‫قصة تاج محل‬

‫تم بناء تاج محل على يد اإلمبراطور المغولي(شاه جاهان) الذي‬

‫حكم الهند بين سنة ‪ 1628‬ميالدية و سنة‬
‫‪1658‬ميالدية‪ .‬ليكون جوهرة الفن اإلسالمي في الهند‪،‬‬
‫وواحدة من عجائب الدنيا‪ ،‬وقد شارك في بنائه حرفيون‬
‫ومهندسون من بغداد وشيراز وكشمير وبخارى‬
‫والقسطنطينية وسمرقند‪ ،‬مستخدمين أكثر من أربعين نوعًا‬
‫من األحجار الكريمة‪.‬‬

‫"تاج محل" ليس فقط جوهرة الفن اإلسالمي في الهند‪،‬‬

‫وواحد من عجائب الدنيا؛ بل هو أيضًا تجسيد لشغف‬
‫اإلمبراطور العاشق‪ ،‬وانعكاس لجمال إمبراطورة اتصفت‬
‫بحسنها وتواضعها تدعى ممتاز محل‪ .‬وهي أميرة فارسية‬
‫مسلمة‪،‬وقد التقاهااإلمبراطورشاه جاهان وتزوجهاسنة‬
‫‪1612‬ميالديةفأحبها حبا شديدا بسبب قوة شخصيتها و‬
‫تواضعها وجمالها‪.‬‬

‫بعد وفاة زوجته ممتاز محل؛أثناء والدة الطفل الرابع؛ أثقل الحزن‬
‫كاهل اإلمبراطور المغولي‪ ،‬فعزل نفسه عامًا كامًال شاب فيه شعره‬
‫وانحنى ظهره وتغيرت مالمحه‪ ،‬ثم خرج من عزلته ليقرر بناء ضريح‬
‫ضخم يضم رفات زوجته سنة ميالدية‪ ،1631‬فاستقدم المهندسين‬
‫والحرفيين من بغداد وشيراز وكشمير وبخارى والقسطنطينية‬
‫وسمرقند‪ ،‬وأمر باستخدام ‪ 40‬نوع من األحجار الكريمة لبناء واحد‬
‫من أهم التحف المعمارية حول العالم‪.‬‬

‫فلنتعرف معًا على درة العمارة اإلسالمية في الشرق‪ ،‬وعلى قصة‬

‫الحب التي كانت سببًا لبنائه‬

‫‪:‬‬

‫تاج محل‪ ..‬تحفة معمارية شارك في بنائها‬

‫حرفيون من كل أنحاء األرض‬
‫على ضفة نهر يامونا في مدينة أغرا‪ ،‬شيد تاج محل بالمرمر األبيض بأسلوب معماري‬
‫‪.‬فريد يجمع بين الطراز المعماري الفارسي والتركي والعثماني والهندي‬

‫وقد استغرق بناؤه قرابة ‪ 21‬عامًا‪ ،‬إذ أعطى اإلمبراطور شاه جيهان األوامر ببنائه في‬
‫‪.‬العام ‪ 1632‬ولم تكتمل المهمة حتى عام ‪1653‬‬
 ‫ال نعلم على وجه التحديد هوية المهندس الذي قام بتصميم هذا الصرح‪ ،‬لكن يرجح‬
‫المؤرخون أنه المهندس الفارسي "أستاذ أحمد الهوري"‪ ،‬ويقال كذلك أنه من المحتمل أن‬
‫مهمة التصميم كانت مسندة إلى‬

‫‪.‬المهندس التركي عيسى أفندي والشيرازي محمد سيازي خان‬

‫شارك في بناء "تاج محل" حوالي ‪ 22‬ألفًا من العمال والمهندسين القادمين من‬
‫مختلف بقاع األرض‪ ،‬فقد تم جلب المعماريين والحرفيين من بغداد ومن القصور‬
‫العثمانية في تركيا وقدم مصممو الحدائق من كشمير والخطاطون من شيراز والحجارون‬
‫والنحاتون وحرفيو الجص ومصممو القباب والبناؤون من بخارى والقسطنطينية‬
‫‪.‬وسمرقند‬

