخلليل بعبقريته حيا يف فكر تابعيه ومن خط خطّا يف الـ ـ ـ ـ ــدرس اللغـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫أضحت أفكاره مؤكدة ثابتة النسبة إليه دون غمــوض أو التــواء ‪ ،‬مبعىن آخر أضــحى اخلليل حمورا‬
‫لكل حركة لغوية جـ ــاءت بعـ ــده إىل احلد الـ ــذي ما عـ ــاد يف جعبة الدارسني ما هو خفي غـ ــامض‬
‫بالنسبة إىل اخلليل‪.‬‬
‫يف ظل ه ـ ــذا الظه ـ ــور يطلع علينا ال ـ ــدكتور أمحد عفيفي وهو لغ ـ ــوي أديب هبذا الكت ـ ــاب‬
‫للخليل بن امحد الفراهيدي موثقا إيــاه حتت عنــوان (املنظومة النحوية للخليل بن أمحد الفراهيــدي‬
‫ـوي أن هنـ ــاك أعمـ ــاال للخليل يف طي اجملهـ ــول حباجة إىل بعث وإظهـ ــار‪.‬‬ ‫» يثبت للبـ ــاحث اللغـ ـ ّ‬
‫(‪)1‬‬

‫واملنظومة اليت ق ـ ـ ـ ــدمها ال ـ ـ ـ ــدكتور أمحد تظهر جانبا تعليميا من جـ ـ ـ ـ ــوانب اخلليل ‪ ،‬وما أعجب أن‬
‫يتحرك اخلليل بني طاقتني ‪:‬‬
‫__________________‬
‫(*) اقرتاح جلنة التحقيق حبذف كلمة (املنسوبة)‪.‬‬

‫ـ ‪ 11‬ـ‬
‫طاقة التنظير والكشف ‪ ،‬وهي طاقة خالقة مبهرة‬
‫وطاقة التعليم وهي طاقة فت ـ ــور يف هز الفكر اللغـ ـ ــوي ‪ ،‬وإضـ ـ ــافتها يف حق التعليم إض ـ ــافة‬
‫تربوية ‪ ،‬إذ من خالهلا تص ــاغ القواعد النحوية والص ــرفية واض ــحة املص ــطلح واملث ــال يف يسر دون‬
‫فلسفة وتعقيد ‪ ،‬خلدمة املتعلم الناشئ‪.‬‬
‫يف هــذه املنظومة وحماولة تعريفها يــدرك الــدكتور أمحد عفيفي ـ وهو بــاحث ذكى يعــرف‬
‫مسارب اللغة ودروهبا ومنحنيات الطرق فيها ووعورة مسارها ـ أن القــول بوجــود منظومة حنوية‬
‫للخليل ســوف يثري كثــريا من اجلدل ؛ ومن مثّ حيشد نفسه وأدواته العلمية ـ وهي أدوات متمكنة‬
‫يعرفها عنه احمليط اللغــوي ـ ـ مســتنطقا بــذكاء وقــدرة ورود صــدى لفكر املنظومة مع يس ــره لــدى‬
‫سيبويه وقطرب واألخفش واملدرستني الكوفية والبصرية وأعمـال اخلليل ذاته مؤكـدا على ظـاهرة‬
‫املصـ ـ ــطلح اليت بـ ـ ــان فيها أو عربها اتفـ ـ ــاق ما جـ ـ ــاء يف املنظومة يف كثري مما هو وارد لـ ـ ــدى كتب‬
‫اخلليل ك ــالعني واجلمل املنس ــوبني إليه ؛ وكت ــاب س ــيبويه ؛ ومؤك ــدا نس ــبة املنظومة مما نص عليه‬
‫خلف األمحر الــذي نسب إليه ذكر أبيــات من املنظومة ؛ وألن هنــاك شــكا يف نســبة املنظومة إىل‬
‫اخلليل ‪ ،‬كثّف الـ ـ ـ ـ ــدكتور أمحد عمله فـ ـ ـ ـ ــأتى بدارسة ضـ ـ ـ ـ ــافية واعية متمكنة لفكر اخلليل ومنهجه‬
‫ورؤيت ـ ـ ــه‪ .‬ه ـ ـ ــذه الدراسة من املمكن أن حتسب عمال مس ـ ـ ــتقال علميا ناهضا جبوار درس املنظومة‬
‫وتوثيقها‪.‬‬
‫أج ـ ــادل أخي ال ـ ــدكتور أمحد كث ـ ــريا ح ـ ــول نس ـ ــبة املنظومة للخليل كي أثري طاقة التح ـ ــرك‬
‫اللغوية فيه فيظهر الوقـ ـ ـ ـ ـ ــوف مع جـ ـ ـ ـ ـ ــانب الشك فيها للصـ ـ ـ ـ ـ ــمت الكامل بني ظهورها وظه ـ ـ ـ ــور‬
‫املنظومــات النحوية لــدى ابن معطي وابن مالك وعــدم سـريورهتا أثــرا واضــحا لــدى خمالفيه وغربة‬
‫عصر اخلليل عن طرق املنظومات ‪ ،‬وألن النسخ مل تصرح بالفراهيدي (لقبا) (*)‪.‬‬
‫أجـ ــادل ال ـ ــدكتور أمحد كثـ ــريا فيس ـ ــتنطق احلجر يف براعة حني يتح ـ ــدث عن مصـ ــطلحات‬
‫اخلليل يف املنظومة مثبتا حقها يف مؤلفات اخلليل األخرى وتالميذه كما قلت‪.‬‬
‫ويستنطق القاعدة الواردة يف املنظومة مدركا نسبتها إىل اخلليل ‪ ،‬ويقف‬
‫__________________‬
‫(*) (نسبا) وليس (لقبا) كما جاء (ن)‪.‬‬

‫ـ ‪ 12‬ـ‬
‫أمـ ـ ـ ــام األعالم الـ ـ ـ ــواردة فيها مثبتا صـ ـ ـ ــلتها بصـ ـ ـ ــاحب املنظومة وإلفها لديه ‪ ،‬كما يسـ ـ ـ ــتنطق روح‬
‫املنظومة مبا يســري يف لغتها موافقا حليــاة اخلليل وشخصــيته ‪ ،‬وهلذا فــإن اجلهد املقـ ّدم شــاق وكبري‬
‫‪ ،‬وطريقه وعر غري ميسور ‪ ،‬استطاع الدكتور أمحد عفيفي أن جيتــاز كل ذلك بتناوله لقضــايا هلا‬
‫أمهيتها يف حقل النحو العــريب ‪ ،‬محلتها تلك املنظومة النحوية اليت كتبت يف القــرن الثــاين اهلجــري‬
‫ـوي املتم ّكن ‪ ،‬وقد ظهر من خالل ه ــذا اجلهد الكبري الش ــاق فكر اخلليل‬ ‫‪ ،‬اجتازها ب ــأدوات اللغ ـ ّ‬
‫واضــحا من خالل تأصــيله ملنظومة حنوية حــاول البــاحث املدقق اجلاد نســبتها إىل اخلليل واهــداءها‬
‫إىل تراثنا اللغـ ـ ــوي كي يسـ ـ ــتفيد هبا الـ ـ ــدارس واحملقق معا ؛ ومن مث فالتقـ ـ ــدير هلذا املؤلف بنّي من‬
‫خالل كــثرة األفكــار وجــرأة احلوار ووضــوح الغاية واهلدف واملؤلّف يعترب إضــافة جيــدة وعميقة‬
‫حلقل الدرس اللغوي العريب دومنا شك أو احتمال‪.‬‬
‫أحمد كشك‬
‫أستاذ النحو والصرف والعروض‬
‫والوكيل السابق لكلية دار العلوم‬
‫جامعة القاهرة‬

‫ـ ‪ 13‬ـ‬
‫ـ ‪ 14‬ـ‬
‫مقدمة‪H‬‬
‫يف تـ ــاريخ الـ ــرتاث اللغـ ــوي العـ ــريب ظهـ ــرت منظومـ ــات حنوية كثـ ــرية ‪ ،‬تـ ــواىل تـ ــأليف تلك‬
‫املنظومــات منذ نشــأة النحو العــريب ‪ ،‬مصــاحبا لتلك الفــرتة اليت عاشــها اخلليل بن أمحد يف القــرن‬
‫الثاين اهلجــري ‪ ،‬واليت بـدأ فيها علم النحو يأخذ شـكال أشـبه بـالعلم املتكامل ‪ ،‬إىل أن نضج على‬
‫يد عــامل النحو األكرب ســيبويه تلميذ اخلليل ‪ ،‬ولعل تــوايل تــأليف هــذه املنظومــات منذ تلك الفــرتة‬
‫قد اسـ ـ ـ ــتمر دون انقطـ ـ ـ ــاع ‪ ،‬بطيئا مـ ـ ـ ــرة ‪ ،‬متواليا مـ ـ ـ ــرة أخـ ـ ــرى ‪ ،‬حنا التـ ـ ـ ــاريخ على بعض هـ ـ ــذه‬
‫املنظومــات النحوية فظهــرت واشــتهرت بني الدارسني ‪ ،‬وأصــبحت مضــربـ املثل يف اإلشــارة إىل‬
‫هــذا النــوع من التــأليف مثل ‪ :‬ألفية ابن مالك وألفية الســيوطي وألفية ابن معط ‪ ،‬وجــار التــاريخ‬
‫على بعض ــها ‪ ،‬وختلى عنه فظل حبيسا بني أحض ــان املخطوط ــات القدمية حتنو األوراق على ه ــذا‬
‫البعض وتســتأثر به ‪ ،‬وأص ــبح اإلفالت من بني طي ــات ه ــذه املخطوطــات حيتــاج إىل مغ ــامر ينقب‬
‫حماوال الكشف وتأص ــيل النس ــبة ‪ ،‬والتأكد من ص ــدق املادة العلمية املنس ــوبة إىل ص ــاحبها ‪ ،‬وقد‬
‫متثل هـ ـ ــذا النـ ـ ــوع من املنظومـ ـ ــات اليت مل تأخذ حظها من الظهـ ـ ــور يف منظومة اخلليل بن أمحد ‪،‬‬
‫واليت كتبت يف القرن الثاين اهلجري‪.‬‬
‫وهن ــاك ف ــرتة زمنية مسـ ــكوت عنها تق ــرتب من ثالثة ق ــرون أو أك ــثر ‪ ،‬وهي ما بني كتابة‬
‫اخلليل ملنظومته وظه ـ ـ ــور جمموعة من املنظوم ـ ـ ــات (األلفي ـ ـ ــات النحوي ـ ـ ــة) على يد ابن معط أو ابن‬
‫مالك أو غريمها‪ .‬تلك الفــرتة ال نــدرى ـ حىت هــذه اللحظة ـ هل وجــدت هبا منظومــات مث فقــدت‬
‫‪ ،‬أو وج ـ ــدت هبا منظوم ـ ــات ولكنها جتوهلت ؛ ألهنا هتتم باجلانب التعليمي ‪ ،‬الـ ــذي يهتم عـ ــادة‬
‫بع ــرض القض ــايا العامة ‪ ،‬دون ال ــدخول يف تفص ــيالت علمية ‪ ،‬نتن ــاول اجلزئي ــات الص ــغرية األك ــثر‬
‫عمقا ‪ ،‬واخلوض يف مس ــائل اخلالف ‪ ،‬ورمبا وج ــدت يف تلك الف ــرتة منظوم ــات ص ــغرية احلجم ‪،‬‬
‫ولكنها مل جتد من يعريها‬

‫ـ ‪ 15‬ـ‬
‫اهتماما بسبب صغر حجمها ‪ ،‬بغض النظر عن قيمتها العلمية (‪.)1‬‬
‫أما عن طريق الكشف عن هـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذه املنظومة فقد جـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء ذلك ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمن اهتمـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامي بدراسة‬
‫املنظومـ ــات النحوية وتارخيها ودورها يف تعليم النحو العـ ــريب لطالبيه ‪ ،‬وعند ما انتقلت للعمل يف‬
‫جامعة الس ــلطان ق ــابوس بس ــلطنة عم ــان اتيحت يل الفرصة للبحث والتنقيب يف املكتب ــات العامة‬
‫واخلاصة للعثور على خمطوطات حتتوي على منظومة حنوية أو صــرفية من بني آالف املخطوطــات‬
‫يف شىت العل ــوم ‪ ،‬بعض ــها عب ــارة عن «جماميع» كب ــرية تضم أك ــثر من عمل ‪ ،‬وأخ ــرى خمطوط ــات‬
‫حتتوى على عمل واحد ‪ ،‬ويف تلك الفرتة كان هناك إعادة لفهرسة حمتويـات مكتبة املخطوطـات‬
‫التابعة ل ــوزارة ال ــرتاث الق ــومي والثقافة بس ــلطنة عم ــان ‪ ،‬هنا ب ــدأت تظهر ه ــذه املنظومة الص ــغرية‬
‫احلجم بني عشـ ـ ــرات األعمـ ـ ــال يف «جممـ ـ ــوع» ‪ ،‬واحد وتظهر نسـ ـ ــخها واحـ ـ ــدة تلو األخـ ـ ــرى ‪،‬‬
‫وانتقلت ب ــالبحث يف بعض املكتب ــات اخلاصة ‪ ،‬والتنقيب يف «اجملاميع» من املخطوط ــات املختلفة‬
‫لدي قناعة تامة بــأن األمر يســتحق البحث والتوثيق والدراسة ‪ ،‬ومعرفة ما إذا كــان‬ ‫إىل أن أصبح ّ‬
‫هذا العمل حقا للخليل أم ال‪.‬‬
‫وإذا ك ــان ه ــذا الكشف جدي ــدا بالنس ــبة يل قد جــاء من قبيل املص ــادفة ف ــإن بعض العلم ــاء‬
‫العم ـ ــانيني ك ـ ــانوا على معرفة هبذه املنظومة ونس ـ ــبتها إىل اخلليل ابن امحد الفراهي ـ ــدي بل وميتلك‬
‫بعضـ ـ ــهم نسـ ـ ــخا أو على األقل نسـ ـ ــخة منها ‪ ،‬كما جند ذلك يف بعض املكتبـ ـ ــات اخلاصة العمانية‬
‫مثل مكتبة معـ ـ ـ ــايل السـ ـ ـ ــيد حممد بن امحد البوسـ ـ ـ ــعيدي ‪ ،‬ومكتبة الفاضل الشـ ـ ـ ــيخ سـ ـ ـ ــامل بن محد‬
‫احلارثي وغريها ‪ ،‬ومل يتم حتقيقها نظرا الهتمامهم مبجاالت علمية أخرى غري النحو‪.‬‬
‫ومع كل األدلة اليت قــدمتها لتوثيق نســبة هــذه املنظومة للخليل من خالل ما يسـ ّـمى بالنقد‬
‫اخلارجي الــذي يتصل بالبيانــات الــواردة عنها ونســخها واإلشــارة إليها يف مصــادر أخــرى ‪ ،‬أو ما‬
‫يسـ ــمى بالنقد الـ ــداخلي الـ ــذي يتصل بصـ ــحة املعلومـ ــات ال ــواردة هبا وعـ ــدم تعارضـ ــها مع ما قاله‬
‫املؤلف نفسه يف مصادر‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬موضوع «املنظومات النحوية تارخيها وأمهيتها العلميــة» حمور لبحث ما زلت أمجع خيوطه وأعمل فيه ومل أنته منه‬
‫بعد‪.‬‬

‫ـ ‪ 16‬ـ‬
‫أخرى ‪ ،‬أو عدم مناقضة املعلومات بعضها بعضا ‪ ..‬اخل‪.‬‬
‫أقـ ـ ـ ــول ‪ :‬مع كل تلك األدلة ومع قنـ ـ ـ ــاعىت بكل ما قدمته فـ ـ ـ ــإنين أفتح البـ ـ ـ ــاب ملن حيب أن‬
‫يضــيف دليال على صــحة التوثيق أو يــأيت مبا خيالف ذلك فيقـ ّـوم رأيا مل يكن القصد منه إال حماولة‬
‫الوصــول إىل اليقني فأنا أعلم أن جـدال كبــريا ســوف يعلن عن نفسه ونقاشا حــادا ســوف يتجسد‬
‫حول نسبة هذه املنظومة إىل اخلليل بن أمحد‪.‬‬
‫ولكن يبقى أن يكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون هلذه املنظومة السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبق الزمين يف تأليفها عن بقية املنظومـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات‬
‫(األلفيـ ـ ــات) اليت ظهـ ـ ــرت بع ـ ـ ــدها البن معط وابن مالك والسـ ـ ــيوطي حيث ذكرها خلف األمحر‬
‫املتوىف ‪ 185‬ه‍ أي بعد وفاة اخلليل بعشر سنوات ‪ ،‬وذلك يف كتابه «مقدمة يف علم النحو»‪.‬‬
‫إذا ال نس ـ ـ ــتطيع أن نلغي أس ـ ـ ــبقيتها الزمنية عن غريها من املنظوم ـ ـ ــات النحوية األخـ ـ ــرى ‪،‬‬
‫فليس لدينا منظومة سبقتها ‪ ،‬ومل يقل أحد بـذلك ‪ ،‬ومن هنا فـإن ذلك يعـ ّد مــيزة ‪ ،‬حيث تكــون‬
‫هذه املنظومة أوىل املنظومات النحوية يف تـاريخ النحو العـريب ‪ ،‬نسـتطيع من خالهلا التـأريخ لكثري‬
‫من املصـ ــطلحات النحوية اليت امتأل هبا حقل النحو العـ ــريب ومحلها التـ ــاريخ للمتـ ــأخرين احلريصني‬
‫على معرفة الكثري عن نشـ ــأة النحو والتـ ــأريخ له ‪ ،‬كـ ــذلك ميكن لنا ـ ـ من خالل هـ ــذه املنظومة ـ ـ‬
‫معرفة طبيعة التــأليف النحــوي وحقيقته يف تلك الفــرتة املتقدمة نســبيا يف تــاريخ هــذا العلم ‪ ،‬ورمبا‬
‫أكـ ـ ـ ــدت هـ ـ ـ ــذه املنظومة نتيجة مؤداها أن املدرسة البصـ ـ ـ ــرية سـ ـ ـ ــابقة للمدرسة الكوفية ‪ ،‬ليس يف‬
‫تأصـ ــيل القواعد فقط ‪ ،‬بل يف التـ ــأليف النحـ ــوى أيضا ‪ ،‬فهي حتتمل إذا ؛ ريـ ــادة النحو العـ ــريب ‪،‬‬
‫ويكون للبصرة اليد الطوىل والنصيب األوىف يف تأصيل هذا العلم وبناء منهج متكامل له‪.‬‬
‫ولو شــكك أحد البــاحثني يف نســبتها إىل اخلليل لــدليل ارتــآه ‪ ،‬فإنه لن يســتطيع التشــكيك‬
‫يف زمن كتابتها ‪ ،‬ويف هـ ـ ــذه احلالة تس ـ ــتحق البحث والدراسة من هـ ـ ــذه الزاوية املهمة اليت تؤكد‬
‫أس ــبقيتها ‪ ،‬وبالت ــايل تؤكد الق ــدرة على الكشف عن بعض الغم ــوض ال ــذي اكتنف ت ــاريخ النحو‬
‫العريب ‪ ،‬فهذه املنظومة‬

‫ـ ‪ 17‬ـ‬
‫تستحق االهتمام والدراسة من جانب املهتمني هبذا العلم‪.‬‬
‫ويتضمن هذا البحث جزأين رئيسني ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬الدراسة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬التحقيق‪.‬‬
‫أما الدراسة فتتضمن ‪:‬‬
‫(أ) نبذة عن حياة الخليل وصورة له من خالل المنظومة‪.‬‬
‫(ب) توثيقها‪.‬‬
‫(ج) دراسة نص المنظومة‪.‬‬
‫أما التوثيق فيتض ــمن ‪ :‬وص ــفا عاما للمنظومة ونسخ املخطوطة اليت ع ــثر عليها ‪ ،‬وأس ــباب‬
‫االهتمام بأمر هذه املنظومة وحتقيق نسبتها إىل اخلليل‪.‬‬
‫وأما القض‪HH‬ايا النحوية فتش‪HH‬مل ‪ :‬دراسة املصــطلحات ـ ـ العنــاوين ـ ـ األعالم ال ــواردة ـ ـ األمثلة‬
‫والنماذج التطبيقية ودالالهتا ـ قضايا حنوية للمناقشة والتحليل ‪ ،‬مالحظات حول منهج اخلليل‪.‬‬
‫ثانيا ـ التحقيق ‪ ،‬ويشمل ‪ :‬املنهج املتبع يف التحقيق ـ نص املنظومة حمققا‪.‬‬
‫وأخيرا جاءت المصادر والمراجع اليت شكلت هذا البحث باالعتماد عليها‪.‬‬
‫وهــذه الدراسة اليت أقــدمها بني يــدي القــارئ الكــرمي ال تغلق البــاب أمــام البــاحثني لدراسة‬
‫هـ ــذه املنظومة ونسـ ــبتها إىل اخلليل ‪ ،‬بل لعلها تفتح الب ــاب أمـ ــامهم للتحـ ــري وإعـ ــادة النظر فزوايا‬
‫البحث متنوعة ‪ ،‬واختالف اآلراء ظـاهرة صـحية ما دام اهلدف املنشـود هو خدمة لغتنا احلبيبة ‪..‬‬
‫لغة القرآن الكرمي‪.‬‬
‫أحمد عفيفي‬
‫القاهرة ـ ‪ 1995‬م‬

‫ـ ‪ 18‬ـ‬
‫القسم األول‬
‫الدراسة‬

‫ـ ‪ 19‬ـ‬
‫ـ ‪ 20‬ـ‬
‫أوال ‪ :‬الخليل وشخصيته‬
‫‪ 1‬ـ الخليل بن أحمد ‪ ..‬سيرة وعطاء‬
‫قليل من يعيشون يف ذاكــرة التــاريخ هبذا احلضــور القــوي املتمــيز ســلوكا راقيا وعلما مفيــدا‬
‫ملدة أربعة عشر قرنا مضت من عمر هذا الزمان‪.‬‬
‫وقليل من يتفق عليه الن‪HH H H‬اس هبذا القـ ـ ـ ــدر الكبري من املديح وعبـ ـ ـ ــارات الثنـ ـ ـ ــاء اليت تـ ـ ـ ــدخل‬
‫القلوب فتزداد حبا واحرتاما له‪.‬‬
‫وقليل من أعطى هبذا الس ــخاء فأب ــدع ‪ ،‬وأكتشف فأج ــاد واع ــتزل الن ــاس وهم مش ــغولون‬
‫به‪.‬‬
‫وقليل من اتصف به‪H‬ذا الت‪H‬دين العميق والزهد املفيد وتلك الســماحة العالية ‪ ،‬وهــذه النفس‬
‫النقية السامية واحلكمة الواعية وهذا التأثري املستمر يف أبناء العربية‪.‬‬
‫وقليل من أصبح ظاهرة يقف الناس حوهلا كل آن‪.‬‬
‫وقليل من كان له تلك النظرة الثاقبة ‪ ،‬ما نظر إىل علم إال واكتشف فيه شيئا‪.‬‬
‫وقليل من كان أبيّا شامخا‪ H‬مع حاجته الواضحة‪.‬‬
‫ذلكم هو اخلليل بن أمحد الفراهيـدي الـذي يعـ ّد على رأس هـؤالء مجيعا مؤصل علم النحو‬
‫العـ ـ ـ ــريب وواضع مصـ ـ ـ ــطلحاته ‪ ،‬وباسط مسـ ـ ـ ــائله ‪ ،‬ومسـ ـ ـ ــبّب علله ‪ ،‬ومفتق معانيه ‪ ،‬أسـ ـ ـ ــتاذ أهل‬
‫الــذكاء والفطنة ‪ ،‬مكتشف علمي الع ــروض والقافية ‪ ،‬املوســيقي ‪ ،‬الرياضي ‪ ،‬املعجمي ‪ ،‬احمل ّدث‬
‫اللغوي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫النحوي‬
‫ّ‬
‫ش ــغل اخلليل الن ــاس خبلقه وعلمه وتراثه ال ــذي ك ــان مثرة جه ــوده العلمية منذ والدته ع ــام‬
‫مائه للهج ــرة وإىل وفاته ع ــام مخسة وس ــبعني ومائة ‪ ،‬مث ش ــغل من بع ــده بعلمه الوفري واكتش ــافاته‬
‫املفي ــدة وتارخيه املش ــرف ‪ ،‬وأخالقه احلمي ــدة ‪ ،‬مل أع ــرف أح ــدا ن ــال كل ه ــذا احلب واإلعج ــاب‬
‫والتق ــدير من كل من ق ــابلهم يف حياته من أس ــاتذته أو تالمي ــذه أو املعاص ــرين له وكل من حتدثوا‬
‫عنه‬

‫ـ ‪ 21‬ـ‬
‫من مرتمجني ودارسني لكتبه وعلمه من املعاصرين إىل ح ّد يصل أحيانا إىل حرية القارئ ودهشــته‬
‫مما يقال حبا وإعجابا بعلمه وسلوكه واحتفاء حبياته وتدينه وزهده‪.‬‬
‫ولنس ‪HH H H‬تمع إلى س ‪HH H H‬فيان الث ‪HH H H‬ورى حينما يق ‪HH H H‬ول (‪« : )1‬من أحب أن ينظر إلى رجل خلق من‬
‫الذهب والمسك فلينظر إلى الخليل بن أحمد»‪.‬‬
‫وفي معجم األدب ‪HH H H‬اء (‪ .)2‬يـ ـ ـ ــروى عن النضر بن مشيل أنه قـ ـ ـ ــال ‪« :‬كنا نمثّل بين ابن ع ‪HH H H‬ون‬
‫والخليل بن أحمد أيهما نقدم في الزهد والعبادة فال ن‪HH‬درى أيهما نق‪HH‬دم» ‪ ،‬وك‪HH‬ان يق‪HH‬ول ‪« :‬أكلت‬
‫خص ال يشعر به»‪.‬‬
‫الدنيا بعلم الخليل وكتبه وهو في ّ‬
‫وإذا ك‪HH H‬ان النضر بن ش‪HH H‬ميل تلمي‪HH H‬ذه يع‪HH H‬ترف بقيمته العلمية الكب‪HH H‬يرة وتدينه وزه‪HH H‬ده ‪ ،‬ف‪HH H‬إن‬
‫أس ‪HH H‬تاذه أبا أي‪HH H H‬وب الس‪HH H H‬ختياني لم يبتعد عن ذلك الم ‪HH H‬ديح للخليل حيث عـ ـ ــرف أبو أيـ ـ ــوب حق‬
‫الطـ ــالب اجملد وقـ ـ ّدر ذكـ ــاء اخلليل «وإذا باخلليل يصـ ــبح أخص تالمذته وأقـ ــرهبم إليـ ــه‪ .‬وال ميضى‬
‫القليل من الزمن حىت يعلم اخلليل من السنة واحلديث أكثر مما يعرفه كل أصحاب الشيخ‪.‬‬
‫كـ ــان اخلليل يسـ ــمع من شـ ــيخه مـ ــدحيا كثـ ــريا ويلقى منه حمبّة خالصة ‪ ،‬ولكن ذلك كـ ــان‬
‫يزيــده تواضــعا واحرتاما ‪ ،‬كــان شــأن اخلليل شــأن معظم العلمــاء النــابغني ‪ ،‬يصــرفهم نبــوغهم عن‬
‫االكرتاث بالشهرة وعن االحتفال الشديد بالنفس» (‪.)3‬‬
‫لقد انقطع اخلليل للعلم واتصل بـ ـ ـ ـ ـ ــالكثريين من علمـ ـ ـ ـ ـ ــاء العربية يف جماالت خمتلفة ‪ ،‬تتلمذ‬
‫فكون ـ ــوا ثقافته العربية األص ـ ــيلة ‪ ،‬فقد أخذ عن أيب عم ـ ــرو بن العالء (املت ـ ــوىف ع ـ ــام‬
‫على أي ـ ــديهم ّ‬
‫‪ 154‬ه‍)‪.‬‬
‫وعن عيسى بن عمر الثقفي (املتـ ـ ــوىف عـ ـ ــام ‪ 149‬ه‍) «وروىـ احلديث والفقه والقـ ـ ــراءات‬
‫عن أيـ ــوب السـ ــختياىن وعاصم األحـ ــول والعـ ــوام بن حوشب وعثمـ ــان بن حاضر عن ابن عب ــاس‬
‫وغالب القطان وغريهم (‪.)4‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬معجم األدباء ‪.74 / 11‬‬
‫(‪ )2‬السابق نفسه‪.‬‬
‫(‪ )3‬قصة عبقرى ‪ ،‬يوسف العش ‪ ،‬ص ‪.14‬‬
‫(‪ )4‬معجم األدباء ‪ ،‬ياقوت احلموى ‪.73 / 11‬‬

‫ـ ‪ 22‬ـ‬
‫واستمر اخلليل يف طلب العلم من البـوادى إىل أن أصـبح على هـذا القـدر الكبري من املعرفة‬
‫والتحصــيل والتــأليف ‪ ،‬فقد «كــان رمحه اهلل من أذكيــاء التــاريخ وعبــاقرة العلمــاء ‪ ،‬صــنع للعربية‬
‫كث ـ ــريا وآتاها من الفضل ما مل يؤهتا أحد من العلمـ ــاء ‪ ،‬ابتكر الع ـ ــروض ‪ ،‬وخـ ــرج به إىل النـ ــاس‬
‫علما كامال ‪ ،‬فضبط به الشـعر العـريب وحفظه من االختالل ‪ ،‬وابتكر طريقة أحصى هبا مفـردات‬
‫دون على هـ ــداها معجم العني» (‪ )1‬ومل يبخل اخلليل بعلمه‬ ‫اللغة وميّز هبا املهمل من املسـ ــتعمل مث ّ‬
‫على تالميــذه فنهلــوا وعلّــوا من ينابيعه إىل أن أصــبح له جمموعة من تالميــذه (‪ )2‬الــذين محلــوا لــواء‬
‫ـويف س ــيبويه ش ــيخ النح ــاة يف عص ــره (ت ــويف ‪ 180‬ه‍ أو‬ ‫العلم من بع ــده ‪ ،‬ومن ه ــؤالء تلمي ــذه ال ـ ّ‬
‫‪ 183‬ه‍) والنضر بن مشيل (تـ ـ ـ ـ ــويف ‪ 204‬ه‍) وأبو مفيد مـ ـ ـ ـ ــؤرج السدوسي (تـ ـ ـ ـ ــويف ‪ 195‬ه‍) ‪،‬‬
‫وعلي بن نصر اجلهضمي واألصعمي (تويف عام ‪ 217‬ه‍) والليث بني املظفر وأبو حممد اليزيــدي‬
‫(ت ـ ــويف ع ـ ــام ‪ )202‬ـ ‪ ،‬لقد أثّر اخلليل تـ ــأثريا كب ـ ــريا يف عل ـ ــوم العربية برتاثه املع ـ ــريف ال ـ ــذي تركه‬
‫وبتالميـ ـ ــذه الـ ـ ــذين اقتفـ ـ ــوا هنجه العلمي فهو ـ ـ ـ كما يشري بعض الكتـ ـ ــاب ـ ـ ـ بـ ـ ــاعث هنضة العـ ــرب‬
‫ورافعهم إىل مدارج العلم‪.‬‬
‫يقـول الـدكتور هـادي حسن محودي (‪« : )3‬حقا إن أعمـال اخلليل كــانت (هنضــة) بكل ما‬
‫يف كلمة النهضة من معان ‪ ..‬فهو الذي أهنض األمة ‪ ،‬ونقلها من حــال إىل حــال وأخذ بيــدها يف‬
‫مدارج العلم والعمل النـافع ‪ ..‬فك ّـون جمموعة من الطالب الـذين أصـبحوا علمـاء رأسـوا األمصـار‬
‫والتف حوهلم املريدون يأخـذون عنهم ‪ ،‬ويتطــورن إىل يـوم النـاس هـذا ويف مجيع البلــدان‬ ‫ّ‬ ‫يف العلم‬
‫العربية أو املهتمة بلغة العــرب وتــراثهم وهم ما أخــذوا إال غاللة من علم اخلليل ابن أمحد األزدي‬
‫وما تطوروا إال بنهجه الذي سنّه هلم»‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سيبويه إمام النحاة ‪ ،‬علي النجدى ناصف ‪ ،‬ص ‪.91‬‬
‫(‪ )2‬طبق ــات النحــويني واللغ ــويني ‪ .74‬ـ ‪ .75‬ـ ‪ .215‬معجم األدب ــاء ‪ / 11‬ـ ‪ .73‬وفيــات األعي ــان ‪ / 3‬ـ ‪ .464‬ـ ‪/ 5‬‬
‫‪ .184 / 7 304‬نزهة األلباء ‪ ،‬ص ‪.100 ، 75‬‬
‫(‪ )3‬اخلليل وكتاب العني ‪ ،‬ص ‪.16‬‬

‫ـ ‪ 23‬ـ‬
‫‪ ،‬أو‬ ‫(‪)1‬‬
‫وس ــواء ولد اخلليل يف عم ــان على ش ــاطئ اخلليج الع ــريب كما يشري بعض املراجع‬
‫ولد يف البصرة ‪ ،‬كما تشري بعض املراجع األخرى (‪.)2‬‬
‫فاملؤكد أنه أزدي حيمدي عريب أفــاد العربية بعلمه ومنهجه الكشــفي خلبايا النحو العــريب ‪،‬‬
‫والعـ ــروض وعلم املعـ ــاجم ‪ ،‬ورمبا لعلم املوسـ ــيقى أو علـ ــوم أخـ ــرى ضـ ــاع ما كتبه فيها ضـ ــمن ما‬
‫ضاع من كتبه اليت ذكرهتا كتب الـرتاجم ‪ ،‬وهي كثـرية مل يصـلنا منها إال القليل وضـاع معظمها‬
‫‪ ،‬وجاء القليل من أفكاره عن طريق هذا القليل الذي خرج إىل النور وكذلك عن طرق تالميذه‬
‫الذين نقلوا جزءا من فكره ‪ ،‬كما فعل سيبويه يف (الكتاب) ‪ ،‬وأعمال اخلليل املنسوبة إليه كثرية‬
‫(‪ )3‬نذكر منها ‪( :‬العني)ـ و (النغم) و (االيقاع) و (العروض)ـ و (النقط‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬دائ ــرة املع ــارف اإلس ــالميةـ ‪ / 8‬ـ ‪ 436‬وأعالم الع ــرب يف العل ــوم والفن ــون ‪ ، 69‬احتاف األعي ــان يف ت ــاريخ بعض‬
‫علماء عمان ‪.54 / 1‬‬
‫(‪ )2‬األعالم ‪ / 2‬ـ ‪ ، 314‬كت ــاب اخلليل بن أمحد لعبد احلفيظـ أبو الس ــعود ص ‪ .13‬ويف معجم األدب ــاء ‪ / 11‬ـ ‪73‬‬
‫يشري ياقوت إىل أنه بصرى دون أن يتكلم عن والدته ونشـأته األوىل‪ .‬كـذلك يف شـذرات الـذهب ‪/ 1‬ـ ‪ .277‬غري أ ّن‬
‫ما ورد يف «ن ــور القبس» ص ‪ 56‬رمبا ك ــان مرجحا أن اخلليل من عم ــان وذلك ألنه نقل نصا عن اخلليل يق ــول فيه ‪:‬‬
‫«قــدمت من عمــان ورأيي رأي الصــفرية ‪ ،‬فجلست إىل أيــوب بن أيب متيمة (الســختياين) فســمعته يقــول ‪ :‬إذا أردت أن‬
‫تعلمـ علم أس ــتاذك فج ــالس غ ــريه فظننت انه يعنيين ‪ ،‬فلزمته ‪ ،‬ونفعىن اهلل ب ــه» ‪ ،‬وانظر (عبق ــري من البص ــرة) لل ــدكتور‬
‫مهدي املخزومى ص ‪.25‬‬
‫ويق ــول س ــعيد الص ــقالوى يف كتابه (ش ــعراء عم ــانيون) ص ‪« : 115‬وأما مول ــده ونش ــأته فمس ــألة دار حوهلا‬
‫خالف كثري حيث قيل إنه ولد بعمـ ـ ـ ـ ــان سـ ـ ـ ـ ــنة ‪ 86‬ه‍ أو ‪ 96‬ه‍ أو ‪ 100‬ه‍ أو ‪ 101‬ه‍ يف منطقة ودام من سـ ـ ـ ـ ــاحل‬
‫الباطنة ‪ ،‬وه ــاجر اىل البص ــرة طلبا يف العلم واالس ــتزادة منه ‪ ،‬وهو يف مراحل طفولته حيث ك ــانت البص ــرة حمطة العلم‬
‫ـب اخلليل بن أمحد وتش ـ ــربت عروقه وحواسه به حىت ص ـ ــار علما من األعالم وحجة يف‬ ‫واألدب والفكر ‪ ،‬وهن ـ ــاك ش ـ ـ ّ‬
‫األقوام ‪ ،‬ومسي بالبصري ؛ ألن مذهبه النحوي كان بصريا‪.‬‬
‫أما الرواية األخرى فتناقض سـابقتها متاما حيث تقضي بــأن اخلليل ولد بالبصـرة وهبا نشأ وتلقى ســائر العلــوم ‪،‬‬
‫وهو من أهلها ‪ ،‬ومن هنا جاءت تسميته بالبصري فهو بصري املولد واملنشأ‪.‬‬
‫وكالم ســعيد الصــقالوى يطلعنا على تــزاحم الروايــات املختلفة حــول والدته وحىت لو مت الــرتجيح لرواية ما ‪،‬‬
‫فإنه ظن يعوزه الدليل‪.‬‬
‫(‪ )3‬األعالم ‪/ 2‬ـ ‪ ، 314‬دائرة املعارف اإلسالمية ‪ ، 436 / 8‬مكانة اخلليل يف النحو العريب ‪ 31‬ـ ‪ ، 35‬اخلليل بن‬
‫أمحد ‪ ،‬عباس أبو السعود ‪.151‬‬

‫ـ ‪ 24‬ـ‬
‫(املعمى) ‪ ،‬و (مجلة آالت‬ ‫و (الش ـ ــواهد) ‪ ،‬و (يف العوام ـ ــل) و (اجلم ـ ــل) ‪ ،‬و (ف ـ ــائت العني) ‪ ،‬و ّ‬
‫العـ ــرب) ‪ ،‬و (يف معىن احلروف) ‪ ،‬و (شـ ــرح صـ ــرف اخلليـ ــل) و (التفاحة يف النحـ ــو) كما أشـ ــار‬
‫تقرير البعثة املصرية يف اليمن (‪ )1‬ومنه نسخة خمطوطة هناك‪.‬‬
‫وليس مقصـ ــدنا باحلديث اآلن أن نقـ ــدم ترمجة لعـ ــامل العربية اخلليل ‪ ،‬فهنـ ــاك كتب كثـ ــرية‬
‫تناولت حياته بالتفصيل ‪ ،‬وهي حياة مليئة بالكفاح العلمي واجلهاد يف سبيله ‪ ،‬وهو أكرب من أن‬
‫تضم س ــريته وحياته كت ــاب واحد ‪ ،‬هلذا ك ــان غرض ــنا أن نق ــدم ه ــذا التمهيد ال ــذي يكشف عن‬
‫مالمح شخص ـ ـ ــيته ‪ ،‬وذلك إلمكانية املقارنة بني ما ورد عنه ‪ ،‬وما ميكن أن تقدمه النم ـ ـ ــاذج اليت‬
‫مثّل هبا يف منظومته النحوية من مالمح حياته تدينا وزهــدا وورعا وحكمة ‪ ،‬وما ميكن أن تقدمه‬
‫تلك النماذج من مالمح اجتماعية حلياة اخلليل‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬األعالم للزركلي (هامش) ‪.314 / 2‬‬

‫ـ ‪ 25‬ـ‬
‫‪ 2‬ـ شخصية الخليل من خالل منظومته‬
‫تشري كتب الـ ـ ـ ــرتاجم إىل أ ّن اخلليل كـ ـ ـ ــان زاهـ ـ ـ ــدا يف احليـ ـ ـ ــاة فقـ ـ ـ ــريا ال يأخذ العلم وسـ ـ ــيلة‬
‫للتكسب‪.‬‬
‫فابن عماد احلنبلي يصفه بأنه «كان من الزهد يف طبقة ال تدرك حىت قيل إن بعض امللوك‬
‫طلبه لي ــؤدب له أوالده فأت ــاه الرس ــول وبني يديه كسر يابسة يأكلها فق ــال له ‪« :‬قل ملرس ــلك ما‬
‫دام يلقى مثل هذه ال حاجة به إليك» (‪ )1‬ومل يأت امللك‪.‬‬
‫ويقــول صــاحب كتــاب أعالم العــرب (‪« : )2‬أنقطع اخلليل إىل العبــادة والزهد فــاكتفى من‬
‫العيش بالقليل حىت قـ ــال النضر بن مشيل عنه ‪« :‬أكلت الـ ــدنيا بعلم اخلليل بن أمحد وكتبه ‪ ،‬وهو‬
‫يف خص ال يشعر به»‪.‬‬
‫وقد نقل ابن خلكــان قــول النضر بن مشيل عن اخلليل أنه مل يكن يقــدر على فلسني ‪ ،‬وأن‬
‫علي بايب فما جياوزه مهّي» (‪.)3‬‬ ‫اخلليل كان يقول ‪« :‬إين ألغلق ّ‬
‫وهذه الصورة نفسها من الوحــدة واالنقطــاع عن الـدنيا هي اليت يصــورها يـاقوت احلمـوي‬
‫(‪ )4‬بل إن أحد املؤرخني (‪ )5‬يصــفه بأنه كــان أشــعث الــرأس شــاحب اللــون ‪ ،‬قشف اهليئة متمــزق‬
‫الثيــاب متفلع (متشــقق) القــدمني كــان خيرج من منزله فال يشــعر إال وهو يف الصــحراء ومل يردها‬
‫لشغله بالفكر‪.‬‬
‫وإذا كـ ــان اخلليل زاهـ ــدا متقشـ ــفا عن متـ ــاع الـ ــدنيا الزائل ال يلقي ملباهجها بـ ــاال وال يقيم‬
‫لزخارفها وزنا ‪ ،‬يـ ـ ــرفض أن ينغمس يف تـ ـ ــرك الـ ـ ــدنيا ومسـ ـ ــاوئ نعيمها ‪ ،‬مؤمنا بـ ـ ــزوال لذائ ـ ــذها‬
‫وانقط ــاع أس ــباهبا ي ــرغب عنها خ ــداعا زائفا ومتعة عاجلة ع ــابرة وحطاما فانيـ ــا‪ .‬أق ــول إذا ك ــان‬
‫اخلليل هبذه الدرجة من الزهد فال أظن أن يرتك نفسه لتتمزق ثيابه وتتشقق قدماه‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬شذرات الذهب يف أخبار من ذهب البن العماد احلنبليـ اجلزء األول‪ .‬ص ‪.276‬‬
‫(‪ )2‬عبد الصاحب عمران الدجيلي ‪ ،‬كتاب أعالم العرب يف العلوم والفنون ‪ ،‬ص ‪.69‬‬
‫(‪ )3‬وفيات األعيان البن خلكان حتقيق إحسان عباس ‪ ،‬اجمللد الثاين ص ‪.245‬‬
‫(‪ )4‬معجم األدباء ‪ 72 / 11‬ـ ‪.75‬‬
‫(‪ )5‬الشريشي يف كتابه (شرح املقامات احلريرية) ص ‪ ، 213‬وانظر النص يف األعالم للزركلي يف ترمجة اخلليل‪.‬‬

‫ـ ‪ 26‬ـ‬
‫ويشـ ـ ــحب لونه وتغرب رأسه ومن حوله تالميـ ـ ــذه وحمبـ ـ ــوه ال ـ ـ ــذين أشـ ـ ــادوا بعلمه وعبقريته‬
‫ونطق ـ ـ ـ ــوا بش ـ ـ ـ ــهادات متجد خلقه وورعه وتقـ ـ ـ ـ ــواه‪ .‬وأعتقد أن كل ما يف األمر هو أن رجال هبذا‬
‫الورع والتقوى ميكن أن تنسج حوله احلكايات تدليال على ذلك‪.‬‬
‫واحلقيقة أننا عند ما نق ــرأ عن اخلليل وأخب ــاره وذكائه وعبقريته ‪ ،‬ونتأمل أش ــعاره ال ــواردة‬
‫يف الكتب املختلفة ‪ ،‬ومناذجه اليت مثّل هبا يف قصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيدته النحوية فإننا جند شخصا مقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدما على‬
‫احليــاة متمتعا بلقــاء النــاس يف حــوارات علمية أو اجتماعية ؛ صــاحب غــزل رقيق وخيــال خصب‬
‫وذلك يتجلى يف قوله ‪:‬‬
‫ابص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرهتا فغضضتـ عنها ن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاظري ‪  ‬خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوف القصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاص وظل قليب يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرغب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ولعلنا فيما يلي جند ما يفصح عن تلك الظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاهرة االجتماعية ‪ ،‬فهو ليس منعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزال عن‬
‫اجملتمع ‪ ،‬حابسا نفسه ‪ ،‬إذ تعلّم الفصـ ـ ـ ــاحة كـ ـ ـ ــان يقتضي منه يف بداية حياته السـ ـ ـ ــفر والرتحـ ـ ــال‬
‫واملش ــافهة واملقابلة واألخذ عن األع ــراب يف البادية ‪ ،‬وبعد ذلك عند ما ص ــار معلما ك ــان يلتقي‬
‫بطالبه وحمبيّه من الناس ‪ ،‬ورمبا أدى اتزانه وعدم حب العبث واللهو واالخنراط كثـريا يف املســائل‬
‫العلمية إىل القـ ـ ــول والتأكيد على زهـ ـ ــده الشـ ـ ــديد ‪ ،‬يقـ ـ ــول أحد املؤرخني ‪« :‬وعكف على العلم‬
‫يستخرج ويستنبط ويخترع فكان مضرب المثل في عزوفه عن الدنيا وعكوفه على العلم» (‪.)1‬‬
‫ولعل تأكيد املؤرخني على زهده ورفضه للمال واكتفائه بالقليل كان من قبيل إيضاح أن‬
‫اخلليل ما كــان يقف على أبــواب الــوالة طالبا ‪ ،‬أو يســعى لشــهرة أو مــال ولعل ما ورد يف معجم‬
‫األدباء دليل على ذلك‪ .‬يقول ياقوت احلموي (‪ )2‬عن اخلليل ‪« :‬ووجه إليه سليمان بن علي وايل‬
‫األهــواز لتــأديب ولــده ‪ ،‬فــأخرج اخلليل لرســول ســليمان خــبزا يابسا وقــال ‪ :‬ما دمت أجــده فال‬
‫حاجة يب إىل سليمان ‪ ،‬فقال الرسول ‪ :‬فما أبلغه عنك؟ فقال ‪:‬‬
‫أبلغ س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــليمان أين عنه يف س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعة ‪  ‬ويف غىن غري أىن لست ذا م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫بنفسي أين ال أرى أح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا ‪  ‬ميوت هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزال وال يبقى على حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال‬ ‫(‪)3‬‬
‫ـخى‬
‫ســـــــــــــــــ ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬أعالم العرب ‪.69‬‬
‫(‪ )2‬معجم األدباء ‪.75 / 11‬‬
‫(‪ )3‬ويروى شحا ‪ ،‬وسخيت نفسي عن الشيء ‪ :‬تركته ومل تنازعين إليه‪.‬‬

‫ـ ‪ 27‬ـ‬
‫والفقر يف النفس ال يف املال نعرفه ‪  ‬ومثل ذاك الغىن يف النفس ال املال‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫حمتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال‬ ‫(‪)1‬‬


‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالرزق عن ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدر ال العجز ينقصه ‪  ‬وال يزيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدك فيه حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫هذه نفس أبية زاهدة ال تطمع إال فيما يسـ ّد الرمق من احليـاة ال جترى وراء الكثري الفــاين‪.‬‬
‫فاخلليل يفعل ذلك ال خياف أن يقطع س ــليمان راتبا ك ــان له عن ــده‪ .‬ولنكمل القصة مع ص ــاحب‬
‫كتاب إحتاف األعيان (‪ )2‬حني يقول ‪« :‬وكان سليمان رتب له راتبا فقطعه عنه فقال ‪:‬‬
‫إن الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي شق فمي ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامن ‪  ‬للـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرزق حىت يتوفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاين‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫حرمتىن مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاال قليال فما ‪  ‬زادك يف مالك حرمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاين‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فبلغت سليمان فأقامته وأقعدته فكتب إىل اخلليل يعتذر وأضعف جائزته فقال اخلليل‪:‬‬
‫وزلة يك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــثر الش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيطان إن ذك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرت ‪  ‬منها التعجب ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاءت من س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــليمانا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫زل عن يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــده ‪  ‬ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالكوكب النحس يس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقي األرض أحيانا‬


‫ال تعجنب خلري ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فرجل مثل اخلليل له راتب ‪ ،‬وتضـاعفت جائزته أو راتبه لـدى سـليمان ال ميكن أن يكــون‬
‫هبذه الصــورة العجيبة من التقشف وتشــقق القــدمني وشــحوب الوجه ومتزق الثيــاب إىل حـ ّد تلك‬
‫الصـ ـ ـ ــورة املريبـ ـ ـ ــة‪ .‬وكل ما حـ ـ ـ ــدث أنه رجل صـ ـ ـ ــاحب كربيـ ـ ـ ــاء وكرامة أراد أن حيافظ عليها ‪،‬‬
‫والصورة ـ كما قال أحد الباحثني ـ (‪« : )3‬أن زهده وعفة نفسه وعزته وابــاءّه كل أولئك ‪ :‬حــال‬
‫بينه وبني الشـ ــهرة ‪ ،‬وقعد بصـ ــيته أن يطري حينـ ــذاك وبفضـ ــله أن ينشر ويـ ــذيع ‪ ،‬ألنه آثر أن يغلق‬
‫عليه بابه فما جتاوزه مهه عن أن يقف على بـ ــاب أمري أو وال يسـ ــتندي األكف ويبـ ــذل من مشمه‬
‫وع ـ ــزة نفسه ما ميأل جيبه بالنض ـ ــار ‪ ،‬ويريق من مـ ــاء وجهه ما يرفع منزلته عند النـ ــاس وخيفضـ ــها‬
‫عند اهلل ويصلح من دنياه بقدر ما يفسد من دينه»‬
‫صور املؤرخون اخلليل وإن كنا نرى يف أشعاره ما‬ ‫هكذا ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬حول ‪ :‬احتيال حمتال‪.‬‬
‫(‪ )2‬إحتاف األعيان ‪.55 / 1‬‬
‫(‪ )3‬عبد احلفيظـ أبو السعود يف كتابه ‪« :‬اخلليل بن أمحد» ص ‪.41 .40‬‬

‫ـ ‪ 28‬ـ‬
‫ميكن ـ ـ من خالهلا ـ ـ الق ــول بأنه مع كل ذلك ك ــان س ــعيدا حبياته حيياها مؤمنا هبا تفيض مش ــاعره‬
‫للحسن واجلم ـ ــال ‪ ،‬ولنق ـ ــرأ ما يقوله اخلليل س ـ ــواء ك ـ ــان الق ـ ــول من خالل قص ـ ــيدته النحوية أو‬
‫أش ــعاره اليت رويت عنه يف كتب ال ــرتاجم والت ــاريخ ‪ ،‬أو حىت أقواله املأثورة عنه ‪ ،‬ل ــنرى اجلانب‬
‫اآلخر من صورة اخلليل بن أمحد الذي يقول يف منظومته ‪:‬‬
‫وتق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول إىن قد م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــررت بطفلة ‪  ‬بيض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء تس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتلب النف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوس وختلب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أبصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرهتا فغضضتـ عنها نـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاظري ‪  ‬خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوف القص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاص وظ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـل قليب ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرغب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ويقول ‪:‬‬
‫وتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول إن رمخت زينب صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادقا ‪  ‬يا زين إن ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبني فيه تش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـعب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ويقول ‪:‬‬
‫عهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدي بكلثم أو سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعاد وأختها ‪  ‬واحلي يف س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعة وملا يش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعبوا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـرج حني يطيّب‬ ‫رعبوبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتني خريـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدتني كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأ ّن يف ‪  ‬درعيهما األتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ال جتر مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرا مفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــردا ما مل يكن ‪  ‬ألف والم يف البالد يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ّكب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ولـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدى الربـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب مقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـر كل مالحة ‪  ‬تسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبيك حاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرة وحني جتلبب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ويقول ‪:‬‬
‫والت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء إن زادت فخفضـ نص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبها ‪  ‬ما عن طريق اخلفض عنها مه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول إن بنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات عمك خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـرد ‪  ‬بيض الوجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوه كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأهنن الربـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫إن هــذه األبيــات تــدل على نفس تتمتع بالرضا وطمأنينة احليــاة وهــدوئها ‪ ،‬نفس امــتزجت‬
‫باحلياة وبالبشر ‪ ،‬ليست منعزلة أو منقطعة عن التواصل البشري ‪،‬‬

‫ـ ‪ 29‬ـ‬
‫واملالحظ أيضا من خالل البحث يف تـ ـ ـ ـ ــراث اخلليل وأقواله أن املأثور النـ ـ ـ ـ ــثري عن اخلليل‬
‫يعطي هذا االنطباع‪.‬‬
‫فقد نقل صــاحب إحتاف األعيــان (‪ )1‬عن اخلليل قوله ‪ :‬ثالثة تنســيىن املصــائب ‪ :‬مـ ّـر الليــاىل‬
‫؛ واملرأة احلسناء وحمادثات الرجال» بل وينقل لنا املؤلف نفسه شــعرا للخليل حيمل رقة مشــاعره‬
‫قائال (‪ : )2‬وللخليل ثالثة أبيات على قافية واحدة يتفق لفظها وخيتلف معناها وهي ‪:‬‬
‫‪  ‬إذ رحل اجلريان عند الغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروب‬ ‫اهلوى‬ ‫دواعي‬ ‫من‬ ‫قليب‬ ‫ويح‬ ‫يا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫اتبعتهم ط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــريف وقد أزمع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا ‪  ‬ودمع عيين كفيض الغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـرت مثل أقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاحي الغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروب‬


‫بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانوا وفيهم طفلة حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـرة ‪  ‬تفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫واملتأمل لتلك األبيات وللبيت رقم ‪ 209‬من منظومة اخلليل النحوية والذي يقول فيه ‪:‬‬
‫وتق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول إىن قد م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــررت بطفلة ‪  ‬بيض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء تس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتلب النف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوس وختلب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أق ـ ــول ‪ :‬إن املتأمل جيد نوعا من االنس ـ ــجام بني الق ـ ــولني ‪ ،‬فهو يق ـ ــول «طفلة ح ـ ــرة» ‪ ،‬مث‬
‫يق ــول «مــررتـ بطفلة بيض ــاء» فالطفلة جــاءت رمــزا للمتغـ ّـزل فيها يف االثــنني ولعل ذلك التوافق‬
‫يؤدي إىل القول ‪ :‬بأن ثبوت أحد النصني للخليل يثبت النص اآلخر له أيضا‪.‬‬
‫إن النمــاذج واألمثلة النحوية الــواردة يف منظومة اخلليل لتــدل داللة كبــرية على طبيعته اليت‬
‫يتحــدث عنها املؤرخــون ‪ ،‬فإننا لواجــدون يف قصــيدته ما جيعلنا نــوقن بالشق األول حني يقــول يف‬
‫املنظومة (البيت ‪.)199‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬إحتاف األعيان ‪ :‬سيف البطاشي ‪ .66 / 1‬وانظر معجم األدباء لياقوت احلموي ‪ 72 / 11‬هامش‪.‬‬
‫(‪ )2‬إحتاف األعيان ‪.65 / 1‬‬

‫ـ ‪ 30‬ـ‬
‫فتق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول من ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزر النيب حمم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا ‪  ‬يكن النيب ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفيعه يا م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوهب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫كذلك عند ما تتحـدث كتب التـاريخ والسري واألخبـار عن تقـواه وعبادته وأدبه وتواضـعه‬
‫وجهـ ـ ــاده ف ـ ـ ــإ ّن ذلك معنـ ـ ــاه أنه مل يعبأ باحليـ ـ ــاة املادية ‪ ،‬وأنه اهتم خبدمة ال ـ ـ ــدين والعلم ‪ :‬يقـ ـ ــول‬
‫الــدكتور مهــدي املخــزومى (‪: )1‬ـ «وكان الخليل من أهل الدين ال‪H‬ذين جاه‪H‬دوا في س‪HH‬بيله ‪ ،‬وك‪H‬ان‬
‫لجه ‪HH‬اده في س ‪HH‬بيل ال ‪HH‬دين أل ‪HH‬وان‪ .‬اص ‪HH‬طبغ م ‪HH‬رة بالسياسة ‪ ،‬واص ‪HH‬طبغ م ‪HH‬رة ب ‪HH‬العلم ‪ ،‬ولما لم تس ‪HH‬عفه‪H‬‬
‫الظ‪HH H‬روف السياس‪HH H‬ية في كفاحه السياسي انص‪HH H‬رف إلى خدمة ال‪HH H‬دين عن طريق العلم ‪ ،‬وقد عكف‬
‫على العلم عك ‪HH‬وف المتص ‪HH‬وفين ‪ ،‬وانص ‪HH‬رف إلى طلبه تاركا الحي ‪HH‬اة المادية ‪ ،‬غ ‪HH‬ير ع ‪HH‬ابئ بج ‪HH‬اه أو‬
‫منصب واعتزل في خصه مغلقا عليه بابه»‪.‬‬
‫على أية حال يبدو أن حياة الخليل كان لها شقان ‪:‬‬
‫الشق األول من حياته ‪ :‬كـ ـ ـ ـ ــان اخلليل فيه شـ ـ ـ ـ ــابا خيرج يف طلب العلم يلتقي بالنـ ـ ـ ـ ــاس ‪ ،‬ذا‬
‫عالقات اجتماعية خمتلفة ‪ ،‬ورمبا كتب بعض غزلياته يف هذه املرحلة‪.‬‬
‫الشق الثاني من حياة الخليل ‪ :‬وهو مرحلة ما بعد ذلك ‪ ،‬وفيها كان اخلليل زاهدا عاكفا‬
‫على علمه مفكـ ـ ــرا يف وضع وابتكـ ـ ــار ما ابتكـ ـ ــره من علم العـ ـ ــروض ومعجم العني وغري ذلك من‬
‫(‪)2‬‬
‫إضافاته اللغوية اجلديدة‪.‬‬
‫لكن املؤكد أن اخلليل يف شـ ـ ـ ـ ــقي حياته مل ينج ـ ـ ـ ـ ــذب إىل اللهو والعبث واجملون كما يفعل‬
‫غريه شبابا وشيوخا ‪ ،‬مل تستهوه جمالس الطرب واألنس‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬أعالم العرب ‪ ، 69‬أحتاف األعيان ‪.65 / 1‬‬
‫(‪ )2‬اخلليل بن أمحد الفراهيدي ‪ ،‬أعماله ومنهجه ‪ ،‬ص ‪.50‬‬

‫ـ ‪ 31‬ـ‬
‫والشراب فقد كان مشغوال بأمور أهم من هذا العبث الصبياين‪.‬‬
‫واملرحلة الثانية اليت يتسم فيها اإلنسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان بالوقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار والنضج واحللم هي مرحلة ما بعد‬
‫األربعني ‪ ،‬وهي تلك املرحلة اليت يقول عنها اخلليل يف منظومته النحوية (البيت ‪.)184‬‬
‫قطين وقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدين من جمالسة األوىل ‪  ‬قد أتعبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدين الضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعيف (‪ )1‬وأنصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبوا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪« :‬أكمل ما يكون اإلنس‪HH‬ان عقال وذهنا إذا بلغ أربعين س‪HH‬نة ‪،‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫والخليل نفسه كان يقول‬
‫وهي السن ال‪HH‬تي بعث اهلل تع‪HH‬الى فيها محم‪HH‬دا ص‪H‬لّى اهلل عليه وس‪H‬لّم ‪ ،‬ثم يتغ‪HH‬ير وينقص إذ بلغ ثالثا‬
‫وس ‪HH‬تين س ‪HH‬نة ‪ ،‬وهي السن ال ‪HH‬تي قبض فيها رس ‪HH‬ول اهلل ص‪H H‬لّى اهلل عليه وس‪H H‬لّم ‪ ،‬وأص ‪HH‬فى ما يك ‪HH‬ون‬
‫ذهن اإلنسان في وقت السحر»‪.‬‬
‫ه ــذه هي ص ــورة اخلليل العاقل احلليم الوق ــور احلكيم ال ــذي ك ــان يق ــول احلكمة يف ش ــعره‬
‫ونــثره ‪ ،‬بل حىت يف تص ــرفاته ك ــان حكما مع أصــدقائه وأســاتذته عند حماورته أو حىت ســكوته ‪،‬‬
‫وقد جاءت بعض النماذج يف قصيدته النحوية دالة على ذلك‪ .‬عنذما يقول يف البيت ‪: 259‬‬
‫ال خري يف رجل يعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرض نفسه ‪  ‬للـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذم ال‪ .‬ال خري فيمن يغضب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أو حينما يقول يف البيت ‪: 288‬‬


‫‪   ............‬كل امـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرئ إن عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاش يوما ينكب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ويف البيت ‪: 238‬‬


‫وأوجب‬ ‫أتيت‬ ‫ما‬ ‫أحسن‬ ‫حقنا ‪  ‬واحلق‬ ‫وتبخس‬ ‫تظلمنا‬ ‫وعالم‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬ال تعين «بدين الضعيف» شحوب الوجه وتشقق القدمني ومتزق الثياب‪.‬‬
‫(‪ )2‬وفيات األعيان البن خلكان ‪.245 / 2‬‬

‫ـ ‪ 32‬ـ‬
‫واملالحظ أن مناذج احلكمة عند اخلليل مل خترج عن تلك النمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاذج اليت رويت عنه يف‬
‫كتب الرتاجم واملؤرخني ‪ ،‬فمن أشعاره اليت رويت عنه قوله (‪: )1‬‬
‫وقبلك داوى الطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبيب املريض ‪  ‬فع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاش املريض وم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات الط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبيب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فكن مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتعدا لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدار الفنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء ‪  ‬فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإن الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي هو آت قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــريب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫وأيضا هو الذي يقول‬
‫يومها ‪  ‬وحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول إىل حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول وشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهر إىل شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهر‬ ‫مث‬ ‫ليلة‬ ‫إال‬ ‫هي‬ ‫وما‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫مطايا يقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربن اجلديد إىل البلى ‪  ‬ويـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدنني أش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالء الك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرام إىل القرب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرتكن أزواج الغي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور لغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــريه ‪  ‬ويقسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمنـ ما حيوي الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحيح من الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوفر‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وكل هـ ـ ــذه أشـ ـ ــعار تـ ـ ــدل على حكمة وتعقل وفهم للحيـ ـ ــاة ‪ ،‬ت ـ ــدل على أن اخلليل مترس‬
‫باحلي ــاة ‪ ،‬كث ــريا وخربها قبل ه ــذه العزلة اليت فرض ــها على نفسه ‪ ،‬وعند لقائه وحماوراته مع غ ــريه‬
‫روية ومل يكن يــدعي أن ما أتى هو القــول النهــائي ‪ ،‬أو يتعــرض لغــريه من‬ ‫مل يكن جييب إال بعد ّ‬
‫العلماء بسوء (‪.)3‬‬
‫فقد حكى عنه ص ـ ــاحب إحتاف األعي ـ ــان ق ـ ــائال ‪« :‬ق ـ ــال النضر بن مشيل ‪ :‬ج ـ ــاء رجل من‬
‫أصــحاب يــونس إىل اخلليل يســأله عن مســألة فــأطرق اخلليل يفكر وأطــال حىت انصــرف الرجل ‪،‬‬
‫فعاتبن ــاه فق ــال «ما كنتم ق ــائلني فيه ــا؟!» قلنا ‪ :‬ك ــذا وك ــذا ‪ ،‬ق ــال ف ــإن ق ــال ك ــذا وك ــذا ‪ ،‬قلنا ‪:‬‬
‫نقــول ‪ :‬كــذا وكــذا ‪ ،‬فلم يــزل يغــوص حىت انقطعنا وجلســنا نفكر ‪ ،‬فقــال ‪ :‬إن اجمليب يفكر قبل‬
‫علي فيه من‬
‫اجلواب ‪ ،‬وقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبيح أن يفكر بعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــده ‪ ،‬وقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال ما أجيب جبواب حىت أعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف ما ّ‬
‫االعرتاضات‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬معجم األدباء ‪ ، 76 / 11‬احتاف األعيان ‪.63 / 1‬‬
‫(‪ )2‬احتاف األعيان ‪.63 / 1‬‬
‫(‪ )3‬مكانة اخلليل بن أمحد يف النحو العريب‪.‬‬

‫ـ ‪ 33‬ـ‬
‫واملؤاخذات» (‪ )1‬أي حكمة وأي عقل هذا الرجل الذكي الذي يقــول! «ال يعــرف الرجل معلمه‬
‫حىت جيالس غريه» (‪.)2‬‬
‫إنه حكيم يف كالمه وأفعاله وحديثه ‪ ،‬كما أنه حكيم يف صمته‪.‬‬
‫ولنتأمل ما حيكيه ابن العمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد احلنبلي (‪ )3‬عن اخلليل عند ما يقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪« :‬ملا دخل اخلليل‬
‫البص ــرة ملن ــاظرة أيب عم ــرو بن العالء جلس إليه ومل يتكلم بش ــيء ‪ ،‬فس ــئل عن ذلك فق ــال ‪ :‬هو‬
‫رئيس منذ مخسني سـ ــنة فخفت أن ينقطع فيفتضح يف البلـ ــد»‪ .‬أي أدب هـ ــذا! وأي حكمة بالغة‬
‫يف صمته والتعليق عليــه؟ لقد حق أن يقــال عنه إنه كــان إماما كبري القــدر خرّي ا متواضــعا فيه زهد‬
‫وتعطف (‪.)4‬‬
‫أما مناذجه ومتثيله يف منظومته النحوية فهي دالة داللة يقينية على تقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــواه ونقائه وحبه‬
‫للعبــادة ومناذج ذلك كثــرية يســتطيع أن يلمحها القــارئ للمنظومة ويكفي أن نقــرأ قوله يف الــبيت‬
‫‪: 234‬‬
‫وتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ال تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدع الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالة لوقتها ‪  ‬فيخيب سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعيك مث ال تسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتعتب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ويف البيتني ‪ 165 ، 164‬يقول ‪:‬‬


‫اخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرج فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاهتم وأنت بنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادهم ‪  ‬ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانظر ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأي مؤذنيك يث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـوب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأجب وال تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدع الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالة مجاعة ‪  ‬إن الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالة مع اجلماعة أطيب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫إن هــذه األبي ــات دالة على صــفاته اليت حكيت عنه وذك ــرت من ضــمن ص ــفاته الكثــرية ‪،‬‬
‫فقد كان تقيّا ورعا زاهدا هتيمن عليه آداب العلماء احلقة فيما يقوله أو‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬إحتاف األعيان ‪.65 / 1‬‬
‫(‪ )2‬السابق ‪.66 / 1‬‬
‫(‪ )3‬شذرات الذهب يف أخبار من ذهب ‪.277 / 1‬‬
‫(‪ )4‬السابق نفسه‪.‬‬

‫ـ ‪ 34‬ـ‬
‫يفعله (‪ ، )1‬يقول يف البيتني ‪: 128 ، 127‬‬
‫واألمر ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالنون اخلفيفة ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعلمنـ ‪  ‬والنهي أص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعب يف الكالم وأع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ال تعصني اهلل واطلب عفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوه ‪  ‬ال تشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربن مخرا فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبئس املشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫مث يقول يف البيت ‪: 192‬‬


‫بعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا جلاحد ربه سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحقا له ‪  ‬ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم القيامة يف الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعري يكبكب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ويف البيت ‪: 197‬‬


‫احلظي املنجب‬
‫ّ‬ ‫وتق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول من يعمل لي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم مع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاده ‪  ‬يس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعد به وهو‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬مكانة اخلليل بن أمحد يف النحو العريب د‪ .‬جعفر نايف عبابنه ‪ ،‬ص ‪.25 .24‬‬

‫ـ ‪ 35‬ـ‬
‫ثانيا ‪ :‬المنظومة‬
‫‪ 1‬ـ وصف عام لمنظومة الخليل‬
‫ج ـ ــاءت منظومة اخلليل النحوية يف ‪ 293‬بيتا من النظم ال ـ ــذي اق ـ ــرتب من الش ـ ــعر يف لغته‬
‫الرقيقة ‪ ،‬وص ـ ـ ــاغها اخلليل على وزن عروضي يسـ ـ ــمى «حبر الكامل التـ ـ ــام» الصـ ـ ــحيح الع ـ ـ ــروض‬
‫والضرب ‪ ،‬وتفعيالت هذا الوزن تأيت على الصورة التالية ‪:‬‬
‫متفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعلنـ متفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعلن متفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعلنـ ‪  ‬متفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعلنـ متفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعلنـ متفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعلنـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ضمت الكثري من أبواب النحو العريب وتركت القليل منها ‪ ،‬جاءت مقدمتها اليت وصلت‬
‫إىل ‪ 26‬بيتا متهيــدا للقــارئ وتوطئة نفســية له بــدال من الــدخول إىل النحو مباشــرة‪ .‬يقــول يف أوهلا‬
‫‪:‬‬
‫‪  ‬أوىل وأفضل ما ابت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدأت وأوجب‬ ‫مبنّه‬ ‫احلميد‬ ‫هلل‬ ‫احلمد‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫محدا يكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون مبلّغي رضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوانه ‪  ‬وبه أصري إىل النج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاة وأق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـيب حممد من ربه ‪  ‬ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلواته وس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالم ريّب األطيب‬ ‫وعلى الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫إين نظمت قص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيدة حرّب هتا ‪  ‬فيها كالم مونق وت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأدب‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـرب‬
‫ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذوي املروءة والعق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ومل أكن ‪  ‬إاّل إىل أمثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاهلم أتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أبياهتا ‪  ‬مثل القن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاة أقيم فيها األكعبـ‬ ‫يف‬ ‫عيب‬ ‫ال‬ ‫عربية‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫تزهو هبا الفص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحاء عند نش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيدها ‪  ‬عجبا ويط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرق عن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدها املت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأدب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫إىل أن وصل إىل هناية املقدمة وبداية املوضوع النحوي األول قائال ‪:‬‬
‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا نطقت فال تكن حلّانة ‪  ‬فيظل يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخر من كالمك معـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫النحو رفع يف الكالم وبعضه ‪  ‬خفض وبعض يف التكلم ينصب‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫واسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتمر اخلليل يف معاجلة كثري من األبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــواب النحوية ‪ ،‬حىت وصل إىل هناية املنظومة‬
‫وأهناها بقوله ‪:‬‬
‫النحو حبر ليس ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدرك قع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــره ‪  ‬وعر الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبيل عيونه ال تنضب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪  ‬فالقصد أبلغ يف األمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور وأذرب‬ ‫آذيّه‬ ‫يف‬ ‫عمت‬ ‫ما‬ ‫إذا‬ ‫فاقصد‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـ ‪ 36‬ـ‬
‫واسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتغن أنت ببعضه عن بعضه ‪  ‬وصن الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي علّمت ال يتشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّذب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وبني املقدمة والنهاية عـ ـ ــاجل أمـ ـ ــورا حنوية كثـ ـ ــرية بأس ـ ــلوب يتسم بالسـ ـ ــهولة واالبتعـ ـ ــاد عن‬
‫التعقيد ‪ ،‬ج ــاء متس ــقا مع س ــهولة ع ــرض القض ــايا النحوية فكأنه يعيش معنا اآلن بأس ــلوبه ال ــذي‬
‫النحوي‪.‬‬
‫ّ‬ ‫يصل إىل متلقيه سريعا وابتعاده عن اجلدل‬
‫هناك مالحظة مهمة حول األبيات األخرية حيث يوجه اخلليل نصيحته إىل متعلمي النحو‬
‫قائال «إن النحو بحر عميق ال يدرك قاعه ‪ ،‬وعر المسالك ‪ ،‬عيونه تفيض بغزارة»‪.‬‬
‫وهو هنا يشري إىل املسـ ـ ــائل اخلالفية يف النحو والتعليالت ‪ ،‬وفلسـ ـ ــفات النحو وتفريعـ ـ ــات‬
‫قض ـ ـ ـ ــاياه ‪ ،‬إنه ك ـ ـ ـ ــاألمواج املتالطمة يف حبار عميقة ال ق ـ ـ ـ ــرار هلا ‪ ،‬ومن هنا ف ـ ـ ـ ــإن على املتعلم أن‬
‫يقتصد ‪ ،‬وأن يأخذ منه حبذر ألن اإلفـ ـ ـ ـ ـ ــراط يف معرفة أصـ ـ ـ ـ ـ ــوله وفروعه له نتـ ـ ـ ـ ـ ــائج وخيمة ملن مل‬
‫يتسلح للدخول إليه‪.‬‬
‫أما الشادون من املتعلمني فعليهم أن يدخلوا إىل أبواب النحو برفق ‪ ،‬وهذا إرشاد صــائب‬
‫ملن شـ ــاء أن يتعلمه ‪ ،‬فبعضه يغين عن بعض ‪ ،‬لكن املفيد أن حتتفظ وتعي وتصـ ــون ما تعلمته فال‬
‫يستغىن عنه‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ تحقيق نسبة هذه المنظومة إلى الخليل‬
‫هن ــاك وس ــائل كث ــرية للوص ــول إىل حقيقة نس ــبة أي عمل إىل ص ــاحبه ‪ ،‬من ه ــذه الوس ــائل‬
‫املهمة ما أطلق عليه علمـاء أصـول الرتبية «النقد التـارخيي» (‪ )1‬أو «األدلة التارخييـة» (‪ ، )2‬ويقصد‬
‫هبا جممــوع احلقــائق واملعلومــات اليت تثبت صــحة العمل املقصــود بالدراسة ‪ ،‬والتحقق من صــحة‬
‫نسبته حبيث ميكن قبوله يف هناية األمر والثقة به والغرض من هــذا النقد التأكد من صــدق املصــدر‬
‫وص ــحة املادة املوج ــودة يف ه ــذا املص ــدر واليت تك ــون م ــوطن الدراسة ‪ ،‬ويك ــون الشك هو بداية‬
‫احلكمة على حد تلك املقولة الشائعة (‪ ، )3‬وسنتخذ من هذا‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬منــاهج البحث يف العلــوم االجتماعية والرتبوية تــأليف لــويس كــوهني ‪ ،‬لــورانس مــانيون ترمجة أ‪ .‬د‪ .‬كــوثر حسني‬
‫كوجك‪ .‬أ‪ .‬د‪ .‬وليم تاوضروس عبيد مراجعة أ‪ .‬د‪ .‬سعد مرسي أمحد ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ، 1990‬صفحة ‪.80‬‬
‫(‪ )2‬من ــاهج البحث يف الرتبية وعلم النفس ت ــأليف أ‪ .‬د‪ .‬ج ــابر عبد احلميدـ ج ــابر وأ‪ .‬د‪ .‬أمحد خ ــريى ك ــاظم ‪ ،‬الق ــاهرة‬
‫‪ ، 1990‬ص ‪.120‬‬
‫(‪ )3‬املصدر السابق نفسه‪.‬‬

‫ـ ‪ 37‬ـ‬
‫املنهج النقدي معيارا لنا يف البحث عن صحة نسبة هذه املنظومة إىل اخلليل‪.‬‬
‫هـ ــذا املنهج النقـ ــدى الـ ــذي ينقسم إىل نـ ــوعني رئيسـ ــيني ‪ :‬أوهلما يعـ ــرف بالنقد اخلارجي ‪،‬‬
‫وثانيهما يعرف بالنقد الداخلي‪.‬‬
‫أوال ـ النقد الخارجي ‪:‬‬
‫يه ـ ــدف هـ ـ ــذا النقد إىل التحقق من صـ ـ ــحة الوثـ ـ ــائق من حيث انتس ـ ــاهبا إىل صـ ـ ــاحبها وإىل‬
‫العصر الــذي تنسب إليه (‪ ، )1‬ويهتم هــذا النقد أيضا بتأكيد أصــالة البيانــات الــواردة وخلوها من‬
‫اخلارجي إىل الوثيقة وليس إىل ما حتتويه من مض ـ ــمون ‪ ،‬ويركز على‬ ‫ّ‬ ‫يوجه النقد‬
‫أي زيف ‪ ،‬هلذا ّ‬ ‫ّ‬
‫الشكلي وليس على تفسريها أو معناها بالنسبة للدراسة ـ موضع البحث ‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ّ‬ ‫التحليل‬
‫وينقسم النقد اخلارجي إىل نوعني ‪:‬‬
‫(أ) نقد التصحيح‪( .‬ب) نقد املصدر‪.‬‬
‫(أ) نقد التصحيح ‪:‬‬
‫أما عن نقد التصــحيح فيتضــمن النظر إىل الوثيقة املقصــودة بالدراسة والنظر إىل نســخها ‪،‬‬
‫أوجـ ــدت نسـ ــخة خبط املؤلف ‪ ،‬فتكـ ــون هي األصل وتقـ ــوم الدراسة عليهـ ــا؟ أم أهنا مكتوبة خبط‬
‫شــخص آخر غري املؤلف وليس هنــاك إال نســخة واحــدة ميكن أن يكــون هبا أخطــاء جلهل الناسخ‬
‫فينبغي أن يصــحح البــاحث هــذه األخطــاء باإلشــارة إليها مســتفيدا من خربتــه‪ .‬أم أن هــذه الوثيقة‬
‫هلا أكــثر من نســخة ‪ ،‬ويف هــذه احلالة ينبغي أن يقــوم البــاحث بدراسة هــذه النسخ لكي يتــبني ما‬
‫ي ـ ـ ــرجح منها إىل أصل واحد ‪ ،‬وميكنه التع ـ ـ ــرف على ذلك من احت ـ ـ ــواء ه ـ ـ ــذه املخطوط ـ ـ ــات على‬
‫األخط ــاء نفس ــها يف املواضع نفس ــها فيظهر األصل أو املخطوطة اليت نقل عنها ‪ ،‬ويف ه ــذه احلالة‬
‫تع ّد األخرية خمطوطة من الدرجة األوىل (‪ )3‬حبيث يعتمد عليها‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬مناهج البحث يف الرتبية وعلم النفس ‪.120‬‬
‫(‪ )2‬مناهج البحث يف العلوم اإلجتماعية والرتبوية ‪.81‬‬
‫(‪ )3‬مناهج البحث يف الرتبية وعلم النفس ‪ 121‬ـ ‪.124‬‬

‫ـ ‪ 38‬ـ‬
‫(ب) نقد المصدر ‪:‬‬
‫ويتضـ ــمن مصـ ــدر الوثيقة ومؤلفاهتا وزماهنا فقد تكـ ــون هنـ ــاك وثيقة عظيمة القيمة ولكنها‬
‫تنسب إىل شخصية أخرى غري واضعها‪.‬‬
‫وس ــنحاول فيما يلي تط ــبيق ه ــذا املنهج س ــواء ما اتصل بنقد التص ــحيح أم بنقد املص ــدر ‪،‬‬
‫حيث اسـ ــتطعنا مجع عشر نسخ كلها خبطـ ــوط خمتلفة ليس من بينها النسـ ــخة األصـ ــلية ‪ ،‬كما أننا‬
‫حريصـ ــون على إيضـ ــاح زمن كتابة هـ ــذه املنظومة ‪ ،‬حيث ميثل ذلك نقطة مهمة يف توثيق نسـ ــبة‬
‫النص إىل صاحبه وذلك من خالل بعض اإلشارات الواردة عن هذه املنظومة‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬النقد الداخلي‬
‫وله أمهية كب ــرية يف دراس ــتنا ه ــذه ‪ ،‬حيث تتض ــمن ه ــذه املرحلة تق ــييم املنظومة ومعلوماهتا‬
‫وبيان صدق املادة العلمية املوجودة بالوثيقة ‪ ،‬وعلى ذلك فإن البــاحث يواجه مشــكالت أصــعب‬
‫كثــريا مما يواجهه يف مرحلة النقد اخلارجي (‪ )1‬حيث ينبغي دراسة دقيقة تــبنّي هل تتعــارض مع ما‬
‫يلم جيــدا بلغة كــاتب الوثيقة‬
‫ورد عن املؤلف يف مصــادر أخــرى ‪ ،‬ويتطلب هــذا من البــاحث أن ّ‬
‫ولغة العصر الــذي عــاش فيه وكتب فيه الوثيقة (‪ ، )2‬ويعلي األســتاذ عبد ال ّسـالم هــارون من قــدر‬
‫هــذه االعتبــارات التارخيية قــائال (‪« : )3‬وتع ـ ّد االعتبــارات التارخيية من أقــوى املقــاييس يف تصــحيح‬
‫نســبة الكتــاب أو تزييفهــا» وهلذا كنّا حريصني على هــذا املقيــاس فتوقفنا كثــريا أمــام ذكر قطــرب‬
‫الـ ـ ــذي تـ ـ ــويف بعد اخلليل حيث ذكـ ـ ــره اخلليل يف منظومته ‪ ،‬وقارنا بني لغة اخلليل يف املنظومة وما‬
‫ورد مرويّا عنه يف غري ذلك من املراجع ‪ ،‬وقارنا بني ما نقل عن شخصيته وما ورد من معــان يف‬
‫أمثلته التطبيقية‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬مناهج البحث يف العلوم االجتماعية والرتبوية ‪.81‬‬
‫(‪ )2‬مناهج البحث يف الرتبية وعلم النفس ‪.126‬‬
‫السالم هارون الطبعة الثانية ص ‪.43‬‬
‫(‪ )3‬حتقيق النصوص ونشرها عبد ّ‬

‫ـ ‪ 39‬ـ‬
‫وهذا «النقد الداخلي» ـ كما يطلق عليه علمـاء أصـول الرتبية ـ هو األكـثر أمهية ‪ ،‬وهو ما‬
‫يطلق عليه االســتاذ احملقق عبد ال ّس ـالم هــارون ‪( :‬حتقيق منت الكتــاب) الــذي يقتضي من البــاحث‬
‫األداء الصادق ‪ ،‬واألمانة والصرب‪.‬‬
‫يقــول االســتاذ عبد ال ّس ـالم هــارون (‪« : )1‬ليس حتقيق املنت حتســينا أو تصــحيحا ‪ ،‬وإمنا هو‬
‫أمانة األداء اليت تقتضــيها أمانة التــاريخ ‪ ،‬فــإن منت الكتــاب حكم على املؤلف وحكم عل عصــره‬
‫وبيئته ‪ ،‬وهي اعتبــارات تارخيية هلا حرمتها كما أن ذلك الضــرب من التصــرف عــدوان على حق‬
‫املؤلف الذي له وحده حق التبديل والتغيري»‪.‬‬
‫ومن هنا سـ ــنحاول قـ ــدر اإلمكـ ــان مقارنة املعـ ــاين والنصـ ــوص واملصـ ــطلحات مبا ورد على‬
‫لسـ ـ ــان اخلليل دون تـ ـ ــدخل إال بتفسري أو حتليل ‪ ،‬وسـ ـ ــنرتك بعض العنـ ـ ـ ــاوين اليت جـ ـ ــاءت يف غري‬
‫مكاهنا أو اندرج حتتها ما ليس هلا ‪ ،‬مع اإلشارة إىل ذلك ‪ ،‬والقارئ الكرمي يســتطيع متابعة ذلك‬
‫وتكوين رأي فيما يقرؤه ‪ ،‬وإن صحح خطأ من األخطاء فسوف تتم اإلشارة إليه‪.‬‬
‫من املؤكد أن هـ ــذه املنظومة النحوية مل تأخذ حقها يف الظهـ ــور ومل تشـ ــتهر على الس ــاحة‬
‫النحوية شــهرة غريها من املنظومــات النحوية األخــرى اليت جــاءت بعــدها يف عصــور تالية ‪ ،‬ولعل‬
‫ذلك يثري بعض التس ــاؤالت عن أس ــباب خف ــاء ه ــذه املنظومة حىت ه ــذا ال ــوقت املت ــأخر يف حقل‬
‫ختوف الدارس ــون من فك ــرة نس ــبتها للخلي ــل؟ وهو من هو يف‬ ‫الدراس ــات النحوية واللغوي ــة‪ .‬هل ّ‬
‫حقل الدراسات النحوية واللغويـة؟ هل ظلّت طــوال كل هــذا الـزمن مغمــورة ال يعـرف من أمرها‬
‫شــيء ؛ ومل تصل إليها أيــدي الدارسني فظلت يف خــدرها مل يقــرتب منها أحــد؟ هل عــزف عنها‬
‫الدارسون ألسباب فنية أخرى؟‬
‫ال شك أن التنقيب داخل املخطوطات احملفوظة يف املكتبات اخلاصة أو‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬حتقيق النصوص ونشرها ‪.44‬‬

‫ـ ‪ 40‬ـ‬
‫العامة ‪ ،‬وعـ ــدم مت ّكن عن ــاوين ه ــذه املخطوطـ ــات من خ ــداع الق ــارئ املث ــابر ال ــذي يتوقع أن جيد‬
‫عنوانا خمالفا للمضــمون أو مضــمونا خمالفا للعنــوان ‪ ،‬أو جيد جمموعا به عــدة خمطوطــات وضع له‬
‫عنوان ملخطوطة واحدة من هذا اجملموع ‪ ،‬أقول ‪ :‬ال شك أن كل هذا ميكن أن يكشف النقــاب‬
‫عن الكثري من املفاجآت سلبا أو إجيابا لو كانت حماوالت الكشف جادة تتسم بالصرب والدأب‪.‬‬
‫ولعل تلك املث ــابرة هي اليت كشـ ــفت النقـ ــاب عن هـ ــذه املنظومة املنسـ ــوبة إىل اخلليـ ــل‪ .‬فقد‬
‫وجـ ـ ـ ــدت عشر نسخ خمطوطة هلا‪ .‬كل هـ ـ ـ ــذه النسخ ضـ ـ ـ ــمن جماميع خمطوطة ‪ ،‬سـ ـ ـ ــواء باملكتبـ ـ ــات‬
‫اخلاصة أو العامة ‪ ،‬ورمبا كــان هــذا مــدخال مهما لإلجابة عن الســؤال ‪ :‬ملاذا مل تكتشف منظومة‬
‫اخلليل النحوية من قبل؟‬
‫فلقد كــانت نسخ هــذه املنظومة مطمــورة ضــمن جماميع خمطوطــة‪ .‬هــذه اجملاميع احتــوت يف‬
‫ـريي ‪،‬‬
‫ـافعي والبوصـ ّ‬ ‫معظمها على نصــوص مهمة ‪ ،‬بعضــها أشــعار لإلمــام علي بن أيب طــالب والشـ ّ‬
‫حنوي لقــدامى النحــاة وبعضــها منظومــات حنوية أو نصــوص لغوية كمثلثــات قطــرب أو‬ ‫وبعضــها ّ‬
‫اللخمي ‪ ..‬اخل‪.‬‬
‫ومن الواضح االهتمــام بــأمر اجملاميع من قبل أصــحاهبا ‪ ،‬والعناية بنســخها عن طريق ن ّسـاخ‬
‫متخصصني ‪ ،‬بل ومراجعتها أحيانا على نسخ أصــلية أقــدم للوصــول إىل نص صــحيح‪ .‬واملالحظ‬
‫أنين مل أجد نســخة واحــدة يف خمطوطة مســتقلة من نص املنظومة ‪ ،‬على الــرغم من االهتمــام بــأمر‬
‫(*)‬
‫اخلليل بن أمحد وأعماله بشــكل الفت للنظر ويبــدو أن ذلك كــان ســببا قويا يف عــدم الكشف‬
‫عنها أو االهتم ـ ـ ـ ـ ــام بأمرها حىت اآلن ؛ ورمبا ك ـ ـ ـ ـ ــان الس ـ ـ ـ ـ ــبب استص ـ ـ ـ ـ ــغارا حلجمها (**) بالقيـ ـ ـ ــاس‬
‫للمنظوم ـ ــات النحوية األخ ـ ــرى اليت تصل إىل ألف بيت أو يزيد ‪ ،‬ورمبا ك ـ ــان الس ـ ــبب الشك يف‬
‫ـري‬
‫صـحة نسـبتها إىل اخلليل بن أمحد ‪ ،‬إذ كيف تكـون هـذه املنظومة كتبت يف القـرن الثـاين اهلج ّ‬
‫‪ ،‬ومل تظهر للنور حىت اآلن؟‬
‫__________________‬
‫(*) املنظومة معروفة ‪ ،‬وعدم نشرها يف حينه ال يقلل من قيمتها (ن)‬
‫(**) العربة بالكيف ‪ ،‬وليس بالكم ‪ ،‬وباملضمون ال بالشكل (ن)‪.‬‬

‫ـ ‪ 41‬ـ‬
‫كل هذا دار يف خلدى وأنا بني اإلقبـال م ّـرة واإلحجـام م ّـرات على حتقيقها إىل أن عـثرت‬
‫نص خللف األمحر (‪ )1‬الـ ــذي كـ ــان معاصـ ــرا للخليل ‪ ،‬وكـ ــانت وفاته بعد وفـ ــاة اخلليل بعشر‬ ‫على ّ‬
‫سـ ـ ــنوات تقريبـ ـ ــا‪ .‬هـ ـ ــذا النص يشري إىل تلك املنظومة النحوية للخليل ‪ ،‬بل وينقل بيـ ـ ــتني من تلك‬
‫املنظومة مستشـ ـ ــهدا هبما على قضـ ـ ــية حنوية نراها يف نصه الـ ـ ــذي يق ـ ــول فيه حتت عن ـ ــوان «ب ـ ــاب‬
‫حروف النّسق»‪.‬‬
‫يق ــول خلف األمحر عن ه ــذه احلروف يف كتابه «مقدمة يف النح ــو» (‪« )2‬فنسق هبا ‪ ،‬ف ــإذا‬
‫أتيت برفع مث نســقت بشــيء من حــروف التنســيق رددت على األول» (أي عطفت على األول)‬
‫وكـ ـ ـ ـ ــذلك إذا نصـ ـ ـ ـ ــبت وخفضت مث أتيت حبروف النسق رددت على األول‪ .‬وحـ ـ ـ ـ ــروف النسق‬
‫مخسة ‪ ،‬وتسمى حروف العطف‪.‬‬
‫وقد ذكرها اخلليل بن أمحد يف قصيدته يف النحو ‪ ،‬وهي قول الشاعر ‪:‬‬
‫فانسق وصل ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالواو قولك كلّه ‪  ‬وبال ومثّ وأو ‪ ،‬فليست تصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫الفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء ناسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقة كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذلك عنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدنا ‪  ‬وسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبيلها رحب املذاهب مشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعبـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وه ـ ــذا البيت ـ ــان حيمالن رقمي ‪ 158 ، 157‬من منظومة اخلليل النحوية ‪ ،‬وإن ك ـ ــانت‬
‫كلمة القافية يف الــبيت األول جــاءت على أشــكال متنوعة ‪ ،‬فمــرة «تعقب» ويكــون القصد منها‬
‫أ ّن (أو) ليست للتعقيب مثل مث الواقعة‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬خلف األمحر هو أبو حمرز موىل بالل بن أىب بردة راوية عالمة باألدب ‪ ،‬شاعر من أهل البصرة كـان أبـواه مولـيني‬
‫من فرغانة‪ .‬أعتقهما بالل بن أيب موسى األشعري‪ .‬محل عنه ديوانه أبو نواس وتويف يف حدود الثمانني ومائة (‪ 180‬ه‍‬
‫ـ ‪ 796‬م)‪ .‬عـامل بــاألدب يسـلك األصــمعي طريقه وحيذو حـذوه‪ .‬له ديـوان شـعر وكتـاب (جبـال العـرب) و (مقدمة يف‬
‫النحــو) (طبــع)‪ .‬انظر يف ترمجته ‪ ،‬األعالم للــزركلي ج ‪ 2‬ص ‪ ، 310‬وكتــاب الــوايف بالوفيــات ‪/ 3‬ـ ‪ 353‬ـ ‪، 355‬‬
‫‪ 1404‬ه‍ ـ ‪ 1984‬م دار النشر فرانز شتاير بقسبادن‪.‬‬
‫(‪ )2‬كتـ ــاب (مقدمةـ يف النحـ ــو) خللف األمحر (‪ 180‬ه‍) حتقيق ‪ :‬عز الـ ــدين التنـ ــوخي دمشق ‪ 1381‬ه‍ ‪ 1961‬م ص‬
‫‪.86 .85‬‬

