Professional Documents
Culture Documents
$R9FAK4O
$R9FAK4O
صديق حقيقي
.رواية
بواسطة أديلين سارجنت
:مونتلاير
،جون لوفيل وابنه
شارع القديس نيكوالس .23
صديق حقيقي
.الفصل األول
.صداقة غير مناسبة
كانت جانيتا مربية الموسيقى -شيء بني صغير ليس له أهمية خاصة ،و
كانت مارغريت أدير جميلة ووريثة ،واالبنة الوحيدة لمن
اعتقدوا أنهم مميزون ج ًدا ح ًقا ؛ فليس لالثنان ،كما قد تعتقد ،الكثير من األشياء
المشتركة ،ولم يكن من المحتمل أن ينجذب أحدهما إلى اآلخر .ومع ذلك ،على الرغم
من
ظروف مختلفة ،كانوا أصدقاء وحلفاء مقربين ؛ وكان مثل هذا من أي وقت مضى
منذ أن كانا م ًعا في نفس المدرسة األنيقة حيث كانت اآلنسة أدير مغرورة
مفضلة للجميع ،وكانت جانيتا كولوين هي التلميذة والمعلمة في أكثر الفساتين رديًا ،
والتي
حصل على كل االزدراء وقام بمعظم العمل الشاق .وأعطيت إهانة كبيرة
.عدة اتجاهات من خالل ارتباط اآلنسة أدير بجانيتا الصغيرة المسكينة
"الحظت اآلنسة بولهامبتون ،مديرة المدرسة " ،إنها صداقة غير مناسبة
في أكثر من مناسبة " ،وأنا متأكد من أنني ال أعرف كيف ستحب الليدي كارولين
".ذلك
.كانت الليدي كارولين ،بالطبع ،ماما مارغريت أدير
شعرت اآلنسة بولهامبتون بمسؤوليتها بشدة في هذه المسألة حتى أنها حلت في النهاية
للتحدث "بجدية شديدة" مع عزيزتها مارغريت .كانت تتحدث دائمًا عن "عزيزتها
مارغريت " ،اعتادت جانيتا أن تقول ،عندما كانت ستصنع نفسها بشكل خاص
بغيض .بالنسبة إلى "عزيزتها مارغريت" كانت تلميذة الحيوانات األليفة ،تلميذة
االستعراض في
،التأسيس :لقد تميزت أجواء التربية المثالية ،كما اعتقدت اآلنسة بولهامبتون
للمدرسة كلها وصقلها وسلوكها المثالي وصناعتها وصناعتها
ً
إنجازا وأقل لباقة.على شكلت الموهبة موضوع العديد من المحاضرات لتالميذ أقل
عكس كل التوقعات التقليدية ،لم تكن مارغريت أدير غبية رغم ذلك
كانت جميلة وحسنة التصرف .كانت فتاة ذكية للغاية .كان لديها
أهليتها للعديد من الفنون واإلنجازات ،وكانت رائعة في الرقة
من ذوقها والتمييز الرائع الذي أظهرته أحيا ًنا
قادر .في نفس الوقت لم تكن ذكية "( -لم تكن ذكية بشكل صارخ "،صديقة
لقد عبرت عن ذلك ذات مرة) -مثل جانيتا كولوين الصغيرة ،التي تجمع ذكائها الذكي
المعرفة كنحلة تجمع العسل في ظل أكثر الظروف غير المواتية .جانيتا
كان عليها أن تتعلم دروسها عندما ذهبت الفتيات األخريات إلى الفراش ،في غرفة
صغيرة تحت
سقف؛ غرفة كانت مثل بيت الثلج في الشتاء وفرن في الصيف .هي كانت
ال تستطيع أب ًدا أن تكون في الوقت المناسب لفصولها الدراسية ،وغالبًا ما كانت تفوتها
تمامًا ؛ ولكن في
على الرغم من هذه العيوب ،فقد أثبتت بشكل عام أنها أكثر التلميذ تقدمًا في
قسمها ،وإذا سُمح للتالميذ والمعلمين بالحصول على جوائز ،لكانوا قد حصلوا عليها
من كل جائزة أولى في المدرسة .هذا ،بالتأكيد ،لم يكن مسموحً ا به.لن يكون
كان "الشيء" بالنسبة للطالبة المربية الصغيرة لتسلب الجوائز من الفتيات
دفع آباؤهم ما بين مائتين وثالثمائة في السنة مقابل رسومهم الدراسية (كانت الرسوم
،عالية ،ألن مدرسة اآلنسة بولهامبتون كانت عصرية للغاية) ؛ وبالتالي
لم يتم احتساب عالمات جانيتا ،ووضعت تمارينها جانبًا ولم تأت
في منافسة مع الفتيات األخريات ،وكان مفهومًا بشكل عام بين
المعلمين الذين ،إذا كنتم ترغبون في الوقوف بشكل جيد مع اآلنسة بولهامبتون ،
فسيكون ذلك أفضل
ال تمدح اآلنسة كولوين ،بل لتقديم مزايا سيدة ساحرة
مريم أو المحترم أديليزا ،وترك جانيتا في الغموض الذي منه (حسب
.إلى اآلنسة بوليهامبتون) كان مصيرها أال تظهر أب ًدا
لسوء الحظ ألغراض عشيقة المدرسة ،كانت جانيتا مفضلة إلى حد ما
مع الفتيات .لم تكن محبوبة مثل مارجريت .لم تكن تتطلع إلى و
محترمة ،كما كانت فخامة إديث جور ؛ لم تكن حيوا ًنا ألي ًفا ألحد ،مثل السيدات
الصغيرات
كانت بالنش وروز أمبرلي موجودة منذ أن وطأت قدماهما المدرسة ؛ لكنها كانت كذلك
صديق ورفيق الجميع ،متلقي ثقة الجميع ،مشارك في
أفراح أو مشاكل الجميع .الحقيقة هي أن جانيتا لديها هدية ال تقدر بثمن
تعاطف؛ لقد فهمت الصعوبات التي يواجهها الناس من حولها أكثر من العديد من النساء
ضعف عمرها .وكانت مشرقة جدا ومشمسة المزاج و
بداهة أن وجودها في الغرفة كان كافيًا لتبديد الكآبة وسوء المزاج.كانت ،لذلك ،
تستحق الشعبية ،وفعلت المزيد للحفاظ على شخصية ملكة جمال
مدرسة بولهامبتون للراحة والبهجة من اآلنسة بولهامبتون نفسها كانت
.من المحتمل أن تكون على علم .والفتاة األكثر تكري ًسا لجانيتا كانت مارجريت أدير
"قالت اآلنسة بولهامبتون" :انتظري بضع لحظات يا مارجريت ،أود التحدث إليك
بشكل مهيب ،عندما في إحدى األمسيات ،مباشرة بعد الصالة ،تقدم تلميذ العرض
للمزايدة
.أساتذتها تصبحون على خير
جلست الفتيات حول الغرفة على كراسي خشبية ،واحتلت اآلنسة بولهامبتون أ
مقعد مبطن ذو ظهر مرتفع على طاولة مركزية أثناء قراءتها لجزء من الكتاب المقدس
التي انتهى بها عمل اليوم .بالقرب منها جلست المربيات ،اإلنجليزية والفرنسية و
األلمانية ،مع جانيتا الصغيرة التي ترفع المؤخرة في المكان األكثر دها ًء واألكثر
كرسي غير مريح .بعد الصالة ،قامت اآلنسة بولهامبتون والمعلمين ،و
جاء التالميذ ليطلبوا منهم ليلة سعيدة ،وقدموا أيديهم وخدهم لكل منهم على التوالي.
كان يوجد
دائمًا قدر كبير من التقبيل في هذه المناسبات .ملكة جمال بولهامبتون
أصرت بلطف على تقبيل جميع تالميذها الثالثين كل مساء ؛ جعلهم يشعرون أكثر
كما لو كانوا في المنزل ،كانت تقول ؛ ومثالها ،بالطبع ،متبوع
.المعلمين والفتيات
مارجريت أدير ،كواحدة من أقدم وأطول الفتيات في المدرسة ،جاءت بشكل عام
إلى األمام أوالً لتحية ذلك المساء .عندما قامت اآلنسة بولهامبتون بهذه المالحظة فقط
مسجلة ،عادت إلى وضع بجانب كرسي معلمها في موقف رزين
تلميذة حسنة السلوك -تتقاطع يداها على الرسغين والقدمين في الموضع والرأس و
،األكتاف منتصبة بعناية والعينان برفق نحو السجادة.هكذا يقف
كانت تدرك جي ًدا أن جانيتا كولوين أعطتها نظرة صغيرة غريبة وشائكة
من اختالط المرح والقلق خلف ظهر اآلنسة بولهامبتون ؛ ألنه كان معروفا بشكل عام
أن محاضرة كانت وشيكة عندما تم توقيف إحدى الفتيات بعد الصالة ،وكان ذلك
كان من غير المألوف أن تلقي مارغريت محاضرة! لكن اآلنسة أدير لم تنظر
مرتبك .ابتسمت ابتسامة مؤقتة على وجهها في كشر جانيتا الصغير ،لكن ذلك كان
.على الفور من خالل مظهر الجاذبية البسيطة الذي أصبح مناسبًا للمناسبة
،عندما خرج آخر التالميذ وآخر المدرسين من الغرفة
استدارت اآلنسة بولهامبتون واستطلعت رأي الفتاة المنتظرة مع بعض عدم اليقين .هي
كانت
مغرم ح ًقا بمارجريت أدير .لم تجلب االئتمان إلى المدرسة فحسب ،بل كانت كذلك
فتاة جيدة ،لطيفة ،شبيهة بالسيدة (مثل تلك كانت ألقاب ملكة جمال بولهامبتون) ،ومن
العدل ج ًدا
ننظر الى .كانت مارغريت طويلة ونحيلة ورشيقة للغاية في حركاتها ؛ هي
،كان نزيها ً رقيقا ً ،وشعره من أنعم حرير الملمس والذهب الفاتح ؛ عينيها
،ومع ذلك ،لم تكن زرقاء ،كما كان يتوقعها المرء ؛ كانوا بني عسلي
و محجبات برموش بنية طويلة -عيون تذوب النعومة و الحلم ،بشكل غريب
حلو في التعبير .كانت مالمحها طويلة ج ًدا ورقيقة ج ًدا للحصول على جمال مثالي ؛
لكنهم أعطوها مظهرً ا يشبه مادونا من السالم والهدوء الذي كان الكثيرون على استعداد
بحماس اإلعجاب .ولم يكن في وجهها حاجة للتعبير .خافت
تباينت أزهار الورد في كلمة واحدة تقريبًا ،وكانت الشفاه المنحنية الرفيعة حساسة
لإلحساس
كما يمكن أن يكون المطلوب.ما كان مطلوبًا في الوجه هو ما أعطاها غريبًا قبل الزواج
سحر -نقص في الشغف ،ربما نقص بسيط في القوة .لكن في السابعة عشرة ننظر
أقل لهذه الخصائص من الحالوة والطاعة التي مارغريت
ً
بسيطا ج ًدا -الفستان المثالي يمتلك بالتأكيد .كان فستانها من الشاش األبيض الناعم
لفتاة صغيرة -ومع ذلك فقد تم تصنيعها بشكل جميل للغاية ،وتشطيب رائع في كل
منها
التفاصيل ،أن اآلنسة بولهامبتون لم تنظر إليها أب ًدا دون الشعور بعدم االرتياح بأنها
كانت كذلك
حسن الملبس لتلميذة .ارتدى آخرون فساتين موسلين من نفس الشيء على ما يبدو
قطع والملمس ولكن ما قد تفشل العين العادية في مالحظته ،كانت المديرة
تدرك جي ًدا ،أي أن الرتوش الصغيرة في الرقبة والمعصمين كانت من
،أغلى دانتيل ميكلين ،أن حافة الفستان كانت محاطة بنفس المادة
كما لو كانت أكثر األشياء شيو ًعا ؛ التي بها شرائط بيضاء مطرزة
التي تم قصها تم نسجها في فرنسا خصيصًا لملكة جمال أدير ،وأن
كانت األبازيم الفضية الصغيرة عند خصرها وعلى حذائها قديمة وجميلة للغاية
ذات أهمية تاريخية تقريبًا .كان التأثير هو البساطة .لكنها كانت مكلفة
بساطة الكمال المطلق .لم تكن والدة مارجريت راضية إال بطفلها
كان يلبس من الرأس إلى القدم بمواد من أنعم وأجود وأفضل .كان نوعا ما
.رمز خارجي لما تريده الفتاة في جميع عالقات الحياة
كان هذا هو ما أزعج عقل اآلنسة بولهامبتون وهي تقف وتبدو مضطربة
.للحظة في مارغريت أدير .ثم أخذت الفتاة من يدها
قالت بصوت لطيف" :اجلس يا عزيزتي ،ودعني أتحدث معك لبضع لحظات
".آمل أال تكون متعبًا من الوقوف لفترة طويلة
أوه ،ال ،شكرا لك ،ال على اإلطالق "،أجابت مارغريت ،خجال قليال وهي تشغل"
مقعدا
على يد اآلنسة بولهامبتون اليسرى .كانت أكثر ترهيبًا من هذا اللطف الذي ال يرقى إليه
عنوان أكثر من أي خطورة يمكن تخيلها .كانت المديرة طويلة ورائعة
في المظهر :كان أسلوبها في العادة مغرورً ا بعض الشيء ،ولم يكن يبدو طبيعيًا تمامًا
.لمارجريت أن تتحدث بلطف شديد
،قالت اآلنسة بولهامبتون" :عزيزتي ،عندما أعطتك والدتك العزيزة مسئوليتي
،أنا متأكد من أنها تعتبرني مسؤولة عن التأثيرات التي كنت تحتها
".والصداقات التي كونتها تحت سقفي
"قالت" :عرفت ماما أنني لن أتأذى من أي صداقة بيني وبينها هنا
مارغريت مع أنعم اإلطراء .كانت صادقة تمامًا :كان من الطبيعي أن تقول
.أشياء جميلة" للناس"
اعترفت المعلمة" :هذا صحيح"" .ال بأس يا عزيزتي مارغريت ،إذا بقيت في الداخل
،درجتك الخاصة في المجتمع .ال يوجد تلميذ في هذه المؤسسة ،وأنا ممتن للقول
من ليس من أفراد األسرة المناسبين واآلفاق ليصبح صديقك .ما زلت صغيرا
وال تفهم المضاعفات التي يتورط فيها الناس أحيا ًنا
"من خالل تكوين صداقات خارج مجالهم الخاص .لكني أفهم ،وأود أن أحذركي
.قالت مارغريت مع نظرة فخورة في عيناها العسليتين
قالت اآلنسة بولهامبتون بسعال خفيف متردد" :حس ًنا -ال ،آمل أال يحدث ذلك"" .أنت
أفهم ،عزيزتي ،أنه في مؤسسة مثل مؤسستي ،يجب توظيف األشخاص
للقيام بعمل معين ليسوا متساوين تمامًا في الموقع مع أنفسنا .األشخاص
