Professional Documents
Culture Documents
تأليف
أ.د .أحمد ذياب شويدح
عميد كلية الشريعة والقانون سابقا
د .ماهـر أحمد السوسـي د .زياد ابراهيم مقـداد
عميـــــد كليــــــة الشريعـــة رئيس لجنة الفتوى بالجامعة
والقانـــــون سابقا عميد الدراسـات العليا سابقــا
الطبعة السابعة
1441هـ2020 -م
النظم الإسلامية
الطبعة الثامنة
1441هـ2020 -م
ب
ُ
مقـدﱢمة
الحمد هلل رب العالمين ،الرحمن الرحيم ،الذي أرسل رسله هديا ً وبشيرا ً للعالمين ،وأنزل
معه القرآن نورا ً وبرهانًا مبين ،وضمنه صراطه المستققيم ،وععلته منا تا لمتن آمتن بته،
وأراد أن يكون من الماقدين ،أما بعد.
فإن هذه هي الطبعة السادسة من كقاب (التنمم اسستيمية) ،المقترر للدراستة ىلتم عميت
طيب ال امعة اسسيمية بكل تخصصاتاا ،نستوهاا اليتو وهتي تقنتمن دراستال حتول
األطر العامة لغالب أبواب القشري اسسيمي ،وهد أطلنا ىلم ذلك اسم "النمم اسسيمية
تتامل ،ال يمكتتن فصتتل "؛ألن هتتذه الموضتتوىال هتتي ىبتتادع ىتتن كتتل مقكامتتل ،ونمتتا
موضوع منه ىتن اخرتر ،حيت ا تقمل هتذا الكقتاب ىلتم فصتل تمايتدي بينتا فيته معنتم
النمم اسسيمية ،وحاعة الناس إلياا ،ورصائصاا ومصادرها.
ثم اتبعناه الفصل األول وهو يقحدث ىن العقيدع وحقيققاا وأركاناا ،ثم أثرهتا ىلتم الفترد
و الم قم .
وبعتده عتتال الفصتتل ال تتاني :وهتتو نمتتا العبتادع ،فقحتتدثنا ىتتن حقيققاتتا ،وكايقاتتا والحكمتتة
مناا ،ثم رقمنا ببيان رصائص العبادع في اسسي ومزاياها.
األرتتي وتتتي ذلتتك الفصتتل ال التت وهتتو نمتتا األرتتي :التتذي ا تتقمل ىلتتم تعريتت
ورصائصاا وىناية اسسي باألري ،ومن ثم أثرها في النفس البشرية.
األسترع فتتي وعتال بع ته الفصتل الرابت بعنتتوان نمتا األسترع :وتحتدثنا فيتته ىتن تعريت
اسستتي ،ثتتم األستتس القتتي يقتتو ىلياتتا نمتتا األستترع ،ومتتن ثتتم التتزواال والطتتي ومكانتتة
المرأع وحقوهاا في اسسي .
وأمتتتا الفصتتتل الختتتامس فاتتتو بعنتتتوان :االهقصتتتادي :بينتتتا فيتتته األستتتاس العقائتتتدي للنمتتتا
االهقصتتادي فتتي اسستتي ،ثتتم المبتتاد العامتتة للنمتتا االهقصتتادي ،ثتتم رصتتائص النمتتا
االهقصادي في اسسي ،ثم رقمنا ببيت المال.
ج
وأريرا عال الفصل السادس ،وهو بعنوان نما الحكم والنمتا السياستي فتي اسستي :ثتم
السياسة ،وأهم هواىد النما السياسي فتي اسستي ،ثتم الدولتة فتي تحدثنا فيه ىن تعري
اسسي ،ثم رئاسة الدولة اسسيمية ،ورقمنا بالوزارع.
هذا؛ والناظر في هذا الكقاب ي د أنه يلبي حاعة ملحة ىند الشباب المسلم فتي معرفتة متا
ي ب ىليه أن يعرفه ىن رصائص النمم اسستيمية ومتا تقميتز بته ىتن التنمم الوضتعية
بتدينام ،القصتدي لكتل متا يحتاه ضتده متن األررى ،ذلك حقم يسقطي الشباب الناتو
مؤامرال ومكائد ،تعمل ىلم تشويه وبيان ىد صتيحيقه للحيتاع المعاصترع ،وأن كيتره
من النمم هي أصلح منه.
ومن أعل ذلك كله عالل هذه الطبعة تحمل بعض القعدييل القي أعريناهتا ىلتم بعتض
الموضوىال القي رأيناها أناا هد سيقت بطريقة ال تقناسب مت الستيا المعاصتر ،أو أن
هناه ما هو أفنل مناا ،حقم يمتل الكقتاب محافمتا ىلتم نستقه المعاصتر ،وحقتم يمتل
موردا ،لطيبنا األىزال ينالون من معينه ما يغذي ىقولام ،وينمي مداركام ،ويزيد فتي
ثقافقام ،ويروي نامام للعلم والمعرفة.
التتنمم اسستتيمية فتتي ومتتن الموضتتوىال القتتي أعرينتتا ىلياتتا هتتذه القعتتدييل :تعري ت
العقيدع ،ومكانة المرأع في اسسي . االصطيح ،وتعري
وفي النااية فإننا نسأل هللا تعالم بأن يكتون هتذا العمتل رالصتا لوعاته الكتريم ،وأن ينفت
باب المسلمين ،وي عله ذررا لام ،إنه هريب م يب الدىال ،والحمد هلل رب العالمين.
د
مقدمة الطبعة األوىل
الحمد هلل رب العالمين ،والصيع والسي ىلم أفنل أما وحاكم للمسلمين ،سيدنا محمد
المبعوث رحمة للعالمين ،وىلم آله وصحبه ومن تبعام بإحسان الي يو الدين ..أما بعد.
فإنه ىندما أسندل إلينا ىمادع كلية الشريعة تدريس مسا النمم اسستيمية ،أطلعنتا ىلتم
مفردال في دليتل الكليتة ،فوعتدناه مشتققة فتي كقتب ىديتدع ،يصتعب ىلتم الطالتب الققتاط
وتندثر إذا ما انقام من دراسقاا. بغيقه مناا ،أو مطبوىة في مذكرال ال تلب أن تقل
لذلك ىمدنا إلم تدريس هذا الكقتاب ،لنتوفر ىلتم طيبنتا ذلتك العنتال الكبيتر فتي تحصتيل
وحصر موضوىال هذه المادع ،وليبق لديام ذريرع يرععون إليه كلما دىت الحاعة إلم
ذلك ،سيما هذه المرحلة العصيبة القي تمر باا األمة اسسيمية ،حيت تزايتدل الا متال
المستتعورع متتن أىتتدال هتتذا التتدين الحنيتت ،واالدىتتالال المغرضتتة ،القتتي تاتتدى إلتتم
تصتتويره بأنتته ديتن روحتتاني محتتض ،نتتزل لقنمتتيم العيهتتة بتتين العبتتد وربتته ،ىلتتم تتكل
ىبادال من صيع وصيا وحج وصدهال ,ال ىيهة لاا بأمور الدنيا ونمماا ،وإنه وإن
صلح لقنميم حياع الناس في فقرع من الزمن ،في يصلح في فقرع أررى.
ولعل مما يدحض تلك االفقرالال ما هاله ذلك المسقشر البريطاني ،والفنل ما تادل
و اا مياح ماامستع ال بيعما
به األىدال" .ما أحوج العاال الواوإ ىلاج كاح د ي اّ ت
ولقتتد صتتد هتتذا المسقشتتر فتتي كلمقتته هتتذه؛ فتتإن اسستتي يتتنمم العيهتتة بتتين النتتاس،
وينتتبطاا ىلتتم أستتس ثابقتتة راستتخة هواماتتا العتتدل ،والمستتاواع ،والحريتتة ،الق تي تنتتمن
الحق لكل بني البشر ىلم ارقيى أعناسام ومعققداتام.
وإ ن أبنالنا الطيب األفاضل هم حملة راية هتذا التدين ،وهتم عنتده المكلفتون بالتذود ىتن
حياضه ،وردّ كيد المغرضتين إلتم نحتورهم ،وبدراستقام لاتذا الكقتاب يستقطيعون الحكتم
سياسيا واهقصاديا وأريهيا في كتل القنتايا القتي تطترح وتفنيتد كتل االدىتالال واالنقبتاه
والحذر من كل ما ينشر من الشائعال.
ه
نقر بأنه هد ستبقنا للكقابتة
ونحن إذ نعد هذا الكقاب ،ال ندىي السبق في هذا المنمار ،بل ّ
فيه الك يرون من مشتايخنا وأستاتذتنا األعتيل؛ كالشتي محمتد المبتاره ،والتدكقور محمتد
أبتتي فتتارس ،وىبتتد الكتتريم زيتتدان ،ومحمتتد ىقلتتة ،وآرتترين متتن العلمتتال ،القتتدامم متتنام
المحدثين.
ولكتتن كتتل متتنام كقتتب فتتي عانتتب أو أك تتر ،فكتتان هتتذا الكقتتاب التتذي يستتمل معمتتم هتتذه
ال وانب ،أو ىلم األهل المفردال المطلوب تدريساا في هذه المادع.
هذا ال اد المقواض التم ال اتود ستابقينا ،نأمتل أن نكتون هتد وفقنتا فتي ونحن إذ نني
محاولقنا األولم هتذه لخدمتة طيبنتا ،ولتنن هصترنا فتي تيل ،فلنتا أىتذارنا ،والكمتال هلل
وحده.
وهلل من و اء القمّ
29ما س 1994إ
و
المحتويات
ُمقـدﱢمة ........................ ................................ ................................ج
مقدمة الطبعة األولى ........................................ ................................ه
الفصل التمهيدي 1 ............................................. ................................
أهمية دراسة النظم اإلسالمية 1 .............................. ................................
األهداف والمهارات 2 ......................................... ................................
المبحثاألولتعريفالنظماإلسالمية 3..................................................
المبحثالثانيحاجةالمجتمعاتللنظماإلسالمية 6.......................................
المبحثالثالثالخصائصالعامةللنظماإلسالمية 11....................................
أوال:الربانية11................................................................................................ :
ثانيا:الثباتوالمرونة13................................................................................... :
ثالثا:الشمولوالتوازن15.................................................................................. :
رابعا:العموموالعالمية17................................................................................. :
خامسا:التكاملوالترابط19............................................................................... :
سادسا:الواقعية23............................................................................................ :
سابعا:المثاليةواألخالق27................................................................................:
ثامنا:الجزاءاألخروي30................................................................................. :
المبحثالرابعمصادرالنظماإلسالمية 34...............................................
أوال:القرآنالكريم 35.........................................................................................
ثانيا:السنةالنبوية 37.................................... ................................
ثالثا:االجماع 38................................................................................................
رابعا:القياس 39.................................................................................................
الفصل األول نظام العقيدة 43 ................................ ................................
األهداف والمهارات 44 ....................................... ................................
المبحثاألولتعريفالعقيدةوثمرةدراستها 45.........................................
المبحثالثانيأركانالعقيدةاإلسالمية 46................................................
المبحثالثالثأثرالعقيدةاإلسالميةفيحياةالفردوالمجتمع 50.............................
الفصل الثاني نظام العبادة 56 ................................ ................................
األهداف والمهارات 57 ....................................... ................................
ز
المبحثاألولتعريفالعبادة 58........................... ................................
المبحثالثانيغايةالعبادةوحكمتها 59...................................................
المبحثالثالثخصائصالعبادةفياإلسالمومزاياها 60................................
الفصل الثالث نظام األخالق 65 ............................... ................................
األهداف والمهارات 66 ....................................... ................................
المبحثاألولتعريفاألخالق 67......................... ................................
مراحلتوجيهالخلقفيالنفساإلنسانيةإيجاباأوسلبا69..................................... :
المبحثالثانيخصائصنظاماألخالقفياإلسالم 73...................................
أوال:التعميموالتفصيل73.................................................................................. :
ثانيا:الشمول79................................................................................................ :
ثالثا:األخالقضابطةلسلوكاالنسانوتصرفاته81............................................. :
رابعا:الثوابوالعقاب82.................................................................................. :
خامسا:تالزماألخالقمعااليمانباهلل83........................................................... :
المبحثالثالثعنايةاإلسالمباألخالقوأثرهاعلىالنفسالبشرية 84..................
أثراألخالقعلىالنفسالبشرية87.................................................................... :
أوال:تقييداستخدامالحقومنعالتعسف 87............................................................
ثانيا:المحافظةعلىالتكافلاالجتماعي 89............................................................
الفصل الرابع نظام األسرة في اإلسالم 97 ..................................................
األهداف والمهارات 98 ....................................... ................................
المبحثاألولتعريفاألسرة 99.......................... ................................
المبحثالثانياألسسالتييقومعليهانظاماألسرة 100.................................
المبحثالثالثالزواج 102................................ ................................
أوال:تعريفالزواج102................................................................................... :
ثانيا:دليلمشروعيةالزواج103........................................................................ :
ثالثا:حكمةمشروعيةالزواج103...................................................................... :
رابعا:حكمالزواج105..................................................................................... :
خامسا:حقوقالزوجين107............................................................................... :
أقسامالحقوقالزوجية107................................................................................ :
المبحثالرابعالطالق 114................................ ................................
المبحثالخامسمكانةالمرأةوحقوقهافياإلسالم 122.................................
ح
أوال:المرأةعندغيرالمسلمين122.................................................................... :
ثانيا:المرأةفياإلسالم 128................................................................................
ثالثا:المجاالتالتيفرقفيهااإلسالم 136............................................................
بينالرجلوالمرأةومبرارتها 136......................................................................
رابعا:عملالمرأة 143.......................................................................................
خامسا:المرأةواالختالط 145..............................................................................
الفصل الخامس النظام االقتصادي 154 .....................................................
األهداف والمهارات 155 ..................................... ................................
الفصلالخامسالنظاماالقتصاديفياإلسالم 156......................................
المبحثاألولاألساسالعقائديللنظاماالقتصادي 157.................................
فائدةنسبةالمالإلىهللاوإلىمالكيهمنالبشر163.............................................. :
المبحثالثانيالمبادئالعامةللنظاماالقتصادي 165....................................
أوال:حريةالعمل 165.........................................................................................
ثانيا:الملكيةالفردية169....................................................................................
أدلةمشروعيةالملكيةالفرديةفياإلسالم170..................................................... :
فائدةإقرارمبدأالملكيةالفردية172.................................................................... :
حمايةالملكية173............................................................................................. :
القيودالواردةعلىحقالملكية174.................................................................... :
هليتدخلولياألمرلتقييدحريةالعملوالملكيةالفردية؟ 176...............................
ثالثا:اإلرث 176.................................................................................................
المبحثالثالثخصائصالنظاماالقتصاديفياإلسالم 181............................
أوال:الوسطية181............................................................................................ :
ثانيا:مراعاةفطرةاإلنسان183......................................................................... :
ثالثا:نظاماالقتصاداإلسالمييراعيقواعداألخالق183.................................... :
رابعا:يعملعلىسدحاجاتجميعاألفراد185................................................... :
المبحثالرابعبيتالمال 187............................. ................................
مقوماتبيتالمال 188.......................................................................................
أوال:دخلبيتالمال188.................................................................................. :
األموالالتيتجبفيهاالزكاة 190.......................................................................
الموردالثانيمنمواردبيتالمال:الجزية197.................................................. :
شروطأخذالجزية197...................................................................................... :
مقدارالجزية197.............................................................................................. :
ط
الموردالثالث:الخراج198................................................................................ :
الموردالرابع:العشور198................................................................................ :
الموردالخامس:الغنائم199............................................................................... :
الموردالسادس:الفيء 201.................................................................................
الموردالسابع:مايدخلالمالبيتالمالبغيرالطرقالسابقة 201..........................
ثانيا:نفقاتبيتالمال202................................................................................. :
الفصل السادس نظام السياسة والحكم 208 ................................................
األهداف والمهارات 209 ..................................... ................................
تمهيد 210................................................... ................................
المبحثاألولالتعريفبالسياسة 212.....................................................
مقارنةبينتعريفالسياسةعندالمسلمينوعندغيرهم 214........................... :
المبحثالثانيأهمقواعدالنظامالسياسيفياإلسالم 216...............................
القاعدةاألولى 218......................................... ................................
الحاكميةهلل 218............................................ ................................
القاعدةالثانية 227.......................................... ................................
العدلوالمساواة 227....................................... ................................
نظرةاإلسالمإلىالناس228.............................................................................. :
موقفالكفارمنالعدلوالمساواة231................................................................ :
حكمإقامةالعدلبينالناس232.......................................................................... :
العدلفياإلسالماليتأثربالهوى234.................................................................:
فوائدالعدلبينالناس235................................................................................. :
اهتماماإلسالمبإقامةالعدل237.......................................................................... :
منمظاهرالعدلفياإلسالم237....................................................................... :
القاعدةالثالثة 239.......................................... ................................
الشورى 239................................................ ................................
تعريفالشورى239......................................................................................... :
حكمالشورىفياإلسالم241.............................................................................:
مدىالزامالشورىلرئيسالدولة242................................................................. :
مجاالتالشورى244........................................................................................ :
كيفيةالشورى244............................................................................................ :
شروطاهلالشورى245................................................................................... :
ي
القاعدةالرابعةالطاعة 247................................ ................................
تعريفالطاعة247........................................................................................... :
حكمالطاعة249............................................................................................... :
حدودالطاعة250..............................................................................................:
سببكونالطاعةمقيدة251.............................................................................. :
المبحثالثالثالدولةفياإلسالم 253.....................................................
تعريفالدولة253............................................................................................. :
تعريفالدولةاإلسالمية254.............................................................................. :
أركانالدولة255.............................................................................................. :
نشأةالدولةاإلسالمية 257...................................................................................
بيعةالعقبةاألولىسنة12منبعثة260......................................................... :
بيعةالعقبةالثانية260........................................................................................ :
المبحثالرابعالرئاسةفيالدولةاإلسالمية(الخالفة) 263..............................
حكمتنصيبرئيسالدولةفياإلسالم263.......................................................... :
هليجوزتنصيبأكثرمنخليفةعلىالمسلمين264........................................... :
الشروطالذييجبتوفرهافيرئيسالدولةاإلسالمية265.................................. :
كيفيةاختياررئيسالدولةوتنصيبه268.............................................................. :
أوال:البيعة269................................................................................................ :
صفاتالبيعة269.............................................................................................. :
هليجبأحدعلىتوليرئاسةالدولة؟ 270..........................................................
ثانيا:االستخالفأو(واليةالعهد)272.............................................................. :
شروطصحةواليةالعهد272............................................................................ :
ثالثا:التغلب(اغتصابالسلطة)272.................................................................... :
المبحثالخامسالوزارةفيالدولةاإلسالمية 275.......................................
أقسامالوزارة 277.......................................... ................................
أوال:وزارةالتفويض 278................................ ................................
الفرقبينوزيرالتفويضوبينرئيسالدولة278................................................ :
شروطوزيرالتفويض279................................................................................ :
سببتسميتهبوزيرالتفويض280....................................................................... :
ثانيا:وزارةالتنفيذ 280.................................... ................................
شروطوزيرلتنفيذ280..................................................................................... :
الفرقبينوزيرالتفويضووزيرالتنفيذ281....................................................... :
ك
قائمة المراجع 288 ........................................... ................................
ل
الفصل التمهيدي
وف ع أ بع مباحث
ال بيث األول :تعريف ال ظ اإلسسم
األهداف واملهارات
أوال :األهّاف:
.1التعريف بالنظم اإلسالمية.
.2بيان خصائص النظم اإلسالمية.
.3بيان مصادر النظم اإلسالمية.
.4بيان أهمية دراسة النظم اإلسالمية.
2
المبحث الأول
1الصيغتاناألخريانهما:أنظمةوأناظيم،انظرابنمنظورلسانالعرب.4469/6
2ابنننمنظننور:لسننانالعننرب،4469/6،الفيننروزأبننادي:القنناموسالمحننيط،182/7الفيومي:المصننباح
المنيرص.612
3ابنمنظور:لسانالعرب2079/3ومابعدها،الزمخشري:أساسالبالغةص.306
4سورةآلعمران،مناآلية 83
3
.4وكل ه ه المعاني تتمثل باإلسالم كدين ،فاإلسالم توحيد وإخالص هلل تعالى وإفراد له
بالعبىىادة ،كمىىا أنىىه تسىىليم و اعىىة ،وإكعىىان ألوام ىره وتش ىريعاته ،وقنىىائه وقىىدره ،وهىىو
أطنا مصال ة مع هللا تعىالى ،متمثلىة فىي االلتىزام بمىا أمىر وانتنىاب مىا نهىى ،ثمرتهىا
األمن واال مئنان والرضا والهدى.
1حسنإبراهيمحسنوعليإبراهيمحسن:النظماإلسالميةص.4
2عمرالخطيب:لمحاتفيالثقافةاإلسالميةص.27
3محمدعبدهللاالعربي:النظماإلسالمية.9/2
4محمودكريت:دراساتفيالنظموالثقافةاإلسالميةص.9
4
ىطا هااا " 1أو هىىي " :ال اااها اليااي س ا ها اإلسااسإ لباالوس ال باال وساالوس الج اع ا
ل بيق أمر ال جي ع ".2 ال بل
ومىن هنىا طظهىر لنىىا أن الىنظم اإلسىالمية ،شىىكل مىن أشىكال الىنظم بونىىه عىام ،مىن حيى
أفى ىراد المجتمىىع الى ى ي مىىن به ىىا أو خنىىع وانق ىىاد إ نهىىا تن ىىب وتىىنظم س ىىلور ومعىىامال
ألحكامه ى ىىا وقوانينه ى ىىا ،ول نه ى ىىا تختل ى ىىظ ع ى ىىن أط ى ىىة نظ ى ىىم أخ ى ىىرى ف ى ىىي مص ى ىىدرها وه ى ىىدفها
وخصائصها ،فمصدر النظم اإلسىالمية هىو هللا رب العىالمين ،الى ي ارتنىى لنىا اإلسىالم
دينىا ،ونىزل علينىا تفاصىىيله وأحكامىه فىي كتابىىه العزيىز ،وسىنة نييىىه م مىد ﷺ ،بينمىا نجىىد
الىىنقص أن مصىىدر الىىنظم األخىىرى هىىو بنىىي البشىىر أنفسىىهم ،بمىىا نيل ىوا عليىىه مىىن صىىفا
. والخعي وغير كلم من صفا
كما أن هدف النظم اإلسالمية يتمثل في ت قيىق مرضىاة هللا عىز ونىل ،وكلىم مىن خىالل
تعييق شريعته وااللتزام بمنهجه ،األمر ال ي ينعكس على حياة البشىر مينينىة واسىتق ار ار
ورخا واستقامة.
أمىىا الىىنظم األخىىرى فهىىدفها طختلىىظ بىىاختالف هىىدف واضىىعيها ،كمىىا أنىىه طختلىىظ مىىن وقىىم
والمصالا. وال اطا اختالف السياسا لوقم ،ب س
مستقل إن شا هللا تعالى. أما خصائص النظم اإلسالمية فهي ما سنتناوله في مب
1عبدالغفارعزيزوآخرون:أضواءعلىالنظموالثقافةاإلسالميةص6
2محمدعبدهللاالعربي:النظماإلسالمية9/2
5
المبحث الثاني
البش ىرية بعييعتهىىا ب انىىة إلىىى نظىىم تنىىب حركىىة أفرادهىىا وتونههىىا المجتمعىىا
الونهىة السىديدة الرشىيدة ،وتنىىمن لهىم االسىتقرار ،وترسىم لهىىم العريىق الى ي تت قىق معىىه
مصال هم ،وي دد حقوقهم ووانباتهم .
لوائه.
وألن اإلنس ىىان بعييعت ىىه انتم ىىاعي وال طس ىىتعيع أن طع ىىيح وح ىىده ف ىىي مع ىىزل ع ىىن الن ىىا ،
ويعقىد ف ياته مرتبعىة بهىم ،يتعىاون ويتبىادل معهىم المصىالا والخيى ار ،وينشى العالقىا
المعامال ،وكل كلم ب انة إلى تنظيم وضب وتونيه ،صيانة لهى ا اإلنسىان مىن مىع
العىىامعين ،واعتىىدا المعتىىدين ،وحفاظىىا علىىى اسىىتقرار حياتىىه وا مئنانىىه فيهىىا ،وقىىد أوضىىا
ابىىن خلىىدون ه ى ه ال قيقىىة فقىىال ":إن االنتمىىا اإلنسىىاني ضىىروري ،ويعيىىر ال كمىىا عىىن
هى ا بقىىولهم :اإلنسىىان مىىدني بىىالعبع ،ثىىم إن هى ا االنتمىىا إك حصىىل للبشىىر كمىىا قررنىىاه،
وتىىم عم ىران العىىالم بهىىم ،فىىال بىىد مىىن واز يىىدفع بعنىىهم عىىن بعىىض ،لمىىا فىىي ب ىىاعهم
ال يوانيىىة مىىن العىىدوان والظلىىم ،ميكىىون كلىىم ال ىواز واحىىدا مىىنهم ،طكىىون لىىه علىىيهم ال لبىىة
1
والسلعان واليد القاهرة ،حتى ال طصل أحد إلى غيره بعدوان "...
ول ىن أطىىة نظىىم وضىواب هىىي التىىي طمكىن أن تمنىىع الظلىىم وتمنىع االعتىىدا ،وتعمىىئن لهىىا
القلىىوب وتقراهىىا العيىىون أهىىي الىىنظم التىىي وضىىعها البشىىر بمىىا نيلىىوا عليىىه مىىن صىىفا
البشر والظلىم أم هىي الىنظم التىي أحا ىم اإلنسىان بكىل معىاني النقص والخعي ونزعا
ب رة الشر وال قد والعمع والظلم ... واليي ،وأنيتم في قلوب النا اليؤ
-1ابنخلدون:المقدمةص 43،41
6
فىىي ظله ىىا سى ىوا ؛ تىىنظم لهى ىم حي ىىاتهم إن اإلنس ىىان طس ىىعي إلىىى نظ ىىم عادل ىىة طكىىون الن ىىا
وتنىىب معىىامالتهم ،يىىؤدون وانبىىاتهم ن ىىو غيىىرهم ،وتنىىمن حقىىوقهم ،نظىىم يثقىىون بهىىا،
وتفرض عليهم احترامها وتقدطسهم لها .
وإن الىنظم التىىي تنىىمن ت قيىىق كىل هى ه المعىىاني اإلنسىىانية الراإليىة هىىي الىىنظم اإلسىىالمية
دون سواها ...ول لم كانم حانة البشرية له ه النظم.
وهذ بعت الوكو واالعيبا ات اليي تؤدّ ل ا حاك الباري لل ظ اإلسسم :
مااان وضاااع خاااالق الباااار :ب ىىل خ ىىالق ال ىىون كل ىىه ،هللا رب أوال :ىن الااا ظ اإلساااسم
وأس ىرارها ،ومتعلباتهىىا ومصىىال ها ﴿ أ ََال َط ْعَلى ُىم َمى ْىن العىىالمين ،ال ى ي طعلىىم بىىائع النفىىو
يف اْل َخي ُير﴾.1 َّ
َخَل َق َو ُهَو اللع ُ
أفال طكىون مىن الخيىر لهىؤال البشىر أن يلتزمىوا بمىا وضىعه لهىم خىالقهم مىن نظىم بىل أال
طكىىون م ىىن وان ىىيهم شىىكره عل ىىى هى ى ه المنىىة ،وكل ىىم الفن ىىل العظىىيم ﴿ َوَلَق ى ْىد َم َّ َّن ى ُ
ىاك ْم ف ىىي
يال َما َت ْش ُك ُرو َن ﴾.2
يها َم َعاط َح َقل ً
ْاأل َْرض َو َن َعْلَنا َل ُ ْم ف َ
فىين كىىان البشىىر فىىي شىىؤونهم المادطىىة ط تىىانون إلىىى صىىانع الشىىي ،ويسىىتجييون ألوام ىره
وتعليماتىىه ،ف ىىانتهم إلىىى خىىالقهم وخىىالق ال ىىون أشىىد ،وحىىانتهم إلىىى تعييىىق الىىنظم التىىي
3
وضعها هللا عزونل لهم ألا وأولى.
ثان اااا :وألنه ىىا الىىنظم الت ىىي طمكىىن أن تن ىىال ثقىىة البش ىىر واحترامهىىا له ىىم ،وإطمىىانهم بنزاهته ىىا
وعدالتها :وكلم ينعكس على تعييقهم لها فىي السىر والعلىن ،ومىن الجميىع علىى اخىتالف
منىىازلهم ودرنىىاتهم ،عىىن رضىىا وقناعىىة ،وه ى ا مىىا تفتقىىر إليىىه نميىىع الىىنظم الوضىىعية التىىي
-1سورةالملك،اآلية.14،
-2سورةاألعراف،اآلية.10،
3انظر:محمودكريت:دراساتفيالنظماإلسالميةص .18
7
طشىىم البشىىر فىىي نزاهتهىىا وعىىدالتها ،ويفقىىدون الثقىىة بهىىا ،فىىال طكىىون تعيىىيقهم لهىىا إال بعصىىا
طخشى من ضبعهم أو اكتشاف أمرهم عند التجاوز والعصيان. السلعان ،وحي
ثالثاااا :وي تىىال البشىىر للىىنظم اإلسىىالمية ألنهىىا الىىنظم التىىي تملىىم إشىىاعة األمىىن وتعم ىىيم
الملتزمين بها والمعبقين ألحكامها مينينة معلقة خالية من شوائ العمينينة في نفو
ك ىىل مع ىىاني ال ارح ىىة والس ىىعادة ف ىىي قل ىىوب الم ىىؤمنين القل ىىق واالض ىىعراب ،1مينين ىىة تيى ى
وب﴾.2 َّ
ع َمئ ُّن اْلُقُل ُ
َّللا َت ْ
َّللا أ ََال ب ْكر َّ ع َمئ ُّن ُقُل ُ
وا ُه ْم ب ْكر َّ ين َ َمُنوا َوَت ْ
﴿ال َ
ه ه العمينينة التي تجعل اإلنسان يرضي بكىل مىا أصىابه ،واكىل مىا قسىمه هللا ،مينينىة
ال تستشىعر بكثىرة مىال أو سىلعان ،أو بزيىادة ننىىد أو حىر ،وإنمىا تستشىعر عنىد االلتىزام
ب انة لها. به ه النظم وتعييقها ،ول لم فين النا
إلى النظم اإلسىالمية ألنهىا تقىظ فىي معالجتهىا لل يىاة البشىرية علىى ابعا :وي تال النا
ف سى ى :بىىىل تجىىىدها تتعام ىىل مىىىع ال ىىنفس ال قىىىوقي المج ىىرد أو علىىىى المادط ىىا الجانى ى
مىن الشىفامية والرقىة ،وتىوق والنمير ،فته ب النفس وتعهرهىا ،وترتقىي بهىا إلىى درنىا
اإلنسىان ،دافعىا لىه إلىى اإلخىالص والقناعىة، النمير ليظل حارسا ورقيبا علىى تصىرفا
كلم ألنها نظم نابعة من عقيدة مستقرة في القلوب ،تؤثر في ف ر اإلنسىان وضىميره ،فىال
تجعله طف ر إال في ال ق ،وال طنمر إال الخير.3
وامعنىىى خىىر فيننىىا ب انىىة إلىىى ه ى ه الىىنظم ألنهىىا نظىىم تينىىي فىىي اإلنسىىان إنسىىانا قيىىل أن
تينى ىىي على ىىى األرض حنى ىىارة وعم ارنى ىىا ،وت يى ىىي القلى ىىوب باإلطمى ىىان قيى ىىل أن تينى ىىي وتقى ىىوي
األبدان.
1محمودكريت:دراساتفيالنظماإلسالميةص .20
2سورةالرعد،اآلية 28،
-3محمودكريت:دراساتفيالنظماإلسالميةص .18
8
ولى ى ا ،فينن ىىا نج ىىد نصوص ىىا كثيى ىرة م ىىن الق ىىرن والس ىىنة تؤك ىىد عل ىىى م ىىدى االهتم ىىام بسى ىريرة
اإلنسان أكثىر مىن ظىاهره ،واقلبىه أكثىر مىن نسىده ،طقىول تعىالىُ ﴿ :ق ْىل إ ْن تُ ْخُفىوا َمىا فىي
َّللاُ ﴾.1
ص ُدورُك ْم أ َْو تُْي ُدوهُ َط ْعَل ْم ُه َّ
ُ
َّللاُ َط ْعَل ُم َما تُس ُّرو َن َو َما تُ ْعلُنىو َن ﴾ 2ويقىول عىز ونىل َ ﴿:و َّ
َّللاُ َط ْعَل ُىم ويقول سب انه َ ﴿ :و َّ
3
َع ُىين َو َمىا تُ ْخفىييمىا ﴾ ويقىول تعىالىَ ﴿:ط ْعَل ُىم َخائَنى َة ْاأل ْ
يمىا َحل ً
َّللاُ َعل ً ىان َّ
َما فىي ُقُلىوا ُك ْم َوَك َ
ور﴾ ،4كمىا طقىول " : إن هللا ال ينظىر إلىى صىوركم وال إلىى أمىوال م ول ىن ينظىر
الص ُىد ُ
ُّ
إلىىى قلىىواكم وأعمىىال م" ،5كمىىا نىىا عنىىه " اإلثىىم ماحىىار فىىي الصىىدر ،وكرهىىم أن طعلىىع
وأفتور".6 عليه النا ،فاستفم قلبم وإن أفتار النا
التي تدل على أن هى ه الىنظم تقىوم فىي أساسىها علىى معالجىة القلىوب واألحادي واآلطا
وتقىىويم السىرائر وتصى ي ها كثيىرة ،وان نظمىىا هى ا شىىينها لجىديرة بالبقىىا والخلىىود والنفىو
إلىىى االلت ىزام بهىىا واالنن ىوا ت ىىم لوائهىىا ،ويكون ىوا فىىي أمىىس ولجىىديرة بىىين طسىىار النىىا
ال انة لها.7
خامباااا :ألنهىىا الىىنظم التىىي أثي ىىم الواقىىع وشىىهد التىىاريا بصىىالحيتها للتعيي ىىق فىىي حي ىىاة
البشر ،وصالب أمرهم بهىا ،وانسىجامها مىع بىائعهم وفعىرتهم ،وكلىم علىى مىر العصىور
َوَ َمُنىوا ب َمىا الصىال َ ا
ين َ َمُنىوا َو َعمُلىوا َّ َّ
التي حكمم فيها هى ه الىنظم قىال .تعىالىَ ﴿ .والى َ
َصَل َا َباَل ُه ْم﴾.8 َّ
ُنزَل َعَلى ُم َ َّمد َو ُهَو اْل َ ُّق م ْن َراه ْم َكفَر َع ْن ُه ْم َسيَئاته ْم َوأ ْ
-1سورةآلعمران،مناآلية.29،
-2سورةالنحل،اآلية.19،
-3سورةاألحزاب،مناآلية.51،
-4سورةغافر،اآلية.19،
-5صحيحمسلم،1987/4،ح،2564وأحمدفيمسنده285/2
-6مسلم،1980/4،ح2553
-7انظر:محمدأبازهرة:التكافلاالجتماعيفياإلسالم،ص(18061بتصرف)،محمودكريت
:دراساتفيالنظماإلسالمية،ص19،18
-8سورةمحمد،اآلية2،
9
زائفىىة، فلسىىفا وهىي الىىنظم ال فيلىىة بىىين تخىىرل البشىرية مىىن حيرتهىىا وتخبعهىىا فىىي ظلمىىا
ونظىىم خادعىىة ،أثيىىم الواقىىع عجزهىىا وقصىىورها ،إضىىافة إلىىى نورهىىا وفسىىادها ومناقنىىتها
للفعرة السليمة المستقيمة.1
البشر في غاطة واحدة هي إرضا هللا كما سادسا :ألنها النظم التي حصر كل غاطا
فىىي هىىدف واحىىد ،هىىو ت قيىىق العيودطىىة لىىه – سىىب انه تعىىالي. حصىىر كىىل أهىىداف النىىا
والت ىىرر مىىن ةبىىادة مىىا س ىواه ،وال ي ىريا الىىنفس البش ىرية شىىي كمىىا يري هىىا وحىىدة الهىىدف
وال اطىة ،وشىتان بىين إنسىان طخنىع لهىدف واحىد وإرادة واحىدة ،واىين إنسىان طخنىع لعىىدة
أهداف ومجموعة إرادا . !! 2
-1انظر:محمدالعربي:النظماإلسالمية،ص(10بتصرف) .
-2محمودكريت:دراساتفيالنظمالعربية،ص10،
-3سورةالزمر،اآلية29،
-4سيدقطب:فيظاللالقرآن 138/7،
10
للىنظم اإلسىالمية ألنهىا الىنظم التىي تتميىز بخصىائص تجعىل ساابعا :وت تىال المجتمعىا
و األرقى. منها النظم األوفق واألولى ،واألسمى واألعلى ،واألون
التالي : ونتناول ال الم عن ه ه الخصائص في المب
المبحث الثالث
للىىنظم اإلسىىالمية خصىىائص تميزهىىا عىىن غيرهىىا مىىن الىىنظم ،وتجعىىل منهىىا نمعىىا تش ىريعيا
وقانونيا فريدا ال تجاريها وال تدانيها ميه أطة نظم أخرى.
وهى ه الخصىىائص ت شىىظ لنىىا بجىىال عىىن سىىمو هى ه الىىنظم وأهميتهىىا ،وشىىمولها وكمالهىىا،
في كل زمان ومكان. وصالحها للنا
وتي ثح هذ الخمائص ف ا يلي:
– 3الشمول والتوازن والمرونة – 2الثبا – 1الراانية
– 6الواقعية -5الت افل والتراب – 4العموم والعالمية
– 8الج از األخروي – 7المثالية واألخال
أولا :الربانية:
مصىىدرها ومىىن أول مىىا تمتىىاز بىىه الىىنظم اإلسىىالمية مىىن خصىىائص أنهىىا راانيىىة مىىن حيى
غايتها. حي
ومع ااج دونهااا بان ا ال مااّ هااو :أن أصىىول أحكامهىىا وأسىىس تشىريعاتها مىىيخوكة مىىن
كتىىاب هللا عىىز ونىىل ال ى ي أنزلىىه علىىى رسىىوله ال ى ي ال ينعىىق عىىن الهىىوى إن هىىو إال
11
وحىىي يىىوحي ،وكلىىم بخىىالف األنظمىىة البشىرية األخىىرى التىىي هىىي مىىن وضىىع البشىىر الى ين
يتصفون بالقصور والعجز وي كمهم الهوى والمزال.
ومع ااج دونهااا بان ا الغاما هااو :أن هىىدف هى ه الىىنظم األول واألسىىمى هىىو راى النىىا
براهم .سب انه وتعالى .في كل تصرف وفىي كىل فعىل طصىدر عىنهم بىل فىي كىل ف ىرة أو
خا رة تراودهم ،وأن طكون كل كلم من أنل هللا و معا في رضاه ".1
وال ىىنظم اإلس ىىالمية بهى ى ه الخاص ىىية تعل ىىو وترتق ىىي عل ىىى ك ىىل نظ ىىم األرض الت ىىي ابت ىىدعها
البشىر ،وال تتىىرر مجىاال حتىىى للمقارنىىة بينهىا إال مىىن بىاب بيىىان تىىيلق وسىمو نظىىم اإلسىىالم
وعدالتها ،وعجز وان عاط النظم األرضية واعونانها.
كما أنه ينيثق عن ه ه الخاصية نملة من النتائج واآلثار المهمة ن كر منها:
بسىىي .1خلااو هااذ ال ا ظ ماان معاااني ال ا قص والجهااح والهااور والظل ا :وكلىىم لسىىي
الصىىانع تظهىىر ميمىىا طصىىنعه ،ولمىىا كىىان هللا عىىز ونىىل لىىه واضىىا ،هىىو أن صىىفا
ال مال المعلىق فىي كاتىه وصىفاته وأفعالىه ،فىين أثىر هى ا ال مىال طظهىر ميمىا طشىرعه
من أحكام ومناهج.2
هذ ال ظ واليبل بماي ماا كااء فوهاا وصاسحويها :كلىم ألنهىا مىن عنىد .2الثق
هللا –ع ىىز ون ىىل .الى ى ي خل ىىق البش ىىر ويعل ىىم م ىىا طص ىىل هم وم ىىا ي ىىنفعهم ف ىىي دني ىىاهم
وأخراهم ،األمر ال ي يدفعهم إلى االلتزام بها عن مينينة وقناعة تامة.
.3أنها تي يع بقّ دبور من الهوب واليقّمس والي واالحيراإ في نفوس ال اؤم ون:
مقدسىىة متعاليىىة ليسىىم ألنهىىم يىىدركون أن الجهىىة التىىي وضىىعم هى ه الىىنظم هىىي كا
من صنظ المخلوقا ،لها القدرة المعلقة على مراإلبة االلتزام البشر به ه النظم في
-1انظننر:القرضنناوي:شننريعةاإلسننالم،ص، 18عبنندالغفننارعزيننز:أضننواءعلننىالنننظموالثقافننة
اإلسالمية،ص، 83محمودكريت:دراساتفيالنظموالثقافةاإلسالمية،ص.26
-2عبدالكريمزيدان:أصولالدعوةص.45
12
كىىل أحىوالهم ومختلىىظ أوقىىاتهم ،ومىىن هنىىا تجىىد انىىدفا المىىؤمنين لاللتىزام بهى ه الىىنظم
اندفاعا كاتيا ،ال خشية من حاكم أو سلعان.1
.4أنهااا تااّفع ال ااؤم ون ىلااج ال بااا ع فااي اليوب ا واستشىىعار النىىدم عنىىد اقت ىراف مىىا
طخالظ أحكامها ،أو تجاوز حدودها ،حتى لو اقترف معصيته س ار دون أن يراه أحىد
وه ا أمر ال تجده في أطة نظم أخرى.2
.5أن الج ع في د ف هذ الا ظ ساواء :فىال فىر بىين حىاكم وم كىوم ،وال بىين قىوي
وضىىعيف ،أو غنىىي وفقيىىر ،أو أسىىود وأحمىىر ،ميزانهىىا الثابىىم وشىىعارها الخالىىد﴿ إ َّن
ىاك ْم﴾ 3ومىا كىل كلىم إال ألنهىا نظىم وضىعها هللا سىب انه وتعىالى، َّللا أ َْتَق ُ
َكَرَم ُ ْم ع ْن َد َّ
أْ
ظلى ُىم ال ىىق العىىدل الى ي ال طظلىىم مثقىىال كرة فىىي األرض وال فىىي السىىما ﴿ إ َّن َّ َ
َّللا َال َط ْ
ظل ُمو َن ﴾.4 النا َ َش ْيًئا َوَل َّن َّ
النا َ أ َْنُف َس ُه ْم َط ْ َّ
.6ك ااا أنااع م ماان القااول با ن خمااائص الا ظ اإلسااسم اليااي نياان بمااّد اليااّيث
ع ها هاي بباا ة عان نياائا ميولاّة عان خاصا الربان ا وميفرعا ع هاا :ولى لم
فينه طمكن تسمية خاصية الراانية (أإ الخمائص).
علىىى سىىييل الىىدوام ،دون أن طعتريهىىا ت ييىىر أو تيىىديل ،طقىىول تعىىالىَ ﴿ :فىيَق ْم َو ْن َهى َ
ىم للىىدين
-1عبدالكريمزيدان:أصولالدعوةص،47القرضاوي:شريعةاإلسالم،ص،19عفينفطبنارة:
روحالديناإلسالمي،ص، 292علىجريشة:أصولالشريعةاإلسالمية،ص.83
-2القرضاوي:مدخللدراسةالشريعةاإلسالميةص 90
-3سورةالحجرات،مناآلية13،
-4سورةيونس،اآلية 44،
13
ين اْل َقىىي ُم َوَل ى َّىن أَ ْكثَى َىر
ىم الىىد ُ
َّللا َكلى َ
يل ل َخْلىىق َّ
النىىا َ َعَل ْي َهىىا َال َت ْيىىد َ َّللا َّالتىىي َف َ
عى َىر َّ عى َىرَة َّ
َحن ًيفىىا ف ْ
النا َال َط ْعَل ُمو َن﴾.1 َّ
فىىي قواعىىدها وتصىىورها ال لىىي ،طقتنىىي أن تتصىىظ بصىىفة وه ى ه الدطمومىىة وه ى ا الثبىىا
الجماع ىىة كله ىىا ،مهم ىىا ىىال الزم ىىان وتعاقي ىىم تلي ىىي حان ىىا (المرون ىىة والس ىىعة) ب يى ى
والمرونىىة صىىفة أصىىيلة فىىي الىىنظم اإلسىىالمية األنيىىال ، 2ومىىن هنىىا كانىىم صىىفة الثبىىا
تفتقدها النظم األخرى .
الثبات وال رون : أه
طنمن االستقامة علىى العريىق وعىدم ال يىدة عنهىا ،وعىدم التخىب والتيىه – 1إن الثبا
المفانئىىة والج ريىىة لعنظمىىة التىىي التىىي تعىىيح رهينىىة الت ي ى ار ال ى ي طىىالزم المجتمعىىا
ت كمها.
والظىىروف المت ي ىرة أمىىا المرونىىة فتنىىمن م ارعىىاة المصىىالا المختلفىىة للبشىىر فىىي الييئىىا
المنتشرة. واألعراف والعادا
االسىتقرار واال مئنىان حى البشىر مىن حيى يلي رغبىة كامنىة فىي نفىو – 2إن الثبا
علىىى المسىىتقيل ،وعىىدم القلىىق واالضىىعراب ن ى ار ت يىىر ال كىىام وال كومىىا ،فىىالمنهج فىىي
اإلسالم هو المنهج ،والقواعد هي القواعد ،واألهداف هي األهداف.3
– 3إنهىىا بهى ه الخاصىىية تنسىىجم مىىع خصىىائص ال ىىون والخلىىق كلىىه بمىىا ميىىه مىىن حقىىائق
طظهىىر كلىىم فىىي كىىل ثابتىىة دائمىىة ،وأخىىرى تتجلىىى فيهىىا ال ركىىة والمرونىىة والت ييىىر ،ب يى
وال رك ىىة؛ فالش ىىمس والقم ىىر والنج ىىوم مش ىىهد م ىىن مش ىىاهد ال ىىون ،الى ى ي ت ىىرى مي ىىه الثب ىىا
-1سورةالروم،اآلية30،
-2عبدالقادرعودة:التشريعالجنائيص.6
-3عليجريشة:أصولالشريعةاإلسالميةص،84القرضاوي:شريعةاإلسالمص.22
14
مظىىاهر ثابتىىة فىىي ه ى ا ال ىىون ،ول نهىىا تت ىىرر ضىىمن إ ىىار ثابىىم ال تنىىل ريقهىىا ،وال
تت ير مسيرتها !!.
– 4ثىىم إن إليمىىة وأهميىىة هى ه الخاصىىية تظهىىر لنىىا فىىي أنهىىا تنىىع مي ازنىىا ثابتىىا يرنىىع إليىىه
اإلنسان في كل ما طعرض له من مشاعر وأف ار وتصو ار ،وكل ما طجد في حياته من
...فيزنها به ا الميىزان الثابىم ،ليتعىرف علىى قراهىا أو بعىدها حوادث وسلور وتصرفا
عن ال ق والصواب .1
وعلى كلم ،فينم ترى أن النظم اإلسالمية ثابتة في مرونتها ،مرنة في ثباتها !!
فمرونتها ليسم معلقة ،بل مقيدة في إ ار م دود ،وترت ز إلى م اور ثابتة ...
طسما بمساحة مىن وثباتها ليس نمودا وال ت ج ار أو تععيال للعقل البشري ،بل هو ثبا
ال ركة والمرونة في الفرو والوسائل ،ال طخشى معها تفلم أو تيه أو تخب ،وال قلىق أو
اضعراب.
-1سيدقطب:خصائصالتصوراإلسالمي/ص .76
15
ىاب ت ْيَي ًانىىا ل ُ ىىل َشىىي ﴾ ،2ويقىىول عىىز
َ ىم اْل َتى
َ إ َمىىام ُميىىين﴾ ، 1ويقىىول سىىب انهَ ﴿ :وَن َّ ْزلَنىىا َعَل ْيى
ْ
شينه َ ﴿ :ما َف َّر ْ َنا في اْل َتاب م ْن َشي ﴾.3
ْ
ف ىل هى ه الشىواهد تىىدل علىىى أن هى ا الىىدين قىد أحىىاط بكىىل نانى مىىن نوانى ال يىىاة ،مىىا
علمناه وما لم نعلمه .4وقد شهد ب لم بعض يهود في عصر النيي صلى هللا عليه وسىلم
5
فقالوا " :قد علمكم نييكم كل شي حتى الخ ار ة "
إنهىىا الشىىمولية التىىي ال ت ىىون إال ممىىن لىىه علىىم بيس ىرار ه ى ا ال ىىون الواسىىع وخفاطىىاه ،إنهىىا
الشمولية التي ال ت ون إال من هللا رب العالمين.
علىى ومن الواضا أن شمولية ه ه النظم شمولية متوازنة متناسقة ،ال طع ى فيها نانى
هى ا ال ىون فىي تىوازن و اعتىدال ،بىال زيىغ أو ميىل ،وال نان ! بل هي تنظم كل نوانى
إفراط أو تفري :
-توازن بين حياة األفراد وحياة المجتمع.6.
الجسد. الروب ورغبا -توازن بين متعلبا
-توازن بين الواقعية والمثالية.
َّللاُ ال َّىد َار ْ َ ن
اآلخى َىرَة َوَال ىار َّ تىواز بىىين االهتمىام بشىىؤون الىدنيا وشىىؤون اآلخىرة ﴿ َو ْاب َتىىغ م َ
يمىا َ َتى َ
7
َت ْن َس َنص َيب َم م َن ُّ
الد ْنَيا﴾
ع َها ُكى َّىل
ىم َوَال َت ْب ُسى ْ -تىوازن بىىين اإلسىراف والتقتيىرَ ﴿ ،وَال َت ْج َعى ْىل َيى َىد َ
ر َم ْ ُلوَلى ًة إَلىى ُعُنقى َ
1
ور﴾
وما َم ْ ُس ًا
اْلَب ْس َف َتْق ُع َد َمُل ً
-1سورةيس،مناآلية 12،
-2سورةالنحل،مناآلية89،
-3سورةاألنعام،مناآلية38،
4علىجريشة:أصولالشريعةاإلسالمية/ص، 84القرضناوي:الخصنائصالعامنةلمسنالمص
، 104محمودكريت:دراساتفيالنظموالثقافةاإلسالمية،ص32،
-5أخرجهمسلمفيصحيحه،223/1ح57،
-6القرضاوي:خصائصالشريعةاإلسالميةص .20
-7سورةالقصص،مناآلية 77،
16
-تىوازن بىىين حقىىو هللا وحقىىو الىىنفس ،طقىىول " أمىىا وهللا إنىىي ألخشىىاكم هلل وأتقىىاكم
عىىن سىىنتي لىىه ،ول نىىي أصىىوم وأفعىىر ،وأصىىلي وأرقىىد ،وأتىىزول النسىىا ،فمىىن رغ ى
2
فليس مني"
ال تتنىىاقض وال تتعىىارض ،بىىل تتىىراب ب يى -إنىىه ت ىوازن وت ىواز فىىي كىىل المتقىىابال
وتتعاض ىىد ،فت ق ىىق ه ىىدفا مش ىىتركا ،وتلتق ىىي عل ىىى غاط ىىة واح ىىدة ،وتنس ىىجم م ىىع فع ىىرة
اإلنسان التي فعر عليها.
-1سورةاإلسراء،اآلية 29،
-2صحيحالبخاري 2،/7
-3سورةسبأ،اآلية28،
-4سورةالفرقان،اآلية 1،
-5سورةالنساء،اآلية 1،
17
ىارُفوا إ َّن
واا َوَإلَبائ َىل ل َت َع َ
ىاك ْم ُش ُىع ً النىا ُ إَّنىا َخَلْقَن ُ
ىاك ْم م ْىن َك َكىر َوأ ُْنثَىى َو َن َعْلَن ُ بالتقوي﴿ َطىا أَُّي َهىا َّ
1
يم َخي ٌير ﴾ اك ْم إ َّن َّ َ
َّللا َعل ٌ َّللا أ َْتَق ُ
أَ ْكَرَم ُ ْم ع ْن َد َّ
كافىىة، وهىىا هىىو رسىىول هللا طعلقهىىا ص ىري ة واض ى ة أنىىه مبعىىوث به ى ه الشىريعة للنىىا
ميقىىول " أعطوا خ بااا ل ا معطهاان أحااّ ماان األنب اااء قبلااي :نماارت بالرعا مبااورة
شهر ،وكعل لي األ ض مبجّا وطهو ا ،وأحل لي الغ ائ ول تيح ألحّ مان قبلاي،
2
وأعطو الافاع ،ودان ال بي يبعث ىلج قومع خاص وبعث ىلج ال اس داف "
أمبعد كل ه ا الييان يبقى مىن شىم فىي عالميىة هى ه الىنظم وعمومهىا علىى امتىداد الزمىان
األنيال وتعاق والمكان ،واختالف األننا
والعول : ون العال
ككرنا ميما سيق أن العالمية تعني كون اإلسالم دين ل ل العالمين ،ال طخىتص بقىوم دون
ق ىىوم ،وال ن ىىنس دون ن ىىنس ،وأن اإلس ىىالم ه ىىو دس ىىتور وم ىىنهج حي ىىاة ط ىىت م إلي ىىه الن ىىا
مىىع أحكامىىه وسىىلوكهم وتصىرفاتهم مىىا كىىان يتناسى النىىا نميعىىا ،وأنىىه أقىىر مىىن عىىادا
ديىىنهم إكا رفنىوا الىىدخول حريىة العبىىادة حسى التىي أنزلهىىا هللا تعىالى ،ول نىىه تىرر للنىىا
في اإلسالم بشروط تنب ه ه ال رية.
أما العولمة فهي على خالف كلم؛ وحتى نستوضا األمر أكثىر فىال بىد لنىا مىن تعريفهىا،
فهى ىىي" :اليالاااا اليااااي تقااااوإ علوهااااا تغوواااار األن اااااط والاااا ظ االقيمااااادم والثقاف اااا
واالكي اب اا ،ومج وعاا القاا والعااادات البااائّة ،وارالاا الفااوا و الّي اا والقوم اا
والوط ،في ىطا تّويح ال ظاإ الرأس مالي اليّيث وفق الرؤي األمريم ال ه ا ،
واليي تزع أنها سوّة الكون وحام ال ظاإ العال ي الجّيّ".3
-1سورةالحجرات،اآلية 13،
-2صحيحالبخاري،بحاشيةالسندي،70/1،ح .2
-3الرقب:العولمةالثقافيةآثارهاوأساليبمواجهتها،ص .6
18
وانىىا علىىى ه ى ا التعريىىف فالعولمىىة تهىىدف إلىىى فىىرض نم ى سياسىىي واقتصىىادي وثقىىافي
أن طسىىود العىىالم كلىىه ،أي وانتمىىاعي وسىىلوكي واحىىد ،وهىىو الىىنم األمريكىىي ال ى ي طج ى
على كل دول العالم وشعواه أن تتبع النظام السياسي ال ي تريده أمريكا طج
وك ى ى لم ال ى ىىال فى ىىي االقتصى ىىاد والثقافى ىىة والتف يى ىىر و السى ىىلور ،وال طجى ىىوز لى ىىم أن ت ى ىىتف
ال ماطة األمريكية. أن ت ون مت ن ار أو تتمتع بامتيا از بشخصيتم الخاصة إن أرد
من النا وكما بينا من قيل فين اإلسالم لم طقل به ا األمر رغم عالميته ،فهو لم طعل
تىرر عىاداتهم وتقاليىىدهم وثقافىاتهم و ريقىىة تف يىرهم وأنظمىتهم السياسىىية واالقتصىادطة ،ولىىم
لترر ما طخالظ عقيدة اإلسالم ،والبقا منهم ترر كل كلم برمته؛ إنما ونه النا طعل
على كل ما يتفق معها ،وإن لم طكن معهودا عند المسلمين.
-1محمودكريتوآخرون:دراساتفيالنظموالثقافةاإلسالميةص50
19
فال طظهر مثال سمو نظام الميراث في اإلسالم وصالحيته للجنس البشىري ،إال إكا يىق
في نظام الميراث أن الى كر يىرث مثىل معه نظام النفقا ،ونظام المهر ،فالميدأ األسا
الى ي طجعىل المىرأة مكفولىة دائمىا للنفقىا مىع الميىدأ األسىا ح األنثيين ،وهى ا يتناسى
للمهىور الى ي يىىدفع ميىىه الىىزول، مىىع الميىىدأ األسىىا بنتىا وأختىىا وزونىىة وأمىىا ،كمىا يتناسى
وتيخ بمقتناه الزونة.
أمى ىا إكا أردن ىىا أن نعي ىىق نظ ىىام الميى ىراث فنعع ىىي المى ىرأة نص ىىظ الرن ىىل ،ث ىىم نت ىىرر تعيي ىىق
فىىال ت ىىون الم ىرأة مكفولىىة ،بىىل ت ىىون مسىىؤولة عىىن نفسىىها وتلييىىة حانياتهىىا ،فىىال النفقىىا
1
تت قق بتعييق نظام الميراث غاطاته ،وال تظهر لنا روعته وعدالته
ومن هنا نا التيكيىد الشىديد فىي نصىوص الشىريعة علىى ضىرورة تعييىق أنظمىة اإلسىالم
2
ين َ َمُنوا ْاد ُخُلوا في السْلم َك َّاف ًة﴾ َّ
ككل مت امل وكوحدة واحدة ،قال .تعالىَ ﴿ .طا أَُّي َها ال َ
وقد فسر كلمة السلم في اآلطة (باإلسالم)
وعليىىه فت ىىون اآلطىىة أم ى ار مىىن هللا .عىىز ونىىل .لعبىىاده المىىؤمنين أن طيخ ى وا بجميىىع عىىرى
اإلسىىالم وش ىرائعه ،والعمىىل بجميىىع أوام ىره ،وتىىرر نميىىع زوان ىره مىىا اسىىتعاعوا إلىىى كلىىم
سييال .3
ثىىم إن النصىىوص اعتيىىر عىىدم األخ ى بينظمىىة اإلسىىالم وتعليماتىىه كافىىة اتباعىىا للشىىيعان
ومنهجىىه ،مبعىىد أن أمىىر هللا عىىز ونىىل ،المىىؤمنين بالىىدخول فىىي اإلسىىالم كىىل قىىالَ ﴿:وَال
4
عان إَّن ُه َل ُ ْم َع ُدٌّو ُمي ٌ
ين﴾ َّ
الش ْي َ َتتَّب ُعوا ُخ ُ
عَوا
كم ىىا وص ىىفم النص ىىوص الش ىىرةية فع ىىل م ىىن طيخى ى ون ب ىىبعض أنظم ىىة اإلس ىىالم ويترك ىىون
قى ىىال هللا ع ى ىىز ون ى ىىل: بعن ى ىىها ،بيوصى ىىاف كميم ى ىىة ومشى ىىينة ،فاعتيرتى ىىه كفىى ى ار تى ىىارة حي ى ى
-1انظربتصرفواختصارالقرضاوي:مدخللدراسةالشريعةاإلسالمية،ص140،،139
-2سورةالبقرة،مناآلية.208
﴿:الجامعألحكامالقرآن،22/3ابنكثيرفيتفسيره247/1
-4سورةالبقرة،مناآلية168،
20
قىال تعىالى﴿ : ﴿أََفتُ ْؤمُنو َن بَب ْعض اْل َتاب َوَت ْ ُف ُرو َن ب َىب ْعض ﴾ ،1وفتنىة تىارة أخىرى حيى
قىال تعىالى: َّللاُ إَل ْي َم﴾ 2وناهلية تارة ثالثة حي
ور َع ْن َب ْعض َما أ َْنَزَل َّ
َن َطْفتُن َ
اح َ ْرُه ْم أ ْ
َو ْ
بعد أن ح ر رسوله في اآلطة السابقة من أن طفتنه المشركون عن بعض ما أنزل اليىه
َّللا ُح ْ ًما لَق ْوم ُيوقُنو َن﴾ .3 ﴿ أََف ُ ْ َم اْل َجاهلَّية َي ْب ُ و َن َو َم ْن أ ْ
َح َس ُن م َن َّ
ثىىم بلىىغ مىىن تشىىديده .تعىىالى .علىىى ضىىرورة األخ ى باإلسىىالم كلىىه أن توعىىد ال ى ين يلتزمىىون
ين َ َمُنىوا َّ
بىبعض أحكىام هى ه الشىريعة ب ىىرب مىن هللا ورسىوله ،قىال .تعىىالىَ ﴿ :طىا أَُّي َهىا الى َ
ين (َ )278فىي ْن َل ْىم َتْف َعُلىوا َفى ْي َكُنوا ب َ ْىرب م َىن
َّللا َوَك ُروا َما َبق َي م َىن الرَاىا إ ْن ُك ْنىتُ ْم ُم ْىؤمن َ َّ
اتُقوا َّ َ
َّللا َوَرُسىىوله﴾ 4فعلىىى الفىىرد المسىىلم والمجتمىىع أن طعلىىم أن إطمانىىه ال يت قىىق ،وإسىىالمه ال َّ
طكىىون معتيى ار إال إكا خنىىع ل افىىة نظىىم اإلسىىالم ولىىم طفىىر فىىي التعييىىق بىىين نظىىام و خىىر
منهىا 5وأن التنىىازل عىىن أي نظىىام منهىىا مرفىىوض نملىىة وتفصىىيال ،وقىىد ضىىرب لنىىا رسىىول
هللا وصى ابته ،رضىىي هللا عىىنهم .أرو األمثلىىة علىىى ثبىىاتهم علىىى هى ا الىىدين وأخى هم
بينظمتىه وأحكامىه ككىل مت امىل ال طقيىل تجزئىة وال مسىاومة ،فهىا هىو يىرفض عىروض
ق ىريح المختلفىىة عليىىه علىىى أن يتىىرر ه ى ا الىىدين أو شىىيئا منىىه ميقىىول " :وهللا طىىا عىىم لىىو
وضىىعوا الشىىمس فىىي طمينىىي والقمىىر فىىي طسىىاري مىىا تركىىم ه ى ا الىىدين حتىىى طظه ىره هللا أو
أهلم دونه " .6
وهىىا هىىو أبىىو بكىىر الصىىديق رضىىي هللا عنىىه ط ىىارب مىىن فىىر بىىين الصىىالة والزكىىاة حتىىى
يدخلوا في اإلسالم كله ويلتزموا بيحكامه نميعا.
-1سورةالبقرة،مناآلية85،
-2سورةالمائدة،مناآلية49،
-3سورةالمائدة،اآلية50
-4سورةالبقرة،اآلية،278وشطراآلية279
-5محمودكريت:دراساتفيالنظموالثقافةاإلسالميةص52
-6أخرجهالبيهقيفيدالئنلالنبنوة،1872،وحسننهاأللبنانيفنيالسلسنلةالصنحيحة،194/1ح
.92
21
لقد فهم سلفنا الصالا ،كمىا فهىم علماانىا المخلصىون أن أنظمىة اإلسىالم ةبىارة عىن بنىا
مت امىىل وضىىعم قواعىىده ورفعىىم أعمدتىىه وأإليمىىم عليىىه بنايتىىه ،فىىال الينىىا فىىي غنىىى عىىن
القواعى ىىد واألعمى ىىدة ،وال همى ىىا فى ىىي غنى ىىى عى ىىن الينى ىىا ،وكى ىىل لى ىىه دوره فى ىىي تتمى ىىيم الصى ىىرب
وصالحيته للسكن.
طقىىول د .علىىي نريشىىة واصىىفا أنظمىىة ه ى ه الش ىريعة" :شاااء أ أن مجعااح اااء شااريعيع
طبقات ف جعح أساسها عقوّة وام انا ،ث مجعاح الخلاق والبالوس طابقاا أول ،ثا مجعاح
الاعائر وال بك طابقا ثان ا ،ثا مجعاح ال عاامست بفروعهاا طابقاا ثالثاا ،وال مقاوإ ااء
اإلسسإ ىال بإقام هذ الطوا اق وهاّإ كازء م اع هاّإ للج اع ،أل ن هاّإ الجازء مماو
الج ع باليمّ .1"...
اإلسالمية من شقا وكلة وفرقة وضىعظ طعىود إلىى التعييىق ولعل ما أصاب المجتمعا
المنق ىىوص ألنظم ىىة اإلس ىىالم ،وإل ىىى أنه ىىم أخى ى وا ببعن ىىها وتركى ىوا ال ىىبعض اآلخ ىىر ،وكل ىىم
مصىداقا لقولىه تعىىالى ﴿ :أفتؤمنىون بىىبعض ال تىاب وت فىرون بىىبعض َف َمىا َنى َا
ىز ُ َم ْىن َطْف َعى ُىل
َشد اْل َع َ اب﴾.2
امة ُيَرُّدو َن إَلى أ َ َكل َم م ْن ُ ْم إ َّال خ ْزٌي في اْل َ َياة ُّ
الد ْنَيا َوَي ْوَم اْلقَي َ
ول ىىن حىىين تلتىىزم األمىىة المسىىلمة بىىالنظم اإلسىىالمية وتعييقهىىا فىىي حياتهىىا بال ليىىة ،حينهىىا
فق طمكن لها أن تستعيد أمجادها وعزتها وهييتها كما كان عليه سلفها.
فىىي للشىهيد سىيد قعى وفىي ختىام ال ىالم عىن هى ه الخاصىية ط سىن بنىا أن نثيىم كلمىىا
طقىول " :بقىوا اإلسىالم نملىة فىي نظىام ال كىم وأسىس التشىريع وفىي ه ا المنىمار حيى
التىىي تسىىيلون عنهىىا أو تىىزول مىىن قواعىىد الترايىىة ،ثىىم انظىىروا هىىل تبقىىى هىى ه المشىىكال
نفسها ،أما قيل كلم فما لإلسالم وما له ه القناطا التي ال طعرفها المجتمع الص يا ".3
-1عليجريشة:شريعةهللاحاكمةص، 27وانظرأيضاأصولالشريعةاإلسالميةلننفسالمللنف
ص .67
-2سورةالبقرة،مناآلية 85،
-3سيدقطب:دراساتإعالمية،ص .88
22
سادسا :الواقعية:
إن النظم اإلسالمية تتميز بواقعتيها ،وهي خاصىية تجعىل منهىا نظامىا بعيىدا عىن اإلفىراط
األخىال المثالية بما يتناقض مع واقع البشرية وفعرتها ،أو التفري فىي نانى في ل
والقيم لتصبا حياة البشرية أشبه ب ياة الوحوش في غاباتها.1.
إنهىىا نظىىم تتعامىىل مىىع اإلنسىىان كانسىىان ،بعييعتىىه وحقيقتىىه ،بجسىىمه وروحىىه بخيىره وشىره،
بقوته وضعفه ،بفعرته التي فعره هللا عليها ،تنسجم معها وتليي كل متعلباتها.
إنها تظم تراعي كل ه ه المعاني في مبادئهىا وقواعىدها العامىة ،كمىا تراعيهىا فىي نزئيىا
وتفاصيل أحكامها وقوانينها ..ول لم فهي واقعية.
علىى أرض واقعهىم علىى مىر األطىام واخىتالف إنها نظىم بقىم فىي حيىاة البشىر ،وونىد
االرتقا والسمو ،بما طكفي للداللة على واقعيتها الييئا ،ووصلم بهم إلى أعلى درنا
ومراعاتها للفعرة اإلنسانية.2
البشىر ومثل لىيس لهىا علىى أرض الواقىع ونىود ،وال فىي نقىو إنها ليسم مجرد نظريا
قيىىول أو قىىدرة علىىى التزامهىىا وتنفي ى ها ،كمىىا صىىنع أفال ىىون فىىي نمهوريتىىه والفىىارابي فىىي
مدينتىىه الفاضىىلة ،وكمىىا تخيلىىم الشىىيوةية فىىي أكهانهىىا المجتمىىع ال ى ي تنعىىدم ميىىه الف ىوار
وتزول المل ية ،وال ط تال إلى دولة وال قنا وال شر ة وال سجون".3
لتصىىنع مجتمعىىا وأف ىرادا هىىم إنهىىا نظىىم ترنمىىم أحكامهىىا ونصوصىىها إلىىى واقىىع م سىىو
ةبارة عن نظم تمشي على األرض ،يرسىمون فىي كىل حركىة أو سىكنة أو معاملىة ييعىة
ه ه النظم ويؤكدون واقعتيها.
-1انظننرخاصننيةالواقعيننة:القرضنناوي:الخصننائصالعامننةلمسننالمص،149سننيدقطننب:
خصننائصالتصننوراإلسننالميص، 163محمننودكريننتوآخننرون:دراسنناتفننيالنننظموالثقافننة
اإلسالميةص 42،
-2انظر:سيدقطب:خصائصالتصوراإلسالميص(177،176بتصرف)
-3القرضاوي:مدخللدراساتالشريعةاإلسالميةص.119
23
فلقد كىان مجتمىع النيىوة والخالفىة مىن بعىدها نموكنىا صىادقا تمثلىم ميىه الىنظم اإلسىالمية
المسلمين وواقعهم. واقعا حيا في نفو
ولقىد كىان شىىخص رسىول هللا كمىا وصىىفته السىيدة عائشىة رضىىى هللا عنهىا قرنىا طمشىىي
قالم " :فين خلق نيي هللا صلى هللا عليه وسلم كان القرن".1 على األرض ،حي
علىى ونىه صىلا فىي حيىاة النىا إنهىا بقىم ونفى فالنظم اإلسالمية واقعية مىن حيى
به حالهم واستقر معه نفوسهم وارتقم بها مجتمعىاتهم ،وكلىم ألنهىا انسىجمم وتناغمىم
مىىع الفع ىرة اإلنسىىانية وليىىم لهىىا متعلباتهىىا ورغباتهىىا ،وضىىبعم لهىىا نزعاتهىىا بمىىا ط قىىق
المصل ة العامة للفرد والجماعة .
وهذ بعت مظاهر الواقع في ال ظ اإلسسم :
– 1ىن أحمااإ هااذ الا ظ هااي أحماااإ مقاّو ة وم بااو ة ،بعوااّة عان الياارج وال اااق ،
َّللاُ
ىظ َّ ولقىىد قىىرر نصوصىىها ه ى ا المعنىىى فىىي أكثىىر مىىن وضىىع ،قىىال .تعىىالىَ ﴿ :ال ُط َ لى ُ
َنْف ًسىىا إ َّال ُو ْسى َىع َها َل َهىىا َمىىا َك َسىَىي ْم َو َعَل ْي َهىىا َمىىا ْ
اك َت َسىَىي ْم ﴾ 2وقىىال عىىز ونىىلُ ﴿ :يريى ُىد َّ
َّللاُ ب ُكى ُىم
4 3
َّللاُ لَي ْج َع َل َعَل ْي ُ ْم م ْن َحَرل﴾
يد َّ
يد ب ُك ُم اْل ُع ْسَر﴾ ،كما قال سب انهَ ﴿ :ما ُير ُ اْلُي ْسَر َوَال ُير ُ
ضىىع ًيفا ﴾ ،5وقىال " :بعثىىم ىان َ
ىق ْاإل ْن َس ُ
ىظ َعى ْىن ُ ْم َو ُخل َ
َن ُط َخف َ
َّللاُ أ ْ
وقىال تعىالىُ ﴿ :يريى ُىد َّ
ب نيفة سم ة" .6
واألعاذا :فيباحىم الم ظىو ار – 2ىنها نظ تراعي في أحمامهاا اليااالت االسايث ائ
للنىىرو ار ،وخففىىم األحكىىام واألوامىىر أو أسىىقعتها عىىن كوي األعى ار واألم ىراض ،قىىال.
-1صحيحمسلم،513/1،ح 139،
-2سورةالبقرة،مناآلية 286،
-3سورةالبقرة،مناآلية185،
-4سورةالمائدة،مناآلية6،
-5سورةالنساء،اآلية 28،
-6مسنداإلمامأحمد،266/5،صححهاأللبانيفيالسلسلةالصحيحة،1023/1،ح2924
24
يم﴾ 1وكلم بعد أن
ور َرح ٌ ع َّر َغ ْيَر َباغ َوَال َعاد َف َال إ ْث َم َعَل ْيه إ َّن َّ َ
َّللا َغُف ٌ اض ُ
تعالىَ ﴿:ف َمن ْ
ككر نملة من الم رما من ميتة ودم ول م خنزير.
ورخصم بالفعر في رمنان ل ير القادرين ،أو لمن طشق عليهم مىن مرضىى ومسىافرين
2
ينا أ َْو َعَلى َسَفر َفع َّدةٌ م ْن أََّطام أ َ
ُخَر ﴾. ان م ْن ُ ْم َمر ً
قال تعالىَ ﴿ :ف َم ْن َك َ
كمى ىىا رخصى ىىم بى ىىالجمع والقصى ىىر فى ىىي الصى ىىالة فى ىىي بعى ىىض ال ى ىىاال ،وأدائهى ىىا بال ي يى ىىة
المستعاعة لدى المكلظ عند عدم استعاعتها أدائها على ونهها المشرو .
بقصىد التىداوي حالىة المىرض كما سم م بكشىظ العىورة مىن الرنىل والمىرأة أمىام العييى
أو النرورة.
-3وماان مظااااهر واقعويهاااا أنهااا نظااا تيقاااق فاااي مج ااح أحمامهاااا ال مااالي وتاااّفع
ال فباّة ،وتجعىل مىن المصىىل ة هىدفا مىن أهىدافها ،وغاطىىة تسىعى لت قيقهىا طقىول تعىىالى:
ين ﴾ 3وقال "ال ضرر وال ضرار".4 ﴿وما أَرسْلَن َّ
ار إال َر ْح َم ًة لْل َعاَلم َ
ََ َْ َ
كمىا أنىىم تجىد المصىىل ة متجليىىة فىي كىىل حكىىم مىن أحكامهىىا مىىن أمىر أو نهىىي أو تونيىىه،
المختلفىة مىىن صىالة وصىيام وزكىاة وحىىج وعلىى سىييل المثىال فىان أمىره تعىالى بالعبىادا
تظهىىر فيهىىا المصىىل ة بجىىال فىىي حيىىاة النىىا ،طستشىىعرونها وي سىىون بهىىا ،كمىىا أن نهيىىه
سىىب انه تعىىالى ع ىن أمىىور كىىالخمر والميسىىر ،والميتىىة والىىدم والراىىا والزنىىا ...تظهىىر فيهىىا
مىا ينعىوي عليىه ارت ىاب هى ه األفعىال مىن فسىاد أطنا ونوه المصل ة بوضوب من حيى
5
ومخا ر.
-1سورةالبقرة،مناآلية173،
-2سورةالبقرة،مناآلية184،
-3سورةاألنبياءاآلية.107
-4الحاكم:المستدركعلىالصحيحين،66/2،ح،2345وقالالحاكمانهعلىشرطمسلم.
-5لمزيدمنالتفصيليمكنمراجعة:زيادمقداد:التطنوروالثبناتفنيفهنمالنصنوص،رسنالةغينر
منشورةص112ومابعدها.
25
– 4ومن مظااهر واقعويهاا مراعاتهاا لبا الياّ ج فاي اليااريع :فهى ه األنظمىة متمثلىة
فىي أحكامهىا المختلفىة نزلىىم وفرضىم علىى م ارحىل ،فنىىزل أوال مىا يتعلىق بالعقيىدة ومكىىارم
وتنظىىيم العالقىىا ،بىىل إنىىم تجىىد المتعلقىىة بالمعىىامال األخىىال ،ثىىم تتابعىىم التش ىريعا
المسي لة الواحدة تخنع أحيانا لسنة التدرل ،كما هو ال ال فىي ت ىريم الخمىر الى ي تىدرل
الشار في بيان حكمه إلى أن قعع ب رمته ،وكما تىدرل فىي بيىان عقواىة الزنىا ،بىل تىدرل
نا فىي األثىر عىن السىيدة عائشىة رضىي هللا عنهىا، في بيان حكم الصالة والزكاة ،حي
أن الصالة أول ما فرضم كانم ركعتين صباحا وركعتين مسا .1
فىىي واقعهىىم ويتبعونهىىا أن طسىىتفيد منهىىا النىىا وهى ه المنهجيىىة فىىي التىىدرل التشىريعي طجى
في سياستهم خاصة عند إرادة تعييق الشريعة في بلداننا اليوم .2
هذ ال ظ أنها ل تكيف بالع ح علج تطب قها بالوار الاّي ي – 5ومن مظاهر واقع
وال ىىدود ،وكلىىم لمىىا ينعىىق بىىه كلىىم نظىىام العقواىىا بجان ى واألخسقااي ،ول نهىىا اعتمىىد
مىن ال طك يىه اإلرشىاد والتونيىه ،وال يردعىه إال عقواىة مالئمىة تزنىره الواقع أن من النىا
العامة.3 عن شروره ومعاصيه ،وتدفعه إلى االلتزام بالنظام والتونيها
هذ ال ظ ىق ار ها لفريا الجهاد في سبوح أ .تعاالج. – 6ث ىن من مظاهر واقع
وايىان أحكامىىه و دابىه فىىي حيىز واسىىع مىىن ميىدان الفقىىه اإلسىالمي ،ومىىا كلىم إال مىىن بىىاب
مختلف ىىة مىىن ع ىىدا ونزعىىا اعتىىراف هىى ه ال ىىنظم بواقىىع البشى ىرية الىى ي تتجاكبىىه عالق ىىا
وتخاصىىم واعتيىىر أن ييعىىة العىىدا وال ىىرب بىىين البشىىر سىىنة مىىن سىىنن الونىىود التىىي ال
ض﴾.5
ْاأل َْر ُ ن ُه ْم بَب ْعض َلَف َس َد َّللا َّ
النا َ َب ْع َ طمكن تجاهلها 4،قال .تعالىَ ﴿ .وَل ْوَال َد ْف ُع َّ
-1مسنداإلمامأحمد 272،/6،
-2القرضاوي:مدخللدراسةالشريعةاإلسالميةص 119
-3المرجعالسابقص121،120بتصرف .
