You are on page 1of 69

‫‪.

‬صديق حقيقي‬
‫‪.‬رواية‬
‫بواسطة أديلين سارجنت‬

‫‪.‬مؤلفة كتاب "حظ البيت" ‪" ،‬مؤبد" ‪ ،‬إلخ‪ ,.‬إلخ‬

‫‪:‬مونتلاير‬
‫‪ ،‬جون لوفيل وابنه‬
‫شارع القديس نيكوالس ‪.23‬‬

‫صديق حقيقي‬

‫‪.‬الفصل األول‬
‫‪.‬صداقة غير مناسبة‬
‫كانت جانيتا مربية الموسيقى ‪ -‬شيء بني صغير ليس له أهمية خاصة ‪ ،‬و‬
‫كانت مارغريت أدير جميلة ووريثة ‪ ،‬واالبنة الوحيدة لمن‬
‫اعتقدوا أنهم مميزون ج ًدا ح ًقا ؛ فليس لالثنان ‪ ،‬كما قد تعتقد‪ ،‬الكثير من األشياء‬
‫المشتركة ‪ ،‬ولم يكن من المحتمل أن ينجذب أحدهما إلى اآلخر‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬على الرغم‬
‫من‬
‫ظروف مختلفة ‪ ،‬كانوا أصدقاء وحلفاء مقربين ؛ وكان مثل هذا من أي وقت مضى‬
‫منذ أن كانا م ًعا في نفس المدرسة األنيقة حيث كانت اآلنسة أدير مغرورة‬
‫مفضلة للجميع ‪ ،‬وكانت جانيتا كولوين هي التلميذة والمعلمة في أكثر الفساتين رديًا ‪،‬‬
‫والتي‬
‫حصل على كل االزدراء وقام بمعظم العمل الشاق‪ .‬وأعطيت إهانة كبيرة‬
‫‪.‬عدة اتجاهات من خالل ارتباط اآلنسة أدير بجانيتا الصغيرة المسكينة‬
‫"الحظت اآلنسة بولهامبتون ‪ ،‬مديرة المدرسة ‪" ،‬إنها صداقة غير مناسبة‬
‫في أكثر من مناسبة "‪ ،‬وأنا متأكد من أنني ال أعرف كيف ستحب الليدي كارولين‬
‫"‪.‬ذلك‬
‫‪.‬كانت الليدي كارولين ‪ ،‬بالطبع ‪ ،‬ماما مارغريت أدير‬
‫شعرت اآلنسة بولهامبتون بمسؤوليتها بشدة في هذه المسألة حتى أنها حلت في النهاية‬
‫للتحدث "بجدية شديدة" مع عزيزتها مارغريت‪ .‬كانت تتحدث دائمًا عن "عزيزتها‬
‫مارغريت ‪" ،‬اعتادت جانيتا أن تقول ‪ ،‬عندما كانت ستصنع نفسها بشكل خاص‬
‫بغيض‪ .‬بالنسبة إلى "عزيزتها مارغريت" كانت تلميذة الحيوانات األليفة ‪ ،‬تلميذة‬
‫االستعراض في‬
‫‪ ،‬التأسيس‪ :‬لقد تميزت أجواء التربية المثالية ‪ ،‬كما اعتقدت اآلنسة بولهامبتون‬
‫للمدرسة كلها وصقلها وسلوكها المثالي وصناعتها وصناعتها‬
‫ً‬
‫إنجازا وأقل لباقة‪.‬على‬ ‫شكلت الموهبة موضوع العديد من المحاضرات لتالميذ أقل‬
‫عكس كل التوقعات التقليدية ‪ ،‬لم تكن مارغريت أدير غبية رغم ذلك‬
‫كانت جميلة وحسنة التصرف‪ .‬كانت فتاة ذكية للغاية‪ .‬كان لديها‬
‫أهليتها للعديد من الفنون واإلنجازات ‪ ،‬وكانت رائعة في الرقة‬
‫من ذوقها والتمييز الرائع الذي أظهرته أحيا ًنا‬
‫قادر‪ .‬في نفس الوقت لم تكن ذكية ‪"( -‬لم تكن ذكية بشكل صارخ ‪ "،‬صديقة‬
‫لقد عبرت عن ذلك ذات مرة) ‪ -‬مثل جانيتا كولوين الصغيرة ‪ ،‬التي تجمع ذكائها الذكي‬
‫المعرفة كنحلة تجمع العسل في ظل أكثر الظروف غير المواتية‪ .‬جانيتا‬
‫كان عليها أن تتعلم دروسها عندما ذهبت الفتيات األخريات إلى الفراش ‪ ،‬في غرفة‬
‫صغيرة تحت‬
‫سقف؛ غرفة كانت مثل بيت الثلج في الشتاء وفرن في الصيف‪ .‬هي كانت‬
‫ال تستطيع أب ًدا أن تكون في الوقت المناسب لفصولها الدراسية ‪ ،‬وغالبًا ما كانت تفوتها‬
‫تمامًا ؛ ولكن في‬
‫على الرغم من هذه العيوب ‪ ،‬فقد أثبتت بشكل عام أنها أكثر التلميذ تقدمًا في‬
‫قسمها ‪ ،‬وإذا سُمح للتالميذ والمعلمين بالحصول على جوائز ‪ ،‬لكانوا قد حصلوا عليها‬
‫من كل جائزة أولى في المدرسة‪ .‬هذا ‪ ،‬بالتأكيد ‪ ،‬لم يكن مسموحً ا به‪.‬لن يكون‬
‫كان "الشيء" بالنسبة للطالبة المربية الصغيرة لتسلب الجوائز من الفتيات‬
‫دفع آباؤهم ما بين مائتين وثالثمائة في السنة مقابل رسومهم الدراسية (كانت الرسوم‬
‫‪،‬عالية ‪ ،‬ألن مدرسة اآلنسة بولهامبتون كانت عصرية للغاية) ؛ وبالتالي‬
‫لم يتم احتساب عالمات جانيتا ‪ ،‬ووضعت تمارينها جانبًا ولم تأت‬
‫في منافسة مع الفتيات األخريات ‪ ،‬وكان مفهومًا بشكل عام بين‬
‫المعلمين الذين ‪ ،‬إذا كنتم ترغبون في الوقوف بشكل جيد مع اآلنسة بولهامبتون ‪،‬‬
‫فسيكون ذلك أفضل‬
‫ال تمدح اآلنسة كولوين ‪ ،‬بل لتقديم مزايا سيدة ساحرة‬
‫مريم أو المحترم أديليزا ‪ ،‬وترك جانيتا في الغموض الذي منه (حسب‬
‫‪.‬إلى اآلنسة بوليهامبتون) كان مصيرها أال تظهر أب ًدا‬
‫لسوء الحظ ألغراض عشيقة المدرسة ‪ ،‬كانت جانيتا مفضلة إلى حد ما‬
‫مع الفتيات‪ .‬لم تكن محبوبة مثل مارجريت‪ .‬لم تكن تتطلع إلى و‬
‫محترمة ‪ ،‬كما كانت فخامة إديث جور ؛ لم تكن حيوا ًنا ألي ًفا ألحد ‪ ،‬مثل السيدات‬
‫الصغيرات‬
‫كانت بالنش وروز أمبرلي موجودة منذ أن وطأت قدماهما المدرسة ؛ لكنها كانت كذلك‬
‫صديق ورفيق الجميع ‪ ،‬متلقي ثقة الجميع ‪ ،‬مشارك في‬
‫أفراح أو مشاكل الجميع‪ .‬الحقيقة هي أن جانيتا لديها هدية ال تقدر بثمن‬
‫تعاطف؛ لقد فهمت الصعوبات التي يواجهها الناس من حولها أكثر من العديد من النساء‬
‫ضعف عمرها‪ .‬وكانت مشرقة جدا ومشمسة المزاج و‬
‫بداهة أن وجودها في الغرفة كان كافيًا لتبديد الكآبة وسوء المزاج‪.‬كانت ‪ ،‬لذلك ‪،‬‬
‫تستحق الشعبية ‪ ،‬وفعلت المزيد للحفاظ على شخصية ملكة جمال‬
‫مدرسة بولهامبتون للراحة والبهجة من اآلنسة بولهامبتون نفسها كانت‬
‫‪.‬من المحتمل أن تكون على علم‪ .‬والفتاة األكثر تكري ًسا لجانيتا كانت مارجريت أدير‬
‫"قالت اآلنسة بولهامبتون‪" :‬انتظري بضع لحظات يا مارجريت ‪ ،‬أود التحدث إليك‬
‫بشكل مهيب ‪ ،‬عندما في إحدى األمسيات ‪ ،‬مباشرة بعد الصالة ‪ ،‬تقدم تلميذ العرض‬
‫للمزايدة‬
‫‪.‬أساتذتها تصبحون على خير‬
‫جلست الفتيات حول الغرفة على كراسي خشبية ‪ ،‬واحتلت اآلنسة بولهامبتون أ‬
‫مقعد مبطن ذو ظهر مرتفع على طاولة مركزية أثناء قراءتها لجزء من الكتاب المقدس‬
‫التي انتهى بها عمل اليوم‪ .‬بالقرب منها جلست المربيات ‪ ،‬اإلنجليزية والفرنسية و‬
‫األلمانية ‪ ،‬مع جانيتا الصغيرة التي ترفع المؤخرة في المكان األكثر دها ًء واألكثر‬
‫كرسي غير مريح‪ .‬بعد الصالة ‪ ،‬قامت اآلنسة بولهامبتون والمعلمين ‪ ،‬و‬
‫جاء التالميذ ليطلبوا منهم ليلة سعيدة ‪ ،‬وقدموا أيديهم وخدهم لكل منهم على التوالي‪.‬‬
‫كان يوجد‬
‫دائمًا قدر كبير من التقبيل في هذه المناسبات‪ .‬ملكة جمال بولهامبتون‬
‫أصرت بلطف على تقبيل جميع تالميذها الثالثين كل مساء ؛ جعلهم يشعرون أكثر‬
‫كما لو كانوا في المنزل ‪ ،‬كانت تقول ؛ ومثالها ‪ ،‬بالطبع ‪ ،‬متبوع‬
‫‪.‬المعلمين والفتيات‬
‫مارجريت أدير ‪ ،‬كواحدة من أقدم وأطول الفتيات في المدرسة ‪ ،‬جاءت بشكل عام‬
‫إلى األمام أوالً لتحية ذلك المساء‪ .‬عندما قامت اآلنسة بولهامبتون بهذه المالحظة فقط‬
‫مسجلة ‪ ،‬عادت إلى وضع بجانب كرسي معلمها في موقف رزين‬
‫تلميذة حسنة السلوك ‪ -‬تتقاطع يداها على الرسغين والقدمين في الموضع والرأس و‬
‫‪ ،‬األكتاف منتصبة بعناية والعينان برفق نحو السجادة‪.‬هكذا يقف‬
‫كانت تدرك جي ًدا أن جانيتا كولوين أعطتها نظرة صغيرة غريبة وشائكة‬
‫من اختالط المرح والقلق خلف ظهر اآلنسة بولهامبتون ؛ ألنه كان معروفا بشكل عام‬
‫أن محاضرة كانت وشيكة عندما تم توقيف إحدى الفتيات بعد الصالة ‪ ،‬وكان ذلك‬
‫كان من غير المألوف أن تلقي مارغريت محاضرة! لكن اآلنسة أدير لم تنظر‬
‫مرتبك‪ .‬ابتسمت ابتسامة مؤقتة على وجهها في كشر جانيتا الصغير ‪ ،‬لكن ذلك كان‬
‫‪.‬على الفور من خالل مظهر الجاذبية البسيطة الذي أصبح مناسبًا للمناسبة‬
‫‪ ،‬عندما خرج آخر التالميذ وآخر المدرسين من الغرفة‬
‫استدارت اآلنسة بولهامبتون واستطلعت رأي الفتاة المنتظرة مع بعض عدم اليقين‪ .‬هي‬
‫كانت‬
‫مغرم ح ًقا بمارجريت أدير‪ .‬لم تجلب االئتمان إلى المدرسة فحسب ‪ ،‬بل كانت كذلك‬
‫فتاة جيدة ‪ ،‬لطيفة ‪ ،‬شبيهة بالسيدة (مثل تلك كانت ألقاب ملكة جمال بولهامبتون) ‪ ،‬ومن‬
‫العدل ج ًدا‬
‫ننظر الى‪ .‬كانت مارغريت طويلة ونحيلة ورشيقة للغاية في حركاتها ؛ هي‬
‫‪،‬كان نزيها ً رقيقا ً ‪ ،‬وشعره من أنعم حرير الملمس والذهب الفاتح ؛ عينيها‬
‫‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬لم تكن زرقاء ‪ ،‬كما كان يتوقعها المرء ؛ كانوا بني عسلي‬
‫و محجبات برموش بنية طويلة ‪ -‬عيون تذوب النعومة و الحلم‪ ،‬بشكل غريب‬
‫حلو في التعبير‪ .‬كانت مالمحها طويلة ج ًدا ورقيقة ج ًدا للحصول على جمال مثالي ؛‬
‫لكنهم أعطوها مظهرً ا يشبه مادونا من السالم والهدوء الذي كان الكثيرون على استعداد‬
‫بحماس اإلعجاب‪ .‬ولم يكن في وجهها حاجة للتعبير‪ .‬خافت‬
‫تباينت أزهار الورد في كلمة واحدة تقريبًا ‪ ،‬وكانت الشفاه المنحنية الرفيعة حساسة‬
‫لإلحساس‬
‫كما يمكن أن يكون المطلوب‪.‬ما كان مطلوبًا في الوجه هو ما أعطاها غريبًا قبل الزواج‬
‫سحر ‪ -‬نقص في الشغف ‪ ،‬ربما نقص بسيط في القوة‪ .‬لكن في السابعة عشرة ننظر‬
‫أقل لهذه الخصائص من الحالوة والطاعة التي مارغريت‬
‫ً‬
‫بسيطا ج ًدا ‪ -‬الفستان المثالي‬ ‫يمتلك بالتأكيد‪ .‬كان فستانها من الشاش األبيض الناعم‬
‫لفتاة صغيرة ‪ -‬ومع ذلك فقد تم تصنيعها بشكل جميل للغاية ‪ ،‬وتشطيب رائع في كل‬
‫منها‬
‫التفاصيل ‪ ،‬أن اآلنسة بولهامبتون لم تنظر إليها أب ًدا دون الشعور بعدم االرتياح بأنها‬
‫كانت كذلك‬
‫حسن الملبس لتلميذة‪ .‬ارتدى آخرون فساتين موسلين من نفس الشيء على ما يبدو‬
‫قطع والملمس ولكن ما قد تفشل العين العادية في مالحظته ‪ ،‬كانت المديرة‬
‫تدرك جي ًدا ‪ ،‬أي أن الرتوش الصغيرة في الرقبة والمعصمين كانت من‬
‫‪ ،‬أغلى دانتيل ميكلين ‪ ،‬أن حافة الفستان كانت محاطة بنفس المادة‬
‫كما لو كانت أكثر األشياء شيو ًعا ؛ التي بها شرائط بيضاء مطرزة‬
‫التي تم قصها تم نسجها في فرنسا خصيصًا لملكة جمال أدير ‪ ،‬وأن‬
‫كانت األبازيم الفضية الصغيرة عند خصرها وعلى حذائها قديمة وجميلة للغاية‬
‫ذات أهمية تاريخية تقريبًا‪ .‬كان التأثير هو البساطة‪ .‬لكنها كانت مكلفة‬
‫بساطة الكمال المطلق‪ .‬لم تكن والدة مارجريت راضية إال بطفلها‬
‫كان يلبس من الرأس إلى القدم بمواد من أنعم وأجود وأفضل‪ .‬كان نوعا ما‬
‫‪.‬رمز خارجي لما تريده الفتاة في جميع عالقات الحياة‬
‫كان هذا هو ما أزعج عقل اآلنسة بولهامبتون وهي تقف وتبدو مضطربة‬
‫‪.‬للحظة في مارغريت أدير‪ .‬ثم أخذت الفتاة من يدها‬
‫قالت بصوت لطيف‪" :‬اجلس يا عزيزتي ‪ ،‬ودعني أتحدث معك لبضع لحظات‬
‫‪".‬آمل أال تكون متعبًا من الوقوف لفترة طويلة‬
‫أوه ‪ ،‬ال ‪ ،‬شكرا لك ‪ ،‬ال على اإلطالق ‪ "،‬أجابت مارغريت ‪ ،‬خجال قليال وهي تشغل"‬
‫مقعدا‬
‫على يد اآلنسة بولهامبتون اليسرى‪ .‬كانت أكثر ترهيبًا من هذا اللطف الذي ال يرقى إليه‬
‫عنوان أكثر من أي خطورة يمكن تخيلها‪ .‬كانت المديرة طويلة ورائعة‬
‫في المظهر‪ :‬كان أسلوبها في العادة مغرورً ا بعض الشيء ‪ ،‬ولم يكن يبدو طبيعيًا تمامًا‬
‫‪.‬لمارجريت أن تتحدث بلطف شديد‬
‫‪ ،‬قالت اآلنسة بولهامبتون‪" :‬عزيزتي ‪ ،‬عندما أعطتك والدتك العزيزة مسئوليتي‬
‫‪،‬أنا متأكد من أنها تعتبرني مسؤولة عن التأثيرات التي كنت تحتها‬
‫"‪.‬والصداقات التي كونتها تحت سقفي‬
‫"قالت‪" :‬عرفت ماما أنني لن أتأذى من أي صداقة بيني وبينها هنا‬
‫مارغريت مع أنعم اإلطراء‪ .‬كانت صادقة تمامًا‪ :‬كان من الطبيعي أن تقول‬
‫‪.‬أشياء جميلة" للناس"‬
‫اعترفت المعلمة‪" :‬هذا صحيح"‪" .‬ال بأس يا عزيزتي مارغريت ‪ ،‬إذا بقيت في الداخل‬
