You are on page 1of 47

‫كتابة‪:‬‬

‫بدوي أنباري‬
‫الزبيـر الهاللـي الفلُّوجي)‬
‫(أبو ُّ‬

‫‪1444‬هـ‬
‫كتابة‪:‬‬
‫بدوي أنباري‬
‫الزبيـر الهاللـي الفلُّوجي)‬
‫(أبو ُّ‬

‫‪1444‬هـ‬
‫‪4‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫مقدِمة‬

‫سسوا الواليات‬ ‫بالرجاالت الَّذين أقاموا الدَّولة وأ َّ‬


‫الحمد هّٰلل الَّذي َم َّن علينا ِّ‬
‫الحمد هّٰلل حافظها بال ُمدله َّمات ناصرها بالفتن النَّائبات ُمعليها بين دجلة‬
‫إلى‬
‫صحب ٰ‬ ‫وعلى اآلل وال َّ‬
‫ٰ‬ ‫على المبعوث فينا وقت ال َّ‬
‫شتات‬ ‫صالة ٰ‬ ‫والفُرات وال َّ‬
‫ال َممات ‪.‬‬

‫ّللا‪ -‬بالمنح‪ ،‬ونزل عليها‬ ‫مرت دولة اإلسالم بالمحن الَّتي أُع ِّقبت ‪-‬بفضل ه‬ ‫فقَد َّ‬
‫أعتى اإلمبراطوريَّات‪ ،‬ول ٰـكنَّها بحمد ربِّها‬ ‫ٰ‬ ‫ِّمن االبتالءات ما يقصم ظهر‬
‫الطريق‬ ‫صالحين‪ ،‬وما إزالة األشواك ِّمن َّ‬ ‫ثبتت وأثبتت أ َ َّن البقاء لعباد ه‬
‫ّللا ال َّ‬
‫الطريق؛‬ ‫وألن االبتالءات معالم َّ‬ ‫َّ‬ ‫سابقة لالندفاع بغير توقُّف‪،‬‬ ‫َّإال المرحلة ال َّ‬
‫بالرزايا ُمنذ بدايتها‪ ،‬فمحنة الفصائل وبعدها صحوات العراق‬ ‫فقَد أُصيبت َّ‬
‫رورا بغدر الخوارج‬ ‫الال إسالميَّة‪ُ ،‬م ً‬ ‫السياسيَّة واألحزاب َّ‬ ‫ِّ‬ ‫والمجالس‬
‫سبق والعلم‪،‬‬ ‫إلى مقتل األُمراء وأهل ال َّ‬ ‫و ُمحاربتهم لإلمام ونقضهم البيعة‪ٰ ،‬‬
‫شام الجوالني الَّتي أوقعت ِّكبار القوم وجلبتهم‬ ‫وليس انتها ًء بفتنة ثعلب ال َّ‬
‫إلى موضوع حديثنا‬ ‫على قُبحها بدون تزيين‪ٰ ،‬‬ ‫الوجوه ٰ‬ ‫للوحل وظهرت فيها ُ‬
‫بالظهور في نهايات‬ ‫ُّ‬ ‫شام‪ ،‬الَّتي بدأت‬ ‫فوضى الخوارج والجهميَّة في ال َّ‬ ‫ٰ‬
‫برى‬‫إلى الفتنة ال ُك ٰ‬ ‫وتطورت بعد عامين ٰ‬ ‫َّ‬ ‫‪2014‬م ال ُموافق لعام ‪1436‬هـ‬
‫صليب‪ ،‬و ُكلَّما‬ ‫ّللا وكالب ال َّ‬ ‫آنذاك ال ُمش ِّغلة ألهل األمر والعا َّمة‪ ،‬ومعهم أعداء ه‬
‫ّللا‪ ،‬وما نزال وإيَّاهم في ضرب‬ ‫قرن كسرناه بحمد ه‬ ‫ٌ‬ ‫ظهر ألحد الفريقين‬
‫سلموا بلُزوم الجماعة وما أثاروه‬ ‫إلى ْ‬
‫أن يُ ِّ‬ ‫الروح‪ٰ ،‬‬ ‫وجالد وجدال ما بقيت فينا ُّ‬
‫على ذاك‬ ‫ٰ‬ ‫ّللا ونحن‬ ‫سوح بيننا حت َّ ٰى نُالقي وجه ه‬ ‫ِّمن خطأ‪ ،‬أو تكون ال ُّ‬
‫سبحانه‪ ،‬وفي ذا ال َمقام نسرد بما نستطيع ما حصل‬ ‫ُمستمسكون بحبله بإذنه ُ‬
‫في الفتنة‪ ،‬وال نذكر َّإال رؤوس األقالم وال ُمهم ِّمنها‪ ،‬فإن تجاوزنا أو نسينا‬
‫تعالى‬
‫ٰ‬ ‫فما نحن َّإال ِّمن طينة ونُفوسنا دنيئة‪ ،‬وإن أصبنا فما ذاك َّإال بفضل ه‬
‫ّللا‬
‫الطريق والعلم والتَّطبيق‬ ‫على َّ‬
‫ث ُ َّم فضل المشايخ علينا‪ ،‬فنسأله التَّوفيق والثَّبات ٰ‬
‫الزنديق ‪.‬‬
‫ويُجنِّبنا جور ِّ‬

‫‪4‬‬
‫‪5‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫تغيير المناهج ِكذبة آل الجهم والخوارج‬

‫إلى أصله‬ ‫عدنا ٰ‬ ‫سجل الت ُّ َهم ضدَّنا‪ ،‬لو ُ‬ ‫ِّ‬ ‫تبديل العقائد هو ُمصطل ٌح ُمستحدث في‬
‫الصراع والعداء مع‬ ‫لَ َو ْجدنا أ َ ْن "االختالف" هو األصل‪ ،‬كذا قدَّمنا ِّل ِّف ْهم منبع ِّ‬
‫إلى قُرون ليست باليوم وال األمس‬ ‫جماعة ال ُمسلمين وإمامها ولها ُجذور تعود ٰ‬
‫وكتبنا فيه "كذبوا ‪ ..‬بل العراق أس العلم" ف ِّل ْلمسألة أُصولها البعيدة كما ذكرنا‪،‬‬
‫وأول َمن قاد موجته ِّمن داخل التَّيَّار الجهادي ُهم جماعة األنصار وأرادوا‬ ‫َّ‬
‫ّللا‪ -‬وال َحت‬ ‫إلى أسامة ‪-‬عليه رحمة ه‬ ‫ُ‬ ‫توسلين ذاك ٰ‬ ‫طرد الخاليلة ِّمن العراق ُم ِّ‬
‫ومن‬ ‫سرايا وشملت الحقًا المجلس بر َّمته‪ِّ ،‬‬ ‫الطائفة المنصورة وال َّ‬ ‫التُّهمة جيش َّ‬
‫طغاة‬ ‫واألدهى عاد ُ‬‫ٰ‬ ‫الرافضة بجهلهم!‪،‬‬ ‫شكواهم قولهم أنَّا ال نعذر عوام َّ‬
‫على مبدأ‪:‬‬ ‫على الخاليلة توحيده التَّام!‪ٰ ،‬‬ ‫والظواهري ليعيبوا ٰ‬ ‫َّ‬ ‫القاعدين عطيَّة‬
‫ور َّد عليهم المئات وقتها ُخصو ً‬
‫صا‬ ‫أن ُك َّل النِّساء زواني"‪َ ،‬‬ ‫الزانية لو َّ‬ ‫"ودَّت َّ‬
‫ّللا‪ -‬أبلغ‪ ،‬فخرج بمقا ٍل يومها يُبيِّن‬ ‫شيخ ‪-‬عليه رحمة ه‬ ‫أن ِّحلم ال َّ‬ ‫أنصارها غير َّ‬
‫يبقى ناق ٌد أو‬ ‫لئال ٰ‬ ‫الرافضة عينًا بسلسل ٍة كاملة َّ‬ ‫لعطيَّة وعاد الحقًا ليُثبت ُكفر َّ‬
‫ّللا‪-‬‬
‫وتولي المصري ‪-‬عليه رحمة ه‬ ‫ِّ‬ ‫شيخ‬ ‫إلى حين مقتل ال َّ‬ ‫فسكت القوم ٰ‬ ‫َ‬ ‫ُمتحذلق‪،‬‬
‫شيخ أجسر وقليل ُمجاملة و ِّل َردِّهم أقدر‪ ،‬عادوا بتُهم‬ ‫أن ال َّ‬ ‫القيادة ليُ َد ْندِّنوا‪َّ ،‬إال َّ‬
‫تشيب لهولها الولدان فور إقامة دولة العراق اإلسالميَّة‪ُ ،‬و ِّجهت أكثرها‬
‫‪1‬‬
‫ّللا‪ -‬المجهول عندهم‬ ‫للمصري وللزاوي ‪-‬عليهما رحمة ه‬
‫على ما لم يستطيعوا‬ ‫سةً حسدًا وحقدًا ٰ‬ ‫وطفح التَّيَّار ال ُمس َّم ٰى بالجهادي قذارة ً ِّ‬
‫وخ َّ‬
‫سنَّة‬ ‫سنَّة؛ مع ُمالحظة أ َ َّن أهل ال ُّ‬ ‫أن المنهج ُمخالف ألهل ال ُّ‬ ‫عليه‪ ،‬و ُك ُّل دعاويهم َّ‬
‫عندهم هُم العاذرون لل ُمشركين وألهل البدع ُمنبطحين!‬

‫تالقت افتراءات التَّيَّار المزعوم مع تيَّار البالعمة ال ُملتقي بذاته مع أهل الملل‬
‫ْ‬
‫أمرا آخر‪ ،‬فانتشر المشايخ‬
‫تعالى أراد ً‬ ‫ٰ‬ ‫ّللا‬
‫كن ه‬ ‫األ ُ ٰ‬
‫خرى وأرادوا لها الوأد ول ٰـ َّ‬
‫طول العراق وعرضه ينشرون التَّوحيد ويُبيِّنون صريح عقيدتهم بغير لبس‬ ‫ب ُ‬
‫شبه وتوصيل ُردود المشايخ عن‬ ‫على ال ُّ‬ ‫وال تُقية وتكفَّل ال ُمناصرون َّ‬
‫بالر ِّد ٰ‬

‫‪َ 1‬ذكرنا بعضها في "ترجمة إمام العصر أبـي أيُّوب أرطبون مصر"‬
‫‪5‬‬
‫‪6‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫الزاوي والمصري ب ُخطبهم فأماتوا‬‫شيخان َّ‬ ‫وانبرى ال َّ‬


‫ٰ‬ ‫طريق ال َّ‬
‫شبكة العنكبوتيَّة‬
‫عواد‬
‫تولي ال ُمجدِّد ابن َّ‬ ‫ّللا‪ ،‬وهُنا ٰ‬
‫إلى حين ِّ‬ ‫أقوالهم وأجهضوا دعواهم بفضل ه‬
‫وإمارته فهي في طور "اختالف العقائد" ‪.‬‬

‫شام‬ ‫تحول األمر ُك ِّليًّا حينما تمدَّدت الجماعة ٰ‬


‫إلى ال َّ‬ ‫َّ‬ ‫في المرحلة َّ‬
‫الالحقة‬
‫مرمى الحجر‪ ،‬فصار‬ ‫ٰ‬ ‫على إقامة الخالفة وما بينهم وبينها أقرب ِّمن‬ ‫وأوشكوا ٰ‬
‫األول" ألنَّنا أهل فضل ونعرف‬ ‫"الرعيل َّ‬ ‫س ًحا ب َمن نحن أسميناهم َّ‬ ‫األمر تم ُّ‬
‫ألهل الفضل فضلهم ونحفظ للرجال حقَّهم‪ ،‬صرنا نُخالفهم ونبتدع وصاروا‬
‫والزاوي!‪ ،‬نعم ذا ما حدث‬ ‫َّ‬ ‫على عقيدة الخاليلة والمصري‬ ‫يذرفون الدُّموع ٰ‬
‫إلى اآلن يُصدِّقه‪ ،‬فحاولوا وأرادوا وادَّعوا وأخرجوا‬ ‫كثير ٰ‬
‫ٌ‬ ‫بالضَّبط وما زال‬
‫فترى عليه وفُنِّدت‪ ،‬والَّتي كانت‬‫تسريبات كاذبة ِّمنها رسالة العتيبي‪ 2‬ال ُم ٰ‬
‫لكثير ِّمن رؤوس الضَّالل الَّذين استندوا عليها وزادوا ِّمن التَّأليف‬ ‫ٍ‬ ‫المرجع‬
‫والتَّلفيق أمثال الحسود العيساوي‪ 3‬في كتابه "الدَّولة اإلسالميَّة بين الحقيقة‬
‫ور َّد عليه وفضح كذبه الكثير ِّمن المشايخ وطلبة العلم‪ ،‬وغير ذا ِّمن‬ ‫والوهم" َ‬
‫البيانات وال ُكتب كي يُلصقوا فيهم أشنع التُّهم ‪.‬‬

‫على ُجرم‪ ،‬وعند إقامة‬ ‫في المرحلة ذي كان التَّيَّار ُجلُّه ضدَّنا والباقي ساكت ٰ‬
‫ورموزه ولم تكفهم‬‫الهدف المنشود وال ُحلم الغائب ض َّجت األرض بنُباح التَّيَّار ُ‬
‫الظواهري والمقدسي والفلسطيني والسباعي والحدُّوشي‬ ‫المحابر دسائس وقام َّ‬
‫فتحولت الوجهة ِّمن‬
‫َّ‬ ‫وغيرهم وغيرهم قاعدين و ُمقاتلين باالفتراء ليل نهار‬
‫ضا ِّمن مكرهم‬
‫ّللا الدَّولة أي ً‬
‫إلى وأد جماعة ال ُمسلمين!‪ ،‬وحفظ ه‬ ‫غزو واشنطن ٰ‬
‫سبحانه كاألنباري‬ ‫وامت َّدت أكثر وأكثر بفضل ٍ‬
‫كثير ِّمن أهل العلم بعد العليم ُ‬
‫وحجي بكر والفُرقان وال ُجبوري ومشايخ أ ُ َّخر ال ينسي فضلهم‬ ‫ِّ‬ ‫والعدناني‬
‫رجل‪.‬‬

‫ّللا‪ ،-‬قاضي قُضاة دولة العراق اإلسالميَّة سابقًا ‪.‬‬ ‫سليمان العتيبي الجزراوي ‪-‬عليه رحمة ه‬ ‫‪ 2‬أبو ُ‬
‫ؤسسه في‬ ‫‪ 3‬أبو سعيد العراقي ُمح َّمد حردان العيساوي‪ ،‬أمير جيش ال ُمنافقين (ال ُمجاهدين) و ُم ِّ‬
‫العراق ‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪7‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫في المرحلة اآلنفة عرفوا َّأال سبيل ٰ‬


‫على الجماعة حت َّ ٰى ِّمن داخل التَّيَّار فأرادوا‬
‫زعزعتها ِّمن داخلها نفسها و َجنَّد رؤوس االتِّجاه ذا أنفسهم لصالح ال ُمخابرات‬
‫إلى الجماعة َمن دخل م َّمن أصل حديثنا عنهم ‪.‬‬ ‫بُغية اإلفناء ودخل مع ٰذلك ٰ‬

‫ّللا وجاء ال ُمهاجرون ِّمن شت َّ ٰى بقاع األرض يتوافدون‬ ‫قامت الخالفة بفضل ه‬
‫وألن ِّل ُك ِّل أمر إيجابيُّه وسلبيُّه وفي باطن ُك ِّل‬
‫َّ‬ ‫على البسيطة‬ ‫إلى ُحلم أي ِّ ُمسلم ٰ‬‫ٰ‬
‫إلى الدَّولة إرداف أصحاب‬ ‫خير شر والعكس‪ ،‬فكان ِّمن سلبيَّات دُخول ُكثر ٰ‬
‫على الجميع فردًا‬ ‫صعب جدًّا بل ومنطقًا أ َ ْن يوقَف ٰ‬ ‫مناهج ُمختلفة وكان ِّمن ال َّ‬
‫الظرف‬ ‫فردًا وتُبيَّن الجزيئات صغيرها وكبيرها و ُمستحي ٌل ذاك‪ ،‬فاستغ َّل َّ‬
‫الحاصل البالعمة وأرسلوا َمن أرسلوا‪ ،‬في بادئ األمر ظهرت وشوشة تكبر‬
‫على مشايخ‬ ‫ويعلو صوتها ُرويدًا وكان أغلبهم ِّمن النَّافرين ِّمن بَ ْعد الَّذين تربُّوا ٰ‬
‫اإلرجاء أو الغُلو ال ُموقع صاحبه به‪ ،‬كانت ه ٰـذي َردَّة فِّعل لل ُمناقشات‬
‫شام وما بين إقامة الفرض الغائب‬ ‫واالختالفات الحاصلة ما بين التَّمدُّد ٰ‬
‫إلى ال َّ‬
‫شبه كثيرة‬ ‫إلى داخل الجماعة نفسها ب ُ‬ ‫فتحول الجدال بين الجماعة و ُخصومها ٰ‬ ‫َّ‬
‫على النَّاس قبل التَّمكين وبعض الفصائل وسبب توقُّف الجماعة‬ ‫ِّمنها ال ُحكم ٰ‬
‫صادر سياسي بعد االختالف أم عقدي ؟‬ ‫بهم لفترة وهل التَّكفير ال َّ‬

‫سس اللَّجنة المنهجيَّة الَّتي قادها‬ ‫ّللا‪ -‬أهل العلم وأ َّ‬


‫جم َع العدناني ‪-‬عليه رحمة ه‬
‫ّللا‪ -‬وتض ُّم بعض أهل العلم ِّللتبيان للغُالة‪ ،‬فقَد‬ ‫ونابه بها الفُرقان ‪-‬عليه رحمة ه‬
‫شام وناقشوا بها‬ ‫فجابت اللَّجنة قُ ٰ‬
‫رى ال َّ‬ ‫ْ‬ ‫الشقاق‪،‬‬
‫ظهور ِّ‬ ‫كانوا ُهم أهل البدء في ُ‬
‫الحطاب‪ 4‬الَّذي ُوضع في‬ ‫َّ‬ ‫تنطعين ِّمن ضمنهم رأس النَّافرين أبو جعفر‬ ‫ال ُم ِّ‬
‫سح بأبـي‬ ‫إلى العراق يتم ُّ‬ ‫السجن فترة ِّلش َِّره ال ُمستفحل‪ ،‬فخرج وبعد فترة ذهب ٰ‬
‫ِّ‬
‫شيخ بحاله‪ ،‬ولم يقف األمر‬ ‫ّللا‪ -‬مع جه ٍل ِّمن ال َّ‬
‫عالء العفري ‪-‬عليه رحمة ه‬
‫عنده فالعشرات ِّمن طلبة ال ِّعلم أكثرهم طلبة الحازمي‪ 5‬الَّذين لُ ِّبس عليهم إبَّان‬

‫الشقاق‪ ،‬أمير ديوان التَّعليم‬


‫الحطاب التُّونسي‪ِّ ،‬من أشهر تالمذة الحازمي و ُمفتعلي ِّ‬ ‫َّ‬ ‫‪ 4‬أبو جعفر‬
‫تعزيرا ‪.‬‬
‫ً‬ ‫المركزي لفترة‪ ،‬قُتل‬
‫لوه واشتُهر‬ ‫عرف بغُ ِّ‬
‫درس في أرض الحرمين وتونس‪ُ ،‬‬ ‫عمر الحازمي‪ ،‬شي ٌخ جزراوي َّ‬ ‫‪ 5‬أحمد بن ُ‬
‫شاذَّة‪ ،‬أخذ عنه الكثير م َّمن نفر الحقًا وافتعل الفتن‬
‫عنه تكفيره للعاذر ُمطلقًا وغيرها ِّمن اآلراء ال َّ‬
‫داخل دولة اإلسالم‪ُ ،‬منعت مؤلَّفاته ِّمن النَّشر والتَّداول في واليات العراق في عام ‪1436‬هـ‪،‬‬
‫على المنع بعدها ‪.‬‬
‫شام ٰ‬ ‫وتتابعت أغلب واليات ال َّ‬
‫‪7‬‬
‫‪8‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫سليمان الحلبي بيان حال‬ ‫إلى أبـي ُ‬ ‫الطائي ٰ‬ ‫تواجده في تونس فأوك َل أبو ُمح َّمد َّ‬
‫طا آلل الجهم بغير‬ ‫على جانب الغُالة تنشي ً‬ ‫الشدَّة ٰ‬
‫الرجل وضالالته‪ ،‬كانت ِّ‬ ‫َّ‬
‫قصد‪ ،‬وانتهز ٰذلك طلبة علم الجانب اآلخر لنشر مناهجهم ال ُم َّ‬
‫نحطة وتدعيم‬
‫ّللا‪ -‬يُعطيهم‬
‫عواد ‪-‬عليه رحمة ه‬ ‫أركانهم وتملَّقوا ألهل األمر وكان اإلمام ابن َّ‬
‫إلى حين مقتل العدناني‬‫ف ض ُّخ الغُالة ٰ‬ ‫أكثر ِّمن غيرهم إكرا ًما ألهل العلم‪ ،‬توقَّ َ‬
‫كن النَّار كانت تسري بالخفاء ‪.‬‬ ‫انتهت ول ٰـ َّ‬
‫ْ‬ ‫وق ْبلَها أُوقِّفَت اللَّجنة كون الفتنة‬

