You are on page 1of 15

Asinag

16 | 2021
L’écriture en et autour de l’amazighe

‫ يمالسإلا برغلا يف مهراشتناو غيزامألا لوصأ‬ ‫نم يمالسإلا برغلا يف مهراشتناو غيزامألا لوصأ‬
‫طيسو ةيبرغم صوصن ةثالث لالخ‬ ‫طيسو ةيبرغم صوصن ةثالث لالخ‬ ‫طيسو ةيبرغم صوصن ةثالث لالخ‬ ‫ةيطيسو ةيبرغم صوصن ةثالث لالخ‬
Mohammed Yaala

Édition électronique
URL : https://journals.openedition.org/asinag/1830

Éditeur
Institut Royal de la Culture Amazighe (IRCAM)

Édition imprimée
Date de publication : 1 décembre 2021
Pagination : XV-XXIIX
ISSN : 2028-5663

Référence électronique
Mohammed Yaala », ‫طيسو ةيبرغم صوصن ةثالث لالخ‬ ‫طيسو ةيبرغم صوصن ةثالث لالخ‬ ‫طيسو ةيبرغم صوصن ةثالث لالخ‬ ‫ يمالسإلا برغلا يف مهراشتناو غيزامألا لوصأ ةيطيسو ةيبرغم صوصن ةثالث لالخ‬ ‫نم يمالسإلا برغلا يف مهراشتناو غيزامألا لوصأ‬
Asinag: évrier 2024. URL 20 ‫ عالطالا خيرات‬évrier 2023 01 16 | 2021 ], ‫تنرتنإلا ىلع‬
http://journals.openedition.org/asinag/1830

The text only may be used under licence CC BY-NC-ND 4.0. All other elements (illustrations imported
files) are “All rights reserved” unless otherwise stated.
28 - 15 ‫ ص‬،2021 ،‫عشر‬ ‫ العدد السادس‬،ⴰⵙⵉⵏⴰⴳ-‫جملة أسيناگ‬

‫أصول األمازيغ وانتشارهم يف الغرب اإلسالمي‬


‫من خالل ثالثة نصوص مغربية وسيطية‬
‫حممد يعلى‬
‫ ا٭ممدية‬،‫كلية اآلداب والعلوم اإلنسانية‬
La présente contribution porte sur trois manuscrits de l’époque médiévale, à
savoir « al-Ansab » de Saleh bin Abdu el-Halim al-Aylani, « Mafākhi al-
barbar » (auteur anonyme) et « Chawahid al-Jilla » d’Ibn al-Arabi. Traitant
principalement de l’histoire sociale de l’Occident musulman, ces manuscrits
s’intéressent à la problématique du peuplement du nord de l’Afrique par les
Amazighes (Brbères) et à la recherche sur leurs origines, leurs tribus et
leurs déplacements. Aussi cet article s’articule-t-il autour de trois axes
principaux : 1) Sources d’information relatives aux habitants et à la
structure humaine des Amazighes, 2) Origine ethnique et géographique des
Amazighes, 3) Mouvement et expansion de certaines de leurs tribus.

Mots clés : Amazighes – origines et propagation – manuscrits médiévaux –


Moyen Age

This paper accommodates the origin of Amazigh people and their movement
and spread through the Islamic West in three medieval Moroccan
manuscripts: "Al-Ansab" by Saleh bin Abdul Halim Al-Aylani, and
"Mafaakhir al barbar" by an unknown Moroccan author, both from the 8th
century of the Hegira / 14th century AD, and "Shawahid Al-Jilla" by Ibn al-
Arabi (6th century of the Hegira / 12th century AD). The study focuses on
three points. The first concerns the writers’ resources relating to Amazigh
demography. The second deals with the ethnic and geographical origin of
the Amazigh populations, while the third provides information on the
movement and expansion of certain tribes.

Key words : Amazigh – origins and propagation – medieval manuscripts –


Middle Ages

15
‫حممد يعلى‬

‫مقدمة‬
‫يضم ا‪٬‬مموع املخطوط‪ ،‬الذي آثران االشتغال عليه هنا‪ ،‬ورقمه‪ :‬ك ‪ 11275‬ثالثة نصوص‬
‫خمتلفة تتناول يف جمملها اتريخ عدة قضااي‪ ،‬يغلب عليها موضوع التاريخ االجتماعي للغرب‬
‫اإلسالمي‪ .‬فقد تناول إشكالية تعمري مشال إفريقيا بسكاهنا األمازيغ (الرببر) وحبث أصوهلم‬
‫كون العمود الفقري األكثر حضوراً‪ ،‬خصوصاً ابلنسبة‬ ‫وقبائلهم وتنقالهتم‪ .‬وهو موضوع َّ‬
‫للكتابني األولني من هذا ا‪٬‬مموع ومها‪ :‬كتاب "األنساب" لصاحل بن عبد احلليم األيالين‪،‬‬
‫وكتاب "مفاخر الرببر" ملؤلف مغريب ما زال غري معروف‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أن هذا ا‪٬‬مموع يطرح يف مضمونه االجتماعي إشكالية معقدة جتعل‬
‫تناول حتقيق أصول السكان األمازيغ يف املشرق واملغرب‪ ،‬وتتبع منازهلم وانتشارهم بكيفية‬
‫دقيقة يف جمال الغرب اإلسالمي مشروعا مازال عزيز املنال‪ ،‬رغم ما أجنز عنه من مقارابت‬
‫جادة يف حقول التاريخ واألركيولوجيا واألنثروبولوجيا والسوسيولوجيا واللسانيات‪ ،‬وأخريا علم‬
‫الوراثة‪ . 2‬لذا سأقف هنا عند رصد ما اكتنـزه هذا الكتاب ا‪٬‬مموع من مادة اجتماعية من‬
‫خالل الرتكيز على ثالثة حماور رئيسية‪ ،‬يتعلق أوهلا مبصادر املعلومات املتعلقة ابلسكان والبنية‬
‫البشرية لألمازيغ‪ ،‬واثنيها جبذورهم العرقية واجلغرافية‪ ،‬واثلثها حبركة بعض قبائلهم وانتشارها‪.‬‬