‫‪ ،‬درجتك الخاصة في المجتمع‪ .‬ال يوجد تلميذ في هذه المؤسسة ‪ ،‬وأنا ممتن للقول‬
‫من ليس من أفراد األسرة المناسبين واآلفاق ليصبح صديقك‪ .‬ما زلت صغيرا‬
‫وال تفهم المضاعفات التي يتورط فيها الناس أحيا ًنا‬
‫"من خالل تكوين صداقات خارج مجالهم الخاص‪ .‬لكني أفهم ‪ ،‬وأود أن أحذركي‬
‫‪.‬قالت مارغريت مع نظرة فخورة في عيناها العسليتين‬
‫قالت اآلنسة بولهامبتون بسعال خفيف متردد‪" :‬حس ًنا ‪ -‬ال ‪ ،‬آمل أال يحدث ذلك"‪" .‬أنت‬
‫أفهم ‪ ،‬عزيزتي ‪ ،‬أنه في مؤسسة مثل مؤسستي ‪ ،‬يجب توظيف األشخاص‬
‫للقيام بعمل معين ليسوا متساوين تمامًا في الموقع مع أنفسنا‪ .‬األشخاص‬
‫والدة دنيا ومكانة يعني لمن يهتم بالفتيات الصغيرات ويقين‬
‫واجبات وضيعة ‪ ،‬يجب أن تلتزم‪ .‬هؤالء األشخاص يا عزيزي الذين يجب أن تكون‬
‫معهم‬
‫يجب أن يتم االتصال بهم ‪ ،‬وآمل أن تعاملهم دائمًا مع الكمال‬
‫" "‪.‬المجاملة والمراعاة ‪ ،‬ال داعي ‪ ،‬في نفس الوقت ‪ ،‬أن تكونا أصدقاء حميمين لك‬
‫قالت مارغريت بهدوء‪" :‬لم أقم بتكوين صداقات مع أي من الخدم"‪ .‬يغيب‬
‫‪.‬كان بولهامبتون منزعجً ا إلى حد ما من هذه المالحظة‬
‫قالت بحدة‪" :‬أنا ال ألمح إلى الخدم"‪" .‬أنا ال أعتبر‬
‫اآلنسة كولوين خادمة ‪ ،‬أو ال يجب أن أسمح لها بالطبع بالجلوس على نفس الطاولة‬
‫معها‬
‫أنت‪ .‬ولكن هناك نوع من األلفة ال أوافق عليه تمامًا ‪" -‬هي‬
‫"‪.‬توقفت ‪ ،‬وسحبت مارجريت رأسها وتحدثت بقرار غير عادي‬
‫"‪.‬اآلنسة كولوين هي أعظم أصدقائي"‬
‫نعم يا عزيزي ‪ ،‬هذا ما أشتكي منه‪ .‬أال يمكنك العثور على صديق في مرتبتك؟"‬
‫" الحياة دون جعل واحدة من اآلنسة كولوين‬
‫ً‬
‫ساخطا‪" :‬إنها جيدة مثلي تماما"‪" .‬جيد ج ًدا ‪ ،‬أكثر من ذلك بكثير‬ ‫‪ ،‬صرخت مارغريت‬
‫" !وأكثر ذكاء‬
‫قالت المديرة‪" :‬لديها قدرات" ‪ ،‬وبهواء واحدة تقدم تنازالً ؛‬
‫وآمل أن يكونوا مفيدين لها في دعوتها‪ .‬من المحتمل أن تصبح"‬
‫‪ ،‬مربية حضانة ‪ ،‬أو رفيقة سيدة ذات منصب أعلى‪ .‬لكن ال أستطيع أن أصدق‬
‫عزيزتي أن السيدة كارولين العزيزة ستوافق على تخصيصها لها على أنها خاصة بك‬
‫"‪.‬وصديق خاص‬
‫قالت مارغريت‪" :‬أنا متأكد من أن ماما تحب دائمًا األشخاص الطيبين واألذكياء"‪ .‬هي‬
‫لم تطير في حالة من الغضب كما كانت ستفعل بعض الفتيات ‪ ،‬لكن وجهها احمر‬
‫وجهها‬
‫جاء التنفس أسرع من المعتاد ‪ -‬عالمات اإلثارة الكبيرة من جانبها ‪ ،‬والتي اآلنسة‬
‫‪.‬لم يكن بولهامبتون بطيًئ ا في المالحظة‬
‫إنها تحبهم في مكانهم الصحيح ‪ ،‬يا عزيزتي‪ .‬هذه الصداقة ال تتحسن"‬
‫أنت وال اآلنسة كولوين‪ .‬مواقفك في الحياة مختلفة ج ًدا لدرجة أن مالحظتك لها‬
‫يمكن أن تسبب السخط وسوء الشعور في عقلها‪ .‬إنه أمر غير حكيم للغاية ‪ ،‬وأنا‬
‫"‪.‬ال أستطيع التفكير في أن والدتك العزيزة ستوافق على ذلك إذا كانت تعرف الظروف‬
‫قالت مارغريت بشيء من الحماس‪" :‬لكن عائلة جانيتا ليست على اتصال وثيق على‬
‫‪".‬اإلطالق‬
‫"—— هناك أبناء عمومتها يعيشون بالقرب منا ‪ -‬الممتلكات التالية ملك لهم"‬
‫"هل تعرفهم يا عزيزتي؟"‬
‫أجابت مارغريت‪" :‬أعرف عنهم" ‪ ،‬وفجأة تلون بعمق شديد وتنظر‬
‫غير مريح ‪" ،‬لكنني ال أعتقد أنني رأيتهم من قبل ‪ ،‬فهم بعيدون ج ًدا عنهم‬
‫‪"--‬الصفحة الرئيسية‬
‫قالت اآلنسة بولهامبتون‪" :‬أعرف عنهم أي ً‬
‫ضا" قالت اآلنسة بولهامبتون ‪ ،‬كئيب ؛ "وأنا‬
‫ال أعتقد ذلك‬
‫ستعمل على تعزيز اهتمامات اآلنسة كولوين من خالل ذكر ارتباطها بذلك‬
‫األسرة‪ .‬لقد سمعت السيدة كارولين تتحدث عن السيدة براند وأطفالها‪ .‬هم ليسوا‬
‫‪ ".‬الناس ‪ ،‬يا عزيزتي مارجريت ‪ ،‬من المستحسن أن تعرفهم‬
‫"قالت مارغريت‪" :‬لكن شعب جانيتا يعيش بالقرب منا تمامًا‬
‫نغمة‪ ،‬رنة‪" .‬أنا أعرفهم في المنزل ؛ إنهم يعيشون في بيمنستر‪ -‬ليس على بعد ثالثة‬
‫"‪.‬أميال‬
‫وهل لي أن أسأل إذا كانت السيدة كارولين تزورهم يا عزيزتي؟" سألت اآلنسة"‬
‫بولهامبتون ‪ ،‬مع‬
‫السخرية اللطيفة ‪ ،‬التي أعادت اللون إلى وجه مارجريت الفاتح‪ .‬لم تستطع الفتاة‬
‫إجابه؛ كانت تعرف جي ًدا أن زوجة أبي جانيتا لم تكن على اإلطالق من النوع الشخص‬
‫إلى من كانت السيدة كارولين أدير تتحدث عن طيب خاطر ‪ ،‬ومع ذلك لم تحب أن تقول‬
‫‪.‬أن معرفتها بجانيتا قد تم إجراؤها فقط في فصل رقص بيمينستر‬
‫"ربما تكهنت اآلنسة بولهامبتون الحقيقة‪ .‬قالت‪" :‬في ظل هذه الظروف‬
‫أعتقد أنه يجب أن أكون مبررً ا في الكتابة للسيدة كارولين وأطلب منها أن تعارض أ‬
‫قليال معك يا عزيزتي مارجريت‪ .‬من المحتمل أنها ستكون قادرة على جعلك أفضل‬
‫‪ ".‬فهم سوء سلوكك أكثر مما أستطيع فعله‬
‫‪.‬ارتفعت الدموع في عيني مارغريت‪ .‬لم تكن معتادة على التوبيخ بهذه الطريقة‬
‫لكن ‪ -‬ال أعرف ‪ ،‬آنسة بولهامبتون ‪ ،‬ما الذي تريدني أن أفعله" ‪ ،‬قالت ‪ ،‬أكثر"‬
‫بعصبية أكثر من المعتاد‪" .‬ال يمكنني التخلي عن جانيتا ؛ ال يمكنني تجنب التحدث معها‬
‫‪ ،‬أنت‬
‫" ‪ -‬أعرف ‪ ،‬حتى لو أردت‬
‫ال أرغب في شيء من هذا القبيل ‪ ،‬مارغريت‪ .‬كوني لطيفة ومهذبة معها ‪"،‬‬
‫كالعادة‪.‬لكن دعني‬
‫نقترح عليك أال تجعل رفيقها في الحديقة باستمرار ‪ -‬حتى أنت‬
‫ال تحاول الجلوس بجانبها في الفصل أو إلقاء نظرة على نفس الكتاب‪ .‬سوف أتحدث‬
‫إلى اآلنسة‬
‫‪ ".‬كولوين نفسها عن ذلك‪ .‬أعتقد أنني أستطيع أن أجعلها تفهم‬
‫قالت مارغريت وهي تتزايد‪" :‬أوه ‪ ،‬من فضلك ال تتحدث إلى جانيتا! أنا أفهم ذلك‬
‫"بالفعل‬
‫‪ -‬شاحب مع ضيق‪" .‬أنت ال تعرف كم كانت لطيفة وجيدة بالنسبة لي دائمًا‬
‫"‪-‬‬
‫خنقت التنهدات كالمها ‪ ،‬بدالً من إنذار اآلنسة بولهامبتون‪ .‬لم تحب أن ترى‬
‫‪.‬فتياتها يبكين ‪ -‬وال سيما مارغريت أدير‬
‫‪ ،‬عزيزي ‪ ،‬ال داعي إلثارة نفسك‪ .‬لطالما عولجت جانيتا كولوين"‬
‫أتمنى مع العدل واللطف في هذا المنزل‪ .‬إذا كنت ستسعى فقط لجعلها‬
‫مكانة في الحياة أقل بدالً من أن تكون أكثر صعوبة ‪ ،‬سوف تقدم لها أكبر خدمة في‬
‫‪ ،‬طاقتك‪ .‬ال أقصد على اإلطالق أنني أتمنى أن تكون قاسيا ً معها‪ .‬القليل من االحتياطي‬
‫مزيد من الحذر ‪ ،‬في سلوكك ‪ ،‬وستكون كل ما تمنيت لك‬
‫" !أن تكون ‪ -‬ائتما ًنا لوالديك وللمدرسة التي علمتك‬
‫كانت هذه المشاعر مندفعة للغاية لدرجة أنها أوقفت دموع مارجريت بدهشة محضة ؛‬
‫وعندما قالت ليلة سعيدة وذهبت إلى الفراش ‪ ،‬وقفت اآلنسة بولهامبتون ل‬
‫لحظة أو اثنتين ساكنتين تمامًا ‪ ،‬كما لو كان يتعافى من مجهود غير مألوف للتعبير عن‬
‫عاطفة حنون‪ .‬ربما كان رد الفعل ضدها هو الذي تسبب لها تقريبًا‬
‫على الفور لدق الجرس بحدة ‪ ،‬والقول ‪ -‬ال يزال حا ًدا ‪ -‬للخادمة التي‬
‫"‪.‬ظهر في الجواب‪" .‬أرسل لي اآلنسة كولوين‬
‫انقضت خمس دقائق قبل أن تأتي اآلنسة كولوين ‪ ،‬ومع ذلك ‪ ،‬فعلت المعلمة‬
‫‪.‬كان لديه الوقت لنفاد الصبر‬
‫لماذا لم تأت على الفور عندما أرسلت لك؟" قالت ‪ ،‬بشدة ‪ ،‬في أقرب وقت"‬
‫‪.‬قدمت جانيتا نفسها‬
‫قالت الفتاة بسرعة‪" :‬كنت ذاهبة إلى الفراش"‪" .‬وكان علي أن أرتدي مالبسي مرة‬
‫"‪.‬أخرى‬
‫اللكنات القصيرة ‪ ،‬المصممة ‪ ،‬حزينة على أذن اآلنسة بولهامبتون‪ .‬لم تفعل اآلنسة‬
‫كولوين‬
‫‪.‬تحدثت نصف "بلطف" ‪ ،‬قالت لنفسها ‪ ،‬كما فعلت عزيزتي مارغريت أدير‬
‫قالت الطالبة ببرود‪" :‬لقد تحدثت إلى اآلنسة أدير عنك"‪" .‬أملك‬
‫أخبرتها ‪ ،‬كما أخبرك اآلن ‪ ،‬أن االختالف في مواقفك يجعلك‬
‫العالقة الحميمة الحالية غير مرغوب فيها للغاية‪ .‬أتمنى أن تفهم ‪ ،‬من اآلن فصاع ًدا ‪،‬‬
‫تلك السيدة‬
‫أدير ال يمشي معك في الحديقة ‪ ،‬ال أن يجلس بجانبك في الفصل ‪ ،‬ال أن يشاركك‬
‫‪ ".‬معك ‪ ،‬كما فعلت حتى اآلن ‪ ،‬على قدم المساواة‬
‫لماذا ال نتعاون على قدم المساواة؟" قالت جانيتا‪ .‬كانت سوداء الحاجب"‬
‫فتاة ‪ ،‬بشرة زيتون صافية ‪ ،‬ومضت عيناها وتوهج خديها من السخط‬
‫‪.‬كما تحدثت‬
‫"قالت اآلنسة بولهامبتون ‪ ،‬مع استياء شديد في نبرة صوتها‪" :‬أنت لست متساوين‬
‫تحدثت بشكل مختلف تمامًا عن مارغريت‪" .‬عليك أن تعمل من أجل خبزك‪ :‬ال يوجد‬
‫‪ ،‬عار في ذلك ‪ ،‬لكنه يضعك في مستوى مختلف عن مستوى اآلنسة مارغريت أدير‬
‫‪.‬حفيدة إيرل‪ ،‬والطفل الوحيد لواحد من أغنى الناس في إنجلترا‬
‫لم أذكرك من قبل بالفرق في الموقف بينك وبين‬
‫السيدات الشابات اللواتي سُمح لك حتى اآلن باالرتباط بهن ؛ وأعتقد ح ًقا‬
‫سأضطر إلى تبني طريقة أخرى ‪ -‬ما لم تتصرف مع نفسك يا آنسة كولوين‬
‫‪ ".‬مزيد من التواضع واللياقة‬
‫هل لي أن أسأل ما هي طريقتك األخرى؟" سألت اآلنسة كولوين‪ ،‬مع الكمال"‬
‫‪.‬التملك الذاتي‬
‫‪.‬نظرت إليها اآلنسة بولهامبتون في صمت‬
‫قالت‪" :‬بادئ ذي بدء ‪ ،‬يمكنني طلب الوجبات بشكل مختلف ‪ ،‬وأطلب منك تناولها‬
‫لك مع األطفال األصغر س ًنا ‪ ،‬وبطرق أخرى يعزلونك عن مجتمع‬
‫السيدات الشابات‪ .‬وإذا فشل هذا ‪ ،‬يمكنني أن أبين لوالدك أن ترتيبنا كان كذلك‬
‫‪ ".‬غير مرض ‪ ،‬وأنه من األفضل أن تنتهي عند نهاية هذا المصطلح‬
‫سقطت عينا جانيتا وتالشى لونها عندما سمعت هذا التهديد‪ .‬كان يعني صفقة جيدة ل‬
‫‪.‬لها‪ .‬أجابت بسرعة ولكن بشيء من التوتر‬
‫بالطبع ‪ ،‬يجب أن يكون هذا كما يحلو لك ‪ ،‬آنسة بولهامبتون‪ .‬إذا لم أشبعك ‪ ،‬فال بد لي"‬
‫من ذلك‬
‫"‪.‬يذهب‬
‫أنت ترضيني جي ًدا إال في هذا الجانب‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬أنا ال أطلب أي شيء"‬
‫وعد منك اآلن‪ .‬سأراقب سلوكك خالل األيام القليلة القادمة ‪ ،‬وسأكون كذلك‬
‫‪ ".‬يسترشد بما أراه‪ .‬لقد تحدثت بالفعل إلى اآلنسة أدير‬
‫‪ -‬عضت جانيتا شفتيها‪ .‬بعد وقفة ‪ ،‬قالت‬
‫"هل هذا كل شيء؟ هل يمكنني الذهاب اآلن؟"‬
‫قالت اآلنسة بولهامبتون بجاللة‪" :‬يمكنك أن تذهب"‪ .‬وجانيتا بهدوء وبطء‬
‫‪.‬متقاعد‬
‫لكن حالما كانت خارج الباب تغير سلوكها‪ .‬انها انفجرت في البكاء مثل‬
‫سارعت بسرعة إلى أعلى السلم الواسع ‪ ،‬وأصبحت عيناها مصابة بالعمى لدرجة أنها‬
‫لم تفعل ذلك‬
‫حتى ترى شخصية بيضاء تحوم على الهبوط حتى وجدت نفسها فجأة‬
‫ذراعي مارجريت‪ .‬في تحد لجميع القواعد ‪ -‬غير مطيع ألول مرة فيها تقريبًا‬
‫الحياة ‪ -‬كانت مارجريت تنتظر وتراقب مجيء جانيتا ؛ واآلن ‪ ،‬مشبوك‬
‫‪.‬أجرى الصديقان محاضرة هامسة على الدرج معًا كأخوات‬
‫"قالت مارغريت‪" :‬عزيزتي ‪ ،‬هل كانت قاسية ج ًدا؟‬
‫قالت جانيتا وهي تضحك قليالً‪" :‬كانت فظيعة للغاية ‪ ،‬لكنني أعتقد أنها لم تستطع‬
‫"مساعدتها‬
‫‪".‬تختلط مع تنهداتها‪" .‬يجب أال نكون أصدقاء بعد اآلن يا مارجريت‬
‫"‪.‬لكننا سنكون أصدقاء ‪ -‬دائمًا يا جانيتا"‬
‫"—— يجب أال نجلس معًا أو نسير معًا"‬
‫جانيتا ‪ ،‬سأتصرف معك تمامًا كما كنت أفعل دائمًا‪ ".‬كانت مارغريت اللطيفة"‬
‫‪.‬في ثورة‬
‫"‪.‬ستكتب إلى والدتك ‪ ،‬مارجريت ‪ ،‬وإلى أبي"‬
‫قالت مارغريت بكرامة‪" :‬سأكتب إليّ أي ً‬
‫ضا ‪ ،‬وأشرح له"‪ .‬وكان جانيتا‬
‫ليس القلب لتهمس لصديقتها أن النغمة التي ستفعلها اآلنسة بولهامبتون‬
‫الكتابة إلى السيدة كارولين تختلف اختال ًفا كبيرً ا عن تلك التي ستتبناها‬
‫‪.‬السيد كولوين‬