‫وقد ُبني ضريح اإلمبراطورة المغولية من الرخام األبيض النقي الذي تم استخراجه من‬
‫محجر جبل "ماكراتا" والذي يبعد ‪ 563‬كم (في إقليم راجستان)‪ ،‬وتم استحضارالحجر‬
‫الرملي األحمر من دلهي كما أحضرت الحجارة الكريمة بالقوافل من كل أنحاء األرض‪:‬‬
‫اليشب من البنجاب والعقيق األحمر من بغداد والفيروز من التيبت والملكيت واليشم‬
‫والكريستال من تركستان وغيرها من اللؤلؤ والماس والزمرد‬

‫تاج محّل وحكاية الُحّب الخالدة‬

‫"تاج محّل " معناه تاج القصور‪ ،‬أو قصر الّتاِج‪ .‬يقع هذا المبنى في الهند‪ ،‬ويعّد جوهرة العمارة‬
‫اإلسالمية وإحدى عجائب الدنيا؛ لما يحتضنه من جمال وإبداٍع ساحر‪ .‬ويجمع تاج محل مزيًجا من أساليب‬
‫العمارة اإلسالمّية والهندّية والفارسّية‪ ،‬وفي كّل عام يقِص ده مالييُن الّسّياح والّز ائرين‪ ،‬ويعّد رمًز ا للحّب‬
‫والوفاء األبدّي بين األزواِج‪ ،‬فما حكايته؟‬
‫(‪)2‬‬
‫تبدأ هذه الحكاية حين رأى اإلمبراطوُر المسلم شاه جهان أميرًة جميلة في العشرين من عمرها ‪-‬وهي ابنة أحد‬
‫الّنبالء الفارسّيين‪ ،‬وُتدَعى "أرجمان بانو"‪ -‬فوقع في حّبها من الّنظرة األولى‪ ،‬فخطبها وتزّو جها؛ لتبدأ أكثر‬
‫قصص الحّب شعبّية في العالم‪.‬‬
‫ّل‬
‫وقد نالت "أرجمان بانو" حظوة ومكانة خاّص ة لدى زوجها شاه جهان؛ فمنحها لقب "ممتاز محّل" ا ذي يعني‬
‫جوهرة القصر‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫كانت الملكة "ممتاز محّل " زوجة رائعة مخلصة‪ ،‬وأّم ا مربّية معطاءة‪ ،‬ومستشارة حكيمة لزوجها‪ ،‬وكان لها‬
‫نشاط في األعمال الخيرّية واالهتمام بالفقراء واأليتام من أبناء شعبها‪ ،‬وعاش معها اإلمبراطور شاه جهان‬
‫حياة سعيدة ملؤها الّثقة والموّد ة والحّب ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
 ‫ثّم توّفيت ممتاز محّل عام ‪1631‬م وهي تنجب مولودهما الّر ابع عشر‪ ،‬فحزن اإلمبراطور شاه جهان لوفاتها‬
‫حزنا شديدا واعتزل الّناس عاما كامال‪ ،‬وعندما ظهر عام ‪1632‬م كان الّش يب قد غّطى رأسه‪ ،‬واألَس ى قد أنحل‬
‫جسمه‪.‬‬
‫(‪)5‬‬
‫في بادئ األمر ُدفنت ممتاز محّل في قبر متواضع‪ ،‬ولكّن زوجها شاه جهان أراد أن يبني لها ضريحا يخّلد‬
‫ِذ كرها على مّر العصور‪ .‬فقّر ر أن يبني أفخم ضريح في العالم؛ ليضّم رفات جوهرته ممتاز‪ ،‬ويكون رمزا‬
‫للحّب والجمال ال مثيل له‪ ،‬وأسند مهمة بنائه إلى أشهر مهندس في دولته وهو المهندس المعمارّي المسلم أحمد‬
‫الهورّي‪.‬‬
‫(‪)6‬‬
‫وقد استغرق العمل في هذا الضريح نحو اثنين وعشرين عاما‪ ،‬وهو بناء من الّر خام األبيض يتغّير لونه بحسب‬
‫انعكاس ضوء الّش مس أو نور القمر على سطحه‪ ،‬وفي داخله زخارف عجيبة‪.‬‬
‫وقد سماه اإلمبراطور شاه جهان "تاج محّل "؛ ليحمل اسم زوجته "ممتاز محّل " فتبَقى هذه الجوهرة المعمارّية‬
‫الفريدة تخبر األجيال بأروع قّص ة حّب ووفاء بين زوجين‪.‬‬
‫‪https://learning.aljazeera.net/ar/node/19814‬‬