والدة دنيا ومكانة يعني لمن يهتم بالفتيات الصغيرات ويقين
واجبات وضيعة ،يجب أن تلتزم .هؤالء األشخاص يا عزيزي الذين يجب أن تكون
معهم
يجب أن يتم االتصال بهم ،وآمل أن تعاملهم دائمًا مع الكمال
" ".المجاملة والمراعاة ،ال داعي ،في نفس الوقت ،أن تكونا أصدقاء حميمين لك
قالت مارغريت بهدوء" :لم أقم بتكوين صداقات مع أي من الخدم" .يغيب
.كان بولهامبتون منزعجً ا إلى حد ما من هذه المالحظة
قالت بحدة" :أنا ال ألمح إلى الخدم"" .أنا ال أعتبر
اآلنسة كولوين خادمة ،أو ال يجب أن أسمح لها بالطبع بالجلوس على نفس الطاولة
معها
أنت .ولكن هناك نوع من األلفة ال أوافق عليه تمامًا " -هي
".توقفت ،وسحبت مارجريت رأسها وتحدثت بقرار غير عادي
".اآلنسة كولوين هي أعظم أصدقائي"
نعم يا عزيزي ،هذا ما أشتكي منه .أال يمكنك العثور على صديق في مرتبتك؟"
" الحياة دون جعل واحدة من اآلنسة كولوين
ً
ساخطا" :إنها جيدة مثلي تماما"" .جيد ج ًدا ،أكثر من ذلك بكثير ،صرخت مارغريت
" !وأكثر ذكاء
قالت المديرة" :لديها قدرات" ،وبهواء واحدة تقدم تنازالً ؛
وآمل أن يكونوا مفيدين لها في دعوتها .من المحتمل أن تصبح"
،مربية حضانة ،أو رفيقة سيدة ذات منصب أعلى .لكن ال أستطيع أن أصدق
عزيزتي أن السيدة كارولين العزيزة ستوافق على تخصيصها لها على أنها خاصة بك
".وصديق خاص
قالت مارغريت" :أنا متأكد من أن ماما تحب دائمًا األشخاص الطيبين واألذكياء" .هي
لم تطير في حالة من الغضب كما كانت ستفعل بعض الفتيات ،لكن وجهها احمر
وجهها
جاء التنفس أسرع من المعتاد -عالمات اإلثارة الكبيرة من جانبها ،والتي اآلنسة
.لم يكن بولهامبتون بطيًئ ا في المالحظة
إنها تحبهم في مكانهم الصحيح ،يا عزيزتي .هذه الصداقة ال تتحسن"
أنت وال اآلنسة كولوين .مواقفك في الحياة مختلفة ج ًدا لدرجة أن مالحظتك لها
يمكن أن تسبب السخط وسوء الشعور في عقلها .إنه أمر غير حكيم للغاية ،وأنا
".ال أستطيع التفكير في أن والدتك العزيزة ستوافق على ذلك إذا كانت تعرف الظروف
قالت مارغريت بشيء من الحماس" :لكن عائلة جانيتا ليست على اتصال وثيق على
".اإلطالق
"—— هناك أبناء عمومتها يعيشون بالقرب منا -الممتلكات التالية ملك لهم"
"هل تعرفهم يا عزيزتي؟"
أجابت مارغريت" :أعرف عنهم" ،وفجأة تلون بعمق شديد وتنظر
غير مريح " ،لكنني ال أعتقد أنني رأيتهم من قبل ،فهم بعيدون ج ًدا عنهم
"--الصفحة الرئيسية
قالت اآلنسة بولهامبتون" :أعرف عنهم أي ً
ضا" قالت اآلنسة بولهامبتون ،كئيب ؛ "وأنا
ال أعتقد ذلك
ستعمل على تعزيز اهتمامات اآلنسة كولوين من خالل ذكر ارتباطها بذلك
األسرة .لقد سمعت السيدة كارولين تتحدث عن السيدة براند وأطفالها .هم ليسوا
".الناس ،يا عزيزتي مارجريت ،من المستحسن أن تعرفهم
"قالت مارغريت" :لكن شعب جانيتا يعيش بالقرب منا تمامًا
نغمة ،رنة" .أنا أعرفهم في المنزل ؛ إنهم يعيشون في بيمنستر -ليس على بعد ثالثة
".أميال
وهل لي أن أسأل إذا كانت السيدة كارولين تزورهم يا عزيزتي؟" سألت اآلنسة"
بولهامبتون ،مع
السخرية اللطيفة ،التي أعادت اللون إلى وجه مارجريت الفاتح .لم تستطع الفتاة
إجابه؛ كانت تعرف جي ًدا أن زوجة أبي جانيتا لم تكن على اإلطالق من النوع الشخص
إلى من كانت السيدة كارولين أدير تتحدث عن طيب خاطر ،ومع ذلك لم تحب أن تقول
.أن معرفتها بجانيتا قد تم إجراؤها فقط في فصل رقص بيمينستر
"ربما تكهنت اآلنسة بولهامبتون الحقيقة .قالت" :في ظل هذه الظروف
أعتقد أنه يجب أن أكون مبررً ا في الكتابة للسيدة كارولين وأطلب منها أن تعارض أ
قليال معك يا عزيزتي مارجريت .من المحتمل أنها ستكون قادرة على جعلك أفضل
".فهم سوء سلوكك أكثر مما أستطيع فعله
.ارتفعت الدموع في عيني مارغريت .لم تكن معتادة على التوبيخ بهذه الطريقة
لكن -ال أعرف ،آنسة بولهامبتون ،ما الذي تريدني أن أفعله" ،قالت ،أكثر"
بعصبية أكثر من المعتاد" .ال يمكنني التخلي عن جانيتا ؛ ال يمكنني تجنب التحدث معها
،أنت
" -أعرف ،حتى لو أردت
ال أرغب في شيء من هذا القبيل ،مارغريت .كوني لطيفة ومهذبة معها "،
كالعادة.لكن دعني
نقترح عليك أال تجعل رفيقها في الحديقة باستمرار -حتى أنت
ال تحاول الجلوس بجانبها في الفصل أو إلقاء نظرة على نفس الكتاب .سوف أتحدث
إلى اآلنسة
".كولوين نفسها عن ذلك .أعتقد أنني أستطيع أن أجعلها تفهم
قالت مارغريت وهي تتزايد" :أوه ،من فضلك ال تتحدث إلى جانيتا! أنا أفهم ذلك
"بالفعل
-شاحب مع ضيق" .أنت ال تعرف كم كانت لطيفة وجيدة بالنسبة لي دائمًا
"-
خنقت التنهدات كالمها ،بدالً من إنذار اآلنسة بولهامبتون .لم تحب أن ترى
.فتياتها يبكين -وال سيما مارغريت أدير
،عزيزي ،ال داعي إلثارة نفسك .لطالما عولجت جانيتا كولوين"
أتمنى مع العدل واللطف في هذا المنزل .إذا كنت ستسعى فقط لجعلها
مكانة في الحياة أقل بدالً من أن تكون أكثر صعوبة ،سوف تقدم لها أكبر خدمة في
،طاقتك .ال أقصد على اإلطالق أنني أتمنى أن تكون قاسيا ً معها .القليل من االحتياطي
مزيد من الحذر ،في سلوكك ،وستكون كل ما تمنيت لك
" !أن تكون -ائتما ًنا لوالديك وللمدرسة التي علمتك
كانت هذه المشاعر مندفعة للغاية لدرجة أنها أوقفت دموع مارجريت بدهشة محضة ؛
وعندما قالت ليلة سعيدة وذهبت إلى الفراش ،وقفت اآلنسة بولهامبتون ل
لحظة أو اثنتين ساكنتين تمامًا ،كما لو كان يتعافى من مجهود غير مألوف للتعبير عن
عاطفة حنون .ربما كان رد الفعل ضدها هو الذي تسبب لها تقريبًا
على الفور لدق الجرس بحدة ،والقول -ال يزال حا ًدا -للخادمة التي
".ظهر في الجواب" .أرسل لي اآلنسة كولوين
انقضت خمس دقائق قبل أن تأتي اآلنسة كولوين ،ومع ذلك ،فعلت المعلمة
.كان لديه الوقت لنفاد الصبر
لماذا لم تأت على الفور عندما أرسلت لك؟" قالت ،بشدة ،في أقرب وقت"
.قدمت جانيتا نفسها
قالت الفتاة بسرعة" :كنت ذاهبة إلى الفراش"" .وكان علي أن أرتدي مالبسي مرة
".أخرى
اللكنات القصيرة ،المصممة ،حزينة على أذن اآلنسة بولهامبتون .لم تفعل اآلنسة
كولوين
.تحدثت نصف "بلطف" ،قالت لنفسها ،كما فعلت عزيزتي مارغريت أدير
قالت الطالبة ببرود" :لقد تحدثت إلى اآلنسة أدير عنك"" .أملك
أخبرتها ،كما أخبرك اآلن ،أن االختالف في مواقفك يجعلك
العالقة الحميمة الحالية غير مرغوب فيها للغاية .أتمنى أن تفهم ،من اآلن فصاع ًدا ،
تلك السيدة
أدير ال يمشي معك في الحديقة ،ال أن يجلس بجانبك في الفصل ،ال أن يشاركك
".معك ،كما فعلت حتى اآلن ،على قدم المساواة
لماذا ال نتعاون على قدم المساواة؟" قالت جانيتا .كانت سوداء الحاجب"
فتاة ،بشرة زيتون صافية ،ومضت عيناها وتوهج خديها من السخط
.كما تحدثت
"قالت اآلنسة بولهامبتون ،مع استياء شديد في نبرة صوتها" :أنت لست متساوين
تحدثت بشكل مختلف تمامًا عن مارغريت" .عليك أن تعمل من أجل خبزك :ال يوجد
،عار في ذلك ،لكنه يضعك في مستوى مختلف عن مستوى اآلنسة مارغريت أدير
.حفيدة إيرل ،والطفل الوحيد لواحد من أغنى الناس في إنجلترا
لم أذكرك من قبل بالفرق في الموقف بينك وبين
السيدات الشابات اللواتي سُمح لك حتى اآلن باالرتباط بهن ؛ وأعتقد ح ًقا
سأضطر إلى تبني طريقة أخرى -ما لم تتصرف مع نفسك يا آنسة كولوين
".مزيد من التواضع واللياقة
هل لي أن أسأل ما هي طريقتك األخرى؟" سألت اآلنسة كولوين ،مع الكمال"
.التملك الذاتي
.نظرت إليها اآلنسة بولهامبتون في صمت
قالت" :بادئ ذي بدء ،يمكنني طلب الوجبات بشكل مختلف ،وأطلب منك تناولها
لك مع األطفال األصغر س ًنا ،وبطرق أخرى يعزلونك عن مجتمع
السيدات الشابات .وإذا فشل هذا ،يمكنني أن أبين لوالدك أن ترتيبنا كان كذلك
".غير مرض ،وأنه من األفضل أن تنتهي عند نهاية هذا المصطلح
سقطت عينا جانيتا وتالشى لونها عندما سمعت هذا التهديد .كان يعني صفقة جيدة ل
.لها .أجابت بسرعة ولكن بشيء من التوتر
بالطبع ،يجب أن يكون هذا كما يحلو لك ،آنسة بولهامبتون .إذا لم أشبعك ،فال بد لي"
من ذلك
".يذهب
أنت ترضيني جي ًدا إال في هذا الجانب .ومع ذلك ،أنا ال أطلب أي شيء"
وعد منك اآلن .سأراقب سلوكك خالل األيام القليلة القادمة ،وسأكون كذلك
".يسترشد بما أراه .لقد تحدثت بالفعل إلى اآلنسة أدير
-عضت جانيتا شفتيها .بعد وقفة ،قالت
"هل هذا كل شيء؟ هل يمكنني الذهاب اآلن؟"
قالت اآلنسة بولهامبتون بجاللة" :يمكنك أن تذهب" .وجانيتا بهدوء وبطء
.متقاعد
لكن حالما كانت خارج الباب تغير سلوكها .انها انفجرت في البكاء مثل
سارعت بسرعة إلى أعلى السلم الواسع ،وأصبحت عيناها مصابة بالعمى لدرجة أنها
لم تفعل ذلك
حتى ترى شخصية بيضاء تحوم على الهبوط حتى وجدت نفسها فجأة
ذراعي مارجريت .في تحد لجميع القواعد -غير مطيع ألول مرة فيها تقريبًا
الحياة -كانت مارجريت تنتظر وتراقب مجيء جانيتا ؛ واآلن ،مشبوك
.أجرى الصديقان محاضرة هامسة على الدرج معًا كأخوات
"قالت مارغريت" :عزيزتي ،هل كانت قاسية ج ًدا؟
قالت جانيتا وهي تضحك قليالً" :كانت فظيعة للغاية ،لكنني أعتقد أنها لم تستطع
"مساعدتها
".تختلط مع تنهداتها" .يجب أال نكون أصدقاء بعد اآلن يا مارجريت
".لكننا سنكون أصدقاء -دائمًا يا جانيتا"
"—— يجب أال نجلس معًا أو نسير معًا"
جانيتا ،سأتصرف معك تمامًا كما كنت أفعل دائمًا ".كانت مارغريت اللطيفة"
.في ثورة
".ستكتب إلى والدتك ،مارجريت ،وإلى أبي"
قالت مارغريت بكرامة" :سأكتب إليّ أي ً
ضا ،وأشرح له" .وكان جانيتا
ليس القلب لتهمس لصديقتها أن النغمة التي ستفعلها اآلنسة بولهامبتون
الكتابة إلى السيدة كارولين تختلف اختال ًفا كبيرً ا عن تلك التي ستتبناها
.السيد كولوين
.الفصل الثاني
.تكتيكات ليدي كارولين
.كانت هيلمسلي كورت تعتبر بشكل عام واحدة من أجمل البيوت في بيمينستر
مكان غني بالمنازل الجميلة ،كونه بلدة كاتدرائية تقع في واحدة من
أجمل المقاطعات الجنوبية في إنجلترا .كانت قرية هيلمسلي رائعة الجمال
مجموعة صغيرة من األكواخ باألبيض واألسود ،مع حدائق مليئة بالزهور القديمة
أمامهم والمروج والغابات خلفهم .كان هيلمسلي كورت أعلى قليالً
من القرية ،ونوافذها تطل على منظر جميل واسع النطاق
بلد يحده في المسافة مجموعة منخفضة طويلة من التالل الزرقاء ،والتي بعدها ،في
قيل ،في األيام الصافية ،يمكن للعيون الثاقبة أن تلمح البحر الالمع .المنزل
كان في حد ذاته مبنى قديمًا رائ ًعا للغاية ،مع شرفة طويلة تمتد قبل أسفلها
النوافذ وحدائق الزهور التي نالت إعجاب نصف المقاطعة .كان لديه
معرض للصور وقاعة رائعة بأرضية مصقولة ونوافذ ملونة وكلها
إكسسوارات قصر عتيق ومحتفل به ؛ وكان لديه أي ً
ضا كل الراحة و
.الرفاهية التي يمكن أن توفرها الحضارة الحديثة
كانت هذه الخاصية األخيرة هي التي جعلت "المحكمة" كما يطلق عليها عامة ،هكذا
جمع .في بعض األحيان تكون المنازل القديمة الخالبة رهيبة وغير مريحة ،لكن ليس
هذا
وقد سمح بوجود عيوب في المحكمة .كل شيء سار بسالسة :الخدم