‫ـ ‪ 42‬ـ‬
‫صـ ـب» ‪ ،‬أي لست‬ ‫صـ ـب» وجـ ــاء الـ ــرتكيب «ولست تع ّ‬
‫قبلها مباشـ ــرة ‪ ،‬ومـ ــرة جـ ــاء «تع ّ‬
‫ض ـب» من الغضب ‪..‬‬ ‫متشــددا عند اســتخدام حــروف العطف هــذه ‪ ،‬ومــرة جــاءت «ولست تغ ّ‬
‫إخل‪.‬‬
‫وهــذه كلها جـاءت متغــايرة بـاختالف النسخ ‪ ،‬وكلها جــاءت يف شــكل اختالفــات يسـرية‬
‫ال متثل خلال يف صـ ـ ـ ــلب القضـ ـ ـ ــية مـ ـ ـ ــوطن احلديث ‪ ،‬ويف هناية األمر قد تأكد وجـ ـ ـ ــود البيـ ـ ـ ــتني يف‬
‫منظومة اخلليل اليت أش ــار إليها خلف األمحر ‪ ،‬بل وج ــاء حتت عن ــوان «ب ــاب النس ــق» يف قص ــيدة‬
‫اخلليل الذي قال حتت هذا الباب مباشرة ‪:‬‬
‫وإذا نسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقت امسا على اسم قبله ‪  ‬أعطيته إع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــراب ما هو مع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وانسق وقل بالواو ‪....‬ـ‬


‫والفاء ناسقة ‪....‬ـ‬
‫فتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدثنا هشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام وغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــريه ‪  ‬ما قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوف أو حسني الكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫واس ــتمر اخلليل يف التمثيل حلروف العطف رفعا ونص ــبا وج ــرا حىت ال ــبيت رقم ‪ 162‬من‬
‫املنظومة‪.‬‬
‫لعل تسـ ــاؤال يطـ ــرح نفسه بقـ ــوة أمامنا اآلن ‪ ،‬هـ ــذا التسـ ــاؤل مفـ ــاده هو كيف نعتمد على‬
‫أق ــوال وأخب ــار خلف األمحر ‪ ،‬وقد ك ــثر اهتام املؤرخني له باالنتح ــال والوضع ونقل األخب ــار غري‬
‫املوث ــوق بص ــحتها؟ أال ميكن أن يك ــون ذكر خلف األمحر هلذه املنظومة النحوية ونس ــبتها للخليل‬
‫على لسانه مثارا للشك يف تلك النسبة؟ حيث يتهم يف أخباره وأشعاره ونسبتها إىل أصحاهبا‪.‬‬
‫ولإلجابة عن هذا أنه ميكن أن يكــون هلذا الســؤال وجاهته وجماله لو أن األمر كــان متعلقا‬
‫بأبيـ ــات أو بقصـ ــيدة هلا غـ ــرض آخر ‪ ،‬مثل املدح أو الـ ــذم أو ذكر يـ ــوم من أيـ ــام العـ ــرب أو ذكر‬
‫مثــالب قبيلة ما أو إثبــات صــفات لبعض األشــخاص أو غري ذلك من األشـياء اليت ميكن أن تكــون‬
‫مثارا للوضع واالنتحال ‪ ،‬إن ثبت ذلك عن خلف األمحر ‪ ،‬أما وإن األمر متعلق بقصيدة‬

‫ـ ‪ 43‬ـ‬
‫حنوية ليس الغ ـ ــرض منها اجتماعيا أو سياس ـ ــيا أو م ـ ــدحا أو ذما ‪ ،‬ف ـ ــإن أمر الشك ال جمال له هنا‬
‫والسؤال املقابل الذي يطــرح نفسه يف وجه هــذا الشك هو ‪ :‬ملاذا يتخيل أحد أســبابا غري حقيقية‬
‫خللف األمحر كــانت عــامال على نســبة هــذه القصــيدة للخليل بن أمحد؟ وأي أســباب هــذه ‪ ،‬تلك‬
‫اليت جتعل خلف األمحر حريصا على نس ـ ــبة ه ـ ــذه القص ـ ــيدة للخليل غري احلقيقة يف وج ـ ــود ه ـ ــذه‬
‫النسبة؟‪.‬‬
‫وإذا ك ــان هنالك من يشك يف رواية خلف األمحر لألش ــعار ف ــإن هن ــاك أيضا من يثبت له‬
‫ـفدي عن خلف (‪« )1‬كـ ـ ــان راوية ثقة عاّل مة يس ـ ــلك‬‫الثقة والنزاهـ ـ ــة‪ .‬يقـ ـ ــول صـ ـ ــالح الـ ـ ــدين الصـ ـ ـ ّ‬
‫ـمعي فتّقا املعـ ــاين‬
‫ـمعي طريقه وحيذو ح ـ ــذوه حىت قيل ‪ :‬هو معلم األص ـ ــمعي ‪ ،‬وهو واألص ـ ـ ّ‬ ‫األص ـ ـ ّ‬
‫معمر ابن املثىن أن خلف األمحر معلّم‬ ‫وأوضــحا املذاهب وبينّا املعــامل» بل إن الــزركلي ينقل قــول ّ‬
‫األصمعي ومعلم أهل البصرة (‪.)2‬‬
‫وال شك أن كل ه ــذه ش ــهادات علمية جي ــدة يف حق خل ــف‪ .‬وإذا ك ــان خلف قد انتحل‬
‫الشعر على بعض العرب فرمبا كان ذلك يف بداية حياته وكان يقلد القدماء ليحاكي ألفاظهم‪.‬‬
‫ـفدي ‪« )3( :‬ومل يكن فيه ما يع ــاب به إال أنه ك ــان يعمل القص ــيدة يس ــلك فيها‬ ‫يق ــول الص ـ ّ‬
‫ألفاظ العرب القدماء وينحلها أعيان الشعراء»‪.‬‬
‫واخلليل بن أمحد ك ــان معاص ــرا له فقد ت ــويف خلف ع ــام ‪ 180‬ه‍ ـ ـ ‪ 976‬م تقريبا ـ ـ على‬
‫حد تعبري الزركلي يف األعالم ـ (‪ .)4‬باإلضافة إىل أن‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬الوايف بالوفيات ‪.354 / 13‬‬
‫(‪ )2‬األعالم ‪.310 / 2‬‬
‫(‪ )3‬الوايف بالوفيات ‪.354 / 13‬‬
‫(‪ )4‬األعالم ‪ ، 310 / 2‬وانظر الوايف بالوفيات ‪.353 / 13‬‬

‫ـ ‪ 44‬ـ‬
‫ألفــاظ القصــيدة ال تشــابه ألفــاظ القــدماء فقد عرّب ت عن اخلليل خري تعبري وتســاوقت مع أشــعاره‬
‫األخرى يف ألفاظها ومعانيها‪.‬‬
‫أما انتح ــال خلف للشــعر الــذي أش ــار إليه املؤرخ ــون ‪ ،‬فرمبا قد متّ لفــرتة حمدودة يف مقتبل‬
‫حياتـ ــه‪ .‬أقلع عن ذلك وتن ّسـ ـك وأعلن عن كل شـ ــيء انتحله ولنقـ ــرأ هـ ــذا النص املنقـ ــول عن أيب‬
‫الطيب اللغوي حيث يقول (‪: )1‬ـ «كان خلف األحمر يصنع الشعر وينسبه إلى الع‪HH‬رب فال يع‪H‬رف‬
‫ثم نسك وكان يختم الق‪HH‬رآن كل ي‪HH‬وم وليلة ‪ ،‬وب‪H‬ذل له بعض المل‪HH‬وك العظم‪H‬اء م‪HH‬اال على أن يتكلم‬
‫في بيت شعر ش ّكوا فيه ف‪H‬أبى ذلك وق‪H‬ال ‪ :‬قد مضى لي فيه ما ال أحت‪HH‬اج أن أزيد علي‪HH‬ه‪ .‬وك‪H‬ان قد‬
‫حم‪HH‬اد الراوية ‪ ،‬فلما نسك خ‪HH‬رج إلى‬
‫ق‪HH‬رأ أهل الكوفة عليه أش‪HH‬عارهم فك‪HH‬انوا يقص‪HH‬دونه لما م‪HH‬ات ّ‬
‫أهل الكوفة يعرفهم األشعار التي أدخلها في أشعار الناس»‪.‬‬
‫إن تنسكه وختمه القرآن كل يــوم وليلة ورفضه لعــرض بعض امللــوك وإصـراره على إخبــار‬
‫النــاس مبا انتحله لتوبة صــادقة ‪ ،‬وصــارت بعد ذلك حياته أقــرب إىل الثقة منه اىل االنتحــال ‪ ،‬هلذا‬
‫يبقى ما ورد يف كتابه «مقدمة يف النحـ ـ ـ ـ ــو» عن نسـ ـ ـ ـ ــبة املنظومة النحوية اىل اخلليل بن أمحد يقينا‬
‫حسـ ـ ــبما ورد يف الكتـ ـ ــاب ‪ ،‬إذ لو كـ ـ ــانت القصـ ـ ــيدة ليست للخليل لكـ ـ ــان أعلن ذلك للنـ ـ ــاس أو‬
‫حــذفها من كتابه ‪ ،‬ألنه كــان يشري إىل املنحــول املســموع فما بالنا بــاملكتوب لديه ‪ ،‬وال أظن أن‬
‫كتابه قد اشــتهر وخــرج إىل النــاس يف حياته ‪ ،‬ولو كــان ذلك قد مت لكــان قد أعلن انتحــال هــذه‬
‫املنظومة على اخلليل ‪ ،‬إن االنتح ــال يف رأيي ال يك ــون يف نس ــبة قص ــيدة حنوية لص ــاحبها وال أظن‬
‫(‪)2‬‬
‫أن يف األمر شيئا آخر غري احلقيقة يف هذه النسبة‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬األعالم ‪ ، 310 / 2‬وانظر الوايف بالوفيات ‪.353 / 13‬‬
‫(‪ )2‬الوايف بالوفيات ‪.355 / 13‬‬

‫ـ ‪ 45‬ـ‬
‫ولعل فيما يلي ـ إضافة إىل قول خلف األمحر ـ دليال على صحة نسبة املنظومة للخليل‪.‬‬
‫أوال ـ وج ـ ـ ــود عشر نسخ من نص املنظومة املنس ـ ـ ــوبة للخليل ‪ ،‬خبطـ ـ ــوط لن ّسـ ـ ـ ـاخ خمتلفني‬
‫بعضها يف دائرة املخطوطات والوثائق بـوزارة الـرتاث القـومي والثقافة بسـلطنة عمـان ؛ ويف بعض‬
‫املكتبـ ـ ــات اخلاصة مثل نسـ ـ ــخة مكتبة معـ ـ ــايل السـ ـ ــيد حممد بن امحد البوسـ ـ ــعيدي ونسـ ـ ــخة مكتبة‬
‫الفاضل الشيخ سامل بن محد بن سليمان احلارثي باملضريب (‪.)2( )1‬‬
‫ثانيا ـ نســبت القصــيدة يف النسخ الســابقة إىل اخلليل بن أمحد ‪ ،‬باســتثناء النســخة (ب) اليت‬
‫مل يذكر ناسخها نســبتها إىل أحد ‪ ،‬واملالحظ أيضا أن قصــيدة اخلليل يف النســخة (ب) مل تنسب‬
‫اىل غري اخلليل فرمبا سـ ـ ـ ــقط من الناسخ ذكر مؤلفها نسـ ـ ـ ــيانا ‪ ،‬وعلى هـ ـ ـ ــذا يالحظ أن أحـ ـ ـ ــدا من‬
‫النس ــاخ مل ينس ــبها إىل غري اخلليل بن أمحد ومل يشك أحد من الن ّسـ ـاخ يف تلك النس ــبة‪ .‬وما ورد‬
‫يف هناية النسخة (أ) من نص منظومة اخلليل ال يعد من هذا حيث يقول‪.‬‬
‫متّت قصـ ـ ـ ــيدة اخلليل بن أمحد العروضي رمحة اهلل عليه وعلى مجيع املسـ ـ ـ ــلمني واملسـ ـ ـ ــلمات‬
‫علي حسب الطاقة‬ ‫آمني‪.‬ـ وصـ ـ ـ ـ ـلّى اهلل على حممد النيب األمي وآله وسـ ـ ـ ـ ــلم تسـ ـ ـ ـ ــليما‪ .‬متّ معروضاـ ّ‬
‫واإلمكان واهلل اعلم بصحته»‪.‬‬
‫فقد ك ــان الناسخ أمينا مع نفسه وك ــان حريصا يف جمموعه ال ــذي ض ـ ّـم منظومة اخلليل أن‬
‫يقول تلك العبـارة أو قريبا منها يف كل خمطوطة يكتبها حىت تـربأ ذمته ‪ ،‬بل ذكر صــراحة يف مــرة‬
‫من املرات أن خمطوطه الـذي نسـخه عـرض على نسـخة من بعض النسـخ» وهـذا يظهر أمانته اليت‬
‫اقتضت منه تلك العبارة «واهلل أعلم بصحته» إذ لو كان يشك يف تلك النسبة ما كان قد نسب‬
‫املنظومة إىل اخلليل بن أمحد صـ ــراحة يف أوهلا ‪ ،‬والقصد أن اهلل أعلم بصـ ــحة النص املقـ ـ ـ ّدم الـ ــذي‬
‫نقل عنه‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬والية من واليات سلطنة عمان‪.‬‬
‫(*) املضريب قرية بوالية القابل باملنطقة الشرقية بسلطنة عمان (ن)‪.‬‬

‫ـ ‪ 46‬ـ‬
‫ثالثا ـ مل أجد أحــدا من الن ّس ـاخ أو من غري الن ّس ـاخ يشــكك يف صــحة نســبة هــذه املنظومة‬
‫إىل اخلليل بن أمحد إال ما ورد على لسـ ــان الـ ــدكتور إبـ ــراهيم السـ ــامرائي عند ما كـ ــان يتكلم عن‬
‫(‪)1‬‬
‫املصطلحات النحوية يف كتابه «املدارس النحوية» ‪ ،‬وتوقف أمام مصطلح النسق‪ .‬جنده يقــول‬
‫‪« :‬النسق من مصـ ـ ــطلحات اخلليل ‪ ،‬فقد ج ـ ــاء يف «مقدمة يف النح ـ ــو» (‪ )2‬أن للخليل قص ـ ــيدة يف‬
‫النحو ‪ ،‬جاء فيها بيتان يتحدث فيهما عن النسق وحروفه مستعمال كلمة النسق ‪ ،‬ومها ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬
‫تقعب‬ ‫فليست‬ ‫واو‬
‫فانسق وصل ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالواو قولك كلّه ‪  ‬وبال ومثّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫(‪)4‬‬
‫الفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء ناسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقة كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذلك عنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدنا ‪  ‬وس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلبها رحب املذاهب مش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعبـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـحت هــذه األبيــات ـ وال أراها تصح ـ فالــذي يعنينا أن النسق قــدمي ‪ ،‬وقد الــتزم به‬
‫وإذا صـ ّ‬
‫الكوفيون كما استعمله البصريون ليفرقوا يف (باب العطف) بني عطف البيان وعطف النسق»‪.‬‬
‫ولست أدرى فيما إذا ك ــان املقص ــود بص ــحة األبي ــات عند الس ــامرائي ص ــحة داللتها على‬
‫القضــية املستشــهد هلا؟ ام يكــون املقصــود منها ان نســبتها جــاءت على ســبيل حــذف املضــاف من‬
‫كالم الــدكتور الســامرائي ‪ ،‬مع مالحظة أنه كــان من األفضل أال يــرتك هــذا األمر غامضا حبذف‬
‫املضاف ملا يرتتب عليه من أحكام‪.‬‬
‫__________________‬
‫عمان الطبعة األوىل ‪ 1987‬م ص ‪.136 ، 135‬‬ ‫(‪ )1‬يف كتابه «املدارس النحوية» أسطورة وواقع ‪ّ ،‬‬
‫(‪ )2‬يقصد كتاب خلف األمحر‪.‬‬
‫(‪ )3‬نالحظ كلمة القافية «تقعب» اليت جاءت خمالفة ملا جاء يف كتاب خلف األمحر وكل نسخ املخطوط‪.‬‬
‫(‪ )4‬وردت كلمة «وسلبها» بــدال من «وســبيلها» واألوىل خطأ ألهنا تــؤدي إىل اإلخالل مبوســيقى الــبيت ‪ ،‬وهي أيضا‬
‫خمالفة ملا ورد يف كتاب خلف ومجيع نسخ املنظومة‪.‬‬

‫ـ ‪ 47‬ـ‬
‫وبتأمل كالم ال ـ ــدكتور الس ـ ــامرائي نق ـ ــول ‪ :‬لو ك ـ ــان املقصد ب ـ ــالكالم داللته وص ـ ــحته لك ـ ــان هو‬
‫املسـ ـ ـ ـ ـ ــؤول عن ذلك ألنه نقل الكالم خطأ من كتـ ـ ـ ـ ـ ــاب خلف األمحر فـ ـ ـ ـ ـ ــأدى ذلك إىل اإلخالل‬
‫مبوس ــيقى ال ــبيت الث ــاين ‪ ،‬وع ــدم انس ــجام املعىن يف ال ــبيت األول (تقعب)‪.‬ـ ولو ك ــان القصد ع ــدم‬
‫صــحة نســبة األبيــات إىل اخلليل فلم يقــدم لنا دليال على ش ـ ّكه فما أســهل أن ينفي اإلنســان شــيئا‬
‫دون تعليل ‪ ،‬عالوة على أنه استشــهد باألبيــات على قضــية اســتخدام البصــريني ـ ـ ومنهم اخلليل ـ ـ‬
‫لكلمة النسق ق ـ ــائال ‪« :‬اس ـ ــتعمله البص ـ ــريون ليفرق ـ ــوا يف ب ـ ــاب العطف بني عطف البي ـ ــان وعطف‬
‫النسق» ويف هذا اعـرتاف له بأهنا قصـيدة اخلليل ‪ ،‬وكــأ ّن كل مهّه كـان يف إثبــات وجــود مصــطلح‬
‫(النسـ ــق) عند البصـ ــريني ‪ ،‬ويبـ ــدو أن الـ ــدكتور السـ ــامرائي مل يشأ أن يتعب نفسه يف التأكد من‬
‫توجه إىل كتــاب (اجلمــل) الــذي حققه الــدكتور فخر الــدين‬ ‫اســتخدام اخلليل هلذا املصــطلح ‪ ،‬ولو ّ‬
‫قبــاوه ‪ ،‬والــذي نسب إىل اخلليل لكــان قد وجد هــذا املصــطلح يــرتدد كثــريا على لســان اخلليل ‪،‬‬
‫وسوف نفرد لذلك حديثا خاصا عند كالمنا عن مصطلحات املنظومة‪.‬‬
‫رابعا ـ لعل تعليق االســتاذ «عز الــدين التنــوخى» الــذي حقق كتــاب خلف األمحر «مقدمة‬
‫يف النح ــو» حيمل داللة خاصة على ما حنن فيه ‪ ،‬فعن ــدما أش ــار خلف األمحر إىل ح ــروف العطف‬
‫قـ ـ ــال ‪« :‬وقد ذكرها اخلليل بن أمحد يف قصـ ـ ــيدته يف النحو ‪ ،‬وهي قـ ـ ــول الشـ ـ ــاعر قـ ـ ــائال ‪ ..‬إخل»‬
‫حينئذ يعلق عز الــدين التنــوخي على «قــول الشــاعر» (‪« : )1‬وصــواب التعبري أن يقــال (وهي قوله‬
‫لع ــودة التعبري على متق ــدم ولعله أراد أن يشري إىل أن اخلليل ك ــان ش ــاعرا ‪ ،‬وك ــان بالفعل ش ــاعرا‬
‫والنحاة ال يذكرون أ ّن له قصيدة يف النحو ‪ ،‬وإن كانت كتب املصنفني‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬هامش ص ‪ 86‬من كتاب مقدمة يف النحو‪.‬‬

‫ـ ‪ 48‬ـ‬
‫ـحت نسـبتها ـ هي‬ ‫ال تذكر بأمجعها يف إثبات مصنفاهتم ‪ ،‬فعلى هذا تكـون هـذه القصـيدة ـ إن ص ّ‬
‫من مجلة ما ضاع من كتب اخلليل»‪.‬‬
‫هذا النص ـ على قصره ـ يكشف عما يلي ‪:‬‬
‫(أ) أن كتب املصـ ـ ــنفني ال تـ ـ ــذكر بأمجعها يف إثب ـ ــات مص ـ ــنفاهتم وعلى ه ـ ــذا فال غرابة أن‬
‫يكون للخليل تلك القصيدة النحوية دون أن تنسب إليه‪.‬‬
‫(ب) ضــياع جــزء كبري من مؤلفــات اخلليل ‪ ،‬وهــذا واضح أيضا من خالل كتب الــرتاجم‬
‫والسري ومعـ ـ ـ ـ ــاجم املؤلفني ‪ ،‬وهبذا ميكن أن تكـ ـ ـ ـ ــون تلك القصـ ـ ـ ـ ــيدة النحوية قد طمـ ـ ـ ـ ــرت حبيسة‬
‫اجملاميع اللغوية وغري اللغوية حىت كشف عنها الستار‪.‬‬
‫(ج) تكشف ه ــذه القص ــيدة عن ش ــاعرية اخلليل بن أمحد العميقة بأمثلتها الغزلية ومعانيها‬
‫الرقيقة وابتعادها عن األسـ ـ ـ ــلوب اجلاف الـ ـ ـ ــذي حيكم املنظومـ ـ ـ ــات النحوية غالبا مما جيعلنا نكـ ـ ــاد‬
‫نسميها «قصيدة» ال «منظومة» ولعل هذا ما جعلها مطمورة ضمن أعمال اخلليل الشــعرية دون‬
‫اهتمام من النحاة هبا حيث إهنا دالة على شاعريته ال على كونه ناظما أو قائال منظومة حنوية‪.‬‬
‫خامسا ـ من األدلة ال ـ ـ ــواردة اليت تثبت ص ـ ـ ــحة نس ـ ـ ــبة ه ـ ـ ــذه القص ـ ـ ــيدة إىل اخلليل بن أمحد‬
‫الفراهيدي ما قاله صاحب كتاب «إحتاف األعيان»‬
‫(‪ )1‬من أن للخليل ع ــدة أش ــعار منها البيت ــان والثالثة ومنها أك ــثر من ذلك مث ق ــال ‪« :‬ومن‬
‫نظمه قصيدة يف النحو أوهلا ‪:‬‬
‫‪  ‬أوىل وأفضل ما ابت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدأت وأوجب‬ ‫مبنّه‬ ‫احلميد‬ ‫هلل‬ ‫احلمد‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫محدا يكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون مبلغي رضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوانه ‪  ‬وبه أصري إىل النج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاة وأق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬إحتاف األعيان يف تاريخ بعض علماء عمـان تـأليف الشـيخ ‪ /‬سـيف بن محود البطاشي ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ 1413‬ه‍ ـ‬
‫‪ 1992‬م ‪ ،‬اجلزء األول ‪ ،‬ص ‪.65 ، 64 ، 63‬‬

‫ـ ‪ 49‬ـ‬
‫واستمر املؤلف يف ذكر قصيدة اخلليل حىت البيت رقم ‪ 26‬الذي يقول فيه ‪:‬‬
‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا نطقت فال تكن حلّانة ‪  ‬فيظل يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخر من كالمك معـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫عن قص ــيدة اخلليل النحوية ‪« :‬وهي أط ــول من ه ــذا ‪،‬‬ ‫(‪)1‬‬


‫مث ق ــال بعد ه ــذا ال ــبيت مباش ــرة‬
‫يقول يف آخرها ‪:‬‬
‫النحو حبر ليس يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدرك قعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــره ‪  ‬وعر الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبيل عيونه ال تنضب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فاس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتغن أنت ببعضه عن بعضه ‪  ‬وصن ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي علمت ال يتش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـعبـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫واستمر يف ذكر ما جاء عن اخلليل من أشعار أخرى مثل قوله ‪:‬‬


‫‪  ‬إذ رحل اجلريان عند الغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروب‬ ‫اهلوى‬ ‫داعي‬ ‫من‬ ‫قليب‬ ‫ويح‬ ‫يا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫اتبعتهم طـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــريف وقد أزمعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا ‪  ‬ودمع عيين كفيض الغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانوا وفيهم طفلة ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـرة ‪  ‬تفرّت مثل أق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاحي الغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروب‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ولعل ذكر منظومة اخلليل النحوية ضــمن أشــعاره يف املؤلفــات املختلفة دليل على ما ســبق‬
‫وقلناه من أن ذلك كان سببا يف عدم ظهور وكشف هذه املنظومة الشعرية للخليل ‪ ،‬وأيضا فإن‬
‫النص الوارد يف كتـاب (إحتاف األعيـان) دليل آخر على صـحة نسـبة هـذه القصـيدة إىل اخلليل بن‬
‫أمحد‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬إحتاف األعيان ‪.65 ، 64 / 1‬‬

‫ـ ‪ 50‬ـ‬
‫‪ 3‬ـ منهج الخليل في المنظومة‬
‫ـوي يف عصر اخلليل وقبله قد اسـ ــتقر أو أصـ ــبح له أصـ ــول وقواعد ‪،‬‬ ‫مل يكن التـ ــأليف النحـ ـ ّ‬
‫فاألمر كـان يف حيّز البـدايات التأليفية ‪ ،‬والبداية عـادة جتربة خاضـعة للفشل أو النجـاح ‪ ،‬واخلليل‬
‫يف منظومته ك ــان حريصا كل احلرص على اجلانب التعليمي للمتلقي ‪ ،‬فج ــاء ذلك على حس ــاب‬
‫القواعد النحوية غري املفص ـ ــلة ‪ ،‬وحـ ــرم النحو الع ـ ــريب من تفصـ ــيالت ك ـ ــان يف حاجة إليها ‪ ،‬رمبا‬
‫ك ــان ص ــنيع اخلليل موافقا للش ــادين يف النحو ‪ ،‬احلريصني على س ــالمة اجلملة مبعرفة أقل القواعد‬
‫وأيسرها دون التعمق يف تفصــيالت أو فلسـفات حنوية أو ذكر تقسـيمات حنوية للظــواهر املختلفة‬
‫‪ ،‬أما الدارسـ ــون الـ ــذين يطلبـ ــون النحو مفصال ومعلال فال جيدون ذلك عند اخلليل يف منظومته ‪،‬‬
‫ويبدو أن اخلليل كان حريصا على أن يفرق يف منظومته بني مستويني ‪:‬‬
‫(‪ )1‬المس‪HH‬توى األول ‪ :‬مســتوى عــوام النــاس الــذين يريــدون تعلّم النحو ‪ ،‬وال حاجة هلم‬
‫إىل تفصــيالت ‪ ،‬أو الولــوج يف أعمــاق هــذا البحر اخلضم املتالطم األمــواج ‪ ،‬وعلى هــؤالء احلذر‬
‫واألقتصاد يف تناول املادة النحوية ‪ ،‬وقد أظهر ذلك يف األبيات الثالثة األخرية يف املنظومة‪.‬‬
‫(‪ )2‬المس ‪HH‬توى الث ‪HH‬اني ‪ :‬مس ــتوى ال ــدارس املتخصص ‪ ،‬ويف ه ــذه احلالة ال بد من التعمق‬
‫والبحث يف املسائل اخلالفية والعلل النحوية ‪ ،‬وعلى هؤالء أن يلجوا األعماق‪.‬‬
‫ويبـ ـ ــدو واضـ ـ ــحا أن املنظومة جـ ـ ــاءت خلطـ ـ ــاب املسـ ـ ــتوى األول ؛ هلذا كـ ـ ــانت مساهتا تتفق‬
‫وهؤالء ‪ ،‬وفيما يلي نعرض لسمات التأليف النحوي عند اخلليل يف منظومته‪.‬‬
‫(‪ )1‬جاءت املنظومة بعيدة عن املسائل اخلالفية اليت كانت مثار حوار‬

‫ـ ‪ 51‬ـ‬
‫وجدل كبري بني النحويني ‪ ،‬ومل تعرض املنظومة رأيا خمالفا لــرأي اخلليل ‪ ،‬أو رأيا لغــريه حىت ولو‬
‫ك ـ ــان موافقا لرأيه إال يف حالة واح ـ ــدة فقط عند ما ذكر (قطرب ـ ــا) وه ـ ــذه احلالة م ـ ــوطن حلديث‬
‫مسـ ــتقل ‪ ،‬كـ ــذلك مل يعلل اخلليل للقواعد الـ ــواردة ‪ ،‬مع اننا نعلم أنه كـ ــان مولعا بالعلل وذكرها‬
‫واحلديث عنها ‪ ،‬ويبدو أنه كان يدرك أن املنظومة التعليمية جيب أن تتخلى عن ذلك‪.‬‬
‫وما فعله أص ـ ــحاب املنظومـ ـ ــات النحوية فيما بعد جـ ـ ــاء خمالفا لصـ ـ ــنيع اخلليل ‪ ،‬فقد ك ـ ــان‬
‫مؤلفوها ي ـ ــذكرون اآلراء الراجحة واملرجوحة ويعلل ـ ــون ويفس ـ ــرون ‪ ،‬ويرجح ـ ــون رأيا على رأي‬
‫آخر مع تقدمي األسباب واملربرات‪.‬‬
‫(‪ )2‬اهتم اخلليل بالقاعــدة النحوية والتمثيل هلا ‪ ،‬لكنه مل يهتم بالشـاذ اخلارج عن القاعــدة‬
‫‪ ،‬فلم يـذكر شـاذا أو ميثل لشـيء منه إطالقا ‪ ،‬وهــذا النهج الـذي اتبعه اخلليل راعى فيه أن طـالب‬
‫النحو يف بداية أمـ ـ ــره ليس يف حاجة إىل الشـ ـ ــاذ اخلارج عن القاعـ ـ ــدة ‪ ،‬فاألفضل أن يقتصر األمر‬
‫على أصل القاعدة دون خروج عنها‪.‬‬
‫(‪ )3‬مل يهتم اخلليل باجلزئيـ ـ ـ ــات النحوية أو التفريعـ ـ ـ ــات والتقسـ ـ ـ ــيمات ‪ ،‬كـ ـ ـ ــذلك مل يهتم‬
‫ـب اهتمامه على ذكر القاعـ ــدة العامة دون ذكر تفصـ ــيالهتا ‪ ،‬مث‬ ‫بتفصـ ــيل القاعـ ــدة نظريا ‪ ،‬وانصـ ـ ّ‬
‫صـ ـل ‪ ،‬وه ــذا النهج فيه بعض الص ــعوبة لط ــالب علم النحو إال‬ ‫الرتك ــيز بعد ذلك على التمثيل املف ّ‬
‫إذا اســتعان مبعلّم يف ّسـر ويوضح ما جــاء من أمثلة تعطي كثــريا من تفريعــات القاعــدة ‪ ،‬هلذا ال بد‬
‫من االعتماد على معلّم ليضيء املالمح اخلبيئة جلزئيات القاعدة النحوية‪.‬‬
‫ورمبا كان ذلك به بعض الصعوبة ملن ليست لديه أية معرفة بعلم النحو وقواعده‪.‬‬
‫(‪ )4‬ترك اخلليل أبوابا حنوية هي من صلب النحو العريب مثل باب احلال أنــواع املعــارف ‪،‬‬
‫االشتغال ‪ ،‬التنازع ‪ ،‬العدد وكناياته ‪ ،‬أمساء األفعال ‪،‬‬

‫ـ ‪ 52‬ـ‬
‫التمي ـ ـ ـ ـ ــيز ‪ ،‬اإلض ـ ـ ـ ـ ــافة ‪ ،‬مع أنه قد أشـ ـ ـ ـ ـ ــار إىل بعضـ ـ ـ ـ ـ ــها عرضا يف بعض األحي ـ ـ ـ ـ ــان مثل (التعريف‬
‫والتنكـري) ‪ ،‬أو مثّل لبعضـها يف سـياقات أخـرى مثل (احلال) لكنه مل يـذكر قواعد تـدل على تلك‬
‫األبواب ‪ ،‬وهناك بعض األبواب ذكرت ضمنا متداخلة مع أبواب حنوية أخرى مثل ‪( :‬اإلعــراب‬
‫والبن ــاء) ‪( ،‬اإلع ــراب األص ــلي) واإلع ــراب الف ــرعي بأش ــكاله املختلفة ‪ ،‬فه ــذه القواعد النحوية مل‬
‫تـ ــذكر مفص ـ ــلة ‪ ،‬رمبا ألهنا داخلة يف كل األبـ ــواب النحوية تقريبا ‪ ،‬وتك ـ ــررت مناذحها يف معظم‬
‫األبواب النحوية عند التمثيل‪.‬‬
‫(‪ )5‬جاء أسلوب اخلليل سهال ميّسرا بعيدا عن االلتواء والتعقيد ‪ ،‬كما جاء واضحا فيما‬
‫هدف إليه من القواعد العامة ‪ ،‬كما جاءت أمثلته معرّب ة عن معان ودالالت مقصودة‪.‬‬
‫ميهد نفسـية‬
‫(‪ )6‬كــان اخلليل بارعا عند ما صــنع مقدمة ملنظومته ‪ ،‬اســتطاع من خالهلا أن ّ‬
‫املتلقي لقبول هذا العلم الذي يتسم ـ عند البعض ـ بالصعوبة كما ‪ ،‬ظهــرت يف املقدمة ثقة اخلليل‬
‫بنفسه عند ما قال ‪:‬‬
‫إين نظمت قص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيدة حرّب هتا ‪  ‬فيها كالم مونق وت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأدب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذوي املروءة والعق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ومل أكن ‪  ‬إال إىل أمثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاهلم أتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـرب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أبياهتا ‪  ‬مثل القن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاة أقيم فيها األكعبـ‬ ‫يف‬ ‫عيب‬ ‫ال‬ ‫عربية‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقد ظهر يف املقدمة أيضا ظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف اخلليل وفكاهته ‪ ،‬كما ظهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرت قدرته البارعة على‬
‫االنتقال اهلادئ السلس من املقدمة إىل املوضوع األول عند ما قال ‪:‬‬
‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا نطقت فال تكن حلّانة ‪  ‬فيظل يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخر من كالمك معـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫النحو رفع يف الكالم وبعضه ‪  ‬خفض وبعض يف التكلم ينصب‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فقبل أن يـ ــذكر أوىل قواعـ ــده طلب من املتلقي أن يكـ ــون حـ ــذرا عند النطق حىت ال يلحن‬
‫فيثري سـ ـ ــخرية اآلخـ ـ ــرين ‪ ،‬مث انتقل بعد ذلك انتقـ ـ ــاال مباشـ ـ ــرا إىل احلديث عن القواعد النحوية ‪،‬‬
‫وبدأها بداية طبيعة مبعرفة أحوال أواخر الكلم‪.‬‬

‫ـ ‪ 53‬ـ‬
‫ك ـ ــذلك ك ـ ــان اخلليل بارعا يف خت ـ ــام قص ـ ــيدته عند ما ق ـ ــال يف هناية احلديث عن القواعد‬
‫النحوية ‪:‬‬
‫النحو حبر ليس ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدرك قع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــره ‪  ‬وعر الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبيل عيونه ال تنضب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪  ‬فالقصد أبلغ يف األمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور وأذرب‬‫فاقصد إذا ما عمت يف آذيّه‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫واسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتغن أنت ببعضه عن بعضه ‪  ‬وصن الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي علمت ال يتشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فاخلليل يشري إىل أن النحو حبر عميق وطريقه وعر وعيونه فياضة فعلى من يقـ ــرتب منه أن‬
‫يك ـ ــون ح ـ ــذرا ‪ ،‬وعلى متعلم النحو أن يقتصد يف بداية أم ـ ــره حىت ال تطيح به األم ـ ــواج العاتية ‪،‬‬
‫وجيب أن يأخذ منه املتلقي القـ ــدر املناسب تـ ــدرجييا وهـ ــذه مسة املعلم احلقيقي أن يكـ ــون مرشـ ــدا‬
‫لطالبه يف كيفية تناول القواعد ال أن يقدمها له فقط‪.‬‬

‫ـ ‪ 54‬ـ‬
‫ثالثا ‪ :‬مصطلحات‪ H‬الخليل‬
‫مل يكن اخلليل بن أمحد أول من تكلم يف النحو وبسط آراءه يف قضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاياه واسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتخدم‬
‫مص ــطلحاته الكث ــرية ‪ ،‬فقد س ــبقه من حتدث يف النحو وتكلم يف مس ــائله ‪ ،‬ورمبا من وضع مؤلفا‬
‫ضــاع مع ما ضــاع من الــرتاث العــريب ‪ ،‬بــدءا من اإلمــام علي بن أيب طــالب الــذي أشــيع عنه أنه‬
‫وضع مقدمة يف النحو أخـ ــذها عنه أبو األسـ ــود الـ ــدؤيل (‪ )1‬ـ ـ كما قيل ـ ـ مث بـ ــدأ يف تأصـ ــيل النحو‬
‫العــريب ‪ ،‬ورمبا اشــرتك معه عبد الــرمحن بن هرمز ونصر بن عاصم (‪ )2‬وهم من تالميــذه ‪ ،‬ومــرورا‬
‫ببقية تالميذ أيب األس ــود مثل ابنه عط ــاء وميم ــون األق ــرن وعنبسة الفيل وحيىي بن يعمر ‪ ،‬مث ج ــاء‬
‫عبد اهلل بن اس ـ ــحاق وطبقته من أمث ـ ــال عيسى بن عمر الثقفي وأيب عم ـ ــرو بن العالء ‪ ،‬مث ج ـ ــاء‬
‫اخلليل بن أمحد بعد كل هـ ــؤالء فامها واعيا كل ما قيل من قبله وكل ما طـ ــرح من قضـ ــايا النحو‬
‫العريب‪.‬‬
‫جــاء اخلليل مع طبقته وتالميــذه من أمثــال يــونس بن حــبيب واألصــمعي وســيبويه والنضر‬
‫بن مشيل وأيب مفيد مـ ـ ـ ـ ــؤرج بن عمـ ـ ـ ـ ــرو السدوسي ‪ ،‬وعلي بن نضر بن علي اجلهضـ ـ ـ ـ ــمي ليخطو‬
‫بالنحو خطوات واسعة متنامية إىل التطور وتأصيل مصطلحاته وتأسيس قضــاياه والوصــول به إىل‬
‫مرحلة النضج واالكتمال‪.‬‬
‫وكــان اخلليل على رأس من ق ـ ّدم لنحو العربية هــذه الدفعة القوية بتعليالته وآرائه ‪ ،‬وأيضا‬
‫من جعل للنحو البصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــري مالمح خاصة ومنهجا حمددا متضح املعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامل ‪ ،‬وبالتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــايل شـ ـ ـ ـ ـ ــيوع‬
‫املصـ ــطلحات النحوية الدقيقة اليت ما زالت تس ــتخدم حىت اآلن على ألس ــنة املعلمني والدارسني ‪،‬‬
‫لعل استخدامه املصطلحات من خالل املنظومة ومقوالته وشروحاته الشفوية لتالميــذه وأيضا من‬
‫خالل كتابه «اجلمل» ‪ ،‬هو الذي لفت نظر تلميذه‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬انباه الرواة للقفطي ‪.5 / 1‬‬
‫(‪ )2‬طبقات النحويني واللغويني للزبيدي ص ‪.2‬‬

‫ـ ‪ 55‬ـ‬
‫س ــيبويه إليها لتش ــيع يف حقل النحو الع ــريب من خالل «الكت ــاب» ال ــذي ك ــان للخليل دور كبري‬
‫فيه‪.‬‬
‫وإذا ك ـ ــانت ه ـ ــذه املنظومة النحوية للخليل هي أول منظومة ؛ يف النحو الع ـ ــريب ‪ ،‬بل هي‬
‫أول عمل ي ــأيت خمطوطا حمفوظا دون تش ــويه ف ــإن املص ــطلحات والقض ــايا ال ــواردة به س ــيكون هلا‬
‫دور كبري يف تأصــيل النحو البصــري وجتســيد املصــطلح النحــوي لــدى البصــريني ‪ ،‬وخاصة أن ما‬
‫وصـلنا من خمطوطـات حنوية كتبت يف القـرن الثـاين اهلجـري قليل يعـ ّد على أصـابع اليد الواحـدة ‪،‬‬
‫منه تلك املنظومة النحوية وكتاب اجلمل يف النحو العريب ‪ ،‬وكتــاب سـيبويه مما جيعلنا نقـول ‪ :‬إنه‬
‫من خالل هــذه األعمــال النحوية أوال ومما ورد مع بداية القــرن الثــالث اهلجــري من أعمــال حنوية‬
‫مثل «مقدمة يف النحـ ـ ـ ــو» خللف األمحر وغري ذلك فإننا نسـ ـ ـ ــتطيع التـ ـ ـ ــأريخ للمصـ ـ ـ ــطلح النحـ ـ ــوي‬
‫بشكل أكثر دقة مما سبق‪.‬‬
‫وال أبـ ــالغ إذا قلت بعـ ــدم وج ــود تع ــارض يف اس ــتخدام املصـ ــطلحات النحوية بني املنظومة‬
‫النحوية وما ورد على لس ــان اخلليل يف كتابه «اجلم ــل» وما ورد عند س ــيبويه يف (الكت ــاب) على‬
‫لسان اخلليل ‪ ،‬ولعل هذا ما جيعلنا مطمئنني إىل نسبة هذه املنظومة إىل اخلليل أيضا‪.‬‬
‫انطالقا مما مضى نؤكد أن البـ ـ ـ ــاحث ال يسـ ـ ـ ــتطيع رصـ ـ ـ ــدا دقيقا وحتديـ ـ ـ ــدا جـ ـ ـ ــادا لتـ ـ ــاريخ‬
‫املصــطلحات النحوية نظــرا لعــدم تــدوين النتــاج النحــوي كــامال ‪ ،‬وخاصة لــدى طبقــات النحــويني‬
‫األوائل الــذين تكلمــوا يف قضــايا النحو العــريب ‪ ،‬وأيضا لعــدم وضــوح الرؤية من خالل الغمــوض‬
‫واالهبام أو األقــوال املتضــاربة لــدى بعض النحــويني حــول جــزء من املصــطلحات الــواردة يف ثنايا‬
‫علم النح ـ ـ ـ ــو‪ .‬وهلذا س ـ ـ ـ ــنحاول التعليق على املص ـ ـ ـ ــطلحات ال ـ ـ ـ ــواردة يف املنظومة مع املقارنة بتلك‬
‫املصــطلحات الــواردة على لســان اخلليل يف بعض أعماله األخــرى مثل «اجلمل يف النحو العــريب»‬
‫ومعجم «العني» وما ورد عند سيبويه منقوال عن اخلليل‪.‬‬

‫ـ ‪ 56‬ـ‬
‫النسق ‪:‬‬
‫اعترب النح ـ ــاة مص ـ ــطلح «النس ـ ــق» من مص ـ ــطلحات الكوف ـ ــيني ونسب إىل الكوفة ‪ ،‬مع أن‬
‫املصطلح ولد على يد اخلليل واستخدمه يف ثالثة مصادر ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬في المنظومة النحوية‬
‫عند ما قال (‪: )1‬‬
‫‪ 156‬وإذا نسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقت امسا على اسم قبله ‪  ‬أعطيته إع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــراب ما هو مع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫تعقب‬ ‫فليستـ‬ ‫وأو‬ ‫ومث‬ ‫‪ 157‬فانسق وقل بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالواو قولك كله ‪  ‬وبال‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪ 158‬والف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء ناس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقة ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذلك عن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدنا ‪  ‬وسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبيلها رحب املذاهب مشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعبـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فقد اسـتخدم اخلليل ثالثة أشـكال للكلمة وهي ‪ :‬نسـقت ـ انسق ـ ناســقة ‪ ،‬بل إن العنـوان‬
‫الـ ـ ــذي ورد باملخطوط ـ ــات قبل ه ـ ــذه األبي ـ ــات مباش ـ ــرة هو ‪« :‬ب ـ ــاب النس ـ ــق» وهو تعبري مباشر‬
‫باالصطالح املصدري الـذي شـاع لـدى الكوفـيني فيما بعد ونسب إليهم‪ .‬باإلضـافة إىل اسـتخدام‬
‫اخلليل للفعلني املاضي واألمر (نسقت ـ انسق) والسم الفاعل (ناسق) ‪:‬‬
‫ثانيا ‪ :‬في معجم العين ‪:‬‬
‫اســتخدم اخلليل كلمة (النســق) يف معجم العني (‪ )2‬حينما قــال ‪« :‬النسق من كل شئ ‪ :‬ما‬
‫كــان على نظــام واحد عــام يف األشــياء ‪ ،‬ونســقته نســقا ونســقته تنســيقا ‪ ،‬ونقــول ‪ :‬انتســقت هــذه‬
‫األشـ ــياء بعضـ ــها اىل بعض ‪ ،‬أي تن ّس ـ ـقت» وهو هبذه الداللة له عالقة قوية مبعىن النسق باعتبـ ــاره‬
‫مصطلحا حنويا‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬في كتاب الخليل الموسوم ب «الجمل في النحو العربي» ‪:‬‬
‫اسـ ــتخدم اخلليل هـ ــذا املصـ ــطلح كثـ ــريا يف كتابه (اجلم ـ ــل) (‪ )3‬وس ـ ــأكتفي ببعض النمـ ــاذج‬
‫ال ــواردة بني ثناي ــاه ت ــدليال على وج ــوده‪ .‬يق ــول اخلليل (‪« : )4‬وتق ــول ‪ :‬إن زي ــدا خ ــارج وحمم ــد‪.‬‬
‫نصبت زيدا بإ ّن ‪ ،‬ورفعت «خارجا» ألنه خربه ‪،‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬األبيات من ‪ 156‬ـ ‪.158‬‬
‫(‪ )2‬معجم العني للخليل بن أمحد الفراهيدي ‪ 81 / 5‬مادة (نسق)‪.‬‬
‫(‪ )3‬اجلمل ‪ ،‬ص ‪ 128‬ـ ‪ 130‬ـ ‪ 285‬ـ ‪ 286‬ـ ‪ ... 302‬اخل‪.‬‬
‫(‪ )4‬اجلمل ‪.128‬‬

‫ـ ‪ 57‬ـ‬
‫ورفعت حممــدا ألنه اسم جــاء بعد خرب مرفــوع ‪ ،‬وإن شــئت نصــبت حممــدا ؛ ألنك نســقته بــالواو‬
‫على زيد»‪.‬‬
‫مث ي ــورد اخلليل عنوانا حيمل اسم املص ــطلح ص ــراحة وهو ‪[ :‬واو العطف وإن ش ــئت قلت‬
‫واو النسـ ـ ــق](‪ )1‬مث يقـ ـ ــول حتت هـ ـ ــذا العنـ ـ ــوان ‪« :‬وكل واو تعطف هبا آخر االسم على األول أو‬
‫آخر الفعل على األول ‪ ،‬أو آخر الظ ـ ــرف على األول ‪ ،‬فهي واو العط ـ ــف‪ .‬مثل قولك ‪ :‬كلمت‬
‫زي ــدا وحمم ــدا ؛ ورأيت عم ــرا وبك ــرا‪ .‬نص ــبت «زي ــدا» بإيق ــاع الفعل عليه ‪ ،‬ونص ــبت «حمم ــدا»‬
‫ألنك نسقته بالواو على زيد وهو مفعول به»‪.‬‬
‫ويف موضع آخر (‪ )2‬عند ما يتكلم اخلليل عن أنـ ـ ــواع (ال) يقـ ـ ــول ‪« :‬وال للنّسق ‪ :‬قولك ‪:‬‬
‫رأيت حممدا ال خالدا ‪ ،‬ومررت مبحمد ال خالد وهذا حممد ال خالد»‪.‬‬
‫وهنـ ـ ــاك مواضع أخـ ـ ــرى ذكر فيها اخلليل كلمة «النسـ ـ ــق» وما اشـ ـ ــتق منها ‪ ،‬وكلها تثبت‬
‫استخدام اخلليل للمصطلح وحتديده الــداليل له حتديــدا دقيقا ‪ ،‬وكــذلك تؤكد وضــوح الرؤية هلذا‬
‫املصــطلح لــدى اخلليل الــذي أخذ عنه النحــاة البصــريون والكوفيــون هــذه املصــطلحات لتشــيع يف‬
‫حقل النحو العريب‪.‬‬
‫يضـ ــاف إىل ما سـ ــبق أن خلف األمحر نقل عن اخلليل األبيـ ــات اليت حتمل كلمة «النس ــق»‬
‫ونســبها صــراحة إىل اخلليل ‪ ،‬بل وأشــار خلف الــذي كــان معاصــرا للخليل وتــويف بعــده بســنوات‬
‫قليلة إىل املصطلح الوارد عند اخلليل صـراحة يف قوله (‪ )3‬حتت «بـاب حـروف النسـق» «فنسق هبا‬
‫‪ ،‬فــإذا أتيت برفع مث نســقت بشئ من حــروف التنســيق رددت على األول ‪ ،‬وكــذلك إذا نصــبت‬
‫وخفضت مث أتيت حبروف النسق رددت على االول‪ .‬وحـ ــروف النسق مخسة ‪ ،‬تس ــمى ح ــروف‬
‫العطف ‪ ،‬وقد ذكرها اخلليل بن أمحد يف قصيدته‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬اجلمل ‪.285‬‬
‫(‪ )2‬اجلمل ‪.302‬‬
‫(‪ )3‬مقدمة يف النحو خللف األمحر ص ‪.86 ، 85‬‬

‫ـ ‪ 58‬ـ‬
‫يف النحو وهي ‪:‬‬
‫فانسق وصل بــالواو قولك كله ‪ ...‬إخل» وكالم خلف األمحر يــدل ـ داللة واضــحة ـ على‬
‫شيئني ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬استخدام الخليل للمصطلح‪.‬‬
‫الثاني ‪ :‬شيوع المصطلح لدى البصريين‪.‬‬
‫باإلضافة إىل التصريح بأن هذه املنظومة إمنا هي للخليل وليست لغريه‪.‬‬
‫نس ــتطيع بن ــاء على ما س ــبق ـ ـ تأكيد أن مص ــطلح «النس ــق» بص ــري النش ــأة ‪ ،‬ورمبا ك ــان‬
‫اخلليل هو أول من استخدمه ‪ ،‬فلم يثبت لدينا ورود هذا املصطلح قبل اخلليل عند حناة الطبقــات‬
‫اليت سبقته ‪ ،‬وأن حناة الكوفة قد أخذوا هذا املصطلح عن البصـريني فشـاع على ألسـنتهم ‪ ،‬ولعل‬
‫ش ـ ــيوع ه ـ ــذا املص ـ ــطلح عند الكوف ـ ــيني جعل ال ـ ــدكتور مه ـ ــدي املخ ـ ــزومي يشري إىل أن مصـ ــطلح‬
‫(النسـ ـ ـ ــق) من طائفة املصـ ـ ـ ــطلحات الكوفية اخلالصة اليت مل يعرفها البصـ ـ ـ ــريون ‪ ،‬فقد وضع هـ ـ ــذا‬
‫املصطلح ضـمن الطائفة السـابقة حسب تقسـيم ثالثي وضـعهـ (‪ )1‬لتصـنيف املصـطلحات النحوية مث‬
‫قال حتت مصطلح «النسق» (‪« : )2‬وهو عبــارة كوفية ‪ ،‬يقابلها عند البصــريني ‪ :‬العطف بــاحلرف‬
‫‪ ،‬كالواو والفاء ومث وغريهن واملصطلح الكويف (النسق) فيما يبدو يل أدق من املصطلح البصــري‬
‫الختصاره وغنائه عن التخصيص والتقييد»‪.‬‬
‫والشئ الصـ ـ ــحيح يف كالم الـ ـ ــدكتور مهـ ـ ــدي املخـ ـ ــزومي أن مصـ ـ ــطلح «النسـ ـ ــق» أدق من‬
‫مص ــطلح العطف ب ــاحلرف الختص ــاره وغنائه عن التخص ــيص والتقييد ‪ ،‬ولكن من غري الص ــحيح‬
‫أن يقــال أن املصــطلح كــويف ‪ ،‬وذلك الســتخدام البصــريني له بــدءا من اخلليل الــذي كــان ســابقا‬
‫للمدرسة الكوفية زمنا واستخداما له‪ .‬وأعتقد أن الدكتور املخزومي لو وقع على ما وقعت عليه‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬مدرسةـ الكوفة ومنهجها يف دراسة اللغة والنحو ص ‪.305‬‬
‫(‪ )2‬مدرسةـ الكوفة ص ‪.513‬‬

‫ـ ‪ 59‬ـ‬
‫مما قدمته قبل قليل لكان له رأي آخر فيما ذهب إليه‪.‬‬
‫وإذا كـ ـ ــان بعض احملدثني قد شـ ـ ــكوا يف نسـ ـ ــبة هـ ـ ــذه املنظومة النحوية للخليل ابن أمحد إال‬
‫أهنم اعرتفوا يف هناية األمر بـأن املصــطلح بصـري خليلي يقــول (‪ )1‬الــدكتور ابـراهيم الســامرائي بعد‬
‫أن قـ ّدم شــكوكه ـ وقد مـ ّـر ذلك من قبل ـ يف صــحة نســبة هــذه املنظومة للخليل ‪« :‬وشــاع أيضا‬
‫أن «النسق» مصطلح كـويف ‪ ،‬والـذى عرفنـاه أن النسق جـاء يف كالم اخلليل ب «العني» وذكـره‬
‫سـ ـ ـ ــيبويه يف [الكتـ ـ ـ ــاب]» ‪ ،‬وأضـ ـ ـ ــيف إىل كالمه ورود املصـ ـ ـ ــطلح يف منظومة اخلليل النحوية ويف‬
‫كتابه «اجلمل»‪.‬‬
‫ولعل األدلة الس ـ ــابقة ت ـ ــرد أيضا على أحد الب ـ ــاحثني احملدثني (‪ )2‬عند ما أش ـ ــار إىل أن حناة‬
‫الكوفة كـ ــانوا أجـ ــرأ النحـ ــاة الـ ــذين حـ ــاولوا خمالفة املصـ ــطلحات البصـ ــرية ‪ ،‬كما ورد عند اخلليل‬
‫وس ـ ــيبويه ‪ ،‬فك ـ ــأهنم رأوا أن اكتم ـ ــال م ـ ــذهبهم النح ـ ــوي ال يتم إال بإجياد مص ـ ــطلحات مقابلة ملا‬
‫وص ـ ــلهم من مص ـ ــطلحات البص ـ ــريني وعـ ـ ـ ّد الب ـ ــاحث من ذلك اس ـ ــتخدامهم حلروف النسق بـ ــدل‬
‫العطف مث قال ‪« :‬على أن تلك املصطلحات الكوفية مل يعش منها إال القليل حنو ‪:‬‬
‫النعت والنسق واألدوات ‪ ،‬وما عــدا ذلك فقد بقيت املصــطلحات البصــرية شــائعة ذائعة ‪،‬‬
‫وكتب لكثري من املصـ ــطلحات اليت ج ـ ــاءت على لس ـ ــان اخلليل وتلمي ـ ــذه س ـ ــيبويه أن ختلد وتبقى‬
‫مر األيام حنو االسم والفعل واحلرف والفاعل ‪ ..‬إخل» (‪.)3‬‬ ‫على ّ‬
‫ـري النشـأة والنمو‬
‫ويبــدو أن ما شـاع من املصـطلحات على أنه مصــطلح كـويف إمنا هو بص ّ‬
‫‪ ،‬وقد انتقل إىل بيئة كوفية ‪ ،‬ولعل ما ورد عند اخلليل من اســتخدامه (النســق) دليل على ذلك ‪،‬‬
‫وأيضا الستخدامه مصطلح (النعت)‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬املدارس النحوية ص ‪.154‬‬
‫(‪ )2‬هو الدكتور جعفر نايف عبابنه يف كتابه «مكانة اخلليل يف النحو العريب» ص ‪.177‬‬
‫(‪ )3‬مكانة اخلليل يف النحو العريب ص ‪.178‬‬

‫ـ ‪ 60‬ـ‬
‫الوارد ذكره يف كالم الباحث على أنه كويف إمنا هو بصري أيضا وسيأيت ذكر ذلك بعد قليل‪.‬‬
‫مل يبق لنا إذن إال االعرتاف يف هناية األمر بأن مصطلح (النسق) مصــطلح بصــري ‪ ،‬وليس‬
‫كوفيا على اإلطالق ‪ ،‬بل أخـ ـ ـ ــذه الكوفيـ ـ ـ ــون نقال عن اخلليل ‪ ،‬وشـ ـ ـ ــاع يف اسـ ـ ـ ــتخدامهم ‪ ،‬فظنه‬
‫البعض كوفيا ‪ ،‬وهو ليس كذلك‪.‬‬
‫الجحد (الحجود)‬
‫جحد جيحد جحـ ــدا وجحـ ــودا أنكـ ــره مع علمه (‪ )1‬ويف «العني» (‪ )2‬اجلحـ ــود ضد اإلقـ ــرار‬
‫كاالنكـار واملعرفة ‪ ،‬إذن ؛ اجلحد واجلحـود مبعىن اإلنكـار ‪ ،‬وقد ورد هـذا املصـطلح بـاملعىن نفسه‬
‫عند اخلليل يف ذكره للمـرة األوىل عند ما كـان يتحـدث عن حـروف نصب الفعل املضـارع فقـال‬
‫(‪: )3‬‬
‫وانصب هبا األفع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال كيما واجيا ‪  ‬وبكي وكيال واحلروف تش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـعب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأن والم اجلحد والالم اليت ‪  ‬هي مثل كيال يف الكالم وأرسب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فالم اجلحد هي الالم الناصبة للمضارع بأن مضمرة وجوبا بعدها ‪ ،‬وهي اليت تشــيع على‬
‫ألسنة املتعلمني اليوم ب (الم اجلحود) كما يف قوله تعاىل (ما كا َن اهللُ لُِي َع ِّذ َب ُه ْم َوَأنْ َ‬
‫ت فِي ِه ْم) (‪.)4‬‬
‫ويف موضوعني آخرين من منظومة اخلليل ذكر اجلحود مبعىن «النفي» حســبما شــاع املعىن‬
‫بعد ذلك عند الكوف ــيني‪ .‬فعن ــدما تكلم اخلليل عن نصب الفعل املض ــارع بعد ف ــاء الس ــببية وحتت‬
‫عنوان «باب اجلواب بالفاء» يقول اخلليل موضحا هذا األمر ‪:‬‬
‫وإذا أتتك الفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء عند جواهبا ‪  ‬فانصب جوابك والكفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور خميّب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـرتس ومب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـوب‬ ‫عند اجلحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــود وعند أمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرك كلّه ‪  ‬ومن الكالم م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬القاموس احمليط ‪.290 / 1‬‬
‫(‪ )2‬معجم «العني» للخليل ‪.72 / 3‬‬
‫(‪ )3‬املنظومة الببيتان ‪.141 .140‬‬
‫(‪ )4‬سورة االنفال ‪.33‬‬

‫ـ ‪ 61‬ـ‬
‫فالفعل املضارع إذا وقع بعد الفاء جوابا فإنه ينصب إذا سبقه نفي أو أمر ‪ ..‬إخل‪.‬‬
‫(‬
‫وهلذا جــاء (اجلحــود) هنا مبعىن النفي كما يف قوله تعــاىل ‪«( :‬ال ُي ْقضى َعلَْي ِه ْم َفيَ ُموتُ‪HH‬وا)‬
‫‪.)1‬‬
‫ويف املرة الثالثة حتت عنوان «باب التربئة وهي ال تقع إال على نكرة» يقول اخلليل (‪: )2‬‬
‫بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب التـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربي النصب فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعرف ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّده ‪  ‬ال شك فيه مثل من يستص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫رب الربيّة ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرهب‬


‫وهو اجلحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــود وما ابتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدأت فإنه ‪  ‬ال ظلم من ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ف ـ ـ (ال) اليت للتربئة هي (ال) النافية للجنس ؛ الداخلة على نك ــرة هي (ال) اليت للجح ــود ‪،‬‬
‫ومثاهلا كما أورد اخلليل (ال ظلم من رب الربية يرهب)‪.‬‬
‫وورود هذا املصطلح لدى اخلليل يؤكد أنه بصري أخذه الكوفيون من اخلليل فشـاع على‬
‫ألس ـ ـ ــنتهم ‪ ،‬وهبذا فال جمال لق ـ ـ ــول بعض احملدثني إن هـ ـ ــذا املصـ ـ ــطلح ك ـ ـ ــويف يعين النفي ‪ ،‬يقـ ـ ــول‬
‫ال ـ ــدكتور مه ـ ــدي املخ ـ ــزومي (‪ )3‬عن ه ـ ــذا املص ـ ــطلح (اجلحـ ـ ــد) ‪« :‬ويعين الكوفيـ ـ ــون به ما يعنيه‬
‫البص ــريون من كلمة النفي ‪ ،‬والنفي مص ــطلح بص ــري ‪ ،‬مقتبس من ألف ــاظ املتكلمني ‪ ،‬وكالمهم‬
‫يف الثبوت والثابت ‪ ،‬والنفي واملنفي ‪ ،‬وقد جاءت كلمة «احلجد» يف كالم الفراء وثعلب كثــريا‬
‫‪ ،‬وال أعلم أهنما استعمال كلمة «النفي»‪.‬‬
‫وتعليقي على ذلك ‪ ،‬أنه ليس معىن أن املص ـ ــطلح وارد يف كالم الف ـ ـ ّـراء وثعلب كث ـ ــريا أن‬
‫ـالفراء وثعلب تتلم ـ ــذا على يد البص ـ ــريني ‪ ،‬بل إن الف ـ ـ ّـراء تتلمذ على‬‫يك ـ ــون املص ـ ــطلح كوفيّا ‪ ،‬ف ـ ـ ّ‬
‫كتـ ــاب سـ ــيبويه عاكفا عليه (‪ ، )4‬كما أن ليس عـ ــدم ورود النفي يف كالمهما يفسر دليال على‬
‫ذلك ‪ ،‬فليس لــدينا ـ بشــكل مؤكد ـ ـ كل تراثهما املخطــوط حىت نــتيقن من ذلــك‪ .‬إضــافة إىل أن‬
‫وجود هذا املصطلح املتكرر عند اخلليل يؤكد عدم صحة أن املصطلح «كويف» ‪ ،‬والــذي أذهب‬
‫إليه‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سورة فاطر اآلية ‪.36‬‬
‫(‪ )2‬املنظومة البيتان ‪.258 ، 257‬‬
‫(‪ )3‬مدرسةـ الكوفة ‪.309‬‬
‫(‪ )4‬املدارس النحوية ‪.38‬‬

‫ـ ‪ 62‬ـ‬
‫أن اخلليل اســتخدم مصــطلح (اجلحــود أو اجلحــد) كما اســتخدم كلمة (النفي) ومع مــرور الــزمن‬
‫شـ ــاع مصـ ــطلح (اجلحـ ــود) لإلنكـ ــار واسـ ــتخدمه النحـ ــاة مع (الم اجلحـ ــود) اليت ينصب املض ــارع‬
‫بعـ ـ ــدها ب ـ ــأن مض ـ ــمرة وجوبا ‪ ،‬وش ـ ــاع مصـ ـ ــطلح (النفي) مبعن ـ ــاه احلقيقي ضد اإلجياب والثب ـ ــوت‬
‫فجاءت ال النافية وما النافية ‪ ..‬إخل ‪ ،‬حيث كان يستخدم مصطلح (اجلحد) مبعىن النفي‪.‬‬
‫إذن ؛ ك ــان اجلحد واجلح ــود يتب ــادالن م ــوقعي اإلنك ــار والنفي ل ــدى اخلليل باإلض ــافة إىل‬
‫ـتقر األمر بعد ذلك على أن (اجلح ــود) لالنك ــار والنفي‬ ‫اس ــتخدامه ملصـ ــطلح (النفي) ـ ـ إىل أن اس ـ ّ‬
‫لإلجياب ‪ ،‬واختفى مصطلح (اجلحد) رويدا رويدا‪.‬‬
‫ولو قارنا بني ما ورد عند اخلليل يف املنظومة منذ قليل وما ورد عن ـ ــده يف كتابه (اجلم ـ ــل)‬
‫لكان ذلك دليال على ما حنن بصـدده حيث اسـتخدم (اجلحـود) مع الالم الناصـبة للمضـارع حني‬
‫ق ــال (‪« : )1‬والم اجلح ــود مثل قولك ‪( :‬ما ك ــان زيد ليفعل ذل ــك) ‪( ،‬وما كنت لتخ ــرج) ‪ ،‬ق ــال‬
‫ت فِي ِه ْم) (‪ )3‬عملها‬ ‫يع ِإيم‪HH‬انَ ُك ْم َوما ك‪HH‬ا َن اهللُ لُِي َع‪Hِّ H‬ذ َب ُه ْم َوَأنْ َ‬ ‫ِ ِ‬
‫ـل امسه ‪ :‬ـ ( َوما ك‪HH‬ا َن اهللُ ليُض ‪َ H‬‬
‫اهلل ج ـ ّ‬
‫(‪)2‬‬

‫وهي مكس ــورة ‪ ،‬ومعىن اجلح ــود إدخ ــال ح ــرف اجلحد على الكالم ‪ ،‬وهو مثل قولك ما (ك ــان‬
‫زيد ليفعــل)‪ .‬واملتأمل لقــول اخلليل «ومعىن اجلحــود إدخــال حــرف اجلحد على الكالم) يــدرك ؛‬
‫أن املقصـود حبرف (اجلحـد) أي حـرف النفي ‪ ،‬ويكـون معىن اجلحـود هو اإلنكـار‪ .‬وهـذا ما فعله‬
‫عند ما تكلم عن أن ــواع (ال) فق ــال (‪ : )4‬و (ال) اجلحد حنو ق ــال اهلل تع ــاىل (‪: )5‬ـ ـ (وَأقْس‪H H‬موا بِ ِ‬
‫اهلل‬ ‫َ َُ‬
‫َج ْه َد َأيْمانِ ِه ْم‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬اجلمل يف النحو العريب ‪.253‬‬
‫(‪ )2‬سورة البقرة ‪.143‬‬
‫(‪ )3‬سورة االنفال ‪.33‬‬
‫(‪ )4‬اجلمل يف النحو العريب ‪.296‬‬
‫(‪ )5‬سورة النحل ‪.38‬‬

‫ـ ‪ 63‬ـ‬
‫َّخ ِذ‬
‫وت بَلى))‪ .‬رفع (يبعث) ؛ ألنه فعل مســتقبل ‪ ،‬وهو جحــد‪ .‬ومثله (ال َيت ِ‪H‬‬ ‫ث اهللُ َم ْن يَ ُم ُ‬
‫ال َي ْب َع ُ‬
‫ين) (‪.)1‬‬‫ِِ‬ ‫ِ‬ ‫الْمْؤ ِمنو َن الْكافِ ِرين َأولِ ِ‬
‫ياء م ْن ُدون ال ُْمْؤ من َ‬
‫َ ْ َ‬ ‫ُ ُ‬
‫«يتخذ» رفع ألنه فعل مستقبل و «ال» يف معىن اجلحد»‪.‬‬
‫هكذا يستخدم اخلليل «اجلحد» مبعىن النفي و (اجلحود) مبعىن االنكار وهــذا أيضا ما فعله‬
‫يف الكالم عن (مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا) عند ما قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال (‪« : )2‬وما يف موضع اجلحد كقولك ‪ :‬ما زيد أخانا ‪ ،‬وما‬
‫ش‪H‬راً) ومثله ‪َ ( :‬وما َأنَا َعلَْي ُك ْم بَِوكِي ٍ‪H‬ل) (‪َ ( )4‬وما‬
‫عمــرو عنــدنا ‪ ،‬قــال اهلل جل وعـ ّـز ‪:‬ـ (ما ه‪H‬ذا بَ َ‬
‫(‪)3‬‬

‫ت فِي ِه ْم) (‪ )5‬مع مالحظة أن الكالم هنا عن (م ــا) النافية فهي (م ــا) اجلحد‬ ‫ك ‪HH‬ا َن اهللُ لُِي َع ‪Hِّ H‬ذ َب ُه ْم َوَأنْ َ‬
‫والالم يف (ليعذهبم) الم اجلحود‪.‬‬
‫ورمبا ك ــان اخلليل يف أول األمر يس ــتخدم الكلم ــتني (اجلحد ـ ـ اجلح ــود) مرتادف ــتني مث أراد‬
‫ختصيص كل معىن وحتديده ‪ ،‬وهـذا إن دل على شـيء فإمنا يـدل على عــدم اسـتقرار املصـطلحات‬
‫حىت عصر اخلليل وسيبويه بل بعدمها أيضا ‪ ،‬كذلك يدل على أن اخلليل قد اســتخدم (املصــطلح)‬
‫قبل الكوفيني‪.‬‬
‫إما إشــارة الــدكتور مهــدى املخــزومي الســابقة إىل أن البصــريني اقتبســوا مصــطلح (النفي)‬
‫من ألفاظ املتكلمني ‪ ،‬فهو كالم حيتاج إىل وقفة ليس جمال احلديث عنها اآلن‪.‬‬
‫الغاية‬
‫الغاية ـ كما جاء يف العني ـ» (‪ )6‬ـ «هي مدى كل شــيء وقصــاراه ‪ ،‬وقد اســتخدمها اخلليل‬
‫كمصطلح حنوي يف منظومته موطن الدراسة حتت باب‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سورة آل عمران ‪.28‬‬
‫(‪ )2‬اجلمل يف النحو العريب ‪.305‬‬
‫(‪ )3‬سورة يوسف ‪.31‬‬
‫(‪ )4‬سورة يونس ‪.158‬‬
‫(‪ )5‬االنفال ‪.33‬‬
‫(‪ )6‬معجم العني ‪ 457 / 8‬آخر اجلزء الرابع وانظر القاموس احمليط ‪.375 / 4‬‬

‫ـ ‪ 64‬ـ‬
‫بعنوان ‪« :‬باب قبل وبعد إذا كانتا غاية» قائال حتت هذا العنوان (‪: )1‬‬
‫وتق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول قبل وبعد كنا ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادة ‪  ‬من قبل أن ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأيت األمري األغلبـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـح املش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعب‬


‫غاية ‪  ‬أوجبت رفعهما وص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫لك‬ ‫كليهما‬ ‫جعلت‬ ‫ملا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وإذا كـ ــان هـ ــذا املصـ ــطلح (الغايـ ــة) قد ورد عند اخلليل فليس صـ ــحيحا ما ورد يف كتـ ــاب‬
‫املدارس النحوية (‪ )2‬حيث يقـ ــول صـ ــاحبه ‪« :‬وأول من اسـ ــتعمل «الغايـ ــة» الفـ ـ ّـراء يف كالمه على‬
‫الشاهد وهو قول الشاعر ‪:‬‬
‫إذا أنا مل أو من عليك ومل يكن ‪  ‬لقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاؤك إال من وراء وراء‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫قــال (يعين الفـ ّـراء) ‪« :‬ترفع ـ أي وراء وراء ـ إذا جعلته غاية ومل تــذكر بعــده الــذي أضــفته‬
‫إليه ‪ ...‬ومثله قول الشاعر ‪:‬‬
‫لعمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرك ما أدرى وإين ألوجل ‪  ‬على أيّنا تع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدو املنية أول‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫رفعت (أول) ألنه غاية ‪ ،‬أال ترى أهنا مستندة إىل شيء هي أوله» أ‪ ،‬ه‪.‬‬
‫يعن نفسه بـ ـ ـ ــالبحث يف‬
‫وواضح من النص السـ ـ ـ ــابق أن البـ ـ ـ ــاحث يتكلم بيقني مطلق ‪ ،‬ومل ّ‬
‫الكتب الســابقة على الفـ ّـراء ‪ ،‬حىت ســيبويه مل يــذهب إليه وأصــدر هــذا احلكم دون تــريّث منه أو‬
‫الفراء ‪ ،‬ومع ذلك مل يعــثر‬ ‫أناة‪ .‬فاملالحظ أن هذا املصطلح ورد يف مواضع ثالثة قبل وروده عند ّ‬
‫الباحث على موضع واحد حىت حيكم حكما صحيحا‪ .‬هذه املواضع الثالثة هي ‪:‬‬
‫مر منذ قليل‪.‬‬
‫(‪ )1‬ذكره اخلليل يف منظومته النحوية كما ّ‬
‫(‪ )2‬ذكره اخلليل يف كتاب «اجلمل يف النحو العريب» يف أكثر من موضع‪.‬‬
‫(‪ )3‬ذكر هــذا املصــطلح يف كتــاب ســيبويه أكــثر من مـ ّـرة ‪ ،‬ويف إحــدى املرات جــاء على‬
‫لسان اخلليل يف «الكتاب»‪.‬‬
‫أما ذكر مص ــطلح «الغاي ــة» يف كت ــاب «اجلم ــل» للخليل فقد وج ــدت املص ــطلح م ــذكورا‬
‫مرتني ‪ ،‬ورمبا كان أكثر من ذلك‪ .‬يقول اخلليل (‪: )3‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيتان ‪ 170 ، 169‬من منظومة اخلليل‪.‬‬
‫للفراء ‪.320 / 3‬‬
‫(‪ )2‬الدكتور إبراهيم السامرائي ص ‪ 129‬نقال عن معاين القرآن ّ‬
‫(‪ )3‬اجلمل ‪.184‬‬

‫ـ ‪ 65‬ـ‬
‫«واخلفض ب (حىت إذا كــان على الغاية ؛ قــوهلم ‪( :‬كلمت القــوم حىت زيــد) معنــاه ‪ :‬حىت بلغت‬
‫الم ِه َي َحتَّى َمطْلَ‪ِ H‬ع الْ َف ْ‪H‬ج ِر)‪ .‬معنــاه إىل مطلع‬
‫ـل ذكــره ‪:‬ـ ( َس ٌ‬
‫(‪)1‬‬
‫إىل زيد ‪ ،‬ومع زيد ‪ ،‬وقــال اهلل جـ ّ‬
‫الفجر»‪.‬‬
‫ويف موضع آخر من كتــاب «اجلمــل» يقــول اخلليل (‪« : )2‬والرفع بالبنية مثل ‪ :‬حيث وقط‬
‫‪ ،‬ال يتغريان عن الرفع على كل حال ‪ ،‬وكذلك ‪( :‬قبل وبعد) إذا كانا على الغاية‪.‬‬
‫ويف لغة بعضـ ـ ــهم «حيث» بـ ـ ــالفتح»‪ .‬وقد ورد عند سـ ـ ــيبويه يف الكتـ ـ ــاب هـ ـ ــذا املص ـ ــطلح‬
‫بداللته السابقة ‪ ،‬بل ورد يف موضع أشبه باملوضع السابق حني يقــول ســيبويه (‪« : )3‬فأما ما كــان‬
‫غاية حنو ‪( :‬قبل وبعد وحيث) ‪ ،‬ف ــإهنم حير ّكونه بالض ــمة ‪ ،‬وقد ق ــال بعض ــهم (حيث) ‪ ،‬ش ــبهوه‬
‫(بأين)»‪.‬‬
‫واملتأمل لكالم سيبويه يستطيع مالحظة ما يلي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬ورود هذا املصطلح لديه عند ما قال «فأما ما كـان غايـة» كما ورد عند اخلليل يف‬
‫املوضع نفسه‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬وج ــود تش ــابه كبري يف كيفية تق ــدمي القاع ــدة النحوية إىل حد ميكن أن نق ــول معه ‪:‬‬
‫إن سـ ــيبويه ال بد أن يكـ ــون قد أخذ ذلك عن اخلليل حىت يف الـ ــرتكيب حني قـ ــال اخلليل ‪( :‬ويف‬
‫لغة بعض ــهم «حيث» ب ــالفتح) وعند س ــيبويه (وقد ق ــال بعض ــهم حيث) أما (ق ــط) ال ــواردة ل ــدى‬
‫اخلليل مع حيث ‪ ،‬فلم يرتكها ســيبويه ألنه بعد قليل من الكالم الســابق ويف الصــفحة نفســها قــال‬
‫«وحركوا (قط وحسب) بالضمة ألهنما غايتان»‪.‬‬ ‫ّ‬ ‫(‪: )4‬‬
‫وأما ق ــول س ــيبويه (‪« : )5‬وقد ق ــال بعض ــهم حيث ش ــبهوه ب ــأين» فكأنه م ــأخوذ من كالم‬
‫اخلليل حني قـ ـ ـ ــال يف املوضع السـ ـ ـ ــابق نفسه (‪( )6‬الكالم عن حيث وقـ ـ ـ ــط) ‪« :‬وإذا كـ ـ ـ ــان احلرف‬
‫حرك بالفتح ‪ ،‬لئال يسكنا مثل ‪:‬‬ ‫املتوسط منه ساكنا ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬سورة القدر اآلية ‪.5‬‬
‫(‪ )2‬اجلمل ‪.148‬‬
‫(‪ )3‬الكتاب ‪.286 / 3‬‬
‫(‪ )4‬السابق نفسه‪.‬‬
‫(‪ )5‬السابق نفسه‬
‫(‪ )6‬اجلمل يف النحو العريب ‪.149‬‬

‫ـ ‪ 66‬ـ‬
‫(أين وكيف وليت وإ ّن وحيث) وأشباه ذلك فاعرف موضعها»‪.‬‬
‫ولعلنا ال حنت ـ ــاج بعد ذلك إىل ش ـ ــيء يؤكد أن س ـ ــيبويه قد أخذ عن اخلليل ه ـ ــذه القاعـ ــدة‬
‫ونقل عنه هذا املصطلح وإن مل يشر إىل ذلك‪.‬‬
‫وكالم س ــيبويه عن (ق ــط) ال ــوارد يف قوله (‪« )1‬وك ــذلك قط وحسب (تض ــمان) إذا أردت‬
‫كن غري متمكن ــات فعل هبن ذا‬ ‫ليس إال ‪ ،‬وليس إال إذ ‪ ،‬وذا مبنزلة (ق ــط) إذا أردت الزم ــان ‪ ،‬ملا ّ‬
‫وحركوا (قط وحسب) بالضمة ألهنما غايتان‪ .‬فحسب لالنتهاء ‪ ،‬وقط كقولك ‪ :‬مذ كنت»‬ ‫‪ّ ،‬‬
‫فإن القول السابق يتشابه مع ما ورد عند اخلليل يف منظومته حينما يقول عن (قط) (‪: )2‬‬
‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا أردت هبا الزم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان فرفعها ‪  ‬أهيأ وأتقن يف الكالم وأصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أمي يف الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوغى ‪  ‬ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم الكريهة والف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوارس تس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلب‬


‫ط ابن ّ‬
‫مل حيمين ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫من حيث القاعدة ‪ ،‬وإن اختلف التمثيل واألداء بالنظم ‪:‬‬


‫وقد نقل س ـ ـ ــيبويه على لس ـ ـ ــان اخلليل نصا ي ـ ـ ــذكر فيه اخلليل مص ـ ـ ــطلح الغاية ص ـ ـ ــراحة مع‬
‫تك ــراره أربع م ــرات مع أن النص قصري ج ــدا يق ــول س ــيبويه (‪« : )3‬اعلم أن (ح ــىت) تنصب على‬
‫وجهني» ‪:‬‬
‫فأح‪HH H H‬دهما ‪ :‬أن جتعل الـ ـ ــدخول غاية ملسـ ـ ــريك ‪ ،‬وذلك قولك ‪( :‬سـ ـ ــرت حىت أدخله ـ ــا) ‪،‬‬
‫كأنك قلت ‪ :‬سـ ـ ـ ـ ـ ــرت إىل أن أدخلها ‪ ،‬فالناصب للفعل هنا هو اجلار لإلسم إذا كـ ـ ـ ـ ـ ــان غاي ـ ـ ـ ــة‪.‬‬
‫فالفعل إذا كان غاية نصب ‪ ،‬واالسم إذا كان غاية جر‪ .‬وهذا قول اخلليل‪.‬‬
‫وسـ ــيبويه الناقل األمني لفكر اخلليل ومصـ ــطلحاته يثبت بـ ــذلك اسـ ــتخدام اخلليل ملصـ ــطلح‬
‫(الغاية) يف (الكتاب)‪.‬‬
‫وقد ذكر مصطلح (الغاية) لدى سيبويه يف موضع آخر من الكتاب حينما‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬الكتاب ‪.286 / 3‬‬
‫(‪ )2‬املنظومة البيتان ‪.188 ، 187‬‬
‫(‪ )3‬الكتــاب ‪/ 3‬ـ ‪ ، 17‬وانظر الكتــاب ‪/ 3‬ـ ‪ 20‬فقد أتى اخلليل بنمــوذج ل (حــىت) اليت ليست للغاية وذكر (الغايــة)‬
‫مرتني أخريني‪.‬‬

‫ـ ‪ 67‬ـ‬
‫قال (‪ : )1‬وأما منذ فضمت ألهنا للغاية» والغالب أن هذا الرأي للخليل أيضا‪.‬‬
‫ومل يبق قي هناية األمر إال أن نؤكد أن الفـ ّـراء مســبوق يف اســتخدام هــذا املصــطلح باخلليل‬
‫وسيبويه يف مواضع كثرية ‪ ،‬وأن األولوية املطلقة اليت ذكرها الباحث ليست صحيحة‪.‬‬
‫الخفض ‪:‬‬
‫اسـتخدم اخلليل مصـطلح (اخلفض) يف مواضع متعـددة (‪ )2‬خالل منظومته النحوية ‪ ،‬وكـان‬
‫املصطلح عنده واسع األدلة فأحيانا يستخدمه مع االسم املنون «ما جيرى»‪.‬‬
‫وم ــرة مع االسم غري املن ــون «ما ال جيري» وم ــرة يطلق املص ــطلح ويقصد كسر ن ــون املثىن‬
‫‪ ..‬إخل‪.‬‬
‫وكأنه كان يساوي بني مصطلحي اخلفض واجلر يف استخدام واحد مرتادفني ‪ ،‬وإذا كــان‬
‫اخلليل قد اســتخدمه يف املنظومة أك ــثر من أربع عش ــرة م ــرة ‪ ،‬إض ــافة إىل التن ــوع يف االس ــتخدام ‪،‬‬
‫فليس من حق النحــاة احملدثني (‪ )3‬أن يشــريوا إىل «أن الكوفــيني توســعوا يف «اخلفض» فاســتعملوه‬
‫يف الكلمـ ـ ــات املنونة وغري املنونة ‪ ،‬بعد أن كـ ـ ــان اخلليل ال يسـ ـ ــتعمله إال يف املنـ ـ ـ ّـون» فه ـ ــذا كالم‬
‫يفتقد الدقة ‪ ،‬ألن سـ ــيبويه قد تو ّسـ ـع يف اسـ ــتخدام املصـ ــطلح قبل اسـ ــتخدام الكوفـ ــيني له أصال ‪،‬‬
‫املنون‪.‬‬
‫املنون وغري ّ‬ ‫فاستخدمه مع ّ‬
‫وفيما يلي بعض النص ـ ـ ـ ـ ـ ــوص ال ـ ـ ـ ـ ـ ــواردة يف املنظومة توضح صـ ـ ـ ـ ـ ــور اسـ ـ ـ ـ ـ ــتخدام اخلليل هلذا‬
‫املصطلح‪ .‬يقول اخلليل (‪ )4‬عن املثىن ‪:‬‬
‫رجالن أو أخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوان فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعلم أنّه ‪  ‬كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاخلفض نصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبهما معا يا حوشب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون يف (االثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنني) خفض واليت ‪  ‬يف اجلمع تنصب تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة وتقلّب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫منونــا‪ .‬ويف‬
‫ففي الــبيت األول جــاء النصب كــاخلفض يف املثىن باليــاء والنــون ‪ ،‬واملثىن ليس ّ‬
‫البيت الثاين جاء «اخلفض» مقصودا به كسر نون املثىن ‪،‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬الكتاب ‪.287 / 3‬‬
‫(‪ )2‬املنظومة يف األبيات النالية ‪206 ، 198 ، 185 ، 170 ، 135 ، 124 ، 121 ، 86 ، 33 ، 31 ، 30‬‬
‫‪ ، 284 ، 276 ، 252 ،‬وقد ذكر املصطلح ما بني «اخلفض» «خفضت» «اخفض»‪.‬‬
‫(‪ )3‬مدرسةـ الكوفة ‪ ،‬د‪ .‬مهدي املخزومي ص ‪ 311‬وانظر املدارس النحوية ص ‪.132‬‬
‫(‪ )4‬املنظومة البيتان ‪.31 ، 30‬‬

‫ـ ‪ 68‬ـ‬
‫حيث جاء النصب مقصودا به فتح نون اجلمع‪.‬‬
‫ويف موضع آخر يقول اخلليل (‪ )1‬يف (باب ما جيري وما ال جيري) ‪:‬‬
‫الغيهب‬ ‫جتلّى‬ ‫قد‬ ‫املدينة‬ ‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامرر بأمحد إن رأيت وأمحد ‪  ‬دون‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أرهب‬ ‫ال‬ ‫ن ّكرته‬ ‫إذ‬ ‫فنص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبت أوله ملعرفيت به ‪  ‬وخفضت‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقصد اخلليل هنا أن كلمة «أمحد» األوىل ج ــاءت بالفتحة لقصد تعريفها وهي غري منونة‬
‫للعلمية ووزن الفعل فجـ ّـرت وعالمتها الفتحة (‪ ، )2‬أما كلمة «أمحد» الثانية فقد جــاءت جمرورة‬
‫منونة ‪ ،‬والكالم هنا خمالف ملا ذكـره صـاحب كتـاب‬ ‫عطفا على األوىل ‪ ،‬وعالمتها الكسرة ألهنا ّ‬
‫(مدرسة الكوف ــة) ‪ ،‬فاخلليل ذكر «اخلفض» وقصد به البن ــاء على الكسر حينما ق ــال (‪ )3‬يف ب ــاب‬
‫«إذا أردت أمس بعينه» ‪:‬‬
‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا قص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدت تريد أمس بعينه ‪  ‬ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاخلفض حليته ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي يس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتوجب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫واملعـ ـ ـ ـ ــروف عند النحـ ـ ـ ـ ــاة أن بنـ ـ ـ ـ ــاء كلمة (أمس)ـ على الكسر ال يكـ ـ ـ ـ ــون إال إذا قصد هبا‬
‫ـب على الي ــوم ال ــذي قبل يومنا مباش ــرة ‪ ،‬ففي ه ــذه احلالة تبىن ‪ ،‬أما إذا‬ ‫التعريف ‪ ،‬وداللتها تنص ـ ّ‬
‫قصد هبا أي يوم مضى فإهنا تعرب (‪ )4‬فاخلليل إذن كان يقصد باخلفض البناء‪.‬‬
‫وال بد من اإلشــارة إىل أن اخلليل مل يقتصر يف ذكــره ملصــطلح اخلفض فيما يــروى عنه أو‬
‫يف نصــوص جــاءت على لســانه مثلما ورد يف (املنظومــة) ـ أوضــحنا ســابقا ـ ومثلما ورد يف كتابه‬
‫(اجلمل) (‪ )5‬باإلضافة إىل ورود هذا املصطلح يف (معجم العني) (‪ )6‬عند ما قــال ‪....« :‬ـ جــاء قبل‬
‫عبد اهلل ‪ ،‬وهو قبل زيد ق ــادم ‪ ،‬وإذا ألقيت عليه (من) صـ ــار (قب ــل) يف حـ ـ ّد األمساء حنو قولك ‪:‬‬
‫وحتول‬
‫من قبل زيد فصارت (من) صفة ‪ ،‬وخفض قبل ب (من) ‪ ،‬فصار (قبل) منقــادا ب (من) ّ‬
‫من وصفيته إىل االمسية»‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬املنظومة البيتان ‪.276 ، 275‬‬
‫(‪ )2‬مع الوق ــوف حبذر أمـ ــام اسـ ــتخدام اخلليل للنصب يف قوله «فنصب أولـ ــه» ألن النصب كمص ــطلح حنوي له داللته‬
‫اخلاصة البعيدة عن اجلر‪.‬‬
‫(‪ )3‬املظومة البيت ‪.252‬‬
‫(‪ )4‬انظر القضية بالتفصيل يف كتاب (التعريف والتنكري يف النحو العريب) ص ‪ 175‬إىل ‪ 183‬لكاتب هذه السطور‪.‬‬
‫مرة خالل هاتني الصفحتني فقط‪.‬‬
‫(‪ )5‬انظر على سبيل املثال صفحىت ‪ 173 ، 172‬فقد ورد املصطلح أربع عشرة ّ‬
‫(‪ )6‬العني ‪.166 / 5‬‬