‫‪.‬الفصل الثاني‬
‫‪.‬تكتيكات ليدي كارولين‬

‫‪.‬كانت هيلمسلي كورت تعتبر بشكل عام واحدة من أجمل البيوت في بيمينستر‬
‫مكان غني بالمنازل الجميلة ‪ ،‬كونه بلدة كاتدرائية تقع في واحدة من‬
‫أجمل المقاطعات الجنوبية في إنجلترا‪ .‬كانت قرية هيلمسلي رائعة الجمال‬
‫مجموعة صغيرة من األكواخ باألبيض واألسود ‪ ،‬مع حدائق مليئة بالزهور القديمة‬
‫أمامهم والمروج والغابات خلفهم‪ .‬كان هيلمسلي كورت أعلى قليالً‬
‫من القرية ‪ ،‬ونوافذها تطل على منظر جميل واسع النطاق‬
‫بلد يحده في المسافة مجموعة منخفضة طويلة من التالل الزرقاء ‪ ،‬والتي بعدها ‪ ،‬في‬
‫قيل ‪ ،‬في األيام الصافية ‪ ،‬يمكن للعيون الثاقبة أن تلمح البحر الالمع‪ .‬المنزل‬
‫كان في حد ذاته مبنى قديمًا رائ ًعا للغاية ‪ ،‬مع شرفة طويلة تمتد قبل أسفلها‬
‫النوافذ وحدائق الزهور التي نالت إعجاب نصف المقاطعة‪ .‬كان لديه‬
‫معرض للصور وقاعة رائعة بأرضية مصقولة ونوافذ ملونة وكلها‬
‫إكسسوارات قصر عتيق ومحتفل به ؛ وكان لديه أي ً‬
‫ضا كل الراحة و‬
‫‪.‬الرفاهية التي يمكن أن توفرها الحضارة الحديثة‬
‫كانت هذه الخاصية األخيرة هي التي جعلت "المحكمة" كما يطلق عليها عامة ‪ ،‬هكذا‬
‫جمع‪ .‬في بعض األحيان تكون المنازل القديمة الخالبة رهيبة وغير مريحة ‪ ،‬لكن ليس‬
‫هذا‬
‫وقد سمح بوجود عيوب في المحكمة‪ .‬كل شيء سار بسالسة‪ :‬الخدم‬
‫‪:‬تم تدريبهم بشكل مثالي‪ :‬تم دائمًا تقديم أحدث التحسينات الممكنة‬
‫كان المنزل بشكل مثالي فاخر‪ .‬لم يكن هناك أي جرة أو خالف‪ :‬ال محلي‬
‫كان القلق من أي وقت مضى قد سمح للوصول إلى آذان عشيقة األسرة ‪ ،‬ال يهتم أو‬
‫بدت المشاكل قادرة على الوجود في هذا الجو الهادئ‪ .‬ال يمكنك حتى قول ذلك‬
‫أنها كانت مملة‪ .‬ألن سيد الفناء كان رجالً مضيا ًفا وله أذواق كثيرة و‬
‫النزوات التي كان يحب أن ينغمس فيها من خالل إنزال العديد من األصدقاء من لندن‬
‫التي تتطابق خياالتها مع أذهانه ‪ ،‬وكانت زوجته تشبه إلى حد ما سيدة جميلة لديها‬
‫أصدقاء لندن أي ً‬
‫ضا ‪ ،‬وكذلك الجيران ‪ ،‬الذين كانت تحب الترفيه عنهم‪ .‬كان المنزل‬
‫نادرً ا ما يكون خاليًا من الزوار ؛ وكان ذلك جزئيًا لهذا السبب بالذات السيدة كارولين‬
‫أدير ‪ ،‬بطريقتها الخاصة امرأة حكيمة ‪ ،‬رتبت لها سنتين أو ثالث سنوات‬
‫يجب أن تقضي حياة ابنتها في مدرسة داخلية مختارة للغاية في مدرسة اآلنسة‬
‫بولهامبتن‬
‫برايتون‪ .‬وقالت إنه سيكون عيبًا كبيرً ا لمارجريت إذا كان جمالها كذلك‬
‫مألوفة لجميع العالم قبل أن تخرج ؛ وحقا ً ‪ ،‬عندما أصر السيد أدير‬
‫عند دعوة أصدقائه باستمرار إلى المنزل ‪ ،‬كان من المستحيل االحتفاظ بالفتاة كذلك‬
‫تمت تهيئتها في الفصل الدراسي بحيث ال يمكن رؤيتها والتحدث عنها ؛ وبالتالي هو‬
‫‪.‬كان من األفضل لها أن تذهب بعيدا لبعض الوقت‪ .‬لم يعجب السيد أدير الترتيب‬
‫كان مغرمًا ج ًدا بمارغريت ‪ ،‬واعترض على مغادرتها للمنزل ؛ لكن السيدة كارولين‬
‫كانت كذلك‬
‫‪.‬ال هوادة فيها بلطف وحصلت على طريقتها الخاصة ‪ -‬كما فعلت بشكل عام‬
‫إنها ال تشبه إلى حد كبير والدة الفتاة الطويلة التي رأيناها في برايتون ‪ ،‬كما هي‬
‫تجلس على رأس مائدة اإلفطار مرتدية أجمل فساتين الصباح ‪ -‬رائعة‬
‫مزيج من الحرير والشاش والدانتيل وشرائط وردية شاحبة ‪ -‬مع كلب أبيض صغير‬
‫تستريح في حضنها‪ .‬هي امرأة أصغر بكثير من مارغريت ‪ ،‬وأكثر قتامة في الداخل‬
‫البشرة‪ :‬ترث مارغريت منها ‪ ،‬مع ذلك ‪ ،‬البندق الكبير والجذاب‬
‫العيون التي تنظر إليك بحالوة ال نهائية ‪ ،‬بينما ربما يفكر صاحبها‬
‫من القائمة أو فاتورة صاحبها‪ .‬وجه السيدة كارولين نحيف ومدبب ‪ ،‬لكن وجهها‬
‫ال تزال بشرتها صافية ‪ ،‬وشعرها البني الناعم مرتب بشكل جميل للغاية‪ .‬وهي جالسة‬
‫بظهرها إلى النور ‪ ،‬وستارة وردية خلفها ‪ ،‬فقط تلون لونها الرقيق‬
‫الخد (بالنسبة للسيدة كارولين حريصة دائمًا على المظهر) ‪ ،‬تبدو صغيرة ج ًدا‬
‫‪.‬ال تزال المرأة‬
‫أكثر ما تشبه مارغريت هو السيد أدير‪ .‬إنه طويل وسيم للغاية‬
‫رجل كان شعره وشاربه ولحيته المدببة ذهبيًا مثل شعر مارغريت‬
‫خصالت شعر ناعمة ‪ ،‬ولكن اآلن تم تخفيفها بقليل من اللون الرمادي‪ .‬لديه عيون‬
‫زرقاء متنبهة‬
‫يتماشى بشكل عام مع بشرته الفاتحة ‪ ،‬وأطرافه الطويلة ال تزال أب ًدا للكثيرين‬
‫دقائق م ًعا‪ .‬يبدو أن هدوء ابنته جاء من أمها ؛‬
‫‪.‬بالتأكيد ال يمكن أن يرث من ريجنالد أدير الذي ال يهدأ‬
‫الشخص الثالث حاضر على مائدة اإلفطار ‪ -‬والزائر الوحيد في الوقت الحالي‬
‫في المنزل ‪ -‬شاب يبلغ من العمر سبعة أو ثمانية وعشرين عامًا ‪ ،‬طويل القامة ‪ ،‬داكن‬
‫‪ ،‬اللون ‪ ،‬ومتوفر ج ًدا‬
‫بلحية سوداء فحم مشذبة إلى حد ما ‪ ،‬وعيون داكنة جادة ‪ ،‬وممتعة بشكل ملحوظ‬
‫والتعبير الذكي‪ .‬إنه ليس وسيمًا تمامًا ‪ ،‬لكن لديه وجهًا جذابًا‬
‫واحد؛ إنه وجه رجل لديه تصورات سريعة ‪ ،‬ولطف قلب كبير ‪ ،‬و‬
‫العقل المكرر والمثقف‪ .‬ال أحد أكثر شعبية في تلك المقاطعة من الشاب السير فيليب‬
‫أشلي ‪ ،‬على الرغم من تذمر جيرانه في بعض األحيان من امتصاصه في العلوم و‬
‫األشياء الخيرية ‪ ،‬واعتقد أنه سيكون أكثر مصداقية لهم إذا خرج‬
‫مع كالب الصيد قليال في الكثير من األحيان‪ .‬أو كانت لقطة أفضل إلى حد ما‪ .‬لكونه‬
‫قصير النظر‬
‫لم يكن مغرمًا بشكل خاص بالرياضة أو األلعاب المهارية ‪ ،‬وكان اهتمامه‬
‫دائمًا ما تركز على المالحقات الفكرية إلى درجة أذهلت أكثر من دولة‬
‫‪.‬المربعات من الحي‬
‫تم إحضار الحقيبة البريدية أثناء تقديم اإلفطار ‪ ،‬ورسالتين أو ثالثة‬
‫وضعت أمام السيدة كارولين ‪ ،‬التي فتحت وقراءة بكلمة اعتذار متهورة‬
‫‪.‬لهم بدورهم‪ .‬ابتسمت وهي تضعهما على األرض وتنظر إلى زوجها‬
‫قالت "هذه تجربة جديدة"‪" .‬للمرة األولى في حياتنا ‪ ،‬ريجنالد ‪ ،‬ها هو‬
‫‪ ".‬شكوى رسمية من مارجريت‬
‫نظر السير فيليب بلهفة إلى حد ما ‪ ،‬ورفع السيد أدير حاجبيه ‪ ،‬وحركه‬
‫‪.‬القهوة ‪ ،‬وضحك بصوت عال‬
‫قال "العجائب لن تتوقف أبدا"‪" .‬إنه ألمر منعش أن نسمع أن لدينا طاهر‬
‫مارغريت فعلت شيًئ ا شقيًا‪ .‬ما األمر يا كارولين؟ هل هي عادة في وقت متأخر عن‬
‫وجبة افطار؟ لمسة من عدم االلتزام بالمواعيد هي الخطأ الوحيد الذي سمعت به ‪،‬‬
‫‪ ،‬وأعتقد‬
‫‪ ".‬هي ترث مني‬
‫قالت السيدة كارولين بهدوء‪" :‬يجب أن أكون آسفة العتقادها أنها كانت نقية‬
‫مثل هذا الصوت غير المريح‪ .‬لكن يجب أن أقول إن مارجريت يمكن تتبعها بشكل عام‬
‫"‪.‬طفل‬
‫هل تقصد أن مدرستها ال تجدها سهلة التعقب؟" قال السيد أدير ‪ ،‬مع"‬
‫"تسلية‪" .‬ماذا كانت تفعل؟‬
‫‪ -‬ال شيء سيًئ ا‪ .‬تكوين صداقات مع تلميذ مربية ‪ ،‬أو شيء من هذا القبيل"‬
‫"‪-‬‬
‫فقط ما يمكن أن تفعله فتاة كريمة القلب!" صرخ السير فيليب ‪ ،‬مع أ"‬
‫‪.‬إضاءة دافئة مفاجئة لعينيه الداكنتين‬
‫ابتسمت له السيدة كارولين‪" .‬المديرة تعتقد أن هذه الفتاة صديقة غير مناسبة‬
‫‪ ".‬لمارجريت ويريد مني التدخل‬
‫قال السيد أدير‪" :‬ال تصلي وال تفعل شيًئ ا من هذا القبيل"‪" .‬أود أن أثق في غريزة بيرل‬
‫" !في أى مكان‪ .‬لن تصنع صديقا غير الئق أبدا‬
‫قالت السيدة كارولين‪" :‬لقد كتبت مارجريت إلي بنفسها"‪" .‬تبدو متحمسة بشكل غير‬
‫عادي‬
‫حول هذا الموضوع‪ .‬كتبت‪ `` :‬أمي العزيزة ‪ ،‬صلّي لتتوسطي لمنع اآلنسة بولهامبتون‬
‫من فعل شيء غير عادل وغير كريم‪ .‬انها ال توافق على صداقتي مع العزيزة‬
‫‪ -‬جانيتا كولوين ‪ ،‬ببساطة ألن جانيتا فقيرة ؛ وهي تهدد بمعاقبة جانيتا‬
‫ليس أنا ‪ -‬بإرسالها إلى المنزل في عار‪ .‬جانيتا تلميذة مربية هنا ‪ ،‬وهي‬
‫ستكون مشكلة كبيرة لها إذا تم إرسالها بعي ًدا‪ .‬آمل أن تفضل أن تأخذ‬
‫‪ ''.‬أنا بعي ًدا عن السماح لمثل هذا الظلم‬
‫قال السيد أدير برضا عن النفس‪" :‬لؤلؤتي تضرب المسمار في الرأس بالضبط"‪ .‬ارتقى‬
‫بينما كان يتكلم ‪ ،‬وبدأ يمشي في جميع أنحاء الغرفة‪" .‬إنها كبيرة بما يكفي للعودة إلى‬
‫‪ ،‬المنزل‬
‫كارولين‪ .‬إنه يونيو اآلن ‪ ،‬وتنتهي المدة في يوليو‪ .‬أحضرها للمنزل واد ُع الصغار‬
‫مربية أي ً‬
‫ضا ‪ ،‬وسوف ترى قريبًا ما إذا كانت هي الصديق المناسب أم ال‬
‫‪.‬مارغريت‬
‫‪.‬يمسّك شاربه األصفر وينظر إلى زوجته‬
‫‪".‬قالت السيدة كارولين بابتسامتها الجميلة‪" :‬لست متأكدة من أن ذلك سيكون مستحسنا ً‬
‫جانيتا كولوين‪ :‬كولوين؟ ألم تعرفها مارجريت قبل ذهابها إلى المدرسة؟ هل"‬
‫‪،‬ليس هناك بعض كولوين في بيمنستر؟ الطبيب ‪ -‬نعم أتذكره‪ .‬أنت ‪ ,‬ال‬
‫" ريجنالد؟‬
‫‪.‬هز السيد أدير رأسه ‪ ،‬لكن السير فيليب نظر إلى األعلى على عجل‬
‫أنا أعرفه ‪ -‬رجل يكافح وله أسرة كبيرة‪ .‬باألحرى كانت زوجته األولى"‬
‫أعتقد أنها مرتبطة جي ًدا‪ :‬على أي حال كانت مرتبطة بقاعة العالمات التجارية‪ .‬هو‬
‫‪ ".‬تزوجت مرة ثانية بعد وفاتها‬
‫هل تسمي ذلك أن تكون على اتصال جيد ‪ ،‬فيليب؟" قالت السيدة كارولين بلطف"‬
‫عتاب‪ .‬بينما كان السيد أدير يضحك ويصفير ‪ ،‬لكنه أمسك بنفسه على الفور‬
‫‪.‬واعتذر‬
‫أرجو العفو ‪ -‬لقد نسيت مكاني‪ :‬قل ارتباط أي منا بالعالمات التجارية"‬
‫‪ ".‬براند هول كان ذلك أفضل ‪ ،‬فيل‬
‫‪".‬قال السير فيليب بجدية‪" :‬ال أعرف شيًئ ا عنهم‬
‫وال أي شخص آخر" ‪ -‬على عجل ‪" -‬إنهم ال يعيشون في المنزل أب ًدا ‪ ،‬كما تعلم‪ .‬لذلك"‬
‫هذه الفتاة هي‬
‫" اتصالهم؟‬
‫"قالت ليدي‪" :‬ربما ليس الصديق المناسب‪ :‬قد تكون اآلنسة بولهامبتون على حق‬
‫"‪.‬كارولين‪" .‬أفترض أنني يجب أن أذهب إلى برايتون وأرى مارجريت‬
‫قال السيد أدير بتهور‪" :‬اعدوها معك"‪" .‬لقد كان لديها ما يكفي من‬
‫" المدرسة في هذا الوقت‪ :‬كانت تبلغ من العمر ثمانية عشر عامًا تقريبًا ‪ ،‬أليس كذلك؟‬
‫لكن السيدة كارولين رفضت مبتسمة أن تقرر أي شيء حتى ترضي نفسها‬
‫أجرى مقابلة مع اآلنسة بولهامبتون‪ .‬طلبت من زوجها أن يأمر بعربة لها في‬
‫‪.‬مرة واحدة ‪ ،‬وتقاعدت الستدعاء خادمتها وتجهيز نفسها للرحلة‬
‫لن تذهب اليوم ‪ ،‬أليس كذلك ‪ ،‬فيليب؟" قال السيد أدير باستئناف تقريبا‪" .‬سأكون"‬
‫‪ ".‬كل شيء بمفرده ‪ ،‬وربما لن تعود زوجتي حتى الغد ‪ -‬ليس هناك قول‬
‫أجاب السير فيليب بحرارة‪" :‬شكرً ا لك ‪ ،‬سأكون سعي ًدا للغاية بالبقاء"‪ .‬بعد‬
‫وأضاف ‪ ،‬وقفة لحظة بشيء يشبه إلى حد بعيد لمسة من الخجل ‪" -‬لم أفعل‬
‫‪ ".‬رأيت ‪ -‬ابنتك منذ أن كانت في الثانية عشرة من عمرها‬
‫أليس كذلك؟" قال السيد أدير ‪ ،‬باهتمام جاهز‪" .‬أنت ال تقل ذلك! فتاة صغيرة جميلة"‬
‫" كانت حينها! أال تعتقد ذلك؟‬
‫"قال السير فيليب برفقته‪" :‬اعتقدت أنها أجمل طفل رأيته في حياتي كلها‬
‫‪.‬تقوى فضولية لألسلوب‬
‫لقد رأى السيدة كارولين بينما كانت تنطلق في القطار ‪ ،‬برفقة رجل وخادمة‬
‫الحضور ‪ ،‬والسيد أدير تسليمها إلى العربة وعرضها بشجاعة‬
‫"رافقها إذا كانت تحب‪ .‬قالت السيدة كارولين بتسامح‪" :‬ليس ضروريًا على اإلطالق‬
‫ابتسامة‪" .‬سأعود إلى المنزل لتناول العشاء‪ .‬اعتني بزوجي فيليب وال تدعه يكون‬
‫"‪.‬ممل‬
‫‪.‬إذا كانوا يجعلون مارجريت غير سعيدة ‪ ،‬فتأكد من إعادتها معك ‪ "،‬كان السيد"‬
‫كلمات أدير األخيرة‪ .‬أعطته السيدة كارولين ابتسامة وإيماءة صغيرة لطيفة ولكن‬
‫غامضة‬
‫بينما كانت تدور بعي ًدا‪ .‬اعتقد السير فيليب لنفسه أنها تشبه المرأة‬
‫من ستأخذ دورة خاصة بها بالرغم من نصيحة أو توصية زوجها‬
‫‪.‬أو أي شخص آخر‬
‫ابتسم مرة أو مرتين مع مرور اليوم على أمر فراقها بعدم السماح له‬
‫زوجها يكون ممل‪ .‬لقد كان يعرف األدير لسنوات عديدة ‪ ،‬ولم يعرفه أب ًدا‬
‫‪" ،‬ريجنالد أدير مملة تحت أي ظرف من الظروف‪ .‬كان مليًئ ا باالهتمامات ‪" ،‬البدع‬
‫‪ ،‬بعض الناس وصفهم بأنهم مملين أب ًدا‪ .‬أخذ السير فيليب في جولة في معرض الصور‬
‫حول االسطبالت ‪ ،‬إلى بيوت الكالب ‪ ،‬إلى حديقة الزهور ‪ ،‬إلى االستوديو الخاص به‬
‫(حيث هو‬
‫رسمت بالزيوت عندما لم يكن لديه أي شيء آخر يفعله) بطاقة ال تضعف أب ًدا و‬
‫الرسوم المتحركة‪ .‬تكمن اهتمامات السير فيليب في أخاديد مختلفة ‪ ،‬لكنه كان قادرً ا‬
‫تمامًا على ذلك‬
‫متعاط ًفا مع مصالح السيد أدير أي ً‬
‫ضا‪ .‬مر اليوم بسرور وبدا‬
‫إنها اختصار لكل ما أراد الرجالن أن يحمالها فيه ؛ على الرغم من أن من وقت آلخر‬
‫كان السيد أدير يقول ‪ ،‬بنفاد صبر ‪" ،‬أتساءل كيف تسير كارولين!" أو "أنا‬
‫أتمنى أن تعيد مارجريت معها! لكنني ال أتوقع ذلك ‪ ،‬كما تعلم‪ .‬كان كاري‬
‫‪ ".‬دائمًا ما يكون رائ ًعا للتعليم وهذا النوع من األشياء‬
‫‪.‬هل اآلنسة أدير مف ّكرة ‪ -‬أي ً‬
‫ضا؟" سأل السير فيليب ‪ ،‬مع االحترام"‬
‫‪.‬اقتحم السيد أدير ضحكة مفاجئة‪" .‬المثقف؟ ديزي لدينا؟ ‪ -‬لؤلؤة لدينا؟" هو قال‬
‫‪".‬انتظر حتى تراها ‪ ،‬ثم اطرح السؤال إذا أردت"‬
‫"‪.‬أخشى أنني ال أفهم تماما"‬
‫بالطبع ال‪ .‬إنه تحيز األب العزيز الذي يتحدث ‪ ،‬صديقي العزيز‪ .‬أنا"‬
‫يعني فقط أن هؤالء الفتيات الصغيرات والجميالت يطرحن مثل هذه األسئلة من رأسهن‬
‫‪".‬‬
‫‪".‬قال السير فيليب بابتسامة‪" :‬يجب أن تكون جميلة ج ًدا في ذلك الوقت‬
‫لقد رأى عد ًدا كبيرً ا ج ًدا من النساء الجميالت ‪ ،‬وأخبر نفسه أنه ال يهتم بهن‬
‫جمال‪ .‬كانت النساء المألوفات والثرثارة مكروه‪ .‬لم يكن لديه أخوات ‪ ،‬لكنه‬
‫أحب والدته كثيرا‪ .‬وعليها أسس نموذجً ا عاليًا ج ًدا لـ‬
‫األنوثة‪ .‬لقد بدأ يفكر بشكل غامض ‪ ،‬مؤخرً ا ‪ ،‬أنه يجب أن يتزوج‪ :‬الواجب‬
‫طلبها منه ‪ ،‬وكان السير فيليب دائمًا منتبهًا ‪ ،‬إن لم يكن مطيعًا ‪ ،‬لصوت‬
‫واجب‪ .‬لكنه لم يكن يميل إلى الزواج من فتاة خارج حجرة الدراسة أو فتاة كانت كذلك‬
‫اعتاد على الفخامة المؤلمة (كما اعتبره) هيلمسلي كورت‪ :‬أراد‬
‫امرأة مفعمة بالحيوية ‪ ،‬وعقالنية ‪ ،‬وكبيرة القلب ‪ ،‬وذات تفكير كبير ‪ ،‬وستكون من‬
‫حقه‬
‫يده ‪ ،‬أول وزير دولة‪ .‬كان السير فيليب ثريًا إلى حد ما ‪ ،‬لكن بأي حال من األحوال‬
‫بشكل هائل وله استخدامات أخرى لثروته غير شراء الصور و‬
‫الحفاظ على االسطبالت وبيوت الكالب بتكلفة تنذر بالخطر‪ .‬إذا كانت اآلنسة أدير‬
‫جميلة ج ًدا ‪ ،‬فهو‬
‫تأمل ‪ ،‬كان من الجيد أنها لم تكن في المنزل ‪ ،‬بالطبع ‪ ،‬كان من الممكن ذلك‬
‫قد يجد وجهًا جمياًل جاذبية‪ :‬ومثلما كان يحب السيدة كارولين ‪ ،‬فعل ذلك‬
‫ال تريد أن تتزوج ابنة السيدة كارولين بشكل خاص‪ .‬أنها عاملته بشكل رائع‬
‫"في االعتبار ‪ ،‬وأنه سمعها ذات مرة تتحدث عنه على أنه "األكثر أهلية‬
‫جزء من الحي ‪" ،‬كان قد وضعه بالفعل في حراسته قليالً‪ .‬كانت السيدة كارولين‬
‫ال توجد أم مبتذلة ‪ ،‬متطابقة ‪ ،‬كان يعرف ذلك جي ًدا ؛ لكنها كانت في بعض‬
‫‪.‬يحترم امرأة دنيوية تمامًا ‪ ،‬وكان فيليب أشلي في األساس رجال ساذجا‬
‫عندما صعد إلى الطابق العلوي ليرتدي مالبس العشاء في ذلك المساء ‪ ،‬أذهله حقيقة أن‬
‫أ‬
‫‪ ،‬كان الباب مفتوحً ا لم يسبق له أن رآه مفتوحً ا من قبل‪ :‬باب إلى باب جميل مضاء جي ًدا‬
‫غرفة وردية وبيضاء ‪ ،‬الشقة المثالية لفتاة صغيرة‪ .‬كان المساء باردا ‪ ،‬و‬
‫بدأ المطر في التساقط ‪ ،‬لذلك اشتعلت نيران صغيرة ساطعة في الشبكة الفوالذية ‪،‬‬
‫‪ a‬وألقت‬
‫يتوهج البهجة على السجاد األبيض المصنوع من جلد الغنم والستائر الوردية‪ .‬يبدو أن‬
‫خادمة‬
‫أن تكون مشغولة ببعض المواد البيضاء ‪ -‬كل شيء يبدو من الشاش والدانتيل ‪ -‬وأخرى‬
‫‪.‬كان الخادم ‪ ،‬كما مر السير فيليب ‪ ،‬يدخل بزهرية بيضاء كبيرة مليئة بالورود الحمراء‬
‫هل يتوقعون زواراً ليالً؟" يعتقد الشاب الذي يعرف ما يكفي من"‬
‫المنزل ليكون على علم بأن الغرفة لم تكن واحدة في االستخدام العام‪" .‬لم يقل أدير شيًئ ا‬
‫عنها‬
‫‪ ".‬ولكن ربما يأتي بعض الناس من المدينة‬
‫في تلك اللحظة أحضرت له ميزانية من الخطابات ‪ ،‬وفي القراءة والرد‬
‫لهم أنه لم يالحظ صوت عجالت النقل على محرك األقراص ‪ ،‬وال صخب أحد‬
‫وصوله إلى المنزل‪ .‬في الواقع ‪ ،‬لم يترك لنفسه سوى القليل من الوقت لدرجة أنه‬
‫اضطر إلى ارتداء مالبسه‬
‫على عجل غير عادي ‪ ،‬ونزل أخيرً ا إلى الطابق السفلي مقتنعًا بأنه كان كذلك‬
‫‪.‬متأخر بال عفو‬
‫‪.‬لكن من الواضح أنه كان مخطئا‬
‫ألن غرفة المعيشة كانت مستأجرة من قبل شخصية واحدة فقط ‪ -‬صورة سيدة شابة في‬
‫المساء‬
‫فستان‪ .‬ال السيدة كارولين وال السيد‪.‬ظهر أدير في مكان الحادث‪ .‬ولكن على‬
‫الموقد ‪ ،‬من خالل طقطقة النار الصغيرة ‪ -‬والتي ‪ ،‬احتراما لبرودة‬
‫مساء يونيو اإلنجليزية ‪ ،‬كانت مضاءة ‪ -‬وقفت فتاة طويلة ‪ ،‬عادلة ‪ ،‬نحيلة ‪ ،‬شاحبة‬
‫بشرة ‪ ،‬وكتل ناعمة ملفوفة بشكل فضفاض من الشعر الذهبي‪ .‬كانت ترتدي مالبس نقية‬
‫أبيض ‪ ،‬ثوب فضفاض ناعم من الحرير الهندي ‪ ،‬مزين بالدانتيل األكثر رقة‪ :‬كان‬
‫مرتفعًا‬
‫إلى الحلق األبيض اللبني ‪ ،‬لكنه أظهر المنحنيات المستديرة للذراع المصبوب بدقة إلى‬
‫الكوع‪ .‬لم تكن ترتدي أي زخارف ‪ ،‬لكن تم تثبيت وردة بيضاء في هدب الدانتيل‬
‫فستانها على رقبتها‪ .‬عندما أدارت وجهها نحو القادم الجديد ‪ ،‬السير فيليب فجأة‬
‫شعر نفسه بالخجل‪ .‬لم يكن األمر أنها كانت جميلة ج ًدا ‪ -‬في تلك اللحظات القليلة األولى‬
‫بالكاد كان يعتقد أنها جميلة على اإلطالق ‪ -‬لكنها تركت عليه انطباعًا عن‬
‫النعمة الجادة والعذرية والبراءة التي كانت مقلقة تقريبًا‪ .‬لها نقية‬
‫بشرة ‪ ،‬عيناها القاتلة ‪ ،‬الهادئة ‪ ،‬طريقتها الرشيقة في الحركة وهي تتقدم قليالً‬
‫لقد أثار استقباله أكثر من اإلعجاب ‪ -‬لشيء ال يختلف عن الرهبة‪ .‬هي‬
‫‪ ،‬بدا شابا لكنه كان شابًا في الكمال‪ :‬كان هناك بعض اللمسات النهائية الرائعة والشهية‬
‫‪.‬البولندية ‪ ،‬والتي ال يربطها المرء عادة بالشباب المتطرف‬
‫أنت السير فيليب أشلي ‪ ،‬على ما أعتقد؟" قالت ‪ ،‬تقدم له يدها الهادئة النحيفة بدون"‬
‫إحراج‬
‫‪.‬ربما ال تتذكرني ‪ ،‬لكني أتذكرك جي ًدا ‪ ،‬أنا مارجريت أدير""‬
‫‪.‬الفصل الثالث‬
‫‪.‬في محكمة هيلسلي‬