‫َ‬
‫بحث‬ ‫ووجودهم مقتولين ورصد غياب أخوات وتكرار ٰذلك‪،‬‬ ‫ب إلخوة ُ‬
‫بعد غيا ٍ‬
‫سريَّة للخوارج‬‫مقرات ِّ‬‫ّللا سيفه‪ -‬في األمر فاكتشفوا َّ‬ ‫ديوان األمن ‪-‬ال حرمنا ه‬
‫طلبوا لل ُمناظرة وعاد ِّمنهم ُكثر وتابوا عن عقائدهم وخرجت‬ ‫واجتماعات‪ُ ،‬‬
‫كن القسم األكبر نفذ وهرب أو‬ ‫رجالهن ول ٰـ َّ‬
‫َّ‬ ‫ع ْدنَ مع‬‫أخوات تُناظر حريمهم و ُ‬
‫على أُوارها والفتكُ بالمشايخ‬ ‫اعتصم ببعض بُيوت وكانت حملة التَّحالف ٰ‬
‫على‬‫رافقت ال ُمعضلة ذي االنحيازات المريرة في العراق والحملة ٰ‬ ‫ْ‬ ‫ُمستعر‪،‬‬
‫ال َموصل‪ ،‬برزَ أبو لُقمان والفُرقان وبعض اإلخوان إليهم فنثروا ُجثثهم بين‬
‫أخوات سبايا عندهم‬‫ٌ‬ ‫مقراتهم ُو ِّج ْ‬
‫دت‬ ‫َّ‬ ‫الرقَّة والخير‪ ،‬وعند الدُّخول ٰ‬
‫إلى‬ ‫َّ‬
‫الرافضة و ُكلُّه بالخفاء ب ُجبن‪ ،‬ووجدوا‬ ‫واستحالل لألعراض لم يُ ْقدِّم عليه حت َّ ٰى َّ‬
‫كثير ِّمن اإلخوة الَّذين اغتالوهم ورموهم في اآلبار أو في األنهار‬ ‫ضا ُجثث ٍ‬‫أي ً‬
‫ّللا‪-‬‬
‫عواد ‪-‬عليه رحمة ه‬ ‫على اإلمام ابن َّ‬ ‫طتهم لل ُخروج ٰ‬ ‫و ُك ُّل ذا في إطار ُخ َّ‬
‫وأخذ ال ُحكم أو استتابتُه ألنَّه ال يقول بعقائدهم!‪ ،‬انتهت فتنة الخوارج واجتثُّوا‬
‫ومن أشهر ما جاؤوا‬ ‫والذوا بديار ال ُكفر بعد أ َ ْن غدروا وطعنوا بأئ َّمة اإلسالم‪ِّ ،‬‬
‫به‪:‬‬

‫ب فيها‪:‬‬ ‫‪-1‬تكفير دولة اإلسالم و ُهم ٰ‬


‫على مرات ٍ‬
‫أ‪-‬العُموم ‪.‬‬
‫ب‪-‬أهل األمر واألُمراء فقط ‪.‬‬
‫ج‪-‬أبو لُقمان والفُرقان وأعضاء اللَّجنة فقط ‪.‬‬

‫‪-2‬اعتبار مناطق تمكين الجماعة ديار ُكفر ‪.‬‬


‫‪8‬‬
‫‪9‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫سبيهن واعتبار أزواجهم َّ‬


‫الالئي‬ ‫َّ‬ ‫على‬
‫‪-3‬استحالل أعراض ال ُمجاهدين والعمل ٰ‬
‫على غير مناهجهم سبايا ‪.‬‬
‫ٰ‬

‫‪ُ -4‬محاولة أسر اإلمام ألجل إقناعه بمنهجهم ‪.‬‬

‫‪-5‬تكفير َمن مات ِّمن ال ُمجاهدين سابقًا ‪.‬‬

‫األول" لعدم البراءة سابقًا ِّمن القاعدة ‪.‬‬


‫"الرعيل َّ‬
‫‪-6‬تكـفير َّ‬

‫‪6‬‬ ‫‪-7‬عدم قتال التَّحالف َّ‬


‫ألن الحرب بين كفرة أصليِّين ‪.‬‬

‫‪-8‬تجهيم ابن تيميَّة والدَّعوة النَّجديَّة ‪.‬‬

‫على منهاج النُّ َّ‬


‫بوة ‪.‬‬ ‫على إقامة الخالفة ِّمن جديد َّ‬
‫ألن القائمة ليست ٰ‬ ‫‪-9‬العمل ٰ‬

‫‪-10‬عدم أكل لُحوم وال مؤاكلة وال ُمجالسة ال ُمسلمين وال َّ‬
‫سعي الحثيث‬
‫الغتيالهم وسبي نسائهم‪.‬‬

‫شرهم وخيَّب مساعيهم و ُجعلوا طعا ًما‬


‫ّللا مكرهم وطمر فتنتهم وأمات َّ‬ ‫وأ َد ه‬
‫طيور و َمن بقي عاش كالكالب تنبح في الغرب يدوسها األعاجم ويسحقونها‪،‬‬ ‫لل ُ‬
‫غدرا‬ ‫سجون ال ُكفر بعد أ َ ْن فضَّلوهم ٰ‬
‫على ال ُمسلمين وطعنوهم ً‬ ‫َّ‬
‫اكتظت بها ُ‬ ‫وفئةٌ‬

‫َّ‬
‫بالطارئ حت َّ ٰى ‪.‬‬ ‫صليب ودولة اإلسالم ويجعلون األصل في ُحكم الدَّولة ال ُكفر وليس‬
‫‪ 6‬يعنون بها ال َّ‬
‫‪9‬‬
‫‪10‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫صفاء العقدي‬ ‫ْ‬


‫عصفت فتنة أش ُّد ِّمن سابقتها ٰ‬
‫على ال َّ‬ ‫ومن ث ُ َّم‬ ‫في أحلك ُ‬
‫ظروفهم‪ِّ ،‬‬
‫والتَّماسك األمني ‪.‬‬

‫األولى‬
‫ٰ‬ ‫أعقبت انتهاء فتنة الخوارج والفتك بهم و ُهروب الباقي وقبل انتهاء‬ ‫ْ‬
‫ْ‬
‫وقويت شوكتهم‬ ‫تعالت أصواتُهم‬
‫ْ‬ ‫المرة جهميَّة‪،‬‬
‫َّ‬ ‫ظهرت فتنةٌ أ ُ ٰ‬
‫خرى وه ٰـذي‬
‫عادت اللَّجنة‬
‫ْ‬ ‫وعزز ٰذلك اعتقاد أكثر جماعة البُحوث ببعض مناهجهم‪،‬‬ ‫َّ‬
‫سليمان الحلبي‬ ‫ت أبو ُ‬ ‫ّللا‪ -‬وض َّم ْ‬
‫حجي فيصل ‪-‬عليه رحمة ه‬ ‫ليرأسها الفُرقان ِّ‬
‫سيناوي وأوس الجزراوي والدَّعجاني والقحطاني‬ ‫وأبـي ُمسلم المصري وال َّ‬
‫على ال ُمستجدَّات وت ُ ِّبين للجاهلين إثر عودة الوشوشة ‪.‬‬ ‫وغيرهم ِّلتَقف ٰ‬

‫والبنعلي‬
‫ِّ‬ ‫جم َع الفُرقان أهل العلم كأبـي زيد العراقي وأبـي الحسن الجزراوي‬
‫وتقرر إصدار بيان يشترك‬‫َّ‬ ‫شعبة المصري إضافةً ألعضاء اللَّجنة‬ ‫والتُّركي و ُ‬
‫إلى حين ُخروجه‬‫فيه أهل العلم واألعيان يُنهي الفُرقة وأخذَ عدَّة جلسات ٰ‬
‫صادر عن المكتب المركزي‬ ‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫"بيان‬ ‫عنوان‬‫رسميًّا عبر صحيفة النَّبأ تحت ُ‬
‫على جميع ال ُجنود واألُمراء في‬
‫ٰ‬ ‫ل ُمتابعة الدَّواوين ال َّ‬
‫شرعيَّة"‪ 7‬وت َّم تعميمه‬
‫الدَّولة‪.‬‬

‫بأن المسألة انتهت؛ خرج أ ُ َّخر يعترضون ٰ‬


‫على البيان‬ ‫والظن َّ‬‫َّ‬ ‫صدور البيان‬‫بعد ُ‬
‫ورجوعهم ع َّما كانوا عليه وتسليمهم‬ ‫شامل كأبـي ال ُمنذر وت َّمت ُمراجعتهم ُ‬ ‫ال َّ‬
‫سعت دائرة االعتراضات لتصل‬ ‫بما جاء في البيان ِّمن قبل الفُرقان‪ ،‬بعدها تو َّ‬
‫الرحم ٰـن ‪ -‬أبو‬
‫القحطاني نفسه ولحقه جماعة البُحوث [أبو عبد البر ‪ -‬أبو عبد َّ‬
‫بث الكذب‬ ‫صا مع ِّ‬ ‫إلى ض َّجة كبيرة ُخصو ً‬ ‫ُمح َّمد ‪ -‬أبو يعقوب] م َّما أد َّٰى ٰ‬
‫وبأن والية العراق تُخالف‬
‫َّ‬ ‫ّللا‪-‬‬
‫عواد ‪-‬عليه رحمة ه‬ ‫على اإلمام ابن َّ‬‫واالفتراءات ٰ‬
‫فاضطر‬
‫َّ‬ ‫على سفكه لدماء الخوارج‪،‬‬ ‫وأن أبا لُقمان ندم ٰ‬
‫عمو ًما َّ‬
‫ما جاء به البيان ُ‬
‫وجمع أعضاء مجلس‬ ‫ْ‬ ‫إلى العراق و ُمجالسة اإلمام‬ ‫إلى الذَّهاب ٰ‬
‫الفُرقان ٰ‬
‫على البيان وكلَّفوه‬
‫فأقروه ٰ‬ ‫ورى ‪-‬الَّذين كانوا في انشغال بمعركة ال َموصل‪ُّ -‬‬ ‫ش ٰ‬ ‫ال ُّ‬
‫على النَّاس عالمهم وجاهلهم‪ ،‬وبعد عودته وجد‬ ‫بتوضيح المسائل ال ُملتبسة ٰ‬

‫سبعون في رجب ‪1438‬هـ‬


‫سادس وال َّ‬
‫‪ 7‬العدد ال َّ‬
‫‪10‬‬
‫‪11‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫وناقش‬
‫َ‬ ‫وصال باإلمام والمنهج‪ ،‬فجمع اللَّجنة‬ ‫ً‬ ‫الردود ال ح َّد لها و ُكل يدَّعي‬ ‫ُّ‬
‫ظهر قو ٌل عند‬ ‫َ‬ ‫ال ُمعترضين فردًا فردًا وأكثر َمن خالف به هُم البُحوث‪ ،‬وسببُه‬
‫أحدهم في التَّحاكم واد ٰ‬
‫َّعى أنَّه قول المكتب ُك ِّله بما فيهم أميره‪ ،‬جاء أبو ه َّمام‬
‫برجوعه عن القول بإباحة‬ ‫ْ‬
‫انتهت ُ‬ ‫ب اللَّجنة وت َّمت ُمناقشته في كذا جلسة‬‫بطل ِّ‬
‫شيخ وافقَ أبو بكر القحطاني ‪-‬أحد‬ ‫التَّحاكم للضرورة وغيرها؛ وفي جلسات ال َّ‬
‫آن‬
‫البنعلي فيه‪ ،‬وت َّمت ُمناقشتهما في ٍ‬ ‫ِّ‬ ‫على ما اعتُرض ٰ‬
‫على‬ ‫أعضاء اللَّجنة‪ٰ -‬‬
‫شيخ‬ ‫حجي فيصل‪ ،‬وأراد ال َّ‬ ‫على يد الفيصل ِّ‬ ‫واحد لفترة طويلة ت ُ ِّوجت بعودهما ٰ‬
‫شبه جانبيَّة والتَّوضيح بسلسلة كاملة حول األمر ل ٰـكنَّه قُتل‬ ‫كتابة ما بقي ِّمن ُ‬
‫قبل أ َ ْن تت َّم فسالم ه‬
‫ّللا عليه ‪.‬‬

‫وباستكمال ِّل َما أراده الفُرقان؛ ف َقد أخرج أبو‬ ‫ٍ‬ ‫ظهور‬ ‫عادت بعض األصوات لل ُ‬
‫"ل َي ْه ِّل َك َم ْن َهلَ َك َعن َب ِّينَ ٍة‬
‫فوضة بيانًا ُمعنونًا بـ ِّ‬ ‫مرام والعراقي عبر اللَّجنة ال ُم َّ‬
‫البنعلي‬
‫ِّ‬ ‫انبرى‬
‫ٰ‬ ‫صل أكثر ِّمن سابقه‪،‬‬ ‫عدَّل فيه وفُ َّ‬ ‫َويَ ْحيَ ٰى َم ْن َح َّ‬
‫ي َعن بَيِّنَةٍ" ُ‬
‫والقحطاني وال ُكويتي وغيرهم ِّمن جماعة البُحوث لتفنيده وبيان تناقضه مع‬
‫ضطرت‬ ‫َّ‬ ‫بيان الفُرقان الَّذي ثبت وتبنَّتْه الجماعة جميعها‪ ،‬فقاد فتنة كبيرة ا‬
‫على تفاصيل‬ ‫والوقوف ٰ‬ ‫إلى المجيء للشام ُ‬ ‫ّللا‪ٰ -‬‬‫ّللا ‪-‬عليه رحمة ه‬ ‫حجي عبد ه‬ ‫ِّ‬
‫حجي عبد النَّاصر ل ُخروج البيان عبر‬ ‫بتفويض ِّمن اإلمام‪ ،‬فعز َل ِّ‬ ‫ٍ‬ ‫المسألة‬
‫وأوصى بكتابة‬ ‫ٰ‬ ‫شرعيَّة‬ ‫عزل أعضاؤها معه وترأَّسها مع اللَّجنة ال َّ‬ ‫ختمه و ُ‬
‫تبت وبُثَّت رسميًّا وحصل لكاتبها‬ ‫"سلسلةٌ علميَّة في بيان مسائل منهجيَّة" و ُك ْ‬
‫أبـي يعقوب المقدسي ُمراجعة وعند التَّحقيق معه ظهر تعاونه مع أبـي ُمح َّمد‬
‫على بعض الحلقات قبل‬ ‫عدِّل ٰ‬ ‫على الدَّولة ومسائل كثيرة فقُتل ِّر َّدة ً و ُ‬ ‫المقدسي ٰ‬
‫نشرها ‪.‬‬

‫شرعيَّة ودمج أعيان الدَّواوين‬ ‫ّللا توسيع نطاق اللَّجنة ال َّ‬ ‫حجي عبد ه‬ ‫أراد ِّ‬
‫خرى بها مع أهل العلم في‬ ‫شرعيَّة وأهل العلم في المفاصل األ ُ ٰ‬ ‫والهيئات ال َّ‬
‫شام إلطالعهم و ُمناقشتهم كيال يحصل ما‬ ‫الواليات البعيدة خارج العراق وال َّ‬
‫ْ‬
‫كانت الدَّولة تعيش آخر أيَّام تمكينها‬ ‫حصل سابقًا ِّمن تخبُّطات‪ ،‬ول ٰـكن لألسف‬
‫الشقاق وبُروز أدعياء‬‫هزتْها و ُخروج أهل ِّ‬ ‫في البركة بعد عواصف الفتن الَّتي َّ‬
‫وأمر طلبة العلم بالنُّزول صفًّا واحدًا مع‬‫َ‬ ‫بالسلسلة‬
‫فأنهى األمر ِّ‬
‫ٰ‬ ‫القيل والقال‪،‬‬

‫‪11‬‬
‫‪12‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫صفوف ويُزال اللبس‬ ‫يسكت القوم وتُبان ال ُّ‬


‫ْ‬ ‫ً‬
‫وفعال؛ لم‬ ‫العساكر وإنهاء الفتن‪،‬‬
‫الواقع سابقًا َّإال بنُزولهم وإلغاء الدَّواوين في معقل الدَّولة آنذاك ‪.‬‬

‫ّللا‪ -‬لألُمور‬
‫ّللا ‪-‬عليه رحمة ه‬ ‫حجي عبد ه‬ ‫ْ‬
‫انتهت ال ِّفتن في الدَّاخل باستالم ِّ‬
‫على ما قبل حذلقة رؤوس اإلرجاء والغُلو‪ ،‬فقُتل َمن قُتل‬ ‫واستتبَّ األمر وعاد ٰ‬
‫ومنهم‬‫ب ِّمن أبـي ُمح َّمد المقدسي ‪ِّ -‬‬
‫إلى الجوالني بترتي ٍ‬
‫وهرب مشايخهم الباقين ٰ‬
‫سمومهم وتحشيد‬ ‫على األخير‪ -‬وبدؤوا بنفث ُ‬ ‫طرد بعد انقالب الجوالني ٰ‬ ‫َمن ُ‬
‫على اإلنترنت ُمحاولين زعزعة الذِّراع اإلعالميَّة للدولة اإلسالميَّة‬ ‫أوباشهم ٰ‬
‫و ُهم ال ُمناصرون‪ ،‬وفي ظرفٍ قلَّما يحصل ويوجد أو يُ ْذ َكر؛ اتَّفق أصحاب‬
‫إلى ُك ِّل ذي منهج فاسد‬‫غالة ٰ‬ ‫إلى ُ‬
‫إلى جهميَّة ٰ‬ ‫المناهج ال ُمتناقضة ِّمن قواعدجيَّة ٰ‬
‫و ُجبن ‪.‬‬

‫بدايتهم هي بتسريب البيانات شيئًا فشيئًا الَّتي أصبحت حديث إعالم األرض‬
‫بفضل ال ُمتخاذلين ث ُ َّم ألحقوها ب ُك ِّتيبات تبدأ ِّمن نقض إمامة دولة العراق انتها ًء‬
‫ضا‪،‬‬ ‫شيخ أي ً‬ ‫سرب شخص ال َّ‬ ‫ّللا‪ ،-‬وهُم َمن َّ‬ ‫بنقض إمامة الهاشمي ‪-‬عليه رحمة ه‬
‫عيسى ‪ -‬خبَّاب الجزراوي ‪ -‬أبو ُمح َّمد‬ ‫ٰ‬ ‫وقاد ركبه قرامطة البُحوث [أبو‬
‫سساتهم الخبيثة [التُّراث ‪ -‬الوفاء ‪ -‬المعارج] وأطلقوا‬ ‫ْ‬
‫شاركت فيه ُمؤ َّ‬ ‫الهاشمي]‬
‫على ال ُمجاهدين وتُحاول تمييع عقيدة ال ُمناصرين‪،‬‬ ‫بنفس الوقت كالبهم تنبح ٰ‬
‫لتسرب القواعدجيَّة‬ ‫ُّ‬ ‫إلى ضخِّ الفتن‬‫شبكة العنكبوتيَّة ُمج َّهزة تما ًما ٰ‬ ‫وكانت ال َّ‬
‫الراندي ‪-‬‬ ‫لو الغُالة وتجهيز فِّرق كاملة ُمسبقًا لألمر كفريق ال ُمراسلين َّ‬ ‫ع ِّ‬
‫و ُ‬
‫ضعف المركزيَّة‬ ‫الصيت‪ -‬وحمالت أتباع مشايخ شيعة البُحوث و ُ‬ ‫سيِّء ِّ‬
‫الحق كأبـي جعفر العراقي‬ ‫ِّ‬ ‫لل ُمناصرين بوجههم‪ ،‬ومع ٰذلك ر َّد َه ْم ٌ‬
‫كثير ِّمن أهل‬
‫الزرقاوي‬ ‫وأبـي المرضيَّة األنباري ِّمن أهل العلم وكأبـي إسالم وصوت َّ‬
‫أن الموجة كانت أكبر ِّمن سابقاتها‪،‬‬ ‫شبههم غير َّ‬ ‫دت ُ‬ ‫وتُرجمان واليمني وفُنَّ ْ‬
‫مور كثيرة أصلها‬ ‫على أهل التَّوحيد أل ُ ٍ‬
‫وسبب حنق المجموعات ذي ومشايخهم ٰ‬ ‫ُ‬
‫اختالف المنهج تما ًما وتكفير ثالوث الجزيرة داخل دار اإلسالم وتكفير أربابهم‬
‫صرحوا فيه‪ ،‬واألكبر هو عدم ُمجاملة أهل‬ ‫كالعلوان ومشايخ اإلرجاء وذا م َّما َّ‬
‫على الحق وحرمانهم‬ ‫األمر لهم في باط ٍل فما ِّإ ْن ظهر اعوجاجهم َّإال وأُوقفوا ٰ‬

‫‪12‬‬
‫‪13‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫ْ‬
‫عطيت لهم ومأل الكبر نفوسهم فعادت عليهم بحقد‬‫الحقًا ِّمن ال ُمميِّزات الَّتي أ ُ‬
‫عجيب ‪.‬‬