-4نفسالمرجعالسابق.
-5سورةالبقرة،مناآلية 251،
26
سابعا :المثالية والأخلاق:
ال طقصد بالمثالية هنا المثالية الخيالية ،أو المثالية التي تتناقض مىع الواقعيىة ومىع فعىرة
الىنفس البشىرية ونزعاتهىىا ،بىل مقمااّ ه ااا ىنهااا نظا تهااّف ىلااج الوصااول باإلنبااان ىلااج
1
أ فع مبيور لع وأك ح ن وذج م من أن تملع الباري أو ترتقي ال ع
باألخال والمثل العليا والقيم والفصائل ،إضافة إلىى التىزامهم ويقصد بها أن يلتزم النا
وال قو . بالفرائض والوانبا
عليىه بىالخلق الرميىع كما طقصد بها أن يتول ويزين كل فرد العمل ال ي طقوم بىه أو طجى
واألدا الراقي.
هىىل تىىرى مىىن طقىىوم بعملىىه ويىىؤدي وانبىىه وهىىو مكفهىىر الونىىه ،عىىابس الجيىىين ،ومىىن طقىىوم
بى لم وهىو ميتسىم الشىفاه ،مبسىوط األسىارير ،هىل طسىتويان مىثال كىل يىؤدي مىا عليىىه ...
ول ن فر بين المثالية في األدا ،واين مجرد األدا .
إن النظم اإلسالمية ليسم نظمىا مجىردة وال نافىة ،بىل هىي نظىم تسىكنها الىروب ،وتتونهىا
منها الرحمة ،ول لم كانم مثالية. األخال ،وتنبع
ومىىن هنىىا تجىىد أن ه ى ه الىىنظم اشىىتملم علىىى الف ىرائض والوانبىىا ،وت ىريم الم رمىىا ،
واعتيرتهى ىىا ال ى ىىد األدنى ىىى لى ىىعدا المقيى ىىول مى ىىن المسى ىىلمين ،كمى ىىا اش ى ىتملم على ىىى النوافى ىىل
في مختلظ العاعا والعبادا ،وحثم على انتناب المكروها ،والشيها والمندواا
2
في السلوكيا ،واعتير كلم حدا أعلى لعدا أو مستوى مثاليا للتعييق.
-1محمنودكرينت:دراسناتفنيالننظموالثقافنةاإلسنالميةص،47سنيدقطنب:خصنائصالتصننور
اإلسالميص.77
-2المصدرانالسابقان .
27
ويشير إلى المستوى األدنى (اإللزامي) لعدا قوله لمن سيل فقال :أ أريىم اكا صىليم
المكتواا ،وصىمم رمنىان ،وأحللىم ال ىالل ،وحرمىم ال ىرام ،ولىم أزد علىى الصلوا
كلم شيئا ،أأدخل الجنة قال " :نعم" قال :وهللا ال أزيد على كلم شيئا.1
أمىىا المسىىتوي المثىىالي فهىىو المشىىار إليىىه فىىي حديثىىه " :إن ال ىىالل بىىين وان ال ىرام بىىين
اسىتي أر لدينىه وعرضىه، ال طعلمهن كثير من النا ،فمن اتقى الشيها واينهما مشتيها
وقع في ال رام ،كالراعي يرعي حول ال مى ،يوشم أن يرتع ميه، ومن وقع في الشيها
أال وان حمى هللا م ارمه".2
الشىيها . إضافة إلى بيانه للمستوى األمثل لاللتزام بالنظم والمتمثل في تجنى وال دي
مىىن غيىىر العلمىىا مىىن حلهىىا وحرمتهىىا ،أشىىار إلىىى قنىىية وهىي األمىىور التىىي طجهىىل النىىا
واالنتها عن الم رمىا ،ال ىد األدنىى لاللتىزام، مهمة ،وهي أن االكتفا بيدا الوانبا
مىن المنىدواا مع عدم اعتماد مساحة أخرى متمثلة في فعل ما هىو أكثىر مىن الوانبىا
...أن عىدم والشىيها مىن المكروهىا والمست با ،وتىرر مىا هىو أكثىر مىن الم رمىا
اعتماد ه ه المساحة قد يوقع في ال رام ،ألن من حام حول ال مىى يوشىم أن يرتىع ميىه،
ومىىن التىىزم بالمسىىتوى األدنىىى يوشىىم أن ينزلىىق عنىىه ،كمىىا أن حديثىىه ال ى ي طقىىول ميىىه
صلى هللا عليه وسىلم عنىدما سىئل عىن اإلطمىان واإلسىالم واإلحسىان " :اإلم اان أن تاؤمن
باااو ومسئكيااع ،وبلقائااع و ساالع ،وتااؤمن بالبعااث ،واإلسااسإ أن تعبااّ أ وال تااارس بااع
شوئا ،وتق الماسة ،وتاؤدس الزدااة ال فروضا ،وتماوإ مااان ،واإلحباان أن تعباّ
طعيىىر أطنىىا عىىن المسىىتويين أ د نااك تا ار ،فااإن لا تكاان تا ار فإنااع ياراس" 3هى ا ال ىىدي
-1صحيحمسلمبشرحالنووي .176/1
-2صحيحمسلم،1220/3،ح.107
3صحيحالبخاري .18/1،
28
األدنىىى واألعل ىىى ،فالمس ىىتوى األدن ىىى المعي ىىر عنىىه بمعن ىىى اإلطم ىىان واإلس ىىالم ،والمس ىىتوى
األعلى المعير عنه بمعنى اإلحسان.
المتمثلىىة فىىي هى ا وإن المثاليىىة فىىي الىىنظم اإلسىىالمية ليسىىم قاصىرة علىىى مجىىال العبىىادا
علىى كىل حكىم وكىل معاملىة مىن المعىامال ،بىل أدا النوافل والمست با ،بل وتنس
إنها تظهر حتى في تنفي ال دود والعقواا .
عليىىم والمثاليىىة ميىىه أن تؤدطىىه فىىي الوقىىم المتفىىق عليىىه دون فقنىىاار للىىدين وان ى
1
َّللا َرَّا ُه﴾. َّ َّ
َم َان َت ُه َوْلَيتق َّ َ
معل أو تسويف﴿ َفْلُي َؤد ال ي ْااتُم َن أ َ
وت صىىيلم لىىدينم حىىق ثابىىم لىىم ،تيلىىغ بىىه درنىىة المثاليىىة إن صىىير علىىى المىىدين
ىان ُكو ُع ْسى َىرة
حىىال إعسىىاره ،أو خففىىم عنىىه نىىز ا مىىن دينىىه رحمىىة ب الىىه َ ﴿ ،وإ ْن َكى َ
2
َن ﴾.
َفَنظَرةٌ إَلى َم ْي َسَرة َوأ ْ
والمثالي ى ىىة فى ىىي بيع ى ىىم وشى ى ىرائم ومختل ى ىىظ معامالتى ىىم ت مى ىىن فى ىىي السى ىىماحة واليس ى ىىر
3
واإلخالص واإلتقان ،قال" رحم هللا رنال سم ا إكا با وإكا اشترى وإكا اقتنى"
وأدا القاتل للدطة مع أنه التزام ثابم عليه ،فينه ييلغ به درنة المثالية عند أدائه
لها تامة دون إنقاص أو مما لة.
المثاليىة طمكىن أن يرتقىوا كما أن قيول أوليىا القتيىل الدطىة هىو درنىة مىن درنىا
بهىىا إلىىى درنىىة أخىىرى إن أتبعىوا قيىىول الدطىىة بىىالمعروف وال سىىنى ولىىم ين ثىوا فىىي
عهدهم وصل هم على الدطةَ ﴿ ،ف َم ْن ُعفي َل ُه م ْن أَخيه َشي ٌ َفاتَبا ٌ باْل َم ْع ُروف
ْ َ
4
َوأ ََدا ٌ إَل ْيه بي ْح َسان﴾.
1سورةالبقرةمناآلية283،
2سورةالبقرةمناآلية280،
3صحيحالبخاريبحاشيةالسندي.6/2
4سورةالبقرةمناآلية178،
29
ثم إن المثالية ال تعني أبىدأ هنىم الىنفس حقوقهىا أو كيىم رغباتهىا وعىدم تلييىة متعلباتهىا
وت ريم ما أحل هللا لهىا ،بىل تعنىي ميمىا تعنىي التوسى واالعتىدال فىي تلييىة هى ه المعالى
دون إفراط أو تفري ،وال إسراف أو تقتير.
ول ىىن ال طمتنىىع علىىى مىىن كىىان فىىي موق ىع المسىىؤولية أن طيخ ى نفسىىه بشىىي مىىن الشىىدة،
ويعىىيح حيىىاة الشىىظظ وال فىىاف ،بقصىىد ضىىرب وي رمهىىا مىىن بعىىض الل ائ ى والمباحىىا
المثىىل والقىىدوة ال سىىنة ،وسىىدا لمنافى الشىىيعان وأ مىىا الىىنفس عنىىدما تنفىىتا علىىيهم الىىدنيا
ويمل ون مفات ها.1
1انظننننننننرهننننننننذهالخاصننننننننية:عبنننننننندالغفننننننننارعزيننننننننز :أضننننننننواءعلننننننننىالنننننننننظموالثقافننننننننة
اإلسالمية،ص،39وكريت:دراساتفيالنظموالثقافةاإلسالمية،ص،47والقرضاوي:مدخللدراسنة
الشريعة،ص110،
30
عليه أن م ظو ار أو يتجاوز حدا ،بل قد طعتير كلم فرصة الحم له طج عندما يرت
ط تنمها.
الج ى از األخىىروي وسىىيلة مىىن وسىىائل ال ى أمىىا فىىي ظىىل الىىنظم اإلسىىالمية التىىي اعتمىىد
اإلطمان بىه ويكفىر مىن كفىر بىه ،فىي ظىل على االلتزام بينظمتها ،ونزً ا من العقيدة طج
ه ه النظم نجد المسلم يندفع ب اته دون رقابىة أو متابعىة لتعييىق أنظمتهىا ،ألنىه طعلىم أنىه
َّللا َوَرُسىوَل ُه
َّللا َو َم ْىن ُطعىع َّ َ
ود َّ بتعييقه لها سينال الثواب العظيم من هللا .تعالى ﴿.تْل َم ُح ُد ُ
ىيم (َ )13و َمى ْىن ىم اْلَفى ْىوُز اْل َعظى ُ
يهىىا َوَكلى َ
ين ف َ ُي ْدخْلى ُىه َنَّنىىا َت ْجىىري مى ْىن َت ْ ت َهىىا ْاأل َْن َهى ُ
ىار َخالىىد َ
1
ين ﴾ اب ُمه ٌ يها َوَل ُه َع َ ٌ
ار َخال ًدا ف َ
ودهُ ُي ْدخْل ُه َن ًا َّللا َوَرُسوَل ُه َوَي َت َع َّد ُح ُد َ
َط ْعص َّ َ
المسىىلم معصىىية أو قصىىر فىىي وانى كمىىا أنىىه وعلىىى ضىىو هى ه الخاصىىية إكا مىىا ارت ى
فينه سرعان ما طستشعر بىال رل ،ويسىار فىي النىدم والتواىة ،ورد المظىالم إلىى أصى ابها،
إن وند .ألنه طعلم أنه إن أفلم من ال ساب في ه ه الدنيا فانه لن طفلم من ال ساب
والج از في اآلخرة.
ومىىن هنىىا فينىه فىىي ظىىل الىىنظم اإلسىىالمية وألنهىىا تتصىىظ بخاصىىية الجى از األخىىروي ،تجىىد
إلى حد كيير مصونة ،وأن الجريمة نادرة الوقو . حقو النا
وقىىد بلىىغ األمىىر فىىي التيكيىىد علىىى الجى از األخىىروي أن مىىن قنىىى لىىه القنىىا بشىىي وهىىو
طعلىم عىىدم اسىىت قاقه لىىه فينمىىا طيخى ه ح ارمىىا ،ويسىىت ق عليىىه العقواىىة فىىي اآلخىرة ،طقىىول
"إن م تختصمون إلى وإنما أنا بشىر ،وعسىى أن طكىون بعنىكم أل ىن ب جتىه مىن بعىض،
فيقنىىي لىىه علىىى ن ىىو مىىا أسىىمع ،فمىىن قنىىيم لىىه بشىىي مىىن حىىق أخيىىه فينمىىا أقعىىع لىىه
2
قععة من النار ،فلييخ ها أو يتركها "
-1سورةالنساءاآليتان.14،13،
-2متفقعليهووردبألفاظمختلفة،انظرصحيحالبخاريبشرحالسندي،242/4،صحيحمسنلم،
،1337/3ح.5،
31
ثم إن النظم الوضعية التي ال تؤمن بالج از األخروي تنعر أحيانا للجو إلى االعتبار
الىىديني والىواز النفسىىي فىىي بعىىض القنىىاطا ،طقىىول األسىىتاك الزرقىىا" :إن الىواز الىىديني فىىي
عنىه األمىىم فىي نزعتهىا المادطىىة بنظامهىا االنتمىاعي اليىىوم، صىيانة ال قىو مهمىىا ابتعىد
فقىىد اضىىعر إليىىه فىىي تش ىريعها القىىانوني الم ىىض ،وانىىم عليىىه ن ىواحي مىىن قنىىائها لىىم
تس ىىتعع فيه ىىا إال االلتج ىىا إل ىىى الن ىىمانة الديني ىىة والون ىىدان الروح ىىي ،ويتجل ىىى كل ىىم ف ىىي
ت لىىيفهم للخصىىم عنىىد عجىىز المىىدعى عليىىه وتمسىىكه بالتقىىادم التجىىاري القصىىير علىىى سىىند
مالي تجاري يدعى عليه به" .1
واختص ىىاص ال ىىنظم اإلس ىىالمية بخاص ىىية الجى ى از األخ ىىروي ال طعنى ىي خلوه ىىا م ىىن الجى ى از
إال بىه ،بىل هىي نظىم تجمىع بىين الجى از الدنيوي ،كلم الج از ال ي ال تستقيم حياة النا
الدنيوي واألخروي.2
طقىىول العالمىىة ابىىن عاشىىور ميينىىا كيىىف تعتمىىد الش ىريعة ه ى ين الج ى از ين وتجمىىع بينهمىىا:
"فمتىى ضىعظ الىواز الىديني فىي زمىن أو قىىوم أو فىي أحىوال طظىن أن الىدافع إلىى مخالفىىة
مىىن الىواز الىىديني ،هنالىىم طصىىار إلىىى ال ىواز الشىىر فىىي مثلهىىا أقىىوى علىىى أكثىىر النفىىو
السلعاني ،فيناط التنفي بالواز السلعاني كما قال عثمىان بىن عفىان " يىز هللا بالسىلعان
ما ال يز بالقرن".3
في ظل خصيصة الجى از األخىروي المشىفوعة بىالج از وعليه فينه طمكن القول بين النا
الىىدنيوي ت ىىون اسىىتجابتهم ألحكىىام الىىنظم اإلسىىالمية اسىىتجابة مختلفىىة عىىن االسىىتجابة ألي
نظم وضعية أخرى ،ألنهىا ت ىون اسىتجابة عامىة مىن الجميىع سىوا ممىن اسىتجابوا بسىي
الج از األخروي ،أو للسييين معا. الج از الدنيوي أو ممن استجابوا بسي
-1المدخلالفقهيالعام 65.63/1
-2محمودكريت:دراساتفيالنظموالثقافةاإلسالميةص .55
-3الطاهربنعاشور:مقاصدالشريعةص 128
32
التىىالي وهىىو عىىن واعىىد هى ه أهىىم الخصىىائص للىىنظم اإلسىىالمية ننتقىىل بعىىدها إلىىى المب ى
مصادر النظم اإلسالمية.
33
المبحث الرابع
الس ىىابق أن مىىىن خص ىىائص ال ىىنظم اإلس ىىالمية أنهىىىا راانيىىىة عرفن ىىا فىىىي المب ى ى
مردهىا إلىى هللا ومعالجىا المصدر أي أن نميع ما اشتملم عليه من أحكام وتشىريعا
هىو أنىه وان كانىم الىنظم اإلسىالمية رب العىالمين ،ول ىن مىا نريىد بيانىه فىي هى ا المب ى
مصدرها ومردها إلى هللا .عز ونل .إال أن ر ثيىو أحكامهىا متعىددة :مبعنىها ثيىم
بعريىق مباشىر عىىن هللا تعىالى واكالمىه متمىىثال فىي كتابىه العزيىىز القىرن ال ىريم ،واعنىىها
ثيىىم بعريىىق سىىنة رسىىول هللا ،واعنىىها ثيىىم بعريىىق االنتهىىاد بصىىوره المختلفىىة ....
وهى ى ه الع ىىر وإن اختلف ىىم إال أنه ىىا تتف ىىق نميع ىىا ف ىىي أن مورده ىىا وأص ىىلها م ىىن عن ىىد هللا
تعالى.
فالقرن ال ريم كالم هللا عز ونل ،والسنة وحي من هللا سب انه وتعالى ،واالنتهىاد مسىتند
إلى كتاب هللا وسنة رسوله .
رسىىول هللا علىىى هى ه العىىر صىراحة ،ومىىن كلىىم ال ىىدي وقىىد نصىىم بعىىض أحاديى
ال ي يرويه معىاك بىن نيىل .رضىى هللا عنىه لمىا بعثىه رسىول هللا إلىى الىيمن فقىال لىه:
قىىال :أقنىىي بكتىىاب هللا ،قىىال :ف ىين لىىم تجىىد فىىي "كيىىف تقنىىي إكا عىىرض لىىم قنىىا
كتىىاب هللا قىىال :مبسىىنة رسىىول هللا ،قىىال :فىىين لىىم تجىىد فىىي سىىنة رسىىول هللا قىىال:
أنتهد رأيي وال ألو .1"...
عىن مصىادر التشىريع والىنظم اإلسىالمية أن يت ىدثوا ه ا وقىد اعتىاد العلمىا عنىد ال ىدي
عىىن كىىل ريقىىة م ىن ه ى ه العىىر بشىىكل مسىىتقل ،وأن طعلق ىوا عليهىىا اسىىم (المصىىدر) أو
-1مسنداإلمامأحمد236،/5
34
(أصل) أو (دليل) ،وإن كانم فىي أصىلها تعىود إلىى مصىدر واحىد هىو هللا رب العىالمين.
وه ا بيان مونز حول المصادر العامة التي تستقي النظم اإلسالمية منها أحكامها.
-1سورةالنساء،اآلية.59،
-2محمدالزرقاني:مناهلالعرفانفيعلومالقرآنص19
-3المصدرنفسهص18،
-4انظرعبدالوهابخالف:علمأصولالفقه،ص، 23عبندالجلينلالقرنشناويوآخنرون:المنوجز
فننيأصننولالفقننه،ص، 49كريننت:دراسنناتفننيالنننظماإلسننالمية،ص،58أضننواءعلننىالنننظم
والثقافة،ص 49
-5سورةالزمر،مناآلية41،
35
.3إنه نزل بالل ة العراية طقول .تعالى﴿ .إَّنا أ َْنَزْلَناهُ ُق ْ َرًنا َعَراًّيا َل َعَّل ُ ْم َت ْعقُلو َن﴾.1
.4إنه طختلظ عن األحادي القدسية والنيوية وإن كانم منزلىة مىن عنىد هللا .تعىالى إال
النيوية أنها ليسم قرنا ،ألنها لم طقصد بها اإلعجاز ،ويختلظ ك لم عن األحادي
فهي وإن كانم موحى بها من عند هللا تعالى إال أنه لما كان لفظها من عند رسىول
خرنم عن كونها قرنا. هللا
عليهىا أحكىام القىرن .5إن ترنمة القرن مهمىا بل ىم دقتهىا ال تعتيىر قرنىا ،وال تنسى
فىىال تصىىا الصىىالة بهىىا ،وال تشىىترط العهىىارة لق ار تهىىا إلىىى غيىىر كلىىم مىىن أحك ىام ...
وإنمىىا ال تعتيىىر الترنمىىة قرنىىا ألن لفظىىه ومعنىىاه مىىن عنىىد هللا .تعىىالى واالترنمىىة فقىىد
كون لفظه من عند هللا.
.6إنه طشترط ميىه التىواتر ،أي :أن ينقلىه نمىع عىن نمىع يىؤمن توا ىؤهم علىى ال ى ب،
فما نقل بعريق اآلحاد ال طعد قرنا.
فهمىىه ،أو حفظىىه ،أو اسىىتنباط األحكىىام .7لىىيس معنىىى كىىون القىىرن معجى از أنىىه طصىىع
ىر َن للى ْكر َف َه ْىل م ْىن
منه ،بل هو ميسر رغىم إعجىازه ،طقىول .تعىالىَ ﴿ .وَلَق ْىد َط َّس ْىرَنا اْلُق ْ َ
ُم َّدكر﴾ ،2ويقول ﴿ َفيَّن َما َط َّس ْرَناهُ بل َسان َم َل َعَّل ُه ْم َي َت َ َّك ُرو َن﴾.3
.8ثىم إنىىه ال تىىاب الوحيىىد الى ي ت فىىل هللا .تعىالى ب فظىىه مىىن كىىل تيىىديل أو ت ييىىر ﴿إَّنىىا
-1سورةيوسفاآلية.2
-2سورةيوسف،آيةمكررةرقم.40،32،22،17:
-3سورةالدخاناآلية 58،
-4سورةالحجر،اآليةو9
36
ثانيا :السنة النبوية
1
من قول أو فعل أو تقرير" صلى هللا عليه وسلم السنة عند األصوليين هي " ما نقل عن النيي
ممىىا يتعلىىق فىىي مختلىىظ المناسىىبا صىىلى هللا عليىىه وسىىلم ،فمثىىال القىىول :مىىا ت ىىدث بىىه الرسىىول
،2"...ومثىال الفعىل مىا نقلىه " إنما األعمىال بالنيىا صلى هللا عليه وسلم بتشريع األحكام كقوله
فىىي شىىؤون العبىىادة وغيرهىىا ،كىىيدا الصىىلوا صىىلى هللا عليىىه وسىىلم الص ى ابة مىىن أفعىىال النيىىي
مىن أفعىال صىلى هللا عليىه وسىلم ومناسم ال ج و داب الصيام ،..ومثال التقرير ما أقىره الرسىول
صىىدر عىىن بعىىض أصى ابه بسىىكو منىىه وعىىدم إن ىىاره ،أو موافقتىىه وإظهىىار است سىىانه،
كتقريره لمن تيمم لفقد الما ،وعدم إعادة الصالة إكا ونده بعدها . 3
َّللا
يعىوا َّ َ
والسنة النيوية الشريفة ت تل المنزلة الثانية بعىد القىرن ال ىريم ،قىال .تعىالىَ ( .وَأ ُ
َّللا).5
ول َفَق ْد أَ َ ا َ ََّس
ُ َالر
َّ ع ع ط
ُ ن
ْ (م 4
ول) َالرُس َ
يعوا َّ
َوأَ ُ
-1خالف:علمأصولالفقهص،"36عزيز:أضواءعلىالنظموالثقافةاإلسالميةص58
-2صحيحالبخاري،3/1،ح .1،
-3محمدسالممذكور:المدخلللفقهاإلسالميص(208بالتصرف).
-4سورةالمائدة،مناآلية92،
-5سورةالنساء،مناآلية80
6عبدالغنيعبدالخالق:حجيةالسنةص(495بتصرف)
37
-2أن ت ىىون الس ىىنة بيان ىىا لم ىىا أري ىىد ب ىىالقرن وتفس ىىي ار ل ىىه :وه ىىو طش ىىمل تفص ىىيل المجم ىىل
وتخصيص العام ،وتقييد المعلق ،أما تفصيل المجمل مثل قوله صلى " صىلوا كمىا
ورد األمىىر بالصىىالة مجمىىال فىىي القىىرن ال ىريم ،دون ككىىر رأيتمىوني أصىىلي" ،1حيى
كيفيتهىىا أو مواقيتهىىا ،أو عىىدد ركعاتهىىا ،أو أركانهىىا وشىىرو ها ....وأمىىا تخصىىيص
خصىص الىوارث ب يىر " ال يرث القاتل شىيئا " 2حيى صلى هللا عليه وسلم العام فمثل قوله
َّللاُ في أ َْوَالد ُك ْم لل َّ َكر م ْث ُىل َحى ْاأل ُْن َثَي ْىين) 3أمىا
يك ُم َّ
القاتل في قوله _ تعالى _ (ُيوص ُ
تقييىىد المعلىىق فمثىىل قولىىه صىىلى هللا عليىىه وسىىلم ":الثل ى والثل ى كثيىىر" 4فقىىد قيىىد معل ىىق
الوصية في قوله _ تعالى _ (م ْن َب ْعد َوصَّية ُيوصي ب َها أ َْو َد ْين).5
-3أن ت ون السنة منشئة ل كم سكم عنه القرن :كت ريم الجمع بين المرأة وعمتهىا أو
6
"ط رم نم الرضاعة ما ط رم من النس " صلى هللا عليه وسلم: خالتها ،لقوله
ثالثا :الاجماع
عىرف األصىوليون اإلنمىا بقىولهم إنىه " اتفىىا المجتهىدين مىن المسىلمين فىي أي عصىىر
7
مىىن العصىىور بعىىد وفىىاة رسىىول هللا علىىى حك ىم شىىرعي فىىي قنىىية ل ىم يىىرد ب كمهىىا نىىص"
اء علج هذا اليعريف هي ما م تي: وأ دان اإلك ا
-1وكود عّد من ال جيهّين ع ّ وقو اليادث :إك ال عيرة بونود غيرهم.
-1صحيحابنحبان،541،4،ح،1658صححهاأللبانيفيارواءالعليل،ح262
-2مصنفبنأبيشيبة،281/6،ح.31410،
-3سورةالنساء،مناآلية11
-4صحيحالبخاري،2047/5،ح،5039صحيحمسلم،1250/2،ح1628
-5سورةالنساء،مناآلية.11
-6صحيحالبخاري،925/2،ح2520
-7سالممذكور:المدخلللفقهاإلسالميص218
38
ال طخالظ فىي ال كىم أحىد -2اتفاو ال جيهّين علج اليم وق حّوث الواقع :ب ي
منهم ،أو يرنع عنه ،وإال فال ينعقد االنما .
فاي واقعا ال ناص فاي حم هاا: صىلى هللا عليىه وسىلم -3أن ممون االتفااو بعاّ وفااة الرساول
صلى هللا عليه وسلم. بمعنى أنها واقعة لم ينزل فيها قرنا ،ولن تمض فيها سنة رسول هللا
رابعا :القياس
تعريفىىه فىىي اصىىعالب األصىىوليين" :هىىو إل ىىا واقعىىة لىىم يىىرد نىىص شىىرعي علىىى حكمهىىا
2
بواقعة ورد نص شرعي ب كمها الشترار الواقعتين في علة ه ا ال كم"
وأ دان الق اس علج ذلك أ بع هي:3
-1المصدرالسابق.
-2عبدالوهابخالف:علمأصولالفقه،ص،52محمدسالممذكور:المدخلللفقهاإلسالمي،ص
232
-3المصدرانالسابقان.
39
– 1األصح :وهو ما ورد ب كمه نص ،ويسمى أطنا المقيس عليه.
– 2الفر :وهىو الشىي لىم يىرد ب كمىه نىص ،ويىراد تسىويته باألصىل فىي حكمىه ويسىمى
أطنا بالمقيس.
– 3حم األصاح :وهىو ال كىم الشىرعي الى ي ورد بىه الىنص فىي األصىل ويىراد أن طكىون
مثله في الفر .
ال ي بني عليه حكم األصل لونوده في الفر . – 4العل :وهي الوصظ أو السي
هاااذا ،ومىىن الج ىىدير اإلش ىىارة إ لىىى أن المص ىىادر األراع ىىة السىىابقة ه ىىي المص ىىادر
المتف ىىق عليه ىىا ب ىىين العلم ىىا ،وهن ىىار مص ىىادر أخ ىىري مختل ىىظ فيه ىىا ،ب ىىين العلم ىىا مث ىىل
الصى ى ى ابي، االست س ى ىىان والمص ى ىىالا المرسى ى ىلة ،والع ى ىىرف ،وش ى ىىر م ى ىىن قيلن ى ىىا ،ومى ى ى ه
واالستص اب ،وال رائع.
وبعّ ،فقد انتهينا الى هنا من عرض ألهمية دراسة النظم اإلسالمية ،تناولنا ميه
إليه ى ىىا ،ث ى ىىم تعري ى ىىف ال ى ىىنظم ف ى ىىي الل ى ىىة واالص ى ىىعالب ،ث ى ىىم أس ى ىىباب احتي ى ىىال المجتمع ى ىىا
خصائصها ،وأخي ار ت دثنا عن مصادر النظم اإلسالمية.
وكل كلم ما هو إال تمهيد لد ارسىة تفصىيلية الحقىة فىي هى ا ال تىاب نت ىدث فيهىا
أه ىىم ال ىىنظم اإلس ىىالمية ،مث ىىل :نظ ىىام العقيىىدة ،ونظ ىىام العب ىىادة ،ونظ ىىام األخ ىىال ،والنظ ىىام
االنتماعي ،والنظام االقتصادي ،وأخي ار النظام السياسي.
40
تذكر
الفمح الي هوّس
التىىي تقىىوم عليهىىا ال يىىاة فىىي ظىىل -الىىنظم اإلسىىالمية هىىي :القواعىىد والمبىىاد والعىىادا
اإلسالم والتي ت دد لإلنسان حركة نشا ه في كافة المجاال .
المصىىدر والهىىدف -تختلىىظ الىىنظم اإلسىىالمية مىىع غيرهىىا مىىن الىىنظم األخىىرى مىىن حيى
والخصائص.
البش ىرية للىىنظم اإلسىىالمية ألنهىىا مىىن وضىىع خىىالق البشىىر ،وألنهىىا -ت تىىال المجتمعىىا
الملتى ىىزمين بهى ىىا، الى ىىنظم التى ىىي تملى ىىم إشى ىىاعة األمى ىىن ،وتعمى ىىيم العمينينى ىىة فى ىىي نفى ىىو
والمعبقين ألحكامها ،وألنهىا الىنظم التىي طمكىن أن تنىال ثقىة البشىر واحتىرامهم لهىا ،و
إلىىى الىىنظم اإلسىىالمية ألنهىىا ال تقىىظ فىىي إطمىىانهم بنزاهتهىىا و عىىدالتها ،وي تىىال النىىا
ف سى ، ال قىوقي المجىرد ،أو علىى المادطىا معالجتها لل يىاة البشىرية علىى الجانى
وألنهىىا الىىنظم التىىي أثيىىم الواقىىع وشىىهد التىىاريا بصىىالحيتها للتعييىىق فىىي حيىىاة البشىىر،
وصىىالب أمىىرهم بهىىا ،وانسىىجامها مىىع بىىائعهم وفعىرتهم ،وألنهىىا الىىنظم التىىي حصىىر
البشىىر فىىي غاطىىة واحىىدة هىىي إرضىىا هللا كمىىا حصىىر كىىل أهىىداف النىىا كىىل غاطىىا
فىىي هىىدف واحىىد ،هىىو ت قيىىق العيودطىىة لىىه -سىىب انه وتعىىالى – وت تىىال المجتمعىىا
للىىنظم اإلسىىالمية ألنهىىا الىىنظم اإلسىىالمية التىىي تتميىىز بخصىىائص تجعىىل منهىىا الىىنظم
األوفق و األولى.
والمرونى ىىة ،والشى ىىمول -خصىىىائص الى ىىنظم اإلسى ىىالمية ثمانيى ىىة وه ىىي :الراانيى ىىة ،والثبى ىىا
والت ى ىوازن ،والعمى ىىوم والعالميى ىىة ،والت امى ىىل والت ى ىراب ،والواقعيى ىىة ،والمثاليى ىىة واألخى ىىال ،
والج از األخروي .
41
-مصىىادر الىىنظم اإلسىىالمية المتفىىق عليهىىا أراعىىة وهىىي :القىىرن ال ىريم ،والسىىنة النيويىىة
المعهرة ،واإلنما ،والقيا .
-القىىرن ال ىريم هىىو :ال ىىالم المعجىىز ،المنىىزل علىىى النيىىي – صىىلى هللا عليىىه وسىىلم –،
المكتوب في المصاحظ ،المنقول بالتواتر ،المتعيد بتالوته.
-وأما السىنة فهىي :مىا نقىل عىن النيىي – صىلى هللا عليىه وسىلم – مىن قىول أو فعىل أو
تقرير.
-واإلنما هو :اتفا المجتهدين من المسلمين في أي عصر من العصىور بعىد وفىاة
رسىىول هللا – صىىلى هللا غليىىه وسىىلم – علىىى حكىىم شىىرعي فىىي قنىىية لىىم يىىرد ب كمهىىا
العمىىل بىىه ،وسىىكوتي طجىىوز العمىىل بىىه ويجىىوز نىىص ،وهىىو ينقسىىم إلىىى ص ىريا وان ى
تركه.
فهىىو :إل ىىا واقعىىة لىىم يىىرد نىىص شىىرعي علىىى حكمهىىا بواقعىىة ورد نىىص -أمىىا القيىىا
شرعي ب كمها الشترار الواقعتين في علة ه ا ال كم.
-أركان القيا :األصل ،وحكم األصل ،والفر ،والعلة.
42
الفصل األول
نظام العقيدة
43
األهداف واملهارات
أوال :األهّاف
44
المبحث الأول
العقوّة في االصطسح:
ان مصىعلا العقيىىدة هىىو مصىىعلا نىادر فىىي ل ىىة علمائنىىا القىدامى ،وقىىد اسىىتخدموا بعىىض
األخىىرى التىىي قامىىم مقىىام ه ى ا المصىىعلا مىىن مثىىل (علىىم ال ىىالم) و(علىىم المصىىعل ا
ت ديد تعريىف العقيىدة عنىد هىؤال ،ومىن خىالل التوحيد) ،من أنل كلم كان من الصع
الم ىدثين تيىين أن العقيىدة هىي " :االم اان بالاايء الاج حاّ أن مماب النظىر فىي كتى
ذلك الايء هاو ال يارس للعواطاف وال وكاع للبالوس" ،2ويتنىا مىن هى ا التعريىف أنىه
تعريىىف لعمىىوم العقيىىدة ،ولىىيس لعقيىىدة المسىىلمين ،مىىن أنىىل كلىىم مىىيكن االسىىتفادة منىىه فىىي
تعريىىف عقيىىدة المسىىلمين علىىى أنهىىا" :االم ااان ب ااا أناازل أ تعااالج علااج مي ااّ ،بيوااث
ي عمس ذلك علج سلوس ال ؤمن وتمرفاتع".
-1الرازي:مختارالصحاحص،186الفيومي:المصباحالمنيرص .421
-2الميداني:الوجيزفيالعقيدةاإلسالمية،ص.29
45
والم يبىىا .معرفىىة صىى ي ة تجعىىل المسىىلم طعيىىد هللا .تعىىالى .علىىى علىىم بوصىىله للف ىىوز
1
بسعادة الدارين".
المبحث الثاني
مسىىلم عىىن العقائىىد األساسىىية التىىي نىىا بهىىا اإلسىىالم هىىي التىىي ككىىر فىىي حىىدي
عمر بىن الخعىاب .رضىي هللا عنىه .أن النيىي قىال لجيريىل لمىا دخىل عليىه فىي صىورة
انسىىان وسىىيله عىىن االطمىىان " ...أن تااؤمن باااو ومسئكيااع وديبااع و ساالع والوااوإ ا خاار
3 2
ىول ب َمىىا
ى
ُ ُ سالر
َّ ىن
َ ى م
َ َ ﴿ ىالى
ى ع ت ىه.
ى لقو ىير
ى ش ط ىسى س األ ه ى ه ىىى ل ا
و وتااؤمن بالقااّ خواار وشاار "
ىاّلِل َو َم َالئ َ تىه َو ُكتُبىه َوُرُسىله﴾ ،4مىن هنىا نسىتعيع
أ ُْنزَل إَل ْيه م ْىن َراىه َواْل ُم ْؤمُنىو َن ُك ٌّىل َ َم َىن ب َّ
أن نقول :ان أركان العقيدة اإلسالمية هي:
-1االم اااان بااااو .عاااز وكاااح .ه ىىو االعتق ىىاد الج ىىازم ب ىىين هللا .تع ىىالى .رب ك ىىل ش ىىي
ومليكة ،وخالقه ،وأنه ال ي طست ق وحده أن طفرد بالعبادة من صىالة وصىوم ودعىا
ال مىال كلهىا ،المنىزه عىن كىل ورنا وخوف وكل وخنىو أ وأنىه المتصىظ بصىفا
نقص ،وال طكون العيد مؤمنا باّلِل .تعالى .حتىى طعتقىد أن هللا رب كىل شىي وال رب
-1محمدالشريدة:مدخللدراسةالعقيدةاإلسالميةص .47
-2صحيحمسلمبشرحالنووي.157/1
-3فرجالسيدفرجوغيره:نظاماإلسالم،ص.35
-4سورةالبقرة،مناآلية .285
46
غيره أوانىه ال امىل فىي صىفاته وأسىمائه ،وال كامىل غيىره 1قىال .تعىالىَ ﴿.ل ْىي َس َكم ْثلىه
2
يع اْلَبص ُير﴾
السم ُ
َش ْي ٌ َو ُهَو َّ
-2االم ان بال سئك :وهو االعتقاد الجازم بين .هلل تعالى .مالئ ة مونودون مخلوقون
َمى َىرُه ْم صىىو َن َّ َ
َّللا َمىىا أ َ مىىن نىىور ،وأنهىىم ال طعصىىون هللا مىىا أمىىرهم ،قىىال تعىىالىَ :
﴿ال َط ْع ُ
َوَيْف َعُل ىىو َن َم ىىا ُي ى ْىؤ َم ُرو َن﴾3وأنه ىىم كو وظ ىىائظ تتعل ىىق ب ىىاألنفس واألرواب ،وزعه ىىا هللا .
تع ىىالى .عل ىىيهم .ينفى ى ون به ىىا ارادت ىىه ف ىىي خلق ىىه ،فم ىىنهم م ىىن ييل ىىغ ال ىىوحي والت ىىاليف
الىىى أنييائىىه ورسىىله ومىىنهم مىىن يؤيىىد بىىه األنييىىا ويثيىىم المىىؤمنين ،ومىىنهم والرسىىاال
من طقبض األرواب ،ومنهم مىن ط فى علىى االنسىان أعمالىه فىي دنيىاه حتىى تعىرض
عليه في أخراه الى غير كلم من الوظائظ التي خصهم هللا بها.4
هللا .تبىىارر وتعىىالى .علىىى كىىل مسىىلم أن -3االم ااان باألنب اااء وال رساالون :لقىىد أون ى
يؤمن بجميع األنييا والرسل من غير تفريق ،بين يؤمن بىبعض ويكفىر بىبعض ،أمىا
ن ُىه ْم َعَلىى َب ْعىض﴾5وان الرُس ُىل َف َّ
نىْلَنا َب ْع َ المفاضلة ف اصلة في قوله .تعالى ﴿تْل َم ُّ
أول مىىن أيىىده هللا .تعىىالى .بىىالوحي هىىو دم عليىىه السىىالم ،و خىىرهم م مىىد وال نيىىي
بعىده ،وقىد ككىىر هللا .تعىالى .فىي كتابىىه أسىما خمسىة وعشىرين نييىا ومرسىال ،وهنىىار
أنييىا لىم يتعىىرض القىرن لى كرهم ،ولىىم طقىص علينىىا شىيئا مىن أخبىىارهم ،ول ىن أخيرنىىا
االطمان بهم على ونه االنمىال بىين هللا .تعىالى .قىد أرسىل عنهم في الجملة ،ميج
-1محمدنعيمياسين:االيمانص.15
-2سورةالشورى،مناآلية .11
-3سورةالتحريم،مناآلية.6
-4محمودشلتوت:اإلسالمعقيدةوشريعة،ص،29،28سيدسابق:العقائنداإلسنالمية،ص،116
محمدمبارك:نظاماإلسالمالعقيدةوالعبادة،ص، 129فلادالعقلي،دراسناتفنيالعقيندةاإلسنالمية،
ص.141
-5سورةالبقرةمناآلية .253
47
رسىىال وأنييىىا كثيىىرين الىىى كىىل أمىىة ،وفىىي مختلىىظ العصىىور واألمكنىىة ،1قىىال هللا.
ص ُه ْم َعَل ْي َم﴾.2
صْم ْن َقْي ُل َوُرُس ًال َل ْم َنْق ُ اه ْم َعَل ْي َم
صَن ُ
صْتعالىَ ﴿.وُرُس ًال َق ْد َق َ
التصىىديق بىىين هللا .تعىىالى .أنىىزل علىىى بعىىض -4االم ااان بميااا أ عاااز وكااح :وهىىو
أصول عقائدهم وةبىاداتهم ،ومىا ط ىل لهىم ومىا ط ىرم أنييائه ورسله كتبا بينم للنا
مىىا سىىماه هللا .تعىىالى .لنىىا فىىي القىىرن ال ىريم ،ومنهىىا مىىا لىىم علىىيهم ،ومىىن هى ه ال تى
طسم ،وال ي أخيرنا به هللا .عز ونىل .عىن اسىمه هىو التىوراة واالنجيىل وزاىور داود،
3
ىار َس ى ْىب ًعا م ى َىن
وصى ى ظ إبى ىراويم وموس ىىى والق ىىرن ال ى ىريم ق ىىال .تع ىىالىَ ﴿.وَلَق ى ْىد َ َت ْيَن ى َ
يم ﴾4وقال تعىالى ﴿ َوأ َْن َىزَل التَّ ْىوَرَاة َو ْاإل ْنجي َىل ( )3م ْىن َقْي ُىل ُه ًىدى اْل َم َثاني َواْلُق ْ َر َن اْل َعظ َ
ل َّلنا َوأ َْنَزَل اْلُف ْرَق َ
5
صى ُ ظ ُ ) 18 ( ىى ل
َُو
األ
ْ ظ ُ ى الص
ُّ ىي فل َ ا َ ى ه
َ َّ
ن إ ﴿ ىالى ع ت ىال قو ىان﴾
ىين َعَلىى َب ْعىض ىض َّ
النيي َ وسى) ،6﴾ (19وقال .تعىالىَ ﴿ .وَلَق ْىد َف َّ
نىْلَنا َب ْع َ يم َو ُم َ إ ْبَراو َ
ور﴾.7ود َزُا ًا َوَ َت ْيَنا َد ُاو َ
علىىى أوامىىر هللا .تعىىالى .ونواويىىه ،ومىىا شىىرعه لعبىىاده، وأطنىىا اشىىتملم ه ى ه ال ت ى
كالمالئ ة والجن والروب .8 وك لم اشتملم على أخبار عوالم ال ي
-5االم ان بالووإ ا خر :وهو التصديق بين هللا سي يي الخلىق بعىد مىوتهم فىي حيىاتهم
الدنيا ،ويبع من في القيور ،في يوم ط شرهم ميه ليجزيهم بما عملوا ﴿ َف َم ْن َط ْع َم ْل
ىر َي َىرهُ)9﴾ (8ويقنىي بيىنهم بىال ق ىال َك َّرة َش ًّا
ىر َي َىرهُ (َ )7و َم ْىن َط ْع َم ْىل م ْثَق َ
ىال َك َّرة َخ ْي ًا
م ْثَق َ
-1خالدالعك:عقيدةالمسلمص53ومابعدها.
-2سورةالنساء،مناآلية .164
-3ياسين،االيمانص.97
-4سورةالحجراآلية .87
-5سورةآلعمراناآليتان.4،3
-6سورةاألعلى،اآليتان .19،18
-7سورةاالسراء،مناآلية.55
-8محمدالمبارك:نظاماإلسالمص.39
-9سورةالزلزلةاآليتان .8،7
48
وهم ال طظلمون ،فيدخل بعنهم الجنة بفنله ويدخل بعنىهم النىار بعدلىه نى از مىا
قدموا.1
العلمىىا فىىي تعريىىف القنىىا والقىىدر، -6االم اااان بالقاااااء والقاااّ :اختلفىىم ةبىىا ار
فمىىنهم مىىن نعلهمىىا شىىيئا واحىىدا ،ومىىنهم مىىن عىىرف القنىىا بتعريىىف م ىىاير للقىىدر
فقال:
في المستقيل.2 أ -القّ :علم هللا .تعالى .بما ت ون عليه المخلوقا
ب -والقااااء :علىىم هللا الشىىامل ال ى ي بىىه ين شىىظ مىىا كىىان ومىىا سىىيكون ،علىىى مقتنىىى
عنىىه ش ىىي ،وال طقىىع ف ىىي ال ىىون قهى ى ار ال طختلىىظ وال ط يى ى ارادتىىه ،وحكمتىىه ب يى ى
عنه.3
وقد عرفهما السيد سابق تعريفا واحدا فقال :القنا والقدر هما النظام الم كم ال ي
وضى ىىعه هللا له ى ى ا الونى ىىود ،والق ى ىوانين العامى ىىة والسى ىىنن التى ىىي را ى ى هللا بهى ىىا األسى ىىباب
بمسيباتها ،4فرا بين الج از والعمل بعد أن خلق لإلنسان عقال طميز به بين الخير
والشىىر والنفىىع والنىىرر ،ووضىىع ميىىه حريىىة االختيىىار بىىين سىىلور أي الع ىريقين ،وقىىد
﴿و َم ْن َطيْته أرسل هللا لإلنسان الرسل ييينون له ريق السعادة والشقا ويخيرونه أن َ
﴿م ْىن َكَف َىر َف َعَل ْيىه ُكْف ُىرهُ الصال َ ا َفيُوَلئ َم َل ُهم َّ
الدَرَنا ُ اْل ُعَلى﴾ ،وأن َ ُم ْؤمًنا َق ْد َعم َل َّ
ُ
5
صال ً ا َفع َْنُفسه ْم َط ْم َه ُدو َن﴾
َو َم ْن َعم َل َ
-1محمدالمبارك:نظاماإلسالمص.40
-2حسنأيوب،تبسيطالعقائداإلسالميةص.77
-3المبارك:نظاماإلسالمص.40
49
ان لهى ا ال ىىون نظامىىا م كمىىا وسىىننا معىىردة ارتبعىىم فيهىىا األسىىباب بمسىىيباتها ،وأن
ليس في خلق هللا خلل وال مصادقا .1
المبحث الثالث
تىؤثر العقيىدة اإلسىىالمية تىيثي ار واضى ا فىي حيىىاة األفىراد ،وتىىؤثر فىي واقىىع المجتمىع الى ي
طعتقدها وينظم حياته في ضوئها ،ألنها ف ر للمسلم ونظام حياة للمجتمع.
ولنيدأ بييان أثر العقيدة على حياة الفرد ،ثم بعد كلم نيين أثرها على حياة المجتمع.
-1سورةطهاآلية.75
-1سورةالروم،اآلية .44
-1المبارك:نظاماإلسالمص41
-2سورةالفاتحة،اآلية.5
-3هندي:دراساتفيالثقافةاإلسالميةص .55
-4أيوب:تبسيطالعقائداإلسالميةص .85
-5سورةاألعراف،اآلية.188
50
ونتيج ىىة لى ى لم ح ىىرم اإلس ىىالم ك ىىل مظ ىىاهر االس ىىتعانة ب ي ىىر هللا .تع ىىالى .كاألدةي ىىة الت ىىي
طستعين بها أص ابها بالجن أو األوليا الصىال ين أو ال هنىة أو التمىائم ومىا شىابه كلىم،
وقد اعتير اإلسالم أن تصديق ال اهن كفر 1قال " من أتى كاهنا فصدقه بما طقول فقد
2
كفر بما أنزل على م مد"
-3ت ريى ىىر االنسى ىىان مى ىىن الجشى ىىع والظلى ىىم واألنانيى ىىة :ترفى ىىع العقيى ىىدة مى ىىن قى ىىوى االنسى ىىان
المعنوي ىىة ،وتراع ىىه بمث ىىل أعل ىىى ،وه ىىو هللا .تع ىىالى .مص ىىدر الخي ىىر والي ىىر وال م ىىال،
وا ى لم طسىىمو االنسىىان عىىن المادطىىا ،ويرتفىىع عىىن الشىىهوا ،ويسىىتعلى علىىى ل ائ ى
الىىدنيا والجشىىع والعمىىع واألنانيىىة ،ويىىرى أن الخيىىر والسىىعادة فىىي الن ازهىىة والشىىرف،
وت قيق القيم الصال ة ،ومن ثم يتجه المر اتجاها تلقائيا لخير نفسه ،ولخير أمتىه،
نميعا.3 ولخير النا
العقيىىدة االنسىىان شىىعو ار متينجىىا -4تينىىي فىىي االنسىىان الع ىزة وال ارمىىة وال ريىىة :ت س ى
ين َال ﴿و َّّلِل اْلعى َّىزةُ َولَرُسىىوله َولْل ُم ْىؤمن َ
ين َوَل ى َّىن اْل ُمَنىىافق َ بىالعزة المسىىتمدة مىىن هللا .تعىالىَ .
َط ْعَل ُمىىو َن﴾ 4وال ري ى فىىي ه ى ا كلىىه ،فالعقيىىدة تعمىىئن االنسىىان علىىى رزقىىه وأنلىىه ممىىا
يبعىىده عىىن شىىبا الت ى لل ل ي ىره ،أو السىىقوط أو العيودطىىة لمىىن طعتقىىد أن بيىىدهم الىىرز
ممن هىم دون هللا تعىالى .وهى ا االعتقىاد هىو الى ي أونىد نمىاكل عظيمىة مىن عزتهىا،
دون أن تصل الى ال يريا ،فانظر الى شيا اإلسالم ابىن تيميىة الى ي ت ىدى بعزتىه
حكىىام زمانىىه حىىين زن ىوا بىىه فىىي السىىجن وهىىو طقىىول " مىىاكا تصىىنعون بىىي ،ان قتلىىي
-1العقلي:دراساتفيالثقافةاإلسالميةص.55
-2رواهالحاكم،انظنرصنحيحالجنامعالصنغيروزياداته،1031/2وصنححهاأللبنانيفنيصنحيح
الترغيبوالترهيب،ح .3044
-3أيوب:تبسيطالعقائداإلسالميةص.87
-4سورةالمنافقون،مناآلية .8
51
شىىهادة ،وان سىىجني خلىىوة ،وان نفيىىي سىىياحة " وهىىي نفىىس الع ىزة التىىي أ لقىىم لسىىان
بن عدي: الشاعر خيي
كان في هللا مصرعي على أي نن ولسم أبالي حين أقتل مسلما
والعقيىىدة هىىي التىىي ت ىىرر االنسىىان فىىي روحىىه وعقلىىه مىىن السىىليية والجهىىل وضىىالل،
ليف ر وييد دونما حجر أو تعو .1 وتععي عقله المجال األرح
واالسيقام :تنب العقيدة اإلسالمية سىلور -5تكب االنبان االناباط وال بئول
االنسان وتصرفاته وفىق أوامىر هللا .تعىالى .دون أن طكىون عيىدا لشىهوته ،بىل تجهلىه
سيدا لها يونهها كيفما أراد هللا .تعالى.
رسىالة عليىه أن االنسىان إحساسىا بالمسىئولية ،ألنىه مسىتخلظ وصىاح وهي ت سى
طق ىىوم بوانيه ىىا ،وه ىىي تون ىىد مي ىىه انفع ىىاال دائم ىىا بمراإلب ىىة هللا .تع ىىالى .وخش ىىيته ،فتتب ىىع
األخال من نفسه عن طقين ،دون خوف أو عقاب أو مع في ثواب ،وانما امتثىاال
ألوامىر هللا .تعىالى .بىىالتزام نىادة العريىق السىىوي واى لم طكىون االنسىىان مسىتقيما فىىي
سلوكه ن قائما بمسئولياته.2
والباذل والعطااء :العقيىدة تىدفع صىاحيها الىى التنى ية -6تّفع صاحبها الج الياي
في سييلها بكل ما طعتز به من مال وولد وسلعان ونفس ،فال يبالي باألخعىار ألنىه
3
طعلم أن المو وال ياة بيد هللا .تعالى .كما طعلم أن الفقر وال نى بيده تعالى
ولعلنا ن كر كلمة خالد بن الوليد لملم الروم " نئتم بقوم ط يون المو كىم ت يىون
أنىىتم ال يىىاة " وهىىو الموقىىظ كاتىىه الى ي حنظلىىة ال سىىيل فىىي ليلىىة عرسىىه الىىى صىىفوف
المجاهدين يوم أحد ،حين سمع المنادي ينادي للجهاد فقاتل حتى قتل وفىاز ببشىرى
-1هندي،دراساتفيالثقافةاإلسالميةص.56
-2نفسالسابق.
-3المبارك:نظاماإلسالمص.45
52
الرسىىول ﷺ حىىين قىىال " :أش اهّد مااا معااار ال باال ون ب ا ني أي ا ال سئك ا
ااون الب ا اء واأل ض" ومىىن يومهىىا كىىان تغبااح ح ظلا بماافائ ماان ذها وفاا
غسيل المالئ ة.
وهىىي العقي ىىدة نفس ىىها الت ىىي نعل ىىم امى ىرأة م ىىن بن ىىي عي ىىد ال ىىدار تق ىىول عن ىىدما أخي ىىر
باستشهاد زونها وأخيها وأبيها ":ماكا صنع رسول هللا قالوا :هىو بخيىر ،فقالىم:
كل مصيبة بعدر طا رسول هللا نلل .أي هينة.1
-7تيقااق العقواااّة الط نو اا واألمااان والباامو :ان العقيىىدة ت قىىق لإلنسىىان مينينىىة
َّ
َّللا أ ََال بى ْكر ع َمئ ُّن ُقُل ُ
وا ُه ْم بى ْكر َّ ين َ َمُنوا َوَت ْ
القل ،وسكينة النفس ،قال تعالى﴿ :ال َ
ىوب﴾ 2واكا ا مى ىىين القل ى ى وسى ىىكنم الى ىىنفس ،شى ىىعر االنسى ىىان بيى ىىرد ع َمى ىىئ ُّن اْلُقُلى ى ُ
َّللا َت ْ
َّ
ال ارحى ىىة ،وحى ىىالوة اليقى ىىين ،واحتمى ىىل األه ى ىوال بشى ىىجاعة ،وثيى ىىم إ از الخعى ىىوب مهمى ىىا
اش ىىتد ،ورأى أن ي ىىد هللا .تع ىىالى .مم ىىدودة اليىىىه ،وأن ىىه الق ىىادر عل ىىى ف ىىتا األبى ىواب
الى قيله سييال.3 اليه الجز ،وال طعرف اليي الم لقة ،فال يتسي
-1هندي:دراساتفيالثقافةاإلسالميةص .57
-2سورةالرعد،اآلية.28
-3أيوب:تبسيطالعقائداإلسالميةص.87
-4أيوب:تبسيطالعقائداإلسالميةص.83
53
وسر توحيىد وراى العقيىدة للمجتمىع أنهىا تقىوم علىى التوحيىد المعلىق هلل .تعىالى .فىي
ك ىىل ش ىىي ف ىىالرب واح ىىد ،والرس ىىول ﷺ واح ىىد والقيل ىىة واح ىىدة ،واأله ىىداف واح ىىدة
واآلمال واحدة ،فال بد مع كلم كله أن ت ون األمة مترابعة ومتوحدة 1قال .تعىالى.
اعُي ُدون﴾.2
ُم ًة َواح َد ًة َوأََنا َرُّا ُ ْم َف ْ ﴿إ َّن َه ه أ َّ
ُمتُ ُ ْم أ َّ
-2العقوااّة تب ااي مجي عااا عال ااا :تينىىي العقيىىدة مجتمعىىا عالميىىا ألنهىىا ليسىىم مقصىىورة
على أرض معينة أو فئة مخصوصىة مىن البشىر ،فهىي فىي رسىالتها ال ط ىدها زمىان
واأللوان مهما اختلفم دطارهم وألوانهم.3 وال مكان ،وهي ل ل األننا
-3العقواااّة ت اااائ مجي عاااا نظ فاااا ميعاوناااا :تىىنظم العقيىىدة المجتمىىع ال ى ي طقىىوم علىىى
أحكامهىىا تنظيم ىىا ش ىىامال ،وتجع ىىل من ىىه مجتمع ىىا نظيف ىىا مس ىىتقيما ،ال نريم ىىة مي ىىه وال
اإلنس ىىان عل ىىى اإلحس ىىان والتقىىىوى ،وتنه ىىى ع ىىن اإلسىىىا ة ان ى ىراف ،فالعقي ىىدة ت ى ى
بالقول والعمل.4 إلى قلوب البشر فعل الخير والعاعا والعدوان ،وت ي
-1هندي:دراساتفيالثقافةاإلسالميةص.58
-2سورةاألنبياء،اآلية .92
-3هندي:دراساتفيالثقافةاإلسالمية .58
-4المرجعالسابق .59
54
تذكر ت كر
الفمح األول :نظاإ العقوّة
-العقيدة في الل ة من (العقد) بمعنى العهد ،أو الشد واالحكام والونوب.
-وهىىي فىىي االصىىعالب الف ىرة ال ليىىة اليقينيىىة لإلسىىالم عىىن ال ىىون واالنسىىان وال يىىاة،
وعما قيل ال ياة الدنيا ،وعما بعدها ،وعن عالقتها بما قيلها وما بعدها.
أن -وترنىىع ثمىرة د ارسىىة العقيىىدة الىىى التعىىرف علىىى كي يىىة ةبىىادة هللا تعىىالى كمىىا طج ى
ت ون العبادة ،وكلم عن ريق فهىم العالقىة بىين هللا سىب انه وتعىالى واىين مخلوقاتىه
نميعا في ه ا ال ون.
-وأركان العبادة هي :االطمان باّلِل ،واالطمان بالمالئ ة ،واالطمان باألنييىا والمرسىلين،
هللا .تعالى -واالطمان باليوم اآلخر ،واالطمان بالقنا والقدر. واالطمان بكت
-أثر العقيدة في الفرد :ت ىرر الفىرد مىن عيودطىة غيىر هللا تعىالى ،وت ىرر االنسىان مىن
واألوهىىام ،وت ىىرر االنسىىان مىىن الجشىىع واألنانيىىة والظلىىم ،وت قىىق فىىي كيىىان الخ ارفىىا
االنسىان االننىباط والمسىؤولية واالسىتقامة، االنسان العزة وال رامة وال ريىة ،وت سى
وتىدفع صىاحيها الىىى التنى ية واليى ل والععىا ،وت قىىق فىي نفىىس االنسىان العمينينىىة
والراحة والسكينة.
-وأمىىا أثرهىىا علىىى المجتمىىع :فهىىي تنش ى مجتمعىىا مترابعىىا ،وتؤسىىس مجتمعىىا عالميىىا،
وتوند مجتمعا نظيفا متعاونا.
55
الفصل الثاني
نظام العبادة
56
األهداف واملهارات
أوال :األهّاف
57
المبحث الأول
تعريف العبادة
وهي في االصطسح:
هىىي فعااح ال ملااف علاااج خااسف هاااور نفبااع تعظ ااا لرباااع ،2أوهىىي حاا أ .تعاااالج.
والخاو واليذلح لع.3
الظىىاهرة والبا نىىة علىىى كافىىة التصىرفا والعبىىادة فىىي ال قيقىىة معناهىىا ومفهومهىىا تنسى
التي طقىوم بهىا اإلنسىان ميتًيىًا مىن ورائهىا مرضىاة هللا تعىالى ،ويسىتوي فىي كلىم أن تتعىدد
لتتسع فتشمل :الصىالة والزكىاة والجهىاد و اعىة الوالىدين والتصرفا أصناف الممارسا
الىىو ن وإتقىىان وصىىلة األرحىىام والنفقىىة علىىى األقىىارب وني ى األنانيىىة وإيثىىار اآلخ ىرين وح ى
ال ىىالل ،وك ى لم التعىىاون واألمىىر بىىالمعروف والنهىىي عىىن المن ىىر العمىىل والسىىعي لل س ى
وإكرام الجار والنيف وإما ة األكى عن العريق وتعلم السباحة والرماطة والتمر بفنون
ال ىىرب والقتىىال ،حتىىى التبس ىىم فىىي ونىىه المسىىلم عنىىد لقائىىه كىىل كلىىم يىىدخل فىىي العبىىادة
بمفهومها الواسع الشامل.4
1الرازي:مختارالصحاحص،172الفيومي:المصباحالمنيرص .389
2المبارك:نظاماإلسالمص.56
3المرجعالسابقنفسالصفحة.
4أميرعبدالعزيز :دراساتفيالثقافةاإلسالميةمدخلإلىالديناإلسالمي،ص .276
58
المبحث الثاني
-1أميرعبدالعزيز:دراساتفيالثقافةاإلسالمية،ص.277
59
ص ىىيام وإلي ىىام وتنق ىىل ودع ىىا وت ىىالوة ق ىىرن واست ن ىىار دائ ىىم لى ى كر هللا .تع ىىالى .ف ىىي
النفس ،وكل كلم يؤثر أشد تيثير في ت طة ال ائن الروحي ليكون مؤث ار فعاال.1
-3تقوي ا اإل ادة ومبااانّة االنبااان فااي معرف ا الي اااة :ان العبىىادة بيركانهىىا وأنزائهىىا
تركز فىي االنسىان حقيقىة العيودطىة ،ليجىد نفسىه مت ى ار مىن كافىة القىوى ،وليجىد نفسىه
أن كلم يرسىا فىي المسىلم أطا كانم ،وال ري عيدهللا وحده وليس غيره من ال ائنا
التىىي تمىىع والفىىتن ،أو أمىىام النىواز والم ريىىا قىوة اإلرادة التىىي ال تلىىين أمىىا النائبىىا
شىين كييىر فىي حياتىه كلهىا ،فاإلنسىان القىوي طظىل ال ياة ،واإلرادة في االنسىان كا
متينىىا فىىي عزيمتىىه ،متماسىىكا فىىي ونىىه الشىىدائد والمواقىىا ،فىىال طميىىل أو يهىىوي ،وال
طنل ويتيرنا ،وال يتلجلج في وهاد ال يرة والنعظ والسقوط.
وما من شم ان اإلرادة تتقوى بالعبادة على اختالف أنزائها وقواعدها وأفرعها.2
المبحث الثالث
ثمة خصائص ومزاطا تتميىز بهىا العبىادة فىي اإلسىالم ،ويمكىن أن نعىرض لهىا فىي األمىور
التالية:
-1العبااادة ال تكااون اال هلل وحااّ :وهى ه بمثابىىة الركيىزة األولىىى التىىي تميىىز العبىىادة فىىي
مفهوم اإلسالم ،وهي ركيزة تتمثل في التوحيد األكمل هلل وحده دون شريم ،وقد أكىد
ىان َي ْر ُنىىوا لَقىىا َ َراىىه َفْلَي ْع َمى ْىل َع َمى ًىال
القىىرن كلىىم فىىي طاتىىه ،فقىىال .تعىىالىَ ﴿ .ف َمى ْىن َكى َ
َح ًدا﴾.3
صال ً ا َوَال ُط ْشر ْر بعَب َادة َراه أ َ
َ
-1أميرعبدالعزيز:دراساتفيالثقافةاإلسالميةص.278
-2المرجعالسابق،ص.279
-3سورةالكهف،مناآلية.110.
60
ومىىن ثمىىار هى ه الميىزة أن اإلسىىالم حىىرم كىىل مىىا يىىؤدي الىىى ةبىىادة غيىىر هللا .تعىىالى.
كت ىريم الركىىو أو السىىجود ل ي ىره ،وت ىريم ال بي ىىة التىىي ككىىر عليهىىا اسىىم غيىىر اسىىم
هللا .تعالى .وك لم ت ريم ال لظ ل ير هللا.
وعليه فان العبادة في اإلسىالم توميقيىة ،أي يوقىظ بهىا عنىد ال ىدود التىي حىددها هللا
علىىى كىىون العبىىادة توإلي يىىة أم ىران سىىب انه وتعىىالى .وفعلهىىا النيىىي ﷺ ،ويترتىى
هما:
أ -ال مجال فيها للزيادة أو النقصان أو التعديل أو الت ييىر ،أمىا اخىتالف الفقهىا فىي
العبادة فمرده اال االختالف بينهم في ثيو النصوص. بعض تفصيال
ب -انهىىا ال تعل ىىل بعل ىىه ،فىىال طعل ىىل الوض ىىو مىىثال بين ىىه م ىىن أنىىل النظاف ىىة ،وال تعل ىىل
الصىالة بينهىا مىن أنىىل الرياضىة الجسىمية ،وال طعلىل الصىىوم بينىه مىن أنىل الفائىىدة
الص ية ...فه ه كلها فوائد وليسم علال في التشريع ،ألن العلل خ ية ال طعلمها
اال هللا .تعالى.1
-2العبادة ال وساط فوها ون أ .تعالج .وببااد :فهىي صىلة بىين العيىد وراىه ،وال
األخىىرى ،فلىىيس فىىي اإلسىىالم رنىىال ديىىن أو ت تىىال الىىى وسىىا ة كمىىا فىىي الىىدطانا
أرااب شعائر.
ومن ثمار ه ه الميزة أن االنسان يتصل بخالقه مباشرة دون واسعة أحىد مىن العبىاد
أطا كانوا.
-3ال معباّ أ .تعااالج .اال ب ااا شاار :مىن المبىىاد التىي دعىىا اليهىا اإلسىىالم أن طعيىىد
الفىىرد راىىه فىىي ال ىىدود التىىي رسىىمها لىىه ،فىىال طكفىىي فىىي العبىىادة أن ت ىىون هلل وحىىده،
-1أميرعبدالعزيز:دراساتفيالثقافةاإلسالميةص.73
61
أن ت ىىون بالصىىورة التىىي شىىرعها هللا ،واال ي يىىة التىىي ارتنىىاها ،اك ال وانمىىا طج ى
من أهوا وظنون. طجوز ةبادة هللا .تعالى .وفق ما ابتد النا
وقىىد حى ر الرسىىول مىىن كىىل بدعىىة فىىي الىىدين والعبىىادة ،فقىىال" : أمااا بعااّ فااان
خور اليّيث دياب أ ،وخور الهّر هّر مي ّ ،وشار األماو مياّثاتها ،وداح
ّع ضسل " ،1وقال ":من أحّث في أمرنا ما ل س ف ع فهو د".2
وعلى المسلمين أن يلتزموا بعريق الرسول ونهج ةبادته ،تنفي ا ألمر هللا تعالى.
ىور
َّللاُ َغُف ى ٌ
ىوا ُ ْم َو َّ َّللا َف ىىاتَّب ُعوني ُط ْ ي ى ْىب ُ ُم َّ
َّللاُ َوَي ْ فىى ْىر َل ُ ى ْىم ُكُنىى َ ﴿ ُق ى ْىل إ ْن ُك ْن ىىتُ ْم تُ ُّي ىىو َن َّ َ
يم ﴾ 3فالدين كامل ال طقيل الزيادة أو النقصان.4 َرح ٌ
-4العبااادة تقااوإ علااج ال باار و فااع الياارج :تمتىىاز العبىىادة بيسىىرها واعىىدها عىىن حىىرل
المكلفىىين بهىىا ،فىىالتيمم بىىديل عىىن الوضىىو عنىىد النىىرورة كانعىىدام المىىا أو ضىىرره
فىىي عنىىو مىىن أعنىىائه كيىىد أو باإلنسىىان ،والمسىىا علىىى الجييىرة بىىديل لمىىن أصىىي
قدم ،والترخيص باإلفعار
عن السىفر والمىرض وغيرهىا 5وفىي كلىم طقىول هللا .تعىالىُ ﴿ .يري ُىد َّ
َّللاُ ب ُك ُىم اْلُي ْس َىر
يد ب ُك ُم اْل ُع ْس َىر ﴾ 6ويقىول ﴿ َمىا ُيري ُىد َّ
َّللاُ لَي ْج َع َىل َعَل ْىي ُ ْم م ْىن َح َىرل َوَل ْىن ُيري ُىد َوَال ُير ُ
عه ى َىرُك ْم ﴾ 7ويق ىىول الني ىىي " ان ال ىىدين طس ىىر ول ىىن طش ىىاد ال ىىدين أح ىىد اال غلب ىىه
لُي َ
فسددوا وقاراوا وأبشروا واستعينوا بال دوة والروحة وشي من الدلجة ".8
-1صحيحمسلمبشرحالنووي.153/2
-2رواهالبخاريفيالفتح.355/2
-3سورةآلعمران،اآلية .31
-4أميرعبدالعزيز:دراساتفيالثقافةاإلسالميةص.73
-5المرجعالسابقص.74
-6سورةالبقرة،مناآلية.185
-7سورةالمائدةاآلية .6
-8صحيحالبخاري،23/1،ح .39
62
-5ال ا واإلخااسص أساااس قبااول العبااادة :ليسىىم العي ىرة بمظىىاهر العبىىادة وأشىىكالها،
ىال
وانما النية واإلخىالص ،ويؤكىد كلىم قىول هللا تعىالى :فىي شىين األضى ية ﴿ َل ْىن َيَن َ
اا َها َوَل ْن َيَناُل ُه التَّْقَوى م ْن ُ ْم ﴾ .1
وم َها َوَال د َم ُ
َّللا ُل ُ ُ
َّ َ
فاّلِل سب انه يثي االنسان إكا نوى فعل الخير حتى ولىو لىم طقىم بىه ،وال ط اسىبه إكا
القيىول لععمىىال نىوى ف ىل الشىىر وتوقىظ عىن تنفيى ه ،والنيىي ييىين لنىىا أن مقيىا
ب يىر ت قىق النيىة ال تسىاوي شىيئا فىي نميعا هو ونود النية وأن األعمال والعبادا
مي ازن هللا ،قال عليه السالم " انما األعمال بالنيا ،وانما ل ىل امىر مىا نىوى ،فمىن
كانىىم هجرتىىه الىىى هللا ورسىىوله فهجرتىىه الىىى هللا ورسىىوله ،ومىىن كانىىم هجرتىىه لىىدنيا
2
طصييها أو امرأة ين ها فهجرته الى ما هانر اليه "
وهمذا ،فان العبادة في اإلسالم تشىمل كيىان االنسىان كلىه ،فالمسىلم طعيىد هللا بف ىره وقلبىه
ولسىىانه ،واسىىمعه واص ىره ،وانفسىىه واسىىائر حواسىىه ،وامالىىه ومفارقىىة أهلىىه وو نىىه للقي ىىام
بعبادة هللا وتنفي أوامره ابت ا مرضاته ،كال ج والعمرة والجهاد.3
-1سورةالحجاآلية.37
-2صحيحالبخاري،2/1ح.1
-3أميرعبدالعزيز:دراساتفيالثقافةاإلسالميةص.75
63
تذكر
الفمح الثاني :نظاإ العبادة:
-العبىادة فىىي الل ىىة هىي مىىن الفعىىل (عيىد) بمعنىىى :خنىىع وتى لل ،وعليىىه فالعبىىادة
هي الت لل والخنو والعاعة.
-وهىىي فىىي االصىىعالب :فعىىل المكلىىظ علىىى خىىالف هىىوى نفسىىه تعظيمىىا لراىىه،
هللا .تعالى .والخنو والت لل له. أوهي ح
-غاطة العبادة في اإلسالم تتلخص في ت قيق العيودطىة هلل وحىده ،وت طىة ال يىان
الروحى ىىي فى ىىي االنسى ىىان ،وتقويى ىىة اإلرادة ومسى ىىاعدة االنسى ىىان فى ىىي التعى ىىرف على ىىى
ال ياة.
-وأم ىىا خص ىىائص العب ىىادة ومزاطاه ىىا فه ىىي أن العب ىىادة ال ت ىىون اال هلل وح ىىده ،وال
واس ىىعة ف ىىي العب ىىادة ب ىىين هللا تع ىىالى وا ىىين ةب ىىاده ،وأال طعي ىىد هللا اال بم ىىا ش ىىر ،
وك لم فان العبىادة تقىوم علىى اليسىر ورفىع ال ىرل ،ومىن خصىائص العبىادة فىي
قيولها. اإلسالم أطنا أن النية واإلخالص أسا
64
الفصل الثالث
نظام األخالق
وف ع ثسث مباحث:
65
األهداف واملهارات
أوال :األهّاف:
-1بيان مفهوم اإلسالم لعخال .
-2التعرف على منزلة األخال في اإلسالم.
-3معرفة كي ية تفاعل األخال في النفس اإلنسانية.
-4بيان اهتمام اإلسالم باألخال .
-5بيان أثر األخال على السلور الفردي والجماعي.
66
المبحث الأول
تعريف الأخلاق
وه ىىو ك ىىائن ان ال ىىائن البش ىىري ةبىىىارة ع ىىن مى ىزيج م ىىن المش ىىاعر واالحساس ىىا
بعبعة ،ول لم فهو سرعان ما يتيثر بكل ما حوله ،وكل مىن حولىه ،مىع اخىتالف حسا
في التيثير الواقع عليىه ،تبعىا لقىوة المىؤثر او ضىعفه ،وتبعىا إلطجابياتىه او سىليياته ،ثىم إن
ه ا التيثير قد طستقر في نفس الشخص اما لقوته والمبال ة ميه ،واما لت ارره التعود عليىه
ويصىىبا نىىز ا مىىن الىىنفس ،وصىىفه مىىن صىىفاتها ،واتىىالي يىىنعكس هى ا التىىيثير عمليىىا علىىى
ه ا الفرد. سلور وتصرفا
فقىىد طسىىخى االنسىىان بمالىىه مىىن انىىل عمىىل الخيىىر ،فنىىرى ان نتيجىىة ه ى ا السىىخا
تىىنعكس علىىى مىىن اصىىابهم ه ى ا الخيىىر ،امىىا فرحىىا وسىىرو ار ،وامىىا دعىىا ً لىىه وشىىكرا ،وامىىا
شعو ار في نفسه هو بالرضىا وال ارحىة وامىا حمىدا مىن النىا واعجابىا بهى ا السىخا وال ىرم،
فيىىؤثر كلىىم كلىىه فىىي نفىىس كلىىم السىىخي ،ويسىىتقر فيهىىا فيتعىىوده ،أو يترنمىىه عمليىىا علىىى
طصبا كلم السخا وال رم من ييعته وصىفه لىه ،مىيعلم النىا تصرفاته وسلوكه ،ب ي
كلم منه ،ويصفونه به ه الصفة التي رأوها ميه راي العين.
الخلقيىة فىي ومن ه ه المقدمة نستعيع أن نستنتج تعريفا لعخال وكي ية تونيه اليواع
النفس اإلنسانية:
67
تعريف األخسو:
أ -األخسو في اللغ :هي نمىع (خلىق) وهىو السىجية1؛ أي الخصىلة التىي يتصىظ بهىا
االنسان ،تقول فالن سجيته الصد ،أي الصد صفة ميه.
ب -األخسو في االصطسح :هي هيئة راسخة في النفس تصدر عنهىا األفعىال بسىهولة
ويسر من غير حانة الى ف ر وروية.2
شرح اليعريف:
خلىق هللا تعىالى ان ه ا التعريف يدل بوضىوب علىى أن األخىال أمىر فعىري ،حيى
والن ىواب التىىي ط ت ىال اليهىىا فىىي االنسىىان ،وضىىمن نفسىىه كىىل مىىا ت تانىىه مىىن اليواع ى
تونيىىىه سىىىلوكه وتصى ىرفاته أثن ىىا إليامىىىه بتنفي ى ى أوامى ىره ونواويىىىه بسىىىهولة ويسىىىر ،كلى ىىم أن
األخال كما سنرى هي:
ضوابط موكودة داخح ال فس اإلنبان ،طمكنها أن تت كم في سلور االنسان وتصرفاته
الواقعة عليها. المؤث ار إطجابا أو سلبا ،ب س
وعلىىى كلىىم فالمقصىىود بقولىىه " هوئ ا " هىىو الصىىفة التىىي ت ىىون عليهىىا نفىىس االنسىىان عنىىد
تعامله مع غيره من النا ،فقد طقال ان فالنا كريم في تعامله مع غيىره ،أو أنىه صىاد ،
أو م سن ،فال رم والصد واإلحسان ،هي أخال قد يتصظ بها أو بيحدها فىرد معىين،
السىىليية، فت ىىون صىىفة لنفسىىه ...ونفىىس ه ى ا طقىىال لىىو كانىىم ه ى ه األخىىال مىىن الصىىفا
كال ب أو ال ح أو الخيانة مثال.
والمىراد بقولىىه " اسااخ " أن مسىىتقرة فىىي الىىنفس ،وهى ا طعنىىي أن الخلىىق نىىز مىىن مكونىىا
النفس اإلنسانية.
-1ابنزكريا:معجمالمقاييسفياللغةمادة(خلق).