‫ـ ‪ 69‬ـ‬
‫ف (من) للخفض صـ ـ ـ ــراحة على لسـ ـ ـ ــان اخلليل يف كل ما رجعنا إليه يف منظومته النحوية‬
‫وكتاب (اجلمل) (ومعجم العني) وما روي عنه يف كتب كثرية ‪ ،‬هلذا ـ كما يقــول أحد البــاحثني‬
‫احملدثني (‪ )1‬ـ ـ «فالوجه أن يق ــال إن اخلليل أول من اس ــتعمل اخلفض ‪ ،‬فقد أطلقه على ما وقع من‬
‫منونا حنو ‪ :‬زيد وخالد ‪ ،‬وكأ ّن الكوفيني تابعوا اخلليل يف هذا املصطلح»‪.‬‬ ‫أعجاز الكلم ّ‬
‫والـ ـ ـ ــذي ال شك فيه أن اخلليل اسـ ـ ـ ــتخدم (اخلفض) ‪ ،‬لكنه مل يسـ ـ ـ ــتخدمه العجـ ـ ـ ــاز الكلم‬
‫املنـ ــون فقط كما أشـ ــار الـ ــدكتور السـ ــامرائي فاخلليل اسـ ــتخدم (اخلفض) مع األعجـ ــاز غري املنونة‬
‫أيضا ‪ ،‬ولعل ما ذك ـ ــره يف منظومته (‪ )2‬ويف كت ـ ــاب اجلمل يف مواضع كث ـ ــرية ما ي ـ ــدل على ه ـ ــذا‬
‫الرأي ‪ ،‬وعلى الرغم من أن الدكتور مهدي املخزومي ذكر هذا الرأي فإنه يؤمن بــأن «مصــطلح‬
‫اجلر من وضع البص ـ ــريني ؛ وإمنا مها مقتبس ـ ــان من أوضـ ــاع‬‫اخلفض ليس من وضع الكوف ـ ــيني وال ّ‬
‫اخلليل ومصطلحاته إال أن الكوفيني توسعوا يف (اخلفض) (‪.. )3‬‬
‫إخل» ‪ ،‬فكما أن اخلليل استخدم مصطلح (اخلفض) فإنه استخدم مصطلح (اجلر) كثــريا يف‬
‫(‬
‫مواضع متعـددة من األقـوال املنقولة عنه (‪ ، )4‬ويف منظومته النحوية يوجد «بـاب حـروف اجلر»‬
‫‪ )5‬قال اخلليل (‪ )6‬بعده مباشرة ‪:‬‬
‫وحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروف خفض اجلر عنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدي مجّة ‪  ‬فيها البيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان ملن أتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاين يطلب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ما بع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدها خفض ورفع فعلها ‪  ‬ولقد تلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوح كما تلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوح األشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ولعل ق ــول اخلليل (خفض اجلر) من قبيل إض ــافة الش ــيء إىل مرادفه كما أش ــار النح ــاة إىل‬
‫جواز ذلك ‪ ،‬فقد نقل عن كثري من النحويني منهم األخفش‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬املدارس النحوية د‪ .‬الســامرائى ‪ ، 132‬وقد أشــار الــدكتور ابــراهيم الســامرائي إىل أنه نقل هــذا الــرأي للخليل من‬
‫كتاب االيضاح يف علل النحو للزجاجي ص ‪ 93‬بتحقيق الدكتور مازن املبارك طبعة القاهرة ‪ 1378‬ه‍ ـ ‪ 1959‬م ‪،‬‬
‫وقد حبثت عن ه ــذا ال ــرأي يف الطبعة اخلامسة ‪ ،‬وهي طبعة الق ــاهرة ‪ 1406‬ه‍ ـ ـ ‪ 1986‬م ومل أع ــثر على ه ــذا ال ــرأي‬
‫للخليل ‪ ،‬وهناك إشـارة يف الطبعة اخلامسة إىل أن الطبعة األوىل كـانت عـام ‪ 1394‬ه‍ ـ ‪ 1974‬م وليس التـاريخ الـذي‬
‫ذكـره الـدكتور السـامرائي ‪ ،‬ولعله نقل هـذا الـرأي من مصـدر آخر ال من هـذا املصـدر وعلى أية حـال فاخلليل يسـتخدم‬
‫اخلفض يف أعجاز الكلمات املنونة كما ذكر منذ قليل‪.‬‬
‫(‪ )2‬أبيات كثرية من املنظومة منها البيت ‪ 252‬الذي ذكر منذ قليل مع (أمس)‪.‬‬
‫(‪ )3‬اجلمل ص ‪ 172‬ـ ‪ 189‬مناذج كثرية لذلك‪.‬‬
‫(‪ )4‬مدرسةـ الكوفة ‪.311‬‬
‫نساخ املخطوطة؟‬ ‫(‪ )5‬ال أدرى هل هذا العنوان من وضع اخلليل أم من وضع ّ‬
‫(‪ )6‬املنظومة البيتان ‪.33 ، 32‬‬

‫ـ ‪ 70‬ـ‬
‫َدار اآْل ِخ َر ِة ‪َ * ،‬ح‪ُّ H‬‬
‫‪H‬ق‬ ‫والفراء جواز إضافة الشيئ إىل مرادفه أو إىل نفسه وجعلوا من ذلك حنو ( َول ُ‬ ‫ّ‬
‫صِ‬‫ب الْح ِ‬ ‫ِ‬ ‫ِ‬
‫يد) وظـاهرة كتــاب (التسـهيل وشـرحه) املوافقة على الـرأي‬ ‫الْيَقي ِن ‪َ * ،‬ح ْب ِل ال َْو ِريد ‪َ ،‬و َح َّ َ‬
‫السابق (‪ )1‬وكأن اجلميع استقوا من نبع اخلليل ‪ ،‬واغرتفوا من استخداماته وآرائه ومصطلحاته‪.‬‬
‫نسـ ـ ــتطيع أن خنرج من كل ذلك ؛ بـ ـ ــأن اخلليل قد اسـ ـ ــتخدم مصـ ـ ــطلح اخلفض اسـ ـ ــتخداما‬
‫واسع الداللة للمع ـ ــرب واملبين على الس ـ ــواء ‪ ،‬ك ـ ــذلك اس ـ ــتخدم مص ـ ــطلح اجلر للكلم ـ ــات املعربة‬
‫س ـ ــواء ك ـ ــان آخرها منونا أو غري من ـ ـ ّـون ‪ ،‬وس ـ ــواء ك ـ ــان إعراهبا باحلرك ـ ــات أو ب ـ ــاحلروف ‪ ،‬ومل‬
‫يس ـ ــتخدم اجلر لألفع ـ ــال ‪ ،‬وه ـ ــذا عكس ما قاله اخلوارزمي ونس ـ ــبه إىل اخلليل حني يق ـ ــول (‪: )2‬‬
‫«واجلر وهو وقع يف أعجاز األفعــال اجملزومة عند اســتقبال ألف الوصل حنو ‪( :‬مل يـذهب الرجــل)‬
‫يسمي ذلك كسرا‪.‬‬ ‫وال أظن أن ذلك صحيح من اخلوارزمي ‪ ،‬فقد كان اخلليل ّ‬
‫قــال ســيبويه (‪ : )3‬وســألته (أي اخلليــل) ـ ـ رمحه اهلل ـ ـ عن الضــاريب (أي ملاذا مل تــدخل نــون‬
‫الوقاية قبل اليــاء) فقــال ‪ :‬هــذا اسم ‪ ،‬ويدخله اجلر ‪ ،‬وإمنا قــالوا يف الفعل ‪( :‬ضــربين ويضــربين) ‪،‬‬
‫كراهية أن يدخلوا الكسـرة يف هـذه البـاء ‪ ،‬كما تـدخل األمساء ‪ ،‬فمنعـوا هـذا أن يدخله كما منع‬
‫اجلر‪ .‬فإن قلت ‪ :‬قد تقول اضرب الرجل فتكسر ‪ ،‬فإنك مل تكســرها كســرا يكــون لألمساء ‪ ،‬إمنا‬
‫يكون هذا اللتقاء الساكنني ‪ ،‬قال الشعراء (لييت) إذا اضطروا ‪ ،‬كأهنم شبهوه باالسم حني قــالوا‬
‫(الضاريب)»‪.‬‬
‫فاخلليل يقصد وجود كســرة على آخر الفعل وليس (اجلر) كم قـال اخلوارزمي‪ .‬فالفعل ال‬
‫جير ‪ ،‬واجلر من خص ــائص األمساء ‪ ،‬فاخلليل ك ــان ذا عقلية دقيقة وال يفوته مثل ه ــذه األخط ــاء ‪،‬‬
‫فمما ورد عنه أنه كان يفرق بني‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬حاشــية الصــبان ‪ / 2‬ـ ‪ ، 250‬شــرح األمشوين ‪ / 2‬ـ ‪ ، 250‬النحو الــوايف عبــاس حسن ‪ / 3‬ـ ‪ 51‬فقد نقل عن‬
‫ص ــاحب املص ــباح املنري م ــادة (ظه ــر) (ظهر غ ــىن) أي نفس الغىن ‪( ،‬نس ــيم الص ــب) ا وهي نفس الص ــبا‪ .‬ق ــال األخفش‬
‫الفراء ‪ ،‬والعرب تضيف الشيء إىل نفسه‪.‬‬ ‫وحكاه اجلوهري عن ّ‬
‫(‪ )2‬مفاتيح العلوم للخوارزميـ ص ‪.30‬‬
‫(‪ )3‬الكتاب ‪ 370 ، 369 / 2‬وما بني األقواس إضافة تفسريية يقتضيها املوقف‪.‬‬

‫ـ ‪ 71‬ـ‬
‫مص ــطلحي (اخلفض واجلر) كما حك ــاه الزج ــاجي عند ما ق ــال (‪« : )1‬إن اخلليل س ــأل األص ــمعي‬
‫(تلميذه) أن يفرق بني مصطلحي (اخلفض واجلر)‪.‬‬
‫وإذا كـ ــان اخلليل حريصا مع تالميـ ــذه على التفرقة بني مصـ ــطلحي (اخلفض واجلر) ‪ ،‬فمن‬
‫باب أوىل يكون حريصا على التفرقة بني اجلر والكسر‪.‬‬
‫الفعل ‪:‬‬
‫تكـ ــررت كلمة (الفعـ ــل) عند اخلليل يف منظومته النحوية كثـ ــريا (‪ )2‬كما وردت يف كت ــاب‬
‫سـ ــيبويه على لسـ ــان اخلليل ‪ ،‬ولعل النص املقـ ــول عن سـ ــيبويه منذ قليل عند الكالم عن (اخلفض)‬
‫يثبت ذلك ‪ ،‬فقد نقل س ـ ــيبويه عن اخلليل قوله (‪« : )3‬وإمنا قـ ــالوا يف الفعل ‪ :‬ض ـ ــربين ويضـ ــربين‬
‫كراهية أن يدخلوا الكسرة يف هذه الباء كما تدخل األمساء»‪.‬‬
‫ومل يبعد ذلك عن اس ــتخدام اخلليل ملص ــطلح الفعل يف كتابه اجلمل (‪ )4‬حني ق ــال يف ب ــاب‬
‫اجلزم باجملازاة ‪« :‬وتقــول ‪ :‬إن تــزرين وتكرمين أزرك وأكرمــك‪.‬ـ وهــذا الفعل الــذي أدخلت عليه‬
‫الـ ــواو يرفع وينصب وجيزم ‪ ،‬فمن جـ ــزم نسـ ــقه بـ ــالواو على األول ‪ ،‬ومن نصب فعلى القطع من‬
‫الكالم األول ‪ ،‬ومن رفع فعلى االبتداء» (‪.)5‬‬
‫وإذا ك ـ ـ ــان اخلليل قد اس ـ ـ ــتخدم مص ـ ـ ــطلح (الفع ـ ـ ــل) هبذه الرجابة فإننا ن ـ ـ ــرفض ق ـ ـ ــول أحد‬
‫البـ ــاحثني احملدثني (‪« : )6‬الفعل من مصـ ــطلحات الكوفـ ــيني فقد أطلقه الفـ ـ ّـراء على خرب املبتـ ــدأ مع‬
‫داللته املشــهورة على احلدث» ولعل ذكر اخلليل ملصــطلح الفعل ‪ ،‬كما ورد يف كتــاب ســيبويه ‪،‬‬
‫ويف كتابه (اجلمل) دليل على‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬جمالس العلماء ‪.132‬‬
‫(‪ )2‬األبيات ‪ ... 247 ، 243 ، 140 ، 139 ، 70‬إخل‪.‬‬
‫(‪ )3‬الكتاب ‪.369 / 2‬‬
‫(‪ )4‬ص ‪.195‬‬
‫(‪ )5‬لعله يقصد العطف على جواب الشــرط يف (واكرمــك) حيث جتوز األوجه الثالثة ‪ ،‬ألن العطف على فعل الشــرط‬
‫جييز وجهني فقط مها اجلزم والنصب ‪ ،‬وأما قوله ‪« :‬من نصب فعلى القطع من الكالم األول» فيحتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاج إىل تفسري‬
‫حيث يكون النصب على أن الواو للمعية ال القطع‪.‬‬
‫(‪ )6‬الدكتور ابراهيم السامرائي يف املدارس النحوية ص ‪.123‬‬

‫ـ ‪ 72‬ـ‬
‫أنه قد اس ـ ـ ــتخدمه ‪ ،‬بل رمبا يك ـ ـ ــون أول من اس ـ ـ ــتخدمه ونقله عنه تالمي ـ ـ ــذه ‪ ،‬مث نقل إىل مدرسة‬
‫الفراء‪.‬‬
‫الكوفة عن طريق ّ‬
‫واخلليل قد اســتخدم مصــطلح الفعل يف منظومته بالداللة الســابقة اليت أشــار إليها الفـ ّـراء‪، .‬‬
‫وأيضا بداللته احلديثة الزمنية ‪ ،‬ومثــال االســتخدام الثــاين قــول اخلليل عن نصب املضــارع حبروف‬
‫(كي ولن وأن) يقول ‪ ...‬إخل (‪: )1‬‬
‫وانصب هبا األفع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال كيما واجبا ‪  ‬وبكي وكيال واحلروف تش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـعب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأن والم اجلحد والالم اليت ‪  ‬هي مثل كيال يف الكالم وأرسب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫كيال أق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ولن يسري حممد ‪  ‬حىت يسري إىل الع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدو املوكب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وأحيانا يطلق اخلليل (الفعـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل) ويقصد به مطلق املصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدر (مطلق احلدث) الكـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامن يف‬
‫(‪)2‬‬
‫الوصف املشتق الواقع صفة أو حاال يقول‬
‫وإذا مجعت م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذكرا ومؤنثا ‪  ‬فالفعلـ لل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذكران منهم يغلب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول تلكم ظبية ونعامة ‪  ‬فيها وث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور راتعني وقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرهب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ويف الكتاب يسـتخدم اخلليل (الفعـل) مبعىن املصـدر أيضا ‪ ،‬ويف منظومته النحوية الفعل‬ ‫(‪)3‬‬

‫مبعىن اخلرب ص ــراحة ‪ ،‬وذلك عند ما يق ــول (‪ )4‬حتت ب ــاب (إذا ق ــدمت األمساء على األخب ــار تق ــدمي‬
‫الفع ــل) بي ــتني ينص ــان على ذلك ص ــراحة ‪ ،‬وك ــذلك حتت (ب ــاب ح ــروف ك ــان وأخواهتا يق ــول‬
‫اخلليل) (‪.)5‬‬
‫وحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروف كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان وليس فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعلم ترفع ال ‪  ‬أمسا وتتبعها النع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوت فت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذهب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪  ‬إن اجلهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول من الرجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال خميّب‬ ‫جتهلن‬ ‫ال‬ ‫أفعاهلا‬ ‫يف‬ ‫والنصب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وإذا كــان اخلليل قد اســتخدم (الفعــل) هباتني الــداللتني ‪ ،‬فليس الفـ ّـراء ســبّاقا إىل اســتخدام‬
‫توسع يف استخدام‬ ‫املصطلح كما ذكر الباحث ‪ ،‬حىت وإن ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬املنظومة األبيات من ‪ 140‬إىل ‪.142‬‬
‫(‪ )2‬املنظومة البيتان ‪.244 ، 243‬‬
‫(‪ )3‬الكتاب ‪.120 / 2‬‬
‫(‪ )4‬املنظومة البيتان ‪.248 ، 247‬‬
‫(‪ )5‬املنظومة البيتان ‪.63 ، 62‬‬

‫ـ ‪ 73‬ـ‬
‫املص ـ ـ ــطلح حيث ذكر (الفع ـ ـ ــل) وقصد به (املفع ـ ـ ــول الث ـ ـ ــاين) كما ج ـ ـ ــاء يف قوله تعليقا على اآلية‬
‫هارو َن َِأخي) حيث قال الفـ ّـراء (‪« : )2‬إن شــئت‬ ‫ِ ِ‬ ‫ِ‬
‫اج َع ْل لي َو ِزيراً م ْن َْأهلي ُ‬‫الكرمية اليت تقول ( َو ْ‬
‫(‪)1‬‬

‫أوقعت (جعـ ــل) على هـ ــارون أخي) وجعلت الـ ــوزير (فعال) لـ ــه» ‪ ،‬أي مفعـ ــوال ثانيا مما أدى إىل‬
‫ق ــول الب ــاحث نفسه (‪ : )3‬ف ــأنت ت ــرى أن (الفع ــل) قد أطلق على ثالث م ــواد هي ‪ :‬الفعل واخلرب‬
‫واملفعــول به الثــاين ‪ ،‬وإذا أضــفنا إليه املصــدر الــذي هو (الفعــل) مصــطلح اللغــويني كــان (الفعــل)‬
‫داال على أربع مـ ـ ــواد ‪ ،‬وليس هـ ـ ــذا عنصر قـ ـ ــوة يف املصـ ـ ــطلح» ولعل توسـ ـ ــعة اخلليل للمص ـ ــطلح‬
‫واسـتخدامه له بكل هــذه الـدالالت ـ مع اضـطراب ذلك ـ يـدل على أن اخلليل قد سـبق الكوفـيني‬
‫بشكل عام والفراء بشكل خاص يف استخدامه هلذا املصطلح‪.‬‬
‫النعت ‪:‬‬
‫ذكر اخلليل مصـ ــطلح (النعت) يف منظومته أكـ ــثر من مـ ــرة (‪ )4‬وقصد به الصـ ــفة ‪ ،‬وها هي‬
‫ذي بعض النماذج الدالة على ذلك ‪ ،‬قال اخلليل (‪: )5‬‬
‫فاملبت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا رفع مجيع كلّه ‪  ‬ونعوته ولـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاك بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب معجب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪:‬‬ ‫(‪)6‬‬
‫وقال‬
‫تنصب‬ ‫ال‬ ‫مرفوعة‬ ‫الفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعلون من اخلالئق كلهم ‪  ‬أمساؤهم‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ونع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوهتم وكن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاهم وحالهم ‪  ‬والنصب للمفعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــولـ حقا أوجب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬سورة طه اآليتان ‪.30 ، 29‬‬
‫(‪ )2‬معاين القرآن ‪.178 / 2‬‬
‫(‪ )3‬املدارس النحوية ‪.124‬‬
‫(‪ )4‬املنظومة األبيات ‪.130 ، 111 ، 62 ، 46‬‬
‫(‪ )5‬املنظومة البيت ‪.130‬‬
‫(‪ )6‬املنظومة البيتان ‪.46 ، 45‬‬

‫ـ ‪ 74‬ـ‬
‫بل إنه ينص صراحة على أن النعوت تابعة يف قوله (‪: )1‬‬
‫وحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروف كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان وليس فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعلم ترفع ال ‪  ‬أمسا وتتبعها النع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوت فت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذهب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ومل يقتصر اس ـ ـ ـ ــتخدام اخلليل هلذا املص ـ ـ ـ ــطلح يف املنظومة ‪ ،‬بل اس ـ ـ ـ ــتخدمه يف كتابه اجلمل‬
‫متكــررا حيث قــال (‪« : )2‬والنصب من نعت النكــرة تقــدم على االسم تقــول ‪ :‬هــذا ظريفا غالم ‪،‬‬
‫وهذا واقفا رجل‪ .‬قال الشاعر (‪: )3‬‬
‫وحتت العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوايل والقنا مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتظلةـ ‪  ‬ظب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء أعارهتا العي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون اجلآذر‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫نصب (مستظلة) ؛ ألنه نعت (ظباء) تق ّدم ‪...‬ـ إخل»‬


‫مل يتوقف ذكر اخلليل ملصــطلح النعت على (املنظوم ــة) أو كتــاب (اجلم ــل) بل إنه ذكر يف‬
‫الكتاب مقصودا به (النعت) يقول الدكتور (جعفر نايف عبابنه) (‪« : )4‬النعت ‪ ،‬ويعين به الصـفة‬
‫قــال ســيبويه ‪« :‬وتقــول يا أيها الرجل وزيد الــرجلني الصــاحلني ـ ‪ ،‬من قبل أن رفعهما خمتلف أي‬
‫رفع الرجل وزيد وذلك أن زيـ ــدا على النـ ــداء ‪ ،‬والرجل نعت يعين صـ ــفة ألي» ولو كـ ــان مبنزلته‬
‫اجلمة كما تقـ ـ ــول ‪ :‬يا أيها الرجل ذو اجلم ـ ــة‪.‬‬
‫أي لو كـ ـ ــان زيد مبنزلة الرجل لقلت ‪ :‬يا زيد ذو ّ‬
‫وهو قليل» (اخلليل)‪.‬‬
‫فســيبويه يشري إىل قــول اخلليل ‪« :‬الرجل نعت» ‪ ،‬وإذا كــان ذكر ذلك صــراحة واعــرتف‬
‫الدكتور جعفر بذلك ‪ ،‬فإن املصطلح إذن يكون بصريا ‪ ،‬وقد‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬املنظومة البيت ‪.62‬‬
‫(‪ )2‬اجلمل ‪ 76 .75‬حيث تكرر يف الصفحتني مخس مرات‪.‬‬
‫(‪ )3‬قائلة ذو الرمة ‪ ،‬وقد ورد يف الكتاب لسيبويه منسوبا ‪ 123 ، 122 / 2‬شرح املفصل ‪( ، 64 / 2‬عوايل القنا)‬
‫ص ــدورها ‪( ،‬الع ــوايل) مجع عالية وهي أعلى اهلودج‪( .‬القن ــا) عي ــدان اهلوادج (الظب ــاء) مجع ظبية (اجلآذر) مجع ج ــؤذر ‪،‬‬
‫وهو ولد البقرة الوحشية ‪ ،‬واملعىن أنه يصف نسوة سبني فصرن حتت عوايل الرماح ويف حوزهتا‪.‬‬
‫السالم عارون‬‫(‪ )4‬مكانة اخلليل يف النحو العريب ص ‪ 163‬وانظر الكتاب ‪ 195 / 2‬وقد أضاف احملقق األستاذ عبد ّ‬
‫ص ـا يف اهلامش للس ــريايف ي ــذكر فيع النعت ص ــراحة ‪ ،‬وقد نقله ال ــدكتور جعفر عبابنة على أنه تفسري لنص اخلليل دون‬ ‫نّ‬
‫أن يشري إىل زنه نص السريايف ‪ ،‬حىت اإلشارة إىل الصفحة يف كتاب سيبويه خطأ يف طبعة بوالق الت استخدمتها‪.‬‬

‫ـ ‪ 75‬ـ‬
‫ورد املصـطلح أيضا على لسـان سـيبويه كثـريا (‪ .)1‬كما ذكـره السـرييف وغـريه من النحـاة البصـريني‬
‫‪ ،‬وإذا كان األمر كذلك ‪ ،‬فليس من الصحيح أن يناقض الدكتور جعفر نفسه فيقــول بعد مخس‬
‫عشــرة صــفحة فقط ما يلي (‪« : )2‬على أن تلك املصــطلحات الكوفية مل يعش منها إال القليل حنو‬
‫‪ :‬النعت والنسق واألدوات» فهل نسي الـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدكتور ما قاله قبل قليـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل؟ وهل جتاهل ما ورد عند‬
‫ســيبويه الــذي كـ ّـرر املصــطلح عشــرات املرات ‪ ،‬بل رمبا أكــثر من ذلك يف كتابــه؟ إذا كنا نلتمس‬
‫له الع ـ ــذر يف نس ـ ــبته ملص ـ ــطلح (النس ـ ــق) على أنه ك ـ ــويف خلطأ ش ـ ــاع وعـ ـ ــدم اطالعه على كتـ ــاب‬
‫(اجلمــل) للخليل أو عــدم قراءته للمنظومة ‪ ،‬فكيف نلتمس له العــذر فيما ذكــره مث نســيه أو غفل‬
‫عنه بعد قليل؟‬
‫إذن ‪ ،‬فليس هـ ـ ــذا املصـ ـ ــطلح كوفيا كما قيل ‪ ،‬ورمبا كـ ـ ــان الكوفيـ ـ ــون أك ـ ـ ــثر اس ـ ـ ــتخداما‬
‫للمص ـ ــطلح لكن املص ـ ــطلح بص ـ ــري املولد واالس ـ ــتخدام ‪ ،‬والكوفي ـ ــون تالميذ يف مدرسة البصـ ــرة‬
‫أخذوه عنهم ‪ ،‬فليس كل مستخدم للشيء مبدعا له ‪ ،‬يقول الدكتور ابراهيم السامرائي (‪ : )3‬إن‬
‫سـ ـ ـ ــيبويه قد اسـ ـ ـ ــتعمل (النعت) الـ ـ ـ ــذي الـ ـ ـ ــتزم به الكوفيـ ـ ـ ــون ‪ ،‬والـ ـ ـ ــذي أراه أن (النعت) قد عرفه‬
‫البصـ ــريون األوائل فاقتبسه الكوفيـ ــون والـ ــتزموا بـ ــه‪ .‬وكما وجد النعت يف كتـ ــاب سـ ــيبويه وجد‬
‫كذلك يف آثار البصريني عامة كاملربد والزجاجي وابن السراج»‪.‬‬
‫ومنطلقا من اســتخدام اخلليل ســيبويه وحناة املدرسة البصــرية على كــثرهتم هلذا املصــطلح ‪،‬‬
‫وكــذلك منطلقا من كالم الــدكتور ابــراهيم الســامرائي نــرفض كالم الــدكتور مهــدي املخــزومي‬
‫الـ ـ ــذي تعـ ـ ــاطف مع املدرسة الكوفية إىل درجة كبـ ـ ــرية حيث يقـ ـ ــول (‪« : )4‬النعت من اصـ ـ ــطالح‬
‫الكوفيني ‪ ،‬ورمبا قاله بعض‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬على سبيل املثال انظر الكتاب اجلزء األول من ص ‪ 421‬ـ ‪ 423‬فقد تكرر مصطلح النعت أكثر من عشر مــرات‬
‫‪ ،‬وذكر لدى السريايف يف هامش كتاب سيبويه ‪.195 / 2‬‬
‫(‪ )2‬مكانة اخلليل يف النحو العريب ‪.178‬‬
‫(‪ )3‬املدارس النحوية ‪.135‬‬
‫(‪ )4‬مدرسةـ الكوفة ‪.314‬‬

‫ـ ‪ 76‬ـ‬
‫البصريني أيضا ‪ ،‬ويقابله عند البصريني (الصفة) والوصف)»‪.‬‬
‫ويف النهاية نؤكد على أن مصـطلح (النعت) مصـطلح بصـري اسـتخدمه حناة البصـرة كثـريا‬
‫‪ ،‬كما استخدمه حناة الكوفة اقتباسا من البصريني وعلى رأسهم اخلليل وسيبويه‪.‬‬
‫الصفة ‪:‬‬
‫‪ ،‬وقد جـ ــاء يف كتـ ــاب سـ ــيبويه هـ ــذا‬ ‫(‪)1‬‬
‫اسـ ــتخدم اخلليل مصـ ــطلح (الصـ ــفة) يف منظومته‬
‫املصطلح على لسان اخلليل مقصودا به النعت‪.‬‬
‫يقـ ــول سـ ــيبويه (‪« : )2‬واعلم أنه ال جيوز أن تصف النكـ ــرة واملعرفة ‪ ،‬كما ال جيوز وصف‬
‫املختلفني ‪ ،‬وذلك قولك ‪ :‬هــذه ناقة وفصــيلها الراتعــان فهــذا حمال» ؛ ألن (الراتعــان) ال يكونــان‬
‫صفة للفصيل وال للناقة ‪ ،‬وال تستطيع أن جتعل بعضها نكرة وبعضها معرفــة‪ .‬وهــذا قــول اخلليل ـ‬
‫رمحه اهلل ـ»‪.‬‬
‫فالكلمــات ‪( :‬تصف ـ وصف ـ صــفة) مقصــودـ النعت كما اســتخدم الصــفة مبعىن التوكيد‬
‫حيث يقــول ســيبويه (‪« : )3‬وزعم اخلليل ـ رمحه اهلل ـ أنه يستضــعف أن يكــون (كلهم) مبينا على‬
‫اسم أو على غري اسم ‪ ،‬ولكنه يك ــون مبت ــدأ أو يك ــون كلهم ص ــفة ‪ ..‬هك ــذا فيما زعم ـ ـ اخلليل‬
‫رمحه اهلل ـ ـ ـ وذلك أن (كلّهم) إذا وقع موقعا يك ـ ــون االسم فيه مبنيا على غ ـ ــريه ‪ ،‬ش ـ ــبه ب ـ ــأمجعني‬
‫وأنفسهم ونفسه ‪ ،‬فأحلق هبذه احلروف»‪.‬‬
‫وقد قال يف موطن آخر (‪« : )4‬وأما أمجعـون فال يكـون يف الكالم إال صـفة» وقد اسـتخدم‬
‫املصطلح أيضا يف كتابه (اجلمل) حني يقول (‪« : )5‬والنصب من نداء النكرة املوصوفة قوهلم ‪ :‬يا‬
‫رجال يف الدار ‪ ،‬ويا غالما ظريفا ‪ ،‬نصبت ألنك ناديت من مل تعرفه ‪ ،‬فوصفته بالظرف»‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬املنظومة األبيات ‪.261 ، 225 ، 102‬‬
‫(‪ )2‬الكتاب ‪.59 / 2‬‬
‫(‪ )3‬الكتاب ‪( 116 / 2‬بتصرف)‪.‬‬
‫(‪ )4‬الكتاب ‪.379 / 2‬‬
‫(‪ )5‬اجلمل ‪.52‬‬

‫ـ ‪ 77‬ـ‬
‫وإذا كـ ـ ـ ــان اخلليل قد اسـ ـ ـ ــتخدم (الصـ ـ ـ ــفة) مبعىن النعت مـ ـ ـ ــرة ‪ ،‬ومبعىن التوكيد مـ ـ ـ ــرة ‪ ،‬فال‬
‫نستبعد أن يستخدمها مبعىن اخلرب الواقع ظرفا عند ما يقول يف منظومته (‪: )1‬‬
‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا تقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمت الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفاتـ فرفعها ‪  ‬ال عنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدنا رجل يصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيد مكلّبـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ورمبا كـ ــان اسـ ــتخدام اخلليل للصـ ــفة هبذا املعىن سـ ــببا يف شـ ــيوعها عند الكوفـ ــيني فيما بعد‬
‫وأطلق عليها (صفة تامة)‪.‬‬
‫يقــول أحد البــاحثني (‪« : )2‬ويريد هبا الكوفيــون ما كــان من الظــرف خــربا وحمال لألمساء ‪،‬‬
‫كقولك فيها زيد قائما ‪ ،‬فالصفة فيها خرب للمبتدأ (زيد) وحمل له (أي ظرف) وهي صفة تامة ؛‬
‫ألهنا حمل األسـ ـ ـ ــم» ومل يبتعد اخلليل كثـ ـ ـ ــريا يف اسـ ـ ـ ــتخدامه للمصـ ـ ـ ــطلح عن هـ ـ ـ ــذا املعىن يف كتابه‬
‫(اجلمل) (‪.)3‬‬
‫ويبــدو أن مصــطلح (الوصــف) مل يكن قد اســتقر متاما على يد اخلليل وســيبويه والكوفــيني‬
‫الـ ـ ـ ــذين نقلـ ـ ـ ــوه عن املدرسة البصـ ـ ـ ــرية ‪ ،‬فمـ ـ ـ ــرة يسـ ـ ـ ــتخدم مبعىن (النعت) ‪ ،‬ومـ ـ ـ ــرة أخـ ـ ـ ــرى مبعىن‬
‫(التوكيــد) ‪ ،‬ومــرة ثالثة مبعىن الظــرف أو اجلار واجملرور الــواقعني خــربا ‪ ،‬ومــرة رابعة مبعىن الصــفة‬
‫املش ـ ـ ــبهة (‪ )4‬؛ وغري أن هن ـ ـ ــاك حماولة ج ـ ـ ــادة للتفرقة بني (الوص ـ ـ ــف) مبعىن (النعت) و (النعت)‬
‫كمصطلح مرادف للصفة ‪ ،‬فقد ذكر (‪ )5‬أن اخلليل بن أمحد قــال ‪« :‬إن (النعت) ال يكــون إال يف‬
‫الص ــفات احملم ــودة ‪ ،‬وأن (الوص ــف) يك ــون يف احملم ــود ويف غ ــريه من الص ــفات» ‪ ،‬وهبذا يك ــون‬
‫الوصف أعم من النعت حيث يقتصر (النعت) على احملمود ‪ ،‬ويعم (الوصف) احملمود وغريه‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيتان ‪ 261 ، 225‬وانظر معىن (مكلّب)ـ يف هامش البيت من املخطوطة‪.‬‬
‫(‪ )2‬املدارس النحوية ‪ 130‬نقال عن األصول البن السراج ‪ 247 / 1‬بريوت‪.‬‬
‫(‪ )3‬اجلمل ‪ ، 139‬وقد أش ــار الس ــريايف إىل أن الكوف ــيني يطلق ــون عليه ‪( :‬الظ ــرف الت ــام) انظر الكت ــاب ‪/ 2‬ـ ـ ‪125‬‬
‫السالم هارون‪.‬‬ ‫هامش من كالم السريايف بتعليق األستاذ عبد ّ‬
‫(‪ )4‬الكتاب ‪.193 / 1‬‬
‫(‪ )5‬الصاحيب ص ‪ 88‬أمحد بن فارس القاهرة ‪ 1328‬ه‍ ـ ‪ 1910‬م‪.‬‬

‫ـ ‪ 78‬ـ‬
‫الرفع ‪:‬‬
‫استخدم اخلليل يف منظومته (الرفع) يف حالة اإلعراب يف معظم حاالت استخدامه له (‪، )1‬‬
‫كذلك استخدمه يف حالة واحدة مع البناء ‪ ،‬وهي حالة البناء مع املنادى حيث يقول (‪: )2‬‬
‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا دعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوت من األسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامي مفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــردا ‪  ‬ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارفع فهو لك إن رفعت مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـوب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وهـ ــذا ليس بعيـ ــدا عما ورد يف كتـ ــاب سـ ــيبويه ‪ ،‬فقد كـ ــان يسـ ــتخدم دائما الرفع يف حالة‬
‫اإلعــراب ‪ ،‬وقليال جــدا ما يســتخدم املصــطلح يف حالة البنــاء كما ورد يف موضع (النــداء) الــذي‬
‫جـ ـ ــاءت اإلشـ ـ ــارة إليه يف بيت اخلليل ‪ ،‬يقـ ـ ــول سـ ـ ــيبويه (‪« : )3‬وزعم اخلليل رمحه اهلل أهنم نصـ ــبوا‬
‫املض ـ ــاف حنو يا عبد اهلل ويا أخانا والنك ـ ــرة حني ق ـ ــالوا ‪ :‬يا رجال ص ـ ــاحلا ‪ ،‬حني ط ـ ــال الكالم ‪،‬‬
‫كما نصبوا ‪ :‬هو (قبلك وهو بعدك)‪ .‬ورفعوا املفرد ‪ ،‬كما رفعــوا قبل وبعد وموضــعهماـ واحد ‪،‬‬
‫وذلك قولك ‪ :‬يا (زيد ويا عمـ ــرو) وتركـ ــوا التنـ ــوين يف املفـ ــرد ‪ ،‬كما تركـ ــوه قي قبـ ــل» غري أنه‬
‫كان يستخدم الضم يف حالة البناء غالبا كما ورد يف الكتاب (‪.)4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫ويف كتــاب (اجلمــل) للخليــل‪ .‬ال خيتلف اســتخدامه للرفع يف حالة اإلعــراب مع الفاعل‬
‫أو املبتــدأ واخلرب (‪ )6‬أو اسم كــان (‪ )7‬وخرب إن (‪ )8‬إخل ‪ ،‬ويف موضع النــداء (‪ )9‬وقبل وبعد (‪ )10‬أطلق‬
‫عليهما (الرفـ ـ ـ ـ ــع) كما متّ ذلك من خالل أقـ ـ ـ ـ ــوال سـ ـ ـ ـ ــيبويه عنه ‪ ،‬أما يف بقية ما رواه يف كت ـ ـ ــاب‬
‫(اجلمل) فإنه يستخدم مصطلح (الرفع) يف حالة اإلعراب‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬األبيات ‪.225 ، 220 ، 129 ، 96 ، 79 ، 74 ، 51 ، 45 ، 33 ، 29‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪.103‬‬
‫(‪ )3‬الكتاب ‪ 182 / 2‬وانظر ‪.199 / 2‬‬
‫(‪ )4‬الكتاب ‪.287 .286 / 3‬‬
‫(‪ )8 ، 7 ، 6 ، 5‬انظر اجلمل من ص ‪ 115‬إىل ص ‪.127‬‬
‫(‪ )9‬اجلمل ‪.137‬‬
‫(‪ )10‬السابق ‪.148‬‬

‫ـ ‪ 79‬ـ‬
‫ويالحظ أن اخلليل ك ــان متس ــقا مع نفسه فيما نقله عنه س ــيبويه وفيما ذك ــره يف منظومته‬
‫وفيما قاله يف كتابه (اجلمل)‪.‬‬
‫الجر ‪:‬‬
‫اس ـ ــتخدم اخلليل مص ـ ــطلح (اجلر) يف منظومته يف حالة اإلع ـ ــراب (‪ )1‬وك ـ ــان يس ـ ــتخدم معه‬
‫مصطلح (اخلفض) كما ذكرنا سابقا ‪ ،‬غري أنه يف حاالت نـادرة ـ ولعلها كـانت احلالة الوحيـدة ـ‬
‫أسـ ــتخدم اجلر يف حالة (البن ـ ــاء) ‪ ،‬ويظهر ذلك يف حماورة سـ ــيبويه له عن ص ـ ــفة املن ـ ــادى املفـ ــرد ‪،‬‬
‫يقول سيبويه (‪« : )2‬قلت ‪:‬‬
‫ألست قد زعمت أن هـ ــذا املرفـ ــوع يف موضع نصب ‪ ،‬فلم ال يكـ ــون كقوله ‪ :‬لقيته أمس‬
‫األحدث»‪.‬‬
‫قـال ‪ :‬من قبل أن كل اسم مفــرد يف النــداء مرفــوع أبــدا ‪ ،‬وليس كل اسم يف موضع أمس‬
‫يكــون جمرورا ‪ ،‬فلما اطّــرد الرفع يف كل مفــرد يف النــداء ‪ ،‬صــار عنــدهم مبنزلة ما يرتفع باالبتــداء‬
‫أو بالفعل ‪ ،‬فجعل ــوا وص ــفهـ إذا ك ــان مف ــردا مبنزلت ــه» ‪ ،‬غري أنه ك ــان يس ــتخدم الكس ــرة يف حالة‬
‫البناء غالبا (‪ ، )3‬وال يبتعد هذا عما جاء عن اخلليل يف كتابه (اجلمل يف النحو العريب) (‪.)4‬‬
‫النصب ‪:‬‬
‫اســتخدم اخلليل (النصــب) يف حالة اإلعــراب يف منظومته كثــريا (‪ )5‬وكــذلك يف (الكتــاب)‬
‫كما نقله عنه ســيبويه (‪ )6‬عند ما قــال ‪« :‬وزعم اخلليل ـ رمحه اهلل ـ ـ أهّن م نصــبوا املضــاف (املنــادى‬
‫املضاف) حنو (يا عبد اهلل) ومل يبتعد ما أورده‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬املنظومة البيت ‪.32‬‬
‫(‪ )2‬الكتاب ‪.183 / 2‬‬
‫(‪ )3‬الكتاب ‪.284 ، 283 / 3‬‬
‫(‪ )4‬انظر يف استخدامه ملصطلح اجلر واخلفض اجلمل ‪.189 ، 172‬‬
‫(‪ )5‬املنظومة الــبيت ‪ 30‬مع إعــراب املثىن يف حالة النصب األبيــات ‪، 74 ، 73 ، 63 ، 60 ، 46 ، 4 ، 42‬‬
‫‪، 241 ، 230 ، 219 ، 201 ، 168 ، 147 ، 145 ، 108 ، 106 ، 95 ، 92 ، 91 ، 83 ، 81‬‬
‫‪ ، 290 ، 273‬واستخدم النصب ويقصد به اجلر يف املمنوع من الصرف يف البيت ‪.276‬‬
‫(‪ )6‬الكتاب ‪.182 / 2‬‬

‫ـ ‪ 80‬ـ‬
‫اخلليل يف كتابه (اجلم ـ ــل) (‪ )1‬عما ورد يف املنظومة أو الكت ـ ــاب ‪ ،‬وقليال ج ـ ــدا ما ك ـ ــان يس ـ ــتخدم‬
‫اخلليل (النصب) يف حالة البنــاء ‪ ،‬فقد متّ يف املنظومة ونقله عنه ســيبويه ‪ ،‬ففي املنظومة (‪ )2‬عند ما‬
‫يصف حركة نــون املثىن ونــون اجلمع ‪ ،‬وصف نــون اجلمع بأهنا يف حالة (نصــب) مع أن كســرهتا‬
‫(‪)3‬‬
‫كســرة بنــاء ‪ ،‬كــذلك يف كتــاب ســيبويه اســتخدم النصب ويقصد فتحة البنــاء وهــذا قليل جــدا‬
‫وكــذلك يف كتابه (اجلمــل) عند ما قــال (‪« : )4‬والنصب على البنية ‪ ،‬ما كــان بنــاء بنته العــرب ‪،‬‬
‫مما ال ي ــزول إىل غ ــريه مثل ‪ :‬الفعل املاضي ومثل ح ــروف إن وليت ولعل ‪ ،‬وس ــوف ‪ ،‬وأين وما‬
‫أشــبهه» ‪ ،‬وهــذه حالة ذكر فيها النصب وقصد البنــاء يقابلها مخســون حالة ذكر فيها النصب يف‬
‫حالة اإلعـ ــراب ‪ ،‬وهي كل حـ ــاالت النصب الـ ــواردة يف اجلمل ‪ ،‬ومن ناحية أخـ ــرى فـ ــإن اخلليل‬
‫كان يستخدم الفتح يف حالة البناء (‪.)5‬‬
‫الجزم ‪:‬‬
‫اســتخدم اخلليل مصــطلح (اجلزم) يف منظومته مبعىن الوقف أو الســكون ســواء أكــان الفعل‬
‫يف حالة البناء أم كان يف حالة اإلعراب ‪ ،‬ففي حالة البناء يقول عن فعل التعجب (‪: )6‬‬
‫معيّب‬ ‫عليك‬ ‫يوما‬ ‫ال تفصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلن بني التعجب وامسه ‪  ‬فيعيبه‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول أظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالفىت أحسن به ‪  ‬أك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرم بأمحد إنه ملهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّذب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يتعجب‬
‫‪  ‬بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاألمر واملعىن ملا ّ‬ ‫بلفظه‬ ‫أتيت‬ ‫ملا‬ ‫فجزمته‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬ص ‪ 33‬حيث يقول ‪ :‬وإمنا بدأنا بالنصب ألنه أكثر اإلعراب طرقا ووجوها‪.‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪.31‬‬
‫(‪ )3‬الكتاب ‪.204 ، 202 / 2‬‬
‫(‪ )4‬اجلمل ‪ 85‬وهي حالة وحيدة من إحدى مخسني حالة‪.‬‬
‫(‪ )5‬الكتاب ‪.221 / 2‬‬
‫(‪ )6‬األبيات من ‪ 99‬ـ ‪.101‬‬

‫ـ ‪ 81‬ـ‬
‫ويف حالة أخرى من حاالت اإلعراب يقول (‪: )1‬‬
‫واجلزم سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهل بابه وحروفه ‪  ‬يف النحو مخسة أحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف إذ حتسب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول مل يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرين أخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوك ومل يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزر ‪  ‬زي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا أخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوه وال بن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوه وال األب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫إذن ؛ كـ ـ ــان اخلليل يسـ ـ ــتخدم (اجلزم) يف حالة س ـ ـ ــكون احلرف األخري من الكلمة سـ ـ ــواء‬
‫أك ــانت فعال يف حالة إع ــراب أم يف حالة بن ــاء أو حىت مع احلروف وقد ج ــاء على لس ــان س ــيبويه‬
‫نقال عن اخلليل ما يثبت ذلك حيث يقول (‪: )2‬‬
‫«وسألت اخلليل ‪...‬ـ فقال ‪...‬ـ ألن الفعل إذا كان جمزوما فح ّـرك اللتقـاء السـاكنني كسـر‪.‬‬
‫الرجل واضرب ابنك»‬ ‫وذلك قولك ‪ :‬اضرب ّ‬
‫والفعل اجملزوم عند اخلليل هو (اضـ ــرب) حيث سـ ـ ّكن آخـ ــره ‪ ،‬واملعـ ــروفـ عند النحـ ــويني‬
‫اآلن بأنه مبين ال جمزوم ‪ ،‬ولكنه استخدام اخلليل!‬
‫ويف موضع آخر من الكتــاب (‪ )3‬يقــول ســيبويه ‪« :‬وقــال اخلليل ـ رمحه اهلل ـ ‪« :‬اللهم نــداء‬
‫‪...‬ـ فـ ــامليم يف هـ ــذا االسم حرفـ ــان أوهلما جمزوم ‪ ،‬واهلاء مرتفعة ألنه وقع عليها اإلعـ ــراب» وامليم‬
‫األوىل اجملزومة لدى اخلليل هي حرف ساكن يف غري الوقف‪.‬‬
‫مل يبتعد اخلليل فيما ورد عنه يف كتـ ــاب سـ ــيبويه عما قاله يف منظومته النحوية ‪ ،‬وكـ ــذلك‬
‫مل يبتعد يف كتابه (اجلمل يف النحو العــريب) عما جــاء يف (الكتــاب) أو (املنظومــة) ‪ ،‬فــاجلزم ميكن‬
‫أن يكون بالوقف مثل قوهلم ‪ :‬رأيت (زيد) ‪ ،‬وركبت (فرس) حيث ال يلزمـون الكلمة حركة ‪،‬‬
‫ألن اإلعــراب حــادث وأصل الكالم الســكون‪ .‬هكــذا يقــول يف اجلمل (‪ ، )4‬واجلزم يكــون بالبنية‬
‫مثل ‪ :‬من ‪ ،‬وما ومل وأشباهها ال يتغري إىل حركة (‪.)5‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪.116‬‬
‫(بتصرف)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫(‪ )2‬الكتاب ‪533 ، 532 / 3‬‬
‫(بتصرف)‬
‫ّ‬ ‫(‪196 / 2 )3‬‬
‫(‪ )4‬اجلمل ‪.205 ، 204‬‬
‫(‪ )5‬اجلمل ‪.205‬‬

‫ـ ‪ 82‬ـ‬
‫إن مما لفت نظري يف كتاب (اجلمل) هذا النص الذي يقول فيه (‪« : )1‬فاعلم أن عالمات‬
‫اجلزم بالضم ‪ ،‬والوقف ‪ ،‬والفتحة ‪ ،‬وإســقاط النــون والكســرة ‪ ،‬فــالوقف مثل قولك ‪ :‬مل خيرج ‪،‬‬
‫ومل يـ ــربح وهو السـ ــكون ‪ ،‬واجلزم بالضم ‪ :‬مل يـ ــدع ‪ ،‬ومل يغز ‪ ،‬واجلزم بالكسر ‪ :‬مل يـ ــرم ‪ ،‬ومل‬
‫يقض ‪ ،‬واجلزم ب ــالفتح ‪ :‬مل يلق ‪ ،‬ومل ي ــرض ‪ ،‬وإس ــقاط الن ــون ‪ :‬مل خيرجا ‪ ،‬ومل خيرج ــوا ‪ ،‬ورمبا‬
‫‪H‬اج َد لِلَّ ِه فَال‬
‫َأن الْمس ‪ِ H‬‬
‫تـ ــركت الـ ــواو واليـ ــاء يف موضع اجلزم اسـ ــتخفافا‪ .‬قـ ــال اهلل عـ ـ ّـز وجل ( َو َّ َ‬
‫(‪)2‬‬

‫َأح‪HH‬داً) أثبت ال ــواو وحمله اجلزم ألنه خماطبة الواحد فيما ذكر يل بعض أهل املعرفة‬ ‫ِ‬
‫تَ ‪ْ H‬دعُوا َم‪Hَ H‬ع اهلل َ‬
‫قال الشاعر (‪: )3‬‬
‫هجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوت زبّـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان مث جئت معتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذرا ‪  ‬من هجو زب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان مل هتجو ومل ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدع‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫واملالحظ أن عالمــات اجلزم لــدى اخلليل تعتمد على الشــكل النطقي آلخر الفعل ‪ ،‬وكأنه‬
‫كـ ـ ـ ــان مييل إىل أن يقـ ـ ـ ــدم لنا (حنوا وصـ ـ ـ ــفيا) يعتمد على وصف الواقع اللغـ ـ ـ ــوي ‪ ،‬وهو ميثل اآلن‬
‫اجتاها لبعض الدارسني‪.‬‬
‫ما لم يسم فاعله ‪:‬‬
‫يسم فاعله يقول فيه (‪: )4‬‬
‫يسمى ‪ :‬ما مل ّ‬
‫يف منظومة اخلليل باب ّ‬
‫يلحب‬ ‫نصب‬ ‫الرفع‬ ‫وبعد‬ ‫والفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعلون ومل يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـموا حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّدهم ‪  ‬رفع‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وزوجت ‪  ‬دعد وقد ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب العشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيّة شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوزب‬ ‫فتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول قد عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزل األمري ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ومن الواضح أن اخلليل يقصد نـ ـ ـ ــائب الفاعل مع الفعل املبين للمجهـ ـ ـ ــول وأمثلته دالة على‬
‫ذلك ‪( :‬عزل األمري ـ زوجت دعد ـ ضرب شوزب) ‪ ،‬وقريب‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬اجلمل ‪.23 ، 202‬‬
‫(‪ )2‬سورة اجلن اآلية ‪.18‬‬
‫(‪ )3‬قائل هذا البيت أبو عمرو بن العالء فقد قيل ان امسه (زبّان) وأنه قـال هـذا الـبيت للفـرزدق ؛ انظر اإلنصـاف ‪/ 1‬‬
‫‪ 24‬شرح األمشوين ‪/ 1‬ـ ‪ 103‬شرح املفصل ‪ 105 ، 104 / 10‬شرح شواهد العيين ‪/ 1‬ـ ‪ .103‬واملعروف ان أبا‬
‫عم ــرو بن العالء ك ــان أس ــتاذ اخلليل ‪ ،‬ورمبا ك ــان هو املقصــود بق ــول اخلليل «فيما ذكر بعض أهل املعرف ــة» أليس ذلك‬
‫دليال على أن هذه النصوص الواردة كلها للخليل؟!‬
‫(‪ )4‬البيتان ‪.146 ، 145‬‬

‫ـ ‪ 83‬ـ‬
‫من هــذا ما أورده اخلليل يف كتابه اجلمل عند ما كــان يتكلم عن وجــوه الرفع قــائال (‪« : )1‬وما مل‬
‫يذكر فاعله ‪ :‬ضرب زيد وكسي عمرو»‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫وإذا ظهر لنا هــذا األمر واســتبان فلنا أن نعــرتض على ما قاله صــاحب املدارس النحوية‬
‫عند ما يق ـ ــول حتت عنـ ـ ــوان ‪ :‬ما مل يس ـ ـ ّـم فاعله ‪« :‬وهو من مصـ ـ ــطلحات الكوف ـ ــيني ‪ ،‬وهو عند‬
‫البصريني مجلة مواد هي املفعول الذي مل يتعــده فعله ‪ ،‬ومل يتعد إليه فعل فاعل واملفعــول الـذي ال‬
‫يذكر فاعله والفعل الذي بين للمفعول ومل يذكر من فعل به» (‪.)3‬‬
‫واملالحظ أن ص ـ ــاحب املدارس النحوية ينفي يف بداية األمر أن يك ـ ــون املص ـ ــطلح بص ـ ــريّا‬
‫قــائال ‪( :‬وهو من مصــطلحات الكوفــيني) ‪ ،‬مث يــذكر أن البصــريني قد اســتخدموه مشــريا إىل ثالثة‬
‫مصادر منها استخدام املربد (املفعول الـذي ال يـذكر فاعلـه) واسـتخدام ابن السـراج (الفعل الـذي‬
‫بين للمفعــول) والقصد هنا أن الفاعل حمذوف ســواء كــان فاعل الفعل ‪ ،‬إو الفاعل يف املفعــول ‪،‬‬
‫واملصـ ــطلح الـ ــذي أتى به (ما مل يس ـ ـ ّـم فاعلـ ــه) ميكن أن يـ ــؤدي الـ ــداللتني السـ ــابقتني ‪ ،‬وهـ ــذا ما‬
‫استخدمه اخلليل (ما مل يذكر فاعله) مـرة ‪ ،‬ومـرة أخـرى (ما مل يس ّـم فاعلـه) واملربد وابن السـراج‬
‫من أقط ــاب املدرسة البص ــرية ‪ ،‬أوفي ــاء ملص ــطلحهم ‪ ،‬وس ــيبويه عند ما يق ــول (املفع ــول ال ــذي مل‬
‫يتع ــده فعل ــه) (‪ )4‬فإمنا مل يبعد عن املعىن املراد ‪ ،‬ويبقى للخليل الس ــبق يف اس ــتخدام املص ــطلح بن ــاء‬
‫على ما ورد يف (منظومته) ويف كتابه (اجلمل)‪.‬‬
‫ه ـ ــذه مجلة مص ـ ــطلحات توقفنا أمامها بالتفص ـ ــيل نظ ـ ــرا ملا أش ـ ــيع عنها أهنا كوفية ‪ ،‬مع أن‬
‫البصــريني ـ وعلى رأســهم اخلليل ـ كــانوا ســباقني يف اســتخدامها ‪ ،‬وهي ألفــاظ شــاعت ليس فقط‬
‫عند الكوفـ ــيني ‪ ،‬بل ظلت شـ ــائعة حىت عصـ ــرنا احلاضر فـ ــالكثري منها يـ ــرتدد كل يـ ــوم على ألس ــنة‬
‫الدارسني ‪ ،‬هذا على‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬اجلمل ‪.118‬‬
‫(‪ )2‬املدارس النحوية ‪.122 ، 121‬‬
‫(‪ )3‬أشار املؤلف إىل الكتاب ‪ 24 / 1‬والصحيح ‪ ، 42 / 1‬واملقتضب ‪ ، 51 / 4‬واألصول ‪.287 / 2‬‬
‫(‪ )4‬الكتاب ‪.43 ، 42 / 1‬‬

‫ـ ‪ 84‬ـ‬
‫العكس من تلك املص ـ ــطلحات الكوفية اليت ان ـ ــدثرت ومل تتج ـ ــاوز ألس ـ ــنة الكوف ـ ــيني مثل ‪ :‬املكىن‬
‫والكناية (الض ـ ــمري) ‪ ،‬ن ـ ــون العم ـ ــاد (ن ـ ــون الوقاي ـ ــة) ‪ ،‬ح ـ ــروف املثل (أمساء االش ـ ــارة) ‪ ،‬ال ـ ــدائم‬
‫(املض ــارع) ‪ ،‬االس ــتيتاء (اإلغ ــراء) ‪ ،‬املص ــدر (املفع ــول املطل ــق) ‪ ،‬التفسري (املفع ــول ب ــه) ‪ ،‬املرتجم‬
‫(التميـ ــيز) ‪ ،‬اإلجياب (االسـ ــتثناء املفـ ـ ّـرغ) ‪ ،‬الرتمجة ‪ ،‬التبـ ــيني ‪ ،‬التكرير ‪ ،‬التفسري ‪ ،‬العبـ ــارة (كلها‬
‫تعين البدل) ‪ ،‬التكرير (التوكيد)‪ .‬كل هذه املصطلحات استخدمت فقط على ألسنة الكوفيني مث‬
‫اندثرت ‪ ،‬فلم تعد تستخدم‪.‬‬
‫وإذا تتبعنا بقية املصـ ـ ـ ــطلحات الـ ـ ــواردة يف منظومة اخلليل فإننا سـ ـ ــنجدها األكـ ـ ــثر شـ ـ ــيوعا‬
‫واستخداما حىت يومنا هذا ‪ ،‬وذلك دليل على احلس اللغوي لدى اخلليل ـ إن كان هو صــاحبها ـ‬
‫وإال فلدى البصريني عامة ‪ ،‬وها هي ذي بقية املصطلحات الواردة يف املنظومة قيد الدراسة ‪:‬‬
‫(‬
‫الفاعل (الفاعلون) (‪ )1‬املعرفة (املعارف) (‪ )2‬النكــرة ـ النكــرات (‪ )3‬املبتــدأ (‪ )4‬اخلرب (األخبــار‬
‫‪ )5‬االسم (االمساء ـ ـ ـ ـ ـ األسـ ـ ـ ـ ــامي) (‪ )6‬الفعل (األفعـ ـ ـ ـ ــال) (‪ )7‬املذكر (‪ )8‬املؤنث (‪ )9‬التعجب (‪ )10‬املدح‬
‫(امتدحت) (‪ )11‬الذم (ذممت) (‪.)12‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيتان ‪.145 ، 45‬‬
‫(‪ )2‬األبيات ‪.271 ، 267 ، 245 ، 222 ، 219 ، 215 ، 170‬‬
‫(‪ )3‬األبيات ‪.271 ، 245 ، 276 ، 220 ، 170‬‬
‫(‪ )4‬البيت ‪.130‬‬
‫(‪ )5‬البيتان ‪.129 ، 74‬‬
‫(‪ )6‬األبيات ‪.250 ، 215 ، 103 ، 74 ، 62 ، 45‬‬
‫(‪ )7‬األبيات ‪.247 ، 243 ، 140 ، 139 ، 70‬‬
‫(‪ )8‬البيت ‪.243‬‬
‫(‪ )9‬البيت ‪.243‬‬
‫(‪ )10‬البيت ‪.99‬‬
‫(‪ )11‬البيت ‪.92‬‬
‫(‪ )12‬البيت ‪.92‬‬

‫ـ ‪ 85‬ـ‬
‫حــروف الرفع (‪ )1‬حــروف كــان وليس (‪ )2‬حــروف إن (‪ )3‬اإلعــراب تعــرب (‪ )4‬الرفع (ترفع ـ‬
‫(‬
‫ارفــع) (‪ )5‬النصب ـ انصب ـ نصــبت (‪ )6‬اخلفض (ختفض ـ اخفض) (‪ )7‬اجلزم (‪ )8‬اجملازاة (جــازيت)‬
‫‪ )9‬النداء (دعوت)ـ (‪ )10‬املفرد (‪ )11‬اإلضافة (أضفت)ـ (‪ )12‬الــرتخيم (‪ )13‬األمر (أمــرت)ـ النهي (هنيت)‬
‫(‬
‫(‪ )14‬اإلضــمار (أضــمرت) (‪ )15‬اإلغــراء (أغـريت) (‪ )16‬التحــذير (‪ )17‬التمين (‪ )18‬االســتفهام مسـتفهما‬
‫(‪)21‬‬
‫(التربي) (‪ )20‬ما جيري وما ال جيري‬
‫التربئة ّ‬
‫‪)19‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪.51‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪.62‬‬
‫(‪ )3‬البيت ‪.72‬‬
‫(‪ )4‬األبيات ‪.273 ، 203 ، 43‬‬
‫(‪ )5‬األبيات ‪.. 129 ، 103 ، 96 ، 92 ، 83 ، 81 ، 63 ، 60 ، 46 ، 44 ، 43 ، 42 ، 33 ، 29‬‬
‫إخل‪.‬‬
‫(‪ )6‬األبيات ‪ .. 285 ، 241 ، 276 ، 230 ، 219 ، 147 ، 140 ، 111 ، 109 ، 30‬اخل‪.‬‬
‫(‪ )7‬األبيات ‪252 ، 276 ، 206 ، 198 ، 185 ، 170 ، 135 ، 124 ، 121 ، 86 ، 32 ، 31 ، 30‬‬
‫(‪ )8‬البيتان ‪.116 ، 101‬‬
‫(‪ )9‬البيتان ‪.236 ، 194‬‬
‫(‪ )10‬عنوان للباب مع البيت ‪.102‬‬
‫(‪ )11‬ويقصد به ما ليس مضافا وال شبيها باملضاف البيت ‪.111 ، 102‬‬
‫(‪ )12‬البيتان ‪.270 ، 106‬‬
‫(‪ )13‬البيتان ‪.115 ، 113‬‬
‫(‪ )14‬البيتان ‪ 232 ، 127‬والعنوان‪.‬‬
‫(‪ )15‬ويقصد به استتار الضمري يف مثل ‪ :‬أعطيت درمها البيت ‪.150‬‬
‫(‪ )16‬البيت ‪ 166‬باإلضافة إىل العنوان‪.‬‬
‫(‪ )17‬البيت ‪.168‬‬
‫(‪ )18‬البيت ‪.232‬‬
‫(‪ )19‬البيت ‪.232‬‬
‫(‪ )20‬البيت ‪ 257‬والعنوان قبله‪.‬‬
‫(‪ )21‬البيت ‪ 262‬والعنوان قبله ‪ ،‬البيت ‪.264‬‬

‫ـ ‪ 86‬ـ‬
‫(نونت) (‪ )3‬الفروع (‪ )4‬الكنية (الكىن) (‪ )5‬املفعول (‪.)6‬‬
‫الصرف (مل أصرفه) املنقوص التنوين ّ‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬

‫االثنني (‪ )7‬اجلمع (‪ )8‬االستثناء (‪ )9‬تنسب (‪.)10‬‬


‫__________________‬
‫(‪ )1‬مبعىن مل ينون البيت ‪.263‬‬
‫املنون (الذي انتقص منه التنوين)‪.‬‬
‫(‪ )2‬مبعىن غري ّ‬
‫(‪ )3‬البيت ‪.290‬‬
‫(‪ )4‬البيت ‪.290‬‬
‫(‪ )5‬وهي ما بدئت بأب أو أم ‪ ،‬البيت ‪.46‬‬
‫(‪ )6‬البيت ‪ ، 46‬كذلك العنوان السابق للبيت رقم ‪ 163‬من املنظومة‪.‬‬
‫(‪ )7‬يقصد املثىن ‪ ،‬البيتان ‪.31 ، 29‬‬
‫(‪ )8‬البيت ‪.31‬‬
‫(‪ )9‬البيت ‪ 201‬والعنوان قبله‪.‬‬
‫(‪ )10‬البيت ‪.222‬‬

‫ـ ‪ 87‬ـ‬
‫ثالثا ‪ :‬الخليل مصدر المصطلحات النحوية‬
‫ليس من املغاالة يف األمر إذا ما ذهبنا إىل أن اخلليل بن أمحد يع ّد مؤسس املدرسة البصــرية‬
‫اليت شاع أمرها ‪ ،‬وانتشرت مصطلحاهتا إىل يومنا هـذا ‪ ،‬بل وكـانت مســائلها وقضـاياها النحوية‬
‫وآراء أسـ ــاتذهتا هي األكـ ــثر شـ ــيوعا يف حقل الدراسـ ــات النحوية واللغوية ‪ ،‬وعند ما نبحث عن‬
‫مصادر الدراسة الكوفية بقضاياها النحوية ومصــطلحاهتا جند أن اخلليل بن أمحد كــان مقصد كل‬
‫من رغب من الكوف ـ ـ ــيني يف تعلّم النحو من منابعـ ـ ــه‪ .‬وها هو ذا الكسـ ـ ــائي رئيس مدرسة الكوفة‬
‫يتعلم على يد اخلليل بن أمحد‪.‬‬
‫يقـ ــول الـ ــدكتور مهـ ــدي املخـ ــزومي (‪« : )1‬إذا أردنا أن نـ ــؤرخ ملدرسة الكوفة ‪ ،‬فينبغي أن‬
‫نــؤرخ للكســائي ألنه فيما نــذهب إليه هو النحــوي األول الــذي رسم للكوفــيني رســوما يعملــون‬
‫عليها ‪ ،‬كما ق ــال أبو الف ــرج (يقصد األص ــفهاين) ؛ وألنه ع ــامل أهل الكوفة وإم ــامهم ـ ـ كما ق ــال‬
‫السـ ــيوطي ـ ـ وإذا كـ ــان ال بد من النص على املصـ ــدر األول الـ ــذي اسـ ــتقى منه الكسـ ــائي علمه ‪،‬‬
‫وفتح الس ـ ـ ــبيل أمامه ليك ـ ـ ــون إماما يف النحو ورئيسا ملدرسة ‪ ،‬فإننا ن ـ ـ ــزعم أن اخلليل بن أمحد هو‬
‫ذلك املصـ ــدر الـ ــذي لقن الكسـ ــائي صـ ــناعة اإلعـ ــراب ‪ ،‬وليس كثـ ــريا على اخلليل صـ ــاحب العقل‬
‫املبتكر أن ينتمي إليه أعظم مدرس ــتني للغة وقواع ــدها ش ــهدها ت ــاريخ العربي ــة» ‪ ،‬وهلذا فقد جعل‬
‫الب ـ ــاحث اخلليل بن أمحد مبعث مدرس ـ ــتني اص ـ ــطنعت كل واح ـ ــدة منهما منهجا خاصا ‪ ،‬ت ـ ــوىّل‬
‫رئاسة األوىل سيبويه وتوىل رئاسة الثانية علي بن محزة الكسائي‪.‬‬
‫إذن ؛ كـ ــان اخلليل واضع اصـ ــول النحو العـ ــريب مبدرس ــتيه ‪ ،‬وكـ ــان نبعا فياضا اس ــتقى منه‬
‫القاضي والداين إىل ح ّد أن املدرستني البصرية والكوفية‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬مدرسةـ الكوفة ‪.79‬‬

‫ـ ‪ 88‬ـ‬
‫انتميتا إليه ‪ ،‬فالكس ـ ـ ــائي وهو رأس املدرسة الكوفية يوافق اخلليل يف بعض آرائه خمالفا الكوف ـ ــيني‬
‫(‬
‫وكأن الكسائي ‪ ،‬وقد قرأ (الكتــاب) وتــأثر به فـذهب يف مسـائل عـدة مـذهب اخلليل بن أمحد»‬
‫‪ )1‬ومثال ذلك موافقة الكسائي للخليل يف تــركيب (لن) الناصــبة للمضــارع من (ال) و (أن) كما‬
‫أش ـ ــار إىل ذلك األمشوين (‪ )2‬والص ـ ــبان (‪ )3‬ومن أمثلة ذلك أيضا ما رواه األمشوين عند ما قـ ـ ــال إن‬
‫(نعم وبئس) فعالن غري متص ـ ــرفني عند البصـ ــريني والكسـ ــائي ب ـ ــدليل ؛ فبها ونعمت وامسان عند‬
‫الكوفيني (‪... )4‬ـ إخل‪.‬‬
‫ـردوا‬
‫حيكي بعض املؤرخني أن الكس ـ ــائي دخل على بعض أهل الفضل فتكلم فأخطأ فـ ـ ّ‬
‫(‪)5‬‬

‫عليه خطـ ـ ـ ـ ــأه ‪ ،‬فأخذ يتنقل بني حلقـ ـ ـ ـ ــات الـ ـ ـ ـ ــدرس حىت مسع عن اسـ ـ ـ ـ ــتاذ العربية اخلليل بن أمحد‬
‫الفراهيـ ـ ـ ــدي فشـ ـ ـ ـ ّد إليه الرحـ ـ ـ ــال ليأخذ عنه العربية «واسـ ـ ـ ــتغرب اجلالسـ ـ ـ ــون إىل اخلليل أن يقصد‬
‫الكس ـ ــائي إىل البص ـ ــرة يطلب لغ ـ ــات األع ـ ــراب فيها ‪ ،‬ويف الكوفة بنو متيم وبنو أسد ‪ ،‬وعن ـ ــدهم‬
‫الفصــاحة ‪ ،‬ولكنه جلس إىل اخلليل مبهــورا مبا مسع منه ‪ ،‬ومل يلتفت إىل هــؤالء جبواب ‪ ،‬مث تقــدم‬
‫إىل اخلليل يسأله عن مصادر علمه هذا ‪ ،‬فقال له اخلليل بوادي احلجاز وجند وهتامة ‪ ...‬إخل‪.».‬‬
‫هـ ــذا هو الكسـ ــائي (إمـ ــام مدرسة الكوفـ ــة) يتتلمذ على يد اخلليل بن أمحد ويتشـ ــرب علم‬
‫االعـ ــراب منه ومن بيئة البصـ ــرة ‪ ،‬مث يـ ــأيت تالميذ الكسـ ــائي ليأخـ ــذوا منه فيكـ ــون منبعهم بصـ ــريا‬
‫خليليا ‪ ،‬وأبــرز حناة الكوفة ممن تتلمــذوا على يد الكســائي هو الفـ ّـراء ‪ ،‬وإن كــان قد تــأثر مباشــرة‬
‫بكتاب سـيبويه قبل أن يتتلمذ على يد الكسـائي ‪ ،‬فقد «عكف على كتـاب سـيبويه يقـرؤه فيقف‬
‫على مسائل‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬املدارس النحوية ‪.37‬‬
‫(‪ )2‬شرح األمشوين على األلفية ‪.278 / 3‬‬
‫(‪ )3‬حاشية الصبان ‪.278 / 3‬‬
‫(‪ )4‬شرح األمشواين ‪.26 / 3‬‬
‫(‪ )5‬نزهة األلبا ‪ ، 83 .82‬معجم األدباء ‪.168 / 13‬‬

‫ـ ‪ 89‬ـ‬
‫اخلليل فيه وهي كثرية تبلغ عدة مئني» (‪.)1‬‬
‫وبالتايل فقد تــأثر الفـّـراء بــآراء اخلليل مباشــرة من خالل قراءته لكتــاب ســيبويه الـذي حيمل‬
‫الكثري من آراء اخلليل‪.‬‬
‫إذا ك ـ ـ ــانت البص ـ ـ ــرة قد س ـ ـ ــبقت الكوفة إىل الدراسة اللغوية زمنا ط ـ ـ ــويال ‪ ،‬ش ـ ـ ــهدت حنوا‬
‫اصــطالحيا قبل أن تشــهده الكوفة كما شــهدت حناة كــان هلم أثر كبري يف النهــوض هبذه الدراسة‬
‫(‪ ، )2‬وإذا ك ــان اخلليل نبعا ثريا للمدرس ــتني فال شك أن للخليل دوره الكبري يف وضع كثري من‬
‫املصـ ـ ـ ــطلحات ‪ ،‬حفظها عنه عـ ـ ـ ــامل العربية الكبري سـ ـ ـ ــيبويه ونقلها إىل التـ ـ ـ ــاريخ العـ ـ ـ ــريب من خالل‬
‫(الكتاب)‪.‬‬
‫ـتقر معناها وحتدد بشـ ـ ــكل هنائي إال أن‬ ‫صـ ـ ــحيح أن املصـ ـ ــطلحات النحوية مل تكن قد اسـ ـ ـ ّ‬
‫الفضل يرجع ملن ذكرها ألول م ـ ـ ـ ـ ـ ّـرة ‪ ،‬وليس بني أي ـ ـ ـ ـ ــدينا مص ـ ـ ـ ـ ــدر ي ـ ـ ـ ـ ــدل على أن وضع هـ ـ ـ ــذه‬
‫املص ــطلحات النحوية غري املس ــتقرة قبل اخللي ــل‪ .‬هلذا يك ــون اخلليل املص ــدر األول يف وضع ه ــذه‬
‫ـويف سـ ـ ـ ــيبويه يف كتابه ‪ ،‬وما أثر عنه مكتوبا يف‬ ‫املصـ ـ ـ ــطلحات من خالل ما نقله عنه تلميـ ـ ـ ــذه الـ ـ ـ ـ ّ‬
‫منظومته وك ــذلك يف كتابه «اجلم ــل» بل هن ــاك من ذهب إىل أبعد من ذلك ‪ ،‬فها هو ذا ب ــاحث‬
‫حمدث (‪ )3‬ي ــذكر تالميذ اخلليل مجيعهم مث يق ــول ‪« :‬وهل نك ــون مغ ــالني إذا قلنا ‪ :‬إن اخلليل أنشأ‬
‫مـ ــدارس بعـ ــدد هـ ــؤالء التالميـ ــذ؟ كال ‪ ،‬فهـ ــذا هو احلق ال مرية فيه ‪ ،‬ألن كل واحد منهم كـ ـ ّـون‬
‫مبجهـ ـ ــوده الشخصي مدرسة قوية الـ ـ ــدعائم ‪ ،‬ظـ ـ ــاهرة األثر ‪ ،‬هلا خصائصـ ـ ــها ومميزاهتا ‪ ،‬وطابعها‬
‫مهد هلا االنتش ـ ــار والـ ـ ــذيوع فيما بعد ‪ ،‬مما ك ـ ــان له أكرب األثر يف املن ـ ــاظرات بني البص ـ ــرة‬ ‫ال ـ ــذي ّ‬
‫والكوفة ‪ ،‬وال ج ــرم أن ه ــذه املدارس ـ ـ ولي ــدة مدرسة اخلليل ـ ـ س ــهرت على تنمية العلم الن ــافع ‪،‬‬
‫وإذاعة املعارف ‪ ،‬وإنارة العقول وحتريرها من ربقة اجلهالة ‪ ،‬ونري الذل ‪،‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬املدارس النحوية ‪.38‬‬
‫(‪ )2‬مدرسةـ الكوفة ‪.329‬‬
‫(‪ )3‬األستاذ عبد احلفيظ أبو السعود يف كتابه (اخلليل بن أمحد) ص ‪.38 ، 37‬‬

‫ـ ‪ 90‬ـ‬
‫ـرقي والتقـدم ‪ ،‬والنهـوض يف الدولة اإلسـالمية‬ ‫وديـاجري الظلمة ‪ ،‬فكـانت عـامال قويا من عوامل ال ّ‬
‫إىل يومنا هذا»‪.‬‬
‫حيس إحساسا قويا بعظمة‬ ‫نعم ‪ ،‬كل من يقـ ـ ـ ـ ـ ــرتب من شخصـ ـ ـ ـ ـ ــية اخلليل وفكـ ـ ـ ـ ـ ــره وعلمه ّ‬
‫الرجل وت ــأثريه يف كل من حوله س ــلوكا وعلما ‪ ،‬بعقليته الناض ــجة الواعية الدقيقة اخلالقة املبدعة‬
‫‪ ،‬ورجل مبثل ه ـ ــذه العقلية ليس كث ـ ــريا عليه أن يك ـ ــون مصـ ــدر علم النحو يف البصـ ــرة والكوفة ‪،‬‬
‫وكذلك ال يعجزه وضع مصطلحات هذا العلم ‪ ،‬فــإذا كــان قد اكتشف علمي العــروض والقافية‬
‫دون سابق متهيد ‪ ،‬أال يكون قادرا على وضع مصطلحات لعلم النحو؟!‬
‫من أين للكوفــيني وضع مصــطلحات تؤصل علم النحو ‪ ،‬مع أهنم مل يعرفــوا النحو إال بعد‬
‫أن راج وانتشر يف البصــرة «أجل فلم تعــرف الكوفة قبل عصر اخلليل حنوا وال صــرفا ‪ ،‬ومل يكن‬
‫هبا أحد من النح ـ ــاة ‪ ،‬وظلت البص ـ ــرة مس ـ ــتأثرة بالعلم ـ ــاء دون غريها ‪ ،‬ليس يف النحو فحسب ‪،‬‬
‫وإمنا يف كل فن ‪ ،‬إىل أن انتقل منها إىل الكوفة عبد الرمحن التميمي املتوىف سنة ‪ 164‬ه‍ وسـكن‬
‫الكوفة ‪ ،‬ونشر فيها علم النحو ‪ ،‬وبذر بذوره» (‪.)1‬‬
‫يف هناية األمر ال نس ـ ـ ـ ـ ــتطيع إال أن نع ـ ـ ـ ـ ــرتف بأمهية مص ـ ـ ـ ـ ــطلحات اخلليل اليت وض ـ ـ ـ ـ ــعها هو‬
‫وأخذها عنه تالميـذه ‪ ،‬فقد اسـتفاد اخلليل من علم من سـبقوه دون أن يـرتكوا شـيئا مكتوبا وهلذا‬
‫يبقى للخليل أسبقية استخدام املصطلحات ووضعها على الصورة اليت عرضناها‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪( )1‬اخلليل بن أمحد) عبد احلفيظـ أبو السعود ص ‪.28‬‬

‫ـ ‪ 91‬ـ‬
‫رابعا ‪ :‬األعالم الواردة بين التمثيل والحقيقة‬
‫إن املتأمل لقص ــيدة اخلليل النحوية يالحظ كــثرة األعالم ال ــواردة فيها ‪ ،‬ه ــذه األعالم تربو‬
‫عن مائة وثالثني علما ‪ ،‬وه ــذا ليس مبس ــتغرب ‪ ،‬فم ــادام األمر يف نط ــاق النحو والتمثيل للقض ــايا‬
‫النحوية املختلفة ‪ ،‬فـ ـ ـ ـ ــإ ّن احلاجة تكـ ـ ـ ـ ــون ملحة يف اسـ ـ ـ ـ ــتخدام األعالم اليت ال يكـ ـ ـ ـ ــون القصد من‬
‫وجودها سوى التمثيل فقط ‪ ،‬دون أن ميثّل العلم شــيئا من الــدالالت األخــرى ؛ أي أنه ال يوجد‬
‫ربط بني احلدث احلاصل من العلم والواقع كائنا أو يكـ ـ ـ ـ ـ ــون‪ .‬إال إذا قصد طـ ـ ـ ـ ـ ــرح وجهة نظر أو‬
‫اعــرتاض أو رأي ما لواحد من النحــاة أو الصــرفيني ‪ ،‬فــإن االمر يكــون خمتلفا يف هــذه احلالة ‪ ،‬إذ‬
‫ليس األمر يف نط ـ ــاق التمثيل بل تغرّي إىل مرحلة أخ ـ ــرى ‪ ،‬يك ـ ــون املقص ـ ــود علما بعينه وشخصا‬
‫بعينه قال شيئا أو نقل رأيا ما‪ .‬واملتتبع ألعالم اخلليل يستطيع مالحظة ما يلي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬وجــود أعالم حديثة ـ أو هكــذا تبــدو ـ مثل عبد ال ّس ـالم أو أعالم غريبة ليس هنــاك‬
‫تعود على التمثيل هبا مثل ‪ :‬عبد املهيمن ‪ ،‬مهلّب ‪ ،‬جندب ‪ ،‬حوشب ‪ ...‬اخل‪.‬‬ ‫ّ‬
‫لكن الــذي كــان مثــريا بالنســبة يل هو العلم (عبد ال ّسـالم) بشــكل خــاص ‪ ،‬فالقــارئ ـ منذ‬
‫وقــوع عينه على (عبد ال ّس ـالم) ـ يوشك أن يــذهب إىل القــول بــأن هــذه القصــيدة ليست للخليل‬
‫السالم) ليس قدميا إىل هذه الدرجة ‪ ،‬هكذا كان إحساسي يف بادئ األمر‪.‬‬ ‫ألن العلم (عبد ّ‬
‫أما األعالم األخـ ـ ـ ـ ــرى اليت تثري نوعا من الدهشة للتمثيل هبا مثل ‪ :‬حوشب ‪ ،‬عبد املهيمن‬
‫‪...‬ـ إخل‪ .‬فهي قدمية ‪ ،‬ولعل قدمها كان دليال على كتابة هــذه القصــيدة يف حيــاة اخلليل ‪ ،‬بل وقد‬
‫يكون قبل ذلك‪ .‬وكان ال بد من العودة إىل كتب الرتاجم والتاريخ للتحقق حىت نـرى هل وجد‬
‫السالم) يف عصر اخلليل أو قبله؟ فإذا وجد من مسي هبذا االسم يف حياة اخلليل أو‬ ‫من مسّي (عبد ّ‬

‫ـ ‪ 92‬ـ‬
‫قبله زال الشك يف تلك الرواية وإال ف ــإن الشك يف نس ــبة تلك القص ــيدة رمبا ك ــان س ــيجربنا على‬
‫التوقف عن حتقيقها لعدم التأكد من نسبتها إىل اخلليل‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وتوجهت إىل كتاب «األعالم» كنموذج من كتب الرتاجم والسري فوجـدت الـزركلي‬
‫ي ـ ــرتجم لعلم يس ـ ـ ّـمى ‪ :‬عبد ال ّسـ ـ ـالم بن ح ـ ــرب النه ـ ــدي املالئي أبو بكر البص ـ ــري مث الك ـ ــويف من‬
‫حفاظ احلديث ولد عام ‪ 91‬ه‍ ومات عام ‪ 187‬ه‍‪.‬‬
‫واملالحظ أن عبد ال ّس ـالم بن ح ــرب النه ــدي ولد قبل والدة اخلليل بتسع س ــنوات وع ــاش‬
‫معظم حياته يف البصـ ــرة وتـ ــويف بعد اخلليل بـ ــاثنيت عشـ ــرة سـ ــنة ورمبا كـ ــان صـ ــديقا للخليل ‪ ،‬فهو‬
‫معاصر له ‪ ،‬وكان يعيش مبدينة البصرة نفسها‪.‬‬
‫وهنــاك علم آخر أشــار إليه الــزركلي (‪ )2‬وهو ‪ :‬عبد ال ّس ـالم بن هاشل اليشــكري ‪ ،‬خــرج‬
‫يف اجلزيرة أيام املهدي ‪ ،‬واشتدت شوكته وكثر أتباعه ‪ ،‬وقاتله عدد من قـ ّـواد املهــدي فهــزمهم ‪،‬‬
‫مات سنة ‪ 162‬هجرية ‪ 779‬م‪.‬‬
‫واملالحظ أنه ولد ومــات قبل مــوت اخلليل ـ حسب الــرأي القائل بــأن وفــاة اخلليل كــانت‬
‫ع ــام ‪ 175‬ه‍ باإلض ــافة إىل خروجه واش ــتداد ش ــوكته وحماربة امله ــدي له ‪ ،‬كل ه ــذا جيعله علما‬
‫بارزا يف تلك الفرتة ‪ ،‬وال أظن اال أن اخلليل كان قد مسع به كما مسع به أهل البصرة مجيعهم‪.‬‬
‫وهنــاك عبد ال ّسـالم بن ســعد بن حــبيب التنــوخي امللقب بســحنون (‪ )3‬الــذي كــانت والدته‬
‫قبل م ـ ـ ـ ــوت اخلليل خبمسة عشر عاما (ع ـ ـ ـ ــام ‪ 160‬ه‍) إذن مل يكن ه ـ ـ ـ ــذا العلم غريبا على أمساع‬
‫النــاس يف تلك الفــرتة ‪ ،‬أو مسي به بعد هــذا التــاريخ ‪ ،‬وما مضى دليل على أن هــذا العلم متــداول‬
‫قبل جمئ اخلليل إىل البصـ ـ ــرة ‪ ،‬بل قبل والدته ‪ ،‬وليس معىن اسـ ـ ــتخدام اخلليل هلذا العلم أنه يقصد‬
‫واحدا من هؤالء ‪ ،‬وإمنا كان استخدامه على سـبيل التمثيل فقط ‪ ،‬غري أن االحســاس حبداثة هــذا‬
‫العلم هو الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي جعلنا نتوقف أمامه هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا التوقف اليسري ‪ ،‬حىت ننفي حداثته أو الظن ب ـ ـ ـ ـ ــأن‬
‫استخدام هذا العلم وشهرته بـدأ مع العصر اململــوكي بالزاهد العــامل ‪ :‬العز بن عبد ال ّسـالم ـ رمحه‬
‫اهلل ـ‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬األعالم الزركليـ ‪.155 / 3‬‬
‫(‪ )2‬األعالم ‪.10 / 4‬‬
‫(‪ )3‬األعالم ‪.5 / 4‬‬

‫ـ ‪ 93‬ـ‬
‫ولعل النـ ـ ـ ــاظر يف األعالم الس ـ ـ ـ ــابقة اليت أش ـ ـ ـ ــرنا إىل غرابة التمثيل هبا جيد أن هـ ـ ـ ــذه األمساء‬
‫وأشباهها قريبة من تراث اخلليل الذي نسب إليه أو الذي حكي عنه‪.‬‬
‫وسأكتفي بالتعليق على ثالثة من تلك األعالم الواردة يف منظومة اخلليل‪.‬‬
‫ففي إحـ ــدى املخطوط ــات ورد على لس ــان الع ــامل الش ــيخ أبو احلسن س ــليمان أبو عبد اهلل‬
‫البحراين أثنــاء ترمجته للخليل ‪ ،‬ومن ضــمن ما قاله ‪« :‬ومن حماسن شــعر اخلليل قوله يف الــرد على‬
‫(‪)1‬‬
‫املنجمني ‪:‬‬
‫‪  ‬كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــافر بالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي قضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــته الكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــواكب‬ ‫أين‬ ‫املنجم‬ ‫عين‬ ‫أبلغا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫عاملا أن ما يكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون وما كا ‪  ‬ن قض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء من املهيمن واجب‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ولو أن هــذه األبيــات صــحيحة النســبة إىل اخلليل ـ وما اعتقادنا بصــحة نســبة هــذين البيــتني‬
‫إىل اخلليل بن امحد الفراهيدي واللذين يــدالن داللة واضــحة على ارتباطه بــالقرآن الكــرمي كــان له‬
‫ابلغ االثر يف اســتخدام تلك االعالم ال ــواردة يف منظومته ‪ ،‬وبالتــايل يــأيت العلم «عبد املهيمن» يف‬
‫نطاق هــذا الســياق مثل (اهلل) و (عبد اهلل) و (عبد ال ّسـالم) ‪ ..‬إخل‪ .‬كما يــدل ذلك أيضا على أن‬
‫كث ــريا مما ينسب إىل اخلليل يك ــون يف نسق واحد من اس ــتخدامه لأللف ــاظ واملص ــطلحات أو حىت‬
‫األفك ــار ‪ ،‬فرجل مثل اخلليل تقي ورع م ــؤمن زاهد ال ي ــؤمن ب ــأقوال املنجمني ‪ ،‬وه ــذا متفق مع‬
‫طبيعة ما روي عن حياة اخلليل‪.‬‬
‫أما (حوشـ ـ ــب) الـ ـ ــذي ورد ذكـ ـ ــره أكـ ـ ــثر من مـ ـ ــرة يف قصـ ـ ــيدة اخلليل (‪ )2‬النحوية ‪ ،‬فليس‬
‫املقصود منه إال التمثيل ‪ ،‬وإن كــانت كتب الـرتاجم تشري إىل أن اخلليل درس احلديث وفقه اللغة‬
‫على أيوب السختياين وعاصم األحول والعوام بن حوشب (‪ )3‬كما روى احلديث عن عثمــان بن‬
‫حاضر عن ابن عباس وغالب‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬هذا املخطوط عبارة عن رسالة بعنوان واضع علم النحو للشيخ (أبو احلسن سليمان أبو عبد اهلل البحــراين) ‪ ،‬وهو‬
‫خمطوط حمفوظ مبكتبة معايل السيد حممد أمحد البوسعيديـ اخلاصة حتت رقم (‪ )166‬ص ‪.386‬‬
‫(‪ )2‬البيتان رقم ‪.224 ، 30‬‬
‫(‪ )3‬دائرة املعارف اإلسالميةـ ‪ ، 436 / 8‬مكانة اخلليل بن أمحد يف النحو العريب ص ‪.26‬‬

‫ـ ‪ 94‬ـ‬
‫القطــان (‪ ، )1‬وكــذلك وجــدت أعالم كثــرية يف عصر اخلليل وقبله ممن حيملــون اسم (حوشــب) ‪،‬‬
‫ومن هـ ــؤالء «حوشب بن طخم ـ ــة» األهلاين احلمـ ــريي الـ ــذي تـ ــويف عـ ــام ‪ 37‬هجرية يقـ ــول عنه‬
‫«تابعي مياينّ ‪ ،‬كان رئيس بين أهلان يف اجلاهلية واإلسـالم ‪ ،‬أدرك النيب صـلّى‬ ‫ّ‬
‫(‪)2‬‬
‫صاحب األعالم‬
‫اهلل عليه وس ـ ـ ـلّم وآمن به ‪ ،‬ومل يـ ـ ــره ‪ ،‬وقـ ـ ــدم إىل احلجـ ـ ــاز يف أيـ ـ ــام أيب بكر ‪ ،‬وكـ ـ ــان أمـ ـ ــريا على‬
‫ك ــردوس يف وقعة الــريموك ‪ ،‬وســكن الشــام فكــان من أعيــان أهلها وفرس ــاهنم وش ــهد صــفني مع‬
‫معاوية فقتل فيها»‪.‬‬
‫إذن مل يكن التمثيل هبذا العلم من الغرابة يف شـ ـ ــيء ‪ ،‬فحوشب هـ ـ ــذا من أعيـ ـ ــان الش ـ ــام ‪،‬‬
‫والعوام بن حوشب من رواة احلديث بل إنه ممن روى عنهم اخلليل ‪ ،‬وهبذا كان االسم قريبا من‬
‫فكره إن مل يكن قريبا من قلبه أيضا وهو املتوقع مع العوام بن حوشب‪.‬‬
‫أما «مهلب» الـ ــوارد ثالث مـ ــرات (‪ )3‬يف قصـ ــيدة اخلليل فيبـ ــدو هـ ــذا العلم مرتبطا بـ ــرتاث‬
‫اخلليل ارتباطا وثيقــا‪ .‬مع املهلب بن أيب صــفرة وابنه ســليمان وايل األهــواز الــذي قــال عنه اخلليل‬
‫أبياته املعروفة اليت أمجعت كل الكتب على نسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبتها إليه (‪ )4‬واليت كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانت ردا على قطع راتبه‬
‫املخصص له ‪ ،‬يقول ‪:‬‬
‫أبلغ س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــليمان أىن عنه يف س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعة ‪  ‬ويف غىن غري أين لست ذا م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫إذن ؛ فــاألمر متعلق براتبه الــذي قطعه ‪ ،‬وهو إذن متعلق حبيــاة اخلليل ‪ ،‬ومع ذلك يــرفض‬
‫االنتهازية ـ ـ ـ حسب داللة الرواية املشـ ـ ــهورة ـ ـ ـ وإذا أمعنّا النظر يف مثـ ـ ــال اخلليل جنده متعلقا أيضا‬
‫بشئ قريب من هذا يقول اخلليل (‪: )5‬‬
‫ومعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارف األمساء أمساء الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورى ‪  ‬زيد وعمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرو ذو النـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدى ومهلّب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬مكانة اخلليل بن أمحد يف النحو العريب ص ‪.26‬‬
‫(‪ )2‬األعالم ‪.288 / 2‬‬
‫(‪ )3‬انظر البيتني ‪ 215 ، 108‬من قصيدة اخلليل‪.‬‬
‫(‪ )4‬وفيــات األعيــان ‪/ 2‬ـ ‪ ، 246 ، 245‬معجم األدبــاء ليــاقوت ‪/ 11‬ـ ‪ 76‬إحتاف األعيــان ‪/ 1‬ـ ‪ 61‬وانظر القصة‬
‫كاملة يف املراجع السابقة‪.‬‬
‫(‪ )5‬البيت ‪ 215‬من املنظومة‪.‬‬

‫ـ ‪ 95‬ـ‬
‫هل ارتبطت كلمة (مهلّب) بالنـ ـ ــدى يف شـ ـ ــطر واحد ارتباطا عشـ ـ ــوائيا؟ رمبا وهو األكـ ــثر‬
‫ترجيحا بالنسبة يل ‪ ،‬مع أن الندى والكرم له عالقة براتب اخلليل‪.‬‬
‫ورمبا ك ــان من املث ــال اآلخر للخليل ما يثري ش ــبهة للربط بني املث ــال والواقع حيث خياطب‬
‫املهلب يف قوله (‪: )1‬‬
‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنيت نصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبت من كنيته ‪  ‬يابا املهلب قد أت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاك مهلّب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أميكن أن يكـ ــون املقصـ ــود بـ ــذلك اخلطـ ــاب الـ ــواقعي؟ ال أظن ذلك إذ لو كـ ــان األمر على‬
‫س ـ ــبيل احلقيقة لق ـ ــال يا ابن املهلب ومل تشر نسـ ــخة واح ـ ــدة من خمطوط ـ ــات القص ـ ــيدة العشر إىل‬
‫وجـود هـذه القـراءة ‪ ،‬ولعل ذلك يؤكد عـدم الربط بني األعالم الـواردة والواقع ‪ ،‬حىت لو كـانت‬
‫تلك األعالم هلا دور يف حياة اخلليل فالوارد للتمثيل فقط‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬ذكر اخلليل (قطرب ـ ــا) (‪ )2‬ال على سـ ـ ــبيل التمثيل ‪ ،‬بل إنه جتاوز ذلك فـ ـ ــذكر رأيا له‬
‫ففي بـاب «التـاء األصـلية وغري األصـلية» أي ما آخـره ألف وتـاء داال على اجلمع يشري اخلليل إىل‬
‫أنه إذا كانت التـاء زائـدة فإهنا تنصب بـاخلفض (بالكســرة) وهو املعــروف لـدينا جبمع املؤنث مثل‬
‫عمة ‪ ،‬أما إذا كانت التاء غري زائدة ‪ ،‬فإن نصبها يكون بالفتحة ‪ ،‬وقد عرّب اخلليل‬ ‫‪ :‬عمات مجع ّ‬
‫عن األول بقوله ‪ :‬فخفض نصبها يف قوله (‪: )3‬‬
‫والت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء إن زادت فخفضـ نص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبها ‪  ‬ما عن طريق اخلفض عنها مه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫عمك خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـرد ‪  ‬بيض الوجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوه كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأهنن الربـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬


‫فتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول إن بنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أما الثانية ـ وهي التــاء غري الزائــدة ـ فقد عرّب عنها بالنصب فقط مشــريا إىل أن «قطربــا» ـ ـ‬
‫كذلك ـ ينصبها‪ .‬يقول اخلليل (‪: )4‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ 108‬من املنظومة‪.‬‬
‫(‪ )2‬قــال اخلليل يف العني ‪ / 5‬ـ ‪ 257‬القطــرب هو الــذكر من الســعايل ‪ ،‬ويف القــاموس احمليط ‪ / 1‬ـ ‪ 123‬هو دويبة ال‬
‫تسرتيح سعيا ‪ ،‬ولقب به حممد بن املستنري ‪ ،‬وستأيت بعد قليل‪.‬‬
‫(‪ )3‬البيتان ‪ 87 ، 86‬من قصيدة اخلليل‪.‬‬
‫(‪ )4‬األبيات من ‪ 89‬ـ ‪.91‬‬

‫ـ ‪ 96‬ـ‬
‫وقربـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا‬
‫ودخلت أبي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات الك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرام ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأكرموا ‪  ‬زورى وبشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا يف احلديث ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ومسعت أص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــواتا فجئت مب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادرا ‪  ‬والق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم قد شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهروا الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيوف وأجلبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فنصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبت ملا أن أتت أصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلية ‪  ‬وكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاك ينصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبها أخونا قطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وميكن أن يك ــون األمر ال إش ــكال فيه لو أنه ذكر «قطرب ــا» يف متثيل لقاع ــدة ما ‪ ،‬أما وأن‬
‫األمر هو نسبة رأي إليه فإن اإلشكال يقع من هـذه الزاوية ‪ ،‬وهنا تثـور يف الـذهن أسـئلة كثـرية ‪،‬‬
‫إذ كيف يـ ــذكر اخلليل (قطربـ ــا) وهو ـ ـ أي قطـ ــرب ـ ـ مل يتتلمذ على يديـ ــه؟ بل إنه تتلمذ على يد‬
‫أحد تالميذ اخلليل وهو سـ ـ ـ ــيبويه ‪ ،‬أال ميكن أن يكـ ـ ـ ــون ذكر اخلليل قطربا مـ ـ ـ ــدعاة ألن نشك يف‬
‫نس ــبة هـ ــذه القص ــيدة للخليل وأهنا منحولة عليـ ــه؟ فلم ت ــذكر كتب ال ــرتاجم والسري والت ــاريخ أية‬
‫عالقة بني اخلليل وقطــرب ‪ ،‬إضــافة إىل ذلك أن اخلليل مــات قبل مــوت قطــرب بإحــدى وثالثني‬
‫ســنة‪ .‬ه ــذا على شــهرة تلك الرواية اليت تــذكر أن وفــاة اخلليل كــانت عــام ‪ 175‬ه‍ (‪ ، )1‬ووفــاة‬
‫قطــرب كــانت عــام ‪ 206‬ه‍ (‪ ، )2‬فكيف يــذكر اخلليل «قطربــا» ـ مع وجــود هــذا الفــارق الزمين‬
‫بينهما؟! ـ ويظل يقني نسـبة القصــيدة إىل اخلليل قائما ‪ ،‬وهـذا مـوطن التشــكك الـذي يهـدم فكـرة‬
‫أن تكون هذه القصيدة من عمل اخلليل‪.‬‬
‫سـاورتين شـكوك كثــرية ‪ ،‬وأنا يف بـادئ أمر حتقيق نســبة هــذه القصــيدة عند ما كنت أعيد‬
‫قـراءة هـذا الـبيت وأسـرتجع تـواريخ الوفـاة بشـكل خـاص لكل من اخلليل وقطـرب وتالميذ اخلليل‬
‫‪ ،‬لكن تأمل ه ـ ـ ــذه الت ـ ـ ــواريخ جي ـ ـ ــدا واالطالع على طبيعة احليـ ـ ــاة يف البص ـ ـ ــرة يف ذلك ال ـ ـ ــوقت ‪،‬‬
‫باإلضــافة إىل عوامل أخــرى ‪ ،‬منها أمــور نصـية ‪ ،‬كل هــذا هو الـذي فك طالسم املشــكلة وأضــاء‬
‫إيل كث ـ ـ ــريا من الراحة لتحقيق نسـ ـ ــبة ه ـ ـ ــذه القص ـ ـ ــيدة إىل اخلليل ‪ ،‬ولنتتبع‬
‫الطريق ‪ ،‬بل وأض ـ ـ ــاف ّ‬
‫مراحل هذا التحقيق فيما يلي ‪:‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬وفيات األعيان ‪ ، 248 / 2‬إحتاف األعيان ‪ 567 / 1‬أعالم العرب ‪.69‬‬
‫(‪ )2‬األعالم ‪ ، 95 / 7‬وفيات األعيان ‪.312 / 4‬‬

‫ـ ‪ 97‬ـ‬
‫يشري صــاحب كتــاب األعالم إىل أن وفــاة قطــرب كــانت ســنة ‪ 206‬ه‍ ـ ‪ 821‬م (‪ )1‬على‬
‫الـ ـ ـ ــرأي األشـ ـ ـ ــهر ‪ ،‬وكتب الـ ـ ـ ــرتاجم مل تشر إىل أنه تتلمذ على يد اخلليل بن أمحد ‪ ،‬ولكنها تشري‬
‫على يد سيبويه (‪ ، )2‬الذي تتلمذ على يد اخلليل ‪ ،‬واخلليل تويف عام ‪ 175‬ه‍ ـ كما أوردنا ســلفا‬
‫ـ ـ ـ وإذا كـ ـ ــان األمر كـ ـ ــذلك فال لقـ ـ ــاء متخيال بني اخلليل وقطـ ـ ــرب ‪ ،‬بل ليس هنـ ـ ــاك عالقة علمية‬
‫مباش ـ ــرة متخيلة أو جمس ـ ــدة‪ .‬واحلقيقة أن املتأمل يف حي ـ ــاة تالميذ اخلليل ميكن أن يس ـ ــتنبط أشـ ــياء‬
‫التصور الذي يطرأ على الذهن من أول وهلة‪.‬‬ ‫مهمة تغرّي جمرى التخيل أو ّ‬
‫إن كتب الـ ـ ـ ـ ـ ــرتاجم تشري إىل أن النضر بن مشيل بن مالك بن عمـ ـ ـ ـ ـ ــرو التميمي النح ـ ـ ـ ــوي‬
‫البص ــري الثقة ك ــان من تالميذ اخلليل (‪ ، )3‬بل إن بعض الكتب تشري إىل أنه ك ــان من أص ــحاب‬
‫اخلليل (‪ )4‬أما عن وفاته فيقــول ابن خلكــان عنه «وتــويف يف ســلخ ذي احلجة ســنة أربع ومــائتني ‪،‬‬
‫وقيل يف أوهلا ‪ ،‬وقيل سنة ثالث ومــائتني مبدينة مــرو من بالد خراســان» والنظر القــريب واملقارنة‬
‫يؤكدان ذلك التقارب الشديد بني وفــاة قطــرب (‪ 206‬ه‍) ووفــاة النضر بن مشيل (‪ 204‬ه‍) أي‬
‫ليس بينها سوى عامني فقط‪.‬‬
‫مل ت ـ ــذكر كتب ال ـ ــرتاجم عن األول أنه تتلمذ أو قابل اخلليل ‪ ،‬والث ـ ــاين ذكر عنه أنه تتلمذ‬
‫(‪)5‬‬
‫على يد اخلليل وكان صديقا له والسؤال الذي يواجهنا بشدة هو ‪:‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬الــزركلى ‪ / 7‬ـ ‪ 95‬وقطــرب هو حممد بن املســتنري بن أمحد أبو علي الشــهري بقطــرب ‪ ،‬حنوي عــامل بــاألدب واللغة‬
‫من أهل البصــرة من املوايل كــان يــرى رأي املعتزلة النظامية ‪ ،‬وهو أول من وضع املثلث يف اللغة ‪ ،‬ويف وفيــات األعيــان‬
‫‪ / 4‬ـ ‪ 312‬أخذ األدب عن س ــيبويه وعن مجاعة من العلم ــاء البص ــريني ‪ ،‬وك ــان حريصا على االش ــتغال والتعلمـ وك ــان‬
‫يبكر إىل سيبويه قبل حضور أحد من التالميذ ‪ ،‬فقال له ما أنت إال قطرب ليل فبقي عليه هــذا اللقب ‪ ،‬قطــرب ‪ :‬اسم‬
‫دويبة ال تزال تدب وال تفرت ‪ ،‬تويف سنة ‪ 206‬ه‍‪.‬‬
‫(‪ )2‬وفيات األعيان ‪.312 / 4‬‬
‫(‪ )3‬طبق ــات النح ــويني واللغ ــويني للزبي ــدي ص ‪ 60 ، 59‬الطبعة الثانية دار املع ــارف الق ــاهرة ‪ 1432‬ه‍ ـ ـ ‪ 1973‬م‬
‫حتقيق حممد أبو الفضل إبراهيم وانظر نزهة األلبا ص ‪.74‬‬
‫(‪ )4‬وفيات األعيان ‪.379 / 5‬‬
‫(‪ )5‬وفيات األعيان ‪.404 / 5‬‬

‫ـ ‪ 98‬ـ‬
‫هل ميكن أن يكـ ــون العامـ ــان فرقا زمنيا كبـ ــريا إىل هـ ــذا احلد الـ ــذي جيعل النضر ابن مشيل تلميـ ــذا‬
‫للخليل وصـ ـ ـ ــديقا له وجيعل قطربا بعيـ ـ ـ ــدا عن اخلليل ‪ ،‬فال صـ ـ ـ ــداقة وال ذكر وال معرفة إطالقـ ـ ــا؟‬
‫أعتقد أن العـ ــامني ليس هلما هـ ــذا التـ ــأثري الكبري ‪ ،‬وإمنا ال بد من وجـ ــود شـ ــيء ما جعل املؤرخني‬
‫يقفـ ــون من قطـ ــرب موقفا سـ ــلبيا بصـ ــمتهم عن تلك العالقة بني اخلليل وقطـ ــرب ‪ ،‬ورمبا ك ــان يف‬
‫قول ابن األنباري ما يدل على صحة استنتاجنا‪.‬‬
‫يقول ابن األنباري (‪ )1‬عن قطرب ‪« :‬وكان يذهب إىل مذهب املعتزلة ‪ ،‬وملا صنّف كتابه‬
‫يف التفسري أراد أن يق ـ ــرأه يف اجلامع فخ ـ ــاف من العامة وإنك ـ ــارهم عليه ؛ ألنه ذكر فيه م ـ ــذهب‬
‫املعتزلة ‪ ،‬فاســتعان جبماعة من أصــحاب الســلطان ليتمكن من قراءته باجلامع (تــويف ســنة ‪ 206‬ه‍‬
‫يف خالفة املأمون)‪ .‬رمبا يف هذا بعض الصحة‪.‬‬
‫وإذا كــان النضر بن مشيل قد تــويف ســنة ‪ 204‬هجرية وك ــان من تالميذ اخلليل وأصــحابه‬
‫فـ ــإن األمر يكـ ــون أكـ ــثر إثـ ــارة وغرابة عند ما نعلم أن األصـ ــمعي تلميذ اخلليل وصـ ــديقه أيضا قد‬
‫تــويف ســنة ‪ 213‬ه‍ أو ‪ 217‬ه‍ ؛ أي بعد وفــاة قطــرب بســبع ســنوات أو بإحــدى عشــرة ســنة ‪،‬‬
‫ومع ذلك كان من املقربني إىل اخلليل‪.‬‬
‫يقول ابن األنباري (‪ )2‬عن وفاة األصمعي ‪« :‬قال أبو العباس تــويف األصــمعي بالبصــرة وأنا‬
‫حاضر ســنة ثالث عشــرة ومــائتني ‪ ،‬ويقــال تــويف ســنة ســبع عشــرة ومــائتني ‪ ،‬يف خالفة املأمون»‬
‫وقيل إنه تويف سنة ‪ 210‬ه‍ (‪.)3‬‬
‫فقط ــرب املت ــوىف س ــنة ‪ 206‬هجرية مل يتتلمذ على يد اخلليل مع دأبه وش ــغفه ب ــالعلم عامة‬
‫وبعلــوم القــرآن خاصة ‪ ،‬واألصــمعي املتــويف ســنة ‪ 217‬أو حىت ‪ 210‬ه‍ على أقصى اآلراء كــان‬
‫ص ـ ــديقا للخليل وتلمي ـ ــذا مقربا إلي ـ ــه‪ .‬أليس يف ذلك ما يشري إىل الريب ـ ــة؟ أعتقد أن هن ـ ــاك إغفـ ــاال‬
‫متعمدا وصمتا هادفا عن‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬نزهة األلبا ص ‪.77‬‬
‫(‪ )2‬نزهة األلبا ص ‪.100‬‬
‫(‪ )3‬طبقات النحويني واللغويني ص ‪.174‬‬

‫ـ ‪ 99‬ـ‬
‫اخلوض يف حياة قطرب ‪ ،‬وخاصة إذا تأملنا ما يلي ‪:‬‬
‫(أ) امتألت كتب الـ ــرتاجم والتـ ــاريخ عن سـ ــيبويه وأنه قد تتلمذ على يد اخلليل وأنه كـ ــان‬
‫أجنب تالميذه على اإلطالق‪.‬‬
‫وعلى ما تــذكره كتب الــرتاجم تــويف ســيبويه عــام ‪ 161‬ه‍ أو ‪ 177‬ه‍ (‪ )1‬وقيل غري ذلك‬
‫‪...‬ـ إخل‪ .‬أي كانت وفاته قبل اخلليل (وهو مســتبعد) أو بعد اخلليل بــزمن يسري (وهو األقــرب إىل‬
‫(‪)2‬‬
‫املنطــق) وذكــرت الكتب أيضا أن قطربا كــان يبكر إىل ســيبويه قبل حضــور أحد من التالميذ‬
‫واستمرار قطرب يف التبكري إىل سيبويه حيتاج إىل زمن ليس بالقليل حىت يشــعر به ســيبويه ويطلق‬
‫عليه هــذا اللقب ‪ ،‬وهــذا يــدل أيضا على حــرص قطــرب ‪ ،‬إذا أضــفنا إىل ذلك وجــود قطــرب يف‬
‫بصــرة اخلليل حيث كــان اخلليل ملء العني والســمع فلنا أن نتخيل ســعي قطــرب لألخذ من علم‬
‫اخلليل وأن اخلليل كان عاملا به عارفا إياه ‪ ،‬وأن ذكر اخلليل لقطرب ليس مستغربا‪.‬‬
‫(ب) واخلليل نفسه ذكر سيبويه يف نص من نصوصه اليت نسبت إليه حمققة ‪ ،‬فقد ورد يف‬
‫كتاب اجلمل يف النحو تصنيف اخلليل بن أمحد الفراهيدي (‪ )3‬يف باب مجل الــواوات عند ما كــان‬
‫يل ِ‬ ‫صدُّو َن َع ْن َسبِ ِ‬ ‫َّ ِ‬
‫اهلل)‬ ‫اخلليل يتكلم عن واو اإلقحام وذكر قول اهلل تعاىل (ِإ َّن الذ َ‬
‫ين َك َف ُروا َويَ ُ‬
‫(‪)4‬‬

‫ـل ‪َ ( )5( :‬فلَ َّما‬‫وأن معناه ‪ :‬يصدون ‪ ،‬والواو فيه واو إقحـام قـال اخلليل ‪« :‬ومثله قـول اهلل ع ّـز وج ّ‬
‫ِإ ِ‬ ‫ْجبِي ِن َو َ‬ ‫ِ‬
‫ص َّدق َ‬
‫ْت‬ ‫ناديْناهُ َأ ْن يا بْراه ُ‬
‫يم ‪ ،‬قَ ْد َ‬ ‫َأسلَما ‪َ ،‬وَتلَّهُ لل َ‬
‫ْ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬وفيات األعيان ‪.464 / 3‬‬
‫(‪ )2‬وفيات األعيان ‪.312 / 4‬‬
‫(‪ )3‬هـ ــذا الكتـ ــاب حققه الـ ــدكتور فخر الـ ــدين قبـ ــاوه وق ـ ـ ّدم الطبعة الثانية منه ‪ 1407‬ه‍‪ 1987 .‬م مؤسسة الرسـ ــالة‬
‫بــريوت انظر ص ‪ 288‬وقد قــرأت جـزءا من هــذا الكتــاب خمطوطا أثنـاء زيــاريت للمكتبةـ الســليمانية باســتانبول يف تركيا‬
‫‪ ،‬ولكنه كان بعنوان «مجلة اآلالت اإلعرابية يف النحـو» وهــذا املخطـوط قدمه الــدكتور فخر الــدين قبـاوة على أنه جـزء‬
‫من كتاب اجلمل‪.‬‬
‫(‪ )4‬سورة احلج اآلية ‪.25‬‬
‫(‪ )5‬سورة الصافات اآليات من ‪ 103‬ـ ‪ 105‬وانظر اجلمل للخليل ص ‪.288‬‬

‫ـ ‪ 100‬ـ‬
‫الرُّْؤ يا) معن ــاه ‪ :‬نادين ــاه وال ــواو حشو على ما ذكر س ــيبويه النح ــوي» هك ــذا ذكر اخلليل تلمي ــذه‬
‫ســيبويه (‪ )1‬ونسب رأيا له وال ضري يف أن يــذكر األســتاذ تلميــذه ‪ ،‬وهلذا فــذكر اخلليل لقطــرب ال‬
‫يـ ـ ــدعو إىل الدهشة إذا تأكد لنا حـ ـ ــرص قط ـ ـ ــرب على العلم والتبكري إليه وشـ ـ ــغفه به ‪ ،‬فليس من‬
‫املعقــول أن يعيش بالبصــرة يف تلك الفــرتة وال يقابل اخلليل أو ال يأخذ منه شــفاهة وهلذا جند ابن‬
‫(‪)2‬‬
‫خلك ــان يق ــول عن قط ــرب إنه «أخذ األدب عن س ــيبويه وعن مجاعة من العلم ــاء البص ــريني»‬
‫تـ ــرى من هم هـ ــؤالء العلمـ ــاء؟ ال نـ ــدري!!! وأيضا ال نـ ــدري مل سـ ـ ّـر هـ ــذا التجاهل لتلك العالقة‬
‫العلمية املنطقية؟ وإذا كان أبو حممد اليزيــدي بن املغــرية العــدوي قد تــويف متزامنا مع قطــرب كما‬
‫يـ ـ ــذكر ابن خلكـ ـ ــان سـ ـ ــنة ‪ 202‬ه‍ (‪ )3‬ولكنه «أخذ عن اخلليل من اللغة أمـ ـ ــرا عظيما وكتب عنه‬
‫العــروض يف ابتــداء وضــعه لــه» (‪ ، )4‬أقــول إذا كــان «اليزيــدي» تتلمذ على يد اخلليل وأخذ عنه‬
‫من اللغة أمـ ــرا عظيما ‪ ،‬بل عـ ــاش معه فـ ــرتة اكتشـ ــافه لعلم العـ ــروض ‪ ،‬وكـ ــانت وفاته متزامنة مع‬
‫قطــرب‪ .‬أفال يكــون األمر مثــريا إن جتاهلت كتب الــرتاجم شــأن تلك العالقة املفرتضة بني اخلليل‬
‫وقطرب؟!‬
‫(ج) من املالحظ أن قطربا قد اهتم ببعض املوضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوعات اليت اهتم هبا اخلليل ‪ ،‬فتـ ـ ـ ـ ـ ــذكر‬
‫كتب الــرتاجم (‪ )5‬أن له كت ــاب الق ــوايف وكت ــاب العلل يف النحو ‪ ،‬واخلليل ك ــان من أوائل النح ــاة‬
‫الـ ــذين اهتم ـ ــوا باللغة إن مل يكن أوهلم على اإلطالق‪ .‬يقـ ــول أبو القاسم الزجـ ــاجي (‪« : )6‬وذكر‬
‫يعتل هبا يف النحو ‪،‬‬
‫بعض شيوخنا أن اخلليل بن أمحد ـ رمحه اهلل ـ سئل عن العلل اليت ّ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬وانظر رأي ســيبويه يف الكتــاب ‪ / 3‬ـ ‪ 163‬وقد علق ســيبويه على اآلية ‪ :‬ونادينــاه أن ‪ ...‬قــائال ‪ :‬كأنه قــال جـ ّـل‬
‫وعز ‪ :‬ناديناه أنّك قد صدقت الرؤيا يا إبراهيم»‪.‬‬
‫ّ‬
‫(‪ )2‬وفيات األعيان ‪.312 / 4‬‬
‫(‪ )3‬السابق ‪.189 / 7‬‬
‫(‪ )4‬السابق ‪.184 / 7‬‬
‫(‪ )5‬األعالم ‪ 95 / 7‬وفيات األعيان ‪.312 / 4‬‬
‫(‪ )6‬اإليضاح يف علل النحو حتقيق الدكتور مازن املبارك انظر ص ‪.65‬‬

‫ـ ‪ 101‬ـ‬
‫فقيل له ‪ :‬عن الع ــرب أخ ــذهتا أم أخرتعتها من نفس ــك؟ فق ــال ‪ :‬إن الع ــرب نطقت على س ــجيتها‬
‫وطباعها ‪ ،‬وعـ ـ ــرفت مواقع كالمها ‪ ،‬وق ـ ـ ــام يف عقوهلا علله وإن مل ينقل ذلك عنها ‪ ،‬اعتللت أنا‬
‫مبا عنــدي أنه علة ملا عللته منه فــإن أكن أصــبت العلة فهو الــذي التمست ‪ ،‬وإن تكن هن ــاك علة‬
‫له فمثلي يف ذلك مثل رجل حكيم دخل دارا حمكمة البن ــاء عجيبة النظم واألقس ــام وقد ص ــحت‬
‫عنده حكمة بانيها ‪»...‬‬
‫وعلق الزجـ ــاجي يف هناية نص اخلليل قـ ــائال ‪« :‬وهـ ــذا كالم مسـ ــتقيم وإنصـ ــاف من اخلليل‬
‫رمحة اهلل عليه»‪.‬‬
‫وإذا ك ـ ـ ـ ــان ـ ـ ـ ـ ـ على ما يب ـ ـ ـ ــدو ومن اخلرب الس ـ ـ ـ ــابق ـ ـ ـ ـ ـ أن اخلليل أول من حتدث عن العلة ‪،‬‬
‫وقطـ ــرب أول من ألف عنها كتابا مسـ ــتقال‪ .‬أال ميكن أن يكـ ــون هـ ــذا تـ ــأثريا مباشـ ــرا من أسـ ــتاذه‬
‫اخللي ــل؟ ومثل ه ــذا أيضا يق ــال عن علم الق ــوايف ال ــذي ك ــان اخلليل أول من حتدث عنه ‪ ،‬وك ــان‬
‫قطرب من أوائل ـ إن مل يكن أول ـ من ألّف كتابا عنه‪ .‬أال يكــون األمر منطقيا عند ما نقــول إنه‬
‫تأثري من اخلليل مباشر على قطرب؟‬
‫ونض ــيف إىل ما س ــبق أن ك ــثرة مؤلف ــات قط ــرب إىل حد الفت للنظر ميكن أن ت ــؤدي إىل‬
‫التأكيد على وجــود سـ ّـر ما يف جتاهل كتب الــرتاجم لعــرض حيــاة قطــرب تفصــيال ‪ ،‬فقطــرب «له‬
‫من التصــانيف كتــاب معــاين القــرآن وكتــاب االشــتقاق وكتــاب القــوايف وكتــاب النــوادر وكتــاب‬
‫األزمنة وكت ــاب الفـ ــرق وكت ــاب األصـ ــوات وكت ــاب الصـ ــفات وكت ــاب العلل يف النحو وكت ــاب‬
‫األضــداد وكتــاب خلق الفــرس ‪ ،‬وكتــاب خلق اإلنســان وكتــاب غــريب احلديث وكتــاب اهلمز ‪،‬‬
‫والرد على امللحدين يف تشابه القرآن وغري ذلك» (‪.)1‬‬ ‫وفعل وأفعل ّ‬
‫ولعل فيما مضى أدلة على ع ــدم الغرابة يف أن ي ــذكر اخلليل قطربا وينسب رأيا ما له ‪ ،‬مما‬
‫يؤدي ـ يف هناية األمر ـ إىل القول بأن ذكر قطرب يف‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬األعالم ‪ ، 95 / 7‬وفيات األعيان ‪.312 / 4‬‬

‫ـ ‪ 102‬ـ‬
‫املنظومة النحوية للخليل ال ميثل مشكلة ما يف نسبتها إليه أو التشكك يف تلك النسبة‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬مالحظة أخـ ـ ـ ـ ـ ــرى بالنسـ ـ ـ ـ ـ ــبة لألعالم الـ ـ ـ ـ ـ ــواردة يف املنظومة النحوية للخليل وهي أن‬
‫العلمني (زي ــدا وعم ــرا) أخ ــذا نص ــيب األسد بني األعالم‪ .‬فقد تك ــرر (زي ــد) س ــبع عش ــرة م ــرة و‬
‫(عمرو)ـ ثالث عشرة مرة ‪ ،‬بل إن اخلليل ذكر (زيدا) مرتني يف الــبيت الواحد (‪ ، )1‬بل والغــريب‬
‫أن (زيـ ـ ـ ــدا) هو أول علم ورد عند ما احتـ ـ ـ ــاج اخلليل للتمثيل (‪ )2‬وأيضا جـ ـ ـ ــاء هو نفسه آخر علم‬
‫وارد يف املنظومة للتمثيل (‪ )3‬ومل يقف األمر عند هذا احلد فقد تكرر يف آخر بيت للتمثيل‪.‬‬
‫ومن الالفت للنظر أن النحـ ـ ــويني املت ـ ـ ــأخريني عن اخلليل قد اكـ ـ ــثروا من التمثيل بـ ـ ــالعلمني‬
‫(زيد وعمـ ـ ـ ـ ــرو) حىت صـ ـ ـ ـ ــار (زيد وعمـ ـ ـ ـ ــرو) مضـ ـ ـ ـ ــربـ املثل عند غري املتخصصني من املثقفني أو‬
‫أنصاف املثقفني ‪ ،‬أو حىت عند عوام النــاس ‪ ،‬تــرى هل كــان كل ذلك بتــأثري من اســتخدام اخلليل‬
‫هلذين العلمني باعتب ـ ــار أن ه ـ ــذه املنظومة النحوية هي أول منظومة يف النحو الع ـ ــريب؟ أو أن ذلك‬
‫جاء عن طريق املصادفة‪.‬‬
‫فاملتأمل لكتـ ـ ــاب سـ ـ ــيبويه جيد أنه أكـ ـ ــثر من التمثيل بزيد وعمـ ـ ــرو أيضا ‪ ،‬وسـ ـ ــيبويه ك ـ ــان‬
‫التلميذ النابه للخليــل‪ .‬هل ميكن أن يك ــون ذلك دليال على العالقة الوطيــدة بني اخلليل وســيبويه؟‬
‫وإن ذلك تـ ــأثري مباشر من اخلليل على سـ ــيبويه حىت يف طريقة التمثيـ ــل!! وخاصة أننا نعلم مـ ــدى‬
‫إفـ ــادة سـ ــيبويه من أسـ ــتاذه اخلليـ ــل‪ .‬رمبا كـ ــانت اإلجابة بنعم ‪ ،‬ويعد ذلك دليال آخر على ص ــحة‬
‫نسبة هذه املنظومة النحوية إىل اخلليل‪.‬‬
‫أما بقية األعالم اليت مثّل هبا اخلليل فلم نتوقف أمامها ‪ ،‬فهي أعالم كثـ ـ ـ ـ ـ ــرية ‪ ،‬منها ما هو‬
‫شائع ومنها ما هو غري شائع ‪ ،‬وذلك كله يف حيّز التمثيل‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت رقم ‪.289‬‬
‫(‪ )2‬البيت رقم ‪.28‬‬
‫(‪ )3‬البيت رقم ‪.289‬‬

‫ـ ‪ 103‬ـ‬
‫فكلمة (أمحد) وهو اسم والد اخلليل مل تـ ـ ـ ـ ــرد إال م ـ ـ ـ ـ ــرتني (‪ )1‬و (عبد اهلل) تسع مـ ـ ـ ـ ــرات و‬
‫(حممــد) مخس مــرات‪ .‬وهــذه من األعالم اليت كــانت بــدأت تشــيع يف تلك الفــرتة ‪ ،‬أما (شــوزب‬
‫ومعمر وقعنب وجنـ ـ ـ ــدب والزبرقـ ـ ـ ــان وأشـ ـ ـ ــعب وعمـ ـ ـ ــران ‪ ...‬إخل) فهي من األمساء غري‬ ‫والنضري ّ‬
‫الشـ ـ ــائعة الي ـ ــوم ‪ ،‬ورمبا ك ـ ــانت ش ـ ــائعة يف زماهنا وبيئتها مما أدى إىل اس ـ ــتخدام اخلليل هلا ‪ ،‬وكل‬
‫ذلك ال يؤدي إىل شيء يستحق التوقف أمامه‪.‬ـ‬
‫(‪)2‬‬
‫بيان باألعالم الواردة في منظومة الخليل‬
‫الوارد من األعالم‬ ‫رقم البيت‬
‫زيد ـ عمرو‬ ‫‪28‬‬
‫حوشب‬ ‫‪30‬‬
‫عامر ـ سعيد ـ عمرو‬ ‫‪34‬‬
‫عبد اهلل ـ حممد‬ ‫‪36‬‬
‫الوليد‬ ‫‪37‬‬
‫عامر ـ خالد ـ سامل‬ ‫‪39‬‬
‫عبد اهلل ـ عمرو‬ ‫‪40‬‬
‫عبد اهلل‬ ‫‪43‬‬
‫عمرو‬ ‫‪47‬‬
‫عبد اهلل ـ خالد ـ أبو املغرية‬ ‫‪48‬‬
‫زيد‬ ‫‪49‬‬
‫حممد‬ ‫‪50‬‬
‫عمرو‬ ‫‪52‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪ ، 100‬البيت ‪.275‬‬
‫(‪ )2‬ه ــذه األعالم وردت على س ــبيل التمثيل فيما ع ــدا (قط ــرب) ‪ ،‬وهو العلم الوحيد ال ــذي جــاء إلس ــناد رأي له كما‬
‫أوضحنا سابقا‪.‬‬

‫ـ ‪ 104‬ـ‬
‫الوارد من األعالم‬ ‫رقم البيت‬
‫خالد‬ ‫‪53‬‬
‫مصعبـ‬ ‫‪55‬‬
‫عمرو‬ ‫‪57‬‬
‫زيد‬ ‫‪59‬‬
‫معمر‬
‫عبد املهيمن ـ ّ‬ ‫‪61‬‬
‫زيد‬ ‫‪64‬‬
‫عمرو‬ ‫‪65‬‬
‫معتب‬ ‫‪74‬‬
‫عمرو‬ ‫‪75‬‬
‫زيد ـ عمرو‬ ‫‪77‬‬
‫معتب‬ ‫‪79‬‬
‫حممد‬ ‫‪80‬‬
‫قطرب‬ ‫‪91‬‬
‫زيد‬ ‫‪98‬‬
‫أمحد‬ ‫‪100‬‬
‫زيد ـ داود ـ مالك ـ يزيد ـ زينب‬ ‫‪104‬‬
‫عمار ـ عمرو ـ وهب ـ محاد‬‫بكر ـ ّ‬ ‫‪105‬‬
‫جندب‬ ‫‪106‬‬
‫املهلّب‬ ‫‪108‬‬
‫الضحاك‬
‫زيد ـ ّ‬ ‫‪110‬‬
‫حارث ورمخت (حار)‬ ‫‪113‬‬
‫زينب‬ ‫‪115‬‬
‫زيد‬ ‫‪117‬‬
‫مقنب‬ ‫‪118‬‬
‫زيد ـ تغلب‬ ‫‪122‬‬

‫ـ ‪ 105‬ـ‬
‫الوارد من األعالم‬ ‫رقم البيت‬
‫نصري ـ مرحب‬ ‫‪123‬‬
‫حممد ـ يزيد‬ ‫‪131‬‬
‫عبد اهلل ـ حممد‬ ‫‪132‬‬
‫عبد اهلل‬ ‫‪134‬‬
‫حممد‬ ‫‪142‬‬
‫جابر‬ ‫‪144‬‬
‫دعد ـ شوزب‬ ‫‪146‬‬
‫نصري ـ زيد‬ ‫‪148‬‬
‫النّضري‬ ‫‪151‬‬
‫ابن مساور‬ ‫‪153‬‬
‫هشام ـ عوف ـ حسني‬ ‫‪159‬‬
‫زيد‬ ‫‪160‬‬
‫السالم‬
‫عمار ـ بكر ـ عبد ّ‬ ‫ّ‬ ‫‪161‬‬
‫معبد ـ زرارة ـ الزبرقان‬ ‫‪162‬‬
‫عامر ـ زيد‬ ‫‪166‬‬
‫الوليد‬ ‫‪171‬‬
‫عمرو‬ ‫‪173‬‬
‫عبد اهلل‬ ‫‪174‬‬
‫عبد اهلل‬ ‫‪181‬‬
‫زيد ـ املغرية‬ ‫‪182‬‬
‫زيد‬ ‫‪191‬‬
‫عبد اهلل‬ ‫‪196‬‬
‫حممد ـ الوليد‬ ‫‪205‬‬
‫أشعب‬ ‫‪211‬‬
‫مروان‬ ‫‪213‬‬

‫ـ ‪ 106‬ـ‬
‫الوارد من األعالم‬ ‫رقم البيت‬
‫زيد ـ عمرو ـ مهلّب‬ ‫‪215‬‬
‫حوشب‬ ‫‪224‬‬
‫عمرو‬ ‫‪227‬‬
‫قعنب‬ ‫‪236‬‬
‫حسان ـ عامر ـ أبو عثمان‬ ‫‪265‬‬
‫أبو عمران‬ ‫‪266‬‬
‫عمران‬ ‫‪267‬‬
‫علي‬
‫ّ‬ ‫‪268‬‬
‫سنان‬ ‫‪299‬‬
‫أمحد‬ ‫‪275‬‬
‫هند ـ دعد ـ كلثم ـ سعاد ـ خملب‬ ‫‪278‬‬
‫كلثم ـ سعاد‬ ‫‪279‬‬
‫خالد ـ زيد‬ ‫‪289‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬ذكر (زيــد) يف الــبيت ‪ 289‬مــرتني ‪ ،‬وختمت به األعالم ‪ ،‬واملالحظ أن اخلليل بــدأ به يف الــبيت رقم ‪ 28‬وانتهى‬
‫به أيضا ‪ ،‬ت ـ ــرى هل تك ـ ــون ش ـ ــهرة التمثيل بزيد وعم ـ ــرو عند النح ـ ــاة ألن اخلليل أك ـ ــثر من اس ـ ــتخدامه هلما ‪ ،‬فقد ورد‬
‫(زيد) سبع عشرة مرة ‪ ،‬وورد عمرو ثالث عشرة مرة ‪ ،‬ومها أكثر علمني استخداما يف املنظومة‪.‬‬

‫ـ ‪ 107‬ـ‬
‫خامسا ‪ :‬عناوين الخليل في المنظومة النحوية‬
‫يســتطيع املتأمل لعنــاوين اخلليل يف هــذه املنظومة اليت وصــلت إىل ســبعة وأربعني عنوانا أن‬
‫يالحظ ما يلي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬قصر عنــاوين اخلليل نســبيا ‪ ،‬وذلك إذا قيست بعنــاوين الكتب النحوية اليت جــاءت‬
‫بعــده مثل كتــاب ســيبويه الــذي كــان للخليل دور كبري فيه بآرائه املذكورة ‪ ،‬واخلليل ـ يف ذلك ـ‬
‫متسق مع نفسه حيث كتب هــذه املنظومة النحوية ـ يف غــالب األمر ـ للشــادين يف حقل النحو ‪،‬‬
‫ومن هنا ال بد من التيسري ‪ ،‬فوجــدناه يف عناوينه ‪ ،‬كما وجــدناه يف كفية تنــاول القضــايا النّحوية‬
‫اليت طرحها ؛ حيث جــاء كل ذلك ســهال وميســرا دون إســراف يف الطــول أو تعقيد يف األداء ‪،‬‬
‫ويبـدو أن هـذه كـانت هي مسة اخلليل بشـكل عـام ‪ ،‬حيث اتسم كتـاب (اجلمل يف النحو العـريب)‬
‫هبذه السمة أيضا ‪ ،‬ومل يبتعد اخلليل يف (العني)ـ عن هذا التنــاول يف الكالم عن معــاين الكلمــات ‪،‬‬
‫فاملالحظ أنه كـ ـ ـ ـ ــان يصل إليها من أقصر طريق ‪ ،‬وإن كنا لسـ ـ ـ ـ ــنا على وجه اليقني من أن اخلليل‬
‫هو الــذي وضع هــذه العنــاوين إال أن هــذا االتســاق ‪ ،‬وهــذا املنهج التســهيلي الــذي اتسم بقــرب‬
‫التناول يرجح أن هذه العناوين من وضع اخلليل ال من وضع غريه‪.‬‬
‫وهذه العنــاوين اليت وصــلت إىل سـبعة وأربعني عنوانا ‪ ،‬جـاء منها أربعة وثالثــون عنوانا ما‬
‫بني كلمة واحدة أو اثنتني أو ثالث بعد حـذف كلمة بـاب ‪ ،‬وتسـعة عنـاوين ‪ ،‬كلماهتا من أربع‬
‫إىل ست ‪ ،‬والب ــاقي وهو عب ــارة عن أربعة عن ــاوين وص ــلت كلماهتا إىل س ــبع كلم ــات أو أك ــثر ‪،‬‬
‫هذه العناوين األربعة هي ‪:‬‬
‫يسم فاعله‬
‫باب (أي) إذا ذهبت مذهب ما لم ّ‬
‫باب (أي) إذا ذهبت مذهب الفاعل والمفعول‪ H‬به‬

‫ـ ‪ 108‬ـ‬
‫باب (الذي ومن) وما اتصال بها وهي المعرفة‬
‫باب (إذا) ق ّدمت األسماء على األخبار تقديم الفعل‬
‫ومقارنة بعنــاوين ســيبويه جند أن اخلليل كــان مقتصــدا إىل حد كبري ‪ ،‬وفيما يلي منوذجــان‬
‫من عناوين سيبويه ‪:‬‬
‫يق ــول س ــيبويه ‪« :‬ه ــذا ب ــاب ما ينتصب فيه املص ــدر ك ــان فيه األلف والالم أو مل يكن فيه‬
‫على إضــمار الفعل املرتوك اظهــاره ‪ ،‬ألنه يصري يف األخبــار واالســتفهام بــدال من اللفظ بالفعل ؛‬
‫كما كان (احلذر) بدال من (احذر) يف األمــر» ‪ ،‬وكــان ميكن اختصــار كل هــذا بقوله ‪( :‬مواضع‬
‫حذف عامل املفعول املطلق) إال أنه كان مييل إىل العناوين التفصيلية‪.‬‬
‫النموذج الثاين لعناوين سيبويه هو قوله (‪ )1‬هــذا بــاب ما جــرى من األمساء اليت من األفعــال‬
‫وما أش ـ ـ ــبهها من الص ـ ـ ــفات اليت ليست بعمل ‪ ،‬وما أش ـ ـ ــبه ذلك جمرى الفعل إذا أظه ـ ـ ــرت بع ـ ــده‬
‫األمساء أو أضمرهتا»‬
‫وكان ميكن اختصار كل هذا بقوله ‪( :‬باب األمساء العاملة عمل األفعال) ‪..‬‬
‫ويبـ ـ ــدو أن سـ ـ ــيبويه كـ ـ ــان حيب هـ ـ ــذه العنـ ـ ــاوين اليت تفصل للقـ ـ ــارئ املراد ‪ ،‬فكل عنـ ــاوين‬
‫(الكت ــاب) على ه ــذا النمط إال قليال ‪ ،‬وه ــذا على العكس مما ك ــان يفعله اخلليل ‪ ،‬ال ــذي ج ــاءت‬
‫عناوينه يف املنظومة معرّب ة ‪ ،‬حىت العنـ ــاوين اليت اتسـ ــمت بـ ــالطول ـ ـ ـ إىل حد ما ـ ـ ـ تعد قصـ ــرية إذا‬
‫قيست بعنـ ـ ـ ــاوين سـ ـ ـ ــيبويه ‪ ،‬ومثـ ـ ـ ــال ذلك النمـ ـ ـ ــاذج األربعة املذكورة منذ قليل ومثـ ـ ـ ــال العنـ ـ ــاوين‬
‫القصرية لدى اخلليل قوله ‪:‬‬
‫باب رفع االثنني ـ باب حرف اجلر ـ باب الفاعل واملفعول ـ باب الرتخيم ـ بــاب اجلزم ‪...‬ـ‬
‫اخل‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مــزج اخلليل بني العنــاوين الكلية اليت تضم بابا حنويا كــامال ‪ ،‬والعنــاوين اجلزئية اليت‬
‫تغطي جانبا حمدودا يف باب حنوي كبري ‪ ،‬إال أن السمة الغالبة لديه هي تلك العناوين اجلزئية‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬الكتاب ‪.335 / 1‬‬

‫ـ ‪ 109‬ـ‬
‫فأمثلة العنــاوين الكلية ‪ :‬بــاب حــروف كــان وأخواهتا ‪ ،‬بــاب حــروف إن وأخواهتا ‪ ،‬بــاب‬
‫الـرتخيم ‪ ،‬بـاب االسـتثناء ‪ ،‬بـاب املعـرف ‪ ،‬بـاب النكـرة ‪ ،‬بـاب ما جيري وما ال جيري (املنصـرف‬
‫وغري املنصرف)‪.‬‬
‫(عمــات وأبيــات) بــاب النــداء‬ ‫وأمثلة العنــاوين اجلزئية ‪ :‬بــاب التــاء األصــلية وغري األصــلية ّ‬
‫املفرد ‪ ،‬باب النداء املضاف ‪ ،‬باب كم إذا كنت مستفهما هبا‪ .‬اخل‪.‬‬
‫ومل يكن اخلليل حيبذ االتيـ ــان بـ ــالعنوان الكلي ‪ ،‬مث يـ ــأيت حتته بالعنـ ــاوين اجلزئية ‪ ،‬فـ ــالعنوان‬
‫الكلي تندرج مجيع جزئياته حتته ويأيت باجلزئي بعده ملوضوع آخر‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬غرابة بعض العناوين لديه‬
‫تـ ـ ـ ـ ــرد عند اخلليل بعض العنـ ـ ـ ـ ــاوين اليت ال تعطي معناها ‪ ،‬وال يفهم املقصـ ـ ـ ـ ــود منها إال إذا‬
‫قرئت املادة النحوية املدرجة حتتها‪.‬‬
‫ومن أمثلة ذلك ‪ :‬ب ـ ــاب ض ـ ــاربني ‪ ،‬وهو يقصد األمساء العاملة عمل األفع ـ ــال إن أضـ ــيفت‬
‫وجر ما بعدها ‪ ،‬أو نونت ونصب ما بعدها ‪ ،‬حيث يقول اخلليل حتت هذا العنوان‪.‬‬ ‫ّ‬
‫فتق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارب خالد أو ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارب ‪  ‬زيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا ‪ ،‬وزيد خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائف يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرتقب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫واملنصب‬ ‫فروعه‬ ‫منه‬ ‫إن أنت ن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــونّت الكالم نص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبته ‪  ‬فتصح‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫رابعا ‪ :‬جند أحيانا بعض العن ـ ــاوين احملرّي ة ‪ ،‬اليت يص ـ ــعب الربط بينها وبني ما ين ـ ــدرج حتتها‬
‫من قواعد ‪ ،‬ومثال ذلك عنوان أطلق عليه اخلليل ‪( :‬باب مررت)ـ قال حتت هذا العنوان (‪: )1‬‬
‫ومـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــررت بالرجل احملدث جالسا ‪  ‬وبعبد س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوء جالسا ال ينسب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وإذا مجعت م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذكرا ومؤنثا ‪  ‬فالفعلـ لل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذكران منهم يغلب‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫مث ذكر بي ـ ــتني يشري فيهما إىل أن املعرفة تغلّب على النكـ ـ ــرة ‪ ،‬وأتى مبث ـ ــال دال على ذلك‬
‫وقع حــاال لصــاحبه املتنــوع بني التعريف والتنكري وال أدري ما سـ ّـر الربط بني تغليب املذكر على‬
‫املؤنث ‪ ،‬وتغليب املعرفة على النكرة وباب مررت‪.‬ـ‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬انظر األبيات ‪ 242‬إىل ‪.2146‬‬

‫ـ ‪ 110‬ـ‬
‫وما انطبق على باب (مررت) ينطبق على باب أطلق عليه اخلليل ‪:‬‬
‫باب (كل شيء حسنت فيه التاء) ‪ ،‬ويقول فيه (‪: )1‬‬
‫وتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ال حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول لنا وال ناصر ‪  ‬للم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرء إال الواحد املرتقب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا تقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمت الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفاتـ فرفعها ‪  ‬ال عنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدنا رجل يصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيد مكلّبـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وال أدري ما س ـ ّـر العالقة بني الش ــيء ال ــذي حس ــنت فيه الت ــاء وبني (ال) النافية املهملة أو‬
‫العاملة عمل ليس وك ـ ــذلك الص ـ ــفات اليت ج ـ ــاءت مبعىن األخب ـ ــار ‪ ،‬وقد س ـ ــبق الكالم عليها عند‬
‫الكالم عن مصطلحات اخلليل‪.‬‬
‫وقد جــاء عنــوان ‪ :‬بـاب (النــداء املضــاف) غري مطــابق ملا بعــده أيضا حيث تكلم حتت هــذا‬
‫العنوان عن العطف على النداء املفرد بالكلمات املقرتنة بأل قائال (‪: )2‬‬
‫جمرب‬
‫يا زيد والضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحاك سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــريا حنونا ‪  ‬فكالمها عبل الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذراع ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫إن تفســريي هلذه الظــاهرة هو أن هــذه العنــاوين وضــعت خطأ هلذه األبيــات حيث حــدث‬
‫س ــقط لبعض األبي ــات وبعض العن ــاوين ‪ ،‬فج ــاء ه ــذا االض ــطراب من النس ــاخ ‪ ،‬وخاصة أنه ليس‬
‫بني أيدينا النسخة األصلية ‪ ،‬ورمبا جند نسـخة ‪ ،‬أخــرى فيما بعد تســتقيم هبا العنــاوين مع القواعد‬
‫املدرجة حتتها ‪ ،‬تكون أقدم تارخيا وأصح رواية ‪ ،‬وأكثر استقامة‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬يطلق اخلليل ـ ـ أحيانا ـ ـ البـ ــاب على الكلمـ ــات اليت حتتـ ــاج إىل معاجلات خاصة ‪،‬‬
‫ويف ه ــذه احلالة يك ــون العن ــوان منس ــوبا إىل تلك الكلم ــات ‪ ،‬ال منس ــوبا إىل القض ــية النحوية اليت‬
‫يعاجلها مثل بــاب (حســب) (قطك وقــدك) بــاب (ويح وويــل) يف الــدعاء ‪ ،‬بــاب (رب وكم) ‪،‬‬
‫باب (مذ ومنذ) ‪ ،‬باب (كم إذا كنت مستفهما هبا) ‪ ،‬باب (إذا أردت أمس بعينه)‪.‬‬
‫وهــذه األبــواب عبــارة عن معاجلات خاصة لبعض الكلمــات ال حتتمل بابا حنويا مســتقال ‪،‬‬
‫ولكن اخلليل مسّاها أبوابا ‪ ،‬هـ ـ ـ ــذه الطريقة وجـ ـ ـ ــدت فيما بعد عند سـ ـ ـ ــيبويه يف (الكتـ ـ ـ ــاب) وعند‬
‫السريايف يف شرحه لكتاب سيبويه ‪ ،‬ويبدو أن ذلك كان من تأثري اخلليل‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيتان ‪.261 ، 260‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪.110‬‬

‫ـ ‪ 111‬ـ‬
‫سادسا ‪ :‬قضايا نحوية للمناقشة‬
‫هـ ــذه جمموعة من القضـ ــايا النحوية اليت تسـ ــتحق التوقف أمامها ملا هلا من طبيعة خاصة يف‬
‫تنـ ــاول اخلليل هلا ‪ ،‬إما من ناحية كيفية معاجلة اخلليل هلا ‪ ،‬أو من ناحية وضـ ــعها حتت عن ـ ــوان له‬
‫طــابع خـاص أو كيفية تعامل اخلليل مع قضـايا النحو العــريب دالليا من خالل ظـاهرة االكتمـال أو‬
‫النقصان الداليل ـ وسوف تـأيت ـ أو ما ميكن أن يــوحي به رأي اخلليل يف وجــود تعــارض بني رأيه‬
‫الوارد يف املنظومة ورأيه الوارد يف كتاب سيبويه أو ما أشـبه ذلك ‪ ،‬وهــذه القضـايا اسـتحقت منا‬
‫التوقف لسببني ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬هذا التناول يكشف أمرها ويستجلي حقيقتها‪.‬‬
‫الثــاين ‪ :‬ما ميكن أن يضــيفه تنــاول هــذه القضــايا من وجــود تشــابه قــوي بني آراء اخلليل يف‬
‫املنظومة وآرائه ال ــواردة يف مص ــادر أخ ــرى مثل ‪ :‬العني ـ ـ الكت ــاب ـ ـ اجلمل ـ ـ ولعل ذلك يكشف‬
‫أيضا صحة نسبة هذه املنظومة إىل اخلليل ‪ ،‬وفيما يلي نفرد لكل قضية حديثا مستقال ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ أمس بين اإلعراب والبناء عند الخليل‬
‫يقول اخلليل يف باب «إذا أردت أمس بعينه» (‪: )1‬‬
‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا قص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدت تريد أمس بعينه ‪  ‬ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاخلفض حليته ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي يس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتوجب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يشري اخلليل إىل بنـ ــاء «أمس» إذا ك ـ ــانت للداللة على ي ـ ــوم معني ‪ ،‬وهو اليـ ــوم الـ ــذي قبل‬
‫يومنا مباشــرة ‪ ،‬وبناؤها على الكسر (اخلفض) ‪ ،‬وشــرطها الثــاين أال تقــرتن بــاأللف والالم ‪ ،‬فــإن‬
‫اقرتنت أعربت ‪ ،‬يقول اخلليل ‪:‬‬
‫فعن يل ‪  ‬شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخص فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأقبلت الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدموع حتلّب‬
‫فتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول كنت أسري أمس ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وتق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول إن دخلته الم قبلها ‪  ‬ألف مضى األمس البعيد األخيب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )1‬املنظومة البيت رقم ‪ 252‬واقرأ بقية األبيات حىت ‪.256‬‬

‫ـ ‪ 112‬ـ‬
‫كالقطا ‪  ‬وعلى فوارسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهن بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرد مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذهب‬ ‫خيلك‬ ‫األمس‬ ‫رأيت‬ ‫ولقد‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فأمثلة اخلليل (مضى األمس) (بـ ــالرفع) ‪( ،‬ورأيت األمس) (بالنصـ ــب) تشري إىل إعراهبا يف‬
‫هذه احلالة ‪ ،‬وما قاله اخلليل كان عليه معظم النحاة (‪.)1‬‬
‫ف (أمس) تبىن مع التعريف بدون أل ‪ ،‬إذا أريد هبا اليوم الذي قبل يوم التكلم ‪ ،‬وتعرب‬
‫إذا أريد هبا التنكري ‪ ،‬ذلك البناء بشرط أال تقرتن هبا (أل) أو جتمع أو تضاف أو تصغّر (‪.)2‬‬
‫ويضــيف اخلليل شــرطا آخر ورد يف الكتــاب وهو أال يسـ ّـمى هبا (‪ )3‬ويظهر ذلك من النص‬
‫التايل ‪:‬‬
‫يقــول ســيبويه (‪« : )4‬وســألته (أي اخلليــل) عن (أمس)ـ اسم رجــل؟ فقــال مصــروفـ ؛ ألن‬
‫(أمس)ـ ليس هنا على احل ّد (‪ )5‬ولكنه ملا ك ــثر يف كالمهم وك ــان من الظ ــروف ترك ــوه على ح ــال‬
‫واح ــدة ‪ ،‬كما فعل ــوا ذلك ب (أين) ‪ ،‬وكس ــروه كما كس ــروا (غ ــاق) إذ ك ــانت احلركة تدخله‬
‫لغري إع ــراب ‪ ،‬كما أن حركة (غ ــاق) لغري إع ــراب ‪ ،‬ف ــإذا ص ــار امسا لرجل انص ــرف ؛ ألنك قد‬
‫نقلته إىل غري ذلك املوضع ‪ ،‬كما أنك إذا مسّيت ب (غ ــاق) ص ــرفته ومن الواضح ال ــذي ال شك‬
‫فيه أن كالم اخلليل صريح يف أن كسرة (أمس)ـ إمنا هي «حركة تدخله لغري إعراب»‪.‬‬
‫وناقل الكالم عن اخلليل س ــيبويه نفسه ال ــذي ق ــال يف موضع آخر من الكت ــاب (‪« )6‬وزعم‬
‫اخلليل أن قوهلم ‪ :‬اله أبوك و (لقيته أمس) ‪ ،‬إمنا هو على ‪:‬‬
‫(هلل أبـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوك) ‪ ،‬و (لقيته بـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاألمس) ‪ ،‬ولكنهم حـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذفوا اجلار واأللف والالم ختفيفا على‬
‫اللسان»‪ .‬ويبدو أن سيبويه فهم من كالم أستاذه واحدا من املعنيني التاليني ‪:‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬لك ــاتب ه ــذه الس ــطور ح ــديث طويل عن (أمس) يف كت ــاب التعريف والتنكري يف النحو الع ــريب من ص ‪ 175‬إىل‬
‫ص ‪.183‬‬
‫(‪ )2‬حاشية الصبان ‪ ، 63 / 1‬شرح األمشوين ‪.267 / 3‬‬
‫(‪ )3‬الكتاب ‪.283 / 3‬‬
‫(‪ )4‬الكتاب ‪.283 / 3‬‬
‫(‪ )5‬أي يف الداللة على معني من األيام‪.‬‬
‫(‪ )6‬الكتاب ‪.163 ، 162 / 2‬‬

‫ـ ‪ 113‬ـ‬
‫األول ‪ :‬أن التعريف أو التعـ ـ ـ ـ ـ ــيني أو القصد إىل (أمس) بعينه إمنا جـ ـ ـ ـ ـ ــاء من قبيل تض ـ ـ ـ ــمن‬
‫(أمس)ـ معىن الم التعريف اليت حذفت ختفيفا وذلك سبب بناء الكلمة‪.‬‬
‫الث‪HH‬اني ‪ :‬وهو معىن ـ أظنه مســتبعدا ـ أن يكــون ســيبويه قد فهم من كالم اخلليل أن حــرف‬
‫اجلر جـّـر الكلمة ‪ ،‬وعلى هــذا تكــون الكلمة معربة ‪ ،‬وسـبب احلذف ـ كما قــال اخلليل ـ نقال عن‬
‫س ـ ـ ـ ـ ــيبويه (‪« )1‬أن اجملرور داخل يف اجلار فص ـ ـ ـ ـ ــارا عن ـ ـ ـ ـ ــدهم مبنزلة ح ـ ـ ـ ـ ــرف واحد ‪ ،‬فمن مثّ قبح ‪،‬‬
‫ولكنهم قد يض ـ ــمرونه وحيذفونه فيما ك ـ ــثر من كالمهم ‪ ،‬ألهنم إىل ختفيف ما أك ـ ــثروا اس ـ ــتعماله‬
‫أحوج»‪.‬‬
‫وقد أدى فهم أحد املعنــيني ‪ ،‬أو رمبا كليهما أن يقــول ســيبويه (‪ )2‬تعليقا على كالم اخلليل‬
‫«وال يقـ ــوي قـ ــول اخلليل يف أمس ‪ ،‬ألنك ‪( :‬تق ـ ــول ذهب أمس مبا في ـ ــه) ؛ أي أن كلمة (أمس)ـ‬
‫جـ ـ ـ ـ ــاء بالبنـ ـ ـ ـ ــاء على الكسر وهي فاعل ‪ ،‬وال يصح تقـ ـ ـ ـ ــدير ذهب بـ ـ ـ ـ ــاألمس الختالل الداللة ف‬
‫(أمس)ـ فاعل وال يصح هذا التقدير مع الفاعل‪.‬‬
‫أما عن املعىن األول فالقصد فيه بي ــان كيف ج ــاء التعريف والتع ــيني يف كلمة (أمس)ـ ه ــذا‬
‫التعيني كان سببا يف البناء ‪ ،‬ويبدو أن هذا رأي لبعض النحويني جاءوا بعد اخلليل‪.‬‬
‫ـين لتضــمنه معىن الم‬ ‫فالســيوطي ينقل عن ابن القــواس يف شــرح الــدرة قوله ‪« :‬أمس مبـ ّ‬
‫(‪)3‬‬

‫التعريف ‪ ،‬فإنه معرفة ب ــدليل أمس ال ــدابر وليس بعلم وال مبهم وال مض ــاف وال مض ــمر وال بالم‬
‫ظاهرة فتعني تقديرها»‪.‬‬
‫وقول صاحب البســيط (‪« : )4‬ولو ال أنه معرفة بتقــدير الالم ملا وصف باملعرفة ‪ ،‬ألنه ليس‬
‫أحد املعارف ‪ ،‬وهذا مما وقعت معرفته قبل نكرته»‪.‬‬
‫واخلليل ربط ربطا قويا بني بنـ ـ ـ ـ ـ ــاء (أمس)ـ وداللتها على معني ومل يشر إىل كيفية ذلك يف‬
‫املنظومة ‪ ،‬وإن كان واضحا أن القصد والتعريف مها سبب‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬الكتاب ‪.163 / 2‬‬
‫(‪ )2‬الكتاب ‪.164 / 3‬‬
‫(‪ )3‬األشباه والنظائر ‪.126 / 1‬‬
‫(‪ )4‬األشباه والنظائر ‪.126 / 1‬‬

‫ـ ‪ 114‬ـ‬
‫البنــاء مشــرتطا عــدم وجــود (ال) ظــاهرة يف الســياق ‪ ،‬هــذا من خالل أبيــات املنظومة وكــذلك مما‬
‫ورد عنه صـ ــراحة يف كتـ ــاب اجلمل حيث يقـ ــول (‪ )1‬حتت عنـ ــوان «اخلفض بالبني ــة» ‪« :‬و (أمس)ـ‬
‫أيضا خمف ــوض يف الفاعل واملفع ــول به تق ــول ‪( :‬أتيته أمس) ‪ ،‬و (ذهب أمس مبا في ــه) ‪ ،‬و (ك ــان‬
‫أمس يوما مباركـ ــا) ‪ ،‬وإن أمس يـ ــوم مبـ ــارك)‪ .‬فـ ــإذا أدخلت عليه األلف والالم ‪ ،‬أو أضـ ــفته إىل‬
‫شـ ــيء أو جعلته نكـ ــرة أجريتـ ــه‪ .‬تقـ ــول ‪( :‬كـ ــان األمس يوما مباركـ ــا) ‪ ،‬وإن األمس املاضي يـ ــوم‬
‫مبارك ‪ ،‬و (كان أمسكم يوما طيبا)‪ .‬قال الشاعر ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫ـامي من الطري أجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدال‬
‫مبر قطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫وال يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدرك األمس القـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــريب إذا مضى ‪ّ  ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقال زهري ‪:‬‬


‫وأعلم ما يف اليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم واألمس قبله ‪  ‬ولكنين عن علم ما يف غد عمي‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فأجراه»‪.‬‬
‫من خالل القـ ـ ـ ــول السـ ـ ـ ــابق للخليل يظهر لنا الربط الواضح بني البنـ ـ ـ ــاء والداللة على معني‬
‫واإلعراب (اإلجراء) على حد القول السابق للخليل ‪« :‬فإن جعلته نكرة أجريته» ويشرتط لبنائه‬
‫أيضا عدم دخول (ال) عليه أو إضافته‪.‬‬
‫يب ــدو مما س ــبق التوافق واض ــحا بني رأي اخلليل ال ــوارد يف املنظومة ويف كتابه اجلمل ‪ ،‬ويف‬
‫كتــاب ســيبويه (‪ )3‬عند ما أشــار إىل أن احلركة يف (أمس) لغري اإلعــراب‪ .‬من هنا فال تنــاقض بني‬
‫املواضع الثالثة‪.‬‬
‫وعلى هذا ميكن القول ‪ :‬إذا كان اعرتاض سيبويه على اخلليل من ناحية أن معىن التعريف‬
‫ك ــامن يف كلمة «أمس» بالبن ــاء والداللة على معني دون تق ــدير (ال) ؛ أق ــول ‪ :‬إذا ك ــان القصد‬
‫كــذلك فــإن ســيبويه حمق كل احلق ‪ ،‬ويكــون اعرتاضه جيــدا ويف مكانه الصــحيح ‪ ،‬ألن االرتبــاط‬
‫بني الشـ ـ ـ ــكل واملعىن يف كلمة (أمس) بالبنـ ـ ـ ــاء ملمـ ـ ـ ــوس ‪ ،‬بل ومؤكد ‪ ،‬فهي معرفة بالبنـ ـ ـ ــاء على‬
‫الكسر إذا‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬اجلمل للخليل ‪.181‬‬
‫(‪ )2‬البيت من قول الشاعر القطامي اجلمل ‪.360‬‬
‫القطامي ‪ :‬الصقر ‪ ،‬واألجدل الشديد‪.‬‬
‫(‪ )3‬الكتاب ‪.283 / 3‬‬

‫ـ ‪ 115‬ـ‬
‫قصد هبا يوم معني ‪ ،‬فإذا دلت على ماض غري حمدد فإهنا تنون وتتحـول من البنـاء إىل اإلعـراب ‪،‬‬
‫فالشكل ارتبط بالداللة دون احتياج لتقدير (ال) مما جعل ابن يعيش يقــول (‪ )1‬عن (أمس) بالبنــاء‬
‫‪« :‬إن (أمس) قد حضر وش ــوهد فحص ــلت معرفته باملش ــاهدة وأغىن ذلك عن العالم ــة» أي عن‬
‫تقدير (ال) ‪ ،‬ويكون رأي سيبويه معربا بقوة عن هذه احلالة‪.‬‬
‫أما إذا كــان املعىن الثــاين هو املقصــود ‪ ،‬وهو إعــراب كلمة (أمس)ـ بــاجلر فــإن األمر حيتــاج‬
‫إىل وقفة متأنية مع سيبويه ‪ ،‬ويتضح األمر فيما يلي ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫أوال ‪ :‬ما صـ ّـرح به اخلليل أكــثر من مـ ّـرة أن حركة (أمس) حركة دخلته لغري اإلعــراب‬
‫ويؤكد من أنه يقصد بغري اإلعـ ــراب البنـ ــاء ما رواه األصـ ــمعي املتـ ــوىف سـ ــنة ‪ 216‬هجرية من أنه‬
‫سـ ــأل اخلليل ‪ :‬مل خفض أمس؟ فقـ ــال اخلليل (‪« : )3‬بين ك (حـ ــذام وقطـ ــام) ألنه مل يتمكن مت ّكن‬
‫األمساء» والبناء هنا ضد اإلعراب‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إذا كـ ـ ـ ــان قصد سـ ـ ـ ــيبويه صـ ـ ـ ــحيحا واسـ ـ ـ ــتقام فهمه للخليل على أنه يقصد إعـ ـ ــراب‬
‫(أمس)ـ فـ ــإن ذلك ال يعين رأي اخلليل ‪ ،‬ألن سـ ــيبويه نفسه نقل عن اخلليل يف آخر كالمه عبـ ــارة‬
‫تقـول ‪« :‬مسعنا ذلك ممن يرويه عن العـرب» (‪ ، )4‬بل إن سـيبويه نفسه يقـول يف بداية الكالم عن‬
‫ه ــذا املوضع «وزعم اخللي ــل» فيتوافق أول الكالم (زعم ــا) مع آخ ــره (مساعا) عن الع ــرب ‪ ،‬ولعل‬
‫ذلك إشارة إىل أن هذا القصد ليس من رأي اخلليل‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬رمبا كــان كالم اخلليل عن موضع خـاص ‪ ،‬انه يتحــدث عن التشــابه بني (اله أبــوك)‬
‫و (لقيته أمس) قائال ‪« )5( :‬إمنا هو على ‪( :‬هلل أبوك ولقيته‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬شرح املفصل ‪.107 / 4‬‬
‫(‪ )2‬الكتاب ‪.283 / 3‬‬
‫(‪ )3‬مراتب النحويني ص ‪.63‬‬
‫(‪ )4‬الكتاب ‪.164 / 2‬‬
‫(‪ )5‬الكتاب ‪.162 / 2‬‬

‫ـ ‪ 116‬ـ‬
‫ب ــاألمس) ‪ ،‬ولكنهم ح ــذفوا اجلار واأللف والالم ختفيفا على اللس ــان ‪ ،‬وليس كل ج ــار يض ــمر ‪،‬‬
‫ألن اجملرور داخل يف اجلار» فاملثــال «لقيته بــاألمس» خمتلف عن املثــال الــذي أورده ســيبويه وهو‬
‫«ذهب أمس مبا فيه»‪.‬‬
‫واملث ــال األخري يتوافق متاما ‪ ،‬بل وتتوافق آراء س ــيبويه واخلليل حىت يف األمثلة فيما ورد يف‬
‫كتــاب اجلمل (‪ )1‬ويبــدو أن كالم اخلليل ارتبط مبوقف خــاص مقارنة باملثــال (اله أبــوك) ومل يكن‬
‫الكالم على س ـ ــبيل العم ـ ــوم ‪ ،‬ولعل املث ـ ــال الت ـ ــايل ال ـ ــذي ورد عند اخلليل يف كت ـ ــاب اجلمل يثبت‬
‫ذلك‪ .‬يقول اخلليل ويقال (صمام) أيضا ‪ ،‬كما قال الشاعر (‪: )2‬‬
‫غ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدرت يه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــود وأسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلمت جرياهنا ‪  ‬صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـما ملا فعلتـ يهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــود صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمام‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫لنون»‪.‬‬
‫ترك التنوين يف (يهود) ونوى األلف والالم فيه ولو ال ذلك ّ‬
‫ورمبا كان قصد اخلليل من حتليل (لقيته أمس) على مثال (غـدرت يهــود) فليست الكســرة‬
‫كســرة بنــاء ويكــون املعىن على أن األمس ليس معينا ‪ ،‬وتكــون (ال) املقــدرة للعهد ‪ ،‬و (األمس)‬
‫معنـ ــاه اليـ ــوم املاضي املعهـ ــود بني املتخـ ــاطبني وليه يومنا أم ال ‪ ،‬وأيضا ليست الضـ ــمة يف (يهـ ــود)‬
‫ضــمة بنــاء ألن الكلمة ليست مبينة ‪ ،‬وهلذا فمن رأيي أن يكــون كالم اخلليل مرتبطا هبذا املوقف‬
‫اخلاص ‪ ،‬ومما قاله اخلليل يؤكد هذا الرأي قوله ‪ :‬وليس كل جار يضمر» (‪.)3‬‬
‫رابعا ‪ :‬لعل عدم ثبات معىن املصطلحات النحوية هو الذي صنع هـذا املوقف ‪ ،‬فرمبا كـان‬
‫اســتخدام اخلليل للكلمــات (اجلار) (اجلر) (اجملرور) (‪ )4‬مع كلمة (أمس) وغالبا ما يســتخدم (اجلر‬
‫واجملرور) يف حالة اإلع ــراب ـ ـ أق ــول رمبا ك ــان اســتخدام اخلليل هلذه املصــطلحات يف احلديث عن‬
‫كلمة (أمس)ـ عامال على فهم سيبويه على أن اخلليل يقصد اإلعراب ‪ ،‬فقد جاء يف جمالس‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬اجلمل ‪.181‬‬
‫(‪ )2‬األســود بن يعفر شــرح األمشوين ‪/ 3‬ـ ‪ 81‬شــرح الشــواهد للعيين ‪/ 4‬ـ ‪ 112‬اللســان (صــمم) وصــما ‪ ،‬أي صـ ّـمى‬
‫صما واملعىن ‪ :‬زيدي ‪ ،‬وصمام ‪ :‬الداهية‪.‬‬
‫(‪ )3‬الكتاب ‪.163 / 2‬‬
‫(‪ )4‬الكتاب ‪.163 / 2‬‬

‫ـ ‪ 117‬ـ‬
‫العلمــاء (‪« )1‬أن اخلليل سـأل األصــمعي أن يفـّـرق بني مصــطلحي اخلفض واجلر» فقد ظل التنــاوب‬
‫بني املصـ ـ ـ ــطلحني للمعـ ـ ـ ــرب واملبين قائما لـ ـ ـ ــدى اخلليل فيما ورد عنه ‪ ،‬ففي (اجلمـ ـ ـ ــل) (‪ : )2‬قـ ـ ــال‬
‫«تفسري وجــوه اخلفض ‪ ،‬وهي تســعة ‪ :‬خفض بعن وأخوهتا ‪ ،‬وخفض باإلضــافة وخفض بـاجلوار‬
‫‪...‬ـ إخل» مث ق ــال (‪« )3‬ف ــاجلر بعن وأخوهتا قولك عن حممد ولعبد اهلل ‪...‬ـ إخل» واملالحظ أن ذلك‬
‫يف حالة اإلعـ ـ ـ ـ ــراب ‪ ،‬وعند ما تكلم عن حالة بنـ ـ ـ ـ ــاء (أمس)ـ على الكسر قـ ـ ـ ـ ــال (‪« )4‬وأمس أيضا‬
‫خمفــوض يف الفاعل واملفعــول بــه‪ .‬تقــول ‪ :‬أتيته أمس» إذن مل يكن هنــاك تفريق بني اخلفض واجلر‬
‫‪ ،‬وإن كان هناك تفريق بني اإلعراب والبناء غالبا لدى اخلليل كما رأينا منذ قليل‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬فهم السـريايف للخليل على أنه يقصد يف (أمس) البنـاء ؛ فعنـدما قـال سـيبويه (‪: )5‬‬
‫«وس ـ ــألت اخلليل عن قوله ‪( :‬ف ـ ــداء ل ـ ــك) ‪ ،‬فق ـ ــال ‪ :‬مبنزلة (أمس)ـ ؛ ألهنا كـ ــثرت يف كالمهم ؛‬
‫واجلر كان أخف عليهم من الرفع ‪ ،‬إذا أكثروا استعماهلم إياه وشــبهوه بــأمس ‪ ،‬ونـ ّـون ألنه نكــرة‬ ‫ّ‬
‫‪ ،‬فمن كالمهم أن يشـ ـ ـ ــبهوا الشـ ـ ـ ــيء بالشـ ـ ـ ــيء ‪ ،‬وإن كـ ـ ـ ــان ليس مثله يف مجيع األشـ ـ ـ ــياء»‪ .‬يعلق‬
‫الســريايف على قــول اخلليل «مبنزلة أمس» قــائال (‪ )6‬يعين أنه مبــين‪ .‬وإمنا بين ألنه وضع موضع األمر‬
‫وأمي) فبن ــاء كلمة «أمس» عند اخلليل ك ــان واض ــحا ل ــدى الس ــريايف‬ ‫‪ :‬كأنه ق ــال ‪( :‬ليف ــدك أيب ّ‬
‫وهو ضد اإلعراب‪.‬‬
‫مل يبق إذا يف هناية األمر إال أن نق ــول ‪ :‬لعل س ــيبويه ك ــان يقصد املعىن األول وهو تعريف‬
‫(أمس)ـ وداللتها على معني عن طريق تقـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدير (ال) وهلذا اعـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرتض عليه ‪ ،‬ويف اعرتاضه وجاهة‬
‫ومنطق ‪ ،‬ويبقى القـ ــول ‪ :‬بأنه ال تنـ ــاقض بني الـ ــوارد عن اخلليل يف (الكتـ ــاب) أو (املنظومـ ــة) أو‬
‫ميس‬
‫(اجلم ــل) ‪ ،‬فاتس ــقت األق ــوال دون تع ــارض أو خمالفة إال يف حماولة تفسري أو فهم ‪ ،‬دون أن ّ‬
‫جوهر املوضوع أو يظهر نوع من التناقض فيما روي عنه‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬جمالس العلماء ‪.253‬‬
‫(‪ )2‬اجلمل ‪.172‬‬
‫(‪ )3‬السابق نفسه‪.‬‬
‫(‪ )4‬السابق ‪.181‬‬
‫(‪ )5‬الكتاب ‪.302 / 3‬‬
‫(‪ )6‬الكتاب ‪( 302 / 3‬هامش) نقال عن شرح كتاب سيبويه للسريايف‪.‬‬

‫ـ ‪ 118‬ـ‬
‫‪ 2‬ـ حتى وعملها‬
‫يقول اخلليل حتت باب (حىت) إذا كانت غاية (‪: )1‬‬
‫وإذا أتت حىت وك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانت غاية ‪  ‬فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاخفض وإن كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــثروا عليك وألّبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فتق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول قد خاص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمت قومك كلهم ‪  ‬حىت أخيك ألن قومك أذنب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫واســتمر اخلليل يف التمثيل ليؤكد أن (حــىت) ال جتر االسم بعــدها إال إذا كــان معناها للغاية‬
‫‪ ،‬فـ ـ ـ ــإذا مل يكن كـ ـ ـ ــذلك فقد يرفع ما بعـ ـ ـ ــدها على االبتـ ـ ـ ــداء أو الفاعل أو نائبه ‪ ،‬أو ينصب على‬
‫املفعولية ‪ ،‬وذلك إذا ج ــاء فعلها بع ــدها؟ ه ــذا الفعل ال ــذي ال يك ــذب يف عمله رفعا أو نص ــبا أو‬
‫على ح ّد قول اخلليل (‪.)2‬‬
‫ملا أتيت بفعلها من بعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدها ‪  ‬أجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــريت بالفعل الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي ال يكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وهذا املعىن نفسه يؤكده اخلليل يف كتابه (اجلمل) عند ما يقول ‪:‬‬
‫(‪)3‬‬

‫«واخلفض حبىت إذا كان على الغاية قوهلم ‪ :‬كلمت القوم حىت زيد معناه ‪:‬‬
‫الم ِه َي َحتَّى َمطْلَ ِع الْ َف ْج ِر)‪.‬‬
‫(حىت بلغت إىل زيد ومع زيد)‪ .‬وقال اهلل جل ذكره ‪َ ( :‬س ٌ‬
‫(‪)4‬‬

‫معناه إىل مطلع الفجر‪.‬‬


‫و (حـ ــىت) فيه ثالث لغـ ــات ‪ ،‬تقـ ــول ‪( :‬أكلت السـ ــمكة حىت رأسـ ــها) و (حىت رأسـ ــها) ‪،‬‬
‫(وحىت رأسها)‪.‬‬
‫النصب ‪( :‬حىت أكلت رأسها) [على أهنا مفعول به]‪.‬‬
‫والرفع ‪( :‬حىت بقي رأسها) [فاعل]‪.‬‬
‫واخلفض ‪( :‬حىت وصـ ــلت إىل رأسـ ــها) ‪ ،‬وأكلت السـ ــمكة مع رأسـ ــها [على الغايـ ــة] وإن‬
‫شئت قلت ‪( :‬رأسها) على االبتداء‪ .‬قال الشاعر (‪.)5‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬املنظومة البيت ‪ 135‬وما بعده‪.‬‬
‫(‪ )2‬املنظومة البيت ‪.139‬‬
‫(‪ )3‬اجلمل يف النحو العريب ‪.184‬‬
‫(‪ )4‬سورة القدر اآلية ‪.6‬‬
‫السالم هارون حمقق الكتاب قائال ‪:‬‬
‫(‪ )5‬البيت نسب يف الكتاب البن مروان النحوي ‪ 97 / 1‬وقد علق األستاذ عبد ّ‬
‫والصــواب ‪ :‬أنه مــروان النحــوي الكتــاب ‪/ 1‬ـ ‪( 97‬هــامش) وانظر معجم األدبــاء ‪/ 19‬ـ ‪ ، 146‬شــرح املفصل ‪/ 8‬‬
‫‪ 19‬شرح األمشوين ‪ 97 / 3‬شرح الشواهد للعيين ‪ 97 / 3‬بغية الوعاة ‪.290‬‬

‫ـ ‪ 119‬ـ‬
‫‪  ‬والـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزاد حىت نعله ألقاها‬ ‫رحله‬ ‫خيفف‬ ‫كي‬ ‫احلقيبة‬ ‫ألقى‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫و‪ :‬حىت نعله ألقاها [بالنصـ ـ ـ ــب]‪ .‬النصب حىت ألقى نعله ‪ ،‬والرفع حىت ألقي نعله [نـ ـ ــائب‬
‫فاعل] ‪ ،‬وإن شئت رفعه باالبتداء»‪.‬‬
‫واملالحظ أن هذا الكالم يتوافق مع ما جاء يف منظومته ويف كتاب اجلمل ‪ ،‬حىت يف متثيله‬
‫عند ما ق ـ ـ ـ ــال ‪( :‬أكلت الس ـ ـ ـ ــمكة حىت رأس ـ ـ ـ ــها) يف اجلمل ‪ ،‬ويف املنظومة ‪( :‬أكلت احلوت حىت‬
‫رأس ــه) [وكلمة (رأس ــه) ض ــبطت ب ــالرفع والنصب واجلر] ومل يف ــرتق املث ــال إال يف كلمة احلوت‬
‫واخلليل نفسه يقول عنها يف معجم العني ‪.)1( :‬‬
‫«احلوت معروف ‪ ،‬واجلميع احليتان ‪ ،‬وهو السمك»‬
‫أال يــدل هــذا الرتابط بني مصــادر اخلليل الثالثة [املنظومة ـ ـ اجلمل ـ ـ العني] على اتســاق يف‬
‫الكالم وأداء داليل موحـ ـ ــد‪ .‬ورمبا ما ورد يف (العني) قرينة على أن الكالم إمنا هو للخليل نصا ـ ـ ـ‬
‫بل ق ــارئ (الكت ــاب) لس ــيبويه يك ــاد جيزم ب ــأن ال ــرأي ال ــوارد فيه للخليل ؛ فس ــيبويه يع ــرض لكل‬
‫اآلراء اليت مضت ل ــدى اخلليل مث يق ــول (‪« : )2‬وقد حيسن اجلر يف ه ــذا كله ‪ ،‬وهو ع ــريب‪ .‬وذلك‬
‫قولك ‪( :‬لقيت القـ ــوم حىت عبد اهلل لقيتـ ــه) ‪ ،‬فإمنا جـ ــاء ب (لقيتـ ــه) توكيـ ــدا بعد أن جعله غاية ‪،‬‬
‫كما نقول ‪( :‬مررتـ بزيد وعبد اهلل مررت به)‪.‬‬
‫قال الشاعر ‪ ،‬وهو ابن مروان النحوي ‪:‬‬
‫ألقى الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحيفة كي خيفف رحله ‪  ‬والـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزاد حىت نعله ألقاها‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والرفع جـ ـ ـ ــائز ‪ ،‬كما جـ ـ ـ ــاز يف (الـ ـ ـ ــواو ومثّ) ‪ ،‬وذلك قولك ‪( :‬لقيت القـ ـ ـ ــوم حىت عبد اهلل‬
‫لقيته) ‪ ،‬جعلت (عبد اهلل) مبتدأ ‪ ،‬وجعلت لقيته مبنيا عليه ‪ ،‬كما جاز يف االبتداء»‪.‬‬
‫ص ـه ‪ ،‬فقد ورد من قبل ل ــدى‬ ‫والالفت للنظر هنا هو ذلك ال ــبيت ال ــوارد عند س ــيبويه يف ن ّ‬
‫اخلليل ‪ ،‬ليس من زاوية التكرار فقط ‪ ،‬بل من زاوية أخرى وهي‬
‫__________________‬
‫(‪.282 / 3 )1‬‬
‫(‪ )2‬الكتاب ‪.97 / 1‬‬

‫ـ ‪ 120‬ـ‬
‫معرفتنا بــأن قائل هــذا الــبيت ابن مــروان النحــوي إمنا هو مــروان بن ســعيد بن عبــاد بن حــبيب بن‬
‫املهلب بن أيب ص ــفرة ‪ ،‬أحد أص ــحاب اخلليل املتق ــدمني املربزبن يف النحو (‪ ، )1‬ولعل ذلك ين ــبئ‬
‫عن أن اخلليل قد أخذ هــذا الــبيت عن صــاحبه مــروان مستشــهدا به (‪ )2‬مث جــاء ســيبويه لينقل هــذا‬
‫الرأي كامال عن اخلليل مع البيت السابق املستشهد به ؛ ويف عبـارة سـيبويه ما يـوحي بـذلك عند‬
‫دل هــذا على شــيء‬ ‫ما يقــول خالل العــرض الســابق ‪« :‬حيسن اجلر يف هــذا كله وهو عــريب» وإذا ّ‬
‫‪ ،‬فإمنا يدل على أن ما ورد عن اخلليل يف منظومته ال يتعــارض مع ما ورد عنه يف بقية املصــادر ‪،‬‬
‫ولعل ما ورد عند ســيبويه قرينة قوية على أن هــذا الــرأي للخليل ‪ ،‬رمبا مل يشر ســيبويه قرينة قوية‬
‫على أن هذا الرأي للخليل ‪ ،‬رمبا مل يشر سـيبويه صــراحة إىل ذلك ‪ ،‬لكن أسـلوبه الـذي أحملنا إليه‬
‫سابقا ‪ ،‬باإلضافة إىل استخدامه لغة احلوار يف هـذا املوضع قـائال «فلو قلت» ‪« ،‬فـإن قلت» يـدل‬
‫على ما حناول إثباته ونبحث عنه‪.‬‬
‫النداء المفرد المنعوت ‪:‬‬
‫موضــوع النــداء لــدى اخلليل موضــوع يســتحق الدراسة ‪ ،‬حيث يظهر لنا أن بعض عنــاوين‬
‫جزئياته جاءت يف غري مكاهنا ‪ ،‬أو جاءت مناذج التمثيل عنده خمالفة للعنوان ؛ أو أن هناك شــيئا‬
‫ما جيب أن يلحظ لدى اخلليل ‪ ،‬ومما استوقفين عنوان ‪( :‬باب النداء املفـرد املنعـوت) الـذي يقـول‬
‫اخلليل حتته (‪: )3‬‬
‫وإذا أتيت مبف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرد ونعتّه ‪  ‬فانصب ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ إذا فعلت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫متوجها ‪  ‬للصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيد دونك إن صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيدك حمصب‬ ‫ويا‬ ‫فرسا‬ ‫راكبا‬ ‫يا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫عند قراءيت هلذين البيتني ذهبت يف أول األمر إىل أن البيت الثاين وضع‬
‫__________________‬
‫السالم هارون‪.‬‬
‫(‪ )1‬الكتاب ‪ 97 / 1‬هامش لألستاذ احملقق عبد ّ‬
‫(‪ )2‬ولعل ذلك يدل على إمكانية أن يذكر اخلليل بيتا من الشعر ليس له كما يذكر رأيا ألحد من معاصــريه كما فعل‬
‫مع سيبويه وقطرب ‪ ،‬وأيضا رمبا يعطي داللة أخرى مهمة عند ما يستخدم اخلليل (مهلب) يف مناذجه التمثيلة‪.‬‬
‫(‪ )3‬املنظومة البيتان ‪.112 ، 111‬‬

‫ـ ‪ 121‬ـ‬
‫خطأ حتت هذا العنوان حيث يعلم من له عالقة ـ ولو يسرية ـ بالنحو أن املثـال ‪( :‬يا راكبا فرسـا)‬
‫ن ــداء من الن ــوع الش ــبيه باملض ــاف ‪ ،‬وليس ن ــداء املف ــرد ‪ ،‬ألنه قد تعلق به ش ــيء من متام معن ــاه ‪،‬‬
‫فحاولت استقصاء األمر فوجدت ما هو أكثر غرابة من ذلك‪ .‬فقد ورد يف كتــاب (اجلمــل) نص‬
‫غـ ـ ـ ــريب جيب أن نتوقف أمامه بعد نقله كـ ـ ـ ــامال يقـ ـ ـ ــول اخلليل (‪ : )1‬والنصب من نـ ـ ـ ــداء النكـ ـ ــرة‬
‫املوصــوفة قــوهلم ‪( :‬يا رجال يف الــدار) ‪ ،‬و (يا غالما ظريفــا) ‪ ،‬نصــبت ألنك نــاديت من مل تعرفه‬
‫‪ ،‬فوص ــفته ب ــالظرف ‪ ،‬وحنوه ؛ ق ــول اهلل تب ــارك وتع ــاىل ‪ :‬يف (يس) (‪( : )2‬يا حس ‪H‬رةً َعلَى ال ِْعب‪ِ H‬‬
‫‪H‬اد)‬ ‫َ َْ‬
‫وقال الشاعر (‪: )3‬‬
‫‪  ‬ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداماي من جنران أال تالقيا‬ ‫فبلغنـ‬ ‫عرضت‬ ‫إما‬ ‫راكبا‬ ‫فيا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪:‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫وقال آخر‬
‫يا س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاريا بالليل ال ختش ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلّة ‪  ‬س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعيد بن س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلم ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوء كل بالد‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪:‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫وقال آخر‬
‫ـرفض أو يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرتقرق‬
‫أدارا حبزوى هجت للعني ع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربة ‪  ‬فمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء اهلوى يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫(‪)6‬‬
‫فيا موق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا ن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا لغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــريك ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوؤها ‪  ‬ويا حاطبا يف غري حبلك حتطب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فنصب (راكبا) و (ساريا) و (موقدا) و (دارا) ألهنا نداء نكرة موصوفة‪.‬‬


‫ويبــدو أننا هنا أمــام مشــكلة ‪ ،‬وهي مفهــوم كلمة (مفــرد) لــدى اخلليل وكــذلك هل يرتبط‬
‫بيتا املنظومة السـ ـ ـ ــابقان اللـ ـ ـ ــذان أشـ ـ ـ ــار يف أوهلما إىل كلمة (مفـ ـ ـ ــرد) ‪ ،‬مث مثّل للثـ ـ ـ ــاين ‪( :‬يا راكبا‬
‫فرسا)‪.‬‬
‫لو كان املقصود باملفرد (العلم املفرد) لكان قصد اخلليل أن املفرد املنعوت‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬اجلمل ‪.53 / 52‬‬
‫(‪ )2‬اآلية ‪.30‬‬
‫(‪ )3‬الــبيت منســوب لعبد يغــوث يف كتــاب ســيبويه ‪/ 2‬ـ ‪ ، 200‬املقتضب ‪/ 4‬ـ ‪ 204‬؛ شــرح األمشوين ‪/ 3‬ـ ‪، 14‬‬
‫شرح الشواهد للعيين ‪ .14 / 3‬شرح املفصل ‪.127 / 1‬‬
‫(‪ )4‬مل أعثر له على قائل‪.‬‬
‫(‪ )5‬ذو الرمة ؛ الكتاب ‪ ، 199 / 2‬شرح املفصل البن يعيش ‪.63 / 7‬‬
‫(‪ )6‬ورد البيت يف مهع اهلوامع ‪.148 / 1‬‬

‫ـ ‪ 122‬ـ‬
‫مثل (يا زيد الطويــل) رفعا ونصــبا لكلمة الطويل وإن كــان مييل إىل النصب كما تــبني من عبارته‬
‫يف املنظومة ‪:‬‬
‫[فانصب فذاك ـ إذا فعلت ـ األصوب]‬
‫ويبدو من خالل احلوار بني اخلليل وسـيبويه أن ذلك هو املقصــود قـال ســيبويه (‪« : )1‬قلت‬
‫‪ :‬أرأيت قوهلم ‪ :‬يا زيد الطويل ـ عالم نصبوا الطويل؟ قـال ‪ :‬نصب ألنه صــفة ملنصـوب‪ .‬وقــال ‪:‬‬
‫إن شئت كان نصبا على (أعين)‪ .‬فقلت ‪ :‬أرأيت الرفع على أي شيء هو إذا قال ‪ :‬يا زيد؟ قال‬
‫هو صــفة ملرفــوع» وواضح أن النصب له خترجيان عند اخلليل ‪ ،‬أما الرفع فله ختريج واحد ‪ ،‬ومن‬
‫هنا رمبا كان األرجح (النصب)‪.‬‬
‫وعلى هــذا يكــون الــبيت التــايل من املنظومة ليس واقعا حتت هــذا العنــوان ‪ ،‬وإمنا هو بيت‬
‫منفصل يكون له عنوان ‪ :‬باب نداء النكرة املوصوفة مثال‪.‬‬
‫ورمبا كــان هنــاك معىن آخر لكلمة (مفــرد) وهو غري املركب ‪ ،‬وتعين الكلمة الواحــدة غري‬
‫املركبة سواء كانت علما أو غريه ‪ ،‬ولعل يف قول اخلليل اآليت ما يدل على ذلك ‪:‬‬
‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا دعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوت من األسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامي مفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــردا ‪  ‬ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارفع فهو لك إن رفعت مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـوب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وهــذه إشــارة إىل أن من األعالم ما هو مفــرد وما هو غري مفــرد (مــركب) وكلمة (مفــرد)‬
‫ميكن أن تعطي هذه الداللة من حيث تقسـيماهتا الـواردة يف النحو العـريب ‪ ،‬حيث يكـون (املفـرد)ـ‬
‫هو ما ليس مجلة وال شــبه مجلة ‪ ،‬وكــذلك (املفــرد)ـ هو ما ليس مضــافا وال شــبيها باملضــاف وهنا‬
‫نضع رحالنا أمــام ما ورد عند اخلليل يف متثيله يف املنظومة بقوله ‪( :‬يا راكبا فرســا) ‪ :‬وما ورد يف‬
‫(اجلم ـ ـ ــل) ‪( :‬يا س ـ ـ ــاريّا باللي ـ ـ ــل) ‪ ،‬وقوله (أدارا حبزوى)ـ ‪ ،‬وقوله (يا موق ـ ـ ــدا ن ـ ـ ــارا) مما أطلق عليه‬
‫النحوي ــون فيما بعد ‪ :‬الش ــبيه باملض ــاف ‪ ،‬وهو كما يعرفه ابن هش ــام (‪ )2‬بأنه «ما اتصل به ش ــيء‬
‫من متام معناه» وتندرج حتته كل‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬الكتاب ‪.183 / 2‬‬
‫(‪ )2‬شرح قطر الندى وبل الصدى ‪.203‬‬