:تم تدريبهم بشكل مثالي :تم دائمًا تقديم أحدث التحسينات الممكنة
كان المنزل بشكل مثالي فاخر .لم يكن هناك أي جرة أو خالف :ال محلي
كان القلق من أي وقت مضى قد سمح للوصول إلى آذان عشيقة األسرة ،ال يهتم أو
بدت المشاكل قادرة على الوجود في هذا الجو الهادئ .ال يمكنك حتى قول ذلك
أنها كانت مملة .ألن سيد الفناء كان رجالً مضيا ًفا وله أذواق كثيرة و
النزوات التي كان يحب أن ينغمس فيها من خالل إنزال العديد من األصدقاء من لندن
التي تتطابق خياالتها مع أذهانه ،وكانت زوجته تشبه إلى حد ما سيدة جميلة لديها
أصدقاء لندن أي ً
ضا ،وكذلك الجيران ،الذين كانت تحب الترفيه عنهم .كان المنزل
نادرً ا ما يكون خاليًا من الزوار ؛ وكان ذلك جزئيًا لهذا السبب بالذات السيدة كارولين
أدير ،بطريقتها الخاصة امرأة حكيمة ،رتبت لها سنتين أو ثالث سنوات
يجب أن تقضي حياة ابنتها في مدرسة داخلية مختارة للغاية في مدرسة اآلنسة
بولهامبتن
برايتون .وقالت إنه سيكون عيبًا كبيرً ا لمارجريت إذا كان جمالها كذلك
مألوفة لجميع العالم قبل أن تخرج ؛ وحقا ً ،عندما أصر السيد أدير
عند دعوة أصدقائه باستمرار إلى المنزل ،كان من المستحيل االحتفاظ بالفتاة كذلك
تمت تهيئتها في الفصل الدراسي بحيث ال يمكن رؤيتها والتحدث عنها ؛ وبالتالي هو
.كان من األفضل لها أن تذهب بعيدا لبعض الوقت .لم يعجب السيد أدير الترتيب
كان مغرمًا ج ًدا بمارغريت ،واعترض على مغادرتها للمنزل ؛ لكن السيدة كارولين
كانت كذلك
.ال هوادة فيها بلطف وحصلت على طريقتها الخاصة -كما فعلت بشكل عام
إنها ال تشبه إلى حد كبير والدة الفتاة الطويلة التي رأيناها في برايتون ،كما هي
تجلس على رأس مائدة اإلفطار مرتدية أجمل فساتين الصباح -رائعة
مزيج من الحرير والشاش والدانتيل وشرائط وردية شاحبة -مع كلب أبيض صغير
تستريح في حضنها .هي امرأة أصغر بكثير من مارغريت ،وأكثر قتامة في الداخل
البشرة :ترث مارغريت منها ،مع ذلك ،البندق الكبير والجذاب
العيون التي تنظر إليك بحالوة ال نهائية ،بينما ربما يفكر صاحبها
من القائمة أو فاتورة صاحبها .وجه السيدة كارولين نحيف ومدبب ،لكن وجهها
ال تزال بشرتها صافية ،وشعرها البني الناعم مرتب بشكل جميل للغاية .وهي جالسة
بظهرها إلى النور ،وستارة وردية خلفها ،فقط تلون لونها الرقيق
الخد (بالنسبة للسيدة كارولين حريصة دائمًا على المظهر) ،تبدو صغيرة ج ًدا
.ال تزال المرأة
أكثر ما تشبه مارغريت هو السيد أدير .إنه طويل وسيم للغاية
رجل كان شعره وشاربه ولحيته المدببة ذهبيًا مثل شعر مارغريت
خصالت شعر ناعمة ،ولكن اآلن تم تخفيفها بقليل من اللون الرمادي .لديه عيون
زرقاء متنبهة
يتماشى بشكل عام مع بشرته الفاتحة ،وأطرافه الطويلة ال تزال أب ًدا للكثيرين
دقائق م ًعا .يبدو أن هدوء ابنته جاء من أمها ؛
.بالتأكيد ال يمكن أن يرث من ريجنالد أدير الذي ال يهدأ
الشخص الثالث حاضر على مائدة اإلفطار -والزائر الوحيد في الوقت الحالي
في المنزل -شاب يبلغ من العمر سبعة أو ثمانية وعشرين عامًا ،طويل القامة ،داكن
،اللون ،ومتوفر ج ًدا
بلحية سوداء فحم مشذبة إلى حد ما ،وعيون داكنة جادة ،وممتعة بشكل ملحوظ
والتعبير الذكي .إنه ليس وسيمًا تمامًا ،لكن لديه وجهًا جذابًا
واحد؛ إنه وجه رجل لديه تصورات سريعة ،ولطف قلب كبير ،و
العقل المكرر والمثقف .ال أحد أكثر شعبية في تلك المقاطعة من الشاب السير فيليب
أشلي ،على الرغم من تذمر جيرانه في بعض األحيان من امتصاصه في العلوم و
األشياء الخيرية ،واعتقد أنه سيكون أكثر مصداقية لهم إذا خرج
مع كالب الصيد قليال في الكثير من األحيان .أو كانت لقطة أفضل إلى حد ما .لكونه
قصير النظر
لم يكن مغرمًا بشكل خاص بالرياضة أو األلعاب المهارية ،وكان اهتمامه
دائمًا ما تركز على المالحقات الفكرية إلى درجة أذهلت أكثر من دولة
.المربعات من الحي
تم إحضار الحقيبة البريدية أثناء تقديم اإلفطار ،ورسالتين أو ثالثة
وضعت أمام السيدة كارولين ،التي فتحت وقراءة بكلمة اعتذار متهورة
.لهم بدورهم .ابتسمت وهي تضعهما على األرض وتنظر إلى زوجها
قالت "هذه تجربة جديدة"" .للمرة األولى في حياتنا ،ريجنالد ،ها هو
".شكوى رسمية من مارجريت
نظر السير فيليب بلهفة إلى حد ما ،ورفع السيد أدير حاجبيه ،وحركه
.القهوة ،وضحك بصوت عال
قال "العجائب لن تتوقف أبدا"" .إنه ألمر منعش أن نسمع أن لدينا طاهر
مارغريت فعلت شيًئ ا شقيًا .ما األمر يا كارولين؟ هل هي عادة في وقت متأخر عن
وجبة افطار؟ لمسة من عدم االلتزام بالمواعيد هي الخطأ الوحيد الذي سمعت به ،
،وأعتقد
".هي ترث مني
قالت السيدة كارولين بهدوء" :يجب أن أكون آسفة العتقادها أنها كانت نقية
مثل هذا الصوت غير المريح .لكن يجب أن أقول إن مارجريت يمكن تتبعها بشكل عام
".طفل
هل تقصد أن مدرستها ال تجدها سهلة التعقب؟" قال السيد أدير ،مع"
"تسلية" .ماذا كانت تفعل؟
-ال شيء سيًئ ا .تكوين صداقات مع تلميذ مربية ،أو شيء من هذا القبيل"
"-
فقط ما يمكن أن تفعله فتاة كريمة القلب!" صرخ السير فيليب ،مع أ"
.إضاءة دافئة مفاجئة لعينيه الداكنتين
ابتسمت له السيدة كارولين" .المديرة تعتقد أن هذه الفتاة صديقة غير مناسبة
".لمارجريت ويريد مني التدخل
قال السيد أدير" :ال تصلي وال تفعل شيًئ ا من هذا القبيل"" .أود أن أثق في غريزة بيرل
" !في أى مكان .لن تصنع صديقا غير الئق أبدا
قالت السيدة كارولين" :لقد كتبت مارجريت إلي بنفسها"" .تبدو متحمسة بشكل غير
عادي
حول هذا الموضوع .كتبت `` :أمي العزيزة ،صلّي لتتوسطي لمنع اآلنسة بولهامبتون
من فعل شيء غير عادل وغير كريم .انها ال توافق على صداقتي مع العزيزة
-جانيتا كولوين ،ببساطة ألن جانيتا فقيرة ؛ وهي تهدد بمعاقبة جانيتا
ليس أنا -بإرسالها إلى المنزل في عار .جانيتا تلميذة مربية هنا ،وهي
ستكون مشكلة كبيرة لها إذا تم إرسالها بعي ًدا .آمل أن تفضل أن تأخذ
''.أنا بعي ًدا عن السماح لمثل هذا الظلم
قال السيد أدير برضا عن النفس" :لؤلؤتي تضرب المسمار في الرأس بالضبط" .ارتقى
بينما كان يتكلم ،وبدأ يمشي في جميع أنحاء الغرفة" .إنها كبيرة بما يكفي للعودة إلى
،المنزل
كارولين .إنه يونيو اآلن ،وتنتهي المدة في يوليو .أحضرها للمنزل واد ُع الصغار
مربية أي ً
ضا ،وسوف ترى قريبًا ما إذا كانت هي الصديق المناسب أم ال
.مارغريت
.يمسّك شاربه األصفر وينظر إلى زوجته
".قالت السيدة كارولين بابتسامتها الجميلة" :لست متأكدة من أن ذلك سيكون مستحسنا ً
جانيتا كولوين :كولوين؟ ألم تعرفها مارجريت قبل ذهابها إلى المدرسة؟ هل"
،ليس هناك بعض كولوين في بيمنستر؟ الطبيب -نعم أتذكره .أنت ,ال
" ريجنالد؟
.هز السيد أدير رأسه ،لكن السير فيليب نظر إلى األعلى على عجل
أنا أعرفه -رجل يكافح وله أسرة كبيرة .باألحرى كانت زوجته األولى"
أعتقد أنها مرتبطة جي ًدا :على أي حال كانت مرتبطة بقاعة العالمات التجارية .هو
".تزوجت مرة ثانية بعد وفاتها
هل تسمي ذلك أن تكون على اتصال جيد ،فيليب؟" قالت السيدة كارولين بلطف"
عتاب .بينما كان السيد أدير يضحك ويصفير ،لكنه أمسك بنفسه على الفور
.واعتذر
أرجو العفو -لقد نسيت مكاني :قل ارتباط أي منا بالعالمات التجارية"
".براند هول كان ذلك أفضل ،فيل
".قال السير فيليب بجدية" :ال أعرف شيًئ ا عنهم
وال أي شخص آخر" -على عجل " -إنهم ال يعيشون في المنزل أب ًدا ،كما تعلم .لذلك"
هذه الفتاة هي
" اتصالهم؟
"قالت ليدي" :ربما ليس الصديق المناسب :قد تكون اآلنسة بولهامبتون على حق
".كارولين" .أفترض أنني يجب أن أذهب إلى برايتون وأرى مارجريت
قال السيد أدير بتهور" :اعدوها معك"" .لقد كان لديها ما يكفي من
" المدرسة في هذا الوقت :كانت تبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا تقريبًا ،أليس كذلك؟
لكن السيدة كارولين رفضت مبتسمة أن تقرر أي شيء حتى ترضي نفسها
أجرى مقابلة مع اآلنسة بولهامبتون .طلبت من زوجها أن يأمر بعربة لها في
.مرة واحدة ،وتقاعدت الستدعاء خادمتها وتجهيز نفسها للرحلة
لن تذهب اليوم ،أليس كذلك ،فيليب؟" قال السيد أدير باستئناف تقريبا" .سأكون"
".كل شيء بمفرده ،وربما لن تعود زوجتي حتى الغد -ليس هناك قول
أجاب السير فيليب بحرارة" :شكرً ا لك ،سأكون سعي ًدا للغاية بالبقاء" .بعد
وأضاف ،وقفة لحظة بشيء يشبه إلى حد بعيد لمسة من الخجل " -لم أفعل
".رأيت -ابنتك منذ أن كانت في الثانية عشرة من عمرها
أليس كذلك؟" قال السيد أدير ،باهتمام جاهز" .أنت ال تقل ذلك! فتاة صغيرة جميلة"
" كانت حينها! أال تعتقد ذلك؟
"قال السير فيليب برفقته" :اعتقدت أنها أجمل طفل رأيته في حياتي كلها
.تقوى فضولية لألسلوب
لقد رأى السيدة كارولين بينما كانت تنطلق في القطار ،برفقة رجل وخادمة
الحضور ،والسيد أدير تسليمها إلى العربة وعرضها بشجاعة
"رافقها إذا كانت تحب .قالت السيدة كارولين بتسامح" :ليس ضروريًا على اإلطالق
ابتسامة" .سأعود إلى المنزل لتناول العشاء .اعتني بزوجي فيليب وال تدعه يكون
".ممل
.إذا كانوا يجعلون مارجريت غير سعيدة ،فتأكد من إعادتها معك "،كان السيد"
كلمات أدير األخيرة .أعطته السيدة كارولين ابتسامة وإيماءة صغيرة لطيفة ولكن
غامضة
بينما كانت تدور بعي ًدا .اعتقد السير فيليب لنفسه أنها تشبه المرأة
من ستأخذ دورة خاصة بها بالرغم من نصيحة أو توصية زوجها
.أو أي شخص آخر
ابتسم مرة أو مرتين مع مرور اليوم على أمر فراقها بعدم السماح له
زوجها يكون ممل .لقد كان يعرف األدير لسنوات عديدة ،ولم يعرفه أب ًدا
" ،ريجنالد أدير مملة تحت أي ظرف من الظروف .كان مليًئ ا باالهتمامات " ،البدع
،بعض الناس وصفهم بأنهم مملين أب ًدا .أخذ السير فيليب في جولة في معرض الصور
حول االسطبالت ،إلى بيوت الكالب ،إلى حديقة الزهور ،إلى االستوديو الخاص به
(حيث هو
رسمت بالزيوت عندما لم يكن لديه أي شيء آخر يفعله) بطاقة ال تضعف أب ًدا و
الرسوم المتحركة .تكمن اهتمامات السير فيليب في أخاديد مختلفة ،لكنه كان قادرً ا
تمامًا على ذلك
متعاط ًفا مع مصالح السيد أدير أي ً
ضا .مر اليوم بسرور وبدا
إنها اختصار لكل ما أراد الرجالن أن يحمالها فيه ؛ على الرغم من أن من وقت آلخر
كان السيد أدير يقول ،بنفاد صبر " ،أتساءل كيف تسير كارولين!" أو "أنا
أتمنى أن تعيد مارجريت معها! لكنني ال أتوقع ذلك ،كما تعلم .كان كاري
".دائمًا ما يكون رائ ًعا للتعليم وهذا النوع من األشياء
.هل اآلنسة أدير مف ّكرة -أي ً
ضا؟" سأل السير فيليب ،مع االحترام"
.اقتحم السيد أدير ضحكة مفاجئة" .المثقف؟ ديزي لدينا؟ -لؤلؤة لدينا؟" هو قال
".انتظر حتى تراها ،ثم اطرح السؤال إذا أردت"
".أخشى أنني ال أفهم تماما"
بالطبع ال .إنه تحيز األب العزيز الذي يتحدث ،صديقي العزيز .أنا"
يعني فقط أن هؤالء الفتيات الصغيرات والجميالت يطرحن مثل هذه األسئلة من رأسهن
".