-2الغزالي:احياءعلومالدين.53/3
68
وأمىىا الىىنفس اإلنسىىانية فالمقصىىود بهىىا كلىىم الجىىز المعنىىوي فىىي ال ىىائن البشىىري،
وال ارئىىز المودعىىة فىىي واالنفعىىاال والى ي هىىو ةبىىارة عىىن خلىىي مىىن المشىىاعر والرغبىا
فعرة ال ائن البشري.1
وإكا عرفم كلم :فان الصفة الخلقية إكا رسخم واستقر فىي نفىس ال ىائن البشىري فينهىا
ال م الىىة .كمىىا أسىىلفنا .تصىىبا نىىز ا مىىن هى ه الىىنفس ،أو هىىي نىىز ا مىىن هى ه الىىنفس ،أو
الفىىرد تلقائيىىا ،تمامىىا كمىىا يىىؤثر فىىي هىىي نىىز أصىىيل فىىي هى ه الىىنفس ،يىىؤثر فىىي تصىرفا
يتونه الى األكل أوالي الشىرب عنىدما طشىعر بال انىة احساسه بالجو أو الععح ،حي
اليها.
ومىىن خىىالل ه ى ا التعريىىف طمكننىىا أن نسىىتخلص المواقىىظ التىىي طمىىر بهىىا ال ىىائن
البشىري حتىى طعمىىل بمقتنىى مىىا أود فىي فعرتىه مىىن أخىال إطجابيىىة أو أخىال سىىليية،
كما يلي:
-1محمدقطب:منهجالتربيةاإلسالميةص.104
-2لننيسمنننالغريننبأننقننولإنالنننفساإلنسننانيةقنندأودعننتاألخننالقاإليجابيننةواألخننالقالسننلبية
أصالة،وهذاليستناقضا،بلهوتقابلفيالنفساإلنسانيةمنأجلحفظتوازنهنا،فنالأحنديسنتطيع
أنينكنرأناالنسنانيحنبويكننره،واننهيغضنبويرضننىويبخنلويسنجى،ويحننبنفسنهكمنايحننب
الجماعةالتييعيشفيها،فهنذاالتقابنلبنينالحنواسوالمشناعروالرغبناتمناكنانااللحكمنةأرادهنا
الخالق.سبحانهوتعالى.وهيكماقلنا:حفظتوازنالنفسالبشرية،فاليحباالنسانأكثرمماينبغي
واليكرهأكثرمماينبغني،ويعنيشالواقنعبقندر،والخينالبقندرمناسنب،و"انمننعجائنبالتكنوين
البشريتلكالخطوطالمتقابلةالمتوازنة،كلاثنينمنهامتجاوزانفنيالننفس،وهمنافنيالوقنتذاتنه
مختلفنناتفننياالتجنناه:الخننوفوالرجنناء،الحننبوالكننره..الننبكلهنناخطننوطمتقابلننةومتوازيننة.وهنني
باختالفهننافننيذلننكوتقابلهننا.تننلديمهمتهننافننيربننطالكننائنالب شننريبالحينناة...وفننوقذلننكيحنندث
التوازنفيداخلالنفس"..محمدقطب:المرجعالسابقص.127،126
69
الخارنيىة التىي يتعىرض لهىا االنسىان مىىن وللجىواب علىى هى ا السىؤال نقىول :ان المىىؤث ار
مثل التراية أو الثقافة أو الييئة الم يعة ،أو العوامىل النفسىية التىي يتعىرض لهىا كىل هى ه
الخلقية في النفس وكلم كما يلي: المؤث ار تعمل على اثارة الصفا
-1سورةالنساء،مناآلية.28
-2سورةآلعمراناآلية.14،
70
الفىرد لمالىه إكا كىان ازئىدا عىن وقد طكسبه كلم أخالقا رديئة قد ال يرتنىيها لنفسىه ،وحى
المباب فانه طكسبه خلق البخل وغير كلم.
ىيرةٌ ﴾ 1وقولىىه تعىىالى ﴿َفى َىال َت ُ ى َّىرَّن ُ ُم
ىان َعَلىىى َنْفسىىه َبصى َ
وأطنىىا قولىىه تعىىالى ﴿ َبىىل ْاإل ْن َسى ُ
ور﴾ 2حي ط لو سي النصان من ص بة السىو ومىن الد ْنَيا َوَال َط ُ َّرَّن ُ ْم ب َّ
اّلِل اْل َ ُر ُ اْل َ َياةُ ُّ
االست ار في متا الدنيا ولهوها ،ألن كلم ط ري الفرد باتبا شهوته وأهوائه ،وه ا كروة
أخال السو ،وغير كلم كثير في القرن ال ريم.
-1سورةالقيامة،اآلية.14.
-2سورةلقمان،مناآلية.33
-3سننأبىداود،133/1،ح،494ح،495وحسنهاأللبانيفيمشكاةالمصابيح،ح572
71
عنىد هللا عند هللا صىدطقا ...وان الرنىل ليكى ب ويت ىرى حتىى طكتى ويت رى حتى طكت
كى ابا" 1وت ىرار الصىىد طجعىل المىىر صىادقا عنىد هللا ،بىىل ان حالىه دائمىىا طكىون الصىىد ،
فلو نظر الى قوله (صدطقا) فانه صي ة مبال ة ،والمبال ة هنا تعيد الت رار ،وه ا طعنىي
أن الصاد ما كان ك لم اال ألنه طصد باستمرار ،وفي كل ال اال ،ونفس هى ا طقىال
في استخدامه لف (ك ابًا).
وق ىىول الرس ىىول هى ى ا ،يؤي ىىد م ىىا قل ن ىىاه م ىىن أن ت ى ى رار ال ص ىىفة الخلق ي ىىة ع ل ىىى
النفس البشرية ،طعبع النفس به ه الصفة ويسمها بها .
-3انعماس هذا الخلق علج سلوس االنبان وتمرفاتع:
فالشىىخص ال طكىىون كو أخىىال حسىىنة اال إكا انعكىىس كلىىم علىىى معاملتىىه مىىع نفسىىه ومىىع
غيره ،فال طمكن أن يتصظ االنسان (بال رم) مثال ،من غيران نىرى كىم كرمىه علىى شىكل
بى ل وععىىا ،واكىرام لنىىا ،وكى لم ال طمكىىن أن نقىول عىىن شىىخص بينىىه (وقىىا) مىىن دون
أن تنعكس وقاحته على سلوكه.
-1
72
المبحث الثاني
-1التعميم والتفصيل.
-2الشمول.
-3أنها ضابعا لسلور االنسان وتصرفاته.
-4الثواب والعقاب.
1
-5تالزمها مع االطمان باّلِل.
األخىىال فىي التشىريع اإلسىىالمي امىا علىىى شىىكل قواعىد عامىىة كليىىة. هى ا وقىىد ورد
منفصىىلة ،أي ايىراد كىىل صىىفة خلقيىىة وهى ا مىىا نقصىىده بىىالتعميم .وامىىا علىىى شىىكل نزئيىىا
وافرادها بال دي .وه ا ما نقصده بقولنا التفصيل.
-1عبدالكريمزيدان:أصولالدعوةص .78
73
-1أما القواعّ العام الكل ف ثالها:
أ -قوله تعالىَ ( :وَت َع َاوُنوا َعَلى اْلير َوالتَّْقَوى َوَال َت َع َاوُنوا َعَلى ْاإل ْثم َواْل ُع ْدَوان) 1فالتعاون
على الير يىدخل ت تىه تفصىيال كثيىرة ،حيى اليىر أسىم ل ىل عمىل إطجىابي طقىوم بىه
االنسىان تجىاه غيىره أو تجىاه نفسىه ،مىن مثىل الصىد ،ومسىاعدة الم تىال ،والععىىظ
األبن ى ىىا وال ن ى ىىو عل ى ىىيهم واالنف ى ىىا عل ى ىىى الفقى ى ى ار عل ى ىىى الوال ى ىىدين واألق ى ىىارب ،وحى ى ى
والمساكين ،وكف األكى عن النا ،والعمل من أنل الصالا العام ...الا
ىاإل ْثم َواْل ُعى ْىدَوان
ىان ْوا بى ْ َّ
ىان ْيتُ ْم َفى َىال َت َتَنى َ
ين َ َمُن ىوا إ َكا َتَنى َ
ب-وك ى لم قولىىه تعىىالىَ ( :طىىا أَُّي َهىىا ال ى َ
َّللا َّالى ي إَل ْيىه تُ ْ َش ُىرو َن ) ،2ففىي هى ا َّ َّ
ىان ْوا بىاْلير َوالتْق َىوى َواتُقىوا َّ َ الرُسول َوَتَن َ
َو َم ْعصَية َّ
الىىنص الش ىريف نهىىي عىىن المنانىىاة بىىاإلثم والعىىدوان ،واالثىىم اسىىم نىىنس ينىىدرل ت تىىه
ثام كثيرة غير مفصىلة فىي هى ا الىنص ،ول ىن النهىي واقىع عليهىا نميعىا ،فالتجسىس
اثىم ،ف ىل هى ه اثم ،وال ب اثم ،وال ح اثم ،واتالف المال العام اثم ،وازعال النىا
اآلثام ،وغيرها كثير شملها النهي السابق في اآلطة.
وك لم فقد ورد في النص السابق نهي عىن المنانىاة بالعىدوان ،والعىدوان هىو اآلخىر
لف يندرل ت ته أنوا كثيرة من االعتىدا ا ،وهىي غيىر مفصىلة فىي اآلطىة ال ريمىة،
ول ىىن ا لنهىىي واقىىع عليهىىا نميعىىا أطنىىا ،فالسىىرقة اعتىىدا علىىى أم ىوال النىىا ،ول ى لم
نهىىى عنهىىا وال يبىىة والنميمىىة اعتىىدا عىىل أشخاصىىهم وأع ارضىىهم ،وه ى ا منهىىى عنىىه،
والظلم اعتدا على حقو النا ،وه ا منهى عنه أطنا .الا
وفي القرن ال ريم والسنة النيوية المشرفة كثير من ه ه القواعد الخلقية العامة.
-1سورةالمائدة،مناآلية .2،
-2سورةالمجادلةاآلية.9
74
فائدة التعميم في قواعد األخالق:
تيلخص ف ا يلي: ولعح الفائّة من اليع للقواعّ الخلق
-1وضىع تصىور عىام عىىن نظىام األخىال فىي التشىريع اإلسىالمي واالتىالي طسىهل علىىى
المكلظ التعرف على أسس ه ا النظام وااللمام به دون مشقة وعنا .
ه ه القواعد والتعىرف علىى في ثناطا التشريع عن تفصيال -2دفع المكلظ الى الب
نزئياتها حتى يتسنى له العمل بها وامتثالها.
ه ا بالنسبة للتعميم.
-3أما اليفموح :فتقىول ميىه ان التشىريع اإلسىالمي نىا اى مسىتوةبا لجميىع الجزئيىا
مفصىىلة فىىي القىىرن ال ىريم والسىىنة نىىا المتعلقىىة بالقواعىىد الخلقيىىة العامىىة ،حي ى
النيويىىة المشىىرفة ،تفصىىيال مست ينىىا ،فقىىد عرضىىم فيهمىىا كىىل صىىفة خلقيىىة عرضىىا
خاصا بها ،وقد قسم التشريع األخال الى مجموعتين:
على شكل أوامر أو في معرض المدب. أ -األخسو اإلمجا :وهي التي ورد
على شكل نواه أو في معرض ال م. ب-األخسو البلب :وهي التي ورد
البشىر وترإليىة سىلوكهم نفو أما مجموعة األخال اإلطجابية فانه طقصد بها ته ي
ميما بينهم. وتصرفاتهم وضب العالقا
وأمىىا مجموعىىة األخىىال السىىليية فقىىد نهىىى عنهىىا مىىن أنىىل كىىف األف ىراد عىىن القيىىام
بالسىىلور السىىليي ،ومنىىع االضىرار بىىال ير ،واالتىىالي منىىع الجريمىىة ،وضىىمان اسىىتقرار
المجتمع.
وللتدليل على ما نقوله طجدر بنا أن نعرض مىا أمكنىا مىن األمثلىة الىواردة فىي القىرن
ال ريم والسنة النيوية المشرفة:
75
أوال مج وع المفات الخلق اإلمجا ،ومن أمثليها:
اصىىي ُروا َّ
ين َ َمُنىىوا ْ أ -المااابر :ونىىا ككىىره واألمىىر بىىه فىىي قولىىه تعىىالىَ ﴿ :طىىا أَُّي َهىىا الىى َ
اصىىىي ْر َفى ىىي َّن ََّ
َّللا َال و
َ ْ ﴿ تعالى: ىه ى ى لوقو 1
َّللا َل َعَّل ُ ى ى ْىم تُْفل ُ ىىىو َن﴾ َّ
عى ىوا َواتُقى ىوا َّ َ
ص ىىاب ُروا َوَراب ُ
َو َ
3 2
اصي ْر إ َّن َو ْع َد َّ
َّللا َح ٌّق﴾ ين ﴾ ،وقوله تعالىَ ﴿:ف ْ
َنَر اْل ُم ْ سن َ
يع أ ْ
ُطن ُ
وفائااّة هااذا الخلااق :تىىدري النفىىو علىىى ت مىىل المشىىا والمصىىائ ،حتىىى طسىىهل
عليها ،ألن النعظ أمام المشاكل يزيد من حدتها وال طساهم فىي موانهتها والت ل
القنا عليها.
ىان َم ْس ُىئوًال ﴾4وقولىه
َك َ ب-الوفاء :ونا لبه في قوله تعاليَ ﴿:وأ َْوُفىوا باْل َع ْهىد إ َّن اْل َع ْه َىد
الخلىق الىى أنىه طعمىل اه ُىدوا ﴾ 5وترنىع أهميىة هى ا تعالىَ ﴿:واْل ُموُفو َن ب َع ْهىده ْم إ َكا َع َ
علىىى حىىد ميمىىا بىىين األف ىراد والجماعىىا علىىى تىىوفير العمينينىىة واسىىتقرار العالقىىا
سوا .
ونى ىوا َم ى َىع َّ َّ
َّللا َو ُك ُ
ين َ َمُنى ىوا اتُقى ىوا َّ َ
-الماااّو :ومثال ىىه قول ىىه ن ىىل وع ىىالََ ﴿: :ا أَُّي َه ىىا الى ى َ
6
َخر ْننىي ُم ْخ َىرَل ين ﴾ وقوله تبارر اسمهَ ﴿:وُق ْل َرب أ َْدخْلني ُم ْد َخ َل ص ْد َوأ ْ الصادق َ
َّ
ىير ﴾ 7وفىىي الصىىد حفى ال قىىو ،وعىىدم
ع ًانا َنصى ًا
ان َعى ْىل لىىي مى ْىن َلى ُىد ْن َم ُسىْل َ
صى ْىد َو ْ
ضياعها ،ونشر األمن واالستقرار في المجتمع.
-1سورةآلعمران،اآلية200،
-2سورةهود،اآلية115،
-3سورةالروممناآلية60،
-4سورةاالسراء،مناآلية.34
-5سورةالبقرة،مناآلية177
-6سورةالتوبةمناآلية.119
-7سورةاالسراءاآلية.80
76
1
َن تُى َىؤُّدوا ْاأل ََم َانىىا إَلىىى أ ْ
َهل َهىىا ﴾ ْم ُرُك ْم أ ْ ث-األمانا :ومىىن كلىىم قولىىه تعىىالى ﴿:إ َّن َّ َ
َّللا َطىي ُ
وقولىىه ﷺ ":أد األمانىىة الىىى مىىن ائتمنىىم 2"..وه ى ا الخلىىق كسىىابقه يىىؤدي الىىى حف ى
ال قو وزر الثقة في النا ،ونشر األمن.
ْم ُر باْل َعى ْىدل َو ْاإل ْح َسىىان َوإ َيتىىا كي اْلُق ْرَاىىى﴾ 3وقولىىه ل-العااّل :لقولىىه تعىىالى ﴿ :إ َّن َّ َ
َّللا َطىي ُ
عىىز ونىىلَ ﴿:وَال َط ْجىىرَمَّن ُ ْم َشى َىنآَ ُن َقى ْىوم َعَلىىى أ ََّال َت ْعىىدُلوا ْ
اعىىدُلوا ُهى َىو أَ ْقى َىر ُب للتَّْقى َىوى ﴾
4
لىه" ..فىاتقوا هللا واعىدلوا بىين أوالدكىم" 5وخلىق العىدل يىؤدي الىى وقال ﷺ من حىدي
منع الظلم ،وترفع النفس عن اآلثام والمعاصي.
ْم ُر باْل َعى ْىدل َو ْاإل ْح َسىىان ﴾ 6وقولىىه تعىىالى﴿ ب-االحبااان :وميىىه قولىىه تعىىالى ﴿ ":إ َّن َّ َ
َّللا َطىي ُ
ين ﴾ 7وعىىن شىىداد ب ىىن األو رضىىى هللا عنىىه ق ىىال: َحسى ُىنوا إ َّن َّ َ
َّللا ُط ى ُّ اْل ُم ْ س ىىن َ َوأ ْ
اثنتىىان حفظتهمىىا عىىن رسىىول هللا ﷺ قىىال ":ان هللا كت ى االحسىىان علىىى كىىل شىىي ،
8
فاكا قتلتم فيحسنوا القتلة ،واكا كب تم فيحسنوا ال با".
علىىى الي ى ل النىىا الىىنفس اإلنسىىانية ،وته ى ي وفائىىدة االحسىىان ظىىاهرة فىىي ته ى ي
االنتماةية وتقوي الرواب بين األفراد. والععا والتساما ،وا لم تتعمق العالقا
َن 9
﴾ وقولىه تعىالىَ ﴿:وأ ْ ين َعىن َّ
النىا خ-العفو :وفي العفىو نىا قولىه تعىالىَ﴿ :واْل َعىاف َ
10
َت ْعُفوا أَ ْقَر ُب للتَّْقَوى ﴾
ه ى ى ا باإلضى ىىافة الى ىىى مجموعى ىىة كيي ى ىرة مى ىىن األخى ىىال اإلطجابيى ىىة ن ى ى كر منهى ىىا :الى ىىود
والتعىىا ظ والتعىىاون والتواضىىع والمسىىام ة والشىىجاعة وال لىىم ...الىىا ،كىىل كلىىم وهىىو
-1سورةالنساءمناآلية.58
-2سننأبيداود،290/3،ح، 3534صححهاأللبانيفيمشكاةالمصابيح،ح.2934،
-3سورةالنحل،مناآلية .90
-4سورةالمائدة،مناآلية .8
5صحيحالبخاري،206/3،صحيحمسلم،67/11،سننأبيداود،292/3ح3542
6سورةالنحل،مناآلية90،
7سورةالبقرة،مناآلية.195،
-8صحيحمسلم،106/13،ح،1955سننابنماجة،1048/2ح2170
-9سورةآلعمرانمناآلية134
-10سورةالبقرة،مناآلية.237
77
م كور ضمن نصوص القرن ال ريم ،ومفصل تفصيال بين مىا ط ققىه كىل واحىد مىن
ه ه األخال من فوائد في ال ياة االنتماةية.
ثان ا :مج وع المفات الخلق البلب ونذدر م ها:
1
َي ْنَقلُيىىو َن﴾
َي ُم ْنَقَل ى
ظَل ُم ىوا أ َّ
ين َ َّ
أ -الظل ا :ودليىىل النهىىي عنىىه قولىىه تعالى﴿ َو َسى َىي ْعَل ُم ال ى َ
َّ َّ
وقولىىه ﴿ :إَّنى ُىه َال ُطْفلى ُ
3 2
صىىار﴾
ين مى ْىن أ َْن َ ىا الظىىال ُمو َن﴾ ،وقولىىه تعىىالىَ ﴿ :و َمىىا للظىىالم َ
وروي عن رسىول هللا ﷺ قولىه" :المسىلم أخىو المسىلم ال طظلمىه وال طسىلمه" .4والظلىم
ويهل ها ،ويورث العداوة والب نا ،وينيع ال قو . طفتم المجتمعا
َّللا َوَكى َّ َب بالص ْىدظَل ُىم م َّم ْىن َكى َ َب َعَلىى َّ
ب-الكذب :وقد نهى هللا عنه بقولهَ ﴿ :ف َم ْىن أَ ْ
َّ 5
ىوه ُه ْم
َّللا ُو ُنى ى ُ امى ىىة َتىى َىرى ال ى ى َ
ين َك ى ى َ ُبوا َعَلى ىىى َّ إ ْك َنىىىا َ هُ ﴾ وقولى ىىه تعى ىىالىَ ﴿ :وَيى ى ْىوَم اْلقَي َ
6
ُم ْسَوَّدةٌ﴾
وعىن عيىىد هللا رضىىي هللا عىىه قىىال :قىىال رسىىول هللا ﷺ ":اماااك والكااذب ،فااان الكااذب
يهّس الج الفجو ،وان الفجو يهّس الاج ال اا ،وماا يازال الركاح مماذب ويييارر
الكااذب حيااج ممي ا ع ااّ أ دااذابا" 7وال ى ب منىىيعة لل قىىو ،وتزييىىف لل قىىائق،
وغح وخيانة.
َّللا َّ
ون ىوا َّ َ
ين َ َمُنىوا َال َت ُخ ُ
-الخ ان ا :وقىىد نهىىى هللا عىىز ونىىل عنهىىا بقولىىهَ ﴿ :طىىا أَُّي َهىىا ال ى َ
َم َانىىات ُ ْم َوأ َْنىىتُ ْم تَ ْعَل ُمىىو َن ﴾ 8وقىىول النيىىي ﷺ " أد األمانىىة الىىى مىىن
ون ىوا أ َ
ىول َوتَ ُخ ُ
الرُسى َ
َو َّ
9
ائتمنم وال تخن من خانم".
-1سورةالشعراء،مناآلية .227
-2سورةاألنعام،مناآلية.21،
-3سورةالبقرة،مناآلية.270،
-4صحيحالبخاري.168/3،
-5سورةالزمر،مناآلية39
-6سورةالزمرمناآلية.60
-7صحيحمسلم،160/16،سننأبىداود،297/4ح4989
-8سورةاألنفالاآلية .67
9سننأبيداوود،290/3،ح، 3543ح.353
78
ث -ال هي عن البخري واالسيهزاء با خرين.
وايان عيواهم. ج -ل ز ال اس :واللمز هو الععن في النا
ين َّ
ح -الي ا ز باأللقاب :وكىل هى ه الصىفا نهىي عنهىا بقولىه نىل ناللىهَ ﴿ :طىا أَُّي َهىا الى َ
ىر مى ْىن ُه ْم َوَال ن َسىىا ٌ م ْىن ن َسىىا َع َسىىى ونىوا َخ ْي ًا
َن َط ُ ُ ىوم مى ْىن َقى ْىوم َع َسىى أ ْ َ َمُنىوا َال َط ْسى َىخ ْر َق ٌ
ىر مى ْىن ُه َّن َوَال َتْلم ُىزوا أ َْنُف َسى ُىك ْم َوَال َتَن َ
ىاب ُزوا ب ْاألَْلَقىىاب بى ْئ َس اال ْسى ُىم اْلُف ُسىو ُ َب ْعى َد َن َط ُ َّىن َخ ْي ًا
أْ
1 ْاإلطمان ومن َلم يتُ َفيُوَلئم هم َّ
الظال ُمو َن ﴾ َ ُُ َ ََْ ْ َ ْ
خ -ال هي عن الظن.
د -ال هي عن اليجبس.
ذ -ال هااي عاان الغوب ا :وكىىل ه ى ه الصىىفا منهىىى عنهىىا بىىدليل قولىىه تعىىالى ﴿ َطىىا أَُّي َهىىا
َّ َّ َّ
ىر م ى َىن الظ ىىن إ َّن َب ْع ى َ
ىض الظ ىىن إ ْث ى ٌىم َوَال َت َج َّس ُسى ىوا َوَال َط ْ َتى ى ْ ان َتنُيى ىوا َكثي ى ًا
ين َ َمُنى ىوا ْ
الى ى َ
َّ
َّللا إ َّن َّ َ
َّللا ْكى َىل َل ْ ى َىم أَخيىىه َم ْي ًتىىا َف َ رْهتُ ُمىىوهُ َواتُق ىوا َّ َ
َحى ُىد ُك ْم أَ ْن َطي ُ
نىىا أَُط ى ُّ أ َنى ُىك ْم َب ْع ً
َب ْع ُ
2
يم﴾اب َرح ٌ َت َّو ٌ
فينهىىا تعمىىل علىىى إكا تفشىىم فىىي مجتمىىع مىىن المجتمعىىا ومعلىىوم أن هى ه الصىىفا
طصىىبا فريسىىة سىىهلة ألعدائىىه تىىدمير هى ا المجتمىىع وتف كىىه وتقعيىىع أو اسىره ،ب يى
سليية أخرى كثيىرة مثىل االسىراف ،والبخىل ،والتقتيىر القىول ب يىر ه ا ،وهنار صفا
علم ،والجين ،والريا ،والت ير ،والعج ...الا.
ثانيا :الشمول:
نظ ى ار ألن األخىىال تشىىكل حىىان از داخىىل الىىنفس اإلنسىىانية ،تمنىىع الفىىرد مىىن الخعىىي ،ومىىن
يتعدى حدود حقوقه الممنوحة له ،فان اإلسالم قد است ل كلم لمنع االنسيا في اإلسا ة
والىدول عىىن أن تسى بعنىها الىى بعىىض، الىى نفسىه أو غيىره ،وكى لم ليمنىع المجتمعىا
-1سورةالحجراتاآلية.11
-2سورةالحجراتاآلية.12
79
ومن هنا نالح أن نظىام األخىال فىي اإلسىالم نظىام شىامل لسىلور االنسىان مىع خالقىه،
ولسلوكه مع نفسه ،ولسلوكه مع غيره ،ولسلور الدول وتصرفاتها مع بعنها البعض.
َن ى ى َىر
ىيع أ ْ اص ى ىىي ْر َف ى ىىي َّن َّ َ
َّللا َال ُطن ى ى ُ فف ى ىىي مج ى ىىال س ى ىىلور مى ى ىع نفس ى ىىه طق ى ىىول هللا تع ى ىىالىَ ﴿:و ْ
ين﴾ 1فهى ه دعىوة الىىى الت لىي بخلىىق الصىير ،والصىىير يراىي فىىي الىنفس اإلنسىىانية اْل ُم ْ سىن َ
ق ىىوة تت م ىىل به ىىا األكى والشىىىدائد ،ث ىىم ان ىىه طمن ىىع صىىىاحبه م ىىن االعت ىىدا عل ىىى اآلخى ىرين
وإضرارهم.
اشى َىرُاوا َوَال تُ ْسىىرُفوا﴾ ،2ففىىي ه ى ا الىىنص نهىىى عىىن االس ىراف،
﴿و ُكُلوا َو ْ
وكى لم قولىىه تعىىالىَ :
واالسراف إضاعة لمال االنسان ،واهدار له ،واالمتنا عن االسراف ط ف على االنسان
ماله وممتل اته.
بىىين األف ىراد فىىي المجتمىىع الواحىىد :فمثالىىه قىىول هللا وأمىىا عىىن شىىمول األخىىال للعالقىىا
تع ى ىىالىَ ﴿ :وَال َت َج َّس ُسى ى ىوا﴾ ،3فالتجس ى ىىس عل ى ىىى اآلخى ى ىرين ي ى ىىؤدي ال ى ىىى نش ى ىىوب الخالف ى ىىا
والنزاعا بينهم ،واحتداد الخصوما ،وال طمكن منىع كلىم اال بتىرر هى ه الصىفة ال ميمىة
و هي (التجسس).
األخىرى ،ونسىتدل علىى االنسان مع غيره مىن ال ائنىا وك لم فاألخال تشمل تصرفا
االحسىىان علىىى كىىل شىىي ،فىىاكا قتلىىتم فيحسىىنوا كلىىم مىىن قىىول النيىىي "ان هللا قىىد كت ى
دل ه ى ا الىىنص علىىى ضىىرورة االحسىىان الىىى القتلىىة ،وإكا كب ىىتم فيحسىىنوا ال ى با" ،4حي ى
األخرى. ال يوان ،وه ا نو من أنوا ضب العالقة بين االنسان وغيره من ال ائنا
-1سورةهود،اآلية.115،
-2سورةاألعراف،مناآلية.31
-3سورةالحجرات،مناآلية 12،
-4سبقتخريجهص.88
80
المختلفىة :نىا قولىه تعىالىَ ﴿:وأ َْوُفىوا وعن ضب األخال للعالقة بين الدول والجماعا
ان َم ْسُئوًال ﴾ ،1فالوفا بالعهد لو ت لم به الىدول ميمىا بينهىا ،والتزمىم
باْل َع ْهد إ َّن اْل َع ْه َد َك َ
كل دولة بالوفا بما عاهد عليه ،فان ه ا العهد يؤدي الى نشر السلم العالمي وتو يد
دعائم األمن في العالم.
-1سورةاالسراء،مناآلية.34،
-2مسنداالمامأحمد،212/1،صححهاأللبانيفيارواءالعليل،ح .896،
81
رابعا :الثواب والعقاب:
سىيق أن بينىىا أن التشىريع قىىد خا ينىىا بىىاألخال علىىى شىىكل أوامىىر ونىواه ،ومعلىىوم أنىىه مىىن
علىىى مخالفتىىه ،وأن مىىن أ ىىا لىىه الثىواب علىىى خىىالظ أوامىىر هللا تبىىارر وتعىىالى سىىيعاق
َّللا َوَرُسىوَل ُه ُي ْدخْل ُىه َنَّنىا َت ْجىري م ْىن َو َم ْىن ُطعىع َّ َ اعته والجى از ال سىن ،لقولىه تعىالى﴿ :
ومىىن األمثلىىة الدالىىة علىىى ث ىواب مىىن التىىزم قواعىىد األخىىال قولىىه تعىىالىَ ﴿ :و َسىىارُعوا إَلىىى
َّ
ين ُي ْنفُقو َن في َّ
السى َّار ض أُع َّد ْ لْل ُمتَّق َ
ين ،ال َ الس َمَوا ُ َو ْاأل َْر ُ َم ْ فَرة م ْن َرا ُ ْم َو َنَّنة َع ْر ُ
ض َها َّ
2
ين ﴾
َّللاُ ُط ُّ اْل ُم ْ سن َ
َو َّ ين َعن َّ
النا ين اْل ًَ ْي َ َواْل َعاف َ َو َّ
الن َّار َواْل َ اظم َ
م كورة بين ثوابين: فالتقوي واالنفا ،وكظم الًي ،والعفو عن النا ،كل ه ه الصفا
ومىن أمثلىة ثىواب أصى اب األخىال ال سىنة قولىه تعىالى ﴿:إَّن َمىا ُي َىوَّفى َّ
الصىاب ُرو َن أ ْ
َنى َىرُه ْم
ب َ ْيىر ح َسىاب﴾ ،3قىال الفخىر الىرازي فىىي تفسىيره" :ب يىر حسىاب ،معنىاه :ب يىر نهاطىىة ،ألن
4
كىل شىي داخىل ت ىىم ال سىاب فهىو متنىىاه ،فمىا ال نهاطىة لىه كىىان خارنىا عىن ال سىىاب"
ومن أمثلة العقاب على العمل بمقتنى األخىال السىليية ،وتىرر األخىال ال سىنة ،قولىه
-1سورةالنساء،اآليتان.13،14
-2سورةآلعمران،اآليتان134،133
-3سورةالزمر،مناآلية .10،
-4الفخرالرازي:التفسيرالكبير.254/26
82
ظَل ُمىوا ﴾ ،1وهى ا عقىىاب مىىن هللا للظىىالمين بىىان أهل هىىم
ىم ُبُيىىوتُ ُه ْم َخاوَيى ًة ب َمىىا َ
تعىىالىَ ﴿:فتْلى َ
وأبقى بيوتهم خاوية ،شاهدة على مهل هم.2
وك لم فقد قال هللا تعالىَ ﴿:وْي ٌل ل ُ ل ُه َمَزة ُل َمَزة ﴾ ،3ففي ه ا النص وعيىد بعى اب شىديد
ل ىىل مىىن يتصىىظ ( بىىالهمز أو اللمىىز) أي ب يبىىة النىىا والسىىخرية مىىنهم ،وككىىر عيىىواهم
(فالويل) هو واد س يق في نهنم يلقي ميه كل من يتخلق به ه األخال ال ميمة.4
وفي ه ا المعنى أطنىا قىول النيىي حينمىا قيىل لىه ان فالنىة تصىوم النهىار وتقىوم الليىل
وهي سيئة الخلق تودي نيرانها بلسانها ،قال " :ال خير فيها فهي من أهل النار".5
ه ا وترنع أهمية التالزم بين الج از وقواعد األخال ،الى أن كلم طنمن أن طمتثىل لهىا
المكلفون ،ويعملوا بمقتناها.
الخلقيىىة ونعنىىي بىىالتالزم بىىين قواعىىد األخىىال واالطمىىان بىىاّلِل تعىىالى أن كثيى ار مىىن الصىىفا
في القرن والسنة ،نا بعدها الدعوة الى االطمان باّلِل تعالى أو نفي االطمىان التي ورد
األحوال. عمن تخلق بالخلق الم موم ،وكان كلم في غال
-1سورةالنمل،مناآلية52،
-2تفسيرالنسفي .216/3:
-3سورةالهمزة،اآليةاألولى.
-4الخطيبالشربيني:تفسيرالسراجالمنير.585/4
-5الحننناكم:المسنننتدرك،183/4،ح، 7304وصننننححهاأللبنننانيفننننيالسلسنننلةالصننننحيحة/1،
،369ح 190
83
ومىىن األمثلىىة علىىى كلىىم :قولىىه تعىىالىَ ﴿:ف ىيَت ُّموا إَلى ْىيه ْم َع ْهى َىد ُه ْم إَلىىى ُمى َّىدته ْم إ َّن َّ َ
َّللا ُط ى ُّ
ىين﴾ ،1فه ى ا الىىنص أمىىر بالوفىىا بالعهىىد ،ووصىىظ المىىوفين بىىه بىىينهم مىىن المتقىىين، اْل ُمتَّقى َ
اطمان المر ،وعالمة على ه ا االطمان. ومعروف أن التقوى هي صفة من صفا
وك ى لم نىىا قىىول النيىىي " وهللا ال يىىؤمن ،وهللا ال يىىؤمن ،وهللا ال يىىؤمن ،قيىىل :مىىن طىىا
رسول هللا قال :من لم طيمن ناره بوائقه" 3فظاهر ه ا الىنص نفىي االطمىان عىن صىاح
األخال السيئة المؤكي لجيرانه.
المبحث الثالث
عىىن األخىىال كىىان ال ىىدي أولىىى اإلسىىالم عناطىىة فائقىىة لقواعىىد األخىىال ،حي ى
أقىىر اإلسىىالم مىىا كىىان األولىىى فىىي القىىرن ال ىريم فىىي السىىورة المكيىىة ،حيى ضىىمن اآلطىىا
مونىىودا عن ىىد العىىرب م ىىن خل ىىق حسىىن ،وأبع ىىل مىىا دون كل ىىم ،ث ىىم انىىه خ ىىا يهم أوال بم ىىا
-1سورةالتوبة،مناآلية4،
-2سورةالنساء،اآليتان146،145
-3صحيحالبخاري.12/8
84
طعرفونىه مىن االخىال ،مىىن مثىل الشىجاعة وال ىرم ،واعىىد أن قىوي اإلسىالم عنىدهم ،أمىىرهم
بالت لي بيخال حميدة نديدة ،لم ت ن ميلوفة لدطه 1مثل :ترر العصيية وغيرها.
-1أن آمات القرآن الكري دثو ار ما كاءت م يزك بقواعّ األخاسو :وكلىم مثىل قولىه
ين﴾.2 تعالى﴿:وَقاتُلوا في سييل َّ َّ
ون ُ ْم َوَال َت ْع َت ُدوا إ َّن َّ َ
َّللا َال ُط ُّ اْل ُم ْع َتد َ ين ُطَقاتُل َ
َّللا ال َ َ َ
ان ه ى ى ا الى ىىنص تنى ىىمن حكمى ىىا شى ىىرةيا ،وهى ىىو األمى ىىر بالجهى ىىاد ،وحى ىىرب كى ىىل مى ىىن طقاتى ىىل
المسىلمين ،باإلضىىافة الىىى هى ا ال كىىم فقىىد اشىتمل الىىنص علىىى قاعىىدة خلقيىىة عامىىة وهىىي:
(النهي عن االعتدا ) على من امتنع من قتال المسىلمين3؛ ألن فىي كلىم ظلىم لهىم بىدون
ميرر.
صىرب لهىم ومن هنا نرى أن األمر به ا الخلق طعتير بمثابة ضىاب لعمليىة القتىال ،حيى
بقتا من قاتلهم ،وانرورة التوقظ عن القتال إكا تعدى هؤال الى غيرهم ممن لم طقاتلوا.
القىرن بقواعىد األخىىال أطنىا قولىه تعىىالى َ ﴿ :وأ َْنفُقىوا فىي َسىىييل ومىن أمثلىة امتىزال طىىا
ين ﴾ ،4ففىىي ه ى ا الىىنص َّللا ُط ى ُّ اْل ُم ْ سىىن َ طك ْم إَلىىى التَّ ْهُل َ ىىة َوأ ْ
َحسى ُىنوا إ َّن َّ َ َّللا َوَال ُتْلُق ىوا بي َْيىىد ُ
َّ
أمىىر باإلنفىىا فىىي سىىييل هللا تعىىالى وه ى ا حكىىم شىىرعي ،وااإلضىىافة اليىىه أمىىر باإلحسىىان،
وه ه قاعدة خلقية ،فائدتها ضب ه ا االنفا ،فال هو اسراف وال هو تقتير. 5
-2أمر القرآن الكري بالخلق اليبن أم ار مباش ار في دثور مان آماتاع :وكلىم مثىل قولىه
نا الص َالة﴾ ،6وك لم فعلم السنة النيوية المشرفة ،حي
الص ْير َو َّ
اس َتع ُينوا ب َّ
تعالىَ ﴿:و ْ
7
قول الرسول ":أد األمانة لمن ائتمنم ،وال تخن من خانم"
-1الشاطبي:الموافقات .51،50/2
-2سورةالبقرة،اآلية.190،
-3النسفي:تفسيرالنسفي.98/1
4سورةالبقرة،اآلية.195،
-5الجمل:حاشيةالفتوحاتاإللهية.155/1،
-6سورةالبقرة،مناآلية .45،
-7سبقتخرجه.
85
-3ان أ تعااالج كعااح سااال مي ااّ وهااي خات اا الرساااالت الباا اوي ،مي ااا
ل ما إ األخسو :قال الرسول " انما بعثم ألتمىم مكىارم األخىال " 1أثنىى القىرن ال ىريم
-1مالك:الموطأ،ص،405ح،4361صححهاأللباني،السلسلةالصحيحةله113/6ح.45،
2سورةالقلم،اآلية4،
-3سورةآلعمراناآليتان.134،133
-4صحيحمسلم،111/16،ح .2553
-5سورةالمطففين،اآلية.22
-6مسنداالمامأحمد 250/3
-7سننأبيداود،253/4،ح،4799صححهاأللباني،الجامعالصغيرله،ح 1578،
-8مسنداالمامأحمد،ح،6447صححهاأللباني،السلسلةالصحيحةله 419،2،
86
وغيرها كثير مظاهر تدل على عناطة اإلسالم باألخال واهتمامه بتراية أبنائه على القيم
والمثل العليا ،التي ال تستقيم ال ياة اال بها.
أولا :تقييد استخدام الحق 1ومنع التعسف ميىه واالعتىدا علىى حقىو ال يىر
ط ىىرص التشىريع اإلسىىالمي علىىى حفى حقىىو النىىا ،سىوا فىىي دمىىائهم ،أو أمىوالهم ،أو
أع ارضىىهم ،أو ديىىنهم ،أو عقىىولهم ،ومىىن أنىىل كلىىم قىىرر األصىىوليين مىىا أسىىموه (بالقاعىىدة
2
ال هيية) وهي (أن حق ال ير م اف عليه شرعا)
ومعنىىي ه ى ا أن الشىىار قىىد شىىر مجموعىىة مىىن األوامىىر والن ىواهي ،مىىن أنىىل حف ى حقىىو
العامىة ،مثىل اإلقامىة والسىفر وال ريىا اآلخرين وما رخص لهم باستعماله مىن اإلباحىا
والعمىىل واالنتفىىا بىىالمرافق العامىىة ...الىىا مىىع العلىىم أن األصىىل هىىو عىىدم ال ىىا النىىرر
3
" ال ضرر وال ضرار". واألكى باآلخرين وعدم اطالمهم ،وكلم لقول النيي
-1الحننقفننياللغننةخننالفالباطننل،وهننومصنندر(حننقالشننيء)إذاوجننبوثبننتمنننقولهم(:حقننت
القيامة)أي:أحاطتبالخالئق،فهيحاقة،وقيل(:حقتالحاجة)إذانزلتواشنتدت...ونخلنصمنن
هذا:أنالحقفياللغةيطلقعلنىكنلشنيءموجنودوثابنت.راجنعفنيذلنك:المصنباحالمنينرمنادة
(حق)،والحقعندالفقهاءلهتعريفاتكثيرة،نختارمنها(:أنالحقاختصاصيقربهالشرعسنلطة
علىشيءأواقتضاءأداءمنآخر،تحقيقالمصلحةمعينة)راجنعكتنابالحنقومندىسنلطانالدولنة
فيتقييدهلدكتورفتحيالدرينيص، 191وهذاالتعريفيفيدأنلوأقرلنكباالختصناصبشنيءمنا
بأنهلكدونغينرك،فنانهنذاالشنيءهنوحنقلنكولنيسلغينركفينهشنيء،ويتضنحهنذافنيملكنك
للشيء،فماكانهذاالشيءملكالكاالبإقرارالمشرععزوجنللنذااليحنقألحندالتصنرففنياال
بإذنك .
-2الشاطبي:الموافقات .242/2
-3مسنداالمامأحمد .212/1،
87
ولمىىا كانىىم القواعىىد الخلقيىىة تىىؤدي نفىىس هىىدف أوامىىر الشىىار ونواويىىه ،وهىىو حفى حقىىو
الن ىىا ،ألن ك ىىل أم ىىر أو نه ىىي خلق ىىي طقي ىىد س ىىلور ف ىىرد م ىىن األفى ىراد ،فق ىىد اه ىىتم التشى ىريع
له ىىا حتىىى تسىىمو نفوس ىىهم، اإلسىىالمي بقواعىىد األخىىال ،وح ىىرص علىىى أن طمتثىىل النىىا
الع ىىال ،ميس ىىتقيم س ىىلوكهم ،وت س ىىن تصى ىرفاتهم ،وتس ىىتيق وترتق ىىي كواته ىىم ،ال ىىى ال ىىدرنا
الداخليىىة فىىي ه ى ه النفىىو ،فتمنىىع أص ى ابها مىىن االعتىىدا علىىى حقىىو ال يىىر اليواع ى
واالض ىرار بهىىا ،ومىىن هنىىا نىىرى أن القواعىىد الخلقيىىة مىىا قصىىد بهىىا تقييىىد ال ىىق الف ىردي اال
1
لصيانة حقو ال ير.
-1الدريني:الحقومدىسلطانالدولةفيتقييدهص .89088
-2سورةالبقرة،مناآلية.280
-3الدريني:نظريةالتعسففياستعمالالحقص.97
88
ول ن الىزول أحيانىا قىد طسىتخدم هى ا ال ىق مىن أنىل االضىرار بزونتىه ،وكل كىين يهجرهىا
هللا تعىالى ويمسكها في عصمته ،كي ال تتزول غيره ،أو غير كلىم ،ومىن أنىل هى ا حى
األزوال علىى عىىدم اسىىتخدام هى ا ال ىق فىىي غيىر مصىىل ة الىىزونين ،وقيىىد اسىىتخدامهم لىىه
ار ل َت ْع َت ُىدوا ﴾ 1فىان امسىار الزونىة إلطقىا النىرر
وه َّن ض َىرًا
بقوله نىل ناللىه ﴿ َوَال تُ ْمس ُىك ُ
2
بها يتنافى وأبس قواعد األخال واآلداب
وعلى كلم فالقاعدة العامة في اإلسالم أنه "ال ضرر وال ضرار" ،3وه ه القاعدة تفيىد أنىه
ال طجوز في اإلسالم أن يوقع أحد النرر ب يره ،حتى ولو كان ه ا ال ير قد أضىره مىن
قيل ،ف ل استعماله لل ق يل ق ضر ار بال ير سوا كان ال ينفع صاحبه .أو كان ينفعىه.
4
فانه ممنو إلياسا على ه ه القاعدة
ويتفىىر علىىى ه ى ه القاعىىدة أنىىه لىىو اسىىتعمل رنىىل م طاعىىه فىىي بيتىىه بصىىو مرتفىىع ب ي ى
يل ىىق النىىرر بجي ارنىىه ،فانىىه طعتيىىر منىىا ار ويمنىىع مىىن كلىىم ،ألن أبس ى القواعىىد الخلقيىىة
تنهى عن كلم ،وك لم لو راى انسىانا كلبىا ببىاب بيتىه وكىان طخيىف صى ار ني ارنىه ،فانىه
منار وينب ي أن طمنع من كلم.
-1سورةالبقرة،مناآلية.231
-2الدريني:نظريةالتعسففياستعمالالحقص102
-3مسنداالمامأحمد،212/1،صححهاأللبانيفيارواءالعليل،ح.896
-4مصطفىالزرقا:صياغةقانونيةلنظريةالتعسفباستعمالالحقفيقانونإسالمي،ص.39
89
وه ا طعني أن التشريع اإلسىالمي تشىريع نمىاعي ،لىم يلتفىم الىى مصىل ة لفىرد فقى ،بىل
1
تعادها الى مصل ة الجماعة أطنا
ودليل كلم أن التشريع اإلسالمي قد اهتم بمصىل ة الجماعىة فقىدمها علىى مصىل ة الفىرد
عنىىد تعىىارض المصىىل تين ،مىىع تعىىويض الفىىرد عمىىا ل قىىه مىىن ضىىرر إكا أمكىىن كلىىم مىىن
2
باب (النرر األشد يزال بالنرر األخظ).
ول ي تبقي الجماعىة قويىة متماسىكة تىؤدي هىدفها المنشىود الى ي حىدده المشىر لهىا ،وهىو
(اإلصالب العالمي) أرسى اإلسالم ميدأ (الت افل االنتماعي).
واليكافااح االكي اااعي مع ااي :أن طكىىون الفىىرد مرتبعىىا بالجماعىىة التىىي هىىو نىىز منهىىا،
وت ى ىىون تص ى ىرفاته وسى ىىلوكه مرتبعى ىىة بمصى ىىل ة ه ى ى ه الجماعى ىىة ،أو هى ىىو :شى ىىعور الجميى ىىع
أخيىىه ،وم مىىول علىىى بمسىىئولية بعنىىهم عىىن بعىىض ،وأن كىىل واحىىد مىىنهم حامىىل لتبعىىا
3
أخيه ،طسيل عن نفسه ،ويسيل عن أخيه
ومن هنا نرى أن الت افىل االنتمىاعي هىو تىآزر وتعاضىد وت ىاثظ كىل أفىراد المجتمىع فىي
أن مصل تهم نميعا هي مصل ة واحدة ،وه ا يؤيىده ال ياة ،وعلى أسا شتى مجاال
4
ىاوُنوا َعَل ىىى اْلي ىىر
َ َ ى ع
َ ت
َو ﴿ ىه ى لوقو يع ىىا َوَال َتَف َّرُقى ىوا ﴾
َّللا َنم ً
اع َتص ى ُىموا ب َ ْي ىىل َّ
قول ىىه تعى ىالىَ ﴿:و ْ
5
َوالتَّْقَوى ﴾
-1الدريني:الحقومدىسلطانالدولةفيتقييدهص.148
-2الشاطبي:الموافقات.243/2
-3شلتوت:اإلسالمعقيدةوشريعةص 145
-4سورةآلعمران،مناآلية103
-5سورةالمائدة،مناآلية.2
90
وغيىر كلىىم كثيىىر فىىي القىىرن ال ىريم ،ومىىن سىىنة النيىىي " المىىؤمن للمىىؤمن كالينيىىان طشىىد
1
بعنه بعنا"
ه ى ا وقىىد حىىرص التش ىريع اإلسىىالمي علىىى الم افظىىة عىىل الىىرواب فىىي المجتمىىع ،وكىىان
اسىىتخدمم بالقىىدر ال ى ي فىىي كلىىم ،ب ي ى لقواعىىد األخىىال والقىىيم والمثىىل العليىىا نصىىي
معامل ىىة ال ي ىىر ت ىىدرل المش ىىر ف ىىي لى ى م ىىع مق ىىدرة المكلف ىىين و اق ىىاتهم ،حيى ى يتناسى ى
بمقتنىىى قواعىىد األخىىال ،مىىن األدنىىى الىىى األعلىىى ،مىىع ضىىمان حىىد أدنىىى مىىن النىواب
الخلقية أثنا القيام بالسلور االنتماعي ،وكان كلم عل الن و التالي:
-1أباح الياريع للفرد حري ال عامل بال ثح في مجاالت اليقوو الفردما وال عاامست:
اع َت َدى َعَل ْي ُ ْم ﴾ 2كما قىال.
اع َت ُدوا َعَل ْيه بم ْثل َما ْ
اع َت َدى َعَل ْي ُ ْم َف ْ
حي قال تعالىَ ﴿:ف َمن ْ
3
سب انهَ ﴿.وإ ْن َعا َق ْيتُ ْم َف َعاقُيوا بم ْثل َما ُعوق ْيتُ ْم به ﴾
ه ى ان النصىىان ظىىاهران فىىي أن للفىىرد اسىىتيفا مثىىل حقىىه دون زيىىادة عليىىه ..وه ى ا مىىا
تفتنىىيه مكىىارم األخىىال ،ألنىىه لىىيس مىىن الخلىىق أن طسىىتوفي االنسىىان أكثىىر مىىن حقىىه بىىل
االنتماةية واضعافها. طكون في كلم ظلم ،والظلم يؤدي الى تفتيم العالقا
-1صننحيحالبخنناري،129/1:سننننالترمننذي،287/4،سننننالنسننائي،79/5،ح،256مسننند
االمامأحمد.404/4،
-2سورةالبقرة،مناآلية.194
-3سورةالنحل،مناآلية.126
-4سورةالمطففين،اآليات.3،2،1
91
1
ويقىول أطنىىاَ ﴿:ف َمى ْىن ُعفىىي َلى ُىه مى ْىن أَخيىىه َشىىي ٌ َفاتَبىىا ٌ بىىاْل َم ْع ُروف َوأ ََدا ٌ إَل ْيىىه بي ْح َسىىان ﴾
ْ َ
وه ا نهى عن استباحة ال قو ،وأن ال طيخ االنسان أكثر مما لىه ،ألن كلىم يىؤدي الىى
االختالف في ت ديد ال قو ،وه ا طعني انهيار الرواب االنتماةية.
وخيىىر مثىىال علىىى كلىىم مىىا روي أن رسىىول هللا أتىىاه رنىىل يتقاضىىاه بعيىرا ،فقىىال الرسىىول
":أعع ىىوه :فق ىىالوا :م ىىا نج ىىد اال س ىىنا أفن ىىل م ىىن س ىىنه ،فق ىىال ":أعع ىىوه ف ىىان خي ىىاركم
3
أحسن م قنا "
ففي ه ا المثال زاد النيي في حق من أقرضه ،ليكون هىو قىدوة المسىلمين فىي الت لىي
أخ ى طىىيمر أص ى ابه بىىالت لي بىىه أطنىىا ،ومثىىال كلىىم مىىا رواه به ى ا الخلىىق عظىىيم ،حي ى
بىىن مالىم عىن أبيىىه أنىه سىيل ابىىن االمىام مسىلم فىي صى ي ه قىال :قىال عيىىد هللا بىن كعى
أبىىي حىىدرد دينىىا كىىان لىىه عليىىه فىىي عهىىد رسىىول هللا فىىي المسىىجد ،فارتفعىىم أص ىواتهما
حتى سمعهما رسول هللا في بيته ،فخرل اليهما حتى كشظ سجظ.4
-1سورةالبقرة،مناآلية.178
-2سورةالحشر،مناآلية.9
-3صحيحالبخاري 153،130/2،
-4السجف:الستر،أيمايسترالبيتمنعيونالمنارة،ابنناألثينر،النهاينةفنيغرينبالحنديث/2
343
92
" فقىال :لييىم طىا رسىول هللا " ،فيشىار اليىه بن مالم "،فقىال طىا كعى حجرته ،ونادى كع
بيده أن ضع الشعر 1من دينم" قال كع :قد فعلم طا رسىول هللا ،قىال رسىول هللا " :
2
قمم فيقنه"
الىىدين علىىى أن صىىاح الشىريف أن هى ا الرسىىول قىىد حى وشىىاهدنا فىىي هى ا ال ىىدي
الىىدين قىىد زاد علىىى يتصىىد لمىىن عليىىه الىىدين بنصىىظ مىىا لىىه عليىىه ،واهى ا طكىىون صىىاح
حىىق المىىدين ،وأنقىىص مىىن حىىق نفسىىه ...ومىىا ه ى ا اال مىىن أنىىل نشىىر خلىىق الت ىراحم بىىين
النا ،وافشائه فيهم ،فتسود األلفة والم بة في المجتمع ،وتتقوى الرواب ميه.
-4يرغ اإلسسإ في مقا ل اإلساءة باإلحبان :وهى ا طعمىل علىى القنىا علىى أخىال
ف ىىي اس ىىتيدالها ب ىىيخال الخي ىىر ،والمواق ىىظ الس ىىو ،أو المواق ىىظ الس ىىيئة ،ألن مي ىىه ترغيى ى
مقابلة اإلسا ة باإلحسان امتنا عن اإلسا ة أو ت رارها. اإلطجابية ،حي
نىىل ومىن األمثلىة التىىي قىدمها لنىىا القىرن ال ىريم فىي كلىم قولىىه تعىالىَ ﴿:وَال َطيَْتىىل أُوُلىو اْلَف ْ
َّللا َوْلَي ْعُف ى ىوا
ين فى ىىي َسى ىىييل َّ
ين َواْل ُم َهى ىىانر َ
َن ُي ْؤتُ ى ىوا أُولى ىىي اْلُق ْرَاى ىىى َواْل َم َسى ىىاك َ
السى ى َىعة أ ْ
مى ى ْىن ُ ْم َو َّ
3
يم﴾ ور َرح ٌَّللاُ َغُف ٌَّللاُ َل ُ ْم َو َّ صَف ُ وا أ ََال تُ ُّيو َن أ ْ
َن َط ْ فَر َّ َوْلَي ْ
نزول ه ه اآلطة هو حلظ أبي بكىر الصىديق .رضىي هللا عنىه. نا في التفسير أن سي
لىه ،وهىو (مسىعا بىن أثاثىة) ألن مسىع ا هى ا أن طقعىع مىا كىان يتصىد بىه علىى قريى
االفم ،فيسا الى ابنته عائشىة .رضىي هللا عنهىا .فىينزل هللا هى ه اآلطىة، شارر في حدي
ميينىىا أنىىه مىىن األفنىىل أال تقابىىل اإلسىىا ة باإلسىىا ة ،بىىل ال بىىد مىىن مقابلتهىىا باإلحسىىان،
في كلم فجعل نز ا من طقابل اإلسا ة باإلحسان الم فرة والعفو يوم القيامة. ورغ
-1الشطر:النصف،وشطرالشيءنصفه،ابناألثيرالمرجعالسابق.473/2
-2صحيحمسلم،22/10،ح1558
-3سورةالنور،اآلية.22
93
ونا أطنا أن أبو بكر لما سمع به ه اآلطة أسر الى االمتثال لهىا ،فعىاود االنفىا علىى
1
هى ا وان دل علىى شىي فينمىا يىدل قريبىه الى ي أسىا اليىه وقىال " :ال أنزعهىا منىه أبىدا"
على مدى حرص هى ا التشىريع علىى بنىا المجتمىع بنىا متماسىكا مترابعىا خاليىا مىن كىل
عوامل التفرقة واالنشقا ..
كما أنه يدل على ما لقواعد األخال من أثر عظيم في مثل ه ا الينا وفي العمىل علىى
ال قد وال راوية ،نقيىا مىن مظىاهر الهىدم تآزر المجتمع وت افله ،وابقائه نظيفا من شوائ
2
والتف م
-1القرطبي:الجامعألحكامالقرآن 207/12
-2اقتبسنننامراحننلتنندرجاألخننالقمنننكتننابالحننقومنندىسننلطانالدولننةفننيتقيينندهللنندكتورفتحنني
الدريني:ص،92بشيءمنالتصرف .
94
تذكر كر
عناطة اإلسالم باألخال :اعتنىى اإلسىالم بىاألخال بقىدر كييىر ،وأدلىة كلىم مىا
القىىرن ال ىريم بقواعىىد األخىىال ،واألمىىر المباشىىر يلىىي :امت ىزال ل ثيىىر مىىن ط ىا
القىىرن ال ىريم ،وقىىد نعىىل هللا تعىىالى رسىىالة بىىالخلق ال سىىن فىىي ال ثيىىر مىىن طىىا
النيىي م مىد متممىىة لقواعىد األخىال ،كمىىا أثنىى القىرن ال ىريم علىى أصى اب
الخلىق ال سىىن ،وقىىد نعلىم األخىىال الفاضىىلة سىىيبا لىدخول الجنىىة ،وكى لم إبىراز
وايان فنل مكارم األخال ،وك لم بين التشريع أن اإلطمان ال طكىون كىامال إال
ب سىىن الخلىىق ،كمىىا بىىين أن األخىىال مىىن أثقىىل مىىا يوضىىع فىىي ميىزان العيىىد يىىوم
القيامة ،والخلق ال سن طقرب صاحبه من الرسول في الجنة.
95
أثر األخال على النفس اإلنسانية :ويكىون كالتىالي :تقييىد اسىتخدام ال ىق وعىدم
التعسىىظ ميىىه ،ومنىىع االعتىىدا علىىى حقىىو ال يىىر ،الم افظىىة علىىى ميىىدأ الت افىىل
االنتماعي وتيصيله في النفس البشرية.
وقد تدرل اإلسالم في استخدام األخال للم افظة على ميدأ الت افل االنتماعي
بىدأ بيباحىة المعاملىة بالمثىل ،ثىم بعىدم التزيىد فىي حىق الىنفس ،ثىم نىدب إلىى حي
الزيادة في حق ال ير ،ثم حق ال ير ،ثم حض على مقابلة اإلسا ة باإلحسان.
96
الفصل الرابع
وف ع خ ب مباحث
97
األهداف واملهارات
السابقة: يرمي ه ا الفصل إلى ت قيق األهداف والمها ار
أوال :األهّاف:
-6بيان مفهوم اإلسالم لعسرة.
-7معرفة األسس التي تقوم عليها األسرة.
-8رسم تصور عام عن الزوال في اإلسالم.
-9بيان ال قو المشروعة ل ل من الزونين.
-10رسم تصور عام عن العال في اإلسالم.
-11بيان مكانة المرأة في اإلسالم.
98
المبحث الأول
تعريف الأسرة
نظاإ األسرة هو :تلم األحكام والمباد والقواعد التىي تتنىاول األسىرة بىالتنظيم بىد ا ًَمىن
علىىى كلىىم مىىن أثىىار، ت وينىىه أو مىىرو اًر بقيامهىىا واسىىتقرارها ،وانتهىىا ً بتفرقهىىا ،وم ىا يترت ى
الخيىرة المرنىىوة قصىىدا إلىىى إرسىىائها علىىى أسىىس متينىىة ت فىىل دطمومتهىىا وإععائهىىا الثمى ار
1
منها
األساارة فااي اللغ ا :أهىىل الرنىىل وعشىىيرته ألنىىه يتقىىوى بهىىم ،2وتُعلىىق علىىى الجماعىىة التىىي
يراعها أمر مشترر.3
أمااا مفهااوإ األساارة فااي اإلسااسإ :رغىىم أن مىىدلول كلمىىة األسىرة معىىروف لىىدى ال ثيىىر مىىن
النا ،ومتداولة لدى الجميع ،إال أن ونود تعريىف واضىا وصىريا وم ىدد لىيس بىاألمر
السهل واليسير ،ول ن هى ا ال طمنىع مىن م اولىة لتعريىف األسىرة ،وت ديىد لمقصىود منهىا،
وكلم من خالل نظرة الشريعة اإلسالمية إلى مفهوم األسرة.
فاألسرة فىي االصىعالب الشىرعي هىي :الخل ا االكي اب ا الياي ت اا عان ا تبااط كاح
بامرأة بعقّ شرعي هو عقّ ال كاح.
نعاقها والمدى ال ي تشمله إلى أسىرة بسىيعة ،وهىي التىي تت ىون وتتنو األسرة من حي
من األب واألم الل ين تجمع بينهما عالقىة شىرةية هىي الىزوال ،وأسىرة ممتىدة :وهىي التىي
تشمل اآلبا واإلخوة واألعمام وسائر األقارب.4 يتسع إ ارها ب ي
1عقلة:نظاماألسرة .9/1
2النننرازي:مختنننارالصنننحاحص،7الفينننومي:المصنننباحالمنينننرص،14أننننيسوغينننره:المعجنننم
الوسيط.17/1،
3المصادرالسابقة.
4المرجعالسابق67/1
99
المبحث الثاني
َك ْم م ْىن َنْفىس َواح َىدة ﴾ 2فالنىا نميعىا م ْن َنْفس َواح َدة ﴾ ،وقال ﴿ َو ُه َىو َّالى ي أ َْن َشىي ُ
1
طجمعهىم نسى واحىىد ،ويرنعىىون إلىىى أصىىل واحىىد ،وهو( دم)عليىىه السىىالم ،وهىىم إخىىوة
ف ىىي اإلنس ىىانية ،فعل ىىى الق ىىوي أن طعع ىىظ عل ىىى الن ىىعيف ،وعل ىىى ال ن ىىي أن طس ىىاعد
الفقير ،حتى يتم بنيان المجتمع اإلنساني.3
انىىا
ىق َل ُ ى ْىم مى ْىن أ َْنُفسى ُىك ْم أ َْزَو ً .2ال ااودة والرح ا :قىىال –تعىىالى َ ﴿ -ومى ْىن َ َطاتىىه أ ْ
َن َخَلى َ
ل َت ْسى ُىكُنوا إَل ْي َهىىا َو َن َعى َىل َب ْيى َىن ُ ْم َمى َىوَّد ًة َوَر ْح َمى ًة ﴾ 4فمىىن تمىىام رحمتىىه تعىىالى بينىىي دم أن
نعىل أزوانهىم مىن ننسىهم ،ونعىل بيىنهم وايىنهن مىودة ،وهىي الم بىة ،ورحمىة وهىىي
ال أرفىىة ،فىىين الرنىىل طمسىىم المىرأة إمىىا لم يتىىه لىىه أو لرحمتىىه بهىىا ،بىىين طكىىون لىىه منهىىا
ولد ،أو م تانة إليه في اإلنفا ،أو لعلفة بينهما ،وغير كلم .5
.3العااّل وال باااواة :قىال -تعىىالىَ ﴿-وَل ُه َّىن م ْثى ُىل َّالى ي َعَلى ْىيه َّن بىىاْل َم ْع ُروف ﴾،6أي:
ولهن على الرنىال مىن ال ىق مىا للرنىال علىيهن ،فليىؤد كىل واحىد منهمىا إلىى اآلخىر
7
صىىال ً ا مى ْىن َك َكىىر أ َْو أ ُْن َثىىى
عليىىه بىىالمعروف ،قىىال -تعىىالىَ ﴿-مى ْىن َعمى َىل َ مىىا طج ى
1سورةالنساء،مناآلية1،
2سورةاألنعام،مناآلية98،
3انظرالقرطبي:الجامع،1572/3الصابوني:روائعالبيان419/1
4سورةالروم،مناآلية21،
5ابنكثير:تفسير429/3
6سورةالبقرة،مناآلية228،
7القاسمي:محاسنالتأويل583/3
100
َح َسن َما َك ُانوا َط ْع َمُلو َن ﴾ ،1وهى ا اة َ يَب ًة َوَلَن ْجزَيَّن ُه ْم أ ْ
َنَرُه ْم بي ْ َو ُهَو ُم ْؤم ٌن َفَلُن ْ يَيَّن ُه َحَي ً
وعد من هللا – تعالى – لمن عمل صال ا وهو العمل الم كىوم بكتىاب هللا – تعىالى
– وسىىنة نييىىه ،مىىن ككىىر أو أنثىىى مىىن بنىىي دم ،وقلبىىه مىىؤمن بىىاّلِل ورسىىوله ،بىىين
ط ييىىه هللا حيىىاة يبىىة فىىي الىىدنيا ،وأن طجزيىىه بيحسىىن مىىا عمىىل فىىي الىىدار اآلخىىرة،
2
وال ياة العيبة تشتمل ونوه الراحة من أي نهة كانم
1سورةالنحل،مناآلية97،
2انظرالقرطبي:الجامع،3790/6ابنكثير:تفسير585/2
3سورةاإلسراءاآلياتمن.26,25,24
4ابنكثير:تفسير،63/3القاسمي:محاسنالتأويل3921/10
101
المبحث الثالث
الزواج
أولاً :تعريف الزواج:
زول مثىىل كلىىم كالم ىاً ،وسىىلم سىىالماًُ ،طقىىال :زول األشىىيا الااازواج لغااا :بىىالفتا اسىىم مىىن َّ
اه ْم ب ُ ىور عىين ﴾ ،1أي تزويجاً وزواناًَ :قَرَن بعنها ببعض ،قال تعالىَ ﴿:ك َ ل َم َوَزَّو ْنَن ُ
ىانوا َّ
ان ُه ى ْىم َو َم ىىا َك ى ُ
ظَل ُمى ىوا َوأ َْزَو َ
ين َاح ُش ى ُىروا الى ى َ
قرن ىىاهم به ىىن ،ومن ىىه – قول ىىه – تع ىىالى ْ ﴿ -
3
َط ْعُي ُدو َن ﴾ 2أي أحشروهم وقرنا هم من أهل السو ،ويعلق لف التزويج على الن اب
أما في االصطسح الارعي :اختلظ الفقها في تعريف الىزوال ،ون تفىي بتعريىف واحىد
الش ىىافعية ،وه ىىو "عقاااّ يياااا ن ىباحااا وطء لفاااز ىنكااااح أو تااازويا أو م ىىن تعريف ىىا
ترك يااع" ،4والم ىراد بالعقىىد مجمىىو اإلطجىىاب والقيىىول ،واإلطجىىاب هىىو مىىا طصىىدر عىىن أحىىد
ال ،والقي ىىول ه ىىو م ىىا طص ىىدر ع ىىن العاق ىىد اآلخ ىىر ثانيى ىًا ،وال طش ىىترط أن طكىىىون
العاق ىىدين أو ً
اإلطجاب من رف الزول ،بل طجوز أن طكون مىن ىرف علىى لسىانه أو لسىان وكيلىه أو
وليه ،ويجوز أن طكون من ىرف الزونىة علىى لسىانها أو لسىان وكيلهىا أو وليهىا والقيىول
ك لم.5
1سورةالدخان،اآلية54،
2سورةالصافات،اآلية22،
3ابنمنظنور:لسنانالعنرب،1885/3الفينومي:المصنباحالمنينرص،259أننيسوغينره:المعجنم
الوسيط.405/1،
4الشربيني:مغنيالمحتاج123/3
5أحمدإبراهيم:أحكاماألحوالالشخصيةص.16
102
ثانياً :دليل مشروعية الزواج:
واإلك ا : الزواج مارو بالكياب والب
1سورةالنساء،مناآلية 3،
2سورةالنور،مناآلية 32،
3القرطبي:الجامع4631/7
4صحيحالبخاري،556/2،ح.5066
5ابنحجرالعسقالني:فتحالباري.10/9
6ابنقدامة:المغني.3/7
7عقلة:نظاماألسرة.81/1
103
ما يرويه أنس بن مالم " :أنه نا ثالثة ره إلى بيو أزوال النيي طسيلون
عن ةبادته ،فلما أخيروا كينهم تقالوها ،فالوا :وأين ن ن مىن النيىي قىد غفىر هللا
له ما تقدم من كنبه وما تيخر ،فقىال أحىدهم :أمىا أنىا أصىلي الليىل أبىدًا ،وقىال خىر:
وأنىا أصىوم الىىدهر وال أفعىر ،وقىىال الثالى :وأنىا أعتىىزل النسىا وال أتىىزول أبىداً ،فجىىا
رسول هللا فقال :أنتم ال ين قلتم ك ا وك ا ! أما وهللا إني ألخشىاكم هلل وأتقىاكم لىه
عىىن سىىنتي فلىىيس ل نىىي أصىىوم وأفعىىر ،وأصىىلي وأرقىىد ،وأتىىزول النسىىا ،فمىىن رغ ى
مني". 1
والش ىىعور .2ىمجاااااد الراحاااا ال فباااا :وكل ىىم م ىىن خ ىىالل تب ىىادل ال ق ىىو والوانب ىىا
المتبادل بين أفراد األسرة؛ من م بة ومودة ،و أرفىة واىر ووفىا ،2قىال تعىالىَ﴿ :وم ْىن
3
انا ل َت ْس ُكُنوا إَل ْي َها َو َن َع َل َب ْيَن ُ ْم َمَوَّد ًة َوَر ْح َم ًة﴾
َن َخَل َق َل ُ ْم م ْن أ َْنُفس ُك ْم أ َْزَو ً
َ َطاته أ ْ
.3حفز أنو اإلنباني من الزوال واالنقراض :وكلم باإلنجاب والتوالد واقا النسىل
انىا َو َن َع َىل َل ُ ْىم م ْىن وحفى النسى ،4قىال تعىالى _َ ﴿:و َّ
َّللاُ َن َع َىل َل ُ ْىم م ْىن أ َْنُفس ُىك ْم أ َْزَو ً
العيَبا ﴾.5 أ َْزوان ُكم بنين وحَفدة ورَزَق ُ م من َّ
َ ْ َ َ َ َ ًَ ََ ْ َ
ولقىىد ح ى ُّ النيىىي علىىى النسىىل ،فعىىن معقىىل بىىن طسىىار ال :نىىا رنىىل إلىىى رسىىول هللا
وم ىىال إال أنه ىىا ال تل ىىد، ومنصى ى حسى ى فق ىىال :ط ىىا رس ىىول هللا إنى ىي أص ىىيم امى ىرأة كا
فىىيتزول بهىىا فنهىىاه رسىىول هللا ثىىم أتىىاه فىىي الثانيىىة ،وقىىال لىىه مثىىل كلىىم فنهىىاه ،ثىىم أتىىاه
زونوا الولود الودود ،فيني مكاثر بكم ".6 الثالثة فقال له مثل كلم ،فقال رسول هللا
1صحيحالبخاري،556/2،ح.5063
2القرطبي:الجامع.1572/3
3سورةالروم،مناآلية .21،
4الشربيني:مغنيالمحتاج،125/3احمدإبراهيم:أحكاماألحوالالشخصيةص.5
5سورةالنحل،مناآلية72،
6البيهقي:السننالكبرى،81/7صححهاأللبانيفيصحيحالجامع،566/1،ح.2940
104
الا فس واعفااف ال ارء نفبااع وروكاع ماان الوقاو فااي الياراإ :ويكىىون .4تهاذي
كلم بكسر الشهوة وغض البصر ،وت صين الفرل ،قال " طىا معشىر الشىباب مىن
ىض للبصىىر وأحصى ُىن للفىىرل ،ومىىن لىىم طسىىتعع
اسىتعا مىىن م البىىا ة فليتىىزول ،فينىىه أغى ُ
فعليه بالصوم فينه له ونا " أي وقاطة.1
وتقوية روابى األسىر علىى .5اليعاون ون الزوكون وتي ح أبباء الي اة الزوك
تراية األوالد تراية سليمة ،واه يتم االستعانة على المصالا.2
وتقوييهاا :فىالزوال وسىيلة مىن وسىائل تىراب .6ال يافظ علج الروابط االكي اب
المجتمىىع وتقويتىىه ،وكلىىم يزيىىد إمكانيىىة تعىىاون ه ى ا المجتمىىع وحصىىنته ضىىد التفرقىىة
والنىىعظ ،وه ى ا ط قىىق مقصىىود هللا _تعىىالى _ مىىن قولىىه ﴿:إَّنىىا َخَلْقَنى ُ
ىاك ْم مى ْىن َك َكىىر
ىارُفوا ،3﴾...والن ىاب كمىا أسىلفنا مىن أقىوى وسىائل واا َوَإلَبائ َل ل َت َع َ
اك ْم ُش ُع ً
َوأ ُْن َثى َو َن َعْلَن ُ
التعارف بين النا .
عليىىه مىىن قىىاد ًار علىىى أةبىىا الىىزوال مىىن مهىىر ونفقىىة ،مىىع إمكانيىىة القيىىام بمىىا يترت ى
عليىىه حقىىو ووانبىىا ،وال طخشىىى ظلىىم الزونىىة ،ألن االمتنىىا عىىن الىىزوال سىىيترت
1النووي:شرحصحيحمسلم.173/3
2الشربيني:مغنيالمحتاج125/3
3سورةالحجرات،مناآلية.13،
105
كىل مىؤمن أن طفعىل مىا ط ىول بينىه واىين الم ظىور، الوقو فىي الم رمىا ،ووانى
ف ان الزوال فرضا له ا االعتبار.1
.2ويمون حراما :إكا تيقن الشخص من أنه سيظلم زونته بعدم العدل ،أو عدم القيام
بسىائر ال ىىو الناشىىئة عىن عقىىد الىىزوال؛ كاإلنفىا عليهىىا وعلىىة كلىم :أن ظلىىم ال يىىر
حرام ،والزوال سيؤدي إلى الظلم ،وما يؤدي إلى ال رام فهو حرام.2
.3ويمااون ممروهاااا :اكا انتفىىى اليقىىين مىىن ال الىىة السىىابقة ،بىىين كىىان الشىىخص غيىىر
متيقن من وقوعه في الظلم ،ول نه طخشى الوقو ميىه إن تىزول ،ألن مىا طفنىي إلىى
المكروه فهو مكروه.3
طقوى على ضب نفسه ،وال .4واما في حال دون الاخص معيّل الاهوة :ب ي
طخىىاف ارت ىىاب المعصىىية ،وال طخش ىىى ظل ىىم الزون ىىة ،ويقىىدر عل ىىى أةبىىا ال ىىزوال _
_ ففىىي مثىىل ه ى ه ال الىىة كه ى وحالىىة اال عتىىدال هىىه هىىي ال البىىة عنىىد اكثىىر النىىا
نمهور الفقها إلى أن الزوال ميه سنة مؤكدة ،4وقد استدلوا لم هيهم باآلتي:
فعرتي فليستن بسنتي ،وإن من سنتي الن اب". أ -قوله " :من أح
ب -وقوله " :ثالثة حق على هللا تعالى عونهم :المجاهد في سىييل هللا ،والمكاتى
ال ي يريد األدا ،والناكا ال ي يريد العفاف.5" ،
وتؤكىىد علىىى فعلىىه وهىىو لىىيس فرضىًا فيبقىىى علىىى سىىييل وغيرهىىا ترغى فهى ه األحاديى
السنة واالست باب ،ولو كان فرضاً ليينه .
1الكاساني:بدائعالصنائع،228/2ابننقدامنة:المغنني،4/7ويوسنفقاسنم:حقنوقاألسنرةص
.4،
2أحمدإبراهيم:األحوالالشخصيةص.7
3يوسقاسم:حقوقاألسرةص.41
4الكاسنناني:بنندائعالصنننائع، 228/2ابنننجننزي:القننوانينالفقهيننةص،130األنصنناري:فننتح
الوهاب،31/2أبوالبركات:المحررفيالفقه.13/2
5البيهقي:السننالكبرى،78/7ضعفهاأللبانيفيضعيفالجامع،70،ح.5342
106
ويؤيىىده اطن ىاً أن الرسىىول تىىزول وداوم عليىىه ،وكلىىم أص ى ابه _ رض ىوان هللا علىىيهم _
تزونوا وداوموا عليىه ،وتىابعهم المسىلمون بىالزوال ،فالمداومىة والمتابعىة دليىل كونىه سىنة،
وه ا هو الرأي الرانا وهللا تعالى أعلم .
1سورةالبقرة،مناآلية 228،
2سورةالنساء،مناآلية 34،
107
والطىة النصىا والتونيىىه والرعاطىة وال ماطىىة ،طقىول ابىىن ةبىا :رضىىي هللا عنهمىا ،فىىي
تفسير اآلطة ﴿ َوللرَنال َعَل ْيه َّن َدَرَن ٌة ﴾،1الدرنة إشارة إلى حض الرنال على حسىن
العشرة ،والتوسع للنسا في المال والخلق ،أي :ينب ي أن يت امل على نفسه.2
.2األمان ا :علىىى الزونىىة ان ت ف ى غيبىىة زونهىىا فىىي نفسىىها وايتىىه ومالىىه وولىىده ،قىىال
َّللاُ ﴾ ،3أي :معيع ىىا
ظ ىىا ٌ لْل َ ْيى ى ب َم ىىا َحفى ى َ َّ
الص ىىال َ ا ُ َقان َت ىىا ٌ َحاف َ
تع ىىالىَ ﴿ :ف َّ
ألزوانهن ط فظن أنفسهن ،وأمىوال أزوانهىن وأوالدهىم فىي غييىتهم ،4وقىال "كل ىم
ار وكل م مسئول عن رعيته ،واألمير ار َ ،والرنىل ار َ علىى اهىل بيتىه ،والمىرأة
5
فعلى الزونة راةية على بيم زونها وولده ،ف ل م ار وكل م مسئول عن رعيته "
أن ت سن تراية أوالدها وفق الىدين والفنىيلة ،وأن تصىون نفسىها عمىا يىدنس شىرفها
وشرف زونها ،وأن ت اف على ماله .6
على الزونة معاشرة زونها بالمعروف من كىف األكى وغيىره، .3حبن العارة :طج
فال تؤكطه ،وال تشق عليه ،كما عليه معاشرتها بالمعروف أطنىًا ،قىال "أطمىا امىرأة
ماتىىم وزونهىىا راض عنهىىا دخلىىم الجنىىة"7وقىىد تعيىىع الزونىىة زونهىىا اعىىة عميىىا ،
ول نهىىا ال ت سىىن عش ىرته ،فتعيعىىه ميمىىا طىىيمر بىىه ،ول ىىن ال طمنعهىىا كلىىم أن ت ىىون
سىليعة اللسىىان ،عابسىىة الونىه ،قاسىىية النظىرة ،خشىنة لمعاملىىة ،ممىىا يىؤدي إلىىى كثىرة
والخصوما ،ونشل ال ياة الزونية.8 المشكال
1سورةالبقرة،مناآلية 228،
2القرطبي:الجامع، 1738/933،2/2وأحمدإبراهيم:أحكاماألحوالالشخصيةص .224
3سورةالنساء،مناآلية34،
4القرطبي:الجامع.1740/2
5صحيحالبخاري،586/2،ح.5200
6أحمدإبراهيم:أحكاماألحوالالشخصيةص.224
7سننالترمذي،361،ح، 163وقالعنهحديثحسنغريب،المصدرنفسه.