‫ـ ‪ 123‬ـ‬
‫األمثلة السابقة‪.‬‬
‫وقد قال سيبويه (‪« : )1‬وقال اخلليل ـ رمحه اهلل ـ ‪ :‬إذا أردت النكــرة فوصــفت أو مل تصف‬
‫ورد إىل‬
‫فه ـ ــذه منص ـ ــوبة ؛ ألن التن ـ ــوين حلقها فط ـ ــالت ‪ ،‬فجعلت مبنزلة املض ـ ــاف ملا طـ ــال نصب ّ‬
‫األصل كما فعل ذلك ب (قبل وبعد)‪.‬‬
‫وزعم ـ ــوا أن بعض الع ـ ــرب يص ـ ــرف (قبال وبع ـ ــدا) فيق ـ ــول ‪( :‬اب ـ ــدأ هبذا قبال) فكأنه جعله‬
‫نكــرة‪ .‬فإمنا جعل اخلليل ـ رمحه اهلل ـ املنــادى مبنزلة (قبل وبعــد) ‪ ،‬وشــبهه هبما مفــردين [إذا كــان‬
‫مفردا] فإذا طـال أو أضـيف ؛ شـبهه هبما مضـافني إذا كـان مضـافا ألن املفـرد يف النـداء يف موضع‬
‫نصب» وجعل اخلليل ـ كما ذكر سيبويه ـ منه قول الشاعر ‪:‬‬
‫أدارا حبزوى ‪...‬ـ‬
‫وقول الشاعر ‪:‬‬
‫فيا راكبا إما عرضت ‪...‬‬
‫وإذا انطبق على البيت الثاين إطالق النكرة ‪ ،‬فإن البيت األول يطلق عليه الشبيه باملضاف‬
‫‪ ،‬أو على ح ّد رأي اخلليل ـ النكرة املوصوفة ‪ ،‬ويكون املقصود بكلمة (املفرد) االسم النكــرة غري‬
‫املضــاف الــذي وصــف‪ .‬ومتثيل اخلليل يتشــابه متاما فيما رواه عنه ســيبويه من قــول الشــاعر (أدارا‬
‫حبزوى)ـ مع هـ ـ ـ ــذا القـ ـ ـ ــول نفسه الـ ـ ـ ــذي ورد يف (اجلمـ ـ ـ ــل) ‪ ،‬وذلك أيضا متطـ ـ ـ ــابق مع ما ورد يف‬
‫املنظومة حيث جاء بالشبيه باملضاف يف مثالني قائال ‪:‬‬
‫متوجها ‪  ‬للصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيد دونك إن صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيدك حمصب‬ ‫ويا‬ ‫فرسا‬ ‫راكبا‬ ‫يا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫(‪)2‬‬
‫وعلى هــذا ؛ مل يــذكر اخلليل وال ســيبويه ما يسـمى بالشــبيه باملضــاف بل وتبعهما املربد‬
‫يف عــدم ذكر يف الشــواهد نفســها ‪ ،‬مما دل على االطــراد يف عــدم ذكر الشــبيه باملضــاف واعتبــاره‬
‫نك ــرة موص ــوفة [أدارا حبزوى ـ ـ يا س ــاريا باللي ــل] أو غري موص ــوفة [يا راكبا فرس ــا]‪ .‬ويبقى نص‬
‫اخلليل يف منظومته غامضا يف داللته ‪ ،‬فال ندري ما الذي يقصده بشكل حمدد‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬الكتاب ‪.199 / 2‬‬
‫(‪ )2‬انظر املقتضب ‪ 202 / 4‬ـ ‪.206‬‬

‫ـ ‪ 124‬ـ‬
‫‪ 3‬ـ النداء المضاف‬
‫(‪)1‬‬
‫يقول اخلليل حتت عنوان «باب النداء املضاف»‬
‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا أتت ألف والم بع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدها ‪  ‬وأردت فانصب ما تريد وتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوجب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫جمرب‬
‫يا زيد والضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحاك سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــريا حنونا ‪  ‬فكال كما عبل ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذراع ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ويف هـ ـ ـ ــذا العنـ ـ ـ ــوان وما تاله مشـ ـ ـ ــكلة أخـ ـ ـ ــرى ‪ ،‬فما الـ ـ ـ ــذي يعـ ـ ـ ــود على الضـ ـ ـ ــمري يف قوله‬
‫«بعــدها»‪ .‬رمبا يكــون املقصــود (الم بعد األلــف) لتصــبح (أل) التعريفية ‪ ،‬ويكــون الســؤال إذا ما‬
‫املقص ــود ب ــالبيت؟ رمبا يقصد يف ه ــذه احلالة املن ــادى املض ــاف ‪ ،‬حيث يك ــون املض ــاف مقرتنا ب‬
‫(أل) ‪ ،‬ويف ه ــذه احلالة يك ــون حكمه النصب وجوبا ‪ ،‬وإن ك ــان ه ــذا املعىن ض ــعيفا إذ املض ــاف‬
‫غري املق ــرتن ب (أل) جيب نص ــبه أيضا ‪ ،‬ويك ــون ال ــبيت الث ــاين ال عالقة له ب ــالبيت األول مع أنه‬
‫ينــدرج حتت العنــوان ويفــرتض أن يكــون له عالقة به ‪ ،‬مع أن الــبيت الثــاين له عالقة بــالعنوان يف‬
‫كل األحوال‪.‬‬
‫إذا فاملقصــود هو العطف على املنــادى املفــرد باسم مقــرتن بــاأللف والالم ‪ ،‬وذلك ما ورد‬
‫يف املثال بالبيت الثاين يف قول اخلليل ‪( :‬يا زيد والضحاك) ؛‪.‬‬
‫وعلى ه ــذا يك ــون املقص ــود ج ــواز عطف املق ــرتن ب ــال على املن ــادى بالنصب أو الرفع وإن‬
‫ك ــان ال ــواجب حسب القي ــاس الرفع ‪ ،‬ف ــإذا ك ــان اخلليل تكلم عن النصب أوال ق ــائال ‪[ :‬وأردت‬
‫فانصب ما تريد] فقد قال (وتوجب) ‪ ،‬أي توجب (يا زيد والضحاك) بالرفع حسب القياس»‪.‬‬
‫وقد نقل سـ ـ ــيبويه عن اخلليل ما يفيد ذلك حني يقـ ـ ــول يف الكتـ ـ ــاب (‪« : )2‬وقـ ـ ــال اخلليل ـ ـ ـ‬
‫يرد فيها‬
‫رمحه اهلل ـ من قال (يا زيد والنضر) فنصب ‪ ،‬فإمنا نصب ألن هذا كان من املواضع اليت ّ‬
‫الشيء إىل أصله ‪ ،‬فأما العرب فأكثر ما رأيناهم يقولون ‪( :‬يا زيد والنضر) ‪ ،‬وقرأ األعــرج ‪( :‬يا‬
‫بال َِّأوبِي َم َعهُ َوالطَّْي َر) (‪ )3‬فرفع ‪ ،‬ويقولون ‪( :‬يا عمرو واحلارث)‪.‬‬ ‫ِج ُ‬
‫وقال اخلليل رمحه اهلل ‪ :‬هو القياس كأنه قال و (يا حارث) ‪ ،‬ولو محل‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬املنظومة البيتان ‪.110 ، 109‬‬
‫(‪.187 ، 186 / 2 )2‬‬
‫(‪ )3‬سورة سبأ اآلية رقم ‪.10‬‬

‫ـ ‪ 125‬ـ‬
‫(احلارث) على (يـ ـ ــا) كـ ـ ــان غري جـ ـ ــائز البتة نصب أو رفع من قبل أنك ال تنـ ـ ــادي امسا فيه األلف‬
‫والالم بيا»‪.‬‬
‫وإذا كـ ــان اخلليل يشري إىل أن القيـ ــاس الرفع ‪ ،‬فيكـ ــون واجبا ألن النصب ـ ـ مع اسـ ــتخدام‬
‫البعض له يكـ ـ ــون على غري القيـ ـ ــاس ‪ ،‬واملربد يشري إىل أن اخلليل وسـ ـ ــيبويه خيتـ ـ ــارون الرفع (‪، )1‬‬
‫وتعليق الس ــريايف (‪ )2‬ال ــوارد على كالم اخلليل الس ــابق يصل ب ــالكالم إىل حـ ـ ّد ذكر الوج ــوب ف ــإذا‬
‫كـ ـ ـ ــان االختيـ ـ ـ ــار النضـ ـ ـ ــر؟ (يا زيد والنضـ ـ ـ ــر) الرفع ‪ ،‬ألنه علم ‪ ،‬فـ ـ ـ ــإن اإلختيـ ـ ـ ــار يف مثل [يا زيد‬
‫والرجل] النصب ‪ ،‬بل وجوب ذلك ‪ ،‬فاألخري ليس بعلم وهو اختيار أيب العباس‪.‬‬
‫وذكر الوجــوب هنا يف تلك القضــية وارد لــدى اخلليل والســريايف الــذي قــام بشــرح كتــاب‬
‫سيبويه ‪ ،‬وعلّق على آراء اخلليل‪.‬‬
‫ويف كتاب اجلمل أورد اخلليل اآلية الكرمية السابقة مشريا إىل قراءة من قــرأ (والطــري) على‬
‫(وليؤوب الطري معك) (‪.)3‬‬ ‫ّ‬ ‫الرفع ‪ ،‬وجمازه‬
‫فنص املنظومة مســتقيم غري متعــارض فيما نقله عن ســيبويه يف (الكتــاب) وفيما ورد يف‬ ‫إذا ّ‬
‫كتــاب (اجلمــل) ‪ ،‬وإمنا التعــارض جــاء بني العنــوان وما انــدرج حتته فقط حيث كــان العنــوان عن‬
‫(النداء املضاف) واملندرج حتته (كان العطف على املنادى)‪.‬ـ‬
‫‪ 4‬ـ قط ‪ ،‬قد ‪ ،‬حسب ‪ ،‬كفى‬
‫يشري اخلليل إىل أن ه ــذه الكلم ــات األربع ــة‪ .‬مبعىن واحد س ــواء ما ج ــاء يف ب ــاب (حسب‬
‫وكفى) أو ما جاء يف باب (قطك وقدك) يقول (‪: )4‬‬
‫وتقول ‪( :‬قطك وقدك ألفا درهم) فهما ك (حسبك يف الكالم وأثقب)‬
‫واملعىن املش ــرتك بينهما هو (يكفي)‪ .‬يق ــول اخلليل (‪« : )5‬وأما (حس ــب) (جمزوم ــا) فمعن ــاه‬
‫كما تقول ‪( :‬حسبك هذا) ‪ ،‬أي كفاك ‪ ،‬و (أحسبين ما‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬املقتصب ‪.212 / 4‬‬
‫السالم هارون‪.‬‬
‫(‪ )2‬الكتاب ‪( 187 / 2‬هامش ‪ 9‬من تعليق احملقق الشيخ عبد ّ‬
‫(‪ )3‬اجلمل يف النحو العريب ‪.84‬‬
‫(‪ )4‬املنظومة البيت ‪.183‬‬
‫(‪ )5‬العني ‪.149 / 3‬‬

‫ـ ‪ 126‬ـ‬
‫أعطــاين) أي ‪ :‬كفــاين» ويف موضع آخر من (العني)ـ قــال (‪« : )1‬قط خفيفة ‪ ،‬هي مبنزلة حسب ‪،‬‬
‫يقال (قطك هذا الشيء) أي (حسبكه) ‪ ،‬قال ‪:‬‬
‫امتأل الحوض وقال قطني‬
‫قد وقط لغتان يف (حسب) مل يتمكنا يف التصريف ‪ ،‬فـإذا أضـفتها إىل نفسك قويتا بـالنون‬
‫فقلت ‪ :‬قدين وقطين ‪ ،‬كما ّقووا (عيّن وميّن ولديّن ) بنون أخرى‪.‬ـ‬
‫ق ــال أهل الكوفة ‪ :‬معىن (قط ــين) كف ــاين ‪ ،‬الن ــون يف موضع النصب مثل ن ــون (كف ــاين) ‪،‬‬
‫ألنك تقول ‪( :‬قط عبد اهلل درهم)‪.‬ـ‬
‫وق ـ ــال أهل البص ـ ــرة ‪ :‬الص ـ ــواب فيه اخلفض على معىن ‪( :‬حسب زي ـ ــد) و (كفى زي ـ ــد)‪.‬‬
‫وهــذه النــون عمــاد (‪ )2‬ومنعهم أن يقولــوا ‪( :‬حســبتين) ألن البــاء متحركة ‪ ،‬والطــاء هنــاك ســاكنة‬
‫فكرهـ ــوا تغيريها عن اإلسـ ــكان ‪ ،‬وجعلـ ــوا النـ ــون الثانية من لـ ــديّن عمـ ــادا لليـ ــاء» وقد مثل اخلليل‬
‫لذلك يف منظومته بقوله‬
‫قطني وقدني من مجالسة األلى‬
‫أما قوله (‪: )3‬‬
‫ط) يف تثقيلها ‪  ‬ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاخفض وق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاك اهلل ما ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرتهب‬
‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا أتيت ب (قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ط الـ ــذي يف موضع ‪ :‬ما‬ ‫ويعين هبذا اخلفض ما عنـ ــاه بقوله يف معجم العني ‪« :‬وأما القـ ـ ـ ّ‬‫(‪)4‬‬

‫ط ؛ فإنه جمرور فرقا بني الزم ــان والع ــدد» ومث ــال ال ــوارد يف املنظومة‬
‫أعطيته اال عش ــرين درمها قـ ـ ّ‬
‫دليل قاطع على هذا القصد املوجود يف املثال السابق عند ما يقول (‪: )5‬‬
‫ط الغالم وقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال يوشك يعقب‬
‫مل يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأتين إال خبمسة أسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهم ‪  ‬قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والذي يقارن بني املثالني ‪:‬‬


‫__________________‬
‫(‪.14 / 5 )1‬‬
‫ـرد على من أش ـ ــاروا إىل أن ن ـ ــون العم ـ ــاد من مص ـ ــطلحات‬
‫(‪ )2‬يالحظ اس ـ ــتخدام اخلليل لكلمة عم ـ ــاد ‪ ،‬وهبذا النص ن ـ ـ ّ‬
‫الكوفيني ‪ ،‬فقد ورد يف نص اخلليل مرتني ‪ ،‬انظر املدارس النحوية ‪ ، 112 ، 111‬مدرسة الكوفة ‪ 312‬وهذه إضافة‬
‫جديدة من خالل معجم العني‪.‬‬
‫(‪ )3‬املنظومة ‪.185‬‬
‫(‪.5 / 5 )4‬‬
‫(‪ )5‬املنظومة ‪.186‬‬

‫ـ ‪ 127‬ـ‬
‫ط الغالم) ‪[ ،‬الوارد يف املنظومة] واملثال الوارد يف العني‪.‬‬
‫(مل يأتين إال خبمسة أسهم ق ّ‬
‫ط‬
‫ما أعطيته إال عشرين درهما ق ّ‬
‫يدرك أن املقصود ب (قط) العدد ال الزمان ‪ ،‬وهذا على العكس من الواردة مبعىن الزمــان‬
‫الذي يقول عنها اخلليل (‪: )1‬‬
‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا أردت هبا الزم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان فرفعها ‪  ‬أهيا وأتقن يف الكالم وأصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ويتمثل ما ورد يف املنظومة مع قول اخلليل يف العني ‪:‬‬


‫(‪)2‬‬

‫ط ‪ ،‬وهو رفع ألنه غاية (‪، )3‬‬ ‫ط) [بـالرفع] فإنه األبد املاضي ‪ ،‬تقـول ‪ :‬ما رأيته قـ ّ‬ ‫«وأما (قـ ّ‬
‫مثل قولك ‪( :‬قبل وبعــد) ؛ أال يــدل هــذا التشــابه التــام يف معاجلة هــذين البــابني يف (املنظومــة) ويف‬
‫(العني) على أن ما ورد باملنظومة إمنا هو للخليل ‪ ،‬وأكرب الظن أال يكون هذا التماثل الدقيق من‬
‫قبيل املصادفة‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ باب المجازاة ‪:‬‬
‫من املهم أن نقف أم ــام ب ــاب اجملازاة ‪ ،‬ألن اخلليل اس ــتخدمه بش ــكل ع ــام وداللة واس ــعة‪.‬‬
‫حيث يقول (‪: )4‬‬
‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالقول إن جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــازيت يوما صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاحبا ‪  ‬صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلين أصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلك وقيت ما تتهيب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫إن ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأتين وت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرد أذاي عام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا ‪  ‬ترجع وقرنك حني ترجع أعضب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫واسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتمر اخلليل يف متثيله ألدوات الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرط املختلفة ‪ ،‬لكن من املالحظ أن اخلليل مثّل‬
‫للمجازاة يف نوعيها ‪:‬‬
‫الن‪HH‬وع األول ‪ :‬اجلواب بعد الطلب [األمر والنهي] يف قوله ‪[ :‬صــلين أصــلك] حيث جــزم‬
‫املضــارع يف جــواب الطلب لتــوافر الشــروط اليت أشــرتطها النحــاة وهي ‪ ،‬أن يكــون الطلب ســابقا‬
‫للجواب ‪ ،‬وأن يكون اجلواب مرتتبا على الطلب ‪،‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬املنظومة ‪.187‬‬
‫(‪.14 / 5 )2‬‬
‫(‪ )3‬يالحظ استخدام اخلليل ملصطلح (غاية) وهذا دليل على أن املصطلح بصري ال كويف‪.‬‬
‫(‪ )4‬املنظومة البيتان ‪.195 ، 194‬‬

‫ـ ‪ 128‬ـ‬
‫وال يشــرتط مع املثــال الــوارد [الواقع يف جــواب األمــر] أن يكــون األمر حمبوبا ‪ ،‬فهــذا الشــرط مع‬
‫النهي فقط ومع ذلك فهو أمر حمبوب‪.‬‬
‫الن ــوع الثــاين ‪ :‬اجلواب الواقع بعد أداة الش ــرط ‪ ،‬وقد مثّل لــذلك بأمثلة كث ــرية منها ‪( :‬إن‬
‫تأتين وترد أذاي عامدا ترجع) ‪ ...‬ومنها أيضا ‪( :‬من يأت عبد اهلل يطلب رفده يرجع)‪.‬‬
‫ونالحظ أيضا أن املث ــال األول ال ــذي مثل به اخلليل ك ــان للح ــرف (إن) فهو متق ــدم على‬
‫غـ ـ ــريه ‪ ،‬وهـ ـ ــذا متسق متاما مع ما أورده سـ ـ ــيبويه عن اخلليل عند ما قـ ـ ــال (‪« : )1‬وزعم اخلليل أ ّن‬
‫[إن] هي أم حروف اجلزاء ‪ ،‬فسألته ‪ :‬مل قلت ذلك؟ فقال ‪ :‬من قبل أين أرى حروف اجلزاء قد‬
‫فيكن اســتفهاما ‪ ،‬ومنها ما يفارقه فال يكــون فيه اجلزاء ؛ وهــذه على حالة واحــدة أبــدا‬ ‫يتصــرفن ّ‬
‫ال تفـ ــرق اجملازاة» ‪ ،‬وللخليل حق يف ذلك ف (إن) ال خترج عن اجلزاء أما بقية احلروف فيمكن‬
‫أن خترج إىل االس ــتفهام مثل «مىت ‪ ،‬ما ‪ ،‬من» ومنها ما يف ــارق اجلزاء االس ــتفهام مثل (م ــا) مثال‬
‫اليت تكــون موصــولة أو زائــدة ‪ ..‬إخل ؛ وقناعة اخلليل بــذلك جعلته يــأيت هبا يف أول األدوات عند‬
‫ما مثّل ألدوات الشرط‪.‬‬
‫وللخليل تفسري خ ــاص جلزم الفعل املض ــارع يف ج ــواب األمر كما يف [ص ــلين أص ــلك] أو‬
‫يف ج ـ ــواب النهي مثل ‪( :‬ال تفعل يكن خ ـ ــريا ل ـ ــك) أو يف ج ـ ــواب االس ـ ــتفهام مثل ‪( :‬أال تـ ــأتيين‬
‫أحدثك؟ و‪ ،‬كذلك يف جواب التمين مثل ‪:‬‬
‫(ليته عندنا حيدثنا) ‪ ،‬ويف جواب العرض مثل ‪( :‬أال تنزل تصب خريا)‪.‬‬
‫وبعد أن أورد ســيبويه األمثلة الســابقة وأمثلة أخــرى أراد أن يفسر ســبب هــذا اجلزم عنــده‬
‫وعند اخلليل فقــال (‪« : )2‬وإمنا اجنزم هــذا اجلواب كما اجنزم جــواب (إن تــأتين) ‪ ،‬بــإن تــأتين ألهنم‬
‫جعل ـ ــوه معلقا ب ـ ــاألول غري متس ـ ــتغن عنه إذا أرادوا اجلزاء كما أ ّن (إن ت ـ ــأتين) غري مس ـ ــتغنية عن‬
‫(آتك)‪.‬ـ‬
‫وزعم اخلليل ‪ :‬أن هــذه األوائل كلها فيها معىن (إن) ‪ ،‬فلــذلك اجنزم اجلواب ألنه إذا قــال‬
‫‪( :‬ائتين آتك) فإن معىن كالمه (إن يكن منك إتيان آتك) ‪ ،‬وإذا‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬الكتاب ‪.63 / 3‬‬
‫(‪ )2‬الكتاب ‪.93 / 3‬‬

‫ـ ‪ 129‬ـ‬
‫قال ‪( :‬أين بيتك أزرك) فكأنه قال ‪( :‬إن أعلم مكان بيتك أزرك)‪.‬‬
‫هكــذا كــان تفسري اخلليل الــذي وافقه ســيبويه يف تفســريه بنــاء على رأي أســتاذه ؛ فــاجلزم‬
‫بتقــدير (إن) مع األمر والنهي ؛ واالســتفهام والع ــرض والتمين ولعل ذلك ك ــان ســببا من أســباب‬
‫جعل (إن) أم الباب‪.‬‬
‫ويف كتاب (اجلمـل) (‪ )1‬أشـار اخلليل إىل اجلزم يف جـواب الطلب ‪ ،‬وجـاء باآليـات واألمثلة‬
‫ال ــواردة يف كت ــاب (س ــيبويه) ‪ ،‬وأش ــار أيضا إىل ج ــواز الرفع يف ج ــواب ما مضى ‪ ،‬كما فعل يف‬
‫الكتــاب تفصــيال غري أنه يفسـ ّـر ســبب اجلزم ‪ ،‬فقد أشــار إىل اجنزام األفعــال الواقعة جوابا ‪ ،‬ويبــدو‬
‫أنه مل يكن يف حاجة إىل تفسري ذلك حيث كـ ـ ـ ــان كتـ ـ ـ ــاب (اجلمـ ـ ـ ــل) جممال حلاالت حنوية خاصة‬
‫بــاإلعراب دون اللجــوء إىل ذكر تعليالت فيه ‪ ،‬ورمبا كــان حريصا على تبويبه وعــدم اإلغــراق يف‬
‫ذكر تعليالت أو تفصيالت‪ .‬ولعل ذلك هو املراد عند ما قال يف املنظومة (‪: )2‬‬

‫والرفع يف (اإلثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنني) بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاأللف اليت ‪  ‬بينتها لك يف الكتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب مبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـوب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪ 6‬ـ التعجب‬
‫يتن ــاول اخلليل ه ــذا ال ــدرس النح ــوي حتت عن ــوان ‪( :‬ب ــاب التعجب) ‪ ،‬وهو املدح وال ــذم‬
‫قائال (‪: )3‬‬
‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا ذممت أو امتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدحت فنصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبه ‪  ‬أوىل ‪ ،‬وذلك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ إن قطعت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ تعجب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ما أزين العقل الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحيح ألهله ‪  ‬وأخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوك منه ذو اجلهالة يغضب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ال ميكن القول بأن العنوان وضع خطأ ‪ ،‬وذلك بسبب ذكره أن التعجب هو املدح والــذم‬
‫‪ ،‬فاألبي ــات اليت تن ــدرج حتت ه ــذا العن ــوان ال تعطي فرصة هلذا التخيّل ‪ ،‬والس ــؤال ال ــذي يط ــرح‬
‫نفسه أمامنا اآلن هو ‪ :‬هل للمدح والذم عالقة بالتعجب؟ أو هل التعجب من شيء ما ميكن أن‬
‫يعطي مدحا له أو ذما؟‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬اجلمل ‪ 191‬ـ ‪.193‬‬
‫(‪ )2‬املنظومة البيت ‪.29‬‬
‫(‪ )3‬املنظومة البيتان ‪.93 .92‬‬

‫ـ ‪ 130‬ـ‬
‫(‪)1‬‬
‫لن ــذهب إىل بعض النح ــاة لنع ــرض رأيهم مث نع ــود إىل اخلليل م ــرة أخ ــرى يق ــول الرضى‬
‫«واعلم أن التعجب انفع ـ ــال يع ـ ــرض للنفس عند الش ـ ــعور ب ـ ــأمر خيفى س ـ ــببه ‪ ،‬وهلذا قيل إذا ظهر‬
‫السـ ــبب بطل العجب» هل ميكن أن يكـ ــون هـ ــذا االنفعـ ــال نوعا من املدح أو ال ــذم حيث يك ــون‬
‫الشعور رضا أو غضبا‪.‬‬
‫يقــول ابن يعيش ‪« )2( :‬اعلم أن التعجب معىن حيصل عند املتعجب عند مشــاهدة ما جيهل‬
‫س ــببه ‪ ،‬ويقل يف الع ــادة وج ــود مثله ‪ ،‬وذلك املعىن كال ــدهش واحلرية» هل يك ــون معىن ال ــدهش‬
‫واحلرية املشار إليهما نوعا من املدح أو الذم؟‬
‫يشري سيبويه إىل املثال الذي يقول ‪( :‬ما أحسن عبد اهلل!) مث يقــول (‪« : )3‬زعم اخلليل أنه‬
‫مبنزلة قولك ‪( :‬شئ أحسن عبد اهلل) ‪ ،‬ودخله معىن التعجب‪ .‬وهـ ـ ــذا متثيل ‪ ،‬ومل يتكلم بـ ـ ــه» هل‬
‫ميكن اإلحس ــاس باملدح يف مثل ه ــذا املث ــال ‪ ،‬ويك ــون اإلحس ــاس بال ــذم يف مثل قولنا ‪( :‬ما أس ــوأ‬
‫هذا الطقس!)ـ مثال‪.‬‬
‫لعل ما أورده املربد من هذا القبيل حينما يقول (‪« : )4‬فإن قــال قائل ‪ :‬أرأيت قولك ‪( :‬ما‬
‫أحسن زيدا!) ‪ ،‬أليس يف التقدير واإلعمال ـ ال يف التعجب ـ مبنزلة قولك ‪( :‬شئ ح ّسـن زيـدا) ‪،‬‬
‫فكيف تقـ ـ ــول هـ ـ ــذا يف قولك ‪( :‬ما أعظم اهلل يا فـ ـ ــىت!) وما أكرب اهلل!؟ قيل له ‪ :‬التقـ ـ ــدير على ما‬
‫وص ــفت ل ــك‪ .‬واملعىن ‪( :‬شئ عظّم اهلل يا ف ــىت) ‪ ،‬وذلك الشئ الن ــاس ال ــذين يص ــفونه بالعظمة ‪،‬‬
‫كقولك ‪( :‬كرّب ت كبـ ـ ـ ـ ــريا) و (عظّمت عظيمـ ـ ـ ـ ــا) وما وصف النـ ـ ـ ـ ــاس هـ ـ ـ ـ ــذا إاّل نـ ـ ـ ـ ــوع من املدح‬
‫عز وجل‪.‬‬ ‫والتعظيم للموىل ـ ّ‬
‫ولعل تفسري اخلليل وتعليقه يف كت ــاب (اجلم ــل) على املث ــال نفسه ال ــذي أورده يف الكت ــاب‬
‫يقربنا من تلك الدالل ــة‪ .‬يق ــول اخلليل (‪« : )5‬ق ــوهلم ‪( :‬ما أحسن زي ــدا!) ‪( ،‬وما أك ــرم عم ــرا!) ‪،‬‬
‫وهو يف التّمث ــال مبنزلة الفاعل واملفع ــول ب ــه‪ .‬كأنه ق ــال ‪( :‬شئ ح ّسـ ـن زي ــدا)‪ .‬وحـ ـ ّد التعجب ما‬
‫جيده اإلنســان من نفسه عند خــروج الشئ من عادتــه» وحنن نعلم أن خــروج الشئ من عادته إمنا‬
‫يكون خروجا‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬شرح الكافية ‪.307 / 2‬‬
‫(‪ )2‬شرح املفصل ‪.142 / 7‬‬
‫(‪ )3‬الكتاب ‪.72 / 1‬‬
‫(‪ )4‬املقتضب ‪.176 / 4‬‬
‫(‪ )5‬اجلمل ‪.49‬‬

‫ـ ‪ 131‬ـ‬
‫إما إىل زيادة أو نقصان ‪ ،‬وهنا يكون مثارا للمـدح أو الـذم‪ .‬وإن دل هـذا املعىن لـدى اخلليل ـ إن‬
‫ك ـ ــان ذلك مقص ـ ــودا ـ ـ ـ على شئ ‪ ،‬فإمنا يك ـ ــون داال على أن اخلليل ك ـ ــان يربط النحو بالداللة ‪،‬‬
‫وهذا هنج جيّد‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ قضايا نحوية واقعة تحت باب حروف الجر ‪:‬‬
‫وبعد أن ذكر اخلليل مناذج كثرية هلا قال (‪: )1‬‬
‫وتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬فيها خيلنا وركابنا ‪  ‬من خلفنا أسد ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزار وأذؤب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬فيها ذو العمامة جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالس ‪  ‬والنصب أيضا إن نصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبت تصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـوب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وعليك عبد اهلل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعلم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ مشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفق ‪  ‬ما فيه إال الرفع شئ يع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ما إن يكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون النصب إال بعد ما ‪  ‬مت الكالم وحني ينقص يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرأب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والقضــية املطروحة هنا بوقــوع احلال من املبتــدأ والداللة يف مثل ‪ :‬فيها ذو العمامة جــالس‬
‫[وجيوز جالس ـ ــا] ‪ ،‬ويف مثل ‪ :‬عليك عبد اهلل مش ـ ــفق [ال جيوز إال الرف ـ ــع] ‪ ،‬وقد تنـ ــاول سـ ــيبويه‬
‫ه ـ ـ ــذه القضـ ـ ــية حتت عنـ ـ ــوان ‪« :‬هـ ـ ــذا بـ ـ ــاب ما ينتصب فيه اخلرب) ألنه خرب معـ ـ ــروف يرتفع على‬
‫االبتـ ـ ـ ـ ــداء ‪ ،‬ق ّدمته أو أخرتـ ـ ـ ـ ــه» (‪ )2‬ومثل لـ ـ ـ ـ ــذلك بقوله (‪« : )3‬وذلك قولك ‪( :‬فيها عبد اهلل قائما‬
‫وعبد اهلل فيها قائم ــا) ‪ ،‬فعبد اهلل ارتفع باالبت ــداء ؛ ألن ال ــذي ذك ــرت قبله وبع ــده ليس به ‪ ،‬وإمنا‬
‫هو موضع له ‪ ،‬ولكنه جيرى جمرى االسم املبين على ما قبله ‪ ،‬أال تــرى أنك لو قلت ‪( :‬فيها عبد‬
‫اهلل) حسن الس ــكوت وك ــان كالما مس ــتقيما كما حسن واس ــتغىن يف قولك ‪( :‬ه ــذا عبد اهلل) ‪،‬‬
‫وتقــول ‪( :‬عبد اهلل فيهــا) ؛ قولك كقولك ‪( :‬عبد اهلل أخــوك) ‪ ،‬كأنك قلت (عبد اهلل منطلــق) ‪،‬‬
‫فص ــار قولك فيها كقولك ‪( :‬اس ــتقر عبد اهلل) ‪ ،‬مث أردت أن خترب على أية ح ــال اس ــتقر فقلت ‪:‬‬
‫(قائم ـ ـ ــا) ‪ ،‬ف (قائما ح ـ ـ ــال مس ـ ـ ــتقر فيها ‪ ،‬وإن ش ـ ـ ــئت ألغيت (فيهـ ـ ــا) ‪ ،‬فقلت ‪( :‬فيها عبد اهلل‬
‫قائم)‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬املنظومة األبيات ‪ 41‬ـ ‪.44‬‬
‫(‪ )2‬الكتاب ‪.88 / 2‬‬
‫(‪ )3‬الكتاب ‪( 89 ، 88 / 2‬بتصرف)‪.‬‬

‫ـ ‪ 132‬ـ‬
‫ومثــال اخلليل يعطي الداللة نفســها حني يقــول ‪( :‬فيها ذو العمامة جــالس) ‪[ ،‬أو جالســا]‬
‫حيث جيوز [فيها ذو العمامة] ‪ ،‬واستطرد سيبويه قــائال (‪ : )1‬ومثل قولك ‪( :‬فيها عبد اهلل قائمــا)‬
‫‪( ،‬هو لك خالص ـ ــا) ‪ ،‬و (هو لك خ ـ ــالص) ‪ »..‬مث أكمل التمثيل بقوله ‪ :‬ومثل ذلك ‪( :‬مـ ــررت‬
‫برجل حسـ ــنة أمه كرميا أبوهـ ــا) ‪ ،‬زعم اخلليل أنه أخرب عن احلسن أنه وجب هلا يف هـ ــذه احلالة ‪،‬‬
‫وهو كقولك ‪( :‬مـ ـ ــررتـ برجل ذاهبة فرسه مكسـ ـ ــورا سـ ـ ــرجها) ‪ ،‬واألوىل كقولك ‪( :‬هو رجل‬
‫صدق معروفا صدقه) ‪ ،‬وإن شئت قلت (معروف ذلك) ‪ ،‬و (معلوم ذلك) [بالرفع] على قولك‬
‫(ذاك معروف وذاك معلوم) ؛ مسعته من اخلليل»‪.‬‬
‫واملالحظ أن سيبويه قد طرح هذا اجلانب من القضية مع إيراد كل هذه النمــاذج واألمثلة‬
‫‪ ،‬مث أهنى كالمه بأنه مسع ذلك من اخلليل ‪ ،‬وهـ ـ ــذا يوضح أن ذلك رأي اخلليل نقله عنه تلمي ـ ــذه‬
‫سـ ـ ــيبويه الـ ـ ــذي ذكر اخلليل مـ ـ ــرتني خالل هـ ـ ــذه القضـ ـ ــية بل إنه نسب له هـ ـ ــذا الـ ـ ــرأي يف مواضع‬
‫أخرى‪ .‬فقد ذكر سيبويه هذين املثالني ‪:‬‬
‫هذا أول فارس مقبال‪.‬‬
‫هذا رجل منطلقا‪.‬‬
‫وعلق ســيبويه قــائال (‪« : )2‬وزعم اخلليل أن هــذا جــائز ‪ ،‬ونصــبه كنصــبه يف املعرفة ‪ ،‬جعله‬
‫ح ــاال ‪ ،‬ومل جيعله وص ــفا ‪ ،‬ومثل ذلك ‪( :‬م ــررت برجل قائم ــا) ‪ ،‬إذا جعلت اجملرور به يف ح ــال‬
‫القيام ‪ ،‬وقد جيوز على هذا ‪( :‬فيها رجل قائما) ‪ ،‬وهذا قول اخلليل ـ رمحه اهلل ـ»‪.‬‬
‫وهذا الشق األول من القضية طرحه سيبويه ونسـبه إىل اخلليل صـراحة يف أكـثر من موضع‬
‫‪ ،‬وقد أسهبنا يف النقل عن سيبويه لبيان رأي اخلليل كامال يف هذا اجلانب من القضية‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬الكتاب ‪.91 / 2‬‬
‫(‪ )2‬الكتاب ‪.112 / 2‬‬

‫ـ ‪ 133‬ـ‬
‫أما الشق الثـاين من القضــية ‪ ،‬فهو عــدم جــواز النصب يف مثل ‪( :‬عليك عبد اهلل مشــفق) ‪،‬‬
‫فال جيوز نصب (مشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفق) ؛ ألنه ال جيوز االكتفـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء بقولنا ‪( :‬عليك عبد اهلل) ‪ ،‬وكالم اخلليل‬
‫حيسم األمر عن طريق أسلوب القصر الوارد يف قوله ‪:‬‬
‫ما فيه إال الرفع شيء يعرب‬
‫وقد أش ـ ـ ــار س ـ ـ ــيبويه إىل مثل ما قاله اخلليل يف قوله (‪« : )1‬وأما بك م ـ ـ ــأخوذ زيد ‪ ،‬فإنه ال‬
‫يك ـ ــون إال رفعا ‪ ،‬من قبل أن بك ال تك ـ ــون مس ـ ــتقرا لرج ـ ــل‪ .‬وي ـ ــدلك على ذلك ن ـ ــازل ؛ أنه ال‬
‫يستغين عليه السكوت» مث قال بعد قليل (‪« : )2‬ومثل ذلك ‪( :‬عليك نازل زيد) ‪ ،‬ألنك لو قلت‬
‫‪( :‬عليك زي ــد) ‪ ،‬وأنت تريد ال ــنزول مل يكن كالم ــا»‪ .‬وه ــذا يتماثل مع ع ــدم ج ــواز عليك عبد‬
‫اهلل وتريد اإلشفاق ‪ ،‬وهلذا ال جيوز إال الرفع‪.‬‬
‫ولو قرأنا ما جــاء يف كتــاب (اجلمــل) لوجــدناه مشــاهبا متاما ملا جــاء يف (الكتــاب) حىت يف‬
‫بعض أمثلته ‪ ،‬يقول اخلليل ‪: )3( :‬‬
‫«يف الـ ـ ـ ــدار زيد واقـ ـ ـ ــف‪ .‬وإن شـ ـ ـ ــئت (واقفـ ـ ـ ــا) ‪ ،‬الرفع على خرب الصـ ـ ـ ــفة ‪ ،‬والنصب على‬
‫االسـ ــتغناء ومتام الكالم‪ .‬أال تـ ــرى أنك تقـ ــول ‪( :‬يف الـ ــدار زيـ ــد) ‪ ،‬وقد مت كالمك ‪ ،‬وإذا مل يتم‬
‫كالمك فليس إال الرفع ‪( :‬بك زيد مـ ـ ــأخوذ) ‪( ،‬وإليك حممد قاصـ ـ ــد) أال تـ ـ ــرى أنك قلت (بك‬
‫زيد) مل يكن كالما حىت تقول (مأخوذ)‪.‬ـ‬
‫وباملقارنة بني ما ورد عند سـ ـ ـ ــيبويه جند املثـ ـ ـ ــال نفسه ‪( :‬بك زيد مـ ـ ـ ــأخوذ)‪ .‬هل ميكن أن‬
‫يكــون ما ورد لــدى ســيبويه من قبيل املصــادفة ‪ ،‬أم أنه متــأثر بأســتاذه اخلليــل؟ على أية حــال فقد‬
‫نسب سيبويه الشق األكرب من كالمه للخليل أيضا بدليل ما ورد يف (اجلمل) له‪.‬‬
‫لكن العجيب يف األمر أن اخلليل قد أورد هــذه القضــية يف املنظومة حتت عنــوان «حــروف‬
‫اجلر» وسيبويه أوردها حتت باب (ما ينتصب فيه اخلرب) ‪،‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬الكتاب ‪.124 / 2‬‬
‫(‪ )2‬املصدر نفسه‪.‬‬
‫(‪ )3‬اجلمل ‪.139‬‬

‫ـ ‪ 134‬ـ‬
‫وقد وردت يف اجلمل حتت عنـ ــوان «الرفع خبرب الصـ ــفة»‪ .‬تـ ــرى هل كـ ــان اخلليل حمقا ألن‬
‫القاسم املشــرتك يف كل األمثلة الــواردة هو اجلار واجملرور الواقع خــربا يف حالة اكتمــال الداللة به‬
‫‪ ،‬أو املتعلق ب ـ ــاخلرب يف حالة ع ـ ــدم االكتم ـ ــال ال ـ ــداليل يف مثل ‪ :‬بك زيد مـ ــأخوذ؟ ووجـ ــود اجلار‬
‫واجملرور (الصفة) ضروري يف هذه اجلمله ‪ ،‬هلذا جاء اخلليل هبذه القضية حتت هذا الباب‪.‬‬
‫الجانب الداللي في هذه القضية‬
‫من خالل العرض السابق نرى اخلليل يراعي اجلانب الداليل نقصا أو اكتماال ‪ ،‬فـاألعراب‬
‫ـ ـ كما يظهر ـ ـ مبين على اجلانب ال ــداليل ‪ ،‬واخلليل ال يكتفي ب ــإيراد األمثلة الدالة يف ه ــذا املوطن‬
‫فقط ‪ ،‬بل يشري صراحة إىل ذلك بقوله (‪: )1‬‬
‫ما إن يكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون النصب إال بعد ما ‪  ‬متّ الكالم وحني ينقص يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرأب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ومن هنا فاالكتمـ ــال الـ ــداليل جلملة ‪[ :‬فيها ذو العمامـ ــة] جعل كلمة (جـ ــالس) جيوز فيها‬
‫الرفع على أهنا هي اخلرب أو النصب على أهنا حــال‪ .‬حيث ميكن اعتبــار ‪( :‬فيها ذو العمامــة) خــربا‬
‫مقدما ومبتدأ مؤخرا ‪ ،‬هلذا جيوز النصب ألن احلال يكون بعد اكتمال املعىن (فضلة)‪.‬‬
‫أما النقص ـ ــان ال ـ ــداليل يف قوله ‪( :‬عليك عبد اهلل) (برفع عبـ ــد) فقد أدى إىل وجـ ــوب رفع‬
‫(مش ــفق) على أهنا هي اخلرب وعلى ه ــذا يك ــون املعىن (عبد اهلل مش ــفق علي ــك) ؛ إذ لو ال وج ــود‬
‫كلمة (مشفق) مل يكن هناك معىن مكتمل فال جيوز النصب لعدم االكتمال الداليل‪.‬‬
‫وظاهرة االكتمال أو النقصان الـداليل جمســدة يف ثنايا النحو العــريب يف أبــواب حنوية كثــرية‬
‫‪ ،‬فقد اس ــتخدمها اخلليل ـ ـ كما رأينا ـ ـ يف (ب ــاب التعجب) مث يف ب ــاب (ح ــروف اجلر) والقض ــايا‬
‫املتعلقة به ‪ ،‬مث يف معىن الغاية الـ ــذي يتجسد يف مجلة (حىت وما يـ ــرتتب عليها من إع ـ ــراب ما بعد‬
‫حىت إذا كانت للغاية) ‪،‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬املنظومة البيت ‪.44‬‬

‫ـ ‪ 135‬ـ‬
‫ولعل ه ــذا مجعيه يط ــرح املوض ــوع للدراسة بش ــكل أوسع يف أب ــواب النحو الع ــريب‪ .‬إننا نق ــول ‪:‬‬
‫(عبد اهلل أخوك) حيث يعرب (عبد) على أنه مبتدأ و (أخو) خرب مع وجود املضاف إليه يف كل‬
‫عنصر منهما ‪ ،‬فإذا ما قلنا ‪( :‬عبد اهلل أخوك قادم)‪.‬‬
‫فتغري معىن اإلعــراب ‪ ،‬فتكــون (قــادم) هي اخلرب ‪ ،‬أما (أخــوك) فتصري بــدال أو عطف بيــان‬
‫‪ ،‬ووج ـ ـ ــود كلمة (ق ـ ـ ــادم) جيعل اجلملة قبلها ناقصة وع ـ ـ ــدم وجودها يف اجلملة أصال جيعل اجلملة‬
‫مكتملة ‪ ،‬ويك ـ ـ ــون االع ـ ـ ــراب حسب الس ـ ـ ــياق مع املعىن الق ـ ـ ــائم يف اجلملة ‪ ،‬إذ ال ميكن إع ـ ــراب‬
‫(أخوك) خربا مع وجود (قادم)‪.‬‬
‫ولعل هــذه الظــاهرة تســتحق الدراسة على مســتوى النحو العــريب ال على مســتوى منظومة‬
‫اخلليل فحسب (‪.)1‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬هــذا االســتطراد أجلأنا إليه ما هو جمسد باملنظومة من قضــايا عامة تســتحق الدراسة ‪ ،‬تتصل هــذه القضــايا بــاملعىن يف‬
‫أوسع صوره‪.‬‬

‫ـ ‪ 136‬ـ‬
‫سابعا ‪ :‬األمثلة والنماذج التطبيقية الواردة في المنظومة‬
‫هـ ـ ــذه املنظومة النحوية اليت وضـ ـ ــعها اخلليل يف القـ ـ ــرن الثـ ـ ــاين اهلجـ ـ ــري ؛ هلا من الس ـ ــمات‬
‫واخلصــائص اليت ينــادى النحويــون احملدثون بوجــوب جتســيدها عند دراسة النحو لــدى متعلميه يف‬
‫العصر احلديث ‪ ،‬ويبـ ــدو أن هـ ــذه املنظومة كـ ــان اهلدف منها تعليميا خالصا ‪ ،‬ال عرضا آلراء أو‬
‫تق ـ ــدميا لفلس ـ ــفات حنوية أو قض ـ ــايا خالفية ؛ هلذا رك ـ ــزت ه ـ ــذه املنظومة بش ـ ــكل الفت لنظر أي‬
‫ق ـ ـ ـ ــارئ هلا على األمثلة والنم ـ ـ ـ ــاذج املتنوعة الس ـ ـ ـ ــتخدام القواعد النحوية املختلفة ‪ ،‬فقد تن ـ ـ ـ ــوعت‬
‫األمثلة للظـ ــاهرة الواحـ ــدة أو القاعـ ــدة الواحـ ــدة‪ .‬ويبـ ــدو أن اخلليل كـ ــان حريصا على وضع هـ ــذا‬
‫النهج لالقت ــداء به مس ــتقبال ‪ ،‬وه ــذا ي ــدل على طريقة ص ــحيحة يف األداء ‪ ،‬وي ــدل أيضا على أنه‬
‫سر اإلقبال على اخلليل من تالميذه عند تعليمه إياهم‪.‬‬ ‫نفسر هبذا ّ‬ ‫كان معلما بارعا ‪ ،‬ورمبا ّ‬
‫إذا مل يكن اخلليل ليكتفى مبثـ ـ ــال واحد للظـ ـ ــاهرة كما كـ ـ ــان يفعل املتـ ـ ــأخرون ممن كتب ـ ــوا‬
‫منظومــات حنوية كــابن مالك والسـيوطى ؛ ومن مناذج تكـراره ألمثلته قوله (‪ )1‬حتت عنـوان [بـاب‬
‫التاء األصلية وغري األصلية]‪.‬‬
‫والت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء إن زادت فخفضـ نص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبها ‪  ‬ما عن طريق اخلفض عنها مه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـرد ‪  ‬بيض الوجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوه كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأهنن الربـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬


‫فتق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬إن بن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات عمك خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ومسعت عمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات الفىت يندبنه ‪  ‬كل امـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرئ ال بد يوما ينـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقربـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا‬
‫ودخلت أبي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات الك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرام ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأكرموا ‪  ‬زورى وب ّش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا يف احلديث ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ومسعت أص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــواتا فجئت مب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادرا ‪  ‬والقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم قد شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهرو السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيوف وأجلبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫نالحظ أنه أتى مبثــالني للتــاء الزائــدة يف حالة النصب وعالمته الكســرة (اخلفض) ومها [إن‬
‫عمـات الفــىت] كما أتى مبثــالني للتــاء األصــلية ومها [دخلت أبيــات الكــرام ـ‬
‫بنــات عمك ـ ومسعت ّـ‬
‫مسعت أصواتا] ‪ ،‬ولعلنا نالحظ أنه يف‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬األبيات من ‪ 86‬ـ ‪.90‬‬

‫ـ ‪ 137‬ـ‬
‫البيت األول ‪ ،‬تعلم عن التـاء الزائـدة فقط ؛ هلذا نالحظ أنه قـال بعد التمثيل للتـاءين متحـدثا عن‬
‫التاء األصلية ‪:‬‬
‫فنصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبت ملا أن أتت أصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلية ‪  ‬وكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاك ينصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبها أخونا قطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وهنـ ـ ـ ـ ـ ــاك مالحظة تظهر يف التمثيل عند اخلليل يف معظم مناذجه ‪ ،‬هـ ـ ـ ـ ـ ــذه املالحظة هي أنه‬
‫يسـتمر مع مثاله إىل أن يعطي معىن من املعـاين رمبا كــان حكمة أو موقفا إجيابيا لشئ من األشـياء‬
‫‪ ،‬مع أنه لو اكتفى مبوضع التمثيل فقط لكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان املعىن ‪ ،‬ال نقص فيه ‪ ،‬أاّل أنه يفضل دائما‬
‫االستمرار مع املعىن إىل أن يكون شيئا ذا بال‪.‬‬
‫واألمثلة السـ ــابقة خري دليل على ذلك عند ما ميثل بقوله ‪[ :‬ومسعت عمـ ــات الفـ ــىت] كـ ــان‬
‫من املمكن االكتفـ ــاء بـ ــذلك لكنه جـ ــاء باجلملة احلالية (يندبنـ ــه) وكـ ــان من املمكن ايضا التوقف‬
‫عند هــذا احلد ‪ ،‬لكنه أكمل الــبيت بتلك احلكمة الــواردة يف الشــطر الثــاين واليت تــدل على براعة‬
‫شديدة يف استدعاء املعىن املتوافق مع املعىن السابق فقال ‪:‬‬
‫كل امرئ ال بد يوما يندب‬
‫وهــذا ما حــدث يف الــبيت التــايل عند ما مثّل بقوله ‪« :‬ودخلت أبيــات الكــرام» كــان من‬
‫املمكن االكتف ـ ــاء هبذا الق ـ ــدر ‪ ،‬من التمثيل حيث أعطى املث ـ ــال معىن مفي ـ ــدا ؛ لكنه أكمل املث ـ ــال‬
‫بقوله ‪« :‬فــأكرموا زورى» بــالعطف على ما قبلــه‪ .‬وكــان من املمكن أيضا أن يكتفى هبذا القــدر‬
‫إال أنه آثر أن يوضح بشاشة ه ـ ــؤالء الق ـ ــوم باإلض ـ ــافة إىل ك ـ ــرمهم فق ـ ــال ‪« :‬وب ّش ـ ـوا يف احلديث‬
‫وقربّوا»‪.‬‬
‫فاخلليل مل ي ـ ــرتك املعىن إال بعد اكتماله متاما وبعد إعط ـ ــاء ص ـ ــورة دقيقة ملا يتح ـ ــدث في ـ ــه‪.‬‬
‫وهـ ـ ـ ــذه الطريقة جعلت أمثلته تأخذ حـ ـ ــيزا أكرب من األحكـ ـ ـ ــام النحوية من حيث الشـ ـ ـ ــكل العـ ـ ــام‬
‫للمنظومة ؛ ورمبا ك ـ ــان ح ـ ــرص اخلليل على ذلك من منطق الرتك ـ ــيز ال على القاع ـ ــدة فحسب ‪،‬‬
‫ولكن على املعىن أيضـ ــا‪ .‬وما قـ ــدمناه يف املثـ ــالني السـ ــابقني قليل من كثري ‪ ،‬فهـ ــذا هو النهج الع ــام‬
‫الذي اتبعه اخلليل يف هذه املنظومة التعليمية‪.‬‬

‫ـ ‪ 138‬ـ‬
‫ك ــان اخلليل حريصا على أن يس ــتويف كل ح ــاالت الظ ــاهرة اليت يتكلم عنها متثيال وتطبيقا‬
‫دون اس ـ ــتيفائها بكالم نظـ ـ ــري ال تط ـ ــبيق فيه ‪ ،‬ومناذج ذلك كث ـ ــرية نأخذ منها ما ورد يف ب ـ ــاب‬
‫(املبتدأ وخربه) عند ما قال (‪: )1‬‬
‫وإذا ابت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدأت الق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول باسم س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامل ‪  ‬فارفعه واخلرب ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي يس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتجلب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فاملبت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدأ رفع مجيع كله ‪  ‬ونعوته ولـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاك بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب معجب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫مث بـ ــدأ اخلليل يف التمثيل فجـ ــاء بنمـ ــاذج كثـ ــرية متنوعة هلذا املبتـ ــدأ الـ ــذي عرّب عنه باالسم‬
‫ـح اإلخبــار عنه ‪ ،‬فال يكــون‬ ‫(السامل) الذي يعين ـ كما أظن ـ االسم الصاحل ألن يكــون مبتــدأ ويصـ ّ‬
‫نكـ ــرة ناقصة مثال ‪ ،‬كـ ــذلك أتى بنمـ ــاذج متنوعة للخرب الـ ــذي اسـ ــتجلبه املبتـ ــدأ ‪ ،‬ولنتأمل مناذجه‬
‫كما يلي ‪:‬‬
‫[عمك قادم ومحمد]‬
‫ـلي يف‬
‫املبتــدأ اسم معــرف باإلضــافة ‪ ،‬اخلرب اسم فاعل (مشــتق) مع مراعــاة أن اإلعــراب أصـ ّ‬
‫احلالتني ‪ ،‬وكذلك يف كلمة (حممد) املعطوف‪.‬‬
‫[يزيد ذو ولد]‬
‫املبت ــدأ مع ـ ّـرف بالعلمية ‪ ،‬اخلرب (ذو) ليس مش ــتقا ولكنه وصع موضع املش ــتق وأخذ معن ــاه‬
‫ـلي يف‬‫(ص ـ ــاحب) واكتملت ش ـ ــروطه فقد أض ـ ــيف لغري الض ـ ــمري ‪ ،‬مع مالحظة أن االع ـ ــراب أص ـ ـ ّ‬
‫فرعي يف اخلرب ‪ ،‬مع أنه مل يقل ذلك ومل يشر إليه‪.‬‬ ‫املبتدأ ؛ ّ‬
‫حر]‬
‫[عبد اهلل شيخ صالح] ـ [محمد ّ‬
‫املبتـ ــدأ علم جـ ــاء مركبا تركيبا إضـ ــافيا يف املثـ ــال األول ‪ ،‬وجـ ــاء مفـ ــردا يف املثـ ــال الث ــاين ‪،‬‬
‫واخلرب صفة مشبهة يف املثالني‪.‬‬
‫[الريح ساكنة] ـ [الشمس بازغة]‬
‫معرف باأللف والالم ‪ ،‬واخلرب مفرد‪.‬‬
‫املبتدأ ّ‬
‫[نحن أولو جالد في الوغى] ـ [أنا ابن عبد اهلل]‬
‫املبتــدأ ضــمري واخلرب مضــاف ‪ ،‬جــاء يف (أولــو) معربا إعرابا فرعيا ‪ ،‬ويف (ابن) جــاء معربا‬
‫إعرابا أصليا‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيتان ‪ 130 ، 129‬وانظر األمثلة يف األبيات التالية هلذين البيتني‪.‬‬

‫ـ ‪ 139‬ـ‬
‫فقد جـ ــاء اخلليل بأمثلة متنوعة مراعيا األشـ ــكال املتغـ ــايرة للمبتـ ــدأ واخلرب دون أن يشري إىل‬
‫تلك التفصــيالت‪ .‬ورمبا اعتمد يف ذلك على املعلّم الــذي يقــوم بتوجيه الطالب وإرشــادهم ‪ ،‬فلم‬
‫يكن اخلليل إذا يشـ ــقق القواعد النحوية ويفصـ ــلها بقـ ــدر ما كـ ــان يعتمد على التمثيل املتنـ ــوع مع‬
‫ذكر القاعدة العامة يف أول األمر ‪ ،‬وهكذا كان يفعل ذلك دائما ‪ ،‬ويستطيع املتأمل يف أي باب‬
‫أن جيد ذلك جمسدا يف املنظومة‪.‬‬
‫وهـ ـ ـ ـ ــذه النمـ ـ ـ ـ ــاذج واألمثلة الـ ـ ـ ـ ــواردة تعطي صـ ـ ـ ـ ــورة علمية واجتماعية للخليل حيث تظهر‬
‫حكمته البالغة ‪ ،‬واحلكمة يف أقواله ‪ ،‬وتدينه العميق ولعل ما ورد من حكمة يف منظومته يتش ــابه‬
‫مع ما ورد من حكمة يف أقواله األخ ــرى ولنق ــرأ منوذجا واحـ ــدا داال على حكمته العميقة يق ــول‬
‫اخلليل (‪: )1‬‬
‫ال خري يف رجل يعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرض نفسه ‪  ‬للـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذم ال ‪ ..‬ال خري فيمن يغضب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫حكمة بالغة األثر ت ـ ــدل على رجل مترس باحلي ـ ــاة وخربها جيـ ــدا ‪ ،‬أيضا ت ـ ــدل مناذجه على‬
‫تقــواه وإخالصه وحبّه لدينه ‪ ،‬كما تــدل على عمق إميانه ‪ ،‬ولعل ما ذكر ســابقا دال على ذلــك‪.‬‬
‫وســنكتفي هنا بنمــوذجني فقط حيث كــثرت مناذجه الدالة على صــدق إميانه والتزامه بشــريعة اهلل‬
‫التزاما مطلقا‪.‬‬
‫يقول (‪: )2‬‬
‫وتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ال تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدع الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالة لوقتها ‪  ‬فيخيب سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعيك مث ال تسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتعتب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪:‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫ويقول أيضا‬
‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأجب وال تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدع الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالة مجاعة ‪  ‬إن الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالة مع اجلماعة أطيب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقد كثرت مناذجه الدالة على ذلك ‪:‬‬ ‫(‪)4‬‬

‫كذلك تـدل مناذجه ومتثيله على أن اخلليل كـان حمبّا للغــزل يف أقــوال ‪ ،‬ويبــدو أنه آمن بـأن‬
‫األمثلة والنماذج ال بد أن خترج عن مرحلة اجلمود إىل‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪.259‬‬
‫(‪ )2‬البيت ‪.234‬‬
‫(‪ )3‬البيت ‪.165‬‬
‫(‪ )4‬تنــاولت هــذه القضــية بالتفصــيل حتت عنــوان شخصــية اخلليل من خالل منظومته وأوردت كثــريا من النمــاذج تــدل‬
‫على شخصية اخلليل‬

‫ـ ‪ 140‬ـ‬
‫العقلي مرة ‪ ،‬أو التعامل معها بالقلب واملشاعر واألحاسيس مرة أخرى ســواء كــانت أمثلة غزلية‬
‫‪ ،‬وهي كث ــرية ‪ ،‬أو أمثلة ت ــدخل يف ح ــيز األحك ــام الدينية كال ــدعوة إىل احلرص على الص ــالة يف‬
‫وقتها ومع اجلماعة ‪...‬ـ اخل‪ .‬وكأنه كــان حريصا على أن يقــدم تلك املعــاين لإلفــادة منها دينيا أو‬
‫اجتماعيا أو نفسيا عن طريق التسرية ‪ ،‬كل هذا مع اإلفادة األصلية ‪ ،‬وهي اإلفادة النحوية‪.‬‬

‫ـ ‪ 141‬ـ‬
‫[ثامنا ‪ ]:‬نتائج الدراسة ‪:‬‬
‫نســتطيع ـ من خالل هــذه الدراسة ـ ـ أن خنرج ببعض النتــائج اليت الحظناها وتوقفنا أمامها‬
‫وهي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذه املنظومة كشف جديد لعمل من أعمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال اخلليل ‪ ،‬وهو من هو يف حقل‬
‫الدراسات اللغوية حنوا وصرفا وأصواتا وعروضا ‪ ،‬تلك األعمــال اليت جيب االســتمرار يف البحث‬
‫والكشف عن بقية جوانبها من خالل كتبه املفقودة اليت تشري إليها كتب الرتاجم‪.‬‬
‫(‪ )2‬املنظومة منهج ج ــاد لتعليم النحو بش ــكل أك ــثر يس ــرا على الطالب حىت ولو احت ــاج‬
‫األمر إىل معلم يكشف عن خباياها ونظامها‪.‬‬
‫(‪ )3‬من خالل دراسة املنظومة اس ــتطعنا تع ــديل بعض املف ــاهيم ح ــول بعض املص ــطلحات‬
‫النحوية اليت نســبت خطأ إىل الكوفــيني وشــاعت تلك النســبة حىت اليــوم ‪ ،‬إىل أن ظهر اســتخدام‬
‫اخلليل هلا من خالل منظومته ‪ ،‬بل ومن خالل املقارنة بكتـ ـ ـ ـ ــاب سـ ـ ـ ـ ــيبويه وكتـ ـ ـ ـ ــاب (اجلمـ ـ ـ ــل) و‬
‫(معجم العني)‪.‬‬
‫(‪ )4‬التأكيد على أن اخلليل مؤسس املدرسة البصـ ـ ـ ـ ــرية ومؤصل قضـ ـ ـ ـ ــاياها النحوية واملؤثر‬
‫األول يف النحو الكــويف ‪ ،‬ألن الكوفــيني تتلمــذوا على يديه إما مباشــرة مثل الكســائى الــذي وافق‬
‫اخلليل يف كثري من آرائه أو من خالل كتاب سيبويه الذي حيمل فكر اخلليل أيضا‪.‬‬
‫(‪ )5‬الكشف عن صـ ـ ـ ـ ــورة شخصـ ـ ـ ـ ــية اخلليل حكمة وتـ ـ ـ ـ ــدينا وعن بعض جـ ـ ـ ـ ــوانب حياته‬
‫االجتماعية ‪ ،‬وذلك من خالل النماذج واألمثلة التطبيقية الواردة يف املنظومة‪.‬‬

‫ـ ‪ 142‬ـ‬
‫القسم الثاني‬
‫التحقيق‬

‫ـ ‪ 143‬ـ‬
‫ـ ‪ 144‬ـ‬
‫‪ 1‬ـ وصف نسخ المخطوطة‬
‫من خالل البحث والتنقيب بني صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفحات املخطوطـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات املختلفة وخاصة اجملاميع منها‬
‫اس ـ ــتطعت العثـ ـ ــور على عشر نسخ خمطوطة من منظومة اخلليل ابن أمحد يف النحو ‪ ،‬كتبت كلها‬
‫خبط ـ ــوط خمالفة ‪ ،‬من ه ـ ــذه النسخ مثاين نسخ ك ـ ــانت ض ـ ــمن جماميع ض ـ ــمتها دائ ـ ــرة املخطوطـ ــات‬
‫والوثائق التابعة لوزارة الرتاث القومي والثقافة بسلطنة عمان هذه النسخ هي ‪:‬‬
‫(‪ )1‬نسخة رقم ‪ 2988‬ورمز هلا بالرمز (أ)‪.‬‬
‫(‪ )2‬نسخة رقم ‪ 3122‬ورمز هلا بالرمز (ب)‪.‬‬
‫(‪ )3‬نسخة رقم ‪ 3702‬ورمز هلا بالرمز (ج)‪.‬‬
‫(‪ )4‬نسخة رقم ‪ 3371‬ورمز هلا بالرمز (د)‪.‬‬
‫(‪ )5‬نسخة رقم ‪ 3245‬ورمز هلا بالرمز (ه)‪.‬‬
‫(‪ )6‬نسخة رقم ‪ 1974‬ورمز هلا بالرمز (و)‪.‬‬
‫(‪ )7‬نسخة رقم ‪ 2318‬ورمز هلا بالرمز (ز)‪.‬‬
‫(‪ )8‬نسخة رقم ‪ 3058‬ورمز هلا بالرمز (ح)‪.‬‬
‫والنسختان األخريان وجدتا يف مكتبتني خاصتني ‪ ،‬هاتان النسختان مها ‪:‬‬
‫(‪ )9‬نسـ ـ ــخة رقم ‪( 434‬حنو) مبكتبة معـ ـ ــايل السـ ـ ــيد حممد بن أمحد البوسـ ـ ــعيدي ورمز هلا‬
‫بالرمز (ط)‪.‬‬
‫(‪ )10‬نســخة رمز هلا بــالرمز (ي)ـ وهي نســخة من مكتبة الفاضل ‪ /‬الشــيخ ســامل بن محد‬
‫بن سليمان بن محيد احلارثي من والية املضريب بسلطنة عمان‪.‬‬
‫وفيما يلي وصف دقيق هلذه النسخ ‪ ،‬وحتديد النسخة األصل وأسباب ذلك ‪:‬‬
‫‪ 1‬ـ النسخة (أ)‪:‬‬
‫حتمل هذه النسخة رقم ‪ 2988‬بدائرة املخطوطات والوثائق بوزارة الرتاث‬

‫ـ ‪ 145‬ـ‬
‫الق ــومي والثقافة بس ــلطنة عم ــان ‪ ،‬وهي عب ــارة عن ‪ 23‬ص ــفحة من القطع املتوسط [‪*21‬ـ ـ ‪15‬‬
‫س ـ ــم] حتت ـ ــوي الص ـ ــفحة منها على مخسة عشر سـ ــطرا تقريبا ‪ ،‬فيما ع ـ ــدا الص ـ ــفحة األخ ـ ــرية فقد‬
‫احتوت على مثانية أبيات ‪ ،‬كتبت خبط النسخ باملداد األسود واألمحر‪.‬‬
‫حالة املخطــوط جيــدة ‪ ،‬غري أن به رطوبة بعيــدة عن صــفحات املنظومة اليت جــاءت ضــمن‬
‫جمموع يف جملد واحد‪.‬‬
‫قبل منظومة اخلليل هـ ـ ـ ـ ــذه جـ ـ ـ ـ ــاء نص منظومة (ملحة اإلعـ ـ ـ ـ ــراب) مع تفسري النص ‪ ،‬وبعد‬
‫منظومة اخلليل جاءت منظومة أخرى يف النحو أليب سامل بن كهالن بن نبهان وقد جــاء يف أوهلا‬
‫‪:‬‬
‫تعلم هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداك اهلل تعلم وعلّم ‪  ‬ودع ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـل ما ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدعو إىل اجلهل تس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلم‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـين النحو واعلم بأنّه ‪  ‬دليل ومصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــباح وسل عنه تعلم‬
‫تعلّم بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫‪  ‬إىل النحو حمتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاج وما أنت بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالعمي‬ ‫علمه‬ ‫حم‬


‫ّ‬ ‫ولو‬ ‫علم‬ ‫أخي‬ ‫وكل‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـجل الناسخ‬
‫وجاءت هذه املنظومة أليب سامل هناية للمجموع بعد منظومة اخلليل ‪ ،‬ومل يسـ ّ‬
‫تاريخ النسخ ‪ ،‬ومل يعرف من هو على وجه التحديد‪.‬‬
‫بدأت هذه النسخة بقوله ‪:‬‬
‫وقال اخلليل بن أمحد العروضي يف تسهيل النحو ‪:‬‬
‫‪  ‬أوىل وأفضل ما ابت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدأت وأوجب‬ ‫مبنّه‬ ‫احلميد‬ ‫هلل‬ ‫احلمد‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ويف هناية املنظومة ‪ ،‬وبعد البيت األخري كتب ما يلي ‪:‬‬


‫مت قص ــيدة اخلليل بن أمحد العروضي ـ ـ رمحة اهلل عليه ـ ـ وعلى مجيع املس ــلمني واملس ــلمات‪.‬‬
‫آمني‪.‬ـ وصلّى اهلل على حممد النيب األمي وآله وسلّم تسليما‪.‬‬
‫متّ معروضا على حسب الطاقة واإلمكان واهلل أعلم بصحته»‪.‬‬
‫وبعده مباشرة كتب ‪:‬‬
‫وقال أبو اليمان ‪:‬‬
‫امليم (م) املرجل ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالوا تكس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــره ‪  ‬وجيمه مفتوحة إذ ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذكره‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫موالكا‬ ‫قاله‬ ‫قد‬ ‫احلب بضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّد ذاكا ‪  ‬إعرابه‬


‫ومرجل ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـ ‪ 146‬ـ‬
‫وبدأ الناسخ بعد ذلك يف صفحة جديدة يف قصيدة أيب سامل بن كهالن املشار إليها آنفا‪.‬‬
‫ومع أن ه ــذه النس ــخة من املنظومة ال حتمل يف طياهتا ت ــاريخ نســخها إال أنين نظ ــرت إليها‬
‫على أهنا النسخة األصل عند املقارنة بني النسخ اليت عثرت عليها ‪ ،‬وذلك لألسباب التالية ‪:‬‬
‫(‪ )1‬كان الناسخ حريصا على ضبطها صحيحا إىل حد كبري‪.‬‬
‫(‪ )2‬جودة خطها ؛ وعدم التباس كلماهتا أو غموض حروفها إال يف القليل النادر‪.‬‬
‫(‪ )3‬من الواضح أن الناسخ كان أمينا مع نفسه ‪ ،‬فقد كان حريصا دائما يف هذا اجملموع‬
‫الــذي جــاء كله خبط واحد ‪ ،‬أقــول كــان حريصا على مراجعة نســخته إما على النســخة اليت نقل‬
‫منها ؛ أو على نس ــخة أخ ــرى ‪ ،‬وقد مـ ـ ّـر منذ قليل النص ال ــوارد يف هناية املنظومة بعد نس ــخها ‪،‬‬
‫وتقريبا هـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا قوله دائما بعد كل خمطوطة ينسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخها ‪ ،‬فقد قـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال بعد انتهائه من نسخ (ملحة‬
‫ص ـ ـ ـه متت (ملحة اإلعـ ـ ــراب) بتفسـ ـ ــريها واحلمد هلل حق محده وصـ ـ ــلواته على خري‬ ‫اإلعـ ـ ــراب) ما ن ّ‬
‫خلقه حممد وآله وس ـ ـلّم تس ـ ــليما كث ـ ــريا ؛ ع ـ ــرض على نسـ ــخة من بعض النسخ ‪ ،‬ـ ـ ـ واهلل أعلم ـ ـ ـ‬
‫بصحته وباهلل التوفيق ـ ‪ ..‬اخل»‪.‬‬
‫وإن دل هذا على شيء ؛ فإمنا يـدل على أن هنــاك نسـخة أخــرى أقــدم وأصح من النسـخة‬
‫األصل ‪ ،‬فـإذا كـانت النســخة األصل أصح النسخ فيما بني أيــدينا منها فـإن النســخة اليت نقل فيها‬
‫‪ ،‬أو اليت متت املقارنة من خالهلا ‪ ،‬أكــثر صــحة مما بني أيــدينا ‪ ..‬هــذه النســخة مل نصل إليها بعد‬
‫خالل حبثنا‪.‬‬
‫(‪ )4‬من خالل كالمنا السـ ـ ــابق يظهر لنا سـ ـ ــبب جيد الختيـ ـ ــار هـ ـ ــذه النسـ ـ ــخة أصال لبقية‬
‫ـح النسخ كتابة حيث قلّت أخطاؤها ‪ ،‬فقد زادت نسـبة األخطــاء يف بقية النسخ‬ ‫النسخ‪ .‬فهي أص ّ‬
‫وشـ ّـوهت األبيــات إما حنويا أو صــرفيا أو عروضــيا أو إمالئيا ‪ ،‬وكــان نص األصل أشد وضــوحا‬
‫وأكثر استقامة من غريه يف بقية النسخ‪.‬‬
‫وقد احتوى هذا اجملموع ـ باإلضافة إىل شرح (ملحة اإلعراب) وقصيدة‬

‫ـ ‪ 147‬ـ‬
‫أيب ســامل بن كهالن ـ على مثلثــات قطــرب مث مثلثة العــامل علي بن ناصر الســورادي ‪ ،‬مث مثلثــات‬
‫أليب حـ ــبيب متام بن عبد ال ّس ـ ـالم اللخمي ‪ ،‬مث كتـ ــاب املقص ـ ــور واملم ـ ــدود البن دريد ‪ ،‬وأخـ ــريا‬
‫أرجوزة يف الظاء والضاد‪.‬‬
‫والغــريب يف األمر أن حيتــوي هــذا اجملمــوع على تلك املخطوطــات القيمة كلها وال يــذكر‬
‫ناسخها امسه أو تاريخ النسخ يف أية نسخة منها ‪ ،‬ويبدو اهتمام ناســخها بالنصــوص اجليــدة لغويا‬
‫‪ ،‬وحنويا مما جعل هلذا اجملم ـ ــوع قيمة ك ـ ــربى بني اجملاميع اللغوية املت ـ ــوفرة يف دائ ـ ــرة املخطوط ـ ــات‬
‫والوثائق بوزارة الرتاث القومي والثقافة بسلطنة عمان‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ النسخة (ب)‪:‬‬
‫وهي النســخة اليت حتمل رقم ‪ 3122‬بــدائرة املخطوطــات والوثــائق بســلطنة عمــان ‪ ،‬وهي‬
‫عبـ ــارة عن ‪ 23‬صـ ــفحة من القطع املتوسط [‪ *22‬ـ ـ ‪ 16‬سـ ــم] ؛ كل صـ ــفحة حتتـ ــوي على (‪15‬‬
‫سطرا) تقريبا ‪ ،‬فيما عدا الصفحة األخرية اليت حتتــوي على ثالثة أبيــات ‪ ،‬يعقبها مباشــرة خمطــوط‬
‫«نزهة الطرف يف علم الصرف» ‪ ،‬وقد كتب املخطوط خبط النسخ باملداد األسود واألمحر‪.‬‬
‫وقد ج ـ ــاءت منظومة اخلليل يف ه ـ ــذه النس ـ ــخة ض ـ ــمن جمم ـ ــوع دون ذكر العن ـ ــوان ‪ ،‬فقد‬
‫ذك ــرت البس ــملة مث بــدأ مباش ــرة يف النص ‪ ،‬وقد ســبقت منظومة اخلليل يف هــذا اجملم ــوع بكتــاب‬
‫«التقريب» يف النحو ‪ ،‬مث تالها ـ كما سبق ـ كتاب «نزهة الطرف يف علم الصرف» ‪ ،‬وقد ضم‬
‫ه ــذا اجملم ــوع أيضا نصوصا مهمة منها ‪ :‬قص ــيدة «ال ــربدة» لإلم ــام البوص ــريي ‪ ،‬وقص ــائد لإلم ــام‬
‫الشــافعي ‪ ،‬وقصــائد لإلمــام علي بن أيب طــالب ‪ ،‬وقصــيدة اخلزرجية مع شــرحها عالوة على نص‬
‫منظومة اخلليل اليت نقف أمامها اآلن‪.‬‬
‫ومع أن حالة املخطــوط جيــدة من حيث الشــكل العــام إال أهنا تتسم بســمات ابعــدهتا عن‬
‫كون اعتمادها أصال ‪ ،‬هذه السمات هي ‪:‬‬
‫نصها دون إشارة إىل مؤلفها‪.‬‬ ‫(‪ )1‬أن هذه النسخة غري منسوبة ألحد ‪ ،‬فقد ورد ّ‬
‫ـجل بعضــها على اهلامش ويــرتك البعض اآلخر‬ ‫(‪ )2‬ينسى ناســخها بعض األبيــات ‪ ،‬مث يسـ ّ‬
‫دون كتابة ‪ ،‬فتظهر النسخة ناقصة‪.‬‬

‫ـ ‪ 148‬ـ‬
‫(‪ )3‬يكثر ترك بعض الكلمات وخاصة يف بداية األبيــات ‪ ،‬ويكــون مكاهنا بياضا ال كتابة‬
‫فيه ‪ ،‬رمبا ش ّكا يف قراءهتا أو صعوبة ‪ ،‬أو متّ النقل عن نسخة هي كذلك ‪ ..‬اخل‪.‬‬
‫(‪ )4‬اتسـمت هـذه النســخة ـ وكــذلك النســخة ج ـ بـأن ناســخها يقلب دائما اليـاء يف هناية‬
‫الكلمات إىل ألف مثل (الوغا ‪ ،‬احلما ‪ ،‬الورا) يف (الوغى ‪ ،‬احلمى ‪ ،‬الورى) (‪.)1‬‬
‫(‪ )5‬يف هذه النسخة تكتب الكلمات الواردة يف هناية الــبيت واليت حتمل واو اجلماعة مثل‬
‫(كــذبوا ‪ّ ،‬قربــوا ‪ ،‬أنصــبوا) تكتب هــذه الكلمــات دون واو اجلماعة ‪ ،‬وإن كــان أحيانا يتــداركها‬
‫فيسجل الواو فوق الكلمة (‪.)2‬‬
‫(‪ )6‬ليس لدى ناسخ هذه النسخة عالقة بعلم العروض دليل ذلك ‪:‬‬
‫ختل بـ ـ ــوزن الـ ـ ــبيت موسـ ـ ــيقيا وال تعليق منه يوضح هـ ـ ــذا اخللل‬
‫(أ) األخطـ ـ ــاء اليت يقع فيها ّ‬
‫املوسـ ـ ــيقي ‪ ،‬وهـ ـ ــذا دليل أيضا على عـ ـ ــدم الـ ـ ــوعي هبذه األخطـ ـ ــاء ‪ ،‬وأمثلة ذلك كثـ ـ ــرية واردة يف‬
‫اهلوامش والتعليقات على أبيات املنظومة‪.‬‬
‫(ب) أحيانا ك ــان الناسخ ينقل بعض احلروف أو الكلم ــات من الش ــطر الث ــاين إىل الش ــطر‬
‫األول أو العكس ‪ ،‬فيؤدي هذا إىل اخللل املوسيقي دون إشارة إىل ذلك (‪.)3‬‬
‫ك ــان كل ما مضى س ــببا يف إبعـ ــاد هـ ــذه النس ــخة عن كوهنا أصال هلذه املنظومة ‪ ،‬ف ــالنص‬
‫ليس مستقيما ‪ ،‬بل تضمن األخطاء اليت أوجبت التوقف أمامها حبذر‪.‬‬
‫واملالحظ أن هــذه هي النســخة الوحيــدة اليت مل تنسب املنظومة فيها ال إىل اخلليل وال إىل‬
‫غريه ‪ ،‬فقد جاء قبلها مباشرة كتاب التقــريب يف النحو الـذي جـاء يف آخــره «مت كتــاب التقــريب‬
‫بعــون اهلل وتوفيقه وصـلّى اهلل على نبينا حممد وآله وسـلّم تســليما ‪ ،‬واحلمد هلل رب العــاملني ‪ ،‬وال‬
‫حـ ــول وال قـ ــوة إال باهلل العلي العظيم»‪ .‬مث بـ ــدأ الصـ ــفحة التالية مباشـ ــرة بقوله ‪ :‬بسم اهلل ال ــرمحن‬
‫الرحيم ‪..‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬انظر البيتني ‪ 215 ، 188‬كنموذج هلذه الظاهرة‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر البيتني ‪ 190 ، 184‬كنموذج هلذه الظاهرة‪.‬‬
‫(‪ )3‬انظر مناذج لظــاهرة اخللل املوســيقي بشــقيها يف األبيــات ‪، 272 ، 267 ، 257 ، 256 ، 244 ، 193‬‬
‫‪.281‬‬

‫ـ ‪ 149‬ـ‬
‫‪  ‬أوىل وأفضل ما ابت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدأت وأوجب‬ ‫مبنّه‬ ‫احلميد‬ ‫هلل‬ ‫احلمد‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫إىل آخر املنظومة‪.‬‬


‫ويبــدو أهنا نســخت عــام ‪ 1117‬ه‍ على يد حممد بن ســعيد بن راشد بن عمر العيســائي ‪،‬‬
‫حيث ج ـ ــاء كت ـ ــاب «نزهة الط ـ ــرف يف علم الص ـ ــرف» تاليا لنص املنظومة ومش ـ ــاهبا له يف اخلط‬
‫نصا يشري إىل تاريخ النسخ بقوله يف آخر املخطوطة ‪:‬‬ ‫واحلرب والورق ‪ ،‬وقد ذكر الناسخ ّ‬
‫متّ الكتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحى الزهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــراء عن كمل ‪  ‬بعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون رب قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمي قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاهر أزل‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبحانه الواحد القه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار ليس له ‪  ‬يف خلقه من ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــريك مثّ أو مثل‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ألربع مث مخس بعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدهن مضت ‪  ‬من شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهر شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعبان ذي األنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوار يا أملي‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫قد خلت كمال ‪  ‬من قبلها مائة متّت بال جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدل‬ ‫(‪)1‬‬
‫لسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبع عشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرة عاما‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫من بعد ألف مضى يا صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاح عن خرب ‪  ‬من هج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرة املص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــطفى اهلادي إىل ال ّسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبل‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلى عليه إهلي كلّما ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدلت ‪  ‬محائم األيك باألبك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار واألصل‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫مث قال ‪:‬‬


‫«كتبه الفقري إىل اهلل تعاىل حممد بن سعيد بن راشد بن عمر العيسائي بيده»‪.‬‬
‫ولعل ه ـ ـ ــذا التش ـ ـ ــابه ال ـ ـ ــذي وجد بني املنظومة وكت ـ ـ ــاب «نزهة الط ـ ـ ــرف» يف اخلط واحلرب‬
‫والـ ــورق هو الـ ــذي جعلنا نقـ ــول إن تـ ــاريخ النسخ واحد يف املخطـ ــوطني أو على األقل متقـ ــارب‬
‫تقاربا شديدا ‪ ،‬حيث ضمهما جمموع واحد وناسخ واحد على األرجح‪.‬‬
‫ومع أن تـ ـ ــاريخ النسخ قد عـ ـ ــرف بـ ـ ــالتقريب اال أننا مل نعتمد هـ ـ ــذه النسـ ـ ــخة أصال وذلك‬
‫لألسباب السابقة‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ النسخة (ج)‪:‬‬
‫حتمل هـ ــذه النسـ ــخة رقم ‪ 3072‬بـ ــدائرة املخطوطـ ــات والوثـ ــائق بـ ــوزارة الـ ــرتاث الق ــومي‬
‫والثقافة بســلطنة عمــان ‪ ،‬وهي عبــارة عن ‪ 23‬صــفحة من القطع املتوسط [‪ *22‬ـ ‪ 15‬ســم] كل‬
‫صفحة حتتوي على ‪ 15‬سطرا تقريبا ‪ ،‬غري أن الصفحة‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬والصحيح «لسبعة عشر عاما» غري أن ضرورة الشعر أجلأت الناسخ إىل ما قاله‪.‬‬

‫ـ ‪ 150‬ـ‬
‫األخ ــرية ك ــان هبا أربعة أبي ــات تنتهي بكالم الناسخ ال ــذي يق ــول فيه ‪« :‬متت القص ــيدة بع ــون اهلل‬
‫ومنّه وكرمه يف يوم االثنني اخلامس من شهر رمضان املبارك الشريف من شــهور ســنة ‪ 1277‬ه‬
‫‍»‪ .‬وقد كتبت هذه املنظومة خبط النسخ باملداد األسود واألمحر‪.‬‬
‫ج ــاءت هـ ــذه النس ــخة من املنظومة ض ــمن جممـ ــوع أيضا ‪ ،‬قبلها مباشـ ــرة خمطـ ــوط (التحفة‬
‫القطانية) ملؤلفه عبد اهلل بن الشيخ أمحد القطان (‪ 1141‬ه‍) بعده مباشرة قال الناسخ ‪:‬‬
‫«ه ــذه قص ــيدة اخلليل بن أمحد العروضي يف النحو ‪ ،‬بسم اهلل ال ــرمحن ال ــرحيم» مث ب ــدأ يف‬
‫أبيات املنظومة ‪ ،‬وانتهى بكالمه الســابق الــذي ذكر منذ قليل واتضح منه أن النسخ كــان يف عــام‬
‫‪ 1277‬ه‍‪.‬‬
‫ومل تعـ ـ ّد ه ــذه النس ــخة أصال مع وج ــود ت ــاريخ نس ــخها ‪ ،‬وذلك بس ــبب ك ــثرة األخط ــاء‬
‫ال ــواردة هبا وخاصة األخط ــاء النحوية (‪ )1‬عالوة على اخللل املوس ــيقي لبعض األبي ــات ‪ ،‬ولعلين ال‬
‫أب ـ ــالغ عند ما أميل إىل الق ـ ــول ب ـ ــأن الناسخ ك ـ ــان يغرّي برغبته أحيانا بعض الكلم ـ ــات يف األبيـ ــات‬
‫كتغيري (ب ــانت) ب ــدل (ن ــأت) حيث اس ــتقام ال ــوزن واملعىن يف ال ــبيت وقد ج ــاءت الكلمة يف كل‬
‫النسخ (ن ـ ـ ــأت) وعنه فقط ؛ (ب ـ ـ ــانت) (‪ )2‬دون بقية النسخ ‪ ،‬ومما س ـ ـ ـ ّـهل التغيري احملافظة على وزن‬
‫البيت مع التغيري‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ النسخة (د)‪:‬‬
‫وحتمل رقم ‪ 3371‬بــدائرة املخطوطــات والوثــائق بــوزارة الــرتاث القــومي والثقافة بســلطنة‬
‫عمان ‪ ،‬وهي عبارة عن ‪ 22‬صفحة ‪ ،‬متوسط أسطر كل صفحة ‪ 15‬سطرا ‪ ،‬جاءت صــفحاهتا‬
‫من القطع املتوسط [‪ 13 *23‬سم] ‪ ،‬كتبت خبط النسخ باملداد األسود واألمحر‪.‬‬
‫ج ــاءت ه ــذه النس ــخة من املنظومة ض ــمن جمم ــوع حالته غري جي ــدة ‪ ،‬فقد ج ــاء املخط ــوط‬
‫متآكل األطراف به رطوبة ‪ ،‬وفيه متزيق لبعض صفحاته ‪ ،‬وخاصة‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬انظر البيت رقم ‪ 193‬دليال على ذلك‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر البيت رقم ‪.155‬‬

‫ـ ‪ 151‬ـ‬
‫األوىل واألخ ــرية منه ‪ ،‬غري أن خطه جيد ‪ ،‬مض ــبوط يف معظمه ‪ ،‬إال أنه ي ــوحي باحلداثة إىل ح ـ ّد‬
‫ما‪.‬‬
‫وهـ ــذا اجملمـ ــوع يضـ ـ ّـم بعض الكتابـ ــات النحوية أوهلا ‪ :‬شـ ــرح مللحة اإلعـ ــراب (‪ ، )1‬وبعد‬
‫االنته ـ ـ ــاء منه مباش ـ ـ ــرة كتب الناسخ باخلط األمحر ‪ :‬ق ـ ـ ــال اخلليل بن أمحد» مث كتب «البسـ ـ ــملة»‬
‫باخلط األسود مث بدأ يف أول أبيات منظومة اخلليل‪.‬‬
‫بعد االنتهاء من منظومة اخلليل قال الناسخ ‪« :‬متت القصيدة بعون اهلل ومنّه وكرمه» ‪ ،‬مث‬
‫اعقب املنظومة برسالة يف خمارج احلروف وبعض الكتابــات يف علم الصــرف مثل ‪ :‬أحكــام النــون‬
‫الس ـ ــاكنة ‪ ،‬مث أهنى الناسخ ه ـ ــذا اجملم ـ ــوع بكت ـ ــاب يسـ ـ ّـمى ‪« :‬الفري ـ ــدة املرجانية يف عوامل النحو‬
‫وبيــان العربيــة» للشــيخ العــامل أمحد بن مــانع بن ســليمان بن مــداد بن عــدي بن ربيعة بن حممد بن‬
‫غسان‪.‬‬ ‫راشد بن صلت بن ربيعة بن أيب ّ‬
‫ومل تعد هـ ـ ــذه النسـ ـ ــخة أصال عند التحقيق ‪ ،‬بسـ ـ ــبب التمـ ـ ــزق يف بعض صـ ـ ــفحاهتا وتآكل‬
‫أطرافها وضــياع أجــزاء منها ‪ ،‬عالوة على حداثة اخلط على ما يبــدو ‪ ،‬وإن كــان جيــدا مضــبوطا‬
‫يف معظمه إال أنه حيمل بعض األخط ــاء من حيث س ــقوط بعض الكلم ــات والتق ــدمي والت ــأخري مما‬
‫نأى هبذه النسخة عن أن تكون أصال‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ النسخة (ه)‪:‬‬
‫وحتمل رقم ‪ 3245‬ضــمن حمتويــات دائــرة املخطوطــات والوثــائق بــوزارة الــرتاث القــومي‬
‫والثقافة بسلطنة عمان ‪ ،‬وهــذه النســخة عبــارة عن ثالثني صــفحة من القطع الصــغري [‪* 15‬ـ ‪15‬‬
‫سم] كل صفحة حتتوي على ‪ 12‬سطرا تقريبا ‪ ،‬كتبت خبط النسخ باملداد األسود واألمحر‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬ش ـ ّـوهت الص ــفحات األوىل ب ــالتمزق ‪ ،‬فض ــاع عن ــوان «ش ــرح ملحة اإلع ــراب» وإن ك ــان ه ــذا ظ ــاهرا من خالل‬
‫نصوصها واملقارنة مبلحة اإلعراب الواردة بالنسخ األخرى‪.‬‬

‫ـ ‪ 152‬ـ‬
‫جاءت هـذه النسـخة ضـمن جممـوع ‪ ،‬حالة هـذا املخطـوط غري جيـدة ‪ ،‬الصـفحات متآكلة‬
‫ومفككة ‪ ،‬اخلط صعب القراءة لرداءته ‪ ،‬أوراقه تتكسر بني يدى القارئ ‪ ،‬مل يذكر اسم الناسخ‬
‫أو س ـ ــنة النسخ ‪ ،‬ب ـ ــآخر هـ ـ ــذا اجملم ـ ــوع ؛ وقف باسم الش ـ ــيخ حممد بن عبد اهلل بن حممد املنجي‬
‫حيتوي هذا اجملموع ـ إضافة إىل قصيدة اخلليل ـ على ما يلي ‪:‬‬
‫(غاية التهـ ـ ـ ــذيب يف النحـ ـ ـ ــو) ملؤلف مل يـ ـ ـ ــذكر امسه ‪ ،‬مث خمتصر (ابن عبـ ـ ـ ــاد) يف النحو ‪ ،‬مث‬
‫جاءت منظومة اخلليل واليت بدأها بقوله ‪:‬‬
‫«قــال اخلليل بن أمحد» وأهناها بقوله «متّت القص ــيدة بع ــون اهلل وحسن توفيقه ‪ ،‬والص ــالة‬
‫وات ِم ْن‬
‫ص ‪H‬لَ ٌ‬ ‫وال ّسـ ـالم على خري خلقه حمم ــدا وآله ال ــذين مل يغرّي وا ومل يب ــدلوا‪ُ( .‬أولِئ َ‬
‫ك َعلَْي ِه ْم َ‬
‫(‪)1‬‬

‫َربِّ ِه ْم َو َر ْح َمةٌ َوُأولِئ َ‬


‫ك ُه ُم ال ُْم ْهتَ ُدو َن)‪.‬‬
‫مث أعقب منظومة اخلليل جمموعة فوائد عن احلرف بـ ــدأها «باسم اهلل ‪ ،‬الفصل األول ‪ :‬يف‬
‫التهجي‪ .‬فلو قلنا ا ب ت ث إىل آخرها ‪ ،‬وخمارجها‬ ‫تعريف احلرف واملعىن بـ ـ ــاحلرف‪ .‬حـ ـ ــروف ّ‬
‫خمتلفة وترتيبها عند اخلليل أيب عبد الـ ــرمحن أمحد البصـ ــري ع ح خ غ حلقية ‪ ،‬ق ك هلويتـ ــان ‪..‬‬
‫إخل»‪ .‬مث ج ـ ــاءت بعد ه ـ ــذه الفوائد رس ـ ــالة يف علم الع ـ ــروض أوهلا مقط ـ ــوع من مكانه ؛ وآخرها‬
‫الدوائر العروضية ‪ ،‬ورمبا ذكر تاريخ النسخ واسم الناسخ غري أن التمزق والتآكل قد أطاح هبا‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ النسخة (و)‪:‬‬
‫وهي النســخة اليت حتمل رقم ‪ 1974‬ضــمن حمتويــات دائــرة املخطوطــات والوثــائق بــوزارة‬
‫الرتاث القومي والثقافة بسـلطنة عمـان ‪ ،‬هـذه النســخة عبـارة عن ‪ 19‬صـفحة من احلجم املتوسط‬
‫[‪* 22‬ـ ـ ‪ 16‬سـ ــم] كل صـ ــفحة حتتـ ــوي على ‪ 19‬سـ ــطرا تقريبا ما عـ ــدا الصـ ــفحة األخـ ــرية اليت‬
‫احت ـ ــوت من املنظومة على ثالثة أبي ـ ــات فقط ‪ ،‬كتبت ه ـ ــذه النس ـ ــخة خبط النسخ باملداد األسـ ــود‬
‫واألمحر ‪ ،‬حالة‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬هكذا‪.‬‬

