‫جامعةةةةزهر ةة ة ‪-‬هغةة ة ه‬

‫عمةةا هرراسرتةةاعهررع ةةاه ه‬

‫ك ةةةةةةةةزهر ةةةةةة ة ق ه‬
‫ماجسةة رهرر ةةان اهررعةةا ه ه‬
‫ه‬

‫اإلغفال التشريعي يف التيظيه القاىوىي لمحقوق السياسية‬

‫الواردة يف القاىون األساسي الفمسطيين‪ :‬دراسة مقارىة‬
‫‪The legal neglects in regulating the political rights‬‬
‫‪embodied in the Palestinian Basic Law‬‬
‫"‪"Comparative Study‬‬

‫إعداد الباحث‬
‫مسري عاطف حسني املياعنة‬

‫إشـــــراف‬
‫الدكتور‪ :‬حمند عبد اهلل أبو مطر‬
‫أستاذ القاىون العاو املشارك جبامعة األزهر‬

‫لُذِّذ ىزه اٌشعبٌخ اعزىّبالً دلزطٍجبد احلصٌي عٍى دسجخ ادلبجغزري يف اٌمبٌْٔ اٌعبَ ِٓ وٍٍخ احلمٌق ‪-‬‬

‫جبِعخ األصىش – غضح‬

‫‪1443‬ه‪2022-‬م‬
 ‫أنا الموقع أدناه مقدم الرسالة التي تحمل العنوان‪:‬‬

‫اإلغفال التشريعي يف التنظيه القانوني للحقوق‬

‫السياسية الواردة يف القانون األساسي الفلسطيين‪:‬‬
‫دراسة مقارنة‬
‫‪The legal neglects in regulating the political‬‬
‫‪rights embodied in the Palestinian Basic Law‬‬
‫"‪"Comparative Study‬‬

‫أقر بأن ما اشتممت عميو ىذه الرسالة إنما ىي نتاج جيدي الخاص‪ ،‬باستثناء ما تمت‬
‫اإلشارة إليو حيثما ورد‪ ،‬وان ىذه الرسالة ككل‪ ،‬أو أي جزء منيا لم يقدم من قبل لنيل درجة أو‬
‫لقب عممي أو بحث لدى أية مؤسسة تعميمية أو بحثية أخرى‪.‬‬

‫وأنييييييل ألمسييييييا قاسوييييييكوايم قاكانونيييييييم ق ا يسيييييييم اس ييييييم ميييييياا ييييييو‬

‫سا يخااف ذاك‪.‬‬

‫مسري املناعنة‬
‫قوييييييم قاطييييييييااب‪:‬‬

‫قالوقييييييييييييييييييييييييييييع‪:‬‬

‫قاليييييييييييييييييييييييييييياريخ‪:‬‬
 ‫استيالل‬

‫ثغُ اهلل اٌشمحٓ اٌشحٍُ‬

‫لبي رعبىل‪:‬‬
‫﴿لَبيَ اٌَّزِي عِنْذَهُ عٌٍُِْ َِِٓ اٌْىِزَبةِ أََٔب آرٍِهَ ثِوِ لَجًَْ أَْْ ٌَشْرَذَّ إٌٍَِْهَ طَشْفُهَ فٍَََّّب سَآهُ‬

‫ُِغْزَمِشًّا عِنْذَهُ لَبيَ ىَزَا ِِْٓ فَضًِْ سَثًِّ ٌٍَِجًٌٍَُِْٔ أَأَشْىُشُ أََْ أَوْفُشُ ًََِْٓ شَىَشَ‬

‫فَإََِّّٔب ٌَشْىُشُ ٌِنَفْغِوِ ًََِْٓ وَفَشَ فَإَِّْ سَثًِّ غَنًٌِّ وَشٌٌُِ﴾‬

‫[سورة النمؿ‪ ،‬اآلية ‪]40‬‬

‫ال يكتب إَساٌ كتاباً في يىو إال وقال في غدِ‪ :‬نى غيّر نكاٌ‬
‫أحسٍ‪ ،‬ونى زيّد هذا نكاٌ يستحسٍ‪ ،‬ونى قدّو هذا نكاٌ‬
‫أفضم‪ ،‬ونى تُرك هذا نكاٌ أجًم‪ ،‬وهذا يٍ أعظى انعبر‪ ،‬وهى‬
‫دنيم عهى استيالء انُقص عهى جًهة انبشر‪.‬‬
‫األصفهاَي‬

‫‌أ‬
 ‫إىـــــداء‬
‫إىل ِنجع فخشي جذي احلجٍت‪ ،‬اٌزي وبْ ٌنزظش ثشغف حضٌس ىزه ادلنبلشخ‪ًٌ ،‬ىٓ ِشٍئخ اهلل وبٔذ ألشة‪.‬‬

‫إىل ِٓ أُفضٍِّيب عٍى ٔفغً؛ ًاٌيت ضحَّذ ِٓ أجًٍ‪ً ،‬مل رذَّخش جُيذاً يف عجًٍ إععبدي عٍى اٌذًَّاَ (أًُِِّ احلجٍجخ)‪.‬‬

‫إىل ًاٌذي احلجٍت أثٌ زلّذ‪ ،‬فخشي ًاعزضاصي‪ً ،‬لذًرً‪ً ،‬عنذي‪ ،‬اٌزي حصش األشٌان عٓ دسثً ٌٍُّيذ يل اٌطشٌك‪.‬‬

‫إىل شمٍمً احلجٍت أثٌ فشاط‪ً ،‬أشمبئً ًشمٍمبرً اٌغٌايل ًأثنبئيُ ًثنبهتُ‪ ،‬أحجبئً‪ً ،‬جذرً ادلشحٌِخ ًعبئٍيت اٌيت‬

‫أفزخش هبب (ادلنبعّخ)‪.‬‬

‫إىل اٌغّبء اٌصبفٍخ‪ً ،‬سفٍمخ دسثً احلجٍجخ‪ ،‬اٌيت ذلب ِين ًفبءً غري زلذًد‪ ،‬صًجيت اٌغبٌٍخ‪.‬‬

‫إىل أٔغجبئً األحجبء‪ ،‬عبئٍخ (عبِش – اخلبٌذي)‬

‫إىل األعزبر اٌفبضً‪ ،‬مسري دٌت صلٌد‪ ،‬اٌزي عٍّين يف ِغريرً‪ً ،‬مل ٌجخً عًٍ يف عٍّو ادلٍّض اٌٌاعع فنيٍذ ِنو‪،‬‬

‫ًأذلّين ادلثبثشح ًاٌصرب يف ِغريرً ادلينٍخ‪ ،‬فٍٓ أٔغى فضٍو‪.‬‬

‫إىل األعزبر اٌفبضً عصبَ حغٓ ٌٌٔظ‪ ،‬اٌزي دعّين ًًجيين يف ِغريرً‪ً ،‬أِذًٔ ثعٍّو ًِعشفزو اٌعبٌٍخ‪ً ،‬عبعذًٔ يف‬

‫ِغريرً ادلينٍخ فزعٍّذ ِنو اٌىثري ادلٍّض فٍٓ أٔغى فضٍو‪.‬‬

‫إىل األعبرز ح األفبضً األعضاء ِشفذ إمسبعًٍ اٌنحبي ًحيٍى رلذي زلبسة ًٌبِٓ ششٌف ادلذىٌْ ًثبعُ ٌٌٔظ أثٌ‬

‫جشي‪ً ،‬إىل مجٍع صِالئً ًصٍِالرً األعضاء دًْ اعزثنبء يف ِشوض ادلٍضاْ حلمٌق اإلٔغبْ‪.‬‬

‫إىل األحجخ أصذلبئً ًسفبق دسثً يف فٍغطني ًاجلضائش‪ً ،‬أخص ثبٌزوش األعزبر اٌصذٌك فٌصي فٌاص أثٌ شحبدح‪،‬‬

‫ًإىل مجٍع ِٓ ًلف جببٔيب يف ىزه احلٍبح‪.‬‬

‫إىل اٌٌطٓ احلجٍت فٍغطني‪ً ،‬إىل شيذائنب ًأعشأب ًجشحبٔب‪ ،‬إىل اٌعبصّخ األثذٌخ (اٌمذط)‪ً ،‬ثٍذح إعذًد‬

‫أىذي مثشح جيذي ًدساعيت ىزه‪...‬‬

‫‌ب‬
 ‫شكر وتقدير‬
‫بداية الحمد هلل حمداً يليؽ بجالؿ وجيو وعظػيـ سػلطهنو‪ ،‬وةػالة وسػالمهً علػ المبوػوث‬
‫رحمة للوهلميف محمد ةػل اهلل عليػو وسػلـ‪ ،‬فهلحمػد هلل الػذه ىػدانه ليػذا ومػه ننػه لنييػده لػو ف‬
‫ىدانه اهلل‪ ،‬الحمد هلل الذه منحني القوة والوزـ إلنجهز ىذه الدراسة‪ ،‬ومف منطلػؽ قولػو ‪-‬ةػل اهلل‬
‫(‪)1‬‬
‫ف يق ػػدـ بىس ػػم عب ػػهرات‬ ‫يس ػػوني إ‬ ‫يش ػػنر الن ػػهس)‬ ‫علي ػػو وس ػػلـ‪ ( :-‬يش ػػنر اهلل م ػػف‬
‫ػػلو قب ػػوؿ‬ ‫الش ػػنر واليق ػػدير والورف ػػهف إلػ ػ س ػػوهدة ال ػػدنيور‪ /‬محم ػػد عب ػػد اهلل ب ػػو مط ػػر‪ ،‬علػ ػ ي‬
‫اإلشراؼ عل ىذه الرسهلة‪ ،‬واقيراحهيو إلرث ار ىذه الرسهلة‪.‬‬

‫فلو مني ُنؿ ا حيراـ واليقدير‪ ،‬و سىؿ اهلل ف يجزيػو عنػي ريػر الجػ از ويرفػه قػدره وين ػه‬
‫بولمو ىذا الوطف‪.‬‬

‫نمه و يقدـ بجزيؿ الشنر والورفهف واليقدير إلػ نػؿ مػف‪ :‬سػوهدة الػدنيور‪ /‬محمـد سـميمنن شـيير‪،‬‬
‫ليمه به ن مهـ إلػ لجنػة المنهقشػة والحنػـ علػ‬ ‫وسوهدة الدنيور‪ /‬رائد صنلح قنديل‪- ،‬عل ي‬
‫ىذه الدراسة‪ ،‬وافهديي بهلمالحظهت واليوجييهت السديدة فليمه مني نؿ الحب وا حيراـ واليقدير‪.‬‬

‫والشػػنر نػػؿ الشػػنر إل ػ نػػؿ مػػف سػػهعدني ونػػهف دوم ػهً بػػهلجوار‪ ،‬فليػػـ منػػي نػػؿ الشػػنر‬
‫واليقدير‪.‬‬

‫(‪ )1‬منشور عبر الة حة اإللنيرونية (الدرر السنية‪ -‬مرجه علمي) رابط‪:‬‬
‫‪https://dorar.net/hadith/sharh/75019‬‬

‫‌ج‬
 ‫ممخص الدراسة‬
‫ينهولت الدراسة عيب اإلغ ػهؿ اليشػريوي فػي ينظػيـ الحقػوؽ السيهسػية الػواردة فػي القػهنوف‬
‫األسهسي ال لسطيني المودؿ لسنة ‪2003‬ـ ويودياليو‪ ،‬وقد يمت موهلجة ىذا المو وع مف رالؿ‬
‫وجػػو اإلغ ػػهؿ اليشػريوي‬ ‫البحػث فػػي اليشػريوهت ال لسػػطينية النهظمػػة ليلػػؾ الحقػػوؽ‪ ،‬للوقػػوؼ علػ‬
‫ويميي ػػداً ليوة ػػية المش ػػرع ال لس ػػطيني بهير ػػهذ الي ػػدابير اليشػ ػريوية‬ ‫ال ػػذه يويريي ػػه‪ ،‬وة ػػو ً للني ػػه‬
‫المنهسبة‪.‬‬

‫وينم ػػف ىمي ػػة الد ارس ػػة ف ػػي ينهولي ػػه اإلغ ػػهؿ اليشػ ػريوي بهعيب ػػهره م ػػف ب ػػيف المو ػػوعهت‬
‫الدسػػيورية الشػػه نة‪ ،‬نونػػو ينػػيقص مػػف الحػػؽ و الحريػػة و المو ػػوعهت األرػػر محػػؿ الينظػػيـ‪،‬‬
‫وىو مه ييوهرض مه الةورة اليي رادىه الدسيور‪ ،‬ممه يوقوو في حومة عػدـ الدسػيورية‪ ،‬ويينػهف‬
‫ف مو ػوع الد ارسػة مػه يػزاؿ‬ ‫مػه الطبيوػة الرهةػة للحقػوؽ والحريػػهت الوهمػة‪ ،‬ىػذا بهإل ػهفة إلػ‬
‫يشيد جد ً فقييهً واسوهً مه بػيف موػهرض ومديػد بشػىف الرقهبػة الدسػيورية عليػو‪ ،‬بػهلنظر إلػ يولقػو‬
‫بهلسلطة اليقديرية للمشرع‪.‬‬

‫وق ػد طرحػػت الد ارسػػة إشػػنهليييه الر يس ػة الميمرثلػػة فػػي مػػد يػػوفر اليش ػريوهت ال لسػػطينية‬
‫عل األحنهـ والنةوص اليي مف شىنيه يمنيف المواطنيف مػف ممهرسػة الحقػوؽ السيهسػية الػواردة‬
‫في القهنوف األسهسي ال لسطيني؟‬

‫ولإلحهطػػة بيلػػؾ اإلشػػنهلية يػػـ يقسػػيـ الد ارسػػة إل ػ رثالرث ػة فةػػوؿ‪ ،‬حيػػث ينػػهوؿ ال ةػػؿ‬
‫األوؿ مهىي ػ ػػة اإلغ ػ ػػهؿ اليشػ ػ ػريوي وي ػ ػػمف يوري ػ ػػو وبي ػ ػػهف م يوم ػ ػػو‪ ،‬ويمييػ ػ ػزه ع ػ ػػف غيػ ػ ػره م ػ ػػف‬
‫المةطلحهت المشهبية نهإلغ هؿ اليشريوي النلي وعدـ ا ريةهص السلبي للمشرع‪ ،‬إ هفة إلػ‬
‫منهقشػػػة اةػ ػػطالحهت ميشػ ػػهبية نه مينػ ػػهع اليش ػ ػريوي والسػ ػػنوت اليش ػ ػريوي والقةػ ػػور اليش ػ ػريوي‬
‫والةمت اليشريوي‪ ،‬وبيهف األسهس القهنوني للرقهبة عليو و سيمه مبد سمو الدسيور‪ ،‬وميطلبهت‬
‫ينظػػيـ الحقػػوؽ والحريػػهت الوهمػػة‪ ،‬نمػػه يطػػرؽ البهحػػث فػػي ال ةػػؿ الرثػػهني مػػف الد ارسػػة إلػ موقػػؼ‬
‫ال قػ ػػو والق ػ ػػه مػ ػػف الرقهبػ ػػة عل ػ ػ اإلغ ػ ػػهؿ اليش ػ ػريوي‪ ،‬ومحػ ػػددات رقهبيػ ػػو‪ ،‬مػ ػػف رػ ػػالؿ عػ ػػرض‬
‫ا يجهىػػهت ال قييػػة المديػػدة ويلػػؾ الموهر ػػة لػػو‪ ،‬واسػػيق ار حنػػهـ الق ػػه الدسػػيوره ال لسػػطيني‬
‫الذه ايسمت يجربيو بهلحدارثة غيػر نػو لحػؽ مػدر اًر برنػب األنظمػة الق ػه ية الدسػيورية الحديرثػة‪،‬‬
‫مه ا سيوهنة بهلق ػه الدسػيوره المةػره‪ ،‬وذلػؾ لليوػرؼ علػ ا يجهىػهت ذات الةػلة فػي ىػذا‬
‫الجهنػب‪ ،‬فيمػػه قػػهـ البهحػػث فػػي ال ةػػؿ الرثهلػػث مػػف الد ارسػػةي بحةػػر الحقػػوؽ السيهسػػية الػواردة فػػي‬
‫القهنوف األسهسي ال لسطيني المودؿ لسنة ‪2003‬ـ ويودياليو‪ ،‬ومػف رثػـ عػرض القواعػد الدسػيورية‬

‫‌د‬
‫اليي ن لييه‪ ،‬واليشريوهت النهظمة ليه‪ ،‬للنشؼ عف وجػو اإلغ ػهؿ اليشػريوي الجز ػي والنلػي الػذه‬
‫يويرييه‪.‬‬

‫واليوةػػيهت‪ ،‬ونػػهف مػػف ىػػـ‬ ‫ورلُةػػت الد ارسػػة فػػي رهيمييػػه إل ػ مجموعػػة مػػف النيػػه‬
‫اليػػي يوةػػلت إلييػػه الد ارسػػةي ف القػوانيف النهظمػػة للحقػػوؽ السيهسػػية فػػي فلسػػطيف يويرييػػه‬ ‫النيػػه‬
‫إغ هؿ يشريوي جز ي ونلي‪ ،‬األمر الذه ييوهرض مه القهنوف األسهسػي ال لسػطيني الموػدؿ لسػنة‬
‫‪2003‬ـ ويودياليػػو‪ ،‬مػػه عػػف اليوةػػيهت فقػػد اقيػػرح البهحػػث علػ المشػػرع الدسػػيوره مراجوػػة يلػػؾ‬
‫القػوانيف ليػػدارؾ وجػػو القةػػور اليشػريوي الحهةػػلة‪ ،‬ونػذلؾ يبنػػي رقهبػػة اإلغ ػػهؿ اليشػريوي بشػػنؿ‬
‫ة ػري ‪ ،‬مػػف رػػالؿ اسػػيحداث فق ػرة فػػي المػػهدة (‪ )103‬مػػف القػػهنوف األسهسػػي ال لسػػطيني الموػػدؿ‬
‫لسػػنة ‪2003‬ـ ويودياليػػو‪ ،‬ليةػػب عل ػ النحػػو اآليػػي‪ -1" :‬يشػػنؿ محنمػػة دسػػيورية عليػػه بقػػهنوف‬
‫و النظـ‪ ،‬وليه ف يحنـ بودـ دسػيورية نػص فػي‬ ‫وييول النظر في‪ - :‬دسيورية القوانيف واللوا‬
‫قػػهنوف حػػهؿ إغ هلػػو قهعػػدة دسػػيورية‪ ،"...‬ونػػذلؾ يوػػديؿ المػػهدة (‪ )24‬مػػف قػػهنوف يشػػنيؿ المحنمػػة‬
‫الدسيورية رقػـ (‪ )3‬لسػنة ‪2006‬ـ ويودياليػو ليةػب علػ النحػو اآليػي‪ " :‬يرػيص المحنمػة دوف‬
‫غيرىه بمه يلي‪ -1 :‬الرقهبة عل دسيورية القوانيف واألنظمة واإلغ هؿ اليشريوي‪."...‬‬

‫‌ه‬
 Abstract

The study dealt with the defect of regulatory neglects in regulating the
political rights contained in the amended Palestinian Basic Law of 2003 A.D. and its
amendments. The issue was addressed by researching the Palestinian legislations
regulating those rights as to identify the legislative gaps/neglects and furnish
recommendations to the Palestinian legislator to adopt the appropriate legislative
measures.

The importance of the study lies in addressing the legislative neglects be it

one of the complex constitutional issues. The absence in the regulatory framework
diminishes the rights and/or freedoms and/or other issues subject of regulations,
which contradicts the desired image aimed at by the constitution resulting in some
effect/range of unconstitutionality along with the special nature of public rights and
freedoms/liberties. In addition, the subject of the study has been witnessing some
expanded debatable jurisprudence views between agreement and disagreement over
the constitutional oversight on the base of that the legislator has vested with
discretionary power.

The study has elaborated the main problems, which are represented in the
extent of available Articles and Provisions in the Palestinian legislations that would
bring into effect the enjoyment of the citizens of their political rights contained in the
Palestinian Basic Law?

The study was divided into three chapters as to cover the issue. The first
chapter dealt with the nature of the legislative neglects and inserted its definition and
stated its concept while distinguishing it from other similar terms such as legislative
all-omission and lack of negative jurisdiction of the legislator. In addition, the
chapter discussed legal terms in common such as legislative abstention, legislative
omission, legislative defect, and legislative silence. The chapter also tackled the legal
grounds for the oversight on the constitution, mainly the supremacy of constitutions
and the requirements for regulating public rights and freedoms.

The author dealt in the second chapter to the stands of judiciary rulings and
views of jurisprudence regarding the oversight on the legislative neglects and the

‫‌و‬
parameters thereof throughout exploring negative and positive views and analyzing
rulings of the modern Palestinian constitutional judiciary. The Palestinian judiciary
has recently followed the same path of other constitutional judicial models with
influence from the Egyptian constitutional judiciary which was tackled as to
understand relative directions. The researcher in the third chapter of the study listed
and numerated the political rights embodied in the amended Palestinian Basic Law of
2003 and its amendments, and then presented the constitutional rules that guarantee
them and the other pieces of legislation as to reveal and find out the partial and total
legislative neglects of defect.

In its conclusion, the study concluded a set of findings and recommendations.

Among the most important findings of the study; the laws regulating political rights
endure from a partial and total legislative neglects in contravention with the
Palestinian Basic Law of 2003 and its amendments. As for the recommendations, the
researcher suggested to the constitutional legislator to monitor and review all related
laws to bridge the gap of defected neglects and to adopt an explicit judicial oversight
on identified neglects by means of adding a paragraph in Article (103) of the
amended Palestinian Basic Law of 2003 and its amendments as to be: “1- A High
Constitutional Court shall be established by law to consider: (a) The constitutionality
of laws, regulations, and other enacted rules and be vested with ruling on
unconstitutionality of an Article of law in the case of neglecting a constitutional rule.
As well, it is recommended to amend Article 24 of the Law Constituting the
Constitutional Court No (3) for the Year 2006 and its amendments as to be “the court
has an exclusive jurisdiction to: 1- oversight the constitutionality of laws and
regulations and legislative neglects..”

‫‌ز‬
 ‫فيرس المحتوينت‬

‫اسييالؿ ‪...................................................................................‬‬

‫إى ػ ػػدا ‪ ...................................................................................‬ب‬

‫شنر ويقدير‪ ..............................................................................‬ج‬

‫ملرص الدراسة‪ ............................................................................‬د‬

‫‪ ................................................................................Abstract‬و‬

‫فيرس المحيويهت‪ .........................................................................‬ح‬

‫المقدمة ‪11 .................................................................................‬‬

‫ىمية البحث ‪12 ............................................................................‬‬

‫مني البحث ‪12 ............................................................................‬‬

‫إشنهلية البحث ويسهد يو‪13 .................................................................‬‬

‫رطة البحث‪14 .............................................................................‬‬

‫الفصل األول‪ :‬منىية اإلغفنل التشريعي‪16 ..................................................‬‬

‫الميحث األول‪ :‬مفيوم اإلغفنل التشريعي ‪18 ................................................‬‬

‫المطلب األوؿ‪ :‬اليوريؼ اللغوه وا ةطالحي لإلغ هؿ اليشريوي ‪18 ..........................‬‬

‫ال رع األوؿ‪ :‬اإلغ هؿ اليشريوي في اللغة ‪18 ...............................................‬‬

‫ال رع الرثهني‪ :‬الم يوـ ا ةطالحي لإلغ هؿ اليشريوي‪19 ...................................‬‬

‫ال رع الرثهلث‪ :‬الم يوـ الق ه ي لإلغ هؿ اليشريوي‪23 .......................................‬‬

‫الميحث الثنني‪ :‬صور اإلغفنل التشريعي وتمييزه عن غيره من المصطمحنت ‪26 ..............‬‬

‫المطلب األوؿ‪ :‬ةور اإلغ هؿ اليشريوي‪26 ..................................................‬‬

‫ال رع األوؿ‪ :‬اإلغ هؿ النلي‪26 ............................................................‬‬

‫‌ح‬
‫ال رع الرثهني‪ :‬اإلغ هؿ اليشريوي الجز ي ‪29 ................................................‬‬

‫المطلب الرثهني‪ :‬يمييز اإلغ هؿ عف غيره مف المةطلحهت المشهبية ‪33 .......................‬‬

‫ال رع األوؿ‪ :‬عدـ ا ريةهص السلبي للمشرع‪33 ..........................................‬‬

‫ال رع الرثهلث‪ :‬اإلغ هؿ الدسيوره‪38 ........................................................‬‬

‫الميحث الثنلث‪ :‬األسنس القننوني لمرقنية عمى اإلغفنل التشريعي‪40 .........................‬‬

‫المطلب األوؿ‪ :‬مبد سمو الدسيور ‪42 .......................................................‬‬

‫ال رع األوؿ‪ :‬م يوـ مبد سمو الدسيور ‪42 .................................................‬‬

‫ال رع الرثهني‪ :‬مرهل ة اإلغ هؿ اليشريوي لمبد سمو الدسيور‪46 ..............................‬‬

‫المطلب الرثهني‪ :‬حمهية الحقوؽ والحريهت الوهمة‪50 ...........................................‬‬

‫ال رع األوؿ‪ :‬طبيوة األسهليب الدسيورية في ينظيـ الحقوؽ والحريهت‪52 .....................‬‬

‫ال رع الرثهني‪ :‬مرهل ة اإلغ هؿ اليشريوي للحقوؽ والحريهت الوهمة‪58 .........................‬‬

‫الفصل الثنني‪ :‬موقف الفقو والقضنء من اإلغفنل التشريعي ومحددات رقنيتو‪63 ..............‬‬

‫الميحث األول‪ :‬موقف الفقو من اإلغفنل التشريعي‪66 .......................................‬‬

‫المطلب األوؿ‪ :‬ا يجهه الموهرض ل نرة الرقهبة عل اإلغ هؿ اليشريوي ‪67 .....................‬‬

‫المطلب الرثهني‪ :‬ا يجهه المديد ل نرة الرقهبة عل اإلغ هؿ اليشريوي ‪69 ........................‬‬

‫الميحث الثنني‪ :‬وقف القضنء في مصر وفمسطين من الرقنية عمى اإلغفنل التشريعي ‪73 .....‬‬

‫المطلب األوؿ‪ :‬الرقهبة عل اإلغ هؿ اليشريوي في ق ه المحنمة الدسيورية الوليه في مةر‪75‬‬

‫المطلب الرثهني‪ :‬موقؼ الق ه في فلسطيف مف الرقهبة عل اإلغ هؿ اليشريوي ‪86 .............‬‬

‫الميحث الثنلث‪ :‬ضوايط الرقنية عمى اإلغفنل التشريعي وصور معنلجتين ‪96 ..................‬‬

‫وابط الرقهبة عل اإلغ هؿ اليشريوي الجز ي‪97 .............................‬‬ ‫المطلب األوؿ‪:‬‬

‫ال رع األوؿ‪ :‬ال هبط الدسيوره في رقهبة اإلغ هؿ‪97 .......................................‬‬

‫ال رع الرثهني‪ :‬ا مينهع عف اليدرؿ في السلطة اليقديرية للمشرع ‪99 ..........................‬‬

‫المطلب الرثهني‪ :‬ةور موهلجة اإلغ هؿ اليشريوي‪103 ........................................‬‬

‫‌ط‬
‫ال رع األوؿ‪ :‬برز ةور الموهلجة الق ه ية لإلغ هؿ اليشريوي ‪103 ........................‬‬

‫ال رع الرثهني‪ :‬الموهلجة الق ه ية لإلغ هؿ اليشريوي في مةر وفلسطيف ‪110 ................‬‬

‫الفصل الثنلث‪ :‬اإلغفنل في القوانين الننظمة لمحقوق السينسية ‪119 .........................‬‬

‫الميحث األول‪ :‬اإلغفنل التشريعي الجزئي في القوانين الننظمة لمحقوق السينسية ‪120 .......‬‬

‫المطل ػػب األوؿ‪ :‬اإلغ ػػهؿ اليشػ ػريوي الجز ػػي ف ػػي ينظ ػػيـ الحق ػػوؽ السيهس ػػية المبهشػ ػرة الح ػػؽ ف ػػي‬
‫اليةويت واليرش نموذجهً ‪121 .............................................................‬‬

‫المطلب الرثهني‪ :‬اإلغ هؿ اليشريوي الجز ي في ينظيـ الحقوؽ السيهسية غير المبهشرة ‪126 ......‬‬

‫ال رع األوؿ‪ :‬الحؽ في يقلد الوظه ؼ الوهمة ‪126 ..........................................‬‬

‫ال رع الرثهني‪ :‬الحؽ في الجنسية‪133 ......................................................‬‬

‫ال رع الرثهلث‪ :‬الحؽ في حرية الره واليوبير ‪136 ..........................................‬‬

‫ال رع الرابه‪ :‬الحؽ في حرية يشنيؿ الجمويهت والنقهبهت وا يحهدات ‪138 ...................‬‬

‫ال رع الرهمس‪ :‬الحؽ في حرية اليجمه السلمي ‪142 .......................................‬‬

‫ال رع السهدس‪ :‬الحؽ في حرية الةحهفة واإلعالـ ‪145 ....................................‬‬

‫الميحث الثنني‪ :‬اإلغفنل التشريعي الكمي في تنظيم الحقوق السينسية ‪147 ..................‬‬

‫المطلػػب األوؿ‪ :‬الحقػػوؽ السيهسػػية اليػػي يشػػيد إغ ػػه ً يش ػريويهً نلي ػهً الحػػؽ فػػي يشػػنيؿ األحػ ػزاب‬
‫السيهسية نموذجهً‪149 .......................................................................‬‬

‫المطلب الرثهني‪ :‬اليداعيهت النهش ة عف عدـ ينظيـ الحؽ في يشنيؿ األحزاب السيهسية ‪152 ....‬‬

‫خنتمة الدراسة ‪155 ........................................................................‬‬

‫و ً‪ :‬النيه ‪155 .........................................................................‬‬

‫رثهنيه‪ :‬اليوةيهت ‪157 ....................................................................‬‬

‫قنئمة المراجع والمصندر‪159 ...............................................................‬‬

‫‌ي‬
 ‫المقدمة‬
‫يحي ػػوه النة ػػوص اليشػ ػريوية علػ ػ قواع ػػد قهنوني ػػة نهظم ػػة للمو ػػوعهت الي ػػي ييطلبي ػػه‬
‫ينيمػػؿ‬ ‫الدسػيور‪ ،‬وىػي قواعػد يجػب ف يشػيمؿ فػي ُبنيهنيػػه علػ نهفػة الجوانػب والونهةػر اليػي‬
‫الينظ ػػيـ الق ػػهنوني إ بي ػػه‪ ،‬الي ازمػ ػهً بهلة ػػورة الي ػػي راديي ػػه الس ػػلطة اليىسيس ػػية للدس ػػيور‪ ،‬وم ارع ػػهةً‬
‫للطبيوة الرهةة للمو وع محؿ الينظيـ‪.‬‬

‫ولمػػه نهنػػت الورثيقػػة الدسػػيورية يُويبػػر داة لليوفيػػؽ بػػيف السػػلطة والحريػػةي فػ ف مػػف بػػيف مػػه‬
‫ػػمهف يميػػه المػواطنيف بػػهلحقوؽ السيهسػػية‪ ،‬لػػيس مػػف موطيهييػػه النظريػػة فحسػػب‬ ‫يويػػدت بػػو ىػػو‬
‫وانمه مف جوانبيه الوملية‪ ،‬وذلؾ مف رالؿ إيراد الحؽ و الحرية فػي ةػلب الدسػيور‪ ،‬ممػه جوليػه‬
‫يحةؿ عل درجة السمو الدسيوره‪ ،‬وفي اآلف ن سػو حػهؿ للسػلطة اليشػريوية ةػالحية ينظيميػه‬
‫وبيهف ني ية ممهرسييه‪ ،‬ي ويالً ليه و مهنهً إلعمهليه‪.‬‬

‫ف الحقػػوؽ السيهسػػية يبػػو ت منزل ػةً عليػػه فػػي النظػػهـ القػػهنوني ال لسػػطيني‪،‬‬ ‫ويىسيس ػهً عل ػ‬
‫وحػػهزت علػ السػػمو الدسػػيوره مػػف رػػالؿ إيرادىػػه فػػي القػػهنوف األسهسػػي ال لسػػطيني الموػػدؿ لسػػنة‬
‫‪2003‬ـ ويودياليوي ف ف مف بيف اليزامهت السلطة اليشريوية ييمرثؿ في يةميـ قػوانيف قػهدرة علػ‬
‫يىميف يميه وممهرسة المواطنيف ليلؾ الحقوؽ‪ ،‬مف رالؿ ي مينيه نهفة الونهةػر والجوانػب اليػي‬
‫مف شىنيه جوؿ الحؽ و الحرية محؿ الينظيـ ليست قهبلة لليطبيػؽ فحسػب وانمػه ُم ولػة‪ ،‬ويػيمنف‬
‫المواطنوف مف ممهرسييه في الواقه الملموس‪.‬‬

‫وبهلنظر إل ف الوظي ة اليشريوية يُويبر عمالً سيهسيهً قهنونيهً بشػريهً‪ ،‬ممػه يونػي احيمػهؿ‬
‫إغ ػػهؿ المشػػرع ي ػػميف القػػهنوف واحػػداً و نرثػػر مػػف الجوانػػب و الونهةػػر اليػػي ينيمػػؿ الحػػؽ‬
‫محؿ الينظيـ إ بيه‪ ،‬سوا يومد المشرع إييهف اإلغ ػهؿ عمػداً و بغيػر عمػد نييجػة عػدـ د اريػة و‬
‫إلمػػهـ بطبيوػػة الحػػؽ‪ ،‬وىػػو األمػػر الػػذه ُيمنػػف اليوويػػؿ فػػي موهلجيػػو علػ المشػػرع ن سػػو‪ ،‬الػػذه‬
‫يػػىب يػػدارؾ الموقػػؼ رهةػػة إذا مػػه رػػذ اإلغ ػػهؿ الطػػهبه الومػػده‪ ،‬وىػػو مػػه ييطلػػب يػػوفير ليػػة‬
‫نهلرقهبة الدسيورية ل مهف مواجية ىذا اإلغ هؿ والزاـ المشرع بيدارنو‪.‬‬

‫ف ذا نهف مف الرثهبت قهنونهً وفقيهً وق ه ً ف السلطة اليشػريوية ييميػه بسػلطة يقديريػة فػي‬
‫ارييهر البدا ؿ اليي ييزاحـ فيمه بينيه ليقديـ الحلوؿ‪ ،‬نمه نيه وفقهً لقهعػدة ا ن ػراد اليشػريوي اليػي‬
‫يس ػػيمده مػػػف الدس ػػيور ف ػ ػ ف لي ػػه ةػ ػػالحية الي ػػدرؿ و ع ػػدـ الي ػػدرؿ لينظ ػػيـ واح ػػد و نرثػ ػػر مػػػف‬
‫المو وعهت مه لـ ييطلبيه الدسيور‪ ،‬فذلؾ مف المال مهت اليي يسيقؿ بيه المشػرع‪ ،‬غيػر نػو فػي‬
‫حػػهؿ يطلػػب الدسػػيور مػػف المشػػرع القيػػهـ بينظػػيـ حػػد المو ػػوعهت فػ ف سػػلطيو اليقديريػػة ي ػػيؽ‪،‬‬
‫ويةب لزامهً عليو ينظيـ المو ػوع مػف نهفػة الجوانػب ووفقػهً لليةػور الػذه راده الدسػيور‪ ،‬حيػث‬
‫ُ‬
‫ىنهؾ فرؽ بيف الحهجة لليدرؿ اليشريوي وبيف دسيورييو‪.‬‬

‫نمػػه ف اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي قػػد يػػىيي بينظػػيـ نػػهقص للحػػؽ و القهعػػدة اليػػي نػػص علييػػه‬
‫الدسػػيور‪ ،‬وقػػد يقػػوـ المشػػرع بينظػػيـ الحػػؽ ذايػػو و إةػػدار القهعػػدة‪ ،‬ولنػػف نيػػؼ ُيمنػػف الرقهبػػة‬
‫علػ قهعػػدة قهنونيػػة غيػػر موجػػودة ونسػػبييه إلػ المشػػرع الػػذه لػػـ ُيةػػدرىه‪ ،‬نمػػه نػػو لػػو يػػـ إنهطػػة‬
‫ميمػػة الرقهبػػة عل ػ اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي للقه ػػي الدسػػيوره ُيويبػػر ذلػػؾ حلػػو ً محػػؿ المشػػرع‪،‬‬
‫يجولو ييجهوز مبد ال ةؿ بيف السلطهت؟ نؿ ىذه المسه ؿ وغيرىه سوؼ يىيي علييه الدراسة‪.‬‬

‫أىمية اليحث‪:‬‬
‫ينمف ىمية البحث مف النهحية الولمية في نو يينهوؿ واحداً مف المو ػوعهت الدسػيورية‬
‫الشػػه نة‪ ،‬والي ػػي يػ ػدرثر علػ ػ إعم ػػهؿ الحق ػػوؽ السيهسػػية الػ ػواردة ف ػػي الق ػػهنوف األسهس ػػي ال لس ػػطيني‬
‫الموػ ػػدؿ لسػ ػػنة ‪2003‬ـ ويودياليػ ػػو‪ ،‬رهةػ ػػة فػ ػػي ظػ ػػؿ حدارثػ ػػة اليجربػ ػػة الدسػ ػػيورية فػ ػػي فلسػ ػػطيف‪،‬‬
‫ومسػػهعييه الراميػػة إل ػ يوزيػػز منهنييػػه السيهسػػية والقهنونيػػة عل ػ المسػػيو الػػدولي والػػوطني بوػػد‬
‫يوقيويػػه عل ػ ا ي هقيػػهت األسهسػػية لحقػػوؽ اإلنسػػهف‪ ،‬و سػػيمه ا لي ازمػػهت النهش ػ ة بشػػىف الحقػػوؽ‬
‫السيهسية‪.‬‬

‫مه مف النهحية الومليػة فػ ف ىميػة البحػث ينمػف فػي نيػه نشػ ت عػف وجػو اإلغ ػهؿ فػي‬
‫اليشريوهت النهظمة للحقوؽ السيهسية في فلسطيف‪ ،‬نمه ُيمنف ف ُيسيـ البحث في يطوير الينظيـ‬
‫القػ ػػهنوني الرػ ػػهص بهلرقهبػ ػػة الدسػ ػػيورية عل ػ ػ اإلغ ػ ػػهؿ اليش ػ ػريوي‪ ،‬مػ ػػف رػ ػػالؿ مجمػ ػػوع الحلػ ػػوؿ‬
‫واليوةػػيهت اليػػي ُيقػػدميه فػػي ىػػذا الشػػىف‪ ،‬واليػػي يىمػػؿ البهحػػث فػػي ف يُسػػهعد المشػػيغليف بهلقػػهنوف‬
‫والق ه الدسيوره في ىذا اإلطهر‪.‬‬

‫منيج اليحث‪:‬‬
‫عمػػدت الد ارسػػة إل ػ اسػػيرداـ المػػني الوة ػ ي اليحليلػػي‪ ،‬بػػهلنظر إل ػ ميمييػػه األسهسػػية‬
‫الميمرثلة في البحث عف وجو اإلغ ػهؿ اليشػريوي فػي ينظػيـ الحقػوؽ السيهسػية الػواردة فػي القػهنوف‬
‫األسهس ػػي ال لس ػػطيني المو ػػدؿ لس ػػنة ‪2003‬ـ ويوديالي ػػو‪ ،‬األم ػػر ال ػػذه يطل ػػب ين ػػهوؿ اليشػ ػريوهت‬
‫ال لسػػطينية النهظمػػة للحقػػوؽ السيهسػػية‪ ،‬ومػػف رثػػـ يحليليػػه وةػػو ً إل ػ بيػػهف مظػػهىر اإلغ ػػهؿ فييػػه‬
‫نلم ػػه اس ػػيدعت ذل ػػؾ الد ارس ػػة‪ ،‬نم ػػه اس ػػيردمت الد ارس ػػة الم ػػني المق ػػهرف‪ ،‬م ػػف ر ػػالؿ ا س ػػيوهنة‬

‫‪21‬‬
‫بهألنظمػ ػػة الق ػ ػػه ية المقهرنػ ػػة لليوػ ػػرؼ عل ػ ػ ني يػ ػػة موهلجػ ػػة رقهبػ ػػة اإلغ ػ ػػهؿ مػ ػػف قبػ ػػؿ القه ػ ػػي‬
‫الدسيوره‪ ،‬رهةة الق ه الدسيوره المةره و ار ال قو‪.‬‬

‫إشكنلية اليحث وتسنؤل تو‪:‬‬

‫ُيرثير البحث يسهد ً ر يسيهً ييمرثؿ في‪ :‬مػد يػوفر القػوانيف ال لسػطينية علػ األحنػهـ اليػي‬
‫مػ ػػف شػ ػػىنيه يمنػ ػػيف الم ػ ػواطنيف مػ ػػف ممهرسػ ػػة الحقػ ػػوؽ السيهسػ ػػية ال ػ ػواردة فػ ػػي القػ ػػهنوف األسهسػ ػػي‬
‫ال لسطيني المودؿ لسنة ‪2003‬ـ ويودياليو؟‬

‫ويي رع عف ىذه اإلشنهلية اليسهد ت اآليية‪:‬‬

‫‪ .1‬مه المقةود بهإلغ هؿ اليشريوي‪ ،‬ومه ىي ةوره والمةطلحهت المشهبية لو؟‬

‫‪ .2‬مه ىو األسهس القهنوني للرقهبة عل اإلغ هؿ اليشريوي؟‬

‫‪ .3‬مه ىي محددات الرقهبة عل اإلغ هؿ اليشريوي؟‬

‫‪ .4‬مه ىو موقؼ ال قو والق ه ال لسطيني والمةره مف الرقهبة عل اإلغ هؿ اليشريوي؟‬

‫‪ .5‬مه ىي ا يجهىهت المديدة ويلؾ الموهر ة للرقهبة عل اإلغ هؿ اليشريوي؟‬

‫‪ .6‬ى ػػؿ يوج ػػد إغ ػػهؿ يشػ ػريوي ف ػػي ينظ ػػيـ الحق ػػوؽ السيهس ػػية الػ ػواردة ف ػػي الق ػػهنوف األسهس ػػي‬
‫ال لسطيني؟‬

‫‪21‬‬
 ‫خطة اليحث‪:‬‬
‫الفصل األول‪ :‬منىية اإلغفنل التشريعي‬

‫‪ ‬المبحث األوؿ‪ :‬م يوـ اإلغ هؿ اليشريوي‬

‫‪ ‬المبحث الرثهني‪ :‬ةور اإلغ هؿ اليشريوي ويمييزه عف غيره مف المةطلحهت‬

‫‪ ‬المبحث الرثهلث‪ :‬األسهس القهنوني للرقهبة عل اإلغ هؿ اليشريوي‬

‫الفصل الثنني‪ :‬موقف الفقو والقضنء من اإلغفنل التشريعي ومحددات رقنيتو‬

‫‪ ‬المبحث األوؿ‪ :‬موقؼ ال قو مف اإلغ هؿ اليشريوي‬

‫‪ ‬المبحث الرثهني‪ :‬موقؼ الق ه في مةر وفلسطيف مف الرقهبة عل اإلغ هؿ اليشريوي‬

‫وابط الرقهبة عل اإلغ هؿ اليشريوي وةور موهلجيو‬ ‫‪ ‬المبحث الرثهلث‪:‬‬

‫الفصل الثنلث‪ :‬اإلغفنل في القوانين الننظمة لمحقوق السينسية‬

‫‪ ‬المبحث األوؿ‪ :‬اإلغ هؿ اليشريوي الجز ي في ينظيـ الحقوؽ السيهسية‬

‫‪ ‬المبحث الرثهني‪ :‬اإلغ هؿ اليشريوي النلي في ينظيـ الحقوؽ السيهسية‬

‫النتنئج والتوصينت‬

‫‪21‬‬
 ‫الفصل األول‬
‫ماهية اإلغفال التشريعي‬

‫وينقسم إلى ثالث مينحث عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬الميحث األول‪ :‬مفيوم اإلغفنل التشريعي‬

‫‪ ‬الميحث الثنني‪ :‬صور اإلغفنل التشريعي وتمييزه عن غيره من المصطمحنت‬

‫‪ ‬الميحث الثنلث‪ :‬األسنس القننوني لمرقنية عمى اإلغفنل التشريعي‬

‫‪21‬‬
 ‫الفصل األول‬
‫منىية اإلغفنل التشريعي‬
‫تمييد وتقسيم‪:‬‬
‫ُيود عيب اإلغ هؿ اليشريوي مف الويوب الحديرثة نسبيهً‪ ،‬اليي لـ ييورض ليه ال قو بهلقػدر‬
‫الن ػػهفي لالي ػػهؽ علػ ػ يحدي ػػد مون ػػهه و م ػػمونو رغ ػػـ مواجي ػػة الق ػػه الدس ػػيوره ل ػػو‪ ،‬وييحق ػػؽ‬
‫اإلغ ػػهؿ اليشػ ػريوي إذا غ ػػؿ المش ػػرع بمنهس ػػبة ينظيم ػػو لمو ػػوع م ػػف المو ػػوعهت الػ ػواردة ف ػػي‬
‫الدسػػيور حػػد جوانبػػو‪ ،‬ممػػه قػػد يػػدده إل ػ الحػػد مػػف فوهليػػة المو ػػوع محػػؿ الينظػػيـ مػػف نهحيػػة‪،‬‬
‫ومرهل ػػة حػػد و بوػػض النةػػوص الدسػػيورية مػػف نهحيػػة رػػر ‪ ،‬و فػػي حػػهؿ عػػدـ قيػػهـ المشػػرع‬
‫الوهده بينظػيـ حػد المو ػوعهت اليػي ييطلبيػه الدسػيور‪ ،‬وىػو مػه ُيطلػؽ عليػو اإلغ ػهؿ اليشػريوي‬
‫النلي(‪.)1‬‬

‫ويىة ػ ػػيالً ل نػ ػ ػرة اإلغ ػ ػػهؿ اليشػ ػ ػريوي فق ػ ػػد ر ػ ػػذ ال ق ػ ػػو والق ػ ػػه الدس ػ ػػيوره فنػ ػ ػرة ع ػ ػػدـ‬
‫ا ريةهص السلبي الميمرثلة في امينهع اإلدارة عف ايرهذ قرار نهف مف الواجب علييه ايرهذه مف‬
‫يجربػػة القه ػػي اإلداره فػػي يوهملػػو مػػه السػػلطة اليقديريػػة لػػإلدارة(‪ ،)2‬وقػػد عبػػر عػػف ىػػذه ال ن ػرة‬
‫م وض الحنومة ال رنسي فرانسػوا جهزيػو (‪ (Francois Gazie‬عػهـ ‪1951‬ـ فػي بحرثػو المنشػور‬
‫في مجلة د ارسػهت وورثػه ؽ مجلػس الدولػة بػهلقوؿ‪ .." :‬يجػب مالحظػة ف عػدـ ا ريةػهص يمنػف‬
‫ار‬
‫نذلؾ ف ييرذ شنالً سلبيهً‪ ،‬فهلسلطة اإلدارية يود ميننرة ريةهةيه ليس فقط بهيرهذىه قر اً‬
‫يػ ػػدرؿ فػ ػػي دا ػ ػرة اريةهةػ ػػيه‪ ،‬ولنػ ػػف عنػ ػػدمه يمينػ ػػه عػ ػػف ايرػ ػػهذ مػ ػػه يجػ ػػب علييػ ػػه ايرػ ػػهذه مػ ػػف‬
‫ق اررات‪.)3("...‬‬

‫وفػػي ىػػذا السػػيهؽ رثػػهرت فن ػرة امينػػهع اإلدارة عػػف مبهش ػرة اريةهةػػيه ويبلػ ُػور فن ػرة عػػدـ‬
‫ا ريةهص السلبي لإلدارة اىيمهـ ال قو والق ه الدسيوره‪ ،‬فهسينهداً لمبد ال ةؿ بيف السػلطهت‬
‫ويوزيػػه ا ريةهةػػهت ومبػػد ا ن ػراد اليش ػريويي ف نػػو يجػػب عل ػ البرلمػػهف اسػػين هد اريةهةػػو‬

‫(‪ )1‬جػ ػواىر ع ػػهدؿ الوب ػػد ال ػػرحمف‪ ،‬الرقهب ػػة الدس ػػيورية علػ ػ اإلغ ػػهؿ اليشػ ػريوي‪ ،‬د ارس ػػة يحليلي ػػة مقهرن ػػة‪ ،‬رس ػػهلة‬
‫مهجسيير‪ -‬نلية الحقوؽ في جهموة البحريف‪ ،‬دار الني ة الوربية‪ ،‬القهىرة‪2016 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.5‬‬
‫(‪ )2‬سيهـ ةديؽ‪ ،‬اإلغ هؿ اليشريوي وسبؿ مواجييو‪ ،‬بحث منشور في مجلػة القػهنوف واألعمػهؿ الدوليػة ‪-‬جهموػة‬
‫الحسف األوؿ‪-‬المغرب‪2014 ،‬ـ‪ .‬ص‪.6‬‬
‫(‪ )3‬عيػػد حم ػػد الغ ل ػػوؿ‪ ،‬فنػ ػرة ع ػػدـ ا رية ػػهص الس ػػلبي للمش ػػرع‪ ،‬د ارس ػػة مقهرن ػػة‪ ،‬ط‪ ،2‬دار الني ػػة الوربي ػػة‪،‬‬
‫‪2003‬ـ‪ ،‬ص‪.4‬‬

‫‪21‬‬
‫اليش ػريوي مػػف رػػالؿ يدرلػػو يش ػريويهً نلمػػه اسػػيدعت المةػػلحة الوهمػػة ذلػػؾ‪ ،‬لمنػػه وجػػود رثغ ػرة و‬
‫فراغ يشريوي في النظهـ القهنوني‪.‬‬

‫وعليػػو ُيمنػػف القػػوؿ إف اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي يقػػه عنػػد قيػػهـ السػػلطة اليش ػريوية بينظػػيـ حػػد‬
‫المو ػػوعهت اليػػي ييطلبيػػه الدسػػيور‪ ،‬ولنػػف يػػىيي ىػػذا الينظػػيـ غيػػر منيمػػؿ‪ ،‬ونػػهقص مػػف حػػد‬
‫ينيمؿ الينظيـ القهنوني إ بيه‪ ،‬ممه يجولو مرهل هً للةورة اليي رادىػه الدسػيور‪،‬‬ ‫الجوانب اليي‬
‫وفي اآلف ن سو ييوهرض مه الطبيوة الرهةة للحؽ و المسىلة محؿ الينظيـ‪ ،‬ويوقوػو فػي حومػة‬
‫ف المشرع يجب ف يراعي مبد سمو الدسيور بمػه فػي ذلػؾ الطبيوػة‬ ‫عدـ الدسيورية‪ ،‬بهلنظر إل‬
‫الرهةة بهلحقوؽ والحريهت الوهمة‪ ،‬ممه يوني ف السلطة اليقديرية للمشرع عند قيهمو بينظيـ حد‬
‫المو وعهت اليي ييطلبيه الدسيور ليست مطلقة وانمػه مقيػدة بهل ػوابط الدسػيورية القه مػة‪ ،‬حيػث‬
‫يمنػػف ممهرسػػة الحػػؽ و الحريػػة محػػؿ الينظػػيـ بػػدونيه‬ ‫إف إغ ػػهؿ المشػػرع ألحػػد الونهةػػر اليػػي‬
‫ي إل إرالؿ بهل مهنهت القهنونية‪ ،‬ويدده إل يورثر ممهرسػة الحػؽ و المسػىلة محػؿ‬ ‫سوؼ ي‬
‫الينظيـ‪.‬‬

‫ويقه اإلغ هؿ اليشريوي النلي في حهؿ عدـ قيػهـ السػلطة اليشػريوية بهليػدرؿ لينظػيـ حػد‬
‫المو ػػوعهت اليػػي ييطلبيػػه الدسػػيور‪ ،‬ممػػه يػػدده إل ػ غيػػهب الينظػػيـ القػػهنوني للحػػؽ و الحريػػة‬
‫المن ػػوليف بموجػػب الدسػػيور‪ ،‬ويحػػرـ المػواطنيف مػػف اليميػػه بيمػه‪ ،‬فػػي حػػهؿ نهنػػه مػػف بػػيف الحقػػوؽ‬
‫ين ذ دوف ينظيميمه وبيهف ني ية ممهرسييمه‪.‬‬ ‫والحريهت اليي‬

‫وللوقػػوؼ علػ مهىيػػة اإلغ ػػهؿ اليشػريوي‪ ،‬سػػوؼ يينػػهوؿ الد ارسػػة فػػي ال ةػػؿ األوؿ منيػػه‬
‫م يػوـ اإلغ ػهؿ اليشػريوي‪ ،‬رثػـ ةػػور اإلغ ػهؿ اليشػريوي ويمييػزه عػػف غيػره مػػف المةػطلحهت‪ ،‬رثػػـ‬
‫األسهس القهنوني للرقهبة عل اإلغ هؿ اليشريوي‪ ،‬وذلؾ وفؽ اليقسيـ اآليي‪:‬‬

‫‪ ‬الميحث األول‪ :‬مفيوم اإلغفنل التشريعي‬

‫‪ ‬الميحث الثنني‪ :‬صور اإلغفنل التشريعي وتمييزه عن غيره من المصطمحنت‬

‫‪ ‬الميحث الثنلث‪ :‬األسنس القننوني لمرقنية عمى اإلغفنل التشريعي‬

‫‪21‬‬
 ‫الميحث األول‬
‫مفيوم اإلغفنل التشريعي‬
‫تمييد وتقسيم‪:‬‬

‫ييطلب فيـ اإلغ هؿ اليشريويي ف نورض ابيدا ً لليوريؼ اللغوه وا ةطالحي لإلغ هؿ‬
‫اليشريوي‪ ،‬ومف رثـ م يومو الق ه ي‪ ،‬وذلؾ مف رالؿ اليقسيـ اآليي‪:‬‬

‫‪ ‬المطمب األول‪ :‬التعريف المغوي والصطالحي لإلغفنل التشريعي‪.‬‬

‫‪ ‬المطمب الثنني‪ :‬المفيوم القضنئي لإلغفنل التشريعي‪.‬‬

‫المطمب األول‬
‫التعريف المغوي والصطالحي لإلغفنل التشريعي‬
‫يػو اللغويػة‪،‬‬ ‫إف الوقوؼ عل اإلغ هؿ اليشريوي يقي ي يحديػد مونػ ىػذا اإلغ ػهؿ ود‬
‫مػه ينػهوؿ اليىةػيؿ ا ةػطالحي‪ ،‬وجػوىر م يػػوـ اإلغ ػهؿ حسػب ايجهىػهت ال قػو القػهنوني‪ ،‬علػ‬
‫النحو اآليي‪:‬‬

‫الفرع األول‬
‫اإلغفنل التشريعي في المغة‬
‫يُويبر نلمة ِإغ هؿ في اللغة اسمهً‪ ،‬وجه ت مف مةدر أَ ْغ َف َل‪ ،‬وجمويه ُغفول‪ ،‬والمفعـول‬
‫مغفول‪ ،‬مػه فوػؿ إغ ػهؿ فيػي َغ َف َـل ومعنـنه‪َ :‬غ َف َـل عػف الشػي ه َسػيَه مػف ِقللػة الػيح تظ واليػيقتظ‪،‬‬
‫هب‪ :‬يَرَنيه ُدوف يَْن ِق ٍ‬
‫ػيط‪ُ ،‬م ْبيَ َمػةً‪،‬‬ ‫هت ِمف ِ‬
‫النيَ ِ‬ ‫غف َل فالنهً ه أغفمَو ويرَنو‪ ،‬ويقهؿ أ ْغ َف َل ة َح ٍ‬ ‫ويقهؿ َّ‬
‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ‬ ‫َ َ‬
‫س‪َ :‬سيَه َع ْنوُ‪ ،‬غ ؿ واجبهيِو غ ؿ عنيه‪ ،‬ىمليه ويرنيه مف غير نسيهف‪ ،‬غ ػؿ‬ ‫و تَ َغن َف َل َع ِف ال لد ْر ِ‬
‫ػيف شػيًه مػف واجبهيػو‪ .‬ويقػهؿ‬
‫ػدر ُس األم ُ‬
‫بوض الي هةػيؿ‪ - ،‬غ ػؿ فيػرةً مػف حيهيػو‪ُ - ،‬يغ ػؿ الم ُ‬
‫المدير عف يى ترره عف الومؿ‪ :‬جولو َيغ ُػؿ عنػو و ينسػهه‪ - :‬غ ػؿ اهللُ َ‬
‫قلبػو عػف ذنػره‪،‬‬ ‫َ‬ ‫ي هً غ ؿ‬
‫َغ َ ْل َنه َقْل َبوُ َع ْف ِذ ْن ِرَنه}‪ :‬ريـ اهللُ عل قلبو وجولو غهفالً عف الحقه ؽ(‪.)1‬‬
‫{و َ يُ ِط ْه َم ْف ْ‬
‫‪َ -‬‬
‫يي ػ ممػػه سػػبؽ ف مونػ اإلغ ػػهؿ فػػي اللغػػة الوربيػػة ُيشػػير فػػي الغهلػػب إلػ عػػدـ القيػػهـ‬
‫ب وؿ و السيو عنو نييجة عدـ اليقظة و اإلىمهؿ سوا نهف قةداً و غير قةد‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظػر موجػػـ الموػهني للغػػة الوربيػة عبػػر الموقػه اآليػػي‪- https://www.almaany.com/ar/dict/ar- :‬‬
‫يهريخ ويوقيت الزيهرة‪ 23:00 :‬مف يوـ األحد الموافؽ ‪2022/4/3‬ـ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫مه نلمة يشريوي ف نيه اسـ منسوبة إل يشريه ييولؽ بسف القػوانيف و مرسػوـ‪ ،‬ومجلػس‬
‫الرهةػػة‬
‫ّ‬ ‫يش ػريوي و ال تسػػلطة التَّشــريعيَّة والتــي تعنــي مجلػػس الن ػواب‪ ،‬و البرلمػػهفي وىػػي اليي ػػة‬
‫ومي لمييـ و ػه القػوانيف‪ ،‬و يوػديليه لدول ٍػة و‬ ‫نيربيف رسميهً‪ُ ،‬‬
‫الم َ‬
‫المنونة مف مجموعة األشرهص ُ‬ ‫ل‬
‫الو َم ِؿ ه َ‬
‫َر َذ‬ ‫شر َ ِ‬
‫ع في َ‬ ‫ع‪ ،‬ويقهؿ َ َ‬ ‫ش َر َ‬
‫التشريعية‪ .‬يينمن فعل كممة تشريعي فيي َ‬ ‫ّ‬ ‫و ية ا نيرهبهت‬
‫ِِ‬
‫ب اليّطبيؽ(‪.)1‬‬ ‫القهنوف‪ :‬سلنو وجولو واج َ‬
‫َ‬ ‫شرع ال قيوُ‬
‫ع األ َْم َر‪َ :‬ب َدَهُ‪ ،‬و َّ‬
‫ش َر َ‬
‫هض‪َ ،‬‬
‫فيو‪َ ،‬ب َدَ‪َ ،‬ر َ‬
‫ييبػػيف ممػػه يقػػدـ ف نلمػػة يش ػريوي ينةػػرؼ إل ػ الجيػػة اليػػي ي ػػه اليش ػريه(‪ ،)2‬واذا مػػه‬
‫ربطنهىػه بهإلغ ػهؿ ف نيػه يةػػب عػدـ قيػهـ الجيػػة اليػي ةػدرت اليشػريه ب وػػؿ مػه‪ ،‬سػوا عمػػداً و‬
‫ينيمػؿ إ‬ ‫إىمه ً منيه‪ ،‬وبهلنييجػة ف نػو يةػب يشػريه نػهقص غيػر منيمػؿ ألحػد الجوانػب اليػي‬
‫بيه‪ ،‬األمر الذه يجوؿ اليشريه مشوب بودـ الدسيورية‪ ،‬بهعيبهره رػهلؼ مبػد سػمو الدسػيور الػذه‬
‫ييطلب انطبهؽ اليشريه مه القواعد الدسيورية سوا مف النهحية الةريحة و ال منية‪.‬‬

‫الفرع الثنني‬
‫المفيوم الصطالحي لإلغفنل التشريعي‬
‫رثهر اةطالح اإلغ هؿ اليشريوي جد ً فقييهً بهعيبهره مػف المةػطلحهت الحديرثػة اليػي لػـ‬
‫يي ػؽ ال قػػو علػ يحديػػد مونهىػػه و م ػػمونيه(‪ .)3‬حيػث يوػػددت اآل ار ال قييػػة بشػػىف يحديػػد م يػػوـ‬
‫ىػػذا المةػػطل ‪ ،‬ويبهينػػت اليسػػميهت اليػػي اعيمػػدىه ال قػػو فػػي ىػػذا اإلطػػهر‪ ،‬فينػػهؾ مػػف ذىػػب إل ػ‬
‫نػ ػو‪" :‬امين ػػهع المشػػرع ع ػػف موهلج ػػة موق ػػؼ‬ ‫اسػػيرداـ اة ػػطالح ا مين ػػهع اليشػ ػريوي وعرفػػو علػ ػ‬
‫يشريوي موػيف و امينهعػو عػف إةػدار قهعػدة قهنونيػة موينػة(‪ ،")4‬وبػذات المونػ ىنػهؾ مػف عرفػو‬

‫(‪ )1‬انظر موجـ الموهني للغة الوربية‪ ،‬المرجه السهبؽ‪.‬‬

‫(‪ )2‬يويمد الدراسة ىذه مةطل اليشريه بد ً مف مةطل القهنوف‪ ،‬بهعيبػهر األوؿ وسػه مػف الرثػهني بػهلنظر إلػ‬
‫نػػو يي ػػمف نهفػػة القواعػػد القهنونيػػة الوهمػػة والمجػػردة‪ ،‬س ػوا ةػػدرت فػػي ةػػورة يش ػريوهت سهسػػية ـ عهديػػة ـ‬
‫ينيمػػؿ الينظػػيـ القػػهنوني‬ ‫حيػػة‪ ،‬واليػػي مػػف الميةػػور ف يػػىيي نهقةػػة و غيػػر منيملػػة ألحػػد الجوانػػب اليػػي‬
‫ف الق ه الدسػيوره يبسػط‬ ‫النهمؿ إ بيه‪ ،‬ممه ُيود إغ ه ً يشريويهً ىذا مف جهنب‪ ،‬ومف جهنب رر بهلنظر إل‬
‫رقهبيو عل اليشريه عند مرهل يو للدسيور‪ ،‬بةرؼ النظر عف الجيػة اليػي ةػدريو‪ ،‬وذلػؾ بد لػة المػهدة (‪)103‬‬
‫مف القهنوف األسهسي ال لسطيني الموػدؿ لوػهـ ‪ 2003‬ويودياليػو‪ ،‬اليػي رسػمت الرطػوط الوري ػة لو يػة المحنمػة‬
‫ف‪ -1" :‬يشنؿ محنمة دسػيورية عليػه بقػهنوف وييػول النظػر فػي‪ - :‬دسػيورية‬ ‫الدسيورية الوليه‪ ،‬حيث ينص عل‬
‫و النظـ وغيرىه‪ ،"...‬والمهدة (‪ )192‬مف الدسػيور المةػره لوػهـ ‪2014‬ـ ويودياليػو اليػي يػنص‬ ‫القوانيف واللوا‬
‫ف‪" :‬ييول المحنمة الدسيورية الوليه دوف غيرىه الرقهبة عل دسيورية القوانيف واللوا ‪."...‬‬ ‫عل‬
‫(‪ )3‬جواىر عهدؿ الوبد الرحمف‪ ،‬المرجه سهبؽ ص‪20‬‬
‫(‪ )4‬حمد فيحي سرور‪ ،‬الحمهية الدسيورية للحقوؽ والحريهت‪ ،‬دار الشروؽ‪ ،‬بدوف طبوة‪1999 ،‬ـ‪ ،‬ص‪226‬‬

‫‪21‬‬
‫علػ نػػو‪" :‬عػػدـ قيػػهـ السػػلطة المشػ ّػرعة بسػػف النةػػوص اليشػريوية اليػػي يوبػػر عػػف إرادة المجيمػػه‬
‫و ولويهيػػو‪ ،‬وموانبػػة جملػػة اليطػػورات الحهةػػلة فػػي حيػػهييـ عل ػ الةػػويد ا قيةػػهده والسيهسػػي‬
‫وا جيمػػهعي‪ ،‬بمػػه يرلػػؽ ف ارغ ػهً يش ػريويهً ي ػدرثر سػػلبهً عل ػ ممهرسػػة حقػػوقيـ األسهسػػية وفق ػهً ل لس ػ ة‬
‫المشرع الدسيوره" (‪.)1‬‬

‫نػو‪:‬‬ ‫وىنهؾ جهنب مف ال قو ذىب إل اسيرداـ اةطالح اإلغ هؿ اليشريوي وعرفو علػ‬
‫"إغ هؿ المشػرع ينظػيـ الجوانػب النهملػة لحقػوؽ المػواطنيف وحريػهييـ ينػوف إذا قػهـ المشػرع بينظػيـ‬
‫حػػد الحقػػوؽ وحريػػهييـ اليػػي ن ليػػه الدسػػيور ينظيمػهً قهةػ اًر‪ ،‬وذلػػؾ بػػىف غ ػػؿ و ىمػػؿ جهنبػهً مػػف‬
‫النةوص القهنونية اليي ينيمؿ الينظيـ القهنوني إ بيه‪ ،‬وىو مه ُيويبر إرال ً ب مهنهييه اليي‬
‫ىيىى ػػه الدس ػػيور لي ػػه‪ ،‬وف ػػي ذل ػػؾ مرهل ػػة للدس ػػيور (‪ .")2‬و ن ػػو‪" :‬إغ ػػهؿ المش ػػرع جهنبػ ػهً م ػػف جوان ػػب‬
‫المو وع محؿ الينظيـ ممه يدده إل الحد مف فوهلية المو وع محػؿ الينظػيـ مػف نهحيػة‪ ،‬وعػدـ‬
‫ي ويؿ و ينريس النص الدسيوره الميولؽ ليذا الينظيـ مف نهحية رر (‪.")3‬‬

‫نو‪" :‬نقص يشريوي جز ي و نلي‬ ‫وىنهؾ مف طلؽ عليو النقص اليشريوي‪ ،‬وعرفو عل‬
‫و عػػهـ‪ ،‬نػػهي عػػف موقػػؼ سػػلبي للمشػػرع‪ ،‬مرػػهلؼ للدسػػيور‪ ،‬عمػػداً نػػهف ـ إىمػػه ً‪ ،‬يرػػؿ بهلي ازمػػو‬
‫بينظ ػػيـ مو ػػوع دس ػػيوره‪ ،‬بم ػػه يقل ػػؿ م ػػف فوهلي ػػة ال ػػنص الدس ػػيوره(‪ .)4‬وىن ػػهؾ م ػػف طل ػػؽ علي ػػو‬
‫نػػو‪ ..." :‬إف الرقهبػػة ينةػػب‬ ‫السػػنوت اليش ػريوي واإلغ ػػهؿ اليش ػريوي فػػي ٍف واحػػد‪ ،‬وعرفػػو عل ػ‬
‫عل مه سػنت عنػو و مػه غ لػو المشػرع بمنهسػبة ينظيمػو لمو ػوع مػف المو ػوعهت الػواردة فػي‬
‫نػػو‪" :‬عػػدـ ن هيػػة الػػنص‬ ‫الورثيقػػة الدسػػيورية‪ ،")5(..‬وىنػػهؾ مػػف اعيب ػره قةػػو اًر يشػريويهً وعرفػػو عل ػ‬
‫اليش ػريوي الموجػػود فو ػالً للوفػػه بيغطيػػة وموهلجػػة المسػػىلة والمو ػػوع الػػذه يػػول ينظيمػػو بشػػنؿ‬
‫ف المشػػرع قػػد قػػهـ بسػػلوؾ‬ ‫جيػػد‪ ،‬س ػوا مػػف حيػػث حجػػـ اليغطيػػة ـ نوعيػػه ـ مسػػيواىه‪ ،‬بمون ػ‬

‫(‪ )1‬عمر حمزة اليرنمهني‪ ،‬ا ريةهص الرقهبي للمحنمة الدسيورية ال لسطينية علػ ا مينػهع اليشػريوي‪ ،‬منشػور‬
‫في مجلة الشريوة والقهنوف بجهموة اإلمهرات الوربية الميحدة‪ ،‬يوليو ‪ ،2022‬الودد ‪ ،91‬ص‪.10‬‬
‫(‪ )2‬عػػوض المػػر‪ ،‬الرقهبػػة الق ػػه ية عل ػ دسػػيورية الق ػوانيف فػػي مالمحيػػه الر يسػػية‪ ،‬مرنػػز رينيػػو‪ -‬جػػهف دبػػوه‬
‫للقهنوف والينمية‪ ،‬القهىرة‪ ،‬بدوف طبوة‪ ،2002 ،‬ص‪.1574-1573‬‬
‫(‪ )3‬عبد الح يظ عل الشيمي‪ ،‬رقهبة اإلغ هؿ اليشريوي في ق ه المحنمة الدسيورية الوليػه‪ ،‬د ارسػة مقهرنػة‪ ،‬دار‬
‫الني ة الوربية‪ ،‬القهىرة‪ ،‬بدوف طبوة‪2003 ،‬ص‪5‬‬
‫(‪ )4‬محمد فريد المشهيخ‪ ،‬رقهبة الق ه الدسيوره للنقص اليشريوي‪ ،‬دراسة مقهرنة‪ ،‬دار الني ة الوربية‪ ،‬القهىرة‪،‬‬
‫الطبوة األول ‪2021 ،‬ـ‪ ،‬ص‪34‬‬
‫(‪ )5‬عبد الح يظ علي الشيمي‪ ،‬المرجه سهبؽ‪ ،‬ص‪5‬‬

‫‪12‬‬
‫إيجػػهبي مػػف رػػالؿ و ػػوو القػػهنوف محػػؿ البحػػث واليوليػػؽ‪ ،‬وينػػهوؿ نػػؿ مو ػػوع‪ ،‬ولنػػف بةػػورة‬
‫سطحية(‪.")1‬‬

‫يي ػ ػ م ػػف الجهن ػػب األوؿ م ػػف اليوري ػػهت الس ػػهبقة ف ال ق ػػو ايج ػػو إلػ ػ اعيب ػػهر اإلغ ػػهؿ‬
‫اليشريوي حهلة مف الومد‪ ،‬بهلنظر إل اسيردامو اةطالح ا مينهع اليشريوي‪ ،‬وىػو مػه يونػي ف‬
‫المشرع يومد إل اليمنه عف القيهـ بهل وػؿ المطلػوب منػو‪ ،‬مػه الجهنػب اآلرػر مػف اليوري ػهت ف نػو‬
‫يػػىرج مػػه بػػيف رد المسػػىلة إل ػ الومػػد و اإلىمػػهؿ‪ ،‬بػػهلنظر إل ػ اسػػيرداـ اةػػطالحهت اإلغ ػػهؿ‬
‫والسنوت والقةور اليشريوي‪.‬‬

‫وير البهحث ف اإلغ هؿ اليشريوي قد ينوف مرده الومد‪ ،‬وذلؾ في حهؿ يومدت السػلطة‬
‫اليشريوية عدـ القيهـ بينظػيـ حػد الجوانػب للمو ػوع محػؿ الينظػيـ يمهشػيهً مػه مةػهلحيه‪ ،‬ومرثػهؿ‬
‫ػػمهف اسػػيم ارره فػػي‬ ‫ذلػػؾ عنػػدمه ييبػػو البرلمػػهف حػػد األح ػزاب السيهسػػية ويسػػو بوػػد ذلػػؾ إل ػ‬
‫الحنـي ف ف اإلغ هؿ يقه إذا عمد إل ينظيـ المو وعهت الميولقػة بػهلحقوؽ السيهسػية نػهلحؽ فػي‬
‫اليةويت واليرش بشنؿ منقوص‪ ،‬وعل نحو يدده إل انحسهره وعدـ قدرة المواطنيف واألحزاب‬
‫ػمهف‬ ‫السيهسية عل المنهفسة علػ الحػؽ فػي المشػهرنة السيهسػية وادارة شػدوف الػبالد‪ ،‬وبهليػهلي‬
‫بقه الحزب السيهسي في سدة الحنـ‪.‬‬

‫وقػػد ينػػوف اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي مػػرده اإلىمػػهؿ‪ ،‬وذلػػؾ فػػي حػػهؿ غ لػػت السػػلطة اليش ػريوية‬
‫ينيمػػؿ الينظػػيـ القػػهنوني إ بيػػه‪ ،‬دوف ف يقيػػرف ذلػػؾ بونةػػر القةػػد‪ ،‬وقػػد‬ ‫حػػد الجوانػػب اليػػي‬
‫يرجػػه ذلػػؾ إل ػ عػػدـ إلمػػهـ يلػػؾ السػػلطة بهلونهةػػر نهفػػة اليػػي مػػف شػػىنيه جوػػؿ المو ػػوع محػػؿ‬
‫الينظيـ م والً‪ ،‬و عدـ يقظة عنػد قيهميػه بينظػيـ المو ػوعهت اليػي ييطلبيػه الدسػيور نييجػة عػدـ‬
‫ال يـ النهفي للقواعد الدسيورية وللةورة اليي راد ف ينوف علييه الحؽ محؿ الينظيـ‪.‬‬

‫وعلػػو يػػر البهحػػث‪ :‬ف اةػػطالح اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي ىػػو األقػػرب للحهلػػة المهرثلػػة مهمنػػه‪،‬‬
‫نو‪ :‬إغ ػهؿ السػلطة اليشػريوية رثنػه ينظيميػه ألحػد المو ػوعهت الدسػيورية جهنبػهً و‬ ‫ويورفو عل‬
‫نرثر مف الجوانػب المنونػة لػو‪ ،‬ممػه يػدده إلػ مرهل ػة الدسػيور والطبيوػة الرهةػة للمو ػوع‪ ،‬و‬
‫عدـ قيهـ السلطة اليشريوية بهليدرؿ لينظيـ حد المو وعهت اليي ييطلبيه الدسيور‪.‬‬

‫نػو قػد‬ ‫ف البهحث لجى إل اةػطالح اإلغ ػهؿ اليشػريوي بػهلنظر إلػ‬ ‫ويجدر اإلشهرة إل‬
‫يقػػه بشػػنؿ عمػػده و غيػػر عمػػده‪ ،‬ويػػور اليوريػػؼ ف ينػػوف المو ػػوع مػػف بػػيف المو ػػوعهت‬

‫(‪ )1‬عبد الرحمف عزاوه‪ ،‬الرقهبة علػ السػلوؾ السػلبي للمشػرع اإلغ ػهؿ اليشػريوي نموذجػهً‪ ،‬مجلػة الولػوـ القهنونيػة‬
‫اإلدارية والسيهسية‪ ،‬جهموة بو بنر بلقهيد‪ ،‬الج از ر‪ ،‬المجلد ‪2010‬ـ‪ ،‬الودد ‪ ،.10‬ص‪.85‬‬

‫‪12‬‬
‫اليي ييطلبيه الدسيور‪ ،‬بهلنظر إل ف المو وعهت غير الواردة في الدسيور يُويبر مف إطالقػهت‬
‫السػػلطة اليقديريػػة للمشػػرع فػػي القيػػهـ بهليػػدرؿ لينظيميػػه و عػػدـ اليػػدرؿ‪ ،‬حيػػث ىنػػهؾ فػػرؽ بػػيف‬
‫الحهجة لليشريه وبيف دسيورييو‪ ،‬ممه يوني ف األةؿ سػلطة يقديريػة نهملػة للمشػرع مػه لػـ يقيػدىه‬
‫الدسيور‪.‬‬

‫ف البهحػث لجػى إلػ مجموعػة مػف الموػهيير للقػوؿ بػىف الينظػيـ غيػر منيمػؿ‪،‬‬ ‫نمػه يي ػ‬
‫يمنػػف‬ ‫نمويػػهر الطبيوػػة الرهةػػة للمو ػػوع‪ ،‬ومرثػػهؿ ذلػػؾ الحػػؽ فػػي المشػػهرنة السيهسػػية‪ ،‬حيػػث‬
‫للم ػواطنيف اليميػػه بػػو دوف إطػػالؽ وسػػه مػػد للحػػؽ فػػي حريػػة الػػره واليوبيػػر والحػػؽ فػػي عقػػد‬
‫ا جيمهعػػهت الوهمػػة والرهةػػة‪ ،‬وحريػػة الومػػؿ الةػػح ي رثنػػه اليح ػػير لالنيرهبػػهت الوهمػػة‪ ،‬و‬
‫يشنيؿ األحزاب السيهسية‪ ،‬حيث يىب الطبيوة الرهةة للحؽ في المشهرنة السيهسية يقييد بوػض‬
‫ف‬ ‫ػػمهنة سهسػػية لممهرسػػيو‪ ،‬والػ مويػػهر مبػػد سػػمو الدسػػيور بػػهلنظر إلػ‬ ‫الحقػػوؽ اليػػي يُشػػنؿ‬
‫عدـ انيمهؿ الينظيـ يدده إل مرهل ة الدسيور ‪-‬الورثيقة األعل وفؽ مبد اليدرج اليرمي للقواعػد‬
‫القهنونية والسلطهت الوهمة‪.‬‬

‫ولإللم ػهـ نرثػػر بم يػػوـ اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي ُيمنػػف سػػرد بوػػض الةػػور اليػػي يو ػػحو فػػي‬
‫نط ػػهؽ الحق ػػوؽ والحري ػػهت الوهم ػػة الي ػػي ن ػػص عليي ػػه الدس ػػيور‪ ،‬ول ػػمهف ح ػػؽ ال ػػدفهع ف ن ػػو م ػػف‬
‫الم يػػرض فػػي الينظػػيـ اليشػريوي ليػػذا الحػػؽ ف ينػػوف فوػػه ً‪ ،‬وبهليػػهلي ينػػوف مرهل ػهً للدسػػيور نػػؿ‬
‫ينظيـ قهنوني ليذا الحؽ يحد مف ىذه ال وهلية نىف يرلو مف النةوص اليي ين ؿ ايةهؿ المػييـ‬
‫بمحهميو‪ ،‬ليس فقػط وقػت يوجيػو الييمػة‪ ،‬بػؿ نػذلؾ فػي نهفػة الم ارحػؿ المػدرثرة فػي مةػيره بمػه فػي‬
‫ذل ػػؾ مرحل ػػة اليحقي ػػؽ ا بي ػػدا ي‪ ،‬رث ػػـ مرحل ػػة ا يي ػػهـ الي ػػي عقبيي ػػه وحيػ ػ ال ة ػػؿ في ػػو‪ ،‬واغ ػػهؿ‬
‫النةوص القهنونية لشي ممه يقدـ ىو إرالؿ ب مهنة الدفهع ذاييه اليي ن ليه الدسيور(‪.)1‬‬

‫ومػػه يػػنص عليػػو الدسػػيور بشػػىف الحػػؽ فػػي الملنيػػة الرهةػػة‪ ،‬وحظػػر نػػزع ملنيييػػه بغيػػر‬
‫يوويض عهدؿي مدداه ف األةؿ في الملنية ىو ف يظؿ ألةحهبيه‪ ،‬و ي رض قيوداً علييػه‬
‫يقي ػػييه وظي ييػػه ا جيمهعيػػة‪ ،‬و ينػػهؿ المشػػرع بهليػػهلي مػػف ةػػليه و يجردىػػه مػػف لوازميػػه إ‬
‫وفػػؽ الشػػروط واألو ػػهع اليػػي يػػنص علييػػه الدسػػيور والقػػهنوف‪ ،‬و يبهشػػر رػػروف سػػيطرة فوليػػة‬
‫علييه يسيىرثروف مف رالليه برثمهرىػه و ملحقهييػه و منيجهييػه‪ ،‬إ ػ ار اًر بىةػحهبيه الػذيف ظػؿ سػند‬

‫(‪ )1‬عوض المر‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪396‬‬

‫‪11‬‬
‫ملنيييه بىيدييـ‪ ،‬ف ذا انقض المشرع علييه حهليه ةريمهً‪ ،‬سوا نهف عدوانو علييه بنص يشريوي‬
‫مهنهييه اليي ن ليه الدسيور ليه(‪.)1‬‬ ‫مبهشر‪ ،‬و ب غ هؿ يقرير‬

‫ي ي ػػرض ح ػػؽ اللج ػػو للمح ػػهنـ علػ ػ اريالفي ػػه‬ ‫وينظ ػػيـ الدس ػػيور للحػ ػؽ ف ػػي اليقه ػػي‬
‫ػػمهنة ق ػػه ية يقي ػػييه ال ة ػػؿ‬ ‫إجر يػػة فحسػػب‪ ،‬و يقريػػر نػػؿ‬
‫بوسػػه ؿ ميس ػرة ودوف عوا ػػؽ ا‬
‫بةػػورة منةػ ة فػػي حقػػوؽ األفػراد والي ازمػػهييـ المدنيػػة فحسػػب‪ ،‬ونػػذلؾ فيمػػه يوجػػو إلػػييـ مػػف اييػػهـ‬
‫ينيمػؿ بػدونيمه حػؽ اليقه ػي‪ ،‬وليمػه ف‬ ‫جنه ي‪ ،‬وانمه ييويف نذلؾ ف ييوافر حلقيهف رريػهف‬
‫يػػدوؿ المحةػػلة النيه يػػة للنػزاع إلػ ير ػػية ق ػػه ية يوافػػؽ الدسػػيور والقػػهنوف‪ ،‬وي ػػه حػػداً نيه يػهً‬
‫للوػػدواف عل ػ حقػػوؽ األف ػراد وحريػػهييـ اليػػي وقػػه اإلرػػالؿ بيػػه‪ ،‬رثهنيييمػػه ف يقيػػرف ىػػذه الير ػػية‬
‫بهلحمػػؿ عل ػ ين يػػذىه جب ػ اًر‪ ،‬واقي ػػه يه بقػػوة السػػلطة مػػف الملػػزميف بيػػه إذا لػػـ يقبل ػوا بيػػه طوع ػهً‬
‫وارييه اًر‪ ،‬واغ ػهؿ المشػرع يقريػر النةػوص القهنونيػة اليػي ينيمػؿ بيػه حػؽ اليقه ػي‪ ،‬واليػي يةػؿ‬
‫يقػػؿ سػػو اً عػػف النةػػوص‬ ‫ىػػذا الحػػؽ فػػي نن يػػه إلػ نهمػػؿ مػػداهي ىػػو عػػدواف علػ ذلػػؾ الحػػؽ‬
‫القهنونية اليي يقرىه ليجرد الحقوؽ اليي ينظميه مف م همينيه ويحلليه إل فراغ عقيـ(‪.)2‬‬

‫الفرع الثنلث‬
‫المفيوم القضنئي لإلغفنل التشريعي‬
‫لج ػػى البهح ػػث إلػ ػ بو ػػض اليج ػػهرب الق ػػه ية نهلق ػػه ال لس ػػطيني والق ػػه الدسػ ػيوره‬
‫المةره واأللمهني واإليطهلي لبيهف الم يوـ الق ه ي لإلغ هؿ اليشريوي الذه ُيويبر حديرثهً نسبيهً‪،‬‬
‫وبحسػػب ىػػذه اليجػػهرب‪ ،‬يبػػيف ف الق ػػه المقػػهرف لػػـ ييوػػرض لم يػػوـ اإلغ ػػهؿ إ م ػرات قليلػػة‪،‬‬
‫حيػػث اسػػيردـ فػػي بػػهدل األمػػر الوديػػد مػػف المةػػطلحهت والوبػػهرات اليػػي يوبػػر عػػف فنػرة اإلغ ػػهؿ‬
‫ف ينظػيـ المو ػوعهت بشػنؿ قهةػر‬ ‫اليشريوي‪ ،‬رثـ اسيردـ المةطل ةراحةً‪ ،‬مه اليىنيػد علػ‬
‫ُيش ػػنؿ مرهل ػػة دس ػػيورية‪ ،‬سػ ػوا يمرث ػػؿ ى ػػذا الينظ ػػيـ القهة ػػر فيم ػػه ل ػػـ يي ػػمنو ال ػػنص اليشػ ػريوي‬
‫المطووف فيو مف حنـ نهف ييويف ف يي منو ـ فيمه ي منو مف حنـ قهةر‪.‬‬

‫ػػؿ يوػػود فػػي ظيػػور فن ػرة اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي‬ ‫ف ال‬ ‫ومػػف األىميػػة بمنػػهف اإلشػػهرة إل ػ‬
‫‪ Omission Legislative‬إلػ ال قػػو األلمػػهني‪ ،‬غيػػر ف ال قيػػه اإليطػػهلييف سػػهرعوا إل ػ يبنػػي‬
‫ال نػرة و ىػػدوىه إلػ المحنمػػة الدسػػيورية اإليطهليػػة اليػػي واجيػػت منػػذ نشػػىييه عػػهـ ‪1953‬ـ مشػػنلة‬

‫(‪ )1‬شػػهده محمػػد ةػػالح عبػػد البػػديه‪ ،‬حػػدود رقهبػػة القه ػػي الدسػػيوره عل ػ السػػلطة اليقديريػػة للمشػػرع‪ ،‬د ارسػػة‬
‫مقهرنة‪ ،‬دار الني ة الوربية‪ ،‬القهىرة‪2019 ،‬ـ‪ ،‬ص‪318‬‬
‫(‪ )2‬شهده محمد ةالح عبد البديه‪ ،‬المرجه سهبؽ‪ ،‬ص‪.319‬‬

‫‪11‬‬
‫‪ Inertie‬النهيجػػة عػػف إحجػػهـ البرلمػػهف‬ ‫ىهمػػة ييمرثػػؿ فػػي حهلػػة ال ػراغ اليش ػريوي ‪legislative‬‬
‫اإليطػػهلي عػػف ممهرسػػة اريةهةػػهيو اليشػريوية‪ ،‬نييجػػة عػدـ ا سػػيقرار السيهسػػي اليػػي يميػػزت بػػو‬
‫إيطهليػػه منػػذ و ػػه الدسػػيور عػػهـ ‪ ،1948‬فنرثيػ اًر مػػه نػػهف حػػؿ حػػد مجلسػػي البرلمػػهف ىػػو المرػػرج‬
‫الوحيػػد لوػػدـ اي هقيمػػه علػ قػ ار ة ممهرثلػػة لمشػػروعهت القػوانيف المقدمػػة إلييمػػه‪ ،‬ولوػػدـ وجػػود حػػزب‬
‫مويف ييميه بىغلبية مريحة يمننو مف مواجية ا نقسهمهت دارؿ البرلمػهف بسػبب قيػهـ ا نيرهبػهت‬
‫سهس نظهـ اليمرثيؿ النسبي بةورة نهملة حي عػهـ ‪1992‬ـ‪ ،‬ونييجػة‬ ‫اليشريوية في إيطهليه عل‬
‫ليػػذا الو ػػه نرثي ػ اًر مػػه نػػهف البرلمػػهف يحجػػـ عػػف ممهرسػػة اريةهةػػو اليش ػريوي‪ ،‬ونرثػػرت بهليػػهلي‬
‫حه ت يدرؿ السلطة الين يذية في المجهؿ اليشريوي للبرلمهف إمػه عػف طريػؽ الي ػويض اليشػريوي‬
‫ال ػػرورة‪ ،‬ونييجػػة لػػذلؾ بػػرزت مشػػنلة‬ ‫و مػػف رػػالؿ عمليػػة ين يػػذ الق ػوانيف و عػػف طريػػؽ ل ػوا‬
‫ا مينػػهع اليش ػريوي علػ النحػػو السػػهبؽ‪ ،‬األمػػر الػػذه رثػػهر رالف ػهً فػػي ال قػػو اإليطػػهلي حػػوؿ مػػد‬
‫اعيب ػػهر ح ػػه ت امين ػػهع البرلم ػػهف ع ػػف ينظ ػػيـ مو ػػوع مو ػػيف وجيػ ػهً م ػػف وج ػػوه ع ػػدـ الدس ػػيورية‪،‬‬
‫ور وعيه بهليهلي لرقهبة القه ي الدسيوره(‪.)1‬‬

‫نمػػه ظيػػر مةػػطل اإلغ ػػهؿ اليشػريوي وؿ مػرة عنػػدمه ةػػدرت المحنمػػة الدسػػيورية فػػي‬
‫لمهنيه ا يحهديػة القػرار رقػـ (‪ ،)1969/29‬وحرثػت بموجبػو السػلطة اليشػريوية علػ إنشػه شػروط‬
‫ميسػػهوية بػػيف األط ػػهؿ المولػػوديف رػػهرج إطػػهر الػػزواج واألط ػػهؿ المولػػوديف دارػػؿ إطػػهر عالقػػة‬
‫زوجيػػة ةػػحيحة‪ ،‬وقػػد اعيبػػرت المحنمػػة الدسػػيورية ا يحهديػػة فػػي لمهنيػػه ف المػػهدة (‪ )1712‬مػػف‬
‫القهنوف المدني األلمهني بشػنليه الػراىف ينطػوه علػ قةػور فػي يحقيػؽ فلسػ ة المػهدة (‪ )6/5‬مػف‬
‫رورة اليدرؿ لليغلب علػ ىػذا اإلغ ػهؿ قبػؿ نيهيػة‬ ‫دسيور لمهنيه‪ ،‬ونبيت المحنمة المشرع إل‬
‫دورة انوقهد اليي ة اليشريوية(‪.)2‬‬

‫مه المحنمة الدسيورية الوليػه المةػرية فورفيػو فػي حنميػه الةػهدر فػي ‪2017/1/14‬ـ‪،‬‬
‫والذه جه فيو‪..." :‬إف الدسيور ين ؿ لنؿ حؽ و حرية نص علييه الحمهية مػف جوانبيػه الومليػة‬
‫ولػػيس مػػف موطيهييػػه النظريػػة‪ ،‬وييمرثػػؿ ىػػذه الحمهيػػة فػػي ال ػػمهنة اليػػي ين ليػػه الدسػػيور لحقػػوؽ‬
‫المواطنيف وحريهييـ‪ ،‬واليي ُيويبػر إن هذىػه شػرطهً لالني ػهع بيػه فػي الةػورة اليػي يةػورىه الدسػيور‬
‫نطهقػهً فػػهعالً ليػػه‪ ،‬وىػػذه ال ػػمهنة ذاييػػه ىػػي اليػػي ي يػػرض ف يسػػييدفيه المشػػرع‪ ،‬و ف يومػػؿ علػ‬
‫يحقيؽ وسه ليه مف رالؿ النةوص القهنونية اليي ينظـ بيػه ىػذه الحقػوؽ ويلػؾ الحريػهت‪ ،‬وشػرط‬
‫ذلؾ بطبيوة الحهؿ ف ينوف ينظيميه نهفالً ين سيه في مجه ييه الحيوية‪ ،‬و ف ُيحيط بنػؿ ج از يػه‬

‫(‪ )1‬عيد حمد الغ لوؿ‪ ،‬المرجه سهبؽ‪ ،‬ص‪.115‬‬

‫(‪ )2‬عمر حمزة اليرنمهني‪ ،‬المرجه سهبؽ ص‪.8‬‬

‫‪11‬‬
‫ػمهف قيمييػه الومليػة‪ ،‬فػ ذا نظميػه المشػرع ينظيمػهً قهةػ اًر وذلػؾ بػىف غ ػؿ و‬ ‫اليي ليه شىف فػي‬
‫ينيم ػػؿ ى ػػذا الينظ ػػيـ إ بي ػػهي ن ػػهف ذل ػػؾ إر ػػال ً‬ ‫ىم ػػؿ جهنبػ ػهً م ػػف النةػ ػوص القهنوني ػػة الي ػػي‬
‫ب مهنييه اليي ىيىىه الدسيور ليه‪ ،‬وفي ذلؾ مرهل ة للدسيور(‪.")1‬‬

‫مػ ػػه المحنمػػػة الدسػػػيورية الوليػ ػػه فػ ػػي فلسػ ػػطيف فقػ ػػد عرفي ػػو فػ ػػي حنميػ ػػه الةػ ػػهدر بيػ ػػهريخ‬
‫نو‪..." :‬إذا نظـ المشرع حقهً مف الحقوؽ ينظيمهً قهة اًر و منقوةػهً بػىف‬ ‫‪2021/11/24‬ـ‪ ،‬عل‬
‫ينيمػؿ ىػذا الينظػيـ إ بيػه نمػه ىػو الشػىف‬ ‫غ ؿ و ىمؿ جهنبػهً مػف النةػوص القهنونيػة اليػي‬
‫فػػي نةػػو بػػهل قرة (‪ )3‬مػػف المػػهدة (‪ )54‬مػػف الق ػرار بقػػهنوف رقػػـ (‪ )41‬لسػػنة ‪2020‬ـ اليػػي يػػنص‬
‫ف‪" :‬األحنػػهـ اليػػي يةػػدر عػػف المحنمػػة الوليػػه‪ /‬محنمػػة الػػنقض بةػ ييه محنمػػة إداريػػة‬ ‫علػ‬
‫يقبػػؿ الطوػػف بػػىه طريػػؽ مػػف طػػرؽ الطوػػف"‪ ،‬نػػهف ذلػػؾ إرػػال ً بػػهلحقوؽ والحريػػهت اليػػي ن ليػػه‬
‫القهنوف األسهسي‪ ،‬وفي ذلؾ مرهل ة لو ييويف حظرىػه عػف طريػؽ الرقهبػة الق ػه ية علػ دسػيورية‬
‫القوانيف‪ ،‬نمه في الدعو المهرثلة بودـ السمهح للمدعية بهللجو إل الطوف بىحنهميه عل الدرجة‬
‫الرثهنية‪ ،‬ه مهـ المحنمة اإلدارية الوليه‪")2(...‬‬

‫(‪ )1‬حنـ المحنمة الدسيورية الوليه في الق ية رقػـ ‪ 177‬لسػنة ‪ 26‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلسػة ‪2007/1/14‬ـ‪ ،‬منشػور علػ‬
‫ة حة المحنمػة الدسػيورية المةػرية ‪ https://www.sccourt.gov.eg/SCC‬يوقيػت ويػهريخ الزيػهرة ‪12:25‬‬
‫مف ةبهح الرثالرثه ‪2022/4/19‬ـ‬
‫(‪ )2‬حنػـ المحنمػة الدسػيورية الوليػه ال لسػطينية فػػي الطوػف الدسػيوره رقػـ (‪ ،)2020/10‬فػي الق ػية رقػػـ (‪)16‬‬
‫لسػنة (‪ )6‬ق ػػه ية دسػػيورية‪ ،‬منشػػور فػػي جريػػدة الوقػػه ه ال لسػػطينية الةػػهدرة بيػػهريخ ‪2021/12/23‬ـ‪ ،‬فػػي الوػػدد‬
‫(‪ ،)186‬رابط‪ https://lab.pna.ps/ar/Category/20 :‬يوقيت ويهريخ الزيهرة ‪ 8:20‬مف مسه يػوـ األحػد‬
‫الموافؽ ‪2022/5/8‬ـ‬

‫‪11‬‬
 ‫الميحث الثنني‬
‫صور اإلغفنل التشريعي وتمييزه عن غيره من المصطمحنت‬
‫تمييد وتقسيم‪:‬‬

‫ػػو مػػه عر ػػيو الد ارسػػة سػػهبقهً مػػف ف اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي ييمرثػػؿ فػػي قيػػهـ السػػلطة‬ ‫فػػي‬
‫اليشػ ػريوية بينظ ػػيـ ح ػػد المو ػػوعهت الدس ػػيورية بش ػػنؿ منق ػػوص‪ ،‬وير ػػهلؼ مب ػػد س ػػمو الدس ػػيور‬
‫ف اإلغ ػػهؿ اليشػريوي قػػد ينػػوف‬ ‫والطبيوػػة الرهةػػة للمو ػػوع محػػؿ الينظػػيـ‪ ،‬وبػػهلنظر نػػذلؾ إلػ‬
‫نليػهً وقػػد ينػػوف جز يػهً‪ ،‬إ ػػهفة إلػ ف مةػطل اإلغ ػػهؿ اليشػريوي ُيويبػػر مػػف بػػيف المةػػطلحهت‬
‫الحديرثة‪ ،‬ممه ييطلب يوييف حدوده ال هةلة ويمييزه عف غيره مف المةطلحهت المشهبية‪ ،‬ويوريػهً‬
‫مف حدوث رلط سوؼ ييـ يقسيـ الدراسة في ىذا المبحث عل النحو اآليي‪:‬‬

‫‪ ‬المطمب األول‪ :‬صور اإلغفنل التشريعي‪.‬‬

‫‪ ‬المطمب الثنني‪ :‬تمييز اإلغفنل التشريعي عن غيره من المصطمحنت المشنيية‪.‬‬

‫المطمب األول‬
‫صور اإلغفنل التشريعي‬
‫ييرذ اإلغ هؿ اليشريوي في الينظيـ القػهنوني للمو ػوعهت اليػي يوردىػه الدسػيور بمػه فػي‬
‫ذلؾ الحقوؽ والحريػهت الوهمػة ةػورييف‪ ،‬األولػ ىػي اإلغ ػهؿ النلػي‪ ،‬والرثهنيػة ييمرثػؿ فػي اإلغ ػهؿ‬
‫الجز ي‪ ،‬وذلؾ عل النحو اآليي‪:‬‬

‫الفرع األول‬
‫اإلغفنل الكمي‬
‫ُيويبر قه ي المحنمة الدسيورية بىلمهنيه ‪ Wessel‬وؿ مف شػهر إلػ فنػرة اليمييػز بػيف‬
‫اإلغ ػػهؿ النلػػي واإلغ ػػهؿ اليش ػريوي الجز ػػي وذلػػؾ عػػهـ ‪1951‬ـ(‪ ،)1‬ويطلػػؽ ال قػػو عل ػ اإلغ ػػهؿ‬
‫اليشػ ػريوي النل ػػي مة ػػطل ا مين ػػهع اليشػ ػريوي و ا مين ػػهع ع ػػف اليشػ ػريه‪ ،‬ون ػػذلؾ ُيطل ػػؽ علي ػػو‬

‫(‪ )1‬شهده محمد ةالح عبد البديه‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.323‬‬

‫‪11‬‬
‫مةػػطل السػػنوت اليش ػريوي‪ ،‬و سػػنوت المشػػرع عػػف الينظػػيـ و السػػنوت اليش ػريوي‪ ،‬واإلغ ػػهؿ‬
‫اليشريوي النلي يوني ا نوداـ و الغيهب النلي للقهعدة القهنونية(‪.)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫فػ ف السػلطة‬ ‫واألةؿ نو طبقهً لمبد ال ةؿ بيف السلطهت الػذه يبنيػو موظػـ الدسػهيير‬
‫يجػػوز لسػػلطة‬ ‫اليشػريوية ىػػي ةػػهحبة ا ريةػػهص األةػيؿ وفقػهً لنةػػوص الدسػػيور‪ ،‬ومػف رثػػـ‬
‫يسيمد اريةهةيه مبهشرة مف الدسيور ف ي وض ممهرسة ىذا ا ريةهص إل سلطة رر إ‬
‫بنه ً عل نص ةري في الدسيور(‪.)3‬‬