8الروابطوالعالقاتاالجتماعيةمنكتنابأصنولالنظناماالجتمناعيمننبحنثلصنفوتمبنركص
.177
108
زونتىىىه عن ىىد نش ىىوزها أو عص ىىيانها أمى ىره .4حااااق الي دياااا :للىىىزول ال ىىق ف ىىي تيديى ى
بى ىىالمعروف ال ف ى ىىي المعصى ىىية ،ق ى ىىال _ تع ى ىىالى _ ﴿ َوالَّل َّل خَّلَتاَ َََُّل َّلَّلُوزَ َه َّز ز َّل َّلَّلََ ز خ
ان َّل اَّنزَز خ وَ َّلام ره َلَ َ رع َّلَّلغَ زو ر وََّل ََّلَت ََّلرَّل ز َّلَا وَعاظزَّلَّلَ خ وا ُ َّلَّلَّو خ ام الرِِ َّل ا
َّلُْ اِ َو ر َ َ ز َر زز ز
َاَّل ا ﴾ ،1فىىالمرأة مكلفىىة بعاعىىة زونهىىا .كمىىا ا َعلََّل رَّله ان خ َبَّلا نهَت ا خه خ
اكَ َََّلَّلُ َه َعلهًَّّلَّلُ َ ن
أشرنا من قيىل .فىيكا خالفىم وعصىم فىين الىزول طملىم حىق تيدييهىا ،وكلىم بىالعر
المشىىروعة ،وهىىي الم ى كورة فىىي اآلطىىة السىىابقة ،وهىىي علىىى الترتي ى ،فييىىدأ بالوسىىيلة
األولى الوع واإلرشاد ،فيكا أصر لجي إلى الثانية الهجر في المنجع والعراض،
فيكا لم تفلا لجي إلى الثالثة النرب .2
والمراد بالنرب في اآلطة النرب غير المرب ،وغير الشائن ،ففال ط ل أن طنراها
بعصىىا ،وال ط ىىل لىىه أن يلعمهىىا علىىى ونههىىا ،والرنىىل ال امىىل ال يرضىىى لنفسىىه أن
فىي تعييقىه ال يتعلىق بكىل طنرب زونته ،والنيي لم طنرب امىرأة قى ،فالتيديى
عىىن النىىرب غيىىر زونىىة ،وإنمىىا الزونىىة المشاكسىىة الناشىزة ،3وقىىد سىىئل ابىىن ةبىىا
الميرب ،قال بالسوار ون وه.4
الىىزول اقتنىىى الوفىىا لىىه أن تظهىىر الزونىىة ال ىىزن .5اليااّاد علااج الاازوج :إكا مىىا
واألسىىى علىىى ف ارقىىه أراعىىة أشىىهر وعش ى اًر ،اعت ارف ىاً بالفنىىل والجميىىل ،وكلىىم بتجن ى
والزينة ،وإن لم تلزم بيىم الزونيىة فىال تبارحىه إال للنىرورة ،وتمتنىع خعيتهىا العي
1سورةالنساء،مناآلية.34،
2القرطبي:الجامع 1740/3ومابعدها،محاضنراتفنيعقندالنزواجوآثناره:محمندأبنوزهنرة،
ص.206
3انظننر:القرطبنني:الجننامعألحكننامالقننرآن 1740/3،ومننابعنندها،محاضننراتفننيعقنندالننزواج
وآثاره:محمدأبوزهرةص.206
4القرطبي:الجامع.1743/3
109
صراحة في ه ه المدة 1قال تعالى ﴿ :و َّال َ َّ
ص َىن ين ُي َتَوف ْو َن م ْن ُ ْم َوَيى َ ُرو َن أ َْزَو ً
انىا َي َتَرَّا ْ َ
َنَل ُهى َّىن َفى َىال ُنَنىىا َب َعَلى ْىي ُ ْم م َ
يمىىا َف َعْلى َىن فىىي ىر َفىىي َكا َبَل ْ ى َىن أ َ بي َْنُفسىىه َّن أ َْرَا َع ى َة أ ْ
َشى ُىهر َو َع ْشى ًا
َّللاُ ب َما َت ْع َمُلو َن َخي ٌير ﴾.،2 أ َْنُفسه َّن باْل َم ْع ُروف َو َّ
القسممم الثمماني :حقمموق الزوجممة علممى زوجهمما :حقىىو الزونىىة علىىى زونهىىا كثيىرة أطنىىا
طمكن تلخيص أهمها في ال قو التالية:
.1حبن ال عاشرة :إكا كانم الزونة معالبة بين ت سىن عشىرة زونهىا ،فىالزول بالمثىل
وه َّن باْل َم ْع ُروف ﴾ ،3وحسىن العشىرة
معال ب ا المعاملة ،قال _ تعالى _﴿َو َعاش ُر ُ
طكون باللين والرفق في المعاملة ،وأن يوفيها حقها من المهر والنفقة ،وأن ييتسم في
ونههىىا وال طعىىبس بىىدون كنى ى ،وأن يتجمىىل لهىىا كمىىا تتجم ىىل لىىه ،وأن طصىىير عل ىىى
.قىىال " وال طفىىرر مىىؤمن مؤمنىىة ،إن ك ىره منهىىا خلق ىاً أكاهىىا .4وه ى ا امىىر مسىىت
رضي غيره".5
طقول ابن كثير في تفسيره لآلطة السابقة " :أي :ييىوا أقىوال م لهىن ،وحسىنوا أفعىال م
كل ىىم منه ىىا فافع ىىل أن ىىم به ىىا مثل ىىه ،كم ىىا ق ىىال ق ىىدرت م ،كم ىىا ت ى ى وهيئ ىىات م ب سى ى
تعاليَ ﴿:وَل ُه َّن م ْث ُل َّال ي َعَل ْيه َّن باْل َم ْع ُروف﴾.6
أن تعامله به ،ب يى .2العّل :ويكون العدل من المتزول بواحدة أن طعاملها بما ط
لىىو فعلىىم بىىه المثىىل الى ي طفعىىل بهىىا لقيلىىه منهىىا ،وليتى كر قولىىه _ تعىىالى _ ﴿ َوَل ُهى َّىن
1ابنكثير 184/1ناحمدإبراهيم:أحكاماألحوالالشخصية،ص.32
2سورةالبقرة،مناآلية.234،
3سورةالنساء،مناآلية.19،
4انظرالقرطبي:الجامع.1667/3
5صحيحمسلم،566،ح .1469
6ابنكثير:تفسير.466/1
110
م ْث ُل َّال ي َعَل ْيه َّن باْل َم ْع ُروف ﴾ ،1ميععمها مما طعىع ويكسىوها ممىا يلىبس ،ويسىكنها
السكن الالئق بها ،وأن ال طسي إليها بالقول أو الفعل.
نواحي ىىه ،ميص ىىبا معالب ىىا أمىىا إكا ك ىىان متزون ىىا أكثىىر م ىىن واح ىىدة ،فالع ىىدل تتشىىع
بالعىىدل بيىىنهن نميعىىا ،فىىال طظلمهىىن ،وال طفىىر فىىي المعاملىىة بىىين واحىىدة وأخىىرى بىىل
عليه المساواة في المعاملة الظاهرة بينهن ،في المععم والملبس والمسكن ،والمعاملة
بالقول والفعل ،وك لم المييم بين يييم عند كل واحدة بقدر ما يييم عند األخرى،
فقد قال _ تعالى _ ﴿ َفي ْن خْفتُ ْم أ ََّال َت ْعدُلوا َفَواح َد ًة ﴾،2والمعلوب هو العدل الظاهر
فىىي األمىىور المادطىىة المقىىدورة ،ولىىيس المعلىىوب العىىدل والمسىاواة فىىي الم بىىة القلييىىة،
ص ىىتُ ْم َفى َىال َتميُل ىوا ُك ى َّىل
َن َت ْعىىدُلوا َب ى ْىي َن الن َسىىا َوَلى ْىو َحَر ْ
يعوا أ ْ
قىىال تعىىالىَ ﴿ :وَل ى ْىن َت ْسى َىتع ُ
اْل َمْيىل﴾،3وقىد كىىان النيىي طعىدل بىىين زوناتىه فىي األمىىور المادطىة ،ويقىول " :اللهىىم
والمودة.5 ه ا قسمي ميما أملم فال تلمني في ما تملم وال أملم " 4أي :في ال
أن يؤدي لها مىا اتفىق عليىه مىن للزونة على زونها ،طج .3ال هر :وهو حق وان
مهىىر ،وال ط ىىق ألحىىد أن طسىىتولى علىىى شىىي مىىن المهىىر إال برضىىاها التىىام ،الخىىالي
ص ُدَقاته َّن ن ْ َل ًة َفي ْن ْي َن َل ُ ْم من اإلكراه والمجاملة ،قال _ تعالى _ ﴿ َوَتُوا الن َسا َ َ
َعى ْىن َشىىي م ْنى ُىه َنْف ًسىىا َف ُ ُلىىوهُ َهن ًيئىىا َمر ًيئىىا﴾،6وانمىىع العلمىىا علىىى أنىىه ال حى َّىد ل ثي ىره،
ْ
ىان َزْول َوَ َت ْي ىىتُ ْم
ال َزْول َم َ ى َ
اسىىت ْي َد َ
واختلفىىوا فىىي قليل ىىه ،قىىال _ تعىىالى _ ﴿ َوإ ْن أََرْدتُى ُىم ْ
ون ُه ُب ْه َت ًانا َوإ ْث ًما ُمي ًينا﴾.7
ْخ ُ َ
ْخ ُ وا م ْن ُه َش ْيًئا أ ََتي ُ
ار َف َال َتي ُ اه َّن ق ْن َ
ع ًا إ ْح َد ُ
1سورةالبقرة،مناآلية.228،
2سورةالنساء،مناآلية.3،
3سورةالنساء،مناآلية.29،
4سننأبيداود،324/ح،213ضعفهاأللباني،المصدرنفسه.
5القرطبي:الجامع،1590/3الشنوكاني:نينلاألوطنار،372/6أبنوزهنرة:محاضنراتفنيعقند
الزواجوآثارهص.212
6سورةالنساء،مناآلية.4،
7سورةالنساء،مناآلية.20،
111
واليم ا ماان وكااوب ال هاار :هىىي إظهىىار خعىىر العقىىد ومكانتىىه ،وإعىزاز المىرأة وإكرامهىىا،
وتقىىدطم الىىدليل علىىى م بىىة الىىزول لهىىا ،ورغيتىىه فيهىىا ،واحت ارمىىه لشخصىىها ،ودوام الىىزوال،
ونفقة.1 وميه تمكين للمرأة من التهيؤ للزوال بما يلزم من لبا
امىىو َن َعَلىىى
ىال َق َّو ُ
.4ال فقااا :وهىىي حىىق للزونىىة علىىى زونهىىا ،قىىال _ تعىىالى _﴿ الرَنى ُ
َم َىواله ْم ﴾ ،2والنفقىة تشىمل ن ُه ْم َعَلى َب ْعض َوا َما أ َْنَفُقوا م ْىن أ ْ
َّللاُ َب ْع َ الن َسا ب َما َف َّ
ن َل َّ
الععام والشراب وال سىوة والسىكنى الالئقىة بهىا ،ويكىون الععىام وال سىوة علىى حسى
ىق ُكو َس َىعة م ْىن َس َىعته َو َم ْىن
قدرة الزول من طسار أو إعسار ،قىال _ تعىالى _ ﴿ لُي ْنف ْ
َّللاُ ﴾،3وقال ":إكا أنفق المسلم نفقة على أهلىه _
ُقدَر َعَل ْيه رْزُق ُه َفْلُي ْنف ْق م َّما َتَاهُ َّ
وهو ط تسيها_ كانم له صدقة" 4والمراد باألهل :الزونة ،وقيل الزونة واألقارب.5
1ابنقدامة:المغني،160/7القرطبي:الجامع .1593/3
2سورةالنساء،اآلية.34،
3سورةالطالق،اآلية.7،
4صحيحالبخاري،3/3،ح.5351
5ابنحجرالعسقالني:فتحالباري.410،
112
ىان ُه ْم َفىىيَّن ُه ْم َغ ْيى ُىر َمُلىىوم َ
ين ﴾ ،1والعالقىىة الجنسىىية أمىىر عظىىيم األثىىر أ ْو َمىىا َمَل َ ى ْىم أ َْط َمى ُ
على العالقة الزونية ،وراما كان إهمال الزونين لها ،وعدم إطالئها االهتمىام ل ىافي
منها سيبا في ت در ال ياة ،وافتقارها إلى عنصر السعادة والم بة والسكن . 2
.2حرم ال ماهرة :بمجىر عقىد الىزوال ت ىرم علىى الىزول أصىول الزونىة ،كمىا ت ىرم
فروعه ىىا بال ىىدخول ،وكى ى لم ط ىىرم عليه ىىا أص ىىول وف ىىرو ال ىىزول ،ق ىىال تع ىىالىَ ﴿ :وَال
َّ
ظ إَّنى ُىه َكى َ
ىان َفاح َش ى ًة َو َمْقتًىىا َو َسىىا َ ىاا ُك ْم مى َىن الن َسىىا إال َمىىا َقى ْىد َس ىَل َ
تَ ْن ُ ىوا َمىىا َن َ ى َىا َ َبى ُ
ىاعة َّ 3
ضى َ الر َ
َخى َىواتُ ُ ْم مى َىن َّ
ضى ْىعَن ُ ْم َوأ َ
ُم َهىىاتُ ُ ُم الالتىىي أ َْر َ
يال﴾ ،وقولىىه تعىىالىَ ...﴿ :وأ ََّسىىي ً
الالتي في حجورُكم م ْن نسىائ ُ م َّ
الالتىي َد َخْلىتُ ْم به َّىن َفىي ْن َل ْىم ُمها ُ نسائ ُ م وراائب ُ م َّ
َ ُ ُُ ْ َ ْ َ ََ ُ ُ َوأ َّ َ
َص َالب ُك ْم ﴾.4 َّ
ين م ْن أ ْ ونوا َد َخْلتُ ْم به َّن َف َال ُنَن َ
اب َعَل ْي ُ ْم َو َح َالئ ُل أ َْبَنائ ُ ُم ال َ تَ ُ ُ
وال كمىىة مىىن حرمىىة المصىىاهرة أن العشىىرة لمىىا حلىىم بىىين الىىزونين راعىىم بينهمىىا،
أو اقى ىىوى ،ثى ىىم راعى ىىم بى ىىين أس ى ىرتيهما براى ىىاط ونعلى ىىم بينهمى ىىا ُل مى ىىة تشى ىىبه النس ى ى
المصاهرة ،فصارتا كينهما أسرة واحدة ،فال نرم كانم أم زونة اإلنسان كيمه وانتها
كينته ،وزونة أبيه بمنزلة أمه ،وزونة ابنه بمنزلة ابنه في ال رامة.5
.3حااق الي اوا ث :الىىزوال الص ى يا يثيىىم الت ىوارث بىىين الىىزونين بمجىىرد العقىىد فييهمىىا
قي ىىل اآلخ ىىر والعق ىىد ق ىىائم ثي ىىم للمون ىىود ف ىىي اإلرث م ىىن ترك ىىة اآلخ ىىر نص ىىيبًا م ىىا
1سورةالملمنون،اآليتان.6،5
2أبوزهرة:محاضراتفيعقدالزواجوآثارهص،205محمدعقلة:نظاماألسرةفياإلسنالم2
.10،/
3سورةالنساء،اآلية.22،
4سورةالنساء،اآلية.23،
5ابنقدامة:المغني،89/7أبوزهرة:محاضراتفيعقدالزواجوآثارهص،204وأحمندإبنراهيم
:أحكاماألحوالالشخصيةص.50
113
ىان َل ُ ْىم َوَل ٌىد َفَل ُه َّىن الىثُّ ُم ُن م َّمىا َت َىرْكتُ ْم م ْىن َب ْعىد َوص َّىية
َتَرْكتُ ْم إ ْن َل ْم َط ُ ْن َل ُ ْم َوَل ٌىد َفىي ْن َك َ
وصو َن ب َها أ َْو َد ْين ﴾،1فيرث الزول نصظ تركة زونته إن لم طكىن لهىا ولىد(ابن أو تُ ُ
بنم) فين كان لها ولد له راع التركة ،كما تىرث الزونىة زونهىا ولهىا راىع التركىة إن
لم طكن له ولد ( ابن أو بنم) فين كان له ولد فلها ثمن التركة.2
.4انيباب األ والد لوها وحقه ا فاي عااييه :التناسىل مىن أغىراض الىزوال الرئيسىية،
حىىق ل ىىل مىىن الىىزونين ،كمىىا أنىىه حىىق حفظىاً للبقىىا ،واسىىتم ار اًر للنىىو ،وثيىىو النس ى
لعوالد ،وقد حرم اإلسالم علىى الىزونين أن ين ىر أحىدهما النسى ،أو ييىدل ميىه ،قىال
"أطما امرأة أُدخلم على قوم مىن لىيس مىنهم فليسىم مىن هللا فىي شىي ،ولىن طخلهىا
هللا منىىه وفنى ه بىىه علىىى الىىه ننتىىه ،وأطمىىا رنىىل ن ىىد ولىىده وهىىو ينظىىر إليىىه احتجى
الخالئ ىىق ب ىىين األول ىىين واآلخى ىرين " 3فم ىىن ح ىىق األوالد أن طعيشى ىوا بي ىىنهم ف ىىي راو
حنانتهم ورعيتهم ،ت فهم الم بة وال نان .4
المبحث الرابع
الطلاق
تبقى ال ياة الزونيىة قائمىة بىين األصل في عقد الزوال في اإلسالم أنه عقد دائم ،ب ي
الزونين مدى عمرهما ،ول نه طمكن أن ين ل أو ينتهي بيحد ريقين:
ول نه أحد حقائق ال ياة ،أباحه اإلسالم واعتيره أب ض ال الل الثاني :طكره وال طست
إلى ىىى هللا ،وكلى ىىم لنى ىىرورة قى ىىاهرة ،وفى ىىي ظى ىىروف اسى ىىتثنائية مل ى ىىة ،تجعلى ىىه دوا ٌ وعالن ى ىاً
1سورةالنساء،اآلية،12،
2مغنيالمحتاج:الشربيني .9،/3
3سننأبيداوود،344،ح،2263ضعفهاأللباني،المصدرنفسه .
4مدكور:الوجيزفيأحكاماألسرةص،140محمدإمام:الزواجوالطالق.162
114
للتخلص من شقا م تم ،قد ال طقتصر على الىزونين ،بىل طمتىد إلىى األسىرة كلهىا ميقلى
حياتها إلى ن يم ال طعا .1
واإلسالم يرى أن العال هدم لعسرة ،وتصدطع لينيانها ،وتمزيىق لشىمل أفرادهىا ،وضىرره
يتع ىىدى إل ىىى األوالد ،ف ىىين األوالد حينم ىىا طكون ىىون ف ىىي حن ىىن أمه ىىاتهم طكون ىىون موض ىىعا
للرعاطة ،وحسن التراية ،واكا حرموا ععظ األم وحنانها ،تعرضوا للنيا والتشتم ،ومع
هى ا فقىىد أنىىازه اإلسىىالم؛ لىىدفع ضىىرر أكيىىر ،وت صىىيل مصىىل ة أكثىىر ،وهىىي التفريىىق بىىين
متباغنين من الخيىر أن يتفرقىا ،ألن الشىقا والنى از قىد اسىت كم بينهمىا وال يىاة الزونيىة
والوفى ىىا ،والهى ىىدو واالسى ىىتقرار ،ال التنى ىىاحر والخصى ىىام ينب ى ىىي أن طكى ىىون أساسى ىىها ال ى ى
والب نا .2
كانم اليهودطىة تيىيا العىال ،وينتهىي العقىد بعلقىة واحىدة ،وينفصىل الزونىان بعىدها إلىى
األبىىد ،وال ط ىىل لهمىىا اسىىتئناف ال يىىاة الزونيىىة ،فىىالعال مىىانع مىىن تالقىىي الىىزونين م ىرة
أخرى إلى األبد .3
نا في كتاب (األحكام العيرية) ":متى نوى الزول العال حرمم عليه معاشىرة زونتىه،
اإلس ار إلى القها".4 مبمجرد عزمه على مفارقتها ون
وقنم المسىي ية إال فىي قليىل مىن العوائىظ أن العىال ممنىو ،وأن االنفصىال ال ط ىل
ألحىىد الىىزونين غىىال فىىي أحىىوال ضىىيقة ونىىادرة ،إكا أعلنىىه الزونىىان فهمىىا فىىي أسىىره إلىىى
األبد ،5ففي إنجيل (متى) اإلص اب الخامس " ...وأما أنا فيقول ل م إن من لق امرأته
إال لعلة الزنا طجعلها تزني ،ومن تزول معلقة فينه يزني ".6
1مصطفيالسباعي:المرأةبينالفقهوالقانونص.132،
2محمدالصابوني:روائعالبيان 343/1
3محمدإمام:الزواجوالطالقص.173،
4أحمدعبدالوهاب:تعددنساءاألنبياءومكانةالمرأةفياليهوديةوالمسيحيةواإلسالمص.195،
5محمدإمام:الزواجوالطالقص.173
6الكتابالمقدسالعهدالجديدإصداردارالكتابالمقدس.القدسص.9
115
عا﴾ ،1فىىالعال
ُمى ًة َو َس ى ً
ىاك ْم أ َّ
ونىىا اإلسىىالم بعريىىق وس ى لقولىىه :تعىىالىَ ﴿ :وَك ى َ ل َم َن َعْلَنى ُ
أصله م ظور ،فيكا أصىبا ال ىل الوحيىد للخىرول مىن شىقا ال ط تمىل ،فهىو مبىاب ك ىل
نهىىائي ،وكل ىىم بعىىد أن ون ىىه الىىزول وأرش ىىده قيىىل إطق ىىا العىىال أن طس ىىلم مجموعىىة م ىىن
لمعالجة الخالف العائلي بالعر التالية: اإلن ار ا
1سورةالبقرة،مناآلية.143
2ص فوتمبارك:بحثفيالروابطوالعالقاتاالجتماعينةمننكتنابأصنولالنظناماالجتمناعيص
.208
3المرجعالسابقص.209
116
مى ىىا طكى ىىون الخيى ىىر ميمى ىىا طك ى ىره اإلنسى ىىان ويتى ىىيكى بى ىىه ،1وفى ىىي كلى ىىم طقى ىىول هللا تعى ىىالى:
ىر
َّللاُ ميىه َخ ْي ًا وه َّن َف َع َسى أ ْ
َن َت ْ َرُهوا َش ْىيًئا َوَي ْج َع َىل َّ وه َّن باْل َم ْع ُروف َفي ْن َكرْهتُ ُم ُ
﴿ َو َعاش ُر ُ
ير﴾ ،2فعسى أن يؤول األمر إلى أن يرزقه هللا منها أوالدا غير صال ين أو غير َكث ًا
كلم.3
.4واكا اسىىتمر الخىىالف وكانىىم الزونىىة هىىي المشاكسىىة ،فللىىزول ال ىىق فىىي تيدييهىىا عنىىد
نشو از عىن ريىق الىوع واإلرشىاد ،بىين يىت لم معهىا بكىالم رقيىق لىين ،لقولىه تعىالى:
هللا علىىيهن مىىن ىوه َّن﴾ ،4أي :ككىىروهن بمىىا أون ى ﴿و َّ
الالتىىي َت َخىىا ُفو َن ُن ُشى َ
ىوزُه َّن َفع ُ
ظى ُ َ
حسىىن الصى بة ،ونميىىل العشىرة للىىزول ،5فىىيكا خالفىىم وعصىىم لىىه ال ىىق فىىي هجرهىىا
نانع﴾،6فين الزول إكا أعرض عن
وه َّن في اْل َم َ
اه ُج ُر ُ
في المنجع لقوله تعالىَ﴿ :و ْ
ف ارشىها فىىين كانىىم م بىىة لىىه فى ل طشىىق عليهىىا ،فترنىىع للصىىالب ،وان كانىىم مب نىىة
ميظهر النشوز منها ،فيتيين أن النشوز من قيلها ،فين أصر على النشىوز ضىراها
وه َّن﴾ ،7أي :ضراا غيىر مىؤثر بىين
اضرُا ُ
عندئ ضراًا غير ميرب ،لقوله تعالىَ ﴿ :و ْ
فىي أثنىا النىرب :الونىه ت رمىة لىه، ال طكسر عنواً ،وال يؤثر فيها شىيئاً ،ويجتنى
مواضىىع الزينىىة منهىىا لىىئال وكى لم الىىبعن والمواضىىع المخوفىىة خىىوف القتىىل ،ويجتن ى
طشوها ،8فين ت ققم العاعة ونى ال ىظ عىن التيديى لقولىه تعىالىَ ﴿ :فىي ْن أَ َ ْع َىن ُ ْم
ىر﴾ ،9أي :إكا اعىم المىرأة زونهىا فىي ان َعلًّيا َكيي ًا يال إ َّن َّ َ
َّللا َك َ َف َال َت ْب ُ وا َعَل ْيه َّن َسي ً
1السباعي:المرأةبينالفقهوالقانونص.123
2سورةالنساء،اآلية.19،
3القرطبي:الجامع .1668،/3
4سورةالنساء،اآلية.34،
5القرطبيالجامع،1741/3سيدقطب:فيظاللالقرآن.359/2
6سورةالنساء،اآلية.34،
7القرطبي:الجامع.1741،/3
8سورةالنساء،اآلية.34،
9ابنكثير:تفسير،492/1ابنقدامة:المغني.242/7
117
نميع ما يريده منها مما أباحه هللا لىه منهىا فىال سىييل لىه عليهىا بعىد كلىم ،ولىيس لىه
ىوه َّن َف َع َسىى
وه َّن بىاْل َم ْع ُروف َفىي ْن َكرْهتُ ُم ُ
ضراها وال هجرانها ،وقوله تعىالىَ ﴿ :و َعاش ُىر ُ
ىر ﴾،1مي ىىه تهدي ىىد للرن ىىال إكا ب ى ىوا عل ىىى
ىر َكثي ى ًا
َّللاُ مي ىىه َخ ْي ى ًا
َن َت ْ َرُهى ىوا َشى ى ْيًئا َوَي ْج َع ى َىل َّ
أْ
النسا من غير سي ،فين هللا العلي ال يير وليهن ،وهو منىتقم ممىن ظلمهىن وا ىى
2
عليهن.
.5اكا استشىرى الخىالف ولىم طعىىد احىدهما ط تمىل اآلخىر ،ويصىىير علىى الخىالف معىىه،
3
اإلسىالم إرسىال حكمىين وادعى كل من الزونين ظلم صاحبه وال بينة لهما ،أون
اليهمىىا ،حكمىىا مىىن أهلىىه ،وحكمىىا مىىن أهلهىىا ،ينظ ىران فىىي أسىىباب الخىىالف وعواملىىه،
في أن ال من الىزول والزونىة إكا كىان راغبىًا فىي إنهىا وي اوالن اإلصالب ،وال ري
وكثير ما ينجا
ا الخالف ،عودة الوئام بينهما ،فين ال كمين سينج ان في مهمتهما،
ه ى ا الت كىىيم ،ألن كىىال مىىن ال كمىىين حىىريص علىىى حس ىىم الخىىالف ،4قىىال تعىىالى:
ص َىال ًحا
َهل َهىا إ ْن ُيري َىدا إ ْ
َهلىه َو َح َ ًمىا م ْىن أ ْ
﴿ َوإ ْن خْفتُ ْم شَقا َ َب ْينه َما َف ْاب َعثُوا َح َ ًما م ْىن أ ْ
ير ﴾.5 يما َخي ًاان َعل ً َّللاُ َب ْيَن ُه َما إ َّن َّ َ
َّللا َك َ ُيَوفق َّ
.6إكا فشل ال كمان في اإلصالب بين الزونين ،وأصر كل من العرفين علىى موقفىه،
وأراد الىىزول إطقىىا العىىال ،فعليىىه أن طسىىلم ميىىه مسىىل ًا بًيىىة شىىر العجلىىة والتسىىر
اإلسالم على الزول أن يوقع العال بال ي ية التالية: وال ن ،فيون
1سورةالنساء،اآلية.34،
2ابنكثير:تفسير،492/1ابنقدامة:المغني.342/7
33يشنترطفنيالحكمنين :تكلينفوإسنالموعدالننةواهتنداءللمقصنودالمبعنوثمننأجلنه،ألنالتحكننيم
يفتقرإلىالرأيوالنظر،ويجنوزأنيكوننامننغينرأهلهمنا،شنمسالندينالرملني:نهاينةالمحتناج6
.392/
4الرملي:نهايةالمحتاج 392/6والسباعي:المرأةبينالفقهوالقانونص.124
5سورةالنساء،اآلية .35،
118
خطوات ىمقا الطسو ال ب ون:
أ -أن مطل اق الركااح امرأتااع ف طهاار ل ا مجامعهااا ف ااع :وهى ا هىىو ىىال السىىنة ،أو
ىوه َّن لعى َّىدته َّن ﴾،2
علُقى ُ
1
أحسىىن لعىىال ،كمىىا طسىىميه ال ن يىىة ،قىىال تعىىالىَ ... ﴿ :ف َ
3
وال كمىة فىي كلىم أن الىزول إكا لقهىا فىي هى ه أي :فىي هىر مىن غيىر نمىا
ال الة فين كلم طعني أن نفسه راغبة عنها.
ب -ومىىع ه ى ا فىىين اإلسىىالم احتىىاط لعمىىر احتيا ىىا خىىر ،فقىىد طكىىون الىىزول لىىم طقىىدر
المسىىيلة تقىىدي ًار سىىليمًا ،وتسىىر فىىي تصىىميمه علىىى العىىال ،ولهىىا أنىىاز اإلسىىالم
للزول أن طعلقها لقىة واحىدة رنعيىة ،تعتىد فيهىا الزونىة فىي بيىم الزونيىة ،مىدة
تقارب ثالثة أشهر تقريباً ،ويستعيع الزول خىالل هى ه المىدة أن يرنعهىا إليىه مىن
غيىىر مهىىر وال عقىىد وال شىىهود ،ولىىو لىىم تىىرض ،وال كمىىة مىىن نعىىل العىىدة بهىى ا
الشىكل _ أن تعتىىد فىىي بيىىم الزونيىىة_ هىو تىىرر الفرصىىة ال اميىىة إلعىىادة الصىىفا
بين لزونين بعد أن تهدأ نفس كل منهما ،ويريان نتيجىة االنفصىال و ثىاره السىيئة
عل ىىى حياتهم ىىا وحي ىىاة أوالدهم ىىا ،فلعلهم ىىا طع ىىودان ع ىىن الخص ىىام والنى ى از ،ويع ىىود
4
ىوه َّن م ى ْىن ُبُي ىىوته َّن
إل ىىى ن ىىو األسى ىرة ،ق ىىال_ تع ىىالى_ ﴿ َال تُ ْخر ُن ى ُ اله ىىدو وال ى ى
لها حق السكنى.6 ﴾،5أي :في مدة العدة حي
1الكاساني:بدائعالصنائع.88/3
2سورةالطالق،مناآلية1،
3ابنكثير:تفسير.378/4
4ابنقدامة:المغني 278/7ومابعدها،السباعي:المرأةبينالفقهوالقانونص.124
5سورةالطالق،مناآلية1،
6القرطبي:الجامع.6633/1،
119
-إكا انتهم مدة العدة ولىم ي ارنىع الىزول زونتىه أصىب م العلقىة بائنىة ،بمعنىى أن
الىىزول ال طس ىىتعيع أن طعىىود إليه ىىا إال برض ىىاها بىىالرنو ،وإن ل ىىم يىىتم كل ىىم بعق ىىد
ومهر نديدين.1
ث -إكا عىىادا إلىىى ال يىىاة الزونيىىة-س ىوا خىىالل العىىدة أو بعىىدها_ ثىىم ت ىىرر الخىىالف
السابقة من إطصائها ب سن معاملة أحدهما لآلخىر ،وت مىل الخعوا نعيد كا
أحىدهما لمىىا طكرهىىه مىن الثىىاني ،فىىيكا اشىتد الخىىالف مىرة ثانيىة لجينىىا إلىىى الت كىىيم
العىائلي ،فىىيكا لىم يىىنجا فىي اإلصىىالب بينهمىا كىىان للىزول أن طعلقهىىا لقىة ثانيىىة،
األحكام التي تيخ ها العلقة األولى.2 ولها كا
ل -فىىيكا عىىاد الىىزول إلىىى زونتىىه بعىىد العلقىىة الثانيىىة وعىىاد الخىىالف بينهمىىا عىىدنا إلىىى
السابقة قيل إطقا العال ،فىيكا لىم ينفىع كىل كلىم فىي اإلصىالب اتخاك الخعوا
بينهمىا ،نىىاز للىىزول أن طعلىىق زونتىىه العلقىة الثالثىىة واألخيىرة ،وتصىىبا بائنىًا منىىه
بينونة كيرى ،بمعنىى أنىه ال طسىتعيع أن طعيىد المعلقىة إلىى الزونيىة إلىى بعىد أن
تتزول بزول خر زواناً ص ي اً ،ويدخل بها دخوالً حقيقياً ثم طفارقهىا ،أو طمىو
عنها وتنقني عدتها منه ،قال تعىالى﴿ :وََّلام ره َلخَ َنَّلُ وَ ََّلَت َال هَّلَ لََّلنز ابَّل ر نَّلَ رعَّل ز
3
1الكاساني:بدائعالصنائع، 187/3السباعي:المرأةبينالفقهوالقانونص.125
2انظرالمرجعينالسابقين،وعبدالكريمزيدان:أصولالدعوةص.114
3الكاساني:البدائع.187/3
4سورةالبقرة،اآلية.23،
120
شر وخصام ،ولإلفساب المجال ل ل من الزونين ليجرب حظه في وإنما أصب م مبع
زوال خر.
ه ا ،وي ق للمرأة أن تجعل العصمة بيدها في عقد الزوال؛ كمىا ط ىق للزونىة أن تعلى
است الة دوام العشرة مع زونها. العال من القاضي بعد إثبا
121
المبحث الخامس
ومن الناحية القانونية فقد كانم المرأة عندهم كمسق المتا تبىا وتشىتري فىي األسىوا ،
وهي مسلواة ال رية والمكانة في كل ما يرنع إلى حقوقها المدينة ،ولم طكن لها حق فىي
الميراث ،وأبقوها يلة حياتها خاضعة لسلعة رنل وكلوا إليه أمر زونها ،فهو طستعيع
أن طفرض عليها من طشي زونًا ،وعهدوا باإلشراف عليها في إدارة أموالها ،ونعلوا للرنىل
استثنائية ،بل العال إال في حاال ال ق في العال ،بينما لم طمن وا المرأة حق ل
وضعوا العراقيل في سييل الوصول له ا ال ق.
األخىرى، وفي أول حنارة اليونان تي لم المرأة واختلعم بالرنال في األندطة والتجمعا
دور لب اطىىا م اركىىز فشىىاعم الفاحشىىة ،حتىىى أصىىبا الزنىىا أم ى اًر غيىىر من ىىر ،وحتىىى غىىد
122
التماثي ىىل العاري ىىة باس ىىم األدب والف ىىن ،ث ىىم اعترفى ىم دط ىىانتهم للسياسىىة واألدب ،ث ىىم اتخى ى
بالعالقة اآلثمة بين الرنل والمرأة.1
األهليىة دون إرادتهىم ،ومىن حيى وكان رب األسرة هو ال ي طقوم بتزويج األبنا والينىا
المادطىىة فلىىم طكىىن للينىىم حىىق التملىىم ،إكا كسىىيم مىىاالً أضىىيف إلىىى أمىوال رب األس ىرة وال
يؤثر في كلم بلوغها وال زوانها ،وفي العصور المتىيخرة فىي عصىر قسىعنعين تقىرر أن
األم ىوال التىىي ت وزهىىا الينىىم عىىن ريىىق مي ىراث أمهىىا تتميىىز عىىن أم ىوال أبيهىىا ،ول ىىن لىىه
ال ق في استعمالها واست اللها.3
1انظرالسبا:المرأةبينالفقهوالقانونص .14،13
2المتوفىسنة565م
3السباعي:المرأةبينالفقهوالقانون،ص .15،16
123
المرأة عند الهنود:
أن ط ىر لم طكن للمرأة في شريعة (سانتي) ال ق في ال يىاة بعىد وفىاة زونهىا ،بىل طجى
اكالالً نسدها على مقراة من نسد زونهىا الم ىرو ،ومىن لىم تفعىل كلىم ،أكلهىا الشىع
طجعل المو أهون وأكثر راحة لها من ال يىاة ،واسىتمر هى ه العىادة حتىى القىرن السىابع
أبعلم على كره من رنال الدين الهنود.1 عر ،حي
الهندطىة وكانم تقدم قرااناً لآللهة لترضى ،وال تزال حتى عصرنا ه ا في بعىض الوالطىا
تعتيىىر وقف ىًا لآللهىىة ن تم ىىتهن ت ىىم اختيىىار اآللهىىة ف ىىي المعيىىد ،وإن شىىئم قلىىم :ت ىىم
اختيار أمنا المعابد وفي خدمتهم.2
1عبدالمتعالالجبري:المرأةفيالتصوراإلسالميص .158
2المرجعالسابقص،157السباعي:المرأةفيالتصوراإلسالميص .18
3الكتابالمقدس،العهدالقديم،األصباحالثالثص .6
4المرجعالسابق،اإلصحاحالحاديوالعشرونص .120
124
أماإ ،ث تق ثسث وثسثون يوماا فاي دإ تطهورهاا ،وان ولاّت أنثاج تكاون نجبا
1
أسبوعون د ا في ط ثها ،ث تق سي وسيون يوما في دإ تطهورها".
وكانىىم المىرأة م رومىىة مىىن الميىراث إال إكا لىىم طكىىن ألبيهىىا كريىىة مىىن الى كور ،ففىىي
ي ىسرائوح قائس :أم ا كح مات ول س لاع ا ان ت قلاون ملكاع سفر العدد ":وتكل
ىلج ا يع ،وان ل ممن لع أخوة تعطاوا ملكاع إلخاوة أ اع ،وان لا ممان أل اع ىخاوة
تعط اوا ملكااع ل بااوبع األقاارب ىل ااع ماان عاااورتع فورثااع ،فمااا ت لب ااي ىساارائوح
فريا قااء د ا أمر الرب موسج" ،2وهك ا ينتقل الميراث إلى الينم إكا لىم يونىد
للميم ابن يرثه.
1المرجعالسابق،اإلصحاحالثانيعشر،ص.174
2الكتابالمقدس،اإلصحاحالسابعوالعشرون،ص .259
3بعندسنننواتمنننرحينلالمسننيح.عليننهالسنالم.ظهننر(بننولص)أو(شنالول)اليهننوديبننينالتالميننذ
وحاولأنيلتصقبهمفأخذه(برنابا)إلىالرسل،ثماستطاعأنيجعلنفسهرسولالمسيحيةاألكبر،
ومشروعها،فأفتىبآرائهالشخصيةفيالكثيرمننالقضناياالتنيالتنزالتثينرجندالحتنىاآلن،وقند
اعترفبذلكبصراحةفيرسائله،ففيأعمالالرسلاإلصحاحالتاسع"
ولما جاء اؤول إلى أورشليم حماول أن يلتصمق بالتالميمذك وكمان الجممي يخافونمم ديمر مصمدقين أنمم
تلميذك فأخذه برنابا وأحضره إل الرسلك وحدثهم كيف أبصر الرب في الطريقك وأنمم كلممم الكتناب
المقدسالعهدالجديدص .206
ويقولمايكلهارتفيكتابه(الخالدونمائة)"إنالمسيحيةلنميلسسنهاشنخصواحند،وإنمنا
أقامهااثنان:المسنيحوالقنديسبنولص،ولنذلكيجنبأنيتقاسنمشنرفإنشنائهاهنذانالنرجالن"
فالمسيحصاحبالرسالةالروحية،والقديسبولصأضافإليهاعبادةالمسنيح،كمناأنالقنديس
بولصهوالذيألفجانبامهمامنالعهدالجديد،وكانالمبشراألولللمسيحيةفيلقرناألول
الميالدي.
ولهذهاألسبابفإنعددامنالباحثينينرونأنملسنسالدياننةالمسنيحيةهنوالقنديس(بنولص)
وليسالسيدالمسيح.عليهالسالم.وليسمننالمنطنقفنيشنيءأنيكنونالسنيدالمسنيح..علينه
السالم.نفسنهمسنلوالعننالنذيأضنافتهالكنيسنةأورجالهناإلنىالدياننةالمسنيحية،فكثينرممنا
أضافوهيتنافىمعتعاليمالمسيحالتيتلقهنامننربنه...انظنر:أحمندعبندالوهناب:تعنددنسناء
األنبياءص .196
125
اإلص اب األول" :ولكن لب آذن لل رأة أن تعل وال تيبلط علج الركاح اح تكاون فاي
سااموت ،ألن آدإ ُكبااح أوال ث ا ح اواء ،وآدإ ل ا مغا تاو ،لكاان ال ارأة غوي ا فيماال فااي
اليعّس".1
كان (بولص) يوصي النسا الالتي خدمنىه ويىدعو الجميىع رنىاال ونسىا أن طسىلموا
مقدس ىة ،ففىىي رسىىالته إلىىى أهىىل روميىىة اإلص ى اب السىىاد علىىى بعنىىهم بقىىبال
عشىر :أوصي ىل م ب خي ا ( فوبي اليي هي خادما الك با الياي فاي د خريااكي
تقبلوها ،سل وا بعام علج بعت بقبل مقّس ".2
ال ونسا ً .إلى عدم الزوال ،وال يلجىي إليىه إال عنىد الخىوف دعا( ولص الجميع .رنا ً
مىن الوقىىو فىي الزنىىا ،ففىىي رسىالته إلىىى أهىىل روميىة اإلصى اب السىابع" :ولكاان أقااول
لغور ال يزوكون ولل اماح ىناع حبان لها ىذا لبثاوا د اا أناا ،ولكان ىن لا ماابطوا
أنفبه فلويزوكوا ألن اليزوج أصل من الييرو".3
فىي المسىيلة التاليىة :هىل المىرأة وفي القرن الخامس انتمع مجمىع (مىا كىون) للب ى
مجرد نسم ال روب ميه أم لها روب !
وأخي ى اًر قىىرروا أنهىىا خلىىو مىىن الىىروب النانيىىة مىىن ع ى اب نه ىنم مىىا عىىدا أم المسىىيا .عليىىه
السالم.4
ومن العريف أن ن كر أنه في عىام 1931م بىا إنجليىزي زونتىه بخمسىمائة ننيىه،
وقىىال م اميىىه فىىي الىىدفا عنىىه " :إن القىىانون اإلنجليىىزي قيىىل مائىىة عىىام كىىان ييىىيا
1الكتابالمقدس:العهدالجديدص .229
2المرجعالسابق،العهدالجديد،ص .266،267
3المرجعالسابق،ص .274
4السباعي:المرأةينالفقهوالقانونص، 20عبدالمتعالالجبري:المرأةفيالتصوراإلسالميص
.161
126
للىىزول أن يييىىع زونتىىه ،وكىىان القىىانون اإلنجليىىزي عىىام 18.1م ط ىىدد ثمىىن الزونىىة
بسىىتة بنسىىا ،بشىىرط ظىىان يىىتم الييىىع بموافقىىة الزونىىة" فينابىىم الم كمىىة :بىىين ه ى ا
أو تنىىازل عىىنهن ،واعىىد القىىانون قىىد أل ىىي عىىام 1805م بقىىانون طمنىىع بيىىع الزونىىا
المداولة حكمم الم كمة على بائع زونته بالسجن عشرة أشهر.1
ولمىىا قامىىم الثىىورة الفرنسىىية نهاطىىة القىىرن الثىىامن عشىىر أعلنىىم ت ريىىر اإلنسىىان مىىن
العيودطة والمهانة ،لم تشمل بععفها المرأة ،فنص القانون المدني الفرنسي على أنهىا
ليسىىم أه ىالً للتعاقىىد دو رضىىى وليهىىا إن كانىىم غيىىر متزونىىة ،وقىىد نىىا الىىنص ميىىه
عل ىىى أن القاص ى ىرين هى ىىم " :الص ىىيي والمجنى ىىون والم ى ىرأة!" واسىىىتمر كلى ىىم حتى ىىى عى ىىام
ُعىىدلم ه ى ه النصىىوص لمصىىل ة الم ىرأة ،وال ت ىزال ميىىه بعىىض القيىىود 1938م حي ى
على تصرفاتها.2
1السباعي:المرأةبينالفقهوالقانونص.21
2السباعي:المرأةبينالفقهوالقانونص .21
3سورةالتكويراآلية.8
127
ا ا ا ا ا َن
ا﴾،1نىىولم ت ىىن هى ه العىىادة
ربَّل ََّلَت َرَّْل ز َََّّل رَّلَّززَّل زن ر َو خَّي زََّل ر خه ََّلرتَّللَ زن ر َََّلَّلُ َه خئرانَّلَّلُ ََ َّل ن
فاشية في العرب نميعهم ،وإنما كانم في بعض إلبائلهم ،ولم ت ن قريح منها.2
وكانىم المىرأة الجاهليىة فىي بعىض القبائىل لىيس لهىا حىق اإلرث ب جىة أنهىا ال تقاتىىل
وال تدافع عن حمى العشيرة ،وكان العراي طقول :كيف نععي المال من ال يركى
فرس ىًا وال ط مىىل سىىيفًا ،وال طقات ىىل عىىدوًا ! ف ىىانوا طمنعوه ىىا مىىن اإلرث كمىىا طمنع ىىون
الوليد الص ير.3
كما كانم المرأة م رومة من أبس حقوقهىا ،فلىيس لهىا علىى زونهىا أي حىق ولىيس
حىىد معىىين ،ولىىم طكىىن عنىىدهم نظىىام طمنىىع للعىىال عىىدد م ىىدود ،وال لتعىىدد الزونىىا
تمكيىىم الىىزول مىىن الن اطىىة بهىىا ،كمىىا طستشىىيرون بنىىاتهم فىىي أمىىر الىىزوال كمىىا طسىىتنتج
من بعض الوقائع التاريخية.4
الرنل وله زونة وأبنا من غيرها كان األبن األكير أحق بزونة أبيه مىن وإكا ما
غيه ،ويعتيرها إرثًا كبقية أموال أبيه ،فين أراد أن طعلىن عىن رغيتىه فىي الىزوال منهىا
رب عليها ثوااً وإال كان لها أن تتزول بمن تشا .5
1سورةاالسراءاآلية .31
2القرطبي:الجامع،2533/4أنورالرفاعي:النظماإلسالميةص .227
3محمدعليالصابوني:المواريثفيالشريعةاإلسالميةص .18،17
4السباعي:المرأةبينالفقهوالقانونص.22
5المرجعالسابق.
128
وتماسىكها وسىالمتها ،وأصى م صىورة الجمىال مقابىل القىبا ،وصىورة نهوض المجتمعىا
وااللتق ىىا ف ىىي مقابلى ىة الب ن ىىا والت ىىدابر،1 الع ىىدل ف ىىي موانه ىىة الظل ىىم ،وص ىىورة ال ى ى
وتتلخص ه ه المباد التي أعلنها اإلسالم ميما يتعلق بالمرأة في ما يلي :
اتَُّقىوا َرَّا ُ ُىم النىا ُ ﴿طىا أَُّي َهىا َّ .1مباواة ال رأة مع الركح في اإلنبان :قىال .تعىالىَ .
ي َعَل ى ى ْىيه َّن ﴿وَل ُه ى ى َّىن م ْث ى ى ُىل َّالى ى ى 2 َّ
الى ى ى ي َخَلَق ُ ى ى ْىم م ى ى ْىن َنْف ى ىىس َواح ى ى َىدة﴾ وق ى ىىال .تع ى ىىالىَ .
باْل َم ْع ُروف﴾.3
اليي ألماقها هاا كااالت الاّمانات الباابق حاون اته وهاا .2دفع ع ها اللع
ب نهااا هااي اليااي اغااوت آدإ .عليىىه السىىالم .فاإلسىىالم َّ
حمىىل دم وحىوا المسىىؤولية
4
ان َع ْن َها َفيَ ْخَرَن ُه َما م َّما َك َانىا ميىه﴾
عُ على قدم المساواة ،قال .تعالىَ﴿ .فيََزَّلهما َّ
الش ْي َ َُ
5
ان لُي ْيىد َي َل ُه َمىا َمىا ُوور َي َع ْن ُه َمىا م ْىن َس ْىوَته َما﴾
عُ ويقول أطنىًا ﴿َفوسىو َلهمىا َّ
الش ْىي َ َ ْ َ َ َُ
ىون َّن مى َىن
ظَل ْمَنىىا أ َْنُف َسى َىنا َوإ ْن َلى ْىم َت ْ فى ْىر َلَنىىا َوَت ْرَح ْمَنىىا َلَن ُ ى َ
ىاال َرَّاَنىىا َ
ويقىىول عىىن تواتهمىىا ﴿َقى َ
ين﴾.6اْل َخاسر َ
صىى
بل إن القرن في بعض طاته يلزم دم .عليه السالم .خعيئة نفسه ميقىولَ ﴿ :و َع َ
َ َد ُم َرَّا ُه َف َ َوى﴾ 7ثم قىرر اإلسىالم ميىدأ أن المسىؤولية فردطىة ،و مىا يتفىق وعىدل هللا.8
﴿ك ُّل َنْفس ب َما َك َسَي ْم َره َين ٌة﴾.9
تعالى .إك طقول ُ :
1عبدالمتعالالجبري:المرأةفيالتصوراإلسالميص.163
2سورةالنساءاآلية.1
3سورةالبقرةاآلية .228
4سورةالبقرةاآلية.36
5سورةاألعرافاآلية .20
6سورةاألعرافاآلية.23
7سورةطهاآلية.121
8أحمدعبدالوهاب:تعددنساءاألنبياءص .262
9سورةالمدثراآلية .38
129
الكاملا فهىي مخا بىة بالت ىاليف واألحكىام .3وال رأة فاي اإلساسإ أهاح ال باؤول
الشرةية ،وأهل للتدين والعبادة ،وأن منزلتها في المثواة والعقواة معقىودة بمىا طكىون
منها من اعة أو مخالفة ، ،اعة الرنل ال تنفعها وهي ظالمة من رفة ،ومعصيته
1
مى ْىن الصىىال َ ا
﴿و َمى ْىن َط ْع َمى ْىل مى َىن َّ
ال تنىىرها وهىىي صىىال ة مسىىتقيمة قىىال تعىىالى َ :
ىر ﴾ ،2وقىال تعىالى : ظَل ُمو َن َنقي ًا َك َكر أ َْو أ ُْنثَى َو ُهَو ُم ْؤم ٌن َفيُوَلئ َم َي ْد ُخُلو َن اْل َجَّن َة َوَال ُط ْ
نى ُىك ْم
ىيع َع َمى َىل َعامىىل مى ْىن ُ ْم مى ْىن َك َكىىر أ َْو أ ُْنثَىىى َب ْع ُ
اب َل ُهى ْىم َرُّا ُهى ْىم أَنىىي َال أُضى ُ
اسىىتَ َج َ
﴿ َف ْ
م ْن َب ْعض ﴾ ،3أي :بعنكم من بعض في الثواب واألحكام والنصرة وشبه كلم.4
وقال الن ار :رنال م شكل نسااكم في العاعة ،ونسااكم شكل رنال م في العاعة.5
ولىىيس أدل علىىى مسىىاواة الم ىرأة فىىي المسىىئولية بالرنىىل س ىوا بس ىوا ،مىىن أن للنسىىا حىىق
6
العهىود والمواثيىق ،والتىي كالرنال ،وه ا طعني أهليتهن ال املة للوفىا بمقتنىيا الب ع
.4اليرحو ا باااألنثج م ااذ والدتهااا واعتبارهىىا وبىىة مىىن هللا تماثىىل وبىىة ال ى كر تمام ىًا ،بىىل
قىىدمها هللا تعىىالى فىىي ال ى كر عنىىدما بىىين فنىىله علىىى ةبىىاده فىىي وبىىة األوالد 9فقىىال
ولقد سفه القىرن ال ىريم أعىدا األنثىى وحىارب التشىاام بهىا ،وال ىزن لوالدتهىا فىي كىل
أون ُىه حىين زمان ومكان .واليزال شين كثير من النا حتى يومنىا هى ا .والىغ السىفه ُ
فيدسىىها فىىي الت ىراب حيىىة حتىىة تمىىو ،وفىىي ه ى ا طقىىول تعىىالى: كىىان األب يئىىد ابنتىىهُّ ،
﴿وا َاا ن ا َّ َلَح اَّللرَيزَّرَّلث ظََ وْنن بًَِّدا و َ ََ اظه ( )58يَّلتَّلَارى اب الرََام اب ب ا
ََ َبُ نز ا ََّلَّ نا اَّلن ََ َ َ َ ر ر ز َ ز َ َ ز ز ر َ خ َ ر زز ز رَ َزَ ٌ
اب َلَََل َبََُ َبُ َرَي زو زَِ َه﴾.2 َن
َه َل رَم ي ز هبنز ام التَّلهَّ ا ا
َ َ َلَُيزرِ زونز َعلَ ز
قتلم ميخزيهم هللا ويعاقيهم لقتل بناتهم ثم يوم القيامة تسيل المو ودة عن أي كن
ودلز زب َّل َّل َّلَّلاالَ ر ( )8اِب ا
َي َاَّر َّل َّل َّل َن 3
الصى ى ى ى ي ار دون كنى ى ى ى َننينى ى ى ى ُة ق ى ى ىىال تع ى ى ىىالى ﴿ َوا َاا الر َِ َّل َّل َّل رَّلََز َ
زتالَ ر ﴾.4وقال تعالى َ ﴿ :ر خ اَِّ الخ اذي ََّلتََّللزَا َلَوََل َد ب َرنُ نا َ را اع رل َن وحخَّبَا بُ رَ ََّلن خ ا
اكز اور ََّلياَن َ َ ز َ َ زز ر زر َ ن َ َ َ
5
نلهَا َوَبُ َََُّزَا زب رنتَ اي َ ﴾ علَ خا
اك َ ر َ َ
كثيىرة منهىم قولىه " :مىن ابتلىي أما إكرامها وهي بنىم :فقىد نىا فىي كلىم أحاديى
6
م ىىن الين ىىا بش ىىي فيحس ىىن إل ىىيهن ك ى َّىن ل ىىه س ىىت اًر م ىىن الن ىىار" ،وقول ىىه " :م ىىن ع ى َ
ىال
نىىاريتين حتىىى تيل ىىا نىىا يىىوم القيامىىة أنىىا وهىىو ض ىىم أصىىابعه" 7ومعنىىى عالهمىىا ق ىىام
عليهما بالمؤنة والتراية ون وهما.8
1سورةالشورىاآلية.49
2سورةالنحلاآلية.59،58
3ابنكثير:تفسير .477/4
4سورةالتكويراآليتان .9،8
5سورةاألنعاماآلية .140
6صحيحمسلم،1014،ح.2629
7صحيحمسلم،1015،ح.2631
8النووي:شرحصحيحمسلم .180/6،
131
ال ثي ىىر ،منه ىىا :قول ىىه. واألحاديى ى وأم ىىا إكرامهم ىىا وه ىىي زون ىىة فف ىىي كل ىىم م ىىن اآلط ىىا
1
اَّْلَّلُ لاتَ رِ َّل زوغزَا الَرهَّل َنَّلَّلُ َو َْ َعَّل ََّلَ نََّلره َّلَّلغَ زو ر َبَّل ََّلَخدلن َوَر رْحََّل نَ﴾ ا ا ا اا
تعىىالىَ ﴿ :وبَّل ر َيَ ََّي َّلَّلن َلَ ره َخلََّل ََّلء لَ زو َّل ر بَّل ر َلََّرَّل زرِ َّل زو ر َلَر َو ن
وقوله " الدنيا متا ،وخير متا الدنيا المرأة الصال ة".2
وأما إكرامها وهي أم فقد دلم عليه نصوص القرن ال ريم والسنة النيوية ال ثيرة والتي
ا
اَِّر ََِّلَّلُ َه ناََال َ يرَّل اَّلن ا رح ََِّلَّلُ ن َْحَلَترَّلَّلنز َلزهبَّلَّلنز زَ رَّن َّلَّلُ َوَو َ
نَّل ََّلعترنز زَ رَّن َّلَّلُ﴾.3وقولىىه منهىىا :قولىىه .تعىىالىَ ﴿ .وَو خ
ص َّلرهَّلغَُ را
َل﴾.4 ا ا ا أطنًاَ ﴿:وَو خ
صُلزنز ام َع َُب ر ا اَِّر َُِ َه ناََال َ يرن َْحَلَرتنز َلزهبنز َور غنُ َعلَ َور َن َوو َ صرهَّلغَُ را
ب سىن صى يتي قىال " :أمىم" ونا رنل إلى رسول هللا فقال :من أحىق النىا
قال :ثم من قال" :أمم" قال :ثم من قال" :أمم" قال :ثم من قال" :أبور".5
وقال " :غا أناف ثا غا أناف ثا غا أناف ،قواح مان ماا ساول أل قاال :مان
علىىى بىىر أد س أ ويااع ع ااّ الكباار أحااّه ا أو دلوه ااا فلا يااّخح الج ا " 7وميىىه ال ى
الوالدين وعظم ثوابه ،وأن برهما عند كيرهما أو ضىعفهما بالخدمىة أو النفقىة ،أو غيىر
قصر في كلىم فاتىه دخىول الجنىة ،وأرغىم هللا أنفىه ،ولىه
كلم سي ٌ لدخول الجنة ،فمن َّ
ال ل والخزي.8
1سورةالروم:اآلية .21
2صحيحمسلم،555،ح .1467
3سورةاألحقاف،اآلية .15
4سورةلقمان،اآلية..14
5صحيحمسلم،989،ح.2548
6صحيحمسلم،989ح.2549
7صحيحمسلم،991،ح.2551
8النووي:شرحصحيحمسلم.109/6،
132
.6غ اإلسسإ في تعلا ال ارأة دالركاح :فقىد نعىل الرسىول تعليمهىا وتيدييهىا عتقىاً
ألبيها من النار ،قال " :ثالثة لهم أنران :رنل من أهل ال تاب من بنييه و من
بم مد والعيىد المملىور أدى حىق هللا وحىق مواليىه ،ورنىل كانىم عنىده أمىة فيدبهىا
1
فيحسن تيدييها ،وعلمها فيحسن تعليمها ،ثم أعتقها فتزونها ،فله أنران"
مىن العلم فرينىة علىى كىل مسىلم 2"...وكمىا هىو معلىوم أن مىا طعلى وقال "ل
من المرأة ك لم.3 الرنل تعلمه طعل
.7أعطاهااا حقهااا فااي اإل ث :أم ىًا كانىىم أو زونتىىه أو بنت ىًا كيي ىرة كانىىم أو ص ى يرة أو
حمالً في بعن أمها:
أما ميراثها وهىي أم أو زونىة :فهىي مىن الورثىة أصى اب الفىروض ،ومىن المعلىوم أن
أص اب الفروض في الميراث طقدمون على غيرهم عند توزيع تركة الميم.4
طكون نصىييها مىن ه ا ولميراث األم أو الزونة أو الينم ال ييرة عدة حاال ،ب ي
عديىدة فىي طىا الىوارثين معهىا ،وقىد بىين القىرن ال ىريم هى ه ال ىاال التركىة ب سى
من سورة النسا .5
ال فىي بعىىن أمهىا .وهى ا احتمىال؛ ألن ال مىىل قىد طكىىون ككى ًار أطنىًا
أمىا إكا كانىم حمى ً
فال طمكننا أن نقعع بيمره ،فين توزيع التركة بشكل نهائي طصبا أم ًار متع ًار ،ول ن
علينا قسمة التركة (قسمة قد تصادفنا أمور اضع اررية لمصل ة بعض الورثة تون
أوليىىة) مىىع نعىىل ال مىىل ضىىمن ال ىوارثين واعتبىىاره كك ى اًر لالحتيىىاط ،ثىىم نتىىرر التقسىىيم
النهائي إلى ما بعد الوالدة ،فين كىان المولىود ككى ًار ،كانىم القسىمة صى ي ة واسىت ق
كل من الوارثين نصيبه ال ي قسم له ،أما كان المولود أنثىى فىين كانىم تىرث نصىظ
1صحيحالبخاري،35/1،ح.97
2ابنماجة:سنن،38ح،244صححهاأللبانيفيصحيحالجامع،272/2،ح.3914
3السباعي:المرأةبينالفقهوالقانونص .29
4الورثةفياإلسالم:أسامةقناعةص14.11
5انظرسورةالنساءاآليات .176،13،12،11
133
نصىظ ال صىة التىي كانىم تقىرر لل مىل ،ووز النصىظ البىاقي علىى ال كر أخى
الورثة بقدر حصصهم.1
-8نظااا اإلساااسإ حقوقهاااا باعيبا هاااا روكااا :فجع ىىل له ىىا حقوقى ىًا ك ق ىىو الرن ىىل ،م ىىع
االحتفىىاظ للرنىىل بالرئاسىىة وقوامتىىه لشىىئون الييىىم ،وهىىي درنىىة ت ليىىف تزيىىد فىىي مسىىؤوليته
وف َولا الَّ َْ َّلَّلُ ا َعلَ َّل رَّله ان خ
م ىىن غي ىىر اس ىىتيداد وال ظل ىىم ،ق ىىال تع ىىالى﴿:وََلَّل َّل خ ابثر َّلَّلَ الخَّل اَّلذي علَ َّلَّله ان خ اَّلللرِع َّلَّلَّ ا
َرز َ ر ز َز
ا الََّّْلُ ز ََّل خَابَّلَ َه علََّل الغاِ ا
َّلَُ اََّلََّلُ وَ خ
2
ِ زَّلن ر َعلََّل نََّل رعَّل َن َواََّلَُ َلََّرَّل َر زََّلَا بَّل ر
اكز نََّل رع َ
ِ ََّلَ خ َ ز َ َدَر ََّْلٌَ﴾ ،وقىال تعىالى ﴿ :ا َ
َل رَب ََاَلاا ر ﴾ ،3وه ه المسؤولية أساسها ت ميىل الرنىل الى ب عىنهن ،واإلنفىا ميمىا ط تىال إليىه
الييم.4
الطسو وفق وضوابط ت ع تعبف الركح واسيبّاد :فجعل لىه حىدًا ال .9ونظ قا
يتجىىاوز ثىىالث لقىىا ،ونعىىل إلطقىىا العىىال وقت ىًا ،ونعىىل علىىى إث ىره عىىدة للم ىرأة ،تتىىيا
فجعلىىه أراعىاً وتسىىتينر... للىىزونين العىىودة إلىىى الصىىفا والوئىىام ،كمىىا حىىدد عىىد الزونىىا
الا.5
طقىول مصىعفى السىباعي فىي كتابىه (المىرأة بىين الفقىه والقىانون)" :6مىن هى ه المبىاد نىرى
رئيسية: أن اإلسالم أحل المرأة المكانة الالئقة بها في ثالث مجاال
135
ثالثاً :المجالات التي فرق فيها الإسلام
لنىىرو ار وأسىىباب اقتنىىم هى ا، فىىر اإلسىىالم بىىين الرنىىل والمىرأة فىىي بعىىض المجىىاال
التي يرددها ال اقىدون علىى اإلسىالم ،ويتخى وا منهىا مجىاالً وقد أثار كلم بعض الشيها
هي: للععن ميه ،وه ه المجاال
.1الشهادة:
على شهادة الشهود ،وعلى ما تتم به اليينة يتوقظ ال كم في مختلظ القناطا بين النا
من أدلة قوية ال يتسرب إليها االحتمىال ،وكى لم علىى مجموعىة مىن القىرائن التىي تتفاعىل
نميعها في ف ر القاضي ،ميصدر حكمة وهو وفق قواعد الشر ونظامه العام.
وهنار أنوا من القناطا ال يتوقظ ال كىم فيهىا علىى مجىرد اتفىا عىدد مىن الشىهود حىول
واقعىة مىىا ،بىىل ت ىىون المصىىداإلية متوقفىىة علىىى خيىرة الشىىهود ،ونىىوعيتهم ،ال علىىى عىىددهم،
ومكاف ة التزوير ..الا.1 الشرعي ،وخي ار البصما مثال كلم :تقارير الع
وانىىا علىىى مىىا سىىيق ،فىىر اإلسىىالم فىىي مجىىال الشىىهادة بىىين الرنىىل والم ىرأة علىىى الن ىىو
التالي:
الماليىة المعىامال أ .كعح شاهادة امارأتون ممافئا لااهادة كاح :وكلىم فىي مجىاال
والتجارية؛ كالييع والقرض والوقظ واإلنارة والهبة والشىركة والوصىية ومىا إلىى كلىم،
اا ابتَ ر َّل ان ز وا َيَّل انه َ ير ا ابَّل ر ار ََّْلُلا زو وََّلام ره َكر يَ زوَّلََ ر زْلَ ر ا ا
َّلَل وََّلََّ زْ ٌَّلَ َو راب ََّلََّلَ َ ه َّلخ ر َ ر لقولىه تعىالى ﴿ :اَّلللر َعَّل ر َو ر
2
زخََّى﴾ ا ا ََّلَّنَ َه اب ال ا
هن َ اَ َلَ ره َِ خَ ا رح َ زاُهَُ وََّلتز َذَََّ ا رح َ زاُهَُ راَي ر ر َر َ َ
ومىن الواضىا أن هى ا التفىىاو هنىا ال عالقىة لىىه بىالجنس ،وال بال ارمىة ،وال باألهليىىة
وإنما هو مسيلة تثيم في األحكىام ،واحتيىاط فىي القنىا بهىا ،وكى لم لىيس لنىعظ
1أحمدعبدالوهاب:تعددنساءاألنبياءومكافحةالمرأةص .302
2سورةالبقرةاآلية .282
136
المالية والتجارية ،ألن ه ه المجىاال عدم اشت الها بالمعامال عقلها ،وإنما بسي
التي تقع ضمن دائرة اهتمام النسا ،وقيل كلم فىين األصىل فىي ليس من المجاال
اإلسىىالم هىىو أن ق ا ار ال ارأة ويهااا ،الى ي تمىىار ميىىه أهىىم وظائفهىىا التىىي كلفىىم بهىىا
بمقتنى ييعة خلقها وت وينهىا ،وهىي ترايىة أبنائهىا ،ورعاطىة بيتهىا ،وفىي كلىم طقىول
الماليىة هللا تعالىَ ﴿ :وََّل رَّ َه ام نَّلزهزَّلَا زو خ ﴾ ،1وألن اهتمامها في ه ه المجاال .المجىاال
التجاريىىة ،قليىىل فمىىن اليىىديهي أن ت ىىون خيرتهىىا فيهىىا قليلىىة ،وال ت ىىون والمعىىامال
التىي تتعلىىق ب يىىاة المىرأة كى لم فىىي األمىىور المنزليىىة التىي هىىي شى لها ،أو المجىىاال
نفسها ،فينها فيهىا أقىوى كاكىرة مىن الرنىل ،ومىن بىع البشىر عامىة أن طقىوى تى كرهم
علىى مىا كىان لعمور التي تهمهم ،ويمارسونها ،ويكثىر اشىت الهم بهىا ،واآلطىة نىا
ميلوفى ىًا ف ىىي ش ىىين المى ىرأة ،واليى ىزال أكث ىىر النس ىىا كى ى لم ،ف ىىينهن ال طشىىىهدن مج ىىالس
مىىنهن ،وإن ومىىا مائله ىا إال القلىىيال أو المباطعىىا وال طشىىت لن بالتجىىا ار المىىدانا
كىىان اشىىت ال بعنىىهن ب ى لم ال ينىىافي ه ى ا األصىىل ال ى ي طقتنىىي بىىه ييعىىتهن فىىي
ال ياة ،ل لم كله فعند مجىي المىرأة تشىهد أمىام القاضىي احتمىل نسىيانها أو خعؤهىا
امرأة أخرى طمثل ما تشهد به مازال احتمال الخعي والنسيان.2 ووهمها ،فيكا شهد
كتى ىىاب (فىىىي ظى ىىل القىىىرن)" ...ول ىىىن ام أرتى ىىان إن الىىىنص ال يى ىىدعنا طقىىىول صىىىاح
ن ىىد ! ففىىي مجىىال التش ىريع طكىىون كىىل نىىص م ىىددا واض ى اً معل ىالً َ ﴿ :ا
َِّل خَّلَ ا رح َّل َ زاُهَُ
زخََّى﴾ ..والنالل هنا ينشي من أسباب كثيرة :فقد ينشي مىن قلىة خيىرة ا
وََّلتز َذَََّ ا رح َ زاُهَُ راَي ر
المرأة بموضو التعاقىد ،ممىا طجعلهىا ال تسىتوع كىل دقائقىه ومالبسىاته ،ومىن ثىم ال
تؤدي عنه شهادة دإليقة عنىد االقتنىا ،فتى كر طكون من الوضوب في عقدها ب ي
الموضو كله ،قد ينشي من ييعة المرأة األخرى بالتعاون معاً على ت كر مالبسا
االنفعالية.
1سورةاالحزاباآلية.33
2القرطبي:الجامع،1205/2ابننقدامنة:المغنني،156/10أحمندعبندالوهناب:تعنددنسناءاألنبيناء
ومكانةالمرأةص .304
137
فىىين وظيفىىة األمومىىة العنىىوية الييولونيىىة تسىىتدعي مقىىابالً نفسىىياً ف ىي الم ىرأة حتم ىاً،
فلهىا تستدعي أن ت ون المرأة شديدة االسىتجابة الوندانيىة االنفعاليىة لتلييىة معالى
بسىىرعة وحيويىىة ،ال ترنىىع فيهمىىا إلىىى التف يىىر البعىىي ..وكلىىم مىىن فنىىل هللا علىىى
المرأة وعلى العفولة ..وه ه العييعة ال تتجزأ ،فالمرأة شخصية موحىدة هى ا ابعهىا.
فىىي حىىين ت ىىون الم ىرأة سىىوية .بينمىىا الشىىهادة علىىى التعاقىىد فىىي مثىىل ه ى ه المعىىامال
حانىىة إلىىى تجىىرد كييىىر مىىن االنفعىىاال ،ووقىىوف عنىىد الوقىىائع بىىال تىىيثير وال إط ىىا ،
وونود امرأتين ميه ضىمانة أن تى كر إحىداهما األخىرى ،إكا ان رفىم مىع أي انفعىال،
فتت كر وتفي إلى الوقائع المونودة".1
كثيىر مىن الفقهىا إلىى أن شىهادة النسىا ال تقيىل فىي الجناطىا وله ا المعنىى نفسىه كهى
لعسباب التي ككرناها سابقًا من أنها غالبىًا مىا ت ىون قائمىة علىى شىئون بيتهىا ،وال يتيسىر
التىىي تنتهىىي فىىي بعىىض األحيىىان بج ىرائم القتىىل ومىىا لهىىا أن ت نىىر مجىىالس الخصىىوما
شابهها ،واكا حنىرتها فقىل أن تسىتعيع البقىا إلىى أن تشىهد نريمىة القتىل بعينهىا ،وتظىل
رابعىىة الجىىيش ،وقىىد ط مىىى ف يىىف طمكىىن بعىىد كلىىم أن تىىتمكن مىىن أدا الشىىهادة فتصىىظ
2
الجريمة والمجرمين وكيف وقو ال دث
ب .وه اااس مجاااالت تكااون فوهااا شااهادة ال ارأة داااهادة الركااح ت امااا :كلىىم كمىىا فىىي
شىىهادا اللع ىىان 3حينمىىا طقىى ف الىىزول الم صىىنة ولىىيس لىىه علىىى مىىا طقىىول شىىهود ،قىىال
َن ا تعالى﴿ :والخ اذي يَّلَّبَ َه َلَر واْن وَك ي زو ََلَّل زيَّلن َ اَ اخَل َلََّرَّل زرَِّلن وَ َّلنُدلز َل ا ا
َحَّل ر َل رَرنَ زَّلِ َي ََّلن َُدا اَّلل خك اَّخَّلنز
ززر ََ َ َ َ َ َر ز َ َ ز ر َ ر َ ر ز ر َ ز
1سيدقطب:فيظاللالقرآن .493/1
2السباعي:المرأةبينالفقهوالقانونص .32
3اللعانهو:كلماتمعلومةجعلتحجةللمضطرإلىقنذفمننلطنبفراشنه،وألحنقالعناربنه،أو
إلىنفيولد،وسميتهذهالكلماتلعانالقولالرجل":عليهلعن ةهللاإنكانمنالكاذبين)الشربيني:
مغنيالمحتاج .367/3
138
ا ا َّلُد اَل ( )6وا رْلَ اُبِ َّلَز َلَ خه لَعغَ َّلَ خا ا
لَ اِ َّل ال خ ا
اب َلَ ره َ ر َّل ََّلن َ اك َعلَرهَّلَّلن ا ره َََّلَّلُ َه ب َّل َ الر َوَّلَّلُانا َ
َل (َ )7ويََّل ر َرَلز َعرغَّل َنَّلَّلُ الر َع َّل َذ َ ر َ َ صَّل َ َ
اك علَهَّلنُ ا ره ََُ َه اب ال خ ا ا ا ا َن ا ا
َل (َ )8وا رْلَ اُب ََِ َلَ خه َغ َ
1
َل﴾
صُد َ َ ِ َ خ َ رَ َل رَرنَ َِ َي َن َُدا اَّلل خك اَّخنز لَِ َ الر َوُانا َ
فيكا ق ف 2زول زونته وتعسر عليه إقامة اليينة ،فله أن طالعنها كما أمر هللا عز ونىل،
وهىىو ان ط نىىرها إلىىى القاضىىي فيىىدعي عليهىىا بمىىا الماهىىا بىىه مىىن الزنىىا مي لفىىه القاضىىي
أراعىىة أطمىىان بىىاّلِل (سىىماها هللا تعىىالي .شااهادات ألن كىىل طمىىين مقابىىل شىىاهد مىىن الشىىهود)
وكلم في مقابلة أراعة شىهدا إنىه لمىن الصىادقين أي ميمىا رماهىا بىه مىن الزنىا والخامسىة
أن لعنة هللا هللا عليه إن كان من ال ىاكبين ،ويقابىل كلىم أن تالعىن فتشىهد أراىع شىهادا
هللا عليهىىا إن كىىان مىىن بىىاّلِل أنىىه لمىىن ال ىىاكبين أي ميمىىا رماهىىا بىىه والخامسىىة أن غن ى
الصادقين.3
لىم تجىر العىادة ل .وه اس مواقف تقبح فوهاا شاهادة ال ارأة وحاّها :وهىي القنىاطا التى
ال ىوالة ،وفىىي الثيواىىة والبكىىارة ،وفىىي بىىا ال الرنىىال علىىى موضىىوعاتها ،كمىىا فىىي إثبىىا
العيوب الجنسية لدى المرأة وغير كلم ،وه ا حين كىان ال يتىولى توليىد النسىا وتعييىيهن
واال ال على عيواهن الجنسية إال النسا في العصور الماضية.4
فليسىىم المسىىيلة إكا مسىىيلة إك ىرام أو إهانىىة ،وأهليىىة وعىىدمها ،وإنمىىا هىىي مسىىيلة تثيىىم مىىن
األحكام ،واحتياط في القنا بها ،وه ا ما ط رص عليه كل تشريع عادل.5
.2الميراث:
أثيم اإلسالم تقديره للمرأة ،واحت ارمىه لهىا ،ورعايتىه ل قوقهىا برفىع الظلىم عنهىا ،ومعاملتهىا
بالرحمة والعىدل ،بيععائهىا نصىييها وحقهىا فىي الميىراث ،فىرد إليهىا اعتبارهىا وقنىى علىى
الظلم وال يف بشينها.
1سورةالنوراآلياتمن.6-9
2يكونالقذفبأنيتهمالزوجزوجتهبالزنا .