‫ـ ‪ 153‬ـ‬
‫املخطوط غري جيدة ‪ ،‬به تآكل من أطراف الصفحات وأحيانا من الوسط‪.‬‬
‫جاءت هذه النسخة ضــمن جممــوع يف أوله (املختصر يف النحــو) ‪ ،‬مث كتــاب حنوي جمهــول‬
‫العن ـ ــوان واملؤلف ‪ ،‬مث (ملحة اإلع ـ ــراب) اليت ج ـ ــاءت بع ـ ــدها منظومة اخلليل ب ـ ــدأها بقوله «ق ـ ــال‬
‫اخلليل بن أمحد ‪ ،‬بسم اهلل ال ــرمحن ال ــرحيم» مث ج ــاء نص املنظومة ‪ ،‬وبالورقة األوىل من املنظومة‬
‫متزيق راح معه ج ـ ـ ـ ــزء من كلمة اخلليل ‪ ،‬غري أن املتبقي من الكلمة يـ ـ ـ ــدل عليها ‪ ،‬باإلض ـ ـ ـ ــافة إىل‬
‫وجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــود بقية االسم حيث تبقى (ل بن أمحد) فقد بقيت الالم من اخلليل ‪ ،‬عالوة على بقية‬
‫االسم‪.‬‬
‫ويف آخر منظومة اخلليل قـ ــال الناسخ [«متت» بسم اهلل الـ ــرمحن الـ ــرحيم كتـ ــاب [الفريـ ــدة‬
‫املرجانية] املشار إليه سابقا يف بعض النسخ األخرى‪.‬‬
‫ورمبا يكون تاريخ النسخ راجعا إىل عــام ‪ 1082‬ه‍ وذلك ألن من ضــمن خمطوطــات هــذا‬
‫اجملم ــوع ما كتب يف ه ــذا الت ــاريخ ‪ ،‬فقد ج ــاءت (ملحة اإلع ــراب) قبل (منظومة اخللي ــل) ‪ ،‬ويف‬
‫آخر (امللحة) قال الناسخ «متّ كتاب (ملحة اإلعراب) بعون امللك الوهاب ‪ ،‬وذلك يــوم النصف‬
‫من شـ ــهر احلج س ـ ــنة اثـ ــنني ومثانني سـ ــنة وألف من اهلجـ ــرة النبويـ ــة‪ .‬متامه بغرفة السـ ــرية من قلعة‬
‫الرستاق (‪ ، )1‬كتبه م ّداد بن حممد لنفسه»‪.‬‬
‫وإذا كان هذا اجملموع يضم (ملحة اإلعـراب) و (منظومة اخلليـل) خبط ناسخ واحد وحرب‬
‫واحد ‪ ،‬فأنا أميل إىل القــول بــأن تــاريخ النسخ متقــارب إن مل يكن واحــدا ‪ ،‬فــإذا مل يكن تــاريخ‬
‫نسخ منظومة اخلليل ‪ 1082‬ه‍ فإنه سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيكون قريبا من ذلك ‪ ،‬حيث متت كتابة معظم هـ ـ ـ ـ ـ ــذا‬
‫اجملموع يف التاريخ نفسه ‪ ،‬ومن ذلك كتاب (املختصر يف النحو) الذي احتواه هذا اجملموع‪.‬‬
‫ومل تعـ ّد هــذه النســخة أصال بســبب التمــزق والتآكل يف بعض صــفحاهتا ‪ ،‬كــذلك الضــبط‬
‫اخلاطئ الذي تتسم به هذه النسخة ‪ ،‬باإلضافة إىل األخطاء‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬اسم والية من واليات سلطنة عمان ومن أهم اآلثار فيها فلعتها املشهورة (قلعة الرستاق)‪.‬‬

‫ـ ‪ 154‬ـ‬
‫اإلمالئية الكث ــرية ‪ ،‬وال ــرتدد يف طريقة كتابة بعض كلم ــات املنظومة كما يف كتابة الفعل (يق ــوم)ـ‬
‫الذي كتب يف املوضع الواحد بالياء والتاء هكذا (يقوم)ـ (‪.)1‬‬
‫‪ 7‬ـ النسخة (ز)‪:‬‬
‫وحتمل هذه النسخة رقم ‪ 2318‬من حمتويات دائرة املخطوطـات والوثــائق بــوزارة الـرتاث‬
‫الق ــومي والثقافة بس ــلطنة عم ــان ‪ ،‬وهي عب ــارة عن ‪ 19‬ص ــفحة من القطع املتوسط [‪*22‬ـ ـ ‪17‬‬
‫ســم] كل صــفحة حتتــوي على ‪ 18‬ســطرا تقريبا ‪ ،‬وحالة املخطــوط جيــدة ‪ ،‬غري أن به رطوبة يف‬
‫بعض أجزائه ‪ ،‬كتب باملداد األســود واألمحر على ورق أزرق مييل إىل االخضـرار ‪ ،‬مما يـدل على‬
‫حداثة الكتابة والورق‪.‬‬
‫تقع ه ـ ــذه النسـ ــخة ضـ ــمن جمم ـ ــوع يضم كت ـ ــاب (املختصر يف النح ـ ــو) و (رسـ ــالة يف علم‬
‫احلروف) و (القصــيدة املرجانيــة) ‪ ،‬و (كت ــاب التس ــهيل) يف الف ــرائض و (ملحة اإلعــراب) ‪ ،‬وقد‬
‫وقعت ه ــذه النس ــخة من منظومة اخلليل بعد ملحة اإلع ــراب مباش ــرة حيث ق ــال الناسخ ‪« :‬ق ــال‬
‫اخلليل بن أمحد بسم اهلل ال ــرمحن ال ــرحيم ‪ »...‬مث ب ــدأ يف س ــرد املنظومة ‪ ،‬ويف هناية املنظومة ق ــال‬
‫وكرمه يف يوم اجلمعة املزهر‪ .‬وعشر (‪ )2‬ليال خلــون من‬ ‫ناسخها ‪« :‬متّت القصيدة بعون اهلل ومنّه ّ‬
‫شــهر احملرم من شــهور ســنة ‪ :‬ســبعة وعشــرين ســنة ومــائتني (‪ )3‬ســنة وألف ســنة من اهلجــرة النبوية‬
‫احملمدية ‪ ،‬وهي ثالمثائه بيت إال مثانية أبيــات واهلل أعلم ‪ ،‬وكتبه الفقري هلل عبــده مســعود بن حممد‬
‫بن عمر بن حممد خلف الصربي بيده» مث قـال بعـدها مباشـرة «بسم اهلل الــرمحن الـرحيم ‪ :‬خمارج‬
‫احلروف سبعة عشر خمرجا ‪ ،‬فمن احللق ثالثة خمارج ‪ ...‬إخل»‪.‬‬
‫واملالحظ أن هـ ــذه هـ ــذه النسـ ــخة مل تـ ــرق ألن تكـ ــون أصال وذلك لكـ ــثرة وجـ ــود ضـ ــبط‬
‫خــاطئ هبا ‪ ،‬فــاحلني تكتب (حني) (‪ )4‬وأسد تصــبح (أســد) (‪ )5‬وختتل موســيقى الــبيت وال إشــارة‬
‫إىل ذلك ‪ ،‬كذلك جيرى التحريف وحتطم القاعدة‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬انظر البيت ‪ 143‬من املنظومة‪.‬‬
‫(‪ )2‬هكذا ورمبا كانت لعشر‬
‫(‪ )3‬هكذا والصحيح ومائيت سنة‬
‫(‪ )4‬البيت (‪)44‬‬
‫(‪ )5‬البيت رقم ‪41‬‬

‫ـ ‪ 155‬ـ‬
‫النحوية وك ـ ـ ــذلك موس ـ ـ ــيقى ال ـ ـ ــبيت‪ .‬فيق ـ ـ ــول (مل جترى) (‪ )1‬وتغمض العني عن عمل (مل) وأصل‬
‫البيت (ال جتر) بالنهي ‪ ،‬كذلك لوحظ على الناسخ عدم معرفته بعلم العروض ودليل ذلك ‪:‬‬
‫(أ) التحريف الـ ـ ـ ـ ــذي يصـ ـ ـ ـ ــنعه الناسخ فيـ ـ ـ ـ ــؤدي إىل اخللل املوسـ ـ ـ ـ ــيقي مع وضـ ـ ـ ـ ــوح كليهما‬
‫(التحريف ‪ ،‬اخللل) ومثال ذلك ما صنعه عند ما قال يف أحد أبيات املنظومة ‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مقتب‬ ‫غزوتينا‬ ‫يف‬ ‫تلقا‬ ‫وفلم وملا جيزم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان كالمها ‪  ‬مل‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والشـ ـ ــطر الثـ ـ ــاين به خلل يف (تلقـ ـ ــا) و (مقتب) واخللل األول أدى إىل اإلخالل مبوس ـ ــيقى‬
‫البيت ‪ ،‬وصحة الشطر الثاين ‪:‬‬
‫مل يلقنا يف غزوتينا مقنب‬
‫وأمثلة ذلك كثرية (‪.)3‬‬
‫(ب) ما ظهر يف ختـ ـ ــام املنظومة عند تعليق الناسخ الـ ـ ــذي ذكر منذ قليل ‪ ،‬عند ما قـ ــال ‪:‬‬
‫«متت القصيدة بعون اهلل ‪ ...‬اخل» فقد كتب هذا التعليق على هيئة الشعر نظــام الشــطرين واضــعا‬
‫الفاصل الــذي حــرص عليه خالل املنظومة كلها بني الشــطرين هكــذا (‪).:‬ـ فــأدى ذلك إىل القــول‬
‫بع ــدم دراية الناسخ بعلم الع ــروض ‪ ،‬إذا أض ــفنا إىل ذلك اجملموعة الكب ــرية من األخط ــاء اإلمالئية‬
‫وجدنا عدم إمكانية التعامل مع هذه النسخة على أهنا األصل‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬البيت ‪.281‬‬
‫(‪ )2‬الــبيت رقم ‪ 118‬ويظهر اخللل املوســيقي بالشــطر الثــاين حيث جــاءت القصــيدة من حبر الكامل التــام ‪ ،‬وعلى هــذا‬
‫خيتل الوزن واملعىن من خالل التحريف الوارد‪.‬‬
‫(‪ )3‬انظر األبيات ‪.281 ، 120 ، 17‬‬

‫ـ ‪ 156‬ـ‬
‫‪ 8‬ـ النسخة (ح)‪:‬‬
‫حتمل هـ ــذه النسـ ــخة رقم ‪ 3058‬ضـ ــمن حمتويـ ــات دائـ ــرة املخطوطـ ــات والوثـ ــائق بـ ــوزارة‬
‫الرتاث القومي والثقافة بسلطنة عمان ‪ ،‬هذه النسـخة عبـارة عن ‪ 53‬صـفحة من القطع الصـغري [‬
‫‪ 10 *17‬سم] ‪ ،‬كتبت خبط النسخ باملداد األسود واألمحر‪.‬‬
‫ضم بعض الكتابات املتنوعة بني دفيته ‪،‬‬ ‫جاءت هذه النسخة ضمن جمموع حالته جيدة ‪ّ ،‬‬
‫ففي أول اجملمــوع قصــيدة للمعتصم باهلل عــامر بن ســليمان ابن حممد بن خلف بن عــامر الريــامي‬
‫يف املواريث ‪ ،‬مث منظومة ملحة اإلع ــراب مث منظومة اخلليل ‪ ،‬وأخ ــريا ج ــاء الناسخ بأبي ــات ملغ ــزة‬
‫يف هنر «هبال» (‪.)1‬‬
‫بعد انتهاء الناسخ من (ملحة اإلعراب) ‪ ،‬كتب بعض األبيات أهناها بقوله ‪:‬‬
‫«كلما يرضيك يا موالي عندي ولديّا»‪.‬‬
‫مث كتب الناسخ باللون األمحر ما نصه ‪:‬‬
‫«وق ـ ـ ــال الع ـ ـ ــامل العاّل مة (‪ )2‬اخلليل بن أمحد (اخلروص ـ ـ ــي) (‪ )3‬يف تس ـ ـ ــهيل النحو ومعانيه وما‬
‫يشمل عليه‪.‬‬
‫احلمد هلل احلميد مبنه ‪ ...‬إخل»‪.‬‬
‫مث قــال يف هناية القصــيدة «ما اخرتنــاه يف علم النحو على ما وجدته مكتوبا خبط عــامر بن‬
‫ســليمان حممد الريــامي»‪ .‬وأعتقد أن النسخ اليت نقل منها الناسخ وهي نســخة «عــامر» صــاحب‬
‫قصـ ــيدة املواريث ‪ ،‬وأنه صـ ــاحب القصـ ــيدة ‪ ،‬وأنه نسـ ــخها هي وبقية املواد العلمية املوجـ ــودة يف‬
‫اجملمـ ــوع غري أن الالفت للنظر هـ ــذا االسم الـ ــذي أورده الناسخ «اخلليل بن أمحد اخلروصـ ــي» يف‬
‫مقدمة ه ـ ــذه املنظومة عند ما قـ ــال ‪« :‬وق ـ ــال الع ـ ــامل العالمة اخلليل بن أمحد اخلروصي يف تسـ ــهيل‬
‫النحو ‪...‬ـ إخل»‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬احدى واليات سلطنة عمان وقلعتها مشهورة معروفة‪.‬‬
‫(‪« )2‬العالمة» كتبت فوق العامل بعد نسياهنا أو سقوطها‪.‬‬
‫(‪ )3‬سوف نعلق على هذه الكلمة بعد قليل‪.‬‬

‫ـ ‪ 157‬ـ‬
‫والس ـ ــؤال ال ـ ــذي ط ـ ــرح نفسه بإحلاح هو ‪ :‬هل املقصـ ــود هنا ش ـ ــخص آخر غري اخلليل بن‬
‫أمحد الفراهي ـ ــدي األزدي اليحم ـ ــدي العروضي املعجمي؟ أم أنه هو ه ـ ــو؟ وإذا ك ـ ــان هو هو فما‬
‫معىن قول «اخلروصي» واخلليل بن أمحد ليس خروصيا؟‬
‫احلق أنين رجعت إىل أنساب اخلروصيني وتــارخيهم ألرى من منهم حيمل اسم «اخلليل بن‬
‫أمحد اخلروص ـ ــي» فلم أجد يف الكتب اليت رجعت إليها (‪ )1‬حنويا حيمل ه ـ ــذا االسم ‪ ،‬عالوة على‬
‫عدم وجود هــذا االسم بني كبـار علمـائهم وهلذا رجحت أن تكــون كلمة (اخلروصـي) حمرفة عن‬
‫كلمة «العروضـ ــي» ‪ ،‬وأن املقصـ ــود «اخلليل بن أمحد العروضـ ــي»‪.‬ـ ونسـ ــتطيع أن نسـ ــتند إىل أدلة‬
‫كثرية تثبت ذلك من أمهها ‪:‬‬
‫(‪ )1‬هذا التشابه الشديد بني (العروضي)ـ و (اخلروصــي) يف النمط العــام للكلمة ‪ ،‬مما أدى‬
‫إىل هذا التحريف‪.‬‬
‫(‪ )2‬جــاءت كلمة «اخلروصــي» ونقطة اخلاء يكــاد يكــون ممحــوا غري ظــاهر ‪ ،‬فنقطة اخلاء‬
‫تك ـ ـ ــاد ختتفي ‪ ،‬ورمبا ك ـ ـ ــانت أث ـ ـ ــرا من آث ـ ـ ــار الكتابة وليست نقطا ‪ ،‬إىل حـ ـ ـ ـ ّد أهنا س ـ ـ ــقطت عند‬
‫تصــويرها ‪ ،‬ورمبا يــؤدي ذلك إىل القــول بأنه نــوع من التصــحيف إضــافة إىل التحريف يف الشــكل‬
‫الكتايب للكلمة‪.‬‬
‫(‪ )3‬أكاد أجزم بأنه حتريف ‪ ،‬يؤكد ذلك وجود نسخنت (أ‪ ،‬ج) ؛ هاتان النســختان جــاء‬
‫يف أوهلما «قال اخلليل بن أمحد العروضي» ورمبا يكون‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬ه ــذه الكتب هي كت ــاب االنس ــاب للعوتيب وكت ــاب إس ــعاف األعي ــان بت ــاريخ أهل عم ــان للمرح ــوم الش ــيخ س ــامل‬
‫السيايب وكتاب شقائق النعمان للشيخ نور الدين الساملي (*) وكتب أخرى‪.‬‬
‫(*) كتـ ــاب شـ ــقائق النعمـ ــان هو من تـ ــأليف املرحـ ــوم حممد بن راشد بن عزيز اخلصـ ــييب وقد صـ ــدر عن وزارة الـ ــرتاث‬
‫القــومي والثقافة بســلطنة عمــان يف ثالثة جملــدات ‪ ،‬وهو ليس من تــأليف العالمة املرحــوم اإلمــام نــور الــدين الســاملي كما‬
‫ذكر احملقق الفاضل (ن)‪.‬‬

‫ـ ‪ 158‬ـ‬
‫ناسخ ه ـ ــذه النس ـ ــخة اليت محلت اسم «اخلروص ـ ــي» نقل من إح ـ ــدى النس ـ ــختني (أأو ج) أو من‬
‫نسـ ــخة شـ ــبيهة هبما يف مطلعهما وطريق التحريف أو التص ـ ــحيف يف مثل ه ـ ــذه املواقف س ـ ــهل ‪،‬‬
‫وخاصة وجود ذلك التشابه بني الكلمتني الذي يساعد على ذلك‪.‬‬
‫(‪ )4‬إض ـ ــافة إىل ذلك ما قلنـ ـ ــاه سـ ـ ــابقا من ع ـ ــدم وج ـ ــود االسم بني اخلروصـ ـ ــيني ‪ ،‬وذلك‬
‫يضاف إىل األدلة اليت تثبت أن املقصود باخلليل هنا الفراهيدي العروضي وليس شخصا آخر‪.‬‬
‫(‪ )5‬تثبت الدراسة الفنية هلذه النسخة كثرة األخطاء الواردة من إمالئية أو أخطــاء خاصة‬
‫بكيفية ضــبط الكلمــات أو التحريف ‪ ،‬ويظهر كل ذلك وغــريه من خالل التعليقــات على أبيــات‬
‫املنظومــة‪ .‬وإذا كــان األمر كــذلك فــإن مثل هــذا التحريف الواقع بني (اخلروصــي) و (العروضــي)‬
‫من السهل جدا حدوثه‪.‬‬
‫نسـ ــيتطيع أن خنرج من كل ذلك وحنن مطمئنـ ــون إىل أن كلمة «اخلروصـ ــي» جـ ــاءت من‬
‫قبيل التحريف وأنه ليس مثة شخص آخر غري «الفراهيدي» هو املقصود هنا‪.‬‬
‫والــدليل األخري رقم (‪ )5‬رمبا كــان ســببا كافيا لعــدم إعــداد هــذه النســخة أصال للنسخ اليت‬
‫بني أيدينا‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ النسخة (ط)‪:‬‬
‫وهي النس ــخة اليت حتمل رقم ‪( 434‬حنو) مبكتبة مع ــايل الس ــيد حممد بن أمحد البوس ــعيدي‬
‫بســلطنة عم ــان ‪ ،‬وهي عبــارة عن ‪ 19‬صــفحة من القطع املتوسط (‪ *22‬ـ ‪ 16‬ســم) حتتــوي كل‬
‫صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفحة على ‪ 18‬سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــطرا تقريبا ‪ ،‬كتبت خبط النسخ باملداد األسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــود واألمحر ‪ ،‬ووضـ ـ ـ ـ ــعت‬
‫الصفحات داخل إطار من‬

‫ـ ‪ 159‬ـ‬
‫اخلطــوط املنســقة ‪ ،‬ومحل كـ ّـل عنــوان إطــارا خاصا به ‪ ،‬وقد وضــعت للعنــاوين أرقــام وصــلت إىل‬
‫‪ 46‬عنوانا‪.‬‬
‫وتقع ه ــذه النس ــخة ض ــمن جمم ــوع يضم بعض الكتاب ــات يف النحو باإلض ــافة إىل القص ــيدة‬
‫املرجانية‪.‬‬
‫قال الناسخ يف بداية املخطــوط ‪« :‬وقــال اخلليل بن أمحد قصــيدة يف النحو بسم اهلل الــرمحن‬
‫الرحيم ‪ ..‬احلمد هلل احلميد مبنّه ‪ ..‬إخل‪.‬‬
‫ويف هناية القصيدة أشــار إىل متامها بقوله «متت» مث بــدأ يف القصــيدة املرجانية مفتتحا إياها‬
‫باسم اهلل‪.‬‬
‫لتوحد اخلط واملداد وهو «خلف بن حممد بن خنجر‬ ‫ويبــدو أن ناسخ هــذا اجملمــوع واحد ّ‬
‫بن س ـ ــعيد بن غفيلة يف ‪ 16‬مجادى األوىل ‪ 1143‬هجرية نسـ ــخها للش ـ ــيخ ص ـ ــاحل بن س ـ ــعيد بن‬
‫أمحد بن صاحل الشقصي»‪.‬‬
‫وهذه النسخة على الــرغم من جـودة خط ناسـخها واالهتمــام امللحــوظ بإخراجها يف إطــار‬
‫يزينها ‪ ،‬وكذلك وجود تاريخ النسخ ـ احلديث ـ إىل حد ما ـ أقــول على الــرغم من كل ذلك إال‬
‫أهنا ال تعد أصال وذلك ألهنا حتمل الكثري من األخطاء اليت وجــدت يف بقية النسخ من ب إىل ح‬
‫سـ ـ ــواء أكـ ـ ــانت األخطـ ـ ــاء إمالئية ‪ ،‬أم اتصـ ـ ــلت بالضـ ـ ــبط وعـ ـ ــدم االهتمـ ـ ــام باألبيـ ـ ــات من الناحية‬
‫العروضـ ـ ـ ـ ــية ‪ ،‬وحـ ـ ـ ـ ــدوث بعض السـ ـ ـ ـ ــقط وتـ ـ ـ ـ ــدارك بعضه أحيانا ‪ ،‬واألخطـ ـ ـ ـ ــاء النحوية الكث ـ ـ ــرية‬
‫والتصحيف والتحريف‪ .‬من هنا مل نع ّدها أصال‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ النسخة (ي)‪:‬‬
‫وهي نسخة مصــورة من والية املضــريب موجــودة مبكتبة خاصة بالفاضل سـامل بن محد بن‬
‫سليمان بن محيد احلارثي‪.‬‬
‫وهي عب ــارة عن عش ــرين ص ــفحة من القطع املتوسط [‪ *20‬ـ ‪ 13‬س ــم] حتمل كل ص ــفحة‬
‫‪ 17‬س ـ ـ ــطرا تقريبا ‪ ،‬ومل أطلع على أص ـ ـ ــلها فلم يتح يل ذلك ‪ ،‬غري أن ص ـ ـ ــفحاهتا ج ـ ـ ــاءت حتمل‬
‫األرقام من (‪ 57‬إىل ‪ )77‬مما يدل على أهنا تقع أيضا‬

‫ـ ‪ 160‬ـ‬
‫ضمن جمموع ال أعرف بقية حمتواه على وجه التحديد لعدم إمكانية االطالع عليها‪.‬‬
‫واحلق أن هـ ـ ـ ـ ــذه النسـ ـ ـ ـ ــخة قد جـ ـ ـ ـ ــاءتين قبيل انتهـ ـ ـ ـ ــائي من التحقيق ‪ ،‬وعند ما فحصـ ـ ـ ــتها‬
‫وراجعتها ‪ ،‬وجـ ـ ــدت أهنا حتمل األخطـ ـ ــاء الـ ـ ــواردة يف النسخ السـ ـ ــابقة والتصـ ـ ــحيف والتحريف ‪،‬‬
‫وكذلك مل تزد يف عدد أبياهتا عما ورد يف بقية النسخ ‪ ،‬بل جاءت منقوصة كما سيظهر لنا من‬
‫النص الوارد يف آخرها عند ما قال ناسخها غري املعــروف ‪« :‬متت القصــيدة النحوية اللغوية وهي‬
‫مـ ــائيت (‪ )1‬وسـ ــتة ومثانون بيتا بعـ ــون اهلل وحسن توفيقه ‪ ،‬والصـ ــالة وال ّس ـ ـالم على خري خلقه حممد‬
‫وآله وسلّم»‪.‬‬
‫وهــذا يــبني لنا أن ســتة أبي ــات ســاقطة من ه ــذه النســخة أو مخسة أبي ــات إن اعتربنا الــبيت‬
‫رقم ‪ 261‬مكررا مع البيت ‪.225‬‬
‫وقد نس ــبت ه ــذه املنظومة النحوية للخليل بن أمحد ص ــراحة يف ه ــذه النس ــخة عند ما ق ــال‬
‫ناس ــخها يف ب ــدايتها ‪« :‬وق ــال اخلليل بن أمحد قص ــيدة يف النحو ‪ ...‬بسم اهلل ال ــرمحن ال ــرحيم ‪...‬ـ‬
‫احلمد هلل احلميد ‪ ...‬إخل»‪.‬‬
‫وقد اسـ ـ ـ ــتعنت هبا يف بعض املواضع اليت حتتـ ـ ـ ــاج إىل إبانة وإيضـ ـ ـ ــاح ‪ ،‬وكـ ـ ـ ــذلك يف بعض‬
‫املقارنـ ـ ـ ـ ــات النصـ ـ ـ ـ ــية اليت تعضد موقفا ما وألهنا ص ـ ـ ـ ـ ــورة وليست األصل فال أع ـ ـ ـ ـ ــرف على وجه‬
‫التحديد هل كتبت العناوين باللون األمحر أو باللون األسود أو بأي لون؟‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬هكذا كتبت والصحيح مائتان‪.‬‬

‫ـ ‪ 161‬ـ‬
‫ـ ‪ 162‬ـ‬
‫‪ 2‬ـ صور المخطوطات‬

‫ـ ‪ 163‬ـ‬
‫ـ ‪ 164‬ـ‬
‫ـ ‪ 165‬ـ‬
‫ـ ‪ 166‬ـ‬
‫ـ ‪ 167‬ـ‬
‫ـ ‪ 168‬ـ‬
‫ـ ‪ 169‬ـ‬
‫ـ ‪ 170‬ـ‬
‫ـ ‪ 171‬ـ‬
‫ـ ‪ 172‬ـ‬
‫ـ ‪ 173‬ـ‬
‫ـ ‪ 174‬ـ‬
‫ـ ‪ 175‬ـ‬
‫ـ ‪ 176‬ـ‬
‫‪ 3‬ـ منهج التحقيق‬
‫ال شك أن إخـ ـ ــراج العمل املخطـ ـ ــوط يف صـ ـ ــورة صـ ـ ــحيحة ‪ ،‬وإظهـ ـ ــاره يف ثوبه املس ـ ــتحق‬
‫مطلب ضروريـ للبـاحث ‪ ،‬وإن كــان األمر عسـريا ‪ ،‬يتطلب جمهـودا كبـريا وخـربة فنية يف التعامل‬
‫مع املخطوط ‪ ،‬من هنا بذلت قصارى جهدي يف تلك احملاولة من خالل قــراءة الكتب اليت تعــاجل‬
‫هــذا األمر ســواء يف ختصص أصــول الرتبية (‪ ، )1‬أو يف حتقيق النصــوص اللغوية واألدبية ونشــرها ‪،‬‬
‫أو من خالل عملي يف أطروحة املاجس ــتري اليت ك ــانت حتقيقا ودراسة ملخطوطة يف علم الص ــرف‬
‫‪ ،‬حيث أفـ ـ ـ ـ ــادين هـ ـ ـ ـ ــذا األخري كثـ ـ ـ ـ ــريا من خالل اخلربة العملية يف التعامل مع املخطوطـ ـ ـ ـ ــات اليت‬
‫رجعت إليها لتقــومي النص أو حتقيق رأي أو ضــبط كلمة ‪ ،‬حيث يتطلب التعامل مع الصــرف أن‬
‫يكــون اإلنســان أكــثر حــذرا ‪ ،‬حىت ال يوقع نفسه يف مشــكالت هو أوىل باالبتعــاد عنها إن كــان‬
‫حذرا حمققا مدققا يف كل ما يفعل‪.‬‬
‫من هنا كان يل أن أبرز بعض اخلطوات اليت اتبعتها يف حتقيق النص ‪ ،‬وهي ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬حرصت كل احلرص على أن تتم املقارنة بني النسخ العشر اليت وقعت حتت يـ ـ ــدي‬
‫من حيث ضـ ــبط الكلم ـ ــات وبنـ ــاء اجلمل وتقـ ــدمي بعض األبي ـ ــات أو تأخريها ‪ ،‬واالختالفـ ــات يف‬
‫كتابة بعض العنــاوين بني نســخة وأخــرى ‪ ،‬ويف بعض كلمــات نص املنظومة ‪ ،‬وخاصة كلمــات‬
‫القافية اليت جتســدت فيها ظــاهرة االختالف من منظومة إىل أخــرى‪.‬ـ وإن كــانت النســخة األخــرية‬
‫(ي)ـ قد وص ــلتين مت ــأخرة إال أنين رأيت ض ــرورة مقارنتها ببقية النسخ ‪ ،‬وإن مل خترج كث ــريا عن‬
‫مثيالهتا مما مل تع ّد أصال‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬هلذا العلم عالقة مبا حنن فيه ‪ ،‬حيث يشري علمـ ـ ـ ــاؤه يف منـ ـ ـ ــاهج البحث إىل كيفية توثيق املخطوطـ ـ ـ ــات والوثـ ـ ـ ــائق‬
‫العلمية‪.‬ـ‬

‫ـ ‪ 177‬ـ‬
‫ثانيا ‪ :‬مت اختيـ ـ ـ ـ ــار النسـ ـ ـ ـ ــخة (أ) أصال لتحقيق هـ ـ ـ ـ ــذه املخطوطة مع أهنا ال حتمل يف طياهتا‬
‫تـ ـ ـ ــاريخ النسخ أو اسم الناسخ ‪ ،‬وهـ ـ ـ ــذه النسـ ـ ـ ــخة من ضـ ـ ـ ــمن النسخ اليت عـ ـ ـ ــثرت عليها بـ ـ ــدائرة‬
‫املخطوطـات والوثــائق بــوزارة الـرتاث القـومي والثقافة بسـلطنة عمــان ‪ ،‬وهي ضــمن جممـوع حيمل‬
‫(‪)1‬‬
‫رقم ‪ ، 2988‬واختـ ــريت هـ ــذه النسـ ــخة (أصـ ــال) لبقية النسخ حيث جتمعت أسـ ــباب كثـ ــرية‬
‫أكدت قناعيت بذلك ‪ ،‬فقد استقام النص إىل حد كبري يف هذه النسخة دقة وضبطا وصحة لغوية‬
‫وإمالئية وقلة أسقاط وجودة خط ناسخها ‪ ،‬وكل ذلك قد أظهر دقة ناسخها‪.‬‬
‫وإذا كـ ـ ــان األمر ك ـ ـ ــذلك ‪ ،‬فـ ـ ــإن ه ـ ـ ــذه النسـ ـ ــخة تتق ـ ـ ــدم على غريها ‪ ،‬مع أن تارخيها غري‬
‫موج ــود كما ح ــدث يف معظم النسخ ‪ ،‬فرمبا تك ــون أق ــدم تارخيا ‪ ،‬حىت ولو مل تكن أق ــدم تارخيا‬
‫فمميزاهتا تق ــدمها على غريها ‪ ،‬فص ــحة النص ودقته هو األصل كما يؤكد علم ــاء أص ــول الرتبية‬
‫عند ما يقولون (‪« )2‬ينبغي أال نعترب جمرد قــدم املخطوطة هو املعيــار الوحيد لصــحتها ‪ ،‬فقد تكــون‬
‫لـ ــدينا خمطوطة حديثة ‪ ،‬ولكنها مـ ــأخوذة مباشـ ــرة عن خمطوطة من الدرجة األوىل ‪ ،‬وهي بـ ــذلك‬
‫أفضل من خمطوطة قدمية مـ ــأخوذة عن خمطوطة أخـ ــرى فرعية ‪ ،‬ويف عبـ ــارة أخـ ــرى ‪ ،‬فـ ــإن الع ــربة‬
‫ليست بقدم الوثيقة أو املخطوطة»‪.‬‬
‫ومن هنا فقد رأيت خط ــورة األخذ باملب ــدأ الع ــام وهو األخذ بالنس ــخة اليت س ــجل ت ــاريخ‬
‫نسخها على اعتبار أهنا أقدم ‪ ،‬وهذه اخلطورة تتمثل يف جانبني ‪:‬‬
‫األول ‪ :‬أنه من احملتمل أن تكون النســخة اليت جـاءت بـدون تـاريخ هي األقــدم ‪ ،‬باإلضــافة‬
‫إىل كثرة األخطاء واألسقاط الواردة يف تلك النسخ اليت سجل تاريخ نسخها‪.‬‬
‫الث‪HH‬اني ‪ :‬ما يؤكــده األســتاذ احملقق الشــيخ عبد ال ّس ـالم هــارون من أنه «جيب مراعــاة املبــدأ‬
‫العام ‪ ،‬وهو االعتماد على قدم التاريخ يف النسخ املع ّدة للتحقيق‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬انظر هذه األسباب حتت عنوان وصف النسخ‪.‬‬
‫(‪ )2‬مناهج البحث يف الرتبية وعلم النفس ص ‪.123 ، 112‬‬

‫ـ ‪ 178‬ـ‬
‫ما مل يعـ ـ ــارض ذلك اعتبـ ـ ــارات أخـ ـ ــرى جتعل بعض النسخ أوىل من بعض يف الثقة واالطمئن ـ ــان ‪،‬‬
‫كص ــحة املنت ‪ ،‬ودقة الك ــاتب ‪ ،‬وقلة األس ــقاط» (‪ )1‬ويف ه ــذه احلالة تق ــدم النس ــخة األح ــدث أو‬
‫النس ــخة اليت ال حتمل تارخيا ويؤكد الش ــيخ عبد ال ّسـ ـالم ه ــارون ه ــذا املب ــدأ م ــرة أخ ــرى عند ما‬
‫يقول (‪« : )2‬لكننا إذا اعتربنا بقدم التاريخ فقد نفاجأ بأن ناسخ أقدم النسخ مغمور أو ضــعيف ‪،‬‬
‫ونلمس ذلك يف عــدم إقامته للنص أو عــدم دقته ‪ ،‬فال يكــون قــدم التــاريخ عندئذ مســوغا لتقــدمي‬
‫النسـ ـ ـ ــخة ‪ ،‬فقد جند أخـ ـ ـ ــرى أحـ ـ ـ ــدث تارخيا منها ‪ ،‬وكاتبها عـ ـ ـ ــامل دقيق ‪ ،‬يظهر ذلك يف حرصه‬
‫وإشاراته إىل األصل ‪ ،‬فال ريب يف تقدمي هذه النسخة األحدث تارخيا»‪.‬‬
‫وإذا كان هذا التمايز بني النسخ قائما مع وجود التاريخ ومعرفة الناسخ ‪ ،‬فما بالنا وليس‬
‫بني أيــدينا معرفة للنســخة األقــدم أو األحــدث ‪ ،‬وك ــذلك ليس لــدينا معرفة بالناسخ لعــدم ذكــره‬
‫امسه أو سقوطه من آخر املنظومة ‪ ،‬ويف هذه احلالة تكون التفرقة والتقــدمي قــائمني على دقة النص‬
‫وع ــدم وج ــود أغالط مع ض ــبط ص ــحيح وإحس ــاس ت ــام باألمانة العلمية من ناس ــخها ‪ ،‬وه ــذا ما‬
‫لوحظ يف النسخة (أ) هلذا ق ّدمت على غريها‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬قمت بتفسري الكلمـ ـ ــات اليت حتتـ ـ ــاج إىل إبانة وإفصـ ـ ــاح من خالل الكشف عنها يف‬
‫بعض املع ـ ـ ـ ـ ــاجم ‪ ،‬وقد رجعت إىل معجم (العني) للخليل يف كل كلمة حيث ك ـ ـ ـ ـ ــان اس ـ ـ ـ ـ ــتخدام‬
‫معجم (العني)ـ أصال ‪ ،‬وما عـ ـ ـ ــداه فرعا ‪ ،‬وتـ ـ ـ ــبني يل أن اخلليل أورد معـ ـ ـ ــاين تلك الكلمـ ـ ـ ــات اليت‬
‫توقفنا أمامها إما تصـ ــرحيا أو تلميحا ‪ ،‬ويف غـ ــالب األحيـ ــان كـ ــانت معـ ــاين تلك الكلمـ ــات تـ ــأيت‬
‫صـ ــراحة‪ .‬وقصـ ــدت اسـ ــتخدام (العني) قصـ ــدا حىت يكـ ــون ذلك توثيقا للنص من ناحية أخـ ــرى ‪،‬‬
‫فاستخدام اخلليل لتلك الكلمات ومعاجلتها وذكرها يف معجمه قرينة على‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬حتقيق النصوص ونشرها ‪.36 ، 35‬‬
‫(‪ )2‬املصدر السابق ‪.35‬‬

‫ـ ‪ 179‬ـ‬
‫صحة نسبة املنظومة إليه‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬عرضت مصطلحات اخلليل الواردة يف املنظومة على ما نقل عنه يف مصادر أخــرى‬
‫مثل كتـ ــاب سـ ــيبويه ‪ ،‬أو على ما قاله يف أحد مؤلفاته املذكورة له مثل معجم (العني)ـ أو كت ــاب‬
‫(اجلمل يف النحو العـ ـ ــريب) الـ ـ ــذي حققه الـ ـ ــدكتور فخر الـ ـ ــدين قبـ ـ ــاوه وهو من تصـ ـ ــنيف اخلليل ‪،‬‬
‫فوجــدت أن مصــطلحات اخلليل الــواردة يف املنظومة إمنا هي واردة أيضا يف مصــدرين على األقل‬
‫من تلك املص ـ ـ ــادر األربعة ‪ ،‬إن مل تكن موج ـ ـ ــودة بالفعل فيها مجيعها ‪ ،‬ويعطي ذلك داللة مهمة‬
‫وهي أن اخلليل كـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان متسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقا مع نفسه وأن املصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــطلحات الـ ـ ـ ـ ـ ـ ــواردة يف املنظومة إمنا هي من‬
‫مصطلحاته ‪ ،‬وهذا يعطينا بعض االطمئنان إىل أن هذه املنظومة له‪.‬‬
‫خامسا ‪ :‬تعرضت لبعض اآلراء الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــواردة للخليل يف منظومته بالدراسة ‪ ،‬تلك اآلراء اليت‬
‫تأخذ طابعا خاصا من حيث إمكانية وجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــود بعض اخلالف حوهلا ‪ ،‬واخلليل مل يكن مييل إىل‬
‫عرض هذه اآلراء يف تلك املنظومة ألنه ـ كما يبدو لنا ـ كان يــؤمن بأهنا منظومة تعليمية ال تتسع‬
‫تعرضي هلذه اآلراء ح ـ ـ ـ ــاولت املقارنة مبا ورد منق ـ ـ ـ ــوال عن اخلليل من‬ ‫ملثل ه ـ ـ ـ ــذه اآلراء ‪ ،‬وخالل ّ‬
‫مصــادر أخــرى ‪ ،‬وتــبني أن ال تعــارض بني آرائه الــواردة يف املصــادر املختلفة ‪ ،‬وقمت بتفسري ما‬
‫يوهم بوجود هذا التعارض‪.‬‬
‫سادسا ‪ :‬قـ ّـومت النص عند ما رأيت حاجته إىل تقــومي ‪ ،‬وصــححت تصــحيفاته من خالل‬
‫بقية النسخ ‪ ،‬وحرصت على تص ــحيح األخطــاء اإلمالئية أو النحوية إن وج ــدت ‪ ،‬أما الكلمــات‬
‫اليت جاءت مكتوبة على األصل مثل ‪:‬‬
‫[نايل ‪ ،‬ب ــايع ‪ ،‬خ ــايف ‪ ،‬ن ــامي ‪ ،‬ص ــاير ‪ ،‬غ ــايب ‪ ،‬العج ــايب ‪ ،‬اخلالي ــق] فقد كتبتها على‬
‫هيئتها الصحيحة بعد اإلعالل لتصري [نائل ‪ ،‬بائع ‪ ،‬خائف ‪ ،‬نائم ‪ ،‬صائر ‪ ،‬غائب ‪ ،‬العجائب ‪،‬‬
‫سهلت مهزهتا مثل‬
‫اخلالئق] وكذلك الكلمات اليت ّ‬

‫ـ ‪ 180‬ـ‬
‫(جيت) بـدل (جئت) و (بيس) بـدل (بئس) فقد كتبت بتحقيق اهلمـزة حىت ال حيدث لبس لـدى‬
‫الق ــارئ‪ .‬مع مالحظة أنين أش ــرت إىل ذلك عند ما تأكد يل أن ه ــذه ظ ــاهرة ‪ ،‬دون أن أشري إىل‬
‫ذلك يف كل موضع على انف ــراد ‪ ،‬ف ــاألمر مل يكن حمتاجا إال إىل أك ــثر من مالحظة تن ــدرج حتتها‬
‫كل هــذه احلاالت‪ .‬ومل أكن أصــحح شــيئا دون اإلشــارة إليه ‪ ،‬وإن كــان هــذا قليال ألن النســخة‬
‫(أ) األصل أغنت عن التصحيح يف كثري من احلاالت نظرا لدقة ناسخها‪.‬‬
‫س‪HH H H‬ابعا ‪ :‬ت ـ ـ ــركت العن ـ ـ ــاوين كما هي ‪ ،‬إال إذا ك ـ ـ ــان هبا خطأ إمالئي أو اختالف رواية ‪،‬‬
‫فقمت بالتصحيح معتمدا على عناوين النسخة األصل (أ) مع التأكيد على مالحظتني ‪:‬‬
‫األولى ‪ :‬لس ـ ـ ــنا على يقني من أن ه ـ ـ ــذه العن ـ ـ ــاوين هي عن ـ ـ ــاوين اخلليل ‪ ،‬مع أن أح ـ ـ ــدا من‬
‫النساخ مل يشر إىل واضع هذه العنــاوين ســلبا أو إجيابا ‪ ،‬غري أن املالحظ أهنا كتبت بــاحلرب األمحر‬
‫خمالفة كتابة أبيـات املنظومة اليت جـاءت بـاحلرب األسـود يف كل النسخ فيما عـدا النسـخة (ي)ـ اليت‬
‫مل يعــرف لــون احلرب الــذي كتبت به ‪ ،‬لعــدم إمكانية رؤية األصل ‪ ،‬وصــعوبة حتديد لــون احلرب من‬
‫خالل صورة املخطوطة اليت وصلتين‪.‬‬
‫هــذا معنــاه وجــود ســقط يف هــذه النسخ وأهنا أخــذت من نســخة واحــدة فيها ســقط كثري‬
‫وهذا يتأكد منه بالنظر إىل نسخة املنظومة اليت حققها الدكتور هادي حسن محودي‪.‬‬
‫الثانية ‪ :‬جــاء ما ينــدرج حتت بعض العنــاوين خمالفا للعنــوان نفسه أو أضــيف ما ال ينــدرج‬
‫حتته بعد االنته ــاء من الكالم عما هو م ــدرج بالفعل إدراجا ص ــحيحا فمثال حتت عن ــوان ‪ :‬ب ــاب‬
‫النداء املفرد حتدث عن النداء املفرد‬
‫إىل أن قال ‪:‬‬
‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا أضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفت نصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبت من ناديته ‪  ‬يا ذا املك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارم أين أص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبح جنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يا ذا اجلالل وذا األي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادي والعلى ‪  ‬ارحم فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإين يف جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوارك أرغب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـ ‪ 181‬ـ‬
‫(‪)1‬‬
‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنيت نصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبت من كنّيته ‪  ‬يا با املهلّب قد أتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاك مهلّب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫مث جاء بعد ذلك مباشرة بعنوان ‪ :‬باب النداء املضاف فقال ‪:‬‬
‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا أتت ألف والم بعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدها ‪  ‬وأردت فانصب ما تريد وتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوجب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫مث ذكر باب النداء املفرد املنعوت وذكر حتته البيت الذي يقول فيه ‪:‬‬
‫متوجها ‪  ‬للص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيد دونك إن ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيدك حمصب‬ ‫ويا‬ ‫فرسا‬ ‫راكبا‬ ‫يا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والتمثيل هنا بالنداء الشبيه باملضاف‪.‬‬


‫ومن هنا آثرت أن أترك العناوين كما هي دون تــدخل يف إعــادة ترتيبها أو تغيريها حفاظا‬
‫على ترتيبها الذي جاءت عليه‪.‬‬
‫ثامنا ‪ :‬قمت بضـ ــبط ما حيتـ ــاج من الكلمـ ــات إىل ضـ ــبط ‪ ،‬حيث جـ ــاءت بعض الكلم ــات‬
‫علي أن أقـ ـ ـ ـ ــوم بضـ ـ ـ ـ ــبطها حسب داللتها يف أبي ـ ـ ــات‬
‫دون ضـ ـ ـ ـ ــبط يف مجيع النسخ ‪ ،‬فكـ ـ ـ ـ ــان لزاما ّ‬
‫املنظومة‪.‬‬
‫__________________‬
‫(‪ )1‬يف قوله ‪ :‬يا با املهلب إسقاط للهمزة وأصلها ‪ :‬يا أبا املهلب‪.‬‬

‫ـ ‪ 182‬ـ‬
‫النص المحقق‬

‫ـ ‪ 183‬ـ‬
‫ـ ‪ 184‬ـ‬
‫وقال الخليل بن أحمد العروضي في تسهيل النحو (*)‬

‫أوىل وأفضل ما ابت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدأت وأوجب‬ ‫مبنّه‬ ‫احلميد‬ ‫هلل‬ ‫احلمد‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وبه أصري إىل النج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاة وأق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬ ‫محدا يك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون مبلّغي رض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوانه‬ ‫(‪)2‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلواته وس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالم ريّب األطيب‬ ‫ـيب حممد من ربّه‬ ‫وعلى النـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫(‪)3‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ـأدب‬
‫فيها كالم مونق وت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫إيّن نظمت قصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيدة حرّب هتا‬ ‫(‪)4‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫إال إىل أمثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاهلم أتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـرب‬ ‫لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذوي املروءة والعقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ومل أكن‬ ‫(‪)5‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫مثل القنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاة أقيم فيها األكعبـ‬ ‫أبياهتا‬ ‫يف‬ ‫عيب‬ ‫ال‬ ‫عربية‬ ‫(‪)6‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(*) يف هذه العبارة اختالف يف بعض النسخ قمنا بعرضه يف وصف نسخ املخطوطة اليت عثرنا عليها‪.‬‬
‫(‪ )1‬يف ح (مبتــديت) بــدال من (ما ابتــدأت) بتســهيل اهلمــزة وحتويلها إىل يــاء وهي ظــاهرة عامة يف معظم النسخ ‪ ،‬ففي‬
‫كثري من األحيــان تقلبـ اهلمــزة إىل يــاء أو ترسم الكلمة إمالئيا حسب أصــلها مثل ‪ :‬جيت بــدل جئت ونايل بــدل نائل‬
‫‪ ،‬والعجــايب بــدل العجــائب ‪ ،‬واخلاليق بــدل اخلالئق غــايب ـ غــائب ‪ ،‬فــبيس فــبئس ‪ ،‬خــايف ـ خــائف ‪ ،‬نــامي ـ نــائم ‪،‬‬
‫صاير ـ صائر ‪ ...‬إخل وهذه مناذج من واقع نسخ املخطوطة وهلذا لن نشري إليها يف مواضعها‪.‬‬
‫(‪ )2‬يف د ه وس ــقطت ال ــواو من (وأق ــرب) وض ــبطت يف د ه بتش ــديد ال ــراء فص ــارت (أق ـ ّـرب) وهو تغيري حيافظ على‬
‫سالمةـ البيت موسيقيا‪.‬‬
‫(‪ )3‬يف ب ورد البيت كما يلي ‪:‬‬
‫أزكى صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالة ما تألأل كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوكب‬ ‫‪ ‬‬ ‫ربه‬ ‫من‬ ‫حممد‬ ‫النيب‬ ‫وعلى‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والبيت مستقيمـ غري أنه رمبا كان تدخال من الناسخ ‪ ،‬فقد ورد يف بقية النسخ كما جــاء يف املنت مع تغري يسري‬
‫وهو ما جاء يف د بنصب صلوات وسالم‪.‬‬
‫(‪ )4‬يف ح (حرّي هتا) باليـاء ويف ز ضــبطت البـاء بـالفتح دون تشــديد ويف ح (خرّي هتا) وهو تصـحيف يف ز (مؤنــق) وبقية‬
‫النسخ (مونـ ـ ــق) وهو ما يعجبك حسـ ـ ــنه العني ‪/ 5‬ـ ـ ـ ‪ 221‬مـ ـ ــادة ونق «آنقىن الشئ يؤنقىن إيناقّا وأنه ألنيق مؤنق إذا‬
‫أعجبك حسنه‪.‬‬
‫رد اهلمزة وتسهيلها من املروءة‪.‬‬ ‫(املروة) وهو نوع من ّ‬ ‫(‪ )5‬يف كل النسخ ّ‬
‫(‪ )6‬يف د جاءت (القناة) بالتاء املفتوحة‬
‫وإقامة األكعب يف القنـ ــاة ‪ ،‬أي امتالؤها بالعقد والسـ ــنان ورمبا أراد اخلليل (أي شئ بـ ــارز فـ ــوق سـ ــطح القنـ ــاة‬
‫حيث ورد يف العني ‪ / 1‬ـ ـ ‪ 207‬م ـ ــادة كعب «الكعب هو العظم الن ـ ــاتئ من الس ـ ــاق» ويق ـ ــال كعبت الشئ إذا مألته‬
‫تكعيبا وكعاب الزرع عقد قصبه‪ .‬ويف هذا املعىن أيضا انظر القاموس احمليط ‪.129 / 1‬‬

‫ـ ‪ 185‬ـ‬
‫ـأدب‬
‫عجبا ويطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرق عنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدها املتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫تزهو هبا الفصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحاء عند نشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيدها‬ ‫(‪)7‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـؤدب‬
‫ال مثل من مل يكتنفه م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫وعالمة املت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأدبني من ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرية‬ ‫(‪)8‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫إ ّن التتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابع يف الفهاهة أعيب‬ ‫يا من يعيب على الفصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاحة أهلها‬ ‫(‪)9‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ما يزيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدك حظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوة ويقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـرب‬ ‫ـك فـ ـ ـ ـ ـ ــاعلمنـ‬


‫(‪ )10‬إن الفصـ ـ ـ ـ ـ ــاحة غري شـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫فج جيلب‬
‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرتاهم من ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـل ّ‬ ‫والن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاس أع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداء ملا مل يعلم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا‬ ‫(‪)11‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫وتك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد لو ال دفع ربّك حتصب‬ ‫يتغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامزون إذا نطقت لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــديهم‬ ‫(‪)12‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫وخط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاهم يف لفظهم هو أعجبـ‬ ‫صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـواب ركاكة‬


‫يتعجب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون من ال ّ‬ ‫(‪)13‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )7‬يف أج ه (يزهــو) باليــاء ‪ ،‬ويف ز (الفصــحا) بــدون مهزة ويف د ه وح (املتذبــذب) بــدال من (املتــأدب) ‪ ،‬واألخــرية‬
‫كما جاءت يف األصل ـ أقرب إىل القبول بدليل ذكر املتأدبني يف البيت التايل مباشرة ويف وضبطت (عجبــا) بفتح اجليم‬
‫والباء‪.‬‬
‫(‪ )8‬يف د (يكتفي ــه)ـ ب ــدال من (يكتنف ــه) ‪ ،‬ويف ز كتبت (م ــأدب) ب ــدل (مت ــأدب) وذلك حتريف ‪ ،‬ويف ج كتب ال ــبيت‬
‫على اهلامش بعد نسيانه من الناسخ باخلط نفسه‪.‬‬
‫العي والعجز يف العني ‪ / 3‬ـ ‪ 356‬مــادة ‪ :‬فهه «رجل فه وفهيه ‪ :‬إذا جــاءت منه ســقطة أو جهلة من‬ ‫(‪ )9‬الفهاهة هي ّ‬
‫العي‬
‫فهة ‪ ...‬وقد فـ ــهّ يفـ ــهّ فهاهة وفها وفههـ ــا» ويف القـ ــاموس احمليط الفهاهة ّ‬ ‫العي ورجل فه عي عن حجته ‪ ،‬وامـ ــرأة ّ‬ ‫ّ‬
‫والنسيان ‪ 292 / 4‬فهه‪.‬‬
‫ويف النسـ ــخة ز ورد خطأ (القهاهـ ــة) بالقـ ــاف ويف الفهاهة حيث ج ــاء الش ــطر الث ــاين ‪« :‬إن الفهامة يف التتـ ــابع‬
‫أعيب» وهو تغرّي غري ص ــحيح‪ .‬كما ورد يف وح إن الفهامة يف التت ــابع أعيب وض ــبط الفعل يعيب يف ز بضم الي ــاء من‬
‫أعاب ‪ ،‬ويف وبفتحها من عاب‪.‬‬
‫(‪ )10‬يف ب ج د (وتقـ ّـرب) ‪ ،‬ويف ز (يريــدك خطــوة وتقـ ّـرب) ‪ ،‬ويف ب (تزيــدك) والصــحيح (يزيد ويقــرب) لتجــانس‬
‫احلديث‪.‬ـ‬
‫(‪ )11‬يف د (ملن ال) بـ ـ ــدال من (ملا ال) ‪ ،‬ويف ج (إذا مل يعلمـ ـ ــوا) ‪ ،‬ويف و (ملن مل) ‪ ،‬وغـ ـ ــريت (يف) بـ ـ ــدل (من) ويف ز‬
‫كتبت (جيلبــوا) بإضــافة واو اجلماعــة‪ .‬وهو حتريف إذ الفعل مرفــوع لعــدم تقــدم ناصب أو جــازم وكــان الــواجب إثبــات‬
‫فج جيلبهم وحذف املفعول به من الفعل للعلمـ به واتضاح املعىن‪.‬‬ ‫النون ورمبا كان املعىن فرتاهم يف كل ّ‬
‫(‪ )12‬يف د ‪ ،‬و (لطـ ــف) بـ ــدل (دفـ ــع) ‪ ،‬ويف ج (ويكـ ــاد) وهو تصـ ــحيف ومعىن (حتصـ ــب) أي تـ ــرمي باحلصـ ــباء ‪ ،‬أي‬
‫صــغار احلصى أو كبارها ‪ ،‬ويف فتنة عثمــان ‪ :‬حتاصــبوا حىت ما ابصر أدمي الســماء كما جــاء يف العني ‪ / 3‬ـ ‪ 133‬مــادة‬
‫حصب‪.‬‬
‫(‪ )13‬يف ب (وخطــاؤمهو) ‪ ،‬وهــذه القــراءة أخلّت بــالبيت موســيقيا ‪ ،‬ويف ج (وخطــاءهم) وهو حتريف ‪ ،‬ويف و‪ ،‬ز ‪،‬‬
‫ح (وخطـ ــاءوهم) وقد ورد الـ ــبيت بتسـ ــهيل اهلمـ ــزة ‪ ،‬ورمبا كـ ــانت وخطـ ــاهبم ويف ه ‪ ،‬ووردت (من) بـ ــدل (يف) وهو‬
‫حتريف‪.‬‬

‫ـ ‪ 186‬ـ‬
‫حجتك اليت ال تغلب‬
‫ولـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــديك ّ‬ ‫حجة خبط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاهبم‬
‫ما عن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدهم من ّ‬ ‫(‪)14‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـح وأعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬


‫من كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـل ما لغة أصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫ـيب عليه رمحة ربّه‬
‫لغة الن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫(‪)15‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫منه العج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائب ما تغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـور ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوكب‬ ‫وكتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب ربّك واضح ما تنقضي‬ ‫(‪)16‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫عمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا ‪ ،‬فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاك على التالوة يكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذب‬ ‫(‪ )17‬ال حلن فيه ‪ ،‬فمن تاله الحنا‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ممن تضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـمن مشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرق أو مغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربـ‬ ‫(‪ )18‬ومضى الصـ ـ ــحابة قبل أفصح من مضى‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫فكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأ ّن من طلب الفصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاحة مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذنب‬ ‫(‪ )19‬واس ـ ـ ــتعجم الن ـ ـ ــاس ال ـ ـ ــذي من بع ـ ـ ــدهم‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫قد قلت قلنا ‪ ،‬إذ تق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول وتطلب‬ ‫عج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزوا فقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالوا لو أردنا مثلما‬ ‫(‪)20‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫هنوى وينطق مثله من نص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحب‬ ‫لكن رفضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــناه وننطق بالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي‬ ‫(‪)21‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ليناله فصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــغى وأعيا الثعلب‬ ‫ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالثعلب النّـ ـ ـ ـ ـ ـ ــازي إىل عنق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوده‬ ‫(‪)22‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪( )14‬خبطاهبم) تصحيح من ه ففي بقية النسخ «خبطائهم» ‪ ،‬ويف ح ورد الشطر الثاين هكذا ‪:‬‬
‫(ولذلك حجة كاليت ال تغلب)ـ وهو حتريف‪.‬‬
‫(‪ )15‬يف ح ورد الشــطر الثــاين ‪( :‬كلما نطق الفصــيح وأعــرب) و (مــا) يف الــبيت زائــدة ‪ ،‬وأعــرب ‪ ،‬أي أفصح ‪ ،‬فقد‬
‫جاء يف العني ‪ 128 / 2‬مادة عرب «أعرب الرجل أفصح القول والكالم ‪ ،‬وهو عربائي اللسان فصيح»‪.‬‬
‫(‪ )16‬ورد يف كل النسخ (العجايب) ‪ ،‬ويف د زيدت مهزة جبوار الياء‪.‬‬
‫(‪ )17‬يف ز (على كتابه) بدل (على التالوة) وهو حتريف حلدوث خلل موسيقي هبذا التغري ‪ ،‬وهذا نفسه ما ورد يف د‬
‫‪ ،‬ه ‪ ،‬ويف ب ورد الشطر الثاين ‪( :‬عمدا فذاك على الكتاب يكـذب) ويف ج (عمـدا فـذلك للكتـاب مكـ ّذب) واألخري‬
‫تصحيح جيد ملا ورد يف ب‪.‬‬
‫(‪ )18‬يف ب (مضا) باأللف ‪ ،‬ويف ح (فيه) بدل (قبل) وهو حتريف‪.‬‬
‫(‪ )19‬يف د من بعده ‪ ،‬وجاءت (الفصحاء) بدل (الفصاحة) وقد أدي ذلك إىل اإلخالل مبوسيقى البيت‪.‬‬
‫(‪ )20‬يف ح (قلن) بدل (قلنا) ‪ ،‬ويف ب (نقول)‪.‬‬
‫(‪ )21‬يف ب ‪ ،‬ج ‪ ،‬د ‪ ،‬و‪ ،‬ح (يصحب) بدل (نصحب) ‪ ،‬ويف ج (وننطق) بدل (وينطق)‪.‬‬
‫(‪( )22‬وأعي ــا) ب ــاأللف تص ــحيح من ب ‪ ،‬ج ‪ ،‬د ‪ ،‬ح ‪ ،‬و‪ ،‬ز ‪ ،‬ويف أ‪ ،‬ه ف ــأعىي بالي ــاء ‪ ،‬ويف نس ــخة ح ورد الش ــطر‬
‫الثاين ‪( :‬ليناله فصغى وأعيا كالثعلب) وهو حتريف أدى إىل اخللل املوسيقي للبيت‪.‬‬
‫ـازي ؛ أي الثعلب النــازع إىل الشـ ّـر ‪ ،‬والنازية حـ ّدة الرجل املتــنزى إىل‬
‫ـ ويف ج (وأصــغا) بــاأللف ‪ ،‬والثعلبـ النـ ّ‬
‫الشر‪ .‬العني ‪( 387 / 7‬نزى)‪.‬‬
‫وصـ ــغى ؛ أي مـ ــال‪ .‬ففي العني صـ ــغا (بـ ــاأللف) ميل يف احلنك ويف إحـ ــدى الشـ ــفتني ‪ ،‬وصـ ــغت النجـ ــوم ‪ ،‬أي‬
‫مــالت للغــروب ‪/ 4‬ـ ‪( 432‬صـغو) وأعيا الثغلب ؛ أي أصـابه الكالل والعجز ‪ ،‬فأعيا الثعلب ؛ أي عجز وك ّـل ‪ ،‬يقـال‬
‫الداء العياء احلمق العني ‪/ 2‬ـ ‪ 272‬ففي العني اإلعيــاء ‪ ،‬الكالل‪ .‬ويف القـاموس احمليط ‪/ 4‬ـ ‪( 370‬عــيي) ‪ :‬أعيا املاشي‬
‫كل‪ .‬فالثعلب فاعل للفعل‪.‬‬
‫ّ‬

‫ـ ‪ 187‬ـ‬
‫وحلبّة منه ألـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّذ وأع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذب‬ ‫(‪ )23‬فـ ـ ـ ـ ــزرى عليه وقـ ـ ـ ـ ــال هـ ـ ـ ـ ــذا حـ ـ ـ ـ ــامض‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالت هلم خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبز وملح أطيب‬ ‫أو كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالعجوز وقد أريق طبيخها‬ ‫(‪)24‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫منهم بعري ال أبالك أج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬ ‫(‪ )25‬فـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارفض أوالك فـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإن أطيب جملسا‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫فيظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـل يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخر من كالمك معـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬ ‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا نطقت فال تكن حلّانة‬ ‫(‪)26‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫خفض ‪ ،‬وبعض يف التكلم ينصب‬ ‫(‪ )27‬النحو رفع يف الكالم وبعضه‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫(زيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا) وخفضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهما بكسر يعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬ ‫(‪ )28‬زيد وعمـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرو إن رفعت ‪ ،‬ونصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبه‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫باب رفع االثنين (*)‬

‫بيّنتها لك يف الكتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب مبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـوب‬ ‫والرفع يف (اإلثـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنني) بـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاأللف اليت‬ ‫(‪)29‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاخلفض نص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبهما معا يا حوشب‬ ‫رجالن أو أخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوان فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعلم أنّه‬ ‫(‪)30‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )23‬يف ح وردت (وحلبة) ‪ ،‬بفتح التاء وهو خطأ ‪ ،‬ووردت (الدواء) بدل ألذ) ‪ ،‬ويف ز (وزرا) باأللف كتابة‪.‬‬
‫ومعىن زرى ؛ أي عابـه‪ .‬يف العني ‪/ 7‬ـ ‪« 381‬أي يـزري فالن على صـاحبه أمـرا إذا عابه وعنّفه لـريجع ‪ ،‬فهو‬
‫زار عليه‪.‬‬
‫(‪ )24‬يف ب (كــالعجول) بــدل (كــالعجوز) ويف ج ‪ ،‬ز جــاء الشــطر الثــاين ‪ :‬قــالت هلم ملح وخــبز أطيب بتقــدمي ملح‬
‫على خبز ‪ ،‬والوزن مستقيمـ يف احلالتني‪.‬‬
‫(‪ )25‬يف أوالك ؛ أي أولئك ‪ ،‬ويف د‪ .‬وج ــاء (أالك) ب ــدون واو حسب الق ــراءة املوس ــيقية لل ــبيت ويف ب ‪ ،‬ج ن ـ ّـونت‬
‫كلمة (أبا)‪ .‬وكلمة (أجرب) صفة لبعري ‪ ،‬وبعري خرب إن ‪ ،‬و (جملسا) نصبت على التمييز‪.‬‬
‫(‪ )26‬يف د (فيضل) وهو خطأ ‪ ،‬ومعرب ؛ أي فصيح اللسان‪.‬‬
‫(‪ )27‬يف ج (والنحو) بالواو وهو ربط ال فائدة منه‪.‬‬
‫(‪( )28‬يع ــرب) تص ــحيح من ب ‪ ،‬ج ففي األصل (يع ــزب) ‪ ،‬ويف د ه ز ح وردت (حفظهم ــا) ب ــدال من (خفض ــهما)‬
‫وهو حتريف‪.‬‬
‫(*) ورد العنوان يف و «باب االثنني» ويف ح باب حروف رفع االثنني‪.‬‬
‫(‪ )29‬جيب حتويل مهزة الوصل املوجودة يف «االثــنني» إىل مهزة قطع حىت يســتقيم وزن حبر الكامل ‪ ،‬وهو البحر الــذي‬
‫تسري عليه القصيدة ‪ ،‬وهو ضرورة شعرية‪.‬‬
‫ويبــدو أن كلمة (مبـ ّـوب) رفعت على أهنا خرب لكلمة الرفع يف أول الــبيت ‪ ،‬أما املقصــود بالكتــاب فقد تناولته‬
‫يف الدراسة فرمبا يقصد كتاب «اجلمل يف النحو العريب» املنسوب إليه ويف ج كتب فوق بينتها (بوبتها)‪.‬‬
‫(‪ )30‬يف ج كتب الشــطر الثــاين من ال ــبيت مــرتني ‪ :‬األوىل كما ورد باألصل ‪ ،‬والثانية ‪« :‬كــاخلفض نصــبهما كــذا يا‬
‫حوشب»‪.‬‬
‫واحلوشب ‪ ،‬كما ورد يف العني ‪/ 3‬ـ ـ ‪ ، 97‬من امساء الرج ــال ‪ ،‬وهو العظيم البطن ومن اش ــهر من مسّى هبذا‬
‫االسم ‪ :‬حوشب بن طخمة ذو ظليم األهلاين احلم ـ ــرييـ ت ـ ــابعي مياين ك ـ ــان رئيس بين أهلان يف اجلاهلية واإلس ـ ــالم أدرك‬
‫النيب صلّى اهلل عليه وسلّم وآمن به ومل يره ‪ ،‬وقدم إىل احلجاز يف أيام أيب بكر‬

‫ـ ‪ 188‬ـ‬
‫يف اجلمع تنصب ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة وتقلّب‬ ‫(‪ )31‬والن ـ ـ ـ ـ ـ ــون يف (اإلث ـ ـ ـ ـ ـ ــنني) خفض واليت‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫باب حروف الجر‬


‫فيها البيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان ملن أتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاين يطلب‬ ‫اجلر عنـ ـ ـ ـ ـ ــدي مجّة‬
‫(‪ )32‬وحـ ـ ـ ـ ـ ــروف خفض ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ولقد تل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوح كما تل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوح األش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهب‬ ‫ما بعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدها خفض ورفع فعلها‬ ‫(‪)33‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫وب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدار عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرو قد تن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاخ األركب‬ ‫(‪ )34‬من عـ ـ ـ ـ ــامر وإىل سـ ـ ـ ـ ــعيد ذي النـ ـ ـ ـ ــدى‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ولـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدى أخيك ودون أهلكـ سبسب‬ ‫عمك ناقة‬‫(‪ )35‬وعلى أبيك وعند ّ‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫وقبالة الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدار املشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيدة ملعبـ‬ ‫حممد‬


‫وأمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام عبد اهلل دار ّ‬ ‫(‪)36‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫يف ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدار عن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدهم لق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاح جتلب‬ ‫ومع الوليد عصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابة من قومه‬ ‫(‪)37‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫زي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدت والم واحلروف تقلّب‬ ‫(‪ )38‬وخال وفـ ـ ـ ـ ـ ــوق وحتت والكـ ـ ـ ـ ـ ــاف اليت‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫ـ وك ــان أم ــريا على ك ــردوس يف وقعة ال ــريموك ‪ ،‬وس ــكن الش ــام فك ــان من أعي ــان أهلها وفرس ــاهنم ‪ ،‬وش ــهد ص ــفني مع‬
‫معاوية فقتل فيها ‪ ،‬األعالم لل ــزركلي ‪/ 2‬ـ ـ ‪ 288‬وكما هو مالحظ أنه ك ــان شخص ــية مش ــهورة وك ــان ق ــريب العهد‬
‫باخلليل فقد تويف ‪ 37‬من اهلجرة‪.‬‬
‫حتولت ـ أيضا ـ مهزة الوصل إىل مهزة قطع إلقامة وزن البيت وهلذا‬ ‫(‪ )31‬يف د وردت (حفظ) بدال من خفض) ‪ ،‬وقد ّ‬
‫رمست اهلمزة (مهزة قطع) يف ب وهي على أية حال ضرورة شعرية حسنة وردت أيضا يف البيت السابق‪.‬‬
‫(‪ )32‬يف ج جاءت (تأىّن ) بدال من (أتاين) وضبطت بوضع ش ّدة على النون‪.‬‬
‫(‪ )33‬يف د (ما بعضــها) بــدال من (ما بعــدها) ‪ ،‬ويف ج تقــدمتـ (رفــع) على خفض ‪ ،‬ويف ح وردت (يلــوح) بــدال من‬
‫(تلوح)‪.‬‬
‫(‪ )34‬يف كل النسخ ما عدا األصل (النداء) باأللف‪.‬‬
‫(‪ )35‬يف ب (ول ـ ــدا) ب ـ ــدال من (ول ـ ــدى) ويف ج د (ول ـ ــذى) ويف ز (ول ـ ــذا) (وسنس ـ ــب) ب ـ ــدال من (سبس ـ ــب) ويف ح‬
‫(ينسب) بدال من (سبسب) ‪ ،‬و (السبسب) هي املفازة أي الصحراء العني ‪.203 / 7‬‬
‫(‪ )36‬يف د (مغلب) بدال من ملعبـ وضبطت بضم امليم وكسر الالم ‪ ،‬ويف ط (أمام) بضم امليم‪.‬‬
‫(‪ )37‬يف ب ‪ ،‬د‪ .‬ه (حتلب) بــدال من (جتلب) واألول أوىل إذ اللقــاح من اإلبل أن تضع احلمل ‪ ،‬وهي يف هــذه احلالة‬
‫حل ــوب ‪ ،‬وال مينع أن جتلب إىل ال ــدار يف ال ــوقت نفسه ‪ ،‬ويف ج لق ــايح وهو خطأ إذ اجلمعـ لق ــاح واملف ــرد لقحة وهي‬
‫الناقة احلل ــوب ‪ ،‬ومجع اجلمع مالقيح ؛ العني ‪/ 3‬ـ ـ ‪ ، 47‬ويف ط (عص ــابة) بفتح العني والص ــاد والص ــحيح (عص ــابة)‬
‫بكسر العني فهي من الناس والطري إذا صاروا قطعة‪ .‬العني ‪.310 / 1‬‬
‫(‪( )38‬وخال) تص ـ ــحيح من ح ففي األصل (وح ـ ــذا) واألخري ورد يف وز ط ويف ه (وح ـ ــرى) ‪ ،‬يف د ‪ ،‬ه وز ح ب‬
‫(زادت) بدال من (زيدت)‪.‬‬

‫ـ ‪ 189‬ـ‬
‫وجع ‪ ،‬وأنت كس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامل أو أهيب‬ ‫فتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬قلت لعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامر ‪ ،‬وخبالد‬ ‫(‪)39‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أم غري عمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرو يف األمانة يطلب‬ ‫من مثل عبد اهلل يف أصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحابه‬ ‫(‪)40‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫من خلفنا أسد ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزار وأذؤب‬ ‫وتق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬فيها خيلنا وركابنا‬ ‫(‪)41‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫والنصب أيضا إن نصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبت تصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـوب‬ ‫(‪ )42‬وتق ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬فيها ذو العمامة جـ ـ ـ ـ ـ ــالس‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ما فيه إاّل الرفع شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيء يعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬ ‫(‪ )43‬وعليك عبد اهلل ـ ـ ـ ـ ـ فـ ـ ـ ــاعلم ـ ـ ـ ـ ـ مشـ ـ ـ ــفق‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫متّ الكالم وحني ينقض يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرأب‬ ‫ما إن يكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون النصب إال بعد ما‬ ‫(‪)44‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫باب الفاعل والمفعول (*)‬

‫تنصب‬ ‫ال‬ ‫مرفوعة‬ ‫أمساؤهم‬ ‫الفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعلون من اخلالئق كلّهم‬ ‫(‪)45‬‬


‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والنصب للمفع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــولـ حقا أوجب‬ ‫ونع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوهتم وكن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاهم وحالهم‬ ‫(‪)46‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )39‬يف ب (لســامل) بــدال من (كســامل) ‪ ،‬وورد ‪( :‬قل لعــامر وحبالــه) بــدال من ‪( :‬قلت لعــامر وخبالــد) وهو حتريف ‪،‬‬
‫ويف د (وجعا بالنصب وهو حتريف ‪ ،‬واألهيب ؛ أي أكثر هيبة ‪ ،‬وهي اإلجالل واملهابة‪ .‬العني ‪.98 / 4‬‬
‫(‪ )40‬يف ب (أو) بدال من (أم) ‪ ،‬ويف د ط (تطلب) بدال من (يطلب)‪.‬‬
‫(‪ )41‬يف ز (أس ـ ـ ــد) بفتح اهلم ـ ـ ــزة والسني ‪( ،‬وت ـ ـ ــزار) بضم الت ـ ـ ــاء وهو حتريف ويف ج (وهتيب) ب ـ ـ ــدال من (وأذوب)‬
‫(بتس ــهيل مهزة أذؤب) حيث ج ــاءت ك ــذلك (أذوب) مجع ذئب لتتس ــاوق وتت ــوازى مع ت ــزار أي ت ــزأر حيث س ــهلت‬
‫اهلمزة يف كل منهما‪.‬‬
‫صـ ّوب) بـدال‬‫(‪ )42‬يف بقية النسخ (قطعت) بدال من (نصبت) ‪ ،‬والقطع إىل النصب معروف وهو املقصود ‪ ،‬ويف و (ي ّ‬
‫تصوب)‪.‬‬
‫من ّ‬
‫(‪ )43‬يف د (فاعلم أنه) ‪ ،‬ويف ز (عند اهلل) بدال من عبد اهلل‪.‬‬
‫(‪ )44‬يف د (الرفــع) بــدال من (النصــب) ‪ ،‬ويف د ‪ ،‬ه (ينقض) بــدال من (ينقض) ويف ه (مــاء) بــدال من (ما إن) ‪ ،‬ويف‬
‫ز (مث) بدال من (مت) ‪ ،‬ووردت (حني) بفتح احلاء ضبطا ‪ ،‬وكتبت كلمة (يرأب) خطأ وكله حتريف‪.‬‬
‫ورأبه أي (أصلحه وشعبه وأوصله) ‪ ،‬رأب الشعاب الصدع يرأبه إذا شعبه ‪ ،‬والرؤبة اخلشــبة أو الشــيء يوصل‬
‫به الشيء املكسور فريأب به‪ .‬العني ‪ ، 288 / 8‬ويف القاموس احمليط رأب الصدع كمنع ؛ أصلحه وشعبه ‪.72 / 1‬‬
‫(*) حذفت (به) من عنوان النسخة ح‪.‬‬
‫(‪ )45‬يف بقية النسخ (الفاعلون) ‪ ،‬ويف ح ضبطت كلمة (كلهم) بفتح الالم وتشديدها ‪ ،‬والصحيح الرفع تأكيدا ل ‪:‬‬
‫(الفاعلون) ‪ ،‬كما ورد يف النسخة ز ‪ ،‬أ‪ ،‬و‪ ،‬اجلر تأكيدا (للخالئق) ‪ ،‬وف ج ورد الشطر الثــاين ‪[ :‬أمساؤهم (أفعــاهلم)‬
‫معروفة ال تنصب ‪ ،‬ويف ز كذلك وردت (أفعاهلم) بدل (أمساؤهم)‪.‬‬
‫(‪ )46‬يف ب ‪ ،‬ج (وكن ـ ـ ــاؤهم وحالؤهم) ب ـ ـ ــدال من (وكن ـ ـ ــاهم وحالهم) ‪ ،‬ويف ح (وكن ـ ـ ــاوهم وحالوهم) ‪ ،‬ويف ز‬
‫ضبطت وكناهم بفتح الكاف ويف د (وجالهم) باجليم املفتوحة‪ .‬وكل ذلك حتريف‪.‬‬

‫ـ ‪ 190‬ـ‬
‫عمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرو وقد ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربت غالمك عقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربـ‬ ‫وتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬أكرمين أبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوك وزارين‬ ‫(‪)47‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وأبو املغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرية يف املدينة يضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬ ‫ورأيت عبد اهلل يضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب خالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا‬ ‫(‪)48‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫جتري به وجنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف ذعلبـ‬ ‫ولقيت زيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا راكبا وأخا له‬ ‫(‪)49‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫تلهب‬
‫يف احلرب واحلرب العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوان ّ‬ ‫(‪ )50‬ولقد وجـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدت حممـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا ذا صـ ـ ـ ـ ـ ـ ــولة‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫باب حروف الرفع (*)‬

‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـرت عليه وحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّدها ال يصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعب‬ ‫وح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروف رفع النحو ترفع كلّما‬ ‫(‪)51‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ومىت أبونا ذو املكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارم يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــركب‬ ‫(‪ )52‬وتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول هل عمـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرو أخونا قـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادم‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫وعسى غالمك حنو أرضك ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذهب‬ ‫بل خالد ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار لنا وخمالط‬ ‫(‪)53‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )47‬يف ج د وز (فتقول)‪.‬‬
‫(‪ )48‬يف ب ‪ ،‬ج ‪ ،‬د ‪ ،‬ه ‪ ،‬وز ط (وأبا املغ ــرية) بنصب (أب) عطفا على عبد اهلل ‪ ،‬ويف أ‪ ،‬خ ج ــاءت (اب ــو) ب ــالرفع‬
‫على أن الــواو لعطف اجلمل أو على االســتئناف وقد كتب الــبيت على هــامش النســخة (ب) بعد نســيانه باخلط نفسه ‪،‬‬
‫وكذلك الشطر الثاين يف النسخة ط‪.‬‬
‫(‪ )49‬يف ج (وأخالـ ـ ــة) وهو تصـ ـ ــحيف ‪ ،‬ويف ب ‪ ،‬ج ز (جتدي) بـ ـ ــدل (جتري) ويف د (جيدي) ‪ ،‬ويف وط (حتدي) ‪،‬‬
‫وقد ض ـ ـ ــبطت (وجن ـ ـ ــاء) يف النس ـ ـ ــخة ز بفتح ال ـ ـ ــواو واجليم ‪ ،‬وج ـ ـ ــاء (زعلب) ب ـ ـ ــدل (ذعلب) ويف ط (تغلب) ويف د‬
‫(ثعلب)ـ ‪ ،‬ويف ح (دعلب) بالـ ــدال ‪ ،‬وكل ذلك حتريف ‪ ،‬والكلمةـ غري واضـ ــحة يف و‪ ،‬ويف ح جـ ــاءت (جـ ــرف) بـ ــدل‬
‫(حرف)‪.‬‬
‫والوجناء هي الناقة ذات الوجنة الضخمة‪ .‬العني ‪.187 / 6‬‬
‫أو كما يقــول صــاحب القــاموس احمليط الناقة الشــديدة ‪ / 4‬ـ ‪ .276‬واحلرف ـ كما يف العني ‪ / 3‬ـ ‪ 211‬الناقة‬
‫الصلبة تشبه حبرف اجلبل قال الشاعر ‪:‬‬
‫وظيف أزج اخلطو ريّـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهوق‬ ‫مجالية ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــناد يشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـلّها ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ويبــدو أن بعض العــرب كــان يســتخدم (حــرف) مبعىن املهــزول الضــعيف كما يف القــاموس احمليط ‪/ 3‬ـ ‪، 131‬‬
‫واخلليل ال يــؤمن هبذا كما يبــدو ‪ ،‬حيث علق على من يســتخدمها مبعىن املهزولة قــائال «ولو كــان معىن احلرف مهــزوال‬
‫مل يص ــفها بأهنا مجالية س ــناد ‪ ،‬وال وظيفها ريّ ــان» ك ــذلك ميكن الق ــول امت ــدادا ل ــرأي اخلليل ال ــذي ورد يف العني أنه قد‬
‫اسـ ــتخدمها مبا يتسق مع رؤيته داخل هـ ــذا الـ ــبيت ضـ ــمن أبيـ ــات املنظومة النحوية حيث وصـ ــفها بأهنا وجنـ ــاء ذعلب ‪،‬‬
‫وال ــذعلب ـ ـ كما أش ــار اخلليل يف العني ‪/ 2‬ـ ـ ‪ 326‬الناقة الش ــديدة الباقية على السري وجتمع على ذع ــالب‪ .‬أما ج ــرف‬
‫(بــاجليم) الــواردة يف النســخة ح فهي تســتخدم مبعىن الناقة الشــديدة العظيمة أو الضــامرة املهزولة ‪ / 3‬ـ ‪ 131‬القــاموس‬
‫احمليط وهي داللة جرف عند بعض العرب‪.‬‬
‫(‪ )50‬يف ب (يلّهب) ‪ ،‬ويف ز (العوان) ضبطت بكسر النون على العطف‪ .‬وهو حتريف‪.‬‬
‫واحلرب العــوان ـ ـ كما جــاء يف العني ‪ / 2‬ـ ‪ 254‬ـ ـ هي اليت كــانت قبلها حــرب بكر ‪ ،‬وهي أول وقعة تكــون‬
‫أشد منها‪.‬‬ ‫عوانا ‪ ،‬كأهنا ترفع من حال إىل حال ّ‬
‫(*) العنوان ساقط من ز ويف ه باملداد األمحر (اجلر) وشطيت وكتبت مرة أخرى باملداد األسود (الرفع)‪.‬‬
‫(مرت) ‪( ،‬ال يعصب) بدل (ال يصعب) ويف ح (يرفع) بدل (ترفع)‪.‬‬ ‫(‪ )51‬يف ج وردت (جرت) بدل ّ‬
‫(‪ )52‬يف ح ضبطت كلمة (عمرو) بالنصب وهو حتريف‪.‬‬
‫(‪ )53‬يف ط (تذهب) بدل (يذهب)‪.‬‬

‫ـ ‪ 191‬ـ‬
‫املركب‬ ‫ونعم‬ ‫لراكبه‬ ‫زين‬ ‫وحلبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا الفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس اجلواد وإنّه‬ ‫(‪)54‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫لو ال أبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوك ملا تكلّم مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعب‬ ‫وكم الرج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال ومن أب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوك فإنّه‬ ‫(‪)55‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫تفرق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا وتش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعبوا‬


‫متج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاورون ّ‬ ‫بينا أب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوك بينما أص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحابنا‬ ‫(‪)56‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ملن البعري الشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارد املستصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعب‬ ‫(‪ )57‬وتق ـ ــول ‪ :‬حيث أب ـ ــوك عم ـ ــرو ج ـ ــالس‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫بل أين عصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبتك الكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرام الغيّب‬ ‫أين الرجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال ذوو املروءة والنهى‬ ‫(‪)58‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫معجبـ‬ ‫بالبطالة‬ ‫غالمك‬ ‫لكن‬ ‫مقبل‬ ‫أمري‬ ‫زيد‬ ‫وكأمنا‬ ‫(‪)59‬‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫(* )‬
‫باب (ترى) وظننت وخلت وحسبت‬
‫__________________‬
‫(‪ )54‬يف ج جاء (للذين أركبه) بدل (زين لراكبه)‪.‬‬
‫(‪( )55‬ملا) تص ـ ــحيح من وز ح ط ‪ ،‬ويف األصل (م ـ ــا)‪ .‬ووجودها جيعل التفعيلةـ اخلامسة يف ال ـ ــبيت (مف ـ ــاعلن) يف حبر‬
‫الكامل وهو ما يسمى بالوقص وهو ما حذف ثانيه بعد سكونه وهو زحاف قليل احلدوث‪.‬‬
‫ويف وط (فكم) بدل (وكم)‪.‬‬
‫(‪ )56‬يف ب ‪ ،‬ه (تشـ ــعب) بـ ــدل (تشـ ــعبوا) وهو حتريف ‪ ،‬ويف ج (أخـ ــوك) بـ ــدل (أبـ ــوك) ‪ ،‬ويف ح (أصـ ــحابه) بـ ــدل‬
‫(أص ــحابنا ‪ ،‬ويف د (متجـ ــاوزون) بـ ــدل (متج ــاورون) ‪ ،‬ويف ح (فتفرقـ ــوا) ب ــدل (تفرقـ ــوا) وقد أدى إىل خلل موسـ ــيقى‬
‫ال ــبيت ‪ ،‬والتش ــعب التف ــرق ‪ ،‬وهو يف ال ــبيت من م ــرتادف الكالم ‪ ،‬ومن معن ــاه أيضا االجتم ــاع‪ .‬العني ‪/ 1‬ـ ـ ‪، 263‬‬
‫وسريد هذا اللفظ يف البيتني رقم ‪.115 ، 76‬‬
‫(‪ )57‬يف د (جيت) ويف ه (حيث) ‪ ،‬ويف وح ط (املتصـ ــعب) بـ ــدل (املستص ـ ــعب) وإن كـ ــانت قد ص ـ ــححت يف وط‬
‫بكتابة املستص ـ ــعب خبط ص ـ ــغري فوقها ‪ ،‬وقد ج ـ ــاء ه ـ ــذا ال ـ ــبيت مت ـ ــأخرا عن ال ـ ــبيت رقم (‪ )58‬يف النس ـ ــخة و‪ ،‬والبعري‬
‫املستص ـ ــعب ‪ ،‬ورمبا يقصد به املش ـ ــتد ال ـ ــذي ص ـ ــار ص ـ ــعبا ‪ ،‬أو أنه ال ـ ــذي مل ي ـ ــركب ومل ميسسه حبل انظر العني ‪/ 1‬‬
‫‪ ، 311‬القاموس احمليط ‪.95 / 1‬‬
‫(‪( )58‬أين) تصحيح من ز ‪ ،‬ويف األصل (كيف)‪.‬‬
‫وهــذا الــبيت ســاقط من د ‪ ،‬وقد تــأخر هــذا الــبيت عن الــبيت الــذي بعــده يف ج ‪ ،‬ز ‪ ،‬ويف وز (الكــرام) بــدل‬
‫(الرجال) ويف ح (ذو) بدل (ذ وو)‪.‬‬
‫ويف العني ‪ / 1‬ـ ‪« 310 ، 309‬العصــبة من الرجــال عش ــرة ال يق ــال ألقل منه ‪ ،‬وأخــوة يوسف عليه ال ّس ـالم‬
‫صبَةٌ) [سورة يوسف (‪ ])14‬ويقال هو ما بني العشرة إىل األربعني من الرجال ‪ ،‬وقوله تبــارك‬
‫عشرة قالوا ‪َ ( :‬ونَ ْح ُ‪H‬ن ُع ْ‬
‫صبَ ِة) [سورة القصص آية (‪ ])76‬يقال ‪ :‬أربعون ويقال عشرة‪.‬‬ ‫وتعاىل ‪( :‬لََتنُوُأ بِال ُْع ْ‬
‫وأما يف كالم العــرب فكل رجــال أو خيل بفرســاهنا إذا صــاروا قطعة فهم عصــبة ‪ ،‬وكــذلك العصــابة من النــاس‬
‫والطري»‪.‬‬
‫(‪ )59‬يف ج (مفس ــد)ـ ب ــدل (مقب ــل) ‪ ،‬والبطالة ـ ـ كما يف العني ـ ـ ‪/ 7‬ـ ـ ‪« 431‬التبطل فعل البطالة ‪ ،‬وهو اتب ــاع اللهو‬
‫واجلهالة»‪.‬‬
‫(*) جاء هذا العنوان متأخرا عن البيت ‪ 61‬يف النسخة ه وسـقط العنـوان كــامال من ج ؛ ويف ب جـاء العنـوان ‪ :‬بـاب‬
‫ظننت وخلت وســقطت (حســبت) من عنــوان النســختني وز ‪ ،‬ويف ح جــاء العنــوان ‪ :‬بــاب ظننت ‪ :‬وأخواهتا‪ .‬وواضح‬
‫النساخ‪.‬‬
‫أن هذا العنوان رمبا يكون قد وضع حديثا من فعل ّ‬

‫نصب كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذلكم أخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال وأحسب‬ ‫تظن إذا أتت‬


‫وت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرى وخلت وهل ّ‬ ‫(‪)60‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـ ‪ 192‬ـ‬
‫معمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرا ال يعتب‬
‫إىّن أظن ّ‬ ‫ومىت تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرى عبد املهيمن قادما‬ ‫(‪)61‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫باب حروف كان وأخواتها (*)‬

‫أمساء وتتبعها النعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوت فت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذهب‬ ‫(‪ )62‬وح ـ ــروف ك ـ ــان وليس ف ـ ــاعلم ترفع ال ـ ـ ـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫إ ّن اجلهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول من الرجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال خميّب‬ ‫(‪ )63‬والنصب يف أفعاهلا ال جتهلن‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا لنا وإىل العشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرية ينسب‬ ‫(‪ )64‬فتقـ ـ ـ ــول ‪ :‬كـ ـ ـ ــان أبـ ـ ـ ــوك زيد ذو النـ ـ ـ ــدا‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫وابنه ما زال عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرو ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادقا ال يك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذب‬ ‫أمسى أخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوك لنا صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــديقا‬ ‫(‪)65‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫بالبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب منتظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرا يصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيح ويصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخب‬ ‫عمك جالسا‬
‫(‪ )66‬وتقـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬ظـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـل غالم ّ‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫أمس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيت أو منسى مجيعا نكتب‬ ‫(‪ )67‬أض ـ ــحى وأص ـ ــبح أو يك ـ ــون ومل ي ـ ــزل‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )60‬يف ج (وترا) بدل (وترى) وأيضا جاء الشطر الثاين ‪:‬‬
‫(نصــبت لــذلكم أظن وأحســب) ‪ ،‬ويف ز ورد الشــطر الثــاين بســقوط مهزة (أخــال) وجــاء بعــدها كلمة (أظن) وقد أدت‬
‫الزيادة إىل اإلخالل مبوسيقى البيت ‪ ،‬ويف ح (هال ظن) بدل (هل تظن) وهذا حتريف أيضا‪.‬‬
‫(‪ )61‬يف ج أيضا وردت (وترا) بدل (وترى) ‪ ،‬ويف ح (قادم) بالرفع وهو حتريف ‪ ،‬ويف وز ضبطت (ال يعتب) بفتح‬
‫العني والتاء وهو حتريف أيضا‪.‬‬
‫(*) يف ب د ه وز ح جاء العنوان ‪ :‬باب (كان وأخواهتا) يف د ه كتب العنوان بعد البيت رقم ‪.64‬‬
‫(‪ )62‬يف ب (وتــذهب) بــدل (فتــذهب) ‪ ،‬ويف د وجــاء الشــطر الثــاين ‪( :‬األمساء تتبعها النعــوت فتــذهب) وهو مــوزون‬
‫على هــذه الصــورة ‪ ،‬أما يف ز فقد ورد (األمساء وتتبعهــا) ويف ذلك خلل مبوســيقى الــبيت‪ .‬ويف ه كتب هــذا الــبيت بعد‬
‫العنوان ‪ :‬باب ترى وظننت ‪...‬‬
‫(‪ )63‬املخيّب من الرجال الذي أصابه احلرمان العني ‪.315 / 4‬‬
‫(‪( )64‬زيد) بالرفع تصحيح من ه وز ح ط ‪ ،‬ويف األصل (زيدا) بالنصب وهو حتريف ‪ ،‬ويف ب ج جــاءت بالنصب‬
‫وصححت ‪ ،‬وزيد بدل أو عطف بيان وخرب كان (جارا) ‪ ،‬ويف ز (جار) بالرفع وهو حتريف‪.‬‬
‫(‪ )65‬يف ح (ال يكذب) بضم ال ّذال‪.‬‬
‫(طل) بكسر الطـاء وضم الالم املشــددة‬
‫(‪ )66‬يف ج (يصحب) بدل (يصخب) ‪ ،‬ويف ه وح (ضل) بدل (ظل) ويف د ّ‬
‫وكله حتريف وتصـ ــحيف ويف ح (جـ ــالس) بـ ــالرفع وهو حتريف ‪ ،‬واخلليل يشري إىل أن الص ـ ــخب معـ ــروف العني ‪/ 4‬‬
‫‪ 190‬وهو كما جاء يف القاموس احمليط ‪ 95 / 1‬ش ّدة الصوت‪.‬‬
‫(‪ )67‬يف ج (قســا) بــدل (فينــا) وصــححت بني الســطور ‪ ،‬ويف ب ج (يكتب) ويف ز (أم) بــدل (أو) األوىل ‪ ،‬ويف ح‬
‫حمرفا (أمسيت أو أمسى مجيعا يكتب)‪.‬‬ ‫كتب الشطر الثاين ّ‬