".قال السير فيليب بابتسامة" :يجب أن تكون جميلة ج ًدا في ذلك الوقت
لقد رأى عد ًدا كبيرً ا ج ًدا من النساء الجميالت ،وأخبر نفسه أنه ال يهتم بهن
جمال .كانت النساء المألوفات والثرثارة مكروه .لم يكن لديه أخوات ،لكنه
أحب والدته كثيرا .وعليها أسس نموذجً ا عاليًا ج ًدا لـ
األنوثة .لقد بدأ يفكر بشكل غامض ،مؤخرً ا ،أنه يجب أن يتزوج :الواجب
طلبها منه ،وكان السير فيليب دائمًا منتبهًا ،إن لم يكن مطيعًا ،لصوت
واجب .لكنه لم يكن يميل إلى الزواج من فتاة خارج حجرة الدراسة أو فتاة كانت كذلك
اعتاد على الفخامة المؤلمة (كما اعتبره) هيلمسلي كورت :أراد
امرأة مفعمة بالحيوية ،وعقالنية ،وكبيرة القلب ،وذات تفكير كبير ،وستكون من
حقه
يده ،أول وزير دولة .كان السير فيليب ثريًا إلى حد ما ،لكن بأي حال من األحوال
بشكل هائل وله استخدامات أخرى لثروته غير شراء الصور و
الحفاظ على االسطبالت وبيوت الكالب بتكلفة تنذر بالخطر .إذا كانت اآلنسة أدير
جميلة ج ًدا ،فهو
تأمل ،كان من الجيد أنها لم تكن في المنزل ،بالطبع ،كان من الممكن ذلك
قد يجد وجهًا جمياًل جاذبية :ومثلما كان يحب السيدة كارولين ،فعل ذلك
ال تريد أن تتزوج ابنة السيدة كارولين بشكل خاص .أنها عاملته بشكل رائع
"في االعتبار ،وأنه سمعها ذات مرة تتحدث عنه على أنه "األكثر أهلية
جزء من الحي " ،كان قد وضعه بالفعل في حراسته قليالً .كانت السيدة كارولين
ال توجد أم مبتذلة ،متطابقة ،كان يعرف ذلك جي ًدا ؛ لكنها كانت في بعض
.يحترم امرأة دنيوية تمامًا ،وكان فيليب أشلي في األساس رجال ساذجا
عندما صعد إلى الطابق العلوي ليرتدي مالبس العشاء في ذلك المساء ،أذهله حقيقة أن
أ
،كان الباب مفتوحً ا لم يسبق له أن رآه مفتوحً ا من قبل :باب إلى باب جميل مضاء جي ًدا
غرفة وردية وبيضاء ،الشقة المثالية لفتاة صغيرة .كان المساء باردا ،و
بدأ المطر في التساقط ،لذلك اشتعلت نيران صغيرة ساطعة في الشبكة الفوالذية ،
aوألقت
يتوهج البهجة على السجاد األبيض المصنوع من جلد الغنم والستائر الوردية .يبدو أن
خادمة
أن تكون مشغولة ببعض المواد البيضاء -كل شيء يبدو من الشاش والدانتيل -وأخرى
.كان الخادم ،كما مر السير فيليب ،يدخل بزهرية بيضاء كبيرة مليئة بالورود الحمراء
هل يتوقعون زواراً ليالً؟" يعتقد الشاب الذي يعرف ما يكفي من"
المنزل ليكون على علم بأن الغرفة لم تكن واحدة في االستخدام العام" .لم يقل أدير شيًئ ا
عنها
".ولكن ربما يأتي بعض الناس من المدينة
في تلك اللحظة أحضرت له ميزانية من الخطابات ،وفي القراءة والرد
لهم أنه لم يالحظ صوت عجالت النقل على محرك األقراص ،وال صخب أحد
وصوله إلى المنزل .في الواقع ،لم يترك لنفسه سوى القليل من الوقت لدرجة أنه
اضطر إلى ارتداء مالبسه
على عجل غير عادي ،ونزل أخيرً ا إلى الطابق السفلي مقتنعًا بأنه كان كذلك
.متأخر بال عفو
.لكن من الواضح أنه كان مخطئا
ألن غرفة المعيشة كانت مستأجرة من قبل شخصية واحدة فقط -صورة سيدة شابة في
المساء
فستان .ال السيدة كارولين وال السيد.ظهر أدير في مكان الحادث .ولكن على
الموقد ،من خالل طقطقة النار الصغيرة -والتي ،احتراما لبرودة
مساء يونيو اإلنجليزية ،كانت مضاءة -وقفت فتاة طويلة ،عادلة ،نحيلة ،شاحبة
بشرة ،وكتل ناعمة ملفوفة بشكل فضفاض من الشعر الذهبي .كانت ترتدي مالبس نقية
أبيض ،ثوب فضفاض ناعم من الحرير الهندي ،مزين بالدانتيل األكثر رقة :كان
مرتفعًا
إلى الحلق األبيض اللبني ،لكنه أظهر المنحنيات المستديرة للذراع المصبوب بدقة إلى
الكوع .لم تكن ترتدي أي زخارف ،لكن تم تثبيت وردة بيضاء في هدب الدانتيل
فستانها على رقبتها .عندما أدارت وجهها نحو القادم الجديد ،السير فيليب فجأة
شعر نفسه بالخجل .لم يكن األمر أنها كانت جميلة ج ًدا -في تلك اللحظات القليلة األولى
بالكاد كان يعتقد أنها جميلة على اإلطالق -لكنها تركت عليه انطباعًا عن
النعمة الجادة والعذرية والبراءة التي كانت مقلقة تقريبًا .لها نقية
بشرة ،عيناها القاتلة ،الهادئة ،طريقتها الرشيقة في الحركة وهي تتقدم قليالً
لقد أثار استقباله أكثر من اإلعجاب -لشيء ال يختلف عن الرهبة .هي
،بدا شابا لكنه كان شابًا في الكمال :كان هناك بعض اللمسات النهائية الرائعة والشهية
.البولندية ،والتي ال يربطها المرء عادة بالشباب المتطرف
أنت السير فيليب أشلي ،على ما أعتقد؟" قالت ،تقدم له يدها الهادئة النحيفة بدون"
إحراج
.ربما ال تتذكرني ،لكني أتذكرك جي ًدا ،أنا مارجريت أدير""
.الفصل الثالث
.في محكمة هيلسلي
السيدة كارولين أعادتك ،إذن؟" قال السير فيليب ،بعد توقفه األول"
.دهشة
".قالت مارغريت بهدوء" :نعم"" .لقد ُ
طردت
"مطرودة! أنت؟"
قالت الفتاة بابتسامة خفيفة خافتة" :نعم ،لقد فعلت ذلك بالفعل"" .وكذلك لدي
صديقة عظيمة ،جانيتا كولوين .ها هي :جانيتا ،أخبر السير فيليب أشلي أننا
".تم طرده ولن يصدقني
أثار السير فيليب بعض الفضول لرؤية الفتاة التي سمع عنها ألول مرة
ذلك الصباح .لم يالحظ من قبل أنها كانت موجودة .رأى البني قليال
بعيون انتفخت بالبكاء حتى اقتربت
.مالمح غير مرئية وصغيرة وغير ملحوظة وفم يميل إلى االرتعاش
قد تتحمل مارغريت الهدوء ،لكن طرد هذه الفتاة من المدرسة كان واضحً ا
كانت مشكلة حزينة .ألقى المزيد من اللطف والرفق في صوته و
.انظروا كما تكلم معها
ربما شعرت جانيتا بالحرج قليالً إذا لم تكن قد استوعبتها تمامًا
ويالتنا .لم تطأ قدمها من قبل نصف منزل بهذا الفخامة مثل منزل هيلمسلي
المحكمة ،ولم تتناول طعامها في وقت متأخر أو تحدثت إلى رجل نبيل يرتدي معط ًفا
مسائيًا في كل مكانها
الحياة السابقة .ربما كان حجم وروعة الغرفة مضطه ًدا
لها إذا كانت على علم تام بها .لكنها كانت في الوقت الحالي ملفوفة للغاية
في شؤونها الخاصة ،وبالكاد توقفت عن التفكير في الوضع الجديد الذي تعيش فيه
وجدت نفسها .الشيء الوحيد الذي أذهلها هو االهتمام الذي أولته لباسها
خادمة مارجريت ومارجريت .كانت جانيتا ستلبس الكشمير األسود بعد الظهر
وبروش صغير من الفضة ،وشعرت أنها ترتدي مالبس أنيقة تمامًا ؛ لكن مارجريت
بعد استشارة صغيرة مع الشاب الكبير الذي تنازل عن الفرشاة
شعرت اآلنسة كولوين بنفسها أنها أحضرت إلى غرفة جانيتا فستا ًنا من الدانتيل األسود
.حرير بلون الكرز ،وتوسلت إليها أن تلبسه
".قالت مارغريت" :ستشعر بحرارة شديدة في الطابق السفلي إذا لم ترتدي شيًئ ا رائعًا
هناك حريق في غرفة المعيشة :األب يحب أن تكون الغرف دافئة ،أما ثيابي فال"
أنسب لك ،أنا أطول منك بكثير ؛ لكن ماما هي مجرد طولك ،و
.على الرغم من أنك ربما تكون أنحف —— لكنني ال أعرف :الفستان يناسبك تمامًا
".انظر في الزجاج ،جانيت ؛ أنت رائع ح ًقا
نظرت جانيتا واحمر خجالً قليالً -ليس ألنها كانت تعتقد أنها رائعة على اإلطالق ،
ولكن
.ألن الفستان أظهر رقبتها وذراعيها بطريقة لم يسبق لها مثيل من قبل
هل يجب أن تكون -مفتوحة -هكذا؟" قالت بشكل غامض" .هل ترتدي الفساتين"
الخاصة بك مثل
هذا عندما تكون في المنزل؟
قالت مارغريت" :األلغام عالية"" .أنا لست بالخارج" ،كما تعلم .لكنك أكبر مني ،و
كنت تعلم - -أعتقد أننا قد نعتبر أنك "خارج" ،وأضافت ،مع
ضحكة صغيرة" .تبدين جميلة جدا ،جانيتا :لديك ذراعين جميلتين! اآلن يجب أن أذهب
".واللباس ،وسأنادي لك عندما أكون مستع ًدا للنزول
شعرت جانيتا بالتأكيد بالريبة حول ما إذا كانت ليست كبيرة ج ًدا بالنسبة لـ
مناسبات؛ لكنها غيرت رأيها عندما رأت حرير مارجريت اللذيذ والدانتيل ،و
.الديباج الرائع للسيدة كارولين ؛ وشعرت أنها ال تستحق أن تأخذ السيد
عرضت أدير ذراعها عندما تم اإلعالن عن العشاء وقادها مضيفها بأدب إلى
غرفة الطعام .تساءلت عما إذا كان يعرف أنها صغيرة فقط
تلميذ المربية ،وما إذا كان غاضبًا منها لكونها سببًا له
خروج االبنة المفاجئ من المدرسة .في واقع األمر ،عرفها السيد أدير
موقف بالضبط ،وكان مسليا جدا من القضية برمتها ؛ أيضا ،كما تم شراؤها
كان من دواعي سروري عودة ابنته إلى المنزل ،فقد كان لديه ميل غير منطقي ليكون
كذلك
يسر أيضا مع جانيتا" .بما أن مارجريت مغرمة ج ًدا بها ،فال بد من وجود شيء ما
فيها
قال في نفسه "بنظرة نقدية على مالمح الفتاة الرقيقة والظالم الكبير
".عيون" .سأخرجها على العشاء
لقد بذل قصارى جهده ،وجعل نفسه مقبواًل وممت ًعا لدرجة أن جانيتا فقدت شيًئ ا جي ًدا
صفقة من حياءها ،ونسيت متاعبها .كان لديها لسان سريع خاص بها ،مثل
كان الجميع في اآلنسة بولهامبتون على علم .وسرعان ما اكتشفت أنها لم تخسر
ذلك .لقد فوجئت بدرجة كبيرة عندما وجدت أنه لم يتم نطق كلمة واحدة على مائدة
العشاء
حول سبب عودة مارغريت :في منزلها كان يمكن أن يكون موضوع
المساء؛ كان من الممكن مناقشته من كل وجهة نظر ،وستفعل
ربما تقلصت الدموع قبل أن تنتهي الساعة األولى .ولكن هنا كان
من الواضح أن المسألة لم تعتبر ذات أهمية كبيرة .بدت مارجريت هادئة
كما كانت دائمًا ،وانضموا بهدوء إلى الحديث الذي كان على عكس اآلنسة بولهامبتون
بشكل مثير للقلق
تحسين المحادثة :تحدث عن رواد المقاطعة وأقطاب المقاطعة :القيل والقال عنها
الجيران -ثرثرة من نوع غير مؤ ٍذ رغم أنه تافه ،للسيدة كارولين أب ًدا
سمحت بأي حديث على طاولتها لم يكن أي شيء غير ضار ،عن الموضات ،عن
القديم
الصين حول الموسيقى والفن .كان السيد أدير مغرمًا بشغف بالموسيقى ،وعندما كان
وجدت أن اآلنسة كولوين كانت تعلم ح ًقا شيًئ ا عن أنه كان في عنصره .أنهم
محاضرة عن الشرود ،والسوناتا ،والكونشيرتو ،والرباعية ،والثالثي ،حتى السيدة
كارولين
رفعت حواجبها قليالً حول الطبيعة التقنية للغاية للمحادثة ؛ و سيدي
تبادل فيليب ابتسامة تهنئة مع مارجريت على نجاح صديقتها .إلى عن على
كانت فرحة العثور على روح متجانسة قد جلبت القرمزي إلى زيتون جانيتا
الخدين والتألق على عينيها الداكنتين :لقد بدت غير مهمة عندما ذهبت
،في العشاء كانت رائعة وسيم في الحلوى .الحظ السيد أدير وميضها
جمال عابر ،وقال لنفسه إن مذاق مارجريت ال يرقى إليه الشك ؛ كانت
.تماما مثل بلده .كان لديه ثقة كاملة في مارجريت
عندما عادت السيدات إلى غرفة المعيشة ،استدار السير فيليب بنظرة واحدة فقط
،فضول نصف مقنع لمضيفه" .سيدة كارولين أعادتها بعد ذلك؟" هو قال
.الشوق لطرح األسئلة ،ولكن بالكاد يعرفون كيفية تأطيرها بالشكل الصحيح
أعطى السيد أدير ضحكة كبيرة" .لقد كان أغرب شيء سمعت به "،قال ،في
لهجة التمتع" .مارغريت تتوهم تلك الفتاة الصغيرة ذات العيون السوداء -صغيرة
لطيفة
الشيء أي ً
ضا ،أال تعتقد ذلك؟ -وال يجب أن يخدم أي شيء سوى أن مفضلها يجب أن
يمشي
معها ،اجلس بجانبها ،وما إلى ذلك -هل تعرف الطريقة الرومانسية التي تعيشها
الفتيات؟ ال
تدخلت المديرة ،وقالت إن ذلك لم يكن الئ ًقا ،وهكذا دواليك ؛ نهى عنه .ملكة جمال
كولوين
.كانت ستطيع ،على ما يبدو ،لكن مارغريت أخذت الشيء بطريقة هادئة بين أسنانها
ُأمرت اآلنسة كولوين بأخذ وجباتها على طاولة جانبية :أصرت مارجريت على تناولها
وجباتها هناك أيضا .ارتبكت المدرسة في ارتباك .أخيرا اآلنسة بولهامبتون
قررت أن أفضل طريقة للخروج من الصعوبة هي تقديم شكوى إلينا أوالً ،ثم إلى
إلى المنزل ،على الفور .لن ترسل مارجريت إلى المنزل Colwyn ،أرسل اآلنسة
أنت
"!أعرف
".قال السير فيليب بجدية" :كان ذلك صعبًا للغاية على اآلنسة كولوين
نعم ،صعب للغاية .لذا ناشدت مارجريت ،كما سمعت ،والدتها ،وعندما سيدة"
وصلت كارولين ،ووجدت أن صناديق اآلنسة كولوين ليست معبأة فحسب ،بل أيضًا
مارغريت كذلك ؛ وأن مارجريت قد أعلنت أنه إذا تم إرسال صديقتها بعي ًدا
بعد كل ذنبها ،لن تمكث في المنزل لمدة ساعة .ملكة جمال بولهامبتون
كانت تبكي :كانت الفتيات في حالة تمرد ،والمعلمين في حالة من اليأس ،لذلك فكرت
زوجتي في