3ابنكثير:تفسير،265/3ابنقدامة:المغني .48/8
4ابنقدامة:المغني .161/10
5السباعي:المرأةبينالفقهوالقانونص .32
139
وهذا ال مو مخيلف في أحماإ اإل ث باعيبا ات مخيلف :
الى كر كمىىا األخ المنفىىرد واألخىىم ألم المنفىىردة أ .مباعتبىىار كىىون مصىىييها مثىىل نصىىي
في ارثهما مىن أخيهمىا ،إكا لىم طكىن لىه أصىل مىن الى كور وال فىر وارث مىن الى كور
عند انفراده. واإلناث فين الواحد منهما طيخ السد
بالس ىىوية ق ىىال واكا ك ىىانوا كك ىىو اًر وإناثى ىاً اثن ىىين ف ىىيكثر إخ ىىوة وأخى ىوا ألم ميس ىىت قون الثلى ى
إ وََّلام ره َََّلَُّزَا َلَ رَثََّل ََّلَّ ا َن ا ا تعالى﴿ َوا ره ََُ َه َر زْ ٌَ يز ََر ز
زخَّل ٌ وَل زو اَّلَ َواحَّل برغَّل زن ََِّلُ ال هَِّل ز ز ث ََ ََتلَ نَ َلَ او رابَََّلَلٌ َولَنز َل ٌ
َخ َل رَو َل ر
اب َّل ر َالاَّل َ وََّل زن َّل ر زيَّل ََّلََََُّز ام الثَّلهلز َّل ا ﴾ 1والم ىراد بىىاإلخوة هنىىا(اإلخوة واألخ ىوا ألم) والشىىركة هنىىا
نقتني المساواة ،فال كر طيخ مثل األنثى ،ال ضعفها بمقتنى القرن ال ريم.2
وك ى لم طكىىون نصىىييها مثىىل الرنىىل كمىىا فىىي األم واألب إكا كىىان للميىىم أوالد فىىين تىىرر
مىىن التركىىة قىىال معهمىىا ككىىو ًار فق ى أو ككىىو ًار وإناث ىًا ،كىىان ل ىىل مىىن األب واألم السىىد
إ ا خَّلُ ََّل ََّلََّا ا ره َََّلُ َه لََّلنز َولََّل ٌ وََّلام ره َكر يَ زوَّل ر لََّلنز َولََّل ٌ ﴾ 3وإن تىرر ا َن ا ا اا
تعالىَ ﴿ :وَيَنََّل ََيرن ل زو اَ َواح برغَّل زن َُِ ال هَِّل ز ز
معهمىىا إناث ىاً فق ى ،كىىان ل ىىل مىىن األب واألم السىىد ،طيخ ى األب بعىىد كلىىم مىىا زاد مىىن
التركة مع السد .4
الرنىل ،وهى ا هىو العىم األعىم األغلى ،بىل ب.وااعتبار خر تيخ المرأة نصظ نصي
هو القاعدة العامة عىدا مىا ككرنىاه سىابقاً‘ فهىل هى ا لىنقص فىي إنسىانيتها أو لىنقص
فىىىي مكانتهى ىىا وكرامتهىىىا ولإلنابى ىىة علىىىى ه ى ى ا السى ىؤال طقى ىىول الص ىىابوني فى ىىي كتابى ىىه
في الشريعة.5 المواري
1سورةالنساءاآلية.12
2القرطبي:الجامعي،1648/3ابنقدامة:المغني .173/6
3سورةالنساءاآلية.11
4القرطبي:الجامع،1648/3السباعي:المرأةبينالفقهوالقانونص .33
5الصابوني:المواريثفيالشريعةاإلسالميةص .16
140
و ه ا في اإل ث ،ليم دثورة م ها: ىن الاريع اإلسسم ،قّ فرق
أوال :المىرأة مك يىىه المؤنىىة وال انىىة :فنفقتهىىا وانبىىة علىىى أبيهىىا ،أو أخيهىىا ،أو زونهىىا ،أو
أبنها ،أو غيرهم من األقارب.
ثان ا :المرأة ال ت لظ باإلنفا على أحد :بخالف الرنل فينه مكلظ باإلنفا على األهىل
عليه نفقتهم. واألقراا وغيرهم ممن تج
أضخ :فياكيع ىلج ال ال أكبر من حاك ال رأة. اليزماتع ال ال
ثالثا :الركح أكثر ،و ا
ابعااا :الركااح يااّفع مه ا ار للزوك ا ،ويملااف فق ا الباام ي وبااال طع وال لاابس للزوك ا
واأل والد.
خامباا :أكااو اليعلا لاال والد وتكااال ف العااسج والااّواء للزوكا واأل والد يااّفعها الركااح
دون ال رأة.
إلىىى خىىر مىىا هنالىىم مىىن النفقىىا والمصىىاريف التىىي هىىي علىىى كاهىىل الرنىىل ،التىىي
طكلظ بها بيمر ال كيم العليم ،قال تعالى ﴿ لاهزَّلغر ار رء ازو َب َع َنَ ابَّل ر َب ََّلعتاان َوَبَّل ر زَّل ا َر َعلَره اَّلن ارر زَّلنز وََّللرهزَّلغر ار رَّلء
ا َّلخَّلُ َيَ َ هز خ
1
ىيئا مىىن مالهىىا علىىى اكز ﴾ والش ىريعة اإلسىىالمية ال تون ى علىىى الم ىرأة أن تنفىىق شى ً
نفسىىها أو أوالدهىىا مهمىىا كانىىم غنيىىة موس ىرة فىىي حىىال ونىىود زونهىىا ،ألنىىه هىىو المكلىىظ
السكني والمععم والملىبس ،كمىا قىال تعىالىَ ﴿ :و َعلََّل بالنفقة عليها وعلى أوالده ،من حي
َد لَن ارر زَّلن خ وَاَِزَّلن خ اَّلللرِعَّ ا
وف﴾.2 ا
الر َِ رَلز ز ز َ ر َ ز َ ر ز
ال يوضا لنا الف رة ،ويظهر حكمة التشريع فىي التفريىق بىين
وينرب الصابوني مث ً
ميراث ال كر وميىراث األنثىى قىائالً ":تىوفي إنسىان وتىرر ولىدين فقى ككى اًر أو أنثىى ،وتىرر
مي ارث ىاً لهمىىا ثالثىىة الف ري ىال ،فعلىىى ضىىو الش ىريعة اإلسىىالمية تيخ ى األنثىىى ألىىظ ريىىال
وييخ ال كر ألفين ،وإكا كان ال كر على أبواب الزوال ،وأراد أن يتزول فينه يدفع المهر
لزونته ،ولنفرض أن المهر ألفين فق ،فقد دفىع كىل مىا ورثىه عىن أبيىه مهى ًار لزونتىه ولىم
1سورةالطالقاآلية .7
2سورةالبقرةاآلية.233
141
السكنى والععام والشىراب. ييق معه شي ،ثم طكلظ الزول بعد كلم بكل النفقا ؛ نفقا
أن تتىىزول تيخ ى المهىىر مىىن زونهىىا ،ولنفىىرض أنىىه ألفىىين فق ى أمىىا الينىىم فينهىىا إكا أراد
ألفىىين مهى ًار مىىن زونهىىا ،أصىىبا مجمىىو مىىا لىىديها وعىىي قىىد ورثىىم ألفىًا مىىن أبيهىىا ،وأخى
ثىىالث الف ،ثىىم هىىي ال ت لىىظ بينفىىا شىىي مىىن مالهىىا مهمىىا كانىىم غنيىىة ،ألن نفقتهىىا
أصىىب م علىىى زونهىىا ،فهىىو المكلىىظ بتىىيمين لسىىكنى لهىىا ،وااإلنفىىا عليهىىا مىىا دامىىم فىىي
عصمته ،فمالها زاد ،وماله نقص ،وما ورثته من أبيها بقي لهىا ونمىا ،ومىا ورثىه مىن أبيىه
وتالشى. كه
فمن ال ي طكين أسعد حاالً وأكثر ماالً الفتي أم الفتاة زمن ال ي تنعم وترفه أكثر الى كر
والينين".1 أم األنثى" ه ا هو منعق العقل والدين في ميراث الينا
.3رئاسة الدولة:
ط ىتم اإلسىىالم أن ت ىون رئاسىىة الدولىة العليىىا للرنىل ،ولىىيس للمىرأة ،ولهى ا الرسىول طقىىول
كسىىرى بعىىد موتىىه " لاان مفلا حىين ورده أن الفىىر اسىىتخلفوا للرئاسىىة علىىيهم إحىىدى بنىىا
قااوإ ول اوا أمااره ام ارأة" .2والوالطىىة بي القهىىا ليسىىم ممنوعىىة عىىن المىرأة باألنمىىا ،بىىدليل
اتفىىا الفقهىىا علىىى نىواز أن ت ىىون المىرأة وصىىية علىىى الصى ار و ناقصىىي األهليىىة ،وأن
ت ون وكيلة عن غيرها في تصريف أموالهم ،وأن ت ون شاهدة ،والشهادة والطة كما نىص
الفقها على كلم ،ويجوز أن ت ون قاضية في األموال عند بعض الفقها .3
إن رئيس الدولة فىي االسىالم لىيس صىورة رمزيىة للزينىة والتوإليىع ،وانمىا هىو قائىد المجتمىع
واس ىىعة خعيى ىرة اآلث ىىار و أرس ىىه المف ىىر ،وون ىىه الب ىىارز ،ولس ىىانه الن ىىا ق ،ول ىىه ص ىىالحيا
والنتائج.
1الصابوني:المواريثفيالشريعةاإلسالميةص .17
2صحيحالبخاري،353/3/ح.7099
3ابنحجرالعسنقالني:فنتحالبناري،60/13ابننقدامنة:المغنني،92/10الزحيلني:الفقنهاالسنالمي
.5937/8
142
فهو ال ي طعلن ال ىرب علىى األعىدا ،ويقىود الجىيح ،ويقىرر السىلم والمهادنىة ،إن كانىم
المص ىىل ة فيه ىىا ،أو ال ىىرب واالس ىىتمرار فيه ىىا إن كان ىىم المص ىىل ة تفتن ىىيها ،وكل بع ىىد
استش ىىارة أه ىىل ال ىىل والعق ىىد ف ىىي األم ىىة ،وه ىىو الى ى ي ت ىىولى خعاب ىىة الجمع ىىة ف ىىي المس ىىجد
في الصلوا . الجامع ،وإمامة النا
وممىىا ال ين ىىر أن ه ى ه الوظىىائظ الخعي ىرة ال تتفىىق مىىع ت ىىوين الم ىرأة النفسىىي والعىىا في،
واخاصىىة مىىا يتعلىىق بىىال روب وإليىىادة الجيىىوش ،فىىين كلىىم طقتنىىي مىىن قىىوة األعص ىىاب
العقىىىل عل ىىى العا فىىىة ،وإكا ونىىىدنا ف ىىي الت ىىاريا نس ىىا ق ىىدن الجيىىىوش ،وخنىىىن وت ليى ى
المعارر فينهن ندرة وقلة.1
1السباعي:المرأةبينالفقهوالقانونص .41-40
2يوسفالقرضاوي:فتاويمعاصرة، 304/1الصابوني:المواريثفيالشريعةاإلسالميةص.15
143
وقد ت ون األسرة هي التي ت تال إلى عملهىا؛ كىين تعىاون زونهىا ،أو تراىي أوالدهىا ،أو
إخوتها الص ار ،أو تساعد أباها في شيخوخته ،كما فىي قصىة ابنتىي الشىيا ال ييىر التىي
ككرها القىرن ال ىريم ،وكانتىا تقومىا علىى غىنم أبيهمىا ،قىال تعىالىَ ﴿ :ولَ خَِّلُ َوَرَد َبَّلََُ َبَّل ر يَ َ َو ََّْل َ
صَّل ا َر ا َّلُإ يََِّل زََ َه وو ََّْل َ ابَّل ر زدومااَّل رابَّلَّلََّلََّل ر ا
َل ََّل زذ َ ا
وداه ََّلُ َ َبَّلَّلُ َخئرز زو ََِّلَّلُ َُلَتََّلُ ََل ََّ رَِّلَّلَ َحَّل خَّلَّت يز ر ز َ
ا ا
َعلَرهَّلن َلزخبَّلَن بَّل َ الغخ ا ر َ َ
1
الَّ َعَُز َوَلَنزََ َيره ٌخ ََا ٌ﴾
ا
النعىىاقين كانىىم تسىىاعد زونهىىا وكمىىا ورد أن أسىىما بنىىم أبىىي بكىىر رضىىي هللا عنىىه كا
الزاير بن العوام في سياسىة فرسىه ،وتىد النىوي لناضى ه ،حتىى أنهىا لت ملىه علىى أرسىها
من بستان له على مسافة من المدينة.
النسىا وتمرينىهن، وقد طكون المجتمع نفسه في حانة إلى عمل المرأة كمىا فىي تعييى
ون و من كل ما طخىص بىالمرأة ،فىاألول أن تتعامىل المىرأة مىع امىرأة مثلهىا، وتعليم الينا
ال مع رنل.2
أن طكون مقيداً بعدة قيود: وإكا أنزنا عمل المرأة فالوان
-1أن ممااون الع ااح فاااي ذاتااع مااااروعا :بمعنىىى أن ال طكىىون عملهىىا ح ارم ىاً فىىي نفسىىه ،أو
مفنىىيًا إلىىى ارت ىىاب حىرام ،كىىالتي تعمىىل خادمىًا لرنىىل أعىىزب ،أو سىىكرتيرة خاصىىة لمىىدير
وال ارئىىز ،او عاملىىة تقتنىىي وظيفتهىىا أن طخلىىو بهىىا وتخلىىو بىىه ،أو راقصىىة تثيىىر الشىىهوا
عليهىا عملهىىا تقىدطم المسىك ار والسىىفر فىي بىار تقىدم لخمىىر ،أو منىيفة فىي ىىائرة يونى
البعيىىد م ىىرم يلزمىىه مىىن المييىىم وحىىدها فىىي بىىالد ال راىىة أو غيىىر كلىىم مىىن األعمىىال التىىي
حرمها اإلسالم على النسا خاصة أو على الرنال والنسا نميعًا.
قىرر الشىريعة اليااي قر تهاا الاااريع اإلساسم :حيى -2أن تليازإ آداب ال ارأة ال بال
اإلسالمية مجموعة من اآلداب ينب ي على المسلمة أن تلتزمها إكا خرنم من بيتها فىي
ِر ا ا ا
ِ َّل َ ب َّل ر الىىزي والمشىىي وال ىىالم وال ركىىة ،وفىىي كلىىم طقىىول هللا تعىىالىَ ﴿ :وزَّل رَّلَ للر زِ رِابغََّلَّلُ يََّل ر ز
1سورةالقصصاآلية .23
2القرضاوي:فتاويمعاصرة .305،304/1
144
َِّل اَّنر َ اِب رَر زْلا انَّل خ ا
وْ زن خ َوََل يَّلزرَّل اي َ ايغَ َّلتََّل زن خ اخَل َبَّلُ ظَ َن ََّلَّ ابرغَّل َنَّلُ﴾ ويقىول﴿ :الغا ََِّلَُ َوََل يَ ر
1 َلَن ا
صُ ار خ َوَرَي َرظر َ وزَّلزَّ َ رَ
ا ا ا ا
َّلَل اب َّل ر ايغََّلَّلتا ان خ ﴾ ويقىىول﴿ :وََّل ََّلَت َُر َ
2
َِّل رَّلع َ اَّلللرََّل رَّلَا وََّلهَئر ََِّل ََّلِ الخَّلَّلذي ام ََّللراَّلَّلن َبَّل ََّلَّ ٌ
ق َوزَّللر َّل َ َ َّل رَّلَنَل ل َّلهزَّل رعلَ َ َبَّلَّلُ زمررَّل َ
َب رعزَّوونُ﴾.3
ن ىىو -3أال ممااون ع لهااا علااج حباااب واكبااات أخاارر ال مجااور لهااا ىه الهااا :كوانبىىا
زونها وأوالدها وهو وانيها األول وعملها األساسي.4
5
خامساً :المرأة والاختلاط
يي ثح موقف اإلسسإ من االخيسط في اليقائق اليال :
أوال :اللقا بين الرنال والنسا في كاتىه لىيس م رمىاً ،بىل هىو نىائز أو معلىوب إكا كىان
القصىىد منىىه المشىىاركة فىىي هىىدف نييىىل ،مىىن علىىم أو عمىىل صىىالا ،أو مشىىرو خيىىر ،أو
تعاون ىًا نهىىودًا متنىىافرة مىىن الجنسىىين ،ويتعل ى نهىىاد الزم ،أو غيىىر كلىىم ممىىا يتعل ى
مشتركاً في التخعي والتونيه والتنفي .
وال طعني كلم أن ت وب ال ىدود بينهمىا ،وتنسىى القيىود الشىرةية النىابعة ل ىل لقىا ييىين
العرفين ،إك يزعم قوم أنهم مالئ ة معهرون ،ال طخشى منهم وال عليهم يريدون أن ينقلوا
فىي كلىىم هىو االشىترار فىىي الخيىر ،والتعىىاون علىى اليىىر مجتمىع ال ىرب إلينىىا ،بىل الوانى
والتقوى ،إ ار ال دول التي رسمها اإلسالم ،ومنها.
1سورةالنوراآلية.31
2سورةالنوراآلية.31
3سورةاألحزاباآلية.32
4القرضاوي:فتاويمعاصرة .306.305/1
5كلمةاالختالطفياللغةتعنيانضمامالش يءإلىغيرهوتداخلهفيه.النرازي:مختنارالصنحاحص
، 77أماكلمةاالختالطفيمجالالعالقةبينالرجلوالمرأة،كلمةدخيلةعلى(المجنماالسنالمي)لنم
يعرفهاتراثناالطويلالعريضطولالقرونالماضنية،ولنمتعنرفإالفنيهنذاالصنرولعلهناترجمنة
لكلمةأجنبيةفيهذاالمعنى،و مدلولهالهإيحاءغينرمنريحبنالنظروالحنساالنسنانالمسنلم،وربمنا
كانأولىمنهاكلمة(لقاء)أو(مقابلة)أو(مشاركة)الرجالوالنساءونحوذلنك،القرضناوي:فتناوي
معاصرةص .279
145
-1االلي ازاإ بغاات البماار ماان الج بااون :فىىال ينظىىر إلىىى عىىورة ،وال ينظىىر بشىىهوة وال
َِا اب َلَن ا ا اا
وْ زن رصُ ار ر َوَرَي َرظزَا وزَّلزَّ َ
َل يََّل ز ه ر ر َ طعيل النظر في غير حانة قال تعالى ﴿ :ز رَ للر زِ رِبغ َ
َِّل َّل اب َّل َلَن اا ا ا اَلا َّل َ َلَرََ َّل ََلزَّل ر ا خه خ
ص َّلغََّل زعَ َه (َ )30وزَّل رَّلَ للر زِ رِابغَ َّلَّلُ يََّل ر ز ا
ص َّلَّلُر خ َوَرَي َرظر َّل َ
ِرَ ر رَ اكَ َخا َّل ٌ َََّلَّلُ يَ ر
1
وْ زن خ ﴾
وزَّلزَّ َ
الم تشىىم ال ى ي ط عىىي اليىىدن ماعىىدا -2الي ازاإ ال اارأة باللباااس الااارعي :وهىىو اللبىىا
الونىىه وال فىىين ،وال طشىىظ وال طصىىظ ،قىىال تعىىالىَ ﴿ :وََل يَّلزر َّل اي َ ايغََّل َّلتََّل زن خ اخَل َبَّلَّلُ ظَ َنَّل ََّلَّ ابرغَّل َنَّلَّلُ
ِ َّل اَّنر َ ا ز زِ َّل اَّا خ َعلَ َّل زْهزَّلَّلَاا خ ﴾ 2وقىىد صىىا عىىن عىىدد مىىن الص ى ابة أن مىىا ظهىىر مىىن َولرهَ ر
الزينىىة هىىو الونىىه وال فىىان ،وقىىال تعىىالى فىىي تعليىىل األمىىر باالحتشىىامَ ﴿ :الاَّل َ َل رَد َ َلَ ره
يَّلز رع َّل ََّلَّور َ وََّل ََّلَت يز َّل رَّلِاَير َ ﴾ 3أي أن هى ى ا ال ىىزي طمي ىىز المى ىرأة ال ى ىرة الع يف ىىة الج ىىادة م ىىن المى ىرأة
اللعوب المستهترة ،فال يتعرض أحد للع يفة بيكى ،ألن زيها وأدبها طفرض على كىل
من يراها احترامها.
في دح شيء وخموصا في اليعامح مع الركال: -3االليزاإ ب دب ال بل
أ) في الكسإ :ب ي طكون بعيداً عن االغ ار واالثارة فقىد قىال تعىالى﴿ :وَ ََّلَت َُر َ
ِ رَّلع َ
ق َوزَّللر َ ََّل رَنَل َب رعزَّوونُ﴾.4 ا ا
اَّلللرَ رَا وََّلهَئر َِ َِ الخذي ام ََّللران َبََّ ٌ
5
َّلَل ابَّل ر ايغََّلَّلتا ان خ ﴾ ا ا ا ب) فاي ال اااي :كمىا قىىال تعىالىََََ ﴿ :ل يَ ر
َِّل اَّنر َ اِب رَر زْل انَّل خ لَّلهزَّل رعلَ َ َبَّلُ زمررَّل َ
ابتا رحهَ َنَُ ﴾.6 ا
وأن ت ون كالتي وصفها هللا بقوله ﴿ :وَ َََُُ رنز ا رح َ زاُهَُ َتَر َعلَ ر
) فااي اليرد ا :فىىال تت سىىر وال تتمايىىل وال طصىىدر عنهىىا مىىا طجعلهىىا مىىن صىىنظ
تيرل الجاهلية األولى أو األخيرة. المتيرنا
1سورةالنوراآليتان.31-30
2سورةالنوراآلية.30
3سورةاألحزاباآلية.59
4سورةاألحزاباآلية.32
5سورةالنوراآلية.31
6سورةالقصصاآلية.25
146
-4أن تيج ا دااح مااا ش ا نع أن يثواار ويغاارس مىىن الىىروائا الععريىىة وألىوان الزينىىة التىىي
ينب ي أن ت ون للييم ال للعريق وال للقا مع الرنال.
-5الياااذ مااان أن مخيلاااي الركاااح باااامرأة ولااا س معه اااا ميااارإ :فقىىد نهىىم األحادي ى
الص ي ة عن كلم فقالىم" :ىن ثالثه اا الاا طان" إك ال طجىوز أن طخلىى بىين النىار
وال عى ،وخصوصىاً إكا كانىىم الخلىىوة مىىع أحىىد أقىىارب الىىزول ،وميىىه نىىا ال ىىدي
"وامااك والااّخول علااج ال بااء" قىىالوا :طىا رسىىول هللا ،أ أريىم ال مىو ! قىىال" :الي ااو
الهالر ،ألنه طجلس ويعيل الجلو ،وفي ه ا خعر شديد. ال وت" أي :هو سي
-6أن ممااون اللقاااء فااي حااّود مااا تفرضااع الياك ا ومىىا يونبىىه العمىىل المشىىترر دون
إس ىراف أو توسىىع طخىىرل المىىرأة عىىن فعرتهىىا األنثويىىة ،أو طعرضىىها للقيىىل والقىىال أو
في رعاطة الييم وتراية األنيال.1 طععلها عن وانيها المقد
-1العبااادة :ميجىوز لهىىا أن تشىىهد الجماعىىة والجمعىة والعيىىدين علىىى أن يتخى ن مكىىانهن
في الصىفوف األخيىرة خلىظ صىفوف الرنىال ،وكمىا كىان الصىظ أقىرب إلىى المىؤخرة
كىىان أفنىىل لقولىىه .." :خوااار صااافوف ال بااااء آخرهاااا ،وشااار صااافوف ال بااااء
أولهاااا" 2وحيى ى ا لىىو ك ىىان مكانه ىىا منفصى ىالً عىىن الرن ىىال ،روى اب ىىن عم ىىر رض ىىي هللا
عنهمىىا" كانىىم امىرأة لعمىىر تشىىهد صىىالة الصىىبا والعشىىا فىىي الجماعىىة فىىي المسىىجد،
فقيل لها :لم تخىرنين وقىد تعلمىين أن عمىر طكىره كلىم وي ىار قالىم :ومىا طمنعىه ان
ينهاني قال :طمنعه قول رسول هللا :ال ت عوا ىماء أ مباكّ أ".3
1صحيحمسلم،170،ح.440
2صحيحالبخاري،199/1،ح.900
3صحيحالبخاري .106–36/1،
147
العلم مع الرنال عند النيي ويسيلن عىن أمىر -2العل :وكان النسا ط نرن درو
اليىىوم -و لىىين مىىن رسىىول هللا أن طجعىىل ديىىنهن -ممىىا قىىد طسىىت ي منىىه ال ثيى ار
لهىىن يوم ىًا طكىىون لهىىن خاصىىة ،ال ط ىىاليهن الرنىىال ،وال يزاحمىىونهن ،وقلىىن فىىي كلىىم
ال ي رواه أبو سعيد الخدري رضي هللا عنه" قالم النسا للنيي صراحة في ال دي
غلين ىىا علي ىىم الرن ىىال ،فانع ىىل لن ىىا يومى ىاً م ىىن نفس ىىم ،فوع ىىدهن يومى ىاً لق ىىيهن مي ىىه
فوعظهن وأمرهن ،ف ان ميمىا قىال لهىن" :ماا ما كن امارأة تقاّإ ثسثا مان ولاّها ىال
كان لها حجابا من ال ا ،فقال امرأة :واث ونل فقال :واث ون".1
-3مواّان الجهااد :وقىد شىىارر النسىا فىي خدمىة الجىىيح والمجاهىدين ،بمىا طقىدرن عليىىه
وي سىىن القيىىام بىىه ،مىىن التم ىريض واالسىىعاف ورعاطىىة الجرحىىى والمصىىابين ،بج ىوار
األخىىرى مىىن الهىىى والسىىقي ،وإعىىداد مىىا ط تىىال إليىىه المجاهىىدون ،روى عىىن الخىدما
الراي ىىع بن ىىم مع ىىوك قال ىىم " كن ىىا ن ىىزو م ىىع الني ىىي فنس ىىقي الق ىىوم ونخى ىدمهم ،ون ىىرد
الجرحى والقتلى إلى المدينة" بل صىا أن نسىا بعىض الصى ابة شىاركن فىي بعىض
والمعىارر اإلسىالمية ب مىىل السىالب ،عنىدما أتي ىم لهىىن الفرصىة وقىد عقىىد ال ىزوا
اإلمام البخاري بابًا في ص ي ه بعنوان (غزو النسا وقتالهن مع الرنال.)2
-4األمااااكن العامااا :أب ىىاب اإلس ىىالم للمى ىرأة االلتق ىىا بالرنىىال ف ىىي االم ىىاكن العام ىىة عن ىىد
تجيى ىىز والمعى ىىامال ممارسى ىىة الييى ىىو والعقى ىىود ألن أهليتهى ىىا ال املى ىىة فى ىىي التص ى ىرفا
3
انتماعها مع الرنال.
1صحيحالبخاري،35/2،ح .2883
2ابنحجرالعسنقالني:فنتحالبناري،91/6القرضناوي:فتناويمعاصنرةص،282،281صنالح
هندي:دراساتفيالثقافةاإلسالميةص.110
3صالحهندي:دراساتفيالثقافةاإلسالميةص.110
148
تذكر أ ت كر
مىن ال قىو :حقىو للىزول علىى زونتىه، على عقد الزوال ثالث مجموعا ويترت
وحقو للزونة على زونها ،وحقو مشتركة ل ليهما.
149
حقىىو الىىزول علىىى زونتىىه هىىي :العاعىىة ،األمانىىة ،وحسىىن العش ىرة ،وحىىق التيدي ى ،
وال داد
وحقو الزونة على زونها هي :حسن العشرة ،والعدل والمهر والنفقة.
وال قىىو المشىىتركة هىىي :حىىق المعاش ىرة الجنسىىية ،حرمىىة المصىىاهرة ،حىىق الت ىوارث،
وحق انتساب األوالد إليهما.
وينتهي الزوال إما بالمو وإما بالعال .
الوقائية من أنىل ال ىد مىن العىال ومعالجىة وضع اإلسالم مجموعة من الخعوا
اإلسىىالم علىىى حسىىن اختيىىار الىىزونين، العائليىىة علىىى الن ىىو التىىالي :ح ى الخالفىىا
ودعا كل واحد من الزونين بين طشعر بالمسؤولية تجاه اآلخر ،وأن يتفهم كل واحىد
من الزونين أخال اآلخىر عنىد حىدوث بىادرة نى از بينهمىا ،اسىتخدام الىزول حقىه فىي
الزونىة إكا أصىر علىىى عنادهىا ،ثىم االحت ىام إكا عجىىز الىزونين عىن حسىىم تيديى
الخالف بينهما.
التالي ىىة حت ىىى طك ىىون وإكا ك ىىان الب ىىد م ىىن إطق ىىا الع ىىال فالب ىىد م ىىن ت ىىوفر الخعى ىوا
مسنونًا :أن طعلق الزول زونته في هر لم طجامعهىا ميىه ،أن طعلقهىا لقىة واحىدة
رنعيىىة ،وأن تعتىىد الم ىرأة فىىي بيىىم زونهىىا ،ولىىه أن يرنعهىىا أثنىىا العىىدة بمجىىرد أن
ينوي كلم وال طشترط رضاها ب لم ،وإكا انقنم عدتها فينه يرانعها برضاها واعقىد
بينهمىا ،وإكا لقهىا الخالفىا ومهر نديدين ،ويفعل معها كلىم إكا رانعهىا وعىاد
العلقة الثالثة فال ت ل له إال بعد أن يتزونها غيره ثم طعلقها بم ض إرادته.
قد اختلفم نظر األمم والشعوب للمرأة ،وكان اإلسالم له موقظ خاص أنصظ ميه
والقوانين األخرى. المرأة وأععاها من ال قو مالم طععها إطاه غيره من الدطانا
150
ف انم المرأة عند اليونان كسق المتا ،يرون أن مكانها الييم ،ولىيس لهىا الماركىة
في ال ياة االنتماةية أو السياسية ،وكانم تبا وتشترى فىي األسىوا ،وقىالوا عنهىا
أنهىا رنىىس مىن عمىىل الشىىيعان ،ثىم اختلعىىم بعىد كلىىم بالرنىىال ،وشىا الزنىىا ،وكىىان
مباحاً ،واعتير المرأة مجرد متا ال أكثروال أقل.
كانم المرأة في ال نارة اليونانية منيوكة من والدتهىا ،ف ثيى ًار مىا كىان بىااهن يلقىون
المىرأة ت ىىم سىىيعرة رب بهىىن إلىىى األمىىاكن العامىىة ،وال طعترفىىون بنسىىيهن ،وكىىان
األسرة ،له ال ق فىي أن يييعهىا ،أو ينفيهىا ،أو يزونهىا أو طعلقهىا كيىف طشىا ودون
اكنها ،ولم ت ن ال كمة مالية مستقلة.
أمىا عنىىد الهنىود ف انىىم المىرأة ال تسىىت ق ال يىاة بعىىد مىو زونهىىا ،بىل كانىىم ت ىىر
حيىة بعىدما يىىتم حرقىه ،كمىىا كىان ال ىىال فىي شىريعة سىىانتي ،كمىا كانىىم تقىدم كقىرابين
لآللهة في المعابد.
دم باألكىل انهىا أغىو وعند اليهود فين المىرأة هىي صىاحبة الخعيئىة األولىى ،حيى
مىن الشىجرة الم رمىىة ،ف انىم سىىيبا فىي الخىرول مىىن الجنىة ،وكانىىم بعىض العوائىىظ
اليهودطىة تىىرى أن المىرأة بمنزلىىة الخىىادم ،وأنىىه ط ىىق ألبيهىىا بيعهىىا فىىي األسىوا ،ويىىرى
نجسىىه ،وأن نجاسىىتها عنىىد والدة الينىىم ت ىىون اليهىىود الم ىرأة فىىي ال ىىيض والنفىىا
إال عنىىد فقىىد الىوارث ضىىعظ نجاسىىتها عنىىد والدة الى كر ،كمىىا كىىانوا ال يرثىىون الينىىا
ال كر.
الخىىرول مىن الجنىىة ،وأنهىىا وكىان النصىىارى طشىىاركون اليهىود فىىي أن المىرأة هىي سىىي
صىاحبة الخعيئىة ال يىرى ،وكىىانوا يىرون أن الىزوال بالنسىىا رنسىاً ،وأن المىرأة ليسىىم
لهىىا روب ،ولىىن تنجىىي مىىن النىىار إال مىريم أم المسىىيا عليىىه السىىالم ،وإلىىى عهىىد قريى
151
كان ى ىىم القى ى ىوانين األورواي ى ىىة تع ى ىىد المى ى ىرأة م ى ىىن ض ى ىىمن ع ى ىىدطمي األهلي ى ىىة ،كالص ى ىىييان
والم اسيين.
وعند بعض إلبائل العرب في الجاهلية كانم المرأة م رومىة مىن كثيىر مىن ال قىو ،
في القهر .ف انوا يئدون الينا ،وكان العار ،وأنها سي فقد رأى بعنهم أن تجل
واألوالد ،خشية الفقر ،وكانم المرأة عند كثير من إلبائل العرب بعنهم طقتل الينا
حىىد ،وال كىىان للعىىال حىىد ال تستشىىار فىىي أمىىر زوانهىىا ،ولىىم طكىىن لعىىدد الزونىىا
أطناً.
أمىىا اإلسىىالم فينىىه سىىاوى مىىا بىىين الم ىرأة والرنىىل ،ودفىىع عنهىىا التهمىىة بينهىىا صىىاحبة
اإلسىالم الخعيئة ال ري ،ونعلها أهالً لت مىل المسىؤولية تمامىًا كالرنىل ،وقىد رحى
بىاألنثى عنىىد والدتهىا ،واعتيرهىىا فىىيل خيىر علىىى عكىس الجاهليىىة ،وقىىد كرمهىا فىىي كىىل
علىىى تعليمهىىا ،وورثهىىا فىىي كىىل أحوالهىىا ،ونعلهىىا حاالتهىىا أم ىًا وانت ىًا زونىىة ،وح ى
مك يىىة النفقىىة دائم ىًا ،وكان ىىم مىىن أصىى اب الفىىروض ف ىىي المي ىراث ،ونظىىم اإلس ىىالم
حقو المرأة باعتبارها زونة ،ونظم العال ونعله مصىو اًر بعىدد ال يتجىاوزه الرنىل،
ثىم حىاف علىى نفسىىها ومالهىا قيىل بلوغهىىا ،فجعلهىا ت ىم وصىىاطة أوليائهىا حتىى تيلىىغ
الرشد.
فىىر اإلسىىالم بىىين الم ىرأة والرنىىل فىىي رئاسىىة الدولىىة ،والشىىهادة ،والمي ىراث ،فىىالمرأة ال
تلي رئاسة الدولة ،وال تشهد في كل ما طشهد ميىه الرنىل ،وال تىرث فىي كىل ال ىاال
الوظيفىىة الجىىنس ،وإنمىىا كانىىم بسىىي بالتسىىاوي مىىع الرنىىل ،والتفرقىىة لىىم ت ىىن بسىىي
فق وكان من نتائج ه ه التفرقة صيانة كرامة المرأة واحترام شخصيتها.
152
أباب اإلسالم للمرأة أن تعمل خارل بيتهىا إن كانىم ال تجىد مىن طعيلهىا ،أو مىن أنىل
إعالىىة أبنائهىىا أو اخوتهىىا أو أهلهىىا ،إن لىىم طكىىن لهىىم عائىىل ،أو كىىانوا م تىىانين إلىىى
المساعد.
وقد حىدد اإلسىالم كلىم بمراعاتهىا عىدة شىرو ها منهىا :أال طكىون العمىل م رمىاً ،وأن
تلتزم داب اإلسالم عند خرونها للعمل ،وأن ال طكون العمل علىى حسىاب وانباتهىا
كزونة وأم.
واإلسالم لم ط رم االختالط بين الجنسين معلقاً؛ فاللقا بين الرنال والنسا فىي كاتىه
ليس م رمًا ،بل هو نائز أو معلوب إكا كان القصد منه المشاركة في هىدف نييىل
،مىىن علىىم نىىافع أو عمىىل صىىالا ،أو مشىىرو خيىىر ،أو نهىىاد الزم ،أو غيىىر كلىىم
تعاونى ىاً مش ىىتركاً بينهم ىىا ف ىىي نه ىىوداً متن ىىافرة م ىىن الجنس ىىين ،ويتعلى ى مم ىىا يتعلى ى
التخعي والتونيه والتنفي .
وقد وضع اإلسالم له ا االختالط المباب مجموعة من النىواب تىتلخص فىي غىض
الشىىرعي ،والت ىزام الم ىرأة داب اإلسىىالم البصىىر مىىن الجنسىىين ،والت ىزام الم ىرأة اللبىىا
عنىىد التعامىىل مىىع الرنىىال فىىي كىىل شىىي وخصوص ىًا فىىي المشىىي وال ىىالم وال ركىىة ،
كل ما ميه إثىارة ال ارئىز مىن مثىل الزينىة غيىر المباحىة وغيرهىا ،ومنىع الخلىوة وتجن
بين الجنسين ،وأن طكون اللقا في حدود ال انة فق .
وااإلضافة إلى ه ا فين اإلسالم قد أباب انتما الجنسين في دور العبىادة ،وأمىاكن
العلم ،وميدان الجهاد ،والمرافق العامة.
153
الفصل اخلامس
النظام االقتصادي
وف ع أ بع مباحث:
154
األهداف واملهارات
أوال :األهّاف:
155
الفصل الخامس
وعلىىى كلىىم فاإلنسىىان دائىىم السىىعي لت صىىيل قوتىىه وملبسىىه ،وكىىل مىىا يلىىزم حياتىىه فهىىو ال
طسىىتعيع أن يىىوفر كىىل كلىىم بنفسىىه ،بىىل البىىد مىىن اإلفىىادة مىىن نهىىد غيىره مىىن بنىىي البشىىر
ال ين طستفيدون هم من نهده أطا ،وه ا النشىاط الى ي طمارسىه بنىي البشىر لل صىول علىى
حيىىاتهم بكىىل مىىا ط تويىىه مىىن أنىوا كثيىرة مىىن أنىوا المعىىامال ،طعىىرف النظىىام مسىىتلزما
هى ى ا النظ ىىام ،ووض ىىع ل ىىه االقتص ىىادي ،واإلس ىىالم كل ىىم التشى ىريع الش ىىامل ،ق ىىد اس ىىتوع
تشىريعاته الخاصىىة بىىه ،انعالقىىا مىىن عقيدتىىه الواحىىدة ،التىىي بنيىىم عليهىىا نميىىع تشىريعاته،
نىىا نظىىام االقتصىىاد اإلسىىالمي متناسىىقا مىىع غي ىره مىىن الىىنظم األخىىرى ،ومتممىىا لهىىا ،وال
له النجاب في التعييق إكا يق منفصالً عنها ،ألن النظم اإلسىالمية كمىا بينىا فىي طكت
مقدمة ال تاب ،نظم شاملة ومت املة ،ال طمكن فصل أي واحد منها عن سائرها.
1سورةالذاريات،اآلية 56،
2سورةالبقرة،اآلية29،
156
المبحث الأول
قلنىا فىىي مقدمىة هى ا الفصىل أن االنسىىان مخلىو لعبىىادة هللا .عىز ونىىل .وإن العبىادة فىىي
غاطىىة الخلىىق ،وكىىل مىىا عىىدا كلىىم فهىىو وسىىيلة لت قيىىق ه ى ه ال اطىىة ،والعقيىىدة فىىي التش ىريع
ال ومىؤث ًار فىي كلىم ،بمىا ت ىدده مىن تصىور االنسىان عىن نفسىىه
اإلسىالمي تىؤدي دو ًار فعىا ً
أن ت ىىون بينىىه واىىين راىىه وا ىىين وخالقىىه وال ىىون ال ى ي طعىىيح ميىىه ،والعالقىىة التىىي طجىى
ال ون ،فمىن المعلىوم مىن بالنىرورة فىي اإلسىالم أن كىل شىي هلل :االنسىان وال ىون وكىل
مىا ميىه مىىن أشىيا نعرفهىىا أو ال نعرفهىا ،وكلىم ينب ىىي أن طكىون كىىل شىي خاضىىعًا إلرادة
هللا المالم .عزو نل .متونهاً اليه ال يتعلع إلى رب سواه.
ومىىن ه ى ا التصىىور ينعلىىق النظىىام االقتصىىادي ،واعتمىىادا علىىى ه ى ه العقيىىدة التىىي انعبىىع
نميىىع احكامىه وتشىريعاته ال تخىرل عىن ت قيىق أهىىداف بعابعهىا ،وسىار فىي فل هىا ،حيى
العقيىىدة اإلسىىالمية ،وتصىىورها لإلنسىىان وعالقتىىه مىىع راىىه ومجتمعىىه ،وال ىىون الى ي طعىىيح
ميه على كلم فالنظام االقتصادي في اإلسالم قائم على أسس عقائدطة وهي:
ىم
﴿و َّّلِل ُمْلى ُ
.1ال لااك هلل وحااّ :وهى ا منصىىوص عليىىه فىىي القىىرن ال ىريم لقولىىه تعىىالىَ :
السى َىم َاوا َو ْاأل َْرض َو َمىىا فىىيه َّن﴾،2
ىم َّ ﴿ّلِل ُمْلى ُالسى َىم َاوا َو ْاأل َْرض َو َمىىا َب ْيَن ُه َمىىا﴾ ،1و َّ
َّ
الس َم َاوا َو َما في ْاأل َْرض َو َما َب ْيَن ُه َما َو َما َت ْ َم الثََّرى﴾.3و﴿َل ُه َما في َّ
ف ىىل النصىىوص السىىابقة وغيرهىىا تيىىين أن هللا تعىىالى مالىىم ه ى ا ال ىىون بمىىا ميىىه ومىىن
ميه ،وإكا كان األمر ك لم ،فينه طعني أن هللا تعالى هو وحىده المتصىرف فىي ملىم،
ألنه ال معنى ل قيقة الملىم إال تصىرف المالىم ميمىا ملىم ،وعلىى كلىم ال أحىد ط ىق
1سورةالمائدة،مناآلية .17،
2سورةالمائدة،مناآلية .120،
3سورةطه،مناآلية .6،
157
لىىه أن يتصىىرف فىىي ملىىم هللا بىىيي ونىىه مىىن الونىىوه ،وال بكي يىىة مىىن ال ي يىىا ،إال
بال ي ية التي طيمر بها هو .عز ونل .فهىو وحىده المىار المتصىرف كمىا قلنىا ،حيى
ىم م َّم ْىن َّ
ىم َم ْىن َت َشىا ُ َوَت ْنىز ُ اْل ُمْل َ
ىم اْل ُمْلىم تُ ْىؤتي اْل ُمْل َ
طقول عن نفسىهُ ﴿ :قىل الل ُه َّىم َمال َ
ر اْل َخ ْي ُر إَّن َم َعَلى ُكل َشي َقد ٌير﴾.1
ْ َت َشا ُ َوتُع ُّز َم ْن َت َشا ُ َوتُ ُّل َم ْن َت َشا ُ بَيد َ
ويلىزم متلفىه بنىمانه ،2وعلىى كلىم ف ىل .2ال ال ملاك هلل :والمىال هىو كىل مىا لىه إليمىة ُ
أو الفنىة أو أو ار النقىد كىم ش ي طقدر بقيمة فهىو مىال ،ولىيس المىال هىو الى ه
والىىدور مىىال ،والىىزرو يتبىىادر إلىىى أكهىىن العامىىة ،فىىاألرض المملوكىىة نىىال ،واليناطىىا
مىىال ،وكىىل عقىىار طمل ىىه االنسىىان مىىال ،ومالبسىىه مىىال ،وكىىل شىىي طقىىدر بىىثمن ،
وي رم من اتلفه ثمنه فهو مال .
وإكا عرفنا في الفقرة السابقة أن كل شي ملم هلل ،ميكون المال إكاً مل ا هلل أطنا ،وانا
عل ىىى م ىىا ككرن ىىاه ف ىىي الفقى ىرة الس ىىابقة أطن ىىا ،ف ىىين هللا وح ىىده ه ىىو الى ى ي ل ىىه س ىىلعة ت دي ىىد
التصرف في ه ا المىال ،وال ط ىق ألحىد بونهىه أي ونهىة كانىم إال الونهىة التىي يريىدها
هللا .تعىىالى وال طجىىوز ألحىىد أن طن ىعه فىىي غيىىر الموضىىع الىىي حىىدده لىىه خالقىىه ومال ىىه.
سب انه وتعالى.
ال يىىاة ،وألنىىه هىىو العمىىود الفقىىري ألي نشىىاط اقتصىىادي فىىي أي وألن المىىال هىىو عص ى
مجتمع ،اهتم المشر به كثي اًر وأمر باستثماره ،والم افظة عليه ،وعدم اضاعته ميما ال
طفيد أو يثمر ،وحجر 3على كل شخص ال ط سن التصرف ميه ،من أدلة كلم:
1سورةآلعمران،مناآلية .26،
2وهبةالزحيلي:الفقهاإلسالميوأدلته.42،/4
3الحجرفياللغةهو:المنع،وفيالشرعالمنعمنالتصرفاتالمالية...والذينيحجرعليهمويمنعون
منالتصرفاتالماليةهم:كلمنكانبهنقصفيتصرفاتهيمنعهمنصحةالتصرففيماله...
راجعالرايمختارالصحاحمادة(حجر)والشربينيالخطيب:مغنيالمحتاج.165/2
158
ه َل ُكا ْ َقَ اماا﴾ ،1ففىي اآلطىة َ
َم َواَل ُك ُ اليي َك َع َاح ُ
اء أ ْ
الب َف َه َ
﴿وَال ُت ْؤُتوا ُّ
أ -قوله .تعىالى َ :
داللىىة علىىى ال جىىر علىىى السىىفها ومىىنعهم مىىن التصىىرف فىىي أمىوالهم ،والسىىفها هىىم
الص ىييان الص ى ار ،أو المجىىانين أو اليتىىامى ،وكىىل ه ىؤال كمىىا ت ىرى ينقصىىهم حسىىن
التصرف في أموالهم .2
3
ىور﴾
ان لَراىه َكُف ًا
عُ ىان َّ
الش ْىي َ ان َّ
الش َىيا ين َوَك َ ىانوا إ ْخ َىو َ ب -وقوله .تعالى﴿ :إ َّن اْل ُمَيى ر َ
ين َك ُ
وه ا نص واضا وصريا في النهىي عىن تيى ير المىال ،كلىم ألن هللا تعىالى قىد شىبه
المنيع لماله بدون فائدة بالشيعان ،ووصظ الشيعان بال فر.
يم﴾ ،4فاألموال َنٌر َعظ ٌ َّللاُ ع ْن َدهُ أ ْ ل -وك لم قوله .تعالى﴿ :إَّن َما أ ْ
َمَواُل ُ ْم َوأ َْوَال ُد ُك ْم ف ْتَن ٌة َو َّ
واألوالد ابىىتال لإلنسىىان وامت ىىان لىىه! مىىن أنىىل كلىىم ت ى ر ه ى ه اآلطىىة مىىن أن طفىىتن
بها5وينفقها في الفجور والفسق وما ال ائل منه.
ْم ُرو َن َّ َّ
َّللاُ مى ْىن النىىا َ باْلُب ْخىىل َوَي ْ تُ ُمىىو َن َمىىا َ َتى ُ
ىاه ُم َّ ين َي ْب َخُلىىو َن َوَي ىي ُ
ب -قولىىه تعىىالى﴿ :ال ى َ
ين َع ى َ ًابا ُمه ًينىىا﴾ ،6وه ى ا نىىص خىىر ينهىىي عىىن البخىىل ،ومنىىع َع َتى ْىدَنا لْل َ ىىافر َ
نىىله َوأ ْ
َف ْ
المال عن الم تانين ،مما يؤدي إلى نموده وكثرة الفق ار والمعىوزين فىي المجتمىع،
وهى ه خسىىارة كييىرة لعمىىة ،ومىن أنىىل كلىىم قىىرر هللا عىزو نىىل أن عقواىىة البخىىل هىىي
مىىع حجىىم الجريمىىة ،وفىىي هى ا المعنىىى أطنىًا نىىا العى اب المهىىين ،فىىالج از يتناسى
َّللا
ون َهىىا فىىي َسىىييل َّ ين َط ْ نى ُىزو َن الى َّ َه َ َواْلف َّ قولىىه تعىىالى نىىل وعىىالَّ :
نى َة َوَال ُي ْنفُق َ ﴿والى َ
َ
1سورةالنساء،مناآلية .5،
2القرطبي:الجامعألحكامالقرآن30،،28/5
3سورةاالسراء،مناآلية .27،
4سورةالتغابن،مناآلية .15،
5القرطبي:الجامعألحكامالقرآن.142،/18
6سورةالنساء،مناآلية .37،
159
ىوا ُه ْم َمَبشى ْىرُه ْم ب َعى َ اب أَلىىيمَ ،يى ْىوَم ُط ْ َمىىى َعَل ْي َهىىا فىىي َنىىار َن َهى َّىن َم َفتُ ْ ى َىوى ب َهىىا نَبى ُ
ىاه ُه ْم َو ُنُنى ُ
ورُه ْم َه َ ا َما َكَن ْزتُ ْم أل َْنُفس ُك ْم َف ُ وُقوا َما ُك ْنتُ ْم َت ْ ن ُزو َن﴾.1 ظ ُه ُ َو ُ
ه ا ،واالنظر في األمثلة السابقة يتنا لنا أنهىا نميعىا تنهىى عىن إهىدار اإلنسىان لمىوال
نفسىىه ،وإنفاقهىىا بىىالعر غيىىر المفيىىدة ،ومىىن كلىىم نقىىول إن اإلسىىالم يرمىىي إلىىى الم افظىىة
علىىى المىىال ،وال ىىرص عليىىه مىىن الهىىالر ،بىىل ويونهنىىا علىىى عىىدم التصىىرف ميىىه بعىىر
ال ىىح والخىىدا ،واالعتىىدا علىىى أم ىوال ال يىىر ،أو بىىيي ريىىق خىىر غيىىر مشىىرو ،فنهىىى
2
ْكُلوا َّللاُ اْلَي ْي َىع َو َح َّىرَم الرَاىىا ﴾ ،وعىن كىل أمىوال النىا بالبا ىل ﴿ َوَال َتىي ُ َّ َحى َّىل
عىن الراىا ﴿ َوأ َ
ىاإل ْثم َوأ َْنىىتُ ْم َم َىوال َّ
النىىا ب ْ ىىل َوتُ ْىدُلوا ب َهىىا إَلىى اْل ُ َّ ىىام ل َتىي ُ
ْكُلوا َفر ًيقىا مى ْىن أ ْ َم َىواَل ُ ْم َب ْي َىن ُ ْم باْلَبا
أْ
ع ُعوا أ َْي ىىدَي ُه َما ﴾ ،4هى ى ا
الس ىىارَق ُة َف ىىا ْق َ
3
َت ْعَل ُم ىىو َن ﴾ وكى ى لم نه ىىى ع ىىن الس ىىرقة ﴿ َو َّ
الس ىىار ُ َو َّ
باإلضىافة الىى نىواه كثيىرة فىي القىرن والسىىنة تمنىع كىل اعتىدا علىىى المىال ،باإلضىافة إلىىى
المكلفىىين علىى زيىىادة المىال ،واسىىتثماره وتنميتىه ،حتىىى أخىىرى ،ال اطىة منهىىا حى تونيهىا
من االنتفا به وكلم من مثل: يتمكن من أكير قدر من النا
أ -إعمال األموال وعدم إهماله :وكلم كما في قوله " :من أحيا أرضىاً مواتىاً فهىي
هي ما طعىرف بي ارضىي الدولىة األميريىة ،فقىد أبىاب اإلسىالم له" 5واألرض الموا
ل ىىل فىىرد طمكنىىه أن طسىىت ل أ ارضىىي الدولىىة اليىىور عىىن ريىىق إعمارهىىا ،أبىىاب لىىه
تمل ها إكا لم طكن في كلم اعتدا على الصالا العام واضرار به.6
1سورةالتوبة،اآليتان .35،34،
2سورةالبقرة،مناآلية .275،
3سورةالبقرة،مناآلية .188،
4سورةالمائدة،مناآلية .38،
5صحيحالبخاري .328/2
6المودودي:االختيار،66/3حاشيةالدسوقي،66/4،حاشيةقليوبيوعميرة،87/3:البهنوتي:كشناف
القناع.185/4،
160
وفي كلم إشارة الى استثمار األموال وتش يلها ،وعىدم اهمالهىا ،فتىزداد الثىروة االقتصىادطة
طخدمون بها أنفسهم ومجتمعهم. مجاال في البالد ،وتقل البعالة ،ويجد أحاب العاقا
والفىىي وال نيمىة فىىي أيىدي بقىىة معينىة مىىن ب -عىدم تركيىىز األمىوال العامىىة كالصىدقا
النىا ،وتوزيعهىا علىى كافىة الم تىانين فىي المجتمىع ،ويىدل علىى هى ا قولىه تعىالى:
ىامى
ل َول َّلرُس ىىول َولى ى ي اْلُق ْرَا ىىى َواْلَي َت ى َ َه ىىل اْلُق ى َىرى َ َّ
َّللاُ َعَل ىىى َرُس ىىوله م ى ْىن أ ْ
﴿م ىىا أََف ىىا َ َّ
َ
1
َغنَيا م ْن ُ ْم﴾ ،فقوله تعالى" :كىي السييل َك ْي َال َط ُ و َن ُدوَل ًة َب ْي َن ْاأل َْواْل َم َساكين َو ْابن َّ
ال طكىىون دولىىة بىىين األغنيىىا مىىن م" معنىىاه أن األم ىوال ال ينب ىىي أن تتىىداولها أيىىدي
األغنيىىا فقى ،وي ىىرم منهىىا المعىىوزون مىىن الفقى ار ،بىىل ال بىىد أن طكىىون لهىىم نصىىي
فيها فيتمكن كل منهم من استخدام نصيبه في عمل انتاني في المجتمع ،طقول ابن
كثير في تفسيره تعقيباً على قوله تعالى﴿ :كي ال طكىون دولىة بىين األغنيىا مىن م﴾،
عليه ىىا طق ىىول" :أي نعلن ىىا هى ى ه المص ىىارف لم ىىال الف ىىي ك ىىي ال يبق ىىى ميكل ىىة يت لى ى
واآل ار ،وال طصىىرفون منه ىا شىىيئا إلىىى األغنيىىا ،ويتص ىرفون فيهىىا بم ىىض الشىىهوا
الفق ار ".2
ه ا وكل ما سلظ ككره من نواه عىن إضىاعة المىال أو إهىداره ،أو أوامىر للم افظىة عليىه
وتثميىره واسىىت الله ،كىىل كلىم طمثىىل ونهىىة نظىر اإلسىىالم فىىي المىال ،وفىىي كي يىىة التصىىرف
به ،فاّلِل تعالى .مالم ه ا المال ،وهو ال ي أقر كلم ،ووننا إليه.
ول ىىن قىىد طظىىن الىىبعض أن التشىريع اإلسىىالمي ينىىاقض نفسىىه حينمىىا طقىىول بىىين المىىال هىىو
في ن ملم هلل ،ثم طقر بعد كلم بمل ية األفراد له ،ف يف طكون المال مملوكًا هلل وللنا
واحد
1سورةالحشر/مناآلية.7
2ابنكثير:تفسيرالقرآنالعظيم.336/4
161
للرد على ه ا التساال ،وإلزالة كلم اللبس نقول :إن المالىم األصىيل ل ىل شىي هىو هللا.
تعىىالى .ومل ىىه ه ى ا ملىىم خلىىق وإطج ىاد وويمنىىة وتسىىخير ،وه ى ه المل يىىة ال تتىىيثر بال يىىازة
الملىىم لمىىن طشىىا والتصىىرف ،فهىىو الخىىالق ل ىىل شىىي ،والمهىىيمن علىىى كىىل شىىي ،يهى
ىم م َّمى ْىن َّ
ىم َمى ْىن َت َشىىا ُ َوَت ْنىىز ُ اْل ُمْلى َ
ىم اْل ُمْلىىم تُى ْىؤتي اْل ُمْلى َ
وينزعىىه ممىىن طشىىا ُ ﴿...قىىل الل ُهى َّىم َمالى َ
َت َشا ُ ﴾.1
أمىىا مل يىىة األفىراد فهىىي مل يىىة واقىىع ،وهى ه المل يىىة ال تتىىيثر بال يىىازة والتصىىرف ،2أي أن
ملم األفىراد للشىي غيىر مسىتقر وغيىر ثابىم ،فقىد يييىع االنسىان مىا طملىم ،فينتقىل مل ىه
عقيدة المسلم أن الدنيا ليسم هىي هدفىه .3الّن ا وسول ال غام :ه ا ومن مقتنيا
ال اطىة وغايته ،بل هي وسيلة يىتمكن مىن خاللهىا الوصىول إلىى هدفىه وغايتىه ،حيى
كمىىا قلنىىا هىىي ةبىىادة هللا .سىىب انه وتعىىالى .وال ىىوز علىىى رضىىاه ،فىىيكا علىىم اإلنسىىان
كلىىم وأطقنىىه ،و أكعىىن لىىه فىىال بىىد أن يىىؤثر علىىى كىىل نشىىاط لىىه فىىي حياتىىه ومىىن كلىىم
النشىىاط االقتصىىادي ،فىىال طجعىىل االنسىىان المىىال غايتىىه ،ألنىىه طعىىرف أن ال اطىىة هىىي
العبىىادة ،والمىىال وسىىيلة لهىىا ،وال طجعىىل التقىىدم المىىادي والصىىناعي كىىل همىىه ،وهدفىىه
ف ىىي ال ي ىىاة ،ميععي ىىه ك ىىل وقت ىىه ونه ىىده عل ىىى حس ىىاب ةبادت ىىه ،وينس ىىى أن العبى ىادة
أن طكون وسيلة لها وغيىر وحدها هي الهدف ،و أن التقدم العلمي والصناعي طج
1سورةآلعمران،مناآلية.26
2سالممدكور:نظريةاإلباحةص .361
162
متعارض معها ،فالمفروض أن طكون نشاط المسلم االقتصىادي متناسىقاً مىع عقيدتىه
وشريعته ،ال طخالفها في شي ،كلم ألن كل ما نقض الشريعة فهو با ل.1
الفائاّة األولااج :فىىي نسىبة المىىال هلل عىز ونىىل ضىمان السىىتخدامه فىي نفىىع خلقىه ،وكى لم
تونيهاته كما بينا سابقًا. ضمان الستخدامه بال ي ية التي أرادها هو ،وحس
وفي إضافته الى البشر ضمان وشارة الى ضرورة انتفا كل واحد منه بما مل ه هللا إطىاه
من أموال ن فاإلنسان ال طمكنه االنتفا بمىا طمل ىه غيىره ،بىل ال ينتفىع اال بمىا يىدخل فىي
مل ه هو.
الفائااّة الثان ا :لقىىد أقىىر هللا تعىىالى مل يىىة األفىراد لعمىوال رغىىم أنىىه مال هىىا ،كىىي ال تظىىل
ه ى ه األم ىوال مشىىاعاً تنهيهىىا األيىىدي بىىدون مسىىؤولية ،فىىيععى كىىل فىىرد حصىىته مىىن ه ى ا
﴿وَال َتى ىىزُر َوازَرةٌ وْزَر
المى ىىال ،وق ى ىىرر أن االنسى ىىان مسى ىىئوال ع ى ىىن حصى ىىته لقولى ىىه .تعى ىىالىَ :
3 2
ُخى َىرى﴾ ،وقولىىهَ ﴿ :و ُكى َّىل إ ْن َسىىان أَْلَزْمَنىىاهُ َ ىىائَرهُ فىىي ُعُنقىىه ﴾ ،وقولىىهُ :
﴿كى ُّىل َنْفىىس ب َمىىا أْ
َك َسَي ْم َره َين ٌة﴾ ،4وأن ه ه المسىؤولية ضىمان ل فى هى ه األمىوال ،وعىدم تيديىدها ،وكى لم
ضمان الستخدامها في الونهة المشروعة لها.
1الشاطبي:الموافقات.231/2
2سورةفاطر،مناآلية.18
3سورةاإلسراء،مناآلية.13
4سورةالمدثر،مناآلية.38
163
الفائّة الثالث :وهي نسبة المىال للبشىر مسىايرة لفعرتىه ،ألن االنسىان مفعىور علىى حى
ىال ُحًّبىىا َن ًّمىىا﴾ ،1واىى لم ال طشىىعر االنسىىان بال رمىىان أو ال ي ىىم،
المىىالَ ﴿ :وتُ ُّيىىو َن اْل َمى َ
وك لم فينه يتمكن من استخدام مواوبه وخيراته في استثماره واالنتفا به ،هىو وغيىره مىن
2
أفراد المجتمع.
1سورةالفجر،مناآلية.20
2محمدعبدهللاالعربي:النظماإلسالميةص104
164
المبحث الثاني
تفيد القسم ،ونىي بهىا لتوكيىد مسىؤولية االنسىان عىن عملىه 4وكىون اإلنسىان مسىؤوال عىن
عىىن عملىىه فىىين هى ا طعنىىي أنىىه حىىر 5ألنىىه لىىيس مىىن العىىدل أن ُطسىىيل االنسىىان أو ط اسى
1الدريني:خصائصالتشريعاإلسالميفيالسياسةوالحكمص.500
2سورةاألعراف،اآلية .6
3تفسيرالنسفي .45/2
4القرطبي:الجامعألحكامالقرآن .164/7
5الدريني:خصائصالتشريعاإلسالميفيالسياسةوالحكمص.500
165
ىم
فعىىل لىىم طكىىن لىىه إرادة فىىي القيىىام بىىه ،وهللا عىىز ونىىل من ىزه عىىن ظلىىم العبىىاد ﴿ َو َمىىا َرُّاى َ
ظ َّالم لْل َعييد﴾ ،1وكان لزامًا أن طكون االنسان ح ًار حتى ُطسيل عن عمله ...ول ن حرية بَ
الفرد في اإلسالم ليسم هي تلم ال رية المعلقة المتعىارف عليهىا غراىًا ،بىل حريىة مقيىدة
بما ُكلظ به االنسان من أوامر ونواه شرةية ،تمنعه من االضرار بنفسه وا يره.2
اكًا فاإلنسان حر ،وانا على ه ا فله ال رية في اختيار العمل ال ي يناسىبه ويىتال م مىع
مقدرته اليدنية والعقلية والمالية ،والتشريع اإلسالمي قد قرر كلم وأباحه له.
يعىىا﴾ ،3والتسىىخيرالسى َىم َاوا َو َمىىا فىي ْاأل َْرض َنم ً .1قولىىه تعىىالى ﴿ َو َسى َّ
ىخَر َل ُ ى ْىم َمىىا فىىي َّ
هىىو التى ليل والتسىىهيل ،4وفىىي هى ا الىىنص امتنىىان مىىن هللا عىىز ونىىل علىىى ةبىىاده بمىىا
أو في األرض،5ونعل ه ه المنىافع التىي ال سخر لهم من منافع ،سوا في السما
سهلة ميسورة ،طستعيع البشر استخدامها لنفعهم دون عنا ...وعلىى كلىم فىيكا كانىم
ه ه الن عم ال ثيرة قد أبي م للبشر ،وان كل واحد منهم ال طسىتعيع أن طسىتعمل هى ه
النعم نميعا على انفراده ،فىين هى ا يىدل علىى أن كىل فىرد مخيىر فىي انتقىا مىا يىراه
مناسبًا من ه ه النعم ،طمار من خالله نشا ه االقتصادي ال ي يراه مناسبًا له .
َّللاُ َع َمَل ُ ى ْىم َوَرُسىىوُل ُه َواْل ُم ْؤمُنىىو َن َو َسىىتَُرُّدو َن إَلىىى
اع َمُل ىوا َف َسى َىي َرى َّ
.2قولىىه تعىىالىَ ﴿ :وُقىىل ْ
الشى ى َىه َادة َفُيَنيى ى ُىئ ُ ْم ب َمى ىىا ُك ْنى ىىتُ ْم َت ْع َمُلى ىىو َن ﴾ ،6فى ىىي ه ى ى ا الى ىىنص خعى ىىابَعى ىىالم اْل َ ْي ى ى و َّ
َ
1سورةفصلت،مناآلية.46
2الدريني:نفسالسابق.
3سورةالجاثية،مناآلية.13
4الرازي:مختارالصحاحمادة(سخر).
5ابنكثيرتفسيرالقرآنالعظيم.148/4
6سورةالتوبة،مناآلية.105
166
للجميىىع1بالعمىىل ،والىىنص لىىم ط ىىدد عم ىالً معينىاً ،فىىاللف طعىىم كىىل عمىىل ،وعلىىى كىىل
انسان أن طختار مايراه مناسبًا لىه مىن األعمىال ،ولىيعلم أن هللا معلىع عليىه ومراإلبىه
،وسيجازيه على ه ا العمل ال ي اختاره لنفسه.
َّللا﴾،2
نىىل َّ
الصى َىالةُ َف ْان َتشى ُىروا فىىي ْاأل َْرض َو ْاب َت ُ ىوا مى ْىن َف ْ
.3قولىىه تعىىالىَ ﴿ :فىىي َكا ُقنىَىيم َّ
وه ا دليل على إباحة اختيار اإلنسان ألي عمل مباب إكا أدى ما عليه من ةبادة.
ام ُشىوا فىي َمَناكي َهىا َو ُكُلىوا م ْىن رْزقىه َّ
ض َكُلىوًال َف ْ
.4قوله تعالىُ ﴿ :هَو ال ي َن َع َل َل ُ ُم ْاأل َْر َ
ىور﴾ ،3فاآلطىىة تيىىيا ل ىىل انسىىان ان طفىىتح فىىي ننبىىا ه ى ه األرض التىىي َوإَل ْيىىه ُّ
الن ُشى ُ
عما يناسبه من عمل ورز .
كللها هللا تعالى له َّ
.1ال فىىاظ علىىى ك ارمىىة االنسىىان وعىىدم أسىىر حريتىىه عىىن ريىىق تقييىىده بالقيىىام بيعمىىال
م ىىددة :4قلنىىا ميمىىا سىىيق إن اإلنسىىان كىىان حىىر مسىىؤول ،وإنىىه مفعىىور علىىى كلىىم،
فاإلنسان دائم التعلع الى ال رية فىي كىل تصىرفاته ،ويكىره أن طكىون مقيىداً بىيي نىو
مىىن أن ىوا القيىىود ،وعليىىه ،فعىىدم تقريىىر ه ى ا الميىىدأ يىىؤدي إلىىى إهىىدار ك ارمىىة االنسىىان
وأسر حريته ،وتشييهه باليهيمة العجمىا التىي تلىزم بعمىل م ىدد لهىا ،واإلسىالم طىيبى
على االنسان أن طكون ك لم.5
االنسان واست اللها :كل فرد مني بني االنسان له اقته الخاصىة .2تنمية مواه
ولىىه امكانيتىىه العقليىىة المتمي ىزة ،ثىىم إن ل ىىل إنسىىان نىىزو إلىىى القيىىام بعمىىل مىىا،
1القرطبي:الجامعألحكامالقرآن،252/8ابنكثير:تفسيرالقرآنالعظيم.386/2
2سورةالجمعة،مناآلية.10
3سورةاالملك،مناآلية.15
4عبدالكريمزيدان:أصولالدعوةص.238
5الدريني:خائصلتشريعاإلسالمي،ص،500زيدان:المرجعالسابقص .238
167
أن طكىون ييبىاً او مهندسىاً أو وعزوف عن القيام ب يره ،فلىيس كىل واحىد ط ى
مزارعًا أو صانعًا.
وانا على كلم فقد ت لظ انسان بالقيام بعمىل مىا ،فىال طكىون هى ا العمىل مناسىبًا لمقدرتىه
العنلية ،فال يتقنىه ،أو قىد ت لفىه بعمىل ال يناسىبه إنمىا يىتقن العمىل الى ي يهىواه ويناسى
ف ره ،ميجد نفسه اد ًار على أن ييد في ه ا العمل ،وينتج أكثر وأكثر ألنه ط به.1
وانا على ما سيق ،فين اختيار االنسان لعله هو وسيلة متميزة لتنمية مواوبه ودافعًا له
للنشاط واإلنتال االقتصادي ،ميستفيد هو ،ويستفيد منه المجتمع.2
من أنل كلىم ،ول ىي ال طنىر االنسىان ب يىر عنىد القيىام بعملىه ،نىرى التشىريع اإلسىالمي
َّللاُ اْلَي ْيى َىع
َحى َّىل َّ
طمنىىع مىىن القيىىام بكىىل عمىىل يىىؤدي إلىىى كلىىم النىىرر مثىىل ت ىريم الراىىا ﴿ َوأ َ
1زيدانالمرجعالسابق .
2الدريني:خصاصالتشريعاإلسالميفيالسياسةوالحكمص .200
33الشاطبي:الموافقات.242/2
44الحاكم:المستدركعلىالصحيحين،66/2،ح،2345وقالالحاكمإنهعلىشرطمسلم.
5زيدان:أصولالدعوةص،238الدريني:خصائصالتشريعاإلسالميص،500العربي:الننظم
اإلسالميةص، 163محمدفاروقالنبهان:االتجاهالجماعيفياالقتصاداإلسالميص.127
168
َو َح َّىرَم الرَاىا﴾ ،1ومثىل األمىىر بانتنىاب الخمىر والقمىار بيعىاً وشىرااً ﴿إَّن َمىا اْل َخ ْم ُىر َواْل َم ْيسى ُىر
ىان َتنُيوهُ﴾ ،2ومىن مثىل ت ىريم ال ىح" :مىىن عان َف ْ ىس م ْىن َعمىل َّ
الش ْىي َ َزال ُم ر ْن ٌ
ىاب َو ْاأل ْ َ
َ ص ُ َو ْاأل َْن َ
غشنا فليس منا"...3الا كلم مما حرمه التشريع اإلسالمي.
تعريف الملكية:
الفقها واألصوليين من علما المسلمين القدامى والم ثىين للمل يىة، تعريفا لقد كثر
معىىول بعن ىوان (المل يىىة فىىي استعرضىىها نميع ىًا الىىدكتور عيىىد السىىالم العبىىادي فىىي ب ى
الش ىريعة اإلسىىالمية) وخلىىص مىىن ه ى ه الد ارسىىة علىىى تعريىىف المل يىىة بينهىىا( :اختصىىاص
إنسان بشي طخوله شرعاً االنتفا والتصرف ميه وحده ابتدأ إال لمانع).4
ومعنىىى ه ى ا التعريىىف هىىو أن تخ ىتص بشىىي مىىا ال طشىىاركم ميىىه أحىىد ،وأن اختصاصىىم
التىي أباحهىا الشىار عىز به ا الشي طععيىم حىق التصىرف بىه كمىا تشىا فىي المجىاال
1سورةالبقرة،مناآلية.275
2سورةالمائدة،مناآلية.90
3صحيحمسلم،99/1ح.101
4عبدالسالمالعبادي:الملكيفيالشريعةاإلسالمية .150/1
169
ونل إال أن يوند مانع شرعي طمنعم من االنتفا بهى ا الشىي الخىاص بىم ،كىين ت ىون
مرهونىا عنىىد غيىىرر ،أو أن طكىىون قىىد تعلىىق بىىه حىىق ليىىرر بييىىع أو إنىىارة ،أو أن ت ىىون قىىد
استعملته بعريقة أضر ب يرر ...إلا.
.1ق ىىال تع ىىالى ﴿ :أََوَل ى ْىم َي ى َىرْوا أََّن ىىا َخَلْقَن ىىا َل ُهىى ْىم م َّم ىىا َعمَل ى ْىم أ َْيىىىد َينا أ َْن َع ً
ام ىىا َف ُه ى ْىم َل َه ىىا
َمال ُ و َن﴾،1فه ا نص صريا على أن هللا عز ونل قد خلق األنعام للبشر لت ون
مل ًا لهم ،فد قرر مل يتها رغم أنه هو الخالق لها.
أضىيف المىال فىي ر النصوص أطناً ما طفيد مل ية األموال ألصى ابها ،حيى
نص منها إلى مالم معهود.
مىىن نفسىىه" ،5وونىىه الداللىىة مىىن .4قىىال ":ال ط ىىل مىىال امىىر مسىىلم إال بعي ى
السابقة ،ثم طقرر أن ه ا أنه أضاف المال إلى مل ه كما في اآلطا ال دي
هى ا المىىال المملىىور ال ط ىىل ألحىىد إال برضىىا مال ىىه ،وهى ا دليىىل بىىين علىىى إقىرار
1سورةيس،مناآلية.71
2سورةاالسراء،اآلية.34
3سورةالليل،مناآليتين.18،17
4سورةالمسد،مناآلية.2
5البيهقي:السننالكبرى،182/8،وصححهاأللبانيفيإرواءالعليلح.1459س
170
حق المل ية ،ألن ص ة التصرف فىي المملىور مىا هىي إال أثىر مىن أثارهىا ،فىيكا
لم طكن الشخص مال ًا للشي ،فينه ال ط ق له أن طمن ه ألحد غيره.
171
فائدة إقرار مبدأ الملكية الفردية:
الفردم فوائّ م ها: ولل لك
.1مسىايرة فعىرة االنسىىان :ان اإلسىىالم ديىىن الفعىرة ،لى لم فىىين أحكامىىه وتشىريعاته كلهىىا
و ييعىة ت ىوين الىنفس البشىرية ،بمىا احتوتىه هى ه الىنفس مىن ميىول وشىهوا تتناس
بعىىر وتلىىم الشىىهوا ومشىىاعر ،فعمىىد اإلسىىالم إلىىى إشىىبا ه ى ه الرغبىىا ورغبىىا
منظم ىىة ومنن ىىبعة ،ال تفى ىري فيه ىىا ،ميق ىىع الن ىىرر عل ىىى ال ي ىىر ن وال إفى ىراط ميق ىىع
النرر على النفس.
ان طمتلىم مىا ينىتج عىن أن يتميز عىن غيىره مىن البشىر ،وي ى ولما كان االنسان ط
عمله ونهده ،فقد اباب له اإلسالم كلم ،أي أباب لىه تملىم كىل مىا طكسىبه بيى ل مجهىوده
وعرقه.1
السيعرة على ما حوله من مظاهر ال ون :مثل األرض وال يوان ولما كان االسان ط
والجماد ...أباب له اإلسالم كلم بالشروط المعروفة.
ولما كان االنسان طصيو دائمىا علىى الخلىد و ىول البقىا ،وإلىى الرغبىة وحريتىه و دميتىه،
ولىىن طسىىتعيع أحىىد أن يتسىىل عليىىه أو طسىىتعيده ،نظ ى اًر ل انتىىه وكفافىىه ،واالتىىالي تنىىمن
خنو البشر لخالقهم فق .2
من أنل ه ا الهدف كانم الدولة في اإلسالم مسؤولة عن توفير ال د األدنى من مل يىة
الم تىانين والمعىوزين ،ومعالبىة بسىد حانىة الفقى ار األفراد ،فهي مؤولة عن توفير أقوا
أو م ىوارد الدولىىة الماليىىة األخىىرى ،حتىىى ولىىو والمسىىاكين ،مىىن أم ىوال الزكىىاة أو الصىىدقا
1يوسفكمال،اإلسالموالمذاهباالقتصاديةالمعاصرةص .151،150
2المرجعالسابقص 151
172
عل ىىى فن ىىول أمى ىوال األغني ىىا إن ل ىىزم األم ىىر ،وشى ى م مى ىوارد الدول ىىة بف ىىرض النى ىرائ
المالية ،1وكلم حتى ت فى موا نيها سؤال األغنيا ،والت لل لهم.
حماية الملكية:
إن اإلسالم ال ي أقر المل ية الفردطة باألدلة التي ككرناها سىابقاً ،لىم طقىظ عنىد هى ا ال ىد
وض ىىع مجموعى ىىة مى ىىن م ىىن إباحتهى ىىا فقى ى ،بى ىىل فقى ى ،بى ىىل ت فىىىل ب مايتهى ىىا أطنى ىًا ،حي ى ى
بىيي النىا ت ريم االعتدا على مل يا من أنل كلم ،ومن ه ه التشريعا التشريعا
م ىىن مثىىىل الس ىىرقة ﴿ َوال خِ َّلَّلُ ار ز َوال خِ َّلَّلُ ارََز وَ َّلَّلُ رئَ زعَا َلَيرَّل َّل ايََّل زن َُِ﴾ ،2أو وس ىىيلة م ىىن وس ىىائل االعت ىىدا
ا
ََيبغزَّلَا ََل َُر زَلزَّلَا َل رَبَّل ََّلَالَ زو ر نََّلره َّلَّلغَ زو ر اَّلللرَُ ا َّل اَّلَ اخَل َلَ ره َ زوَّلَّلَ َه اَََّل ََّلُرنل َع َّل ر ََّل ََّلَّ َن
اق االحتيىىال وال ىىح ﴿ ََّيَلَيَّله َنَّلَّلُ الخَّلَّلذي َ
ابَّلرغ زو ر ﴾ ،3أو حتى لعبًا ومزاحًا لقول النيي" ال طيخ أحدكم متا أخيىه نىادًا وال الةبىًا،
واكا أخ أحدكم عصا أخيه فليردها عليه".4
بشىىكل عىىام ،وكىىان كلىىم واض ى ًا فىىي خعبىىة واالجملىىة فقىىد حىىرم المشىىر كىىل االعتىىدا ا
نىىا عىىن النيىىي فيهىىا "إن دمىىا كم وأم ىوال م ح ىرام علىىيكم ك رمىىة يىىومكم الىىودا ،حي ى
نفس منه".6 ه ا ،5"..ومن كلم أطنا قوله "ال ط ل مال أمر مسلم إال عن ي
عليهم ،وت ظ يىد كىل مىن ت ريىه التي ت ف أموال النا وااإلضافة إلى ه ه التشريعا
الملىىم نفسىىه أن يىىدفع عىىن مل ىىه إكا نفسىىه باالعتىىدا عليهىىا ،فقىىد أبىىاب المشىىر لصىىاح
دون مالىىه دون كلىىم ،فقىىد نىىا رسىىول " مىىن مىىا تعىىرض ألي أكى حتىىى ولىىو مىىا
فهو شهيد".7
1الجويني:غياثاألمممنالتياثالظلمص،268ابنحزم:المحلىباألثار.283/4:
2سورةالمائدة،مناآلية .38
3سورةالنساء،مناآلية .29
4البيهقي:السننالكبرى،99/6،ح،11279وحسنهاأللبانيفيإرواءالعليلح .1518
5صحيحمسلم،889/2ح .1218
6البيهقي:السننالكبرى،182/8،صححهاأللبانيفيإرواءالعليل،ح .1459
7صحيحالبخاري،877/2صحيحهاأللبانيفيإرواءالعليل،ح.1459
173
القيود الواردة على حق الملكية:
إن المل يىىة الفردطىىة فىىي اإلسىىالم ليسىىم معلقىىة ،بىىل تىىرد عليهىىا مجموعىىة مىىن القيىىود وهى ه
القيود هي:
1يوسفكم ال:اإلسالموالمذاهباالقتصاديةالمعاصرةص.155
2راجعص203،201منهذاالكتاب .