‫السيدة كارولين أعادتك ‪ ،‬إذن؟" قال السير فيليب ‪ ،‬بعد توقفه األول"‬
‫‪.‬دهشة‬
‫‪".‬قالت مارغريت بهدوء‪" :‬نعم"‪" .‬لقد ُ‬
‫طردت‬
‫"مطرودة! أنت؟"‬
‫قالت الفتاة بابتسامة خفيفة خافتة‪" :‬نعم ‪ ،‬لقد فعلت ذلك بالفعل"‪" .‬وكذلك لدي‬
‫صديقة عظيمة ‪ ،‬جانيتا كولوين‪ .‬ها هي‪ :‬جانيتا ‪ ،‬أخبر السير فيليب أشلي أننا‬
‫‪ ".‬تم طرده ولن يصدقني‬
‫أثار السير فيليب بعض الفضول لرؤية الفتاة التي سمع عنها ألول مرة‬
‫ذلك الصباح‪ .‬لم يالحظ من قبل أنها كانت موجودة‪ .‬رأى البني قليال‬
‫بعيون انتفخت بالبكاء حتى اقتربت‬
‫‪.‬مالمح غير مرئية وصغيرة وغير ملحوظة وفم يميل إلى االرتعاش‬
‫قد تتحمل مارغريت الهدوء ‪ ،‬لكن طرد هذه الفتاة من المدرسة كان واضحً ا‬
‫كانت مشكلة حزينة‪ .‬ألقى المزيد من اللطف والرفق في صوته و‬
‫‪.‬انظروا كما تكلم معها‬
‫ربما شعرت جانيتا بالحرج قليالً إذا لم تكن قد استوعبتها تمامًا‬
‫ويالتنا‪ .‬لم تطأ قدمها من قبل نصف منزل بهذا الفخامة مثل منزل هيلمسلي‬
‫المحكمة ‪ ،‬ولم تتناول طعامها في وقت متأخر أو تحدثت إلى رجل نبيل يرتدي معط ًفا‬
‫مسائيًا في كل مكانها‬
‫الحياة السابقة‪ .‬ربما كان حجم وروعة الغرفة مضطه ًدا‬
‫لها إذا كانت على علم تام بها‪ .‬لكنها كانت في الوقت الحالي ملفوفة للغاية‬
‫في شؤونها الخاصة ‪ ،‬وبالكاد توقفت عن التفكير في الوضع الجديد الذي تعيش فيه‬
‫وجدت نفسها‪ .‬الشيء الوحيد الذي أذهلها هو االهتمام الذي أولته لباسها‬
‫خادمة مارجريت ومارجريت‪ .‬كانت جانيتا ستلبس الكشمير األسود بعد الظهر‬
‫وبروش صغير من الفضة ‪ ،‬وشعرت أنها ترتدي مالبس أنيقة تمامًا ؛ لكن مارجريت‬
‫بعد استشارة صغيرة مع الشاب الكبير الذي تنازل عن الفرشاة‬
‫شعرت اآلنسة كولوين بنفسها أنها أحضرت إلى غرفة جانيتا فستا ًنا من الدانتيل األسود‬
‫‪.‬حرير بلون الكرز ‪ ،‬وتوسلت إليها أن تلبسه‬
‫‪".‬قالت مارغريت‪" :‬ستشعر بحرارة شديدة في الطابق السفلي إذا لم ترتدي شيًئ ا رائعًا‬
‫هناك حريق في غرفة المعيشة‪ :‬األب يحب أن تكون الغرف دافئة ‪ ،‬أما ثيابي فال"‬
‫أنسب لك ‪ ،‬أنا أطول منك بكثير ؛ لكن ماما هي مجرد طولك ‪ ،‬و‬
‫‪.‬على الرغم من أنك ربما تكون أنحف —— لكنني ال أعرف‪ :‬الفستان يناسبك تمامًا‬
‫‪ ".‬انظر في الزجاج ‪ ،‬جانيت ؛ أنت رائع ح ًقا‬
‫نظرت جانيتا واحمر خجالً قليالً ‪ -‬ليس ألنها كانت تعتقد أنها رائعة على اإلطالق ‪،‬‬
‫ولكن‬
‫‪.‬ألن الفستان أظهر رقبتها وذراعيها بطريقة لم يسبق لها مثيل من قبل‬
‫هل يجب أن تكون ‪ -‬مفتوحة ‪ -‬هكذا؟" قالت بشكل غامض‪" .‬هل ترتدي الفساتين"‬
‫الخاصة بك مثل‬
‫هذا عندما تكون في المنزل؟‬
‫قالت مارغريت‪" :‬األلغام عالية"‪" .‬أنا لست بالخارج" ‪ ،‬كما تعلم‪ .‬لكنك أكبر مني ‪ ،‬و‬
‫كنت تعلم ‪ - -‬أعتقد أننا قد نعتبر أنك "خارج" ‪ ،‬وأضافت ‪ ،‬مع‬
‫ضحكة صغيرة‪" .‬تبدين جميلة جدا ‪ ،‬جانيتا‪ :‬لديك ذراعين جميلتين! اآلن يجب أن أذهب‬
‫"‪.‬واللباس ‪ ،‬وسأنادي لك عندما أكون مستع ًدا للنزول‬
‫شعرت جانيتا بالتأكيد بالريبة حول ما إذا كانت ليست كبيرة ج ًدا بالنسبة لـ‬
‫مناسبات؛ لكنها غيرت رأيها عندما رأت حرير مارجريت اللذيذ والدانتيل ‪ ،‬و‬
‫‪.‬الديباج الرائع للسيدة كارولين ؛ وشعرت أنها ال تستحق أن تأخذ السيد‬
‫عرضت أدير ذراعها عندما تم اإلعالن عن العشاء وقادها مضيفها بأدب إلى‬
‫غرفة الطعام‪ .‬تساءلت عما إذا كان يعرف أنها صغيرة فقط‬
‫تلميذ المربية ‪ ،‬وما إذا كان غاضبًا منها لكونها سببًا له‬
‫خروج االبنة المفاجئ من المدرسة‪ .‬في واقع األمر ‪ ،‬عرفها السيد أدير‬
‫موقف بالضبط ‪ ،‬وكان مسليا جدا من القضية برمتها ؛ أيضا ‪ ،‬كما تم شراؤها‬
‫كان من دواعي سروري عودة ابنته إلى المنزل ‪ ،‬فقد كان لديه ميل غير منطقي ليكون‬
‫كذلك‬
‫يسر أيضا مع جانيتا‪" .‬بما أن مارجريت مغرمة ج ًدا بها ‪ ،‬فال بد من وجود شيء ما‬
‫فيها‬
‫قال في نفسه "بنظرة نقدية على مالمح الفتاة الرقيقة والظالم الكبير‬
‫"‪.‬عيون‪" .‬سأخرجها على العشاء‬
‫لقد بذل قصارى جهده ‪ ،‬وجعل نفسه مقبواًل وممت ًعا لدرجة أن جانيتا فقدت شيًئ ا جي ًدا‬
‫صفقة من حياءها ‪ ،‬ونسيت متاعبها‪ .‬كان لديها لسان سريع خاص بها ‪ ،‬مثل‬
‫كان الجميع في اآلنسة بولهامبتون على علم‪ .‬وسرعان ما اكتشفت أنها لم تخسر‬
‫ذلك‪ .‬لقد فوجئت بدرجة كبيرة عندما وجدت أنه لم يتم نطق كلمة واحدة على مائدة‬
‫العشاء‬
‫حول سبب عودة مارغريت‪ :‬في منزلها كان يمكن أن يكون موضوع‬
‫المساء؛ كان من الممكن مناقشته من كل وجهة نظر ‪ ،‬وستفعل‬
‫ربما تقلصت الدموع قبل أن تنتهي الساعة األولى‪ .‬ولكن هنا كان‬
‫من الواضح أن المسألة لم تعتبر ذات أهمية كبيرة‪ .‬بدت مارجريت هادئة‬
‫كما كانت دائمًا ‪ ،‬وانضموا بهدوء إلى الحديث الذي كان على عكس اآلنسة بولهامبتون‬
‫بشكل مثير للقلق‬
‫تحسين المحادثة‪ :‬تحدث عن رواد المقاطعة وأقطاب المقاطعة‪ :‬القيل والقال عنها‬
‫الجيران ‪ -‬ثرثرة من نوع غير مؤ ٍذ رغم أنه تافه ‪ ،‬للسيدة كارولين أب ًدا‬
‫سمحت بأي حديث على طاولتها لم يكن أي شيء غير ضار ‪ ،‬عن الموضات ‪ ،‬عن‬
‫القديم‬
‫الصين حول الموسيقى والفن‪ .‬كان السيد أدير مغرمًا بشغف بالموسيقى ‪ ،‬وعندما كان‬
‫وجدت أن اآلنسة كولوين كانت تعلم ح ًقا شيًئ ا عن أنه كان في عنصره‪ .‬أنهم‬
‫محاضرة عن الشرود ‪ ،‬والسوناتا ‪ ،‬والكونشيرتو ‪ ،‬والرباعية ‪ ،‬والثالثي ‪ ،‬حتى السيدة‬
‫كارولين‬
‫رفعت حواجبها قليالً حول الطبيعة التقنية للغاية للمحادثة ؛ و سيدي‬
‫تبادل فيليب ابتسامة تهنئة مع مارجريت على نجاح صديقتها‪ .‬إلى عن على‬
‫كانت فرحة العثور على روح متجانسة قد جلبت القرمزي إلى زيتون جانيتا‬
‫الخدين والتألق على عينيها الداكنتين‪ :‬لقد بدت غير مهمة عندما ذهبت‬
‫‪ ،‬في العشاء كانت رائعة وسيم في الحلوى‪ .‬الحظ السيد أدير وميضها‬
‫جمال عابر ‪ ،‬وقال لنفسه إن مذاق مارجريت ال يرقى إليه الشك ؛ كانت‬
‫‪.‬تماما مثل بلده‪ .‬كان لديه ثقة كاملة في مارجريت‬
‫عندما عادت السيدات إلى غرفة المعيشة ‪ ،‬استدار السير فيليب بنظرة واحدة فقط‬
‫‪،‬فضول نصف مقنع لمضيفه‪" .‬سيدة كارولين أعادتها بعد ذلك؟" هو قال‬
‫‪.‬الشوق لطرح األسئلة ‪ ،‬ولكن بالكاد يعرفون كيفية تأطيرها بالشكل الصحيح‬
‫أعطى السيد أدير ضحكة كبيرة‪" .‬لقد كان أغرب شيء سمعت به ‪ "،‬قال ‪ ،‬في‬
‫لهجة التمتع‪" .‬مارغريت تتوهم تلك الفتاة الصغيرة ذات العيون السوداء ‪ -‬صغيرة‬
‫لطيفة‬
‫الشيء أي ً‬
‫ضا ‪ ،‬أال تعتقد ذلك؟ ‪ -‬وال يجب أن يخدم أي شيء سوى أن مفضلها يجب أن‬
‫يمشي‬
‫معها ‪ ،‬اجلس بجانبها ‪ ،‬وما إلى ذلك ‪ -‬هل تعرف الطريقة الرومانسية التي تعيشها‬
‫الفتيات؟ ال‬
‫تدخلت المديرة ‪ ،‬وقالت إن ذلك لم يكن الئ ًقا ‪ ،‬وهكذا دواليك ؛ نهى عنه‪ .‬ملكة جمال‬
‫كولوين‬
‫‪.‬كانت ستطيع ‪ ،‬على ما يبدو ‪ ،‬لكن مارغريت أخذت الشيء بطريقة هادئة بين أسنانها‬
‫ُأمرت اآلنسة كولوين بأخذ وجباتها على طاولة جانبية‪ :‬أصرت مارجريت على تناولها‬
‫وجباتها هناك أيضا‪ .‬ارتبكت المدرسة في ارتباك‪ .‬أخيرا اآلنسة بولهامبتون‬
‫قررت أن أفضل طريقة للخروج من الصعوبة هي تقديم شكوى إلينا أوالً ‪ ،‬ثم إلى‬
‫إلى المنزل ‪ ،‬على الفور‪ .‬لن ترسل مارجريت إلى المنزل ‪ Colwyn ،‬أرسل اآلنسة‬
‫أنت‬
‫"!أعرف‬
‫‪".‬قال السير فيليب بجدية‪" :‬كان ذلك صعبًا للغاية على اآلنسة كولوين‬
‫نعم ‪ ،‬صعب للغاية‪ .‬لذا ناشدت مارجريت ‪ ،‬كما سمعت ‪ ،‬والدتها ‪ ،‬وعندما سيدة"‬
‫وصلت كارولين ‪ ،‬ووجدت أن صناديق اآلنسة كولوين ليست معبأة فحسب ‪ ،‬بل أيضًا‬
‫مارغريت كذلك ؛ وأن مارجريت قد أعلنت أنه إذا تم إرسال صديقتها بعي ًدا‬
‫بعد كل ذنبها ‪ ،‬لن تمكث في المنزل لمدة ساعة‪ .‬ملكة جمال بولهامبتون‬
‫كانت تبكي‪ :‬كانت الفتيات في حالة تمرد ‪ ،‬والمعلمين في حالة من اليأس ‪ ،‬لذلك فكرت‬
‫زوجتي في‬
‫أفضل طريقة للخروج من هذه الصعوبة كانت إخراج الفتاتين مرة واحدة وتسوية األمر‬
‫عالقات اآلنسة كولوين بعد ذلك‪" .‬النكتة هي أن مارغريت تصر على ذلك‪ .‬أخبرتني‬
‫قالت المديرة شيًئ ا من هذا النوع ‪ ،‬كما تعلم‪ .‬كارولين تقول المرأة‬
‫فقدت أعصابها تمامًا وقدمت معر ً‬
‫ضا لها‪ .‬كانت كارولين سعيدة بالحصول على‬
‫الفتاة بعيدا‪ .‬لكن ‪ ،‬بالطبع ‪ ،‬كل هذا مجرد هراء حول "الطرد" كعقاب ؛ هي‬
‫"‪.‬كانت تغادر من تلقاء نفسها‬
‫‪".‬قال السير فيليب بحرارة‪" :‬بالكاد يمكن للمرء أن يتخيل العقاب فيما يتعلق بها‬
‫ال ‪ ،‬إنها فتاة جميلة المظهر ‪ ،‬أليس كذلك؟ وصديقتها الصغيرة ذات مظهر جيد ‪"،‬‬
‫صغيرة فقيرة‬
‫"‪.‬شيء‬
‫"هذه القضية قد تثبت بعض اإلزعاج الخطير لآلنسة كولوين ‪ ،‬على ما أعتقد؟"‬
‫قال السيد أدير على عجل‪" :‬أوه ‪ ،‬يمكنك االعتماد عليها ‪ ،‬لن تكون الخاسرة"‪" .‬نحن‬
‫سوف‬
‫انظر عن ذلك‪ .‬بالطبع لن تعاني من أي أذى بسبب صداقة ابنتي‬
‫لها‪ ".‬لم يكن السير فيليب متأك ًدا من ذلك‪ .‬على الرغم من إعجابه الشديد بمارجريت‬
‫وخطر له في الجمال أن الحزبية الرومانسية للفتاة بجمالها وموقعها‬
‫‪.‬والثروة ألختها األقل ً‬
‫حظا لم تحضر بنتائج رائعة ج ًدا‬
‫ال شك أن اآلنسة أدير ‪ ،‬التي نشأت في الفخامة والرفاهية ‪ ،‬لم تدرك على األقل‬
‫الضرر الذي لحق بمستقبل المربية‪-‬التلميذة الفقيرة بفصلها الفوري من اآلنسة‬
‫مدرسة بوليهامبتون الداخلية‪ .‬إلى مارجريت ‪ ،‬أي شيء تختاره المديرة‬
‫قل أو فعل القليل ؛ بالنسبة إلى جانيتا كولوين ‪ ،‬قد يعني ذلك يومًا ما االزدهار أو‬
‫محنة خطيرة جدا‪ .‬لم يؤمن السير فيليب تمامًا بالتعويض على هذا النحو‬
‫بسهولة التي وعد بها السيد أدير‪ .‬قام بتدوين مالحظة ذهنية عن حالة اآلنسة كولوين و‬
‫وقال لنفسه إنه لن ينساها‪ .‬وهذا يعني صفقة جيدة‬
‫‪.‬من رجل مشغول مثل السير فيليب أشلي‬
‫في هذه األثناء كانت هناك محادثة أخرى في غرفة المعيشة بينهما‬
‫السيدات الثالث‪ .‬وضعت مارجريت ذراعها بمودة حول خصر جانيتا وهي تقف‬
‫بجوار الموقد ‪ ،‬ونظرت إلى والدتها بابتسامة‪ .‬غرقت السيدة كارولين في‬
‫‪.‬كرسي مريح على الجانب اآلخر من المدفأة ‪ ،‬وتفكرت في الفتاتين‬
‫‪.‬هذا أفضل من كليرمونت هاوس ‪ ،‬أليس كذلك يا جانيت؟" قالت مارجريت"‬
‫‪".‬أجابت جانيتا بامتنان‪" :‬إنها كذلك بالفعل‬
‫لقد وجدت الطريق إلى قلب بابا من خالل حديثك عن الموسيقى ‪ -‬أليس كذلك يا أمي؟"‬
‫" أال يناسبها هذا الفستان بشكل جميل؟‬
‫ً‬
‫بسيطا في األكمام‬ ‫"قالت السيدة كارولين‪" :‬إنها تريد تغييرً ا‬
‫لطالما كانت جانيتا تنسب لمارجريت فضيلة خاصة ‪ ،‬لكنها وجدت اآلن‬