أفضل طريقة للخروج من هذه الصعوبة كانت إخراج الفتاتين مرة واحدة وتسوية األمر
عالقات اآلنسة كولوين بعد ذلك" .النكتة هي أن مارغريت تصر على ذلك .أخبرتني
قالت المديرة شيًئ ا من هذا النوع ،كما تعلم .كارولين تقول المرأة
فقدت أعصابها تمامًا وقدمت معر ً
ضا لها .كانت كارولين سعيدة بالحصول على
الفتاة بعيدا .لكن ،بالطبع ،كل هذا مجرد هراء حول "الطرد" كعقاب ؛ هي
".كانت تغادر من تلقاء نفسها
".قال السير فيليب بحرارة" :بالكاد يمكن للمرء أن يتخيل العقاب فيما يتعلق بها
ال ،إنها فتاة جميلة المظهر ،أليس كذلك؟ وصديقتها الصغيرة ذات مظهر جيد "،
صغيرة فقيرة
".شيء
"هذه القضية قد تثبت بعض اإلزعاج الخطير لآلنسة كولوين ،على ما أعتقد؟"
قال السيد أدير على عجل" :أوه ،يمكنك االعتماد عليها ،لن تكون الخاسرة"" .نحن
سوف
انظر عن ذلك .بالطبع لن تعاني من أي أذى بسبب صداقة ابنتي
لها ".لم يكن السير فيليب متأك ًدا من ذلك .على الرغم من إعجابه الشديد بمارجريت
وخطر له في الجمال أن الحزبية الرومانسية للفتاة بجمالها وموقعها
.والثروة ألختها األقل ً
حظا لم تحضر بنتائج رائعة ج ًدا
ال شك أن اآلنسة أدير ،التي نشأت في الفخامة والرفاهية ،لم تدرك على األقل
الضرر الذي لحق بمستقبل المربية-التلميذة الفقيرة بفصلها الفوري من اآلنسة
مدرسة بوليهامبتون الداخلية .إلى مارجريت ،أي شيء تختاره المديرة
قل أو فعل القليل ؛ بالنسبة إلى جانيتا كولوين ،قد يعني ذلك يومًا ما االزدهار أو
محنة خطيرة جدا .لم يؤمن السير فيليب تمامًا بالتعويض على هذا النحو
بسهولة التي وعد بها السيد أدير .قام بتدوين مالحظة ذهنية عن حالة اآلنسة كولوين و
وقال لنفسه إنه لن ينساها .وهذا يعني صفقة جيدة
.من رجل مشغول مثل السير فيليب أشلي
في هذه األثناء كانت هناك محادثة أخرى في غرفة المعيشة بينهما
السيدات الثالث .وضعت مارجريت ذراعها بمودة حول خصر جانيتا وهي تقف
بجوار الموقد ،ونظرت إلى والدتها بابتسامة .غرقت السيدة كارولين في
.كرسي مريح على الجانب اآلخر من المدفأة ،وتفكرت في الفتاتين
.هذا أفضل من كليرمونت هاوس ،أليس كذلك يا جانيت؟" قالت مارجريت"
".أجابت جانيتا بامتنان" :إنها كذلك بالفعل
لقد وجدت الطريق إلى قلب بابا من خالل حديثك عن الموسيقى -أليس كذلك يا أمي؟"
" أال يناسبها هذا الفستان بشكل جميل؟
ً
بسيطا في األكمام "قالت السيدة كارولين" :إنها تريد تغييرً ا
لطالما كانت جانيتا تنسب لمارجريت فضيلة خاصة ،لكنها وجدت اآلن
كانت مجرد سمة مميزة للمنزل والعائلة بشكل عام " ،لكن ماركهام يمكنه فعل ذلك
الغد .هناك بعض األشخاص يأتون في المساء ،وستبدو األكمام أفضل
".تقصير
بدت المالحظة غير منطقية بعض الشيء في أذن جانيتا ،لكن مارغريت فهمت و
وافق .كان هذا يعني أن السيدة كارولين كانت بشكل عام سعيدة بجانيتا ،وفعلت ذلك
أال تعترض على تعريفها بأصدقائها .أعطت مارجريت والدتها ابتسامة صغيرة
رأس جانيتا ،بينما كانت تلك الشابة تجمع شجاعتها في يديها ،لذا
.للتحدث ،قبل مخاطبة السيدة كارولين
"قالت أخيرً ا بامتنان في حلوتها" :أنا ممتنة ج ًدا لك
صوت طيب جدا لألذن" .لكن -كنت أفكر -كم سيكون الوقت
" األكثر مالءمة لي للعودة إلى المنزل غ ًدا؟
المنزل؟ إلى بيمنستر؟" قالت مارجريت" .ولكن ال داعي للذهاب يا عزيزي ؛ يمكنك"
كتابة أ
".الحظ وأخبرهم أنك تقيم هنا
قالت السيدة كارولين" :نعم يا عزيزتي ؛ أنا متأكد من أن مارجريت ال تستطيع
" ،االنفصال عنك بعد
.ودي
أجابت جانيتا بصوت يرتجف" :شكرً ا لك ،إنه لطف منك"" .لكن يجب علي
اسأل والدي عما إذا كان بإمكاني البقاء -واسمع ما يقول ؛ اآلنسة بولهامبتون سيكون
لها
" ——مكتوبًا إليه ،و
" ،قالت مارغريت" :سيكون سعي ًدا ج ًدا ألننا أنقذناك من براثنها
"!مع ضحكة صغيرة ناعمة منتصرة" .جانيتا المسكينة! ما عانينا على يديها
السيدة كارولين مستلقية على كرسيها المريح ،مع ضوء الشمعة الالمع عليها
الديباج الرمادي الفضي واألبيض بلمساته من اللون الوردي الناعم والماس الالمع
على يديها األبيضتين ،المتقاطعتين بهدوء على مقبض مروحة العاج ،لم تشعر
هادئة جدا كما بدت .خطر ببالها أن مارغريت كانت تتصرف
بشكل متهور .هذه السيدة الصغيرة كولوين كانت تكسب لقمة العيش ؛ لن يكون من
اللطف
لتصلحها لمهنتها .لذلك ،عندما تحدثت كان األمر بظل المزيد من القرار
.من المعتاد في نغماتها
سوف نقودك إلى بيمنستر غ ًدا ،عزيزتي اآلنسة كولوين ،ويمكنك ذلك
ثم انظر إلى عائلتك واسأل والدك إذا كنت ستقضي بضعة أيام مع مارجريت ".أنا
قالت بلطف "ال أعتقد أن السيد كولوين سيرفضنا ".وأتساءل متى هؤالء
الرجال قادمون يا مارجريت .لنفترض أنك فتحت البيانو ودعنا نحصل على القليل من
.الموسيقى
أنت تغني ،أليس كذلك؟
".قالت جانيتا" :نعم ،قليالً
.القليل!" صاحت مارغريت بازدراء" .لديها صوت جميل ،ماما"
".تعال وغني في الحال ،جانيتا ،حبيبي ،وأذهل ماما
ابتسمت السيدة كارولين .كانت قد سمعت عد ًدا كبيرً ا من المطربين في يومها ،ولم تكن
تتوقع ذلك
لتندهش .تلميذ مربية صغير ،مدرس وكيل في مدرسة داخلية! عزيزي
.من المؤكد أن حماس مارغريت دفعها بعي ًدا
ولكن عندما غنت جانيتا ،كانت السيدة كارولين متفاجئة إلى حد ما .الفتاة لديها
،صوت معاصر لطيف وغني بشكل ملحوظ ،وقد تم تدريبه جي ًدا ؛ و إضافة الى ذلك
غنت بشعور وشغف كانا غير مألوفين إلى حد ما في فتاة صغيرة ج ًدا .هو -هي
بدت وكأن بعض القوة الخفية ،ظهرت بعض الخصائص الكامنة في غنائها
ألنه لم يجد طريقة أخرى للتعبير عن نفسه .ال ليدي كارولين وال مارجريت
فهمت سبب تأثرهم بصوت جانيتا ؛ سيدي فيليب ،الذي دخل معه
المضيف أثناء استمرار الموسيقى ،وسماعها وسحرها أي ً
ضا دون علم تام
لماذا؛ لقد كان السيد أدير وحده هو صاحب المعرفة الموسيقية والخبرة في العالم
مكنه ،برأس ريش كما كان في بعض النواحي ،من وضع إصبعه مباشرة على
.السمات البارزة لغناء جانيتا
إنه ليس صوتها تمامًا ،كما تعلم" ،قال بعد ذلك لفيليب آشلي ،في أ"
لحظة ثقة "إنها روح .لقد حصلت على هذه السلعة أكثر مما هو جيد بالنسبة لـ
النساء .إنها تجعل غنائها جمياًل ،كما تعلم -يجلب الدموع في عيني المرء ،وكل شيء
هذا النوع من األشياء -لكن بشرفي ،أنا ممتن ألن مارجريت لم تحصل على مثل هذا
الصوت
الذي -التي! إنهن نساء من هذا النوع إما بطالت في الفضيلة -أو يذهبن إلى الشيطان.
أنهم
".دائمًا في أقصى الحدود
" ،ثم قد نعد أنفسنا ببعض اإلثارة في مشاهدة مسيرة اآلنسة كولوين"
.قال السير فيليب بجفاف
بعد جانيتا ،غنت مارجريت .كان لديها صوت ميزو سوبرانو عذب ،ليس بقوة كبيرة
أو البوصلة ،لكنها مدربة تدريبا ً جيداً ومرضية للغاية لألذن .نوع الصوت يا سيدي
.اعتقد فيليب أن ذلك سيكون مهدًئ ا ألعصاب رجل متعب في منزله
في حين أن غناء جانيتا كان له شيء متحمس فيه مما أدى إلى االنزعاج واإلثارة
بدال من التهدئة .لكنه كان مستع ًدا تمامًا لإلعجاب عندما دعته مارجريت
إعجاب .كانا يجلسان م ًعا على أريكة ،وجانيتا ،التي أنهت للتو واحدة
من أغانيها ،كان يتحدث أو يتحدث إليها السيد أدير .أخذت السيدة كارولين
.حتى مراجعة
.أليس صوت اآلنسة كولوين جمياًل تمامًا؟" سألت مارغريت بعيون مشرقة"
".انه جميل جدا"
أال تظن أنها تبدو لطيفة ج ًدا؟" -كانت مارجريت متعطشة لإلعجاب بها"
.صديق
"إنها فتاة جميلة جدا .أنتم مغرمون جدا ببعضكم البعض؟"
.أوه ،نعم ،كرست .أنا سعيد ج ًدا ألنني نجحت!" قالت الفتاة بتنهيدة عظيمة"
"في إبعادها عن المدرسة؟"
".نعم"
"هل تعتقد أنه كان من أجل مصلحتها؟"
.فتحت مارجريت عينيها الجميلتين
لمصلحتها؟ -للمجيء إلى هنا بدالً من البقاء في ذلك المنزل غير المريح القريب"
إعطاء دروس في الموسيقى ،وتحمل أزيز اآلنسة بولهامبتون؟ " -من الواضح أنه لم
يحدث
.حدث لها أن التغيير يمكن أن يكون أي شيء غير مفيد لجانيتا
".قال السير فيليب مبتسمًا على الرغم من عدم موافقته" :إنه ممتع ج ًدا لها بال شك
تساءلت فقط عما إذا كان هذا إعدا ًدا جي ًدا لحياة العمل الشاق الذي"
".ربما يقع أمامها
رأى أن مارغريت ملونة ،وتساءل عما إذا كانت ستؤذيها
-اقتراح .بعد لحظة ،أجابت ،بجدية ،ولكن بلطف شديد
لم أفكر في األمر بهذه الطريقة من قبل ،بالضبط .أريد أن أبقيها هنا ،حتى تكون هي"
"يجب أال تضطر أب ًدا إلى العمل الجاد على اإلطالق" .هل توافق على ذلك؟" " لما ال؟
.قالت مارجريت
ابتسم السير فيليب ولم يقل المزيد .قال لنفسه إنه كان من الغريب أن يرى مدى ضآلة
األمر
الحمل كانت مارغريت تعيش حياة مختلفة عن حياتها وخارجها .وجانيتا شجاع لكن
الوجه الصغير الحساس ،بحواجبه وشفاهه القوية وعيناه الالمعتان ،يعدك
عزيمة وأصالة شعر أنها مقتنعة بأنها لن تسمح لها بذلك أب ًدا
تصبح مجرد لعبة أو ملحق ألسرة ثرية ،مثل مارغريت أدير
يبدو أنه يتوقع .لكن كلماته تركت انطبا ًعا .في الليل عند السيدة كارولين
وكانت ابنتها تقف في الغرفة الصغيرة الساحرة التي كانت دائمًا
تتناسب مع استخدامات مارغريت ،كما تحدثت ،مع العادة الالواعية المتمثلة في القول
بصراحة
.كل ما حدث لها ،من تصريحات السير فيليب
قالت" :كان غريبا ً للغاية"" .يبدو أن السير فيليب يعتقد أنه سيكون أمرً ا سيًئ ا بالنسبة
لجانيتا
" ابق هنا يا أمي .لماذا يجب أن يكون ذلك سيًئ ا بالنسبة لها ،ماما ،عزيزتي؟
قالت "ال أعتقد أنه سيكون من السيئ على اإلطالق أن تقضي يومًا أو يومين معنا ،يا
"حبيبي
السيدة كارولين ،تراقب عن كثب إلى حد ما وجه مارجريت وهي تتحدث" .ولكن
ربما كان من األفضل أن يكون وداعا .أنت تعلم أنها تريد العودة إلى المنزل غ ًدا ،و
".يجب أال نبعدها عن واجباتها أو مجال حياتها
،أجابت مارغريت "ال" ،لكن واجباتها لن تجعلها دائمًا في المنزل ،كما تعلم
" .ماما ،عزيزتي
ال أفترض ،يا عزيزتي" ،قالت السيدة كارولين ،بشكل غامض ،ولكن في نبرة"
المداعبة
الذي اعتادت عليه مارغريت" .اذهبي إلى الفراش ،يا أحلى ما لدي ،وسنتحدث عن
الجميع
".هذه األشياء غدا
في هذه األثناء كانت جانيتا تتساءل عن رفاهية الغرفة التي تم تخصيصها لها
لها ،والتفكير في أحداث اليوم الماضي .عندما أعلن صنبور على الباب
ظهور مارجريت ليقول ليلة سعيدة ،جانيتا كانت واقفة قبل فترة طويلة
ذات مظهر زجاجي ،تتفحص نفسها على ما يبدو بضوء شموع الشمع ذات اللون
الوردي
من الشمعدانات الفضية التي تم تثبيتها على جانبي المرآة .كانت فيها
وسقط شعرها الطويل والوفير على كتفها بشكل مجعد عظيم
.كتلة
أوه ،ملكة جمال الغرور!" صرخت مارغريت بنبرة أكثر بهجة مما كانت معتادة"
،معها
"هل أنت معجب بشعرك الجميل؟"
،كنت أفكر" ،قالت جانيتا ،بكثافة تميز حديثها"
ت مختلفة ج ًدا عن الفتيات األخريات"
،لقد فهمتك اآلن -اآلن أعرف لماذا كن ِ
حلوة جدا وهادئة وجميلة! لقد عشت في هذا المكان الجميل طوال حياتك! إنها
مثل قصر الجنيات -بيت األحالم -بالنسبة لي ؛ وأنت ملكة ذلك يا مارجريت
" !أميرة األحالم
"قال "آمل أن يكون لدي شيء أكثر من األحالم للسيطرة على يوم ما
،مارجريت تضع ذراعيها حول عنق صديقتها" .ومهما كنت ملكة
يجب أن تشاركني كيوينتومي ،جانيت .أنت تعرف كم أنا مغرم بك -كيف أريد
".عليك أن تبقى معي دائمًا وتكون صديقي
سأكون دائمًا صديقك -دائمًا ،حتى آخر يوم في حياتي!" قال جانيتا ،مع"
حماسة .رسم االثنان صورة جميلة انعكست في المرآة الطويلة .مارغريت طويل القامة
،
ال تزال ترتدي فستانها الحريري األبيض الناعم ،وذراعها حول الشكل األصغر للفتاة
الداكنة
التي غطت كتل شعرها نصفها رداءها القطني الوردي ،والتي
.كان الوجه البني مقلوبًا بمحبة إلى وجه صديقتها
"قالت مارغريت ،في ردها على" :أنا متأكد من أنه سيكون من الجيد لك البقاء معي
.اعتراض غير معلن في عقلها
جيد بالنسبة لي؟ إنه لذيذ -إنه جميل!" صرخت جانيتا بحماسة" .لم يسبق لي"