3المبادي:الملكيةفيالشريعةاإلسالمية،27/2زيدان:أصولالدعوةص.242
174
ببب اسي ار ها ون ائها: ثان ا :القوود الواقع علج ال لك
استنادا على ميدأ الت افىل االنتمىاعي ،فقىد قىرر اإلسىالم أن األغنيىا والقىادرين لهىم دور
في كفالة الفق ار والم تانين ،ففرض المشر على األغنيىا مقابىل مىا أنعىم علىيهم بنعمىة
الملىىم ،ومىىا مىىن هم مىىن وسىىائل تعىىويره وزيادتىىه ،فىىرض علىىيهم مجموعىىة مىىن الت ىىاليف
طخرنونهىىىا مى ىىن ام ى ىوالهم أو ممتل ى ىىاتهم ،ويؤدونهى ىىا إلى ىىى مسى ىىت قيها مى ىىن فق ى ى ار ومسى ىىاكين
وغيرهم.
وه ه الت اليف تتمثل في الزكاة بينواعها سوا كانم فرضاً أو تعوعاً.
1سورةاالسراء،اآليتان .26،27
2سورةاألعراف،مناآلية .31
175
هل يتدخل ولي الأمر لتقييد حرية العمل والملكية الفردية؟
إكا كان المشرو قد أباب حريىة العمىل وحىق المل يىة الفردطىة ،فينىه قىد أععىى ولىي األمىر
حق التدخل إكا رأى أن المكلظ قد است ل حقىه فىي حريىة العمىل أو مل يتىه الخاصىة فىي
المفروضىىة عليىىه إضىرار ال يىىر وإل ىىا األكى بهىم ،وإكا لىىم طقىىم بىىيدا ال قىو والوانبىىا
ط ىىق ل ىىاكم المسىىلمين أن طىىيمر مىىن امتنىىع عىىن دفىىع الزكىىاة والتىىي بيناهىىا سىىابقاً ،حي ى
بدفعها ،بل أن طيخ ها منه رغمًا عنه.1
التشريع أبعد من ه ا أباب لولي األمر أن طمنع شخصًا ما من مزولة عمل ما وقد كه
إكا كان في كلم ض اًر له أو ل يره ،وك لم له أن ينز مل ية شخص ما إكا كان مجمو
األمة ب انة إلى ه ه المل ية ،وإكا فقدها طنر المجتمع.2
ومىىن أمثلىىة كلىىم مىىا قىىام بىىه الخليفىىة عمىىر بىىن الخعىىاب رضىىي هللا عنىىه مىىن نىىز مل يىىة
الييو المجاورة لل رم المكي ليدخلها ميه من أنل توسيعه.3
ثالثاً :الإرث
الىنفس اإلنسىانية ،وتمشىياً مىع تعلىىع الفىرد إلىى مسىتقيل مىن طعىول ،وتجاواىاً تلييىة لرغبىا
مىىع حرصىىه عل ىىى أن تظىىل أمالك ىىه فىىي أيىىدي كريت ىىه ،الىى ين طعتي ىىرون اسىىتم ار ًار ل يات ىىه،
وحفاظى ىًا على ىىى اسى ىىتمرار تى ىىداول األم ى ىوال فى ىىي المجتمىىىع ممى ىىا يى ىىؤدي إلى ىىى تعى ىىور النشى ىىاط
االقتصادي ونموه ،من أنل كلم كلىه ،أقىر التشىريع اإلسىالمي اإلرث ،ونعلىه ميىداً عامىاً
ينعلق من خالله النشاط االقتصادي.
1فقدقاتلأبوبكرالصديقمانعيالزكاةبعدوفاةالرسول .
2النبهننان:االتجننناهالجمننناعيفننيالتشنننريعاالقتصننناديص،188،120العربنني:الننننظماإلسنننالمية
ص،121العبادي:الملكيةفيالشريعةاإلسالمية.233/2
3النبهان:المرجعالسابقص .219
176
تعريف اإلرث:
اإلرث هو انتقال ما كان طمل ىه الميىم إلىى ورثتىه األحيىا ،سىوا كىان المتىرور مىاالً ،أم
عقا ًار ،أم حقًا من ال قو الشرةية.1
أدلة مشروةية اإلرث :واإلرث مشرو بال تاب والسنة وإنما الص ابة رضي هللا عىنهم
أنمعين.
َّلَل وََّلام ره زََّل خ اك ام َل رَوََل اد زََّل لالَّل خذ ََ اَّ ابثرَّلَ َح اَّلْ راَيزَّرَّلثََّلهََّل ر ا ا
ز ر -1قوله تعالى﴿ :يزَصَّله زو ز خز
ا ا َّاَِّلَّلَُ وََّلَّلَ َ ا رَّلغََّلتََّل ر ا
ص َّل ز َّلَل وََّللَ زن َّل خ َّلزلزثََّلَّلُ َبَّلَّلُ ََّل ََّلََّا َوا ره َََََُّّل ر َواح َّل َ نل وََّللَ َنَّلَّلُ الغ ر َ ن ر
ا ا احَّل َن ابغَّلنَِّلُ الَِّل ا واَيَنَّلَي ان لا زو اَّلَ و ا
إ خَّلُ ََّل ََّلََّا ره َََّلُ َه لََّلنز َولََّل ٌ وََّلم ره َكر يَ زوَّل ر رزَ ه ز ز َ َ ََ ر
لََّلَّلن ولََّل ٌ ووار َّلََّلن َلَن َّلَّلَاه وَا ازبَّل اَّلن الثهَّللزَّل ز وََّلام ره َََّلَّلُ َه لََّلَّلن اخَّلَّلَلٌ وَا ازبَّل اَّلن ال هَِّل ز ا
إ ب َّل ر ز ز رَ ز َ ََ ز َ َ ز
ا ا َن ا ا
ب لَ زوَّل ر نَّلَ رع َوصهخَ يزَص َُ َل رَو َدير َن َيَ ََّلل زؤزَ ر َوَلَنرَّلغَُ زؤزَ ر ََل َ ر زرو َه َلَيَّله زن ر َلَرَّل ََّلَّ ز
ا ا اكا ا خه خ َِن اب َ خ
وهُِ﴾.2
هُِ َح ن اكَ ََُ َه َعل ن ََّّلَر نعُ وَ اَّي َ
اْ زو َّل ر ا ره َكر يَ زو َّل ر ََل َّلز خ َولََّل ٌ وََّلام ره ا
ص َّل ز َبَّلَّلُ ََّل ََّلََّا َلَر َو ز
-2قولىىه تعىىالىَ ﴿ :ولَ زو َّل ر َّ ر
َّلَل ا َّلََّلُ َل رَو َديرَّل َن ا ا َن ا ا ا
َََّلَّلُ َه ََلَّلز خ َولََّل ٌ وََّللَ زوَّل ز الهَّنَّلز زَّلِ َّلخَّلُ ََّل ََّلَّرَ َ بَّل ر نَّلَ رعَّل َوصَّلهخَ يزَصَّل َ
ا ا ا
َوََلز خ الهَّنز زِ خُ ََّلََّرَتز ر ره َكر يَ زو ر لَ زو ر َولَ ٌ وََّلم ره َََّلُ َه لَ زوَّل ر َولََّل ٌ وََّللَ زنَّل خ الَّلث زهِ ز
ا ا ا ا ا َن ا
ث ََ ََتلََّلَن َّلَر ز َصَّلَ َه ََّلُ َل رَو َديرَّل َن َو ره َََّلُ َه َر زْ ٌَّلَ يز َ خُ ََّلََّرَتز ر ب ر نَّلَ رع َوصهخَ ز ز
إ وََّلام ره َََّلَُّزَا َلَ رَثََّل ََّلَّ ز َّل ِ
ه ال َّلُ
َّلِ ن َّلغ
ر احَّل َن ا
ب َلَ او ابَّلَّلََّلَلٌ ولََّلَّلن َلَخ َلَو َلزخَّل وَلا زوَّل اَّلَ و ا
ز َ ز َ رَ َ ز ٌ ر ر ٌ
1د.حمديشلبي:الرائدفيعلمالفرائض .
2سورةالنساء،اآلية .11
177
َصَّل ا َّلََّلُ َل رَو َديرَّل َن َغره َّل ََّلَّ ا ا َن ا ا ا ا
بَّل ر َالَّل َ وََّل زنَّل ر زيَّل ََّلََََُّز ام الثهَّللزَّل بَّل ر نَّلَ رعَّل َوصَّلهخَ يز َ
حلاه ﴾.1 اكا و خ ا ب َن ا ا
اكز َعله ٌ َ ٌ ُِر َوصهخَن ب َ خ َ ز َ
اك يَّلرتاه زو ام الر َو ََتلَ اَّلَ ا ا
َ َّله
ر َ ل َ َّل
َل َ ؤ
ٌَّلَّ
ز اب
ر ه -3قوله تعالى ﴿ :يَ رِتََّلرتزَََّ َ ز اَ خز ز ر
ص ز َبُ ََّلَََّا َوز ََ يَاََّّلز َنَّلُ ا ره َكر يَ زوَّل ر ََلََّلُ َولََّل ٌ وََّلام ره ا
زخ ٌ وََّللَ َنُ َّ ر لَنز َولَ ٌ َولَنز َل ر
ُه ا خُ ََّلَََّا َوا ره َََُّزَا ا رخ ََلن ار َْ نَُل َوَّا ََِّلَُن وَلالَّل خذ ََ اَّ َل وََّللَنُِ الثهَّللزثَ ا ا
ََََُّّلَتَُ ا رَّلغََّلتََّل ر ز َ
علاه ﴾.2 اك نا زو اَ ي َن
َ خ و ا
َ ه
ل اك لَ زو َلَ ره َ ا
ِ خ َل ابثرَ َح اْ راَيزَّرَّلثََّلهََّل ر ا
َل يَّلزََّلا
ر ٌ َ َ َ ز ز ر ز ز
اكا﴾.3 ُب خ ِن َلَوََل نا َّل رع َن ام َاتَ ا ا
-4قوله تعالىَ ﴿ :وَلزولزَ راَي رَر َحُم نَّلَ رع ز ز ر ر َ
وكع الّالل في ا مات:
السابقة كيف أن هللا عزو نل نص بوضوب وصراحة على كي ية توزيىع ترى في اآلطا
كل واالث من هؤال الورثة ،كما نص تركة الميم على ورثته ،وكان كلم بييان نصي
من أسباب التوارث بين النا . في اآلطة األخيرة على أن قرابة الرحم سي
1سورةالنساء،اآلية .12
2سورةالنساء،اآلية.176
3سورةاألحزاب،اآلية .6
4صحيحالبخاري،187/7صحيحمسلم60/11ح .1619
5صحيحالبخاري،187/7صحيحمسلم52/11ح.1615
6صحيحمسلم52/11ح .1614
178
وكع الّالل من االحاديث البابق :
هىىو أن النيىىي طقىىرر ص ىراحة بىىين مىىال الميىىم المتىىرور بعىىده طقسىىم علىىى ورثتىىه وك ى لم
طىىيمر .عليىىه الصىىالة والسىىالم .بىىين طععىىي كىىل وارث الثىىاني ،حي ى ال ىىال فىىي ال ىىدي
نصىىيبه مىىن تركىىة مورثىىه ،وإن مىىا زاد بعىىد توزيىىع ال صىىص فهىىو ألقىىرب ككىىر مىىن الميىىم
ينفي رسول هللا التوارث بين اهل الملة الواحدة نائز التوارث بينهم. الثال ال دي
فىىي إقىىرار هىى ا الميىىدأ خىىر وهىىو ميىىدأ (العىىدل) فىىالمورث كىىان ينفىىق علىىى أوالده وأبويىىة
فىي ونىود هىؤال الم تانين قيل موته ،وقد طجير علىى كلىم أن امتنىع ،وهىو كىان السىي
فىي ونىوده هىو ،فمىن العىدل أن توزيىع أموالىه علىى األبنا في الدنيا ،و بىااه كىانوا السىي
ونىىودهم ،وكى لم مىىن العىىدل أن يرثىىه وهىىو سىىي أبنائىىه كىىي ال يتىىركهم عالىىة علىىى النىىا
ونوده ،وقد أنفقا عليه من أموالهما في أثنا ص ره وحانته.3 أبواه ،وكانا سي
1الرائدفيعلمالفرائضص .16
2يوسفكمال:اإلسالموالمذاهباالقتصاديةص،189زيدان:أصولالدعوةص .244
3نفسالمرجعينالسابقين .
179
مىىن خىىالل مىىا سىىيق يتنىىا لنىىا أن نظىىام الت ىوارث ةبىىارة عىىن ضىىمان انتمىىاعي داخىىل
األس ىرة الواحىىدة ،لمىىا ميىىه مىىن نقىىل المىىال المىىوروث إلىىى أيىىدي أف ىراد ه ى ه األس ىرة ،حي ى
الم تانون والمعوزون ال ين طجدون في ه ا سدًا لخلتهم.
-4وفىىي نظ ىىام اإلرث إككىىا للنشىىاط االقتصىىادي بشىىكل عىىام ،وكلىىم عىىن ري ىىق عىىدم
تركيز الثروة في يد فرد معين ،بل بيرث تنتقل ه ه الثروة إلى عىدد مىن األفىراد ،وهى ا
بىىدوره طخلىىق فرصىىًا نديىىدة للعمىىل ،ويزي ىد مىىن النشىىاط االقتصىىادي ،أن كىىل ش ىىخص
سي اول تنمية نصيبه من اإلرث بونه من ونوه تنمية المىال ،وهى ا هىو غاطىة النشىاط
االقتصادي.
180
المبحث الثالث
النظم االقتصادطة كثيرة ومتعددة ،كل واحد من هى ه الىنظم لىه مىا طميىزه عىن غيىره
والممي ى از ،ونظىىام اإلسىىالم االقتصىىادي بوصىىفه أحىىد ه ى ه الىىنظم ،يتصىىظ مىىن الصىىفا
بمجموعة مىن الخصىائص التىي نعلىم منىه نظامىًا فريىدًا ومميى ًاز عىن غيىره مىن األنظمىة،
أن نقىىول أنىىه يتصىىظ ولمىىا كىىان هى ا النظىىام مسىىتمدًا مىىن التشىريع اإلسىىالمي ،فىىال عجى
بجميع خصائص التشريع والتي ت دثنا عنها في الفصل التمهيىدي مىن هى ا ال تىاب ،مىن
مثىىل خاصىىية الراانيىىة والشىىمول والت امىىل والواقعيىىة والمثاليىىة وغيىىر كلىىم مىىن الخصىىائص
عنهىىا نميعىًا مىرة أخىىرى، لىىن نعىود لل ىىدي المى كورة هنىىار ،لى لم فيننىىا فىىي هى ا المعلى
التمهيدي. ول ن سنعرض في المب
أولاً :الوسطية:
فنظام االقتصاد في اإلسالم مثله مثل التشريع ال ي استمد منه نظام وسى طقىول تعىالى:
1سورةالبقرةمناآلية .143
181
ويست ل حانة من طعلمون عنده من أنل زيىادة دخلىه ..كىل هى ا وغيىره كثيىر ط ىدث مىن
قيل األفراد ،كما ط دث من قيل الدول التي تيخ به ا النظام.
ك لم فين اإلسالم لم طع الجماعة كل اهتمامه ورعايته على حساب الفىرد ،لىم طقىل بىين
أن طكىىون مل ىًا لهىىا ،وأن الفىىرد هىىو تىىر فىىي لىىة المجتمىىع كىىل شىىي فىىي الدولىىة طج ى
النخمة ،طعمل من أنل صال ها ورخائها ،على حساب نفسه و موحاته ،ما يؤدي إلى
خمىىول اإلنسىىان وقتىىل مواوبىىه ،نتيجىىة عىىدم ال ىوافز والمنافسىىة ،فينىىتج عىىن كلىىم اقتصىىاد
مع التقدم العلمي المستمر. األفراد ،وال يتناس هزيل ومختلظ 1ال يليي احتيانا
لقىىد تخعىىى اإلس ىىالم هىى ه االن ارفىىا ،ولىىم يلتفىىم إليهىىا ،فهىىو ديىىن الفعىىرة ،وأقىىر الف ىىرد
مش ىرو ، بمل يتىىه الخاصىىة ،وا ريىىة العمىىل ،وا قىىه فىىي اإلرث ،واىىين لىىه ىىر ال س ى
وحدد له حدودًا ونى ره مىن تخعيهىا ،حتىى ال طكىون كسىبة غيىر مشىرو ،فىي لق حىرة فىي
كل مباب ،وكفها وقيدها عن كل ما سوى كلم ،ول نه لم طفصل الفرد عن مجتمعىه الى ي
طعيح ميه ،ولم طجعىل كيانىه مسىتقالً عىن كيىان الجماعىة ،أو كيىان الجماعىة مسىتقالً عىن
كيانهى بل نعله عنص اًر فعاالً في الجماعة رغم ما أباحه له من حرية العمل التملم وحق
اإلرث ،فجعل للجماعة مل يتها الخاصة 2ونشا ها االقتصادي العام ،يت ون من مجمو
فى ىىي كافى ىىة االقتصى ىىادطة ل ى ىىل االف ى ىراد ال ى ى ين يلى ىىزمهم أن يوانه ى ىوا النشى ىىا ا النشى ىىا ا
األمىىىة فىىىي أي مج ىىال مىىىن التىىىي ت ت ىىال إليهىىىا األمىىىة ،3ألن القي ىىام ب ان ىىا المج ىىاال
هو رفض كفاطة على أي فرد من أفراد ه ه األمة.4 المجاال
1الدريني:نظريةالحقص،50،42يوسفكمال:االسالموالمذاهباالقتصاديةص .35
2الدريني:المرجعالسابقص، 148النبهان:االتجناهالجمناعيفنيالتشنريعاالقتصنادياالسنالمي
ص.220
3العربي:النظماإلسالميةص .141
4الغزالي:إحياءعلومالدين 16/1
182
كمىىا حىىرص اإلسىىالم ال طصىىعدم النشىىاط االقتصىىادي لعفىراد بالنشىىاط االقتصىىادي العىىام
للجماع ىىة ،فق ىىد تق ىىرر أن ىىه عن ىىدما تتع ىىارض مص ىىل ة الف ىىرد م ىىع مص ىىل ة الجماع ىىة تق ىىدم
مصل ة الجماعة.1
لىه البقىا والىدوام، وما فعل اإلسالم كلم إال رغبة في وضع نظام اقتصادي مىرن ،طكتى
فعىرة البشىر ،الصىعدم مىع إرادتهىم و موحىاتهم ،وتصىورهم ألنىه لىو تعىارض ومقتنىيا
لنشا هم االقتصادي ،ولم تم كلم فىين هى ا النظىام سىينهار وال طجىد مىن طيخى بتعاليمىه،
ويننوي ت م لوائه.2
وانىىا ً علىىى هى ا ،فىىين اإلنسىىان كا األخىىال الفاضىىلة ت ىىون كىىل سىىلوكه وتصىرفاته سىىلوكًا
وتصىرفا إطجابيىىة ،وإكا أراد أن طقىوم بىىيي عمىل أو أن ط قىىق أي هىدف ،فىىين عملىه هى ا
أو هدفىىه ال طكىىون إال إطجابي ىاً ،كمىىا أن الوسىىائل التىىي طسىىتخدمها عنىىد إليامىىه بعملىىه ،أو
ت قيقىىه لهدفىىه ،البىىد وأن ت ىىون وسىىائل إطجابي ىة مشىىروعة ،ومىىن هنىىا ننىىمن أن طكىىون
ملتزمًا بيحكام دينه ،ومن ضمنها ما يتعلق بالنظام االقتصادي.
1استناداإلىالقاعدةالفقهية(الضرراألشدبالضرراألخف)راجعالشاطبي:الموافقات .243/2
2زيدان:أصولالدعوةص .232
183
أضااف ىلااج ذلااك أن ل سااسإ مج وع ا ماان اليوكوهااات الخلق ا ،اليااي ادهااا أن تكااون
ب ثاب ت ظ لبلوس اإلنبان االقيمادس ،وذلك مثح:
.1النهي عن التيى ير :وهىو صىفة سىليية سىيئة فيهىا منىيعة للمىال ،وفىي هى ا طقىول هللا
َل َوانرَّل َ ال خَِّلا اهَ َوََل زَّلَ اَّلذ رر ََّلر اَّلذ نيَّا، ا ا ا
عز ونلَ ﴿:وَيَ َاا الر زَ رَََّب َح خَنز َوالرِ رِو َ
ا اا اا ا اا ا
َ زرَرا﴾.1
خه الر زَِذري َ َََُّزَا رخ ََا َه ال خهَُ َل َوََُ َه ال رخهئَُ زه لََّنن َ ن
.2األمر بالتعاون على الير والتقوى :واليىر قاعىدة خلقيىة عامىة ينىدرل ت تهىا كثيىر مىن
األخ ىىال ،والي ىىر ل ىىه أث ىىر كي ىىي ف ىىي النش ىىاط االقتص ىىادي ،ألن ميىىىه م ىىد ي ىىد العى ىىون
االقتص ىىادطة الماليىىة ،التىىي ق ىىد طسىىتثمرونها فىىي المجىىاال للم تىىانين بالمس ىىاعدا
المختلفىىة ،كمىىا أن (اليىىر) قنىىا علىىى البعالىىة والفاقىىة وال انىىة ،وهى ه كمىىا نىىرى فىىي
عصرنا ال اضر من أسباب تيخر النظم االقتصادطة ،وتعثرها ،طقىول هللا عىز ونىل:
والرع ر و ا ا اا
اه﴾.2 ز َ ﴿ َوََّل َع َُوَّزَا َعلَ الرب َوالتخَّل رَ ََى َوََل ََّل َع َُوَّزَا َعلَ راِ راْث َ
العقائى ىىدي لنظى ىىام األول األسى ىىا .3ومى ىىن ه ى ى ه التونيهى ىىا ،مى ىىا ت ى ىىدثنا فى ىىي المب ى ى
ككرنىا هنىار النهىي عىن البخىل ،وإعمىال األمىوال وعىدم االقتصاد في اإلسالم ،حيى
إهمالهىىا ،وعىىدم تركيىىز األم ىوال فىىي أيىىدي فئىىة قليلىىة مىىن األمىىة ،ثىىم النهىىي عىىن عىىدم
اتبا اإلنسان للهو والترف ال ي يوفره كثرة المال ،وأن ال ط تر بما عنده من مال.
هىىي ةبىىارة عىىن أخىىال تيخ ى بيىىد النسىىان إلىىى االتجىىاه القىىويم عنىىد كىىل ه ى ه التونيهىىا
ممارسىىته لنشىىا ه االقتصىىادي ،فليرنىىع إليهىىا هنىىار للتعىىرف علىىى تفصىىيلها واألدلىىة عليهىىا
وفوائدها.3
1سورةاالسراء،اآليتان 26،27
2سورةالمائدة،مناآلية .2
3راجعص187منالنظاماالقتصاديفيهذاالكتاب .
184
رابعاً :يعمل على سد حاجات جميع الأفراد:
وه ه ميزة هامة في ه ا النظام التي عمل كفاطة نميع أفراد المجتمع ،وعدم تركهم للفقىر
أحى ىوالهم، المجتم ىىع ب سى ى ت ارع ىىي نمي ىىع بق ىىا والفاق ىىة ،ب ىىل وض ىىعم أحكام ىىه ب يى ى
واخىىتالفهم فىىي الفقىىر وال نىىى ،فتىىرر الموس ىرين طعلمىىون ويكسىىيون بينفسىىهم ،وحىىثهم علىىى
وك لم فعلى الدولة أن تقىوم بىيقراض الم تىانين والفقى ار مىن القىادرين علىى العمىل حتىى
طكتسىيوا أرزاقهىم بينفسىهم ،وهى ا يىؤدي إلىىى زيىادة النشىاط االقتصىادي ،باإلضىافة إلىى سىىد
حانة الم تانين.
نفقىىة أمىىا إكا كىىان اإلنسىىان عىىان ًاز لشىىيخوخة أو مىىرض فىىين التشىريع اإلسىىالمي قىىد أونى
على أقاراه ،وإن أبوا كلم أنيرهم ولي األمر عليه بالقوة.3
أمىىا إن كىىان ه ىؤال العج ىزة لىىيس لهىىم أقىىارب ينفقىىون علىىيهم ،فنفقىىتهم وانبىىة علىىى أغنيىىا
المسلمين ،وكلم بمقتنى فرينة الزكاة هي التي هي الركن المادي من أركىان اإلسىالم
كثيرة ﴿واتوا الزداة﴾ وقال رسىول هللا لمعىاك بىن نيىل حينمىا بعثىه قال تعالى في طا
إلى اليمن " :فا عل ه أن أ افيارض علاوه صاّق فاي أماواله ،تؤخاذ مان أغ اائه
وترد علج فقرائه ".4
1سورةالجمعة،مناآلية.10
2صحيحالبخاري،75/3سننابنماجة .733/2
3راجعنفقةاألقاربفنيكتنبالفقنهاإلسنالميومنهنا:ابنننجنيم:البحنرالرائنقشنرحكننزالندقائق
.219/4
4صحيحالبخاري.130/2
185
الفق ى ار والمسىىاكين والم تىىانين ،وال ب انىىا ول ىىن إن لىىم تىىظ الزكىىاة وأم ىوال الصىىدقا
يوند في بيم مال المسلمين موارد أخرى لإلنفا علىى هىؤال فينىه ط ىق لىولي األمىر أن
علىىى الموس ىرين مىىن المسىىلمين بقىىدر حانىىة بىىين المىىال ،حتىىى طسىىتعيع طفىىرض ض ىرائ
اإلنفا على المعوزين.1
وا ا يتنا أن اإلسالم بتشريعه له ا النظام طكفل العيح الشريف ل ل فرد من أفراده.2
1الجويني:الغياثيص .268
2زيدان:أصولالدعوةص .234
186
المبحث الرابع
بيت المال
كثي ىرة لسىىد حاناتهىىا المختلفىىة ،وه ى ه النفقىىا مىىن اليىىدهي أن الدولىىة ت تىىال إلىىى نفقىىا
ت عيهىىا مىىن مواردهىىا المتعىىددة ،وقىىد كانىىم الدولىىة اإلسىىالمية فىىي عهىىد الرسىىول قليلىىة
دائمىة منظمىة ،وإنمىا كىان طععىي مىن طقىوم الت اليف ،فم طكن هنار موظفىون لهىم رواتى
بىىبعض األعمىىال أنى اًر علىىى عملىىه ،مثىىل نبىىاة الزكىىاة ،فىىيكا انتهىىم الجباطىىة انتهىىى األنىىر،
وفىىي القتىىال كىىان طسىىتفز المسىىلمين ويىىيتون بيسىىل تهم ودوابهىىم ويقىىاتلون ،فىىين غنمىوا شىىيئاً
قسمتها الرسول على المست قين. قسمه عليهم ...وحصيلة الزكاة إكا ورد
"وعلى ه ا لم ت ن ال انىة قائمىة لتنظىيم وارد الدولىة ومصىارفها علىى الن ىو الى ي حىدث
ميما بعد".
وال " ون ىىا أب ىىو بكى ىر رض ىىي هللا عن ىىه ،وس ىىار عل ىىى ال ىىنهج األول فل ىىم طن ىىب الى ىواردا
المصروفا ،لعدم ظهور ال انة إلى كلم ،وألن أمد خالفته كان قصي اًر"
" فلما نا عمر بن الخعاب رضي هللا عنه ،واتسعم رقعم البالد اإلسىالمية بمىا فت ىه
الدولة من ال نائم والفي والجزية ،ف ر هللا على المسلمين من بالد الروم والفر وزاد
عمىر بىىن الخعىىاب فىىي ريقىىة تنىىب هى ه األمىوال ال ثيىرة ،وتنىىب صىىرفها ،وأنشىىي(بيم
المىىال) ل ف ى أم ىوال المسىىلمين ،وإحصىىا دخىىل الدولىىة اإلسىىالمية مىىن موارهىىا المتعىىددة،
الجنىىد والعمىال والىوالة ،ون ىىوه وإحصىا مصىىاريفها ومقىدار هى ه المصىىاريف ،مثىل رواتى
الدولىة ،ومىا كىان يبقىى مىن أمىوال بعىد الصىرف الصرف على المصىالا العامىة وحانىا
ط ف في بيم المال ،وينفق في حينه".1
1ابنمنظور:لسانالعرب،بابالواووالياء،فصلالرازي:مختارالصحاحمادة(زكا)
187
إكن فييى ىىم المى ىىال مصى ىىعلا إسى ىىالمي ،طقابى ىىل مى ىىا بعى ىىرف اليوم(بى ىىو ازرة الماليى ىىة ،أو و ازرة
االقتصاد ،أو و ازرة الخزانة) وقد أنشي ليكون مشرفًا علىى نشىاط الدولىة االقتصىادي وعلىى
وصاد ار . ماليتها العامة من واردا
عىن مقوماتىه وهىي مىا يىرد واعد ه ا العرض المونز عن بيم المال ،ننتقل إلىى ال ىدي
إليه من أموال ،وما طصرف منه ،أو بعبارة أخرى :دخل بيم المال ومصارفه.
1سورةالتوبة،مناآلية .103
2ابنقدامة:المغني.433/2
3الخطيب:معنىالمحتاج،368/1حاشيةالدسوقي .430/1
188
دلوح وكوبها:
الخََ
َُ َل﴾.1 ص ََت َل َوَيَزَا
هَِا ال خ -1قولع تعالج في دثور من ا مات ﴿ وَلَا
َ ز
ص َ ََن زئَ انَّز وزَّلََاه ان ا َُ ﴾.2 اا ا
ز رَ ر -2وقولع تعالج﴿ زخ رذ ب ر َل رَب ََاَل ر َ
وم ﴾ ،3وال ق المعلوم وهىو -3وقولع تعالي﴿ وام َلَبَاَلاا ح ٌّء لال خُِئا اَ والرِحَّ ا
َ َ رز َ رَ ر َ
الزكاة.
-4قول النيي " ي اإلساسإ علاج خ اس :شاهادة ان ال ىلاع ىال أ وأن مي اّا
سااول أ ،واقام ا المااسة ،وايياااء الزداااة ،وصااوإ ماااان ،وحااا البو ا ماان
اسيطا ىل ع سب س".4
-5وقولىىه لمعىىاك بىىن نيىىل حىىين بعثىىه إلىىى اليمىىين" أعل ه ا أن أ فاارض علااوه
صّق تؤخذ من أغ ائه وترد علج فقرائه ".5
1سورةالبقرة،مناآليات،.11،83،43سورةالنساءاآلية،77سورةالحجاآلية...87الب
2سورةالتوبة،مناآلية .103
3سورةالذريات،اآلية .19
4صحيحالبخاري،9/1صحيحمسلم176/1ح،16مسنداالمامأحمد .26/22
5صحيحالبخاري،130/2صحيحالمسلم196/1ح .19
189
.إكا ما أدى اإلنسان ما عليه من حق الزكاة فين كلم بعلمه األمانىة ورد ال قىو
المودعة عنده إلى أص ابها.1
ث.ممىىا سىىيق نىىرى أن الزكىىاة تسىىاهم فىىي ميىىدأ الت افىىل االنتمىىاعي وتو ىىد أركانىىه،
ألنه ىىا ت ف ىىي الفقى ى ار مس ىىيلة ،واس ىىتجدائهم لم ىىا فرض ىىم له ىىم م ىىن حص ىىص ف ىىي
أموالهم.2
1لكاساني:بدائعالصنائع.3/2
2النبهان:االتجاهالجماعيص .291
3النصابهو:األصلوالمرجع،وهنوالمقندارالنذييجنبأنيبلغنهالمنالحتنىتجنبفينهالزكناة،
انظرالمعجمالوسيطمادة(نصب) .
4الكاساني:البدائع،16/3ابنجزي:القوانينالفقهيةص،94تقيالحصني:كفايةاألخيار.113/1
5
6الكاساني:البدائع،16/2الحصني:كفايةاألخيار.113/1
7وزنمثقالالذهبيساوي4.25غراما،انظرالزحيليالسابق .76/1
190
.2رداة أو او ال قّ(الب ك وت :
حرمىىم والفنىىة ،حي ى أو ار النقىىد والنقىىود المعدنيىىة المتداولىىة اليىىوم حلىىم م ىىل ال ى ه
التعامىىل بهمىىا؛ ونعلىم بىىدلهما النقىىود التىي نتعامىىل بهىىا ،فىىيكا الدولىة فىىي العصىىر ال ىدي
فىىي ال ،فينىه طكىىون لىم مقابلهىا مىا طسىاويها مىن الى ه
كىان لىدطم عشىرة دنىانير أردنيىة مىث ً
فيهىىا الزكىىاة ،إكا الينىىم المركىىزي ،ومىىن هنىىا نقىىول :إن أو ار النقىىد والنقىىود المعدنيىىة طج ى
أو الفنىة ،فىيكا بلىغ مىا مىع شىخص مىن بل م نصاباً ،ونصابها هو نفس نصاب ال ه
عليىىه الزكىىاة فيهىىا، أو أكثىىر ،فتج ى النقىىود مىىا طسىىاوي خمسىىة وثمىىانين غ ارم ىًا مىىن ال ى ه
مراعاة سىعر الصىرف فىي كىل بلىد ، والمقدار الخارل هو اثنان ونصظ ل ل مائة ،ويج
أو الفنة طختلظ من مكان آلخر ،فالسعر في غىزة مىثالً فىي هى ا كلم ألن سعر ال ه
اليىىوم التاسىىع عشىىر مىىن شىىهر يونيىىو سىىنة 201م هىىو( )23ثىىالث وعشىىرون دينىىا اًر أردنيىاً،
الخ ىىالص ض ىىرب هى ى ا الى ىرقم ف ىىي خمس ىىة وثم ىىانين غ ارمى ىًا وه ىىو اول نص ىىاب الى ى ه
ف ىىيكا ُ
ةيىىار( )24ينىىتج لىىدينا أول نصىىاب المىىال فىىي هى ا التىىاريا وهىىو ( )1955ألىىظ وتسىىعمائة
إخ ارنىه علىى هى ا النصىاب هىو وخمس وخمسون دينا اًر أردنياً ،وإكا كان المقىدار الوانى
اثنىىان ونصىىظ عىىن كىىل مائىىة ،ميكىىون الخىىارل علىىى أول نصىىاب المىىال هىىو ()48:875
ثمانية وأراعون دينا ًار أردنيىًا ،وثمانيىة وخمىس وسىبعون قرشىًا ،ومىا زاد عليىه مب سىابه كمىا
ككرنا.2
1الكاساني:البدائع،16/2ابنجزي:القوانينالفقهيةص.94
2الزحيلي:الفقهاإلسالميوأدلته.772/2
191
علىى كلىىم مب سىابه ،وال طشىىترط أن تيلىغ عىىروض التجىارة نصىىاباً ىول السىىنة ،بىل طكتفىىي
أن تيل ه أول السنة و خرها ،وال يلتفم إلى النقصان خالل كلم.1
فيهىا الزكىاة هو(خمسىة أوسىق)، أن تيل ىه حتىى تجى ونصاب الىزر والثمىار الى ي طجى
إخ ارنىىه علىىى ه ى ا النصاب(عشىىر) الثمىىار أو ال يىىوب إن كىىان السىىقي والمقىىد ار الوان ى
السقي المعروفة.2 بما السما ،و(نصظ العشر) إن كان السقي بآال
1الحصني:كفايةاألخيار،116/1الموصلي:االختيار .112/1
2ابنقدامة:المغني،462/1ابنجزي:القوانينالفقهيةص .96
192
ن عة من النين 1أو ثنية من المعز.2 9-5
حقة.6 60-46
ن عة من اإلبل.7 75-61
حقتان. 120-91
1الخمسننةأوسننقتسنناوي 653كغننمعننندجمهننورالعلمنناءعننداالحنيفننة.انظننروهبننةالزحيلنني:الفقننه
اإلسننالميوأدلتننه، 76/1وانظننرفننيمقنندارالنصننابالخطيننب:مغنننيالمحتنناج،382/1ابنننقدامننة:
المغني،547/2ابنجزي:القوانينالفقهيةص .94
2الكاساني:البدائع،6/2ابنجزي:القوانينالفقهيةص،94ابنقدامة:المغني .547/2
3بنتالمخاضمناإلبلماكانعمرهاسنةودخلتفيالثانية،الخطيب:اإلقناع199/1
4ابناللبونمناإلبلهوالذيلهسنتانوطعنفيالثالثة،المرجعالسابق
5بنتاللبونهينفسابناللبون .
6الحقةمناإلبلهيالتيلهاثالثسنينوطعنتفيالرابعة،المرجعالسابق.
7الجذعةمناإلبلهيالتيلهاأربعسنينوطعنتفيالخامسة،المرجعالسابق .
193
ليون. ثالث بنا 139-121
أما ما زاد على المائتين ففي كل أراعين ابنة ليون وفي كل خمسين حقة.1
مسنة أنثىى 3فىين عىدمم فىي بقىرة األنثىى قيىل مىن مسىن 59-40
ككر
1الخطيب:مغنيالمحتاج،369/1ابنقدامة:المغني .436/2
2التبيعمنالبقرهوماكانعمنرهسننة،سنميبنذلكألننهيت بنعأمنهفنيالمرعنى،الخطينب:اإلقنناع
.200/1
3المسنأوالمسنة:هوماكانعمرهسنتانوطعنفيالثالثة،نفسالمرجعالسابق.
194
تييعان. 69-60
مسنتان. 89-80
1
وما زاد على ه ا العدد ففي كل ثالثين تييعاً ،وفي كل أراعين مسنة.
شاتان. 200-121
1الخطيب:مغنيالمحتاج،374/1ابنقدامة:المغني.455/5
2إنكانالغنمأصغرمنسنةأومنستةفيلخذمنهشاةبمثلسنة .
195
وما زاد على األراع مائة ففي كل مائة شاة.1
رداة ال عادن:
والفن ىىة والجى ىواهر وه ىىي ك ىىل م ىىا طس ىىتخرل م ىىن األرض م ىىن المع ىىادن والص ىىلبة كالى ى ه
واألحجار ال ريمة والف م ال جري ،أو السائلة كالنف والقار ...الا.
ويش ىىترط لزك ىىاة هى ى ه المع ىىادن أن تيل ىىغ النص ىىاب ،ونص ىىابها ه ىىو نف ىىس الى ى ه ،أي بع ىىد
فيه ىىا را ىىع اس ىىتخرانها وتنقيته ىىا م ىىن الشى ىوائ ،إن بل ىىم إليمته ىىا عاااارين مثقااااال ونى ى
العشر ،أي ()%2.5
أمىا الخىارل مىن الب ىر كىاللؤلؤ والمرنىان والعنيىر فىال زكىاة لىه ،وقيىل أن ميىه زكىاة واألول
أولى.2
-7الردار:
وهو كل ما وند مدفونًا في األرض ،وعلم أنه ليس لمالم مسلم ،كين ت ون عليه عالمىة
تدل على كلم ،ف يه(الخ س) ،أما إكا علىم أن هى ا الركىاز طعىود لمسىلم فىال شىي عليىه،
وال حق ميه لوانده ،ويعتير لقعة ،وتسري عليه أحكام اللقعة.
هىى ا كلىىه إكا ونىىد فىىي أرض غيىىر مملوكىىة ،أمىىا إكا ونىىد فىىي أرض مملوكىىة فىىال شىىي
لوانده بل هو لمالم األرض وعليه إخرال خمسة إن كان ليس لمسلم.3
أخىرى ه ا ،وحديثنا السابق كله كان عن الزكىاة المفروضىة ،مىع العلىم أن هنىار زكىوا
غيىىر مفروضىىة ،هىىي رداااة اليطااو ،وه ى ه تعتيىىر عىىامالً هام ىاً مىىن عوامىىل إزكىىا النشىىاط
1الكاساني:بدائعالصنائع،28/2الخطيب:مغنيالمحتاج .374/1
2الحصني:كفايةاألخيار،17/1ابنقدامة:الكافي .312/1
3الحصني:كفايةاألخيار،18/1ابنقدامة:الكافي.313/1
196
االقتصىىادي ،ول ىىن ال نعتيره ىىا م ىىورداً م ىىن مىىوارد بي ىىم الم ىىال ،لع ىىدم ونواه ىىا ،وألن أم ىىر
إخرانها ،وإليمة المخرل منها مترور للمزكي نفسه.
ودليل مشروعيتها هو قوله تعالى َُ ﴿ :الزَا الخ اذي َ ََل يَّلز رِابغزَ َه اَّلل خكا َوََل اَّلللرهََّل رَام راْلَ اخَّل اَّ
ا اك وربَلزن وََل ي ا يغَ َه ادي ر ا ا
ُب اْلَ اء ب َ الخذي َ َلزوزَا الروتَ َ َ َوََل زَيَ اَّزبَ َه َبُ َحخََّم خز َ َ ز ز َ َ ز
ه﴾.3 اْلاَيَ ع ي َن و ص ا
ُغزَّو َ َح خَّت يَّلز رعئزَا ر ر َ َ ر َ َ ز ر َ
شروط أخذ الجزية:
وال تؤخ الجزية إال ممن تىوفر فىيهم خمسىة شىروط الى كورة واليلىوغ والعقىل وال ريىة وأن
طكون من أهىل ال تىاب أو ممىن لهىم شىيهة كتىاب ،وعليىه فىال يؤخى مىن النسىا والصىييان
والعييد والمجانين.4
مقدار الجزية:
اخت لىىظ فقهىىا المسىىلمين فىىي ت ديىىد مقىىدار الجزيىىة :فعنىىد ال ن يىىة أنهىىا تؤخ ى مىىن ال نىىي
ثمانيىىة وأراعىىين درهمى ىًا ،ومىىن المتوس ى أراع ىىة وعشىىرين درهمىىًا ،وم ىىن الفقيىىر اثنىىا عش ىىر
درهمًا.
1الحصني:كفايةاألخيار.133/2
2الماوردي:األحكامالسلطانيةص .181
3سورةالتوبة:اآلية .29
4الماوردي:المرجعالسابقص،183الحصني:المرجعالسابق .133/2
197
وعنىىد اإلمىىام م الىىم أن حىىاكم المسىىلمين طجتهىىد فىىي تقىىدير أقلهىىا وأكثرهىىا ،وأمىىا الشىىافعية
حال الميخوك منهم ،1وتج فقرروا أن أقلها دينار ،ولل اكم أن طجتهد في أكثرها ب س
بشرو ها ه ه على من ككرنا في كل عام مرة.2
وأول مىىن فىىرض ه ى ه الن ىريبة هىىو اميىىر المىىؤمنين عمىىر بىىن الخعىىاب ،حينمىىا أبقىىى
أرض العى ى ار فى ىىي أي ىىدي أهلهى ىىا بعىىىد أن فت هى ىىا المس ىىلمون مقابى ىىل ضى ىريبة سى ىىنوية تى ىىدفع
للمسلمين.4
نىو األرض ،ونىو ولت ديد مقدار الخرال ينظر إلى كل أرض على حدة ،مي دد ب سى
الفقه.5 ما يزر فيها ،وتراعي فيها شروط أخرى نصم عليها كت
1الماوردي:األحكامالسلطانيةص .184
2المرجعالسابق .
3المرجعالسابقص .186
4ابنالهمام:فتحالقدير،470/5الخطيب:مغنيالمحتاج،134/4كشافالقناع .94/3
5أبوعبيد:األموالص .474
6الشيرازي:المهذب .244/2
198
المورد الخامس :الغنائم:
ال نىىائم فىىي الشىىر هىىي :مااا أخااذ ماان الكفااا بإمجاااف الخوااح والرداااب ،1ومعنىىي إطجىىاف
الخيل ،أي سىيرة إلىى ال ىرب ،2ومىن هنىا طسىتفاد أن ال نيمىة هىي مىا حىازه المسىلمون مىن
ال رب. أموال ال فار بسي
ودلوح ماروعويها:
أقىر هللا عىز ونىل المسىلمين ،3حيى َو راعلَ زَِا َلَخَّنََّلُ َغغا رَِّلتز ر ابَّل ر َيَّل ر َنَ قوله تعالى:
على ما غنموه من أعدائهم ،واىين لهىم كي يىة قسىمته ،وكى لم نىا عىن النيىي قولىه ":
..فل ا تيااح الغ ااائ ألحااّ ماان قبل ااا ،ذلااك ب ا ن أ تبااا س وتعااالج أر ضااعف ا وعجزنااا
فطوبها ل ا".4
وينقسم ه ا المورد المالي(الغ ائ ) إلى أراعة أقسىام هىي :األسىرى ،والسىيي ،واأل ارضىي،
واألموال المنقولة.5
أ .أماااا األسااارر :فهىىم الرنىىال البىىال ون العىىاقلون المقىىاتلون م ىن ال فىىار ،وه ىؤال أمىىرهم
موكىىول إلى ىى ح ىىاكم المس ىىلمين أو نائبىىه ،طفعى ىل به ىىم أح ىىد أمىىور أراع ىىة إكا بقى ىوا عل ىىى
كفرهم :فيما أن طقتلهم ،وإما أن طسترقهم ،وإما أن طفىادوا بالمىال أو بيسىرى المسىلمين
المونودين بييدي ال فار ،أو طمن عليهم بي ال سراحهم.
1الركبي:النظمالمستعذب .244/2
2صحيحمسلم،53/12ح.1747
3سورةاألنفالمناآلية.41
4الماوردي:األحكامالسلطانيةص 167
5أبويعليالفراء:األحكامالسلطانيةص .141
199
ب.وأماا البابي :فهىىم النسىا والصىييان الى ين ط نمىون فىي ال ىىرب وهىؤال ال طقتلىون بىىل
يوزعىىون علىىى الم ىىاراين كسىىائر أمىىوال ال نيم ىىة ،فىىال تو ىىي ح ىىاملهم حتىىى تل ىىد ،وال
حائلهم حتى ت يض.
فىىيكا أراد ال ىىاكم أن طفىىادي السىىيي بالمىىال ،فينىىه طجىىوز لىىه كلىىم ،ويىىوز فىىدااهم علىىى
ال انمين ،أما إكا أراد اإلمىام اسىتيدال السىيي بيسىرى المسىلمين المونىودين فىي أيىدي
ال فار فينه طجوز له كلم بشرط أن طعوض ال انمين بدلهم ،وإن أراد أن طمىن علىيهم
بي ال سراحهم فليس له كلم ،إال أن يرضى ال انمون.1
.أما األ اضي :فلها ثالث حاال :
األولااج :األ ارضىىي التىىي اسىىتولى عليهىىا نىىيح المسىىلمين بالقتىىال :فه ى ه اختلىىظ فيهىىا
بىىين قائىىل بجعلهىىا وقفىىاً علىىى كىىل المسىىلمين ،وقائىىل بقسىىمتها علىىى فقهىىا الم ى اه
الجيح ال ي غنمها ،وقائل بجعلها في أيدي أهلها األصليين على أن يدفعوا خرانها
للمسلمين.2
ونقول في ه ا :إن األمام مخير في ه ه األمور كلها طختار أصل ها للرةية.
اليالااا الثان اااا :األ ارض ىىي الت ىىي رح ىىل عنه ىىا أصى ى ابها وتركوه ىىا خوفى ىاً م ىىن ن ىىيح
المسىلمين :فهى ه توقىىظ ،ويوظىظ فيهىىا مسىىلمون أو أصى ابها ،علىىى أن يىىدفعوا لييىىم
المال خرانها أو عشور ثمارها إن زرعوا.
اليال الثالث :األراضي التي استولى عليهىا المسىلمون صىل اً مىع أهلهىا علىى شىرط
أن تبقىىى فىىي أيىىديهم :فه ى ه إمىىا إن ت ىىون مل يتهىىا للمسىىلمين ميمنىىع علىىيهم بيعهىىا أو
التصرف فيها بيي تصرف يؤثر في مل يتها ،وعليهم دفع خرانها لييم المال.
وإمىىا أن ت ىىون مل يتهىىا لهىىم (أي ألص ى ابها) فيتمكنىىون مىىن بيعهىىا أو التصىىرف فيهىىا
كما يرون ،على أن يؤدوا خرانها أطناً.
1الماوردي:األحكامالسلطانيةص .171
2الماوردي:األحكامالسلطانيةص .171
200
ث .وأما ألموال ال قول :فقسم على ال انمين 1كما سنيين كلم عند ال دي .
المورد السابع :ما يدخل المال بيت المال بغير الطرق السابقة
السىابقة ،كىاألموال التىىي هىو مىا يىدخل بيىم مىال المسىلمين عىن ريىق غيىر العىر
تلتق وال طعرف أص ابها ،كيموال من طمىو مىن المسىلمين ولىيس لىه ورثىة ،وكى لم
األم ىوال الم صىىواة والودائىىع التىىي ال طعىىرف مال هىىا ،وك ى لم مىىا تسىىتثمره الدولىىة مىىن
التي طفرضها ولي أخرى بين تؤنره للمنتفعين ،أو النرائ الدولة أراض أو عقا ار
األمر عند النرورة ،وغير كلم.
واىىالنظر ميمىىا سىىيق نجىىد أن الزكىىاة بينواعهىىا مىىن أهىىم م ىوارد بيىىم المىىال ،وأنهىىا ب ىىد
كاتهىا مصىىدر دخىل قىىومي للدولىة ال طسىىتهان بىىه ،وأن روافىد بيىىم المىال ،كلىىم ألنهىىا
قصد بها تعيد هللا تعالى ،مما طنمن التزام المكلفين بدفعها ،وعدم تفلتهم منها ،كي
1الشيرازي:المهذب.247/2
2سورةالحشراألية .6
201
طفىىوزوا برضىىى هللا خوفىاً مىىن عقابىىه ،وكى لم فهىىي مفروضىىة بشىىروط ال ظلىىم فيهىىا وال
المكلفىىين الماليىىة ،ممىىا طنىىمن أن يؤديهىىا أكيىىر مىىع امكانىىا إن ىىاف ،وامىىا يتناسى
من موارد بيم المال. عدد ممكن من النا ،فهي على ه ا مورد ال ينن
وك لم نقول في العشور ،فهو مورد دائم أطنًا ،كلم ألنه ضريبة تجيى عىن بنىائع
غير المسلمين التي تمر في بالدهم ،وه ا أمر غير منقعع.
أما عىن ال نىائم والفىي والجزيىة ،فهى ه مىوارد رغىم أهميتهىا ،وغ ازرتهىا ،إال أنهىا مىوارد
غيىىر دائمىىة ،أو غيىىر منتظمىىة ومسىىتقرة ،كلىىم ألن نيىىوش المسىىلمين قىىد تفتىىر ،أو قىىد
تتباعد الفت ار بين ال روب ل لم فين ه ه الموارد تقع في المرتبة الثانية بعد الزكاة.
صَّل َ َُ ز -1مما ف الزدااة :ومصىارف الزكىاة منصىوص عليهىا قولىه تعىالى﴿ :اخَّنََّلُ ال خ
َل َعلَرهَّل َنَّل َّل َّلَّلُ َوالر زِ َِلخَر َّل َّل َّل اَ زَّللزَّل َّل َّلَّلَنَّلز زن ر َوام ا
الَََّّل َّل َّل ا
َّلُب اا لارل زرََّل َّل َّلَّلَّ ااَ والرَِِّل َّل َّلَّلَُا ا
َل َوالر َعَّل َّل َّلَّلُبل َ َ َ ََ
اك علاَّله ح ا اكا اكا واانَّل ا ال خَِّلا اهَ وَ اَّيَِّلَن ا ا
وَّله ﴾ خ و خ َّلب َل َوام َبَّلا اهَ خ َ ر َوالر َُ ارب َ
1
َ َ َ ز ٌ َ ٌ َ
فهؤال أصناف ثمانية تصرف إليهم الزكاة.
الم ف األول :الفقراء :والفقير هو ال ي ال مال له وال كس .
الما ف الثاااني :ال بااكون :والمسىىكين هىىو مىىن كىىان عنىىده أقىىل ممىىا طك يىىه ،كىىين ت ىىون
كفايته خمسة دنانير مثالً فال طكون عنده إال أراعة.
الم ف الثالث :العاملون علوها :وهم نبىاه الزكىاة الى ين تعيىنهم الدولىة لجمىع مىا ونى
من الزكاة ،فلهم أنرهم على ه ه الوظيفة من االموال التىي طجمعونهىا بقىدر على النا
ال فاطة أو حسبما يري ولي األمر.
1سورةالتوبة،اآلية.60
202
الما ف الراباع :ال ؤلفا قلاوبه :وهىم مسىلمون ضىعيف إسىالمهم ،ميععىون مىن الزكىاة
استمالة لهم إلى اإلسالم وترغيبًا لهم ميه.
هىىو الى ي عقىىدًا مىىع الما ف الخااامس :الرقاااب :وهىىم العييىد المكىىاتيون ،والعيىىد المكاتى
ويشتري نفسه منه ،ويععى هؤال مىن أمىوال الزكىاة إعانىة سيده على ان طعمل ويكتس
لهىىم علىىى ش ى ار أنفسىىهم ،وحصىوالً علىىى حىريتهم ،وه ى ا مظهىىر مىىن مظىىاهر الدالىىة علىىى
حرص اإلسالم على م اراة الر وت رير العييد.
الم ف البادس :الغا مون :وهم أص اب الديون ،وهم أنوا :
ال اااو األول :أش ىىخاص اس ىىتدانوا ل ىىانتهم لإلنف ىىا عل ىىى أنفس ىىهم أو ل ىىع م ىىن طعيل ىىون،
ميععى هؤال من الزكاة ما يوفون به ديونهم إن لم طكن هندهم مىا يوفىون بىه ،وإن كىان
عندهم مال ال طكفي للوفار بالدين أكمل لهم من الزكاة ما يوفي دينهم.
ال ااو الثاااني :أشىىخاص اسىىتدانوا مىىن أنىىل اإلصىىالب بىىين النىىا ،كىىدفع دطىىة قتيىىل أو
غير كلم ،فهؤال طععون سوا معهم ما يوفون به الدين أم ال.
ال ااو الثالااث :أن طكىىون الىىدين مىىن أنىىل ضىىمان شىىخص معىىين ،كىىين طنىىمن شىىخص
شخصىًا خىىر علىىى أن يىىدفع مىىا اقترضىىه مىىن شىىخص ثالى ،فىىال طسىىتعيع المقتىىرض ان
يدفع ما افترضه ،ويكون النامن معس ًار ميستدين من انل الوفا بشرط النمان ،فهى ا
طععي من الزكاة أطنا للوفا بما استدان.
لهىىم فىىي الفىىي ميععىىى الم ا ف البااابع :فىىي سىىييل هللا :وهىىم الجنىىود ال ى ين ال نصىىي
هؤال من المال والسالب ما طساعدهم على الجهاد في سييل هللا.
الم ف الثامن :ابن السييل :وهو المسافر ميععى من الزكاة بشرط إال طكىون سىفره فىي
معصية.1
1الحصني:كفايةاألخيار .121/1
203
: -2مما يف الغ
ال نيمة تقسم خمسة أخما ،أراعة منها لل انمين ،والخمس األخير لعصناف الم كورين
بقولىىه تعىىالىَ ﴿ :و راعلَ زِ َّلَا َلَخَّنَّلََّلُ َغغا رَِّلَّلتز ر اب َّل ر َي َّل ر َنَ وََّلوَ خه اخكا زلز ََِّلَّلنز َولالخَّ زبَّلَّلَا َولاَّل اَّلذي
1
هَ﴾َل َوانر ا ال خِا ا الر زََََّب والرهََّلتَ َُب والرَُِِا ا
َ ََ ر َ
عىن مصىارف الزكىاة ،وأمىا أما اليتامى والمساكين وابن السىييل فقىد بينىاهم عنىد ال ىدي
الرسىىول فقىىد كىىا ينفىىق منىىه علىىى نفسىىه وعلىىى زوناتىىه وعلىىى مصىىال ه فىىي حياتىىه، نصىىي
واعد وفاته فين ه ه ال صة تنفىق فىي مصىالا المسىلمين العامىة ،كتسىليا الجىيح ،وانىا
المرافق العامة في الدولة.
وانىي عيىد وأما حم ذوس القربج :فهي حصة أقارب النيي من بني هاشم واني العلى
مناف ،فتوز ه ه ال صة نميعًا.2
-3مما يف الفيء:
للجىىيح ومصىىالا المسىىلمين والخمىىس والفىىي أطن ىاً طخمىىس فتصىىرف أراعىىة أخمىىا
األخير طصرف على من صرف عليهم خمس ال نيمة الم كور سابقًا.3
وهك ا فين كل مال يوند في بيم المال وال طعرف مال ه فينه طقسم قسمة الفي .
1سورةاالنفالمناآلية.41
2الشيراوي:المهذب .247/2
3الحصني:كفايةاألخيار .132/2
204
تذكر
الفمح الخامس :ال ظاإ االقيمادس :
التىىي تىىنظم ال يىىاة االقتصىىادطة علىىى النظ ىىام االقتصىىادي هىىو مجموعىىة التشىىريعا
مستوى الفرد والدولة.
عقائىدي ويىدل علىى كلىم مىا يلىي : النظام االقتصادي في اإلسالم قائم على أسىا
أن الملم هلل وحده وأن المال ملم هلل تعىالى ،وأن الىدنيا وسىيلة الىى اآلخىرة وليسىم
هي غاطة.
ويقوم النظىام االقتصىادي فىي اإلسىالم علىى ثالثىة مبىاد رئيسىية هىي :إقىرار حريىة
العمل ،وإقرار المل ية الفردطة ،وتشريع نظام المواري .
ولقىىد قىىرر اإلسىىالم حريىىة العمىىل للفوائىىد التاليىىة :ال فىىاظ علىىى ك ارمىىة االنسىىان وعىىدم
االنسىان تقييد حريته عن ريق انباره على ممارسىة أعمىال م ىددة ،وتنميىة مواهى
واست اللها ،مع العلم بين حرية العمل في اإلسالم مقيدة بعدم اإلضرار بال ير.
والمل ية في االسالم هي اختصىاص انسىان بشىي طخولىه شىرعًا االنتفىا والتصىرف
ميه وحد ابتدا إال لمانع.
وللمل يىىة الفردطىىة فىىي اإلسىىالم فوائىىد هىىي :مسىىايرة فعىرة اإلنسىىان ،وت ريىىر اإلنسىىان
من األكى والعيودطة.
التىي تمنىع االعتىدا عليهىا، وقد حمى اإلسالم المل ية الفردطة بكثير من التشريعا
وفي المقابل قيدها بمجموعة من القيود:
205
حدد أسباب الملىم باالسىتيال علىى فمنها قيود ترنع الى أصل الملم وسيبه :حي
والعقود المشروعة ،واالميراث . ،والتصرفا المباحا
استمرارها ونمائها. ومنها القيود الواقعة على المل ية بسي
الىىى ورثتىىه االحيىىا ،س ىوا كىىان المتىىرور واالرث هىىو انتقىىال مىىا كىىان طمل ىىه المي ى
ال ،أ عقا ًار ،أم حقًا من ال قو الشرةية ،وهو مشرو بال تاب والسنة واالنما .
ما ً
وفائىىدة تشىريع اإلرث تت قىىق مىىن خىىالل :انىىه يليىىي رغبىىة االنسىىان فىىي تخليىىد ككىراه،
انىىه يرسىىى ميىىدأ العىىدل ،هىىو ضىىمان انتمىىاعي داخىىل االسىرة الواحىىدة ن وميىىه تنشىىي
لالقتصاد.
ويمتاز النظام االقتصادي في اإلسالم بالخصائص التالية :الوسعية ،ومراعاة فعىرة
نميع األفراد. االنسان ،وسد حانا
بي ىىم الم ىىال مص ىىعلا إس ىىالمي ،طقاب ىىل م ىىا طع ىىرف الي ىىوم( ب ىىو ازرة المالي ىىة ،أو و ازرة
االقتصاد ،أو و ازرة الخزانة) ،وقد نشي ليكون مشرفًا على نشاط الدولة االقتصىادي ،
وصاد ار . وعلى ماليتها العامة من واردا
وتن صر موارد بيم المال في التالي :الزكاة ،الجزية ن والخرال ،والعشور ،وال نائم
،والفي ،وغير كلم مما يدخل بيم مال المسلمين.
والزكىىاة فىىي الل ىىة :هىىي النمىىو واليركىىة والزيىىادة والتعهيىىر ،وفىىي الشىىر هىىي حىىق مىىا
في مال مخصوص ويصرف بقدر مخصوص ألشخاص مخصوصين. طج
والفنىة وعىروض التجىارة والىزرو والثمىار وال يوان(اإلبىل الزكاة فىي الى ه وتج
والبقر وال نم) والركاز والمعادن.
الجزيىىة هىىي المىىال المىىيخوك مىىن اهىىل ال تىىاب ( اليهىىود والنصىىارى) وممىىن لهىىم شىىبه
كتاب ( المجو ) بالت ارضىي ،مقابىل امتنىا المسىلمين عىن قتىالهم ،وحقىنهم لىدمائهم
206
وأمى ىوالهم ،وس ىىميم نزي ىىة ألنه ىىا تؤخى ى م ىىنهم نى ى از عل ىىى ع ىىدم إس ىىالمهم أو نى ى از
للمسلمين على عدم قتالهم وال ب عنهم.
وال تؤخى الجزيىىة إال ممىن تىىوفر فىىيهم خمسىة شىىروط :الى كور ،واليلىىوغ ،والعقىىل ،
وال رية ،وأن طكون من أهل ال تاب ،أو من لهم شيهة كتاب ،وعليه فىال يؤخى مىن
النسا والصييان والعييد والمجانين.
والخىرال ض ىريبة مفروضىىة علىىى أ ارضىىي غيىىر المسىىلمين مقابىىل انتفىىاعهم بهىىا وكىىف
المسلمين األكى عنهم.
(عشر) وهو ما يؤخ من ضريبة على أموال أهل ال مة المعدة للتجارة
والعشور نمع ُ
ومن أموال ال رايين إكا دخلوا بتجارتهم بالد المسلمين بيكن هللا منهم.
ال نائم في الشر هي :ما أخ ال فار بيطجاف الخيل والركاب .
والف ىىي ه ىىو م ىىا أخى ى م ىىن ال ف ىىار ب ىىدون قت ىىال ،ك ىىين طكونى ىوا ق ىىد ترك ىىوه خوفى ىًا م ىىن
المسلمين ،أو دفعوه للمسلمين مقابل كف القتال عنهم.
بيى ىىم المى ىىال فى ىىي :مصى ىىارف الزكى ىىاة الثمانيى ىىة ،وصى ىىارف ال نى ىىائم، وتن صى ىىر نفقى ىىا
ومصارف الفي .
وتصىىرف ال نيمىىة للفق ى ار والمسىىاكين ،والعىىاملين عليهىىا ،والمؤلفىىة قلىىواهم ،والرقىىاب،
وال ارمون ،وفي سييل هللا ،وابن السييل.
؛،أراعىىة منهىا لل ىىانمين ،والخمىس البىىاقي ينفىق للفقى ار وتقسىم ال نىائم خمسىىة اخمىا
والمساكين وابن السييل ول وي قرابة النيي ﷺ ولمصالا المسلمين.
وك لم طفعل بالفي فيوز أراع أخماسه على الجيح ومصىالا المسىلمين ،والخمىس
الباقي طصرف ميما طصرف ميه خمس ال نيمة.
207
الفصل السادس
وف ع خ ب مباحث:
208
األهداف واملهارات
أوال :األهّاف:
209
تمهيد:
ال
عىىن الىىنظم اإلسىىالمية أن نعقىىد فصىى ً أنىىه لمىىن األهميىىة بمكىىان ون ىىن نتنىىاول ال ىىدي
مستقالً عن النظام السياسي أو نظام ال كم في اإلسىالم ،خاصىة بعىد غيىاب هى ا النظىام
حتىىى مىىن عىىن أرض الواقىىع من ى فت ىرة ويلىىة ،نىىتج عنىىه أن شىىا بىىين كثيىىر مىىن النىىا
المثقفىىين اعتقىىاد بينىىه لىىيس هنىىار نظىىام سياسىىي فىىي اإلسىىالم ،وإن كىىان فينىىه ال بقىىا
طصلا للتعييق في ه ا الزمان!!
هو تلم ال ملة الجاهلية الشعوا التي ولعل من أهم عوامل ترسيا ه ا المفهوم الخا
هي ىىم علين ىىا م ىىن ال ىىرب ،وغ ىىز عق ىىول المس ىىلمين ،وش ىىوهم عن ىىدهم مف ىىاويم صى ى ي ة،
وقليىىم م ىوازين ثابتىىة ،وكلىىم فىىي فت ىرة ضىىعظ عىىام مىىر بالمسىىلمين؛ ضىىعظ عسىىكري،
واقتصىىادي ،وضىىعظ علمىىي وإطمىىاني ،لتجىىد ه ى ه ال ملىىة كان ىاً صىىاغية ،ومرعىىى خصىىيباً
بىىين نفىىر مىىن بنىىي نلىىدتنا ،فيخى وا يرونىىون لهى ه األف ىىار وينشىىرونها ،نظيىىر ممىىن بخىىس،
فىىاقترفوا نريمىىة حىىق أمىىتهم وفىىي حىىق أنفسىىهم ،وتسىىييوا فىىي أن ظىىل العىىالم اإلسىىالمي فىىي
تقهقر وتيخر ،حتى ل إلى ما ل إلي ه اآلن مما نعيشه من واقع أليم مرير.
ول ىىن الش ىىمس ال ت عىىى ب را ىىال ،وغىىن م ىىر سى ى ابة حجيىىم ش ىىعا الشىىمس فتى ىرة م ىىن
الىىزمن ،فىىال بىىد لهى ه السى ابة أن تتالشىىي وتنقشىىع ،والبىىد للشىىمس أن تشىىر وتشىىع بنورهىىا
ودفئهىىا علىىى البش ىرية بىىدأ الظهىىور ،وهىىاهم أبنىىا اإلسىىالم بىىدو ا فىىي فهىىم حقيقىىة إسىىالمهم
العظ ىىيم وأخى ى ين ش ىىظ له ىىم الزي ىىف لي ملى ىوا مش ىىعل الن ىىور والهداط ىىة ،ليي ىىدد ك ىىل األوه ىىام
والنالال ،ولينير لهم العريق في الظلما .
التي تتناول ال الم عن النظىام السياسىي فىي اإلسىالم إال خعىوة علىى وما ه ه الصف ا
ريق توضيا المفاويم ال قيقية لإلسالم ،فالنظام السياسي في اإلسالم له قواعده الثابتة
210
وخصائصىىه المتميىزة ،ومصىىادره الم ىىددة ،و ييعتىىه المرنىىة التىىي تجعلىىه صىىال اً للتعييىىق
وتعاقيىىم األننىىا فىىي كىىل زمىىان ومكىىان مهمىىا اختلفىىم الظىىروف واألح ىوال ،أو تعىىدد
األنيال.
211
المبحث الأول
التعريف بالسياسة
والسياسىىة أطنىًا بمعنىىى األماار وال هااي :ومنىىه قىىولهم ( :سسىىم الرةيىىة سياسىىة ،إكا أرتهىىا
والتجراىة واكتسىاب الخيىرة ،مىن مثىل( :فىالن مجىرب قىد ونهيتها) ،وت ىون بمعنىى التيديى
وسيس عليه ،أي :أدب وتيدب).3 سا
الب اس في االصطسح:
مىىن التعريىىف بمعنىىى كلمىىة السياسىىة فىىي الل ىىة نىىرى أنهىىا تىىدل فىىي بعىىض معانيهىىا علىىى
الرياسة وإدارة ال كم ،وه ا المعنىى هىو أصىل المعنىى االصىعالحي المتعىارف عليىه بىين
عمىرو العلما ،ولقد استخدم ص ابة رسول هللا كلمة السياسة به ا المعنى ،فقىد كتى
ب ىىن الع ىىاص ألب ىىي موس ىىى األش ىىعري رض ىىي هللا عنهم ىىا فق ىىال" :تق ىىول ان ىىي وندت ىىه 4ول ىىي
بدمه ،ال سن السياسة ،ال سن التدبير" 6وكان معاويىة وقتهىا الخليفة المظلوم ،5والعال
واليًا على بالد الشام.
1سننابنماجة958/2ح.2871
2ابنمنظور:لسانالعرببابالسين،فصلالسين،مادة(سوس).
3الفيروزآبادي:القاموسالمحيطباباسينفصلالسينمادة(سوس)
4يعنيمعاويةبنأبيسفيانرضيهللاعنه.
5يعنيعثمانبنعفانرضيهللاعنه.
6تاريبالطبري.68/5
212
ه ى ا وللعلمىىا فىىي مفهىىوم السياسىىة تعىىاريف مختلفىىة تبعىىا الخىىتالف مدارسىىهم واتجاهىىاتهم
عل ىىى اختالفه ىىا طمك ىىن تقس ىىيمها إل ىىى منهج ىىين وتف ىىاو عص ىىورهم ول ىىن هى ى ه التعريف ىىا
رئيسيين:
األول :ما ها عل اااء ال باال ون :ويتميىىز باتفىىاقهم علىىى أن السياسىىة فىىي اإلسىىالم هىىي
تلم السياسىة التىي تتفىق ومبىاد الشىريعة اإلسىالمية ونظامهىا العىام ،وهىي السياسىة التىي
تدير نميع شؤون البالد وال كم لت قيق مصل ة األمة في دينهىا ودنياهىا ،وعانىل أمرهىا
و نلىىه ،سىىال ة فىىي سىىييل بلىىوغ تلىىم ال اطىىة كىىل وسىىيلة ،ش ىريعة أن ال ت يىىد عىىن أنظمىىة
اإلسالم وتعاليمه.1
أن السياسة في نظر الشر وعلمائه هي تىدبير وال ي طالح على مجمل ه ه التعريفا
وإدارة شىىؤون الىىبالد والعبىىاد بمىىا ط قىىق مصىىال هم فىىي الىىدنيا واآلخ ىرة علىىى ضىىو تعىىاليم
اإلسالم واما ال طخالظ قواعده.
1سعديأبوجيب:دراسةفيمنهاجاإلسالمالسياسيص. 443سعديأبوجيب:دراسةفيمنهاج
اإلسالمالسياسيص.443
2ابنقيمالجوزية:الطرقالحكميةص.15
3التهانوي:كشافاصطالحاتالفنونمادة(سوس).
4مقدمةابنخلدونص .191
213
ال ا ها الثاااني :م ا ها غواار ال باال ون :وهىىو مىىنهج ط صىىر معنىىى السياسىىة فىىي
تنظيم الشؤون الدنيوية للعباد وفىق القىوانين والدسىاتير التىي طنىعها المختصىون ،أو اهىل
ال ل والعقد ،أو من بيدهم مقاليد ال كم في البالد ،كما يتميز منهجهم بينه ال يلتزم بىيي
قيد أو ضباط ،كلم مفهوم السياسة عندهم هو سلور نميع السيل الموصىلة إلىى الهىدف
ال غيىىر أخالإليىىة وغيىىر مشىىروعة ،وكلىىم
ال ى ي طسىىعى إليىىه الساسىىة حتىىى وإن كانىىم سىىب ً
بخالف المنهج اإلسالمي ال ي طنب السياسة ويقيدها بقواعد اإلسالم ومبادئه.
1لليبحري:دراساتفيعلمالسياسةص .36،35
214
ال يىىاة وعلىىى كل ىم فىىين السياسىىة العامىىة للدولىىة تلق ىي بظاللهىىا و ثارهىىا علىىى ك ىل نوان ى
وميادينه ىىا ،ول ىىن الى ى ي يهمن ىىا ف ىىي د ارس ىىتنا للنظ ىىام السياس ىىي ف ىىي اإلس ىىالم أو أي نظ ىىام
سياسىىي خىىر هىىو التعىىرف علىىى مبىىاد وقواعىىد كلىىم النظىىام والتىىي تمي ىزه عىىن غي ىره مىىن
األنظمة ،كما يهمنا أطناً معرفة كي ية نشية دولته وكي ية تولي الرئاسىة أو مقاليىد ال كىم
من مباح . ميه ،وما يتعلق به ه الموضوعا
215
المبحث الثاني
ويقصىىد بقواعىىد النظىىام السياسىىي فىىي اإلسىىالم تلىىم المبىىاد والثوابىىم األساسىىية التىىي بنىىي
ُ
عليها اإلسالم دولته ،ويستلهم منها النظام السياسي لل كم.
أ ار العلمىىا فىىي ت ديىىد وضىىب قواعىىد النظىىام السياسىىي فىىي اإلسىىالم، ه ى ا ،وقىىد تعىىدد
ف صىىرها الشىىيا أبىىو زه ىرة فىىي ثىىالث قواعىىد ،هىىي العدالىىة ،والش ىورى ،والعاعىىة ألوليىىا
األم ىىر ،1وحص ىىرها ال ىىبعض ف ىىي أرا ىىع مثىىىل ،2وزاد غيى ىره عليه ىىا ليوص ىىلها إل ىىى س ىىم أو
أكث ىىر3وتركه ىىا خ ىىرون دون ض ىىب أو ت دي ىىد ،ب ىىل كك ىىر بعن ىىها عل ىىى س ىىييل المث ىىال ال
ال صر.4
هى ان وقىد بلىغ اخىتالف فىي كلىم إلىىى درنىة أن بعىض العلمىا خىالفوا أنفسىهم وكلىم مثىىل
الشيا عيد الوهاب خالف ،فتارة هي عنىده العىدل ،والشىورى والمسىاواة ومسىؤولية أولىى
األم ىىر واس ىىتمداد الرياس ىىة العلي ىىا م ىىن الييع ىىة العام ىىة،5ث ىىم إن األس ىىتاك م م ىىد المب ىىارر ق ىىد
أوصلها أحد عشر ميدأ أو قاعدة.6
ول ن ه ا االختالف في ضب قواعد النظىام السياسىة ال طفهىم منىه أن هنىار خالفىاً حىول
النظىر بىين ه ه المباد ،أو حول مشىروعيتها ،بىل إن هى ا الخىالف سىيبه تبىاين ونهىا
1سعديأبوجيب:دراسةفيمنهاجاإلسالمالسياسيص447الحاشية.
2محمدأبوفارسالنظاملسياسيفياإلسالمص.15
3سعديأبوجيب:دراسةفيمنهاجاإلسالمالسياسيص.447
4عفيفطبارة:روحالديناإلسالميص .294
5أبوجيب:دراسةفيمنهاجاإلسالمالسياسيص.447
6محمدالمبارك:الحكموالدولةص29ومابعدها .
216
العلمىىا حىىول مىىا طعتيىىر مىىن ه ى ه القواعىىد متص ىالً بالنظىىام السياسىىي والشىىؤون الدسىىتورية
ال به.
للدولة ،وماال طعتير متص ً
هى ى ا ،وسنقتص ىىر ه ىىن عل ىىى ال ىىالم ع ىىن أرا ىىع قواع ىىد رأين ىىا أنه ىىا األه ىىم واألكث ىىر اتص ىىاال
بموضىىو النظىىام السياسىىي وشىىؤون ال كىىم ،ثىىم إن أكثىىر العلمىىا قىىد اتفق ىوا علىىى اتصىىالها
به ا النظام.
217
القاعدة الأولى
الحاكمية هلل
ال اكميىىة اسىىم مصىىدر مىىن الفعىىل الماضىىي (حم ا قنىىى (قاااج ومنىىه (حكىىم بىىاألمر
حكمًا) أي قنى به.
وعلىىى هىى ا فمعنىىى كىىون (الياك ااا هلل أي أنىىه بيىىده القنىىا فىىي شىىؤون ةبىىاده ،وأن ىىه
ال كم فيهم ،وله حق التشريع لهم ،وهو مصدره ،وال ط ق لهم وال ألحد منهم أن صاح
طشىىر غيىىر شىىرعه تعىىالى ،أو طىىيمر أحىىداً باتبىىا شىىر غيىىر شىىر هللا تعىىالى ،ويىىيتمر هىىو
بشر غير هللا نل وعال.
ه﴾ ،2والشىىاهد فىىي اآلطىىة أنىىه نعىىل ال كىم مصىىو ًار َولَ اوَّل خ َلَ رَثََّل ََّلَّ الغخَّل ا
َّلُإ ََل يَّلَ رعلَ زَِّلَّلَ َ
علىىى هللا سىىب انه وتعىىالى ،وأنىىه ال ل ي ىره ،وعلىىى كلىىم فلىىيس ألحىىد حىىق فىىي التش ىريع
سواه.