‫كانت مجرد سمة مميزة للمنزل والعائلة بشكل عام ‪" ،‬لكن ماركهام يمكنه فعل ذلك‬
‫الغد‪ .‬هناك بعض األشخاص يأتون في المساء ‪ ،‬وستبدو األكمام أفضل‬
‫‪ ".‬تقصير‬
‫بدت المالحظة غير منطقية بعض الشيء في أذن جانيتا ‪ ،‬لكن مارغريت فهمت و‬
‫وافق‪ .‬كان هذا يعني أن السيدة كارولين كانت بشكل عام سعيدة بجانيتا ‪ ،‬وفعلت ذلك‬
‫أال تعترض على تعريفها بأصدقائها‪ .‬أعطت مارجريت والدتها ابتسامة صغيرة‬
‫رأس جانيتا ‪ ،‬بينما كانت تلك الشابة تجمع شجاعتها في يديها ‪ ،‬لذا‬
‫‪.‬للتحدث ‪ ،‬قبل مخاطبة السيدة كارولين‬
‫"قالت أخيرً ا بامتنان في حلوتها‪" :‬أنا ممتنة ج ًدا لك‬
‫صوت طيب جدا لألذن‪" .‬لكن ‪ -‬كنت أفكر ‪ -‬كم سيكون الوقت‬
‫" األكثر مالءمة لي للعودة إلى المنزل غ ًدا؟‬
‫المنزل؟ إلى بيمنستر؟" قالت مارجريت‪" .‬ولكن ال داعي للذهاب يا عزيزي ؛ يمكنك"‬
‫كتابة أ‬
‫‪ ".‬الحظ وأخبرهم أنك تقيم هنا‬
‫قالت السيدة كارولين‪" :‬نعم يا عزيزتي ؛ أنا متأكد من أن مارجريت ال تستطيع‬
‫‪" ،‬االنفصال عنك بعد‬
‫‪.‬ودي‬
‫أجابت جانيتا بصوت يرتجف‪" :‬شكرً ا لك ‪ ،‬إنه لطف منك"‪" .‬لكن يجب علي‬
‫اسأل والدي عما إذا كان بإمكاني البقاء ‪ -‬واسمع ما يقول ؛ اآلنسة بولهامبتون سيكون‬
‫لها‬
‫" ——مكتوبًا إليه ‪ ،‬و‬
‫‪" ،‬قالت مارغريت‪" :‬سيكون سعي ًدا ج ًدا ألننا أنقذناك من براثنها‬
‫"!مع ضحكة صغيرة ناعمة منتصرة‪" .‬جانيتا المسكينة! ما عانينا على يديها‬
‫السيدة كارولين مستلقية على كرسيها المريح ‪ ،‬مع ضوء الشمعة الالمع عليها‬
‫الديباج الرمادي الفضي واألبيض بلمساته من اللون الوردي الناعم والماس الالمع‬
‫على يديها األبيضتين ‪ ،‬المتقاطعتين بهدوء على مقبض مروحة العاج ‪ ،‬لم تشعر‬
‫هادئة جدا كما بدت‪ .‬خطر ببالها أن مارغريت كانت تتصرف‬
‫بشكل متهور‪ .‬هذه السيدة الصغيرة كولوين كانت تكسب لقمة العيش ؛ لن يكون من‬
‫اللطف‬
‫لتصلحها لمهنتها‪ .‬لذلك ‪ ،‬عندما تحدثت كان األمر بظل المزيد من القرار‬
‫‪.‬من المعتاد في نغماتها‬
‫سوف نقودك إلى بيمنستر غ ًدا ‪ ،‬عزيزتي اآلنسة كولوين ‪ ،‬ويمكنك ذلك‬
‫ثم انظر إلى عائلتك واسأل والدك إذا كنت ستقضي بضعة أيام مع مارجريت‪ ".‬أنا‬
‫قالت بلطف "ال أعتقد أن السيد كولوين سيرفضنا‪ ".‬وأتساءل متى هؤالء‬
‫الرجال قادمون يا مارجريت‪ .‬لنفترض أنك فتحت البيانو ودعنا نحصل على القليل من‬
‫‪.‬الموسيقى‬
‫أنت تغني ‪ ،‬أليس كذلك؟‬
‫"‪.‬قالت جانيتا‪" :‬نعم ‪ ،‬قليالً‬
‫‪.‬القليل!" صاحت مارغريت بازدراء‪" .‬لديها صوت جميل ‪ ،‬ماما"‬
‫‪ ".‬تعال وغني في الحال ‪ ،‬جانيتا ‪ ،‬حبيبي ‪ ،‬وأذهل ماما‬
‫ابتسمت السيدة كارولين‪ .‬كانت قد سمعت عد ًدا كبيرً ا من المطربين في يومها ‪ ،‬ولم تكن‬
‫تتوقع ذلك‬
‫لتندهش‪ .‬تلميذ مربية صغير ‪ ،‬مدرس وكيل في مدرسة داخلية! عزيزي‬
‫‪.‬من المؤكد أن حماس مارغريت دفعها بعي ًدا‬
‫ولكن عندما غنت جانيتا ‪ ،‬كانت السيدة كارولين متفاجئة إلى حد ما‪ .‬الفتاة لديها‬
‫‪،‬صوت معاصر لطيف وغني بشكل ملحوظ ‪ ،‬وقد تم تدريبه جي ًدا ؛ و إضافة الى ذلك‬
‫غنت بشعور وشغف كانا غير مألوفين إلى حد ما في فتاة صغيرة ج ًدا‪ .‬هو ‪ -‬هي‬
‫بدت وكأن بعض القوة الخفية ‪ ،‬ظهرت بعض الخصائص الكامنة في غنائها‬
‫ألنه لم يجد طريقة أخرى للتعبير عن نفسه‪ .‬ال ليدي كارولين وال مارجريت‬
‫فهمت سبب تأثرهم بصوت جانيتا ؛ سيدي فيليب ‪ ،‬الذي دخل معه‬
‫المضيف أثناء استمرار الموسيقى ‪ ،‬وسماعها وسحرها أي ً‬
‫ضا دون علم تام‬
‫لماذا؛ لقد كان السيد أدير وحده هو صاحب المعرفة الموسيقية والخبرة في العالم‬
‫مكنه ‪ ،‬برأس ريش كما كان في بعض النواحي ‪ ،‬من وضع إصبعه مباشرة على‬
‫‪.‬السمات البارزة لغناء جانيتا‬
‫إنه ليس صوتها تمامًا ‪ ،‬كما تعلم" ‪ ،‬قال بعد ذلك لفيليب آشلي ‪ ،‬في أ"‬
‫لحظة ثقة "إنها روح‪ .‬لقد حصلت على هذه السلعة أكثر مما هو جيد بالنسبة لـ‬
‫النساء‪ .‬إنها تجعل غنائها جمياًل ‪ ،‬كما تعلم ‪ -‬يجلب الدموع في عيني المرء ‪ ،‬وكل شيء‬
‫هذا النوع من األشياء ‪ -‬لكن بشرفي ‪ ،‬أنا ممتن ألن مارجريت لم تحصل على مثل هذا‬
‫الصوت‬
‫الذي ‪ -‬التي! إنهن نساء من هذا النوع إما بطالت في الفضيلة ‪ -‬أو يذهبن إلى الشيطان‪.‬‬
‫أنهم‬
‫‪ ".‬دائمًا في أقصى الحدود‬
‫"‪ ،‬ثم قد نعد أنفسنا ببعض اإلثارة في مشاهدة مسيرة اآلنسة كولوين"‬
‫‪.‬قال السير فيليب بجفاف‬
‫بعد جانيتا ‪ ،‬غنت مارجريت‪ .‬كان لديها صوت ميزو سوبرانو عذب ‪ ،‬ليس بقوة كبيرة‬
‫أو البوصلة ‪ ،‬لكنها مدربة تدريبا ً جيداً ومرضية للغاية لألذن‪ .‬نوع الصوت يا سيدي‬
‫‪.‬اعتقد فيليب أن ذلك سيكون مهدًئ ا ألعصاب رجل متعب في منزله‬
‫في حين أن غناء جانيتا كان له شيء متحمس فيه مما أدى إلى االنزعاج واإلثارة‬
‫بدال من التهدئة‪ .‬لكنه كان مستع ًدا تمامًا لإلعجاب عندما دعته مارجريت‬
‫إعجاب‪ .‬كانا يجلسان م ًعا على أريكة ‪ ،‬وجانيتا ‪ ،‬التي أنهت للتو واحدة‬
‫من أغانيها ‪ ،‬كان يتحدث أو يتحدث إليها السيد أدير‪ .‬أخذت السيدة كارولين‬
‫‪.‬حتى مراجعة‬
‫‪.‬أليس صوت اآلنسة كولوين جمياًل تمامًا؟" سألت مارغريت بعيون مشرقة"‬
‫"‪.‬انه جميل جدا"‬
‫أال تظن أنها تبدو لطيفة ج ًدا؟" ‪ -‬كانت مارجريت متعطشة لإلعجاب بها"‬
‫‪.‬صديق‬
‫"إنها فتاة جميلة جدا‪ .‬أنتم مغرمون جدا ببعضكم البعض؟"‬
‫‪.‬أوه ‪ ،‬نعم ‪ ،‬كرست‪ .‬أنا سعيد ج ًدا ألنني نجحت!" قالت الفتاة بتنهيدة عظيمة"‬
‫"في إبعادها عن المدرسة؟"‬
‫"‪.‬نعم"‬
‫"هل تعتقد أنه كان من أجل مصلحتها؟"‬
‫‪.‬فتحت مارجريت عينيها الجميلتين‬
‫لمصلحتها؟ ‪ -‬للمجيء إلى هنا بدالً من البقاء في ذلك المنزل غير المريح القريب"‬
‫إعطاء دروس في الموسيقى ‪ ،‬وتحمل أزيز اآلنسة بولهامبتون؟ ‪" -‬من الواضح أنه لم‬
‫يحدث‬
‫‪.‬حدث لها أن التغيير يمكن أن يكون أي شيء غير مفيد لجانيتا‬
‫"‪.‬قال السير فيليب مبتسمًا على الرغم من عدم موافقته‪" :‬إنه ممتع ج ًدا لها بال شك‬
‫تساءلت فقط عما إذا كان هذا إعدا ًدا جي ًدا لحياة العمل الشاق الذي"‬
‫"‪.‬ربما يقع أمامها‬
‫رأى أن مارغريت ملونة ‪ ،‬وتساءل عما إذا كانت ستؤذيها‬
‫‪ -‬اقتراح‪ .‬بعد لحظة ‪ ،‬أجابت ‪ ،‬بجدية ‪ ،‬ولكن بلطف شديد‬
‫لم أفكر في األمر بهذه الطريقة من قبل ‪ ،‬بالضبط‪ .‬أريد أن أبقيها هنا ‪ ،‬حتى تكون هي"‬
‫"يجب أال تضطر أب ًدا إلى العمل الجاد على اإلطالق‪" .‬هل توافق على ذلك؟" " لما ال؟‬
‫‪.‬قالت مارجريت‬
‫ابتسم السير فيليب ولم يقل المزيد‪ .‬قال لنفسه إنه كان من الغريب أن يرى مدى ضآلة‬
‫األمر‬
‫الحمل كانت مارغريت تعيش حياة مختلفة عن حياتها وخارجها‪ .‬وجانيتا شجاع لكن‬
‫الوجه الصغير الحساس ‪ ،‬بحواجبه وشفاهه القوية وعيناه الالمعتان ‪ ،‬يعدك‬
‫عزيمة وأصالة شعر أنها مقتنعة بأنها لن تسمح لها بذلك أب ًدا‬
‫تصبح مجرد لعبة أو ملحق ألسرة ثرية ‪ ،‬مثل مارغريت أدير‬
‫يبدو أنه يتوقع‪ .‬لكن كلماته تركت انطبا ًعا‪ .‬في الليل عند السيدة كارولين‬
‫وكانت ابنتها تقف في الغرفة الصغيرة الساحرة التي كانت دائمًا‬
‫تتناسب مع استخدامات مارغريت ‪ ،‬كما تحدثت ‪ ،‬مع العادة الالواعية المتمثلة في القول‬
‫بصراحة‬
‫‪.‬كل ما حدث لها ‪ ،‬من تصريحات السير فيليب‬
‫قالت‪" :‬كان غريبا ً للغاية"‪" .‬يبدو أن السير فيليب يعتقد أنه سيكون أمرً ا سيًئ ا بالنسبة‬
‫لجانيتا‬
‫" ابق هنا يا أمي‪ .‬لماذا يجب أن يكون ذلك سيًئ ا بالنسبة لها ‪ ،‬ماما ‪ ،‬عزيزتي؟‬
‫قالت "ال أعتقد أنه سيكون من السيئ على اإلطالق أن تقضي يومًا أو يومين معنا ‪ ،‬يا‬
‫"حبيبي‬
‫السيدة كارولين ‪ ،‬تراقب عن كثب إلى حد ما وجه مارجريت وهي تتحدث‪" .‬ولكن‬
‫ربما كان من األفضل أن يكون وداعا‪ .‬أنت تعلم أنها تريد العودة إلى المنزل غ ًدا ‪ ،‬و‬
‫‪ ".‬يجب أال نبعدها عن واجباتها أو مجال حياتها‬
‫‪ ،‬أجابت مارغريت "ال" ‪ ،‬لكن واجباتها لن تجعلها دائمًا في المنزل ‪ ،‬كما تعلم‬
‫" ‪.‬ماما ‪ ،‬عزيزتي‬
‫ال أفترض ‪ ،‬يا عزيزتي" ‪ ،‬قالت السيدة كارولين ‪ ،‬بشكل غامض ‪ ،‬ولكن في نبرة"‬
‫المداعبة‬
‫الذي اعتادت عليه مارغريت‪" .‬اذهبي إلى الفراش ‪ ،‬يا أحلى ما لدي ‪ ،‬وسنتحدث عن‬
‫الجميع‬
‫‪ ".‬هذه األشياء غدا‬
‫في هذه األثناء كانت جانيتا تتساءل عن رفاهية الغرفة التي تم تخصيصها لها‬
‫لها ‪ ،‬والتفكير في أحداث اليوم الماضي‪ .‬عندما أعلن صنبور على الباب‬
‫ظهور مارجريت ليقول ليلة سعيدة ‪ ،‬جانيتا كانت واقفة قبل فترة طويلة‬
‫ذات مظهر زجاجي ‪ ،‬تتفحص نفسها على ما يبدو بضوء شموع الشمع ذات اللون‬
‫الوردي‬
‫من الشمعدانات الفضية التي تم تثبيتها على جانبي المرآة‪ .‬كانت فيها‬
‫وسقط شعرها الطويل والوفير على كتفها بشكل مجعد عظيم‬
‫‪.‬كتلة‬
‫أوه ‪ ،‬ملكة جمال الغرور!" صرخت مارغريت بنبرة أكثر بهجة مما كانت معتادة"‬
‫‪ ،‬معها‬
‫"هل أنت معجب بشعرك الجميل؟"‬
‫‪ ،‬كنت أفكر" ‪ ،‬قالت جانيتا ‪ ،‬بكثافة تميز حديثها"‬
‫ت مختلفة ج ًدا عن الفتيات األخريات"‬
‫‪ ،‬لقد فهمتك اآلن ‪ -‬اآلن أعرف لماذا كن ِ‬
‫حلوة جدا وهادئة وجميلة! لقد عشت في هذا المكان الجميل طوال حياتك! إنها‬
‫مثل قصر الجنيات ‪ -‬بيت األحالم ‪ -‬بالنسبة لي ؛ وأنت ملكة ذلك يا مارجريت‬
‫" !أميرة األحالم‬
‫"قال "آمل أن يكون لدي شيء أكثر من األحالم للسيطرة على يوم ما‬
‫‪ ،‬مارجريت تضع ذراعيها حول عنق صديقتها‪" .‬ومهما كنت ملكة‬
‫يجب أن تشاركني كيوينتومي ‪ ،‬جانيت‪ .‬أنت تعرف كم أنا مغرم بك ‪ -‬كيف أريد‬
‫‪ ".‬عليك أن تبقى معي دائمًا وتكون صديقي‬
‫سأكون دائمًا صديقك ‪ -‬دائمًا ‪ ،‬حتى آخر يوم في حياتي!" قال جانيتا ‪ ،‬مع"‬
‫حماسة‪ .‬رسم االثنان صورة جميلة انعكست في المرآة الطويلة‪ .‬مارغريت طويل القامة‬
‫‪،‬‬
‫ال تزال ترتدي فستانها الحريري األبيض الناعم ‪ ،‬وذراعها حول الشكل األصغر للفتاة‬
‫الداكنة‬
‫التي غطت كتل شعرها نصفها رداءها القطني الوردي ‪ ،‬والتي‬
‫‪.‬كان الوجه البني مقلوبًا بمحبة إلى وجه صديقتها‬
‫"قالت مارغريت ‪ ،‬في ردها على‪" :‬أنا متأكد من أنه سيكون من الجيد لك البقاء معي‬
‫‪.‬اعتراض غير معلن في عقلها‬
‫جيد بالنسبة لي؟ إنه لذيذ ‪ -‬إنه جميل!" صرخت جانيتا بحماسة‪" .‬لم يسبق لي"‬
‫كان لدي أي شيء لطيف في حياتي كلها‪ .‬عزيزتي مارغريت ‪ ،‬أنت جيدة ج ًدا ولطيفة ‪-‬‬
‫إذا‬
‫لم يكن هناك سوى أي شيء يمكنني القيام به من أجلك في المقابل! ربما سأفعل يومًا ما‬
‫أتيحت لي الفرصة ‪ ،‬وإذا كان لدي أي وقت مضى ‪ -‬فسترى ما إذا كنت صاد ًقا مع‬
‫صديقي‬
‫"!أم ال‬
‫قبلتها مارجريت بابتسامة صغيرة على حماس جانيتا الذي كان حتى اآلن‬
‫تختلف عن أساليب التعبير المتعارف عليها في محكمة هيلمسلي ‪ ،‬حتى تكون تقريبًا‬
‫‪.‬مسلية‬