‫بعد فضحهم ِّمن ِّقبل ال ُمناصرين وتبيان ما جاؤوا به وألجله وغاياتهم؛‬


‫شيوخ وأرسلوا حولهم تالمذة له ٰـؤالء‬ ‫على هيئة ُ‬ ‫انسحبوا وأدخلوا تالميذ ُجدد ٰ‬
‫وصدَّروهم للحديث في عقيدة الدَّولة وبعضهم فت َح أكاديميَّات يُ َد َّرس بها ال ُكفر‬
‫الركب عند ال ُج َّهال ث ُ َّم ألحقوها بما يُريدون ِّمن تمييع واتِّهامات‬ ‫والضَّالل وثني ُّ‬
‫الطعن‬‫لصحيفة النَّبأ ث ُ َّم ديوان اإلعالم ث ُ َّم األمن ث ُ َّم المشايخ ث ُ َّم أهل األمر؛ ث ُ َّم َّ‬
‫صفوف فأرسلوا تالمذة‬ ‫ناصرون وأخرجوهم ِّمن ال ُّ‬ ‫صريح بالدَّولة!‪ ،‬فطنَ ال ُم ِّ‬ ‫ال َّ‬
‫ُّ‬
‫والظلم‬ ‫مرةٍ يزداد االفتراء‬ ‫وتكرر األمر ُمج َّددًا وما زالوا يبيضون وفي ُك ِّل َّ‬ ‫َّ‬
‫والكذب وال يعجب المرء إذا فرخ القوم قو ًما وأخرجوا َمالحدة بغير خفاء‪،‬‬
‫ب ِّمنه ذا‪،‬‬ ‫على النَّاس فال يُ ْست َ َ‬
‫غر ُ‬ ‫ف َمن ميَّ َع التَّوحيد ورماه ب ُك ِّل شنيعة ولبَّس ٰ‬
‫ساحة اليوم تعيش تواجد "فراخ فراخ الفراخ" ونغمة الوتر عندهم هي‬ ‫وال َّ‬
‫الطرق جاهدين إلثباتها‪ ،‬وال يحزن رجل ِّلتُهم‬ ‫"تغيير المناهج" ُمحاولين بشت َّ ٰى ُّ‬
‫الطاعة‬ ‫الرجال" أو غيرها ف ُهم واقعون ب ِّشرك َّ‬ ‫الرسمي" أو "طاعة ِّ‬ ‫كـ "عبادة َّ‬
‫ِّمن أبواب عديدة ولو جئنا لذِّكرها ما حصرناها َّأولها عبادة ال َكفرة ِّمن أهل‬
‫عيرونا‬ ‫على أي ِّ شيء يُ ِّ‬ ‫الرسمي كما يزعمون؛ ٰ‬ ‫العلم فلو افترضنا ص َّحة عبادة َّ‬
‫به و ُهم َمن سبقنا إليه ؟‬
‫إلى أصلهم ومعرفة حالهم‬ ‫الرجوع ٰ‬ ‫فعلى المرء ُّ‬ ‫ولتنشيط ُمرونة الدِّفاع ضدَّهم ٰ‬
‫على النَّاكث‬ ‫سه ُم الثَّاقب في َّ‬
‫الر ِّد ٰ‬ ‫الردود عليهم‪ ،‬وننصح بقراءة "ال َّ‬ ‫ث ُ َّم قراءة ُّ‬
‫على رافضة‬ ‫الر ِّد ٰ‬‫الهارب" ألبـي جعفر العراقي‪ ،‬و "إتحاف األشراف في َّ‬
‫اللثام عن أحفاد بلعام" ألبـي‬ ‫اإلرجاف" ألبـي المرضيَّة األنباري‪ ،‬و "إماطة ِّ‬
‫شيوخ القاعدة الخوالف" ألبـي البراء‬ ‫على ُ‬
‫"الر ُّد القاصف ٰ‬ ‫طيبة القُرشي‪ ،‬و َّ‬
‫خطاب أبو إسالم‪ ،‬وغيرهم ِّمن اإلخوة‪ ،‬وقبل ُك ِّل‬ ‫اليماني‪ ،‬وأرشيف األخ َّ‬
‫شيء تعلُّم العقيدة الحق وإردافها بمنهج الجماعة؛ فال يُتَّبَ ُع قوم َّإال بمعرفة‬
‫ومن ال ُمعيب الجهل بعقيدتهم والتَّخبُّط وجهل أصحاب الحق‬ ‫منهجهم وصفائه ِّ‬
‫والباطل في كذا أُمور!‪ ،‬وال يُغفل عن تأريخها وسيرتها ف ُهما منبع يغرف ِّمنه‬
‫ُك ُّل ظمآن ويلوذ به ُكل هيمان وإذا كسل ال ُمناصر وتخاذل عن المعرفة والعلم؛‬
‫على ما اشتُهر ِّمن‬ ‫ٌ‬
‫وقفات ُردود ٰ‬ ‫ف َمن ينصر الذَّائدين عن حياض األ ُ َّمة؟ ولنا‬
‫ّللا ‪.‬‬
‫تساؤالت إن شاء ه‬
‫‪13‬‬
‫‪14‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫سؤاالت المنهجيَّة‬
‫ال ُّ‬

‫وأنت تسرد الفتن وما ظهر ِّمن خالفات‬


‫َ‬ ‫س‪/¹‬كيف تقول أ َ َّن المناهج لم تتبدَّل‬
‫في الدَّاخل؟‬

‫سابقة‬ ‫ج‪ :‬بعد أ َ ْن سر ْدنا وبيَّنَّا أ َ َّن تُهمة "تغيير المناهج" هي في أصولها ال َّ‬
‫وعرفنا أ َ َّن ال ِّفتن ضاربةٌ في ال ِّقدم ِّمن‬
‫َّ‬ ‫كانت "اختالف" ولها ُجذورها القديمة‪،‬‬
‫شام ولحقتْها أختُها في إفريقيَّة وتبعتْها‬ ‫أيَّام العراق‪ ،‬وه ٰـذه ال ُمنتشرة في ال َّ‬
‫عرف القارئ بنفسه أَنَّها ُمحاولة زعزعة وتبديل؛ نقول‪ُ :‬محاولة‬ ‫َ‬ ‫ُخراسان‪،‬‬
‫شام عرفتْها األرض‬ ‫لم في ال َّ‬
‫سئل‪َ :‬‬ ‫تغيير‪ ،‬ال‪ :‬تبديل‪ ،‬فالفرق واض ٌح تما ًما‪ ،‬ولو ُ‬
‫شام خرج ث ُ َّم هرب أدعياؤها وبدؤوا‬ ‫وفي غيرها ل ْم تُشتَهر؟‪ ،‬قُلنا‪َّ :‬‬
‫ألن في ال َّ‬
‫وساعدت راند في انتشارها‪ ،‬أ َّما في غيرها‬ ‫ْ‬ ‫على اإلنترنت‬
‫سمومهم ٰ‬ ‫بث ُ‬
‫في ِّ‬
‫أحكموا الوضع أكثر وضربوا بقبضة أجسر فلم يعرفها َّإال القليل‪ ،‬والفتنة لم‬
‫تخرج ِّم َّمن ُهم ِّمن قبل‪ ،‬بل م َّمن هاجر ِّمن بعد وبقي في نفسه شيء؛ ِّمن‬
‫سبق لَقُ ْلنا‬ ‫ومن أولي األمر وال َّ‬ ‫خرجت م َّمن جاهد وكان أهلها ِّ‬ ‫ْ‬ ‫بعضهم‪ ،‬فلو‬
‫رأى اختالفًا‪ ،‬وباألصل والية العراق ال ُمجاورة للشام وما بينهما ُحدود لم‬ ‫ٰ‬
‫َّرت المناهج ‪.‬‬ ‫يصلها شيء ِّمن ه ٰـذي الفتنة! فكيف يُقال تغي ْ‬

‫س‪/²‬لماذا تقتلون َمن هاجر ِّمن أهل العلم وتستتيبوه؟‬

‫ت دولةٌ تحفظ ألهل العلم األثريَّة قدرهم كمثل دولة اإلسالم أبدًا ُمنذ‬ ‫ج‪ :‬لم تأ ِّ‬
‫هاجر إليها أهل العلم وأذكرهم‪ ،‬بل أقول قبلها‪ :‬أ َ َّن َمن بناها‬
‫َ‬ ‫قرون‪ ،‬وال أقول‬
‫ُهم أهل العلم حفظته وحملته َمن ردُّوا عنه غطاء البلعمة ودنس العلمنة وأروا‬
‫للعالم صفاء ونقاء العلم والعُلماء‪ ،‬ولنا سلسلةُ "أعال ُم العراق األخفياء"‬
‫خرى‪ُ ،‬كلُّهم أهل علم ونقلتُه‪ ،‬فإذا قص َد القائل‬ ‫ّللا بسالسل أ ُ ٰ‬
‫وستُتْ َبع بإذن ه‬
‫األول والذَّهاب ِّمنه ٰ‬
‫إلى‬ ‫إلى ال ُجزء َّ‬
‫الرجوع ٰ‬
‫فاألولى ُّ‬
‫ٰ‬ ‫حصر العلم في الجزيرة‬
‫َ‬
‫‪14‬‬
‫‪15‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫شامي الَّذي‬ ‫ما استُد َّل فيه‪ ،‬وها هُم أهل الجزيرة ِّمن يومها‪ِّ ،‬من أبـي أنس ال َّ‬
‫إلى أبـي تُراب النَّجدي‬ ‫حجي عبد الحكيم الجزراوي ٰ‬ ‫إلى ِّ‬
‫أتانا ِّمن الجزيرة ٰ‬
‫الرشود‬‫ّللا ُّ‬
‫إلى عبد ه‬‫إلى أبـي البراء فيصل المطيري ٰ‬ ‫إلى أبـي اللَّيث النَّجدي ٰ‬
‫ٰ‬
‫عرف حقَّهم وال يسع‬ ‫إلى مشايخ قضوا نحبهم و ُ‬ ‫سليمان العتيبي ٰ‬‫إلى أبـي ُ‬ ‫ٰ‬
‫ّللا أجمعيـن‪ ،‬فما كانوا أوالء؟‬
‫ذِّكرهم وال يُمكن حصرهم عليهم رحمة ه‬

‫حاضرا‪ ،‬في‬ ‫ً‬ ‫و ِّإ َّن استتابة رجل مهما كان قدره واجبة ما دام فِّع ُل ال ُكفر‬
‫الحديث عن النَّبي ِّ ﴿ﷺ﴾ قال‪(( :‬إنَّما أهلك النَّاس قَبلكم‪ ،‬أنَّهم كانوا إذا سرقَ‬
‫ّللا‬‫شريف تركوه‪ ،‬وإذا سرق فيهم الضَّعيف أقاموا عليه الحد))‪ 8‬فدين ه‬ ‫فيهم ال َّ‬
‫الرجال ال العكس‪ ،‬وإذا قيل‪ :‬ال ُكفر للعُلماء‪ ،‬قُلنا‪ :‬وهل يُعصم العالم؟‪،‬‬ ‫فوق ِّ‬
‫وإذا قيل‪ :‬ال يُكفَّر العُلماء‪ ،‬قُلنا‪ :‬وتكفير العُلماء المعروف كابن أبـي دؤاد‬
‫أثر واح ٌد يكفي‬ ‫سنَّة‪ ،‬قُلنا‪ٌ :‬‬ ‫والجهم أبسط مثال‪ ،‬وإِّ ْن قيل‪ :‬ال يُكفَّر ُ‬
‫علماء أهل ال ُّ‬
‫سنَّة‪(( :‬سمعتُ أبا بكر المروزي يقول‪ :‬أتيتُ أبا عبد‬ ‫َّ‬
‫الخالل في ال ُّ‬ ‫ذكر‬
‫للرد‪َ :‬‬
‫ي أحمد بن حنبل) ليلةً في جوف اللَّيل‪ ،‬فقال لي‪ :‬يا أبا بكر‪ ،‬بلغني أ َ َّن‬ ‫ّللا (أ َ ْ‬
‫ه‬
‫ّللا له في‬ ‫نعي ًما كان يقول‪ :‬لفظي بالقُرآن مخلوق‪ ،‬فإ ِّ ْن كان قاله فال غفر ه‬
‫‪9‬‬
‫قبره))‬
‫سنَّة ال ِّكبار وله بضعة عشر كتابًا في‬ ‫علماء ال ُّ‬
‫ونعيم هو نعيم بن ح َّماد أحد ُ‬
‫على الجهميَّة ومات يوم فتنة خلق القُرآن َّإال أ َ َّن اإلمام ابن حنبل قالها‬ ‫الر ِّد ٰ‬
‫َّ‬
‫طا ص َّحتها‪-‬‬‫عليه ‪ُ -‬مشتر ً‬

‫شح خلفًا ألبـي بكر؟‬


‫البنعلي ال ُمفتي والقحطاني ال ُمر َّ‬
‫ِّ‬ ‫س‪/³‬كيف يُستتاب‬

‫أعلى ثالثة مناصب شرعيَّة وإداريَّة في‬


‫ٰ‬ ‫ج‪َ :‬من قال أ َ َّن هُنالك منصب ُمفتي؟‬
‫حجي أنبار وقاضي قُضاة‬ ‫عواد وأمير المجلس و ُهو ِّ‬ ‫الدَّولة الخليفة و ُهو ابن َّ‬
‫الدَّولة و ُهو أبو صفيَّة المصري وال يوجد شيء اسمه ُمفتي‪ ،‬وهُناك أمير‬
‫شيخ تُركي‬ ‫ديوان الدَّعوة وأمير ديوان القضاء و ُهناك مكتب البُحوث وأميره ال َّ‬

‫‪ 8‬صحيح البُخاري [المغازي‪. ]4304/‬‬


‫َّ‬
‫للخالل [‪. ]2109‬‬ ‫سنَّة‬
‫‪ 9‬ال ُّ‬
‫‪15‬‬
‫‪16‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫شرعيَّة أو المعروف‬ ‫ّللا‪ ،-‬وأُردف فوق ه ٰـذه المناصب‪ :‬اللَّجنة ال َّ‬ ‫‪-‬عليه رحمة ه‬
‫شرعيَّة‪ ،‬وأ َّما أ َ َّن قحطانيًّا ُر ِّشح لخالفة‬
‫بالمكتب المركزي ل ُمتابعة الدَّواوين ال َّ‬
‫ْ‬
‫حدثت!‬ ‫استقامت قبل أ َ ْن نسأل ٰ‬
‫متى‬ ‫ْ‬ ‫وّللا كيف‬
‫ال ُمسلمين فال ندري ه‬
‫على ُمقترف‬ ‫و ُمصطلح "استتابة" يجب فهمه قبل إطالقه‪ ،‬فهي عرض التَّوبة ٰ‬
‫ال ُكفر‪َّ ،‬‬
‫والرجل إذا وقع به يُناقش ويُفهم بما وقع ِّمنه إلزالة اللبس‪ ،‬وكما سبقَ‬
‫البنعلي‬
‫ِّ‬ ‫ْ‬
‫وصلت‬ ‫إلى‬ ‫ْ‬
‫خرجت ِّمن واح ٍد وتتاب َع عليها القوم ٰ‬ ‫ذِّكره مسألة البُحوث‬
‫وأثناء نقاشه وافقهُ القحطاني‪ ،‬ونقاشهما ت َّم ِّمن المشايخ أعضاء اللَّجنة ٰ‬
‫على‬
‫إلى أ َ ْن‬
‫بالبنعلي لوحدهما ٰ‬
‫ِّ‬ ‫رأسهم الفُرقان نفسه‪ ،‬وبعض الجلسات استفرد‬
‫إلى توافق وعادوا عنه ‪.‬‬
‫وص َل الجميع ٰ‬

‫كتاب يشتكي فيه‬


‫ٌ‬ ‫ّللا‪ -‬له‬
‫والبنعلي ‪-‬عليه رحمة ه‬
‫ِّ‬ ‫س‪/⁴‬كيف تقول أَنَّهما استُتيبا‬
‫إلى اإلمام؟‬
‫ٰ‬

‫سرب المسألة ُهم‬ ‫ي قبل انتهائها و َمن َّ‬ ‫ادر أثناء الجلسات أ َ ْ‬
‫ج‪ :‬الكتاب ص ٌ‬
‫إلى اإلمام وأكم َل‬
‫شيخ ٰ‬‫زورا فتظلَّ َم ال َّ‬
‫ً‬ ‫الغُالة الَّذين هربوا الحقًا بقص ِّد التَّشويه‬
‫بأمر ِّمنه نفسه ‪.‬‬
‫حجي فيصل معه بقيَّة الجلسات ٍ‬ ‫ِّ‬

‫على صواب؟‬
‫على خطأ ف َمن ٰ‬
‫س‪/⁵‬إذا كان جماعة البُحوث ٰ‬

‫حار في متاهات‬ ‫َ‬ ‫بالرجال‬ ‫َّ‬


‫الحق ِّ‬ ‫صواب‪ ،‬و َمن عرف‬ ‫صواب ُهو ال َّ‬‫ج‪ :‬ال َّ‬
‫الرسول ﴿ﷺ﴾ أبدًا‪ ،‬و ِّإ ْن كانوا ُهم وقعوا في‬ ‫الضَّالل‪ ،‬وال عصمة ألح ٍد بعد َّ‬
‫ّللا لهم‪ -‬وعادوا عنه فما يفعل أهل األمر؟‪ ،‬وأهل العلم في البُحوث‬ ‫خطأ ‪-‬غفر ه‬
‫ضا!‪ ،‬وال تُقاس‬ ‫ُكلُّهم ُحدثاء عهد بالجهاد ُمقارنةً ب َمن ناقشهم‪ ،‬بل والعلم أي ً‬
‫فإن الخطأ في العقيدة ِّإ ْن خر َج ِّمن أح ٍد ال يُستغفر له ب ُح َّجة‬‫األُمور كذا‪َّ ،‬‬
‫ب وال جاه‪ ،‬وأغلب جماعة البُحوث هربوا الحقًا م َّمن أشرنا لهم كأبـي‬ ‫منص ٍ‬
‫الرحم ٰـن األُردني وخبَّاب والغاشمي األفَّاك‪ ،‬بل وثالثة‬ ‫عيسى وأبـي عبد َّ‬
‫ٰ‬

‫‪16‬‬
‫‪17‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫أرباع ما حصل ِّمن مشاكل بسبب الهاربين ه ٰـؤالء وما حدث ِّمنها بغير‬
‫نارا ‪.‬‬ ‫تحريكٍ ِّمنهم فقَد كانوا فيها يزيدون ال َّ‬
‫ش َّر ً‬

‫س‪َ /⁶‬من ُهم أهل العلم داخل اللَّجنة المنهجيَّة؟‬

‫ج‪ :‬ال يوجد فيها َّإال أصحاب علم‪ ،‬كالعدناني أميرها ال َّ‬
‫سابق والفُرقان وأبـي‬
‫ميسرة والقحطاني والمصري نفسهما ‪.‬‬

‫س‪َ /⁷‬من هو الفُرقان ليستتيب الخلق وما ِّ‬


‫أهليَّته؟‬

‫على يد أكبر‬ ‫على يد َمن أخذ‪ ،‬فقَد تتلمذ ٰ‬ ‫ونوهنا ٰ‬ ‫ج‪ :‬قَد ترجمنا للشيخ سابقًا َّ‬
‫الر َّزاق‬
‫وحجي أنبار وعبد َّ‬ ‫ِّ‬ ‫امرائي‬
‫س َّ‬
‫صبحي ال َّ‬ ‫علماء العراق األربع األثريَّة‪ُ :‬‬ ‫ُ‬
‫البغدادي وماهر الفحل‪ ،‬وبعد االحتالل أخذ عن أبـي أيُّوب المصري‬
‫وحجي ُمحارب‪ِّ ،‬من أقران الوزير المشهداني وصاحبه و ُهما ِّمن‬ ‫ِّ‬ ‫واألنباري‬
‫شيخ في‬ ‫على يد البعث‪ ،‬وال َّ‬ ‫شيخ فائز البغدادي الَّذي قُتل ٰ‬ ‫خواص تالمذة ال َّ‬‫ِّ‬
‫إلى المجلس مع‬ ‫شرعيَّة لجماعة األنصار ِّمن قبل االحتالل ودخل ٰ‬ ‫الهيئة ال َّ‬
‫أبـي عالء وشطر ال ُمبايعين‪ ،‬وهو وزير األوائل وقبلها نائب الوزير‬
‫وقضى حياته في علم و ُمطاردة ِّمن البعث وال ُحكومات‬ ‫ٰ‬ ‫المشهداني‪،‬‬
‫عواد وأحبُّ وزرائه وال ُمجاز ِّمن أبـي‬ ‫صة اإلمام ابن َّ‬ ‫ال ُمتالحقة‪ ،‬وهو خا َّ‬
‫الزاوي والنَّائب للعدناني‪ ،‬فإذا كان ُك ُّل أهل العلم م َّمن‬ ‫أيُّوب والموكل ِّمن َّ‬
‫أمير لإلعالم وللَّجنة‬ ‫ٌ‬ ‫عالم التَّساؤل؟‪ ،‬وهو‬
‫َ‬ ‫ذكرناهم شهدوا له ووثقوا‬
‫شام ومسؤو ٌل عن الواليات‬ ‫فوضة وللَّجنة المنهجيَّة وللبريد وللجنة ال َّ‬ ‫ال ُم َّ‬
‫آن واحد!‬ ‫البعيدة‪ُ ،‬كلُّها في ٍ‬
‫ٌ‬
‫طعن ب َمن‬ ‫على ُك ِّل ذا بجهل؟ ما َّ‬
‫الطعن فيه َّإال‬ ‫فهل يثق ُك ُّل أوالء ويضعونه ٰ‬
‫واله!‬ ‫َّ‬