قوله تعالى﴿ :يزاَّي ز و َه َلَ ره يَّلَتَ َحُ ََ زَِا ا ََل الئخُ زغَ ا َوَ ر َل ازب زَّلَّوا َلَ ره يَ رو زر زَّلَّوا نا اَّلن .2
ن ََّلَتنَل نَعاهَّل ن ا ﴾ ،3نىا فىي سىي نىزول هى ه اآلطىة ِلخ زن ر َ وي اَّي ز ال خهئَُ زه َلَ ره ي ا
ز ر َز
11الفيومي:المصباحالمنيربابالحاءوالكاف ،الفيروزآبادي:القاموسالمحنيطبنابالمنيمفصنل
الحاء،الرازي:مختارالصحاح،مادة(حكم).
2سورةيوسف،مناآلية.40
3سورةالنساء،مناآلية.60
218
انىىه اختصىىم مشىىرر مىىع يهىىودي ،فقىىال اليهىىودي نختصىىم عنىىد م مىىد ألنىىه ال طقيىىل
بن األشىرف ،وهىو مىن كيى ار اليهىود ،كلىم الرشوة ،وقال المشرر نختصم عند كع
لعل ىىم هى ى ا المن ىىافق أن كعبى ى ًا طقي ىىل الرش ىىوة فيرش ىىوه ،فنزل ىىم هى ى ه اآلط ىىة تش ىىنيع عل ىىى
المنىىافقين ال ى ين طعليىىون ال كىىم عنىىد غيىىر هللا تعىىالى ،ويلجىىيون إلىىى البشىىر مىىثلهم
طشرعون لهم .1
اليق ق األولج :ىن أ عاز وكاح هاو ( الخاالق :خلىق ال ىون بمىا ميىه ومىن ميىه ،ومىن
ق ام اب َّل َّلت اخَ ا كل ى ىىم قول ى ىىه تع ى ىىالى﴿ :ا خه رنخ زو َّل َّل خ ا
اكز الخَّل َّلَّلذي َخلََّل َّل ََّلء ال خَِّل َّل ََّلِ َُوا َو راَي رَر َ َ ز
ا َن 4
َّلِ والرَِ َّلَّلَّ﴾
َلَخَّيم﴾ ،وقول ىىه أطنى ىًاَ ﴿ :وز َّل ََّلَ الخَّلَّلذي َخلَ َّل ََّلء اللخره َّل ََّلَ َوالغخَّل َن َّل َ
َّلُر َوال خ َّل ر َ َ َ َ
1
1القرطبيكالجامعألحكامالقرآن .263/5
2سورةالنساء،اآلية.65
3عمراألشقر:الشريعةاإللهيةالالقوانينالجاهليةص.165
4سورةيونس،مناآلية.3
219
اليق قا الثان ا :أن أ تعااالج هااو ( ال ارارو :وهى ا منصىىوص عليىه بقولىىه نىىل وعىىال:
اكز الخَّل اَّلذي َخلََ زوَّل َّل ر ْثزخ َرَ َ زوَّل َّل ر ْثزخ
َّلَل﴾ ،3و﴿ خ ا ا ﴿ا خه خ
اكَ ز َّل ََّلَ الَّل َّلخَّخا ز ازو الر زََّل َّل خَل الر َِت َّل ز
اكا ارر زَّل َنُ﴾.5 ق اخَل َعلَ خ زُياهتز زو ر ْثزخ زرَيهاه زو ر ﴾ ،4و﴿ َوَبُ اب ر َدانخَنَ ام راَي رَر ا
واعىىد أن طق ىىرر القىىرن ال ى ىريم ه ىىاتين ال قيقتىىين يين ىىي عليهمىىا .حق قااا ثالثااا وه ىىي أن
الخىىالق وال ىراز هو(المالىىم) لمىىا خلىىق :كلىىم ألنىىه بىىالخلق طكىىون قىىد أونىىد ابتىىدا ال يىىاة،
بقائهىىا ،وييىىين لنىىا هللا تعىىالى كلىىم واىىالرز طكىىون قىىد مىىنا ه ى ه ال يىىاة أسىىباب مقوم ىا
ميقىىولَ ﴿ :واخكا زب رل َّل ز ال خَِّل ََّلِ َُوا ا َو راَي رَر ا
ق َوَبَّلَّلُ نَّلَرهَّلغََّل زن ََِّلَّلُ مرلزَّل زَّلء َبَّلَّلُ يَ َ َّلَّلَُز﴾ و ﴿َلََكر
6
ق﴾.7 اكَ لَنز زبلر ز ال خِ َِ َُوا ا َو راَي رَر ا ََّل رعلَ ر َلَ خه خ
وإكا كانىىم ييعىىة الملىىم تقتنىىي أن يتصىىرف المالىىم فىىي مل ىىه كيىىف طشىىا ،فىىين كلىىم
مىا طكىون طعني أن هللا سب انه متصرف في خلقه كيف طشا ،ميشر لهم من التشىريعا
مناسبًا لهم ،طيمرهم بااللتزام به ،وعدم االحت ام إلى غيره.
وكل كلم ألنه المالم المتصرف في مل ه ،كل مشرو غيره تشريعه با ل؛ ألنه ليس له
اكا حق الملم ،وال التصرف في ه ا الملم ،طقول هللا تعالى ﴿ :زَ َلَََّلع ز و َه اب د ا
وه خ ر ز ر رز
هِ الر َعلاه ﴾.8 اك َ ال خِ ا
ِ ز خ و ُ ع رََّلَّ َل
و
َ ا
َّ
ًّ ن
َ و
ز ل
َ ز
بُ ََل ُيَرلا
ز ز َ ن َ ز َ ر َ
1سورةاألنبياء،مناآلية.33
2سورةالفرقان،مناآلية.2
3سورةالذاريات،اآلية.58
4سورةالروم،اآلية.40
5سورةهود،اآلية6
6سورةالمائدة،مناآلية.17
7سورةالبقرة،مناآلية.107
8سورةالمائدة،مناآلية.76
220
كلمىة (إلىه) تعلىق علىى كىل معيىود علىى هلل :حي .5ال الع اال أ تقر أن الياك
اال ال ،سوا كان (هللا) أو غيره من ال جر أو البشر أو الهوى!!
وعليىىه فعنىىدما نقىىول( :ال الىىه) ن ىىون قىىد نفينىىا األلوويىىة عىىن كىىل معيىىود علىىى اإل ىىال
وعندما نقول( :إال هللا) ن ون قد أثيتنا أن األلووية (هلل) وحىده عىز ونىل ،وحصىرناها ميىه
دون غيره.
وتيسيسىىا علىىى هى ا ف ىىل مىىن أقىىر بكلمىىة التوحيىىد – وقىىد أفىىر بهىىا كىىل مىىن مىىن بالىىدطانا
السماوية نميعا_ كل من أقر بها فهو مقر ب اكمية هللا عز ونل.
1سورةاألنعام،مناآلية.74
2سورةالجاثية،مناآلية.23
3سورةالقصص،مناآلية.38
4سورةمحمد،مناآلية.19
221
أعداء األديان وموقفهم من الحاكمية:
إن الصى ار الىىدائر بىىين الرسىىل علىىيهم السىىالم واىىين أعىىدائهم علىىى مىىر التىىاريا كىىان دائمىًا
حول قاعدة ال اكمية !! فلمن ال كم ومن هو مصدر ال كام هللا أم العواغيم وكفىار
البشر .
ول ىي نستوضىا هى ا الموقىظ بجىال ،ال بىد لنىا مىن النظىر إلىى شىري ة مىن شىرائا هىؤال
ال فار ،ولت ن ه ه الشري ة مشركي مكة وكفارها.
فالعرب في الجاهلية كانوا طعترفون بين هللا سب انه هىو الخىالق 1كمىا كىانوا طعترفىون بينىه
الىراز ،وأنىىه المتصىىرف فىىي هى ا ال ىىون حيى طقىىول القىىرن ال ىريم فىىي كلىىم ﴿ :زَّل رَّلَ َبَّل ر
ق َلَخب ُيَرلا ز ال خِِِ و راَيَنصُر وب زمرَّاج ر ا ا ا
اْلَ خ بَّل َ ر َ َ ر َ َ ََ ر ز يَّلَرَّزز زو ر ب َ ال خِ ََُِ َو راَي رَر ا ر
اج الر َِها َّل َ اب َّل َ ر
اْلََّل ا َوَب َّل ر يزَّل َ نازَّ راَي رَبَّل ََّلَّ وَ َِ َّلهََّل زََلزَ َه خ
اكز وََّل زََّل رَّلَ َلَوََّل ََّلَت ا ا
الر َِه َّل َوزمر َّلَّ ز
ه﴾.2ََّلتخَّل زََ َ
ليوا العىون والنصىر وك لم فقد كانوا طعتقدون أن هللا تعالى هو الناصر والمعين ،حي
منىىه قيىىل تىىونههم إلىىى معركىىة بىىدر قيىىل م اراىىة الرسىىول ،وكلىىم عنىىدما تعلقىوا بيسىىتار
ال عبة وقالوا" :الله انمر اعلج الج ّين و أكرإ القبوليون".3
وك ى لم كىىانوا علىىى طقىىين بىىين هللا تعىىالى معلىىع علىىى سىىرهم وخفاط ىاهم ،وأنىىه طعلىىم مىىا فىىي
نفوسهم ،نا كلم صري ًا في عرهم ،طقول زهير بن أبي ُسلمى:
ل خفج ،ومه ا َ
ممي أ معل تكي ن أ ما في نفوسم
فس ُ
1القرطبي:الجامعألحكامالقرآنالكريم،226/1العقيدةالطحاويةص.76
2سورةيونس،اآلية.31
3ابنكثير:تفسيرالقرآنالعظيم..296/2
222
ثىم هىم معترفىون بىين هللا تعىىالى مقىدر األقىدار ،وهىو الى ي يىىدبر األمىر فىي السىما ،طقىىول
عنترة بن شداد:
اكا﴾.2
خ
إكا ،فالعرب قيىل اإلسىالم كىانوا طعترفىون بونىود هللا واقدرتىه علىى الخلىق والىرز وتىدبير
والعلىن ،ول ىن مىا هىي حقيقىة الخىالف بيىنهم واىين م مىد مىىع األمىور ،ومعرفىة ال يى
أنه دعاهم إلى مثل ال ي طعتقدونه
بىه! اتباعهىا ،والىدين الى ي ينب ىي أن يىدين النىا إن الخالف يدور حول العقيدة الوان
كىىان النيىىي ي ىدعوهم التبىىا مىىا أنىىزل هللا تعىىالى ،وتىىرر مىىا توارثىىوه عىىن بىىائهم حي ى
الزعامىة وأندادهم ،ول ن لما كان ه ا األمر يتنافى مع أ ماعهم ومصال هم ،ومع ح
والرياسىىة عنىىدهم ،رفنىىوه ولىىم يرضىوا ب كىىم ش ىريعة هللا تعىىالى فىىيهم ،كمىىا لىىم يرضىوا بىىين
طكىىون – سىىب انه وتعىىالى – هىىو مصىىدر ال ك ىىم ،وهكىى ا ط ىىدثنا عىىنهم القىىرن ال ىىريم :
اكز َُلزَا نَ رَ ََّّلَتخا زِ َبُ َلَلر َررهَّلغَُ َعلَره ان َيَ ََّللََ َ َلََولَ رَّلَ َََّلُ َه
هَ ََلزز اخا زعَا َبُ َلََّرَّلَََ خ ﴿وا َاا ا
َ َ
ه ﴾.3 َيَ ََّلل زؤز ر ََل يَّلَ رع اَلزَ َه َيرهَّلانُ َوََل يَّلَ رنتَ ز و َ
1سورةالزمر،مناآلية.3
2سورةيونس،مناآلية.18
3سورةالبقرة،اآلية.170
223
ه ا هو موضو الخالف بين نميع األنييا ومعارضيهم على مر الزمان ،لمن ال كىم
ول ىىن هللا ع ىىز ون ىىل طق ىىرر أن ال ك ىىم ل ىىه وح ىىده ،وال ط ىىق ألح ىىد غيى ىره ،ميق ىىول﴿ :ا اه
اْلز رو ز اخَل اخكا َل ََبََّ َلخََل ََّل رعز ز وا اخَل ا خَّيهز اَلَّلا َ الَّل ا ي ز الرََّلها ز َولَ اوَّل خ َلَ رَثََّل ََّلَّ الغخ ا
َّلُإ ََل ر
ه﴾ ،1هى ى ا ه ىىو موق ىىظ أع ىىدا األدط ىىان !! فم ىىا ه ىىو موق ىىظ الم ىىؤمنين م ىىن قن ىىية يَّلَ رعلَ زَِّلَّلَ َ
ال اكمية هلل
1سورةيوسف،مناآلية.40
2سورةاألعراف،اآلية.3
3سورةالنور،اآلية.51
4سورةالمائدة،مناآلية.44
5سورةالمائدة،مناآلية.45
224
ه﴾ ،1فالى ي يىرفض أن ط كىىم بمىىا أنىىزل هللا كىىافر الر َر ا
ُبَّل زََ َ اََّلََّلُ َلََّرَّلَّلََ خ ا
اكز وَوزولَاَّل َ ز َّل ز َ
ظالم فاسق.
وأمىىا الى ي يىىدعي ال اكميىىة ،أي :الى ي يىىدعي أنىىه لىىه حىىق التشىريع ،وسىىن الق ىوانين ،أو
ال ي طستيدل بشريعة هللا شريعة غيرهىا مىن صىنع شىيا ين البشىر ،فهىو كىافر أطنىاً ألنىه
. يناز هللا تعالى في أخص األلووية وهي (الياك
رحمه هللا" :إن ال كم ال طكون إال هلل ،فهو مقصور عليه سب انه ب كىم طقول سيد قع
ألوهيتىه ،إك أن ال اكميىة مىىن خصىائص األلوويىىة ،سىوا ادعىىى هى ا ال ىىق فىرد ،أو بقىىة
نميعىىا فىىي صىىورة منظم ىىة عالميىىة ،ومىىن ن ىىاز هللا أو حىىزب أو هيئىىة أو أمىىة أو الن ىىا
سىب انه أهىىم خصىىائص األلوويىىة ،وادعاهىا فقىىد كفىىر َّبواحىًا ،ويصىبا بىىه كفىره مىىن المعلىىوم
من الدين بالنرورة حتى ب كم ه ا النص وحده"!!2
"وادعا ه ا ال ق ال طكون بصورة واحدة هي التي تخرل المدعي من دائىرة الىدين القىيم،
وتجعلى ىىه منازع ى ىًا هلل فى ىىي خاصى ىىية مى ىىن أولى ىىى خصى ىىائص ألوهيتى ىىه س ى ىب انه ،فلى ىىيس مى ىىن
الن ىىروري أن طقى ىىولَ ﴿ :ب َّلَّلُ َعلا رَِّل َّل ز لَ زوَّل َّل ر ابَّل َّل ر الَ َّل َنَّلن َغَّل َّل راي﴾ ،3أو طقى ىىول﴿ :وََّل رلهََّلرغظزَّل َّل اَّ
ُب اَّلن﴾ 4كمىا قىال فرعىون نهى ًار ،ول نىه يىدعي هى ا ال ىق فينىاز هللا ميىه اَِّرُِ زه ا ََل َع ا
ا
َ ر َ
بمجىىرد أن ين ىىي شىريعة هللا عىىن ال كىم ،ويسىىتمد القىوانين مىىن مصىىدر خىىر ،وامجىىر أن
1سورةالمائدة،مناآلية.47
2يقصدقولهتعالى﴿إنالحكمإالهللأمنرأالتعبندواإالإيناه﴾...اآلينة40مننسنورةيوسنف،راجنع
سيدقطب:فيظاللالقرآن .1990/4
3سورةالقصص،مناآلية38،
4سورةالنازعات،مناآلية.24،
225
طقرر أن الجهة التي تملم ال اكمية ،أي :التي ت ون هي مصدر السلعا ،نهة أخىرى
غير هللا عز ونل ولو كان طقصد الدطمق ار ية".1
ويكفر ال ي يدعي ال اكمية أطنىًا ألن ال كىم فىي اإلسىالم مىن صىميم عقيىدة المسىلمين،
ولىيس هىو مىىن فىرو الفقهيىىة ،وكىل مىىن ين ىر أمى اًر مىىن أمىور العقيىىدة فهىو خىىارل عىن ملىىة
اإلسالم.
طقول حسن الينا رحمه هللا ... " :وال كم معىدود فىي كتينىا الفقهيىة مىن العقائىد واألصىول،
والفرو ،فاإلسىالم حكىم وتنفيى ،كمىا هىو تشىريع وتعلىيم ،كمىا هىو قىانون ال من الفقهيا
وقنا ،ال ينفم واحد منهما عن اآلخر".2
سىتلتقي ،ويسىعى ولو كان العالم ط كم بتشريع واحد ثابم ،فين األهداف تتوحد وال اطىا
يدًا واحدة لت قيقها بال خوف وال ن از ،فتسىعد البشىرية وترتقىي ،ويىزول شىبا نميع النا
ال روب من العالم ،وه ا ال طكون إال إكا كان التشريع هو تشريع هللا عز ونل.
1سيدقطب:فيظاللالقرآن .1990/4
2مجموعةرسائلالشهيدحسنالبناص .170
226
عقوبة التحاكم إلى دير شرع هللا:
إن الت ىىاكم إل ىىى غي ىىر شى ىريعة هللا ع ىىن رض ىىى و واةي ىىة كف ىىر ،ألن هللا تع ىىالى ق ىىد راى ى
اإلطمان بالرضى ب كمه ،حي قال عىز ونىل﴿ :وَ ََّلَت َوَرناَّل َ ََل يَّلز رِابغزَّلَ َه َح خَّلَّت زَيَ او زِ َ
َّلَا
ا ا ا ا ا
هُِ﴾.1 ِره َ َويز َِل زَِا َ رِل ن هُِ َي َََُّ نََّلرهَّلغََّل زن ر ْثزخ ََل َاَي ز وا ام َلََّرَّل زرِ ان ر َحََّ نُْ خُ َ َ
وَ
ىرض ب كىىم هللا فىىي الىىدنيا هىىي القتىىل ،ككىىر ابىىن كثيىىر فىىي تفسىىيره
ثىىم إن عقواىىة مىىن لىىم يى َ
نىىزول قولىىه تعىىالى ﴿ :فىىال وراىىم ال يؤمنىىون ﴾...اآلطىىة أن رنلىىين اختصىىما الىىى سىىي
ىي عليى ىىه ال أرضى ىىى ،فقى ىىال
رسى ىىول هللا فقنى ىىى للم ى ىىق على ىىى المبعى ىىل ،فقى ىىال المقتنى ى ُّ
إلىىى أبىىي بكىىر الصىىديق ،ف ى وبا إليىىه فقىىال الى ي ُقنىىي صىىاحبه :مىىاكا تريىىد قىىال :ن ى ه
إليىىه :قىىد اختصىىمنا إلىىى النيىىي فقنىىى لىىي ،فقىىال أبىىو بك ىر :أنتمىىا علىىى مىىا قنىىى بىىه
رسىىول هللا ،فىىيبى صىىاحبه أن يرضىىى ،فقىىال نىىيتي عمىىر بىىن الخعىىاب :فقىىال المقنىىي
له :قد اختصمنا إلى النيي فقنى لي ،فيبى أن يرضىى ،فسىيله عمىر بىن الخعىاب،
ال ى ي فقىىال كى لم ،فىىدخل عمىىر بىىن الخعىىاب بيتىىه وخىىرل والسىىيف فىىي يىىده ،فنىىرب أر
أبى أن يرضى فقتله.2
القاعدة الثانية
العدل والمساواة
العىىدل!! ول ى ا كانىىم ميىىدأ عام ىًا طعيىىق علىىى الرةيىىة داخىىل الدولىىة، "المسىىاواة هىىي أسىىا
واين الشعوب علىى الصىعيد الىدولي ،كىركن أساسىي مىن سياسىة اإلسىالم الخارنيىة ،دون
حيف أو م اباة أو تميز بلون أو عنصر ،أو ل ة أو اختالف دين".3
1سورةالنساء،مناآلية.65،
2ابنكثير:تفسيرالقرآنالعظيم .525/1
3الدريني:خصائصالتشريعاإلسالميفيالسياسةوالحكمص .407
227
نظرة الإسلام إلى الناس:
في اإلسالم كلهىم سواسىية ،والعىدل والمسىاواة فىي اإلسىالم حىق مىن حقىو األفىراد، النا
نصىوص القىرن نا على الدولة حماطة ه ا ال ق ،حي ال ينازعهم ميه أحد ،ووان
ال ريم والسنة النيوية وعمل الص ابة وعامة المسلمين للتوكيد ميدأ العدل التالي:
خا َّل ٌ﴾ 1فه ى ا الىىنص اكا َلَرَّلََّلَّلُ زَ ا خه خ ا َوََّلَُئَّلا ََّلَ لاتََّل َعَّل ََّلُروزَا ا خه َلَ رََّل ََّلََّب زو ر اعرغ َّل َ خ
اكَ َعلَّلَّله ٌ َ ر
نميعا واحد ،هو دم عليه السالم ،فىيكا كىان األمىر كى لم فىال ييين أن أصل النا
اللون أو الجنس او الل ة ،ألن األصل هو واحد. داعي الدعا األفنلية بسي
ثىىم إن ه ى ا الىىنص قىىد نعىىل معيىىار التفاضىىل هىىو (اليقااور ﴿ ،ىن أكاارمم ع ااّ أ
أتقاك ﴾ ألنىه بمقىدار مىا طكىون اإلنسىان تقيىاً ،طكىون أقىدر علىى امتثىال شىر هللا عىز
ونل!!
وقولىىه نىىل وعىىال َّ﴿ :ي َلَيَّلهنَّلَّلُ الغخَّلَّلُإ اخَّل زَ َّلَا رنخ زوَّل الخَّل اَّلذي خلََ زوَّل اب َّل ََّّلَرَّل َن و ا
اح َّل َ لَن .2
َ َ ر ر َ ز ز َ َ
َثا نا َوَّاَُِن ،2﴾....ويقىال فىي هى ا الىنص َو َخلَ َء ابرغَّل َنُ َ رو َْ َنُ َونَ خ ابرغَّل زن َُِ ار َْ نَُل َ
َ
ما قيل في سابقه.
.1والندا ب (طا أيها النا ) في النصين يدل على اهتمام اإلسالم بيقامة العدل ل ىل
وليس ألتباعه المسلمين فق . النا
1سورةالحجرات،اآلية.13
2سورةالنساء،مناآليةاألولى.
228
ا ا ا
قولىىه عىىز ونىىل َ ﴿ :وَبَّلَّلُ َل رَبَّل ََّلَالز زو ر َوََل َل رَوََل زد زََّل ر َّلللخَّل اَّلر زَّلََّل اَّلَّنز زو ر عرغَّل َ َ زلر َرَّل خَل َب َّل ر .3
َّلُْلنُ﴾ ،1وف ىىي هى ى ا ال ىىنص الم ىىال واألوالد ل ىىيس س ىىيبا م ىىن أس ىىباب َيَبَّل َّل وع اِ َّلَّلَ ص َّل ا
َ َ ََ َ َ
التفاضل ،وال هي تقرب المر إلى راه ،وإنما االطمان والتقوى والعمل الصالا.
والمتتبىىع له ى ه النصىىوص يىىرى ان معيىىار التفاضىىل ال ى ي ككرنىىاه وهىىو (التقىىوى) ي ىراه أم ى اًر
مقىىدو ًار عليىىه ،طسىىتعيعه الجميىىع األبىىيض واألسىىود ،النىىعيف والقىىوي ،وال نىىي والفقيىىر،
والسىيد والعيىىد ،وال ىىاكم والم كىىوم ،والعىىالم واألمىىي ...ال ىىل بمقىىدوره أن طكىىون تقيىًا وهى ا
فض من هللا ورحمة .-
1سورةسبأ،مناآلية.37
2الشيبمحمدالخضري:نوراليقينفيسيرةالمرسلينص .249
3ال ُجعالنجمع ُجعل،وهودابةصغيرةتنشأفيالقاذورات.سننأبيداوود.331/4
229
كلهىم سىوا ،ال يتميىز أحىد علىى _ وفي ه ين ال ديثين بين النيىي أن النىا
أو النس . اللون أو الجنس أو ال س أحد ،بسي
_ ثم ط ر من التفىاخر باآلبىا واألنىداد ،ألن كلىم ال ط يىر شىيئًا ،وال يرفىع مىن
مقام انسان شيئاً ،ول ن ال ي طفيد هو التقوى فق .
هى ا وقىد انعكسىم نظىرة اإلسىالم هى ه علىىى نميىع الت ىاليف واألحكىىام التىي ُفرضىم علىىى
ال ل مشتركون في الت اليف على السوا . كل مسلم ،حي
1سننأبيداوود .331/4
2ابنكثير:البدايةوالنهاية.350/3
3د.محمدأبوفارس:النظامالسياسيفياإلسالمص.43
230
فالصىىالة مفروضىىة علىىى كىىل المسىىلمين ال فىىر بىىين أحىىد وأحىىد ،وخيىىر شىىاهد علىىى كلىىم
طقظ فيها وننبًا إلى نن ،الفقيىر وال نىي وال ىاكم والم كىوم صفوفها في المسجد ،حي
طستثن منهم أحد.
َ ...الا ،والزكاة ك لم مفروضة على القادرين عليها ولم
العالم ..تراهم نميعاً مت دين واأللوان ينعقون بكل ل ا وفي ال ج ترى نميع األننا
في الزي ن مت ىدين فىي التلييىة وشىعائر العبىادة ....هى ه هىي نظىرة اإلسىالم إلىى النىا
نميعًا ...ول ن ما هي نظرة ال فرة والعواغيم
األغنيا منهم واألقويا أنهم هم السادة ،وأن ما دونهم عييد ،وعلىى كلىم فىين لهىم حقوقىاً
أكث ىىر مم ىىا ل ي ىىرهم ،وأنه ىىم ه ىىم أصى ى اب األم ىىر والنه ىىي ،وأصى ى اب الص ىىدارة والم ارك ىىز
المرموقة ،أما الفق ار والنعفا فعليهم السمع والعاعة ،وليس لهم من األمر شيئًا.
ه ه نظرة ال فار إلى العدل على الدوام ،وكي يتيكد لنا كلم ننظر غلة قىريح كيىف كىان
موقفه ىىا م ىىن مس ىىاواة الني ىىي ب ىىين أصى ى ابه م ىىن اغني ىىا وفقى ى ار ،وس ىىادة وعيي ىىد ،وأقوي ىىا
كىان مجلسىه طجمىع بىين أبىي بكىر الصىديق وعيىد الىرحمن بىن عىوف، وضعفا ،حي
وهما اغنيا من أسىلم مىع الرسىول واىين غيىرهم مىن فقى ار المسىلمين ،كمىا كىان طجمىع
واىىالل وهمىىل مىىن المىوالي ،واىىين غيىىرهم مىىن السىىادة ،فىىيبى مشىىركو مكىىة أن بىىين صىىهي
طجمعهم وهؤال النعفا والعييد مجلس واحد ،وهىم سىادة العىرب فىي كلىم الوقىم ،وهى ا
أن تجع ىىل لنىىا من ىىم مجلسى ىًا تع ىىرف لن ىىا الع ىىرب مىىا يؤك ىىده ق ىىولهم لرس ىىول هللا " :ن ى ى
فنىىلنا ،فىىين وفىىود العىىرب تيتيىىم ،فنسىىت ي أن ت ارنىىا قعىىوداً مىىع هىؤال األعيىىد ،فىىيكا ن ىىن
231
فىىيقمهم عنىىا ،فىىيكا ن ىىن فرغنىىا فاقعىىد معهىىم إن شىىئم "1فننىىزل قزلىىه تعىىالىَ ﴿ :وََل َئرَّل زَّلَّاد
ا ا ا
ْ َنَّلنز﴾ ،2فنىزل كلىم ردًا حاسىمًا مىن الخذي َ يَ ر زعَ َه َرنَّلخ زن ر اَّلللر َ َ ال َوالر َع ا يزاَّيَّل ز و َه َو ر
بى ىىين هللا تعى ىىالى على ىىى اقت ى ىراب المشى ىىركين ،كلى ىىم االقت ى ىراب ال ى ى ي كى ىىان سيفسى ىىد العالقى ىىا
المسىىلمين ،ويشىىعل نىىار ال قىىد وال سىىد ف ىىي نفوسىىهم ،ويقسىىمهم إلىىى فىىريقين ،واالت ىىالي
طنعظ صفهم ،وتشتم كلمتهم .
و زِ َّلَا اَّلللر َع َّل ر ا ﴾ ،فىىالنص طىىيمر بيقامىىة العىىدل فىىي الىىنفس أو ً الغخَّل ا
ُإ َلَ ره َرل ز
4
ال( ،ىن
أ م مرد أن تاؤدوا األماناات ىلاج أهلهاا) فىيدا األمانىة نىو مىن أنىوا العىدل ،
يىىدرب الىىنفس عل ىى عىىدم ظلىىم اآلخ ىرين وإن ىىار حقىىوقهم ،واعىىد إقامىىة العىىدل فىىي
قد أصب وا قادرين على اقامته بين بعنهم بعنًا.5 النفو ،طكون النا
1سننابنماجة1382/2ح،4127القرطبي:الجامعألحكامالقرآن.432/6
2سورةاألنعام،مناآلية.52
3سورةالنحل،مناآلية.90
4سورةالنساء،مناآلية.58
5الفخرالرازي:تفسيرالرازي .139/10
232
َل اَّلللر اَ رِ ار زي َن َ اََ اخكا َولَ رَّلَ ا ا
.3قولع تعالجََّ ﴿ :ي َلَيَّله َنُ الخذي َ َيَ َبغزَا زَََّزَا ََّل خَاب َ
َل ا ره يَ زوَّل ر َغغاهًَّّلَّلُ َل رَو وَ اََّل نا وََّل خ
َّلُكز َل رَوََل ا ا
َعلََّل َلََّرَّل زرَِّل زو ر َلَ او الر ََالَّل َ ير ا َو راَيَ رَّل ََّلَّنا َ
اكَ َََّلُ َه اَََّلُنَا وَام خه خ ا اا
َُِ وَ ََت ََّلتخا زعَا ا رَلَََى َلَ ره ََّل رع لزَا َوا ره ََّللر زَوا َل رَو زَّل رع اَّ ز
خاَّل ا ﴾ ،1وهى ا الىىنص ميىىه إل ىىاب وتيكيىىد علىىى ونىىوب إقامىىة العىىدل
ََّل رع َِلزَّلَّلَ َه َ ن
علىىى الىىدوام وأنىىه ال طكفىىي أن طع ىدل المىىر م ىرة م ىرة واحىىدة فق ى ،كلىىم ألن لفظىىة
(ق ىوامين) المسىىتعملة فىىي اآلطىىة ال ريمىىة هىىي صىىي ة مبال ىىة ،فهىىي نمىىع قى َّىوام،
بمعنى قائم وفائدة كلم هي األمر بت رار القيام بالعدل على الدوام .
ابتَ اَ ر ََ َُِ َل ازب رَّ َ َوََل ََّلتخا رِ َلَ ر َّل ََاََ ز ر َوز رَّلَ ع َو ر
اا
.4قولع تعالج ﴿ :وَل َذل َ وَ رُد ز
و ﴾ ،2ف ىىيكا ك ىىان َيَبرغ َّل اَ َّلَّلُ َلََّر َّلَّلََ خ ا ا َن ا ا ا
اكز ب َّل ر َتََّلَّلُب َوَلزبَّل رَّلَّ ز َي رَع َّل َ نَّلَره َّلَّلغَ ز ز َ ز َ َ
عليىىه ،مىىع رسىىول هللا ﷺ بمقتنىىى ه ى ا الىىنص مىىيمو ًار بالعىىدل وهىىو وان ى
العلم بعصمته ﷺ وانتفا الظلم من صفاته ،فيكا كىان األمىر كى لم فونىوب
العدل على غيره ﷺ أكثر وكوبا ح هو أولج اكّ.
وتا ْار ُس العااّل ل ا ،وقااّ توعااّ أ تعااالج الظااال ون العااذاب الاااّيّ حوااث قااال :
هااذا َ
اكَ َغَّلَّلُوا نَت َع خَِّلَّلُ يَّلَ رع ََِّل زَّلَ
َّلَّ خ
اْ زن َّل ر ﴾ ، 3و ﴿ َوََل َرل ََِّل َ خ ا
اح ز َّل زَّلَّوا الخَّلذي َ ظَلَ زِ َّلَا َوَلَر َو َ ﴿ ر
الظخَّل َّلَّلُلا زَِ َه﴾ ،4و﴿وَتارل َّل َّل َ نَّلزهزَّل َّلَّلَزَّل زن ر َخُ اويََّل َّلَن اََّلَ َّلَّلُ ظَلَ زِ َّل َّلَا ا خه ام َالاَّل َّل َ َْلَيََّل َّلَن لاََّل َّل رَّلََنم
1سورةالنساء،مناآلية.135
2سورةالشورى،مناآلية.15
3سورةالصافات،مناآلية.22
4سورةإبراهيم،مناآلية.42
233
ظلمهم أهل هىم هللا ألصىب م بيىوتهم فارغىة مىنهم ،ونىا النيىي ه﴾ 1أي :بسي
يَّلَ رعلََِ َ ز
ما يوك العّل ويزكار عان الظلا ،حواث قاال " :ماا مان عباّ اسايرعا أ ب ا
فل ميطها م ي ىال ل مجّ ائي الج ".2
ب لالتخَّل رََى﴾ ،3ومعنى النص أنه ال طجل م ظلم أحد من النىا ل ىم أن ت يىدوا
َلَرَّلََّ ز َ
عل ىىيكم ه ىىو الع ىىدل ،ألن ىىه أق ىىرب للتق ىىوى ع ىىن ال ىىق فتظلمى ىوا م ىىثلهم ،ب ىىل الوانى ى
ولل ق.
َل اَّلللر اَ رَِّل اَّلر زيَّل ََّلن َ اََ اخكا َولََّل رَّلَ َعلََّل َلََّرَّل زر اِ َّل زو ر َلَ او ا
ويقااول أماااا ﴿ :زَََّزَّلَا َ َّل خَاب َ ب-
ا
َل﴾ ،4ففىىي ه ى ه اآلطىىة ت ىريض للمسىىلمين علىىى العىىدل حتىىى لىىو الر ََالَّل َ ير ا َو راَيَ رَّل ََّلَّنا َ
شهد اإلنسان على نفسه أو والدطه أو أقاراه!!
1سورةالنمل،اآلية.52
2الللل لوالمرجانفيمااتفقعليهالشيخانص،479ح.1200
3سورةالمائدةمناآلية.8
4سورةالنساء،مناآلية.135
234
.2تمرفات المياب وأفعاله :
أ -أرس ىىل الني ىىي عي ىىد هللا ب ىىن رواح ىىة ليخ ىىرص (طق ىىدر ثم ىىار خيي ىىر ،وييخى ى نص ىىفها
اتفاقهم مع الرسىول فىيراد يهىود خييىر أن يرشىوا عيىد هللا بىن رواحىة حيى ب س
ىي
قدموا له صىرة مىن كهى ،فقىال :طىا أعىدا هللا ،أترشىونني ...وهللا إن ىم أب ىض إل َّ
ىي مىن نفسىي التىي بىين ننيىي ،ول ىن ب نىي
إل َّ من القردة والخنىازير ،ولم مىد أحى
ل م وحيي لم مد ال طمنعنىي مىن أن أعىدل بيىن م ،لقولىه تعىالىَ ﴿ :وََل َرَيَّل اََّبغخ زو ر
علَ َلخََل ََّل رع ا لزَا﴾ 1إن ه ا النص ال ي بين أيدينا دليل علىى أن عيىد َن
َيغَ َ زه ََّل رَم َ
هللا بىن رواحىة واعىىد تصىري ه بعداوتىه لليهىىود ،وكرهىه لهىم ،عىىدل بيىنهم ولىم طظلمهىىم
حينما أراد أن ط كم بينهم واين النيي وأن ه ه العداوة لم تدفعه لظلمهم.
أميىىر ب -وهىىا هىىو القاضىىي شىريا بىىن هىىان ،طقنىىي بىىين يهىىودي وعلىىي بىىن أبىىي الى
القن ىىا ،دون ف ىىي مجلسىىه ،متبعى ىًا خعى ىوا المىىؤمنين ،ميجلس ىىهما ننبى ىًا إلىىى ننى ى
تمييز بينهما ،ودون أن يتقيد باعتقاده بين أمير المؤمنين صاد في دعواه.2
1سورةالمائدةمناآلية.8
2أبويعليالفراء:األحكامالسلطانيةص .66
235
من أنل كلم كان العدل أمناً واستق ار اًر واركة للنا ،تماما كىاألمن النفسىي واليركىة التىي
ت ققها العبادة.
وفي هى ا المعنىى طقىول النيىي " :يىوم مىن إمىام عىادل خيىر مىن ةبىادة سىتين سىنة" وألن
طسىىتظلون بىىيمن العىىدل وواحتىىه فقىىد ُنعىىل اإلمىىام العىىادل ممىىن طسىىتظلون بع ىىرش النىىا
الرحمن يوم ال ظل إال ظله.
روي عىن رسىول هللا " :سىبعة طظلهىم هللا بظلىه يىىوم ال ظىل إال ظلىه ..وعىد أولهىم أمىىام
1
عادل"
فىىي ظلىىه طسىىعون ناهىىدين للعمىىل وال ىىد مىىن أنىىل مصىىال هم، والعىىدل نىىور! ألن النىىا
والصالا العام ،لما يىوفره لهىم مىن هىدو و ارحىة نفىس ،ومىن أنىل كلىم كىان العىادلون فىي
مقاعد من نور عن طمين الرحمن.
قال رسول هللا " :إن المقسىعين عنىد هللا علىى منىابر مىن نىور ،عىن طمىين الىرحمن عىز
ونل ،وكلتا يدطه طمين ،ال ين طعدلون في حكمهم وأهليهم وما ولوا".2
م ل ثقتهم ،حتى بين األعدا ...فها هم اليهود أعدا رسىول هللا ط ت مىون إليىه لمىا
عرفىوا مىىن عدلىىه ،ومىىا كىىان كلىىم إال القتنىىاعهم أنىىه ال طمكىىن ألحىىد أن طعىىدل كعىىدل النيىىي
.
1صحيحمسلمبشرحالنووي.120،/7:
2المنذري:مختصرصحيحمسلمص.329
236
اهتمام الإسلام بإقامة العدل:
عليىه ونعلىه وانبىاً لما كان للعىدل أهميىة عظيمىة فىي نظىر اإلسىالم ،فقىد اهىتم بىه ،وحى
المفروضىىة علىىى والة األمىىور ،ودللنىىا علىىى كلىىم مىىن القىىرن ال ىريم وسىىنة مىىن الوانبىىا
النيي ثم من عمل ص ابة رسول هللا _ رضي هللا عنهم أنمعين.
تىوافره فىىي كىىل مىىن كىىان لىىه ومىىن مظىىاهر اهتمىىام اإلسىىالم بالعىىدل أنىىه نعلىىه شىىر اً طجى
والطىىة عامىىة (وظيفىىة عامىىة) أو كىىل مىىن قىىام علىىى أمىىر مىىن أمىىور المسىىلمين ،كمىىا نىىرى
أن تتىوفر فىي كىل مىن يلىي وظيفىة للمسىلمين الفقها قد طختلفون فىي الشىروط التىي طجى
إال شرط العدالة فينه ال طخالظ ميه أحد.
ولما مكنه عمرو من نفسه لينراه ،قال الرنىل" :طمنعنىي سىلعانم مىن أن أقىتص منىم
فقال عمرو :ال .فقال الرنل :تركتم هلل".
238
القاعدة الثالثة
الشورى
تعريف الشورى:
هي في اللغ من الفعل ( َش َار) بمعنىى (ننىى) ُطقىال :شىار العس َىل ،بمعنىى ننىاه ،ومنىه
(المشورة والشورى والشورة) وهي ل رأي ال ير في أمر من األمور.1
والااااو ر فاااي االصاااطسح هاااي :اس ىىتع ارض ار أه ىىل االختص ىىاص ف ىىي واقع ىىة معين ىىة،
لشر هللا تعالى ،وسنة نييه . واختيار أصل ها ب س
1الرازي:مختارالصحاح،مادة(شور)
2الدريني:خصائصالتشريعاإلسالميفيالسياسةوالحكمص.419
3نفسالمرجعالسابقص.418
4القرطبي:الجامعألحكامالقرآن .37/16
239
.4ثىىم إن الشىىورى تىىدرب العقىىول علىىى سىىير األمىىور ،وتف صىىها وتم يصىىها ،ومعرفىىة
للنظىىر غثهىىا مىىن سىىمينها ،عىىن ريىىق النظىىر فىىي األمىىور المعروحىىة علىىى النىىا
فيها.1
.5كما أنها تعلم األفراد على الععىا ،وعلىى االنتمىا لجمىاعتهم وو ىنهم ،كمىا تعلمهىم
ت مىىل المسىىؤولية تجىىاه ه ى ه الجماعىىة ،وكلىىم ألن فيهىىا أسىىهمًا ومشىىاركة فىىي ت مىىل
أةبا المجتمع ،والعمل على ت قيق الصالا العام.
ت ىريم اإلنسىىان ،ف مىىا أن هللا تعىىالى أعلىىم المالئ ىىة بجعلىىه .6والشىىورى مىىن مقتنىىيا
كان ىىم هى ى ه اآلط ىىة ق ىىد س ىىيقم عل ىىى س ىىييل اإلخب ىىار إال أن فيه ىىا إش ىىارة إل ىىى ض ىىرورة
الشىىورى ،وعلىىى كلىىم فينىىم حينمىىا تستشىىير إنسىىاناً ت ىىون قىىد اكرمتىىه واينىىم لىىه مىىدى
تقديرر له بدليل أنم تستشيره في أمرر.
.7والشىىورى ريقىىة مىىن ىىر الوحىىدة اإلسىىالمية عىىن ريىىق عىىرض المشىىاكل العامىىة
للمجتمع ومشاركة الجميع في حلها.3
لذا فقّ اهي اإلسسإ بالاو ر ،ومن مظاهر هذا االهي اإ:
.1أنه سمي سورة من سوره باسمها.
.2ثم إنه قرن الشورى بركنين أساسين من أركىان اإلسىالم وهمىا :الصىالة والزكىاة ،ممىا
خا
يى ىىدل على ىىى أنهى ىىا ركى ىىن أساسىىىي مثلهمى ىىا ،وكىىىان كلى ىىم فى ىىي قولى ىىه تعىىىالىَ ﴿ :وال َّلَّلذي َ
1المرجعالسابق .
2سورةالبقرة،مناآلية .30
3د.عبدالحميداألنصاري:الشورىوأثرهافيالديمقراطيةص .5
240
ا ا اا
صَّل َّل ََّلَت َل َوَل رَبَّل َّل زَّلَّز ر زيَّل َّلَّلََرى نَّلَرهَّل َّل َّلغََّل زن ر َو خَّل َّلَّلُ َرَ رَّلغََّل َّلَّلُ ز ر
َّلُبَا ال خ
ابَّل َّلَّلتَ َُُنزَا لَّل َّل ََّلَّ ر َوَلَََّل َّل ز
ر
ه﴾.1 يَّلزرغ ار زََ َ
فقىىد ككىىر صىىورتين مىىن صىىور .3كمىىا أن القىىرن وايانىاً ألهميىىة الشىىورى وتعليمىاً للنىىا
ممارسة الشورى بصفة نماكل طقتدي بها على الن و التالي:
ا
المشاورة في المشاكل االنتماةية :وكلم في قوله تعالى﴿ :وَام ره َل ََر َادا و َ
ص نَّلَُل َعَّل ر أ-
ْ الرَلر َّل ا اكا لارغ َّل َ ََل َّلز ر َولََّل رَّلَ زَ رغ َّل َ وَظًَّّلَّلُ َغلاَّلَّله َ
َن ا ا
قولىىه تعىىالى﴿ :وَ ََِّلَّلُ َر رْحََّلَّلَ ب َّل َ
خ .1
ابَّلتََّل ر ار رَّ ََلَّلز ر َو َيَّلُ اوررز ر ام راَي رَبَّل اَّ وََّلاماَا ا
َّلُع زَِّلَا ابَّل ر َح رَلَّل َ وََّل ر
َعَّلرغَّل زن ر َو ر ََلَّرَّل َر ه
َل﴾ .3وونىىه االسىىتدالل بهىى هاا اكا ا خه خ ا َعََرب َّل َ وََّلتََّل ََخََّل رَّلَ َعلَ َّل خ
اكَ زَي َّل ه الر زِتَ َّل ََّلََل َ
1سورةالشورى،اآلية .38
2سورةالبقرة،مناآلية .233
3سورةآلعمران،اآلية .159
241
اآلطىة :أن قولىىه تعىىالى (وشىىاورهم) أمىىر ،واألمىىر للونىىوب مىىاال يونىىد مىىا طصىرفه عىىن
كلم ،وهنا ال صارف فهو للونوب.1
.2اكا كىىان الرسىىول مىىيمو ًار بمقتنىىى هىى ه اآلطىىة بالشىىورى ،وهىىو معصىىوم ب ىىالوحي
فت ون الشورى أكثر ونوااً بالنسبة ل يره.2
لقد ُقرَنم الشورى بي أمرين وانيين على كل المسلمين ،وهما الصالة والزكاة ،وما كان
ال على أنها وانبة مثلهما ،وإال لما كان ل كرها بينهما فائدة.4
اقترانها بينهما إال دلي ً
1الدريني:خصائصالتشريعاإلسالميص .420
2نفسالمرجعالسابق.
3سورةالشورىاآلية.38
4الدرينيالسابقص .419
5راجنعمننذاهبالفقهنناءفننيمننديإلننزامالشننورىلننرئيسالدولننةفنني:النندريني:خصننائصالتشننريع
اإلسالميفيالسياسةوالحكمص، 462األنصاري:الشورىوأثرهافيالديمقراطيةص.111
242
إن رئيس الدولة إن كان مجتهداً فهو مخير إن رأي أن طيخ برأي أهل الشورى لىه كلىم،
وإن اعتقىىد أن أرطىىه هىىو األقىىرب إلىىى حكىىم الشىىر فلىىه أن طيخ ى بىىه مهمىىا كىىان عىىدد أهىىل
الشورى.
أمىا إن لىم طكىن الىرئيس مجتهىداً فلىيس لىىه اال االلتىزام بمىا يىراه أهىىل الشىورى ،كلىم ألنىىه ال
طجوز ألي شخص أن ينظىر فىي أمىور المسىلمين التىي ت تىال إلىى دليىل شىرعي ،وإال إكا
كان مجتهدًا ،حتى لو كان ه ا الشخص هو رئيس الدولة اإلسالمية نفسه.
ه ا وقد أنزنا لرئيس الدولة المجتهد أن طيخ بىرأي نفسىه دون رأي أهىل الشىورى إن رأى
المصل ة في كلم لما يلي:
عنىد فقهىا المسىلمين غيىر ملىزم بالعمىل بىرأي مجتهىد .1إن المجتهد في الىرأي ال الى
مثله ،وإكا علمنا أن أهل الشورى البد أن تتوفر في 1كل واحد منهم صفة االنتهاد،
وإكا ك ىىان رئ ىىيس الدول ىىة ب ىىدوره مجته ىىدًا فل ىىيس ل ىىه بن ىىا عل ىىى رأي الفقه ىىا أن يلت ىىزم
برأيهم ،وخصوصًا أن ال ل منهم طعمل بمقتنى دليل شرعي أوصله إليه مجتهد.
أهىل الشىورى ،مباإلضىافة إلىى صىفة ازئىدة علىى صىفا .2إن رئيس الدولة ميه صفا
االنتهاد المتوفرة في أهىل الشىورى ،فىين رئىيس الدولىة يزيىد عىنهم بمىا تىوفر ميىه مىن
التي أهلته لرئاسة الدولة. الصفا
1الدريني:خصائصالتشريعاإلسالميص .458
243
مجالات الشورى:
الاو ر قب ان :عام وخاص :
أ -الاااو ر العاماا :وت ىىون فىىي األمىىور خعي ىرة الشىىين ،والتىىي تتعلىىق بالصىىالا العىىام
للدولىىة ،وكلىىم مثىىل االستشىىارة فىىي ال ىىرب أو عقىىد معاهىىدة مىىع دولىىة مىىا أو اختيىىار
نظام ال كم في الدولة ،وتعيين رئيس الدولة ،أو عزله ،وك لم م اسيته ...الا.
مختصىين ب -الاو ر الخاص :وهىي مىا كىان مىن أمىور التشىريع الدإليقىة ،التىي تتعلى
الواقعىة المعروضىة ،وكلىم مثىل :المسىائل الفقهيىة في كل مجىال علىى حىدة ،ب سى
...الا ف ل هى ه األمىور ال طمكىن أن أو أمور الص ة ،او التعليم ،أو المواصال
مختصون. طقول رأطه فيها إال أنا
كيفية الشورى:
ال معينىا لنظىام ال كىم ،لىئال طفىرض علىى النىا
ككرنا ميما سيق أن اإلسالم لم ط دد شىك ً
نظاماً طصلا لزمن معين دون زمن ...ومن أنل كلم لم ط دد التشريع اإلسالمي شكالً
شاور رسول هللا أص ابه بعر مختلفة: معينا للشورى أطناُ ،حي
.1فقد طشير عليه الرنل الواحد فيرى رأطه صوابًا وييخ به .
.2وكان أحياناً طستشير أناساً معينين كيبي بكر وعمر _ رضي هللا عنهما _
.3وأحياناً طستشير كل من حنر عنده كما في غزوة بدر.
عىن ريىق ممثلىيهم ،كمىا فعىل فىي (هىوزان) حينمىا .4وأحيانًا أخرى كان طشاور النىا
نا قومهم طفتدونهم فقال للنا :ارنعوا حتى يرفع إلينا عرفااكم (نوابكم) أمركم.1
1أبوفارس:النظامالسياسيفياإلسالمص .109
244
وانىىا علىىى كلىىم فين ىىه طصىىا إنىى ار الشىىورى بك ىىل ريقىىة مناسىىبة ال تتعىىارض م ىىع روب
التشريع اإلسالمي ومقاصده العامة ،وه ا ال الم ينعيىق علىى نميىع وسىائل الشىورى فىي
العصر ال اضر إن توفر فيها ه ا الشرط.
1سورةالنساء،مناآلية .141
245
.4ال واط ا :أي أن طكىىون المستشىىار ط مىىل ننسىىية اليلىىد الى ي طستشىىار ميىىه ويسىىكنه،
عىىدم اد اركىىه بىىالظروف الم يعىىة وال طصىىلا لالستشىىارة مىىن طسىىكن خىىارل بلىىده بسىىي
به ا اليلد ،فيؤثر كلم على رأطه.
.5اال يزدي ال رش نفبع ،وأال مطلا أن مماون مبيااا ا :ألن كلىم دليىل علىى حبىه
للسمعة والمنص ،وشم في إخالصه.
الىى ي رواه أب ىىو موسىىى األش ىىعري عىىن رس ىىول هللا وه ى ا م ىىيخوك مىىن ال ىىدي
حينم ىىا دخ ىىل علي ىىه ه ىىو ورن ىىالن م ىىن قوم ىىه و لب ىىا م ىىن الرس ىىول أن طيمرهم ىىا عل ىىى
قومهما ،فقال النيي " :إنا ال نولي ه ا األمر من سيله وال من حرص عليه".1
1البخناري، 79/9راجنعفنيهننذهالشنروطكلهناكتنابالحكننامالسنلطانيةللمناورديص،6وكتنناب
النظامالسياسيفياإلسالمد.محمدأبوفارسص.117
246
القاعدة الرابعة
الطاعة
تعريف الطاعة:
العاعة في الل ىة :االنقيىاد والموافقىة ،وهىي اسىم مىن (العىو ) مصىدر( ا لىه) أي :ألن
وانقاد.1
والعاعىىة فىىي االصىىعالب :هىىي موافقىىة ولىىي األمىىر واالنقيىىاد لىىه بقىىدر انصىىياعه لشىىر هللا
تعالى.2
مىىىن القىىىرن ال ى ىريم قولىىىه تع ىىالىََّ ﴿ :ي َلَيَّله َن َّلَّلُ الخَّل اَّلذي َ َيَ َبغزَّل َّلَا َلَ ا زهعَّل َّلَا خ
اكَ َوَلَ ا زهعَّل َّلَا .1
ا
زوِل راَي رَب اَّ برغ ز ر
و ﴾.4 الخَّ زبَ َ َوَل ا
وكع الّالل من ا م الكري :ه ا نص صىريا فىي ونىوب العاعىة ألولىى األمىر،
ويكىىاد المفسىىرون أن طجمعىوا علىىى هى ا المعنىىى ،إك طقىىول القر يىىي فىىي تفسىىير هى ه اآلطىىة
1الفيروزآبادي:القاموسالمحيطبابالعين،فصلالطاء،مادة (طناع)،الفينومي:المصنباحالمنينر:
كتابالطاء،الطاءمعالواو،مادة(طوع)،الرازي:مختارالصحاح،مادة(طوع).
2ماهرالسوسي:حقوقالحاكمبينالشريعةاإلسالميةوالقوانينالدستورية(بحثغيرمطبوع)ص
.192
3عارفأبوعيد:وظيفةالحاكم،ص.210
4سورةالنساء،مناآلية .59
247
ال ريم ىىة" لم ىىا تق ىىدم إل ىىى الى ىوالة ف ىىي اآلط ىىة ال ريم ىىة المتقدم ىىة1وا ىىدأ به ىىم ف ىىيمرهم ان ي ىىؤدوا
بالعدل ،تقدم في ه ا اآلطة للرةية فيمر بعاعتىه عىز ،وأن ط كموا بين النا األمانا
ونل أوالً ،وهي امتثال أوامره وانتناب نواويه ،ثم بعاعة رسىوله ثانيىًا ميمىا أمىر بىه ونهىى
عنه ،ثم بعاعة األم ار ثالثا".2
فىىي ه ى ا البىىاب مجموعىىة كيي ىرة مىىن -2مىىن السىىنة النيويىىة فقىىد روى أص ى اب ال ىىدي
عن رسول هللا قال" :من أ اعني فقد أ ا هللا ،ومىن عصىاني فقىد عصىى األحادي
هللا ،ومن طعع األمير فقد أ اعني ،ومن بعص األمير فقد عصاني".3
ونىىه الداللىىة مىىن هى ا الىىنص :فىىي هى ا الىىنص قىىرن يىىين اعتىىه و اعىىة هللا عىىز ونىىل،
ونعىل اعتىىه مىن اعىىة هللا ،وكلىم ألنىىه القىائم بالشىىر الميلىغ عىىن راىه ،مصىىداقًا لقولىىه
وإكا كىىان لعاعتىىه ه ى ا الفنىىل وتلىىم األهمي ىة ،فىىين اعىىة مىىن يتول ىوا أم ى ًار مىىن أمىىور
المسىلمين بىىالنظر والتىدبير ،وال ارسىىية لمىىا بل ىه عىىن راىه ،والقيىىام عليىىه ،لهىي أنىىدر بىىين
تقرن بعاعته ويكون من أ اعهم معيع له واالتالي معيع هلل عز ونل.
1وهيقولهتعالى ﴿:إنهللايأمركمأنتلدوااألماناتإلنىأهلهنا،وإذاحكمنتمبنينالنناسأنتحكمنوا
بالعدل﴾اآلية58منسورةالنساء.
2القرطبي:الجامعألحكامالقرآن .259/5،
3صحيحالبخاري،77/9،60/4صحيحمسلم،1466/3،ح .32،
4سورةالنساء،مناآلية .80
5ومنننهننذهالمواضننع:منناجنناءفننيسننورةآلعمننراناآليتننين،132،32وسننورةالنسنناءاآليننات:
،13،59،69،80وسورةالمائدةاآلية،92:وسورةاألنفال:اآليتين.46،1:
248
-وعىن ابىن عمىر قىال :قىال رسىول هللا " :علاج ال ارء ال بال البا ع والطاعا
ف ا أح در ىال أن يؤمر ب عم ،فس س ع وال طاع ".1
نىىص واضىىا وصىريا ونىىوب وكااع الّاللا ماان هااذا اليااّيث الاااريف :هى ا ال ىىدي
السمع والعاعة لوالة األمور ،حتى ولو كىان المىيمور بىه ممىا طسىتثقله المىيمور ،أو طكىون
له كارهاً الما أنه ال طكون في معصية.
قول ىىه" :م ىىن خ ىىرل م ىىن العاع ىىة وف ىىار ث -وروى أب ىىو هريى ىرة ع ىىن رس ىىول هللا
الجماعة ،فميتته ميتة ناهلية".2
وكع الّاللا مان هاذا الياّيث :إن ميىه تشىنيعًا وكمىًا ل ىل مىن تسىول لىه نفسىه الخىرول
مىىن اعىىة ال ىىاكم ،ألن فىىي ه ى ا الخىىرول مخالفىىة لجماعىىة المسىىلمين ،وتفريق ىًا ل لمتهىىا،
وإضعافاً لقوتها ،وت ويل حركتها عن الينا والتعمير ،ونشر الدعوة ،إلى العمىل علىى رد
من خرل عنها ورأب الصد فيها.
حكم الطاعة:
شىرعي ، رئيس للدولة اإلسالمية هىو وانى ينظر فقها السياسة الرةية إلى أن تنصي
وال إليام للدولة إال به ،ومما يؤيد كلم أن وظيفة رئىيس الدولىة هىي ح ارسىة الىدين وسياسىة
الىىدنيا بىىه،3وه ى ه الوظيفىىة تنقسىىم إلىىى قسىىمين :دينيىىة ودنيويىىة ،فمىىن األولىىى مىىثالً م اراىىة
الجماةيىىىة كى ىىالجمع وال ىىىج واألةيى ىىاد البا لىىىة ،والنظى ىىر فىىىي العبى ىىادا اليىىىد والى ىىدعوا
ومراقيتها ..ومىن الثانيىة :بنىا م ارفىق الدولىة وال فىاظ علىى األمىن فيهىا ،وتعيىين األنهىزة
1صحيحالبخاري،60/4،مسلم،1469/3،ح.38،
2صحيحمسلم،1466،1476/3،ح،53سننالنسائي.123/7،
3الماوري:األحكامالسلطانيةص،5الهيثمي:تحفةالمحتاج،75/9الرملني:نهاينةالمحتناج،409/7
ابناألزرق:بدائعالسلكص،110،93/ابنخلدون:المقدمةص .191
249
اإلدارية والخدماتية ،وال فاظ علىى ألمىن الىداخلي بالقنىا علىى الجىرائم ،والقيىام بىيمور
والزراعا ،والتراية والتعليم والص ة وغير كلم.. الصناعا
وكىىل ه ى ه الوظىىائظ ت تىىال أن طكىىون ال ىىاكم كا أمىىر معىىا فىىي شىىعبه وأعوانىىه ،ألنىىه ال
طمكن له القيام بوانباته ه ه إال ب لم ،ومن هنا ،وانا على ما سيق من أدلىة مشىروةية
علىى رعيتىه ،وأن أمىره نافى فىيهم ،طكىاد هى ا العاعة ،يتنىا لنىا أن اعىة ال ىاكم وانى
الونوب طكون بمنزلة ونوب الصالة والزكاة ،وفي ه ا طقول شيا اإلسالم ابن تيمية:
علىى األنسىان وإن "وما أمر هللا به ورسوله مىن اعىة والة األمىور ،ومناصى تهم ،وانى
الخمىس عليه الصىلوا لم طعاهدهم عليه ،وإن لم ط لظ لهم األطمان المؤكدة ،كما طج
1
والزكاة والصيام وحج الييم".
غيىر األدلىىة التىي ككرناهىىا سىابقاً تيىىين هى ا وهنىار نصىىوص كثيىرة لمعظىىم فقهىا المى اه
ونوب اعة ال اكم 2ول ن ماهي حدود ه ه العاعة وإلى أي مدى تج
حدود الطاعة:
في الشريعة اإلسالمية ال اعة معلقة إال هلل تبارر وتعالى ظن كلم ألنه هىو صىاح
األمىىر والنهىىي ،وعليىىه فشىىرعه معىىا أطنىًا اعىىة معلقىىة ،وال التشىريع وال كىىم وصىىاح
غيىر ط ق ألحد من البشر أن طيتي بشر غيره أو طعيع شرعاً غيره ،وأن كل التشىريعا
وابا ي ىىل، با ل ىىة م ىىا أنى ىزال هللا به ىىا م ىىن س ىىلعان ،إن ه ىىي إال افتى ى ار ا ش ىىرعه تشى ىريعا
ال فىىر بهىىا ورفنىىها وقعىىع دابرهىىا ،طقىىول هللا عىىز وضىىعها واغيىىم اإلنىىس والجىىن ،طجى
ناان﴾.3 ونل﴿:يزاَّي ز و َه َلَ ره يَّلَتَ َحُ ََ زَِا ا ََل الئخُ زغَ ا َوَ ر َل ازبزَّوا َلَ ره يَ رو زرزَّوا
1ابنتيمية:الفتاوي.9/35
2ماهرالسوسي:حقوقالحاكمبينالشريعةاإلسالميةوالقوانينالوضعيةص .159-152
3سورةالنساء،اآلية .60
250
وعليه فين العاعة لل اكم ليسم اعىة معلقىة ،ال غاطىة لهىا وال حىدود ،ألن ال ىاكم إنمىا
طعىىا ألنىىه القىىائم علىىى شىىر هللا عىىز ونىىل ،وال طعىىا لشخصىىه هىىو ،وإن اعتىىه تابعىىة
لعاعىة المشىرو عىز ونىل ،ومرهونىة بمىدى اعتىه هىو هللا عىز ونىل ،وفىي هى ا المعنىى
مىىا نىىا عىىن ابىىن إلىىيم الجوزيىىة" :والت قيىىق أن األم ى ار إنمىىا طعىىاعون إكا أمىىروا بمقتنىىى
اع ىىة العلمى ىا تبعى ىًا لعاع ىىة الرس ىىول، العل ىىم ،و ىىاعتهم تبعى ىًا لعاع ىىة العلم ىىا ،كم ىىا أن
فعاعىىة األمى ار تبعىًا لعاعىىة العلمىىا ،ولمىىا كىىان إليىىام اإلسىىالم بعىىائفتي العلمىىا واألمى ار ،
كله ىىم له ىىم تبعى ىاً ،ك ىىان ص ىىالب الع ىىالم بص ىىالب ه ىىاتين الع ىىائفتين ،وفس ىىاده وك ىىان الن ىىا
بفسادهما.1
وك ى ى لم طقى ىىول أبى ىىو السى ىىعود فى ىىي تفسى ىىيره :بعى ىىد أمى ىىر ال ى ىوالة -بعريى ىىق العمى ىىوم أو بعريى ىىق
بع ىىاعتهم ،ال والع ىىدل ف ىىي ال كوم ىىا ،أم ىىر س ىىائر الن ىىا الخص ىىوص -ب ىىيدا األمان ىىا
معلقًا ،بل ضمن اعة هللا تعالى ،2والناظر في ه ين النصين يرى:
أوال :إن اعة ال اكم ليسم معلقة ،وه ا مجمع عليه عند العلما المسلمين كما سنيين
بعد حين.
ال ىاكم_ كمىا بينىا _ وإنمىا هىي منو ىة بمىدى الت ازمىه ثان ا :ثم هى ه العاعىة ليسىم لى ا
بشر هللا تعالى ،عند إليامه بمهام منصبة ،فىاكا لىم يلتىزم بشىرعه فىال سىمع لىه وال اعىة،
وكلم ألنه فقد ما يونيها له.
1ابنقيمالجوزية:إعالمالموقعين .10/1
2تفسيرأبيالسعود.193/2
251
على شعواهم ،في لونهم ويستعيدونهم ،وال يتعاولون علىى شىر هللا فيهل ىون أنفسىهم ومىن
ولوا عليهم.
وعلىىى كلىىم فىىين العاعىىة المقيىىدة تعنىىي احت ىرام حىىق األف ىراد فىىي منىىع ال كىىام مىىن الظلىىم
فىىي مصىىائرهم وأقىىدارهم ،وك ى لم فهىىي تعنىىي واالعتىىدا والتف ىري فىىي حقىىوقهم ،والتالع ى
العاعة المعلقة من قيل الرةيىة لل كىام قىد أطنًا ال فاظ على إنسانيتهم وكرامتهم ،حي
ت ىريهم باسىىتعباد النىىا ،واالسىىتخفاف بهىىم ،وامىىتالر زمىىام أمىىورهم ،وه ى ا مىىا حىىدثنا عنىىه
ييين لنا كيف استخظ فرعون قومه لمىا أ ىاعوه اعىة معلقىة ،فهلىم القرن ال ريم حي
وهل ىوا معىىه بعىىد أن ادعىىى األلوويىىة ،حيى قىىال كمىىا أخيرنىىا عنىىه القىىرن ال ىريمَ ﴿ :وََّلَّلُ َ
غَّل راي﴾ 1ومىا كىان كلىم إال التسىىا وارَّ َع رَّلَ زه ََّي َلَيَّله َنَّلُ الر ََِّل َ ز َبَّلُ َعلا رَِّل ز لَ زوَّل ر ابَّل ر الَ َنَّلن َ
َّلُر َرََّل اَّي ابَّل ر َرلَّل اَّلر اا ا
مل ىىه وغنىىاه ،حيى طقىىولَ﴿ :لَلََّل رَّله َ اِل زب رلَّل ز ب ر
صَّلََّ َوَ َّلَّلذه راَيََّرَّل َنَّل ز
اا ا
َل ( )54وََّللَ خَِّلَّلُ َّلُعَهز اََّّلخ زنَّل ر َََّلَُّزَا ََّل رَنبَّلَّلُ وَُبَّلَّلَ َ
َلَوََّل ََّلَت زَّلرصَّل زَّلَّو َه﴾ به ى ه ال جىىة ﴿وَوَ ََّل ز
2
1سورةالقصص،مناآلية.38
2سورةالزخرفاآلية .51
3آسفونا:أغضبوناوأسخطونا،الفيومي:المصباحالمنيرمادة(أسف) .
4سورةالزخرفاآليتين .55،54
252
المبحث الثالث
الدولة في الإسلام
طجىىدر بنىىا فىىي ه ى ا المقىىام تعريىىف الدولىىة عنىىد الفقهىىا القىىانون الدسىىتوري ،وعنىىد
المسىىلمين ،ثىىم بيىىان أهىىم األركىىان التىىي ينب ىىي أن تتىىوفر عنىىد إليىىام أي دولىىة ،ثىىم بعىىد كلىىم
عىن إليىام الدولىة اإلسىالمية ،ومىدى تىوفر أركىان فيهىا ومىا يتعلىق بى لم ننتقل إلى ال دي
من موضوعا .
تعريف الدولة:
المدرسىة القانونيىة التىي كثيرة للدولىة ،كىل ب سى وضع فقها القانون الدستوري تعريفا
تواف ارهىا يتبعها ،ول ن تعريفىاتهم نميعىًا كانىم فىي النهاطىة تتفىق علىى األركىان التىي طجى
واإلقليم والسلعة ومن التعريفا . لقيام أي دولة من الناحية الواإلية ،وهي الشع
أ .أن الّولا هااي :مجموعىة متجانسىىة مىن األفىراد تمىىار نشىا ها علىىى إقلىيم ن ارفىىي
م دد ،تخنع لتنظيم معين.1
ب.الدولىة هي" :مج وع من األفراد مبيقرة علج ىقل معون ،ولهاا مان الا ظ مجعاح
للج اع في مواكه األفراد سلط عل ا آمرة وقاهرة".2
ل .أو هي" :مج وع من األفاراد مقط اون ىقل اا معو اا ويخااعون لبالطان األغلب ا
أو لبلطان طائف م ه ".3
د .أو هي" :شع مخاع للقانون علج ىقل معون".1
1د.ثننروتبنندوي:النننظمالسياسننيةص،28د.كمننال الغننالي:مبننادئالقننانونالدسننتوريوالنننظم
السياسيةص، 20د.محمودحلمني:المبنادئالدسنتوريةالعامنةص،115د.بطنرسغنالي:المندخل
فيعلمالسياسةص.173
2عبدالحميدمتولي:القانونالدستوريوالنظمالسياسيةص .93
3نفسالمرجعالسابق .
253
تعريف الدولة الإسلامية:
التي وضعها علما القانون الدستوري السابقة ال طمكن س يها على الدولىة إن التعريفا
ييعة خاصة تميزهىا عىن غيرهىا مىن الىدول األخىرى ،وعلىى االسالمية ،كلم ألنها كا
كلم فين للدولة اإلسالمية تعريفًا خاصًا بها هو أنها :مج وعا مان األفاراد الاذين ضاوا
اإلسسإ ويقط ون ىقل ا ُميم ياريعع.
1نفسالمرجعالسابق،د.محمودحلمي:نظامالحكماإلسالميمقارنابالنظمالمعاصرة .
254
األفىراد فيهىىا ضىىعيفة ومت يىرة ،فىىين احتمىىال تف ىىم هى ه الدولىىة وزوالهىىا أمىىر ييعىىي،
وه ى ا بالفعىىل مىىا حىىدث عنىىدما تف كىىم دول االت ىىاد السىىوفييتي سىىابقًا وت ونىىم منهىىا
دول كثيرة ،وك لم ما حدث مع دولة يوغسالميا.1
أركان الدولة:
ككرنىا ان فقهىا القىانون السياسىي علىى اخىتالفهم فىي تعريىف الدولىة إال أنهىم يلتقىون معىًا
واإلقليم والسلعة: على أنه البد من أركان ثالثة تقوم عليها الدولة ،وهي :الشع
أوال :الاااع :أو السىىكان وهىىو الشىىرط األساسىىي لونىىود الدولىىة الى ي ال يتصىىور ونودهىىا
هو مجموعة األفراد من ال كور واإلناث ال ين طقيمون بصفة دائمة علىى بدونه ،والشع
أرض الدولة ،2تجمعهم الرغبة في العيح معاً نظ اًر لونود عامل مشترر بينهم أو أكثىر،
والتقاليىىد أو وحىىدة الىىدين أو الل ىىة والتىىاريا 3واىىالعبع مثىىل وحىىدة العىىر أو وحىىدة العىىادا
من طسكن في دولة ما بصفة مؤقتة. فينه ال طعتير من الشع
ثان ااا :اإلقلاا :وهىىو األرض التىىي طسىىتقر عليهىىا الشىىع ،4وال ى ي طمىىار عليهىىا حقوقىىه
خىر ،أو هىو المجىال أو النعىا الى ي تباشىر ميىه العامة ،دون أن ينازعه ميىه أي شىع
الدولة سلعتها.5
ومن خالل ما سيق فين إقليم الدولة اإلسالمية هىو :ك ع البسد اليي تظهر فوها احماإ
اإلسسإ 1أو مبيط ع سمانها ال بال ون أن مظهاروا فوهاا أحمااإ اإلساسإ ،2وعليىه ف ىل
أرض طكون للمسلمين عليها سلعة هي إقليم إسالمي.
1ماهرالسوسي:العالقةبينالسلطاتالثالثفيالدولةاإلسالميةص .12
2د.محمودحلمي:نظامالحكماإلسالميص، 10محمدأبوفارس:النظامالسياسيفنياإلسنالمص
، 131عبدالحميدمتولي:القانونالدستوريوالنظمالسياسيةص .90
3بطرسغالي:المدخلفيعلمالسياسية.173
4بطرسغالي:المدخلفيعلمالسياسية .173
5
255
ثالثا :البلط :الهيئىة ال اكمىة المنظمىة التىي تتىولى اإلشىراف علىى اإلقلىيم ومىن طقيمىون
طكون لها أن تصدر األوامر الملزمة لجميع أفراد الجماعة.3 عليه ،ب ي
1محمودحلميالمبادئالدستوريةالعامة121
2ثروتبدوي:النظمالسياسيةص.30
3عبدالقادرعودة:التشريعالجنائياإلسالمي 275/1
256
نشأة الدولة الإسلامية
الظروف واألحوال ،فقىد تنشىي الدولىة تختلظ كي ية نشية الدول بعنها عن بعض ب س
من األفىراد إلىى إقلىيم غيىر مىيهول ،أو تسىكنه إلبائىل بدائيىة ثىم عن ريق هجرة نماعا
تثييم ونودها كوحدة سياسية قائمة ب اتها.
وق ىىد تنشىىىي عى ىن ريىىىق تف ىىم أو ضىىىعظ بعىىىض ال ىىدول القائمىىىة إث ىىر حىىىرب أو حرك ىىا
انفص ىىالية ،وق ىىد تنشىىىي م ىىن انن ىىمام دول صى ى يرة بعنى ىها إل ىىى بعى ىىض عل ىىى شىىىكل دول
ات ادطة.
ه ى ا بالنسىىبة ل ي يىىة نشىىية الىىدول القانونيىىة ،أمىىا عىىن الدولىىة اإلسىىالمية فقىىد كىىان لنشىىيتها
ظروف خاصة بها وهي كالتالي:
هى ا الظهىىور ،عنىدما اختيىىار أوال :لقىد كانىم بداطىة ظهىور الدولىىة اإلسىالمية ،أو مقىىدما
حمل خر رساالته السماوية إلىى أبنىا هللا تعالي من العرب رسوله ،وألقى عليه ع
اكا
َح َن اب ر ار َُْلا زو ر َولَ اوَّل ر َر زبَّلَ َ خ البشر نميعًا ،قال تعالىَ ﴿ :بُ ََُ َه زُمَ خِ ٌ َلَََّلل َل َ
َّلُإ نَ ا َّل نا َوَََّّل اَّلذ نيَّا َولَ او َّل خ
ُا اخَل ََُوخ َّلَن لالغخَّل ا َّلَل﴾ ،1وقىىالَ ﴿ :وَبَّلَّلُ َل رَر َب َّللرغَ َ َو َخَّلَّلُ ََ الغخاهاَّل َ
طععه ًىن أح ٌىد مىن األنييىا ... ىم خمسىًا لىم ُ ه﴾ وقىال " :أععي ُ
2
َلَ رَثََّلََّ الغخ ا
َّلُإ ََل يَّلَ رعلَ زَِّلَ َ
عامىة" ،3ومىن أنىىل إلىى قومىىه خاصىة واعثىم إلىى النىا وقىال أخرهىا :كىان النيىي يبعى
كلىىم اختىىار هللا تعىىالى م مىىداً ميل ىاً عنىىه ،وانىىزل عليىىه التش ىريع ،وأم ىره بتيلي ىىه للنىىا
َبَّلَّلُ َلزَّرَّل اََ الَرهَّل َ ابَّل ر َرناَّل َ ﴾ ،4وقولىىه تعىىالىَ ﴿ :وَلََّرَّل اَّلذ رر بقولىىهََّ ﴿ :ي َلَيَّله َنَّلَّلُ الخَّ زبَّلَّلَ ز نَّلَلاَّل ر
1سورةاألحزاب،مناآلية .40
2سورةسبأ،اآلية.28
3صحيحالبخاري،1/119،1/91صيحيمسلم،3/5ح.521
4سورةالمائدة،مناآلية.67
257
راَيَ رَّلَّلَّنا َ
َل﴾ ،1واى ا طكىىون قىىد تىىوفر الىىركن األول مىىن أركىىان الدولىىة اإلسىىالمية
َ َع ا َّل ََ َ
وهو التشريع والسلعة المتمثل في القرن ال ريم وفي النيي .
امتثىىل له ى ا وشىىمر عىىن ثان ااا :وفىىور أن أُمىىر النيىىي بتيليىىغ رسىىالة هللا تعىىالى إلىىى النىىا
إلى دينه الجديد س ًار ،حتىى أمىر أن طجهىر بهىا بعىد ثىالث ساعدطه ،وادأ بدعوة النا
فىىي اإلسىىالم مىىن س ىريتها ،طقىىول ابىىن هشىىام ":قىىال ابىىن إس ى ا :ثىىم دخىىل النىىا سىىنوا
ال 2من الرنال والنسا ،حتى فشا ككر اإلسالم بمكىة ،أو ت ىدث بىه ،ثىم إن هللا عىز
أرسا ً
3
بمىىا نىىا من ىىه ،وان يىىدعو إليىىه وك ىىان بىىين مىىا أخف ىىى ونىىل أمىىر رسىىوله أن طص ىىد
رسىىول هللا أم ىره واسىىتتر بىىه ،إلىىى أن أمىره هللا تعىىالى بيظهىىار دينىىه ثىىالث سىىنين ميمىىا
بل ني من مبعثه".4
ومن هنا طكون الىركن الثىاني مىن أركىان الدولىة اإلسىالمية وهىو األمىة قىد ونىد مىن خىالل
مجمو من من بم مد وامتثل لتشريع هللا تعالى.
ثالثاااا :واسىىتمر رسىىول هللا فىىي دعوتىىه أهىىل مكىىة إلىىى االسىىالم لعلهىىم يىىدخلوه نميع ىًا،
اصىعدمم فتصبا مكة أول نز من بالد اإلسىالم ،ول ىن األمىر لىم طسىتقم لىه ،حيى
الع ىىرب القدطم ىىة ،وتقالي ىىدهم الموروث ىىة ع ىىن ب ىىائهم وأن ىىدادهم ،و م ىىوب دعوت ىىه بمعتق ىىدا
سىىاداتهم وكبىىارئهم الجىىامع فىىي السىىيادة والث ى ار ،فت ىىرر مشىىركو مكىىة للىىدفا عىىن دطانىىة
بائهم وأندادهم ،وعن نفىوكهم وأ مىاعهم ،وتفننىوا فىي حىرب اإلسىالم والمستنىعفين مىن
أصى اب رسىىول هللا ،حتىىى هىىو لىم طسىىلم مىىن كيىىدهم وأكاهىم ،لى لم واعىىد عىىام ال ىىزن،5
1سورةالشعراء،اآلية .214
2يعنيجماعات،وهيجمع(رسل).المعجمالوسيطمادة(رسل) .