‫‪.‬الفصل الرابع‬
‫‪.‬على الطريق‬

‫كانت اآلنسة بولهامبتون قد كتبت ‪ ،‬بالطبع ‪ ،‬إلى السيد والسيدة كولوين عندما تتصالح‬
‫عقلها أن جانيتا س ُتبعد من المدرسة ؛ وكان اثنان أو ثالثة أحرف‬
‫قبل ذلك اليوم الحافل باألحداث الذي أعلنت فيه مارجريت أنه إذا ذهبت جانيتا‬
‫يجب أن تذهب أيضا‪ .‬ظلت مارجريت في الظالم عمدا حتى آخر مرة تقريبا‬
‫لحظة ‪ ،‬ألن اآلنسة بولهامبتون لم ترغب على األقل في إحداث فضيحة ‪ ،‬ومضايقة‬
‫كما كانت عن طريق تفضيل اآلنسة أدير المعلن لجانيتا ‪ ،‬فقد رتبت القليل من الترتيب‬
‫الخطة التي بموجبها كانت اآلنسة كولوين تذهب بعي ًدا "لتغيير الجو" ‪ ،‬ويتم نقلها إلى أ‬
‫‪.‬المدرسة في ورثينج تحتفظ بعالقة خاصة بها في بداية الفصل الدراسي التالي‬
‫كانت هذه الخطط مستاءة من رسالة حمقاء وسوء الحكم من السيدة كولوين إليها‬
‫ابنة ربيبة ‪ ،‬التي لم تتمكن جانيتا من إبعادها عن أعين مارجريت‪ .‬هذا الحرف‬
‫كانت مليئة باللوم لجانيتا ألنها أعطت الكثير من المتاعب ألصدقائها ؛ "لـ ‪ ،‬من‬
‫كتبت السيدة كولوين‪" :‬إن قلق اآلنسة بولهامبتون على صحتك أعمى‬
‫من أجل إبعادك‪ :‬وإذا لم تكن اآلنسة أدير تأخذك ‪ ،‬لكانت‬
‫كنت سعي ًدا ج ًدا إلبقائك‪ .‬لكن بمعرفة موقف اآلنسة أدير ‪ ،‬ترى ذلك جي ًدا‬
‫‪ ".‬من الواضح أنه ليس من المناسب لك أن تكون صدي ًقا لها ‪ ،‬ولذا فهي تريد إبعادك‬
‫كان هذا في األساس صحيحً ا ‪ ،‬لكن جانيتا ‪ ،‬بثقة الشباب المبهجة ‪ ،‬لن تفعل ذلك أب ًدا‬
‫اكتشفته لوال تلك الرسالة‪ .‬معا هي ومارجريت تشاورتا بشأنه ‪ ،‬من أجل‬
‫عندما رأت مارجريت جانيتا تبكي ‪ ،‬كادت أن ترفع الرسالة من يدها ؛ وثم‬
‫كان هذا هو أن اآلنسة أدير أثبتت مطالبتها بالتفوق االجتماعي‪ .‬ذهبت مباشرة إلى‬
‫وطالبت اآلنسة بولهامبتون ببقاء جانيتا ؛ ومتى‬
‫رفضت المعلمة تغيير قرارها ‪ ،‬ردت بهدوء على ذلك في هذه الحالة‬
‫يجب أن أذهب إلى المنزل أي ً‬
‫ضا‪ .‬كانت اآلنسة بولهامبتون امرأة عنيدة ولن تفعل ذلك‬
‫تنازل عن النقطة ؛ والسيدة كارولين ‪ ،‬على تعلم الوضع ‪ ،‬في الحال‬
‫أنه كان من المستحيل ترك مارغريت في المدرسة حيث كانت الحرب المفتوحة‬
‫أعلن‪ .‬وبنا ًء على ذلك ‪ ،‬أحضرت الفتاتين معها ‪ ،‬ورتبت إلرسال جانيتا‬
‫‪.‬إلى منزلها صباح اليوم التالي‬
‫ستبقى لتناول الغداء ‪ ،‬عزيزي ‪ ،‬وسأوصلك إلى بيمينستر في الثالثة"‬
‫قالت لجانيتا عند اإلفطار "الساعة"‪" .‬ال شك أنك متشوق لرؤية صحتك‬
‫"‪.‬اشخاص‬
‫بدت جانيتا وكأنها قد تجد صعوبة في الرد ‪ ،‬لكن مارغريت تدخلت في‬
‫‪.‬مالحظة ‪ -‬كالعادة في اللحظة المناسبة‬
‫سنمارس ثنائياتنا هذا الصباح ‪ -‬إذا كانت جانيتا تحب ذلك ‪ ،‬ويمكننا الحصول على"‬
‫" امشي في الحديقة ايضا‪ .‬هل لدينا النداو ‪ ،‬ماما؟‬
‫قالت السيدة كارولين بهدوء‪" :‬فيكتوريا ‪ ،‬عزيزتي ‪ ،‬على ما أعتقد"‪" .‬والدك يريدك‬
‫اركب معه بعد ظهر هذا اليوم ‪ ،‬لذلك سأكون سعي ًدا بمجتمع اآلنسة كولوين في‬
‫"‪.‬قيادتي‬
‫وافقت مارجريت ؛ لكن جانيتا أصبحت تدرك فجأة ‪ ،‬من خالل وميض أنثوي حريص‬
‫حد ًسا ‪ ،‬كان لدى السيدة كارولين سبب ما لرغبتها في الذهاب معها بمفردها ‪ ،‬وذاك‬
‫لقد قامت عمدا بالترتيب الذي تحدثت عنه‪ .‬ومع ذلك ‪ ،‬لم يكن هناك شيء‬
‫إلثارة استياءها في هذا األمر ‪ ،‬ألن السيدة كارولين كانت أكثر لط ًفا ومراعاة لها ‪ ،‬لذلك‬
‫حتى اآلن ‪ ،‬وكانت ميالة ببراءة إلى اإليمان بمودة وصدق كل شخص‬
‫‪.‬الشخص الذي يتصرف مع الكياسة العامة‬
‫لذلك أمضت صباحً ا لطي ًفا ‪ ،‬تغني مع مارجريت ‪ ،‬وتتسكع معها في الحديقة‬
‫السيد أدير ‪ ،‬في حين جمعت مارجريت والسير فيليب الورود ‪ ،‬ويتمتعون بكل ما في‬
‫الكلمة من معنى‬
‫‪.‬تأثيرات جميلة من السالم والصقل واالزدهار التي أحاطت بها‬
‫تركتها مارجريت بعد الظهر بقبلة متسرعة إلى حد ما ‪ ،‬وتأكي ًدا لها‬
‫سوف أراها مرة أخرى على العشاء‪ .‬حاولت جانيتا تذكيرها بأنها ستفعل ذلك بحلول‬
‫ذلك الوقت‬
‫تركت المحكمة ‪ ،‬لكن مارغريت لم تسمع أو لم تستمع‪ .‬جاءت الدموع في‬
‫‪.‬عيون الفتاة كما اختفت صديقتها‬
‫قالت السيدة كارولين ‪ ،‬التي كانت تراقبها عن كثب‪" :‬ال تهتم يا عزيزتي" ‪" ،‬مارغريت‬
‫فعلت‬
‫نسيت في أي ساعة كنت ذاهبًا ولن أذكرها ‪ -‬فهذا سيفسدها‬
‫متعة في رحلتها‪ .‬سوف نرتب لك أن تأتي إلينا في يوم آخر عندما يكون لديك‬
‫‪ ".‬رأيت أصدقاءك في المنزل‬
‫قالت جانيتا‪" :‬شكرً ا لك"‪" .‬كل ما في األمر أنها لم تتذكر أنني كنت كذلك‬
‫‪ ".‬الذهاب ‪ -‬كنت أنوي أن أقول وداعا‬
‫بالضبط‪ .‬إنها تعتقد أنني سأعيدك بعد ظهر هذا اليوم‪ .‬سنتحدث عنه"‬
‫كما نذهب يا عزيزي‪ .‬افترض أنك سترتدي قبعتك اآلن‪ .‬سيكون العربة هنا‬
‫"‪.‬خالل عشر دقائق‬
‫استعدت جانيتا لمغادرتها بروح محيرة إلى حد ما‪ .‬لم تكن تعلم‬
‫بالضبط ما تعنيه السيدة كارولين‪ .‬حتى أنها شعرت ببعض التوتر ألنها أخذت مكانها‬
‫في فيكتوريا وألقت نظرة أخيرة على المنزل الفخم الذي قضت فيه بعضًا‬
‫‪.‬تسعة عشر أو عشرين ساعة ممتعة‪ .‬كانت السيدة كارولين هي التي تحدثت أوالً‬
‫قالت ودياً‪" :‬سنفتقد غنائك الليلة"‪" .‬السيد أدير كان يبحث‬
‫"‪--‬نتطلع إلى المزيد من الثنائيات‪ .‬مرة أخرى ربما‬
‫‪.‬قالت جانيتا ‪ ،‬مشرقة في هذا العنوان‬
‫نعم ‪ ،‬أنتم ‪ ، "،‬قالت السيدة كارولين ‪ ،‬مع القليل من الشك المشكوك فيه‪" .‬ال شك‪":‬‬
‫واحد دائمًا‬
‫يحب أن يفعل ما يستطيع المرء أن يفعله جي ًدا ؛ لكن ‪ -‬أعترف أنني لست موسيقيًا مثل‬
‫زوجي‬
‫أو ابنتي‪ .‬يجب أن أشرح لماذا لم تقل لك عزيزتي مارجريت وداعًا يا آنسة‬
‫كولوين‪ .‬سمحت لها بالبقاء على اعتقاد أنها ستراك مرة أخرى هذه الليلة ‪ ،‬في‬
‫‪.‬تأمر حتى ال تشعر باالكتئاب أثناء الركوب بفكرة االنفصال عنك‬
‫" ‪ ،‬من مبدئي دائمًا أن أجعل حياة أولئك األعزاء علي سعيدة قدر اإلمكان‬
‫قالت والدة مارجريت بتقوى‪" .‬وإذا كانت مارجريت قد أصيبت باالكتئاب أثناء‬
‫رحلتها ‪ ،‬فقد يكون السيد أدير والسير فيليب‬
‫ضا ‪ ،‬وسيكون ذلك أمرً ا مؤس ًفا للغاية‪" .‬أوه ‪ ،‬نعم ‪"،‬‬
‫لقد عانيت من بعض االكتئاب أي ً‬
‫قال‬
‫‪.‬جانيتا‪ .‬لكنها شعرت بالبرد دون أن تعرف السبب‬
‫‪.‬قالت السيدة كارولين بأرق صوت لها‪" :‬يجب أن آخذك إلى ثقتي"‪" .‬السيد‬
‫أدير لديه خطط لعزيزتنا مارغريت‪ .‬ممتلكات السير فيليب أشلي مجاورة لممتلكاتنا‪ :‬هو‬
‫ذو مبادئ جيدة ‪ ،‬وطيب القلب ‪ ،‬وفكري‪ :‬إنه ميسور الحال ‪ ،‬ولطيف المظهر ‪ ،‬و‬
‫سن مناسب ‪ -‬إنه معجب ج ًدا بمارغريت‪ .‬أنا متأكد من أنني لست بحاجة إلى قول‬
‫‪ ".‬المزيد‬
‫مرة أخرى نظرت باهتمام إلى وجه جانيتا ‪ ،‬لكنها لم تقرأ هناك سوى االهتمام و‬
‫‪.‬مفاجئة‬
‫‪.‬أوه ‪ ،‬هل تعرف مارجريت؟" هي سألت"‬
‫قالت السيدة كارولين بتكتم‪" :‬إنها تشعر بأكثر مما تعرف"‪" .‬هي في األول‬
‫مرحلة من العاطفة‪ .‬لم أكن أرغب في التدخل في ترتيبات فترة ما بعد الظهر‬
‫"‪.‬مع‬
‫‪.‬أوه ‪ ،‬ال! خاصة في حسابي ‪ "،‬قالت جانيتا بصدق"‬
‫عندما أعود إلى المنزل سأتحدث بهدوء إلى مارجريت ‪ "،‬طاردت السيدة كارولين ‪"،‬‬
‫وأخبرها‬
‫بأنك ستعود في يوم آخر ‪ ،‬وأن واجباتك دعاك إلى المنزل ‪ -‬إنهم يفعلون ذلك ‪ ،‬أنا‬
‫كذلك‬
‫بالتأكيد ‪ ،‬عزيزتي اآلنسة كولوين ‪ -‬وأنه ال يمكنك العودة معي عندما كنت كثيرً ا‬
‫"‪.‬مطلوب‬
‫قالت جانيتا بحسرة‪" :‬أخشى أنني لست مرغوبة بشدة"‪" .‬لكنني أجرؤ على القول إنه‬
‫واجبي‬
‫" ‪ -‬للذهاب إلى المنزل‬
‫صرحت السيدة كارولين‪" :‬أنا متأكد من ذلك"‪" .‬والواجب شيء سام ومقدس ‪،‬‬
‫‪ ،‬عزيزي‬
‫‪ ".‬لن تندم أب ًدا على أدائها‬
‫لقد خطر في ذهن جانيتا في تلك المرحلة أن آراء الليدي كارولين في الواجب قد تكون‬
‫‪.‬ربما تختلف عن بلدها ؛ لكنها لم تجرؤ على قول ذلك‬
‫"‪ -‬وبالطبع ‪ ،‬لن تكرر لمارجريت أب ًدا"‬
‫السيدة كارولين لم تكمل عقوبتها‪ .‬فحص السائق فجأة‬
‫سرعة الخيول‪ :‬لسبب غير معروف ‪ ،‬توقف في الواقع في منتصف الطريق‬
‫الطريق الريفي بين هيلمسلي كورت وبيمينستر‪ .‬تكلمت عشيقته قليال‬
‫‪.‬صرخة إنذار‬
‫"ما األمر يا ستيل؟"‬
‫‪.‬نزل الساعد ولمس قبعته‬
‫أخشى وقوع حادث ‪ ،‬سيدتي" ‪ ،‬قال باعتذار كما لو كان كذلك"‬
‫‪.‬المسؤول عن الحادث‬
‫‪.‬أوه! ال شيء مروع ‪ ،‬آمل!" قالت السيدة كارولين وهي تسحب قارورة الرائحة"‬
‫‪.‬إنه حادث عربة ‪ ،‬سيدتي‪ .‬على طول سيارة أجرة"‬
‫‪ ".‬الطريق يا سيدتي‬
‫قالت سيادتها بكرامة كبيرة‪" :‬تحدث إلى الناس ‪ ،‬ستيل"‪" .‬يجب أال يكونوا كذلك‬
‫‪ ".‬يسمح بقطع الطريق بهذه الطريقة‬
‫هل يمكنني الخروج؟" قالت جانيتا بفارغ الصبر‪" .‬هناك سيدة ملقاة على الطريق ‪"،‬‬
‫والبعض‬
‫الناس يستحمون وجهها‪ .‬اآلن يرفعونها ‪ -‬أنا متأكد من أنهم ال يجب أن يرفعوا‬
‫بهذه الطريقة ‪ -‬أوه ‪ ،‬من فضلك ‪ ،‬يجب أن أذهب لدقيقة واحدة فقط! "وبدون انتظار‬
‫للرد ‪ ،‬خرجت من فيكتوريا واندفعت إلى جانب المرأة التي لديها‬
‫‪.‬تضرر‬
‫"قالت السيدة كارولين لنفسها وهي تتكئ إلى الوراء‪" :‬مندفع للغاية وغير منضبط‬
‫وأمسكت بزجاجة الرائحة على أنفها الحساس‪" .‬أنا سعيد ألنني أخرجتها منها‬
‫المنزل في وقت قريب جدا‪ .‬كان هؤالء الرجال متوحشين بشأن غنائها‪ .‬لم يوافق السير‬
‫فيليب على ذلك‬
‫بحضورها ‪ ،‬لكن صوتها كان مفتو ًنا ‪ ،‬استطعت أن أرى ذلك ؛ والفقير ‪ ،‬عزيزي‬
‫ريجنالد‬
‫كانت سخيفة بشكل إيجابي بشأن صوتها‪ .‬والعزيزة مارغريت ال تغني بشكل جيد ‪ -‬إنها‬
‫كذلك‬
‫ال فائدة من التظاهر بأنها تفعل ذلك ‪ -‬والسير فيليب يرتجف على حافة الهاوية ‪ -‬أوه ‪،‬‬
‫نعم ‪ ،‬أنا‬
‫" أنا متأكد من أنني كنت حكيما ً للغاية‪ .‬ماذا تفعل تلك الفتاة اآلن؟‬
‫تقدمت فيكتوريا إلى األمام قليالً ‪ ،‬حتى تتمكن السيدة كارولين من الحصول على رؤية‬
‫أوضح‬
‫لما كان يحدث‪ .‬السيارة التي تسببت في العرقلة ‪ -‬من الواضح أنها مستأجرة‬
‫من نزل ‪ -‬لم يصب بأذى ‪ ،‬لكن الحصان كان قد سقط بين الممرات وكان سيفعل‬
‫ال تنهض مرة أخرى‪ .‬شاغلو الذبابة ‪ -‬سيدة ‪ ،‬ورجل أصغر بكثير ‪ ،‬ربما‬
‫سمعت السيدة كارولين أن ابنها ‪ -‬قد خرج ‪ ،‬ثم أغمي على السيدة ‪ ،‬لكنها كانت كذلك‬
‫‪ ،‬ال تؤذي بأي شكل من األشكال‪ .‬كانت جانيتا راكعة بجانب السيدة ‪ -‬راكعة في التراب‬
‫بالمناسبة ‪ ،‬دون أي اعتبار لنضارة فستانها القطني ‪ ،‬وقد فعلت ذلك بالفعل‬
‫وضعها في المكان المناسب ‪ ،‬وكان يأمر نصف دزينة من األشخاص الذين لديهم‬
‫جمعت لتقف للخلف وتعطيها الهواء‪ .‬شاهدت السيدة كارولين تحركاتها و‬
‫قام بتسلية هادئة ‪ ،‬وذهبت إلى حد إرسال ستيل بعرضها‬
‫رائحة امالح؛ ولكن عندما تم رفض هذا العرض ‪ ،‬شعرت أنه ال يمكن فعل أي شيء‬
‫آخر‪ .‬لذا يسعدني دائما أن أغني‪ .‬نظرت بعين ساخرة‪ .‬كانت السيدة ‪ -‬السيدة كارولين ‪-‬‬
‫بالكاد تميل إلى مناداتها بالسيدة ‪ ،‬رغم أنها لم تفعل ذلك‬
‫تعرف بالضبط لماذا ‪ -‬كانت في الوقت الحاضر شحوبًا مرو ًعا ‪ ،‬لكن مالمحها كانت‬
‫دقيقة‬
‫‪ ،‬قطع ‪ ،‬وأظهرت آثار الجمال السابق‪ .‬كان شعرها رمادي ‪ ،‬وفيه تموجات متمردة‬
‫لكن حاجبيها كانا ال يزاالن غامقين‪ .‬كانت ترتدي الثوب األسود ‪ ،‬مع قدر كبير من‬
‫الدانتيل‬
‫عنها؛ وعلى يدها غير المحببة ‪ ،‬مكنتها رؤية السيدة كارولين الشديدة من ذلك‬
‫تميز بعض خواتم الماس وسيم جدا‪ .‬كان تأثير الزي قليالً‬
‫مدللة من قبل مروحة كبيرة مبهرجة ‪ ،‬من ألوان قوس قزح العنيفة ‪ ،‬والتي كانت معلقة‬
‫على جانبها ؛ و‬
‫ربما كانت مادة الزينة هذه هي التي قررت السيدة كارولين في رأيها‬
‫المكانة االجتماعية للمرأة‪ .‬لكن بالنسبة للرجل كانت إيجابية بنفس القدر في مختلف‬
‫طريق‪ .‬لقد كان رجالً نبيالً‪ :‬ال يمكن أن يكون هناك شك في ذلك‪ .‬وضعت نظارة عينها‬
‫و‬
‫‪.‬يحدق فيه باهتمام‪ .‬كادت تعتقد أنها رأته في مكان ما من قبل‬
‫‪ ،‬رجل وسيم حقا ورجل نبيل‪ .‬ولكن ‪ ،‬يا له من سوء طباع‬
‫فيما يبدو! كان داكن اللون ‪ ،‬بمالمح جميلة ‪ ،‬وشعره أسود مع ميل طفيف إلى ذلك‬
‫موجة أو تجعيد (بقدر ما يمكن الحكم عليه على األقل عندما تكون الحالة جيدة‬
‫االقتصاص للغاية‬
‫من رأسه) ؛ ومن هذه المؤشرات سيدة كارولين‬
‫حكموا عليه بأنه ابن "المرأة"‪ .‬كان طويل القامة ‪ ،‬وعضالت ‪ ،‬ونشط المظهر‪ :‬لقد كان‬
‫كذلك‬
‫الطريقة التي انحنى بها حواجبه السوداء فوق عينيه مما جعل المراقب‬
‫تظن أنه سيئ المزاج ‪ ،‬ألن أسلوبه وكلماته تعبر عن القلق وليس الغضب‪ .‬ولكن‬
‫‪.‬هذا التجهم ‪ ،‬الذي يجب أن يكون معتا ًدا ‪ ،‬أعطاه نظرة سيئة الفكاهة بشكل واضح‬
‫وأخيرا فتحت السيدة عينيها وشربت القليل من الماء ثم جلست‪ .‬ارتفعت جانيتا من‬
‫"استدار ركبتيها للشاب بابتسامة‪" .‬ستكون أفضل اآلن قريبًا‬
‫‪".‬قال‪" .‬أخشى أنه ال يمكنني فعل أي شيء آخر ‪ -‬وأعتقد أنني يجب أن أستمر‬
‫"قال الرجل المحترم‪" :‬أنا ممتن ج ًدا لك على مساعدتك الكريمة‬
‫‪ -‬دون أي انحسار من كآبة تعابيره‪ .‬ألقى نظرة فاحصة على جانيتا‬
‫‪.‬نظرة جريئة تقريبًا ‪ -‬فكرت السيدة كارولين ‪ ،‬ثم ابتسمت قليالً ‪ ،‬ليس بسرور شديد‬
‫"‪.‬اسمح لي أن آخذك إلى عربتك"‬
‫احمر خجالً جانيتا ‪ ،‬كما لو كانت تمانع أن تقول إنها ليست عربتها ؛ لكنه عاد‬
‫إلى فيكتوريا ‪ ،‬وسلمها الشاب إلى مقعدها ‪ ،‬ثم رفع قبعته‬
‫مع ازدهار متقن لم يكن بالضبط اإلنجليزية‪ .‬في الواقع ‪ ،‬حدث ذلك للسيدة‬
‫كارولين على الفور أن هناك شيًئ ا فرنسيًا عن كال المسافرين‪ .‬السيدة‬
‫مع الشعر الرمادي المجعد ‪ ،‬واللباس األسود من الدانتيل والرف ‪ ،‬واألزرق المبهرج‬
‫والقرمزي‬
‫‪ ،‬مروحة ‪ ،‬كانت غريبة المظهر ؛ الشاب ذو معطف الفستان المناسب تمامًا‬
‫القبعة الطويلة ‪ ،‬الزهرة في ثقب الزر ‪ ،‬كانت ‪ -‬على الرغم من لهجته اإلنجليزية‬
‫‪ -‬المثالية‬
‫أجنبي جدا‪ .‬كانت الليدي كارولين عالمية بما يكفي لتشعر باهتمام أكبر‬
‫‪.‬في الزوج نتيجة لذلك‬
‫لقد أرسلوا إلى أقرب نزل للحصول على حصان" ‪ ،‬قالت جانيتا ‪ ،‬بينما كانت العربة"‬
‫تسير ؛‬
‫‪".‬وأجرؤ على القول أنه لن يكون لديهم وقت طويل لالنتظار"‬
‫"هل تأذيت السيدة؟"‬
‫‪ ،‬ال ‪ ،‬اهتزت فقط‪ .‬تتعرض لنوبات إغماء ‪ ،‬والحادث أزعج أعصابها بشدة"‬
‫‪ ".‬قال ابنها‬
‫"ابنها؟"‬
‫‪".‬السيد دعا والدتها"‬
‫"أوه! أنت لم تسمع اسمهم ‪ ،‬على ما أظن؟"‬
‫"‪.‬ال ‪ ،‬كانت هناك حقيبة سفر كبيرة على حقيبة سفرهم"‬
‫ب — ب—؟" قالت السيدة كارولين ‪ ،‬بعناية‪" .‬ال أعرف أحدا في هذا"‬
‫الحي الذي يبدأ اسمه بـ ب ‪ ،‬باستثناء بيفانز‪ .‬يجب أن يكونوا كذلك‬
‫" مجرد عابر ومع ذلك بدا وجه الشاب مألو ًفا بالنسبة لي‬
‫"‪.‬هزت رأسها‪ .‬قالت "لم أرهم من قبل‬
‫‪".‬علقت الليدي كارولين‪" :‬لديه تعبير جريء للغاية وغير سار‬
‫‪".‬يفسده تماما‪ :‬وإال فهو رجل وسيم"‬
‫الفتاة لم تجب‪ .‬كانت تعرف ‪ ،‬مثلها مثل الليدي كارولين ‪ ،‬أنه تم التحديق فيها‬
‫بطريقة لم تكن مقبولة معها تمامًا ‪ ،‬ومع ذلك لم ترغب في الموافقة عليها‬
‫إدانة تلك السيدة للغريب‪ .‬ألنه كان بالتأكيد جميل المظهر ‪ -‬و‬
‫لقد كان لطي ًفا مع والدته لدرجة أنه ال يمكن أن يكون سيًئ ا تمامًا ‪ -‬ومعها أيضًا‬
‫كان وجهه مألو ًفا بشكل غامض‪ .‬هل يمكن أن ينتمي إلى بيمينستر؟‬
‫عندما جلست وتتأمل ‪ ،‬ظهرت األبراج العالية لكاتدرائية بيمينستر ‪ ،‬و‬
‫بضع دقائق أحضرت العربة عبر الجسر الحجري الرمادي وأسفل المدير‬
‫شارع للمكان القديم الجذاب الذي أطلق على نفسه اسم مدينة ‪ ،‬لكنه في الحقيقة لم يكن‬
‫أكثر من ذلك وال‬
‫أقل من مدينة ريفية هادئة‪ .‬هنا تحولت السيدة كارولين إلى ضيفها الشاب ب‬
‫"سؤال ‪" -‬أنت تعيش في شارع جوين ‪ ،‬على ما أعتقد ‪ ،‬يا عزيزتي؟‬
‫نعم ‪ ،‬في المرتبة العاشرة ‪ ،‬شارع جوين" ‪ ،‬قالت جانيتا ‪ ،‬وبدأت فجأة وشعرت بالقليل"‬
‫غير مريح‪ .‬من الواضح أن المدرب يعرف العنوان بالفعل ‪ ،‬في تلك اللحظة‬
‫‪ ،‬أدار رؤوس الحصان إلى اليسار ‪ ،‬وتدحرجت العربة في شارع جانبي ضيق‬
‫حيث كان للبيوت الطويلة المبنية من الطوب األحمر جانب متوسط ورث ‪ ،‬وبدا كما لو‬
‫‪.‬شيدت لمنع أشعة الشمس والهواء قدر اإلمكان‬
‫‪ ،‬لطالما شعرت جانيتا بقربها ورثتها قليالً عندما عادت إلى المنزل ألول مرة‬
‫حتى من المدرسة ‪ ،‬ولكن عندما جاءت من هيلمسلي كورت ‪ ،‬ضربوها بها‬
‫قوة مضاعفة‪ .‬لم تكن قد فكرت من قبل في كم كان الشارع ممالً ‪ ،‬ولم تالحظ ذلك‬
‫تم كسر الدرابزين أمام الباب بالصفيحة النحاسية التي تحملها‬
‫اسم األب ‪ ،‬وال أن ستائر النوافذ كانت ممزقة والنوافذ في حاجة لألسف‬
‫غسل‪ .‬كان التحليق الصغير للدرجات الحجرية التي أدت من البوابة الحديدية إلى الباب‬
‫أيضًا‬
‫قذر جدا؛ والفتاة الخادمة ‪ ،‬التي ظهر رأسها على حواجز المنطقة مثل‬
‫عربة نقل ‪ ،‬كانت غير مرتبة ‪ ،‬وغير مهذبة ‪ ،‬في المظهر أكثر من أي وقت مضى‬
‫جانيتا‬
‫يمكن أن يتوقع‪" .‬ال يمكننا أن نكون أغنياء ‪ ،‬لكن قد نكون طاهرين!" قالت لنفسها في‬
‫خمدت نوبة صبرها ‪ ،‬ألنها تخيلت (ظلمًا تمامًا) أنها رأت ابتسامة باهتة‬
‫مرر على وجه السيدة كارولين الرقيق غير العاطفي‪" .‬ال عجب أنها تعتقد أنني غير‬
‫الئق‬
‫صديق عزيزتي مارغريت‪ .‬لكن ‪ -‬أوه ‪ ،‬هناك والدي العزيز والحبيب! حس ًنا ‪ ،‬ال أحد‬
‫يستطيع‬
‫قل أي شيء ضده على أي حال! "وابتسم وجه جانيتا بفرح مفاجئ كما هي‬
‫رأى السيد كولوين ينزل الخطوات القذرة إلى البوابة الحديدية الصغيرة ريكتي ‪ ،‬وسيدة‬
‫‪.‬أومأت كارولين ‪ ،‬التي عرفت الجراح عن طريق البصر ‪ ،‬برأسها بتعاطف ودود‬
‫‪ ،‬كيف حالك سيد كولوين؟" قالت بلطف‪" .‬لقد أحضرت ابنتك إلى المنزل"‬
‫كما ترى ‪ ،‬وآمل أال تأنيبها بسبب ما كان خطأ ابنتي ‪ -‬ال‬
‫"‪.‬لك‬
‫قال السيد كولوين‪ ،‬على محمل الجد ‪" ،‬أنا سعيد ج ًدا برؤية جانيتا ‪ ،‬تحت أي ظرف من‬
‫"الظروف‬
‫رفع قبعته‪ .‬كان رجالً طويل القامة ‪ ،‬يرتدي معط ًفا ً‬
‫رثا ‪ ،‬مع مظهر مهترئ ‪ ،‬و‬
‫بلطف ‪ ،‬عيون حزينة‪ .‬الحظت جانيتا بصوت خافت أن شعره كان أكثر شيبًا مما كان‬
‫عليه‬
‫‪.‬كانت آخر مرة عادت فيها إلى المدرسة‬
‫قالت السيدة كارولين‪" :‬سنكون سعداء لرؤيتها مرة أخرى في هيلمسلي كورت"‪" .‬ال ‪،‬‬
‫لن أفعل‬
‫اخرج ‪ ،‬شكرا لك‪ .‬ال بد لي من العودة إلى الشاي‪ .‬صندوق ابنتك في المقدمة‪ .‬كان علي‬
‫أن أقول‬
‫أنت من اآلنسة بولهامبتون ‪ ،‬السيد كولوين ‪ ،‬التي سيسعدها صديقتها في ورثينج‬
‫‪ ".‬خدمات السيدة كولوين بعد العطل‬
‫قال السيد كولوين بإجراءات رسمية خطيرة‪" :‬أنا ملتزم بشدة بسيادتك"‪" .‬انا لست‬
‫‪ ".‬على يقين من أنني سأطلق سراح ابنتي‬
‫‪ ،‬أليس كذلك؟ أوه ‪ ،‬لكن يجب أن تتمتع بكل المزايا الممكنة! وهل يمكنك إخباري"‬
‫سيد كولوين ‪ ،‬بأي حال من األحوال ‪ ،‬من هم األشخاص الذين مررناهم على الطريق‬
‫بيمينستر ‪ -‬سيدة عجوز سوداء وشاب ذو شعر وعينين داكنتين للغاية؟‬
‫‪.‬أعتقد أنهم كانوا يحملون ب في أمتعتهم "‪ .‬بدا السيد كولوين متفاجًئ ا‬
‫قال بهدوء‪" :‬أعتقد أنني أستطيع إخبارك"‪" .‬كانوا في طريقهم من بيمينستر إلى‬
‫قاعة العالمة التجارية‪ .‬كان الشاب ابن عم زوجتي‪ :‬اسمه يفيس براند ‪ ،‬و‬
‫كانت السيدة ذات الرداء األسود والدته‪ .‬لقد عادوا إلى المنزل بعد غياب ما يقرب من‬
‫‪ ".‬أربع وعشرون سنة‬
‫‪.‬كانت الليدي كارولين مهذبة للغاية لتقول ما شعرت به ح ًقا ‪ -‬إنها آسفة لسماع ذلك‬
‫‪.‬الفصل الخامس‬
‫‪.‬ماركة ويفس‬