‫‪ -1‬حمفوظ يف املكتبة الوطنية للملكة املغربية ابلرابط‪ ،‬حتت عنوان "كتاب األنساب أليب حيان"‪ .‬وهو يضم ثالثة كتب‪:‬‬
‫"األنساب" البن عبد احلليم (ق‪8.‬ه‪14/‬م)‪ ،‬و"مفاخر الرببر" ملؤلف جمهول (ق‪8.‬ه‪14/‬م)‪ ،‬و"شواهد اجللة" البن العريب‬
‫(ق‪6 .‬ه‪12/‬م)‪ .‬وقد أجنز كاتب هذا املقال دراسةً وحتقيقاً لكل هذا ا‪٬‬مموع املخطوط‪ .‬وش ّكل العمل أطروحة انل هبا‬
‫نسي (‪ )Complutense‬يف مدريد عام ‪ .1993‬وقد نشرها ا‪٬‬ملس األعلى لألحباث‬ ‫دكتوراه الدولة من جامعة ُكومبلوتِّ ِّ‬
‫العلمية (‪ )C.S.I.C.‬والوكالة اإلسبانية للتعاون الدويل (‪ ،)A.E.C.I.‬ضمن سلسلة "املصادر األندلسية" (‪Arabico-‬‬
‫‪ )Hispanas Fuentes‬عدد ‪ ،20‬يف مدريد سنة ‪ .1996‬كما اهتم قبلي هبذا ا‪٬‬مموع‪ ،‬وبكيفية قطاعية‪ ،‬مجاعة من خرية‬
‫األساتذة الباحثني والباحثات ‪-‬أوربيني‪ ،‬ومشارقة‪ ،‬ومغاربة‪ -‬استفدت من أعماهلم‪ ،‬ويف مقدمتهم األستاذ إفاريست ليفي‬
‫بروفنصال‪.‬‬
‫‪ -2‬أنظر على سبيل املثال‪:‬‬
‫‪Shatzmiller, Maya".Le mythe d’origine berbère: aspects historiographiques et sociaux", in :‬‬
‫‪Revue de l’Occident Musulman et de la Méditerranée, 35, 1983, pp. 145-156; Camps,‬‬
‫‪Gabriel, "L’ origine des Berbères", in : Encyclopédie berbère, Aix-En-Provence, 2, 1984, pp.‬‬
‫‪14-26; Helena de Felipe, "Leyendas árabes sobre el origin de los Beréberes", in : AL-Qantara‬‬
‫‪(Madrid),vol.11, fasc. 2, 1990,pp.379-395.‬‬
‫العرابوي‪ ،‬حممد املختار‪ ،‬الرببر عرب قدامى‪ ،‬منشورات ا‪٬‬ملس القومي للثقافة العربية‪ ،‬ط‪ ،1.‬روما‪.1993 ،‬‬

‫‪16‬‬
‫أصول األمازيغ وانتشارهم يف الغرب اإلسالمي من خالل ثالثة نصوص مغربية وسيطية‬

‫أوال ‪ -‬مصادر كتب ا‪٬‬مموع‬


‫استقى هذا ا‪٬‬مموع املخطوط املعلومات املتعلقة ابلسكان والبنية البشرية من مصادر‬
‫إسالمية متـنوعة‪ ،‬ميكن أن منيز فيها بني عدة مستوايت‪ .‬فقد وقف على مصادر مدونة‬
‫وأخرى شفوية‪ .‬واستعمل من املصادر املدونة النصوص املشرقية واألندلسية واملغاربية‪ ،‬وأخذ‬
‫فيها عن املفسرين وا٭مدثني والنسابة واجلغرافيني والرحالة‪ .‬وكان عادة ما يشري يف منهج‬
‫إحاالته إىل املؤلف وعنوان كتابه‪ ،‬لكنه يف بعض احلاالت ذكر فقط اسم املؤلف دون كتابه‬
‫أو العكس‪ ،‬ويف حاالت أخرى‪ ،‬كان يكتفي إبسناد روايته إىل لفظ "املؤرخني" مع عدم‬
‫حتديد أمسائهم‪.‬‬

‫مصادره املدونة‬ ‫‪.1‬‬

‫أورد يف عرض مصادره املشرقية أمساء بعض الفقهاء من التابعني مثل سعيد بن املسيب‪،3‬‬
‫وقتادة‪ ،4‬وعددا من املؤرخني الكبار‪ ،‬مثل البالذري‪ ،5‬والطربي‪ ،6‬واملسعودي‪ .7‬واحتوت‬
‫مصادره األندلسية على أعالم يف ميدان التفسري واألخبار‪ ،‬مثل مكي بن أيب طالب‪،8‬‬
‫والسهيلي‪ .9‬وعلى فقهاء نسابة كابن حزم‪ ،10‬وابن عبد الرب‪ .11‬وأيضا على جغرافيني من‬
‫أصحاب املسالك مثل البكري‪ ،12‬واإلدريسي‪.13‬‬

‫‪ -3‬سعيد بن املسيب املخزومي القرشي (ت‪ :)713 /64 .‬فقيه‪ ،‬حمدث‪ ،‬زاهد‪ ،‬وسيد التابعني‪ .‬الزركلي‪ :‬األعالم‪ ،‬ط‪،7 .‬‬
‫‪ 102 /3 ،1986‬؛ نقل املخطوط روايته من الطربي عن األصل البشري الثالثي الذي ظهر بعد الطوفان‪.‬‬
‫‪ -4‬قتادة بن دعامة السدوسي البصري‪ ،‬أبو اخلطاب (ت‪ :)736 /118 .‬حافظ‪ ،‬حمدث‪ ،‬لغوي‪ ،‬ونسابة‪ .‬الزركلي‪ ،‬نفس‬
‫املرجع‪189 /5 ،‬؛ روى عنه املخطوط نظرية توزيع ذرية أبناء نوح الثالثة على املعمور من األرض‪.‬‬
‫‪ -5‬أمحد بن حيىي البالذري‪ ،‬أبو العباس ( ت‪ : )892 /279 .‬مؤرخ‪ ،‬جغرايف‪ ،‬ونسابة‪ ،‬الزركلي‪ ،‬نفس املرجع‪267 / 1 ،‬؛‬
‫استعمل املخطوط كتابه "فتوح البدان" وروى رأيه يف موضوع األصل العرقي لألمازيغ‪.‬‬
‫‪ -6‬حممد بن جرير الطربي‪ ،‬أبو جعفر (ت‪ :)923 /310 .‬مفسر‪ ،‬ومؤرخ‪ ،‬الزركلي‪ ،‬نفس املرجع‪69 /6 ،‬؛ نقل املخطوط‬
‫من كتابه "اتريخ األمم وامللوك" روايته عن أصل األمايغ ونسب بعض قبائلهم‪.‬‬
‫‪ -7‬علي بن احلسني املسعودي‪ ،‬أبو احلسن (ت‪ :)957 /346 .‬مؤرخ ورحالة‪ ،‬الزركلي‪ ،‬نفس املرجع‪277 /4 ،‬؛ روى عنه‬
‫املخطوط خرب منط حياة البداوة لبعض القبائل األمازيغية‪.‬‬
‫‪ -8‬مكي بن أيب طالب القريواين األندلسي (ت‪ :)957 /437 .‬عامل ابلتفسري والعربية‪ ،‬الزركلي‪ ،‬نفس املرجع‪286 /7 ،‬؛‬
‫استقى منه املخطوط روايته عن أصل البشر‪.‬‬
‫‪ -9‬عبد الرمحان بن عبد ‪ ౫ಋ‬السهيلي‪ ،‬أبو القاسم (ت‪ :)1185 / 581 .‬مفسر‪ ،‬حمدث‪ ،‬نسابة‪ ،‬ومؤرخ‪ .‬الزركلي‪ ،‬نفس‬
‫املصدر‪313 /3 ،‬؛ نقل املخطوط من كتابه "التعريف واإلعالم فيما أهبم يف القرآن من األمساء واألعالم" معلومات ختص‬
‫أصل األمازيغ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫حممد يعلى‬

