Professional Documents
Culture Documents
م.ع. الاقتصاد مح 10-12
م.ع. الاقتصاد مح 10-12
يف األص ل ال ميكن احلديث عن علم االقتص اد ب دون الغ وص يف البحث عن طبيع ة
املشكالت االقتصادية اليت يواجهها اإلنسان ,ففائدة هذا العلم وغريه من العلوم االجتماعية تكمن
يف ما يقدمه من حلول و تصورات ملختلف املعوقات اليت تعرتض األفراد يف شىت جماالت حياهتم
االجتماعي ة .أو كم ا يق ول ع امل االجتم اع الفرنس ي إميي ل دورك امي ح ول علم االجتم اع " ال
يستحق علم االجتماع ساعة واحدة من العناء ما مل حيل مشكالت اجتماعية " عبد القدر لقجع،
علم االجتماع واجملتمع يف اجلزائر ملتقى وهران .) 2002،و مثل ذلك ينطبق على علم االقتصاد
باعتباره علما اجتماعيا ميثل اإلنسان فيه العنصر اجلوهري و الفاعل االجتماعي األساسي.
املش كلة االقتص ادية هي ع دم الق درة على إش باع احلاج ات والرغب ات بس بب حمدودي ة املوارد
االحتياجات البشرية:
لك ل إنس ان حاجات ه من الس لع واخلدمات .الس لع كالغ ذاء واللب اس والس كن ،بينم ا اخلدمات
-الرغبة يف التقليد واحملاكاة .مثال :يرغب اإلنسان يف اشباع حاجاته من األشياء اليت يراها عند
غ ريه من الن اس واألمم املتقدم ة .فاالنس ان ي رغب يف اس تعمال الط ائرة للنق ل ب دال من الس يارات،
وه ذه التغ ريات يف االحتياج ات س ببها التق دم العلمي ،ال ذي ه و ولي د رغب ة االنس ان يف اإلب داع
واالكتشاف واالخرتاع.
-هناك عوامل أخرى تدخل يف حتديد االحتياجات البشرية من السلع واخلدمات وهي:
-ال دين :من ناحي ة ال دين جند أن املس لم ال يأك ل حلم اخلنزير ،وال يش رب اخلم ر ،اهلن دوس ال
ي أكلون حلم البق ر ،وبالت ايل ال دين مينعهم من طلب واس تهالك ه ذه املواد احملرم ة وقس على ذل ك
-الثقافة والتقاليد :االختالفات بني األفراد واجملتمعات يف استهالك بعض األطعمة واأللبسة ووسائل
التسلية واللهو حتكمه العادات حىت بني املناطق داخل البلد الواحد ما بالك بني الدول واألقاليم.
-املن اخ :ي ؤثر على نوعي ة احلاجات ،حيث املن اخ الب ارد يتطلب املس كن وامللبس واملأك ل املناسب
له ،وكذلك املناخ احلار ،مثال بعض اجلهات من الوطن يف اجلزائر يفرض عليها املناخ نوع املسكن
كس كان الص حراء ،أو ن وع من األطعم ة ك الثمر يف الص حراء واحلوت عن د س كان الس واحل
وهكذا.
لكن التقدم التقين واحلضاري(العوملة) أستطاع أن يقرب بني البلدان والقارات ،يف نوعية أذواقهم
وأطعمتهم ،وقل ل يف االختالف ات بينهم .فأص بح س كان ال دول الفق رية والنامي ة هلم نفس وس ائل
-السؤال الذي نطرحه :هل يستطيع االنسان أن يشبع مجيع حاجياته من السلع واخلدمات مهما
تنوعت وتعددت ،مثل ما حيصل مع األوكسيجني يف اهلواء؟ فهل تكون هناك مشكلة اقتصادية يف
هذه احلالة؟
اجلواب :إذا استطاع اآلنسان أن يشبع مجيع حاجياته فاملشكلة االقتصادية ستنتهي حتما .وتصبح
أي س لعة أو خدم ة يطلبه ا االنس ان ح رة(أي ب دون مثن) مث ل األوكس جني املت وفر يف اهلواء يف أي
كالطاقة) هي نادرة ،حبيث مل حيدث أن توافرت ألي جمتمع هذه العناصر بصفة مطلقة تسمح له
-تقوم الدولة بتوجيه املوارد االقتصادية وتعبئتها حنو االستخدامات املختلفة ،وتقوم بتنميتها,
-يق وم جه از التخطي ط بوض ع اس رتاتيجيات مس بقة واق رتاح سياس ات تنموي ة عن طري ق ق رارات
مركزية.
-يقوم هذا اجلهاز بتحديد نوع السلع واخلدمات الشباع رغبات املستهلكني ،وينظم عملية اإلنتاج
-يقوم برسم اخلطط القصرية واملتوسطة والطويلة األجل اليت هتدف إىل ضمان النمو االقتصادي
للمجتمع.
-يهدف إىل حتقيق العدالة االجتماعية ،مبعىن عدالة توزيع الدخول والثروات على أفراد املمجتمع.