‫‪17‬‬
‫‪18‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫جلس عند‬
‫َ‬ ‫على يد مشايخه ِّمن ُكتب‪َّ ،‬‬
‫وإال كان ُك ُّل َمن‬ ‫س‪/⁸‬ل ْم يُذ َكر ماذا ٰ‬
‫أنهى ٰ‬
‫شيخ يُوصف بطالب العلم ‪.‬‬

‫بالالعب؟‪ ،‬وهل كان يدرس عندهم الفيزياء؟ ‪-‬وهو دُكتور‬ ‫ج‪ :‬وهل يوصف َّ‬
‫عواد‬
‫أنهى األنباري أو المصري أو ابن َّ‬ ‫إضافةً لمشيخته‪ -‬وهل نعرف ماذا ٰ‬
‫سوى األخير القراءات العشر ال ُمشتَهرة وال تعرفون غيرها‪ ،‬هل‬ ‫ٰ‬ ‫نفسه؟‬
‫بالبنعلي ‪-‬‬
‫ِّ‬ ‫سائل معرفة وضعه و ُهم يُقارنوه‬ ‫على ال َّ‬
‫يُ ْع َرف غيرها؟؛ هاتوا!‪ٰ ،‬‬
‫شيخ مع علمه وفضله فال يُقارن البتَّة بالفُرقان‪ ،‬فقَد سبقه‬ ‫ّللا‪ -‬وال َّ‬
‫عليه رحمة ه‬
‫بطلب العلم وزاد عنه وسبقه بالجهاد وزاد عنه وسبقه بالمشايخ ال ِّكرام‬
‫وأوصى بعدم‬
‫ٰ‬ ‫وتبرأ منه‬‫َّ‬ ‫ومشايخ الفُرقان ما فيهم غير واحد مقطوعٌ ب ُكفره‬
‫ّللا لنا أ َ ْن نذكرها ونعصيه ول ٰـكن للضرورة أحكامها‪ ،‬وسبقه‬ ‫ذِّكره؛ ويغفر ه‬
‫على ذِّكره وهو‬‫باإلمارة وزاد عنه وسبقه باالستشهاد‪ ،‬و ُهناك خلل علَّنا نأتي ٰ‬
‫ُمقارنة الفضل‪ ،‬النَّاس تحسب ُحبَّها للشيخ الفُالني معناه أنَّه األفضل وذي‬
‫فضال عن علم!‬ ‫ً‬ ‫ُمقارنة العوام ال تخرج ِّم َّمن له ثقافة‬

‫س‪/⁹‬لماذا الدَّولة ل ْم يخرج منها شيء عبر إعالمها حول الفتن ذي؟‬

‫نزه نفسها عن ه ٰـكذا صغائر‬ ‫سابقات؟‪ ،‬الدَّولة ت ُ ِّ‬


‫خرج حول الفتن ال َّ‬ ‫ج‪ِّ :‬ل َم َل ْم ت ُ ِّ‬
‫ويتوالها المشايخ في الدَّاخل وهي ُمعضالت داخليَّة ال هدف وال غاية وال‬ ‫َّ‬
‫نفع ِّمن إطالع العالَم عليها‪ ،‬أسرار الدَّاخل في الدَّاخل وكما قُلنا لوال النَّاكثين‬
‫سمع بها أحد قط ‪.‬‬ ‫لَما َ‬
‫ور َّد عليهم بغير تسمية فنح ُن دولة ِّمن ال َمشرق‬ ‫مع ٰذلك فقَد ال َحتهم سهامها ُ‬
‫على ُج َّهال لم يعرفهم أحد َّإال عن طريقنا؟ ال يص ُّح منطقًا‬ ‫إلى ال َمغرب ونر ُّد ٰ‬ ‫ٰ‬
‫خيرا‪ -‬م َّمن ذكرناهم آنفًا ‪.‬‬
‫ّللا ً‬ ‫وعقال‪ ،‬وكفاهم ر ُّد بعض ال ُمناصرين ‪-‬جزاهم ه‬ ‫ً‬

‫‪18‬‬
‫‪19‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫عواد تُركي مثل رثائه للفُرقان؟‬


‫ث اإلمام ابن َّ‬
‫س‪/¹⁰‬لماذا لم ير ِّ‬

‫يحيى وعدَّة‬
‫ٰ‬ ‫حجي أنبار والقاضي المصري وحيفا وأبـي‬ ‫ث ِّ‬‫ج‪ :‬لماذا لم ير ِّ‬
‫على ظهره ويدفع عنها أكثر ِّمن أي ِّ أحد‬ ‫ُوزراء؟ الفُرقان كان يحمل الدَّولة ٰ‬
‫فلزم الدِّفاع‬
‫َ‬ ‫على أي َِّّام إصدار الكلمة‪،‬‬‫الطعن به كبير ٰ‬ ‫وفضله كبير وكان َّ‬
‫سكوت ع َّمن ذكرناهم‬ ‫لم ال ُّ‬
‫تساءلت َ‬
‫َ‬ ‫والذَّبُّ عنه كما نافح هو بحياته‪ ،‬و ِّإ ْن‬
‫يحيى وحيفا مع المجلس قبل الفُرقان‪،‬‬ ‫ٰ‬ ‫لعرفت لماذا لم يخرج رثاء له‪ ،‬وأبو‬
‫َ‬
‫قضى نحبه في‬ ‫ٰ‬ ‫ّللا‪ -‬و ُكلُّهم‬
‫عواد ‪-‬عليه رحمة ه‬ ‫وحجي أنبار شي ٌخ البن َّ‬‫ِّ‬
‫ال َموصل‪ ،‬فالجماعة ال تُختبَر بمثل األُمور ذي ‪.‬‬

‫البنعلي وقَد عاد لينقض بيان اللَّجنة ال ُم َّ‬


‫فوضة؟‬ ‫ِّ‬ ‫على‬
‫س‪/¹¹‬كيف نتر َّحم ٰ‬

‫ي َعن َب ِّينَةٍ" نقضتْهُ الدَّولة‬‫"ل َي ْه ِّل َك َم ْن َه َل َك َعن َبيِّنَ ٍة َو َي ْح َي ٰى َم ْن َح َّ‬‫ج‪ :‬بيان ِّ‬
‫ّللا اللَّجنة بما فيهم أميرها‪،‬‬ ‫حجي عبد ه‬ ‫شيخ وحده‪ ،‬فقَد ُحذف و َعز َل ِّ‬ ‫نفسها ال ال َّ‬
‫على خلفيَّة ُمصطلحات غير ُمنضبطة وخشية َّ‬
‫الزلل ودفعًا للفتنة‬ ‫وإلغاؤه جا َء ٰ‬
‫وبرده ُهو يُثبت ما تركه عليه‬ ‫ِّ‬ ‫شيخ بجديد بل قَد وافقَه أهل األمر‬ ‫ت ال َّ‬
‫فلم يأ ِّ‬
‫الفُرقان ‪-‬عليهما رحمة ه‬
‫ّللا‪. -‬‬

‫حجي عبد النَّاصر وما عالقته بالبيان؟‬


‫عزل ِّ‬
‫س‪/¹²‬لماذا ُ‬

‫ّللا له‪ -‬و َمن أخرجه ُهما أبو‬


‫الحجي وذا خطأ ِّمنه ‪-‬غفر ه‬ ‫ِّ‬ ‫ج‪ :‬البيان خرج بختم‬
‫ي أ َ َّن الخطأ ِّمنه إداري ال شرعي وحت َّ ٰى‬
‫زيد العراقي والجزائري وغيرهم‪ ،‬أ َ ْ‬
‫َر ُّد المشايخ عليه كان بق َّمة األدب لعلمهم به‪ ،‬فتنحيتُه جاءت ِّمن الباب ذا ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫‪20‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫وحدين ث ُ َّم عدتُم واستتبتُموهم؟‬


‫س‪/¹³‬لماذا وقفتُم مع البُحوث وطاردتُم ال ُم ِّ‬

‫وحدون" ُهم الَّذين أرادوا‬ ‫الحق أيًّا كان مصدره‪ ،‬و "ال ُم ِّ‬
‫ِّ‬ ‫ج‪ :‬يقف المرء مع‬
‫ّللا العجائب ‪-‬ذكرناها‬ ‫على اإلمام وأحدثوا في دين ه‬ ‫شق الجماعة وال ُخروج ٰ‬ ‫َّ‬
‫رد ال ُحجج واستباحة‬ ‫في ال ُجزء الثَّاني‪ -‬وأهل األمر ناظروهم ث ُ َّم قاتلوهم بعد ِّ‬
‫ُكل ما تلتقطه آذانهم وتراه أعينهم‪ ،‬فكان لزا ًما الفتك بهم لردعهم‪ ،‬في الحديث‬
‫على رجل واحد‪ ،‬يُريد أ َ ْن‬
‫الرسول ﴿ﷺ﴾ قال‪َ (( :‬من أتاكم وأمركم جمي ٌع ٰ‬ ‫عن َّ‬
‫‪10‬‬
‫فرق جماعتكم‪ ،‬فاقتلوه))‬ ‫َّ‬
‫يشق عصاكم‪ ،‬أو يُ ِّ‬

‫واالستعانة بجماعة البُحوث لكونهم األقرب واألكثر جاهزيَّة للمسألة‪ ،‬أ َّما‬
‫على خلفيَّة ُخروجهم عن المنهج كما فُعل بالخوارج‬‫االستتابة فيما بعد جاءت ٰ‬
‫عندما ُوجد خللهم ‪.‬‬

‫َّ‬
‫والحطاب؟‬ ‫س‪/¹⁴‬كيف تقتلون ال ُكويتي‬

‫ّللا‪ -‬عالم حق وفيه شدَّة‪ ،‬وكان الغُالة إبَّان‬ ‫عمر ال ُكويتي ‪-‬عليه رحمة ه‬ ‫ج‪ :‬أبو ُ‬
‫سجنوا كي يُرا َجعوا‬ ‫ضعت قوائمهم و ُ‬ ‫ْ‬ ‫فو‬
‫سحون به ُ‬ ‫تأسيس اللَّجنة َّأول َّ‬
‫مرة يتم َّ‬
‫َّ‬
‫الحطاب فكان ُمغاليًا‬ ‫السجن بغارة وقُتل فيه‪ ،‬أ َّما‬
‫شيخ‪ ،‬قُصف ِّ‬ ‫ِّمن ضمنهم ال َّ‬
‫بحق و ُهو ِّمن رؤوسهم وقتْلُه جاء بأمر اللَّجنة فمنهجه يصل ٰ‬
‫إلى تكفير حت َّ ٰى‬
‫صرح بذاك ‪.‬‬ ‫وإن لم يُ ِّ‬‫اإلمام ْ‬

‫والليبي؟‬ ‫على َّ‬


‫عزام وعطيَّة ِّ‬ ‫لم تغيَّر ال ُحكم ٰ‬
‫س‪َ /¹⁵‬‬

‫شام وإقامة الفرض الغائب وإعالن والية ُخراسان‬ ‫ج‪ :‬بعد ال ُمفاصلة في ال َّ‬
‫عبيدة اللُّبناني ودخ َل إليها‬
‫إلى الدَّولة قيادات ِّكبار ِّمن القاعدة كأبـي ُ‬
‫دخ َل ٰ‬

‫‪ 10‬صحيح ُمسلم [اإلمارة‪. ]1852/‬‬


‫‪20‬‬
‫‪21‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫شيخ حافظ سعيد خان وأبـي مالك التَّميمي وغيرهما فنقلوا أمور ِّعظام داخل‬ ‫ال َّ‬
‫فعزام يُجيز الدُّخول في‬ ‫القاعدة و ُهنا ُم ِّحص القوم وسقط ِّمنهم َمن سقط‪َّ ،‬‬
‫البرلمانات التَّشريعيَّة تحت غطاء المصلحة والمفسدة وعطيَّة يُجيز التَّحاكم‬
‫يحيى يُجيز‬
‫ٰ‬ ‫ويرى تكفير َّ‬
‫الطواغيت مسألة خالفيَّة ويعذر ال ُجنود‪ ،‬وأبو‬ ‫ٰ‬
‫ضا باقتراحه إنشاء لجنة تصيغ الدُّستور ‪.‬‬
‫الدُّخول للبرلمانات أي ً‬

‫عواد لعطيَّة والعدناني ِّلليبي؟‬


‫س‪/¹⁶‬ومد ُح ابن َّ‬

‫بالرجال‬ ‫الرجال تُحاجج بال َّ‬


‫شريعة ال ِّ‬ ‫ّللا بمدح فُالن لفُالن‪ِّ ،‬‬
‫ج‪ :‬ال يُر ُّد ُحكم ه‬
‫أنفسهم‪ ،‬ور ُّد األحكام للمدح بدعة ال ُمرجئة ال ُمعاصرة ‪.‬‬

‫الطعن فيهما في العدد ‪ 23‬لصحيفة النَّبأ‬ ‫أن َمن مدحهما ذ َّمهما‪ ،‬فقَد جاء َّ‬
‫مع َّ‬
‫ّللا‪ -‬أمني قاعدة ُخراسان سابقًا‪،‬‬ ‫عبيدة اللُّبناني ‪-‬عليه رحمة ه‬ ‫بلقاء مع أبـي ُ‬
‫ّللا‪-‬‬
‫ي قبل ارتقاء العدناني ‪-‬عليه رحمة ه‬ ‫والعدد ذا في ‪15/3/2016‬م أ َ ْ‬
‫بحوالي خمسة أشهر‪ ،‬و ُهو والفُرقان َمن كان يُدير إعالم الدَّولة في تلك الفترة‬
‫ّللا‪ -‬بنفسه ‪.‬‬
‫عواد ‪-‬عليه رحمة ه‬ ‫لنازلة الفتن في الدَّاخل آنذاك‪ ،‬وفي حياة ابن َّ‬

‫على ال ُمعترضين وت ُ ِّبين موقف َمن‬ ‫ْ‬


‫أخرجت مقالة تر ُّد بها ٰ‬ ‫وفي العدد ‪85‬‬
‫ضا في حياة اإلمام ‪.‬‬
‫مدحهم وذا أي ً‬

‫س‪/¹⁷‬إذا كان ُك ُّل َمن حول أُسامة كفرة فكيف ُهو ال ُمسلم الوحيد؟‬

‫سفهاء لتبرير عدم انصياعهم للشرع‪ ،‬فهل تكفيرنا ‪-‬الكاتب‬‫ج‪ :‬ذي أُسطوانة ال ُّ‬
‫بأن في جيش‬‫ال الدَّولة‪ -‬للح َّجاج يلزم ِّمنه تكفير ابن مروان؟ ْأو هل القول َّ‬
‫علي خوارج وشيعة أو في جيش ُمعاوية نواصب اتِّها ٌم لهما؟ وبعضهم كان‬
‫مع حيدرة ِّمن كبار قادته ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪22‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫وزراء خليفة‬ ‫أن َمن ظهر ِّمنه ال ُكفر جليًّا كفَّرناه ال ُوزراء أُسامة وال ُ‬
‫نُعيد َّ‬
‫عزام فقَد كان بن الدن ال‬ ‫حت َّ ٰى‪ ،‬وال نعلم حال أُسامة مع عطيَّة ِّ‬
‫والليبي أ َّما َّ‬
‫الوزراء بهم!‪ ،‬فعنده الكثير م َّمن ه ٰـؤالء‬ ‫صر ُ‬‫صلي خلفه ذاتًا‪ ،‬مع أنَّه ال يُح َ‬
‫يُ ِّ‬
‫القوم أنفسهم يجهلونهم‪ ،‬ولم يعلموهم َّإال عن طريقنا وبعضهم عرفهم عن‬
‫طريق توضيح ُحكمنا بهم فبد َل أ َ ْن ينصاع عاند وجحد ه‬
‫وّللا ال ُمستعان ‪.‬‬

‫س‪/¹⁸‬ما ُحكم االنتخابات؟‬

‫ّللا‪ ،‬وال ُمنتخَب‬


‫شرعون ِّمن دون ه‬
‫ج‪ :‬شرك أكبر لكونها تنصيب ألرباب يُ ِّ‬
‫تخب فيها ُكفَّار ‪.‬‬
‫وال ُمن ِّ‬

‫نتخبين بالجهل؟‬ ‫س‪/¹⁹‬هل صحيح َّ‬


‫أن قاعدة العراق كانت تعذر ال ُم ِّ‬

‫وليست القاعدة وحدها بل جميع‬ ‫ْ‬ ‫عذر جهل بحال ال ُحكم‪،‬‬ ‫ج‪ :‬العُذر ُهنا ُ‬
‫سنَّة عا َّمةً‪ ،‬فالحاصل آنذاك ما بين ‪2004‬م و‬ ‫ال ُجيوش والكتائب وأهل ال ُّ‬
‫كانت تو ِّهم العا َّمة أنَّها‬
‫ْ‬ ‫وعلى رأسها اإلسالميَّة‬ ‫ٰ‬ ‫أن األحزاب‬ ‫‪2007‬م تقريبًا َّ‬
‫نصب اإلمام والنَّاس تجهل ال ُحكم الفعلي واالنتخابات‬ ‫شريعة وت ُ ِّ‬ ‫لتُقيم ال َّ‬
‫عذر جهل بحال‪ ،‬ومثله ال ُمنتمي لألحزاب‬ ‫طرقها‪ٰ ،‬لذلك كان العُذر هو ُ‬ ‫و ُ‬
‫صورة تما ًما ولم يبقَ جاه ٌل بحال االنتخابات وما‬ ‫اإلسالميَّة‪ ،‬وبعد ُوضوح ال ُّ‬
‫شعب بنفسه؛ أطلقوا التَّكفير عا َّمةً وعينًا‪،‬‬ ‫هو ال ُحكم وأنَّها علمانيَّة و ُحكم ال َّ‬
‫على دور دولة‬ ‫ّللا‪ٰ -‬‬ ‫الزاوي ‪-‬عليه رحمة ه‬ ‫ومثله حال األحزاب‪ ،‬كما في قول َّ‬
‫العراق‪:‬‬

‫حرب هّٰلل‬
‫ٌ‬ ‫علن أ َ َّن الحزب اإلسالم َّ‬
‫ي ب ُك ِّل أطيافه قيادة ً وأعضا ًء ُهم‬ ‫"لذا نُ ُ‬
‫ورسوله‪ ،‬وطائفة ُكفر ِّ‬
‫وردَّة"‬
‫‪11‬‬

‫[وقَاتِّلُوا ْال ُم ْش ِّركِّينَ َكافَّةً] رمضان ‪1429‬هـ‬


‫ِّمن ُخطبة‪َ :‬‬
‫‪11‬‬

‫‪22‬‬
‫‪23‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫األول بعد تبيان للحزب فقال‪:‬‬


‫وقبل ذاك بيَّن سبب العُذر َّ‬

‫عذر‬ ‫"و ِّإ ْن ُكنَّا قَد التمسنا األعذار لبعضهم سابقًا فاليوم اطمأنَّت قُلوبنا أنَّه ال ُ‬
‫واجب‬
‫ٌ‬ ‫حتل‬‫فإن قطف رؤوس أعوان ال ُم ِّ‬ ‫شيطاني‪َّ ،‬‬ ‫ألح ٍد ينتمي له ٰـذا الحلف ال َّ‬
‫حتل نفسه‪ ،‬ال يح ُّل التَّنازل عنه تحت أي ِّ ُمس َّم ٰى‬ ‫شرعي تما ًما كرؤوس ال ُم ِّ‬
‫شهادتين وصلُّوا وصاموا وزعموا أنَّهم‬ ‫وإن تلفَّظوا بال َّ‬
‫كان وبأي ِّ ُح َّجة كانت‪ْ ،‬‬
‫‪12‬‬
‫ُمسلمون"‬

‫وحدين‪ ،‬كالعدناني وأبـي ميسرة وغيرهما ‪.‬‬


‫وعلى ذا غالب أئ َّمة الجهاد ال ُم ِّ‬
‫ٰ‬

‫كفرهم‬
‫إحدى كلماته يقول "امنعوهم ال تقتلوهم"‪ ،‬فكيف يُ ِّ‬
‫ٰ‬ ‫س‪َّ /²⁰‬‬
‫الزاوي في‬
‫ويُريد منعهم؟‬