‫ومتتاز مصادره املغاربية عن سابقتيها‪ ،‬وخصوصا املنسوبة إىل املغرب األقصى‪ ،‬ابنقسامها‬
‫من انحية النوعية إىل صنفني ‪ :‬مصادر مدونة‪ ،‬كان جل أصحاهبا من النسابة‪ ،‬ال نعرف‬
‫عنهم شيئا‪ ،‬ومازالت مصنفات بعضهم مل تصل إلينا كاملة‪ ،‬وهم ‪ :‬هانئ بن يكون‬
‫الضريسي‪ ،14‬والوراق‪ ،15‬وابن محادوه الربنسي‪ ،16‬وابن محادوه الصنهاجي‪ ،17‬وابن القطان‪،18‬‬
‫وابن أيب ا‪٬‬مد املغيلي‪ ،19‬وحممد بن مسعود املراكشي‪ .20‬ومصادر شفوية رمبا كانت معاصرة‪.‬‬

‫‪ -10‬علي بن أمحد ابن حزم‪ ،‬أبو حممد (ت‪ :)1064 / 456 .‬عامل أندلسي يف الفقه الظاهري والفلسفة واألنساب والتاريخ‪.‬‬
‫الزركلي‪ ،‬نفس املرجع‪254 / 4 ،‬؛ نقل املخطوط من كتابه "مجهرة أنساب العرب"‪ ،‬دون أن يذكره‪ ،‬رأيه اخلاص عن أصل‬
‫األمازيغ‪ ،‬وبيواتت بعض قبائلهم يف األندلس‪.‬‬
‫‪ -11‬يوسف بن عبد ‪ ౫ಋ‬ابن عبد الرب النمري األندلسي‪ ،‬أبو عمر (ت‪ :)1071 /463 .‬حافظ املغرب وعامل ابلتفسري‪،‬‬
‫واحلديث‪ ،‬واألنساب‪ ،‬والتاريخ‪ ،‬الزركلي‪ ،‬نفس املرجع‪240 /8 ،‬؛ أخذ املخطوط من كتاب له يف " األنساب " ما رواه عن‬
‫أصل األمازيغ ومنازل بعض قبائلهم‪.‬‬
‫‪ -12‬عبد ‪ ౫ಋ‬بن عبد العزيز البكري‪ ،‬أبو عبيد (‪ :)1094 /487‬جغرايف ولغوي أندلسي معروف‪ ،‬الزركلي‪ ،‬نفس املصدر‪،‬‬
‫‪9/4‬؛ روى املخطوط عن كتابه " املسالك واملمـالك " أخبار أصل األمازيغ وانتقاهلم إىل بالد املغرب‪.‬‬
‫‪ -13‬حممد بن حممد اإلدريسي‪ ،‬أبو عبد ‪ ،౫ಋ‬املشهور ابلشريف اإلدريسي (ت‪ :)1165 /560 .‬من كبار اجلغرافيني الرحالة‬
‫املغاربة‪ ،‬الزركلي‪ ،‬نفس املرجع‪9 / 4 ،‬؛ استعمل املخطوط "كتاب رجار" وهو املشهور ابسم "نزهة املشتاق"‪ ،‬ونقل عنه‬
‫أخبار نسب جالوت ومنازل زانتة واسم بعض قبائلها‪.‬‬
‫‪ -14‬هانئ ابن يكون الضريسي‪ :‬من كبار النسابة األمازيغ‪ ،‬الذي ال نعرف عنه شيئا‪ ،‬كان كتابه‪ ،‬املفقود حاليا‪ ،‬متداوال يف‬
‫ق‪ ،14/8.‬روى املخطوط عنه نسب املصامدة وأقسامهم وتوزيع بعضهم يف املغرب األقصى‪ .‬انظر الناصري‪ ،‬حممد‪ :‬بني‬
‫املغرب وخراسان‪ ،‬مرقون ابخلزانة احلسنية رقم ‪.386-385 / 5 ،11018‬‬
‫‪ -15‬عبد امللك بن موسى الوراق‪ ،‬أبو مروان‪ :‬مؤرخ من أهل القرن الرابع للهجرة‪ /‬العاشر للميالد؛ استعمل املخطوط كتابه‪:‬‬
‫املقباس يف أخبار املغرب واألندلس وفاس‪ ،‬وروى عنه أخبار دخول األمازيغ إىل األندلس‪.‬‬
‫‪ -16‬حممد بن محادوه الربنسي السبيت‪ ،‬أبو عبد ‪( ౫ಋ‬ق‪ :)12 / 6 .‬فقيه ومؤرخ‪ ،‬استقى املخطوط من كتابه ‪-‬الذي مازال يف‬
‫حكم املفقود إىل اليوم‪" -‬املقتبس من أخبار املغرب واألندلس" املعلومات اخلاصة أبصل األمازيغ واستقرارهم يف األندلس‪.‬‬
‫‪ -17‬علي بن محادوه الصنهاجي‪ ،‬أبو احلسن‪ :‬فقيه‪ ،‬قاضي‪ ،‬ومؤرخ‪ ،‬معلوماتنا عنه قليلة أورد بعضها هذا املخطوط‪ ،‬الذي‬
‫نقل من كتابه‪ :‬النبذ ا٭متاجة يف أخبار ملوك صنهاجة‪ ،‬انتساب صنهاجة لألصل العريب‪.‬‬
‫‪ -18‬حسن بن علي ابن القطان الكتامي املراكشي‪ ،‬أبو حممد (ق‪ :)13 / 7 .‬كان من بني كتاب الدولة املوحدية ومؤرخيها‪،‬‬
‫حممود علي مكي‪ ،‬مقدمة حتقيق كتاب "نظم اجلمان" البن القطان‪ ،‬ط‪ ،2 .‬بريوت‪ ،1990 ،‬ص ‪ ،39 – 26‬استفاد‬
‫املخطوط من كتابه املذكور يف موضوع توزيع املصامدة ابملغرب األقصى‪.‬‬
‫‪ -19‬حممد بن أيب ا‪٬‬مد املغيلي (ق‪5 .‬ه‪11 /‬م)‪ :‬نسابة كبري‪ ،‬فقيه وعالّمة جنهل عنه وعن مصنفه كل شيء‪ ،‬اقتبس‬
‫املخطوط من كتابه "أنساب الرببر وملوكهم" عدداً كثرياً من الرواايت اخلاصة بتقسيم األمازيغ إىل جذعني كبريين‪ ،‬وأبصلهم‬
‫اجلغرايف‪ ،‬وسبب نزوحهم من املشرق إىل املغرب‪ ،‬وأنساب مجاعة من قبائل البرت والربانس‪.‬‬
‫‪ -20‬كتب الف قيه املؤرخ حممد بن مسعود املراكشي‪ ،‬امللقب ابلشريف‪ ،‬إىل ابن عبد احلليم ‪-‬مؤلف أحد كتب املخطوط‪-‬‬
‫رسالة حول أنساب األمازيغ وما صح فيما اختلف فيه‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫أصول األمازيغ وانتشارهم يف الغرب اإلسالمي من خالل ثالثة نصوص مغربية وسيطية‬