-وحنكم على جناح أو فشل جهاز التخطيط من خالل النتائج اليت حيققها .
النظام اإلسالمي:
يستمد هذا النظام مبادئه من أحكام القرآن الكرمي والسنوية النبوية الشريفة .يقوم هذا النظام على
املع امالت االقتص ادية الش رعية بعي دا عن املع امالت الربوي ة ،حيرم التب ذير والرش وة والغش
واالتكالي ة ،يش جع احلري ة االقتص ادية يف ح دود الش رع ،ويقيم جه د األف راد الع املني بعدال ة ،
مل يتف ق علم اء الش ريعة على بعض القض ايا االقتص ادية ،مثلم ا اتف ق على حترمي الرب ا ،ووج وب
غ ري كافي ة إلش باع احلاج ات االقتص ادية ،وه ذا األم ر خمالف للعقي دة االس المية ،ألن اهلل س بحانه
وتعاىل تكفل بالرزق .لقوله تعاىل" وما من دابة يف األرض إال على اهلل رزقها" هود ،40-وهناك
من اآليات اليت تبطل مشكل الندرة مثل":واألرض ممدناها وألقينا فيها رواسي وأنبتنا فيها من كل
شيء موزون"احلجر.21-19
وبناءا على هذا األصل يف االقتصاد ،هو الوفرة ،والسبب يف املشكلة االقتصادية هو االنسان نفسه
بس لوكه الس ليب ،وع دم اس تغالله للم وارد الطبيعي ة .امتت اال لقول ه تع اىل" وإن تع دو نعم ة اهلل ال
أو بظلم أخي ه اإلنس ان لس وء التوزي ع ،حيث تص بح املش كلة يف الغ ين غ ري املرش د ،والفق ري غ ري
ب-الرأي الثاين :االعرتاف بوجود الندرة النسبية لكن هذا ال يعين اإلقرار بعدم كفاية املوارد ،فقد
تكفي وقد ال تكفي ،لكنها حمدودة ،فاحلصول على املوارد يتطلب العمل(اجلهد) .الدنيا دار الندرة
واجلنة دار الوفرة .ألن الدنيا حمل تصارع وازدحام ،وهي جمال اختبار وابتالء .واحلكمة اإلهلية من
ولتأكيد هذه الندرة يقول تعاىل" ولو بسط اهلل الرزق لعباده لبغوا يف األرض ولكن ينزل بقدر ما
الصابرين" البقرة.155-
فلو كانت اخلريات متوفرة ومتاحة للجميع ،سيفقد النشاط االقتصادي قيمته ،ولكن بوجود الندرة
ج-ال رأي الث الث :ي رى أن توزي ع ال ثروة(الن اتج الق ومي) ه و س بب املش كلة االقتص ادية يف مجي ع
د-ال رأي الراب ع :ي رى أن ه جيب التفرق ة بني احلاج ات األساس ية واحلاج ات الكمالي ة ،فالن درة غ ري
المراجع
-محمد بشير علية ,القاموس االقتصادي ,المؤسسة العربية للدراسات و النشر ,بيروت ط.1985 .1
-دويدار محمد ,مبادئ االقتصاد السياسي ,الشركة الوطنية للنشر والتوزيع ,الجزائر.1981,
-ماركس كارل ,رأس المال-نقد االقتصاد السياسي,ج,1ترجمة محمد عيساني ,مكتبة المعارف,بيروت.1982
-جوزيــف الجــوجي ,المــذاهب االقتصــادية ,ترجمــة ممــدوح حقي ,منشــورات عويــدات ,بــيروت ,بــاريس ,ط. 2
.1984
-فتح اهلل ولعلو ,االقتصاد السياسي,مدخل للدراسات االقتصادية ,دار النشر المغربية ,الدر البيضاء .د/ت.
-أحمد هني ,كنز ,النظرية العامة في االقتصاد ,ترجمة نهاد رضا ,موفم للنشر وحدة الرغاية ,الجزائر .1991
-عبد العاطي السيد ,محمد أحمد بيومي ,علم االجتماع االقتصادي ,دار المعرفة الجامعية .األسكندرية .
-عبد اهلل محمد عبد المومن ,علم االجتماع االقتصادي –النشأة و التطور .دار المعرفة الجامعية .األسكندرية .
-حسين عبد الحميد أحمد رشوان .االقتصاد و المجتمع .المكتب الجامعي الحديث.األسكندرية .2002
-محمود الخالدي ،مفهوم االقتصاد في اإلسالم ،مكتبة الرسالة الجديدة ،شركة الشهاب ،الجزائر.1988،
-محمود يونس محمد ،عبد النعيم محمد مبارك ،أساسيات علم االقتصاد ،الدار الجامعية ،األسكندرية.1985 ،
-عمرو محي الدين ،عبد الرحمن يسرى أحمد ،مبادئ علم االقتصاد ،دار النهضة العربية ،بيروت.1974 ،
-كامل بكري ،أحمد مندور ،علم االقتصاد ،الدار الجامعية ،األسكندرية.1989 ،