‫ج‪ :‬ما ُك ُّل ُمشرك يُقتَل وال ُكل َمن يُقتَل ُمشرك‪ ،‬و َقد ذكرنا الوهم واللبس‬
‫على‬
‫سابق ونوع العُذر‪ ،‬واألمر جديد ٰ‬ ‫سؤال ال َّ‬ ‫على ال ُّ‬
‫الحاصل في المسألة ٰ‬
‫ّللا‪ -‬حمالت كبيرة‬ ‫شيخ ‪-‬عليه رحمة ه‬ ‫ساحة العراقيَّة تما ًما‪ ،‬فقَد أطلقَ ال َّ‬ ‫ال َّ‬
‫سابقين‪،‬‬‫الرجال ال َّ‬
‫واختار لها ِّخيرة ِّ‬
‫َ‬ ‫الشرك فيها‬ ‫للتوضيح والتَّحذير وتبيان ِّ‬
‫سنَّة يومها َّإال القليل‪ ،‬و َمن خر َج أوهم و ُ‬
‫ض ِّلل عليه فيها‬ ‫ولم يخرج ِّمن أهل ال ُّ‬
‫شيخ ليس حديث عهد بالمسألة‪ ،‬ف ُمنذُ كان‬ ‫فكانَ لزا ًما إيضاح المسألة قبلها‪ ،‬وال َّ‬
‫مقرات األحزاب واالنتخابات؛‬ ‫الطائفة المنصورة كان يستهدف َّ‬ ‫أمير جيش َّ‬
‫الرسمي باسم الجيش‬ ‫ضا‪ ،‬كما في بيان ال ُمتحدِّث َّ‬ ‫وعلى ذا قاعدة العراق أي ً‬
‫ٰ‬
‫ضا وبعض الجماعات‪ ،‬وس َّجله أبو أ ُسامة النَّاطق‬ ‫والَّذي خر َج عن القاعدة أي ً‬
‫ّللا‪. -‬‬
‫‪-‬عليه رحمة ه‬

‫[وقَاتِّلُوا ْال ُم ْش ِّركِّينَ َكافَّةً] رمضان ‪1429‬هـ‬


‫ِّمن ُخطبة‪َ :‬‬
‫‪12‬‬

‫‪23‬‬
‫‪24‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫س‪/²¹‬لماذا من َع الخاليلة تكفير ابن باز وابن عثيمين؟‬

‫إلى‬
‫فرق‪ ،‬وأمرهما ٰ‬ ‫ج‪ :‬المنع سياسة شرعيَّة وهي حفظ للجماعة وعدم الت َّ ُّ‬
‫صالحين‪ ،‬وإفهام األخ بحال زي ٍد ِّمن‬ ‫على بعض ال َّ‬ ‫زمن قريب خفي حت َّ ٰى ٰ‬
‫على‬‫النَّاس وتوضيح ما جاء به ليفهم ال ُمقابل أوجب ِّمن أطالق ال ُحكم ُمباشرة ً ٰ‬
‫ّللا‪ -‬في‬ ‫الرموز ذي‪ ،‬ويقول شيخنا األنباري ‪-‬عليه رحمة ه‬ ‫على ُّ‬ ‫َمن تربوا ٰ‬
‫سؤال ذا‪:‬‬ ‫على ال ُّ‬‫معرض جوابه ٰ‬
‫أمر في ٰذلك الوقت‬ ‫ّللا يتقبَّله‪َ ،-‬‬
‫شيخ أبـي ُمصعب ‪-‬نسأل ه‬ ‫"ه ٰـذا كان بأمر ِّمن ال َّ‬
‫ألن اإلخوة الَّذين كانوا يأتون ِّمن الجزيرة كما‬ ‫نكف لساننا عن ه ٰـؤالء‪َّ ،‬‬ ‫َّ‬ ‫أ َ ْن‬
‫علماء‪،‬‬ ‫على المشايخ ويعتبرون ه ٰـؤالء ُ‬ ‫على المساجد وتربوا ٰ‬ ‫تعلم تربوا ٰ‬
‫ّللا ويُقال له فالن ُمرتد وفُالن ُمرتد كان‬ ‫فعندما يأتي لكي يُجاهد في سبيل ه‬
‫المقرات وبعضهم أراد أ َ ْن‬ ‫َّ‬ ‫إلى كثير ِّمن اإلشكاالت في بعض‬ ‫ينصدم‪ ،‬فأد َّٰى ٰ‬
‫ومارس الجهاد‬‫َ‬ ‫كفرون ه ٰـؤالء النَّاس))‪ ،‬ول ٰـكن بعد أ َ ْن أن ٰ‬
‫بقى‬ ‫يرجع‪(( :‬كيف ت ُ ِّ‬
‫يكتشف إيش الموضوع‪ ،‬فمن ُهنا كان األمر في التوقُّف"‬

‫س‪/²²‬هل للدولة بيعة للقاعدة؟‬

‫ؤسسة‬ ‫إحدى الجماعات ال ُمبايعة ال ُم ِّ‬


‫ٰ‬ ‫ج‪ :‬العكس صحيح‪ ،‬قاعدة العراق هي‬
‫ّللا‪ ،-‬وقَد وضَّحنا ذاك سابقًا‬ ‫لدولة اإلسالم بأميرها المصري ‪-‬عليه رحمة ه‬
‫في مقال "القول المدلول في عدم تبعيَّة الدَّولة لحفيد سلول"‪ ،‬ويكفي قول‬
‫َّ‬
‫الزاوي فيها‪:‬‬

‫وعلى المأل بيعته وسمعه وطاعته للعبد الفقير‬


‫ٰ‬ ‫"وأميــر القاعدة ال ُمهاجر أعلن‬
‫‪13‬‬
‫و ُح َّل التَّنظيم رسميًّا لصالح دولة اإلسالم دولة العراق اإلسالميَّة"‬
‫َّ‬
‫والزاوي أمير دولة العراق وأمير المصري‪ ،‬واألخير أمير القاعدة ‪.‬‬

‫‪ِّ 13‬من ُخطبة‪[ :‬فَأ َ َّما َّ‬


‫الز َب ُد فَ َي ْذه ُ‬
‫َب ُجفَا ًء] ذو القعدة ‪1428‬هـ‬
‫‪24‬‬
‫‪25‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫عواد بويع فجأة ً بدون أ َ ْن يكون ُمر َّ‬


‫ش ًحا؟ واختاره‬ ‫س‪/²³‬هل صحيح أ َ َّن ابن َّ‬
‫أحدهم فتتابع عليه البقيَّة؟‬

‫شورى دولة العراق‬


‫ٰ‬ ‫ج‪ :‬قول الغاشمي ذا ِّمن صميم الهبل‪ ،‬فقَد اجتم َع مجلس‬
‫ّللا‬
‫صبوا أبو عبد ه‬‫إلى أ َ ْن بايعوا اإلمام ون َّ‬
‫ألسبوعٍ كامل يتناقشون ويتباحثون ٰ‬
‫الزاوي والمصري المجلس‬ ‫طعن بمجلس َّ‬ ‫ٌ‬ ‫ال ُحسيني نائبًا له‪ ،‬وحقيقة القول أَنَّه‬
‫صلب قلب الدَّولـة ‪.‬‬
‫ال َّ‬

‫على الدِّيار؟‬
‫س‪/²⁴‬ماذا تحكمون ٰ‬

‫ج‪ :‬أغلب األرض اليوم دار ُكفر غير بُقع صغيرة ُمتناثرة في إفريقيَّة وجبال‬
‫شريعة والبقيَّة دار ُكفر‬ ‫شام وغيرها تُحكم فيها ال َّ‬ ‫ُخراسان وبوادي العراق وال َّ‬
‫قاطبةً‪ ،‬وال يلزم ِّمن كون الدَّار دار ُكفر تكفير أهلها‪ ،‬فقَد يكون أغلبها ِّمن‬
‫ومثلهن ُه َّن‬
‫َّ‬ ‫شام‬ ‫كن القوانين والعُ َّلو للكفرة‪ ،‬وديار العراق وال َّ‬ ‫أهل اإلسالم ول ٰـ َّ‬
‫َّ‬
‫مناطقهن يُحكم عليها‬ ‫وبعض‬
‫ُ‬ ‫ديار ُكفر طارئ‪ ،‬ويُستنكر تكفير أهلها عمو ًما‪،‬‬
‫جميعها؛ كالنَّجف وكربالء ومناطق الفرقة النُّصيريَّة‪ ،‬فالمسألة تعود لمعرفة‬
‫سنَّة اإلسالم وال ُحكم بما‬ ‫الحال؛ مسألة التَّكفير بالعُموم‪ ،‬واألصل في أهل ال ُّ‬
‫شعائر واجب‪.‬‬ ‫ظهر واالعتبار بال َّ‬

‫السلسلة المنهجيَّة؟‬
‫س‪/²⁵‬ما القول في ِّ‬

‫ْ‬
‫وثبتت عليه بتأكيدها كما جاء‬ ‫ج‪ :‬ما خر َج ِّمنها رسميًّا هو ما تتبنَّاه الجماعة‬
‫في صحيفة النَّبأ‪ ،‬والمحذوف ِّمنها لم ينشروه‪ ،‬فال يؤخذ به قطعًا الَّذي َّ‬
‫سربه‬
‫أقزام المقدسي ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪26‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫س‪/²⁶‬ما القول في طالبان والجبهة؟‬

‫وتشارك في ُحكمها الكثير‬ ‫َ‬ ‫شريعة ناقصة‪،‬‬ ‫حكمت ال َّ‬


‫ْ‬ ‫ج‪ :‬طالبان القديمة‬
‫وبايعتْها جماعات عديدة‪ ،‬وبعدها ظهر ِّمنهم اإلقرار بالقوانين الوضعيَّة‬
‫على ال ُمسلمين واعتناق الدِّيمقراطية‪ ،‬والجبهة ال تختلف عنها‬ ‫وإعانة ال ُكفَّار ٰ‬
‫وحدين‪ ،‬ف ُحكمهما التَّابع‬ ‫ْ‬
‫وحاربت ال ُم ِّ‬ ‫الوطنيين‬
‫ِّ‬ ‫كثيرا‪ ،‬تولَّت فصائل ِّ‬
‫الردَّة ِّمن‬ ‫ً‬
‫شيخ أبـي‬ ‫والمتبوع عينًا ال ُكفر وال ُخروج عن الملَّة‪ ،‬و َمن أراد التَّفصيل فعند ال َّ‬
‫الشفاء ل َمن طلب الدَّواء‪ ،‬ويُمكن ُمراجعة أرشيفه مع سلسلة‬ ‫سليمان الحلبي ِّ‬ ‫ُ‬
‫ضا ‪.‬‬
‫وضحة ل ُحكم القاعدة أي ً‬ ‫ربكم" ال ُم ِّ‬ ‫إلى ِّ‬‫إصدارات "معذرة ً ٰ‬

‫لم قتلتُم ال َّ‬


‫شكوي؟‬ ‫س‪َ /²⁷‬‬

‫سعي للشقاق داخلها مثلما فع َل‬ ‫ج‪ :‬قتاله جاء بعد ُخروجه ٰ‬
‫على الجماعة وال َّ‬
‫وآذى أهل اإلسالم‬ ‫ٰ‬ ‫شام وقبلهم في بادئ إقامة دولة العراق‪،‬‬ ‫إخوته في ال َّ‬
‫على‬ ‫واستمر في مظلوميَّته المزعومة خار ًجا ٰ‬ ‫َّ‬ ‫وابتدع ولم يستمع للدعوات‬
‫وافترى‬
‫ٰ‬ ‫على إخوته وكفَّرهم‬
‫وبغى ٰ‬
‫ٰ‬ ‫أمير خليفة ال ُمسلمين غير ُملتزم بقراراته‪،‬‬
‫نتحرا ‪.‬‬
‫عليهم؛ فكان لزا ًما ردع خطره‪ ،‬ولم يقتله أحد بل هو مات ُم ً‬

‫أن َمن قاتل الدَّولة يقع بال ُكفر ِّمن حيث يدري أو ال‬‫س‪/²⁸‬العدناني يقول َّ‬
‫كفرون ُك َّل َمن خالفكم؟‬
‫يدري‪ ،‬فكيف ت ُ ِّ‬

‫ج‪ :‬نُشهد ب ُكفر ُك ِّل ُمخالف لنا في التَّوحيد‪ ،‬وأ َّما في حربنا؛ فال َّ‬
‫شيخ ‪-‬عليه‬
‫صه الكامل‪:‬‬
‫شام وليبيا‪ ،‬وذا ن ُّ‬‫وجه كالمه لفصائل ال َّ‬‫ّللا‪ -‬يُ ِّ‬
‫رحمة ه‬

‫‪26‬‬
‫‪27‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫ّللا ب ُحكم البشر؟‬


‫"اسأل نفسك‪ ،‬ما ُحكم َمن يستبدل أو يتسبَّب في استبدال ُحكم ه‬
‫نعم؛ إنَّك تكفر ٰبذلك فاحذر؛ َّ‬
‫فإن بقتالك للدولة اإلسالميَّة تقع بال ُكفر‪ِّ ،‬من حيث‬
‫‪14‬‬
‫تدري أو ال تدري"‬

‫ُّ‬
‫يشك‬ ‫ّللا ب ُحكم البشر كافر‪ ،‬وال‬ ‫وكالمه واض ٌح صريح‪ُ ،‬ك ُّل َمن يستبدل ُحكم ه‬
‫ّللا؛ استبدا ٌل لدين ه‬
‫ّللا‪ ،‬وه ٰـؤالء‬ ‫أن قتال الدَّولة هو تحكيم لغير شرع ه‬ ‫عاقل في َّ‬
‫بصف الكفرة ُمعينين‬‫ِّ‬ ‫شام وليبيا و ُخراسان ما وقفوا َّإال‬ ‫الفصائل في العراق وال َّ‬
‫شريعة‬ ‫شرع‪ ،‬أ َّما القتال بذاته أو العداء أو ال ُكره ال ُكره ال َّ‬ ‫على َمن يُطبِّق ال َّ‬
‫لهم ٰ‬
‫تحذير وتنبيهٌ‬
‫ٌ‬ ‫وحدين‪ ،‬والكالم‬ ‫على ال ُم ِّ‬
‫طبقونها؛ فهو معصية وإثم لبغيه ٰ‬ ‫الَّتي يُ ِّ‬
‫الوقوع أكثر م َّما ُهو تكفير ‪.‬‬ ‫ِّمن ُ‬

‫س‪/²⁹‬هل ُك ُّل َمن كفَّرتْهُ الدَّولة كافر؟‬

‫ج‪ :‬قَد يظهر لها ما ال يظهر لغيرها‪ ،‬ويظهر للمرء ما ال يظهر لها‪ ،‬وهي ‪-‬‬
‫ّللا‪ -‬ال تُعطي األحكام عبثًا أو حقدًا‪ ،‬وورعها في خشية تكفير ال ُمسلم‬ ‫بفضل ه‬
‫طلع عليها‪ ،‬فالمسائل المفصليَّة الَّتي تتبنَّاها الجماعة ال تخرج عن‬ ‫معلو ٌم لل ُم َّ‬
‫رجل أو اثنين‪ ،‬بل عن مجموعة ِّمن المشايخ و ُمراجعات‪ ،‬وال يستفرد فيها‬
‫صا ما يُسأل عن دليلها وهي تضعه قبل‬ ‫رت شخ ً‬ ‫فإن كفَّ ْ‬
‫حت َّ ٰى اإلمام بنفسه‪ْ ،‬‬
‫أ َ ْن تُطلق ال ُحكم كما عهدناها‪ ،‬و َمن لم تتكلَّم فيه فال يعني عدم ال ُحكم عليه ِّإ ْن‬
‫صالح ومنهج‬ ‫فاالتباع لها ألنَّها ُموافقة للسلف ال َّ‬
‫ِّ‬ ‫ظهر دليل إسالمه أو ُكفره‪،‬‬
‫سنَّة والجماعة ‪.‬‬ ‫أهل ال ُّ‬

‫س‪/³⁰‬ما ُحكم َّ‬


‫الظواهري؟‬

‫ج‪ُ :‬حكمه ُحكم تنظيمه بكامل أفرعه وجميع أعيانه وهو ال ُكفر‪ ،‬فقَد َّ‬
‫أقر لألقباط‬
‫الطاغوت ُمرسي أ ًخا واستبشر ب َمن بدَّل‬ ‫صارى بأ ُ َّ‬
‫خوة الوطن وس َّم ٰى َّ‬ ‫ٰ‬ ‫والنَّ‬

‫‪ِّ 14‬من ُخطبة‪" :‬يا قومنا أجيبوا داعي ه‬


‫ّللا" رمضان ‪1436‬هـ‬
‫‪27‬‬
‫‪28‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫إلى آخر لحظة‬‫يرى ُكفرها ٰ‬ ‫الردَّة وهو ٰ‬


‫على بيعته لطالبان ِّ‬
‫ّللا وثبت ٰ‬ ‫شريعة ه‬
‫إلى سلسلة اإلصدارات الَّتي أشرنا إليها "معذرة ً‬
‫في حياته‪ ،‬وباإلمكان العودة ٰ‬
‫إلى ربِّكم" ففيها الجواب ‪.‬‬
‫ٰ‬

‫س‪/³¹‬لماذا استفرد العراقيُّون بإدارة الدَّولة؟‬

‫ج‪ :‬الدَّولة إسالميَّة ال وطنيَّة وال قوميَّة وال قبليَّة‪ ،‬بل أُمميَّة تجمع كافَّة‬
‫الراشدة في‬ ‫ال ُمؤمنين في جميع بقاع األرض‪ ،‬وسياستها نفس سياسة الدَّولة َّ‬
‫فمن‬ ‫سبق والعلم منازلهم‪ ،‬وكونها بدأت في العراق ِّ‬ ‫إعطاء أهل الفضل وال َّ‬
‫الطبيعي أ َ ْن يكون ُجندها أكثر ال ُجند ومشايخها األكثر‪ ،‬وال يُمكن ْ‬
‫أن يُقدَّم‬ ‫َّ‬
‫على العالم‪ٰ ،‬لذلك كان أكثر أُمرائها ِّمن‬ ‫سابق وقليل العلم ٰ‬ ‫على ال َّ‬
‫الالحق ٰ‬ ‫َّ‬
‫الزاوي كان‬ ‫فمن بعد مقتل َّ‬‫صر بهم‪ِّ ،‬‬ ‫وحدين العراقيِّين‪ ،‬ومع ٰذلك فلم تُح َ‬ ‫ال ُم ِّ‬
‫شام والجزيرة وواحد ِّمن أرض الكنانة‪ ،‬فذي‬ ‫رشحين مشايخ ال َّ‬ ‫ِّمن ضمن ال ُم ِّ‬
‫شبهة ‪.‬‬‫المقالة سخيفةٌ ساذجة أكثر ِّمن كونها تُهمةٌ أو ُ‬

‫إلى دار ال ُكفر وال ُخلفاء قُتلوا في إدلب؟‬


‫س‪/³²‬لماذا ُمنع العا َّمة ِّمن ال ُخروج ٰ‬

‫حفظ لدينهم ودُنياهم حت َّ ٰى‪ ،‬وقَد جاء النَّهي صري ًحا‬ ‫ٌ‬ ‫ج‪ :‬من ُع العا َّمة ِّمن ال ُخروج‬
‫سنن عن تحريم البقاء في دار ال ُكفر‪ ،‬فكيف بترك دار اإلسالم‬ ‫ّللا وال ُّ‬ ‫في كتاب ه‬
‫تعالى‪ِّ ﴿ :‬إ َّن الَّذِّينَ ت َ َوفَّا ُه ُم ْال َم َالئِّ َكةُ َ‬
‫ظا ِّل ِّمي‬ ‫ٰ‬ ‫وال ُخروج إليها في الوقت!‪ ،‬قال‬
‫ض‬‫ض ۚ قَالُوا أَلَ ْم ت َ ُك ْن أ َ ْر ُ‬ ‫ضعَ ِّفينَ فِّي ْاأل َ ْر ِّ‬ ‫يم ُكنت ُ ْم ۖ قَالُوا ُكنَّا ُم ْست َ ْ‬ ‫أَنفُ ِّس ِّه ْم قَالُوا فِّ َ‬
‫‪15‬‬
‫يرا﴾‬ ‫ص ً‬ ‫ت َم ِّ‬‫سا َء ْ‬ ‫اج ُروا فِّي َها ۚ فَأُولَ ٰـئِّ َك َمأ ْ َوا ُه ْم َج َهنَّ ُم ۖ َو َ‬‫ّللا َوا ِّس َعةً فَت ُ َه ِّ‬
‫ه ِّ‬

‫ّللا‪ -‬خرجا بعد انحياز ال ُمسلمين‪،‬‬


‫ّللا ‪-‬عليهما رحمة ه‬
‫وحجي عبد ه‬
‫ِّ‬ ‫عواد‬
‫وابن َّ‬
‫وحجي ُمحارب وغالب‬ ‫ِّ‬ ‫فالزرقاوي قُتل في دار ُكفر‪ ،‬وبن الدن ٰ‬
‫كذلك‬ ‫َّ‬
‫إلى أمنيَّة وتخسر بها الجماعة‬
‫تتحول الحرب ِّمن عسكريَّة ٰ‬
‫َّ‬ ‫الرموز‪ ،‬فعندما‬‫ُّ‬
‫‪ 15‬سورة النِّساء ‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫‪29‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫أن يسكن قادتها و ُجندها مناطق العدو للتخطيط‬ ‫سيطرتها؛ ِّمن َّ‬
‫الطبيعي ْ‬
‫للعودة‪ ،‬واختيارهما إلدلب لمصلح ٍة ُهما أعلم بها ِّمنَّا‪ ،‬وتركُ الواقع ألهله‬
‫الرجال ‪.‬‬
‫خططون ِّمن فضائل ِّ‬
‫يُ ِّ‬

‫إلى‬
‫إلى العراق وبعد فترة عاد ٰ‬‫عواد عندما خرج بعد االنحياز ذهب ٰ‬ ‫فابن َّ‬
‫ّللا‪ -‬قبل‬
‫شام وتحديدًا إدلب إلعادة تثبيت أركان الدَّولة كما فعل ‪-‬بفضل ه‬ ‫ال َّ‬
‫سبحانه له القتل فيها‪ ،‬ونفس األمر‬
‫ّللا ُ‬
‫تسعة أعوام إبَّان بداية إمارته‪ ،‬فقدَّر ه‬
‫ّللا ‪.‬‬
‫حجي عبد ه‬ ‫حدث مع ِّ‬