‫مصادره الشفوية‬ ‫‪.2‬‬

‫التقط معظمها‪ ،‬بواسطة الراوية املباشرة‪ ،‬عن عدد غري قليل من النسابة األمازيغ‬
‫املصامدة‪ ،‬الذين كانوا ‪-‬على األرجح‪ -‬أحياء يف القرن الثامن اهلجري‪ /‬الرابع عشر امليالدي‪،‬‬
‫ومسع منهم أخبار أصول األمازيغ وأنساهبم‪ ،‬وهم ‪ :‬أبو إسحاق بن عبد النور احلريري الذي‬
‫روى عن أيب سعيد الكرتاري‪ ،‬وأبو فارس عبد العزيز بن وين اخلري‪ ،‬والشيخ أبو بكر بن‬
‫موسى‪ ،‬وحيىي بن يالرزك‪ ،‬وعيسى بن عبد اخلالق‪ ،‬ودينار بن عبد الرمحان‪ .21‬وابستثناء‬
‫األخبار اليت قدمها ا‪٬‬مموع املخطوط عن حياة بعضهم‪ ،‬فإننا مل نقف على ترمجة أي واحد‬
‫منهم‪.‬‬

‫اثنيا – اجلذور العرقية واجلغرافية لألمازيغ‬


‫يعترب هذا املوضوع واحدا من املضامني األساسية احلاضرة يف ا‪٬‬مموع املخطوط‪ .‬وميثل فيه‬
‫نقطة ارتكاز هامة‪ ،‬سلطت األضواء على جوانب أخرى من اهلوية االجتماعية املغاربية‪،‬‬
‫اخلاصة ابلشخصية األمازيغية‪ .‬فقد تناول اجلذور الرئيسية والفرعية ‪٬‬متمع األمازيغ يف املشرق‬
‫واملغرب من الناحيتني العرقية واجلغرافية‪.‬‬

‫األصل العرقي‬ ‫‪.1‬‬

‫مهد ا‪٬‬مموع امل خطوط هلذه اإلشكالية بتغطية اترخيية اجتماعية‪ ،‬تضمنت ظهور الكائن‬
‫البشري‪ ،‬انطالقا من وجود آدم وأسرته‪ ،‬وما تاله من أنبياء إىل حني وقوع طوفان نوح –‬
‫عليه السالم– الذي أفىن البشرية‪ .‬مث أشار إىل أن أبناء نوح الثالثة –سام‪ ،‬وحام‪ ،‬وايفث–‬
‫هم أصل ا‪٬‬متمع البشري اجلديد‪ ،‬وأن اجلذر العام لألمازيغ املشارقة يرجع إىل حام بن نوح‪.22‬‬
‫غري أنه لفت نظر القارئ إىل وجود خالف حول حتديد مسألة هذا األصل العرقي لألمازيغ‬
‫يف إطار انتمائهم للمجتمع املشرقي‪ ،‬ونبه إىل تعدد جذورهم األوىل حسب آراء خمتلفة‪ ،‬كل‬
‫رأي منها نسبه إىل واحد من األشخاص اآلتية أمساؤهم دون اآلخر‪ .‬وهم‪ :‬جالوت‪ ،23‬وقبط‬
‫‪ -21‬مل نعثر يف املظان على ما ميدان برتاجم هؤالء الرجال الذين نقل عنهم املخطوط رواايهتم الشفوية اخلاصة أبنساب‬
‫وأخبار بعض قبائل املصامدة‪ .‬وال تتجاوز معرفتنا هبم ما نستنتجه من نص املخطوط‪ ،‬الذي نفهم منه أن اتصاله مبصادره‬
‫الشفوية مت‪ ،‬على األرجح‪ ،‬يف مدينيت نفيس ومراكش وحوزمها؛ انظر ا‪٬‬مموع املخطوط ك ‪ ،1275‬أوراق ‪.27 ،26 ،25‬‬
‫‪ -22‬املخطوط نفسه‪.18 ،‬‬
‫‪ -23‬نفسه‪.152 ،18 ،‬‬

‫‪19‬‬
‫حممد يعلى‬

‫بن حام بن نوح‪ ،24‬وكوش بن كنعان بن حام‪ ،25‬وكنعان من العماليق‪ ،26‬والعمالقة‪ ،27‬وإفريق‬
‫بن إبراهيم‪ ،28‬ونقشان بن إبراهيم‪ ،29‬وإفريقش بن قيس‪ ،30‬والنعمان بن سبإ احلمريي‬
‫اليمين‪.31‬‬
‫تكون من جمموعتـني كبريتني مها‬
‫األمازيغ يف الغرب اإلسالمي ّ‬ ‫أشار إىل أن جمتمع‬
‫"الربانس" و"البرت" يف رأي ‪ ،‬و"برنوس" و"قيس عيالن" يف رأي آخر ‪ .‬وقد تناسلت من‬
‫‪33‬‬ ‫‪32‬‬

‫وضح قضية‬‫كل صنف منهما شعوب‪ ،‬وقبائل‪ ،‬وبطون‪ ،‬وأفخاذ‪ ،‬وعمائر ال حتصى ‪ .‬كما ّ‬
‫‪34‬‬

‫دقيقة على جانب كبري من األمهية‪ ،‬كانت إىل وقت قريب حمط نقاش‪ ،‬تتعلق بلفظ التسمية‪،‬‬
‫حيث ذكر أن االسم الذي أطلقوه على أنفسهم هو‪" :‬بنو مازيغ"‪ .35‬وورد اسم "مازيغ" ‪-‬‬
‫جدهم األعلى‪ -‬يف مواضع متفرقة‪ .36‬أما لفظ "الرببر" فيعترب أنه اسم أطلقه عليهم "إفريقس‬
‫بن قيس"‪ ،‬الذي غزا بـهم إفريقية‪ ،37‬مث استعمله العرب لنفس الغرض‪ ،‬وله يف كل حالة معىن‬
‫خاصا‪.38‬‬
‫ميكن تصنيف مادة اجلذور الفرعية لألمازيغ يف الغرب اإلسالمي‪ ،‬الواردة يف ا‪٬‬مموع‬
‫املخطوط إىل صنفني‪ :‬أنساب خاصة ابألفراد وأخرى تتعلق ابجلماعات‪.‬‬
‫وبـاإلمكان أيضا حصر أنساب األفراد يف أربع فئات تناولت‪:‬‬

‫‪ -24‬املخطوط نفسه‪.152 ،110 ،20 ،‬‬


‫‪ -25‬نفسه‪.8 ،‬‬
‫‪ -26‬نفسه‪.111 ،23 ،19 ،13 ،‬‬
‫‪ -27‬نفسه‪.23 ،19 ،‬‬
‫‪ -28‬نفسه‪.19 ،‬‬
‫‪ -29‬نفسه‪.20 ،‬‬
‫‪ -30‬نفسه‪.20 ،‬‬
‫‪ -31‬نفسه‪.153 – 152 ،‬‬
‫‪ -32‬نفسه‪.94 ،‬‬
‫‪ -33‬نفسه‪.98 ،‬‬
‫‪ -34‬نفسه‪.100 – 99 ،94 ،‬‬
‫‪ -35‬نفسه‪.104 ،‬‬
‫‪ -36‬نفسه‪.99 ،94 ،24 ،‬‬
‫‪ -37‬نفسه‪.111 ،17 ،‬‬
‫‪ -38‬نفسه‪.104 ،35 ،‬‬

‫‪20‬‬
‫أصول األمازيغ وانتشارهم يف الغرب اإلسالمي من خالل ثالثة نصوص مغربية وسيطية‬