‫ػػمف نط ػػهؽ الس ػػلطة اليقديري ػػة للمش ػػرع م ػػه ل ػػـ يل ػػزـ‬ ‫واألة ػػؿ ف س ػػنوت المش ػػرع يق ػػه‬
‫الدسػػيور المشػػرع بهليػػدرؿ‪ ،‬فهليػػدرؿ بهليش ػريه و عػػدـ اليػػدرؿ بػػو ويقريػػر مػػد الحهجػػة لليش ػريه‬
‫لينظػػيـ مو ػػوع مػػه و عػػدـ الحهجػػة إليػػو وا مينػػهع عػػف اليشػريه يوػػد مػػف ىػػـ رةػػه ص السػػلطة‬
‫اليقديريػػة للمشػػرع(‪ ،)4‬ويونػػي السػػلطة اليقديريػػة للمشػػرع بىنيػػه حريػػة المشػػرع فػػي اليػػدرؿ و عػػدـ‬
‫اليدرؿ في ينظيـ مو وع مويف‪ ،‬وارييهر وقت اليدرؿ‪ ،‬حرييو في الم ه لة وفػؽ سػس منطقيػة‬
‫بيف بدا ؿ ييزاحـ جميوهً عل يقديـ حلوؿ مريل ػة فػي المو ػوع الواحػد ويػدور جميويػه فػي إطػهر‬
‫المةػػلحة الوهمػػة ليريػػهر المشػػرع مػػف بينيػػه‪ ،‬قليػػه يقييػػداً للحقػػوؽ اليػػي ينظميػػه و عمقيػػه ايةػػه ً‬

‫(‪ )1‬سػػر حػػهرث عبػػد الن ػريـ الشػػهوه‪ ،‬رثػػهر اإلغ ػػهؿ اليشػريوي ورقهبػػة المحنمػػة ا يحهديػػة الوليػػه‪ ،‬د ارسػػة مقهرنػػة‪،‬‬
‫‪ ،2020‬الطبوة األول ‪ ،‬الوراؽ‪ ،‬ص‪.41‬‬
‫(‪ )2‬يػػنص المػػهدة (‪ )2‬مػػف القػػهنوف األسهسػػي ال لسػػطيني الموػػدؿ لوػػهـ ‪2003‬ـ ويودياليػػو ف‪ ":‬الشػػوب مةػػدر‬
‫سػهس مبػد ال ةػؿ بػيف السػلطهت‬ ‫السلطهت ويمهرسػيه عػف طريػؽ السػلطهت اليشػريوية والين يذيػة والق ػه ية علػ‬
‫عل الوجو المبيف في ىذا القهنوف األسهسػي‪ ،".‬والمػهدة (‪ )5‬مػف الدسػيور المةػره لوػهـ ‪2014‬ـ ويودياليػو علػ‬
‫سػػهس اليودديػػة السيهسػػية والحزبيػػة‪ ،‬واليػػداوؿ الس ػػلمي للس ػػلطة‪ ،‬وال ةػػؿ ب ػػيف‬ ‫ف‪" :‬يقػػوـ النظػػهـ السيهسػػي علػ ػ‬
‫ف‪" :‬الجميوريػػة‬ ‫السػلطهت واليػوازف بينيمػه‪ ،"...‬والمػػهدة (‪ )2‬مػف الدسػػيور البريغػهلي لوػػهـ ‪1976‬ـ ويودياليػو علػ‬
‫البريغهليػة دولػة ديمقراطيػة يقػوـ علػ حنػـ القػهنوف‪ ،‬وسػيهدة الشػوب‪ ،‬وعلػ اليوبيػر والينظػيـ علػ نحػو ديمق ارطػػي‬
‫يوػدده‪ ،‬وعلػ احيػراـ الحقػوؽ والحريػػهت األسهسػية و ػمهف ين يػػذىه علػ نحػػو فوػهؿ‪ ،‬وال ةػؿ بػػيف السػلطهت مػػه‬
‫اعيمهدىه عل بو يه البوض‪ ،"...‬وجه في ديبهجة الدسيور اليونسي لوهـ ‪2014‬ـ ف‪..." :‬السيهدة فييه للشوب‬
‫عبػػر اليػػداوؿ السػػلمي للسػػلطة عل ػ الحنػػـ بواسػػطة ا نيرهبػػهت الح ػرة وعل ػ مبػػد ال ةػػؿ بػػيف السػػلطهت واليػوازف‬
‫بينيه‪"...‬‬
‫(‪ )3‬عبد الوزيز محمد سهلمهف‪ ،‬رقهبة دسيورية القوانيف‪ ،‬الطبوة األول ‪ ،‬دار ال نر الوربي‪1995 ،‬ـ‪.‬‬
‫(‪ )4‬إينهس نهمؿ نمهؿ‪ ،‬حدود و وابط السلطة اليقديرية للمشرع و سػس الرقهبػة علييػه‪ ،‬طروحػة دنيػوراه‪ ،‬جهموػة‬
‫القهىرة ‪2016‬ـ‪ ،‬ص‪225‬‬

‫‪11‬‬
‫بغهي ػػهت اليشػ ػريه‪ ،‬دوف ف ي ػػرض علي ػػو طريقػ ػهً بذاي ػػو يج ػػب علي ػػو ايبهع ػػو(‪ ،)1‬فهلس ػػلطة اليقديري ػػة‬
‫للمشرع نمه عرفيه ال قيو ال رنسي بونيؿ ‪ Bockel‬بىنيه الحرية الممنوحة لسلطة مه في ممهرسػة‬
‫اريةهةيه(‪.)2‬‬

‫وفي ىذا اإلطهر ندت المحنمة الدسيورية الوليه المةرية عل السلطة اليقديرية للمشرع‬
‫فػػي اليػػدرؿ لينظػػيـ مو ػػوع موػػيف مػػه لػػـ يدعػػو المشػػرع الدسػػيوره إل ػ اليػػدرؿ لينظػػيـ حػػؽ مػػف‬
‫الحقوؽ‪ ،‬حيث ق ت بىف إقرار قهنوف و إةدار قرار بقهنوف فػي مو ػوع موػيف ىػو ممػه يسػيقؿ‬
‫السلطييف اليشريوية والين يذية بيقديره وفقهً ألحنهـ الدسيور(‪.)3‬‬

‫ومه يسليمنه بهلسلطة اليقديرية للمشرع في ىذا الجهنب‪ ،‬غير ف المسىلة مح وفة بػبوض‬
‫يقيةػر‬ ‫المرهطر‪ ،‬وذلؾ في حهؿ امينه المشرع بشنؿ نلي عف القيهـ بوظي يو اليشػريوية اليػي‬
‫عل ػ ػ المو ػ ػػوعهت اليػ ػػي طلبيػ ػػه الدسػ ػػيور وانمػ ػػه عل ػ ػ المو ػ ػػوعهت األرػ ػػر اليػ ػػي يػ ػػىيي نيػ ػػهج‬
‫وي ػ ػػدؽ األم ػ ػػر نرث ػ ػػر ف ػ ػػي نن ػ ػػؼ األنظم ػ ػػة‬
‫اليط ػ ػػورات السيهس ػ ػػية وا جيمهعي ػ ػػة والرثقهفي ػ ػػة وغيرى ػ ػػه‪ُ ،‬‬
‫الديمقراطي ػػة غي ػػر المبهشػ ػرة‪ ،‬الي ػػي ييبنػ ػ س ػػلوب الح ػػؿ الش ػػوبي‪ ،‬وبهلي ػػهلي يس ػػيطيه الطبق ػػة‬
‫المحنومة ال غط عل البرلمهف للقيهـ بدوره‪.‬‬

‫ومػػف األمرثلػػة البػػهرزة فػػي النظػػهـ القػػهنوني ال لسػػطيني عل ػ السػػنوت النلػػي للمشػػرع فػػي‬
‫ينظػػيـ المو ػػوعهت اليػػي ييطلبيػػه الدسػػيور‪ ،‬ىػػو عػػدـ قيػػهـ المشػػرع ال لسػػطيني ب ةػػدار قػػهنوف‬
‫يشػػنيؿ األح ػزاب السيهسػػية‪ ،‬يمهشػػيهً مػػه المػػهدة (‪ )1/26‬مػػف القػػهنوف األسهسػػي ال لسػػطيني اليػػي‬
‫ف‪" :‬لل لسطينييف حؽ المشهرنة في الحيهة السيهسية فراداً وجمهعػهت وليػـ علػ وجػو‬ ‫ينص عل‬
‫الرةوص الحقوؽ اآليية‪ -1 :‬يشنيؿ األحزاب السيهسية وا ن مهـ إلييه وفقهً للقهنوف‪ ،"...‬وذلؾ‬
‫نييجة الحهلة السيهسية القه مة‪.‬‬

‫(‪ )1‬مػػرواف محمػػد محػػروس المػػدرس‪ ،‬رقهبػػة الق ػػه الدسػػيوره عل ػ الة ػػيهغة اليش ػريوية‪ ،‬مجلػػة نليػػة القػػهنوف‬
‫النويييػػة الوهلميػػة‪ ،‬الوػػدد الرثػػهني‪ ،‬الجػػز األوؿ‪ ،‬مػػهيو ‪ ،2017‬ملحػػؽ رػػهص عػػف بحػػهث المػػديمر السػػنوه ال اربػػه‬
‫بونواف "القهنوف‪ ...‬داة لإلةالح واليطوير"‪ ،‬ص‪ ،507-506‬مشهر إليو لػد شػهده محمػد ةػالح عبػد البػديه‪،‬‬
‫المرجه السهبؽ ص‪.58‬‬
‫(‪ )2‬عبػػد المجيػػد إب ػراىيـ سػػليـ‪ ،‬السػػلطة اليقديريػػة للمشػػرع‪ ،‬د ارسػػة مقهرنػػة‪ ،‬بػػدوف طبوػػة‪ ،‬دار الجهموػػة الجديػػدة‪،‬‬
‫اإلسنندرية‪ -‬مةر‪2010 ،‬ـ ص‪273‬‬
‫(‪ )3‬حنـ المحنمة الدسيورية الوليه المةرية في الق ية رقـ ‪ 7‬لسػنة ‪" 14‬منهزعػة ين يػذ"‪ ،‬جلسػة ‪،1993/6/19‬‬
‫انظ ػ ػػر الموق ػ ػػه اإللنيرون ػ ػػي للمحنم ػ ػػة الم ػ ػػذنورة‪ https://www.sccourt.gov.eg :‬يوقي ػ ػػت وي ػ ػػهريخ الزي ػ ػػهرة‪:‬‬
‫‪5:25‬ص‪ ،‬مف يوـ الرميس ‪2022/4/7‬ـ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫وعػػدـ قيهمػػو ب ةػػدار قػػهنوف حقػػوؽ نبػػهر السػػف (الشػػيرورة) إعمػػه ً للمػػهدة (‪ )1/22‬مػػف‬
‫ف‪" :‬يػػنظـ القػػهنوف رػػدمهت اليػػىميف ا جيمػػهعي‬ ‫القػػهنوف األسهسػػي ال لسػػطيني اليػػي يػػنص عل ػ‬
‫والةحي وموهشهت الوجز والشيرورة‪."...‬‬

‫ف اإلغ هؿ اليشريوي النلي يقه عند عدـ قيهـ المشرع بهليدرؿ لينظيـ حد‬ ‫وعليو يي‬
‫المو وعهت اليي ييطلبيه الدسيور‪.‬‬

‫الفرع الثنني‬
‫اإلغفنل التشريعي الجزئي‬
‫ويطل ػ ػػؽ علي ػ ػػو اإلغ ػ ػػهؿ اليشػ ػ ػريوي النس ػ ػػبي و القة ػ ػػور اليشػ ػ ػريوي ( و القة ػ ػػور ف ػ ػػي‬
‫ُ‬
‫الينظيـ)(‪ ،)1‬ونظ اًر ألننػه عر ػنه لم يػوـ ويوري ػهت اإلغ ػهؿ اليشػريوي الجز ػي فػي المبحػث األوؿ‬
‫مػػف ال ةػػؿ األوؿ‪ ،‬ف ػ ف الد ارسػػة سػػوؼ يومػػد إل ػ يحديػػد وجػػو الشػػبو وا رػػيالؼ بػػيف اإلغ ػػهؿ‬
‫اليشريوي الجز ي والسنوت اليشريوي (اإلغ هؿ النلي) وذلؾ لليمييز بينيمه‪.‬‬

‫إف وجو اليشهبو بينيمه ينمف في ف نالً منيمػه يػرد علػ اليػزاـ المشػرع بينظػيـ مو ػوع‬
‫مف المو وعهت الواردة في الدسيور‪ ،‬فيمػه عػدا ذلػؾ فػ ف وجػو ا رػيالؼ بينيمػه ينمػف فػي عػدة‬
‫نواح (‪.)2‬‬

‫ومف النهحية األول ف ف اإلغ هؿ اليشريوي الجز ي ينوف فيو المشرع قد ينهوؿ المو وع‬
‫محؿ الينظيـ بةورة قهةرة و عل نحو منقوص‪ ،‬مه السػنوت اليشػريوي (اإلغ ػهؿ النلػي) ف نػو‬
‫يينهوؿ المشرع حد المو وعهت بهلينظيـ مف األسهس بهلرغـ مف اليزامو دسػيوريهً‬ ‫ينوف عندمه‬
‫بذلؾ(‪.)3‬‬

‫ومػف النهحيػػة الرثهنيػػة فػ ف مسػػلؾ المشػػرع بةػدد السػػنوت اليشػريوي (اإلغ ػػهؿ النلػػي) ُيوػػد‬
‫مسلنهً إراديػهً بحسػب األةػؿ‪ ،‬بينمػه مسػلؾ المشػرع بةػدد اإلغ ػهؿ اليشػريوي الجز ػي ىػو بحسػب‬
‫األةؿ غير إراده(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬سيهـ ةديؽ‪ ،‬بحث‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫(‪ )2‬جواىر الوهدؿ الوبد الرحمف‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.44‬‬
‫(‪ )3‬جهبر محمػد حجػي‪ ،‬السيهسػة الق ػه ية للمحنمػة الدسػيورية الوليػه‪ ،‬د ارسػة مقهرنػة ‪ -‬طروحػة دنيػوراه‪ ،‬الطبوػة‬
‫األول ‪ ،‬دار الني ة الوربية‪2012 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.410‬‬
‫(‪ )4‬جواىر الوهدؿ عبد الرحمف‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.45‬‬

‫‪11‬‬
‫ومف النهحية الرثهلرثة يريلػؼ اإلغ ػهؿ اليشػريوي الجز ػي عػف السػنوت اليشػريوي (اإلغ ػهؿ‬
‫النلػػي) مػػف حيػػث مػػد الر ػػوع للرقهبػػة الدسػػيورية مػػف قبػػؿ الق ػػه ‪ ،‬فػ ذا نػػهف يمنػػف القػػوؿ بػػىف‬
‫اإلغ هؿ اليشريوي الجز ي ير ه لرقهبة الق ه الدسيوره‪ ،‬ويجد سهسو فػي مبػد سػمو الدسػيور‬
‫والذه يوني علو القواعد الدسيورية عل غيرىه مف القواعد القهنونيػة المطبقػة فػي الدولػة‪ ،‬و ف ه‬
‫يشػريه يةػػدره الدولػػة يجػػب ف ينػوف مطهبقػهً للدسػػيور‪ ،‬ىػػذا إلػ جهنػػب حمهيػػة الحقػػوؽ والحريػػهت‬
‫ف السنوت اليشريوي و مه يسميو ال قػو بهإلغ ػهؿ النلػي‬ ‫اليي ورد النص علييه في الدسيور‪ ،‬إ‬
‫يوجد ةلة بػيف الحهجػة إلػ اليشػريه‬ ‫ليس مدعهة لرقهبة المشرع مف قبؿ الق ه الدسيوره‪ ،‬إذ‬
‫وبيف دسيورييو(‪.)1‬‬

‫والقػػوؿ بػػذلؾ ‪-‬اميػػداد الرقهبػػة عل ػ السػػنوت اليش ػريوي و اإلغ ػػهؿ النلػػي‪ -‬يونػػي حلػػوؿ‬
‫القه ي الدسيوره محػؿ السػلطة اليشػريوية فػي يقػدير نرثيػر مػف األمػور‪ ،‬وليػه مػد الحهجػة إلػ‬
‫رورة ىذا اليشريه‪ ،‬ورثهلرثيه يقدير الظروؼ المال مة لةػدور اليشػريه ‪...‬‬ ‫اليشريه‪ ،‬ورثهنييه مد‬
‫إلخ‪ ،‬وىذه األمور مف رص سمهت السلطة اليقديرية للمشرع(‪.)2‬‬

‫ويوبر ال قو عمػه ييميػه بػو المشػرع مػف سػلطة يقديريػة فػي ىػذا الشػىف بحريػة المشػرع فػي‬
‫ُ‬
‫يقػػدير مال مػػة يدرلػػو‪ ،‬واليػػي يونػػي ف للمشػػرع سػػلطة اليػػدرؿ لينظػػيـ ه مو ػػوع يػػر ينظيمػػو‬
‫يشريه‪ ،‬نمه لو ف يمينه عف اليدرؿ‪ ،‬ف ذا مه قدر المشرع اليدرؿ نهف لو حريػة ارييػهر‬ ‫بمقي‬
‫الوقػػت المنهسػػب إلق ػرار يش ػريوو‪ ،‬دوف ف ينػػوف ىنػػهؾ مػػه يلزمػػو قهنون ػهً بهليػػدرؿ و يحديػػد وقػػت‬
‫يدرلو(‪.)3‬‬

‫ف نطهؽ رقهبيو عل دسػيورية القػوانيف ييحػدد‬ ‫وفي فرنسه اسيقر المجلس الدسيوره عل‬
‫يػدرؿ فػي نطػهؽ‬ ‫مف رػالؿ مطهبقػة الػنص اليشػريوي المطوػوف فيػو ألحنػهـ الدسػيور‪ ،‬ومػف رثػـ‬
‫ػػمف عنهةػػرىه اليحقػػؽ مػػف سػػالمة اليقػػديرات اليػػي يجرييػػه المشػرع بشػػىف‬ ‫ىػػذه الرقهبػػة و يػػدرؿ‬
‫مد الحهجة إل اليشريه ومال ميو‪ ،‬فيلؾ مسىلة يسػيقؿ المشػرع بيقػديرىه‪ ،‬وينػوف يقػديره فػي ىػذا‬

‫(‪ )1‬شهده محمد ةالح عبد البديه‪ ،‬المرجه سهبؽ‪ ،‬ص‪.324‬‬

‫(‪ )2‬ىهلػػة محمػػد طػري ‪ ،‬حػػدود سػػلطة المشػػرع المةػػره فػػي ينظػػيـ الحقػػوؽ والحريػػهت الوهمػػة وال ػػمهنهت المقػػررة‬
‫لممهرسييه‪ ،‬رسهلة دنيوراه‪ ،‬جهموة القهىرة‪ ،‬بدوف طبوة‪ ،‬دار الني ة الوربية‪ ،2011 ،‬ص‪.257‬‬
‫(‪ )3‬رث ػػروت عب ػػد الو ػػهؿ حم ػػد‪ ،‬ح ػػدود رقهب ػػة المش ػػروعية والمال م ػػة ف ػػي ق ػػه الدس ػػيورية‪ ،‬الطبو ػػة األولػ ػ ‪ ،‬دار‬
‫الني ة الوربية‪ ،1999 ،‬ص‪.24-23‬‬

‫‪12‬‬
‫الشػػىف بمنػػى عػػف يػػة رقهبػػة ق ػػه ية‪ ،‬ذلػػؾ ف نةػػوص الدسػػيور يي ػػمف مػػه ُيرػػوؿ المجلػػس‬
‫الدسيوره سلطة مراجوة المشرع في يقديره و ف يحؿ يقديره محؿ يقدير المشرع(‪.)1‬‬

‫ومػػف جهنبيػػه حرةػػت المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه المة ػرية منػػذ نشػػىييه عل ػ ا عي ػراؼ‬
‫للمشرع بهلسلطة اليقديرية‪ ،‬حيث جه في حػد حنهميػه ف‪" :‬إقػرار قػهنوف و إةػدار قػرار بقػهنوف‬
‫في مو وع مويف ىو ممه يسيقؿ السلطيهف اليشريوية والين يذية بيقديره وفقهً ألحنهـ الدسػيور‪ ،‬و‬
‫يجوز بهليهلي حمليه عل اليدرؿ في زمػف موػيف و علػ نحػو مػه‪ .‬نػذلؾ فػ ف قوودىػه عػف إقػرار‬
‫يويبػػر بمرثهبػػة عقبػػة قهنونيػػة يحػػوؿ بػػذاييه دوف إن ػػهذ األحنػػهـ‬ ‫ينظػػيـ يش ػريوي فػػي ىػػذا النطػػهؽ‬
‫الةهدرة في المسه ؿ الدسيورية وفر يه عل الموهر يف ل مهف النزوؿ علييه"(‪.)2‬‬

‫ويدورنن ل ُنشـنطر الحكـم القضـنئي سـنلف الييـنن فـي مسـ‪،‬لتين‪ ،‬األولـى تتعمـق يـنلجزء‬
‫األخير من الحكم‪ ،‬والذي اعتير أن القعود عن إقـرار تنظـيم تشـريعي فـي ىـذا النطـنق ل يعتيـر‬
‫يمثنية عقية قننونية تحول يذاتين دون إنفنذ األحكنم الصندرة في المسنئل الدسـتورية وفرضـين‬
‫عمـــى المعنرضـــين ليـــن لضـــمنن النـــزول عنيـــن‪ ،‬ويت‪،‬ســـس رأينـــن عمـــى أن العديـــد مـــن الحقـــوق‬
‫الدســتورية ل يمكــن إعمنليــن وتمكــين المـواطنين مــن ممنرســتين دون تحديــد الشــروط والكيفيــة‬
‫لممنرستين وجعمين موضع تطييق فعمي‪ ،‬إضنفة إلى الضمنننت والجزاءات الرامية إلى حمنيتين‪،‬‬
‫ومثنل عمى ذلك الحق في تشكيل األحزاب السينسية‪ ،‬فال يمكن تمتع المواطنين يو دون تحديد‬
‫الشروط والجية المننط يين تسجيل الحزب‪ ،‬وحظر التمويل الخنرجي وتينيين ألفكنر تتنـنفى مـع‬
‫الدستور‪ ،‬ودون تيينن المحنذير والضمنننت في ىذا الجننب‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ىي إفالت السكوت التشريعي الكمي‬ ‫أمن المس‪،‬لة الثننية والتي نؤيد فيين يعض الفقو‬
‫من رقنية القنضي الدستوري‪ ،‬وذلك ت‪،‬سيسـنً عمـى سـييين‪ ،‬األول أنـو مـن المصـمحة العنمـة أن‬
‫يقوم القنضي الدستوري يحث المشرع عمى القينم يوظيفتو‪ ،‬إضنفة إلى أنو عنـد قعـود المشـرع‬
‫عن تنظيم موضوعنت دستورية ىنمـة تحـت غطـنء السـمطة التقديريـة لممشـرع‪ ،‬التـي ل يجـوز‬
‫أن تصـــيح ســـمطة تحكميـــة تتمـــنىى وظيفتيـــن مـــع مصـــنلح ســـيد اليرلمـــنن (الحـــزب السينســـي‬
‫الحــنكم)‪ ،‬حيــث مــن المتصــور أن يمتنــع المشــرع يشــكل كمــي عــن تنظــيم موضــوعنت متصــمة‬
‫ينلمعنرضة السينسية‪ ،‬أو الحق في المشـنركة السينسـية لضـمنن الحفـنظ عمـى مصـنلح معينـة‪،‬‬

‫(‪ )1‬رثروت عبد الوهؿ حمد‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪21‬‬

‫(‪ )2‬حنـ المحنمة الدسيورية الوليه في الق ية رقـ (‪ )7‬لسنة (‪ )14‬ق ه ية‪ ،‬المرجه سهبؽ‬
‫(‪ )3‬عبد المجيد إبراىيـ سليـ‪ ،‬المرجه سهبؽ‪ ،‬ص‪ ،220‬وسر حهرث عبد النريـ‪ ،‬المرجه سهبؽ‪ ،‬ص‪.43‬‬

‫‪12‬‬
‫وفيمن يتعمق ينلسيب الثنني فإنو يقوم عمى الفرض اآلتي‪ :‬لو أن رقنية القضنء الدستوري عمى‬
‫الســكوت التشــريعي الكمــي لمموضــوعنت الدســتورية تُعــد تجــنو ازً لميــدأ الفصــل يــين الســمطنت‬
‫وحمولً لمقنضي الدستوري محل المشرع؛ فممنذا ل ُيطمق الحكم نفسـو عمـى القنضـي الدسـتوري‬
‫عندمن ييسط رقنيتو عمى مدى دستورية القوانين الصندرة عـن اليرلمـنن‪ ،‬ينعتيـنر ذلـك يتجـنوز‬
‫ميدأ الفصل يين السمطنت‪ ،‬كـون القضـنء الدسـتوري إحـدى جيـنت السـمطة القضـنئية‪ ،‬ويوقـف‬
‫النشنط التشريعي الذي يتعنرض مع الدستور‪.‬‬

‫وعميــو نــرى أنــو طنلمــن أوكــل الدســتور لمقنضــي الدســتوري ميمــة حمنيــة ميــدأ ســمو‬
‫الدستور وعموه عمى غيره من القوانين خنصة فيمن يتعمق ينلحقوق والحرينت العنمـة‪ ،‬والتـي ل‬
‫تتحقق عند فحص مدى انطينق التشريعنت مع الدسـتور فحسـب ومـن ثـم إسـقنط مـن يتعـنرض‬
‫منين معو‪ ،‬وانمن يواسطة مد رقنية القنضي الدستوري ليشمل تمكينو مـن تنييـو المشـرع لمقيـنم‬
‫يواجينتو وتنظيم كنفة الموضوعنت التي يتطميين الدستور إعمنلً لألحكنم الواردة فيو؛ فـإن مـن‬
‫األىمية يمكنن أن يتم منح القنضي الدستوري صالحية الرقنيـة عمـى اإلغفـنل التشـريعي الكمـي‬
‫في حنل وقع إزاء أحد الموضوعنت التي يتطميين الدستور‪.‬‬

‫‪11‬‬
 ‫المطمب الثنني‬
‫تمييز اإلغفنل عن غيره من المصطمحنت المشنيية‬
‫ييميػػز اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي عػػف غي ػره مػػف المةػػطلحهت اليػػي قػػد يُرثيػػر الرلػػط بينيػػه وبػػيف‬
‫اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي‪ ،‬مرثهليػػه عػػدـ ا ريةػػهص السػػلبي للمشػػرع‪ ،‬واإلغ ػػهؿ الدسػػيوره‪ ،‬األمػػر الػػذه‬
‫سوؼ نور و عل النحو اآليي‪:‬‬

‫الفرع األول‬
‫عدم الختصنص السميي لممشرع‬
‫ويويبػر وؿ مػف اسػيردمو‬ ‫يوبير فرنسيهً بهألسػهس‪ُ ،‬‬
‫اً‬ ‫ُيود عدـ ا ريةهص السلبي للمشرع‬
‫ال قيػػو ال رنس ػػي "ج ػػهف ري ي ػػرو" بمنهس ػػبة يوليق ػػو علػ ػ بو ػػض حن ػػهـ المجل ػػس الدس ػػيوره الميولق ػػة‬
‫(‪)1‬‬
‫نػو يرلػي البرلمػهف ‪ -‬يننػره‬ ‫ويوػرؼ علػ‬
‫بممهرسة السلطة اليشػريوية ريةهةػيه اليشػريوي ‪ُ ،‬‬
‫و ينهزلو ‪ -‬عف اريةهةو اليشريوي نمه حددييه القواعد الدسيورية‪ ،‬لغيره مف السلطهت(‪.)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫حينمػه ييرلػ السػلطة اليشػريوية عػف‬ ‫وييمرثؿ حه ت عدـ ا ريةهص السلبي للمشرع‬
‫ممهرسة اريةهةيه للسلطة الين يذية‪ ،‬في حهلييف‪:‬‬

‫‪ ‬الحهلة األول ييمرثؿ في إفراط السلطة اليشريوية في اإلحهلة للسلطة الين يذيػة‪ ،‬إذ يجػب علػ‬
‫الين يذيػػة للق ػوانيف اليػػي ُيقرىػػه ف يليػػزـ‬ ‫المشػػرع حينمػػه يػػدعو السػػلطة الين يذيػػة لو ػػه الل ػوا‬
‫بهل وابط الدسيورية اليي يحدد قواعد ا ريةهص‪ ،‬فال يينهزؿ و ييرؾ األمر برميػو للسػلطة‬
‫الين يذية بذريوة ين يذ القهنوف‪.‬‬

‫‪ ‬الحهلػػة الرثهنيػػة ينػػوف فػػي يسػػهم المشػػرع مػػه يػػدرالت السػػلطة الين يذيػػة فػػي مجػػه ت ان ػراده‬
‫بهليشريه في وقهت ال رورة و الظروؼ ا سيرثنه ية‪.‬‬

‫واألةػػؿ ف اإلحهلػػة اليش ػريوية إل ػ السػػلطة الين يذيػػة مػػر لػػو مبر اريػػو الومليػػة‪ ،‬و سػػيمه‬
‫عندمه يلجى البرلمهف لو ه البنيهف األسهسي للقػهنوف وقواعػده المو ػوعية يهرنػهً ينظػيـ الي هةػيؿ‬
‫ظيػػور مػػه يوػػرؼ بػػه ن راد اليشػريوي‬ ‫واإلجػ ار ات للسػػلطة الال حيػػة‪ ،‬وىػػذه الحهلػػة يمرثػػؿ حػػد نيػػه‬
‫الينميليػػة)‬ ‫الةػػهدرة عػػف السػػلطة الين يذيػػة و مػػه يسػػم (اللػوا‬ ‫يمػػس اللػوا‬ ‫ف‬ ‫النسػبي علػ‬

‫(‪ )1‬عيد حمد الغ لوؿ‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.43‬‬

‫(‪ )2‬عيد حمد الغ لوؿ‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.50‬‬
‫(‪ )3‬شهده محمد ةالح عبد البديه‪ ،‬المرجه سهبؽ ص‪.327-326‬‬

‫‪11‬‬
‫البنيهف األسهسي للقهنوف و جوىر القهنوف‪ ،‬و سيمه إذا نهف يي مف ينظيـ الحقوؽ والحريهت و‬
‫يجػ ػريـ األفو ػػهؿ ويحدي ػػد الوقوب ػػهت الجنه ي ػػة‪ ،‬وبر ػػالؼ ذل ػػؾ ‪ -‬ه إذا ج ػػرت اإلحهل ػػة رالفػ ػهً لي ػػذه‬
‫ال وابط المحددة بموجب الدسيور‪ُ ،-‬يود البرلمهف ميرليهً عف اريةهةو اليشريوي‪ ،‬ولػذلؾ نجػد‬
‫ف جهنبهً مف ال قو ال رنسي اعيبػر موافقػة ع ػه البرلمػهف علػ ي ػويض ا ريةػهص اليشػريوي‬
‫إل الحنومة و سلطة رر غير الحنومة رهرج إطهر اإلج ار ات الواردة في الدسيور في المهدة‬
‫(‪)1‬‬
‫ػػمف للمػ ػواطف قي ػػهـ ممرثلي ػػو ف ػػي البرلم ػػهف‬ ‫من ػػو يحدي ػػداً غي ػػر دس ػػيوره‪ ،‬ألف الدس ػػيور‬ ‫(‪)38‬‬
‫يمنف ف يحدث مف قبؿ السلطة‬ ‫بمنهقشة المسه لة اليهمة منهقشة علنية قبؿ يشريويه‪ ،‬وىذا مه‬
‫الين يذيػػة‪ ،‬فػػي حػػيف يبنػ مجلػػس الدولػػة ال رنسػػي فػػي حنمػػو الةػػهدر عػػهـ ‪1961‬ـ ره م ػػوض‬
‫الحنومػػة ‪ KAHN‬الػػذه اعيبػػر الي ػػويض يػػىيي رػػهرج إطػػهر الحػػه ت واإلج ػ ار ات المنةػػوص‬
‫علييه في المهدة (‪ )38‬مف دسيور ‪1958‬ـ(‪.)2‬‬

‫مػػه المجلػػس الدسػػيوره ال رنسػػي فقػػد ةػػدر الوديػػد مػػف األحنػػهـ بوػػدـ دسػػيورية نةػػوص‬
‫يشريوية ألنيه فرطت بهإلحهلة اليشريوية لينظيـ بوػض المسػه ؿ األسهسػية اليػي ي يػرض ينظيميػه‬
‫في القهنوف إل جية رر ‪ ،‬منيه حنمو الةهدر بيهريخ ‪1982/1/16‬ـ‪ ،‬في ق ية اليىميمهت إذ‬
‫داف المجلس الدسيوره البرلمهف ألنو سف قهنوف اليىميـ ووافؽ عليو في ‪ ،1981/12/18‬بهلنظر‬
‫ن ػػو ي ػػمف إحهل ػػة يش ػريوية إلػ ػ األجيػ ػزة المنل ػػة ب ػ دارة الش ػػرنهت الوطني ػػة ليحدي ػػد القواع ػػد‬ ‫إل ػ‬
‫الميولقػػة برةرةػػة بوػػض شػػرنهت القطػػهع الوػػهـ‪ ،‬ميرلي ػهً عػػف ممهرسػػة اريةهةػػو اليش ػريوي‬
‫(‪)3‬‬
‫الي ػػي ح ػػددت المج ػػهؿ المحج ػػوز للبرلم ػػهف‪ ،‬إذ إف ينظػػػيـ‬ ‫المنة ػػوص علي ػػو ف ػػي الم ػػهدة (‪)34‬‬
‫المسػ ػػه ؿ الميولقػ ػػة بهلملنيػ ػػة ورةرةػ ػػة شػ ػػرنهت القطػ ػػهع الوػ ػػهـ يػ ػػدرؿ ف ػ ػي نطػ ػػهؽ اريةهةػ ػػو‬

‫ف‪" :‬يج ػػوز للحنوم ػػة ف يطل ػػب‬ ‫(‪ )1‬ي ػػنص الم ػػهدة (‪ )38‬م ػػف الدس ػػيور ال رنس ػػي لو ػػهـ ‪ 1958‬ويوديالي ػػو‪ ،‬علػ ػ‬
‫ي وي هً مف البرلمػهف لمػدة محػددة‪ ،‬يرػهذ اإلجػ ار ات بموجػب المرسػوـ‪ ،‬واليػي يػدرؿ عػهدةً فػي نطػهؽ اريةػهص‬
‫القهنوف‪ ،‬وذلؾ مف جؿ ين يذ برنهمجيه‪"...‬‬
‫(‪ )2‬عيد حمد الغ لوؿ‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.212‬‬
‫ف‪" :‬ييبن ػ مجلسػػه البرلمػػهف الق ػ اررات‬ ‫(‪ )3‬يػػنص المػػهدة (‪ )34‬مػػف الدسػػيور ال رنسػػي لوػػهـ ‪ 1958‬يودياليػػو عل ػ‬
‫وفػػؽ الشػػروط اليػػي يحػػددىه القػػهنوف األسهسػػي‪ .‬إف ه مشػػروع ق ػرار‪ ،‬يويبػػر الحنومػػة يبنيػػو و رف ػػو ق ػػية رثقػػة‬
‫فييػه‪ ،‬و يحيػػوه علػ إيوػػهز للحنومػة‪ُ ،‬يػرفض و يػيـ ذنػره فػي جػػدوؿ األعمػهؿ"‪ .‬نمػػه يػنص المػػهدة (‪ )2/47‬مػػف‬
‫القهنوف األسهسي ال لسطيني الموػدؿ لوػهـ ‪2003‬ـ ويودياليػو علػ ف‪ " :‬بمػه ييوػهرض مػه حنػهـ ىػػذا القػهنوف‬
‫ييػػول المجلػػس اليش ػريوي ميهمػػو اليش ػريوية والرقهبيػػة عل ػ الوجػػو المبػػيف فػػي نظهمػػو الػػدارلي‪ ."...‬ويػػنص المػػهدة‬
‫ف‪" :‬ييػػول مجلػػس النػواب سػػلطة اليش ػريه‪ ،‬واق ػرار‬ ‫(‪ )101‬مػػف الدسػػيور المةػػره لوػػهـ ‪2014‬ـ ويودياليػػو عل ػ‬
‫السيهسة الوهمة للدولة‪"...‬‬

‫‪11‬‬
‫المحجػػوز و يجػػوز للبرلمػػهف الينةػػؿ منػػو‪ ،‬و الينػػهزؿ عنػػو ألنػػو يبقػ مسػػدو ً عػػف ذلػػؾ بموجػػب‬
‫ىذه المهدة(‪.)1‬‬

‫وبهلنسػػبة للو ػػه فػػي مةػػر فقػػد عرفػػت المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه ىػػذه الةػػور‪ ،‬واسػػيقر‬
‫ق ػػهدىه عل ػ إدانػػة مسػػلؾ المشػػرع بيرليػػو و ينهزلػػو عػػف مبهش ػرة اريةهةػػو اليش ػريوي للسػػلطة‬
‫الين يذية في غير الحه ت المقررة قهنونهً‪ ،‬فول سبيؿ المرثػهؿ حنميػه فػي الق ػية رقػـ ‪ 243‬لسػنة‬
‫‪ 21‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬والة ػػهدر ف ػػي جلس ػػة ‪2000/11/4‬ـ بش ػػىف حري ػػة الينق ػػؿ‪ ،‬وال ػػذه ق ػػت في ػػو بو ػػدـ‬
‫دسيورية نػص المػهدة (‪ )11‬مػف قػرار ر ػيس الجميوريػة بهلقػهنوف رقػـ (‪ )97‬لسػنة ‪1959‬ـ‪ ،‬واليػي‬
‫نػػو‪" :‬يجػػوز بقػرار مػػف وزيػػر الدارليػػة ألسػػبهب ىهمػػة يقػػدرىه رفػػض مػػن ج ػواز‬ ‫نهنػػت يػػنص عل ػ‬
‫السػ ر و يجديػػده‪ ،‬نمػػه يجػػوز لػػو سػػحب الجػواز بوػػد إعطه ػػو"‪ ،‬حيػػث يةػػدت المحنمػػة الدسػػيورية‬
‫بموجب ىػذا الحنػـ ليرلػي المشػرع عػف اريةهةػو لةػهل السػلطة الين يذيػة يحػت سػيهر الينظػيـ‬
‫اليشريوي واسيردمت عبهرة (اليسلب مف ا ريةػهص) لليوبيػر عػف ذلػؾ‪ ،‬و قهمػت ق ػه ىه علػ‬
‫ف المشػػرع وبمنهسػػبة ينظيمػػو ليػػذا‬ ‫ف الدسػػيور جوػػؿ ينظػػيـ حريػػة الينقػػؿ للسػػلطة اليش ػريوية‪ ،‬إ‬
‫الحؽ يرؾ لال حة يحديد شروط واج ار ات من جواز الس ر للمواطنيف مرهل هً بذلؾ الدسيور(‪.)2‬‬

‫مه بهلنسبة للق ه الدسيوره في فلسطيف ف ف البهحث في حدود علمو وبحرثو للمسىلة لـ‬
‫يرةػػد حنهمػهً ةػػدرت بشػػىف فنػرة عػػدـ ا ريةػػهص السػػلبي للمشػػرع‪ ،‬سػوا عػػف المحنمػػة الوليػػه‬
‫بة ييه الدسػيورية‪ ،‬و المحنمػة الدسػيورية الوليػه اليػي يػـ يشػنيليه فػي الوػهـ ‪2016‬ـ‪ ،‬وقػد ينػوف‬
‫مرد ذلؾ حدارثة اليجربة الدسيورية ال لسطينية مقهرنة بغيرىه مف الدوؿ األرر ‪.‬‬

‫مه فيمه ييولؽ بىوجو اليمييز بيف فنػرة عػدـ ا ريةػهص السػلبي للمشػرع وفنػرة اإلغ ػهؿ‬
‫اليشريوي الجز ي‪ ،‬فمف النهحية األول ف ف عدـ ا ريةهص السلبي للمشرع يوني مرهل ة مسلؾ‬
‫المشرع لقواعد ا ريةهص المحػددة فػي الدسػيور‪ ،‬بهعيبػهره يرلػ عػف مبهشػرة اريةهةػو و سػند‬
‫المو وع برميو إل سلطة رر غير مريةػة دوف سػند مػف الدسػيور‪ ،‬بينمػه اإلغ ػهؿ اليشػريوي‬
‫يون ػػي ف المش ػػرع ير ػػهلؼ قواع ػػد ا رية ػػهص الرثهبي ػػة ف ػػي الدس ػػيور‪ ،‬وانم ػػه بهش ػػر اريةهة ػػو‬
‫نػػو غ ػػؿ جهنب ػهً موين ػهً مػػف‬ ‫بن سػػو‪ ،‬غيػػر ف مبهش ػريو ريةهةػػو جػػه ت منقوةػػة بػػهلنظر إل ػ‬
‫جوانب المو وع محؿ الينظيـ(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬عيد حمد الغ لوؿ‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.214‬‬

‫(‪ )2‬منشور في الموقه الرسمي للمحنمة الدسيورية الوليه المةرية‪. /https://www.sccourt.gov.eg :‬‬
‫(‪ )3‬عبد الح يظ الشيمي‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.24‬‬

‫‪11‬‬
‫وفي ىذا السيهؽ عبر جهنب رر مف ال قػو عػف ا رػيالؼ بػيف م يػوـ نػؿ مػف ال نػرييف‬
‫بػػهلقوؿ‪ :‬إف عػػدـ ا ريةػػهص السػػلبي للمشػػرع يػػىيي عنػػدمه ُيسػػند الدسػػيور ينظػػيـ مو ػػوع مػػف‬
‫المو ػوعهت إلػ السػلطة اليشػريوية‪ ،‬ف ػي ىػذه الحهلػة يجػب ف ييػول ينظػيـ ىػذا المو ػوع عػف‬
‫طريؽ إةػدار يشػريه ينظمػو بةػورة مبهشػرة‪ ،‬و ييػول علػ األقػؿ ينظػيـ طػره الوهمػة ورطوطػو‬
‫الوري ػػة وعنهة ػره الر يس ػة‪ ،‬ف ػ ذا لػػـ ييػػول السػػلطة اليش ػريوية ىػػذا الينظػػيـ و حهليػػو برميػػو إل ػ‬
‫السلطة الين يذيةي ف ف ىذا ُيود يسلبهً مف اريةهص نػهط الدسػيور مبهشػريو ليػه‪ ،‬وىػذا مػر مغػهير‬
‫يمهمػ ػهً ل نػ ػرة اإلغ ػػهؿ اليشػ ػريوي الجز ػػي ال ػػذه يي ػػول في ػػو المش ػػرع ينظ ػػيـ المو ػػوع‪ ،‬لن ػػف ي ػػىيي‬
‫ينظيمو قهة اًر وغير منيمؿ مف نهفة جوانبو(‪.)1‬‬

‫ومف نهحية رثهنية ف ف مسلؾ المشػرع بةػدد فنػرة عػدـ ا ريةػهص السػلبي ُيويبػر مسػلنهً‬
‫إراديهً بحسب األةؿ‪ ،‬بينمه مسلؾ المشرع بةدد اإلغ هؿ اليشريوي الجز ي بحسب األةػؿ غيػر‬
‫إراده(‪.)2‬‬

‫ومف نهحية رثهلرثة ف ف األسهس القهنوني للرقهبة الدسيورية عل نؿ مف اإلغ ػهؿ اليشػريوي‬
‫الجز ي وعدـ ا ريةهص السػلبي للمشػرع لػيس واحػداً‪ ،‬فبهلنسػبة ل نػرة عػدـ ا ريةػهص السػلبي‬
‫نجػػد ف سػػهس الرقهبػػة علييػػه ىػػو مبػػد ا ن ػراد اليشػريوي بمسػػه ؿ موينػػة‪ ،‬ومػػف رثػػـ مرهل ػػة لقواعػػد‬
‫ا رية ػػهص إذا م ػػه ي ػػرؾ الق ػػهنوف ى ػػذه المو ػػوعهت للس ػػلطة الال حي ػػة(‪ ،)3‬ف ػػي ح ػػيف ف س ػػهس‬
‫الرقهبة عل اإلغ هؿ اليشريوي ييمرثؿ فػي مرهل ػة اليشػريه لمبػد سػمو الدسػيور وعلػوه مػف جهنػب‪،‬‬
‫ومرهل ة ال مهنهت اليي ىيىىه الدسيور لحمهية الحقوؽ والحريهت الوهمة مف جهنب رر(‪.)4‬‬

‫ومف نهحية رابوة فػ ف فنػرة عػدـ ا ريةػهص السػلبي للمشػرع يُوػد مػف الويػوب الرهرجيػة‬
‫لليشػريه‪ ،‬وييمرثػػؿ فػػي مرهل ػػة قواعػػد ا ريةػػهص المنةػػوص علييػػه فػػي الدسػػيور‪ ،‬وييريػػب عل ػ‬
‫رثبويي ػػه الق ػػه بو ػػدـ دس ػػيورية اليشػ ػريه المطو ػػوف في ػػو برميػ ػو لمرهل ي ػػو قهع ػػدة ش ػػنلية واردة ف ػػي‬

‫(‪ )1‬عبػػد الوزيػػز محمػػد سػػهلمهف‪ ،‬رقهبػػة اإلغ ػػهؿ فػػي الق ػػه الدسػػيوره‪ ،‬مجلػػة الرقهبػػة الدسػػيورية‪ ،‬اليػػي ُيةػػدرىه‬
‫ايحهد المحهنـ والمجهلس الدسيورية الوربية‪ ،‬السنة الرثهنية‪ ،‬الوػدد الرثػهني‪ ،‬ينػهير ‪ ،2009‬ص‪- .205‬ىهلػة طػري ‪،‬‬
‫المرجه سهبؽ ص‪.256-255‬‬
‫(‪ )2‬عبد الح يظ الشيمي‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.24-23‬‬
‫(‪ )3‬عيد حمد الغ لوؿ‪ ،‬المرجه السهبؽ ص‪.38-37‬‬
‫(‪ )4‬عوض المر‪ ،‬المرجه السهبؽ ص‪.1416‬‬

‫‪11‬‬
 ‫(‪)1‬‬
‫لليشػريه‪ ،‬بػػؿ إنيػػه‬ ‫يمنػف ف نويبػػر اإلغ ػهؿ اليشػريوي مػػف الويػوب الرهرجيػػة‬ ‫الدسػيور‪ ،‬بينمػػه‬
‫مرهل ة ةريحة لم موف حد النةوص و بو يه‪ ،‬وييريب عل وجوده الق ه بوػدـ دسػيورية‬
‫مه غ ؿ المشرع بيهنو للمرهل ة المو وعية للدسيور(‪.)2‬‬

‫ويدند ق اررات المجلس الدسيوره ال رنسي وجية النظر السهبقة‪ ،‬بهعيبهر ف عػدـ اليحديػد‬
‫اليش ػريوي إنمػػه يرػػهلؼ الدسػػيور‪ ،‬ه م ػػموف الدسػػيور ولػػيس قواعػػد ا ريةػػهص‪ ،‬ومنيػػه ق ػ ارره‬
‫الة ػػهدر بو ػػدـ دس ػػيورية ح ػػد نة ػػوص الق ػػهنوف الميول ػػؽ بهليةػ ػ ية الق ػػه ية للش ػػرنهت ويوفي ػػؽ‬
‫ف المش ػػرع غ ػػؿ يحديػػد الجريمػػة ‪-‬جريم ػػة إرػػالؿ الموظػػؼ بواجب ػػهت‬ ‫و ػػهعيه‪ ،‬يىسيس ػهً عل ػ‬
‫الوظي ة‪ -‬بةورة وا ػحة بهلمرهل ػة لمبػد شػرعية الجػ ار ـ والوقوبػهت المنةػوص عليػو فػي المػهدة‬
‫(‪)3‬‬
‫مػػف إعػػالف حقػػوؽ اإلنسػػهف والم ػواطف لوػػهـ ‪1789‬ـ‪ ،‬حيػػث نػػهف ينبغػػي عل ػ المشػػرع ف‬ ‫(‪)8‬‬
‫يُرثير لبسهً في الي سير(‪.)4‬‬ ‫يحددىه يحديداً وا حهً بوبهرات محددة‬

‫و ندت عل األمر ن سو المحنمة الدسيورية الوليه المةرية‪ ،‬بموجب الحنـ الذه يق ي‬

‫بو ػػدـ دس ػػيورية ال قػ ػرة الرثهلرث ػػة م ػػف الم ػػهدة (‪ )26‬م ػػف ق ػػهنوف ينظ ػػيـ ىي ػػة ق ػػهيه الدولي ػػة الة ػػهدرة‬
‫بهلقهنوف رقـ (‪ )75‬لسنة ‪1963‬ـ‪ ،‬لمرهل ييػه حنػهـ الدسػيور‪ ،‬وذلػؾ فيمػه لػـ يي ػمنو مػف وجػوب‬
‫سػػمهع ق ػواؿ الو ػػو المحػػهؿ إل ػ اليحقيػػؽ(‪ ،)5‬وحنميػػه الةػػهدر بوػػدـ دسػػيورية المػػهدة (‪ )13‬مػػف‬
‫قهنوف حمهيػة اآلرثػهر الةػهدر بهلقػهنوف رقػـ (‪ )117‬لسػنة ‪1983‬ـ لمرهل ييػه للمػهدييف (‪)34 ،32‬‬

‫ف القػػهنوف يقػػوـ عل ػ نػػوعيف مػػف األرنػػهف‪ ،‬فهألرنػػهف‬ ‫ف ىنػػهؾ مػػف ال قػػو مػػف يػػر إل ػ‬ ‫(‪ )1‬يجػػدر اإلشػػهرة إل ػ‬
‫الرهرجية للقهنوف يينوف مف رنني ا ريةهص والشنؿ‪ ،‬مه األرنهف الدارلية للقهنوف ف نيه يقوـ عل رنف المحؿ‬
‫ورنف السبب ورنف الغهية‪ ،‬للمزيد انظر شهده محمد ةالح عبد البديه‪ ،‬المرجه سهبؽ‪ ،‬ص‪ 184‬ومه بودىه‪.‬‬
‫(‪ )2‬شهده محمد ةالح عبد البديه‪ ،‬المرجه سهبؽ‪ ،‬ص‪.329‬‬
‫ف‪" :‬يجػػب ف يػػنص‬ ‫(‪ )3‬يػػنص المػػهدة (‪ )8‬مػػف إعػػالف حقػػوؽ اإلنسػػهف والم ػواطف ال رنسػػي لوػػهـ ‪1789‬ـ‪ ،‬عل ػ‬
‫القػػهنوف فقػػط علػ الوقوبػػهت ال ػػرورية علػ وجػػو الدقػػة واليحديػػد و يجػػوز ف يوهقػػب حػػد إ طبقػهً لقػػهنوف نشػػى‬
‫وةدر قبؿ ارينهب الجريمة‪ ،‬ومطبؽ بطريقة شرعية"‪.‬‬
‫(‪ )4‬قرار ةهدر عػف المجلػس الدسػيوره ال رنسػي بيػهريخ ‪1985/1/18‬ـ‪ ،‬مشػهر إليػو لػد شػهده محمػد ةػالح‬
‫عبد البديه‪ ،‬مرجه سهبؽ ص‪.330‬‬
‫(‪ )5‬حنـ المحنمة الدسيورية الوليه في الق ية رقـ (‪ )162‬لسنة (‪ )19‬ؽ‪.‬د‪ ،‬جلسة ‪1998/3/7‬ـ‪ ،‬منشور عل‬
‫الموق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػه اإللنيرون ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي الرس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمي للمحنم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة الدس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيورية الولي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػه المةػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرية‪:‬‬
‫‪ ، https://www.sccourt.gov.eg/SCC/faces/PortalHome.jspx‬يوقيػ ػ ػ ػ ػػت ويػ ػ ػ ػ ػػهريخ الزيػ ػ ػ ػ ػػهرة ‪1:25‬‬
‫ةبهح يوـ الجموة الموافؽ ‪2022/4/8‬ـ‬

‫‪11‬‬
‫مف الدسيور اللييف ن ليه ةوف الملنية الرهةة‪ ،‬وذلؾ فيمه لـ يي ػمنو مػف يوػويض المهلػؾ عػف‬
‫اعيبهر ملنو رث اًر(‪.)1‬‬

‫ييبػػيف ممػػه يقػػدـ ف عػػدـ ا ريةػػهص السػػلبي للمشػػرع ير ػػه لرقهبػػة الق ػػه الدسػػيوره‬
‫بهعيبػػهره ُيرػػهلؼ رنػػف ا ريةػػهص‪ ،‬واألمػػر ن سػػو لويػػب اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي الػػذه ير ػػه نػػذلؾ‬
‫لرقهبة القه ي الدسيوره‪ ،‬غير ف األسهس الرقهبي ييمرثؿ في مرهل ة المشرع لمبد سمو الدسيور‬
‫وحمهية الحقوؽ والحريهت الوهمة‪.‬‬

‫الفرع الثنلث‬
‫اإلغفنل الدستوري‬
‫يقه اإلغ هؿ الدسيوره عنػد عػدـ قيػهـ المشػرع الدسػيوره بػ يراد الحػؽ فػي الدسػيور بشػنؿ‬
‫نلػػي‪ ،‬و إي ػراده بشػػنؿ جز ػػي‪ ،‬ومػػف مرثلػػة اإلغ ػػهؿ الدسػػيوره النلػػيي الحػػؽ فػػي الحةػػوؿ عل ػ‬
‫المولومػػهت‪ ،‬الػػذه لػػـ ييطلبػػو القػػهنوف األسهسػػي ال لسػػطيني‪ ،‬غيػػر نػػو ةػػب مػػف بػػيف الميطلبػػهت‬
‫الر يسة ليوزيز الش هفية والنزاىة بمدسسهت الدولة‪.‬‬

‫وع ػف مرثلػػة اإلغ ػػهؿ الدسػػيوره الجز ػػي نػػذنر الحػػؽ فػػي الةػػحة‪ ،‬حيػػث يُويبػػر المػػهدة‬
‫(‪ )22‬م ػػف الق ػػهنوف األسهس ػػي ال لس ػػطيني نهفي ػػة ل ػػمهنو‪ ،‬والػ ػزاـ المش ػػرع الو ػػهده بي ػػميف نهف ػػة‬
‫عنهةػر الحػػؽ فػػي الةػػحة فػي ينظيمػػو القػػهنوني‪ ،‬نػػهلجودة والمقبوليػة وسػػيولة الوةػػوؿ واليػوافر‪،‬‬
‫ف‪ -1 " :‬ينظـ القهنوف ردمهت اليىميف ا جيمهعي‪ ،‬والةػحي‪،‬‬ ‫حيث ينص المهدة المذنورة عل‬
‫وموهشػػهت الوجػػز‪ ،‬والشػػيرورة‪ -2 .‬رعهيػػة سػػر الشػػيدا واألسػػر ورعهيػػة الجرحػ والمي ػػرريف‬
‫والموػػهقيف واجػػب يػػنظـ القػػهنوف حنهمػػو‪ ،‬وين ػػؿ السػػلطة الوطنيػػة ليػػـ رػػدمهت اليولػػيـ واليػػىميف‬
‫الة ػػحي وا جيم ػػهعي"‪ ،‬وى ػػو م ػػه يون ػػي ف الحمهي ػػة الدس ػػيورية للح ػػؽ ف ػػي الة ػػحة يُويب ػػر غي ػػر‬
‫نهفية(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬حنػػـ المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه فػػي الق ػػية رقػػـ (‪ )182‬لسػػنة ‪ 19‬ؽ‪.‬د‪ ،‬جلسػػة ‪ ،1999/5/2‬منشػػور علػ‬
‫الموق ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػه اإللنيرون ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي الرس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمي للمحنم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة الدس ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيورية الولي ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػه المةػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرية‪:‬‬
‫‪ ، https://www.sccourt.gov.eg/SCC/faces/PortalHome.jspx‬يوقيػ ػ ػ ػ ػػت ويػ ػ ػ ػ ػػهريخ الزيػ ػ ػ ػ ػػهرة ‪1:40‬‬
‫ةبهح يوـ الجموة الموافؽ ‪2022/4/8‬ـ‬
‫(‪ )2‬ار ػػد ة ػػهل قن ػػديؿ‪ ،‬الحمهي ػػة الدس ػػيورية للح ػػؽ ف ػػي الة ػػحة‪ ،‬د ارس ػػة يحليلي ػػة‪ ،‬مجل ػػة جهمو ػػة اإلسػ ػ ار للول ػػوـ‬
‫اإلنسهنية‪ ،‬غزة‪ ،‬يوليو ‪2017‬ـ‪ ،‬الودد الرثهلث‪ ،‬ص‪ 69‬ومه بودىه‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ػ ػػمهنة ليميػ ػػه الم ػ ػواطنيف‬ ‫ويمرثػ ػػؿ إي ػ ػراد الحػ ػػؽ و الحريػ ػػة فػ ػػي الدسػ ػػيور بشػ ػػنؿ نهمػ ػػؿ‬
‫بممهرسػػييمه‪ ،‬ونػػذلؾ عنةػػر إل ػزاـ للمشػػرع الوػػهده بػػىف ُيػػنظـ الحػػؽ و الحريػػة عل ػ نحػػو غيػػر‬
‫منقوص ونهمؿ مف نهفة الجوانب اليي ينيمؿ ينظيميمه إ بيه‪.‬‬

‫ف‬ ‫ويشنؿ اإلغ هؿ الدسيوره ُمو لة حقيقية مهـ ال قو والق ه الدسػيوره‪ ،‬بػهلنظر إلػ‬ ‫ُ‬
‫الدسيور يقه عل عهيقو يجسػيد نهفػة اليوجيػهت اليػي يوينقيػه المجيمػه والنظػهـ السيهسػي‪ ،‬ونػذلؾ‬
‫يةػ ػػميـ الرطػ ػػوط الوري ػ ػػة للحقػ ػػوؽ والحريػ ػػهت الوهمػ ػػة ووظػ ػػه ؼ السػ ػػلطهت الوهمػ ػػة وحػ ػػدودىه‪،‬‬
‫وعالقيي ػػه ب ػػهلمحنوميف‪ ،‬وطبيو ػػة النظ ػػهـ السيهس ػػي الق ػػه ـ‪ ،‬فػ ػ ذا م ػػه غ ػػؿ بش ػػنؿ نل ػػي و جز ػػي‬
‫الحقوؽ والحريهت الوهمة في الدسيور فرثمة ةووبة في يدارؾ اإلغ هؿ مه لـ ييـ يوػديؿ الدسػيور‪،‬‬
‫وىو مه يةوب القيهـ بو في ظؿ الدسهيير الجهمدة‪.‬‬

‫ير ه لرقهبة القه ي‬ ‫غير ف ىذا النوع مف اإلغ هؿ الذه يقه فيو المشرع الدسيوره‬
‫الدسػػيوره‪ ،‬والسػػبب فػػي ذلػػؾ ف مبهش ػرة رقهبػػة الدسػػيورية ينػػوف مػػف رػػالؿ فحػػص مػػد مطهبقػػة‬
‫يم ػػن‬ ‫اليشػ ػريوهت م ػػه الدس ػػيور بهعيب ػػهره علػ ػ ورثيق ػػة قهنوني ػػة‪ ،‬ى ػػذا إلػ ػ جهن ػػب ف الدس ػػهيير‬
‫القه ي الدسيوره ىذه الةالحية‪.‬‬

‫‪11‬‬
 ‫الميحث الثنلث‬
‫األسنس القننوني لمرقنية عمى اإلغفنل التشريعي‬
‫تمييد وتقسيم‪:‬‬

‫ىنػػهؾ عػػدد محػػدود مػػف الدسػػهيير اليػػي حػػددت األسػػهس القػػهنوني للرقهبػػة عل ػ اإلغ ػػهؿ‪،‬‬
‫ونةػػت ة ػراحةً عل ػ يبنيػػو(‪ ،)1‬وىنػػهؾ مػػف لػػـ يػػنص ة ػراحة عل ػ يبنػػي سػػلوب الرقهبػػة عل ػ‬
‫المودؿ لوهـ ‪ 2003‬ويودياليػو والػذه نػص‬
‫ّ‬ ‫اإلغ هؿ اليشريوي ومنيه القهنوف األسهسي ال لسطيني‬
‫في المهدة (‪ )103‬منو عل ف‪ -1 " :‬يشنؿ محنمة دسيورية عليه بقهنوف وييول النظر في‪- :‬‬
‫و الػنظـ وغيرىػه‪ .‬ب‪ -‬ي سػير نةػوص القػهنوف األسهسػي واليشػريوهت‪.‬‬ ‫دسيورية القوانيف واللوا‬
‫ج‪ -‬ال ة ػ ػػؿ ف ػ ػػي ين ػ ػػهزع ا رية ػ ػػهص ب ػ ػػيف الجي ػ ػػهت الق ػ ػػه ية وب ػ ػػيف الجي ػ ػػهت اإلداري ػ ػػة ذات‬
‫ا ريةػػهص الق ػػه ي‪ -2 .‬يبػػيف القػػهنوف طريقػػة يشػػنيؿ المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه‪ ،‬واإلج ػ ار ات‬
‫حنهميه"‪.‬‬ ‫الواجبة اإليبهع‪ ،‬واآلرثهر الميريبة عل‬

‫ف‪ " :‬ييػول‬ ‫وينص المػهدة (‪ )191‬مػف الدسػيور المةػره لوػهـ ‪2014‬ـ ويودياليػو علػ‬
‫المحنمة الدسػيورية الوليػه دوف غيرىػه الرقهبػة الق ػه ية علػ دسػيورية القػوانيف‪ ،‬واللػوا ‪ ،‬وي سػير‬
‫النةوص اليشريوية‪ ،‬وال ةؿ في المنهزعهت الميولقة بشدوف ع ه يه‪ ،‬وف ينػهزع ا ريةػهص‬
‫بيف جيػهت الق ػه ‪ ،‬واليي ػهت ذات ا ريةػهص الق ػه ي‪ ،‬وال ةػؿ فػي النػزاع الػذه يقػوـ بشػىف‬
‫ين يػػذ حنمػػيف نيػػه ييف مينهق ػػيف ةػػهدر حػػدىمه مػػف ه جيػػة مػػف جيػػهت الق ػػه و ىي ػػة ذات‬
‫اريةػهص ق ػه ي‪ ،‬واآلرػػر مػف جيػة رػػر منيػه والمنهزعػهت الميولقػػة بين يػذ حنهميػه والقػ اررات‬

‫(‪ )1‬ىنهؾ عدد محدود مف الدسهيير اليي يبنت سلوب الرقهبة عل اإلغ هؿ اليشريوي بشنؿ ةري ‪ ،‬نذنر منيه‪:‬‬
‫ف‪ -1" :‬بنػػه عل ػ طلػػب مػػف‬ ‫الدسػػيور البريغػػهلي لوػػهـ ‪1976‬ـ ويودياليػػو الػػذه نػػص فػػي المػػهدة (‪ )283‬عل ػ‬
‫ر يس الجميورية و مف ميف المظهلـ‪ ،‬و في حهؿ وقػوع انييػهؾ لحػؽ و نرثػر مػف حقػوؽ منطقيػي الحنػـ الػذايي‬
‫و بنه عل طلب ر يس الجموية اليشريوية المونية‪ ،‬ي طله المحنمة الدسيورية بمراجوة واليحقػؽ مػف يػة حهلػة‬
‫عدـ اميرثهؿ ليذا الدسيور مف رالؿ إغ هؿ ايرهذ اليدابير اليشريوية الالزمػة لين يػذ القواعػد الدسػيورية‪ -2 .‬يرطػر‬
‫المحنمة الدسيورية اليي ة اليشريوية المونية إذا مه قررت المحنمة وجود عدـ دسيورية نييجة اإلغ ػهؿ‪ ".‬والدسػيور‬
‫الب ارزيلي الةهدر في عهـ ‪ 1988‬ويودياليو واف نهف لـ يسيردـ اةطالح اإلغ هؿ اليشريوي بشنؿ مبهشػر غيػر‬
‫ف‪" :‬نلمػه ةػدر إعػالف بوػػد‬ ‫نػو يبنػهه‪ ،‬حيػػث يػنص المػهدة (‪2/103‬منػرر) علػ‬ ‫نػو اسػيردـ يوبيػرات دالػػة علػ‬
‫الدسيورية بسبب غيهب اإلج ار ات اليي يجوؿ قهعدة دسيورية فوهلة‪ ،‬ييـ إرطهر السلطة المونية ليبني اإلج ار ات‬
‫ال ػػرورية‪ ،‬وفػػي حهلػػة اليي ػػة اإلداريػػة‪ ،‬وللقيػػهـ بػػذلؾ رػػالؿ رثالرثػػيف يوم ػهً"‪ ،‬ودسػػيور جنػػوب فريقيػػه لوػػهـ ‪1996‬ـ‬
‫ويوديهيو‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫الةػػهدرة منيػػه‪ ،‬ويوػػيف القػػهنوف ا ريةهةػػهت األرػػر للمحنمػػة‪ ،‬ويػػنظـ اإلج ػ ار ات اليػػي ييبػػه‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫لػػـ‬ ‫ومةػػر‬ ‫ف قػػهنوف يشػنيؿ المحػػهنـ الدسػػيورية فػػي نػؿ مػػف فلسػػطيف‬ ‫مهميػه‪ .".‬إ ػػهفة إلػ‬
‫ييبنيه سلوب الرقهبة عل اإلغ هؿ اليشريوي بشنؿ ةري ‪.‬‬

‫ف‪" :‬ير ػػيص‬ ‫(‪ )1‬ي ػػنص الم ػػهدة (‪ )24‬م ػػف ق ػػهنوف المحنم ػػة الدس ػػيورية رق ػػـ (‪ )3‬لس ػػنة ‪ 2006‬ويوديالي ػػو‪ ،‬علػ ػ‬
‫المحنمػػة دوف غيرى ػػه بم ػػه يل ػػي‪ -1 :‬الرقهبػػة علػ ػ دسػػيورية القػ ػوانيف واألنظمػػة‪ . -2 .‬ي س ػػير نة ػػوص الق ػػهنوف‬
‫األسهس ػػي‪ .‬ب‪ .‬ي س ػػير اليشػ ػريوهت إذا رث ػػهرت ا ا رالفػ ػهً ف ػػي اليطبي ػػؽ‪ ،‬ون ػػهف لي ػػه م ػػف األىمي ػػة م ػػه يقي ػػي‬
‫ي سػػيرىه‪ .‬ج‪ .‬ال ةػػؿ فػػي ينػػهزع ا ريةػػهص بػػيف السػػلطهت‪ -3 .‬ال ةػػؿ فػػي ينػػهزع ا ريةػػهص بػػيف الجيػػهت‬
‫الق ػػه ية وب ػػيف الجي ػػهت اإلداري ػػة ذات ا رية ػػهص الق ػػه ي‪ -4 .‬ال ةػػؿ ف ػػي النػ ػزاع ال ػػذه يق ػػوـ بش ػػىف ين ي ػػذ‬
‫حنميف نيػه ييف مينهق ػيف ةػهدر حػدىمه مػف جيػة ق ػه ية و جيػة ذات اريةػهص ق ػه ي واآلرػر مػف جيػة‬
‫رػر منيػػه‪ -5 .‬البػػت فػي الطوػػف ب قػػداف ر ػيس السػػلطة الوطنيػػة األىليػة القهنونيػػة وفقػهً ألحنػهـ البنػػد (‪/1‬ج) مػػف‬
‫الم ػػهدة (‪ )37‬م ػػف الق ػػهنوف األسهس ػػي المو ػػدؿ لس ػػنة ‪2003‬ـ‪ ،‬ويويب ػػر قرارى ػػه نهف ػػذاً م ػػف ي ػػهريخ مة ػػهدقة المجل ػػس‬
‫اليشػريوي عليػػو بىغلبيػػة رثلرثػػي عػػدد ع ػػه و‪ .‬ويػػنص المػػهدة (‪ )25‬مػػف القػػهنوف ن سػػو بوػػد اليوػػديؿ بموجػػب الق ػرار‬
‫ف‪ .1 " :‬ينػػوف للمحنمػػة فػػي سػػبيؿ القيػػهـ به ريةهةػػهت المنةػػوص‬ ‫بقػػهنوف رقػػـ (‪ )19‬لسػػنة ‪2017‬ـ عل ػ‬
‫علييه في المهدة (‪ )24‬مف القهنوف األةلي‪ ،‬ممهرسة نهفة الةالحيهت في النظر والحنـ بودـ دسيورية ه نػص‬
‫حة‪ ،‬و نظهـ‪ ،‬يورض ليه بمنهسبة ممهرسػة اريةهةػهييه‪ ،‬وييةػؿ بػهلنزاع المطػروح‬ ‫في قهنوف‪ ،‬و مرسوـ‪ ،‬و‬
‫علييه‪ ،‬وذلؾ بود ايبهع اإلج ار ات المقررة ليح ير الدعهو الدسيورية‪ .2 .‬عند الحنـ بوػدـ دسػيورية ه قػهنوف‪،‬‬
‫حػػة‪ ،‬و نظػػهـ‪ ،‬عل ػ السػػلطة اليش ػريوية و الجيػػة ذات ا رية ػػهص يوػػديؿ ذل ػػؾ القػػهنوف‪ ،‬و‬ ‫و مرسػػوـ‪ ،‬و‬
‫المرسوـ‪ ،‬و الال حة‪ ،‬و النظهـ بمه يي ؽ و حنػهـ القػهنوف األسهسػي‪ .3 .‬عنػد الحنػـ بوػدـ دسػيورية ه قػهنوف‪ ،‬و‬
‫حػػة‪ ،‬و نظػػهـ يويبػػر محظػػور اليطبيػػؽ‪ ،‬وعلػ الجيػػة اليػػي قهمػػت بػػو يةػػويب الو ػػه وفقػهً ألحنػػهـ‬ ‫مرسػػوـ‪ ،‬و‬
‫القهنوف األسهسي‪".‬‬
‫ف‪:‬‬ ‫(‪ )2‬ينص المهدة (‪ )25‬مف قهنوف المحنمة الدسيورية الوليه المةرية رقـ ‪ 48‬لسنة ‪ 1979‬ويودياليو‪ ،‬علػ‬
‫" يريص المحنمة الدسػيورية الوليػه دوف غيرىػه بمػه يػىيي‪ :‬و ً‪ :‬الرقهبػة الق ػه ية علػ دسػيورية القػوانيف واللػوا ‪.‬‬
‫رثهني ػ ػهً‪ :‬ال ةػ ػػؿ فػ ػػي ينػ ػػهزع ا ريةػ ػػهص بيويػ ػػيف الجيػ ػػة المريةػ ػػة مػ ػػف بػ ػػيف جيػ ػػهت الق ػ ػػه و اليي ػ ػػهت ذات‬
‫ا ريةػػهص الق ػػه ي‪ ،‬وذلػػؾ إذا رفوػػت الػػدعو عػػف مو ػػوع واحػػد مػػهـ جييػػيف منيػػه ولػػـ ييرػػؿ حػػدىمه عػػف‬
‫نظرىه و يرلت نليهىمه عنيه‪ .‬رثهلرثهً‪ :‬ال ةؿ في النزاع الػذه يقػوـ بشػىف ين يػذ حنمػيف نيػه ييف مينهق ػيف ةػهدر‬
‫حدىمه مػف يػة جيػة مػف جيػهت الق ػه و ىي ػة ذات اريةػهص ق ػه ي واآلرػر مػف جيػة رػر منيػه‪ ،".‬نمػه‬
‫ف‪ " :‬يي ػػول المحنم ػػة الدس ػػيورية الولي ػػه ي س ػػير نة ػػوص القػ ػوانيف‬ ‫ي ػػنص الم ػػهدة (‪ )26‬م ػػف الق ػػهنوف ن س ػػو علػ ػ‬
‫الةػػهدرة مػػف السػػلطة اليشػريوية والقػ اررات بقػوانيف الةػػهدرة مػػف ر ػػيس الجميوريػػة وفقػػه ألحنػػهـ الدسػػيور وذلػػؾ إذا‬
‫رثهرت رالفهً في اليطبيؽ ونهف ليه مف األىمية مه يقي ي يوحيد ي سيرىه‪".‬‬

‫‪12‬‬
‫وليحديػػد األسػػهس القػػهنوني للرقهبػػة علػ اإلغ ػػهؿ اليشػريوي‪ ،‬سػػوؼ نقػػوـ بيقسػػيـ ىػػذا المبحػػث مػػف‬
‫الدراسة عل النحو اآليي‪:‬‬

‫‪ ‬المطمب األول‪ :‬ميدأ سمو الدستور‬

‫‪ ‬المطمب الثنني‪ :‬حمنية الحقوق والحرينت العنمة‬

‫المطمب األول‬
‫ميدأ سمو الدستور‬
‫ُيوػػد مبػػد سػػمو الدسػػيور مػػف المبػػهدل الر يس ػة فػػي الػػنظـ القهنونيػػة الديمقراطيػػة‪ ،‬وبحسػػب‬
‫ىذا المبد ف ف قواعد الدسيور يسػمو علػ نهفػة اليشػريوهت والقػوانيف فػي الدولػة بمػه فييػه القػوانيف‬
‫الةػػهدرة عػػف السػػلطة اليش ػريوية‪ ،‬اليػػي يجػػب ف ينػػوف مي قػػة مػػه الدسػػيور مػػف حيػػث مو ػػوعيه‬
‫وطريقة إةدارىه(‪.)1‬‬

‫وعليػػو سػػوؼ ي ػربط البهحػػث بػػيف سػػمو الدسػػيور وبػػيف الرقهبػػة عل ػ اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي‪،‬‬
‫ليحديػد إمنهنيػة جوػػؿ الدسػيور وعلػػوه بمرثهبػة سػػهس قػهنوني لقيػػهـ رقهبػة اإلغ ػػهؿ اليشػريوي‪ ،‬األمػػر‬
‫الذه ييطلب عرض م يوـ مبػد سػمو الدسػيور (ال ػرع األوؿ)‪ ،‬ومرهل ػة اإلغ ػهؿ اليشػريوي لسػمو‬
‫الدسيور (ال رع الرثهني)‪ ،‬عل النحو اآليي‪:‬‬

‫الفرع األول‬
‫مفيوم ميدأ سمو الدستور‬
‫إف مف ىـ األسس اليي يقوـ علييػه الدولػة القهنونيػة ييمرثػؿ فػي مبػد سػمو الدسػيور علػ‬
‫جميه القواعد القهنونية في الدولة‪ ،‬و يمنف ف يُنوت الدولة بهلقهنونية مه لـ ينف لقواعد الدسػيور‬
‫السػػمو والسػػيهدة عل ػ بػػهقي القواعػػد(‪ .)2‬ىػػذا السػػمو الػػذه ييميػػه بػػو القواعػػد الدسػػيورية يسػػيد إل ػ‬

‫(‪ )1‬فنره فيحي‪ ،‬القػهنوف الدسػيوره‪ ،‬المبػهدل الدسػيورية الوهمػة – دسػيور ‪1971‬ـ‪ ،‬الطبوػة األولػ ‪ ،‬شػرنة نػهس‬
‫للطبهع ػػة‪ ،‬القػػػهىرة‪2009 ،‬ـ‪ .‬ص‪ ،170‬مش ػػهر ل ػػو لػ ػػد محم ػػد عبػ ػػد اهلل ب ػػو مطػػػر‪ ،‬الوس ػػيط ف ػػي نظػػػـ الرقهب ػػة‬
‫الدسيورية‪ -‬الق ه الدسيوره فػي فلسػطيف ومةػر‪ ،‬د ارسػة يحليليػة مقهرنػة‪ ،‬الطبوػة األولػ ‪ ،‬دار الني ػة الوربيػة‬
‫في مةر‪ ،‬ودار الني ة الولمية في اإلمهرات‪2018 ،‬ـ‪ .‬ص‪.33‬‬
‫(‪ )2‬عبد الوزيز محمد سهلمهف‪ ،‬رقهبة دسيورية القوانيف‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.60‬‬

‫‪11‬‬
‫م موف ىذه القواعد و مو وعيه وىو مه ُيطلؽ عليو بهلسمو المو ػوعي للدسػيور‪ ،‬نمػه يسػيند‬
‫مف النهحية األرر إل الشنؿ الذه ييبلور فيو‪ ،‬وىو مه يسم بهلسمو الشنلي للدسيور(‪.)1‬‬

‫وييحق ػػؽ الس ػػمو المو ػػوعي للدس ػػيور ب ػػهلنظر إلػ ػ م ػػموف القواع ػػد الدس ػػيورية ذايي ػػه‬
‫والمو وعهت اليي يينهوليه بهلينظيـ‪ ،‬فهلدسيور ىو األسهس الػذه يقػوـ عليػو النظػهـ القػهنوني فػي‬
‫الدولػ ػػة(‪ ،)2‬فهلقواعػ ػػد الدسػ ػػيورية مػ ػػف نهحيػ ػػة يحػ ػػدد السػ ػػلطهت الوهمػ ػػة فػ ػػي الدولػ ػػة والوالقػ ػػة بينيػ ػػه‬
‫واريةػهص نػػؿ سػلطة ويحديػػد عالقػػة األفػراد بهلسػػلطة‪ ،‬ومػػه ينشػى عػػف ذلػػؾ مػف حقػػوؽ وحريػػهت‪،‬‬
‫السيهسية وا قيةهدية وا جيمهعية في الدولة(‪.)4‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫ومف نهحية رر يحدد األيديولوجية‬

‫وعليػػو ف ػ ف جميػػه القواعػػد القهنونيػػة يجػػب ف ينسػػجـ مػػه الدسػػيور و ف ييوافػػؽ مو ػػو و‬
‫يرهل ػػو‪ ،‬ومػػف رثػػـ يجػػب ف ينػػوف للقواعػػد الدسػػيورية الةػػدارة والولػػو عل ػ بقيػػة القواعػػد األرػػر ‪،‬‬
‫ويجب عل القواعد األرر ا ليزاـ بيه‪ ،‬وىذا مر بدييي(‪.)5‬‬

‫ويتيين ىذا السمو الموضوعي لمدستور في مظيرين أسنسيين‪:‬‬

‫أولً‪ :‬ف الدسػػيور ىػػو الػػذه ُينشػػت السػػلطهت الوهمػػة فػػي الدولػػة‪ ،‬نمػػه ُيحػػدد ا ريةهةػػهت اليػػي‬
‫يمنحي ػػه لن ػػؿ مني ػػه‪ ،‬ولي ػػذا في ػػو الس ػػند الش ػػرعي لوج ػػود ى ػػذه الس ػػلطهت الي ػػي يمنحي ػػه لن ػػؿ مني ػػه‪،‬‬
‫ومةػػدر مػػه ي ػػطله بػػو مػػف وظػػه ؼ واريةهةػػهت يمهرسػػيه بهسػػـ الدولػػة‪ ،‬ومػػه داـ الدسػػيور ىػػو‬
‫الذه ُينشت ىذه السلطهت وىو الذه منحيه اريةهةهييه ف نػو يجػب ر ػوع ىػذه السػلطهت فيمػه‬
‫يمهرسػػو مػػف اريةهةػػهت للدسػػيور‪ ،‬ف ػ ذا مػػه رهل ػػت ىػػذه السػػلطهت حنػػهـ الدسػػيور‪ ،‬و ررجػػت‬
‫عل قواعده‪ ،‬ف نيه ييدـ السند القهنوني لوجودىه و سهس شرعية يةرفهييه‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد الغني بسيوني عبد اهلل‪ ،‬النظـ السيهسية والقهنوف الدسيوره‪ ،‬بػدوف طبوػة‪ ،‬الػدار الجهمويػة‪ ،‬اإلسػنندرية‪-‬‬
‫مةر‪1992 ،‬مص‪.538‬‬
‫(‪ )2‬محمد حسنيف عبد الوهؿ‪ ،‬القهنوف الدسيوره‪ ،‬الطبوة األول ‪ ،‬دار الني ة الوربية‪1992 ،‬ـ‪ ،‬ص‪100‬‬
‫(‪ )3‬ويوني مجموعة اآل ار واألفنهر والوقه د وال لس هت اليي يدمف بيه شوب‪ ،‬و مػة و حػزب و جمهعػة‪ ،‬انظػر‬
‫موجػػـ الموػػهني للغػػة الوربيػػة عبػػر الموقػػه اإللنيرونػػي اآليػػي‪، https://www.almaany.com/ar/dict/ar- :‬‬
‫يوقيت ويهريخ الزيهرة ‪ 3:45‬مف ةبهح السبت ‪2022/4/9‬ـ‪.‬‬
‫(‪ )4‬حمد الموافي‪ ،‬مبهدل القهنوف الدسيوره‪ ،‬بدوف طبوة‪ ،‬مةر للردمهت الولمية‪ ،‬القهىرة‪ ،2004 ،‬ص‪66‬‬
‫(‪ )5‬دمػػوف ربػػهط‪ ،‬الوس ػػيط فػػي القػػهنوف الدس ػػيوره الو ػػهـ‪ ،‬الجػػز الرث ػػهني‪ ،‬دار الولػػـ للماليػػيف‪ ،‬بي ػػروت‪،1971 ،‬‬
‫ص‪ ،478‬وانظػػر ي ػهُ بيػػذا المونػ إبػراىيـ درويػػش‪ ،‬القػػهنوف الدسػػيوره (النظريػػة الوهمػػة)‪ ،‬الطبوػػة الرثهنيػػة‪ ،‬دار‬
‫الني ة الوربية‪ ،2000 ،‬ص‪.147‬‬

‫‪11‬‬
‫ثنني ـنً‪ :‬ف الدسػػيور ىػػو الػػذه يحػػدد فنػرة القػػهنوف السػػه دة فػػي الدولػػة‪ ،‬فيػػو الػػذه ُيحػػدد ال لس ػ ة و‬
‫األيديولوجية اليي يقوـ علييه النظهـ القهنوني‪ ،‬المطبؽ سوا مف النهحيػة السيهسػية ـ ا جيمهعيػة‬
‫ـ ا قيةػهدية(‪ ،)1‬وبهليػػهلي ف نػػو ُيشػػنؿ ةػػورة وانونهسػهً عػػف الحهلػػة القه مػػة فػػي المجيمػػه السهسػػي‬
‫الذه ُيطبؽ فيو‪.‬‬

‫ولمه نهف الدسيور ىو الذه يحدد اإلطػهر القػهنوني الوػهـ للدولػة فيمػه ييولػؽ بجميػه وجػو‬
‫النشػػهط دارليػػه‪ ،‬فينػػوف عل ػ السػػلطهت الوهمػػة ا لي ػزاـ بمػػه رسػػمو الدسػػيور فػػي ىػػذا الرةػػوص‪،‬‬
‫واليقيد ‪-‬فيمه يمهرسو مف وجو النشهط المنوط بيه‪ -‬بهل لس ة األيديولوجية اليي يسيليميه الدسيور‬
‫ويقػػوـ مرين ػ اًز علييػػه‪ ،‬وا نػػهف بػػهطالً نػػؿ إجػ ار و نشػػهط ةػػهدر عنيػػه ييوػػهرض مػػه ال لس ػ ة و‬
‫ا يجهه السه د في الدولة(‪.)2‬‬

‫وينلنتيجة فإن السمو الموضوعي لمدستور يؤدي إلى اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬أولً‪ :‬ف إقرار السمو المو وعي للدسيور يمرثؿ يىنيداً لمبد المشروعية ويوسيوهً لنطهقو‪،‬‬
‫ػػرورة احي ػراـ اليش ػريوهت الةػػهدرة عػػف السػػلطة‬ ‫فلػػف يقيةػػر م يػػوـ المشػػروعية عل ػ‬
‫رورة احيراـ القواعػد الدسػيورية‪ ،‬بوةػ يه يمرثػؿ‬ ‫اليشريوية‪ ،‬وانمه سيشمؿ مف بهب ول‬
‫الق ػػهنوف األعلػ ػ للدول ػػة‪ ،‬وبهلي ػػهلي يج ػػب علػ ػ جمي ػػه الس ػػلطهت بهلدول ػػة احيػػراـ الدس ػػيور‬
‫واليقيد بىحنهمػو‪ ،‬علػ وجػو الرةػوص بهلنسػبة للسػلطة اليشػريوية اليػي ييوػيف علييػه ف‬
‫يليػػزـ فيمػػه ي ػػوو مػػف يش ػريوهت بػػهحيراـ قواعػػد الدسػػيور‪ ،‬بهعيبػػهر ف القواعػػد الدسػػيورية‬
‫ىي القهنوف األعل الذه يسمو عل بقية القواعد القهنونية دارؿ الدولة(‪.)3‬‬

‫‪ ‬ثننيـــنً‪ :‬ييريػػب عل ػ السػػمو المو ػػوعي للدسػػيور عػػدـ ج ػواز قيػػهـ السػػلطهت الوهمػػة فػػي‬
‫الدولػػة بي ػػويض اريةهةػػهييه إل ػ غيرىػػه‪ ،‬فهلسػػلطهت الوهمػػة ىػػي سهس ػهً م و ػػة بيػػذه‬
‫ا ريةهة ػػهت م ػػف قب ػػؿ الش ػػوب مة ػػدر الس ػػلطهت‪ ،‬والحن ػػهـ وى ػػـ يمهرس ػػوف الحن ػػـ‬
‫ُيمهرسوف حقهً شرةيهً ليـ‪ ،‬وانمه يمهرسوف اريةهةهت ووظػه ؼ عيػدت إلػييـ بموجػب‬

‫(‪ )1‬جواىر عهدؿ الوبد الرحمف‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.118‬‬

‫(‪ )2‬إبػراىيـ عبػػد الوزيػػز شػػيحه‪ ،‬المبػػهدل الدسػػيورية الوهمػػة‪ ،‬منشػػىة الموػػهرؼ بهإلسػػنندرية‪ ،‬بػػدوف طبوػػة‪،2006 ،‬‬
‫ص‪.178 -177‬‬
‫(‪ )3‬إسػػمهعيؿ الغ ػزاؿ‪ ،‬القػػهنوف الدسػػيوره والػػنظـ السيهسػػية‪ ،‬الطبوػػة الرابوػػة مزيػػدة ومنقحػػة‪ ،‬المدسسػػة الجهمويػػة‬
‫للدراسهت والنشر واليوزيه‪ ،1989 ،‬ص‪.29-28‬‬

‫‪11‬‬
‫يجػػوز ف يقػػوـ جيػػة م و ػػة بي ػػويض اريةهةػػيه إلػ جيػػة رػػر لػػـ‬ ‫الدسػػيور‪ ،‬لػػذا‬
‫يجز ليه الدسيور ذلؾ‪ ،‬وبنص ةري ووفؽ شروط محددة نمه فوؿ المشرع(‪.)1‬‬

‫ولني ييوافر لمبد سمو الدسيور ىمية قهنونية إل جهنب مه يحقؽ لو مف ىمية سيهسية‬
‫عػػف طريػػؽ السػػمو المو ػػوعيي ف نػػو يجػػب ف ييحقػػؽ لػػو نػػذلؾ السػػمو الشػػنلي الػػذه يسػػيند إل ػ‬
‫شنؿ القهعدة الدسيورية واج ار اييػه‪ ،‬فهلسػمو الشػنلي إذف ييحقػؽ إذا نػهف يوديلػو ييطلػب إجػ ار ات‬
‫شد مف اإلج ار ات اليي يلزـ ليوديؿ القوانيف الوهدية(‪.)2‬‬

‫وعليػػو فػ ف ىػػذا ا رػػيالؼ فػػي إجػ ار ات اليوػػديؿ ىػػو الػػذه ُي ػ ي علػ الدسػػيور السػػمو‬
‫الشنلي‪ ،‬وي وو في مرنز سم مف القوانيف الوهدية‪ ،‬ويدده إل الي رقة بيف القواعػد الدسػيورية‬
‫ػمهف واسػيقرار الدسػهيير ومنػه‬ ‫والقوانيف الوهدية(‪ ،)3‬وبهلنييجة ف ف ىػذه الي رقػة اسػييدفت يحقيػؽ‬
‫المشػػرع الوػػهده مػػف المسػػهس بيػػه‪ ،‬ون هلػػة حمهيييػػه بنػػؿ مػػه يشػػملو مػػف قواعػػد يبػػيف نظػػهـ الحنػػـ‬
‫ويشنيؿ السلطهت الوهمة المريل ة(‪.)4‬‬

‫ف‬ ‫ف ىػػذا السػػمو الشػػنلي ييحقػػؽ لنهفػػة نةػػوص ورثيقػػة الدسػػيوري بػػهلنظر إل ػ‬ ‫ويي ػ‬
‫اشيراط اإلج ار ات واألشنهؿ الرهةة ليوديؿ الدسيور ينطبؽ علػ جميػه النةػوص اليػي يحيػوه‬
‫علييه ورثيقة الدسيور(‪.)5‬‬

‫وعليو ف ف ىذا السمو للقواعد الدسيورية يريلؼ عف القواعػد الوهديػة مػف حيػث المو ػوع‬
‫ومف حيث الشنؿ‪ ،‬فمف حيث المو وع يريلؼ مو ػوع القواعػد الدسػيورية عػف مو ػوع القواعػد‬
‫الوهديػة فػي ف القواعػد الدسػيورية ىػي اليػي يبػيف نظػهـ الحنػـ فػي الدولػة ويحػدد السػلطهت الوهمػة‬
‫فييه‪ ،‬ويحدد ليه اريةهةهييه ويبيف الحقوؽ والحريهت الوهمة اليي ييميه بيه األفراد‪ ،‬ىػذا ف ػالً‬
‫عف ف ىذه القواعد ىي اليي يحدد اإلطهر ال لس ي و األيديولوجي الذه يومؿ في ظلػو سػلطهت‬
‫رػػر يحػػدد اإلطػػهر القػػهنوني للدولػػة‪ ،‬فػػي حػػيف ييػػول قواعػػد القػػهنوف الوػػهده إلػ‬ ‫الدولػػة‪ ،‬وبمونػ‬
‫جهنب ينظيـ المو وعهت اليي ييطلبيه الدسيوري مو وعهت رػر يقػؿ ىميييػه ورطورييػه عػف‬

‫(‪ )1‬محمػػد المشػػيداني‪ ،‬مػػرواف المػػدرس‪ ،‬القػػهنوف الدسػػيوره مػػه مقدمػػة النظريػػة الوهمػػة للدسػػيور‪ ،‬الطبوػػة األولػ ‪،‬‬
‫جهموة البحريف‪ ،2009 ،‬ص‪ ،71‬جورجي ش يؽ سهره‪ ،‬ةػوؿ و حنػهـ القػهنوف الدسػيوره‪ ،‬الطبوػة الرابوػة‪ ،‬دار‬
‫الني ة الوربية‪ ،2003/2002 ،‬ص‪.452‬‬
‫(‪ )2‬عبد الغني بسيوني عبد اهلل‪ ،‬المرجه سهبؽ‪ ،‬ص‪.543‬‬
‫(‪ )3‬عبد الغني بسيوني عبد اهلل‪ ،‬المرجه سهبؽ‪ ،‬ص‪.544-543‬‬
‫(‪ )4‬عزيزة الشريؼ‪ ،‬دراسة في الرقهبة عل دسيورية اليشريه‪ ،‬مطبوعهت جهموة النويت‪ ،1995 ،‬ص‪.19‬‬
‫(‪ )5‬يحي الجمؿ‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.31‬‬

‫‪11‬‬
‫يلؾ اليي يوهلجيه القواعػد الدسػيورية مرثػؿ قواعػد القػهنوف المػدني‪ ،‬الجنػه ي‪ ،‬اإلداره‪ .‬إلػخ(‪ ،)1‬ومػف‬
‫حيػػث الشػػنؿ يريلػػؼ القواعػػد الدسػػيورية عػػف القواعػػد الوهديػػة مػػف حيػػث يوػػديليه‪ ،‬حيػػث ير ػػه‬
‫األول إل إج ار ات شد و نرثر يوقيداً مف يلؾ اليي يُيلبه في شىف يوديؿ األرر (‪.)2‬‬

‫الفرع الثنني‬
‫مخنلفة اإلغفنل التشريعي لميدأ سمو الدستور‬

‫عر ػػنه فيم ػػه س ػػبؽ ف فنػ ػرة الرقهب ػػة علػ ػ دس ػػيورية اليشػػريوهت يج ػػد سهس ػػيه وفقػ ػهً لل ق ػػو‬
‫والقػهنوف فػي مبػد سػمو الدسػيور‪ ،‬والػذه يونػي علػو القواعػد الدسػيورية علػ مػه عػداىه مػف قواعػػد‬
‫قهنونيػػة سػوا ةػػدرت عػػف السػػلطة اليشػريوية ـ عػػف السػػلطة الال حيػػة‪ ،‬ممػػه يونػػي وجػػوب يوافػػؽ‬
‫وانطبػهؽ ىػذه القواعػػد مػه الدسػػيور‪ ،‬وا وقوػت فػػي حومػة عػػدـ الدسػيورية‪ ،‬األمػػر الػذه يسػػيوجب‬
‫قمويػػه وردىػػه إل ػ جػػهدة الدسػػيور بهعيبػػهره الورثيقػػة األعل ػ فػػي الػػبالد اليػػي يُجسػػد الغهلبيػػة النبػػر‬
‫نيػه ةػدرت بىغلبيػة نبػر مػف يلػؾ اليػي يةػدر بيػه القػوانيف‬ ‫لجموع اإلرادة الشوبية‪ ،‬بهلنظر إل‬
‫الوهدية‪ ،‬سػوا مػف رػالؿ سػلطة يىسيسػية نهلدسػيور السػوره لوػهـ ‪1950‬ـ(‪ ،)3‬والدسػيور اليونسػي‬
‫لو ػػهـ ‪2014‬ـ(‪ ،)4‬و ييطل ػػب يوديل ػػو غلبي ػػة مغ ػػهيرة ع ػػف يل ػػؾ الي ػػي يُو ػػدؿ بي ػػه القػ ػوانيف الوهدي ػػة‬
‫نهلق ػػهنوف األسهس ػػي ال لس ػػطيني(‪ ،)5‬و وج ػػوب عر ػػو علػ ػ ا س ػػي يه الش ػػوبي قب ػػؿ الوم ػػؿ ب ػػو‬
‫نهلدسيور المةره لوهـ ‪2014‬ـ ويودياليو(‪.)6‬‬

‫ع ي ػػي‪ ،‬رقهبػػة الدسػػيورية فػػي مةػػر والػػدوؿ األجنبيػػة‪ ،‬د ارسػػة يحليليػػة مقهرنػػة‪ ،‬الطبوػػة‬ ‫(‪ )1‬للمزيػػد انظػػر مةػػط‬
‫األول ‪ ،‬منيبة سويد رفت‪ ،‬جهموة عيف شمس‪ /1990 ،‬ص‪.15-14‬‬
‫(‪ )2‬نومهف حمد الرطيب‪ ،‬مبهدل القهنوف الدسيوره‪ ،‬الطبوة األول ‪ ،‬منشورات جهموة مدية‪ ،1993 ،‬ص‪.97‬‬
‫(‪ )3‬ورد في مقدمة الدسيور السوره لوػهـ ‪1950‬ـ‪":‬نحػف ممرثلػي الشػوب السػوره الوربػي‪ ،‬المجيموػيف فػي جمويػة‬
‫يىسيسية ب رادة اهلل ورغبة الشوب الحرة‪ ،‬نولف ننه و ونه ىذا الدسيور‪ ،"...‬نمه نةت المهدة ‪ 164‬مػف الدسػيور‬
‫ف‪" :‬ينييي الة ة اليىسيسية للجموية الحه رة فور إقرار ىذا الدسيور‪."..‬‬ ‫ذايو عل‬
‫(‪ )4‬ورد فػػي مقدمػػة الدسػػيور اليونسػػي لوػػهـ ‪2014‬ـ‪" :‬نحػػف ن ػواب الشػػوب اليونسػػي‪ ،‬ع ػػه المجلػػس الػػوطني‬
‫ف‪" :‬يواةػػؿ المجلػػس الػػوطني اليىسيسػػي القيػػهـ‬ ‫اليىسيسػػي‪ ،"...‬ويػػنص المػػهدة (‪ )1/148‬مػػف الدسػػيور ذايػػو عل ػ‬
‫بةالحيهيو اليشريوية والرقهبية وا نيرهبيػة المقػررة بهلقػهنوف اليىسيسػي الميولػؽ بػهلينظيـ المدقػت للسػلطة الوموميػة‬
‫و بهلقوانيف السهرية الم ووؿ إل حيف انيرهب مجلس نواب الشوب‪".‬‬
‫ف‪ " :‬يوػػدؿ‬ ‫(‪ )5‬يػػنص المػهدة (‪ )120‬مػػف القػػهنوف األسهسػػي ال لسػػطيني الموػػدؿ لوػػهـ ‪2003‬ـ ويودياليػػو عل ػ‬
‫حنهـ ىذا القهنوف األسهسي المودؿ إ بموافقة غلبية رثلرثي ع ه المجلس اليشريوي ال لسطيني‪".‬‬
‫(‪ )6‬ينص المهدة (‪ )247‬مف الدسيور المةره لوهـ ‪2014‬ـ ويودياليػو علػ ف‪"ُ :‬يومػؿ بيػذه الورثيقػة الدسػيورية‬
‫مف يهريخ إعالف موافقة الشػوب علييػه فػي ا سػي يه ‪ ،‬وذلػؾ بىغلبيػة عػدد األةػوات الةػحيحة للمشػهرنيف فيػو‪،".‬‬

‫‪11‬‬
‫وبنه عل مػه يقػدـ ُيرثػهر اليسػهدؿ اآليػي‪ :‬ىػؿ ُيمنػف اعيبػهر مبػد سػمو الدسػيور األسػهس‬
‫القػػهنوني الػػذه يجػػوز اليىسػػيس عليػػو مػػف قبػػؿ الق ػػه الدسػػيوره للحنػػـ بوػػد دسػػيورية اإلغ ػػهؿ‬
‫اليشػريوي‪ ،‬رهةػػة و ف ىنػػهؾ الوديػػد مػػف الدسػػهيير واليشػريوهت نهلقػػهنوف األسهسػػي ال لسػػطيني لػػـ‬
‫ييبف ةراحةً الرقهبة عل اإلغ هؿ؟‬
‫َ‬
‫إف اإلجهبػ ػػة عػ ػػف ىػ ػػذا اليسػ ػػهدؿ ييطلػ ػػب الرجػ ػػوع إل ػ ػ طبيوػ ػػة ا لي ازمػ ػػهت الواقوػ ػػة عل ػ ػ‬
‫السلطييف اليشػريوية والال حيػة فػي موػرض قيهميمػه ب ةػدار قواعػد قهنونيػة عهمػة ومجػردة لينظػيـ‬
‫المةهل ا جيمهعية عل مريلؼ درجهييه‪ ،‬ومف البدييي ف ييمرثؿ ا ليزامهت اإليجهبية في قيهـ‬
‫السلطة اليشريوية ب ةدار اليشريوهت عل نحو ييطهبؽ مه السػمو المو ػوعي للدسػيور بوةػ و‬
‫القػػهنوف األعل ػ فػػي الػػبالد الػػذه يرسػػـ اريةهةػػهت السػػلطهت الوهمػػة‪ ،‬وا وقوػػت فػػي مرهل ػػة‬
‫دسػػيورية يسػػيوجب قمويػػه بواسػػطة الرقهبػػة الدس ػػيورية س ػوا نهنػػت ق ػػه ية ـ سيهسػػية‪ ،‬ل ػػمهف‬
‫يوبيػػر ويوافػػؽ يلػػؾ اليش ػريوهت مػػه اإلرادة الشػػوبية األنبػػر اليػػي رسػػت الدسػػيور س ػوا مػػف رػػالؿ‬
‫السلطة اليىسيسية المنيربة ـ مف رالؿ ا سي يه الشوبي‪.‬‬