‫س‪/³³‬هل صحيح أ َ َّن الفُرقان يُ ِّ‬


‫كفر النَّووي وابن حجر؟ وما قول الدَّولة ‪.‬‬

‫شيخ تر ُّحمه عليهما وإجاللهما‪ ،‬وكان يُناقش‬ ‫عرف عن ال َّ‬ ‫كذب محض‪ ،‬بل ُ‬ ‫ٌ‬ ‫ج‪:‬‬
‫كفرهما أو‬‫رأس معروف يُ ِّ‬‫ٌ‬ ‫عرف عن مشايخ الدَّولة‬ ‫الخوارج فيهما‪ ،‬ول ْم يُ َ‬
‫شعبة المصري‬ ‫أن ال ُم َّال طلحة و ُ‬ ‫على َّ‬
‫ٰ‬ ‫سوى ما تناقله البعض‬ ‫ٰ‬ ‫يُبدِّعهما‪،‬‬
‫ويبقى ِّمن‬
‫ٰ‬ ‫صحيح ال يؤخذ بها‬ ‫على الضَّالل‪ ،‬وما ل ْم يثبت بالنَّقل ال َّ‬ ‫يرونهما ٰ‬
‫األقوال غير ال ُمدعَّمة بالدَّليل ‪.‬‬

‫أ َّما الدَّولة فإنَّها تتر َّحم عليهما وتذكر فضلهما وتُثبت توبتهما ع َّما قيل فيهما‪،‬‬
‫إلى‬
‫ثابت ُمنذ دولة العراق ٰ‬‫ٌ‬ ‫تبعًا ألئ َّمة الدَّعوة النَّجديَّة والمدرسة التَّيميَّة‪ ،‬وذا‬
‫يومنا ذا ‪.‬‬

‫ً‬
‫رجال تُثبِّت له اإلسالم واإلمامة‬ ‫كفرهما؟ وهل َمن كفَّر‬
‫س‪/³⁴‬ما قولها في َمن يُ ِّ‬
‫يقع في العصيان وال ُمخالفة؟‬

‫أصروا يُسجنَون‬
‫ُّ‬ ‫على خطأ يُناقَشون فيها ويُف َّهمون فإن‬
‫ٰ‬ ‫ج‪ :‬قولها أنَّهم‬
‫طردوا‪ ،‬وذا ل َمن يُظهره ويُثير الفتنة والقالقل بين‬‫فإن عاندوا ُ‬
‫عزرون ْ‬ ‫ويُ َّ‬

‫‪29‬‬
‫‪30‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫ال ُمسلمين بهما أو بغيرهما‪ ،‬وذا ما ليس مسمو ًحا البتَّة في دار اإلسالم‪ْ ،‬‬
‫فإن‬
‫قره الدَّولة سكت عنه بين ال ُمسلمين وناقش‬ ‫خالف ما ت ُ ِّ‬
‫َ‬ ‫رأى المرء في رج ٍل‬ ‫ٰ‬
‫أهل األمر في أمره‪ ،‬وليس ُك ُّل َمن اختلف مع الدَّولة في فرع ُمخالف لها‪،‬‬
‫فالفرق كبير بين الخالف واالختالف‪ ،‬وإذا كانت األُصول سليمةً فالفُروع‬
‫سكوت‪ ،‬ال ُمه ُّم لُزوم َّ‬
‫الطاعة‪،‬‬ ‫مح ُّل النِّقاش ويُمكن االختالف فيها مع ال ُّ‬
‫الظهور والخفاء‪،‬‬ ‫فاالختالف في األعيان ليس ُمخالفة‪ ،‬والتَّكفير يكون حسب ُّ‬
‫الحق والباطل فيها شعرة‪ ،‬فنختصر القول‪َّ :‬‬
‫بأن‬ ‫ِّ‬ ‫ساسةٌ وبين‬ ‫والمسألة ذي ح َّ‬
‫رجال تر َّحمت عليه الدَّولة يكون عاصيًا‪ ،‬وال ُك ُّل َمن كفَّر‬ ‫ً‬ ‫ما ُك ُّل َمن كفَّر‬
‫سكوت وعدم تشهير األمر‬ ‫مأمور بال ُّ‬
‫ٌ‬ ‫كفره‪ ،‬ول ٰـكن‬ ‫رجال ملزو ٌم بتكفير َمن لم يُ ِّ‬ ‫ً‬
‫وإشاعته‪ ،‬وإذا عاند ُ‬
‫طرد ‪.‬‬
‫والعبد الفقير لربِّه يختلف مع جماعة ال ُمسلمين في بعض األعيان‪ ،‬ول ٰـكنَّه‬
‫سكوت‪ ،‬فحت َّ ٰى حينما تحصل الفُرصة لنقاش أهل األمر؛ ننظر ٰ‬
‫إلى‬ ‫ُملزَ ٌم بال ُّ‬
‫فنرى أنَّه ِّمن التَّرف والجهل نقاشهم في ذا وترك ال ُمهم‬
‫ٰ‬ ‫حالة البالد والعباد‬
‫واألهم ‪.‬‬

‫س‪/³⁵‬ما قول الدَّولة في األشاعرة؟‬

‫ج‪ :‬مثل قولها في ال ُمعتزلة والجهميَّة‪ ،‬فاألشعريَّة إناث ال ُمعتزلة وال ُمعتزلة‬
‫وح ٌد‬‫يشك ب ُكفرهم ُم ِّ‬
‫ُّ‬ ‫تأخرين ال‬
‫مخانيث الفالسفة الجهميَّة‪ ،‬واألشاعرة ال ُم ِّ‬
‫صارى‬
‫ٰ‬ ‫الصفات وحكموا بالقوانين ووالوا النَّ‬ ‫عطلوا ِّ‬‫على حالهم‪ ،‬ف َقد َّ‬‫طل ٌع ٰ‬ ‫ُم َّ‬
‫إلى مقالة اسم العلي‬ ‫ناقض َّإال ووقعوا به‪ ،‬ويُمكن العودة ٰ‬‫ٌ‬ ‫وال ُمرتدِّين ولم يبقَ‬
‫صادرة عن صحيفة النَّبأ ‪.‬‬ ‫سبحانه‪ -‬ال َّ‬ ‫‪ُ -‬‬
‫سب كتبة بيان ليهلك َمن هلك؟‬
‫س‪/³⁶‬لماذا ل ْم يُحا َ‬

‫ع ِّزر وأُحيل ٰ‬
‫إلى‬ ‫سجن و ُ‬ ‫ّللا‪ -‬وبعضهم ُ‬
‫ّللا ‪-‬عليه رحمة ه‬‫حجي عبد ه‬‫ج‪ :‬عزَ لهم ِّ‬
‫شبكة‪ ،‬والجزائري‬ ‫ُجندي‪ ،‬وبعضهم اختبأ وتظلَّم لإلمام برسائل نُشرت ٰ‬
‫على ال َّ‬
‫هرب والحقًا وصل به التَّسلسل مبلغًا عجيبًا فكفَّر األرض قاطبة ‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫‪31‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫الرسمي؟‬ ‫س‪/³⁷‬كيف التَّفرقة بين َّ‬


‫الرسمي وغير َّ‬

‫الرسمي نوعان‪:‬‬
‫ج‪َّ :‬‬
‫‪-1‬ما يُنشر عبر إعالمها ‪.‬‬
‫‪-2‬ما يُنشر داخلها ‪.‬‬

‫األول ُهو ما تُظهره للعالَم عبر إعالمها‪ ،‬والثَّاني التَّوجيهات واألوامر‬ ‫َّ‬
‫يبقى فيه‪،‬‬ ‫ٰ‬ ‫والنَّصائح وغيرها في الدَّاخل‪ ،‬ما يُنشَر في الدَّاخل يجب أ َ ْن‬
‫سساتها أو صحيفتها فهو ال ُمعلَن‪ ،‬عبر‬ ‫إحدى ُمؤ َّ‬
‫ٰ‬ ‫صادر عبر‬ ‫والخارج ال َّ‬
‫سسات الفُرقان او االعتصام أو دابق أو وكالة أعماق أو صحيفة النَّبأ أو‬ ‫ُمؤ َّ‬
‫غيرهن ِّمن الدَّواوين والمكاتب‪ ،‬وال تضارب بين الدَّاخل‬ ‫َّ‬ ‫مكتبة اله َّمة أو‬
‫فصل به بين ما يُقال ل ُجندها أو‬ ‫والخارج‪ ،‬غير أ َ َّن ل ُك ِّل دولة نظا ًما ُمح َّددًا ت ُ ِّ‬
‫ألُمرائها أو لعا َّمتها أو لما تُخرجه للعالَم‪ ،‬فال ُكرماء ال يُفشون أحاديث‬
‫وإن كان القرامطة ب ُك ِّل‬
‫سربون ما يضر‪ْ ،‬‬ ‫مجالسهم في غيرها‪ ،‬وال ُحلماء ال يُ ِّ‬
‫هزوا شعرة ً في شيب نخوتها‪َّ ،‬إال أ َ ْن تذكير َمن بقي أو اآلتي‬ ‫سربوه ما ُّ‬ ‫ما َّ‬
‫بعدنا بالعُدول واجب ‪.‬‬

‫س‪/³⁸‬لماذا تكلَّمتُم في مسائل أُمر ال ُّ‬


‫سكوت عنها؟‬

‫وشملت ولم يسلم ِّمنها أحد وتسابقَ آل الجهم وصبية‬ ‫ْ‬ ‫ت‬ ‫ج‪َّ :‬‬
‫ألن الفتنة ع َّم ْ‬
‫وصال بمنهجها وهي براء‪،‬‬ ‫ً‬ ‫الخوارج طعنًا وتشوي ًها وكذبًا عليها و ُكل يدَّعي‬
‫ولم نجد بدًّا ِّمن ردعهم ب ُمطالبتنا لنقاط الخالف الَّتي يُخالفوننا بها‪ ،‬ول َّما‬
‫ت كيال‬ ‫خرسوا وأغلقوا حساباتهم وصدَّروا صبيتهم للطعن تكلَّمنا بغير التفا ٍ‬
‫لعدو كذبة وذا ما ُوفِّقنا إليه وعلمناه وعاينَّاه ه‬
‫وّللا‬ ‫ٍ‬ ‫شبهة وال‬ ‫حب ُ‬‫تبقى ل ُم ٍ‬
‫ٰ‬
‫سبحانه هو ال ُموفِّق ‪.‬‬‫ُ‬

‫‪31‬‬
‫‪32‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫القول المدلول في عدم تبعيَّة الدَّولة لحفيد سلول‬

‫محطة و ُمنطلق كتائب ال ُمجاهدين ال ُمهتدين‬ ‫َّ‬ ‫سواد‬


‫كانت وال زالت أرض ال َّ‬
‫ّللا‪ ،‬بطبيعة الحال لم يرق للصليب وخنازيره ُرؤية رايات‬ ‫القائمين بأمر ه‬
‫صخر وصحاري ع َّكاشات واألرتال‬ ‫اإلسالم تخفق في بساتين جرف ال َّ‬
‫ب وبالء تخسف بها ال ُمفرقعات ‪ ..‬كان‬ ‫تستعرض في شارع حيفا وعمائم كر ٍ‬
‫صادق ِّمن الكاذب أسهل أيَّام البالء ونزول األعداء‬ ‫االحتالل وكان معرفة ال َّ‬
‫ومنها تنظيم‬ ‫جماعات ورايات خلفها غايات شت ٰى ِّ‬‫ٌ‬ ‫وانتصال الغُثاء‪ ،‬فخرجت‬
‫الراقع وكبر‬‫على َّ‬‫بتطورها اتَّسع الخرق ٰ‬
‫ُّ‬ ‫الرافدين الَّتي‬
‫قاعدة الجهاد في بالد َّ‬
‫الرجال وبين قاعدة القاعدين ‪ ..‬فهل ً‬
‫فعال دولة‬ ‫الشقاق وانتقل لل َعلن بين قاعدة ِّ‬
‫ِّ‬
‫اإلسالم تتبع ألسامة والعجوز ال ُمشرك ذاك؟‬

‫قبل االنطالق في االستدالالت يجب توضيح حال العراق لغير أهله ول َمن‬
‫سمين والتَّنظيم لم يكن‬ ‫َث وال َّ‬‫على الغ ِّ‬
‫ال يعرفه آنذاك‪ ،‬فالعراق يومها يحتوي ٰ‬
‫بالكل‪ ،‬فهو يتبع لعدَّة رجال يقودون المعركة وم َّمن أسلفنا ذِّكرهم كشيخ‬ ‫ِّ‬ ‫ال ُك َّل‬
‫عزام‬ ‫شيخ أبو َّ‬ ‫الزوبعي وال َّ‬ ‫عواد ُّ‬‫شيخ َّ‬ ‫عمر حديد وال َّ‬ ‫العراق األوحد اإلمام ُ‬
‫ّللا‪ -‬وثالثةٌ آخرون ِّمن مشايخ البلد ال ُمت َّ َبعون ِّمن‬ ‫الفلُّوجي ‪-‬عليهم رحمة ه‬
‫ّللا‪ -‬لهما بيعة‬ ‫والزرقاوي ‪-‬عليهما رحمة ه‬ ‫َّ‬ ‫جميع الكيانات‪ ،‬فالمصري‬
‫عرفت رجال‬ ‫عمر حديد يعرفها القاصي والدَّاني وما ُ‬ ‫بتنظيمهما للشيخ ُ‬
‫عمر لألخير و ُمرافقته في‬ ‫ي لوال تقريب ُ‬ ‫ي َّ‬
‫الزرقاو َّ‬ ‫التَّنظيم وال بايع المصر ُّ‬
‫برى‬‫وإلى أ َ ْن مات وغزوة القاعدة ال ُك ٰ‬ ‫كل مجلس‪ٰ ،‬‬ ‫كل أرض و ُمشاركته في ِّ‬ ‫ِّ‬
‫شورى ال ُمجاهدين وحلف‬ ‫ٰ‬ ‫يومها باسمه‪ ،‬وبعدها فالقاعدة جز ٌء ِّمن مجلس‬
‫ي أ َ َّن‬‫ض َّمان عدَّة تنظيمات وكتائب وعشائر‪ ،‬أ َ ْ‬ ‫ال ُمطيَّبين األفاضل‪ ،‬اللَّذان ي ُ‬
‫ت قاعدة‬ ‫العراق لم يكن قاعدة ً فقط‪ ،‬وقاعدته ِّمن ضمنه ِّمن أبنائه أنفسهم لم تأ ِّ‬
‫إلى ُهنا‬ ‫خراسان وترقد في البلد بل أبناؤه بايعوا الَّذي بايع التَّنظيم األُم‪ٰ ،‬‬
‫ّللا في ه ٰـذا البلد ‪.‬‬‫حكمون شرع ه‬ ‫الرافدين أحد الفصائل الَّذين يُ ِّ‬ ‫فقاعدة َّ‬

‫‪32‬‬
‫‪33‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫وأ َّما عن دولة العراق اإلسالميَّة فكلمة المصري ِّ أمير التَّنظيم تكفي وتزيد‬
‫شبهة ه ٰـذه‪ ،‬وقَد قال فيها‪:‬‬
‫لدرء ال ُّ‬
‫شورى‬
‫ٰ‬ ‫سسناها بما فيها مجلس‬ ‫"‪ُ ..‬معلنًا َذوبان ُك ِّل التَّشكيالت الَّتي أ َّ‬
‫سلطة دولة العراق‬ ‫وبالنيابة عن إخواني في المجلس تحت ُ‬ ‫ِّ‬ ‫ال ُمجاهدين‪،‬‬
‫تصرفكم وإمرتكم ال ُمباشرة اثني عشر ألف ُمقاتل‬ ‫ُّ‬ ‫اإلسالميَّة‪ ،‬واضعًا تحت‬
‫ُهم (جيش القاعدة)"‪.16‬‬

‫ويوضح انفصال الفرع عن األصل وتبعيَّة‬ ‫ِّ‬ ‫فها هو األمير العا ُّم يُبيِّن‬
‫ال ُمنفصلين له ٰـذه الدَّولة بدون استشارة للتنظيم األ ُ ِّم ِّ‬
‫ومن ث ُ َّم مباركتهم للدولة‬
‫ي الثَّاني‬‫نظرين وكلماتهم ال زالت موجودة‪ ،‬وأجاب البغداد ُّ‬ ‫والبيعة قادة ً و ُم ِّ‬
‫ّللا‪ -‬بال ُموافقة والقُبول في ُخطبة‪ ،‬فقال‪:‬‬ ‫بيعة المصري ِّ ‪-‬عليهما رحمة ه‬

‫وعلى المأل بيعته وسمعه وطاعته للعبد الفقير‬


‫ٰ‬ ‫"وأمير القاعدة ال ُمهاجر أعلن‬
‫و ُح َّل التَّنظيم رسميًّا لصالح دولة اإلسالم دولة العراق اإلسالميَّـ ة"‪.17‬‬

‫وهو نفسه القائل‪:‬‬


‫"وما القاعدة َّإال فئةٌ ِّمن فئات دولة اإلسالم"‪.18‬‬

‫عمر فقال‪:‬‬ ‫وقَد أ َّكد المنجنيق كالم رفيقه ال ُمهاجر وجنديِّه ال َّ‬
‫سابق أبـي ُ‬
‫ّللا‪َ -‬ح َّل تنظيم قاعدة الجهاد‬
‫"وأعلن أمير الدَّولة والوزير ال ُمهاجر ‪-‬رحمهما ه‬
‫(وإلى غير رجعة)"‪.19‬‬
‫ٰ‬ ‫الرافدين‬‫في بالد َّ‬

‫شوال ‪1427‬هـ ‪.‬‬ ‫‪ِّ 16‬من ُخطبة‪ِّ [ :‬إ ِّن ال ُحك ُم َّإال هّٰلل] َّ‬
‫َب ُجفَا ًء] ذو القعدة ‪1428‬هـ ‪.‬‬ ‫‪ِّ 17‬من ُخطبة‪[ :‬فَأ َ َّما َّ‬
‫الزبَ ُد فَيَ ْذه ُ‬
‫اط ُل ۚ ِّإ َّن ْالبَ ِّ‬
‫اط َل َكانَ زَ ُهوقًا] ذو الح َّجة ‪1427‬هـ ‪.‬‬ ‫[وقُ ْل َجا َء ْال َح ُّق َوزَ هَقَ ْال َب ِّ‬ ‫ِّمن ُخطبة‪َ :‬‬
‫‪18‬‬

‫مادى اآلخرة ‪1435‬هـ ‪.‬‬ ‫‪ِّ 19‬من ُخطبة‪[ :‬ما كانَ ه ٰـذا َمنهجنا ولن يكون] ُج ٰ‬
‫‪33‬‬
‫‪34‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫روجوه قائلين‪ :‬أ َ َّن دولة البغدادي الثَّانية تتبع للقاعدة‬ ‫ومن ال ُمضحكات ما يُ ِّ‬ ‫ِّ‬
‫كل‬
‫ّللا‪ -‬تابعًا للقاعدة في ِّ‬ ‫فمتى كان أبو بكر ‪-‬عليه رحمة ه‬ ‫ٰ‬ ‫كن األ ُ ٰ‬
‫ولى ال‪،‬‬ ‫ل ٰـ َّ‬
‫شورى‬
‫ٰ‬ ‫سنَّة والجماعة ث َّم أحد أعضاء مجلس‬
‫حياته؟‪ ،‬فاإلمام أمير جيش أهل ال ُّ‬
‫االتصال في دولة العراق والهيئة‬ ‫ال ُمجاهديـن ث ُ َّم الحلف ث ُ َّم المسؤول عن ِّ‬
‫وأحد أعضاء المجلس‪ ،‬فإ ِّ ْن قُلنا هاتوا بُرهانكم قالوا ُهم يصفون رموزها‬
‫معروف عن أهل الفضل نسبة الفضل ألهل الفضل‪،‬‬ ‫ٌ‬ ‫باألُمراء‪ ،‬وه ٰـذا ما هو‬
‫فهم يُقدِّمونهم ويُسرفون في األلقاب لسابق ٍة وجهاد ال لتابعٍ ومتبوع‪ ،‬ث َّم ِّإ َّن‬
‫الخاليلة الَّذي كان لكم ُمبايعًا ما كان يأخذ عنكم شيئًا و َمن أخلفه كان مثله‬
‫وأش ُّد في ه ٰـذا األمر‪ ،‬فيُعدُّونها تبعيَّة شكليَّةً رمزيَّة‪ ،‬ويُجيب المنجنيق فيقول‪:‬‬

‫ق ِّمن ال ُمجاهدين فضلهم ومكانتهم‪،‬‬‫سب ِّ‬


‫ظ أله ِّل ال َّ‬‫"ظلَّت الدَّولة طيلة ٰذلك تحف ُ‬
‫صف‬
‫ِّ‬ ‫على وحدة‬‫ظا ٰ‬ ‫على قولهم وال تُخالف أمرهم ورأيهم‪ ،‬حفا ً‬ ‫وال تُقدِّم ٰ‬
‫المسلمين‪ ،‬واحترا ًما ل َمن سبقها ِّمن أهل الفض ِّل والجهاد‪ ،‬نعم ‪ ..‬ليس َّإال‬
‫على الجماعة"‪. 20‬‬ ‫صا ٰ‬ ‫وتوقيرا وحر ً‬
‫ً‬ ‫احترا ًما‬