‫ـ ‪ 193‬ـ‬
‫والقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم إن راحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا فقربك أسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقب‬ ‫(‪ )68‬وتقـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬ليس أبـ ـ ـ ـ ــوك فينا حاضـ ـ ـ ـ ــرا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء والنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون اليت إن أحسب‬ ‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا أتت ألف ويـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء مثلها‬ ‫(‪)69‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــافهم فإنّك إن فهمت مه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّذب‬ ‫يف الفعل فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارفع عند ذلك كلّه‬ ‫(‪)70‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫متسي وتص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبح ما أراك تغيّب‬ ‫(‪ )71‬فتقـ ـ ـ ــول ‪ :‬كنت أقـ ـ ـ ــول ذاك ومل تـ ـ ـ ــزل‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫باب حروف إن وأخواتها (*)‬

‫ـذرب‬
‫واحفظ فإنك إن حفظت م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫(‪ )72‬وحـ ـ ـ ـ ــروف إ ّن وليت فـ ـ ـ ـ ــاعلم ح ـ ـ ـ ـ ـ ّدها‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫تنصب‬ ‫الثقيلة‬ ‫لكن‬


‫ّ‬ ‫وطريق‬ ‫ولعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـل ‪ ،‬مث ‪ ،‬كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأ ّن ‪ ،‬إن ثقلتها‬ ‫(‪)73‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫معتب‬ ‫يا‬ ‫أخبارها‬ ‫هبا‬ ‫وارفع‬ ‫(‪ )74‬فانصب هبا األمساء مث نعوهتا‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )68‬يف ج (أنسب) بـدل (أسـقب) ويف ب (أسـغب) ‪ ،‬ويف ح (حـاظرا) بـدل (حاضـرا) وقد ورد الشـطر الثـاين يف ح‬
‫وري على من يقــرتب‬
‫‪( :‬والقــوم إن بــاحوا فقربكا أســقبوا) وهو حتريف ‪ ،‬والقــرب األســقب‪.‬ـ رمبا يكــون معنــاه أنه خري ّ‬
‫منه فالسقب الغض الطويل الريان العني ‪ 85 / 5‬ورمبا يقصد أنه تعويض عن ذهاب القوم ‪ ،‬فاألسقب ولد الناقة وهو‬
‫خاص بالذكر انظر السابق (العني) والقاموس احمليط ‪.85 / 1‬‬
‫(‪ )69‬يف ب جــاء الشــطر األول ‪( :‬وإذا أتت ألف وبــاء قبلهــا) ‪ ،‬ويف د (بعــدها) بــدل (مثلها ‪ ،‬ويف د ح (أنا أحســب)‬
‫بدل (إن أحسب) ويف ح (ألف وباء) ‪ ،‬ويف ز (أحسب) كتبت بالشني وهو تصحيف‪.‬‬
‫(‪ )70‬يف ب د ه (وافهم) ‪ ،‬ويف ح (كلّـ ـ ـ ـ ــه) وردت بفتح الالم وتشـ ـ ـ ـ ــديدها ويف األصل بكسر الالم على أهنا توكيد‬
‫لذلك‪.‬‬
‫(‪( )71‬تغيّب) مضــارع وأصــله (تتغيب) حــذفت إحــدى التــاء ين منه ويف ب حـ ّـرفت إىل (تعتب) ‪ ،‬ويف ه (مغيب)ـ ‪،‬‬
‫ويف ز (تغيب) ضبطت بضم التاء‪.‬‬
‫(*) يف ه ح ورد العنوان ‪ :‬باب إن وأخواهتا وسقطت كلمة (حروف)‪.‬‬
‫ـدرب) بالـ ــدال ‪ ،‬ويف ج ‪ ،‬ز‬
‫ـذرب) ويف ه ‪ ،‬ز (مـ ـ ّ‬ ‫(‪ )72‬يف د ‪ ،‬و‪ .‬جـ ــاء الشـ ــطر الثـ ــاين (فانصب فانك أن نصـ ــبت مـ ـ ّ‬
‫ـذرب معناها ح ــاد ؛ فال ــذرب معناها احلاد من كل ش ــيء العني ‪/ 8‬ـ ـ ‪ 183‬ورمبا يك ــون‬ ‫(ف ــاعرف) ب ــدل (ف ــاعلم) وم ـ ّ‬
‫املقصود (حاد الذكاء)‪.‬‬
‫(‪ )73‬يف ب ‪ ،‬د (كــان) بــدل (كــأن) ‪ ،‬ويف ط (نقلتهــا) بــدل (ثقلتهــا) ويف ه (تنصــب) بضم الصــاد ويف د بفتحها ‪،‬‬
‫ويف و (ننصب) بنونني ‪ ،‬ويف ز (ينصب) بالياء املضمومة‪.‬‬
‫(‪ )74‬يف ج (االس ـ ــم) ب ـ ــدل (األمساء) ‪ ،‬وقد ورد الش ـ ــطر الث ـ ــاين أيضا ‪( :‬وارفع هبا األخب ـ ــار يا متعتب)ـ ‪ ،‬وهو ش ـ ــطر‬
‫مــوزون على هــذه القــراءة ويف ه ط (يا معتب) بفتح امليم ‪ ،‬ويف ح (يا متعب)ـ ‪ ،‬و (املعتب) أي الراجع إىل مرضــايت ‪،‬‬
‫أي عما كان عليه‪ .‬العني ‪ 76 / 2‬وانظر هامش بيت رقم ‪.79‬‬

‫ـ ‪ 194‬ـ‬
‫عند الك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرام من الرج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال حمبّب‬ ‫(‪ )75‬فتقـ ـ ــول ‪ :‬إن أبـ ـ ــاك عمـ ـ ــرو ذو النـ ـ ــدى‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء منّا عن ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــريب يش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعب‬ ‫بل ليت أهل احلي عند فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــراقهم‬ ‫(‪)76‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫لكن عمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرا قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادم يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرتقب‬


‫ّ‬ ‫(‪ )77‬وكـ ـ ـ ـ ــأ ّن زيـ ـ ـ ـ ــدا ذا السـ ـ ـ ـ ــماحة غـ ـ ـ ـ ــائب‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم التالق عليه بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرق خلّب‬ ‫ولعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـل موعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدك الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي منّيتنا‬ ‫(‪)78‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارفع هبا أخبارها يا معتب‬ ‫وإذا أتت يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء وهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء بعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدها‬ ‫(‪)79‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫وكأنه يهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوى بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرأي معجب‬ ‫فتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬إين سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائر وحممد‬ ‫(‪)80‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫يف حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّد إن فنص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبها متس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبّب‬ ‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا أتيت بكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان أو أخواهتا‬ ‫(‪)81‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـبوا‬
‫للق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم حني تكلم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا وتغ ّ‬ ‫فتق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬إن أب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاك ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان جمانبا‬ ‫(‪)82‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪( )75‬عم ـ ــروا ذا الن ـ ــدى) بالنصب من ب د وز ط ؛ أما يف بقية النسخ فقد وردت ب ـ ــالرفع على اعتب ـ ــار أن (عم ـ ــرا)‬
‫عطف بيان أو بدل ل (أباك) و (ذا) صفة ملنصوب و (حمبب) خرب إن وميكن اعتبار (عمرو) بــالرقع خرب إن و (حمبب)‬
‫خرب ثان واألول أوىل من وجهة نظرى ‪ ،‬ويف وط (خميب) بدل (حمبب)‪.‬‬
‫(‪( )76‬والت ــاء) تص ــحيح من ه ح ‪ ،‬ويف بقية النسخ (والت ــاي) يف د (ف ــريقهم) ب ــدل (ف ــراقهم) ويف ب (يس ــغب) ب ــدل‬
‫(يشعب) ويف ج (يتعب) ‪ ،‬ويف ز (يشعب) بضم الياء وفتح العني ويشعب ‪ ،‬كما جاء يف العني ‪ 263 / 1‬أي جيتمع‬
‫بقومه ؛ قال اخلليل «هذا من عجائب الكالم ووسع اللغة العربية أن يكون الشعب تفرقا ويكون اجتماعا‪ .‬أنظر البيت‬
‫‪ 56‬من هذه املنظومة وهامشه‪.‬‬
‫(‪ )77‬يف األصل (عمـ ــرا) والصـ ــحيح كتابيا (عمـ ــروا) ألن األوىل ختل مبوسـ ــيقى الـ ــبيت وقد وردت (عمـ ــروا) يف بقية‬
‫النسخ ما ع ــدا النس ــخة ه فقد ج ــاءت كاألصل ويف ب (غائب ــا) بالنصب وهو حتريف ‪ ،‬ويف ب أيضا ج ــاء (م ــرتقب)‬
‫ويف ح (يقرتب) ‪ ،‬ويف ح أيضا (زيد) بالرفع وهو حتريف‪.‬‬
‫(‪ )78‬خلّب ‪ :‬يقـ ـ ــول اخلليل وبـ ـ ــرق خلّب ‪ :‬يـ ـ ــومض ويرجع ويـ ـ ــرجى» العني ‪ / 4‬ـ ـ ـ ‪ .270‬ومن املالحظ أن بعض‬
‫الرتاكيب وردت يف املنظومة كما وردت يف معجم العني مثل ‪ :‬برق خلب‪.‬‬
‫(‪ )79‬يف ه ‪ ،‬ط (معتب)ـ بفتح امليم‪.‬‬
‫واملعتب كما يقـ ــول اخلليل يف العني ‪/ 2‬ـ ـ ‪« 76‬أعتبين ؛ أي تـ ــرك ما كنت أجـ ــده عليه ورجع إىل مرضـ ــايت»‬
‫وكأنه العائد من اخلطأ إىل الصواب راجع هامش البيت ‪ 74‬من هذه املنظومة ‪..‬‬
‫(‪ )80‬يف ج ورد الشطر الثاين ‪( :‬وكأنه يهواه برأي معجب) ويف ز ‪( :‬وكأنه يهويه رأي معجب) ورواية ج هبا خلل‬
‫موسيقي‪.‬ـ‬
‫(‪ )81‬يف د (بكــأن)ـ وهو حتريف خيل مبوســيقىـ الــبيت ‪ ،‬ومتســبب أي جــاء بســبب إن ‪ ،‬فكل ما تســببت به يع ـ ّد ســببا‬
‫العني ‪.203 / 7‬‬
‫(‪ )82‬يف د (أو تغضــبوا) ويف ه وح ط (وتعصــبوا) ويف ز (وتصــعبوا) ‪ ،‬ويف ب وردت (وتصــعب) بــدون واو اجلماعة‬
‫وهو حتريف‪.‬‬

‫ـ ‪ 195‬ـ‬
‫نصب كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذلك يف صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفاتك تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوجب‬ ‫(‪ )83‬فـ ـ ـ ـ ـ ــإذا قـ ـ ـ ـ ـ ــرنت هبا الصـ ـ ـ ـ ـ ــفاتـ فحظّها‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء دينك ما أراه يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبّب‬ ‫فتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬إن عليك دينا فادحا‬ ‫(‪)84‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫إن احلالل هو اهلن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيئ األطيب‬ ‫وتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬ليت لنا حالال طيبا‬ ‫(‪)85‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫باب التاء األصلية وغير األصلية (*)‬

‫ما عن طريق اخلفض عنها مهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬ ‫والت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء إن زادت فخفض نص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبها‬ ‫(‪)86‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـأهنن الرب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬


‫بيض الوج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوه ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫عمك خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـرد‬
‫(‪ )87‬فتق ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬إ ّن بن ـ ـ ـ ـ ـ ــات ّ‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫كل ام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرئ ال بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّد يوما ين ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدب‬ ‫عمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــات الفىت يندبنه‬


‫ومسعت ّـ‬ ‫(‪)88‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫وقربـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا‬
‫زورى وب ّش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـوا يف احلديث ّ‬ ‫(‪ )89‬ودخلت أبي ـ ـ ـ ـ ــات الك ـ ـ ـ ـ ــرام ف ـ ـ ـ ـ ــأكرموا‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫والقـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم قد شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهروا السـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيوف وأجلبـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا‬ ‫ومسعت أصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــواتا فجئت مبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادرا‬ ‫(‪)90‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )83‬يف خ (الصفاة فحفظها) بدل (الصفات فحظها) وهو حتريف‪.‬‬
‫(‪ )84‬يف ح (مل أراه) وهو خطأ ‪ ،‬وما أراه يسـ ـ ــبّب ‪ ،‬أي ال أرى له سـ ـ ــببا ففي العني ‪/ 7‬ـ ـ ـ ‪« 203‬السـ ـ ــبب كل ما‬
‫تسبب به من رحم أو يد أو دين»‪.‬‬
‫النهي وهو حتريف‪.‬‬
‫(اهلين) ‪ ،‬ويف ح ّ‬
‫(‪ )85‬يف ج د ه ّ‬
‫(*) يف ح جاء العنوان ‪ :‬باب التاء األصلية وغريها‪.‬‬
‫(‪ )86‬إشارة إىل اجملموع باأللف والتاء املنصوب بالكسرة‪.‬‬
‫اخلرد مجيع خريــدة ‪ ،‬وقد جــاء يف العني ‪ / 4‬ـ ‪« 229‬جارية خري ــدة أي بكر مل متسس ‪ ،‬واجلمع خرائد وخـ ّـرد‬ ‫(‪ّ )87‬‬
‫وجارية خرودة خفرة حيية» ‪ ،‬والربرب القطيع من بقر الوحش العني ‪ .258 / 8‬القاموس احمليط ‪.74 / 1‬‬
‫(‪ )88‬أي ميوت ويبكى عليه ‪ ،‬وتذكر حماسنه العني ‪ ، 51 / 8‬القاموس احمليط ‪.136 / 1‬‬
‫حرف الشطر الثاين إىل ‪ ...« :‬فنسوا يف احلديث وقــرب» ويف د (وبثـو) ويف ط (ونشـوا) ويف ز (زوروا)‬ ‫(‪ )89‬يف ج ّ‬
‫بدل (زورى) وضبطت (أبيات) بكسر التاء وكل ذلك حتريف‪.‬‬
‫والــزور كما يف العني ‪/ 7‬ـ ‪« 380‬الــذي يــزورك واحــدا كــان أو مجيعا ذكــرا كــان أو أنــثى» واملقصــود أكرمــوا‬
‫زياريت‪.‬‬
‫والبش ‪ ،‬اللطف يف املسألة واإلقبال على أخيك ‪ ،‬العني ‪.223 / 6‬‬
‫(‪ )90‬يف ب (وجلبوا) ويف ج (وأجلب) ‪ ،‬ويف وظ باحلاء (وأحلبوا) ويف د و (خلبوا) باخلاء وكل ذلك حتريف‪.‬‬
‫وأجلبوا ؛ أي صاحوا‪ .‬العني ‪« 130 / 6‬والفعل أجلبوا من الصياح وحنوه»‪.‬‬

‫ـ ‪ 196‬ـ‬
‫وك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاك ينص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبها أخونا قط ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربـ‬ ‫فنصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبت ملا أن أتت أصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــليّة‬ ‫(‪)91‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫باب التعجب وهو المدح والذم (*)‬

‫تعجب‬
‫أوىل وذلك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ إن قطعتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫(‪ )92‬ف ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا ذممت أو امت ـ ـ ـ ـ ـ ــدحت فنص ـ ـ ـ ـ ـ ــبه‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وأخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوك منه ذو اجلهالة يغضب‬ ‫ما أزين العقل الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحيح ألهله‬ ‫(‪)93‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫يع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدو به ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرس أغ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـر مشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـطّب‬ ‫ما أحسن الرجل ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي القيته‬ ‫(‪)94‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ما ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان أحلم ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيخنا أو يغضب‬ ‫(‪ )95‬فـ ـ ـ ـ ـ ــإذا أتيت بك ـ ـ ـ ـ ــان فانصب بعـ ـ ـ ـ ـ ــدها‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫ال تنصنب فيضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيق عنك املذهب‬ ‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرت بعد الكالم فرفعها‬ ‫(‪)96‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫خيضب‬ ‫ال‬ ‫فلم‬ ‫حلكته‬ ‫بعد‬ ‫من‬ ‫فتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬رأسك ما أش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّد بياضه‬ ‫(‪)97‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫وأش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّد خنوته فلم يتحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـوب‬ ‫وكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاك زيد ما أشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّد خالقه‬ ‫(‪)98‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )91‬يف ح (أخوانا) بدل (أخونـا) ‪ ،‬ويف و‪ ،‬فنصـبت بفتح التـاء ‪ ،‬والقطـرب هو الـذكر من السـعايل العني ‪/ 5‬ـ ‪257‬‬
‫ويف القــاموس احمليط ‪/ 1‬ـ ‪ 123‬دويبة ال تســرتيح هنارها ســعيا ‪ ،‬ولقب به حممد بن املســتنري ألنه كــان يبكر إىل ســيبويه‬
‫‪ ،‬فكلما فتح بابه وج ــده فق ــال ما أنت إال قط ــرب ليل ‪ ،‬وقد تن ــاولت قض ــية ذكر قط ــرب يف الدراسة وم ــدى إمكانية‬
‫التشكيك يف نسبة املنظومة إىل اخلليل بسبب ذكره‪.‬‬
‫(*) يف د وز ط جاء العنوان ‪ :‬باب التعجب وهو باب املدح والذم ويف ح جاء العنوان ‪ :‬باب الذم واملدح‪.‬‬
‫حرفت (تعجب) إىل (لعجب) ويف ح (وذاك) بدل (وذلك)‪.‬‬ ‫(‪ )92‬يف ج د وز ح (وإذا) ‪ ،‬ويف د ّ‬
‫(‪ )93‬يف ج ح (الفعل) بدل (العقل)‪.‬‬
‫(‪ )94‬يف ب (تعدو) ويف ج (يغدو) ‪ ،‬ويف ه وز ح ط (يعدوا) باأللف بعد الواو وهو حتريف‪ .‬ويف العني ‪239 / 6‬‬
‫«الش ـ ــطبة ‪ :‬طريقة يف منت الس ـ ــيف ومجعه ش ـ ــطب‪ .‬وس ـ ــيف مشـ ـ ـطّب مش ـ ــطوب أي ذو ش ـ ــطب»‪ .‬وك ـ ــذلك ورد يف‬
‫القــاموس الشــطب اسم للســيف ‪/ 1‬ـ ‪ 91‬وقد جــاء يف العني والقــاموس احمليط معىن خمالف حيث يقــال للفــرس الســمني‬
‫الذي انترب متناه وتباينت عروقه (مشطوب الظهر والبطن والكفل) ‪ 211 / 210‬أي تزايل بعضه عن بعض من مسنه‪.‬‬
‫حرفت إىل (يغطب)‪.‬‬ ‫(‪ )95‬يف ب ج وز ح (إذ) بدل (أو) ‪ ،‬ويف د (يغضب) ّ‬
‫تنصنب) ضبطت بتشـديد النـون وهــذا دليل على‬ ‫ّ‬ ‫حرفت إىل (إن أخرجت) ‪ ،‬ويف د ز ط (ال‬ ‫(‪ )96‬يف ج (فإذا جرت) ّ‬
‫عــدم معرفة الناســخني بعلمـ العــروض ‪ ،‬ألن هــذا الضــبط يــؤدي إىل اخللل املوســيقي بــالبيت ‪ ،‬ويف ه ضــبطت الصــاد يف‬
‫(ال تنصنب) بالضم والكسر معا‪.‬‬
‫(‪( )97‬خيضـ ــب) عائـ ــدة يف هـ ــذه احلالة على شـ ــعر الـ ــرأس يف ج د ز (ال ختضـ ــب) ‪ ،‬ويف ج سـ ــقطت كلمة (بعـ ــد) من‬
‫البيت ‪ ،‬ويف د جاء (رأسك) بنصب السني‪.‬‬
‫(‪ )98‬يف ب ص ــح ّفت (خنوت ــه) إىل (حنوت ــه) ‪ ،‬ويف د ووردت (س ــواده) ب ــدل (خالق ــه) ويف ح ح ـ ّـرفت (يتح ــوب) إىل‬
‫والتحوب شدة الصياح والتضرع العني ‪.310 / 3‬‬ ‫ّ‬ ‫(يتجوب) ‪،‬‬

‫ـ ‪ 197‬ـ‬
‫معيّب‬ ‫عليك‬ ‫يوما‬ ‫فيعيبه‬ ‫ال تفص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلنـ بني التعجب وامسه‬ ‫(‪)99‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرم بأمحد إنّه ملهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّذب‬ ‫(‪ )100‬وتق ـ ـ ـ ــول أظ ـ ـ ـ ــرف ب ـ ـ ـ ــالفىت أحسن به‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫يتعجب‬
‫ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاألمر واملعىن ملا ّ‬ ‫بلفظه‬ ‫أتيت‬ ‫ملا‬ ‫فجزمته‬ ‫(‪)101‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫بأشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّد فهي املبتغى املتطلّبـ‬ ‫(‪ )102‬وإذا تط ـ ـ ـ ـ ـ ــاولت الص ـ ـ ـ ـ ـ ــفاتـ جعلتها‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫باب النداء المفرد (*)‬

‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارفع فهو لك إن رفعت مص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـوب‬ ‫(‪ )103‬فـ ـ ــإذا دع ـ ـ ــوت من األس ـ ـ ــامي مفـ ـ ــردا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫زينب‬ ‫يا‬ ‫وأقبلي‬ ‫يزيد‬ ‫يا‬ ‫سر‬ ‫يا زيد يا داود أكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرم مالكا‬ ‫(‪)104‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫يا وهب يا محّـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد يا متثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـوب‬ ‫عمـ ـ ـ ـ ـ ــار يا عمـ ـ ـ ـ ـ ــرو ارتفع‬
‫(‪ )105‬يا بكر يا ّ‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )99‬يف د ســقطت نقطة الفــاء من (تفصــلن) ‪ ،‬ويف ب د ه وط (توصــلن) ويف ج (ال تعجنب) ‪ ،‬ويف د (معيّب)ـ جـاء‬
‫بفتح الياء مع تشديدها‪.‬‬
‫(‪ )100‬يف د ص ــحفت (أظ ــرف) إىل (أط ــرف) ويف ح ‪( :‬فنق ــول أط ــرق ب ــالفىت وأحسن ب ــه) ويف ذلك خلل مبوس ــيقىـ‬
‫البيت‪.‬‬
‫يتعجب) ‪ ،‬ويف ح (يتعجب)‪.‬‬ ‫(‪ )101‬يف ب ه (تتعجب) ‪ ،‬ويف ج (ملن ّ‬
‫(‪ )102‬يف ج جـاء الشـطر الثـاين ‪ :‬بأشد فهو املبتغى واملطلب ‪ ،‬والـبيت وإن كـان صـحيحا ـ حسب هــذه القــراءة ـ من‬
‫الناحية العروضية إال أن ضربه سيحدث فيه قطع وتتحول التفعيلةـ إىل (متفاعــل) مع أن ضــربه صـحيح يف بقية القصــيدة‬
‫‪ ،‬وهذا ال جيوز حسب القواعد العروضية ؛ ويف ه (فإذا) بدل (وإذا) ‪ ،‬ويف ح (املبتغى) باأللف خطأ بدل الياء‪.‬‬
‫(*) يف د (الندا) ويف ه (الندى)‪.‬‬
‫(‪ )103‬يف ج ورد البيت ‪:‬‬
‫فارفعه فهو إن رفعت مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـوب‬ ‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا دع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوت من األن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام مف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــردا ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ولو أن البيت قرئ بتشديد الراء يف (مف ّـرد) فإنه يصح عروضـيا ‪ ،‬وتكــون التفعيلةـ الثانية من الشـطر الثـاين على‬
‫حذف الثاين املتحرك يف متفاعلن وهو جائز على قلة‪.‬‬
‫ويف ح ورد الشـطر الثـاين ‪( :‬فـارفع فـذلك إن رفعت مص ّـوب) ‪ ،‬وهو تغيري حيافظ على سـالمةـ الـبيت موسـيقىـ‬
‫ومعىن ‪ ،‬ويف وضبطت (فهو) بتسكني اهلاء ‪ ،‬ويؤدي هذا الضبط إىل خلل موسيقى‪.‬‬
‫(‪ )104‬سـقطت مهزة (أقبلي) من أ‪ ،‬ب ‪ ،‬ج وذكـرت يف بقية النسخ وهو الصـحيح ألهنا مهزة قطع ‪ ،‬ويف ج ذكر مع‬
‫الشطر الثاين من البيت ‪ 105‬فقد مت التبادل بني العجزين يف هذا البيت والبيت التايل له‪.‬‬
‫(‪ )105‬يف ب (يا عم ــروا) ب ــاأللف بعد ال ــواو وهو حتريف ‪ ،‬ويف ه (يا عم ــر) ب ــدون ال ــواو ويف ج ذكر عجز ال ــبيت‬
‫الســابق بــدال من العجز األصــلي هلذا الــبيت كما قلنا ســابقا ‪ ،‬ويف د ‪ ،‬ه (متثـ ّـوب) بفتح الــواو وتشــديدها ‪ ،‬واملتثــوب‬
‫هو الراجع بعد ذهابه ؛ العني ‪ / 8‬ـ ‪ 246‬وميكن أن يك ــون املعىن املؤذن ؛ إذا تنحنح لإلقامة ليأتيه الن ــاس ؛ العني ‪/ 8‬‬
‫‪.247‬‬

‫ـ ‪ 198‬ـ‬
‫يا ذا املكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارم أين أصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبح جنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدب‬ ‫(‪ )106‬ف ـ ـ ـ ـ ــإذا أض ـ ـ ـ ـ ــفت نص ـ ـ ـ ـ ــبت من ناديته‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ارحم فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإيّن يف جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوارك أرغب‬ ‫يا ذا اجلالل وذا األيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادي والعلى‬ ‫(‪)107‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫يا با املهلّب قد أت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاك مهلّب‬ ‫(‪ )108‬فـ ـ ـ ـ ـ ــإذا كـ ـ ـ ـ ـ ــنيت نصـ ـ ـ ـ ـ ــبت من كنّيته‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫باب النداء المضاف (*)‬

‫وأردت فانصب ما تريد ‪ ،‬وتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوجب‬ ‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا أتت ألف والم بعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدها‬ ‫(‪)109‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫جمرب‬
‫فكالمها عبل ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذراع ّ‬ ‫ـحاك سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــريا حنونا‬
‫يا زيد والضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫(‪)110‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫باب النداء المنعوت (**)‬

‫فانصب فـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ إذا فعلت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ األصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوب‬ ‫وإذا أتيت مبفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرد ونعتّه‬ ‫(‪)111‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫للص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيد دونك إن صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيدك حمصب‬ ‫متوجها‬


‫ّ‬ ‫(‪ )112‬يا راكبا فرسا ويا‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )106‬يف د (نص ــيب) ب ــدل (نص ــبت) وهو تص ــحيف ‪ ،‬و (جن ــدب) علم على إنس ــان معن ــاه كما ج ــاء يف العني ‪/ 6‬‬
‫‪ 206‬الذكر من اجلراد ‪ ،‬ويقال يشبه اجلراد‪.‬‬
‫(‪ )107‬يف ج ورد الشـ ــطر الثـ ــاين ‪( :‬يا ذا اجلالل واأليـ ــادي والنـ ــدا) ويف د وح ط (العال) ‪ ،‬ويف ه سـ ــقطت (يف) من‬
‫البيت فاختلت موسيقاه‪.‬‬
‫(‪ )108‬يف ج (كنّيت) بتش ــديد الن ــون ‪ ،‬ويف ط ض ــبط الش ــطر كله ض ــبطا غري ص ــحيح و (املهلب) علم ؛ ومعن ــاه إما‬
‫اهلجاء ومنه الشـاعر املهلب‪ .‬القـاموس احمليط ‪/ 2‬‬ ‫اإلنسان غليظ شعر ذراعيه وجسده‪ .‬العني ‪/ 4‬ـ ‪ 53‬أو املهلب مبعىن ّ‬
‫‪.145‬‬
‫(*) العنوان ساقط من ب‪.‬‬
‫(‪ )109‬يف و‪ ،‬ز (وإذا)‪.‬‬
‫(‪( )110‬الض ــحاك) ب ــالرفع يف ح ‪ ،‬ز ‪ ،‬ط ‪ ،‬ي ‪ ،‬وب ــالفتح يف ب د ه ‪ ،‬وغري مض ــبوط يف أ‪ ،‬و‪ ،‬ح ‪ ،‬يف ج (عن ــد)‪.‬‬
‫بدل (عبل) وهو حتريف ‪ ،‬وقد ضبطت جمرب بفتح الـراء وتشــديدها يف د وز ح ؛ (والعبـل) الضـخم العني ‪/ 2‬ـ ‪148‬‬
‫ولعله يقصد قوة الطاقة‪ .‬القاموس احمليط ‪.23 / 3‬‬
‫(**) تص ــحيح من و‪ ،‬ز العن ــوان يف بقية النسخ ‪( :‬ب ــاب الن ــداء املف ــرد واملنع ــوت) حيث تق ــدمـ منذ قليل عن ــوان ‪ :‬ب ــاب‬
‫(النداء املفرد) ‪ ،‬إضافة إىل أن البيت يدل على ذلك‪.‬‬
‫(‪ )111‬يف ب وز ط (وينعته) بدل (ونعته) ويف ج و (تبعته)‪.‬‬
‫(‪ )112‬يف د ط ؛ ج ــاء الش ــطر األول ‪( :‬يا راكبا فرسا ج ــوادا ويا متوجه ــا) ويف ذلك خلل مبوس ــيقى ال ــبيت ‪ ،‬ويف و‬
‫صـب) أي مصــاب باحلصــبة ‪ ،‬ويف العني ؛ ‪ / 3‬ـ ‪123‬‬ ‫(حمصــب) بكسر الصــاد ويف ح (خمصــب) بالضــاد املنقوطة و (حم ّ‬
‫(احلصبة) معروفة خترج باجلنب ‪ ،‬وهي عبارة عن بثر خترج باجلسد القاموس احمليط ؛ ‪.57 / 1‬‬

‫ـ ‪ 199‬ـ‬
‫باب الترخيم‬
‫جمرب ال تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرهب‬
‫يا حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار أنت ّ‬ ‫ومن النـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداء احلذف يف ترخيمه‬ ‫(‪)113‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫إىن ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذلك منكم مس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتوجب‬ ‫(‪ )114‬يا حـ ـ ـ ـ ــار أحسن إن أردت مسـ ـ ـ ـ ــريّت‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫يا زين إ ّن الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبني فيه تشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـعب‬ ‫(‪ )115‬وتقـ ـ ـ ـ ـ ــول إن رمّخ ت زينب صـ ـ ـ ـ ـ ــادقا‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫باب الجزم (*)‬

‫يف النحو مخسة أحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف إذ حتسب‬ ‫واجلزم سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهل بابه وحروفه‬ ‫(‪)116‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫زيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا أخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوه وال بنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوه وال األب‬ ‫(‪ )117‬فتق ـ ـ ـ ــول مل ي ـ ـ ـ ــرين أخ ـ ـ ـ ــوك ومل ي ـ ـ ـ ــزر‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫مقنب‬ ‫غزوتينا‬ ‫يف‬ ‫يلقنا‬ ‫مل‬ ‫وفلم وملا جيزمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان كالمها‬ ‫(‪)118‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫وإذا حسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبت حقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوقهم مل يكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذبوا‬ ‫مل يزرعا ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيئا وملا حيص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا‬ ‫(‪)119‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫واعلم بأنك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ إن فعلتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتغلبـ‬ ‫(‪ )120‬أفلم أقل لك ال جتار مماريا‬


‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(جمرب ـ ــا) بالنصب حتريف أيضا إال إذا ك ـ ــان‬
‫(‪ )113‬يف ب ‪ ،‬ه (ال ت ـ ــذهب) ب ـ ــدل (ال ت ـ ــرهب) وهو حتريف ‪ ،‬ويف ز ّ‬
‫حاال مقدما‪.‬‬
‫(‪ )114‬هذا البيت ساقط من النسخة ج ‪ ،‬ويف ح (يا عامل) بدل (يا حار) و «حار» منادى مرخم‬
‫(‪ )115‬يف ج ج ـ ـ ــاء (زينب) األوىل مرمخة يف ال ـ ـ ــبيت ‪ ،‬وهو حتريف لرتخيمه الكلمة ب ـ ـ ــدون ن ـ ـ ــداء عالوة على اخللل‬
‫املوسيقي يف البيت‪.‬‬
‫يف د (تس ّـعب) بفتح العني مع تشـديدها ‪ ،‬ويف ح (تشـعبوا) وهو حتريف ‪ ،‬و (التشـعب) التفـرق أو االجتمـاع‪.‬‬
‫العني ‪ 236 / 1‬وهو يف البيت مبعىن االفرتاق‪ .‬انظر التعليق على البيت رقم ‪ 256‬ورقم ‪.76‬‬
‫(*) العنوان ساقط من ز ‪ ،‬ويف ج (باب حروف اجلزم)‪.‬‬
‫(‪ )116‬يف ج ورد الشطر الثاين ‪( :‬يف مخسة من أحرف إذ حتسب) ويف ه (حتسب) بفتح التاء وكسر السني‪.‬‬
‫(‪ )117‬يف ج ‪ ،‬جــاء الشــطر األول ‪( :‬فتقــول زارين أخــوك ومل يــزر) ‪ ،‬والــبيت به خلل موســيقيـ على هــذه القــراءة ‪،‬‬
‫ويف د (أخيك) بدل (أخوك) وهو خطأ‪.‬‬
‫(‪ )118‬يف د (وومل) بدل (وفلم) وسقطت (يف) من النسخة ح فاختلت موسيقي البيت ‪ ،‬ويف ج (مل تلقنا يف غزويتنا‬
‫مقتب)ـ ‪ ،‬كذلك يف وز ط د (مقتب)ـ ‪ ،‬ويف ه (مقلب)ـ و (املقنب) زهاء ثالث مائة من اخليل‪ .‬العني ‪.178 / 5‬‬
‫(‪ )119‬يف ب (مل يكـ ـ ــذب) ‪ ،‬ويف د وط ح ـ ــرفت (مل يك ـ ــذبوا) إىل (مل ي ـ ــذربوا) ويف ح (مل تكـ ـ ــذبوا) ‪ ،‬ويف ج ورد‬
‫الشطر الثاين ‪( :‬إذا حسبت حقوقهم ال تكذب) ‪ ،‬ويف ز زيدت واو يف أول البيت فأخلت مبوسيقاه‪.‬‬
‫(‪ )120‬يف د وح ط (الجتاز) بدال من (الجتار) ويف ز (ال جتاور) واالختالف األخري خيل مبوسيقىـ البيت‪.‬‬

‫ـ ‪ 200‬ـ‬
‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاخفض ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأنت إىل الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالمة أق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬ ‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا أتت والم بعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدها‬ ‫(‪)121‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ومل ينم زيد ومل يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزر املدينة تغلب‬ ‫فتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬مل يقم األمري‬ ‫(‪)122‬‬
‫‪ ‬‬
‫‪ ‬‬

‫باب األمر والنهي (*)‬

‫قم يا نصري وال تقم يا م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرحب‬ ‫وإذا أم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرت وإن هنيت فهك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا‬ ‫(‪)123‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫تنجب‬ ‫فإنّك‬ ‫ألف‬ ‫قبلها‬ ‫من‬ ‫واخفض إذا أدخلت الما بعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدها‬ ‫(‪)124‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ودع اجلهالة إن رأسك أش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيب‬ ‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالقول منك زر األمري وداره‬ ‫(‪)125‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫م ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربذون وانظر كيف متشى األش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهب‬ ‫(‪ )126‬وتق ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬أس ـ ـ ـ ـ ـ ــرج يا غالم وأجلم‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫باب األمر والنهي بالنون الخفيفة والثقيلة (**)‬

‫والنهي أص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعب يف الكالم وأع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزب‬ ‫واألمر بـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالنون اخلفيفة فـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعلمنـ‬ ‫(‪)123‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )121‬يف ب ‪ ،‬ج (وإذا) ب ـ ــدل (ف ـ ــإذا) ‪ ،‬ويف ج (فإن ـ ــك) ب ـ ــدل (ف ـ ــأنت) ‪ ،‬وقد اختلت موس ـ ــيقىـ ال ـ ــبيت ‪ ،‬يف ز ط‬
‫(فاحفظ) بدل (فاخفض) ‪ ،‬ولعل هذا دليل على أن القصيدة ممالة حيث يكون نطق الظاء بدل الضاد وهو كثري‪.‬‬
‫(‪ )122‬يف ج ه (ثعلب)ـ يدل (تعلب) ويف ز (تغلب)ـ بضم األول وفتح الثالث وهو حتريف‪ .‬و (تغلب) علم‪.‬‬
‫(*) هذا العنوان جاء قبل البيت رقم ‪ 122‬يف النسخة ه‪.‬‬
‫(‪ )123‬يف ه وكتبت (فهكذا) بالياء مكان األلف ‪ ،‬ويف ح (يا موجب) بدل (يا مرحب) ويف و (يا مرجب)‪.‬‬
‫و (املرحب) النازل يف سعة ورحابة‪ .‬العني ‪.215 / 3‬‬
‫(‪ )124‬يف ب (منجب) بدل (تنجب) ‪ ،‬ويف ح (بعده ـ قبله) بدل (بعدها ـ قبلها)‪.‬‬
‫جبر الراء يف نسخة ‪ ،‬وبضمها يف ز ومها حتريف‪.‬‬ ‫(‪ )125‬يف ج (والقول) بدل (فالقول) ‪ ،‬وقد وردت (وداره) ّ‬
‫(‪( )126‬متش ـ ــي) يف ج د ه وز ‪ ،‬ويف بقية النسخ ميشي وميكن أن يك ـ ــون املعىن متشي األش ـ ــهب مجع ش ـ ــهاب ‪ ،‬وهو‬
‫الش ــعلة من الن ــار‪ .‬العني ‪/ 3‬ـ ـ ‪ ، 403‬أو يك ــون املعىن األش ــهب (بفتح اهلاء) ‪ ،‬أي الف ــرس ال ــذي اختلط ل ــون س ــواده‬
‫ببياضه فالشهب و (الشهبة) لون بياض يصدعه سواد يف خالله‪.‬‬
‫املرجع الســابق ؛ أو األسد فهو أشــهب ؛ القــاموس احمليط ‪/ 1‬ـ ‪ 93‬والــربذون ؛ الفــرس‪ .‬العني ‪/ 8‬ـ ‪ 210‬ريف‬
‫ج (متشي األشهب) بضم اهلاء يف األشهب‪.‬‬
‫(**) يف ح سقطت (النون) من العنوان‪.‬‬
‫(‪ )127‬يف ه (وأغـ ــرب) ‪ ،‬ويف وز ط (وأعـ ــرب) ‪ ،‬ويف د (وأعـ ــرب ‪ ،‬وأعـ ــزب) الـ ــواردة باألصل ؛ أي أبعد وأذهب‬
‫العني ‪.361 / 1‬‬

‫ـ ‪ 201‬ـ‬
‫ـني اهلل واطلب عفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوه ‪  ‬ال تشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربن مخرا فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبئس املشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬
‫(‪ )128‬ال تعصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫(*)‬
‫باب المبتدأ وخبره‬
‫فارفعه واخلرب ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي يس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتجلب‬ ‫(‪ )129‬وإذا ابتـ ـ ـ ـ ــدأت القـ ـ ـ ـ ــول باسم سـ ـ ـ ـ ــامل‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ونعوته ولـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاك بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب معجب‬ ‫فاملبتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا رفع مجيع كلّه‬ ‫(‪)130‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ويزيد ذو ولد وشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيخ أحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدب‬ ‫عمك قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادم وحممد‬


‫فتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ّ :‬‬ ‫(‪)131‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وحممد ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـر وأس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلم معجبـ‬ ‫(‪ )132‬وتقـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬عبد اهلل شـ ـ ـ ـ ـ ــيخ صـ ـ ـ ـ ـ ــاحل‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــمس بازغة ولونك أش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحب‬ ‫(‪ )133‬والـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــريح سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاكنة وثوبك لنّي‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أنسب‬ ‫لّما‬ ‫اهلل‬ ‫عبد‬ ‫ابن‬ ‫وأنا‬ ‫(‪ )134‬وتقـ ـ ــول ‪ :‬حنن أولو جالد يف الـ ـ ــوغى‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫باب (حتى) إذا كانت غاية (**)‬

‫وإذا أتت حىت وكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانت غاية ‪  ‬ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاخفض وإن ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــثروا عليك وألّب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا‬ ‫(‪)135‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(*) يف ب ه ســقطت (خــربه) من العنــوان ‪ ،‬ويف ز وردت (اخلري) بــدل (اخلرب) ويف ج تــأخر العنــوان وجــاء بعد الــبيت‬
‫‪.129‬‬
‫(‪ )129‬هذا البيت تقدم عنوان ‪ :‬باب املبتدأ وخربه يف ج ‪ ،‬يف ه (فإذا) ‪ ،‬ويف د ‪ ،‬ه وردت اخلري) بدل (اخلرب)‪.‬‬
‫(‪ )130‬يف ج د وز (وكذاك) بدل (ولذلك) ‪ ،‬ويف ح (ولذلك) واألخري إخالل مبوســيقى الــبيت ‪ ،‬ويف ه حـرفت إىل‬
‫(وكذا كتاب)‪.‬‬
‫(‪ )131‬يف كل النسخ األخرى (فتقول) ‪ ،‬ويف ج (أجدب) بدل (أحدب) واألحدب ـ كما جــاء يف العني ‪/ 3‬ـ ‪186‬‬
‫ـ ـ احلدبة ‪ :‬موضع احلدب من ظهر األحـ ــدب ‪ ،‬واالسم احلدبة ‪ ،‬وقد حـ ــدب حـ ــدبا واحـ ــدودب ظهـ ــره ‪ ،‬يف القـ ــاموس‬
‫احمليط ‪ 54 / 1‬احل ّدب حمركة خروج الظهر ودخول الصدر والبطن ‪ ،‬وهو أحدب‪.‬‬
‫(‪ )132‬يف د (جــر) ب ــدل (حــر) وهو تصــحيف يف ب ج ز ح ط (وأســلم) بفتح امليم ‪ ،‬وتك ــون معجب فــاعال للفعل‬
‫أسلم ‪ ،‬وميكن أن تكون علما ومعجب خربه‪.‬‬
‫(‪ )133‬يف ج (أش ــجب) ب ــدال من (أش ــحب) وهو تص ــحيف ‪ ،‬واألش ــحب هو ال ــذي تغرّي لونه من س ــفر أو ه ــزال أو‬
‫عمل العني ‪.98 / 3‬‬
‫(‪ )134‬يف ب ج د ه ز ح (الوغـ ــا) بـ ــاأللف ‪ ،‬وبقية النسخ (ال ـ ــوغى) باليـ ــاء ويف وز ح ط (أول ـ ــوا) بـ ــاأللف يف آخر‬
‫الكلمة وهو حتريف‪.‬‬
‫(**) يف ه سقطت (كانت) من العنوان‪.‬‬
‫(‪ )135‬يف د س ــقطت ال ــواو من أول ال ــبيت ‪ ،‬وك ــذلك س ــقطت نقطة اخلاء يف (ف ــاخفض) ويف ه س ــقطت األلف من‬
‫(ألّب ـ ــوا) ويف ح كتبت الكلمة بالمني بعد فك تض ـ ــعيف الالم وهو حتريف ‪ ،‬ويف ط وردت (وأكبّ ـ ــوا) بالك ـ ــاف ؛ ويف‬
‫(ب) (وألب) حبذف واو اجلماعة ‪ ،‬ويف ح (فاحفظ) بدل (فاخفض)‪.‬‬
‫ويف العني ‪ 341 / 8‬يف معىن ألبوا «وقد تألبوا عليه تألبا إذا تضافروا عليه‪.‬‬

‫ـ ‪ 202‬ـ‬
‫حىت أخيك ألن قومك أذنبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا‬ ‫(‪ )136‬فتقـ ــول ‪ :‬قد خاصـ ــمت قومك كلّهم‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫حىت أخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوك يلومين ويـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــؤنّب‬ ‫(‪ )137‬ولقد أكلت احلوت حىت رأسه‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاك أفعلـ بالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي يتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوثّب‬ ‫(‪ )138‬حىت أخـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاك ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربت ملا سـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبّين‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــريت بالفعل ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي ال يك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذب‬ ‫ملا أتيت بفعلها من بع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدها‬ ‫(‪)139‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫باب كي وكيما ولن وكيال ولئال (*)‬

‫وبكي وكيال واحلروف تش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـعب‬ ‫وانصب هبا األفعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال كيما واجبا‬ ‫(‪)140‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫هي مثل كيال يف الكالم وأرسب‬ ‫وبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأن والم اجلحد والالم اليت‬ ‫(‪)141‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـدو املوكب‬
‫حىت يسري إىل العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫كيال أقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ولن يسري حممد‬ ‫(‪)142‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أو يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتقيم ولن يلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوح الكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوكب‬ ‫كيما تقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم ولن يقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم مقاتل‬ ‫(‪)143‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )136‬يف ج ‪ ،‬ه (أذنب) ب ـ ـ ــدل (أذنب ـ ـ ــوا) بس ـ ـ ــقوط واو اجلماعة وهو حتريف ويف ز س ـ ـ ــقطت مهزة الكلمة ‪ ،‬ويف ز‬
‫(خاصمت) بالتاء املفرتحة ويف ب (لئن) بدل (أل ّن)‪.‬‬
‫(‪ )137‬ضبطت السني يف (رأس) باألوجه الثالثة (رفعا ونصــبا وجــرا) يف األصل ‪ ،‬ويف ب ح بــاجلر فقط ويف ط ‪ ،‬و‪،‬‬
‫بالفتح ؛ فقط ومل تضبط يف بقية النسخ ؛ يف ح (ويؤنب) بفتح النون وتشديدها‪.‬‬
‫(‪( )138‬يتـ ــوثب) تصـ ــحيح من ه ويف األصل (تي ـ ــونب) ويف ج (يتنـ ـ ّـوب) ويف ب (يتث ـ ـ ّـوب) ويف وز ح ط (يت ـ ـ ّـونب)‬
‫ومعظمه حتريف ويف د (يؤنب) عري أن البيت سيختل موسيقيا‪.‬‬
‫(‪ )139‬سقط هذا البيت من ج د وز ط‪.‬‬
‫(*) (لئال) كتبت (ألن ال) يف األصل والنسخ د ه وز ط ‪ ،‬وســقطت (لن) من النســخة ب ‪ ،‬ووردت (اآلن) بــدال من‬
‫(لئال) يف ج (باب كي) تصحيح من النسخة ب فقد وردت يف بقية النسخ (باب كم)‪.‬‬
‫(‪ )140‬يف ز (تش ـ ّـعب) بضم الت ــاء ويف بقية النسخ (تش ـ ّـعب) ‪ ،‬بفتح الت ــاء على أن أص ــله (تتش ــعب)ـ مض ــارع يف أوله‬
‫تــاءان ‪ ،‬حــذفت إحــدامها وبقي الفعل على ضم آخــره ‪ ،‬و (الشــعب) التنــوع والتفــرق ‪ ،‬أو كما يقــول اخلليل ‪ :‬والــزرع‬
‫يكون على ورقة مث ينشعب أي يصري ذا شعب ‪ ،‬العني ‪ .264 / 1‬يف ح (وبلى) بدل (وبكي)‪.‬‬
‫(‪ )141‬يف ح [والم] بدال من (والالم) الثانية‪.‬‬
‫وأرسب ؛ أي أعمق وأثبت ‪ ،‬فالرس ــوب هو ال ــذهاب يف املاء س ــفال ‪ ،‬وجبل راسب ؛ أي ث ــابت‪ .‬العني ‪/ 7‬‬
‫‪ .250‬القاموس احمليط ‪.76 / 1‬‬
‫(‪ )142‬يف د (ومل يسـ ـ ـ ـ ــري) وهو حتريف ‪ ،‬ويف ج ز (يصـ ـ ـ ـ ــري) ‪ ،‬ويف ب (كي ال) بـ ـ ـ ـ ــدل (كيال) ‪ ،‬ويف ح حـ ـ ـ ـ ـ ّـرفت‬
‫(املوكب) إىل (وأركب)‪.‬‬
‫(‪ )143‬يف د ط (ومل يق ــوم مقاب ــل) ب ــدل (ولن يق ــوم مقات ــل) وهو حتريف ويف ز (جماه ــد) ب ــدل (مقات ــل) ‪ ،‬ويف ب ج‬
‫(يقوم) بدل (تقوم) األوىل ‪( ،‬تستقيم)ـ بدل (يسـتقيم) ويف ج (أو) بـدل (لن) يف بداية الشـطر الثـاين ‪ ،‬ويف وجـاء الفعل‬
‫(يقوم) بالياء والتاء معا‪.‬‬

‫ـ ‪ 203‬ـ‬
‫عمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا لئال تغضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبوا ولتعلمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا ‪  ‬ما جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابر لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيزوركم أو يعتب‬ ‫(‪)144‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫باب ما لم يسم فاعله‬


‫يلحب‬ ‫نصب‬ ‫الرفع‬ ‫وبعد‬ ‫رفع‬ ‫(‪ )145‬والفـ ـ ـ ـ ـ ــاعلون ومل يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـموا حـ ـ ـ ـ ـ ـ ّدهم‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫دعد وقد ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب العشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيّة شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوزب‬ ‫وزوجت‬


‫(‪ )146‬فتقـ ـ ـ ـ ـ ــول قد عـ ـ ـ ـ ـ ــزل األمري ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ولقد أث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــريت يف العمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة أرنب‬ ‫(‪ )147‬ضـ ـ ـ ـ ــربا شـ ـ ـ ـ ــديدا إذ قطعتـ نصـ ـ ـ ـ ــبته‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫مزقته األكلبـ‬
‫وكس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء زيد ّ‬ ‫وتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬إ ّن نصري أعطي درمها‬ ‫(‪)148‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـت بالكرامة يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــثرب‬
‫غيثا وخ ّ‬ ‫(‪ )149‬وتقـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬قد سـ ـ ـ ـ ـ ــقيت هتامة كلّها‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫منع الرك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوب ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدهره ما ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــركب‬ ‫(‪ )150‬وتق ــول ‪ :‬إن أض ــمرت ‪ :‬أعطي درمها‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )144‬يف ب جاء البيت ‪:‬‬
‫ما ج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــايز ل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيزوركم أو يعتب‬ ‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا لئال يغضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبوا أو يعلمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ويف ج جاء الشطر الثاين ‪( :‬ما جايز ليزوركم أو يتعب) وهو حتريف‪.‬‬
‫ويف ز ط (يغضبوا وليعلموا) ‪ ،‬ويف د (أو يغضب) بدل (أو يعتب)‪.‬‬
‫(‪ )145‬يف ج ه (ج ــدهم) بــاجليم وهو تص ــحيف ‪ ،‬ويف و (جيلب) ب ــدل (يلحب) ويف ج (يلجب) ويف د (يلجلب) ‪،‬‬
‫ومعىن يلحب أي يتضح ؛ ففي العني ‪/ 3‬ـ ـ ‪« 239‬وقد حلب يلحب حلوبا أي وضـ ــح» ورمبا كـ ــانت (جيلب) كما يف‬
‫النسخة و‪.‬‬
‫(‪ )146‬يف ب ح ط ه (ش ــورب) ب ــالراء ‪ ،‬ويف ج ج ــاء الش ــطر الث ــاين ‪« :‬وقد ض ــربت العش ــية ش ــودب» وهو حتريف‬
‫أخل مبوسـ ــيقىـ الـ ــبيت ‪ ،‬ورمبا يقصد بشـ ــوزب الرجل النحيف أو الغضـ ــبان ففي العني ؛ يقـ ــال للرجل النحيف شـ ــازب‬
‫وكذلك الشازب الغضبان ‪ ،‬ورمبا كانت شورب‪.‬‬
‫(‪ )147‬يف ه (أثـ ـ ــريت) وردت بالتـ ـ ــاء املربوطة وهو حتريف ‪ ،‬ويف د ز و (القمـ ـ ــارة) بـ ـ ــدل (العمـ ـ ــارة) ‪ ،‬ويف ج ورد‬
‫الشطر الثاين حمرفا إىل والعدا انربت يف العمارة أرنب‪.‬‬
‫والعم ــارة القبيلة العظيمة العني ‪/ 2‬ـ ـ ‪ ، 137‬واألرنب مع ــروف لل ــذكر واألن ــثى وقيل األرنب األن ــثى واخلزر‬
‫للذكر‪ .‬العني ‪.268 / 8‬‬
‫(‪ )148‬يف ج غــريت (نصــري) إىل (تصــري) و (أعطى) كتبت (وأعطــا) بــاأللف ويف ح ورد الشــطر الثــاين هكــذا ‪( :‬منع‬
‫الركــوب بــدهره ما ي ــركب) ‪ ،‬وهــذا هو الشــطر الثــاين من الــبيت رقم ‪ 150‬وقد حــدث تبــادل بني الشــطرين يف ه ــذا‬
‫البيت والبيت رقم ‪ 150‬يف النسخة ح‪.‬‬
‫(‪ )149‬يف ز (وخصت) وردت بفتح اخلاء وهو حتريف‪.‬‬
‫(‪ )150‬يف ز (الرك ــوب) ب ــاجلر ويف وبالضم ‪ ،‬ويف ب ج ــاء الش ــطر الث ــاين ‪( :‬منع الرك ــوب ف ــدهره ما ي ــركب بالبن ــاء‬
‫مزقته األكلب)‪.‬‬ ‫للمعلومـ يف (ما يركب) وهو حتريف ويف ح ورد الشطر الثاين ‪( :‬وكساء زيد ّ‬

‫ـ ‪ 204‬ـ‬
‫عن قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوس صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاحبنا فبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادر يهـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬ ‫(‪ )151‬وتقـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬قد رمي النّضري بأسـ ـ ـ ـ ــهم‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ظلّت دمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوعي خيفة تتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبّب‬ ‫ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـل آية‬


‫علي من املف ّ‬
‫تليت ّ‬ ‫(‪)152‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫باب (أي) إذا ذهبت مذهب ما لم يسم فاعله (*)‬

‫فهو اللّجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوج العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابس املتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـعب‬ ‫أي شـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيء قيل البن مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاور‬
‫(‪ )153‬بل ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫الرحـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال على اجلمـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال وأحقبـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا‬


‫شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّدوا ّ‬ ‫(‪ )154‬بل أي لفظ أمسع النّفر األوىل‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا هبم حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد جم ّد مطـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربـ‬ ‫ط مـ ـ ـ ـ ــزارهم‬


‫(‪ )155‬فنـ ـ ـ ـ ــأت ديـ ـ ـ ـ ــارهم وش ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫باب النسق (**)‬

‫أعطيته إعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــراب ما هو معـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربـ‬ ‫وإذا نسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقت امسا على اسم قبله‬ ‫(‪)156‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫تعقب‬ ‫وليست‬ ‫وأو‬ ‫ومثّ‬ ‫وبال‬ ‫وانسق وقل ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالواو قولك كلّه‬ ‫(‪)157‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪( )151‬النّضــري) تصــحيح من ب ز ويف األصل وح (النظــري) ‪ ،‬وميكن أن تكــون (األمــري) كما يف ب وإن كــان املعىن‬
‫ال يروق ‪ ،‬ويف و (النصري) بالصاد‪.‬‬
‫ض ـ ـل) وهو حتريف‬ ‫ض ـ ـل آيـ ــة) بنصب (آيـ ــة) وبالضـ ــاد يف (املف ّ‬
‫علي من املف ّ‬
‫(‪ )152‬يف ز جـ ــاء الشـ ــطر األول ‪( :‬تليت ّ‬
‫وتصحيف ‪ ،‬ويف ح (ضلت) بدل (ظلت) ‪ ،‬وكذلك يف ج ط بالضاد ‪ ،‬ويف د (تنصب) بدل (تتصبب)‪.‬‬
‫(*) (مـ ــذهب)ـ تصـ ــحيح من ه ح ويف األصل ‪ ،‬ج ‪ ،‬و‪ ،‬ز (مـ ــذاهب) وقد سـ ــقطت (مـ ــذهب)ـ من ط ‪ ،‬ويف ب جـ ــاء‬
‫يسم فاعله‪.‬‬
‫العنوان كالتايل ‪ :‬باب أي إذا ذهبت مبا مل ّ‬
‫(‪ )153‬يف ج (اجلوع) ب ــدل (اللج ــوج) ويف ه (اجلوج) وك ــذلك كتبت خطأ يف ح ‪ ،‬ويف وز ح (املستص ــعب) ب ــدل‬
‫(املتصعب) ويف ط (ابن مشاور) بالشني‪.‬‬
‫(‪ )154‬يف ز صـ ـ ـ ـ ــحفت (الرحـ ـ ـ ـ ــال) إىل (الرجـ ـ ـ ـ ــال) ‪ ،‬ويف ح األىل خطأ (الـ ـ ـ ـ ــؤىل) ‪ ،‬ويف ج ‪ ،‬ه (وأحقب) بـ ـ ـ ـ ــدل‬
‫(وأحقبوا) ؛ أي ش ّدوا احلبال إىل بطن البعري‪.‬‬
‫(‪ )155‬يف ج (بـ ــانت) بـ ــدال من (نـ ــأث) ‪ ،‬ويف ح كتبت (نـ ــأت) بـ ــاهلمزة على السـ ــطر ‪ ،‬ويف ه ح (وحـ ــدى) بـ ــدل‬
‫(وحدا)‪.‬‬
‫(**) يف ز جاء العنوان ‪ :‬باب النسق وهي حروف العطف‪.‬‬
‫(‪ )156‬يف ز ضبطت (إعراب) بضم الباء وهو خطأ‪.‬‬
‫(‪ )157‬كتب هذا البيت كما جاء يف النسخة ج ‪ ،‬أما يف األصل والنسخة ح فقد جاء كالتايل ‪:‬‬
‫ض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب‬
‫وبال ومث وإذ ولست تغ ّ‬ ‫وانسق وقل ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالقول قولك كله ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقد جـ ــاء يف ب كما جـ ــاء يف األصل باسـ ــتثناء تغضب فقد تغـ ــريت (تعصـ ــب) ويف د وط (وقل ما لـ ــو) بـ ــدل‬
‫تعصب) مبعىن لست متشددا العني ‪.311 / 1‬‬
‫(وقل بالواو) ويف ز (يغضب) (ولست ّ‬

‫ـ ‪ 205‬ـ‬
‫وسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبيلها رحب املذاهب مشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعبـ‬ ‫(‪ )158‬والفـ ـ ـ ـ ـ ــاء ناسـ ـ ـ ـ ـ ــقة كـ ـ ـ ـ ـ ــذلك عنـ ـ ـ ـ ـ ــدنا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ما قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوف أو حسني الكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاتب‬ ‫(‪ )159‬فتقـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬ح ـ ـ ـ ـ ـ ّدثنا هشـ ـ ـ ـ ــام وغـ ـ ـ ـ ــريه‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يتحزبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا‬
‫مث العشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرية قبل أن ّ‬ ‫ورأيت زيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا ال أبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاه فعمه‬ ‫(‪)160‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب‬
‫عبد ال ّسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالم وكلّهم متغ ّ‬ ‫عمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا وبكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرا وابنه‬
‫ورأيت ّـ‬ ‫(‪)161‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والزبرقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان فأعرضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا (وتن ّكبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا)‬ ‫ولقد بصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرت مبعبد وزرارة‬ ‫(‪)162‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫باب أي إذا ذهبت مذهب الفاعل والمفعول به (*)‬

‫أي كسب يا مب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارك تكسب‬


‫بل ّ‬ ‫أي بنيك ينفع أهله‬
‫فتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ّ :‬‬ ‫(‪)163‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـأي مؤذنيك يثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـوب‬


‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانظر فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫اخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرج ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــآهتم وأنت بن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادهم‬ ‫(‪)164‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )158‬يف ز ورد الشطر الثاين ‪ :‬ما قال عوف أو حسني الكاتب‪.‬‬
‫وقد جاء على سبيل انتقال النظر ؛ فهذا الشطر الثاين للبيت التايل رقم ‪.159‬‬
‫ويف ج ‪ ،‬ح (مسغب)ـ بدل (مشعب)ـ وهو تصحيف‪.‬‬
‫مر هذا املعىن من قبل‪ .‬انظر هوامش األبيات ‪.140 ، 76 ، 56‬‬ ‫ومشعب تعين التفرقة وقد ّ‬
‫(‪ )159‬يف ج (فيق ــول) ب ــدل (فتق ــول) ويف ح (ع ــرق) ب ــدل (ع ــرف) ‪ ،‬والش ــطر األول س ــاقط من ز وك ــذلك الش ــطر‬
‫الثاين من البيت السابق مباشرة‪.‬‬
‫(يتحزبــوا) ويف د (يتخربــوا) وهو تصــحيف ‪ ،‬ويف‬
‫(‪ )160‬يف د حــذفت اهلاء من (ال أبــاه) ويف وح حــذف األلف من ّ‬
‫(يتحزب) حيذف واو اجلماعة ويف ح (ونعمة) بدل (فعمه)‪.‬‬ ‫بجه ّ‬
‫(متغضب)‪.‬‬
‫ّ‬ ‫(‪ )161‬يف ب د وه (متعصب) بدل (متغضب) ويف ز (يتغضب) ‪ ،‬ويف ح‬
‫ويف ج جاء البيت هكذا ‪:‬‬
‫عبد ال ّس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـالم وكلهم متعيّبـ‬ ‫ورأيت عمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارا وعمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرا وابنه ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫(‪( )162‬وتنكبوا) تصـحيح من ج ؛ ففي األصل (يتنكبـوا) ‪ ،‬وهو خطأ من حيث إن املضــارع مرفـوع بثبــوت النـون ‪،‬‬
‫ومل يسـ ـ ــبقه ناصب أو جـ ـ ــازم واجلملة حالية فلم حـ ـ ــذفت النـ ـ ــون؟ ويف د ح ط (يتنكبـ ـ ــوا) ويف ب ه (يتنكب) ‪ ،‬وهو‬
‫حتريف أيضا‪.‬‬
‫أخل مبوسيقى البيت‪.‬‬‫وقد سقط هذا البيت من ز ‪ ،‬ويف النسخة ج (الزبرقاينّ) بدل (الزبرقان) وهو تغيري ّ‬
‫(*) العنوان ساقط من ز وسقطت (به) من د ح (مذهب) تصحيح من د ‪ ،‬يف بقية النسخ مذاهب‪.‬‬
‫(‪ )163‬يف ج ز (يا منازل) بدل (يا مبارك)‪.‬‬
‫(يثوب) بفتح الواو مع تشديدها‪.‬‬ ‫(‪ )164‬يف وح (وانظر) ويف ه ب وز ح (تنادهم) بدل (بنادهم) ويف د ّ‬

‫ـ ‪ 206‬ـ‬
‫(‪ )165‬فـ ـ ـ ـ ـ ــأجب وال تـ ـ ـ ـ ـ ــدع الصـ ـ ـ ـ ـ ــالة مجاعة ‪  ‬إ ّن الص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالة مع اجلماعة أطيب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫باب اإلغراء‬
‫وعليك زي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا عنك ال يتغيّب‬ ‫(‪ )166‬وتق ـ ــول ‪ :‬إن أغ ـ ــريت دونك ع ـ ــامرا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـأوب‬
‫واهلم فانب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذه إذا يت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫ّ‬ ‫وعليك نفسك فالزمنها رشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدها‬ ‫(‪)167‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫باب التحذير‬
‫وك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذلك التح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذير نصب كلّه ‪  ‬النّـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار فاح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذر إ ّن يومك يق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬ ‫(‪)168‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫باب (قبل وبعد) إذا كانتا غاية (*)‬

‫من قبل أن ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأيت األمري األغلبـ‬ ‫وتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬قبل وبعد كنّا قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــادة‬ ‫(‪)169‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـح املش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعب‬


‫أوجبت رفعهما وص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫ملا جعلت (كليهمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــا) لك غاية‬ ‫(‪)170‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )165‬يف ج (صالة) بدل (الصالة) وهو تغيري خيل مبوسيقىـ البيت‪.‬‬
‫(‪ )166‬يف ط (أغزيت) وهو تصحيف‪.‬‬
‫(‪ )167‬يف ب ورد هذا البيت كما يلي ‪:‬‬
‫واهلم فاشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدده إذا يتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأوب‬
‫ّ‬ ‫وعليك نفسك ألزمنها رشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدها ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫واألصل هو األصح ملا ي ــرتتب عليه يف النس ــخة ب من حتويل مهزة الوصل إىل قطع يف (الزمنه ــا) حىت يس ــتقيمـ‬
‫الوزن ‪ ،‬وغموض املعىن يف (أشدده)‪.‬‬
‫ويف ح (فـ ــالزم) وهو نقص أخـ ـ ّـل مبوسـ ــيقىـ ال ـ ــبيت ووردت (يت ـ ــأوب) بـ ــدل (يتـ ــأوب) وهو حتريف ‪ ،‬ويف ط‬
‫(رشدا) بدل (رشدها) هو حتريف أيضا ‪ ،‬ويتأوب مبعىن يعود‪.‬‬
‫(‪ )168‬يف ب (النار احذر) واألصح ما ورد باألصل ملا يرتتب عليه من حتويل مهزة الوصل إىل قطع يف ب‪.‬‬
‫يف د‪ .‬و (إن ثوبك تقرب) ويف ز ط (تقرب)‪.‬‬
‫(*) (كانتا) تصحيح من ب يف األصل (كانت) ‪ ،‬ويف النسخة ج ورد العنوان ‪( :‬باب قبل وبعد)‪.‬‬
‫(‪ )169‬يف ج (تارة) بدل (قادة) ‪ ،‬ويف ح (ما يأيت) بدل (أن يأيت) ويف ج (يأت)‪.‬‬
‫(‪( )170‬كليهمــا) تصــحيح من ب ‪ ،‬ففي أ‪ ،‬ج د ه وز ح (كالمها) ويف ج (مها) ب ــدل (لــك) ‪ ،‬وجــاءت (املش ــعب)‬
‫حمرف‪.‬‬
‫بالسني بدل الشني وهو تصحيف ‪ ،‬ويف وز رفعهما بضم العني وهو ضبط ّ‬

‫ـ ‪ 207‬ـ‬
‫ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانت لنا خيل تق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد وجتلب‬ ‫وتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬من قبل الوليد ورهطه‬ ‫(‪)171‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وأحسسبـ‬
‫ّ‬ ‫أو قبله فيما أخـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال‬ ‫(‪ )172‬وتق ـ ـ ـ ــول ‪ :‬جئتك بعد ح ـ ـ ـ ــول كامل‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫باب ما شأن وما بال ومالك ومالي (*)‬

‫ما ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال عم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرو خائفا ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرتقّب‬ ‫(‪ )173‬وتقـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬مالك جالسا ال قـ ـ ـ ـ ـ ــائال‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫دون الرجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال وأنت ليث خمرب‬ ‫ما شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأن عبد اهلل فيها داخال‬ ‫(‪)174‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫خيرب‬
‫ـدو ّ‬
‫ما ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال حصن للع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫(‪ )175‬وتق ـ ـ ـ ـ ــول أيضا ‪ :‬ما لعب ـ ـ ـ ـ ــدك جالسا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫خملب‬ ‫للمنيّة‬ ‫ناظريه‬ ‫يف‬ ‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــايل ومالك غـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــافلني وكلّنا‬ ‫(‪)176‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاخلفض أفصح حني ذاك وأع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬ ‫هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا ملعرفة وإن ن ّكرته‬ ‫(‪)177‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ما المـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرئ حصر لـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــديك يع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّذب‬ ‫(‪ )178‬ما ب ـ ـ ـ ــال ش ـ ـ ـ ــيخ يف ج ـ ـ ـ ــوارك ن ـ ـ ـ ــازل‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪( )172‬أحال) بدل (أخال) وهو تصحيف‪.‬‬
‫(*) يف ح (إذا) بدل (ما) يف (ما شأن) ‪ ،‬ويف و (مايل ومالك)‪.‬‬
‫(‪ )173‬يف ج ز (عمرو) بالرفع ويف ح بالنصب ‪ ،‬ويف ه (عمر)‪.‬‬
‫(خمرب) ‪ ،‬ويف ب (جمرب) ‪ ،‬ويف ز (فينا) بدل (فيها)‪.‬‬
‫(جمرب) يف د ه وز وهو خلل موسيقيـ ‪ ،‬ويف ح ّ‬ ‫(‪ّ )174‬‬
‫وليث خمرب ؛ أي مثقــوب األذن ‪ ،‬ففي العني ‪/ 4‬ـ ‪ 256 ، 255‬اخلربة ســعة خــرت األذن ‪ ،‬وأمــرأة خربــاء‬
‫وعبد أخرب واخلربة أيضا شرمة أي شق يف ناحية ‪ ،‬ويقال رمبا كانت يف ثغر الدابة ‪ ،‬وكل ثقبة مستديرة فهي خربة‪.‬‬
‫(‪ )175‬يف ب ورد الشطر األول ‪ :‬وتقل له ما بال عبدك جالسا ‪ ،‬ويف ج ؛ ورد البيت كما يلي ‪:‬‬
‫جمرب‬
‫ـدو ّ‬
‫ما ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال حفص للع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫وتق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول أيضا ما لعب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدك جالسا ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫(خيرب) ‪ ،‬ويف وض ــبطت‬


‫ويف ز س ــقطت (أيض ــا) ف ــاختلت موس ــيقى ال ــبيت ‪ ،‬وك ــذلك وردت (خمرب) ب ــدل ّ‬
‫الالم يف (لعبدك)ـ بالضم وهو حتريف‪.‬‬
‫(‪ )176‬يف ج (فاعلني) بدل (غافلني) ‪ ،‬ويف ز (ناضريه) بدل (ناظريه)‪.‬‬
‫(‪ )177‬يف ج ورد الشطر الثاين ‪( :‬فاخلفض أفصح حني ذلك يعــرب) ويف ود ط ســقطت (أفصـح) فاختل وزن الــبيت‬
‫‪ ،‬ويف د وز (فإن) بدل (وإن)‪.‬‬
‫(‪( )178‬شيخ) يف د ز بالرفع ‪ ،‬ويف ه ز باجلر‪.‬‬
‫(نازل) يف ج د وز بالرفع ‪ ،‬ويف ه باجلر‪.‬‬
‫(امرئ) يف ه بالنصب‪.‬‬
‫(حصر) يف ز ه باجلر ‪ ،‬ويف د (حضر) تصحيف‪.‬‬

‫ـ ‪ 208‬ـ‬
‫(* )‬
‫باب حسب (وكفى)‬
‫(‪ )179‬وتقـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬حسـ ـ ـ ـ ــبك درمهان وسـ ـ ـ ـ ــتّة ‪  ‬كنص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيب من هو منك عن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدى أكثب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫(‪ )180‬وتقـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬حسـ ـ ـ ـ ــبك درمهان وسـ ـ ـ ـ ــتّة ‪  ‬وكفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاك دينـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاران مما حتسب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫(‪ )181‬بل حسب عبد اهلل ما أعطيته ‪  ‬وأخيه إ ّن أخ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاه منه أذرب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـح منه ذبابه واملض ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬


‫(‪ )182‬يا زيد حسـ ـ ـ ـ ــبك واملغـ ـ ـ ـ ــرية صـ ـ ـ ـ ــارم ‪  ‬قد ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫(**)‬
‫باب قطك وقدك‬
‫(‪ )183‬وتقـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬قطك وقـ ـ ـ ـ ــدك ألفا درهم ‪  ‬فهما كحسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبك يف الكالم وأثقب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(*) (وكفى) إضافة من ب ج ط‪.‬‬
‫(‪ )179‬هذا البيت ساقط من النسخة ب ‪ ،‬ويف ج د ه ز ح ط (أكتب) بــدل (أكثب) من الفعل (كثب) مبعىن قــرب‬
‫‪ ،‬والكثب ‪ :‬القرب أو اجلمعـ أو احلمل واملضارع (يكثب) بالضم والكسر العني ‪ ، 351 / 5‬القاموس ‪.126 / 1‬‬
‫(‪ )180‬هك ــذا ج ــاء ال ــبيت ‪ ،‬ومن الواضح تك ــرار الش ــطر األول من ه ــذا ال ــبيت وس ــابقه ‪ ،‬ورمبا ك ــان ه ــذا س ــببا يف‬
‫إسقاط بيت من النسخة ب‪.‬‬
‫يف النسخة ج (وكذلك) بدل (وكفاك) ‪ ،‬ويف ح سقطت الكاف الثانية من (كفاك)‪.‬‬
‫(‪ )181‬يف ح (يا) بدل (بل) يف أول الـبيت ‪ ،‬وأذرب ؛ أي أكـثر حـدة ‪ ،‬وقد م ّـر هـذا املعىن يف الـبيت رقم ‪ 72‬وانظر‬
‫العني ‪.173 / 8‬‬
‫(‪ )182‬يف ب ج د كتبت (ذبابه واملضــرب) بأشــكال خمتلفةـ فيها تصــحيف وحتريف مثل (ديانه ـ ديانة ـ املصــرب) ‪..‬‬
‫اخل‪.‬‬
‫واملضـرب ‪ :‬الرجل الشـديد الضـرب ‪ ،‬ففي العني ‪/ 7‬ـ ‪ .31‬رجل مضـرب ؛ أي شــديد الضـرب ويكــون املعىن‬
‫أنه غري قـ ــادر على هزمية الـ ــذباب أو الرجـ ــال األشـ ــداء ‪ ،‬وليس قـ ــادرا إال على الضـ ــعفاء‪ .‬وقد ضـ ــبطت يف بعض النسخ‬
‫(املغــرية) بــالفتح وهو حتريــف‪ .‬وكــذلك املضــرب بأشــكال متعــددة ‪ ،‬ولعل أقرهبا إىل القبــول ما أوردنــاه‪ .‬ويف القــاموس‬
‫احمليط ‪ 99 / 1‬املضرب بفتح امليم العظم الذي فيه املخ‪.‬‬
‫(**) هذا العنوان ساقط من ح‪.‬‬
‫(‪ )183‬يف ج (ألفا درمها) بنصب االثنني ‪( ،‬حلسبك) بدل (كحسبك) وهو حتريف ‪ ،‬ويف ح ضبطت (ق ّدك) بتشديد‬
‫ال ــدال وك ــذلك (قط ــك) بتش ــديد الك ــاف وهو حتريف أخ ـ ّـل مبوس ــيقىـ ال ــبيت ‪ ،‬ويف ح أيضا (مهم ــا) ب ــدال (منهم ــا) و‬
‫(ألقب) بدل (أثقب)‪.‬‬
‫ويف العني ‪/ 5‬ـ ـ ‪( 14‬ق ــط) خفيفة ‪ ،‬هي مبنزلة (حس ــب) ‪ ،‬يق ــال (قطك ه ــذا الش ــيء) ؛ أي (حس ــبكه)‪ .‬ق ــال‬
‫النابغة ‪:‬‬
‫امتأل احلوض وقال قطين‬
‫وقد وقط لغتان يف حسب مل يتمكنا يف التصريف‬
‫وجاء أيضا يف العني ‪(« 16 / 5‬قد) مثل (قط) على معىن (حسب) ‪ ،‬تقول‪( :‬قدي أي حسيب)‪.‬‬
‫قال النابغة ‪( :‬إىل محامتنا أو نصفة فقد)‬
‫وقال أهل الكوفة ‪ :‬معىن قطين كفاين العني ‪/ 5‬ـ ‪ 14‬مث قـال اخلليل ‪ :‬وأما (قــط) فانه لألبد املاضي ‪ ،‬تقـول ما‬
‫رأيته قط ‪ ،‬وهو رفع ألنه غاية مثل قولك ‪« :‬قبل وبعد»‪.‬‬

‫ـ ‪ 209‬ـ‬
‫ضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـعيف وأنص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبوا‬
‫قطين وقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدين من جمالسه األوىل ‪  ‬قد أتعب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدىن ال ّ‬ ‫(‪)184‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـرتهب‬
‫ط يف تثقيلها ‪  ‬ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاخفض وق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاك اهلل ما ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا أتيت بقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫(‪)185‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ط الغالم وقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال يوشك يعقب‬


‫(‪ )186‬لم ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأتين إال خبمسة أس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهم ‪  ‬قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا أردت هبا الزمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان فرفعها ‪  ‬أهيا وأتقن يف الكالم وأص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوب‬ ‫(‪)187‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ط ابن ّأمى يف الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوغى ‪  ‬ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم الكريهة والف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوارس تس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلب‬
‫(‪ )188‬لم حيمىن قـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫(‪ )189‬وتس ـ ـ ـ ـ ـ ــالبوا وتط ـ ـ ـ ـ ـ ــاعنوا وجتال ـ ـ ـ ـ ـ ــدوا ‪  ‬وتعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانقوا ودمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاؤهم تتص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبّب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫(* )‬
‫باب ويح وويل في الدعاء‬
‫فتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬وحيك ال تكن ذا غفلة ‪  ‬والويل للك ّـف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار ملا كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّذبوا‬ ‫(‪)190‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫ـ «وأثقب» أي أكثر شـهرة ‪ ،‬فـالثقوب مصـدر النـار الثاقبة ‪ ،‬والكـواكب وحنوه ؛ أي التأللؤ ‪ ،‬وثقب يثقب ‪ ،‬وحسب‬
‫ثاقب مشهور مرتفعـ العني ‪.138 / 5‬‬
‫(‪ )184‬يف ج ‪ ،‬د ط (قــدى وقطى) بــدال من قطىن وقــدىن) ‪ ،‬ويف ب (حســىب) بــدال من (قطــىن) ‪ ،‬ويف وز (يف) بــدل‬
‫(من) وشددت الدال يف (قدىن) ويف (جما) بدل (جمالسة) ويف ج (وانصب) بدال من (وانصبوا)‪.‬‬
‫(‪ )185‬يف ب ج (ما تتهيب) بـ ـ ـ ــدل (ما يتهيب) ويف ز (ما تـ ـ ـ ــرتهب) ويف ج (تقليبهـ ـ ـ ــا) بـ ـ ـ ــدل (تثقيلهـ ـ ـ ــا) ‪ ،‬ويف ط‬
‫(فاحفظ) بدل (فاخفض)‪.‬‬
‫(‪ )186‬يف ج يغضب ‪ ،‬يف ز (الغالم) بـاجلر ويف ووجد بيـاض مكـان (فـإذا أردت) ‪ ،‬ويف ح (أهيـا) بفتح اهلمــزة واهلاء‬
‫‪ ،‬وهو حتريف‪.‬‬
‫وعقب يعقب أي يردف ويتبع ‪ ،‬نقول ‪ :‬أتى فالن خريا فعقب خبري منه أي أردف‪ .‬العني ‪.179 / 1‬‬
‫(‪ )187‬يف ج (أهنا) بدل (أهيا) وأهيا من أهيأ ؛ أي أكثر مالءمةـ‬
‫واملالحظ أن حكم اخلليل على قط بالتشــديد إذا أريد هبا الزمــان وكــانت مبعىن (أبــدا) فإمنا هي رفع ‪ ،‬أي أهنا‬
‫مبنيه على الضم‪.‬‬
‫(‪ )188‬يف د ه وز ح ط (الوغا) باأللف‪.‬‬
‫(‪ )189‬يف ه (ودما مهو)‪.‬‬
‫(*) يف ب ‪ ،‬ج (الدعاء) بدل (يف الدعاء) ويف ه (الداعي)‪.‬‬
‫(‪ )190‬يف ح (يف) بدل (ذا) ‪( ،‬يكذبوا) بدل (كذبوا) وهو حتريف ‪ ،‬وقد ورد يف العني معىن الويح ‪: 319 / 3‬‬
‫«اما الوايح وحنوه مما يف صدره واو فلم يسمع يف كالم العرب إال ويح وويس وويل وويـه‪ .‬فإما ويح فيقـال ‪:‬‬
‫إنه رمحة ملن تنزل به بلية ‪ ،‬ورمبا جعل مع (ما) كلمة واحدة فقبل وحيما قال محيد ‪:‬‬
‫وويح ملن مل يدر ما هن وحيما‬
‫فجعل وحيما كلمة واحدة ‪ ،‬فأضاف ويح إىل ما ‪ ،‬ونصب وحيما ألنه فعل معكوس على األول‪.‬‬
‫والويل كما يف العني ‪/ 8‬ـ ـ ‪.366‬ـ ـ ‪ 367‬حل ــول الشر ‪ ،‬وهو أيضا ب ــاب من أب ــواب جهنم‪ .‬نع ــوذ باهلل منه ــا‪.‬‬
‫واعتقد أن املعىن الثاين أقرب إىل سياق البيت‬

‫ـ ‪ 210‬ـ‬
‫(‪ )191‬يا ويح زيد ما أنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاخ بـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداره ‪  ‬ويل ملن هو يف اجلحيم يعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّذب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫بعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا جلاحد ربّه سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحقا له ‪  ‬ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم القيامة يف الس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعري يكبكب‬ ‫(‪)192‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫(‪ )193‬وتقـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬ويا ويح له من ظـ ـ ـ ـ ـ ــامل ‪  ‬كم يس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتتيب لنفسه ويق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـرب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫باب المجازاة (*)‬

‫صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلىن أصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلك وقيت ما تتهيّب‬ ‫(‪ )194‬ف ـ ـ ـ ـ ــالقول إن ج ـ ـ ـ ـ ــازيت يوما ص ـ ـ ـ ـ ــاحبا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ترجع وقرنك حني ترجع أعضب‬ ‫إن ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأتىن وت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرد أذاي عام ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا‬ ‫(‪)195‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يرجع س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــليما غامنا ال يغلب‬ ‫(‪ )196‬من يـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأت عبد اهلل يطلب رفـ ـ ـ ـ ـ ـ ــده‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫احلظي املنجب‬
‫ّ‬ ‫يس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعد به وهو‬ ‫(‪ )197‬وتقـ ـ ـ ـ ـ ــول من يعمل ليـ ـ ـ ـ ـ ــوم معـ ـ ـ ـ ـ ــاده‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )192‬س ــقط ه ــذا ال ــبيت من ب وأض ــيف يف اهلامش خبط خمالف ‪ ،‬ويكبكب ‪ ،‬أي ي ــرمى يف ه ــوة الن ــار العني ‪/ 5‬‬
‫‪ 285‬تعليقا على اآلية الكرمية(فَ ُكْب ِكبُوا فِيها) الشعراء ‪.94‬‬
‫(‪ )193‬يف ب كتبت (كم) يف هناية الشطر ‪ ،‬والصـحيح أهنا تــأيت يف بداية الشـطر الثـاين ‪ ،‬وهـذا دليل على عـدم معرفة‬
‫الناسخ بعلمـ العروض‪.‬‬
‫ويف ج د ط ز (مل يستتيب) بدون جزم الفعل وهــذا أيضا دليل على عــدم معرفة كثري من نســاخ املنظومة بعلم‬
‫النحو ويف ح (يريه) بدل (لنفسه)‪.‬‬
‫(*) سقط هذا العنوان من النسخة ج وأضيف يف اهلامش باخلط نفسه‪.‬‬
‫(‪ )194‬يف ج (ما يتهيب)‪.‬‬
‫(‪ )195‬يف د ه ز (أغضب) بدل (أعضب) ‪ ،‬يف ب د (تزد إزائى) ‪ ،‬وقد ورد البيت يف ج هكذا‬
‫ترجع وقربك يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأيت أعصب‬ ‫إن تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأتىن وتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزور داري عابـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والقرن األعضب ؛ أي املكسور ففي العني ‪283 / 1‬‬


‫«ش ـ ــاة عض ـ ــباء ‪ :‬مكس ـ ــورة الق ـ ــرن ‪ ،‬وقد عض ـ ــبت عض ـ ــبا وأعض ـ ــبتها إعض ـ ــابا ‪ ،‬وعض ـ ــبت قرهنا فانعضب أي‬
‫انكسر» ومعىن البيت على أن من يرد إيذاء اآلخرين شبه بالشاة أو التيس مكسور القرن‪.‬‬
‫وال ـ ــبيت على ه ـ ــذه الق ـ ــراءة ليس به خلل موس ـ ــيقيـ ‪ ،‬غري أن بالتفعيلة الثالثة (الع ـ ــروض) وقصا ‪ ،‬وهو ح ـ ــذف‬
‫الثاين املتحرك من (متفاعلن) لتصري) مفاعلن وهو زحاف‪.‬‬
‫(‪ )196‬يف ه (ما يأت) ‪ ،‬بدل (من يأت) ‪ ،‬ويف د (ال يغضب) بدل (ال يغلب)‪.‬ـ‬
‫(‪ )197‬يف ج (ويقـ ــول) ؛ واملنجب الكـ ــرمي ذو احلسب إذا خ ــرج خ ــروج أبيه يف الكـ ــرم‪ .‬والفعل جنب ينجب جنابة ‪،‬‬
‫وميكن أن يكون املعىن املنجب ؛ أي املستخلص املصطفى اختيارا على غريه‪ .‬العني ‪.152 / 6‬‬

‫ـ ‪ 211‬ـ‬
‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاخفض كفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاك اهلل ما تتجنّب‬ ‫(‪ )198‬وإذا أتت ألف والم بع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدها‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـىب شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفيعه يا مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوهب‬


‫يكن النـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫ـيب حممـ ـ ـ ـ ــدا‬
‫(‪ )199‬فتقـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬من يـ ـ ـ ـ ــزر النـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫املتنجب‬
‫إال الكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرمي املاجد ّ‬ ‫ومىت تكن لك حاجة ال يقضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــها‬ ‫(‪)200‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫باب االستثناء (*)‬

‫عن فعله فيما حي ّد ويـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوجب‬ ‫(‪ )201‬وانصب إذا اسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتثنيت إن أخرجته‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫إال الكميت فإنه ال يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــركب‬ ‫(‪ )202‬فتق ـ ـ ـ ــول ‪ :‬قد ه ـ ـ ـ ــزلت خيولك كلها‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يعطى من اإلع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرابـ ما يس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتوجب‬ ‫وإذا أتى بعد اجلح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــود فإنّه‬ ‫(‪)203‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫من رعيها إال البعري األص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهب‬ ‫(‪ )204‬مل يـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأت من إبل العشـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرية كلّها‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪( )198‬فاخفض) تصحيح من ب ج ‪ ،‬ويف األصل ‪ ،‬ز (فاحفظ)‪ .‬ويف ج جاء الشطر الثاين‪.‬‬
‫«فاخفض كفاك اهلل من يتخيّب»‬
‫ويف ز (ما تتحنب) بدل (ما تتجنب) وهو تصحيف‪.‬‬
‫(‪ )199‬يف و (يرد) بدل (يزر) ويف ز (يا موهب) بفتح امليم‪.‬‬
‫(‪ )200‬يف وز (ال ننفضــها) بــدل (يقضــها) ويف ح (ال تقضــها) ويف ح أيضا (وإن الكــرمي) بــدل (إال الكــرمي) ‪ ،‬ويف ج‬
‫(املتجنب) ب ــدل (املتنجب) ‪ ،‬و (املتنجب) الك ــرمي األصل املص ــطفى املخت ــار انظر ه ــامش ال ــبيت ‪ ، 197‬العني ‪/ 6‬‬
‫‪ ، 152‬وإذا كانت الياء يف (ال يقضـها) سـقطت مع (ال) الناهية أو سـقطت للضـرورة الشـعرية على حـ ّد قـول الشـاعر‬
‫‪:‬‬
‫إذا ما خفت من شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيء تبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاال‬
‫حممد تفد نفسك كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـل نفس ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فإن (الفاء) ســاقطة من جـواب الشـرط املنفي حيث كــان من الـواجب أن يقـول (فال يقضـها) وقد أشـار اخلليل‬
‫إىل إسقاط الفاء يف جواب الطلب املنفي أو جواب الطلب الواقع مجلة امسية بأنه «ال يكــون هــذا إال أن يضـطر شــاعر»‬
‫الكتاب ‪ 64 / 3‬وعلى هذا فهناك مندوحة للخليل أن يفعل ذلك حيث كان اإلسقاط لضرورة النظم‪.‬‬
‫(*) يف ح (االنتثاء) وهو خطأ‪.‬‬
‫(‪ )201‬يف ج ح (جيد) ب ـ ــدل (حيد) ‪ ،‬ويف ب (جند) ويف ج كلمة (وانص ـ ــب) يف أول ال ـ ــبيت غري واض ـ ــحة ‪ ،‬ويف ط‬
‫(أجرمته) بدل (أخرجته)‪.‬‬
‫(‪ )202‬يف ط جاء الشطر الثـاين ‪( :‬من رعيها إال البعري األصـهب) وهو الشـطر الثـاين من الـبيت رقم ‪ 204‬وهو خلط‬
‫‪ ،‬ويف ب جـ ــاء الفعل (هـ ــزلت) بفتح اهلاء وال ـ ــزاي وهو حتريف ألن الفعل (ه ـ ــزل) من األفعـ ــال املبينة للمجهـ ــول بن ـ ــاء‬
‫واجبا‪ .‬و (الكميت) الفرس لونه ليس باألشقر األدهم وفيه محرة وسواد العني ‪.343 / 5‬‬
‫(‪ )203‬هذا البيت ساقط من ط ‪ ،‬ويف وز (مل يستوحب) بدل (ما يستوجب) ‪ ،‬يف ب (فإذا)‪.‬‬
‫(‪( )204‬مل يأت) كتبت من وز ويف األصل غري واضحة ويف بقية النسخ (ما يــأت) ما عــدا ج ففيها (من يــأت) وفيها‬
‫أيضا (األصعب) بدل (األصهب)‪.‬‬
‫وقد سقط الشطر األول من ط ‪ ،‬وجاء الشطر الثاين مع البيت رقم ‪.202‬‬
‫ص ـهبة ل ــون محرة يف ش ــعر ال ــرأس واللحية إذا ك ــان يف الظ ــاهر محرة ‪ ،‬ويف‬
‫ص ـهب وال ّ‬
‫ويف العني ‪ / 3‬ـ ‪« 413‬ال ّ‬
‫الباطن سواد وبعري أصهب وصهايب ‪ ،‬وناقة صهباء وصهابية»‪.‬‬