‫وفي ىذا اإلطهر ييطلب احيراـ مبد سمو الدسيور ليس مطهبقة القواعػد القهنونيػة الوهديػة‬
‫ػػمني مػػف‬ ‫و ظػػهىره فحسػػبي وانمػػه بشػػنؿ‬ ‫و الال حيػػة مػػه القواعػػد الدسػػيورية بشػػنؿ ة ػري‬
‫مهف اسيجهبة اليشريوهت لطبيوة المو وعهت اليي ييطلبيه الدسيور‪ ،‬وذلػؾ بوػدـ إغ ػهؿ‬ ‫رالؿ‬
‫يجوليه غير م ولة وفهقدة‬ ‫ينيمؿ الينظيـ القهنوني إ بيه‪ ،‬وبمه‬ ‫ه جهنب مف الجوانب اليي‬
‫ُييةػور ممهرسػييه وفػؽ الةػورة اليػي ييغيهىػه الدسػيور‪،‬‬ ‫لل مهنهت اليي رادىه الدسيور‪ ،‬واليي‬
‫وبم ػػه ينسػػػجـ م ػػه الطبيوػػػة الرهة ػػة للمو ػػػوع محػ ػػؿ الينظ ػػيـ‪ ،‬وينس ػػحب األم ػػر عل ػ ػ الحقػػػوؽ‬
‫والحريػػهت الوهمػػة‪ ،‬والمو ػػوعهت األرػػر اليػػي عػػهدةً مػػه يػػرد فػػي الدسػػهيير نوظػػه ؼ السػػلطهت‬
‫الوهمة و مهف ال ةؿ بينيه وعدـ اليدارؿ و ىيمنة سلطة عل رر ‪.‬‬

‫حيث جر ا سػي يه علػ مشػروع اليوػديالت الدسػيورية علػ دسػيور سػنة ‪2012‬ـ الموطػؿ‪ ،‬يػومي ال اربػه عشػر‬
‫والرهمس عشر مف ينهير ‪2014‬ـ‪ ،‬للمزيد انظر الجريدة الرسػمية لجميوريػة مةػر الوربيػة‪ ،‬الوػدد (‪ )3‬منػرر ( )‬
‫الةهدرة في ‪ 18‬ينهير سنة ‪2014‬ـ‪ https://manshurat.org/node/4256 ،‬يوقيت ويهريخ الزيهرة ‪11:51‬‬
‫مف مسه الرميس ‪2022/4/14‬ـ‬

‫‪11‬‬
‫ف مبػػد سػػمو الدسػػيور ىػػو األسػػهس‬ ‫ويونيػػداً لمػػه سػػبؽ فقػػد اسػػيقر جهنػػب مػػف ال قػػو علػ‬
‫الذه يسيند إليو القه ي عند إعمهؿ رقهبيو علػ اإلغ ػهؿ اليشػريوي(‪ ،)1‬والػذه مقي ػهه ف يسػمو‬
‫ف ىػػذه‬ ‫قواعػػد الدسػػيور و حنهمػػو علػ مػػه عػػداىه مػػف قواعػػد دارػػؿ الدولػػة‪ ،‬وىنػػهؾ مػػف ذىػػب إلػ‬
‫القواعػػد الدسػػيورية يُويب ػر مجػػرد نةػػوص يوجيييػػة ُيطبقيػػه المشػػرع وفػػؽ إراديػػو‪ ،‬ولننيػػه قواعػػد‬
‫قهنونيػػة بمون ػ النلم ػػة يوبػػر ع ػػف مػػهؿ م ػػف ال ػراغ‪ ،‬وانمػػه ينق ػػؿ مػػهؿ المػ ػواطنيف إل ػ ة ػػورة‬
‫يوهيشونيه وي يدوف منيه(‪ ،)2‬وىذه النةوص الدسيورية لـ ي ويه السلطة اليىسيسية ليبق حبيسة‬
‫الدسيور دوف إن هذىه(‪ ،)3‬نمه نيه لـ يو ه لمجرد ف ينوف قيمهً مرثهلية يرنو األجيهؿ إلييه‪ ،‬وانمه‬
‫يج ػػوز ييميشػػيه و يجري ػػدىه مػػف رثهرى ػػه و اإلر ػػالؿ‬ ‫ىػػي قواع ػػد قُةػػد مني ػػه ف ينػػوف ملزم ػػة‬
‫بمقي يهييه(‪.)4‬‬

‫وىنػػهؾ مػػف ذىػػب إلػ وجػػود عالقػػة حيميػػة بػػيف اإلغ ػػهؿ اليشػريوي والمرهل ػػة الدسػػيورية‪،‬‬
‫ذلػػؾ ف الدسػػيور ي ػػه عل ػ عػػهيؽ المشػػرع مجموعػػة مػػف ا لي ازمػػهت القهنونيػػة اليػػي يجػػب عليػػو‬
‫الوفػػه بيػػه‪ ،‬وييحقػػؽ المرهل ػػة الدسػػيورية لػػيس عنػػدمه يبهشػػر المشػػرع وظي يػػو اليش ػريوية وي ػػه‬
‫نةوةهً ةريحة فحسبي وانمه ي هً النةوص اليي غ ليه عند ممهرسيو ليذه الوظي ة(‪.)5‬‬

‫نو إذا يدرؿ المشرع لينظيـ حؽ مويف ف ف يدرلػو‬ ‫ويونيداً لمه سبؽ ىنهؾ مف ذىب إل‬
‫يجػب ف ينػػوف مينهمػػؿ الجوانػػب م وػالً لنهفػػة ال ػػمهنهت الدسػػيورية ليػذا الحػػؽ‪ ،‬بحيػػث إذا غ ػػؿ‬
‫جهنبهً ف ف ذلؾ مف شػىنو ف يقلػؿ مػف الحمهيػة الدسػيورية ليػذا الحػؽ بمػه يرػهلؼ الدسػيور‪ ،‬ف ػالً‬
‫عف ف نؿ مرهل ة للدسػيور سػوا يومػدىه المشػرع ـ يهىػه بغيػر قةػد ييوػيف اليةػده ليػه‪ ،‬و نػو‬
‫إذا نػػهف الق ػػه الدسػػيوره ي ارقػػب النشػػهط اإليجػػهبي للسػػلطة اليش ػريوية ويلغػػي اليش ػريه المرػػهلؼ‬
‫للدسػػيور فمػػف بػػهب ول ػ يسػػيطيه ف ي ارقػػب اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي و الينظػػيـ القهةػػر إذا ي ػػمف‬

‫(‪ )1‬عوض المر‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.1416‬‬

‫‪-‬عبد الح يظ الشيمي‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.73‬‬
‫‪-‬عبد الوزيز محمد سهلمهف‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.206‬‬
‫‪-‬جهبر محمد حجي‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.400‬‬
‫‪-‬ىهلة محمد طري ‪ ،‬المرجه السهبؽ‪.251 ،‬‬
‫(‪ )2‬عوض المر‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.1‬‬
‫(‪ )3‬محمد عبد اهلل بو مطر‪ ،‬الوسيط في نظـ الرقهبة الدسيورية‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،2018 ،‬ص‪.367‬‬
‫(‪ )4‬عبد الوزيز محمد سهلمهف‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.60‬‬
‫(‪ )5‬عبد الح يظ الشيمي‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪76‬‬

‫‪11‬‬
 ‫مرهل ة دسػيورية‪ ،‬نمػه ف فنػرة الدولػة القهنونيػة ين ػؿ ر ػوع جميػه سػلطهت الدولػة للقػهنوف سػوا‬
‫في يةرفهييه اإليجهبية ـ السلبية اليي يُشنؿ مرهل ة دسيورية(‪.)1‬‬

‫ف مبد ا ن ػراد اليشػريوي ‪-‬ويونػي إلػزاـ البرلمػهف‬ ‫وفي السيهؽ ن سو ىنهؾ مف ذىب إل‬
‫بممهرسػػة اريةهةػػو المقػػرر بهلدسػػيور وعػػدـ الوقػػوؼ منػػو موق ػهً س ػلبيهً وا ُعػػد مرينب ػهً لمرهل ػػة‬
‫دسػػيورية(‪ -)2‬ىػػو األسػػهس الموقػػوؿ للرقهبػػة علػ الػػنقص اليشػريوي (اإلغ ػػهؿ اليشػريوي)‪ ،‬بػػهلنظر‬
‫يريب ا ليزاـ الدسيوره بهليشريه في حػؽ المشػرع دا مػهً‪ ،‬بػؿ حيهنػهً‬ ‫ف مبد سمو الدسيور‬ ‫إل‬
‫عند يوافر حهلة مف حه ت ا ن راد اليشريوي‪ ،‬فلػيس نػؿ مو ػوع دسػيوره يلػزـ المشػرع بهليػدرؿ‬
‫لينظيمو‪ ،‬حيث إف ىنهؾ مو وعهت ليست بحهجة لليدرؿ اليشريوي لو ويه مو ه يطبيؽ(‪.)3‬‬

‫ويــدورنن نختمــف إلــى حـ اـد مــن مــع الـرأي الســنيق وان كنــن نؤيــد فكــرة النفـراد التشــريعي‬
‫ك‪،‬سنس صنلح لمرقنية عمى اإلغفنل‪ ،‬ولكن يجب النتينه إلى أن ميدأ سمو الدسـتور ىـو الـذي‬
‫أنشــ‪ ،‬أص ـالً فكــرة النف ـراد التشــريعي مــن خــالل توزيــع الختصنصــنت ومــنح رخصــة التشــريع‬
‫لميرلمـنن ك‪،‬صـل عـنم ولـإلدارة فـي أحـوال محـددة‪ ،‬غيـر أن ميـدأ سـمو الدسـتور يمـن يعنيـو مــن‬
‫إنشنء لمصالحينت كنلنفراد التشريعي والقضنئي والتنفيذي؛ ييقى السـند الرئيسـي لمرقنيـة عمـى‬
‫اإلغفنل التشريعي‪ ،‬ول يضعف ىذا السند أمنم القول ي‪،‬ن ىننك يعض الموضـوعنت الـواردة فـي‬
‫الدســتور ل تُنشــت التزام ـنً عمــى المشــرع ينلتــدخل‪ ،‬ألن فكــرة الســمو ل تنصــرف إلــى التــدخل‬
‫التشريعي المطنيق لمموضوعنت التي تطميين الدستور فحسب‪ ،‬وانمن إلى أي تدخل تشريعي قد‬
‫يمس ينألفكنر والميندئ والقواعد الدستورية الموجودة فـي الدسـتور‪ ،‬سـواء كـنن التـدخل كـنمالً‬
‫أم قنص ارً‪ ،‬ممن يوقعو في شيية عدم الدستورية‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد الوزيز محمد سهلمهف‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.61‬‬

‫(‪ )2‬ق ػية رقػػـ (‪ )75‬لسػنة ‪ 26‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلسػػة األوؿ مػف يونيػػو ‪2014‬ـ‪ ،‬مشػهر إلييػػه لػد محمػػد فريػد المشػػهيخ‪،‬‬
‫المرجه السهبؽ ص‪.176‬‬
‫(‪ )3‬محمد فريد المشهيخ‪ ،‬المرجه سهبؽ‪ ،‬ص‪.183‬‬

‫‪11‬‬
 ‫المطمب الثنني‬
‫حمنية الحقوق والحرينت العنمة‬
‫(‪)1‬‬
‫منزل ػةً عليػػه فػػي األنظمػػة الديمقراطيػػة‪ ،‬حيػػث يػػىيي فػػي‬ ‫ييبػػو الحقػػوؽ والحريػػهت الوهمػػة‬
‫ةػػلب الدسػػهيير‪ ،‬ممػػه يجوليػػه ييةػػؼ بهلسػػمو والولػػو عل ػ غيرىػػه مػػف القواعػػد القهنونيػػة‪ ،‬وي ػػه‬

‫(‪ )1‬وفػي ىػػذا اإلطػػهر يُويبػػر حقػػوؽ اإلنسػهف ىػػي الحقػػوؽ الوهمػػة اليػػي يشػمؿ حريػػهت األفػراد و مػػه ُيسػػم حقػػوؽ‬
‫الحرية و الحريهت المدنية واليي يرثبت للشرص لنونو إنسهنهً فيػي حقػوؽ لةػيقة بهلشرةػية اإلنسػهنية ييميػه بيػه‬
‫ال ػػرد يػهً نػػهف بمػػه فػػي ذلػػؾ المػواطف‪ ،‬ولنػػف األريػػر ييميػػه ي ػهً بحقػػوؽ المواطنػػة سػوا نهنػػت حقوقػهً سيهسػػية ـ‬
‫حقوقػهً اجيمهعيػػة‪ ،‬للمزيػػد انظػػر عبػػد الحػػي حجػػهزه‪ ،‬المػػدرؿ لد ارسػػة الولػػوـ القهنونيػػة‪ ،‬الحػػؽ وفقػهً للقػػهنوف النػػوييي‬
‫(د ارسػ ػػة مقهرنػ ػػة)‪ ،‬مطبوعػ ػػهت جهموػ ػػة النويػ ػػت‪ ،‬نليػ ػػة الحقػ ػػوؽ والش ػ ػريوة‪ ،‬القػ ػػهنوف الرػ ػػهص‪ ،1970 ،‬ص‪،153‬‬
‫ص‪ ،163‬ص‪.345-332‬‬
‫وىنهؾ يقسيمهت فقييػة عديػدة لحقػوؽ اإلنسػهف فينػهؾ يقسػيـ ال قيػو ال رنسػي دوجػي للحريػهت والحقػوؽ بػيف حريػهت‬
‫سلبية يظير في ةورة قيود عل سلطة الدولة يجهه ال رد وحريػهت إيجهبيػة يظيػر فػي ةػورة رػدمهت يويػرؼ بيػه‬
‫الدولة لل رد‪ .‬وىنهؾ يقسيـ ال قيو ال رنسي سمهف للحريهت والحقػوؽ بػيف المسػهواة المدنيػة والحريػة ال رديػة‪ ،‬وينقسػـ‬
‫المسػػهواة إل ػ المسػػهواة مػػهـ القػػهنوف والمسػػهواة مػػهـ الق ػػه والمسػػهواة فػػي يػػولي الوظػػه ؼ الوهمػػة والمسػػهواة مػػهـ‬
‫ال ػ ار ب‪ ،‬وينقسػػـ الحريػػة ال رديػػة إلػ حريػػهت مهديػػة مرثػػؿ الحػػؽ فػػي األمػػف وحريػػة الينقػػؿ وحريػػة اليجػػهرة والومػػؿ‪،‬‬
‫وحريػػهت مونويػػة مرثػػؿ حريػػة الوقيػػدة وحريػػة ا جيمػػهع وحريػػة الةػػحهفة وحريػػة اليولػػيـ‪ ،‬وىنػػهؾ يقسػػيمهت للحقػػوؽ‬
‫والحريهت إل حقػوؽ وحريػهت يقليديػة نهلحريػة الشرةػية وحريػة ال نػر وحريػة اليجمػه والحريػة ا قيةػهدية‪ ،‬والػ‬
‫حقوؽ وحريهت جديدة نػهلحؽ فػي الومػؿ والمسػنف والةػحة والغػذا ‪ ،‬للمزيػد انظػر رثػروت بػدوه‪ ،‬الػنظـ السيهسػية‪،‬‬
‫الطبوة األول ‪ ،‬دار الني ة الوربية‪ ،‬القهىرة‪1989 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.432-410‬‬
‫وىنهؾ يقسيـ لحقوؽ اإلنسهف يسيد إل يطور ظيورىه عل مراحؿ و جيهؿ فهلجيؿ األوؿ يشػمؿ الحقػوؽ المدنيػة‬
‫ػػد الدولػػة حػػهؿ انييهنيػػه ليػػذه الحقػػوؽ‪ ،‬والجي ػؿ الرثػػهني يشػػمؿ الحقػػوؽ‬ ‫والسيهسػػية اليػػي اسػػييدفت حمهيػػة ال ػػرد‬
‫ػرورية نيمػهؿ دميػة اإلنسػهف‬ ‫ا قيةهدية وا جيمهعية والرثقهفية اليي ييطلػب يػدرالً مػف الدولػة لحمهيييػه ألنيػه‬
‫حيهن ػهً‬ ‫وممهرسػػيو ال وهلػػة لحقوقػػو المدنيػػة والسيهسػػية‪ ،‬مػػه الجيػػؿ الرثهلػػث فيشػػمؿ الحقػػوؽ ا جيمهعيػػة و مػػه يسػػم‬
‫بحقوؽ الشووب نهلحؽ في يقرير المةير والحؽ في الينمية وفي األمف وفي السػالـ وفػي بي ػة نظي ػة‪ ،‬رثػـ حقػوؽ‬
‫ػد الجوانػب السػلبية لليقػدـ الولمػي‬ ‫الجيؿ ال اربػه وىػي الحقػوؽ اليػي ين ػؿ حمهيػة اإلنسػهف ورةوةػيهيو و دمييػو‬
‫واليننولوجي رهةة في مجهؿ اليندسة الورارثية‪ .‬و يهً نهف اليوبيػر عػف حقػوؽ اإلنسػهف والػذه ييػ اروح بػيف الدسػهيير‬
‫الوطنيػة اليػي يسػػيردـ بو ػيه يوبيػػر الحريػهت والحقػوؽ والواجبػػهت الوهمػة‪ ،‬نمػػه ىػو الحػهؿ فػػي الدسػيور المةػػره‬
‫لوهـ ‪1971‬ـ ويودياليو‪ ،‬وبيف الموارثيؽ الدولية نهلويد الػدولي الرػهص بػهلحقوؽ المدنيػة والسيهسػية والويػد الػدولي‬
‫الر ػػهص ب ػػهلحقوؽ ا قية ػػهدية وا جيمهعي ػػة والرثقهفي ػػة ال ػػذيف اعيم ػػدييمه الجموي ػػة الوهم ػػة ل م ػػـ الميح ػػدة ف ػػي ‪16‬‬
‫نػهنوف‪ /‬ديسػمبر ‪1966‬ـ‪ ،‬والميرثػهؽ األفريقػي لحقػوؽ اإلنسػهف والشػووب لوػهـ ‪1981‬ـ والػذه ي ػيؼ إلييػه حقػػوؽ‬
‫الشووب‪ ،‬ف ف م يوـ حقوؽ اإلنسهف يوني الحقوؽ اللةيقة بهلشرةية اإلنسهنية وفي مقدمييه حؽ نؿ إنسهف فرد‬

‫‪12‬‬
‫افي ا لحيهة والحرية وفي األمهف عل شرةو ونراميو نآدمي نمه يشمؿ للموطف‪ ،‬بهإل هفة لحقوقو ن نسػهف فػرد‬
‫حقوؽ المواطنة المدنية والسيهسية وا قيةهدية وا جيمهعية والرثقهفية‪ ،‬ويوني ي هً حؽ الشػووب ا ا فػي يقريػر‬
‫المةير والحرية والينمية واألمف والسالف‪ ،‬وحقوؽ اإلنسهف عل ىذا النحػو عهلميػة وغيػر قهبلػة لليجز ػة وميرابطػة‬
‫ويويمػػد بو ػػيه عل ػ بوػػض‪ ،‬وىػػي حقػػوؽ رثهبيػػة لل ػػرد يجػػهه دوليػػو ويرثبػػت للشػػووب يجػػهه المجيمػػه الػػدولي انظػػر‬
‫إعالف وبرنهم عمؿ فيينػه‪ ،‬األمػـ الميحػدة‪ ،‬المػديمر الوػهلمي لحقػوؽ اإلنسػهف‪ ،‬فيينػه‪ ،‬الموقػود مػف ‪ 25-14‬يونيػو‬
‫‪ ،1993‬مسيند رقـ ‪ ،A/CONF/157/23‬وعل ىذا النحو ف نيه نهفة الحقوؽ اليي ين ػؿ لإلنسػهف ال ػرد الحريػة‬
‫فػػي يوزيػػز قد اريػػو ويوسػػيه ارييه اريػػو المشػػروعة ليوػػيش حيػػهة نريمػػة فػػي جوانبيػػه المدنيػػة والسيهسػػية وا قيةػػهدية‬
‫وا جيمهعية والرثقهفية‪ ،‬وذلؾ في إطهر مجيمه يػنوـ ىػو اآلرػر فػي إطػهر مػف الشػرعية بهلحريػة وا سػيقالؿ والقػدرة‬
‫علػ يحقيػػؽ الينميػػة فػػي نهفػػة جوانبيػػه السيهسػػية وا قيةػػهدية وا جيمهعيػػة والرثقهفيػػة‪ .‬للمزيػػد انظػػر فػػي الػربط بػػيف‬
‫حقوؽ اإلنسهف ونؿ مف الينمية البشرية والينمية اإلنسهنية‪ ،‬يقرير الينمية اإلنسهنية الوربي للوهـ ‪2002‬ـ‪ ،‬المنيػب‬
‫اإلقليمي للدوؿ الوربية‪ ،‬برنهم األمـ الميحدة اإلنمه ي‪ ،‬نيويورؾ ‪2002‬ـ‪ ،‬ص‪ 13‬ومه بودىه‪.‬‬
‫ويميػػد األةػػوؿ اليهريريػػة وال لس ػ ية لحقػػوؽ اإلنسػػهف فػػي جػػذور الح ػػهرات البش ػرية واألديػػهف السػػمهوية ونيهبػػهت‬
‫الم نػػريف وال الس ػ ة‪ ،‬ولق ػػد نػػهف ا س ػػيبداد السيهسػػي وا جيم ػػهعي الح ػػهفز الر يس ػػي لظي ػػور فنػ ػرة حق ػػوؽ اإلنس ػػهف‬
‫ويطويرىػػه علػ مػػر الوةػػور واسػػيرداميه نوسػػيلة مػػف وسػػه ؿ مدافوػػة الظلػػـ ومقهومػػة الطغيػػهف ويحقيػػؽ الوػػدؿ‪"..‬‬
‫للمزيػػد انظػػر مػػدرثر عبػػد الػػرحيـ الطيػػب‪ ،‬م يػػوـ حقػػوؽ اإلنسػػهف‪ ،‬حقػػوؽ اإلنسػػهف مػػه بػػيف المبػػد واليطبيػػؽ الطبوػػة‬
‫األول ‪ ،‬دار ال نر‪ ،‬بيروت‪1968 ،‬ـ‪ ،‬ص‪ 13‬ومه بودىه‪.‬‬
‫ولقػػد يجل ػ ذلػػؾ عل ػ المسػػيو الػػوطني‪ ،‬فػػي ظيػػور ورثيقػػة المهجنهنهريػػه اليػػي ةػػدرت فػػي عػػهـ ‪ 1225‬ليسػػجيؿ‬
‫حقػػوؽ شػػوب إنجلي ػ ار فػػي مواجيػػة الملػػؾ‪ ،‬وورثيقػػة إعػػالف ا سػػيقالؿ األمرينػػي فػػي عػػهـ ‪1776‬ـ‪ ،‬اليػػي بػػدت فػػي‬
‫ةيهغييه بةمهت ال الس ة األوروبييف مرثهؿ جوف لوؾ‪ ،‬وجهف جهؾ روسو‪ ،‬وفوليير‪ ،‬وغيرىـ‪ ،‬واليي نػدت علػ‬
‫ف‪" :‬النهس رلقوا ميسهويف وقد منحيـ رهلقيـ حؽ الحيهة والحرية"‪ ،‬وورثيقة حقوؽ اإلنسهف والمواطف اليي ةػدرت‬
‫عػػهـ ‪1789‬ـ بوػػد الرثػػورة ال رنسػػية إلرثبػػهت بطػػالف نظريػػة الحػػؽ اإلليػػي للملػػوؾ‪ ،‬وليىنيػػد حػػؽ األف ػراد جميو ػهً فػػي‬
‫الحرية والمسهواة‪ ...‬للمزيد انظر ةالح عهمر‪" ،‬حقوؽ اإلنسهف وبرنػهم د ارسػة القػهنوف الػدولي الوػهـ فػي نليػهت‬
‫الحقػػوؽ بهلجهموػػهت الوربيػػة"‪ ،‬المجلػػد ال اربػػه‪ ،‬منػػهى اليػػدريس و سػػهليبو فػػي الوػػهلـ الوربػػي‪ ،‬دار الولػػـ للماليػػيف‪،‬‬
‫بيروت‪1989 ،‬ـ‪ ،‬إعداد محمود شريؼ بسيوني ص‪.57‬‬
‫ومنذ نرثر مف ربوة عشر قرنهً حملت الشريوة اإلسالمية لوا الدفهع عف حقوؽ اإلنسهف فلقد جه اإلسالـ لينػرـ‬
‫اإلنسهف ويحرره ويحقؽ لو الودؿ‪ ،‬ولقد نهف مف مظهىر ىذا الينريـ ارييهره رلي ة فػي األرض‪ ،‬ورلقػو فػي حسػف‬
‫يقويـ‪ ،‬ويقوؿ الوزيز النريـ "ولقد نرمنه بني دـ وحملنهىـ في البر والبحر ورزقنهىـ مف الطيبػهت وف ػلنهىـ علػ‬
‫ػػرورات‬ ‫ػػيالً" (سػػورة اإلسػ ار ‪ ،‬اآليػػة (‪ ،)70‬وذىػػب اإلسػػالـ إل ػ حػػد اعيبػػهر ىػػذه الحقػػوؽ‬ ‫نرثيػػر ممػػف رلقنػػه ي‬
‫سػػبيؿ إل ػ الحيػػهة بػػدونيه حيػػهة يسػػيحؽ مون ػ الحيػػهة و رس ػ اإلسػػالـ حقػػوؽ ال ػػرد وحريهيػػو و نػػد مبػػد‬ ‫إنسػػهنية‬
‫المسػػهواة بػػيف النػػهس و قػػهـ فن ػرة الشػػور وفػػرض مبػػد الشػػرعية عل ػ الحػػهنـ والمحنػػوـ‪ ،‬واعيػػرؼ اإلسػػالـ لل ػػرد‬
‫بهلشرةػػية القهنونيػػة منػػذ ربوػػة عشػػر قرن ػهً‪ ،‬وذلػػؾ بػػال يمييػػز بسػػبب الجػػنس و اللغػػة و اإلقلػػيـ‪ ،‬و ي ريػػؽ بػػيف‬
‫الرجهؿ والنسه ‪ ،‬وبوة و دينػهً عهلميػهً فػ ف حنهمػو يرهطػب البشػر جميوػهً والجمهعػهت نليػه بغػض النظػر عػف ه‬

‫‪12‬‬
‫الدسػػهيير ال ػػمهنهت القهنونيػػة ليػػه‪ ،‬واليػػي مػػف شػػىنيه مواجيػػة المشػػرع الوػػهده والال حػػي فيمػػه لػػو‬
‫سػػويه إل ػ ا نيقػػهص منيػػه‪ ،‬وفػػي ىػػذا السػػيهؽ ف ػ ف المشػػرع عنػػد ينظيمػػو ليػػذه الحقػػوؽ والحريػػهت‬
‫ينيمؿ الينظيـ النظػره الػذه‬ ‫الوهمة اليي يبنهىه الدسيور قد يغ ؿ عف ينظيـ حد جوانبيه الذه‬
‫ي ػػمف ممهرسػػييه فولي ػهً إ بيػػه‪ ،‬ممػػه ُيشػػنؿ مسهس ػهً وانيقهة ػهً منيػػه وال ػ عػػدـ ي ويليػػه‪ ،‬ممػػه ح ػدا‬
‫بهلق ػػه الدس ػػيوره إلػ ػ الرقهب ػػة علػ ػ اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي نوس ػػيلة لحمهي ػػة ويوزي ػػز يل ػػؾ الحق ػػوؽ‬
‫والحريهت الوهمة‪.‬‬

‫وفػػي ىػػذا اإلطػػهر سػػوؼ نينػػهوؿ ىػػذا المو ػػوع فػػي فػػرعيف األوؿ حػػوؿ طبيوػػة األسػػهليب‬
‫النهظمػ ػػة للحقػ ػػوؽ والحريػ ػػهت الوهمػ ػػة‪ ،‬وال ػ ػػرع الرثػ ػػهني حػ ػػوؿ مرهل ػ ػػة اإلغ ػ ػػهؿ اليش ػ ػريوي للحقػ ػػوؽ‬
‫والحريهت الوهمة‪.‬‬

‫الفرع األول‬
‫طييعة األسنليب الدستورية في تنظيم الحقوق والحرينت‬
‫يجػوز اليػدرؿ و‬ ‫إف األةؿ فػي ممهرسػة الحقػوؽ والحريػهت الوهمػة ىػو اإلبهحػة‪ ،‬و نػو‬
‫اليورض ليػذه الحقػوؽ والحريػهت إ بػهلينظيـ‪ ،‬ولنػف دوف ف يميػد ىػذا الينظػيـ إلػ المةػهدرة و‬
‫ا نيقػ ػػهص منيػ ػػه‪ ،‬وىػ ػػو مػ ػػه يدنػ ػػده الموارثيػ ػػؽ وا ي هقيػ ػػهت الدوليػ ػػة ودسػ ػػهيير الػ ػػدوؿ الموهة ػ ػرة(‪،)1‬‬
‫وبهلرجوع إل موا ه الحقوؽ والحريهت الوهمة في األنظمة القهنونية الديمقراطية ف ننه نجػدىه فػي‬
‫ةػػلب الدسػػيور الػػذه ُيمرثػػؿ القػػهنوف األعل ػ فػػي الػػبالد‪ ،‬ممػػه يمنحيػػه القيمػػة والسػػمو الدسػػيوره‪،‬‬
‫ويرفويه إل عل ىرـ النظهـ القػهنوني‪ ،‬األمػر الػذه يجوليػه قيػداً علػ السػلطهت الوهمػة‪ ،‬وواجبػة‬
‫ا حيػ ػراـ والم ارع ػػهة سػ ػوا الس ػػلطة اليشػ ػريوية عن ػػد إة ػػدارىه للقػ ػوانيف‪ ،‬ـ الس ػػلطة الق ػػه ية عن ػػد‬
‫فةػػليه فػػي الن ازعػػهت الرهةػػة والوهمػػة‪ ،‬ـ السػػلطة الين يذيػػة فػػي موػػرض قيهميػػه بممهرسػػة سػػلطة‬
‫ال بط اإلداره وين يذ القوانيف‪.‬‬

‫ااعيبػهر رػػر‪ .‬انظػػر حهمػد سػػلطهف‪ ،‬حنػػهـ القػػهنوف الػدولي فػػي الشػريوة اإلسػػالمية‪ ،‬الطبوػة األولػ ‪ ،‬دار الني ػػة الوربيػػة‪،‬‬
‫القهىرة‪1970 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.181‬‬
‫واذا نهنػػت حقػػوؽ اإلنسػػهف قػػد يطػػورت فػػي إطػػهر المجيموػػهت الوطنيػػة بظيػػور إعالنػػهت الحقػػوؽ والدسػػهيير ويىنيػػد سػػيهدة‬
‫نو بهت وا حهً مف يطػور الوالقػهت الدوليػة ف الحمهيػة القوميػة و الوطنيػة لحقػوؽ اإلنسػهف واف نهنػت سهسػية‬ ‫القهنوف إ‬
‫نيه ليسػت فػي حػد ذاييػه نهفيػة ومػف ىنػه نهنػت ىميػة دور القػهنوف الػدولي فػي دعػـ الحمهيػة الوطنيػة لحقػوؽ‬ ‫و رورية إ‬
‫اإلنسهف‪ ،...‬للمزيد انظر إبراىيـ علي بدوه الشيخ‪ ،‬اليطبيؽ الدولي ي هقيػهت حقػوؽ اإلنسػهف‪ -‬اآلليػهت والق ػهيه الر يسػية‪،‬‬
‫الطبوة األول ‪ ،‬دار الني ة الوربية‪ ،‬القهىرة‪ ،2008 ،‬ص‪ 9‬ومه بودىه‪.‬‬
‫(‪ ) 1‬محمػػد رفوػػت عبػػد الوىػػهب‪ ،‬رقهب ػػة دسػػيورية الق ػوانيف (المبػػهدل النظري ػػة واليطبيقػػهت الجوىريػػة)‪ ،‬الطبوػػة األولػ ػ ‪ ،‬دار‬
‫الجهموة الجديدة‪2008 ،‬ـ‪ ،‬ص‪ 308‬ومه بودىه‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ويونيػػداً لمػػه سػػبؽ ف ػ ف موظػػـ الدسػػهيير و ػػوت مبػػدً دسػػيوريهً عهم ػهً مػػف جػػؿ يحةػػيف‬
‫الحقػػوؽ والحريػػهت الوهمػػة‪ ،‬ويوقي ػهً مػػف مغبػػة قيػػهـ المشػػرع الوػػهده به نيقػػهص منيػػه عنػػد إةػػداره‬
‫للقػػهنوف‪ ،‬ومرثػػهؿ عل ػ ذلػػؾ يػػنص المػػهدة (‪ )92‬مػػف الدسػػيور المةػػره لوػػهـ ‪2014‬ـ ويودياليػػو‪،‬‬
‫يقبػػؿ يوطػػيالً و انيقهة ػهً‪ ،‬و يجػػوز‬ ‫ف‪" :‬الحقػػوؽ والحريػػهت اللةػػيقة بش ػرص الم ػواطف‬ ‫عل ػ‬
‫أله قهنوف ينظـ ممهرسة الحقوؽ والحريهت الوهمة ف يقيدىه بمه يمس ةػليه وجوىرىػه"‪ .‬ويػنص‬
‫نػػو‪ " :‬يجػػوز بػىه حػػهؿ مػػف األحػواؿ‬ ‫المػهدة (‪ )2/19‬مػػف الدسػػيور األلمػػهني لوػهـ ‪2012‬ـ علػ‬
‫المسهس بجوىر وم موف الحػؽ األسهسػي"‪ .‬ويػنص المػهدة (‪ )2/18‬مػف الدسػيور البريغػهلي لوػهـ‬
‫‪1976‬ـ ويودياليػ ػػو عل ػ ػ نػ ػػو‪" :‬لػ ػػيس للقػ ػػهنوف ف ُيقيػ ػػد الحقػ ػػوؽ والحريػ ػػهت وال ػ ػػمهنهت إ فػ ػػي‬
‫الحه ت اليي ينص علييه ىذا الدسػيور‪ ،‬ويقيةػر و ػه ىػذه القيػود علػ مػه يلػزـ لةػوف حقػوؽ‬
‫رر يحمييه ىذا الدسيور"‪ .‬وال ةؿ (‪ )49‬مف الدسيور اليونسي لوهـ ‪2014‬ـ‪ ،‬والذه‬ ‫ومةهل‬
‫ف‪ ":‬يحػػدد القػػهنوف ال ػوابط الميولقػػة بػػهلحقوؽ والحريػػهت الم ػػمونة بيػػذا الدسػػيور‬ ‫يػػنص عل ػ‬
‫ينػػهؿ مػػف جوىرىػػه‪ .‬و يو ػػه ىػػذه ال ػوابط إ ّ ل ػػرورة يقي ػػييه دولػػة مدنيػػة‬ ‫وممهرسػػييه بمػػه‬
‫ديمقراطي ػػة وبيػػػدؼ حمهي ػػة حقػػػوؽ الغي ػػر‪ ،‬و لمقي ػػػيهت األم ػػف الوػ ػػهـ‪ ،‬و الػ ػدفهع ال ػػوطني‪ ،‬و‬
‫الةػػحة الوهمػػة‪ ،‬و اآلداب الوهمػػة‪ ،‬وذلػػؾ مػػه احي ػراـ الينهسػػب بػػيف ىػػذه ال ػوابط وموجبهييػػه‪،‬‬
‫أله يوػديؿ ف‬
‫ويين ّػؿ اليي ػهت الق ػه ية بػػحمهية الحقػوؽ والحريػهت مػف ه انييػهؾ‪ ،‬و يجػوز ّ‬
‫ينهؿ مف منيسبهت حقوؽ اإلنسهف وحريهيو الم مونة في ىذا الدسيور"‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫مػه القػػهنوف األسهسػي ال لسػػطيني ف نػو لػػـ يي ػمف نةػهً ممػهرثالً‪ ،‬غيػػر ف المػػهدة (‪)32‬‬
‫يسػػقط‬ ‫منػػو نةػػت عل ػ حظػػر ه اعيػػدا عل ػ الحقػػوؽ والحريػػهت األسهسػػية‪ ،‬واعيب ػره جريمػػة‬
‫الػػدعو المدنيػػة و الجنه يػػة النهش ػ ة عنيػػه بهليقػػهدـ‪ ،‬وينعتقندنـــن أنيـــن ل تتمنشـــى مـــع مســـتوى‬
‫الحمنية التي أرستين الدسنتير سنلفة اليينن‪ ،‬والتي يسيل معين الرقنية عمى دستورية القوانين‬
‫التي تنتيك الحقوق والحرينت العنمة‪ ،‬وكـنن األجـدر ينلمشـرع الدسـتوري الفمسـطيني أن يحـذو‬
‫حــذوىن فــي مواجيــة المشــرع العــندي الــذي قــد يعمــل عمــى تقييــد وعرقمــة ممنرســة الحقــوق‬
‫والحرينت العنمة‪ ،‬ممن يؤدي إلى صـعوية رقنيـة الدسـتورية عمـى التشـريعنت العنديـة والالئحيـة‬
‫التي قد تننل من جوىر وأصل الحقوق والحرينت العنمة‪ .‬ىذا ينإلضنفة إلى أن المشرع العـندي‬
‫لم يرسم طريقنً محدداً لكيفية رفع الدعوى في مواجية أي اعتداء عمى تمك الحقوق والحرينت‪،‬‬

‫ه مف الحريهت الشرةية و حرمة الحيػهة الرهةػة لإلنسػهف وغيرىػه مػف الحقػوؽ‬ ‫ف‪ " :‬نؿ اعيدا عل‬ ‫(‪ )1‬وينص عل‬
‫يسػػقط الػػدعو الجنه يػػة و المدنيػػة النهش ػ ة عنيػػه‬ ‫والحريػػهت الوهمػػة اليػػي ين ليػػه القػػهنوف األسهسػػي و القػػهنوف‪ ،‬جريمػػة‬
‫بهليقهدـ‪ ،‬وي مف السلطة الوطنية يووي هً عهد ً لمف وقه عليو ال رر‪".‬‬

‫‪11‬‬
‫األمــر الــذي يوجــب عميــو إصــدار قــننون لييــنن لليــة التقنضــي مــن ذلــك العتــداء‪ ،‬وأن يقــوم‬
‫المشــرع الدســتوري الفمســطيني يإضــنفة مــندة أو أكثــر لضــمنن حمنيــة الحقــوق والحريــنت مــن‬
‫مغية اتجنه التشريعنت إلى النيل منين‪.‬‬

‫وفي سيهؽ ميةؿ نالحظ ف ىنهؾ يبهينهً في األسهليب اليي ييبويه األنظمة القهنونية في‬
‫يقريػػر الحقػػوؽ والحريػػهت الوهمػػة وا ػ ه الحمهيػػة الدسػػيورية علييػػه‪ ،‬وذلػػؾ يبو ػهً ليبػػهيف األةػػوؿ‬
‫ال لسػ ية والسيهسػػية اليػػي يقػػوـ علييػػه نظمػػة الحنػػـ‪ ،‬إ ػػهفة إلػ ارػػيالؼ الظػػروؼ اليهريريػػة مػػف‬
‫دولػػػة ألرػ ػػر ‪ ،‬فينػ ػػهؾ دوؿ يىرػػػذ بىسػ ػػلوب الػ ػػنص عل ػ ػ الحقػ ػػوؽ والحريػ ػػهت الوهم ػػة فػ ػػي ةػ ػػلب‬
‫الدسػػيور(‪ ،)1‬فػػي حػػيف ييجػػو دوؿ رػػر إل ػ الػػنص عل ػ الحقػػوؽ والحريػػهت الوهمػػة فػػي ورثػػه ؽ‬
‫دسػػيورية من ةػػلة وقه مػػة بػػذاييه يطلػػؽ علييػػه إعالنػػهت الحقػػوؽ(‪ ،)2‬ومرثػػهؿ عل ػ ذلػػؾ ف ػ ف فرنسػػه‬
‫اعيمدت سلوب اإلعالنهت‪ ،‬حيث ةدر عنيػه اإلعػالف ال رنسػي لحقػوؽ اإلنسػهف والمػواطف لوػهـ‬
‫‪1789‬ـ‪ ،‬وفػػي الو يػػهت الميحػػدة األمرينيػػة يوجػػد ورثيقػػة الحقػػوؽ األمرينيػػة فػػي ‪ 25‬يلوؿ‪/‬سػػبيمبر‬
‫سنة ‪ ،1789‬واليي يـ إقرارىه في ‪ 15‬نهنوف األوؿ‪/‬ديسمبر سنة ‪1791‬ـ‪.‬‬

‫وفػػي فلسػػطيف فقػػد يبن ػ القػػهنوف األسهسػػي ال لسػػطيني سػػلوب و ػػه الحقػػوؽ والحريػػهت‬
‫الوهمة فػي ةػلب الدسػيور‪ ،‬حيػث وردىػه المشػرع ال لسػطيني فػي البػهب الرثػهني منيػه‪ ،‬مػه اإلشػهرة‬
‫(‪)3‬‬
‫ييبػو‬ ‫ف ورثيقة إعػالف ا سػيقالؿ ال لسػطيني اليػي اعيبرييػه المحنمػة الدسػيورية ال لسػطينية‬ ‫إل‬
‫عل اليرـ اليشريوي‪ ،‬شهرت إلػ الحقػوؽ والحريػهت الوهمػة بشػنؿ عػهـ مػف رػالؿ الػنص علػ ‪:‬‬

‫(‪ )1‬ومرثػػهؿ ذلػػؾ القػػهنوف األسهسػػي ال لسػػطيني الموػػدؿ لسػػنة ‪2003‬ـ ويودياليػػو‪ ،‬الػػذه نػػص فػػي البػػهب الرثػػهني منػػو عل ػ‬
‫الحقوؽ والحريهت الوهمة‪ ،‬والدسيور المةره لوهـ ‪2014‬ـ ويودياليو‪ ،‬الذه نص عل الحقػوؽ والحريػهت الوهمػة فػي البػهب‬
‫الرثهلث منو‪.‬‬
‫(‪ )2‬رثروت عبد الوهؿ حمد‪ ،‬الحمهية القهنونية للحريهت الوهمة بػيف الػنص واليطبيػؽ‪ ،‬الطبوػة األولػ ‪ ،‬دار الني ػة الوربيػة‪،‬‬
‫القهىرة‪1998 ،‬ـ‪ ،‬ص‪45‬‬
‫(‪ )3‬جه في القرار الي سيره رقـ ‪2017/5‬ـ الةهدر عف المحنمة الدسيورية الوليه بيهريخ ‪2018/3/12‬ـ في الطلب رقـ‬
‫(‪ )2‬لسػػنة (‪ )3‬ق ػػه ية المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه "ي سػػير" ف‪" :‬ورثيقػػة إعػػالف ا سػػيقالؿ الةػػهدرة عػػف المجلػػس الػػوطني‬
‫ال لس ػػطيني ف ػػي الر ػػهمس عش ػػر م ػػف ن ػػوفمبر (يشػ ػريف الرث ػػهني) ‪1988‬ـ‪ ،‬يو ػػد الورثيق ػػة الدس ػػيورية الولي ػػه‪ ،‬رهة ػػة ف الق ػػهنوف‬
‫سهسيه ولمرحلة انيقهلية للسلطة ال لسطينية‪ ،‬وبهعيبهر ف‬ ‫األسهسي الةهدر عف المجلس اليشريوي ال لسطيني قد بني عل‬
‫ورثيقة إعالف ا سيقالؿ حددت ىوية الدولة ال لسطينية‪ ،‬وطبيوييه واليزاميه بهلمبهدل الدوليػة‪ ،‬ومنيػه ا ليػزاـ بحقػوؽ اإلنسػهف‬
‫ييجػػز مػػف المنظومػػة الدسػػيورية فػػي‬ ‫وحريهيػػو األسهسػػية اليػػي يػػـ ا عي ػراؼ بيػػه فػػي نػػوفمبر ‪2012‬ـ‪ ،‬ف نيػػه يُويبػػر جػػز اً‬
‫فلسطيف‪ ،‬بػؿ و عالىػه سػمواً‪ ،‬يػىيي بوػدىه القػهنوف األسهسػي ال لسػطيني‪ .‬وبمػه ف المحنمػة الدسػيورية الوليػه فػي فلسػطيف قػد‬
‫علنػػت سػػمو الموهىػػدات وا ي هقػػهت الدوليػػة علػ اليشػريوهت الوطنيػػة الوهديػػة فػ ف الموهىػػدات وا ي هقيػػهت الدوليػػة يػػىيي فػػي‬
‫مريبػػة قػػؿ مػػف القػػهنوف األسهسػػي‪ ،‬يػػىيي بوػػدىه مريلػػؼ اليش ػريوهت المومػػوؿ بيػػه فػػي فلسػػطيف‪ ،‬س ػوا الق ػوانيف و الق ػ اررات‬
‫بقوانيف‪."...‬‬

‫‪11‬‬
‫" إف دولة فلسطيف ىي لل لسطينييف ينمه نهنوا فييه يطوروف ىػويييـ الوطنيػة والرثقهفيػة‪ ،‬وييميوػوف‬
‫بهلمسهواة النهملة في الحقوؽ‪ ،‬ويةػهف فييػه مويقػداييـ الدينيػة والسيهسػية ونػرامييـ اإلنسػهنية‪ ،‬فػي‬
‫سهس حرية الره وحرية ينويف األحزاب ورعهية األغلبية‬ ‫ظؿ نظهـ ديمقراطي برلمهني يقوـ عل‬
‫حقػػوؽ األقليػػة واحيػراـ األقليػػة قػ اررات األغلبيػػة‪ ،‬وعلػ الوػػدؿ ا جيمػػهعي والمسػػهواة وعػػدـ اليمييػػز‬
‫سػهس الوػرؽ و الػديف و اللػوف و بػيف المػرة والرجػؿ‪ ،‬فػي ظػؿ دسػيور‬ ‫في الحقوؽ الوهمػة علػ‬
‫س ػػهس الوف ػػه النهم ػػؿ ليػ ػراث فلس ػػطيف الروح ػػي‬ ‫ي ػػدمف س ػػيهدة الق ػػهنوف والق ػػه المس ػػيقؿ وعلػ ػ‬
‫والح هره في اليسهم واليوهيش السم بيف األديهف عبر القروف"‪.‬‬

‫وفػػي ىػػذا السػػيهؽ ف ػ ف طبيوػػة القواعػػد الدسػػيورية اليػػي ن لػػت الحقػػوؽ والحريػػهت الوهمػػة‬
‫مريل ػػة‪ ،‬بػػهلنظر إل ػ الينػػوع فػػي ةػػيهغة يلػػؾ القواعػػد‪ ،‬فقػػد يػػنص الدسػػيور عل ػ بوػػض الحقػػوؽ‬
‫والحريهت بةورة مطلقة ودوف قيود مه إحهلييه إل المشرع الوهده لينظيميه‪ ،‬وىي الحه ت اليي‬
‫يملؾ فييه المشرع ية سلطة يقديرية‪ ،‬نمه قد ينص الدسيور عل بوض الحقوؽ والحريهت مػه‬
‫يقييده ليه ببوض القيود وال وابط مه إحهلييه إل المشرع الوهده لينظيميه‪ ،‬وىي حه ت السلطة‬
‫المقيػػدة للمشػػرع‪ ،‬وقػػد يػػنص الدسػػيور علػ بوػػض الحقػػوؽ والحريػػهت دوف ف ي ػػه ليػػه يػػة قيػػود‬
‫ويحيػػؿ بشػػىف ينظيميػػه إلػ اليشػريه الوػػهده‪ ،‬فيملػػؾ المشػػرع فػػي ىػػذه الحػػه ت سػػلطة يقديريػػة فػػي‬
‫الينظػػيـ مػػه م ارعػػهة القيػػد الوػػهـ فػػي الدسػػيور والميمرثػػؿ فػػي عػػدـ المسػػهس بىةػػؿ و جػػوىر ىػػذه‬
‫الحقوؽ والحريهت و ا نيقهص منيه(‪.)1‬‬

‫وبهلنسػبة للنةػػوص الدسػػيورية اليػػي شػػهرت إلػ الحقػػوؽ والحريػػهت المطلقػػة اليػػي وردىػػه‬
‫المشػػرع بغيػػر قيػػود‪ ،‬ولػػـ يقػػـ الدسػػيور ب حهلييػػه إل ػ المشػػرع الوػػهده لينظيميػػهي ف نيػػه ينػػوف نهفػػذة‬
‫بػػذاييه دوف يػػدرؿ المشػػرع‪ ،‬فػػال يملػػؾ المشػػرع الوػػهده ف ييوػػرض ليػػه بهليقييػػد و الينظػػيـ‪ ،‬فلػػو‬
‫ةدر يشريه يقيدىه نهف بهطالً لمرهل يو للدسيور‪ ،‬ألف الدسيور يين ؿ بينظيـ المو وع برميو(‪،)2‬‬
‫(‪)3‬‬
‫مف الدسيور المةره لوػهـ ‪2014‬ـ ويودياليػو‪ ،‬اليػي حظػر بموجبيػه‬ ‫ومف مرثلييه المهدة (‪)26‬‬
‫المشرع الدسيوره عل المشرع الوهده إنشه الريب المدنية‪ ،‬وحظر عل المشرع الوهده بموجب‬

‫(‪ )1‬جواىر الوهدؿ عبد الرحمف‪ ،‬المرجه سهبؽ‪ ،‬ص‪.164‬‬

‫(‪ )2‬عبػػد ال ػرازؽ السػػنيوره‪ ،‬مرهل ػػة اليش ػريه للدسػػيور وا نحػراؼ فػػي اسػػيومهؿ السػػلطة اليش ػريوية‪ ،‬مجلػػة مجلػػس‬
‫الدولة‪ ،‬السنة الرثهلرثة‪ ،‬ينهير ‪ُ ،1952‬عيد طبوو بملحؽ رهص بنيهب ا نحراؼ اليشريوي والرقهبة عل دسػيورييو‬
‫للمسيشػػهر الػػدنيور محمػػد مػػهىر بػػو الوينػػيف‪ ،‬الطبوػػة األول ػ ‪ ،‬المرنػػز القػػومي لإلةػػدارات القػػهنوني‪2013 ،‬ـ‪،‬‬
‫ص‪.1023‬‬
‫ف‪ " :‬إنشه الريب المدنية محظور‪".‬‬ ‫((‪ 3‬وينص عل‬

‫‪11‬‬
 ‫(‪)1‬‬
‫مػػف الدسػػيور ذايػػو ف يقػػوـ بينظػػيـ المةػػهدرة الوهمػػة ل م ػواؿ‪ ،‬والمػػهدة (‪ )62‬مػػف‬ ‫المػػهدة (‪)40‬‬
‫الدسيور ن سو اليي يحظر عل المشرع الوهده ينظيـ إبوهد ه مواطف رهرج البالد و منوػو مػف‬
‫الدروؿ إلييهي ح هظهً عل الحؽ في المواطنة‪.‬‬

‫مه بهلنسبة للقهنوف األسهسي ال لسطيني ف نو يحظر عل المشػرع الوػهده بموجػب المػهدة‬
‫(‪ 2)28‬القيػػهـ بينظػػيـ يسػػليـ الم ػواطنيف للجيػػهت األجنبيػػة‪ ،‬و يجريػػدىـ مػػف الجنسػػية‪ ،‬و إبوػػهدىـ‬
‫(‪)3‬‬
‫اليي يحظر‬ ‫مف الوطف و منويـ مف الدروؿ إليو‪ ،‬ح هظهً عل حقوؽ المواطنة‪ ،‬والمهدة (‪)13‬‬
‫عل ػ المشػػرع الوػػهده ينظػػيـ و و ػػه حػػه ت موينػػة يجػػوز بموجبيػػه ا عيػػداد بػػىه قػػوؿ ةػػدر‬
‫نييجػػة اإلن ػراه و اليوػػذيب‪ ،‬حمهيػػة للحػػؽ فػػي الحمهيػػة مػػف اليوػػذيب والحػػؽ فػػي السػػالمة الجسػػدية‬
‫مهنهت المحهنمة الوهدلة‪.‬‬ ‫والحؽ في‬

‫وفيمػه ييةػؿ بهلقواعػد الدسػػيورية الميولقػة بػهلحقوؽ والحريػهت المقيػػدة فػ ف الدسػيور ي ػػه‬
‫علييه بوض القيػود وال ػوابط‪ ،‬وفػي اآلف ن سػو ُيحيػؿ ينظيميػه إلػ المشػرع الوػهده(‪ ،)4‬وعػهدةً مػه‬
‫يػػيـ ينهوليػػه مػػف قبػػؿ الدسػػيور مػػف رػػالؿ إقرانيػػه بهلوبػػهرات اآلييػػة ومنيػػه‪( ،‬وفقػهً ألحنػػهـ القػػهنوف)‪،‬‬
‫(في حدود القهنوف)‪( ،‬ويحدد القهنوف)‪.‬‬

‫ومرث ػػهؿ علػ ػ ذل ػػؾ الم ػػهدة (‪ )25‬م ػػف الدسػ ػيور المة ػػره لو ػػهـ ‪2014‬ـ ويوديالي ػػو بش ػػىف‬
‫ف‪" :‬الملنيػة الرهةػة مةػونة وحػؽ اإلرث فييػه من ػوؿ‪ ،‬و‬ ‫الملنية الرهةة‪ ،‬حيث نةػت علػ‬
‫يجوز فرض الحراسة علييه إ في األحػواؿ المبينػة فػي القػهنوف وبحنػـ ق ػه ي‪ ،‬و يُنػزع الملنيػة‬
‫إ للمن وة الوهمة ومقهبؿ يوويض عهدؿ ُيدفه مقدمهً وفقهً للقهنوف"‪ ،‬ويقهبليه في القػهنوف األسهسػي‬
‫ف ‪ -3 " :‬الملني ػػة الرهة ػػة مة ػػونة‪ ،‬و ين ػػزع‬ ‫ال لس ػػطيني الم ػػهدة (‪ )3/21‬والي ػػي ي ػػنص علػ ػ‬
‫الملنيػػة و يػػيـ ا سػػييال علػ الوقػػهرات و المنقػػو ت إ للمن وػػة الوهمػػة وفقػهً للقػػهنوف فػػي مقهبػػؿ‬
‫يوويض عهدؿ و بموجب حنـ ق ه ي"‪.‬‬

‫ف‪ " :‬المةهدرة الوهمة ل مواؿ محظورة‪ ،‬و يجوز المةهدرة الرهةة إ بحنـ ق ه ي"‪.‬‬ ‫(‪ )1‬وينص عل‬
‫يجػػوز إبوػػهد ه فلسػػطيني عػػف رض الػػوطف و حرمهنػػو مػػف الوػػودة إليػػو و منوػػو مػػف‬ ‫ف‪" :‬‬ ‫(‪ ) 2‬ويػػنص علػ‬
‫المغهدرة و يجريده مف الجنسية و يسليمو ألية جية جنبية‪".‬‬
‫يجوز إر هع حد أله إنػراه و يوػذيب‪ ،‬ويوهمػؿ المييمػوف وسػه ر المحػروميف مػف‬ ‫ف‪-1" :‬‬ ‫(‪ )3‬ينص عل‬
‫قة‪ -2 .‬يقه بهطالً نؿ قوؿ و اعيراؼ ةدر بهلمرهل ة ألحنهـ ال قرة األول مف ىذه المهدة"‪.‬‬ ‫حريهييـ موهملة‬
‫(‪ )4‬منيػ ػػر عبػ ػػد الحميػ ػػد‪ ،‬ةػ ػػوؿ الرقهبػ ػػة عل ػ ػ دسػ ػػيورية الق ػ ػوانيف والل ػ ػوا ‪ ،‬الطبوػ ػػة األول ػ ػ ‪ ،‬منشػ ػػىة الموػ ػػهرؼ‬
‫بهإلسنندرية‪ ،2001 ،‬ص‪.210‬‬

‫‪11‬‬
‫ممه يقدـ ف الحؽ في الملنيػة الرهةػة حػؽ من ػوؿ و يجػوز النيػؿ منػو إ فػي‬ ‫ويي‬
‫الحدود اليي قررىه القهنوف‪ ،‬ممػه يونػي ف السػلطة اليقديريػة اليػي ييميػه بيػه المشػرع ييسػـ بهليقييػد‬
‫فػػي ينظػػيـ ىػػذا الحػػؽ‪ ،‬حيػػث إف حظػػر نػػزع ملنيييػػه بغيػػر يوػػويض عػػهدؿ مػػدداه ف األةػػؿ فػػي‬
‫يقي ػػييه وظي ييػػه ا جيمهعيػػة‪ ،‬و‬ ‫الملنيػػة ىػػو ف يظػػؿ ألةػػحهبيه‪ ،‬و يُ ػػرض قيػػود علييػػه‬
‫ينػهؿ المشػرع بهليػػهلي مػف ةػػليه و يجردىػه مػػف لوازميػه إ وفػػؽ الشػروط واألو ػػهع اليػي يػػنص‬
‫علييه الدسيور والقهنوف‪ ،‬و يبهشر رروف سيطرة فولية علييػه يسػيىرثروف مػف رالليػه برثمهرىػه و‬
‫ملحقهييػػه و منيجهييػػه‪ ،‬إ ػ ار اًر بىةػػحهبيه الػػذيف ظػػؿ سػػند ملنيييػػه بىيػػدييـ‪ ،‬ف ػ ذا انقػػض المشػػرع‬
‫ػمهنهييه‬ ‫علييه حهليه ةريمهً‪ ،‬سوا نهف عدوانو علييه بنص يشريوي مبهشر‪ ،‬ـ ب غ هؿ يقريػر‬
‫اليي ن ليه الدسيور ليه(‪.)1‬‬

‫وفيمه ييةؿ بهلحقوؽ والحريهت اليي لـ يورد علييه الدسيور ية قيود و حهؿ ينظيميه إل‬
‫المشرع الوهده‪ ،‬مرثهليه الحؽ في اليقه ي المن وؿ بموجب المهدة (‪ )1/30‬مف القهنوف األسهسػي‬
‫ف‪" :‬اليقه ػػي حػػؽ مةػػوف ومن ػػوؿ للنػػهس نهفػػة‪ ،‬ولنػػؿ فلسػػطيني‬ ‫ال لسػػطيني واليػػي يػػنص علػ‬
‫حؽ ا ليجه إلػ قه ػيو الطبيوػي‪ ،‬ويػنظـ القػهنوف إجػ ار ات اليقه ػي‪ ،"...‬ويقهبليػه فػي الدسػيور‬
‫ف‪" :‬اليقه ػػي ح ػػؽ مة ػػوف‬ ‫المة ػػره لو ػػهـ ‪2014‬ـ ويوديالي ػػو الم ػػهدة (‪ )97‬الي ػػي ي ػػنص علػ ػ‬
‫ومن وؿ للنهفة‪ .‬ويليزـ الدولة بيقريب جيهت اليقه ي‪."...‬‬

‫وفي الوقت الذه لـ ي ه فيو الدسيور ية قيود عل مه سبؽ ف ف المشػرع الوػهده ي ػهً‬
‫يجوز لو و ه قيود ينهؿ مف ةؿ الحؽ وجوىره‪ ،‬إعمه ً للمهدة (‪ )92‬مف الدسػيور المةػره‬
‫ف‪" :‬الحقػػوؽ والحريػػهت اللةػػيقة بشػػرص الم ػواطف‬ ‫لوػػهـ ‪2014‬ـ ويودياليػػو اليػػي يػػنص عل ػ‬
‫يقبػػؿ يوطػػيالً و انيقهةػهً‪ ،‬و يجػػوز أله قػػهنوف يػػنظـ ممهرسػػة الحقػػوؽ والحريػػهت ف يقيػػدىه بمػػه‬
‫يمس ةليه وجوىرىه"‪ ،‬وىي المهدة اليي لـ ييبنهىه القهنوف األسهسي ال لسطيني‪.‬‬

‫وبنه ً علػ مػه يقػدـ مػف عػرض ل سػهليب المينوعػة اليػي يبنييػه الدسػهيير المػذنورة عػاله‬
‫فيمػػه ييولػؽ بينظػػيـ الحقػػوؽ والحريػػهت الوهمػػة و مرثلييػػهي يي ػ ف الدسػػهيير يرسػػـ ويحػػدد للمشػػرع‬
‫وسػػه‪ ،‬ممػػه يونػػي نػو علػ‬ ‫الوػػهده نطػػهؽ سػػلطيو اليقديريػة فيمػػه إذا نهنػػت مقيػػدة و ييميػػه بمػػد‬
‫المشرع ف يليزـ بهلحدود اليي رسميه لو الدسيور يحت طه لة الرقهبػة الدسػيورية‪ ،‬وينسػحب األمػر‬
‫ليس علػ النةػوص الةػريحة فحسػب وانمػه علػ النةػوص ال ػمنية اليػي يجػب علػ المشػرع‬
‫يغ ػػؿ عػػف يبنييػػه وفػػه ً بهليزامهيػػو اليػػي و ػػويه الدسػػيور‪ ،‬وحي ػ ُيةػػهر إل ػ ممهرسػػة الحقػػوؽ‬

‫(‪ )1‬عوض المر‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.1419‬‬

‫‪11‬‬
‫والحريهت الوهمة وفقهً للةورة اليي رادىه الدسيور‪ ،‬وا وقوت يلؾ النةوص في حومة المرهل ة‬
‫الدسيورية اليي يجب قمويه مف قبؿ القه ي الدسيوره‪.‬‬

‫الفرع الثنني‬
‫مخنلفة اإلغفنل التشريعي لمحقوق والحرينت العنمة‬
‫عر ت الدراسة في نرثر مػف مو ػه ليػه ف الحقػوؽ والحريػهت الوهمػة ييبػو منزلػةً عليػه‬
‫نيػػه يػػىيي فػػي ةػػلب الدسػػهيير‪ ،‬ممػػه يونػػي نيػػه ييميػػه بػػذات‬ ‫فػػي األنظمػػة القهنونيػػة‪ ،‬بػػهلنظر إل ػ‬
‫مهنة لحمهيييه‪ ،‬نمه ف‬ ‫القيمة الدسيورية اليي يرثبت للقواعد الدسيورية األرر ‪ ،‬األمر الذه ُيود‬
‫مهنة ق ه ية رر لحمهيييه وييمرثؿ في مػن الق ػه الدسػيوره ةػالحية‬ ‫الدسيور ذايو و ه‬
‫الرقهبة علييه مػف رػالؿ فحػص مػد مطهبقػة اليشػريوهت النهظمػة ليػه مػه الدسػيور‪ ،‬والحنػـ بوػدـ‬
‫دس ػػيوريييه ف ػػي ح ػػهؿ رهل ي ػػو‪ ،‬يىني ػػداً علػ ػ وج ػػوب ع ػػدـ مس ػػهس الس ػػلطة اليشػ ػريوية بج ػػوىر ى ػػذه‬
‫الحقوؽ والحريهت بحجة ينظيميه‪.‬‬

‫وفػػي ىػػذا اإلطػػهر يرثػػور اليسػػهدؿ اآليػػي‪ :‬ىػػؿ يمنػػف للقه ػػي الدسػػيوره ف ُي ارقػػب إغ ػػهؿ‬
‫المشػػرع ينظػػيـ حػػد و نرثػػر مػػف الجوانػػب اليػػي ينيمػػؿ الينظػػيـ القػػهنوني للحقػػوؽ والحريػػهت إ‬
‫بيه؟‬

‫ابي ػػدا ً و ػػه الدس ػػيور المة ػػره لو ػػهـ ‪2014‬ـ ويوديالي ػػو بموج ػػب الم ػػهدة (‪ )92‬س ػػهل ة‬
‫البيهف قيداً عل السلطة اليشريوية عند مبهشرييه الحقوؽ والحريهت الوهمة‪ ،‬وىو يدده ينظيمو‬
‫ليػػه للمسػػهس بىةػػليه و جوىرىػػه و ا نيقػػهص منيػػه‪ ،‬إ ػػهفة إل ػ القيػػود الرهةػػة لنػػؿ حػػؽ و‬
‫حرية(‪ .)1‬وىي المهدة اليي لـ ييبنهىه القهنوف األسهسي ال لسطيني وفقهً لمه ذنرنهه سهبقهً‪.‬‬

‫و المهدة السهبقة ف ف اإلغ هؿ اليشريوي للحقػوؽ والحريػهت الوهمػة ييجسػد عنػدمه‬ ‫وفي‬
‫ُينظـ المشرع الحؽ و الحرية محؿ الينظػيـ علػ نحػو منقػوص وغيػر نهمػؿ‪ ،‬و علػ نحػو ييسػـ‬
‫بودـ المسهواة بىف يقةرىه عل ف ة مف المواطنيف دوف ال ة األرر ‪ ،‬ممه يوني مرهل ة اإلغ هؿ‬
‫ف الينظػيـ جػه‬ ‫للةورة اليي رادىػه الدسػيور بشػىف ممهرسػة يلػؾ الحقػوؽ والحريػهت‪ ،‬بػهلنظر إلػ‬
‫غير منيمؿ وييوهرض مه الطبيوة الرهةة للحقوؽ والحريهت‪.‬‬

‫(‪ )1‬مػػرواف محمػػد المػػدرس‪ ،‬دور المحنمػػة الدسػػيورية فػػي مملنػػة البح ػريف فػػي حمهيػػة الحقػػوؽ والحريػػهت الوهمػػة‪،‬‬
‫مجلة دراسهت دسيورية اليي يةدرىه المحنمة الدسيورية بمملنػة البحػريف‪ ،‬الوػدد الرثهلػث‪ ،‬يوليػو ‪2014‬ـ‪ ،‬ص‪31‬‬
‫ومه بودىه‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫وفي ىذا اإلطهر ندت المحنمة الدسيورية الوليه المةرية عل ذلؾ في حنميه الةهدر‬
‫فػػي ‪2017/1/14‬ـ‪ ،‬وجػػه في ػو‪" :‬إف الدسػػيور ين ػػؿ لنػػؿ حػػؽ و حريػػة نػػص علييػػه الحمهيػػة مػػف‬
‫جوانبيػػه الومليػػة ولػػيس مػػف موطيهييػػه النظريػػة‪ ،‬وييمرثػػؿ ىػػذه الحمهيػػة فػػي ال ػػمهنة اليػػي ين ليػػه‬
‫الدسػػيور لحقػػوؽ المػواطنيف وحريػػهييـ‪ ،‬واليػػي ُيويبػػر إن هذىػػه شػػرطهً لالني ػػهع بيػػه فػػي الةػػورة اليػػي‬
‫يةورىه الدسيور نطهقهً فهعالً ليه‪ ،‬وىػذه ال ػمهنة ذاييػه ىػي اليػي ي يػرض ف يسػييدفيه المشػرع‪،‬‬
‫و ف يومؿ عل يحقيؽ وسػه ليه مػف رػالؿ النةػوص القهنونيػة اليػي يػنظـ بيػه ىػذه الحقػوؽ ويلػؾ‬
‫الحريهت‪ ،‬وشرط ذلػؾ بطبيوػة الحػهؿ ف ينػوف ينظيميػه نػهفالً ين سػيه فػي مجه ييػه الحيويػة‪ ،‬و ف‬
‫ػمهف قيمييػه الومليػة‪ ،‬فػ ذا نظميػه المشػرع ينظيمػهً قهةػ اًر‪،‬‬ ‫ُيحيط بنؿ ج از يه اليي ليه شىف فػي‬
‫ينيمػؿ ىػذا الينظػيـ إ بيػهي نػهف‬ ‫وذلؾ بىف غ ؿ و ىمؿ جهنبهً مف النةوص القهنونيػة اليػي‬
‫ذلؾ إرال ً ب مهنييه اليي ىيىىه الدسيور ليه‪ ،‬وفي ذلؾ مرهل ة للدسيور"(‪.)1‬‬

‫مه المحنمة الدسيورية الوليه في فلسطيف ف نيه نػدت علػ الموقػؼ ذايػو حيػث جػه فػي‬
‫حػػد حنهميػػه اآليػػي‪" :‬وحيػػث إف يحديػػد م ػػهميف الحقػػوؽ والحريػػهت منػػوط بهلمشػػرع لنػػف يحػػت‬
‫يؽ المشرع مػف نطػهؽ حػؽ و حريػة وجػه ينظيمػو‬ ‫الرقهبة المبهشرة للقه ي الدسيورهي ف ذا مه‬
‫قهةػ اًر نػػهف محػالً لرقهبػػة الق ػػه الدسػيوره‪ ،‬واف القػػهنوف األسهسػي ن ػػؿ لنػػؿ حػؽ و حريػػة نػػص‬
‫عليي ػػه الحمهي ػػة م ػػف جوانبي ػػه الوملي ػػة ول ػػيس م ػػف موطيهيي ػػه النظري ػػة‪ ،‬وييمرث ػػؿ ى ػػذه الحمهي ػػة ف ػػي‬
‫ال ػػمهنة لحق ػػوؽ المػ ػواطنيف الي ػػي ن ليي ػػه الم ػػهدة (‪ )1/30‬م ػػف الق ػػهنوف األسهس ػػي المو ػػدؿ لس ػػنة‬
‫‪2003‬ـ ويوديالي ػػو فيم ػػه ييول ػػؽ بح ػػؽ اليقه ػػي‪ ،‬والي ػػي يويب ػػر إن هذى ػػه ش ػػرطهً لالني ػػهع بي ػػه ف ػػي‬
‫الةورة اليي يةورىه القهنوف األسهسػي نطهقػهً فػهعالً ليػه‪ ،‬ىػذه ال ػمهنة ذاييػه اليػي ي يػرض علػ‬
‫المشرع ف يومؿ عل يحقيؽ وسه ليه مف رالؿ النةػوص القهنونيػة اليػي يػنظـ بيػه الحقػوؽ و ف‬
‫وسػه مػد ‪،‬‬ ‫يحيط بنؿ ج از يه اليي ليه شىف في حمهية قيمييه الوملية و مهف اليميػه بيػه علػ‬
‫و ف نؿ مرهل ة للقهنوف األسهسي يومدىه المشرع و انزلؽ إلييه بغير قةد ييوػيف حظرىػه ح هظػهً‬
‫عل القهنوف األسهسي مف الوبث بو‪ ،‬إذا نظـ المشرع حقهً مف الحقوؽ ينظيمهً قهة اًر و منقوةهً‬
‫ينيمػػؿ ىػػذا الينظػػيـ إ بيػػه‪ ،‬نمػػه ىػػو‬ ‫بػػىف غ ػػؿ و ىمػػؿ جهنبػهً مػػف النةػػوص القهنونيػػة اليػػي‬
‫الشػػىف فػػي نةػػو بػػهل قرة (‪ )3‬مػػف المػػهدة (‪ )54‬مػػف الق ػرار بقػػهنوف رقػػـ (‪ )41‬لسػػنة ‪2020‬ـ اليػػي‬
‫ف‪" :‬األحنهـ اليي يةدر عف المحنمة الوليه‪ /‬محنمة النقض بة ييه محنمة إداريػة‬ ‫ينص عل‬
‫يقبػػؿ الطوػػف بػػىه طريػػؽ مػػف طػػرؽ الطوػػف"‪ ،‬نػػهف ذلػػؾ إرػػال ً بػػهلحقوؽ والحريػػهت اليػػي ن ليػػه‬
‫القهنوف األسهسي‪ ،‬وفي ذلؾ مرهل ة لو ييويف حظرىػه عػف طريػؽ الرقهبػة الق ػه ية علػ دسػيورية‬

‫(‪ )1‬حنـ المحنمة الدسيورية الوليه في الق ية رقـ ‪ 177‬لسنة ‪ 26‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلسة ‪2007/1/14‬ـ‪ ،‬مرجه سهبؽ‪.‬‬

‫‪11‬‬
 ‫الق ػوانيف‪ ،‬نمػػه فػػي الػػدعو المهرثلػػة‪ ،‬بوػػدـ السػػمهح للمدعيػػة بػػهللجو إل ػ الطوػػف بىحنهميػػه عل ػ‬
‫الدرجة الرثهنية ه مهـ المحنمة اإلدارية الوليه‪."...‬‬

‫وحيػػث إف الحػػؽ فػػي اليقه ػػي مػػف الحقػػوؽ الوهمػػة اليػػي ن ػػؿ القػػهنوف األسهسػػي المسػػهواة‬
‫بيف المواطنيف فػي ممهرسػييه وفقػهً ألحنػهـ المػهدة (‪ )1/30‬علػ نحػو يمنػنيـ مػف حػؽ الن ػهذ إلػ‬
‫المحهنـ عل اريالؼ درجهييه بوسه ؿ ميسرة ودوف عوا ؽ‪ ،‬وحيث إف امينهع المشرع عػف يقريػر‬
‫النةوص القهنونيػة اليػي ينيمػؿ بيػه حػؽ اليقه ػي‪ ،‬واليػي يةػؿ ىػذا الحػؽ فػي نن يػه إلػ نهمػؿ‬
‫يقؿ سو اً عف النةوص القهنونية اليي يقرىػه ليجػرد الحقػوؽ‬ ‫مداه يمرثؿ عدوانهً عل ذلؾ الحؽ‬
‫اليي ينظميه مف م همينيه‪ ،‬وىو ىنه في الدعو المهرثلة حرمهف المدعية مػف اللجػو إلػ الطوػف‬
‫بىحنهـ المحنمة الوليه‪.)1("...‬‬

‫ػػهبطهً لينظػػيـ المشػػرع للحقػػوؽ والحريػػهت‪ ،‬وىػػو‬ ‫مػػه فقي ػهً فينػػهؾ مػػف اسػػيرلص قيػػداً و‬
‫عدـ جواز ا نيقهص مف الحؽ و الحرية‪ ،‬بهعيبهر ف المشرع عند ينظيمو للحؽ و الحرية يليزـ‬
‫ف يجوػػؿ اسػػيرداـ األف ػراد ليػػه نػػهمالً غيػػر منقػػوص‪ ،‬حيػػث إف اليميػػه بحريػػة منقوةػػة و غيػػر‬
‫ييحقػؽ اليػدؼ الحقيقػي مػف يميػه األفػراد بيػه‪ ،‬م ػي هً ف‬ ‫نهملة يجوليه غير ذه جدو بحيث‬
‫اليػزاـ المشػػرع بينظػػيـ الحػػؽ و الحريػػة بشػػنؿ نهمػػؿ غيػػر منقػػوص ييحقػػؽ بػػىمريف‪ ،‬األوؿ‪ :‬ينظػػيـ‬
‫المشرع للحؽ عل نحو يدده إل مسهواة جميه المواطنيف في اليميه بيه طهلمه يسػهوت م ارنػزىـ‬
‫القهنونيػػة‪ ،‬فيمنػػيف المشػػرع لػػبوض الم ػواطنيف مػػف ممهرسػػة حػػؽ و حريػػة موينػػة وحرمػػهف الػػبوض‬
‫اآلرػر منيػه‪ ،‬و يمنػيف بوػض المػواطنيف مػف ممهرسػة الحػؽ و الحريػػة علػ نحػو موػيف ويمنػػيف‬
‫اآلرريف مف ممهرسييه عل نحو مريلؼ يجوؿ الحؽ و الحرية منقوةة وغير منيملة‪ ،‬فهلمشرع‬
‫مليػػزـ بيحقيػػؽ المبػػد الدسػػيوره الػػذه ين ػػؿ المسػػهواة بػػيف جميػػه الم ػواطنيف‪ ،‬مػػه األمػػر الرثػػهني‪:‬‬
‫فييمرثؿ في ينظيـ الحريػة علػ نحػو يػدده إلػ اليميػه بيػه نهملػة مػف حيػت م ػمونيه ومحيواىػه‪،‬‬
‫وينوف ذلؾ بى يقةر المشرع اسيرداـ الحرية عل جهنب واحد مف جوانبيه الميوددة(‪.)2‬‬

‫ويىني ػػداً علػ ػ ذل ػػؾ ق ػػت المحنم ػػة الدس ػػيورية الولي ػػه المةػ ػرية بو ػػدـ دس ػػيورية ال ػػنص‬
‫الرػهص بينظػػيـ الوالقػػة بػػيف المػػدجر والمسػػيىجر‪ ،‬فيمػػه ي ػػمنو مػػف قةػػر اسػػيمرار عقػػد اإليجػػهر‬
‫عل ػ الزوجػػة المة ػرية و و دىػػه مػػف زوجيػػه المسػػيىجر غيػػر المةػػره عنػػد انييػػه إقهميػػو بػػهلبالد‬

‫(‪ )1‬حنـ المحنمة الدسيورية الوليه المنوقدة في راـ اهلل‪ ،‬والةهدر بيهريخ ‪ 2021/11/24‬في الق ػية رقػـ (‪)16‬‬
‫لسنة (‪ )6‬ق ه ية‪ ،‬في الدعو الدسيورية ‪.2020/10‬‬
‫(‪ )2‬ىهلة محمد طري ‪ ،‬المرجه سهبؽ‪ ،‬ص‪.241‬‬

‫‪12‬‬
‫فو ػالً و حنم ػهً دوف الػػزوج المةػػره و و ده مػػف زوجيػػو المسػػيىجرة غيػػر المة ػرية‪ ،‬و نػػدت بنػػؿ‬
‫و وح في ىذا الحنـ ف مبد المسهواة نػهف يحػيـ ف يمػد مظلػة حنػـ الػنص القػهنوني إلػ الػزوج‬
‫المةػػره و و ده مػػف المسػػيىجرة األجنبيػػة عنػػد انييػػه إقهمييػػه بػػهلبالد إف فو ػالً واف حنم ػهً‪ ،‬واف لػػـ‬
‫ي وؿ النص ذلؾ ف نو ينوف مرهل هً لمبد المسهواة(‪.)1‬‬

‫و الحنـ السهبؽ ‪-‬الةهدر عف المحنمة الدسيورية في مةر‪ -‬بشػىف الحػؽ فػي‬ ‫وفي‬
‫المس ػ ػػهواة‪ ،‬وحن ػ ػػـ المحنم ػ ػػة الدس ػ ػػيورية الولي ػ ػػه ف ػ ػػي فلس ػ ػػطيف الم ػ ػػذنور س ػ ػػهبقهً والة ػ ػػهدر بي ػ ػػهريخ‬
‫نيمػػه مػػف الحقػػوؽ اليػػي وردت فػػي‬ ‫‪2021/11/24‬ـ بشػػىف الحػػؽ فػػي اليقه ػػي‪ ،‬وبػػهلنظر إل ػ‬
‫ة ػػلب الدس ػػيور‪ ،‬و ف بمج ػػرد إغ ػػهؿ المش ػػرع ع ػػف ينظيميم ػػه م ػػف نهف ػػة الجوان ػػب دف ػػه بهلمحنم ػػة‬
‫ار‬ ‫الدسيورية إل الحنـ بودـ دسيورية النةوص اليي غ لت طبيوة ىذه الحقوؽ‪ ،‬وبهلنظر إل‬
‫ال قو الذه بدورنه ني ؽ مويه في ف إغ هؿ المشرع ينظيـ الحقوؽ والحريػهت الوهمػة بشػنؿ منيمػؿ‬
‫وغيػػر منقػػوص ُيشػػنؿ سهسػهً ةػػهلحهً للرقهبػػة الدسػػيورية علػ اإلغ ػػهؿ اليشػريوي‪ ،‬وذلػػؾ يوػود و ً‬
‫إل طبيوة القواعد المنظمة للحقوؽ والحريهت الوهمة واليي يرد في ميف الدسيور‪ ،‬ممه يونػي نيػه‬
‫ييميه بهلقيمة الدسيورية‪ ،‬ورثهنيهً الطبيوة الرهةة للحقوؽ والحريهت الوهمة اليي يىبي اإلغ هؿ عف‬
‫ه جهن ػػب و ػػمهنة يمن ػػف ف ُيم ػػهرس الح ػػؽ و الحري ػػة ف ػػي نن ي ػػه‪ ،‬فػ ػ ف مرهل ػػة اإلغ ػػهؿ‬
‫اليشريوي للحقوؽ والحريهت الواردة في الدسيور ينوف سنداً سليمهً للحنـ بود الدسيورية‪.‬‬

‫ف القة ػػور ف ػػي النة ػػوص‬ ‫ف ىن ػػهؾ م ػػف ال ق ػػو م ػػف ذى ػػب إلػ ػ‬ ‫ويج ػػدر اإلش ػػهرة إلػ ػ‬
‫اليشريوية و النقص فييه (اإلغ هؿ اليشريوي) يود حد عيوب الةيهغة اليشريوية اليي يمنػف ف‬
‫يػػدده إلػ مرهل ػػة دسػػيورية‪ ،‬فيمػػه لػػو د الويػػب فػػي الةػػيهغة إلػ اإلرػػالؿ بػػهلقيود وال ػػمهنهت‬
‫اليي وجب الدسيور عل المشرع مراعهييه واحيراميه(‪.)2‬‬

‫وب ػػدوره يػ ػػر البهح ػػث ف عيػػػب الة ػػيهغة اليش ػ ػريوية قػػػد ييس ػػبب فػػػي إح ػػداث نق ػػص و قةػػػور‬
‫يشريوي‪ ،‬يدده إل يورثر ممهرسػة الحػؽ محػؿ الينظػيـ‪ ،‬ممػه يرػهلؼ مبػد سػمو الدسػيور‪ ،‬وطهلمػه‬
‫نو د إل إنشػه القةػور ف نػو يشػنؿ حػد األسػبهب اليػي مػف شػىنيه ف يجوػؿ الػنص القػهنوني‬
‫غير منيمؿ‪ ،‬وبهلنييجة ف ننه مهـ حهلة مف اإلغ هؿ اليشريوي يسيوجب يدارنيه‪.‬‬

‫(‪ )1‬حنـ المحنمة الدسيورية الوليه في الق ية رقـ (‪ )6‬لسػنة (‪ )20‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬الةػهدر فػي جلسػة ‪2002/4/14‬ـ‪،‬‬
‫يػػهريخ ويوقيػػت الزيػػهرة‪:‬‬ ‫المنشػور علػ موقػػه المحنمػػة الدسػػيورية ‪https://www.sccourt.gov.eg/SCC‬‬
‫‪ 6:00‬مف مسه يوـ السبت الموافؽ ‪2022/6/4‬ـ‪.‬‬
‫(‪ )2‬عةػػمت عبػػد المجيػػد بنػػر‪ ،‬مشػػنالت اليشػػريه‪ ،‬د ارسػػة نظريػػة ويطبيقيػػة مقهرنػػة‪ ،‬ب ػػدوف طبوػػة‪ ،‬دار النيػػب‬
‫الولمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنهف‪2014 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.205‬‬

‫‪12‬‬
 ‫الفصل الثاني‬
‫موقف الفقه والقضاء من اإلغفال‬
‫التشريعي وحمددات رقابته‬

‫وينقسم إلى ثالث مينحث عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬الميحث األول‪ :‬موقف الفقو من اإلغفنل التشريعي‬

‫‪ ‬الميحث الثنني‪ :‬موقف القضنء في مصر وفمسطين من رقنية اإلغفنل‬

‫‪ ‬الميحث الثنلث‪ :‬ضوايط الرقنية عمى اإلغفنل التشريعي وصور معنلجتين‬

‫‪11‬‬
 ‫الفصل الثنني‬
‫موقف الفقو والقضنء من اإلغفنل التشريعي ومحددات رقنيتو‬

‫تمييد وتقسيم‪:‬‬
‫ُيشػػنؿ اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي ولػػـ يػػزؿ محػػؿ جػػدؿ واسػػه‪ ،‬بػػهلنظر إل ػ اقي اربػػو مػػف السػػلطة‬
‫اليقديريػ ػػة للمشػ ػػرع‪ ،‬اليػ ػػي يُسػ ػػيمد مػ ػػف الةػ ػػالحيهت المقػ ػػررة للسػ ػػلطة اليش ػ ػريوية بموجػ ػػب حنػ ػػهـ‬
‫الدسيور(‪ ،)1‬حيث إنو بموجب مبد ال ةؿ بيف السلطهت الذه يبنهه القػهنوف األسهسػي ال لسػطيني‬
‫المو ػ ػػدؿ لس ػ ػػنة ‪2003‬ـ ويوديالي ػ ػػو بموج ػ ػػب الم ػ ػػهدة (‪ ،)2()2‬والدس ػ ػػيور المة ػ ػػره لو ػ ػػهـ ‪2014‬ـ‬
‫ويودياليو بموجب المهدة (‪ ،)3()5‬يقي ي مف نؿ سلطة ف يمهرس وظي ييه وفقهً لليوزيه المرسوـ‬
‫بموجب الدسيور‪ ،‬ممه يوني ف الوظي ػة اليشػريوية رثهبيػة للسػلطة اليشػريوية نىةػؿ عػهـ وللسػلطة‬
‫الين يذيػػة فػػي ح ػواؿ موينػػة‪ ،‬ووظي ػػة ال ةػػؿ فػػي الن ازعػػهت الرهةػػة والوهمػػة للسػػلطة الق ػػه ية‪،‬‬
‫وين يػػذ الق ػوانيف وحمهيػػة النظػػهـ واألمػػف الوػػهـ للسػػلطة الين يذيػػة‪ ،‬غيػػر ف مقي ػػيهت مبػػد ال ةػػؿ‬
‫المػػرف بػػيف السػػلطهت الػػذه يبنػػهه القػػهنوف األسهسػػي ال لسػػطيني ‪-‬إل ػ حػ ٍػد مػػه‪ ،-‬مػػف رػػالؿ إيهحػػة‬
‫ال رةة لنؿ سلطة بىف يُراقب عل السلطة األرر و ف يحد مف نشهطيه فيمه لو يجهوزت حنػهـ‬
‫القهنوف يسم في حدود بوينيه الرقهبة عل الوظي ة اليشريوية‪.‬‬

‫وف ػػي ى ػػذا اإلط ػػهر نج ػػد ف ن ػػال النظ ػػهميف المة ػػره وال لس ػػطيني ر ػػذ بىس ػػلوب الرقهب ػػة‬
‫الق ػػه ية عل ػ السػػلطة اليش ػريوية فػػي المسػػه ؿ الميةػػلة بدسػػيورية الق ػوانيف‪ ،‬وىػػو مػػه يػػدرؿ فػػي‬
‫ف دولػػة‬ ‫ينػػوف يحنميػػة و مطلقػػة‪ ،‬بػػهلنظر إل ػ‬ ‫إطػػهر السػػلطة اليقديريػػة للمشػػرع‪ ،‬اليػػي يجػػب‬

‫ف‪-1 " :‬‬ ‫(‪ )1‬ي ػػنص المػػػهدة (‪ )47‬م ػػف الق ػػهنوف األسهس ػػي ال لس ػػطيني المو ػػدؿ لس ػػنة ‪2003‬ـ ويوديالي ػػو عل ػ ػ‬
‫ييوػهرض مػه حنػهـ ىػػذا القػهنوف ييػول‬ ‫المجلس اليشريوي ال لسطيني ىو السلطة اليشريوية المنيربة‪ -2 .‬بمه‬
‫المجلػس اليشػريوي ميهمػػو اليشػريوية والرقهبيػػة علػ الوجػػو المبػيف فػػي نظهمػو الػػدارلي‪ ،"...‬ويػنص المػػهدة (‪)101‬‬
‫ف‪ " :‬ييػول مجلػس النػواب سػلطة اليشػريه‪ ،‬واقػرار السيهسػة‬ ‫مف الدسيور المةره لوهـ ‪2014‬ـ ويودياليو‪ ،‬عل‬
‫الوهمػػة للدولػػة‪ ،‬والرطػػة الوهمػػة للينميػػة ا قيةػػهدية‪ ،‬وا جيمهعيػػة‪ ،‬والموازنػػة الوهمػػة للدولػػة‪ ،‬ويمػػهرس الرقهبػػة علػ‬
‫عمهؿ السلطة الين يذية‪ ،‬وذلؾ نلو عل النحو المبيف في الدسيور‪".‬‬
‫ف‪ " :‬الشػوب مةػدر السػلطهت ويمهرسػيه عػف طريػؽ السػلطهت اليشػريوية والين يذيػة والق ػه ية‬ ‫(‪ )2‬وينص علػ‬
‫سهس مبد ال ةؿ بيف السلطهت عل الوجو المبيف في ىذا القهنوف األسهسي‪."...‬‬ ‫عل‬
‫سهس اليودديػة السيهسػية والحزبيػة‪ ،‬واليػداوؿ السػلمي للسػلطة‪،‬‬ ‫ف‪ " :‬يقوـ النظهـ السيهسي عل‬ ‫(‪ )3‬وينص عل‬
‫وال ةؿ بيف السلطهت واليوازف بينيه‪ ،‬ويالزـ المسدولية مه السلطة‪ ،‬واحيراـ حقوؽ اإلنسهف وحريهيو‪ ،‬علػ الوجػو‬
‫المبيف في الدسيور"‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫الحػؽ والقػهنوف يقبػؿ ال نػرة اليحنميػة بهعيبهرىػه يُقػوض مبػد سػيهدة القػهنوف‪ ،‬ومػف شػىنيه إىػدار‬
‫الديمقراطي ػػة برميي ػػه فيم ػػه ل ػػو يوسػ ػ ت ن ػػؿ س ػػلطة ف ػػي اس ػػيومهؿ ة ػػالحيهييه‪ ،‬حي ػػث يج ػػب علػ ػ‬
‫ييجػػهوز اليرػػوـ اليػػي حػػددىه الدسػػيور‪ ،‬لػػذا نػػهف اليوجػػو نحػػو يبنػػي الرقهبػػة الق ػػه ية‬ ‫يقػػديراييه‬
‫يمنف اعيبهرىه يجهو اًز لمبد ال ةؿ بيف السػلطهت‪ ،‬بػهلنظر إلػ‬ ‫عل الوظي ة اليشريوية‪ ،‬واليي‬
‫حنػػهـ الدسػػيور‪ ،‬دوف اإلمػػال علييػػه و الحلػػوؿ فػػي‬ ‫نونيػػه يػػروـ إل ػ رد السػػلطة اليش ػريوية إل ػ‬
‫منهنيه‪ ،‬فيذا مف غير الجه ز دسيو اًر وقهنونهً‪.‬‬

‫ومػػف جهنػػب رػػر فػ ف رلػػو نظػػهـ قػػهنوني مػػه نهل لسػػطيني مػػرثالً مػػف يبنػػي سػػلوب الرقهبػػة‬
‫عل اإلغ هؿ اليشػريوي بشػنؿ ةػري ي ُيريػب بهل ػرورة إشػنهلية لػد الق ػه الدسػيوره بهعيبػهر‬
‫ف القه ػػي يطب ػػؽ الق ػػهنوف و ُينشػ ػ و‪ ،‬ومم ػػه يون ػػي ف علػ ػ الس ػػلطة الق ػػه ية يجيي ػػد م ػػه‬
‫ف الق ه الدسيوره ييدؼ إل حمهية حنهـ الدسيور مف نؿ‬ ‫ةراحة النص‪ ،‬ولنف بهلنظر إل‬
‫ػػمهف قيػػهـ المشػػرع بينظػػيـ الحقػػوؽ والحريػػهت الوهمػػة ال ػواردة فػػي الدسػػيور‬ ‫يش ػريه ُيرهل ػػو‪ ،‬وال ػ‬
‫ينيمػػؿ إ بيػػه‪ ،‬وبمػػه يجوػػؿ يلػػؾ‬ ‫عل ػ نحػػو غيػػر منقػػوص ومنيمػػؿ مػػف نهفػػة الجوانػػب اليػػي‬
‫الحقػػوؽ والحريػػهت قهبلػػة لليطبيػػؽ مػػف جوانبيػػه الومليػػة ولػػيس مػػف موطيهييػػه النظريػػة فحسػػبي فػ ف‬
‫مسػػىلة رقهبػػة اإلغ ػػهؿ ممػػه ي ػدرؿ فػػي إطػػهر عمػػؿ الق ػػه الدسػػيوره بوة ػ و القػػه ـ عل ػ حمهيػػة‬
‫الدسيور‪.‬‬

‫ػػو‬ ‫نم ػػه ف األر ػػذ بىس ػػلوب الرقهب ػػة الق ػػه ية علػ ػ اإلغ ػػهؿ اليشػ ػريوي‪ ،‬رهة ػػة ف ػػي‬
‫الةالحيهت اليي سندىه الدسيور لنؿ سلطة‪ ،‬وفي ظؿ الرشية مف ف ين لػت الق ػه الدسػيوره‬
‫ػ ػوابط للقه ػػي‬ ‫نح ػػو الوظي ػػة اليشػ ػريوية و ف يح ػػؿ مح ػػؿ المش ػػرعي فػ ػ ف األم ػػر ييطل ػػب رس ػػـ‬
‫الدسيوره‪ ،‬يحوؿ دوف يجهوز مبد ال ةؿ بيف السلطهت‪ ،‬ويقػويض فنػرة النظػهـ الػديمقراطي اليػي‬
‫مػػف حػػد عمػػدييه سػػلطة يش ػريوية منيربػػة ومرولػػة مػػف قبػػؿ اإلرادة الشػػوبية بينظػػيـ المو ػػوعهت‬
‫الميولقة بهلمةهل ا جيمهعية عل اريالؼ نواعيه‪ ،‬األمر الذه يدعو وبحؽ إل وجوب إرسه‬
‫وابط في ىذا اإلطهر‪.‬‬

‫نمه يطرح فنػرة الرقهبػة علػ اإلغ ػهؿ اليشػريوي مجموعػة لةػور الموهلجػة اليػي ي ػطله‬
‫بيػػه القه ػػي الدسػيوره فػػي مواجيػػة البرلمػػهف‪ ،‬رهةػػة و ف األريػػر يومػػد إلػ عػػدـ ينبيػػؿ وظي يػػو‬
‫يينهسػػب مػػه‬ ‫اليش ػريوية و السػػمهح لسػػلطة رػػر ب جبػػهره عل ػ ارييػػهر حلػػوؿ موينػػة و بػػدا ؿ‬
‫ف سػػلوب الرقهبػػة عل ػ دسػػيورية الق ػوانيف يػػدده إل ػ إسػػقهط‬ ‫رديػػة وارادة المشػػرع‪ ،‬وبػػهلنظر إل ػ‬
‫النص الطويف واسيبوهده مف النظهـ القهنوني نونو رهلؼ مبد سػمو الدسػيور‪ ،‬فػ ف اليسػهدؿ الػذه‬

‫‪11‬‬
‫ُيرث ػػهر‪ :‬م ػػه ى ػػي ا يجهى ػػهت ال قيي ػػة بش ػػىف رقهب ػػة اإلغ ػػهؿ‪ ،‬وم ػػه ى ػػو موق ػػؼ الق ػػه ال لس ػػطيني‬
‫وابط الرقهبة عل اإلغ هؿ اليشريوي‪ ،‬ومه ىي ةور موهلجيو؟‬ ‫والمةره منيه‪ ،‬ومه ىي‬

‫ولمنهقشة مه يقدـ سوؼ يومد الدراسة إل عرض ا يجهىػهت ال قييػة المديػدة والموهر ػة‬
‫لرقهبػػة اإلغ ػػهؿ رهةػػة و نيػػه نهنػػت محػػؿ جػػدؿ واسػػه‪ ،‬ومػػف رثػػـ يحديػػد المنػػهف الػػذه وق ػػت فيػػو‬
‫األنظمػػة الق ػػه ية رهةػػة الق ػػه الدسػػيوره المةػػره وال لسػػطيني مػػف رقهبػػة اإلغ ػػهؿ اليشػريوي‬
‫ػوابط الرقهبػة علػ اإلغ ػهؿ وةػور موهلجييػه‪،‬‬ ‫في ظؿ مه عدـ وجود نص ةري ييبنهىػه‪ ،‬رثػـ‬
‫وذلؾ عل النحو اآليي‪:‬‬

‫‪ ‬الميحث األول‪ :‬موقف الفقو من اإلغفنل التشريعي‪.‬‬

‫‪ ‬الميحث الثنني‪ :‬موقف القضنء في مصر وفمسطين من رقنية اإلغفنل‪.‬‬

‫‪ ‬الميحث الثنلث‪ :‬ضوايط الرقنية عمى اإلغفنل التشريعي وصور معنلجتو‪.‬‬

‫‪11‬‬
 ‫الميحث األول‬
‫موقف الفقو من اإلغفنل التشريعي‬
‫تمييد وتقسيم‪:‬‬

‫يبهينػػت اآل ار ال قييػػة فيمػػه ييولػػؽ بسػػالمة فن ػرة الرقهبػػة عل ػ اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي‪ ،‬حيػػث‬
‫ارينػػز ا رػيالؼ بينيمػػه حػػوؿ مسػػىلييف األولػ ييولػػؽ بطبيوػػة القهعػػدة القهنونيػػة الره ػػوة للرقهبػػة‬
‫نيػه ةػهدرة عػف‬ ‫الدسيورية‪ ،‬بمون ىؿ القهعدة القهبلػة للرقهبػة ىػي القهعػدة الةػريحة بػهلنظر إلػ‬
‫المشػػرع‪ ،‬ـ نػػو يجػػوز اعيبػػهر القهعػػدة ال ػػمنية ره ػػوة للرقهبػػة‪ ،‬بػػهلرغـ مػػف ف المشػػرع لػػـ يق ػـ‬
‫ب ةدارىه‪.‬‬

‫مػ ػػه المسػ ػػىلة الرثهنيػ ػػة ف نيػ ػػه ييولػ ػػؽ بطبيوػ ػػة الوالقػ ػػة بػ ػػيف السػ ػػلطة اليش ػ ػريوية والق ػ ػػه‬
‫الدسػػيوره‪ ،‬ويحديػػداً نطػػهؽ ومػػد حػػؽ المشػػرع فػػي مبهش ػرة سػػلطيو اليقديريػػة دوف رقهبػػة القه ػػي‬
‫الدسػػيوره‪ ،‬بهعيبػػهره مرػػو ً مػػف قبػػؿ اإلرادة الشػػوبية فػػي إةػػدار اليش ػريوهت والم ه ػػلة بػػيف عػػدة‬
‫بػػدا ؿ وحلػػوؿ رثنػػه قيهمػػو بينظػػيـ المو ػػوعهت الميةػػلة بهلش ػدوف اليػػي ييُػػـ األف ػراد والجمهعػػهت‬
‫دارؿ المجيمه وفقهً لمبد ال ةؿ بيف السلطهت‪.‬‬

‫ف رثمػػة سػػلطة مقيػػدة و رػػر يقديريػػة‬ ‫غيػػر ف النظ ػرة الرثهقبػػة ألحنػػهـ الدسػػيور يُشػػير إل ػ‬
‫ينػوف مطلقػة وا يحولػت‬ ‫للمشرع فيمه ييولؽ بهلوظي ة اليشريوية‪ ،‬و ف السلطة اليقديريػة يجػب‬
‫إل ػ سػػلطة يحنميػػة يينػػهف ومبػػد سػػمو الدسػػيور والنظػػهـ الػػديمقراطي برميػػو‪ ،‬ممػػه يونػػي وجػػوب‬
‫إر ػػػهع الوظي ػ ػػة اليش ػ ػريوية لرقهبػ ػػة القه ػ ػػي الدسػ ػػيوره حمهي ػ ػةً لمبػ ػػد سػ ػػمو الدسػ ػػيور والحقػ ػػوؽ‬
‫والحريهت الوهمة‪ ،‬ولنف وفقهً ل وابط محددة ودوف يجهوز لمبػد ال ةػؿ بػيف السػلطهت‪ ،‬ولليوػرؼ‬
‫عل الجدؿ ال قيي بشىف المو وع محؿ الدراسة ‪-‬اإلغ هؿ اليشريوي‪ ،-‬سوؼ نقسـ د ارسػينه ليػذ‬
‫المبحث عل النحو اآليي‪:‬‬