‫أنساب بعض قدماء ملوك األمازيغ يف املشرق‪ ،‬اقتصرت اإلشارة إليهم على ذكر أمساء‬ ‫‪.1‬‬
‫حمدودة العدد مثل جالوت‪ ،39‬والنمرود‪.40‬‬
‫األولني لبعض املشهور من القبائل األمازيغية‪ ،‬وعددها –عكس الفئة‬
‫ّ‬ ‫أنساب األجداد‬ ‫‪.2‬‬
‫السابقة– كثري‪ ،‬مثل مصمود‪ 41‬جد قبائل مصمودة‪ ،‬وصنهاج أو أزانك‪ 42‬جد صنهاجة‪،‬‬
‫وزانتة أو جاانات‪ 43‬جد زانتة‪ ،‬وكتام‪ 44‬جد كتامة‪.‬‬
‫أنساب األفراد وهم أكثر عددا‪ .‬فيهم األعالم املغاربيني املشهورين يف ميادين احلرب‬ ‫‪.3‬‬
‫واحلكم‪ ،‬والفقه‪ ،‬واألنساب وغريها‪ ،‬مثل كسيلة‪ ،45‬والكاهنة داهية‪ ،46‬وطارق بن‬
‫زايد‪ ،47‬وزيري بن عطية‪ ،48‬ومحاد بن بلقني بن زيري بن مناد‪ ،49‬وكهالن بن أيب لوا‬
‫املطماطي‪ ،‬وسابق بن سليمان املطماطي‪ .50‬وفيهم أنساب األمازيغ األندلسيني مثل‬
‫عبد ‪ ౫ಋ‬بن بلقني‪ ،51‬وإمساعيل بن ذي النون‪ ،52‬وحيىي بن حيىي الليثي‪ ،53‬ومنذر بن‬
‫سعيد البلوطي‪.54‬‬
‫أنساب رجعت ببعض األمازيغ إىل أصول عربية‪ ،‬مثل أمري املسلمني يوسف بن اتشفني‬ ‫‪.4‬‬
‫اللمتوين‪ ،55‬واخلليفة املوحدي عبد املومن‪ .56‬وأدرجت آخرين ضمن النسب الشريف‪،‬‬
‫‪ -39‬املخطوط نفسه‪.108 ،22 ،‬‬
‫‪ -40‬نفسه‪.18 ،‬‬
‫‪ -41‬نفسه‪.99 ،23 ،‬‬
‫‪ -42‬نفسه‪.96 ،86 ،‬‬
‫‪ -43‬نفسه‪.108 ،‬‬
‫‪ -44‬نفسه‪.86 ،‬‬
‫‪ -45‬نفسه‪.110 ،‬‬
‫‪ -46‬نفسه‪.94 ،‬‬
‫‪ -47‬نفسه‪.21 ،‬‬
‫‪ -48‬نفسه‪.83 ،‬‬
‫‪ -49‬نفسه‪.78 ،‬‬
‫‪ -50‬نفسه‪.21 ،‬‬
‫‪ -51‬نفسه‪.86 ،‬‬
‫‪ -52‬نفسه‪.15 ،‬‬
‫‪ -53‬نفسه‪.91 ،‬‬
‫‪ -54‬نفسه‪.92 ،‬‬
‫‪ -55‬نفسه‪.127،‬‬

‫‪21‬‬
‫حممد يعلى‬

‫مثل إسناد نسب املهدي بن تومرت إىل علي بن أيب طالب‪ 57‬أسوة ابلشريفني العلويني‬
‫إدريس األول مؤسس الدولة اإلدريسية وأخيه سليمان‪.58‬‬
‫وتتعلق أنساب اجلماعات أبصول القبائل واألفخاذ والبيواتت‪ ،‬سواء منها اليت كانت‬
‫مستقرة يف بالد املغرب أو تلك اليت هاجرت منها حنو األندلس كاملصامدة‪ ،59‬وزانتة‪،60‬‬
‫تنسب بعض‬ ‫وصنهاجة‪ .61‬وكما سبق يف نسب األفراد‪ ،‬وردت يف الكتاب املخطوط رواايت ِّ‬
‫اجلماعات األمازيغية اىل األصل العريب‪ ،‬مثل أوالد أيالن املصامدة‪ ،‬وبين خطاب‪ ،‬وجناتة‪،‬‬
‫وصنهاجة‪.62‬‬

‫األصـل اجلغرافـي واالنتقال اىل املـغرب‬ ‫‪.2‬‬

‫لفت املخطوط نظر القارئ‪ ،‬مرة أخرى‪ ،‬إىل تباين الرواايت حول حتديد املهد األول‬
‫لألمازيغ يف املشرق –تبعا الختالف اجلد األعلى الذي ينتمون إليه– مابني مثلث "اجلودي"‬
‫يف العراق‪" ،‬وفلسطني" ابلشام‪ ،‬و"اليمن" يف جنوب بالد العرب‪ .63‬كما يظهر االختالف‬
‫أيضا يف حتديد نوعية األسباب اليت كانت وراء هجرهتم من املشرق حنو املغرب‪ .‬فهو يروي‬
‫عن دوافع استبدال األمازيغ ‪٬‬متمعهم املشرقي مبجتمعهم املغريب عدة نظرايت‪:‬‬
‫أوهلا تقول إن أبناء نوح الثالثة تفرقوا بعد "الطوفان"‪ ،‬فتوجه األمازيغ إىل املغرب‪.64‬‬
‫وتذهب اثنيها إىل أهنم رحلوا إىل املغرب عقب انتصار سام بن نوح وأوالده على أخيه حام‬
‫وأوالده‪ ،‬يف خضم النزاع املسلح بينهما على فلسطني‪ .65‬وترى اثلثها أهنم رحلوا بعد ما قـتل‬
‫داود ملكهم جالوت بفلسطني على قول‪ .66‬ويف قول آخر‪ ،‬إهنم تشتتوا يف البالد‪ ،‬فجمعهم‬ ‫ُ‬
‫‪ -56‬نفسه‪.123،‬‬
‫‪ -57‬نفسه‪.117 ،‬‬
‫‪ -58‬نفسه‪.113 ،‬‬
‫‪ -59‬نفسه‪.97 ،95 ،28 ،27 ،26 ،24 ،23 ،‬‬
‫‪ -60‬نفسه‪.107 ،85 ،84 ،82 ،22 ،21 ،20 ،‬‬
‫‪ -61‬نفسه‪.107 ،94 ،86 ،‬‬
‫‪ -62‬نفسه‪.100 ،97 ،94 ،24 ،22 ،‬‬
‫‪ -63‬نفسه‪.108 ،22 ،14 ،13 ،‬‬
‫‪ -64‬نفسه‪.111 ،110 ،‬‬
‫‪ -65‬نفسه‪.110 ،9 ،‬‬
‫‪ -66‬نفسه‪.111 ،20 ،16 ،15 ،‬‬

‫‪22‬‬
‫أصول األمازيغ وانتشارهم يف الغرب اإلسالمي من خالل ثالثة نصوص مغربية وسيطية‬