كان لدي أي شيء لطيف في حياتي كلها .عزيزتي مارغريت ،أنت جيدة ج ًدا ولطيفة -
إذا
لم يكن هناك سوى أي شيء يمكنني القيام به من أجلك في المقابل! ربما سأفعل يومًا ما
أتيحت لي الفرصة ،وإذا كان لدي أي وقت مضى -فسترى ما إذا كنت صاد ًقا مع
صديقي
"!أم ال
قبلتها مارجريت بابتسامة صغيرة على حماس جانيتا الذي كان حتى اآلن
تختلف عن أساليب التعبير المتعارف عليها في محكمة هيلمسلي ،حتى تكون تقريبًا
.مسلية
.الفصل الرابع
.على الطريق
كانت اآلنسة بولهامبتون قد كتبت ،بالطبع ،إلى السيد والسيدة كولوين عندما تتصالح
عقلها أن جانيتا س ُتبعد من المدرسة ؛ وكان اثنان أو ثالثة أحرف
قبل ذلك اليوم الحافل باألحداث الذي أعلنت فيه مارجريت أنه إذا ذهبت جانيتا
يجب أن تذهب أيضا .ظلت مارجريت في الظالم عمدا حتى آخر مرة تقريبا
لحظة ،ألن اآلنسة بولهامبتون لم ترغب على األقل في إحداث فضيحة ،ومضايقة
كما كانت عن طريق تفضيل اآلنسة أدير المعلن لجانيتا ،فقد رتبت القليل من الترتيب
الخطة التي بموجبها كانت اآلنسة كولوين تذهب بعي ًدا "لتغيير الجو" ،ويتم نقلها إلى أ
.المدرسة في ورثينج تحتفظ بعالقة خاصة بها في بداية الفصل الدراسي التالي
كانت هذه الخطط مستاءة من رسالة حمقاء وسوء الحكم من السيدة كولوين إليها
ابنة ربيبة ،التي لم تتمكن جانيتا من إبعادها عن أعين مارجريت .هذا الحرف
كانت مليئة باللوم لجانيتا ألنها أعطت الكثير من المتاعب ألصدقائها ؛ "لـ ،من
كتبت السيدة كولوين" :إن قلق اآلنسة بولهامبتون على صحتك أعمى
من أجل إبعادك :وإذا لم تكن اآلنسة أدير تأخذك ،لكانت
كنت سعي ًدا ج ًدا إلبقائك .لكن بمعرفة موقف اآلنسة أدير ،ترى ذلك جي ًدا
".من الواضح أنه ليس من المناسب لك أن تكون صدي ًقا لها ،ولذا فهي تريد إبعادك
كان هذا في األساس صحيحً ا ،لكن جانيتا ،بثقة الشباب المبهجة ،لن تفعل ذلك أب ًدا
اكتشفته لوال تلك الرسالة .معا هي ومارجريت تشاورتا بشأنه ،من أجل
عندما رأت مارجريت جانيتا تبكي ،كادت أن ترفع الرسالة من يدها ؛ وثم
كان هذا هو أن اآلنسة أدير أثبتت مطالبتها بالتفوق االجتماعي .ذهبت مباشرة إلى
وطالبت اآلنسة بولهامبتون ببقاء جانيتا ؛ ومتى
رفضت المعلمة تغيير قرارها ،ردت بهدوء على ذلك في هذه الحالة
يجب أن أذهب إلى المنزل أي ً
ضا .كانت اآلنسة بولهامبتون امرأة عنيدة ولن تفعل ذلك
تنازل عن النقطة ؛ والسيدة كارولين ،على تعلم الوضع ،في الحال
أنه كان من المستحيل ترك مارغريت في المدرسة حيث كانت الحرب المفتوحة
أعلن .وبنا ًء على ذلك ،أحضرت الفتاتين معها ،ورتبت إلرسال جانيتا
.إلى منزلها صباح اليوم التالي
ستبقى لتناول الغداء ،عزيزي ،وسأوصلك إلى بيمينستر في الثالثة"
قالت لجانيتا عند اإلفطار "الساعة"" .ال شك أنك متشوق لرؤية صحتك
".اشخاص
بدت جانيتا وكأنها قد تجد صعوبة في الرد ،لكن مارغريت تدخلت في
.مالحظة -كالعادة في اللحظة المناسبة
سنمارس ثنائياتنا هذا الصباح -إذا كانت جانيتا تحب ذلك ،ويمكننا الحصول على"
" امشي في الحديقة ايضا .هل لدينا النداو ،ماما؟
قالت السيدة كارولين بهدوء" :فيكتوريا ،عزيزتي ،على ما أعتقد"" .والدك يريدك
اركب معه بعد ظهر هذا اليوم ،لذلك سأكون سعي ًدا بمجتمع اآلنسة كولوين في
".قيادتي
وافقت مارجريت ؛ لكن جانيتا أصبحت تدرك فجأة ،من خالل وميض أنثوي حريص
حد ًسا ،كان لدى السيدة كارولين سبب ما لرغبتها في الذهاب معها بمفردها ،وذاك
لقد قامت عمدا بالترتيب الذي تحدثت عنه .ومع ذلك ،لم يكن هناك شيء
إلثارة استياءها في هذا األمر ،ألن السيدة كارولين كانت أكثر لط ًفا ومراعاة لها ،لذلك
حتى اآلن ،وكانت ميالة ببراءة إلى اإليمان بمودة وصدق كل شخص
.الشخص الذي يتصرف مع الكياسة العامة
لذلك أمضت صباحً ا لطي ًفا ،تغني مع مارجريت ،وتتسكع معها في الحديقة
السيد أدير ،في حين جمعت مارجريت والسير فيليب الورود ،ويتمتعون بكل ما في
الكلمة من معنى
.تأثيرات جميلة من السالم والصقل واالزدهار التي أحاطت بها
تركتها مارجريت بعد الظهر بقبلة متسرعة إلى حد ما ،وتأكي ًدا لها
سوف أراها مرة أخرى على العشاء .حاولت جانيتا تذكيرها بأنها ستفعل ذلك بحلول
ذلك الوقت
تركت المحكمة ،لكن مارغريت لم تسمع أو لم تستمع .جاءت الدموع في
.عيون الفتاة كما اختفت صديقتها
قالت السيدة كارولين ،التي كانت تراقبها عن كثب" :ال تهتم يا عزيزتي" " ،مارغريت
فعلت
نسيت في أي ساعة كنت ذاهبًا ولن أذكرها -فهذا سيفسدها
متعة في رحلتها .سوف نرتب لك أن تأتي إلينا في يوم آخر عندما يكون لديك
".رأيت أصدقاءك في المنزل
قالت جانيتا" :شكرً ا لك"" .كل ما في األمر أنها لم تتذكر أنني كنت كذلك
".الذهاب -كنت أنوي أن أقول وداعا
بالضبط .إنها تعتقد أنني سأعيدك بعد ظهر هذا اليوم .سنتحدث عنه"
كما نذهب يا عزيزي .افترض أنك سترتدي قبعتك اآلن .سيكون العربة هنا
".خالل عشر دقائق
استعدت جانيتا لمغادرتها بروح محيرة إلى حد ما .لم تكن تعلم
بالضبط ما تعنيه السيدة كارولين .حتى أنها شعرت ببعض التوتر ألنها أخذت مكانها
في فيكتوريا وألقت نظرة أخيرة على المنزل الفخم الذي قضت فيه بعضًا
.تسعة عشر أو عشرين ساعة ممتعة .كانت السيدة كارولين هي التي تحدثت أوالً
قالت ودياً" :سنفتقد غنائك الليلة"" .السيد أدير كان يبحث
"--نتطلع إلى المزيد من الثنائيات .مرة أخرى ربما
.قالت جانيتا ،مشرقة في هذا العنوان
نعم ،أنتم ، "،قالت السيدة كارولين ،مع القليل من الشك المشكوك فيه" .ال شك":
واحد دائمًا
يحب أن يفعل ما يستطيع المرء أن يفعله جي ًدا ؛ لكن -أعترف أنني لست موسيقيًا مثل
زوجي
أو ابنتي .يجب أن أشرح لماذا لم تقل لك عزيزتي مارجريت وداعًا يا آنسة
كولوين .سمحت لها بالبقاء على اعتقاد أنها ستراك مرة أخرى هذه الليلة ،في
.تأمر حتى ال تشعر باالكتئاب أثناء الركوب بفكرة االنفصال عنك
" ،من مبدئي دائمًا أن أجعل حياة أولئك األعزاء علي سعيدة قدر اإلمكان
قالت والدة مارجريت بتقوى" .وإذا كانت مارجريت قد أصيبت باالكتئاب أثناء
رحلتها ،فقد يكون السيد أدير والسير فيليب
ضا ،وسيكون ذلك أمرً ا مؤس ًفا للغاية" .أوه ،نعم "،
لقد عانيت من بعض االكتئاب أي ً
قال
.جانيتا .لكنها شعرت بالبرد دون أن تعرف السبب
.قالت السيدة كارولين بأرق صوت لها" :يجب أن آخذك إلى ثقتي"" .السيد
أدير لديه خطط لعزيزتنا مارغريت .ممتلكات السير فيليب أشلي مجاورة لممتلكاتنا :هو
ذو مبادئ جيدة ،وطيب القلب ،وفكري :إنه ميسور الحال ،ولطيف المظهر ،و
سن مناسب -إنه معجب ج ًدا بمارغريت .أنا متأكد من أنني لست بحاجة إلى قول
".المزيد
مرة أخرى نظرت باهتمام إلى وجه جانيتا ،لكنها لم تقرأ هناك سوى االهتمام و
.مفاجئة
.أوه ،هل تعرف مارجريت؟" هي سألت"
قالت السيدة كارولين بتكتم" :إنها تشعر بأكثر مما تعرف"" .هي في األول
مرحلة من العاطفة .لم أكن أرغب في التدخل في ترتيبات فترة ما بعد الظهر
".مع
.أوه ،ال! خاصة في حسابي "،قالت جانيتا بصدق"
عندما أعود إلى المنزل سأتحدث بهدوء إلى مارجريت "،طاردت السيدة كارولين "،
وأخبرها
بأنك ستعود في يوم آخر ،وأن واجباتك دعاك إلى المنزل -إنهم يفعلون ذلك ،أنا
كذلك
بالتأكيد ،عزيزتي اآلنسة كولوين -وأنه ال يمكنك العودة معي عندما كنت كثيرً ا
".مطلوب
قالت جانيتا بحسرة" :أخشى أنني لست مرغوبة بشدة"" .لكنني أجرؤ على القول إنه
واجبي
" -للذهاب إلى المنزل
صرحت السيدة كارولين" :أنا متأكد من ذلك"" .والواجب شيء سام ومقدس ،
،عزيزي
".لن تندم أب ًدا على أدائها
لقد خطر في ذهن جانيتا في تلك المرحلة أن آراء الليدي كارولين في الواجب قد تكون
.ربما تختلف عن بلدها ؛ لكنها لم تجرؤ على قول ذلك
" -وبالطبع ،لن تكرر لمارجريت أب ًدا"
السيدة كارولين لم تكمل عقوبتها .فحص السائق فجأة
سرعة الخيول :لسبب غير معروف ،توقف في الواقع في منتصف الطريق
الطريق الريفي بين هيلمسلي كورت وبيمينستر .تكلمت عشيقته قليال
.صرخة إنذار
"ما األمر يا ستيل؟"
.نزل الساعد ولمس قبعته
أخشى وقوع حادث ،سيدتي" ،قال باعتذار كما لو كان كذلك"
.المسؤول عن الحادث
.أوه! ال شيء مروع ،آمل!" قالت السيدة كارولين وهي تسحب قارورة الرائحة"
.إنه حادث عربة ،سيدتي .على طول سيارة أجرة"
".الطريق يا سيدتي
قالت سيادتها بكرامة كبيرة" :تحدث إلى الناس ،ستيل"" .يجب أال يكونوا كذلك
".يسمح بقطع الطريق بهذه الطريقة
هل يمكنني الخروج؟" قالت جانيتا بفارغ الصبر" .هناك سيدة ملقاة على الطريق "،
والبعض
الناس يستحمون وجهها .اآلن يرفعونها -أنا متأكد من أنهم ال يجب أن يرفعوا
بهذه الطريقة -أوه ،من فضلك ،يجب أن أذهب لدقيقة واحدة فقط! "وبدون انتظار
للرد ،خرجت من فيكتوريا واندفعت إلى جانب المرأة التي لديها
.تضرر
"قالت السيدة كارولين لنفسها وهي تتكئ إلى الوراء" :مندفع للغاية وغير منضبط
وأمسكت بزجاجة الرائحة على أنفها الحساس" .أنا سعيد ألنني أخرجتها منها
المنزل في وقت قريب جدا .كان هؤالء الرجال متوحشين بشأن غنائها .لم يوافق السير
فيليب على ذلك
بحضورها ،لكن صوتها كان مفتو ًنا ،استطعت أن أرى ذلك ؛ والفقير ،عزيزي
ريجنالد
كانت سخيفة بشكل إيجابي بشأن صوتها .والعزيزة مارغريت ال تغني بشكل جيد -إنها
كذلك
ال فائدة من التظاهر بأنها تفعل ذلك -والسير فيليب يرتجف على حافة الهاوية -أوه ،
نعم ،أنا
" أنا متأكد من أنني كنت حكيما ً للغاية .ماذا تفعل تلك الفتاة اآلن؟
تقدمت فيكتوريا إلى األمام قليالً ،حتى تتمكن السيدة كارولين من الحصول على رؤية
أوضح
لما كان يحدث .السيارة التي تسببت في العرقلة -من الواضح أنها مستأجرة
من نزل -لم يصب بأذى ،لكن الحصان كان قد سقط بين الممرات وكان سيفعل
ال تنهض مرة أخرى .شاغلو الذبابة -سيدة ،ورجل أصغر بكثير ،ربما
سمعت السيدة كارولين أن ابنها -قد خرج ،ثم أغمي على السيدة ،لكنها كانت كذلك
،ال تؤذي بأي شكل من األشكال .كانت جانيتا راكعة بجانب السيدة -راكعة في التراب
بالمناسبة ،دون أي اعتبار لنضارة فستانها القطني ،وقد فعلت ذلك بالفعل
وضعها في المكان المناسب ،وكان يأمر نصف دزينة من األشخاص الذين لديهم
جمعت لتقف للخلف وتعطيها الهواء .شاهدت السيدة كارولين تحركاتها و
قام بتسلية هادئة ،وذهبت إلى حد إرسال ستيل بعرضها
رائحة امالح؛ ولكن عندما تم رفض هذا العرض ،شعرت أنه ال يمكن فعل أي شيء
آخر .لذا يسعدني دائما أن أغني .نظرت بعين ساخرة .كانت السيدة -السيدة كارولين -
بالكاد تميل إلى مناداتها بالسيدة ،رغم أنها لم تفعل ذلك
تعرف بالضبط لماذا -كانت في الوقت الحاضر شحوبًا مرو ًعا ،لكن مالمحها كانت
دقيقة
،قطع ،وأظهرت آثار الجمال السابق .كان شعرها رمادي ،وفيه تموجات متمردة
لكن حاجبيها كانا ال يزاالن غامقين .كانت ترتدي الثوب األسود ،مع قدر كبير من
الدانتيل
عنها؛ وعلى يدها غير المحببة ،مكنتها رؤية السيدة كارولين الشديدة من ذلك
تميز بعض خواتم الماس وسيم جدا .كان تأثير الزي قليالً
مدللة من قبل مروحة كبيرة مبهرجة ،من ألوان قوس قزح العنيفة ،والتي كانت معلقة
على جانبها ؛ و
ربما كانت مادة الزينة هذه هي التي قررت السيدة كارولين في رأيها
المكانة االجتماعية للمرأة .لكن بالنسبة للرجل كانت إيجابية بنفس القدر في مختلف
طريق .لقد كان رجالً نبيالً :ال يمكن أن يكون هناك شك في ذلك .وضعت نظارة عينها
و
.يحدق فيه باهتمام .كادت تعتقد أنها رأته في مكان ما من قبل
،رجل وسيم حقا ورجل نبيل .ولكن ،يا له من سوء طباع
فيما يبدو! كان داكن اللون ،بمالمح جميلة ،وشعره أسود مع ميل طفيف إلى ذلك
موجة أو تجعيد (بقدر ما يمكن الحكم عليه على األقل عندما تكون الحالة جيدة
االقتصاص للغاية
من رأسه) ؛ ومن هذه المؤشرات سيدة كارولين
حكموا عليه بأنه ابن "المرأة" .كان طويل القامة ،وعضالت ،ونشط المظهر :لقد كان
كذلك
الطريقة التي انحنى بها حواجبه السوداء فوق عينيه مما جعل المراقب