‫‪ ‬المطمب األول‪ :‬التجنه المعنرض لفكرة الرقنية عمى اإلغفنل التشريعي‪.‬‬

‫‪ ‬المطمب الثنني‪ :‬التجنه المؤيد لفكرة الرقنية عمى اإلغفنل التشريعي‪.‬‬

‫‪11‬‬
 ‫المطمب األول‬
‫التجنه المعنرض لفكرة الرقنية عمى اإلغفنل التشريعي‬
‫نػػو مػػف الةػػوب ف‬ ‫يقػػوـ الػػره الموػػهرض ل ن ػرة الرقهبػػة عل ػ اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي عل ػ‬
‫ينةب رقهبة القه ي الدسيوره عل امينػهع البرلمػهف عػف ينظػيـ مسػىلة موينػة بةػورة جز يػة و‬
‫‪Normes‬‬ ‫بة ػػورة نهمل ػػة‪ ،‬ألف ذل ػػؾ يون ػػي وق ػػوع ى ػػذه الرقهب ػػة علػ ػ "قواع ػػد غي ػػر موج ػػودة"‬
‫‪ ،inexistantes‬ف الً عف ف إقرار ىذه الرقهبة يدده إل اليسػليـ بػىف يقػوـ القه ػي الدسػيوره‬
‫بنسبة بوض القواعد القهنونية إل البرلمهف‪ ،‬في حيف ف ىذا األرير لـ يةدر عنو شي ةالً‪،‬‬
‫وذلػػؾ فػػي حػػه ت عػػدـ يػػدرؿ البرلمػػهف مطلق ػهً ليسػػوية المسػػىلة‪ ،‬ه فػػي حهلػػة ا مينػػهع اليش ػريوي‬
‫اليهـ(‪.)1‬‬

‫علينه يروؼ ةحهب ىذا الره مف "حنومة الق هة" اليي حذر منيػه ال رنسػي‬ ‫و ير‬
‫"إدوارد مبيػػر"‪ ،‬فػػي نيهبػػو الػػذه يحمػػؿ عن ػواف "شػػب حنومػػة الق ػػهة"‪ ،‬والػػذه و ػػوو فػػي عػػهـ‬
‫‪1921‬ـ(‪ ،)2‬والي ػػي ُيح ػػذر مني ػػه بو ػػض ال ق ػػو بة ػػورة مس ػػيمرة وم ػػف رطوريي ػػه نلم ػػه ة ػػدرت ع ػػف‬
‫الق ه الدسيوره و اإلداره حنهـ قد ُي يـ منيه يػدرؿ الق ػه فػي يوجيػو دفػة الومػؿ اليشػريوي‬
‫للبرلمهف و الومؿ اإلداره للسلطة الين يذية(‪ ،)3‬و ف إقرار ىذه الرقهبة يجوػؿ مػف الي سػير الةػهدر‬
‫عف القه ي الدسيوره ونىنو ةػهدر عػف المشػرع‪ ،‬فيػو يسػند إلرادة المشػرع مػه لػـ يةػدر عنيػه‪،‬‬
‫و ير ػي مػػه فػػي ىػػذا مػػف اعيػػدا عل ػ اريةػػهص المشػػرع‪ ،‬الػػذه لػػو راد إق ػرار قهعػػدة مػػه ل وػػؿ‬
‫ييسػػـ بػػهلال محدوديػػة‪،‬‬ ‫ذلػػؾ‪ ،‬و نػػو إذا نػػهف مجػػهؿ يحػػرؾ المحنمػػة الدسػػيورية ييسػػـ بهلسػػوة ف نػػو‬
‫يسػػيطيه إقهمػػة مػػه لػػـ يقمػػو‪ ،‬و ف بػػروز ىػػذه‬ ‫واف نهنػػت يسػػيطيه ىػػدـ مػػه قهمػػو البرلمػػهف ف نيػػه‬
‫المشنلة عل وجو الرةوص ينوف في حهلة النقص النلي(‪ ،)4‬حيث يغيب الػنص وموػو القهعػدة‬
‫ومويمػػه يقػػدير المشػػرع يمهم ػهً‪ ،‬وبهليػػهلي ف ػ ف سػػهس رفػػض ىػػذه الرقهبػػة يرجػػه إل ػ اليرػػوؼ مػػف‬
‫ظهىرة حنومة الق هة‪ ،‬اليي حذر منيه ال رنسي "إدوارد مبير" في نيهبو "شب حنومػة الق ػهة"‪،‬‬

‫‪(1)‌Thierry Di MANNO, Le conseil constitutionnel et les moyens et conclusions‬‬

‫‪souleves d'office, Economica P.U.A.M, 1992, P. 234 et ss.‬‬
‫(فقيو إيطهلي) مشهر إليو لد عيد حمد الغ لوؿ‪ ،‬المرجه سهبؽ‪ ،‬ص‪ ،117‬وانظر حمػد فيحػي سػرور‪ ،‬المرجػه‬
‫سهبؽ‪ ،‬ص‪ 201‬ومه بودىه‪.‬‬
‫(‪ )2‬مشهر إليو لد عيد حمد الغ لوؿ‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.117‬‬
‫(‪ )3‬للمزيد مف الي هةػيؿ حػوؿ مو ػوع حنومػة الق ػهة‪ ،‬فػي ميػداف الق ػه اإلداره وميػداف الق ػه الدسػيوره‪،‬‬
‫راجه اآل ار المشهر إلييه لد عيد حمد الغ لوؿ‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪117‬ـ‪.‬‬
‫(‪ )4‬حمد فيحي سرور‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.202-201‬‬

‫‪11‬‬
‫واليي يحذر ال قو الدسيوره منيه نلمه ةدر عف الق ه مه ُي يـ منو نو يدرؿ في ا ريةهص‬
‫اليشػريوي‪ ،‬فرقهبػػة الػنقص اليشػريوي يونػػي حلػػوؿ القه ػػي محػػؿ المشػػرع فػػي يقػػدير مػػد الحهجػػة‬
‫لليشػريه و ػػروريو ومػػد مال ميػػو‪ ،‬وىػػذه األمػػور ىػػي جػػوىر السػػلطة اليقديريػػة اليػػي يرػػيص بيػػه‬
‫المشرع(‪.)1‬‬

‫وفي ىذا الةدد يقوؿ حد ال قيه اإليطهلييف إف‪" :‬نؿ مه ليس جز اً مف النص الره ػه‬
‫يمنف اعيبهره قهعدة قهنونية موجػودة‪ ،‬و يمنػف بنػه علػ ذلػؾ نسػبيو إلػ البرلمػهف"(‪،)2‬‬ ‫للرقهبة‬
‫ويبدو ف ةحهب ىػذا الػره يسػيندوف إلػ الػيالزـ بػيف الػنص‪ ،‬و مػه يسػميو ال قيػه اإليطػهليوف‬
‫الحنػػـ مػػف نهحيػػة والقهعػػدة اليػػي يحيوييػػه الػػنص مػػف نهحيػػة رػػر ‪ ،‬فػػهلنص و الحنػػـ ىػػو الوعػػه‬
‫الذه يحمؿ القهعدة‪ ،‬و ىو الرثوب الذه يظير فيو‪ ،‬مه القهعػدة فيػي بهريةػهر ‪-‬وعلػ حػد قػوؿ‬
‫"ىػػهنس نلسػػف" فػػي نيهبػػو النظريػػة الرهلةػػة للقػػهنوف‪ -‬مػػدلوؿ الػػنص‪ ،‬و مػػدلوؿ الومػػؿ القػػهنوني‪،‬‬
‫ُييةػػور وجػػود القهعػػدة‪ ،‬ويةػػب مػػف الميوػػذر مراقبػػة القه ػػي‬ ‫وعل ػ ذلػػؾ ف ػ ذا غػػهب الػػنص‬
‫الدسيوره لقواعد غير موجودة(‪.)3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫ف رقهبػ ػػة ال ػػنقص اليش ػ ػريوي (اإلغ ػ ػػهؿ‬ ‫إل ػ ػ‬ ‫وف ػ ػي سػػػيهؽ ميةػ ػػؿ ذىػ ػػب ايجػػػهه فقيػ ػػي‬
‫اليشريوي) يػدده إلػ حلػوؿ القه ػي الدسػيوره محػؿ المشػرع فػي يقػدير النرثيػر مػف األمػور اليػي‬
‫يدرؿ في دا رة م يػوـ سػلطيو اليقديريػة‪ ،‬إنمػه يونػي يحػوؿ الرقهبػة الق ػه ية إلػ الطػهبه السيهسػي‬
‫ولػػيس القػػهنوني‪ ،‬ومرهل ػػة المشػػرع للسيهسػػة ليسػػت مجػػه ً لرقهبػػة الق ػػه ‪ ،‬وانمػػه رقيبيػػه ىػػو الػػره‬
‫حنهـ الدسيور‪ ،‬وىو عمػؿ‬ ‫الوهـ‪ ،‬فواجب الق ه الدسيوره رد النةوص المطووف علييه إل‬
‫يجػػوز للقه ػػي الدسػػيوره فػػرض رقهبيػػو الدسػػيورية عل ػ‬ ‫شػػؾ فػػي طهبوػػو القػػهنوني‪ ،‬وبهليػػهلي‬
‫النقص اليشريوي‪ ،‬لمه ليه مف طهبه سيهسي‪.‬‬

‫(‪ )1‬محمد فريد المشهيخ‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.35‬‬

‫(‪ )2‬ييره ده مهنو‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪ 235‬مشهر إليو لد عيد حمد الغ لوؿ ص‪.118‬‬
‫(‪ )3‬عيد حمد الغ لوؿ‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.119-118‬‬
‫(‪ )4‬عػػوض المػػر‪ ،‬المرجػػه سػػهبؽ‪ ،‬ص‪ - ،1348‬رمػػزه الشػػهعر‪ ،‬الرقهبػػة عل ػ دسػػيورية القػوانيف‪ ،‬د ارسػػة مقهرنػػة‬
‫ويحليلية للق ه الدسيوره‪ ،‬الطبوة األول ‪ ،‬الني ة الوربية‪ ،‬القهىرة‪2004 ،‬ـ‪ ،‬ص‪ - ،722‬جهبر محمد حجي‪،‬‬
‫المرجػػه السػػهبؽ‪ ،‬ص‪ - ،399‬عبيػػر حسػػف السػػيد‪ ،‬دور القه ػػي الدسػػيوره فػػي الرقهبػػة عل ػ الس ػػلطة اليقديريػػة‬
‫للمشرع‪ ،‬دار الني ة الوربية‪ ،2009 ،‬ص‪ - ،372‬سهمي جمهؿ الديف‪ ،‬القهنوف الدسػيوره والشػرعية الدسػيورية‬
‫ػػو ق ػػه المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه‪ ،‬الطبوػػة الرثهنيػػة‪ ،‬منشػػىة الموػػهرؼ بهإلسػػنندرية‪ ،‬مةػػر‪2005 ،‬ـ‪،‬‬ ‫عل ػ‬
‫ص‪168‬‬

‫‪11‬‬
‫ويي ػ ممػػه سػػبؽ ف ا يجػػهه ال قيػػي ُيوػػهرض الرقهبػػة علػ اإلغ ػػهؿ اليشػريوي‪ ،‬بهعيبػػهره ينةػػب‬
‫عل قهعدة قهنونية غير موجودة‪ ،‬األمر الذه يوني عدـ جواز نسبييه للمشػرع‪ ،‬نمػه ف مرثػؿ ىػذه‬
‫الرقهبػػة سػػوؼ يػػدده إلػ حػػوؿ القه ػػي الدسػػيوره محػػؿ المشػػرع‪ ،‬وذلػػؾ ممػػه يينػػهف مػػه الوظي ػػة‬
‫الدسيورية‪ ،‬ومبد ال ةؿ بيف السلطهت‪.‬‬

‫المطمب الثنني‬
‫التجنه المؤيد لفكرة الرقنية عمى اإلغفنل التشريعي‬
‫ػرورة يقي ػييه مبػد يػدرج القهعػدة‬ ‫انطلؽ ىذا ا يجهه المديػد للرقهبػة علػ اإلغ ػهؿ مػف‬
‫القهنونية‪ ،‬فهلسمو الدسيوره عل سػه ر اليشػريوهت دارػؿ الدولػة يقي ػي لػيس فقػط رقهبػة السػلوؾ‬
‫اإليجػػهبي للسػػلطهت الوهمػػة بػػؿ يجػػب ف يميػػد ليشػػمؿ سػػلونيه السػػلبي‪ ،‬واليػػي مػػف ىميػػه السػػلطة‬
‫اليش ػ ػريوية(‪ ،)1‬فهلنةػ ػػوص الدسػ ػػيورية ي ػ ػػه الرطػ ػػوط الوهمػ ػػة للموا ػ ػػيه اليػ ػػي يحيػ ػػهج للينظػ ػػيـ‬
‫اليشريوي‪ ،‬يهرنة الي هةيؿ للسلطة اليشريوية‪ ،‬فػ ذا مػه وق ػت ىػذه األريػرة مػف اريةهةػيه موق ػهً‬
‫سػػلبيهً د ذل ػػؾ إلػ ػ حػ ػدوث نقػػص يشػ ػريوي‪ ،‬نم ػػه ني ػػه ين ػػوف قػػد رهل ػػت بس ػػنوييه ى ػػذا و رل ػػت‬
‫به لي ازمػهت اليػػي ي ر ػػيه علييػػه‪ ،‬بمػػه ي ةػػؿ النةػوص الدسػػيورية عػػف ىػػدافيه وغهيهييػػه‪ ،‬ونيػػؼ‬
‫للمنطػػؽ القػػهنوني والدسػػيوره حين ػػذ ف يػػىمر السػػلطة الق ػػه ية بمػػه ينيػ عنػػو السػػلطة اليشػريوية‬
‫بهلسنوت واإلرالؿ بهليزامهييه الدسيورية في حمهية الدسيور و حنهمو(‪.)2‬‬

‫نمه ف فنرة الرقهبة الق ه ية عل اإلغ هؿ اليشريوي ييسؽ مه فنريي الديمقراطية ودولة‬
‫القػهنوف‪ ،‬حيػث ُي يػرض ر ػوع نهفػة السػلطهت الوهمػة دارػؿ الدولػة للقػهنوف‪ ،‬سػوا فػي يةػرفهييه‬
‫اإليجهبية ـ مواق يه السلبية‪ ،‬رثـ إف يدرؿ المشرع إن هذاً ليزامو الدسيوره بينظػيـ مو ػوع موػيف‬
‫يجػػب ف ينػػوف يػػدرالً محقق ػهً للغػػرض منػػو‪ ،‬ف ػ ف جػػه ينظيمػػو نهقة ػهً نػػهف مرهل ػهً لػػذلؾ ا لي ػزاـ‬
‫الدسػيوره‪ ،‬ونػؿ مرهل ػة للدسػيور سػوا يومػد المشػرع إييهنيػه‪ ،‬ـ يهىػػه بغيػر قةػد عػف إىمػػهؿ و‬
‫عدـ دراية يجب اليةده ليه(‪ ،)3‬ووسيلينه لذلؾ ىي الرقهبة الدسيورية(‪.)4‬‬

‫يقػػؼ حػػه الً دوف إر ػػهع الػػنقص‬ ‫ومػػف نهحيػػة رػػر ف ػ ف السػػلطة اليقديريػػة للمشػػرع‬
‫اليش ػريوي للرقهب ػػة الق ػػه ية‪ ،‬ويمن ػػف اليوةػػؿ ل ػػذلؾ م ػػف ر ػػالؿ الق ػ ار ة الس ػػليمة لم ي ػػوـ الس ػػلطة‬

‫(‪ )1‬سيهـ ةديؽ‪ ،‬بحث‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.15‬‬

‫(‪ )2‬عبد الح يظ الشيمي‪ ،‬المرجه السهبؽ‪.127 ،‬‬
‫(‪ )3‬عوض المر‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.1416‬‬
‫(‪ )4‬محمد فريد المشهيخ‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.38‬‬

‫‪11‬‬
‫يونػػي بػػداً إطػػالؽ يػػد البرلمػػهف فػػي عمليػػة اليش ػريه‪ ،‬ذلػػؾ ف البرلمػػهف‬ ‫اليقديريػػة للمشػػرع‪ ،‬فيػػي‬
‫يسػػييدؼ يحقيػػؽ غ ػراض الدسػػيور‪ ،‬فهلسػػلطة اليقديريػػة ليسػػت حريػػة مطلقػػة‪ ،‬بػػؿ حريػػة من ػػبطة‬
‫ب وابط الدسيور‪ ،‬ف ف ىي انحرفت عف ىدافيه ر وت عمهليه لرقهبة الق ه (‪.)1‬‬

‫وفػػي حػػد حنهميػػه يقػػوؿ المحنمػػة الدسػػيورية المة ػرية‪" :‬إف األةػػؿ فػػي سػػلطة اليش ػريه‬
‫يميد‬ ‫نيه سلطة يقديرية‪ ،‬مه لـ يقيدىه الدسيور بقيود محددة‪ ،‬واف الرقهبة عل دسيورية القوانيف‬
‫يونػػي إطػػالؽ يػػد ىػػذه السػػلطة فػػي سػػف القػوانيف دوف اليقيػػد‬ ‫ف ىػػذا‬ ‫إلػ مال مػػة إةػػدارىه‪ ،‬إ‬
‫بهلحػػدود وال ػوابط اليػػي نػػص علييػػه الدسػػيور(‪ ،")2‬وعليػػو فػ ف السػػلطة اليقديريػػة للمشػػرع يجػػب ف‬
‫و القهعدة القه لة بىف‪" :‬البرلمهف ليس مهلنهً ريةهةو اليشريوي"(‪.)3‬‬ ‫ُينظر إلييه في‬

‫نمه ف رقهبة اإلغ هؿ يُويبر وسيلة فوهلة لحمهية الحقوؽ والحريهت األسهسية اليي ين ليػه‬
‫األمر‬ ‫الدسيور‪ ،‬مف رالؿ مهف و ه النةوص الدسيورية اليي يحمييه وينظميه ‪-‬إف اقي‬
‫ذلؾ الينظيـ‪ ،-‬مو ه الين يذ‪ ،‬حيػ إف ىنػهؾ مػف قػهؿ إف حمهيييػه نهنػت الػدافه األسهسػي ليبنػي‬
‫بوض النظـ القهنونية‪ ،‬يشريوهً و ق ه ً ليذه الرقهبة(‪ ،)4‬ونةػوص الدسػيور المقػررة ليػذه الحقػوؽ‬
‫والحريهت يي ػمف إل ازمػهً مزدوجػهً للمشػرع إيجهبيػهً وسػلبيهً‪ ،‬فػ ذا نػهف ا ليػزاـ اإليجػهبي يونػي يػدرؿ‬
‫البرلمػػهف لو ػػه يلػػؾ النةػػوص مو ػػه ين يػػذ ف ػ ف ا لي ػزاـ السػػلبي يونػػي غػػؿ يػػد البرلمػػهف حػػيف‬
‫مهنهييه وىذا ىػو‬ ‫ييدرؿ بينظيـ ىذه الحقوؽ عف يقييدىه‪ ،‬فنؿ مه يملنو في شىنيه ف يزيد مف‬
‫محيو ا ليزاـ السلبي(‪.)5‬‬

‫ورداً عل مه ادعهه ا يجهه الرافض لرقهبة اإلغ هؿ مػف اسػيحهلة إقرارىػه لوػدـ وجػود نػص‬
‫يوجد يػالزـ بػيف القهعػدة والػنص‪ ،‬فينػهؾ قواعػد قهنونيػة‬ ‫قهنوني يرد عليوي ىنهؾ مف جهب بىنو‬
‫يحمليه نص قهنوني‪ ،‬ومرثهليػه القواعػد الورفيػة والمبػهدل الوهمػة للقػهنوف‪ ،‬نمػه يوجػد نةػوص‬
‫يحمػػؿ قواعػػد قهنونيػػة‪ ،‬ومرثهليػػه النةػػوص اليػػي يةػػوغ مبػػهدل و ىػػدافهً عهمػػة‪ ،‬و قيم ػهً مرثهليػػة‬
‫يُشنؿ اليزامهً و ييولؽ بحؽ و حرية و ملنية مرثالً‪ ،‬وانطالقهً مف ىذا يذىب ةحهب ىذا الره‬
‫إل ف محؿ رقهبة اإلغ هؿ‪ ،‬ليس قهعدة غير موجودة وانمه قهعدة منية(‪.)6‬‬

‫(‪ )1‬مهىر بو الوينيف‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪ 85‬ومه بودىه‪.‬‬

‫(‪ )2‬ق ية رقـ ‪ 131‬لسنة ‪ 6‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلسة ‪1987/5/16‬ـ‪.‬‬
‫(‪ )3‬محمد فريد المشهيخ‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫(‪ )4‬عبد الح يظ الشيمي‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.506‬‬
‫(‪ )5‬محمد عهدؿ المشهيخ‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.39‬‬
‫(‪ )6‬ره مشهر إليو لد محمد عهدؿ المشهيخ‪ ،‬المرجه السهبؽ ص‪.39‬‬

‫‪12‬‬
 ‫ف القهعػػدة القهنونيػػة‬ ‫ويسػػيند ىػػذا ا يجػػهه المديػػد للرقهبػػة عل ػ اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي إل ػ‬
‫ُيش ػػيرط ف ين ػػوف ةػ ػريحة‪ ،‬ولن ػػف يمن ػػف اسيرالة ػػيه ويحدي ػػد مونهى ػػه ع ػػف طري ػػؽ ي س ػػير ح ػػد‬
‫النةوص اليشريوية‪ ،‬نمه ف إغ هؿ المشرع يوني عدـ وجود قهعدة قهنونية‪ ،‬وانمه يوني وجػود‬
‫قهعدة قهنونيػة ذات م ػموف سػلبي ي يػد مونػ محػدداً ىػو حظػر دا واجػب و النيػي عػف إييػهف‬
‫ررةة(‪.)1‬‬

‫ويىنيداً لمه سبؽ ف ف ر يس المحنمة الدسيورية اإليطهلية رثهر اليسهدؿ اآليي‪" :‬ىػؿ يحػؽ‬
‫للمحنمة الدسيورية ف يلغي قهنونهً غير موجود؟ و جز اً مف قهنوف غير موجود؟"‬

‫نػػو بمنهسػبة الرقهبػػة‬ ‫وقػد جػهب علػ ىػذا اليسػهدؿ بػػىف المحنمػة يملػؾ ذلػػؾ‪ ،‬بػهلنظر إلػ‬
‫ت عل ػ اسػػيرالص قهعػػدة‬ ‫عل ػ دسػػيورية النةػػوص المنيوبػػة يظيػػر بوػػض اإلشػػهرات و الػػد‬
‫ػػمنية و غي ػػر منيوب ػػة يين ػػهف م ػػه حن ػػهـ الدس ػػيور‪ ،‬و ف ى ػػذه القهع ػػدة غي ػػر المنيوب ػػة‬ ‫قهنوني ػػة‬
‫يُسيرلص مف نونيه يدده إل يوطؿ يطبيؽ المبد القهنوني الذه ي منو الورثيقة الدسيورية عل‬
‫طه ػػة مػػف األف ػراد‪ ،‬وبهليػػهلي حرمػػهنيـ مػػف اليميػػه بػػو‪ ،‬وعند ػ ٍػذ ف ػ ف اليش ػريه واف نػػهف ُيوبػػر عػػف‬
‫بوػػض الحػػه ت ة ػراحة ف نػػو ُيوبػػر ي ػهً عػػف حػػه ت رػػر لػػـ يوردىػػه الػػنص ة ػراحة‪ ،‬وانمػػه‬
‫ػػمنية علػ ػ نح ػػو ييو ػػهرض م ػػه الدس ػػيور‪ ،‬وى ػػو م ػػه يجو ػػؿ اليشػ ػريه و ال ػػنص‬ ‫وردى ػػه بة ػػورة‬
‫يوبػػر عػػف و ػػه قػػهنوني مػػف السػػيولة ي يمػػو‪ ،‬وانمػػه يػػدؿ عػػف و ػػه قػػهنوني‬ ‫الره ػػه للرقهبػػة‬
‫موقد(‪.)2‬‬

‫وعليػػو ف نػػو بحسػػب ىػػذا ا يجػػهه يُوػػد الرقهبػػة عل ػ اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي انييهن ػهً للسػػلطة‬
‫اليقديريػػة للمشػػرع اليػػي يُويبػػر بمنػػى عػػف الرقهبػػة الدسػػيورية‪ ،‬ذلػػؾ ف المسػػيقر عليػػو ف السػػلطة‬
‫ينػػوف سػػلطة مطلقػػة و يحنميػػة‪ ،‬وانمػػه ىػػي سػػلطة قهنونيػػة يمهرسػػيه‬ ‫اليقديريػػة للمشػػرع يجػػب‬
‫المشرع في إطهر الشرعية الدسيورية(‪.)3‬‬

‫وىنهؾ ره رر يقوؿ‪ :‬واف نهنت سلطة المحنمة الدسيورية إذا مه ق ػت بوػدـ دسػيورية‬
‫اإلغ ػهؿ قػد ييشػهبو مػه سػلطة المشػرع‪ ،‬إذ إنيػػه يسػيحدث حنمػهً يشػريويهً لػـ ينػف المشػرع قػػد ورده‬
‫مػػف قبػػؿ‪ ،‬غيػػر ف ال ػػهرؽ يظػػؿ وا ػػحهً‪ ،‬ذلػػؾ ف اسػػيحداث السػػلطة اليشػريوية ليشػريه جديػػد ىػػو‬
‫عمػؿ ييةػد بػو لوظي ػة اليشػريه‪ ،‬لمػه لػػو مػف سػلطة ا رييػهر بػيف البػدا ؿ المريل ػة‪ ،‬والم ه ػػلة‬

‫(‪ )1‬جهبر محمد حجي‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.399‬‬

‫(‪ )2‬عبد الح يظ علي الشيمي‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪ 115‬ومه بودىه‪.‬‬
‫(‪ )3‬حمد فيحي سرور‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪ 203‬ومه بودىه‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ب ػػيف الحل ػػوؿ الميهح ػػة‪ ،‬نم ػػه و ني ػػه ق ػػد ييس ػػه نطهقػ ػهً فينش ػػت ينظيمػ ػهً مين ػػهمالً يح ػػوه الودي ػػد م ػػف‬
‫الي هةيؿ‪ ،‬وىو ممه يدرؿ في ةميـ اريةهص المشرع‪ ،‬الذه ييويف عليػو ف ي ػطله بوظي يػو‬
‫ييػػدارؿ الةػػالحيهت بو ػػيه بػػبوض‪،‬‬ ‫اليش ػريوية احي ارم ػهً لمبػػد ال ةػػؿ بػػيف السػػلطهت‪ ،‬وحي ػ‬
‫ةد لو في حنـ المحنمة بودـ دسيورية اإلغ هؿ‪ ،‬ذلؾ ف مه يحدده حنػـ المحػهنـ‬ ‫ونؿ ذلؾ‬
‫يودو ف ينوف اسينمه ً لمقي ػيهت الدسػيور‬ ‫الدسيورية مف حنهـ قهنونية مغ لة يريبط بهلنص‬
‫ومحدود يسد إغ هؿ المشرع لمقي ػ‬ ‫عل النص المطووف فيو‪ ،‬ويىيي بمرثهبة حنـ ظهىر وا‬
‫حنػػـ الدسػػيور فػػي ال ػػنص‪ ،‬ويقػػوـ ىػػذا الحن ػػـ ب ػ نزاؿ ىػػذا المقي ػ لييط ػػهبؽ الػػنص مػػه حن ػػهـ‬
‫الدسيور(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬محمػػد عمػػهد النجػػهر‪ ،‬مقػػهؿ فػػي الق ػػه بوػػدـ دسػػيورية اإلغ ػػهؿ اليشػريوي "ق ػػه عػػدـ الدسػػيورية الشػػرطي"‪،‬‬
‫منشور في مجلة "الدسيورية" اليي يةػدرىه المحنمػة الدسػيورية الوليػه المةػرية‪ ،‬الوػدد ‪ ،17‬السػنة الرثهمنػة‪ ،‬بريػؿ‬
‫‪ ،2010‬انظر الموقه الرسمي للمحنمة الدسيورية الوليه ‪/https://www.sccourt.gov.eg/SCC‬‬

‫‪11‬‬
 ‫الميحث الثنني‬
‫موقف القضنء في مصر وفمسطين من الرقنية عمى اإلغفنل التشريعي‬
‫تمييد وتقسيم‪:‬‬

‫ييبن ػ األنظمػػة القهنونيػػة فػػي مةػػر وفلسػػطيف سػػلوب الرقهبػػة الق ػػه ية عل ػ دسػػيورية‬
‫الق ػوانيف‪ ،‬بػػهلنظر إل ػ إطهرىمػػه القػػهنوني‪ ،‬حيػػث يػػنص القػػهنوف األسهسػػي ال لسػػطيني الموػػدؿ لوػػهـ‬
‫‪2003‬ـ ويودياليػػو علػ يشػػنيؿ محنمػػة دسػػيورية عليػػه بموجػػب المػػهدة (‪ ،)1()103‬فيمػػه يػػـ إسػػنهد‬
‫ميػػهـ المحنمػػة الدسػػيورية إل ػ المحنمػػة الوليػػه لحػػيف يشػػنيليه‪ ،‬وذلػػؾ بموجػػب المػػهدة (‪،)2()104‬‬
‫و حقهً ةدر قهنوف رقـ (‪ )3‬لسنة ‪2006‬ـ ويودياليو بشػىف المحنمػة الدسػيورية الوليػه(‪ .)3‬ويػنص‬

‫ف‪ -1 " :‬يشنؿ محنمة دسيوريو عليه بقهنوف وييػول النظػر فػي‪ - :‬دسػيورية القػوانيف واللػوا‬ ‫(‪ )1‬وينص عل‬
‫و الػػنظـ وغيرىػػه‪ .‬ب‪ -‬ي سػػير نةػػوص القػػهنوف األسهسػػي واليش ػريوهت‪ .‬ج‪ -‬ال ةػػؿ فػػي ينػػهزع ا ريةػػهص بػػيف‬
‫الجيػهت الق ػه ية وبػػيف الجيػهت اإلداريػػة ذات ا ريةػهص الق ػه ي‪ -2 .‬يبػػيف القػهنوف طريقػػة يشػنيؿ المحنمػػة‬
‫حنهميه‪".‬‬ ‫الدسيورية الوليه‪ ،‬واإلج ار ات الواجبة ا يبهع‪ ،‬واآلرثهر الميريبة عل‬
‫ف‪" :‬ييول المحنمة الوليه مدقيهً نؿ الميهـ المسندة للمحهنـ اإلدارية والمحنمة الدسيورية الوليػه‬ ‫(‪ )2‬وينص عل‬
‫مه لـ ينف دارلة في اريةهص جية ق ه ية رر وفقهً للقوانيف النهفذة‪".‬‬
‫ف‪" :‬ير ػػيص‬ ‫(‪ )3‬ي ػػنص الم ػػهدة (‪ )24‬م ػػف ق ػػهنوف المحنم ػػة الدس ػػيورية رق ػػـ (‪ )3‬لس ػػنة ‪ 2006‬ويوديالي ػػو‪ ،‬علػ ػ‬
‫المحنمػػة دوف غيرى ػػه بم ػػه يل ػػي‪ -1 :‬الرقهبػػة علػ ػ دسػػيورية القػ ػوانيف واألنظمػػة‪ . -2 .‬ي س ػػير نة ػػوص الق ػػهنوف‬
‫األسهسػي‪ .‬ب‪ .‬ي سػػير اليشػريوهت إذا رثػػهرت رالفػهً فػػي اليطبيػػؽ‪ ،‬ونػهف ليػػه مػف األىميػػة مػه يقي ػػي ي سػػيرىه‪ .‬ج‪.‬‬
‫ال ةػػؿ فػػي ينػػهزع ا ريةػػهص بػػيف السػػلطهت‪ -3 .‬ال ةػػؿ فػػي ينػػهزع ا ريةػػهص بػػيف الجيػػهت الق ػػه ية وبػػيف‬
‫الجيػػهت اإلداريػػة ذات ا ريةػػهص الق ػػه ي‪ -4 .‬ال ةػػؿ فػػي النػ ػزاع الػػذه يقػػوـ بش ػػىف ين يػػذ حنمػػيف نيػػه ييف‬
‫مينهق يف ةهدر حدىمه مف جية ق ه ية و جيػة ذات اريةػهص ق ػه ي واآلرػر مػف جيػة رػر منيػه‪-5 .‬‬
‫البػت فػػي الطوػف ب قػػداف ر ػػيس السػلطة الوطنيػػة األىليػة القهنونيػػة وفقػهً ألحنػهـ البنػػد (‪/1‬ج) مػف المػػهدة (‪ )37‬مػػف‬
‫القهنوف األسهسي المودؿ لسنة ‪2003‬ـ‪ ،‬ويويبر قرارىه نهفذاً مػف يػهريخ مةػهدقة المجلػس اليشػريوي عليػو بىغلبيػة‬
‫رثلرثػػي عػػدد ع ػػه و‪ .‬ويػػنص المػػهدة (‪ )25‬مػػف القػػهنوف ن سػػو بوػػد اليوػػديؿ بموجػػب الق ػرار بقػػهنوف رقػػـ (‪ )19‬لسػػنة‬
‫ف‪ .1 " :‬ينوف للمحنمة في سػبيؿ القيػهـ به ريةهةػهت المنةػوص علييػه فػي المػهدة (‪ )24‬مػف‬ ‫‪2017‬ـ عل‬
‫القهنوف األةلي‪ ،‬ممهرسة نهفة الةالحيهت في النظر والحنـ بوػدـ دسػيورية ه نػص فػي قػهنوف‪ ،‬و مرسػوـ‪ ،‬و‬
‫حػػة‪ ،‬و نظػػهـ‪ ،‬يوػػرض ليػػه بمنهسػػبة ممهرسػػة اريةهةػػهييه‪ ،‬وييةػػؿ بػػهلنزاع المطػػروح علييػػه‪ ،‬وذلػػؾ بوػػد ايبػػهع‬
‫حػة‪،‬‬ ‫اإلج ار ات المقررة ليح ير الدعهو الدسػيورية‪ .2 .‬عنػد الحنػـ بوػدـ دسػيورية ه قػهنوف‪ ،‬و مرسػوـ‪ ،‬و‬
‫و نظػػهـ‪ ،‬علػ السػػلطة اليشػػريوية و الجيػػة ذات ا ريةػػهص يوػػديؿ ذلػػؾ القػػهنوف‪ ،‬و المرسػػوـ‪ ،‬و الال حػػة‪ ،‬و‬
‫حػػة‪ ،‬و‬ ‫النظػػهـ بمػػه يي ػػؽ و حنػػهـ القػػهنوف األسهسػػي‪ .3 .‬عنػػد الحنػػـ بوػػدـ دسػػيورية ه قػػهنوف‪ ،‬و مرسػػوـ‪ ،‬و‬
‫نظهـ يويبر محظور اليطبيؽ‪ ،‬وعل الجية اليي قهمت بو يةويب الو ه وفقهً ألحنهـ القهنوف األسهسي‪".‬‬

‫‪11‬‬
 ‫(‪)1‬‬
‫مػػف الدسػػيور المةػػره لوػػهـ ‪2014‬ـ ويودياليػػو عل ػ يشػػنيؿ محنمػػة دسػػيورية‬ ‫المػػهدة (‪)192‬‬
‫عليه‪ ،‬حيث يبيف قهنوف يشنيليه(‪ ،)2‬الةالحيهت المنهطة بيه‪.‬‬

‫غير ف السداؿ الذه ُيرثهر في ىذه النهحية‪ :‬مه ىو موقؼ الق ه الدسيوره فػي نػؿ مػف‬
‫مةر وفلسػطيف فيمػه ييولػؽ بهلرقهبػة علػ اإلغ ػهؿ اليشػريوي‪ ،‬رهةػة مػه عػدـ يبنػي يشػريوهييمه‬
‫سلوب الرقهبة الق ه ية عل اإلغ هؿ اليشريوي‪.‬‬ ‫بشنؿ ةري‬

‫ولإلجهب ػػة علػ ػ ىػ ػذا اليس ػػهدؿ س ػػوؼ يو ػػرض الد ارس ػػة يواليػ ػهً موق ػػؼ الق ػػه الدس ػػيوره‬
‫المةره‪ ،‬رثـ موقؼ الق ه الدسيوره ال لسطيني مف الرقهبة عل اإلغ هؿ اليشػريوي‪ ،‬مػف رػالؿ‬
‫اليقسيـ اآليي‪:‬‬

‫‪ ‬المطمــب األول‪ :‬الرقنيــة عمــى اإلغفــنل التشــريعي فــي قضــنء المحكمــة الدســتورية فــي‬
‫مصر‪.‬‬
‫‪ ‬المطمــب الثــنني‪ :‬الرقنيــة عمــى اإلغفــنل التشــريعي فــي قضــنء المحكمــة الدســتورية فــي‬
‫فمسطين‪.‬‬

‫ف‪ " :‬ييػول المحنمػة الدسػيورية‬ ‫(‪ )1‬ينص المهدة (‪ )192‬مػف الدسػيور المةػره لوػهـ ‪2014‬ـ ويودياليػو علػ‬
‫الوليػػه دوف غيرىػػه الرقهبػػة الق ػػه ية علػ دسػػيورية القػوانيف‪ ،‬واللػوا ‪ ،‬وي سػػير النةػػوص اليشػريوية‪ ،‬وال ةػػؿ فػػي‬
‫المنهزعػػهت الميولقػػة بشػ وف ع ػػه يه‪ ،‬وفػ ينػػهزع ا ريةػػهص بػػيف جيػػهت الق ػػه ‪ ،‬واليي ػػهت ذات ا ريةػػهص‬
‫الق ه ي‪ ،‬وال ةؿ في النزاع الذه يقوـ بشىف ين يػذ حنمػيف نيػه ييف مينهق ػيف ةػهدر حػدىمه مػف ه جيػة مػف‬
‫جيػػهت الق ػػه ‪ ،‬و ىي ػػة ذات اريةػػهص ق ػػه ي‪ ،‬واآلر ػػر مػػف جي ػػة ر ػػر مني ػػه والمنهزع ػػهت الميولقػػة بين ي ػػذ‬
‫حنهميه‪ ،‬والق اررات الةهدرة منيػه‪ .‬ويوػيف القػهنوف ا ريةهةػهت األرػر للمحنمػة‪ ،‬ويػنظـ اإلجػ ار ات اليػي ييبػه‬
‫مهميه‪.".‬‬
‫ف‪:‬‬ ‫(‪ )2‬ينص المهدة (‪ )25‬مف قهنوف المحنمة الدسيورية الوليه المةرية رقـ ‪ 48‬لسنة ‪ 1979‬ويودياليو‪ ،‬علػ‬
‫"يرػػيص المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه دوف غيرىػػه بمػػه يػػىيي‪ :‬و ً‪ :‬الرقهبػػة الق ػػه ية علػ دسػػيورية القػوانيف واللػوا ‪.‬‬
‫رثهني ػ ػهً‪ :‬ال ةػ ػػؿ فػ ػػي ينػ ػػهزع ا ريةػ ػػهص بيويػ ػػيف الجيػ ػػة المريةػ ػػة مػ ػػف بػ ػػيف جيػ ػػهت الق ػ ػػه و اليي ػ ػػهت ذات‬
‫ا ريةػػهص الق ػػه ي‪ ،‬وذلػػؾ إذا رفوػػت الػػدعو عػػف مو ػػوع واحػػد مػػهـ جييػػيف منيػػه ولػػـ ييرػػؿ حػػدىمه عػػف‬
‫نظرىه و يرلت نليهىمه عنيه‪ .‬رثهلرثهً‪ :‬ال ةؿ في النزاع الػذه يقػوـ بشػىف ين يػذ حنمػيف نيػه ييف مينهق ػيف ةػهدر‬
‫حدىمه مػف يػة جيػة مػف جيػهت الق ػه و ىي ػة ذات اريةػهص ق ػه ي واآلرػر مػف جيػة رػر منيػه‪ ،".‬نمػه‬
‫ف‪ " :‬يي ػػول المحنم ػػة الدس ػػيورية الولي ػػه ي س ػػير نة ػػوص القػ ػوانيف‬ ‫ي ػػنص الم ػػهدة (‪ )26‬م ػػف الق ػػهنوف ن س ػػو علػ ػ‬
‫الةػػهدرة مػػف السػػلطة اليشػريوية والقػ اررات بقػوانيف الةػػهدرة مػػف ر ػػيس الجميوريػػة وفقػػه ألحنػػهـ الدسػػيور وذلػػؾ إذا‬
‫رثهرت رالفهً في اليطبيؽ ونهف ليه مف األىمية مه يقي ي يوحيد ي سيرىه‪".‬‬

‫‪11‬‬
 ‫المطمب األول‬
‫الرقنية عمى اإلغفنل التشريعي في قضنء المحكمة الدستورية العمين في مصر‬
‫(‪)1‬‬
‫مػرت الرقهبػػة علػ اإلغ ػػهؿ اليشػريوي فػػي ق ػه المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه فػػي مةػػر‬
‫بمػػرحلييف‪ ،‬يمرثلػػت المرحلػػة األولػ فػػي رفػػض ىػػذه الرقهبػػة‪ ،‬مػػه المرحلػػة الرثهنيػػة ف نيػػه ينشػػؼ عػػف‬
‫قبوليػػه لرقهبػػة اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي‪ ،‬وارسػػه مجموعػػة مػػف السيهسػػهت فػػي ىػػذا اإلطػػهر‪ ،‬األمػػر الػػذه‬
‫سوؼ نورض لو يواليهً ابيدا ً بهلمحنمة الوليه المةرية‪ ،‬رثـ المحنمة الدسيورية الوليه‪:‬‬

‫ف رقهبة الدسيورية في مةر ينوعت مه بيف الرقهبة الالحقػة والسػهبقة‪ ،‬حيػث إنػو فػي ظػؿ‬ ‫(‪ )1‬يجدر اإلشهرة إل‬
‫ف‪:‬‬ ‫الدسػػيور المةػػره لوػػهـ ‪1971‬ـ ف نيػػه يبنػػت سػػلوب الرقهبػػة الالحقػػة‪ ،‬حيػػث يػػنص المػػهدة (‪ )175‬منػػو عل ػ‬
‫ييػػول المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه دوف غيرىػػه الرقهبػػة الق ػػه ية عل ػ دسػػيورية الق ػوانيف والل ػوا ‪ ،‬وييػػول ي سػػير‬
‫النةوص اليشريوية‪ ،‬وذلؾ نلو عل الوجو المبيف في القهنوف‪ ،‬ويويف القػهنوف ا ريةهةػهت األرػر للمحنمػة‪،‬‬
‫ويػنظـ اإلجػ ار ات اليػػي ييبػػه مهميػػه"‪ ،‬بينمػػه طبقػهً لليوػديؿ الدسػػيوره الػػذه حػػدث فػػي عػػهـ ‪2005‬ـ‪ ،‬بػػد ت الرقهبػػة‬
‫السهبقة‪ ،‬حيث انةب اليوديؿ عل المهدة (‪ )76‬واليي ةبحت ينص مف بيف مػه يػنص عليػو ف‪ ..." :‬ويوػرض‬
‫ر ػػيس الجميوريػػة مشػػروعهت القػػهنوف المػػنظـ لالنيرهبػػهت الر هسػػية علػ المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه بوػػد إقػ ارره مػػف‬
‫مجلس الشوب‪ ،‬وقبؿ إةػداره ليقريػر مػد مطهبقيػو للدسػيور‪ ،"...‬انظػر الجريػدة الرسػمية‪ -‬الوػدد ‪ -21‬يػهبه ( )‪،‬‬
‫الةػ ػػهدرة بيػ ػػهريخ ‪2005/5/26‬ـ‪ ،‬منشػ ػػورة عل ػ ػ ة ػ ػ حة منشػ ػػورات قهنونيػ ػػة‪ ،‬مػ ػػف رػ ػػالؿ ال ػ ػرابط اآليػ ػػي‪" :‬‬
‫‪ https://manshurat.org/node/1690‬يوقي ػ ػػت وي ػ ػػهريخ الزي ػ ػػهرة‪ 3:35 :‬م ػ ػػف ة ػ ػػبهح ي ػ ػػوـ األح ػ ػػد المواف ػ ػػؽ‬
‫ػيؽ ينحةػر فػي‬ ‫‪ 2022/5/1‬ـ‪ .‬وقد بد ت الرقهبة السػهبقة بدايػة ميوا ػوة علػ سػبيؿ ا سػيرثنه ‪ ،‬وعلػ نطػهؽ‬
‫مشػػروعهت القػوانيف المنظمػػة لالنيرهبػػهت الر هسػية دوف غيرىػػه‪ ،‬وقػػد قيػػؿ ليبريػػر إدرػػهؿ ىػػذا النػػوع مػػف الرقهبػػة إلػ‬
‫النظػػهـ الدسػػيوره المةػػره‪ ،‬يمرثلػػت فػػي الح ػػهظ عل ػ اسػػيقرار المرنػػز القػػهنوني لػػر يس الدولػػة‪ ،‬نمػػه رػػذ الدسػػيور‬
‫المةػػره لوػػهـ ‪ 2012‬الملغ ػ بنػػوعي الرقهبػػة السػػهبقة والالحقػػة‪ ،‬ف ػػي الرقهبػػة الالحقػػة نةػػت المػػهدة (‪ )175‬منػػو‬
‫ف‪" :‬المحنمة الدسيورية الوليه جية ق ه ية مسػيقلة‪ ،‬مقرىػه مدينػة القػهىرة‪ ،‬يرػيص دوف غيرىػه بهل ةػؿ فػي‬ ‫عل‬
‫دسيورية القوانيف واللوا ‪ ،‬ويحدد القهنوف اريةهةػهييه األرػر ‪ ،‬ويػنظـ اإلجػ ار ات اليػي ييبػه مهميػه"‪ ،‬مػه بشػىف‬
‫ف‪" :‬يوػػرض ر ػػيس الجميوريػػة و مجل ػػس الن ػواب مشػػروعهت‬ ‫الرقهبػػة السػػهبقة‪ ،‬نةػػت الم ػػهدة (‪ )176‬منػػو علػ ػ‬
‫القػوانيف المنظمػػة لمبهش ػرة الحقػػوؽ السيهسػػية ولالنيرهبػػهت الر هسػػية واليش ػريوية والمحليػػة عل ػ المحنمػػة الدسػػيورية‬
‫الوليه قبؿ إةدارىه‪ ،‬بيقرير مد مطهبقييه للدسيور‪ ،"...‬انظر الجريدة الرسمية‪ ،‬الودد (‪ )51‬منرر (ب) الةهدرة‬
‫بي ػ ػ ػ ػػهريخ ‪2012/12/25‬ـ‪ ،‬والمنش ػ ػ ػ ػػورة عب ػ ػ ػ ػػر ةػ ػ ػ ػ ػ حة منش ػ ػ ػ ػػورات قهنوني ػ ػ ػ ػػة‪ ،‬م ػ ػ ػ ػػف ر ػ ػ ػ ػػالؿ ال ػ ػ ػ ػ ػرابط اآلي ػ ػ ػ ػػي‪:‬‬
‫‪ https://manshurat.org/node/3573‬يوقي ػ ػػت وي ػ ػػهريخ الزي ػ ػػهرة ‪ 3:50‬م ػ ػػف ة ػ ػػبهح ي ػ ػػوـ األح ػ ػػد المواف ػ ػػؽ‬
‫‪2022/5/1‬ـ‬
‫لمزيد مف الي هةيؿ بشهف نظهـ الرقهبة الدسيورية في مةر‪ ،‬انظر عبػد الوزيػز محمػد سػهلمهف‪ ،‬نظػـ الرقهبػة علػ‬
‫دسيورية القوانيف‪ ،‬دراسة مقهرنة‪ ،‬الطبوة الرثهنية‪ ،‬مزيدة ومنقحة‪ ،‬دار ال نر الوربي‪2014 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪11‬‬
 ‫أولً‪ :‬موقف قضنء المحكمة العمين المصرية من رقنية اإلغفنل‬
‫ابيػ ػػدا ً لػ ػػـ يومػ ػػؿ الدسػ ػػيور المةػ ػػره األوؿ الةػ ػػهدر فػ ػػي ‪1923/4/19‬ـ عل ػ ػ يسػ ػػمية‬
‫المحػػهنـ ويوزيػػه اريةهةػػهييه‪ ،‬وانمػػه يػػرؾ مسػػىلة ينظيميػػه إل ػ الق ػوانيف الوهديػػة‪ ،‬حيػػث نةػػت‬
‫ف‪" :‬يرييػػب جيػػهت الق ػػه ويحديػػد اريةهةػػيه ينػػوف بقػػهنوف"‪ ،‬و حقػهً‬ ‫المػػهدة (‪ )125‬منػػو علػ‬
‫يشنلت المحنمة الوليه بموجب القرار بقهنوف رقـ (‪ )81‬لوػهـ ‪1969‬ـ‪ ،‬والػذه سػند إلػ المحنمػة‬
‫الوليػه بموجػب المػهدة (‪ )4‬منػو ميمػة الرقهبػة علػ دسػيورية القػوانيف وي سػير النةػوص القهنونيػػة‪،‬‬
‫وال ةؿ في طلبهت وقؼ ين يذ األحنهـ‪ ،‬وال ةؿ في مسه ؿ ينهزع ا ريةهص(‪.)1‬‬

‫يي ػ ػ مم ػػه س ػػبؽ ف الدس ػػيور والق ػػهنوف المة ػػره ف ػػي حين ػػو ل ػػـ يىر ػػذ برقهب ػػة اإلغ ػػهؿ‬
‫ف ال يػرة اليػػي عملػػت بيػػه المحنمػػة‬ ‫اليشػريوي‪ ،‬وفػػي ىػػذا السػػيهؽ ىنػػهؾ مػػف ُيشػػير مػػف ال قػػو إلػ‬
‫الولي ػػه المةػ ػرية قب ػػؿ يش ػػنيؿ المحنم ػػة الدس ػػيورية الولي ػػه ع ػػهـ ‪1979‬ـ ل ػػـ يىر ػػذ برقهب ػػة اإلغ ػػهؿ‬
‫اليشػ ػريوي(‪ ،)2‬ال ػػذه نريل ػػؼ مو ػػو ف ػػي ف ال يػ ػرة الي ػػي عمل ػػت فيي ػػه المحنم ػػة الولي ػػه قب ػػؿ يش ػػنيؿ‬

‫ف‪ " :‬يريص المحنمة الوليه بمه يىيي‪:‬‬ ‫(‪ )1‬ينص المهدة (‪ )4‬مف القرار بقهنوف رقـ (‪ )81‬لوهـ ‪1969‬ـ‪ ،‬عل‬
‫(‪ )1‬ال ةؿ دوف غيرىػه فػي دسػيورية القػوانيف إذا مػه دفػه بوػدـ دسػيورية قػهنوف مػهـ إحػد المحػهنـ‪ ،‬ويحػدد‬
‫المحنمة اليي رثير مهميه الدفه ميوهداً للرةوـ لرفه الدعو بذلؾ مهـ المحنمة الوليه ويوقػؼ ال ةػؿ‬
‫فػػي الػػدعو األةػػلية حيػ ي ةػػؿ المحنمػػة الوليػػه فػػي الػػدفه‪ ،‬فػ ذا لػػـ يرفػػه الػػدعو فػػي الميوػػهد اعيبػػر‬
‫الدفه نىف لـ ينف‪.‬‬
‫ػػمهنهً لوح ػػدة اليطبي ػػؽ‬ ‫(‪ )2‬ي س ػػير النة ػػوص القهنوني ػػة الي ػػي يس ػػيدعي ذل ػػؾ بس ػػبب طبيويي ػػه و ىمييي ػػه‬
‫الق ه ي وذلؾ بنه عل طلب وزير الودؿ‪ ،‬وينوف قرارىه الةهدر بهلي سير ملزمهً‪.‬‬
‫(‪ )3‬ال ةػػؿ فػػي طلبػػهت وقػػؼ ين يػػذ األحنػػهـ الةػػهدرة مػػف ىي ػػهت اليحنػػيـ المشػػنلة لل ةػػؿ فػػي منهزعػػهت‬
‫الحنومػة والقطػػهع الوػهـ‪ ،‬وذلػػؾ إذا نػهف ين يػػذ الحنػـ شػػىنو اإل ػرار بىىػػداؼ الرطػة ا قيةػػهدية الوهمػػة‬
‫للدولة و اإلرالؿ بسير المرافؽ الوهمة‪ ،‬ويقدـ طلب وقؼ الين يذ إل ر ػيس المحنمػة الوليػه مػف النه ػب‬
‫ف يبػت‬ ‫الوهـ بنه عل طلب مػف الػوزير المرػيص‪ ،‬و يجػوز مػف وقػت يقػديـ الطلػب ين يػذ الحنػـ إلػ‬
‫المحنمػػة فػػي الطلػػب‪ ،‬ويةػػدر المحنمػػة مرىػػه بوقػػؼ ين يػػذ الحنػػـ و بيوػػديؿ طريقػػة ين يػػذه و ب ػرفض‬
‫الطلب‪ ،‬وعل المحنمة إذا مرت بوقؼ ين يذ الحنـ ف ييةد لل ةؿ في مو وع النزاع‪.‬‬
‫(‪ )4‬ال ةػػؿ فػػي مسػػه ؿ ينػػهزع ا ريةػػهص طبق ػهً ألحنػػهـ الم ػواد ‪ 17‬و‪ 19‬و‪ 20‬و‪ 21‬مػػف قػػهنوف السػػلطة‬
‫الق ػػه ية"‪ .‬انظ ػػر الجري ػػدة الرس ػػمية المةػ ػرية – الوػ ػػدد ‪ 35‬منػػػرر الة ػػهدر ف ػػي ‪ 31‬غسػػػطس س ػػنة‬
‫‪1969‬ـ‪ ،‬منش ػ ػ ػ ػػورة علػ ػ ػ ػ ػ الةػ ػ ػ ػ ػ حة اإللنيروني ػ ػ ػ ػػة منش ػ ػ ػ ػػورات قهنوني ػ ػ ػ ػػة‪ ،‬المرج ػ ػ ػ ػػه الس ػ ػ ػ ػػهبؽ‪ ،‬ارب ػ ػ ػ ػػط‪:‬‬
‫‪ https://manshurat.org/node/20248‬يوقي ػػت وي ػػهريخ الزي ػػهرة‪ 3:00 ،‬م ػػف مس ػػه ي ػػوـ الجمو ػػة‬
‫الموافؽ ‪2022/5/6‬ـ‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر شهده محمد ةالح عبد البديه‪ ،‬المرجه سهبؽ‪ ،‬ص‪ ،359‬وجواىر عهدؿ الوبد الرحمف‪ ،‬ص‪.201‬‬

‫‪11‬‬
‫المحنمة الدسيورية الوليه عهـ ‪1979‬ـ لـ يىرذ برقهبة اإلغ هؿ‪ ،‬حيث إنػو مػف الممنػف اعيبػهر ف‬
‫المحنمة الوليه قد يبنت الرقهبة عل اإلغ هؿ و سيمه في شىف الحقوؽ والحريػهت األسهسػية‪ ،‬وقػد‬
‫نهف ذلؾ بمنهسػبة ةػدور القػهنوف رقػـ ‪ 11‬لسػنة ‪1972‬ـ ب لغػه موانػه اليقه ػي ‪-‬إعمػه ً للمػهدة‬
‫(‪)1‬‬
‫مف الدسيور المةره لوهـ ‪1971‬ـ ويودياليػو‪ -‬ولػـ ينػف يي ػمف إلغػه مػهنه اليقه ػي‬ ‫(‪)68‬‬
‫الوارد بهلمهدة (‪ )69‬مف قرار ر يس الجميورية رقـ ‪ 116‬لسنة ‪1964‬ـ المودلة بهلقػهنوف رقػـ ‪90‬‬
‫لسػػنة ‪ 1968‬بش ػػىف الموهش ػػهت والمنهفػػآت والي ػػىميف واليو ػػويض للق ػوات المس ػػلحة‪ ،‬ون ػػذلؾ الم ػػهدة‬
‫(‪ )117‬م ػػف قػ ػرار ر ػػيس الجميوري ػػة المش ػػهر إلي ػػو‪ ،‬حي ػػث نهن ػػت الم ػػهدة (‪ )69‬الم ػػذنورة يي ػػمف‬
‫ف‪" :‬يويبػػر‬ ‫يشػػنيؿ لجنػػة يرػػيص بيحديػػد درجػػهت الوجػػز‪ ،‬ونهنػػت ال قػرة األريػرة منيػػه يػػنص علػ‬
‫ق اررات اللجنة نيه ية‪ ،‬و يجوز الطوف فييه بىه طريؽ مف طرؽ الطوػف"‪ ،‬ونهنػت المػهدة (‪)117‬‬
‫المػػذنورة يسػػلؾ ذات ا يجػػهه مػػف رػػالؿ يحةػػيف بوػػض الحػػه ت مػػف رقهبػػة الق ػػه ‪ ،‬واسػػيندت‬
‫الحنومػػة فػػي طلػػب رفػػض الػػدعو إل ػ المػػهدة رقػػـ (‪ )60‬مػػف دسػػيور ‪1971‬ـ ويودياليػػو‪ ،‬اليػػي‬
‫يوجب عل نؿ مواطف ةيهنة سرار الدولة‪ ،‬و ف ىذا الػنص ُيقيػد مػف إطػالؽ نػص المػهدة (‪)68‬‬
‫مف الدسيور فيمه نةت عليو مف ن هلة الحؽ في اليقه ي وحظر يحةيف ه قرار و عمؿ مف‬
‫ػػـ الموهشػػهت واليىمينػػهت‬ ‫رقهبػػة الق ػػه ‪ ،‬فلػػـ يىرػػذ المحنمػػة الوليػػه بيػػذا الػػدفه‪ ،‬ألف مسػػىلة‬
‫يمنػػف ف ينػػوف ممػػه ييولػػؽ بػػىمف الدولػػة و سػرارىه‪ ،‬وقػػررت ف القػػهنوف رقػػـ ‪ 11‬لسػػنة ‪1972‬ـ لػػـ‬
‫يينهوؿ بهإللغػه نهفػة موانػه اليقه ػي‪ ،‬بػؿ اقيةػر علػ إلغػه بو ػيه‪ ،‬يهرنػهً للمشػرع سػف قػوانيف‬
‫رر إللغه مه قػد يػراه مهنوػهً لليقه ػي فػي ه نػص رػر‪ ،‬وقػد انييػت المحنمػة الوليػه إلػ عػدـ‬
‫دسيورية ال قرة األريرة مف المهدة (‪ )69‬سهل ة البيػهف‪ ،‬والمػهدة (‪ )117‬مػف قػرار ر ػيس الجميوريػة‬
‫بهلقهنوف رقـ ‪ 116‬لوهـ ‪ 1964‬بشىف الموهشهت واليىميف واليوويض للقوات المسلحة(‪.)2‬‬

‫يي ػ ممػػه سػػبؽ ف حنػػـ المحنمػػة الوليػػه وىػػو يق ػ فػػي رهيميػػو بوػػدـ دسػػيورية نػػص‬
‫ُيمرثؿ مهنوهً مف موانه اليقه ي‪ ،‬إنمه في حقيقيو ُيحهنـ إغ هؿ المشرع عف و ه الجوانب الالزمة‬

‫ف‪" :‬اليقه ػػي حػػؽ مة ػػوف ومن ػػوؿ للنػػهس نهفػػة‪ ،‬ولنػػؿ مػ ػواطف ح ػػؽ ا ليج ػػه إلػ ػ قه ػػيو‬ ‫(‪ )1‬ويػػنص علػ ػ‬
‫الطبيوػػي‪ ،‬وين ػػؿ الدولػػة يقريػػب جيػػهت الق ػػه مػػف الميقه ػػيف وسػػرعة ال ةػػؿ فػػي الق ػػهيه‪ ،‬ويحظػػر الػػنص فػػي‬
‫القوانيف عل يحةيف ه قرار و عمؿ إداره مف رقهبػة الق ػه "‪ .‬انظػر الجريػدة الرسػمية‪ -‬الوػدد ‪ 36‬منػرر ( )‬
‫الةهدر في ‪ 12‬سبيمبر سنة ‪1971‬ـ‪ ،‬منشور في الة حة اإللنيرونيػة منشػورات قهنونيػة‪ ،‬المرجػه سػهبؽ‪ ،‬اربػط‪:‬‬
‫‪ https://manshurat.org/node/1688‬يوقي ػ ػػت وي ػ ػػهريخ الزي ػ ػػهرة ‪ 3:30‬م ػ ػػف مس ػ ػػه ي ػ ػػوـ الجمو ػ ػػة المواف ػ ػػؽ‬
‫‪2022/5/6‬ـ‪.‬‬
‫(‪ )2‬الق ػػية رقػػـ (‪ )3‬لسػػنة ‪ 4‬ؽ‪ .‬عليػػه دسػػيورية جلسػػة ‪ 13‬بريػػؿ ‪1974‬ـ‪ ،‬منشػػور عل ػ الة ػ حة اإللنيرونيػػة‬
‫للمحنمة الدسيورية المةرية‪ ،‬المرجه السهبؽ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫للح ػػؽ ف ػػي اليقه ػػي وع ػػدـ جػ ػواز يحة ػػيف ه عم ػػؿ و قػ ػرار م ػػف مقة ػػلة الق ػػه ‪ ،‬ووفقػ ػهً لم ػػه‬
‫عر ت لو الدراسة فػي ف اإلغ ػهؿ قػد ييػىي عمػداً و إىمػه ً‪ ،‬و ف النةػوص الةػريحة اليػي‬
‫ييطػػهبؽ مػػه حنػػهـ الدسػػيور مرثلمػػه قػػد يويرييػػه شػػبية عػػدـ الدسػػيورية بػػهلنظر إل ػ نونيػػه رهل ػػت‬
‫الدسيور بشنؿ مبهشري ف نيه ي هً ييسـ بويب اإلغ هؿ طهلمه نيه لـ يي مف نهفة الجوانب اليي‬
‫ييطلبيػػه إعمػػهؿ الحقػػوؽ والحريػػهت األسهسػػية نػػهلحؽ فػػي اليقه ػػي‪ ،‬عليػػو ف ننػػه نػػر ف المحنمػػة‬
‫الوليه رذت برقهبة اإلغ هؿ دوف ف يسيردـ المةطل بذايو‪ ،‬وانمه بنييجة غير مبهشرة ينوف قػد‬
‫راقبت عليو‪.‬‬

‫ثننينً‪ :‬موقف قضنء المحكمة الدستورية العمين في مصر من رقنية اإلغفنل‬

‫ونؿ الدسيور المةره لوهـ ‪1971‬ـ ويودياليو ميمة الرقهبة عل دسيورية القوانيف إلػ‬
‫المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه بػػد ً مػػف المحنمػػة الوليػػه‪ ،‬حيػػث نةػػت المػػهدة (‪ )175‬مػػف الدسػػيور‬
‫ف‪ " :‬ييول المحنمة الدسػيورية الوليػه دوف غيرىػه الرقهبػة‬ ‫المةره لوهـ ‪1971‬ـ ويودياليو عل‬
‫الق ػػه ية عل ػ دسػػيورية الق ػوانيف والل ػوا ‪ ،‬وييػػول ي سػػير النةػػوص اليش ػريوية‪ ،"...‬فيمػػه نةػػت‬
‫ف‪" :‬يػػنظـ القػػهنوف ني يػػة يشػػنيؿ المحنمػػة الدسػػيورية‬ ‫المػػهدة (‪ )176‬مػػف الدسػػيور ن سػػو‪ ،‬عل ػ‬
‫الولي ػػه‪ ،‬ويب ػػيف الش ػػروط الواج ػػب يوافرى ػػه ف ػػي ع ػػه يه وحق ػػوقيـ وحة ػػهنييـ"‪ ،‬فق ػػد ة ػػدر ق ػػهنوف‬
‫المحنمػ ػػة الدسػ ػػيورية الوليػ ػػه رقػ ػػـ (‪ )48‬لسػ ػػنة ‪1979‬ـ ويودياليػ ػػو‪ ،‬ونشػ ػػىت فػ ػػي حينػ ػػو المحنمػ ػػة‬
‫الدسيورية الوليه‪.‬‬

‫لقػد ايسػـ ق ػه المحنمػة الدسػيورية الوليػه منػذ يشػنيليه بػهليردد فػي يبنػي رقهبػة اإلغ ػهؿ‪،‬‬
‫حيث ايجو في البداية إل رفض رقهبة اإلغ هؿ رثـ إل قبوليػه‪ ،‬األمػر الػذه سػوؼ نوػرض لػو فػي‬
‫مرحلييف‪:‬‬

‫المرحمة األولى‪ :‬رفض قضنء المحكمة الدستورية العمين لرقنية اإلغفنل‬

‫بدايػةً يبنػػت المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه موق ػهً راف ػهً لرقهبػػة اإلغ ػػهؿ اليشػريوي‪ ،‬وقػػد يبػػيف‬
‫ذلؾ مف حنـ المحنمة الدسيورية الوليه المةرية في الجلسة اليي انوقدت بيهريخ ‪1980/2/16‬ـ‬
‫فػػي الق ػػية رقػػـ (‪ )13‬لسػػنة (‪ )1‬ق ػػه ية "دسػػيورية"‪ ،‬والػػذه ُيويبػػر الحنػػـ األوؿ الػػذه فةػػحت‬
‫فيػػو المحنم ػػة ع ػػف سيهسػػييه الق ػػه ية بش ػػىف اإلغ ػػهؿ اليشػػريوي‪ ،‬ون ػػهف فػػي ذل ػػؾ الوق ػػت الحن ػػـ‬

‫‪11‬‬
‫األرير الذه اعيبػرت فيػو ف إغ ػهؿ المشػرع و قةػوره فػي الينظػيـ ألحػد المو ػوعهت مػف قبيػؿ‬
‫المال مهت اليي يسيقؿ بيقديرىه المشرع ومف رثـ عدـ اميداد الرقهبة الدسيورية إليو(‪.)1‬‬

‫وفػػي ىػػذا الحنػػـ طوػػف المػػدعي بوػػدـ دسػػيورية المػػهدة (‪ )3‬مػػف القػػهنوف رقػػـ (‪ )52‬لسػػنة‬
‫‪1966‬ـ‪ ،‬والرهص بيوديؿ بوض حنهـ القرار بقهنوف رقـ (‪ )178‬لسنة ‪1952‬ـ بشىف اإلةالح‬
‫نو‪" :‬يجب عل نؿ مدجر و دا ف يهً نهنت ة يو يحمؿ سنداً بديف‬ ‫الزراعي‪ ،‬واليي ينص عل‬
‫علػ مسػػيىجر رض زراعيػػة نهلنمبيػػه ت وغيرىػػه ف ييقػػدـ رػػالؿ شػػيريف مػػف يػػهريخ الومػػؿ بيػػذا‬
‫القػػهنوف ببيػػهف و ٍ‬
‫اؼ عػػف ىػػذا الػػديف وقيميػػو وسػػببو ويػػهريخ نشػػو و ويػػهريخ اسػػيحقهقو واسػػـ الػػدا ف‬
‫وة يو ومحؿ إقهميو‪ ،‬ويقدـ ىذا اإلرطهر إل الجموية اليوهونية الزراعية الواقه في دا رييه محؿ‬
‫يرطر الدا ف عنو رالؿ الموعد المحدد لذلؾ"‪.‬‬ ‫إقهمة المديف‪ ،‬ويسقط نؿ ديف‬

‫وقد نو المدعي عل ىذه المهدة نونيه لـ يحدد طريقهً إلشيهر ة ة المسيىجر لػ رض‬
‫الزراعيػػة حيػ ييػػىي لمػػف نػػهف قػػد يوهمػػؿ موػػو ف ينػػوف علػ بينػػة مػػف الي ازمػػو القػػهنوني ب رطػػهر‬
‫الجموية اليوهونية المريةة بهلديف‪.‬‬

‫ف المحنمة رف ت ىذا النوي و وردت في حنميه نو‪" :‬ولمػه نهنػت مال مػة اليشػريه‬ ‫إ‬
‫والبواعػػث عل ػ إةػػداره مػػف إطالقػػهت السػػلطة اليش ػريوية مػػه لػػـ يقيػػدىه الدسػػيور بحػػدود و ػوابط‬
‫موينػػة‪ ،‬ونػػهف مػػه يقػػرره المػػدعي بشػػىف إغ ػػهؿ الػػنص المطوػػوف فيػػو ينظػػيـ طريػػؽ إلشػػيهر ة ػ ة‬
‫يوػدو ف‬ ‫المسيىجر ل رض الزراعية حي ييبػيف مػف يوهمػؿ موػو الي ازمػو بهإلرطػهر عػف دينػوي‬
‫ينػوف جػد ً حػوؿ مال مػة اليشػريه ومػه قػد ييريػػب عليػو مػف إجحػهؼ بحقػوؽ طه ػة مػف الػػدا نيف‪،‬‬
‫ف ف مه ينوهه المدعي في ىذا الشىف ُيشنؿ عيبهً دسيوريهً يوةـ بو النص المطووف فيو‪ ،‬ويميد‬
‫إليو الرقهبة عل دسيورية القوانيف‪.)2("...‬‬

‫ممه سبؽ ف المحنمة لـ ينهقش مسػىلة اإلغ هؿ بشنؿ نلي‪ ،‬واعيبرت ف اإلغ هؿ‬ ‫يي‬
‫يدرؿ في إطهر مال مهت المشرع‪ ،‬ممه يوني نيه رف ت اإلغ هؿ بشنؿ غير مبهشر‪.‬‬

‫(‪ )1‬الق ية رقـ (‪ )13‬لسنة ‪ 1‬ؽ‪ .‬عليه دسيورية‪ ،‬جلسة ‪ 16‬فبراير ‪1980‬ـ‪ ،‬منشػور علػ الةػ حة اإللنيرونيػة‬
‫للمحنمة الدسيورية المةرية المرجه السهبؽ‪.‬‬
‫(‪ )2‬حنـ المحنمة الدسػيورية الوليػه فػي الق ػية رقػـ (‪ )13‬لسػنة (‪ )1‬ق ػه ية "دسػيورية" جلسػة ‪1980/2/16‬ـ‪،‬‬
‫انظػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر الموقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػه الرسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمي للمحنمػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة الدسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيورية الوليػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػه‬
‫‪ https://www.sccourt.gov.eg/SCC/faces/RuleViewer.jspx‬ي ػ ػػهريخ ويوقي ػ ػػت الزي ػ ػػهرة ‪ 5:18‬م ػ ػػف‬
‫مسه يوـ الجموة الموافؽ ‪2022/5/6‬ـ‬

‫‪11‬‬
 ‫المرحمة الثننية‪ :‬قيول قضنء المحكمة الدستورية العمين رقنية اإلغفنل‬
‫(‪)1‬‬
‫ف حن ػ ػػـ المحنم ػ ػػة الدس ػ ػػيورية الولي ػ ػػه الة ػ ػػهدر ف ػ ػػي‬ ‫علػ ػ ػ‬ ‫ُيجم ػ ػػه جهن ػ ػػب م ػ ػػف ال ق ػ ػػو‬
‫‪1994/10/1‬ـ‪ُ ،‬يود وؿ حنـ(‪ )2‬يُولف فيػو المحنمػة عػف سيهسػييه الجديػدة‪ ،‬والميمرثلػة فػي اميػداد‬
‫نطػػهؽ رقهبييػػه ليشػػمؿ اإلغ ػػهؿ اليشػريوي‪ ،‬حيػػث ق ػػت بموجبػػو بوػػدـ دسػػيورية المػػهدة األولػ مػػف‬
‫قرار ر يس مجلس الوز ار رقـ (‪ )450‬لسنة ‪1986‬ـ ب نشه محميهت طبيوية بمنطقة جبػؿ علبػة‬
‫بػػهلبحر األحمػػر‪ ،‬وذلػػؾ فيمػػه ي ػػمنو مػػف عػػدـ يويػػيف الحػػدود اليػػي يبػػيف النطػػهؽ المنػػهني ليلػػؾ‬
‫المحميػػهت‪ ،‬حيػػث جػػه فػػي حنميػػه ف‪ " :‬قػرار ر ػػيس مجلػػس الػػوز ار المطوػػوف فيػػو قػػد حػػهؿ فػػي‬
‫نيػه لػـ ينشػػر‪،‬‬ ‫شػىف يويػيف حػدود المحميػػهت الطبيويػة اليػي عينيػػه إلػ رريطػة يبػيف مواقويػػه‪ ،‬إ‬
‫وظػػؿ رهفي ػهً بػػذلؾ النطػػهؽ المنػػهني الػػذ يميػػد إليػػو يلػػؾ المحميػػهت عل ػ ةػػويد الميػػهه البحريػػة ‪،‬‬
‫ونهف إييهف األفوهؿ اليػي رثميػه قػهنوف المحميػهت الطبيويػة فػي ىػذا النطػهؽ شػرطهً ليجريميػه علػ‬
‫مه سلؼ البيهف‪ ،‬فػ ف القػرار المطوػوف فيػو إذ جيػؿ بحػدود المحميػهت الطبيويػة اليػي يسػر علييػه‬
‫واليي يويبر يويينيه م ير هً وليهً إلعمهؿ النةػوص الوقهبيػة اليػي ي ػمنيه القػهنوف المػنظـ ليلػؾ‬
‫المحميهت مف رػالؿ يرسػيـ الػدا رة اليػي يومػؿ فييػه ينػوف م يقػ اًر إلػ رهةػية اليقػيف اليػي ييػيمف‬
‫يج ػػوز ف ين ػػهؿ م ػػف‬ ‫علػ ػ اليجػ ػريـ‪ ،‬وير ػػؿ ن ػػذلؾ بهلحري ػػة الشرة ػػية م ػػف ر ػػالؿ القي ػػود الي ػػي‬
‫جوىرىه ‪ ،essential core‬ويغدو ىذا القرار بهليػهلي مرهل ػهً للمػهدييف (‪ )66 ،41‬مػف الدسػيور‪،‬‬
‫فليذه األسبهب حنمت المحنمػة بوػدـ دسػيورية المػهدة األولػ مػف قػرار ر ػيس مجلػس الػوز ار رقػـ‬
‫‪ 450‬لس ػػنة ‪ 1986‬ب نش ػػه محمي ػػهت طبيوي ػػة بمنطق ػػة جب ػػؿ علب ػػة ب ػػهلبحر األحم ػػر‪ ،‬وذل ػػؾ فيم ػػه‬
‫ي ػػمنيو مػػف عػػدـ يويػػيف الحػػدود اليػػي يبػػيف النطػػهؽ المنػػهني ليلػػؾ المحميػػهت‪ ،‬و لزمػػت الحنومػػة‬
‫المةروفهت ومبلغ مه ة جنيو مقهبؿ يوهب المحهمهة‪".‬‬

‫ويي ػ ممػػه يقػػدـ ف المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه بػػهلرغـ مػػف نيػػه لػػـ يسػػيردـ مةػػطل‬
‫ػػمنيهً مػػف رػػالؿ اسػػيرداميه عبػػهرة‪( :‬فيمـــن‬ ‫اإلغ ػػهؿ ة ػراحةً غيػػر نيػػه رػػذت برقهبػػة اإلغ ػػهؿ‬
‫تضمنتو من عدم تعيين الحدود التي تيين النطنق المكنني لتمك المحمينت)‪ ،‬و سست علػ ذلػؾ‬

‫(‪ )1‬ش ػػهده محم ػػد ة ػػالح عب ػػد الب ػػديه‪ ،‬المرج ػػه الس ػػهبؽ‪ ،‬ص‪ ،361‬ومحم ػػد فري ػػد المش ػػهيخ‪ ،‬المرج ػػه الس ػػهبؽ‪،‬‬
‫ص‪ ،264‬وجواىر عهدؿ الوبد الرحمف‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.204‬‬
‫(‪ )2‬وجػػه لل ةػػؿ فػػي الػػدعو رقػػـ ‪ 20‬لسػػنة ‪ 15‬دسػػيورية‪ ،‬المقهمػػة مػػف السػػيد‪ /‬فيسػػني ميجيػػه ابػػهنس‪ ،‬وةػػدر‬
‫بي ػ ػ ػ ػ ػ ػػهريخ ‪1994/10/1‬ـ‪ ،‬منش ػ ػ ػ ػ ػ ػػور علػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ الموق ػ ػ ػ ػ ػ ػػه الرس ػ ػ ػ ػ ػ ػػمي للمحنم ػ ػ ػ ػ ػ ػػة الدس ػ ػ ػ ػ ػ ػػيورية الولي ػ ػ ػ ػ ػ ػػه‪ ،‬ارب ػ ػ ػ ػ ػ ػػط‪:‬‬
‫‪ https://www.sccourt.gov.eg/SCC/faces/RuleViewer.jspx‬يوقيػ ػػت ويػ ػػهريخ الزيػ ػػهرة‪ 6:20 :‬مػ ػػف‬
‫مسه يوـ الجموة الموافؽ ‪2022/5/6‬ـ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ػر عػػف الوفػػه بنهفػػة الجوانػػب اليػػي ييطلبيػػه‬
‫حنميػػه بوػػدـ الدسػػيورية‪ ،‬بهعيبػػهر الػػنص الطوػػيف قهةػ اً‬
‫مبد الشرعية الجنه ية المن وؿ بموجب الدسيور‪..‬‬

‫بو ػػد ذل ػػؾ ب ػػد ت األحن ػػهـ الة ػػهدرة ع ػػف المحنم ػػة الدس ػػيورية الولي ػػه بش ػػىف الرقهب ػػة علػ ػ‬
‫اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي يوالي ػهً‪ ،‬حيػػث ةػػدرت حنم ػهً بوػػدـ دسػػيورية ال ق ػرة (‪ )3‬مػػف المػػهدة (‪ )26‬مػػف‬
‫قػػهنوف ينظػػيـ ىي ػػة ق ػػهيه الدولػػة رقػػـ (‪ )75‬لسػػنة ‪1936‬ـ‪ ،‬وذلػػؾ فيمػػه لػػـ يي ػػمنو مػػف وجػػوب‬
‫سمهع قواؿ الو و في مرحلة اليحقيؽ‪ ،‬ونهف نص المهدة المذنورة قػد اسػيوجب ف يُقػهـ الػدعو‬
‫اليىديبيػػة ػػد ع ػػه ىي ػػة ق ػػهيه الدولػػة مػػف وزيػػر الوػػدؿ بنػػه ً عل ػ طلػػب مػػف ر ػػيس اليي ػػة‪،‬‬
‫يقدـ ىذا الطلب إ بنه عل يحقيػؽ جنػه ي و بنػه علػ يحقيػؽ إداره‪ ،‬ولػـ يشػيرط‬ ‫واشيرط‬
‫في ىذا اليحقيؽ سمهع قواؿ الو و الموني بهليحقيؽ(‪.)1‬‬

‫ػمهف‬ ‫نو‪" :‬وحيث إف‬ ‫وقد ذىبت المحنمة الدسيورية الوليه المةرية في ىذا الحنـ إل‬
‫الدسػػيور لحػػؽ الػػدفهع قػػد يقػػرر بهعيبػػهره حػػد األرنػػهف الجوىريػػة لسػػيهدة القػػهنوف‪ ،‬نػػهفالً للرةػػومة‬
‫ينػوف ال ةػؿ فييػه بويػداً عػف دلييػه‪ ،‬و‬ ‫الق ه ية عدالييه‪ ،‬ويمه يةوف قيميه‪ ،‬ويندرج يحييػه‬
‫نهبػػذاً الحػؽ فػػي إجيه ػػيه مػػف رػػالؿ مقهبلييػػه بمػػه ييػػدميه مػػف األوراؽ و قػواؿ الشػػيودي فػػال ينػػوف‬
‫بنيػهف الرةػػومة ميحي ػهً حقػػوؽ حػد مػػف الرةػػوـي بػػؿ مينهف ػهً بػيف فرةػػيـ فػػي مجػػهؿ إرثبهييػػه و‬
‫ن ييه‪ ،‬وايةه ً بنؿ عنهةرىه‪ ،‬مي نهف ذلؾي ونهف نص ال قرة (‪ )3‬مف المهدة (‪ )26‬مف قهنوف‬
‫اليي ة‪ ،‬قد رال ممه يحيـ سمهع قواؿ الو و المحهؿ إل اليحقيؽ‪ ،‬ف ف م مونو ينػوف دا ػ اًر فػي‬
‫ال راغ‪ ،‬و يجوز ف ُيبن عليو اييهـ"‪.‬‬

‫مف الحنـ السهبؽ ف المحنمة الدسيورية الوليػه بسػطت رقهبييػه علػ الػنص الػذه‬ ‫يي‬
‫ػمهف يميػه المػييـ ب ػمهنهت المحهنمػة الوهدلػة‪ ،‬واليػي‬ ‫يرلو مف حد الونهةػر اليػي مػف شػىنيه‬
‫مهف حقو في سمهع قوالو وابدا دفوعو‪ ،‬عل نحو مينهفت مه‬ ‫يمنف ف ينيمؿ بنيهنيه دوف‬
‫الرةـ‪.‬‬

‫نمػػه ق ػػت المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه فػػي حنميػػه الةػػهدر بيػػهريخ ‪2015/5/10‬ـ بوػػدـ‬
‫حػػة الوػػهمليف بهليي ػػة القوميػػة لس ػنؾ حديػػد‬ ‫دسػػيورية عجػػز ال ق ػرة (‪ )2‬مػػف المػػهدة (‪ )108‬مػػف‬
‫مةػػر الةػػهدرة بق ػرار وزيػػر النقػػؿ والمواةػػالت رقػػـ (‪ )17‬لسػػنة ‪1982‬ـ‪ ،‬فيمػػه لػػـ يي ػػمنو مػػف‬

‫(‪ )1‬حنـ المحنمة الدسػيورية الوليػه فػي الق ػية رقػـ (‪ )162‬لسػنة (‪ )19‬ق ػه ية دسػيورية‪ ،‬فػي الجلسػة المنوقػدة‬
‫بيػػهريخ ‪1998/3/7‬ـ‪ ،‬الموقػػه الرسػػمي للمحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه‪ُ ،‬مشػػهر إليػػو لػػد جػواىر عػػهدؿ الوبػػد الػػرحمف‪،‬‬
‫المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.206‬‬

‫‪12‬‬
‫و‬ ‫ف ُيشػ‬ ‫مػػن الوهمػػؿ الػػذه ُيةػػهب بىحػػد األمػراض المزمنػػة إجػػهزة اسػػيرثنه ية بػػىجر نهمػػؿ إلػ‬
‫يسػػيقر حهليػػو اسػػيق ار اًر يمننػػو مػػف الوػػودة إل ػ الومػػؿ‪ ،‬و ييبػػيف عج ػزه نػػهمالً‪ ،‬وفػػي ىػػذه الحهل ػة‬
‫األريرة يظؿ الوهمؿ في إجهزة مر ية بىجر نهمؿ حي بلوغو سف اإلحهلة إل الموهش(‪.)1‬‬

‫(‪ )1‬حنـ المحنمة الدسيورية الوليه في الق ية رقـ ‪ 165‬لسػنة ‪ 30‬ق ػه ية دسػيورية‪ ،‬الةػهدر فػي الجلسػة اليػي‬
‫نو‪" :‬وحيث إف ق ه ىػذه المحنمػة قػد جػر‬ ‫انوقدت بيهريخ ‪2015/1/10‬ـ‪ ،‬ولقد سست المحنمة حنميه عل‬
‫ف مبػ ػػد مسػ ػػهواة الم ػ ػواطنيف مػ ػػهـ القػ ػػهنوف المنةػ ػػوص علي ػ ػػو فػ ػػي المػ ػػهدة (‪ )40‬م ػ ػػف الدسػ ػػيور الةػ ػػهدر‬ ‫عل ػ ػ‬
‫عػػهـ‪ 1971‬ـ‪ ،‬والػػذ ردديػػو الدسػػهيير المةػرية الميوهقبػػة جميويػػه بحسػػبهنو رنيػزة سهسػػية للحقػػوؽ والحريػػهت علػ‬
‫اريالفيه و سهسهً للودؿ والسالـ ا جيمهعي‪ ،‬غهييو ةوف الحقوؽ والحريهت فػي مواجيػة ةػور اليمييػز اليػي ينػهؿ‬
‫يمييز فييه بػيف الم ارنػز القهنونيػة‬ ‫منيه و يقيد ممهرسييه‪ ،‬بهعيبهره وسيلة ليقرير الحمهية القهنونية المينهف ة اليي‬
‫يجػػوز بحػػهؿ ف‬ ‫الميمهرثلػػة‪ ،‬وقيػ ًػدا علػ السػػلطة اليقديريػػة اليػػي يملنيػػه المشػػرع فػػي مجػػهؿ ينظػػيـ الحقػػوؽ‪ ،‬واليػػي‬
‫يدوؿ إل اليمييز بيف المرانز القهنونية اليي ييحدد وفؽ شروط مو وعية يينهفى المواطنػوف رالليػه مػهـ القػهنوف‪،‬‬
‫ف ف ررج المشرع عل ذلؾ سقط في حمىة المرهل ة الدسيورية‪ .‬وحيث إنو مف المقرر في ق ه ىذه المحنمة ف‬
‫الدسيور حرص في المهدة (‪ )17‬منو عل دعـ اليىميف ا جيمهعي حيف نهط بهلدولة مد ردمهييه في ىذا المجػهؿ‬
‫إل المواطنيف بجميه ف هييـ في الحدود اليي يبينيه القهنوف‪ ،‬مف رالؿ يقرير مػه يويػنيـ علػ مواجيػة بطػهلييـ و‬
‫اقوػه ف ػػؿ يػػدمف‬
‫عجػزىـ عػػف الومػؿ و شػػيرورييـ‪ ،‬ذلػػؾ ف مظلػة اليػػىميف ا جيمػهعي ىػػي اليػػي ين ػؿ بمػػداىه و ً‬
‫المواطف في غػده‪ ،‬ويػنيض بموجبػهت الي ػهمف ا جيمػهعي اليػي يقػوـ علييػه المجيمػه وفقًػه لػنص المػهدة (‪ )7‬مػف‬
‫ػرورة اقيةػهدية ‪ ،‬و ف غهيييػه ف يػدمف‬ ‫رورة اجيمهعيػة بقػدر مػه ىػي‬ ‫الدسيور‪ ،‬بمه يدند ف الرعهية اليىمينية‬
‫المشموليف بيه في مسيقبؿ يهميـ عند يقهعدىـ و عجزىـ و مر يـ ‪.‬‬
‫منرر مف نظهـ الوهمليف المػدنييف بهلدولػة الةػهدر بهلقػهنوف رقػـ ‪ 47‬لسػنة ‪ 1978‬يػنص‬ ‫ًا‬ ‫وحيث إف المهدة (‪)66‬‬
‫علػ ػ ف‪" :‬اس ػػيرثنه م ػػف حن ػػهـ اإلج ػػهزة المر ػػية يم ػػن الوهم ػػؿ المػ ػريض بىح ػػد األمػ ػراض المزمن ػػة الي ػػي ية ػػدر‬
‫بيحديدىه قرار مف وزير الةحة بنه عل موافقة اإلدارة الوهمة للمجهلس الطبية إجػهزة اسػيرثنه ية بػىجر نهمػؿ إلػ‬
‫ار يمننػو مػػف الوػودة إلػ الومػؿ و ييبػيف عجػزه نػهمالً‪ ،‬وفػ ىػذه الحهلػة األريػرة‬
‫و يسػيقر حهليػو اسػيقرًا‬ ‫ف يشػ‬
‫يظؿ الوهمؿ في إجهزة مر ية بىجر نهمؿ حي بلوغ سف اإلحهلة إل الموهش "‪ .‬وحيث إف النص الطوػيف اسػيف‬
‫نظهمػهً قهنونيػهً رهةػهً يػيـ بمقي ػهه إحهلػػة الوهمػؿ الػذ يرثبػػت عػدـ ليهقيػو الطبيػػة لالسػيمرار فػي شػػغؿ وظي يػو إلػ‬
‫ا سػييداع لمػػدة قةػػهىه سػػنيهف يػػيـ بوػػدىه إنيػػه ردميػػو بهليشػريؾ الطبػػي الجز ػػي ويسػػوية موهشػػو‪ ،‬بػػهلرغـ مػػف ف‬
‫طبيوػػة الومػػؿ لػػبوض وظػػه ؼ اليي ػػة و سػػيمه يلػػؾ اليػػي اةػػطل عل ػ يسػػميييه بطوا ػػؼ اليشػػغيؿ – ومػػف بيػػنيـ‬
‫سػػه قو القطػػهرات – ينطػػوه عل ػ نرثيػػر مػػف المرػػهطر والمةػػهعب اليػػي ي ػدرثر فػػي حػػهلييـ الةػػحية بدرجػػة ي ػػوؽ‬
‫نظ ار ىـ الوهمليف المدنييف بهلدولة‪ ،‬األمر الذ نهف ييويف موو عل المشرع ف ي ػرد ليػـ – ه الوػهمليف بهليي ػة‬
‫فػراد الطه ػػة األول ػ ‪ ،‬و عل ػ األقػػؿ ييبنػ الموهملػػة‬ ‫المػػذنورة – موهملػػة نرثػػر سػػره ً مػػف يلػػؾ اليػػي يسػػر علػ‬
‫ذاييػػه اليػػي يسػػر علػ الوػػهمليف المػػدنييف بهلدولػػة بػػىف يمػػن الوهمػػؿ الػػذ يةػػهب بمػػرض مػػزمف إجػػهزة اسػػيرثنه ية‬
‫ار يمننو مف الوػودة إلػ الومػؿ و ييبػيف عجػزه نػهمالً‪ ،‬وفػ ىػذه‬ ‫بىجر نهمؿ إل ف يش و يسيقر حهليو اسيقرًا‬
‫الحهلػػة األري ػرة يظػػؿ الوهمػػؿ فػػي إجػػهزة مر ػػية بػػىجر نهمػػؿ حي ػ بلوغػػو سػػف الموػػهش‪ ،‬وذلػػؾ ليمهرثػػؿ م ارنػػزىـ‬

‫‪11‬‬
‫اع‬
‫وييب ػػيف ف المحنم ػػة الدس ػػيورية المةػ ػرية راقب ػػت علػ ػ ال ػػنص اليشػ ػريوي ال ػػذه ل ػػـ ُيػ ػر ِ‬
‫موجبػػهت مبػػد المسػػهواة المن ػػوؿ بموجػػب المػػهدة (‪ )40‬مػػف الدسػػيور المةػػره لوػػهـ ‪1971‬ـ‪ ،‬ممػػه‬
‫ُيود إغ ه ً يشريويهً رهلؼ مبد سمو الدسيور يقي ي يدارنو مف المشرع المةره‪.‬‬

‫وفي حدث حنهـ المحنمة الدسيورية الوليه بشهف الرقهبة عل اإلغ هؿ اليشريوي حنميػه‬
‫الةهدر بيهريخ ‪2021/2/6‬ـ‪ ،‬والذه قررت بموجبو عدـ دسيورية المهدة (‪ 25‬منػرر) مػف قػهنوف‬
‫ىي ػػة ق ػػهيه الدولػػة الةػػهدر بق ػرار ر ػػيس الجميوريػػة بهلقػػهنوف رقػػـ ‪ 75‬لسػػنة ‪1963‬ـ‪ ،‬الم ػػهفة‬
‫ف‪" :‬يرػػيص إحػػد دوا ػػر المحنمػػة اإلداريػػة‬ ‫بهلقػػهنوف رقػػـ ‪ 2‬لسػػنة ‪2002‬ـ‪ ،‬اليػػي يػػنص عل ػ‬
‫الوليػػه ‪ -‬دوف غيرىػػه ‪ -‬بهل ةػػؿ فػػي الطلبػػهت اليػػي يقػػدميه ع ػػه ىي ػػة ق ػػهيه الدولػػة ب لغػػه‬
‫الق اررات اإلدارية النيه ية الميولقة بىه شىف مف ش ونيـ‪ ،‬مي نهف مبنػ الطلػب عيبػهً فػي الشػنؿ‬
‫و رط ػػى ف ػػي يطبيقي ػػه و يىويلي ػػه و إس ػػه ة اس ػػيومهؿ الس ػػلطة‪ ،‬نم ػػه‬ ‫و مرهل ػػة القػ ػوانيف واللػ ػوا‬
‫ير ػػيص ال ػػدا رة الم ػػذنورة ‪ -‬دوف غيرى ػػه ‪ -‬بهل ة ػػؿ ف ػػي طلب ػػهت اليو ػػويض ع ػػف يل ػػؾ القػ ػ اررات‪.‬‬
‫ويريص ي هً ‪ -‬دوف غيرىه ‪ -‬بهل ةؿ في المنهزعهت الرهةة بهلمريبهت والموهشهت والمنهفآت‬
‫المس ػػيحقة ألع ػ ػػه ىي ػػػة ق ػػهيه الدولػ ػػة و للمسػػػيحقيف ع ػػنيـ‪ .‬و يحة ػػؿ رس ػػومهً عل ػ ػ ىػػػذه‬
‫الطلبهت"‪.‬‬

‫جميوػػه قػػد ةػػيبوا بىحػػد‬

‫ً‬ ‫االقهنونيػػة فػػي مجػػهؿ الرعهيػػة الةػػحية مػػه الوػػهمليف المػػدنييف بهلدولػػة ‪ ،‬مػػف حيػػث نػػونيـ‬
‫موهملة قهنونية مينهف ة‪ ،‬واذ لـ ينػيي الػنص الطوػيف ىػذا الػني ف نػو ينػوف‬ ‫األمراض المزمنة األمر الذ يقي‬
‫قػػد رػػهلؼ حنػػـ المػػهدة (‪ )40‬مػػف الدسػػيور‪ .‬وحيػػث إف الوهمػػؿ الػػذه يةػػهب بىحػػد األم ػراض المزمنػػة يحيػػهج إل ػ‬
‫ػر لطبيوػػة ىػػذه األم ػراض ومالزمييػػه لمػػف يةػػهب بيػػه طيلػػة حيهيػػو‪ ،‬ومػػف رثػػـ ف ػ ف األمػػر نػػهف‬
‫رعهيػػة رهةػػة نظػ ًا‬
‫يقي ي مف المشرع يقرير موهملة مهليػة يوػيف فػراد ىػذه الطه ػة علػ مواجيػة ىػذه األمػراض مػف جيػة‪ ،‬وعجػزىـ‬
‫عػػف الومػػؿ مػػف جيػػة رػػر ‪ ،‬واذ رػػال الػػنص الطوػػيف مػػف ذلػػؾ ف نػػو ينػػوف قػػد رػ لؿ بػػهليزاـ الدولػػة بن هلػػة رػػدمهت‬
‫جميوػػه علػ مػػه يػػنص عليػػو المػػهدة (‪ )17‬مػػف الدسػػيور‪ .‬فليػػذه األسػػبهب‬
‫ً‬ ‫اليػػىميف ا جيمػػهعي والةػػحي للمػواطنيف‬
‫حنمت المحنمة بوػدـ دسػيورية عجػز ال قػرة الرثهنيػة مػف المػهدة (‪ )108‬مػف حػة الوػهمليف بهليي ػة القوميػة لسػنؾ‬
‫ا النقػؿ والمواةػالت رقػـ ‪ 17‬لسػنة ‪ 1982‬فيمػه لػـ يي ػمنو مػف مػن‬ ‫حديد مةر الةهدرة بقرار وزير ا‬
‫ار‬
‫الوهمؿ الػذه يةػهب بىحػد األمػراض المزمنػة إجػهزة اسػيرثنه ية بػىجر نهمػؿ إلػ ف يشػ و يسػيقر حهليػو اسػيقرًا‬
‫يمننو مف الوودة إل الومؿ‪ ،‬و ييبيف عجزه نهمالً‪ ،‬وف ىذه الحهلة األريرة يظؿ الوهمؿ في إجهزة مر ية بىجر‬
‫نهمؿ حي بلوغو سف اإلحهلة إلػ الموػهش"‪ .‬منشػور عبػر الموقػه الرسػمي للمحنمػة الدسػيورية الوليػه عبػر الػرابط‬
‫اآليي‪:‬‬
‫‪ https://www.sccourt.gov.eg/SCC/faces/RuleViewer.jspx‬يوقي ػ ػػت وي ػ ػػهريخ الزي ػ ػػهرة ‪ 2:25‬م ػ ػػف‬
‫ةبهح يوـ السبت الموافؽ ‪2022/5/7‬ـ‬

‫‪11‬‬
‫وييبيف ممه سبؽ ف المحنمة الدسيورية الوليػه ايجيػت إلػ الق ػه بوػدـ دسػيورية المػهدة‬
‫المذنورة بهلنظر إل نونيه قةرت اليقه ي عل درجة واحدة وىي المحنمة اإلدارية الوليػه دوف‬
‫غيرىػ ػػه‪ ،‬األمػ ػػر الػ ػػذه اعيبريػ ػػو المحنمػ ػػة انيقهة ػ ػهً وقةػ ػػو اًر ييةػ ػػهدـ مػ ػػه مبػ ػػد المسػ ػػهواة وينػ ػػهفد‬
‫ال رص(‪.)1‬‬

‫يتضح من خالل األحكنم السنيقة؛ الستنتنجنت اآلتية‪:‬‬

‫‪ .1‬بسػػطت المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه رقهبييػػه عل ػ اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي الجز ػػي دوف النلػػي‪،‬‬
‫ينيمػؿ الينظػيـ‬ ‫وذلؾ في حهؿ لـ يي مف النص القهنوني ه جهنب مف الجوانب اليي‬
‫القهنوني إ بيه‪ ،‬وحنمت بودـ دسيورييو بهلنظر إل يوهرض ذلؾ مه الدسيور‪.‬‬

‫‪ .2‬اليزمػػت المحنمػػة الدسػػيورية بحػػدود وظي ييػػه‪ ،‬فلػػـ ي ػػرض علػ المشػػرع بواسػػطة حنهميػػه‬
‫الةهدرة بشػىف عػدـ دسػيورية اإلغ ػهؿ اليشػريوي ف يقػوـ بػ ج ار يػدرؿ موػيف‪ ،‬و يوػديؿ‬
‫مويف‪ ،‬وانمه حهفظت عل يروميه بوة يه نشػىت لحمهيػة مبػد سػمو الدسػيور‪ ،‬والحقػوؽ‬
‫بوة يه ييحنـ في السلطهت األرر ‪.‬‬ ‫والحريهت الوهمة‪،‬‬

‫‪ .3‬يي ػ ػ مػ ػػف األحنػ ػػهـ الةػ ػػهدرة عػ ػػف المحنمػ ػػة الدسػ ػػيورية بشػ ػػىف اإلغ ػ ػػهؿ اليش ػ ػريوي ف‬
‫القه ػػي الدسػػيوره المةػػره حػػهوؿ بشػػنؿ و بػػآرر يجنػػب عالنيػػة رقهبيػػو عل ػ اإلغ ػػهؿ‬
‫اليشريوي‪ ،‬مف رالؿ عػدـ اسػيرداـ مةػطلحهت وا ػحة ومبهشػرة نهإلغ ػهؿ و ا مينػهع‬