‫إفريقش من سواحل الشام ونقلهم اىل املغرب لغزوه‪ .67‬ومفاد رابعها أن أبناء نوح الثالثة‬
‫املذكورين قد استقروا ‪-‬بعد وفاة والدهم‪ -‬بناحية " اجلودي"‪ ،‬مث هاجر حام أبوالده إىل‬
‫الشام حيث حطوا الرحال بفلسطني‪ ،68‬وأن ملك مصر "الربدشري" أمر بتعمري "بالد الواح"‬
‫‪-‬الواحات الواقعة على امتداد الصحراء الغربية ملصر– ابملصريني‪ ،69‬فوفد األمازيغ بعد ذلك‬
‫على بالد النيل وبالد الواح‪ ،‬لكن ملكا مصراي آخر يدعى "أمشون" طردهم منها إىل‬
‫إفريقية‪.70‬‬
‫أشار ا‪٬‬مموع املخطوط إىل أن البالد اليت سكنها األمازيغ بشمال إفريقية متتد ما بني آخر‬
‫عمل مصر مما يلي اإلسكندرية والبحر ا٭ميط (ا٭ميط األطلنطي) والسودان‪ .71‬مث تناول‬
‫معضلة تعمري مشال إفريقية ابألمازيغ األوائل‪ ،‬بسرد رواايت خمتلفة أيضا‪ ،‬تقوم كلها على‬
‫أساس نظرية أصلهم املشرقي‪ ،‬وتذهب إىل أن استقرارهم يف وطنهم اجلديد قد حصل عقب‬
‫نزوح عدة موجات بشرية قدمية‪ ،‬انطلقت من املشرق حنو املغرب‪ ،‬ميكن إجيازها فيما يلي‪:‬‬
‫– هجرة املوجة البشرية األوىل ‪ :‬وقعت بعد الطوفان‪ ،‬حيث نزح حام وأوالده إىل‬
‫املغرب واستقروا أبصيال‪ ،‬وسكن أحد أبنائه بسبتة وآخر بسال‪.72‬‬
‫– هجرة املوجة الثانية ‪ :‬بعد ما قتل داود جالوت يف فلسطني‪ ،‬جلأت قبائل األمازيغ‬
‫إىل املغرب وعمرته‪ ،‬مثل أوْراب اليت سكنت مدينة "وْرب" بني طنجة وأصيال‪.73‬‬
‫– هجرة موجة الكنعانيني‪ :‬قادها كوش بن حام إىل املغرب األقصى‪.74‬‬
‫– هجرة موجة احلمرييني من اليمن ‪ :‬اختذت شكل جيش فاتح قاده "إفريقش" حنو‬
‫إفريقية‪ ،‬واملغرب األوسط‪ ،‬إىل طنجة‪.75‬‬

‫‪ -67‬نفسه ‪.111‬‬
‫‪ -68‬نفسه ‪.9 ،7‬‬
‫‪ -69‬نفسه ‪.17 ،16‬‬
‫‪ -70‬نفسه‪.‬‬
‫‪ -71‬نفسه‪.107 ،‬‬
‫‪ -72‬نفسه‪.22 ،18 ،9 ،8 ،‬‬
‫‪ -73‬نفسه‪.20 ،16 ،15 ،9 ،‬‬
‫‪ -74‬نفسه‪.8 ،2 ،‬‬
‫‪ -75‬نفسه‪.18 ،‬‬

‫‪23‬‬
‫حممد يعلى‬

‫تضمن ا‪٬‬مموع املخطوط كذلك بعض الرواايت اخلاصة هبجرة األمازيغ املسلمني من‬
‫املغرب حنو األندلس‪ ،‬نتيجة حلاجة هذه األخرية إىل قوهتم العسكرية من جهة‪ ،‬ولرغبتهم‬
‫االخنراط يف مسلسل اجلهاد "بدار احلرب" من جهة أخرى‪.‬‬
‫فقد انتقلت ا‪٬‬مموعة العسكرية األوىل إىل األندلس للمشاركة يف اجليش اإلسالمي‬
‫الفاتح‪ ،‬حتت قيادة طارق بن زايد‪ .‬ولبّت مجاعات اثنية أخرى دعوة اخلليفة احلكم األموي‪،‬‬
‫مث تلتها مجاعات اثلثة يف عهد احلاجب املنصور حممد ابن أيب عامر‪.76‬‬

‫اثلثا ‪ -‬انتشار األمازيـغ ابلغـرب اإلسـالمي‬


‫ش ْكل االستقرار‬ ‫‪.1‬‬

‫ميكن حصر شكل استقرار السكان األمازيغ يف نوعني‪ :‬منط احلياة ابلبادية‪ .‬وقد أشار إليه‬
‫ا‪٬‬مموع املخطوط‪ ،‬وحدد موطن استقرار بعض اجلماعات األمازيغية مثل زانتة‪ ،77‬وعيّـن‬
‫منازل غريها مع التعريف هبا‪ ،‬مثل املصامدة‪ ،‬ومغيلة‪ ،‬وصنهاجة‪ .78‬ومنط حياة آخر قام يف‬
‫وعرف هبا أيضا‪ ،‬مثل مدن طنجة‬ ‫احلاضرة‪ 79،‬ذكر عنه كتابنا أمساء عدد من احلواضر‪ّ ،‬‬
‫وأصيال ‪ .‬وكان أحياان يُظهر أمساء مؤسسي بعض املدن كقفصة‪ ،‬والقريوان‪ ،‬وفاس‪،‬‬
‫واتهرت‪ ،‬وجباية‪ ،‬واجلزائر‪ ،‬ومليانة‪ ،‬وقلعة بين محاد‪ .80‬ويبني أحياان أخرى اختالف سبب‬
‫تسمية اجلهات املأهولة ابلسكان‪ ،‬كإفريقية‪ ،‬وسبتة‪.81‬‬

‫توزيع السـكان‬ ‫‪.2‬‬

‫قدم ا‪٬‬مموع املخطوط وصفا عاما خلريطة توزيع السكان يف مشال إفريقيا‪ ،‬ورسم عليها‬
‫حدود جماالت عدة جتمعات سكانية من األمازيغ الوافدين من املشرق‪ .‬فذكر أن "بعضهم‬
‫نزل إبفريقية‪ ،‬وبعضهم جببل ْد ْر ْن‪ ،‬وبعضهم بدرعة‪ ،‬وبعضهم ابلسوس األقصى‪ .‬ونزل منهم‬
‫‪ -76‬املخطوط نفسه‪.83 ،82 ،77 ،71 ،‬‬
‫‪ -77‬نفسه‪.22 ،9 ،‬‬
‫‪ -78‬نفسه‪.107 ،17-16 ،‬‬
‫‪ -79‬نفسه‪.29 ،22 ،‬‬
‫‪ -80‬نفسه‪.110-109 ،86 ،83 ،18 ،‬‬
‫‪ -81‬نفسه‪.90 ،19 ،17 ،‬‬

‫‪24‬‬
‫أصول األمازيغ وانتشارهم يف الغرب اإلسالمي من خالل ثالثة نصوص مغربية وسيطية‬