‫ـ ‪ 212‬ـ‬
‫(‪ )205‬ما جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء غري حممد بل قد أتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا ‪  ‬غري الوليد فإنّه يس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتعتب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫رب وكم‬
‫باب ّ‬
‫كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانت ملعناها وأنت األكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬ ‫ـرب إذا أتتك وكم إذا‬
‫(‪ )206‬واخفض ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـرتب‬ ‫يف الرّت ب أمسى خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّده املتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫رب امـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرئ ذي نائل ومـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروءة‬
‫ّ‬ ‫(‪)207‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحوا كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأهنم به مل جيتبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا‬ ‫كم م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنزل قد ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان يغبط أهله‬ ‫(‪)208‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫بيضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء تسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتلب النفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوس وختلب‬ ‫(‪ )209‬وتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬إيّن قد مـ ـ ـ ـ ـ ـ ــررت بطفلة‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوف القصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاص وظـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـل قليب يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرغب‬ ‫(‪ )210‬أبصـ ـ ـ ـ ـ ــرهتا فغضضت عنها نـ ـ ـ ـ ـ ــاظري‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫(*)‬
‫باب مذ ومنذ‬
‫(‪ )211‬وارفع مبذ واخفض مبنذ بعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدها ‪  ‬مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّذ ليلتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان قضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاك دينك أشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )205‬يف ز سقطت (بل) فاختل البيت موسيقيا‪.‬‬
‫(‪( )206‬وبكم) تص ـ ـ ــحيح من د وز ط ‪ ،‬ويف بقية النسخ (وكم) ويف بعض النسخ أتت (وكم) ويك ـ ـ ــون ب ـ ـ ــالعروض‬
‫وقص (مفـ ــاعلن) وصـ ــحة التفعيلةـ (متفـ ــاعلن) ويف د ه سـ ــقطت نقطة اخلاء من (واخفض) ‪ ،‬ويف د وز ط (كمعناهـ ــا)‬
‫بدل (ملعناها) ‪ ،‬ويف ب ج ه (األريب) بـدل (األكـرب) ‪ ،‬واألكـرب ‪ ،‬أي األقـرب واألسـرع ‪ ،‬ففي العني ‪/ 5‬ـ ‪360‬‬
‫«يقال خذ رجلك بإكراب ؛ أي أعجل بالذهاب وأسرع‪.‬‬
‫ـرتب ؛ أي املل ـ ـ ّـوث‬
‫(‪ )207‬يف ج (ترب ـ ــة) ب ـ ــدل (خ ـ ــده) ‪ ،‬ويف د وز (املرتب) ب ـ ــدل (املت ـ ــرتب) ‪ ،‬ويف ه (ام ـ ــرء) واملت ـ ـ ّ‬
‫بالرتاب‪ .‬العني ‪.116 / 8‬‬
‫(‪ )208‬س ــقطت (ق ــد) من النس ــخة ز ‪ ،‬ويف ج ج ــاءت مل (جييب) ب ــدل (مل جيتب ــوا) ‪ ،‬ويف ز (مل حيس ــبوا) ويف ه (مل‬
‫جيتب) بدون واو اجلماعة ويف د (مل حيتبوا) باحلاء ‪ ،‬ويف ه (أضحو) بدون ألف بعد واو اجلماعة وكله حتريف‪.‬‬
‫والتجبية ‪ :‬ركوع كركوع املصلّي العني ‪/ 6‬ـ ‪ 192‬؛ أي كأهنم مل يعيشـوا هبذا املنزل ومل يصـلوا داخله ؛ أو‬
‫أن املعىن مل يقرتبوا منه ‪ ،‬وتكون الباء مبعىن يف ‪ ،‬واجتىب الرجل مبعىن قرب‪ .‬العني ‪.192 / 8‬‬
‫(‪ )209‬وختلب ؛ أي تأخذ قلب الرجل ونفسه ‪ ،‬ففي العني ‪ / 4‬ـ ـ ـ ـ ‪( 270‬اخلالبـ ـ ـ ــة)‪« :‬أن ختلب املرأة قلب الرجل‬
‫بألطف القول وأخلبه ‪ ،‬وامرأة خاّل بة ؛ أي مذهبة للفؤاد وكذلك خلوب»‪.‬‬
‫(‪ )210‬ف ج ورد الشطر الثاين‬
‫(خوف الغضاض وضل قليب يرعب) وهو تصحيف وحتريف ‪ ،‬ويف ه (وضل) ‪ ،‬ويف ح ط (يرعب)‪.‬‬
‫(*) هذا العنوان ساقط من ه‪.‬‬
‫(‪ )211‬يف ه (ذينك) بدل (دينك)‪.‬‬
‫وأش ــعب علم على رجل يف رجليه فج ــوة ‪ ،‬ففي العني ‪/ 1‬ـ ـ ‪ 264‬أش ــعب ال ــرجلني ؛ أي فيهما فج ــوة وظيب‬
‫أشعب متفرق قرناه متباينان بينونة شديدة‪.‬‬

‫ـ ‪ 213‬ـ‬
‫ومن املي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاه كث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرية ال تش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬ ‫(‪ )212‬وتقـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬هـ ـ ـ ـ ــذا املاء عـ ـ ـ ـ ــذب بـ ـ ـ ـ ــارد‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــروان مذ شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــهران صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيد القـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرهب‬ ‫(‪ )213‬منذ الغ ـ ـ ـ ــداة وكنت مذ س ـ ـ ـ ــنة مضى‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫دون املدينة راتعني وأسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقب‬ ‫(‪ )214‬وتقـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬هـ ـ ـ ـ ـ ــذي ناقة وفصـ ـ ـ ـ ـ ــيلها‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫باب المعارف (*)‬

‫زيد وعمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرو ذوي النـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدى ومهلّب‬ ‫(‪ )215‬ومعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارف األمساء أمساء الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــورى‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدار والبسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتان واملرتقّب‬ ‫وك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاك ما ألف والم ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدؤه‬ ‫(‪)216‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫عند الوص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيد وتلك خيل ش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـرب‬ ‫وتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬مث فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوارس جمموعة‬ ‫(‪)217‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاك ذاك محار وحش أقهب‬ ‫(‪ )218‬وتق ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬ذاك غالم س ـ ـ ـ ـ ـ ــوء مقبل‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪( )212‬عــذب بــارد) من ب ‪ ،‬ويف بقية النسخ (عــذبا بــاردا) بالنصب مبا يف ذلك النســخة (أ) ‪ ،‬وهو حتريف لكوهنما‬
‫خ ــربين للمبت ــدأ (ه ــذا) إال إذا ك ــان نصب االث ــنني على لغة قبيلة بين س ــليم ال ــذين يعمل ــونـ الق ــول اعم ــال الظن مطلقا ‪،‬‬
‫فتكـون هـذا مفعـوال أول ‪ ،‬وعـذبا مفعـوال ثانيا ‪ ،‬دون اكتمـال شـرط إجـراء القـول جمرى الظن ‪ ،‬ويف ج (يشـرب) بـدل‬
‫(تشرب)‪.‬‬
‫(‪ )213‬يف ه (مضــيا) بــدل (مضــى) وقد أدى هــذا التحريف إىل خلل موســيقي بــالبيت ويف ز كتب (مضــى) يف أول‬
‫الشطر الثاين من البيت فأدى ذلك إىل خلل يف الشطرين ‪ ،‬يف ز ضبطت (صيد) بالرفع ويف وبالنصب‪.‬‬
‫ويف ج حرفت (صيد القرهب) إىل (تصيد العرهب) ويف د ح (القهرب)‬
‫والقرهب من الثريان املسن الضخم العني ‪.111 / 4‬‬
‫(‪ )214‬يف ب ج (هذا) بدل (هذي) ‪ ،‬ويف ز (وأشقب) بدل (وأسقب) وهو تصحيف ‪ ،‬وحميت كلمة (أســقب) من‬
‫ج و (األسقب)ـ ولد الناقة وهو خاص بالذكر ‪.84 / 5‬‬
‫(*) سقط هذا العنوان من أب ه ح وكتب تكملةـ من بقية النسخ‪.‬‬
‫(‪ )215‬يف ب (الورا) كتبت باأللف‪ .‬و (مهلّب) علم على شخص‪.‬‬
‫حرفت يف ب إىل (يدره) ويف ه إىل (بدأه) ويف د إىل (بعدأه)‬ ‫(‪( )216‬بدؤه) ّ‬
‫(شزب)‪.‬‬‫(سزب) ويف ط ّ‬ ‫(شرب) يف ه إىل ّ‬ ‫(‪ )217‬يف ب بياض مكان كلمة (وتقول) ‪ ،‬وصحفت ّ‬
‫(‪ )218‬ضبطت (محار) بالنصب يف ه وهو حتريف ‪ ،‬ويف ط (حسن) بدل (وحش) ‪ ،‬ويف ج (أفهب) بدل (أقهب)‪.‬‬
‫واألقهب هو األبيض أو املسن ‪ ،‬وقد ورد املعنيــان يف العني ‪/ 3‬ـ ‪ ، 371‬ورمبا األقــرب إىل معىن الــبيت؟ محار‬
‫مسن‪.‬‬
‫وحش ّ‬

‫ـ ‪ 214‬ـ‬
‫(‪ )219‬ما كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان معرفة نصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبت فعاله ‪  ‬تلك األبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعر مخسة ال تنهب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫باب النكرة (*)‬

‫هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا بعري يف الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــزروع مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيّب‬ ‫(‪ )220‬فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارفع إذا ن ّكرهتا وفعاهلا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫هـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا غـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدير قد عاله الطّحلبـ‬ ‫(‪ )221‬وتق ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬تلك مف ـ ـ ـ ـ ـ ــازة حمش ـ ـ ـ ـ ـ ــوة‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫باب الذي ومن وما اتصال بها وهي المعرفة (**)‬

‫ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأوالك معرفة إليها تنسب‬ ‫(‪ )222‬فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا أتيت مبا ومن مثّ الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫إ ّن الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي أبصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرت ظيب أشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعب‬ ‫(‪ )223‬فتقـ ـ ـ ــول ‪ :‬هـ ـ ـ ــذا ما عـ ـ ـ ــرفت مبـ ـ ـ ــادرا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاطلب لنفسك مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوئال يا حوشب‬ ‫مفرقّا‬


‫ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا لعم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرك ما مجعت ّ‬ ‫(‪)224‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪( )219‬نصبت) ضبطت يف ه بفتح الباء وتسكني التاء وهو حتريف ويف ج صــحفت إىل (تصــيب) و (ال تنهب) أي‬
‫ال تؤخذ وال تستباح العني ‪.59 / 4‬‬
‫(*) هذا العنوان مثبت من ج ط ز وساقط من بقية النسخ مبا يف ذلك األصل‪.‬‬
‫(حمشوة) إىل (حمتـ ّـوة)‬
‫ّ‬ ‫حرفت‬
‫(‪ )220‬يف د ط (مسبب) وهو تصحيف ‪ ،‬ويف (ح) (احلروث) بدل (الزروع) ‪ ،‬ويف ج ّ‬
‫ويف العني ‪ / 7‬ـ ‪ 314‬ســيّبت الدابة أو الشــيء ‪ :‬تركته يســيب حيث يشــاء ‪ ،‬والبعري إذا نتج ســنني وأدرك نتــاج نتاجه‬
‫يرعى حيث شاء ‪ ،‬ال يركب وال يستعمل‪.‬‬
‫(‪( )221‬الطحلب) كما يف ه ط ‪ ،‬ويف بقية النسخ (الطحلب)‪.‬‬
‫يف د وز (مغ ــارة) ب ــدل (مف ــارة) ‪ ،‬ويف ح س ــقطت نقطة الغني يف (غ ــدير) وهو تص ــحيف والطحلب والقطعة‬
‫طحلبة ؛ اخلضرة على رأس املاء املزمن‪ .‬العني ‪.334 / 3‬‬
‫(**) هذا العنوان ساقط من ز ؛ ويف ح (صاللتها) بدل (اتصالهبا)‪.‬‬
‫ويف د (وما يصال هبا من معرفـ ــة) وهو حتريف ‪ ،‬ويف األصل كتبت كلمة (املعرفـ ــة) على شـ ــكل (املفعـ ــول) مث‬
‫شطبت‪.‬‬
‫(‪ )222‬يف ه (وإذا) ‪ ،‬وكلمة (ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأوالك) يقصد فأولئك لكنها خففت إىل األوىل وقد حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرفت الكلمة يف د إىل‬
‫(فاؤالك)‬
‫(‪ )223‬يف د ه وز ط (ظبيــا) بالنصب وهو حتريف ‪ ،‬ويف وز ط (أســغب) ‪ ،‬ويف د (أســعب) وهو تصــحيف وحتريف‬
‫مر معىن أشعب يف هامش البيت ‪.211‬‬ ‫بنّي ‪ .‬وقد ّ‬
‫وهو يف العني ‪ / 1‬ـ ‪« 264‬ظيب أشــعب ‪ :‬متفــرق قرنــاه متباينــان بينونة شــديدة» ويالحظ التوافق والتالؤم بني‬
‫البيت وما ورد يف العني بوصفه الظيب بأنه أشعب‪.‬‬
‫(‪ )224‬يف ج ض ــيط (مفرق ــا) بفتح ال ــراء مع تش ــديدها ‪ ،‬ويف األصل بالكسر مع التش ــديد ‪ ،‬ويف ج ج ــاءت (معرف ــا)‬
‫وهو حتريف‪.‬‬
‫وحوشب هو علم إنسان يعين الرجل العظيم البطن العني ‪/ 3‬ـ ‪ 97‬وقد مـّـر هــذا االسم يف الــبيت رقم ‪ 30‬من‬
‫املنظومة‪.‬‬
‫واملوئل طلب النجاة أو املبادرة إىل املكان‪ .‬القاموس احمليط ‪.64 / 4‬‬

‫ـ ‪ 215‬ـ‬
‫ال عنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدنا رجل يصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيد مكلّبـ‬ ‫(‪ )225‬فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا تقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدمت الصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــفات فرفعها‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫خ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدن الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي باملسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــلماتـ يش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبّب‬ ‫(‪ )226‬وتقـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬ما هـ ـ ـ ـ ــذا أخـ ـ ـ ـ ــاك وما أنا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يف البيد يصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعد تـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة ويصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـوب‬ ‫(‪ )227‬ما عمـ ـ ـ ـ ــرو فينا شـ ـ ـ ـ ــاهد هو غـ ـ ـ ـ ــائب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والطّ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف يع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــثر ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة إذ حيسب‬ ‫وقي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاس ذاك الب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء حني نزعتها‬ ‫(‪)228‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫صـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـب‬
‫ما أنت إاّل ن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائم وخم ّ‬ ‫ـح ولوجها‬
‫(‪ )229‬وتقـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬فيما ال يصـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫باب الجواب بالفاء‬


‫(‪ )230‬وإذا أتتك الف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء عند جواهبا ‪  ‬فانصب جوابك والكفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور خميّب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )225‬هــذا الــبيت ســاقط من ج ز ‪ ،‬يف و (وإذا) بــدل (فــإذا) وجــاءت (الصــفات) بالتــاء املربوطة وهو حتريف ‪ ،‬وقد‬
‫تكــرر هــذا الــبيت يف املنظومة بــرقم ‪ 261‬واملكلّب كما جــاء يف العني ‪/ 5‬ـ ‪ 375‬الــذي يعلّمـ الكالب الصــيد ‪ ،‬واملعىن‬
‫ليس عندنا رجل يعلم الكالب الصيد يصيد هو‪.‬‬
‫ويف القاموس احمليط ‪« 130 / 1‬املكلّب معلمـ الكالب الصيد وبفتح الالم املقيّد»‪.‬‬
‫واملعىن األقـرب هو ذلك املعىن السـابق (األول) وال مـانع أن يكـون املعىن الثـاين هو املقصـود ‪ ،‬فقد أشـار اخلليل‬
‫إىل ما يشــبهه يف قوله ‪ :‬الكلبتــان للحــدادين ‪ ،‬وكالليب البــازي خمالبه ‪ ،‬والكلب املســمار ‪ ،‬وهي كلها أشــياء تســتخدم‬
‫يف تعويق اإلنسان أو الطائر عن احلركة‪.‬‬
‫(‪ )226‬يف ه (أخوك) ‪ ،‬وقد سقطت الالم من (تقول) يف د‬
‫ويف ج د وز ط (يسبب) بدل (يشبّب) وهو تصحيف‪ .‬ويف د (خدن) بضم اخلاء‬
‫ويف العني ‪/ 4‬ـ ـ ‪« 232‬خـ ــدن اجلارية حمدثها ‪ ،‬وخمادنك يكـ ــون معك يف ظـ ــاهر أمـ ــرك وباطنه ويف القـ ــاموس‬
‫احمليط ‪ 200 / 4‬اخلدن ‪ :‬الصاحب‬
‫واملعىن على أن الناظم ال يوافق الذي يشبب ويتغزل بالنساء‪.‬‬
‫(‪ )227‬يف ه (ما عمــر) بــدل (ما عمــرو) وهو إخالل مبوســيقى الــبيت‪ .‬ومعىن (يصـ ّـوب) ؛ أي جييء من علـ ّـو منحــدرا‬
‫حىت يســتقر ‪ ،‬ففي العني ‪ / 7‬ـ ‪ 166‬التصـ ّـوب ‪ :‬حــدب يف حــدور ‪ ،‬وصـ ّـوبت اإلنــاء ورأس اخلشــبة وحنوه تصــويبا إذا‬
‫خفضته‪.‬‬
‫(‪ )228‬يف د ه وز ح (حتسب) بدل (حيسب) ‪ ،‬ويف ج (الياء) بدل الباء ‪ ،‬ويف ب ورد الشطر الثاين ‪:‬‬
‫و (الظرف يعرب تارة إذ حتسب) ‪ ،‬وهو تصحيف وحتريف‬
‫وحيسب ؛ أي يقدر العني ‪.149 / 3‬‬
‫(خمضب) بالضاد ‪ ،‬ويف ح (وملوجها) بدل (ولوجها) ويف و‪ ،‬ز سقطت نقطة اجليم من الكلمة‪.‬ـ‬ ‫(‪ )229‬يف وز ح ّ‬
‫أخل مبوسيقى البيت‪.‬‬ ‫ويف ب جاء الشطر األول ‪( :‬وتقول ما إال يصح ولوجها) وهو حتريف ّ‬
‫واملخصب رجل كثري اخلري‪ .‬العني ‪ 179 / 4‬القاموس احمليط ‪.64 / 1‬‬ ‫ّ‬
‫(خمضب) بالضاد ‪ ،‬فمعىن الكلمة أنه أصـابه املشـيب ففي العني ‪/ 4‬ـ ‪ 179‬خضب الرجل شـيبه‬ ‫ّ‬ ‫رواية‬ ‫على‬ ‫أما‬
‫‪ ،‬واخلضاب االسم وكل شيء غرّي لونه حبمرة كالدم وحنوه فهو خمضوب‪.‬‬
‫(‪ )230‬يف ب (حمبّب) بدل (خميّب) وهو تصحيف‪.‬‬

‫ـ ‪ 216‬ـ‬
‫ومن الكالم م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرتس ومب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـوب‬ ‫(‪ )231‬عند اجلح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــود وعند أم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرك كلّه‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـوي األكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذب‬


‫مسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتفهما خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب الغـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫والنهي مثت ف ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالتميّن أو تكن‬ ‫(‪)232‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫تبغيه عن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدي إن فعلتـ وتطلب‬ ‫(‪ )233‬فتقـ ـ ـ ـ ــول سر حنوى فأمنحكـ الـ ـ ـ ـ ــذي‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فيخيب سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعيك مثّ ال تسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتعتب‬ ‫(‪ )234‬وتقـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬ال تـ ـ ـ ـ ـ ــدع الصـ ـ ـ ـ ـ ــالة لوقتها‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فتصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيب حلو العيش يا متطيّب‬ ‫(‪ )235‬وتق ـ ـ ـ ـ ــول ليتك عن ـ ـ ـ ـ ــدنا يف مصـ ـ ـ ـ ـ ــرنا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫قد كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان يغشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانا فيكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــثر قعنب‬ ‫وتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول فيما ال يكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــون جمازيا‬ ‫(‪)236‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫باب فيم ومم وحتام وعالم (*)‬

‫حتّـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــام يف جبل العـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــداوة حتطب‬ ‫(‪ )237‬وتق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬فيم تلومىن وتس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبّىن‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وأوجب‬ ‫أتيت‬ ‫ما‬ ‫أحسن‬ ‫واحلق‬


‫ّ‬ ‫(‪ )238‬وعالم تظلمنا وتبخس حقنا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )231‬يف ج غريت (مرتس) إىل (مريس) وهو تصحيف ‪ ،‬ومعىن مرتس ؛ أى خفي ‪ ،‬فاملرتس ؛ أي املسترت ‪ ،‬والترتس‬
‫‪ ،‬ويطلق علي شيء ترتست به فهو مرتسة لك‪ .‬العني ‪ ، 237 / 7‬القاموس احمليط ‪.209 / 2‬‬
‫والشطر الثاين ‪( :‬ومن الكالم مرتس وحمدد) يعين أنه يوجد بالكالم ما هو خفي يلمح ‪ ،‬وما هو ظاهر حمدد‪.‬‬
‫(‪( )232‬ف ــالتمين) تص ــحيح اقتض ــاه الس ــياق فقد وردت يف كل النسخ (ىف التم ــين) يف ح ح ــرفت (مثت) إىل (ثبت) ‪،‬‬
‫والغوي الذي يعيش يف ضالل العني ‪.456 / 8‬‬ ‫ّ‬ ‫ويف ه (متت) ويف ز مثت بفتح الثاء ‪،‬‬
‫(‪ )233‬يف ب د ح (ألمنحــك) بــدل (فأمنحــك) وهو حتريف ألننا يف موضع الفــاء ال الالم ويف ز (وأمنحــك) ويف ج‬
‫حرفت (سر) إىل (سرب)‪.‬‬ ‫ّ‬
‫(‪ )235‬يف ب (متطبب) بــدل (متطيب) ‪ ،‬ويف ز ضــبط الفعل (تصــيب) بضم البــاء مع أنه منصــوب ‪ ،‬كــذلك حتولت‬
‫احلاء إىل خاء يف (حلو)‪.‬‬
‫واملصر ـ كما جـاء يف العني ‪/ 7‬ـ ‪ 123‬ـ «كل كــورة تقـام فيها احلدود وتغـزى منها الثغـور ويقسم فيها الفـيئ‬
‫والصــدقات من غري مــؤامرة اخلليفة ‪ ،‬وقد مصر عمر بن اخلطــاب ســبعة أمصــار منها ‪ :‬البصــرة والكوفة فاألمصــار عند‬
‫ص‪H H‬راً) [س ــورة يوسف اآلية ‪ ]99‬من األمص ــار ول ــذلك نونه ‪ ،‬ولو أراد مصر‬
‫الع ــرب تل ــك‪ .‬وقوله تع ــاىل ‪ْ ( :‬اهبِطُ ‪HH‬وا م ْ‬
‫ِ‬
‫الكــورة بعينها ملا نّــون ‪ ،‬ألن االسم املؤنث يف املعرفة ال جيرى ‪ ،‬ومصر هي اليــوم كــورة معروفة بعينها ال تصــرف» أ‪.‬‬
‫ه‪.‬‬
‫و (املتطيب الذي وجد حالال ‪ ،‬فالتطيب هو احلالل‪ .‬العني ‪ 461 / 7‬وانظر القاموس احمليط‪.‬‬
‫(‪ )236‬هـ ــذا الـ ــبيت سـ ــاقط من ج ز غري أنه تـ ــدورك يف ج وسـ ــجل على هـ ــامش الصـ ــفحة باخلط نفسه ‪ ،‬ويف ب د‬
‫(قنعب) بدل (قعنب) ويف د وح (ال تكون) ويف ه (ال نكـون) ‪ ،‬و (قعنب) الشـديد الصـلب من كل شـيء العني ‪/ 2‬‬
‫‪ 302‬واملقصود به يف البيت علم من األعالم‪.‬‬
‫(*) يف وز جاءت (مث) بدل (مم) ويف ح (فيمن وممن) بدل (فيم ومم)‪.‬‬
‫(‪( )237‬جبــل) تصــحيح من ج ه ح ط ‪ ،‬فقد وردت يف بقية النسخ (حبــل) باحلاء وهو تصــحيف ‪ ،‬ويف وز جــاءت‬
‫(تلومىن وتسبىن) بنصب الفعلني وهو حتريف إذ ال ناصب هناك‪.‬‬
‫(‪ )238‬يف وز ســقطت نقطة البــاء يف (تبخس) ‪ ،‬ويف د ضــبط الفعل (تظلمنــا) بالنصب وهو حتريف ؛ يف ب ضــبطت‬
‫(أحسن) بفتح النون ‪ ،‬وهي كما وردت يف األصل بالضم خرب‪.‬‬

‫ـ ‪ 217‬ـ‬
‫ـتحل املال ممّن يغصب‬
‫(‪ )239‬مل تظلم املس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــكني تبخس ح ّقه ‪  ‬مل تسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫باب كم إذا كنت مستفهما بها (*)‬

‫رجال أبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوك وكم وصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيفا تطلب‬ ‫(‪ )240‬وتق ـ ـ ــول ‪ :‬كم فرسا ل ـ ـ ــديك وكم أتى‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فالنصب فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالزم حني عنك تغيّب‬ ‫رب من ف ـ ـ ـ ـ ـ ــرس ف ـ ـ ـ ـ ـ ــإن أخرجتها‬


‫(‪ )241‬يا ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وبعبد س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوء جالسا ال ينسب‬ ‫ومـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــررت بالرجل احمل ّدث جالسا‬ ‫(‪)242‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فالفعلـ للـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّذكران منهم يغلب‬ ‫وإذا مجعت مـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذكرا ومؤنثا‬ ‫(‪)243‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فيها وثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور راتعني وقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرهب‬ ‫وتق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬تلكم ظبية ونعامة‬ ‫(‪)244‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ال تقر عينك عند من يتعتّب‬ ‫(‪ )245‬وكـ ـ ـ ـ ــذلك املعـ ـ ـ ـ ــروف يغلب منكـ ـ ـ ـ ــرا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫متتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابعني دواهّب م قد أتعبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا‬ ‫(‪ )246‬ذاك األمري ونس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوة من قومه‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )239‬يف د ورد البيت ‪( :‬مل تظلم املسكني قط ح ّقه) مل يستحل املال ممن يغصب‬
‫وهو تصحيف وحتريف خيل بوزن البيت‬
‫ويف ه (حتبس) بدل (تبخس) ‪ ،‬ويف ب ورد الشطر الثاين (كم تستحل املال ممن يغضب)‪.‬‬
‫(*) يف ب ‪ ،‬ج ورد العنــوان (بــاب كم إذا جئت هبا مســتفهما) ويف وســقطت (هبا) من العنــوان ‪ ،‬ويف ز تقــدمتـ (هبا)‬
‫على (مستفهما) ‪ ،‬ويف ح جاء العنوان ‪« :‬باب كم إذا استفهمت هبا»‪.‬‬
‫(‪( )240‬أبـ ـ ــوك) تصـ ـ ــحيح من ب د ويف بقية النسخ (أبـ ـ ــاك) ويف ه (فـ ـ ــرس) بـ ـ ــالرفع ‪ ،‬والصـ ـ ــحيح النصب بسـ ـ ــبب‬
‫االستفهام‪.‬‬
‫(‪ )241‬يف ج ز ج ــاءت (فانص ــب) ب ــدل (فالنص ــب) وقد أدى ذلك إىل اإلخالل مبوس ــيقى ال ــبيت ‪ ،‬ك ــذلك ض ــبطت‬
‫(تغيب) بالبناء للمجهول‪.‬‬
‫(‪ )242‬يف د‪ .‬و‪ .‬ز‪ .‬ط (ويعبـ ــد) بـ ــدل (ويعبـ ــد) ‪ ،‬ويف ز‪ .‬ح (قاعـ ــدا) بـ ــدل (جالسـ ــا) ويف ط (ال ينشـ ــب) بـ ــدل (ال‬
‫ينسب) وهو (تصحيف)‬
‫(‪ )243‬ويف ج (أو مجعت) بــدل (وأذا مجعت) فاختل الــبيت موســيقيا ويف ب جــاء الشــطر األول ‪( :‬وإذا مجعت مؤنثا‬
‫ومذكرا) بتقدمي مؤنث على مذكر ‪ ،‬وهذا على األصل أوال وثانيا خمالف لبقية النسخ‪.‬‬
‫ويف ه حرفت (للذكران إىل (الذجران) ‪ ،‬ويف ز (املذكران) ويف ب جاءت (منه) بدال (منهم‪.‬‬
‫(‪ )244‬يف ب (هــذي) بــدل (تلكم) وهو تغيري ال يغرّي من وزن الــبيت أو املعىن ‪ ،‬وأيضا كتبت (فيهــا) يف هناية الشـطر‬
‫األول مما يدل على عدم دراية الناسخ بعلم العروض ومعىن (القــرهب) قد مـّـر يف الــبيت ‪ 213‬من هــذه املنظومة ‪ ،‬وهو‬
‫املسن الضخم العني ‪.111 / 4‬‬ ‫الثور ّ‬
‫(‪ )245‬يف و (ال تقــر) جــاءت بضم التــاء وفتح القــاف ‪ ،‬وأدى ذلك إىل اإلخالل مبوســيقىـ الــبيت ويف وأيضا (يتغّب)‬
‫بدل (يتعتب) ‪ ،‬ويف د (يتعيّب) ويف د ه جاءت (عينك) بالنصب وهو حتريف‪.‬‬

‫ـ ‪ 218‬ـ‬
‫باب إذا قدمت االسماء على األخبار تقديم الفعل (*)‬

‫وإما أعقبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا‬


‫إما مضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا مجعا ّ‬ ‫(‪ )247‬وإذا أتت أفع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال ق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم قبلهم‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّد األوىل ساسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا األمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور وجربـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا‬ ‫(‪ )248‬فبفعل واح ـ ـ ـ ـ ــدهم يق ـ ـ ـ ـ ــال ك ـ ـ ـ ـ ــذلكم‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاد املل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوك ويف ال ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــثرى قد غيّب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا‬ ‫(‪ )249‬فتقــول ‪ :‬ســار القــوم مــات أولو النهى‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فعلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا فقل ال كالـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي يتهيّب‬ ‫وإذا أتت أمساؤهم قبل الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي‬ ‫(‪)250‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم أخلـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرحهم إذ أجـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدبوا‬ ‫تفرقـ ـ ـ ـ ـ ــوا‬


‫(‪ )251‬احلي سـ ـ ـ ـ ـ ــاروا والرجـ ـ ـ ـ ـ ــال ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫(**)‬
‫باب إذا أردت أمس بعينه‬
‫(‪ )252‬فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــإذا قصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدتـ تريد أمس بعينه ‪  ‬فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاخلفض حليته الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتوجب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(*) سقطت عبارة (تقدمي الفعل) من العنوان يف النسـخة ب ‪ ،‬ج د ز ح ط ‪ ،‬وجـاء العنـوان يف ج ز «بـاب األمساء إذا‬
‫قدمت على األخبار ويف ح «باب األسامي إذا قيس عن األخبار» وهو حتريف‪.‬‬
‫(‪ )247‬يف د ط (فإذا) بدل (وإذا) وجاء (أعتبوا) بدل (أعقبـوا) ويف وط (أمساء) بـدل (أفعـال) وأعقبـوا ؛ أي انصـرفوا‬
‫راجعني من أمر أو وجه‪ .‬العني ‪.178 / 1‬‬
‫ـجل على اهلامش باخلط واحلرب نفس ــيهما ‪ ،‬غري أن ال ــوارد (ح ــدثوا)‬
‫(‪ )248‬س ــقط ه ــذا ال ــبيت من املنت يف األصل وس ـ ّ‬
‫بدل (ج ّد) ‪ ،‬ويف ه (ج ّدوا) ويف ط (حد)‬
‫ويف د ورد البيت ‪:‬‬
‫حد األوىل ساس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا األم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور وخرب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا‬ ‫فبفعل واحد فقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذلكم ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ويف ب ورد البيت ‪:‬‬


‫ح ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدبوا األوىل ساس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا األم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور وخرب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوا‬ ‫‪ ...‬يقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذلكم ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫(بياض مكان النقاط) ‪ ،‬ويف وح ط (وخربوا)‬


‫(جربوا) الواردة باألصل ألن التجـريب ال يتنـاىف مع (جـ ّد وسـاس) ‪ ،‬ومعنـاه فعل الـوايل الـذي‬ ‫واألوىل بالصحة ّ‬
‫خرب الذي ال يتناسب مع (جد وساس)‪.‬‬ ‫يسوس الرعية العني ‪ 336 / 7‬بعكس ّ‬
‫(‪ )249‬يف ج د (ياذا) بدل (باد)‪.‬‬
‫(‪ )250‬يف ب ‪ ،‬ه‪ .‬ح (بعد) بدل (قبل)‬
‫وسجل على اهلامش باخلط نفسه‪.‬‬ ‫وقد نسي البيت يف منت النسخة ط ّ‬
‫(‪ )251‬يف ب (والق ــوم حلّ ــوا س ــرجهم إذا أحلب ــوا) وكتب جبوارها يف اهلامش (إذا أح ــدبوا) ويف د‪ .‬ط‪( .‬س ــرحهم إذا‬
‫أحـ ــدبوا) ‪ ،‬ويف ز (أحـ ــدب) بـ ــدون واو اجلماعة ويف ي (تقـ ــدموا) بـ ــدل (تفرقـ ــوا) ‪ ،‬ويف ه (أخلّـ ــوا بشـ ــرحهم) وهو‬
‫حتريف‪.‬‬
‫(وأخلــوا ســرحهم) ؛ أي انفض مجع القــوم وتفرقــوا ‪ ،‬ففي العني ‪ / 3‬ـ ‪ 137‬يقــول عن (ال ّس ـرح) ‪« :‬ويكــون‬
‫امسا للق ــوم ال ــذين هم ال ّسـ ـرح حنو احلاضر والس ــامر وهم اجلمي ــع»ـ وأخلى ؛ أي جعل ــه أو وج ــده خالي ــا ال ش ــيء في ــه ‪،‬‬
‫وتقول ‪ :‬أخليت فالنا وصاحبه وخليت بينهما‪ .‬العني ‪ ، 307 ، 306 / 4‬القاموس احمليط ‪.326 / 4‬‬
‫(*) سقطت عبارة (تقدمي الفعل) من العنوان يف النسـخة ب ‪ ،‬ج د ز ح ط ‪ ،‬وجـاء العنـوان يف ج ز «بـاب األمساء إذا‬
‫قدمت على األخبار ويف ح «باب األسامي إذا قيس عن األخبار» وهو حتريف‪.‬‬
‫(‪ )252‬يف ب (اليت تستوجب) ويف ج ح (تستوجب) ‪ ،‬ويف ط (أردت) بدل (قصدت)‪.‬‬

‫ـ ‪ 219‬ـ‬
‫شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــخص فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأقبلت الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدموع حتلّب‬ ‫فعن يل‬
‫(‪ )253‬فتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬كنت أسري أمس ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ألف ‪ :‬مضى األمس البعيد األخيب‬ ‫وتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬إن دخلته الم قبلها‬ ‫(‪)254‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـهن ب ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرد م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذهب‬


‫وعلى فوارس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫(‪ )255‬ولقد رأيت األمس خيلك كالقطا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫يكتب‬ ‫تنكر‬ ‫حني‬ ‫عليال‬ ‫أمس‬ ‫(‪ )256‬ه ـ ـ ـ ـ ــذا ك ـ ـ ـ ـ ــذاك وكل ي ـ ـ ـ ـ ــوم ص ـ ـ ـ ـ ــائر‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫باب التبرئة وهي ال تقع إال على نكرة (‪)5‬‬

‫ـك فيه مثل من يستصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــحب‬


‫ال شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫ـربي النصب فـ ـ ــاعرف ح ـ ـ ـ ّده‬
‫(‪ )257‬بـ ـ ــاب التـ ـ ـ ّ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ال ظلم من رب الربية ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرهب‬ ‫(‪ )258‬وهو اجلحـ ـ ـ ـ ـ ـ ــود وما ابتـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدأت فإنّه‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫للـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّذ ّم ال ‪ ،‬ال خري فيمن يغضب‬ ‫(‪ )259‬ال خري يف رجل يعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـرض نفسه‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )253‬يف د س ــقطت الف ــاء من أول ال ــبيت ‪ ،‬وال ــدموع حتلّب ؛ أي تس ــيل ففي العني ‪/ 3‬ـ ـ ‪« 238‬حتلّب الن ــدى أو‬
‫الشيء إذا سال»‪.‬‬
‫(‪ )254‬يف ج د وز ط (األجنب) بدل (األخيب) وهو تصحيف‪.‬‬
‫(‪ )255‬يف ب ج ز (خيال) وهو تغرّي ال خيل بوزن البيت أو معناه ويف د و (خيل) بالرفع وهو حتريف‪.‬‬
‫(بر) ‪ ،‬ويقصد اخلليل أن اخليل كالقطا سرعة وحركة‪.‬‬ ‫(بز) ‪ ،‬ويف ب ّ‬ ‫(برد) كتبت كما يف ج د ز وح ط ‪ ،‬ويف أه ّ‬
‫(‪( )256‬عليال) يف األصل حـ ّـرفت إىل (علينــا) مثّ علّق فوقها قــائال ‪« :‬لعلها عليال» وهو الصــحيح كما يف بقية النسخ‬
‫حمرف يف ب إىل ‪:‬‬ ‫ما عدا ب ه فقد ورد فيهما (علينا) ‪ ،‬والبيت ّ‬
‫مكتبـ‬ ‫ننكر‬ ‫حني‬ ‫علينا‬ ‫أمسى‬ ‫ه ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا ك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذلك وكل ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوم ص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــائر ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والبيت به خلل موسيقيـ إضافة إىل التحريف‬


‫ويف د ح ز ه (ينكر) ‪ ،‬ويف و (نكتب) ‪ ،‬ويف ح (تكتب) ويف د (أمسا)‪.‬‬
‫ـحح هــذا العنــوان كما جــاء يف ج حيث جــاء العنــوان يف األصل «بــاب التــربي وهي ال تقــوم إال على نكــرة» ‪،‬‬
‫(*) صـ ّ‬
‫ويف ب جاء العنوان «باب التـربي وهو ال يقع إال على نكـرة» ويف ح جـاء (بـاب التربئـة» وحـذف بقية العنـوان ‪ ،‬وقد‬
‫حرفت (نكرة) يف ط إىل (يكره)‪.‬‬
‫(‪ )257‬يف ز (ف ــاعلم) ب ــدل (ف ــاعرف) ويف ب ج ــاء الش ــطر الث ــاين ‪[ :‬ال شك يف مثل من يستص ــحب] وقد أدى ه ــذا‬
‫النقص إىل خلل عروضي‪.‬‬
‫ويف ج د وز ح ط ورد البيت الثاين [ال شك أنك مثل من تستصحب]‬
‫والشطر موزون عروضيا صحيح داللة‬
‫وضبطت (يستصحب) يف ط بالبناء للمجهول‪.‬‬
‫ويف ه س ــقطت (في ــه) من ال ــبيت ف ــأدى ذلك إىل خلل موس ــيقي ‪ ،‬ويقصد ب (الت ــربي) تربئة اسم ال من معىن‬
‫خربها ‪ ،‬ويف العني ‪« 298 / 8‬تقول أبرأت الرجل من ال ّدين والضمان وبرأته» أي نفيت عنه وخلصته منه‪.‬‬
‫(‪ )258‬يف ح صحفت كلمة (الربية) فكتبت بالياء بدل الباء‪.‬‬
‫(‪ )259‬تكــررت (ال) يف الشــطر الثــاين لتوكيد النفي وإلقامة الــوزن ‪ ،‬ويف ج ســقطت إحــدامها فاختل الــبيت موســيقيا‬
‫ويف ح سقطت (للذم) من البيت فاختلت موسيقاه أيضا‪.‬‬

‫ـ ‪ 220‬ـ‬
‫باب كل شيء حسنت فيه التاء (*)‬

‫للم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرء إال الواحد املرتقّب‬ ‫(‪ )260‬وتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬ال حـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول لنا ‪ ،‬ال ناصر‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ال عنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدنا رجل يصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيد مكلّبـ‬ ‫(‪ )261‬فـ ـ ـ ـ ـ ــإذا تقـ ـ ـ ـ ـ ــدمت الصـ ـ ـ ـ ـ ــفاتـ فرفعها‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫باب ما يجري‪ H‬وما ال يجري‪)**( H‬‬

‫جتري م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاهبـ مجّة تستصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعب‬ ‫(‪ )262‬ولبـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاب ما جيري وما ال فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاعلمنـ‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فعالن مل أصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرفه ال بل أنصب‬ ‫ما كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان من فعالن أو فعالن أو‬ ‫(‪)263‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فهنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاك أجريه وال أتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرقّب‬ ‫إال إذا ن ّـكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرت منها بعضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــها‬ ‫(‪)264‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وعلى أيب عثمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان ثـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوب مشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬ ‫(‪ )265‬فـ ـ ــأقول ‪ :‬عن ح ّس ـ ـ ـان حـ ـ ـ ّدث عـ ـ ــامر‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فل ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذاك يع ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذل ت ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــارة وي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــؤنّب‬ ‫وإذا أبو عمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــران يظلم قومه‬ ‫(‪)266‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامرر بعمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــران فلست تكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّذب‬ ‫(‪ )267‬ف ـ ـ ـ ــإذا خـ ـ ـ ــرجت من املع ـ ـ ـ ــارف كلّها‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـف جيري ال الك ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذوب األثلب‬


‫إذ خـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫وعلي احملمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــود أو نظرائه‬
‫ّ‬ ‫(‪)268‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(*) أعتقد أن هــذا العنــوان وضع يف غري مكانه ‪ ،‬وال داللة له هنا ‪ ،‬يف ب جــاء العنــوان بــاب وكل شــيء حســنت فيه‬
‫التاء بزيادة الواو ‪ ،‬ويف ج (حسبت) ‪ ،‬ويف ح (الباء) بدل (التاء) ‪ ،‬وضبطت التــاء يف د بالكسر وهو حتريف ‪ ،‬ويف ه‬
‫(الياء)‪.‬‬
‫(‪( )260‬املرتقب) كلمة كتبت بشكل غري واضح يف أب ه وو كتبت من بقية النسخ‪.‬‬
‫(‪ )261‬يف وز ط كتبت (الصــفات) بالتــاء املربوطة ‪ ،‬وقد مـ ّـر هــذا الــبيت من قبل بــرقم ‪ 225‬وبالتــايل مـ ّـر معىن كلمة‬
‫(مكلب) يف هامش البيت ‪ ، 225‬وانظر العني ‪ .375 / 5‬القاموس احمليط ‪.130 / 1‬‬
‫(**) يف ح ورد العنوان ‪ :‬باب ما جرى وما ال جيرى‪.‬‬
‫(‪ )262‬يف ب ح (والبا) بدل (ولباب) ‪ ،‬ويف ب ه ح (جيري) بدل (جتري) يف الشطر الثاين‪.‬‬
‫وقد أش ـ ــار ال ـ ــدكتور إب ـ ــراهيم الس ـ ــامرائي إىل وج ـ ــود (ما جيري وما ال جيري) يف العني [املدارس النحوية ص‬
‫‪ ]154‬ومل أجده يف مادة جرى يف العني ‪ 175 ، 174 / 6‬ورمبا كانت يف مادة أخرى‪.‬‬
‫حرفت إىل (فعالل)‪.‬‬
‫(‪ )263‬يف ه سقطت (فعالن) من بداية الشطر الثاين ‪ ،‬ويف ب ّ‬
‫(‪ )264‬يف د (أجزيه) بدل (أجريه) ويف ج (أجرية) وهو تصحيف‪.‬‬
‫(علي) بتش ــديد اليــاء وض ـ ّـمها على أهنا علم وهو حتريف ‪،‬‬
‫(‪ )265‬يف ز ح (فــالقول) بــدل (ف ــأقول) ‪ ،‬ويف ز ض ــبطت ّ‬
‫كــذلك يف ز حـ ّـرفت (ثــوب) إىل (شــوب) ‪ ،‬ويف د ه ضــبطت (مشــرب) بضم امليم وكسر الــراء ‪ ،‬والثــوب املشــرب ‪،‬‬
‫أي الثــوب الــذي يتشــرب الصــبغ ‪ ،‬والثــوب يتشــربه أي يتن ّش ـفه ‪ ،‬أو الصــبغ يتشــرب يف الثــوب كما ورد يف العني ‪/ 6‬‬
‫‪.258‬‬
‫(‪ )266‬يف ب ج وز ح (فكــذاكـ يعــدل) بــدل (فلــذاك يعــذل) ويف ه (فــذاك) ‪ ،‬ويف د (يعــدل) ‪ ،‬والعــذل اللــوم العني‬
‫‪.99 / 2‬‬
‫(‪ )267‬يف ب ورد الشــطر الثــاين ‪( :‬فــامرر بعمــران مبروان فلست تكــذب) وفيه خلل موســيقيـ ‪ ،‬ويف ه (فمــرر) بــدل‬
‫(فامرر) ويف ح (فأمر) وهو حتريف‬
‫(علي) بالتشــديد دون وضع حركة للكلمــتني ‪ ،‬ويف‬ ‫(‪( )268‬وعلي احملمــود) ضــبطتا هكــذا يف ح ويف األصل ضــبطت ّ‬
‫ب ضــبطت (احملمــود) بــاجلر ‪ ،‬ويف بقية النسخ إما ضــبطت برفع االثــنني ‪ ،‬وهو خطأ كما يف ج ‪ ،‬ط ه وأو مل تضــبط‬
‫(علي) يف ه ــذا ال ــبيت على (عم ــران) يف ال ــبيت‬
‫كما يف بقية النسخ ورفع الكلم ــتني خطأ ‪ ،‬ألن ال ــواو عاطفة ‪ ،‬عطفت ّ‬
‫السابق ودليل اجلر أن كل النسخ كتبت (نظرائه) هكذا وهذا دليل اجلر ‪ ،‬فيما عدا النسخة ح كتبت خطأ (نظراي)‬

‫ـ ‪ 221‬ـ‬
‫وأرى سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــنانا قوسه يتن ّكب‬ ‫(‪ )269‬ولقد رأيت على بن ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان ذراعه‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫جيرى سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوى ما قد تضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيف وتغلب‬ ‫ما كـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــانت األنبا على فعالء ال‬ ‫(‪)270‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أحتوب‬
‫يف ذاك ال أج ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــري وال ّ‬ ‫وإذا عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرفت فكل من أنكرته‬ ‫(‪)271‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫كس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــالن يص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف كلّه إذ ينسب‬ ‫(‪ )272‬غضـ ـ ــبان أو سـ ـ ــكران أو عطشـ ـ ــان أو‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فعال وال جترى وال هي تعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرب‬ ‫(‪ )273‬ومث ـ ــال أفعلـ ف ـ ــاعلمنـ (وانص ـ ــب) هبا‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫محراء يسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــقيها الغيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاث اهليـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدب‬ ‫(‪ )274‬من مثل أمحر أو إذا أنّثته‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫الغيهب‬ ‫جتلّى‬ ‫قد‬ ‫املدينة‬ ‫دون‬ ‫(‪ )275‬فـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــامرر بأمحد إن رأيت وأمحد‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫‪ .‬ويف د (جتري) بــدل (جيري) و (األثلب) ـ كما جــاء يف العني ‪/ 8‬ـ ‪ 227‬ـ الــرتاب ‪ ،‬ويف لغة (فتــات احلجــارة) ‪ ،‬ويف‬
‫احلديثـ «وللعاهر األثلب» ‪ ،‬وعلى هذا ميكن أن يكون معىن (األثلب) القليل القيمة أو التافة مثل الرتاب)‪.‬‬
‫(‪ )269‬يف ب ج د ه (بيــان) بــدل (بنــان) ‪ ،‬ويف د ه (أرى) حــرفت إىل (أرا) بــاأللف كتابة ‪ ،‬ويف د ه ط (دراعــة)‬
‫بدل (ذراعه) وهو تصــحيف ‪ ،‬يف ج ح (قومــه) بــدل (قوسـه) وقد مـّـر معىن كلمة (يتنكب) يف الــبيت ‪ 162‬وهامشه ‪،‬‬
‫والقوس يتنكب أي مييل‪ .‬العني ‪.385 / 5‬‬
‫(‪ )270‬ج ـ ــاء ه ـ ــذا ال ـ ــبيت يف معظم النسخ خمتلفا يف مكانه عن األصل ‪ ،‬ففي النسخ ج وز ط ج ـ ــاء بعد ال ـ ــبيت رقم‬
‫‪ ، 276‬ويف النسخة د جاء بعد البيت رقم ‪.275‬‬
‫يف ب ه ج ــاءت (فعالن) ب ــدل (فعالء) ‪ ،‬ويف ب د ح ح ــرفت (س ــوى) إىل (س ــوا) ب ــاأللف كتابة ‪ ،‬ويف ب‬
‫جاء (جتري) بدل (جيري) ‪ ،‬ويف ب جاء (يغلب)ـ بالبناء للمجهول‪.‬‬
‫(‪ )271‬سقط الشطر الثاين من النسخة ب وجاء بياض مكانه‪.‬‬
‫ويف كل النسخ جاء (ناديته) بدل (أنكرته) غري أنه بالنسـخة ه كتبت الكلمتـان (ناديته ـ أنكرتـه) دون شـطب‬
‫إحدامها‪.‬‬
‫(أحتوب) وهو تصــحيف ‪ ،‬كــذلك جــاء (ذلــك) بــدل (ذاك) وأدى إىل إخالل مبوســيقىـ‬ ‫يف د ح (أجتوب) بــدل ّ‬
‫البيت‪.‬‬
‫أحتوب يف هامش البيت رقم ‪ 98‬ومعناه ش ّدة الصياح العني ‪.310 / 3‬‬ ‫مر ّ‬ ‫وقد ّ‬
‫(‪ )272‬يف ب د ه ج ـ ــاء (أو) الثالثة يف بداية الش ـ ــطر الث ـ ــاين ‪ ،‬وقد أدى إىل خلل يف موس ـ ــيقيـ ال ـ ــبيت ‪ ،‬ويف ز ج ـ ــاء‬
‫[عطش ــان] يف بداية الش ــطر الث ــاين ‪ ،‬وفيه خلل موس ــيقيـ أيضا ‪ ،‬حيث ج ــاء الش ــطر الث ــاين أربع تفعيالتـ ب ــدل ثالثة ‪،‬‬
‫واألول على تفعيلتني فقط ويف ج ز (أو) بدل (إذ)‪.‬‬
‫(‪( )273‬وانصـ ـ ـ ــب) كما جـ ـ ـ ــاءت يف ج ز ‪ ،‬أما يف أب د ه وط فقد جـ ـ ـ ــاءت (فانصـ ـ ـ ــب) واألفضل ما ورد يف منت‬
‫املنظومة ‪ ،‬أما يف ح فقد جاءت (انصب) بدون واو أو فاء وعلى هذا ال يســتقيم الـوزن إال إذا شـ ّددت نــون التوكيد ‪،‬‬
‫ويف د ه ورد الش ـ ــطر الث ـ ــاين «فعالن ال جتري وال هي تغ ـ ــرب» وهو حتريف ‪ ،‬ويف ز (تع ـ ــرف) ب ـ ــدل (تع ـ ــرب) وهو‬
‫حتريف فالروي الباء ال الفاء‪.‬‬
‫(‪ )274‬يف ج (أثبت ـ ــه) ب ـ ــدل (أنثت ـ ــه) وهو تص ـ ــحيف ‪ ،‬ويف د (الغي ـ ــاب اهلي ـ ــذب) ب ـ ــدل (الغي ـ ــاث اهلي ـ ــدب) ‪ ،‬ويف ط‬
‫(العبــاب) ‪ ،‬ويف ز (اهليــذب) و (الغيــاث) ما أغاثك اهلل بــه‪ .‬العني ‪ / 8‬ـ ‪ / 440‬ـ ‪ 4‬و (اهليــدب) الســحاب أو الــدمع ‪،‬‬
‫العني ‪/ 4‬ـ ـ ـ ‪( 30‬هي ـ ــدب الس ـ ــحاب) إذا رأيت الس ـ ــحابة تسلسل يف وجهها ال ـ ــودق ‪ ،‬فانصب كأنه خي ـ ــوط متص ـ ــلة‬
‫وكذلك هيدب الدمع‪.‬‬
‫(‪ )275‬يف د (إذ) بدل (إن) ‪ ،‬ويف ج وز كتب الفعل (جتلى) باأللّف (جتال)‪.‬‬

‫ـ ‪ 222‬ـ‬
‫والغيهب ‪ ،‬شدة سواد الليل واجلمل وحنوه ‪ ،‬يقال مجل غيهب ؛ أي مظلم السواد‪ .‬العني ‪ ، 360 / 3‬واملعىن‬
‫انكشف الظالم وزال‪.‬‬

‫ـ ‪ 223‬ـ‬
‫أرهب‬ ‫ال‬ ‫ن ّكرته‬ ‫إذ‬ ‫وخفضت‬ ‫(‪ )276‬فنص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبت ّأوله ملعرفىت به‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫جيرى ثالثة أحـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرف إذ حتسب‬ ‫ومث ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــال أمساء النّس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاء م ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبنّي‬ ‫(‪)277‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫املنق ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوص كلثم أو س ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعاد وخملب‬ ‫هند ودعد جتري ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــان وإمّن ا‬ ‫(‪)278‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫واحلي يف سـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعة ولّما يشـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــعبوا‬


‫ّ‬ ‫(‪ )279‬عهـ ـ ـ ـ ـ ــدي بكلثم أو سـ ـ ـ ـ ـ ــعاد وأختها‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـرج حني يطيّب‬ ‫درعيهما األتـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫(‪ )280‬رعبوبـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتني خريـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدتني كـ ـ ـ ـ ـ ـ ــأ ّن يف‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ألف والم يف البالد يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــر ّكب‬ ‫(‪ )281‬ال جتر مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرا مفـ ـ ـ ـ ـ ـ ــردا ما مل يكن‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫حرفت وصحفت كلمة (وخفضت) يف النسخة د إىل (وحفظة) ويف ه إىل (وخفظت)‪.‬‬ ‫(‪ّ )276‬‬
‫(‪( )277‬جيري) يف كثري من النسخ جتري [ج د ه وز ط] ويف ب زال النقط وبقيت الكلمة غري منقوطة ويف ح‬
‫(جيري) كما يف األصل ‪ ،‬وجاء جيري ـ كما يف األصل ـ على أن الضمري يعود على املثــال الــوارد يف أول الــبيت يف قوله‬
‫‪( :‬ومثال أمساء النساء)‪.‬‬
‫(‪ )278‬يف د ه (جيريان) ‪ ،‬و (خملب) اعتقد أن املقصود هبا علم من األعالم‪.‬‬
‫(‪ )279‬ورد الشطر األول يف ب (عهدي بكلثمـ أو سعاد أختها) وال يستقيمـ وزن الـبيت إال بتنـوين ســعاد بعد حــذف‬
‫(الــواو) من (أختهــا) يف ب ‪ ،‬ه (يشــغب) بــدل (يشــعبوا) وهو حتريف ‪ ،‬ويف ح (عنــدي) بــدل (عهــدي) ‪ ،‬وقد مـ ّـرت‬
‫كلمة (يشــعب) أو إحــدى مشــتقاهتا يف األبيــات التالية ‪ 170 ، 140 ، 115 ، 76 ، 56‬فراجع اهلوامش املكتوبة‬
‫لكل هذه األبيات‪.‬‬
‫ـرنج)‬
‫(‪ )280‬يف د (رعبوبتني) وهو تصحيف ‪ ،‬وقد اختلفت اختالفا كبريا يف كيفة كتابة (األت ّـرج) ففي النسـخة (األت ّ‬
‫ـرج) يف مــادة (تــرج) ‪ :‬الــرتنج‬
‫ويف ب (الينجــوج) ‪ ،‬ويف ط (األتــرح) باحلاء ‪ ،‬ويف معجم العني للخليل ‪ / 6‬ـ ‪( 91‬األتـ ّ‬
‫لغة يف األتــرج ‪ ،‬ويف القــاموس احمليط ‪/ 1‬ـ ‪ 187‬قــال ‪« :‬األتــرج واألترجة والــرتنج حامضه مسـ ّكن غلمة النســاء وجيلو‬
‫اللـون والكلف ‪ ،‬وقشـره يف الثيـاب مينع السـوس» وعلى هـذا يبـدو يل أن األتـرج نـوع معني من العطـور املستخلصة من‬
‫األعشاب‪.‬‬
‫أما عن معىن الرعبوبة ففي العني ‪/ 2‬ـ ـ ـ ‪« 130‬جارية رعبوبة ؛ أي ش ـ ــطبة ت ـ ــارة ‪ ،‬ويق ـ ــال رعب ـ ــوب واجلمع‬
‫الرع ــابيب» وشــطبة ؛ معناها كما ورد عند اخلليل أيضا يف العني ‪ / 6‬ـ ‪« 239‬جارية ش ــطبة ؛ أي غضة ت ــارة طويل ــة»‬
‫(تر)‪.‬‬
‫والرتارة امتالء اجلسم من اللحم العني ‪ّ 104 / 8‬‬
‫ويف الق ــاموس احمليط ‪ / 1‬ـ ‪« 76‬جارية رعبوبة ورعب ــوب ورعيب بالكسر ش ــطبة ت ــارة أو بيض ــاء حس ــنة رطبة‬
‫حلوة أو ناعمة»‪.‬‬
‫متس‪ .‬العني ‪.229 / 4‬‬
‫واخلريدة اجلارية البكر اليت مل ّ‬
‫(‪ )281‬يف ب ورد البيت كما يلي ‪:‬‬
‫ما مل يكن ألف والم يف البالد يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــركب‬ ‫(بيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاض باألصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــل) مصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرا مفـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــردا ‪ ‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وقد نقل الناسخ عــروض ال ــبيت من الشــطر األول إىل بداية الشــطر الثــاين فأص ــبح أربع تفعيالتـ مما ي ــدل على‬
‫عدم معرفة الناسخ بعلمـ العروض ‪ ،‬ويف ز جاء (مل جتري) بدل (ال جتر) وهو حتريف وخطأ حنوي وعروضي‪.‬‬

‫ـ ‪ 224‬ـ‬
‫تسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبيك حاسـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرة وحني جتلبب‬ ‫الربـ ـ ـ ــاب مقـ ـ ـ ـ ّـر كـ ـ ـ ـ ّـل مالحة‬
‫(‪ )282‬ولـ ـ ـ ــدى ‪ّ :‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫للحج حيمله بعري شـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرحب‬


‫ّ‬ ‫(‪ )283‬وتقـ ـ ـ ــول ‪ :‬أقبل من دمشقـ وأرضـ ـ ـ ــها‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ألفا والما خفضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــها ال يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذهب‬ ‫ومن اجلزيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرة حيث إذ أدخلتها‬ ‫(‪)284‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وكـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذا مفاعيل الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي ال يتعب‬ ‫وأرى مفاعل كلّها منصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــوبة‬ ‫(‪)285‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫والنـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاس حتيت كل عيد أخطب‬ ‫(‪ )286‬فتقـ ـ ـ ـ ـ ـ ــول ‪ :‬كنت على منـ ـ ـ ـ ـ ـ ــابر مجّة‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫أو ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدخلن ألف والم تنسب‬ ‫ومجيع ما مل جير حني تضـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــيفه‬ ‫(‪)287‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫كل امـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرئ إن عـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــاش يوما ينكب‬ ‫فجميعه جـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــار على إجيابه‬ ‫(‪)288‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫__________________‬
‫(‪ )282‬يف د (ولـ ــذى) بـ ــدل (ولـ ــدى) وهو تص ـ ــحيف ‪ ،‬ويف ح (ول ـ ــدا) بـ ــاأللف ح أيضا صـ ــحفت (مق ـ ــر) إىل مفـ ــر)‬
‫(جتلّب) ب ــدل (جتلبب) ‪ ،‬ويف ب ج ــاء (حيلب) وهو تص ــحيف ويف ب أيضا ج ــاء (حاس ــرة) حبذف (ح ــا) منها فاختل‬
‫البيت وزنا ومعىن‪.‬‬
‫واحلاس ــرة ؛ أي الكاش ــفة ‪ ،‬ففي العني ‪/ 3‬ـ ـ ‪« : 133‬احلسر كش ــطك الش ــيء عن الش ــيء وام ــرأة حاسر أي‬
‫حسرت عنها درعها‪ .‬ومعىن البيت أهنا امرأة تأسرك يف كل أحوال كاشفة أو ساترة‪.‬‬
‫(‪ )283‬يف د ح (سرجب) ويف ه ط (سرحب) وبقية النسخ (شرحب) كما وردت‪.‬‬
‫ويبـ ــدو أن (الشـ ــرحب) باحلاء أو اجليم ‪ ،‬ففي كتـ ــاب شـ ــرح ديباجة القـ ــاموس للشـ ــيخ نصر اهلوريين يقـ ــول ‪:‬‬
‫«الشرحب باحلاء املهملة لغة يف اجليم» ‪ ، »90 / 1‬وورد يف القاموس احمليط ‪ 90 / 1‬الشرحب (باحلاء) الطويل‪.‬‬
‫ويف العني للخليل ‪ / 6‬ـ ‪( 199‬الشــرجب) بــاجليم نعت للفــرس الكــرمي اجلواد ‪ ،‬ومن الرجــال الطويل ‪ ،‬واملعىن‬
‫نفسه يف الق ــاموس احمليط عند ما ق ــال ‪/ 1‬ـ ـ ‪ 90‬الش ــرجب الطويل والف ــرس الك ــرمي ورمبا ك ــانت الكلمة يف املخطوطة‬
‫(شرجب) بــاجليم غري أهنا غرّي ت إىل شــرحب باحلاء بـدليل أن بعض أشـكاهلا الكتابية يف بعض النسخ (شــرجب) بـاجليم‬
‫كما يف ح د ‪ ،‬بل إنه بـ ـ ــالنظر يف نسـ ـ ــخة املنظومة اليت وصـ ـ ــلتين من املضـ ـ ــريب بعد انتهـ ـ ــائي من التحقيق جـ ـ ــاء الكلمة‬
‫(شرجب) باجليم مما يؤكد هذا االحتمال الذي ذهبت إليه‪.‬‬
‫(‪ )284‬يف ب سقط البيت من مكانه وكتب على اهلامش برواية ‪:‬‬
‫ومن املدينة حيث إذ أدخلتها ‪...‬‬
‫ويف د (حيث إذا أدخلتها) ‪ ،‬ويف ز (جئت إذا) وقد كتبت (حيث) يف األصل على شكل (جيت)‬
‫ويف بقية النسخ (حيث)‪ .‬يف ح (ألفا والم حفظها) وهو حتريف ‪ ،‬ويف د (حفظهما)‪.‬‬
‫(‪ )285‬يف ب (وأرا) باأللف ‪ ،‬ويف و (وكــذى) بــدل (وكــذا) ‪ ،‬ويف د وز ط (ال تتعب) ‪ ،‬ويف ه حـرفت الكلمة إىل‬
‫(ال تغتب) ‪ ،‬ويف وز (اليت) بدل (الذي) ويف ج ورد الشطر الثاين ‪:‬‬
‫(وأرى مفاعيل اليت ال تتعب)‬
‫(‪ )286‬يف ب حـ ــرف الشـ ــطر الثـ ــاين فج ـ ــاء (منـ ــاء برمحة) ب ـ ــدل (من ـ ــابر مجة) ويف د (كل عبد أحطب) ‪ ،‬ويف ز أيضا‬
‫(عبد) بدل (عيد)‪.‬‬
‫(‪ )287‬يف ب ج وط (ينسـب) بالبنــاء للمجهـول ‪ ،‬ويف وط (ومجيع ما ال جيرى) وهو حتريف أخ ّـل مبوسـيقىـ الــبيت ‪،‬‬
‫ويف ز (ما مل جيري) وهو حتريف أيضا لعـ ــدم جـ ــزم الفعل ‪ ،‬ويف ح (ما مل جتر) ‪ ،‬ويف د (نصـ ــيفه) بـ ــدل (تضـ ــيفه) وهو‬
‫تصحيف‪.‬‬
‫(‪ )288‬يف ب (أحلانــه) بــدل (إجيابــه) ‪ ،‬ويف ج (أحنائــه) ‪ ،‬ويف د ه (إجنابــه) ‪ ،‬وحــرفت الكلمة يف وز ط إىل (أحناءيــه)‬
‫وينكب ؛ أي تصيبه احلوادث‪ .‬العني ‪.385 / 5‬‬

‫ـ ‪ 225‬ـ‬
‫باب ضاربين (*)‬

‫زيـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدا وزيد خائفا يـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــرتقّب‬ ‫(‪ )289‬فتقـ ـ ـ ــول ‪ :‬ضـ ـ ـ ــارب خالد أو ضـ ـ ـ ــارب‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫ـح منه فروعه واملنصب‬ ‫فتص ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّ‬ ‫إن أنت نـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّـونت الكالم نصـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبته‬ ‫(‪)290‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وعر السـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــبيل عيونه ال تنضب‬ ‫حبر ليس ي ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــدرك قعـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــره‬
‫النحو ّ‬ ‫(‪)291‬‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫فالقصد أبلغ يف األمـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــور وأذرب‬ ‫(‪ )292‬فاقصد إذا ما عمت يف آذيّه‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫وصن الـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــذي علّمت ال يتش ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ّذب‬ ‫(‪ )293‬واس ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــتغن أنت ببعضه عن بعضه‬
‫‪ ‬‬ ‫‪ ‬‬

‫متت قصـ ـ ــيدة اخلليل بن أمحد العروضي رمحة اهلل عليه وعلى مجيع املسـ ـ ــلمني واملسـ ـ ــلمات‪.‬‬
‫آمني ‪ ،‬وصلّى اهلل على حممد النيب األمي وآله وسلّم تسليما‪.‬‬
‫تم معروضا علي حسب الطاقة واإلمكان ‪ ،‬واهلل أعلم بصحته‪.‬‬
‫__________________‬
‫(*) سقط هذا العنوان من النسخة ب‪.‬‬
‫(‪ )289‬جــاء (خائفــا) بالنصب يف كل النسخ ‪ ،‬وأعتقد أهنا حــال مقــدمـ ‪ ،‬وخرب املبتــدأ مجلة (يــرتقب) يف مجلة ‪( :‬وزيد‬
‫خائفا يرتقب)‬
‫(فتصح)‬
‫ّ‬ ‫(‪ )290‬يف ب (فيصح) بدل‬
‫واملنصب أي األصل كما ورد يف العني ‪.137 / 7‬‬
‫وهو معىن متوافق بني الفرع واألصل ‪ ،‬وقد تقدمـ الفرع على آألصل للقافية‪.‬‬
‫(‪ )291‬يف ب ط (وعلى السـ ــبيل) بـ ــدل (وعر السـ ــبيل) وهو حتريف ‪ ،‬يف د ح (ال تنصـ ــب) بـ ــدل (ال تنضـ ــب) وهو‬
‫تصحيف ‪ ،‬ويف ز (ال تتصبب)‪.‬‬
‫(‪ )292‬يف ح (إزائـ ـ ــه) بـ ـ ــدل (آذيـ ـ ــه) وهو حتريف ‪ ،‬وجـ ـ ــاء (أدرب) بـ ـ ــدل (أذرب) ‪ ،‬ويف ز وه ط (أدأب) ‪ ،‬ويف ج‬
‫(أوجب)‪.‬‬
‫و (ذ ر ب) ؛ أأكــثر ح ـ ّدة‪ .‬العني ‪ / 8‬ـ ‪ 184‬وقد مـ ّـر هــذا املعىن من قبل يف هــامش الــبيت رقم ‪ 72‬من هــذه‬
‫املنظومة وهامش البيت ‪ 181‬أيضا‪.‬‬
‫أخل مبوسيقىـ البيت‪.‬‬
‫(‪ )293‬يف ب ورد الشطر الثاين ‪( :‬وصن) الذي علمته ال يتشدب) وهو حتريف وتصحيف ّ‬
‫ويف د وط (ال يتشـ ــعب) بـ ــدل (ال يتشـ ــذب) وإن كـ ــانت وردت يف كتابتها على اهلامش (ال يشـ ــذب) إال أهنا‬
‫ت ــركت يف بقية النسخ (ال يتش ــعب) ‪ ،‬ومعىن ال يتش ــذب ؛ أي ال يس ــتغىن عنه وال جيوز االبتع ــاد عنه ‪ ،‬ففي العني ‪/ 6‬‬
‫‪ 249‬كل شيء حني عن شيء فقد ش ّذب عنه‪.‬‬

‫ـ ‪ 226‬ـ‬
‫المصادر والمراجع‬
‫‪ 1‬ـ إحتاف األعيــان يف تــاريخ بعض علمــاء عمــان ‪ ،‬ســيف بن محود بن حامد البطاشي ‪،‬‬
‫الطبعة األوىل ‪ 1413‬ه‍ ـ ‪ 1992‬م ـ عمان‪.‬‬
‫‪ 2‬ـ األصـ ـ ـ ــول يف النحو البن الس ـ ـ ـ ــراج ‪ ،‬حتقيق الـ ـ ـ ــدكتور عبد احلسني الفتلي ‪ ،‬مؤسسة‬
‫الرسالة ‪ ،‬بريوت ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ 1407‬ه‍ ‪ 1987‬م‪.‬‬
‫‪ 3‬ـ إس ــعاف األعي ــان بت ــاريخ أهل عم ــان ‪ ،‬س ــامل بن محود الس ــيايب ‪ ،‬منش ــورات املكتب‬
‫اإلسالمي ‪ 1384‬ه‍ ـ ‪ 1965‬م‪.‬‬
‫‪ 4‬ـ األشــباه والنظــائر يف النحو ‪ ،‬جالل الــدين الســيوطي ‪ ،‬دار الكتب العلمية ـ ـ بــريوت ـ ـ‬
‫لبنان الطبعة األوىل ‪ 1405‬ه‍ ـ ‪ 1984‬م‪.‬‬
‫‪ 5‬ـ األعالم للزركلي ‪ ،‬دار العلم للماليني بريوت طبعة ‪ 1986 / 7‬م‪.‬‬
‫‪ 6‬ـ أعالم الع ــرب يف العل ــوم والفن ــون ‪ ،‬عبد الص ــاحب عم ــران ال ــدجيلي ‪ ،‬الطبعة الثانية ـ ـ‬
‫مطبعة النعمان ـ النجف ‪ 1386‬ه‍ ـ ‪ 1966‬م‪.‬‬
‫‪ 7‬ـ انبـ ـ ـ ــاء الـ ـ ـ ــرواة ‪ ، ،‬للقفطي ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬حممد أبو الفضل إبـ ـ ـ ــراهيم ‪ ،‬مطبعة دار الكتب‬
‫املصرية ‪ 1950‬م‪.‬‬
‫‪ 8‬ـ األنساب سـلمة بن مسـلم العوتيب ‪ ،‬وزارة الـرتاث القـومي والثقافة ‪ ،‬عمـان ‪ 1404‬ه‍‬
‫ـ ‪ 1984‬م‪.‬‬
‫‪ 9‬ـ اإلنصـ ـ ـ ـ ــاف يف مسـ ـ ـ ـ ــائل اخلالف ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬حممد حميي الـ ـ ـ ـ ــدين عبد احلميد ‪ ،‬املكتبة‬
‫العصرية ـ بريوت ‪ 1407‬ه‍ ـ ‪ 1987‬م‪.‬‬
‫‪ 10‬ـ اإليضاح يف علل النحو أليب القاسم الزجــاجي ‪ ،‬حتقيق الـدكتور مـازن املبـارك ‪ ،‬دار‬
‫النفائس‪ .‬بريوت ‪ ،‬الطبعة اخلامسة ‪ 1406‬ه‍ ـ ‪ 1986‬م‪.‬‬
‫‪ 11‬ـ حتقيق النصــوص ونشــرها عبد ال ّسـالم هــارون ‪ ،‬مؤسسة احلليب وشــركاه ـ القــاهرة ‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪ 1385‬ه‍ ـ ‪ 1965‬م‪.‬‬

‫ـ ‪ 227‬ـ‬
‫‪ 12‬ـ التعريف والتنكري يف النحو الع ــريب ‪ ،‬د‪ .‬أمحد عفيفي ‪ ،‬دار الثقافة العربية ـ ـ الق ــاهرة‬
‫‪ 1413‬ه‍ ـ ‪ 1992‬م‪.‬‬
‫‪ 13‬ـ اجلمل يف النحو العــريب‪ .‬تصــنيف اخلليل بن أمحد الفراهيــدي ‪ ،‬حتقيق الــدكتور فخر‬
‫الدين قباوه ‪ ،‬مؤسسة الرسالة ـ بريوت الطبعة الثانية ‪ 1407‬ه‍ ـ ‪ 1987‬م‪.‬‬
‫‪ 14‬ـ حاشية الصــبان على شـرح األمشوين على ألفية ابن مالك دار إحيـاء الكتب العربية ‪،‬‬
‫عيسى البايب احلليب وشركاه (بدون تاريخ)‪.‬‬
‫‪ 15‬ـ اخلليل بن أمحد ملؤلفه ‪ ،‬عبد احلفيظ أبو الســعود ‪ ،‬مطــابع شــركة االحتاد ـ معــروف ـ‬
‫القاهرة الطبعة األوىل (بدون تاريخ)‪.‬‬
‫‪ 16‬ـ اخلليل بن أمحد الفراهيدي أعماله ومنهجه ‪ ،‬الدكتور مهدي املخـزومي ‪ ،‬دار الرائد‬
‫العريب ‪ ،‬بريوت لبنان ـ الطبعة الثانية ‪ 1406‬ه‍ ـ ‪ 1986‬م‪.‬‬
‫‪ 17‬ـ اخلليل وكتاب العني ‪ ،‬الدكتور هــادي حسن محوديـ ‪ ،‬صــدر يف عمــان مبناسـبة عـام‬
‫الرتاث ‪ 1994‬م‪.‬‬
‫‪ 18‬ـ دائرة املعارف اإلسالمية ‪ ،‬دار املعرفة ‪ ،‬بريوت‪.‬‬
‫‪ 19‬ـ رسالة يف واضع علم النحو ‪ ،‬خمطــوط رقم ‪ 116‬مبكتبة معــايل الســيد حممد بن أمحد‬
‫البوسعيدي ‪ ،‬للشيخ أبو احلسن سليمان أبو عبد اهلل البحراين‪.‬‬
‫‪ 20‬ـ س ــيبويه إم ــام النح ــاة ‪ ،‬علي النج ــدي ناصف ‪ ،‬ع ــامل الكتب ‪ ،‬الق ــاهرة ‪ 1399‬ه‍ ـ ـ‬
‫‪ 1979‬م‪.‬‬
‫‪ 21‬ـ ش ــذرات ال ــذهب يف أخب ــار من ذهب‪ .‬ابن عم ــاد احلنبلي ‪ ،‬منش ــورات دار اآلف ــاق‬
‫بريوت‪.‬‬
‫‪ 22‬ـ شـ ـ ـ ــرح األمشوين على ألفية ابن مالك ‪ ،‬دار إحيـ ـ ـ ــاء الكتب العربية ‪ ،‬عيسى البـ ـ ــايب‬
‫احلليب وشركاه (بدون تاريخ)‪.‬‬

‫ـ ‪ 228‬ـ‬
‫‪ 23‬ـ شــرح ديباجة القــاموس‪ .‬للشــيخ نصر اهلوريين ‪ ،‬مطبعة مصــطفى البــايب احلليب ط ‪.2‬‬
‫‪ 1371‬ه‍ ـ ‪ 1979‬م‪.‬‬
‫‪ 24‬ـ شـ ــرح الشـ ــواهد للعيين ‪ ،‬دار إحيـ ــاء الكتب العربية ‪ ،‬عيسى البـ ــايب احلليب وش ــركاه‬
‫(بدون تاريخ)‪.‬‬
‫‪ 25‬ـ شـ ــرح الكافية يف النحو البن احلاجب ‪ ،‬للشـ ــيخ رضى الـ ــدين حممد االسـ ــرتاباذي ‪،‬‬
‫دار الكتب العلمية ـ بريوت ـ لبنان ‪ 1405‬ه‍ ـ ‪ 1985‬م‪.‬‬
‫‪ 26‬ـ شرح املفصل ‪ ،‬ابن يعيش ‪ ،‬مكتبة املتنيب ـ القاهرة (بدون تاريخ)‪.‬‬
‫‪ 27‬ـ شرح املقامات احلريرية ‪ ،‬الشريسي ‪ ،‬املطبعة اخلريية القاهرة ‪ 1306‬ه‍‪.‬‬
‫‪ 28‬ـ شعراء عمانيون‪ .‬سعيد الصقالوي ‪ ،‬مسقط الطبعة األوىل ‪ 1412‬ه‍ ـ ‪ 1992‬م‪.‬‬
‫‪ 29‬ـ ش ــقائق النعم ــان على مسوط اجلم ــان ‪ ،‬يف أمساء ش ــعراء عم ــان ‪ ،‬حممد ابن راشد بن‬
‫عزيز اخلصييب‪ .‬الطبعة الثانية ‪ 1989‬م‪.‬‬
‫‪ 30‬الصاحيب يف فقه اللغة ‪ ،‬أمحد بن فارس‪ .‬القاهرة ‪ 1328‬ه‍ ـ ‪ 1910‬م‪.‬‬
‫‪ 31‬ـ طبقات النحويني واللغــويني ‪ ،‬أبو بكر حممد بن احلسن الزبيــدي ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬حممد أبو‬
‫الفضل إب ـ ــراهيم ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ :‬دار الكتب املص ـ ــرية ‪ 1954‬م ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ :‬دار املع ـ ــارف‬
‫‪ 1973‬م‪.‬‬
‫‪ 32‬ـ عبقــري من البصــرة الــدكتور مهــدي املخــزومي دار الرائد العــريب ـ ـ بــريوت لبنــان ‪،‬‬
‫الطبعة الثانية ‪ 1406‬ه‍ ـ ‪ 1986‬م‪.‬‬
‫‪ 33‬ـ القــاموس احمليط الفريوزبــادي ‪ ،‬مطبعة مصــطفى البـايب احلليب ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪1371‬‬
‫ه‍ ـ ‪ 1979‬م‪.‬‬
‫‪ 34‬ـ الكت ــاب س ــيبويه ‪ ،‬حتقيق األس ــتاذ عبد ال ّسـ ـالم ه ــارون ‪ ،‬مكتبة اخلاجني مصر ـ ـ دار‬
‫الرفاعي بالرياض ‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ 1977‬م ـ ‪ 1983‬م‪.‬‬

‫ـ ‪ 229‬ـ‬
‫السالم هارون ‪ ،‬الكويت ‪ 1962‬م‪.‬‬ ‫‪ 35‬ـ جمالس العلماء للزجاجي ‪ ،‬حتقيق عبد ّ‬
‫‪ 36‬ـ املدارس النحوية أسطورة وواقع ‪ ،‬الدكتور إبــراهيم الســامرائي ‪ ،‬دار الفكر ـ األردن‬
‫الطبعة األوىل ‪ 1987‬م‪.‬‬
‫‪ 37‬ـ مدرسة الكوفة ومنهجها يف دراسة اللغة والنحو ال ــدكتور مه ــدي املخ ــزومي ‪ ،‬دار‬
‫الرائد العريب لبنان الطبعة الثالثة ‪ 1406‬ه‍ ‪ 1986‬م‪.‬‬
‫‪ 38‬ـ مــراتب النحــويني ‪ ،‬أبو الطيب اللغــوي ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬حممد أبو الفضل إبــراهيم ‪ ،‬مطبعة‬
‫هنضة مصر ‪ 1955‬م‪.‬‬
‫‪ 39‬ـ مفاتيح العلوم ؛ اخلوارزمي ‪ ،‬تصحيح ونشر إدارة الطباعة املنريية ‪ ،‬القاهرة ‪1342‬‬
‫ه‍‪.‬‬
‫‪ 40‬ـ معاين القرآن للفراء ‪ ،‬القاهرة سلسلة تراثنا ـ بدون تاريخ‪.‬‬
‫‪ 41‬ـ معجم األدبــاء ‪ ،‬يــاقوت احلمــوي ‪ ،‬دار إحيــاء الــرتاث العــريب بــريوت لبنــان ‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل ‪ 1408‬ه‍ ـ ‪ 1988‬م‪.‬‬
‫‪ 42‬ـ معجم العني اخلليل بن أمحد الفراهيـ ـ ـ ـ ــدي ‪ ،‬حتقيق الـ ـ ـ ـ ــدكتور مهـ ـ ـ ـ ــدي املخـ ـ ـ ـ ــزومي‬
‫والدكتور إبراهيم‬
‫السامرائي ‪ ،‬دار مكتبة اهلالل ‪ ،‬سلسلة املعاجم والفهارس (بدون تاريخ)‪.‬‬
‫‪ 43‬ـ املقتضب للم ـ ـ ـ ـ ـ ـ ــربد ‪ ،‬حتقيق حممد عبد اخلالق عظيمة ‪ ،‬اجمللس األعلى للش ـ ـ ـ ـ ـ ــؤون‬
‫اإلسالمية ‪ ،‬القاهرة ‪ 1399‬ه‍‪.‬‬
‫‪ 44‬ـ مقدمة يف النحو ـ ـ ـ خلف األمحر (خلف بن حيـ ـ ــان األمحر البصـ ـ ــري) ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬عز‬
‫الـدين التنـوخي عضو اجملمع العلمي العـريب ‪ ،‬وزارة الثقافة واإلرشـاد القـومي ‪ ،‬مطبوعــات مديرية‬
‫إحياء الرتاث القدمي ‪ ،‬دمشق ‪ 1381‬ه‍ ـ ‪ 1961‬م‪.‬‬

‫ـ ‪ 230‬ـ‬
‫‪ 45‬ـ مكانة اخلليل بن أمحد يف النحو الع ــريب ‪ ،‬ال ــدكتور جعفر ن ــايف عبابنه ‪ ،‬دار الفكر‬
‫عمان األردن ‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ 1404‬ه‍ ـ ‪ 1984‬م‪.‬‬ ‫للنشر والتوزيع ـ ّ‬
‫‪ 46‬ـ منـ ــاهج البحث يف الرتبية وعلم النفس ‪ ،‬تـ ــأليف الـ ــدكتور جـ ــابر عبد احلميد جـ ــابر‬
‫والدكتور أمحد خريي كاظم دار النهضة العربية ـ القاهرة ‪ 1990‬م‪.‬‬
‫‪ 47‬ـ من ــاهج البحث يف العل ــوم اإلجتماعية والرتبوية ت ــأليف ‪ :‬ل ــويس ك ــوهني ‪ ،‬ل ــورانس‬
‫مانيون ‪ ،‬ترمجة ‪ :‬أ‪ .‬د كوثر حسني كوجك ‪ ،‬أ‪ .‬د وليم‪.‬‬
‫تاوضــروس عبيد مراجعة أ‪ .‬د‪ .‬ســعد مرسي أمحد ‪ ،‬الــدار العربية للنشر والتوزيع ـ القــاهرة‬
‫الطبعة األوىل ‪ 1990 :‬م‪.‬‬
‫‪ 48‬ـ النحو الوايف عباس حسن ‪ ،‬دار املعارف ‪ ،‬القاهرة ‪ 1986‬م‪.‬‬
‫‪ 49‬ـ نزهة األلبا ابن األنب ــاري ‪ ،‬حتقيق ‪ :‬د‪ .‬إب ــراهيم الس ــامرائي ‪ ،‬بغ ــداد مكتبة األن ــدلس‬
‫الطبعة الثانية ‪ 1970‬م‪.‬‬
‫‪ 50‬ـ نور القبس ـ املرزباين (اختصار اليغموري)ـ ‪ ،‬حتقيق رودلف زهلامي‪.‬‬
‫(بدون تاريخ)‪.‬‬
‫‪ 51‬ـ مهع اهلوامع يف شـ ــرح مجع اجلوامع ‪ ،‬جالل الـ ــدين السـ ــيوطي ‪ ،‬حتقيق األسـ ــتاذ عبد‬
‫ال ّس ـ ـالم ه ـ ــارون وال ـ ــدكتور عبد الع ـ ــال مك ـ ــرم ‪ ،‬دار البح ـ ــوث العلمية ‪ ،‬الك ـ ــويت ‪ 1394‬ه‍ ـ ـ ـ‬
‫‪ 1971‬م‪.‬‬
‫‪ 52‬ـ الــوايف بالوفيــات‪ .‬صــالح الــدين بن أيبك الصــفدي ‪ ،‬دار النشر فرانزشــتايز بفســبادن‬
‫‪ 1404‬ه‍ ـ ‪ 1984‬م ‪ ،‬مركز الطباعة احلديثة ـ بريوت‪.‬‬
‫‪ 53‬ـ وفي ــات األعي ــان أليب العب ــاس مشس ال ــدين أمحد بن حممد بن أيب بكر ابن خلك ــان ‪،‬‬
‫حتقيق د‪ .‬إحسان عباس ‪ ،‬دار صادر بريوت ‪ 1969‬م‪.‬‬

‫ـ ‪ 231‬ـ‬
‫المحتويات‬
‫كلمة املنتدى‪5...................................................................‬‬
‫أقوال يف اخلليل بن امحد الفراهيدي ‪7..............................................‬‬
‫من اقول اخلليل‪8.................................................................‬‬
‫من شعره ‪9......................................................................‬‬
‫من منظومته النحوية ‪10..........................................................‬‬
‫تق‪HH‬ديم ‪ ...‬بقلم األس‪HH‬تاذ ال‪HH‬دكتور أحمد كشك أس‪HH‬تاذ النحو والص‪HH‬رف والع‪HH‬روض بكلية دار‬
‫العلوم ـ جامعة القاهرة ‪11.........................................................‬‬
‫المقدمة‪15...................................................................... H‬‬
‫القسم األول ‪ :‬الدراسة ‪19........................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬الخليل وشخصيته‬
‫‪ 1‬ـ اخلليل بن أمحد ‪ ...‬سرية وعطاء ‪21...........................................‬‬
‫‪ 2‬ـ شخصية اخلليل من خالل املنظومة ‪26.........................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المنظومة‬
‫‪ 1‬ـ وصف عام للمنظومة‪36......................................................‬‬
‫‪ 2‬ـ حتقيق نسبة املنظومة إىل اخلليل ‪37.............................................‬‬
‫‪ 3‬ـ منهج اخلليل يف املنظومة ‪51...................................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬مصطلحات‪ H‬الخليل ‪55.....................................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬الخليل مصدر المصطلحات النحوية ‪88.....................................‬‬
‫رابعا ‪ :‬األعالم الواردة بين التمثيل والحقيقة ‪92....................................‬‬
‫خامسا ‪ :‬عناوين الخليل في المنظومة ‪108........................................‬‬
‫سادسا ‪ :‬قضايا نحوية للمناقشة ‪112..............................................‬‬
‫‪ 1‬ـ امس بني االعراب والبناء‪112................................................‬‬
‫‪ 2‬ـ حىت وعملها‪119............................................................‬‬
‫‪ 3‬ـ النداء املضاف‪125...........................................................‬‬
‫‪ 4‬ـ قط ‪ ،‬قد ‪ ،‬حسب ‪ ،‬كفى‪126...............................................‬‬
‫‪ 5‬ـ باب اجملازاة‪128.............................................................‬‬
‫‪ 6‬ـ باب التعجب ‪130...........................................................‬‬

‫ـ ‪ 232‬ـ‬
‫‪ 7‬ـ قضايا حنوية واقعة حتت باب حروف اجلر‪132.................................‬‬
‫سابعا ‪ :‬األمثلة والنماذج التطبيقية ‪137............................................‬‬
‫ثامنا ‪ :‬نتائج الدراسة ‪142........................................................‬‬
‫القسم الثاني ‪ :‬التحقيق ‪143......................................................‬‬
‫‪ 1‬ـ وصف نسخ املخطوطة ‪145..................................................‬‬
‫‪ 2‬ـ صور املخطوطات‪163.......................................................‬‬
‫‪ 3‬ـ منهج التحقيق ‪177..........................................................‬‬
‫النص المحقق ‪183...............................................................‬‬
‫باب رفع االثنني ‪188............................................................‬‬
‫باب حروف اجلر‪189...........................................................‬‬
‫باب الفاعل واملفعول به‪190.....................................................‬‬
‫باب حروف الرفع‪191..........................................................‬‬
‫باب ترى وظننت وخلت وحسبت ‪192..........................................‬‬
‫باب حروف كان وأخواهتا‪193..................................................‬‬
‫باب حروف إن وأخواهتا‪194....................................................‬‬
‫باب التاء األصلية وغري األصلية‪196..............................................‬‬
‫باب التعجب وهو املدح والذم‪197...............................................‬‬
‫باب النداء املفرد‪198............................................................‬‬
‫باب النداء املضاف ‪199.........................................................‬‬
‫باب النداء املفرد املنعوت‪199....................................................‬‬
‫باب الرتخيم‪200................................................................‬‬
‫باب اجلزم‪200..................................................................‬‬
‫باب األمر والنهي‪201...........................................................‬‬
‫باب األمر والنهي بالنون اخلفيفة والثقيلة‪201......................................‬‬
‫باب املبتدأ وخربه‪202...........................................................‬‬
‫باب حىت إذا كانت غاية ‪202....................................................‬‬
‫باب كي وكيما ولن وكيال ولئال‪203............................................‬‬
‫يسم فاعله‪204........................................................‬‬
‫باب ما مل ّ‬
‫يسم فاعله‪205...................................‬‬
‫باب أي إذا ذهبت مذهب ما مل ّ‬

‫ـ ‪ 233‬ـ‬
‫باب النسق‪205.................................................................‬‬
‫باب أي إذا ذهبت مذهب الفاعل واملفعول به ‪206................................‬‬
‫باب اإلغراء‪207................................................................‬‬
‫باب التحذير ‪207...............................................................‬‬
‫باب قبل وبعد إذا كانتا غاية‪207.................................................‬‬
‫باب ما شأن وما بال ومالك ومايل ‪208..........................................‬‬
‫باب حسب وكفى ‪209.........................................................‬‬
‫باب قطك وقدك ‪209...........................................................‬‬
‫باب ويح وويل يف الدعاء ‪210...................................................‬‬
‫باب اجملازاة‪211.................................................................‬‬
‫باب االستثناء ‪212..............................................................‬‬
‫باب رب وكم ‪213.............................................................‬‬
‫باب مذ ومنذ ‪213..............................................................‬‬
‫باب املعارف ‪214...............................................................‬‬
‫باب النكرة‪215.................................................................‬‬
‫باب الذي ومن وما اتصال هبا وهي املعرفة‪215....................................‬‬
‫باب اجلواب بالفاء‪216..........................................................‬‬
‫باب فيم ومم وحتام وعالم‪217..................................................‬‬
‫باب كم إذا كنت مستفهما هبا ‪218..............................................‬‬
‫باب إذا قدمت األمساء على األخبار تقدمي الفعل‪219...............................‬‬
‫باب إذا أردت أمس بعينه ‪219...................................................‬‬
‫باب التربئة وهي ال تقع إال على نكرة‪220........................................‬‬
‫باب كل شيء حسنت فيه التاء‪221..............................................‬‬
‫باب ما جيري وما ال جيري ‪221..................................................‬‬
‫باب ضاربني ‪225...............................................................‬‬
‫المصادر والمراجع ‪226..........................................................‬‬
‫فهرس‪ H‬الكتاب ‪231..............................................................‬‬

‫ـ ‪ 234‬ـ‬

You might also like