‫في مساء اليوم الذي قادت فيه السيدة كارولين السيارة مع جانيتا كولوين‬
‫السيدة بيمينستر ‪ ،‬السيدة التي أغمي عليها على جانب الطريق كانت تجلس باألحرى‬
‫غرفة ذات مظهر قاتم في قاعة براند ‪ -‬غرفة معروفة في المنزل باسم غرفة الرسم‬
‫الزرقاء‪ .‬لم تكن تبدو وكأنها غرفة رسم بالضبط‪ :‬لقد كانت مغطاة بألواح من خشب‬
‫‪ ،‬البلوط‬
‫التي نمت مع التقدم في السن ‪ ،‬وكذلك دعامات البلوط الكبيرة التي عبرت السقف‬
‫واألرضية المصقولة‪ .‬كان األثاث أي ً‬
‫ضا من خشب البلوط ‪ ،‬وستائر داكنة لكنها باهتة‬
‫األزرق ‪ ،‬بينما المخمل األزرق للكراسي ومربع السجاد الشرقي ‪ ،‬وفيه أزرق‬
‫كما غلبت الصبغات ‪ ،‬ولم تضف البهجة على المشهد‪ .‬واحد أو اثنان من اللون األزرق‬
‫العظيم‬
‫المزهريات الموضوعة على قطعة رف منحوتة من خشب البلوط ‪ ،‬وبعض الزخارف‬
‫الزرقاء األصغر على قطعة‬
‫خزانة جانبية متطابقة مع األثاث بلون خفيف ؛ ولكن كان من الالفت للنظر أنه في يوم‬
‫عندما‬
‫كانت حدائق البلد تفيض باألزهار ‪ ،‬ولم تكن هناك زهرة واحدة أو خضراء‬
‫ورقة في أي من المزهريات‪ .‬ال توجد زخارف أصغر حجمًا وأخف وزنا ً ‪ ،‬وال‬
‫قصاصات من الزينة النسائية‬
‫العمل اليدوي ‪ -‬الدانتيل أو التطريز ‪ -‬أحيا المكان‪ :‬لم يتم وضع أي كتب عليه‬
‫الطاولة‪ .‬لم يكن الحريق خارج الموسم ‪ ،‬ألن األمسيات كانت باردة‬
‫كان سيبدو مبتهجا لكن لم تكن هناك محاولة لالبتهاج‪ .‬المرأة التي‬
‫جلست على أحد الكراسي المرتفعة كان شاحبًا وحزي ًنا‪ :‬يديها المطويتان ترقدان بال‬
‫فتور‬
‫مشبوكين م ًعا على حجرها ‪ ،‬وكان الزي الكئيب الذي كانت ترتديه غير مرتاحً ا ألي‬
‫من‬
‫وميض من سطوع الغرفة نفسها‪ .‬في كآبة تجمع صيف بارد‬
‫مساء ‪ ،‬حتى الخواتم على أصابعها ال يمكن أن تومض‪ .‬وجهها األبيض في محيطه‬
‫من شعر رمادي خشن مموج ‪ ،‬كانت ترتدي فوقه غطا ًء من الدانتيل األسود ‪ ،‬بدت‬
‫تقريبًا‬
‫التمثال في هدوء عميق‪ .‬ولكن لم يكن من هدوء الراحة و‬
‫االزدهار الذي استقر على هذا الوجه الباهت الباهت والمميز ‪ -‬كان باألحرى‬
‫‪.‬الهدوء الذي يأتي من حزن مقبول ويأس ال ينضب‬
‫كانت قد جلست هكذا لمدة نصف ساعة كاملة عندما كان الباب مفتوحً ا تقريبًا ‪ ،‬والشاب‬
‫جاء الرجل الذي سماه السيد كولوين باسم وايفيس براند مسترخيا ً في الغرفة‪ .‬هو‬
‫كان يتناول الطعام ‪ ،‬لكنه لم يكن يرتدي مالبس السهرة ‪ ،‬وكان هناك شيء مقلق‬
‫ومتهور في طريقه في التحرك في أرجاء الغرفة ويلقي بنفسه على الكرسي‬
‫بالقرب من والدته ‪ ،‬األمر الذي أثار انتباه السيدة براند‪ .‬استدارت قليال نحو‬
‫له ‪ ،‬وأصبح واعيا على الفور بأبخرة الخمر والتبغ القوي الذي به‬
‫جعلها ابنها مألوفة للغاية‪ .‬نظرت إليه للحظة ‪ ،‬ثم قبضت عليه‬
‫يداها متماسكتان بقوة واستأنفتا وضعها السابق ‪ ،‬ووجهها الحزين مقلوب‬
‫النافذة‪ .‬ربما تكون قد تنفست الصعداء كما فعلت ذلك ‪ ،‬لم تسمع بماركة ويفس‬
‫‪.‬ولو سمعتها ‪ ،‬لما كانت ستهتم كثيرً ا‬
‫‪.‬لماذا تجلس في الظالم؟" قال أخيرً ا بنبرة غاضبة"‬
‫‪".‬أجابت السيدة براند بهدوء‪" :‬سوف يرن من أجل األضواء‬
‫‪".‬قال الشاب‪" :‬افعل ما يحلو لك‪ :‬لن أبقى‪ :‬سأخرج‬
‫سقطت اليد التي مدتها والدته نحو الجرس إلى جانبها‪ :‬كانت أ‬
‫‪.‬امرأة خاضعة ‪ ،‬اعتادت أن تأخذ ابنها في كالمه‬
‫أنت وحيد هنا" ‪ ،‬تجرأت على التعليق ‪ ،‬بعد صمت قصير‪" :‬ستكون سعي ًدا"‬
‫‪ ".‬عندما ينزل كوثبرت‬
‫‪.‬قال ابنها بحزن‪" :‬إنها حفرة وحشية"‪" .‬أود أن أنصح كوثبرت بالبقاء في باريس‬
‫ال أستطيع أن أتخيل ما سيفعله بنفسه هنا‪ "" .‬هو كذلك‬
‫‪.‬قالت األم بحسرة خانقة‬
‫‪.‬نطق ويفيس بضحكة قصيرة قاسية‬
‫هذا ال يمكن أن يقال عنا ‪ ،‬أليس كذلك؟" صاح ‪ ،‬ووضع يده على ركبة والدته"‬
‫في نوع خشن من المداعبة‪" .‬نحن عمومًا في الظل بينما يكون كوثبيرت في‬
‫أشعة الشمس ‪ ،‬إيه؟ إن تأثير هذا المكان القديم يجعلني شاعرية ‪ ،‬كما ترى‪ "" .‬أنت‬
‫بحاجة‬
‫‪.‬قالت السيدة براند "ال تكون في الظل"‪ .‬لكنها قالت ذلك بجهد‬
‫ال أحتاج؟" قال يفيس‪ .‬دفع يديه في جيوبه واتكأ على ظهره"‬
‫"كرسي مع ضحكة أخرى‪" .‬لدي الكثير ألجعلني مبتهجً ا ‪ ،‬أليس كذلك؟‬
‫وجهت والدته عينيها إليه بنظرة حنان شوق حتى لو‬
‫كانت الغرفة مضاءة بشكل أقل خاف ًتا ‪ ،‬ولم يكن ليرى‪ .‬لم يكن كثيرً ا في‬
‫‪.‬عادة البحث عن التعاطف في وجوه اآلخرين‬
‫‪.‬هل المكان أسوأ مما توقعت؟" سألت مع هزة في صوتها"‬
‫أجاب باقتضاب‪" :‬إنه أهدأ وأصغر"‪" .‬انطباعات المرء الطفولية ال تذهب‬
‫‪ -‬لكثير‪ .‬وهي في حالة بائسة ‪ -‬سقف غير قابل لإلصالح ‪ -‬أسوار تتساقط‬
‫‪ ".‬الصرف غير كامل‪ .‬لقد سمح لها بالتخريب والدمار بينما كنا بعيدين‬
‫‪.‬قالت والدته بنبرة من األلم‪" :‬يفيس ‪ ،‬ويفيس ‪ ،‬لقد أبقيتك بعي ًدا من أجل مصلحتك‬
‫‪ ".‬اعتقدت أنك ستكون أكثر سعادة في الخارج‬
‫‪:‬أوه ‪ ،‬أسعد!" قال الشاب بازدراء‪" .‬السعادة ال تعني لي"‬
‫انها ليست في خط بلدي‪ .‬ال فرق بالنسبة لي سواء كنت هنا أو في باريس‪ .‬يجب علي‬
‫كنت هنا منذ فترة طويلة إذا كان لدي أي فكرة عن أن األمور تسير على نحو خاطئ‬
‫‪ ".‬بهذه الطريقة‬
‫قالت السيدة براند ‪ ،‬وهي تتحكم في صوتها بعناية ‪" ،‬أفترض أنك لن تمتلك‬
‫‪ ".‬الزوار الذين تحدثت عنهم إذا كان المنزل في حالة سيئة للغاية‬
‫ليس لدي زوار؟ بالطبع سأستقبل زوارً ا‪ .‬ما الذي يمكنني فعله أيضًا"‬
‫نفسي؟ يجب أن نحصل على المنزل بشكل مستقيم بحلول اليوم الثاني عشر‪ .‬ال يعني‬
‫ذلك أنه سيكون هناك أي‬
‫‪ ".‬إطالق النار يستحق الحديث عنه في مكاني‬
‫إذا لم يأتي أحد قبل الثاني عشر ‪ ،‬أعتقد أنه يمكننا جعل المنزل صالحً ا للسكن‪ .‬سأفعل"‬
‫‪ ".‬أفضل ما لدي ‪ ،‬وايفيس‬
‫ضحك وايفيس مرة أخرى ‪ ،‬ولكن بمفتاح أكثر ليونة‪" .‬أنت!" هو قال‪" .‬ال يمكنك فعل‬
‫‪.‬الكثير يا أمي‬
‫إنه ليس نوع الشيء الذي تهتم به‪ .‬أنت تبقى في غرفتك الخاصة وتفعل‬
‫تطريز؛ سوف انظر الى المنزل‪ .‬يأتي بعض الرجال قبل اليوم الثاني عشر بوقت طويل‬
‫‪ ".‬بعد الغد ‪ ،‬على ما أعتقد‬
‫"من؟"‬
‫أوه ‪ ،‬ديرينج وسانت جون وبونسونبي ‪ ،‬أتوقع‪ .‬ال أعرف ما إذا كانوا سيحضرون"‬
‫"‪.‬اي شخص اخر‬
‫أسوأ الرجال في أسوأ مجموعة كما تعلم!" تنهدت والدته ‪ ،‬تحت أنفاسها‪" .‬استطاع"‬
‫" أال تركتهم وراءك؟‬
‫‪.‬شعرت بدالً من أن ترى كيف عبس ‪ -‬كيف ارتعدت يده بفارغ الصبر‬
‫أي نوع من األصدقاء من المحتمل أن يكون لدي؟" هو قال‪" .‬لماذا ال يروق لي هؤالء"‬
‫"عظم؟‬
‫‪.‬ثم قام وتوجه إلى النافذة ‪ ،‬حيث وقف لبعض الوقت ينظر إلى الخارج‬
‫استدار أخيرً ا ‪ ،‬أدرك من حركة مألوفة طفيفة لوالدته‬
‫سلمت عينيها أنها كانت تبكي ‪ ،‬وبدا كما لو أن قلبه قد ضربه في‬
‫‪.‬مشهد‬
‫ت‬
‫قال بلطف‪" :‬تعالي يا أمي ‪ ،‬ال تأخذي ما أقوله وتفعلين الكثير على محمل الجد‪ .‬أن ِ‬
‫أعلم أنني لست جي ًدا ولن أفعل أي شيء في العالم‪ .‬لديك كوثبيرت‬
‫"‪-‬تريحك‬
‫"‪.‬كوثبرت ال شيء بالنسبة لي ‪ -‬ال شيء ‪ -‬مقارنة بك ‪ ،‬ويفيس"‬
‫جاء الشاب إلى جانبها ووضع يده على كتفها‪ .‬النغمة العاطفية‬
‫‪.‬قد لمسه‬
‫األم المسكينة!" قال بهدوء‪" .‬لقد عانيت من صفقة جيدة من خاللي ‪ ،‬أليس كذلك؟"‬
‫أتمنى أن أجعلك تنسى الماضي كله ‪ -‬لكن ربما لن تشكرني إذا كنت‬
‫"‪.‬استطاع‬
‫قالت وهي تنحني إلى األمام لتضع جبهتها على ذراعه‪" :‬ال"‪" .‬ال‪ .‬هناك‬
‫كان سطو ًعا في الماضي ‪ ،‬لكني أرى القليل من السطوع في المستقبل سواء بالنسبة لك‬
‫"‪.‬أو لي‬
‫قال ويفيس باستخفاف لكن بمرارة‪" :‬حس ًنا ‪ ،‬هذا خطأي"‪" .‬لو لم يكن لي‬
‫حماقة الشباب ال ينبغي أن أكون مثقلة كما أنا اآلن‪ .‬ليس لدي أحد سوى نفسي‬
‫"‪.‬ألشكره‬
‫نعم ‪ ،‬نعم ‪ ،‬لقد كان خطأي‪ .‬لقد ضغطت عليك للقيام بذلك ‪ -‬لربط نفسك بالمرأة مدى"‬
‫الحياة‬
‫‪.‬قالت السيدة براند بنبرة يأس من اتهام الذات‬
‫"‪.‬لقد تخيلت ‪ -‬إذن ‪ -‬أننا كنا نفعل الصواب"‬
‫قال ويفيس براند بصرامة‪" :‬أعتقد أننا كنا نعمل بشكل صحيح" ‪ ،‬لكن ليس كما لو كان‬
‫الفكر‬
‫قدم له أي عزاء‪" .‬ربما كان من األفضل أن أتزوج المرأة التي‬
‫ظننت أنني أحببت ‪ -‬بدالً من أن أتركها أو أظلمها ‪ -‬لكنني أتمنى هلل أن أفعل ذلك‬
‫" !لم أر وجهها قط‬
‫وأعتقد أنني أقنعتك بالزواج منها" ‪ ،‬عتكت األم وهي تتأرجح"‬
‫نفسها إلى الوراء وإلى األمام في أقصى حد من آالمها المؤسفة ؛ "أنا ‪ -‬من يجب‬
‫" ‪ -‬ليكونوا أكثر حكمة ‪ -‬الذين ربما يكونون قد تدخلوا‬
‫"قال‪" :‬لم يكن بإمكانك التدخل في غرض كبير‪ .‬كنت غاضبًا منها في ذلك الوقت‬
‫‪ ،‬بدأ ابنها يتجول في الغرفة بطريقة مضطربة وبال هدف‪" .‬أتمنى ‪ ،‬أمي‬
‫أن تتوقف عن الحديث عن الماضي‪ .‬يبدو لي أحيا ًنا وكأنه حلم ؛ إذا‬
‫كنت تريد لكن دعها تكذب ‪ ،‬أعتقد أنني يمكن أن أتخيل أنه كان حلما‪ .‬تذكر أنني‬
‫ال ألومك‪ .‬عندما أغضب على السند ‪ ،‬أدرك تمامًا أنه كان كذلك‬
‫واحدة من صنع بلدي‪ .‬ال احتجاج ‪ ،‬لن ينفعني أي أمر‬
‫‪ ".‬لحظة‪ .‬كنت مصممًا على السير في طريقي الخاص ‪ ،‬وذهبت‬
‫كان من الغريب مالحظة أن قسوة وقساوة طريقته األولى كانت لهما‬
‫تراجعت عنه كما كانت تسقط بين الحين واآلخر‪ .‬تحدث مع المصقول‬
‫كالم رجل مثقف‪ .‬كان األمر كما لو كان أحيا ًنا يضع شيًئ ا معي ًنا‬
‫‪ -‬فظاظة السلوك ‪ ،‬والشعور به بطريقة ما تتطلبه الظروف‬
‫‪.‬ولكن ليس طبيعيا بالنسبة له بعد كل شيء‬
‫‪".‬قالت والدته بحزن‪" :‬سأحاول أال أزعجك يا ويفيز‬
‫أجابني‪" :‬أنت ال تزعجني بالضبط ‪ ،‬لكنك تثير ذكرياتي القديمة كثيرً ا‬
‫تريد أن تنسى الماضي‪ .‬لماذا أتيت إلى هنا ‪ ،‬حيث لم أزرها منذ ذلك الحين‬
‫كنت طفال؟ حيث لم تطأ قدم جولييت أب ًدا ‪ ،‬وحيث ال عالقة لي بذلك‬
‫" مرور بائس في حياتي؟‬
‫إذن لماذا تحبط هؤالء الرجال ‪ ،‬وايفيز؟ ألنهم يعرفون الماضي‪ :‬سيفعلون"‬
‫" ‪ -‬استدعاء الجمعيات القديمة‬
‫إنهم يروقون لي‪ .‬ال يمكنني أن أكون بدون رفقاء‪ .‬أنا ال أتظاهر بقطع نفسي"‬
‫‪ ".‬من العالم كله‬
‫وبينما كان يتحدث هكذا لفترة وجيزة وبهدوء ‪ ،‬توقف ليضرب عود ثقاب ‪ ،‬ثم أشعل‬
‫شموع الشمع التي وقفت على خزانة جانبية سوداء‪ .‬من خالل هذا الفعل ربما كان‬
‫يقصد وضع ملف‬
‫توقف عن الحديث الذي كان يشعر بالتعب الشديد‪ .‬لكن السيدة براند ‪ ،‬في‬
‫‪ ،‬حالة ذهنية نصف مرتبكة جعلها القلق والحزن لفترة طويلة‬
‫‪.‬لم يكن يعرف فضيلة الصمت ‪ ،‬وال يمتلك صفة السحر في اللباقة‬
‫قالت بصدق ‪" ،‬قد تجد رفقاء هنا ‪ ،‬أشخاص مناسبين لهم‬
‫" —— منصبك — ربما األصدقاء القدامى لوالدك‬
‫‪.‬هل سيكونون على استعداد لتكوين صداقات مع ابن والدي؟" انفجر يفيس بمرارة"‬
‫وبعد ذلك ‪ ،‬رأى من وجهها األبيض المصاب أنه قد جرحها ‪ ،‬جاء إلى جانبها‬
‫‪.‬وقبلها تائبًا‪ .‬قال‪" :‬سامحني يا أمي ‪ ،‬إذا قلت ما ال يعجبك‬
‫لقد سمعت عن والدي منذ أن جئت إلى بيمنستر قبل يومين‪ .‬أملك‬
‫لم أسمع شيًئ ا سوى ما أكد فكرتي السابقة عن شخصيته‪ .‬حتى المسكين القديم‬
‫لم يستطع كولوين قول أي شيء جيد عنه‪ .‬ذهب إلى الشيطان بأسرع ما يمكن أن‬
‫‪،‬يذهب‬
‫ويبدو أنه من المرجح أن يسير ابنه على خطاه‪ .‬هذا هو الرأي العام ‪ ،‬وبواسطة‬
‫‪ ".‬جورج ‪ ،‬أعتقد أنني سأفعل شيًئ ا قريبًا لتبرير ذلك‬
‫"قالت والدته التي كانت دموعها تنهمر‪" :‬ال تحتاج إلى العيش كما عاش والدك ‪ ،‬ويفيس‬
‫‪.‬سريع‬
‫قال الشاب متقلبًا‪" :‬إذا لم أفعل فلن يصدقها أحد"‪" .‬ال يوجد قتال‬
‫ضد القدر‪ .‬العالمات التجارية محكوم عليها بالفشل ‪ ،‬يا أمي‪ :‬سنموت وننسى ‪ -‬كل‬
‫‪ ".‬أفضل للعالم أي ً‬
‫ضا‪ .‬لقد حان الوقت ألن ننتهي‪ :‬نحن في حالة سيئة‬
‫"‪.‬كوثبرت ليس سيًئ ا‪ .‬وأنت — ويفيس ‪ ،‬لديك طفلك"‬
‫!هل أنا طفل لم أره منذ أن كان عمره ستة أشهر"‬
‫أم ‪ -‬امرأة بال قلب أو مبدأ أو أي شيء طيب! الكثير من الراحة‬
‫‪ ".‬من المحتمل أن يكون الطفل بالنسبة لي عندما أحصل عليه‬
‫متى يكون ذلك؟" قالت السيدة براند ‪ ،‬كما لو كانت تتحدث إلى نفسها بدالً من التحدث"‬
‫إليه‪ .‬ولكن‬
‫‪:‬أجاب ويفيس‬
‫‪".‬عندما تتعب من ذلك ‪ -‬ليس قبل ذلك‪ .‬ال أعرف أين هي"‬
‫"أال تسحب لها بدلها؟"‬
‫ليس بانتظام‪ .‬ورفضت عنوانها عندما ظهرت آخر مرة في كيربي‪ .‬على ما أظن"‬
‫تريد أن تبقي الطفل بعي ًدا عني‪ .‬إنها ال تحتاج إلى مشكلة‪ .‬آخر شيء أريده‬
‫‪ ".‬هو شقيها لتربيته‬
‫"!يفيس"‬
‫يول ويفيس أي اهتمام على األقل‪ :‬له‬
‫لكن بالنسبة إلى تعجب والدته المعترض عليه ‪ ،‬لم ِ‬
‫كان المزاج متقلبًا ‪ ،‬وكان سعي ًدا بالخروج من الغرفة المضاءة إلى الصالة ‪ ،‬و‬
‫‪.‬ومن ثم إلى صمت وعزلة أسباب المنزل‬
‫كانت قاعة ماركة مهجورة عمليا ً خالل السنوات القليلة الماضية‪ .‬كان مستأجر أو اثنين‬
‫احتلتها لبعض الوقت بعد فترة وجيزة من انسحاب سيدها الراحل من البالد ؛ لكن‬
‫كان المنزل غير مريح وبعيد عن المدن ‪ ،‬وقيل ‪ ،‬عالوة على ذلك ‪ ،‬أن يكون‬
‫رطب وغير صحي‪ .‬لذلك ‪ ،‬كان القائم بالرعاية وزوجته سكانها الوحيدين‬
‫في اآلونة األخيرة ‪ ،‬وقد تطلب األمر قدرً ا كبيرً ا من التحضير لجعله مناسبًا لمالكه‬
‫عندما كتب أخيرً ا لعمالئه في بيمنستر ليخبرهم بنيته االستقرار في‬
‫‪.‬القاعة‬
‫اشتهرت العالمات التجارية لسنوات طويلة بأنها أكثر العائالت ً‬
‫حظا في العالم‬
‫حي‪ .‬كانوا يمتلكون ذات مرة ممتلكات كبيرة في المقاطعة ؛ لكن القمار‬
‫أدت الخسائر والمضاربة إلى انخفاض ثرواتهم بشكل كبير ‪ ،‬وحتى في زمن يفيس‬
‫تراجعت هيبة العائلة إلى جد براند‪ .‬في ايام مرقس‬
‫براند ‪ ،‬والد وايفيس ‪ ،‬غرق أكثر من ذلك‪ .‬لم يكن مارك براند "متوح ًشا" فحسب ‪ ،‬بل‬
‫كان كذلك‬
‫ضعيف‪ :‬ليس فقط ضعي ًفا بل شريرً ا‪ .‬كانت حياته المهنية واحدة من التبديد المشاغب ‪،‬‬
‫وبلغت ذروتها‬
‫فيما قيل عمومًا على أنه "زواج منخفض" ‪ -‬مع ساقي بيمنستر‬
‫سكن عام‪ .‬لم تكن ماري ويفيس أب ًدا مثل النادلة النموذجية في الخيال أو‬
‫الحياة الحقيقية‪ :‬كانت دائمًا شاحبة وهادئة وراقية المظهر ‪ ،‬ولم يكن من الصعب رؤيتها‬
‫كيف تطورت لتصبح المرأة الحزينة التي تهتم بها والتي دعاها وايفيس براند‬
‫‪.‬أم؛ لكنها جاءت من مخزون سيء تمامًا ‪ ،‬ولم تمس سمعتها‬
‫قطع سكان المقاطعة مارك براند بعد زواجه ‪ ،‬ولم ينتبهوا له أب ًدا‬
‫زوجة؛ وذهلوا عندما أصر على تسمية ابنه األكبر على اسم زوجته‬
‫‪ ،‬كأنه تمجد في تواضع أصلها‪ .‬ولكن عندما كان "ويفيس" صبيًا صغيرً ا‬
‫قرر والده أنه ال ينبغي االستهزاء به وال أطفاله واالستهزاء بهم‬
‫أقطاب المقاطعة بعد اآلن‪ .‬سافر إلى الخارج وبقي في الخارج حتى وفاته متى‬
‫كان وايفيس يبلغ من العمر عشرين عامًا ‪ ،‬وكان كوثبرت ‪ ،‬االبن األصغر ‪ ،‬بالكاد في‬
‫الثانية عشرة من عمره‪ .‬بعض‬
‫قال الناس إن اكتشاف بعض األعمال المشينة بشكل خاص كان وشي ًكا عندما‬
‫غادر شواطئ وطنه ‪ ،‬ولهذا السبب لم يعد إليها أب ًدا‬
‫إنكلترا؛ لكن مارك براند نفسه تحدث دائمًا كما لو كانت صحته ضعيفة ج ًدا‬
‫أعصاب حساسة للغاية ‪ ،‬لتحمل النسمات العنيفة لبلده والقسوة‬
‫أخالق مواطنيه‪ .‬لقد ربى ابنه على أفكاره الخاصة‪ .‬و‬
‫لم تكن النتيجة مرضية تمامًا‪ .‬شائعات غامضة وصلت في بعض األحيان‬
‫بيمنستر من الفضائح والخدوش التي برزت فيها العالمات التجارية الشابة ؛ قيل ذلك‬
‫كان وايفيس خرو ًفا أسود بشكل خاص ‪ ،‬وبذل قصارى جهده إلفساد ابنه الصغير‬
‫األخ كوثبرت‪ .‬لم يتم تلقي نبأ عودته إلى براند هول‬
‫‪.‬بحماسة من سمعها‬
‫كانت قصة ويفيز نفسها حزينة ‪ -‬ربما أكثر حز ًنا من كونها فاضحة ؛ لكنها كانت‬
‫القصة التي لم يسمعها شعب بيمينستر بصراحة‪ .‬قلة هم الذين عرفوا ذلك ‪ ،‬ومعظمهم‬
‫‪ ،‬أولئك الذين عرفوا وافقوا على إبقائها سرية‪ .‬أن زوجته وطفله كانوا على قيد الحياة‬
‫كان العديد من األشخاص في باريس على علم ؛ أنهما انفصال كان معرو ًفا أيضًا ‪ ،‬لكن‬
‫كان سبب هذا االنفصال بالنسبة لمعظم األشخاص سراً‪ .‬ويفيس ‪ ،‬الذي كان لديه عظيم‬
‫يكره الثرثرة ‪ ،‬اتخذ قراره عندما جاء إلى بيمنستر أنه سيقول‬
‫ال أحد في تاريخ السنوات القليلة الماضية‪ .‬لوال وجه والدته الحزين‬
‫تخيلت أنه كان بإمكانه إخراجها من عقله تمامًا‪ .‬استاء نصف‬
‫‪ -‬المالءمة التي بدت أنها تتغذى عليه‪ .‬حقيقة أنها أرسلت‬
‫‪.‬كادت تصر على ذلك ‪ -‬كان الزواج المؤسف أثقل كاهلها‬
‫كانت هناك نقطة كان سيتخلى فيها ويفيس عن ذلك‪ .‬لكن والدته‬
‫‪ -‬اعتنق جانب الفتاة ‪ ،‬وأقنع الشاب بالوفاء بوعوده لها‬
‫وتاب عنها منذ ذلك الحين‪ .‬لقد طورت السيدة وايفيس براند حبًا ال يمكن السيطرة عليه‬
‫مشروبًا قويًا ‪ ،‬باإلضافة إلى مزاج جعلها أحيا ًنا مثل امرأة مجنونة أكثر من كونها‬
‫امرأة‬
‫‪ ،‬إنسان عادي وعندما اختفت ذات يوم من منزل زوجها‬
‫حمل طفله معها ‪ ،‬واإلعالن في رسالة الحقة أنها لم تقصد‬
‫بالعودة ‪ ،‬ال يمكن التساؤل عما إذا كان يفيس قد تنفس طوياًل من الراحة ‪ ،‬وتمنى‬
‫‪.‬أنها لن تفعل ذلك‬