‫فيا أيُّها النَّاس أجمعون ‪ ..‬هل بعد قول أمير الدَّولة نفسه وأمير القاعدة نفسه‬
‫وبم وكيف وأينَ‬
‫ومتى كانت الدَّولة تتبع القاعدة؟ َ‬
‫ٰ‬ ‫وال ُمتحدِّث نفسه قول؟‬
‫وأيَّان؟‬

‫رد ودليل‪ ،‬يتركون‬ ‫كل ِّ‬‫وتنطع أصحابها عن ِّ‬ ‫ُّ‬ ‫أر وأسمع كمثل التُّهمة ه ٰـذه‬ ‫لم َ‬
‫ال ُمحكم ويتسابقون لل ُمتشابه‪ ،‬يتركون االنفصال الواضح لتعظيم األخيار‬
‫عمى وضالل؟‪ ،‬فهل نترك اآلن كالم أمير‬ ‫ٰ‬ ‫لألخيار ال ُمبهم‪ ،‬هل بعد ه ٰـذا ِّمن‬
‫الرسمي ونحتكم للخرف؟!‪ ،‬هل نترك الثَّالثة‬ ‫القاعدة وأمير الدَّولة وال ُمتحدِّث َّ‬
‫السلم والحرب أقرب النَّاس لبعضهم وأعلمهم بأنفسهم‬ ‫رفاق الجهاد رفاق ِّ‬
‫الرمز بغير دليل ونترك‬ ‫نظر ما فقه التَّابع ِّمن المتبوع؟!‪ ،‬هل نُقدِّس َّ‬ ‫ونذهب ل ُم ِّ‬
‫ّللا ورسوله ﴿ﷺ﴾؟‪،‬‬ ‫الرمز َّإال لل ُم ِّتبع لكالم ه‬
‫الدَّليل ال ُمخالف للرمز؟!‪ ،‬هل يكون َّ‬

‫‪ِّ 20‬من ُخطبة‪[ :‬ما كانَ ه ٰـذا َمنهجنا ولن يكون] ُج ٰ‬


‫مادى اآلخرة ‪1435‬هـ ‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫‪35‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫وما أحسن ما أختم إ َّال بقول شاعر العصر منجنيق اإلسالم حينما و َّجه كالمه‬
‫للعجوز ال ُمشـرك‪:‬‬

‫كذلك‪،‬‬ ‫عا تابعًا للقاعدة‪ ،‬ولم تكن يو ًما ٰ‬ ‫ذرا أمير القاعدة‪ ،‬الدَّولة ليست فر ً‬ ‫ع ً‬
‫" ُ‬
‫ّللا لكم أ َ ْن تطؤوا أرض الدَّولة اإلسالميَّة‪ ،‬لَما وسعكم َّإال أ َ ْن‬ ‫بل لو قدَّر ه‬
‫تُبايعوها وتكونوا جنو ًدا ألميرها القرشي ِّ حفيد الحسين‪ ،‬كما أنتُم اليوم جنو ٌد‬
‫عمر‪ ،‬فال يص ُّح إلمارةٍ أو دول ٍة أ َ ْن تُبايع تنظي ًما"‪.21‬‬
‫تحت سلطان ال ُم َّال ُ‬

‫ذرا أيتام القاعدين‪ ،‬نحن ال ُمت َّ َبعون ال ال ُمت َّ ِّبعون ‪..‬‬


‫ع ً‬‫ُ‬

‫ذرا أمير القاعدة] رجب ‪1435‬هـ ‪.‬‬


‫ع ً‬‫‪ِّ 21‬من ُخطبة‪ُ [ :‬‬
‫‪35‬‬
‫‪36‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫س العلم‬
‫كذبوا ‪ ..‬بل العراق أ ُّ‬

‫شرعيَّة بكافَّة‬ ‫سابق حصر العلميَّة ال َّ‬ ‫استطاعت البروباغندا النَّجديَّة في القرن ال َّ‬
‫بإيعاز ُمباشر ِّمن المستشرقين‬ ‫ٍ‬ ‫سلوليَّة‬ ‫سدنة ال َّ‬ ‫تفرعاتها في خانة الكهنة وال َّ‬
‫ُّ‬
‫البريطان والفرنسيس الَّذين أخذوا دور االستشارة والنُّصح وتوجيه األوامر‬
‫صارى مع‬‫ٰ‬ ‫أحيانًا لعدم خروج أحدهم ِّمن الياقة والقيد الموضوع عليهم كالنَّ‬
‫وأسرفت األلقاب وشحنهم بالمدح‬ ‫ْ‬ ‫البابا‪ ،‬وقَد سعت لها بريطانيا سعيًا حثيثًا‬
‫حركها حيثما شاءت وكيفما أرادت فبعد‬ ‫والعطايا ليكونوا كما أرادت لعبة ت ُ ِّ‬
‫الحمقى‪.‬‬
‫ٰ‬ ‫السر تكون في أوالء‬ ‫صليبيَّة أدركت أ َ َّن كلمة ِّ‬ ‫قرون ِّمن الحمالت ال َّ‬

‫تغربت بحمالتها واليمن ارتخت‬ ‫رأت أ َ َّن مصر َّ‬ ‫ْ‬ ‫صرت في البُلدان‬ ‫ول َّما تب َّ‬
‫أرقهم ورأوا كيف‬ ‫شام ُمقدِّسون لملوكهم‪َّ ،‬إال المارد العراقي الَّذي َّ‬ ‫وأهل ال َّ‬
‫قوة لإلمام مح َّمد بن عبد الو َّهاب ‪-‬عليه رحمة ه‬
‫ّللا‪ -‬وهُم‬ ‫كان َمن بايع ِّمنه َّ‬
‫إلى زمن قريب ال يوقفهم جدار وال‬ ‫آخر َمن استطاعت عليهم بل وبقي بَ ْد ُوه ٰ‬
‫على عدم االنصياع‬ ‫سايكولوجيَّة العراقيَّة القائمة ٰ‬ ‫يحدُّهم إطار‪ ،‬فدرسوا ال َّ‬
‫على شيطنته وتكفَّل لهم بها ثالوث الجزيرة‬ ‫والتَّسليم لألمر الواقع‪ ،‬فعملوا ٰ‬
‫فأولوا شرق المدينة‬ ‫وفالسفة الحديث الَّذين أخذوا التَّأويل عن الفالسفة َّ‬
‫العراق‪ ،‬والعراق شمالها ونج ٌد شرقها‪ ،‬مع العلم أنَّها سابقًا كانت تؤخذ للطعن‬
‫شيخ مح َّمد بن عبد الو َّهاب ‪-‬عليه رحمة ه‬
‫ّللا‪ -‬إبَّان الحمالت اإلعالميَّة‬ ‫في ال َّ‬
‫على دعوته‪ ،‬وسريعًا بانتهاء دعوته ومجيء عبد العزيز‬ ‫صوفيَّة ٰ‬ ‫للرافضة وال ُّ‬
‫وفراخه صار العراق شرقًا للمدينة!‬

‫عز وج َّل‪-‬‬ ‫وّللا ‪َّ -‬‬


‫وطالما حملوا العراق ِّمن الخارطة ليضعوه مشرق المدينة ه‬
‫صحيح الَّذي رواه نافع عن‬ ‫وضعه في شمالها في محاولة لتأويل الحديث ال َّ‬
‫مستقبال المشرق ويقول‪":‬أال ِّإ َّن الفتنة ها ُهنا‬ ‫ً‬ ‫الرسول ﴿ﷺ﴾‬ ‫ابن عمر أنَّه ٰ‬
‫رأى َّ‬
‫شيطان"‪ 22‬وفي رواية‪" :‬اللَّ ٰـه َّم بارك لنا في شامنا اللَّ ٰـه َّم‬‫ِّمن حيث يطلع قرن ال َّ‬
‫ّللا وفي نجدنا‪ ،‬قال‪ :‬اللَّ ٰـه َّم بارك لنا في‬ ‫بارك لنا في يمننا‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول ه‬

‫‪ 22‬صحيح البُخاري [الفتن‪]6680/‬‬


‫‪36‬‬
‫‪37‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫شامنا اللَّ ٰـه َّم بارك لنا في يمننا‪ ،‬قالوا‪ :‬يا رسول ه‬
‫ّللا وفي نجدنا‪ ،‬فأظنُّه قال في‬
‫‪23‬‬
‫شيطان"‬‫الزالزل والفتن وبها يطلع قرن ال َّ‬ ‫الثَّالثة‪ُ :‬هناك َّ‬
‫و ِّإ ْن قال قائل أ َ َّن نجدًا مقصو ٌد بها العراق‪ ،‬فنجد األرض المرتفعة والعراق‬
‫بالنسبة لما حولها ونج ٌد ُحدَّت ِّمن بوادي العراق ٰ‬
‫إلى‬ ‫العلو ِّ‬
‫ِّ‬ ‫عرفت منخفضة‬ ‫ُ‬
‫كل علم‬‫شيطنة الماكرة ال ُمفتعلة إلقصاء العراق ِّمن ِّ‬ ‫الحجاز‪ ،‬وأدَّت ه ٰـذه ال َّ‬
‫وتقزيم العلماء فيه‪ ،‬حت َّ ٰى َمن أخرجوه كان ال بُ َّد ِّمن كلمة ثناء ومدح لهم عليه‬
‫امرائي عالم الحديث وإمام الفقه‬ ‫س َّ‬ ‫صبحي ال َّ‬ ‫َّ‬
‫والعالمة ُ‬ ‫ليُأخذ بقوله ويُصدق‪،‬‬
‫جرت عليه محاوالت عديدة‬ ‫ْ‬ ‫وشيخ مدرسة الحديث العراقيَّة في ه ٰـذا العصر‬
‫لتشويهه نقلها لنا طلبته عنه‪ ،‬ول َّما عجزوا خرج األعور الدَّجال ابن باز ‪-‬‬
‫ّللا في الدَّرك األسفل ِّمن النَّار‪ -‬ليمدحه ببعض كلمات أخرجها بتكلُّف‬ ‫أقعده ه‬
‫وتكرار للسؤال ‪.‬‬
‫ٍ‬ ‫بعد ُجهد‬

‫صوف تارة وبالبعث والعلمنة تارة‬ ‫واشت َّد أُوار الجهلنة وصبغه بالتَّرفُّض والت َّ ُّ‬
‫على "ولي األمر األميركي" فأرفقوا مع‬ ‫ٰ‬ ‫شعث الغبر‬ ‫خرى يوم خرج ال ُّ‬ ‫أُ ٰ‬
‫أحقيَّة العراقي باإلمارة أو امتالك القرار‪،‬‬ ‫االتِّهامات والتَّخوينات تزييف ِّ‬
‫وكيف يخرج أح ٌد ما دون موافقة بالعمة نجد ‪.‬؟ لسان حالهم‪ :‬ما سمعنا به ٰـذا‬
‫كل طالب علم عراقي أو مجاهد‬ ‫على عاتقهم رمي ِّ‬ ‫األولين!‪ ،‬وأخذوا ٰ‬ ‫في آبائنا َّ‬
‫الرافضة أنفسهم يحاججونا بزنادقة نجد وفتحوا علينا‬ ‫والتَّه ُّكم عليه فأصبح َّ‬
‫همته‬ ‫كادت تُذهب بركة عملنا وقطيع األغنام لم يصح "ماع ماع" بل ُم ِّ‬ ‫ْ‬ ‫أبوابًا‬
‫موحد‬
‫ألقى ِّ‬ ‫عذرهم مع التبجيل واالنتفاض ِّإ ْن ٰ‬ ‫هي تسويغ فتاويهم وأقاويلهم و ُ‬
‫على أربابهم كلمة !‬‫ٰ‬

‫فصل ونوضع مئات وآالف‬ ‫ّللا نُفنِّد فيها ونُ ِّ‬ ‫ٌ‬
‫وقفات في قادم األيام بإذن ه‬ ‫ولنا‬
‫ت للمجهولين الَّذين ارتضوا الثَّغر إما ًما وال َّ‬
‫سيف لسانًا وحفظ بيضة‬ ‫ِّمن ترجما ٍ‬
‫شاشات والتَّخوين ‪.‬‬‫الدِّين ال ألقاب ال َّ‬

‫‪ 23‬صحيح البُخاري [الفتن‪]6681/‬‬


‫‪37‬‬
‫‪38‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫بعض تزكيات شيخنا الفرقان‬

‫للوزراء‪:‬‬
‫ّللا‪ -‬في معرض ذِّكره ُ‬‫الزاوي ‪-‬عليه رحمة ه‬ ‫َذكره َّ‬
‫‪24‬‬
‫وزيرا لإلعالم"‬
‫ً‬ ‫شيخ األُستاذ أحمد َّ‬
‫الطائي‪:‬‬ ‫"ال َّ‬

‫ّللا‪ -‬في رثائه‪:‬‬


‫عواد ‪-‬عليه رحمة ه‬
‫قال اإلمام ابن َّ‬
‫عزي ال ُمجاهـدين عا َّمةً بمقتل‬ ‫عزيكم و ُم ِّ‬‫"أيُّها ال ُمسلمون في ُك ِّل مكان‪ :‬إنِّي ُم ِّ‬
‫شيخ أبو ُمح َّمد‬‫شيخ أبو ُمح َّمد العدناني وال َّ‬ ‫وعلى رأسهم ال َّ‬
‫ٰ‬ ‫ال ُّ‬
‫شيوخ والقادة‬
‫وأعلى في الفردوس مسكنهم‪ -‬فقَد كانوا لنا ِّمن خيرة‬ ‫ٰ‬ ‫الفُرقان ‪-‬رحمهم ه‬
‫ّللا‬
‫سابقة وقديم الفضل‬ ‫ّللا به ِّمن ُحسن ال َّ‬
‫شرفهم ه‬ ‫إلى ما َّ‬ ‫الوزراء وصالح األُمراء ٰ‬ ‫ُ‬
‫ّللا في األرض حت َّ ٰى قضوا نحبهم‬ ‫والج ِّد في تشييد صرح الخالفة و ُحكم ه‬
‫‪25‬‬
‫وّللا حسيبهم"‬‫كذلك ه‬ ‫وأوفوا ما بذ َّمتهم نحسبهم ٰ‬

‫وقال العدناني في رسالته لألُردني ً‬


‫نقال عن اإلمام‪:‬‬

‫شيخ أبـي ُمح َّمد فُرقان أو غيره ِّمن اإلخوة‬ ‫"يُ ِّنبهك لعدم التَّطاول ثانية ٰ‬
‫على ال َّ‬
‫ال ِّكبار"‪ ،‬وينقل توبيخ اإلمام للمذكور لتطاوله ويزيد عليها‪:‬‬
‫"و َقد عاتبني لسماحي لك بالتَّطاول ٰ‬
‫على ال َّ‬
‫شيخ أبـي ُمح َّمد في مجلسي رغم‬
‫‪26‬‬
‫على ٰذلك قبل أ َ ْن يُعاتبني"‬
‫أنِّي ندمتُ ٰ‬

‫‪ِّ 24‬من ُخطبة‪" :‬إعالن التَّشكيلة الوزاريَّة الثَّانية لدولة العراق اإلسالميَّة" َّ‬
‫شوال ‪1430‬هـ ‪.‬‬
‫صفر ‪1438‬هـ ‪.‬‬ ‫ّللا ورسوله" َ‬ ‫‪ِّ 25‬من ُخطبة‪" :‬ه ٰـذا ما وعدنا ه‬
‫الرحم ٰـن األُردني‪/‬ذو القعدة ‪1437‬هـ ‪.‬‬ ‫إلى أبـي عبد َّ‬ ‫‪ 26‬كتاب العدناني ٰ‬
‫‪38‬‬
‫‪39‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫ّللا‪ -‬فيه‪:‬‬
‫البنعلي ‪-‬عليه رحمة ه‬
‫ِّ‬ ‫شيخ تُركي‬
‫قال ال َّ‬
‫ع َّلو قدره في‬ ‫شيخ أبـي ُمح َّمد العراقي ‪-‬وفَّقه ه‬
‫ّللا‪ -‬و ُ‬ ‫يخفى علينا مكانة ال َّ‬
‫ٰ‬ ‫"ال‬
‫الدَّولة اإلسالميَّة‪ ،‬وأنَّه ُر ٌ‬
‫كن ِّمن أركانها‪ ،‬وعل ٌم ِّمن أعالمها‪ ،‬وال نُنكر سابقته‬
‫إلى‬
‫ونتقرب ٰ‬
‫َّ‬ ‫صة والعا َّمة‪ ،‬بل‬
‫وفضله‪ ،‬وه ٰـذا الكالم نذكره في المجالس الخا َّ‬
‫ّللا بشهادتنا ه ٰـذه‪ ،‬وقَد ُروي عن ابن عبَّاس‪ :‬ال يعرف الفضل ألهل الفضل‬ ‫ه‬
‫‪27‬‬
‫َّإال ذوو الفضل"‬

‫صفر ‪1437‬هـ ‪.‬‬


‫إلى اإلمام‪َ /‬‬
‫البنعلي ٰ‬
‫ِّ‬ ‫‪ 27‬كتاب‬
‫‪39‬‬
‫‪40‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫ٌ‬
‫أوثان ال رموز‬

‫وعلى خليل‬‫ٰ‬ ‫على النَّبي ِّ األمين‬ ‫صلي ونُ ِّ‬


‫سلم ٰ‬ ‫سماء واألرضين نُ ِّ‬
‫بسم خالق ال َّ‬
‫إلى يوم الدِّين‬
‫وعلى َمن تبعهما ٰ‬ ‫ٰ‬ ‫رب العالمين إبراهيم كاسر أصنام ال ُمشركين‬
‫ِّ‬
‫‪.‬‬

‫أ َّما بعد ‪..‬‬

‫وشرفنا باتِّباعه ولعمري ما ِّمن‬ ‫َّ‬ ‫ّللا باإلسالم وأعالنا‬ ‫كدَّرنا أنَّنا قو ٌم َّ‬
‫أعزنا ه‬
‫كن النَّاظر بعين العقل ٰ‬
‫إلى‬ ‫بتلى به العبد َّإال وتمحوها ه ٰـذي النِّعمة‪ ،‬ول ٰـ َّ‬
‫نقمة يُ ٰ‬
‫الواقع يجد أ َ َّن عقائد االستماع والتَّحفيظ الخالية ِّمن التَّحكيم والتَّطبيق ُمنتشرة‬
‫كالهشيم في النَّار بين النَّاس وال زالوا يصبغون ُرهبانهم بالتَّقديس وال يُقبل‬
‫الزمن‬‫ستظن أ َ َّن َّ‬
‫ُّ‬ ‫نق ٌد ولو بكلمة و ِّإ ْن كانت المسألة عقديَّة بحتة ولو عاشرتَهم‬
‫شرعونه‬ ‫صارى يركعون للقساوسة والدِّين ما يُ ِّ‬ ‫ٰ‬ ‫إلى ألفي سنة حيث النَّ‬
‫عاد بك ٰ‬
‫سبحانه !‬‫ال ما ش ََّرع ُ‬

‫‪28‬‬
‫ط َّن َع َملُ َك َولَت َ ُكون ََّن ِّمنَ ْالخَا ِّس ِّرينَ ﴾‬ ‫تعالى‪﴿ :‬لَ ِّئ ْن أ َ ْش َر ْك َ‬
‫ت لَ َي ْح َب َ‬ ‫ٰ‬ ‫قال‬

‫ال جاه وال منصب وال مال وال قتال وال جهل وال دعوة وال مساعدة وال أي‬
‫سبحانه مخاطبًا خير ُرسله‪ ،‬خير األنبياء‪ ،‬خير البشر‪ ،‬خير َمن‬ ‫شيء‪ ،‬قالها ُ‬
‫سارت به قدم‪ ،‬ليُخبرنا أ َ َّن ما ِّمن أح ٍد إذا وقع سيُعذر ويُشفق ويُصفح عنه‪،‬‬
‫فالدِّين دين واالنسالخ منه أعظم الخطايا وأبلغ المعاصي وأقبح الذنوب‬
‫متى وقع ونُ ِّ‬
‫سميه‬ ‫إمام وال ُمجاهد‪ ،‬بل نوقعه ٰ‬
‫واآلثام‪ ،‬ال مواراة فيه لملكٍ وال ٍ‬
‫ّللا أنَّه ِّمن الكافرين ‪.‬‬
‫بما أمرنا ربُّنا ونُشهد ه‬