3يعنييجهر.الرازي:مختارالصحاحمادة(صدع).
4ابنهشام:السيرةالنبوية .262/1
5وكانقبلالهجرةبثالثسنوات.ابنكثير:البدايةوالنهاية.120/3
258
وزونته السيدة خدطجىة بنىم كلم العام ال ي فقد ميه الرسول نصيريه :عمه أبا ال
خويلد _ رضي هللا عنها_ وند رسول هللا نفسه م اص ًار من قيل مشركي مكىة ،وعلىم
أنىىه ال بىىد مىىن أرض طعىىيح عليهىىا المسىىلمون ،ط مىىون ديىىنهم ،وينعلقىىون منهىىا لنشىىر
دعوة هللا تعالى التي هي فرض عليهم ،وأن مكة ال تصلا أرضاً لهىم اآلن ،لى لم نجىده
التالية: للدولة اإلسالمية يتخ الخعوا ولتوفير الركن الثال
1
-1أرسل رسول هللا وفي العام الخامس من البعثة وفودًا من المسلمين إلى ال بشة
والتي كان من أهدافها معرفة مدى صالحية ال بشة لت ون و ناً أولياً للمسلمين.
وكان ىىم النتيجى ىىة أن تيى ىىين لرسى ىىول هللا وللمسى ىىلمين أن ال بشى ىىة ال تصى ىىلا مو ن ى ىًا لهى ىىم،
وألسباب مختلفة منهىا :ضىعظ ملىم ال بشىة وإن كىان مسىلمًا ،ل ىن ضىعفه لىم طمكنىه مىن
نفىوك البعارقىة إظهار إسالمه ،واعالنه أمام رعيته ال ين ظلوا علىى نصىرانيتهم ،واسىي
الواسع في تلم البالد ،وال ي كان له تيثير قوي في سياسة الدولة.
ف ل ه ه األسباب وغيرها نعلم من ال بشة مكانًا غير صالا البتدا نواة دولة اإلسالم
ميه.
الرسىىول بعىىد كلىىم إلىىى العىىائظ سىىنة عشىرة مىىن البعثىىة ،عسىىى أن طجىىد - 2كه ى
النصير والمكان ال ي يؤويه ،فما وند إال كل صد وعناد ورفض و رد.
كىىان يتصىىل بوفىىود القبائىىل القادمىىة -3ل ى لم اسىىت ل الرسىىول مواسىىم ال ىىج حي ى
لزيارة الييىم ،فاتصىل بوفىود الىيمن وحنىرمو وكلمهىم عىس أن طجىد االسىتعداد
عندهم في احتنان دولة االسالم ودعوته وأص ابه ،فيرفنون.
1مختصرسيرةابنهشامص.81
259
-4ويظح سول أ مما ّ وبجاهّ ويعاني في سبوح دعوة اإلساسإ ،وفىي سىييل
إطجاد المكان ال ي طستقر عليه هو وأص ابه ،إلى أن طسر هللا لىه فىي السىنة
ال ادطة عشرة من البعثة نف ًار من أهىل يثىرب (المدينىة المنىورة) ،فىدعاهم لإلسىالم
فاس ىىتجابوا لى ىىه ،ووعى ىىدوه بى ىىين طعىىىودوا فى ىىي موسى ىىم ال ى ىىج المقيىىىل وقى ىىد دع ى ىوا مى ىىن
طستعيعون من قومهم لإلسالم.
عميرة ليعلمهم أمور دينهم ،ويتعرف علىى بالدهىم ومىدى صىالحيتها ألن ت ىون و نىاً
للمسلمين.2
أكن وكانم ه ه الييعة مع سابقتها حجر الزاوية في بنا الدولة اإلسالمية األولى ،حيى
رسىىول هللا ألص ى ابه بع ىد كلىىم بىىالهجرة إلىىى يثىىرب ،التىىي ون ىد ميىىه المكىىان المناس ى
لدولىة اإلسىىالم ،ولنشىىر دعوتىىه ،ثىىم ل ىىق بهىىم الرسىىول لييىىزغ فجىىر نديىىد ،ولتوليىىد دولىىة
1وهياسمالمكنانالنذيبنايعفينهالنبني أهنليثنرب،ويقنعيمننىقنربالمكرمنة،وسنميتالعقبنة
األولىألنأهليثرببايعواالنبي مرةثانيةفينفسالمكانحيثكانتالعقبةالثانية .
2سيرةابنهشان .431/1
3سيرةابنهشان .438/1
260
اإلسالم بعد ان توفر لها األركان الثالثة المعلواىة لقيىام أي دولىة ،وهىي األمىة واإلقلىيم
والسلعة.
السىىيادة القانونيىىة ،القويىىة وتيخ ى دولىىة اإلسىىالم وهىىي مهىىدها ىىابع الدولىىة المنظمىىة كا
قىىدما النيىىي المدينىىة حتىى بىىدأ بىىنظم شؤونها ى ويرسىىم سياسىىتها ال كميىة ،فمىىا أن و ىىي
الداخلية والخارنية.
ففاي الااّاخح كىان فىىي المدينىة إلبائىىل متنىاحرة وهىم مسىىلمون فىي غىىاليهم ،ثىم هنىىار
إلبائل اليهىود مىن بنىي الننىير وانىي قينقىا وانىي قريظىة ،واعىض المشىركين الى ين ظلىوا
على شركهم ،ولما يدخل اإلسالم في قلواهم.
،وضع رسىول هللا دسىتور هى ه لدولىة الى ي نظىم فىي أسىا وأمام كل ه ه المععيا
هى ه العالقىا المونودة بالمدينة في كلم الوقم ،ونعل أسىا بين كل الفئا العالقا
حىىين الجىوار والتعىىاون ضىىد العىىدوان ،ونصىىر المظلىىوم ،والنصىىي ة واحت ىرام حريىىة العقيىىدة
وحرية العبادة مهما تباينم األدطان ،وكان كلم ميثاقًا وقعم عليه ه ه الفئا .1
كما قعع رسول هللا السىييل علىى قىريح أن تسىتفيد مىن و ىن اإلسىالم أو أحىد أفىراده،
فىىال طمىىرون منهىىا وال يىىؤويهم أحىىد مىىنهم ،كمىىا أنىىه كىىان ميمىىا أثيتىىه فىىي الميثىىا قنىىية
الىىدفا المشىىترر عىىن حىىدود الدولىىة مىىن أي خعىىر خىىارني ،ولى لم بىىدأ رسىىول هللا فىىي
ت وين الجيح اإلسالمي ال ي ط ر ه ه الدولة الفتية.
1سيرةابنهشام .501/1
261
أمىىا علىىى الصىىعيد الخىىارني فقىىد أخ ى رسىىول هللا يرسىىل الرسىىل والسىىف ار إلىىى مختلىىظ
الملىىور واألم ى ار والراسىىا لىىدعوتهم إلىىى اإلسىىالم ،واتخ ى ل ى لم خاتم ىًا طخىىتم بىىه رسىىائله،
منقوش عل ع مي ّ سول أ.1
كل أمور الدولة الداخليىة والخارنيىة ،فينىى وقد قام رسول هللا بتيسيس وتنظيم وترتي
المسىىجد ال ى ي كىىان ةبىىارة عىىن دار للعبىىادة ،ومدرسىىة ،ومركىىز شىىورى وإعىىالم ،ونقعىىة
انعىىال للجيىىوش ..وانىىي سىىوقًا تجاريىىة ،وضىىع لهىىا أسس ىًا للمعاملىىة مينيىىة علىىى األمانىىة
وعىىدم ال ىىح والعمىىع واالحت ىىار ،ف انىىم سىىوقاً رائجىىة ،نليىىم األر از والمصىىالا للنىىا ،
وأظهىىر فىىي نفىىس الوقىىم خصىىائص ديىىن اإلسىىالم ممىىا نعىىل أناسىًا كثيىرين يىىدخلون بعىىد
كلم في ه ا الدين.
كما كون رسول هللا الجهاز اإلداري ،فعين الوالة والقناة والجباة ،وحدد رواتيهم.
لهىىا أسىىباب النجىىاب والتمكىىين ،وقىىد ظىىل وا ى لم ترسىىخم قواعىىد دولىىة اإلسىىالم ،وتهيىىي
يثيىىم دعىىائم ه ى ه الدولىىة ،ويشىىرف علىىى مؤسسىىاتها رسىىول هللا و يلىىة عشىىر سىىنوا
وأنهزتها ،ويتابع أمر رعيتها ،ومصال هم ويرسم لهم العريق ،ويوضا لهم المعىالم التىي
ت فىىل لهىىم الع ىزة والمنعىىة واالسىىتمرار ،إلىىى أن الت ىىق بج ىوار را ىه ،وقىىد تيسسىىم دولىىة
اإلسالم ،وظهر معالم نظامه ،وسياسته ،وعقيدته الثابتة.
1ابنتيمية:،زادالمعاد،31/30السيرةالنبوية:ابنهشام .606/2
262
المبحث الرابع
نصىىوص ال تىىاب والسىىنة ،قىىال تعىىالىََّ ﴿ :ي َلَيَّله َنَّلَّلُ الخَّل اَّلذي َ َيَ َبغز َّلَا َلَ ا زهع َّلَا خ
اكَ َوَلَ ا زهع َّلَا
ا
و ﴾ 1في إشارة واض ة لنىرورة ونىود رئاسىة وإمىارة أو والطىة
زوِل راَي رَب اَّ برغ ز ر
الخَّ زبَ َ َوَل ا
على المسلمين ،وقال " : ىن دان ثسث في سافر فل ا مروا أحاّه " ،2وقىال أطنىاً" :ال
ط ىىل لثالثىىة طكونىىون بفىىالة مىىن األرض إال أمىىروا علىىيهم أحىىدهم" ،3وقىىال " :ماان مااات
أن طعىىرف أن ولا س فاي ع قاع مااات مويا كاهل ا " ،4قىىال ابىن تميمىة رحمىه هللا" :طجى
مىىن أعظىىم الوانبىىا ،بىىل ال إليىىام للىىدين إال بهىىا ،فىىين بنىىي دم ال تىىتم والطىىة أمىىر النىىا
مصل تهم إال باالنتما ل انة بعنهم إلى بعض ،وال لهم حين االنتما من أر ".5
األميىر العىام لعمىة ،قىال ابىن حىزم ":اتفىق ه ا ،وقد أنمعم األمىة علىى ونىوب تنصىي
نميع أهل السنة ونميع المرنئة ونميع الشيعة ونميع الخىوارل علىى ونىوب األمىة ،وأن
عليهىا االنقيىاد إلمىام عىادل طقىيم فيهىا أحكىام هللا ،ويسوسىهم بيحكىام الشىريعة األمة وان
التي أتى بها رسول هللا .6"
1سورةالنساء،مناآلية .59
2سننأبيدواد.31/2
3مسنداإلمامأحمد .177/2
4صحيحمسلميشرحالنووي.240/12
5ابنتيمية:السياسةالشرعيةص .138
6ابنحزم:الفصلفيالمللواألهواءوالنحل،87/4وانظرأيضامقدمةابنخلدونص .210
263
خليفىىة علىىى المسىىلمين ،ألن هللا عىىز كمىىا أن العقىىل والمنعىىق طقنىىيان بونىىوب تنصىىي
الجهىاد والقتىىال وأونى وحىىدد حىدودًا وسىىن عقواىا وانبىا ونىل فىىرض فروضىًا وأونى
الجمىىع
نص ىرة المظلىىوم ،ورد المظىىالم ،وإقامىىة ُ لععىىدا والىىدفا عىىن الث ىىور ،كمىىا أون ى
إمىىام أو خليفىىة ،وإقامىىة تلىىم األمىىور واألةيىىاد ،وكىىل كلىىم ال يىىتم إال بتنصىىي والجماعىا
خليفىىة أو إمىىام فىىي إال بىىه فهىىم وان ى ،ميكىىون تنصىىي أمىىر وان ى ،ومىىا ال يىىتم الوان ى
دولة اإلسالم وانبًا.1
اإلمامىة ألمىاميين فىي بلىدين لىم تنعقىد إمامتهمىا ألنىه ال طجىوز قال الماوردي" وا كا عقىد
أن طكون لعمة إمامان في وقم واحد ،وإن ش قوم فجوزوه".3
وفي مثل ه ه ال الة ت ون اإلمامة ألسبقهما بيعة ،أو بىاالقت ار فىي قىول بعىض العلمىا ،
إمىىامين فىىي فىىي عىىدم نىواز تنصىىي المهىىم أن ال يبقىىى إمامىىان فىىي وقىىم واحىىد ،والسىىي
واالخى ىىتالف ،وهللا طقى ىىولَ ﴿:وََل ََّلغََّل َّلَّلُ َ زعَا وقى ىىم واحى ىىد هى ىىو أن كلى ىىم مظنى ىىة وقى ىىو الن ى ى از
أكثىىر مىىن ﴾ ،4وقىد ثيىىم عىىن رسىىول هللا رفنىه تنصىىي
وََّلتََّلر َ َّللزَا َوََّل رذ َ َ ارَيز زوَّل ر
قال" :إكا بويع لخليفتين فاقتلوا األخير منهما".5 إمام ،حي
1محمدأبوفارس:النظاملسايسيفياإلسالمص .163
2الماوردي:األحكامالسلطانيةص،9ابنحزم:الفصلفيالمللواألهواءوالنحل .88/4
3الماوردي:األحكامالسلطانية
4سورةاالنفال،مناآلية .46
5صحيحمسلم .242/21
264
أكثىر مىن إمامىا فىي وقىم واحىد ،واسىتدلوا بىبعض فريق إلىى تجىويز نصى ه ا وقد كه
األدلة التي ال تنهض لالستدالل ،وقد رد عليها نمهور الفقها ودحنوها".1
وعليىىه فينىىه طمكىىن القىىول بىىين قىىد اسىىتقر رأي علمىىا المسىىلمين علىىى عىىدم ن ىواز تنصىىي
أكثر من خليفة في وقىم واحىد مهمىا اتسىعم رقعىم الىبالد اإلسىالمية ،للنصىوص الثابتىة
في كلم ،حفاظًا على وحدة األمة ،وانتماعها وقوتها.
الدولة اإلسالمية من ونود أكثر من إمام ،أو ما نراه مىن وأما ما حدث في بعض فت ار
اليىىوم ،ل ىىا دولىىة رئيس ىاً ،او مل ىاً أو أمي ى ًار ،فهىىو علىىى غيىىر مىىا شىىر هللا وأمىىر دويىىال
رسوله ، ومخالظ لنظام ال كم في اإلسالم وأصوله.
-1اإلسااسإ :فىىال طعقىىل أن يتىىولى خالفىىة المسىىلمين وإدارة شىىؤونهم شىىخص مىىن غيىىرهم،
1محمدأبوفارس:النظامالسياسيفياالسالمص .170
2سورةالنساء،مناآلية .141
265
-4الااذدو ة :فىىال طجىىوز للمىرأة تىىولى رئاسىىة الدولىىة لقولىىه ": لىىن طفلىىا قىىوم ولىوا أمىىرهم
الغاَِّل ا
َّلَُ﴾ ،2كمىىا أن ييعىىة الم ىرأة ام ىرأة" ، 1قىىال تعىىالى ﴿ :ا
الَّ ََّْلَّلُ ز ََّل خَ زابَّلَّلَ َه َعلََّل
َ
وقدرتها ال تمكنها من القيام به ه المهمة الصعبة على الونه األكمل واألنس .
-5العّال :ويقصد بالعدالة هنا االستقامة على منهج هللا تعالى ،والبعد عن الم رما
وال بائر ،وعدم اإلصرار على الص ائر ،واألمانة والصد في الدين والدنيا.
طكىىون قىىاد اًر علىىى إدارة شىىؤون الرةيىىة ،شىىجاعاً حازم ىاً م كن ىاً وةب ىاً -6الكفاااءة :ب ي ى
فن ال كم وأس ارره. من ضرو ار متيقظاً ،خيي اًر واسع اال ال ،ألن ه ه الصفا
-7العلا :وهىو شىىرط مختلىظ ميىىه ،ويقصىد بهى ا الشىىرط العلىم الشىرعي الى ي طمكىن مىىن
االنتهاد في أمور الدين ،فمن العلما من اشترط كلم ،ومنهم من لم طشترط ،ول ن
على كىل حىال فينىه كمىا سىيق ككىره ال بىد أن طكىون واسىع اال ىال ،وعلىى األخىص
في أمور الدين ،وإن لم ييلغ درنة االنتهاد ،وفي هى ه ال الىة عليىه أن يتخى بعانىة
من المجتهدين طستشيرهم في أمر األمة.
-8أن ال مطلاا اإلمااا ة ل فبااع :ألنهىىا تزكيىىة للىىنفس ،وهللا تعىىالى طقىىول﴿ :وََّل ََّلَت زَّلَهَ َّلَا
َعلََّل اَ َّلَ ا ا خَّلََّل ﴾ ،3وألن رسىىول هللا طقىىول" :وانااا ال نااولي هااذا
َلََّرَّل زر ََِّل زو ر ز َّل ََّلَ َل ر ز
األماار أحااّا س ا لع أو حاارص عل ااع" ،4وقىىال لعيىىد الىىرحمن بىىن سىىمرة" :مااا عبااّ
الرح ن ال تب ل اإلما ة ،فإنك ىن أعطويها عن مب ل ودلا ىلوهاا ،وان أعطويهاا
علوها" 5وعن أبي كر قال :قلم طا رسول هللا أال تسىتعملني من غور مب ل أع
1صحيحالبخاري،70/9سننالترمذي .119/9
2سورةالنساء،مناآلية .34
3سورةالنجم،مناآلية.32
4صحيحالبخاري،79/9صحيحمسلم،207/12ح .1824.
5صحيحالبخاري،79/9صحيحمسلم،206/12ح .1823.
266
فنىىرب يىىده علىىى من يىىي وقىىال" :طىىا أبىىا كر إنىىم ضىىعيف وإنهىىا أمانىىة ،وإنهىىا يىىوم
القيامة خزي وندامة إال من أخ ها ط قها ،وأدى ال ي عليه فيها".1
-9ال واط ااا :بمعنىىي أن طكىىون الخليفىىة مىىن سىىكان الدولىىة اإلسىىالمية المسىىتقرين فيهىىا
شىخص مسىلم طسىكن ال ين طعاطشون اهلها ،وي سون بمشاكلهم ،فال طصلا تنصىي
فىي غيىىر دار اإلسىىالم مهمىىا تمتىىع بىىيخال وسىيرة حسىىنة ،ومهمىىا تىىوفر ميىىه شىىروط
اإلمامة.
-10سسم اليواس واألعااء ال ي يؤثر فقاّانها علاج الق ااإ هاذ ال ه ا وكلىم
كفقىىدان البصىىر والسىىمع والنعىىق واليىىدين والىىرنلين ،قىىال ابىىن خلىىدون" :أمىىا سىىالمة
واألعنىىا مىىن الىىنقص والععلىىة كىىالجنون والعمىىى والخىىر ،ومىىا يىىؤثر فىىي ال ىوا
العمل ،كفقده اليدين والرنلين واألنثيين ،فتشترط السالمة منها لتىيثير كلىم فىي تمىام
عمله وإليامه بما نعل إليه".2
الرسىول: -11ال ب القرشي :وهو شرط مختلظ ميه ،فقد اشىترط الىبعض ل ىدي
الرسىول" :اس عوا وأط عاوا من قريش" ،3ولم طشترط خرون كلم ،ل دي "األئ
وان اسيع ح عل م عبّ حباي د ن أساع ربوبا " ،4ولقىول عمىر بىن الخعىاب :
"لودان سال مولج أ ي حذمف ح ا لولويع".5
القرشىي إكا تىوفر بقيىة الشىروط ه ا ،ويجمع بين الرأيين بالقول بينىه طعتيىر النسى
ميه ،وإنه طمكن أن طكون صفة مرن ة عند ونود أكثر من مرشا للرئاسة.
1صحيحمسلم،209/12،ح.1825
2صحيحالبخاريص .312
3مسنداإلمامأحمد،20/1ح .129
4انظنرهننذهالشنروطفنني:المنناوردي:األحكنامالسننلطانية،ص،31مقدمنةابنننخلنندون/ص،212
سعيدحوى:فصولفياإلمرةواألميرص،16محمدأبيفارس:النظامالسياسيفياإلسالم،ص
،178سعديأبيجيب:منهاجاإلسالمالسياسي،ص .73
5مقدمةابنخلدونص .212
267
كيفية اختيار رئيس الدولة وتنصيبه:
فى ىي هى ى ا ت ىىوفى رس ىىول هللا دون أن ط ىىدد خليف ىىة للمس ىىلمين ،وم ىىا ورد م ىىن األحاديى ى
الش ىين ب ىىق علىىي أو أبىىي بكىىر .رضىىي هللا عنهمىىا .أو غيرهمىىا فلىىيس بىىه داللىىة ص ىري ة
على األحقية في الخالفة له ا أو كار.
وعلىىى كلىىم ،نسىىتعيع القىىول بينىىه تىىوفى دون أن يىىنص علىىى مىىن طخلفىىه ،تارك ىًا األمىىر
المونىودة لىديها، المععيىا لعمة من بعده ،تختار رئيسىها بال ي يىة التىي ت ارهىا ،وا سى
والقواعد الثابتة في تشريعها.
وه ا بىالعبع طجعىل مىن كي يىة اختيىار الخليفىة أمى ًار ميىه مرونىة وحيويىة ،ولىيس ميىه نمىود
وضىىيق ،وكلىىم حتىىى يىىتال م مىىع اخىىتالف الزمىىان والمكىىان والظىىروف واألح ىوال وتعاق ى
األنيال.
ول ىىن الى ى ي علي ىىه الى ىرأي عن ىىد المس ىىلمين أن األص ىىل ف ىىي كي ي ىىة االختي ىىار طعتم ىىد عل ىىى
التشاور ،وهو ما فعله المسلمون عند اختيارهم وتنصييهم ألول خليفة في االسالم ،حي
انتمعوا فىي ثقيفىة بنىي سىاعدة ،واىد وا يتشىاورون مىيمن طخلىظ رسىول هللا ،ويرشى ون
أبىىي بكىىر خليفىىة للمسىىلمين، ويقترحىىون ...إلىىى أن اسىىتقر ال ىرأي بيىىنهم علىىى تنصىىي
مباطعه المجتمعون ،وااطعه من بعدهم نميع المسلمين.1
وهك ى ا صىىار المسىىلمون فىىي تنصىىييهم للخلفىىا معتمىىدين علىىى الشىىورى ومصىىل ة األمىىة،
فعندما شعر أبو بكر بدنو أنله ،دعا عيد الرحمن بن عوف فقىال" :أخيرنىي عىن
عمر بن الخعاب فقال :خي ًار" ،ثم دعا عثمان بن عفان وقال" :اللهم علمىي بىه أن
سىريرته خيىىر مىىن عالنيتىىه ،وأنىىه لىىيس فينىىا مثلىىه" ثىىم استشىىار كثيى اًر غيرهمىىا مىىن الصى ابة
1ابنقتيبة:اإلمامةوالسياسة .14/1
268
مهانرين وأنصا ًار ،فيثنوا عليه ومدحوه ،وارتنوه ،فعهد إليىه أبىو بكىر فلمىا تىوفى أبىو
الييعة العامة. بكر قام عمر في المسجد خعيبًا ،وااطعه النا
عثمىىان وعلىىي .رضىىي هللا عنهمىىا .بالشىىورى واالختيىىار ،وإن اختلفىىم وك ى لم تىىم تنصىىي
ال ي ية والعريقة.
ه ا وقد بين الفقها العر التي تثيم بها رئاسة الدولة ،وقالوا بينها ال تعدو ثالثة ر
وهي :الييعة واالستخالف (أو والطة العهد) وال لبة.
أولاً :البيعة:
هااي فااي اللغا مىىن الفعىىل (بىىا ) وهىىي مىىا طكىىون بىىين البىىائع واىىين المشىىتري االتفىىا علىىى
إتمام الييع ،وتجمع على بيعا .1
وأما الب ع في االصطسح :فهي عقد بين المسلمين واين من تتوفر ميه شروط الخالفىة،
يتم به توليه له ا المنص ،ويصظ ابن خلدون كلىم بقولىه" :واعلىم أن الييعىة هىي العهىد
علىىى العاعىىة كىىين طعاهىىد المبىىاطع أمي ىره علىىى أن طسىىلم لىىه النظىىر فىىي أمىىر نفسىىه وأمىىور
المسىلمين ال ينازعىىه فىىي شىىي مىىن كلىىم ،ويعيعىىه ميمىا طكلىىظ بىىه مىىن األمىىر فىىي المنشى
والمكره".2
صفات البيعة:
-1ينب ي أن ت ون بعد استشارة نمو المسىلمين واختيىار أهىل ال ىل والعقىد ،وهى ه هىي
العريقىىة المثلىىى فىىي اختيىىار رئىىيس الدولىىة ،واهىىا اختىىار الص ى ابة خلفىىا هم نميع ىًا،
وهي العريقة المناسبة في وقتنا ال اضر أطناً الختيار الرئيس.
1الفيومي:المصباحالمنيرمادة(بيع)المعجمالوسيطمادة(بيع)،لسانالعرب.374/9
2مقدمةابنخلدون 209
269
-2ال طشىىترط إنمىىا اهىىل ال ىىل والعقىىد ،او إنمىىا الجمىىاهير علىىى كلىىم ،وتنعقىىد بيعىىة
األغليية منهم.
الىبعض إلىى أنهىا تنعقىد بمباطعىة أهىل الصىالب والتقىوى والىور واالنتهىاد وإن -وكه
لم طمثلوا االغليية.1
-3وال طشىترط كى لم موافقىىة وحنىور الييعىىة نميىىع أهىل ال ىىل والعقىىد مىن سىىائر اليلىىدان
بعنىهم إلىى ونىوب كلىم، عند اختيار رئيس الدولة عنىد فريىق مىن العلمىا ،وكهى
قىال المىاوردي" :ال تنعقىد اإلمامىىة إال بجمهىور أهىل ال ىل والعقىىد مىن كىل بلىد ليكىىون
الرضا به عامًا ،والتسليم إلمامته إنماعًا".2
-وهى ا رأي مقيىول تعمىئن لىه الىنفس ،ول ىن إكا لىم تتىوفر إمكانيىة حنىور نميىع أهىىل
ال ل والعقد من كل اليلىدان ،فيننىا نيخى بىالرأي األول كىي ال تتععىل مصىالا األمىة
رئيسها. بتيخير تنصي
الىرئيس طشىترط -ويشترط في أهل ال ل والعقد ال ين هم األصل في اختيار وتنصي
فىىيهم العلىىم والعدالىىة وال ىراي وأن طكىىون أهىىالً للشىىهادة ،إضىىافة إلىىى كىىونهم مسىىلمين
مكلفين.
1أبوجيب:منهاجاإلسالمالسياسيص .229
2الماوردي:األحكامالسلطانيةص .6
3الماوردي:األحكامالسلطانيةص.8
270
ئ س الّول : اسيقال
إكا كانىم االسىىتقالة بىدون عى ر فقىىد اختلىظ فقهىىا المسىلمين فيهىىا فمىىنهم مىن قىىال إنىىه ال
طجوز له 1أن طستقيل ومنهم من قال بجواز كلم.2
الع ى ر زهىىده فىىي منصىىبه ورغيتىىه فىىي االنش ى ال بالعبىىادة، األماار الثاااني :أن طكىىون سىىي
ال كىىم ،ففىىي ه ى ه ال الىىة للفقهىىا ق ىوالن :األول :ال تقيىىل والتخفىىظ مىىن مسىىئوليا
استقالته ،والثاني :تقيل استقالته ،وه ا هو الرانا.3
ول ىىن ف ىىي ال ال ىىة األخيى ىرة ال طج ىىوز لى ىرئيس الدول ىىة ان طس ىىتقيل إال إكا ت ىىوافر الش ىىروط
التالية:
أ .أن يوند من هو كف له ا المنص .
ن ازعى ىًا أو خالفى ىًا ب.أن طك ىىون ون ىىوده ف ىىي الس ىىلعة طن ىىر بمص ىىل ة األم ىىة ،أو طس ىىي
بينهمىىا ،ميكىىون ضىىرر كلىىم أكثىىر مىىن ضىىرر اسىىتقالته وهى ا مىىن بىىاب النىىرر األشىىد
يزال بالنرر األخظ.
1الكاسنناني:البننديع، 16/7الفننراء:المعتمنندفننيأصننولالنندينص،240القلقشننندي:مننأثراإلنافننة
،65/1الجويني:الغياثيص .130
2العينني:عمندةالقننارئ،284/13القرطبني:الجننامعألحكنامالقننرآن،272/1الجنوبني:الغينناثيص
.130
3القلقشندي:مآثراإلنافة،65/1الجويني:الغياثيص.131
271
ل .أن طكىون الوقىم مناسىباً لالسىتقالة ،وهى ا طكىون باسىتقرار األوضىا فىي الدولىة وعىىدم
اضعرابها بيي شكل من األشكال.1
الطريق األولاج :أن طمىو اإلمىام ميقىوم خىر تتىوافر ميىه شىروط اإلمامىة وت ىون لىه
الخالفة ،بال بيعة أهلها ،وال استخالف ممن كان شوكة وقوة ميستولي بهما على منص
على األمة التسليم له والرضىا ب كمىه ،كلىم خوفىاً مىن وقىو قيله ،6وفي ه ه ال ال طج
1ماهرالسوي:العالقةبينالسلطاتالثالثةفيالدولةاإلسالمية(غيرمطبوع)ص .176
2الشربينيالخطيب:مغنىالمحتاج.131/4
3الماوردي:األحكامالسلطانيةص 11
4ابنتيمة:منهاجالسنة .142/1
5الماوردي:األحكامالسلطانيةص،11الفراء:األحكامالسلطانيةص.9
6الشربينيالخطيب:مغنيالمحتاج،132/4الفراء:األحكامالسلطانيةص .23
272
الفتنىىة وتشىىتم أمىىر األمىىة ،وعىىدم انتظىىام شىىملها ،1وكلىىم مىىن بىىاب النىىرر األشىىد ي ىزال
بالنرر األخظ.2
اعته ،وال تنعقد إمامتهن أما إن لم طكن لإلمام المستولى شوكة ومنعة ،فال تج
على األمة تن يته عن ال كم.3 ويج
الطريق ا الثان ا :أن طكىىون اإلمىىام حي ىًا ال ميت ىًا .كمىىا فىىي العريقىىة األولىىى .فيت ل ى
عليه غيره ممن تتوفر فيهم شىروط اإلمامىة ،فىيكا كىان األول قىد تىولى منصىبه بىالييع ،أو
بوالطىة العهىد فهىو األحىىق باإلمامىة ،وال تنعقىد إمامىة الثىىاني ،أمىا إن كىان األمىام األول قىىد
عليه ،4وكان كلىم حرصىًا تولى اإلمامة بالشوكة والقوة ،فتععل إمامته وتنعقد لمن ت ل
على عدم إراقة دما المسلمين ،وحقنًا لها من أن ت ار في غير ما هو في سييل هللا.
مسحظا :بىىالنظر فىىي ريقىىة تىولي الخليفىىة فىىي الدولىىة اإلسىىالمية لمنصىىبه نجىىد أن البعىىة
ووالطىىة العهىىد تىىتم بعريقىىة ال تتعىىارض مىىع حقىىو الرةيىىة أو تعلعاتهىىا ألنىىه تشىىارر فىىي
اختيىار رئيسىها إمىا مباشىرة وأمىا غيىر مباشىرة ،ول ىن علىى كىىال األمىرين طكىون لعمىىة دور
في اختيار ه ا الرئيس وكون على علم مسيق به ويتم األمر وفقاً لرغيتها وإرادتها.
وأمىا عىىن االسىتيال علىىى ال كىم بىىالقهر وال لبىىة ،فىين هى ه العريقىة مىىا أقرهىا اإلسىىالم فىىي
بعىىض حالتهىىا ل ى اتها وإنمىىا أقرهىىا ،رغىىم أنهىىا تيىىدو علىىى غيىىر وفىىا مىىع ميىىدأ الشىىوري،
و ريقىىة الييعىىة .أقرهىىا مىىن بىىاب دفىىع النىىرر األشىىد بالنىىرر األخىىظ ،ألن إ ازرة ضىىرر
ال ىاكم الى ي اسىىتولى علىىى ال كىىم بىىالقوة ال ت ىون إال بىىالقوة ال ازئىىدة علىىى قوتىىه ،والقىىوة إكا
قوال ىىم بىىالقوة فىىين مىىا يىىتمخض عنه ىىا واضىىا ومعلىىوم وهىىو إزهىىا األنفىىس ،واس ىىتنزاف
1المرجعينالسابقين .
2ابننجيم:األشباهوالنظائرص،68السيوطي:االشباهوالنظائرص .178
3الماوردي،األحكامالسلطانيص .24
4الفراء:األحكامالسلطانيةص،23الشربينيالخطيب:مغنيالمحتاج .132/4
273
اقاتهىىا ،وه ى ا ضىىرر أشىىد وأعتىىى مىىن ضىىرر االسىىتيال علىىى الىىبالد ،واسىىتيال خي ى ار
ال كم بالقوة.
وعليىىه فيننىىا نىىرى أن االسىىتيال علىىى ال كىىم بىىالقوة وال لبىىة ال ينب ىىي أن طعىىد ريق ىًا
ييعياً من ر تولي الرئاسة إنما هو حال استثنائية فرضتها النرورة فق .1
1ماهرالسوسي:العالقةبينالسلطاتالثالثةفيالدولةاإلسالميةص .154
274
المبحث الخامس
لى ا كىىان البىىد لىرئيس أي دولىىة مىىن الىىدول أن يتخى مىىن طسىىتعين بهىم فىىي تصىريف شىىؤون
دولتىىه ،ويعتمىىد علىىيهم فىىي تىىدبير أمورهىىا ،ومىىن هنىىا ،كانىىم السىىلعة التنفي طىىة فىىي الدولىىة
اإلسىالمية رغىىم تى كيرها فىىي يىىد رئىىيس الدولىىة ،موزعىىة علىىة مجموعىىة مىىن كبىىار المىىوظفين
فيها ،وهم الوز ار ومن عداهم من موظفي لدولة.
وكع الّالل من هذ ا م :في ه ا النص الموافقة لموسى عليه السىالم علىل لبىه بىين
لىم ين ىر هللا تعىالى عليىه كلىم .فىيكا كانىم الىو ازرة طجعل هللا له وزي ًار ،أخاه هارون ،حيى
-1سورةطهاآليات 30،31،29
275
رئاسىة في أمور النيوة نائزة علىى خعوتهىا ،فمىن بىاب أولىى أن ت ىون نىائزة فىي منصى
النيوة.1 الدولة هو أقل خع اًر من منص
طقىىرر النيىىي أنىىه مىىن :فىىي ه ى ا ال ىىدي الداللىىة مىىن ه ى ا ال ىىدي :فىىي ه ى ا ال ىىدي
رضي هللا على األمير ،فهي أن طجعل له وزير طعينه فىي أمىور الرةيىة ،ويى كره عالما
سىىخعه عليىه ،فهىىي أن طجعىل لىىه وزيىر سىىو ،ال يى كره إن نسىىي، إن نسىي ،أمىىا عالمىا
وال طعينه على خير.
رضىي هللا تعىالى عليىه أميىر مىا فاكا كان الوزير الصاد المخلص عالمة من عالما
فين كلم دليل بين على نواز اتخاك الىوز ار واألعىوان ،بىل هىو شىي مرغىوب ميىه بىنص
ال دي .
1الماوردي:األحكامالسلطانيةص،25الفراء:األحكامالسلطانيةص.29
2سننأبيداود،13/3،ح،293سننالنسائي،159/7،ح،4204صححهاأللباني،صحيحالترعينب
والترهيب،ح .2296
276
عتاب بن أسيد ،وعثمان بن أبي العاص ،مع العلم بينه كان يلي بنفسه ما قرب منه من
أمور الرةية.1
أقسام الوزارة
لقىىد قسىىم فقهىىا السياسىىة الشىىرةية المسىىلمين الىىو ازرة إلىىى قسىىمين ،ووضىىعوا ل ىىل مىىن
يتولى أي قسم من ه ين القسمان هما:
1ابنالقيمالجوزية:الطرقالحكميةص .289
2الماوردياألحكامالسلطانيةص،25الفراء:األحكامالسلطانيةص .29
3ماهرالسوسي:العالقةبينالسلطاتالثالثةفيالدولةاإلسالمية(غيرمطبوع)ص .181.
277
أولا :وزارة التفويض
وهى ىىي التى ىىي طكى ىىون الى ىىوزير فيهى ىىا مفوض ى ىاً بتى ىىدبير األمى ىىور ب أرطى ىىه ،وإمنى ىىائها حس ى ى
انتهاده ،1أي أن الوزير هنا طكون معلىق التصىرف ميمىا أسىد إليىه ،ومىن هى ا القييىل
كان بعىض الىوز ار الى ين اسىتعملهم رسىول هللا ،وفىي كلىم ككىر ابىن القىيم أنىه
قرب منه من أمىور المسىلمين ،وكىان يىولي أمى ار علىى مىا َب ُعىد عنىه مىن كان يلي ما ُ
مثىىل توليتىىه ال ىوالة علىىى مكىىة والعىىائظ والىىيمن ونج ىران وغيرهىىا ...ومىىن مثىىل توليىىة
السىىعادة علىىى األمىوال الزكويىىة، األ مى ار علىىى الجىىيح ،ثىىم طقىىول بعىىد كلىىم "..ويبع ى
مييخ ى ونها ممىىن هىىي عليىىه ،ويىىدفعونها إلىىى مسىىت قيها ،فيرنىىع السىىاعي إلىىى المدينىىة
ولىىيس معىىه اال سىىو ه ،وال طىىيتي بشىىي مىىن األم ىوال إكا ونىىد لهىىا موضىىعاً طنىىعها
ميه" ،2فه ا النص ييىين أن هىؤال السىعاة وغيىرهم مىن الىوالة واالمى ار ،كىانوا مخىولين
من قيل الرسول ،ميما ولوا عليه ،وتصريف األمور فىي مصىاريفها ،وليسىوا مجىرد
وسعا بينه واين من ولوا عليهم.
رئىىيس الدولىىة فىىي والنىىاظر فىىي هى ا طجىىد أن وزيىىر التفىىويض يتمتىىع بىىنفس صىىالحيا
اإلسالم ،ولننا نقول إن هنار فرقاً بينهما.
أحّاه ا :أن وزير التفويض مكلظ با ال الخليفىة علىى كىل مىا طقىوم بىه مىن تىدبير
األمور وتصريفها ،وإعالمه بكل ما أمناه وأنف ه ،كلم ل ي ال طكون منفرداً
بىىالرأي ،مسىىتيداً بالسىىلعة ،بعيىىداً عىىن الخليفىىة ورقابتىىه ،ألن الخليفىىة ال ى ي ال
1الماوردي:األحكامالسلطانيةص،25الجنويني:الغيناثيص،148الفنراء:األحكنامالسنلطانيةص
.29
2ابنالقيم:الطرقالحكميةص .289
3الماوردي:األحكامالسلطانيةص،28الفراء:األحكامالسلطانيةص.30
278
طفعىىل كلىىم طكىىون تارك ىاً لمنصىىبه ،ويصىىبا بمنزلىىة مىىن تنىىازل عىىن التصىىدي
لمهان منصبه ل يره ،وه ا غير سائغ شرعاً.1
ثانوها :أنه ينب ي على الخليفة معالبة ه ا الوزير با العىه علىى كىل أمىر ييرمىه أو
عمل طقوم به ،ليظل على علم بمىا طجىري فىي مىا أنىاب ميىه ،وليتيكىد مىن أن
ش ىىؤون الدول ىىة ت ىىدبر كم ىىا يري ىىد وكم ىىا ينب ىىي ،وليس ىىهل علي ىىه مراإلب ىىة وز ارئ ىىه
وم اسيتهم.
ثالثها :أن للخليفىة أن طعهىد بىال كم مىن بعىده لمىن يىراه مناسىبًا لى لم ،ولىه أن طعلى
مىىن االمىىة إعفائىىه مىىن منصىىبه ،وك ى لم فلىىه عىىزل كىىل موظىىظ عينىىه وزيىىر
التفويض.
أما وريار اليفاويت :فلىيس لىه كلىم ،أي لىيس لىه أن طعهىد بىالو ازرة مىن شىا ،ولىيس لىه
عزله من قيىل األمىة ،بىل ال طكىون كلىم إال مىن الخليفىة الى ي واله ،كمىا لىيس أن طعل
لىىه أن طعىىزل أي موظىىظ عينىىه الخليفىىة ،وميمىىا عىىدا كلىىم فلىىه أن طقىىوم بجىىل مهامىىه مىىن
تعيين األعوان والنواب ،ووالطة المظالم ،ووالطة أمر الجهاد بنفسه وغير كلم.2
-1العدالة.
-2العلم المؤدي إلى االنتهاد.
من السمع والبصر والنعق :لنهي وسائله في التعيير عما يريد. -3سالمة ال وا
-4سالمة األعنا من نقص طمنع من استيفا ال ركة وسرعة النهوض.
1الجويني:الفياثيص149بتصرفيسير .
2الماوردي:األحكامالسلطانيةص،28الفراء:األحكامالسلطانيةص .3
279
-5الري المؤدي إلى سياسة الرةية وتدبير المصالا.
-6الشجاعة والنجدة المؤدطان الى حماطة األمة ونهاد العدو.
-7ال فاطة ميما وكل إليه من األعمال والمهام.1
ه ى ه هىىي الشىىروط التىىي ينب ىىي أن تت ىوافر فىىي وزيىىر التفىىويض ،وهىىي شىىروط كفيلىىة بىىين
على ممارسة ما فوض ميه بيتقان ومهارة ،وكى لم هىي تجعل من توفر في أقدر النا
كفيلة بين ت ول بينه واين الظلم واالستيداد وتخب الرأي.
1الماوردي:االحكامالسلطانيةص،256الجويني:الفياثيص.150
2الفيومي:المصباحالمنيرمادة(فوض) .
3الماوردي:األحكامالسلطانيةص،29الفراء:األحكامالسلطانيةص .31
280
-4أال مماون و ااع وباون ال اااس عاّاوة :حتىىى ال طظلىم أحىداً وكىىي ال تمنعىه العىىداوة
من اإلنصاف.
-5أن ممون ذدو ا ال ييمف بالغفل وال ب ان :مست ك ًار ل ىل مىا ينقىل إلىى الخليفىة
وينقله عنه ،فهو الشاهد له وعليه.
-6أن ممون ذد ا فط ا :حتى ال تلتبس عليه األمور ،وتختل في نظره ال قائق.
-7أال ممون من أهح األهاوال والباّ :ميكىون سىهل االن يىاز إلىى الزيىغ والنىالل،
وال طميز بين المخع واين المصي .1
وواضا من ه ه التسمية أنها ما كانم إال ألن ه ا الوزير ين صر عملىه فىي تنفيى إرادة
الخليفة فق .
-1وزيىر التفىويض مكلىظ بىالنظر فىي األمىور بنفسىه ،وتىدبيرها بانتهىاده ،ووزيىر التنفيى
مجرد وسي أو سفير بين الخليفة واألمة ،ييل هم عنه وييل ه عنهم.
-2لىىوزير التفىىويض أن طعىىين نائب ىًا عنىىه ميمىىا أسىىند إليىىه مىىن مهىىام ،ولىىيس كلىىم لىىوزير
التنفي .
-3طجىىوز لىىوزير التفىىويض أن ينفىىرد بىىيعالن ال ىىرب وتسىىيير الجيىىوش ،ولىىيس ه ى ا مىىن
حق وزير التنفي .
-4من حق وزير التفويض التصرف فىي مىال الدولىة بىالقبض والصىرف ،وال ط ىق كلىم
لوزير التنفي .2
1الماورديالسابقص .29
2الماوردي:األحكامالسلطانيةص،29الفراء،االحكامالسلطانيةص .31
281
تخولىىه حىىق اتخىىاك الق ى ار ار -5ومجمىىل ه ى ه الفىىرو أن وزيىىر التفىىويض كو صىىالحيا
وتنفيى ها فىىي كىىل مىىا أوكىىل إليىىه مىىن شىىؤون الدولىىة ،أمىىا وزيىىر التنفي ى فلىىيس لىىه ه ى ه
منه تنفي ه فق . الصالحيا ،إال تنفي ما ُ ل
ه ى ا هىىو الفىىر بىىين وزيىىر التفىىويض واىىين وزيىىر التنفي ى ،ويالح ى أنهىىا فىىرو اقتنىىتها
كىىل واحىىد منهمىىا ،وهنىىار فىىر خىىر بينهمىىا اقتنىىته عالقىىة كىىل واحىىد منهىىا صىىالحيا
بالرةيىة ،وهى ا الفىر هىو أن كىىل الشىروط التىي ينب ىي أن تتىىوفر فىي وزيىر التفىويض هىىي
ن ىىو م ىىن ن ىىو الش ىىروط الت ىىي تجع ىىل من ىىه إنس ىىانًا ق ىىاد ًار عل ىىى ت ىىدبر األم ىىور والنظ ىىر فيه ىىا
وإمنائها على خير ونه.
أمىا الشىىروط التىىي ينب ىىي أن تتىوفر فىىي وزيىىر التنفيى ،فهىىي مىن نىىو الشىىروط التىىي تجعىىل
عمله هو الوسا ة بين الخليفة ورعيته. صاحيها كا عالقة متميزة مع الرةية ،حي
مسحظ :إن مىا ككرنىاه هنىا هىو أقسىام الىو ازرة فىي الدولىة اإلسىالمية ولىيس أنواعهىا ،مىع
كو ازرة المالية ،أو و ازرة ال رب ...ب سى أنواعًا من الو از ار العلم بين الدولة قد شهد
ال انىىة ،أمىىا التسىىمية بىىو ازرة التفىىويض أو و ازرة التنفي ى فليسىىم شىىر اً ،وليسىىم مىىن قييىىل
القواعد الثابتة ،ولولي االمر في الدولة أن طسمي و از ارتىه بمىا شىا ،مىادام نظىام حكمىه ال
طخىىرل عىىن مقتنىىى كىىون ال اكميىىة هلل وعىىن العاعىىة والشىىورى والعىىدل والمسىىاواة ،وقواعىىد
بها مشروةية أي نظام أو عدمها. الثابتة في نظام ال كم في اإلسالم ،وهي التي تقا
282
تذكر
الفمح البادس :نظاإ الب اس واليم
السياسة في الل ة هي القيام على الشي بما طصىل ه ،أو هىي األمىر ولنهىي ،أو
الخيرة والتجراة.
أقىرب إلىى وهي في اصعالب علمىا المسىلمين :مىا كىان فعىالً طكىون معىه النىا
الصالب وأبعد عن الفسىاد ،وإن لىم طنىعه الرسىول ،وال نىزل بىه وحىي ،أوهىي:
استصالب الخلق بيرشادهم إلى العريىق المنجىى فىي العانىل أو اآلنىل ،أو هىي:
حمىىل ال افىىة علىىى مقتنىىى النظىىر الشىىرعي فىىي مصىىال هم األخرويىىة والدنيويىىة
الرانعة إليها.
البشىرية ،او فىن والسياسة عند فقها القانون الوضعي هي :فن حكىم المجتمعىا
ال كم ،أو علم الدولة.
هى ى ا ويتف ىىق فقه ىىا المس ىىلمين م ىىع فقه ىىا الق ىىانون الوض ىىعي ف ىىي مفه ىىوم السياس ىىة
ويختلفون معهم في مصدرها وهدفها.
ويقىىوم النظىىام السياسىىي فىىي اإلسىىالم علىىى مجموعىىة مىىن القواعىىد واألسىىس اهمهىىا:
ال اكمية هلل ،والعدل والمساواة ،والشورى ،والعاعة.
وال اكمية تعني أن طكون ال كم هلل تعالى ،وال حكم ألحج سواه.
واكفىر كىل مىن احىىت م إلىى غيىر شىر هللا تعىىالى بم ىض رضىاه ،واختيىاره ويكىىون
عقواته القتل حدًا.
بال تىاب والسىنة وانمىا المسىلمين ،كمىا أن العىدل فىي والعدل بين الرةيىة وانى
اإلسالم معلق ال يتيثر بالهوى أو أي مؤثر خر.
283
والعى ىىدل يى ىىوفر للمجتمى ىىع والفى ىىرد األمى ىىن واالسى ىىتقرار والعمينينى ىىة واليركى ىىة واليركى ىىة
والرخا .
رأي ال يىر فىي أمىر مىىن والشىورى فىي الل ىة بمعنىى شىار ،أي :ننىى ،وهىي لى
األمور.
وهي في الشر استعراض ار أهل االختصىاص فىي واقعىة مىا واختيىار أصىل ها
شر هللا تعالي. حس
ال كىىم فىىي اإلسىىالم وهىىي مظهىىر مىىن مظىىاهر وللشىىورى فوائىىد منهىىا :أنهىىا أسىىا
ت قيىق األلفىة والم بىىة بىين أفىراد المجتمىىع، حريىة التعييىر عىىن الىرأي ،وهىي سىىي
وتى ىىدرب العقى ىىول على ىىى سى ىىير األمى ىىور وتم يصى ىىها ،وتعى ىىود األف ى ىراد على ىىى الععى ىىا
واالنتمىىا لمجىىتمعهم ،وهىىي مظهىىر مىىن مظىىاهر ت ىريم هللا تعىىالى لإلنسىىان وهىىي
من أسباب الوحدة االنتماةية. سي
والشورى وانبة بال تاب والسنة واإلنما ،وهي عامة وخاصة.
ويشترط في لمستشار الت ليف والعلم والعدالة والموا نة وأال يزكي نفسه.
العاعة في الل ة هي االنقياد والموافقة ،وفي االصعالب هي :موافقة ولي األمر
واالنقياد له بقدر الصياغة لشر هللا تعالى.
والعاعة وانبة بال تاب والسنة وإنما المسلمين.
لل اكم بقدر اعة هللا تعالي. والعاعة مقيدة وليسم معلقة ،وهي تج
ه ىىي :أن الدول ىىة مجموع ىىة متجانسىىىة م ىىن األفى ىراد تم ىىار للدول ىىة ع ىىدة تعريف ىىا
نشا ها على إقليم ن ارفىي م ىدد ،تخنىع لتنظىيم معىين ،أو هىي :مجموعىة مىن
األفراد مستقرة على إقلىيم معىين ،ولهىا مىن الىنظم مىا طجعىل للجماعىة فىي موانهىة
األفراد سلعة عليا مرة وقاهرة ،أو هي :مجموعة ن األفىراد طقعنىون إقليمىًا معينىًا
284
طخنىىع ويخنىىعون لسىىلعان األغلييىىة أو لسىىلعان ائفىىة مىىنهم ،أو هىىي :شىىع
للقانون على إقليم معين.
أمىىا الدول ىىة اإلسىىالمية فه ىىي :مجموع ىىة مىىن األفى ىراد الى ى ين رضىىوا ب ك ىىم اإلس ىىالم
ويقعنون إقليماً ُط كم بتشريعه.
واإلقليم والسلعة ال اكم. وتت ون الدولة من أركان ثالثة هي :الشع
على األمة انتخاب حاكم لها يدير شؤونها ،وونىوب كلىم ثابىم ومعلوم أنه طج
بال تاب والسنة واإلنما .
إم ىىامين عل ىىى الدول ىىة ف ىىي وق ىىم واح ىىد هى ى ا رأي معظ ىىم فقه ىىا وال طج ىىوز نصى ى
المسلمين.
وتتخلص شىروط رئىيس الدولىة فىي اإلسىالم ميمىا يلىي :اإلسىالم ،اليلىوغ ،وال ريىة،
الخالف ىىة والعق ىىل ،والى ى كورة ،والعدال ىىة ،وال ف ىىا ة ،والعل ىىم ،والموا ن ىىة ،وأال طعلى ى
واألعن ىىا الت ىىي ي ىىوثر فق ىىدانها عل ىىى كفاط ىىة لمنص ىىبه، لنفس ىىه ،وس ىىالمة ال ى ىوا
القرشي. والنس
ويختار رئيس الدولة في اإلسالم بالييعة ،أو والطة العهد ،أو القوة وال لبة.
وأما الييعة في االصعالب :فهي عقد بين المسىلمين واىين مىن تتىوفر ميىه شىروط
الخالفة ،يتم به توليه له ا المنص .
وال طجير أحد على تولى الرئاسة في الدولة إال إكا كان متعينًا لها.
واختلظ الفقها في استقالة رئيس الدولة بدون ع ر؛ فمنهم من أبىاب كلىم ومىنهم
مىىن منعىىه ،أمىىا بع ى ر فىىين كىىان هىى ا الع ى ر هىىو نق ىىص شىىرط مىىن شىىروط تىىولي
الرئاسىىة ،أو الزهىىد والرغبىىة فىىي التفىىرغ للعبىىادة فينىىه طجىىوز أن طسىىتقيل بشىىرط ،أن
285
طكون من هو ان يوند منهو كف له ا المنص ،وأن طكون ونوده فىي السىلعة
ضا ًار بمصل ة األمة ،وان طكون الوقم مناسبًا لالستقالة.
ووالطىىة العهىىد هىىي أن طعىىين الخليفىىة فىىي حياتىىه شخصىىًا طخلفىىه فىىي الرئاسىىة بعىىد
وفاته.
وتصا والطة لعهد بشروط :أن طكون المستخلظ صال اً للخالفة ،وأن طعلن قيوله
العهد في حياة من استخلفه.
أما تولى السلعة بال لبة والقىوة فهىي :أن يتىولى رنىل كا شىوكة تتىوفر ميىه شىروط
اإلمامىىة علىىى السىىلعة بعىىد مىىو الخل يىىة ،أو أن طكىىون اإلمىىام حيىاً ال ميتىاً ول ىىن
السلعة منه. عليه غيره ميسل يت ل
الو ازرة في اإلسالم مشروعة بال تاب والسنة واإلنما ،والمعقول.
والو ازرة قسمان :و ازرة التفويض ،وو ازرة التنفي .
و ازرة التف ىىويض ه ىىي الت ىىي طك ىىون ال ىىوزير فيه ىىا مفوضى ىًا ف ىىي ت ىىدبير ش ىىؤون و ازرت ىىه
بنفسه.
رئىىيس الدولىىة فىىي وزيىىر التفىىويض قىىد ترتقىىي إلىىى درنىىة صىىالحيا وصىىالحيا
اإلسالم ،إال أنه هنار فىر بىين االثنىين :فىوزير التفىويض معىالي بىا ال رئىيس
مىن الخليفىة مراإلبىة عمىل وزيىر األمور في و ازرتىه ،ومعالى الدولة على مجريا
التفىىويض ،ثىىم إن الخليفىىة قىىد طعهىىد برئاسىىة الدولىىة مىىن بعىىده إلىىى غيىره ،أمىىا وزيىىر
التفويض فليس من صالحياته كلم.
شىىروط وزيىىر التفىىويض :الدالىىة ،والعلىىم المىىؤدي إلىىى االنتهىىاد ،وسىىالمة ال ىوا ،
وسالمة األعنا ،والشجاعة والنجدة ،وال فا ة ميما وكل ميه.
التي طصدرها الخليفة نفسه. ار
ووزير التنفي هو طساعد الخليفة في تنفي القر ا
286
شروط وزير التنفي :األمانة والصد ،وقلة العمع والقناعة ،وأال طكون بينه واين
عداوة ،وان طكون وقو اًر قليل ال فلة ،وأن طكون ككياً وفعناً ،وأال طكون مىن النا
أهل األهوا واليد .
وهنار فر بين وزير التنفي :فوزير التفويض يدبر أمىور و از ارتىه ب أرطىه ،أمىا وزيىر
لتنفيى فينىىه يتصىىرف بىرأي الخليفىىة نفسىىه ،طسىىتعيع وزيىىر التفىىويض أن طعىىين نائبىاً
له ،ووزير التنفي ال طمكنه كلم .ويمكن لوزير التفىويض أن طعلىن ال ىرب ،ولىيس
لىىوزير التنفي ى كلىىم ،يتصىىرف وزيىىر التفىىويض فىىي مىىال الدولىىة بالصىىرف والقىىبض
وليس لوزير التنفي كلم.
287
قائمة املراجع
أوال :القرآن الكري :
ثان ا :اليفبور وعلوإ القرآن:
-1أحكا القرآن :ألبي بكر محمد بن ىبدهللا بن العربي ،ط ،2القاهرع.
-2تفسير السراال :للخطيب الشربيني.
-3تفسير القرآن العميم :ألبي الفتدال إستماىيل بتن ىمتر القر تي ابتن ك يتر ،ط ،1دار
االندلس ،بيرول ،وطبعة دار الفكر.
-4القفسير الكبير :لإلما الفخر الرازي ،ط ،2دار الكقب العلمية ،طاران.
-5تفستتير النستتفي :ىبتتدهللا بتتن أحمتتد بتتن محمتتد النفستتي ،مطبعتتة ىيستتم البتتاب الحلبتتي
و ركاه.
-6ال ام ألحكا القرآن :ألبي ىبدهللا محمد األنصاري القرطبي ،ط ،2والطبعتة القتي
حققاا محمد طفيش.
-7الفقوحال اسلاية :سليمان بن ىمر الع يلي الشافعي الشاير بال مل ،دار الفكر.
-8روائ البيان تفسير آيال األحكا :محمد ىلي الصابوني ،مكقبة الغزالي ،دمشق.
-9روح المعاني فتي تفستير القترآن العمتيم والستب الم تاني :األلوستي البغتدادي ،إدارع
الطباىة المنيرية ،دار إحيال القراث العربي بيرول.
-11مناهل العرفان في ىلو القرآن :محمد ىبد العميم الزرهاني ،دار الفكر.
ثالثا :الحديث وعلومه:
-11ح ية السنة :ىبد الغني ىبد الخالق ،دار السعداوي للطباىة والنشر.
-12سنن أبي داوود :أبو داود سليمان بن األ ع الس سقاني األزدي ،دار الفكر.
-13سنن ابن ماعة :أبو ىبدهللا محمد بن يزيد القزويني ابن ماعة ،دار الفكر.
-14سبل السي :محمد بن إسماىيل الصنعاني ،دار إحيال القراث العربي بيرول.
-15السنن الكبرى :أبو بكر البياقي،ط ،1الاند.
-16صحيح البختاري :أبتو ىبتدهللا محمتد بتن استماىيل البختاري ،دار إحيتال القتراث
العربي ،بيرول.
-17صتتحيح القرمتتذي بشتترع ابتتن العربتتي :أبتتو ىيستتم محمتتد بتتن ىيستتم بتتن ستتورع
القرمذي ،دار الكقاب العربي ،بيرول.
-18صتتحيح مستتلم :أبتتو الحستتن مستتلم بتتن الح تتاال القشتتيري النيستتابوري ،ط ،2دار
الفكر بيرول.
288
-19صتتحيح مستتلم بشتترح النتتووي :محيتتي التتدين النتتووي ،ط ،1دار الريتتان للقتتراث،
القاهرع.
-21فقح الباري رح صحيح البخاري :أحمد بن ح ر العستقيني ،ط ،1دار الريتان
للقراث ،القاهرع.
-21مسند اسما أحمد :أحمد بن حنبل،ط ،2دار الفكر ،بيرول.
-22نيل األوطار من أحادي ستيد األريتار :محمتد بتن ىلتي الشتوكاني ،دار ال يتل ،
بيرول.
رابعا :السيرة النبوية والتاريخ:
-23اسمامة والسياسة(تاري الخلفال) :أبو محمد ىبدهللا بن بسا بن هقيبة التدينوري،
مؤسسة الحلبي و ركاه ،مصر.
-24تاري الرسل والملوه :أبو ععفر محمتد بتن عريتر الطبتري ،تحقيتق :محمتد أبتو
الفنل إبراهيم ،ط ،2دار المعارى ،مصر.
-25تاذيب سيرع ابن هشا :ىبد السي هارون.
-26السيرع النبويتة :ابتن هشتا ،تحقيتق :مصتطفم الستقا وإبتراهيم اسبيتاري ،مطبعتة
مصطفم البابي الحلبي ،القاهرع.
-27نور اليقين في سيرع سيد المرسلين :محمد الخنري.
خامسا :العقائد:
-28اسيمان :محمد نعيم ياسين ،مكقبة الرسالة الحدي ة.
-29تبسيط العقائد اسسيمية :حسن أيوب ،دار البحوث العلمية.
-31دراسال في العقيدع :فؤاد اىقيلي ،ط.1
-31العقائد اسسيمية :السيد سابق ،دار الكقاب العربي.
-32العقائد اسسيمية :السيد سابق :دار الكقاب العربي.
-33ىقيدع المسلم في ضول القرآن والسنة النبوية :رالد العك ،ط ،1دار اسيمان.
-34ىقيدع المؤمن :أبو ببكر ال زائري ،مكقبة الكليال األزهرية.
-35الفصل في الملل واألهوال والنحل :أبو محمد بن أحمد بن ستعيد بتن عتز ،ط،2
دار المعرفة.
-36مدرل لدراسة العقيدع اسسيمية :محمد حافظ الشريدع ،مطبعة القادسية.
-37المعقمتتد فتتي أصتتول التتدين :أبتتو يعلتتم محمتتد بتتن الحستتين الفتترال ،تحقيتتق :ودي ت
زيدان حداد ،دار المشر ،بيرول.
-38منااال السنة النبوية في نقض الشيعة والقدرية :ط ،1المطبعة الكبترى اسميريتة،
مصر.
289
سادسا :الفقه المذهبي:
أ -الفقه الحنفي:
-39االرقيتتار لقعليتتل المخقتتار :ىبتتدهللا بتتن محمتتود بتتن متتودود الموصتتلي ،ط ،3دار
المعرفة ،بيرول.
-41األ باه والنمائر :زين الدين بن سبراهيم بن ن يم الحنفي ،تحقيتق :محمتد مطيت
الحافظ ،ط ،1دار الفكر ،دمشق.
-41بدائ الصنائ ىيل الدين أبو بكر بن مسعود الكاساني ،ط ،2دار القب العلميتة،
بيرول.
-42رح فقح القدير :كمال الدين ابن الاما ،دار الفكر ،بيرول.
ب -الفقه المالكي:
-43حا ية الدسوهي ىلم الشرح الكبير :محمد ىرفة الدسوهي ،دار الفكر.
-44القوانين الفقاية :محمد بن أحمد بن عزي ،دار الفكر.
ج -الفقه الشافعي:
-45اسهنتتتاع فتتتي حتتتل ألفتتتاظ أبتتتي تتت اع :محمتتتد الخطيتتتب الشتتتربيني ،ط األريتتترع،
مصطفم البابي الحلبي ،مصر.
-46األ تتباه والنمتتائر :عتتيل التتدين ىبتتد التترحمن بتتن أبتتي بكتتر الستتيوطي ،تحقيتتق:
محمد المعقصم باهلل البغدادي ،ط ،1دار الكقاب العربي ،بيرول.
-47تحفة المحقاال :أحمد بن محمد الاي مي ،دار الفكر ،بيرول.
-48حا يقا هليوبي وىميرع :دار إحيال الكقب العربية ،مصر.
-49فتتقح الوهتتاب تترح متتناج الطتتيب :أبتتو يحيتتم زكريتتا األنصتتاري ،ط األريتترع
مصطفم البابي الحلبي ،القاهرع.
-51كفاية األريار :تقي الدين محمد الحسيني ،دار الفكر.
-51مغنم المحقاال :محمد الخطيب الشربيني ،دار الفكر.
-52الماتتذب فتتي فقتته اسمتتا الشتتافعي :إبتتراهيم بتتن ىلتتي بتتن يوست الشتتيرازي ،دار
الفكر ،بيرول.
-53نااية المحقتاال إلتم ترح المناتاال :محمتد بتن أبتي العبتاس الرملتي ،ط األريترع،
دار الفكر ،بيرول.
290
د-الفقه الحنبلي:
-54الكافي فتي فقته اسمتا أحمتد بتن حنبتل :موفتق التدين محمتد بتن هدامتة المقدستي،
تحقيق :زهير الشاويش ،ط ،3المكقب اسسيمي ،بيرول.
-55كشاى القناع :منصور بن يوس بن إدريس الباوتي ،دار الفكر ،بيرول.
-56المحرر في الفقه :م د الدين أبو البركال ،دار الكقاب العربي ،بيرول.
-57المغنتتم م ت الشتترح الكبيتتر :موفتتق التتدين بتتن هدامتتة المقدستتي ،وزارع األوهتتاى
الكويقية.
هـ-الفقه الظاهري:
-58المحلم باخثار :محمد بن أحمد بن سعيد بن حز ،تحقيق :ىبد الغفار البنتداري،
دار الكقب العلمية ،بيرول.
سابعا :الفقه العام والنظم اإلسالمية:
-59االت تتتاه ال متتتاىي فتتتي القشتتتري االهقصتتتادي اسستتتيمي :محمتتتد النباتتتان ،ط،3
مؤسسة الرسالة ،بيرول.
-61أحكا األحوال الشخصية :أحمد إبراهيم ،مطبعة الفقوح مصر.
-61أحكا األسرع في اسسي :محمد سي مدكور ،دار النانة العربية ،مصر.
-62األحكا السلطانية :أبو الحسن الماوردي ،دار النانة العلمية ،بيرول.
-63األحكتتا الستتلطانية :أبتتو يعلتتم محمتتد بتتن الحستتن الفتترال الحنبلتتي ،دار الكقتتب
العلمية ،بيرول.
-64اسسي ىقيدع و ريعة :محمد لقول ،دار الشرو ،ط ،11ط.16
-65اسستتتي والمتتتذاهب االهقصتتتادية المعاصتتترع :يوستتت كمتتتال ،ط ،1دار الوفتتتال،
المنصورع.
-66أصول الدىوع :ىبد الكريم زيدان ،ط.3
-67أصول الشريعة اسسيمية :ىلي عريشة ،ط ،1مكقبة وهبة ،القاهرع.
-68أضوال ىلم النمم وال قافة اسسيمية :ىبد الغفار ىزيز وكيره.
-69إىي الموهعين :ابن هيم ال وزية ،تحقيق محمد محي الدين ىبد الحميد.
-71األمتوال :أبتو ىبيتتد القاستم بتتن ستين ،تحقيتتق :محمتد رليتتل هتراس ،ط ،3مكقبتتة
الكليال األزهرية.
-71بتتدائ الستتلك فتتي طبتتائ الملتتك :أبتتو ىبتتدهللا محمتتد بتتن األزر األندلستتي ،التتدار
العربية للكقاب ،تونس وليبيا.
-72تاري النمم والحنارع اسسيمية :فقحية البراوي.
-73القشري ال نائي اسسيمي :ىبد القادر ىودع ،دار الكقب العربية ،بيرول.
291
-74تعدد نسال األنبيال ومكانة المترأع فتي الياوديتة والمستيحية واسستي :أحمتد ىبتد
الوهاب ،ط ، 1989 ،1مكقبة وهبة ،مصر.
-75القطور وال بال في فام نصوص الشريعة :زياد إبراهيم مقتداد ،رستالة دكقتوراه
كير منشورع.
-76الحستتبة فتتي اسستتي :ابتتن تيميتتة ،تقتتديم :محمتتد المبتتاره ،دار الكقتتب العربيتتة:
بيرول.
-77حق الزوال ىلتم الزوعتة وحتق الزوعتة ىلتم التزوال :طته ىبتد هللا ىفيفتي ،دار
االىقصا .
-78الحق ومدى سلطان الدولتة فتي تقييتده :فقحتي التدريني ،ط ،3مؤسستة الرستالة ،
بيرول.
-79حقو األسرع في الفقه اسسيمي :يوس هاسم ،دار النانة العربية ،القاهرع.
-81حقو الحاكم في الشريعة اسسيمية والقوانين الدسقورية :ماهر أحمد السوسي،
بح كير منشور ،ال امعة االردنية.
-81الحكم والدولة "نما اسسي " محمد المباره ،ط ،1بيرول.
-82الخالتتدون مائتتة أىمماتتم محمتتد رستتول هللا :مايكتتل هتتارل ،المكقتتب المصتتري
الحدي ،مصر.
-83الخراال :أبو يوس يعقوب بن إبراهيم :ط ،4المطبعة السلفية ،القاهرع.
-84رصائص القشري اسسيمي في السياسة والحكم :فقحي التدريني ،ط ،2مؤسستة
الرسالة ،بيرول.
-85رصائص القصور اسسيمي ومقوماته :سيد هطب ،ط1412 ،7ه . 1982
-86الخصائص العامة لإلسي :يوس القرضاوي ،ط ،1مكقبة وهبة ،القاهرع.
-87دراسال في ال قافة اسسيمية :صالح الاندي ،ط :4دار الشرو .
-88دراسال في ال قافة االسيمية(متدرل إلتم التدين االستيمي) :أميتر ىبتد العزيتز،
ط ،3مطبعة الخليل.
-89دراسال في النمم وال قافة اسسيمية :محمود كريت وكيره.
-91دراسال في النمم والقشريعال اسسيمية :محمد أحمد رل هللا.
-91دراسة في مناج اسسي السياسي :سعدي أبو عيب ،مؤسسة الرسالة.
-92الرائد في ىلم الفرائض :حمدي ىبد المنعم ،مكقبة ابن سينا ،القاهرع.
-93التتروابط والعيهتتال االعقماىيتتة متتن كقتتاب أصتتول النمتتا االعقمتتاىي :صتتفول
مباره ،عامعة األمارال العربية.
-94روح الدين اسسيمي :ىفي طبارع ،ط ،18دار العلم للمييين ،بيرول.
292
-95زاد المعتاد فتي هتدى ريتر العبتاد :ابتن القتيم محمتد بتن أبتي بكتر ،تحقيتق :محمتد
حامد الفقي ،مطبعة السنة المحمدية ،القاهرع.
-96التتزواال والطتتي فتتي الفتتق اسستتيمي :محمتتد كمتتال التتدين إمتتا ،ط، 1996 ،1
المؤسسة ال امعية.
-97ىلم أصول الفقه :ىبد الوهاب ريى ،ط ،12دار القلم للطباىة.
-98السياسة الشرىية في إصيح الراىي والرىية :أحمتد بتن ىبتد الحلتيم بتن تيميتة،
ط ،2دار ال يل ودار اخفا ال ديدع ،بيرول.
-99السياسة الشرىية :ىبد الوهاب ريى ،المطبعة السلفية ،القاهرع.
-111ريعة اسسي :يوس القرضاوي ،ط ،2المكقب اسسيمي ،بيرول.
-111ريعة هللا حاكمة :ىلي عريشة ،مكقبة وهبة ،القاهرع. 1977 ،
-112الشتتوري وأثرهتتا فتتي الديمقراطيتتة :ىبدالحميتتد األنصتتاري ،دار الفكتتر العربتتي،
القاهرع.
-113صتتياكة هانونيتتة لقعس ت باستتقعمال الحتتق فتتي هتتانون إستتيمي :مصتتطفم أحمتتد
الزرهال ،ط ،2دار البشير ،ىمان.
-114العقد الفريد للملك السعيد :أبو سالم محمد بن طلحة ،مطبعة الوطن ،القاهرع.
-115العيهة بين السلطال ال يث في الدولتة اسستيمية :متاهر أحمتد السوستي ،بحت
كير منشور ،عامعة القرآن الكريم والعلو اسسيمية ،أ درمان السودان.
-116كياث األمم في القياث الملم :إما الحرمين ىبد الملك بن ىبدهللا ال ويني ،ط،2
مكقبة إما الحرمين.
-117فقاوي معاصرع :يوس القرضاوي ،ط ،1دار الوفال ،المنصورع.
-118الفق اسسيمي وأدلقه :وهبة الزحيلي ،ط ،2دار الفكر.
-119لمحال في ال قافة اسسيمية :ىمر الخطيب ،دار الكقاب اللبناني.
-111مآثر اسنافة في معالم الخيفة :أحمد بن ىبدهللا القلقشندي ،دار الكقب ،بيرول.
-111المال والحكم في اسستي :ىبتد القتادر ىتودع ،ط ،5المخقتار اسستيمية للطباىتة
والنشر ،القاهرع.
-112مباد نما الحكم في اسسي :ىبد الحميد مقولي.
-113محاضرال في ىقد الزواال وآثاره :محمد أبو زهرع ،معاد الدراسال العربية.
-114متتدرل لدراستتة الشتتريعة اسستتيمية :يوس ت القرضتتاوي ،مكقبتتة وهبتتة القتتاهرع،
. 1991
-115المدرل للفقه االسيمي :محمد سي مدكور ،ط1383 ، 2ه . 1963
-116المرأع بين الفقه والقانون :مصطفم السباىي :ط ،5المكقب اسسيمية ،دمشق.
293
-117مقدمة ابن رلدون :ىبد الرحمن محمد بن رلدون ،ط ،5دار القلم ،بيرول.
-118الملكيتتة فتتي الشتتريعة اسستتيمية :ىبتتد الستتي العبتتادي ،ط ،1مكقبتتة األهصتتم،
ىمان.
-119منااال الصالحين :ىز الدين بليق ،ط ،1دار الفقح ،بيرول.
-121مناج القربية اسسيمية :محمد هطب ،ط ،4دار الشرو ،القاهرع وبيرول.
-121الموافقال في أصتول األحكتا :أبتو إستماىيل إبتراهيم بتن موستم الشتاطبي ،دار
الفكر.
-122الموعز في أصول الفقه :ىبد ال ليل القرنشاوي وآررون ،ط ،1مصر.
-123الميراث في الشريعة اسسيمية :محمد ىلي الصابوني ،مكقبة الغزالي ،دمشق.
-124النمم اسسيمية :انور الرفاىي ،دار الفكر.
-125النمم اسسيمية :محمد ىبدهللا العربي ،مؤسسة س ل العرب ،القاهرع.
-126نما األسرع في اسسي :محمد ىقلة :مكقبة الرسالة ،ىمان.
-127نما اسسي العقيدع والعبادع :محمد المباره ،دار الفكر.
-128نما اسسي :فرال السيد فرال وكيره ،ط ،1مطبعة السعادع.
-129نما الحكم اسسيمية مقارنا ً بالنمم المعاصرع :محمود حلمي ،ط.6
-131نمتتا الحيتتاع فتتي اسستتي :أبتتو األىلتتم المتتودودي ،ط ،2دار الفكتتر اسستتيمي،
دمشق.
-131النما السياسي في اسسي :محمد أبو فارس.
-132نمرية القعس في الفقه اسسيمي :فقحي الدريني ،ط ،4مؤسسة الرسالة.
-133النمم اسسيمية :محمد ىبدهللا العربي ،معاد الدراسال اسسيمية ،القاهرع.
-134نمرية اسباحة ىند األصوليين والفقاال :محمد سي متدكور ،ط ،2دار النانتة
العربية.
-135الوعيز ألحكا األسرع :محمد سي مدكور ،دار النانة العربية ،القاهرع
-136الورثة في اسسي :أسامة هناىة ،دار الكقاب العربي ،دمشق .1988
-137وظيفة الحاكم :ىارى أبو ىيد ،ط ،1دار األرهم ،الكويت.
ثامنا :المعاجم والتراجم وكتب اللغة:
-138اسصتتابة فتتي تمييتتز الصتتحابة :ابتتن ح تتر العستتقيني ،ط ،1مطبعتتة الستتتعادع،
القاهرع.
-139القاموس الفقاي لغة واصطيحا ً :سعدي أبو عيب ،ط ،2دار الفكر ،دمشق.
-141كشاى اصطيحال الفنتون ،محمتد أىلتم بتن ىلتي القاتانوي ،منشتورال تركة
رياط ،بيرول.
294
-141لسان العرب :ابن منمور ،دار صادر ،بيرول.
صحاح :محمد بن أبي بكر الرازي ،مكقبة لبنان. -142مخقار ال ّ
-143المصباح المنير :أحمد بن ىلي المغربي الفيومي ،دار الفكر.
-144مع م لغة الفقاال :محمد هلعة عي وكيره ،دار النفائس.
-145المع م الوسيط :إبراهيم أنيس وكيره ،ط ،2م م اللغة العربية القاهرع.
-146التتنمم المستتقعذب :محمتتد ابتتن أحمتتد الركبتتي ،مطبتتوع باتتامش كقتتاب الماتتذب
السابق.
-147النااية في كريب الحدي واألثر :ابن األثير ،دار الكقب العلمية ،بيرول.
تاسعا :القانون وعلم السياسة:
-148دراسال في ىلم السياسة :لؤي بحري ،مطبعة فيق ،بغداد.
-149القتتانون الدستتتقوري والتتتنمم السياستتية :ىبتتتد الحميتتتد مقتتولي وآرتتترون ،منشتتتاع
المعارى ،اسسكندرية.
-151مباد القتانون الدستقوري والتنمم السياستية :كمتال الغتالي ،ط ،2مطبعتة عامعتة
دمشق.
-151المتتدرل إلتتم ىلتتم السياستتة :بطتترس كتتالي وحمتتود ريتتري ىيستتم ،ط ،7مكقبتتة
اسن لو المصرية ،القاهرع.
-152النمم السياسة :ثرول بدوي.
عاشرا :كتب أخرى:
-153الكقاب المقتدس (العاتد القتديم وال ديتد) دار الكقتاب المقتدس فتي العتالم العربتي،
القدس.
295