‫(‪ )1‬حنػ ػػـ المحنمػ ػػة الدس ػ ػػيورية الوليػ ػػه فػ ػػي ال ػ ػػدعو رقػ ػػـ ‪ 82‬لس ػ ػػنة ‪ 41‬ق ػ ػػه ية دس ػ ػػيورية‪ ،‬والة ػ ػػهدر بي ػ ػػهريخ‬
‫‪2021/2/6‬ـ‪ ،‬وقػػد جػػه فيػػو‪ ":‬وحيػػث إف الدسػػيور قػػد حػػرص فػػي المػػهدة (‪ )4‬منػػو عل ػ الػػنص علػ مبػػد ينػػهفد‬
‫ال رص‪ ،‬بهعيبهره مف الرنه ز األسهسية اليي يقػوـ علييػه بنػه المجيمػه‪ ،‬والح ػهظ علػ وحديػو الوطنيػة‪ ،‬ومػف جػؿ‬
‫امػه‬
‫ذلؾ جوؿ الدسيور بمقي ػ نػص المػهدة (‪ )9‬منػو يحقيػؽ ينػهفد ال ػرص بػيف جميػه المػواطنيف دوف يمييػز اليز ً‬
‫دسيوريًّه عل عهيؽ الدولة‪ ،‬يسيطيه منػو فنه ًنػه‪ .‬وقػواـ ىػذا المبػد ‪ -‬علػ مػه جػر بػو ق ػه ىػذه المحنمػة ‪-‬‬
‫ًّ‬
‫إيجهبيػػه ل ػػمهف عدالػػة‬ ‫ف ال ػػرص اليػػي ن ليػػه الدسػػيور للم ػواطنيف فيمػػه بيػػنيـ ي يػػرض ينهفدىػػه‪ ،‬وييػػدرؿ الدولػػة‬
‫ػػو قواع ػػد يمليي ػػه اليبةػ ػ ػػر‬ ‫يوزيوي ػػه ب ػػيف م ػػف ييزاحم ػػوف عليي ػػه‪ ،‬و ػػرورة يػ ػرييبيـ بهلي ػػهلي فيم ػػه بي ػػنيـ علػ ػ‬
‫وا عيػداؿي‪ ...‬فليػػذه األسػػبهب حنمػػت المحنمػة‪ :‬بوػػدـ دسػػيورية نػػص المػػهدة (‪ 25‬منػرر) مػػف قػػهنوف ىي ػػة ق ػػهيه‬
‫الدولة الةهدر بقرار ر يس الجميورية بهلقهنوف رقـ ‪ 75‬لسنة ‪ 1963‬الم هفة بهلقهنوف رقـ ‪ 2‬لسنة ‪ ،2002‬فيمه‬
‫ي منو مف قةر ا ريةهص بهل ةؿ في طلبهت إلغه القػ اررات اإلداريػة النيه يػة الميولقػة بػىه شػىف مػف شػ وف‬
‫ع ػػه ىي ػػة ق ػػهيه الدول ػػة وطلب ػػهت اليو ػػويض عني ػػه‪ ،‬والمنهزع ػػهت الرهة ػػة بهلمريب ػػهت والموهش ػػهت والمنهف ػػآت‬
‫المسيحقة ليـ و المسػيحقيف عػنيـ‪ ،‬علػ درجػة واحػدة‪ ،".‬منشػور علػ الموقػه الرسػمي للمحنمػة الدسػيورية الوليػه‬
‫عب ػػر الػ ػرابط اآلي ػػي‪ https://www.sccourt.gov.eg/SCC/faces/RuleViewer.jspx :‬يوقي ػػت وي ػػهريخ‬
‫الزيهرة ‪ 3:25‬مف ةبهح يوـ السبت الموافؽ ‪2022/5/7‬ـ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫اليشريوي الجز ي‪ ،‬ويرجه ذلؾ إل احيراسو مف مغبة يجهوز مبد ال ةؿ بيف السلطهت‪،‬‬
‫وعػػدـ وجػػود نػػص قػػهنوني ةػري ُيجيػػز لػػو الرقهبػػة علػ اإلغ ػػهؿ اليشػريوي‪ ،‬األمػػر الػػذه‬
‫يوجػػب عليػػو يدارنػػو بػػهلنظر إل ػ ف ىػػذه الرقهبػػة ةػػب يلق ػ قبػػو ً عل ػ مسػػيو ال قػػو‬
‫والق ه واليشريه الدسيوره‪.‬‬

‫‪11‬‬
 ‫المطمب الثنني‬
‫موقف القضنء في فمسطين من الرقنية عمى اإلغفنل التشريعي‬
‫ابي ػػدا ً ييس ػػـ اليجرب ػػة الق ػػه ية الدس ػػيورية ف ػػي فلس ػػطيف بهلحدارث ػػة مقهرن ػػة م ػػه األنظم ػػة‬
‫الق ػه ية الدسػػيورية األرػػر ‪ ،‬ويرجػه ذلػػؾ إلػ مجموعػة مػػف الووامػػؿ برزىػه حدارثػػة الحنػػـ الػػذايي‬
‫ال لسػػطيني الػػذه بػػد بوػػد اي ػػهؽ وسػػلو الموقوػػة بػػيف منظمػػة اليحريػر ال لسػػطينية ودولػػة ا حػػيالؿ‬
‫بيػ ػػهريخ ‪1993/9/13‬ـ‪ ،‬ونػ ػػذلؾ عػ ػػدـ وجػ ػػود نظػ ػػهـ قػ ػػهنوني موحػ ػػد‪ ،‬بػ ػػهلنظر إل ػ ػ يبػ ػػهيف يبويػ ػػة‬
‫اليشريوهت السهرية في فلسطيف‪ ،‬فمنيه مه ىو موروث عف الحنـ الورثمهني‪ ،‬ومنيه مه ىو موروث‬
‫عػػف الحنػػـ األردنػػي فػػي ال ػ ة الغربيػػة‪ ،‬وعػػف اإلدارة المة ػرية لقطػػهع غ ػزة بػػيف عػػهمي ‪1948‬ـ‬
‫(‪)1‬‬
‫رق ػػـ (‪ )1‬لس ػػنة‬ ‫و‪1967‬ـ‪ ،‬إ ػػهفة إلػ ػ األوام ػػر الوس ػػنرية اإلسػ ػ ار يلية الي ػػي لغهى ػػه المرس ػػوـ‬
‫‪1994‬ـ بشػ ػػىف اسػ ػػيمرار الومػ ػػؿ بػ ػػهلقوانيف واألنظمػ ػػة اليػ ػػي نهنػ ػػت سػ ػػهرية الم وػ ػػوؿ قبػ ػػؿ يػ ػػهريخ‬
‫‪1967/6/5‬ـ الة ػػهدر ع ػػف ال ػػر يس ال ارح ػػؿ يهس ػػر عرف ػػهت‪ ،‬وم ػػف المس ػػيقر ف فح ػػص دس ػػيورية‬
‫اليشريوهت يجب ف ينبني عل الدسػيور الػذه ةػدر فػي ظلػو القػهنوف و الال حػة‪ ،‬وبػهلنظر إلػ‬
‫(‪)2‬‬
‫ال لسػطيني ةػدر بيػهريخ ‪2002/5/29‬ـ فػ ف منػهط اليوػرؼ علػ موقػؼ‬ ‫ف القهنوف األسهسي‬
‫الق ػػه ال لسػ ػػطيني مػ ػػف رقهب ػػة اإلغ ػ ػػهؿ سػػػوؼ ين ػػوف ر ػػالؿ ال ي ػ ػرة الي ػػي يش ػػنؿ فييػػػه الق ػ ػػه‬
‫ال لسطيني‪ ،‬ه مه بود قيهـ السلطة الوطنية ال لسطينية‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ويودياليػػو‬ ‫وفػي ىػذا السػيهؽ نػص القػهنوف األسهسػي ال لسػطيني الموػدؿ لوػهـ ‪2003‬ـ‬
‫ف‪ -1" :‬يشنؿ محنمة دسيورية عليه بقهنوف وييػول النظػر فػي‪- :‬‬ ‫في المهدة (‪ )103‬منو عل‬
‫و الػنظـ وغيرىػه‪ .‬ب‪ -‬ي سػير نةػوص القػهنوف األسهسػي واليشػريوهت‪.‬‬ ‫دسيورية القوانيف واللوا‬
‫ج‪ -‬ال ة ػ ػػؿ ف ػ ػػي ين ػ ػػهزع ا رية ػ ػػهص ب ػ ػػيف الجي ػ ػػهت الق ػ ػػه ية وب ػ ػػيف الجي ػ ػػهت اإلداري ػ ػػة ذات‬
‫ا ريةػػهص الق ػػه ي‪ -2 .‬يبػػيف القػػهنوف طريقػػة يشػػنيؿ المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه‪ ،‬واإلج ػ ار ات‬
‫حنهميػػه‪ ،".‬نمػػه نةػػت المػػهدة (‪ )104‬مػػف القػػهنوف ن سػػو‬ ‫الواجبػػة ا يبػػهع‪ ،‬واآلرثػػهر الميريبػػة علػ‬

‫(‪ )1‬انظػػر الوػػدد (‪ )1‬مػػف الوقػػه ه ال لسػػطينية‪ -‬الجريػػدة الرسػػمية للسػػلطة الوطنيػػة ال لسػػطينية‪ ،‬الةػػهدرة بيػػهريخ‬
‫‪1994/11/20‬ـ‪ ،‬منشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػورة عل ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ الة ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ حة الرسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمية لػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػديواف ال يػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػو واليش ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػريه‪ ،‬اربػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػط‪:‬‬
‫‪ /https://lab.pna.ps/ar/Category/20‬يوقيػ ػػت ويػ ػػهريخ الزيػ ػػهرة ‪ 6:10‬مػ ػػف مسػ ػػه يػ ػػوـ السػ ػػبت الموافػ ػػؽ‬
‫‪2022/5/7‬ـ‬
‫(‪ )2‬منشور في الودد المميهز رقـ (‪ )1‬مف الوقه ه ال لسطينية‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬الةهدر بيهريخ ‪2002/7/7‬ـ‬
‫(‪ )3‬منشور في الودد المميهز رقـ (‪ )2‬في الوقه ه ال لسطينية‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬والةهدر بيهريخ ‪2003/3/19‬ـ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ف‪" :‬ييول المحنمػة الوليػه مدقيػهً نػؿ الميػهـ المسػندة للمحػهنـ اإلداريػة والمحنمػة الدسػيورية‬ ‫عل‬
‫الوليه مه لـ ينف دارلة في اريةهص جية ق ه ية رر وفقهً للقوانيف النهفذة"‪.‬‬

‫وب ػػهلنظر إلػ ػ ي ػػىرر يش ػػنيؿ المحنم ػػة الدس ػػيورية وة ػػدور ق ػػهنوف ي ػػنظـ عملي ػػه‪ ،‬يول ػػت‬
‫المحنمػ ػة الولي ػػه مي ػػهـ المحنم ػػة الدس ػػيورية وبس ػػطت رقهبيي ػػه علػ ػ دس ػػيورية القػ ػوانيف‪ ،‬وبمراجو ػػة‬
‫األحنهـ الةهدرة عف المحنمة الوليه ف نيه لـ ي رض رقهبييه عل اإلغ هؿ اليشريوي‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫الرئنسـي رقـم (‪)57‬‬ ‫ويعد ذلـك تشـكمت المحكمـة الدسـتورية العميـن يموجـب المرسـوم‬
‫لســـنة ‪6106‬م‪ ،‬يعـــد صـــدور قـــننون المحكمـــة الدســـتورية العميـــن رقـــم (‪ )3‬لســـنة ‪6116‬م‬
‫وتعديالتو‪ ،‬ويذلك لم تعد تُمنرس المحكمة العمين المينم التي أُسندت إليين مؤقتـنً يشـ‪،‬ن الرقنيـة‬
‫الدستورية‪.2‬‬

‫ولق ػػد ايس ػػمت يطبيق ػػهت ق ػػه المحنم ػػة الدس ػػيورية الولي ػػه بشػ ػىف الرقهب ػػة علػ ػ اإلغ ػػهؿ‬
‫لػبس‬ ‫اليشريوي بهليردد في بهدل األمر‪ ،‬رثـ يبنت الرقهبة عل اإلغ هؿ اليشريوي بشػنؿ ةػري‬
‫فيو‪ ،‬ومف رالؿ ييبه نهفة األحنهـ الةهدرة عف المحنمة الدسيورية الوليه حي يػهريخ ةػوغ ىػذه‬
‫الرسػػهلة‪ ،‬ف ننػػه سػػوؼ نوػػرض األحنػػهـ اليػػي بسػػط فييػػه القه ػػي الدسػػيوره رقهبيػػو عل ػ اإلغ ػػهؿ‪،‬‬
‫وذلػػؾ ابيػػدا ً مػػف األحنػػهـ اليػػي رػػذت طػػهبه اليػػردد‪ ،‬رثػػـ يلػػؾ اليػػي يبن ػ فييػػه القه ػػي الدسػػيوره‬
‫رقهبة اإلغ هؿ بشنؿ ةري ‪ ،‬مه القيهـ بيحليليه لليورؼ عل ايجهىػهت المحنمػة الدسػيورية الوليػه‬
‫في ىذا اإلطهر‪ ،‬وذلؾ عل النحو اآليي‪:‬‬

‫‪ -1‬ق ػػت المحنم ػػة الدس ػػيورية الولي ػػه ف ػػي حنمي ػػه الة ػػهدر بي ػػهريخ ‪2017/1/14‬ـ‪ ،‬بو ػػدـ‬
‫دسيورية نص المهدة (‪ ) /10‬مف نظهـ اليدريب المودؿ الةهدر عػف اليي ػة الوهمػة لنقهبػة‬
‫المحهميف النظهمييف ال لسطينييف‪ ،‬بهلنظر إلػ نونػو ييوػهرض مػه مبػد المسػهواة المن ػوؿ‬
‫بموجػػب المػػهدة (‪ )9‬مػػف القػػهنوف األسهسػػي ال لسػػطيني الموػػدؿ لسػػنة ‪2003‬ـ ويودياليػػو‪،‬‬
‫ف‪ . " :‬يقدـ طلبهت القيد فػي سػجؿ المحػهميف الميػدربيف‬ ‫حيث ينص المهدة (‪ ) /10‬عل‬
‫المسيوفية الشروط القهنونية إل مجلس النقهبة مرييف في السنة‪ ،‬المرة األول رالؿ شير‬
‫نهنوف الرثهني وينظر فييه رالؿ شير نيسهف‪ ،‬والمرة الرثهنية رالؿ شير يموز وينظر فييه‬

‫(‪ )1‬ةػدر المرسػوـ الر هسػي بيػهريخ ‪2016/3/31‬ـ‪ ،‬منشػور فػي الوػدد (‪ )120‬مػف الوقػه ه ال لسػطينية‪ ،‬المرجػػه‬
‫السهبؽ‪ ،‬والةهدر بيهريخ ‪2016/4/26‬ـ‪.‬‬
‫ة الغربية‬ ‫ف األحنهـ الةهدرة عف المحنمة الدسيورية الوليه بود يشنيليه يسره عل ال‬ ‫(‪ )2‬يجدر اإلشهرة إل‬
‫دوف قطهع غزة‪ ،‬وذلؾ بسبب ا نقسهـ ال لسطيني والذه طهؿ الجيهز الق ه ي‪ ،‬منذ عهـ ‪2007‬ـ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ر ػػالؿ ش ػػير يل ػػوؿ"‪ ،‬ومم ػػه ورد ف ػػي حن ػػـ المحنم ػػة ن ػػو‪ " :‬وبهس ػػيق ار المحنم ػػة لل ػػنص‬
‫المطو ػػوف بو ػػدـ دس ػػيورييو يج ػػد ف ىن ػػهؾ فيري ػػهف ح ػػددىمه ال ػػنص الم ػػذنور فيم ػػه ييول ػػؽ‬
‫بطلبهت القيد في سجؿ المحهميف الميدربيف‪ ،‬ال يػرة األولػ يػيـ فييػه يقػديـ الطلبػهت رػالؿ‬
‫شير نهنوف الرثهني وينظر فييه رالؿ شير نيسهف‪ ،‬حيث إف ال يرة مه بيف يقديـ الطلبػهت‬
‫والنظر بيه ىي ربوة شير‪ ،‬بينمه في ال يرة الرثهنية ييـ يقديـ الطلبػهت رػالؿ شػير يمػوز‬
‫وينظػػر فييػػه رػػالؿ شػػير يلػػوؿ‪ ،‬ه إف ال ي ػرة مػػه بػػيف يقػػديـ الطلبػػهت والنظػػر فييػػه ىػػي‬
‫رثالرثػػة شػػير‪ ،‬ممػػه يونػػي عػػدـ المسػػهواة بػػيف مقػػدمي الطلبػػهت لليػػدريب‪ ،‬إذ إف ال ػػة اليػػي‬
‫ييقدـ بطلبهت القيد في سجؿ المحهميف الميدربيف في شير نهنوف الرثهني يزيد مدييه شير‬
‫عف ال ة الرثهنية اليي ييقدـ بطلبهت في شير يموز‪ ،‬ممػه يونػي ف يرسػر ةػحهب ال ػة‬
‫األولػ مػػدة شػػير مػػف يػػدريبيـ‪ ،‬و نػػهف علػ مجلػػس النقهبػػة ف يجوػػؿ المػػدة فػػي ال يػرييف‬
‫ميسػػهوية‪ .‬وبػػهلرجوع إل ػ نػػص المػػهدة المػػذنورة يجػػد المحنمػػة نيػػه يرهطػػب ف ػػة واحػػدة‬
‫ومحددة وىي ف ة الػراغبيف بقيػد سػمه يـ فػي سػجؿ المحػهميف الميػدربيف‪ ،‬و ف المرػهطبيف‬
‫لبس فييه و غمػوض‪ ،‬ولػـ يػرد بيلػؾ‬ ‫بنص ىذه المهدة قد يـ يحديدىـ بةورة وا حة‬
‫ػػدىه (مجلػػس نقهبػػة‬ ‫المػػهدة مػػه يشػػير إل ػ السػػبب الػػذه اسػػيندت إليػػو الجيػػة المطوػػوف‬
‫المحػػهميف) مػػف جػػؿ الي رقػػة فػػي المػػدد المحػػددة للنظػػر فػػي الطلبػػهت حيػ يقػػهؿ إف ىنػػهؾ‬
‫عدـ يمهرثؿ في المرانز القهنونية للميقدميف بهلطلبهت‪ ،‬األمر الػذه اسػيدع اليمييػز بيػنيـ‬
‫في يحديد يلؾ المدد للنظر في الطلبهت‪".‬‬

‫"إف المحنمة يجد ف النص المطووف بودـ دسيورييو قد رهلؼ مبػدً سهسػيهً مػف مبػهدل‬
‫وىو مبد المسهواة بيف المرهطبيف بىحنهمو‪ ،‬األمر الػذه ييريػب عليػو إىػدار‬ ‫القهنوف األسهسي‬
‫مبػػد رػػر وىػػو مبػػد ينػػهفد ال ػػرص بيػػنيـ‪ ،‬إذ إنػػو فػػرؽ بػػيف حقػػوؽ ال ػػة الواح ػدة اليػػي يرهطبيػػه‬
‫متننسينً ف مبد مسهواة المػواطنيف مػهـ القػهنوف يويبػر رنيػزة سهسػية للحقػوؽ والحريػهت بىشػنهليه‬
‫المريل ة ودعهمة سهسية للودؿ والسلـ ا جيمهعي"‪.‬‬

‫"إف اليميه بميزات القهنوف ىو حؽ لجميه المػواطنيف‪ ،‬إذ بػذلؾ يسػود مبػد المسػهواة الػذه‬
‫يسيند إليو دولة المدسسهت‪ ،‬ودولة القهنوف‪ ،‬وبونس ذلؾ ينوف اإلرػالؿ بهلمبػهدل األسهسػية اليػي‬
‫نص علييه القهنوف األسهسي‪".‬‬

‫"‪...‬وحيػػث يجػػد المحنمػػة ف نػػص المػػهدة (‪ ) /10‬مػػف نظػػهـ يػػدريب المحػػهميف الموػػدؿ قػػد‬
‫رؿ بمبد الموهملة القهنونية المينهف ة اليي يقي ييه اليمهرثؿ في الم ارنػز القهنونيػة ينػوف قػد ىػدر‬
‫مبد المسهواة للراغبيف في اليدريب‪ ،‬وحيث إف المهدة المطووف بودـ دسيوريييه بود يوافر شروطو‬

‫‪11‬‬
‫نػوف مػف لػـ يػيمنف مػف الحةػوؿ علػ قػرار بقبػوؿ يدريبػو بشػير نيسػهف سي ػطر لالنيظػهر مػدة‬
‫رمسػػة شػػير لقبولػػو فػػي دورة شػػير يلػػوؿ‪ ،‬بينمػػه مػػف لػػـ يػػيمنف مػػف الحةػػوؿ عل ػ ق ػرار بقبػػوؿ‬
‫يدريبو بشير يلوؿ سي طر لالنيظهر سبوة شير لييـ قبولو في دورة شير نيسػهف‪ ،‬وىػذا يينػهف‬
‫مه مبد المسهواة المنةػوص عليػو فػي القػهنوف األسهسػي بد لػة نػص المػهدة اليهسػوة منػو‪ ،‬واليػي‬
‫يمييػػز بي ػػنيـ بسػػبب الو ػػرؽ و‬ ‫ف‪" :‬ال لس ػػطينيوف مػػهـ الق ػػهنوف و الق ػػه سػ ػوا‬ ‫نةػػت عل ػ‬
‫الجػػنس و اللػػوف و الػػره السيهسػػي و اإلعهقػػة"‪ ،‬األمػػر الػػذه ييوػػيف موػػو الحنػػـ بوػػدـ دسػػيورية‬
‫المػػهدة (‪ ) /10‬مػػف نظػػهـ اليػػدريب الموػػدؿ الػػذه قػػر فػػي اجيمػػهع اليي ػػة الوهمػػة لنقهبػػة المحػػهميف‬
‫(‪)1‬‬
‫النظهمييف ال لسطينييف بيهريخ ‪2013/5/24‬ـ‪".‬‬

‫ػبف مةػػطل اإلغ ػػهؿ‬ ‫يي ػ مػػف الحنػػـ السػػهبؽ ف المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه واف لػػـ ييػ َ‬
‫بش ػػنؿ مبهش ػػري إ ني ػػه اس ػػيردمت عب ػػهرة يدن ػػد ذات المونػ ػ ‪ ،‬مرث ػػؿ‪( :‬مينهس ػػيهً ف مب ػػد مس ػػهواة‬
‫ف الم ػػهدة (‪ ) /10‬م ػػف نظ ػػهـ‬ ‫المػ ػواطنيف م ػػهـ الق ػػهنوف)‪ ،‬نم ػػه ف المحنم ػػة سس ػػت حنمي ػػه علػ ػ‬
‫اليدريب المودؿ ينهست مقي يهت مبد المسهواة‪ ،‬والػذه ييطلػب اليسػهوه مػهـ القػهنوف عنػد يمهرثػؿ‬
‫رر ف ف المهدة المذنورة غ لت جهنبهً سهسيهً مف جوانب مبد المسهواة‬ ‫المرانز القهنونية‪ ،‬وبمون‬
‫والػػذه ييمرثػػؿ فػػي عػػدـ الي رقػػة بػػيف الم ارنػػز القهنونيػػة الممهرثلػػة اليػػي ير ػػه لرابطػػة و ايحػػهد فػػي‬
‫الحقوؽ والواجبهت‪.‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مف اعيبر حنمهً مشهبيهً لمه سبؽ إغ ه ً يشريويهً‪ ،‬حيث ق ت‬ ‫نمه ف ىنهؾ مف ال قو‬
‫المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه المة ػرية فػػي حنميػػه الةػػهدر بيػػهريخ ‪2002/4/14‬ـ‪ ،‬بوػػدـ دسػػيورية‬
‫المػػهدة (‪ )17‬مػػف القػػهنوف رقػػـ ‪ 136‬لسػػنة ‪1981‬ـ بشػػىف بوػػض األحنػػهـ الرهةػػة بيػػىجير وبيػػه‬
‫األمػػهنف وينظػػيـ الوالقػػة بػػيف المػػدجر والمسػػيىجر‪ ،‬فيمػػه ي ػػمنو مػػف قةػػر اسػػيمرار عقػػد اإليجػػهر‬
‫علػ الزوجػػة المةػرية و و دىػػه مػػف زوجيػػه المسػػيىجر غيػػر المةػػره‪ ،‬عنػػد انييػػه إقهميػػو بػػهلبالد‬
‫فوالً و حنمهً دوف الزوج المةره و و ده مف زوجيو المسيىجرة غير المةػرية‪ ،‬و نػدت المحنمػة‬
‫بنؿ و وح فػي ىػذا الحنػـ ف مبػد المسػهواة نػهف يحػيـ ف يمػد مظلػة حنػـ الػنص المطوػوف فيػو‬

‫(‪ )1‬حنـ المحنمة الدسيورية الوليه ال لسػطينية‪ ،‬فػي الطوػف رقػـ (‪ ،)2016/8‬ق ػية رقػـ (‪ )8‬لسػنة (‪ )2‬ق ػه ية‬
‫دسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػيورية‪ ،‬منشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػور فػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي جريػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدة الوقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػه ه ال لسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػطينية‪ ،‬الوػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدد (‪ ،)127‬اربػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػط‪:‬‬
‫‪https://www.tscc.pna.ps/_upload/_documents/court_24ecb0156a58b5997d57cf3c1‬‬
‫‪ 7bee574.pdf‬يهريخ ويوقيت الزيهرة ‪ 1:40‬مف مسه يوـ األحد الموافؽ ‪2022/5/8‬ـ‪.‬‬
‫(‪ )2‬محمػ ػػد ةػ ػػالح عبػ ػػد البػ ػػديه‪ ،‬المرجػ ػػه السػ ػػهبؽ‪ ،‬ص‪ ،371‬ومحمػ ػػد عبػ ػػد اهلل بػ ػػو مطػ ػػر‪ ،‬المرجػ ػػه السػ ػػهبؽ‪،‬‬
‫ص‪.365-364‬‬

‫‪11‬‬
‫إل الزوج المةره و و ده مف المسيىجرة األجنبية عند انييه إقهمييه بهلبالد إف فوالً واف حنمػهً‪،‬‬
‫واذ لػػـ ي وػػؿ الػػنص ذلػػؾ‪ ،‬ف نػػو ينػػوف مرهل ػهً لمبػػد المسػػهواة وييةػػهدـ مػػه حنػػـ المػػهدة (‪ )40‬مػػف‬
‫الدسيور‪.‬‬

‫وييمرثؿ وجو اليشػهبو فػي ف المػهدة (‪ )17‬مػف القػهنوف رقػـ ‪ 136‬لسػنة ‪1981‬ـ فػي نيػه‬
‫قةػػرت اميػػداد عقػػد اإليجػػهر عل ػ الزوجػػة المة ػرية مػػف زوج جنبػػي‪ ،‬دوف ف يميػػد إل ػ الػػزوج‬
‫المة ػػره م ػػف زوج ػػة جنبي ػػة‪ ،‬ون ػػذلؾ قة ػػرت الم ػػهدة (‪ ) /10‬م ػػف نظ ػػهـ الي ػػدريب المو ػػدؿ لنقهب ػػة‬
‫المحػػهميف ال لسػػطينييف مػػدة نظػػر طلبػػهت ال ػػة األولػ ‪ ،‬و طهليػػو بهلنسػػبة لل ػػة الرثهنيػػة‪ ،‬ممػػه ُيويبػػر‬
‫إر ػػال ً بميطلب ػػهت مب ػػد المس ػػهواة ال ػػذه ييطل ػػب الين ػػهفد ف ػػي حق ػػوؽ ة ػػحهب الم ارن ػػز القهنوني ػػة‬
‫الميمهرثلة‪ ،‬نمه ف األمر سيهف سوا نهف قةور فحو النص نهمالً و نسبيهً‪.‬‬

‫‪ -2‬ق ػػت المحنمػػة الدسػػيورية الولي ػه بوػػدـ دسػػيورية الق ػرار بقػػهنوف رقػػـ (‪ )16‬لسػػنة ‪2019‬ـ‬
‫بشىف يوديؿ قهنوف السلطة الق ه ية رقـ (‪ )1‬لسنة ‪2002‬ـ‪ ،‬لودـ يقيد المشرع بهألةوؿ‬
‫واإلج ػ ار ات والشػػنليهت المنةػػوص علييػػه فػػي القػػهنوف األسهسػػي الموػػدؿ لسػػنة ‪2003‬ـ‬
‫ويودياليو في يوديؿ قهنوف السلطة الق ه ية رقػـ (‪ )1‬لسػنة ‪2002‬ـ‪ ،‬المنةػوص علييػه‬
‫فػ ػػي الم ػ ػواد (‪ )100 ،99 ،98 ،97‬مػ ػػف القػ ػػهنوف األسهسػ ػػي‪ ،‬ولػ ػػيس للمال مػ ػػة و عػ ػػدـ‬
‫المال مة الوارد فيو بشىف المهدييف الرثهنية والرثهلرثة منو‪.‬‬

‫وممه جه في الحنػـ المػذنور‪ " :‬ف األةػؿ فػي سػلطة المشػرع فػي مجػهؿ يوػديؿ القػوانيف‬
‫نيه سلطة يقديرية مه لػـ يقيػدىه المشػرع ب ػوابط موينػة يحػد مػف إطالقيػه‪ ،‬ويرسػـ بهليػهلي حػدوداً‬
‫يجوز يرطييه‪ ،‬وحيث إف القهنوف األسهسي (الدسيور) يويد إل السػلطة اليػي نػص‬ ‫لممهرسييه‬
‫علييه إةدار اليشريوهت سوا القوانيف ـ الق اررات بقوانيف لينظيـ مو وع مويف‪ ،‬فإن تشريعنتين‬
‫فــي ىــذا اإلطــنر ل يجــوز أن تنــنل مــن الحــق محــل الحمنيــة الدســتورية‪ ،‬وذلــك ينقتحنميــن ‪-‬‬
‫ينلنقص أو النتقنص‪ -‬المنطقة التي اعتيرىن القننون األسنسي (الدستور) مجنل حيوينً"‪.‬‬

‫"وحيث إف البيف مػف اسػيق ار حنػهـ القػهنوف األسهسػي وربطيػه بو ػيه بػبوض فػي إطػهر‬
‫مػػف الوحػػدة الو ػػوية اليػػي يجمويػػه نػػو فػػي مجػػهؿ قواعػػد السػػلطة الق ػػه ية و حنهميػػه واسػػيقالليه‬
‫ن ػػؿ القػػهنوف األسهسػػي مجموعػػة مػػف األحنػػهـ فػػي الم ػواد (‪ )100 ،99 ،98 ،97‬و لػػزـ المشػػرع‬
‫بمراعهييه مقيداً مجهؿ ينظيميػه‪ ،‬فػ ذا جػهوز المشػرع نطػهؽ سػلطيو فػي مجػهؿ ينظػيـ الحقػوؽ اليػي‬
‫حهطيه القهنوف األسهسي بهلحمهية وقه اليشػريه الةػهدر عنػو فػي حومػة المرهل ػة الدسػيورية‪ ،‬لػذا‬
‫ف ػ ف إةػػدار الق ػرار بقػػهنوف رقػػـ (‪ )16‬لسػػنة ‪2019‬ـ رهةػػة المػػهدة الرثهلرثػػة منػػو اليػػي يح ػدد سػػف‬

‫‪12‬‬
‫الق ػهة فػػي السػػلطة الق ػػه ية ينػػوف مجهنبػهً حنػهـ القػػهنوف األسهسػػي (الدسػػيور) منهفيػهً لمقهةػػده‪،‬‬
‫ألف المرنز القهنوني للق هة ُيغهير الم ارنػز القهنونيػة األرػر للوػهمليف فػي دوا ػر الدولػة فػي شػي‬
‫المجػػه ت مغػػهيرة يريػػد فػػي جوىرىػػه إل ػ الطبػػه ه الميبهينػػة للومػػؿ‪ ،‬لػػذا ف ػ ف إف ػراد المشػػرع للق ػػهة‬
‫ي ػهىيو ه مبػد‬ ‫حنهـ قهنوف السلطة الق ه ية المنبرثػؽ عػف القػهنوف األسهسػي‬ ‫بهلر وع إل‬
‫رػػر‪ ،‬و يسػػره حنهمػػو إ علػ الره ػػويف لػػو برةػػوص انييػػه رػػدمهييـ علػ وجػػو اليحديػػد‪،‬‬
‫فػ ػ ذا يو ػػرض ى ػػذا الق ػػهنوف و الينظ ػػيـ اليشػ ػريوي للحق ػػوؽ الي ػػي يينهولي ػػه بم ػػه ي ػػدده إلػ ػ إى ػػدارىه‬
‫منيه الوزؿ الجمهعي للق هة يحت مسم انييه ردمهييـ رالفهً‬ ‫وافراغيه مف م مونيه‪ ،‬ومف‬
‫ألحنػ ػػهـ قػ ػػهنوف السػ ػػلطة الق ػ ػػه يةي ينػ ػػوف بػ ػػذلؾ قػ ػػد يوػ ػػد عل ػ ػ حقػ ػػوقيـ اليػ ػػي ن ليػ ػػه القػ ػػهنوف‬
‫األسهسي(‪.")1‬‬

‫ويي ػ ممػػه سػػبؽ ف المحنمػػة ينهولػػت ةػراحةً موق يػػه مػػف الػػنقص اليشػريوي (اإلغ ػػهؿ‬
‫اليشػريوي)‪ ،‬مػػف رػالؿ اسػػيرداـ عبػػهرة‪( :‬فــإن تشــريعنتين فــي ىــذا اإلطــنر ل يجــوز أن تنــنل مــن‬
‫الحــق محــل الحمنيــة الدســتورية‪ ،‬وذلــك ينقتحنميــن ‪ -‬يــنلنقص أو النتقــنص‪ -‬المنطقــة التــي‬
‫اعتيرىن القننون األسنسي (الدسـتور) مجػه حيويػهً‪ ،‬نمػه نيػه فػي مو ػه رػر مػف الحنػـ ن سػو‬
‫اسيردمت عبهرة‪ ...( :‬فإذا تعرض ىذا القننون أو التنظيم التشريعي لمحقوق التي يتننولين يمن‬
‫يؤدي إلى إىدارىن وافراغين من مضمونين‪.)...‬‬

‫ف النيؿ مف الحؽ سوا بهلنقص ـ ا نيقهص ةػورة مرادفػة ل نػرة اإلغ ػهؿ‬ ‫وبهلنظر إل‬
‫الميةػػور ف ينػػوف مػػف رػػالؿ‬
‫اليشػػريوي‪ ،‬ونػػوف ف إىػػدار الحقػػوؽ وافراغيػػه مػػف م ػػمونيه مػػف ُ‬
‫اليشريه النهقص‪ ،‬ف ف المحنمة في ذلؾ يبسط رقهبييه عل اإلغ هؿ اليشػريوي‪ ،‬بهعيبػهره ييوػهرض‬
‫عند ينظيميه مػف‬ ‫ويشنؿ إرال ً بهلحقوؽ والحريهت الوهمة‪ ،‬اليي ُيقي‬
‫مه مبد سمو الدسيور‪ُ ،‬‬
‫قبؿ المشرع ييـ إغ هؿ حد الجوانب اليي ينيمؿ الينظيـ القهنوني إ بيه‪.‬‬

‫‪ -3‬ق ػػت المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه بيػػهريخ ‪2019/10/14‬ـ بوػػدـ دسػػيورية ال قػرة (‪ )7‬مػػف‬
‫الم ػػهدة (‪ (3‬م ػػف القػ ػرار بق ػػهنوف رق ػػـ (‪ )2‬لس ػػنة ‪2017‬ـ‪ ،‬بش ػػىف يو ػػديؿ ق ػػهنوف انيرهب ػػهت‬
‫ف‪:‬‬ ‫مج ػػهلس اليي ػػهت المحلي ػػة رق ػػـ (‪ )10‬لس ػػنة ‪2005‬ـ ويوديالي ػػو‪ ،‬الي ػػي ي ػػنص علػ ػ‬
‫"يرػيص المحنمػػة بػهلنظر فػػي مرهل ػػهت وجػ ار ـ ا نيرهبػػهت الػواردة فػي القػػهنوف األةػػلي‪،‬‬

‫(‪ )1‬حنـ المحنمة الدسيورية الوليه ال لسطينية‪ ،‬فػي الطوػف الدسػيوره رقػـ (‪ ،)2019/17‬فػي الق ػية رقػـ (‪)13‬‬
‫لس ػ ػ ػ ػػنة (‪ )4‬ق ػ ػ ػ ػػه ية دسػ ػ ػ ػ ػػيورية‪ ،‬منش ػ ػ ػ ػػور ف ػ ػ ػ ػػي الوػ ػ ػ ػ ػػدد (‪ )159‬الة ػ ػ ػ ػػهدر بي ػ ػ ػ ػػهريخ ‪2019/9/18‬ـ‪ ،‬اربػ ػ ػ ػ ػػط‪:‬‬
‫‪ /https://lab.pna.ps/ar/Category/20‬يوقي ػ ػػت وي ػ ػػهريخ الزي ػ ػػهرة ‪ 2:40‬م ػ ػػف مس ػ ػػه ي ػ ػػوـ األح ػ ػػد المواف ػ ػػؽ‬
‫‪2022/5/8‬ـ‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫ويمرثػػؿ النيهبػػة الوهمػػة الػػدعو الوموميػػة والحػػؽ الوػػهـ مػػهـ المحنمػػة فيمػػه ييولػػؽ بج ػ ار ـ‬
‫ا نيرهبػػهت‪ ،‬وينػػوف ق ػرار المحنمػػة نيه ي ػهً‪ ،‬ويرةػػص ليػػذا الغػػرض طػػهقـ مػػف ع ػػه‬
‫النيهبة الوهمة للمحنمة بقرار مف النه ب الوهـ لدولة فلسطيف"‪.‬‬

‫يجػوز‬ ‫وفي ىذا الحنـ ي هً نػدت المحنمػة علػ مػه ورد فػي الحنػـ السػهبؽ‪ ،‬مػف نػو‬
‫الػػنقص و ا نيقػػهص مػػف القواعػػد الدسػػيورية عنػػد قيػػهـ المشػػرع بينظػػيـ حػػد المو ػػوعهت‪ ،‬حيػػث‬
‫جه في الحنـ‪ ..." :‬وحيث إف األةؿ في سلطة المشرع في مو وع ينظيـ الحقػوؽ نيػه سػلطة‬
‫يقديرية مه لـ يقيد ممهرسييه القهنوف األسهسي ب ػوابط يحػد مػف إطالقيػه‪ ،‬فػ ف السػلطة اليشػريوية‬
‫إذ يويػػد إلييػػه ينظػػيـ مو ػػوع موػػيف‪ ،‬علييػػه احيػراـ القواعػػد اليػػي ن ليػػه القػػهنوف األسهسػػي‪ ،‬س ـواء‬
‫ينقصين أو انتقنصين من أطرافين‪ ،‬وا نهف ذلؾ إىدا اًر ليطبيقيػه مبػد المسػهواة المنةػوص عليػو‬
‫فػػي المػػهدة (‪ )9‬مػػف القػػهنوف األسهسػػي الموػػدؿ لسػػنة ‪2003‬ـ ويودياليػػو‪ ،‬حيػػث يويبػػر ىػػذا المبػػد‬
‫يجوز اليمييز‬ ‫الرنيزة األسهسية للحقوؽ والحريهت و سهسهً ووسيلة ليقرير الحمهية المينهف ة اليي‬
‫فييه بيف المرانز القهنونية الميمهرثلة لليقه ي‪."...‬‬

‫ويُ ػيؼ المحنمػػة‪ ..." :‬إف فػي ىػػذا الػػنص اليشػريوي انتقنصـنً لحــق مــن حقــوق األفـراد‬
‫مقهرنة بىقرانو مهـ المحهنـ الج از ية األرر اليي ييميه فييه بحؽ ا سي نهؼ والولوج إل محنمػة‬
‫النقض حي واف نهنت ق هيه انيرهبية ج از ية‪ ،‬فال يجوز انيقهص حقوؽ األفراد مهميه بيحةيف‬
‫وىػػو مبػػد المسػػهواة بػػيف األف ػراد‬ ‫ق ارراييػػه بدرجػػة واحػػدةي إذ يشػػنؿ ذلػػؾ إرػػال ً بمبػػد دسػػيوره‬
‫جمػػيويـ الميسػػهويف فػػي الم ارنػػز القهنونيػػة‪ ،‬فػػهلمييموف مػػهـ محنمػػة ج از يػػة ليػػه ةػػالحية إةػػدار‬
‫حن ػػهـ ذات طبيو ػػة ج از ي ػػة وألة ػػحهبيه رث ػػهر األحن ػػهـ الج از ي ػػة ن س ػػيه‪ ،‬وى ػػذا م ػػه قرري ػػو القػ ػوانيف‬
‫واليشػريوهت ميمرثلػػة فػي قػػهنوف اإلجػ ار ات الج از يػة رقػػـ (‪ )3‬لسػنة ‪2001‬ـ ويودياليػػو‪ ،‬وللمييمػػيف‬
‫جمػػيويـ مػػهـ المحػػهنـ الج از يػػة‪ ،‬فػػال يجػػد المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه ه مسػػوغ قػػهنوني للمسػػهس‬
‫بمبد المسهواة في ىذا المقهـ‪ ،‬فىحنهـ يلؾ المحنمة يجب ف يًسيىنؼ ونذلؾ ييـ الطوػف بيػه مػهـ‬
‫الػػنقض للبػػت بشػػىف مػػد قهنونيييػػه‪ ،‬ف ػال يبػػرر أله محنمػػة ج از يػػة ميمػػه نػػهف مسػػمهىه ف يمػػس‬
‫الحقوؽ الميسهوية ل فراد الميسهويف في المرانز القهنونية‪.)1("...‬‬

‫(‪ )1‬حنػػـ المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه ال لسػػطينية‪ ،‬فػػي الطوػػف رقػػـ (‪ ،)2019/19‬فػػي الق ػػية رقػػـ (‪ )17‬لسػػنة ‪4‬‬
‫ق ه ية دسيورية‪ ،‬منشور في جريػدة الوقػه ه ال لسػطينية الةػهدرة بيػهريخ ‪2019/11/28‬ـ‪ ،‬الوػدد (‪ ،)161‬اربػط‪:‬‬
‫‪ https://lab.pna.ps/ar/Category/20?page‬يوقيت ويهريخ الزيهرة‪ 6:40 :‬مف مسػه يػوـ األحػد الموافػؽ‬
‫‪2022/5/8‬ـ‬

‫‪11‬‬
 ‫‪ -4‬وفػػي حنػػـ رػػر نػػدت المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه بيػػهريخ ‪2021/10/20‬ـ رقهبييػػه عل ػ‬
‫اإلغ ػهؿ اليشػريوي‪ ،‬و ف و يييػه فػػي نظػر الطوػػوف الدسػيورية يػػنيض عنػدمه ينػػوف الػػنص‬
‫الطوػػيف قػػد رػػؿ بػػهلحقوؽ والحريػػهت األسهسػػية المن ولػػة بموجػػب القػػهنوف األسهسػػي لسػػنة‬
‫‪2003‬ـ ويودياليو‪ ،‬أو انتقص منين‪ ،‬ولذلؾ حنمت المحنمة الدسيورية الوليه بودـ قبوؿ‬
‫الػػدعو ‪ ،‬وعم ػالً بىحنػػهـ المػػهدة (‪ )2/45‬مػػف قػػهنوف المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه رقػػـ (‪)3‬‬
‫لسنة ‪2006‬ـ ويودياليو مةهدرة قيمة الن هلة‪.‬‬

‫ػػو مػػه يػػـ بيهنػػو‪ ،‬وحيػػث إنػػو مػػف المقػػرر فػػي ق ػػه‬ ‫وممػػه جػػه فػػي حنميػػه نػػو‪" :‬وفػػي‬
‫المحنمة الدسيورية الوليػه ف و يييػه فػي مجػهؿ ال ةػؿ فػي المسػه ؿ الدسػيورية اليػي يطػرح علييػه‬
‫منهطي ػػه اية ػػهليه بي ػػه وفقػ ػهً ل ػػنص الم ػػهدة (‪ )1/27‬م ػػف قهنوني ػػه‪ ،‬فيم ػػه ييول ػػؽ بهل ػػدعو األة ػػلية‬
‫يجػػوز إلييػػه إ إذا يحققػػت للمػػدعي مةػػلحة‬ ‫المبهشػرة ف ينػػوف مػػف الشػػرص المي ػػرر‪ ،‬اليػػي‬
‫يويبر ميحققة بنه عل‬ ‫شرةية مبهشرة بهعيبهرىه شرطهً سهسيهً لقبوؿ الدعو الدسيورية اليي‬
‫مرهل ػة الػػنص اليش ػريوي المطوػػوف فيػػو القػػهنوف األسهسػػي الموػػدؿ لسػػنة ‪2003‬ـ ويودياليػػوي بػػؿ‬
‫ييويف ف ينوف ىذا النص بيطبيقو عل المػدعي قػد رػؿ بػهلحقوؽ األسهسػية و الحريػهت الوهمػة‬
‫ذات القيمة الدسيورية اليي ين ليػه القػهنوف األسهسػي الموػدؿ لسػنة ‪2003‬ـ ويودياليػو أو انـتقص‬
‫ميوىمهً و احيمهليهً‪.)1("..‬‬ ‫ر اًر مبهش اًر قطويهً‬ ‫منين عل نحو لحؽ‬

‫األحنػهـ الق ػه ية الةػهدرة عػف المحنمػة الدسػيورية الوليػه‪ ،‬اليػي علنػت فيػو‬ ‫‪ -5‬وفي و‬
‫لبس فيو يبنييه رقهبػة اإلغ ػهؿ اليشػريوي الجز ػي و القةػور اليشػريوي‪،‬‬ ‫بشنؿ ةري‬
‫حنميه الةهدر بيهريخ ‪2021/11/24‬ـ‪ ،‬واليي قػررت فيػو عػدـ دسػيورية ال قػرة (‪ )3‬مػف‬
‫المهدة (‪ )54‬مف القػرار بقػهنوف رقػـ (‪ )41‬لسػنة ‪2020‬ـ‪ ،‬بشػىف المحػهنـ اإلداريػة‪ ،‬وذلػؾ‬
‫فيمه نةت عليو ف‪" :‬األحنهـ اليي يةدر عف المحنمة الوليػه‪ /‬محنمػة الػنقض بةػ ييه‬
‫محنمة إداريػة يقبػؿ الطوػف بػىه طريػؽ مػف طػرؽ الطوػف"‪ ،‬األمػر الػذه ُيشػنؿ إرػال ً‬
‫بهلحؽ في اليقه ي المن وؿ بموجب القهنوف األسهسي ال لسػطيني الموػدؿ لسػنة ‪2003‬ـ‬
‫ويودياليو‪ ،‬بهلنظر إل نونو قةر اليقه ػي مػهـ المحنمػة الوليػه بةػ ييه اإلداريػة فقػط‪،‬‬
‫مه عدـ جواز الطوف في األحنهـ الةهدرة عنيػه‪ ،‬األمػر الػذه يغػدو موػو اليقه ػي علػ‬
‫درجة واحدة‪.‬‬

‫(‪ )1‬حنػػـ المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه‪ ،‬فػػي الطوػػف الدسػػيوره رقػػـ (‪ ،)2021/6‬فػػي الق ػػية رقػػـ (‪ )14‬لسػػنة (‪)6‬‬
‫ق ه ية دسيورية‪ ،‬منشور في جريدة الوقػه ه ال لسػطينية الةػهدرة بيػهريخ ‪2021/11/22‬ـ‪ ،‬الوػدد (‪ ،)185‬مرجػه‬
‫سهبؽ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫ومم ػػه جػ ػه ف ػػي الحن ػػـ الس ػػهبؽ‪" :‬وحي ػػث إف يحدي ػػد م ػػهميف الحق ػػوؽ والحري ػػهت من ػػوط‬
‫بهلمشرع لنف يحت الرقهبة المبهشرة للقه ي الدسػيوره فإذا من ضيق المشـرع مـن نطـنق حـق أو‬
‫حرية وجنء تنظيمو قنص ارً كنن محالً لرقنية القضنء الدستوري‪ ،‬واف القهنوف األسهسػي ن ػؿ لنػؿ‬
‫حؽ و حرية نص علييه الحمهية مف جوانبيه الومليػة ولػيس مػف موطيهييػه النظريػة‪ ،‬وييمرثػؿ ىػذه‬
‫الحمهية في ال مهنة لحقوؽ المواطنيف اليي ن لييه المهدة (‪ )1/30‬مف القػهنوف األسهسػي الموػدؿ‬
‫لسػنة ‪2003‬ـ ويودياليػو فيمػه ييولػؽ بحػػؽ اليقه ػي واليػي يويبػر إن هذىػػه شػرطهً لالني ػهع بيػه فػػي‬
‫الةورة اليي يةورىه القهنوف األسهسػي نطهقػهً فػهعالً ليػه‪ ،‬ىػذه ال ػمهنة ذاييػه اليػي ي يػرض علػ‬
‫المشرع ف يومؿ عل يحقيؽ وسه ليه مف رالؿ النةػوص القهنونيػة اليػي يػنظـ بيػه الحقػوؽ و ف‬
‫وسػه مػد ‪،‬‬ ‫يحيط بنؿ ج از يه اليي ليه شىف في حمهية قيمييه الوملية و مهف اليميػه بيػه علػ‬
‫و ف نؿ مرهل ة للقهنوف األسهسي يومدىه المشرع و انزلؽ إلييه بغير قةد ييوػيف حظرىػه ح هظػهً‬
‫عل ػ القػػهنوف األسهسػػي مػػف الوبػػث بػػو‪ ،‬إذا نظــم المشــرع حق ـنً مــن الحقــوق تنظيمــنً قنصــ ارً أو‬
‫منقوصنً ي‪،‬ن أغفل أو أىمل جننينً مـن النصـوص القننونيـة التـي ل يكتمـل ىـذا التنظـيم إل ييـن‬
‫نمه ىو الشىف في نةو بهل قرة (‪ )3‬مف المهدة (‪ )54‬مف القرار بقػهنوف رقػـ (‪ )41‬لسػنة ‪2020‬ـ‬
‫ف‪" :‬األحنهـ اليي يةدر عػف المحنمػة الوليػه‪ /‬محنمػة الػنقض بةػ ييه محنمػة‬ ‫اليي ينص عل‬
‫يقبػػؿ الطوػػف بػػىه طريػػؽ مػػف طػػرؽ الطوػػف"‪ ،‬نػػهف ذلػػؾ إرػػال ً بػػهلحقوؽ والحريػػهت اليػػي‬ ‫إداريػػة‬
‫ن ليػػه القػػهنوف األسهسػػي‪ ،‬وفػػي ذلػػؾ مرهل ػة لػػو ييوػػيف حظرىػػه عػػف طريػػؽ الرقهبػػة الق ػػه ية عل ػ‬
‫دسػػيورية القػوانيف‪ ،‬نمػػه فػػي الػػدعو المهرثلػػة بوػػدـ السػػمهح للمدعيػػة بػػهللجو إلػ الطوػػف بىحنهميػػه‬
‫عل الدرجة الرثهنية ه مهـ المحنمة اإلدارية الوليه"‪.‬‬

‫ويُ يؼ المحنمة‪" :‬وحيث إف الحؽ في اليقه ػي مػف الحقػوؽ الوهمػة اليػي ن ػؿ القػهنوف‬
‫األسهسػػي المسػػهواة بػػيف المػواطنيف فػػي ممهرسػػييه وفقػهً ألحنػػهـ المػػهدة (‪ )1/30‬علػ نحػػو يمنػػنيـ‬
‫مف حؽ الن هذ إل المحهنـ عل اريالؼ درجهييه بوسه ؿ ميسرة ودوف عوا ؽ‪ ،‬وحيث إن امتننع‬
‫المشرع عن تقرير النصوص القننونية التـي يكتمـل ييـن حـق التقنضـي‪ ،‬واليػي يةػؿ ىػذا الحػؽ‬
‫يقػػؿ سػػو اً عػػف النةػػوص القهنونيػػة‬ ‫فػػي نن يػػه إل ػ نهمػػؿ مػػداهي يمرثػػؿ عػػدوانهً عل ػ ذلػػؾ الحػػؽ‬
‫اليػػي يقرىػػه ليجػػرد الحقػػوؽ اليػػي ينظميػػه مػػف م ػػهمينيه‪ ،‬وىػػو ىنػػه فػػي الػػدعو المهرثلػػة حرمػػهف‬
‫المدعية مف اللجو إل الطوف بىحنهـ المحنمة الوليه‪."...‬‬

‫"وحيػث إف السػريهف والن ػهذ للقػرار بقػهنوف بشػػىف المحػهنـ اإلداريػػة رقػـ (‪ )41‬يػػـ نشػره فػػي‬
‫الجريدة الرسمية بيهريخ ‪2021/1/11‬ـ‪ ،‬ف ف ذلؾ يوني نػو ةػب نهفػذاً مػف ذلػؾ اليػهريخ‪ ،‬ونػهف‬
‫يج ػػب علػ ػ المش ػػرع م ارع ػػهة ف اليقه ػػي ة ػػب حقػ ػهً منيس ػػبهً علػ ػ درجي ػػيف لن ػػؿ ذه مة ػػلحة‬

‫‪11‬‬
‫يجوز جولو عل درجػة‬ ‫انسجهمهً مه نص المهدييف (‪ 104‬و‪ )117‬مف القهنوف األسهسي‪ ،‬و نو‬
‫واحػػدة وسػػلب اريةػػهص المحنمػػة اإلداريػػة الوليػػه المنةػػوص عليػػو فػػي المػػهدة (‪ )38‬مػػف ذات‬
‫القرار بقهنوف اليي منحييه حؽ النظر في الطووف المرفوعة إلييه بشىف األحنػهـ النيه يػة الةػهدرة‬
‫عف المحنمػة اإلداريػة نهفػة‪ ،‬وينظػر فييػه مػف النػهحيييف المو ػوعية والقهنونيػة‪ ،‬وينلتـنلي يتطمـب‬
‫األمر من المشرع مراجعة القصور التشريعي الذي وقع فيو‪.)1("...‬‬

‫مف األحنهـ السهبقة ف ق ه المحنمة الدسيورية الوليه يردد في بهدل األمػر فػي‬ ‫يي‬
‫ت اليػي‬ ‫يبني رقهبة اإلغ هؿ اليشريوي الجز ي بشػنؿ ةػري ‪ ،‬بػهلرغـ مػف وجػود الوديػد مػف الػد‬
‫يُشػػير إلػ ايجهىػػو بهل وػػؿ نحػػو يبنػػي رقهبػػة اإلغ ػػهؿ‪ ،‬نهلوبػػهرات اآلييػػة‪( :‬ا نيقػػهص‪ ،‬الػػنقص‪،‬‬
‫ينهؿ الينظيـ مف جوىر الحقوؽ‪ ،‬مينهسػيهً ف مبػد المسػهواة‪ ،)...‬رثػـ ايجػو مػدر اًر إلػ يىنيػد رقهبيػو‬
‫عل اإلغ هؿ اليشريوي وىذا مه يجل مف رػالؿ الحنػـ الةػهدر عنيػه بيػهريخ ‪2021/11/24‬ـ‪،‬‬
‫الذه اسيردـ عبػهرات ةػريحة ومبهشػرة‪ ،‬مػف قبيػؿ‪ ( :‬ىمػؿ و غ ػؿ‪ ،‬القةػور اليشػريوي‪ ،‬امينػهع‬
‫المشرع)‪ ،‬إ هفة إل يوجيو المشرع نحو مراجوة القةور اليشريوي الذه وقه فيو‪ ،‬ممه يوني ف‬
‫ح يبسط رقهبيو عل إغ هؿ المشػرع ينظػيـ حػد الجوانػب اليػي‬ ‫ق ه الدسيورية في فلسطيف‬
‫ينيمؿ الينظيـ القهنوني بيه‪.‬‬

‫(‪ )1‬حنػـ المحنمػة الدسػيورية الوليػه ال لسػطينية فػػي الطوػف الدسػيوره رقػـ (‪ ،)2020/10‬فػي الق ػية رقػػـ (‪)16‬‬
‫لسػنة (‪ )6‬ق ػػه ية دسػػيورية‪ ،‬منشػػور فػػي جريػػدة الوقػػه ه ال لسػػطينية الةػػهدرة بيػػهريخ ‪2021/12/23‬ـ‪ ،‬فػػي الوػػدد‬
‫(‪ ،)186‬رابط‪ https://lab.pna.ps/ar/Category/20 :‬يوقيت ويهريخ الزيهرة ‪ 8:20‬مف مسه يػوـ األحػد‬
‫الموافؽ ‪2022/5/8‬ـ‬

‫‪11‬‬
 ‫الميحث الثنلث‬
‫ضوايط الرقنية عمى اإلغفنل التشريعي وصور معنلجتين‬
‫تمييد وتقسيم‪:‬‬

‫ف الق ػ ػػه الدس ػ ػػيوره ال لس ػ ػػطيني ون ػ ػػذلؾ المة ػ ػػره ل ػ ػػـ ييبني ػ ػػه بموج ػ ػػب‬ ‫ب ػ ػػهلنظر إلػ ػ ػ‬
‫ػػمنيهً مػ ػػف حمهي ػػة مب ػػد سػ ػػمو‬ ‫نةوة ػػيمه رقهب ػػة اإلغ ػ ػػهؿ اليشػ ػريوي‪ ،‬والي ػػي يُويبػ ػػر مس ػػيوحهة‬
‫ػػو الة ػػالحيهت الي ػػي‬ ‫الدس ػػيور‪ ،‬و ػػمهف يمي ػػه المػ ػواطنيف ب ػػهلحقوؽ والحري ػػهت الوهم ػػة‪ ،‬وف ػػي‬
‫رسميه الدسيور لوظه ؼ السلطهت الوهمة‪ ،‬واليي مف بينيه السلطة اليقديرية للمشػرع‪ ،‬اليػي يسػيقؿ‬
‫بيػػه فػػي إطػػهر قيهمػػو بينظػػيـ المو ػػوعهت الدسػػيورية‪ ،‬مػػه لػػـ ُيقيػػده الدسػػيور ب ػوابط محػػددة‪ ،‬فػ ف‬
‫ين لػت‬ ‫رقهبة القه ي الدسيوره عل اإلغ هؿ اليشريوي الجز ي‪ُ ،‬بد ف ييسػـ ب ػوابط حيػ‬
‫ىػػذه الرقهبػػة إل ػ مػػديهت‪ ،‬يػػدده إل ػ يػػدارؿ عمػػؿ السػػلطهت الػػرثالث‪ ،‬وحلػػوؿ المحنمػػة الدسػػيورية‬
‫محػػؿ السػػلطة اليش ػريوية فػػي يقريػػر احييهجػػهت الم ػواطنيف‪ ،‬ويقػػدير مال مػػهت المشػػرع‪ ،‬ممػػه ُيوػػد‬
‫يجهو اًز لمبد ال ةػؿ بػيف السػلطهت‪ .‬وحيػ يػدده الرقهبػة دورىػه ف نيػه يجػب ف يُسػيـ فػي موهلجػة‬
‫اإلغ ػػهؿ اليشػريوي الػػذه وقػػه فيػػو المشػػرع‪ ،‬واليػػي قػػد ينػػوف وفق ػهً للموهلجػػة الرثنه يػػة المشػػيرنة بػػيف‬
‫القه ي والمشرع‪ ،‬و مف رالؿ القه ي ن سو‪.‬‬

‫وعليو سوؼ نقوـ بيقسيـ ىذا المبحث مف الدراسة عل النحو اآليي‪:‬‬

‫‪ ‬المطمب األول‪ :‬ضوايط الرقنية عمى اإلغفنل التشريعي الجزئي‪.‬‬

‫‪ ‬المطمب الثنني‪ :‬صور معنلجة اإلغفنل التشريعي‪.‬‬

‫‪11‬‬
 ‫المطمب األول‬
‫ضوايط الرقنية عمى اإلغفنل التشريعي الجزئي‬
‫ُيسي هد مف الورض السهبؽ ألحنػهـ الق ػه الدسػيوره فػي مةػر وفلسػطيف نيمػه حرةػه‬
‫عل و ه مجموعة مف ال وابط في مورض الرقهبة الدسيورية عل اإلغ هؿ اليشريوي الجز ي‪،‬‬
‫واليي يمنف عر يه عل النحو اآليي‪:‬‬

‫الفرع األول‬
‫الضنيط الدستوري في رقنية اإلغفنل‬
‫ُيود ىذا ال هبط مف المسه ؿ الرثهبية ق ه ً‪ ،‬حيث بهشػر القه ػي الدسػيوره فػي نػؿ مػف‬
‫مةػػر وفلسػػطيف رقهبيػػو عل ػ اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي‪ ،‬مػػف رػػالؿ فحػػص مػػد انيقهةػػو مػػف حنػػهـ‬
‫الدسيور‪ ،‬سػوا يلػؾ الميولقػة بوظػه ؼ السػلطهت الوهمػة‪ ،‬و الميةػلة بػهلحقوؽ والحريػهت الوهمػة‪،‬‬
‫بهعيبهره القهنوف األعل في البالد‪.‬‬

‫وبػػهلرجوع إلػ األحنػػهـ الق ػػه ية اليػػي عر ػػنهىه سػػهبقهً نجػػد ف القه ػػي الدسػػيوره عنػػد‬
‫فحةػػو ي ػوافر اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي الجز ػػي مػػف عدمػػو‪ ،‬ودسػػيورية الق ػوانيف بشػػنؿ عػػهـي ف نػػو يقػػوـ‬
‫ب حص مد مطهبقة القهعدة القهنونية مه يلؾ القه مة في الدسيور ةراحةً و منهً‪.‬‬

‫ويونيداً لمه سبؽ ف ف األنظمة الق ػه ية الدسػيورية وفيمػه ييولػؽ بػ ج ار ات نظػر الطوػوف‬
‫الدس ػػيوريةي يق ػػوـ ب ح ػػص م ػػد مطهبق ػػة ال ػػنص الق ػػهنوني م ػػه ال ػػنص الدس ػػيوره‪ ،‬وييطل ػػب لقب ػػوؿ‬
‫الدعو شنالً ف ييـ بيهف النص الطويف وذلؾ الذه ييوهرض موو‪ ،‬ويطبيقػهً لػذلؾ جػه فػي حنػـ‬
‫ػػو مػػه يػػـ بيهنػػو‪ ،‬وحيػػث إنػػو مػػف المقػػرر فػػي‬ ‫المحنمػػة الدسػيورية الوليػػه ال لسػػطينية‪ ،‬نػػو‪" :‬وفػػي‬
‫ق ه المحنمة الدسيورية الوليه ف و يييػه فػي مجػهؿ ال ةػؿ فػي المسػه ؿ الدسػيورية اليػي يطػرح‬
‫علييه منهطيه ايةهليه بيه وفقهً لنص المهدة (‪ )1/27‬مف قهنونيه‪ ،‬فيمه ييولؽ بهلػدعو األةػلية‬
‫يجػػوز إلييػػه إ إذا يحققػػت للمػػدعي مةػػلحة‬ ‫المبهشػرة ف ينػػوف مػػف الشػػرص المي ػػرر‪ ،‬اليػػي‬
‫يويبر ميحققة بنه عل‬ ‫شرةية مبهشرة بهعيبهرىه شرطهً سهسيهً لقبوؿ الدعو الدسيورية اليي‬
‫مرهل ػػة الػػنص اليش ػريوي المطوػػوف فيػػو القػػهنوف األسهسػػي الموػػدؿ لسػػنة ‪2003‬ـ ويودياليػػوي بػػؿ‬
‫ييويف ف ينوف ىذا النص بيطبيقو عل المػدعي قػد رػؿ بػهلحقوؽ األسهسػية و الحريػهت الوهمػة‬

‫‪11‬‬
‫ذات القيمة الدسيورية اليي ين ليه القهنوف األسهسػي الموػدؿ لسػنة ‪2003‬ـ ويودياليػو‪ ،‬و انػيقص‬
‫ميوىمهً و احيمهليهً‪.)1("..‬‬ ‫ر اًر مبهش اًر قطويهً‬ ‫منيه عل نحو لحؽ‬

‫وفيمه ييولؽ بهل هبط الدسيوره الذه منهطو وجوب رجوع المحنمة الدسيورية الوليػه إلػ‬
‫الحةر ُمقيط ػهً‬ ‫الدسيور‪ ،‬ل حص مد مطهبقة القهعدة القهنونية موو‪ ،‬نذنر عل سبيؿ المرثهؿ‬
‫مػػف حنػػـ ق ػػه ي ةػػهدر عػػف المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه فػػي فلسػػطيف‪ ،‬جػػه فيػػو‪ ..." :‬وحيػػث إف‬
‫البيف مف اسيق ار حنهـ القهنوف األسهسي وربطيه بو يه ببوض في إطػهر مػف الوحػدة الو ػوية‬
‫اليي يجمويػه نػو فػي مجػهؿ قواعػد السػلطة الق ػه ية و حنهميػه واسػيقالليه ن ػؿ القػهنوف األسهسػي‬
‫مجموعػػة مػػف األحنػػهـ فػػي الم ػواد (‪ )100 ،99 ،98 ،97‬و لػػزـ المشػػرع بمراعهييػػه مقيػػداً مجػػهؿ‬
‫ينظيمي ػػه‪ ،‬فػ ػ ذا ج ػػهوز المش ػػرع نط ػػهؽ س ػػلطيو ف ػػي مج ػػهؿ ينظ ػػيـ الحق ػػوؽ الي ػػي حهطي ػػه الق ػػهنوف‬
‫األسهسي بهلحمهية وقه اليشريه الةهدر عنو في حومة المرهل ة الدسيورية‪.)2("...‬‬

‫مػػه الق ػػه الدسػػيوره المةػػره ولليػػدليؿ عل ػ ا لي ػزاـ بهل ػػهبط الدسػػيوره فػػي فحػػص‬
‫اإلغ ػػهؿ اليشػ ػريوي الجز ػػي‪ ،‬فق ػػد ج ػػه ف ػػي ق ػػه المحنم ػػة الدس ػػيورية الولي ػػه المةػ ػرية‪..." :‬إف‬
‫المقػػرر فػػي ق ػػه ىػػذه المحنمػػة ف نػػؿ مرهل ػػة للدسػػيور‪ ،‬س ػوا يومػػدىه المشػػرع ـ انزلػػؽ إلييػػه‬
‫بغيػػر قةػػد‪ ،‬ييوػػيف قمويػػه‪ .‬نمػػه ف الدسػػيور ين ػػؿ لنػػؿ حػػؽ و حريػػة نػػص علييػػه‪ ،‬الحمهيػػة مػػف‬
‫جوانبيػػه الومليػػة‪ ،‬ولػػيس مػػف موطيهييػػه النظريػػة‪ ،‬وييمرثػػؿ ىػػذه الحمهيػػة فػػي ال ػػمهنة اليػػي ين ليػػه‬
‫الدسػػيور لحقػػوؽ المػواطنيف وحريػػهييـ‪ ،‬واليػػي ُيويبػػر إن هذىػػه شػػرطهً لالني ػػهع بيػػه فػػي الةػػورة اليػػي‬
‫يةورىه الدسيور نطهقهً فهعالً ليه‪ ،‬وىػذه ال ػمهنة ذاييػه ىػي اليػي ُي يػرض ف يسػييدفيه المشػرع‪،‬‬
‫و ف يومؿ عل يحقيؽ وسػه ليه مػف رػالؿ النةػوص القهنونيػة اليػي يػنظـ بيػه ىػذه الحقػوؽ ويلػؾ‬
‫الحريهت‪ ،‬وشرط ذلػؾ بطبيوػة الحػهؿ ف ينػوف ينظيميػه نػهفالً ين سػيه فػي مجه ييػه الحيويػة‪ ،‬و ف‬
‫ػمهف قيمييػه الومليػة‪ ،‬فػ ذا نظميػه المشػرع ينظيمػهً قهةػ اًر‪،‬‬ ‫ُيحيط بنؿ ج از يه اليي ليه شىف فػي‬
‫ينيمػؿ ىػذا الينظػيـ إ بيػه‪ ،‬نػهف‬ ‫وذلؾ بىف غ ؿ و ىمؿ جهنبهً مف النةوص القهنونيػة اليػي‬
‫(‪)3‬‬
‫‪.‬‬ ‫ذلؾ إرال ً ب مهنهييه اليي ىيىىه الدسيور ليه‪ ،‬وفي ذلؾ مرهل ة للدسيور‪"...‬‬

‫(‪ )1‬حنـ المحنمة الدسيورية الوليه ال لسطينية‪ ،‬في الطوف الدسيوره رقـ (‪ ،)2021/6‬مرجه سهبؽ‬
‫(‪ )2‬حنـ المحنمة الدسيورية الوليه ال لسطينية‪ ،‬في الطوف الدسيوره رقـ (‪ ،)2019/17‬مرجه سهبؽ‪.‬‬
‫(‪ )3‬حنػ ػ ػػـ المحنمػ ػ ػػة الدسػ ػ ػػيورية فػ ػ ػػي الق ػ ػ ػػية رقػ ػ ػػـ (‪ )5/2‬دسػ ػ ػػيورية لسػ ػ ػػنة (‪ )3‬ق ػ ػ ػػه ية‪ ،‬والةػ ػ ػػهدر بيػ ػ ػػهريخ‬
‫‪2007/3/26‬ـ‪ ،‬منشور عل الة حة الرسمية للمحنمة الدسيورية الوليه‪ ،‬المرجه السهبؽ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫نمه ندت عل ذات المون الوديد مف األحنهـ الةهدرة عف المحنمػة الدسػيورية الوليػه‪،‬‬
‫ف الق ه الدسػيوره ال لسػطيني ونػذلؾ المةػره‬ ‫واليي عر ييه الدراسة سهبقهً(‪ ،)1‬وعليو يي‬
‫اليػػزـ ال ػػهبط الدسػػيوره نقيػػد يػػرد علػ القه ػػي رثنػػه رقهبيػو علػ دسػػيورية القػوانيف بشػػنؿ عػػهـ‬
‫وعل اإلغ هؿ اليشريوي بشنؿ رهص‪ ،‬فلـ نجد نو راقب يشريوهً جديداً ييسـ بهل وؼ في ينظيـ‬
‫الحقوؽ والحريهت بهلمقهرنة مه يشريه قديـ‪ ،‬مرثلمه ذىبت إليو بوض األنظمة الدسيورية نهلمجلس‬
‫الدسػػيوره ال رنسػػي الػػذه بسػػط رقهبيػػو عل ػ ىػػذه المسػػىلة‪ ،‬فػػي حػػهؿ انيقةػػت القهعػػدة القهنونيػػة‬
‫الجديػػدة مػػف حيويػػة ونطػػهؽ الحػػؽ محػػؿ الينظػػيـ الػػذه نػػهف يسػػود القهعػػدة القديمػػة (الملغػػهة)‪ ،‬فػػي‬
‫محهولة ليوطيد حمهية الحقوؽ والحريهت الوهمة(‪.)2‬‬

‫الفرع الثنني‬
‫المتننع عن التدخل في السمطة التقديرية لممشرع‬
‫يي ػ ػ م ػػف األحن ػػهـ الدس ػػيورية س ػػهل ة الو ػػرض للق ػػه الدس ػػيوره ال لس ػػطيني‪ ،‬رهة ػػة‬
‫حنمػػو الةػػهدر بيػػهريخ ‪2019/9/18‬ـ الػػذه ق ػ فيػػو بوػػدـ دسػػيورية الق ػرار بقػػهنوف رقػػـ (‪)16‬‬
‫لسػػنة ‪2019‬ـ‪ ،‬بشػػىف يوػػديؿ قػػهنوف السػلطة الق ػػه ية رقػػـ (‪ )1‬لسػػنة ‪2002‬ـ لوػػدـ يقيػػد المشػػرع‬
‫بهألةوؿ واإلجػ ار ات والشػنليهت المنةػوص علييػه فػي القػهنوف األسهسػي الموػدؿ لسػنة ‪2003‬ـ‬
‫ويودياليػػو‪ ،‬فػػي يوػػديؿ قػػهنوف السػػلطة الق ػػه ية رقػػـ (‪ )1‬لسػػنة ‪2002‬ـ‪ ،‬المنةػػوص علييػػه فػػي‬
‫المواد (‪ )100 ،99 ،98 ،97‬مف القهنوف األسهسػي‪ ،‬وليس لممالءمـة أو عـدم المالءمـة الـوارد‬
‫فيــو يشــ‪،‬ن المــندتين الثننيــة والثنلثــة منــو(‪ .)3‬والػػذه نػػد مػػف راللػػو امينهعػػو عػػف اليػػدرؿ فػػي‬
‫السلطة اليقديريػة للمشػرع‪ ،‬فػي موػرض رقهبيػو علػ اإلغ ػهؿ اليشػريوي‪ ،‬وييمرثػؿ ىػذا ا مينػهع فػي‬
‫يطػػهؿ الحنػػـ بو ػدـ‬ ‫يػػيـ اللجػػو للرقهبػػة عل ػ اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي إ عنػػد ال ػػرورة‪ ،‬ونػػذلؾ‬
‫الدسيورية سو النص اليشريوي ال مني الذه ييوهرض مػه حنػهـ الدسػيور‪ ،‬وعػدـ الرقهبػة علػ‬
‫اإلغ هؿ اليشريوي النلي‪ ،‬األمر الذه سنو حو عل النحو اآليي‪:‬‬

‫(‪ )1‬راجه المطلب األوؿ والمطلب الرثهني مف المبحث الرثهني مف ال ةؿ الرثهني مف ىذه الدراسة‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬لمزيد مف الي ةيؿ‪ ،‬حوؿ رقهبة المجلس الدسيوره ال رنسي عل اإلغ هؿ اليشريوي المرػهلؼ لػنص يشػريوي‬
‫سهبؽ‪ ،‬راجه جواىر عهدؿ الوبد الرحمف‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪ 192‬ومه بودىه‪.‬‬
‫(‪ )3‬حنـ المحنمة الدسيورية الوليه ال لسطينية‪ ،‬فػي الطوػف الدسػيوره رقػـ (‪ ،)2019/17‬فػي الق ػية رقػـ (‪)13‬‬
‫لسنة (‪ )4‬ق ه ية دسيورية‪ ،‬المرجه السهبؽ‪.‬‬

‫‪11‬‬
 ‫‪ -1‬عدم جواز الرقنية عمى اإلغفنل التشريعي دون ضرورة‪:‬‬

‫ينػػوف مو ػػه الويػػب الدسػػيوره مػػه‬ ‫ييطلػػب الق ػػه بوػػدـ دسػػيورية اإلغ ػػهؿ اليشػريوي‬
‫ي ػػمنو الػػنص مػػف حنػػهـ منةػػوص علييػػه ةػراحةً‪ ،‬وانمػػه فيمػػه لػػـ يي ػػمنو مػػف حنػػهـ ه فيمػػه‬
‫ةػػبحت الرقهبػػة ينةػػب عل ػ عيػػب المحػػؿ‪ ،‬والػػذه ينػػوف منهطيػػه مرهل ػػة اليش ػريه‬ ‫غ لػػو‪ ،‬وا‬
‫للنص الدسػيوره فػي ينظػيـ موػيف‪ ،‬إذ لػو ي ػمف الػنص الةػري مرهل ػة للدسػيوري لوجػب الحنػـ‬
‫بودـ دسيورية النص و حد عبهرايو فيمه ي منو ةراحة مف مرهل ة للدسيور‪ ،‬ولنف في اإلغ هؿ‬
‫اليشريوي ينوف مو ه الووار الدسيوره ىنه ليس فيمه نص عليو المشرع وانمه فيمه غ لو(‪.)1‬‬
‫نمه ي رض قرينة الدسيورية لمةلحة اليشريه يق ي المحنمة بوػدـ الدسػيورية إ إذا‬
‫نهف ذلؾ وا حهً وقطويهً بحيث يبق مجهؿ موقوؿ حيمهؿ دسيورية القوانيف ىػذا مػف نهحيػة‪،‬‬
‫ومف نهحية رػر فػ ف للمحنمػة ف ييريػر لليشػريه المطوػوف فيػو بوػدـ الدسػيورية‪ ،‬الي سػير الػذه‬
‫يجولو موافقهً للدسيور‪ ،‬إذا نهف مف الممنف حملو عل نرثر مف ي سير(‪ ،)2‬األمر الػذه يونػي نػو‬
‫إذا نػػهف ي س ػير اليش ػريه يمنحنػػه نرثػػر مػػف نييجػػة‪ ،‬ف ػ ف النييجػػة اليػػي ينسػػجـ مػػه حنػػهـ الدسػػيور‬
‫يسيوجب األرذ بيه‪ ،‬طهلمه ف د ت النص يحيملو دوف عنه البحث في نية المشرع الحقيقية‪.‬‬
‫ويطبيق ػهً لػػذلؾ ق ػػت المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه المة ػرية ف‪" :‬األةػػؿ فػػي النةػػوص‬
‫اليش ػريوية ىػػو حمليػػه عل ػ قرينػػة الدسػػيورية بػػهفيراض مطهبقييػػه للدسػػيور‪ ،‬ومػػف رثػػـ يجػػوز ف‬
‫ينوف سريهنيه ميراريهً‪ ،‬بؿ ينوف إن هذىه ‪-‬واعيبه اًر مف يهريخ الومؿ بيه‪ -‬زمهً‪ ،‬و يجوز بهليهلي‬
‫ف ينوف مجرد الطوف علييه موق هً ألحنهميه و مهنوهً مف فر يه عل المرػهطبيف بيػه‪ ،‬ذلػؾ ف‬
‫إبطهليػػه ينػػوف إ بق ػرار مػػف المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه إذا مػػه قػػهـ الػػدليؿ لػػدييه عل ػ مرهل ييػػه‬
‫للدسيور‪.")3(...‬‬
‫‪ -2‬قصر الرقنية عمى اإلغفنل التشريعي الجزئي‪:‬‬
‫إف اإللغػػه الجز ػػي ينػػوف عنػػدمه ينةػػب منطػػوؽ الحنػػـ بوػػدـ الدسػػيورية عل ػ جػػز مػػف‬
‫النص اليشريوي المطووف فيو‪ ،‬و عل فقرة و عبهرة منو‪ ،‬و عل مجرد بوػهد القهعػدة القهنونيػة‬
‫اليي يي منيه النص(‪ ،)4‬يلؾ ال نرة يريبط بقهعدة فةؿ جػ از اليشػريه عػف بو ػيه‪ ،‬وىػي قهعػدة‬
‫حهة ػػليه ف إبط ػػهؿ الق ػػه الدس ػػيوره ألجػ ػ از م ػػف يشػ ػريه يمنوي ػػه م ػػف فة ػػؿ بهقيي ػػه عني ػػه‬

‫(‪ )1‬محمد عمهد النجهر‪ ،‬المرجه السهبؽ (مقهؿ)‪.‬‬

‫(‪ )2‬عبد الح يظ علي الشيمي‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪ 201‬ومه بودىه‪.‬‬
‫(‪ )3‬حن ػػـ المحنم ػػة الدس ػػيورية الولي ػػه المةػ ػرية‪ ،‬ف ػػي الق ػػية رق ػػـ (‪ )1‬لس ػػنة (‪ )15‬ق ػػه ية دس ػػيورية‪ ،‬المرج ػػه‬
‫السهبؽ‪.‬‬
‫(‪ )4‬حمد فيحي سرور‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪ 247‬ومه بودىه‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫ويطبيقيػػه اسػػيقال ً عػػف األج ػ از البهطلػػة فػػي اليش ػريه‪ ،‬إذا نػػهف ىػػذا ال ةػػؿ يي ػػؽ وارادة المشػػرع‪،‬‬
‫ونهف بقه األج از الةحيحة ‪-‬منظو اًر إلييه وحدىه‪ -‬نهفالً يحقيؽ رثهرىه القهنونية(‪.)1‬‬

‫وقػػد ييةػػور الػػبوض ف القه ػػي الدسػػيوره يلجػػى إل ػ سيهسػػة اإللغػػه الجز ػػي بمنهسػػبة‬
‫الرقهب ػػة علػ ػ دس ػػيورية القػ ػوانيف‪ ،‬إذا ن ػػهف م ػػف الممن ػػف فة ػػؿ ال ػػنص غي ػػر الدس ػػيوره ع ػػف ب ػػهقي‬
‫ف الو ه في رقهبة اإلغ هؿ اليشريوي غير الدسيوره ييسػـ بهلرةوةػية‪ ،‬حيػث‬ ‫النةوص‪ ،‬إ‬
‫إف عػػدـ دسػػيورية الػػنص الره ػػه لرقهبػػة القه ػػي الدسػػيوره ينػػوف لمػػه لػػـ يي ػػمنو مػػف قهعػػدة‬
‫قهنونية موينة‪ ،‬ونهف مػف المولػوـ ف ينييػي القه ػي إلػ عػدـ دسػيورية الػنص بىنملػو‪ ،‬ه سػوا‬
‫فيمػػه ي ػػمنو و لػػـ يي ػػمنو ىػػذا الػػنص‪ ،‬غيػػر ف القه ػػي الدسػػيوره نػػهف حنيمػهً‪ ،‬عنػػدمه اني ػ‬
‫فقط بهلحنـ بودـ دسيورية الػنص اليشػريوي فيمػه لػـ يي ػمنو الػنص مو ػوع الرقهبػة‪ ،‬دوف اميػداد‬
‫إل النص بىنملو(‪.)2‬‬

‫نم ػػه ف فنػ ػرة اإللغ ػػه الجز ػػي لل ػػنص اليشػ ػريوي ال ػػمني غي ػػر الدس ػػيوره‪ ،‬و اإللغ ػػه‬
‫الجز ػػي للػػنص اليشػريوي بةػ ة عهمػػة ليسػػت فنػرة جديػػدة‪ ،‬بػػؿ عرفيػػه القه ػػي اإلداره منػػذ زمػػف‬
‫بويد‪ ،‬ولجو القه ي الدسيوره ليػذه الوسػيلة ين ػؿ وبحػؽ حمهيػة السػلطة اليقديريػة للمشػرع‪ ،‬ألنػو‬
‫يملؾ وحده دوف غيره ني ية موهلجة مه غ لو المشرع دوف ف ينوف ىنهؾ يوجيو و مني مرسوـ‬
‫لو بواسطة القه ي الدسيوره‪ ،‬نمه ف اإللغه الجز ي للنص اليشريوي فيمه لـ يي منو إنمه يػدؿ‬
‫ىداؼ القهنوف‪ ،‬ومف رثـ ليس غريبهً إذا قلنه ف‬ ‫عل حرص القه ي الدسيوره عل الح هظ عل‬
‫القه ي الدسيوره قد وازف بيف حمهية المشػرع ويحديػداً السػلطة اليقديريػة بهلنسػبة لػو وبػيف حمهيػة‬
‫الدسيور‪ ،‬نمه فوؿ القه ي اإلداره مف رالؿ يوفيقو بيف حمهية السلطة اليقديرية لػإلدارة وحمهيػة‬
‫األفراد بهسيردامو فنرة اإللغه الجز ي للقرار اإلداره(‪.)3‬‬

‫ويي ػ ممػػه سػبؽ ف رقهبػػة القه ػي الدسػػيوره علػ اإلغ ػػهؿ اليشػريوي الجز ػػي يقيةػػر‬
‫عل ػ الجػػز الػػذه يوةػػـ بوػػدـ الدسػػيورية‪ ،‬نييجػػة إغ ػػهؿ المشػػرع اإلحهطػػة بهلجوانػػب نهفػػة اليػػي‬
‫ييطلبيه الدسيور‪ ،‬ودوف ف يميد إل األج از األرر اليي يي ؽ مه الدسيور‪ ،‬األمر الػذه يونػس‬
‫مد اليزاـ القه ي بهلسلطة اليقديريػة للمشػرع وعػدـ اقيحهميػه‪ ،‬بهعيبهرىػه مػف بػيف المقػررات اليػي‬
‫و ويه الدسيور مراعهةً لمبد ال ةؿ بيف السلطهت‪.‬‬

‫(‪ )1‬عوض المر‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.153‬‬

‫(‪ )2‬عبد الح يظ علي الشيمي‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪ ،204‬ومه بودىه‪.‬‬
‫(‪ )3‬جواىر عهدؿ الوبد الرحمف‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.273‬‬

‫‪222‬‬
 ‫‪ -3‬عدم جواز الرقنية عمى اإلغفنل التشريعي الكمي‪:‬‬

‫وفقػهً لمػػه عر ػػنه لػػو سػػهبقهً بشػػىف اإلغ ػػهؿ اليشػريوي النلػػي (السػػنوت اليشػريوي)‪ ،‬والػػذه‬
‫ير ػه لرقهبػة‬ ‫يقه عند إغ هؿ المشػرع ينظػيـ حػد المو ػوعهت اليػي ييطلبيػه الدسػيور‪ ،‬والػذه‬
‫الق ه الدسيوره‪ ،‬بهلنظر إل ف مبهشرة القه ي الدسيوره ىذه الرقهبة ممه ُيجهوز مبػد ال ةػؿ‬
‫بيف السلطهت‪ ،‬وحلوؿ للقه ي الدسيوره محؿ ممرثؿ اإلرادة الشوبية (المشرع)‪.‬‬

‫ويونيداً لذلؾ ىنهؾ مف ال قو مف ير ف السنوت اليشريوي مف الشدوف اليػي يػدرؿ فػي‬

‫ةميـ ا ريةهص الدارلي للسلطة اليقديرية للمشرع‪ ،‬وبهليهلي ف نو ليس ىنهؾ مه يسػوغ للق ػه‬
‫الدسػػيوره ةػػالحية الرقهب ػػة عل ػ السػػنوت اليشػ ػريوي و اإلغ ػػهؿ النلػػي‪ ،‬وعلي ػػو ف ػ ذا مػػه ة ػػدر‬
‫ػػرورة إةػػداره ليػػذا‬ ‫للمشػػرع ي ػػويض و ينليػػؼ دسػػيوره لينظػػيـ موػػيف ف نػػو يسػػيقؿ بيقػػدير مػػد‬
‫رورة إةػداره ليػذا اليشػريه مػف عدمػو‪ ،‬نمػه يسػيقؿ‬ ‫اليشريه مف عدمو‪ ،‬نمه يسيقؿ بيقدير مد‬
‫بيقدير الوقت المنهسب ليذا اإلةدار دوف رقهبة عليو في ذلػؾ مػف الق ػه ‪ ،‬ولػو يػىرر فػي ين يػذ‬
‫ىذا الينليؼ يىري اًر غير عهده(‪.)1‬‬

‫ويدورنن ُنثير التسنؤل اآلتـي‪ :‬إلـى أي مـدى يمكـن قيـول امتنـنع المشـرع الكمـي يـنلرغم‬
‫من أن الدستور طنليو يتنظيم أحد الموضوعنت؟‬

‫يــرى الينحــث أنــو يــنلنظر إلــى أن ميــدأ الفصــل يــين الســمطنت يقتضــي مــن القنضــي‬
‫الدستوري أل يحل مكنن المشرع أو يتدخل في سمطتو التقديرية‪ ،‬من خالل عـدم جـواز الرقنيـة‬
‫عمــى اإلغفــنل الكمــي؛ فإنــو يمكــن لمدســتور أن يــ‪،‬تي ينلحــل المتمثــل يفــرض قيــد زمنــي عمــى‬
‫الموضــوعنت التــي ل يجــوز لــو التــ‪،‬خر فــي تنظيميــن‪ ،‬خنصــة فــي ظــل األنظمــة التــي تتينــى‬
‫الديمقراطية غيـر المينشـرة والتـي يموجييـن عمـى الشـعب أن ينتظـر حتـى انتيـنء وليـة السـمطة‬
‫التشريعية لكي ُيحنسيين من خالل صندوق القتراع عمى اإلخفنقنت التي قنمت يين‪.‬‬

‫نؤكد عمى أننن نتفق مع الفقو الدستوري الذي عرضنن لـو سـنيقنً فـي عـدم جـواز رقنيـة‬
‫القنضي الدستوري عمى اإلغفنل الكمي‪ ،‬ييد أنو يجـب عمـى الدسـتور يوصـفو وفقـنً لميـدأ تـدرج‬
‫القنعدة القننونية يتمتع ينلسمو والعمو عمى غيره من القواعد‪ ،‬وينعتينر السـمطة التـي وضـعتو‬
‫وفقـــنً لميـــدأ تـــدرج الســـمطنت تتمتـــع يـــنلعمو عمـــى كنفـــة الســـمطنت العنمـــة‪ ،‬ول ســـيمن الســـمطة‬
‫التشريعية العندية؛ أن ي‪،‬تي ينلحمول في ىذا الجننب‪ ،‬والتي من يينين وضع قيد زمني‪.‬‬

‫(‪ )1‬عػهدؿ الطبطبػهني‪ ،‬علػي السػيد البػهز‪ ،‬الحػدود الدسػيورية بػيف السػلطييف اليشػريوية والق ػه ية‪ ،‬د ارسػة مقهرنػػة‪،‬‬
‫الطبوة األول ‪ ،‬مجلس النشر الولمي ‪ ،‬مجلة جهموة النويت‪2001 ،‬ـ‪ ،‬الودد ‪ ،2‬ص‪.447‬‬

‫‪221‬‬
 ‫المطمب الثنني‬
‫صور معنلجة اإلغفنل التشريعي‬
‫إف رقهبػػة اإلغ ػػهؿ اليشػػريوي قػػد يغػػدو عديمػػة القيمػػة واألرثػػر إذا يجػػردت جيػػة الرقهبػػة مػػف‬
‫اميالؾ وسه ؿ فوهلة لموهلجة ظهىرة اإلغ هؿ اليشريوي‪ ،‬ومف الموروؼ ف األحنهـ الق ه ية مف‬
‫برز وسه ؿ الموهلجة الق ه ية لظػهىرة اإلغ ػهؿ‪ ،‬ونظػ اًر لحسهسػية الوالقػة بػيف السػلطة اليشػريوية‬
‫ُيمنػف‬ ‫وبيف الجية و اليي ة اليي يُراقب دسيورية القوانيف‪ ،‬واسينهداً لطبيوػة الوظي ػة الق ػه يةي‬
‫للقه ػي نىةػؿ عػػهـ اليػدرؿ لموهلجػة اليشػريه النػهقص و سػد ال ػراغ اليشػريوي‪ ،‬وا نػهف مييمػهً‬
‫بممهرسة الوظي ة اليشػريوية والحلػوؿ محػؿ المشػرع إلنمػهؿ الػنقص و سػد ال ػراغ اليشػريوي‪ ،‬ولػذا‬
‫ػوابط ذاييػة‪،‬‬ ‫ينوف مف الطبيوػي جػداً ف يلجػى القه ػي الدسػيوره لوسػه ؿ فنيػة وقهنونيػة لو ػه‬
‫ومحددات يحوؿ دوف ا ةطداـ بهلسلطة اليشريوية‪ ،‬وفي الوقت ن سو يحقيؽ ىداؼ الرقهبة(‪.)1‬‬

‫ويومػػد الد ارسػػة فػػي ىػػذا المطلػػب إل ػ عػػرض بػػرز ةػػور الموهلجػػة الق ػػه ية لإلغ ػػهؿ‬
‫اليشػريوي فػػي (ال ػػرع األوؿ)‪ ،‬ومػػف رثػػـ سػػوؼ ييطػػرؽ إلػ طبيوػػة الموهلجػػة الق ػػه ية اليػػي يبنييػػه‬
‫األنظمة الق ه ية ال لسطينية واألرر مف رالؿ عرض يطبيقهييه في (ال رع الرثهني)‪ ،‬وذلؾ عل‬
‫النحو اآليي‪:‬‬

‫الفرع األول‬
‫أيرز صور المعنلجة القضنئية لإلغفنل التشريعي‬
‫يير ػػذ الموهلج ػػة الق ػػه ية لإلغ ػػهؿ اليشػ ػريوي ة ػػورييف‪ ،‬ىم ػػه الموهلج ػػة المش ػػيرنة الي ػػي‬
‫ييشهرؾ فييه القه ػي الدسػيوره مػه المشػرع ليػدارؾ القةػور اليشػريوي‪ ،‬والرثهنيػة الموهلجػة الذاييػة‬
‫اليي ييـ اللجو إلييه مف رالؿ الق ه وحده‪ ،‬بهلنظر إل عدـ اسيجهبة المشرع‪ ،‬لمه نشػؼ عنػو‬
‫الق ه مف قةور‪ ،‬األمر الذه سوؼ نورض إليو في ىذا ال رع عل النحو اآليي‪:‬‬

‫أولً‪ :‬المعنلجة المشتركة لإلغفنل التشريعي‬

‫وينوف مف رالؿ اشػي ارؾ نػؿ مػف الق ػه الدسػيوره والمشػرع فػي موهلجػة حهلػة اإلغ ػهؿ‬
‫اليشريوي‪ ،‬فهلق ه الدسيوره ينشؼ عف اإلغ هؿ والنقص والقةور الذه يويره اليشريه‪ ،‬وينبػو‬
‫بوػػد ذلػػؾ المش ػػرع إل ػ يالفي ػػو‪ ،‬ووسػػيلة القه ػػي الدسػػيوره ى ػػي األحنػػهـ الق ػػه ية‪ ،‬وىػػي علػ ػ‬
‫نوعيف‪:‬‬

‫(‪ )1‬عبد الح يظ علي الشيمي‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪ 135‬ومه بودىه‪.‬‬

‫‪221‬‬
 ‫‪ .1‬األحكــنم القضــنئية الكنشــفة‪ :‬ويونػػي قيػػهـ القه ػػي الدسػػيوره فػػي ىػػذا النػػوع مػػف األحنػػهـ‬
‫بهلنشػػؼ عػػف وجػػود ظػػهىرة اإلغ ػػهؿ اليشػريوي‪ ،‬ويحديػػد مػواطف الػػنقص وقةػػور الينظػػيـ‬
‫في النص و النةػوص محػؿ الطوػف‪ ،‬مػف دوف ف ييوػد ذلػؾ يوجيػو نػدا و ينبيػو و‬
‫يوةػػية إل ػ السػػلطة اليش ػريوية لموهلجيػػو‪ ،‬ولػػذلؾ ف ػ ف دور القه ػػي الدسػػيوره فػػي ىػػذا‬
‫النوع مف األحنهـ‪ ،‬محػدود جػداً وينحةػر فػي مجػرد النشػؼ و يشػريص وجػود اإلغ ػهؿ‬
‫اليشػريوي‪ ،‬وارطػػهر السػػلطة اليشػريوية بػػذلؾ‪ ،‬دوف ف ينطػػوه ىػػذا اإلشػػوهر و اإلرطػػهر‬
‫عل ػ ة ػ ة اإلل ػزاـ و اليوجيػػو و اليىنيػػب(‪ ،)1‬وىػػو مػػه رػػذ بػػو الدسػػيور البريغػػهلي لوػػهـ‬
‫‪1976‬ـ ويودياليػػو‪ ،‬بموجػػب المػػهدة (‪ )2/283‬اليػػي يػػنص عل ػ ف‪" :‬يرطػػر المحنمػػة‬
‫الدسػػيورية اليي ػػة اليش ػريوية المونيػػة إذا مػػه قػػررت المحنمػػة وجػػود عػػدـ دسػػيورية نييجػػة‬
‫اإلغ ػػهؿ‪ ،".‬و رػػذ بيػػه ي ػهً الدسػػيور الب ارزيلػػي لوػػهـ ‪1988‬ـ ويودياليػػو بموجػػب المػػهدة‬
‫(‪ 2/103‬منرر) اليي يػنص علػ نػو‪" :‬نلمػه ةػدر إعػالف بوػد الدسػيورية بسػبب غيػهب‬
‫اإلج ار ات اليي يجوؿ قهعدة دسيورية فوهلة ييـ إرطهر السلطة المونية ليبنػي اإلجػ ار ات‬
‫ال رورية"‪.‬‬
‫‪ .2‬األحكنم القضنئية اإليعنزية‪ :‬بهلنظر إل النقد الموجو ل حنهـ الق ه ية النهش ة ويحديداً‬
‫عػػدـ فهعليييػػه فػػي إل ػزاـ السػػلطة اليش ػريوية لالسػػيجهبة لطلػػب القه ػػي الدسػػيوره ليالفػػي‬
‫اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي المرػػهلؼ للدسػػيور‪ ،‬األمػػر الػػذه رػػؿ بشػػنؿ الوالقػػة بػػيف السػػلطييف‬
‫ونػػهف مػػدعهة للمسػػهس بييبػػة الق ػػه وقدسػػية حنهمػػو‪ ،‬ممػػه دفػػه الق ػػه الدسػػيوره إل ػ‬
‫ي ػػميف حنهمػػو ةػػيغهً يي ػػمف نوع ػهً مػػف اإليوػػهز و اليوجيػػو و الينبيػػو و اإلرشػػهد و‬
‫الندا ‪ ،‬وحي اليىنيب الموجو للسلطة اليشػريوية لحمليػه علػ ا سػيجهبة ويالفػي اإلغ ػهؿ‬
‫اليشػ ػريوي المر ػػهلؼ للدس ػػيور‪ ،‬وى ػػذه الة ػػورة م ػػف الموهلج ػػة يمن ػػف ف يىر ػػذ ة ػػيغييف‪،‬‬
‫األول ‪ :‬يجره بموجبيه ةيهغة األحنهـ بطريقة ينـ عف رغبػة الق ػه فػي يقػديـ النةػ‬
‫والمشورة واإلرشهد ليالفي اإلغ هؿ والقةور في الينظيـ‪ ،‬ول ت نظره إل مواطف اإلغ هؿ‬
‫و ػػرورة موهلجيػػو‪ ،‬وىػػذا النػػوع مػػف األحنػػهـ ُيطلػػؽ علييػػه (األحنػػهـ الندا يػػة)‪ ،‬وىػػذا مػػه‬
‫ويطلػؽ علييػه (األحنػهـ المنبيػة و المرشػدة) مػف‬ ‫عرفيو المحنمػة الدسػيورية فػي إسػبهنيه‪ُ ،‬‬
‫المحنمة الدسيورية اإليطهلية‪ ،‬وقد ينوف ةػيغة ىػذه األحنػهـ يي ػمف ليجػة مػرة‪ ،‬و قػد‬
‫ينػػوف عل ػ ةػػيغة إنػػذار و ميلػػة ليجػػهوز اإلغ ػػهؿ مػػف قبػػؿ المشػػرع رػػالؿ مػػدة زمنيػػة‬
‫يحػػددىه القه ػػي الدسػػيوره‪ ،‬وا ُعػػد الػػنص غيػػر دسػػيوره‪ ،‬وىػػو مػػه رػػذت بػػو المحنمػة‬
‫الدسيورية األلمهنية(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬للمزيد راجه‪ :‬سر حهرث عبد النريـ الشهوه‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.345‬‬
‫(‪ )2‬للمزيد مف الي هةيؿ انظر عبد الح يظ عل الشيمي‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪ 146‬ومه بودىه‪.‬‬