‫سزطة‪ 82‬حتت اجلبل دون السوس إىل جانب البحر وهم احليحيون‪ ،‬ونزل ملطة عند جزول‬
‫كون جزولة (…)‪ ،‬ونزل أيالن أبغمات هيالنة‪ ،‬ونزل أجاان –أبو زانتة– بوادي شلف‪،‬‬ ‫ّ‬ ‫و‬
‫ونزل مصمود مبقربة طنجة‪ ،‬ونزل بنو ورجتني ومغراوة أبطراف إفريقية من جهة املغرب"‪.83‬‬
‫ونفه م من املعلومات اليت ساقها عن زانتة أن مركز استقرار هذه اجلماعة كان يف املغرب‬
‫األوسط‪ ،‬حيث انتشر هناك من قبائلها "بنو يفرن‪ ،‬ومطماطة‪ ،‬ومنيلة‪ ،‬وسدراتة‪ ،‬وبنو مغراوة‪،‬‬
‫وبنو راشد‪ ،‬وبنو مرين‪ ،‬وبنو نول"‪ .84‬وأن حدود منازهلا –أي زانتة– ابملغرب األوسط‬
‫كانت‪ ،‬حسب الرواية اليت استقاها من اجلغرايف اإلدريسي‪ ،‬ما بني اتهرت وتلمسان‪.85‬‬
‫وسيتسع جماهلا‪ ،‬كما سنرى‪ ،‬يف عصر ابن عبد احلليم (ق‪ )14/8 .‬مؤلف "كتاب األنساب"‪.‬‬
‫كما جند فيها أيضا‪ ،‬من قبائل زانتة وأفخاذها ابملغرب األقصى‪ ،‬عددا غري قليل‪ ،‬مثل مغيلة‪،‬‬
‫ومطغرة‪ ،‬وصدينة‪ ،‬وبين حسان‪ ،‬وفازاز‪ ،‬وبرغواطة بتامسنا‪.86‬‬
‫أما املصامدة فهم –حسب ا‪٬‬مموع املخطوط– من اجلماعات اليت دخلت املغرب‬
‫األقصى بعدد كثري‪ ،87‬وتوزعت يف "جبل ْد ْرن وحوله وببالد سوس وما يليه"‪ ،88‬وهي تتكون‬
‫من قبائل ال حتصى عددا‪" ،‬منها حاحة‪ ،‬رجراجة‪ ،‬وريكة‪ ،‬هزمرية‪ ،‬هسكورة‪ ،‬جذميوة‪،‬‬
‫كنفيسة‪ ،‬هزرجة‪ ،‬دكالة‪ ،‬هنتاتة‪ ،‬وبنو ماغوس"‪.89‬‬

‫حركـات السكــان‬ ‫‪.3‬‬

‫ضم ا‪٬‬مموع املخطوط مادة تناولت موضوع حركات السكان يف جمال الغرب اإلسالمي‪،‬‬ ‫ّ‬
‫دون أن يـبني بكيفية دقيقة دوافعها‪ .‬وهي وإن وردت يف املخطوط قليلة‪ ،‬وهتم تنقل عدد‬
‫حمدود من اجلماعات األمازيغية‪ ،‬فإهنا ال ختلو من فائدة‪.‬‬

‫‪ -82‬كذا وردت يف املخطوط‪ ،‬ومل يُفهم القصد منها‪.‬‬


‫‪ -83‬نفسه‪.153 ،‬‬
‫‪ -84‬نفسه‪.96 ،22 ،‬‬
‫‪ -85‬نفسه‪.22 ،‬‬
‫‪ -86‬نفسه‪.98 ،95 ،94 ،‬‬
‫‪ -87‬نفسه‪.23 ،‬‬
‫‪ -88‬نفسه‪.99 ،‬‬
‫‪ -89‬نفسه‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫حممد يعلى‬

‫لقد أشار إىل تعدد جمال استقرار املصامدة يف املغرب األقصى واألندلس‪ ،‬مما ميكن اعتباره‬
‫قسم قبائلها إىل‬
‫أحد مظاهر حركات السكان‪ ،‬ومؤشرا أيضا على توزيعهم اجلغرايف اخلاص‪ .‬و ّ‬
‫ثالث جمموعات‪:‬‬
‫استقرت ا‪٬‬مموعة األوىل بشمال املغرب األقصى يف بالد غمارة‪ .‬ومشل جماهلا قصر‬
‫مصمودة‪ ،‬وسبتة‪ ،‬وتيطاويـن‪ ،‬وامتد إىل حدود طنجة‪ .‬وذكر أمساء قبائلها وأفخاذها‪ ،‬مثل بين‬
‫كرتات‪ ،‬وبين سكر‪ ،‬وبين مرزوق‪ ،‬وبين مسغرت‪ ،‬وبين معديد‪ ،‬وبين دغاغ‪ ،‬وكتامة‪.90‬‬
‫وعاشت ا‪٬‬مموعة الثانية يف حوز مراكش‪ .‬منها‪ :‬وريكة‪ ،‬وهزرجة‪ ،‬وهسكورة‪ ،‬وجالوة‪،‬‬
‫ودكـالة‪ ،‬ورجراجة‪ ،‬وحاحة‪.‬‬
‫وانتقلت ا‪٬‬مموعة الثالثة من جماهلا األصلي املغاريب إىل األندلس‪ ،‬ذكر منها بين سقبان‪،‬‬
‫وبين سامل‪.91‬‬
‫ويف ما خيص زنـاتة ‪-‬اليت أشران إىل حدود منازهلا آنفا‪ -‬فقد وسعت هذه اجلماعة جمال‬
‫استقرارها‪ ،‬انطالقا من املغرب األوسط يف اجتاه غريب‪ ،‬إىل مدينة فاس ابملغرب األقصى‪،‬‬
‫حسب رواية صاحل بن عبد احلليم األيالين‪ ،‬الذي قال عنهم‪" :‬وبنو زانتة‪ ،‬يسكنون فحوصا‬
‫ما بني اتهرت إىل فاس‪ ،‬وهم قوم رحالة‪ ،‬وأكثرهم فرسان يركبون اخليل‪ ،‬وهلم عادية ال‬
‫تؤمن"‪ .92‬ويدل هذا على عنصرين أساسيني مرتبطني بتحركات القبائل على العموم‪ ،‬ومبربر‬
‫تنقل زانتة وتوسيع جماهلا على اخلصوص‪ .‬ومها ينحصران هنا يف منط حياة البداوة والرتحل‬
‫كمحرك رئيسي لتلك القبائل الزانتية حنو املغرب األقصى‪ ،‬ويف آليات حتقيق انتقاهلا املتمثلة‬
‫يف قدرهتا القتالية العالية‪ ،‬اليت شكلت ‪-‬كما ذكران‪ -‬إحدى حمركات رحيل مجاعة زانتية‬
‫أخرى من بالد املغرب إىل األندلس‪ ،‬مثل بين برزال ‪-‬وهم فخد من زانتة من بين يفرن‪-‬‬
‫الذين كان جماهلم "ابلزاب األسفل من إفريقية"‪ ،‬وانتقل قسم منهم إىل األندلس بدعوة من‬
‫اخلليفة احلكم األموي (ق‪4.‬هـ‪10/‬م)‪ .93‬كما أورد الكتاب املخطوط رواية ابن حزم‬
‫(ق‪ ،)11/5.‬اليت تتعلق جبماعات وأسر أمازيغية استوطنت األندلس‪ ،‬بعد ما غادر أجدادها‬