تظن أنه سيئ المزاج ،ألن أسلوبه وكلماته تعبر عن القلق وليس الغضب .ولكن
.هذا التجهم ،الذي يجب أن يكون معتا ًدا ،أعطاه نظرة سيئة الفكاهة بشكل واضح
وأخيرا فتحت السيدة عينيها وشربت القليل من الماء ثم جلست .ارتفعت جانيتا من
"استدار ركبتيها للشاب بابتسامة" .ستكون أفضل اآلن قريبًا
".قال" .أخشى أنه ال يمكنني فعل أي شيء آخر -وأعتقد أنني يجب أن أستمر
"قال الرجل المحترم" :أنا ممتن ج ًدا لك على مساعدتك الكريمة
-دون أي انحسار من كآبة تعابيره .ألقى نظرة فاحصة على جانيتا
.نظرة جريئة تقريبًا -فكرت السيدة كارولين ،ثم ابتسمت قليالً ،ليس بسرور شديد
".اسمح لي أن آخذك إلى عربتك"
احمر خجالً جانيتا ،كما لو كانت تمانع أن تقول إنها ليست عربتها ؛ لكنه عاد
إلى فيكتوريا ،وسلمها الشاب إلى مقعدها ،ثم رفع قبعته
مع ازدهار متقن لم يكن بالضبط اإلنجليزية .في الواقع ،حدث ذلك للسيدة
كارولين على الفور أن هناك شيًئ ا فرنسيًا عن كال المسافرين .السيدة
مع الشعر الرمادي المجعد ،واللباس األسود من الدانتيل والرف ،واألزرق المبهرج
والقرمزي
،مروحة ،كانت غريبة المظهر ؛ الشاب ذو معطف الفستان المناسب تمامًا
القبعة الطويلة ،الزهرة في ثقب الزر ،كانت -على الرغم من لهجته اإلنجليزية
-المثالية
أجنبي جدا .كانت الليدي كارولين عالمية بما يكفي لتشعر باهتمام أكبر
.في الزوج نتيجة لذلك
لقد أرسلوا إلى أقرب نزل للحصول على حصان" ،قالت جانيتا ،بينما كانت العربة"
تسير ؛
".وأجرؤ على القول أنه لن يكون لديهم وقت طويل لالنتظار"
"هل تأذيت السيدة؟"
،ال ،اهتزت فقط .تتعرض لنوبات إغماء ،والحادث أزعج أعصابها بشدة"
".قال ابنها
"ابنها؟"
".السيد دعا والدتها"
"أوه! أنت لم تسمع اسمهم ،على ما أظن؟"
".ال ،كانت هناك حقيبة سفر كبيرة على حقيبة سفرهم"
ب — ب—؟" قالت السيدة كارولين ،بعناية" .ال أعرف أحدا في هذا"
الحي الذي يبدأ اسمه بـ ب ،باستثناء بيفانز .يجب أن يكونوا كذلك
" مجرد عابر ومع ذلك بدا وجه الشاب مألو ًفا بالنسبة لي
".هزت رأسها .قالت "لم أرهم من قبل
".علقت الليدي كارولين" :لديه تعبير جريء للغاية وغير سار
".يفسده تماما :وإال فهو رجل وسيم"
الفتاة لم تجب .كانت تعرف ،مثلها مثل الليدي كارولين ،أنه تم التحديق فيها
بطريقة لم تكن مقبولة معها تمامًا ،ومع ذلك لم ترغب في الموافقة عليها
إدانة تلك السيدة للغريب .ألنه كان بالتأكيد جميل المظهر -و
لقد كان لطي ًفا مع والدته لدرجة أنه ال يمكن أن يكون سيًئ ا تمامًا -ومعها أيضًا
كان وجهه مألو ًفا بشكل غامض .هل يمكن أن ينتمي إلى بيمينستر؟
عندما جلست وتتأمل ،ظهرت األبراج العالية لكاتدرائية بيمينستر ،و
بضع دقائق أحضرت العربة عبر الجسر الحجري الرمادي وأسفل المدير
شارع للمكان القديم الجذاب الذي أطلق على نفسه اسم مدينة ،لكنه في الحقيقة لم يكن
أكثر من ذلك وال
أقل من مدينة ريفية هادئة .هنا تحولت السيدة كارولين إلى ضيفها الشاب ب
"سؤال " -أنت تعيش في شارع جوين ،على ما أعتقد ،يا عزيزتي؟
نعم ،في المرتبة العاشرة ،شارع جوين" ،قالت جانيتا ،وبدأت فجأة وشعرت بالقليل"
غير مريح .من الواضح أن المدرب يعرف العنوان بالفعل ،في تلك اللحظة
،أدار رؤوس الحصان إلى اليسار ،وتدحرجت العربة في شارع جانبي ضيق
حيث كان للبيوت الطويلة المبنية من الطوب األحمر جانب متوسط ورث ،وبدا كما لو
.شيدت لمنع أشعة الشمس والهواء قدر اإلمكان
،لطالما شعرت جانيتا بقربها ورثتها قليالً عندما عادت إلى المنزل ألول مرة
حتى من المدرسة ،ولكن عندما جاءت من هيلمسلي كورت ،ضربوها بها
قوة مضاعفة .لم تكن قد فكرت من قبل في كم كان الشارع ممالً ،ولم تالحظ ذلك
تم كسر الدرابزين أمام الباب بالصفيحة النحاسية التي تحملها
اسم األب ،وال أن ستائر النوافذ كانت ممزقة والنوافذ في حاجة لألسف
غسل .كان التحليق الصغير للدرجات الحجرية التي أدت من البوابة الحديدية إلى الباب
أيضًا
قذر جدا؛ والفتاة الخادمة ،التي ظهر رأسها على حواجز المنطقة مثل
عربة نقل ،كانت غير مرتبة ،وغير مهذبة ،في المظهر أكثر من أي وقت مضى
جانيتا
يمكن أن يتوقع" .ال يمكننا أن نكون أغنياء ،لكن قد نكون طاهرين!" قالت لنفسها في
خمدت نوبة صبرها ،ألنها تخيلت (ظلمًا تمامًا) أنها رأت ابتسامة باهتة
مرر على وجه السيدة كارولين الرقيق غير العاطفي" .ال عجب أنها تعتقد أنني غير
الئق
صديق عزيزتي مارغريت .لكن -أوه ،هناك والدي العزيز والحبيب! حس ًنا ،ال أحد
يستطيع
قل أي شيء ضده على أي حال! "وابتسم وجه جانيتا بفرح مفاجئ كما هي
رأى السيد كولوين ينزل الخطوات القذرة إلى البوابة الحديدية الصغيرة ريكتي ،وسيدة
.أومأت كارولين ،التي عرفت الجراح عن طريق البصر ،برأسها بتعاطف ودود
،كيف حالك سيد كولوين؟" قالت بلطف" .لقد أحضرت ابنتك إلى المنزل"
كما ترى ،وآمل أال تأنيبها بسبب ما كان خطأ ابنتي -ال
".لك
قال السيد كولوين ،على محمل الجد " ،أنا سعيد ج ًدا برؤية جانيتا ،تحت أي ظرف من
"الظروف
رفع قبعته .كان رجالً طويل القامة ،يرتدي معط ًفا ً
رثا ،مع مظهر مهترئ ،و
بلطف ،عيون حزينة .الحظت جانيتا بصوت خافت أن شعره كان أكثر شيبًا مما كان
عليه
.كانت آخر مرة عادت فيها إلى المدرسة
قالت السيدة كارولين" :سنكون سعداء لرؤيتها مرة أخرى في هيلمسلي كورت"" .ال ،
لن أفعل
اخرج ،شكرا لك .ال بد لي من العودة إلى الشاي .صندوق ابنتك في المقدمة .كان علي
أن أقول
أنت من اآلنسة بولهامبتون ،السيد كولوين ،التي سيسعدها صديقتها في ورثينج
".خدمات السيدة كولوين بعد العطل
قال السيد كولوين بإجراءات رسمية خطيرة" :أنا ملتزم بشدة بسيادتك"" .انا لست
".على يقين من أنني سأطلق سراح ابنتي
،أليس كذلك؟ أوه ،لكن يجب أن تتمتع بكل المزايا الممكنة! وهل يمكنك إخباري"
سيد كولوين ،بأي حال من األحوال ،من هم األشخاص الذين مررناهم على الطريق
بيمينستر -سيدة عجوز سوداء وشاب ذو شعر وعينين داكنتين للغاية؟
.أعتقد أنهم كانوا يحملون ب في أمتعتهم " .بدا السيد كولوين متفاجًئ ا
قال بهدوء" :أعتقد أنني أستطيع إخبارك"" .كانوا في طريقهم من بيمينستر إلى
قاعة العالمة التجارية .كان الشاب ابن عم زوجتي :اسمه يفيس براند ،و
كانت السيدة ذات الرداء األسود والدته .لقد عادوا إلى المنزل بعد غياب ما يقرب من
".أربع وعشرون سنة
.كانت الليدي كارولين مهذبة للغاية لتقول ما شعرت به ح ًقا -إنها آسفة لسماع ذلك
.الفصل الخامس
.ماركة ويفس
في مساء اليوم الذي قادت فيه السيدة كارولين السيارة مع جانيتا كولوين
السيدة بيمينستر ،السيدة التي أغمي عليها على جانب الطريق كانت تجلس باألحرى
غرفة ذات مظهر قاتم في قاعة براند -غرفة معروفة في المنزل باسم غرفة الرسم
الزرقاء .لم تكن تبدو وكأنها غرفة رسم بالضبط :لقد كانت مغطاة بألواح من خشب
،البلوط
التي نمت مع التقدم في السن ،وكذلك دعامات البلوط الكبيرة التي عبرت السقف
واألرضية المصقولة .كان األثاث أي ً
ضا من خشب البلوط ،وستائر داكنة لكنها باهتة
األزرق ،بينما المخمل األزرق للكراسي ومربع السجاد الشرقي ،وفيه أزرق
كما غلبت الصبغات ،ولم تضف البهجة على المشهد .واحد أو اثنان من اللون األزرق
العظيم
المزهريات الموضوعة على قطعة رف منحوتة من خشب البلوط ،وبعض الزخارف
الزرقاء األصغر على قطعة
خزانة جانبية متطابقة مع األثاث بلون خفيف ؛ ولكن كان من الالفت للنظر أنه في يوم
عندما
كانت حدائق البلد تفيض باألزهار ،ولم تكن هناك زهرة واحدة أو خضراء
ورقة في أي من المزهريات .ال توجد زخارف أصغر حجمًا وأخف وزنا ً ،وال
قصاصات من الزينة النسائية
العمل اليدوي -الدانتيل أو التطريز -أحيا المكان :لم يتم وضع أي كتب عليه
الطاولة .لم يكن الحريق خارج الموسم ،ألن األمسيات كانت باردة
كان سيبدو مبتهجا لكن لم تكن هناك محاولة لالبتهاج .المرأة التي
جلست على أحد الكراسي المرتفعة كان شاحبًا وحزي ًنا :يديها المطويتان ترقدان بال
فتور
مشبوكين م ًعا على حجرها ،وكان الزي الكئيب الذي كانت ترتديه غير مرتاحً ا ألي
من
وميض من سطوع الغرفة نفسها .في كآبة تجمع صيف بارد
مساء ،حتى الخواتم على أصابعها ال يمكن أن تومض .وجهها األبيض في محيطه
من شعر رمادي خشن مموج ،كانت ترتدي فوقه غطا ًء من الدانتيل األسود ،بدت
تقريبًا
التمثال في هدوء عميق .ولكن لم يكن من هدوء الراحة و
االزدهار الذي استقر على هذا الوجه الباهت الباهت والمميز -كان باألحرى
.الهدوء الذي يأتي من حزن مقبول ويأس ال ينضب
كانت قد جلست هكذا لمدة نصف ساعة كاملة عندما كان الباب مفتوحً ا تقريبًا ،والشاب
جاء الرجل الذي سماه السيد كولوين باسم وايفيس براند مسترخيا ً في الغرفة .هو
كان يتناول الطعام ،لكنه لم يكن يرتدي مالبس السهرة ،وكان هناك شيء مقلق
ومتهور في طريقه في التحرك في أرجاء الغرفة ويلقي بنفسه على الكرسي
بالقرب من والدته ،األمر الذي أثار انتباه السيدة براند .استدارت قليال نحو
له ،وأصبح واعيا على الفور بأبخرة الخمر والتبغ القوي الذي به
جعلها ابنها مألوفة للغاية .نظرت إليه للحظة ،ثم قبضت عليه
يداها متماسكتان بقوة واستأنفتا وضعها السابق ،ووجهها الحزين مقلوب
النافذة .ربما تكون قد تنفست الصعداء كما فعلت ذلك ،لم تسمع بماركة ويفس
.ولو سمعتها ،لما كانت ستهتم كثيرً ا
.لماذا تجلس في الظالم؟" قال أخيرً ا بنبرة غاضبة"
".أجابت السيدة براند بهدوء" :سوف يرن من أجل األضواء
".قال الشاب" :افعل ما يحلو لك :لن أبقى :سأخرج
سقطت اليد التي مدتها والدته نحو الجرس إلى جانبها :كانت أ
.امرأة خاضعة ،اعتادت أن تأخذ ابنها في كالمه
أنت وحيد هنا" ،تجرأت على التعليق ،بعد صمت قصير" :ستكون سعي ًدا"
".عندما ينزل كوثبرت
.قال ابنها بحزن" :إنها حفرة وحشية"" .أود أن أنصح كوثبرت بالبقاء في باريس
ال أستطيع أن أتخيل ما سيفعله بنفسه هنا "" .هو كذلك
.قالت األم بحسرة خانقة
.نطق ويفيس بضحكة قصيرة قاسية
هذا ال يمكن أن يقال عنا ،أليس كذلك؟" صاح ،ووضع يده على ركبة والدته"
في نوع خشن من المداعبة" .نحن عمومًا في الظل بينما يكون كوثبيرت في
أشعة الشمس ،إيه؟ إن تأثير هذا المكان القديم يجعلني شاعرية ،كما ترى "" .أنت
بحاجة
.قالت السيدة براند "ال تكون في الظل" .لكنها قالت ذلك بجهد
ال أحتاج؟" قال يفيس .دفع يديه في جيوبه واتكأ على ظهره"
"كرسي مع ضحكة أخرى" .لدي الكثير ألجعلني مبتهجً ا ،أليس كذلك؟
وجهت والدته عينيها إليه بنظرة حنان شوق حتى لو
كانت الغرفة مضاءة بشكل أقل خاف ًتا ،ولم يكن ليرى .لم يكن كثيرً ا في
.عادة البحث عن التعاطف في وجوه اآلخرين
.هل المكان أسوأ مما توقعت؟" سألت مع هزة في صوتها"
أجاب باقتضاب" :إنه أهدأ وأصغر"" .انطباعات المرء الطفولية ال تذهب
-لكثير .وهي في حالة بائسة -سقف غير قابل لإلصالح -أسوار تتساقط
".الصرف غير كامل .لقد سمح لها بالتخريب والدمار بينما كنا بعيدين
.قالت والدته بنبرة من األلم" :يفيس ،ويفيس ،لقد أبقيتك بعي ًدا من أجل مصلحتك
".اعتقدت أنك ستكون أكثر سعادة في الخارج
:أوه ،أسعد!" قال الشاب بازدراء" .السعادة ال تعني لي"
انها ليست في خط بلدي .ال فرق بالنسبة لي سواء كنت هنا أو في باريس .يجب علي
كنت هنا منذ فترة طويلة إذا كان لدي أي فكرة عن أن األمور تسير على نحو خاطئ
".بهذه الطريقة
قالت السيدة براند ،وهي تتحكم في صوتها بعناية " ،أفترض أنك لن تمتلك
".الزوار الذين تحدثت عنهم إذا كان المنزل في حالة سيئة للغاية
ليس لدي زوار؟ بالطبع سأستقبل زوارً ا .ما الذي يمكنني فعله أيضًا"
نفسي؟ يجب أن نحصل على المنزل بشكل مستقيم بحلول اليوم الثاني عشر .ال يعني
ذلك أنه سيكون هناك أي
".إطالق النار يستحق الحديث عنه في مكاني
إذا لم يأتي أحد قبل الثاني عشر ،أعتقد أنه يمكننا جعل المنزل صالحً ا للسكن .سأفعل"
".أفضل ما لدي ،وايفيس
ضحك وايفيس مرة أخرى ،ولكن بمفتاح أكثر ليونة" .أنت!" هو قال" .ال يمكنك فعل