‫‪ 28‬سورة ُّ‬
‫الزمر‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫‪41‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫شت‬ ‫وفي آخر األزمنة والعصور ما ِّمن بدعة َّإال وانتشرت وال شركيَّة َّإال وتف َّ‬
‫ومن صور‬ ‫تعالى‪ِّ ،‬‬‫ٰ‬ ‫ّللا‬
‫ف ُم ِّيع الدِّين وحورب وقوتل وال ِّمن يُعين أهله غير ه‬
‫والبر ِّمن الفاجر ولتكون كلمة‬ ‫ُّ‬ ‫صادق ِّمن الكاذب‬ ‫الحكمة خروج الفتنة ليُعلم ال َّ‬
‫ّللا الخليقة تُفجع وتُصدم بهبوط‬ ‫ّللا هي العُليا‪ ،‬وال زالت البشريَّة ُمذ خلق ه‬ ‫ه‬
‫األعلياء وتهافت األشقياء فذاك ابن نوح وه ٰـذا أبو إبراهيم وتلك زوجة لوط‬
‫لكل لبيب‪ ،‬واليوم‬ ‫تخفى ِّ‬
‫ٰ‬ ‫وغيرهم م َّمن ذكرهم البارئ ج َّل جالله لنا بإشارةٍ ال‬
‫طرقه ز َّل في ال ُمعتقد أسماء كبيرة‬ ‫ومع ارتفاع الباطل وكثرة ال ِّشرك وتعدُّد ُ‬
‫ق ودعوة ‪َ -‬ح ِّسبْنا‪-‬‬ ‫على حبِّها وتبجيلها ِّلما لها ِّمن سب ٍ‬ ‫كبرنا علينا ونشأنا ٰ‬
‫الالت‬ ‫باألخص رؤوس ال ُكفر الثَّالث في تنظيم القاعدين عن الجهاد عبد َّ‬ ‫ِّ‬
‫ّللا‪ ،-‬ول ٰـكن ل َّما حصل االصطدام‬ ‫العز ٰى وأبـي مناة ‪-‬قبَّحهم ه‬ ‫َّ‬ ‫عزام وعطيَّة‬ ‫َّ‬
‫صلَنا غير ما ُكنَّا نراهم عليهم‪ ،‬فإذ بهم‬ ‫وبحثنا في األروقة وتكلَّ َم البعض َو َ‬
‫ووّللا‬
‫ه‬ ‫هدى‬
‫على ٰ‬ ‫ضللون األ َّمة ويحسبون أنَّهم ٰ‬ ‫الشرك ويدعون له ويُ ِّ‬ ‫يجوزون ِّ‬‫ِّ‬
‫إنَّه الضَّالل ال ُمبين ‪.‬‬

‫عزام ال ُكفر كحال سائر ُرموز اإلخوان وال ُمتأثِّرين بهم‪،‬‬ ‫الالت َّ‬ ‫انتهج عبد َّ‬
‫صا صوتيَّات "حول ال ُحكم‬ ‫و َمن راجع صوتيَّاته وجد العجائب‪ُ ،‬خصو ً‬
‫والسياسة" و "تفسير سورة التَّوبة" و "الحاكميَّة ال ُمطلقة‪/‬التَّربية ج‪ ،"11‬وال‬ ‫ِّ‬
‫ومن‬ ‫الرجل‪ِّ ،‬‬‫يشك عاق ٌل استمع للصوتيَّة األخيرة أو قرأها في ُكفر ه ٰـذا َّ‬ ‫ُّ‬
‫إلى ه ٰـذا المجلس‪ ،‬ويُعارض ك َّل مادَّة شرعيَّة‬ ‫أقواله‪" :‬إذا كان اإلنسان يدخل ٰ‬
‫ّللا ليس آث ًما ِّإ ْن حاول أ َ ْن يُصلح ‪. "..‬‬ ‫سنَّة‪ ،‬فإن شاء ه‬ ‫تُخالف الكتاب وال ُّ‬
‫‪29‬‬
‫ب ِّل ُح ْك ِّم ِّه﴾ ‪.‬‬
‫ّللاُ َي ْح ُك ُم َال ُم َع ِّق َ‬
‫‪﴿:‬و ه‬ ‫تعالى َ‬
‫ٰ‬ ‫ّللا‬
‫ويقول ه‬

‫ّللا يا عابد الدُّستور ‪.‬؟!‬


‫على ُحكم ه‬
‫حقير يُعدل ٰ‬
‫ٌ‬ ‫نجس‬
‫ٌ‬ ‫ٌ‬
‫أمخلوق‬

‫‪30‬‬
‫سبحانه‪﴿:‬أ َ ْك َم ْلتُ لَ ُك ْم دِّينَ ُك ْم﴾‬
‫ي ُ‬
‫يقول العل ُّ‬

‫‪ 29‬سورة َّ‬
‫الرعد ‪.‬‬
‫‪ 30‬سورة المائدة ‪.‬‬
‫‪41‬‬
‫‪42‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫ويقول مجوز ال ُكفر‪":‬إذا دخلوا ٰ‬


‫إلى المجلس (النُّ َّواب) ليُ ِّبلغوا صوت اإلسالم‬
‫فبعض النَّاس قالوا‬
‫ُ‬ ‫ي مادَّة تشريعيَّة تُخالف اإلسالم‬‫إلى المجتمع ليُعارضوا أ َ َّ‬
‫ٰ‬
‫كثيرا ِّمن العلماء أباحوا ٰذلك ورأوه ِّمن رسائل‬
‫ً‬ ‫يحرم ال تجوز‪ ، .... ،‬ل ٰـ َّ‬
‫كن‬
‫تبليغ الدَّعوة وما ال يت ُّم الواجب َّإال به فهو واجب"‪.‬‬

‫بمنتدى الحسبة!‪ ،‬فيقول‪(( :‬مسألة‬ ‫ٰ‬ ‫أ َّما عطيَّة َّ‬


‫العز ٰى جاء بالعجائب في لقائه‬
‫فتوى وقضاء‪،‬‬ ‫ٰ‬ ‫تكفير ه ٰـؤالء ال ُح َّكام ‪-‬أعني أعيانهم وأشخاصهم‪ -‬هي مسألة‬
‫على االجتهاد‪ ،‬فهي ِّمن العلم الَّذي سبيله النَّظر واالجتهاد واالستدالل‪،‬‬ ‫مبناها ٰ‬
‫حد العلم الضَّروري المقطوع به الَّذي يُكفَّر ال ُمخالف به)) ‪.‬‬ ‫إلى ِّ‬
‫ولم تصل ٰ‬
‫ّللاُ فَأُولَ ٰـئِّ َك ُه ُم‬
‫﴿و َم ْن لَ ْم يَ ْح ُك ْم بِّ َما أ َ ْنزَ َل ه‬
‫وتعالى يقول‪َ :‬‬
‫ٰ‬ ‫وّللا تبارك‬ ‫ه‬
‫‪31‬‬
‫ْال َكافِّ ُرونَ ﴾‪.‬‬

‫شيخ عبد القادر‬‫إلى أ َ َّن ه ٰـذا ِّمن األخطاء الَّتي وقع فيها ال َّ‬
‫يقول‪((:‬وأشرتُ ٰ‬
‫على ما فُهم من كالمه‪،‬‬ ‫ّللا عنه‪ ،‬حيث جعل الجميع في مرتبة واحدة ٰ‬ ‫عفا ه‬
‫اكتفى ٰبذلك؛ بل‬
‫ٰ‬ ‫ورتَّب عليه أ َ َّن ك َّل َمن كان في جيوشهم كافر‪ ،‬وليته‬
‫دعوى أ َ َّن ُكفرهم قطعي يقيني معلوم ِّمن الدِّين بالضَّرورة‪ ،‬ككفر‬ ‫ٰ‬ ‫زاد عليه‬
‫على ُكفرهم وردَّتهم‪ ،‬ورتَّب عليه‬‫أتباع مسيلمة الكذَّاب الَّذين أجمع الصحابة ٰ‬
‫ّللا وشذَّ ‪. ))..‬‬
‫كفرهم !! فأخطأ سامحه ه‬ ‫تكفير َمن لم يُ ِّ‬
‫‪.32‬‬ ‫سبحانه‪ِّ ﴿:‬إ َّن فِّ ْر َع ْونَ َوهَا َمانَ َو ُجنُو َدهُ َما َكانُوا خ ِّ‬
‫َاطئِّينَ ﴾‬ ‫ويقول ُ‬

‫مع تجويزه التحاكم للطاغوت تحت ذريعة الضَّرورة والمصلحة وأسلمته‬


‫لحماس ورأيه في اإلخوان َّ‬
‫الال مسلمين ‪.‬‬

‫‪ 31‬سورة المائدة ‪.‬‬


‫‪ 32‬سورة القصص‪.‬‬
‫‪42‬‬
‫‪43‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫على طلبة العلم‬


‫الليبي في خطبته "ليبيا وماذا يُراد لها" يقترح ٰ‬ ‫يحيى ِّ‬
‫ٰ‬ ‫وأبو‬
‫والدُّعاة في ليبيا بتكوين لجنة مستقلَّة مه َّمتها كما َذكر‪:‬‬
‫‪-1‬تتكفَّل بإصالح أي ِّ إنحراف يُصيب (الثَّورة) ‪.‬‬
‫‪-2‬مراقبة أي ِّ تصريح أو مقال ‪.‬‬
‫األول وال ُمباشر في (صياغة الدُّستور) ِّإ ْن كان ال‬ ‫‪-3‬أ َ ْن يكون (للَّجنة) الدَّور َّ‬
‫بُ َّد ِّمن (صياغته) ‪.‬‬
‫ّللا ُح ْك ًما ِّلقَ ْو ٍم‬ ‫وّللا عز وجل يقول‪﴿:‬أَفَ ُح ْك َم ْال َجا ِّه ِّليَّ ِّة َي ْبغُونَ ۚ َو َم ْن أ َ ْح َ‬
‫س ُن ِّمنَ ه ِّ‬ ‫ه‬
‫‪33‬‬
‫يُوقِّنُونَ ﴾ ‪.‬‬

‫وإذا قال قائل ما قول الدَّولة؛ قُلنا مع أنَّها ما كانت المقياس ول ٰـكن هاكم‪:‬‬

‫يقول أبو عبيدة اللُّبناني في لقائه مع صحيفة النَّبأ في العدد ‪ 23‬في مقال "لقَد‬
‫ي خراسان وأحد قيادات القاعدة سابقًا‪:‬‬ ‫تأخونت القاعدة" وهو أمن ُّ‬
‫َ‬
‫يحيى‬
‫ٰ‬ ‫"بينما كانت عقيدة التَّنظيم ومنهجه يوضعان ِّمن ِّقبل عطيَّة ه‬
‫ّللا وأبـي‬
‫لكل االنحرافات العقديَّة‬ ‫ِّ‬ ‫الطرابلسي و ُهم ال ُم ِّ‬
‫نظرون الحقيقيِّون‬ ‫َّ‬ ‫وسالم‬
‫الطرفين لم يكن يسمح لك أ َ ْن تحرف القاعدة عن الهاوية‬ ‫والمنهجيَّة فيه‪ ،‬وكال َّ‬
‫سحيقة الَّتي كانوا يعملون ٰ‬
‫على توجيهها إليها" ‪.‬‬ ‫ال َّ‬

‫شيخ‬ ‫على َمن استد َّل بثناء ال َّ‬


‫لتعري عطية وتر ُّد ٰ‬ ‫ِّ‬ ‫وعادت في عددها ‪85‬‬
‫ّللا‪ -‬للمذكور آنفًا‪:‬‬
‫العواد ‪-‬عليه رحمة ه‬ ‫إبراهيم َّ‬
‫صالح وطالبي الخير‪ ،‬بأ َ ْن يُعلن مدح‬ ‫"وقَد وقع في ه ٰـذا بعض ِّمن أهل ال َّ‬
‫على ما ظهر ِّمنه ِّمن صالح وإحسان‪ ،‬وهو ال يعلم حال ه ٰـذا‬ ‫شخص ما‪ٰ ،‬‬ ‫ٍ‬
‫"رمزا" لبعض الض َِّّالين‪ ،‬يستدلُّون بأقواله وأفعاله‬‫ً‬ ‫الممدوح‪ ،‬الَّذي قَد يكون‬
‫على ص َّحة منهجهم‪ ،‬وسالمة عقيدتهم‪ ،‬حت َّ ٰى إذا ما طعن المادح أو َمن يتَّبعه‬ ‫ٰ‬
‫"الرمز" الَّذي سبق‬ ‫على عقيدة ومنهج َّ‬ ‫بعقيدة ه ٰـؤالء الض َِّّالين‪ ،‬جادلوه بأنَّهم ٰ‬

‫‪ 33‬سورة المائدة ‪.‬‬


‫‪43‬‬
‫‪44‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫وأثنى عليه‪ ،‬ويسعون إللزامه بقبول ضاللهم‪ ،‬لكي ال ينسحب‬ ‫ٰ‬ ‫له أ َ ْن مدح‬
‫"الرمز" الَّذي مدحه‪ ،‬أو يتَّهموه بالتَّناقض‪،‬‬‫الطعن في َّ‬‫إلى َّ‬
‫طعنهم في عقيدتهم ٰ‬
‫"الرمز" وطعنه في العقيدة الَّتي يحملها‪ ،‬وال يُمكن حصر‬ ‫بين مدحه ٰلذلك َّ‬
‫على ما علموا عنهم ِّمن خير‪،‬‬ ‫"الرموز" الَّتي امتدحها البعض‪ٰ ،‬‬ ‫على ُّ‬
‫األمثلة ٰ‬
‫وجهلوا عنهم ِّمن باطل وضالل‪ ،‬كحال "رموز" اإلخوان ال ُمرتدِّين كحسن‬
‫سوري‪ ،‬وغيرهم‬ ‫الليبي وأبـي ُمصعب ال ُّ‬ ‫البنَّا‪ ،‬و "رموز" القاعدة كعطيَّة ه‬
‫ّللا ِّ‬
‫كثير ِّمن أئ َّمة الضَّالل‪ ،‬ورؤوس الفتنة" ‪.‬‬
‫ٌ‬

‫ي في حياة غالب‬ ‫وقَد صدر العدد الثَّالث والعشرون في ‪21/3/2016‬م أ َ ْ‬


‫المشايخ واألُمراء‪ ،‬وفي حياة العدناني ‪-‬عليه رحمة ه‬
‫ّللا‪ -‬الَّذي استد َّل بأبـي‬
‫"السلميَّة دين َمن ‪.‬؟"‪ ،‬وأ َّما العدد الخامس والثَّمانون ففي‬ ‫ِّ‬ ‫يحيى في كلمته‬
‫ٰ‬
‫ّللا‪ -‬الَّذي تر َّحم ٰ‬
‫على‬ ‫ي في حياة إمام العصر ‪-‬عليه رحمة ه‬ ‫‪15/6/2017‬م أ َ ْ‬
‫الرسمي والمقاالت تخرج‬ ‫صحيفة صوت الدَّولة َّ‬‫ومن المعلومات أ َ َّن ال َّ‬ ‫عطيَّة‪ِّ ،‬‬
‫على حالتين‪:‬‬
‫والطعن فيها يكون ٰ‬ ‫َّ‬ ‫ِّمنها‬

‫األولى‪ :‬أ َ َّن مشايخنا ال يعلمون ع َّما يصدر ِّمن إعالمهم في عقائد النَّاس‪ ،‬وذا‬
‫ٰ‬
‫أهليَّتهم للقيادة ‪.‬‬ ‫ٌ‬
‫طعن صري ٌح في ِّ‬

‫الثَّانية‪ :‬أ َ َّن ُكتاب الصحيفة يستقوون ٰ‬


‫على المشايخ و ُهم أصحاب الكلمة في‬
‫ضا ‪.‬‬
‫أهليَّتهم للقيادة أي ً‬ ‫ٌ‬
‫طعن صري ٌح في ِّ‬ ‫الواقع‪ ،‬وذا‬

‫بالطاغوت وأنتم تدعون وتُشرعنون له‬ ‫َّ‬ ‫نرى أطفالنا تكفر‬ ‫ٰ‬ ‫يعز علينا أ َ ْن‬ ‫ُّ‬
‫بكل طاغوت وثالوث‬ ‫سه‪ ،‬نعم ‪ ..‬إِّ َّن أطفالنا باتت تكفر ِّ‬ ‫وتُندِّدون ب َمن يم ُّ‬
‫تعالى‪﴿ :‬أَلَ ْم ت َ َر ِّإلَ ٰى الَّذِّينَ‬
‫ٰ‬ ‫شرع له‪ ،‬قال‬ ‫القاعدين عن الجهاد مات و ُهو يُ ِّ‬
‫ع ُمونَ أَنَّ ُه ْم آ َمنُوا بِّ َما أ ُ ْن ِّز َل إِّلَي َْك َو َما أ ُ ْن ِّز َل ِّم ْن قَ ْب ِّل َك يُ ِّريدُونَ أ َ ْن يَت َ َحا َك ُموا‬
‫يَ ْز ُ‬
‫ضالالً‬ ‫ضلَّ ُه ْم َ‬ ‫ان أ َ ْن يُ ِّ‬‫ط ُ‬ ‫ت َوقَ ْد أ ُ ِّم ُروا أ َ ْن َي ْكفُ ُروا ِّب ِّه َويُ ِّري ُد ال َّ‬
‫ش ْي َ‬ ‫غو ِّ‬ ‫ِّإلَ ٰى َّ‬
‫الطا ُ‬

‫‪44‬‬
‫‪45‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫ووّللا‪﴿ :‬إِّ ْن أ َ َ‬
‫ط ْعت ُ ُمو ُه ْم إِّنَّ ُك ْم لَ ُم ْش ِّر ُكونَ ﴾‪ ، 35‬أبصروا في فداحة‬ ‫ه‬ ‫بَ ِّعيداً﴾‪،34‬‬
‫ّللا وقولوا أ َ َب ْع َد ه ٰـذا القول‬
‫ّللا وتجويز ال ُكفر‪ ،‬انظروا عباد ه‬ ‫قول في دين ه‬ ‫الت َّ ُّ‬
‫الرموز‬
‫عزام وكذب عبدة ُّ‬ ‫ّللا وكفر عبد َّ‬
‫الالت َّ‬ ‫ُكفر؟ أَبَ ْع َد ال ُكفر ذنب؟ وصدق ه‬
‫‪.‬‬

‫كفرتُ بآلهتكم المتعدِّدة يا قوم ‪..‬‬

‫‪ 34‬سورة النِّساء‪.‬‬
‫‪ 35‬سورة األنعام‪.‬‬
‫‪45‬‬
‫‪46‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫ملحوظة‬

‫على أيدينا‬
‫ّللا بقتل ٍة ٰ‬
‫الرأس أهلكه ه‬‫ِّإ َّن أكثر َمن شارك في ه ٰـذه الفتنة وكان بها َّ‬
‫الرحم ٰـن األُردني قُتل في حلب ‪ٰ -‬‬
‫على ما‬ ‫على أيدي أعدائنا‪ ،‬أبو عبد َّ‬ ‫أو ذلَّ ٍة ٰ‬
‫ّللا‪ -‬بعد ُهروبه‬‫ّللا ‪-‬عليه رحمة ه‬ ‫حجي عبد ه‬ ‫نذكر ولعلَّه في إدلب‪ٍ -‬‬
‫بأمر ِّمن ِّ‬
‫عيسى ‪ -‬خبَّاب ‪ -‬الغاشمي]‬ ‫ٰ‬ ‫وإظهار وجهه وإطالق لسانه‪ ،‬ثالوث المرح [أبو‬
‫على شيخهم المقدسي عرفوا َّ‬
‫أن يده‬ ‫الذوا بالجوالني وبعد انقالب األخير ٰ‬
‫إلى األناضول وهُم يعيشون أسوأ حاالتهم‪ ،‬وقَد سمعنا عن‬ ‫ستطالهم فهربوا ٰ‬
‫سط بعض مشايخ دُويلة األُردن لجلبهم إليها وال ندري ص َّحة القول‪ ،‬أبو‬ ‫تو ُّ‬
‫إلى األناضول ث ُ َّم عاد عند الهيئة‪،‬‬‫مرام الجزائري هرب إل ٰى إدلب وبعدها ٰ‬
‫شجر والحجر‪ ،‬فإنِّي ناصحك أخي القارئ فاسمع‬ ‫توحد يُزندق ال َّ‬
‫إلى ُم ِّ‬
‫وتحول ٰ‬
‫َّ‬
‫مدى العُمر‪:‬‬
‫جيدًا ٰ‬
‫ِّم ِّني بضع كلمات واحفظها ِّ‬

‫والولوغ في الفتن كيال تسقط في الوحل‪،‬‬


‫ّللا‪ ،‬إيَّاك ُ‬ ‫َّ‬
‫والطعن بأولياء ه‬ ‫"إيَّاك‬
‫تعالى"‬
‫ٰ‬ ‫ّللا‬ ‫سرع والغضب والت َّ ُّ‬
‫هور‪ ،‬إيَّاك إيَّاك والخطأ في دين ه‬ ‫إيَّاك والت َّ ُّ‬

‫‪46‬‬
‫‪47‬‬ ‫تغيير المناهج كِذبة آل الجهم والخوارج‬

‫المواضيع‬

‫ُمقدِّمة ‪4 .........................................................................‬‬
‫تغيير المناهج ِّكذبة آل الجهم والخوارج ‪5 .....................................‬‬
‫سؤاالت المنهجيَّة ‪14 .........................................................‬‬
‫ال ُّ‬
‫القول المدلول في عدم تبعيَّة الدَّولة لحفيد سلول ‪32 ..........................‬‬
‫س العلم ‪36 ..............................................‬‬‫كذبوا ‪ ..‬بل العراق أ ُ ُّ‬
‫بعض تزكيات شيخنا الفُرقان ‪38 ..............................................‬‬
‫ٌ‬
‫أوثان ال ُرموز‪40 ..............................................................‬‬
‫ملحوظة ‪46 .....................................................................‬‬

‫‪47‬‬

You might also like