‫‪ -90‬املخطوط نفسه‪.25 ،24 ،‬‬


‫‪ -91‬نفسه‪.28 ،‬‬
‫‪ -92‬نفسه‪.22 ،‬‬
‫‪ -93‬نفسه‪.82 ،‬‬

‫‪26‬‬
‫أصول األمازيغ وانتشارهم يف الغرب اإلسالمي من خالل ثالثة نصوص مغربية وسيطية‬

‫يف وقت سابق منازهلم األصلية ببالد املغرب‪ ،‬وهي تنتمي إىل زانتة وصنهاجة ومصمودة‬
‫وكتامة‪.94‬‬
‫وهناك مثاالن آخران حلركة السكان‪ ،‬أشار إليهما الكتاب‪:‬‬
‫وقف يف املثال األول عند وصف مجاعة مغيلة‪ ،‬اليت كان أكرب جمال استقرارها يقع يف‬
‫"جبال ونشريس من عمل اتهرت"‪ 95‬ابملغرب األوسط‪ .‬نزل قسم منها يف إفريقية‪ ،‬وقسم‬
‫آخر ابملغرب األقصى فيما يلي اتمسنا‪.96‬‬
‫وخص املثال الثاين حبركة مجاعة بين خطاب الذين تشتت فرق كثرية منهم يف املغرب‬
‫األقصى داخل جماالت قبائل أخرى‪ .‬فهو يذكر أن منازل بين خطاب هؤالء كانت "يف‬
‫صنهاجة‪،‬ويف هسكورة من ملزوزة‪ ،‬ويف ورغة من مكناسة ورغة‪ ،‬ويف غمارة من صنهاجة‬
‫الريف"‪.97‬‬

‫خـ ـ ـ ــاتـمـة‬
‫نستخلص مما سبق أن املادة االجتماعية األمازيغية اليت قدمها الكتاب املخطوط حول‬
‫أصول األمازيغ وانتشارهم يف جماله من وجهة النظر اإلسالمية‪ ،‬تتميز‪ ،‬من جهة‪ ،‬بقيمتها‬
‫التارخيية البالغة لتقدمها من الناحية الزمنية عن عمل ابن خلدون‪ ،‬وأيضاً ملا حلضورها‪ ،‬إىل‬
‫جانب غريها من املصادر‪ ،‬من أمهية يف إمكانية التعرف على جذور أحد املكوانت الرئيسية‬
‫هلويتنا املغاربية‪ ،‬والستكمال رسم معامل صورة اتريخ جمتمعنا يف هذه املنطقة احليوية الواسعة‬
‫من حوض البحر األبيض املتوسط‪ .‬وتتسم من جهة أخرى‪ ،‬من الناحية املنهجية‪ ،‬ابختالط‬
‫األسطورة ابحلقائق‪ ،‬وابختالف الرواايت واآلراء حول بعض حقائق اترخينا االجتماعي ما بني‬
‫الفقهاء واملؤرخني والنسابة‪ ،‬األمر الذي مازال حاضرا يف أعمال الباحثني املختصني واملهتمني‬
‫ابملوضوع االجتماعي املغاريب إىل وقتنا‪.‬‬

‫‪ -94‬املخطوط نفسه‪.108 – 107 ،‬‬


‫‪ -95‬نفسه‪.21 ،‬‬
‫‪ -96‬نفسه‪.85 ،‬‬
‫‪ -97‬نفسه‪.94 ،‬‬

‫‪27‬‬
‫حممد يعلى‬

‫الـمـصادر واملـراجـع األساسية‬


‫كتب ا‪٬‬مموع املخطوط ك ‪( 1275‬مرتبة كما يف األصل)‪:‬‬
‫ابن عبد احلليم‪ ،‬أبو علي صاحل بن أيب صاحل األيالين‪ :‬كتاب األنساب‪ ،‬خمطوطتان يف‬
‫املكتبة الوطنية ابلرابط‪ ،‬رقم‪ :‬ك ‪ ،1275‬ورقم‪ :‬د ‪.D 1/1020‬‬
‫مؤلف جمهول‪ :‬كتاب مفاخر الرببر‪ ،‬خمطوطتان يف املكتبة الوطنية ابلرابط‪ ،‬رقم‪ :‬ك‬
‫‪ ،1275‬ورقم‪ :‬د ‪D 2/1020‬‬
‫ابن العريب‪ ،‬أبو بكر حممد بن عبد ‪ ౫ಋ‬املعافري اإلشبيلي‪ :‬كتاب شواهد اجللة واألعيان‬
‫يف مشاهد اإلسالم والبلدان‪ ،‬خمطوطتان يف املكتبة الوطنية ابلرابط‪ ،‬رقم‪ :‬ك ‪ ،1275‬ورقم‪:‬‬
‫د ‪. D 3/1020‬‬
‫بروفنصال‪ ،‬إ‪ .‬ليفي‪ :‬نبذ اترخيية يف أخبار الرببر يف القرون الوسطى منتخبة من ا‪٬‬مموع‬
‫املسمى كتاب مفاخر الرببر‪ ،‬ملؤلف حمهول االسم ألفه سنة ‪712‬ه‪ ،‬مطبوعات معهد العلوم‬
‫العليا املغربية‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬املطبعة اجلديدة‪ ،‬الرابط‪.1934 /1352 ،‬‬
‫بروفنصال‪ ،‬إ‪ .‬ليفي‪" :‬نص جديد عن فتح العرب للمغرب"‪ ،‬صحيفة املعهد املصري‬
‫للدراسات اإلسالمية مبدريد‪ ،‬مج‪ ،2 .‬ع‪1 .‬ـ‪ ،1954/1373 ،2‬ص ص‪.224-193 :‬‬
‫الزركلي‪ ،‬خري الدين‪ :‬األعالم‪ ،‬قاموس تراجم ألشهر الرجال والنساء من العرب‬
‫واملستعربني واملستشرقني‪ 8 ،‬أجزاء‪ ،‬ط‪ ،7.‬دار العلم للماليني‪ ،‬بريوت‪.1986 ،‬‬
‫العرابوي‪ ،‬حممد املختار‪ :‬الرببر عرب قدامى‪ ،‬منشورات ا‪٬‬ملس القومي للثقافة العربية‪،‬‬
‫ط‪ ،1 .‬روما‪.1993 ،‬‬
‫‪Bosch Vila, Jacinto : « Pour une étude historico-sociologique sur les Berbères d’Al-‬‬
‫‪Andalus », in: Mélanges d’Islamologie, dédié à la mémoire de Armand Abel,‬‬
‫‪Bruxelles 1976, vol. II, pp. 53-69.‬‬
‫‪Camps, Gabriel : « L’origine des Berbères », in : Encyclopédie Berbère, 2 (1984), pp.‬‬
‫‪14-26.‬‬
‫‪Helena de Felipe : «Leyendas árabes sobre el origen de los Beréberes», in: Al-‬‬
‫‪Qantara, Madrid, (1993), vol. II, fasc. 2, pp. 379-395.‬‬
‫‪Shtzmiller, Maya : « Une source méconnue de l’histoire des Berbères : Le Kitab Al-‬‬
‫‪Ansabe li abi Hayyan », in : Arabica, (1983), n° 30, fasc. 1, pp. 73-79.‬‬

‫‪28‬‬

You might also like