‫‪.‬الفصل السادس‬
‫‪.‬جانيتا في المنزل‬

‫عندما ابتعدت السيدة كارولين عن شارع جوين ‪ ،‬تركت جانيتا طريق‬


‫بوابة حديدية متداعية مع والدها ‪ ،‬الذي كانت قد وضعت يدها‪ .‬هو‬
‫نظر إليها باستجواب ‪ ،‬وابتسمت قليالً وقالت ‪" -‬حس ًنا يا عزيزتي؟" مع تليين‬
‫‪.‬من وجهه كله مما جعله جمياًل بشكل إيجابي في عيون جانيتا‬
‫عزيزي ‪ ،‬أب العزيز!" قالت الفتاة ‪ ،‬بنشوة صغيرة ال يمكن كبتها‪" .‬أنا سعيد ج ًدا"‬
‫برؤيتي‬
‫"!انت مرة اخرى‬
‫تعال يا عزيزي" ‪ ،‬قال السيد كولوين ‪ ،‬الذي لم يكن رجالً عاطفيًا ‪ ،‬على الرغم من أن"‬
‫أ‬
‫متعاطفة‪" .‬كنا نتوقعك طوال اليوم‪ .‬لم نعتقد أنهم سيفعلون ذلك‬
‫‪ ".‬يبقيك طويالً في المحكمة‬
‫"قالت جانيتا ‪ ،‬وهي تحاول التحدث بمرح ‪" ،‬سأخبرك بكل شيء عن ذلك عندما أدخل‬
‫تذكر غريزي للمطالب التي عادة ما تطلبها على ثباتها بمفردها‬
‫الصفحة الرئيسية‪" .‬هل ماما في؟" كانت تتحدث دائمًا عن السيدة كلوين الحالية ‪،‬‬
‫"بصفتها "ماما‬
‫‪".‬تميزها عن والدتها‪" .‬أنا ال أرى أيا من األطفال‬
‫‪".‬قال السيد كلوين بابتسامة قاتمة‪" :‬خائفة من العربة الكبيرة ‪ ،‬أتوقع‬
‫أرى رأ ًسا أو رأسين عند النافذة‪ .‬هنا ‪ ،‬جوي ‪ ،‬جورجي ‪ ،‬تايني ‪ -‬أين أنتم جميعًا؟"‬
‫تعال وساعد في حمل أغراض أختك إلى الطابق العلوي "‪ .‬ذهب إلى الباب األمامي و‬
‫‪ ،‬دعا مرة أخرى عندئذ انفتح باب جانبي ‪ ،‬ومنه انطلق زلة‬
‫امرأة غير منظرة ترتدي شااًل ‪ ،‬وظهرت من فوق كتفها وتحت ذراعها‬
‫مجموعة صغيرة من األطفال في مراحل مختلفة من النمو وعدم االنتظام‪ .‬كانت السيدة‬
‫كلوين‬
‫‪:‬خصوصية عدم االستعداد أب ًدا ألي مشاركة ‪ ،‬ناهيك عن أي حالة طارئة‬
‫كانت تنتظر جانيتا طوال اليوم ‪ ،‬ومع بعض جانيتا من حفلة المحكمة ؛ لكن‬
‫كانت مع ذلك في حالة شبه عارية ‪ ،‬حاولت إخفاء تحتها‬
‫شالها وفي أول تلميح القتراب عربة السيدة كارولين هي‬
‫حبست نفسها وأطفالها في غرفة خلفية ‪ ،‬وأعلنت نيتها اإلغماء‬
‫‪.‬على الفور إذا دخلت السيدة كارولين من الباب األمامي‬
‫قالت‪" :‬حس ًنا ‪ ،‬جانيتا" ‪ ،‬بينما كانت تتقدم نحو ابنة ربيبتها وقدمت واحدة‬
‫تالشى الخد ليتم تقبيلك ‪" ،‬لذلك أحضرك أصدقاؤك إلى المنزل! بالطبع هم‬
‫لن يأتي‪ .‬أنا متأكد من أنني لم أتوقعهم‪ .‬تعال إلى الغرفة األمامية ‪ -‬و‬
‫‪ ".‬األطفال ‪ ،‬ال تزدحموا ؛ أختك ستتحدث معك وداعا‬
‫"قالت جانيتا ‪ ،‬التي كانت تتلقى سلسلة من الحنون‪" :‬أوه ‪ ،‬ال ‪ ،‬دعني أقبّلهم اآلن‬
‫عناق كان يغمى عينيها عن النقص العام في االنتظام والجمال‬
‫!في المنزل الذي أتيت إليه‪" .‬أوه ‪ ،‬أعزائي ‪ ،‬أنا سعيد ج ًدا لرؤيتك مرة أخرى‬
‫كيف نمت! ولم يعد تايني صغيرً ا بعد اآلن! جورجي ‪ ،‬لقد كنت ضفر‬
‫" شعرك! وهنا كيرلي وجينكس! لكن أين نورا؟‬
‫‪".‬صرخت الطفلة التي عرفت باسم جينكس‪" :‬الطابق العلوي ‪ ،‬تجعد شعرها‬
‫‪ ،‬بينما أضافت جورجي ‪ ،‬الفتاة البالغة من العمر ثالثة عشر عامًا ‪ ،‬نغمة أقل‬
‫لن تنزل حتى يذهب رجال المحكمة‪ .‬قالت إنها ال تريد ذلك"‬
‫‪ ".‬أن يكون راعيا‬
‫لونت جانيتا ‪ ،‬وابتعدت‪ .‬في هذه األثناء ‪ ،‬نزلت السيدة كولوين إلى أقرب مكان‬
‫كرسي بذراعين ‪ ،‬والسيد كلوين ضلوا داخل وخارج الغرفة مع تعبير كلب‬
‫الذي فقد سيده‪ .‬علق جورجي على ذراع جانيتا واألطفال الصغار أيضًا‬
‫تشبثوا بأختهم الكبرى ‪ ،‬أو يحدقون فيها بعيون مستديرة وأصابعهم‬
‫أفواه‪ .‬شعرت جانيتا بعدم االرتياح ألنها مدركة لكونها مثيرة لالهتمام أكثر من المعتاد‬
‫كل منهم‪ .‬فضلها جو ‪ ،‬الولد األكبر ‪ ،‬الفتى المغبر في الرابعة عشر ‪ ،‬جميع األرجل‬
‫‪ ،‬والذراعين‬
‫ابتسامة عريضة معبرة عن البهجة التي لم تفهمها أخته‪ .‬لقد كانت صغيرة ‪ ،‬و‬
‫األكثر رقة وحساسية من القبيلة ‪ ،‬الذين سمحوا بإلقاء القليل من الضوء على هذا‬
‫‪.‬الموضوع‬
‫هل أبعدوك عن المدرسة ألنك شقي؟" سألت بنظرة فاحصة"‬
‫‪.‬في وجه جانيتا‬
‫‪.‬ضحكة مكتومة من جوي ‪ ،‬وضحكة من جورجي ‪ ،‬تم قمعها على الفور من قبل السيد‬
‫‪.‬عبوس كولين واحتجاج السيدة كولين الحمضي‬
‫بماذا تفكرون ‪ ،‬يا أطفال؟ األخت ليست شقية أب ًدا‪ .‬لم نقم بذلك بعد"‬
‫أفهم لماذا تركت ملكة جمال بولهامبتون فجأة ‪ ،‬لكنها بالطبع فعلت‬
‫سبب وجيه‪ .‬سوف تشرح ذلك ‪ ،‬بال شك ‪ ،‬ألبيها ولي‪ .‬ملكة جمال بولهامبتون‬
‫‪ ،‬لقد تم طرح الكثير حول كل هذا ‪ ،‬وكتبت رسالة طويلة إلى والدك‬
‫جانيتا‪ .‬وبالفعل ‪ ،‬يبدو لي كما لو كان سيصبح أكثر لو كان لديك‬
‫" —— احتفظت به في مكانك ولم تحاول تكوين صداقات مع من هم فوقك‬
‫من هم فوقها ‪ ،‬أود أن أعرف؟" انكسر في الجراح ذو الشعر الرمادي"‬
‫مع بعض الحرارة‪" .‬جانيت الخاصة بي جيدة مثل األفضل منهم في أي يوم‪ .‬األدير‬
‫ليسوا كذلك‬
‫أشخاص عظماء مثل اآلنسة بولهامبتون يصرحون ‪ -‬لم أسمع أب ًدا بمثل هذه اإلهانة‬
‫" !الفروق‬
‫يتوهم طرد جانيتا ‪ -‬طرد بانتظام!" تمتم جوي مع آخر"‬
‫‪.‬ضحكة مكتومة‬
‫أنت قاس جدا للتحدث بهذه الطريقة!" قالت جانيتا مخاطبته ألنه في ذلك الوقت"‬
‫لحظة لم تستطع تحمل النظر إلى السيد كولوين‪" .‬لم يكن هذا هو ما جعل اآلنسة‬
‫بولهامبتون غاضب‪ .‬كان هذا ما وصفته بالعصيان‪ .‬لم تحب اآلنسة أدير‬
‫رأيتني أتناول وجبات الطعام على طاولة جانبية ‪ -‬على الرغم من أنني ال أمانع قليالً! ‪-‬‬
‫وغادرت‬
‫مكانها الخاص وجلست بجانبي ‪ -‬ثم انزعجت اآلنسة بولهامبتون ‪ -‬وكل شيء‬
‫يتبع بشكل طبيعي‪ .‬لم يكن مجرد كوني صديقة لملكة جمال أدير هو ما جعلها ترسل‬
‫‪ ".‬بعيدا عني‬
‫‪".‬قال السيد كولوين‪" :‬يبدو لي أن اآلنسة أدير كانت متهورة‬
‫كان كل ما لديها من حب وصداقة ‪ ،‬يا أبي ‪ "،‬ناشدت جانيتا‪" .‬وكان لديها دائما"‬
‫—‪ --‬طريقها الخاص وبالطبع لم تكن تعتقد أن اآلنسة بولهامبتون كانت تعني ح ًقا‬
‫"‬
‫‪.‬تم قطع أعذارها الضعيفة الصغيرة بضحكة ساخرة من زوجة أبيها‬
‫قالت‪" :‬من السهل أن ترى أنك قد صنعت مخلب قطة لجانيتا"‪" .‬آنسة أدير‬
‫سئمت من المدرسة ‪ ،‬واغتنمت الفرصة لعمل مهمة عنك ‪ ،‬من أجل‬
‫استفزاز المعلمة وابتعد‪ .‬ال يهمها بالطبع‪ :‬هي‬
‫لم تحصل على معيشتها لتكسبها‪ .‬وإذا فقدت تعليمك ‪ ،‬ومدرسة بولهامبتون‬
‫توصيات به ‪ ،‬فإنه ال يؤثر عليها‪ .‬أوه ‪ ،‬أنا أفهم هؤالء السيدات الجميالت و‬
‫"‪.‬طرق‬
‫‪.‬قالت جانيتا في محنة‪" :‬في الواقع ‪ ،‬أنت تسيء فهم اآلنسة أدير ‪ ،‬ماما‬
‫عالوة على ذلك ‪ ،‬لم يحرمني ذلك من تعليمي‪ :‬لقد أخبرتني اآلنسة بولهامبتون أنني‬
‫قد أذهب إلى مدرسة أختها في ورثينغ إذا أحببت ؛ وقد سمحت لي بالذهاب باألمس فقط‬
‫" ‪ -‬ألنها انزعجت من ‪ -‬في ‪ -‬بعض األشياء التي قيلت‬
‫"قال السيد كلوين فجأة‪" :‬نعم ‪ ،‬لكنني لن أدعك تذهب إلى ورثينج‬
‫الحسم‪" .‬لن تتعرض لوقاحة من هذا النوع بعد اآلن‪ .‬آنسة‬
‫‪ ".‬ال يحق لبوليهامبتون معاملتك كما فعلت ‪ ،‬وسأكتب لها وأخبرها بذلك‬
‫قالت زوجته متذمرة‪" :‬وإذا بقيت جانيتا في المنزل ‪ ،‬فماذا سيحدث لها‬
‫—— مهنة كمدرس موسيقى؟ ال يمكنها الحصول على دروس هنا ‪ ،‬وهناك مصاريف‬
‫"‬
‫"قال السيد كلوين مع "آمل أن أتمكن من االحتفاظ بابنتي طالما أنا على قيد الحياة‬
‫بعض الحدة‪" .‬هناك ‪ ،‬ال تغضب ‪ ،‬يا طفلي العزيز" ‪ ،‬ومد يده بحنان‬
‫على كتف جانيتا ‪" ،‬ال أحد يلومك ؛ وربما أخطأ صديقك من‬
‫فرط‪ .‬لكن اآلنسة بولهامبتون "‪ -‬مع الطاقة ‪ "-‬مبتذلة ‪ ،‬تسعى إلى تحقيق الذات ‪ ،‬حمقاء‬
‫‪ ".‬امرأة عجوز ‪ ،‬ولن أسمح لك بالدخول في عالقات معها مرة أخرى‬
‫ثم غادر الغرفة ‪ ،‬وبذلت جانيتا قصارى جهدها ‪ ،‬وأجبرت الدموع على عينيها‬
‫أن تبتسم عندما عانقها جورجي وتيني في نفس الوقت وقام جينكس بضرب وشم عليها‬
‫‪.‬ركبتها‬
‫قالت السيدة كولوين بفظاظة‪" :‬حس ًنا ‪ ،‬آمل أن يتحول كل شيء إلى األفضل ؛‬
‫طردت من‬‫لكن ليس من اللطيف على اإلطالق ‪ ،‬جانيتا ‪ ،‬أن تعتقد أن اآلنسة أدير قد ُ‬
‫‪ ،‬أجلك‬
‫أو أنك طردت من العمل بدون شخصية ‪ ،‬إذا جاز التعبير‪ .‬يجب أن أفكر في‬
‫‪ ،‬سيرى أديرس ذلك ‪ ،‬وسيقدم بعض التعويضات‪ .‬إذا لم يعرضوا القيام بذلك‬
‫" ‪ -‬قد يقترحها والدك‬
‫أنا متأكد من أن أبي لن يقترح أب ًدا أي شيء من هذا القبيل" ‪ ،‬تومض جانيتا ؛ لكن"‬
‫قبل أن تتمكن السيدة كموين من االحتجاج ‪ ،‬تم إجراء تحويل من خالل مدخل‬
‫‪.‬في عداد المفقودين نورا ‪ ،‬وتأجل كل النقاش إلى لحظة أكثر مالءمة‬
‫‪.‬إن النظر إلى نورا يعني نسيان المناقشة‪ .‬كانت أكبر السيدة الثانية‬
‫أطفال كولوين ‪ -‬فتاة فقط في السابعة عشرة ‪ ،‬أطول من جانيتا وأرق ‪ ،‬مع‬
‫‪ ،‬رقة البنوة غير الناضجة ‪ ،‬ولكن بشرة فاتحة وممسحة من شعر بني ذهبي‬
‫التي لولبية بشكل طبيعي لدرجة أن تصريح شقيقها األصغر بشأن تلك عادل‬
‫يجب أن تكون األقفال بالتأكيد تشهيرً ا‪ .‬كان لديها وجه ضيق وضيق وصغير وكبير‬
‫عيون مثل طفل ‪ -‬وهذا يعني ‪ ،‬كان لديهم المظهر الشفاف الذي يراه المرء في البعض‬
‫‪.‬عيون األطفال ‪ ،‬وكأن اللون قد تم وضعه في غسلة واحدة دون أي ظالل‬
‫كانت عيون جميلة جدا ‪ ،‬وأعطت الضوء والتعبير لمجموعة صغيرة نوعا ما‬
‫الميزات ‪ ،‬التي قد تكون غير مهمة إذا كانت تنتمي إلى شخص تافه‬
‫‪.‬شخص‪ .‬لكن نورا كولوين لم تكن شيًئ ا سوى تافهة‬
‫هل ذهب أصدقاؤك المقربون؟" قالت ‪ ،‬اختلس النظر إلى الغرفة في حالة إنذار"‬
‫‪.‬متظاهرة‬
‫ثم قد أدخل‪ .‬كيف حالك ‪ ،‬جانيتا ‪ ،‬بعد إقامتك في الصاالت المبهرة"‬
‫"خفيفة؟‬
‫"قالت أختها بنبرة تذكارية مفاجئة‪" :‬ال تكن سخيفة يا نورا‬
‫إلى الجمال الهادئ للغرف في هيلمسلي كورت واللمسات الفضية للسيدة‬
‫"كارولين‪" .‬لماذا لم تنزل من قبل؟‬
‫"قالت نورا قبلت‪" :‬عزيزتي ‪ ،‬اعتقدت أن النبالء والنبالء يسدون الباب‬
‫لها‪" .‬ولكن بما أنهم ذهبوا ‪ ،‬يمكنك أيضًا أن تصعد معي وتقلع‬
‫‪ ".‬أشيائك‪ .‬ثم يمكننا تناول الشاي‬
‫بطاعة تابعت جانيتا أختها إلى الغرفة الصغيرة التي كانا يتشاركان فيها دائمًا‬
‫كانت جانيتا في المنزل‪ .‬ربما بدت عارية للغاية ومقفرة للعيون العادية ‪ ،‬لكن‬
‫شعرت الفتاة بإثارة اللذة التي يشعر بها جميع المخلوقات الشابة تجاه أي شيء يحملها‬
‫اسم المنزل ‪ ،‬وأصبحت مدركة للرضا مثل التي لم تختبرها‬
‫‪ ،‬غرفة نومها الفاخرة في هيلمسلي كورت‪ .‬ساعدتها نورا في خلع قبعتها وعباءتها‬
‫وتفريغ صندوقها ‪ ،‬واإلصرار في هذه األثناء على عالقة مفصلة لجميع األحداث التي‬
‫قد أدى إلى عودة جانيتا قبل ثالثة أسابيع من نهاية المدة ‪ ،‬وصراخها‬
‫‪".‬تضحك على ما أسمته "هزيمة اآلنسة بولي‬
‫ولكن ‪ ،‬بجدية ‪ ،‬نورا ‪ ،‬ماذا أفعل بنفسي ‪ ،‬إذا لم يسمح لي أبي بالذهاب"‬
‫" يستحق؟‬
‫قالت نورا بخفة‪" :‬علموا األطفال في المنزل"‪" .‬ويوفر لي عناء البحث‬
‫بعدهم‪ .‬يجب أن يعجبني ذلك‪ .‬أو احصل على بعض التالميذ في المدينة‪ .‬بالتأكيد سوف‬
‫أديرس‬
‫"!ننصح‬
‫هذه اإلشارة المستمرة إلى المساعدة المحتملة من أديرس لم تزعج جانيتا قليالً ‪ ،‬و‬
‫‪ ،‬كان مع فكرة محاربة فكرة أنها أصلحت الجراحة بعد الشاي‬
‫من أجل الحصول على بضع كلمات حول هذا الموضوع مع والدها‪ .‬لكن مالحظته‬
‫األولى كانت قيد التشغيل‬
‫‪.‬أمر مختلف تمامًا‬
‫"!ها هي إبريق السمك الجميل ‪ ،‬جانيت! عادت العالمات التجارية مرة أخرى"‬
‫"‪.‬لذلك سمعتك تقول للسيدة كارولين"‬
‫‪.‬قال السيد كلوين فجأة‪" :‬كان مارك براند ابن عم والدتك"‪" .‬والكثير سيًئ ا‬
‫أما بالنسبة ألبنائه هؤالء ‪ ،‬فأنا ال أعرف شيًئ ا عنهم ‪ -‬ال شيء على اإلطالق‪ .‬لكن هم‬
‫‪.‬األم —— هز رأسه بشكل كبير‬
‫‪".‬قالت جانيتا‪" :‬رأيناهم اليوم‬
‫آه ‪ ،‬حادث من هذا النوع سيكون صدمة لها‪ :‬إنها ال تبدو قوية‪ .‬هم"‬
‫كتبوا إليّ من "المهرج" ‪ ،‬حيث مكثوا طوال اليومين الماضيين ؛ بعض‬
‫سؤال متعلق بتصريف قاعة العالمة التجارية‪ .‬ذهبت إلى "التاج" ورأيتهم‪ .‬هو‬
‫"‪.‬رجل حسن المظهر‬
‫"قالت جانيتا وهي تفكر في السيدة‪" :‬لم يكن لديه تعبير لطيف تمامًا‬
‫"‪.‬قيود كارولين "لكنني ‪ -‬أحببت ‪ -‬وجهه‬
‫قال والدها‪" :‬إنه يبدو سيئ المزاج"‪" .‬وال أستطيع أن أقول إنه أظهر لي الكثير‬
‫الكياسة‪ .‬لم يكن يعلم حتى أن والدتك المسكينة ماتت‪ .‬لم يسأل عما إذا كان‬
‫‪ ".‬لقد تركت أي عائلة أو أي شيء‬
‫‪.‬هل أخبرته؟" سألت جانيتا ‪ ،‬بعد وقفة"‬
‫"‪.‬ال‪ .‬لم أعتقد أن األمر يستحق الوقت‪ .‬أنا لست حري ً‬
‫صا على تنمية معارفه"‬
‫بعد كل شيء ‪ ،‬ما هو المهم؟" قالت الفتاة بإقناع ‪ ،‬ألنها اعتقدت أنها رأت"‬
‫‪.‬ظل خيبة األمل على وجهه‬
‫ال ‪ ،‬ما الذي يهم؟" قال والدها ‪ ،‬أشرق في الحال‪" .‬طالما نحن"‬
‫سعداء مع بعضهم البعض ‪ ،‬هؤالء األشخاص الخارجيون ال يحتاجون إلى إزعاجنا ‪،‬‬
‫‪ "،‬هل يحتاجون إليهم؟ "" ليس قليالً‬

‫"قالت جانيتا‪" .‬وأنت لست غاضبًا مني ‪ ،‬هل أنت يا أبي عزيزي؟‬
‫لماذا يجب أن أكون يا جانيت؟ أنت لم تفعل شيًئ ا خاطًئ ا أعرفه‪ .‬إذا كان هناك شيء"‬
‫‪ ".‬أي لوم تلقيه على اآلنسة أدير ‪ ،‬وليس عليك‬
‫لكنني ال أريدك أن تعتقد ذلك يا أبي‪ .‬اآلنسة أدير هي أعظم صديق لدي"‬
‫"‪.‬في كل أنحاء العالم‬
‫ووجدت الكثير من فرص التكرار ؛ هذه القناعة لها خالل‬
‫في األيام القليلة التالية ‪ ،‬لم تكن السيدة كولوين ونورا بطيئين في تكرار المشاعر معهما‬
‫التي سلموها عليها ‪ -‬أن األدير كانوا أنا ًسا طيبين "عالقين" ‪ ،‬وهم‬
‫‪.‬لم يقصد أخذ أي إشعار آخر لها اآلن بعد أن حصلوا على ما يريدون‬
‫وقفت جانيتا بشجاعة من أجل صديقتها ‪ ،‬لكنها شعرت بقليل من ذلك مع مارجريت‬
‫لم تكتبها أو تأت لرؤيتها منذ عودتها إلى المنزل‪ .‬لقد توقعت ‪ -‬وفي‬
‫تخمين أنها كانت على حق تقريبًا ‪ -‬أن السيدة كارولين قد ضحت بها قليالً من أجل‬
‫لتهدئة األمور مع ابنتها‪ :‬أنها مثلت جانيتا على أنها مصممة‬
‫عند الذهاب ‪ ،‬وقرر إهمال مارجريت وعدم االمتثال لطلباتها ؛‬
‫وأن مارجريت كانت مستاءة معها بعض الشيء نتيجة لذلك‪ .‬كتبت‬
‫‪.‬مذكرة حنون عذر لصديقتها ‪ ،‬لكن مارجريت لم ترد‬
‫في أول حماسة لصداقة شابة ‪ ،‬تألم قلب جانيتا بسبب هذا الصمت ‪ ،‬وهي‬
‫تأملت كثيرً ا وهي ترقد ليالً على سريرها األبيض الصغير في علية نورا (ألنها فعلت‬
‫ال وقت للتأمل أثناء النهار) على نعومة الحياة التي بدت‬
‫‪.‬الالزمة لألدير والوسائل التي اتخذوها لتأمينها‪ .‬على العموم ‪ ،‬حياتهم‬

You might also like