‫‪221‬‬
 ‫ثننينً‪ :‬المعنلجة الذاتية لإلغفنل التشريعي‬

‫إف عػػدـ اسػػيجهبة المشػػرع لنػػدا ات القه ػػي الدسػػيوره ليالفػػي حػػه ت اإلغ ػػهؿ اليشػريوي‬
‫المر ػػهلؼ للدس ػػيور م ػػف ش ػػىنو المس ػػهس بييب ػػة الق ػػه الدس ػػيوره وقدس ػػييو والزامي ػػة حنهم ػػو ف ػػي‬
‫مواجية النهفة‪ ،‬وىذا دفه القه ي الدسيوره إل يبني وسه ؿ وموهلجهت جديدة لمواجيػة اإلغ ػهؿ‬
‫اليشػريوي دوف اللجػػو إلػ المشػػرع لينػػوف يالفػػي اإلغ ػػهؿ رىينػهً بػ رادة المشػػرع الذاييػػة‪ ،‬فقػػد ايجػػو‬
‫الق ػػه الدسػػيوره إلػ اإلغ ػػهؿ اليشػريوي بذايػػو مػػف رػػالؿ مػػه يةػػدره مػػف حنػػهـ ينةػػب مبهشػرة‬
‫عل حهلة اإلغ هؿ اليشػريوي لموهلجيػوي إمػه ب عػداـ الػنص اليشػريوي مػف رػالؿ الحنػـ عليػو بوػد‬
‫الدسيورية‪ ،‬و مف رالؿ اللجػو إلػ اسػيومهؿ اريةهةػيه الي سػيره لينملػة الػنص وجولػو موافقػهً‬
‫للدسيور‪ ،‬وسد ال راغ اليشريوي لينػوف دسػيوريهً ويجنػب اللجػو لريػهر عػدـ الدسػيورية(‪ ،)1‬وىػو مػه‬
‫سوؼ نورض لو عل النحو اآليي‪:‬‬

‫‪ -1‬األحكنم القضنئية يعدم الدستورية‪:‬‬

‫إف الحنػػـ بوػػد الدسػػيورية ىػػو الحنػػـ الػػذه يي ػػمف فػػي ةػػيهغيو ومنطوقػػو مػػه ُيشػػير إلػ‬
‫إعالف عدـ الدسيورية‪ ،‬وييريب عل ىذا النوع مف األحنهـ نيه ي لمس النص اليشريوي المحنوـ‬
‫بودـ دسيورييو‪ ،‬ويريلؼ ىذه اآلرثهر يبوهً لطبيوة نظهـ الرقهبة الدسيورية الميبه في نؿ دولة‪ ،‬ف ي‬
‫الدوؿ اليي يىرذ بنظهـ الرقهبة السهبقة ييريب عل ةدور حنـ بودـ الدسيورية مهنوهً مف إةػدار‬
‫النص اليشريوي المرهلؼ للدسيور‪ ،‬مػه فػي الػدوؿ اليػي يىرػذ بنظػهـ الرقهبػة الالحقػة فػ ف منطػوؽ‬
‫الحنػػـ بوػػدـ الدسػػيورية إمػػه إلغػػه الػػنص اليشػريوي مػػف النظػػهـ القػػهنوني و ا مينػػهع عػػف يطبيقػػو‪،‬‬
‫ف ػػي ىػػذا النػػوع مػػف األحنػػهـ ييػػدرؿ القه ػػي الدسػػيوره لموهلجػػة اإلغ ػػهؿ اليشػريوي بةػػورة ذاييػػة‬
‫ومبهشػرة مػػف دوف ف ينػػوف ىنػػهؾ مسػػهىمة و اشػػيراؾ مػػف المشػػرع فػػي ىػػذا النػػوع مػػف الموهلجػػة‪،‬‬
‫ػهز و يوةػية‪ ،‬وعػهدةً مػه ينةػب الحنػـ بوػدـ‬ ‫فهلقه ي الدسيور يوجو إلػ المشػرع نػدا و إيو اً‬
‫الدسػػيورية علػ الجػػز المي ػػمف لإلغ ػػهؿ مػػف الػػنص مػػف دوف ف يميػػد للػػنص نلػػو فينػػوف إلغػػه‬
‫الػػنص فييػػه إلغػػه جز يػهً‪ ،‬مػػه مينػػهنزـ ىػػذا النػػوع مػػف الرقهبػػة ف نيػػه ينةػػب علػ الػػنص اليشػريوي‬
‫ال ػػمني غيػػر الدسػػيوره الػػذه غ ػػؿ المشػػرع إد ارجػػو مػػه الػػنص اليش ػريوي (الة ػري )‪ ،‬إذ يلجػػى‬
‫القه ػػي الدسػػيوره إمػػه إل ػ إلغػػه الػػنص اليش ػريوي محػػؿ الرقهبػػة ومػػه لػػـ يي ػػمنو ( غ ػػؿ عنػػو)‬
‫الػػنص اليش ػريوي ويسػػبب فػػي عػػدـ دسػػيورييو إذا نػػهف ىنهلػػؾ اريبػػهط بينيمػػه‪ ،‬بحيػػث ينػػوف الػػنص‬
‫الةري غير ذه رثر مف دوف اسينمهلو بم موف النص القهنوني ال مني الذه غ لػو المشػرع‪،‬‬

‫(‪ )1‬سره حهرث عبد النريـ الشهوه‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.353‬‬

‫‪221‬‬
 ‫و قػػد يلجػػى القه ػػي الدسػػيوره إل ػ إلغػػه الػػنص اليش ػريوي ال ػػمني مػػف دوف الػػنص الة ػري‬
‫مو ػػوع الرقهبػػة إذا نػػهف بهإلمنػػهف ال ةػػؿ بينيمػػه‪ .‬وىػػذه الةػػورة مػػف الموهلجػػة (اإللغػػه الجز ػػي)‬
‫للػػنص اليش ػريوي المرػػهلؼ للدسػػيور ميبوػػة مػػف الق ػػه الدسػػيوره فػػي فرنسػػه وفػػي فلسػػطيف وفػػي‬
‫مةر لموهلجة اإلغ هؿ اليشريوي الجز ي(‪.)1‬‬

‫‪ -6‬األحكنم القضنئية المضيفة أو المكممة‪:‬‬

‫إف الوظي ػػة األسهسػػية للق ػػه الدسػػيوره ىػػي مبهشػرة الرقهبػػة علػ النةػػوص اليشػريوية‪،‬‬
‫ومطهبقييػػه مػػه الدسػػيور وةػػو ً للحنػػـ بدسػػيوريييه و عػػدـ دسػػيوريييه‪ ،‬إل ػ جهنػػب ىػػذه الوظي ػػة‬
‫الر يسية قد ُينلػؼ الق ػه الدسػيوره بميػهـ رػر مرثػؿ ي سػير اليشػريوهت و حيػ الدسػيور‪ ،‬مػف‬
‫دوف ف ينوف ىنهؾ منهزعػة ييولػؽ بهل ةػؿ فػي دسػيورية يشػريه مػف اليشػريوهت(‪ ،)2‬ولػذلؾ ُيمنػف‬
‫القوؿ إف اإلغ هؿ اليشريوي مف شىنو يحريؾ ا ريةهص الي سػيره للق ػه الدسػيوره‪ ،‬واألةػؿ‬
‫ف الي سػػير يجػػب ييوػػد حػػدوده ومقهةػػده‪ ،‬ومػػف رثػػـ يجػػوز للم سػػر ف ُيوقػػب عل ػ عمػػؿ‬
‫المشرع سوا نهف ذلؾ بهلنقد ـ به قيراح‪ ،‬ألف مف شىف ذلؾ ف ُيررج الجية الم سرة مف نطػهؽ‬
‫يجػب اسػيومهلو‬ ‫اريةهةيه الي سيره واقحهميه في مجهؿ ا ريةهص اليشػريوي(‪ ،)3‬فهلي سػير‬
‫نوسػػيلة ليحريػػؼ النةػػوص عػػف مقهةػػد المشػػرع وبواعػػث اليش ػريه‪ ،‬و سػػيمه إذا نػػهف اليش ػريه‬
‫مطهبقهً في ظهىره للدسيور وغيػر ميوػهرض موػو‪ ،‬فػال يجػوز للق ػه الدسػيوره اسػيومهؿ الوظي ػة‬
‫الي سيرية ذريوة للبحث مه و ار النةوص مف بواعث مشروعة و غير مشروعة ينوف قػد دفوػت‬
‫ف ا عيبػهرات الومليػة‬ ‫السلطة اليشريوية و مجموعة مف ع ػه يه إلػ سػف ىػذا اليشػريه(‪ ،)4‬إ‬
‫الموجبػػة لموهلجػػة حػػه ت اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي المرػػهلؼ للدسػػيور‪ ،‬وسػػد ال ػراغ اليش ػريوي و ػػمهف‬
‫عدـ اسيبوهد النص اليشريوي مف اليطبيؽ لوػدـ دسػيورييو و إلغه ػوي دفػه الق ػه الدسػيوره إلػ‬
‫يبني مه ُيورؼ (بهألحنهـ الي سيرية البنػه ة و اإلنشػه ية و الرالقػة)(‪ ،)5‬وقػد ظيػرت ىػذه الةػورة‬
‫مػػف الموهلجػػة ابيػػدا ً فػػي فرنسػػه مػػف رػػالؿ المجلػػس الدسػػيوره ال رنسػػي‪ ،‬رثػػـ انيقلػػت إل ػ الق ػػه‬

‫(‪ )1‬للمزيد مف الي ةيؿ‪ ،‬انظر عبد الح يظ علي الشيمي‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪ ،159‬و‪.160‬‬
‫(‪ )2‬محمد حسيف ال يلي‪ ،‬ا ريةهص الي سيره للمحنمػة الدسػيورية فػي النويػت مػه لػو ومػه عليػو‪ ،‬بحػث منشػور فػي مجلػة‬
‫الحقوؽ‪ ،‬جهموة النويت‪ ،‬السنة ‪1999 ،23‬ـ‪ ،‬الودد ‪ ،3‬ص‪13‬و‪.14‬‬
‫(‪ )3‬علي ىهده عطية الياللي‪ ،‬النظرية الوهمة في ي سير الدسيور وايجهىهت المحنمة ا يحهدية الوليػه فػي ي سػير الدسػيور‬
‫الوراقي‪ ،‬الطبوة األول ‪ ،‬منشورات زيف الحقوقية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنهف‪2011 ،‬ـ‪ ،‬ص‪23‬‬
‫(‪ )4‬رمػػزه الشػػهعر‪ ،‬الق ػػه الدسػػيوره فػػي مملنػػة البحػريف‪ ،‬د ارسػػة مقهرنػػة‪ ،‬الطبوػػة األولػ ‪ ،‬دار الني ػػة الوربيػة‪ ،‬مةػػر‪،‬‬
‫‪ ،2003‬ص‪ 502‬ومه بودىه‪.‬‬
‫(‪ )5‬عيد حمد الغ لوؿ‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.289‬‬

‫‪221‬‬
‫سػػهس ي سػػير الػػنص الره ػػه للرقهبػػة بطريقػػة‬ ‫الدسػػيوره فػػي وروبػػه‪ ،‬ويقػػوـ ىػػذه الموهلجػػة عل ػ‬
‫هفة مه غ لو المشرع‪ ،‬وانمهؿ مه سنت عنو بمه يجوؿ ىذا النص ميطهبقهً مه الدسيور‬ ‫يسم ب‬
‫ويجنب الحنـ بودـ دسيورييو والغه و(‪.)1‬‬

‫نمػػه ف الق ػػه الدسػػيوره األوروبػػي فػػي إطػػهر يبنيػػو فن ػرة األحنػػهـ الق ػػه ية الم ػػي ة‬
‫فرز ةور عدة ليذا النوع مف األحنهـ(‪ ،)2‬يسيور يه الدراسة عل النحو اآليي‪:‬‬

‫أ‪ -‬األحكنم التفسـيرية الينـنءة أو المنشـ‪،‬ة أو الخالقـة‪ :‬وييمرثػؿ ةػورة ىػذه الموهلجػة عنػدمه‬
‫يقوـ القه ي الدسيوره بي سير النص اليشريوي الره ه للرقهبة ليس بقةد ي ػهده عػدـ‬
‫دسيورييو‪ ،‬وانمه بيدؼ مػد نطػهؽ ىػذا الػنص للحػه ت اليػي غ ليػه ىػذا الػنص اليشػريوي‬
‫محػػؿ الرقهبػػة‪ ،‬فهلي سػػير الم ػػيؼ و المنشػػت يومػػؿ عل ػ نشػػؼ واعػػالف عػػدـ دسػػيورية‬
‫الػػنص محػػؿ الرقهبػػة لوجػػود إغ ػػهؿ يش ػريوي مرػػهلؼ للدسػػيوره‪ ،‬ويومػػؿ فػػي الوقػػت ن سػػو‬
‫عل ػ موهلجػػة ىػػذا اإلغ ػػهؿ بذاي ػو مػػف رػػالؿ إعػػهدة بنػػه و ينػػويف ىػػذا الػػنص الملغػػي‬
‫هفة القهعػدة المغ ػؿ عنيػه لينػوف الػنص مو ػوع الرقهبػة مطهبقػهً للدسػيور(‪ ،)3‬فهلرقهبػة‬ ‫ب‬
‫ينةػػب علػ القػػهنوف لمػه نػػص عليػػو ةػراحة‪ ،‬ولنػػف علػ مػػه لػػـ‬ ‫فػي مرثػػؿ ىػػذه الحهلػػة‬
‫يػػنص عليػػو القػػهنوف لقةػػور المشػػرع ممػػه يمنػػف وة ػ و بوػػدـ دسػػيورية ةػػمت القػػهنوف‪،‬‬
‫يني ػي بمواجيػة قةػور المشػرع بػؿ يومػؿ علػ إةػالح مػه‬ ‫حيث إف األحنهـ المنملػة‬
‫ػػرر‪ ،‬لػػذا يػػر جهنػػب مػػف ال قػػو اإليطػػهلي الػػذه ييزعمػػو ال قيػػه‬ ‫ييريػػب عل ػ ذلػػؾ مػػف‬
‫(ييػػره ده مػػهنو)‪ ،‬و(بينػػهرده) بػػىف األحنػػهـ المنملػػة ذات وجيػػيف وجػػو ييولػػؽ بػػهلج از‬
‫يجهه قةػور المشػرع‪ ،‬والوجػو الرثػهني بنيػوه يميػد إلػ إدرػهؿ الجػز القهعػده المغ ػؿ عنػو‬
‫بةورة إيجهبية إل بنية النص لينوف مطهبقهً للدسيور(‪.)4‬‬

‫ب‪ -‬األحكـــنم التفســـيرية الســـتيدالية‪ :‬يلجػػى القه ػػي الدسػػيوره إل ػ ىػػذا النػػوع مػػف األحنػػهـ‬
‫إلنمهؿ النقص الذه يويره اليشريه محؿ الرقهبة لي ػهده عػدـ دسػيورييو‪ ،‬وىػذا النػوع مػف‬

‫(‪ )1‬لمزيد مف الي ةيؿ انظر عبد الح يظ علي الشيمي‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.161‬‬
‫(‪ )2‬سر حهرث عبد النريـ الشهوه‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.357‬‬
‫(‪ )3‬عبد الح يظ علي الشيمي‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.163-162‬‬
‫(‪ )4‬مي ػػز ال ق ػػو اإليط ػػهلي ب ػػيف ن ػػوعيف م ػػف األحن ػػهـ المنمل ػػة و الم ػػي ة لل ػػنص مح ػػؿ الرقهب ػػة األوؿ‪ :‬األحن ػػهـ الم ػػي ة‬
‫الرهلةػػة‪ ،‬والرثػػهني‪ :‬األحنػػهـ الي سػػيرية بػػهلرفض ذات القيمػػة المنملػػة‪ ،‬ولمزيػػد مػػف الي هةػػيؿ انظػػر ىػػذه األحنػػهـ ويطبيقػػهت‬
‫المحنمة الدسيورية اإليطهلية‪ ،‬محمد فوزه نويجي‪ ،‬الي سير المنشت للقه ي الدسيوره‪ ،‬دراسة مقهرنػة‪ ،‬الطبوػة األولػ ‪ ،‬دار‬
‫الني ػػة الوربيػػة‪ ،‬مةػػر‪ ،2009 ،‬ص‪ 106 -105‬ومػػه بوػػدىه‪ ،‬وص‪ 113‬ومػػه بوػػدىه‪ ،‬مشػػهر لػػو لػػد سػػره حػػهرث عبػػد‬
‫النريـ الشهوه‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪ 358‬ومه بودىه‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫األحنػػهـ رطيػػر جػػداً ألنػػو ُيشػػنؿ يػػدرالً فػػي عمػػؿ المشػػرع بةػػورة مبهش ػرة‪ ،‬مػػف رػػالؿ‬
‫اسػػيبداؿ المون ػ الػػذه يحملػػو الػػنص بمون ػ رػػر مػػف ةػػنه القه ػػي‪ ،‬حي ػ لػػو يطلػػب‬
‫األمر اسيبداؿ عبهرات النص و ل هظو بوبػهرات و ل ػهظ رػر ‪ ،‬وىػي يمرثػؿ قةػ درجػهت‬
‫ف الحنػـ ا سػيبدالي‬ ‫ويشػير ال قػو اإليطػهلي إلػ‬
‫اسيرداـ القه ي لسػلطيو فػي الي سػير‪ُ ،‬‬
‫يي ػمف عنةػريف و رهةػيييف سهسػػيييف‪ ،‬الرهةػػية األولػ ‪ :‬ىػػي رهةػػية (اسي ةػػهؿ)‬
‫الػنص محػػؿ الطوػف و جػػز منػػو ليولػد ف ارغػهً يشػريويهً‪ ،‬مػػه الرهةػػية الرثهنيػة‪ :‬فيػػي ميمػػة‬
‫مؿ ال راغ اليشريوي النهي عف اسي ةهؿ النص و جز منو‪ ،‬بؿ يومؿ عل سد ال راغ‬
‫و النقص اليشريوي الذه اعير النص الره ه للرقهبة‪ ،‬و ف ىػذا ال ػراغ و الػنقص ىػو‬
‫موجػػود فػػي الػػنص قبػػؿ الطوػػف بػػو‪ ،‬ه سػػهبؽ عل ػ يػػدرؿ القه ػػي الدسػػيوره‪ ،‬ومةػػدره‬
‫عػػدـ يحػػوط المشػػرع و عػػدـ اني اررثػػو و إىمهلػػو و امينهعػػو عػػف ينظػػيـ مسػػىلة يػػدرؿ فػػي‬
‫اريةهةػػو بةػػورة ييطػػهبؽ و حنػػهـ الدسػػيور‪ ،‬لػػذلؾ ُيوػػد ىػػذا النػػوع مػػف األحنػػهـ وسػػيلة‬
‫فوهلػػة لمراقب ػػة اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي الجز ػػي(‪ ،)1‬ى ػػذه اآلليػػة ف ػػي الموهلج ػػة ُميبوػػة م ػػف قب ػػؿ‬
‫المحنمة الدسيورية اإليطهلية والمجلس الدسيوره ال رنسي والمحنمة الدسيورية األلمهنيػة‪،‬‬
‫مه ا ريالؼ في اليطبيؽ(‪.)2‬‬

‫ويمنػػف ربػػط الحنػػـ ا سػػيبدالي بهإلغ ػػهؿ اليش ػريوي‪ ،‬مػػف رػػالؿ احي ػوا الحنػػـ عل ػ مػػه‬
‫ُ‬
‫ُيشػػير إل ػ اسػػيبداؿ النةػػوص اليػػي يويرييػػه إغ ػػه ً‪ ،‬بنةػػوص رػػر يًويبػػر مينهملػػة مػػف وجيػػة‬
‫نظر القه ي الدسيوره‪.‬‬

‫ج‪ -‬األحكــنم التفســيرية (الموجيــة أو التوجيييــة)‪ :‬فػػي ىػػذا النػػوع مػػف الموهلجػػة الق ػػه ية‬
‫ين ػػوف الي س ػػير الق ػػه ي موجيػ ػهً إلػ ػ الس ػػلطة اليشػ ػريوية الي ػػي ة ػػدرت اليشػ ػريه مح ػػؿ‬
‫الطوف‪ ،‬وانمه ينوف الي سير موجيهً إل الق ه ويشنيالت المحهنـ المسدولة عف يطبيؽ‬
‫القػهنوف و إلػ السػلطهت اإلداريػة‪ ،‬إذ لجػى المجلػس الدسػيوره ال رنسػي ليػذه الةػورة مػػف‬
‫الموهلجػ ػػة اليػ ػػي يُوػ ػػرؼ (بهلمطهبقػ ػػة الدسػ ػػيورية المشػ ػػروطة) و (المطهبقػ ػػة للدسػ ػػيور مػ ػػه‬
‫الػػػيح ظ) ليجنػػػب اسػػػيبوهد الػػػنص لوػ ػػدـ دسػػػيورييو‪ ،‬إذ قػ ػػرر المجلػ ػػس الدس ػػيوره إعػ ػػالف‬
‫رػر ف‬ ‫دسيورية نص مويف شريطة إعمهؿ يح ظو لينوف ميطهبقػهً مػه الدسػيور‪ ،‬بمونػ‬
‫ينػوف دسػيوريهً‪ ،‬إ بهيبػهع ي سػير المجلػس الدسػيوره مػف الجيػهت‬ ‫النص محؿ الطوف‬
‫المونيػػة بيطبيػػؽ القػػهنوف‪ ،‬إف ليػػة المطهبقػػة الدسػػيورية المشػػروطة ىػػي عبػػهرة عػػف وسػػيلة‬

‫(‪ )1‬عيد حمد الغ لوؿ‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪ 315‬ومه بودىه‪.‬‬
‫(‪ )2‬لمزيد مف الي ةيؿ‪ ،‬انظر عيد حمد الغ لوؿ‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪ 320‬ومه بودىه‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫فنيػػة يسػػم للق ػػه الدسػػيوره بنسػػر سػػهليب الرقهبػػة الجهمػػدة ب ػ عالف دسػػيورية نػػص و‬
‫عدـ دسيورييو بمه يي منو مف مرونة يُيي للقه ي الدسيوره يىنيد ةؿ دسيورييو وفقهً‬
‫لشػػروط و ي سػػيرات و يح ظػػهت محػػددة يجػػب الرنػػوف إلييػػه مػػف الجيػػهت الموجيػػة إلػػييـ‬
‫ىذا الي سير المشروط‪ ،‬وقد ابيدع الق ه الدسيوره اإليطهلي ىػذه اآلليػة نقػ ار ة مويهريػة‬
‫عميقة للنص ييرط ظهىر حرفييو إل يوديؿ محيواه و مقي ػ حنمػو بطريقػة يجولػو‬
‫نرثػػر يوافق ػهً مػػه الدسػػيور‪ ،‬بيػػدؼ يجنػػب الحنػػـ الة ػري بوػػدـ الدسػػيورية للقػػهنوف محػػؿ‬
‫سػػهس ربػػط دسػػيورية الػػنص واسػػيي ه و‬ ‫الرقهبػػة بهيبػػهع ىػػذه اآلليػػة المرنػػة اليػػي يقػػوـ عل ػ‬
‫المويػػهره للميطلبػػهت الدسػػيورية عنػػد اليطبيػػؽ مشػػروطهً بهيبػػهع الي سػػير الػػذه انييػػت بػػو‬
‫المحنمػة‪ ،‬رثػػـ رػذ بيػػذه اآلليػة المجلػػس الدسػيوره ال رنسػػي فػي رثػػهني حنػـ لػػو ةػدر عػػهـ‬
‫‪1959‬ـ(‪.)1‬‬

‫ويدورنن نؤيـد األحكـنم القضـنئية المضـيفة أو المكممـة والسـتيدالية‪ ،‬عمـى أن يـتم مـنح‬
‫ىذا الصالحية لممحكمة الدستورية يموجب نص دسـتوري‪ ،‬ويتعمـل ت‪،‬ييـدنن ىـذا يـنلنظر إلـى أن‬
‫إحجــنم المشــرع عــن التعــنون مــع القنضــي الدســتوري فــي صــورة المعنلجــة الثننئيــة المشــتركة‪،‬‬
‫سوف يؤدي إلى استمرار ال نتقنص الواقع لمحرية أو الحق محل التنظيم‪ ،‬األمر الذي يتعـنرض‬
‫مع ميـدأ سـمو الدسـتور‪ ،‬ويـنلنظر أن الميمـة األسنسـية لمقضـنء الدسـتوري تتمثـل فـي حمنيـة‬
‫الدستور القنئم‪.‬‬

‫كمــن أننــن نختمــف مــع األحكــنم التفســيرية الموجيــة إلــى الجيــة القنئمــة عمــى تطييــق‬
‫القوانين‪ ،‬والتي عندةً من تكون السمطة التنفيذية‪ ،‬وذلك لمخطورة التي تنطوي عميين‪ ،‬حيث مـن‬
‫المتصور أن يؤدي ذلك إلى حدوث نزاع يين السمطنت العنمة‪ ،‬والتي ُيمكن أن تمتد إلى سـحب‬
‫الثقة من السمطة التنفيذية‪ ،‬في حنل لم تمتثل إلـى السـمطة التشـريعية‪ ،‬وامتثمـت إلـى المحكمـة‬
‫الدستورية التي وجيتين عمى نحو معين‪.‬‬

‫(‪ )1‬رجب محمػود طػهجف‪ ،‬المطهبقػة الدسػيورية المشػروطة‪ ،‬د ارسػة مقهرنػة‪ ،‬الطبوػة األولػ ‪ ،‬دار الني ػة الوربيػة‪،‬‬
‫‪2014‬ـ‪ ،‬ص‪ ،11‬وص‪ ،12‬وص‪ ،41‬وص‪ُ ،50‬مش ػػهر إلي ػػو ل ػػد س ػػره ح ػػهرث عب ػػد النػ ػريـ الش ػػهوه‪ ،‬المرج ػػه‬
‫السهبؽ‪ ،‬ص‪.363‬‬

‫‪221‬‬
 ‫الفرع الثنني‬
‫المعنلجة القضنئية لإلغفنل التشريعي في مصر وفمسطين‬
‫رػػذ الق ػػه الدسػػيوره فػػي ن ػػؿ مػػف مةػػر وفلسػػطيف ف ػػي إطػػهر رقهبيػػو عل ػ اإلغ ػػهؿ‬
‫اليشريوي‪ ،‬ببوض ةور الموهلجة الق ه ية اليي عر ػت ليػه الد ارسػة سػهبقهً‪ ،‬األمػر الػذه سػوؼ‬
‫نيطرؽ لو مػه إيػراد اليطبيقػهت ذات الوالقػة‪ ،‬ويوقػب ذلػؾ يقػدير لمػه ذىػب إليػو الق ػه المةػره‬
‫وال لسطيني‪ ،‬وذلؾ عل النحو اآليي‪:‬‬

‫أولً‪ :‬معنلجة اإلغفنل التشريعي في قضنء المحكمة الدستورية العمين في مصر‬

‫مف رالؿ ييبه األحنهـ الق ه ية الةهدرة عػف المحنمػة الدسػيورية الوليػه فػي مةػر فػ ف‬
‫ق ه ىه يبن مجموعة مف الحلوؿ لموهلجة حػه ت اإلغ ػهؿ اليشػريوي الجز ػي‪ ،‬نسيور ػيه وفقػهً‬
‫لليقسيميف المشيرؾ واألحهده (الذايي) الذه عر نه لو سهبقهً‪ ،‬وذلؾ عل النحو اآليي‪:‬‬

‫‪ -1‬وفق أسموب الحل الثننئي (المشترك)‬

‫ذنرنه فيمه سبؽ ف سلوب الحؿ الرثنه ي ينوف مف رالؿ الشرانة بيف القه ي الدسيوره‬
‫والمشػ ػػرع‪ ،‬لموهلجػ ػػة اإلغ ػ ػػهؿ اليش ػ ػريوي الػ ػػذه يويػ ػػره الػ ػػنص القػ ػػهنوني‪ ،‬عبػ ػػر األحنػ ػػهـ النهش ػ ػ ة‬
‫واإليوهزيػػة الندا يػػة واليوجيييػػة اليػػي ينشػػؼ عػػف وجػػو اإلغ ػػهؿ اليشػريوي الجز ػػي القػػه ـ‪ ،‬ومػػف رثػػـ‬
‫يػػدعو المشػػرع إل ػ يدارنػػو عبػػر ايرػػهذ اليػػدابير اليش ػريوية المنهسػػبة‪ ،‬اليػػي مػػف شػػىنيه موهلجيػػو‪،‬‬
‫نسيورض برزىه عل النحو اآليي‪:‬‬

‫‪ -‬األحكنم الكنشفة‪ :‬رػذت المحنمػة الدسػيورية الوليػه فػي مةػر بيػذا الحػؿ‪ ،‬عنػدمه ق ػت‬
‫بىنػػو‪" :‬وحيػػث إف إعمػػهؿ المػػهدة الرثهنيػػة مػػف الدسػػيور بوػػد يوػػديليه ‪ -‬علػ مػػه يقػػدـ بيهنػػو‪،‬‬
‫واف ن ػػهف م ػػدداه إلػ ػزاـ المش ػػرع بهير ػػهذ مب ػػهدل الشػ ػريوة اإلس ػػالمية المة ػػدر ال ػػر يس لم ػػه‬
‫ي وو مف يشريوهت بود اليهريخ الذ فرض فيو ىذا اإللزاـ‪ ،‬بمه ييريب عليو مف اعيبهره‬
‫ف قةر ىذا اإللػزاـ علػ يلػؾ اليشػريوهت‬ ‫مرهل هً للدسيور إذا لـ يليزـ بذلؾ القيد‪ ،‬إ‬
‫يون إع ه المشرع مف يبوػة اإلبقػه علػ اليشػريوهت السػهبقة ‪ -‬رغػـ مػه قػد يشػوبيه مػف‬
‫يوػػهرض مػػه مبػػهدل الش ػريوة اإلسػػالمية‪ ،‬وانمػػه يلق ػ عل ػ عهيقػػو مػػف النهحيػػة السيهسػػية‬
‫مس ػدولية المبػػهدرة إل ػ ينقيػػة نةػػوص ىػػذه اليش ػريوهت مػػف يػػة مرهل ػػة للمبػػهدل سػػهل ة‬

‫‪222‬‬
‫الذنر‪ ،‬يحقيقهً لاليسهؽ بينيه وبيف اليشريوهت الالحقة فػي وجػوب اي هقيػه جميوػهً مػه ىػذه‬
‫المبهدل وعدـ الرروج علييه‪.)1("...‬‬

‫في ػػذا الحن ػػـ ويم ػػه ييول ػػؽ بهليشػ ػريوهت الس ػػهبقة علػ ػ اليو ػػديؿ يس ػػيجمه عنهة ػػر الحن ػػـ‬
‫النهشؼ حيث نشؼ الػنقص‪ ،‬ولػـ يق ػي بوػدـ الدسػيورية‪ ،‬و يمنػف اعيبػهر مػه ق ػ بػو‪ُ ،‬يمرثػؿ‬
‫ولو ندا ً للمشرع بسد النقص‪ ،‬نمه ُيويبر اليزاـ المشرع بين يذ مقي يهت ىذا اليوػديؿ مجػرد اليػزاـ‬
‫سيهسي قهنوني‪ ،‬بمه يمنحو السلطة اليقديرية المطلقة في يحقيؽ يلػؾ المقي ػيهت‪ ،‬فيمػه يرػص‬
‫اليشريوهت السهبقة عل اليوديؿ(‪.)2‬‬

‫وقػػد نػػدت المحنمػػة الدسػػيورية المة ػرية نيجيػػه ىػػذا فػػي ا ني ػػه بنشػػؼ ىػػذا الػػنقص‬
‫اليشريوي دوف ايرهذ رطوة نحو حث البرلمهف عل ي ويؿ ىذا اليوديؿ ومقي يهيو‪ ،‬ف ي حنـ ليه‬
‫ف م ػػه ن ػػص علي ػػو دس ػػيور‬ ‫ف ػػي م ػػهيو ‪2013‬ـ ج ػػه في ػػو‪" :‬إف ق ػػه ى ػػذه المحنم ػػة مط ػػرد علػػ‬
‫‪1971‬ـ في مهديػو الرثهنيػة بوػد يوػديليه سػنة ‪1980‬ـ والمقهبلػة للمػهدة الرثهنيػة مػف دسػيور ‪2012‬ـ‬
‫مػػف ف مبػػهدل الش ػريوة اإلسػػالمية ىػػي المةػػدر الػػر يس لليش ػريه‪ ،‬إنمػػه يػػيمرض عنػػو قيػػد يجػػب‬
‫عل السلطة اليشريوية ف ييحراه وينزؿ عليو في يشػريوهييه الةػهدرة بوػد ىػذا اليوػديؿ فػال يجػوز‬
‫لنص يشريوي ف ُينهقض األحنهـ الشرعية القطوية في رثبوييه ود لييه‪.)3("...‬‬

‫ب‪ -‬األحكنم اإليعنزية التوجيييـة‪ :‬رػذت المحنمػة الدسػيورية الوليػه المةػرية بىسػلوب الحنػـ‬
‫اليوجييي البسيط‪ ،‬مػف رػالؿ إةػداره ويوجييػو إلػ سػلطة يطبيػؽ القػهنوف "المحػهنـ"‪ ،‬و‬
‫سػػلطة ين يػػذه "اإلدارة"‪ ،‬عنػػدمه ق ػػت‪" :‬إف األة ػػؿ فػػي الحقػػوؽ المدنيػػة والسيهسػػية ى ػػو‬
‫ايسهميه ب منهف يونيدىه ق ه ً وان هذىه جب اًر‪ ،‬ذلؾ ف عدـ يدرؿ الدولة في نطهقيػه دوف‬
‫مقي ػ ‪ ،‬يويبػػر نهفي ػهً ل ػػمهنيه‪ ،‬وعلييػػه بهليػػهلي يػػىيي فوػػه ً يوهر ػػيه و ينق ػػيه‪،‬‬
‫ػمهف الحقػوؽ ا قيةػهدية وا جيمهعيػة والرثقهفيػة‪ ،‬إ‬ ‫ُييةور‬ ‫وعل الونس مف ذلؾ‬
‫مف رالؿ يدرؿ الدولػة إيجهبيػهً ليقريرىػه عػف طريػؽ ا عيمػهد علػ مواردىػه الذاييػة‪ ،‬اليػي‬
‫يييحيػػه قػػدراييه‪ ،‬بمػػه مػػدداه ف الحقػػوؽ ا جيمهعيػػة وا قيةػػهدية ىػػي اليػػي ينػػهىض ال قػػر‬
‫والجػػوع والمػػرض‪ ،‬ويسػػيحيؿ بػػهلنظر إلػ طبيوييػه ةػػونيه لنػػؿ النػػهس فػػي ف واحػػد‪ ،‬بػػؿ‬

‫(‪ )1‬حن ػػـ المحنم ػػة الدس ػػيورية الولي ػػه المةػ ػرية‪ ،‬الة ػػهدر بي ػػهريخ ‪1985/5/4‬ـ‪ ،‬ف ػػي الق ػػية رق ػػـ ‪ 20‬س ػػنة ‪1‬‬
‫ق ه ية دسيورية‪ ،‬منشور عبر الة حة الرسمية للمحنمة‪ ،‬المرجه السهبؽ‬
‫(‪ )2‬محمد فريد المشهيخ‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.311‬‬
‫(‪)3‬حنػػـ المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه المة ػرية‪ ،‬الةػػهدر بيػػهريخ ‪2013/5/12‬ـ‪ ،‬فػػي الق ػػية رقػػـ ‪ 37‬لسػػنة ‪33‬‬
‫ق ه ية دسيورية‪ ،‬منشور عل الة حة الرسمية للمحنمة‪ ،‬المرجه السهبؽ‪.‬‬

‫‪222‬‬
‫ينػػوف يحقيقيػػه فػػي بلػ ٍػد مػػه مريبطػهً بىو ػػهعيه وقػػدراييه ومػػد يقػػدميه‪ ،‬وعمػػؽ مسػػدوليهييه‬
‫قبؿ مواطنييػه‪ ،‬وامنػهف النيػوض بميطلبهييػه‪ ،‬فػال ين ػذ ىػذه الحقػوؽ ن ػهذاّ فوريػهً‪ ،‬بػؿ ينمػو‬
‫وييطور وفؽ يدابير يميد زمنػهً‪ ،‬وييةػهعد ينل ييػه بػهلنظر إلػ مسػيويهييه ويبوػهً لنطهقيػه‪،‬‬
‫لينوف يدرؿ الدولة إيجهبيهً إلي ه يه‪ ،‬واقوهً في ج از مف إقليميه إذا عوزييه قػدراييه علػ‬
‫بسط مظلييه عل المواطنيف جمويهً‪.)1("...‬‬

‫ج‪ -‬األحكــــنم التوجيييــــة المدعمــــة‪ :‬رػ ػػذت المحنمػ ػػة الدسػ ػػيورية الوليػ ػػه المة ػ ػرية بػ ػػهلحنـ‬
‫حػػة الوػػهمليف‬ ‫اليػػوجييي المػػدعـ عنػػدمه ق ػػت بوػػدـ دسػػيورية نػػص المػػهدة (‪ )19‬مػػف‬
‫بهليي ػػة القوميػػة للبريػػد الةػػهدرة بقػرار وزيػػر النقػػؿ والمواةػػالت والنقػػؿ البحػػره رقػػـ (‪)70‬‬
‫لسنة ‪1782‬ـ فيمه ي منو مف قةر نطهؽ يطبيػؽ حنهمػو علػ الوػهمليف بهليي ػة الػذيف‬
‫يحةلوف رثنه الردمة عل مدىؿ علمي عل ‪ ،‬دوف الوهمليف بيػه الحهةػليف علػ ذلػؾ‬
‫المدىؿ قبؿ اليحهقيـ بهلردمػة‪ ،‬حيػث وجيػت السػلطة الال حيػة إلػ ا ليػزاـ بهلمػهدة (‪)14‬‬
‫مػف الدسػػيور المةػػره لوػهـ ‪2014‬ـ‪ ،‬اليػػي اعيبػػرت الوظي ػػة الوهمػة ينليػػؼ للقػػه ميف بيػػه‬
‫لردمػ ػػة الشػ ػػوب ورعهيػ ػػة مةػ ػػهلحو‪ ،‬وبهليػ ػػهلي يةػ ػػب الي ػ ػزاـ علييػ ػػه اليطػ ػػوير الػ ػػدا ـ ليػ ػػه‬
‫ولشهغلييه‪ ،‬و نو ينهىض يلؾ الغهيػة مػه قػرره الػنص الطوػيف مػف غػؿ يػد الجيػة اإلداريػة‪،‬‬
‫فػػي يويػػيف يلػػؾ ال ػػة‪ -‬مػػف المػػوظ يف الحهةػػليف عل ػ مػػدىالت علميػػة‪ ،‬وييةػػهدـ مػػه‬
‫سيمه اعيبهرات الن ه ة والجدارة نىسهس لشغليه(‪.)2‬‬ ‫األسس الدسيورية للوظي ة الوهمة‬

‫د‪ -‬األحكــنم اإليعنزيــة الندائيــة‪ :‬رػػذت المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه المةػرية بػػهلحنـ اإليوػػهزه‬
‫النػػدا ي والػػذه ايرػػذ شػػنؿ اللػػوـ الموجػػو للمشػػرع‪ ،‬لمػػه جػػه فيػػو مػػف عػػدـ يحقيقػػو الي ػوازف‬
‫المطل ػػوب ب ػػيف مػ ػريف ىم ػػه ح ػػؽ الدول ػػة ف ػػي اس ػػي دا ال ػ ػريبة المس ػػيحقة قهنونػ ػهً وبػ ػػيف‬
‫سػػيمه مػػه ييولػػؽ بيحديػػد وعه يػػه يحديػػداً‬ ‫ػػمهنهت فػػرض ال ػ ار ب المقػػررة بهلدسػػيور‪،‬‬
‫حقيقي ػهً نشػػرط لوػػدالييه‪ ،‬وعػػدـ يقييػػد سػػلطة مةػػلحة ال ػ ار ب عنػػد يحديػػدىه لإلي ػرادات‬
‫واألربػػهح بطريقػػة اليقػػدير الج ازفػػي‪ ،‬بمػػه ىػػدر قواعػػد الودالػػة ا جيمهعيػػة اليػػي يقػػوـ علييػػه‬
‫النظػػهـ ال ػريبي‪ ،‬وذلػػؾ نلػػو بهلمرهل ػػة لنةػػوص الم ػواد (‪ )119 ،38 ،61‬مػػف دسػػيور‬
‫‪1971‬ـ‪ ،‬واليػػي يقػػرر ف دا ال ػ ار ب والينػػهليؼ الوهمػػة واجػػب و ف النظػػهـ ال ػريبي‬

‫(‪ )1‬حنػػـ المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه المةػرية‪ ،‬الةػػهدر بيػػهريخ ‪1996/4/6‬ـ‪ ،‬فػػي الق ػػية رقػػـ (‪ )30‬لسػػنة ‪16‬‬
‫ق ه ية دسيورية‪ ،‬منشور عل الة حة الرسمية للمحنمة‪ -‬المرجه السهبؽ‪.‬‬
‫(‪ )2‬حنػػـ المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه المةػرية الةػػهدر بيػػهريخ ‪ 2016/10/01‬فػػي الق ػػية رقػػـ ‪ 214‬لسػػنة ‪32‬‬
‫ق ه ية دسيورية – منشور عل الة حة الرسمية للمحنمة – المرجه السهبؽ‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫ينػوف‬ ‫يقوـ عل الودالة ا جيمهعية‪ ،‬و ف إنشػه ال ػ ار ب الوهمػة ويوػديليه و إلغه ىػه‬
‫يجػػوز‬ ‫إ بقػهنوف‪ ،‬و يو ػػي حػػد مػف دا يػػه إ فػػي األحػواؿ المبينػػة فػػي القػهنوف‪ ،‬و نػػو‬
‫ينليؼ حد دا غير ذلؾ مف ال ار ب و الرسوـ إ في حدود القهنوف(‪.)1‬‬

‫‪ -2‬وفق أسموب الحل األحندي (الذاتي)‪:‬‬

‫ذنرنػه فيمػػه سػػبؽ ف الحػػؿ األًحػػهده ييمرثػػؿ فػي قيػػهـ القه ػػي الدسػػيوره بهليػػدرؿ لموهلجػػة‬
‫حهلػػة اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي بن سػػو‪ ،‬مػػف رػػالؿ األحنػػهـ الم ػػي ة واليػػي ييوػػدد ةػػورىه‪ ،‬بػػهريالؼ‬
‫سيهسة األنظمة الق ه ية‪ ،‬حيث ينحسر في األنظمة اليي قةرت دورىه الرقهبي‪ ،‬بينمه يػزداد فػي‬
‫األنظمػػة اليػػي وسػػوت مػػف دورىػػه الرقػػهبي بسػػبب ا عيبػػهرات الومليػػة الميةػػلة بحمهيػػة مبػػد سػػمو‬
‫الدسيور‪ ،‬وعليو سوؼ ن حص موقؼ المحنمة الدسيورية المةرية مف ىػذا الجهنػب‪ ،‬علػ النحػو‬
‫اآليي‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫مػػف ال قػػو إل ػ يىنيػػد عػػدـ يبنػػي المحنمػػة‬ ‫‪ -‬األحكــنم اإلنشــنئية المضــيفة‪ :‬ذىػػب جهنػػب‬
‫الدسيورية الوليه في مةر إل ىػذا النػوع مػف األحنػهـ‪ ،‬بػهلنظر إلػ عػدـ يػوافر ال ػرورة‬
‫ليبينيػػه والي ازم ػهً بيرػػوـ ةػػالحيهت المحنمػػة الدسػػيورية‪ ،‬وذلػػؾ رالف ػهً للمحنمػػة الدسػػيورية‬
‫اإليطهلية‪ ،‬حيث د النظهـ ا نيرهبي الذه نهف سه داً في إيطهليػه حيػ الوػهـ ‪1992‬ـ‪،‬‬
‫والقػػه ـ عل ػ نظػػهـ اليمرثيػػؿ النسػػبي إل ػ حهلػػة مػػف عػػدـ ا سػػيقرار السيهسػػي‪ ،‬نيجػػت عنػػو‬
‫برلمهنػػهت لػػـ ين ػؿ فييػػه ه حػػزب سيهسػػي غلبيػػة ة ػريحة‪ ،‬ي ػػمف ا سػػيقرار فػػي قيػػهدة‬
‫الوملي ػػة اليشػ ػريوية‪ ،‬ول ػػذلؾ ل ػػـ ين ػػف مس ػػيغربهً ف ين ػػوف المحنم ػػة اإليطهلي ػػة م ػػف س ػػبؽ‬
‫المحهنـ الدسيورية اسيردامهً ليذه اآللية‪.‬‬

‫غير ف ىنهؾ مف ال قو مف يػر عػدـ ةػحة يلػؾ الوالقػة السػببية وذلػؾ اليوليػؿ‪ ،‬ف رنسػه‬
‫والنمسػػه لػػـ يم ػ ار بمرثػػؿ حهلػػة عػػدـ ا سػػيقرار اليش ػريوي اليػػي مػػرت بيػػه إيطهليػػه‪ ،‬ومػػه ذلػػؾ وجػػدنه‬
‫المجلس الدسيوره ال رنسي والمحنمة الدسيورية النمسهوية ييبنيهف وسيلة األحنهـ الم ي ة‪ ،‬بينمه‬
‫المحنمة الدسيورية المةرية لـ ي وؿ ذلؾ‪ ،‬ليس بسبب عدـ مرورىه بمرثؿ مه مرت بو إيطهليه مف‬

‫(‪ )1‬حنػػـ المحنمػػة الدسػػيورية الولي ػه المة ػرية الةػػهدر بيػػهريخ ‪ 2013/5/12‬فػػي الق ػػية رقػػـ ‪ 229‬لسػػنة ‪29‬‬
‫ق ػػه ية دس ػػيورية – منش ػػور علػ ػ الةػ ػ حة الرس ػػمية للمحنم ػػة – المرج ػػه الس ػػهبؽ مش ػػهر إلي ػػو ل ػػد محم ػػد فري ػػد‬
‫المشهيخ‪ ،‬المرجه السهبؽ ة حة ‪.318‬‬
‫(‪ )2‬محمد فريد المشهيخ‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪320.‬‬
‫‪-‬عيد حمد الغ لوؿ‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.315 ،314 ،313‬‬
‫‪-‬محمد فوزه نويجي‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪ 128‬ومه بودىه‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫عػػدـ ا سػػيقرار اليش ػريوي‪ ،‬وانمػػه يرهذىػػه مػػف اليوويػػؿ عل ػ عبػػهرة الػػنص الػػذه و ػػوو المشػػرع‬
‫مبد ليه‪ ،‬فرف ت الي سير الػذه مػف شػىنو اليوػهرض مػه الغهيػة اليػي قةػدىه المشػرع‪ ،‬واقيةػرت‬
‫في ي سيرىه عل بيهف ىذه المقهةد الحقيقية اليي يورهىه مف و ار النص(‪.)1‬‬

‫ويىنيداً لذلؾ ق ت المحنمة الدسيورية الوليه المةرية في حد حنهميه بهآليي‪..." :‬مػف‬

‫المسلـ بو ي هً نو إذا مه اسيوة ي سير النةوص المطووف علييػه‪ ،‬بمػه يػوا ـ بػيف م ػمونيه‬
‫و حنػػهـ الدسػػيور‪ ،‬ف ػ ف وةػػميه بوػػدـ الدسػػيورية يغػػدو محيم ػهً‪ ،‬إذ يسػػوغ ف يُ سػػر النةػػوص‬
‫القهنونيػة قسػ اًر‪ ،‬علػ وجػػو يحيملػػو عبهراييػػه‪ ،‬و يسػػيقيـ مػػه فحواىػػه‪ ،‬بقةػػد يجنػػب الحنػػـ بوػػدـ‬
‫دسيوريييه‪ ،‬وا انحلت الرقهبة الدسيورية عبرثهً‪.)2("...‬‬

‫ب‪ -‬األحكـــنم اإلنشـــنئية الســـتيدالية‪ :‬لي ػػذا الن ػػوع م ػػف األحن ػػهـ ة ػػوريهف ر يس ػػييهف‪ ،‬الحن ػػـ‬
‫ا سيبدالي الةهدر بهإللغه الجز ي للنص الره ه للرقهبػة‪ ،‬والحنػـ ا سػيبدالي الةػهدر‬
‫بي سير النص الره ه للرقهبة بةورة ي مف يوافقو مه الدسيور‪ ،‬ولقد اريهرت المحنمػة‬
‫الدسػػيورية المة ػرية الةػػورة الرثهنيػػة‪ ،‬شػػىنيه فػػي ذلػػؾ شػػىف المجلػػس الدسػػيوره ال رنسػػي‪،‬‬
‫في سػػير الػػنص الره ػػه لرقهبييػػه يػػيـ بةػػورة ي ػػمف يطهبقػػو مػػه الدسػػيور‪ ،‬ي هدي ػهً للحنػػـ‬
‫بودـ دسيورييو‪ ،‬فال شؾ ف المحنمة الدسيورية الوليه عند ي سيرىه للػنص‪ ،‬يحػرص علػ‬
‫اليمهس وجو الدسيورية فيو‪ ،‬والحنـ بدسيورييو و يلجى للحنػـ بوػدـ الدسػيورية‪ ،‬إ إذا لػـ‬
‫ينػػف رثمػػة بػػديؿ مػػهـ القه ػػي‪ ،‬لػػذلؾ لػػـ يسػػلؾ السػػبيؿ الػػذه سػػلنيو بوػػض المحػػهنـ فػػي‬
‫النظػػهـ األوروبػػي(‪ ،)3‬بػػىف يُنمػػؿ الػػنص اليش ػريوي بػػدعو ي سػػيره لقنهع ػة المحنمػػة‪ ،‬ولمػػه‬

‫(‪ )1‬محمد فريد المشهيخ‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.320‬‬

‫(‪ )2‬حنػػـ المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه المة ػرية‪ ،‬الةػػهدر بيػػهريخ ‪2000/7/8‬ـ‪ ،‬فػػي الق ػػية رقػػـ ‪ 11‬لسػػنة ‪13‬‬
‫ق ه ية دسيورية‪ ،‬منشور عل الة حة الرسمية للمحنمة‪ ،‬المرجه السهبؽ‪.‬‬
‫س ػػلوب األحنػػهـ الي سػػيرية‬ ‫ػػيقة إل ػ‬ ‫(‪ )3‬وعل ػ سػػبيؿ المرثػػهؿ يلجػػى المحنمػػة الدسػػيورية النمسػػهوية فػػي حػػدود‬
‫الم ػػي ة‪ ،‬وى ػػذا النػػوع م ػػف األحن ػػهـ ُيسػػم ف ػػي النمسػػه بهألحن ػػهـ الميمم ػػة للقػػهنوف‪ ،‬وم ػػف رالليػػه يق ػػوـ المحنم ػػة‬
‫الدسيورية بي سير الدسيور بمه يسم ليه بىف يسػيرلص منػو بوػض القواعػد القهنونيػة اليػي يسػيردميه لسػد الػنقص‬
‫اليشريوي الذه يويره بوض القوانيف الوهدية الره وة لرقهبييه‪ ،‬بيدؼ جوليه نرثر ايسػهقهً مػه الدسػيور‪ ،‬وبهليػهلي‬
‫ي ػػهده الحنػػـ بوػػدـ دسػػيوريييه‪ ،‬وقػػد لػػوحظ ف يلػػؾ المحػػهو ت مػػف جهنػػب المحنمػػة الدسػػيورية النمسػػهوية للحلػػوؿ‬
‫يظيػػر ُمطلقػهً فػػي منطػػوؽ حنهميػػه‪ ،‬ولننيػػه يمررىػػه مػػف رػػالؿ سػػبهب‪ ،‬وحيرثيػػهت ىػػذه‬ ‫اليشػريوي محػػؿ البرلمػػهف‬
‫األحنػػهـ‪ .‬للمزيػػد حػػوؿ األنظمػػة الق ػػه ية األوروبيػػة اليػػي سػػهرت بيػػذا ا يجػػهه‪ ،‬انظػػر عيػػد حمػػد الغ لػػوؿ‪ ،‬المرجػػه‬
‫السهبؽ‪ ،‬ص‪ 300‬ومه بودىه‪.‬‬

‫‪221‬‬
‫جر عليو ق هدىه مف ف ذلؾ ُيبودىه عف وظي ييػه فػي الرقهبػة علػ دسػيورية القػوانيف‪،‬‬
‫واليي ُينهق يه ف يُةب شرينة للمشرع في مبهشرة الوظي ة اليشريوية(‪.)1‬‬

‫نيػػه ايبوػػت الةػػورة الرثهنيػػة ‪-‬الحنػػـ الي سػػيره ا سػػيبدالي الػػذه ييوافػػؽ مػػه‬ ‫ومرثػػهؿ عل ػ‬
‫إرادة المشرع الدسيوره‪ -‬يالفيهً للحنـ بودـ دسيورية النص‪ ،‬ف نيه ق ت بػىف‪" :‬قػرار وزيػر المهليػة‬
‫رقػػـ ‪ 381‬لسػػنة ‪1982‬ـ‪ ،‬واف ة ػ القػػوؿ ببطالنػػو لةػػدوره بنػػه ً عل ػ ينظػػيـ بهطػػؿ‪ ،‬ىػػو الق ػرار‬
‫بقػػهنوف رقػػـ ‪ 42‬لسػػنة ‪ 1976‬بشػػىف الي ػػويض فػػي ا ريةهةػػهت‪ ،‬ف نػػو ُيمنػػف حمػػؿ ىػػذا الق ػرار‬
‫منرر مف القهنوف الجمرنػي ‪-‬واليػي نػهف‬
‫اً‬ ‫لوزير المهلية عل نص ال قرة الرثهنية مف المهدة (‪)124‬‬
‫قد حهؿ علييه بهل وؿ‪ -‬فميػ نػهف ذلػؾ‪ ،‬فػ ف الرػوض فػي بطػالف القػرار بقػهنوف رقػـ ‪ 381‬لسػنة‬
‫ينوف منيجهً‪.)2("...‬‬ ‫‪1982‬‬

‫ثننينً‪ :‬معنلجة اإلغفنل التشريعي في قضنء المحكمة الدستورية العمين في فمسطين‬

‫بوػػد مراجو ػػة األحنػػهـ الق ػػه ية الة ػػهدرة عػػف المحنم ػػة الدس ػػيورية الوليػػه ف ػػي فلس ػػطيفي‬
‫نجػػدىه ايجيػػت نحػػو األرػػذ بىسػػلوب الحػػؿ الرثنػػه ي المشػػيرؾ‪ ،‬عبػػر األحنػػهـ اإليوهزيػػة‪ ،‬ومػػف مرثلػػة‬
‫ذلػػؾ حنميػػه الةػػهدر بيػػهريخ ‪2021/11/24‬ـ‪ ،‬والػػذه قػػررت فيػػو عػػدـ دسػػيورية ال ق ػرة (‪ )3‬مػػف‬
‫الم ػػهدة (‪ )54‬م ػػف القػ ػرار بق ػػهنوف رقػ ػـ (‪ )41‬لس ػػنة ‪2020‬ـ بش ػػىف المح ػػهنـ اإلداري ػػة‪ ،‬وذل ػػؾ فيم ػػه‬
‫نةػػت عليػػو ف‪" :‬األحنػػهـ اليػػي يةػػدر عػػف المحنمػػة الوليػػه‪ /‬محنمػػة الػػنقض بة ػ ييه محنمػػة‬
‫إداري ػػة يقب ػػؿ الطو ػػف ب ػػىه طري ػػؽ م ػػف ط ػػرؽ الطو ػػف"‪ ،‬األم ػػر ال ػػذه ُيش ػػنؿ إر ػػال ً ب ػػهلحؽ ف ػػي‬
‫اليقه ي المن وؿ بموجب القهنوف األسهسي ال لسطيني المودؿ لسػنة ‪2003‬ـ ويودياليػو‪ ،‬بػهلنظر‬
‫إل نونو قةػر اليقه ػي مػهـ المحنمػة الوليػه بةػ ييه اإلداريػة فقػط‪ ،‬مػه عػدـ جػواز الطوػف فػي‬
‫األحنهـ الةهدرة عنيه‪ ،‬األمر الذه يغدو موو اليقه ي عل درجة واحدة‪.‬‬

‫ومم ػػه ج ػػه ف ػػي حنمي ػػه ن ػػو‪" :‬وحي ػػث إف السػ ػريهف والن ػػهذ للقػ ػرار بق ػػهنوف بش ػػىف المح ػػهنـ‬
‫اإلداريػػة رقػػـ (‪ )41‬يػػـ نش ػره فػػي الجريػػدة الرسػػمية بيػػهريخ ‪2021/1/11‬ـ‪ ،‬ف ػ ف ذلػػؾ يونػػي نػػو‬
‫ةب نهفذاً مػف ذلػؾ اليػهريخ‪ ،‬ونػهف يجػب علػ المشػرع م ارعػهة ف اليقه ػي ةػب حقػهً منيسػبهً‬
‫عل درجييف لنؿ ذه مةلحة انسجهمهً مه نص المهدييف (‪ 104‬و‪ )117‬مف القهنوف األسهسػي‪،‬‬
‫يجوز جولو عل درجة واحدة وسلب اريةهص المحنمة اإلدارية الوليه المنةوص عليو‬ ‫و نو‬

‫(‪ )1‬محمد فريد المشهيخ‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.322‬‬

‫(‪ )2‬حنػ ػػـ المحنمػ ػػة الدسػ ػػيورية الوليػ ػػه الةػ ػػهدر بيػ ػػهريخ ‪1996/5/4‬ـ‪ ،‬فػ ػػي الق ػ ػػية رقػ ػػـ ‪ 6‬لسػ ػػنة ‪ 17‬ق ػ ػػه ية‬
‫حمد فيحي سرور‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.255‬‬ ‫دسيورية‪ُ ،‬مشهر إليو لد‬

‫‪221‬‬
‫في المهدة (‪ )38‬مف ذات القرار بقهنوف اليي منحييه حؽ النظر في الطووف المرفوعة إلييه بشىف‬
‫األحنػػهـ النيه يػػة الةػػهدرة عػػف المحنمػػة اإلداريػػة نهفػػة‪ ،‬وينظػػر فييػػه مػػف النػػهحيييف المو ػػوعية‬
‫والقهنونية‪ ،‬وينلتنلي يتطمب األمر من المشرع مراجعة القصور التشريعي الذي وقع فيو‪.)1("...‬‬

‫مف نوع األحنهـ الق ه ية بودـ الدسيورية‪ ،‬بهلنظر‬ ‫نمه ُيمنف اعيبهر ىذا الحنـ يندرج‬
‫إل نونػو رلُػص إلػ عػدـ دسػيورية الػنص الطوػيف‪ ،‬ىػذا مػف جهنػب ومػف جهنػب رػر ف نػو لغػ‬
‫النص ال مني الذه ييمرثؿ في اليقه ي عل درجة واحدة‪ ،‬رالفهً لميطلبهت الحػؽ فػي اليقه ػي‬
‫الواردة في المهدة (‪ )30‬مف القهنوف األسهسي ال لسطيني المودؿ لسنة ‪2003‬ـ ويودياليو‪.‬‬

‫ىذا ولـ يىرذ المحنمة الدسيورية الوليه ال لسطينية بهلحػؿ ا ن ػراده الػذايي‪ ،‬الػذه منهطػو‬
‫قي ػػهـ القه ػػي الدس ػػيوره بهلي ػػدرؿ وموهلج ػػة اإلغ ػػهؿ اليشػ ػريوي‪ ،‬سػ ػوا عب ػػر األحن ػػهـ اإلنش ػػه ية‬
‫الرالقػػة ـ عبػػر األحنػػهـ ا سػػيبدالية‪ ،‬وذلػػؾ فػػي موػػرض قيهمػػو بي سػػير اليش ػريوهت اليػػي يويرييػػه‬
‫اإلغ هؿ‪.‬‬

‫ممه سبؽ ف المحنمػة الدسػيورية الوليػه فػي فلسػطيف رػذت بهلحػؿ المشػيرؾ‪ ،‬ىػذا‬ ‫يي‬
‫بػػهلرغـ مػػف ف ايجهىػػهت المحنمػػة الدسػػيورية اليػػي بهنػػت عنيػػه حنهميػػه ينشػػؼ عػػف نيييػػه نحػػو‬
‫المشهرنة في يطوير المنظومة اليشريوية‪ ،‬وربمه يبني الحؿ ا ن راده مسيقبالً‪ ،‬وىو مه ظيػر فػي‬
‫قرارىػػه الي سػػيره رقػػـ (‪ )2017/5‬الةػػهدر بيػػهريخ ‪2018/3/12‬ـ فػػي الطلػػب رقػػـ (‪ )2‬لسػػنة ‪3‬‬
‫ق ه ية دسيورية‪ ،‬برةوص ي سػير المػهدة (‪ )10‬مػف القػهنوف األسهسػي ال لسػطيني الموػدؿ لسػنة‬
‫ف‪ -1 " :‬حقوؽ اإلنسهف وحريهيو األسهسية ملزمػة وواجبػة‬ ‫‪2003‬ـ ويودياليو‪ ،‬واليي ينص عل‬
‫ا حيػ ػراـ‪ -2 .‬يوم ػػؿ الس ػػلطة الوطني ػػة ال لس ػػطينية دوف إبط ػػه علػ ػ ا ن ػػمهـ إلػ ػ اإلعالن ػػهت‬
‫والموارثيػػؽ اإلقليميػػة والدوليػػة اليػػي يحمػػي حقػػوؽ اإلنسػػهف"‪ ،‬ونػػذلؾ بيػػهف منهنػػة ا ي هقػػهت الدوليػػة‪،‬‬
‫و ليهت إدمهجيه وي ويليه في النظهـ القهنوني ال لسطيني(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬حنػـ المحنمػة الدسػيورية الوليػه ال لسػطينية فػػي الطوػف الدسػيوره رقػـ (‪ ،)2020/10‬فػي الق ػية رقػػـ (‪)16‬‬
‫لسنة (‪ )6‬ق ه ية دسيورية‪ ،‬المرجه السهؽ‪.‬‬
‫(‪ )2‬حيث جه فيو ف‪ " :‬وحيث إف القهنوف األسهسي لػـ يػنص فػي مهديػو الوهشػرة علػ نػؿ مػه ذنػر عػاله‪ ،‬فيػؿ‬
‫يحػػؽ للمحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه ي سػػيره فػػي ايجػػهه يطػػوير المنظومػػة الدسػػيورية بشػػنؿ يػػدده إل ػ اإلجهبػػة عل ػ‬
‫مريل ػػؼ يل ػػؾ اليس ػػهد ت م ػػف ر ػػالؿ قػ ػ اررات المحنم ػػة بهلي س ػػير‪ ،‬ه ي س ػػير الدس ػػيور بهيج ػػهه يط ػػوير المنظوم ػػة‬
‫الدسػيورية‪ ،‬ونظػ اًر ألىميػة دور القه ػػي الدسػيوره مػف رػػالؿ اجييهدايػو فػي يطػػوير النةػوص الدسػيورية بهعيبػػهر‬
‫ف الدسػيور ىػػو مػه يقولػػو القه ػي الدسػػيوره بشػىنو‪ ،‬فػ ذا نػهف الدسػػيور نةػهً مػػدونهً فيػو لػػـ يوػد مػػدونهً بحبػر مػػف‬
‫ةػهغو وحسػب‪ ،‬علػ حػد يوبيػر ”فريػدريؾ جػوؿ اي ػو ‪ ، "Aivo Joal Frederic‬فهلقه ػي الدسػيوره وفػي دوؿ‬

‫‪221‬‬
‫وبػػدورنه نويقػػد ف حنػػهـ وقػ اررات المحنمػػة الدسػػيورية لػػـ يزرػػر بمػػه ذىبػػت إليػػو المحنمػػة‬
‫الدسػ ػػيورية المة ػ ػرية‪ ،‬و األنظمػ ػػة الق ػ ػػه ية األرػ ػػر ‪ ،‬ربمػ ػػه بسػ ػػبب حدارثػ ػػة اليجربػ ػػة الدسػ ػػيورية‬
‫ال لسطينية‪ ،‬األمر الذه يوني ربمه يطورىه مسيقبالً بهيجهه يوزيز منهنييه في الرقهبػة علػ ظػهىرة‬
‫اإلغ هؿ اليشريوي‪ ،‬ومد ةالحيهت القه ي الدسيوره بيذا ا يجهه‪.‬‬

‫اعػػدة‪ ،‬رهةػػة فػػي السػػنوات األريػرة‪ ،‬بػػرىف مػػف رػػالؿ ي سػػير الدسػػيور قدريػػو علػ إحيػػه الػػنص بةػػويو واعػػهدة‬
‫نيهبيو بهجييهدايو‪ ،‬مه ةب لو األرثر ال هعؿ والمطم ف في ةيهغة الدسيور‪ .‬إف ق اررات الق ه الدسيوره‪ ،‬ومػف‬
‫رالؿ ي سير النةوص الدسػيورية‪ ،‬يمنػف ف يػدفه بهيجػهه يطػوير م يػوـ ىػذه النةػوص‪ ،‬ويقػود إلػ يحسػيف دا‬
‫المدسسهت الدسيورية‪ ،‬ويجنيبيه الوقوع في الشلؿ ب وؿ األزمهت السيهسية‪ ،‬وىذا دا مهً ييطلب إدرانهً مػف األطػراؼ‬
‫السيهسية ىمية يطوير المنظومة الدسيورية ومػردوده علػ المجيمػه والجيػهت السيهسػية علػ ارػيالؼ انيمه اييػه‪،‬‬
‫نمػػه ييطلػػب ق ػػه ً دسػػيوريهً قػػهد اًر عل ػ ايرػػهذ الق ػ اررات الجري ػػة‪ ،‬ومػػدرنهً ا ا ىميػػة دوره فػػي يطػػوير المنظومػػة‬
‫الدسيورية‪ ،‬ومستعداً لمتوسع في استخدام صالحينتو إلى أيعد الحدود‪ ،‬فهليدؼ مػف ذلػؾ يطػوير دا المدسسػهت‬
‫الدسيورية و بطيه مف القه ي الدسيوره‪ ،‬وبهليهلي الح هظ عل المنظومة الدسيورية‪ ،‬ومنويه مػف الي ارجػه يحػت‬
‫يىرثير ال غوط السيهسية واليسويهت اليي يىيي علػ حسػهب الدسػيور‪ ،‬فػ ذا نػهف اسػيقرار المنظومػة الدسػيورية يوػد‬
‫عنة ػ اًر سهسػػيهً فػػي اسػػيقرار المجيمػػه ويطػػوير المنظومػػة الدسػػيورية‪ ،‬وليلبيػػة المسػػيجدات فػػي عػػهلـ رػػذ بػػهليطور‬
‫عل ػ الةػػود نهفػػة‪ ،‬وعل ػ األرػػص احي ػراـ منظومػػة حقػػوؽ اإلنسػػهف وحريهيػػو الوهمػػة‪ "...‬منشػػور عل ػ الة ػ حة‬
‫الرسمية للمحنمة الدسيورية الوليه في فلسطيف‪ ،‬المرجه السهبؽ‪.‬‬

‫‪221‬‬
 ‫الفصل الثالث‬
‫اإلغفال يف القوانني الناظمة‬
‫للحقوق السياسية‬

‫وينقسم إلى ميحثين عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬الميحث األول‪ :‬اإلغفنل التشريعي الجزئي في تنظيم الحقوق السينسية‬

‫‪ ‬الميحث الثنني‪ :‬اإلغفنل الكمي في تنظيم الحقوق السينسية‬

‫‪221‬‬
 ‫الفصل الثنلث‬
‫اإلغفنل في القوانين الننظمة لمحقوق السينسية‬

‫تمييد وتقسيم‪:‬‬
‫يُشنؿ الحقوؽ السيهسية األداة اليي ييمنف مف رالليه المواطنػوف مػف المشػهرنة فػي إدارة‬
‫الشدوف الوهمة للبالد‪ ،‬وفي اآلف ن سو الوسيلة اليي يػروـ إلػ حمػؿ السػلطة السيهسػية علػ يبنػي‬
‫البرام والسيهسهت اليي ييوافؽ مه مةهل ويطلوهت المواطنيف‪.‬‬
‫وعػػهدةً مػػه يقيػػرف الحقػػوؽ السيهسػػية بهلمدنيػػة بػػهلنظر إلػ اليػرابط الػػذه ييسػػمهف بػػو‪ ،‬حيػػث‬
‫ُييةور ممهرسة الحقوؽ المدنية والسيهسية في ٍف واحد‪ ،‬ممه جوؿ فنرة حقوؽ اإلنسهف ينحو إل‬
‫الي ػرابط وعػػدـ القهبليػػة لليجز ػػة‪ ،‬فمػػف النهحيػػة اليطبيقيػػة ف ػ ف الحػػؽ فػػي حريػػة الحرنػػة والينقػػؿ حػػؽ‬
‫مدني‪ ،‬ولنػف إذا مػه نهنػت غهييػو الوػالج ف نػو ُيةػب ميرابطػهً مػه الحػؽ فػي الةػحة الػذه ينيمػي‬
‫إل طه ة الحقوؽ ا قيةهدية وا جيمهعية والرثقهفية‪.‬‬
‫ػػمهف يميػػه الم ػواطنيف بممهرسػػة‬ ‫وفػػي ىػػذا السػػيهؽ نهن ػت للدسػػهيير األىميػػة البهلغػػة فػػي‬
‫حقوؽ اإلنسهف عمومهً والحقوؽ السيهسية رةوةهً‪ ،‬مف رالؿ ي ميف يلؾ الحقػوؽ فػي ةػلبيه‪،‬‬
‫بػػهلنظر إلػ نيػػه يُوػػد القػػهنوف األعلػ فػػي الػػبالد الػػذه يجػػب علػ اليشػريوهت اليػػي يػػدنوىه مريبػةً‬
‫احيراميه وفقهً لنظرية يدرج القواعد القهنونية اليي قهؿ بيػه ال قيػو النمسػهوه "نلسػف"‪ ،‬قبػؿ ف ينيقػؿ‬
‫ىذه النظرية يطبيقهً إل موظـ األنظمة القهنونية‪ ،‬وبرهةة الدسهيير الجهمدة اليي ييطلب يوػديليه‬
‫إج ار ات ُمغهيرة عػف يلػؾ اليػي ييطلبيػه اليشػريوهت الوهديػة‪ ،‬ممػه سػبغ علييػه طػهبه السػمو والولػو‬
‫عل مه عداىه‪.‬‬
‫إف ػ ػػمهف ممهرسػ ػػة الحقػػػوؽ السيهسػ ػػية لػ ػػف ييػ ػػىي مػ ػػف رػ ػػالؿ ي ػ ػػمينيه فػ ػػي إعالنػ ػػهت‬
‫واي هقيهت حقوؽ اإلنسػهف والدسػهيير الوطنيػة فحسػب‪ ،‬وانمػه ي ػهً مػف رػالؿ قيػهـ المشػرع الوػهده‬
‫بينظ ػػيـ يل ػػؾ الحق ػػوؽ م ػػف نهف ػػة الجوان ػػب الي ػػي ينيم ػػؿ الينظ ػػيـ الق ػػهنوني لممهرس ػػييه إ بي ػػه‪،‬‬
‫فهلدسػػهيير عػػهدةً مػػه ييسػػـ قواعػػدىه الميولقػػة بػػهلحقوؽ والحريػػهت األسهسػػية بػػهلوموـ‪ ،‬يهرنػةً للسػػلطة‬
‫اليشريوية وظي ة ينظيميه وبيهف ني ية ممهرسييه‪ ،‬وال وابط اليػي مػف غيػر الجػه ز يرطييػه سػوا‬
‫مػػف قبػػؿ السػػلطهت الوهمػػة ـ الم ػواطنيف ن سػػيـ‪ ،‬األمػػر الػػذه يونػػي وجػػوب قيػػهـ المشػػرع الوػػهده‬
‫بينظيميه دوف إغ هؿ أله مف جوانبيه‪.‬‬
‫وعميو سوف نقوم يتقسيم ىذا الفصل من الدراسة عمى النحو اآلتي‪:‬‬
‫‪ ‬الميحث األول‪ :‬اإلغفنل التشريعي الجزئي في تنظيم الحقوق السينسية‬
‫‪ ‬الميحث الثنني‪ :‬اإلغفنل الكمي في تنظيم الحقوق السينسية‪.‬‬

‫‪221‬‬
 ‫الميحث األول‬
‫اإلغفنل التشريعي الجزئي في القوانين الننظمة لمحقوق السينسية‬
‫نمػػه سػػبؽ ذن ػره ف ػ ف اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي الجز ػػي يقػػه فػػي القػػهنوف الةػػهدر عػػف السػػلطة‬
‫ينيمػػؿ الينظػػيـ‬ ‫اليشػريوية‪ ،‬مػػف رػػالؿ عػػدـ ي ػػميف الػػنص جهنػػب و نرثػػر مػػف الجوانػػب اليػػي‬
‫القهنوني إ بيه‪ ،‬ولموهلجة ىذا المو وع‪ ،‬سوؼ ييـ يقسػيـ الحقػوؽ السيهسػية إلػ مبهشػرة ييةػؿ‬
‫مبهشر في الحيهة السيهسية مف رالؿ المشػهرنة فػي إدارة الشػىف الوهمػة وةػنه السيهسػهت‬
‫اً‬ ‫ايةه ً‬
‫بواسطة يقلد المنهةب في اليي ػهت النيهبيػة عبػر ا نيرهبػهت‪ ،‬والػ حقػوؽ غيػر مبهشػرة يػدرثر فػي‬
‫المشػػيد السيهس ػػي‪ ،‬م ػػف رػػالؿ ح ػػث الس ػػلطة السيهسػػية علػ ػ يبن ػػي سيهسػػهت موين ػػة‪ ،‬ن ػػهلحؽ ف ػػي‬
‫اليجم ػػه الس ػػلمي والح ػػؽ ف ػػي يش ػػنيؿ الجموي ػػهت‪ ،‬والح ػػؽ ف ػػي الوظي ػػة الوهم ػػة‪ ،‬والح ػػؽ ف ػػي حري ػػة‬
‫الةحهفة واإلعالـ‪ ،‬وحرية الره واليوبير‪ ،‬إل جهنب الحؽ في الجنسية بهعيبهره الرابطة القهنونية‬
‫ب ػػيف المػ ػواطف ودولي ػػو‪ ،‬والي ػػي يُق ػػرر م ػػف ى ػػو الش ػػرص ال ػػذه يج ػػوز ل ػػو ممهرس ػػة بو ػػض الحق ػػوؽ‬
‫السيهسية‪.‬‬

‫ولذلك سوف يتم تقسيم ىذا الميحث من الدراسة عمى النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬المطمب األول‪ :‬اإلغفنل التشريعي الجزئي في تنظيم الحقوق السينسية المينشرة‪.‬‬

‫‪ ‬المطمب الثنني‪ :‬اإلغفنل التشريعي الجزئي في تنظيم الحقوق السينسية غير المينشرة‪.‬‬

‫‪212‬‬
 ‫المطمب األول‬
‫اإلغفنل التشريعي الجزئي في تنظيم الحقوق السينسية المينشرة‬
‫الحق في التصويت والترشح نموذجنً‬
‫سوؼ ييطرؽ الدراسة في ىذا المطلب إل القػوانيف اليػي ةػدرت عػف السػلطة اليشػريوية‬
‫ف فحص اإلغ هؿ ينوف فقط مف رالؿ الدسيور‬ ‫ال لسطينية‪ ،‬اليزامهً بحدود الدراسة‪ ،‬وبهلنظر إل‬
‫الس ػػه د‪ ،‬ه القػ ػوانيف الي ػػي ة ػػدرت ف ػػي ظ ػػؿ س ػػيهدة الق ػػهنوف األسهس ػػي ال لس ػػطيني المو ػػدؿ لس ػػنة‬
‫‪2003‬ـ ويودياليو‪ ،‬وذلؾ مف رالؿ إيراد الحؽ السيهسػي محػؿ الينظػيـ‪ ،‬ومػف رثػـ عػرض القهعػدة‬
‫الدسيورية اليي ين ؿ الحؽ‪ ،‬رثـ القوانيف النهظمة لو‪ ،‬رثـ وجو اإلغ هؿ اليشريوي الجز ي‪ ،‬وفي ىذا‬
‫السيهؽ ف ف الحؽ السيهسي المبهشر ييمرثؿ في الحؽ في اليةويت واليرش ‪.‬‬

‫ُيود الحؽ في اليةويت واليرش مف الحقوؽ األسهسية لإلنسهف‪ ،‬واليي مف شىنيه يمنػيف‬
‫المواطنيف مف الحؽ في المشػهرنة السيهسػية وادارة الشػدوف الوهمػة للػبالد‪ ،‬إمػه بن سػيـ و بواسػطة‬
‫ممرثليف يريػهرونيـ مػنيـ‪ ،‬نمػه ُيويبػر األداة الديمقراطيػة إلسػنهد السػلطة لليي ػهت النيهبيػة‪ ،‬غيػر ف‬
‫الوملية الديمقراطية يقي ػي يبنػي ػوابط دسػيورية ل ػمهف إج ار يػه علػ نحػو نزيػو وحػر‪ ،‬األمػر‬
‫الػػذه ييطلػػب ي ػهً وجػػود قػػهنوف ونظػػهـ انيرػػهبي عػػهدؿ‪ ،‬يحػػوز عل ػ رثقػػة نهفػػة ط ػراؼ الومليػػة‬
‫ا نيرهبية‪ ،‬مف جؿ يشنيؿ الةورة المةغرة للمجيمه النبير‪.‬‬

‫مهف ممهرسة المواطنيف ليػذا الحػؽ ف يػيـ‬ ‫ول مهف إعمهؿ مه سبؽ ف ف مف ميطلبهت‬
‫ينيمػؿ الينظػيـ القػهنوني‬ ‫أله مف الجوانب والونهةر اليػي‬
‫ينظيمو عل نحو نهمؿ دوف إغ هؿ ٍ‬
‫إ بيه‪ ،‬واليي يدده في اآلف ن سو إل إج ار عمليػة ديمقراطيػة شػهملة‪ ،‬بمػه ييوافػؽ مػه ال ػوابط‬
‫الدسيورية اليي ييبنهىه النظهـ القهنوني القه ـ‪.‬‬

‫‪ -0‬القنعدة الدستورية التي تكفل الحق في الترشح والنتخنب‪:‬‬

‫ينص المهدة (‪ )3/26‬مف القهنوف األسهسي ال لسطيني المودؿ لسنة ‪2003‬ـ ويودياليػو‪،‬‬
‫ف‪" :‬لل لس ػػطينييف ح ػػؽ المش ػػهرنة ف ػػي الحي ػػهة السيهس ػػية فػ ػراداً وجمهع ػػهت ولي ػػـ علػ ػ وج ػػو‬ ‫علػ ػ‬
‫الرةوص الحقوؽ اآليية‪ :‬اليةويت واليرشي في ا نيرهبهت رييهر ممرثليف منيـ ييـ انيرهبيـ‬
‫بػػه قيراع الوػػهـ وفق ػهً للقػػهنوف‪ ."...‬ممػػه يونػػي وجػػوب إةػػدار قػػهنوف رػػهص به نيرهبػػهت الوهمػػة‪،‬‬
‫ف النظػػهـ القػػهنوني‬ ‫نيرػػهب المجلػػس اليش ػريوي ومنةػػب ر ػػيس الدولػػة‪ ،‬نمػػه نػػو بػػهلنظر إل ػ‬
‫ال لسػػطيني يبن ػ النظػػهـ الػػال مرنػػزه‪ ،‬ممػػه يونػػي وجػػوب إج ػ ار انيرهبػػهت لنػػؿ إدارة محليػػة فػػي‬
‫ف‪" :‬يػػنظـ‬ ‫نطهقيػػه الجغ ارفػػي‪ ،‬حيػػث نةػػت المػػهدة (‪ )85‬مػػف القػػهنوف األسهسػػي ال لسػػطيني عل ػ‬

‫‪212‬‬
‫البالد بقهنوف في وحدات إدارة محلية ييميه بهلشرةية ا عيبهرية‪ ،‬وينوف لنؿ وحدة منيه مجلس‬
‫منيرب انيرهبهً مبهش اًر عل الوجو المبيف في القهنوف‪."...‬‬

‫وبنه عل مػه يقػدـ سػوؼ يومػد الد ارسػة إلػ حةػر القػوانيف النهظمػة لالنيرهبػهت الوهمػة‬
‫والمحليػػة‪ ،‬ومػػف رثػػـ سػػوؼ نوػػرض ألوجػػو اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي الجز ػػي الػػذه يويرييػػه‪ ،‬عل ػ النحػػو‬
‫اآليي‪:‬‬

‫‪ -6‬القوانين الننظمة لالنتخنينت العنمة والمحمية‪:‬‬

‫اسيجهبة لمه سبؽ مف نةوص في القهنوف األسهسػي ال لسػطيني‪ ،‬واليػي ن لػت الحػؽ فػي‬
‫اليةػػويت واليرش ػ و حهلػػت ينظيمػػو إل ػ المشػػرع الوػػهده‪ ،‬فقػػد ةػػدر بشػػىف ا نيرهبػػهت الوهمػػةي‬
‫ق ػػهنوف رق ػػـ (‪ )13‬لس ػػنة ‪1995‬ـ ويوديالي ػػو‪ ،‬وق ػػهنوف رق ػػـ (‪ )9‬لس ػػنة ‪2005‬ـ بش ػػىف ا نيرهب ػػهت‬
‫الوهمػػة‪ ،‬وق ػرار بقػػهنوف رقػػـ (‪ )1‬لسػػنة ‪2007‬ـ ويودياليػػو(‪ ،)1‬ىػػذا األريػػر ىػػو النهفػػذ فػػي الوقػػت‬
‫الحهلي‪ ،‬بود إلغه القهنونيف سهل ي اإلشهرة(‪.)2‬‬

‫م ػػه فيم ػػه ييول ػػؽ به نيرهب ػػهت المحلي ػػة فق ػػد ة ػػدر ق ػػهنوف رق ػػـ (‪ )5‬لس ػػنة ‪1996‬ـ بش ػػىف‬
‫انيرهب مجهلس اليي هت المحلية ال لسػطينية‪ ،‬وقػهنوف رقػـ (‪ )5‬لسػنة ‪2004‬ـ‪ ،‬وقػهنوف رقػـ (‪)10‬‬
‫(‪)3‬‬
‫ويويب ػر ىػػذا األريػػر سػػهره‬
‫لسػػنة ‪2005‬ـ بشػػىف انيرػػهب مجػػهلس اليي ػػهت المحليػػة ويوديالي ػو ‪ُ ،‬‬
‫الم ووؿ بود إلغه القهنونيف سهل ي اإلشهرة‪.‬‬

‫وفي ىذا اإلطهر سػوؼ نني ػي بوػرض وجػو اإلغ ػهؿ اليشػريوي الجز ػي الػواردة فػي قػرار‬
‫بقهنوف رقـ (‪ )1‬لسنة ‪2007‬ـ بشػىف ا نيرهبػهت الوهمػة ويودياليػو‪ ،‬بػهلنظر إلػ يشػهبو المو ػوع‬

‫(‪ )1‬يػـ يوػػديؿ قػرار بقػػهنوف رقػـ (‪ )1‬لسػػنة ‪2007‬ـ‪ ،‬مػػف رػالؿ قػرار بقػهنوف رقػػـ (‪ )1‬لسػنة ‪2021‬ـ الػػذه ةػػدر‬
‫بيػػهريخ ‪2021/1/11‬ـ‪ ،‬منشػػور فػػي الوقػػه ه ال لسػػطينية (الجريػػدة الرسػػمية)‪ ،‬الوػػدد المميػػهز ‪ ،23‬الةػػهدرة بيػػهريخ‬
‫‪2021/1/13‬ـ‪ ،‬اربػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػط النيرونػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي‪https://www.elections.ps/Portals/0/pdf/23m- :‬‬
‫‪ 1610540241.pdf?ver=2021-01-13-180105-917‬يوقيػػت ويػػهريخ الزيػػهرة ‪ 2:10‬مػػف مسػػه يػػوـ‬
‫ا رثنيف الموافؽ ‪2022/5/30‬ـ‬
‫(‪ )2‬لجنػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة ا نيرهبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػهت المرنزيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‪ -‬فلسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػطيف‪ ،‬اربػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػط إلنيرونػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػي‪:‬‬
‫‪https://www.elections.ps/tabid/820/language/ar-PS/Default.aspx‬‬
‫(‪ )3‬يـ يوديؿ بوض حنهـ قهنوف رقػـ (‪ )10‬لسػنة ‪2005‬ـ‪ ،‬بموجػب القػهنوف رقػـ (‪ )12‬لسػنة ‪2005‬ـ والةػهدر‬
‫بيهريخ ‪2005/8/27‬ـ‪ ،‬وبموجب قرار بقهنوف رقػـ (‪ )8‬لسػنة ‪2012‬ـ الةػهدر بيػهريخ ‪2012/5/14‬ـ‪ ،‬وبموجػب‬
‫قرار بقهنوف رقـ (‪ )2‬لسنة ‪2017‬ـ الةهدر بيهريخ ‪2017/1/9‬ـ‪ ،‬لجنة ا نيرهبهت المرنزية‪ ،‬المرجه السهبؽ‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫‪-‬الحػػؽ ف ػػي اليرشػ ػ وا نير ػػهب‪ ،-‬م ػػه ق ػػهنوف رق ػػـ (‪ )10‬لس ػػنة ‪2005‬ـ بش ػػىف انير ػػهب مج ػػهلس‬
‫اليي هت المحلية ويودياليو‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلغفنل التشريعي الجزئي في قرار يقننون رقم (‪ )0‬لسنة ‪6117‬م وتعديالتو‪:‬‬

‫يين ػػوف ق ػ ػرار بقػ ػػهنوف رقػػػـ (‪ )1‬لسػػػنة ‪2007‬ـ م ػػف (‪ )121‬مػ ػػهدة‪ ،‬جػ ػػه ت لينظ ػػيـ الومليػ ػػهت‬
‫ا نيرهبيػػة‪ ،‬مػػه اليوػػديالت اليػػي جػػه ت عليػػو بموجػػب ق ػرار بقػػهنوف رقػػـ (‪ )1‬لسػػنة ‪2021‬ـ‪،‬‬
‫ف نيه يينوف مف (‪ )18‬مهدة‪ ،‬اسيدرؾ مف رالليه المشرع ال لسطيني بوض المسه ؿ‪ ،‬وليحديد‬
‫المواد اليي قد يشوبيه إغ هؿ يشريوي جز ي‪ ،‬سوؼ ينوف مف رالؿ الورض اآليي‪:‬‬

‫‪ ‬ينهولت المهدة (‪ )1‬مف القهنوف ا نيرهبي يوهريؼ ا ةطالحهت الواردة فيو‪ ،‬وبشىف المواطف‬
‫نػػو‪" :‬ال لسػػطيني الػػذه م ػػت سػػنة عل ػ األقػػؿ عل ػ إقهميػػو فػػي‬ ‫المقػػيـ ف نيػػه عرفيػػو عل ػ‬
‫فلسطيف"‪.‬‬

‫يي ػ مػػف المػػهدة السػػهبقة ف المشػػرع ال لسػػطيني غ ػػؿ يحديػػد الميوػػهد الزمنػػي الػػذه يبػػد‬
‫من ػػو احيس ػػهب م ػػدة اإلقهم ػػة‪ ،‬نم ػػه ن ػػو غ ػػؿ و ػػه ه اس ػػيرثنه ات علػ ػ ى ػػذه القهع ػػدة‪ ،‬نح ػػدوث‬
‫عهرض يقطه مػدة السػنة‪ ،‬ومرثػهؿ ذلػؾ ف ُيسػهفر المػواطف ليلقػي الوػالج فػي إحػد الػدوؿ‪ ،‬و ف‬
‫يح ػػدث مو ػػو ه ط ػػهرل ر ػػر ي ػػدده إلػ ػ قط ػػه الم ػػدة الزمني ػػة‪ .‬ويرث ػػور ى ػػذه المس ػػىلة ب ػػهلنظر إلػ ػ‬
‫اريبهطيه الورثيؽ ب مهف ممهرسة الحؽ في اليرش وا نيرهب‪ ،‬حيث إنو إذا مه قرنهىػه مػه المػهدة‬
‫ف‪ " :‬لنػؿ فلسػطيني م ػ سػنة علػ األقػؿ فػػي‬ ‫(‪ )6/30‬مػف القػهنوف ن سػو‪ ،‬واليػي يػنص علػ‬
‫األ ار ػػي ال لسػػطينية‪ ،‬ولػػـ يػػرد اسػػمو فػػي سػػجؿ النػػهربيف ا بيػػدا ي ف يطلػػب إ ػػهفة اسػػمو إل ػ‬
‫ينطبؽ علييـ شرط اإلقهمة في اليسجيؿ في سػجؿ‬ ‫السجؿ‪".‬ي ف نو رثمة حرمهف للمواطنيف الذيف‬
‫الن ػػهربيف و إع ػػهدة يس ػػجيلو‪ ،‬ممػ ػػه يون ػػي إر ػػال ً بىح ػػد الجوانػ ػػب الر يس ػػية لح ػػؽ المػ ػواطنيف فػ ػػي‬
‫الية ػػويت ريي ػػهر مرش ػػحيف م ػػنيـ‪ ،‬المن ػػوؿ بموج ػػب الم ػػهدة الدس ػػيورية (‪ )3/26‬مػ ػف الق ػػهنوف‬
‫األسهسي ال لسطيني المودؿ لسنة ‪2003‬ـ ويودياليو‪.‬‬

‫نمػػه ف ىنػػهؾ إغ ػػهؿ رػػر وقػػه فيػػو المشػػرع ال لسػػطيني ييمرثػػؿ فػػي عػػدـ ينظػػيـ يمنػػيف‬
‫(‪)1‬‬
‫مػػف‬ ‫ف المػػهدة (‪)28‬‬ ‫ال لسػػطينييف المقيمػػيف فػػي الرػػهرج‪ ،‬مػػف الحػػؽ فػػي ا قي ػراع‪ ،‬بػػهلنظر إل ػ‬
‫ذات القهنوف قةرت حػؽ ا نيرػهب علػ نػؿ فلسػطيني مقػيـ فػي ال ػ ة الغربيػة بمػه فييػه القػدس‬

‫ة الغربية بمه فييه القدس الشريؼ وقطػهع غػزة‬ ‫ف‪ -1 " :‬ا نيرهب حؽ لنؿ فلسطيني في ال‬ ‫(‪ )1‬وينص عل‬
‫ممف يوفرت فيو الشػروط المنةػوص علييػه فػي ىػذا القػهنوف لممهرسػة ىػذا الحػؽ‪ ،‬وذلػؾ بغػض النظػر عػف الػديف‬
‫والره وا نيمه السيهسي والمنهنة ا جيمهعية وا قيةهدية والولمية‪."...‬‬

‫‪211‬‬
‫ا نيرهبػػهت عل ػ يمرثيػػؿ نهفػػة ال لسػػطينييف فػػي الػػدارؿ‬ ‫وقطػػهع غ ػزة‪ ،‬ممػػه يونػػي عػػدـ قػػدرة نيػػه‬
‫والرػػهرج‪ ،‬األمػػر الػػذه ييوػػهرض مػػه القهعػػدة القهنونيػػة المسػػيوحهة مػػف نػػص المػػهدة (‪ )3/26‬مػػف‬
‫الق ػ ػػهنوف األسهس ػ ػػي ال لس ػ ػػطيني المو ػ ػػدؿ لس ػ ػػنة ‪2003‬ـ ويوديالي ػ ػػو‪ ،‬والي ػ ػػي ي ػ ػػروـ إلػ ػ ػ يمن ػ ػػيف‬
‫ال لسطينييف جميوهً مف الحؽ في المشهرنة السيهسية مف رالؿ اليرش وا قيراع‪.‬‬

‫غ ؿ المشرع ال لسطيني ينظيـ ا قيراع الغيهبي‪ ،‬والذه ييـ في حػهؿ عػدـ يمنػف النهرػب مػف‬ ‫‪‬‬
‫الوةوؿ إل مرنز ا قيراع ألسبهب قد ينوف ةحية و غيرىه‪ ،‬وعهدةً مه يجره ىذا ا قيراع‬
‫بواسطة اإلنيرنت و الونهلة‪ ،‬ممه يوني عدـ يمنف بوض النهربيف ممف اعير يـ طهرل مف‬
‫الحؽ في اليةويت‪.‬‬

‫غ ػ ػػؿ المشػ ػػرع بموجػػػب المػ ػػهدة (‪ )1/6‬مػػػف القػ ػػهنوف المػ ػػذنور موهلجػ ػػة رف ػػض اإلدارة لطلػ ػػب‬ ‫‪‬‬
‫ا سيقهلة‪ ،‬في الوقت الذه يطلب فيو المشرع إرفهؽ مه ي يد بقبوليه‪ ،‬حيػث يػنص المػهدة علػ‬
‫ن سػيـ لمنةػب الػر يس و لو ػوية المجلػس‪ ،‬إ‬ ‫يجوز لل ػهت اليػهلي ذنرىػه يرشػي‬ ‫ف‪:‬‬
‫إذا قدموا اسيقه ييـ مف منهةبيـ‪ ،‬وارفهؽ مه ي يد قبوليه بطلب اليرشي ‪."...‬‬

‫إف النص السهبؽ ينشؼ عػف إحػد ةػور اإلغ ػهؿ اليػي وقػه فييػه المشػرع‪ ،‬وىػو ييولػؽ‬
‫بػهلحؽ فػػي اليرشػ ‪ ،‬بػػهلنظر إلػ ال ػرض اآليػػي‪ :‬قيػهـ موظػػؼ عػػهـ بيقػديـ طلػػب اسػيقهلة‪ ،‬ومػػف رثػػـ‬
‫يػرفض جيػة اإلدارة الموافقػػة علييػه‪ ،‬ممػػه يونػي عػػدـ قػدرة ىػذا الشػػرص علػ اليرشػ بسػبب عػػدـ‬
‫إرفهؽ مه ي يد بقبوؿ ا سيقهلة‪ ،‬األمر الذه ينشى عنو حرمهف حقيقي لذلؾ الشرص مف الحؽ فػي‬
‫اليرشػ ‪ ،‬ممػػه ييطلػػب مػػف المشػػرع اليػػدرؿ وموهلجػػة ىػػذه المسػػىلة اليػػي قػػد ينػػوف مػػف رػػالؿ إلغػػه‬
‫شػػرط إرفػػهؽ قبػػوؿ ا سػػيقهلة‪ ،‬وا ني ػػه بمػػه ُي يػػد يقػػديـ طلػػب ا سػػيقهلة (ننسػػرة عنػػو)‪ ،‬ومػػه دوف‬
‫ذل ػػؾ ُيو ػػد مينهفيػ ػهً م ػػه الم ػػهدة (‪ )3/26‬م ػػف الق ػػهنوف األسهس ػػي ال لس ػػطيني المو ػػدؿ لس ػػنة ‪2003‬ـ‬
‫ويودياليو‪ ،‬اليي ن لت الحؽ في المشهرنة السيهسية يةوييهً ويرشيحهً‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫موجب ػػهت مب ػػد المس ػػهواة المن ػػوؿ بموج ػػب‬ ‫غ ػػؿ المش ػػرع ال لس ػػطيني ف ػػي الم ػػهدة (‪)1/25‬‬ ‫‪‬‬
‫(‪)2‬‬
‫م ػػف الق ػػهنوف األسهس ػػي ال لس ػػطيني‪ ،‬عن ػػدمه جو ػػؿ م ػػدة يق ػػديـ الطو ػػف إلػ ػ قل ػػـ‬ ‫الم ػػهدة (‪)9‬‬
‫المحنمػة يػوميف يبػد مػف يػهريخ يبليػغ القػرار إذا لػـ يحػدد القػهنوف موعػداً ليقػديـ الطوػف‪ ،‬بينمػػه‬

‫ف‪ -1 " :‬إذا لػػـ يحػػدد القػػهنوف موعػػداً ليقػػديـ الطوػػف‪ ،‬يجػػب ف يقػػدـ الطوػػف إلػ قلػػـ المحنمػػة‬ ‫(‪ )1‬ويػػنص علػ‬
‫رػالؿ يػػوميف يبػد مػػف اليػوـ اليػػهلي ليػػهريخ يبليػغ القػرار المطوػوف فيػػو‪ ،‬و ينظػػر المحنمػة فػػي ه طوػف يقػػدـ بوػػد‬
‫ذلؾ الموعد‪."...‬‬
‫يمييز بينيـ بسبب الوػرؽ و الجػنس و اللػوف‬ ‫ف‪ " :‬ال لسطينيوف مهـ القهنوف والق ه سوا‬ ‫(‪ )2‬وينص عل‬
‫و الديف و الره السيهسي و اإلعهقة‪".‬‬

‫‪211‬‬
 ‫(‪)1‬‬
‫مػػف القػػهنوف ن سػػو مػػدة يقػػديـ الطوػػف (‪ )3‬يػػهـ مػػه‬ ‫جوػػؿ المشػػرع ن سػػو فػػي المػػهدة (‪)14‬‬
‫يحديده للحه ت‪.‬‬

‫إف اليبػػهيف الحهةػػؿ فػػي مػػدد الطوػػوف بػػهلرغـ مػػف ا يحػػهد القػػه ـ فػػي المو ػػوع‪ ،‬والػػذه‬
‫ييمرثػ ػػؿ فػ ػػي ف نهفػ ػػة الطوػ ػػوف ينةػ ػػب عل ػ ػ الق ػ ػ اررات الةػ ػػهدرة عػ ػػف لجنػ ػػة ا نيرهبػ ػػهت‬
‫المرنزيػػة‪ ،‬مػػهـ محنمػػة ق ػػهيه ا نيرهبػػهت‪ ،‬ومػػف ذات الطبيوػػة الميمرثلػػة فػػي المنهزعػػهت‬
‫ا نيرهبيػ ػػةي يقي ػ ػػي يوحيػ ػػد المػ ػػدد وفػ ػػه ً لموجبػ ػػهت المػ ػػهدة (‪ )9‬مػ ػػف القػ ػػهنوف األسهسػ ػػي‬
‫ال لسػ ػػطيني الموػ ػػدؿ لسػ ػػنة ‪2003‬ـ ويودياليػ ػػو‪ ،‬مم ػ ػػه ُيويبػ ػػر إغ ػ ػػه ً وقػ ػػه فيػ ػػو المش ػ ػػرع‬
‫ال لسػػطيني‪ ،‬مػػف شػػىنو ف ُيوسػػه المسػػهحة الزمنيػػة للحػػؽ فػػي اليقه ػػي بهلنسػػبة للطػػهعنيف‬
‫الػػذيف بحػػوزييـ (‪ )3‬يػػهـ وفق ػهً للمػػهدة (‪ )14‬مػػف القػػهنوف ا نيرػػهبي المػػذنور‪ ،‬وفػػي اآلف‬
‫ن سػػو ي ػػييؽ المسػػهحة مػػهـ الطػػهعنيف الػػذيف مػػهميـ ىػػهمش زمنػػي (يػػوميف) وفقػهً للمػػهدة‬
‫(‪ )25‬مف القهنوف ن سو‪.‬‬