.الكثير يا أمي
إنه ليس نوع الشيء الذي تهتم به .أنت تبقى في غرفتك الخاصة وتفعل
تطريز؛ سوف انظر الى المنزل .يأتي بعض الرجال قبل اليوم الثاني عشر بوقت طويل
".بعد الغد ،على ما أعتقد
"من؟"
أوه ،ديرينج وسانت جون وبونسونبي ،أتوقع .ال أعرف ما إذا كانوا سيحضرون"
".اي شخص اخر
أسوأ الرجال في أسوأ مجموعة كما تعلم!" تنهدت والدته ،تحت أنفاسها" .استطاع"
" أال تركتهم وراءك؟
.شعرت بدالً من أن ترى كيف عبس -كيف ارتعدت يده بفارغ الصبر
أي نوع من األصدقاء من المحتمل أن يكون لدي؟" هو قال" .لماذا ال يروق لي هؤالء"
"عظم؟
.ثم قام وتوجه إلى النافذة ،حيث وقف لبعض الوقت ينظر إلى الخارج
استدار أخيرً ا ،أدرك من حركة مألوفة طفيفة لوالدته
سلمت عينيها أنها كانت تبكي ،وبدا كما لو أن قلبه قد ضربه في
.مشهد
ت
قال بلطف" :تعالي يا أمي ،ال تأخذي ما أقوله وتفعلين الكثير على محمل الجد .أن ِ
أعلم أنني لست جي ًدا ولن أفعل أي شيء في العالم .لديك كوثبيرت
"-تريحك
".كوثبرت ال شيء بالنسبة لي -ال شيء -مقارنة بك ،ويفيس"
جاء الشاب إلى جانبها ووضع يده على كتفها .النغمة العاطفية
.قد لمسه
األم المسكينة!" قال بهدوء" .لقد عانيت من صفقة جيدة من خاللي ،أليس كذلك؟"
أتمنى أن أجعلك تنسى الماضي كله -لكن ربما لن تشكرني إذا كنت
".استطاع
قالت وهي تنحني إلى األمام لتضع جبهتها على ذراعه" :ال"" .ال .هناك
كان سطو ًعا في الماضي ،لكني أرى القليل من السطوع في المستقبل سواء بالنسبة لك
".أو لي
قال ويفيس باستخفاف لكن بمرارة" :حس ًنا ،هذا خطأي"" .لو لم يكن لي
حماقة الشباب ال ينبغي أن أكون مثقلة كما أنا اآلن .ليس لدي أحد سوى نفسي
".ألشكره
نعم ،نعم ،لقد كان خطأي .لقد ضغطت عليك للقيام بذلك -لربط نفسك بالمرأة مدى"
الحياة
.قالت السيدة براند بنبرة يأس من اتهام الذات
".لقد تخيلت -إذن -أننا كنا نفعل الصواب"
قال ويفيس براند بصرامة" :أعتقد أننا كنا نعمل بشكل صحيح" ،لكن ليس كما لو كان
الفكر
قدم له أي عزاء" .ربما كان من األفضل أن أتزوج المرأة التي
ظننت أنني أحببت -بدالً من أن أتركها أو أظلمها -لكنني أتمنى هلل أن أفعل ذلك
" !لم أر وجهها قط
وأعتقد أنني أقنعتك بالزواج منها" ،عتكت األم وهي تتأرجح"
نفسها إلى الوراء وإلى األمام في أقصى حد من آالمها المؤسفة ؛ "أنا -من يجب
" -ليكونوا أكثر حكمة -الذين ربما يكونون قد تدخلوا
"قال" :لم يكن بإمكانك التدخل في غرض كبير .كنت غاضبًا منها في ذلك الوقت
،بدأ ابنها يتجول في الغرفة بطريقة مضطربة وبال هدف" .أتمنى ،أمي
أن تتوقف عن الحديث عن الماضي .يبدو لي أحيا ًنا وكأنه حلم ؛ إذا
كنت تريد لكن دعها تكذب ،أعتقد أنني يمكن أن أتخيل أنه كان حلما .تذكر أنني
ال ألومك .عندما أغضب على السند ،أدرك تمامًا أنه كان كذلك
واحدة من صنع بلدي .ال احتجاج ،لن ينفعني أي أمر
".لحظة .كنت مصممًا على السير في طريقي الخاص ،وذهبت
كان من الغريب مالحظة أن قسوة وقساوة طريقته األولى كانت لهما
تراجعت عنه كما كانت تسقط بين الحين واآلخر .تحدث مع المصقول
كالم رجل مثقف .كان األمر كما لو كان أحيا ًنا يضع شيًئ ا معي ًنا
-فظاظة السلوك ،والشعور به بطريقة ما تتطلبه الظروف
.ولكن ليس طبيعيا بالنسبة له بعد كل شيء
".قالت والدته بحزن" :سأحاول أال أزعجك يا ويفيز
أجابني" :أنت ال تزعجني بالضبط ،لكنك تثير ذكرياتي القديمة كثيرً ا
تريد أن تنسى الماضي .لماذا أتيت إلى هنا ،حيث لم أزرها منذ ذلك الحين
كنت طفال؟ حيث لم تطأ قدم جولييت أب ًدا ،وحيث ال عالقة لي بذلك
" مرور بائس في حياتي؟
إذن لماذا تحبط هؤالء الرجال ،وايفيز؟ ألنهم يعرفون الماضي :سيفعلون"
" -استدعاء الجمعيات القديمة
إنهم يروقون لي .ال يمكنني أن أكون بدون رفقاء .أنا ال أتظاهر بقطع نفسي"
".من العالم كله
وبينما كان يتحدث هكذا لفترة وجيزة وبهدوء ،توقف ليضرب عود ثقاب ،ثم أشعل
شموع الشمع التي وقفت على خزانة جانبية سوداء .من خالل هذا الفعل ربما كان
يقصد وضع ملف
توقف عن الحديث الذي كان يشعر بالتعب الشديد .لكن السيدة براند ،في
،حالة ذهنية نصف مرتبكة جعلها القلق والحزن لفترة طويلة
.لم يكن يعرف فضيلة الصمت ،وال يمتلك صفة السحر في اللباقة
قالت بصدق " ،قد تجد رفقاء هنا ،أشخاص مناسبين لهم
" —— منصبك — ربما األصدقاء القدامى لوالدك
.هل سيكونون على استعداد لتكوين صداقات مع ابن والدي؟" انفجر يفيس بمرارة"
وبعد ذلك ،رأى من وجهها األبيض المصاب أنه قد جرحها ،جاء إلى جانبها
.وقبلها تائبًا .قال" :سامحني يا أمي ،إذا قلت ما ال يعجبك
لقد سمعت عن والدي منذ أن جئت إلى بيمنستر قبل يومين .أملك
لم أسمع شيًئ ا سوى ما أكد فكرتي السابقة عن شخصيته .حتى المسكين القديم
لم يستطع كولوين قول أي شيء جيد عنه .ذهب إلى الشيطان بأسرع ما يمكن أن
،يذهب
ويبدو أنه من المرجح أن يسير ابنه على خطاه .هذا هو الرأي العام ،وبواسطة
".جورج ،أعتقد أنني سأفعل شيًئ ا قريبًا لتبرير ذلك
"قالت والدته التي كانت دموعها تنهمر" :ال تحتاج إلى العيش كما عاش والدك ،ويفيس
.سريع
قال الشاب متقلبًا" :إذا لم أفعل فلن يصدقها أحد"" .ال يوجد قتال
ضد القدر .العالمات التجارية محكوم عليها بالفشل ،يا أمي :سنموت وننسى -كل
".أفضل للعالم أي ً
ضا .لقد حان الوقت ألن ننتهي :نحن في حالة سيئة
".كوثبرت ليس سيًئ ا .وأنت — ويفيس ،لديك طفلك"
!هل أنا طفل لم أره منذ أن كان عمره ستة أشهر"
أم -امرأة بال قلب أو مبدأ أو أي شيء طيب! الكثير من الراحة
".من المحتمل أن يكون الطفل بالنسبة لي عندما أحصل عليه
متى يكون ذلك؟" قالت السيدة براند ،كما لو كانت تتحدث إلى نفسها بدالً من التحدث"
إليه .ولكن
:أجاب ويفيس
".عندما تتعب من ذلك -ليس قبل ذلك .ال أعرف أين هي"
"أال تسحب لها بدلها؟"
ليس بانتظام .ورفضت عنوانها عندما ظهرت آخر مرة في كيربي .على ما أظن"
تريد أن تبقي الطفل بعي ًدا عني .إنها ال تحتاج إلى مشكلة .آخر شيء أريده
".هو شقيها لتربيته
"!يفيس"
يول ويفيس أي اهتمام على األقل :له
لكن بالنسبة إلى تعجب والدته المعترض عليه ،لم ِ
كان المزاج متقلبًا ،وكان سعي ًدا بالخروج من الغرفة المضاءة إلى الصالة ،و
.ومن ثم إلى صمت وعزلة أسباب المنزل
كانت قاعة ماركة مهجورة عمليا ً خالل السنوات القليلة الماضية .كان مستأجر أو اثنين
احتلتها لبعض الوقت بعد فترة وجيزة من انسحاب سيدها الراحل من البالد ؛ لكن
كان المنزل غير مريح وبعيد عن المدن ،وقيل ،عالوة على ذلك ،أن يكون
رطب وغير صحي .لذلك ،كان القائم بالرعاية وزوجته سكانها الوحيدين
في اآلونة األخيرة ،وقد تطلب األمر قدرً ا كبيرً ا من التحضير لجعله مناسبًا لمالكه
عندما كتب أخيرً ا لعمالئه في بيمنستر ليخبرهم بنيته االستقرار في
.القاعة
اشتهرت العالمات التجارية لسنوات طويلة بأنها أكثر العائالت ً
حظا في العالم
حي .كانوا يمتلكون ذات مرة ممتلكات كبيرة في المقاطعة ؛ لكن القمار
أدت الخسائر والمضاربة إلى انخفاض ثرواتهم بشكل كبير ،وحتى في زمن يفيس
تراجعت هيبة العائلة إلى جد براند .في ايام مرقس
براند ،والد وايفيس ،غرق أكثر من ذلك .لم يكن مارك براند "متوح ًشا" فحسب ،بل
كان كذلك
ضعيف :ليس فقط ضعي ًفا بل شريرً ا .كانت حياته المهنية واحدة من التبديد المشاغب ،
وبلغت ذروتها
فيما قيل عمومًا على أنه "زواج منخفض" -مع ساقي بيمنستر
سكن عام .لم تكن ماري ويفيس أب ًدا مثل النادلة النموذجية في الخيال أو
الحياة الحقيقية :كانت دائمًا شاحبة وهادئة وراقية المظهر ،ولم يكن من الصعب رؤيتها
كيف تطورت لتصبح المرأة الحزينة التي تهتم بها والتي دعاها وايفيس براند
.أم؛ لكنها جاءت من مخزون سيء تمامًا ،ولم تمس سمعتها
قطع سكان المقاطعة مارك براند بعد زواجه ،ولم ينتبهوا له أب ًدا
زوجة؛ وذهلوا عندما أصر على تسمية ابنه األكبر على اسم زوجته
،كأنه تمجد في تواضع أصلها .ولكن عندما كان "ويفيس" صبيًا صغيرً ا
قرر والده أنه ال ينبغي االستهزاء به وال أطفاله واالستهزاء بهم
أقطاب المقاطعة بعد اآلن .سافر إلى الخارج وبقي في الخارج حتى وفاته متى
كان وايفيس يبلغ من العمر عشرين عامًا ،وكان كوثبرت ،االبن األصغر ،بالكاد في
الثانية عشرة من عمره .بعض
قال الناس إن اكتشاف بعض األعمال المشينة بشكل خاص كان وشي ًكا عندما
غادر شواطئ وطنه ،ولهذا السبب لم يعد إليها أب ًدا
إنكلترا؛ لكن مارك براند نفسه تحدث دائمًا كما لو كانت صحته ضعيفة ج ًدا
أعصاب حساسة للغاية ،لتحمل النسمات العنيفة لبلده والقسوة
أخالق مواطنيه .لقد ربى ابنه على أفكاره الخاصة .و
لم تكن النتيجة مرضية تمامًا .شائعات غامضة وصلت في بعض األحيان
بيمنستر من الفضائح والخدوش التي برزت فيها العالمات التجارية الشابة ؛ قيل ذلك
كان وايفيس خرو ًفا أسود بشكل خاص ،وبذل قصارى جهده إلفساد ابنه الصغير
األخ كوثبرت .لم يتم تلقي نبأ عودته إلى براند هول
.بحماسة من سمعها
كانت قصة ويفيز نفسها حزينة -ربما أكثر حز ًنا من كونها فاضحة ؛ لكنها كانت
القصة التي لم يسمعها شعب بيمينستر بصراحة .قلة هم الذين عرفوا ذلك ،ومعظمهم
،أولئك الذين عرفوا وافقوا على إبقائها سرية .أن زوجته وطفله كانوا على قيد الحياة
كان العديد من األشخاص في باريس على علم ؛ أنهما انفصال كان معرو ًفا أيضًا ،لكن
كان سبب هذا االنفصال بالنسبة لمعظم األشخاص سراً .ويفيس ،الذي كان لديه عظيم
يكره الثرثرة ،اتخذ قراره عندما جاء إلى بيمنستر أنه سيقول
ال أحد في تاريخ السنوات القليلة الماضية .لوال وجه والدته الحزين
تخيلت أنه كان بإمكانه إخراجها من عقله تمامًا .استاء نصف
-المالءمة التي بدت أنها تتغذى عليه .حقيقة أنها أرسلت
.كادت تصر على ذلك -كان الزواج المؤسف أثقل كاهلها
كانت هناك نقطة كان سيتخلى فيها ويفيس عن ذلك .لكن والدته
-اعتنق جانب الفتاة ،وأقنع الشاب بالوفاء بوعوده لها
وتاب عنها منذ ذلك الحين .لقد طورت السيدة وايفيس براند حبًا ال يمكن السيطرة عليه
مشروبًا قويًا ،باإلضافة إلى مزاج جعلها أحيا ًنا مثل امرأة مجنونة أكثر من كونها
امرأة
،إنسان عادي وعندما اختفت ذات يوم من منزل زوجها
حمل طفله معها ،واإلعالن في رسالة الحقة أنها لم تقصد
بالعودة ،ال يمكن التساؤل عما إذا كان يفيس قد تنفس طوياًل من الراحة ،وتمنى
.أنها لن تفعل ذلك
.الفصل السادس
.جانيتا في المنزل
"قالت جانيتا" .وأنت لست غاضبًا مني ،هل أنت يا أبي عزيزي؟
لماذا يجب أن أكون يا جانيت؟ أنت لم تفعل شيًئ ا خاطًئ ا أعرفه .إذا كان هناك شيء"
".أي لوم تلقيه على اآلنسة أدير ،وليس عليك
لكنني ال أريدك أن تعتقد ذلك يا أبي .اآلنسة أدير هي أعظم صديق لدي"
".في كل أنحاء العالم
ووجدت الكثير من فرص التكرار ؛ هذه القناعة لها خالل
في األيام القليلة التالية ،لم تكن السيدة كولوين ونورا بطيئين في تكرار المشاعر معهما
التي سلموها عليها -أن األدير كانوا أنا ًسا طيبين "عالقين" ،وهم
.لم يقصد أخذ أي إشعار آخر لها اآلن بعد أن حصلوا على ما يريدون
وقفت جانيتا بشجاعة من أجل صديقتها ،لكنها شعرت بقليل من ذلك مع مارجريت
لم تكتبها أو تأت لرؤيتها منذ عودتها إلى المنزل .لقد توقعت -وفي
تخمين أنها كانت على حق تقريبًا -أن السيدة كارولين قد ضحت بها قليالً من أجل
لتهدئة األمور مع ابنتها :أنها مثلت جانيتا على أنها مصممة
عند الذهاب ،وقرر إهمال مارجريت وعدم االمتثال لطلباتها ؛
وأن مارجريت كانت مستاءة معها بعض الشيء نتيجة لذلك .كتبت
.مذكرة حنون عذر لصديقتها ،لكن مارجريت لم ترد
في أول حماسة لصداقة شابة ،تألم قلب جانيتا بسبب هذا الصمت ،وهي
تأملت كثيرً ا وهي ترقد ليالً على سريرها األبيض الصغير في علية نورا (ألنها فعلت
ال وقت للتأمل أثناء النهار) على نعومة الحياة التي بدت
.الالزمة لألدير والوسائل التي اتخذوها لتأمينها .على العموم ،حياتهم