‫نو‪" :‬إذا نػهف النهرػب ميػهً و موهقػهً‬ ‫‪ ‬نةت المهدة (‪ )4/86‬مف القهنوف ا نيرهبي النهفذ عل‬
‫بةورة يمنوو مف اليىشير عل ورقة ا قيراع بن سو فيمننو ا سيوهنة بػىه شػرص رػر يرثػؽ‬
‫بو بود موافقة طهقـ ا قيراع عل ذلؾ‪ ،‬وعل ر يس طهقـ ا قيراع مراقبة اقيراعو واليىنػد مػف‬
‫ين يذ رغبيو"‪.‬‬

‫يي ػ ػ مػ ػػف المػ ػػهدة السػ ػػهبقة ف المشػ ػػرع ال لسػ ػػطيني بػ ػػهلرغـ مػ ػػف نػ ػػو نظػ ػػـ رةوةػ ػػية‬
‫األشرهص ذوه اإلعهقة واألمييف‪ ،‬غير ف ىذا الينظيـ جه نهقةهً بهلنظر إل عدـ قيهـ المشػرع‬
‫ب ػػهلنص علػ ػ وج ػػوب موا م ػػة م ارن ػػز ا قيػ ػراع م ػػه رةوة ػػية األش ػػرهص ذوه اإلعهق ػػة لي ػػىميف‬
‫ويسييؿ وةوليـ‪ ،‬ممه يقي ي ييي ة البي ة المهدية لمرانز ا قيراع‪ ،‬يمهشيهً مه مسػيلزمهت يػىميف‬
‫الحػػؽ فػػي المشػػهرنة السيهسػػية يةػػوييهً ويرشػػيحهً للجميػػه ودوف يمييػػز‪ ،‬والمن ػػوؿ بموجػػب المػػهدة‬
‫(‪ )3/26‬مف القهنوف األسهسي ال لسطيني المودؿ لسنة ‪2003‬ـ ويودياليو‪.‬‬

‫ف‪ -1 " :‬يجػػوز الطوػػف مػػهـ المحنمػػة فػػي نػػؿ ق ػرار يةػػدره اللجنػػة بشػػىف‪ ) :‬قبػػوؿ و رفػػض‬ ‫(‪ )1‬ويػػنص عل ػ‬
‫طلبهت اليرشي لمنةب الر يس ولو وية المجلس‪ .‬ب) إعهدة و عدـ إعهدة ا نيرهب في ه مرنػز مػف م ارنػز‬
‫ا قيراع‪ .‬ج) قبوؿ و رفض طلبهت اليسجيؿ المقدمة مف ه قه مة انيرهبية‪ .‬د) اعيمهد الرمز الداؿ علػ القه مػة‬
‫ا نيرهبية‪ -2 .‬يقدـ الطوف إلػ قلػـ المحنمػة رػالؿ رثالرثػة يػهـ مػف يػهريخ يبليغػو‪ ،‬وعلػ المحنمػة ف ي ةػؿ فػي‬
‫الطوف الذه يقدـ بموجب ىذه المهدة مف ية رسوـ‪.‬‬ ‫الطوف رالؿ رمسة يهـ مف يهريخ يقديمو‪ُ -3 .‬يو‬

‫‪211‬‬
 ‫المطمب الثنني‬
‫اإلغفنل التشريعي الجزئي في تنظيم الحقوق السينسية غير المينشرة‬
‫يُشػنؿ الحقػػوؽ السيهسػػية غيػػر المبهشػرة األداة اليػػي ُيمنػػف مػػف رالليػػه ل فػراد اليػػىرثير فػػي‬
‫المشػػيد السيهسػػي‪ ،‬ومطهلبػػة السػػلطة السيهسػػية الحهنمػػة بهيرػػهذ إج ػ ار ات و سيهسػػهت و ق ػ اررات‬
‫يجهه ق هيه موينة‪ ،‬وىي يريلؼ عف يلؾ المبهشرة الذه يقوـ فييه الشرص بشػنؿ مبهشػر بهيرػهذ‬
‫القرار و ةنه السيهسهت‪ ،‬وسوؼ يقوـ البهحػث بهسػيوراض وجػو اإلغ ػهؿ اليشػريوي الجز ػي فػي‬
‫ينظيـ الحقوؽ السيهسية غير المبهشرة عل النحو اآليي‪:‬‬

‫الفرع األول‬
‫الحق في تقمد الوظنئف العنمة‬
‫ُيويبر الحؽ في يقلد الوظه ؼ الوهمػة علػ قهعػدة ينػهفد ال ػرص ةػورة مػف ةػور الحػؽ‬
‫في المشهرنة السيهسية‪ ،‬ولني ييـ إعمهؿ ىذا الحؽ‪ ،‬ف ف مسه ؿ اليوييف واليرقيػة والوقػؼ المدقػت‬
‫يجب ف ييـ عل قهعدة ينهفد ال رص‪ ،‬طهلمه يمهرثلت المرانز القهنونية‪.‬‬

‫‪ -0‬القنعدة الدستورية التي تكفل الحق في تقمد الوظنئف العنمة‪:‬‬

‫ف‪" :‬لل لس ػػطينييف ح ػػؽ‬ ‫ي ػػنص الم ػػهدة (‪ )4/26‬م ػػف الق ػػهنوف األسهس ػػي ال لس ػػطيني علػػ‬
‫المشػػهرنة فػػي الحيػػهة السيهسػػية فػراداً وجمهعػػهت وليػػـ علػ وجػػو الرةػػوص الحقػػوؽ اآلييػػة‪-4 :‬‬
‫يقلد المنهةب والوظه ؼ الوهمة عل قهعدة ينهفد ال رص‪."...‬‬

‫‪ -6‬القوانين الننظمة لمحق في تقمد الوظنئف العنمة‪:‬‬

‫ُيويبر قهنوف رقـ (‪ )4‬لسنة ‪1998‬ـ ب ةػدار قػهنوف الردمػة المدنيػة ويودياليػو(‪ ،)1‬والػذه‬
‫يينوف مف (‪ )108‬مواد القهنوف الرهص بينظيـ الوظي ة الوهمة المدنية‪ ،‬نمه ُيويبر قهنوف الردمػة‬

‫(‪ )1‬ةػػدر بيػػهريخ ‪2005/4/2‬ـ قػػهنوف رقػػـ (‪ )4‬لسػػنة ‪2005‬ـ الموػػدؿ لقػػهنوف الردمػػة المدنيػػة رقػػـ (‪ )4‬لسػػنة‬
‫‪1998‬ـ‪ ،‬منشػػور فػػي الوػػدد (‪ )54‬مػػف الوقػػه ه ال لسػػطينية‪ -‬الجريػػدة الرسػػمية‪ ،‬بريػػؿ‪2005 /‬ـ‪ ،‬المرجػػه السػػهبؽ‪،‬‬
‫ص‪ .39‬ويـ يوديلو بموجب قرار بقهنوف رقـ (‪ )1‬لسػنة ‪2017‬ـ‪ .‬ويػـ يوديلػو بموجػب قػرار بقػهنوف رقػـ (‪ )2‬لسػنة‬
‫‪2019‬ـ‪ ،‬ويػػـ يوديلػػو بموجػػب ق ػرار بقػػهنوف رقػػـ (‪ )35‬لسػػنة ‪2021‬ـ ويػػـ يوديلػػو بموجػػب ق ػرار بقػػهنوف رقػػـ (‪)24‬‬
‫لسنة ‪2022‬ـ‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫في قو األمف ال لسطينية رقـ (‪ )5‬لسنة ‪2008‬ـ ويودياليو (‪ ،)1‬والذه يينوف مػف (‪ )222‬مػهدة‪،‬‬
‫الق ػػهنوف الن ػػهظـ للوظي ػػة الوهم ػػة الوس ػػنرية‪ ،‬وف ػػي ى ػػذا اإلط ػػهر يو ػػرض الد ارس ػػة وج ػػو اإلغ ػ ػػهؿ‬
‫اليشريوي اليي يويرييمه‪:‬‬

‫أ‪ .‬اإلغفنل التشـريعي الجزئـي فـي قـننون الخدمـة فـي قـوى األمـن الفمسـطينية رقـم (‪ )8‬لسـنة‬
‫‪6115‬م وتعديالتو‪:‬‬

‫ُيويبػػر قػػهنوف الردمػػة فػػي قػػو األمػػف ال لسػػطينية المػػدرؿ الرثػػهني ليمنػػيف الم ػواطنيف مػػف‬
‫الحػؽ فػػي يقلػػد الوظػه ؼ الوهمػػة‪ ،‬ومػػف ىػذا المنطلػػؽ سػػوؼ يقيةػر الد ارسػػة فػػي بحرثيػه عػػف وجػػو‬
‫اإلغ ػػهؿ اليشػريوي الجز ػػي فػػي قػػهنوف الردمػػة فػػي قػػو األمػػف ال لسػػطينية‪ ،‬مػػف الجهنػػب اليمنينػػي‬
‫للحؽ‪:‬‬

‫‪ ‬نظـ المشرع ال لسطيني مسىلة يوييف ال بهط في قو األمف بموجب المهدة (‪ )5‬مػف القػهنوف‬
‫ف‪" :‬يوػػيف ال ػػبهط فػػي قػػو األمػػف مػػف بػػيف ال ػػهت اليهليػػة‪-1:‬‬ ‫المػػذنور واليػػي نةػػت علػ‬
‫رريجو النليهت والموهىد الوسنرية ال لسطينية‪ ،‬ورريجػو النليػهت والموهىػد الوسػنرية األرػر‬
‫المويػػرؼ بيػػه قهنون ػهً‪ -1 .‬ا ريةهةػػيوف مػػف حملػػة الشػػيهدات الجهمويػػة األول ػ مػػف إحػػد‬
‫الجهموػهت ال لسػطينية‪ ،‬و مػه يوهدليػه مػف ىػذه الشػيهدات مػف إحػد الجهموػهت المويػرؼ بيػه‬
‫قهنونػ ػهً ال ػػذيف يليحق ػػوف بهل ػػدورات الوس ػػنرية المق ػػررة‪ -3 .‬رريج ػػو الموهى ػػد اليقني ػػة م ػػف حمل ػػة‬
‫الشيهدات الرثهنوية الذيف يليحقوف بهلدورات الوسنرية المقررة‪".‬‬

‫يي ػ ػ ػ م ػ ػػف ال ػ ػػنص الس ػ ػػهبؽ ف المش ػ ػػرع ال لس ػ ػػطيني غ ػ ػػؿ يحدي ػ ػػد الش ػ ػػروط الرهة ػ ػػة‬
‫بهلمواطنيف نهلسف والجنسية والحهلة الةحية والوقلية‪ ،‬وحظر اليمييز‪ ،‬نمه نو لـ يحدد في ال قػرة‬
‫الرثهنية طبيوة اليرةةهت المطلوبة لليوييف‪ ،‬األمر الػذه يشػوبو قةػور فػي الينظػيـ‪ ،‬ويجولػو‬
‫يس ػػيجيب لميطلب ػػهت الم ػػهدة (‪ )4/26‬م ػػف الق ػػهنوف األسهس ػػي ال لس ػػطيني المو ػػدؿ لس ػػنة ‪2003‬ـ‬
‫ين ػػذ‬ ‫ويودياليػػو‪ ،‬اليػػي ين ػػؿ الحػػؽ فػػي يقلػػد الوظػػه ؼ الوهمػػة علػ قهعػػدة ينػػهفد ال ػػرص‪ ،‬حيػػث‬
‫ىػػذه الن هلػػة فػػي إيهحػػة الحػػؽ مػػهـ الم ػواطنيف دوف يبنػػي شػػروط مولومػػة لػػد جميػػه الم ػواطنيف‪،‬‬
‫سػ ػػس غيػ ػػر‬ ‫ييسػ ػػه السػ ػػلطة اليقديريػ ػػة إلدارة قػ ػػو األمػ ػػف‪ ،‬وييجػ ػػو إل ػ ػ اليويػ ػػيف عل ػ ػ‬ ‫ولنػ ػػي‬

‫(‪ )1‬منشور في الودد (‪ )56‬مف الوقػه ه ال لسػطينية‪ -‬الجريػدة الرسػمية‪ ،‬يونيػو‪2005/‬ـ‪ ،‬ص‪ ،4‬نمػه جػر يوػديؿ‬
‫عليو بموجب قرار بقهنوف رقـ (‪ )28‬لسنة ‪2019‬ـ‪ ،‬منشػور فػي الوػدد (‪ ،)162‬مػف الوقػه ه ال لسػطينية‪ -‬الجريػدة‬
‫الرسمية‪ ،‬بيهريخ ‪2019/12/26‬ـ ص‪.11‬‬

‫‪211‬‬
‫مو وعية‪ ،‬يحدث مويه اسيقطهبهً دارػؿ ىيهنػؿ قػو األمػف لةػهل حػزب سيهسػي مػه و شػرص‬
‫مه‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫مػػف قػهنوف الردمػة فػػي قػو األمػف‪ ،‬اليػػي‬ ‫و يقػدح فػي ىػذا القػػوؿ نػص المػهدة (‪)218‬‬
‫ييوهرض‬ ‫قهلت بهنطبهؽ حنهـ قهنوف الردمة المدنية عل ال بهط و بهط الةؼ واألفراد بمه‬
‫ييشػػهبو‬ ‫مػػه حنػػهـ ىػػذا القػػهنوف‪ ،‬ذلػػؾ ف الشػػروط المطلوبػػة لشػػغؿ الوظي ػػة المدنيػػة‪ ،‬بهل ػػرورة‬
‫موظميه مه الظروؼ المطلوبة لشغؿ الوظي ة الوسنرية‪ ،‬وينسػحب القةػور السػهبؽ علػ مسػه ؿ‬
‫(‪)2‬‬
‫مػف القػهنوف ن سػو‪ ،‬واليػي غ لػت بيػهف‬ ‫بهط الةؼ واألفػراد الػواردة فػي المػهدة (‪)132‬‬ ‫يوييف‬
‫شروط اليوييف‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫م ػػف قػػهنوف الردم ػػة فػػي ق ػػو‬ ‫غ ػػؿ المش ػػرع ال لسػػطيني ف ػػي الم ػواد م ػػف (‪ 29‬وحي ػ ‪)31‬‬ ‫‪‬‬
‫األمفي يحديد الجية المريةة بيجميه ويلقػي يقػهرير الن هيػة الرهةػة بهل ػبهط واليػي ييريػب‬
‫ف يقريػر األىليػة ينبنػي عليػو‬ ‫ىلييو للوظي ػة و اليرقيػة‪ ،‬وبػهلنظر إلػ‬ ‫علييه النظر في مد‬

‫ييوػػهرض مػػه حنػػهـ ىػػذا القػػهنوف‬ ‫ػػبهط و ػػبهط ةػػؼ و فػراد قػػو األمػػف بمػػه‬ ‫ف‪ " :‬يطبػػؽ علػ‬ ‫(‪ )1‬ويػػنص علػ‬
‫األحنهـ الواردة في قهنوف الردمة المدنية وقهنوف اليىمينهت ا جيمهعية الموموؿ بيمه عند الومؿ بيذا القهنوف‪".‬‬
‫ف‪ " :‬الردم ػػة الوسػػنرية‪ -1 :‬الردم ػػة الوسػػنرية ينػػوف ردم ػػة بػػهليطوع و ردم ػػة إلزاميػػة و ردم ػػة‬ ‫(‪ )2‬ويػػنص عل ػ‬
‫احييهطي ػػة وينظ ػػيـ بق ػػهنوف‪ -2 .‬الردم ػػة الوس ػػنرية اإللزامي ػػة ينظمي ػػه قػ ػوانيف الردم ػػة اإللزامي ػػة‪ -3 .‬الردم ػػة الوس ػػنرية‬
‫بهليطوع ينظـ وفقهً ألحنهـ ىذا القهنوف"‪.‬‬
‫ف‪ -1 :‬ير ػػه ال ػػهبط لنظػػهـ يقػػهرير الن ػػه ة عل ػ الوجػػو اآليػػي‪ - :‬يقريػػر ن ػػه ة‬ ‫(‪ )3‬ويػػنص المػػهدة (‪ )29‬عل ػ‬
‫ويرثبيت نؿ سية شير لل بهط الموينيف يحػت ا ريبػهر‪ .‬ب‪ -‬يقريػر ن ػه ة نػؿ سػنة لل ػبهط المرثبيػيف مػف ريبػة مػالزـ‬
‫إل ريبة عميد‪ .‬ج‪ -‬يقرير ن ه ة مريةر لل بهط الذيف يويد إلييـ بميهـ رهةة دارؿ الوطف و رهرجػو‪ -2 .‬للجنػة‬
‫ال ػػبهط ف ي ػػه يق ػػهرير ن ػػه ة رهة ػػة‪ ،‬نيق ػػهرير لليوة ػػية بردم ػػة األرن ػػهف و الو ػػه بنش ػػوؼ األىلي ػػة للقي ػػهدة و‬
‫اليوةية بمن األوسمة‪ ،‬واألنػواط‪ ،‬والميػداليهت‪ ،‬وغيرىػه‪ -3 .‬يجػوز فػي األحػواؿ ا سػيرثنه ية نيهبػة يقريػر ن ػه ة رػهص‬
‫عف ال ػهبط مػف قبػؿ قه ػده المبهشػر فػي ه وقػت بنػه علػ طلػب القه ػد الوػهـ و مػدير عػهـ األمػف الػدارلي و ر ػيس‬
‫المرػػهبرات الوهمػػة‪ ،‬حسػػب مقي ػ الحػػهؿ‪ ،‬إذا نػػهف ال ػػهبط غيػػر ةػػهل للردمػػة أله وجػػو مػػف الوجػػوه‪ -4 .‬إذا نػػهف‬
‫ينػوف الػييـ المنسػوبة إليػو ذات رثػر‬ ‫ال هبط قيد يحقيؽ و محهنمة فيشهر إل ذلؾ في يقرير الن ػه ة السػنوه علػ‬
‫عند نيهبة اليقرير مه لـ يرثبت إدانيو‪".‬‬
‫ف‪" :‬يبلغ ال هبط الذه ينيب عنو يقرير ن ه ة سنوه غير مػرض بم ػموف ىػذا اليقريػر إذا‬ ‫المهدة (‪ )30‬وينص عل‬
‫قريو لجنة ال بهط ولو يقديـ وجو دفهعو إل اللجنة رالؿ رمسة عشر يومًه مف يهريخ يبليغو بو‪ ،‬وي ةؿ اللجنػة فػي‬
‫يظلمو وينوف قرارىه نيه يه بيذا الشىف‪".‬‬
‫ف‪" :‬إذا نيػػب عػػف ال ػػهبط يقريػػر ن ػػه ة غيػػر مػػرض وذنػػر ف ال ػػهبط غيػػر ىػػؿ لوظي يػػو‬ ‫المػػهدة (‪ )31‬ويػػنص علػ‬
‫الحهلية و لوظي ة رر و لليرقية يورض مره عل لجنة ال بهط ويحدد الال حة الين يذية اإلج ار ات الواجب ايبهعيػه‬
‫في مرثؿ ىذه الحه ت‪".‬‬

‫‪211‬‬
‫قػدرة ال ػػهبط الػػذه ىػػو فػػي األةػػؿ مػواطفي علػ مبهشػريو للحػػؽ فػػي يقلػػد الوظػػه ؼ الوهمػػة‪،‬‬
‫ونوف ف الحؽ في اليرقية حد منونهت الحؽ في الوظي ة الوهمػة والبقػه واليطػور فييػه‪ ،‬فػ ف‬
‫إغ هؿ المشرع يسػمية جيػة مريةػة يقػوـ بيجميػه ويلقػي يقػهرير الن ػه ة‪ ،‬يػدده إلػ اإلرػالؿ‬
‫بهلمهدة الدسيورية (‪ )4/26‬مف القهنوف األسهسي ال لسطيني المودؿ لسنة ‪2003‬ـ ويودياليو‪،‬‬
‫اليي ين ؿ الحؽ في يقلد المنهةب والوظه ؼ الوهمة‪.‬‬

‫ف‪" :‬يمػن السػيدة ال ػهبط إجػهزة‬ ‫‪ ‬ينص المهدة (‪ )82‬مف قهنوف الردمة في قو األمف‪ ،‬علػ‬
‫مومة برايب نهمؿ لمدة عشػرة سػهبيه‪ ،".‬نمػه نةػت المػهدة (‪ )163‬مػف القػهنوف ن سػو‪ ،‬علػ‬
‫هبط الةؼ و ال رد إجهزة مومة برايب نهمؿ لمدة عشرة سهبيه"‪.‬‬ ‫ف‪" :‬يمن السيدة‬

‫يي ػ مػػف الػػنص السػػهبؽ ف المشػػرع ال لسػػطيني وقػػه فػػي إغ ػػهؿ ييمرثػػؿ فػػي عػػدـ الػػنص‬
‫عل ػ إجػػهزة الػػو دة‪ ،‬بػػهلرغـ مػػف نػػو ذنرىػػه فػػي المػػهدة (‪ )6/76‬مػػف القػػهنوف ذايػػو بشػػىف‬
‫ف‪" :‬ين ػػوف اإلج ػػهزات المق ػػررة وفقػ ػهً ألحن ػػهـ ى ػػذا‬ ‫إج ػػهزات ال ػػبهط‪ ،‬والي ػػي نة ػػت علػ ػ‬
‫القػهنوف علػ النحػػو اآليػػي‪ :‬إجػػهزة مومػػة وو دة"‪ ،‬وذنرىػػه فػػي المػػهدة (‪ )158‬مػػف القػػهنوف‬
‫ف‪" :‬ينػػوف اإلجػػهزات‬ ‫ػػبهط الة ػؼ واألف ػراد‪ ،‬واليػػي نةػػت عل ػ‬ ‫ن سػػو بشػػىف إجػػهزات‬
‫المقررة وفقهً ألحنهـ ىذا القهنوف عل النحو اآليي‪ :‬إجهزة مومة وو دة"‪.‬‬

‫نمػه نػػو وقػه فػػي رلػط فػػي يحديػػده ل مومػة‪ ،‬حيػػث إف إجػهزة الػػو دة ىػي اليػػي ينػػوف ‪10‬‬
‫سهبيه‪ ،‬واألمومػة ينػوف مػف رػالؿ ا نةػراؼ مػف الومػؿ قبػؿ سػهعة مػف انييػه الردمػة‪ ،‬حسػبمه‬
‫(‪)1‬‬
‫مف قهنوف الردمة المدنية ال لسطيني‪ ،‬واليي يػـ يوػديليه بموجػب قػرار‬ ‫نةت عليو المهدة (‪)88‬‬
‫بق ػ ػػهنوف رق ػ ػػـ (‪ )24‬لس ػ ػػنة ‪2022‬ـ‪ ،‬المو ػ ػػدؿ لق ػ ػػهنوف الردم ػ ػػة المدني ػ ػػة رق ػ ػػـ (‪ )4‬لس ػ ػػنة ‪1998‬ـ‬
‫ويودياليو‪ ،‬حيث ةبحت إجػهزة الػو دة ‪-‬الو ػه‪ 90( -‬يومػهً)‪ ،‬مدفوعػة األجػر مرثليػه مرثػؿ إجػهزة‬
‫األمومة ‪-‬الر هعة‪ ،-‬وليه الحؽ في إجهزة دوف رايب لرعهييو‪.‬‬

‫نمػ ػػه يظيػ ػػر ف المػ ػػهدييف (‪ )82‬و(‪ )163‬غ ليػ ػػه ذنػ ػػر ف إجػ ػػهزة الوش ػ ػرة سػ ػػهبيه ينػ ػػوف‬
‫مدفوعة األجر‪.‬‬

‫ولمػػه نػػهف ينظػػيـ الحػػؽ فػػي اإلجػػهزة ُيويبػػر حػػد الرنػػه ز األسهسػػية للوظي ػػة الوهمػػة‪ ،‬ف ػ ف‬
‫إغ ػػهؿ ينظيميػػه عل ػ نحػػو مينهمػػؿ ييوػػهرض مػػه الحػػؽ الدسػػيوره فػػي يقلػػد المنهةػػب والوظػػه ؼ‬

‫ف‪ - 1 " :‬يمػػن الموظ ػػة الحهمػػؿ إجػػهزة ب اريػػب نهمػػؿ لمػػدة عش ػرة سػػهبيه ميةػػلة قبػػؿ الو ػػه‬ ‫(‪ )1‬ويػػنص علػ‬
‫وبوده‪ - 2 .‬للموظ ة المر وة الحؽ فػي ا نةػراؼ مػف الومػؿ قبػؿ موعػد انييه ػو بسػهعة واحػدة ولمػدة سػنة مػف‬
‫يهريخ مولد الط ؿ وليه الحؽ في إجهزة دوف رايب لمدة عهـ لرعهييو"‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫الوهمػة المن ػػوؿ بموجػب المػػهدة (‪ )4/26‬مػػف القػهنوف األسهسػػي ال لسػطيني الموػػدؿ لسػػنة ‪2003‬ـ‬
‫ويودياليو‪.‬‬

‫غ ػػؿ المشػػرع ال لسػػطيني موجبػػهت مبػػد المسػػهواة المن ػػوؿ بموجػػب المػػهدة (‪ )9‬مػػف القػػهنوف‬ ‫‪‬‬
‫األسهسي ال لسطيني المودؿ لسنة ‪2003‬ـ ويودياليو‪ ،‬في ينظيمو إلجهزات ال بهط و ػبهط‬
‫الةؼ واألفراد‪ ،‬حيث من إجهزة الدراسة لل بهط‪ ،‬بينمه لػـ يمنحيػه ل ػبهط الةػؼ واألفػراد‪،‬‬
‫(‪)2‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫ػػػبهط‬ ‫الرهة ػػة ب ج ػػهزات‬ ‫الرهة ػػة بهل ػػبهط‪ ،‬و(‪)158‬‬ ‫بد ل ػػة ن ػػص المػ ػػهدييف (‪)86‬‬
‫الةؼ واألفراد‪ ،‬وفي ذلػؾ يوػهرض مػه الحػؽ فػي اإلجػهزة الد ارسػية اليػي يويبػر مػف ميطلبػهت‬
‫الحؽ في الوظي ة الوهمة‪ ،‬واليي مف شهنيه يطوير النهدر الوظي ي‪ ،‬ممه يشنؿ إرال ً بػهلحؽ‬
‫الدسػػيوره فػػي يقلػػد المنهةػػب والوظػػه ؼ الوهمػػة علػ قهعػػدة ينػػهفد ال ػػرص المن ػػوؿ بموجػػب‬
‫المهدة (‪ )4/26‬مف القهنوف األسهسي ال لسطيني المودؿ لسنة ‪2003‬ـ ويودياليو‪.‬‬

‫ن ػو‪ ..." :‬نمػػه يجػػوز للجنػػة‬ ‫‪ ‬يػػنص المػػهدة (‪ )122‬مػػف قػػهنوف الردمػػة فػػي قػػو األمػػف عل ػ‬
‫ال ػػبهط ف ينيػػي ردمػػة ال ػػهبط الػػذه م ػ رمػػس عشػرة سػػنة ردمػػة‪ ،‬ويسػػيحؽ ال ػػبهط‬
‫الذيف ينيي ردمهييـ في إحد الحهلييف موهشهً يقهعديهً حسب مدة الردمة"‪.‬‬

‫ييبػػيف مػػف الػػنص السػػهبؽ ف المشػػرع غ ػػؿ اعيبػػهرات الحػػؽ فػػي البقػػه حي ػ بلػػوغ سػػف‬
‫اليقهعػػد فػػي الوظي ػػة الوهمػػة طهلمػػه ف الموظػػؼ لػػـ يرػػرؽ الق ػوانيف والموػػهيير عل ػ نحػػو رطيػػر‪،‬‬
‫ويويبر البقه مف الونهةر األسهسية للحؽ في الوظي ة الوهمة‪ ،‬وعليو ف ف السمهح للجنة ال بهط‬
‫ب نيػػه ردمػػة ال ػػهبط الػػذه م ػ رمػػس عشػػرة سػػنة دوف سػػبب موقػػوؿ ووا ػ ُيوػػد إرػػال ً‬
‫بهلحؽ الدسيوره لل لسطينييف في المشهرنة السيهسية مػف رػالؿ يقلػد المنهةػب والوظػه ؼ الوهمػة‬
‫عل ػ قهعػػدة ينػػهفد ال ػػرص المن ػػوؿ بموجػػب المػػهدة (‪ )4/26‬مػػف القػػهنوف األسهسػػي ال لسػػطيني‬
‫المودؿ لسنة ‪2003‬ـ ويودياليو‪.‬‬

‫(‪ )1‬ويػػنص عل ػ ف‪ " :‬يجػػوز للػػوزير المرػػيص مػػن ال ػػهبط إجػػهزة د ارسػػية بػػدوف اريػػب بنػػه ً عل ػ طلبػػو بمػػه‬
‫مدة ست سنوات في الردمة وموافقة لجنة ال بهط‪ ،‬ويمن ىذه اإلجهزة‬ ‫ييوهرض مه مةلحة الردمة لمف م‬
‫لمدة سنة قهبلة لليجديد سنويهً لمدة رثالث سنوات‪ ،‬و حي انييه دراسيو ييمه قؿ‪ ،‬وفقهً للشروط وال وابط بػهليي‬
‫يحددىه الال حة الين يذية ليذا القهنوف دونمه إرالؿ بهألحنهـ الرهةة بهليىميف والموهشهت‪.‬‬
‫ف‪ " :‬ينػػوف اإلجػػهزات المقػػررة وفقػهً ألحنػػهـ ىػػذا القػػهنوف علػ النحػػو اآليػػي‪ -1 :‬إجػػهزة عهديػػة‪.‬‬ ‫(‪ )2‬ويػػنص علػ‬
‫‪ -2‬إجػ ػػهزة عر ػ ػػية‪ -3 .‬إجػ ػػهزة مر ػ ػػية‪ -4 .‬إجػ ػػهزة الح ػ ػ لم ػ ػرة واحػ ػػدة‪ -5 .‬إجػ ػػهزة مومػ ػػة وو دة‪ -6 .‬إجػ ػػهزة‬
‫اسيرثنه ية"‪.‬‬

‫‪212‬‬
 ‫ب‪ .‬قننون الخدمة المدنية رقم (‪ )4‬لسنة ‪0998‬م وتعديالتو‬

‫ف يقلد الوظه ؼ الوهمة حؽ‬ ‫غ ؿ المشرع ال لسطيني في قهنوف الردمة المدنية النص عل‬ ‫‪‬‬
‫قهعدة ينهفد ال رس طهلمه يوافرت فيو الشروط المنهسبة‪ ،‬و نيه مدرؿ‬ ‫لنؿ مواطف وعل‬
‫للمشهرنة في إدارة الشدوف الوهمة للبالد‪ ،‬وفه ً للمهدة (‪ )4/26‬مف القهنوف األسهسي‬
‫ال لسطيني‪ ،‬األمر الذه سوؼ يظير حقهً في النةوص الميولؽ ب غ هؿ موجبهت مبد‬
‫المسهواة المن وؿ بموجب المهدة (‪ )9‬مف القهنوف األسهسي‪ ،‬وذلؾ رالفهً لمه ذىب إليو‬
‫المشرع الج از ره في القهنوف األسهسي الوهـ للوظي ة الومومية لسنة ‪2006‬ـ بموجب المهدة‬
‫(‪ ،)1()74‬والمشرع المةره في المهدة (‪ )1‬مف قهنوف الردمة المدنية رقـ (‪ )81‬لسنة‬
‫‪2016‬ـ(‪.)2‬‬

‫غ ؿ المشرع ال لسطيني في المهدة (‪ )1‬مف قهنوف الردمة المدنية رقـ (‪ )4‬لسنة ‪1998‬ـ‬ ‫‪‬‬
‫ويودياليو‪ ،‬اليي جه ت ليوريؼ الموظؼ الوهـي ينظيـ نواع رر مف األعمهؿ‪ ،‬حيث لـ‬
‫يميد نطهقيه إل الوهمليف في المجهلس المحلية البلدية و القروية‪ ،‬بهلرغـ مف نيـ ُيقدموف‬
‫الردمة ويشهرنوف في إدارة ويقديـ ردمهت مرفقية في نطهؽ جغرافي مويف عل نحو دا ـ‪،‬‬
‫واقيةر عل الموظ يف الموينيف في الدوا ر الحنومية وييقه وف رايبهً مف ميزانية الدولة‪،‬‬
‫األمر الذه ييوهرض مه طبيوة الحؽ الدسيوره في يقلد الوظه ؼ الوهمة عل قهعدة ينهفد‬
‫ف‬ ‫ال رص‪ ،‬المن وؿ بموجب المهدة (‪ )4/26‬مف القهنوف األسهسي ال لسطيني‪ ،‬بهلنظر إل‬
‫ىذا الحؽ ُيويبر مدرالً للمشهرنة في إدارة الشدوف الوهمة للبالد‪ ،‬وبمه ف الوهمليف في‬
‫المجهلس المحلية ي طلووف ب دارة جهنب مويف مف الشىف الوهـ‪ ،‬فنهف لزامهً عل قهنوف‬
‫الردمة المدنية ف يشمليـ‪ ،‬ممه يغدو موو ىذا الينظيـ قهة اًر‪.‬‬

‫ف‪ " :‬ير ه اليوظيؼ إل مبد المسهواة في ا ليحهؽ الوظه ؼ الومومية"‪.‬‬ ‫(‪ )1‬وينص عل‬
‫ف‪" :‬الوظػػه ؼ المدنيػػة حػػؽ‬ ‫(‪ )2‬يػػنص المػػهدة (‪ )1‬مػػف البػػهب األوؿ مػػف قػػهنوف الردمػػة المدنيػػة المةػػره‪ ،‬عل ػ‬
‫س ػػهس الن ػػه ة والج ػػدارة‪ ،‬وى ػػي ينلي ػػؼ للق ػػه ميف بي ػػه لردم ػػة الش ػػوب‪ ،‬وين ػػؿ الدول ػػة حقػػػوقيـ‬ ‫للمػ ػواطنيف علػ ػ‬
‫ويحظػػر اليمييػز بػػيف المػػوظ يف فػي يطبيػػؽ حنػػهـ‬
‫وحمػهيييـ‪ ،‬وقيػػهميـ بػػىدا واجبػهييـ فػػي رعهيػػة مةػهل الشػػوب‪ُ .‬‬
‫ىذا القهنوف بسبب الديف و الجنس و أله سبب رر"‪.‬‬

‫‪212‬‬
 ‫(‪)1‬‬
‫مف قهنوف الردمة المدنية اليوييف عل‬ ‫غ ؿ المشرع ال لسطيني بموجب المهدة (‪)24‬‬ ‫‪‬‬
‫موهيير و سس رر غير مولف‬ ‫سهس الن ه ة والجدارة‪ ،‬ممه يوني إمنهنية اليوييف عل‬
‫عنيه‪ ،‬ويدند ىذا القوؿ عجز المهدة (‪ )2()20‬مف القهنوف ذايو‪ ،‬واليي بم يوـ المرهل ة يوني‬
‫إمنهنية اليوييف في الوظي ة الوهمة دوف اجييهز ا ريبهرات المطلوبة‪ ،‬األمر الذه ُيويبر‬
‫ينيمؿ بيه ينظيـ الحؽ في يقلد الوظه ؼ الوهمة‪ ،‬والذه‬ ‫ينظيمهً قهة اًر ألحد الجوانب اليي‬
‫يجب ف يقيرف بقهعدة ينهفد ال رص‪ ،‬ومه دوف ذلؾ ُيويبر مينهفيهً مه المهدة الدسيورية‬
‫(‪ )4/26‬مف القهنوف األسهسي ال لسطيني‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫موجبهت مبد‬ ‫غ ؿ المشرع ال لسطيني في قهنوف الردمة المدنية بموجب المهدة (‪)16‬‬ ‫‪‬‬
‫المسهواة في اليوييف‪ ،‬حيث جولت المهدة المذنورة يوييف ةحهب ال ة الوليه مف قبؿ الر يس‬
‫يليـ دوف المنهفسة عل قهعدة ينهفد‬ ‫ال لسطيني بود ينسيب مجلس الوز ار ‪ ،‬ممه يوني ي‬
‫مه حنهـ المهدة (‪ )4/26‬مف القهنوف‬ ‫ال رص مه بهقي المواطنيف‪ ،‬األمر الذه يينهف‬

‫ف‪ " :‬يشػػيرط فػػيمف يوػػيف فػػي ه وظي ػػة ف ينػػوف‪ - 1 :‬فلسػػطينيهً و عربي ػهً‪ - 2 .‬قػػد نمػػؿ‬ ‫(‪ )1‬ويػػنص عل ػ‬
‫يييسػػر فييػػه‬ ‫ويرثُْبػػت عمػػر الموظػػؼ بشػػيهدة مػػيالده الرسػػمية وفػػي األحػواؿ اليػػي‬
‫السػػنة الرثهمنػػة عش ػرة مػػف عمػره َ‬
‫الحةوؿ عل شيهدة الميالد يقدر عمره بقرار ييرذه اللجنة الطبية المريةة ويويبر قرارىه في ىذا الشىف نيه يهً‪.‬‬
‫‪ - 3‬رهلي ػهً مػػف األم ػراض والوهىػػهت البدنيػػة والوقليػػة اليػػي يمنوػػو مػػف القيػػهـ بىعمػػهؿ الوظي ػػة اليػػي سػػيويف فييػػه‬
‫نػػو يجػوز يويػػيف الن يػؼ فػي عينيػػو و فهقػد البةػػر فػي إحػػد‬ ‫بموجػب قػرار مػػف المرجػه الطبػػي المرػيص‪ ،‬علػ‬
‫ػيويف‬
‫عينيو و ذه اإلعهقة الجسدية‪ ،‬إذا لـ ينف ه مػف يلػؾ اإلعهقػهت يمنوػو مػف القيػهـ بىعمػهؿ الوظي ػة اليػي س ّ‬
‫ف ييػوافر فيػو الشػروط األرػر لليهقػة الةػحية‪ - 4 .‬ميميوػهً بحقوقػو‬ ‫فييػه بشػيهدة المرجػه الطبػي المرػيص علػ‬
‫المدنيػة غيػر محنػوـ عليػو مػف محنمػة فلسػطينية مريةػػة بجنهيػة و بجنحػة مرلػة بهلشػرؼ و األمهنػة مػه لػـ يػػرد‬
‫إليو اعيبهره"‪.‬‬
‫(‪ ) 2‬وينص عؿ ف‪ " :‬في الوظه ؼ اليي يسيدعي شغليه إج ار مسهبقهت نيهبيػة وشػ يية يػيـ اإلعػالف عػف إجػ ار‬
‫المسػػهبقهت النيهبيػػة و ً‪ ،‬ويػػدع النػػهجحوف فػػي ا ميحػػهف النيػػهبي فقػػط إلجػ ار المسػػهبقهت الشػ يية ويػػيـ اإلعػػالف‬
‫المسهبقهت"‪.‬‬ ‫عف سمه النهجحيف في المسهبقهت الش يية حسب اليرييب النيه ي لنيه‬
‫ف‪" :‬يويف بهقي ردسه الدوا ر الحنومية المسػيقلة مػف ال ػة الوليػه بقػرار مػف ر ػيس‬ ‫(‪ ) 3‬وينص بود اليوديؿ عل‬
‫السلطة الوطنية بنه ً عل ينسيب مف مجلس الوز ار ‪ ،".‬ولقد عرفت المهدة (‪ )1‬مف قهنوف رقـ (‪ )4‬لسنة ‪2005‬ـ‬
‫المودؿ لقهنوف رقـ (‪ )4‬لسنة ‪1998‬ـ ويودياليوي ال ػة الوليػه علػ نيػه‪" :‬الوظػه ؼ اليرطيطيػة واإلشػرافية الوليػه‪،‬‬
‫وينػػوف مسػػدوليهت مػػوظ ي ىػػذه ال ػػة اإلش ػراؼ عل ػ ين يػػذ ىػػداؼ الػػدوا ر الحنوميػػة فػػي المجػػه ت اليرةةػػية‬
‫المريل ػػة وو ػػه الرطػػط والب ػرام وايرػػهذ الق ػ اررات واإلج ػ ار ات لين يػػذىه‪ .‬ويشػػيرط فػػييـ يػػوفر المػػدىالت الولميػػة‬
‫والرب ػرات الومليػػة المطلوبػػة‪ ،‬ويػػيـ يويػػيف الػػونال والػػونال المسػػهعديف وردسػػه الػػدوا ر والمػػديريف الوػػهميف مػػف‬
‫موظ ي ىذه ال ة و مه يوهدليه"‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫ويشنؿ اميداداً لليمييز الحهةؿ في قهنوف الردمة المدنية‪ ،‬وينسحب‬‫األسهسي ال لسطيني‪ُ ،‬‬
‫األمر عل المواد (‪ ،)1()17‬و(‪ )2( )18‬مف القهنوف ذايو‪ ،‬واليي يًظير يبهيف الجية اليي‬
‫واف نهف ىذا اليبهيف مرده طبيوة يلؾ الوظه ؼ واريبهطيه‬ ‫يملؾ ةالحية اليوييف‪ ،‬حي‬
‫يجوز إغ هؿ يقلد يلؾ الوظه ؼ عل قهعدة ينهفد ال رص‪،‬‬ ‫نو‬ ‫برس الجيهز اإلداره‪ ،‬إ‬
‫ممه يقي ي إر هع الميقدميف للوظي ة والذيف ييقهسموف ن س الشروط والمدىالت إل‬
‫اريبهر‪.‬‬

‫الفرع الثنني‬
‫الحق في الجنسية‬
‫ُيويبػػر الحػػؽ فػػي الجنسػػية المحػػور األسهسػػي الػػذه ينطلػػؽ منػػو ممهرسػػة بوػػض الحقػػوؽ‬
‫السيهسية نػهلحؽ فػي اليرشػ وا نيرػهب‪ ،‬وليحديػد اإلغ ػهؿ اليشػريوي الجز ػي الػذه يويريػو سػوؼ‬
‫ينوف مف رالؿ ا سيوراض اآليي‪:‬‬

‫‪ -0‬القنعدة الدستورية التي تكفل الحق‬

‫ينص المهدة (‪ )7‬مف القهنوف األسهسي ال لسطيني المودؿ لسنة ‪2003‬ـ ويودياليػو علػ‬
‫ف‪" :‬الجنسية ال لسطينية يُنظـ بقهنوف"‪ .‬ممه ييطلػب مػف السػلطة اليشػريوية إةػدار قػهنوف رػهص‬
‫بهلجنسية و ينظيـ الجنسية في إطهر قوانيف رر ‪.‬‬

‫‪ -6‬القوانين الننظمة لمحق في الجنسية‪:‬‬

‫يرلػػو النظ ػػهـ القػػهنوني ال لس ػػطيني مػػف ق ػػهنوف ر ػػهص بهلجنسػػية‪ ،‬غي ػػر نػػو نهن ػػت ىن ػػهؾ‬
‫محهولػػة يش ػريوية يمرثلػػت فػػي مشػػروع قػػهنوف الجنسػػية ال لسػػطينية لسػػنة ‪1995‬ـ الػػذه لػػـ يةػػدر‬
‫بشػػنلو النيػػه ي‪ ،‬نمػػه ف ىنػػهؾ مجموعػػة مػػف القػوانيف اليػػي ينهولػػت مسػػىلة الجنسػػية‪ ،‬وىػػي‪ :‬قػػهنوف‬
‫األحػ ػواؿ المدني ػػة رق ػػـ (‪ )2‬لس ػػنة ‪1999‬ـ ويوديالي ػػو(‪ ،)3‬وقػ ػرار بق ػػهنوف رق ػػـ (‪ )1‬لس ػػنة ‪2007‬ـ‬

‫ف‪ - 1 " :‬يو ػػيف الػػونال والم ػػديروف الو ػػهموف م ػػف م ػػوظ ي ال ػػة الوليػػه ( و م ػػه‬ ‫(‪ )1‬ويػػنص بوػػد اليو ػػديؿ علػ ػ‬
‫يوهدليه مف رهرج الدا رة الحنومية) بقرار مف ر يس السلطة الوطنية وبنه ً عل ينسيب مف مجلػس الػوز ار ‪- 2 .‬‬
‫يويف موظ و ال ة الوليه بقرار مف مجلس الوز ار بنه ً عل ينسيب ر يس الدا رة الحنومية المريص"‪.‬‬
‫(‪ )2‬وينص عل ف‪"ُ :‬يويف موظ و ال هت األرر بقرار مف ر يس الدا رة المريص"‪.‬‬
‫(‪ )3‬منشور في الوقه ه ال لسطينية (الجريدة الرسمية)‪ ،‬الودد ‪ ،29‬الةهدرة بيهريخ ‪1999/7/17‬ـ‪ ،‬ص‪.6‬‬

‫‪211‬‬
‫ويودياليو بشىف ا نيرهبهت الوهمة(‪ ،)1‬والقهنوف المدني رقـ (‪ )4‬لسنة ‪2012‬ـ المطبؽ فػي قطػهع‬
‫غ ػ ػزة(‪ ،)2‬وقػ ػػهنوف الط ػ ػػؿ ال لسػ ػػطيني رقػ ػػـ (‪ )7‬لس ػ ػػنة ‪2004‬ـ ويودياليػ ػػو(‪ ،)3‬ومرسػ ػػوـ الجنس ػ ػػية‬
‫ال لسطينية لسنة ‪1925‬ـ(‪.)4‬‬

‫‪ -3‬أوجو اإلغفنل التشريعي الجزئي‪:‬‬

‫سوؼ يني ي الدراسة في بيهف وجو اإلغ هؿ اليشريوي الجز ي يني ي فػي قػهنوف األحػواؿ‬
‫المدنية عل النحو اآليي‪:‬‬

‫‪ -4‬قننون األحوال المدنية رقم (‪ )6‬لسنة ‪0999‬م وتعديالتو‪:‬‬

‫يينػػوف قػػهنوف األحػواؿ المدنيػػة مػػف (‪ )57‬مػػهدة‪ ،‬ويرػػيص بينظػػيـ يسػػجيؿ الوقػػه ه المدنيػػة‬
‫المسػػيجدة نػػهلو دة والػػزواج والطػػالؽ‪ ،‬والوفػػهة‪ ،‬والجنسػػية‪ ،‬وال ػ غيػػر ذلػػؾ مػػف المسػػه ؿ‪،‬‬
‫وليحديد اإلغ هؿ اليشريوي الجز ي فيو مف رالؿ الورض اآليي‪:‬‬

‫نو‪" :‬إذا انيسب شرص الجنسية ال لسطينية وجػب عليػو يقػديـ‬ ‫‪ ‬نةت المهدة (‪ )45‬منو عل‬
‫طلػػب إل ػ الػػدا رة و الممرثليػػة ال لسػػطينية الواقوػػة فػػي الجيػػة اليػػي يقػػيـ بيػػه مبين ػهً فيػػو جميػػه‬
‫الي هةػيؿ الميولقػة بػو‪ ،‬وذلػؾ رػالؿ ‪ 90‬يومػهً مػف يػهريخ انيسػهبو الجنسػية‪ ،‬وعلػ الػدا رة قيػػد‬
‫الشرص في السجؿ المدني بيػه نػؿ مػف ي قػد الجنسػية ال لسػطينية عليػو رػالؿ ‪ 90‬يومػهً مػف‬
‫يهريخ ال قد ف يسلـ بطهقة ىوييو إل المديرية و الدا رة اليي نهف مقيداً بيه"‪.‬‬

‫ػػو وجػػوب ينظػػيـ الحػػؽ فػػي الجنسػػية المن ػػوؿ بموجػػب المػػهدة (‪ )7‬مػػف القػػهنوف‬ ‫فػػي‬
‫األسهسي ال لسطيني المودؿ لسنة ‪2003‬ـ ويودياليو‪ ،‬والذه ييطلب بيهف طرؽ انيسهب الجنسية‬
‫و س ػػبهب فق ػػدانيه‪ ،‬م ػػف ج ػػؿ اليحدي ػػد ال ػػدقيؽ لل لس ػػطيني الق ػػهدر علػ ػ ممهرس ػػة حقوق ػػو السيهس ػػية‪،‬‬
‫بهعيبهرىػػه المظلػػة األسهسػػية اليػػي بموجبيػػه يػػيمنف المػواطف مػػف ممهرسػػة يلػػؾ الحقػػوؽ‪ ،‬فػ ف المػػهدة‬

‫(‪ )1‬منشػػور فػػي الوق ػػه ه ال لسػػطينية (الجري ػػدة الرسػػمية)‪ ،‬الو ػػدد الممي ػػهز ‪ ،23‬الة ػػهدرة بي ػػهريخ ‪2021/1/13‬ـ‪،‬‬
‫المرجه السهبؽ‪.‬‬
‫(‪ )2‬ويػػنص المػػهدة (‪ )42‬منػػو عل ػ ف‪ُ-1" :‬يػػنظـ الجنسػػية قػػهنوف رػػهص‪ -2 .‬الم ػواطف ىػػو نػػؿ مػػف يرثبػػت لػػو‬
‫الجنسية ال لسطينية واألجنبي نؿ مف لـ يرثبت لو ىذه الجنسية"‪.‬‬
‫ف‪ " :‬لنػػؿ ط ػػؿ فلسػػطيني فػػور و ديػػو الحػػؽ فػػي جنسػػييو ال لسػػطينية وفق ػهً‬ ‫(‪ )3‬ويػػنص المػػهدة (‪ )18‬منػػو عل ػ‬
‫ألحنهـ القهنوف الرهص بذلؾ"‪.‬‬
‫(‪ )4‬ة ػػدر مرس ػػوـ الجنس ػػية ال لس ػػطينية لو ػػهـ ‪1925‬ـ‪ ،‬ع ػػف ال ػػبالط الملن ػػي البريط ػػهني‪ ،‬إب ػػهف الوي ػػد ا ني ػػدابي‬
‫البريطهني ل لسطيف‪ ،‬وابيد الومؿ بو بحسب المهدة (‪ )26‬منو بيهريخ ‪1925/8/1‬ـ‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫(‪ )45‬مف قهنوف األحػواؿ المدنيػة المػذنور غ لػت بيػهف طػرؽ انيسػهب الجنسػية‪ ،‬وفػي اآلف ن سػو‬
‫غ لػػت بيػػهف سػػبهب فقػػداف الجنسػػية‪ ،‬األمػػر الػػذه يينػػهف مػػه الةػػورة اليػػي رادىػػه الدسػػيور فػػي‬
‫ه اإلبيهـ وعدـ الو وح‬ ‫ينظيـ الحؽ في الجنسية‪ ،‬حيث إف ىذا الينظيـ المنقوص مف شىنو إ‬
‫في يحديد مف ىو الشرص ال لسطيني‪ ،‬و يقدح فػي ىػذا الينييػؼ قيػهـ المػهدة (‪ )2/27‬مػف قػرار‬
‫ف‪ -2..." :‬ألغػراض ىػذا القػهنوف يويبػر‬ ‫بقهنوف رقـ (‪ )1‬لسنة ‪2007‬ـ ويودياليو‪ ،‬بهلنص عل‬
‫الشرص فلسطينيهً‪ ) :‬إذا نهف مولوداً في فلسطيف وفؽ حدودىه فػي عيػد ا نيػداب البريطػهني و‬
‫نهف مف حقو انيسهب الجنسية ال لسطينية بموجب القوانيف اليي نهنت سه دة فػي الويػد المػذنور‪.‬‬
‫ب) إذا نهف مولوداً في قطػهع غػزة و ال ػ ة الغربيػة بمػه فييػه القػدس الشػريؼ‪ .‬ج) إذا نػهف حػد‬
‫سػػالفو ينطبػػؽ عليػػو حنػػهـ ال ق ػرة ( ) عػػاله بغػػض النظػػر عػػف منػػهف و ديػػو‪ .‬د) إذا نػػهف زوج ػهً‬
‫ل لسطينية و زوجة ل لسطيني حسبمه ىو ُمورؼ عاله‪ ".‬وذلؾ لالعيبهرات اآليية‪:‬‬
‫‪ ‬إف المػػهدة (‪ )27‬مػػف الق ػرار بقػػهنوف رقػػـ (‪ )1‬لسػػنة ‪2007‬ـ ويودياليػػو جػػه ت لبيػػهف شػػروط‬
‫الحؽ في ا نيرهب‪ ،‬وىي غير مونية و غير مريةة في موهلجػة مسػىلة الجنسػية مػف نهفػة‬
‫سبهب فقداف الجنسية‪.‬‬ ‫النواحي‪ ،‬والدليؿ عل ذلؾ نيه لـ يو‬
‫‪ ‬إحهلة المهدة (‪ ) /27‬ميمة يحديد مف ىو ال لسطيني إل القوانيف اليي نهنت سػه دة فػي عيػد‬
‫ا نيػػداب البريطػػهني‪ ،‬ومػػف ىميػػه مرسػػوـ الجنسػػية ال لسػػطينية لسػػنة ‪1925‬ـ الةػػهدر عػػف‬
‫البالط الملني البريطهني‪ ،‬يويبر غير ٍ‬
‫نهؼ‪ ،‬بػهلنظر إلػ ف الينظػيـ الػوارد فػي ذلػؾ المرسػوـ‬ ‫ُ‬
‫ُيوهل الجنسية في فيرة زمنية محددة‪ ،‬حيث لـ يينهوؿ الحؽ في الجنسية بهلنسبة لل لسػطينييف‬
‫المقيم ػػيف ف ػػي الر ػػهرج‪ ،‬رهة ػػة ف ػػي دوؿ الجػ ػوار‪ ،‬نم ػػه يويري ػػو الط ػػهبه اليحنم ػػي نون ػػو م ػػن‬
‫المندوب السهمي ةالحيهت واسوة في سحب الجنسية ال لسطينية(‪.)1‬‬

‫ف‪ )1( " :‬إذا ظير للمندوب السهمي ف شيهدة‬ ‫(‪ )1‬ينص المهدة (‪ )10‬مف مرسوـ الجنسية ال لسطينية لسنة ‪1925‬ـ عل‬
‫مػػف شػػيهدات اليجػػنس اليػػي منحيػػه قػػد اسيحةػػؿ علييػػه به سػػينهد إلػ بيهنػػهت نهذبػػة و بطريػػؽ ا حييػػهؿ و بنػػيـ مولومػػهت‬
‫يقؿ عف رثالث سنوات اعيبه اًر مف يهريخ‬ ‫جوىرية و ف الشرص الذه منحت لو الشيهدة قد قهـ عهدة رهرج فلسطيف مدة‬
‫لحنومة فلسطيف سوا بهل وؿ و بهلقوؿ فللمندوب السهمي بموافقة الوزير ف‬ ‫منحو الشيهدة و ظير عدـ اإلرالص والو‬
‫يةدر م ار ب لغه يلؾ الشيهدة ويسره ذلؾ األمر اعيبه اًر مف اليهريخ الذه يوعز بو المندوب السهمي ‪ )2( .‬يجوز للمندوب‬
‫السػػهمي بنػػه عل ػ يلػػؾ األسػػبهب ن سػػيه وبموافقػػة الػػوزير ف يػػىمر ب لغػػه ية ػري انيسػػهب الجنسػػية ال لسػػطينية و ية ػري‬
‫حنػهـ ىػذا المرسػوـ وييريػب علػ ىػذا اإللغػه ن ػس‬ ‫انيسهب الجنسية ال لسػطينية و يةػري ا حي ػهظ بيػه المقػدـ بمقي ػ‬
‫األرثر المنةوص عليو في المهدة ‪ 11‬مف ىذا المرسوـ فيمه ييولؽ ب بطهؿ شيهدة اليجػنس‪ )3( .‬إذا بطػؿ المنػدوب السػهمي‬
‫شيهدة يجنس و لغ يةريحهً فيجوز لو ف يىمر بيسليـ شيهدة اليجنس والبينػهت النيهبيػة الدالػة علػ قبػوؿ اليةػري ونػؿ‬
‫يزيد عل مه ة جنيو مةره"‪.‬‬ ‫مف رفض و ىمؿ يسليـ شيهدة اليجنس و البينهت المذنورة يوهقب بود إدانيو بغرامة‬

‫‪211‬‬
 ‫الفرع الثنلث‬
‫الحق في حرية الرأي والتعيير‬
‫ُيويبػػر الحػػؽ فػػي حريػػة الػػره واليوبيػػر مػػف بػػيف الحقػػوؽ اليػػي ينيمػػي إل ػ طه ػػة الحقػػوؽ‬
‫السيهسية غير المبهشرة‪ ،‬نمه ف ينظيـ ىذا الحؽ ييطلب مهف نهفة الونهةر المنونة لو‪ ،‬نحؽ‬
‫يي ػمف حريػة نقػؿ‬ ‫المر في اعينهؽ ار ػو دوف م ػهيقة‪ ،‬وحقػو فػي حريػة اليوبيػر عنػو‪ ،‬واليػي‬
‫ػػروب والمولوم ػػهت واألفن ػػهر فحس ػػب‪ ،‬وانم ػػه حري ػػة اليمهس ػػيه ويلقيي ػػه‪ ،‬ون ػػذلؾ ي ػػوفير الحمهي ػػة‬
‫القهنونية المنهسبة‪ ،‬وفي المسهواة في يميه جميه المواطنيف بيه(‪.)1‬‬

‫‪ -0‬القنعدة الدستورية التي تكفل الحق‪:‬‬

‫نةػػت المػػهدة (‪ )19‬مػػف القػػهنوف األسهسػػي ال لسػػطيني الموػػدؿ لسػػنة ‪2003‬ـ ويودياليػػو‪،‬‬
‫ن ػو‪ " :‬مسػػهس بحريػػة الػػره‪ ،‬ولنػػؿ إنسػػهف الحػػؽ فػػي اليوبيػػر عػػف ريػػو ونش ػره بػػهلقوؿ و‬ ‫عل ػ‬
‫النيهبة و غير ذلؾ مف وسه ؿ اليوبير و ال ف مه مراعهة حنهـ القهنوف"‪.‬‬

‫‪ -6‬القوانين الننظمة لمحق في حرية الرأي والتعيير‪:‬‬

‫قػػهنوف رقػػـ (‪ )9‬لسػػنة ‪1995‬ـ بشػػىف المطبوعػػهت والنشػػر (‪ ،)2‬ويينػػوف مػػف (‪ )51‬مػػهدة‪،‬‬
‫وينػػهوؿ ينظػػيـ الومػػؿ الةػػح ي‪ ،‬وحريػػة الػػره واليوبيػػر‪ ،‬ويىسػػيس الةػػحؼ‪ ،‬وال ػ غيػػر ذلػػؾ مػػف‬
‫المسه ؿ اليي ييولؽ بهلشىف الةح ي‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلغفنل التشريعي الجزئي في تنظيم الحق في حرية الرأي والتعيير‪:‬‬

‫ف‪" :‬الة ػػحهفة والطبهع ػػة حري ػػهف وحري ػػة ال ػػره من ول ػػة لن ػػؿ‬ ‫‪ ‬نة ػػت الم ػػهدة (‪ )2‬من ػػو علػ ػ‬
‫فلسػػطيني‪ ،‬ولػػو ف يوػػرب عػػف ريػػو بحريػػة قػػو ً ونيهبػػة ويةػػوي اًر ورسػػمهً فػػي وسػػه ؿ اليوبيػػر‬
‫واإلعالـ"‪.‬‬

‫ُيالحػػظ عل ػ المػػهدة المػػذنورة نيػػه لػػـ يي ػػمف اليمػػهس المولومػػهت والحػػؽ فػػي الحةػػوؿ‬
‫علييه‪ ،‬بهعيبهرىه منونهً سهسيهً للحؽ في حرية الره واليوبير‪ ،‬حيث إنػو دوف اليمػهس المولومػهت‬

‫(‪ )1‬مجموعػػة اليوليقػػهت الوهمػػة الةػػهدرة عػػف اللجنػػة المونيػػة بحقػػوؽ اإلنسػػهف‪ ،‬الميولقػػة بهلويػػد الػػدولي الرػػهص‬
‫بػػهلحقوؽ المدنيػػة والسيهسػػية لوػػهـ ‪ ،1976‬الػػدورة اليهسػػوة عش ػرة‪ ،1983 ،‬اليوليػػؽ الوػػهـ رقػػـ (‪ )10‬عل ػ المػػهدة‬
‫(‪ )19‬مػػف الويػػد المػػذنور اليػػي ينهولػػت الحػػؽ فػػي حريػػة الػػره واليوبيػػر‪ ،‬منشػػورة فػػي نيػػهب مرنػػز الميػزاف لحقػػوؽ‬
‫اإلنسهف‪ ،‬غزة‪ ،‬الطهبؽ األوؿ‪ ،‬يهر‪ /‬مهيو ‪2015‬ـ‪ ،‬ص‪.94‬‬
‫(‪ )2‬منشور في الوقه ه ال لسطينية (الجريدة الرسمية)‪ ،‬الودد ‪ ،6‬بيهريخ ‪1995/8/29‬ـ‪ ،‬ص‪.11‬‬

‫‪211‬‬
‫النهفيػػة ف نػػو يةػػوب ينػػويف الػػره يجػػهه مو ػػوع مػػه‪ ،‬األمػػر الػػذه ُيويبػػر إغ ػػه ً يش ػريويهً جز ي ػهً‪،‬‬
‫بػػهلنظر إلػ نػػو ييوػػهرض مػػه الطبيوػػة الرهةػػة للحػػؽ فػػي حريػػة الػػره واليوبيػػر المن ػػوؿ بموجػػب‬
‫المهدة (‪ )19‬مف القهنوف األسهسي ال لسطيني المودؿ لسنة ‪2003‬ـ ويودياليو‪.‬‬

‫ف‪" :‬يومػػؿ‬ ‫‪ ‬نةػػت المػػهدة (‪ )6‬م ػف قػػهنوف المطبوعػػهت والنشػػر رقػػـ (‪ )9‬لسػػنة ‪1995‬ـ عل ػ‬
‫الجي ػ ػػهت الرس ػ ػػمية علػ ػ ػ يس ػ ػػييؿ ميم ػ ػػة الة ػ ػػح ي والبهح ػ ػػث فػ ػ ػي ا ط ػ ػػالع علػ ػ ػ برامجي ػ ػػه‬
‫ومشهريويه"‪.‬‬

‫وُيالحػػظ ف المػػهدة المػػذنورة غ لػػت موجبػػهت مبػػد المسػػهواة اليػػي يقي ػػي ي ػهً يمنػػيف‬
‫الشػرص الطبيوػػي ومدسسػػهت المجيمػػه المػػدني‪ ،‬مػػف الحػػؽ فػػي ا طػػالع علػ البػرام والمشػػهريه‬
‫الحنومية‪ ،‬األمر الذه يوقويه في شػبية عػدـ الدسػيورية‪ ،‬بػهلنظر إلػ ف ىػذا الحػؽ ُيويبػر مقومػهً‬
‫سهسػيهً لجمػػه المولومػهت يمييػػداً لنشػرىه‪ ،‬ممػػه يونػػي نيػه ييوػػهرض مػف جيػػة مػه ميطلبػػهت المػػهدة‬
‫(‪ )19‬مػػف القػػهنوف األسهسػػي ال لسػػطيني الموػػدؿ لسػػنة ‪2003‬ـ ويودياليػػو الرهةػػة بحريػػة الػػره‬
‫واليوبيػػر‪ ،‬والمػػهدة (‪ )9‬مػػف القػػهنوف األسهسػػي ال لسػػطيني الموػػدؿ لسػػنة ‪2003‬ـ ويودياليػػو‪ ،‬اليػػي‬
‫يمييز بينيـ بسبب الوػرؽ و الجػنس‬ ‫ف‪" :‬ال لسطينيوف مهـ القهنوف والق ه سوا‬ ‫ينص عل‬
‫و اللوف و الديف و الره السيهسي و اإلعهقة"‪.‬‬

‫‪211‬‬
 ‫الفرع الرايع‬
‫الحق في حرية تشكيل الجمعينت والنقنينت والتحندات‬
‫نػو‪" :‬يمنػيف مجموعػهت مػف األفػراد و ه‬ ‫ُيورؼ الحؽ في حرية يشنيؿ الجمويهت عل‬
‫نيهنػػهت قهنونيػػة مػػف ا يحػػهد بغػػرض الومػػؿ فػػي حػػد المجػػه ت ذات الةػػلة المشػػيرنة و اليوبيػػر‬
‫سهس جمهعي(‪ ،)1‬نمه ف القدرة علػ اليجمػه‬ ‫عنو و اليروي لو و ميهبويو و الدفهع عنو عل‬
‫‪-‬يجم ػػه س ػػلمي و جموي ػػهت و ايح ػػهدات و نقهب ػػهت‪ ،-‬والية ػػرؼ بش ػػنؿ جم ػػهعي م ػػر سهس ػػي‬
‫للينمية الديمقراطية وا قيةهدية وا جيمهعية والشرةية‪ ،‬ولليوبير عػف األفنػهر ويوزيػز المواطنػة‬
‫المليزمة‪ ،‬ويمنف لليجموػهت ف يُسػيـ مسػهىمة إيجهبيػة فػي يطػوير الػنظـ الديمقراطيػة‪ ،‬و ف يػدده‬
‫إل جهنب ا نيرهبهت‪ ،‬دو اًر سهسيهً في إشراؾ الجميور‪ ،‬ومحهسبة الحنومهت‪ ،‬واليوبير عف إرادة‬
‫الشوب نجز مف الومليهت الديمقراطية(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬يقرير المقػرر الرػهص المونػي بػهلحؽ فػي حريػة اليجمػه السػلمي والحػؽ فػي حريػة ينػويف الجمويػهت‪ ،‬مهينػه نيػهه‪،‬‬
‫‪2012/5/12‬ـ‪ ،‬األمـ الميحدة‪ ،‬مجلس حقوؽ اإلنسهف الدورة الوشروف‪ ،‬ص‪ ،18‬منشور عبر الرابط‪:‬‬
‫يػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػهريخ‬ ‫‪http://freeassembly.net/wp-content/uploads/2013/10/A-HRC-20-27_AR.pdf‬‬
‫ويوقيت الزيهرة ‪ 9:00‬مف مسه يوـ الجموة الموافؽ ‪2022/5/27‬ـ‪.‬‬
‫وللمزيد انظر يقرير الممرثلة الرهةة ل مػيف الوػهـ المونيػة بهلمػدافويف عػف حقػوؽ اإلنسػهف‪ ،‬الورثيقػة ‪ A/59/401‬ال قػرة‬
‫‪ ،46‬الةهدر بيهريخ ‪2004/10/1‬ـ‪ ،‬والمقدـ إل الجموية الوهمة ل مـ الميحدة‪ ،‬منشور عبر الرابط‪:‬‬
‫‪https://documents-dds-ny.un.org/doc/UNDOC/GEN/N04t‬‬
‫يهريخ ويوقيت الزيهرة ‪ 9:50‬مف مسه يوـ الجموة الموافؽ ‪2022/5/27‬ـ‪.‬‬
‫ف المقػػرريف الرهةػػيف ىػػـ عبػػهرة عػػف مجموعػػة مػػف الربػ ار المسػػيقليف فػػي مجػػهؿ حقػػوؽ اإلنسػػهف‪،‬‬ ‫يجػػدر اإلشػػهرة إلػ‬
‫ومنل يف بو يهت رفػه اليقػهرير‪ ،‬ويقػديـ المشػورة بشػىف يوزيػز احيػراـ حقػوؽ اإلنسػهف‪ ،‬مػف منظػور موا ػيوي و قطػره‪،‬‬
‫ه جػػر ويػػيـ انيرػػهبيـ لو يػػة مػػدييه ‪ 3‬سػػنوات‪ ،‬ويمنػػف يجديػػدىه لمػػدة رثػػالث سػػنوات إ ػػهفية‪ .‬وحيػ‬
‫وىػػـ ييقه َ ػػوف ّ‬
‫يلػػوؿ‪ /‬سػػبيمبر ‪ ،2020‬ىنػػهؾ ‪ 44‬و يػػة موا ػػيوية و‪ 11‬و يػػة قطريػػة‪ ،‬للمزيػػد انظػػر الة ػ حة الرسػػمية اإللنيرونيػػة‬
‫لمني ػػب الم ػػوض الس ػػهمي لحق ػػوؽ اإلنس ػػهف‪ ،‬وال ػػذه يونػ ػ بيوزي ػػز حق ػػوؽ اإلنس ػػهف‪ ،‬م ػػف رػ ػالؿ يق ػػديـ المش ػػورة‪ ،‬ارب ػػط‪:‬‬
‫‪ https://www.ohchr.org/ar/special-procedures-human-rights-council‬يػ ػ ػػهريخ ويوقيػ ػ ػػت الزيػ ػ ػػهرة‬
‫‪ 10:30‬مف مسه يوـ الجموة الموافؽ ‪2022/5/27‬ـ‪.‬‬
‫(‪ )2‬اليقريػػر المشػػيرؾ للمقػػرر الرػػهص المونػػي بػػهلحؽ فػػي حريػػة اليجمػػه السػػلمي وينػػويف الجمويػػهت والمقػػرر الرػػهص‬
‫الموني بحػه ت اإلعػداـ رػهرج الق ػه و بػ ج ار ات مػوجزة و يوسػ ًه بشػىف اإلدارة السػليمة لليجموػهت‪ ،‬مجلػس حقػوؽ‬
‫اإلنسهف‪ ،‬الدورة الحهدية والرثالرثيف‪ ،2016/2/4 ،‬ص‪ ،4‬مشور عبر الرابط‪:‬‬
‫‪https://documents-dds-‬‬
‫‪y.un.org/doc/UNDOC/GEN/G16/018/11/PDF/G1601811.pdf?OpenElement‬‬
‫يهريخ ويوقيت الزيهرة ‪ 11:00‬مف مسه يوـ الجموة الموافؽ ‪2022/5/27‬ـ‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫ويُمرثػػؿ اليجموػػهت ي ػهً داة يمنػػف مػػف رالليػػه اليوبيػػر عػػف حقػػوؽ اجيمهعيػػة واقيةػػهدية‬
‫وسيهسية ومدنية ورثقهفية رػر ‪ ،‬ه إنيػه يػدده دو اًر حهسػمهً فػي حمهيػة ويوزيػز طه ػة واسػوة مػف‬
‫حقوؽ اإلنسهف‪ ،‬ويمنف ليه ف ينوف نهفوة في إيةهؿ ةوات النهس الميمشيف و الذيف يقدموف‬
‫نيجهً بديالً يريلؼ عف المةهل السيهسية وا قيةهدية الراسرة(‪.)1‬‬

‫‪ -0‬القنعدة الدستورية التي تكفل الحق في حرية تشكيل الجمعينت‪:‬‬

‫ف‪" :‬لل لس ػػطينييف ح ػػؽ‬ ‫نة ػػت الم ػػهدة (‪ )2/26‬م ػػف الق ػػهنوف األسهس ػػي ال لس ػػطيني علػ ػ‬
‫المشػػهرنة فػػي الحيػػهة السيهسػػية فػراداً وجمهعػػهت وليػػـ علػ وجػػو الرةػػوص الحقػػوؽ اآلييػػة‪-2 :‬‬
‫يشنيؿ النقهبهت والجمويهت وا يحهدات والروابط واألندية والمدسسهت الشوبية وفقهً للقهنوف‪."...‬‬

‫أله مػف‬
‫وليحديد سالمة الينظيـ القهنوني الوطني في ىػذا المجػهؿ‪ ،‬وعػدـ إغ ػهؿ المشػرع ٍ‬
‫ف فنػرة يجمػػه المػواطنيف يحػػت‬ ‫ينيمػػؿ ينظػػيـ ىػػذا الحػػؽ إ بيػػه‪ ،‬وبػػهلنظر إلػ‬ ‫الجوانػػب اليػػي‬
‫مظلة واحدة للدفهع عف مةلحة موينػة‪ ،‬قػد ينػوف بواسػطة شػنهؿ ميوػددة سػوا نهنػت جمويػة و‬
‫ايحهداً و نقهبة و نهديهً و غير ذلؾ ف ف الدراسة‪ ،‬سوؼ يني ي ب حص قهنوف يشنيؿ الجمويهت‪،‬‬
‫عل النحو اآليي‪:‬‬

‫‪ -6‬القننون الننظم لمحق في تشكيل الجمعينت‬

‫قهنوف رقـ (‪ )1‬لسنة ‪2000‬ـ بشىف الجمويهت الريرية واليي هت األىلية (‪ ،)2‬ويينػوف مػف‬
‫ويويبػػر ىػػذا القػػهنوف بمرثهبػػة اإلطػػهر النػػهظـ لحػػؽ الم ػواطنيف فػػي يشػػنيؿ الجمويػػهت‬
‫(‪ )45‬مػػهدة‪ُ ،‬‬
‫واليي هت األىلية‪ ،‬وقد ةدر بيهريخ ‪2000/1/16‬ـ‪ ،‬وينوف بذلؾ قد ةدر قبؿ القهنوف األسهسي‬
‫ال لسطيني المودؿ لسنة ‪ 2003‬ويودياليػو الػذه ةػدر بيػهريخ ‪2002/5/29‬ـ‪ ،‬غيػر ف السػلطة‬
‫اليشػريوية ُملزمػػة بموا مػػة قػػهنوف يشػػنيؿ الجمويػػهت مػػه مػػه ورد فػػي القػػهنوف األسهسػػي ال لسػػطيني‬
‫المودؿ لسنة ‪2003‬ـ ويودياليو‪.‬‬

‫‪ -3‬اإلغفنل التشريعي الجزئي في قننون تشكيل الجمعينت‬

‫‪ ‬يػػنص المػػهدة (‪ )3‬مػػف القػػهنوف المػػذنور عل ػ ف‪" :‬يُنشػػت الػػو ازرة دا ػرة يون ػ بشػػدوف يسػػجيؿ‬
‫الجمويهت واليي هت بهلينسيؽ مه الو ازرة المريةػة‪ ،‬ويحػي ظ الػدا رة لغهيػهت ين يػذ ىػذا القػهنوف‬

‫(‪ )1‬اليقريػػر المشػػيرؾ للمقػػرريف الرهةػػيف‪ ،‬المرجػػه السػػهبؽ‪ ،‬مجلػػس حقػػوؽ اإلنسػػهف‪ ،‬الػػدورة الحهديػػة والرثالرثػػيف‪،‬‬
‫ص ‪.4‬‬
‫(‪ )2‬منشور في الوقه ه ال لسطينية (الجريدة الرسمية) في الودد ‪ ،32‬بيهريخ ‪2000/2/29‬ـ‪ ،‬ص‪.71‬‬

‫‪211‬‬
‫بمػػه يلػػي‪ :‬سػػجؿ يقيػػد فيػػو طلبػػهت اليسػػجيؿ بىرقػػهـ ميسلسػػلة يبو ػهً ليػػهريخ يقػػديميه‪ .‬سػػجؿ عػػهـ‬
‫لجميه الجمويهت واليي هت اليي يػـ يسػجيليه مػدوف فيػو سػمه وم ارنػز نشػهطيه و ىػدافيه و يػة‬
‫ػػرورية لػػذوه الشػػىف لالطػػالع علييػػه‪ .‬سػػجؿ رػػر يسػػجؿ فيػػو‬ ‫مولومػػهت رػػر ي ارىػػه الػػدا رة‬
‫سمه الجمويهت واليي هت اليي رفض يسجيليه مبينػهً ىػدافيه و سػبهب رف ػيه و يػة مولومػهت‬
‫رورة ليسجيليه"‪.‬‬ ‫إ هفية ير الدا رة‬

‫ييبيف مف المهدة السػهبقة ف القػهنوف غ ػؿ يبنػي نظػهـ اإلشػوهر‪ ،‬الػذه ُيوػد األنرثػر ييسػي اًر‬
‫وسػػرعة واسػػيجهبة للحػػؽ فػػي حريػػة يشػػنيؿ الجمويػػهت‪ ،‬والػػذه يسػػيجيب ل ن ػرة افي ػراض مشػػروعية‬
‫يش ػػنيؿ الجموي ػػة‪ ،‬بحي ػػث يُم ػػن الجموي ػػة الشرة ػػية القهنوني ػػة يلقه يػ ػهً حهلم ػػه ُيرط ػػر المدسس ػػوف‬
‫السلطهت ب نشه الجموية‪ ،‬وينوف عل شنؿ بيهف منيوب يي مف عدداً مف عنهةػر المولومػهت‬
‫المحددة‪ ،‬بو وح في القهنوف(‪.)1‬‬

‫نمه ف ىذا النظهـ يريةر اإلج ار ات البيروقراطية وطوؿ مػد موافقػة السػلطة الين يذيػة‪،‬‬
‫ممه يمنه عرقلة الحؽ محؿ الينظيـ‪ ،‬وعػزوؼ المػواطنيف عنػو‪ ،‬وبػد ً مػف ذلػؾ يبنػت المػهدة نظػهـ‬
‫اليسجيؿ‪ ،‬و ونلت عمليهت اليسػجيؿ إلػ دا ػرة يسػجيؿ الجمويػهت فػي و ازرة الدارليػة بهليوػهوف مػه‬
‫(‪)2‬‬
‫مػػف القػػهنوف ذايػػو‪ ،‬واليػػي منحػػت اإلدارة‬ ‫الػػو ازرة المريةػػة‪ ،‬وبق ػ ار ة المػػهدة (‪ )3‬مػػه المػػهدة (‪)4‬‬
‫(و ازرة الدارليػػة) ةػػالحية الػػرد عل ػ الطلػػب رػػالؿ مػػدة شػػيريف ره ػػوة لليجديػػد عػػف اسػػينمهؿ‬
‫األوراؽ‪ ،‬ف ف الػذه يبػيف ىػو ايسػهع فػي السػلطة اليقديريػة للسػلطة الين يذيػة اليػي ربمػه يومػؿ علػ‬
‫يجػػوز يوطيلػػو إ عنػػدمه‬ ‫عرقلػػة اليسػجيؿ‪ ،‬وبػػذلؾ ييحػػوؿ ىػػذا الحػػؽ مػػف حػػؽ دسػػيوره من ػػوؿ‬
‫ينييػػؾ عل ػ نحػػو جسػػيـ القػػهنوف الػػوطني‪ ،‬إل ػ حػػؽ قهبػػؿ لالنيقػػهص واليوطيػػؿ مػػف قبػػؿ الػػو ازرة‪،‬‬
‫األمػػر الػػذه يونػػي إغ ػػهؿ المشػػرع للطبيوػػة الرهةػػة ليػػذا الحػػؽ‪ ،‬وال ػػمهنهت األسهسػػية لػػو فػػي‬

‫(‪ )1‬للمزيػػد حػػوؿ ىػػذا المون ػ انظػػر يقريػػر المقػػرر الرػػهص المونػػي بػػهلحؽ فػػي اليجمػػه السػػلمي وحريػػة يشػػنيؿ‬
‫الجمويهت‪2012/5/12 ،‬ـ‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.20‬‬
‫ٍ‬
‫مسيوؼ للشروط إلػ الػدا رة المريةػة‬ ‫ف‪" :‬عل مدسسي الجموية و اليي ة يقديـ طلب رطي‬ ‫(‪ )2‬وينص عل‬
‫فػػي و ازرة الدارليػػة وموقػػه مػػف رثالرث ػة عل ػ األقػػؿ مػػف المدسسػػيف الم و ػػيف بهليسػػجيؿ واليوقيػػه عػػف الجمويػػة و‬
‫اليي ػة‪ ،‬ومرفػػؽ بػػرثالث نسػػخ مػػف النظػهـ األسهسػػي موقوػػة مػػف ع ػػه اللجنػة اليىسيسػػية‪ .‬وعلػ وزيػػر الدارليػػة ف‬
‫يزيػد عػف شػيريف مػف يػهريخ يقديمػو‪ .‬وفػي حهلػة‬ ‫يةدر ق ارره بشىف اسيي ه الطلب لشػروط اليسػجيؿ رػالؿ مػدة‬
‫يقديـ بيهنهت إ هفية و اسينمهؿ النواقص سيي ه اليسجيؿ يبد مدة الشيريف مف يهريخ يقػديـ ىػذه البيهنػهت‪ .‬إذا‬
‫انق ت مدة الشيريف علػ ورود الطلػب للػدا رة دوف ايرػهذ قػرار يويبػر الجمويػة و اليي ػة مسػجلة بحنػـ القػهنوف‪.‬‬
‫في حهلة ةدور قرار مف الوزير برفض اليسجيؿ يجب ف ينػوف القػرار مسػببهً ويحػؽ لمقػدمي الطلػب الطوػف فيػو‬
‫مهـ المحنمة المريةة رالؿ مدة قةهىه رثالرثوف يومهً مف يهريخ يبليغيـ قرار الرفض رطيهً"‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫ة ػػيرورة حري ػػة يش ػػنيؿ الجموي ػػهت‪ ،‬ون ػػهف م ػػف األف ػػؿ ف يي ػػول جي ػػة مس ػػيقلة غي ػػر حنومي ػػة‬
‫عمليهت اليسجيؿ وفقهً للقهنوف‪ ،‬مه جوليه مجهنية‪ ،‬وىو مه ُيود إغ ه ً يشريويهً لموجبهت وعنهةر‬
‫الحػ ػػؽ فػ ػػي حريػ ػػة يشػ ػػنيؿ الجمويػ ػػهت المن ػ ػػوؿ بد لػ ػػة المػ ػػهدة (‪ )2/26‬مػ ػػف القػ ػػهنوف األسهسػ ػػي‬
‫ال لسطيني(‪.)1‬‬

‫‪ ‬يون ػػس الم ػػهدة (‪ )5‬م ػػف الق ػػهنوف الم ػػذنور مس ػػيو اإلغ ػػهؿ ال ػػذه وق ػػه في ػػو المش ػػرع الو ػػهده‪،‬‬
‫للطبيوػػة الرهةػػة للحػػؽ فػػي يشػػنيؿ الجمويػػهت المن ولػػة بموجػػب المػػهدة (‪ )2/26‬مػػف القػػهنوف‬
‫األسهسي ال لسطيني المودؿ لسنة ‪2003‬ـ ويودياليو‪ ،‬والػذه مػف بػيف رنػه زه حػؽ المػواطنيف‬
‫ف ػػي ا جيم ػػهع وا يح ػػهد يح ػػت مظل ػػة واح ػػدة ُيمهرس ػػوف م ػػف راللي ػػه نش ػػطييـ علػ ػ مريل ػػؼ‬
‫نواعيه‪ ،‬ممه يوني ف ليـ الحرية في ارييهر نظهميـ األسهسي وطريقة يسيير الجموية‪ ،‬دوف‬
‫نػو‪" :‬مػه‬ ‫ف يملي علييـ الدولة شنؿ ىذا النظهـ ومه يرد فيو‪ ،‬حيث نةػت المػهدة (‪ )5‬علػ‬
‫مراعهة حنهـ القهنوف يجب ف يشيمؿ النظهـ األسهسي عل البيهنهت اليهلية‪ :‬اسـ الجموية و‬
‫اليي ة وعنوانيه والغرض منيه ومقرىه الر يسي‪ .‬موارد الجموية و اليي ة وني يػة اسػيغالليه و‬
‫الية ػػرؼ بي ػػه‪ ،‬ش ػػروط الو ػػوية و نواعي ػػه و س ػػبهب انييه ي ػػه واش ػػيرانهت األع ػػه ‪ ،‬اليين ػػؿ‬
‫الينظيمػػي للجمويػػة و اليي ػػة وني يػػة يوػػديؿ النظػػهـ األسهسػػي وني يػػة انػػدمهجيه و ايحهدىػػه‪،‬‬
‫ني ية انوقهد الجمويػة الوموميػة‪ ،‬طػرؽ المراقبػة المهليػة‪ ،‬قواعػد حػؿ الجمويػة و اليي ػة وني يػة‬
‫اليةرؼ بىمواؿ و مالؾ الجموية و اليي ة عند حليه"‪.‬‬

‫ف‪" :‬يحػػؿ الجمويػػة فػػي الحػػه ت اليهليػػة‪ :‬ةػػدور‬ ‫‪ ‬يػػنص المػػهدة (‪ )37‬مػػف القػػهنوف ذايػػو عل ػ‬
‫قرار مف الجموية الوموميػة بحػؿ الجمويػة‪ ،‬ويجػب ف يبلػغ القػرار فػور ةػدوره للػو ازرة‪ .‬إذا لػـ‬
‫يبهشػػر عمهليػػه ال وليػػة رػػالؿ الوػػهـ األوؿ مػػف يػػهريخ يسػػجيليه مػػه لػػـ ينػػف اليوقػػؼ نهشػ هً عػػف‬
‫ظػروؼ قػهىرة رهرجػة عػف إرادة الجمويػة و اليي ػة‪ ،‬وفػي ىػذه الحهلػة يلغػ يسػجيليه مػف قبػػؿ‬
‫الػػو ازرة بوػػد إنػػذارىه بػػذلؾ رطي ػهً‪ .‬إذا رثب ػت مرهل ييػػه لنظهميػػه األسهسػػي مرهل ػػة جوىريػػة ولػػـ‬
‫يزيد عف رثالرثة شير مػف يػهريخ إنػذارىه رطيػهً بػذلؾ مػف قبػؿ‬ ‫و هعيه رالؿ مدة‬ ‫يةح‬
‫الوزير و الدا رة"‪.‬‬

‫(‪ )1‬ومػػف الػػدوؿ اليػػي رػػذت بنظػػهـ اإلشػػوهر ( وروغػواه‪ ،‬البريغػػهؿ‪ ،‬جيبػػويي‪ ،‬السػػنغهؿ‪ ،‬سويسػرا‪ ،‬نػػوت دي ػوار‪،‬‬
‫المغػػرب) انظػػر يقريػػر المقػػرر الرػػهص المونػػي بػػهلحؽ فػػي اليجمػػه السػػلمي والحػػؽ فػػي حريػػة يشػػنيؿ الجمويػػهت‪،‬‬
‫‪2012/5/12‬ـ‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.20‬‬

‫‪212‬‬
‫يي ػ مػػف المػػهدة السػػهبقة نيػػه غ لػػت إحهلػػة ميمػػة حػػؿ الجمويػػهت فػػي األح ػواؿ غيػػر‬
‫الطوعية إل محنمة ق ه ية مسيقلة‪ ،‬وذلؾ في حهؿ ُرثبت نيه رهل ػت النظػهـ األسهسػي‪،‬‬
‫نمػػه نيػػه غ لػػت الػػنص عل ػ موجبػػهت الحػػؿ عنػػدمه يرػػهلؼ الجمويػػة عل ػ نحػػو رطيػػر‬
‫وجسيـ القهنوف الػوطني‪ ،‬األمػر الػذه ُيشػنؿ إغ ػه ً ألحػد ال ػمهنهت األسهسػية للحػؽ فػي‬
‫حريػػة يش ػػنيؿ الجمويػػهت وبقه ي ػػه‪ ،‬والميمرثلػػة ف ػػي الحمهيػػة الق ػػه ية مػػف عس ػػؼ الس ػػلطة‬
‫ويػػدؽ األمػػر بػػهلنظر إلػ طبيوػػة السػػلطة اليقديريػػة اليػػي يحيليػػه الػػو ازرة فػػي ىػػذا‬
‫الين يذيػػة‪ُ ،‬‬
‫القهنوف‪ ،‬وذلؾ ممه ييوهرض مه المهدة (‪ )2/26‬مف القهنوف األسهسي ال لسطيني المودؿ‬
‫لسنة ‪2003‬ـ ويودياليو‪.‬‬

‫الفرع الخنمس‬
‫الحق في حرية التجمع السممي‬
‫نػػو‪ :‬احيشػػهد ميومػػد ومدقػػت فػػي منػػهف رػػهص و‬
‫ُيوػػرؼ الحػػؽ فػػي اليجمػػه السػػلمي علػ‬
‫ع ػػهـ لغ ػػرض مو ػػيف‪ ،‬وق ػػد يير ػػذ ش ػػنؿ المظ ػػهىرات و ا جيمهع ػػهت و اإل ػ ػرابهت و المس ػػيرات‬
‫الجمهىيريػػة و ا عيةػػهمهت لغػػرض اليوبيػػر عػػف المظػػهلـ واليطلوػػهت و ييسػػير ا حي ػػه ت‪ ،‬بػػؿ‬
‫ُيمنف إدراج المنهسبهت الريه ية والح الت الموسيقية وغيرىه مف اليجموػهت يحػت ىػذا اليوريػؼ‪،‬‬
‫وبينمه ُيورؼ اليجمه عل نو احيشهد مدقت‪ ،‬لنف ُيمنف ف يشمؿ المظهىرات طويلة األجؿ‪ ،‬بمه‬
‫في ذلؾ ا عيةهمهت المطولة‪ ،‬واليظهىرات اليي ينطوه عل ا عينهؼ في منهف مػه‪ ،‬ورغػـ ف‬
‫ػر اًر بػىف شػنهؿ حمهيػة حقػوؽ‬
‫ال يـ الوهـ لليجمه ىػو يجمػه األشػرهص فػي منػهف مػه‪ ،‬فػ ف رثمػة إق ا‬
‫اإلنسهف‪ ،‬بمه في ذلؾ حرية اليجمه‪ ،‬قد ينطبؽ عل الي هعالت المشهبية اليي يحػدث عبػر شػبنة‬
‫اإلنيرنت(‪.)1‬‬

‫‪ -0‬القنعدة الدستورية التي تكفل الحق حرية التجمع السممي‪:‬‬

‫ف‪" :‬لل لس ػػطينييف ح ػػؽ‬ ‫ي ػػنص الم ػػهدة (‪ )5/26‬م ػػف الق ػػهنوف األسهس ػػي ال لس ػػطيني علػ ػ‬
‫المشػهرنة فػػي الحيػػهة السيهسػػية فػراداً وجمهعػػهت وليػـ علػ وجػػو الرةػػوص الحقػػوؽ اآلييػػة‪ :‬عقػػد‬
‫ا جيمهعهت الرهةة دوف ح ور فراد الشرطة‪ ،‬وعقد ا جيمهعهت الوهمة والموانب واليجموػهت‬
‫في حدود القهنوف"‪.‬‬

‫(‪ )1‬اليقرير المشيرؾ للمقرر الرهص الموني بهلحؽ في حرية اليجمه السلمي وينويف الجمويهت والمقرر الرهص‬
‫المونػػي بحػػه ت اإلعػػداـ رػػهرج الق ػػه و ب ػ ج ار ات مػػوجزة و يوس ػ هً بشػػىف اإلدارة السػػليمة لليجموػػهت‪ ،‬مجلػػس‬
‫حقوؽ اإلنسهف‪ ،‬الدورة الرهدية والرثالرثيف‪ ،2016/2/4 ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪.5‬‬

‫‪211‬‬
 ‫‪ -6‬القوانين الننظمة لمحق في حرية التجمع السممي‪:‬‬

‫قهنوف رقـ (‪ )12‬لسنة ‪ 1998‬بشىف ا جيمهعهت الوهمة(‪ ،)1‬ويينوف مف (‪ )9‬مواد‪ ،‬وجه‬

‫لينظػػيـ الحػػؽ فػػي عقػػد ا جيمهعػػهت الوهمػػة‪ ،‬واج ػ ار ات يمنػػيف المػػوطنيف مػػف ىػػذا الحػػؽ‪ ،‬وإلي ػراد‬
‫وجو اإلغ هؿ اليشريوي‪ ،‬ف نو سوؼ ينوف مف رالؿ اآليي‪:‬‬

‫‪ -3‬اإلغفنل التشريعي الجزئي في قننون الجتمنعنت العنمة‪:‬‬

‫ف‪" :‬للمػ ػواطنيف الح ػػؽ ف ػػي عق ػػد‬ ‫‪ ‬ي ػػنص الم ػػهدة (‪ )2‬م ػػف ق ػػهنوف ا جيمهع ػػهت الوهم ػػة‪ ،‬علػ ػ‬
‫ا جيمهعػػهت الوهمػػة والنػػدوات والمسػػيرات بحريػػة‪ ،‬و يجػػوز المػػس بيػػه و و ػػه القيػػود علييػػه‬
‫إ وفقهً لل وابط المنةوص علييه في ىذا القهنوف"‪.‬‬

‫مف المهدة السهبقة نيه لـ يي ػمف حريػة المػواطنيف فػي ارييػهر م ػموف رسػهلييـ‬ ‫يي‬
‫يي مف يحري ػهً علػ الونػؼ‪ ،‬و النراىيػة القوميػة‪ ،‬و‬ ‫اليي ينشدونيه في اليجمه‪ ،‬طهلمه نيه‬
‫الورقي ػػة‪ ،‬و الديني ػػة‪ ،‬و يج ػػهه األقلي ػػهت‪ ،‬ولم ػػه ن ػػهف الح ػػؽ ف ػػي حري ػػة اريي ػػهر م ػػموف الرس ػػهلة‬
‫للمجيموػػيف حػػد جوانػػب الحػػؽ فػػي حريػػة اليجمػػه السػػلميي فػ ف إغ ػػهؿ المشػػرع عػػف ي ػػمينيه فػػي‬
‫ال ػػنص ُيو ػػد انيقهةػ ػهً م ػػف الح ػػؽ مح ػػؿ الينظ ػػيـ‪ ،‬والمن ػػوؿ بموج ػػب الم ػػهدة (‪ )5/26‬م ػػف الق ػػهنوف‬
‫األسهسي ال لسطيني المودؿ لسنة ‪2003‬ـ ويودياليو‪.‬‬

‫نػػو‪" :‬يحػػؽ عقػػد ا جيمهعػػهت الوهمػػة‬ ‫‪ ‬يػػنص المػػهد (‪ )3‬مػػف قػػهنوف ا جيمهعػػهت الوهمػػة‪ ،‬علػ‬
‫ف يوجو إشوهر نيهبي للمحهفظ و مدير الشػرطة بػذلؾ قبػؿ ‪ 48‬سػهعة علػ األقػؿ مػف‬ ‫عل‬
‫موعد عقد ا جيمهع"‪.‬‬

‫يي ػ مػػف المػػهدة السػػهبقة نػػو واف نهنػػت المػػدة الزمنيػػة اليػػي وردت فييػػه منهسػػبة ليوجيػػو‬
‫اإلشػػوهر إل ػ المحػػهفظ و مػػدير الشػػرطة‪ ،‬غيػػر نيػػه لػػـ يي ػػمف إع ػػه اليجموػػهت الو ويػػة مػػف‬
‫يويد عل حقػوؽ اآلرػريف و يػدده إلػ اإلرػالؿ بػهألمف الوػهـ‪ ،‬وبػهلنظر‬ ‫اإلشوهر‪ ،‬طهلمه نيه لـ ِ‬
‫يػ ػػيمنف‬ ‫ف ا جيمهعػ ػػهت الو ويػ ػػة يُويبػ ػػر ةػ ػػورة مػ ػػف ةػ ػػور ا جيمهعػ ػػهت الوهمػ ػػة اليػ ػػي‬ ‫إل ػ ػ‬
‫المواطنػػوف فييػػه مػػف إشػػوهر السػػلطة المريةػػة‪ ،‬بهعيبهرىػػه يػػىيي نػػرد فوػػؿ سػريه علػ ُميغيػػر عػػهـ‬
‫حدث في الحهؿ‪ ،‬ف ف عدـ ي مينيه في النص واع ه ىػه مػف اإلشػوهر ُيشػنؿ إغ ػه ً ألحػد ةػور‬
‫ا جيمهعهت الوهمة‪ ،‬ممه ُيود انيقهةهً يويره ينظيـ ىذا الحػؽ‪ ،‬ييوػهرض مػه المػهدة (‪ )5/26‬مػف‬

‫(‪ )1‬ةػ ػػدر بيػ ػػهريخ ‪1998/12/28‬ـ‪ ،‬ومنشػ ػػور فػ ػػي الوػ ػػدد (‪ )28‬مػ ػػف الوقػ ػػه ه ال لسػ ػػطينية‪ -‬الجريػ ػػدة الرسػ ػػمية‪،‬‬
‫الةهدرة بيهريخ ‪1999/3/13‬ـ‪ ،‬المرجه السهبؽ‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫القهنوف األسهسي ال لسطيني المودؿ لسنة ‪2003‬ـ ويودياليو اليي ن لػت الحػؽ فػي حريػة اليجمػه‬
‫السلمي‪.‬‬

‫غ ؿ المشرع ال لسػطيني الحػؽ فػي ينظػيـ اليجموػهت الم ػهدة الميزامنػة‪ ،‬واليػي يػىيي نيوبيػر‬ ‫‪‬‬
‫عف عدـ الر ه عل الرسهلة اليي يحمليه اليجموهت األرر اليي ييزامف مويه يوقييهً‪ ،‬واليػي‬
‫قػػد يقيػػرب منيػػه منهنػهً‪ ،‬ممػػه ُيػػدده ربمػػه إلػ اليةػػهدـ‪ ،‬وبهليػػهلي نػػهف حري ػهً بهلمشػػرع ف يػػىيي‬
‫عل ػ ينظػػيـ ىػػذا النػػوع مػػف اليجموػػهت‪ ،‬ويػػوفير األمػػف والحمهيػػة للمشػػهرنيف فييػػه‪ ،‬مػػف رػػالؿ‬
‫ايرػهذ اليػػدابير ا حييهطيػة‪ ،‬ولمػػه نػهف ذلػػؾ ُيشػنؿ حػػد نػواع الحػػؽ فػي اليجمػػه السػلمي‪ ،‬فػ ف‬
‫إغ هؿ ينظيمو ُيشنؿ انيقهةهً مف المهدة (‪ )5/26‬مف القهنوف األسهسي ال لسطيني اليي ين ؿ‬
‫الحؽ في حرية اليجمه السلمي‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫م ػػف ق ػػهنوف ا جيمهع ػػهت الوهم ػػة والي ػػي نظم ػػت ش ػػروط يق ػػديـ اإلش ػػوهر‬ ‫غ ل ػػت الم ػػهدة (‪)4‬‬ ‫‪‬‬
‫الػػنص عل ػ إيهحػػة يقػػديـ اإلشػػوهر عبػػر اإلنيرنػػت‪ ،‬والػػنص عل ػ إنشػػه نقػػهط إيػػداع ميوػػددة‬
‫لإلشوهر‪ ،‬وذلؾ لييسير ىذا الحؽ مهـ اليجموهت السنهنية رػهرج المنػهطؽ الح ػرية‪ ،‬ونػذلؾ‬
‫الػػنص عل ػ إيهحػػة إيػػداع اإلشػػوهر شرةػػيهً و بمسػػهعدة شػػرص رػػر‪ ،‬ولمػػه نػػهف ذلػػؾ مػػف‬
‫اليػػدابير اليمنينيػػة لييسػػير ممهرسػػة الم ػواطنيف للحػػؽ فػػي حريػػة اليجمػػه السػػلميي ف ػ ف إغ ػػهؿ‬
‫المشرع إيرادىه في الجهنب الينظيمي للحؽ ُيشنؿ انيقهةهً مف المهدة الدسػيورية (‪ )5/26‬مػف‬
‫القهنوف األسهسي ال لسطيني المودؿ لسنة ‪2003‬ـ ويودياليو‪.‬‬

‫غ لت المهدة (‪ )4‬مف المهدة سهل ة البيهف النص عل إيهحة الحؽ في المراجوة اإلدارية مهـ‬ ‫‪‬‬
‫جيػػة رػػر غيػػر الجيػػة اليػػي ُيقػػدـ ليػػه اإلشػػوهر‪ ،‬فػػي حػػهؿ و ػػوت قيػػود عل ػ الزمػػهف و‬
‫المنهف و مسهر اليجمه‪ ،‬وعل ف ينوف ىذه المراجوة وال ةؿ فييه سريوهً قبؿ حلوؿ موعػد‬
‫انوقػػهد اليجمػػه‪ ،‬ونػػذلؾ ينػػوف ُمننػػة المراجوػػة اإلداريػػة شػػرطهً قبػػؿ اللجػػو إل ػ المراجوػػة‬
‫الق ػػه ية‪ ،‬ولمػػه نػػهف إيهحػػة ىػػذا الحػػؽ مػػف شػػىنو حمهيػػة حػػؽ الم ػواطنيف فػػي حريػػة اليجمػػه‬

‫يقػؿ عػددىـ عػػف‬ ‫ف‪ " :‬يقػدـ إشػوهر نيػهبي موقوػهً مػف األشػرهص المنظمػيف لالجيمػهع علػ‬ ‫(‪ )1‬ويػنص علػ‬
‫رثالرثة مبينيف فيو المنهف والزمهف اللذيف سيوقد فييمه ا جيمهع والغرض منو‪ .‬في حهلة يقديـ اإلشوهر النيػهبي مػف‬
‫جيػػة ذات شرةػػية اعيبهريػػة يني ػػي بيوقيػػه مػػف يمرثليػػه دوف المسػػهس بػػهلحؽ فػػي ا جيمػػهع‪ ،‬للمحػػهفظ و لمػػدير‬
‫ػوابط عل ػ مػػدة و مسػػهر ا جيمػػهع المنةػػوص عليػػو فػػي المػػهدة (‪ )3‬بيػػدؼ ينظػػيـ حرنػػة‬ ‫الشػػرطة ف ي ػػوه‬
‫ف يبلغ المنظموف بيذه ال وابط رطيهً بود ‪ 24‬سهعة عل األنرثػر مػف موعػد يسػليـ اإلشػوهر‪ .‬فػي‬ ‫المرور‪ ،‬عل‬
‫حػهؿ عػدـ يلقػػي الجيػة المنظمػػة أله جػواب رطػػي حسػب مػػه ىػو منةػػوص عليػو فػػي ال قػرة السػػهبقة يحػؽ للجيػػة‬
‫المنظمة إج ار ا جيمهع الوهـ في الموعد المحدد طبقهً لمه ىو وارد في اإلشوهر‪".‬‬

‫‪211‬‬
‫السػػلمي‪ ،‬ونػػذلؾ الحػػد مػػف ايسػػهع السػػلطة اليقديريػػة للمحػػهفظ و لمػػدير الشػػرطة اليػػي قػػد ينشػػى‬
‫رورية و غير موقولة عل ممهرسة الحؽ محؿ الينظيـي ف ف إغ هؿ‬ ‫عنيه و ه قيود غير‬
‫المشػرع عػف إيهحػة المراجوػة اإلداريػة والق ػه ية السػريوة ُيشػنؿ انيقهةػهً مػف المػهدة (‪)5/26‬‬
‫مف القهنوف األسهسي ال لسطيني المودؿ لسنة ‪2003‬ـ ويودياليو اليي ين ػؿ الحػؽ فػي حريػة‬
‫اليجمه السلمي‪.‬‬

‫غ ػػؿ المشػػرع ال لس ػطيني ف ػػي قػػهنوف ا جيمهعػػهت الوهمػػة ال ػػنص عل ػ حػػؽ الم ػواطنيف ف ػػي‬ ‫‪‬‬
‫مشهىدة ومراقبػة ويسػجيؿ ا جيمهعػهت سػوا عبػر الوسػه ؿ السػموية ـ المر يػة‪ ،‬حيػث يُسػيمد‬
‫ىذه المننػة مػف الحػؽ فػي حريػة الػره واليوبيػر الػذه يشػمؿ اليمػهس المولومػهت ونقليػه‪ ،‬ولمػه‬
‫نهنت ا جيمهعهت الوهمة يسو إل اليىرثير في الره الوهـ وال ػغط علػ السػلطة السيهسػية‬
‫مػػف جػػؿ يبنػػي مطهلػػب مػػهي فػ ف ذلػػؾ ُيشػػنؿ حػػد الجوانػػب األسهسػػية للحػػؽ فػػي حريػػة اليجمػػه‬
‫السػػلمي‪ ،‬الػػذه ينيم ػػؿ ينظيمػػو إ بيمن ػػيف الم ػواطنيف مػػف نهف ػػة جوانبػػو والي ػػي مػػف بيني ػػه‬
‫المشػػهىدة والمراقبػػة واليسػػجيؿ‪ ،‬ممػػه ُيشػػنؿ إغ ػػه ً يشػريويهً جز يػهً للمػػهدة (‪ )5/26‬مػػف القػػهنوف‬
‫األسهسي ال لسطيني المودؿ لسنة ‪2003‬ـ ويودياليو‪.‬‬

‫الفرع السندس‬
‫الحق في حرية الصحنفة واإلعالم‬
‫نيػه مينػة ييقهسػميه طه ػة واسػوة مػف الجيػهت ال هعلػة‪ ،‬بمػف فػييـ‬ ‫يُورؼ الةحهفة عل‬
‫الم ارسػػلوف والمحللػػوف المحيرفػػوف والمي رغػػوف ف ػالً عػػف ةػػحهب المػػدونهت اإللنيرونيػػة وغيػػرىـ‬
‫ممف يشهرنوف في شنهؿ النشر الذايي المطبوع و عل شبنة اإلنيرنت و في موا ه رر (‪،)1‬‬
‫نمه ف الةحهفة الميينة والجري ة والمسيقلة مر حيوه أله مجيمػه ديمق ارطػي فيػي القػوة الدافوػة‬
‫و ار الحؽ في اعينهؽ اآل ار واليوبير عنيه‪ ،‬والحؽ في اليمهس المولومهت واآل ار ونقليػه ويلقييػه‪،‬‬
‫ويسػػم بو ػػه الش ػ هفية والمسػػه لة فػػي ةػػلب إدارة الشػػدوف الوهمػػة والمسػػه ؿ األرػػر الميولقػػة‬

‫(‪ )1‬اليوليػػؽ الوػػهـ رقػػـ (‪ )34‬الةػػهدر عػػف اللجنػػة المونيػػة بحقػػوؽ اإلنسػػهف فػػي األمػػـ الميحػػدة‪ ،‬الرػػهص بهلمػػهدة‬
‫(‪ )19‬مػػف الويػػد الػػدولي الرػػهص بػػهلحقوؽ المدنيػػة والسيهسػػية لوػػهـ ‪1976‬ـ واليػػي ينهولػػت الحػػؽ فػػي حريػػة الػػره‬
‫واليوبيػػر‪ ،‬الػػدورة الرثهنيػػة بوػػد الم ػػة‪ ،‬جنيػػؼ‪ 29-11 ،‬يوليػػو‪2011 /‬ـ‪ ،‬ال ق ػرة ‪ ،44‬منشػػور عل ػ ة ػ حة منيػػب‬
‫الم ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوض السػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػهمي لحقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػوؽ اإلنسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػهف‪ ،‬منشػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػور عبػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػر ال ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػرابط‪:‬‬
‫‪file:///C:/Users/samir/Downloads/G1145329.pdf‬‬

‫‪211‬‬
‫بهلمةػػلحة الوهمػػة‪ ،‬ويُشػػنؿ الوةػػب الػػذه ُيغػػذه مشػػهرنة الجميػػه النهمل ػة والمسػػينيرة فػػي الحيػػهة‬
‫السيهسية وعمليهت ةنه القرار(‪.)1‬‬

‫‪ -0‬القنعدة الدستورية التي تكفل الحق حرية الصحنفة واإلعالم‪:‬‬

‫يػػنص المػػهدة (‪ )27‬مػػف القػػهنوف األسهسػػي ال لسػػطيني الموػػدؿ لسػػنة ‪2003‬ـ ويودياليػػو‪،‬‬
‫ف‪ -1 " :‬يىسيس الةحؼ وسه ر وسه ؿ اإلعالـ حؽ للجميه ين لو ىػذا القػهنوف األسهسػي‬ ‫عل‬
‫وير ه مةهدر يمويليه لرقهبة القهنوف‪ -2 .‬حرية وسػه ؿ اإلعػالـ المر يػة والمسػموعة والمنيوبػة‬
‫وحرية الطبهعة والنشر واليوزيه والبث‪ ،‬وحرية الوهمليف فييػه‪ ،‬من ولػة وفقػهً ليػذا القػهنوف األسهسػي‬
‫والقوانيف ذات الوالقة‪ -3 .‬يحظػر الرقهبػة علػ وسػه ؿ اإلعػالـ‪ ،‬و يجػوز إنػذارىه‪ ،‬و وق يػه‪ ،‬و‬
‫مةهدرييه‪ ،‬و إلغهدىه‪ ،‬و فرض قيود علييه إ وفقهً للقهنوف وبموجب حنـ ق ه ي"‪.‬‬

‫‪ -6‬القوانين الننظمة لمحق في حرية الصحنفة واإلعالم‪:‬‬

‫قهنوف رقـ (‪ )9‬لسنة ‪1995‬ـ بشىف المطبوعهت والنشر(‪.)2‬‬

‫‪ -3‬اإلغفنل التشريعي الجزئي في تنظيم الحق في حرية الصحنفة واإلعالم‪:‬‬

‫غ لػػت المػػهدة (‪ )1‬مػػف قػػهنوف المطبوعػػهت والنشػػر الميولقػػة بهليوػػهريؼ وا ةػػطالحهت‬

‫و ه يوريؼ لوسه ؿ اإلعالـ اإللنيرونية عبر اإلنيرنت يمييداً لينظيميه في القهنوف‪ ،‬ولمه نهنػت‬
‫ػػمف الم يػػوـ الوػػهـ لوسػػه ؿ اإلعػػالـ‬ ‫حدارثػػة ىػػذا الشػػنؿ مػػف وسػػه ؿ اإلعػػالـ اإللنيرونيػػة ينػػدرج‬
‫والنشػػر‪ ،‬ف ػ ف ع ػدـ يػػدرؿ المشػػرع لبيهنيػػه وينظيميػػه ُيويبػػر حػػد وجػػو اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي الجز ػػي‬
‫لمقي ػػيهت إعمػػهؿ المػػهدة الدسػػيورية رقػػـ (‪ )27‬مػػف القػػهنوف األسهسػػي ال لسػػطيني الموػػدؿ لسػػنة‬
‫‪2003‬ـ ويودياليو‪.‬‬

‫(‪ )1‬يقريػػر م و ػػية األمػػـ الميحػػدة السػػهمية لحقػػوؽ اإلنسػػهف‪ ،‬مجلػػس حقػػوؽ اإلنسػػهف‪ ،‬الػػدورة السػػهبوة والوشػروف‪،‬‬
‫‪2014/7/23‬ـ‪ ،‬ص‪ ،3‬منشور عبر الرابط‪:‬‬
‫‪https://www.refworld.org/cgi-‬‬
‫‪bin/texis/vtx/rwmain/opendocpdf.pdf?reldoc=y&docid=54201c5a4‬‬
‫(‪ )2‬منشػػور فػػي الوػػدد (‪ )6‬مػػف الوقػػه ه ال لسػػطينية‪ -‬الجريػػدة الرسػػمية‪ ،‬المرجػػه السػػهبؽ‪ ،‬بيػػهريخ ‪1995/8/29‬ـ‪،‬‬
‫ص‪.11‬‬

‫‪211‬‬
 ‫الميحث الثنني‬
‫اإلغفنل التشريعي الكمي في تنظيم الحقوق السينسية‪:‬‬

‫تمييد وتقسيم‬
‫ُيويبر مو وع اإلغ هؿ اليشريوي النلي مف المو وعهت الدسػيورية الرطيػرة اليػي يػدده‬
‫إل حهلة مف ال راغ اليشريوي‪ ،‬ويوطيؿ بوض القواعد الدسػيورية بشػنؿ غيػر مبهشػر‪ ،‬رهةػة إذا‬
‫مه يطلبت ينظيميه بموجب قػوانيف‪ ،‬وييوػهظـ اإلشػنهلية نرثػر بسػبب عػدـ جػواز إر ػهع اإلغ ػهؿ‬
‫اليشريوي النلي للرقهبة الق ه ية الدسيورية‪ ،‬احيرامهً لمبد ال ةػؿ بػيف السػلطهت‪ ،‬ىػذا مػف جهنػب‬
‫يرػػوؿ المحنمػػة الدسػػيورية الرقهبػػة علػ يقػػديرات المشػػرع‪ ،‬وا‬ ‫ومػػف جهنػػب رػػر فػ ف الدسػػهيير‬
‫يبدلت األدوار و ةبحنه مهـ حلوؿ للقه ي الدسيوره محؿ المشرع الوهده‪.‬‬

‫ولقػد ذنرنػػه فيمػػه سػػبؽ مػػف الد ارسػػة ف اإلغ ػػهؿ اليشػريوي النلػػي يقػػه عنػػد امينػػهع السػػلطة‬
‫اليشريوية عف إةدار قهنوف بهلرغـ مف ف الدسػيور طلػب منػو إةػداره‪ ،‬و عيبػهرات مبػد ال ةػؿ‬
‫بػػيف السػػلطهت واسػػيقالؿ نػػؿ سػػلطة بهريةهةػػهييهي ف ػ ف ىػػذا النػػوع مػػف اإلغ ػػهؿ يقػػه فػػي حػػدود‬
‫السلطة اليقديرية للمشرع‪ ،‬وممػه يرػرج عػف نطػهؽ الرقهبػة الدسػيورية‪ ،‬ذلػؾ ف البرلمػهف يسػيقؿ فػي‬
‫ارييهر اليوقيت الذه ييدرؿ فيو لينظيـ المو وع الذه يطلبو الدسيور‪.‬‬

‫وفي ىذا اإلطهر ُيشير الق ػه الدسػيوره المةػره إلػ موق ػو الػرافض مػف الرقهبػة علػ‬
‫السلطة اليقديرية للمشرع‪ ،‬حيث ندت المحنمة الدسػيورية الوليػه المةػرية علػ السػلطة اليقديريػة‬
‫للمشرع في اليػدرؿ لينظػيـ مو ػوع موػيف‪ ،‬وق ػت بػىف إقػرار قػهنوف و إةػدار قػرار بقػهنوف فػي‬
‫مو وع مويف ىو ممه يسيقؿ السلطييف اليشريوية والين يذية بيقديره وفقهً ألحنهـ الدسيور(‪.)1‬‬

‫ف نط ػػهؽ رقهبي ػػو علػ ػ‬ ‫وى ػػو م ػػه ن ػػده المجل ػػس الدس ػػيوره ال رنس ػػي ال ػػذه اس ػػيقر علػ ػ‬
‫دسيورية القوانيف ييحدد مف رالؿ مطهبقة الػنص اليشػريوي المطوػوف فيػو ألحنػهـ الدسػيور‪ ،‬ومػف‬
‫ػمف عنهةػرىه اليحقػؽ مػف سػالمة اليقػديرات اليػي‬ ‫يدرؿ في نطهؽ ىػذه الرقهبػة و يػدرؿ‬ ‫رثـ‬
‫يجرييه المشرع بشىف مد الحهجػة إلػ اليشػريه ومال ميػو‪ ،‬فيلػؾ مسػىلة يسػيقؿ المشػرع بيقػديرىه‪،‬‬
‫يي ػمف‬ ‫وينوف يقديره في ىذا الشىف بمنى عف ية رقهبة ق ه ية‪ ،‬ذلؾ ف نةػوص الدسػيور‬

‫(‪ )1‬حنـ المحنمة الدسيورية الوليه المةرية في الق ية رقـ ‪ 7‬لسػنة ‪" 14‬منهزعػة ين يػذ"‪ ،‬جلسػة ‪،1993/6/19‬‬
‫المرجه السهبؽ‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫مػػه ُيرػػوؿ المجلػػس الدسػػيوره سػػلطة مراجوػػة المشػػرع فػػي يقػػديره و ف يحػػؿ يقػػديره محػػؿ يقػػدير‬
‫المشرع(‪.)1‬‬

‫وبنػه ً عل ػ مػػه يقػػدـ ُيرثػػهر اليسػػهدؿ اآليػػي‪ :‬مػػه ىػػي الحقػػوؽ السيهسػػية ال ػواردة فػػي القػػهنوف‬
‫األسهسػػي ال لسػػطيني الموػػدؿ لسػػنة ‪2003‬ـ ويودياليػػو والػػذه امينػػه المشػػرع الوػػهده عػػف اليػػدرؿ‬
‫لينظيمي ػػه‪ ،‬وم ػػه ى ػػي الي ػػداعيهت النهشػ ػ ة ع ػػف ع ػػدـ ي ػػدرؿ المش ػػرع لينظ ػػيـ بو ػػض المو ػػوعهت‬
‫الدسيورية‪ ،‬األمر الذه سوؼ يجيب عليو الدراسة مف رالؿ اآليي‪:‬‬

‫‪ ‬المطمب األول‪ :‬الحقوق السينسية التي تشيد إغفنلً تشريعينً كمينً‪.‬‬

‫‪ ‬المطمـــب الثـــنني‪ :‬التـــداعينت الننشـــئة عـــن عـــدم تنظـــيم الحـــق فـــي تشـــكيل األحـــزاب‬
‫السينسية‪.‬‬

‫(‪ )1‬رثروت عبد الوهؿ حمد‪ ،‬المرجه السهبؽ‪ ،‬ص‪21‬‬

‫‪211‬‬
 ‫المطمب األول‬
‫الحقوق السينسية التي تشيد إغفنلً تشريعينً كمينً‬
‫الحق في تشكيل األحزاب السينسية نموذجنً‬
‫نػػو ينظػػيـ حػػر ألشػػرهص مػػف ىدافػػو المشػػهرنة فػػي إدارة‬‫ُيوػػرؼ الحػػزب السيهسػػي عل ػ‬
‫الشػدوف الوهمػػة‪ ،‬بمػػه فػػي ذلػػؾ مػػه نػػهف مػػف رػػالؿ طػػرح مرشػػحيف نيرهبػػهت حػرة وديمقراطيػػة (‪،)1‬‬
‫نو يجمه منيظـ ىدفو المشػهرنة فػي الحيػهة السيهسػية بقةػد الوةػوؿ إلػ‬ ‫وىنهؾ مف ُيورفو عل‬
‫ع ه و(‪.)2‬‬ ‫السلطة حي ييمنف مف يحقيؽ فنهر ومةهل‬

‫يي ػ مػػف اليو ػري يف السػػهبقيف ف الحػػزب السيهسػػي ييػػدؼ إل ػ المشػػهرنة فػػي الشػػدوف‬
‫الوهمػة‪ ،‬مػػف رػالؿ اليقػػدـ بمرشػػحيف فػي الومليػػة ا نيرهبيػػة لل ػوز بيػػه والوةػػوؿ إلػ سػػدة الحنػػـ‪،‬‬
‫وذلؾ مف جؿ يطبيؽ فنهره ومةهلحو‪ ،‬نمه نو عبهرة عف يجمه لودد مف المػواطنيف يحػت فنػرة‬
‫و فنهر واحدة‪.‬‬

‫وييمي ػ ػػز الح ػ ػػزب السيهس ػ ػػي ع ػ ػػف غيػ ػ ػره م ػ ػػف اليجمو ػ ػػهت األر ػ ػػر نهلجموي ػ ػػهت واألندي ػ ػػة‬
‫وا يحػػهدات والنقهبػػهت فػػي نػػو يسػػو إل ػ الوةػػوؿ إل ػ الحنػػـ وادارة الدولػػة‪ ،‬رالف ػهً لليجموػػهت‬
‫األرر اليي يروـ إل اليىرثير في ةنه السيهسهت والدفهع عف مةهل موينة‪.‬‬

‫وفي ىذا السيهؽ ن ؿ المشػرع الدسػيوره ال لسػطيني الحػؽ فػي يشػنيؿ األحػزاب السيهسػية بموجػب‬
‫المهدة (‪ )1/26‬مف القػهنوف األسهسػي ال لسػطيني الموػدؿ لسػنة ‪2003‬ـ ويودياليػو‪ ،‬واليػي نةػت‬
‫ف‪" :‬لل لسػػطينييف حػػؽ المشػػهرنة فػػي الحيػػهة السيهسػػية ف ػراداً وجمهعػػهت‪ ،‬وليػػـ عل ػ وجػػو‬ ‫عل ػ‬
‫الرةوص الحقوؽ اآليية‪ :‬يشنيؿ األحزاب السيهسية وا ن مهـ إلييه وفقهً للقهنوف‪."...‬‬

‫ويدر ػذ عل ػ المشػػرع الدسػػيوره ال لسػػطيني نػػو لػػـ ُي ػػرد مػػهدة رهةػػة للحػػؽ فػػي يشػػنيؿ‬
‫األحػزاب السيهسػية‪ ،‬وانمػػه درلػو فػػي المػهدة (‪ )26‬مػف القػػهنوف األسهسػي ال لسػػطيني الموػدؿ لسػػنة‬
‫‪2003‬ـ ويودياليػػو‪ ،‬ونػػهف يجػػب عليػػو ف ي ػػه مػػهدة مسػػيقلة ُيحػػدد فييػػه ال ػوابط والقيػػود عل ػ‬
‫المشرع الوهده‪ ،‬نمنه يىسيس األحزاب عل سس يينهف مه المبػهدل الدسػيورية القه مػة‪ ،‬وحظػر‬
‫الدعوة للونؼ والنراىية والطه ية‪ ،‬و الدعوة لالن ةهؿ اإلقليمي‪.‬‬

‫(‪ )1‬منيػػب المدسسػػهت الديمقراطيػػة وحقػػوؽ اإلنسػػهف اليػػهبه لمنظمػػة اليوػػهوف فػػي وروبػػه‪ ،‬مبػػهدل يوجيييػػة لينظػػيـ‬
‫األحزاب السيهسية‪2011 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.17‬‬
‫(‪ ) 2‬إسػػمهعيؿ الغػزاؿ‪ ،‬القػػهنوف الدسػػيوره والػػنظـ السيهسػػية‪ ،‬د ارسػػة يحليليػػة‪ ،‬المدسسػػة الجهمويػػة للد ارسػػهت والنشػػر‬
‫واليوزيه‪ ،‬بيروت لبنهف‪1982 ،‬ـ‪ ،‬ص‪.204‬‬

‫‪211‬‬
‫نم ػػه ينبن ػػي الحهج ػػة إلػ ػ إفػ ػراد م ػػهدة رهة ػػة ب ػػهلنظر إلػ ػ رةوة ػػية الحهل ػػة السيهس ػػية‬
‫ال لسػػطينية‪ ،‬ومحػػهو ت دولػػة ا حػػيالؿ اسػػييداؼ األح ػزاب السيهسػػية ال لسػػطينية اليحرريػػة‪ ،‬ممػػه‬
‫ييطل ػػب ي ػػميف الم ػػهدة الدس ػػيورية قي ػػداً عل ػ ػ الس ػػلطة اليشػ ػريوية م ػػهده وج ػػوب قيهمي ػػه ب ػ ػ ج ار‬
‫مش ػهورات وطنيػػة مػػه األح ػزاب السيهسػػية قبػػؿ إةػػدار القػػهنوف‪ ،‬لم ارعػػهة رةوةػػيييه وحمهيييػػه‪،‬‬
‫ولنػػف دوف فػػرض إرادة األحػزاب السيهسػػية علػ السػػلطة اليشػريوية‪ ،‬وفػػي اآلف ن سػػو دوف إقةػه‬
‫األغلبية الحزبية في البرلمهف ل حزاب الةغيرة والموهر ة‪.‬‬

‫وبمراجوة المنظومة اليشريوية ال لسطينية ييبيف ف المشرع ال لسطيني لـ ينظـ الحؽ في‬
‫يشػػنيؿ األح ػزاب السيهسػػية مػػف رػػالؿ قػػهنوف‪ ،‬ممػػه ُيشػػنؿ إغ ػػه ً يش ػريويهً نلي ػهً د إل ػ حرمػػهف‬
‫الم ػواطنيف مػػف الحػػؽ فػػي يشػػنيؿ ح ػزاب سيهسػػية جديػػدة‪ ،‬ورلػػؽ مجموعػػة مػػف اإلشػػنه ت سػػوؼ‬
‫ينهقشيه الدراسة حقهً‪.‬‬

‫ف الػػر يس ال لسػػطيني ال ارحػؿ يهسػػر عرفػػهت ةػدر المرسػػوـ رقػػـ (‪)1‬‬ ‫ولنػف بػػهلنظر إلػ‬
‫لسػػنة ‪1994‬ـ بشػػىف اسػػيمرار الومػػؿ بػػهلقوانيف واألنظمػػة اليػػي نهنػػت سػػهرية الم وػػوؿ قبػػؿ يػػهريخ‬
‫‪1967/6/5‬ـ(‪)1‬ي فػ ػ ف القػ ػوانيف األردني ػػة الي ػػي نهن ػػت س ػػهرية ر ػػالؿ فيػ ػرة الحن ػػـ األردن ػػي لل ػ ػ ة‬
‫الغربية‪ ،‬والمميدة منػذ الوػهـ ‪1948‬ـ‪ ،‬وحيػ الوػهـ ‪1967‬ـ‪ ،‬عػهدت ليسػره مػف جديػد فػي ال ػ ة‬
‫الغربيػػة‪ ،‬ومػػف بػػيف يلػػؾ القػوانيف قػػهنوف األحػزاب األردنػػي رقػػـ (‪ )15‬لسػػنة ‪1955‬ـ‪ ،‬الػػذه اشػػيمؿ‬
‫عل (‪ )15‬مهدة يرنزت حوؿ المسه ؿ الينظيمية الرهةة بهألحزاب السيهسية(‪.)2‬‬

‫ىذا ولـ ييـ يطبيؽ قهنوف األحزاب األردنية مف قبؿ السلطة ال لسطينية بود نشىييه عهـ ‪1994‬ـ‪،‬‬
‫بػػهلنظر إل ػ رةوةػػية الحهلػػة ال لسػػطينية‪ ،‬والمحػػهو ت المسػػيمرة لدولػػة ا حػػيالؿ للق ػػه عل ػ‬
‫البنية الينظيمية ليلؾ األحزاب مف رالؿ اسييداؼ ع ه يه‪ ،‬األمر الذه دفه يلؾ األحزاب ألرذ‬
‫يس ػػيقيـ وفنػ ػرة عم ػػؿ األحػ ػزاب السيهس ػػية ف ػػي الو ػػه‬ ‫الط ػػهبه الس ػػره ف ػػي الوم ػػؿ‪ ،‬وى ػػو م ػػر‬
‫الطبيوي‪ ،‬اليي ييطلب الومؿ الولني لليىرثير في الره الوهـ والمشيد السيهسي وةو ً إل الحنـ‪.‬‬

‫وبهلرجوع إل الورثػه ؽ الدسػيورية المةػرية اليػي نهنػت سػهرية فػي قطػهع غػزة رػالؿ ن ػس‬
‫فيرة الحنـ األردنػيي ف نػو يي ػ عػدـ ينظػيـ الحػؽ فػي يشػنيؿ األحػزاب السيهسػية‪ ،‬ممػه يونػي ف‬
‫األحزاب السيهسية ال لسطينية نهنت يومؿ في حينو دوف قهنوف ينظـ عمليه‪.‬‬

‫(‪ )1‬انظػػر الوػػدد (‪ )1‬مػػف الوقػػه ه ال لسػػطينية‪ -‬الجريػػدة الرسػػمية للسػػلطة الوطنيػػة ال لسػػطينية‪ ،‬الةػػهدرة بيػػهريخ‬
‫‪1994/11/20‬ـ‪ ،‬منشورة عل الة حة الرسمية لديواف ال يو واليشريه‪ ،‬المرجه السهبؽ‪.‬‬
‫(‪ )2‬انظر الجريدة الرسمية األردنية‪ ،‬الودد ‪ ،1223‬واليي ةدرت بيهريخ ‪1955/4/3‬ـ‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫ولػػـ يقػػؼ األمػػر عنػػد ىػػذا الحػػد فػػي ظػػؿ عيػػد السػػلطة الوطنيػػة ال لسػػطينية‪ ،‬حيػػث نهنػػت‬
‫ىنػػهؾ محهولػػة يش ػريوية إلةػػدار قػػهنوف األح ػزاب السيهسػػية يقػػدـ بػػو مجلػػس الػػوز ار إل ػ المجلػػس‬
‫ف‪" :‬جميػه‬ ‫اليشريوي عهـ ‪1997‬ـ‪ ،‬ويينوف مف (‪ )25‬مهدة‪ ،‬ولقد نص في المهدة (‪ )4‬منو علػ‬
‫األحػزاب ميسػهوية مػهـ القػهنوف‪ ،‬وييىسػس ويػدير نشػهطهييه بشػنؿ علنػي‪ ،‬وي ػمف القػهنوف حمهيػػة‬
‫الحزب وشرعييو‪ ،".‬بود ذلؾ ر ه للنقهش في المجلس اليشريوي ولنف لـ ييـ إق ارره(‪.)1‬‬

‫وعليو بقيت األحزاب السيهسية ال لسطينية يومؿ وفقهً ألنظمييػه الدارليػة‪ ،‬واسػيمرت حهلػة‬
‫اإلغ هؿ اليشريوي النلي فػي ينظػيـ الحػؽ فػي يشػنيؿ األحػزاب السيهسػية‪ ،‬ممػه يػرؾ مجموعػة مػف‬
‫اليػداعيهت اليػي مػف ىميػه حرمػػهف المػواطنيف مػف ىػذا الحػؽ‪ ،‬وغيرىػػه مػف اليػداعيهت اليػي سػػوؼ‬
‫يور يه الدراسة‪.‬‬

‫(‪ )1‬بيير شلسيروـ‪ ،‬يقرير حػوؿ مشػروع قػهنوف األحػزاب السيهسػية‪ ،‬بػدوف طبوػة‪ ،‬النهشػر‪ :‬اليي ػة المسػيقلة لحقػوؽ‬
‫اإلنس ػ ػػهف‪ ،‬راـ اهلل‪ ،‬يم ػ ػػوز ‪1999‬ـ ارب ػ ػػط‪https://www.ichr.ps/cached_uploads/download/ichr- :‬‬
‫‪files/files/000000382.pdf‬‬

‫‪212‬‬
 ‫المطمب الثنني‬
‫التداعينت الننشئة عن عدم تنظيم الحق في تشكيل األحزاب السينسية‬
‫ييطلب ليمنيف المواطنيف مف القدرة عل ممهرسة الحؽ في يشنيؿ األحزاب السيهسية ف‬
‫ييـ إةدار قػهنوف لينظيمػو‪ ،‬وبيػهف حػدوده وني يػة ممهرسػيو‪ ،‬ويويػيف الجيػة القه مػة علػ حمهييػو‪،‬‬
‫إطػالؽ فػي ممهرسػة الحقػوؽ والحريػهت بهعيبهرىػه ينييػي عنػد حػدود‬ ‫مهنهيو‪ ،‬ذلػؾ نػو‬ ‫وارسه‬
‫حقوؽ وحريهت اآلرريف‪ ،‬نمه ف الحؽ في يشنيؿ األحزاب السيهسػية مػف بػيف الحقػوؽ الدسػيورية‬
‫ين ذ مبهشرةً وانمه ييطلب إلعمهلو ويميه المواطنيف بو ف ييـ يدرؿ المشرع لينظيمو‪.‬‬ ‫اليي‬

‫وب ػػهلنظر إلػ ػ ف الورثيق ػػة الدس ػػيورية الي ػػي يُويب ػػر داةً لليوفي ػػؽ ب ػػيف الس ػػلطة والحري ػػة‪،‬‬
‫يسػػيطيه ينظػػيـ ممهرسػػة الحقػػوؽ والحريػػهت الوهمػػة بشػػنؿ نهمػػؿ‪ ،‬ف نيػػه يقػػوـ ب حهلػػة ينظيميػػه إل ػ‬
‫السػػلطة اليش ػريوية وفق ػهً لقهعػػدة ا ن ػراد اليش ػريوي‪ ،‬مػػه إل ػزاـ المشػػرع بيػػوري ال ػوابط الدسػػيورية‬
‫القه مػة‪ ،‬األمػر الػذه يحػد مػف سػلطيو اليقديريػة رثنػه قيهمػو بومليػة الينظػيـ‪ ،‬فمػف غيػر الجػػه ز ف‬
‫ينيمؿ ينظػيـ‬ ‫يىيي ىذا الينظيـ قهة اًر و غير منيمؿ مف حد و نرثر مف الجوانب نهفة اليي‬
‫الحؽ إ بيه‪ ،‬ذلؾ ممه يػدرؿ فػي نطػهؽ رقهبػة اإلغ ػهؿ اليشػريوي الجز ػي‪ ،‬بيػد نػو إذا لػـ ييػدرؿ‬
‫إلةدار قهنوف لينظيـ الحؽ بهلرغـ مف مطهلبة الدسيور لو ف ف المسىلة يػدرؿ فػي إطػهر اإلغ ػهؿ‬
‫اليشريوي النلي‪.‬‬

‫وف ػي ىػػذا السػػيهؽ يلوػػب األح ػزاب السيهسػػية دو اًر سهسػػيهً فػػي ي ويػػؿ النظػػهـ الػػديمقراطي‪،‬‬
‫ب ػػهلنظر إلػ ػ نش ػػهطيه المية ػػؿ بهلي ػػىرثير ف ػػي المش ػػيد السيهس ػػي‪ ،‬ورف ػػه ال ػػوعي ل ػػد ال ػػره الو ػػهـ‪،‬‬
‫ويىطير المواطنيف وزيهدة الوعي لدييـ حوؿ ىمية المشهرنة السيهسية‪ ،‬وي ويؿ اليوددية السيهسػية‬
‫والحزبيػة‪ ،‬ممػػه يػػدده إلػ رلػػؽ فنػػهر جديػػدة‪ ،‬ويشػػجيه فػراد المجيمػػه علػ ا نرػراط فػػي الومليػػة‬
‫السيهسػػية‪ ،‬مػػف رػػالؿ يقلػػد المنهةػػب الحنوميػػة والنيهبيػػة‪ ،‬إلحػػداث اليغييػػر الػػذه ُيحقػػؽ فنػػهرىـ‬
‫وطموحهييـ‪.‬‬

‫ويدور األمف القهنوني بهلنسبة للحقوؽ والحريهت الوهمػة وجػوداً وعػدمهً‪ ،‬بػهلنظر إلػ مػد‬
‫يػوافر قػوانيف نهفيػػة‪ ،‬يػدمف الممهرسػػة ال وليػة ل فػراد‪ ،‬وفػي المقهبػؿ فػ ف عػدـ يوافرىػػه مػف شػػىنو ف‬
‫يػػدده إل ػ يوطيػػؿ ممهرسػػة الحػػؽ و الحريػػة‪ ،‬وذلػػؾ ممػػه يينػػهف مػػه الطبيوػػة الرهةػػة للحقػػوؽ‬
‫والحريػػهت اليػػي يُويبػػر لةػػيقة بهإلنسػػهف ويبػػد مػػه و ديػػو‪ ،‬فلػػـ يمنحيػػه السػػلطة السيهسػػية ل ف ػراد‪،‬‬
‫وعليو فال يجوز حرمهف حد منيه‪ ،‬مف رػالؿ إغ ػهؿ إةػدار اإلطػهر القػهنوني النػهظـ للحػؽ الػذه‬
‫ُيبيف ني ية ممهرسيو‪ ،‬ممه ي ونه مهـ عرقلة غيػر مبهشػرة ليميػه المػواطنيف بػهلحؽ و الحريػة‪ ،‬و‬

‫‪211‬‬
‫غي ػػر مش ػػروعة‪ ،‬ذل ػػؾ ف الورثيق ػػة‬ ‫ف ي ػػيـ ممهرس ػػييه علػ ػ نح ػػو منق ػػوص‪ ،‬و يقودن ػػه إلػ ػ ني ػػه‬
‫ين ي وحدىه ليىميف ممهرسة الحؽ و الحرية‪.‬‬ ‫الدسيورية‬

‫إف ع ػػدـ قي ػػهـ المش ػػرع الو ػػهده ب ةػ ػدار ق ػػهنوف ر ػػهص ب ػػهألحزاب السيهس ػػية ب ػػهلنظر إلػ ػ‬
‫رةوةػػية الحهلػػة السيهسػػية ال لسػػطينية د إل ػ مجموعػػة مػػف اليػػداعيهت‪ ،‬اليػػي ُيمنػػف إجمهليػػه‬
‫عل النحو اآليي‪:‬‬

‫‪ .1‬عدـ يمنيف المواطنيف مف يشنيؿ حزاب سيهسػية جديػدة‪ ،‬بسػبب غيػهب الينظػيـ القػهنوني‬
‫واإلج ار ي‪.‬‬

‫‪ .2‬يقويض فنرة اليداوؿ السلمي عل السلطة‪ ،‬رهةة و ف الحنـ فػي فلسػطيف انحةػر بػيف‬
‫الحػ ػزبيف النبيػ ػريف‪ ،‬وذل ػػؾ مم ػػه ييو ػػهرض م ػػه فنػ ػرة الي ػػداوؿ‪ ،‬الي ػػي منهطي ػػه ي ػػداوؿ فن ػػهر‬
‫وبرام حزبية جديدة يروـ إل يطوير دا السلطة السيهسية‪.‬‬

‫‪ .3‬انر هض مسيو وفهعلية اليوددية السيهسية والحزبية المن ولة بموجب المػهدة (‪ )1( )5‬مػف‬
‫الق ػػهنوف األسهس ػػي ال لس ػػطيني المو ػػدؿ لس ػػنة ‪2003‬ـ ويوديالي ػػو‪ ،‬ب ػػهلنظر ع ػػدـ يش ػػنيؿ‬
‫حزاب سيهسية جديدة‪.‬‬

‫‪ .4‬حػػدوث إشػػنهليهت عل ػ مسػػيو يطبيػػؽ ق ػرار بقػػهنوف رقػػـ (‪ )1‬لسػػنة ‪2007‬ـ ويودياليػػو‪،‬‬
‫نيػه‪" :‬القه مػة ا نيرهبيػة المشػنلة مػف‬ ‫والذه عرؼ القه مة بموجػب المػهدة (‪ )1‬منػو علػ‬
‫يوجد قهنوف ُيبيف مف ىو الحزب‪ ،‬ليقرير إف نهف‬ ‫حزب و ا يالؼ حزاب‪ ،"...‬بيد نو‬
‫يحؽ لو يشنيؿ قه مة انيرهبية ـ ‪.‬‬

‫‪ .5‬عدـ ينظيـ مةهدر يمويػؿ األحػزاب السيهسػية وان اليػو د إلػ زيػهدة المرػهطر الميولقػة‬
‫ب منهنية يىرثير الدوؿ اإلقليمية في الشدوف الدارلية ال لسطينية‪.‬‬

‫ا نيرهبػػهت الوهمػػة‪ ،‬بػػهلنظر إل ػ المجػػهؿ‬ ‫‪ .6‬ىيمنػػة األح ػزاب السيهسػػية النبي ػرة عل ػ نيػػه‬
‫يي ػوافر للم ػواطنيف اآلر ػريف‪ ،‬بسػػبب عػػدـ‬ ‫المننػػة اليػػي‬
‫الواسػػه الػػذه يومػػؿ فيػػو‪ ،‬وى ػي ُ‬
‫قدرييـ عل يشنيؿ األحزاب السيهسية‪.‬‬

‫ف‪ " :‬نظػهـ الحنػػـ فػػي فلسػطيف نظػػهـ ديمق ارطػػي نيػهبي يويمػػد علػ اليودديػة السيهسػػية والحزبيػػة‬ ‫(‪ ) 1‬ويػنص علػ‬
‫وينيرب فيو ر يس السلطة الوطنية انيرهبهً مبهش اًر مف قػبؿ الشوب وينوف الحنومة مسدولة مهـ الر يس والمجلس‬
‫اليشريوي ال لسطيني"‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫وبنػػه ً عل ػ مػػه يقػػدـ مػػف اعيبػػهرات دسػػيورية ومػػف إشػػنه ت واقويػػة يواجػػو فن ػرة إةػػدار‬
‫قهنوف ليشنيؿ األحزاب السيهسية‪ ،‬رهةة مه وجود دولة ا حيالؿي ف ننه نر نو بهإلمنهف ينظيـ‬
‫ى ػػذا الح ػػؽ م ػػف ر ػػالؿ يحقي ػػؽ اليػ ػوازف ب ػػيف يمن ػػيف المػ ػواطنيف م ػػف الح ػػؽ ف ػػي يش ػػنيؿ األحػ ػزاب‬
‫السيهسػػية‪ ،‬وب ػػيف م ارع ػػهة رةوة ػػية الحهلػػة ال لس ػػطينية‪ ،‬وذل ػػؾ عب ػػر يبنػػي ينظ ػػيـ ق ػػهنوني يو ػػي‬
‫األحػزاب السيهسػػية مػػف بوػػض المسػػه ؿ اليػػي يمنػػف ف يُشػػنؿ رطػ اًر علييػػه‪ ،‬ويلػػؾ المسػػه ؿ ُيمنػػف‬
‫حة ػػرىه وا ي ػػهؽ عليي ػػه م ػػف ر ػػالؿ إجػ ػ ار مش ػػهورات وطني ػػة ب ػػيف األحػ ػزاب السيهس ػػية والس ػػلطة‬
‫اليش ػريوية‪ ،‬و نونػػي بػػذلؾ ف ي ػػرض األح ػزاب السيهسػػية إرادييػػه عل ػ السػػلطة اليش ػريوية‪ ،‬وانمػػه‬
‫ل ريرة النلمة ال ةؿ فػي طبيوػة اليشػريه النػهظـ ل حػزاب السيهسػية‪ ،‬مػه م ارعػهة بوػض المسػه ؿ‬
‫اليػػي مػػف شػػىنيه إدامػػة عمػػؿ األح ػزاب السيهسػػية فػػي مقهومػػة ا حػػيالؿ‪ ،‬بهعيبهرىػػه حرنػػهت يحػػرر‬
‫وطني‪.‬‬

‫ف الحهلة ال لسطينية يشيد رةوةية عهلية بهلنظر إل اسيمرار دولة ا حيالؿ‬ ‫ةحي‬
‫ف ػػي يوق ػػب األحػ ػزاب السيهس ػػية ونهش ػػطييه‪ ،‬غي ػػر ف ىن ػػهؾ مج ػػه ت ر ػػر يمن ػػف فيي ػػه ل حػ ػزاب‬
‫دا السػػلطة السيهسػػية الحهنمػػة‪،‬‬ ‫السيهسػػية الجديػػدة ف يلوػػب دو اًر ىهمػهً‪ ،‬رهةػػة فػػي الرقهبػػة علػ‬
‫األمر الذه مف شىنو يوزيز احيراـ الحقوؽ والحريهت الوهمة ومبهدل الديمقراطية‪.‬‬

‫‪211‬‬
 ‫خنتمة الدراسة‬
‫ينهولػػت ىػػذه الد ارسػػة اإلغ ػػهؿ اليشػريوي فػػي ينظػػيـ الحقػػوؽ السيهسػػية الػواردة فػػي القػػهنوف‬
‫األسهسي ال لسطيني الموػدؿ لسػنة ‪2003‬ـ ويودياليػو‪ ،‬واألسػهس القػهنوني للرقهبػة عليػو‪ ،‬ونهقشػت‬
‫الوديد مف المسه ؿ الدسيورية الشػه نة‪ ،‬اليػي ظيػرت جهنبػهً مػف اليوقيػد بػهلنظر إلػ نونيػه يقيػرب‬
‫مف السػلطة اليقديريػة للمشػرع‪ ،‬وفػي اآلف ن سػو يػدرثر علػ إعمػهؿ الحقػوؽ السيهسػية وفقػهً للةػورة‬
‫اليػػي رادييػػه السػػلطة اليىسيسػػية للدسػػيور‪ ،‬والطبيوػػة الرهةػػة للحقػػوؽ والحريػػهت الوهمػػة‪ ،‬وفػػي ىػػذا‬
‫اإلط ػ ػػهر بين ػ ػػت الد ارس ػ ػػة مهىي ػ ػػة وم ي ػ ػػوـ وة ػ ػػور اإلغ ػ ػػهؿ اليشػ ػ ػريوي وميزي ػ ػػو ع ػ ػػف غيػ ػ ػره م ػ ػػف‬
‫نيػه‬ ‫المةطلحهت‪ ،‬وعر ت األسهس القهنوني للرقهبػة عليػو‪ ،‬ومحػددات يلػؾ الرقهبػة‪ ،‬إ ػهفة إلػ‬
‫حة ػػرت حن ػػهـ ق ػػه المحنم ػػة الدس ػػيورية الولي ػػه ف ػػي فلس ػػطيف‪ ،‬وعر ػػت موق ي ػػه م ػػف رقهب ػػة‬
‫ػ ػوابط رقهب ػػة اإلغ ػػهؿ وة ػػور‬ ‫اإلغ ػػهؿ‪ ،‬م ػػه ا س ػػيوهنة بهلق ػػه الدس ػػيوره المة ػػره‪ ،‬وبين ػػت‬
‫الموهلجػػة‪ ،‬رهةػػة يلػػؾ اليػػي رػػذ بيػػه ق ػػه المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه فػػي فلسػػطيف‪ ،‬نمػػه نيػػه‬
‫حةػػرت الحقػػوؽ السيهسػػية فػػي الدسػػيور‪ ،‬وبحرثػػت فػػي الق ػوانيف النهظمػػة ليػػه عػػف وجػػو اإلغ ػػهؿ‬
‫واليوةػػيهت‬ ‫اليشػريوي الجز ػػي والنلػػي الػػذه يويرييػه‪ ،‬ورلُةػػت الد ارسػػة إلػ مجموعػة مػػف النيػػه‬
‫عل النحو اآليي‪:‬‬

‫أولً‪ :‬النتنئج‪:‬‬

‫‪ُ .1‬يويبػػر اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي مػػف المو ػػوعهت الحديرثػػة نسػػبيهً والشػػه نة واليػػي شػػيدت جػػد ً‬
‫فقييهً واسوهً بيف مديد وموهرض‪.‬‬

‫‪ .2‬اإلغ هؿ اليشريوي الجز ي قد ينوف عمديهً وقػد ينػوف غيػر عمػده‪ ،‬وبهلنييجػة ف نػو يػدده‬
‫إل يورثر ممهرسة الحؽ و الحرية محؿ الينظيـ‪.‬‬

‫‪ .3‬ينمػػف األسػػهس القػػهنوني فػػي الرقهبػػة عل ػ اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي فػػي مبػػد سػػمو الدسػػيور‪،‬‬
‫وحمهية الحقوؽ والحريهت الوهمة‪.‬‬

‫ييجهوز مبد ال ةؿ بيف السلطهت‪ ،‬طهلمه نيه‬ ‫‪ .4‬الرقهبة عل اإلغ هؿ اليشريوي الجز ي‬
‫جه ت لحمهية مبد سمو الدسيور‪ ،‬والحقوؽ والحريهت الوهمة‪.‬‬

‫‪ .5‬يجوز الرقهبة الدسيورية عل القهعدة القهنونية ال منية طهلمه نيه يني عف القيػهـ ب وػؿ‬
‫ف النص القهنوني يشيمؿ عل قهعػدة قهنونيػة ةػريحة و رػر‬ ‫و يىمر بو‪ ،‬وبهلنظر إل‬
‫منية‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫‪ .6‬الرقهبة عل السلطة اليقديريػة للمشػرع غيػر جػه زة طهلمػه لػـ ييطلػب الدسػيور منػو اليػدرؿ‬
‫لينظػػيـ المو ػػوع‪ ،‬بهعيبهرىػػه مػػف الةػػالحيهت المسػػيمدة مػػف طبيوػػة الوظي ػػة اليش ػريوية‬
‫والدسيور في ٍف واحد‪.‬‬

‫ييبف بشنؿ ةري الرقهبة‬

‫‪ .7‬الينظيـ الدسيوره والقهنوني في فلسطيف للمحنمة الدسيورية لـ َ‬
‫عل اإلغ هؿ اليشريوي‪.‬‬

‫‪ .8‬يبنػ ػ ق ػػه المحنم ػػة الدس ػػيورية الولي ػػه ف ػػي فلس ػػطيف الرقهب ػػة علػ ػ اإلغ ػػهؿ اليشػ ػريوي‬
‫الجز ػػي بػػهلرغـ مػػف حدارثيػػو‪ ،‬ممػػه يونػػس يوجيػػو نحػػو اللحػػهؽ برنػػب األنظمػػة الق ػػه ية‬
‫الدسيورية الحديرثة‪.‬‬

‫‪ .9‬يػردد الق ػه الدسػيوره المةػره فػي بػهدل األمػر بهألرػذ برقهبػة اإلغ ػهؿ‪ ،‬غيػر نػو عػػهد‬
‫ويبنهىه‪ ،‬مه ح هظو عل عدـ الرقهبة عل السلطة اليقديرية للمشرع‪.‬‬

‫‪ .10‬األحنهـ ا سيبدالية والمنش ة والمنملػة يُسػيـ فػي موهلجػة اإلغ ػهؿ‪ ،‬ويمنػف اللجػو إلييػه‬
‫في حهؿ عدـ انةيهع المشرع ل حنهـ النهش ة والندا ية‪.‬‬

‫‪ .11‬يشػػوب الق ػوانيف ال لسػػطينية النهظمػػة للحقػػوؽ السيهسػػية إغ ػػهؿ يشػريوي جز ػػي ييوػػهرض‬
‫مه مبد سمو الدسيور والطبيوة الرهةة للحقوؽ والحريهت األسهسية‪.‬‬

‫‪ .12‬يش ػػيد الح ػػؽ ف ػػي يش ػػنيؿ األحػ ػزاب السيهس ػػية إغ ػػه ً يشػ ػريويهً نليػ ػهً‪ ،‬د إلػ ػ حرم ػػهف‬
‫الم ػواطنيف م ػػف ممهرس ػػة ى ػػذا الح ػػؽ‪ ،‬ب ػػهلرغـ م ػػف ن ػػو ُيمن ػػف إة ػػدار الق ػػهنوف بو ػػد إجػ ػ ار‬
‫مشهورات وطنية‪ ،‬ومراعهة الحهلة السيهسية القه مة‪.‬‬

‫‪211‬‬
 ‫ثننين‪ :‬التوصينت‪:‬‬
‫‪ .1‬نوةػ ػػي المشػ ػػرع الدسػ ػػيوره ال لسػ ػػطيني بهسػ ػػيحداث نػ ػػص جديػ ػػد فػ ػػي القػ ػػهنوف األسهسػ ػػي‬
‫ال لسػ ػػطيني الموػ ػػدؿ لسػ ػػنة ‪2003‬ـ ويودياليػ ػػو‪ ،‬بوػ ػػدـ ج ػ ػواز قيػ ػػهـ المشػ ػػرع الوػ ػػهده مػ ػػف‬
‫ا نيقػػهص مػػف ةػػؿ الحػػؽ وجػػوىره رثنػػه عمليػػة الينظػػيـ‪ ،‬عل ػ النحػػو اآليػػي‪" :‬الحقػػوؽ‬
‫والحريهت األسهسية واجبة الن هذ و يجوز ا نيقهص مف ةؿ الحؽ وجوىره"‪.‬‬

‫‪ .2‬نوة ػػي المش ػػرع ال لس ػػطيني بهس ػػيحداث ن ػػص جدي ػػد ف ػػي الق ػػهنوف األسهس ػػي ال لس ػػطيني‬
‫المودؿ لسنة ‪2003‬ـ ويودياليو‪ ،‬بودـ جواز اليىرير في ينظيـ الحقػوؽ والحريػهت‪ ،‬علػ‬
‫النحو اآليي‪" :‬الحقوؽ والحريهت األسهسية ميرابطة وغير قهبلة لليجز ة و يجوز اليػىرير‬
‫في ينظيميه في غير حواؿ ال رورة‪ ،‬ويحت رقهبة المحنمة الدسيورية"‪.‬‬

‫‪ .3‬نوةي المشرع الدسيوره ال لسطيني ف ُي يؼ إل المهدة (‪ )103‬مف القهنوف األسهسي‬

‫ال لسػػطيني الموػػدؿ لسػػنة ‪2003‬ـ ويودياليػػو‪ ،‬الرهةػػة بةػػالحيهت المحنمػػة الدسػػيورية‬
‫الولي ػػه‪ ،‬ارية ػػهص الرقهب ػػة علػ ػ اإلغ ػػهؿ اليشػ ػريوي‪ ،‬علػ ػ النح ػػو اآلي ػػي‪ -1" :‬يش ػػنؿ‬
‫و الػنظـ‪،‬‬ ‫محنمة دسيورية عليه بقهنوف وييول النظر فػي‪ - :‬دسػيورية القػوانيف واللػوا‬
‫وليه ف يحنـ بودـ دسيورية نص في قهنوف حهؿ إغ هلو قهعدة دسيورية‪."...‬‬

‫‪ .4‬نوةي المشرع الوهده بيوديؿ المهدة (‪ )24‬مف قهنوف المحنمة الدسيورية الوليه رقـ (‪)3‬‬
‫لسػػنة ‪2006‬ـ ويوديالي ػػو‪ ،‬وي ػػمينو بةػػالحية الرقهب ػػة علػػ اإلغ ػهؿ اليشػػريوي‪ ،‬علػ ػ‬
‫النحو اآليي‪" :‬يريص المحنمػة دوف غيرىػه بمػه يلػي‪ -1 :‬الرقهبػة علػ دسػيورية القػوانيف‬
‫واألنظمة واإلغ هؿ اليشريوي‪."...‬‬

‫‪ .5‬نوةي المشرع ال لسطيني بمراجوة القوانيف النهظمة للحقوؽ السيهسية الواردة في القهنوف‬
‫األسهسػػي ال لسػػطيني وينقيحيػػه بمػػه ينسػػجـ مػػه مبػػد سػػمو الدسػػيور‪ ،‬والطبيوػػة الرهةػػة‬
‫للحقوؽ والحريهت الوهمة‪ ،‬لموهلجة وجو القةور اليشريوي‪.‬‬

‫‪ .6‬نوةي المشرع ال لسطيني ب ةدار قهنوف رهص بهلجنسية ال لسػطينية‪ ،‬لمػه فػي ذلػؾ مػف‬
‫إسيهـ في إعمهؿ الحقوؽ السيهسية للمواطنيف‪ ،‬ويوزيز السيهدة الوطنية‪.‬‬

‫‪ .7‬نوة ػػي المش ػػرع ال لس ػػطيني بػ ػ ج ار مش ػػهورات وطني ػػة‪ ،‬واة ػػدار ق ػػهنوف ر ػػهص بيش ػػنيؿ‬
‫األحػ ػزاب السيهس ػػية‪ ،‬م ػػه م ارع ػػهة الحهل ػػة السيهس ػػية القه م ػػة والمر ػػهطر النهشػ ػ ة ع ػػف دول ػػة‬
‫ا حيالؿ‪.‬‬
‫وهللا ولي التوفيق‬

‫‪211‬‬
‫قائمة املراجع واملصادر‬

‫‪211‬‬
 ‫قنئمة المراجع والمصندر‬
‫أولً‪ :‬القرلن الكريم‬

‫ثننينً‪ :‬األحنديث الشريفة‬

‫(الدرر السنية‪ -‬مرجه علمي)‬

‫‪https://dorar.net/hadith/sharh/75019‬‬

‫ثننينً‪ :‬المعنجم‪:‬‬

‫موجـ الموهني للغة الوربية‪https://www.almaany.com/ar/dict/ar :‬‬

‫ثنلثنً‪ :‬الدسنتير والقوانين والموائح والق اررات‬

‫‪ .1‬القهنوف األسهسي ال لسطيني المودؿ لوهـ ‪ 2003‬ويودياليو‪.‬‬

‫‪ .2‬الدسيور المةره ويودياليو لوهـ ‪2014‬ـ‪.‬‬

‫‪ .3‬الدسيور األلمهني لوهـ ‪ 1949‬والمودؿ في الوهـ ‪2012‬ـ‪.‬‬

‫‪ .4‬الدسيور البريغهلي الةهدر في الوهـ ‪ 1976‬المودؿ في الوهـ ‪.2005‬‬

‫‪ .5‬الدسيور اليونسي لوهـ ‪2014‬ـ‪.‬‬

‫‪ .6‬الدسيور الب ارزيلي الةهدر في عهـ ‪ 1988‬ويودياليو‪.‬‬

‫‪ .7‬الدسيور السوره لوهـ ‪1950‬ـ‪.‬‬

‫‪ .8‬النظهـ الدارلي للمجلس اليشريوي ال لسطيني لسنة ‪2000‬ـ‪.‬‬

‫‪ .9‬الدسيور المةره لوهـ ‪1971‬ـ ويودياليو‪.‬‬

‫‪ .10‬دسيور جنوب فريقيه لوهـ ‪1996‬ـ ويودياليو‪.‬‬

‫‪ .11‬قهنوف حمهية اآلرثهر الةهدر بهلقهنوف رقـ (‪ )117‬لسنة ‪1983‬ـ‪ ،‬مةره‪.‬‬

‫‪ .12‬القرار بقهنوف رقـ (‪ )81‬لوهـ ‪1969‬ـ ب ةدار قهنوف المحنمة الوليه المةرية‪.‬‬

‫‪ .13‬القهنوف الج از ره األسهسي الوهـ للوظي ة الومومية لسنة ‪2006‬ـ‪.‬‬

‫‪ .14‬القهنوف المةره بشىف الردمة المدنية رقـ (‪ )81‬لسنة ‪2016‬ـ‪.‬‬

‫‪ .15‬قهنوف المحنمة الدسيورية الوليه المةرية رقـ ‪ 48‬لسنة ‪ 1979‬ويودياليو‪.‬‬

‫‪211‬‬
 ‫‪ .16‬قهنوف األحواؿ المدنية رقـ (‪ )2‬لسنة ‪1999‬ـ ويودياليو‪.‬‬

‫‪ .17‬قرار بقهنوف رقـ (‪ )1‬لسنة ‪2007‬ـ ويودياليو بشىف ا نيرهبهت الوهمة‪.‬‬

‫‪ .18‬القهنوف المدني رقـ (‪ )4‬لسنة ‪2012‬ـ المطبؽ في قطهع غزة‪.‬‬

‫‪ .19‬قهنوف الط ؿ ال لسطيني رقـ (‪ )7‬لسنة ‪2004‬ـ ويودياليو‪.‬‬

‫‪ .20‬قهنوف رقـ (‪ )3‬لسنة ‪2006‬ـ ويودياليو بشىف المحنمة الدسيورية الوليه‪.‬‬

‫‪ .21‬قهنوف رقـ (‪ )9‬لسنة ‪1995‬ـ بشىف المطبوعهت والنشر‪.‬‬

‫‪ .22‬قهنوف رقـ (‪ )1‬لسنة ‪2000‬ـ بشىف الجمويهت الريرية واليي هت األىلية ويودياليو‪.‬‬

‫‪ .23‬قرار بقهنوف رقـ (‪ )1‬لسنة ‪2007‬ـ بشىف ا نيرهبهت الوهمة ويودياليو‪.‬‬

‫‪ .24‬قهنوف رقـ (‪ )10‬لسنة ‪2005‬ـ بشىف انيرهب مجهلس اليي هت المحلية ويودياليو‪.‬‬

‫‪ .25‬قهنوف رقـ (‪ )4‬لسنة ‪1998‬ـ ب ةدار قهنوف الردمة المدنية ويودياليو‪.‬‬

‫‪ .26‬قهنوف الردمة في قو األمف ال لسطينية رقـ (‪ )8‬لسنة ‪2005‬ـ ويودياليو‪.‬‬

‫‪ .27‬الال حة الين يذية لقهنوف الردمة المدنية رقـ (‪ )4‬لسنة ‪2005‬ـ ويودياليو‪.‬‬

‫‪ .28‬الال حػػػة الين يذيػ ػػة لقػ ػػهنوف رقػ ػػـ (‪ )1‬لسػػػنة ‪2000‬ـ بشػ ػػىف الجمويػ ػػهت الريريػ ػػة واليي ػ ػػهت‬
‫األىلية‪.‬‬

‫‪ .29‬الال حة الين يذية لقهنوف رقـ (‪ )12‬لسنة ‪ 1998‬بشىف ا جيمهعهت الوهمة‪.‬‬

‫‪ .30‬المرسوـ الر هسي رقـ (‪ )1‬لسنة ‪1994‬ـ بشىف اسيمرار الومؿ بهلقوانيف واألنظمة‪.‬‬

‫‪ .31‬مرسوـ الجنسية ال لسطينية لسنة ‪1925‬ـ الةهدر في عيد ا نيداب البريطهني‪.‬‬

‫رايعنً‪ :‬أحكنم القضنء الدستوري‬

‫‪ ‬القضنء الدستوري المصري‬

‫‪ .1‬حنػػـ المحنمػػة الدسػػيورية الوليػػه فػػي الق ػػية رقػػـ (‪ )7‬لسػػنة (‪" )14‬منهزعػػة ين يػػذ"‪ ،‬جلسػػة‬
‫‪1993/6/19‬ـ‪.‬‬

‫‪ .2‬حنػ ػػـ المحنمػ ػػة الدسػ ػػيورية الوليػ ػػه فػ ػػي الق ػ ػػية رقػ ػػـ (‪ )162‬لسػ ػػنة (‪ )19‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلسػ ػػة‬
‫‪1998/3/7‬ـ‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫‪ .3‬حنػ ػػـ المحنمػ ػػة الدسػ ػػيورية الوليػ ػػه فػ ػػي الق ػ ػػية رقػ ػػـ (‪ )182‬لسػ ػػنة (‪ )19‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلسػ ػػة‬
‫‪1999/5/2‬ـ‪.‬‬

‫‪ .4‬حنػ ػػـ المحنمػ ػػة الدس ػ ػيورية الوليػ ػػه فػ ػػي الق ػ ػػية رقػ ػػـ (‪ )177‬لسػ ػػنة (‪ )26‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلسػ ػػة‬
‫‪2007/1/14‬ـ‪.‬‬

‫‪ .5‬حن ػ ػػـ المحنم ػ ػػة الدس ػ ػػيورية الولي ػ ػػه ف ػ ػػي الق ػ ػػية رق ػ ػػـ (‪ )131‬لس ػ ػػنة (‪ )6‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلس ػ ػػة‬
‫‪1987/5/16‬ـ‪.‬‬

‫‪ .6‬حن ػ ػ ػػـ المحنم ػ ػ ػػة الدس ػ ػ ػػيورية الولي ػ ػ ػػه ف ػ ػ ػػي الق ػ ػ ػػية رق ػ ػ ػػـ (‪ )3‬لس ػ ػ ػػنة (‪ )4‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلس ػ ػ ػػة‬
‫‪1974/4/13‬ـ‪.‬‬

‫‪ .7‬حنػ ػ ػػـ المحنمػ ػ ػػة الدسػ ػ ػػيورية الوليػ ػ ػػه ف ػ ػ ػي الق ػ ػ ػػية رقػ ػ ػػـ (‪ )13‬لسػ ػ ػػنة (‪ )1‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلسػ ػ ػػة‬
‫‪1980/2/16‬ـ‪.‬‬

‫‪ .8‬حنػ ػ ػػـ المحنمػ ػ ػػة الدسػ ػ ػػيورية الوليػ ػ ػػه فػ ػ ػػي الق ػ ػ ػػية رقػ ػ ػػـ (‪ )13‬لسػ ػ ػػنة (‪ )1‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلسػ ػ ػػة‬
‫‪1980/2/16‬ـ‪.‬‬

‫‪ .9‬حنػ ػ ػػـ المحنمػ ػ ػػة الدسػ ػ ػػيورية الوليػ ػ ػػه فػ ػ ػػي الق ػ ػ ػػية رقػ ػ ػػـ (‪ )20‬لسػ ػ ػػنة (‪ )1‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلسػ ػ ػػة‬
‫‪1985/5/4‬ـ‪.‬‬

‫‪ .10‬حن ػ ػػـ المحنم ػ ػػة الدس ػ ػػيورية الولي ػ ػػه ف ػ ػػي الق ػ ػػية رق ػ ػػـ (‪ )37‬لس ػ ػػنة (‪ )33‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلس ػ ػػة‬
‫‪2013/5/12‬ـ‪.‬‬

‫‪ .11‬حنػ ػػـ المحنمػ ػػة الدسػ ػػيورية الوليػ ػػه فػ ػػي الق ػ ػػية رقػ ػػـ (‪ )162‬لسػ ػػنة (‪ )19‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلسػ ػػة‬
‫‪1998/3/7‬ـ‪.‬‬

‫‪ .12‬حن ػ ػػـ المحنم ػ ػػة الدس ػ ػػيورية الولي ػ ػػه ف ػ ػػي الق ػ ػػية رق ػ ػػـ (‪ )37‬لس ػ ػػنة (‪ )15‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلس ػ ػػة‬
‫‪1996/8/3‬ـ‪.‬‬

‫‪ .13‬حنػ ػػـ المحنمػ ػػة الدسػ ػػيورية الوليػ ػػه فػ ػػي الق ػ ػػية رقػ ػػـ (‪ )214‬لسػ ػػنة (‪ )23‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلسػ ػػة‬
‫‪2016/1/1‬ـ‪.‬‬

‫‪ .14‬حنػ ػػـ المحنمػ ػػة الدسػ ػػيورية الوليػ ػػه فػ ػػي الق ػ ػػية رقػ ػػـ (‪ )229‬لسػ ػػنة (‪ )29‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلسػ ػػة‬
‫‪2013/5/12‬ـ‪.‬‬

‫‪212‬‬
‫‪ .15‬حن ػ ػػـ المحنم ػ ػػة الدس ػ ػػيورية الولي ػ ػػه ف ػ ػػي الق ػ ػػية رق ػ ػػـ (‪ )11‬لس ػ ػػنة (‪ )13‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلس ػ ػػة‬
‫‪2000/7/8‬ـ‪.‬‬

‫‪ .16‬حنػ ػ ػػـ المحنمػ ػ ػػة الدسػ ػ ػػيورية الوليػ ػ ػػه فػ ػ ػػي الق ػ ػ ػػية رقػ ػ ػػـ (‪ )6‬لسػ ػ ػػنة (‪ )17‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلسػ ػ ػػة‬
‫‪1996/5/4‬ـ‪.‬‬

‫‪ .17‬حن ػ ػػـ المحنم ػ ػػة الدس ػ ػػيورية الولي ػ ػػه ف ػ ػػي الق ػ ػػية رق ػ ػػـ (‪ )30‬لس ػ ػػنة (‪ )16‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلس ػ ػػة‬
‫‪1996/4/6‬ـ‪.‬‬

‫‪ ‬القضنء الدستوري الفمسطيني‪:‬‬

‫‪ .1‬حنػ ػ ػػـ المحنمػ ػ ػػة الدسػ ػ ػػيورية الوليػ ػ ػػه فػ ػ ػػي الق ػ ػ ػػية رقػ ػ ػػـ (‪ )16‬لسػ ػ ػػنة (‪ )6‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلسػ ػ ػػة‬
‫‪2021/11/24‬ـ‪.‬‬

‫‪ .2‬حنػ ػػـ المحنمػػػة الدسػػػيورية الوليػ ػػه فػ ػػي الق ػ ػػية رقػ ػػـ (‪ )6‬لس ػػنة (‪ )20‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬فػ ػػي جلسػ ػػة‬
‫‪2002/4/14‬ـ‪.‬‬

‫‪ .3‬حن ػ ػ ػػـ المحنم ػ ػ ػػة الدس ػ ػ ػػيورية الولي ػ ػ ػػه ف ػ ػ ػػي الق ػ ػ ػػية رق ػ ػ ػػـ (‪ )8‬لس ػ ػ ػػنة (‪ )2‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلس ػ ػ ػػة‬
‫‪2017/1/4‬ـ‪.‬‬

‫‪ .4‬حنػ ػ ػػـ المحنمػ ػ ػػة الدسػ ػ ػػيورية الوليػ ػ ػػه فػ ػ ػػي الق ػ ػ ػػية رقػ ػ ػػـ (‪ )17‬لسػ ػ ػػنة (‪ )4‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلسػ ػ ػػة‬
‫‪2019/10/14‬ـ‪.‬‬

‫‪ .5‬حنػ ػ ػػـ المحنمػ ػ ػػة الدسػ ػ ػػيورية الوليػ ػ ػػه فػ ػ ػػي الق ػ ػ ػػية رقػ ػ ػػـ (‪ )14‬لسػ ػ ػػنة (‪ )6‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلسػ ػ ػػة‬
‫‪2021/11/22‬ـ‪.‬‬

‫‪ .6‬حنػ ػ ػػـ المحنمػ ػ ػػة الدسػ ػ ػػيورية الوليػ ػ ػػه فػ ػ ػػي الق ػ ػ ػػية رقػ ػ ػػـ (‪ )16‬لسػ ػ ػػنة (‪ )6‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلسػ ػ ػػة‬
‫‪2021/11/24‬ـ‪.‬‬

‫‪ .7‬حنػ ػ ػػـ المحنمػ ػ ػػة الدسػ ػ ػػيورية الوليػ ػ ػػه فػ ػ ػػي الق ػ ػ ػػية رقػ ػ ػػـ (‪ )16‬لسػ ػ ػػنة (‪ )6‬ؽ‪ .‬د‪ ،‬جلسػ ػ ػػة‬
‫‪2021/11/24‬ـ‪.‬‬

‫‪ .8‬الق ػ ػ ػرار الي سػ ػ ػػيره رقػ ػ ػػـ ‪2017/5‬ـ الةػ ػ ػػهدر عػ ػ ػػف المحنمػ ػ ػػة الدسػ ػ ػػيورية الوليػ ػ ػػه بيػ ػ ػػهريخ‬
‫‪2018/3/12‬ـ ف ػ ػػي الطل ػ ػػب رق ػ ػػـ (‪ )2‬لس ػ ػػنة (‪ )3‬ق ػ ػػه ية المحنم ػ ػػة الدس ػ ػػيورية الولي ػ ػػه‬
‫"ي سير"‪.‬‬

‫‪211‬‬
 ‫خنمسنً‪ :‬الكتب العنمة والمتخصصة‬

‫‪ .1‬إب ػ ػراىيـ درويػ ػػش‪ ،‬القػ ػػهنوف الدسػ ػػيوره (النظريػ ػػة الوهمػ ػػة)‪ ،‬الطبوػ ػػة الرثهنيػ ػػة‪ ،‬دار الني ػ ػػة‬
‫الوربية‪ ،‬القهىرة‪2000 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .2‬إبػ ػراىيـ عب ػػد الوزي ػػز ش ػػيحه‪ ،‬المب ػػهدل الدس ػػيورية الوهم ػػة‪ ،‬دوف طبو ػػة‪ ،‬منش ػػىة المو ػػهرؼ‬
‫بهإلسنندرية‪ ،‬مةر‪2006 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .3‬إبراىيـ علي بدوه الشػيخ‪ ،‬اليطبيػؽ الػدولي ي هقيػهت حقػوؽ اإلنسػهف‪ -‬اآلليػهت والق ػهيه‬
‫الر يسية‪ ،‬الطبوة األول ‪ ،‬دار الني ة الوربية‪ ،‬القهىرة‪.2008 ،‬‬

‫‪ .4‬حمد الموافي‪ ،‬مبهدل القهنوف الدسيوره‪ ،‬بدوف طبوػة‪ ،‬مةػر للرػدمهت الولميػة‪ ،‬القػهىرة‪،‬‬
‫‪2004‬ـ‪.‬‬

‫‪ .5‬حمػػد فيحػػي سػػرور‪ ،‬الحمهيػػة الدسػػيورية للحقػػوؽ والحريػػهت‪ ،‬دوف طبوػػة‪ ،‬دار الشػػروؽ‪،‬‬
‫القهىرة ‪1999‬ـ‪.‬‬

‫‪ .6‬دمػػوف ربػػهط‪ ،‬الوسػػيط فػػي القػػهنوف الدسػػيوره الوػػهـ‪ ،‬الجػػز الرثػػهني‪ ،‬دار الولػػـ للماليػػيف‪،‬‬
‫بيروت‪1971 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .7‬إسػػمهعيؿ الغ ػزاؿ‪ ،‬القػػهنوف الدسػػيوره والػػنظـ السيهسػػية‪ ،‬الطبوػػة الرابوػػة مزيػػدة ومنقحػػة‪،‬‬
‫المدسسة الجهموية للدراسهت والنشر واليوزيه‪1989 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .8‬رثروت بدوه‪ ،‬النظـ السيهسية‪ ،‬الطبوة األول ‪ ،‬دار الني ة الوربية‪ ،‬القهىرة‪1989 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .9‬رثروت عبد الوهؿ حمد‪ ،‬الحمهية القهنونيػة للحريػهت الوهمػة بػيف الػنص واليطبيػؽ‪ ،‬الطبوػة‬
‫األول ‪ ،‬دار الني ة الوربية‪ ،‬القهىرة‪1998 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .10‬رث ػػروت عب ػػد الو ػػهؿ حم ػػد‪ ،‬ح ػػدود رقهب ػػة المش ػػروعية والمال م ػػة ف ػػي ق ػػه الدس ػػيورية‪،‬‬
‫الطبوة األول ‪ ،‬دار الني ة الوربية‪1999 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .11‬جورجي شػ يؽ سػهره‪ ،‬ةػوؿ و حنػهـ القػهنوف الدسػيوره‪ ،‬الطبوػة الرابوػة‪ ،‬دار الني ػة‬
‫الوربية‪2003/2002 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .12‬حهم ػػد س ػػلطهف‪ ،‬حن ػػهـ الق ػػهنوف ال ػػدولي ف ػػي الشػ ػريوة اإلس ػػالمية‪ ،‬الطبو ػػة األولػ ػ ‪ ،‬دار‬
‫الني ة الوربية‪ ،‬القهىرة‪1970 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫‪ .13‬رجػػب محمػػود طػػهجف‪ ،‬المطهبقػػة الدسػػيورية المشػػروطة‪ ،‬د ارسػػة مقهرنػػة‪ ،‬الطبوػػة األولػ ‪،‬‬
‫دار الني ة الوربية‪ ،‬مةر ‪2014‬ـ‪.‬‬

‫‪ .14‬رم ػ ػػزه الش ػ ػػهعر‪ ،‬الرقهب ػ ػػة علػ ػ ػ دس ػ ػػيورية القػ ػ ػوانيف‪ ،‬د ارس ػ ػػة مقهرن ػ ػػة ويحليلي ػ ػػة للق ػ ػػه‬
‫الدسيوره‪ ،‬الطبوة األول ‪ ،‬دار الني ة الوربية‪ ،‬القهىرة‪2004 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .15‬رمػزه الشػهعر‪ ،‬الق ػه الدسػيوره فػي مملنػة البحػريف‪ ،‬د ارسػة مقهرنػة‪ ،‬الطبوػة األولػ ‪،‬‬
‫دار الني ة الوربية‪ ،‬مةر‪2003 ،‬ـ‪.‬‬

‫ػو ق ػه المحنمػة‬ ‫‪ .16‬سهمي جمهؿ الديف‪ ،‬القهنوف الدسيوره والشػرعية الدسػيورية علػ‬
‫الدسيورية الوليه‪ ،‬الطبوة الرثهنية‪ ،‬منشىة الموهرؼ بهإلسنندرية‪ ،‬مةر‪2005 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .17‬سػػر حػػهرث عبػػد الن ػريـ الشػػهوه‪ ،‬رثػػهر اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي ورقهبػػة المحنمػػة ا يحهديػػة‬
‫الوليه‪ ،‬دراسة مقهرنة‪ ،‬الطبوة األول ‪ ،‬دوف دار نشر‪ ،‬الوراؽ‪2020 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .18‬ةالح عهمر‪" ،‬حقوؽ اإلنسهف وبرنهم دراسة القهنوف الػدولي الوػهـ فػي نليػهت الحقػوؽ‬
‫بهلجهموهت الوربية"‪ ،‬المجلد الرابه‪ ،‬منهى اليدريس و سهليبو في الوهلـ الوربي‪ ،‬دار الولػـ‬
‫للمالييف‪ ،‬بيروت‪1989 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .19‬عبػػد الح ػػيظ عل ػ الشػػيمي‪ ،‬رقهبػػة اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي فػػي ق ػػه المحنمػػة الدسػػيورية‬
‫الوليه‪ ،‬دراسة مقهرنة‪ ،‬بدوف طبوة‪ ،‬دار الني ة الوربية‪ ،‬القهىرة‪2003 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .20‬عبد الحي حجهزه‪ ،‬المدرؿ لدراسة الولوـ القهنونية‪ ،‬الحؽ وفقهً للقهنوف النػوييي (د ارسػة‬
‫مقهرنة)‪ ،‬مطبوعهت جهموة النويت‪ ،‬نلية الحقوؽ والشريوة‪ ،‬القهنوف الرهص‪1970 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .21‬عب ػػد الػ ػرازؽ الس ػػنيوره‪ ،‬مرهل ػػة اليش ػ ػريه للدس ػػيور وا نحػ ػراؼ ف ػػي اس ػػيومهؿ السػ ػػلطة‬
‫اليشريوية‪ ،‬مجلة مجلس الدولة‪ ،‬السنة الرثهلرثة‪ ،‬ينهير ‪1952‬ـ‪ُ ،‬عيد طبوو بملحؽ رػهص‬
‫بنيػػهب ا نحػراؼ اليشػريوي والرقهبػػة علػ دسػػيورييو للمسيشػػهر الػػدنيور محمػػد مػػهىر بػػو‬
‫الوينيف‪ ،‬الطبوة األول ‪ ،‬المرنز القومي لإلةدارات القهنوني‪2013 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .22‬عبد الوزيز محمد سهلمهف‪ ،‬رقهبة دسيورية القوانيف‪ ،‬الطبوػة األولػ ‪ ،‬دار ال نػر الوربػي‪،‬‬
‫القهىرة‪1995 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .23‬عبد الوزيز محمد سػهلمهف‪ ،‬نظػـ الرقهبػة علػ دسػيورية القػوانيف‪ ،‬د ارسػة مقهرنػة‪ ،‬الطبوػة‬
‫الرثهنية‪ ،‬مزيدة ومنقحة‪ ،‬دار ال نر الوربي‪ ،‬مةر‪2014 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫‪ .24‬عبػػد الغنػػي بسػػيوني عبػػد اهلل‪ ،‬الػػنظـ السيهسػػية والقػػهنوف الدسػػيوره‪ ،‬بػػدوف طبوػػة‪ ،‬الػػدار‬
‫الجهموية‪ ،‬اإلسنندرية‪ -‬مةر‪1992 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .25‬عبػػد المجيػػد إبػراىيـ سػػليـ‪ ،‬السػػلطة اليقديريػػة للمشػػرع‪ ،‬د ارسػػة مقهرنػػة‪ ،‬بػػدوف طبوػػة‪ ،‬دار‬
‫الجهموة الجديدة‪ ،‬اإلسنندرية‪ -‬مةر‪2010 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .26‬عبيػػر حسػػف السػػيد حسػػيف‪ ،‬دور القه ػػي الدسػػيوره فػػي الرقهبػػة عل ػ السػػلطة اليقديريػػة‬
‫للمشرع‪ ،‬دراسة مقهرنة‪ ،‬الطبوة األول ‪ ،‬دار الني ة الوربية‪ ،‬القهىرة‪2009 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .27‬عزيػزة الشػريؼ‪ ،‬د ارسػػة فػػي الرقهبػػة علػ دسػػيورية اليشػريه‪ ،‬مطبوعػػهت جهموػػة النويػػت‪،‬‬
‫‪1995‬ـ‪.‬‬

‫‪ .28‬عةػػمت عبػػد المجيػػد بنػػر‪ ،‬مشػػنالت اليش ػريه‪ ،‬د ارسػػة نظريػػة ويطبيقيػػة مقهرنػػة‪ ،‬بػػدوف‬
‫طبوة‪ ،‬دار النيب الولمية‪ ،‬بيروت‪ ،‬لبنهف‪2014 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .29‬علػػي ىػػهده عطيػػة الياللػػي‪ ،‬النظريػػة الوهمػػة فػػي ي سػػير الدسػػيور وايجهىػػهت المحنمػػة‬
‫ا يحهديػػة الوليػػه فػػي ي سػػير الدسػػيور الو ارقػػي‪ ،‬الطبوػػة األول ػ ‪ ،‬منشػػورات زيػػف الحقوقيػػة‪،‬‬
‫بيروت‪ ،‬لبنهف‪2011 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .30‬ع ػػوض الم ػػر‪ ،‬الرقهب ػػة الق ػػه ية علػ ػ دس ػػيورية القػ ػوانيف ف ػػي مالمحي ػػه الر يس ػػية‪ ،‬دوف‬
‫طبوة‪ ،‬مرنز رينيو‪ -‬جهف دبوه للقهنوف والينمية‪ ،‬القهىرة‪2002 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .31‬عيػػد حمػػد الغ لػػوؿ‪ ،‬فن ػرة عػػدـ ا ريةػػهص السػػلبي للمشػػرع‪ ،‬د ارسػػة مقهرنػػة‪ ،‬الطبوػػة‬
‫الرثهنية‪ ،‬دار الني ة الوربية‪ ،‬القهىرة‪2003 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .32‬فنره فيحي‪ ،‬القهنوف الدسيوره‪ ،‬المبهدل الدسػيورية الوهمػة – دسػيور ‪1971‬ـ‪ ،‬الطبوػة‬
‫األول ‪ ،‬شرنة نهس للطبهعة‪ ،‬القهىرة‪2009 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .33‬محمػ ػػد المشػ ػػيداني‪ ،‬مػ ػػرواف المػ ػػدرس‪ ،‬القػ ػػهنوف الدسػ ػػيوره مػ ػػه مقدمػ ػػة النظريػ ػػة الوهمػ ػػة‬
‫للدسيور‪ ،‬الطبوة األول ‪ ،‬جهموة البحريف‪2009 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .34‬محمػػد حسػػنيف عبػػد الوػػهؿ‪ ،‬القػػهنوف الدسػػيوره‪ ،‬الطبوػػة األول ػ ‪ ،‬دار الني ػػة الوربيػػة‪،‬‬
‫القهىرة‪1992 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .35‬محمػ ػػد رفوػ ػػت عبػ ػػد الوىػ ػػهب‪ ،‬رقهبػ ػػة دسػ ػػيورية الق ػ ػوانيف (المبػ ػػهدل النظريػ ػػة واليطبيقػ ػػهت‬
‫الجوىرية)‪ ،‬الطبوة األول ‪ ،‬دار الجهموة الجديدة‪2008 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫‪ .36‬محمػػد عبػػد اهلل بػػو مطػػر‪ ،‬الوسػػيط فػػي نظػػـ الرقهبػػة الدسػػيورية‪ -‬الق ػػه الدسػػيوره فػػي‬
‫فلسطيف ومةر‪ ،‬دراسة يحليلية مقهرنة‪ ،‬الطبوة األول ‪ ،‬دار الني ة الوربية فػي مةػر‪،‬‬
‫ودار الني ة الولمية في اإلمهرات‪2018 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .37‬محمد فريد المشهيخ‪ ،‬رقهبة الق ه الدسيوره للنقص اليشػريوي‪ ،‬د ارسػة مقهرنػة‪ ،‬الطبوػة‬
‫األول ‪ ،‬دار الني ة الوربية‪ ،‬القهىرة‪2021 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .38‬محم ػػد ف ػػوزه ن ػػويجي‪ ،‬الي س ػػير المنش ػػت للقه ػػي الدس ػػيوره‪ ،‬د ارس ػػة مقهرن ػػة‪ ،‬الطبوػػػة‬
‫األول ‪ ،‬دار الني ة الوربية‪2009 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .39‬محمػد مػهىر بػو الوينػػيف‪ ،‬ا نحػراؼ اليشػريوي والرقهبػة علػ دسػيورييو‪ ،‬د ارسػة يطبيقيػػة‬
‫في مةر‪ ،‬الطبوة األول ‪ ،‬المرنز القومي لإلةدارات القهنونية ‪2013‬ـ‪.‬‬

‫‪ .40‬م ػػدرثر عب ػػد ال ػػرحيـ الطي ػػب‪ ،‬م ي ػػوـ حق ػػوؽ اإلنس ػػهف‪ ،‬حق ػػوؽ اإلنس ػػهف م ػػه ب ػػيف المب ػػد‬
‫واليطبيؽ‪ ،‬الطبوة األول ‪ ،‬بيروت‪ ،‬دار ال نر‪1968 ،‬ـ‪.‬‬

‫ع ي ػػي‪ ،‬رقهبػػة الدسػػيورية فػػي مةػػر والػػدوؿ األجنبيػػة‪ ،‬د ارسػػة يحليليػػة مقهرنػػة‪،‬‬ ‫‪ .41‬مةػػط‬
‫الطبوة األول ‪ ،‬منيبة سويد رفت‪ ،‬جهموة عيف شمس‪1990 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .42‬منير عبد الحميد‪ ،‬ةوؿ الرقهبة عل دسيورية القوانيف واللوا ‪ ،‬الطبوة األول ‪ ،‬منشىة‬
‫الموهرؼ بهإلسنندرية‪ ،‬مةر‪2001 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .43‬نومػػهف حمػػد الرطيػػب‪ ،‬مبػػهدل القػػهنوف الدسػػيوره‪ ،‬الطبوػػة األول ػ ‪ ،‬منشػػورات جهموػػة‬
‫مدية‪1993 ،‬ـ‪.‬‬

‫سندسنً‪ :‬الرسنئل العممية‬

‫‪ ‬رسنئل الدكتو اره‪:‬‬

‫‪ .1‬إين ػػهس نهم ػػؿ نم ػػهؿ‪ ،‬ح ػػدود و ػ ػوابط الس ػػلطة اليقديري ػػة للمش ػػرع و س ػػس الرقهب ػػة عليي ػػه‪،‬‬
‫طروحة دنيو اره‪ ،‬جهموة القهىرة ‪2016‬ـ‪.‬‬

‫‪ .2‬ج ػػهبر محم ػػد حجػ ػػي‪ ،‬السيهس ػػة الق ػ ػػه ية للمحنم ػػة الدس ػػيورية الوليػ ػػه‪ ،‬د ارس ػػة مقهرنػػػة ‪-‬‬
‫طروحة دنيو اره‪ ،‬الطبوة األول ‪ ،‬دار الني ة الوربية‪2012 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .3‬شهده محمد ةػالح عبػد البػديه‪ ،‬حػدود رقهبػة القه ػي الدسػيوره علػ السػلطة اليقديريػة‬
‫للمشرع‪ ،‬دراسة مقهرنة‪ ،‬دار الني ة الوربية‪ ،‬القهىرة‪2019 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫‪ .4‬ىهلػػة محمػػد ط ػري ‪ ،‬حػػدود سػػلطة المشػػرع المةػػره فػػي ينظػػيـ الحقػػوؽ والحريػػهت الوهمػػة‬
‫وال مهنهت المقررة لممهرسييه‪ ،‬رسهلة دنيػو اره‪ ،‬جهموػة القػهىرة‪ ،‬دوف طبوػة‪ ،‬دار الني ػة‬
‫الوربية‪2011 ،‬ـ‪.‬‬

‫رسنئل المنجستير‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫‪ .1‬ج ػواىر عػػهدؿ الوبػػد الػػرحمف‪ ،‬الرقهبػػة الدسػػيورية عل ػ اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي‪ ،‬د ارسػػة يحليليػػة‬
‫مقهرنة‪ - ،‬نلية الحقوؽ في جهموة البحريف‪2016 ،‬ـ‪.‬‬

‫سنيعنً‪ :‬مجالت عممية ودورية‬

‫‪ .1‬بييػػر شلسػػيروـ‪ ،‬يقريػػر حػػوؿ مشػػروع قػػهنوف األح ػزاب السيهسػػية‪ ،‬بػػدوف طبوػػة‪ ،‬النهشػػر‪:‬‬
‫اليي ة المسيقلة لحقوؽ اإلنسهف‪ ،‬راـ اهلل‪ ،‬يموز ‪1999‬ـ‪.‬‬

‫‪ .2‬ار ػػد ةػػهل قنػػديؿ‪ ،‬الحمهيػػة الدسػػيورية للحػػؽ فػػي الةػػحة‪ ،‬د ارسػػة يحليليػػة‪ ،‬مجلػػة جهموػػة‬
‫اإلس ار للولوـ اإلنسهنية‪ ،‬غزة‪ ،‬يوليو ‪2017‬ـ‪ ،‬الودد الرثهلث‪.‬‬

‫‪ .3‬س ػػيهـ ة ػػديؽ‪ ،‬اإلغ ػػهؿ اليشػ ػريوي وس ػػبؿ مواجيي ػػو‪ ،‬بح ػػث منش ػػور ف ػػي مجل ػػة الق ػػهنوف‬
‫واألعمهؿ الدولية ‪-‬جهموة الحسف األوؿ‪-‬المغرب‪2014 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .4‬عػ ػػهدؿ الطبطبػ ػػهني‪ ،‬علػ ػػي السػ ػػيد البػ ػػهز‪ ،‬الحػ ػػدود الدسػ ػػيورية بػ ػػيف السػ ػػلطييف اليش ػ ػريوية‬
‫والق ه ية‪ ،‬دراسة مقهرنة‪ ،‬الطبوة األول ‪ ،‬مجلػس النشػر الولمػي‪ ،‬مجلػة جهموػة النويػت‪،‬‬
‫‪2001‬ـ‪ ،‬الودد ‪2‬‬

‫‪ .5‬عبػػد الػػرحمف ع ػزاوه‪ ،‬الرقهبػػة عل ػ السػػلوؾ السػػلبي للمشػػرع اإلغ ػػهؿ اليش ػريوي نموذج ػهً‪،‬‬
‫مجل ػػة الول ػػوـ القهنوني ػػة اإلداري ػػة والسيهس ػػية بجهمو ػػة ب ػػو بن ػػر بلقهي ػػد‪ ،‬الج از ػػر‪ ،‬المجل ػػد‬
‫‪ ،2010‬الودد ‪.10‬‬

‫‪ .6‬عبػ ػػد الوزيػ ػػز محم ػ ػػد سػ ػػهلمهف‪ ،‬رقهبػ ػػة اإلغ ػ ػػهؿ فػ ػػي الق ػ ػػه الدس ػ ػػيوره‪ ،‬مجلػ ػػة الرقهب ػ ػػة‬
‫الدسػػيورية‪ ،‬الي ػػي ُيةػػدرىه ايح ػػهد المحػػهنـ والمج ػػهلس الدسػػيورية الوربي ػػة‪ ،‬السػػنة الرثهني ػػة‪،‬‬
‫ينهير ‪ ،2009‬الودد ‪.2‬‬

‫‪ .7‬عمر حمزة اليرنمهني‪ ،‬ا ريةهص الرقهبي للمحنمة الدسيورية ال لسطينية عل ا مينهع‬
‫اليشػريوي‪ ،‬قيػػد النشػػر‪ ،‬مجلػػة الشػريوة والقػهنوف بجهموػػة اإلمػػهرات الوربيػػة الميحػػدة‪ ،‬يوليػػو‬
‫‪ ،2022‬الودد ‪.91‬‬

‫‪211‬‬
‫‪ .8‬محمػػد حسػػيف ال يلػػي‪ ،‬ا ريةػػهص الي سػػيره للمحنمػػة الدسػػيورية فػػي النويػػت مػػه لػػو ومػػه‬
‫عليو‪ ،‬بحث منشور في مجلة الحقوؽ‪ ،‬جهموة النويت‪ ،‬السنة ‪1999 ،23‬ـ‪ ،‬الودد ‪.3‬‬

‫‪ .9‬مػػرواف محمػػد المػػدرس‪ ،‬دور المحنمػػة الدسػػيورية فػػي مملنػػة البحػريف فػػي حمهيػػة الحقػػوؽ‬
‫والحري ػػهت الوهم ػػة‪ ،‬مجل ػػة د ارس ػػهت دس ػػيورية الي ػػي ية ػػدرىه المحنم ػػة الدس ػػيورية بمملنػ ػة‬
‫البحريف‪ ،‬يوليو ‪2014‬ـ‪ .‬الودد ‪.3‬‬

‫‪ .10‬مػػرواف محمػػد محػػروس المػػدرس‪ ،‬رقهبػػة الق ػػه الدسػػيوره عل ػ الةػػيهغة اليش ػريوية‪،‬‬
‫مجلة نلية القهنوف النوييية الوهلمية‪ ،‬الجز األوؿ‪ ،‬مهيو ‪2017‬ـ‪ ،‬الودد ‪.2‬‬

‫ثنمننً‪ :‬المعنىدات والوثنئق والتقنرير الدولية والمحمية‪:‬‬

‫‪ .1‬إعػػالف وبرنػػهم عمػػؿ فيينػػه‪ ،‬األمػػـ الميحػػدة‪ ،‬المػػديمر الوػػهلمي لحقػػوؽ اإلنسػػهف‪ ،‬فيينػػه‪،‬‬
‫الموقود مف ‪ 25-14‬يونيو ‪ ،1993‬مسيند رقـ ‪.A/CONF/157/23‬‬

‫‪ .2‬بييػػر شلسػػيروـ‪ ،‬يقريػػر حػػوؿ مشػػروع قػػهنوف األح ػزاب السيهسػػية‪ ،‬بػػدوف طبوػػة‪ ،‬النهشػػر‪:‬‬
‫اليي ة المسيقلة لحقوؽ اإلنسهف‪ ،‬راـ اهلل‪ ،‬يموز ‪1999‬ـ‪.‬‬

‫‪ .3‬اليقري ػػر المش ػػيرؾ للمق ػػرر الر ػػهص المون ػػي ب ػػهلحؽ ف ػػي حري ػػة اليجم ػػه الس ػػلمي وين ػػويف‬
‫الجمويػػهت والمقػػرر الرػػهص المونػػي بحػػه ت اإلعػػداـ رػػهرج الق ػػه و بػ ج ار ات مػػوجزة‬
‫و يوس ػ ػ هً بشػ ػػىف اإلدارة السػ ػػليمة لليجموػ ػػهت‪ ،‬مجلػ ػػس حقػ ػػوؽ اإلنسػ ػػهف‪ ،‬الػ ػػدورة الرهديػ ػػة‬
‫والرثالرثيف‪2016/2/4 ،‬ـ‪.‬‬

‫‪ .4‬يقريػر المقػرر الرػهص المونػي بػهلحؽ فػي حريػة اليجمػه السػلمي والحػؽ فػي حريػة ينػػويف‬
‫الجمويػػهت‪ ،‬مهينػػه نيػػهه‪2012/5/12 ،‬ـ‪ ،‬األمػػـ الميحػػدة‪ ،‬مجلػػس حقػػوؽ اإلنسػػهف الػػدورة‬
‫الوشروف‪.‬‬

‫‪ .5‬يقريػػر الممرثلػػة الرهةػػة ل مػػيف الوػػهـ المونيػػة بهلمػػدافويف عػػف حقػػوؽ اإلنسػػهف‪ ،‬الورثيقػػة‬
‫‪ A/59/401‬ال ق ػرة ‪ ،46‬الةػػهدر بيػػهريخ ‪2004/10/1‬ـ‪ ،‬والمقػػدـ إل ػ الجمويػػة الوهمػػة‬
‫ل مـ الميحدة‪.‬‬

‫‪ .6‬يقريػػر م و ػػية األمػػـ الميحػػدة السػػهمية لحقػػوؽ اإلنسػػهف‪ ،‬مجلػػس حقػػوؽ اإلنسػػهف‪ ،‬الػػدورة‬
‫السهبوة والوشروف‪2014/7/23 ،‬ـ الػربط بػيف حقػوؽ ا نسػهف ونػؿ مػف الينميػة البشػرية‬
‫والينمية اإلنسهنية‪ ،‬يقرير الينمية اإلنسهنية الوربي للوهـ ‪2002‬ـ‪ ،‬المنيب اإلقليمي للدوؿ‬
‫الوربية‪ ،‬برنهم األمـ الميحدة اإلنمه ي‪ ،‬نيويورؾ ‪2002‬ـ‪.‬‬

‫‪211‬‬
‫‪ .7‬الويد الدولي الرػهص بػهلحقوؽ ا قيةػهدية وا جيمهعيػة والرثقهفيػة اُعيمػد وعػرض لليوقيػه‬
‫واليةديؽ وا ن مهـ بموجب قرار الجموية الوهمػة ل مػـ الميحػدة ‪ 2200‬لػؼ (د‪)21-‬‬
‫المدرخ في ‪ 16‬نهنوف األوؿ‪/‬ديسمبر ‪1966‬ـ‪.‬‬

‫‪ .8‬الويد الدولي الرهص بهلحقوؽ المدنية والسيهسية الذه اُعيمد وعػرض لليوقيػه واليةػديؽ‬
‫وا ن مهـ بموجب قرار الجموية الوهمة ل مـ الميحدة ‪ 2200‬لؼ (د‪ )21-‬المػدرخ فػي‬
‫‪ 16‬نهنوف‪/‬ديسمبر‪1966‬ـ‪.‬‬

‫‪ .9‬مجموعة اليوليقهت الوهمة الةػهدرة عػف اللجنػة المونيػة بحقػوؽ اإلنسػهف‪ ،‬الميولقػة بهلويػد‬
‫الدولي الرهص بهلحقوؽ المدنية والسيهسية لوػهـ ‪ ،1976‬الػدورة اليهسػوة عشػرة‪،1983 ،‬‬
‫اليوليػػؽ الوػػهـ رقػػـ (‪ )10‬عل ػ المػػهدة (‪ )19‬مػػف الويػػد المػػذنور اليػػي ينهولػػت الحػػؽ فػػي‬
‫حريػػة الػػره واليوبيػػر‪ ،‬منشػػورة فػػي نيػػهب مرنػػز المي ػزاف لحقػػوؽ اإلنسػػهف‪ ،‬غ ػزة‪ ،‬الطػػهبؽ‬
‫األوؿ‪ ،‬يهر‪ /‬مهيو ‪2015‬ـ‪.‬‬

‫‪ .10‬ورثيقة إعالف ا سيقالؿ ال لسطيني ‪1988‬ـ‪.‬‬

‫‪ .11‬ورثيقة إعالف حقوؽ اإلنسهف والمواطف اليي ةدرت عهـ ‪1789‬ـ بود الرثورة ال رنسية‪.‬‬

‫‪ .12‬ورثيقة الحقوؽ األمرينية في ‪ 25‬يلوؿ‪/‬سبيمبر سنة ‪ ،1789‬ويـ إقرارىه في ‪ 15‬نػهنوف‬

‫األوؿ‪/‬ديسمبر سنة ‪1791‬ـ‪.‬‬

‫‪ .13‬ورثيقة المهجنهنهريه اليي ةدرت في عهـ ‪ 1225‬ليسجيؿ حقوؽ شوب إنجليرا‪.‬‬

‫‪ .14‬وورثيقة إعالف ا سيقالؿ األمريني في عهـ ‪1776‬ـ‪.‬‬

‫تنسعنً‪ :‬الجرائد والوقنئع الرسمية‪:‬‬

‫‪ .1‬الوقه ه ال لسطينية‪ -‬الجريدة الرسمية ال لسطينية‪https://www.lab.pna.ps/ar :‬‬

‫‪ .2‬الوقه ه المةرية‪ -‬الجريدة الرسمية المةرية‪/https://alamiria.laa-eg.com :‬‬

‫‪ .3‬الوقػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػه ه األردنيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‪ -‬الجريػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػدة الرسػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػمية األردنيػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػػة‪:‬‬
‫‪https://www.pm.gov.jo/ar/Pages/NewsPaper‬‬

‫عنش ارً‪ :‬المحنكم الدستورية‪:‬‬

‫‪ .1‬المحنمة الدسيورية الوليه ال لسطينية‪https://www.tscc.pna.ps :‬‬

‫‪ .2‬المحنمة الدسيورية الوليه المةرية‪/https://www.sccourt.gov.eg :‬‬

‫‪211‬‬